ما الخطبُ يا بْنَيْ أحمدا .. بالحُزنِ كلٌّ قد غدا
دمعٌ فما يُبكِيكُما .. وحسرةٌ تُشجي العِدا
يا أيُّها الزاكي الذي .. سمّاهُ طه سيّدا
ويا أبِيَّ الضيمِ يا .. حُسينُ قُولا ما بَدا
لمَّا .. هَمَّا .. أنْ يَنطِقا ناحا
مالا .. قالا .. بل بالأسى صاحا
إنّا .. كِدنا .. نَغيبُ أرواحا
نَنعَى .. دَمعا .. نُورًا ومِصباحا
أليسَ أُمُّنا مَضَت .. خيرُ النساءِ فاطمةْ
ماتت فأضحَت دارُنا .. بعدَ سناها قاتمةْ
كُنَّا أردناها لنا .. تقومُ وهيَ سالمة
لكنَّها يا بُؤسَنا .. قد فارقَتنا كاظمة
جِئنا .. قُلنا .. يا أُمَّنا مَهلا
رُدّي .. مُدّي .. مِنكِ لَنا ظِلا
إنّا .. ضِقْنا .. يا أمَّنا ثُكلا
قُومي .. ضُمٍّي .. أشَدَّنا ثِقلا
تَمَنَّينا نراها .. تَعافَى مِن عَناها
لنَحيى في ذَراها .. ويُحيِينا نَداها
ولكنْ مَن بَراها .. لهُ أدنى لِقاها
إذِ اختارت أباها .. رسولَ اللهِ طه
فكم قاسَت بلاءً مِن أعاديها
مَنِ اجْتابُوا قميصَ الدينِ تَموِيها
ولم يَرعَوا وصايا المُصطفى فيها
ولا الآياتِ تطهيرًا وتنزيها
أَتَوا بالنارِ دارا .. لها شَعّت مَنارا
وفاقت أن تُجارى .. عُلُوًّا واقتدارا
وقد نادَوا جِهارا .. ولم يَخشَوا شَنارا
سنُوري الدارَ نارا .. ولن نُبقي الصغارا
أرادُوا بيعةً تُبقي لَهم مُلكا
ولكن أصبحوا مِن بَعدِها هَلكَى
فإنَّ الصِدقَ يومًا لم يَكُن إفكا
وليس الدينُ دينًا إن يَنَلْ شِركا
رَغمَ ما فيها .. مِن مآسيها .. برسولِ العالمينا
وَقفَت سَدّا .. دونَ مَن شَدّا .. قاصدًا بيتَ أبِينا
وَبكَيناها .. إذ رأيناها .. دُونَنا تُخفي الأنينا
مَن أصابُوها .. ما أرادُوها .. بينهُم تبقَى سِنينا
٨ يناير ٢٠٢٠ م