الحلقة الخامسة
اغتيال الشيخ عبد الله المدني
كرة النار المتدحرجة منذ ثلاثة عقود
باء حادث الاغتيال البشع بإدانة المسئولين في الدولة وجميع القوى الوطنية والسياسية في البحرين واستنكارها بالإجماع (عدا بعض تشكيلات اليسار وسنبين ذلك)، ولم تتخلف جهة ولا تيار عن الإدانة وإعلان موقفه الصريح من الحادث الذي روع البحرينيين حتى التيارات اليسارية التي ناصبت الشيخ عبد الله المدني العداء طوال حياته واتهمت بعد ذلك بقتله سارعت هي الأخرى بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار والشجب (وللشيخ سليمان المدني تعليق على ذلك سوف نذكره لاحقا)، ولعل مصرع المدني هو الحادث الوحيد الذي وحد كل الخصوم حول قضية واحدة طوال العقود الثلاثة المنصرمة.
وقد اهتم الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بالحادث وزار جدحفص والتقى الأهالي هناك مؤكدا أن أجهزة الأمن تبذل قصارى جهدها لضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة، كما زار جدحفص رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد آنذاك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والتقوا أفراد من عائلة المدني، وعقد اجتماع مستعجل للمجلس في الرفاع بعد استقبال سمو الأمير وفدا من أهالي جدحفص. وقد عرض الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة نتائج التحقيق في قضية مصرع المدني على اجتماع مجلس الوزراء.
وقد استنكر علماء الدين في البحرين الحادث، كما استنكره رؤساء تحرير الصحف المحلية والصحفيون والكتاب والمثقفون وكل شرائح الشعب:
محمود المردي:
القتلة لجأوا إلى أسلوب الحيوانات المفترسة
وكتب الأستاذ محمود المردي مؤسس جريدتي الأضواء وأخبار الخليج تحت عنوان (دمعة) : ” إذن لقد مات عبد الله المدني .. مات الزميل التقي الورع المسالم، الوديع، الذي كنا نضرب المثل بهدوئه ودماثة خلقه وصلابة عقيدته، وتعففه عن لغو الحديث، وترفعه عن ترف الحياة، ومتاع الدنيا سعيا وحبا في متاع الآخرة، ولمتاع الآخرة خير وأبقى .. اغتالته يد الشر والإثم، وغدرت به قوى البغي والعدوان، استلت منه أنفاس الحياة الوديعة الآمنة التي كان يعيشها، أيدي عصابة مجرمة غاشمة، عجزت أن تنال من صلابة عقيدته، ومتانة تمسكه بمبدئه، فلجأت إلى أسلوب الحيوانات المفترسة.. أسلوب شريعة الغاب، فاغتالته بأبشع ما يمكن أن يلجأ إليه القتلة العتاة من عنف وضراوة … “.
علي سيار: أكبر من الحزن
وجاءت افتتاحية الأستاذ علي سيار في صدى الأسبوع تحت عنوان (أكبر من الحزن) ومما جاء فيها :”……. لأول مرة في تاريخ الخليج كله – وليس البحرين- يستدرج صحفي خارج بيته وهو يحزم حقائبه استعدادا للسفر إلى أرض الرسول .. ثم لتحفر السكاكين جسمه بينما يداه مغلولتان .. وبينما جسده عار إلا من الجلد ..! لقد كان لقاء قاسيا مع الموت … كان لقاء بدون موعد … ولهذا كانت فجيعتنا كبيرة .. كبيرة كجبل الدخان الموحش الحزين” ويقول في هذا المقال أيضا: ” لكن يعزينا أنه واجه الموت بذات القدر من الشجاعة التي كان يواجه بها الحقيقة عندما كان جسدا نابضا بالحياة” وختم بالقول: ” لن نتعب من الوقوف على أرجلنا حتى يطلع علينا غدا من بين أغصان النخيل العطشى أومن وراء الأفق الحزين فتى آخر يحمل المشعل من بعدك ليضيء الطريق لبحرين الغد .. بحرين الحب والتسامح … وليزرع الأرض أملا أخضر وزهرة ندية طرية”.
خليفة قاسم:
يد آثمة امتدت في الظلام لاغتيال المدني
وقال الأستاذ خليفة حسن قاسم في جريدة أخبار الخليج : ” …. أي يد آثمة امتدت في الظلام لاغتيال هذا الرجل؟ بل أي عقل وأي قلب لذلك الإثم المجرم الذي طعن الصفاء والمودة ودماثة الخلق في شخص المغدور به؟ ” وجاء في مقاله ” … إن إنسانا كعبد الله لا يمكن أن يكون له عدو على وجه البسيطة أبدا، لأنه كما عهدناه كان صديقا للجميع، مخلصا مع الجميع، محبا حتى للذين يخالفونه الرأي …….فكان يدفع الحجة بالحجة، ويأتي لكل سؤال بجواب، ولكل مسألة بحل، دون أن يحرج الطرف الآخر الذي يعارضه، ودون أن يسمعه ما يكره، حتى أنني لأعجب أن يولد مثل هذا الرجل في زمان كزماننا هذا . فكيف حدث له ما حدث؟ ولم هو بالذات؟ هل لأنه كان صديقا للجميع إلا الشيطان؟ أظن ذلك .. وأظن أن الشيطان نادم على هذه الفعلة الآن”.
محمد العزب موسى:
الجريمة لا سابقة لها في تاريخ البحرين
وكتب الصحفي محمد العزب موسى : ” العجب كل العجب أن يلقى هذا الرجل المؤمن المسالم الوديع هذه الميتة العنيفة التي هي أبعد ما تكون تصورا بالنسبة له. ولكنها مرتبة شهادة ينالها عبد الله المدني .. شهادة كتبت له بعد أن تعشى ونام بين أطفاله الصغار على أمل أن يتوجه في اليوم التالي لحج بيت الله .. فيالها من مرتبة عليا ينالها عند الله. أما تلك الجريمة النكراء – والتي لا سابقة لها في تاريخ هذا البلد الوادع الأمين- فلن تمر دون عقاب رادع يزلزل قلوب المجرمين ويعيد الأمن والثقة إلى النفوس ….” .
رئيس نادي السنابس:
شريعة الغاب في قتل المدني
وقد استنكر رؤساء وأعضاء النوادي الثقافية والرياضية والجمعيات في البحرين الجريمة النكراء في بيانات مكتوبة أو في مقالات أو إعلانات نشرت في الصحف، ومنها على سبيل المثال ما كتبه رئيس نادي السنابس الثقافي والرياضي في الصحافة المحلية تحت عنوان: (شريعة الغاب في قتل المدني) معتبرا فيه مصرع المدني عملا لا إنساني شرس أقدمت عليه ونفذته نفوس شرسة متوحشة تشربت سموم الفكر المنحرف .. وتأثرت بما تمليه عليها شريعة الغاب …. “، وهكذا فقد جاء بيان مماثل لرئيس وأعضاء نادي المالكية الثقافي والرياضي تحت عنوان: (أيد غاشمة اغتالت المدني) ، وإعلان لنادي دار كليب الثقافي والرياضي يعزي أسرة المدني.وقد نعت جمعية التوعية الإسلامية الفقيد في الصحافة المحلية قائلة: لقد هز جمعية التوعية الإسلامية بجميع أعضائها نبأ الفاجعة الأليمة باستشهاد المرحوم الأستاذ عبد الله الشيخ محمد علي المدني الذي اغتالته الأيدي الآثمة فراح ضحية العقيدة الإسلامية الخالدة.
الشيخ عبدالأمير الجمري:
يد الخيانة والإلحاد امتدت للمدني وبضعته بسكاكينها الجبانة في الظلام
وقد أقيمت مراسم الفاتحة على روحه بمدرسة الشيخ داوود بن شافيز في جدحفص وبعد انتهائها أقيمت الفاتحة في كل أنحاء البحرين، ومنها الحفل التأبيني الذي أقامه الصندوق الحسيني الاجتماعي في مأتم القصاب بالمنامة بحضور فضيلة الشيخ سليمان المدني، وكان أبرز المتحدثين في ذلك الحفل فضيلة الشيخ عبد الأمير منصور الجمري الذي ألقى كلمته باكيا ومما جاء فيها: إن شهيدنا العظيم قد كتب بدمه الزكي الطاهر صفحة من صفحات شهداء المبدأ والعقيدة، وقدم صورة صادقة حية للإنسان الرسالي الصامد الذي يرى الحياة هي العقيدة والعقيدة هي الحياة.
وتكلم الشيخ الجمري عن علاقته بالشهيد أيام كانا زميلين وصديقين في كلية الفقه في النجف الأشرف وفي المجلس الوطني السابق وقال: عرفته مؤمنا إيجابيا، نقي السلوك، هادئ النفس، طاهر الضمير كثير الطموح، وطنيا صادقا، مسلما عقائديا، مخلصا لمبادئه، جم الآداب عالي الأخلاق، كثير التواضع.. وإن فقده لخسارة عامة وفادحة جدا للدين، للشعب، للوطن.. ثم أنشد يقول:
فـلئــن بـكيـنــاه يـحــق لنـا أو لا ففي سعة من العذر
فلمثله جرت الدموع أسى ولمثله جمدت فلا تجري
ثم حيى الشيخ الجمري النفس الصامدة الصلبة والتضحية من أجل الحق والمصرع الحر الكريم في سبيل القيم والكرامة والشرف والرسالة الخالدة، مكبرا تلك الرسالة التي استشهد من أجلها عبد الله المدني والغاية التي من أجلها مات، ذاكرا أن هذا القلب الكبير آثر أن يتمزق بسكاكين الغدر من أجل رسالة الله، وتلذذت نفس المدني بالإزهاق في سبيل الله، وذاق جسده أقسى أنواع التعذيب على حساب تلك الرسالة.
ثم يقول: إيه يا رسالة الله حدثيني كيف سالت تلك الدماء الطاهرة البريئة على الرمال؟ وكيف مثلت أيدي الجبناء الخاسئين بذلك الجسد الغض الرقيق؟ ثم يستنطق جحافل الحجاج: ألم يكن الشهيد قد قرر السفر بكل شوق وحرارة؟ ماذا حدث؟ أبهذه اللغة تردين علي فتقولين: إن يد الخيانة والإلحاد قد امتدت إليه في ظلام الليل وفي صورة وحشية رهيبة وبضعته بسكاكينها الجبانة؟
وأضاف الشيخ الجمري: لقد استشهد المدني رحمه الله ليرسم بكل قطرة من دمه الزكي تاريخا شامخا عملاقا، واستشهد ليرسم بكل نفس من أنفاسه وبكل دفقة من نضاله الديني والوطني وجودا حيا من التألق والإشعاع، وليرسم بمبادئه الحية النابضة التي مات من أجلها دنيا زاخرة بالعطاء والذكر الخالد .. مات المدني شهيد الكلمة الدينية الصلبة، وشهيد الشرف والنبل حيث هوى صريعا بسكاكين طائشة محمومة من أكف أيد حاقدة حقيرة لوثها العار وحركتها الجريمة والمبادئ الإلحادية النتنة.
وتساءل الجمري مستنكرا: أي نفوس تلك التي ترنحت في أعماقها سكرة اللؤم؟ أي نفوس تلك التي حركها عفن الحقد الدنيء؟ أي نفوس تلك التي أعتمها عمه الظلام والإلحاد؟ أي نفوس تلك التي تمرغت في وحل الجريمة..الجريمة التي خطت حروفها النكراء أفراد قذرة ممسوخة؟
الشيخ عيسى قاسم:
الفئات التي تعمل لصالح المعسكرات الإلحادية
تمثل خطورة على فكر الأمة ومصالحها
هذا وقد أقيم احتفال تأبيني كبير للشهيد الشيخ عبد الله المدني بمناسبة الأربعين في جامع جدحفص احتوى على كلمات وقصائد للعديد من الشخصيات في مقدمتهم الشيخ سليمان المدني والشيخ عيسى أحمد قاسم والشيخ عبد الأمير منصور الجمري والشيخ عباس أحمد الريس وحضر الحفل جمع غفير من العلماء من البحرين وخارجها وكذلك جموع كبيرة من المواطنين والمسئولين في الدولة، وبدأ حفل التأبين بكلمة ألقاها فضيلة الشيخ عيسى قاسم قال فيها: أبا حسن مضيت سعيدا إذ ذهبت شهيدا خالدا في الخالدين، وإنا لنطمئن إلى مصيرك اطمئنان المؤمن الموقن لمصير المؤمن المجاهد، وهو أول مفارقة بين صريع الحق وصريع الباطل، وقد دعا الشيخ عيسى قاسم إلى خوض المعركة بسلاح الفكر، ووصف الاعتداء الغاشم بأنه يمثل بادرة خطيرة في تاريخ البحرين ويمثل جرأة على الله والدين، مبينا أن القوى المعادية للدين بلغت حد انتهاك الأرواح، عندما واجهت شخصا عصيا عليها، مؤكدا أن الذي يراد القضاء عليه هو الإسلام، محذرا من الأعمال التآمرية على قيم هذا البلد، وعلى فكره، وأصالته الحضارية، ومستقبله من قبل الجبهات المعادية للدين والتي تريد تنفيذ جرائمها في أوقات منتظمة محددة، وقد أعطت قناعة جماهيرية بأن المبادئ الواردة والفئات التي تعمل لصالح المعسكرات الإلحادية الاستعمارية تمثل خطورة على فكر الأمة ودينها وصالحها العام الدنيوي والأخروي، وأن هؤلاء وهم في مركز الضعف لا يعرفون غير الإرهاب والاعتداء ولغة الدم والأشلاء.
كما حذر الشيخ عيسى من يوم يكون فيه هؤلاء الملحدون أقوياء وتكون الأمور بيدهم، مؤكدا أن النتيجة سوف تكون مزيدا من سفك الدماء، وهدر الحقوق، ومزيدا من الاعتداءات وتعليق الرؤوس.
وقرر أن “اغتيال بطل من أبطالنا” كانت نتائجه مضرة للاتجاه السياسي الذي سجل على نفسه الغباء والهزال الفكري، هذه النتيجة هي ما تضمنتها جريمتهم النكراء من شهادة صارخة منهم أن الفكر الإسلامي لا يمكن أن يقاوم بفكر آخر، وأن اللسان الرسالي الإسلامي لا يمكن أن يطاوله لسان.
الشيخ سليمان المدني:
الشيوعيون لا يجدون وسيلة إلا الإرهاب
وكان ختام التأبين كلمة لفضيلة الشيخ سليمان المدني أعرب فيها عن عدم استغرابه لقيام الشيوعيين بقتل أخيه، وقال: “لقد أبصرت بعيني من فظائع الشيوعيين في غير هذه البلد أن أفنوا قرى بكاملها .. أنا أيها الإخوة .. أنا يا أخي عبد الله قد شهدت مذبحة كركوك في العراق، ورأيت الأطفال مبقرة بطونها، ورأيت الحوامل وقد شققت أرحامها ورأيت الرجال وقد قطعت رؤسها .. أنا يا أخي يا عبد الله لا أعجب أن يقتلك الشيوعيون، فالشيوعيون لا يجدون وسيلة إلا الإرهاب”… “أنا يا أخي يا عبد الله لقد شهدت مجزرة الموصل ورأيت ما فعل الشيوعيون فيها “.
وتحدى الشيخ سليمان المدني كل من أخذ من فلسفة الشيوعيين وإن لم يكن شيوعيا أن يقنع الشعب الذي يعيش فيه عن طريق غير طريق الإكراه، وتحدى حكام روسيا أن يرفعوا الإكراه عن شعوبهم، كما تحدى جواسيس الاتحاد السوفييتي في البحرين وفي كل بلاد الإسلام أن تعلن دولتهم هناك بأنها تطلق الحرية للناس فيما يختارون وفيما يقرءون وفيما يتعلمون، وكررتحديه لجواسيس الاتحاد السوفييتي والصين في البحرين وفي كل بلدان المسلمين أن تفتح دولتهم أبوابها على الثقافة والفكر ليد إليها من كل مكان ثم لترينا تقبل تلك الشعوب لهذه الفكرة ولهذه العقيدة والمبد.
وقد عاهد الشيخ سليمان المدني الله والجماهير المؤمنة أن يسير على ذات درب الشهيد وعلى نفس الخط وفي نفس الطريق كما يصمم المؤمنون أن يسيروا غير مبال بأي تضحية يبذلها.
وقال الشيخ سليمان المدني: “لقد كنا نحاول جهدنا أنا وأنت وغيرنا من المؤمنين أن نكشف هؤلاء المارقين لشعب البحرين، غير أن الدعايات المضللة كانت تحول دون ذلك فاستطعت وحدك أنت أن تعريهم مما يلبسون على الناس “
وتساءل الشيخ سليمان .. كانوا ينادون بالديمقراطية وأنهم يطلبون الحرية الفكرية فإذا كانوا صادقين فلماذا لم يردوا عليك بالقول؟ ولماذا لجأوا إلى السيف؟
وكرر عدم استغرابه من “أن يكون الملحدون وهم شر من المشركين من أشد من يتمسك بالإرهاب وممن يفرح للفتك بالناس”. وقال: “منذ الأيام القديمة ما لجأ الملحدون والمشركون إلا إلى السيف……. وعندما جاء الإسلام في مكة وعجز المشركون عن مقاومة حجته، إنما لجأوا إلى السيف والضغط والتهديد وإلى القتل والتعذيب في المسلمين الأوائل”.
“الشعبية” و “التحرير” :
المدني يرأس مجلة رجعية تهلل للمشاريع الامبريالية
ثمة صوت واحد كان نشازا وكان خارجا على الإجماع الوطني هو صوت اليسار البحريني المتمثل في جبهتين هما: جبهة التحرير الوطني البحراني، والجبهة الشعبية في البحرين فقد أصدرتا بيانا مشتركا في شهر ديسمبر 1976 نفت مسئوليتهما عن اغتيال الشيخ عبد الله المدني، غير أن البيان أخذ يبث سمومه ويتهم المدني في وطنيته ولما تجف دماؤه التي رووا بها أرض سار بعد ولم يثنهم موقف أبناء الشعب في صف الشهيد وقضيته، بل واصلوا زيفهم وتضليلهم، كما يتهم البيان مجلة المواقف بالرجعية وبأنها مسخرة لمهاجمة الحركة الوطنية وبالتهليل للمشاريع الامبريالية في المنطقة، واتهموا المخابرات البحرينية بجريمة القتل، وتعهدوا بـ” كشف الأصابع الخفية التي حاكت هذه العملية” ، وقرر البيان أن ” المخطط الجديد للامبريالية والرجعية في المنطقة هو استخدام الأفكار والمشاعر الدينية والتقاليد البالية وعلى نطاق واسع ستارا لمكافحة الحركة الوطنية”.
وعن نفي الجبهتين أية مسئولية لهما عن اغتيال المدني كتب الشيخ سليمان المدني مقالا في مجلة المواقف تحت عنوان: (قضيتك يا أخي هي قضية الشهداء) جاء فيه: ” ……. وإذا كان الحزب الذي أغرى بقتلك ودفع أتباعه إلى التنكيل بك قد تبرأ من تبعة أوليائه، وأعلن عن عدم رضاه بما قاموا به من تنفيذ أوامره بسبب ما لحق بفاتكيك من الصغار بين الناس، فلسوف يتبرءون منهم كرة أخرى يوم يقوم الأشهاد لرب العالمين. (لهم الخزي في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) صدق الله العظيم. “.