توشيحات رثاء في تشييع الجثمان الطاهر لسماحة العلامة الشيخ سليمان المدني تغمده الله بواسع رحمته
المقطع الاول
أأدمعي أم شظايا القلب أذريها
وآهاتي أم بقايا الروح ألقيها
لم يبق خطبك من عقل ولا جلدٍ
فمن لأيتامك الثكلى يسليها
ومن لدين الهدى من بعد حافظه
ومن لجمعتك النوراء يحييها
غادرتنا دون توديع لتسلمنا
لنار حزن من الأفواه نبديها
نكاد لولا التأسي أن نموت أسىً
فأي جدوى حياة لا ترى فيها
المقطع الثاني
ساروا بنعشك محمولاً فواعجبى
أذاك عرش سليمان به ساروا
ام ذاك "ثهلان" والأعناق تحمله
أم إنه الشمس والأكفان أنوار
ما خلت يوما أراه ليتها عميت
من قبل يومك يا مولاي أبصار
لا تحملوه على الأعواد واتخذوا
أضلاعنا عوضاً ولترع أسرار
مهلا قفوا برهة نقضي لبناتنا
ما أصعب البين مالم تقض أوطار
المقطع الثالث
أيها الناعي ملا فاك التراب لا تقل لي بدرنا الساطع غاب
كيف تنعاه فتنعى حلمنا وتحيل الأمل الضافي سراب
ليت في آذاننا وقرأ ولم نستمع منك لذياك الخطاب
ليته كان نعانا دونه فبلاه العيش سجن وعذاب
ايها الناعي أبا طاهر لا تنعه..وانع إلى الدين الكتاب
المقطع الرابع
عليك اليوم تشتعل القلوب شموعاً في ثراك أسى تذوب
أترحل بغتةً عنا ولما يطب جرح وأنت لنا طبيب
فديتك راحلاً ما ودعته بنوه فكاد يقتلها النحيب
فديتك حافظاً للشرع أمسى بعيدك وهو مفجوع كئيب
فديتك هادياً ما كان أجلى هذايته إذا احتدم الخطوب
مضيت بعين ربك يا رجانا وخلفت الأسى فينا يجوب
إذا ما غاب بدر السعد عنا فليل الحزن ممتد مريب
المقطع الخامس
قم فحدث يا شيخ فينا ملياً أطرق الجمع منصتين امتثالا
قم فعشاقك الظماء حيارى ملها الصبر فاستحال خبالا
أيها العبقري قولاً وفعلاً مالك اليوم لا تحير مقالا
قلت لما رأيت نعشك يعلو فوق موج من الرقاب اختيالا
"ذي المعالي فليعلون من تعالى هكذا هكذا وإلا فلا لا"
القصيدة للشاعر: الأستاذ أحمد جعفر السعيد