دمعي لفقدكَ ساكبٌ نثّارُ

دمعي لفقدكَ ساكبٌ نثّارُ****مذْ أوحشتْ منكَ الرُّبى والدارُ 
ومذْ إرتحلت إلى الجنانِ مبارَكاً****شبّتْ بقلبيَ والجوانح نارُ
وأسِفتُ أنّكَ نائِيٌ لمْ تكتحلْ****مِنْ نُورِ وجهِكَ تِلكُمُ الأبصارُ 
*****
فقضيتَ والحسراتُ مِلئُ قُلوبِنا****ورحلتَ مِلئُ فوادِكم أسرارُ
كنّا نعدُّ إلى رُجوعكَ سالماً****وإذا بفقدِكَ شاعتِ الأخبارُ 
صعِقَ الجميعُ وحقُّهم أن يُصعقوا****أولمْ تطِشْ بمصابِكُمْ أفكارُ! 
*****
وكأنّ ناعِيْكُم أهاجَ بنعيِهِ****ذِكرى (الحُسينِ) إذِ الصدَى تِكرارُ
يا أهلَ (جِدْحَفصَ) لا مُقامَ لكمْ بِِها****رحلَ العِمادُ فأدمُعي مِدْرارُ
لا ترقُبوا مِنْ بعد موتِ سِنادِكمْ****إلا جبالَ الغمِّ لا تنهارُ 
*****
والأُفْقُ مُسودٌّ لموت عزيزِكم****واللّيلُ داجٍ قد جفاهُ نهارُ 
قدْ أزمعَ (المَدنِيُّ) أنْ يسعى إلى****دارِ الخُلودِ تزُفُّه الأزهارُ
هلْ يا تُرى نرجوا تعودُ لحيِّنا****هيهاتَ حالتْ بيننا الأقدارُ! 
*****
لا ينقضي أسفي عليكَ وإنّما****يذكو لأنّك بحرُنا الزّخارُ 
أحييتَ شرعة (أحمدٍ) وجهادَهُ ****والحقُّ إنّكَ فارسٌ مغوارُ
ووقفتَ وحدكَ والخطوبُ جسيمةٌ****بل لم يرُعْكَ الجحفلُ الجرّارُ 
*****
وعزيمةٌ لم تنثنِ يومَ الوغى****كالليثِ أنتَ الباطِشُ الزئارُ 
ورفعتَ صوتَكَ داعياً ومُجاهداً****لم تتّقِ ما بيّتَ الأشرارُ 
وكسرتَ شوكةَ كلِّ منْ قصدَ الهُدى****بالسُّوءِ حتى إستيأسَ الكفّارُ 
*****
أتُرى تطيبُ لنا الحياةُ بفقدِكم****كلا ولمّا تنقضِ الأوطارُ
أتُرى يجودُ لنا الزمانُ بمثلِكم****كلا وإن طالتْ بنا الأعمارُ 
كلا وكلا ألفُ كلا إنّنا&&&منْ بعدِكم ضاقتْ بنا الأمصارُ 
*****
ولنا العزاءُ بنجلِكم منْ بعدكم ****وعلى العِدى إنّا لهُ أنصارُ 
مادامَ ينْهجُ فكرَكم وصِراطَكمْ****لا يبتغي حِولاً فنحنُ شِعارُ 
ودعاؤُنا يا ربِّ فارحمْ (شيخَنا)****ما جنّ ليلٌ أو تلاهُ نهارُ 

الشيخ مهدي البلادي