الأحباء يسألونك


راحلٌ ؟ .. آهِ ما أشقّ الرحيلا      قِفْ يُودِّعْكَ ناظري .. قفْ قليلا
كيْفَ تنأى؟ أيغتدي \" الملتقى المأمولُ \" حُلماً وخاطِراً مُستحِـيلا ؟
غربَتيـْن اغتربتَ ، لكنّما الأخـرى ستبقى هـِيَ المَدَى المُستطيــــلا
  كُنتُ أرجو لقياكَ ، لمْ أنتظرْ حيناً مِنَ المَوْتِ بَيننا أنْ يَحُولا
هذه \" جدّ حفص \" تبكي ، وليلُ الحزن يُرخِي على حِماها سُدُولا
هكذا .. قدْ مضيت عنها عَجُولا ؟!   أوَحقاً أزمَعْتَ أنْ لا قفولا ؟ّّ!
خرَجَتْ للقاءِ ـ إذ عُدتَ ـ شيباً وشباباً وصبية و كهُولا
عُدتَ ، لكنْ لا مثـلما تشتهي الرُّوحُ : مُـسجّـى مُكفناً مَحْمُولا
يُـتِـمُوا حينما فقِدتَ، وقدْ كنتَ أبـاً راحِماَ ، كفيلاً  ، مُعِـيلا
مَن يُعَزّي الثـكولَ فيكَ وكلٌ     صار في فقدِكَ المُعَزّى الثكولا ؟
هلْ ترى يَستطيعُ أنْ يَمنعَ الأحْبابُ \" دَمْعَ الوفاءِ \" مِنْ أنْ يَسيلا ؟
فإذا كانَ للشروق أفولٌ        أفلا يُعقِبُ الشروقُ الأفولا ؟
فأجبنِي ـ  كما عَهدتكَ  ـ إذ كنتَ مُجيباً متى تكنْ مَسؤولا
أنتَ ما متّ ، قدْ تموتُ تراباً     ثمّ تبقى فِكراً وذِكراً نبيلا
إنما الموتُ للذي أنكرَ اللهَ ولمْ يــتـبـع النـبيَّ الرسـولا
كنت تدعو لآل طـــه ، ومَنْ كانَ لَهُمْ داعياً فلا لنْ يزولا....
فاسْترحْ أيها المُعنى طويلا      وتـفيأ \" هناك َ\" ظِلاً ظليلا
وارْو رُوْحَاً ظمْأى وبُـلّ الغليلا    وترَشفْهُ كوْثراً سَلسَبيلا
إنما هَـذهِ الحياةُ هَجـيْـرٌ           ولَدارُ الجـنان خيْرٌ مَقيلا
وَعَلى ما قضَى الإلهُ وما قدّرهُ للعبادِ ..... صَبراً جَمِيلا
كلُ مَنْ في الوجودِ يَـفنى ، ويبقى \" إنه كانَ وَعْدُهُ مَفعُولا \"
وَمِنَِ المؤمِنينَ مَنْ عاهدَ اللهَ على صدقِـهِ قـؤولاً فعُـولا
وقضَى نحْبَهُ ، ولمْ يكُ ممّنْ    بدلوا شِرْعة الهُدَى تبديلا

*****************

يا غريباً ما اسْتوحَشَ الدرْبَ دَرْبَ الحَق إذ قلّ سالِكوهُ دُخولا
وتـقـدّمتَ فيه تـنتجعُ \" الـنـورَ \"  لِطـلابهِ .... فكنتَ الدليـلا
أينَ يَسْخو بمِثلِكَ الدهرُ يوماً    وبشرْواكَ كانَ دوْماً بَخيلا ؟ :
عالِمٌ عاملٌ ، ورأيٌ جريءٌ     وثباتٌ صلبٌ ، وتهدي السبيلا
ما تهيبتَ .. إذ تقحّمْتَ \" دَربَ الشوكِ \" لا عاذلاً ولا ضلّيلا
أسَـفـاً ... لم يزلْ يُسددُ أقـوامٌ ـ لجَهْل مِنهُمْ ـ إليكَ النصُولا
ما كفاهمْ ما قدْ جَنوا أمْسِ بلْ لَحْمُكَ ما زال عِندهُم ْ مأكولا
وعليكَ السيوف كمْ شهَرُوها    مِنْ قلُوبٍ مَلأى عليْكَ ذحُولا ؟
و\" الرياحُ الهوجاءُ \" ودَّتْ ـ لِفرْطِ العَصْفِ ـ لو أنْ تزولَ أو أنْ تميلا
 لمْ تُـدَاخِلكَ وَحْشة إذ نأوا عنـك وأفردتَ بعدها مخــذولا
مُوقِـناً أنما العزيزُ بغير اللهِ ـ في الحق ـ ليسَ إلا ذليـلا
محنة المَرءِ أنْ يكونَ لدى الناس ـ وإنْ كانً فاضِلاً ـ مَفضُولا

******************

خسِأ الموتُ : ليس يُطفِئُ مَنْ كانَ بمُحْلولِكِ الدجى \" قندِيلا \"
لكأني أراكَ بينَ دُروبِ الحيّ تمشي  شيْخاً ، مُهاباً ، جَليلا
حَولكَ \" القِلة الأحبة \"  ،  لكـنّـكَ تمضِي مُبجّـلا تبجـيلا
ورَعيلُ الإيمان يَنتـظرُ الآنَ إمـاماً ، فـقمْ ، وأمّ الرَّعـيلا
والأحبّاءُ يَسْألـونكَ : إن ْ كـنتَ بمَسْراكَ مُقصِراً أوْ مُطِـيـلا ؟





السيد جواد السيد مهدي
جدحفص