يـا حـاضرا نـاب أمر iiغائبنا احـكم فـإن الالـه قد iiعصمك
مـا فيك من وصمة تشين iiسوى أن الـعدى لا تطيق أن تصمك
أنـت نـظام الهدى تبارك iiمن فـي سلك هذا الوجود قد iiنظمك
قـد جـمع المكرمات فيك iiكما فـي العلم والحلم والتقى iiقسمك
وسـرُّ غـيب القديم أنت iiفمن قـاسك بـالحادثات مـا iiفهمك
مـا الـبيت إلاّ حمى نزلت iiبه مـا الـحج إلاّ لمن أتى iiحرمك
مـا اللوح إلا صحائف iiنُشِرَتْ وكـنت فـيهنَّ مـجريا iiقـلمك
مـا الشهب تسمو على iiجلالتها صـعيدَ أرضٍ أوطـأتها iiقدمك
يـا بحر من فيضك ارتوى iiالبرّ والـفاجر لـما أبـحتهم iiنعمك
هنيت في عرس شبلك العلم الرا كـز فـي هـامة السها iiعلمك
أنـجبت بدرين قصَّرا همم الده رِ عــلا إذا تـورثا iiهـممك
فـذا تـقى قـضى بفضلك iiمن حـق الـمعالي جميع ما iiلزمك
ليثا ترى الناس فيه بأسك يا لي ثُ وغـيـثا يـريـهم كـرمك
وذا أبـو الـقاسم الـمبين iiلـنا حـكمك عـند البيان أو iiحكمك
قـف يـا يراع الثنا فحسبك iiأن يـكـون فـيه مـحمد iiخـتمك
ما زلت أشكو(32)
مـاضي الـجراز ولـحظه iiسـيان هـذا يُـسَلُّ وذاك فـي iiالاجـفان
يـرنـو إلـيَّ بـلحظه iiفـيصيبني ومـن الـعجائب أن يصيب iiالراني
رشــأ لـطلعة وجـهه iiولـجيده مــا لـلـبدور سـنا iiولـلغزلان
وبـخـده خــال كــأنَّ iiسـواده خــال بـخـد شـقائق iiالـنعمان
فـإذا تـثنى بـين أغـصان الـنقا فـضح الـغصون بـقدِّه iiالـنشوان
وإذا رنـا بـين الـظباء iiبـطرفه فـتـن الـظـباء بـطرفه الـفتان
وإذا تـكـلّم خـلـت درا iiلـفـظه وإذا تـبـسم خـلت عـقد iiجـمان
لـو كـان لـلاوثان بعض iiصفاته جــازت لـديَّ عـبادة iiالاوثـان
مـا زلـت أشـكو لـلتصابي iiمنَّةً حـتى جـفاني نـاعس iiالاجـفان
لم يصف لي من بعد طول iiصدوده، إلاّ بـعـرس لـلـجواد، iiزمـاني
فـلذاك عـرس عـمّني iiبـسروره وبــه بـلغت مـقاصدا وأمـاني
فـاهنأ بـعيشٍ يـا جـواد iiمـرغَّدٍ مـا غـرّدت ورق على iiالاغصان
فـالانس نـحوك مـقبل لا iiمـدبر والـبؤس نـأٍ عـنك لـيس iiبداني
زُفَّـتْ إلـى بدر الدجى شمس فقل: قـمـران بـاتـا لـيـلة iiبـقران
شمس الضحى قد أدركت قمر الدجى فـهـما إذا ضــدّان iiمـجـتمعان
مـنحته وصـلا بعد طول iiصدودها ولـطـالما قـتـلته iiبـالـهجران
وأتــت تـثنى والـدلال iiيـهزها فـقل الـنسيم يـهزّ غـصن iiالبان
هـب أن دهـرك قـد جنى ببعادها فـالان تـاب ولـيس بـعدُ iiبجان
فـبه أهـني واحـد الـزمن iiالذي سـاد الانـام ومـاله مـن iiثـاني
وبـه أهـني عـمه الـندب iiالذي جـاز الـمدى فـغدا بـلا iiأقـران
دمـتم جـميعا والـهنا حـلف iiلكم تـشـدو بـه الـورقاء iiبـالالحان
________________________________
32 - قالها في عرس العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي ووجه التهنئة إلى العلامة السيد
محمد الهندي الذي كان المهنئون يتوجهون إليه بها.
وقال في صدر كتاب إلى الشيخ عبد الواحد الحاج سكر سنة 1346:
يا كتابي بلغ سلامي إلى من لا يزال السلام منّي عليه
ثمّ خبِّره أن لي منه شكوى غير أنّي شكوت منه إليه
وله في صدر كتاب:
كـتبتُ ومن دهشةِ iiالاشتيا قِ حـرتُ فلم أدرِ ما iiأكتب
لانـي أكـابد مـا لا iiيبين عـنه الـيراع ولا iiيعرب
أكـاد إذا عَـنَّ iiتـذكاركم لـسمعي، أغصُّ بما أشرب
يُـقلبني الـهمُّ فـوق iiالفرا ش كمن بات تلسعه العقرب
فـلا أبـعد الله عهدي iiبكم فـأقصى رجائي أن iiتقربوا
كتب في صدر رسالة إلى أخيه المرحوم العلاّمة السيد باقر:
لو كنتُ أعلم أن الحبَّ أوله حلو وآخره يفضي إلى التلف
لما بعثتُ إلى قلبي هوى أحد حتى إذا غاب عنّي متُّ من أسفي
وقال مقرظا كتاب ((بشارة الاسلام)) للسيد مصطفى الحيدري:
حكَمٌ تسيل على فم الاقلام أم ذي لال في يدي نظَّام
ورسالة قالوا أتانا المصطفى فيها فقلت: بشارة الاسلام
وكتب إلى ولده العلاّمة السيد أحمد الذي كان يومذاك في صيدا بلبنان:
وكنّا إن أردنا منك وصلا أصبناه وإن نمشي رويدا
فصرنا نستعين على التلاقي بأشراك الكرى لنصيد ((صيدا))
وكتب في صدر رسالة إلى ابنته الصغرى وكانت مع زوجها العلاّمة السيد حسين الموسوي
الهندي في مدينة ((بلد)) وذلك في 8 ربيع الاول سنة 1347 هـ:
كيف يطيب العيش أو ينفى الكمد ولاعج الاشواق في القلب أتقد
وها أنا أيدي الفراق أودعت في بلد جسمي وقلبي في ((بلد))
وله وقد كتب كتابا بمداد أحمر اتفاقا فخطر بذهنه هذا المعنى:
إذا جرى أحمرا دمعي فليس لما أني حبست سواد العين عن قلمي
لكن لاخبركم أن الفراق نضا عليَّ أسيافه حتى أراق دمي
وله في دار كان يسكنها الشيخ محسن حرج وفيها شبهة غصب ثمّ أعيدت بحكم الزعيم الديني
الشيخ محمد طه نجف إلى صاحبها الشيخ مولى نجف فقال يخاطبه:
صبرت يا مولى فنلت المنى والصبر مفتاح لباب الفرج
فالحمد للّه الذي لم يكن يُدخلني الدار وفيها ((حرج))
وقال في صدر رسالة بعث بها إلى الشيخ محمد علي اليعقوبي سنة 1333 هـ:
رسالة صبّ بعيد iiالوطن قـليلِ العزأِ كثيرِ المحن
بـتـذكاره iiلـلـياليكمُ يكادُ يجن إذا الليل iiجنّ
يُـسِرُّ ويـعلن iiأشواقكم فـطاب بكم سرُّه والعلن
ولـما تـملكتمُ من لذيذ لقاكم هواي بأغلى iiثمن
طلبتُ من الدهر iiلقياكم فمنَّ قليلا به ثمّ من(33)
________________________________________
33 - في الترجمة التي أثبتها الشيخ محمد علي اليعقوبي لنفسه في كتابه ((البابليات))
قال: واتفق مرة للعلامة السيد رضا الهندي أن زار الحلّة سنة 1333 هـ، فكتب إلى
المترجم ـ يعني نفسه ـ بعد رجوعه إلى النجف رسالة صدرها بقوله، وذكر الابيات
السابقة.
وفي ديوان المرحوم اليعقوبي أثبت جوابا على تلك الابيات يقول:
أحـبة قلبي بأرض iiالغري سـقى عهدكم مستهل المزن
على القرب أهواكم iiوالبعاد وفـي السر أذكركم iiوالعلن
حـنيني إلـيك أبـا iiأحمد حـنين أخـي غربة للوطن
فـيا ساكنا بحمى iiالمرتضى ومـا لـك إلاّ فؤادي iiسكن
أهـل لبثة لي بتلك iiالربوع سـقاها مـلتُّ الغمام iiالهتن
عسى أجتلي منك وجها سناه يـفوق الهلال إذا الليل iiجن
ولم أنس تلك الليالي القصار تقضت بقربك، طول iiالزمن
لـيالي فيها اجتديت iiالزمان فـجاد بـها برهة ثمّ iiضن
وله في صدر رسالة أخرى إلى الشيخ محمد علي اليعقوبي:
قـل لابـن يـعقوب iiالـذي ثـوب الـكمال عليه iiيضفو
مـن أرتـجي مـنه iiالـصفا إن كـان ودّك لـيس iiيصفو
((أأخــي مــا iiعـودتني منك الجفا فإلى مَ تجفو))(34)
____________________________________
34 - البيت الثالث من الكامل وقد أخذ السيد مجزوءه وهو لاحد المتأخرين وأصله:
أأخيّ ما عودتني منك الجف فإلى م تجفوني وتجفو من معي
كان الشيخ الخطيب محمد علي اليعقوبي قد نظم مقصورة في فضائل أمير المؤمنين علي (ع)
سنة 1344 هـ، فقال السيد رضا مقرظا:
مـدحت مولاك iiبمقصورة بها تغني الحور iiمقصورهْ
أتحفت فيها سرَّ قدس على صـفاته العلياء iiمقصوره
إن تـوله منك iiبمقصورة يجزك عنها ألف iiمقصورهْ
روى رحمه اللّه، أن جماعة الفضلاء في سامراء اتفقوا على خطف خروف كان قد ربّاه
الشيخ اسماعيل ملا علي الخليلي لابنه يوسف، وكان أثيرا لديه عزيزا عليه، واهتبلوا
فرصة غياب الشيخ
فخطفوا الخروف وذبحوه وأعدوا منه غدأً شهيا دُعي إليه الصحب ومنهم الشيخ اسماعيل
نفسه، فكان يشرق بالطعام ويغصّ مرارا ويقول: إن الطعام على حسنه لم يهنأ لي. وبعد
انتهائهم من الطعام تليت
للسيد رضا قصيدة يرثي فيها خروف الشيخ ويداعبه، ومما بقي على حفظه منها قوله:
أيُّ بــدر لـلـمجد عـاد iiضـئيلا وبـلـيل الـتـمام شــاء iiأفـولا
يـا لـفصل الـخريف أي خـروف فـيـه أمـسـى مـجـدلا iiمـقتولا
هـو فـصل أهـل الـعراق iiنـفاقا ذبـحـوا فـيها كـبش iiاسـماعيلا
وتـمنى الـذبيح لـو يـقبل iiالحتف بـديـلا بــأن يـكـون iiبـديـلا
يـا سـليل الـخليل صـبرا وإن iiكا ن جـلـيلا فـقد الـخليل الـخليلا
وكـأنّـي بــه يـقـول دع iiالـعذ ل فـلن يـسمع الـمشوق iiعـذولا
((وخــلاف الـجميل قـولك iiلـلذا كرِ عهد الاحباب صبرا جميلا))(35)
لـهف نـفسي لـيوسف وهو iiيبكي ويـطيل الـشجى ويـبدي iiالـعويلا
ويـروِّي الـثرى دمـوعا iiوهـيها ت يـروِّي صـوب الـدموع غليلا
________________________________
35 - البيت للبحتري من قصيدة يمدح فيها محمد بن علي عيسى القمي، وأولها:
ذاك وادي الاراك فاحبس قليل مقصرا من صبابة أو مطيلا
يا جذوة للهدى(36)
حـاولتُ نـظم الرثا فاستعصت iiالكلمُ وهـل لاهـل الهدى بعد الحسين iiفمُ
وقـطع الـحزن أحشائي عليك iiفذي أفـلاذ قـلبي، لا الالـفاظ، iiتـنتظم
مـا كـنت أحسب يجري بالرثا iiقلمي مـا حـيلتي قـد جرى في ذلك iiالقلم
أبـا الـتقيِّ وذي الـعليا محمد iiوال مـهدي، بـل يـا أبـا لـلناس iiكلهمُ
قـد كـنتَ غـيثا ولـيثا للعفاة iiولل عـداة فـاليوم غـابَ البأسُ iiوالكرم
قـد كـنتَ مـرتبعا للوافدين، iiحمىً لـلـخائفين فـأنت الـحِلُّ iiوالـحرم
أبـكي بك العيش قد زالت iiغضارته والـدهر ألـوى فـلا بؤس ولا iiنعم
أبـكى مـحاريب في الظلمأِ قمت iiبها لـله حـتى أنـجلت في نورك iiالظلم
أبـكي مـنابر قـد أوسـعتها iiحكَما والـيوم فـارقها الاحـكامُ iiوالـحِكم
تـكـاد أعـوادها تـخضر مـثمرة إذا عـلاها سـحابٌ مـنكَ iiمـرتكم
أبـكي بـك الدين والدنيا وأنت iiهما أبـكي الـنبي وسـبطيه وأنـت iiهم
أبكي بك العروة الوثقى التي iiانفصمت ولـم أخـلها مـدى الايـام iiتـنفصم
أبـكي بـك الركن ركن الحق iiمنهدما ولـم أخـل أن ركـن الـحق ينهدم
أبـكي بك النور تحت الارض iiمنكتما ومــا تـوهـمت نـور الله يـنكتم
أبـكي بـك العالمين السابقين مضوا ولـو سلمت لشرع المصطفى iiسلموا
لـله كـل الـورى مـاذا ألـمَّ بـهم لـقد أصـيبوا بـفقد العلم لو iiعلموا
الـيوم قـد آمـن الاسـلام iiثـلمته لــو كـان بـعدك إسـلام iiفـينثلم
مـا زلـت مـجتهدا فـي الله iiتعبده فـلا يـصيبك مـن طول المدى iiسأم
تـزداد ضـعفا فـتقوى فـي iiعبادته يـصح عـزمك مـهما شـفَّهُ iiالسقم
ولـم تـثقِّلك فـي الـدنيا الهموم iiبها إلاّ وطـارت إلـى الاخرى بك iiالهمم
حـتـى أتـتك بـبيت الله iiدعـوته ولـم تـزل فـرص الـلذات iiتغتنم
واسـتقبل الـحور والولدان نفسك فل تـقرَّ عـينا بـك الازواج iiوالـخدم
لـله يـومك أهـل الارض فيه iiشقوا إذ غـبت عنهم كما أهل السما iiنعموا
لـله نـعشك مـن سـارٍ وما iiوطأت لـه عـلى غـير هامات الورى قدم
ولـم تـزل تـخفق الاعلام منه على نـعش بـه قـد تـوارى للهدى iiعلم
يـا جـذوة لـلهدى لم تخب iiشعلتها إلاّ وفـي كـل قـلب بـعدها ضرم
يـا كـوكبا كـان يهدي العالمين iiوكم بـه شـياطين أهل البغي قد iiرجموا
يـا ظلّ عدل تولَّى الظلم حين iiمضى وشـمسُ رشـدٍ تـوالت بعدها iiالظلم
يـا أولا فـيه أهـل الفضل قد iiبدأوا وآخـرا فـيه أهـل الـعلم قد ختموا
لـم يـخل مـنك مـحل كنت iiتملاه ((هذا التقى النقي الطاهر iiالعلم))(37)
لـمـا رأوا قـبسا لـلرشد لاح iiبـه مـثل الفراش أحاطوا فيه iiوازدحموا
وذا مـحـمد الـسامي إلـى iiرتـب دانـت لـه عـرب الاسلام iiوالعجم
ذا عـصمة من ضروب النائبات iiوذا لـلحق حبل به أهل الهدى اعتصموا
وذا بـدرِّ الـعلى والـمجد iiمرتضع وذا مـن الـذم والـفحشاء iiمـنفطم
شـبلان يـرسو بأعراق الثرى iiلهما خِـيمٌ وتـبنى عـلى هام السها iiخيم
لا يـشمت الـناس يا غيظ الذي iiلهما غيظُ العدى بهما باق وإن زعموا(38)
ولـيغن عـن ديـمة مـثواك iiتمطره فـمن أكـفك فـيه قـد ثـوت iiديـم
__________________________________
36 ـ قالها راثيا العلامة ميرزا حسين ابن الميرزا خليل.
37 - إشارة إلى ابن الفقيد الشيخ تقي الخليلي، وقد ضمن الشاعر عجز بيت للفرزدق في
الامام زين العابدين (ع) من قصيدته المشهورة.
38 - وجدنا هذه القصيدة في ترجمة السيد التي وردت في كتاب ((شعراء الغري)) 4 / 108،
ويبدو في صدر البيت اضطراب واضح، لعل توجيهه هو:
لا يشمت الناس يا غيظ العدى بهم غيظ العدى بهما باق وإن زعموا
|