وأعـيـني بـالسهد iiكَـحَّلْتَها لـما تـغنجت بطرف iiكحيل
إن تضرم النيران في iiأضلعي وتـحرق الـقلب بوجد iiدخيل
فـالنار بـردا وسلاما iiغدت عـليَّ في ليلة عرس iiالخليل
يـا لـيلة في يمنها iiأصبحت عـلى الـليالي كلها iiتستطيل
فـهنِّ يـا سـعد أبـاه iiالذي فـاق عـلى الناس بمجد أثيل
وجـدَّه الـسامي إلى iiموضع يـرمقه الـنجم بطرف iiكليل
بـل هـنِّ يـا سعد به iiواحدا فـردا بـه يـفخر كل iiالقبيل
بـل يـفخر الـناس به iiكلهم إذ ليس في الناس له من iiمثيل
وجـوده بـين الورى واجب لـكنما الـمثل لـه iiمستحيل
تـخافه كـل الـورى iiهـيبة ولـم يخف إلاّ العظيم الجليل
مـجـتهد فــي الله iiلـكنه قـلَّد أعـناق الورى iiبالجميل
أبـا الـتقي اسـلم فكم iiعثرة لـولاك لم نلف لها من iiمقيل
فـأنت حـصنٌ للهدى iiشاهق عـاش بك الناس بظلّ iiظليل
أرعبت أهل الشرك من iiخيفةٍ وبـيتك الـعالي أمان النزيل
أجـال فـيك الناس iiأفكارهم هيهات قد أتعبت فكر iiالمجيل
فـدمتم بـالسعد مـا iiأطلعت طـلعا نضيرا باسقات iiالنخيل
رجوع الروس عن إيران(24)
قـدَّرتَ أن جـيوش الـشرك iiتنكسُ ولا مَــردَّ لـما يـأتي بـه iiالـقدرُ
وكـيف تـبقى بـإيران جـيوشهمو وبـيض عـزمك لا تـبقى ولا iiتذر
تـألـبوا وتـمـنوا بـالهدى iiظـفرا فـلا وربـك مـا بـرُّوا ولا ظفروا
ولـيس قـصدهمو صلحا كما iiزعموا لـكنهم قـدَّروا أمـرا ومـا iiقـدروا
إن غبت عنهم فمنك الرعب يحضرهم سـيّان عندك إن غابوا وإن iiحضروا
مـا دمـت ترعى الهدى عينا مسهَّدةً فـليس تـبقى لـهم عـين ولا iiأثـر
لـلـذبِّ أوردهـم كـسرى iiمـمالكه فـعـاد حـيران لا ورد ولا iiصـدر
وظـنَّ أن سـينال الـمسلمين iiبـهم ضـرُّ وفـي راحتيك النفع iiوالضرر
أو أن نـور الـهدى يُـمحى بظلمتهم أنّـى وأنـت بـآفاق الـهدى iiقـمر
أو أن سـينجو إذا كـانوا لـه وزرا كــلا إذا جــاء أمـر الله لا iiوزر
حـتى إذا الـتجأ الاسـلام منك iiإلى كـهف بـه تـستظلُّ الانـجم iiالزهر
أرخـصت مـن نفسك العليا iiجوهرة كـانـت لـنصرة ديـن الله iiتـدَّخَرُ
فـهب لـنفسك مـنها غـنية أو iiلـم تـعـلم بـأن إلـيها الـناس iiتـفتقر
وقـمت بـالامر فـردا غير مكترثٍ إن قـلَّ في نصرك الاعوان أو كثروا
أبقيت مذ سرت عن أرض الغرى iiلها قـلبا يـكاد مـن الاحـزان iiيـنفطر
والـدين مـنتظر مـنك الاياب iiوهل سـواك مـن قـائم بـالامر iiيـنتظر
فـمذ رأى الله قـلب الـدين منكسرا ولـيس إن لـم تـعد بـالفتح iiينجبر
خـلَّى الامـور بـما تـبغيه iiجارية والـدهـر تـأمـره عـبدا iiفـيأتمر
فـعاد لابـس ثـوب الـظلم iiمختلعا والـذلّ يـشمله والـعجز iiوالـخور
وأصـبح الـمجلس الـملِّي iiمـنتظما مـن دونـه أرؤس الاعـداء iiتنتشر
مـولاي هـنيت بـالعيد السعيد iiوبال شـاه الـجديد فـدم تهدى لك iiالغرر
فـقرَّ بـل بـك قـرَّت لـلهدى iiمقل إذ عـند غـيرك لا يـقضى له iiوطر
يـا آيـة الله كـم لـلّه فـيك iiبـدت مـن آيـة عـاجزٌ عـن مثلها iiالبشر
أصـبحت قرآن فضل إذ بك iiاجتمعت مـنـاقب لـلـمعالي كـلها iiسـور
يـسعى الـحسود لـيخفيها فيظهرها كـأنّها الـمسك إذ يـطوي iiفـينتشر
أو أنـها الـسيف إن تـكتمه أغـمده فـإنّه فـي الورى لا بدّ iiيشتهر(25)
وفـي مـعانيك فـقت الـناس iiكلهم إذ كـل مـعنى نـراه فـيك iiمـبتكر
إذا عـلوت عـلى الاعـواد iiيـابسة تـخضر زهـوا ومنها يجتنى iiالثمر
وإن جـرى مـنك في لوح القضا iiقلم جـرى الـقضاء بـما يجريه iiوالقدر
هـيهات يـخفى عليك الظلم في iiبلد وأنـت لـلمسلمين الـسمع iiوالبصر
هُـنْيِّتَ فـي أشـبل لـلمجد iiمنتشبٌ فـي قـلب كـل عـدوٍّ مـنهمُ iiظفر
تـوازنوا حـيث لا يـمتاز iiواحدهم عـلى شـقيقيه لـولا الـسنُّ iiوالكبر
هـم خير نسل إذا أنت افتخرت iiبهم وأنـت خـير أب إن هم بك iiافتخروا
دامـوا ودمـت حـمىً للناس ثمّ لهم مـا لاح بـدر الـسما والانجم الزهر
حـماك لا الـبيت فـيه الناس iiتعتمر ولـتستلم يـدك الـبيضاء لا iiالحجر
يـا مـن بـه دهرنا أضحى iiبأجمعه عـيـدا لان أعـاديـه بـه نـحروا
تـرمي الـوغى جـمرات في بيوتهمُ يـطير مـنها إلـى أوج السما iiشرر
حـتى يـكون تـمام الحج أن iiيقعوا من هوة المكر في البئر التي iiاحتفروا
كـذاك مـن لـم يكن بالغير iiمعتبرا فـغيره عـن قـريب فـيه iiيـعتبر
لـيت الـحسين يـرى ما نال شانئه أو لـيت يـبلغه فـي قـبره الـخبر
أبـا الـتقيِّ سـقت مـثواك iiغـادية وطـفاء صـيِّبُها الرضوان لا iiالمطر
إن تـخل مـنك محاريب بك iiامتلات أنـوار قـدس وجـنح الـليل iiمعتكر
فـقد ركـزت مـدى الايـام iiألـوية مـن الـعدالة بـين الـناس iiتـنتشر
أضـحت بـهمتك الاحـرار في iiدعةٍ وأدركـوا أحـسن العقبى بما iiصبروا
أمـاجـد بـذلـوا لـلـه iiأنـفـسهم وتـاجروا الله أعـمارا فـما خسروا
فـتلك هـيئة أهـل الـعلم iiبـارزة مـن خـوفها أنـفس الاعداء iiتستتر
إن ســددت أسـهم الاراء iiفـكرتهم لـم يُـنجِ أعـداءهم قـوس ولا iiوتر
والـمستبدون أمـسوا مـن iiمـهابتهم مـوتى ولـكن بـترب الذل قد قبروا
لا يـستقرون فـي أوطـانهم iiحـذرا لـو كـان يدفع محتوم القضا iiالحذر
أنّـى يـنالون بـالفتح الـمرام iiوقد قـدَّرْتَ أن جـيوش الـشرك iiتنكسر
_____________________________________
24 - يهنىء بهذه القصيدة حجة الاسلام الاخوند ملا كاظم الخراساني، نوّر اللّه
مرقده، بمناسبة رجوع الروس عن إيران وخلع الشاه محمد علي.
25 - أحسب عجز البيت هكذا: فإنه في الوغى لا بدّ يشتهر.
زد وبارك على محمد(26)
بـدر الـمسرات قد iiتجلَّى فـطالعي فـي لـقاه iiأسعد
وفـي مـوعدي iiفـوافى وحـيَّـى فـعـدت iiحـيَّا
وبــدر الـملاح iiطـاف بـشـمس مـن iiالـحميَّا
إذا قــابـل iiالـسـلافا بـوجـه لــه iiمـحـيَّا
مـن نشوة الراح ماس iiدلا وبـالـحيا خـدُّه iiتـورَّد
بـديـع لــه iiمـعـاني بـهـا حـارت iiالـعقول
إذا لاح لــلــعـيـان ومـالـت بـه iiالـشمول
تـلـجلجتُ فـي بـياني فـلـم أدر مــا iiأقـول
إن قـلت كالبدر قال: iiكلاّ أيـن لـه شعري iiالمجعَّد
تـعـدَّيـت لا iiتـقـسني إذا مــا بــدا iiجـمالي
بـظـبيٍ ولا iiبـغـصنٍ وبـــدر ولا iiهــلال
فـمـا لـلظباء iiحـسني ومـا الغصن في iiاعتدالي
والـظبى يـقلى إذا iiتحلَّى والـغصن يـجفا إذا تجرَّد
فـتـفـاح ورد خــدي مـن الـخال فـيه iiعنبر
وثـغري كـنظم iiعـقدي وريـقـي كـطعم iiسُـكَّر
وإن تـلـتفت iiلـجـعدي تـجد مـنه حـين iiيُنْشَر
عـنقود كـرم وقـد iiتدلَّى من وجنتي فوق وردتي خد
تـطـيَّبْ بـآس iiشـعري وفــي ظـلـه iiتَـقَـيَّلْ
وإن تـرم رشـف iiثغري فـفـي وجـنـتي iiتـنقل
ومـنـها فـفزْ iiلـعمري بـتـفـاحـة iiتُـقَـبَّـلْ
إذا سـقاها الـحياء iiطـلا مـن مـائه جـمرها iiتوقَّد
فـبـتـنا iiولـلاغـانـي صـدى بـالقلوب عـابث
بـرجـع مـن iiالـمثاني ونـغـم مــن iiالـمثالث
ولـي مـن أحـب ثـاني وبــدر الـسماء iiثـالث
فـلم نـدع لـلهموم iiشملا إلاّ وباللهو قــد تـبـدَّد
بـلـيلٍ بــه الـمـجره جـرى نـهرها iiالمسلسل
ولـي بـالوصال iiنـظرة شـفـت قـلبي الـمبلبل
فـتـمت بــه iiالـمسرة ونـلـنا الــذي iiيـؤمل
لـم يحكه في السرور iiإلاّ عـرس عليِّ الذرى iiمحمد
فـتى قـد حـوى iiخصالا بـها امـتاز فـي iiالانـام
روى الـمـجد iiوالـكمالا عــن آبـائـه iiالـكرام
أجــل حـسـبه جـلالا بــأن كـان مـن iiإمـام
فـاق جـميع الانام iiفضلا فـهو بـكل الصفات iiمفرد
إمــام لــه iiالـزعامة عـلـى حـاضـر وبـاد
لــه مـنصب iiالامـامة لـه الامـر فـي الـبلاد
بــه تـمـت iiالـكرامة مــــن الله لـلـعـباد
إن كـان ركن الهدى ليبلى لـو لـم يكن فيه قد تجدّد
لــه الـحكم iiوالـسياسة لــه الـفضل iiوالـعلاء
لــه الـحزم iiوالـفراسة لــه الـعـزّ iiوالابــاء
لــه الامـر iiوالـرياسة لــه الـمـجد iiوالـبهاء
فـكلما فـي الـنديِّ iiحلا عـليه تـاج الـبهاء iiيعقد
إذا مــا أجـلت iiفـكرا بـمـا فـيه مـن iiمـعان
يـقـول الـلسان عـذرا فـقد حـرت فـي iiالبيان
فـكم في الطروس iiأجرى مـنـايا وكــم iiأمـاني
فـي قلم إن جرى iiوصلَّى خَـرَّت جميع الملوك iiسُجَّد
ومـايـبـلـغُ iiالـثـنـأُ بـمـن أنـجـب iiالـتقيَّا
كـريـما لــه iiسـخـأُ طـوى الاكـرمين iiطـيا
فــلا تـبـلغ iiالـسماء مـقـامـا لــه iiعـلـيّا
بـدر هـدى قد سما iiمحلا لـه نـجوم الـسماء iiحُسَّد
فـيـا سـعد قـم وأنـشدْ قـصـيد الـهـنا iiلـديه
ورجِّــعْ بـهـا iiوغـرّد واهــدِ الـثـنا إلـيـه
أعـــد لـفـظها iiوردّد وكــن نـاشـرا iiعـليه
صـحف مديح عليه iiتتلى وزد وبـارك عـلى iiمحمد
أخـيـه الـفتى iiالـمهذب أبــي الـقـاسم iiالـنبيل
هـو الـموئل iiالـمجرب مــن الـحادث iiالـجليل
وكــم لـلرشاد iiكـوكب بـدا مـن بـني iiالـخليل
دامـوا لاهل الزمان iiظلا ما الركب غنى بهم iiوغرَّد
إلــى ربـعـهم iiزفـفتُ مــن الـفكر أيَّ iiبـكر
ولــولاهـم iiوقــفـت ولـم أهـد بـنت iiفكري
ومــا غـيرهم iiعـرفت بـنـظمي ولا بـنـثري
ولـم أزل منذ كنت iiطفلا نـاصرهم بـاللسان واليد
____________________________________
26 - قالها في عرس الشيخ محمد علي نجل حجة الاسلام الشيخ ميرزا حسين الميرزا خليل
مهنيا إياه وأخويه.
|