ساهر العزمة(39)
لا تنه عين المجد عن iiشأنها فـإنـما تـبـكي iiلانـسانها
ولا تـلم مُـهجة هذي iiالعلى إن تـدمها أظـفار iiأحزانها
عـجبت للحتف أرتقى iiللسما وعــاد مـغتالا iiلـكيوانها
لـشـائد الـعليا iiوعـمارها ومـحكم الـتقوى iiوسلمانها
فـيا مـعدّا للورى أصبحت تـنـدبه أســرة iiعـدنانها
مـن للعويصات إذا iiأظلمت جـلا بـها واضـحَ برهانها
أقـمت أركـان المعالي iiفمن بـعدك مـن ممسك iiأركانها
بـعدك مـن ذا لعفاة الورى تـطفى بـه غـلة iiظـمآنها
قد كنتَ أقصى قصدها منتهى رجـائـها كـعبة iiإحـسانها
كـانت تـنام الـليل iiمكلوءة بـساهر الـعزمة iiيـقظانها
فـأصبحت بـعدك iiمذعورة قـد بـاعدت ما بين iiأجفانها
لا تـعرف الـقطع iiلاحزانها كـلا ولا الـوصل لسلوانها
لـهفي لعدل قد طوته الثرى كـان الـندى غامر iiأردانها
ومنطق يوحي لسمع iiالورى إعـجـازه آيـات iiقـرآنها
وبـشرة بـالضيف تسلو iiبها عـن أهلها القربى iiوأوطانها
ونـجدة تـحمي الورى iiكلها كـأنّها مـن بعض iiجيرانها
وفـكـرة يـثـقب iiوقـادها كـنه الـمعاني قبل iiإمعانها
ورغـبة فـي الله قد iiأنكرت لــذة دنـيـاها iiلـعرفانها
________________________________
39 - قالها في رثاء صديقه العلاّمة الشيخ علي الشيخ عباس الجعفري.
بدر المعالي(40)
مـن لـم يُـقَطِّع من الدنيا علائقها مـتى يـهون عـليه أن يـفارقها
تـبدو لـيعشقها مـن ليس iiيعرفها ولـيتها مـحضت بـالود iiعاشقها
عـجبت مـن سحرها تبدي iiتلوَّنها لـعينه وهـو يـستحلي iiخـلائقها
إن عـانـقته لـتـرديه تـوهَّمها لانـت، فـمال إلـيها كي iiيعانقها
طـوبى لمن رافق التقوى iiلسفرته إلـى الـمعاد ولـم يبرح iiمرافقها
صـفيةً لـم تـخن يوما iiلصاحبها عـهدا ولا نـقضت مـنه مواثقها
كـلا ولا اخـتلفت يـوما iiطرائقها عـلى أخـي رَشَـدٍ يقفو iiطرائقها
يـا لاهـيا سـالكا أوعار iiمعصية يـعدو عـليها ولا يـخش iiمزالقها
قـد شـاق نـفسك مُلْكٌ لا دوام iiله ألا يـكون نـعيم الـخلد iiشـائقها
فـالـعقل مـتَّبعٌ والـنفس iiآبـقة عـنه فـردَّ إلـيه الـيوم iiآبـقها
واجـعله لـلرشد والايـمان iiقائدها أمـا تـرى الاجل المحتوم iiسائقها
فـليس يـنفك هذا الدهر من حسدٍ لـلامجدين بـسهم الـحقد iiراشقها
يرمي فتخطي تلاع الارض iiرميته لـكن تـصيب من الاقدار iiشاهقها
بـالامس قـد طـرقتنا بالخليل iiله نـوائب أنـزلت بـالمجد iiطارقها
واليوم وارى باسماعيل شمس iiهدى أمـست مـغاربها تـبكي iiمشارقها
قـد جـبَّ فـيه من العليا غواربها وجـذَّ فـيه مـن الـتقوى iiمرافقها
لـهفي على مصعب قَرَّت iiشقاشقه والاسـد كـانت له تخفى iiشقاشقها
ومنطقٍ منه تحت الارض كلَّ iiوكم أكـلَّ مـن خطباء العصر iiناطقها
وحـسن خلق إذا من طيبه iiانتشقت ريـح الصبا عبقت بالنشر iiناشقها
يـا ذائقا كأس حتفٍ كل ذي iiنفس يـكون عـند حضور الوقت iiذائقها
قـد كـنت لا تسأل المخلوق مسألة ولا تــؤمـل إلاّ الله iiخـالـقـها
فاذهب إلى دار رضوانٍ على iiسرر فـيها لك الحور قد صفت iiنمارقها
واشرب كؤوس رحيق راق مطعمها ولـم تـمازج يـد الاكدار iiرائقها
واترك لنا عبرة في الخد إن iiدفقت لـم يـستطع أن يردَّ الصبر iiدافقها
مـا مثل يومك في الايام يوم iiشجى أشـاب مـن لـمم الـعليا iiمفارقها
قد أوشكت تزهق الارواح فيه iiوبال مـولى الـحسين أعاد اللّه iiزاهقها
مـولى إذا وافـقت شـيئا iiإرادته فـلـيس لـلدهر بـدُّ أن iiيـوافقها
مـن حـطَّ عـن آمليه وزر فاقتهم نـعم، وثـقَّلَ بـالنعمى عـواتقها
فـكـفه ديـمـة يـنـهلُّ وابـلها طـورا وآونـة تـرمي iiصواعقها
قـد حـلَّ لـلعلم والايـمان iiأخبيةً عـليه كـف الـتقى مدت iiسرادقها
حـزنا به ثمرات العلم حين iiغدت مـنه شـرايعها تـسقي iiحـدائقها
فـكـلما غـسقت ظـلمأُ iiمـشكلةٍ جـلا بـنور الهدى والعلم iiغاسقها
يـا سالكا من مجازاتِ التُقى iiسبلا بـها الـخفايا لـه أبـدت حقائقها
إن حلَّ في الدينِ كسرٌ كنتَ iiجابره أو بـالمكارم فـتقٌ كـنت iiراتقها
فـقتَ الـنجوم ولـو أيقنت iiمنزلة فـوق الـتي نلت كنت اليوم iiفائقها
أنـتَ الـجواد الذي لم تبق iiسابقةً فـي حـلبةِ المجد إلاّ كنتَ iiسابقها
حـتى لـحقت مـن العليا iiبمرتبةٍ عـدمت حـتى من الاوهام iiلاحقها
أنـت الـعزأُ لنا والحرز إن iiنزلت بـنا الـخطوب ولـم نأمن iiبوائقها
إن غاب بدر المعالي عن iiمشارقها فــإن أولاده زانــوا iiمـشارقها
أو شـيم بارقه تحت الصفيح iiفمن إخـوانه سـلَّت الـعليا iiبـوارقها
أهـلة فـي سماء المجد قد iiطلعت فـلا غـدا الـدهر بعد التم iiماحقها
ولا تـزل سحب الرضوان iiساكبةً عـلى ثـرى حَـلَّها تسقي iiحدائقها
____________________________________
40 - قالها في رثاء الشيخ اسماعيل الشيخ ملا علي الخليلي رحمهما اللّه.
أحين نضاك الدين(41)
نـهضت لحفظ الدين فاعتاقك iiالردى أحـين تـرجيناك تـستأصل iiالعدى
فـديت نـفوس الـمسلمين بـمهجةٍ نـفوس جـميع الـمسلمين لها iiالفدا
وقـمـت بـأمـر الله لا iiمـتـهيبا مـن الـحرب عـقباها ولا iiمـترددا
فـلو أن مـاء الـبحر سـال iiكتائبا أو أنـهار رمـل الارض جندا iiمجنّدا
وأفـردك الـجمع الـذي كان iiحاشدا عـلـيك لـلاقيت الـكتائب iiمـفردا
ولـم أنـس إذ تستنفر الناس iiللوغى وتــؤذن أن الـنفر مـوعده iiغـدا
فـقلت مـتى يطوي الظلام iiوينجلي فـتـنجز لـلدين الـحنيفي iiمـوعدا
ولـو كنت أدري ما أرى في iiصباحه تـمنيت أن الـليل أطـبق iiسـرمدا
فـيا حـافظا ديـن الـنبيّ iiمـحمد فـقـدنا بـمـثواك الـنبيّ iiمـحمدا
مـضيت حـثيث السير لم تشك iiعلَّةً ولا بـتَّ فـي فـرشِ السقام iiمسهدا
ولا احتجت في وصف الدواء ممرضا ولا اخـتلف الاحـباب نحوك iiعوَّدا
لانـك لا تـنفك تـطلب راحـة iiال بـرايا ولـم تـبرح لـنفسك iiمجهدا
خـلائـق قــد عـوِّدتهنَّ iiوإنـما (لكل امرئٍ من دهره ما iiتعوّدا)(42)
.......................
.............................(43)
***
فـهدَّ مـن الاسـلام حصنا iiممنعا وهـدَّم لـلايمان قـصرا iiمـشيَّدا
وقـمت ثـقيل الخطو حتى iiكأنني أُجَـرُّ بـأغلال الـقيود iiمـصفَّدا
إذا انـطلقت رجلي كبوت iiلوجهتي لانّـي فـي نـعماك أمـسِ iiمقيدا
ولـم يـدمِ قـلبي يـوم فقدك iiإنّنا فـقدنا أعـزَّ الناس مجدا iiوسؤددا
وأحـسن أهل الارض خلقا iiومنطقا وأصـدق مـن فيها وعيدا iiوموعدا
وأعـلاهمُ كـعبا وأدنـاهمُ iiنـدىً وأقـربهم خـطوا وأبـعدهم iiمدى
وأثـبـتهم رجـلا إذا iiوقـفوّاعلى مـزلٍّ وأقـواهم إذا بـسطوا يـدا
وشـخصا بـأبراد الفضائل iiكاسيا وسـيفا عـلى أهل الضلال مجردا
وكـعبة نـسك حـولها باب iiحِطّة إلـيها مـلوك الارض تدخل iiسُجَّدا
ولـكن شـجاني أن شـملا iiجمعته مَـعاذا لـه قـد كـاد أن iiيـتبدّدا
وأن عـيون الـشرك قرَّت iiبفادح بـه نـاظر الـتوحيد أمسى مسهّدا
أحـين نـضاك الدين سيفا iiمجردا تـعود بـأطباق الـصفايح iiمغمدا
وفـي حين أعلام الضلال iiخوافق تـنكسك الاقـدار يـا علم iiالهدى
مـضيت فـكم أبكيت للعلم iiمنبرا وأوحـشت مـن فقدِ العبادة iiمسجدا
وكم صارخٍ لم يلف بعدك iiمصرخا ومـستنجد لـم يـلف بعدك iiمنجدا
وكـم حازمٍ يبكي الفضائل iiوالنهى وذي عـيلة يبكي السماحة iiوالندى
أقــام عـليك الـمسلمون iiمـآتما بـيـومٍ أقـام الـمسلمين iiوأقـعدا
ولــم يـندب الاسـلام إلاّ لانـه يُـخاف بـأن تـمسي فقيدا iiفيُفقدا
فـيا عـلماء الـدين هبوا iiلنصره فــإن قـنـاهُ كـاد أن iiيـتقصدا
ألا نـهضة مـلِّيةٌ تـنسف iiالربى وتـقذفُ مـوجَ البحرِ بالدم iiمزبدا
تـحيل صـباح الكفر بالنقع iiقاتما وتـلبسه قـطعا مـن الليل iiأسودا
وتـغشى الـصليبيين فـيها كتائب يـنادون فـي نـقع العجاج iiمحمدا
إذا أبـرقت أسـيافهم سـالت الدما ولـم يرهبوا صوت المدافع iiمرعدا
مـتى تـتغنَّ الـبندقياتُ iiيسرعوا لشرب كؤوس الحتف مثنى وموحدا
________________________________
41 - قالها في رثاء الزعيم الراحل حجة الاسلام الملا كاظم الخراساني.
42 - تضمين لصدر مطلع القصيدة التي مدح بها المتنبي سيف الدولة، وهو:
لكل امرئ من دهره ما تعود وعادة سيف الدولة الطعن في العدى
43 - فراغ في الاصل لم نعثر على ما يسده في كل المظان المتوافرة.
مضيت قويم النهج(44)
أجـدَّك هـل قـبل الـقيامة iiمـلتقى فـقد هـام فـي فـقدانك العلم iiوالتقى
وأرَّقـت جـفن الـدين حـزنا iiلكافل لـه كـان يـولي الـليل جفنا iiمؤرقا
وأذويــت أعـواد الـمنابر iiبـعدما بـعلمك مـنها الـيابس اخضرَّ iiمورقا
وكـاد مـن الاشـواق يـحمرُّ دمـعه لـفقدك مـحراب لـه كـنت iiشـيِّقا
وخـوف لـقاء الله كـم قـمت iiباكيا حـزينا فـهذا الـيوم بـشراك بـاللقا
وأنـفقت غـالي العمر في اللّه iiفارتبح بـأضعاف مـا قد كنت في اللّه iiمنفقا
سـكنت بـبطن الارض أوسع iiمنزل فـعاد الـفضاء الـرحب بعدك iiضيّقا
وجـددت بـالاكفان أثـواب iiسـندس ولـكن ثـوب الـصبر بـعدك iiأخلقا
وأبـدلت أزواجـا مـن الـحور iiكنَّسا بـدنيا لـها مـن قـبل كـنت iiمطلقا
وصـبحُ الـهدى قـد عاد بعدك مظلما وبـطنُ الثرى من نور وجهك iiمشرقا
عذرت الردى حيث انتقاك وما ارتضى سـواك فـأنت الـدرُّ والـدرُّ iiيُـنتقى
لـعـمرك مـا أدري وأنـت فـقيدنا بـمن أتـسلى أو أقـول لـك iiالـبقا
خُـلقت مـن الـتقوى فهل عنك iiسلوٍة لـنا بـالذي يـبدي الـتُقى iiمـتخلقا
سـأبكيك مـا أبـقى لي الحزنُ iiناظرا وأرثـيك لـو أبقى لي الخطب iiمنطقا
وأبـكـي جـبينا بـالسجود iiمـعفَّرا ولـكـنه أبـهى مـن الـبدر iiرونـقا
وأبـكـي لـسانا بـالصواب iiمـقيدا ولـكنه أجـرى مـن الـسيل مـطلقا
_____________________________________
44 - قالها راثيا حجة الاسلام محمد طه نجف ومعزيا العلامة الحجة السيد محمد بحر
العلوم.
|