سئمتُ عقلي(20)
قـد أولـد السعد لي ما ألقحت هممي وعـاد طـفل رجـائي بـالغ الحلم
فـزف لـي بـنت كرم من iiكرامتها عـليّ أبـدلتها مـن دنـها iiبـفمي
واجـعل خـضابي منها إنّني iiرجل في السلم والحرب لم أخضب بغير دم
سـئمت عـقلي فـسلطها عـليه فلا أرى سـواها يـنجيني مـن iiالـسأم
حـتى إذا قـتلت عـقلي iiبـسورتها فـأحي سـمعي بـالاوتار iiوالـنغم
بـذكر ظـبي يرى قتلي وسفك iiدمي حـلاٍّ وإن الـتجيء مـنه إلى iiحرم
فـمن تَـذَكُّرِ ظـبي بـالحمى iiكلفي لا مـن تـذكر جـيران بـذي iiسلم
صـاغ الـبديع لـه من حسنه iiعلما فـصار وجـدي بـه نارا على علم
إذا مـشى هـزَّ أغصان الاراك iiفهل مـن الـنسيم بـراه بـارىء iiالنسم
أَغُـضُّ عـنه وبـرئي في iiملاحظه خـوفا عـلى ورد خـديه من iiالالم
كــلا ولـكنني أخـشى iiبـنظرته يـميتني مـا بـعينيه مـن iiالـسقم
يـا مـن سواه يخون العهد ابق iiعلى مـن طـبعه فيك حفظ العهد iiوالذمم
حـزت الـجمال فـهلا كنت iiتقرنه بـأجمل الـصفتين الـبخل iiوالكرم
أحـين أيـقنت أنـي لا أرى iiقـمرا سـواك أبـقيتني بـالهجر فـي ظلم
غـفلت عـمَّا أقـاسي في هواك iiفلم تـسهر، وأَرَّقْـتَ أجـفاني فـلم iiأنم
وتـهت عـجبا لانّـي فـيك iiمفتتن كـأنّـنـي أول الـعـبَّاد لـلـصنم
مـهلا فـما كـل مـخدوم يليق iiبه إظـهار قـدرته العظمى على iiالخدم
وقال أخوه العلاّمة السيد باقر الهندي في أثنائها:
رفـقا بـمن أوقفته فرط iiصبوته في خطة الخسف بين الهم iiوالهمم
أمـا كـفاك الـذي لاقاه من iiسقمٍ بـادٍ وسـرِّ غـرام فـيك iiمكتتم
حـتى سلبت الكرى منه وقلت له مـستهزئا سترى لقياي في iiالحلم
زعـمت أن الـليالي ليس iiتسعفه بعرس من عرسه من أفضل النعم
محمد شبل خير الناس زُوِّج iiمن فـتاة عـليا نـزار سـادة iiالامم
ثمّ واصل صاحب الديوان قائلا:
فـالدهر بـلغنا فـيه الـمنى iiوغدا يـفترُّ فـيه الـهدى عن ثغر iiمبتسم
ولاح فـي مـطلع الاقـبال iiكوكبه مـبشرا بـزوال الـبؤس iiوالـنقم
لـك الـهنا يا أبا المهدي في iiخلف كـفَّاه تـخلف فـينا صـيِّبَ iiالديم
غـذيت في حب طه عند مرضعتي بــدرَّة أنـا مـنها غـير iiمـنفطم
لـذاك فـاخرت أقراني كما iiفخرت بـالفضل أمـة طـه سـائر iiالامم
سـألت مـن قـلمي يوما فقلت له: اعـمل مـعي فكرك النفاذ يا iiقلمي
إنــي أروم لـطـه مـدحة iiوأرى قـد ضاق عن وسع ما حاولته iiكلمي
وكيف أحصر ما قد حاز من iiشرف ومـن فـخار ومـن زهد ومن iiكرم
فـإن يقف من تراه العرب iiأفصحها فـكيف تـفصح عنه أنت يا iiعجمي
تـراك تـسعى بما أبغي فقال: iiنعم سعيا على الرأس لا سعيا على iiالقدم
فـجال فـي حلبة القرطاس iiأسمره وضـاق عـنه مجال الشهب iiوالدهم
يـلـف رقــة ألـفاظي iiبـقوتها كـالخيل لفَّت سهول الارض iiوالاكم
لـكـنني لـم أطـق ردا iiلـجامحه كـما يـرد جـماح الـخيل iiباللجم
قـف عـن مدائح طه يا يراعي iiأو قـل مـا تـشاء ونـزهه من القدم
ولا تـقل هـو يحيي أو يميت iiوقل بـالعلم أوجـد أهـليه مـن iiالـعدم
يـا ثـالث الـقمرين النيرين iiهدى وثـاني الـعرش في قدر وفي iiعظم
وكـعـبة لـحجيج الـعلم راحـته كـالركن يـفخر فـيها كـل iiمستلم
الـعذر يـا مـن قبول العذر iiشيمته قصرت عنك وما التقصير من شيمي
أخـرستني وأنـا الـشافي iiبمنطقه مـسامع الصخرة الصمَّا من iiالصمم
كـأنّما الـلوح يـوحي ما أخطّ iiإلى فـكري فـتمليه أفكاري على iiقلمي
أقم مدى الدهر في خفض وفي iiدعة إن الـهدى لـك حـلف إن تقم iiيقم
____________________________________
20 - قالها في عرس الشيخ محمد حفيد الشيخ محمد طه نجف مهنيا جده به.
حالفتَ غيري(21)
حـتام قـلبي مـن بعادك iiخائفُ أولـيس يأمن في حماك iiالطائف
ومـتى يـقضيّ نـسكه صبُّ iiله بـمشاعر الـشوق الشديد iiمواقف
حـاشاك تـطرد من فناك iiنزيله وسـوأٌ الـبادي بـه iiوالـعاكف
لـك مـن هلال العيد بهجته iiولي سـهر الـدجى منه وجسم iiناحف
ولـي الـهيام مـن الغزال iiوإنّما لـك مـنه جـيدٌ أتـلعٌ iiوسوالف
يـا مـن تخالف طبعه iiبقطيعتي وعـليه طـبعي مـثله iiمتخالف
فـشمائل مـنهنّ طـرفي iiمربع ولـهيب شـوق فيه قلبي iiصائف
حـالفت غيري إذ قطعت iiمودَّتي فـالهمُّ لـي أبـد الزمان iiمحالف
فـكأنّه الـمجد الاثـيل ومهجتي عـبد الـحسين لـكل مجد iiآلف
وسـع الـقوافي مـجده iiفـعلاؤه مـتـواتر وعـطاؤه iiمـترادف
يـهنيك مـا عـين الرشاد iiقريرة فـيه وأنـف الـغيّ منه iiراعف
جـبتَ الـقفار على مضمَّرة iiبها لـلبيد تُـقْطَعُ أظـهرٌ iiوتـنائف
كـالريح تـستاق الـغبار iiسحابة وتـمرُّ فـيها وهي برق iiخاطف
هي صرح بلقيس وزجرك مذ غدا عـلم الـكتاب علمت أنك iiآصف
مـا مـسَّها جوء وروضك iiناضر كـلا ولا ظـمأ وغـيثك iiواكف
فـأطفت بـالبيت الـحرام iiملبيا وبـودِّه لـو أنـه بـك طـائف
يـبني خـباؤك لـلمؤمل iiكـعبة وطـوائف الـحجاج فيه iiطوائف
أمـا رمـيض فـي ظلالك iiقائل أو ظـامئ من بحر جودك غارف
أو لائـذ فـي طـود عزّك iiواثق أن لا يـمرَّ عـليه ريح iiعاصف
والـدهر يـمثل حول بيتك iiقائلا بـالباب عـبد من عبيدك iiواقف
بسطت عصاك لمن عصاك مخالفا هـيهات لـيس لما تقول مخالف
فـالخائف الـلاجي لـعدلك آمن والامـنُ الـعاصي لامرك iiخائف
عـجبا وأنـت لـكل حق iiحافظ مـن أن يـضيع فما لمالك iiتالف
أَلَـهُمْ عـليك غرامة بالضعف iiقد شـرطت فـأنت تفيهم iiوتضاعف
أم أنـت والـراجي نداك iiكلاكما أخـوان فهو لما ورثت iiمناصف
لـم تـبق لـلاجواد من أثر iiفلم تـقـتصَّهُ حـتى كـأنّك iiقـائف
جَـمَّعْتَ تـالد مـجدهم iiوفضلتهم إذ فـيك قـد شفع التليد الطارف
أبـدعت في العليا صفات لم iiتكن فـي الاولـين فما يقول iiالواصف
لم أَلْفِ فيهم من يقول عجزت iiعن عـرفانه لاقـول هـذا الـعارف
وبـقيت كـهفا لـلعفاة iiومـأمنا أَوَلـيس يأمن في حماك iiالطائف؟
_____________________________________
21 - قالها مهنئا الميرزا عبد الحسين المدرس الاصفهاني برجوعه من الحج.
كيف السلامة(22)
سـاقي الطلا وقف الابريق أم iiوكفا حـسبي بريق حبيبي خمرة iiوكفى
أهلا ببدر جلا شمس الضحى iiفحلا بُـرد الهنا وضفا والوقت منه iiصفا
وأكـمل الانـس لـي لما بدا iiقمرا وكـان ألـزمني الـنقصان iiوالكلفا
رأى اصفراري وما ألقى به iiفدرى بـعـلَّتي فـسقاني ريـقه iiفـشفى
ورديُّ خـدٍّ بـه ماء الجمال iiجرى فـكـل لـحظ رآه حـائرا iiوقـفا
أبـاح لي روض خديه iiورخَّصني أن أغـتدي بـفمي لـلورد iiمقتطفا
فـكاد يـشبهني الـصديان عنَّ iiله وِرْدٌ فـمدَّ إلـيه الـكف iiمـغترفا
روايـة الـسحر عـن عينيه iiثابتة وإن يـكن خبرا يروى عن iiالضعفا
مـا ضَرَّ مسكيَّ خال فوق iiمرشفه أن لا يـذوق سـواه قـطّ مرتشفا
لـقد تـجمعت الاهـواء iiواتـفقت عـليك يا من جمعت الحسن مختلفا
بـحاجب لك مثل النون ذي iiعوج وقـامة فـي أعـتدال تشبه iiالالفا
وكـاد يـحكيك جـيد الريم iiملتفتا والـبدر مـكتملا والغصن منعطفا
كـيف الـسلامة من قدٍّ ومن iiمقل قـد أودعـا قـاتليَّ الغنج iiوالهيفا
أقـام بـينهما قـلبي عـلى ثـقة بـأنّـه غـير مـضمون إذا تـلفا
مـن لي بأغيد غضِّ الجسم iiمترفه إذا انـثنى غـمرت أثـوابه iiترفا
سـألته أن يـفي وعـدي iiفـأخلفه لـو كـنت أسأله ترك الوفا iiلوفى
طـورا يـرق لاشـجاني فيمنحني وصـلا وطورا يريني قسوة iiوجفا
لا يـستقيم عـلى حـال iiفـأعرفه كالدهر ما زال في الحالات iiمختلفا
كـم أسـلف الـدهر ذنبا ثمّ iiأعقبه من عرس جعفر ما يمحو الذي سلفا
حـوى الـمفاخر في عدل iiومعرفة فلم يكن عن طريق الحق iiمنصرفا
وكـيف يـقصر عـن مجد iiووالده بـحر الـعلوم ومـن لُجيِّه iiاغترفا
مـحمد عُـرف الـحق المبين iiبه نـعم. ولـولا اتباع الحق ما iiعُرفا
من كان في الصحف الاولى مدائحه لم يكف في مدحه أن أملا iiالصحفا
تـفنى بـوصفك ألفاظ الثنا iiوأرى فـي كـنه ذاتك معنى بعدما iiوصفا
والـعذر عـندك مـقبول وها أناذا عـن الـثنا جئت بالتقصير معترفا
لا زال بـيتك لـلاجي بـه حرما ولـلوفود مـدى الايـام iiمُـعْتَكَفَا
ودام كـهفك بـين الـناس iiمـتفقا عـلى حـماه ولـلاملاك iiمُـخْتَلَفَا
ودمـت لـلشرف الوضاح iiتحرسه والـدين تـرفع مـن بنيانه الشرفا
بـعرس جـعفر والـعباس دام لكم نـيل الـمنى والهنا والبشر iiمؤتلفا
________________________________________
22 - قالها في عرس السيد جعفر وأخيه السيد عباس سليلي العلامة السيد محمد
الطباطبائي.
وحسبي اللّه(23)
هـل لي إلى ورد لماه iiسبيلْ فـإن فـي ريـقته السلسبيلْ
ولـيـته جــاد iiبـتـقبيلةٍ يطفي بها الوجد ويشفي iiالغليل
فـهو طـبيبي وبـه iiعـلَّتي مـا ضرَّ لو رقَّ لحال العليل
رضـيت مـنه بـقليل iiوإن كان قليل الوصل غير iiالقليل
يـا فـاتني عـندك لي iiحاجة فـهل بها تسخو وأنت iiالبخيل
رشـف وتـقبيل وضـمُّ iiفإن مـنعتني مـنها فصبر جميل
وكـلت طرفي بنجوم iiالدجى فـحسبي الله ونـعم iiالـوكيل
يـا جـؤذر الـرمل ألا iiلفتة ويـا قضيب البان لم لا iiتميل
أضـحيتني مـنك بحرِّ الجفا فهل بظلّ الصدغ لي من iiمقيل
إن رمت تشفيني فأرسل iiشذى صدغيك في طيِّ النسيم العليل
يـا مـالكا يـهواه iiمـملوكه وقـاتلا فـيه يـهيم الـقتيل
أنـحلتَ جـسمي بأليم iiالهوى لـما تـمايلت بـخصر نحيل
والـقلب بـالاشواق iiأثـقلته لـما تـراءيت بـردف iiثقيل
____________________________________
23 - قالها مهنئا الشيخ صادق الخليلي بزفاف ولده خليل سنة 1325 هـ.
|