وأبـكي لـفكر فـي الـمشاكل iiنـافذٍ فـتحت بـه مـنهنَّ مـا كـان iiمغلقا
مـضيت سـليم الـقلب ما فيك iiمغمز سـوى كثرة الاسراف في العلم iiوالتقى
مـضيت عـديم المثل قد حزت iiغاية يـطأطىء عـن إدراكها الوهم iiمطرقا
مـضيت قـويم النهج ما هزَّك الهوى ولا خـفت مـن حـب الرئاسة iiمزلقا
مـضيت كـريم الـنفس فردا iiمجمعا مـن الـمجد مـا في الناس كان مفرَّقا
مـضيت مـقيم الـذكر والمسك iiطبعه إذا مـا مـضى أبـقى الـنسيم iiمعبقا
مـضيت عظيم القدر في الناس iiطبقت مـصيبتك الاكـوان غـربا iiومـشرقا
ونـار الاسـى لـولا الاُسـى بمحمد لاضــرم ذاكـيها الـقلوب وأحـرقا
كـريم إلـى طـه انـتمى وهو iiجده فـشـابهه خَـلـقا وخُـلقا iiومـنطقا
فـتـى كـأبـيه لا يــزال iiوجـده إلــى الـخير مـهديا وفـيه iiمـوفقا
إلــى أن نـرى إرشـاده iiلـشرايع بـهـا يـغـتدي عـلاّمـةً iiومـحققا
فـإنّا نـرى بـالجد والـسعي iiيُرتقى إلـى مـوضع الـفرزان ما كان iiبيدقا
ألـست تـرى، فـرع الـنبيّ، iiمحمدا إلـى ذروة الابـاء فـي جـدّه iiارتقى
سـحـاب أغـاث الـمعتفين iiبـوبله فـــدام عـلـينا بـرقـه iiمـتـألقا
طـمى بـحره بـالعلم يـمتد iiمـزبدا كـما غـيثه بـالجود يـنهلُّ iiمـغدقا
لـه قـدم أرسـت عـلى ذروة iiالعلا وداسـت مـن الـعلياء هـاما iiومفرقا
لــه راحـة فـيها لـنا أي iiراحـة غـدا كـل جـيد فـي نـداها iiمطوقا
فــدام لـنا حـصنا وكـهفا iiوجُـنّةً لـه يُـلتَجَا مـن كـل خطب iiويُتقى
وأحـدق ريـحان الـجنان iiوروحـها بـمثوى بـه الايـمان والـعلم iiأحدقا
بحر الجود(45)
لئن يغدُ شرق الارض والغرب مأتما فرزُ حسين جلَّ في الارض iiوالسما
دهـانا بـشهر العيد رزؤك iiطارقا فـأصبح شـهر الـعيد فينا محرما
فـلست تـرى إلاّ مـصابا بـوالدٍ رمـاه بـه صـرف الزمان iiفأيتما
فـأجرت مـآقينا الـنوائبُ iiأدمـعا وفـجرت الاحـزانُ أحـشاءنا iiدما
ألـم تـك لـلاسلام ركـنا iiمـشيدا أعـيـذ بـنـاه أن يـقال iiتـهدما
ألـست الحمى للناس من كل iiطارق يـنوب فـيا ذلاه من طرق iiالحمى
ألـست لافـق الـرشد بدرا فما له أجـيلُ بـه طـرفي فـألفيه iiمظلما
مـضيت حـميد المأثرات ولا iiأرى خـلافك هـذا الـعيش إلاّ iiمـذمما
وكـم مـنبرٍ أبـكيته كـان قبل iiذا يـكـاد إذا تـرقـاه أن iiيـتـبسما
فـلا بـعدك تـلك الليالي التي iiبها سـهرت وبـاتت أعين الناس iiنوَّما
تـقوم إلـى الـمحرابِ ترعدُ iiخِيفةً كـأنّك قـد أبـصرتَ فـيه جهنّما
يُـشوقك أن تـرقى إلى الله iiعارجا فـتـنصب لـلُّقيا صـلاتك iiسُـلَّما
أصـابك صرف الدهر للدينِ iiحافظا ولـلـمالِ مـتلافا ولـلعلمِ iiعـيلما
أصـاب قـلوب الـمسلمين iiوإنهم لـيرضون أن يـفنوا جميعا iiوتسلما
ولـما رمـاك الـدهر أيـقن iiأنـه أصـاب وكـلاّ لو أصاب لما iiرمى
بـرغمي يا غيظ الحواسد أن iiنرى عـدوَّك قـد أمـسى قريرا iiونرغما
بـرغمي أن لا تـستجيب لمن iiأتى يـبثك شـكوى خـصمه iiمـتظلما
بـرغمي يـاسرا يـضيق بـكتمه رحيب الفضا في اللحد تمسي مكتما
بـرغمي يا بدر الهدى أن تميل iiلل غـروب وإن شـعت مزاياك iiأنجما
بـرغمي أن يـجري القضاء محتما عـليك وقـد كـنت القضأَ iiالمحتما
نـعمت وأشـقيت البرايا ولم iiأخل تـطيب بـأن تشقى البرايا iiوتنعما
وأجـريت مـن أبـناء فهرٍ iiمدامعا لـغير حـسين دمـعها قط ما iiهمى
فـإن لـم تـكن مـنهم قديما فإنهم يـرونك فـي الفضل الامام iiالمقدما
ولـو لـم تـكن لـلهاشميين iiسيدا لـما عـقدت سـاداتهم لـك iiمأتما
وحـنُّوا حـنين الـيعملات بمحفلٍ بـه لا تـرى إلاّ هـزبرا iiوضيغما
إذا أرخـص الهادي وموسى iiلفادح دمـوعا فعين ليس تبكي لها iiالعمى
هـمامان قد حلا من المجد iiموضعا تـمنته لـو تجدي المنى أنجم iiالسما
إذا قـيل من أزكى الورى iiوأعزَّهم مـقاما وأوفـاهم ذمـاما فقل: iiهما
خـليليَّ بـالصبر الـجميل iiتدرَّعا وإن جـلَّ خـطبا ما به قد iiأُصبتما
فـهذا الـتقي ابن الحسين iiوصنوه مـحمد فـي بـرج المعالي iiتسنما
لـنا مـنهما كـهلا حجىً إن iiتأخرا زمـانا فـقد فـاتا عـلا iiوتـقدما
قـد احـتذيا فـي كل فضلٍ أباهما وهـل أرقـمٌ إلاّ ويـعقب iiأرقـما
ودومـا مَـناخا لـلركائب iiوأبـقيا حمىً من تصاريف النوائب iiواسلما
ولـست بـمستسقٍ سـحابا iiلحفرةٍ بـها حـلَّ بحر الجود والعلم iiمفعما
في رثاء والديه وأخيه
أبـتـاه حـسبك رقـدة iiالـوسنان فـالليلُ مـنه قـد انـقضى iiثلثان
قــمْ لـلقراءةِ والـتهجدِ iiوالـبكا والـذكـرِ والـدعـواتِ iiوالـقرآن
قـمْ لـلصلاةِ فـقد أتـتك iiمحافظا أن لا تـضـيع وديـعةِ الـرحمن
أولـم تـكن مـهما دنـتَ iiأوقاتها مـتـحفزا تـصغي لـصوت iiأذان
لازمـتها حـتى الـممات فلم iiتكن لـك فـي سـواها أطـبقت iiشفتان
لولم يكن لك غيرها رجحت على ال أعـمال يـوم تـحطُّ فـي iiالميزان
أنّـى وقـد مـلا الـزمانُ فضائلا لـك ليس يُفني ذكرها iiالملوان(46)
وعـلـيكِ يـا أمـاه ألـف iiتـحيةً مـشـفوعةً بـالعفو iiوالـرضوان
وقـفْ على الزفرات فيك iiجوانحي ونـواظري وقـف عـلى iiالهملان
مـا كنت منفردا برزئكِ في iiالورى لـو كـان تـعرفك الورى iiعرفاني
أولـم تـعان في رضاء iiمحمد(47) مـالا تـكاد لـه الـرجال iiتـعاني
هـيهات لا أقضي حقوقك إن iiيُذبْ قـلبي الـجوى ويـذِلْه من iiأجفاني
أَنّــى وقــد ربـيتني وكـفلتني وغـذوتـني بـالـبرِّ والاحـسان
وحـملتِ ثـقلي نحو عشرة iiأشهرٍ وبـمص ثـديك تـمَّ لـي iiحولان
فـعليَّ يـا أمـاه شـكرك iiواجـب مـن بـعد شـكر الـواحد الـديّان
***
وإلـيك مـنّي يـا بن أمِّ شكاية لـو كنت تسمع منطقي iiوتراني
ما بالكَ استأثرت في ورد iiالردى دونـي الـغداة وإنّـنا أَخـوان
وسكنتَ في غرفِ الجنان iiمنعما وطـويتَ أضلاعي على النيران
أقـصاكَ عن قربي الحمام iiوليته مـن قـرب دارك عاجلا iiأدناني
فلئن أمت فهو المنى ولئن iiأعش فـلاقضين الـعمر iiبـالاشجان
ولاجـرين الـدمع طوفانا iiعلى تـراب أهـالوه عـلى iiطوفان
حـتى يـعدَّ الـدمع في iiقطراته مـا كـنت توليني من الاحسان
وأحيل رمسك روضة تحكي iiبها حـمر الـدموع شقائق iiالنعمان
ولـسوف أغذو في رثاك iiمتمما عـمري لانـك مـالك iiلـعناني
وتهيج في صدري بلابل iiللجوى فـأنوح نـوح حمائم iiالاغصان
يـا رايـةَ الـتوحيدِ لا تنفك iiلي كـبد عـليك شـديدة الـخفقان
يـا مخذم الاسلام ليس يزال iiفي قـلبي لـفقدك مـثل وخز سنان
يـا جُـنَّةَ الايمان بعدك مهجتي أضـحت رمـية أسهم iiالحدثان
سـرعان ما قد عاد ربعي iiبلقعا وهـتفن فـيه نـواعب iiالغربان
سرعان ما اختلستك أنياب الردى مـني وأضـلاعي عليك iiحوان
أبـقت فـؤادي وانتقتك iiوكنتما مـتـعادلين كـكـفتيْ iiمـيزان
________________________________________
45 - قالها في رثاء حجة الاسلام الميرزا حسين ومعزيا السيد موسى والسيد هادي مقوطر.
46 - الملوان: الليل والنهار.
47 - لعله أراد بقوله: في رضاء محمد، تورية فالمعنى القريب: رضاء زوجها السيد محمد،
والبعيد رضا ابن السيد محمد وهو الشاعر نفسه ويساعد هذا المعنى وقربه البيت الذي
بعده.
يا راية التوحيد(48)
مـا كـان ضـرَّ فـوادح iiالـحدثان لـو كـان قـبلك سـهمهنَّ iiرمـاني
مـا ضـرَّ لـحدا قـد ذكا بك iiنشرُه لــو أنــه لـما طـواك iiطـواني
يـا لـيت أخـطأك الـردى iiأولـيته لـما أصـابك لـم يـكن iiأخـطاني
يـا زيـنة الـنادي ونـاقع غـلة ال صــادي ونـجم هـداية iiالـحيران
يــا واحـدا فـيه أتـفقن iiمـناقبٌ لــم يـختلف فـي عـدّهن iiأثـنان
يـا أولا فـي الـمكرمات فـما لـه فـيـها وعـنها فـي الـبرية ثـاني
يـا لـهجة الـمداح بـل يا بهجة iiال أرواح بــل يـا مـهجة iiالايـمان
إن غبت عن بصري فشخصك حاضرٌ أو تـنـأَ عـنه فـأنت مـنه iiدانـي
مـا إن أصـرِّفُ أعـيني في iiوجهةٍ إلاّ رأيــتـك مــاثـلا iiلـعـياني
لـم يـخلُ مـنك سـوى مكان iiواحدٍ ومـلات فـي عـينيَّ كـل iiمـكان
نـفسي فـداؤك مـن قـريب iiنازحِ أوحشتني إذ صرت من iiجيراني(49)
فـلسوف أغـدو فـي رثـاك iiمتتما عـمري لانّـك (مـالك) iiلعناني(50)
أسـهرت أجـفاني وكـم قد بتُّ iiفي أرقٍ لـتـملا بـالـكرى iiأجـفـاني
فـلارثـينَّك بـالـلواعج iiوالاسـى إن كَـلَّ عـن نـظم الـرثاء iiلساني
ولاُجـريـنَّ الـدمع طـوفانا iiعـلى تُــرْبٍ أهـالـوه عـلى iiطـوفانِ
حـتى يـعدّ الـدمع فـي iiقـطراته مـا كـنت تـوليني مـن iiالاحـسان
وأحـيل رمـسك روضـة تحكي iiبها حـمـرُ الـدموع شـقائقَ iiالـنعمان
وتـهيج فـي صـدري بلابل iiللجوى فـأنـوح نـوح حـمائم iiالاغـصان
يـا رايـة الـتوحيد لا تـنفك iiلـي كـبـدٌ عـلـيك تـلـجُّ iiبـالخفقان
يـا مـخذم الاسـلام لـيس يزال في قـلبي لـفقدك مـثل وخـزِ iiسـنان
يـا جُـنَّةَ الايـمان بـعدك iiمـهجتي أضـحـت رمـيَّةَ أسـهم الـحدثان
سـرعان مـا قـد عـاد ربعي بلقعا وهـتـفن فـيه نـواعب iiالـغربان
سـرعان مـا اختلستك أنياب iiالردى مـنـي وأضـلاعي عـليك iiحـوان
أبـقـت فـؤادي وانـتقتك وكـنتما مـتـعـادلين كـكـفـتيْ مـيـزان
يـا مـن بـه افتخرت لويُّ ومن iiله ألـقـت زعـامـتها بـنو iiعـدنان
طـالت بـه العربُ الملوكَ وأصبحت تـزهـو عـمائمها عـلى الـتيجان
الـديـن بـعـدك مـستباح رحـله فـابـعث إلـيه بـنصرة iiالـغيران
قـد نـام عـنه حماته ومضى iiالذي يـحـمي حـمـاه بـناظرٍ iiيـقظان
بـمَ يـشمت الاعـداء بعدك لا iiغفوا إلاّ عـلـى حـسكٍ مـن iiالـسعدان
بـبقاء ذكـرك فـي الـزمان iiمخلدا أم بـالـفناء وكــل حــيٍّ iiفـان
أم بـانـتقالك مـن مـجاورة iiالـعنا والـهـمِّ نـحو الـروح والـريحان
فـلـيشمتوا فـمـصاب آل iiمـحمد مـمـا يُـسَـرُّ بـه بـنو iiمـروان
إن يـشمتوا فـلقد رغـمت أنـوفهم بـمـفاخر شـهـدت بـها iiالـثقلان
قـد عـاد حـزنك مـلَ كل iiحشاشة وجـمـيلُ ذكـرك وردَ كـلّ iiلـسان
فـارقتنا فـي شـهر عـاشوراء iiفـا تـصلت بـه الاحـزان iiبـالاحزان
نـبـكي الـمغسَّلَ بـالقراح iiوتـارة نـبـكي الـمغسَّلَ بـالنجيع iiالـقاني
ونـنـوح لـلـمطويِّ فـي iiأكـفانه أم لـلـطريح لـقـىً بـلا iiأكـفان
أم لـلـمقلب بـالاكـفّ أم iiالــذي قــد قـلَّـبته الـخـيل iiبـالجَوَلان
أم لـلـمشيَّع بـالـسرير أو iiالـذي فـي رأسـه طـافوا بـرأس iiسـنان
أم لـلموارى فـي الـتراب أم iiالذي أمـسى بـلا دفـن عـلى iiالـكثبان
____________________________________
48 - قالها في رثاء أخيه المرحوم العلامة السيد باقر المتوفى سنة 1329 هـ. ويبدو أن
الشاعر لم يستوف التعبير عن حزنه على فقد أخيه في القصيدة التي سبقت فواصل الرثاء
في هذه وضمنها العديد من أبيات تلك.
49 - يشير إلى أنه دفن في مقبرة الاسرة ضمن الدار التي يسكنها السيد رضا.
50 - يشير إلى متمم بن نويرة الذي رثى أخاه مالكا بالقصيدة المعروفة بأم المراثي
وأولها:
لعمري وما دهري بتأبين مالك ولا جزعا مما أَلمَّ فأرجعا
|