دمي ودمعي(27)
مـالك يـا قـاتلي iiومـالي حـملتني فـي جـفاك iiمالا
أتـرمـي بـي iiالـمرامي ولــم تـعطني iiالـمراما
ودمـعـي عـليك iiهـامي وفـيـك الـفـؤاد iiهـاما
هـب الـقلب فـيك iiدامي وفـيـه الـغـرام iiدامــا
فالجور في الحب قد حلا لي وإن تُـصَيِّرْ دمـي iiحلالا
فـيا مـن سـبى iiالـمعنّى بـعـينيه سـحـر بـابل
وغـصـنا مـتـى iiتـثنَّى يـهج فـي الـحشا iiبلابل
لـئـن جــار أو iiتـجنَّى فـما الـقلب عـنه عـادل
أنـفقت صـبري به iiومالي ولـيـته رقَّ لـي ومـالا
بـنـفسي فـديـت iiبـدرا بــه الـعـارفون تـاهوا
حـمـى بـاللحاظ iiثـغرا روى الـقـلب فـي iiلـماه
أحـال الـوصال iiهـجرا ومـا حـلتُ عـن هـواه
هـيهات يغدو الفؤاد iiسالي دمـي ودمـعي عليه iiسالا
حـمـاني عــن iiالـرقاد وشـمل الـوصال iiشـتّتْ
وأصــفــيـتـه iiودادي ولـكـن لـحـبله iiبــت
وذي حــبـة iiالــفـؤاد عـلـى وجـنـتيه iiفُـتَّتْ
مـا زال مـنّي الفؤاد خالي حـتى تـراءت عليه iiخالا
رشـا مـن نـواه iiخـفت لان الـلـقـا iiأمــانـي
رمـانـي وقــد iiألـفت هــواه إلــى iiهـواني
ولـكـن بــه iiشـغـفت وإن كــان قــد iiقـلاني
لـم أسـتمع فيه وهو قالي قـيـلا لـعـذَّاله iiوقــالا
دعـونـي فـكـل iiصـبِّ بـــذا iiالـعـيسوييُعْذَرْ
فـفـي وجـنـتيه لـبـي كـمـاء الـصـبا iiتـحيَّر
ومــا حـيـلتي وقـلبي بـشرع الهوى iiتَنَصَّرْ(28)
لـيس لـعيني سواه iiحالي فـالرشد والـنسك فيه iiحالا
فـعـطفا عـلـى iiمـولَّهْ بـديـن الـهـوى يـدينك
أغـصنَ الاراك لِـنْ iiلَـهْ فـقـد جــاء iiيـستلينك
لــه فـي حـماك iiقـبله وقــرآنــه جـبـيـنك
في وجهك الحسن قد تلا iiلي سـورة والـشمس إذا iiتلالا
بـشـهدٍ مــلات iiفـاكـا وعـوضـتني iiبـصـبري
فــإن مـتُّ فـي iiجـفاكا فـدعني هـواي iiعـذري
وإن اسـتـمـل iiوفـاكـا بـشعري فـليت iiشـعري
تـنعم لـي خاطري iiوبالي أم فـيك تـغدو المنى iiوبالا
تـعـللت عــن iiلـقـاه بـطـيف مــن iiالـخيال
ولــم يـبق فـي iiجـفاه بـقـلبي ســوى iiتـوالي
قـضـى الله لــي iiنـواه رضـا بـالذي قـضى iiلي
عـسى الرضا منعشا iiتوالي قـلبي بـجود لـه iiتـوالي
بـحـبل الـرضا iiتـمسَّكْ وكــن مـاسـكا iiعـراه
وفــي ذكــره iiتـمسك فـالـمسك فــي iiشـذاه
حـمى الـدهر إن iiتـمسك عـواديـه فــي iiحـماه
لانّــه لـلامـور iiوالـي لـه الـزمان الـعنيد iiوالى
نـمـاه إلــى iiالـجـلال أب مــاجــد وجـــدُّ
وخــصـاه iiبـالـكـمال لـــه هـمـة iiوجــد
مـجـاروه فـي iiالـمعالي وإن شـمـروا iiوجــدوا
تـسافلوا عـن أشـم iiعالي سـمح بـكل الانـام iiعالا
بـما فـيك مـن iiمـعاني بـديـع الـبـيان كــلا
وكـلـفـتـها iiلـسـانـي فـكـانت عـلـيه iiكــلا
ومـا الـعجز فـي بـياني لـفـرط الـقـصور كـلا
بـل يا أبا المجد أنت iiعالي مـعناك عـن وهمنا iiتعالى
___________________________________________
27 - قالها في صديقه الشاعر العلامة الشيخ رضا الاصفهاني.
28 - كتب السيد الرضا بعد فراغه من نظم هذه القصيدة يقول: هذا البيت تلميح إلى مطلع
قصيدة نظمها الشيخ المزبور أولها:
قلبي بشرع الهوى تنصر شوقا إلى خصره المزنَّرْ
وما أحسن قوله منها:
وربَّ وعد بلثم خد جاد به بعدما تعذر
وقوله:
صغَّره عاذلي ولما شاهد ذاك الجمال كَبَّرْ
أقبل نشوان(29)
في مطلع الاقبال بدر الحسان لاح وفي كفيه شمس الطلا
فاسعد مدى الدهر بهذا القران واستقبل العيش فقد أقبلا
***
أقـبل نـشوان وفـرط iiالحيا مـكـلل وجـنـته iiبـالعرقْ
مـا الورد مطلولا بماء iiالحيا أشـف مـنها حمرة أو iiأرقْ
يـرنو بـنجلاوين كم iiأوحيا سحرا يزيد الوجد لي iiوالارق
مـنعطف فـوقهما حـاجبان كـنـوني الـكاتب إن iiمُـثِّلا
أو مـثل قـوسين ولا يرميان إلاّ أصـابـا مـنِّي الـمقتلا
***
أقـبل يـثني لـي مـن iiقدِّه غـصنا لـه الدلُّ نسيم iiالصبا
والـحسن قـد فـتَّح في iiخده وردا عـليه مـاج ماء iiالصبا
فـأرسل الـمسود مـن iiجعده أفـعى ولـوَّى صدغه iiعقربا
كيف اجتناء الورد iiوالحارسان بـحفظ ذاك الروض قد iiوكِّلا
مـن لـي لـو iiأنـهمايغفلان وآفـة الـحارس أن iiيـغفلا
***
أقبل يسقي من كؤوس الرحيق صـرفا أطـال الـدنُّ iiتعتيقَهُ
ويـصبغ الـدر بلون iiالعقيق إن صـبَّ في الكأس iiأباريقه
لـكـنه جـاد بـمرٍّ iiعـتيق عـلى الـندامى وأبـى iiريقه
صـرفان لـو أنهما iiيمزجان لانـعشا الامـوات بعد iiالبلى
فخذ من المحبوب كأس iiالدنان واصـبر فكم بالصبر مرُّ iiحلا
***
يـا سالبا عيني طيب الهجود ومـلبسا جسمي ثوب iiالضنى
لا أنـت بالوصل علينا iiتجود ولا أنـا أسـلو لـطول iiالعنا
ولـم يزل حظّي منك iiالصدود أعـلل الـنفس بطول iiالمنى
إن شئت فارحم مستهام iiالجنان وبـاللقا فـامنحه بـعد القلى
أو لا، فـقد أرخى إليك العنان فـافعل به ما شئت أن iiتفعلا
***
إن كـنت فـينا مـبديا iiللجفا فـالدهر لـلامال فـينا iiمعيد
وطاب لي الانس ووقتي iiصفا إذ أسـعد الدهر بعرس السعيد
يـا فـرحة فيها زماني iiوفى فـكل يـوم لـي بالبشر iiعيد
____________________________________
29 - قالها في عرس الشيخ سعيد الشيخ اسماعيل الخليلي، ولم نعثر إلاّ على هذا الجزء
من القصيدة.
عرس الحسين(30)
عـن ريـقه روت الشمول مـعنى تـطيش به iiالعقولُ
وبـجـفنه مــرَّ الـنسيم الـغضُّ فـهو بـه iiعـليل
وبـخـده ولــع iiالـشقي قُ فـشفَّ نـضرته الذبول
والـغـصن مــال لـقدَّه ذلاًّ كــذا مـن يـستطيل
والـطود حـاول أن iiيـوا زنَ ردفـه وكـذا iiالـثقيل
رشــأ كـحيل iiالـناظري نِ فـداؤه الـرشأ iiالـكحيل
حـكَّـمت عــدل iiقـوامه فـي مـهجتي فـغدا iiيميل
فـسـأرفض الـتحكيم iiإن كـانـت كـقامته iiالـعدول
إن قـلت: أضـناني iiالنحو لُ يقول: بل خصري النحيل
أو قـلت: قـد طال iiالصدو دُ يـقول: عـادته iiيـطول
أو قـلت: أجـملْ قال iiلي: أولـى بـك الصبر iiالجميل
لا تـكـثرنَّ مـن iiالـشكا يـةِ إنـني ظـبيٌ iiمـلول
أنــا عـالم بـجميع مـا تـخفي فـقل مـاذا iiتـقول
اقـنـع بـلـقيا iiسـاعـة فـالصب يـرضيه iiالـقليل
يـا سـعد قـد سمح iiالزما نُ وقـلما يـسخو iiالـبخيل
فــأدر بـكـأسك جـذوة بـلـهيبها يُـطفى iiالـغليل
واشـرب فـقد رقَّ iiالـشما لُ ضـحى وروقت iiالشمول
والـروض جـنات من iiال أنـهـار فـيـها iiسـلسبيل
والـعندليب بـلحنه iiللغص نِ أصــبـح iiيـسـتميل
يـروي لـنا عرس iiالحسي نِ فـكـلنا طـربا iiنـميل
فـرع نـما وكـذا iiالـفرو ع إذا زكـت منها iiالاصول
فـغـدا مـثـالا iiلـلـعلا فـلذاك عـزَّ لـه iiالـمثيل
______________________________________
30 - قالها في عرس ابن أخيه، العلامة السيد حسين نجل العلامة السيد باقر سنة 1345
هـ.
دعه يكابد(31)
الـخال فـي وجـنتيك قد لثمك والـشُعر أهـوى مـقبلا iiقدمك
ولــم تـنلني الـذي iiأنـلتهما فـليتني قـد لـثمت مَنْ iiلثمك
نَـحلتُ مـثل السواك فيك iiفما ضـرَّك لـو أنني رشفت iiفمك
يـا كـشحه طـال عدل iiقامته فـاشك إلـيه من الذي هضمك
يـا جفنه اعتاد بالضنى جسدي فـليحتمل فـوق سـقمه iiسقمك
دعـه يـكابد سـقمين فيك فما أهـون أمـرا كـلَّفتَهُ iiخـدمك
يـا غـصنُ طـاولت قدَّه iiفلئن يـقصفك ريح الصبا فما ظلمك
ويـا عـنيقيد قـسْتَ iiوفـرته فـيك فـإن استطع شربت iiدمك
يـا كعبة الحسن ليس يحسن iiأن تـريع بـالصد من أتى iiحرمك
يـا أسـعد الـخال فوق iiوجنته لـقد قـضى حجَّهُ من iiاستلمك
يـا آس فوق الشقيق من رقمك يـا درُّ بـين العقيق من iiنظمك
مـن مـلا الريق بالرحيق iiومن بـمسكِ خـال عـليه قد iiختمك
مَـنْ فيك أجرى نواظري iiسُحُبا لـما رأت كـالوميض iiمبتسمك
بـميسم الـشوق قد كوى iiكبدي مَـنْ بِسِماتِ الجمال قد iiوسمك
أنـشاك لـي نـشوةً ومـنتزها مـن أودع الـراح والاقاح فمك
مـولاي هـل أنـت راحم iiكلفا لـو كـنت يـوما مكانه iiرحمك
لـو أنـه بـالجفا غـدا سـئما مـن كـل لـذاته لـما iiسئمك
أضـللتني في هواك يا iiصنمي لـما اتخذت الواشي بنا صنمك
مـذ ملتَ عنّي وأنت غصن iiنقا ظـنك مـني مـللت iiواتـهمك
تـذكر كـم لـيلة أتـيت iiبـها سـرّا وقـلب الظلام قد iiكتمك
فـكيف لم ترع في الهوى ذممي ولـم أزل فـيه راعـيا iiذممك
أقـسمت ألا تـخون عهدي iiيا ريـم فـأفسدت بـالجفا iiقسمك
مـا كنت قدما زعمت تتبع iiالوا شـي أو تـغتدي كـما iiزعمك
يـا طـرف كم تشتفي iiبنظرته ألـم تـكن مـنه تشتكي iiألمك
تـرعى نـجوم الـسما تعدُّ iiبها آثـار مولى على السماك iiسمك
لا تـدجُ يـا هـمُّ فالحسين iiلنا بـدر كـشفنا بـنوره iiظـلمك
______________________________________
31 - قالها مهنئا حجة الاسلام ميرزا حسين الخليلي بعرس نجله الشيخ محمد علي سنة
1326 هـ.
|