قد كنت أصبر(60)
ذهب الزمان بساعدي ومساعدي وبـكت لـما ألقاه عين iiالحاسد
ولـربَّ قـائلة تـصبَّر iiفالبكا والـحزن لا يشفي غليل iiالواجد
هَـبْ أنّه عظم الفقيد فهل iiترى يـسترجع الـمفقودَ دمعُ iiالفاقد
فـأجبتها والدمع يسبق iiمنطقي فـينوب عني في بيان مقاصدي
قد كنت أصبر في النوائب كلها لـو أن عندي قلب عبد iiالواحد
__________________________________
60 - قالها في رثاء حسن آل سكر سنة 1345 ويعزي عبد الواحد آل سكر.
الصبر(61)
يقولون صبرا فالنوائب لم تزل تنوب وإن الصبر ما زال محمودا
بلى هو محمود لدى الناس كلهم ولكنه بالرغم أصبح مفقودا
فأجابه العلاّمة السيد صادق قائلا:
صبرتُ ولم أجزع لفقدٍ iiومحنة وسلَّيت نفسي بالتأسِّي وبالرضا
وإنـك إن أمددتني منك iiبالدعا تـيقنتُ أنّي فيه أستدفع iiالقضا
فـلا زلتَ حرزا للعشيرة iiواقيا ونورا إذا ما أظلمت أزمةٌ iiأضا
________________________________
61 - كتب هذين البيتين إلى العلامة السيد صادق ابن أخيه الباقر معزيا بوفاة طفل له
اسمه محمود وكان ذلك في صفر سنة 1351 هـ.
في الغَزلِ وَالنَسيب .. (أسهرتني)
ساق حادي الصبا عشار السحاب فـسقى دار زيـنب iiوالـرباب
وتـمـشَّى بـهـاالنسيم عـليلا سـاحبا ذيـله بـتلك iiالـروابي
أصـبحت لـلظبا كناسا وكانت مـلـعبا لـلكواعب iiالاتـراب
كـلَّ غيداء غضة الجسم iiتحكي فـضة أُشـربت بـتبرٍ iiمـذاب
جـنّة إن نـظرتها بات iiطرفي فـي نـعيم ومهجتي في iiعذاب
أسـهـرتني بـأعينٍ iiنـاعساتٍ نـمن عـن ليلتي وبتُّ لما iiبي
لم تدع لي إلاّ حشى مستطار ال لـبِّ مـا بـين صبوةٍ iiوتصابي
لا عـلى الابـتعاد يـسلو iiفينسا هـا ولا يـستريح iiبـالاقتراب
هـو في بعدها يجنُّ وعند iiالقر ب يـخـشى تـفرَّق الاحـباب
مـا لقلبي يأبى له الشوق iiوالوج دُ شـفاء مـن هـذه iiالاوصاب
أنـا فـي الـبعد مستهامٌ فإن حا نَ وصـال قـضيتهُ iiبـالعتاب
لـست أنسى لما التقينا وحال ال وجـدُ بـين الـقلوب iiوالالباب
فـأتتني تـكفكف الدمع عن iiنب لِ جـفون يـراش iiبـالاهداب
زارني
زار مـن بـعد جفوة iiوصدود ووفـى بـعد مـطله iiبالوعود
كـان عهدي بمثله يمطل iiالعه دَ فـقد أنـجز الـغداة iiعهودي
ظبي إنسٍ يسبي الظباء iiبطرفٍ ذي فـتور مـنه ولـفتة iiجيد
يرتعي في حشاي لا شيح iiنجد وبـقـلبي مـأواه لا بـزرود
كـم عميد يوم الوعى راح iiلما شام خدية أيّ صبٍّ iiعميد(62)
عــاد مـنا يـريق أيَّ iiدمـأٍ بلحاظ أمضى من البيض، iiسود
كـلما سـلَّ لحظه رحت iiأدعو (كـم قـتيل كـما قتلت iiشهيد)
وهـضيم الـكشحين ما قام iiإلاّ جـذبـته أردافــه iiلـلقعود
شاب رأسي من الصبابة مذ iiش بَّ بـقلبي خـداه ذاتَ iiالوقود
زارنـي في الدجى كبدر iiتمام سـاترا وجـهه بـليل iiالجعود
رام أن يـكتم الـزيارة iiلـكن نـمَّ مـنه عـليه نشر iiالبرود
طاف يسعى على الندامى بكأسٍ فـيه طعم اللمى ولون iiالخدود
فـي رياض تغرد الورق iiفيها فـتـزيل الـهموم iiبـالتغريد
وتـجس الاغصان حين iiتغني كـمغنٍ يـجس نـبض iiالعود
_____________________________________
62 - العميد: السيد المعتمد عليه في الامور، يوم الوعى: يوم ضجيج الحرب، عمد: الذي
هده العشق وأضعفه. ومعنى البيت: كم رجل قوي في الشدائد ثابت القلب رأى خدي هذه
الجميلة الحسناء فانهدّت قواه وصار صبا لا يستطيع مقاومة الصبابة.
ثمار الودّ
لما جرى قلمي بذكرك أينعت منه ثمار الودِّ في الاوراق
هذا بذكرك حال عود يابس أتلومني إن طرت من أشواقي
اذكرونا
غير موصوف لكم ما نالنا فصفوا لي بعدنا ما نالكمْ
وارعوا العهد الذي ما بيننا واذكرونا مثل ذكرانا لكم
أجفان
غزا مهجتي بصفاح اللحاظ ولوع بظلمي لا يصفح
ولم أرَ من قبل أجفانه جنودا إذا انكسرت تفتح
كتب الغرام
لجَّ العذول بنا ولجْ والحب في قلبي ولج
كتب الغرام على جبا هِ ذوي الصبابة لا حرج
خذي لحظ عيني(63)
بـطرفك والـمسحور يقسم iiبالسحر أعـمدا رماني أم أصاب ولا iiيدري
تـعرض لي في القانصين مسددِ iiال إشـارة مـدلولِ السهام على iiالنحر
رنـا الـلحظة الاولى فقلت iiمجربٌ فـكررها أخـرى فأحسست iiبالشر
فـهل ظن ما قدم حرَّم الله من iiدمي مـباحا لـه أم نام قومي عن iiالوتر
بـنـجدٍ ونـجد دار جـودٍ وذمـةٍ مـطال بـلا عسرٍ وبخلٍ بلا iiعذر
وسـمراء ودَّ الـبدر لـو حال iiلونه إلـى لونها في صبغة الاوجه iiالسمر
خـليليَّ هـل مـن وقـفة iiوالتفاتة إلـى القبةِ السودأِ من جانب iiالحجر
وهـل من أرانا الحج بالخيف iiعائد إلـى مـثلها أم عـدها حجة iiالعمر
والله مـا أوفـى الـثلاث على iiمنى لاهـل الهوى لو لم تحنْ ليلة iiالنفر
لـقد كـنتُ لا أوتى من الصبر قلة فهل تعلمان اليوم أين مضى iiصبري
وكـنت ألـوم الـعاشقين ولا iiأرى مـزيةً مـا بين الوصال إلى iiالهجر
فـأعدى إلـيَّ الـحبُّ صحبة أهله ولـم يدر قلبي أن داء الهوى iiيسري
أيـشرد لـبيّ يـا غـزالةً iiحـاجر وأنـت بـذات البان مجموعة iiالامر
خذي لحظ عيني في الضعون iiإضافة إلى القلب أوردِّي فؤادي إلى صدري
____________________________________
63 - وجدها الاستاذ جامع الديوان بخط السيد الرضا فثبتها قائلا: ويبدو أنها له قدس
سره.
بروحي أفديه
بـدا مـن مـحياه ضـوء الـشفقْ وبـرق الـحيا مـن سـناه iiائتلقْ
غـزال غـزا بـاللحاظ iiالـقلوب ومــرَّ بـهـا حـبُّـه iiفـاعتلق
ذكـت جـذوةُ الـحسنِ فـي iiخدّه لـذا عـنبرُ الـخال فـيها احترق
عـلـيهِ الـجمالُ جـرى iiجـدولا طـغـى فـعلاه حـباب iiالـعرق
كــأن خـمـائل روض iiالـخدود يـسـيلُ بـهـا مـنه مـأٌ iiغـدق
حـمى وردهـا بـسهامِ iiالـجفون فـمن رامَ يـقطف مـنها iiرُشِـق
ودبَّــتْ عـقـاربُ iiأصـداغـهِ عـلى الـخدِ تـحرسُ وردا iiأنـق
عـلاقـةُ حـبٍ لـه فـي iiالـفؤاد تـسعر فـي الـقلبِ مـنها iiحرق
يـمـيس عـلـى نـسـقٍ iiقـدُّه فـيعطفه الـدلُّ عطف iiالنسق(64)
إذا أسـدل الـفرع فـوق iiالـجبي نِ يـريك ذكاء بداجي iiالغسق(65)
ويـرنـوا بـمـقلة ريــم iiالـنقا ومــا الـلـحظ إلاّ حـسام ذلـق
فـلو نـفث الـسحر مـن iiطـرفه لـمـا زاد هــاروتَ إلاّ iiرهـق
يـجـيل الـنـطاق عـلى نـاحل كـجـسم الـمـتيم لا بــل iiأدق
كـــأن روادفـــه iiالـمـثقلا ت قوى الخصر حتى وهى واسترق
نـفور حـكى الـريم فـي iiمـقلةٍ وجـيـدٍ يـزيـنُ حـليَّ iiالـعنق
أتــانـي مـسـتترا iiبـالـظلامِ فـنـمَّ عـلـيه شــذاه iiالـعـبق
لـئن خـرس الـحجل فـي iiساقه فـفي الـخصر عـقد النطاق iiنطق
فـسـلَّمَ ثــمّ انـثـنى iiلـلوداعِ فـمـا خـلتُ إلاّ خـيالا iiطـرق
وراح وأقـراطـه فــي iiقـلـقٍ فـعـاد الـفـؤاد بــه ذا iiقـلق
خـفوق فـؤادي يـحكي iiالـوشاح عـلى الـكشح مـهما تـثنى iiخفق
كـأن فـلق الـصبح مـن وجـهه فـمذ كـشف الـفرع عـنه iiانفلق
فـلو شـامه عـاذلي فـي iiهـواه تـلا (قـل أعـوذ بـربِّ iiالـفلق)
بـروحـي أفـديـه مـن شـادن لـطـيف الـتثني بـديع iiالـخلق
أدار عـلـينا كــؤوس iiالـمـدام وأسـكـرنا مـنه سـحر iiالـحدق
يـشوب الـطلى بـرضاب iiاللمى ويـجلو الـكؤوس فـيجلي الغسق
مـشـعشعة عـتقت فـي iiالـدنان قـديـمة عـصـر وعـهد iiسـبق
تـشـابه وجـنـته iiوالـكـؤوس فـلـم يــدر أصـفاهما iiوالارق
فـقمْ واصطبح في رياضِ iiالسرور بـقـرقف كـاس الـهنا iiواغـتبق
ألـست تـرى الـروض في iiبهجةٍ تـبـسمُ عــن نـوره iiالـمؤتلق
مـطـارفـه فـوَّفـتها iiالـغـمام فـمـن أحـمـر وبـياض iiيـقق
تـضـوع مـنـه أريـج iiالـعبير وفــاح شــذاه لـمـن iiيـنتشق
___________________________________
64 - عطف النسق أحد نوعي العطف في علم النحو وثانيهما عطف البيان، وعطف النسق يفيد
بحسب العاطف معاني منها الترتيب والتعقيب، وهو ما أراده الشاعر من اتساق حركة
الموصوفة في دلها وعدم تنافر حركاتها.
65 - ذكاء: الشمس.
سرِّي وجسمي
يا من فضح الاراك عطفا والريم سوالفا وطرفا
سرِّي بهواك كاد يبدو والجسم ضنىً يكاد يخفى
السر
يعنف أن رأى سري مذاعا به علم الاقاصي والاداني
وكيف يكون لي سرُّ مصون وقد ضايقت سري في المكان؟
زكاة
الـدهر أبدع فيك iiفعلهْ حتى حباكَ الحسنُ iiكلَّهْ
ولـقد مـلكت iiنصابه أفـلا تـزكيه iiبـقبله
إنَّـا تـوجهنا iiإلـيك وأنـت لـلعشاق iiقبله
عـجبا لدين هواك iiشا ع نـظامه في كل iiملَّه
ولَّهت قلبي في iiالهوى عطفا على قلبي المولَّه
ارحـم عزيزا لم iiيكن لولاك يرضى iiبالمذلة
دنـفا إذا نـام iiالورى سـهر الدجى إلاّ iiأقلَّه
يصبو القمران
يـا نـديمي وللشراب حقوق عـاجز عـن أدائها iiالمتواني
أتـرع الكأس خمرة واسقنيها وابـتدر للصبوح قبل iiالاذان
عـاطنيها حـتى تثقِّلَ بالسكر لـساني فـلا أقـول iiكـفاني
فـالصبا هبَّ والقماريُّ iiغنت بـفنون الـغنا عـلى iiالافنان
وحـبانا بـوصله قـمر iiيص بـو إلى حسن وجهه iiالقمران
يـوسفيُّ لـه بـديع iiمـعان ضاق عن وصفها نطاق البيان
شعْر التَاريخ .. (باب حِطَّة)(66)
قـل لـمن يـمموا النقي iiوأمُّوا من حمى العسكري أفضل iiخطه
جـئتمو سُـرَّ من رأى iiفأقيموا أبـد الـدهر في سرورٍ iiوغبطه
زرتـمو لُـجتَيْ عـطأٍ iiوفضلٍ يـغتدي في يديهما البحرُ iiنقطه
خيرة الناس هم ومن ذا iiيساوي فـي الـمزايا آل النبيّ ورهطه
قـيل أرخ بـاب النقي iiفأرخت بـبيت فـي قلبيَ الوحي خطه
أدخلوا الباب سجدا إن باب iiال عسكريين دونه باب حِطّه (67)
______________________________________
66 - قالها مؤرخا بابا صُنع من الفضة للامامين العسكريين (ع) في سنة 1345 هـ.
67 - إشارة إلى الاية الكريمة: (وإذ قلنا أدخلوا هذه القرية فكلوا مشا حيث شئژ
رغدا، وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم، وسكيد السنغ). البقرة 58.
وقوله تعالى: (وقولوا حطة)، أي أدعوا واستغفروا عن ذنوبكم وتقصيركم.
يلتمس العفو(68)
عـبدكما واقـف iiبـبابكما يـعفِّر الـخدَّ فـي iiترابكما
يـلثم أعـتاب بقعة iiفخرّت أركـانها أنـجمَ السما iiبكما
مذ أثقلت جنبه الذنوب iiأتى يـلتمس الـعفو من جنابكما
يـعتقد الـفوز في iiولائكما ويـوقن الـنجح في iiإيابكما
ويبتغي الامن في المعاد وأن يـسقيَه الله مـن iiشـرابكما
جـاءكما زائـرا وأرَّخَ iiهل يـخيب مـستمسك iiببابكما
_____________________________________
68 - قالها في ذلك الموضع أيضا.
|