***
يـا غـزالا مـلا الـجسم iiألَـمْ وأذاب الـقـلب مـنِّي iiوصَـبَا
طــال عـهـد بـتلاقيك iiألـم يـأنِ أن تـرحم صـبّا iiمـتعبا
كـم أقـاسي حـرق الوجد وكم أسـهـر الـليل أَعـدُّ iiالـشهبا
وعـلى الـعشاق في حبك iiهانْ سـهـر الـليل وعـدُّ iiالـشهب
***
أبـدا قـلبي أسـير فـي iiيديك وبـه الـمكثر فـي اللوم يجور
أومـا تـنظر مـا فـي iiشفتيك إن تـشأ يحيى به من في iiالقبور
وتـرى الـناس بداجي iiوفرتيك آيـة الـثعبان في سود iiالشعور
إن هـاتـين لـعـمري iiآيـتان شـهدا أنـك فـي الـحسن iiنبي
***
سحر عينيك أرى الناس العجاب مـن ضـعيفين يصيدان iiالاسود
وبـخديك جـرى مـاء الشباب فـذكت فـي موجه ذات iiالوقود
وذررت المسك في التبر iiالمذاب وهـو الـخال على ورد iiالخدود
وتَـثَـنَّيت فـماس iiالـخيزران فـوق مـرتجٍّ كـدعص iiالكثب
***
جـذوة الحسن غدت بردا iiعليك وسـناها فـي الـقلوب iiاتَّـقَدا
مـذ بـدا لاهـبها فـي iiوجنتيك وجـد الـقلب عـلى النار iiهدى
لا ألـوم الـفرس فـالقصد iiإليك حـين لـلنيران خـرُّوا iiسـجدا
لـو رأتـها الحور فارقن iiالجنان وســكـنَّ الـنـار ذات اللهب
***
كيف يسلو القلب من بين الصِبَاح مـن جـرى في خدِّه ماء iiالصبا
يـرسل الشعر على مثل iiالصباح لــو رآه قـمـر الـتَمِّ iiصـبا
حَـسُـنَ الـجورُ لـديه iiفـأباح طـولَ هجري وعن الوصل iiأبى
وبـه الشوق وفى والصبر iiخانْ وجـرت عـيني كفيض iiالسحب
يحيى بي الحبّ(15)
أقـبـل مــن أهـواه iiبـالكأس فـتـهتُ بـين الـبدر والـشمس
مَـلْك على عرش الجمال iiاستوى فـاقـرأْ عـلـيه آيـة iiالـكرسي
بـل مـلك أضـحت على iiحسنه وقـفـا عـيون الـجن iiوالانـس
وردٌ عـلى خـدّيه، مـن iiشـأنه أن يـصـبغ الـعشاق iiبـالورس
بــل جــلَّ أن تـحكيه iiوردة فـي الـلون والـنفحة iiوالـلمس
تـمـلَّكَ الـنـفسَ فـخادعت iiإذ قـلـت لــه أفـديـك بـالنفس
فـي حـبه احـتمل الـسهد iiوال شـيبَ عـلى الـعينين iiوالـرأس
ومــن مـحـيَّاه iiوأصـداغـه أُصـبِحُ فـي الـحب كـما iiأمسي
مـا أنـا فـي الـيوم ولا في iiغد إلاّ كـمـا قـد كـنت iiبـالامس
يـحيى بـي الـحب فـإن iiأُخْتَرَمْ فـهو مـعي يـدفن فـي iiالرمس
إن أبـصـرت ريـقـته iiمـقلتي سـكرت حـتى غـبت عن حسِّي
غِـرُّ ولـم يـرض بـبيع iiالـلقا مـن مـهجتي بـالثمن iiالـبخس
يـقول أَنْـسِ الـنفسَ عهد iiالهوى فــإنـه عـنـدي iiكـالـمنسي
وكـيف أُنـسِي مـهجتي iiعـهده ولـيـس إلاّ عـهـده iiأُنـسـي
يـا فـارس الحسن الذي غادر iiال عُـرْبَ أسـارى بـهوى iiالفرس
كُـفَّ سـهام الـعين عن iiمهجتي فـقد تـرى الـقلب بـلا iiتـرس
قـد جـرح الـهجر فـؤادي ولا أراك بـالوصل لـه iiتـأسي(16)
مـا لَـكَ إن أرسلتُ طرف iiالرجا تـقـطعْهُ بـالـحرمان iiوالـيأس
أذاك طـبـع فـيـك أم iiطـالعي يـجري الـمقادير عـلى iiعكس؟
فـي مـأتم مـنك فـؤادي iiومـن عرس ((شريف)) الندب في عرس
بـكـر الـعلا زفَّـتْ إلـى iiداره فـتـهت بـين الـبدر والـشمس
فـغنِّ لـي والـحنْ وأعـربْ فقد أقـبـل مــن أهـواه iiبـالكأس
وهـنِّ هـادي الـناس ربِّ iiالندى والـبـأس والـنـعماء iiوالـبؤس
أكـفُّـه فـكَّـت عـنـاة iiالـعفا بـنـائل هـم فـيه فـي iiحـبس
رب الـحجى والمجد والجود iiوال هـيـبـة والـنـجدة iiوالـبـأس
خـضـل الـردا مـغمورهُ عَـفُّهُ نَـقِـيُّهُ مــن دنـس iiالـرجس
بـحر نـدى، فـلك الاماني iiعلى سـواه لا تـجري ولا ترسي(17)
فــلا تـقل أجـود مـن iiحـاتم ولا تـقـل أفـصح مـن iiقـسِّ
أخـرسَ بـالبِرِّ الـورى iiفالورى تـشـكره بـالالـسن الـخـرس
لـه يـدٌ لا تـفضل الابـحرُ iiال سـبـعُ عـلى أنـملها iiالـخمسِ
ومــقـول إن يـتـكلم iiفــلا تـسمع فـي الناس سوى iiالهمس
بـيت الـرجا بـيتك بل كعبة iiال اَّمــال لا بــل دارة iiالـقـدس
يـا طـيب المغرس غصن iiالرجا يـثمر مـنك الـنجح في iiالغرس
سـطاه وهـو الـحرّ يوم iiالوغى يـعـنو لــه عـنترة iiالـعبس
بـشراك بـالسعد الـذي لا iiترى مـن بـعده مـا عشت من iiنحس
ودمــت بـالاقبال والـيمن iiوال بـشـرة والـفـرحة iiوالانــس
وهـاك أبـياتا سـمت فـاغتدت شــامـخـة مـحـكـمة iiالاسِّ
وأسـطـرا تـحـسبها iiأنـجـما طـالـعة فــي فـلك iiالـطرس
مـن لـفظها السلس المعاني iiأتت مـنـقـادة بـالـمقود iiالـسـلس
قـد لـبست ثـوب وضـوح iiفما شـيـنت بـتـعقيد ولا لـبـس
_________________________________________
15 - قالها في تهنئة الشيخ شريف ابن الشيخ هادي بعرسه، ونحسبه الجزائري.
16 - في لسان العرب: أسوت الجرح فأنا آسوه أسوا إذا داويته وأصلحته، ومثله في
القاموس.
17 - في لسان العرب: رست السفينة ترسو رُسوّا، بلغ أسفلها القعر وانتهى إلى قرار
الماء...
نافسني دمعي(18)
جاد السحاب الجون بالعذب iiالغدقْ حـدائقا طـاف بها ساهي iiالحدقْ
يـزفُّ لـي شـمس حميّا iiبدَّلَتْ صـبح مُـحيَّاه إلـى لون iiالشفق
صـابحني بـالكأس ظبيٌ لي iiمن رضـابـه مـصطبح ومـغتبق
والـطل مـن فوق الشقيق iiخلته إيّــاه إذ كـلَّلَ خـديه iiالـعرق
ورقَّ في الروض النسيم إذ iiكَسَتْ أيـدي الربيع عاري الدوح iiورق
يـامسترقَّ الـحسن كـلُّ iiشائقٍ مـن الـمعاني فهو منك iiمسترقْ
شـاق هـواك مـهجتي بل iiشقها وأي قـلب بـهواك لـم iiيُـشَقْ
أقـلقتني مـنك بـخصر iiنـاحل حـتى الـوشاحان عليه في iiقلق
قـرطك فـي جـيدك لَـجَّ iiخافقا فـلا تـلم قـلبي فـيك إن iiخفق
يـا لائـمي فـي الحب لو iiرأيته لـلمت مـن أبـصره وما iiعشق
أردت تـطفي حـرقي iiفـهجتها شـأنك والـلوم وشاني iiوالحرق
أقـذى جـفوني، إذ جفاني، أرقا ذو وجـنة مـن ورق الورد iiأرق
ونـاظر غـصِّ الـمآقي iiغـنجٍ لـم يـبق لي من رمق لما iiرمق
أنـشـأه لــي فـتـنة iiخـالقه أعـيذه مـن شـر كـل ما iiخلق
حـتّى النسيم اعتلَّ شوقا إذ سرى مـحتملا من مسك صدغيه iiالعبق
والـخال مـسك نـقَّط الورد iiبه أو كـوكب في نيِّر الخدّ iiاحترق
يـقول مـن شـاهد سيف iiلحظه فـي جـفنه أشهد أن الموت iiحق
نـافسني دمـعي عـلى iiجـماله فـإن أحـاول نـظرة منه iiسبق
صـبـرا عـلى قـضائه iiفـإنّه عـدل وإن كـلفني مـا لم أطق
لـم يـجتمع مـنه البعاد iiوالجفا إلاّ ونـومي مـع جـفنيَّ iiافترق
قـد أحـرق الـقلب فلو لم iiيطفه عـرس الامـين لاذابته iiالحرق
فـتى أحـبته الـعلا iiواعـتلقت لـما رأتـه بـسواها مـا iiاعتلق
مـبرَّز مـن مـجده فـي iiحلبةٍ حـاز بـها دون مـجاريه السبق
أخـلاقـه مـدامـة لـمن iiنـشا بـل هـي مسك فائح لمن iiنشق
كـل ثـنائي عـن مـعانيه iiالتي جـلَّت وإن كانت من السحر iiأدق
إن غـسق الـجهل ظلاما بزغت أفـكاره الـغرُّ نجوما في iiالغسق
أخـي الـرضا الخاتم للكرام وال فـاتح مـن باب الرجاء ما انغلق
لـو أن بـحر جـوده يـضربه مـوسى الـكليم بعصاه ما iiانفلق
لـو أن طـود حـلمه كـان iiله يـأوي ابن نوح لنجا من iiالغرق
مـن دوحـة تزكو بأصل iiثابت وكـل فـرع في المعالي قد iiبسق
كـبيرهم صـيت عـلاه iiطـائر وفـرخهم فـي المهد بالعلم iiيزق
بـراهمُ ربُّ الـسما مـن iiنوره لـما بـرى كلَّ البرايا من iiعلق
هـم زينة المجلس إن ذكرٌ iiطرا وهم غياث الناس إن خطب طرق
لـو كـتبت مديحهم أيدي iiالورى أعـوزت الاقـلام عنه iiوالورق
وكـيف لا يخرس فيهم منطق iiال ذاكـر والـذكر بـعلياهم iiنـطق
لا تـتبع غـيرهم فـي iiمـنهجٍ فـإن مـن يهدي إلى الحق أحق
تـتابعوا إلـى الـعلا تـتابع iiال لـؤلؤ إذ تـنظمه عـلى iiنَـسَق
يـشق غـيظا قـلب من iiجاراهمُ إذا رأى مـنهم غـبارا لا iiيـشق
فـهنِّهمْ يـا سعد في عرس iiجلا سـحب الـهموم برقه لما iiائتلق
وخُـصَّ مـنهم جـعفرا، iiفجعفرٌ يـصدق فـيه المدح كيفما iiاتفق
صـفه بـما شئت من المجد iiفلا تـذكر وصـفا حـسنا إلاّ انطبق
يـا جـعفر الـصادق من iiيمدحه فـكل بـيت قـاله قـيل: iiصدق
لا زال كـاسم جـدكم iiمـوردكم صـافٍ ولا كُـدِّرَ يـوما iiبرنق
_________________________________
18 - قالها في عرس السيد أمين السيد صافي.
تُقَرِّبُكَ الذكرى(19)
غزال روت عن سحر عينيه iiبابل ومـا أشـبهته في البغام iiالبلابل
له معطف كالغصن ريان iiبالصبا ولـكنه فـي مـعرك الحب iiذابل
يـروق لقلبي خصره وهو iiناقص ويـصبيه بـدر من محياه iiكامل
واستملح الممنوع من عذب iiريقه ويـحلو لعيني جيده وهو iiعاطل
يـعاتبني أنـي مـطلت iiديـونه ولـو سمع الشكوى لبان iiالمماطل
لـقد جـدَّ فـتكابالحشا غير iiأنّني أجـدُّ لـه بـالحب وهـو يهازل
قـد استوعرت منه مسالك iiوصله ولم تجدني الاشواق وهي iiوسائل
إذا عـن قوانين الهوى حين iiقربه تـعدَّى فـهل تغني إليه الرسائل
أحـبةَ قـلبي فـيكم القلب iiآهلٌ وإن أوحـشت منكم ومنّا iiالمنازل
سـقى عهدكم دمعى إذا غب سقيه من الحافلات الضرع هامٍ iiوهاملُ
تـرحلتمو عـني وصبري iiذاهب وسـرتم ولـبي بـالصبابة iiذاهل
فـأصبح جسمي عنكم وهو iiنازح مـقيم، وقلبي عندكم وهو iiراحل
ولـم أنـسكم حتى أقول iiذكرتكم ولا طـمعت يوما بعذلي iiالعواذل
ولـي فـيكم خـلُّ بـقلبي iiوداده صحيح وجسمي بعدما غاب iiناحل
صـفا عـنده ودِّي وعـندي iiودُّه سـواء ومـثلي بـالجميل iiيقابل
فـلا بـعدت منه شمائل لم iiتزل بها من رياض المجد تزهو خمائل
ولـفظ إذا مـا أنـشأ الدرّ iiناظما تـحلّت بـه لا بـالجمان iiالعقائل
إذا مـا رقى الاعواد يوم iiخطابه تـشابه فـي الاعياء قسُّ iiوباقل
يحاكي نسيم الصبح لطفا وإن يكن ثـبير حـجى ما حركته iiالزلازل
فـيا شـيبة الحمد الذي أنا iiقاصر ثـنائي عـليه وهـو للنجم طائل
إذا أنـزل الله الـكتاب iiبـمدحه فـماذا تـرى فـي شأنه أنا iiقائل
أقـلني عثاري إن تجدني iiمقصرا فـها أنـاذا فـي ظلّ عفوك قائل
تـقربك الـذكرى إلـيَّ iiكـأنّما لـعيني بـعد البعد شخصك iiماثل
لئن كان حكم الدهر بالبين iiجائرا فـما القلب يوما عن ولائك iiعادل
هـواك مـقيم لا يحول وإن iiيحل مـن الـبعد ما بيني وبينك iiحائل
__________________________________
19 - قالها متشوقا إلى صديق لم يذكر اسمه.
|