في رثاء الحسين (ع)
أَوَبـعدما ابـيضَّ الـقذال وشـابا أصـبو لـوصل الغيد أو iiأتصابى
هـبني صـبوت، فمن يعيد iiغوانيا يـحسبن بـازيَّ الـمشيب غـرابا
قـد كـان يـهديهنّ لـيل iiشبيبتي فـضللن حـين رأيـن فـيه iiشهابا
والـغيد مثل النجم يطلع في iiالدجى فـإذا تـبلَّج ضـوء صـبح iiغابا
لا يـبـعدنَّ وإن تـغـيَّر iiمـألف بـالـجمع كـان يـؤلف الاحـبابا
ولـقد وقـفت فـما وقفن iiمدامعي فـي دار زيـنب بـل وقفن iiربابا
فـسجمت فـيها مـن دموعي iiديمة وسـجرت مـن حرّ الزفير iiشهابا
واحـمرَّ فـيها الدمع حتى أوشكت تـلـك الـمعاهد تـنبت iiالـعنابا
وذكـرت حـين رأيـتها iiمهجورة فـيـها الـغراب يـردد iiالـتنعابا
أبـيـات آل مـحمد لـما iiسـرى عـنها ابـن فـاطمة فـعدن iiيبابا
ونـحا الـعراق بـفتية من iiغالب كــل تــراه الـمدرك الـغلابا
صِـيدٌ إذا شـبَّ الهياج وشابت iiال ..أرض الـدما والـطفل رعبا شابا
ركـزوا قـناهم في صدور iiعداتهم ولـبيضهم جـعلوا الـرقاب iiقرابا
تـجلو وجـوههم دجى النقع iiالذي يـكـسو بـظـلمته ذكـاء iiنـقابا
وتـنادبت لـلذبِّ عـنه iiعـصبة ورثـوا الـمعالي أشـيبا iiوشـبابا
مــن يـنتدبهم لـلكريهة يـنتدب مـنهم ضـراغمة الاسـود iiغضابا
خـفوا لـداعي الحرب حين iiدعاهم ورسـوا بـعرصة كربلاء iiهضابا
أُسْـدٌ قـد اتـخذوا الصوارم iiحلية وتـسربلوا حـلق الـدروع iiثـيابا
تـخذت عـيونهمُ الـقساطل iiكحلها وأكـفهم فـيضَ الـنحور iiخضابا
يـتـمايلون كـأنّـما غـنّى iiلـهم وقــع الـظُبى وسـقاهم iiأكـوابا
بـرقت سـيوفهم فـأمطرت الطُلى بـدمـائها والـنقع ثـار iiسـحابا
وكـأنّـهم مـسـتقبلون iiكـواعبا مـسـتـقبلين أسـنَّـة iiوكـعـابا
وجـدوا الـردى من دون آل iiمحمد عـذبـا وبـعدهم الـحياة iiعـذابا
ودعـاهم داعـي الـقضاء iiوكلهم نـدب إذا الـداعي دعـاه iiأجـابا
فـهووا عـلى عـفر التراب iiوإنّما ضـموا هـناك الـخُرَّدَ iiالاتـرابا
ونـأوا عـن الاعداء وارتحلوا iiإلى دار الـنـعيم وجـاوروا iiالاحـبابا
وتحزَّبت فرق الضلال على ابن من فـي يـوم بـدر فـرَّق iiالاحـزابا
فـأقام عـين الـمجد فـيهم مفردا عـقـدت عـليه سـهامهم أهـدابا
أحـصاهم عددا وهم عدد iiالحصى وأبـادهم وهـم الـرمال iiحـسابا
يـومـي إلـيـهم سـيفه بـذبابه فـتـراهم يـتـطايرون iiذبـابـا
لـم أنـسه إذ قـام فـيهم iiخـاطبا فــإذا هـمُ لا يـملكون iiخـطابا
يـدعو ألـستُ أنـا ابن بنت iiنبيّكم ومـلاذكم إن صـرف دهـر iiنابا
هـل جـئت في دين النبيّ iiببدعة أم كـنـت فـي أحـكامه iiمـرتابا
أم لـم يـوصِّ بنا النبيُّ وأودع iiال ثـقـلين فـيـكم عـترة iiوكـتابا
إن لـم تـدينوا بـالمعاد iiفراجعوا أحـسـابكم إن كـنـتم iiأعـرابـا
فـغدوا حـيارى لا يـرون لوعظه إلاّ الاسـنَّـة والـسـهام iiجـوابا
حـتى إذا أسـفت عـلوج iiأمـية أن لا تـرى قـلب الـنبيّ iiمصابا
صـلَّت على جسم الحسين iiسيوفهم فـغدا لـساجدة الـظبى iiمـحرابا
ومـضى لـهيفا لـم يجد غير iiالقنا ظـلا ولا غـير الـنجيع iiشـرابا
ظـمـآن ذاب فـؤاده مـن غـلة لـو مـسَّت الـصخر الاصمّ iiلذابا
لـهفي لـجسمك في الصعيد iiمجردا عـريـان تـكسوه الـدماء iiثـيابا
تَـرِبَ الـجبين وعـين كل iiموحد ودَّتْ لـجسمك لـو تـكون iiتـرابا
لـهفي لـرأسك فوق مسلوب iiالقنا يـكـسوه مــن أنـواره iiجـلبابا
يـتلو الـكتاب عـلى السنان iiوإنما رفـعوا بـه فـوق الـسنان iiكتابا
لـيَـنُحْ كـتـابُ الله مـما iiنـابَهُ ولـيـنثن الاسـلام يـقرع iiنـابا
ولـيبك ديـن مـحمد مـن iiأمَّـةٍ عـزلوا الـرؤوس وأَمَّروا iiالاذنابا
هـذا ابـن هـند وهـو شرُّ iiأميةٍ مــن آل أحـمد يـستذلّ رقـابا
ويـصون نـسوته ويـبدي زيـنبا مــن خـدرها وسـكينة iiوربـابا
لـهفي عـليها حين تأسرها iiالعدى ذلاًّ وتُـركـبها الـنـياق iiصـعابا
وتـبيح نـهب رحـالها iiوتـنيبها عـنها رحـال الـنيب iiوالاقـتابا
سـلبت مـقانعها ومـا أبـقت لها، حـاشى الـمهابة والجلال، iiحجابا
في الامام المهدي ورثاء الحسين
أيـان تـنجز لـي يـا دهر ما تعدُ قـد عـشَّرتْ فـيك آمـالي ولا iiتلدُ
طـال الـزمان وعـندي بعدُ iiأمنيةٌ يـأتي عـليها ولا يـأتي بـها الامد
تمضي الليالي ولا أقضي المرام فهب أنّـي ابـن عـاد فـكم يبقى له لبد
عـلام أحـبس عـن غاياتها iiهممي ولـي هـموم تـفانى دونـها iiالعدد
ولا أداوي بـإتلاف الـعدى iiسـقمي وكـم يـقيم عـلى أسـقامه iiالجسد
والـدهر يبطش بي جهلا iiفتحسبني يـغصُّ عـيني عنه العجز لا iiالجلد
ومـا درى، بل درى لكن تجاهل iiبي إنّـي مخيف الردى والضيغم iiالاسد
لو كان يجهل فتكي في الحروب iiلما ظـلت فـرائصه إن صـلتُ iiترتعد
فـيا مـغذّا عـلى وجـناء iiمرتعها قـطع الـفجاج ولـمع الال ما iiترد
تـطوى الـقفار بـه حرفٌ iiعملَّسةٌ شـمـلالة حــرة مـرقالة iiأجـد
كـأنها عـرش بـلقيسٍ وقد iiعلقت بـهـا أمـانـي سـليمان إذا iiتـخد
جُـبْ بـالمسير هـداك الله كل فلا عـن الـهدى فيه حتى للقطا iiرصد
حـتـى يـبوِّئك الـترحال iiنـاحيةً تـحل مـن كرب اللاجي بها iiالعقد
وبـقعة تـرهب الايـام iiسـطوتها ولـيس تـهرب مـن ذؤبانها iiالنقد
وروضـة أنـجم الزهراء قد حسدت حـصباءها وعـليها يـحمد iiالحسد
وأرض قـدس من الافلاك طاف iiبها طـوائف كـلما مـرُّوا بـها سجدوا
فـأرخص الـدمع من عينين قد غلتا عـلى لـهيب جـوى في القلب يتَّقدُ
وقـل ولـم تدع الاشجان منك iiسوى قـلب الـفريسة إذ يـنتاشها الاسـد
يـا صاحب العصر أدركنا فليس لنا وِرْدٌ هـنيُّ ولا عـيش لـنا رغـد
طـالت عـلينا لـيالي الانتظار فهل يـا ابـن الـزكيِّ لليل الانتظارِ iiغد
فـاكحل بـطلعتك الـغرَّا لـنا iiمُقَلا يـكاد يـأتي عـلى إنـسانها الرمد
هـا نحن مرمى لنَبل النائبات iiوهل يغني اصطبار وهى من درعه iiالجَلَدُ
كـم ذا يـؤلف شـمل الظالمين iiلكم وشـمـلكم بـيـدي أعـدائكم بـدد
فـانهض فـدتك بقايا أنفس iiظفرت بـها الـنوائب لـما خـانها iiالـجلد
هـب أن جـندك مـعدود فجدك iiقد لاقـى بـسبعين جـيشا مـا له عدد
غـداة جـاهد مـن أعـدائه iiنـفرا جـدُّوا بـإطفاء نـور الله iiواجتهدوا
وعـصبة جـحدوا حقّ الحسين iiكما مـن قبل حق أبيه المرتضى iiجحدوا
وعـاهدوه وخـانوا عـهده iiوعـلى غـير الـخيانة لـلميثاق ما iiعهدوا
سـمَّوا نـفوسهم بـالمسلمين iiوهـم لـم يـعبدوا الله بل أهواءهم iiعبدوا
تـجمَّعَتْ عـدة مـنهم يـضيق iiبها صـدر الـفضا ولـها أمـثالها مدد
فـشـدَّ فـيهم بـأبطال إذا iiبـرقت سـيوفهم مـطروا حتفا وما iiرعدوا
صـالوا وجـالوا وأدَّوا حق iiسيدهم فـي مـوقف فـيه عَقَّ الوالدَ iiالولدُ
وشـاقهم ثـمر الـعقبى فأصبح في صـدورهم شـجر الـخطيِّ يختضد
وعـاد ريـحانة الـمختار مـنفردا بـين الـعدا مـا له حام ولا iiعضد
وِتْـرٌ بـه أدركـت أوتار ما iiفعلت بـدرٌ ولـم تـكفهم ثـأرا لـها iiأُحُدُ
يـكـرُّ فـيهم بـماضيه iiفـيهزمهم وهـم ثـلاثون ألـفا وهـو iiمنفرد
لـو شـئت يا علة التكوين iiمحوهمُ مـا كـان يثبت منهم في الوغى أَحَدُ
لـكن صـبرت لامـر الله iiمحتسبا إيـاه والـعيش مـا بـين العدا iiنكد
فـكنت في موقف منهم بحيث iiعلى رحـيب صـدرك وفَّـاد الـقنا تفد
حـتى مـضيت شهيدا بينهم iiعميت عـيونهم شـهدوا منك الذي iiشهدوا
يـا ثـاويا فـي هجير الصيف iiكَفَّنَهُ سـافي الـرياح ووارته القنا القصد
لا بَـلَّ ذا غـلة نـهر قُـتِلْتَ بـه مـوري الـفؤاد أوامـا وهو iiمطرد
عـلى الـنبي عـزيزٌ لو يراك وقد شـفى بـمصرعك الاعداء ما iiحقدوا
وأصـدروك لهيف القلب، لا صدروا وحـلاّوك عـن المورود، لا وردوا
ولـو تـرى أعـين الزهراء iiقرتها والـنبل مـن فـوقه كالهدب iiينعقد
لـه على السمر رأس تستضيء iiبه سـمر القنا وعلى وجه الثرى iiجسد
إذا لـحنَّتْ وأنَّـتْ وانـهمت iiمـقلٌ مـنها وحـرت بـنيران الاسى iiكبد
عـجبت للارض ما ساخت iiجوانبها وقـد تـضعضع منها الطود iiوالوتد
ولـلسماوات لِـمْ لا زلـزلت iiوعلى مَـنْ بـعد سـبط رسول الله iiتعتمد
الله أكـبر مـات الـدين iiوانطمست أعـلامه وعـفى الايـمان iiوالرَّشَدُ
وقـوِّضَتْ خيم الاطهار من حرم iiال مـختار لـما هـوى من بينها iiالعمد
وربَّ بـارزة مـن خـدرها ولـها قـلب تـقاسمه الاشـجان iiوالـكمد
تـقول يـا إخـوتي لا تـبعدوا iiأبدا عـن حـيِّكم، وبلى واللّه، قد iiبعدوا
لـم يـبق لـي إذ نأيتم، لا iiفقدتكمُ، حــامٍ فـيـرعى ولا راع iiفـيفتقد
إلاّ فـتىً صـدَّه عـن رعي أسرته أسـاره ونـحول الـجسم iiوالـصفد
وكـيف يـملك دفـعا وهـو مرتهنٌ بـالسير مـمتهن بـالاسر iiمضطهد
ونـحن فـوق النياق المصعبات بنا يـجاب حَزْنُ الربى والغور iiوالسند
فـي كـل يـوم بـنا للسير iiمجهلة تـطوى ويـبرزنا بـين الورى بلد
يـا آل أحـمد جـودوا بالشفاعة iiلي فـي يـوم لا والـد يـغني ولا iiولدُ
لـكـم بـقـلبي حـزن لا يـغيره مَـرُّ الـزمان ويـفنى قـبله iiالابـد
ثـوب الـجديدين يـبلى من تقادمه وخـطـبكم أبــدا أثـوابه iiجـدد
في رثاء الحسين
إن كـانت عـندك عبرة تجريها فانزل بأرض الطف كي iiنسقيها
فـعسى نَبُلُّ بها مضاجع iiصفوة مـا بُـلَّتِ الاكـباد من iiجاريها
ولقد مررت على منازل iiعصمة ثـقل الـنبوة كـان ألـقى iiفيها
فـبكيت حـتى خلتها iiستجيبني بـبكائها حـزنا عـلى iiأهـليها
وذكـرت إذ وقفت عقيلة iiحيدرٍ مـذهولة تصغي لصوت iiأخيها
بـأبي التي ورثت مصائب iiأمِّها فـغدت تـقابلها بـصبر iiأبـيها
لم تَلْهُ عن جمع العيال iiوحفظهم بـفراق إخـوتها وفـقد iiبـنيها
لـم أنس إذ هتكوا حماها iiفانثنت تـشكو لـواعجها إلـى حاميها
تـدعو فـتحترق القلوب iiكأنّما يـرمي حـشاها جمره من iiفيها
هذي نساؤك من يكون إذا iiسرت فـي الاسـر سائقها ومن حاديها
أيسوقها ((زجرٌ)) بضرب متونها و((الـشمر)) يحدوها بسبِّ iiأبيها
عـجبا لها بالامس أنت iiتصونها والـيـوم آل أمـيـة iiتـبديها
حسرى وعزَّ عليك أن لم iiيتركوا لـك مـن ثـيابك ساترا يكفيها
وسـروا برأسك في القنا وقلوبها تـسمو إلـيه ووجـدها iiيضنيها
إن أَخَّـروه شـجاه رؤية iiحالها أو قـدمـوه فـحـاله iiيـشجيها |