لـــه طـلـعةٌ غــرّاء دائـمـة iiالـسـنا هي الشمس لو تمسي هي البدر لو يضحى(489)
هـو الـبحر، بـل لا يشبه(490) البحرُ iiجودَه وهـل يـستوي الـعذب الـفرات مـع iiالـملح
يـــزوّج آمـــال الـعـفـاة iiبــجـوده ويـقـرنه فــي الـحال فـي مـولد iiالـنجح
ويـبـسط كـفـا رطـبـة مــن سـمـاحةٍ اذا قـبـض الـيـبسُ الاكــفَّ مـن الـشح
أرى الـمـدح فـي الاشـراف أفـضل iiزيـنةٍ ولـكـنه فــي فـضـله شــرف iiالـمـدح
هـو لـسيفُ، بـل لا(491) يفعل السيف iiفعله بـقـومٍ عـلـى الاضـغان مـطويّة iiالـكشح
فـقـاتلُ أهـل الـضغن بـالبطش لـم iiيـكن كـقـاتل أهـل الـضغن بـالبطش iiوالـصفح
هــو الـرمـحُ سـلْ عـنه فـؤادَ iiحـسوده بـمـا بـات يـلقي مـن شـبا ذلـك iiالـرمح
تـجـدْه كـلـيما وهــو أعــدل iiشـاهـدٍ فـيا شـاهدا أضـحى يـعدِّلُ iiبـالجرح(492)
الـيكَ ابـن امّ الـمجد(493) عـذراء iiتـجتلى كــأنَّ مـحـيّا وجـهـها فـلـق الـصـبح
بـهـا أرجٌ مــن طـيـب ذكــرك iiنـشره يـعـطّر أنـفـاس الـصـبا لــك iiبـالـنفح
تــودُّ بـنـاتُ الـنـظم أنْ لــو iiحـكـينَها ويــا بـعـدَ مــا بـين الـملاحة iiوالـقبح
لـقـد فــاز فـيـها قـدحُـك الـيوم iiمـثلما غــدت وهــي فـيك الـيوم فـائزة iiالـقدح
فـلـيس لـهـا كــفُّ ســواكَ ولـم iiيـكن يـلـيق سـواهـا فـيك مـن خـرَّد iiالـمدح
___________________________________
489 في الديوان المطبوع: لو تضحي، كذا اثبت الاصل في النسخ الثلاث، وفي نسخة (هي
البدر لو تمسي، هي الشمس لو تضحي).
490 في الديوان المطبوع: هي البحر، ولا بل: جاءت في المخطوطتين.
491 في المخطوطتين: لا بل.
492 اجمل تورية جاء بها الشاعر في هذا البيت.
493 في الديوان المخطوط: ابن ام الموت.
وقال مادحا الحاج محمد صالح كبه:
لا زلـت يـا ربـع الـشباب iiحـميدا بــاقٍ وإن خـلـقَ الـزمانُ iiجـديدا
مــا أنــتَ لـلـعشاق إلا iiجـنَّـةٌ صـحبوا بـها الـعيشَ الـقديمَ iiرغيدا
أيــام كـان الـعيشُ غـضا iiنـاعما والـدهـر مـقـتبل الـشباب iiولـيدا
والــدار طـيّـبة الـثرى مـما iiبـها يـسـحبنَ ربّــات الـخدور بـرودا
يـسـتاف زائـرُهـا ثـراها iiعـنبرا فـيـكذِّبَن طـرفـا يــراه iiصـعيدا
يـعـطو إلـى عـذبات فـرع iiأراكـةٍ ظـبـيُّ تـفـيأ ظـلَّـها iiالـمـمدودا
غـنجٌ يـسلُّ مـن الـلواحظ iiمـرهفا يـغـدو عـلـيه قـتـيله iiمـحـسودا
هـو مُـنتضىً فـي الـجفن إلاّ iiأنـه بـيـن الـجـوانح يـغـتدي مـغمودا
أضـحت ضرائبه(494) القلوب تعدّ أد مـاهـا بـه، وهـو الـشقيُّ، سـعيدا
وشـقـيقُ خـديه الـنقيُّ مـن iiالـحيا أضـحى بـعقرب صـدغه iiمـرصودا
يـمسي سـليما يـشتفي بـالريق iiمَـن بـالـلثم بــات بـقـطفه iiمـعـمودا
كــم بــتُّ مـعتنقا لـه فـي iiلـيلةٍ بــات الـعفاف بـها عـلىَّ iiشـهيدا
وكـأنـما فـي الافـق هـالةُ iiبـدرها وبـها الـكواكب قـد طـلعنَ iiسـعودا
نــادٍ (مـحـمدُ) حـلَّ فـيه iiوولـده بـعـلاه حـفَّـت نـاشـئا iiوولـيـدا
هـو دارهُ الـشرف الـتي قـد iiمهّدت أبـد(495) الـزمان بـعزِّهم iiتـمهيدا
فـرشوا بـساحة أرضـه القمرين iiوات كــأوا عـلى زهـر الـنجوم iiقـعودا
مـتـعاقدين عـلى الـمكارم iiأحـرزوا شـرفا تـماثل طـارفا iiوتـليدا(496)
وعـلـيهمُ قـطـبا فـقـطبا iiدائــرٌ فـلـكُ الـفـخار ابــوَّة iiوجــدودا
كـانوا قـديما والـعلى صـدفٌ iiلـهم درا تـنـاسق فــي الـفخار iiنـضيدا
وأبـوهم الـبحرُ الـمحيط وقـد iiبـدوا مـنـه عـلى جـيد الـزمان iiعـقودا
هـو لـجَّة المعروف ما عرفت بنو iiال دنـيـا ســواه مـنـهلا iiمــورودا
وبـقيةُ الامـجاد لـم يُـرَ(497) iiغيره خـلـفا لـهم فـوق الـثرى iiمـوجودا
مـسـتظهرا بـعـناية مــن iiربــه وقـفـتْ عـلـيه الـعـزَّ والـتـأييدا
مـتـمـحضٌ لـلـه فــي iiأفـعـاله بـالـغيب يـخشى الـخالق الـمعبودا
فـكـأنما الاعـضـاء مـنـه iiأعـينٌ تـذكى(498) جـهنَّمُ نـصبهنَّ iiوقـودا
لـم تـجترحْ ذنـبا جـوارحُ iiجـسمه بـل كان عن(499) خطط الذنوب iiبعيدا
فـتـراه مـرتـعدَ الـفرائص iiرهـبةً لا بـاحـتـمال خـطـيئةٍ iiمـجـهودا
يـمسى بـنفسٍ لا تـميلُ مـع iiالهوى لــلـه يــحـي لـيـله iiتـهـجيدا
واذا تـجلّى الـليل أصبح(500) iiباسطا لـلـوفد كـفـا مــا تـغبُّ iiالـجودا
نـسـكٌ كـمـا شــاء الالـهُ وأنـعمٌ لــم يـحـصها إلاّ الالــهُ iiعـديدا
يـا مـن لـو اقـتسم الانـامُ iiصلاحه مـا سـنَّ فـيهم ذو الـجلال iiحـدودا
لـلّـه مـنـجبةٌ ولــدتَ iiبـحجرها كــان الـتقى فـي حـجرها مـولودا
لا تـغـتذي بـغـذا الـجنين نـزاهةً لـكـن غـذيـت الـشكرَ iiوالـتحميدا
وبــرزت والـدنـيا جـميعا iiمـجهلٌ عـلما جـلا مـنها الـغواشي iiالـسودا
وغــدتْ وكـانت عـاقرا امُّ iiالـندى لــمَّـا تـطـرَّقها نــداك iiولــودا
تـنميك مـن سـلف الـمعالي iiأسـرةٌ غـلبوا عـلى الـشرف الكرام iiالصيدا
مـن كـل مـعصوم الـبصيرة لم iiيزل مـنـه الـردأُ عـلى الـتقى iiمـعقودا
لـم يـرتفع لـك بـيتُ مـكرمةٍ iiلـهم إلاّ وكـان لـه (أخـوك)(501) iiعمودا
شـهدتْ صـفات ((أبـي الامين)) iiبأنه فـضُـلَ الـبـريّة سـيـدا ومـسودا
وأحـله حـيثُ اسـتحقَّ مـن iiالـعلى حـسبٌ عـلى الاحـساب نـال iiمزيدا
بـذلَ الـسماحَ بـذا(502) الزمان iiوإنه لاعزُّ من ((بيض الانوق)) وجودا(503)
وعـلى حـياض سماحه اختلف iiالورى شـرقـا وغـربـا مـصـدرا iiوورودا
يــزداد مـنـهلُ عـرفه فـيضا iiاذا جـفَّـت ضـروعُ الـغاديات iiجـمودا
مـا إن غدا(504) في العرف مبدأ iiغايةٍ إلاّ لـهـا ابــنُ أخـيه كـان iiمـعيدا
لـيس الـحيا الـوسميُّ من جدوى iiمحم دٍ الـرضا فـي الـمحلِ أنـصر iiعودا
قـد جـاوزتْ مـغناهُ دجـلة iiفـاغتدى بـنـدي يـديـه مـاؤهـا مـمـدودا
والـبحر مـن يُـمسي ويـصبح iiجاره لابــد أنْ يـمـتاح مـنـه iiالـجودا
جــذلان يـشـرق لـلـسماحة كـلما دفــع الـظلامُ لـه الـركابَ iiوفـودا
يـسـترشدون بـنور أبـلجَ إنْ iiخـبا ضــؤُ الـنجوم يـزد سـناه iiوقـودا
بـأغرَّ يـغلب وجـهه شـمس iiالضحى بـضـيائه حـتـى تـمـوت iiخـمودا
مــا الـمـجد مـنتحلٌ لـديه iiوإنـما ولــدتـه امُّ الـمـكرمات iiمـجـيدا
قــد حـلَّـقتْ فـيـه لارفـع iiرتـبةٍ هـمـمٌ تـناهتْ فـي الـعلوِّ iiصـعودا
وحـوتْ لـه الـنفسُ الـكريمة iiسؤددا أمـسـى بـنـاصية الـسهى iiمـعقودا
فـاذا عـقود المجد(505) فُصّل iiنظمُها كــانـت مـنـاقبه لـهـنَّ iiفـريـدا
هـو شـمس افق المكرمات وبدرها ال هـادي لـمن أمـسى يـجوب iiالـبيدا
ورث الـسماحة مـن خـضمِّ iiسـماحةٍ فـغـدا بـمـجموع الـفـخار iiوحـيدا
ذا الـشـبلُ مـن ذاك الـهزبر iiوإنـما تـلـد الاســودُ الـضاريات اسـودا
يـا مـن تـعذَّر أن يـحيط بـوصفهم نـظـمٌ ولـو مـلا الـزمان iiقـصيدا
والـجـامعين الـمـكرمات بـوفـرهم مــذ أكـثـروا فـي شـمله الـتبديدا
ولـهـم بـأنـدية الـعـلاء اذا iiبـدوا تـهـوى الاعـاظـم ركـعّا iiوسـجودا
أهـدتْ لـجيد عـلاكم ابـنةُ iiفـكرتي درر الـثـنـاء قــلائـدا iiوعـقـودا
جُـلـيتْ مـحاسنها عـليكم iiفـاجتلوا مـنـهـا لـمـجـدكم كـعـابا iiرودا
هـي نثرةٌ تضفوا(506) على iiأحسابكم زُغــفٌ خـلـفتُ بـنـسجها iiداوودا
قــد خـلَّـدت لـكم الـثناء وسـؤلها إنَّ الـثـناء لـكـم يــدوم iiخـلـودا
فـبـقيتمُ فــي غـبطةٍ مـن iiربّـكم لـكـن بـقـأً لــم يـكـن iiمـحدودا
___________________________________
494 الضرائب: جمع ضريبة: المضرب المقتول.
495 في الديوان المطبوع: أيدي.
496 الطارف: الحديث، والتالد: القديم.
497 في الديوان المطبوع: لم يك.
498 في مخطوطة الملا: تذكو.
499 في الديوان المطبوع: من.
500 والانسب أن يقول: أمسى.
501 يقصد به أخاه عبد الكريم. لا تأتي الواو بعد إلاّ، والانسب أن يقال: إلاّ أقام
له.
502 في مخطوطة الملا: من الزمان.
503 بيض االانوق: مثل يضرب على شيء لا يمكن الحصول عليه.
504 في مخطوطة الملا: بدا.
505 في الديوان المطبوع: المدح، وهي الانسب.
506 في الديوان المطبوع: تصفو.
وقال مادحا العلامة الكبير السيد مهدي القزويني(507) وقد تلف بعضها في عهده:
لـقد رحـلتْ عـن ودّنا فيه iiجفوةٌ وبـعد الـجفا فـيه يُـراجعُ iiبالودِ
فـنحن عـلى ما كان من عهد iiحبِّه أقـمنا ولـم نعزمْ رحيلا عن iiالعهد
وكـم ليلةٍ ليلاء فيه(508) iiسهرتها وقـد ملَّ طرف النجم فيها من السهد
يـبيت خـليا قـلبهُ مـن صـبابةٍ ولـم يدرِ من برح الصبابة ما عندي
وكـنّا اذا شـطَّتْ بـنا الدار أودنتْ صـفيين لَم نكدرْ على القرب iiوالبعد
وإنـي لـتصبيني على النأي iiوالجفا الـيه سـجايا مـنه أحلى من iiالشهد
خـليليَّ عـندي الـيوم لـو تعلمانه عـجيبُ غـرامٍ فاسمعا منه ما iiابدى
ألـم يـزعموا أن الـقلوب iiلاهـلها شـواهدُ مـنهم بـالقطيعة iiوالـوّد
فـما بـالُ قلبي محكما عقدة iiالهوى لمن حلَّ من حبل الهوى محكم العقد؟
وهـل أنـا وحـدي يا خليليَّ هكذا وجـدت بـه أم هكذا كل ذي iiوجد؟
وبـالفرد مـن أعلام نجدٍ سقى الحيا عـهودَ حـمى ذيـالك (العلم iiالفرد)
مـنازل يـستوقفن كـلَّ أخي iiهوىً ويـحبسن أيدي الواخدات عن الوخد
لـنا طـلعتْ في غربها الشمس iiآية فقلتَ لنا البشرى بها ظهر ii(المهدي)
أتى الخلفُ ابن المجتبى الحسن iiالذي غـدا قـائما بالحق يهدي إلى iiالرشد
إمـامُ هـدىً نـور الـنبوة iiزاهـرٌ بطلعة بدرٍ وهي(509) كاملة iiالسعد
ومـن عـطفه نـشرُ الامـامة فائحٌ لـه أرجٌ يـغنيك عـن أرج iiالـندّ
بـه حـفظ الـباري شـريعة iiجدّه وشـيّد مـن أركـانها كـلَ iiمـنهّد
فـقام بـمبيَّضٍ مـن الـرشد iiهاديا إلـى الحق في داجٍ من الغيِّ iiمسود
بـقيةُ أهـل الـعلم والحلم iiوالحجى وأهـل التقى والبرِّ والنسك iiوالزهد
ولـولا احـترامي باقر العلم قلتُ iiما لـه مـن ذوي العلم الافاضل من iiندَ
فـتىً حـببتْه فـي النفوس iiشمائلٌ شـذاهنَّ أذكى من شذ الشيح والرند
وطـبعٌ كـطبع الروض رقَّ iiهواؤه بـأسرار ريّـاه تـذيع صَـبا iiنجد
وخـلقٌ بـه لـو يمزج المأَ شاربٌ لـما شـكَ فـيه أنه الكوثر iiالخلدي
مـعيدٌ لـما أبداه في الجود لا iiكمن اذا جـاء لا يـغدو مـعيدا لما iiيبدي
___________________________________
507 مرت ترجمته في الجزء الاول من الديوان ص 236.
508 في مخطوطة الملا: فيها.
509 في الديوان المطبوع: منه.
وقال مادحا محمد باشا بابان(510) بالتماس من السيد القزويني أن يذكر اسمه كما هو
مذكور:
مـن مـحمد رشـيد بـاش بباني اسـتمدَّتْ أهـل الـنهى كلَ iiرشدِ
مـلكٌ قـد تـقلد الامـر iiوالنهىَ بـبـأسٍ عـلـى الـعدوِّ iiأشـدّ
مـسـتضاهٌ بـرأيـه كــل iiآنٍ مـستشارٌ فـي كـل حـلِ iiوعقد
بـسط الـعدل رأفةً وطوى iiالجو ر جميعا من كل غور(511) ونجد
فـالـورى لابـتـهالها iiلـعـلاه تـستديمُ الـبقأَ مـن غـير iiحـدّ
مـاجـدٌ أحـرز الـوزارة iiإرثـا عـن أبٍ مـاجدٍ وعـن خير iiجد
لا تـقسه بـغيره فـي iiالـمعالي مــا قـديمُ الـفخار iiكـالمستجدّ
قـد نـضته يـدُ الامـارة iiسـيفا يـخطف الـعينَ في شعاع iiالفرند
وبــه أورت الـنـجابةُ iiزنـدا فـخبا مـن مـلوكها كـلُّ iiزنـد
فـفـدأً لـهـا الـملوكُ iiجـميعا وبـحـقٍ جـميعها لـك iiأفـدى
إنـما أنـت قـطبُ دائـرة iiالفخ ر وعـنوانُ كـل شـكرٍ iiوحـمد
بـك فـيحاؤنا اكـتستْ كل فخرٍ مـا اكـتستْ مـثله لـفخرٍ iiببرد
سـعدتْ فـيك فـهي في كل iiآنٍ تـتـباهى بـطالعٍ مـنك iiسـعد
يـا عـيون الـفيحاء قرِّي iiبمولىً فـيه يـقذى طرف الخصيم iiالالد
وبــه فـاخري الـممالكَ iiطـرا واسـتـطيلي بـعزَّةِ iiواسـتبدّي
___________________________________
510 هو محمد رشيد بن ابراهيم بابان جد الاسرة المعروفة، كان حاكما اداريا في الحلة
عام 1296 هـ وهو الذي شيد سراي الحكومة فيها عام 1300 هـ وبقي إلى أن هدمته الحكومة
العراقية.
511 في مخطوطة الملا: عن كل غرب.
|