ديوان السيد حيدر الحلي- الجزء الاول

 
 

ومـفـخـرهُ  سـامـي الـسـما (بـعَـليِّه)      وعــزتُــه  مـوصـولـةٌ (بـقُـصـيِّه)
وســـؤددُهُ  إرثٌ لــه مِــن ii(لـويِّـه)      ((وبـنـي (الـنبي) الـمصطفى iiو(وصـيِّه)

لـنا الـنسبُ الـوضّاحُ فـي جـبهةِ iiالمجد))

وإن نــظـامـا انـتـجـتـه روَّيــتـي      لـنـأنـف أن يـسـتام عــزَّةَ iiنـخـوتي
فـمـا  سـمـحت إلاّ لـكـم فـيه iiفِـكرتي      ((فـدونـكموه  فـهـو فـي زُبُـري iiالـتي

طـوت  ذكـرَ مـن قبلي فكيفَ الذي iiبعدي))

ولا نـضُـبتِ مــن كـفِّكم أبـحرُ iiالـندى      ولا أَفَـلـت مــن أُفـقِـكم أنـجمُ iiالـهدى
ولا زالَ ربــعُ الـمـجدِ فـيـكم iiمـشـيَّد      ((ولا  بـرحـت عـلـياكمُ تُـسخِطُ iiالـعِدى

فـتكثر عَـضَّ الـكفِّ مـن شـدَّة iiالـحِقدِ))

___________________________________

346 السيد مهدي بن السيد داود بن السيد سليمان الكبير الحلي. اشهر مشاهير شعراء عصره، وممن تخرج على مدرسته الادبية ابن اخيه (صاحب الديوان). ولد في الحلة سنة 1222 هـ 1807 م ونشأ بها على اخيه السيد سليمان الصغير المتوفى سنة 1247 هـ فدرس عليه العربية وبعض العلوم الادبية والدينية والكلامية، واخذت مواهبه تنمو حتى برز في عالم الادب بروزا قويا اصبح بعده شيخا من شيوخ الادب. توفي بمسقط رأسه
في الرابع من المحرم من عام 1289 هـ 1872 م وقيل 1287 هـ ورثاه شعراء عصره. وديوانه لا يزال مخطوطا يقع في جزئين بـ 415 ص ترجمته بمجلة (البيان) وفي كتابي المخطوط (ادب العراق في القرون المظلمة).

347 وفي نسخة: الهوى.
348 وفي نسخة: ذراهما.
349 وفي نسخة: تبرقع.
350 وفي نسخة: خمصأ.
351 وفي نسخة: في.
352 وفي نسخة: جفاء.
353 وفي نسخة: عيوني.
354 وفي نسخة: معرب.
355 وفي نسخة: من.
356 سبر الامر: جربه واختبره. وسبر البئر أو الجرح: امتحن غوره ليعرف مقداره. وفي العقد المفصل: صبره.
357 الرتاج: الباب المغلق.
358 وفي نسخة: علياه.
359 وفي نسخة: لجوهرها.
360 المخبت: المتخشع. المتواضع.
361 الترب: الصديق. أو من يكون معه في سن واحدة. وتربه بدل من عفة نفس.
362 النوفل: العطايا. الفواضل.
363 في النسخة المطبوعة: تربه.
364 الوثير من الفراش: اللين.
365 الورد: الجري‌ء.
366 وفي نسخة: عنها أرم القوم: سكتوا.
367 المذود: اللسان.
368 الطخيأ: الليلة المظلمة. ولعله استعارها للامر المشكل.
369 الزبرة: القطعة الضخمة من الحديد.
370 وفي نسخة: سما.
371 النجد: الطريق.
372 الشول: القليل من المأ. والغبرأ: السنة المجدبة.
373 الجدي: نجم تعرف به جهة الكعبة. والجدوى: العطية.
374 اللطائم: جمع لطيمة وهي المسك.
375 وفي نسخة: بنصيبه.
376 تحسم: تقطع.
377 راداه راوده أو نازله.
378 أبان: جبل فيه نخل وماء.
379 وفي نسخة: الدهر.
380 وفي النسخة المطبوعة: جاهد.
381 وفي نسخة: اغربا.
382 احد: جبل معروف.
383 وفي نسخة: في.
384 وفي نسخة: العزم.
385 النوابغ: جمع نابغة: وهو يقصد نوابغ الشعراء الثمانية المعروفين.
386 تكدي: تكل وتتعب.
387 غذي: سال جرحه دما.
388 وفي نسخة: انشاده.
389 وفي نسخة: مفتتن.

وقال مخمسا لهذين البيتين:

أصـبحَ  السعدُ iiقَريني      والـمُنى  طوعَ iiيميني
حيث مذ صرت لحيني      (كـنتُ والوجد iiخديني

وبـه  الـعيشُ iiمنكِّد)

واثـقا  أحـمدُ iiربّـي      أن  سيجلو كربَ iiقلبي
بـنجيبٍ وابـنِ iiنُجبِ      (فجلا  ((أحمدُ)) iiكربي

فـأَنا  أَحـمدُ iiاحـمِد)

وقال مخمسا هذين البيتين (390):

إذا ادَّعـت الـكتابُ يـوما iiتـخرُّصا      لاقـلامِها سـحرٌ لـه دانَ مَن iiعصى
وقـل:  يا دعاةَ السحرِ خلَّوا iiالتشخّصا      (لاقـلاِم  موس سرُّ ما كان في iiالعصا

لـموسى بنِ عمرانٍ من الايةِ iiالكبرى)

ترى الفضلَ فيها انها في رفاغةٍ(391)      تـسيغُ  مـن الاقـلامِ أحـلى iiمَساغةٍ
ولـكـن  لـدى إلـقاء أيِّ iiصِـياغةٍ      إذا أبــدتِ الـكتابُ سـحرَ iiبـلاغةٍ

فأقلامُ  (موسى) كالعصا تلقفُ iiالسحرا)

___________________________________

390 لا يوجد تخميس هذين البيتين في النسختين المطبوعتين في الهند.
391 الرفاغة: سعة العيش وطيبه.

وقال مخمسا أبيات عمه السيد مهدي السيد داود في خان الاسكندرية ويمدح بانيه الحاج محمد صالح كبه:

أجل لم يكن في ساحةِ الارضِ iiفاعلمن      لـسارٍ  حـمىً إلاّ بـيتينِ في iiالزمن
بـبيتٍ بـناهُ الله أمـنا مِـن الِـمحن      ((وبـيتٍ  عـلى ظهرِ الفلاةِ بناهُ iiمَن

لـه هـمَّةٌ مِـن ساحةِ الكونِ iiأوسَعُ))

ألا  ربَّ قـفـرٍ قـد قـطعنا iiفـضأَة      بـيومٍ  وصَـلنا فـي الـصباحِ iiمسأَه
ولـمَّـا عـلـينا الـلـيلُ مـدَّ iiرِدأَه      ((نـزلنا  بـه والـغيثُ يُـسكِبُ iiمأَه

كـأَن  قـطرهُ مـن سيبِ كفّيه iiيهمَعُ

كـأَنَّ الـنُعامى حـين وافـت بقُطرِه      لـنا  حَـملت مـن خُلقِه طيب iiنَشرِه
فـمـا قـطـرهُ إلاّ تـتـابعَ iiوفـره      ((ومــا  بـرقُـه إلاّ تـبسَّم iiثـغرِه

لـوفّادِه مـن جـانبِ (الكرخِ) يلمعُ))

فـبورُكَ بـيتا فـيهِ كـان احـتجابُنا      عـن  الـسؤِ مـذ أمسى اليه iiانقلابُنا
به  أَمِنت حصبَ
(392) الرياحِ iiركابُنا      ((ومـنـه وقـتـنا ان تُـبلَّ iiثـيابُنا

مـقاصر  مـن شأوِ الكواكب iiأرفعُ))

مـقاصرُ بـتنا مِـن حـماها iiبـجُنَّةٍ      وقـينا  الاذى مـن حـفظِها iiبـمجَنَّةٍ
غـدت مـجمعُ الـسارين إنسٍ iiوجنَةٍ      ((ولـم  يُـر فـي الدنيا مقاصرُ iiجنّةٍ

لـشملِ بـني الـدنيا سواهنَّ iiتجمَعُ))

فـوحـشتُنا زالـت بـانسِ iiرحـابها      عـشـيّةَ بـتنا فـي نـعيمِ iiجـنابها
إلـى  أن نَـسينا الـسيرَ تحتَ iiقُبابها      ((كـأنّا  حـلولٌ فـي مـنازلنا iiبـها

ولــم  تـتـضمَّنا مـهامِهُ iiبـلقعُ))

بـنا أدلـجت تـطوي المهامهَ iiعيُسنا      إلـى أن بـأيدي السيرِ دارت كؤوسنا
فـمالت نـشاوَى نـحوَهنَّ iiرؤوسـنا      ((وبـتنا بـها حـتى تـمنَّت iiنفوسنا

نُـقيمُ  بـها ما دامتِ الشمسُ iiتَطلعُ))

ومُـذ  كـانَ فـيها بـالسرورِ iiمبيتُنا      بـحيثُ ثـمارُ الـبشرِ والاُنس iiقُوتُنا
رأيـنا الـهنا فـي ظـلِّها لا iiيـفوتنا      (وعـنها  وإن عـزَّت عـلينا iiبيوتُنا

وددنـا  إلـى أكـنافِها لـيسَ نرِجعُ)

فلا عجبٌ إن تغدُ صُبحا وعُتمةً(393)      بـها الـوفدُ مـن كـلِّ الجهاتِ iiمُلمِّةً
وتُـمسي  لـهم بالخوفِ أمنا وِعصمةً      (فـفيها  (أبـو الـمهديِّ) أسبغَ iiنعمةً

عـلى  الناسِ فيها طُوِّقَ الناسُ أجمعُ)

أعـزُّ الـورى أضـحى لـديها iiأذلّها      وأفـضلُهم مـا زالَ يَـشكرُ iiفَـضلَها
وكـيـفَ  يُـباري الـعاَلمون أقـلَّها      (وأغـناهُمُ  قـد كـان مـفتقرا iiلـها

كـمن  مـسّه فـقرٌ مِن الدهرِ iiمُدقِعُ)

بـها  عـمّ أهل الارضِ دانٍ iiوشاسِعا      وفـيها لـكلِّ الـخيرِ أصـبحَ iiجامعا
ولـيسَ لـذي وحـدَها كـانَ iiصانِعا      (لـه  اللهُ كـم أسـدى سواها صنايعا

بـأمثالها سـمعُ الـورى ليسَ iiيُقرَعُ)

فـللخلقِ  أبـوابُ الـسماحةِ iiفُـتِّحت      بـها  وسـيولُ الارضِ منها iiتبطَّحت
ومـنها أزاهـيرُ الـرياضِ iiفَـفتَّحت      ((وقد  عَجزت عنها الملوكُ iiفأصبحت

لـعزَّته  بـين الـخلائقِ iiتـخضَعُ))

لـقـد غـمَر الـدُنيا مـعا iiبـسخائِه      فـكـانت لِـسـانا نـاطـقا iiبـثنائِه
وأدَّبَ صَـرفَ الـدهرِ بـعد iiاعتدائه      ((فـلا برِحت في الكونِ شمس iiعَلائه

بـأُفقِ سَـمأِ الـمجدِ بالفخرِ iiتَسطَعُ))

___________________________________

392 الحصب: الرمي بالحصباء.
393 العتمة: الثلث الاول من الليل. ظلمة الليل مطلقا.
 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث