فـيا مـنسيا بـالجود مـعنا iiوحاتما ألاّ إن مـعنىً مـن مـعانيك iiحاتم
مـحياكَ صـاحٍ يمطر البشرَ iiدائما وكـفُّك بـالجدوى لـراجيك iiغـائم
وتـخفض جنحا قد سما بك iiفارتقى إلـى حـيث لا بالنسر تسمو القوادم
تــدارك فـيـه اللهُ أحـكامَ iiمـلةٍ قـد انـدرستْ لـولاكَ منها iiالمعالم
ألا إن عـينَ الـدين أنت iiضياؤها وأنـت لها من عائر الشرك iiعاصم
شـهدتُ لاهـل الفضل أنك iiخيرُهم شـهادةَ مَـن لـم تـتبعه iiالـلوائم
وانــك ظـلُ الله والـحجة الـتي تـديـن لـها أعـرابها iiوالاعـاجم
وعـندك جـودٌ يـشهد الـغيثُ iiأنه هـو الـغيث لا ماجدنَ فيه iiالغمائمُ
يـطبُّ بـه الاعداء والداء iiمعضلٌ وتـرقى بـه الايـام وهـي iiأراقم
سـبقتَ لـتفريج العظائم في iiالورى فـخرتَ ثـناها واقـتفتك iiالاعاظم
وصـادمت الـجُلى حشاك فلم iiيكن لـيـأخذَ مـنها خـطبُها iiالـمتفاقم
فـلو لـم يـكن من رقةٍ قلتُ iiمقسما لـقد قـرع الـصلدَ الملُّم iiالمصادم
وبـالامس لـما أحـدث الدهرُ iiنكبةً إلـى الان منها مدمعُ الفضل iiساجم
تـلقيتَها بـالحلم لا الـصدرُ iiضائقٌ وإن كـبرتْ فـيه ولا القلب iiواجم
وقال يمدح السيد عبد الرحمن النقيب(548) ضمن كتاب:
لـي الـعذرُ كـلَّ لسانُ القلمْ وجـفَّ بما فوق طرسي iiرُسمْ
وعـندي ولا عـربيُّ iiسـواه لـسانٌ بـهذا الـمقام iiالـعجم
اكـلفُه نـعتَ سـعد iiالسعود ومَـن لـلثريّا بـه وهـو iiفم
وغـاية وصفي له أن iiأقول: يــا عـلـما ويـقلُّ iiالـعلم
تـركتُ لـناديه عـدَّ iiالبقاع وعـديتُ عن قول هذا iiالحرم
كـتركي لـه عـدَّ أفـرادها وكـيف بـتعداد خـير iiالنسم
وقلتُ أرى الارض في iiمجلسٍ لـمن تـحت طيٍ رداه iiالامم
هـو الـبدر لـكنه iiلـلكمال وبـدرُ الـسما بين نقصٍ iiوتم
مِـن الـماثلين بصدر iiالندىّ رزان الـحلوم رزان iiالـقمم
فيا من اذا غاب قال الحضور: وان حـضر الـقولُ كلُّ iiأرم
مـنيتَ ابـتداءا بـدرّ iiالمقال ويـا بحرُ بالطبع منك iiالكرم
نعم حقَ لي فيك شكرُ iiالزمان فـحسنُ اعـتنائك أعلى iiالنعم
ولـكن عـجزت فـمالي iiيدٌ بـما يـستقلُّ بـهدى iiالـحكم
___________________________________
548 السيد عبد الرحمن بن السيد علي بن السيد سلمان النقيب الكيلاني، تقلد النقابة
بعد أخيه عام 1915، وكان من سراة القوم ومشاهيرهم، له احاطة بكثير من العلوم
والفنون، وكانت لديه مكتبة واسعة ضمت النوادر من الكتب، وقد ألف أول وزارة عراقية.
توفي عام 1945 هـ، وخلف أولادا.
وقال يمدح بعض الاجلاء:
قد أصبح الدهرُ يجلو منظرا حسنا مـن ليلةٍ طوقتْ جيدَ العُلى iiمننا
إلـى كـريمكَ قـد زفّتْ iiكريمتُه فـزفّت الـدهرَ والاقبالَ iiواليمنا
لـقد غدتْ بهم (الزوراء) iiلابسةً ثوبا من الزهو فيه فاخرتْ ii(عدنا)
يـا بن الذين يبارون الصَبا iiكرما والروضَ خلقا وأطراف القنا iiلسنا
وقال يمدح العلامة الكبير السيد مهدي القزويني وأنجاله:
حـيتْكَ بـكرُ النظم iiغدوه تـجلو الـثنا شغفا iiوصبوه
بـنـواصع مـن iiلـفظها مثل الشموس بزغنَ iiضحوه
طـربتْ لـمدحكَ iiهـيفُها فـثنتْ معاطفَ ذات iiنشوه
جـاءتـكَ تـشكرُ iiأنـعما سـبقتْ الـيها مـنك iiحلوه
أوقـرتـها مـنـنا iiأتـتْ مـنك ابـتداءا لا بـدعوه
عـن حـملها ضعفت iiوفي هـا اُعـطيتْ للسعي iiقوَّه
فـأتتْ تقاصرُ عن iiخُطاها خـطـوةً ثـقلتْ iiفـخطوه
ودعـتْك يا من ليس iiيحنو والــدٌ أبــدا iiحـنّـوه
مـاذا أقـولُ بـمدح iiمَـنْ فـيـه كـتـابُ الله iiنـوّه
عـلمُ الـهدى السامي iiالذي لا تـلـحق الـعلمأُ شـأوه
ورثَ الائــمـة iiكّـلـما قـد ورثوا من غير iiصفوه
فـحوى جـميعَ iiخـصالهم إلاّ الامـامـة iiوالـنـبوّه
أمـنـازعـيه iiريـاسـةً كـلُّ بـها يـبغي iiعـلوَّه
مِــن أيـن أنـتم iiإنـما إرثُ الابـــوة iiلـلـبنوّه
بـل مـالكم في iiالاشتراكِ مـع ابـن وحيِ الله iiحظوه
حـيث الامـامُ بكل iiعصرٍ واحـدٌ هـو فـيه iiقـدوه
وإمـامُنا مـهديُّ هـذا iiال عـصرِ نـلجأ فـيه نحوه
هـــذا بـقـيَّةُ iiجــدّهِ هـل فـيكمُ تـجدون iiكفوه
ورعٌ جـمـيـعُ فـعـاله لـلـهِ لا لـهوىً iiوشـهوه
لا مـضمرا غـشا عـليه بـزبرج الـتقوى iiمـموّه
لـكـن تـمـحَّض iiلـلالهِ تـقـىً بـكل iiمـلاوخلوه
جـارٍ عـلى حـالٍ iiبـها أضـحى لاهل الدين iiاسوه
فـاشـددْ يـدك بـه iiفـما لـلدين أوثـق مـنه iiعروه
كـم فـكَّ مـن عـانٍ وكم قـد راشَ محصوصا بثروه
وصـعابِ أمـرٍ iiأسـلستْ مـذ راضَها من بعد iiنخوه
فـهو ابـنُ قـومٍ لا iiتحلُّ لـهم يـدُ الـلاواء iiحـبوه
وأبـو أطـايبَ لـم iiتـقمْ عـن مثلهم في الدهر iiنسوه
قـمـرُ الـسـماء iiأبـوهُم شـرفا وهم والشهبُ iiاخوه
ولِـدوا بـبيتٍ مـن iiبـيو ت الـوحي أعلاهنَّ iiذروه
وتـراضعوا لـبنَ iiالامـا مـة فـيه مـن ثديِ iiالنبوّة
بـيـتٌ لابـكـار الـمكا رم كـل يـوم فـيه iiجلوه
هـو كـعبةٌ والـجودُ iiمش عـرهُ ومـروته iiالـمروّه
نـعْمَ الـمناخُ بـيوم iiضي قـةِ فـاقةٍ وبـليل iiشـتوه
فـازرعْ رجـاكَ بـه iiتجدْ ه كـحبَّةِ نـبتتْ iiبـربروه
لـلـجود فـيـه iiجـعفرٌ كـرما يـعدُ البحرَ iiحسوه
ويـريكَ لـينُ يـديه iiرق ة غـاديات الـسحب iiقسوه
فـي كـل يـومٍ في iiحماه لـغـارة الامـال iiغـزوه
تُـسـبي مـواهـبُه iiبـها ويُـسرُّ إذ يـؤخذْنَ عـنوه
كـم فـاحَ مـن أعـطافه أرجُ الـفخار بـدار iiنـدوه
ولـكمْ إلـى شـرفٍ جرى وجـرتْ بـنو العلياء iiتلوه
فـهووَا وحـلَّقَ يركبُ iiال شـعرى العبورَ اليه iiصهوه
بـشـراكِ سـائمة الـرجأِ فـلم تـرىْ ما عشتِ iiجفوه
قـد جـاء أكـرمُ مَـن iiبه أمـلُ الـعفاة أنـاخَ iiنضوه
لـقيتْ أخـاها الـمكرماتُ فـلم تـخفْ للبخل iiسطوه
هـو ذاك نـعْمَ فتى iiالسما حـةِ والـسجاحة iiوالـفتّوه
مـأُ الـحياة لـذي iiالهوى ولـقلبِ ذي الـشحنأ iiجذوه
مـا إن سـما لـعلىً تـودُّ الـنـيّراتُ بـهـا iiعـلوّه
إلاّ الـتـقى مـعه أخـوه (صـالـحٌ) مـنها iiبـذروه
هـذا الـمنوّهُ فـي المعالي بـاسـمه هــذا الـمنوّه
غـيـظُ الـحسود اذا بـدا شـرقُ الـخصيم اذا iiتفوّه
فـيه سـماتُ الفضل iiتشهدُ أنـه فـي الـفضل iiقـدوه
تـحـكى شـمـائله شـما ئلَ مَن غدا في المجد صنوه
روحُ الـكـمال ii(مـحمدٌ) أكـرمْ بـه لـلمجد صفوه
هـو و(الحسين) من iiالعلا كـلاهما عـنقٌ iiوصـهوه
ريـحانتا شـرفٍ iiتـضوّ عَ مـنـهما أرجُ iiالـنـبوّه
يـا اخـوةَ الشرف iiالرفيع وبـوركتّ تـلك iiالاخـوّه
حـيـتـكُـمُ iiبــدويَّـةٌ هـي عن سواكمْ ذاتُ iiنبوه
مـخـضتْ ثـميلتها iiلـكم حـلبَ الثناء صريحَ iiرغوه
وسـقـتكمُ مـنـها iiمـكا فـئةَ على الاحسان iiصفوه
واذا اكـتستْ حـللُ iiالقبو ل فـحقَ أنْ تـختالَ زهوه
المراثي
قال ـ رحمه اللّه ـ يرثي الحاج مهدي كبه(549) ويعزّي أباه الحاج محمد صالح:
غـمـضـت بـغـتةً جـفـونُ iiالـفـنأِ فـــوق إنــسـانِ مـقـلة iiالـعـليأِ
ولـــه نـقـبّت بـغـاشية iiالـحـزن مـحـيّا الـدنـيا يــدُ iiالـنكباء(550)
حـمّـلت وقــر عـبئها كـاهلَ iiالـده رِ فـأمسى يـرغو(551) مـن iiالاعـياء
نـكـبةٌ لـم تـدعْ جـليدا عـلى iiالـوج دَ(552) ولا صـابـرا عـلـى iiالـلاواء
لـيـت امّ الـخـطوب تـعـقمُ iiمــاذا أنـتـجـت بـغـتـة مــن iiالارزاء؟!
ولـدت حـين عـنَّست(553) iiهـرماما لــم تـلـدْ مـثـله بـوقـت الـصباء
فـأصـابت يــداه فـي حـرم iiالـمجدِ فــؤادَ الـعـليا(554) بـسهم iiالـقضاء
فـقـضت نـحـبها، وغـيـرُ iiعـجيبٍ قــد أُصـيـبت بــأرأس الاعـضاء
يــا صـريـعَ الـحمام صـلى iiعـليك اللهُ مـــن نــازلِ بـربـع iiالـفـناء
وسـقـى مـنه تـربةً ضـمنت iiجـسمَ ك غــيـث الـغـفـران iiوالـنـعماء
فـحـقيرٌ نــؤُ الـجـفون ومــا iiقـد رُ جــفـون الـسـحـاب والانـــوأ
أيـن عـيس الـمنون فيك(555) استقلت بـالـحـصيف الـمـضفّر(556) الاراء
ذهـبـت فـي مـعرس الـسفر iiجـودا وروى حـــوَّم الامـانـي iiالـظـماء
نـعـم ربُّ الـنـدىِّ حـلـما اذا iiالـنك بـــأُ طـــارت بـحـوبة الـحـلمأ
نـعـم ربُّ الـحـجى اذا أكـل الـطي شُ حـجـى الـحـازمين فـي iiالـلاواء
نـعم ربُّ الـندى اذا كسع(557) iiالشولُ بـأغـبـارهـا عــيـالَ iiالـشـتـاء
نـعـم ربُّ الـقِـرى اذا هـبَّت iiالـري ح شـمـالا فــي الـشـتوة iiالـغبراء
نـعـم ربُّ الـجـفان لـيـلةَ iiيُـمـسى بـضـيـاهـنَّ مـقـمـرُ iiالـظـلـماء
يــا عـفـاء الانــام شـرقا iiوغـربا دونـكـم فـاحـتبوا بـثـوب iiالـعـفاء
واقـصـروا أعـيـنَ الـرجاء iiقـنوطا مَــن الـيـه تـمـتدُّ فـي iiالـبأساء؟؟
وانـحبوا عـن حـريق وجـدٍ لمن iiكان ن عـلـيـكم أحـنـى مــن iiالابــاء
((يـسـتقلُ الـحـبا لـكـم إن iiوفـدتم ولـو الـمشرقان بـعضُ iiالحباء))(558)
لــو بـكـته عـيـونكم وأفـضن iiالا بـحـرُ الـسـبع والـحيا فـي الـبكاء
لــم تـفوّه مـعشارَ مـا قـد iiأفـاضت لــكــم راحُ كــفـه iiالـبـيـضاء
رحّـلـوا الـعـيسَ قـاصدين iiضـريحا فـيـه مــا فـيه مـن عـلىً وسـخاء
واعـقِـروا عـنده وجـلَّ عـن الـعقر قــلـوبـا مـطـلـولة iiالــسـوداء
جــدثٌ مــاء عـيشكم غـاض فـيه فـانـضـحوا فــوقـه دمَ iiالاحـشـاء
___________________________________
549 أكبر أولاد أبيه، وممن ذكره الشاعر في العقد المفصل فقال: كان مذ ترعرع فريد
زمانه، في كرمه واحسانه، وواحد عصره، في شرف نفسه وفخره، قد برع في البلاغة
والفصاحة، واشتهر من كرم أخلاقه بالسجاحة والسماحة، جامعا بين نباهه الفكر، وجلالة
القدر، ولد عام 1219 هـ. وتوفي في ايران عام 1271 هـ وحمل جثمانه إلى النجف، وقد
أثبتنا تأريخ وفاته في باب التاريخيات.
550 في الديوان المطبوع الغماء.
551 وفيه: يزغو.
552 وفي العقد المفصل: على الخطب.
553 وفي المطبوع: غلت.
554 وفي نسخة: العلى.
555 وفي نسخة: منك.
556 كذا في الاصل، ولعله يريد المحكم الرأي من ضفر بمعنى شد واحكم.
557 كسع الناقة بنيرها، ترك في ضرعها بقية من اللبن، والشول: جمع شائله وهي من
الابل التي خف لبنها بعد مرور مده على حملها ووضعها.
558 هذه الابيات من زيادات العقد المفصل.
|