المدائح
قال يمدح الحاج صالح كبه:
فـيـا نـيَّـر الـدنيا الـذي iiبـضيائه جـلا عـن مـحيِّاها ظـلامَ iiالـغياهبِ
عـجبتُ لـمن يـبغي عُـلاك iiبـسعيه ومـا هـو مـن أبـناء هـذي iiالمطالب
ومــا هـو إلاّ كـالمناسم لـو iiسـعتْ مدى الدهر لا تسمو سموَّ iiالغوارب(470)
وأعجب منه من يجاريك(471) في iiالندى وعـندك يُـلغى بـاسطا كـفَّ طـالب
يـهـابك إذ تـبـدو ومِـرجل iiضِـغنه من الغيظ يغلي(472) منه خلف الترائب
ويـطـرق إجــلالا بـحـيث iiتـظنه قــد انـعـقدت أهـدابه iiبـالحواجب
فـحـسبك فـخرا أنَّ فـرعك iiيـنتمي لعرق عليً في طينة المجد(473) ضارب
ولـو بـنداك الـبحر يُـقرنُ لـم يـكنْ بـجنب نـداك الـبحر نـهلةَ iiشـارب
___________________________________
470 المناسم: مفرده منسم، طرف خف الابل. الغارب: السنام، أعلى كل شيء.
471 في الديوان المطبوع: يجاديك.
472 وفيه: يغلو.
473 وفي نسخة: العرب.
وقال يمدح السيد سلمان النقيب(474)، وقد التمسه بعض الاشراف:
حــدرتْ بـأطـراف الـبنان iiنـقابَها مـرحا فـأخجل حـسنُها iiأترابَها(475)
وجـلت غـداة تـبسَّمت عـن iiواضحٍ تـسـتعذبُ الـعـشاقُ فـيه iiعـذابها
قـتـالةَ الـلحظات، فـهي اذا iiرنـت وجَــد الـمـشوقُ سـهامها iiأهـدابها
مــن حـور (عـدن) أقـبلت iiلـكنَّها لـم يـحك مـختومُ الـرحيق iiرضابها
سـارقـتُها الـنـظرَ الـمريب iiبـمقلةٍ لــم تـقض مـن لـمحاتها iiآرابـها
فـرأيتُ فـي تلك الغلائل(476) iiطفلةً لــم تــدرِ إلاّ عـطرها iiوخـضابَها
ولـقد دعـوتُ ومـا دعـوتُ iiمـجيبةً ودعَــتْ بـقـلبي لـلهدى iiفـأجابها
أعـقـيلةَ الـحـيَيّن شـقـتُ iiفـنوِّلي كـبدا هـوتك فـكابدتْ أوصابها(477)
مـا دمـيةُ الـمحراب أنـتِ بـل التي تُـنـسين نُـسّـاك الـورى iiمـحرابها
وأسـرُّ مـا ضـمَّ الـضجيعُ غـريرةً لـبـست شـبابك لا نـزعتَ iiشـبابها
يـا هـل سـبتْكَ بـلحنها ابـنةُ iiنشوةٍ إن تـشدُ رقـصَّت الـكؤوس iiحـبابها
بـعثتْ حـديث عـبيرها لكَ في iiالصَبا فــأرقَّ أنـفـاس الـصَبا iiوأطـابها
طـربتْ لـوصلك فـاصطفت لك َ iiدّلها وأتـتك تـغر بُ فـي الـهوى إغرابها
وحـبـتك مـا خـلفَ الـنقاب iiوإنـها لـمراشفٌ حـدر(478) الـهلال iiنقابها
حـدَرَتـه عــن قـمرٍ يـودُّ iiرقـيبه لــو أنـها اسـتغشت عـليه ثـيابها
وانـشـق مـعطَّرة الـثرى بـمطارفٍ خـطرتْ تـجرُّ عـلى الـثرى هُدَّابها
نـضتْ الـحجاب ولـو عـليها أسبلتْ تـلـك الـفـروعَ إذا أعـدنَ حـجابها
هـتكتْ أشـعةُ نـورها سـتر iiالدجى وجـلونَ مـن تـلك الـفجاج ضـبابها
فـكـأنَّ لـيـلة وصـلـها iiزنـجـيةٌ حـنـقتْ عـلـيكَ فـمزقت iiجـلبابها
وكـأنَّ أنـجمها الـثواقب فـي iiالدجى حـدقٌ تـراقب فـي الـحجال كِـعابها
تـحـكي وقـد قـلقت امـيمةُ iiعـندما وصـفـتْ لـعينكَ قـرطها iiوحـقابها
لا بـل حـكتْ قـلقا قـلوب iiمـعاشرٍ ضـمِـنَ (الـنـقيبُ) بـعزّه إرهـابها
وأرى الـسـهى خـفيت خـفأَ iiعِـداته لـحـقارةٍ حـتى عـلى مَـن iiهـابها
خـفَّـت مـراسـيلُ الـثـناء iiبـمُثقِلٍ فــي شـكر أنـعمه الـثقال رقـابها
لـمـقلّمٍ ظـفـرَ الـخـطوب iiبـنجدةٍ قـلـقتْ لافــواه الـنـوائب iiنـابَها
مـلـكٍ إذا اسـتنهضته نـهضتْ iiبـه هـممٌ تـدكُّ عـلى الـسهول iiهضابها
واذا الـحـمـيَّة ألـبـستهُ حـفـيظةً نـزعـتْ لـخيفته الـضراغمُ iiغـلبها
فـاذا الـمطالبُ دون قـصدكَ iiأرُتجتْ فـاقـرعْ بـهـمته، وحـسبك iiبـابها
رضـع الـمكارمَ نـاشئا فـي iiحجرها وكـفـى الـعـظائمَ واطـئا iiأعـقابها
فـوقـأُ طـلـعته الـكـريمة iiأوجـهٌ جَـعلت عـن الـوفد الـقطوب حجابها
وفـــدأُ أنـمـله الـنـديَّة iiأنـمـلٌ لـم تـندَ لـو قـرض القريض iiإهابها
مــا زال يـبتديء الـمكارم iiغـضَّةً حـتـى عـلى الـدنيا أعـاد شـبابها
أبـنى الـزمان وراءكـم عـن iiغـايةٍ مــا فـيكم مَـن يـستطيعُ iiطـلابها
كـم تـجذبون مـطارفَ الـفخر iiالتي نـسـجتْ لـسـيد (هـاشمٍ) iiفـاجتابها
اللهُ جـلـبـه الـريـاسـة فـيـكـمُ أفـعـنه يـنـزع غـيـرُه جـلبابها؟
فـدعوا لـه صـدر الـوسادة iiواقعدوا قـاصـين عـنـها، لـسـتمُ iiأربـابها
لـلـفاطميّ (الـقـادري) ومَــن لـه حـسبٌ مـن الاحـساب كـان iiلـبابها
تـنميه مـن عـلياء (هـاشم) iiاُسـرةٌ وصــل الالــه بـعـرشه iiأنـسابها
أنـتَ الـذي ورث الـسيادة عـن أبٍ ورث الـنـبوةَ: وحـيَـها iiوكـتـابها
أقـررتَ أعـين (غـالبٍ) تحت iiالثرى وسـررت ثـمّ (قـصيها) iiو(كـلابها)
كـانـت مـقـلدَةً رقـابَ iiمـضاربٍ مـنـها تـعلّمت الـسيوفُ iiضِـرابها
والـيوم لـو شـهدتْ لـسانك لانتضتْ مـنـه بـكـل وقـيـعةٍ iiقِـرضـابها
وأرى الـنـقابة مـنكَ لابـن iiسـمائها ضـرب الالـه عـلى الـنجوم قـبابها
وأحـلَّـك الــدار الـتـي iiلـجلالها عـنـت الـمـلوك وقـبَّلت iiأعـتابها
دارٌ تـمّـنى الـنـيراتُ لــو iiأنـها لـثـمت بـأجـفان الـعيون iiتـرابها
هـي مـنتدى شـرفٍ مـن الدار iiالتي كـانـت مـلائـكة الـسـما iiحـجّابها
حـزتـم بـني الـنبأ الـعظيم iiمـآثرا حـتـى الـملائك لا تـطيق حـسابها
فـيـمن تـفـاخر والـورى iiبـأكفكم جـعـل الالــه ثـوابـها iiوعـقابَها
كـنتم عـلى اوُلـى الـزمان iiرؤوسها شـرقـا وكــان سـواكـمُ iiأذنـابها
ولـهـاشمٍ فــي كـل عـصرٍ iiسـيدٌ يـجـدونه لـصدوعهم iiءرابـها(479)
والـيومَ أنـت وحـسبهم بـك iiسـيدا لـهم تـروض مـن الامـور iiصعابها
فـحدتْ قـوافي الـشعر بـاسمك iiمذلها راضت خلائقك الحسان iiصعابها(480)
ولـقد رأيـتك فـي الـمكارم iiمـسهبا فـأطلنَ عـندك فـي الـثنا iiإسـهابها
فـطرحنَ فـي أفـناء مـجدك iiثـقلها ونـضـونَ عـن أنـضائهن iiحـقابها
وأطفن منك بجنب أكرم من رعى(481) لـبـنى ارومــة مـجـده iiأنـسابها
يـطـلبن مـنك عـناية نـسمو iiبـها حـتى نـطاول فـي الـعلى iiأربـابها
فــاذا بـمن لـكَ تـصطفيه خـلطتنا كـنـا لـدائـرة الـعـلى iiأقـطـابها
ونـرى لـكَ الـدنيا بـعزِّك iiأعـتبتْ مــنِ بـعـدما كـنـا نـملُّ iiعـتابها
يـا مـن لـه انتهت العلى من ii(هاشم) قــد سـدتَ هـاشم شـيبها وشـبابها
فـاضرب خيامك في الذرى من iiمجدها واعـقـد بـناصية الـسهى iiأطـنابها
___________________________________
474 هو السيد سلمان بن السيد علي بن السيد سلمان النقيب الكيلاني الملقب بالمحض،
تلقى النقابة بعد أبيه ببغداد، وكان له قدر كبير عند ملوك آل عثمان ورجالات العراق،
وكان مهيبا ذكيا استطاع أن يمد نفوذه إلى كثير من بلدان العراق، توفي ببغداد عام
1315 هـ وتأريخ وفاته:
وثقت بالفرد وأرخته مضى نقيب الملك سلمان
475 جمع ترب: المتساويات في السن.
476 الغلائل:الثياب الرقيقة.
477 جمع وصب: السقم.
478 في الديوان المطبوع: حسد.
479 الءراب: الذي يصلح الصدع.
480 الصعب في البيت السابق: ضد السهل. وفي البيت الثاني: الجمل المتروك الذي لم
يرض.
481 وفي نسخة: دعا.
وقال يمدح بعض اخوانه:
هل الحبُّ إلاّ ما أذاب حشا iiالصبِ فإن لم تذبْ فيه فلا خير في iiالحبِ
وخـيرُ خليليكَ الصفيين من صفا لـك الـودُّ منه في بعادك iiوالقرب
عـلى النأي يمسي ذا جفونٍ iiكأنما تكلَّف أن يحصى بها عدد iiالشهب
ولا خـير فـي ود إمريٍ iiتستديمه بعتبٍ، وأوشك أن يزول مع العتب
ألـم تـرني أصفيتُ ودِّي iiلماجدٍ كـأنَّ عـلى مـا نابني قلبُه iiقلبي
وقال، وقد أرسلها في ضمن كتاب عن لسان الميرزا جعفر القزويني إلى السيد عبد الرحمن
النقيب:
بـنـوركَ لا بـالـنيّرات iiالـثـواقبِ أضـاء حـمى (الزوراء) من كل iiجانبِ
طـلعتَ طلوع البدر فيها فلم iiتدعْ(482) عـلى الارض فخرا للسما في iiالكواكب
خـلـعت عـلـيها مـن بـهائكَ حُـلةً بـها اخـتالت الـيوم اختيال iiالكواعب
وألـبستَها عِـقدا مـن الـفخر iiنـاظما لـهـا الـدرَّ فـيه وهـو درُّ iiالـمناقب
فـمـا أنـت إلاّ بـحرُ عـلمٍ iiتـتابعتْ عـجـائبه والـبـحر جـمُّ iiالـعجائب
ومـا أنـت إلاّ روضُ فـضل تـحدّثتْ بـريّـاه أنـفـاسُ الـصِبا iiوالـجنائب
ومــا أنــت إلاّ ديـمـةٌ iiمـسـتهلةُ بـعرف مـن الـلطف الالـهيِّ iiساكب
أخـو هـممٍ لـو زاحـم الدهرُ iiبعضها ثـنـته بـصـغراها حـطيمَ الـمناكب
سـما مـفرقَ الـجوزاء مـجدُك iiعاقدا ذوائـبـه مـنها عُـلىً فـي iiالـذوائب
وجاراك(483) من قلنا له: أين من جرى على الارض من مجرى النجوم iiالثواقب
أرحْ غـاربَ الامـال عـنك فـلم iiينلْ مـكانَ الـدراري فـوق هذي الغوارب
وراءك أبـرادٌ لـعلياء(484) لـم iiتكنْ تـمـدُّ الـثريا نـحوها كـفَّ جـاذب
فـيا بـن الـمزايا (الـقادرية) iiأعجزتْ مـزاياك فـي تـعدادها كـلَ iiحـاسب
غـلبنا بـك الـصيدَ الكرام على iiالعلى فـحـقُك أن تـدعـى بـسـيّد غـالب
يـروقك مـا قـد طـرَّزتْ لـك iiوشيَه صـناعُ الـقوافي لا صـناعُ iiالكواعب
فـدمتَ عـلى هـام الـمجرَّة iiسـاحبا مـطارف فـخرٍ طـاهرات iiالـمساحب
___________________________________
482 في نسخة: يدع.
483 وفي نسخة: واجراك.
484 في نسخة: وراءك عن ابراد علياء. وفي المطبوع: ودائك عن ايراد.
وقال يمدحه أيضا(485):
لقد قلتُ للارض ادعتْ بنجومها: عليكِ السما فخرا فقالت: اجيبُها
لئن هي بالاشراق منها تزيَّنتْ فما الفخرُ إلاّ حيث حلَّ (نقيبها)
___________________________________
485 لم يثبت البيتان في الديوان المطبوع.
وقال يمدح بعضهم:
يا خير من صنع الجميلَ لــربّـه مـتـقـرِّبا
وحـنا عـلى أبـناء iiفا طـمةٍ فـكان لـهم iiأبا
ورعى حقوق iiالمؤمنينَ تــرؤفـا iiوتـحـدُّبا
قد جئتَ في زمن iiالقطي عـة واصـلا من iiأتربا
لـحَظ الالـه بك iiالكرا مَ فكنت مُنهض من iiكبا
وحـفظتَ ماء iiوجوههم عـن أن يُـراق ويسكبا
وقال يمدح السيد علي النقيب(486) ضمن رسالة بعث بها اليه عن لسان بعض سادة آل
القزويني:
الـفخرُ شـاد بـكم iiقـبابَه والـشعرُ زان بـكم iiكـعابه
والـعـلمُ فـي الـدنيا iiبـثا قـب فـكركم أذكـى iiشهابه
لـكـم الـكـلام iiوأنـتـم امـراء مـعركة iiالـخطابه
مَـنْ ذا يـراجح iiحـلمكم؟ والـحلمُ مـا زلـتم iiهضابه
أم مَــن يـطاولكم iiعُـلىً ومـن الـعلى لـكم الذؤابه
لـكـم الـنـبوة، iiوالامـا مـة، والـسيادة، iiوالـنقابه
مَـنْ قـال: لـي فـخرٌ iiكه ذا فـلـيعِدَّ لـنـا iiانـتسابه
هــذي الـرياسة لا كـمن كـانـت ريـاسـته iiثـيابه
هـتـف الـرجـاء iiفـكنتمُ بـالفضل أول مَـن iiأجـابَه
وحـمـيتمُ ثـغـر الـعلى وكـذاك يـحمى الليثُ iiغابه
أنـفـتْ يـداكـم أن iiتـسا جـل بـالندى حتى iiالسحابه
وبـجـودها حـلفتْ iiبـأن تدع الكرامَ ولا صُبابه(487)
يـا ابـن الـذين رواقُ iiعزِّ هــمُ يـحـجّب iiبـالمهابه
والـلابـسـين ردأَ iiفــخ رهُــم تـطرزه iiالـنجابه
مــاذا أقــول ومـدحكم شـحنَ الالـه بـه iiكـتابه
___________________________________
486 هو السيد علي بن السيد سلمان بن مصطفى بن زين الدين الصغير بن محمد درويش ابن
حسام الدين، من ذرية الشيخ عبد العزيز بن الشيخ عبد القادر الكيلاني، في طليعة
الشخصيات العراقية في عصره كان مهيبا عند سلاطين آل عثمان، ومحترما عند ولاتهم
الذين يفدون إلى بغداد، وكان نقيب أشراف بغداد، خلفه في النقابة ولده السيد سلمان
في 28 ربيع الاول من عام 1289 هـ وقد توفي هو في 24 ربيع الاول يوم السبت من العام
نفسه وخلف من الاولاد خمسة وهم: سلمان، عبد الرحمن، زين الدين، عبد اللّه، أحمد.
487 الصبابة: آخر قطرات الماء في الاناء.
وقال يمدح صبحي بك عن لسان العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني:
لـتلق(488) مـلوك الارض طـوعا يد iiالصلح حـــذار حــسـامٍ صـاغـه الله iiلـلـفتحِ
وأجــرى فـرندا فـيه مـن جـوهر الـعلى غــدا يـخـطف الابـصار بـاللمع iiوالـلمح
فـكم شـقَّ فـجرا مـن دجـى لـيل iiحـادثٍ وأضـحـك لـلايـام مــن أوجــهٍ iiطـلح
لــو الـدولـة الـغـرأُ يـومـا iiتـفـاخرتْ مـع الـشمس قـالت أين صبحك من ii(صبحي)
فـتـىً فـي صـريح الـمجد يـنمى iiلـمعشرٍ بـيـوتهم فــي الـمـجد سـامـية الـصرح
فـتـىٍ ولــدتْ مـنـه الـنـجابة iiحـازمـا بـعـيدَ مـجـال يـرفـد الـمـلكَ iiبـالنصح
أغــرُّ لـسـيماء الـعـلى فــي iiجـبـينه سـنىً فـي حـشا الـحساد يـذكى جوى البرح
___________________________________
488 وفي مخطوطة الملا: لتلو.
|