أبـني الـتي أكـلت iiبـأض راسٍ الــبـلا أبـنـاءها؟
أو مـــا كـفـاكم iiأنـهـا سـقـت الـردى iiأكـفاءها؟
طــوت الـمـقاولَ iiكـلها وتـحـيَّفت iiأذواءهـا(585)
ولـكـم سـعـت iiبـبشارةٍ لـبـس الـزمـانُ iiبـهاءها
فـغدت عـلى إثـر iiالبشير بـهـا تـطـيل iiنـعـاءها
ولـكـم دعـت ii(بـكريمةٍ) والـمـوتُ كـان iiدعـاءها
فـاسـتُودعت جـدثـا iiأرى مـنـه أضــمَّ iiخـبـاءها
وأرى الخفارة(586) iiخدرها وعـفـافَـها، iiوحـيـأَهـا
وأراكَ فــي دار iiالـمكارم مـــا أجــلَّ iiعـزاءهـا
مـرضت لـه الـيوم iiالسمأُ بــكـاسـفٍ iiأضــوأهـا
وبـكـت لـغلة مَـن iiبـهم سـقـت الـبسيطة iiمـاءها
والارض أضـحت iiتـقشعرُّ بـمـرجـفٍ iiغـبـراءهـا
رجَّـت(587) لوجد الممسكي ن بـحـلـمهم iiأرجـاءهـا
وعـرا الـقذا عـينَ iiالـزما ن لـمـن جـلـوا iiأقـذاءها
يــا خـجـلة الـدنيا iiلِـما لـقـيت بــه عـظـماءها
وغـلطتُ فـيما قـلتُ، iiبل يــامـا أقــلّ iiحـيـاءها
أو مــا عـلـى دار الـنبوَّ ة تـابـعـت iiأرزاءهــا؟
صـدعت بـهن حشا iiالهدى صــدعَ الـردى iiأحـشاءها
كـم مـرَّ مـن يـومٍ iiنـوا يـحه تـعطٌ(588) iiمـلاءها
فـأتـى بـقـارعةٍ iiتــزل زل أرضـهـا iiوسـمـاءها
طـرقت حـمى الـدار iiالتي لـبـس الـورى iiنـعماءها
دارٌ بـهـا فـتـح iiالـرشـا د بـخـاتـمٍ iiعـلـمـاءها
الـسـيـدُ (الـمـهديُّ) iiأك رم مــن وطـا حـصباءها
مـنـه بـواحـدها iiالـشري عــة كـاثـرت iiأعـداءها
هـــذا الــذي iiبـبـقائه حـفـظ الالــهُ iiبـقـاءها
لـلفضل مـا ارتـفعت iiسما إلاّ وكــــان ذكــاءهـا
هـــو آيــة الله iiالـتـي كـسـت الـهـدى لالاءهـا
وأبــو كـواكبَ لا iiتـضي يء الـنّـيراتُ ضـيـاءها
أنـــوار وحــيٍ لا iiرأت عـيـنُ الـهـدى iiإطـفاءها
ونـفـوسُ قــدسٍ قـلَّ iiأن تـغـدو الـنـفوس iiفـداءها
هــم اسـرةُ الـدين iiالـتي فــرضَ الالــهُ ولاءهـا
ولـهـا بـواجـب iiودّهــا صـفت الـقلوب iiصـفاءها
بـسطت عـلى الـدنيا iiأكفا مــا تـغـبُّ iiسـخـاءها
وســرت بـفضلهم iiالـروا ة فـفـصَّـلت iiأنـبـاءهـا
وروت (بـجـعفرهم) iiلـحا ئـمـة الـرجـاء iiرواءهـا
ذاك الــذي نـشرت iiعـلي ه الـمـكـرماتُ iiلـواءهـا
ومـشـى عـلى قـدمٍ iiغـدا وجــهُ الـحسود iiحـذاءها
ناهيك(589) من قمرٍ على ال دنــيـا أعــاد بـهـاءها
مِـن بـعد مـا لـبست لفق دِ كـرامـهـا iiظـلـمـاءها
هــو لـلزعامة ii(صـالحٌ) شـرفـا رقــى iiعـلياءها
مــا حـيـلتي؟ فـله iiمـنا قــبُ أفـحمت iiشـعراءها
لــو اسـتـطيع إذا iiنـظم تُ مــن الـنجوم iiثـناءها
فـهـو الــذي فـي iiظـله رأت الورى استذراءها(590)
واسـتـدفعتْ فـيـه iiعـلى أن لا مُـغـيـثَ iiبـلاءهـا
واسـتـكشفت عـنها iiبـوج ه (مـحـمـدٍ) iiغـمـاءهـا
وعـيـونـها (بـحـسينها) رمـقـتْ وكـان iiضـياءها
بـيضُ الـوجوه iiغـطارفٌ نـسـجَ الـفـخارُ iiرداءهـا
فــي الـشتوة الـغبراء iiلا تـغـني الـكـرامُ iiغـناءها
مـن دوحـة وجـدتْ iiبـما الـمـكرمات iiروأهـا(591)
نـشأت تـظللُ فـي iiالورى أفـنـانُها iiأفـيـاءها(592)
أبـني الـزمان دعـوا iiكـوا كــبَ هـاشـمٍ iiوسـماءها
فـيـؤا الـيكم عـن iiعُـلا لــهـم الالــهُ iiأفـاءهـا
يــا اسـرةً خـدمتْ iiمـلا ئـكـة الـسـما iiآبـاءهـا
فـطـر الالـهُ مـن iiالـجبا لِ حـلـومَـها iiوعـلاءهـا
لــو تـفـرشون iiبـقدركم لـفـرشـتم خـضـراءهـا
أو لـسـتـم iiالـمـتجاوزي ن بـمـجـدكم iiجـوزاءهـا
امــنـأَ ديــن الله iiســا دةَ خـلـقه iiامـنـأها(593)
بــيـن الالــهِ iiوبـيـنها وجـدتـكـمُ iiسـفـراءهـا
ركـبـت سـحـابة iiرحـمةٍ من ذي الرياح iiرُخاءها(594)
وسـرت عـلى الدنيا من iiال فــردوس تـحمل iiمـاءها
فـسـقت ضـريحا iiعـنكم خـتـمت بــه iiأرزاءهـا
___________________________________
585 المقاول: جمع مقول وهو القيل بلغة أهل اليمن، والاذواء: ملوك اليمن لتقدم
((ذو)) على أسمائهم مثل ذو يزن وذو نواس.
586 الخفارة: شدة الحياء.
587 في الديوان المطبوع: رحبت.
588 عط: شق، الملاء: الثياب.
589 ناهيك: كلمة تعجب تستعمل في المدح العالي.
590 الاستذراء: الاستظلال، الالتجاء.
591 في الديوان المطبوع: نمأها.
592 في الديوان المطبوع: افناءها.
593 في نسخة: امرأها.
594 الرخاء: ريح لينة الهبوب.
وقال يرثي السيد علي النقيب ضمن كتاب كتبه عن لسان العلامة السيد مهدي القزويني:ـ
قـد عـلمنا فـقرَ العفاة اليه أفـكان الـردى من iiالفقراء؟
فـجـاه بـنفسه مـذ iiأتـاه مستميحا يمشي على iiاستحياء
غـسلوه والـمكرمات تنادى بـيـنهم لا تـغسِّلوه iiبـماء
واليكم عنه(595) فإنيَّ iiأولى مـنكمُ بـالكريم مـن iiأبنائي
لـيس لي حاجة اليكم iiجمعيا إنـما عـنكم بـعيني iiغنائي
هدبها السدرُ والبياض iiحنوطٌ والـزلالُ الـقراح مأُ iiبكائي
وكـفاني بـجفنها كفنا iiيض فو على جسمه المسجّى أزائي
ودعـوا قـبرَه فمقلتي iiالقب ر لانـسان عـيني iiالبيضاء
___________________________________
595 في الديوان المخطوط: عني.
وقال راثيا العلامة السيد ميرزا صالح القزويني ومعزيا أخويه العلامة السيد محمد
والعلامة السيد حسين:ـ
ومـجدِكَ ما خلتُ(596) الردى منك iiيقربُ لانـكَ فـي صدر الردى منه iiأهيب(597)
أصـابكَ، لا مـن حـيث تـخشى سهامه عـليك، ولا من حيث يقوى iiفيشغب(598)
ولـكن رمـى مـن غـرَّةٍ مـا iiأصـابها بـمـثلك رامٍ مـنـه يـرمـي iiفـيعطب
ومـا خـلتُ مـنك الـدأَ يـبلغ مـا iiأرى لانــك لـلـدهر الــدوأُ iiالـمـجرَّب
ولا فـي فـراش الـسقم قـدَّرتُ iiأنـني أرى مـنـك طــودا بـالاكـفِّ iiيـقلَب
أمـنـتُ عـلـيك الـنـائبات، iiوانـهـا لـعـن كــلِّ مــن آمـنـته iiتـتنكَّب
وقـلت شـغلن الـدهرَ فـي كـل iiلحظةٍ مـواهـبُ كـفَّيك الـتي لـيس تـوهب
ولــم أدر أن الـخـطب يـجمع iiوثـبة وان عـشار الـموت بالثكل iiمقرب(599)
إلــى حـيـن أردتـنـي بـفقدك iiلـيلةٌ تـولَّد مـنها يـومُ حزنٍ عصبصب(600)
فـقـام بــك الـناعي وقـال iiولـلاسى بـكـل حـشـا يـدميه ظـفرٌ iiومـخلب
هـلمَّ بـني الـدنيا جـميعا إلـى iiالـتي تـزلزل مـنها الـيوم شـرقٌ iiومـغرب
شـكاةٌ، ولـكن فـي حـشا الـمجد iiداؤها ونــدبٌ ولـكن (هـاشمٌ) فـيه iiتـندب
صــهٍ أيـها الـناعي فـنعيك iiيـعطب عضضت الصفا لابل حشا فاك إثلب(601)
لـسانك يـا جـفَّت لهاتُك فنعيك أو iiغدت بـريـقِ الافـاعـي لا بـريِقك iiتـرطب
رويــدك رفّـة عـن حـشاشة iiأنـفسٍ هـفت جـزعا(602) عـما تعمّى وتعرب
فـدع (صـالحا) لـي وانع من شئت iiإنها سـتذهب أحـشاء الـهدى حـين iiيـذهب
فـليتك لـي فـي نـعيك الـناس iiكـلها صـدقت وفـي فـردِ (هـو الناس) تكذب
وداعٍ دعــا والـرشـدُ يـقبر iiوالـهدى يـسـوف ثـرى واراه والـوحي يُـنحب
ألا تـلـكم الامــلاكُ شـعثا iiتـزاحموا عـلى مـن؟ فـهل مـنهم توارى iiمقرَّب؟
أمـستعظمَ الامـلاكُ لا بـل هـو الـذي إلـــى الله فـيـه كـلُـهم iiيـتـقرَّب
لـقد رفـعوا مـنه مـناكبَ لم iiيكن(603) لـيـنهضَ، لـولا الـلّهُ، فـيهن مـنكب
مـنـاكبَ مـن جـسم (الـنبوَّة) iiحـمّلت (إمـامة) حـقٍّ فـضلها لـيس iiيـحسب
لـقـد دفـنوا فـي دفـنها الـعلمَ iiمـيِّتا وحـسبُك نـارٌ(604) فـي الجوانح iiتلهب
ويـا رافـديَّ الـيوم قـوما عـلى ثـرىً تــوارى بــه ذاك الاغــرُّ iiالـمهذَّب
قـفا عـزيا (الـمهدي) بـابنٍ هـو iiالابُ لـذي(605) الـدين، فالدين اليتيم iiالمترَّب
سـلا كـشبَ ذاك الـقبر يـندي صـعيدهُ بـريِّ بـنى الامـال هـل راح iiينضب؟
وهـل روِّضـت خـصبا بـكفٍ iiعهدتُها تـنوب مـنابَ الـغيث والـعامُ مـجدب؟
وهــل زال مـن ذاك الـمحيّا iiوضـاؤه فقد راح وجه الدهر للحشر(606) iiيشحب؟
ضـعي هـاشمٌ سـرجَ الـعلى)) iiوترجَّلي فـما لـكِ فـي ظـهرٍ مـن العزّ iiمركب
ودونــك تـقـليب الاكــفِّ iiتـعـللاَ فـقد فـات(607) منك المشرفيُّ iiالمذرَّب
ويـا نـاهبي دمـعي اعذراني على iiالبكا فـما الـناسُ إلاّ عـاذلٌ iiومـؤنب(608)
قـفـا وانـدبـا أو خـلـيّاني iiووقـفـةً يـدكّ الـرواسي شـجوُها حـين أنـدب
أجـامـعَ شـمل الـدين شـعِّب iiصـدعُه لـيومك صـدعٌ فـي الـهدى ليس iiيشعب
وأعـجب شـيٍ أن نـعشك فـي iiالـسما ومـنك تـوارى فـي ثرى الارض كوكب
رمـتـك بـهـا أيـدي الـمقادير iiعـلّةً عـيـيتَ بـهـا مــا طـبّها iiمـتطبِّب
رجـونا وقـد أكـدى ((الرجاء المخيب)) نـهنِّيك مـنها بـالشفاء ونـطرب(609)
ونـجـلسُ زهــوا مـسـتعدِّين iiلـلهنا بـنادٍ به الامثالُ في الفخر iiتضرب(610)
بـحـيث قـلـوبُ الـناس، هـذا iiمـنعمٌ ســرورا بـإنـشادي، وهــذا iiمـعذَّب
بــل قـد جـلسنا مـجلسا ودَّت iiالـسما أسـرَّتُها(611) مـن شـهبها فيه iiتنصب
كــأنـا تـأهـبـنا لاوبــة iiمـقـبلٍ وكــان لـيـأسٍ مـنك هـذا iiالـتأهب
وهـل أمـلٌ فـي عـود مَـن ذهبت iiبه بـقاطعة الامـال عـنقاهُ iiمـغرِب؟(612)
وأقـتـل مــا لاقـيـتُه فـيـك iiأنـني حـضرت ومـنك الـشخص نـأٍ iiمـغيَّب
وعـندي مـما أسـأر(613) الـبين لوعةٌ تـجـدُّ بـأحـناء الـضـلوع iiوتـلـعب
___________________________________
596 في الديوان المطبوع: خفت.
597 حدثني الشيخ قاسم الملا الحلي ان هذه القصيدة مطلعها:
رواق العلى أبن المليك المحجب لمن بعده تلك الاسرة تنصب
غير أن الشاعر أعرض عنه بالنظر إلى أن المعزى أخوه العلامة السيد محمد القزويني وهو
علم جهبذ ولانه خاف من أن يكون ذلك كتعريض به.
598 يشغب: يهيج ((للشر)). وفي نسخة: يشعب.
599 العشار المقرب: الابل الحوامل قريبة الوضع.
600 العصبصب: اليوم الشديد الحر أو الشديد مطلقا.
601 اثلب: فتات الحجارة والتراب جمع أثالب.
602 في المطبوع: فزعا مما.
603 في المطبوع: تكن.
604 وفيه أيضا: وحسبك نارا.
605 وفيه أيضا: لذا.
606 وفيه أيضا: للبعث يسحب.
607 في مخطوطة الملا: مات.
608 في المطبوع: عاذل أو مؤنب.
609 في المطبوع: فتطرب.
610 وفيه: بالفخر تضرب.
611 وفيه أيضا: اسرته.
612 العنقاء: اسم طائر مجهول المسمى، ومغرب صفة لها: أي أغربت ونأت في البلاد.
613 يقال اسأر الحاسب في حسابه أي لم يستقصي، وأسأر: أبقى.
|