ومـفـخـرهُ سـامـي الـسـما (بـعَـليِّه) وعــزتُــه مـوصـولـةٌ (بـقُـصـيِّه)
وســـؤددُهُ إرثٌ لــه مِــن ii(لـويِّـه) ((وبـنـي (الـنبي) الـمصطفى iiو(وصـيِّه)
لـنا الـنسبُ الـوضّاحُ فـي جـبهةِ iiالمجد))
وإن نــظـامـا انـتـجـتـه روَّيــتـي لـنـأنـف أن يـسـتام عــزَّةَ iiنـخـوتي
فـمـا سـمـحت إلاّ لـكـم فـيه iiفِـكرتي ((فـدونـكموه فـهـو فـي زُبُـري iiالـتي
طـوت ذكـرَ مـن قبلي فكيفَ الذي iiبعدي))
ولا نـضُـبتِ مــن كـفِّكم أبـحرُ iiالـندى ولا أَفَـلـت مــن أُفـقِـكم أنـجمُ iiالـهدى
ولا زالَ ربــعُ الـمـجدِ فـيـكم iiمـشـيَّد ((ولا بـرحـت عـلـياكمُ تُـسخِطُ iiالـعِدى
فـتكثر عَـضَّ الـكفِّ مـن شـدَّة iiالـحِقدِ))
___________________________________
وقال مخمسا لهذين البيتين:
أصـبحَ السعدُ iiقَريني والـمُنى طوعَ iiيميني
حيث مذ صرت لحيني (كـنتُ والوجد iiخديني
واثـقا أحـمدُ iiربّـي أن سيجلو كربَ iiقلبي
بـنجيبٍ وابـنِ iiنُجبِ (فجلا ((أحمدُ)) iiكربي
وقال مخمسا هذين البيتين (390):
إذا ادَّعـت الـكتابُ يـوما iiتـخرُّصا لاقـلامِها سـحرٌ لـه دانَ مَن iiعصى
وقـل: يا دعاةَ السحرِ خلَّوا iiالتشخّصا (لاقـلاِم موس سرُّ ما كان في iiالعصا
لـموسى بنِ عمرانٍ من الايةِ iiالكبرى)
ترى الفضلَ فيها انها في رفاغةٍ(391) تـسيغُ مـن الاقـلامِ أحـلى iiمَساغةٍ
ولـكـن لـدى إلـقاء أيِّ iiصِـياغةٍ إذا أبــدتِ الـكتابُ سـحرَ iiبـلاغةٍ
فأقلامُ (موسى) كالعصا تلقفُ iiالسحرا)
___________________________________
390 لا يوجد تخميس هذين البيتين في النسختين المطبوعتين في الهند.
391 الرفاغة: سعة العيش وطيبه.
وقال مخمسا أبيات عمه السيد مهدي السيد داود في خان الاسكندرية ويمدح بانيه الحاج
محمد صالح كبه:
أجل لم يكن في ساحةِ الارضِ iiفاعلمن لـسارٍ حـمىً إلاّ بـيتينِ في iiالزمن
بـبيتٍ بـناهُ الله أمـنا مِـن الِـمحن ((وبـيتٍ عـلى ظهرِ الفلاةِ بناهُ iiمَن
لـه هـمَّةٌ مِـن ساحةِ الكونِ iiأوسَعُ))
ألا ربَّ قـفـرٍ قـد قـطعنا iiفـضأَة بـيومٍ وصَـلنا فـي الـصباحِ iiمسأَه
ولـمَّـا عـلـينا الـلـيلُ مـدَّ iiرِدأَه ((نـزلنا بـه والـغيثُ يُـسكِبُ iiمأَه
كـأَن قـطرهُ مـن سيبِ كفّيه iiيهمَعُ
كـأَنَّ الـنُعامى حـين وافـت بقُطرِه لـنا حَـملت مـن خُلقِه طيب iiنَشرِه
فـمـا قـطـرهُ إلاّ تـتـابعَ iiوفـره ((ومــا بـرقُـه إلاّ تـبسَّم iiثـغرِه
لـوفّادِه مـن جـانبِ (الكرخِ) يلمعُ))
فـبورُكَ بـيتا فـيهِ كـان احـتجابُنا عـن الـسؤِ مـذ أمسى اليه iiانقلابُنا
به أَمِنت حصبَ(392) الرياحِ iiركابُنا ((ومـنـه وقـتـنا ان تُـبلَّ iiثـيابُنا
مـقاصر مـن شأوِ الكواكب iiأرفعُ))
مـقاصرُ بـتنا مِـن حـماها iiبـجُنَّةٍ وقـينا الاذى مـن حـفظِها iiبـمجَنَّةٍ
غـدت مـجمعُ الـسارين إنسٍ iiوجنَةٍ ((ولـم يُـر فـي الدنيا مقاصرُ iiجنّةٍ
لـشملِ بـني الـدنيا سواهنَّ iiتجمَعُ))
فـوحـشتُنا زالـت بـانسِ iiرحـابها عـشـيّةَ بـتنا فـي نـعيمِ iiجـنابها
إلـى أن نَـسينا الـسيرَ تحتَ iiقُبابها ((كـأنّا حـلولٌ فـي مـنازلنا iiبـها
ولــم تـتـضمَّنا مـهامِهُ iiبـلقعُ))
بـنا أدلـجت تـطوي المهامهَ iiعيُسنا إلـى أن بـأيدي السيرِ دارت كؤوسنا
فـمالت نـشاوَى نـحوَهنَّ iiرؤوسـنا ((وبـتنا بـها حـتى تـمنَّت iiنفوسنا
نُـقيمُ بـها ما دامتِ الشمسُ iiتَطلعُ))
ومُـذ كـانَ فـيها بـالسرورِ iiمبيتُنا بـحيثُ ثـمارُ الـبشرِ والاُنس iiقُوتُنا
رأيـنا الـهنا فـي ظـلِّها لا iiيـفوتنا (وعـنها وإن عـزَّت عـلينا iiبيوتُنا
وددنـا إلـى أكـنافِها لـيسَ نرِجعُ)
فلا عجبٌ إن تغدُ صُبحا وعُتمةً(393) بـها الـوفدُ مـن كـلِّ الجهاتِ iiمُلمِّةً
وتُـمسي لـهم بالخوفِ أمنا وِعصمةً (فـفيها (أبـو الـمهديِّ) أسبغَ iiنعمةً
عـلى الناسِ فيها طُوِّقَ الناسُ أجمعُ)
أعـزُّ الـورى أضـحى لـديها iiأذلّها وأفـضلُهم مـا زالَ يَـشكرُ iiفَـضلَها
وكـيـفَ يُـباري الـعاَلمون أقـلَّها (وأغـناهُمُ قـد كـان مـفتقرا iiلـها
كـمن مـسّه فـقرٌ مِن الدهرِ iiمُدقِعُ)
بـها عـمّ أهل الارضِ دانٍ iiوشاسِعا وفـيها لـكلِّ الـخيرِ أصـبحَ iiجامعا
ولـيسَ لـذي وحـدَها كـانَ iiصانِعا (لـه اللهُ كـم أسـدى سواها صنايعا
بـأمثالها سـمعُ الـورى ليسَ iiيُقرَعُ)
فـللخلقِ أبـوابُ الـسماحةِ iiفُـتِّحت بـها وسـيولُ الارضِ منها iiتبطَّحت
ومـنها أزاهـيرُ الـرياضِ iiفَـفتَّحت ((وقد عَجزت عنها الملوكُ iiفأصبحت
لـعزَّته بـين الـخلائقِ iiتـخضَعُ))
لـقـد غـمَر الـدُنيا مـعا iiبـسخائِه فـكـانت لِـسـانا نـاطـقا iiبـثنائِه
وأدَّبَ صَـرفَ الـدهرِ بـعد iiاعتدائه ((فـلا برِحت في الكونِ شمس iiعَلائه
بـأُفقِ سَـمأِ الـمجدِ بالفخرِ iiتَسطَعُ))
___________________________________
392 الحصب: الرمي بالحصباء.
393 العتمة: الثلث الاول من الليل. ظلمة الليل مطلقا.
|