كـالـغيث فـي دنـوه، والـبدر iiفـي عـلـوِّه، والـشـمس فــي اتـقادها
بـل في ((أمين)) الحلم نفسُ ii((كاظمٍ)) لـلـغيظ مـما سـاء مـن iiحـسّادها
((جـعفرُ)) فضلٍ و((الجواد)) جعفرُ iiال فـضـل وذا حـسبُك مـن iiتـعدادها
قــد ولــدت امُّ الـمعالي iiغـيرَها لـكـن هـي الـصفوةُ مـن أولادهـا
تـهـوى الـسما أن تـغتدي iiفـراشها والـشـهبُ أن تـكون مـن iiوسـادها
حـيث أبـو ((الـمهديّ)) قـد iiرشَّحها لـلـفخر والـسـؤدد مـن iiمـيلادها
يـا فـئةً أحـلامها ما iiزحزحت(728) راجـفـة الـخطوب مـن iiأطـوادها
الـيـكـموها غــررا وإن iiتـكـن بـدت مـن الاحـزان فـي iiسـوادها
وسـمـتـها بـمـدحـكم iiفـأقـبلت سـمـاتها تـنـيرُ فــي iiأجـيـادها
بـلـطفها مــن الـقـوافي iiنـزلت مـنـزلة الارواح مــن iiأجـسـادها
جـاءتـك ثـكـلى غـير iiمـستأجرةٍ تستقصر ((الخنساء))(729) في إنشادها
لـو رددت نـوحا ((لـصخرٍ)) iiلارت كـيف انـفطارُ الـصخر في iiتردادها
نـاحت فـأبكت شـجنا عـينَ iiالـعُلى بـأدمـعٍ تــذوب مــن فـؤادهـا
ثــمّ دعــت لا طـرقـت iiربـعَكمُ إلاّ الـمـسـرّات مــدى iiآبـادهـا
ولا وعـى(730) غيرَ التهاني iiسمعُكم أو مـدحـا تـطـرب فـي iiانـشادها
ومـنـكـم لا بــرحـت iiآهــلـة عـريـنةُ الـعـزَّة فــي iiآسـادهـا
___________________________________
728 في المخطوط: قد زحزحت.
729 هي الشاعرة الشهيرة تماضر بنت عمرو بن الشريد السفية، وقد عرفت، بمراثيها
لاخيها صخر، أسلمت مع قومها، توفيت عام 54 للهجرة وعمرت طويلا.
730 في المطبوع: دعى.
وقال راثيا العلامة الشيخ جعفر(731) بن الشيخ علي كاشف الغطاء ومعزيا به العلامة
السيد مهدي القزويني وقد تلف قسم منها:
مــا لـلـعيون حـاربـت iiرقـادَها؟ وسـالمت عـلى الـقذى سهادها(732)
ومـا الذي أوجست(733) الناس ضحى فـألـزمـت أكـفّـهـا iiأكـبـادهـا؟
نـعـم هـوت دعـامةُ الـفضل iiالـتي لـديـنـه ربُّ الـسـمـاء iiشـادهـا
واليومَ عزّى ((جعفرا)) ((بجعفر))(734) نــاعٍ نـعى إلـى الـورى iiرشـادها
قــد جـمـع الـدهـرَ قــواه كـلها بـلـيلة قــد ضـاعـف iiاسـودادها
حـتـى عـلـى رزء الـهـدى iiبـقلبه أرزأُ كــــل آلـــه iiأعــادهـا
اللهَ يـــا دهـــرُ لـقـد iiخـلّـدتها سـبَّـة عــارٍ لا تــرى iiنـفـادها
لـلـمـجد كـانـت مـقـلةٌ iiواحــدةٌ مـسحت فـي كـفِّ الـردى سـوادها
___________________________________
731 هو الشيخ جعفر بن علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، من مشاهير أعلام عصره،
كان ذكيا لسنا، وعالما حافظا، وشاعرا رقيقا، توفي عام 1290 هـ ترجمت له في كتابي
((شعراء الغري)) ج 2 ص 40 ـ 49.
732 في المطبوع: قتادها.
733 في مخطوطة الملا: أوحشت.
734 جعفر الثانية: يقصد بها ابن اخته الميرزا جعفر القزويني.
وقال راثيا العلامة الشيخ مهدي(735) بن الشيخ علي كاشف الغطاء ومعزّيا أولاده وأخاه
الشيخ جعفرا والعلامة السيد مهدي القزويني:ـ
أعـلـمتِ طـارقة الـخطوب iiالـسودِ بـحمى الـوصيّ صـرعتِ أيَّ iiعميدِ
ونـزعتِ يـا نـزعتْ يـداك iiبـنانَها مــن قـبِّـة الاســلام أيَّ iiعـمود
ونـعـم فـهـبكِ قـرعـتِه iiبـمـرّنةٍ صّـماء تـأخذ مـن قـوى iiالـجلمود
أفـطـرتِ إلاّ قـلبَ حـامية iiالـهدى وصـدعـتِ إلاّ بـيـضة iiالـتوحيد؟
وبـلـلتِ إلاّ فــي مـدامـع iiعـينه ذاك الـصـعيدَ عـلـى أجـل iiفـقيد؟
الان مــات الـعلمُ وانـدرس iiالـتقى وعـفا الـسماحُ وطـاح كـفُّ iiالجود
فُـجـعتْ بـنو الـدنيا بـزاد iiمـقلِّها وبــريِّ حـائـمة الـرجا iiالـمطرود
وســرى فـطـبَّقها عـلـيه iiمـآتما نــاعٍ تـضـيق بـه رحـابُ iiالـبيد
صـلَى الالـهُ عـليك(736) من iiمفقود جــلَّ الـمصاب بـه عـن iiالـتحديد
شـغـلت رزيـتُك الـملائك فـاغتدت لـك فـي هـبوطٍ عـن جوى iiوصعود
وكـفاك قـدرا أنَّ نـعيَك فـي iiالـسما خـلـطـته بـالـتقديس والـتـحميد
وبـرفـعها ذاك الـسـريرَ iiتـقّـربت زلـفـى إلــى خّـلاقـها iiالـمعبود
رفـعت بـه الاخـوين شخصَك والتقى وتـلـتـه بـالـتـسبيح iiوالـتـمجيد
وبـكـاك ديــنُ الله بـالعين iiالـتي بـكـت (الائـمـةَ) عـلَّة iiالـموجود
عـدلت رزيَّـتُهم(737) رزيـتَك iiالتي قـصـمت قـوى الايـمان iiوالـتوحيد
مـاذا يـواري خـطُّ قـبركَ من iiحجىً يـزنُ الـجبالَ ومـن نـدىً iiمـورود
إن تـمـس مـهجورَ الـفناء فـطالما وقــف الـرجـأُ بـبابكَ iiالـمقصود
أو إن تـكن جـمدت بـنانُك iiبـالردى فـعليك عـينُ الـجود غـير iiجَـمود
أو قــلَّ مـن أيـام عـمرك iiعـدّها فـكـثيرُ بِــرّك لـيـس iiبـالمعدود
تـبكيك عـينٌ كـم مـسحت دمـوعَها بـبـرود فـضـلٍ لا بـفضل iiبـرود
لــم تـبقَ بـعدك لـلمطالب iiنـجعةٌ طُـوى الـرجأُ عـلى حـشا iiمـكمودِ
هـدم الـردى بـك ركنَ ملة ii((أحمدٍ)) ولـطـالما بــك كــان لـلـتشييد
غـسـلت سـوادَ عـيونها iiبـدموعها فـصـبغن أرديــة الـكرام iiالـصيد
صـبغت بـها تـلك الـثيابَ iiفسوَّدت وجــهَ الـزمـان بـذلـك iiالـتسويد
ورأت بـقـية فـخرها قـد ادرجـت فـي بـرد شـخصٍ بـالفخار iiوحـيد
كـم رَدَّ غـربَ الـخصم وهو iiمركَّبٌ مـنـها بـثـغرة نـحـرها iiوالـجيد
ووقــى بـمـهجته الـكريمة iiقـلبَها مــن أسـهـم الاعـداء كـلَّ iiمـبيد
فـكأنها(738) فـي صبرها دون الهدى مــع فــرط رقـتّها مـجنُّ iiحـديد
بـأبـي الــذي عـقدوا عـليه iiردأَه والـخـيرُ تـحـت ردائـه iiالـمعقود
لـبس الـحياةَ فـصان طـاهرَ iiبردها بـصـلاحـه وعـفـافه iiالـمـشهود
حـتـى اسـتجدَّ سـواه ثـوبا iiلـلبلى ومـضـى عـلى كـرمٍ نـقيَّ iiالـعود
يـا ثـاويا خـلف الـصعيد كفي iiجوىً أنــي دعـوتـكَ مـن وراء iiصـعيد
لـثـراك اسـتسقى ثـلاثَ iiسـحائبٍ مـتـكافئاتٍ كـلـها فــي iiالـجـود
فـسـحابة وطـفـاء مـنك iiتـعلَّمت لـلارض سـقىَ تـهائم iiونجود(739)
وسـحـابة مـن جـود كـفِّكَ iiأنـبتت شـكـرَ الـعـفاة بـدرّهـا iiالـمحمود
وسـحابة مـن عـبرتي مـا أن iiونت إلاّ وقــالَ لـهـا افـتقادكَ iiجـودي
هــي بـالزفير الـيك ذاتُ iiبـوارقٍ ومــن الـحنين عـليك ذاتُ iiرعـود
فـاذهب حـميدا فـي الـجنان مـخلدا فـالعيشُ بـعدك لـيس لـي iiبـحميد
ولـقد دعـوت الـدينَ بـعدك دعـوةً يـسـتكُّ مـنـها سـمعُ كـلِّ iiحـقود
لا تـخشَ ضـعفا في الزمان وإن iiغدا يـرسو(740) بـداهيةِ عـليك iiكـؤود
فـبـه لـك ((الـمهديُّ)) أمـنعُ iiقـوَّةٍ تــأوى لـركـنٍ مـن عـلاه iiشـديد
نـسـجت حـمـيتُه عـليك iiصـنيعةً لـم تـقضِ نـثرتها(741) يـدا iiداود
فــاذا دجـا لـيلُ الـخطوب iiفـلقته مـن ضـوء صـبح جـبينه iiبـعمود
عـلمُ الـهدى السامي الذي هو في iiكلا حـسبيه سـادَ عـلى الـكرام iiالـصيد
ومفيدِ فضلٍ(742) لو أتى العصر الذي فـيـه الـمـفيدُ لـقال أنـتَ iiمـفيدي
هــو آيــةُ الله الـتي قـد iiأبـطلتْ فــي الـعالمين عـنادَ كـلّ iiجـحود
وأبـو الـمصابيح الـتي شـهبُ iiالسما رمـقـت مـطالعَها بـطرف iiحـسود
لـو فـاخرت نـهرَ الـمجرَّة في iiالسما غـلـبت بـجعفر جـودها iiالـمورود
ذاك الذي في الجود(743) أرسل صالحا لـكـن لاهــل الـفـضل لا iiلـثمود
و((مـحـمدٌ)) مـنه الـحسينُ iiفـعاذرٌ إن قـلتُ أرسل خاتما(744) في الجود
أقـمار تـمٍّ فـي بـروج سـما iiالعُلى شـرفا يـضيُ عـلى الـليالي iiالـسود
وأسـودُ غـيلٍ فـي الـمهابة لـو حما مـأوى الـظِباء لـكان غـير iiاسـود
وتـرى الـمكارمَ مـن مـناقب iiفضلهم تـخـتالُ بـيـن قـلائـدٍ وعـقـود
مــن كـلّ مـحتلب الـبنان iiرقـيقها فـي كلّ جامدة الضروع iiصلود(745)
ويـقـول لـلـكفِّ الـكريمة iiكـلما: بـدأت بـعارفةٍ بـدارِ(746) iiأعـيدي
يـا عـترةَ الـوحي الـذين تـوطَّدت بــهـم دعـائـم مـلَّـة iiالـتـوحيد
دمـتـم لـنا والـعزُّ فـوق iiرواقـكم والـفخر تـحت رواقه(747) iiالممدود
وبـحسبكم عـلمُ الشريعة ((جعفرُ)) iiال إحـسان عـن عَـلم الـهدى iiالـمفقودِ
والـغرُّ مـن آل الـمكارم مـن iiسَموا شـرفـا بـفـضلٍ طــارفٍ iiوتـليد
قـد رُدَّ عـقدُ الـفخر فـي جيد iiالعُلى ((بـأبي محمد))(748) وهو عقدُ الجيد
وأعـاد يا دار الهدى لك ii((جدّه))(749) فـكـأنه لــم يُـطـوَ فـي iiمـلحود
أحـيـا مـآثـرَه الـحـسانَ iiوزادهـا لــو كــان فـيها مـوضعٌ iiلـمزيد
لــو لـم تـبت امُّ الـسماح طـروقة لـنـدى يـديـه لــم تـكن iiبـولود
يـا مـن وجـوههُم مـصابحَ iiلـلهدى وأكـفُّهم فـي الـجود سـحبُ iiالـجود
مــاذا أقــول مـعـزّيا iiبـنشائدي؟ قـطـعت مـهـابتُكم لـسان iiنـشيدي
___________________________________
735 هو الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، من أشهر مشاهير
علماء عصره، ومن الادباء الشعراء البلغاء، انتهت إليه رئاسة التقليد ورجع اليه
أطراف العراق وايران وأذربيجان، وانتشر وكلاؤه في البلدان. ولد في النجف وتوفي بها
عام 1289 هـ ترجمت له في كتابي ((شعراء الغري)) ج 12 ص 108 ـ 111.
736 في المخطوطة: عليه.
737 في المطبوع: رزيتها.
738 في مخطوطة الملا: فكأنما.
739 التهائم والنجود: المنخفضات والمرتفات عن الارض.
740 في المطبوع: يرسيْ.
741 الصنيعة: لامة الحرب، النثرة: الدرع الحديدي الذي يلبس تحت الثياب في الحرب.
742 في المطبوع: مفيد عصره، ويريد به أشهر مشاهير علماء عصره الشيخ المفيد محمّد بن
محمّد النعمان البغدادي العكبري المعروف بابن المعلم المتوفي 413 هـ له أكثر من
مائتي كتاب وهو استاذ الشريفين المرتضى والرضي.
743 في المطبوع: بالجود.
744 في نسخة: حاتما.
745 يكني عن السنة ذات الجوع والقحط.
746 بدار: اسم فعل بمعنى بادر أي أسرع.
747 في المطوبع: طرافه، والطراف البيت الكبير.
748 أبو محمد: هو الشيخ جعفر.
749 يريد به جده الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء.
وقال يرثي العلامة السيد جعفر القزويني(750) ويعزّي ابن عمه السيد مهدي القزويني:ـ
كـذا يـلج الـموتُ غابَ iiالاُسود وتُدفن رضوى(751) ببطن اللحود
كــذا يُـستباح حـريمُ iiالـعُلى وتـهوى بدور الهدى في iiالصعيد
بـنـفسيَ مـن لـم يـرثه ذووه غـيـر عــلاٍ ومـجـدٍ مـشيد
وكـبَّـت جـفانُ الـقِرى iiبـعده ونـيـرانها رُمـيـت iiبـالخمود
أحـلفَ الـندى وشـقيق iiالسماح لـيـومك هـولٌ كـيوم iiالـورود
سُـقيت الـحيا لـست أنت iiالفقيد ولـكـنَّ صـبريَ عـينُ iiالـفقيد
فـلا قـلتُ بـعدك لـلعيش iiطب ولا قـلتُ بـعدك للسحب iiجودي
لـقد دلَّ مـجدُك هـذا iiالـطريفَ عـلى مـجد قـومك ذاك الـتليد
بـنـي هـاشمٍ هـم عـقودٌ وأن تَ واسـطةٌ بـين تـلك الـعقود
ولـو كـان يُـدفع ريـبُ iiالمنون عـن الـمءر فـي عُـدَّةٍ أو iiعديد
لـقـامت تـقيك الـردى iiفـتيةٌ تُــذمُّ اذا شُـبِّـهت بـالاُسـود
صِـبـاحُ الـوجـوه iiوأسـيافهم مـن الـموت تُـطبع لا من iiحديد
وتـغـدو الـمـنايا iiبـأرمـاحهم شـوارعَ مـا بـين حـمرٍ iiوسود
ولـكـنَّـه الـمـوتُ لا iiمـانـعٌ لـمن رام مـن سـادةٍ أو iiعـبيد
عـزأٍ أبـا ((صـالحٍ)) لا فجعتَ مـن بـعد هـذا المصاب الكؤود
فـحلمُك أرسـى مـن iiالراسيات ولـيس شبيهٌ له في iiالوجود(752)
وجـاراك فـي الفخر أهلُ iiالسباق ولـكن سـبقت لشأوٍ(753) iiبعيد
فـأصـبح شـأنُهم فـي iiانـحدارٍ وشـأنك عـنهم غـدا في iiصعود
ومـا مـرَّ يـومٌ جـديدٌ iiعـليك إلاّ ظـهـرت بـفـضلٍ iiجـديد
لـئن سـاءك الدهرُ في ii((جعفرٍ)) فــانّ الاســاءةَ شـأنُ iiالـعبيد
___________________________________
750 هو السيد جعفر بن باقر بن أحمد بن محمد الحسيني القزويني من مشاهير شعراء
وادباء عصره. توفي عام 1265هـ. ترجمت له في كتابي ((شعراء الغري)) ج 2 ص 27 ـ 35.
751 رضوى: اسم جبل.
752 هذا البيت سقط من الديوان المطبوع.
753 في المطبوع: لمأوى.
|