نَـشـرَت وسـائلَها الـيك مـع iiالـرج فـلايّـما سـبـبٍ طـواهـا iiيـاسـها
وجَـبـهَـتَها بـالـردِّ حـتـىّ iiأنّــه لـتـكادُ تـضـرمُ مـهـجتي iiأنـفاسها
عـيـنٌ رعـيتَ بـها هـواي فـحقبةً لـم أدرِ عـين الـدهر كـيف iiخـلاسها
مـالـي انِّـبـهها لـتـلحاظَ خـلّـتي ومــن الـجفأِ لـها يـطيبُ iiنـعاسها
___________________________________
338 استحصد الحبل: فتل فتلا محكما. والاعراص: جمع عرس وهو الحبل.
339 الحلس: كل ما يوضع على ظهر الناقة.
340 الرجاس: البحر. ويقال: سحاب رجاس: شديد الهدير.
341 نزع إلى الشيء: ذهب. اشتاق.
وقال يعاتبه ايضا:
رأيتُ الثنا في (جعفرِ) الجودِ صادقا وكـم (جعفرِ) فيهِ الثنا غيرُ iiصادقِ
فـتىً لـم يزده المدحُ فخرا iiلفخرِه عـلى أنّـه فـي غيره غيرُ iiلائق
وهـل تستزادُ الشمسُ نورا iiلنورِها إذا قـيل: إنَّ الـشمس أنورُ iiشارق
فيا مُعرضا عنّي عن العتبِ iiبالجفا عـجمتَ لساني وهو أفصحُ iiناطِق
وقال معاتبا العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني:
يا مَن براه اللّهُ روحَ كمالِ فتمثَّلت شخصا بغير مثالِ
لكَ أنملٌ خُلقَت لبون(342) مواهبٍ ما أرضعت سَقبَ(343) الرجا لفصال
___________________________________
342 وفي نسخة: لتعرف.
343 اللبون: ذات اللبن.
امُّ الـحَيا نـبتُ الـخضّم ربـيبةُ الاحـسانِ اخـتُ العارضِ iiالهطّال
أمَّـلتُ لـي تـلدُ الكثير مِن iiالندى فـحصلتُ مـن أملي على iiالاقلال
مـا خـلتُ أن ألقاكَ حين iiكلاكلي عـن ظـهر هـمّك طارحا iiأثقالي
عـجبا لـجودك كيف عنيّ قد iiسها فـوقعتُ مـنه بـجانبِ iiالاهـمال
مـالي أُنـبّه مِـنك لـحظَ فواضلٍ مـا نـامَ عـن كرمٍ وعن iiإفضال
تـغضي وبي ضاقَ المجالُ iiوطالمَا أوسـعتَ فـي عـينِ العدوِّ iiمجالي
وتـحوُم آمـالي وبـحرُك iiزاخـرٌ فـتُحيلَ حـوَّمها إلـى iiالاوشـال
يـاراعـيا أمـلي عـلامَ iiوسـمتَه مــن بـعدِ ذاكَ الـبرِّ بـالاغفال
عـهدي بـودِّك لا يـحولُ iiوغيرُه مـتـنـقِّلٌ بـتـنقلِّ الاحــوال
وأرى رجايَ غروس جودِك لم يزل فـأفـض عـليه مُـنعما iiبـسجال
وقال معاتبا العلامة الكبير السيد مهدي القزويني:
تـظـنُّ الايــامُ iiبـأقـبالِكم عـليَّ بلغتُ العريضَ iiالطويلا
وقـد صـدقوا فَـلَكمُ كـم iiيدٍ لـديَّ تُـحقّقُ مـا كـان iiقِيلا
رأوا أمـلـي بـاركَ الله iiفـيهِ بـآلائِكم لـم يـزل مُـستطيلا
وقـالوا: عـمرتَ بنأَ iiالقريضِ ودارُك تـبـقى كـثيبا مَـهيلا
وعـندَك مَـن بِـنداهم iiيخفُّ عـلى الدهرِ ما كانَ عبأً iiثقيلا
فـهـلا شـفعتَ الـيهم iiبـها صَناعا مِن المدح يسقي الشمولا
إذا أنـت أقـرضتَها جـودَهم أخـذت على النجحِ فيها iiكفيلا
فـقلتُ: دعوا النصحَ في عذِلكم فـلا رأيَ لي أن أطيعَ العذولا
بـحسبي نـباهةُ ذكـري iiبهم وإن باتَ حظَّي يشكوا iiالخمولا
فـقد تشرقُ الشهبُ في iiبدرِها وإن سـامَها القربُ منها iiأُفولا
إذا مــا تـنبَّه لـي iiجـودُهم وجـأَ إلـيَّ، ابـتدأً، iiجـزيلا
فـتـصبحُ دارَي iiمـعـمورةً ويـربعُ مـا كـان منها iiمحيلا
وإلاّ، أدم مـقصِرا مـن iiرجاي ولـم ارَ لـلعتبِ يـوما iiمُطِيلا
عـلى أنـني لـو أشأُ iiالعتابَ إذا لـوجـدتُ الـيهِ iiالـسبيلا
ولـكنَّ لـي كلَّهم ii((مرتضىَ)) فـحاشاهُم أن يَروني ii((عَقيلا))
وقال معاتبا العلامة السيد ميزرا صالح القزويني:
قـد بـلوناكَ في قديمِ iiالليالي فوجدناكَ ((صالحا)) iiللمعالي
وامـتحناكَ فـامتحنَّا iiبـريئا طـبعُه مِـن تحوّلٍ iiوانتقال
فمحضنا لكَ الصريحَ من الودِّ وقـابـلته بـحـرِّ iiالـفعال
قـسما والسحابُ كفُّك إن iiأق سمتُ بالمنشيِ السحابِ الثقالِ
نزل العتبُ منكَ ساحةَ فضلٍ لـم تـكن منزلا لغيرِ iiالكمال
واقـتفاك القريضُ حقَّ iiودادٍ منك أمسى في جانبِ iiالاهمال
وقال معاتبا بعض الناس:
الحمد للّه الذي منَّ على جميع أهل الارض، بأن جعل أرزاقهم لا يملكها بعضُهم على
بعض، ولو فوَّض ذلك اليهم لحبسوا أرزاق خلقه عليهم، ولمنعهم من انفاقها الشحّ
والظنّ، ولاتبعوا قليلي ما ينفقونه بالاذى والمنّ، ولكنه تعالى بلطفه وكّلهم اليه،
وجعل أرزاقهم مقسومة لديه. أمّا بعد فيا من صدق فيه الخبر لا المخبر، وشهد بجوده
السمعُ لا البصر، كيف أجودُ لك بما يبقى متجدّدا في كلّ عصر، وتبخل عليَّ بما يفنى
بأيسر مدَّةٍ من الدهر:
قـبيجٌ بـحقّك أن iiتـبخلا عـليَّ وجـودكَ عمَّ iiالملا
ولـو أنَّ غيرك في iiمنعه يـبيت لصعبَي iiمُستَسهِلا
إذا لاصبت بسَهمِ iiالقريض مـقـاتَلهُ مَـقتلا iiمَـقتلا
وجرّدتُ من مقولي صارما فـاحتزّه مِـفصلا iiمِفصلا
ولـكن أجـلّك عمّا ذكرت فـذاكَ بـحقِّك لن iiيجمُلا
وقال رحمه اللّه:
تـلك الـمودّةُ مـارأيُ الـعُلى فيها ذابـت حشا المجدِ غيظا من iiتَلظّيها
أرسـت ولكن على قلبِ الحسودِ لها قـواعدٌ كـانَ يـبني الـفخرَ iiبانيها
مـعتلةٌ بـضنا الهجرانِ قد مرضت بـعلّةٍ مـرضت نـفسُ الـعلى iiفيها
فالله اللهَ فــي اسـتـبقائِها iiفـلـقد كـادت تـقومُ عـلى الدنيا iiنواعيها
مـا عـذرُ مَن صدّ عنها وهي iiمقبلةٌ مـن بـعدِ ما كان تُصبيه iiويصبيها
عـهدي بـها تـكتسي أبهاجَ iiغُرّتِه والـبشرُ يـقُطرُ زَهوا مِن iiنواحيها
فـاعجب وما قد أراها دهرُها iiعجبٌ مَـن كـانَ يُضحِكُها قد صارَ iiيُبكيها
وكـيف في كلِّ ذاك العتبِ ما iiشَفَيت وكـان في الحقِّ منه البعضُ iiيشفيها
دأٌ مـن الـهجرِ لـم أبرح iiاعالجُها مـنهُ وبـالبرِ فـي عـتبي iiأُمـنِّيها
ومـا طويتُ على يأسٍ عليه iiطَوت حـتى مـللتُ ومـلّت مـن iiتشكيّها
فـاعذر أخـاك إذا مـلّ العلاجَ فقد أفـنى الـدواء ولـم يـنجع iiتداويها
سـل ديـمةً كلمّا استمطرتُها iiلمعت بـروقُها لي وانحلّت عزاليها(344)
مـابالها بـانَ إخـلافُ البروقِ iiبها اعـيـذُها بـإلـه الـخلق مُـنشيها
فـقم أعـدها (أبـا الهادي) بلا iiمهلٍ مـكارما أنـت قـبلَ الـيومَ iiمُبديها
لاقلتُ مُات الرجا والجودُ ما انبسطت بـنانُ كـفِّك فـي الـدنيا iiلـراجيها
___________________________________
344 العزالي: شدة وقع المطر.
التّخَاميس
قال رحمه اللّه وقد سأله الشاعر الشهير عبد الباقي العمري(345) تخميس هذين البيتين
في مدح النبي صلى الله عليه وآله :
مـالحيثُ انـتهى بـكَ iiالاسرأُ لـمهبِّ الـعشرِ الـعقولِ iiارتقأُ
وإذا لـم يـكن الـيكَ iiانـتهاء ((كـيفَ تـرقى رُقيَّك الانبياء
يـا سـمأً مـا طاولتها iiسمأ))
جُزت إذ فتحَّت لك الحجبُ فَتحا لـعلاَ دونه عُلى الرسل iiتمحى
فلهم لوغدى ذُرى العرشِ سطحا ((لم يساووك في علاك وقد iiحا
لَ سـنا مـنك دونَـهم وسنأُ))
___________________________________
345 عبد الباقي بن سليمان افندي الفاروقي العمري من مشاهير شعراء القرن الثالث عشر
وممن نال حظوة في الحكم والادب؛ ولي النيابة عن والي الموصل ولما يتجاوز العقد
الثاني من عمره، وعين واليا بالاصالة في عهد داود باشا، وبعده استصفاه علي رضاه
باشا عند وروده إلى بغداد فصحبه معه، وبعد أن خُلع داود باشا عين نائبا لولاية
بغداد وبقي محافظا على هذا المنصب معظم حياته، وقد ورد النجف أيام الوالي نامتي
باشا لقمع فتنة حدثت بين فريق (الشمرت والزكرت) ونظم قصيدتين على إثر قمعه الفتنة
حيّا بهما النجف واهلها. ولد في الموصل سنة 1204 هـ وتوفي ببغداد 1278 هـ وقد أرّخ
وفاته بنفسه:
بلسانٍ وحّد اللّه ارّخ: (ذاق كأس المنون عبد الباقي)
خلف آثارا قيمة
(1) ديوانه المطبوع بمصر أسماه (الترياق الفاروقي) يقع في 456 ص
(2) أهلة الافكار في مغاني الابتكار ـ لم نعثر عليه ـ
(3) نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر ـ لم يطبع ـ
(4) الباقيات الصالحات ـ طبع مرات بمصر والنجف ـ.
قال رحمه اللّه مخمسا قصيدة عمة المرحوم السيد مهدي السيد داود(346) في مدح الحاج
محمد صالح كبه: ويمدح به ولديه الحاج مصطفى والحاج محمد حسن كبه:
إذا عـنَّ لـي بـرقٌ يـضيء عـلى iiالـبعدِ نـزت كـبدي مـن شـدّة الـشوقِ iiوالـوجد
ونـاديـتُ مـعـتلَّ الـنـسيمِ بـلا iiرُشـد ((نـسيمَ الـصَبا اسـتنشقتُ مـنك شـذا iiالندِّ
فـهل سـرتَ مـجتازا على دِمنتي ii(هِند)؟))
وهــل لـسـليمِ الـحـبِّ أقـبلتَ iiراقـيا؟ بـنـشرِ فـتـاة الـحـيِّ إذ كــان iiشـافيا
فــمـا كــنـتَ إلاّ لـلـصبابةِ iiداعــي ((فـذكّـرتَني نـجـدا ومـا كـنتُّ iiنـاسيا
لـيالٍ سـرقناها مِـن الـدهرِ فـي iiنـجدِ))
نـواعـمَ عـيـشٍ مـازَجَ الاُنـس iiزُهَـره رِطــابَ أديــمٍ خـالطَ الـمسكُ iiنـشرَها
رقــاقَ حــواشٍ قـرَّب الـوصلُ iiفـجرَه ((لـيـالٍ قـصـيراتٍ، ويـالـيتُ iiعـمرَها
يُـمـدُّ بـعمري فـهو غـايةُ مـا iiعـندي))
ريـاحُ الـهنا(347) فـيها تـنشَّقتُ iiعَـرفَه وفـيـها مــدامُ اللهوِ عـاقـرتُّ iiصِـرفَها
لــدى روضــةٍ لا يـبلغُ الـعقلُ iiوصـفَه ((بـهـا طـلـعت شـمـسُ الـنهارِ iiفـلفَّها
ظـلامانِ مـن لـيلٍ ومـن فـاحمٍ iiجـعد))
ســوادانِ يـعـمى الـفجرُ بـينَ iiدُجـاهم هـمـا اثـنـان لـكـن واحــدٌ مـنتماُهما
أتـت تـتخّفى خـيفةً فـي iiرداهـما(348) ((ولـولـم تُـغطّي(349) خـدَّها iiظُـلمتاهما
لُـشقَّ عـمودُ الـصبحِ مـن وجـنةِ iiالخدِّ))
فـأبـصرتُ مـنـها إذ سـهت مـنه iiغُـرّةً مـحـيّا هــو الـشـمسُ الـمنيرةُ iiغُـرّةً
ولاحَ لـهـا خــدُّ، هــو الـنورُ iiنُـضرةً ((قــد اخـتـلست مـنها عـيونيَ iiنـظرةً
أرتـني لـهيبَ الـنارِ فـي جَـنَّة iiالـخُلد))
تَـحـيَّرتُ فـي بـدرٍ مـن الـوجهِ iiزاهـرِ يـلـوحُ عـلى غـصنٍ مـن الـقدّ iiنـاضرِ
وأسـيـافِ لـحـظٍ فـي الـجفونِ iiبـواتر ((وفــي وجـنتيها حـمرةٌ شـكَّ iiنـاظري
أمــن دمِ قـلـبي لـونُها أم مـن iiالـورد))
فـبالشذرِ أيـدي الُـحسن طـرَّزن iiصـدره وبـالـنجمِ لا بـالـدرِّ وشـحّـن iiخـصرَها
لـهـا مـقـلةٌ (هــاروت) يـنفثُ سـحرَه ((وفــي نـحرها عـقدٌ تـوهمت iiثـغرَها
لـئـالئهُ نُـظّـمن مــن ذلــك iiالـعِقد))
بـنفسي هـيفأَ(350) الـوشاحِ مـن iiالـدُمى سـقتني حـميّا الـراح صـرفا مـن الـلّمى
فـأمسيتُ مـن(351) وصـفِ الـمدام iiمتيَّم ((ومــا كـنت أدري مـا الـمدامُ، iiوإنّـما
عـرفتُ مـذاق الـراح مـن ريقها iiالشَهد))
وقـبـلَ ارتـشـافُ الـثـغر مـالذّةُ iiالـهن وقـبـل سـنـا الـخـدينِ مـالامعُ iiالـسنا
وقـبـل رنـيـنِ الـحُـلي مـارنَّةُ iiالـغِن ((وقـبـل اهـتـزازِ الـقـدِّ مـاهزّةُ iiالـقَنا
وقـبل حـسام الـلحظِ مـا الصارمُ iiالهندي))
لـهـا كــلَّ يــومٍ عَـطـفةٌ ثـمّ iiنَـبوةٌ ومــا عـلـقت فـيـها بـقـلبي iiسَـلـوةٌ
فـمِـن بُـعـدِها زادت بـقـلبي iiصـبـوةٌ ((ومــن قُـربِـها مـالت بـرأسي نَـشوة
صـحوتُ بـها يـا (مـيُّ) من سكرةِ iiالبعد))
ولاعـجـبٌ إن يـشفَ فـي عَـطفِ قـلبه سـقـامُ جـفاها(352) يـومَ بُـتُّ iiبـجنبِها
هــي الــدأُ طــورا والـشـفأُ iiلـصبِّه ((وإن زالَ سـكرُ الـبعدِ مـن سـكر iiقربِها
فـلا طـبَ حـتى يُـدفعُ الـضدُّ بـالضدِّ))
فـمـذ كـنـتُ ذراّ قـد تـعشّقتُ ii(زيـنبا) وفــي عـالـمِ الاصــلابِ زدت iiتـعذُّبا
وكـنتُ بـها فـي ظُـلمةِ الـرحمِ مـطرب ((تـعـشّـقتَها طِـفـلا وكـهـلا وأشـيـبا
وهِـمـاّ عـرته رعـشةُ الـرأسِ iiوالـقدِّ))
|