وطـارقـا بـيـتَ نـدىً iiيـلتقي بـبـابـه الـمـتـهمُ iiوالـمـنجد
حـسبك مـن بـيت عـتيد iiالقرى أن لــه افــق الـسـما يـحسد
تـخمد شـهبُ الافـق لـكن iiبـه مــواقـدُ الـنـيران لا iiتـخـمد
سـواه مـا للمجد(703) من iiمهبطٍ ومــا لــذّمٍ نـحـوه مـصـعد
فـمـقـعداه لـلـتقى iiوالـنـدى وحـاجـبـاه الـعـزُّ iiوالـسـؤدد
ألــم تـجـده حـرمـا iiآمـنـا يـحـجُّه الابـيـضُ iiوالاسـود؟
فـكيف تـسعى فـيه لا iiمـحرما؟ كـأنـما أنــتَ بــه iiمـلـحد
مــا هـو إلاّ بـيتُ فـخرٍ iiلـه قـبـيلةُ الـمعروف قـد iiشـيدوا
بـيتٌ أبـو الـندب الـرضا iiربه أكـرمُ مَـن تـحت الـسما iiيُقصد
مـولـىً درت أهـلُ الـعُلى iiأنـه دون الانــام الـعـلمُ iiالـمـفرد
وأنــه لــولا هــداه iiالـورى ضـلَّـت فـلا رشـدٌ ولا iiمـرشد
وأنــه لــولا نــدى iiكـفـه لــم يُــرَ لا رفــدٌ ولا مـرفد
تـلقاه طـلقَ الـوجه مـن iiهـيبةٍ يـفرق(704) مـنها الاسـد iiالملبد
مـحـببٌ مــن حـسن iiأخـلاقه حـتى إلـى مَـن مـجدُه iiيـحسد
مـا سـهدت(705) من خائفٍ iiمقلةٌ إلاّ وبــالامـن لــهـا iiيـرقـد
مـن ذا سـواه قـام يدعو الورى: دونـكم مـن بـحر جـودي iiردوا
ومــدَّ كـفـا بـغـريب iiالـندى آلاؤهـا(706) بـين الورى iiتحمد
بـخَّـلت الـمـزن فـفي iiبـخلها حـلائبُ(707) الـمزن لـها تشهد
تـبـصر فــي راحـته iiأبـحرا طـافحةً أمـواهها(708) iiالـعسجد
أســـرَّة تُـسـمـى iiولـكـنّها بـحـارُ جــود بـالندى iiتـزبد
فـهو لـعمري حـجةٌ فـي iiالندى وآيـةٌ فـي الفضل لا iiتجحد(709)
قــد قــام لـلـه بـما iiبـعضه لـكلِّ أمـجاد الـورى iiمعقد(710)
مـكـارمٌ مــا لـكـريمِ سـوى (عـبدِ الـكريم) الـندب فـيها iiيد
ذاك أبـو الـكاظم غـيثُ iiالـندى تـربُ الـمعالي نـجمها iiالاسـعد
أيــن بـنو الـعليأِ مـن مـجده؟ ومـجـدُه مــا نـالـه iiالـفرقد
فـقل لـهم: لا تـطلبوا نـهجَ مَن لـطُرقه في المجد لن iiتهتدوا(711)
قـفوا جـميعا حـيثُ أنـتم iiفـما لـكـم إلــى عـلـيائه iiمـصعدُ
هـيـهات أن يـعلق فـي شـأوه إلاّ ((الـرضا)) فرع العلى iiالامجد
مـبـاركُ الـطـلعة فـي يـمنها جـمـيعُ مَــن صـبَّحه iiيـسعد
يـرى سمات الخير في iiماله(712) بـأنـه خـيـرُ الــورى iiتـشهد
مــهـذّبٌ رشــحـه iiلـلـعُلى زعـيـمـها الاكـبـرُ iiوالـسـيّد
فـجاء فـردا فـي الـنهى iiكـاملا يُـثنى عـليه الـفضلُ iiوالـمحمد
شـمسُ عُـلىً ((هـادٍ)) iiلافـاقها بــدرٌ لـه بـدرُ الـسما يـسجد
وشـهبُها الـزهر ((حسين)) iiالندى مـن طـاب مـنه في العُلى iiالمولد
وفـخر أرباب النهى ii((المصطفى)) مَـن هـو أزكـى مـن نما iiمحتد
وكـوكب الـرشد ((أمـينُ)) iiالتقى و((كـاظمُ)) الـغيظ الـفتى iiالامجد
و((بـاقرُ)) الـفضل وروحُ iiالعلى ((عـيسى)) فـهل فخرٌ كذا يوجد؟
قـومٌ هـم شـهبُ الـفخار iiالـتي مـنها بـكلٍ تـرجم(713) iiالحسَّد
أنـجمُ فـضلٍ زهـرتْ iiفـاهتدي بـنـورها الاقــربُ iiوالابـعـد
حـتى لـقد قـال جـميع iiالورى: هــذا لـعمري الـشرف iiالـمتلد
يــا اسـرةَ الـمعروف لا iiنـابكم مـن بـعد هـذا الـرزء ما iiيكمد
وهــذه الـنـكبة مــعْ iiإنـهـا فـيـها ثـوابُ الـصبر لا iiيـنفد
لا يـحـمد الـصبر عـلى iiمـثلها لـكـنَّه مــن مـثـلكم iiيُـحـمد
وانَّ مـن عـنكم طـواه iiالـردى فــي جـنَّـة الـخلد لـه iiمـقعد
قـرَّ بـها الـطرفُ وطرف iiالعلى شـوقـا إلــى مـرآه لا iiيـرقد
ودمـعُ عـين الـمجد مـذ iiأرخوا (الـمهدي فـيها غـاب لا iiيـجمد)
فـعـيشه فــى ظـلِّ iiفـردوسها تالله أرخ (لــهَـوَ iiالارغـــد)
___________________________________
703 في المطبوع: في الحمد.
704 يفرق: يفزع، يخاف.
705 في المطبوع: ما سهرت.
706 الالاء: النعم.
707 الحلايب: جمع حلوب: كثيرة المطر.
708 في مخطوطة الملا: أمواجها.
709 فيها أيضا: يجحد.
710 في المطبوع: مقعد.
711 في مخطوطة الملا: يهتدوا.
712 في المطبوع: فيها له.
713 ترجم: ترمي، تلعن.
وقال يرثي كريمة الحاج محمد صالح كبه ويعزيه بها، وقد توفيت في طريق فارس:ـ
قــد تـبلغ الانـفسُ فـي iiارتـيادها حـصـولَ مـا تـهواه مـن iiمـرادها
وقــد تـديـم الـسـعىَ فـي تـتمةِ انـتـقاصها أو طـلـب iiازديـادهـا
فـفـاتها مــا اعـتـقدت iiحـصوله وجـاءها مـا لـيس فـي iiاعـتقادها
وكــلـمـا قــــدرّه اللهُ iiلــهـا فــي قـربها يـجري وفـي بـعادها
هـذا ابـنُ امَّ الـمكرمات مـن غـدا يـرفل(714) فـي الفاخر من iiأبرادها
جـوادُهـا وهــل بـمضمار iiالـعلى أسـبقُ مـن ((محمدٍ iiجوادها))(715)؟
أنـكـر مـسَّ الـدهر مـن iiخـشونةٍ لا يـرقـد الـحـرُّ عـلـى iiقَـتادها
فـانساب مـثل الايم(716) عن iiبلاده يـنـتجعُ الـعـزَّة فــي iiبـلادهـا
يـطـلـبها بـعـين يـقـظانَ iiرأت سـهـادَها أعــذبَ مــن iiرقـادها
مـقـتعدا مـن الابـاء صـعبةُ(717) لا يـقـدر الـدهـر عـلى iiاقـتعادها
حـتى اصـطفى مـن عـزةٍ دارَ iiعُلى تـرفـع كـفُّ الـمجد مـن iiعـمادها
فـاحـتلَّ مـنها فـي ربـاع شـرفٍ عـادت نـجوم الاُفـق مـن حـسادها
قــد عـقـد الـنـدىَّ فـيها iiلـلنهى واصـطـنع الـعرفَ إلـى iiقـصّادها
واسـتحلت (الـفرسُ) له iiخلائقا(718) أخـلاقـها الـمـرةُ مـن iiأضـدادها
فـكـان فـيـها كـهـلال iiفـطـرِها وكــلُّ يــومٍ مـرَّ مـن iiأعـيادها
أأمّــل أن يـعـودَ وهــو iiرافــهٌ بـنـاعم الـعـيش إلــى iiبـغدادها
فـعاد فـي نـعشٍ حـوى ((صـفيّةً)) أعــزَّ فــي عـينيه مـن سـوادها
خـلـتُ اهـنّـيه عـلـى iiقـدومـه لا أن اعــزّيـه عـلـى iiافـتـقادها
وفـيه فـي الـنادي لال iiالـمصطفى أقــول قــرَّت مـقـلتا iiأمـجادها
لا أنـني(719) أقـول فـي iiمـأتمها صـبرا وأيـن الـصبرُ مـن iiفـؤادها
يــا خـجلة الايـام مـن ii((مـحمدٍ)) ((صـالحِها)) الـزاجر عـن iiفـسادها
قــد صـبغ الـعارُ لـها iiوجـوهَها فـلـتـستتر بـفـاضح iiاسـودادهـا
يـا قـصرتْ يـدُ الـليالي مـا iiجنت عـلى أبـي ((الـمهديّ)) في iiامتدادها
ألــيـس دأبــا كـفَّـها iiمـمـلؤَّةً مـن كـفِّه البيضاء في iiإرفادها(720)
مـولىً عـلى الارض تـراه iiرحـمة عـمَّـت جـمـيعَ الارض iiبـانفرادها
أحـيـا ثـراهـا وأمــات جـدبَـها بـجـوده، وكــان مــن iiأوتـادها
مـقتصدٌ يـسرف في بذل iiالندى(721) حـيث الـورى تـسرف iiبـاقتصادها
كـــأنَّ مــن وقــاره iiحـبـوتُه تـضمنُ مـنه الـطودَ فـي iiانـعقادها
سـدَّت لاهـل الارض(722) فيه iiثلمة مــا ظـفـرتْ لــولاه iiبـانسدادها
خـافـتْ ولـمـا الـتـجأتْ iiلـعـزِّه أقـرّهـا والارض فــي iiمـهـادها
يُـنـمي إلــى قـبيلة الـمجد iiالـتي طـريـفها يـعـربُ عــن iiتـلادها
إن عــدَّدت لـمـفخرٍ ودَّت iiبــأن تـدخلُ زهـر الـشهب فـي iiعـدادها
تـواتـرت عـنـها روايـاتُ iiالـندى مــن ولـدهـا تـنقل فـي iiآحـادها
فـي كـل ذي نـفسٍ تـزكَّت iiبـالتقى لا تـعـلق الاثــامُ فــي أبـرادها
تـديـم ذكــرَ الله، بـل كـاد iiلـها يـقـوم مــا عـاشت مـقامَ iiزادهـا
هـذا أبو ((المهدي)) فانظر في iiالورى هـل كـأبي ((الـمهديّ)) في عبادها؟
كــأنَّ فــي جـنـبيه نـفسَ مـلكٍ تـستنفد(723) الاوقـات فـي أورادها
أتـعـبها فــي طـاعة الـلّه iiلـكي تـفـوزَ بـالـراحة فــي مـعـادها
حـسـبُك مـا تـرويه عـن iiآبـائها: أن الـتـقى والـبـرِّ فـي iiزهّـادها
بـل كـيف لا تـثبت دعـوى iiشرفٍ ((أبـو الامـين)) كـان مـن أشهادها
نـدبٌ حـياض الـجود مـنه iiنـعمةٌ تـروي بـها الـوفدَ عـلى iiاحتشادها
يــزداد وريــا زنــدُ iiمـكـرماته إن زادت الـجدوب في أصلادها(724)
صـلّى إلـى الـعلياء خـلفَ iiسـابقٍ كــان هـو الـنخبة مـن iiأمـجادها
ذاك أخــوه وأبــو الـنجب iiالـتي قــد أخـذ الـفخارَ فـي iiأعـضادها
مـنها الـرضى لـلوفد حيث iiسخطت مـن بـخل أهـل الارض في ارتيادها
مـحـببُ الاخـلاق مـحسود الـعُلى دامــت لـه الـعلياء مـع iiحـسّادها
قــد خـلط الـبشرى لـذي iiودادهـا بـهـائل الـسـخط لــذي iiأحـقادها
مـثلَ الـبحار الـفعم يـروي iiعـذبُها ويـغرق الـجائشُ فـي iiإزبادها(725)
أو كـالقطار الـسجم يُـرجى iiبـرقُها ويُـرهـب الـقاصفُ مـن iiإرعـادها
لــه الـندى الـمورودُ عـبّا iiونـدى سـواه مـثلُ المصِّ من iiثمادها(726)
أزهــرُ بـسّـام الـعشيِّ إن iiدجـت أوجــهُ أقــوام عـلـى iiقـصّادها
يـلـتمع الـسـرورُ فــي iiجـبـينه عـنـد قِـرى الاضـياف iiوازديـادها
قـد طـاول الانـجمَ ((هـادي)) iiمجده حـتى سـما الـكاهل مـن iiأفـرادها
واتـقـدت مــن فـوقـها iiأنـوارها حـتـى شـكت الـيه مـن iiإخـمادها
قـد خـلّف ((المهديُّ)) خير من iiمشى فــي هـذه الارض عـلى iiمـهادها
وقــام فــي دار عــلاهُ iiحـافظا لــه ذمــامَ الـجود فـي iiوفّـادها
وبـعـضـهم كـالـنار لا iiيـخـلفها مـنها سـوى مـا كـان مـن رمادها
أبــلـج لا يـشـبـهه الـبـدرُ iiلان تـشينه الـكلفةُ فـي iiسـوادها(727)
مــن فـئـة فـيها الـوقارُ iiوالـنهى سـاعـة تـسـتهلُّ فــي iiمـيلادها
((كـمصطفى)) الـفخر ونـاهيك iiبـه فـي شـرف الـنفس وفـي iiإرفـادها
جــلَّ فـلـولا صـغرُ الـنفس iiإذن لـقـيل هــذا مـصطفى iiأجـدادها
مَــن مـثـله وأيـن تـلقى iiمـثله؟ يـا رائـد الـمعروف فـي iiأجـوادها
هــذا الــذي قـد وجـدت iiعـفاتُه بــرد الـندى مـنه عـلى iiأكـبادها
وعــن حـسـينٍ جــودُه iiتـحدَّثت تـحـدّثَ الـروضـة عـن iiعـهادها
___________________________________
714 يرفل: يتبختر، يتمايل.
715 محمد جواد: زوج المتوفاة وهو الذي حمل جثمانها إلى النجف.
716 الايم: ذكر الافعى.
717 الصعبة: التي لم يسبق لها أن تركب.
718 في المطبوع: الغرس.
719 المطبوع: لا لاني.
720 في المطبوع: ارقادها.
721 في المخطوط: اللهى، و: حتى.
722 في المطبوع: لاهل الدين.
723 في مخطوطة الملا: نستنفذ.
724 الاصلاد: السنوات الشديدة في قحطها.
725 الازباد: ما يطفح على وجه البحر اذا اضطربت مياهه.
726 الثماد: المياه القليلة، والحفر التي تتجمع فيها المياه.
727 في المطبوع: في اسودادها.
|