والكون فهو وإن كان خالقا للعالم إلا أن الكون يسير وفقا للقوانين الطبيعية وليس لله أي تأثير في مقتضياتها فاليد كناية
عن القدرة والقول بأنها مغلولة يعني أنه لا يستطيع مواجهة نظام الطبيعة فردهم
الله تعالى بقوله بل يداه مبسوطتان وهذا
كناية عن كمال القدرة وقال أن كل ما يحدث في العالم فهو من إنفاقه تعالى وكل وجود يحصل فإنما هو من خزائنه
وإن من شئ إلا عندنا خزائنه والله تعالى هو المدبر للكون ولا مؤثر فيه غيره وما من حركة أو سكون إلا بإذنه بل
بفعله وهو كل يوم في شأن وهذا هو معنى البداء الذي يظن بعض الناس إنه معتقد خاص بالشيعة وقد ورد في حديثنا
أنه ما أرسل رسول إلا مع القول بالبداء - النقل بالمعنى - وهذا أهم معتقد في شريعة السماء فلا يكمل إيمان إلا بأن
يعتقد أن الله تعالى بيده ملكوت كل شئ وإليه يرجع الأمر كله قل أن الأمر كله لله صدق الله العلي العظيم.
2 - بعد إن امتنع إبليس من السجود لآدم عليه السلام كرمز للبشرية عاقبه الله تعالى بقوله ما منعك أن تسجد لما
خلقت بيدي ص: 75 وهذه
أيضا كناية عن القدرة وعن أن الله تعالى أظهر كمال قدرته في خلق الإنسان ويتبين بهذا التعبير عظمة خلقة الإنسان
وأن الله تعالى أهتم بخلقه فخلقه بكلتي يديه لا بيد واحدة أي أظهر فيه قدرته الواسعة.
3 - قال تعالى أن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم... الفتح حيث كان الرسول صل الله عليه
وآله وسلم يجعل يده فوق يد من يبايعه والآية الكريمة اعتبرت البيعة مع الرسول - صلى الله عليه وآله - بيعة مع الله
تعالى فاعتبر يد الرسول - صلى الله عليه وآله - يده تعالى وكان الناس بايعوا الله تعالى ببيعتهم لرسوله.
4 - القرآن يعبر عن يوم القيامة بقوله تعالى: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون القلم:
42 الكشف عن الساق كناية عن شدة الكرب وتفاقم الأمر حيث أن الإنسان لدى هذه الحالات يكشف عن ساقه
ويشمر عن ساعده فهذا تعبير كنائي وما ورد في بعض روايات العامة حتى في البخاري من أن الله تعالى يكشف عن
ساقه فيسجد له المؤمنون فأمر يبتني على القول بالتجسيم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والعالمون من مفسري العامة
أيضا رفضوا ذلك.
5 - النظر لا يختص بالعين فيوم القيامة يكشف الغطاء كما قال تعالى فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.
وهذا لا يعني حدة العين بل هو أمر فوق ذلك وهو تمكن الإنسان بالاتصال بالحقائق من دون توسط آلة وحاسة.
وكل إنسان يلقى ربه يوم القيامة يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ولكن المؤمنون الخواص يحظون
بلقاء خاص تغمرهم فيه رحمته تعالى وعنايته بهم فتقر بذلك عيونهم وتنظر وجوههم.
6 و 7 - قال تعالى خطابا لموسى - عليه السلام - ولتصنع على عيني. وقال تعالى خطابا لنوح عليه السلام
وصنع الفلك بأعيننا ووحينا وخطابا للرسول الأكرم - صلى الله عليه وآله - واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وقال
تعالى عن سفينة نوح - عليه السلام - تجري بأعيننا. وهذه كلها كنايات عن عناية خاصة بهم فموسى - عليه
السلام - اجتاز مرحلة الطفولة وما بعدها بعناية خاصة وإعجاز لا بوضع طبيعي معتاد كما ينبئ عنه إلقاؤه في البحر
ونشأته في قصر فرعون وتحريم المراضع وعودته إلى أمه وغير ذلك.
8 - العرش والكرسي شئ واحد وهما كنايتان عن السلطة والحاكمية وهذا تعبير مألوف يقال انهار عرش فلان إذا
أسقطت حكومته وإن لم يكن له عرش أيامها فقوله تعالى وسع كرسية السماوات والأرض أي أحاطت سلطته بجميع
356