الكتاب: العقد المنير
المؤلف: السيد موسى الحسيني المازندراني
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: فقه الشيعة من القرن الثامن
تحقيق:
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٣٨٢
المطبعة: المطبعة الإسلامية
الناشر: مكتبة الصدوق - طهران - ايران
ردمك:
ملاحظات:

العقد المنير
في تحقيق ما يتعلق بالدراهم والدنانير
لمؤلفه
الحقير الفاني السيد موسى الحسيني المازندراني
ملتزم النشر
مكتبة الصدوق
طهران سراى ارديبهثت
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
الجزء الأول
المطبعة الاسلامية
الطبعة الثانية
1382 ه‍.
1

(شكر وتقدير)
نقدم شكرنا الجزيل المتواصل إلى الآيات العظام، والأعلام الفخام الذين
تفضلوا علينا بدرر الكلم، وتقاريظ قيمة حول كتابنا هذا بعد ما لاحظوا الطبعة
الأولى واطلعوا على الطبعة الثانية، تقديرا لما عانيناه من الجهود، في نشر هذا
المشروع، وتمجيدا لما تحملناه فيه من المتاعب.
فجزاهم الله عن العلم وأهله خير جزاء المحسنين، ونفع بعلومهم وإفاضاتهم
الاسلام والمسلمين.
والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته.
ونردفه بالتقدير لكل من آزرنا في تكميل هذا البحث وقراءة خطوط
النقود القديمة، وتعيين أوزان نقود الجداول الذهبية، والفضية، خالصة وغير
خالصة وتحويلها إلى الدراهم والمثاقيل الشرعيتين بالمحاسبات الرياضية
نسأل الله سبحانه لهم كل توفيق وسداد، ويجزيهم عن الاسلام وأهله أحسن
الجزاء بمنه وفضله.
2

كلمة المؤلف حول الطبعة الثانية
نحمد الله ونستعينه، ونشكر على آلائه ونعمائه ونصلي ونسلم على سيد
سفرائه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذين هم محال معرفة الله وسادات الورى
وبعد فنقول: لم تمض أشهر قليلة على الطبعة الأولى من كتابنا (العقد المنير)
- الذي أمر بتأليفه ونشره سماحة المرحوم آية الله السيد أبو الحسن الموسوي
الأصبهاني قدس الله سره - إلا ونفدت نسخه، وتكاثر الطلب عليه، وازداد إلحاح
الراغبين إلى طبعه ثانيا ". ولكن اشتغالنا في النجف الأشرف بالأبحاث الفقهية
والأصولية، كان يمنعنا عن إجابة المسؤول، ويصرفنا عن قضاء المأمول
وبعد مهاجرتنا إلى طهران، وذلك بأمر سيدنا الأستاذ رحمه الله تضاعفت
أشغالنا وتعاظمت مسؤليتنا. حيث كانت أوقاتنا تصرف إلى البحث والتدريس، و
قضاء حوائج الناس وإجابة سؤلهم.
حتى كثر الطلب، والالحاح، من طلاب العلم وهواة المعرفة، يواصلون
إصرارهم على إعادة طبعه، فلم نجد بعد ذلك بدا من امتثال الأمر، وإجابة
المسؤول، وتحقيق الرغبات، فشمرنا عن ساعد الجد، وبلغنا أقصى درجة المجد
وأقدمنا على إمعان النظر في الكتاب متوخين تنظيم أبوابه وفصوله بصورة رائعة،
مضيفين إلى تلك الفصول والأبواب ما استدركناه في الفاصل بين الطبعتين.
ولم يك في الحسبان أن كل ما يضاف إلى الكتاب يتجاوز الثلث أو النصف،
من أم الكتاب، ولكننا بعد الاقدام عليه، والشروع فيه وجدنا هناك أبحاثا قيمة
من مباحث الدرهم والدينار قد فاتتنا فأضفنا كل بحث تاريخي إلى بابه، وأوردنا
كل مقال فقهي في محله، وكانت إضافة تلك الفصول، والأبواب متممة للمباحث
التي يقوم عليها الكتاب.
وربما علقنا عليه بما فيه فائدة جليلة، من تفسير كلمة، أو تشريح موضوع
تاريخي وغيره أو إصلاح خلل وجدناه فيما حكيناه عن مصادر مر النص عليها
مقدمة الكتاب 3

في مواضعها.
ورتبناه على أقسام ثلاثة:
الأول منها في تاريخ النقود وما يتصل بها مع صور نبذ من المسكوكات
المضروبة في عهدي الأمويين والعباسيين التي لم تزل محفوظة في متحف عاصمة
إيران (طهران).
وتلاحظ في بعض مواضيع هذا القسم إحالتنا تفسير بعض الألفاظ إلى فصل
الأوزان، وذلك لأجل بنائنا عند تنسيق الكتاب على إلحاقه بهذا القسم وأن نجعله
له فصلا تاسعا، إلى أن انتهينا من طبعه إلى آخر الفصل الثامن فعند ذلك وجدنا من
الصالح أن نفرده رسالة مستقلة، نستوفي فيها البحث عن الموازين والمكائيل
القديمة والحديثة على وجه لم نجد في مؤلفات من سبقنا إلى ذلك.
والقسم الثاني: في أحكام الدرهم والدينار. وقد سبرنا الكتب الفقهية،
وسرحنا النظر في أبوابها واستخرجنا منها زبدة المخض
وأضفنا إليه في الخاتمة ما وقفنا عليه من الأحاديث والأخبار المتضمنة
لفوائدهما الاجتماعية، وما جاء، فيهما محمدة ومثلبة، ليكون هذا القسم جامعا
للحكم والحكم (الشرعية والأخلاقية)
والقسم الثالث: وهو كتاب مستقل يتضمن تراجم جم غفير من رجالات
العلم والحديث، الذين استشهدنا برواياتهم في مختلف الفروع في القسم الثاني،
وإن شئت سم هذا البحث كله من ملحقاته مع أنه بنفسه يهدى القارئ إلى معرفة أمة
كبيرة من الرواة.
ولعلك أيها القارئ الكريم عند سبرك لفصول الكتاب، ومواضيعه
والاطلاع عليها من البداية إلى النهاية قد تقف على أمور ربما يكون ذكرها
مستدركا، أو يخطر ببالك مواضيع متصلة بالموضوع وقد أغفلت، أو تطلع
على كلمات كان الأولى تغييرها أو ألفاظ ومصطلحات كان الأحسن تبديلها.
فنحن قبل كل شئ نعترف بقلة الباع وعدم سعة الاطلاع ونقص الفكر
مقدمة الكتاب 4

التي هي خاصة للبشر، إلا للنبي وآله الاثني عشر الميامين الغرر عليهم صلوات
الله مدى الأعوام والدهور.
فنسأل الله تعالى أن يمن علينا بقبول هذه المساعي، وأن يجعل ما قاسيناه
في تحقيق مباحث الكتاب وتنسيق مواضيعه ذخرا ليوم المعاد بمحمد و
آله الأمجاد.
موسى الحسيني المازندراني
مقدمة الكتاب 5

كلمة قدسية
شرفنا بها سيدنا واستاذنا الأكبر الشريف الأجل الأوحد سماحة المرحوم
آية الله السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني قدس الله تعالى نفسه الزكية. رقمها
بأنامله المقدسة على الطبعة الأولى.
إنا لله وإنا إليه راجعون
كم لك يا دهر من الملمات بذوات المجد، وحماة العلم، وزعماء المذهب
وقادة الفضيلة. الذين بفقدهم تزلزلت أركان الدين، وقواعده، وثلمت في
الاسلام ثلمة لا يسدها شئ.
كأنك يا دهر آليت على نفسك النكال بالمسلمين، فقد أصيبوا بمصائب عظيمة،
وفجايع ملمة، وذلك حينما افتقدوا في مدة قليلة، عدة من أعلام الدين، و
حفاظ الشريعة.
وبالأخص منهم المرجع الاعلى سماحة آية الله السيد أبو الحسن الموسوي
الأصبهاني قدس الله سره، لقد طار نبأ فجيعته شرق الأقطار وغربها، وأثر في العالم
مقدمة الكتاب 6

الاسلامي أثرا عميقا لا يمحوه مر الشهور والأعوام.
تلك رزية جعلت قلوب الناس حليفة الويل والثبور، والحزن والكآبة،
فإلى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء.
يا فقيد الأمة الاسلامية ويا أيها الأستاذ العظيم إليك معذرة بهذه الكلمات
القصيرة، وما هي إلا أداء لبعض ما افترض علي من واجب الشكر وتقدير لموقفك
الشامخ وتجديد لذكرك الخالد، والمرجو من الله تعالى التوفيق لذكر لمحة من
تاريخ حيواتك الضاحية في القسم الثالث، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
توفي نور الله ضريحه يوم العاشر من شهر ذي الحجة سنه 1365 ه‍ وقيل في
تاريخ وفاته.
أرخت أمسى آمنا " * ضيف الإمام أبو الحسن
1365 ه‍
مقدمة الكتاب 7

كلمة طيبة
تفضل بها السيد الشريف الاجل الحجة سماحة آية الله الحاج السيد أبو القاسم
الموسوي الخوئي دامت أيامه وإفاضاته العالية
مقدمة الكتاب 8

كلمة نفيسة
تفضل بها السيد الشريف الاجل سماحة المرحوم آية الله السيد ميرزا
عبد الهادي الشيرازي - قدس الله سره -
مقدمة الكتاب 10

إنا لله وإنا إليه راجعون
أف لك يا دهر ماذا صنعت بالاسلام والمسلمين، لقد أصيبوا منك بمصائب
عظيمة، ودواهي أليمة، بها أحرقت قلوبهم، وأسبلت دموعهم، وذلك حينما
أوقفتهم في قليل من الزمن، على مصارع من عظماء الدين وزعماء المذهب
ومن تلك الشخصيات اللامعة الذين اجتمعت فيهم المحاسن جمة، سماحة آية الله
السيد عبد الهادي الشيرازي صاحب هذا التقريظ لقد كان، رحمه الله في سجاحة الخلق، و
رجاحة العقل والفضل الباهر، قليل النظير في عصره.
عاش - ره - حميدا " ومات سعيدا تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته توفي
ليلة السبت 11 صفر سنة 1382 ه‍.
مقدمة الكتاب 11

كلمة ثمينة
تفضل بها العلامة الكبير آية الله الشيخ حسين الحلى أدام الله أيام إفاضاته
مقدمة الكتاب 12

صحيفة مكرمة
تفضل بها العلامة الجليل آية الله الشيخ مرتضى آل ياسين أدام الله أيام إفاضاته
مقدمة الكتاب 13

درر منضدة
تلقيناها من لدن شيخنا الجليل آية الله الشيخ محمد محسن الشهير بآقا بزرك
الطهراني دامت أيام إفاضاته
مقدمة الكتاب 15

كلمة شريفة
تلقيناها من السيد الشريف الاجل العلم العلامة الحجة السيد محمد تقي
آل بحر العلوم دامت إفاضاته
مقدمة الكتاب 16

" كلمة قيمة "
بقلم العلامة الكبير العلم الحجة عميد كلية الفقه بالنجف الأشرف الشيخ
محمد رضا المظفر أدام الله أيام إفاضاته. ونحن نقدم إليه شكرنا الجزيل على هذه
الدرر الثمينة التي تكرم بها ودونك نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
من النواحي الفقهية التي ما زالت تشغل بال الفقهاء، وتدخل في صميم
استنباط الأحكام الشرعية، هي مسائل الموازين، والمقاييس، والنقود، والمقادير،
لكثير من الأشياء التي وقعت موضوعات لكثير من الاحكام في الشرع الاسلامي
المقدس وما تزال موضع ابتلاء عامة الناس في حياتهم الدينية.
ومن بينها - ولعلها في القمة منها - مقادير النقود من الدراهم والدنانير التي
ورد ذكرها في كثير من الأحاديث، وهي موضوعات لكثير من الأحكام، في جملة
من الفروع الفقهية.
ولا تزال هذه المقادير - ومنها النقود بالخصوص - موضع شك، وموضع رد
وبدل، وبحث وكلام، عند الفقهاء، - وهي - في الحقيقة - من المشاكل العويصة
في الفقه الاسلامي. وهذا ما جعلها من الموضوعات التي تحتاج إلى الاستنباط
والاجتهاد، أي من الموضوعات الاجتهادية التي يجب الرجوع فيها إلى المجتهد.
وحقيق بكل واحد من هذه الموضوعات أن ينفرد بالبحث، استقصاء لجميع
نواحي الكلام فيها،
ولجميع أحكامها، كما وضعت بعض الرسائل في الموازين
والمقاييس، من قبل بعض العلماء ولما كانت هذه المقدمة موضوعة تمهيدا لخصوص
هذا الكتاب الجليل فان الجدير بي أن نتحدث عن مشكلة " النقود " بالخصوص.
مقدمة الكتاب 17

والذي أعتقده أن سر المشكلة فيها يكمن في أمرين:
1 - أن النقود في العصر الإسلامي الأول التي جاء ذكرها في الأحاديث،
ألغي التداول بها من أقدم العصور الاسلامية، وبعضها الغي منها حتى أسماؤها
ومصطلحاتها، فبقيت تاريخا محاطا بكثير من الشك والغموض، ولم نعد نفهم حق
الفهم تلك المصطلحات كما كان يفهمها من خوطب بها في الأحاديث عنها في تلك
العصور، كالدرهم البغلي الذي جاء ذكره في أحاديث مقدار المعفو عنه من الدم في
الصلاة، وغيره كثير.
2 - ان تلك النقود - حتى في العصر الاسلامي الأول - كانت مختلفة كل
الاختلاف في مقاديرها من ناحية المساحة، والحجم، والوزن، والقيمة. وكل
واحدة من هذه النواحي موضع تعلق لحكم من الاحكام المختلفة. وهذا ما يقضي
علينا أن نضبطها ضبطا دقيقا يزيل التردد فيها والشك حد الامكان.
* * *
والفقهاء - رضوان الله عليهم - لم يألوا جهدا في بحث هذه النواحي وغيرها،
ولهم آراء مختلفة فيها وتوجيهات متعددة، ولكن لا تزال هذه الأبحاث مبعثرة في
غصون الكتب الفقهية، متشتة في جميع أبواب الفقه، غير منقحة التنقيح الكافي الذي
يركن إليه.
فكان - والحال هذه - مما يعسر جدا على الفقيه الباحث الذي يريد أن يلم
بجميع أطراف هذه الموضوعات ان يتيسر له الرجوع إلى جميع ما كتب عنها واستيفاء
البحث عنها، لأن هذا ما يتطلب جهدا مضنيا، ووقتا طويلا، وفراغا واسعا لا يعرف
مداه إلا من ابتلى بهذه المسائل وتحراها للعثور على مظان البحث عنها في مواضعها
المتفرقة في الكتب الفقهية الاستدلالية غير المفهرسة ولا المعنونة، ولا المرقمة، لا سيما
المطبوعة على الحجر.
ولو شك أن يتيسر هذه الموضوعات بجمع متفرقاتها في كتاب واحد من أهم
ما ينبغي ان يعني به الباحثون، وهو ما يسد فراغا كبيرا في كتبنا الفقهية.
مقدمة الكتاب 18

وموضوع " النقود " بالخصوص لم توضع فيه رسالة خاصة مستقلة فيما أعلم.
وقد كنت انا من الناس الذين تشغل بالهم هذه النواحي ويتمنون أن تتهيأ
الفرصة لتتبع مسائلها، وتوضيحها، واستيفاء حقها من البحث والتنقيب والتحقيق،
وقد شكرت الله تعالى على أن يتهيأ في هذا العصر باحث قدير وعالم متتبع يعنى
بهذه الأمور فينهض مشمرا عن ساعد الجد بالبحث عنها، والتآليف فيها كالأخ
العلامة الأجل حجة الاسلام والمسلمين الحاج السيد موسى المازندراني أيده الله تعالى،
وأيد به الدين الاسلامي الحنيف.
فإنه - حفظه الله تعالى - قد انبرى إلى موضوع " النقود " في مبكر من تاريخ
حياته العلمية يوم كان مشغولا بالتحصيل في الحوزة العلمية بالنجف الأشرف،
فوضع كتابا طريفا وافيا بكل ما يخص موضوع " النقود " أدى جهده العلمي يومئذ
الحق المطلوب من مثله وأكثر، حتى كان موضع تقدير العلماء وثنائهم الجميل.
وكان قد نشر هذا الكتاب باسم " العقد المنير في تحقيق ما يتعلق بالدراهم
والدنانير " في النجف الأشرف وطبع في المطبعة العلمية سنة 1361 ه‍ أي قبل تسعة
عشرة عاما. وأضاف له خاتمة في المقاييس والموازين هي في المقاييس والموازين ذات
وزن كبير.
والشئ المسر حقا ان ينبري مؤلفه - حفظه الله - مرة أخرى إلى هذا الموضوع
بعد ان اكتملت عنده وسائل البحث والتنقيب عن النقود القديمة والحديثة، فأعاد
النظر في كتابه، وقتله بحثا ودرسا، ووسعه إلى النحو الذي يتطلبه المنهج العلمي
الدقيق، والوسائل البحثية الحديثة عن تاريخ النقود، فأصبح الكتاب كتبا ثلاثة
أكثر اتقانا، وأغزر مادة، وأنظم فكرة، وأبعد أثرا، وأنفع فائدة. شكر الله تعالى
مساعيه، وجعل مستقبله خيرا من ماضيه.
وإني لواثق أن هذا الكتاب الجليل، سيسد فراغا كبيرا في المكتبة
الفقهية الاسلامية، ويمهد لطلاب العلم الوصول إلى الغاية بأقرب سبيل، ويوفر
مقدمة الكتاب 19

عليهم وقتا كثيرا كان يضيع سدا في التفتيش في بطون الكتب ومصادر البحث عن
هذا الموضوع، في المواضع المتفرقة المترامية الأطراف.
ومن الطبيعي أن يكون لهذا الكتاب شأنه الذي يستحقه من التقدير،
ونصيبه الوافر من الانتشار والذيوع والاستفادة. مد الله تعالى في عمر مؤلفه الشريف
ليحقق مشروعات أخرى في التأليف تسد فراغات أخرى لا تزال تنتظر من ينبري
لها من المجاهدين ذوي الكفايات، واللياقات العلمية والفكرية والله تعالى هو
الموفق المسدد لكل صواب.
النجف الأشرف 2 شهر رمضان المبارك 1380 ه‍
محمد رضا المظفر
عميد كلية الفقه بالنجف الأشرف
مقدمة الكتاب 20

القسم الأول
في تاريخ النقود وما يتصل بها
يشتمل على فصول
1

بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك يا من تعالى شأنك، وعظم سلطانك، حمدا كلت الأفهام عن عده بنقود
البيان، وزلت أقدام الأوهام عن تعيين حده بالمقادير والأوزان، والصلوات المتكاثرة،
والتحيات المتظافرة، على سيد أنبيائك، وأقدس سفرائك، محمد وآله أعلام الدين،
ونجوم العالمين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
وبعد: فقد كنت في بعض الليالي حاضرا مع جمع من الأعلام، محضر الامام
الهمام، والمولى القمقام، آية الله الملك العلام أستاذ الفقهاء والمجتهدين وصدر
المتقدمين والمتأخرين، الأستاذ الأكبر، من ألقت إليه الرياسة الدينية أزمتها أواسط
القرن الرابع عشر المولى الأكمل المؤتمن، سيدنا واستاذنا السيد أبو الحسن
الموسوي الأصفهاني قدس الله نفسه وقد انجر الكلام بين هؤلاء الاعلام - مناسبة لبعض
المسائل الراجعة إلى مهر السنة الذي سئل من حضرته - إلى الدرهم الذي كثر
ذكره في الاخبار، وصار موضوعا لجملة من الاحكام، فيها وفي كلمات علمائنا الأخيار،
فاختلفت كلمتهم في المراد منه.
فبعد ما دار الكلام، وطال النقض والابرام، أشار سيدنا الأستاذ طاب رمسه
إلى حاضري محضره الشريف بتنقيح المسألة على وجه يرفع عنها الحجاب، ويزيل
الشك والارتياب، فشرعت في تحرير ما أراد (1)
متعرضا لأغلب الجهات الراجعة
إلى الدرهم والدينار، مع اختلاف الحال، وضيق المجال، امتثالا لأمر حضرته،
وإطاعة لما أشار إليه ره، فأسأل الله أن يجعلها ذخيرة ليوم فقري وفاقتي، عليه
توكلت وإليه أنيب.

(1) الذي أمر (ره) بطبعه في النجف الأشرف كما أشرنا إليه في مقدمة هذه الطبعة.
2

(الفصل الأول)
في كلمتي الدرهم والدينار
صرح أكثر اللغويين بأن كلمتي الدرهم والدينار معربتان دخيلتان في كلام العرب.
ولكنهم اختلفوا في أصلهما.
اما الدرهم - فذهب جمع منهم إلى أنه: فارسي معرب كالجوهري في الصحاح،
وابن منظور في اللسان والطريحي في المجمع، وصفى پور في منتهى الإرب، والخفاجي
في شفاء الغليل (1) فيما في كلام العرب من الدخيل، وأدى شير في الألفاظ الفارسية
المعربة. والآخرون منهم بين مصرح بأنه يوناني معرب كالشرتوني في أقرب الموارد،
والأب لويس معلوف في المنجد، والعميد في معجمه الفارسي، وطوبيا العنيسي اللبناني
في تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية قال: درهم: يوناني: DRACHME، وهو نقد
فضة ووزن أيضا ومنه درم الفارسي وهو نقد فضة (2). ومقتصر على أنه معرب فقط
كابن دريد في الجمهرة، والجواليقي في المعرب، والفيومي في المصباح المنير. ومكتف
بذكر وزنه كالفيروز آبادي في القاموس. أو بأنه أسم للمضروب المدور من الفضة
كالمطرزي في المغرب.
واما الدينار: فمنهم من صرح بأنه فارسي معرب كابن دريد في الجمهرة والجواليقي
في المعرب، وابن مكرم في لسان العرب، والشرتوني في أقرب الموارد. وقال الراغب
في مفرداته في غريب القرآن، وقيل: أصله بالفارسية دين آر، أي الشريعة جاءت به.
ومنهم من نسب إليه القول بأنه عربي، لكننا لم نجد من أرباب المعاجم من يصرح
بذلك فيما بأيدينا من كتبهم.
ومنهم من احتملهما معا قال في محيط المحيط: الدينار ضرب من المعاملات القديمة...
وعن الزمخشري: الدينار قطعة من الذهب، والقطعة من الفضة هي الدراهم... واختلف فيه
فقيل: أصله فارسي، وقيل: عربي وكلاهما محتمل.
ومنهم من نص على أنه لاتيني كالعميد وصاحب المنجد، وطوبيا العنيسي في كتابه
الانف الذكر قال: دينار لاتيني... معناه عشرى وهو نقد روماني قديم يشتمل على
عشر وحدات، وكان الدينار عشرة دراهم عند العرب. (3)
ومنهم من اقتصر على أنه معرب فقط كالفيروز آبادي في القاموس، والزبيدي في
تاج العروس. هذه آراء اللغويين وما ذكروه فيما حضرنا من مؤلفاتهم.

(1) شفاء الغليل (ص 94) ط المطبعة الوهبية بمصر سنة 1282 ه‍
(2) تفسير الألفاظ الدخيلة (ص 27) ط مصر سنة 1932 م
(3) نفس المصدر (ص 30)
3

واما الباحثون عن أصول اللغات وتناقلها من قوم إلى قوم، فإليك نبذ من آرائهم
التي عثرنا عليها:
قال الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقه على قول الجواليقي (ص 148): " ودرهم
معرب ": وقد صرح ابن دريد في الجمهرة (3: 368) بأن الكلمة معربة. وكذلك
في اللسان ما يعطى هذا. ولكن أين دليل تعريبها، ومم أعربت؟ لم ينصوا على شئ من
ذلك، وادعى أدى شير أنها معربة عن درم وضبطها:
بفتح الدال وسكون الراء. ولم يذكر ما هي وما أصلها، وإن كان المفهوم من كلامه
أنها فارسية. ثم بعد الإشارة إلى ما ذكره الكرملي في النقود العربية ونقل قوله: " والدرهم
في اليونانية دراخمى " قال: ولسنا نرى في شئ من هذا دليلا على عجمة الكلمة. ولعلها مما
فقدت أصولها وأوزانها من كلام العرب القديم. وبقى بعض فروعها. وقال أيضا (ص 140) في
تعليقه على قوله " والدينار فارسي معرب ": ونحن عند رأينا الذي ذهبنا إليه فيما مضى: أن
ليس في القرآن من غير العربية شئ (1) وهذا الحرف في لغة العرب قديم، وقد جاء في -
القرآن (2) واشتق منه العرب ما ساقه المؤلف، وما سقناه عن التهذيب. ومقاربة اللغة
الرومية إياه في اللفظ لا يدل على أن العرب أخذوه عنهم بل يحتمل أنه منقول إليهم
عن العرب. آه.
وقال الدكتور عبد الوهاب عزام في مقدمته على المعرب (ص 5) عند الكلام على
ما يؤخذ على مؤلفه: والثالث: المسارعة إلى التماس كثير من أصول الكلمات الأعجمية
في الفارسية وكانت الفارسية أقرب إلى علماء اللغة من غيرها فكانت دعوى الفارسية فيما
يظنونه أعجميا أقرب إلى ظنونهم، كما تخص كلمة عجمي بالفارسي أحيانا وهى في الأصل
لكل من ليس عربيا. ثم بعد ذكر مثال لذلك قال: ومثل هذا قوله في الدينار: " فارسي
معرب " (ص 139) وهو رومي الأصل، ونشأ من التسرع في دعوى الفارسية الاغراب في رد
الكلمات التي يدعى أنها فارسية إلى أصول في لغة الفرس.
وفي دائرة المعارف الاسلامية (ج 9 ص 226): درهم وحدة من وحدات
العملة الفضية في نظام السكة عند العرب وقد كان هذا الاسم باليونانية......
وبالفارسية درم مستعملا منذ القدم في حين استعار العرب العملة التي عرفت به من
الفرس إلى أن قال (ص 227) وليس ثمة شك في أن الدرهم العربي مأخوذ من
درهم الساسانيين، وقد أدخل أردشير الأول (226 - 241 م) هذا الدرهم على أساس
الدراخمة الآتيكية الجديدة، وفي هذا الجزء أيضا (ص 369): دينار من الكلمة

(1) فيه بحث ليس هنا موضع ذكره.
(2) يأتي ذكره في آخر الفصل الثاني.
4

اليونانية اللاتينية ديناريوس... اسم وحدة من وحدات العملة الذهبية التي كانت
متداولة في الاسلام.
وقال جرجي زيدان في التمدن الاسلامي: الدينار لفظ لاتيني، والأصل فيه
الدلالة على قطعة من الفضة تساوي عشرة آسات، والأس من دراهم الروم. والدينار
ضرب أولا لهذه الغاية وهو مشتق عندهم من DENI أي عشرة وكان وزنه سبع
الأوقية الرومانية أو جزء من مئة من الرطل الليبرة أي انهم كانوا يقسمون الليبرة
من الفضة إلى مئة دينار ثم ضربوه من الذهب فصار عندهم ديناران: الواحد من
الفضة والآخر من الذهب وعنهم أخذ الفرس فضربوا نقودا مثلها وسموها باسمها (1)
وقال في النقود العربية هامش (ص 25): الدينار كلمة رومية... وفي
فهارسها (ص 223): والدينار من اللاتينية... (ديناريوس) ومعناه: ذو عشرة.
وفي دائرة المعارف للبستاني: الدينار قطعة من المعاملات القديمة اتخذها
العرب والعجم والرومانيون. وأما أصلها فقيل: عربي من دنر وجهه أي تلألأ.
والمصدر دنار فأبدلت النون ياء في اسم القطعة لئلا يلتبس بالمصدر، ومنه قولهم:
ثوب مدنر وفرس مدنر أي فيه نقش أورقط كالدنانير استدارة وقيل: إنه معرب من
" دين آرا " بالفارسية، ومعناه جاءت به الشريعة.
فكونه عربيا فيه نظر، لأن الجاهلية لم تكن تعرف الدنانير قبل اختلاطها
بالعجم وأما كونه فارسيا ففيه نظر آخر، لأن الرومان ضربوا الدينار قبل المسيح
بنحو 269 سنة، والفرس إنما اشتهر تمدنهم على عهد الامبراطورين في الدولة
الساسانية بعد المسيح بأكثر من قرنين، وحينئذ اختلطوا بالرومانيين، لأن
الدولتين الأوليين من الفرس كانتا على عهد اليونان، والاشتقاق الذي حاولوا
اتخاذه من الفارسية بعيد، والأقرب كون الاسم لاتينيا، وهو " ديناريوس " كما
يظهر عند التأمل (2) وفيها أيضا " ما نصه: " قال الأستاذ أبو الفرج بن هند وفى مفتاح
الطب: إن الدرهم يشبه أن يكون معربا عن " الدرخمي " وهي كلمة يونانية

(1) تاريخ التمدن الإسلامي ج 1 (ص 97 و 98) ط مصر 1902 م
(2) دائرة المعارف ج 8 ص 252.
5

وكانت الدرخمي عند القدماء، الآحاد من أوزانهم ونقودهم. (1)
وقال في مجلة المقتطف في آخر مقالة له في تاريخ النقود: إن الدينار كلمة
لاتينية لا عربية ولا فارسية كما يزعم بعض. (2)
وقال دهخدا في لغت نامه في كلمة " پول " ما تعريبه: الدينار والدرهم: كلمتان
عرفتا في إيران منذ عهد قديم، ولا زالتا تدوران على الألسنة. والريال واحد
النقود الإيرانية إنما يقسم إلى مئة دينار، كما أن القران قبلما يخلفه الريال
في 27 - اسفند سنة 1308 - الهجرية الشمسية كان يقسم إلى ألف دينار وقد راج
الدرهم في إيران أواخر المائة الرابعة قبل الميلاد على يد اليونانيين عند استيلاء،
إسكندر عليها.
أما كلمة الدينار فهي مأخودة من اليونانية كلمة " دناريوس " (3)
(= دناريون) (4) وصار في اللاتين: " دناريوس " (5) وهناك سكة فرنسية قديمة
كانت تسمى (دنية) (6) مأخوذة من هذه الكلمة اللاتينية.
وأما كلمة الدرهم (= درم) فهي أيضا مأخوذة من اليونانية من كلمة (دراخمه) (7)
وذكر الخوارزمي في المفاتيح كلمة الدرخمي (الجمع درخميات) التي تذكر
وتعرب عن كيفية تلفظها في اليونانية: من الأوزان الطبية حيث قال: (درخمي اثنتان
وسبعون شعيرة) (8).
وقال محمد بن زكريا الرازي في كتاب الطب المنصوري الذي ألفه بين
سنوات (290 - 296): (الدرهم الطبي هو ثمانية وأربعون شعيره من أواسط حبوب

(1) نفس المصدر ج 7 ص 670.
(2) المقتطف ج 4 ص 214.
. DENARIOS (3)
. DENARION (4)
13. HISTORIA NATURAlIS PlINIU SXXXlll: راجع. denarius (5)
DENIER (6)
DRAXME (7)
(8) مفاتيح العلوم ص 105.
6

ينقص عن درهم الكيل بشعيرتين وخمس شعيرة. " (1).
والغرض من ذكر هذه الأوزان هو أن الدينار، والدرهم في القرون المتفاوتة
قبل الإسلام وبعده كانا اسما للأوزان أيضا، كما أنهما كانا عند اليونانيين اسمين
للأوزان والمسكوكات.
ففي عصرنا هذا لا يشك أحد في أنهما كلمتان يونانيتان، وأما في العصر المتقدم
فقد بحث عنهما أدباء العرب، واللغويون خصوصا لما ورد ذكرهما في القرآن
الكريم حيث جاءت كلمة الدينار في سورة آل عمران الآية 68، وكلمة الدراهم (جمع
درهم) في سورة يوسف الآية 20 (2)
وممن تكلم عليهما ابن دريد، والجواليقي، والراغب الأصفهاني، والسيوطي
في المزهر، والثعالبي في فقه اللغة، قال ابن دريد في (جمهرة اللغة): " الدينار
فارسي معرب. والدرهم معرب، وقد تكلمت به العرب قديما، إذ لم يعرفوا غيره "
وقال الجواليقي في المغرب: " الدينار فارسي معرب، وأصله دنار، وهو وإن كان
معربا، فليس تعرف له العرب اسما غير الدينار. وقال أيضا: الدرهم معرب
وقد تكلمت به العرب قديما إذ لم يعرفوا غيره. " وأعتقد الراغب الأصفهاني (ولعله
توفى سنة 502 من الهجرة) في كتاب مفردات ألفاظ القرآن: بأن كلمة الدينار
مركبة من كلمتين فارسيتين: " وقيل أصله بالفارسية " دين آر " أي الشريعة
جاءت به ".
فلا شك أن الدينار والدرهم كلمتان دخيلتان في كلام العرب الا أنهما ليستا
معربتين من الفارسية، بل دخلتا منذ عهد بعيد من اليونانية، في الألسن السامية.

(1) مفيد العلوم ومبيد الهموم لابن الحشاء ط الرباط 1941 ص 47. (لغت نامه)
(2) قال عز وجل في الأولى: (ومن أهل الكتاب من أن تأمنه بقنطار يؤده إليك
ومنهم من أن تأمنه بدينار لا يؤده إليك الا ما دمت عليه قائما) الآية. وفي الثانية:
(وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين).
7

كالعبرية. والسريانية، والآرامية. والحبشية، (الأمهرية) وغيرها: فلا محالة
دخلتا في اللسان العربي من إحدى هذه اللغات.
وقد كانت المسكوكات الذهبية رائجة في بلاد سورية من رأس السنة الرابعة
من الميلاد، وعلى هذا كانت العرب يعرفونها وسمعوا أسمائها منذ عهد بعيد وإن
لم يكن لأنفسهم مسكوك.
ثم قال بعد كلام: " وقد ذكر الدينار، والدرهم، في المكتوبات البهلوية،
نحو " كارنامك أردشير بابكان " و " شايست أنه شايست " و " شكند گمانيك " و
" يچار " وغيرها، وربما استعمل مكان الدرهم علامة (ايدئوگرام) جوجن
الذي كان من اللغات الآرامية (هزوارش).
فكان لهما من بين المسكوكات المختلفة، أصل محكم، في أدبياتنا الفارسية
بحيث إذا جرى الكلام، على الپول، أو المسكوك، ذكرت هاتان الكلمتان:
وربما استعمل بدل كلمة الپول التي قلنا بأنه لم ترفى مكتوبات المتقدمين:
الدرم (الدرهم)
إلى أن قال فالدينار، والدرهم، حتى الآن يكونان في بعض الممالك اسمين
لمسكوكين معينين كما أن الدراخم في اليونان، والدنانير، في يوقوسلاوى،
والعراق كذلك وكذا في إيران ينقسم الريال مأة دينار ".
الفصل الثاني
* (في السكة ومبدأ حدوثها) *
اما السكة بالكسر، فهي على ما في القاموس، وأقرب الموارد، والمنجد
حديدة منقوشة تضرب عليها الدراهم. وفيها أيضا (السكي: الدينار) وفي اللسان:
السكة: حديدة قد كتب عليها، تضرب عليها الدراهم، وهى المنقوشة. وفي الحديث
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: انه نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم الا من بأس، أراد بالسكة
الدينار والدرهم المضروبين، سمى كل واحد منهما سكة لأنه طبع بالحديدة المعلمة
له، ويقال له: " السك " وفيه أيضا: ويروى السكي بالكسر وقيل: هو المسمار
8

وقيل هو الدينار " وفي منتهى الإرب: ألسكة بالكسر هي الحديدة المنقوشة يضرب
بها الدرهم والدينار ". وذكر نحو ذلك غير واحد من المؤرخين.
قال ابن خلدون: " السكة، وهى الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها بين
الناس، بطابع حديد ينقش فيه صور أو كلمات مقلوبة، ويضرب بها على الدينار أو الدرهم
فتخرج رسوم تلك النقوش عليها ظاهرة مستقيمة، بعد ان يعتبر عيار النقد من ذلك،
الجنس في خلوصه بالسبك مرة بعد أخرى، وبعد تقدير اشخاص الدراهم والدنانير
بوزن معين صحيح يصطلح عليه، فيكون التعامل بها عددا، وان لم تقدر اشخاصها
يكون التعامل بها وزنا، ولفظ السكة كان اسما للطابع، وهى الحديدة المتخذة لذلك، ثم
نقل إلى اثرها وهى النقوش الماثلة على الدنانير، والدراهم، ثم نقل إلى القيام
على ذلك، والنظر في استيفاء حاجاته وشروطه، وهى الوظيفة، فصار علما عليها
في عرف الدول " (1) وذكرها أيضا في موضع آخر تحت عنوان " الحسبة
والسكة) (2).
وقال جرجى زيدان في التمدن الإسلامي: كانت صناعة ضرب النقود في تلك
العصور، لا تزال في ابسط أحوالها، وهى عبارة عن طابع من حديد تنقش فيه الكلمات
التي يراد ضربها على النقود مقلوبة، ثم يقسمون الذهب أو الفضة اجزاء بوزن
الدنانير، أو الدراهم ويضعون الطابع فوق تلك القطعة ويضربون عليها بمطرقة ثقيلة
حتى تتأثر، وتظهر الكتابة عليها. وكانت هذه الحديدة تسمى أولا " السكة " ثم نقل هذا
المعنى إلى أثرها في النقود، وهي النقوش، ثم نقل إلى القيام على ذلك العمل
والنظر في استيفاء حاجاته وشروطه، وهى الوظيفة، فصار علما عليها ". (3)
واما مبدأ حدوثها
فقد اختلفت فيه الكلمات، بعد اتفاقها على أن الناس كانوا يتبادلون قبل اختراع

(1) راجع المقدمة ص 216 ط مصر
(2) ص 226
(3) ج 1 ص 102.
9

السكة بالأجناس المختلفة والمواشي وقطع موزونة غير مسكوكة من الذهب،
والفضة، والنحاس، وغيرها، على اختلاف طبقاتهم في العصور والأدوار.
فقيل: انه كان قبل الفين وستمأة سنة وكسور. وقيل: أنه كان بنحو
سبعمأة سنة قبل الميلاد، وقيل: غير ذلك -. كما تعرف الجميع في مقالاتهم
الآتية.
قال في المقتطف. في إحدى مقالاته التي يبحث فيها عن تاريخ نقود
الأمم القديمة في مختلف الأدوار ما هذا نصه (1): الناس في هذه الأيام على
أقسام.
قسم لا شريعة للتملك عندهم فيضربون في الأرض كيف شاؤوا، يصيدون حيوانها
ويجتنون ثمارها، وهم قبائل كثيرة منتشرة في إفريقية، وبعض الجزائر.
وقسم قرروا شريعة التملك، فاستقل كل منهم بمال يذب عنه، ويسعى في
توفيره، ولكن لا نقود عندهم، فإذا احتاج أحدهم شيئا مما عند الآخر، عاضه منه
شيئا من مقتنياته، وهذه المقايضة نوع من البيوع، ولعلها أقدم أنواعه، ولم تزل
جارية في أطراف هذه البلاد، وفي جهات كثيرة من آسيا وإفريقية.
وقسم اعتمدوا على أنواع من المقتنيات مقياسا لأثمان البضائع، فقالوا
ان هذه البضاعة تساوى كذا خروفا، أو كذا سيفا أو كذا وزنا من الذهب،
أو الفضة، وقد سبق ذلك ضرب النقود عند أكثر أمم الأرض ولم يزل على قلة في
بعض الأطراف.
وقسم اعتمدوا على قطع موزونة من المعادن ضربوها بسكة الدولة حتى
لا يدخلها الزيف وجعلوا لها قيمة مطلقة يقومون بها أثمان البضائع وهم كل
الشعوب المتمدنة.
وهذه الدرجات الأربع درجات طبيعية ترقت فيها أو لم تزل آخذة في

(1) راجع الجزء الثامن من المجلد الرابع ص 214. وقد نقلنا هذه المقالة
وما يتلوها بطولهما لما فيهما من الفوائد التاريخية.
10

الترقي أما تاريخ ترقيها لها فلم تفصله صحف الأولين تفصيلا وافيا، وما ذكرته
منه مزجته بالخرافات والتقاليد حتى يعسر استخلاص صحيحه من فاسده.
وقد عانى الباحثون من المتأخرين أتعابا شاقة في جميع أقاويل الأولين
وتصفيتها وبذلوا الدرهم الوضاح في ابتياع كل ما عثروا عليه من النقود القديمة
حتى وقفوا على نتيجة مرضية، وسنورد في هذا المقالة خلاصة ما اتصلوا إليه
مما يناسب المقام، معتمدين على مقالة نفيسة في هذا الباب للبك الشهير، وعلى بعض
الكتب الحديثة:
من رام البحث عن أصل النقود، وعن أكثر وسائط العمران، لزمه العود إلى
مهد المعارف والصنائع، إلى بلاد الصين العظيمة التي سبقت كل العالم إلى
رياض التمدن، فقد وجد في هذه البلاد نقود ضربت فيها قبل ميلاد المسيح بنحو ألفين
ومائتين وخمسين سنة، ومن هذه النقود ما شكله كالقميص أو كالسكين، كأنهم كانوا
يبيعون ويشترون بالأقمصة والسكاكين.
ثم لما انتبهوا لابدالها بقطع من المعدن، جعلوا شكل القطع كشكل الأقمصة
والسكاكين فصارت السلعة التي تساوي عشرين قميصا تساوي عشرين بوا (وهو اسم
الفلس الذي بشكل القميص) والسلعة التي تساوي خمسين سكينا تساوي خمسين
تاوا (اسم الفلس الذي بشكل السكين).
ولا يخفى أن هذه النقود عسرة الحمل والنقل، وأول من انتبه لذلك، وتلافاه
أيضا الصينيون فإنهم قالوا: إن النقود التي تدور العالم يجب أن تكون مستديرة،
فضربوها كذلك ولكنهم سبكوها سبكا فأضحت هدفا للتزييف حتى أنك لترى تاريخ
نقود الصين مجموع أوامر على أوامر، لمنع زيف النقود ولارجاعها إلى ميزانها.
وحدث مرة أن نشرت في تلك البلاد نقود جلد تضاهي أوراق البنك في
أيامنا أو نقود الجلد الروسية، وذلك أن خزينتها فرغت من النقود في أيام الملك
" أوتي " قبل المسيح بمائة وتسع عشرة سنة، وكان من عادة أمرائها أن يغطوا وجوههم
بجلد حينما يمثلون بحضرة الملك، فارتأى وزيره أن لا يغطي الامراء وجوههم إلا
11

بجلد نوع خاص من الغزال الأبيض، وأن تجمع تلك الغزلان إلى حمى الملك
فكان يبيع جلودها للأمراء بأثمان غالية. فصار الامراء يقطعون من الجلد قطعة صغيرة
تدل على الجلد كله، ويتداولونها بأثمانها كما نتداول أوراق البنك.
وهذا حمل بعض الباحثين على أن ينسبوا استنباط البنك إلى الصينيين وما
ذلك بسديد لأن العامة لم تستعمل هذه الجلود، فلم تكن شائعة كأوراق البنك ولكن
سنة 800 للميلاد صنع الصينيون أوراق بنك حقيقية دعوها بلغتهم " فيتزين " أي
نقودا طيارة.
فلم تلبث أن أصابها ما يصيب أوراق بعض الدول في هذه الأيام، أي انحطت
أثمانها كثيرا حتى بيع قرص الأرز بما قيمته ثلاثة آلاف ليرا من هذه الأوراق.
وفي نحو السنة الألف بعد المسيح اتفق ستة عشر بيتا من أغنياء الصين وأنشأوا
بنكا قانونيا ولعله أول بنك حقيقي أنشئ في بلاد الصين.
إلا أن الصينيين وإن كانوا قد سبقوا كل الشعوب إلى التمدن لم يرتقوا
فيه كثيرا إن لم نقل إنهم بلغوا منه درجة متوسطة، ثم أخذوا ينحطون منها
ولم يزالوا، فان نقودهم لم تزل قليلة ولا تناسب إلا للمعاملة بأمور صغيرة، وأما
المبالغ الكبيرة فيدفعونها سبائك ذهب غير مسكوكة، وبنوكهم ضيقة المدار،
مقتصرة على إصدار الصكوك ودفعها.
ويتلو أهل الصين في السبق إلى التمدن أهل يابان، وهم وإن كانوا دون
الصينيين، فقد استعملوا نقود الورق منذ أمد بعيد، قيل في المجلد التاسع والخمسين
من قاموسهم العام المسمى " سن تساى دن " (1) إن نقود الورق استعملت في أيام
دولة سنغ ودولة يون ولم تف بالغرض لأن الفيران كانت تقرضها، والمطر يبللها
والاستعمال يبريها.
أما المصريون فلم تكن عندهم نقود مضروبة، بل كانوا يتعاملون بقطع النحاس

(1) قيل إنه من لغات اليابانيين
12

يزنونها وزنا، واستخرجوا النحاس من جبل سينا منذ أيام الدولة الرابعة ولم يتعاملوا
بالذهب والفضة إلا قليلا، وربما صاغوهما حلقات كالخواتم، وتعاملوا بها كذلك،
ومن عجيب أمرهم عدم انتباههم لضرب النقود مع ما بلغوا إليه من إتقان الصنائع
واتساع الفتوحات.
وأول من ضرب النقود في مصر المرزبان أريندس الذي ولي مصر من قبل
كمبيسس، وقد ضربها اقتداء بداريوس فقتل فيها والمرجح أنه ضربها لأجل
الفينيقيين واليونانيين لا لأجل المصريين.
وكان البابليون والأشوريون يتعاملون بالفضة والذهب قطعا موزونة غير
مسكوكة أيضا، وقد وجد في جملة آثارهم المدفونة حجج وصكوك وسفاتج مطبوعة
على صفائح الآجر بالقلم السفيني وهى لا تفرق عن حججنا وصكوكنا وسفاتجنا
جوهريا إلا بتعيين المال وزنا، وهذه صورة سفتجة قرأها مسيولنورمان:
" أربع مينات وخمسة عشر شاقلا من الفضة لاردونانا بن ياكين على مردوخ
بلسر بن مردوخ بلا تريب من مدينة ارخو، مردوخ بلا تريب يدفع في شهر تيبت
أربع مينات وخمسة عشر شاقلا من الفضة لبلابلدن بن سنايد "
ويتلو ذلك تاريخ السفتجة وأسماء الشهود، أما تاريخها فالسنة الثانية
لنابونيدس ملك بابل، وكان نابونيدس هذا قبل المسيح بخمس مائة وخمسين سنة.
وقد ظهر من اكتشافات مستر بسكون وغيره أنه كان عندهم بنك أنشأه بيت
أجيبي وشركائه في أيام سخاريب قبل المسيح بسبع مائة سنة، ودام في يدهم إلى
أيام داريوس.
أما العبرانيون، فلا إشارة صريحة في كتبهم إلى النقود المسكوكة إلا
بعد رجوعهم من السبي،
والمرجح أن أول من ضرب النقود العبرانية سمعان
المكابي، بإذن انطيوخس السابع قبل المسيح بمائة وأربع وأربعين سنة، أما
الدارك الوارد اسمه في التوارة، فمن النقود الفارسية وسمي داركا نسبة إلى
داريوس وعليه صورة الملك راكعا وبيده قوس وسهم، ومن العلماء من يظن أن
13

عزرا أول من ضرب النقود العبرانية وفي ذلك خلاف.
هذا أهم ما يعرف عن النقود الآسيوية القديمة، والآن نلتفت قليلا إلى النقود
اليونانية، والرومانية، ثم نعود إلى نقود الفرس، والعرب، وغيرهم من الأمم
التي تلتهم.
أكثر الباحثين يقولون: إن أول من ضرب النقود في أوربا، فيدون ملك
اجينا وينسبون إليه استنباط العيارات والأقيسة، أما هيرودوتس فينسب استنباط
النقود إلى أهل ليديا - مقاطعة في آسيا الصغرى أهلها يونانيون - وأنهم فعلوا ذلك
قبل الميلاد بسبع مائة سنة وعليه يبقى أصل النقود آسيويا محضا، وفي الحالين
يونانيا، وقد قوي حديثا حزب أهل ليديا بانضمام رولنصن وهيدولنورمان إليهم.
ومن أقدم نقود الاجينيين الباقية إلى الآن فلس في محل التحف البريطاني عليه
صورة سلحفاة، وهي رمز إلاهة البحر عند الفينيقيين، وكانت هذه النقود اليونانية
أولا في حد الخشونة ثم صارت ذات رونق وجمال يزري بجمال نقود أروبا
في هذه الأيام، كما ترى في نقود فيلبس وابنه الإسكندر ذي القرنين [!!]، وقد
أنشأ اليونانيون في أيام رفعتهم بنوكا لتسهيل المعاملات، وكان عندهم صكوك وسفاتج
مثل ما عندنا، وذلك قبل المسيح بأكثر من ثلاث مائة سنة.
أما النقود الرومانية فأول من ضربها نوما اوسرقيوس تليوس، وكانت
نحاسا، ثم صارت فضة سنة 269 قبل الميلاد، وذهبا بعد ذلك نحو ستين سنة،
ولم تكن النقود واحدة في كل المملكة حتى أيام ديوكليشيان لأن كل عائلة
عظيمة ضربت دنانيرها لنفسها، والدينار كلمة لاتينية لا عربية ولا فارسية كما يزعم
البعض وقد أدخل اليونانيون البنوك إلى إيطاليا كما يظهر من استعمال الكتاب
اللاتينيين القدماء، الكلمات اليونانية في أعمال البنك ".
ثم تابع بحثه ذلك بمقالة أخرى وقال فيها: (1)
ذكرنا في الجزء الماضي طرفا مما يعرف عن أصل نقود الصينيين

(1) راجع الجزء التاسع من المجلد الرابع ص 228.
14

واليابانيين والآشوريين والبابليين والمصريين واليونانيين والرومانيين
والعبرانيين وترقيها من سلع يقايض بها مقايضة إلى نقود مسكوكة، وسنذكر
في هذه المقالة شيئا من تاريخ النقود السلوقية والعربية التي ضربت في هذه
البلاد وما جاورها مستندين فيها إلى كتب " پول " في النقود الشرقية التي أصدرها بين
سنة 1875 و 1878 وإلى غيرها من الكتب والجرائد:
لما مات الإسكندر وانقسمت سلطنته بين قواده، وقعت سورية في نصيب
سلوقس الملقب بنيقاتور أي الغالب، وذلك سنة 312 قبل الميلاد، وهى السنة الأولى
لسلوقس لأنه جعل الحساب من بداية ملكه، فملك عليها هو وخلفاؤه إلى أن
دالت دولتهم بانطيوخس الثاني عشر، قبل الميلاد بأربع وثمانين سنة، وهى السنة
المائتان والثالثة والأربعون لسلوقس وضمت هذه البلاد إلى السلطنة الرومانية
بعد ان وليها الأرمن مدة واسترجع بعضها انطيوخس الثالث عشر.
وسلوقس هذا هو أول من رسم صورته على النقود رسما حقيقيا " وتبعه
في ذلك خلفاؤه في أكثر نقودهم، وصورهم تشخصهم شبانا، وكهولا "، وشيوخا، حسان
المنظر أو قباحه، وفيها من الرونق والدقة ما لا نراه في نقود هذه الأيام، لا لأن
المتأخرين اقصر باعا من المتقدمين في صناعة الحفر، بل لأنهم يؤثرون جعل
النقود مسطحة لتسهيل مداولتها.
وضرب أكثر خلفاء سلوقس نقودهم في هذه البلاد في أنطاكية، وطرسوس،
وبيروت، وصيدا، وصور، وعكاء، وعسقلان، وأورشليم، وغيرها من مدن سورية
ونقودهم الباقية إلى الآن كثيرة بعضها ذهب وأكثرها فضة ونحاس.
هذا، ولا نستطرد البحث الآن إلى النقود الرومانية واليونانية التي ضربت
في هذه البلاد لأنها على نسق النقود السلوقية...
وقال الدكتور جيمس هنرى في كتابه العصور القديمة: " كان البيع والشراء
تجريان مقايضه قبل أن تعرف النقود، وأول أمة عرفت النقود وتعاملت بها اللوذية
(بليديا) في نحو سنة 700 قبل الميلاد وكانت بابل التي سنت أقدم الشرائع تجهل
15

النقد وكان أهلها يثمنون الأشياء بقطع الفضة، بأوزان معلومة وكانت الأوقية أول
وزن استعملوه "
وفي النقود العربية " اما ماذى، وفارس، فقد تعلمتا ضرب النقود من
لوذية، وكانت قيمة الذهب فيهما، تزيد على قيمة الفضة، ثلاثة عشر ضعفا. ولعل
فارس تعلمت ضرب النقود من لوذية، على اثر تغلبها عليها سنة 546 قبل الميلاد
وكانت النقود في أول امرها تضرب مربعة، ثم جعلوها مستديرة. وكان الايونيون
يستعملون المعادن الكريمة وزنا، كما فعل البابليون قبلهم، وكانت وحدة الوزن
عندهم، المنا البابلي. وكل ستين منا " لبرة " تساوى وزنة: وقيمة الوزنة من
الفضة 5625 فرنگا. وقد علم اللوذيون العالم، النقود المقطوعة بحجم معين،
ووزن معين، وطبعها بطابع الملك، أو الملكة، كفالة لقيمتها. وهكذا شاع
استعمال النقود المطبوعة في الجزر، ويونان، واوربة. (1)
وقال في لغت نامة تحت كلمة " پول " ما تعريبه. قال بعض العلماء: لم يكن
في العهد الأوستائي نقد مسكوك في إيران حتى يتكلم عليه في الاوستا. (2)
هذا صحيح ليس له في أقدم قسمة ذكر ولا كلام. وذلك لان الپول (الفلوس) انما
عرفت في إيران من القرن السادس قبل الميلاد، ولو وجد في أقسام اوستا المتأخرة
ذكر من المسكوكات فليس بعجب، لكن في أقسامه التي علمت بالنسبة متأخرة
أيضا، كان الكلام فيها جاريا حول الأجناس لأجرة العمل، ودية الخطايا، وبالخصوص
جعلت المواشي وسيلة للمعاطات والمبادلات. وكذلك الحال في " ودا " و " التوراة "
وجميع الآثار المكتوبة القديمة.
ولنذكر هنا نموذجا " من فقرات فرگرد (= الفصل) السابع من " ونديداد "
الذي يبحث عن اجرة الطبيب، والبيطار
فقد جاء في فقرات 41 - 43 من ذاك الفصل: " انه يعالج آتور بان (= المؤبد)

(1) النقود العربية ص 87
. 397. S CEIGER ERlANGEN 1882. OSTIRANIScNE KlTURVON W - (2)
16

قبال قراءة إحدى الدعوات الخيرية (آفرين نيك) ويعالج رئيس المدينة (شهربان)
قبال فرس جواد، ويعالج الملك (شهريار) قبال عربانة لها أفراس أربعة ".
وكذلك يبحث في الفقرة 42 عن زوجة صاحب الدار (خانخدا) وزوجة صاحب
القرية (دهخدا) وزوجة رئيس المدينة (شهربان) وزوجة الملك (شهريار) ويجعل
اجرة الطبابة بحسب الترتيب أتانا، وبقرة، وفرسة، وناقة، وهكذا في الفقرة -
43 يبحث عن اجرة الطبيب والبيطار إذا عالجا وقال: يعالج ابن عظيم من
العظماء قبال الفرس الجواد، ويعالج الفرس الجواد قبال الفرس المتوسط،
ويعالج الفرس المتوسط قبال الفرس الأدنى، ويعالج الفرس الأدنى قبال قطعة من اللحم (1).
فمثل هذه الفقرات التي تخبر عن كون المعاملات بالأجناس كثيرة في الأبستا،
وإن أردنا أن نتعرض لكلها طال بنا الكلام.
فالمعلوم من هذه أنه قبل أن تضرب السكة في بلاد إيران وغيرها من
الممالك، كانت الأجناس يتبادل بعضها ببعض، ثم من بين تلك الأجناس المختلفة
قد تعين بعضها للمبادلات والمعاملات عادة نحو اذن السمك الذي راج في قطعة

(1) قد جاء في المتن بدل: مؤبد - خانخدا - دهخدا - شهربان - شهريار
على الترتيب هكذا: PAITI - NMANO - PAITI - PAITVIS - DAINGHU - ATNRAVAN
وجاء في المكتوبات الفهلوية بدل الفرس الأدنى والفرس المتوسط والفرس الجواد
على الترتيب: الحمار، والبقر، والفرس أو الجمل، وجاءت كلمة " دستور " في الابستا
ستوره = STAORA بمعنى مطلق المواشي الكبيرة واما في الفارسية فيطلق لفظ " ستور "
على الفرس، وجاءت في المتن قبال المواشي الكبيرة كلمة " انوميه " ANUMYA التي هي
بمعنى المواشي الصغيرة كالضأن والمعز، وفي المكتوبات الفهلوية " ستور پزشك " انما هو
البيطار واما كلمة " دامپزشك " فهي من اللغات المصنوعة جديدا في السنوات الأخيرة
وبئست، والمخلص انه كما ترى جعل اجرة الطبيب بالنظر إلى طبقات الناس قبال المواشي
" ارجنگه) AREANGH وتبتدأ من دعاء خير " آفرين نيك " من المؤبد ويختتم بقطعة لحم
أو ضيافة من صاحب الضأن أو المعز.
17

كبيرة من الأرض: من سواحل اقيانوس الساكن إلى سواحل مكزيك.
" ولا شك في أن وسيلة المبادلات قد كانت متغيرة من حيث الزمان والمكان
فقد كان الزناد (1) أكثر طلبا عند الأقوام الأولية (2) واستعمل في الصين المرواريد
والرخام الأبيض " سنگ يشم " وكاسة السلحفاة والأبريسم والكتان بدلا
من الدراهم ولكن الكتان كان مقطوعا بطول خاص وعرض معين ".
" وفي عهد السلطان " وتى " (3) (140 - 87 قبل الميلاد) كانت الأكابر
والأولياء إذا أتوا بلاط السلطان للتمثل في الأعياد وغيرها من مجالس السرور يهدون
إلى مقام الملك قطعات مربعة من الجلود وهذه القطعات المربعة كانت تختم
بخاتم وتستعمل في المعاملات رائجة مع أن الدراهم المضروبة من الفلزات كانت
رائجة عندهم (في الصين) من قبل ذلك بأعوام (4) كما أنه في إيران عهد الداريوس
وأخلافه كانت تستعمل بعض الأجناس بدل الدراهم مع وجود الدراهم المسكوكة "
(فإذا جاوزنا عن الأدوار الأولية للبشر، نرى المواشي الأهلية كالبقر والضأن
وسيلة للمعاطاة والمبادلات عند رعاة الغنم وأرباب المواشي، كما أنه في أشعار
هومر اليوناني قد تقوم أسلحة بعض الشجعان بالبقر، وجاء في أشعار اشيل اليوناني
(525 - 456 قبل المسيح) أنه يبتاع سكوت الرجل قبال بقرة، أو يجعل على
لسانه بقرة، فقد أريد منها الدراهم فان البقر كانت وسيلة للبيع والمبادلات عندئذ "
" وكذلك كلمة " پكونيه " (5) التي جاءت في لغة اللاتين بمعنى الدراهم
والغناء والثروة، إنما هي مأخوذة من كلمة " پكوس " (6) بمعنى الأغنام أو المواشي

SILEX (1)
. HARMS WORTN HISTORY OF TNE WORlDVOlXlV LONDON (2)
5707. p 1914
WUTI (3)
. 127. S CNINA SEINE DY NASTIN VON F HEIGl BERGIN 1900 (4)
. PECUNIA (5)
. PECUS (6)
18

الأهلية ".
وكتب بلينوس في المائة الأولى من الميلاد " أن " پكونيه " مأخوذة من
كلمة " پكوس " بمعنى الأغنام أو المواشي الأهلية، وأن أول من ضرب على
النحاس الملك سوريوس (1) وأما قبله فقد كانت تستعمل في الروم قطعات من الفلزات
بلا سكة عوض الدراهم " (2).
وكذلك في اللغة الفرانساوية تكون كلمة " پكون " (3) بمعنى الدرهم وهكذا
مشتقاته نحو " پكونيو - پكونير " (4) ذكرى لهذه الأيام الماضية ".
" ومن الأشياء التي صارت في قطعة معينة من الأرض وسيلة للمعاملة، هي
الأرز في اليابان، وجعبة الشاي في آسيا الوسطى، وجلود الحيوانات نحو السنجاب
والسمور في خليج هودسون من أميركا الشمالية والمنسوجات القطنية، والملح
الحجري في إفريقية الوسطى "
" فمن هذه الأجناس وغيرها الرائجة في البلاد بدل الدراهم، قد امتاز بعضها
من قديم الأزمان وصارت وسيلة للمعاملات والتجارات حتى راجت عند كل قوم
وفي كل بلد، كالذهب والفضة والنحاس، لأنها أقوم في الطبيعة ولا تفسد

SEVERIUS (1)
2, XXXlll 13 2. PlINIUS HISTORIA NATURAlIS XVll 3 (2)
پكوس اللاتينية تطابق مع " پسو " PASU أو " فشو " FSHU الابستائية، وهى أيضا
بمعنى المواشي الأهلية وقد أخذت منها كلمة: " شبان " (الراعي) الفارسية التي صارت
في الفهلوية " شوپان " بمعنى حافظ الأغنام، فشو + پا PA أي الحفاظة، واسقاط حرف
الفاء من الكلمات الابستائية في اللسان الفارسي كثيرة رائجة، نحو: " فشرمه " FSHAREMA
وقد صار في الفارسية " شرم "، وللكلمة هيئة أخرى في الفارسية وهى " شوفان " فعلى هذا
لم تتركب الكلمة من " چوب " ولا " چماق " أبدا:
PECUNE (3)
PECUNIARE - PECUNIEUX (4)
19

بسرعة (1)
" وفي التوراة في أقدم سفر منها، وكذلك في الأبستا في عدة موارد ذكرت
مبادلة الأمتعة بعضها ببعض ويعلم من خلالها أن الفضة بخصوصها كانت دارجة
في المعاملات: " ففي سفر التكوين الباب 23 من التوراة يذكر أن ساره زوجة إبراهيم عليه السلام
قد ماتت بكنعان ولها 127 سنة فاختار إبراهيم عليه السلام في تلك البلدة بقعة ووزن ودفع
في ثمنها 450 مثقالا من الذهب وابتاعها ودفن فيها ساره،
" ثم بحث في أواخر الأسفار الخمسة عن الدرهم الذهبي كما بحث في
الباب الثاني من كتاب عزرا الذي يبحث عن نجات بني إسرائيل بأمر كورس
الهخامنشي (2) من الإسارة، ورجوعهم من بابل إلى أورشليم لبناء المسجد الأقصى
فقال في الفقرات 68 - 69:
" وكان من جملة هداياهم التي وجهوها إلى الخزانة ليتمشى أمرهم
/ 61000 درهما من الذهب و / 5000 مناي من الفضة و / 100 حلة للكاهنين) (3)
" وإنما جاء ذكر المسكوك في التوراة في قطعات كتبت بعد فتح بابل سنة
539 قبل الميلاد ونجات اليهود من الإسارة بأمر كورس وتأسيس السلطنة
الهخامنشية فقط (4))

3. ECONOMIE POlITIQUE PAR CHARlES GIDE, COURS D (1)
6 - 335. P 1913, PARIS, EDITION PARTHElEMY
(2) على ما بحث عنه الباحثون وأثبتوا أن ذا القرنين الذي يبحث عنه القرآن و
التوراة هو كورس الهخامنشى.
(3) راجع نجميا الباب 7 فقرات 70 - 72 حيث يبحث عن الدراهم الذهبية و
المناى الفضية.
BARTHElEMY. A. A. B. J. NUMISMATIQUE ANCIENT PAR (4)
. 7. P PARIS 1866
20

ثم قال تحت عنوان: " بداية السكة واختراعها " ما هذا ترجمته:
" نشأ اختراع السكة على ما هو المعروف من المائة السابعة قبل الميلاد في
مملكة اللوذية (ليديا) كما كتب هيرودت في المائة الخامسة قبل الميلاد أن أول
من ضرب السكة من الذهب والفضة، من بين الأقوام والملل التي نعرفها أهالي
ليديا " (1).
" فقد ثبت في عصرنا هذا على ما حققه العلماء الباحثون أن اختراع السكة،
كان في أيام آل مرمناد (2)، فخمسة منهم قد ملكوا في ليديا (3) التي يقال لعاصمتها
" ساردس " - وفي الفرس الهخامنشي " سپردا " (4) - وقد ملك آل مرمناد قطعة من
آسيا الصغيرة: من سواحل بحراجه إلى نهرها ليس (وفي عهدنا قزل ايرماق)، ففي
الثغر الجنوبي الغربي من ليديا كانت أرض يوينا (وفي الفرس الهخامنشي يوانا)
وقد انضمت إلى دولة ليديا من المائة السابعة قبل الميلاد "
" فجمع من العلماء على أن اليونيين (المهاجرين اليونانيين) هم الذين كانوا
مستعملين لخدمة الدولة وضربوا السكة في ليديا بأمرهم فالعالمون في هذا الاختراع
الذي هو بعد اختراع الخط والكتابة من أعظم الاختراعات، مرهونون لخدمتهم
واختراعهم، وأقدم مسكوك يوجد الآن فهو للمائة السابعة قبل الميلاد ".
" ابتدء ضرب السكة من عهد قيقس (گيگس) أول ملوك آل مرمناد، وكان
حيا على ملكه على ما في بعض المنقوشات الأشورية حتى سنة 660 قبل الميلاد،
ثم زاد أمر السكة بهاء ورواجا في عهد الملك الخامس منهم " كروسوس "، وكروسوس
هذا آخر ملوك آل مرمناد، وهو الذي انهزم سنة 547 أو 546 قبل الميلاد من
كورس وصارت بلاده من أجزاء المملكة الانبراطورية الهخامنشية "

. 94. HERODOToS l (1)
. MERMNADE (2)
KRlOSOS 5, TES. AlYAT SADYATTES 4 3. ARDYS 2, lGYES (3)
. SPARDA (4)
21

" وكانت ليديا بخصوصها غنية عن الفلزات الثمينة الغالية، وأعتق مسكوك لها
كانت من فلز يقال له الكترون، وكان خليطا من الذهب والفضة، والفضة فيه
ثلاثين في مائة، وكان يستخرج الكترون من نهر " فاكتولوس " الذي وقع في
جنبها معسكر ساردس) (1).
" يقولون: كانت الألواح الذهبية تجري فيها مع الماء، وحتى الآن يسمون
نهر فاكتولوس منبع الثروة والغناء في مجازاتهم وكناياتهم، وإن جبل تمولوس
الذي وقع في ذيله " اسپردا " كان محشوا من الذهب ومنه كانت الألواح تجري
في نهر فاكتولوس " (2)
" فالدرهم المسكوك قد سار من من ليديا إلى البلاد التي يسكنها اليونانيون
في نفس المائة السابعة قبل الميلاد، وراج في مراكز تجاراتهم (3) ثم في المائة السادسة
قبل الميلاد سار إلى بلاد سى سيل وإيطاليا ثم إلى بلاد الشرق "
ثم قال تحت عنوان " السكة في إيران) ما هذا ترجمته:
" لا شك أن الإيرانيين قبل طلوع الهخامنشيين وافتتاح ليديا على يدي كورس
سنة 547 أو 546 قبل الميلاد، كانوا مطلعين على اختراع السكة ورواجها في
ليديا المجاورة لإيران، وقد كانوا محشورين معهم متعارفين في عهد الماذيين "
" ففي عهد الملك الثالث ماذ هو خشترة (كيا كساره) المقتدر (624 إلى
585 قبل الميلاد) وقع حرب عظيم بين إيران وليديا، وحرب

bayer bahd. meyer. des altertums e. geschichte (1)
8 - S 507 1937. lll STUTTGART
HOHN LEI. LEITADEN DER AlTEN GEOGRAFHIE VON H (2)
50 - 94. s pzig 1882
GESCHICHTE DES ORIENlAlICHEN VOlKER IM AlTERUM (3)
GRIECHISCHE GESCHICHTE VON ETTORE 3 - 392. berlins، von justi
48. s gotha 1920، ciccotti
22

هو خشتره هذا كان مع آلياتيس والد كروسوس، ودام خمس سنوات، قد تكون
الكرة لهم وقد تكون عليهم، وفي أثناء ذلك مات هو خشتره سنة 585، فأدام
الحرب بعده ولده الشاب ايشتو ويقو (آستياج) إلى أن وقع الكسوف الكامل في
اليوم 28 من شهر مه سنة 585، وأحاطت الظلمة الداجية، بالعالم، وزعم
المبارزون من الطرفين أنها غضب سماوي، فاستولى الخوف على قلوبهم وامتنعوا من
الحرب وصالحوا بينهم "
" يقولون: إن طاليس الفيلسوف اليوناني من اليونيين - المتولد في
ميلتوس من آسيا الصغيرة سنة 624 والمتوفى 543 قبل الميلاد - قد أخبر عن
الكسوف، فنهض ملك بابل وملك كيليكيا، رسولين مصلحين بينهما فأصلحا بينهم
حيث كانت فتوحات الإيرانيين يهدد دولتهما أيضا (1) فصار نهر هاليس ثغرا
شرقيا لمملكة ليديا ومملكة ماذ الانبراطورية " وصارت ارينيس بنت آلياتيس
زوجة ايشتو ويقو: خلف هو خشتره (2)

(1) وهذان الملكان اللذان اصلحا بين الطرفين يسمى ملك كيليكيه باسم:
SIENNESIE وملك بابل اسم: LABYHETE (47. HERODOTOS l) كما يقول
نولدكه NOLDEKE: ان هرودت قد سمى ملك بابل في هذا الزمان باسم:
LABYNETE (NABUAID وفي الفرس الهخامنشى نبونيئته: NABUNAITA) وهذا الملك
كان نبوكد نذر NEBUCAD NEZAR الذي خلفه نبونئيد NABUNAIB راجع:
LEIPZIG, VON NOIDEKE. AUFSATZE ZUR PERSISCHEN GESCHIEHTE
. ll. S 1887
(2) راجع: CESCHICHTEDER MEDER UND PERSER VON JOSTINV
GESCHICHTE DES AlTEN, S 163 PRASAK l BAND GOTHA 1906
GECHICHTE DES, 14 - 13. 5 - BERlIN 1847, justi. persiens von f
- bandz weite vollig neubea. altertums von eduard meyr 3
orientaliscbe، 166 - S 163 STUTTGART 1937, RBEITETE AUFlAGE
BRESlAU, SOlTAU lBAND, UHD GRECHISCHE GESCHICHTE VONWIlH
96 - S 94, 1913
23

" وأنما ذكرنا هذه الوقعة التاريخية ليعلم أن الإيرانيين مع هذا التنافس
والتناظر بينهم لا بد وأن يطلعوا على اختراع السكة في ليديا بسرعة وأما بعد ما افتتح
ليديا على يدي كورس فقد صارت مملكة ليديا مع بلاد يونه تحت الحكومة الانبراطورية
الهخامنشية (ساتراپى = خشتره پاون نشين) وبقيت ساردس (سپردا) على ما كانت
عاصمة لها، ودار الضرب التي كانت فيها على عملها في زمن كورس وولده كمبيسس
(كمبوجيه) يضرب فيها المسكوكات (1)
ثم قال تحت عنوان " سكة داريوس " ما ترجمته:
" بعد ما أسكت داريوس الكبير (الثالث من السلاطين الهخامنشية (521 - 485
قبل الميلاد) اضطراب ممالكه الوسيعة، وأخمد لهيب ثوراتها، وفتنها التي
أحدثها قوماته (قتل في اكتبر 522) لاغتصاب الملك وخديعته في تصرف تاج
الملوكية وعرشها، عزم على أن يضرب سكة تناسب ملوكيته البارزة الشاخصة
بحيث تتداول في كل بلد وصقع، وتجتاز ممالكه الوسيعة شرقها وغربها ويعتبرها
كل قوم وملة، ولا تكون كالمسكوكات الموجودة التي يعتبرها قوم دون قوم،
وتتداول في بلد دون بلد، وذلك رفعا لاختلال أمر المعاملات وتثبيتا لأوضاع
التجارات "
" والمسكوكات التي كانت رائجة قبل ذلك في بلاد إيران لم تكن من
ملوك ماذ، ولا كورس ولا ولده كمبيسس (كمبوجيه)، وأول مسكوك إيراني وصل
إلينا، وذكر في مكتوبات المتقدمين، هي السكة الذهبية التي ضربها داريوس،
وشهرت في البلاد ووقعت موقع القبول والاعتبار، فسماها الكتاب والمؤرخون
طبقا لاسم داريوس: " دريكوس " (2) فأخذوا وصاغوا من " داريه وهو، (3) التي

ANTIQUITE PAR GERGES, ART DANS L, HISTOIRE DES L (1)
856. P PARlS 1890. perrot et chartes CHIPIEZ TOME V
dreikos (2)
DARAYA VAHU (3)
24

عبر عنها اليونانيون ب‍ " داريوس " صفة دريكوس: (الداريوسي) (1)
" وهذه الصفة كما اعتقدها بعض (2) لا ترتبط بكلمة " درنيه " (3) التي كانت
في الفرس القديم بمعنى الذهبي، وأريد منها هذا المعنى في اللغة الأبستائية " زرنيه " (4)
وسانسكريت " هبرنيه " (5) وكذلك الكلمة المركبة من " دارنيه كره " (6) في الفرس
القديم (الهخامنشى) جاء بمعنى الصائغ: صانع الذهب "
" وتسمية السكة باسم آمرها وضاربها في تلك الأزمنة كثيرة جدا منها
" كروسوس " المسكوك الذي تسمى باسم آخر ملوك ليديا، ومنها العباسي في
الأزمنة المتأخرة الذي يدور على الأفواه رائجا بعد، موسوما باسم الشاه عباس
الكبير الصفوي (1003 - 1038 الهجرية) ومنها المحمودي سكة تنسب إلى

(1) كان اسم داريوس في الفرس الهخامنشى " داريه وهو " DARAYAVAHU
يعنى واجد الخير (= دارنده وهى = بهى) راجع:
nld: 138. altiranisches worterbuch von bartholomae s
kent new haven. by roland c (. TEX. GRAM) PERSlAN
187. p 1950
, AKKADISCHE FREMDWORTERVON HEINRICH ZIMMERN (2)
- il la judee) histoire de la civilisation، 21. s lcipzig 1917
traduction de gharles. parwill durant (INDE, L, LAPERSE
76. mourey paris 1946
. daraniya (3)
(4) zarauya يبدل الدال في الفرس القديم الابستائى بالزاي راجع معجم اللغات
القديمة (فرهنگ إيران باستان) تأليف " پور داود " ج 1 ص 72.
HIRANYA (5)
DARNIYAKORA (6)
25

محمود الأفغاني الذي ملك في إيران سنوات (1135 - 1137) وغيرها من
المسكوكات " (1)
" ولأن تروج السكة الداريوسية في كل صقع وبلد ويعتبرها كل قوم
وملة، أمر داريوس أن يضربوها من الذهب الخالص، يقول هرودت وكان الذهب
أغلى من الفضة بثلاثة عشر ضعفا، وكانوا يذيبون الذهب والفضة المصفاتين على
رسم باجوسا ويصبونها في قوالب الخزف، وبعد ما يستبرد يكسرون القوالب،
ويجعلون السبائك في الخزينة، ثم يضربونها حسبما يريدون ويحتاجون (2)
" يقول ديودروس في تاريخه الذي ألفه قبل الميلاد بقرن عند الكلام على
حرب إسكندر مع داريوس الثالث آخر الملوك الهخامنشية: " فلما دخل إسكندر
بلاط الملك في عاصمة سوس وجد في الخزينة الملوكية أكثر من أربعين ألف
" تالنت " (3) ذهبا وفضة بصورة السبائك، وكانت من ذخائر خلفها الملوك المتقدمة لكي
يخرجوها إذا فاجأهم حدث، هذا مع ما يوجد من الذهب المسكوك أي الداريوسى
ما يعادل تسعة آلاف تالنت (4) "

the، 4 - 3. nvmismatique ancienne par barthelemy p (1)
zendand، efsharias، afghan، safavi) ccins of shahs of persia
. p xxx lll and lxxxlll paris 1887، s poole. by r (kajars
by (1941 - 1500) meda l sand seats of the shahs ef iran، coins
. and 48 32. p. rabino 1945. l. h
. 96. 95، herodotos lll (2)
LAlENTE (3)
UBERSET ZTVON JUlIUS 66, DIODORUS SIEUlUS XVIl (4)
: stuttgart 1839. wurm. f
يقول " بوستى ": كان الدينار الداريوسى يعادل 21 ماركا: MARK والف دينار منها
يعادل تالنتا من الذهب GOlDTAlENTE راجع:
IMGRUNDRISS DER iRANISCHEN. GESCHICHTE iRAN VON FERD JUSTI
. 439. S. 1904 - BAND STRASSBURG 1896. 2. PHIOlRGIE
26

وكان ضرب النقود الذهبية مختصا بملك الملوك (شاهنشاه)، وخشترة پاونها
(ساترابها) (1) والملوك الذين كانوا نوابا، ووكلآء من قبله في مماليكهم، فكانوا
مجازين أن يضربوا النقود الذهبية، في محيط حاكميتهم بمقدار محدود. وكانت
قيمة سكة ذهبية، تساوي عشرة سكوك فضية.
يقول هرودت: لم يلبث (آرياند (2) (الذي حكمه كمبوجه على مصر) حتى
قتل، وذلك، لأنه اعتبر نفسه قبال داريوس، ومساويا له، فلما سمع أن داريوس
يريد أن يبقي لنفسه ذكرى خالدة، التي لم يوفق لها ملك أبدا. قلده واقتدى
أثره، إلى أن رأى جزاء عمله.
وكان ما ضربه داريوس، من أخلص الذهب، وآرياند مرزبان (3) (ساتراب)

(1) (ساتراپ) من الكلمة اليونانية " سترب " الحاكم، أو الوالي، في إيران
القديم (معجم العميد)
(2) ARYANDES
(3) (مرزبان) بالزاء المعجمة، على وزن (دشتبان): الحاكم ومير الحدود...
(البرهان القاطع)
وقال العميد في معجمه: (دشتبان) بفتح الدال وسكون الشين والتاء: المحافظ
على المزارع والمراتع.
وقال في (مرزبان) بفتح الميم واسكان الراء والزاء: المحافظ للحد والمأمور
عليه...).
أقول: الكلمتان، مركبتان، أوليهما: من (مرز) أي الحد الفاصل بين نقطتي الأرض
أو المملكة، و (بان) أي المراقب والمحافظ له، وثانيهما: من (دشت) وهو كما ذكره
صاحب البرهان القاطع بفتح الأول وزان (طست): الوادي، والبر، وزاد العميد على
ذلك: الأرض الواسعة السهلة، والجلگة (بضم الجيم وفتح الگاف) وفسرها: بالأرض
الوسيعة المسطحة التي قد تكون ذات ارتفاع، وحيث يؤخذ ارتفاع الأرض من سطح
البحر، يطلق على الأرض التي يكون ارتفاعها أقل من 200 مترا (جلگه) أيضا، وقد
تكون أسفل من سطحه). (راجع معجم العميد) في مادة (جلگة) و (دشت). و (بان)
وقد عرفته. والمركب منهما: أعنى (دشتبان) يفيد المعنى الذي سمعته من العميد، أي
المحافظ على المزارع والمراتع.
27

مصر، ضرب السكة أيضا من الفضة، باسم (ارياندى) وهى تعد من أخلص النقود
الفضية حتى اليوم.
فلما اطلع داريوس، على جسارته، أمر أن يقتلوه عقوبة لذلك (1)، ولكن
لأجل هذه الشدة، والدقة والمحافظة، ومكانة الملوك الهخامنشية، والعيار الكامل، وخلوص
الفلز، في تلك الأزمنة، راجت المسكوكات الإيرانية، واعتبرت زمانا كل العالم). اه
وذكر جودت باشا (1813 - 1894) في تاريخه عند ذكر المسكوكات: أن
بمقتضى التحقيقات التي وقفنا عليها في هذا الباب، والنظر لما حققه أصحاب هذا
الفن، تبين أن اليونانين هم الذين أحدثوا السكة قبل ألفين وستمائة سنة
وكسور وكانوا قبل ذلك يتبادلون الأموال بالسبائك المصنوعة من الذهب
والفضة وما شابهها.
وكانوا ينقشون على مسكوكاتهم تارة رسم أصنامهم، وطورا رسم الأبنية،
مثل البروج، والقلاع، وبيوت الأنعام، والجبال، والنبات، والأشجار، وطورا
كان الحكام المستقلون يرسمون صورهم على مسكوكاتهم، والحكومات
الجمهورية كانت ترسم دار حكوماتها أو اسم البلدة التي ضرب فيها ومسكوكات
الروم كانت على مثل هذا الطراز.
وأما الكيانيون فكان بعضهم ينقشون على الوجه الواحد صورة سلطانهم على
عربة ذات عجلتين، وعلى الوجه الثاني رسم قارب بمجاذيف، وبعضهم يرسمون
على الوجه الواحد صورة بوم، وعلى الوجه الثاني سمكا ذا أجنحة، وذنب شبه
ذنب السمك: وصورة سلطان على حصان، وبيده قوس ونشاب، ولما كانت دولة
الأشكانيين في بلاد إيران مؤسسة من بقايا حكومة اليونان كانت سكتهم بالحروف

, ENOCHPOWEll. TRANSlATEDBY G L 66, HERODOTOS IV (1)
- eneyclopedie robcrt numism، 339. p oxford 1949. l. vol
. 15. p. paris 1866، BARTHElEMY. A. A. ATIQUE ANEIENNE PAR B
وليراجع الفقرات 27 - 29 من القسم السابع من كتاب هيرودت حيث يذكر عن وفور
الذهب الداريوسي.
28

اليونانية على طرز سكة اليونان،
واما سكة الساسانيين فكان منقوشا على الوجه الواحد منها صورة سلاطينهم
وألقابهم، وأسمائهم، وعلى الوجه الثاني رسم النار، وكانوا ينقشون على الوجهين
رسم انسان.
واردشير بن بابك مؤسس بيوت الساسانية الذي يدعى انه من سلالة الكيانيين،
وضع رسم النار على مسكوكاته، مع عبارة فارسية بخط بهلوي واتبعه من جاء
بعده من ملوكهم على ذلك (1)
وقال البستاني في دائرة المعارف تحت كلمة (دينار) ما نصه:
(والذي في كتب الإفرنج ان الدينار معاملة رومانية فضية وانه ضرب سنة
(269 ق م) وسمي بذلك لأنه كان يساوي في الأصل عشرة آسات من النحاس،
والآس قياس آحاد المعاملات عندهم ولكن منذ ظهور الشريعة المسماة (بابيريا)
صار الدينار يساوي (16) آسا، ووجد دنانير ضربت في أيام الجمهورية اسمها
(قطع العائلة) وكانت علامتها (10) أو (16)
ولما ضرب الدينار ضرب منه عددا وافرا جدا، فكان هو الغالب في المعاملة
الرومانية وضرب في أيام الجمهورية وعلى عهد الامبراطورين، واما وزنة فيقال
إن (84) دينارا رومانيا تزن (ليبرة) واحدة رومانية، وقيل أيضا: إن الدينار
الروماني كان يساوي في الوزن الدرهم (الدرخمة) اللاتيكي والأصح انه ظهر
بالامتحان انه كان يزن 73 أو 74 حبة، مع أن الدرهم كان 79 حبة، وعلى عهد
بيستيموس سقيروس تغير وزنه وعياره، وفي أيام الجمهورية لم يدر استعمال
قطعة أكبر من الدينار إلا ما ندر.
ولكن لم يبق الحال على ذلك في عهد الإمبراطورية، فان (كاراكلا) ضرب
دنانير أكبر من التي كانت دارجة وكانت علامة سكتها عجلة بفرسين أو أربعة
ومن ذلك سميت (بيغاتى) أو (كودريغاتى) وكانت تسمى أيضا (فيكتورياتي)
لأن سكتها كانت غالبا عليها رسم النصر أيضا، وسنة (206 ق م) جعلوا المعاملة

(1) تاريخ جودت باشا ص 274.
29

الذهبية نوعين: أحدهما الدينار، والآخر قطعة تساوي نصفه، وكانت قيمة الدرهم
الذهبي تساوى (25) دينارا فضيا " واما حجمه فكان كحجم الفضي وسموه
(اوروس) وفي القرن الثالث سمى (سوليدوس).
وفي فرنسا القديمة كان يسمى بالدينار نوع من المعاملات الفضية اخذ
من الدينار الروماني وكان يساوى 12 / 1 من السو، ومن أيام الشارلمان إلى زمن
لويس التاسع لم يضربوا إلا الدنانير، ومن ذلك أطلق اسم الدينار عندهم على كل
نوع من النقود الذهبية والفضية وكثرت أصناف الدنانير، واختلفت قيمتها في فرنسا
ولم تزل تتغير وتتلاشى إلى أن بطلت وعوض عنها بالنقود الدارجة الآن منذ عهد
ليس بطويل (1)
وقال أيضا نقلا عن مسيو لترون أن الدرهم كان من أيام سولون إلى أيام
بيركلس، والإسكندر، يساوي (92) سنتيما أي 92 جزء من مائة جزء من الفرنك،
ومن الإسكندر إلى الميلاد (87) سنتيما، وقيل كان في بادي الأمر (65) سنتيما
وصار (96) ثم هبط بعد زمان الإسكندر إلى (75) (2)
هذا ما كتبه العلماء الباحثون، في ابتداء أمر السكة، واختراعها،
معتمدين في ذلك على ما ذكره الأقدمون، أمثال هيرودتس (3) ولازم ذلك
أن تكون بابل وهى أقدم الأمم وأسبقها، إلى الحضارة والمدنية ذاهلة عن ذلك
تجهل النقود حتى في علاء مدنيتها، وحضارتها.
ولكن قد يستبعد هذا، ويقال إنهم كانوا أول أمة أسست المدنية،
والملوكية وسنت الشرايع، والقوانين الدولية، فكيف جهلوا النقش على النقود
ولا زال تستكشف آثارهم المنقوشة الدالة على كمال رقيهم عند الحفريات.

(1) دائرة المعارف للبستاني ج 8 ص 253 ط بيروت
(2) نفس المصدر و ج 7 ص 670
(3) HERDOTE: (484 - 425 م ق). مؤرخ ورحالة يوناني، ملقب: ب‍
(أبى التاريخ).... (المنجد في الأدب والعلوم)
30

بل قيل: إنهم أول أمة تفطنت لذلك استنادا إلى الخبر المروي عن مولانا
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث سئل عن أول من وضع سكك الدنانير
والدراهم: فقال: (نمرود بن كنعان بعد نوح عليه السلام) (1) وقد ذكر اليعقوبي
في تاريخه بان ملوك بابل ضربوا الدنانير. حيث قال بعد عده ملوك بابل: هؤلاء
الملوك، ملوك الدنيا، وهم الذين شيدوا البنيان، واتخذوا المدن وعملوا الحصون،
وشرفوا القصور وحفروا الأنهار: وغرسوا الأشجار، واستنبطوا المياه، وأثاروا الأرضين،
واستخرجوا المعادن. وضربوا الدنانير وصاغوا...). (2)
على أن القرآن الكريم ينادى بوجود الدراهم يوم ذاك، وكونها
دارجة بين الأمم الراقية حيث يقول في قصة يوسف عليه السلام:
(وجاءت سيارة فارسلوا واردهم، فأدلى دلوه، قال: يا بشرى!)
هذا غلام، وأسروه بضاعة، والله عليم بما يعملون * وشروه بثمن)
(بخس دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين
(3) *)
فقد صرح القرآن بوجود الدراهم ورواجها في عهد يوسف عليه السلام وعلي بن أبي
طالب عليه السلام ينسب اختراعها وصكها في الرواية المذكورة إلى ملك بابل،
نمرود بن كنعان المعاصر لإبراهيم الخليل عليه السلام (4)

(1) راجع عيون أخبار الرضا (ع) ص 136 ط (إيران). و ج 1 ص 246 من الطبعة
الحروفية.
(2) تاريخ اليعقوبي ج 1 ص 95 ط (بيروت) سنة 1375 ه‍
(3) سورة: 12 آية 19 و 20
(4) قال في (المنجد في الأدب والعلوم) في (إبراهيم): هو خليل الله وأبو المؤمنين
تلقى الوحي الإلهي في أور الكلدانيين، ومنها نزح إلى بلاد كنعان نحو سنة (2000 ق م)
ولكن الذي يظهر مما ذكره السيد في الأنوار النعمانية تحت عنوان (تاريخ الدنيا) هو
أن الفصل بين إبراهيم وعيسى كان نحو (2209) (راجع طبعة إيران الثالثة ص 120
31

ويؤيد ذلك ما جاء في مجلة المقتطف تحت عنوان (النقود القديمة):
(إن في بيت صك النقود بسان فرانسسكو نقود قديمة ثمنها عشرون ألف
ليرة انكليزية، ومن جملتها: مثاقل فضة من أيام داود الملك (1)، وهو أقدم قطعة
من النقود الباقية إلى الآن. ومنها أيضا قطعة رومانية، عليها صورة التوأمين
والذئبة، وقد صك قبل المسيح بسبعمائة سنة. (2))
هذا، (وقد نقل (3) عن أبي بكر بن أبي شيبة في مصنفه عن كعب ان
أول من ضرب الدينار والدرهم آدم عليه السلام وقال: لا تصلح المعيشة إلا بهما).

(1) هو الملك النبي ابن أشعيا (أويسي) من سبط يهوذا.... وداود حقا مؤسس
مملكة يهوذا وطد أركانها ونظم أمورها، وأعطاها أورشليم عاصمة لها... أيام ملكه
بين (1000 - و 974 ق م) (المنجد في الأدب والعلوم
(2) المقتطف ج 4 ص 179.
(3) نقلناه في الطبعة الأولى، ولم أذكر الان من أين نقلته.
32

الفصل الثالث
نقود العرب في الجاهلية
ذكر جمع من المؤرخين: أن النقود التي كانت جارية في بلاد العرب في
الجاهلية وصدر الاسلام هي النقود التي كانت مسكوكة بسكة ملوك الروم والفرس
وكان أكثر ما ترد إليهم من الروم دنانير قيصرية (1) وأكثر ما ترد إليهم من الفرس
دراهم كسروية (2) وكانوا يطلقون على النقود الذهبية (العين) وعلى النقود الفضية
=

1 - نسبة إلى قيصر. وهو لقب كل من ملك ديار الروم، والجمع قياصرة والكلمة
رومية معناها (الخشعة) بكسر الخاء. وفي اللسان: (الخشعة): الذي يبقر عنه بطن
امه. قال ابن برى: قال ابن خالويه والخشعة! ولد البقير، والبقير: المرأة تموت وفي
بطنها ولد حي فيبقر بطنها ويخرج وقد وقع هذا للقيصر الأول فصار لقبا لمن بعده من
ملوك الروم. قال المسعودي: ان أول من ملك من ملوك الروم بعد اليونانيين (بوليس)
سبع سنين ونصفا. وكانت مدينة رومية بنيت قبل الروم بأربعمائة سنة ثم ملك بعده
(أغسطس بن قيصر) ستا وخمسين سنة. وهذا الملك هو الأول من ملوك الروم واسمه
قيصر، وهو الثاني من ملوكهم. وتفسير قيصر أي شق عنه. وذلك أن امه ماتت وهى حامل
به، فشق بطنها فكان هذا الملك يفتخر في وقته بان النساء لم تلده، وكذلك من حدث
بعده من ملوك الروم ممن كان من ولده يفتخرون بهذا الفعل وما كان من أمهم، فصارت
سمة لمن طراء بعده من ملوك الروم والله أعلم) (مروج الذهب ج 1 ص 192 ط مصر سنة
1346 ه‍).
2 - نسبة إلى (كسرى) قال صاحب اللسان: (كسرى وكسرى) جميعا فتح الكاف وكسرها:
اسم ملك الفرس معرب هو بالفارسية (خسرو) أي واسع الملك فعربته العرب، فقالت كسرى
وورد ذلك في الحديث كثيرا والجمع أكاسرة وأكاسر وكسور على غير قياس لان قياسه
كسرون بفتح الراء مثل عيسون وموسون بفتح السين والنسب إليه: كسرى بكسر الكاف
وتشديد الياء مثل حرمي وكسروي بفتح الراء وتشديد الياء ولا يقال كسروي بفتح الكاف)،
وقال في القاموس: كسرى بالكسر ويفتح والنسبة كسرى وكسروي (بالكسر)
وفي (المزهر) ص 205 من الطبعة الأولى: وقلت. كسرى بكسر الكاف وهذا خطا انما هو
كسرى بفتحها والدليل على ذلك انا وإياكم لا نختلف في أن النسب إلى كسرى كسروي
بفتح الكاف وهذا ليس مما يغيره ياء الإضافة لبعده منها الا ترى انك لو نسبت إلى معزى
ودرهم لقلت معزى ودرهمي ولم تقل معزى ولا درهمي) وأما كسرى الأول الملقب
بانوشروان المشهور بالعادل فملك ديار الفرس من سنة (531 إلى سنة 579) للميلاد و
اما كسرى الثاني الملقب بأبرويز فملكها من سنة (590 إلى سنة 628) للميلاد وقد فسر
33

(الورق). وذكر بعضهم: أن الحجازيين وأهل مكة خاصة كانوا يتعاملون في تجارتهم
بنقود أهل اليمن وغيرهم أيضا. ودونك نبذ من كلماتهم:
قال الماوردي: (قال سعيد بن المسيب: ان أول من ضرب الدراهم المنقوشة
عبد الملك بن مروان وكانت الدنانير ترد رومية، والدراهم ترد كسروية، وحميرية
قليلة) (1)
وقال جودت باشا: (ان السكة التي كانت جارية في بلاد العرب هي الدراهم و
الدنانير التي كانت مسكوكة بسكة ملوك الفرس، والمجوس، والروم، وفي زمن
الخلفاء وأوائل الدولة الأموية كانت الهمم والأنظار متعلقة بأمر الغزاء والجهاد، و
لذا لم يتعلق إهتمام بضرب السكة، ثم إن بعضي الولاة والعمال في جهة الشرق ضرب
سكة فضية على الطراز الكسروي أعني على طراز الساسانية التي كانت بالحروف
البهلوية) (2)
وقال المورخ جرجى زيدان: (كان العرب قبل الاسلام يتعاملون بنقود كسرى
وقيصر، وهى الدراهم والدنانير، وكانت الدنانير على الاجمال نقودا ذهبية، والدراهم
نقودا فضية بما يقابل الجنيه والريال عندنا. وكانوا يعبرون عن الذهب بالعين وعن
الفضة بالورق، وكان عندهم أيضا نقود نحاسية منها الحبة والدانق. على أن مرجع
هذه النقود إنما هو إلى الوزن لأن المراد بالدينار قطعة من الذهب وزنها مثقال عليه
نقش الملك أو السلطان الذي ضربه. والمراد بالدرهم وزن درهم من الفضة، ويسمونه
أيضا الوافي.)
إلى أن قال: (وكانت الدنانير عند العرب قبيل الاسلام صنفين: دنانير هرقلية أو

= أنوشروان بالنفس الخالدة، وأبرويز بالمنصور. (راجع المنجد) وفي معجم البرهان القاطع
الفارسي (پرويز) معناه المظفر والمنصور والسعيد والعزيز ويقال للسمكة أيضا في
اللسان البهلوي وكان لقبا لابن أنوشروان لأنه كان يحب السمكة
وفي النقود العربية هامش ص 32: الدنانير الكسروية تنسب إلى الأول، وإن كان
الثاني ضرب أيضا دنانير تنسب إليه) (1) الأحكام السلطانية ص 154 ط مصر سنة 1380 ه‍
(2) تاريخ جودت باشا ص 274.
34

رومية ودنانير كسروية أو فارسية، وكذلك كانت الدراهم، ولكن الغالب أن تكون
معاملاتهم بالدنانير الرومية والدراهم الفارسية ولذلك كانت الهرقلية (1) أعز عندهم
وأرغب، حتى ضربوا المثل بجمالها، وزهوها) (2)
وقال في تاريخ العرب قبل الاسلام: (أما أهل الحجاز، فقد تعاملوا بالنقود
الرومية والساسانية، تعاملوا بالدراهم، وتعاملوا بالدنانير، وتعاملوا بالدانق.
ولعلهم كانوا يتعاملون بنقود أهل اليمن كذلك، وبنقود أهل الحبشة، فقد كان أهل
مكة خاصة تجارا يتاجرون مع اليمن ويتاجرون مع العراق: وبلاد الشام وتجارتهم
هذه تجعلهم يستعملون مختلف النقود. خاصة انهم كانوا في مكان فقير لا يساعد على
ضرب النقد فيه وأغلب اعتماد العرب في الجاهلية، وفي صدر الاسلام قبل ضرب النقود
الاسلامية بالحروف العربية على النقد الذهب المضروب عند الروم وهو الدينار. أما
النقود المضروبة من الفضة فكان جل اعتماد العرب فيها على نقود الساسانيين) (3)
وقال أيضا: (فيظهر مما تقدم أن مكة بصورة خاصة كانت عند ظهور الاسلام تتعامل
بمختلف أنواع العملة المضروبة في ذلك العهد، بعملة الروم وبعملة الفرس، ذلك
لأن تجارها كانوا يقصدون مختلف الأسواق للاتجار: أسواق الأرضين الخاضعة للروم
وأسواق البلاد الخاضعة لحكم الفرس ونفوذهم، فاضطروا بعامل تعاملهم هذا واتصالهم
ببلاد ذات عملات مختلفة إلى التعامل بعملات تلك البلاد حتى في أسواقها الداخلية
حيث كان من الصعب على أهل مكة وبقية أهل الحجاز ضرب النقود باسمهم، وإيجاد
عملات خاصة بهم يتعامل بها في الأسواق، فكانوا يتعاملون بكل العمل من غير تفريق
وبأسعارها الرائجة في السوق. ولم يرد في الأخبار ما يفيد قيام الأماكن الأخرى في
الحجاز بضرب النقود فيها). (4)
فهذه الكلمات صريحة في أن أغلب تعامل العرب في الجاهلية وصدر الاسلام

1 - في الأساس وجه كأنه الدينار الهرقلي.
2 - تاريخ التمدن الإسلامي ج 1 ص 97 ط مصر سنة 1902 م
3 - تاريخ العرب قبل والاسلام ج 8 ص 206 ط مطبعة المجمع العلمي العراقي سنة 1378 ه‍
4 - نفس المصدر ص 211.
35

كان بالدنانير الرومية والدراهم الفارسية. ويبدو منها أن تعاملهم بها كان عددا
ولكن يلاحظ في كلام الآخرين منهم التصريح بأن الحجازيين وأهل مكة
خاصة كانوا لا يتعاملون بها الا وزنا، فيتبايعون بها بما أنها تبر لا بما أنها نقود مضروبة
واليك نبذ من كلمات هؤلاء.
روى البلاذري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: كانت دنانير هرقل ترد على
أهل مكة في الجاهلية وترد عليهم دراهم الفرس البغلية: فكانوا لا يتبايعون الا على
انها تبر وكان المثقال عندهم معروف الوزن، وزنه اثنان وعشرون قيراطا إلا كسرا
ووزن العشرة الدراهم سبعة مثاقيل، فكان الرطل اثنتي عشرة أوقية، وكل أوقية
أربعين درهما. فاقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك وأقره أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فكان
معاوية، فاقر ذلك على حاله.
وروى أيضا عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال: كانت لقريش اوزان في
الجاهلية فدخل الاسلام فأقرت على ما كانت عليه. كانت قريش تزن الفضة بوزن
تسميه درهما، وتزن الذهب بوزن تسميه دينارا فكل عشرة من أوزان الدراهم سبعة
أوزان الدنانير، وكان لهم وزن الشعيرة، وهو واحد من الستين من وزن الدرهم،
وكانت لهم الأوقية ووزن الأوقية: أربعين درهما والنش: وزن عشرين درهما وكانت
لهم النواة وهى وزن خمسة دراهم فكانوا يتبايعون بالتبر على هذه الأوزان فلما قدم
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة أقرهم على ذلك (1)
وقال المقريزي، ان النقود التي كانت للناس على وجه الدهر على نوعين
(السود الوافية) و (الطبرية العتق) وهما غالب ما كان البشر يتعاملون به. فالوافية
وهي البغلية هي دراهم فارس، وزنه زنة المثقال من الذهب، (والدرهم الجواز) تنقص
في العشرة ثلاثة، كل سبعة بغلية عشرة بالجواز، وكان لهم أيضا درهم تسمى
(جوراقية).
وكانت نقود العرب في الجاهلية التي تدور بينها الذهب والفضة لا غير ترد إليها
من الممالك دنانير الذهب قيصرية من قبل الروم، ودراهم الفضة على نوعين سود

1 - الخط فتوح البلدان ص 452 و 453 ط مصر سنة 1959 م
36

وافية وطبرية عتق. وكان وزن الدراهم والدنانير في الجاهلية مثل وزنها في الاسلام
مرتين ويسمى المثقال من الفضة درهما ومن الذهب دينارا.
ولم يكن شيئا من ذلك يتعامل به أهل مكة في الجاهلية، فكانوا يتبايعون
بأوزان اصطلحوا عليها فيما بينهم، وهو الرطل الذي هو اثنا عشرة أوقية، و (الأوقية)
وهى أربعون درهما، فيكون الرطل ثمانين وأربعمائة درهما، و (النص) وهو نصف
الأوقية حولت صاده شينا، فقيل نش (1) وهو عشرون درهما، و (النواة) (2) وهى
خمسة دراهم، والدرهم الطبري ثمانية دوانيق، والدرهم البغلي أربعة دوانيق وقيل
بالعكس، والدرهم الجوراقي (3) أربعة دوانيق ونصف، والدانق ثماني حبات وخمسا حبة
من حبات الشعير المتوسطة التي لم تقشر، وقد قطع من طرفيها ما امتد
وكان الدينار يسمى لوزنه دينارا وانما هو (تبر) (4) ويسمى الدرهم لوزنه
درهما وانما هو (تبر) وكانت زنة كل عشرة دراهم ستة مثاقيل، والمثقال زنة اثنين
وعشرين قيراطا الا حبة: وهو أيضا بزنة اثنين وسبعين حبة شعير مما تقدم ذكره

1 - وفي الأساس وما عنده الا نش نصف أوقيه وقال الجوهري: (النش عشرون
درهما وهو نصف أوقية لانهم يسمون الأربعين درهما أوقية ويسمون العشرين نشا، ويسمون
الخمسة نواة) ويأتي الكلام عليه تفصيلا في فصل الأوزان
2 - وفي الصحاح: النواة: خمسة دراهم، كما يقال للعشرين نش. وقال في القاموس
في مادة (نوى): النواة من العدد، عشرون أو عشرة، والأوقية من الذهب أو أربعة
دنانير أو ما زنته خمسة دراهم، أو ثلاثة دراهم، أو ثلاثة ونصف).
3 - في النسخة المطبوعة: الجوارقي. ولكن في النقود العربية (الجوراقي) نحو
ما في المتن. والدراهم الجوراقية على ما ذكره فيها أيضا ص 145 كانت من الدراهم المعروفة
في صدر الاسلام وكانت تضرب في جورقان قرية بنواحي همذان) وقد ضبط في القاموس
(جوزقان) كتابة بالزاء المعجمة وفتح الجيم قرية بهمذان. وقال الشارح الذي ضبطه.
أئمة النسب بضم الجيم وفتح الراء كما تقدم منها أبو مسلم عبد الرحمن بن عمر بن أحمد
الصوفي الجورقاني روى عن أبيه ومنه السمعاني بهمذان)
4 - في الصحاح. (التبر) ما كان من الذهب غير مضروب فإذا ضرب دنانير فهو
عين ولا يقال تبر الا للذهب وبعضهم يقوله للفضة أيضا) في القاموس (التبر) بالكسر: الذهب
والفضة أو فتاتها قبل أن يصاغا فإذا صيغا فهما ذهب وفضة أو ما يستخرج من المعدن قبل أن يصاغ.
ونرى مثل ذلك في اللسان وغيره. واما الدينار والدرهم فهما اسمان للمضروبين
37

وقيل: أن المثقال منذ وضع لم يختلف في جاهلية، ولا اسلام. ويقال: ان
الذي اخترع الوزن في الدهر الأول بدأه بوضع المثقال أولا فجعله ستين حبة، زنة
الحبة مائة من الحب الخردل البرى المعتدل. ثم ضرب صنجة (1) بزنة مائة من حب
من الذهب والفضة كما صرح به جمع من اللغويين وفي الأساس: ذهب مدنر مضروب وفي القاموس
واللسان: دينار مدنر، مضروب وفي المغرب: الدرهم اسم للمضروب المدور من الفضة
كالدينار من الذهب). وفي المصباح: الدرهم الإسلامي، اسم للمضروب من الفضة
فاطلاقهما وإرادة مجرد الوزن منهما مخالف لما نصوا عليه لكنه كذلك في الشرع
فيطلقان ويراد منهما وزنها المحدود المعلوم عند أهله كما يأتي الكلام على ذلك وما ذكره
فقهائنا رضوان الله تعالى عليهم في مقدارهما الشرعي تفصيلا في موطنه: ولا بأس هنا بذكر
ما افاده البستاني في دائرة المعارف تأييدا لما أشرنا إليه قال: الدرهم في اللغة اسم
لمضروب مدور من الفضة وفي الشرع يطلق على وزن ذلك المضروب في الزكاة وعلى
وزن أو سطح في باب النجاسة على قياس الدينار، فإنه يطلق على المضروب وشرعا
على وزن ذلك المضروب، والأطباء يطلقونه على الوزن أيضا من أن الدرهم نصف مثقال
وخمسا وقيل ستة دوانيق (هذا هو الوزن الشرعي للدرهم وعليه اتفقت كلمتهم) والدرهم
عند الأطباء، والصيادلة الان ستون قمحة، أو ثمن أوقيتهم. والدرخمي عند الأطباء مثقال
وعند البعض درهم. (الخط دائرة المعارف ج 7 ص 670 ط بيروت)
وقال في المجلد الثامن ص 252 ط بيروت أيضا، الذي اشتهر أن الدينار قطعة
من الذهب لكن الدينار الأول الروماني كان من الفضة، ثم صار من الذهب في عهد متأخر
أي بعد سنة 200 ق م، ثم لما صار الدينار عند العرب من الذهب، والدرهم من الفضة
صاروا يشبهون الدينار بالشمس، والدرهم بالقمر، وعليه قول بعضهم
ويظلم وجه الأرض في أعين الورى * بلا شمس دينار ولا بدر درهم
وكذلك يطلق الدرهم والدينار عندهم على النقود كلها تسمية الكل باسم البعض كما يطلق
عليه الفرنسيون بلفظة (أرجن) ومعناها في الأصل، الفضة، ثم حضرت عند العرب بلفظة دراهم
كما هو المعروف الان في كتب العرب فالدينار في الأصل اسم لمضروب مدور من الذهب وفي
الشريعة اسم لمثقال من ذلك المضروب. وقال بعضهم: الدينار يقسم إلى ستة أقسام،
يسمى كل واحد منها دانقا وكل دانق أربعة طساسيج وكل طسوج أربع شعيرات، والشعيرة
ستة خردلات وقد يقسم الطسوج إلى ثلاث حبات وبعضهم يقسم الدينار إلى (60) حبة.
1 - قال الجوهري في (صنج) صنجة الميزان معرب قال ابن السكيت: ولا تقل:
(سنجة) وفي القاموس، سنجة الميزان مفتوحة، وبالسين أفصح من الصاد. وقال صاحب
اللسان في مادة (سنج) سنجة الميزان: لغة في صنجة والسين أفصح، وفي مادة صنج (وصنجة)
الميزان وسنجته فارسي معرب وقال ابن السكيت، لا يقال سنجة). فكلا هما بالفتح
فارسي معرب من (سنگة) أي حجر الميزان. قال في أقرب الموارد، (سنجة الميزان
ما يوزن به كالأوقية، والرطل، معرب (سنگة) بالفارسية. ويقال. (صنجه) بالصاد
وبالسين أفصح، ج: سنجات).
38

الخردل، وجعل بوزنها مع المائة صنجة ثالثة، حتى بلغ مجموع الصنج خمس صنجات
فكانت صنجته نصف سدس مثقال، ثم أضعف وزنها حتى صارت ثلث مثقال، فركب
منها نصف مثقال، ثم مثقالا وعشرة وفوق ذلك. فعلى هذا تكون زنة المثقال الواحد
ستة آلاف حبة. ولما بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وآله أقر أهل مكة على ذلك كله. وقال
(الميزان ميزان أهل مكة) وفي رواية (ميزان المدينة.) (1)
وفي كتاب الدينار الإسلامي: كان للعرب تجارة واسعة يقصدون بها ما جاورهم
من البلاد والأقطار الأخرى. ولقريش (رحلة الشتاء والصيف) إلى اليمن والشام
ومنهم من كان يؤم العراق فيبيعون. ويشترون، ثم يعودون إلى وطنهم الحجاز حاملين
معهم من الشام دنانير ذهبا قيصرية ومن العراق دراهم فضة كسروية. وقليل منهم
كانوا يحملون نقود اليمن الحميرية، وما سواها من نقود العرب التي كانت متداولة
بينهم في الجاهلية فان التعامل بها كان نادرا.
فكانت ترد الحجاز دنانير الذهب الهرقلية البيزنطية من الشام، ودراهم الفضة
الساسانية من العراق، وكانوا لا يتعاملون بها الا وزنا بحساب المثاقيل باعتدادها
تبرا أي مادة صرفة من ذهب أو فضة ولا تقبل بالعد فيغضون النظر عن كونها نقودا
مضروبة، وذلك لتنوع الدراهم وأوزانه، والدنانير وإن كانت ثابتة الوزن والمقدار
فقد ينقص بعضها في أثناء التداول أو لسبب آخر، ولمنع الغبن كانوا يعمدون إلى
الوزن) (2)
فالنقلان مختلفان ظاهرا في كيفية تعامل العرب في الجاهلية وصدر الاسلام
بالنقود الرومية والفارسية فظاهر الأول أنهم كانوا يتعاملون بها عددا وصريح
الثاني أن تعاملهم بها كان وزنا. الا ان الممكن إرادة الثاني من الأول أيضا، و
أن المراد منه هو أنهم كانوا يتعاملون بها بعد ما يردونها في معاملتهم إلى الوزن
كما نص عليه ابن خلدون قال: (وكانوا (أي العرب بعد مجئ الاسلام) يتعاملون

1 - النقود العربية ص 22 - 30 ط القاهرة سنة 1939 م
2 - الدينار الإسلامي ج 1 ص 10 ط بغداد سنة 1372 ه‍ - 1953 م
39

بالذهب. والفضة وزنا، وكانت دنانير الفرس: ودراهمهم بين أيديهم، ويردونها
في معاملتهم إلى الوزن، ويتصارفون بها بينهم). أو أن التعامل بها وزنا كان متعارفا
عند أهل مكة خاصة كما سمعته من البلاذري والمقريزي أو عامة أهل الحجاز
كما سمعته من (الدينار الإسلامي) أو أن المقصود من العرب في النقل الثاني هو
الحجازيون وأهل مكة دون غيرهم فعلى كل صورة لا تنافى بين النقلين.
الفصل الرابع
قبل ان يظفر على المسكوكات القديمة بالحفريات، كان المسلم عند جماعة ان
أول من ضرب السكة في الاسلام هو عبد الملك بن مروان خامس خلفاء الأمويين ولكن
تبين خلاف ذلك بعد اكتشافها، والعثور عليها وكذا بما ذكره جمع من المحققين
الباحثين عن النقود القديمة فتحقيق المقام يقتضى ان نتفحص التواريخ الموضوعة
لذلك ونجعل مدار البحث على ثلاثة أمور طبقا لجرى التاريخ وتحوله من دور
إلى دور فنبحث عن:
أول من أمر بضرب السكة في الاسلام.
وأول من نقش على النقود بسكة اسلامية
وأول من ضرب النقود الاسلامية بصورة رسمية عامة.
أول من أمر بضرب السكة في الاسلام
قيل إن أول من أمر بضرب السكة في الاسلام، هو عمر بن الخطاب لمصالح
أهل البصرة، فضربها على النقش الكسروي سنة 18 من الهجرة، ثم تابعه في ذلك
عثمان بن عفان، وكذا معاوية بن أبي سفيان في أيام دولتهم ذاهلين عن تحويل
نقوشها الكسروية والقيصرية إلى الاسلامية. قال المقريزي: قد تقدم ما فرضه رسول الله
صلى الله عليه وآله سلم في نقود الجاهلية من الزكاة وانه أقر النقود في الاسلام على ما كانت عليه
فلما استخلف أبو بكر عمل في ذلك بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يغير منه شئ، حتى
إذا استخلف أبو حفص عمر بن الخطاب وفتح الله على يديه مصر والشام والعراق،
لم يعترض لشئ من النقود، بل أقرها على حالها.
40

فلما كانت سنة ثماني عشرة من الهجرة - وهى السنة الثامنة من خلافته
(1)
أتته الوفود، منهم وفد البصرة وفيهم الأحنف بن قيس، فكلم عمر بن الخطاب في مصالح
أهل البصرة، فبعث معقل بن يسار، فاحتفر نهر معقل (2)، الذي قيل فيه: (إذا جاء
نهر الله بطل نهر معقل) ووضع الجريب (3) والدرهمين في الشهر.
فضرب حينئذ عمر الدراهم على نقش الكسروية وشكلها بأعيانها. غير أنه زاد
في بعضها: (الحمد الله) وفي بعضها: (محمد رسول الله) وفي بعضها: (لا إله إلا الله وحده)
وفي آخر مدة عمر وزن كل عشرة دراهم ستة مثاقيل.
فلما بويع عثمان بن عفان ضرب في خلافته دراهم، نقشها: " الله أكبر ".
فلما اجتمع الأمر لمعاوية بن أبي سفيان وجمع لزياد بن أبيه الكوفة والبصرة
قال: إن عمر بن الخطاب صغر الدرهم، وكبر القفيز (4)، وصارت تؤخذ
عليه ضريبة أرزاق الجند، وترزق عليه الذرية، طلبا للإحسان إلى الرعية،
فلو جعلت أنت عيارا دون ذلك العيار، ازدادت الرعية به مرفقا، ومضت لك السنة
الصالحة فضرب معاوية تلك الدراهم السود الناقصة من ستة دوانيق، فتكون

(1) كذا، والصحيح السنة السادسة.
(2) معقل وزان مجلس معروف إلى اليوم في البصرة، وغدا محلة كبيرة، ويسميها بعض
العوام (مارگيل) نقل عن الانگليز MARGEEI وسبب هذا التصحيف أن ليس لأبناء
بريطانية الكبرى (عين) في كلامهم، فوضعوا (راء) في مكانها ثم زادوا الفتحة مدا
فصارت ألفا ونطقوا بالقاف گافا فارسية فصارت مارگيل كما ترى. (النقود العربية ص 31)
(3) الجريب: أهل البصرة يعرفون الجريب إلى عهدنا هذا وهو عندهم نحو من
مائة نخلة ومن غير النخيل أرض سعتها هكتار. ويسمى الجريبان الاثنان: فنجانا، قال
في لسان العرب في مادة (جرب): (الجريب من الأرض نصف الفنجان) اه‍ فيكون الفنجان
مقدار جريبين والفنجان كلمة فارسية هي (پنكان) وهى ساعة مائية تستقى الأرض فيها
ماء حتى يبلغ المسقى منها جريبين، وأما الجريب فكان الارميون وهم أهل الزراعة في
العراق يسمونه أيضا جريبا، قالوا: وهو مقدار أربعة أقفزة (النقود العربية ص 31).
(4) القفيز من الأرض، قدر مائة وأربع وأربعين ذراعا والجمع أقفزه وقفزان (القاموس).
41

خمسة عشر قيراطا تنقص حبة أو حبتين، وضرب منها زياد، وجعل وزن كل
عشرة سبعة مثاقيل، وكتب عليها، فكانت تجري مجرى الدراهم.
وضرب معاوية أيضا دنانير، عليها تمثال، متقلدا سيفا. فوقع منها دينار
ردئ في يد شيخ من الجند، فجاء به إلى معاوية، وقال يا معاوية، إنا وجدنا
ضربك شر ضرب، فقال له معاوية: لأحرمنك عطاءك، ولأكسونك القطيفة (1) اه‍
وقال الدميري، نقلا عن كتاب المحاسن والمساوي: وكانت الدراهم في
ذلك الوقت - يعنى قبل سكة عبد الملك - إنما هي الكسروية التي يقال لها اليوم
يعنى أيام خلافة هارون الرشيد - البغلية، لأن رأس البغل ضربها لعمر بن الخطاب
بسكة كسروية في الاسلام، مكتوب عليها صورة الملك، وتحت الكرسي مكتوب
بالفارسية (نوش خر) أي كل هنيئا (2)
وجاء في مجلة المقتطف: أنه ضرب على عهد الخلفاء الراشدين، والأمويين
نقود مصورة، أي منقوش عليها بعض الصور، على طرز النقود الساسانية والرومية
وكانت تعرف عند المؤرخين بالدراهم والدنانير الكسروية، والهرقلية أو
القيصرية) (3).
وقال جرجى زيدان: تحت عنوان (النقود الاسلامية): (ما زال العرب
يتعاملون بالنقود الرومية والفارسية حتى ظهر الاسلام وافتتحوا البلاد، وأسسوا
الدولة الاسلامية فعمدوا إلى إنشاء تمدنهم، فكان في جملة عوامله السكة، فضربوا
الدراهم والدنانير أولا مشتركة بينهم وبين الروم أو الفرس، منها قطعة ضربها خالد
ابن الوليد في طبرية في السنة الخامسة عشرة للهجرة، وهي على رسم الدنانير الرومية
تماما بالصليب والتاج والصولجان ونحو ذلك، وعلى أحد وجهيها اسم خالد بالأحرف
اليونانية XAAE وهذه الأحرف BON ويظن الدكتور مولر المؤرخ الألماني ناقل هذا

(1) راجع النقود العربية ص 30 - 33.
(2) حياة الحيوان ج 1 ص 55، المحاسن والمساوى ص 498.
(3) المقتطف ج 49 ص 57.
42

الرسم انها مقتطعة من (أبو سليمان) كنية خالد بن الوليد (1).
وهناك قطعة أخرى ضربت باسم معاوية، ولكنها على مثال دينار من دنانير
الفرس، وبرسمه وشكله، إلا اسم معاوية عليه، وقد نقلنا رسمه عن الدكتور
مولر المشار إليه (2).
فالمسلم الظاهر من التاريخ انه لم تتغير السكك الدائرة في تلك العهود مما
كانت عليها من النقوش الكسروية أو الرومية، وإنما أضيفت إليها طوابع من
الحروف العربية كما في المطابع الحروفية الدائرة عندنا، فكانوا إذا أرادوا ان
يضربوا درهما أو دينارا، ركبوا كلمات مطلوبة من التوحيد والتحميد وغيرهما
وضربوها على الفضة أو الذهب مجتمعة، أو واحدة بعد أخرى.
فلم يكن هناك في ضرب النقود تجديد سكة ورسم بل اللازم هناك قطعات
وافرة من الفضة أو الذهب ليضربوا عليها وينفقوها في منافع الناس ومصالحهم.
أول من نقش على النقود بسكة إسلامية
قال جودت باشا في تاريخه: (في زمن الرسالة المحمدية صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع اعتناء
بأمر السكة، لكون الملة كانت في ابتداء امرها ساذجة مع بداوة العرب،
فاستمرت النقود المتداولة بين الناس على الحال التي كانت عليه: وفي الأكثر كانت
تستعمل المقادير الميزانية، وبالجملة. فان السكة التي كانت جارية في بلاد
العرب هي الدراهم والدنانير التي كانت مسكوكة بسكة ملوك الفرس والمجوس
والهند والروم، وفي زمن الخلفاء الأربع وأوائل الدولة الأموية، كانت الهمم
والأنظار متعلقة بأمر الغزاة والجهاد ولذلك لم يقع اهتمام بضرب السكة

(1) لو صح ذلك لكان خالد بن الوليد أول من أمر بضرب النقود في الاسلام
(2) راجع تاريخ التمدن الإسلامي وشاهد رسم السكتين ج 1 ص 98 وسيجئ، رسم
سكة فضية من السكك التي ضربها معاوية سنة 41.
43

ثم إن بعض الولاة والعمال في جهة الشرق، ضربوا سكة فضية على الطرز
الكسروي، أعني على طرز السكة الساسانية التي كانت بالحروف البهلوية فكانوا
يكتبون على حرف دائرتها أسمائهم بالحروف العربية، وفي وسطها البسملة والهيللة
(لا إله إلا الله) وقد نظرت الفقير كثيرا منها وأقدم سكة رأيتها ضربت في
سنة 28 هجرية في قصبة هرتك من بلاد طبرستان؟ ورأيت مكتوبا على دائرها
بالخط الكوفي (بسم الله ربى) وفي خلافة حضرة علي كرم الله وجهه كان مكتوبا
على دائرة السكة التي ضربت في سنة 37 للهجرة بالخط الكوفي (ولى الله) وقد
رأينا على دائرة السكة التي ضربت في سنة 38 و 39: (بسم الله ربي) على المنوال
السابق (1).
وقال أيضا: إن المسلم عند أهل العلم ان الذي أحدث ابتداء ضرب
السكة العربية هو الحجاج، بأمر من عبد الملك حين كان واليا على
العراق من قبله (75 - 76) ولكن ظهر خلاف هذا عند الكشف الجديد في
سنة 1276 وذلك أن رجلا إيرانيا اسمه جواد، اتى دار السعادة بسكة فضية
عربية ضربت في البصرة سنة 40 من الهجرة، والفقير رأيتها بين المسكوكات
القديمة عند صبحي بك أفندي، مكتوب على أحد وجهيها بالخط الكوفي (الله
الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) وفي دورتها (محمد رسول الله
أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) وعلى
الوجه الآخر (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وفي دورتها (ضرب هذا الدرهم

(1) راجع مجلة المقتطف ج 49 ص 58 وقد نقله عن تاريخ جودت باشا ص 276.
ثم إن المسكوكات التي شاهدها جودت باشا كان أكثرها موجودا عند صبحي باشا
أحد الوزراء العثمانيين وهو أول من اهتم في المشرق بجمع النقود القديمة وتأليف الكتب
في وصفها.
44

بالبصرة سنة 40)
وقال السيد العلم الحجة المرحوم السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة
في ذيل حالات علي أمير المؤمنين عليه السلام تحت عنوان: (أول من أمر بضرب السكة الاسلامية):
(ذكر الفاضل المتتبع الشيخ حيدر قلى خان بن نور محمد خان الكابلي نزيل
كرمانشاه، في رسالته (غاية التعديل في الأوزان والمكاييل) واخبرنى به من
لفظه. بمنزله في كرمانشاه يوم السبت العشرين من المحرم سنة 1353 في طريقنا
إلى زيارة الرضا عليه السلام وهو يعرف اللغة الانكليزية جيدا: قال: رأيت في دائرة
المعارف البريطانية ص 904 الطبعة الثالثة والعشرين عند الكلام على المسكوكات
العربية ما تعريبه ملخصا:
(ان أول من أمر بضرب السكة الاسلامية هو الخليفة على بالبصرة
سنة 40 من الهجرة الموافقة لسنة 660 مسيحية، ثم أكمل الامر بعده عبد الملك
الخليفة سنة 76 من الهجرة الموافقة لسنة 695 مسيحية) (1)
وذكر العلامة الخبير المرحوم الشيخ عباس القمي في كتاب هدية الأحباب
في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب) عند ذكر البيهقي، أيضا من كتاب (غاية
التعديل في الأوزان والمكاييل) لسردار خان الكابلي رحمه الله وعن خطه
الذي كتبه إليه: ان في المجلد السابع عشر من دائرة المعارف البريطانية
ص 904 من الطبعة الثالثة عشرة عند الكلام على المسكوكات القديمة ما تعريبه
ملخصا ثم ذكر نحوه (2)

(1) أعيان الشيعة ج 3 ص 599 الطبعة الأولى،
(2) هدية الأحباب ص 111 فكما ترى اختلف هذان الناقلان في تعيين الطبعة من
دائرة المعارف،
45

فعلى هذا أول من أحدث السكة الاسلامية، وأبطل النقوش الكسروية
والقيصرية، هو علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، ولا غرو في أن يكون أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب عليه السلام أول من يتفطن لذلك، فيمحو آثار الشرك، والشعائر المجوسية
والنصرانية، عن السكك الاسلامية، فإنه اعلم الأمة بصلاحها وفسادها، واولى
الناس بإقامة الأمت والعوج، وسد الثلم وتعظيم شعائر الدين والاسلام.
ولكنه ضربها على الدراهم الفضية المحتاج إليها، وجعل نقشها دائرا مدار
الشهادتين سورة التوحيد ورسالة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. مع ما أضاف إليها من سنة
التاريخ ودار الضرب.
وتابعه بعد ذلك عبد الله بن الزبير واخوه مصعب فضرب مصعب بأمر أخيه دراهم
أكثر نقوشها عربية بالخط الكوفي وعليها شعار الاسلام والتوحيد.
قال المقريزي: فلما قام عبد الله بن الزبير بمكة، ضرب دراهم مدورة،
وكان أول من ضرب الدراهم المستديرة - يعنى في الاسلام على ما هو المشهور بينهم
وكان ما ضرب منها قبل ذلك ممسوحا غليظا قصيرا، (1) فدورها عبد الله، (2)
ونقش بأحد الوجهين (محمد رسول الله) وبالاخر (أمر الله بالوفاء والعدل) وضرب
اخوه مصعب بن الزبير، دراهم بالعراق، وجعل كل عشرة منها سبعة مثاقيل، وأعطاها
الناس في العطاء، حتى قدم الحجاج بن يوسف العراق. من قبل عبد الملك بن

(1) الممسوح من الدراهم أو الدنانير ما لا نقش عليه:
(2) ولكن في دائرة المعارف للبستاني (ج 7 ص 670) ان الدرهم أو الدرهام اسم
لمضروب مدور من الفضة، والمشهور أن تدويره في خلافة الفاروق!!؟ وكان قبله على
شكل النواة بلا نقش، ثم نقش في زمان ابن الزبير على طرف بكلمة (من الله) وعلى
الاخر بالبركة).
46

مروان، فقال: (ما نبقي من سنة الفاسق أو المنافق شيئا، فغيرها.) (1)
وروى البلاذري: عن يحيى بن النعمان الغفاري، عن أبيه، قال: ضرب
مصعب الدراهم بأمر عبد الله بن الزبير سنة 70 على ضرب الأكاسرة، وعليها (بركة)
أي في جانب - وعليها (الله) - أي في جانب آخر - فلما كان الحجاج
غيرها) (2).
وذكر الماوردي في الأحكام السلطلانية: عن يحيى بن النعمان، عن أبيه
نحو ذلك ولكنه قال: أول من ضرب الدراهم مصعب ابن الزبير عن أمر أخيه
عبد الله بن الزبير سنة 70 على ضرب الأكاسرة، عليها (بركة) في جانب و (لله) في
الجانب آخر. (3)
وقال جرجى زيدان: نقلا عن جودت باشا انه رأى نقودا ضربها الأمراء،
والولاة في عهد الخلفاء الراشدين، أقدمها ضرب سنة 28 ه‍ في قصبة هرتك طبرستان،
وعلى دائرها بالخط الكوفي (بسم الله ربي) ورأى نقدا مضروبا سنة 38 ه‍ على
دائرته هذه العبارة أيضا. ونقدا ضرب سنة 61 ه‍ في يزد على دائرته (عبد الله ابن
الزبير أمير المؤمنين) بخط بهلوي. (4)
أقول: وذكر المؤرخ جودت باشا أيضا. نقلا عن واصف أفندي عن التواريخ
الموضوعة في اخبار سلاطين العرب على ما نقلناه عنه في الطبعة الأولى بأن عمر ضرب سكة
في سنة (18) هجرية على النقش الكسروي وكتب على بعضها (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
وعلى بعضها (لا إله إلا الله) واسم عمر وان عبد الله بن الزبير ضرب أيضا دنانير
مستديرة في مكة المكرمة وكتب على أحد وجهيها (محمد رسول الله) وعلى الوجه
الآخر (أمر الله بالوفاء والعدل) ونقش على دائرتها لفظ (عبد الله) لكنه رد

(1) راجع النقود العربية ص 33.
(2) راجع فتوح البلدان ص 454 والنقود العربية ص 13.
(3) الأحكام السلطانية ص 139:
(4) راجع التمدن الإسلامي ج 1 ص 98، 99 الطبعة الأولى - " وص 120 من الطبعة الثالثة.
47

هذه الرواية بأنه قد ثبت نقلا ان عمر لم يضرب باسم سكة والرواية المذكورة
يحتمل ان يكون غلطا حصل من السكة التي ضربها أحد امراء طبرستان المسمى
(عمر) فالظاهر أن تاريخها المكتوب بالخط البهلوي لم يتمكنوا من قرائته و
أسندت إلى عمر عندما قرء اسم عمر مكتوب على دائرتها بالحروف العربية وكذلك
السكة التي نسبوها إلى عبد الله بن الزبير إلى الان لم يطلع عليها أهل العلم
ولا رواها أحد عنهم.
وقد نقل المؤرخ المشار إليه كثيرا من المسكوكات القديمة التي رآها عند
صديقه صبحي بك أفندي مع استعانته من بعض الأعيان في قرائة خطوطها ومن
جملتها ما ضربه الأمراء والولاة في عهد الخلفاء وأقدم سكة رآها ضربت سنة
(28) في قصبة (هرتك) طبرستان وعلى دائرتها بالخط الكوفي (بسم الله ربى)
ورأى مكتوبا على دائرة السكة التي ضربت سنة (38 و 39) (بسم الله ربى) على
المنوال السابق.
وكان مكتوبا على دائرة السكة المضروبة في سنة (60) في دار بكر وفي سنة
(61) في يزد بخط كوفي (بسم الله) فقط، وعلى طرف دائرتها بخط پهلوي (عبد الله
ابن الزبير أمير المؤمنين) وكان مكتوبا على السكة المضروبة باسم الحجاج في سنة
(78) بخط كوفي على طرف دائرتها (الحجاج بن يوسف) وفي وسطها (بسم الله لا
إله إلا الله محمد رسول الله)
ورأى سكة في سنة (122 و 124 و 127 و 129) ضربها أحد الرؤساء اسمه (عمر)
من سلالة بعض المحافظين على حدود طبرستان مكتوب عليها (عمر) بالخط الكوفي
ورأى سكة في أقرب تاريخ وهى السكة التي ضربها أحد امراء طبرستان
يقال له (سليمان) في سنة (137) ومكتوب على طرف دائرتها (سليمان) إلى غير
ذلك من المسكوكات التي نقلها وادعى رؤيتها عند صديقه المتقدم ذكره.
وقد نقل رسم جملة من المسكوكات القديمة الدكتور (جوستا ولوبون)
48

الفرنسوي في تاريخ تمدن الاسلام والعرب. (1)
أول من ضرب النقود الاسلامية بصورة رسمية عامة
أول من ضرب النقود الاسلامية عامة، وجعلها دارجة بينهم بصورة رسمية،
وأبطل النقود الكسروية والقيصرية، وأماطها عن سوق المسلمين، هو عبد الملك بن
مروان، بعد ما أبطل طراز القراطيس، وجعلها مطرزة بطراز التوحيد.
فضرب الدنانير لأول مرة بسكة الاسلام سنة 74 كما قيل، فنقش على
الدنانير طبقا لما نقشه علي بن أبي طالب عليه السلام على الدراهم بسورة التوحيد، و
رسالة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، ثم ضرب الدراهم بكذلك، حتى أعاد الدراهم والدنانير.
الرائجة بين المسلمين إلى السكة الاسلامية.
وروى البلاذري عن وهب بن كيسان قال: رأيت الدنانير والدراهم قبل
أن ينقشها عبد الملك ممسوحة، وهى وزن الدنانير التي ضربها عبد الملك. (2)
وروى عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن أبيه قال: قلت لسعيد بن المسيب من
أول من ضرب الدنانير المنقوشة؟ فقال: عبد الملك بن مروان، وكانت الدنانير
ترد رومية، والدراهم كسروية في الجاهلية. (3)
وروى عن ابن أبي الزناد عن أبيه، أن عبد الملك أول من ضرب الذهب عام
الجماعة سنة 74.
قال أبو الحسن المدائني: ضرب الحجاج الدراهم آخر سنة 75، ثم أمر
بضربها في جميع النواحي سنة 76. (3)
وروى عن أبي الزبير الناقد قال: ضرب عبد الملك شيئا من الدنانير في

(1) راجع الفصل الأول من الباب الثالث منه تجد جملة كافيه.
(2) النقود العربية ص 11.
(3) نفس المصدر ص 12.
49

سنة 74، ثم ضربها سنة 75. وأن الحجاج ضرب دراهم بغلية كتب عليها (بسم
الله) (الحجاج) ثم كتب عليها بعد سنة (الله أحد الله الصمد) فكره ذلك الفقهاء
فسميت مكروهة... (1)
وروى عن ابن أبي الزناد عن أبيه، أن عبد الملك بن مروان أول من ضرب
الذهب والورق بعد عام الجماعة، قال فقلت لأبي أرأيت قول الناس إن ابن مسعود
كان يأمر بكسر الزيوف؟ قال: تلك زيوف ضربها الأعاجم فغشوا فيها. (2)
وروى عن المطلب بن عبد الله بن حنظب أن عبد الملك بن مروان أخذ رجلا
يضرب على غير سكة المسلمين فأراد قطع يده، ثم ترك ذلك وعاقبه.
قال المطلب: فرأيت من بالمدينة من شيوخنا حسنوا ذلك من فعله و
حمدوه... (3)
وجاء في مجلة المقتطف أنه ضرب على عهد الخلفاء الراشدين والأمويين
نقود مصورة، اي منقوش عليها بعض الصور على طرز النقود الساسانية والرومية،
وكانت تعرف عن المؤرخين بالدراهم والدنانير الكسروية والهرقلية أو القيصرية.
وفي خلافة عبد الملك بن مروان وهو خامس خلفاء الأمويين بطل صك
هذه النقود، وصكت النقود العربية الخالصة المعرفة عند الخاص والعام، وذلك
ابتداء من سنة 74 - 77 للهجرة، وحذا حذو عبد الملك وسائر من خلفه من الأمويين
والعباسيين والفاطميين حتى الأيوبيين (4)
أقول: وتجد في هذا المجلد من صحيفة 56 - 65 ذكر جملة من النقود
العربية فراجع ان شئت.

(1) النقود العربية ص 13.
(2) المصدر ص 15.
(3) المصدر ص 16.
(4) ج 49 ص 57.
50

وفي كتاب (الدينار الإسلامي - في المتحف العراقي) قال: تحت عنوان
(أول من ضرب الدينار في الاسلام)
ما نصه: قيل إن معاوية بن أبي سفيان ضرب دنانير عليها تمثاله متقلدا
سيفا وقيل ضرب مصعب بن الزبير مع الدراهم دنانير أيضا، وقيل أول من ضرب
الدنانير والدراهم مصعب، وقيل أول من ضرب الدنانير عبد الملك بن مروان بعد عام
الجماعة سنة 74 و 75 للهجرة.
ومما لا شك فيه ان كلا من معاوية (1) ومصعب ضرب الدراهم على الطراز
الساساني، كالدراهم التي ضربها الخلفاء من قبل عمر وعثمان وعلي، ولكن لم
يعثر حتى الآن على دينار يحمل تاريخ خلافة معاوية، أو امارة مصعب في خلافة
أخيه عبد الله بن الزبير، ولكن عثر على دينارين لعبد الملك ضربا على الطراز البيزنطي
عليهما تمثاله متقلدا سيفا وتاريخهما سنة 76 و 77 للهجرة.
بين النقود نقود من النحاس إسلامية ضربت في صدر الدولة على طرازها البيزنطي
عليها تمثال الخليفة متقلدا سيفا، وقسم منها ضرب باسم عبد الملك بن مروان،
الا أننا رأينا دينارا اسلاميا ضرب على الطراز البيزنطي وهو يحمل تصاوير
هيراقليوس وابنيه هيراقليوس قسطنطين وهراقليوناس ولم يثبت في تاريخه
بصورة قطعية وعلى هذا فليس هناك ما يؤيد لنا ان معاوية ومصعبا ضربا شيئا
من الدنانير.

(1) يأتي درهم من الدراهم المضروبة باسمه في الاشكال الآتية رقم (1 - 2)
51

وقد ذكر البلاذري في عدة روايات ان عبد الملك بن مروان أول من ضرب
الدينار الذهب بعد عام الجماعة سنة 74 ه‍.
وذكر الدميري ان عبد الملك أول من ضرب الدراهم والدنانير، ولكن
المقريزي يذكر ان عبد الملك ضرب الدنانير سنة 76 ه‍ وكذلك ذكر ابن الأثير
في تاريخه الكامل.
وحتى الان لم تتأيد إلا روايتا المقريزي وابن الأثير بصورة قطعية، فقد ظهر
أقدم دينار اسلامي وهو لعبد الملك مؤرخ سنة 76 ه‍، ضربه على الطراز البيزنطي
ثم ضربه على النمط نفسه عام 77 ه‍ أيضا وفي السنة 77 ه‍ أيضا أحدث
عبد الملك ضرب الدينار على طرازه الإسلامي الخاص واستمر هكذا إلى نهاية الدولة
الأموية سنة 132،
إذا ففي سنة 77 ه‍ ضرب عبد الملك نوعين من الدنانير، الأول آخر ما ضربه
على الطراز البيزنطي، والثاني هو أول ما ضربه على طرازه الإسلامي الخاص وهذا
بحسب ما عثر عليه من الدنانير حتى الآن، وعلى هذا فيكون عبد الملك أول من
ضرب الدينار وذلك في سنة 76 الهجرية. (1)
وقال في تاريخ العرب قبل الاسلام، وقد بقي العرب قبل الاسلام يتعاملون
بالدنانير الرومية، إلى أيام عبد الملك، حيث أمر بضرب الدنانير فضربت بدمشق
وقد نعت الدينار الجديد، ب‍ (احرش) إذ كانت فيه خشونة لجدته) (2)

(1) الدينار الإسلامي ص 17 و 18 و 19
(2) تاريخ العرب قبل الاسلام ج 8 ص 207
52

فهذا كما ترى يؤيد ما ذكره في الدينار الإسلامي من أن عبد الملك أول
من ضرب الدينار.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ستة وسبعين: (وفي هذه السنة ضرب عبد الملك
ابن مروان الدنانير والدراهم وهو أول من أحدث ضربها في الاسلام، فانتفع الناس
بذلك، وكان سبب ضربها انه كتب في صدور الكتب إلى الروم (قل هو الله أحد)
وذكر النبي صلوات الله عليه وآله وسلم مع التاريخ، فكتب إليه ملك الروم انكم قد أحدثتم كذا
وكذا فاتركوه والا أتاكم في دنانيرنا من ذكر نبيكم ما تكرهون) فعظم ذلك
عليه، فاحضر خالد بن يزيد بن معاوية، فاستشاره فيه فقال، حرم دنانيرهم
واضرب للناس سكة فيها ذكر الله تعالى، فضرب الدنانير والدراهم (1)
ثم إن الحجاج ضرب الدراهم ونقش فيها قل هو الله أحد، فكره الناس ذلك لمكان
القرآن، لأن الجنب والحائض يمسها، ونهى ان يضرب أحد غيره، فضرب سمير اليهودي
فاخذه ليقتله فقال: له عيار دراهمي أجود من دراهمك فلم تقتلني؟ فلم يتركه فوضع
للناس صنج الأوزان ليتركه فلم يفعل، وكان الناس لا يعرفون الوزن إنما يزنون
بعضها ببعض، فلما وضع لهم سمير الصنج كف بعضهم عن غبن بعض.
وأول من شدد في أمر الوزن وخلص الفضة أبلغ من تخليص من قبله، عمر
ابن هبيرة أيام يزيد بن عبد الملك، وجود الدراهم وخلص العيار واشتد فيه، ثم
كان خالد بن عبد الله القسري، أيام هشام بن عبد الملك فاشتد أكثر من ابن هبيرة،
ثم ولى يوسف بن عمر فافرط في الشدة فامتحن يوما العيار فوجد درهما ينقص
حبة فضرب كل صانع ألف سوط، وكانوا مأة صانع، فضرب في حبة مأة الف
سوط، وكانت الهبيرية والخالدية واليوسفية أجود نقود بنى أمية، ولم يكن
المنصور يقبل في الخراج غيرها فسميت الدراهم الأولى مكروهة، وقيل إن
المكروهة الدراهم التي ضربها الحجاج ونقش عليها (قل هو الله أحد) فكرهها

(1) يأتي ما هو السبب الأصلي لذلك.
53

العلماء لأجل مس الجنب والحائض) (1)
قال الطبري في تاريخه في حوادث سنة 76: وفي هذه السنة أمر عبد الملك
ابن مروان بنقش الدراهم والدنانير، ذكر الواقدي أن سعد بن راشد حدثه عن صالح
ابن كيسان بذلك، قال: وحدثني أبن أبي الزناد، عن أبيه أن عبد الملك ضرب
الدراهم والدنانير عامئذ، وهو أول من أحدث ضربها.
قال: وحدثني خالد بن أبي ربيعة عن أبي هلال عن أبيه، قال: كانت
مثاقيل الجاهلية التي ضرب عليها عبد الملك اثنين وعشرين قيراطا، وكان العشرة
وزن سبعة. (2)
وقال أحمد بن أبي يعقوب المعروف بابن واضح الاخباري في تاريخه:
وفي أيام عبد الملك نقشت الدراهم والدنانير، بالعربية، وكان الذي فعل ذلك
الحجاج بن يوسف (3)
وروى السيوطي في تاريخ الخلفاء في أوليات عبد الملك بن مروان قال
يحيى بن بكر: سمعت مالكا يقول: أول من ضرب الدنانير عبد الملك، وكتب
عليها القرآن، وقال مصعب: كتب عبد الملك على الدنانير: (قل هو الله أحد) وفي
الوجه الآخر (لا إله إلا الله) وطوقه بطوق فضة، وكتب فيه (ضرب بمدينة
كذا) وكتب خارج الطوق (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق) (4)
وقال البستاني في دائرة المعارف في أحوال عبد الملك بن مروان ما نصه:
(هو أول من نقش الدنانير والدراهم بالعربية، وذلك عام 76 هجرية، وكانت
على الدنانير قبل ذلك كتابة باليونانية، وعلى الدراهم كتابة بالفارسية، فكتب
على صفحة من الدينار (قل هو الله أحد) وعلى الصفحة الأخرى (لا إله إلا الله)

(1) ج 4 - ص 161
(2) تاريخ الطبري ج 7 ص 242 الطبعة الأولى.
(3) تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 22 طبع بيروت.
(4) تاريخ الخلفاء ص 84 طبع سنه 1305
54

وأضاف إلى ذلك اسم المدينة (التي ضرب فيها والتاريخ، وكتب بدائره على
صفحة الدينار (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق (1))
وقال فريد وجدي في أحوال عبد الملك ما نصه: هو أول من ضرب السكة
(النقود) في الاسلام (2)
وقال في (لغت نامه) تحت كلمة (پول) عند اختتام الكلام في السكة
الدار يومية ما تعريبه.
(بعد ما طويت دولة ملوك آل ساسان، اغتنم الاعراب منهم دنانير ودراهم
كثيرة ففي السنة 16 من الهجرة افتتحوا المدائن (تيسفون) ونهبوا أموالها فأخذ
كل جندي من ستين الف جندي اثني عشر ألف درهم.
(وكانت تلك الدنانير والدراهم موشحة بصور السلاطين والخطوط الفهلويه
ورسم بيت النار (آتشكده) رائجة دارجة بينهم، إلا ما أضيف إليها من كلمة (بسم
الله) حتى ضرب عبد الملك بن مروان خامس الخلفاء الأمويين (65 - 86 من
الهجرة) أول مسكوك عربي.
(فقد قال ابن رسته (أبو علي أحمد بن عمر) في كتابه الأعلاق النفيسة
(ص 192 طبع ليدن) الذي الفه سنة 290 للهجرة: (إن أول من نقش على الدراهم
بالعربية عبد الملك بن مروان...)
(وقال اليعقوبي المعروف بابن واضح (أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن
وهب الكاتب) المتوقى 292 من الهجرة (وفي أيام عبد الملك نقشت الدراهم
والدنانير بالعربية)
فأقدم مسكوك يصح ان يسمى باسم العربية هذا المسكوك الذي ضربه
عبد الملك سنة 75 من الهجرة، ولا شك ان هذه السكة المضروبة من الفضة كانت
بتقليد من الدرهم الساساني)

(1) دائرة المعارف للبستاني ج 11 ص 640
(2) دائرة المعارف ج 6 ص 40
55

(وقد بقى الدرهم الذي ضربه اردشير بابكان (226 - 241 الميلادية) إلى سنة
180 من الهجرة في طبرستان مع آل اسفهبدان وآخر السكك التي ضربها آل
ساسان كانت من يزدجرد الثالث التي ضربت في مدينة يزد سنة 20 من سلطنته
وهي السنة التي قتل فيها)
(وأقدم سكة ذهبية، دينار بقى من عبد الملك، هذا وقد ضربه سنة 77
بتقليد من دينار روم السفلى (بيزانس) وآخر دينار عربي هو الذي ضرب في بغداد
قبل ان تنقرض الخلافة العباسية ويقتل المستعصم بالله بقليل سنة 656 من
الهجرة.
وجاء في مجلة المقتطف: ضرب العرب النقود باليمن، منذ أمد بعيد لكن لم تصل
إلينا اخبار ضربهم إياها، وإلى الان لم يقف أهل البحث على نقود في آثار اليمن تكفى
للخوض في هذا المبحث، ولا نعرف بالتحقيق ان العرب ضربوا النقود الدولية
إلى خلافة عبد الملك (1) خامس خلفاء الأمويين، وقد فحصنا النقود العربية في
مجموع المدرسة الكلية ووقفنا على قائمة كل النقود العربية التي في مجمع التحف
البريطاني وفي غيره من مجاميع اروبا فرأينا أن اقدمها دينار ضرب في خلافة عبد الملك
المتقدم ذكر سنة (77) للهجرة، على الوجه الواحد منه بالخط الكوفي (لا إله إلا
الله وحده لا شريك له)، وعلى دائره (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله)، وعلى الوجه الثاني (الله الصمد لم يلد ولم يولد)،
وعلى دائره (بسم الله ضربت هذه الدنانير في سنة سبع وسبعين) وهو ذهب
خالص اتساعه كقطعة العشرين بارة، وثقله (65) قمحة وستة أعشار القمحة، أي
نحو غرامين وربع، واستمرت خلافة بنى أمية بالشام إلى سنة (132) هجرية الموافق
لسنة (749) مسيحية، وفي عضونها ضربوا النقود في دمشق والكوفة والبصرة
وجندي شابور والري وواسط وجى وسوق الأهواز، وكرمان وأصخطر، مرو،

(1) وفي الطبعة الأولى ج 9 من المجلد الرابع عبد الرحمن بدل عبد الملك والصواب
ما ذكرناه (منه)
56

وسجستان والموصل وأرمينية وإفريقية والأندلس وحمص وبلخ والجزيرة وغيرها
من الأماكن التي ضربنا صفحا عن ذكرها لقلة شهرتها.
ومن هذه النقود ما عليه اسم السنة فقط مع ما ذكر من العبارات، وهي
النقود الذهبية وبعض النحاسية، ومنها ما عليه اسم السنة والمكان أيضا وهو
النقود الفضية وبعض النحاسية، ومنها ما عليه اسم المكان فقط أو هو عطل من
اسم المكان واسم السنة وكلاهما نحاس.
فمثال الذهبية الدينار المذكور آنفا وكل الدنانير كذلك، ولا تغيير فيها
إلا في السنة، واختصار ما عليها من الكتابة، تبعا لضيقها، فعلى الوجه الواحد
من نصف الدينار مثلا (لا إله إلا الله وحده) وعلى دائره (محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق) وعلى الوجه الثاني (بسم الله الرحمن الرحيم) وعلى
دائره (ضرب هذا النصف سنة إحدى وتسعين) أو غيرها واتساع هذا النصف كقطعة
العشر البارات وثقله نحو 32 قمحة.
ومثال النقود الفضية درهم على جانبه الواحد (لا إله إلا الله وحده لا شريك
له) وعلى دائره (بسم الله ضرب هذا الدرهم بأصطخر في سنة إحدى وتسعين) وعلى
دائره (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهر على الدين كله ولو كره
المشركون) وقطر هذا الدرهم نحو عقدة انكليزيه وثقله نحو 45 قمحة.
ومثال النقود النحاسية التي ليس عليها اسم المكان ولا اسم السنة، فلس،
على وجهه الواحد (لا إله إلا الله وحده) وفي مركز وجهه الثاني نجم، وحوله
(محمد رسول الله) وقد تزاد كلمة (وعبده) أو تبدل بالبسملة أو (أمر الله بالوفاء
والعدل) أو غير ذلك.
ومثال ما عليه اسم المكان فقط فلس على وجهه الواحد (الله أحد الله الصمد)
على دائره (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وعلى وجهه الثاني (محمد رسول
الله) وعلى دائره (بسم الله ضرب هذا الفلس بأرمينية وجاز) ولا اطراد في
هذه الفلوس.
57

ومثال ما عليه اسم السنة فقط فلس على وجهه الواحد (لا إله إلا الله وحده)
وعلى الثاني (ضرب في سنة تسع وتسعين)،
ومثال ما عليه اسم المكان واسم السنة فلس، على وجهه الواحد كلمة
الشهادة وعلى الثاني (بسم الله ضرب هذا الفلس بچى سنة إحدى وعشرين
ومائة).
ومن النقود ما على أحد وجهيه (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى) فظن بعضهم أن مروان آخر الخلفاء الأمويين ضربه كذلك تقربا من
أهل البيت، والصحيح أن ضاربه أبو مسلم قبيل انقراض الدولة الأموية.
وتشترك النقود الأموية في أن ليس عليها اسم الخليفة، فلا يعرف ضاربها إلا من
تاريخها، والمضروبة منها في سنة موت خليفة، وقيام آخر لا يمكن الجزم في نسبتها
إلى هذا. أو إلى ذاك لأنه ليس عليها اسم الشهر.
أما الخلفاء العباسيون فجروا أولا في ضرب نقودهم مجرى الأمويين،
ولكنهم لم يلبثوا أن وضعوا عليها اسمهم مع اسم مكان ضربها وسنته، وأول من
ابتدأ منهم بوضع اسمه المهدي، وكان إذ ذاك واليا على الخطة المحمدية.
فمن ذلك درهم على وجهه الواحد (بالري سنة ست وأربعين ومائة) وعلى
الاخر (مما أمر به المهدي محمد بن أمير المؤمنين) وسميت بالمحمدية منذ
سنة 148 للهجرة.
ولما ولي المهدى الخلافة، جعل يكتب اسمه على نقوده الخليفة المهدي)
وجرى باقي الخلفاء العباسيين هذا المجرى إلى انقراض دولتهم.
والظاهر أن الطائع والقادر، والقائم، والمقتدي، والمستظهر، والمسترشد،
والراشد، والمقتفي، والمستنجد،
من الخلفاء العباسيين لم يضربوا النقود، لأنه
لا يوجد نقود باقيه من سكتهم، والمرجح أن السلاجقة وغيرهم ممن قام في
أيامهم منعوهم عن ضرب النقود، وضربوها هم حتى في نفس قصبة العباسيين
مدينة الاسلام.
58

ولما انقرضت خلافة بني أمية من دمشق، ذهب عبد الرحمان الأموي
إلى الأندلس بإسبانيا وأنشأ فيها دولة عربية سنة 138 هجرية الموافقة لسنة 756
مسيحية، فضربت النقود العربية بالأندلس على نسق نقود الشام، وآخر من
ضربها هناك محمد الثاني من بني عباد في نحو سنة 482 للهجرة.
وممن ضرب النقود العربية في هذه البلاد وغيرها من البلدان التي اتصل
إليها الفتح الإسلامي، بنو إدريس، وبنو الأغلب وبنو طولون، والأخشيديون،
والطاهرون، وخانات تركستان، وخوارزم، وولاة سجستان، والسلاجقة،
والسلادقة، وبنو ارتق، وبنو زنكي وغيرهم ممن يطول الكلام بذكرهم.
وأكثر النقود العربية التي مر ذكرها كتابتها في غاية الخشونة قديمها
وحديثها، بل بعض قديمها أكثر إتقانا من حديثها، ووزنها غير ثابت وبعضها مموه،
ومنها ما عليه كتابة سنسكريتية أو يونانية أو رومانية، ومنها عليه صور.
من أقدم النقود ذات الصور درهم على وجهه الواحد صورة فارس متقنة الصنعة،
وعلى دائره (لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناصر لدين الله أمير المؤمنين) وعلى وجهه
الثاني (السلطان القاهر أبو الفتح سليمان بن قلج أرسلان ناصر أمير المؤمنين) وعلى
دائره (أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ضرب بمدينة قيصرية
سنة سبع وتسعين وخمسماية) وهو مما ضربه سليمان الثاني من سلاجقة الروم.
وأما النقود التي ضربت بعد سنة 600 للهجرة فليست على شئ من الجمال
إلا في ما ندر، وفي بعضها صورة السيد المسيح، أو مارجرجس أو العذراء المباركة.
من ذلك فلس على وجهه الواحد صورة رأسين متواجهين وحولهما بالخط
العربي (نجم الدين ملك ديار بكر) وعلى الوجه الثاني صورة العذراء تتوج
الإمبراطور يوحنا الثاني وحولها بالخط العربي أبو المظفر الپي بن ترتماش بن
ايل غازي بن ارتق وهو من اراتقة ماردين وأكثر هذه الصور منقول عن صور رومية
أو ساسانية، هذا ما أردنا بيانه من تاريخ النقود العربية)
ومما لا يليق تركه في ختام هذه المقالة أن جميع دول الأرض تضرب نقودها
59

ذهبا وفضة ونحاسا ومع ذلك فقد ضرب أهل اسبرطة وقدماء الانكليز وأهل
يابان نقودا من الحديد، وضرب ديونيسيوس ملك سرقوسا وسبتيموس سقروس
ملك غاليا نقودا من قصدير وأهل مصر وصقيلية استعملوا الزجاج مرة كالنقود،
ودولة روسيا ضربت نقودا من البلانين.
وأهل برما يستعملون الآن نقودا من رصاص، وأهل بلجيگا نقودا من
النگل، واستعمل النكل أيضا مرة في جرمانيا والولايات المتحدة، وأما الذهب
والفضة والنحاس فهي المعادن المعول عليها في صك النقود (1)
وقال المقريزي: فلما استوثق الامر لعبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد الله
ومصعب ابني الزبير فحص عن النقود والأوزان والمكائيل، وضرب الدنانير
والدراهم في سنة 76 من الهجرة، فجعل وزن الدينار اثنين وعشرين قيراطا،
إلا حبة بالشامي، وجعل وزن الدرهم، خمسة عشر قيراطا سواء، والقيراط أربع
حبات، وكل دانق قيراطين ونصفا، وكتب إلى الحجاج وهو بالعراق، أن
اضربها قبلي (2) فضربها، وقدمت مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبها بقايا الصحابة رضي الله عنهم
أجمعين، فلم ينكروا منها سوى نقشها، فان فيها صورة، وكان سعيد بن
المسيب، ره يبيع بها ويشتري، ولا يعيب من أمرها شيئا، وجعل عبد الملك
الذهب الذي ضربه دنانير على المثقال الشامي وهي الميالة الوازنة المأة دينارين
وكان سبب ضرب عبد الملك الدنانير والدراهم كذلك.
ان خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، قال له: يا أمير المؤمنين، إن
العلماء من أهل الكتاب الأول يذكرون أنهم يجدون في كتبهم أن أطول الخلفاء
عمرا، من قدس الله تعالى في درهمه، فعزم على ذلك، ووضع السكة الاسلامية (3)
.

(1) المقتطف ج 4 ص 229
(2) في بعض النسخ قبلك.
(3) قال ابن الأثير في الجزء الرابع في حوادث سنة 76 (ص 161) ما هذا نصه:
وقيل إن مصعب بن الزبير ضرب دراهم قليلة أيام أخيه عبد الله بن الزبير ثم كسرت بعد ذلك
أيام عبد الملك، والأول أصح في أن عبد الملك أول من ضرب الدراهم والدنانير
60

وقيل إن عبد الملك كتب في صدر كتابه إلى ملك الروم: (قل هو الله أحد)
وذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذكر التاريخ، فأنكر ملك الروم ذلك، وقال: إن لم
تتركوا هذا، والا ذكرنا نبيكم في دنانيرنا بما تكرهون، فعظم ذلك على عبد الملك
واستشار الناس فأشار عليه يزيد بن خالد بضرب السكة: وترك دنانيرهم وكان
الذي ضرب الدراهم رجلا، يهوديا من تيماء. يقال له (سمير) نسبت الدراهم إذ
ذاك إليه. وقيل لها) الدراهم السميرية) (1) وبعث عبد الملك بالسكة إلى الحجاج
فسيرها الحجاج إلى الآفاق. لتضرب الدراهم بها وتقدم إلى الأمصار كلها، ان
يكتب إليه منها في كل شهر. بما يجتمع قبلهم من المال. كي يحصيه عندهم، وأن تضرب
الدراهم في الآفاق، على السكة الاسلامية، وتحمل إليه، أولا فأولا. وقدر في كل مائة
درهم درهما عن ثمن الحطب، واجر الضراب، ونقش على أحد وجهي الدرهم
(قل هو الله أحد) وعلى الآخر (لا إله إلا الله) وطوق الدرهم على وجهيه بطوق.
وكتب في الطوق الواحد: ضرب هذا الدرهم بمدينة كذا) وفي الطوق الآخر:
(محمد رسول الله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره
المشركون). وقيل الذي نقشها فيها: (قل هو الله أحد، هو الحجاج)
وكان الذي دعا عبد الملك إلى ذلك أنه نظر للأمة وقال هذه الدراهم السود
الوافية الطبرية العتق، تبقى مع الدهر. وقد جاء في الزكاة ان في كل مائتين. وفي كل
خمس أواق خمسة دراهم واتفق ان يجعلها كلها على مثال السود العظام، مأتى عدد يكون
قد نقص من الزكاة وان عملها كلها على مثال الطبرية ويحمل المعنى على انها إذا بلغت مأتى
عدد، وجبت الزكاة فيها فان فيه حيفا وشططا على أرباب الأموال، فاتخذ منزلة

(1) وفي لسان العرب حكى ابن الاعرابى: أعطيته سميرية من دراهم كأن الدخان
يخرج منها ولم يفسرها قال: عنى ابن سيده أراه دراهم سمرا! وقوله كأن الدخان
يخرج منها) يعنى كدرة لونها أو طراء بياضها! آه‍. قال الأب انستاس ماري الكرملي:
هذا عجيب من ابن سيده انه لم يفهم معنى عبارة ابن الاعرابى فالسميرية هي هذه الدراهم
التي ضربها اليهودي بأمر عبد الملك بن مروان، ومعنى قوله) كأن الدخان يخرج منها)
حديثة الضرب، كأنه لم يمض على ضربها مدة فكأن اثر دخان الضرب عليها.
61

بين منزلتين يجمع فيها كمال الزكاة من غير بخس، ولا اضرار بالناس، مع موافقة
ما سنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحده من ذلك.
وكان الناس قبل عبد الملك يؤدون زكاة أموالهم شطرين، من الكبار
والصغار، فلما اجتمعوا مع عبد الملك على ما عزم عليه عمد إلى درهم واف، فوزنه،
فإذا هو ثمانية دوانيق والى درهم من الصغار فإذا هو أربعة دوانيق فجمعهما،
وكمل وزن الأكبر على نقص الأصغر، وجعلهما درهمين متساويين، زنة كل
منهما ستة دوانيق، سواء، واعتبر المثقال أيضا فإذا هو لم يبرح في آباد الدهر موفى
محدودا كل عشرة دراهم منهم ستة دوانيق فإنها سبعة مثاقيل سوى فأقر ذلك وأمضاه
من غير أن يعرض لتغييره، فكان فيما صنع عبد الملك في الدراهم ثلاث فضائل:
الأولى ان كل سبعة مثاقيل زنة عشرة دراهم.
والثانية انه عدل بين صغارها وكبارها، حتى اعتدلت وصار الدرهم
ستة دوانيق.
والثالثة انه موافق لما سنه رسول الله في فريضة الزكاة، بغير وكس ولا
اشتطاط، قضت بذلك السنة، واجتمعت عليه الأمة، وضبط هذا الدرهم الشرعي
المجمع عليه أنه كما مر زنة العشرة منه سبعة مثاقيل، وزنة الدرهم الواحد خمسون
حبة وخمسا حبة من الشعير، الذي تقدم ذكره آنفا.
ومن هذا الدرهم تركب الرطل والقدح والصاع وما فوقه إلى أن قال: وكان
مما ضرب الحجاج الدراهم البيض، ونقش عليها (قل هو الله أحد) فقال القراء
قاتل الله الحجاج أي شئ صنع للناس؟ الآن يأخذ الدرهم الجنب والحائض وكانت
الدراهم قبل منقوشة بالفارسية، فكره ناس من القراء مسها وهم على غير طهارة
وقيل لها المكروهة فعرفت بذلك. (1)
ووقع في المدينة أن مالكا سئل عن تغيير كتابة الدنانير والدراهم لما فيها

(1) وفي الأحكام السلطانية ص 139 الطبعة الأولى: وقيل إن الحجاج خلصها
تخليصا لم يستقصه، وكتب عليها (الله أحد الله الصمد) فسميت مكروهة.
62

من كتاب الله عز وجل فقال: أول ما ضربت على عهد عبد الملك بن مروان والناس
متوافرون فما أنكر أحد ذلك، وما رأيت أهل العلم أنكروه، ولقد بلغني أن ابن
سيرين كان يكره ان يبيع بها ويشتري، ولم أر أحدا منع ذلك هاهنا يعنى رحمه
الله تعالى، أهل المدينة النبوية.
وقيل لعمر بن عبد العزيز (هذه الدراهم البيض) فيها كتاب الله تعالى يقبلها
اليهودي، والنصراني، والجنب والحائض، فان رأيت أن تأمر بمحوها فقال: أردت
ان تحتج علينا الأمم ان غيرنا توحيد ربنا واسم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم؟
مات عبد الملك والأمر على ما تقدم، فلم يزل من بعده في خلافة الوليد،
ثم سليمان بن عبد الملك، ثم عمر بن عبد العزيز إلى أن استخلف يزيد بن عبد الملك
فضرب (الهبيرية) بالعراق عمر بن هبيرة، على عيار ستة دوانيق.
فلما قام هشام بن عبد الملك وكان جموعا للمال أمر خالد بن عبد الله القسري
في سنة (106) من الهجرة أن يعيد العيار إلى وزن سبعة وأن يبطل السكك من
كل بلدة الا واسطا (1) فضرب الدراهم بواسط فقط، وكبر السكة، فضربت
الدراهم على السكة الخالدية حتى عزل خالد في سنة (120) وتولى من بعده
يوسف بن عمر الثقفي، فصغر السكة وأجراها على وزن ستة، وضربها بواسط

(1) واسط: بكسر السين من أشهر مدن العراق في عصر العباسيين، بناها الحجاج
وكانت الدنانير والدراهم تضرب فيها، وليس المراد هنا بواسط، القرية التي بجوار
مكة بوادي نخلة، ولا التي باليمن، وقد ضربت فيها نقود في عهد الفاطميين فقط،
ولا واسط خراسان وضربت فيها نقود بنى سامان، ولا القرية التي ببلخ،
ولا التي بباب طوس، ولا التي بحلب، ولا غيرها، وهى مدن وقرى، سميت
بواسط لكن المذكورة هنا هي (واسط العراق) وهى اليوم خربة يأوى إليها
البوم ليلا، والغراب نهارا، وقد ضربت فيها نقود في عهد الأمويين والعباسيين،
وبنى بويه، وبنى حمدان.
63

وحدها حتى قتل الوليد بن يزيد في سنة 126.
فلما استخلف مروان بن محمد الجعدي آخر خلائف بني أمية ضرب الدراهم
بالجزيرة على السكة بحران (1) إلى أن قتل واتت دولة بني العباس، فضرب
عبد الله بن محمد السفاح بالأنبار (2) وعملها على نقش الدنانير، وكتب عليها
السكة العباسية، وقطع منها ونقصها حبة، ثم نقصها حبتين.
فلما قام من بعده أبو جعفر المنصور نقصها ثلاث حبات فصارت تلك الدراهم
ثلاثة أرباع قيراط، لأن القيراط أربع حبات فكانت الدراهم كذلك. وحدثت

(1) حران: من المدن الواقعة في شمال العراق، وقد ضربت فيها نقود في عصر
الأمويين والأيوبيين.
(2) الأنبار: بلد بالعراق قديم، وليست بأنبار بلخ، أما أنبار العراق فواقع على
شاطئ الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ (التاج)، وجاء في كتاب مراصد الاطلاع
ان الأنبار لم تسم هذا الاسم الا بعد ان بنى فيها سابور ذو الأكتاف الذي ملك من سنة
(311) إلى (380) بعد الميلاد مخازن عظيمه، أو أنبارا ومع ذلك فمن المحتمل أن هذا
الاسم أقدم من ذلك العهد ونحن نوافق على رأى (المسيودى سان مارتين)..... أن
الأنبار هذه تصحيف (انكور باريتس)... التي ذكرها بطلماوس، ويريد بها القسم
الجنوبي من بلاد الجزيرة.
وقد سماها مؤرخو الروم... (برسبورة و... (بير يسبورة). وهذان
الاسمان الروميان هما تصحيف (فيروز شابور) والكلمة فارسية معناها (نصر أو ظفر
شابور) وسماها بهذا الاسم سابور الثاني، أو سابور ذو الأكتاف، أو سابور الأكبر،
أو الأعظم الذي ذكرناه فويق هذا، لكن حين افتتح العرب تلك الربوع غلب اسم
(الأنبار) ساير الأسماء. وكان يليانس اخذ هذه المدينة سنة (363) راجع نويل
ديفرجه... تاريخ جزيرة العرب ص 76، وفي الأنبار هذه ضرب الأمويون كثيرا من نقودهم.
64

الهاشمية (1) على المثقال البصري، فكان يقطع على المثاقيل الميالة الوازنة التامة (2)
فأقامت الهاشمية على المثاقيل والعتق على نقصان ثلاثة أرباع قيراط، مدة أيام
أبي جعفر وإلى سنة 158 فضرب المهدي محمد بن جعفر فيها سكة مدورة فيها
نقطة، ولم يكن لموسى الهادي بن محمد سكة تعرف، وتمادى الأمر على ذلك إلى شهر
رجب من سنة 178 فصار نقصانها قيراطا غير ربع حبة.
فلما صير هارون الرشيد السكك إلى جعفر بن يحيى البرمكي كتب اسمه
بمدينة السلام، وبالمحمدية (3) من الري على الدنانير والدراهم، وصير نقصان
الدراهم قيراطا الا حبة، وضرب الأمين دنانير ودراهم وأسقط منها. ثم اخوه
محمد المأمون، فلم تجز مدة، وسميت الرباعيات (4) وكان ضرب ذلك بمرو (5) قبل
قتل أخيه.
وهرون الرشيد أول خليفة ترفع عن مباشرة العيار بنفسه، وكان الخلفاء
من قبله يتولون النظر في عيار الدراهم والدنانير بأنفسهم. وكان هذا مما نوه باسم
جعفر بن يحيى إذ هو شئ لم يتشرف به أحد قبله.
واستمر الأمر كما ذكر إلى شهر رمضان سنة 184 فصار النقص أربعة قراريط
وحبة ونصف حبة، وصارت لا تجوز الا في المجموعة، أو بما فيها، ثم بطلت، فلما

(1) الهاشمية منسوبة إلى محل ضربت فيه، وهى الهاشمية من ديار عراق العرب،
ولم يضرب فيها الا العباسيون دون غيرهم.
(2) الميالة وزان الشدادة: التي فيها شئ من الميل إلى الرجحان، ويراد بها هنا
انها تامة الوزن ليس فيها أدنى نقص.
(3) المحمدية: هي قسم من الري وهو اسم وضعه لها العرب بعد افتتاحهم الري،
وهى من عراق العجم، وضرب فيها نقودا العباسيون، وبنو طاهر، وبنو سامان.
(4) سميت الرباعيات لان وزنها كان أربع حبات أو يكاد
(5) مرو: هي من اعمال خراسان: وضرب فيها دنانير ودراهم الأمويون،
والعباسيون وبنو طاهر، وبنو سامان.
65

قتل هارون الرشيد جعفرا صير السكك إلى السندي، فضرب الدرهم، على مقدار
الدنانير، وكان سبيل الدنانير في جميع ما تقدم ذكره سبيل الدراهم، وكان خلاص
السندي جيدا، أشد الناس خلاصا للذهب والفضة.
فلما كان شهر رجب سنة 192 نقصت الدراهم الهاشمية نصف حبة، وما زال
الأمر في ذلك كله، عصرا يجوز جواز المثاقيل، ثم ردت إلى وزنها حتى كان
أيام الأمين محمد بن هارون الرشيد فصير دور الضرب، إلى العباس بن الفضل بن الربيع،
فنقش في السكة بأعلى السطر (ربي الله)، ومن أسفلها (العباس بن الفضل).
فلما عهد الأمين إلى ابنه موسى ولقبه (الناطق بالحق المظفر بالله،) ضرب
الدنانير والدراهم باسمه، وجعل زنة كل واحد عشرة ونقش عليه.
كل عز ومفخر * فلموسى المظفر
ملك خص ذكره * في الكتاب المسطر
فلما قتل الأمين، واجتمع الامر لعبد الله المأمون، لم يجد أحدا ينتقش
الدراهم، فنقشت بالمخراط (1) كما تنقش الخواتم (2) وما برحت النقود على ما ذكر،
أيام المأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل،
فلما قتل المتوكل وتغلب الموالي من الأتراك، وتناثر سلك الخلافة،
وبقيت الدولة (18) العباسية في الترف، وقوي عامل كل جهة على ما يليه، وكثرت
النفقات، وقلت المجابي، بتغلب الولاة على الأطراف، وحدثت بدع كثيرة من حينئذ،
ومن جملتها، غش الدراهم.
ويقال ان أول من غش الدراهم وضربها زيوفا عبيد الله بن زياد حين فر من
البصرة في سنة 64 من الهجرة، ثم فشت في الأمصار أيام دولة العجم من بني بويه
وبني سلجوق.) (3)

(1) المخراط: آلة تسوى بها الخواتم وما أشبهها.
(2) في الأصل المنسوخ: كما يتنقش الخواتيم.
(3) النقود العربية ص 34 - 51، بمنتها، وشطرا معتدا به من حواشيها.
66

أقول هذا المؤرخ لم يتعرض لذكر السكة التي ضربت باسم الامام الثامن
علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء مع أنه صرح جمع من المؤرخين بذلك:
منهم أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني في أخبار دعبل الشاعر قال: كان دعبل
من الشيعة المشهورين بالميل إلى علي عليه السلام وقصيدته (مدارس آيات خلت من تلاوة)
من أحسن الشعر وفاخر المدائح المقولة في أهل البيت عليهم السلام، وقصد علي بن
موسى الرضا بخراسان فأعطاه عشرة آلاف درهم من الدراهم المضروبة باسمه، وخلع
عليه خلعة من ثيابه، فأعطاه بها أهل قم ثلاثين ألف درهم فلم يبعها الخ (1)
وفي صفحة (42) من الجزء المذكور أنه أنشد الإمام عليه السلام قصيدته المذكورة
وانتهى إلى قوله.
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
وأعادها ثلاث مرات، بأمر الإمام عليه السلام قال دعبل: فأعدت، حتى انتهيت إلى
آخرها، فقال عليه السلام لي: (أحسنت) ثلاث مرات ثم أمر لي، بعشرة آلاف درهم،
مما ضرب باسمه، ولم تكن وقعت إلى أحد بعد.
ومنهم ابن خلكان في وفيات الأعيان، قال عند ترجمة الإمام عليه السلام: إن
المأمون زوجه ابنته أم حبيب في سنة 202 وجعله ولي عهده، وضرب اسمه على
الدينار والدرهم. (2)
ومنهم سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (3)
ومنهم الأربلي في كشف الغمة (4) واليعقوبي في تاريخه (5)
والمسعودي في مروج الذهب (6)

(1) الأغاني ج (18) ص 19 ط مصر سنة 1323
(2) ج 1 ص 348 طبع على الحجر في طهران سنة 1284 ه‍.
(3) ص 198. طبع على الحجر في طهران سنة 2185 ه‍.
(4) ص 262 ط طهران سنة 1294.
(5) ج 3 ص 146 ط بيروت سنة 1376 ه‍
(6) ج 2 ص 332 ط مصر سنة 1346 ه‍
67

وأنا عند تشرفي لزيارة الرضا عليه السلام سنة 1370، رأيت درهما من الدراهم
المضروبة باسمه عليه السلام في المتحف المبارك الرضوي ما هذه صورته ومشخصاته.
(المركز)
لا اله إلا
الله وحده
لا شريك له
المشرق
(دائرته الأولى (1))
بسم الله
ضرب هذا الدرهم بسمرقند
سنة اثنتين ومئتين
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن 50 / 2 غم
(المركز)
لله
محمد رسول الله
المأمون خليفة الله
مما أمر به الأمير الرضا
ولي عهد المسلمين علي بن موسى
بن علي بن أبي طالب
ذو الرياستين
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر 25 مم (2)

(1) نقصد بها ما يلي المركز
(2) هذا قطر أصل السكة، وقد أخبرنا به، وبوزنها مدير المتحف المبارك:
68

وقد أورد صاحب كتاب مطلع الشمس (1) صورة درهم آخر، تمتاز كتابته
عما ذكرناه بزيادة (بضع سنين) في أول قوله تعالى - ولله الأمر - وحذف (بنصر
الله) من آخره، وعلى دائرة أحد جانبيه (بسم الله، ضرب هذا الدرهم بمدينة إصبهان
سنة أربع ومئتين) وهذا التاريخ لا يلائم ظاهرا مع القول بأنه عليه السلام توفى سنة
202 - أو 203 لكن لا يبعد أن هذا الدرهم ضرب بعد وفاته عليه السلام من قبل شيعته،
ومحبيه، ابقاء لآثاره المقدسة، وإظهارا للإخلاص بساحته الزكية.
وقد حكى لي بعض من له إطلاع وافر بالنقود. والمسكوكات، بأنه شاهد من بين
الدراهم المضروبة باسمه عليه السلام ما ضرب سنة 207 وكان أكثر ما رآه من ضرب مدينة
أصفهان، وهذا لا يستقيم إلا أن يكون ذلك بعد وفاته، حتى على القول بأنه عليه السلام
توفى سنة 206 كما أشار إلى هذا القول أيضا في أعيان الشيعة (2) والله العالم
عود إلى بدء
فلنرجع إلى أصل البحث، ونذكر هنا ما هو السبب الأصلي لضرب عبد الملك
قال الدميري في حياة الحيوان (3) في أحوال عبد الملك بن مروان: وهو أول من
ضرب الدراهم والدنانير بسكة الاسلام وكان على الدنانير نقش بالرومية، وعلى
الدراهم نقش بالفارسية).
ثم ذكر لضربه سببا نقله عن كتاب المحاسن والمساوي لإبراهيم بن محمد البيهقي
ونحن ننقله عن هذا الكتاب أيضا

(1) راجع ج 2 ص 466 و 467 ط طهران سنة 1302 ه‍.
(2) راجع القسم الثاني من الجزء الرابع ص 78 ط دمشق. سنة 1356 ه‍ -
1937 م
(3) انظر ج 1 ص 91 ط مصر سنة 1353 ه‍
69

قال البيهقي تحت عنوان (محاسن المسامرة) ما نصه: (1) قال الكسائي
دخلت على الرشيد ذات يوم، وهو في أيوانه، وبين يديه مال كثير، قد شق عنه
البدر شقا، وأمر بتفريقه في خدم (2) الخاصة، وبيده درهم تلوح كتابته، وهو
يتأمله، وكان كثيرا ما يحدثني، فقال: هل علمت من سن هذه الكتابة في الذهب
والفضة؟ قلت يا سيدي: هو عبد الملك بن مروان، قال فما كان السبب في ذلك؟
قلت: لا علم لي غير أنه أول من أحدث هذه الكتابة، فقال سأخبرك:
كانت القراطيس للروم، وكان أكثر من بمصر نصرانيا على دين ملك الروم،
وكانت تطرز بالرومية، وكان طرازها. (أبا وابنا وروحا قديسا) فلم يزل ذلك
كذلك، صدر الاسلام كله يمضى على ما كان عليه، إلى أن ملك عبد الملك فتنبه
عليه (3) وكان فطنا، فبينما هو ذات يوم، إذ مر به قرطاس، فنظر إلى طرازه فامر
أن يترجم بالعربية، ففعل ذلك، وأنكره، وقال: ما أغلظ هذا في أمر الدين
والاسلام أن يكون طراز القراطيس، وهي تحمل في الأواني، والثياب، وهما يعملان
بمصر، وغير ذلك مما يطرز من ستور، وغيرها، من عمل هذا البلد، على سعته،
وكثرة ماله وأهله، تخرج منه هذه القراطيس، فتدور في الآفاق. والبلاد،
وقد طرزت بشرك (4) مثبت عليها، فأمر بالكتاب إلى عبد العزيز بن مروان،
وكان عامله بمصر، بابطال ذلك الطراز على ما كان يطرز به من

(1) راجع المحاسن والمساوى ص 498 - إلى - 502 - ط ليسبيغ سنة 1902 م
(2) كذا وفي بعض النسخ (خدمه).
(3) وفي بعض النسخ (له).
(4) بسطر. خ ل -
70

ثوب، وقرطاس، وستر، وغير ذلك، وأن يأخذ (1) صناع القراطيس بتطريزها (2)
بسورة التوحيد، و (شهد الله انه لا اله الا هو)، وهذا طراز القراطيس خاصة
إلى هذا الوقت لم ينقص، ولم يزد، ولم يتغير، وكتب إلى عمال الآفاق جميعا،
بابطال ما في أعمالهم، من القراطيس المطرزة بطراز الروم، ومعاقبة من وجد
عنده بعد هذا النهي شئ منها بالضرب الوجيع، والحبس الطويل، فلما أثبتت
القراطيس بالطراز المحدث بالتوحيد وحمل إلى بلاد الروم منها انتشر
خبرها، ووصل إلى ملكهم، وترجم له ذلك الطراز، فأنكره، وغلظ عليه واستشاط
غضبا، (3) فكتب إلى عبد الملك ان عمل القراطيس بمصر وساير ما يطرز هناك
للروم ولم يزل يطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته، فإن كان من تقدمك من الخلفاء
قد أصاب فقد أخطأت وان كنت قد أصبت فقد أخطأوا فاختر من هاتين الخلتين (4)
أيتهما شئت وأحببت، وقد بعثت إليك بهدية تشبه محلك، وأحببت ان تجعل
رد ذلك الطراز إلى ما كان عليه، في جميع ما كان يطرز من أصناف الأعلاق،
حاجة أشكرك عليها، وتأمر بقبض الهدية وكانت عظيمة القدر.
فلما قرأ عبد الملك كتابه، رد الرسول، وأعلمه أنه لا جواب له ولم
يقبل الهدية، فانصرف بها إلى صاحبه.
فلما وافاه أضعف الهدية، ورد الرسول إلى عبد الملك، وقال: إني ظننتك
استقللت الهدية، فلم تقبلها، ولم تجبني عن كتابي، فأضعفت لك الهدية، وأنا
ارغب إليك في مثل ما رغبت فيه، من رد هذا الطراز إلى ما كان عليه أولا، فقرأ
عبد الملك الكتاب، ولم يجبه، ورد الهدية، فكتب إليه ملك الروم، يقتضي
أجوبة كتبه، ويقول: انك قد استخففت بجوابي وهديتي، ولم تسعفني بحاجتي
فتوهمتك استقللت الهدية، فأضعفتها، فجريت إلى (على، خ ل) سبيلك الأول، وقد

(1) (أن يأمر) خ
(2) كذا وفي بعض النسخ (أن يطرزوها) خ
(3) غيظا، خ
(4) الحالتين: خ
71

أضعفتها ثالثة، وأنا احلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز إلى ما كان عليه، أو لآمرن
بنقش الدنانير والدراهم، فإنك تعلم، أنه لا ينقش شئ منها، الا ما ينقش في بلادي،
ولم تكن الدراهم والدنانير نقشت في الاسلام، فينقش عليها من شتم نبيك صلى الله عليه وآله وسلم:
ما إذا قرأته ارفض جبينك له عرقا، فأحب أن تقبل هديتي، وترد الطراز إلى
ما كان عليه، وتجعل ذلك هدية بررتني (1) بها، وتبقى (2) على الحال بيني
وبينك.
فلما قرأ عبد الملك الكتاب، غلظ عليه، وضاقت به الأرض، وقال: أحسبني
أشأم مولود ولد في الاسلام، لأني جنيت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من شتم هذا الكافر،
ما يبقى غابر الدهر، ولا يمكن محوه من جميع مملكة العرب، إذا كانت المعاملات
تدور بين الناس بدنانير الروم ودراهمهم.
فجمع أهل الاسلام، واستشارهم، فلم يجد عند أحد منهم رأيا يعمل
به، فقال له روح بن زنباغ: إنك لتعلم الرأي، والمخرج، من هذا الامر، ولكنك
تتعمد تركه، فقال: ويحك (من؟ قال: (الباقر (3) من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: صدقت، ولكنه ارتج علي الرأي فيه فكتب إلى عامله بالمدينة أن. (أشخص
إلي محمد بن علي بن الحسين مكرما ومتعه بمأتي ألف درهم لجهازه، وبثلاثمائة
ألف درهم لنفقته، وأزح علته (4) في جهازه وجهاز من يخرج من أصحابه)
واحتبس (5) الرسول إلى موافاته عليا (6) فلما وافاه اخبره الخبر فقال:

(1) تودنى خ
(2) نبقى خ
(3) الباقي خ ل
(4) وأرح عليه خ
(5) وحبس الرسول، خ وفي بعض النسخ هكذا (واحتبس الرسول قبله إلى
موافاته عليه)
(6) كذا في المتن - وفي الهامش (موافاة محمد بن علي)
72

له علي (1) لا يعظمن هذا عليك فإنه ليس بشئ من جهتين، (أحدهما) أن الله
جل وعز، لم يكن ليطلق ما يهددك (2) به صاحب الروم، في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(والاخرى) وجود الحيلة فيه، قال: وما هي؟ قال: عليه السلام تدعو في هذه
الساعة، بصناع، فيضربون بين يديك سككا للدراهم، والدنانير، وتجعل النقش
عليها (سورة التوحيد) وذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدهما، في وجه الدرهم والدينار،
والآخر في الوجه الثاني، وتجعل في مدار الدرهم والدينار، ذكر البلد الذي يضرب
فيه، والسنة التي تضرب (3) بها تلك الدراهم والدنانير، وتعمد إلى وزن ثلاثين
درهما عددا من (4) الثلاثة الأصناف، التي العشرة منها (5) عشرة مثاقيل، وعشرة منها
وزن ستة مثاقيل، وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل، فتكون أوزانها جميعا واحدا
وعشرين مثقالا، فتجزئها من الثلاثين فتصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل،
وتصب صنجات من قوارير، لا تستحيل إلى زيادة، ولا نقصان، فتضرب الدراهم،
على وزن عشرة، والدنانير على وزن سبعة مثاقيل،
(وكانت - الدراهم في ذلك الوقت انما هي الكسروية التي يقال لها
اليوم (البغلية)، لأن رأس البغل ضربها لعمر بن الخطاب بسكة كسروية في
الاسلام، مكتوب عليها صورة الملك، وتحت الكرسي مكتوب بالفارسية،
(نوش خور) أي كل هنيئا، وكان وزن الدرهم منها قبل الاسلام مثقالا، والدراهم،
التي كان وزن العشرة منها وزن ستة مثاقيل، والعشرة وزن خمسة مثاقيل، هي السميرية
(6)

(1) كذا في المتن وفي بعض النسخ الباقر
(2) تهدد - خ
(3) تضرب فيها - خ
(4) الأصناف الثلاثة - خ
(5) وفي بعض النسخ وزن
(6) السمرية - خ
73

الخفاف والثقال، ونقشها نقش فارسي) (1)
ففعل عبد الملك ذلك وأمره محمد بن علي بن الحسين أن يكتب السكك في
جميع بلدان الاسلام، وأن يتقدم إلى الناس، في التعامل بها وأن يتهددوا بقتل
من يتعامل بغير هذه السكك من الدراهم والدنانير وغيرها، وأن تبطل وترد إلى
مواضع العمل، حتى تعاد على (2) السكك الاسلامية.
ففعل عبد لملك ذلك، ورد رسول ملك الروم إليه، يعلمه بذلك، ويقول:
إن الله جل وعز مانعك مما قد أردت أن تفعله فقد تقدمت إلى عمالي في أقطار
الأرض (3) بكذا وكذا، وبأبطال السكك والطراز الرومية.
فقيل لملك الروم: إفعل ما كنت تهددت به ملك العرب: فقال:
ا - ما أردت أن أغيظه بما كتبت به إليه، لأني كنت قادرا عليه، والمال وغيره برسوم
الروم، واما الآن فلا أفعل، لان ذلك لا يتعامل به أهل الاسلام، وامتنع من الذي
قال: وثبت ما أشار به محمد بن علي بن الحسين إلى اليوم ثم رمى يعنى الرشيد بالدرهم
إلى بعض الخدم):
أقول هذا ما ذكره البيهقي ونقل عنه جماعة من العلماء والمؤرخين ولكن
المحكي عن الشهيد ره في الذكرى والبيان، أنه كان بإشارة زين العابدين عليه السلام،
حيث أمر بضم البغلي إلى الطبري وقسمتها نصفين فصارت الدراهم ستة دوانيق كل
عشرة سبعة مثاقيل،
في الجواهر أيضا في كتاب الزكاة في مسألة أن عشرة دراهم سبعة مثاقيل
بعد نقل كلام نهاية الاحكام والمسعودي في سبب صيرورة الدرهم على هذا الوزن
قال: وفيه ان ذلك كان بإشارة زين العابدين عليه السلام)
وفي الوسائل في باب مقدار الدرهم في الزكاة بعد نقل رواية حبيب الخثعمي،

(1) نقلنا ما بين الهلالين فيما سبق أيضا لاستدعاء البحث إياه خ
(2) إلى - خ
(3) البلاد - خ
74

والإشارة إلى ما رواه صدوق (ره) في العلل نحوها عن سلمة بن خطاب. قال: قال
الشهيد ره في الذكرى: المعتبر في الدنانير، المثقال، وهو لم يختلف في الاسلام
ولا قبله، وفي الدراهم ما استقر عليه في زمن بني أمية، بإشارة زين العابدين عليه السلام
بضم الدرهم البغلي إلى الطبري، وقسمتها نصفين، فصار الدرهم ستة دوانيق،
كل عشرة سبعة مثاقيل. ولا عبرة بالعدد في ذلك إنتهى.)
ولعل الاعتبار يساعد هذا النقل أيضا، فان علي بن الحسين عليه السلام توفى سنة
(94) (1) أو (95) (2)، والدرهم الذي ضربه عبد الملك، كان قبل ذلك بسنين (3)
وهو عليه السلام حي فكان المقتضي إشخاصه والاستعلام منه، فإنه الامام، وقائد الشرع
في تلك الأيام لا ابنه الباقر عليه السلام. وربما يؤيد ذلك ما في بعض النسخ، من
ذكر (الباقي) (4) بدل الباقر تارة و (علي) (5) بدل محمد بن علي أخرى. الا
اننا لم نعثر على من ينسب القضية إلى زين العابدين عليه السلام عدى من سمعت منه ولعله
للتصريح بمحمد بن علي عليه السلام أو الباقر في أكثر نسخ ما رواه البيهقي - أو روى
عنه نعم يمكن أن يقال جمعا بين النقلين بتعدد الواقعة، كما ربما يستفاد ذلك
من كيفية الامر بضرب الدراهم، فان فيما ذكره الشهيد ره أمر عليه السلام بضم الصنفين
البغلي، إلى الطبري، وفيما نقله البيهقي، أمر عليه السلام بضم الأصناف الثلاثة فتحمل
الكلمتان (الباقي وعلى) المذكورتان في تلك النسخة على وقوع التصحيف والتحريف
فيهما أو على تقدير وحدتها كان تعليم الضرب من الباقر عليه السلام بإشارة من أبيه وأمره،
حيث كان حاضرا معه في ذلك المجلس وأما ما ذكرناه من الاعتبار، فيدفعه وقوع
إشخاصه بإذن أبيه مع أن في عدم الأمر باشخاص السجاد لدفع كلفة الطريق عنه

(1) راجع الطبري ج 8 ص 95 من الطبعة الأولى المصرية سنة 1326 ه‍ - والكامل
ج 3 ص 221 ط مصر سنة 1303 ه‍
(2) راجع (مروج الذهب) ج 2 ص 153 - ط مصر سنة 1346 - ولكن في تاريخ
اليعقوبي: توفى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في سنة (99)، وقال قوم
سنة (100) راجع ج 3 ص 39 ط بيروت سنة 1376
(3) راجع، ما كتبناه تفصيلا في سنة ضرب عبد الملك ص (49) وما بعدها.
(4) راجع هامش ص 72.
(5) راجع متن ص 73.
75

واشخاص ابنه الباقر عليه السلام لحل المعضلة)، تبجيلا وتجليلا، واقرارا لأهل بيت
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا وابنا أبا الإحاطة على شتى العلوم، والفنون والله أعلم.
الفصل الخامس
وفيه مطلبان
(المطلب الأول - في الدرهم واختلاف اوزانه في الجاهلية والاسلام) لا شك
في أن الدرهم كانت له أوزان مختلفة، وأصناف متفاوتة (1) خفافا وثقالا ترد إلى
الأعراب من ديار الفرس، ثم تغير عما كان عليه في الجاهلية، وصدر الاسلام،
حتى استقر على ما كان العشرة منه وزن سبعة مثاقيل.
وعليه اتفقت آراء (الفقهاء) وأخبار المؤرخين واللغويين: ونحن نقتصر في
هذا المطلب على نقل كلام عدة يسيرة من هؤلاء حذرا من الاطناب مع عدم الحاجة
إلى الاستقصاء.
أما آراء الفقهاء فمنهم من صرح بذلك، ومنهم من يظهر منه أنه قد اختلف
وتبدل عما كان عليه في الجاهلية، ومنهم من أرسله أرسال المسلمات، ومنهم
من اقتصر على نقل صنفين منه (البغلية والطبرية) واليك كلمات جماعة منهم
قال العلامة أعلى الله مقامه في محكي القواعد: اما الدراهم فإنها مختلفة الأوزان،
واستقر الأمر في الاسلام على أن وزن الدرهم ستة دوانيق، كل عشرة منها سبعة مثاقيل
من ذهب.
وقال في المنتهى: الدراهم في بدء الاسلام كانت على صنفين. بغلية، وهى السود
وطبرية، وكانت السود، كل درهم منها ثمانية دوانيق، والطبرية أربعة دوانيق،
فجمعا في الاسلام، وجعلا درهمين متساويين وزن كل درهم ستة دوانيق، فصار وزن
كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل بمثقال الذهب، وهو الدرهم الذي قدر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم
المقادير الشرعية في نصاب الزكاة، والقطع، ومقدار الديات، والجزية وغير ذلك.

(1) يأتي ذكر أصنافه في الفصل السادس عند الكلام على النقود القديمة، والمستحدثة
76

وقال في الوافي بعد نقل خبر سلمة بن الخطاب (1): (بيان) بناء هذه الشبهة
وانبعاثها على تغير الدراهم في الوزن بحسب القرون، وقد كانت في زمن رسول الله
تحسب بالأوقية وكانت الأوقية أربعين درهما، والدرهم ستة دوانيق، ثم صار الدرهم
خمسة دوانيق، وكانت الزكاة وزن ستة، كما يستفاد من هذا الخبر، ولعله صار
في زمن المنصور أقل من خمسة دوانيق، وصارت الزكاة وزن سبعة). (2)
أقول: الخبر الذي أشار إليه كان من جملة ما يستفاد منه اختلاف أوزان الدراهم
في الاسلام، كما يأتي،
وقال في الجواهر: بعد نقل عبارة الوافي: قلت حكي عن بعض الأفاضل فيما
كتبه على هذا الخبر، أن الدراهم غير الطبري والبغلي على ضروب ثلاثة).
درهم زنته ستة دوانيق، وهو الشرعي الذي كان خمسة منه من أول ما يجب
في نصب الفضة ودرهم زنته خمسة دوانيق. ودرهم زنته خمسة أسباع الدرهم
الشرعي، وهو المحدث في زمان المنصور وما قاربه.
وقال أيضا قبل ذلك بأسطر: أن الدراهم وإن اختلفت إلا أن التقدير بما عرفت.
ثم قال بعد نقل عبارة كشف الرموز والسرائر: والغرض من ذلك كله، أن الدرهم مختلف
بحسب الأزمنة الا ان الذي وقع به التقدير باتفاق الأصحاب على الظاهر هو ما عرفت)
إلى غير ذلك من عبائرهم الصريحة أو الظاهرة التي لا حاجة إلى استقصائها.
واما اخبار المؤرخين فقد ذكرنا شطرا من كلامهم في طي الفصول السابقة
حسب اقتضاء المقام ونزيدك هنا بيانا بما يستدعي الفصل البحث عنه.
روى البلاذري عن الحسن بن صالح قال: كانت الدراهم من ضرب الأعاجم
مختلفة كبارا وصغارا، فكانوا، يضربون منها مثقالا، وهو وزن عشرين قيراطا،
ويضربون منها وزن اثنى عشر قيراطا، ويضربون بوزن عشرة قراريط، وهى

(1) يأتي ذكره وما يستفاد منه في كتاب الزكاة في (باب مقدار الدرهم) تفصيلا
(2) الوافي: كتاب الزكاة باب [24] ص 32 ط طهران عام 1324.
77

أنصاف المثاقيل، فلما جاء الاسلام واحتيج في أداء الزكاة إلى الامر الوسط، أخذوا
عشرين قيراطا، واثني عشر قيراطا وعشرة قراريط، فوجدوا ذلك اثنين وأربعين
قيراطا، فضربوا على وزن الثلث من ذلك، وهو أربعة عشر قيراطا، فوزن الدرهم
العربي أربعة عشر قيراطا من قراريط الدينار العزيز، فصار وزن كل عشرة دراهم
سبع مثاقيل، وذلك مائة وأربعون قيراطا وزن سبعة.
وقال غير الحسن بن صالح: كانت دراهم الأعاجم، ما العشرة منها وزن
عشرة مثاقيل، وما العشرة منها وزن ستة مثاقيل، وما العشرة منها وزن خمسة مثاقيل
فجمع أولوا الشأن ذلك فوجدوا أحدا وعشرين مثقالا، فاخذوا ثلثه وهو سبعة مثاقيل،
فضربوا دراهم، وزن العشرة منها سبعة مثاقيل، القولان يرجعان إلى شئ واحد.
إلى أن قال قال محمد بن سعد: وزن الدرهم من دراهمنا هذه، أربعة عشر
قيراطا، من قراريط مثقالنا الذي جعل عشرين قيراطا، وهو وزن خمسة عشر قيراطا، من
أحد وعشرين قيراطا وثلاثة أسباع.
وروى أيضا عن داود الناقد، قال: سمعت مشايخنا يحدثون: أن العباد
من أهل الحيرة، كانوا يتزوجون على مائة وزن ستة يريدون وزن ستين مثقالا
دراهم. وعلى مائة وزن ثمانية، يريدون ثمانين مثقالا دراهم وعلى مائة وزن خمسة
يريدون وزن خمسين مثقالا دراهم. وعلى مائة وزن مائة مثقال،) (1)
وقال الماوردي في الأحكام السلطانية: واما الدرهم فيحتاج فيه إلى معرفة
وزنه، وتقديره)، فاما وزنه، فقد استقر الامر في الاسلام، على أن وزن الدرهم
ستة دوانيق: ووزن كل عشرة دراهم، سبعة مثاقيل، واختلف في سبب استقراره
على هذه الوزن، فذكر قوم ان الدراهم، كانت في أيام الفرس، مضروبة على
ثلاثة اوزان،

(1) النقود العربية - ص - 9 و 10 و 12 - وفتوح البلدان ص 451 و 52 و 53 -
ط مصر سنة 1959 م ويشاهد بينهما اختلاف يسير، لكننا نقلنا عن الأولى.
78

منها درهم على وزن المثقال عشرون قيراطا، ودرهم وزنه اثنا عشر قيراطا
ودرهم وزنه عشرة قراريط، فلما احتيج في الاسلام إلى تقديره في الزكاة أخذ الوسط
من جميع الأوزان الثلاثة وهو اثنان وأربعون قيراطا، فكان أربعة عشر قيراطا من
قراريط المثقال.
فلما ضربت الدراهم الاسلامية على الوسط من هذه الأوزان الثلاثة، قيل
في عشرتها وزن سبعة مثاقيل لأنها كذلك،
وذكر آخرون أن السبب في ذلك أن عمر بن الخطاب لما رأى اختلاف الدراهم
وأن منها البغلي وهو ثمانية ودوانيق، ومنها الطبري وهو أربعة دوانق، ومنها المغربي
وهو ثلاثة دوانق، ومنها اليمني وهو دانق، قال: انظروا الأغلب مما يتعامل به الناس
من أعلاها وأدناها، فكان الدرهم البغلي والدرهم الطبري فجمع بينهما فكانا اثني عشر
دانقا، فاخذ نصفها فكان ستة دوانيق، فجعل الدرهم الاسلامي في ستة دوانيق ومتى،
زدت عليه ثلاثة أسباعه كان مثقالا، ومتى نقصت من المثقال ثلاثة أعشاره كان درهما
فكل عشرة دراهم سبعة مثاقيل، وكل عشر مثاقيل أربعة عشر درهما
وسبعان (1)
وقال ابن الأثير: وكانت دراهم الأعاجم مختلفة كبارا وصغارا، وكانوا
يضربون مثقالا وهو وزن عشرين قيراطا،
ومنها وزن إثنا عشر قيراطا،
ومنها وزن عشرة قراريط، وهى أصناف (2) المثاقيل، فلما ضربت الدراهم
في الاسلام أخذوا عشرين قيراطا، واثنا عشر قيراطا، وعشرة قراريط، فوجدوا
ذلك اثنين وأربعين قيراطا، فضربوا علي الثلث من ذلك، وهو أربعة عشر قيراطا،
فوزن الدرهم العربي أربعة عشر قيراطا، فصار وزن كل عشرة دراهم، سبعة
مثاقيل (3)

(1) الأحكام السلطانية ص 138 من الطبعة الأولى سنة 1327 ه‍ 1909 م
(2) كذا في النسخة المطبوعة
(3) تاريخ الكامل ج 4 ص 161.
79

وقال ابن خلدون: عند الكلام على السكة وقدروا (1) وزنها (أي وزن
الدراهم) على ما كانت استقرت أيام عمر، وذلك أن الدرهم كان وزنه في أول الاسلام،
ستة دوانيق، والمثقال وزنه درهم وثلاثة أسباع الدرهم، فيكون عشرة دراهم
بسبعة مثاقيل.
وكان السبب في ذلك أن أوزان الدراهم أيام الفرس كانت مختلفة، وكان
منها على وزن المثقال عشرون قيراطا، ومنها إثنا عشر، ومنها عشرة، فلما احتيج
إلى تقديره في الزكاة أخذ الوسط من الثلاثة، وذلك أربعة عشر قيراطا، فكان المثقال
درهم وثلاثة أسباع درهم
وقيل أن الدراهم كان منها (البغلي) بثمانية دوانق و (الطبري) أربعة
دوانيق و (المغربي) ثلاثة دوانيق، (2) و (اليمني) (3) دانق، فأمر عمر أن ينظر
الأغلب في التعامل، فكان البغلي، والطبري، وهما إثنا عشر دانقا، فكان الدرهم
ستة دوانيق، وإن زدت ثلاثة أسباعه، كان مثقالا، وإذا نقصت ثلاثة أعشار المثقال،
كان درهما.
فلما رأى عبد الملك إتخاذ السكة لصيانة النقدين الجاريين في معاملة
المسلمين عن الغش، عين مقدارها على هذا الذي استقر لعهد عمر. واتخذ
طابع الحديد، ونقش فيه كلمات لا صورا لأن العرب، كان الكلام والبلاغة،
أقرب مناحيهم، وأظهرها، مع أن الشرع ينهى عن الصور. فلما فعل ذلك، استمر بين
الناس إلى أيام الملة كلها.
وكان الدينار والدرهم على شكلين مدورين، والكتابة عليهما في دوائر

(1) وفي بعض النسخ (وقدر)
(2) في بعض النسخ ثمانية.
(3) في بعض النسخ، ستة دوانيق.
80

متوازية، يكتب، فيها من أحد الوجهين، أسماء الله تهليلا، وتحميدا وصلاة
على النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي الوجه الثاني، التاريخ واسم الخليفة، هكذا أيام
العباسيين، والعبيديين، والأمويين.
ثم قال بعد كلام (تنبيه) ولنختم الكلام في السكة، بذكر حقيقة الدرهم،
والدينار، الشرعيين، وبيان مقدارهما، وذلك أن الدرهم والدينار، مختلفا السكة
في المقادير، والموازين، بالآفاق والأمصار، وسائر الأعمال، والشرع، قد تعرض
لذكرهما، وعلق كثيرا من الأحكام بهما، في الزكاة، والأنكحة، والحدود،
وغيرها، فلا بد لهما عنده من حقيقة ومقدار، يتعين في تقديره، وارادته،
وتجري عليهما أحكامه، دون غير الشرعي منهما.
فاعلم أن الاجماع منعقد، منذ صدر الاسلام، وعهد الصحابة، والتابعين، أن
الدرهم الشرعي، هو الذي، تزن العشرة منه سبعة مثاقيل، من الذهب، والأوقية
منه أربعين درهما، وهو على هذا سبعة أعشار الدينار، ووزن المثقال من الذهب
الخالص، اثنتان وسبعون حبة، من الشعير الوسط، فالدرهم الذي هو سبعة أعشار،
خمسون حبة وخمسا حبة.
وهذه المقادير كلها، ثابتة بالاجماع، فان الدرهم الجاهلي، كان بينهم على
أنواع، أجودها الطبري: وهو ثمانية دوانق، والبغلي (1) وهو أربعة دوانق، فجعلوا
الشرعي بينهما ستة دوانق، وكانوا بها يوجبون الزكاة في مائة درهم بغلية، ومائة
طبرية، خمسة دراهم وسطا.
وقد اختلف الناس هل كان ذلك من وضع عبد الملك، أو إجماع الناس بعد
عليه، كما ذكرناه.
وذكر ذلك الخطام في (كتاب معالم السنن) والماوردي في (الأحكام السلطانية)
وأنكره المحققون من (المتأخرين)، لما يلزم عليه أن يكون الدينار والدرهم

(1) قد عرفت عدم موافق له في ذلك الا ما سمعت من المقريزي فيما سبق.
81

الشرعيان مجهولين في عهد الصحابة، ومن بعدهم، مع تعلق الحقوق الشرعية
بهما في الزكاة، والأنكحة والحدود، وغيرها، كما ذكرناه.
والحق، انهما كانا معلومي المقدار في ذلك العصر، لجريان الاحكام يومئذ
بما يتعلق بهما من الحقوق، وكان مقدارهما غير مشخص في الخارج، وانما كان
متعارفا بينهم بالحكم الشرعي، المتقرر في مقدارهما ووزنهما حتى استفحلت
الدولة الاسلامية، وعظمت أحوالها: ودعت الحال إلى تشخيصهما في المقدار،
والوزن، كما هو عند الشرع ليستريحوا من كلفة التقدير (1)، وقارن ذلك أيام
عبد الملك، فشخص مقدارهما وعينهما في الخارج، كما هو في الذهن، ونقش عليهما
السكة، باسمه، وتاريخه، أثر الشهادتين الايمانيتين، وطرح النقود الجاهلية رأسا،
حتى خلصت، ونقشت (2) عليهما سكته، وتلاشى وجودهما، وهذا هو الحق الذي
لا محيد عنه،.
ثم بعد ذلك وقع اختيار أهل السكة في الدولة على مخالفة المقدار الشرعي
في الدينار والدرهم، واختلفت في تلك الأقطار، والآفاق، ورجع الناس إلى
تصور مقاديرهما الشرعية، ذهنا، كما كان في الصدر الأول، وصار أهل كل أفق
يستخرجون الحقوق الشرعية من سكتهم بمعرفة النسبة التي بينها وبين مقاديرها
الشرعية.
واما وزن الدينار. باثنتين وسبعين حبة، من الشعير الوسط، فهو الذي
نقله المحققون، وعليه الاجماع، إلا ابن حزم، فإنه خالف في ذلك، وزعم أنه
أربع وثمانون حبة، نقل ذلك عنه القاضي عبد الحق، ورده المحققون، وعدوه
وهما، أو غلطا وهو الصحيح (3)
وقال مصطفى الذهبي الشافعي: في رسالة تحرير الدرهم والمثقال وإنما

(1) في بعض النسخ (النقدين)
(2) (وفي بعض النسخ ونقش)
(3) مقدمة ابن خلدون ص 218 - 220 والنقود العربية ص 107 - 109
82

جعلوا الدرهم والمثقال، على قياس هذه النسبة لغلبة استعمالهما في النقدين مع
اشتهار الدرهم في الفضة والمثقال في الذهب، ثم إن المتأخرين: قدروا بحب الشعير
دوما، لسهولة العدد، فقدروا الدرهم من الشعير الممتلي الاغرل (المقطوع) ما دق
من طرفيه بخمسين شعيرة وخمسين (5 / 2 و 50) باثنتين وسبعين شعيره (72) على
مقتضى النسبة المذكورة.
ثم اصطلحوا على التقريط، واختلفوا في كميته، فمنهم من جعل المثقال أربعة
وعشرين قيراطا وأربعة أخماس قيراط، على حسب النسبة السابقة، فمقدار القيراط
ثلاث شعيرات، ومنهم من جعل المثقال عشرين قيراطا والدرهم أربعة عشر قيراطا،
كما هو في كتب الحنفية. فمقدار القيراط، ثلاث شعيرات وثلاثة أخماس شعيرة.
ومنهم من جعل المثقال اثنين وعشرين قيراطا، وستة أسباع قيراط، والدرهم
ستة عشر قيراطا، على مقتضى النسبة المذكورة، فمقدار القيراط ثلاث شعيرات،
وثمن شعيرة، وخمس ثمن شعيرة، وذلك مقدار أربع قمحات معتدلة، لخفة
القمح عن الشعير الممتلئ، بحيث تكون الثمانون قمحة المتوسطة توازن ثلاث
وستين شعيرة ممتلئة فيكون كل منهما درهما وربع درهم كما يعلم بالامتحان
بالخردل (1)
وقال فريد وجدى: الدرهم في الوزن يساوي جزء من أربعمائة من
الأوقية (125 / 3) غراما أي ثلاث غرامات وثمن.
والدرهم في النقود عند أهل القرون الماضية من أسلافنا كان يساوي نحو (25)
مليما من نقود بلادنا. (2)
وقال أبو عبيد في كتاب الأموال: سمعت شيخا من أهل العلم يأمر الناس
كان معنيا بهذا الشأن يذكر قصة الدراهم وسبب ضربها في الاسلام، وقال: إن
الدراهم التي كانت نقد الناس على وجه الدهر. لم تزل نوعين: هذه السود الوافية

(1) راجع النقود العربية ص 77
(2) راجع دائرة المعارف ج 4 ص 36
83

وهذه الطبرية العتق. فجاء الاسلام، وهى كذلك. فلما كانت بنو أمية وأرادوا
ضرب الدراهم نظروا في العواقب. فقالوا إن هذه تبقى مع الدهر، وقد جاء فرض
الزكاة: (ان في كل مائتين، أو في كل خمس أواقي خمسة دراهم. والأوقية
أربعون) فأشفقوا ان جعلوها كلها على مثال السود.
ثم فشا فشوا بعد، لا يعرفون غيرها: أن يحملوا معنى الزكاة على أنها لا
تجب حتى تبلغ تلك السود العظام مائتين عددا فصاعدا. فيكون في هذا بخس
للزكوة، وأشفقوا أن جعلوها كلها على مثال الطبرية أن يحملوا المعنى
على أنها إذا بلغت مائتين عددا حلت فيها الزكاة فيكون فيها اشتطاطا على
رب المال، فأرادوا منزلة بينهما يكون فيها كمال الزكاة من غير إضرار بالناس،
وأن يكون مع هذا موافقا لما وقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الزكاة.
قال: وانما كان قبل ذلك يزكونها شطرين من الكبار، والصغار، فلما أجمعوا
على ضرب الدراهم، نظروا إلى درهم واف فإذا هو ثمانية دوانيق وإلى درهم
من الصغار، فكان أربعة دوانيق، فحملوا زيادة الأكبر على نقص الأصغر، فجعلوهما
درهمين متساويين كل واحد ستة دوانيق.
ثم اعتبروها بالمثاقيل ولم يزل المثقال في آباد الدهر مؤقتا محدودا،
فوجدوا عشرة من هذه الدراهم التي واحدها ستة دوانيق ثم اعتبروها بالمثاقيل
تكون وزان سبعة مثاقيل سواء فاجتمعت فيه وجوه ثلاثة، أنه وزن سبعة، وأنه
عدل بين الصغار والكبار، وأنه موافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في الصدقة،
ولا وكس فيه ولا شطط. فمضت سنة الدراهم على هذا، واجتمعت عليه الأمة
فلم تختلف، ان الدرهم التام هو ستة دوانيق: فما زاد أو نقص قيل درهم زائد وناقص.
فالناس في زكاتهم بحمد الله ونعمته على الأصل الذي هو السنة والهدى،
لم يزيغوا عنه، ولا التباس فيه.
وكذلك المبايعات والديات على أهل الورق وكل ما يحتاج إلى ذكرها فيه.
84

هذا كما بلغنا، أو كلام هذا معناه.
قال أبو عبيد: وكانت الدراهم قبل هذا وزن ستة بذلك جاء ذكرها في بعض
الحديث. قال أبو عبيد: حدثت عن شريك عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته.
عن علي عليه السلام قال: زوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام على أربعمائة وثمانين
درهما وزن ستة) قال أبو عبيد: فلم يزل عليها حتى نقلت إلى السبعة كما
أعلمتك (1)
وقال البستاني: واختلف في وزن الدراهم على عهد النبي أنه وزن عشرة،
أو تسعة، أو ستة، أو خمسة: أي كل عشرة دراهم خمسة مثاقيل وهو الأصح. ثم
انتقل على عهد عمر إلى وزن سبعة أي كل عشرة منها سبعة مثاقيل، فكل درهم
سبعة أعشار مثقال، فالدرهم الواحد على وزن سبعة 14 قيراطا هي سبعون شعيرة وعلى
هذا فالمثقال مائة شعيرة، وهذا الوزن هو المعتبر في الزكاة (2)
وربما يستفاد من بعض النصوص كما سمعت من الوافي أن الدرهم كان
في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستة دوانيق فتغير في زمن بعض الأئمة وصار خمسة ثم تغير
في زمان المنصور وصار أقل من خمسة دوانيق، وقيل أنه صار في زمنه أربعة دوانيق
وسبعي دانق، (3)
وفي كتاب (الدينار الإسلامي) ما نصه: وعد الدرهم سبعة أعشار الدينار الذي
هو المثقال فكل سبعة دنانير تزن عشرة دراهم، وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا، وجعل هذا الوزن
الشرعي إماما، واستمر في القضايا الشرعية إلى اليوم تقديرا بعد اختلاف اوزان
الدينار (4) والدرهم، فكل عشرة دراهم تزن سبعة دنانير: أي مثاقيل، وهذه

(1) كتاب الأموال ص 524 - 525 - ط القاهرة.
(2) دائرة المعارف ج 7 ص 670
(3) يأتي الكلام على ذلك مفصلا في القسم الثاني في كتاب الزكاة.
(4) سيأتي اعتراف جمع من الفقهاء وغيرهم بان الدينار لم يختلف وزنه عما كان
عليه في جاهلية ولا اسلام. كما اعترف هو به أيضا وقد نقل ذلك عن (المقدسي) في
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص 240 طبعة (ليدن) سنة 1906
85

النسبة ثابتة في الجاهلية والاسلام وضمنية يرجع إليها بالتعامل، وإن اختلفت أوزان
الدراهم فمنها الكبار والصغار إلى أن وجد عمر بن الخطاب أوزان الدراهم،
وضربها في أواخر خلافته. وعد الدينار عشرين قيراطا والدرهم أربعة عشر قيراطا،
وكل عشرة دراهم تزن سبعة مثاقيل كما ذكرنا، أي وزن سبعة، وعد وزنها شرعيا.
وكان منذ العصر الجاهلي وزن الدينار اثنين وعشرين قيراطا إلا كسرا
ووزن الدرهم خمسة عشر قيراطا، وهذا لا يختلف عن الوزن الشرعي إلا من حيث
قلة عدد القراريط وكثرتها فقط ما دام الدينار ثابت الوزن وكل سبعة دنانير تزن
عشرة دراهم. ولربما عد الدينار عشرين قيراطا والدرهم أربعة عشر قيراطا، للتخلص
من اللفظ بالكسور فقط.
ولما ضرب عبد الملك بن مروان الدينار اتخذ النسبة القديمة أي اثنين
وعشرين قيراطا إلا كسرا للدينار، وخمسة عشر قيراطا للدرهم، وكل عشرة
دراهم تزن سبعة مثاقيل أي سبعة دنانير ويطلق عليها وزن سبعة. (1)
واما كلمات اللغويين فقد مر فيما سبق ما ذكره بعضهم في ذلك ونزيد هنا
كلام آخرين منهم.
قال الفيومي: الدرهم ستة دوانق، والدرهم نصف دينار وخمسه وكانت
الدراهم في الجاهلية مختلفة، فكان بعضها خفافا، وهى الطبرية، كل درهم منها
أربعة دوانق، وهى طبرية الشام، وبعضها ثقالا، كل درهم ثمانية دوانيق، وتسمى
العبدية، وقيل البغلية نسبة إلى ملك يقال له رأس البغل، فجمع الخفيف والثقيل،
وجعلا درهمين متساويين، فجاء كل درهم ستة دوانيق، ويقال أن عمر فعل ذلك
لأنه لما أراد جباية الخراج، طلب بالوزن الثقيل فصعب على الرعية، وأراد
الجمع بين المصالح، فطلب الحساب، فخلطوا الوزنين، واستخرجوا هذا الوزن.
وقيل: كان بعض الدراهم وزن عشرين قيراطا وتسمى وزن عشرة، وبعضها
وزن عشرة، وتسمى وزن خمسة وبعضها وزن إثنا عشر، وتسمى وزن ستة، فجمعوا

(1) الدينار الإسلامي ج 1 ص 12 و 13.
86

من الأوزان الثلاثة هذا الوزن فكان ثلثها ويسمى وزن سبعة لأنك إذا جمعت عشرة
دراهم من كل صنف كان الجميع أحدا وعشرين مثقالا وثلث الجميع سبعة
مثاقيل) (1)
وقال المطرزي: المعتبر في الدنانير، وزن المثقال، وفي الدراهم وزن سبعة.
قال الكرخي: في مختصره، وهو أن يكون الدرهم، أربعة عشر قيراطا،
وتكون العشرة، وزن سبعة مثاقيل، والمائتان وزن مائة وأربعين مثقالا، وكانت
الدراهم في الجاهلية ثقالا مثاقيل، وخفافا طبرية، فلما ضربت في الاسلام جمعوا الثقيل
والخفيف فجعلوهما درهمين، فكانت العشرة وزن سبعة مثاقيل، (2)
وقال في المجمع: كانت الدراهم في الجاهلية مختلفة فكان بعضها خفافا
وهى الطبرية وبعضها ثقالا كل درهم ثمانية دوانيق وكانت تسمى العبدية وقيل البغلية
نسبة إلى ملك يقال له رأس البغل فجمع الخفيف والثقيل وجعلا درهمين متساويين
فجاء كل درهم ستة دوانيق.
فإذا لا ريب في أن الدراهم كانت مختلفة الأوزان، والمقادير، حتى استقرت
على ما كان وزن ستة دوانيق، كل عشرة منها وزن سبعة مثاقيل.
(المطلب = الثاني في الدينار)
خصصنا هذا المطلب بالدينار والبحث عن نشأته وتطوراته، منذ بداية
ظهوره وضربه في الاسلام.
فانا وان تكلمنا عليه، وأشرنا إلى بعض ما يتصل به، في طي الفصول
السابقة، الا أنا لم نستوف البحث عنه بما يليق ويستحق.
ومع ذلك، ليس في وسع هذا المختصر ذكر أبحاثه، كما ينبغي، فنذكر

(1) المصباح المنير ص 93 و 94.
(2) المغرب ج 1 ص 178
87

هنا خلاصة ما توصلنا إليه، من بعض ما يتعلق به، ويهمنا نقله، فنقتصر من أبحاثه
بذكر أمور.
الأولى = اسم الدينار
جاء (في الدينار الإسلامي) تحت هذا العنوان:
الدينار قطعة من الذهب وزنه مثقال، وعليها نقش الملك أو الأمير الذي
ضربه. عرف العرب هذا النقد الذهب الرومي، وتداولوه قبل الاسلام، وكما
استعار العرب استعماله استعاروا اسمه أيضا، فعرف بهذا الاسم في الجاهلية والاسلام،
كما جاء في سورة آل عمران - الآية (75) من القرآن المجيد. فالدينار، إذا
كلمة أعجمية، ثم عربت، وقد جاءت من الكلمة اليونانية (1).
وادعى (بلينى) بان الدينار كان يدعى (الاريوس بديناريوس) ولعله يدل
على أن النقد الذهب صار يدعى بعد إصلاح (العملة)، الذي قام به قسطنطين الأول
سنة (309 - 319 ب. م.) بكلمة واحدة هي (الدينار) (2).
(الثانية - أول من نقش كلمة دينار بحروف كوفية)
وجاء فيه أيضا إن أول من نقش كلمة دينار بحروف كوفية على النقود الذهبية
في الاسلام هو عبد الملك بن مروان سنة 76 ه‍، وعندما بدأ بضرب الدنانير على الطراز البيزنطي.
واستمر الحال هكذا طوال العهد الأموي إلا أنها لم تنقش على اجزاء
الدينار، فقد نقشوا بمحل كلمة الدينار (هذا نصف وهذا ثلث على أنصاف وأثلاث الدينار،
ووجد على بعض أرباع الدينار الفاطمي، (هذا الربع وهذا الرباع). ونقش
العباسيون أحيانا، كلمة (دينار) على الأجزاء، ولم يعرف عن الأمويين أنهم
ضربوا أضعافا للدينار.
واستمرت كلمة الدينار تنقش على جميع النقود الذهبية للدولة العباسية

(1) مر الكلام عليه في الفصل الأول ص 3 و 4 و 5 وما بعدها.
(2) الدينار الإسلامي ج 1 ص 10 و 11 -
88

وفروعها التي انفصلت عنها، وبقية الدول الاسلامية التي نشأت، وإن كانت من
أضعاف الدينار أو أجزائه.
وقد ضرب آخر دينار في بغداد بعد سقوط الدولة العباسية حالا، ثم حذف
لفظ الدينار من هذه النقود الذهبية في حدود سنة 661 ه‍ (1262 م).
اما في مصر فقد ضرب آخر دينار في حكم المظفر سيف الدين حجى سنة
(747 ه‍ - 748 ه‍) (1346 - 1347 م) وهو أحد ملوك المماليك البحريين.
فلم تنقش على النقود المصرية كلمة (دينار بعد ذلك. (1)
(الثالثة - وزن الدينار في الجاهلية والاسلام)
وجاء فيه أيضا: يزن الدينار مثقالا من الذهب، ولم يتغير وزنه في جاهلية
ولا أسلام، فالدينار الذي ضربه عبد الملك بن مروان بطرازه البيزنطي سنة 76 ه‍،
والذي بطرازه الإسلامي الخاص، لا يختلفان في الوزن عما كان يرد الحجاز من
الدنانير البيزنطية قبل الاسلام، أو بعده وهذا مجمع عليه (2)).
أقول: به صرح جماعة من الفقهاء وغيرهم.
قال العلامة في محكى القواعد: والدرهم ستة دوانيق، والدانق ثماني حبات
من أوسط حب الشعير، والمثاقيل لم تختلف في جاهلية ولا إسلام).
قال في الحدائق: لا خلاف بين الأصحاب رضوان الله عليهم وغيرهم أيضا، أن
الدنانير لم يتغير وزنها عما هي عليه الآن، في جاهلية، ولا إسلام، صرح بذلك
جملة من علماء الطرفين، قال شيخنا العلامة، أجزل الله إكرامه في النهاية: والدنانير،
لم يختلف المثقال منها في جاهلية ولا إسلام، كذا نقل عن الرافعي في شرح الوجيز،
أنه قال، المثاقيل لم تختلف في جاهلية، ولا إسلام، والدينار مثقال شرعي، فهما

(1) المصدر نفسه - ج 1 ص 11 وأكثر ما ذكره كما أشار إليه مأخوذ من
(لين پول).
(2) المصدر نفسه ج 1 ص 12 نقل ذلك عن المقريزي، ص 4، والبلاذري
س 5.
89

متحدان وزنا، فلذا يعبر في أخبار الزكاة، تارة بالدينار، وتارة بالمثقال).
أقول: وقد اعترف باتحادهما غير واحد من الفقهاء وغيرهم أيضا.
وقال في الوافي في باب مقدار ماء الوضوء: والمثقال قدر دينار، والدينار
لم يتغير في جاهلية، ولا إسلام وإن اختلفت الدراهم وغيرت).
وقال الشيخ الكبير صاحب كشف الغطاء في رسالة التحقيق والتنقير: الدينار
هو المثقال الشرعي، فالشرعي هو الذهب العتيق الصنمي، الذي يسمى اليوم
(أبو لعيبة) وهو درهم وثلاثة أسباع الدرهم، يعبرون عنه بالدينار مرة، وبالمثقال
الشرعي أخرى). (1)
وقال في المجمع فالمثقال الشرعي يكون على هذا الحساب عبارة عن الذهب الصنمي،
كما صرح به ابن الأثير، حيث قال: المثقال يطلق في العرف على الدينار
خاصة، والذهب الصنمي، عبارة عن ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي عرف بذلك
بالاعتبار الصحيح).
وعن الشيرواني في رسالة الدرهم، أن الدينار هو المثقال الشرعي لم
يتغير إلى يومنا هذا بلا ريب) (2).
وقال العلامة: المجلسي في ميزان المقادير: ان الدنانير لم تتغير
عما كانت عليه، من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ما اتفقت عليه العامة
والخاصة.
وفي توضيح البيان في تسهيل الأوزان ما تعريبه: أن جماعة من علماء
الخاصة والعامة صرحوا بأن الدينار لم يتغير من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلى
الآن وقد شوهد كثير من الدنانير القديمة، كانت موافقة مع دنانير
هذه الاعصار).

(1) لم تحضرني الان هذه الرسالة: ولكن نقلنا عنها في الطبعة الأولى.
(2) ومع الأسف أن هذه الرسالة واللتان بعدها لم تحضرني الان وقد نقلنا عنها
في الطبعة الأولى. فراجع.
90

وقال مصطفى الذهبي الشافعي في رسالة تحرير الدراهم والمثقال: فاما الدرهم
والمثقال، فقد نصوا على أنهما لم يختلفا جاهلية ولا اسلاما يعنى أن مقدارهما
الذي حرره يونان الجاهلية، لم يتغير حين ورد الاسلام، بل تعامل به الناس،
وسكت الشارع على ذلك، فالدراهم والمثاقيل الواردة في الزكاة وغيرها محمولة
على ذلك، كما قال: ابن الرفعة، وليست من المبهم المعين بعد كما قيل) (1).
أقول: قد عرفت في المطلب الأول اختلاف أوزان الدرهم واعتراف جمع
من الفقهاء وغيرهم به. وأنه تغير عما كان عليه في الجاهلية واستقر في الاسلام
على زنة كل عشرة سبعة مثاقيل.
فمما تقدم يظهر أن الدينار لم يتغير في جاهلية ولا إسلام وأنه متحد
وزنا مع المثقال الشرعي الذي كان ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي كما صرح به
الأصحاب وغيرهم أيضا.
وفي المستند بعد الاستناد بكلام جماعة على أن الدينار هو ثلاثة أرباع
المثقال الصيرفي.
قال: ويثبته إطلاق الدينار عرفا على هذه الذهب المعمولة في بلاد الروم
المسماة (بدوبتي، وباج اغلو) وكل منهما ثلاثة أرباع الصيرفي بل يظهر من
المجمع، أن الدينار في الأزمنة الآتية أيضا كانت أسماء لهذين الذهبين)
قال في مادة الدرهم واما الدنانير فكانت تحمل إلى العرب من الروم إلى أن
ضرب عبد الملك بن مروان الدينار في أيامه.) بل صرح في النهاية الأثيرية: بأن
الدينار هو ذلك حيث قال: المثقال يطلق في العرف على الدينار خاصة وهو الذهب
الصنمي، الثلاثة أرباع المثقال الصيرفي). وبه صرح في المجمع في مادة ثقل (2)
ثم قال في المستند: والظاهر عدم التغيير في مسكوكات الروم، بل هي ما تحمل منها

(1) تحرير الدراهم والمثقال ص 2 و 3 والنقود العربية ص 75 و 76.
(2) راجع ما نقلنا عنه سابقا. حيث قال: فالمثقال الشرعي على هذا الحساب عبارة
عن الذهب الصنمي)
91

الآن أيضا، وهو الذهبان المذكوران.
والذهب الصنمي، هو الذهبان المذكوران، حيث أن فيهما شكل الصنم،
فما يكون الصنم في أحد طرفيه، يقال له: (باج أغلو) وما في طرفيه. يسمى (بدوبتى):
أي ذو الصنمين انتهى ما في المستند).
الرابعة (وزن الدينار بالحبات)
قد عرفت أنه المثقال الشرعي وهو على ما ذكروه عشرون قيراطا، والقيراط:
كما في كتاب الجواهر وغيره ثلاث شعيرات وثلاثة أسباعها. فالمثقال الذي هو متحد
مع الدينار وزنا، يساوي.. ثمان وستين شعيرة وأربعة أسباع شعيرة، حاصلة من
ضرب عشرين في عدد شعيرات القيراط.
وبتقريب آخر: ان أصحابنا رضوان الله عليهم، صرحوا: بأن الدرهم ستة
دوانيق، والدانق ثمان حبات من أوسط حب الشعير (1).
فيكون الدرهم، ثمان وأربعين حبة حاصلة من ضرب عدد الدراهم في عدد
حبات الدانق). وصرحوا أيضا، بأن الدرهم، نصف المثقال وخمسه، فإذا حسبنا
ذلك، نجد أن عدد الذي كان (ثمان وأربعون) نصفه وخمسه، هو (ثمان
وستون وأربعة أسباع) فعلى هذا يتحد الطريقان، فينتجان أن عدد حبات الدينار
الذي هو وزن المثقال الشرعي: هو ذلك ولكن، في المستند، في باب زكاة النقدين،
تحت عنوان (فائدة).
قال: ثم إن المثقال الصيرفي، على ما اعتبرناه مرارا، ووزناه، وأمرنا
جمعا من المدققين باعتباره، يساوي تقريبا ثلاث وتسعين حبة من حبات الشعير
المتوسطات. فيكون الدينار على ذلك، سبعين حبة تقريبا، وهو يطابق حبات
الذهب الصنمي المذكور، فانا وزناه مرارا فكان سبعين حبة).
أقول: لعل ما في المستند يرجع إلى ما ذكرناه، بعد ما جعل (سبعين حبة)
وزنا تقريبيا للدينار، ويحتمل قويا أن هذا الاختلاف اليسير نشأ من اختلاف

(1) يأتي في باب الزكاة نقل كلماتهم وما أدعاه غير واحد من قيام الاجماع عليه
92

أوساط حبات الشعير، من حيث الصغر والكبر بحسب الأمكنة والبلدان فأوجب
ذلك اختلاف أوزانها كما لا يخفى.
وبذلك يمكن حمل كلام ابن خلدون الذي نقلناه فيما سبق من تعيين
وزن الدينار باثنين وسبعين حبة من الشعير المتوسط، عليه أيضا.
وكذا ما ذكره في المجمع في مادة (ثقل) حيث قال: المثقال الشرعي على
ما هو المشهور المعول عليه في الحكم، عبارة عن عشرين قيراطا، والقيراط ثلاث
حبات من شعير، كل حبة عبارة عن ثلاث حبات من الأرز، فيكون بحب الشعير
عبارة: عن ستين حبة وبالأرز عبارة: عن (مأة وثمانين حبة).
وهو كما ترى لم يقيد الحبة بالوسط، فلا ينافي ما ذكرناه بعد إمكان حمل
الحبة على غير الوسط مما هو أثقل وزنا وأكبر حجما، أو اختلاف الأوساط كبارا
وصغارا نحو ما أشرنا إليه.
ويؤيد ذلك ما ذكره في الحدائق، فإنه بعد أن نقل عن علماء الفريقين
التصريح بأن الدرهم ستة دوانيق، وأن كل دانق ثمان حبات. قال: إلا انا
قد اعتبرنا ذلك بالشعير الموجود في زماننا لأجل استعلام كمية صاع الفطرة بصنج
البحرين، فوجدنا في ذلك نقصانا فاحشا عن الاعتبار بالمثاقيل الشرعية وهى
الدنانير، والظاهر أن حبات الشعير المتعارفة سابقا كانت أعظم حجما، وأثقل وزنا
من الموجود في زماننا).
وقد ورد تحديد الدانق في بعض الروايات كخبر سليمان بن حفص المروزي،
باثنتي عشرة حبة من أوسط حب الشعير، حيث قال عليه السلام: الدرهم ستة دوانيق،
والدانق، وزن ست حبات، والحبة، وزن حبتي شعير من أوساط الحب لا من
صغاره، ولا من كباره). (1)
وقال في الدينار الإسلامي: فوزن الدينار، 265 ر 4 من الغرامات، أي

(1) يأتي ذكره في كتاب الزكاة تفصيلا.
93

(66) حبة، وهذا يكون مساويا لوزن السوليدس، النقد الذهب الذي كان شائعا
في بيزنطية، في العصر ذاته، وفي وزن السوليدس، اعتمد على وزن الدراخمة،
التي كانت بشكلها الأخير تزن 265 ر 4) من الغرامات وهذا هو وزن المثقال العربي
وعد الدرهم، سبعة أعشار الدينار الذي هو المثقال فكل سبعة دنانير تزن
عشرة دراهم) (1)
وبالجملة فالأقوال في حبات الدينار، وإن كانت مختلفة بحسب الظاهر
إلا أن مرجع الجميع إلى أمر واحد، ومعنى فارد،
وذلك قد تختلف حباته، عند الاعتبار، على حسب اختلاف الأزمنة والأمكنة،
والبلدان، وعلى حسب اختلاف أوساطها من حيث الصغر، والكبر، والثقل والخفة
كما ذكرناه.
ولهذا، أمكن أن يقال: بأن تحديد الدينار، والمثقال، بالشعيرات،
وأوساطها، إحالة على أمر غير مضبوط.
فما هو المسلم، أنه شئ معين، وزنه مضبوط، لم يتغير في جاهلية ولا
إسلام، وهو ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي، ودرهم شرعي وثلاثة أسباعه، والدرهم
سبعة أعشاره فإذا نسبة أجزاء الدرهم إلى المثقال كنسبة السبعة إلى العشرة كما
أن نسبة عدد الدراهم إلى عدد المثاقيل تكون عكس ذلك.
فما هو السبب في ذلك؟
قال في تحرير الدرهم والمثقال: إنما جعلوا المثقال درهما وثلاثة أسباعه،
لتكون النسبة بينهما كالنسبة بين وزن الذهب الصافي، ووزن الفضة الصافية،
فإنه إذا وزن، فهما متحدا المساحة والاقتصار، يكون الذهب لرزانته أثقل من الفضة
بثلاثة أسباعها).
وانما جعلوا الدرهم والمثقال على قياس هذه النسبة، لغلبة استعمالهما في

(1) الدينار الإسلامي ج 1 ص 12 - وقد نقلنا شطرا من ذيل كلامه هذا
سابقا، فراجع.
94

النقدين، مع اشتهار الدرهم في الفضة، والمثقال في الذهب. (1)
وقال المقريزي: وإنما جعلت العشرة من الدراهم الفضة، بوزن سبعة
مثاقيل من الذهب، لأن الذهب أوزن من الفضة، وأثقل وزنا، فأخذت حبة فضة.
وحبة ذهب ووزنتا فرجحت حبة الذهب على حبة الفضة ثلاثة أسباع
فجعل من أجل ذلك، كل عشرة دراهم زنة سبعة مثاقيل. فان ثلاثة أسباع
الدرهم إذا أضيفت عليه، بلغت مثقالا، والمثقال إذا نقص منه ثلاثة أعشار بقي
درهما، وكل عشرة مثاقيل، تزن أربعة عشر درهما وسبعي درهم.
فلما ركب الرطل، جعل الدرهم من ستين حبة، لكن كل عشرة دراهم
تعدل زنة سبعة مثاقيل، فتكون زنة الحبة، سبعين حبة، من حب الخردل ومن
ذلك، تركب الدرهم، فركب الرطل، ومن الرطل تركب المد، ومن المد
تركب الصاع، وما فوقه.
وفي ذلك طرق حسابية مبرهنة بأشكال هندسية ليس هذا موضع إيرادها (2)
وقال في الدينار الإسلامي: قيل: إن سبب عد نسبة الدرهم، إلى الدينار،
كنسبة سبعة، إلى عشرة، قديما، هو أنهم، وزنوا، كميتين متساويتي الحجم،
من الذهب والفضة، فوزنوهما، فوجدوا ذرة الفضة تزن سبعة أعشار ذرة الذهب،
فعدت النسبة هكذا.
وهذه النسبة في الحقيقة، غير صحيحة، لان نسبة كثافة الفضة إلى
كثافة الذهب هي كنسبة سبعة، إلى ثلاثة عشر تقريبا. (3)
(تقدير الدرهم والدينار بحب الخردل)
قال في تحرير الدرهم والمثقال: وقد نقل ابن الرفعة في (التبيان)، والسروجي

(1) تحرير الدرهم والمثقال ص 4. والنقود العربية ص 76 - وقد نقلنا شطرا من
آواخر كلامه سابقا، فراجع تجد ما ينفعك في المقام.
(2) النقود العربية ص 41 و 42 - والنقود للمقريزي ص 11
(3) الدينار الإسلامي ج 1 ص (13)
95

في (شرح الهداية)، والسيوطي في (قطع المجادلة)، والمقريزي، وأبو الفتح،
الصوفي، وغيرهم، أن اليونان قدروا الدرهم من حب الخردل (1) البري
بأربعة آلاف حبة، ومائتين (4200)، والمثقال، بستة آلاف حبة (6000) فيكون
درهما وثلاثة أسباع درهم، والدرهم سبعة أعشار المثقال فالعشرة دراهم سبعة
مثاقيل.
وانما قدروا بحب الخردل، لكونه كما قال المقريزي وغيره لا يختلف باختلاف
الأمكنة، والأزمنة، خفة ورزانة وإنما قدروا الدرهم بهذا المقدار، مع إمكان
هذه النسبة في غيره، لان غاية ما تظهره الموازين المحررة، مقدار خردلة من
أربعة آلاف خردلة، ومأتين كما امتحنوه) (2)
وقال في الدينار الإسلامي: ويقدرون وزن الدينار أيضا باثنين وسبعين
حبة شعير، أي ستة آلاف حبة خردل من الوسط، وهذا يساوي ثمانية دوانق،
ويعد الدانق قيراطين ونصفا، ويساوي 265 / 4 غراما أي 66 حبة والدرهم 985 / 2
غراما. (3)
الخامسة - قيمة الدينار في مختلف الأدوار
كانت قيمة الدينار تتغير في مختلف الاعصار، فكان يساوي دينار واحد في
بعضها سبعة دراهم. وفي بعضها سبعة ونصف، إلى اثنتي عشر، أو أكثر كما يظهر ذلك من
بعض النصوص الواردة في الصرف وصرح به غير واحد من المؤرخين ويظهر من بعض
آخر أيضا.
قال جرجى زيدان عند الكلام على نقود العرب: ان الدينار كان عندهم
عشرة دراهم، اختلفت قيمته إلى (13) بين (10) و (15) أو أكثر حسب الأحوال). (4)

(1) الخردل: نبات له حب صغير جدا (المنجد)
(2) تحرير الدرهم والمثقال ص 3 - والنقود العربية ص 76
(3) الدينار الإسلامي ج 1 ص 13
(4) التمدن الإسلامي ج 1 ص 97
96

وقال فريد وجدى: الدينار، من النقود العربية الاسلامية وكان يساوي
في عصر العباسيين (25) درهما). (1)
وقال في الدينار الإسلامي: كانت قيمة الذهب، تساوي أربعة عشر ضعفا من
قيمة الفضة، والدينار الذهب، يساوي عشرين درهما من الدراهم النقد الشرعية
الخالصة.
هذا ما كان في بداية الدولة، ثم تغيرت هذه النسبة فيما بعد لهبوط الفضة،
أو لرداءة عيارها. (الحظ الموسوعة، في مادة (الدرهم). ويستبان من فريضة الزكاة،
أن في العشرين دينارا نصف دينار، وفي المأتي درهم، خمسة دراهم فيكون نصف الدينار،
يساوي خمسة دراهم كبار، والدينار عشرة دراهم. يزن الدرهم منها مثقالا واحدا، أي
كوزن الدينار، فتكون نسبة الذهب إلى الفضة كنسبة واحد إلى عشرة، وقد تغير
هذا في أواخر خلافة عمر وما بعده. وعلى كل، كان القيمة تتغير من حين
لآخر. (2)
السادسة - أقدم دينار الإسلامي
جاءت في (الدينار الإسلامي) مقالة مبسوطة، تحت هذا العنوان، إلا اننا نقتصر
على نقل ما يهمنا ذكره ولا ينبغي لنا تركه، وهو أكثرها.
قال: الا أننا وجدنا دينارا، يحمل شعائر اسلامية، ولم يعثر فيه إلا على
نسخ لا يتجاوز عددها أصابع اليد، وقد يكون هذا أقدم دينار إسلامي (عرف حتى
الآن، فهو من الدنانير النادرة. ضرب على طراز النقود النحاس (لهيراقليوس
وابنيه هيراقليوس قسطنطين، وهيراقليوناس)، التي ضربت في الإسكندرية.
إلى أن قال:

(1) دائرة المعارف ج 1 ص 69. يظهر منه اختلاف قيمة الدينار بحسب اختلاف
الاعصار.
(2) الدينار الإسلامي ج 1 ص 14.
97

ان هذا النقد الذهب، يشبه تماما النقود النحاس التي ضربها (هيرا
قليوس)، ويشاهد هو في الوسط، وعن يمينه قسطنطين، وعن يساره (هيراقليوناس)، أو
(مارتين)، وهذه النقود النحاس، من مضروبات الإسكندرية سنة (538 م)، والدينار
هذا لا يختلف عنها إلا في تحويل الصلبان، إلى دوائر، ووجود الكتابة الكوفية،
التي هي طوق النقد، (بسم الله لا إله إلا الله وحده، محمد رسول الله)، والفرق في
وضع I. B فعلى الدينار، I. B، وعلى النحاس B. I، مع أنها قد كتبت معكوسة،
في عدة مسكوكات من النحاس خطأ من الضرب B. I، ولا تظهر كيفية العكس إلا على
I. B، كما حدث في نقود من النحاس، ضربت في إيليا فلسطين المرقمة 34
و 35 ص 10 من كتلوك برلين. ونقد النعمان المؤرخ 80 الرقم 62 و 63 ص 17 من
كتلوك برلين أيضا وكثير غيرها.
ثم قال بعد كلام له: وعلى ما تقدم يدل هذان الرقمان، إذا حسبنا تاريخ
هذا الدينار الحرفين I. B، وراعينا كل التقديرات السالفة على سنة (3) أو (12) أو
(21) وهذه الأرقام لا يمكن ان تدل على التاريخ الهجري لسنة الضرب، لان أعظم
حد لها هو سنة (21) وهى تصادف أواخر خلافة عمر وهو لم يضرب إلا الدراهم.
ولم تذكر التواريخ، أن أحدا من الخلفاء الراشدين ضرب الدنانير مطلقا.
ولقائل أن يقول أن هذه الأرقام تدل على تاريخ سنة الضرب، من إبتداء
خلافة الخليفة الضارب، وهذا ما كان يستعمله الأباطرة البيزنطيون، ولم يعرف
استعماله في الاسلام.
ولما كانت التواريخ لم تذكر في أولية من ضرب الدنانير، إلا ثلاثة
نفر، كما بينا سابقا وهم (معاوية بن أبي سفيان، ومصعب بن الزبير، في خلافة
أخيه عبد الله، وعبد الملك بن مروان).
فإذا جعلنا تاريخ هذا الدينار، سنة 21 على رأي (المستر استانلى
بول)، والسيد إسماعيل غالب، نراه لا ينطبق على خلافة معاوية، لأن خلافته 19
سنة من 41 إلى 60 ه‍، وهو تاريخ صفاء الخلافة له، وعده الرسمي الذي يأخذ
98

به المؤرخون، أو (20) من تاريخ بيعته، قبل انفراده، بالخلافة، مع ذلك تختلف
أوصاف هذا الدينار، عن أوصاف دينار معاوية المزعوم ضربه.
فليس عليه تمثاله متقلدا سيفا، بل عليه رسم ثلاثة أباطرة، وهم (هيراقليوس
وابناه هيراقليوس قسطنطين وهيراقليوناس).
وكذلك الأمر في نسبته إلى عبد الله بن الزبير، فقد توفي قبل بلوغ خلافته
هذا التاريخ، فهي من سنة 61 إلى 73 أي مدة 13 سنة.
وكذلك، لا ينطبق على إبتداء خلافة عبد الملك، فهي وإن كانت مدتها 21
سنة، أي من سنة 65 - 86 ه‍ ففي سنة 12 من خلافته، أي 77 ه‍ غير ضرب الدنانير
إلى الطراز الإسلامي الخاص وعلى هذا يكون الذي ذهب إليه المستر لينبول، غير
وارد فلا نراه موافقا للحقيقة، وإذا عددنا تاريخه سنة (12) فينفيه عن معاوية،
اختلاف وصف ديناره، كما بينا سابقا عن هذا الدينار، وعن عبد الله بن الزبير،
انتهاء أمره فقد قتل مصعب قبل هذا، وعبد الله محصور في مكة ينتظر عاقبة أمره
وعن عبد الملك فقد ضرب الدنانير المؤرخة على النمط البيزنطي، في السنة
(11) من خلافته، أي في سنة 76 ه‍ بشكل أكمل من هذا الدينار، فكتب التاريخ
بحروف كوفية، ووضع تمثاله، بدل تماثيل الأباطرة، وتفاصيل أكثر، وفي السنة
(12)، ترك الشكل البيزنطي، وضربها بالشكل العربي المحض، الذي اخترعه،
واستمرت كذلك، حتى نهاية الدور الأموي.
وإذا عددنا تاريخه، سنة (3) فينفيه عن معاوية الوصف، كما بينا واهتمامه
بتأييد بيعته، وحروبه، وهو في بداية أمره، وعن عبد الله اهتمامه بتثبيت مركزه،
ولم يضرب الدراهم إلا بعد هذا التاريخ على يدي أخيه مصعب.
وكذلك، عبد الملك، إذ لم يلتفت لضرب النقود إلا بعد فراغه من أمر مصعب،
وعبد الله ابني الزبير، سنة 73 ه‍، إذ شرع في ذلك بعد عام الجماعة سنة 74 أي بعد
مضي (9) سنوات من خلافته، كما ذكرته التواريخ. ولم يذكر أحد أنه ضرب
النقود قبل هذه السنة.
99

وبناء على ما تقدم، أعتقد أن حرفي I. B لم يوضعا للدلالة على تاريخ
الضرب لهذا الدينار، وقد بينا أن واضعهما الأصلي على الفلس أراد بهما (12) وحدة
فلسية، (النمى) تبين قيمة الفلس، ولم يرد بهما التاريخ، ولربما نقشا على هذا
الدينار، باتخاذهما زخرفة،
وجميع القرائن تدل بشكل واضح: وتؤيدها النصوص التاريخية، أن
هذا الدينار هو لعبد الملك بن مروان، وأنه أول دينار ضربه بعد عام الجماعة،
سنة 74 ه‍ أو 75، بهذا الشكل، ثم اخذ في تحسينه شيئا فشيئا، حتى أوصله إلى الشكل
العربي المحض، وعلى هذا يكون قد ضرب ثلاثة أنواع من الدنانير بدلا من
النوعين المعلومين لدينا الذين ضربهما سنة 76 و 77 ه‍. وعلى الأرجح أراه قد تدرج
في الموضوع كما يأتي: -
1 - الأول عندما فكر عبد الملك في ضرب الدينار، عمد إلى نقد من نقود
النحاس الصغيرة، لهيراقليوس، وابنيه مما كان يضرب في الإسكندرية الموسومة
في B. I، وهى لا تحمل التاريخ. فضرب على شاكلتها الدينار الذهب، عدى بعض
التغيير، فقد عاقب بين B. I جعل كلا في محل الآخر فصارت I. B وعدتا زخرفة، لا
أكثر، ولا أقل، وغير شكل جميع الصلبان، وجعلها حلقات، وكرات مما وجد
على الوجهين، وحوطهما، بكلمات التوحيد، بخط كوفي، كما ذكرنا، وترك
ما بقى على حاله.
وهذا يعد أول دينار عرف يحمل الشعائر الاسلامية، وهو بلا تاريخ
ويحتمل جدا: أنه ضرب في بحر السنتين 74 و 75 ه‍ واستمر حتى سنة 76 ه‍ أي إلى
ظهور النوع الثاني.
2 - الثاني: وفي هذه السنة (76 ه‍) أدخلت بعض التحسينات على هذا الدينار،
واستدركت النواقص، فزيد على أحد الوجهين، تاريخ الضرب بحروف كوفية،
ورفع حرفا I. B إذ لا معنى لبقائهما، وأبدلت التصاوير الثلاثة، لهيراقليوس، وأولاده
بتصوير واحد، يمثل الخليفة، واستمر على ضربه. بهذا الشكل إلى ظهور
100

النوع الثالث.
3 - الثالث: وفي آواخر هذه السنة (77 ه‍) عمد عبد الملك، إلى تغيير كلي،
في الدينار. فتر ك الشكل البيزنطي، بالمرة، وضربه على طرازه الإسلامي الخاص،
لا يحمل إلا كتابات كوفية، واستمر على ضربه بهذا الشكل، إلى نهاية
الدور الأموي.
وعلى هذا يتبين لنا مقدار إهتمام عبد الملك، بأمر النقود وضربها فمنذ سنة
74 ه‍ إلى سنة 77 ه‍ أي في فترة قدرها ثلاث سنوات استمر على تحسين ضربه،
وتلافي نواقصه، فوصل به إلى شكله الإسلامي العربي، فاجتاز ثلاث مراحل واستمر
كما شاء.
ويتضح ان طريقة الانتقال، في ضرب الدينار، من شكله القديم إلى الحديث،
لم يكن منها بد، ولا عنها مندوحة.
فبعد ان احتل الأمويون، الأندلس، وإفريقية، أيام كانت تضرب الدنانير
في إفريقيا في دمشق ومصر بطابعها الإسلامي الخاص، كانت الدنانير تضرب في
في إفريقيا، والأندلس، بطابعها اللاتيني الخاص ثم تطورت فطبعت بالحروف
اللاتينية، والعربية على الدينار الواحد.... ثم تطورت إلى شكلها الإسلامي الخاص....
ولم يضرب على الطراز الإسلامي رأسا، مع أنه كان متداولا في دمشق، ومصر، فهو
قد تدرج مع الزمن في موضعه وما عدى ذلك، فان العبارة المذكورة على الدينار
(بسم الله، لا إله إلا الله وحده محمد رسول الله)، نجدها على نقود عبد الملك بن مروان،
على الدنانير: والدراهم، والفلوس. على الدنانير التي ضربها عامي 76
و 77 وعلى الطراز البيزنطي، وعلى الدراهم التي ضربها بدمشق، عام 73 و 74
و 75 ه‍ على الطراز الساساني، وما ضربه الحجاج سنة 76 و 77 و 78 و 79 ه‍، وعلى نقود
النحاس التي ضربها على الطراز البيزنطي. ثم اننا نجد هذه العبارة على نقود ضربت
باسم غيره. (1)

(1) الدينار الإسلامي ج 1 ص 19 إلى 24.
101

لفت نظر
لما وصلنا إلى هنا من طبع هذا القسم عثرنا على رسالة (ميزان المقادير)
للعلامة المجلسي ره التي نقلنا بعض مواضيعها في الطبعة الأولى كما أشرنا إليه
في هذه الطبعة أيضا). وحيث فاتتنا جملة مهمة رأينا لو نقلنا تمام ما افاده (ره) مما له
علاقة وصلة بهذا الفصل، لتضاعفت الفائدة، وإن كان في بعض ذلك تكرار وإعادة.
وكان من المناسب ذكرها عند الكلام على اختلاف اوزان الدرهم في الجاهلية والاسلام
وعدم اختلاف اوزان الدينار كذلك لكن لا يمكننا تحقق هذه الأمنية في هذا الوقت
فلا محالة ذكرناها هنا ودونك ما نص عليه.
قال ره في أول هذه الرسالة: فلنمهد أولا مقدمات الأولى، أن الدنانير
لم تتغير عما كانت عليه، من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لان الأصل عدم التغير ما
لم يثبت خلافه، وأيضا لو كان لنقل إلينا، لعموم البلوى، ولم ينقل إلينا، مع أنه اتفق
علماء الخاصة والعامة على عدمه:
قال الرافعي في شرح الوجيز: المثاقيل لم تختلف في جاهلية ولا اسلام
وكذا غيرهم من علاماتهم. وقد سمعت من الوالد العلامة أنه قال: رأيت كثيرا
من الدنانير العتيقة، كالرضوية وغيرها بهذا الوزن. أما الدراهم، فقد اختلفت اختلافا
كثيرا والمعتبر ما كان في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد ذكر الخاصة والعامة، انها كانت
ستة دوانيق
قال العلامة في التحرير: الدراهم كانت في صدر الاسلام صنفين بغلية، وهى
السود، كل درهم ثمانية دوانيق، وطبرية كل درهم أربعة دوانيق، فجمعا في
الاسلام، وجعلا درهمين متساويين، وزن كل درهم ستة دوانيق، ومثله قال في
التذكرة والمنتهى.
وقال المحقق في المعتبر: والمعتبر كون الدرهم ستة دوانيق، بحيث يكون
كل عشرة منها سبعة مثاقيل، وهو الوزن المعدل، فإنه يقال أن السود كانت
102

ثمانية دوانيق، والطبرية أربعة دوانيق، فجمعا، وجعلا درهمين، وذلك موافق لسنة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم. آه
وقال الرافعي في الشرح المذكور: واما الدراهم، فإنها كانت مختلفة
الأوزان، واستقرت في الاسلام، على أن وزن الدرهم الواحد ستة دوانيق، كل
عشرة منها سبعة مثاقيل، وفي المغرب تكون العشرة وزن سبع مثاقيل.
الثانية الدينار والمثقال الشرعي متحدان وهذا مما لا شك فيه، وهما
ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي، فالصيرفي مثقال وثلث من الشرعي، والمثقال
الشرعي درهم وثلاثة أسباع درهم، والدرهم نصف المثقال الشرعي وخمسه،
ونصف المثقال الصيرفي وربع عشره، فيكون مقدار عشرة دراهم سبعة مثاقيل،
فيكون العشرون مثقالا أول نصاب الذهب، في وزن ثمانية عشرين درهما وأربعة
أسباع درهم، والمئتا درهم أول نصاب الفضة في وزن مأة وأربعين مثقالا، وهذا
النسب مما لا شك فيه واتفقت عليها الخاصة والعامة، وقد ظهر مما أسلفناه في
المقدمة الأولى.
قال العلامة في التحرير: وزن كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل بمثقال
الذهب وكل درهم نصف مثقال وخمسه وهو الدرهم الذي قدر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم
المقادير الشرعية في نصاب الزكاة والقطع ومقدار الديات والجزية وغير ذلك.
ونحوه قال في التذكرة والمنتهى). (1) انتهى موضع الحاجة من كلام المجلسي ره.

(1) ميزان المقادير ص 3 و 4 ط بمبئي سنة الكتابة 1308
103

(الفصل السادس)
في أصناف الدراهم والدنانير
وأسماء النقود القديمة والحديثة، في مختلف البلاد والاعصار
مرتبة على حروف المعجم الموضوعة في أول الكلم
النقود الموجودة في متاحف العالم، ودور الآثار، وعند هواة جمعها، في
مختلف الأمكنة والبلدان، كثيرة جدا. يعسر عادة جمعها وضبطها بأوزانها
ونصوصها، بأساميها الخاصة، وأسامي ضاربيها، وتواريخ الضرب، ومحله، وسببه
إن كان له سبب.
نعم، قد يقوم على بعض ذلك، عدة من المطلعين الباحثين عن النقود،
مقتصرين. على نقود بعض النواحي والبلدان. وما سك فيها قديما وحديثا.
ومنهم الأب أنستاس ماري الكرملي البغدادي، في النقود العربية.
وناصر السيد محمود النقشبندي، مدير المسكوكات، في (مديرية الآثار
القديمة العامة) في (الدينار الإسلامي)
و (دهخدا) في (لغت نامة) وغيرهم ممن بحث عن النقود المضروبة في مختلف
الأمصار، والأعصار.
مع الاعتراف بأن طريق البحث عن هذا المقدار أيضا كان شديد الوعورة،
يصعب على الباحث التطرق إليه، ومعرفة الحقيقة.
ولكتافى فسحة فانا لم نضع هذا القسم من الكتاب للبحث عن النقود بما
تستحق، بل وضعناه مقدمة لما يأتي في القسم الثاني، من الأبحاث الفقهية،
إلفاتا للقاري الكريم، إلى ما طرء على الدرهم والدينار، المبحوث عنهما فيه،
ولعل فيما اقتصرنا بذكره كفاية.
ولئلا يخلو هذا القسم من جملة مما سك قديما، وحديثا، من النقود العربية
وغيرها، نذكر في هذا الفصل، أسامي ما توصلنا إليه، مما ذكره الكرملي أكثرا
104

و (دهخدا) وغيرهما ممن وجدنا منها، فيما حضرنا، من كتبهم، ومصنفاتهم،
ورمزنا إلى بعض ما فاتهم بحرف (ك) علامة للاستدراك.
ومع ذلك توجد فيما عددنا من الدراهم والدنانير ما تلزم معرفتها مقدمة
لما يذكر في القسم الثاني من الاحكام. فان جملة منها رائجة في عصرنا في مختلف البلاد
ويكون متعلقا لها فاللازم معرفة الموضوع قبل مسيس الحاجة إليها كما لا يخفى.
وإنما رتبنا أسامي القديم، والحديث، في سلسلة واحدة، لكونه للضبط أهون
وللتناول أسهل.
1 (الأحرش)
نقد ذهبي ضرب بدمشق بأمر عبد الملك، ونعت هذا الدينار الجديد، ب‍
(احرش) إذ كانت فيه خشونة لجدته (1).
2 (الأحمدية)
من الدنانير، نسبة إلى أحمد بن طولون نفسه.
وكان سبب ضربها، أنه ركب يوما إلى الاهرام، فأتاه الحجاب بقوم،
عليهم ثياب صوف، ومعهم المساحي (2) والمعاول (3) فسألهم عما يعملون؟ فقالوا:
نحن قوم نتبع المطالب. فقال لهم: لا تخرجوا بعد هذا إلا بمشورة، ورجل
من قبلي. وسألهم عما وقع إليهم من الصفات، فذكروا له أن في سمت الأهرام،
مطلبا قد عجزوا عنه، لأنهم يحتاجون في إحاثته (4)، إلى قدر كبير من المال،
ونفقات واسعة، فأمر بعض أصحابه، أن يكون معهم، وتقدم إلى عامل معونة

(1) تاريخ العرب قبل الاسلام، ج 8 ص 207
(2) المساحي جمع مسحاة، وهى ما تقشر به الأرض، وتكون من حديد.
(3) المعاول جمع معول، وهو الفأس العظيمة التي ينقر بها الصخر.
(4) احاثته، مصدر احاث الأرض، أي أثارها، ونبشها، وطلب ما فيها
من الدفائن.
105

الجيزة (1)، في دفع جميع ما يحتاجون إليه من المال، والنفقات، والصرف.
فأقام القوم يعملون، إلى أن ظهرت لهم (21) العلامات، فركب أحمد بن طولون،
حتى وقف على الموضع، وهم يحفرون، فجدوا في الحفر، وكشفوا عن
حوض مملوء دنانير، وعليه غطاء مكتوب عليه بالبربوية (2)، فاحضر من قرأه،
ففسره، فقال:
(أنا فلان بن فلان، الملك الذي ميز الذهب من غشه، ودنسه، فمن أراد

(1) قيل هي القرية المجاورة لمصر القاهرة، وقد بنى في أرضها اليوم
(الجامعة المصرية)
(2) قال ياقوت: (البرابى بالفتح وبعد الألف باء أخرى، وهو جمع
بربا كلمة قبطية وأظنه اسما لموضع العبادة، أو البناء المحكم، أو موضع السحر.
قيل: لما فرغت (دلوكة) ملكة مصر، بعد فرعون، من بناء حائطها كما ذكرته
في حائط العجوز، كانت بمصر عجوز يقال لها (تدورة) ساحرة وكان السحرة يقدمونها
في العلم، والسحر، فبعثت إليها (دلوكة) الملكة وقالت: انا قد احتجنا إلى سحرك
وفزعنا إليك في شئ تصنعيه، يكون حرزا لبلدنا، ممن يرومه من الملوك، إذ كنا بغير
رجال فاجابتها إلى ما أرادت. وصنعت (البربانية) بحجارة في وسط مدينة منف وجعلت
له أربعة أبواب، إلى أربع جهات، وصورت فيه الخيل، والبغال، والحمير، والسفن،
والرجال، وقالت: قد عملت شيئا يهلك به كل من أراد البلد بسوء، وهو يغنيكم عن الحصون
والسلاح، ويقطع عنكم مؤنة من أتاكم، من أي جهة كان، فإنهم ان كانوا من البر
راكبين خيلا، أو بغالا أو حميرا، أو إبلا، أو كانوا رجالة، أو كانوا في السفن، تحركت
الصور التي تشاكلهم، وأومأت إلى الجهة التي يجيئون منها فما فعلتم بالصور أصابهم
مثل ذلك، في أنفسهم على ما تفعلونه بالصور.
ولما بلغ الملوك الذين حلولهم أن أمرهم، قد صار إلى النساء، طمعوا فيهم،
وتوجهوا إليهم، فلما قربوا منهم تحركت تلك الصور التي في البرابي، وأومأت إلى
الجهات التي كان منها من يريدهم، فلما رأوا ذلك أقبلوا يقطعون رؤس الدواب،
وسوقها وأقفاءها، وعيونها، وبقروا بطونها، وفعلوا بالرجال أيضا ذلك، فلم يفعلوا
بتلك الصور شيئا، الا نال مثله القاصدين لهم.
فلما تسامعت الأمم بذلك، تركوا قصدهم، والتعرض لهم.
قلت: وبيوت هذه البرابى، في عدة مواضع من صعيد مصر، في اخميم، وأنصنا
وغيرهما باقية إلى الان، والصور الثابتة، في الحجارة، موجودة.
وهذه القصة المذكورة، قل أن يخلو منها كتاب في اخبار مصر، فلذلك ذكرت،
وإن كانت بالخرافات أشبه معجم البلدان، ج 2 من الطبعة الأولى بمصر ص 95 و 96
106

أن يعلم فضلى، وفضل ملكي على ملكه، فلينظر إلى فضل عيار ديناري، على
ديناره، فان تخلص الذهب من الغش، تخلص في حياته وبعد وفاته)
فقال أحمد بن طولون: الحمد لله على ما نبهتني عليه هذه الكتابة، فإنه
أحب إلى من المال، ثم أمر لكل رجل كان يعمل بمائتي دينار منه، وأنفذ بأن
يوفي الصناع أجرهم: ووهب لكل رجل منهم خمسة دنانير، وأطلق للرجل الذي
أقام معهم من أصحابه ثلاثمائة دينار، وقال لخادمه نسيم: خذ لنفسك منه ما شئت.
فقال: ما أمرني به مولاي أخذته. فقال: خذ ملء كفيك جميعا، وعد من بيت
المال مثل ذلك كرتين. فبسط نسيم كفيه، فحصل على ألف دينار.
وحمل أحمد بن طولون ما بقى، فوجده أجود عيارا من عيار السندي بن هاشك (22)
ومن عيار المعتصم فتشدد حينئذ أحمد بن طولون في العيار حتى لحق ديناره
بالعيار المعروف له، وهو الأحمدي الذي كان لا يصاب بأجود منه. (1)
3 الأس
الأس، مثلثة أصل كل شئ هذا في لغة الضاد. وأما الرومان، فإنهم
يريدون به ASSIS، AS: أصل النقود عندهم: فالأس عندهم (وبعضهم يلفظونها، آس

(1) النقود للمقريزي ص 18 و 19 و 20 - والنقود العربية ص 54 - و 57 و 143 عدت
من النقود القديمة
ملاحظة: نقصد بالنقود القديمة المشار إليها في هامش الفصل ما ضرب إلى آخر
عهد العباسيين ومن المستحدثة ما ضرب بعده.
107

بالمد وزان حال، وهو خطأ) أقدم نقد كان عندهم. وكان الناس في سابق العهد
يزنون النقود. وكانت زنة الأس رطلا LIVRE أما بعد الحروب القرطا جنية
GUERRES PUOI QUES، فان النقدين (نقد الذهب ونقد الفضة) غدوا الوسيلة الأصلية
في المبادلة والمقايضة، فأنزل (الأس) إلى سدس وزنه الأول، ثم إلى الجزء الثاني
عشر من وزنه، وفي الاخر إلى وزنه الذي هو جزء من أربعة وعشرين. وكان
(الأس) الرطلي يقسم إلى 12 أوقية. فكان الأس حقيقة أسا لجميع الأوزان، أي
الوحدة الأساسية.
ونحن نظن أن كلمة (أس) بمعنى الأساس، من وضع العرب، لأن جمهور
اللغويين اتفقوا على أن الكلمة القائمة على هجاء واحد هي أقدم الكلم، وسبق وضعها
وضع أرباب الألسنة الأخرى، وعلى هذا المبدء يكون الأس عربي الوضع وقديمه.
بيد أنه قد يكون وضعوا هم أيضا لفظتهم، فاتفق وضع اللاتين ووضع بني يعرب،
ولا غرابة في ذلك، لان الخواطر قد تتفق، فتقع بعضها على بعض، وقع الحافر، على
الحافر. (1).
4 الإسكناس
قال في لغت نامة عند الكلام على لغة (چاو) ما تعريبه: لعل هذه اللغة جاءت
إلى إيران بتوسط أهالي روسيا، فإنهم يسمونها (أسيقوناس) - أسيگوناس - فليس
لها أصل وعرق في لسان أسلاو، بل هي لاتينية، أخذها الروس، من فرنسا، وهى
(أسينية) مأخوذة من الكلمة اللاتينية، (أسيكنوا)، بمعنى الحوالة الممضاة).
. وسيأتي الكلام عليها أيضا وما ذكره في صدر هذه المقالة، في لغة
(چاو - اسكناس).
5 الاشرفي
نقد ذهبي إيراني يساوى اليوم 32 تومانا ضربه الملك فتح علي شاة، والملك

(1) النقود العربية ص 143 - عد من النقود القديمة.
108

ناصر الدين شاة والملك مظفر الدين شاة والملك أحمد شاة ملوك قاجار،
وسعر الكل ما عدى الأول واحد. (ك)
6 الاصبهبذية
جاء في لسان العرب: إصبهبذ، وضبطها هكذا ضبط قلم: (اسم أعجمي) آه.
وفي القاموس أصبهبذية وضبطها ضبط قلم، بفتح الهمزة وإسكان الصاد، وفتح
الباء الموحدة، التحتية، بعدها، هاء ساكنة، يليها باء موحدة تحتية مفتوحة فذال
معجمة مكسورة، فياء مثناة تحتية مشددة، وفي الاخر هاء، وقال (نوع من
دراهم العراق) (1)
7 آقجة
والمصريون، كتبوها، ولفظوها (أقشا)، كلمة تركية، معناها: الضارب أو
الضاربة إلى البياض وهى نقد صغير تركي، عرف في مصر، وكذلك في العراق،
لكن قبل نحو من مأة سنة. وسما الفرس في حين انتشارها (اقجوي)، وباليونانية
ASPRON، وبالفرنسية ASPRE. وكان سعرها عند ظهورها نحوا من 22
سنيتما، ثم هبط إلى أدنى من ذلك بكيژ. وسماها العرب الفصحاء في عهد شيوعها
في ديارهم: (المقطعة)، لوجودها قطعا صغيرة. (2)
8 آنة
نقد هندي، من النكل، دخل العراق باحتلال الانكليز له، ثم زال بزوالهم
منه، وهو يساوي ثمانية أفلس، وبعض العوام يقولون: (عانة) بالعين. وهو خطأ.

(1) النقود العربية ص 143 و 144) عدت من النقود القديمة.
(2) النقود العربية ص 165 عدت وما بعدها إلى كلمة (اكلك) ص 166، من
النقود المستحدثة.
109

9 أبو طاقة
ويقال فيه، (بوطاقة) بحذف الهمزة. و (بطاقة) بضم البا أطلب (ريال) لأنه
نوع منه.
10 أبو مدفع
ويقال فيه (بو مدفع) بحذف الهمزة، و (بمدفع) بضم الباء. اطلب (ريال)
فهو ضرب منه.
11 إسلامبول سليمي
نقد ذهبي، تركي عراقي قيمته - 120 قرشا رائجا. وأصل الكلمة (اسلامبول
سليمى)، أي ضرب في إستانبول في عهد السلطان سليم، واسلامبولى، نسبة إلى
إسلامبول وهي إستانبول. وقد ظن بعضهم أن القسطنطنية، سميت اسلامبول، لأنها
مدينة الاسلامبول. إذ (پول) هي (پولس) باليونانية: أي مدينة. والذي ساق أولئك
الناس إلى هذا القول، أن تلك الحاضرة لم تسم بهذا الاسم، إلا من بعد أن دخلها
الأتراك المسلمون. مع أن الحقيقة، هي أن الكلمة، منحوتة من اليونانية
EI STENPOLIN: أي (نحو المدينة) جوابا للفاتحين، الذين كانوا يسألون الروم
الذين كانوا يلاقونهم في طريقهم، عن وجهة ذهابهم.
12 إسلامبول عتق
نقد، ذهبي تركي عراقي قيمته (150) قرشا رائجا.
13 إسلامبول مصطفى
نقد، ذهبي تركي عراقي، قيمته (140) قرشا رائجا، وهو مضاف إلى
السلطان مصطفى، وقد سمى بهذا الاسم، أربعة سلاطين، أولهم ملك في سنة 1617
للميلاد، والأخير في ستة 1807،
110

14 إكلك
والبعض يكتبها (إيكيلك)، من التركية (إيكى) أي اثنين، ومحصل معناها:
القطعة (ذات القرشين)، وهى قطعة نقد صغير فضة، قيمتها قرشان.
15 أوستري
نقد ذهبي اطريشى يساوى اليوم في إيران مأة وثلاثين تومانا ويختلف
سعره من مأة وعشرين إلى ثلاثين (ك).
16 البدرية
البدرية، من الدنانير: البغلية، وسميت كذلك، لان العرب كانت تضعها
في البدرة، وهي جلد السخلة إذا فطم، لأنهم ما كانوا يتخذون الصناديق يومئذ، بل
البدور أو البدر، وكان عضد الدولة، الملقب بتاج الملة، حمل منها إلى الطائع لله،
سنة 367، عشرة آلاف دينار. وكانت العرب تضع في كل بدرة، مبلغا محدودا،
فمنهم من كان يضع فيها ألفا، وآخرون عشرة آلاف، وآخرون سبعة آلاف.
ولهذا جاءت البدرة أيضا بجميع هذه المعاني. وإنما تحاشى بعضهم استعمال
كلمة (البغلية)، لما فيها من قبح اللفظ والمعنى (1)
17 البغلية
وتسمى الوافية أيضا "، نسبة إلى (بغل) وهو اسم يهودي ضرب تلك الدراهم.
وكان يعرف (برأس البغل)، قاله صاحب البرهان القاطع. وقال في مادة درخش:
درخش اسم بيت نار، بناه رأس اليهود المسمى برأس البغل، وهو الذي ضرب بعد
ذلك (الدراهم البغلية) فسميت باسمه، وذلك في مدينة أرمنية (كذا ولعلها ارمية
وهي من مدن فارس، وليست ثم مدينة اسمها أرمنية، وإيرانية معا) التي بنى فيها

(1) النقود العربية ص 144 عدت وما بعدها من الأصناف الأربعة، من النقود القديمة
111

ذلك البيت، بيت النار وهو الذي بنى شيراز أيضا).
وجاء في مجمع البحرين: الدرهم البغلي، بسكون الغين، وتخفيف اللام،
منسوب إلى ضراب مشهور باسم (رأس البغل). وقيل هو بفتح الغين، وتشديد
الياء، أي (بغلي) بلدة قريبة من الحلة، وهي بلدة مشهورة بالعراق. والأول أشهر
على ما ذكره بعض العارفين. وقدرت سعته بسعة الراحة، وبعقد الابهام. والدرهم
الشرعي دون البغلي. عرف ذلك بالاختبار. (1)
أقول: الوجه الثاني الذي أشار إليه في المجمع، في مادة (بغل) هو الذي ذكره
الحلي في السرائر على ما حكى عنه، قال فيها: (البغلي) نسبة إلى مدينة قديمة
يقال لها (بغل) قريبة من بابل بينهما قرب من فرسخ، متصلة ببلد الجامعين، تجد
فيها الحفرة، والغسالون، والنباشون، دراهم واسعة، شاهدت درهما من تلك
الدراهم، وهذه الدراهم، أوسع من الدينار المضروب بمدينة السلام والمعتاد، يقرب
سعته من أخمص الراحة).
وقال فيها أيضا: بأنه قال لي بعض من عاصرته ممن له علم باخبار الناس،
والأنساب: أن المدينة والدراهم منسوبة إلى ابن أبي بغل، رجل من كبار أهل
الكوفة، اتخذ هذا الموضع قديما، وضرب هذا الدرهم الواسع، فنسب إليه الدرهم
البغلي. وهذا غير صحيح، لان الدراهم البغلية كانت في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقبل الكوفة). آه
وقد سمعت من المصباح المنير: أن بعض الدراهم كان ثقالا كل درهم ثمانية
دوانيق، وتسمى هذه الدراهم (العبدية) وقيل (البغلية) نسبة إلى ملك يقال له
(رأس البغل).
وحكى عن الشهيد (ره) في الذكرى نقلا عن ابن دريد، أن الدرهم الوافي هو
البغلي، باسكان الغين، منسوب إلى رأس البغل، ضربة الثاني في خلافته، بسكة

(1) كذا في المصدر نفسه ولكن في النسخة الموجودة عندي (بالاعتبار)
112

كسروية وزنه ثمانية دوانق، و (البغلية) تسمى قبل الاسلام بالكسروية، فحدث
لها هذا الاسم في الاسلام، والوزن بحاله، وجائت في المعاملة مع الطبرية وهي أربعة
دوانيق) آه.
18 البندقية
من الدراهم، ما كانت تضرب في البندقية. (أي قينيسية) من ديار إيطالية (1)
19 البهرج أو البهرجة
قال في مجمع البحرين: ألبهرج: كجعفر، الردى من الشئ، ومنه درهم
بهرج، أي ردي الفضة، والبهرج الباطل أيضا).
وقال في أقرب الموارد: (البهرج)، الباطل، والردى، ومنه (أتى بجراب
لوءلوء بهرج) أي ردى والدرهم المضروب في غير دار الأمير).
وفي المنجد، البهرج: الدرهم الزائف).
20 البيض
قال المقريزي: وكان مما ضرب الحجاج، الدراهم البيض. ونقش عليها:
(قل هو الله أحد) فقال القراء: قاتل الله الحجاج، أي شئ صنع للناس؟ الآن يأخذ
الدرهم الجنب، والحائض.
21 پارة
قال في محيط المحيط، في مادة (ب ا ر): قطعة من المعاملة تساوي تسعة
جدد، أو خمس ثمن القرش، وتعرف بالمصرية. معرب " پارة " بالفارسية، ومعناها:
قطعة، ج (بارات) إنتهى.
أقول: قوله (المعاملة) بمعنى النقد، أو الورق، لا يعرفه الفصحاء، والعرب العصريون،

(1) النقود العربية ص 144 و 62
113

لم يقتبسوا البارة من الفرس، بل من الترك، وهؤلاء أخذوها من الفرس. وهذا ما يجب
أن ينتبه له في علم اللغة. وعشر پارات تساوي قرشا صاغا، وأهل العراق يلفظون
(الپارة) ببآء مثلثة تحتية، أي باللفظ الأصلي التركي، ومثله في الفارسية وراجع
ما جاء في (ورق). (1)
وقال في لغت نامه ما تعريبه (پارة) ولعله لو كانت هناك لغة واحدة من الفارسية
تفهمنا معنى كلمة (الفلوس) في الجملة هي كلمة (پارة) وفي المكتوبات الفهلوية
استعملت كلمة (پارك) بمعنى (الفلوس) سيما ما هو بمعنى الرشوة نحو (پارك ستان)
وپارك ستانشينه بمعنى الراشي كما جاء في ارداوير افنامه ومينوخرد وغيرها وكذلك
جاءت كلمة پارك (پارا) أو (پارة) المأخوذة من الفارسية بمعنى الفلوس في اللسان
التركي العثماني.
والكلمة بنفسها تذكر المرحلة الأولى للسكة، فقبلما تضرب الفلزات وتتزين
بالنقوش، أو الخطوط، كانت قطعة (پارة) من الفلزات تستعمل في المعاملة، كما
سنذكره.
وقال فيها أيضا في كلمة (پول) تحت عنوان المعاملة ما تعريبه: ان أول
من ضرب السكة على النحاس، هو السلطان (سوريوس) وقبله كان أهل الروم
يستعملون (پارة) قطعة من فلز غير مسكوك، ولاذى علامة، بدل (پول) (الفلوس).
22 بهلوي
نقد ذهبي إيراني يساوى اليوم اثنين وسبعين تومانا وقد ضرب على خمس
پهلويات، وهو يساوى خمسة أضعافه وزنا وقيمة، وعلى 5 / 2 وهو يساوي
ضعفيه ونصفا من حيث الوزن والقيمة. وعلى النصف والربع، وهما يساويان
نصفه، وربعه، كذلك.
كلها نقود ذهبية، رائجة، تختلف قيمتها باختلاف الزمن. تنسب إلى الملك

(1) النقود العربية ص 166 و 167 عدت وما بعدها إلى بينتو من النقود المستحدثة.
114

رضا شاة البهلوي، لكونها ضربت في أيام سلطنته. (ك)
23 بيربنجيس
كلمة تركية، منحوتة، من (بر) أي (واحد) و (بنجس)، وهى كلمة مجرية،
لنقود مجرية، استعملها الترك قبل نحو مائتي سنة. وعلى يد الترك، دخلت
في بلاد وادى النيل.
أو هو نقد ذهبي، اختلفت قيمته باختلاف المكان والزمان، وبنجيس تكتب
بالحرف الافرنجى PENJOE، على أن بعضهم يقول: هي برتجيس أي نقد من
برتغال، وهذا وهم ظاهر.) (1).
24 البرغوت أو البرغوته
عند المصريين، نقد كان معروفا سابقا، وهو غير المعروف عند أهل الشام
والعراق، بالبرغوت أو البرغوط، وكان يساوى في سنة 1239 (1823 م) أربعة قروش
وخمسة أنصاف فضة).
25 برغوط
ضربت الحكومة العثمانية، في أواسط المائة الثالثة عشرة للهجرة، قطعة
صغيرة من الفضة، قيمتها غرش صاغ، فسمى بالتركية (برغوش) أي غرش واحد،
فصحفت الكلمة عوام الشام، فقالت (برغوط) والبرغوط عندهم، هو البرغوث،
للدويبة الصغيرة التي يؤذى لسعها. ثم ظهرت بعد سنوات، قطعة أخرى من فضة
أكبر من الأولى ذات غرشين، فسمتها العوام: برغوط كبير، أي انهم أبقوا الاسم
عليه، بزيادة وصفه بالكبير، وكان ذا غرشين. فصار عند العوام: (برغوط صغير)،
و (برغوط كبير)

(1) النقود العربية عد وما بعده من الأصناف العشرة ص 167 - 270 من النقود
المستحدثة.
115

26 بقشة
هي أساس النقد عند اليمانيين، وتقسم إلى نصف بقشة، وربع بقشة، وثمن
بقشة. وكل عشر بقشات، تساوى ربع ريال نمساوي، أو امامى، ويقال له عمادي،
وكل أربعين بقشة، تساوى ريالا واحدا اماميا.
والبقشة وأجزاؤها تتخذ من النحاس، وتضرب في صنعاء اليمن، والبقشة
الواحدة تساوى القمري عند العراقيين، أو قرشين رائجين. والبقشة، من التركية
(باقچة)، أو (بقجة)، أي صرة أو خرقة لا سيما تلك الخرقة التي تلف بها
الدرهم، فسميت بذلك.
27 بنتو
هو نقد مصري من ذهب، لم يبق منه الآن سوى اسمه، ويريد المصريون
به الليرة الفرنسية الذهبية، التي سعرها عشرون فرنكا ذهبا، والكلمة مأخوذة،
من قنتي VENTI أي عشرين، ويريد بها أهل فلسطين، الليرة، على اختلاف
أصحابها الذين يتعاملون بها، من فرنسية، ومجرية، وروسية، وألمانية، إلا
الليرة الإنجليزية، فلا يسمونها (بنتو)، بل (نيرة الحصان).
28 بيشلغ
وبعضهم يكتبها كما يكتبها الترك: بيشلك. ومعناه (ذو خمسة)، لأن (بيش)
خمسة، و (لك) بمنزلة ياء النسبة عند العرب، أو معناها (ذو). وكان أصل وضعه
لخمسة قروش ذهبية، ثم توسعوا في معناها، فلم يلاحظوا فيه الخمسة، بل مطلق
النقد، وإن اختلفت قيمته. - وقيمة البيشلغ العتيق 72 قرشا. والبيشلغ الجديد
خمسة قروش صاغ، أو 20 قرشا رائجا، وهذا كان من فضة في غالب تركيبه.
29 بيشلك
من التركية (بيش) أي خمسة مختومة بالأداة (لك)، الدالة على النسبة،
116

أو بمعنى (ذي)، وأغلبهم كتبها بشلك، أيشلغ، وهو نقد فضى، ذو خمسة قروش.
وكان عند المصريين بيشلك قديم، وبيشلك جديد. وهو نفس البيشلغ.
30 بندقلي
وبعضهم يقول: فند قلى على السوآء وهى نسبة تركية إلى البندقية،
من مدن إيطالية وهو نقد ذهبي، كان معروفا في مصر، قبل نحو من قرن. وكان
عندهم بند قلي محمودي جديد. وكان أيضا عندهم بند قلى، أو فند قلي سليمى.
وأسعار هذه النقود كانت في صعود وهبوط، دائمين. وقد قلنا أن البندقلي، غير
البندقي فلكل معنى غير معنى أخيه، والسعر مختلف جدا.
31 بندقي
بياء النسبة، وبضم الأول والثالث، هو عند المصريين، ما يسميه العراقيون
(بندق). وهو نقد ذهب. واختلفت قيمته أيضا باختلاف الزمان والمكان، وهو
غير (ألبندقلي)، وراجع فندق، وإن كان أصل اللفظين واحدا. ويقال: في بندق،
فندقي أيضا.
وهو نقد ذهبي مصري كان رائجا قبل نحو مائة سنة. وكان عندهم بندقي
جديد، وبندقي عتيق، ويقول بعضهم: فندقي. وراجع أيضا فندقي.
32 بندقلي محمودي
راجع بندق، وبندقي. والبندقلي نسبة تركية إلى البندقية، المدنية
الإيطالية التي تسمى قينسية VENEFIA أضيف إلى (السلطان محمود) وقد
تسمى اثنان بهذا الاسم: محمود الأول، وقد رقي عرش آل عثمان سنة 1730 - إلى
سنة 1754 ومحمود الثاني، وقد قبض على صولجان السلطنة، من سنة 1809 -
إلى 1839.
والبندقلي المحمودي ذهب، واختلفت قيمته باختلاف الزمان والمكان.
117

33 بينتو
من الناس من يكتب (بنتو): بياء مثناة تحتية، بعد الباء الموحدة التحتية.
والصواب حذفها.
وناقل كتاب الذهبي، زاد على آخر الواو ألفا، جهلا منه، ويجب حذفها.
34 بلط
والجمع (بلطت) (بلطات). وهى نقود من ذهب، وذلك كما يفهم من
هذه الجملة: (بذهبم ببلطتم)، ومعنها: (بذهب ببلطات) أو (بالبلط الذهب).
وقد ذكر السيد نزيه مؤيد العظم أن أهل اليمن يطلقون على النقود لفظة (ظلط).
ولعل لهذه اللفظة صلة ب‍ (بلط) أو ببعض أسماء النقود اليمانية قبل الاسلام (1).
35 بيسه
نقد نحاسي، في بلاد الهند، وزنجبار، ومسقط، وغيرها، كذا ذكرناها
في الطبعة الأولى وقد أخبرنا بذلك بعض المطلعين. (ك)
36 (پول) (2) " الفلوس "
قال في لغت نامة تحت هذه الكلمة ما تعريبه: أنها مأخوذة من (الپوهل (3) الفهلوي)
واستعمالها بهذا المعنى في ألسنة الإيرانيين قديم جدا. وهو الطاق أو كالسقف،
يضرب على الأنهار عرضا ليعبر الناس، والمواشي عليه، ويقال له: (پل) والقنطرة،

(1) تاريخ العرب قبل الاسلام ج 8 ص 23.
(2) پول على وزن (غول) معروف يقال له الفلوس في اللغة العربية. وجاء بمعنى
(پل) الجسر أيضا، الذي يضرب على النهر سواء كان من الخشب، أو الحجر. (البرهان
القاطع).
(3) PUHl ودزفول بلد معروف مركب من كلمتي (دز) و (فول) أي (پل) الجسر و (پول) الفلوس (لغت نامة).
118

والجسر والكربي، والأخير متداول في عرف أهالي قزوين، والظاهر أنه تركي.
ثم قال بعد كلام له تحت هذه الكلمة أيضا: أن (الپول) الفلوس: هو الذهب
والفضة أو فلز آخر مسكوك رائج، ويطلق على (النوط والاسكناس) توسعا.
والظاهر أن الكلمة مأخوذة من (البول) اليوناني، في زمن (الاشكانيين) (راجع
ترجمة إيران - في عهد الساسانيين كريسين سن طبعة طهران الأولى ص 27 و 28).
و (يوبول. أبول. هميوبول.) خاتم من النحاس وكان جاريا في البيع
والشراء، (شرفنامه).
وكان القدماء يقولون بدل الفلوس (سيم) أي الفضة و (زر) أي الذهب،
و (سيم وزر) أي الفضة والذهب، و (درم) الدرهم و (درم ودينار) الدرهم والدينار.
وقد يقولون بدله (الوجه) و (تنخواه) (1) و (الفلوس، والمسكوك،
وآقجة (2) والعين، والنقدينة، والفلس، وپل.
وقال أيضا في موضع آخر منها: بعد ما علمنا من أين جاءت كلمة (ريال،
وقران، وتومان، وچاو، واسكناس، فلنعلم من أين جاءت كلمة (پول) الفلوس
التي يسمى جميع المسكوكات بهذا الاسم.
هذه الكلمة، كغيرها من الكلمات التي ذكرناها في هذه المقالة، ليست لها
قدمة تاريخية، وهى بمعنى الجسر الذي يكتب في عصرنا (پل) بلا واو، ولا ارتباط

(1) قال العميد في معجمه: (تنخواه) بفتح التاء: (پول نقد) أي الفلوس التي
تؤخذ نقدا، و (زر وسيم) أي الذهب، والفضة، و (المتاع. ومال التجارة).
و (تنخواه گردان) هي الفلوس التي يضعونها في صندوق الدوائر، والمخازن،
والمؤسسات، ليصرف عند اللزوم والحاجة، في اشتراء الأشياء الضرورية وكانوا يطلقون
عليه سابقا (بالاعتبار المتحرك). وفي معجم (آنندراج) تنخواه: معروف، ويستعمل
مع لفظة (الفعل) والاعطاء والاخذ). أقول، وهذا الأخير كما ترى ليس تفسيرا له
في الحقيقة.
(2) راجع (آقجة).
119

بكلمة هي موضوع كلامنا.
وقد رأيت فيما كتبه المتقدمون في رحلة الحكيم ناصر خسرو فقط، ذكر أن
(الپول) الفلوس، كان آلة للمبادلة، والمعاملة).
وناصر خسرو هذا كان في (18) من شهر جمادى الأولى سنة 438 ه‍ في مدينة
(أخلاط) من بلاد أرمنستان، وكتب في ذلك (ان في هذا البلد، يتكلمون بثلاث
لغات العربية، والفارسية، والأرمنية)، وأظن هذا صار سببا لتسمية البلد ب‍ (أخلاط)،
وكانت معاملاتهم بالفلوس، والرطل عندهم ثلاثمائة درهم: درم).
وإن وجد القارئون هذه الكلمة، في سند أقدم من هذا فنسبتها ثابتة إلى
اليونان أيضا.
وهى من كلمة (أبلس) OBOIOS اليونانية. ويقال لها بالاتينية: (أبلوس)
وصارت في فرنسا (أبل). OBOIE وكان أبلس سدس الدرهم (= الدرخمه)
DRBCHME يضرب من الفضة، والنحاس وهذا المسكوك الذي ليس بشئ هو الذي
يجعله اليونانيون، في أفواه موتاهم، ويعتقدون أن الروح بعد الموت تركب في
زورق، وتعبر نهر (إستيكس) ثم تصل إلى الحياة الأخرى).
37 التامة
هي الدراهم الميالة الوازنة. أو القفلة. راجع ما نقلناه عن المقريزي متن
ص 65 وهامشها (1).
38 التفرص
التفرص وزان، زبرج، لم يذكرها أرباب المعاجم التي بأيدينا كصاحب
القاموس، ولسان العرب، والتهذيب، وأساس البلاغة، لكن ذكرها ابن دريد
في مادة فلس، قال: (كل حلية في اللجام من فضة، أو حديد مستدير، فهي الفلوس،

(1) النقود العربية ص 144 و 145 عدتا من النقود القديمة
120

والرصائع. وإن كانت مستطيلة، أو مربعة، فهي التفارص، والواحد تفرص) آه
فالتفرص هي من قبيل النمى المربع، أو المستطيل،
وبالفرنسية MEDAIllE CARREE OU RECF ANGULAIRE فتدخل إذن
في علم النميات (1)
39 تالير
وبعضهم يفخمها فيقول (طالير)، وآخرون يتقعرون في لفظهم، ويتفلسفون
في كتابتهم، فيرسمونها (ثالير) بالثاء المثلثة، والشائع (تالير)، بالمثناة الفوقية،
وهى من الفرنجية THATER، وهو نقد ألماني الأصل من فضة، وكان القديم
يساوى ثلاثة ماركات، ثم تغير سعره مع الزمان والمكان. وقد عرفه الشرقيون،
من سوريين، ومصريين، في الأيام الأخيرة، قبل نحو نصف قرن. (2)
40 تلسق
كلمة تركية، أصلها (اتوزلق)، فخففت حين عربت. ومعناها (ذو ثلاثين)
قرشا، وهو من نقود المصريين الفضية في عهد الترك.
41 تلق
نقد فضى مصري، والكلمة من التركية آلتيلق، وكان عندهم (تلق حميدي)،
وهى من أيام عبد الحميد، ومعنى تلق ذو أربعة، لأن (التي) أربعة، و (تلق)
أداة الإضافة عندهم كأنك تقول: أربع، أو ذو أربعة قروش، أو نحو ذلك.
42 تلق مجيدي
والكلمة الأولى تركية، أصلها (التليق) أي (ذو ستة) قروش. وهذه
القطعة منسوبة إلى السلطان عبد المجيد، وهى قطعة مصرية فضية، كانت شائعة

(1) النقود العربية ص 144 و 145. عدتا من النقود القديمة
(2) المصدر نفسه ص 170 و 71 عدت وما بعدها من الأصناف الخمسة من النقود المستحدثة
121

في أسواق مصر، قبل نحو من مائة سنة. وكان عند المصريين تلق ثان اسمه
(تلق حميدى).
43 تمشلك
نقد فضى مصري، كان معروفا في بلاد وادى النيل، قبل نحو من مائة سنة.
والكلمة تركية من التمشلك أي من (التمش) أي ستين، مع أداة النسبة. فيكون
معناها: (ذاالستين) پارة، أو نحوها، من النقود الصغيرة النحاسية أو الفضية.
44 التنكير
نقد عراقي كان يساوى سبعة وركات ولا اثر له اليوم في الأسواق. وقد
اخبرنى به بعض المطلعين (ك)
45 تومان
نقد إيراني من ذهب، كان معروفا في العراق لمجاورته لإيران وهو كالليرة
الذهبية التي تساوى 40 قرشا رائجا، لكن اختلفت قيمته باختلاف الزمان والمكان.
وهو معروف إلى يومنا هذا في العراق. (1)
أقول تطلق لفظة (تومان) على أنواع الاشرفي الذي ضرب باسم (الملك ناصر الدين
والملك مظفر الدين والملك أحمد) ملوك قاجار في إيران.
حيث كان مكتوب عليها (تومان واحد) كما كان يطلق على أنصافها (خمسة
آلاف) أي خمسة آلاف دينار. كلها نقود ذهبية إلى الآن رائجة في أسواق إيران.
ولكن الكلمة تطلق اليوم بقول مطلق على عشرة ريالات أو قرانات من فضة أو ما
يساوى ذلك من نقد نحاسي أو قرطاسي.
قال في لغت نامه ما ترجمته: (تومان أو تومن) لغة تركية، وكان نفوذه
وسرايته، في لغتنا الفارسية أكثر من الريال الإسباني، والقرآن العربي (اسم

(1) النقود العربية ص 171.
122

لمسكوك خاص) كثيرا. وعرف في إيران قبل نحو من سبعة قرون. فقبل تداول
(ريال) كان كل عشرة قرانات، تومانا واحدا، والكلمة إلى الان جارية على الألسنة
والأفواه ويسمون كل عشرة ريالات تومانا واحدا، سيما إذا دار الكلام حول مبلغ
كثير والملايين من ريالات فاذاهم يستعملون كلمة تومان بدل ريال. وينقصون بهذا،
مقدار عشرة أضعاف من ذاك.
والكلمة مما جاء بها (جنگيز)، فكما نعلم أن هذا السبع المغولي، قد هجم
إلى إيران سنة (616) هجرية (1219) ميلادية فنفذ لذلك كثير من اللغات
المغولية، في الفارسية. فمنها ما يتعلق بأمور العساكر والجندي المغولي، نحو
(تومان) و (مين) و (يوز)، وهذه الثلاثة عند صيرورتها اجزاء لكلمات (أمير
تومان) و (مين باشى) و (يوزباشى) تفيد معنى (الرئيس) و (الأمير) لعشرة
آلاف، أو ألف، أو مائة جندي. (على الترتيب) فهي ذكرى لتلك الأيام الكدرة.
وكانت الكلمة في تلك الأزمنة اسما لسكة تقسم إلى عشرة آلاف دنانير، وهى
الآن كذلك ولم تتغير بعد. وذكر حمد الله المستوفى في كتاب (نزهة القلوب)
الذي ألفه سنة 740 - عند الكلام على الجزية التي يوديها عراق العرب في زمن
الخليفة (عمر) بعد مقايسته الدرهم الرائج في ذلك الزمان مع (تومان) الدارج
في زمانه: بان مقدار تلك الجزية، كان مأة وثمان وعشرين ألف ألف درهم أي
(128 مليون) التي تساوى (2133) تومانا تقريبا.
وقد ذكر محمود الكاشغري كلمة (دومن) في كتابه (ديوان لغات الترك)
الذي الفه سنة 466 ه‍ وجعلها أولا بمعنى (عشرة آلاف) وثانيا بمعنى الكثير
وثالثا بمعنى (مه) أي قد يقال بمعنى (مه دومان).
وكان (تومان) في التقسيمات العسكرية، عبارة عن عشرة آلاف جندي.
وقد يراد منه (الطائفة)، وكذا قد يطلق على قطعة من الأرض، مثل أن عراق
إيران قسم إلى تسعة توامين).
وفي التواريخ المغولية ذكرت كلمة (تومان) غالبا بمعنى عشرة آلاف.
123

فمن جملة ذلك ما جاء في (جامع التواريخ) الذي ألفه رشيد الدين فضل الله وفرغ منه
سنة 704 من الهجرة: من أنه لما بلغ هناك، أعد قاآن ثلاثين تومانا من عسكر
المغول وثمانين تومانا من عسكر (ختاى). وربما استعملت الكلمة، اسما خاصا
مغوليا:
وقد أرسل (تولوى خان) مع تومانين من العسكر إلى (تبت وركب
قريب تومان واحد على السفينة وهزموا.
وقد أرسل (مونككا قاان)، (بريكتاى نويان) مع عشرة توامين من
شجعان عساكر الترك، إلى (اولوغ طاق...)
وكذلك في تاريخ (وصاف الذي ألفه شهاب الدين عبد الله بن عز الدين
فضل الله، بين سنوات 727 - 776، وكان معاصرا لرشيد الدين فضل الله، مؤلف
جامع التواريخ، وولده الخواجة غياث الدين محمد الوزير).
فالكلمة استعملت بمعنى عشرة آلاف جندي والمسكوك من عشرة آلاف دينار
(وأرسل قاآن في شهور سنة إحدى وسبعين وستمائة، خمسة عشر تومانا
من العساكر إلى الصين).
(= دومان = تومن = دومن) في اللغة المغولية، معادلة لكلمة (بيور)
في الفارسية، وقد جاء في الاوستا (بئور) ويقال في الفهلوي كالفارسي (بيور)
ثم قال: وبيوراسب عنوان لقب به الضحاك (= دهاك) أي صاحب عشرة
آلاف فرس).
46 التولا
نقد ذهبي هندي، يساوى الواحد منه مائة وخمسا وأربعين تومانا،
وذو خمسة سبعمأة تومانا. تختلف قيمته باختلاف الأوقات والأمكنة. (ك)
47 الجواز
الدراهم الجواز، مشتقة، من قولك: جاوز الدرهم: قبلها على ما فيها
124

من الدخل وهي كما ذكرها المقريزي: تنقص في العشرة ثلاثة. فكل سبعة
بغلية، عشرة بالجواز، والبغلية كما ذكرها أيضا هي دراهم فارس. الدرهم، وزنه
زنة المثقال الذهب، راجع ما ذكرنا فيها
48 الجوراقية
هي دراهم كانت معروفة في صدر الاسلام، وكانت تضرب في جورقان، بالضم،
قرية بنواحي همذان. (1)
49 جرخي
نقد تركي عراقي، من فضة. قيمته تسعة قروش وربع. والكلمة منسوبة
إلى (الچرخ) بالفتح، وهي كلمة فارسية، ادخلها الترك في لغتهم، معناها المخرطة،
وما أخرجته المخرطة مستديرا، أو المستدير خلقة، من باب المشابهة، حتى
أنهم يسمون الفلك (چرخ). والمراد بالچرخي، هذا النقد الأملس الداير، الخالي
من التسنين أو السلسلة. (2)
50 جنيه
وزان أمير. والعراقيون الذين لم يسمعوا بهذا النقد: بل يرونه مكتوبا
في الصحف المصرية، والكتب المطبوعة في ديار النيل، يلفظونها (جنية)، مونث
الجني وزان الهندي، وقد حاولنا مرارا أن نصلح غلط من يقرأها هذه القراءة
السيئة. فكان جواب القارئ: يجب أن تلفظ (جنية) لأن هذا الذهب المصري،
يسحر العقول والأنظار كبنات الجن. وهذا كان جواب كل من أردنا رده إلى
القراءة الصحيحة، والصحيح أن الجنيه دخل مصر على يد الانكليز، وهم يكتبونها
CUlNEA وهي في الأصل، اسم قطر في إفريقية، مشهور بجلب الذهب والعبيد منه.

(1) النقود العربية ص 145 - عدا من النقود القديمة.
(2) المصدر نفسه ص 171 و 172 - عد وما بعده من الصنفين من النقود المستحدثة.
125

ثم اشتهر بجلب أشياء مختلفة منه. والجنيه الإنكليزي بطل أن يطبع منذ 1817،
فبقى الاسم خاصا بالليرة المصرية، أو كما يقول العراقيون: بالدينار المصري،
ومن الجنيهات التي كانت معروفة في مصر، قبل قرن: (جنيه مجيدي) وهو الدينار
العثماني، و (جنيه افرنجي) وجنيه مصري.
51 جهادي
نقد تركي، عراقي، ذهبي، قيمته 340 قرشا رائجا، والكلمة منسوبة إلى
الجهاد، ككتاب. ويظن أنه ضرب في أيام الجهاد، وهو القتال، محاماة عن دين
الحق، أو قتال الكفار.
52 چاو - اسكناس
قال في لغت نامة في كلمة (پول) تحت العنوان المزبور ما تعريبه:
فبعد ما تكلمنا على (الريال) الإسباني و (القران) العربي، و (التومان)
التركي، ينبغي أن نذكر الجاو الصيني (الفلوس القرطاسية) والإسكناس الروسي
(اللاتيني الفرنسي أصلا.
فنقول: أن لغة (چاو) بمعنى الفلوس (القرطاسية) لا تستعمل اليوم في إيران،
ويسمون نظائرها التي تكون وسيلة للمبادلة إسكناسا.
وانا لما نواجه بهذه اللغة في تاريخ إيران نرى أن سبب مجيئها فيه أن
كيخاتوخانا (690 - 694) أخا أرغوخان (683 - 690) من سلاطين المغول، ومن
آل جنكيرخان، كان رجلا بطالا عياشا كثير المعاشرة للنساء شارب الخمر. ووزيره
صدر جهان الزنجاني، أيضا رجلا بذالا مستعليا، فبتبذيرهما واسرافهما أصبحت
خزنية الدولة خالية، أكثر مما كانت من قبل.
حتى انتهى الأمر إلى حالة لا يقدرون فيها على تحصيل درهم أو دينار أو تومان
لمخارج مطبخ الملك، فلم يجدوا حيلة إلا أن يصنعوا ما صنع الصينيون، ويروجوا
بدل الذهب والفضة (الفلوس القرطاسية (التي يقال لها (چاو).
126

فصدر من قبل كيخاتو أمر بتاريخ شهر جمادى الآخرة سنة (693) هجرية
قمرية، على أن المعاملة بالمسكوك من الذهب والفضة ممنوعة، وأنه لا يجوز
لاحد من المتعاملين التعامل مع الأفلس الفلزية والمخالف لهذا الأمر يعاقب عقابا شديدا،
وفي هذا العهد، تكلمت، على هذه الفلوس القرطاسية المسمات، (چاو
المبارك) جميع الكتب التاريخية، وذكره تاريخ (وصاف) الذي كان تأليفه بين
سنوات (727 - 736) تفصيلا، واليك جملات منه.
(لقد بعث من عظيم الأمراء، لإنفاذ هذا الأمر المهم الخطير إلى أطراف عراق
العرب والعجم، وديار بكر، وربيعة، والموصل، وميافارقين، وآذربايجان،
وخراسان، وكرمان وشيراز، وبنوا في كل صقع بيتا لطبع چاو (مطبعة)،
وصرف في كل جانب مال لمؤنة طبعها، وكانت صورتها هكذا:
قطعة مربعة، من القرطاس مكتوبة بحواشيها، كلمة بالخط الخطائي،
المختص بهم وعلى أعلاها من الطرفين مكتوب: (لا إله إلا الله - محمد رسول الله)،
وعلى أسفل من ذلك (ايرنجين تورجين) (1)
ورسمت في وسطها دائرة خارجة عن المركز، ورقم فيها من نصف الدرهم
إلى عشرة دنانير.
وكتب بالخط الخطائي أيضا، أن سلطان الممالك، قد أرسل هذا الچاو المبارك،
إلى الممالك، سنة ثلث وتسعين وستمائة، وأمر بمؤاخذة من غيره وبدله مع أهله
وولده، وتؤخذ أمواله جريمة للديوان.
ثم بعد نقل جملات تاريخية عن ذلك الكتاب في (چاو)، نقل جملات أخرى
فيها أيضا، عن رحلة (ماركو فولو الإيطالي - وابن بطوطة الطنجي). إلى أن قال
أن ابن بطوطة، الذي كان في الصين سنة 724 - يقول: في الدراهم القرطاسية التي
بها يبيعون، ويشترون، أن أهالي الصين كانوا لا يتعاملون بالدينار والدرهم ويتبايعون
بقطعة من القرطاس التي تطبع في المطبعة السلطانية، وكانت سعتها مقدار كف

(1) ايرنجين تورجين كان عنوانا لكيخاتو - قاان. كذا ذكره في هامش لغت نامه.
127

الإنسان، وكانت هذه القطعات بعد خرقها واندراسها تبدل بقطعات جديدة بلا عوض...
وقد نصب على المطبعة أحد من الرؤساء الكبار، حتى لو أراد أحد أن يشترى
من السوق بالدراهم والدينار لا يقبل منه)...
ثم قال: (فالفلوس القرطاسية لم تدم في إيران ولكن بقي اسمها في التاريخ
والأدب، وقد ذكرت كلمة چاو في عدة معاجم فارسية من جملتها، المعجم الرشيدي...
مضافا إلى انها بقيت في اللغة الفارسية، بصورة (چاپ وچاپخانة) أي الطبع،
والمطبعة.
فلا شك أن هذه الكلمة ذكرى لأيام كيخاتون والطبع والمطبعة، في تلك
الأزمنة. وقد بقيت الكلمة في الهند أيضا، وتوجد كلمات (چهاپ، چهاپة، چهاپة
خانة، چهپائى، وچهپاپنا.) (الطبع).
فان ذهبت الفلوس القرطاسية أو كلمة چاو من إيران سريعا فقد جاء اليوم
بعينها مع اسم روسي (إسكناس) الذي كان أصله لاتيني وكان رائجا في أقطار
الأرض، إلا عند القبائل الوحشية). راجع ما ذكر في إسكناس.
53 جوجن
قال في لغت نامة في لغة (پول) تحت كلمة (شئته): وقد كتب في معجم اللغات
الفهلوية (فرهنگ پهلويك) زوزن أيضا، وهذه العلامة (أي العلامة التي ذكرها
قبل ذلك ونذكرها في كلمة شئته) مع علامة إيدئوگرام) إيدئوغرام، يقرء في
القراءة الزردشتية جوجن، الذي ذكره في (معجم البرهان قاطع) قال: جوجن (1)
في لغة (زند وپازند) بمعنى الدرهم، (درم) الذي كان على وزن ثمان وأربعين
حبة،) وذكر أيضا في كلمة (جوجر (2)): أنها تطلق على الدرهم الذي كان

(1) بضم الأول والثاني، وكسر الثالث، وسكون النون، (البرهان القاطع)
(2) بضم الأول والثاني، مجهول، وكسر الجيم وسكون الراء، يطلق على
(درم) الدرهم الذي كان 48 حبة. (البرهان القاطع)
128

48 حبة). وذكر ثالثا في كلمة زوزن: (1) (زوزن) - بكسر الثالث - على
وزن (مؤمن) هو الدرهم (درم) ووزنه 48 حبة).
فلا شبهة في أن جوجن = زوزن جيئ بها في المتون الفهلوية، بدلا
عن الدرهم، وقيمته ربع ستير (= سير)، أو كما جاء في الفصل الأول من (شايست
أنه شايست) في الفقرة الثانية: (وكل ستير أربعة دراهم حجرا) أو كما جاء في
الروايات: (وكل إستير أربعة دراهم).
فعلى هذا أريد من (اسپرنه) في الاوستا نوع من المسكوك أو الفلوس،
أو وسيلة أخرى للمعاملة.
والمفسرون للمكتوبات الدينية، في عهد الساسانيين، قد فهموا منها مثل
ذلك، حيث جعلوا معادلها جوجن (= الدرهم).
والذي يجب أن يقال هيهنا، أن جوجن = زوزن ليست من اللغات الإيرانية،
بل من اللغات الأجنبية التي تسمى (هزوارش).
ونظائر هذه اللغات السامية (الأرامية) كثيرة في المكتوبات الفهلوية،
ومنها اللغة المبحوث عنها، التي دخلت في اللسان الارامى، من أقدم لسان سامي، أعنى:
الأكدى.
وقد ذكرت كلمة (زوزو) في اللغة الاكدية بمعنى قطعة من الفضة ولكنها
في الأرامية اسم لدرهم صغير.)
54 جرج
الجرج جرجان قديم وجديد وكلاهما انكليزى من الذهب فالجرج القديم
يساوى اليوم (780) ريالا والجديد يساوى (580) وتختلف قيمتهما باختلاف
الزمن (ك)

(1) وبفتح الثالث اسم لولاية: (الخطة والامارة والبلاد التي يتسلط عليها الوالي)
وكان اسما لسلطان أيضا (البرهان القاطع).
129

55 الحموية
نسبة إلى حماة من ديار الشام، وهى من الدراهم التي ضربها المماليك البحرية،
في حماة. (1)
56 الخالدية
هي الدنانير التي ضربها خالد بن عبد الله القسري في عهد بني أمية، وهي من
أحسن دنانير العرب. (1)
57 الخماسية
الخماسية من الدارهم ما كان وزنها خمسة قراريط. وكان عضد الدولة من
بني بويه حمل منها إلى المطيع لله سنة 367 ثلثمائة ألف درهم. (1)
58 الخمسة آلاف
نقد إيراني من ذهب ضربه الملك ناصر الدين شاة، والملك مظفر الدين شاة،
والملك أحمد شاة، ملوك قاجار، مكتوب عليه كلمة (خمسة آلاف) بالفارسية
ويراد بها (خمسة آلاف دينار) ويساوي نصف الأشرفي الذي مكتوب عليه لفظ (تومان)
وضرب بأسمائهم. فهي خمس قرانات ذهبية، لان القران كان يقتسم عند الإيرانيين
بألف دينار.
عندهم أيضا نقد ذهبي آخر من ضرب هؤلاء. يقال له (الألفان) أي ذو
(ألفي دينار) ويساوي خمس ذلك الأشرافي.
وأما الأشرفي الذي ضربه الملك فتح علي شاة، فقد جعل سعره سابقا في
(الأشرفي) متحدا لما لما ضربه الملوك الثلاثة، وهذا خطأ نشأ من إسقاط كلمة
تراها في جدول (الخطأ والصواب) فان ما ضربه قسمان من ذهب خالص على

(1) النقود العربية ص 145 - عدت هذه الثلاثة من النقود القديمة.
130

ما أخبرنا به غير واحد من الصيارفة، أحدهما (24) حمصة، والآخر (18) حمصة، وسعرهما
غير سعره، مع أنهما اليوم غير جاريين في المعاملة بعنوان المسكوك، بل يتعامل بهما
معاملة الذهب الخالص وزنا. (ك)
ولنذكر هنا ما ذكره صاحب (غياث اللغات) وفاتنا ذكره في كلمة (الأشرفي)
قال: (الأشرفي) بسكون الشين المعجمة وفتح الراء المهملة: نسبة إلى (أشرف)
وكان من الملوك راج هذا الذهب المسكوك الذي كان عشرة أضعاف (ماشه) (1) وزنا
في عهده، فسمي باسمه، (من شرح ديوان الخاقاني) ومن قرأه بفتح الشين وسكون
الراء، فهو غلط محض). (2)
59 الخمس قرانات القديمة
نقد فضي إيراني كان جاريا في الأسواق قبل مجئ الريال، لكن اليوم
لا تعامل معه معاملة المسكوك، بل تقع عليه المبايعة وزنا، كالفضة غير المسكوكة،
ويساوي اليوم خمسة توامين، أي تكون قيمة كل قران منه، تومانا واحدا،
وقد يزيد وينقص بقليل. ومثله في ما ذكر (القران وذو قرانين). (ك)
60 خرية
وزان هندية، من النقد المصري الذهبي، الذي زال اسمه، اليوم من
التجارة، ومن الأسواق والكلمة منسوبة إلى خيربك. وذلك أن السلطان سليما،
أو السلطان سليم شاة، كما يقول بعض المؤرخين، أودع ولاية الديار المصرية سنة 930

(1) والمراد اما (الماش) الذي هو حب معروف. أو الذي ذكره صاحب (البرهان
القاطع) في تفسير هذه الكلمة، قال: (ماشه)... وتطلق أيضا على حصة من (12) حصة
من (تولچه) التي وزنها مثقالان ونصف.
وكذا تطلق على كل شئ يكون بمقدار (الماش) وقال في مادة (توله) أنها وزن
معين في الهند قدره مثقالان ونصف).
(2) غياث اللغات ط الهند، ص 33.
131

إلى الأمير المذكور، وكان يلقب بملك الامر، فضرب نقد الذهب، فسمي (خيرية)
على وزن ديرية، ثم صحفها العوام فقالوا (خرية) بكسر الخاء، وتشديد الراء
المكسورة، فياء مثناة تحية مشددة، فهاء.
ثم إن الذين ضربوا الذهب في مصر، بعد الأمير خيربك، راعوا الاسم من
غير أن يتقيدوا بأنه من ضرب الأمير، لانهم طبعوا دنانير على حجم الخيرية وشكلها،
فسميت خيرية لهذا السبب، دون غيره: فكان عندهم (خيرية)، أو (خرية)،
يسمونها (خرية اسلامبولي قديمة)، هكذا بهذين الوصفين: الأول مذكر، والثاني
مؤنث، كما ترى، وهو في منتهى الغرابة.
وكان عندهم (خرية مصري قديمة) بسعر قائم بنفسه.
(1) 61 خيرية
هي المسماة في مصر خرية، وخيرية بلسان أهل فلسطين، وهى من ذهب،
وهى نوعان: (خيرية استانبولي قديمة و (خيرية مصري). وثمن كل منهما 20 قرشا
تركيا (1)
62 خبصتم
وقد ذكر في تاريخ العرب قبل الاسلام: أن هناك نوع آخر من النقود عرف
به (خبصتم) (خبصت)، أي (خبصة) وقد أشير إليه في نص قتباني يعود إلى أيام
الملك شهر هلال بن ذرأ كرب: ويرى (رودوكناكس) أن هذا النقد هو أقل سعرا
وثمنا من سعر النقد السابق وثمنه، أي ال‍ (بلط)، وأنه لم يكن من الذهب ولا
من الفضة، بل من المعادن الأخرى. (2)

(1) النقود العربية ص 172 و 173 عدتا من النقود المستحدثة
(2) راجع الجزء الثامن ص 203
132

63 الدرهم
مر الكلام عليه مستوفا في الفصول السابقة، ونزيد هنا ما جاء في تاريخ العرب قبل
الاسلام، قال: وقد ذكر علماء اللغة، أن لفظة الدرهم فارسية الأصل، وقد عربت،
وقالوا في جمعها: دراهم وهو نقد من الفضة وقد عرف به (درم Diram) في الفارسية
وب‍ (درخم Drachm) في اليونانية، والظاهر أن العرب أخذوا بالتسمية الفارسية،
على أن ذلك لا يعنى أنهم لم يكونوا يستعملون دراهم الروم.
ويلاحظ أن العرب قد توسعوا في استعمال لفظة الدرهم، فاطلقوا الدرهم
على النقود عموما في بعض الأحيان وذلك من باب اطلاق الجزء على الكل
وأطلق علماء اللغة على الدرهم لفظة (الورق) وعلى المؤسر الممالك للدرهم
المورق، وسموا الفضة ورقا. أما علماء المسند. فقد فسروا (ورقن) و (دورقم)
أي (الورق) و (ورق) بمعنى ذهب. وقد وردت اللفظة في بعض نصوص المسند
وكأنها نوع من أنواع العمل، أو وزن. فورد مثلا (عشر ورقم)، أي (عشر ورق)
فكان لفظة (ورق) هنا اسم علم لنوع معين من العملة، أو وزن معين وعيار كان
معروفا عندهم.
وقالوا للدرهم (القرقوف). وأطلق أهل الحجاز على الدراهم والدنانير لفظة
(الناض)، وذلك إذا تحول عينا بعد أن كان متاعا. وقالوا إن النض هو الدرهم
الصامت. أما إذا كان الدرهم رديئا، فيعبرون عنه بلفظة قسى وبهرج، فيقولون
درهم بهرج أي ردئ وكل مردود عند العرب بهرج ونبهرج. وذكر بعضهم انها
فارسية من نبهرة، ودرهم زائف هو الدرهم المزيف). (1)
64 الدمشقي
من الدنانير، ما ضرب في أيام عبد الملك بن مروان، عام الجماعة سنة 74 ه‍

(1) تاريخ العرب قبل الاسلام ج 8 ص 208 و 209
133

(668 للميلاد). (1)
65 الدينار
تكلمنا عليه أيضا فيما مضى من فصول هذا القسم سيما ص 28 و 29 من هذا
القسم وفي المطلب الثاني من الفصل الخامس راجع ص 87 وما بعدها.
66 الدبلون
وزان حلزون، نقد ذهبي، سمعنا به بلفظ (دبنون) في العراق، واما أهل
مصر، فيلفظونه دبلون، كزيتون، وهو في الأصل من ضرب الإسبانيين، وكان معروفا
في سورية أيضا، وقيمته ستة عشر ريالا، أو يزيد أو ينقص، بموجب البلاد والزمان
وبالإسبانية Doplon (2)
67 دبنون
وزان حلزون، هو الدبلون، وتلك بلغة أهل العراق راجع الدبلون: وسمعنا
من يقول: (ابودبنون). (2)
68 ديوانة
نقد فلسطيني وأردني، نحاسي، قيمته نحو من خمس بارات. (2)
69 دلار
نقد ذهبي أمريكي ذو العشرين منه يساوي اليوم 3370 ريالا وذو العشرة
منه يساوي نصفه وتختلف قيمته باختلاف الأزمنة من 3200 إلى 3400 ريال
وأما الدلار المكزيكي فهو أيضا نقد ذهبي يساوي اليوم (3980) ريالا
وتختلف قيمته أيضا باختلاف الأوقات (ك)

(1) النقود العربية ص 146 - عد من النقود القديمة.
(2) المصدر نفسه ص 173 - عدت هذه الثلاثة من النقود المستحدثة
134

70 الرباعيات
من الدنانير وانما سميت بذلك لان وزنها كان أربع حبات أو يكاد. (1)
71 الرصيع والرصيعة
(قال الفرزدق)
وجئن بأولاد النصارى إليكم * حبالى وفي أعناقهن المراصع "
أي الختوم في أعناقهن، والرصيع: رز عروة المصحف. والرصيعة:
عقدة في اللجام عند المعذر كأنها فلس وقد رصعه والرصيعة: الحلقة المستديرة...
وسيف مرصع أي محلى بالرصائع: وهي حلق يحلى بها. الواحدة (رصيعة) اه
بنصه عن اللسان، وشارح البيت لم يذكر مفرد المراصع. ولا كيف ان الختوم
تعلق في الأعناق فنقول: ان المراصع هنا جمع مرصعة، على مثال مؤخرة ومآخر،
ومقدمة ومقادم ومعنقة ومعانق (القاموس ولسان العرب) والنصرانيات لا يعلقن
في أعناقهن أختاما، انما يعلقن قطعا مستديرة من المعدن، منقوشا عليها بعض
الصور، كمثال يسوع (عيسى) ابن مريم. ومثال مريم أم عيسى، أو مثال قديس اوقد
يسه من أوليائهم. ويتخذونها بمنزلة حرز لهن وهذا ما يسمى بالفرنسية Mewaille
والتاء في آخر (المرصعة) تدل على التبعيض أو القطعة. فإذا كانت القطعة كبيرة،
قالوا: (مرصعا)، بلا هاء وتسمى بالفرنسية Medaillon وقد مر الكلام في التفرص
على ما يقارب اشكال المراصع، جمع مرصعة أو مرصع، أما إذا كانت مربعة أو مستطيلة
فتسمى التفارص.
وضرب المراصع من كبار وصغار، معروف قبل النصرانية أيضا. وأما الرصائع
فهي كالمراصع. الا انها خالية من التصاوير الدينية. وقد يتوسع في معناها، فتقال
على تلك التي نقش عليها تصاوير أيضا دينية، كانت غير دينية، فتكون بمعنى

(1) النقود العربية ص 146 و 147 عدت وما بعدها أي الرصيع والرصيعة من النقود
القديمة
135

المراصع.
72 ربع غازي خيري
نقد تركي، عراقي، ذهبي، قيمته 21 قرشا رائجا، راجع غازي ثم
راجع خيري (1)
73 ربع مجيدي
نقد تركي، عراقي، من ذهب قيمته 20 قرشا رائجا، راجع مجيدي
74 ربع ممدوحي
نقد تركي، عراقي، من فضة قيمته 6 قروش رائجة. راجع ممدوحي
75 ربعية
نقد مصري، اختلف سعره باختلاف السنوات. وفي سنة 1238 كانت الربعية
المصرية تساوي ثلاثة قروش ونصفا.
76 ربعية سادة
نقد تركي، عراقي، من ذهب قيمته 38 قرشا رائجا. والربعية نسبة إلى
الربع.
والسادة كلمة فارسية وتركية، عربت ساذج، لكن العراقيين يستعملون
الألفاظ الفارسية والتركية على ما ينطق بها أهلهما، لا على ما عربت أو على ما تعرب.
77 ربعية مزنجلة
نقد تركي، عراقي، من ذهب قيمته 39 قرشا رائجا. ومزنجلة اسم مفعول
من زنجله، أي قيده بزنجيل. أو أحاطه بزنجيل. والزنجيل بلسان العراقيين الزنجير.

(1) النقود العربية ص 173 و 175 عد وما بعده من الأصناف إلى (ريح بالك) من
النقود المستحدثة
136

والزنجير، كلمة فارسية تركية معناها السلسلة فيكون معنى مزنجلة: دائرها ذو سلسلة
أو مسنن كالسلسلة.
78 ربية أو روبية
نقد هندي من فضة، دخل العراق منذ نحو سبعين سنة، لكن انتشر كل
الانتشار بعد احتلال الانكليز لديار العراق. ويساوي 75 فلسا من فلوس العراق
العصرية، والكلمة هندية، منسوبة إلى (روب) وزان حوت، ومعناها الفضة،
أي القطعة الفضية. واليوم ليس للروبية وجود في العراق.
أقول ولأهل (تنجانيقا) من إفريقيا الجنوبية بقرب زنجبار نقود أخرى من
فضة فضلا عن ربية كنصف ربية وربعها، ومن النحاس والنيكل كهلر واحد وذي
خمس هلرات إلى عشرين. على ما أخبرني به بعض المطلعين (ك)
79 ريال
اسم شايع في جميع بلاد الشرق الأدنى. وأول من أجراه في السوق والتجارة:
الإسبانيون، واسمه عندهم REAL ومعناه الملكي.
وما من نقد اختلف سعره في البلاد مثل هذا النقد، وكذلك اختلف سعره في
الأزمنة، فقد اختلف بين ثمانين قرشا رائجا وتسعين قرشا. وقد اختلفت أنواعه
وأسماؤها. فمنها الريال الأميري الكبير، وريال شينكو أو شنكو، بالشين، أو سينكو
أو سنكو، بالسين. وريال لينان. وريال شال. وريال أبو طاقة أو بطاقة، أو بطاقة،
وريال أبو مدفع أو بو مدفع أو بمدفع. وكان مصورا عليه صورة مدفع، وعلى ذاك
صورة طاقة أو ما يشبهها. وريال مجيدي أو ريال عثماني، ثم اطلق عليه اسم مجيدي.
والآن قد شاع في العراق والديار المصرية الريال، بدون أن يذكر له وصف، وهو
يساوي عشرين قرشا صاغا، أو أربعة شلنات في مصر، وخمسة دراهم، في العراق.
وشاع في اليمن الريال النمساوي، المعروف بابوشوشة، أو مارية تريزة أو ماري تريز.
وفي اليمن أيضا الريال الامامي، وهو مطبوع في صنعاء اليمن. ومن أنواع الريالات
137

الحميدي نسبة إلى السلطان عبد الحميد، والريال الرشادي، نسبة إلى السلطان محمد
رشاد الخامس والريال التركي وهو العثماني أو المجيدي أيضا. والريال المجري،
والروسي إلى غيرها).
أقول: ومن جملة أصنافه الريال الإيراني، وهو بجميع أنواعه أعنى الريال
الواحد، والريالين، والخمسة ريالات، والعشر ريالات، نقود فضية، حل اسمه في
إيران جديدا محل القران (ك)
قال في لغت نامة تحت كلمة (پول): ان لإبراهيم پور داود في كلمة (پول)
مقالة ممتعة، في كتاب (هرمزد نامه) ص 233 إلى 274) ننقلها ذيلا.
في السابع والعشرين من (اسفند) سنة 1308 هجرية شمسية جعلت كلمة (ريال)
بدلا عن القران لتعيين واحد الفلوس. ولكن لم تهجر كلمة (قران) بعد، والناس
جريا على عادتهم منذ عهد بعيد، يسمون الريال قرانا أيضا،
وكلمة (قران) وإن كانت أجنبية، إلا أن كلمة (ريال) أيضا مثلها لغة أجنبية
إسبانية، عرفت في إيران، بوسيلة البرتغاليين، والإسبانيين نحو أكثر من
أربعمأة سنة.
حيث أن البرتغاليين في سنة (920) هجرية قمرية (1514) ميلادية
غلبوا على جزيرة (هرمز) الواقعة في خليج فارس، برئاسة أميرهم، (البوكرك)،
وكانت الجزيرة، تحت سلطتهم أكثر من نحو مأة سنة، حتى استنقذت من أيديهم
في عهد الشاه عباس الكبير (1003 - 1038) وصارت من إيران مجددا.
وكان مبدء تردد البرتغاليين واختلافهم إلى سواحل بحر فارس من زمان
الشاه إسماعيل الأول أول السلاطين الصفوية (907 - 930) هجرية قمرية ومن سنة (988)
هجرية قمرية أي السنة الرابعة من سلطنة الشاه محمد خدابنده رابع الملوك الصفوية،
تلك السنة التي غلبت دولة إسبانيا فيها على مملكة برتغال، وبقيت في أيديهم إلى
سنة (1050) = أي الثالثة عشره من سلطنة الشاه صفى (1038 - 1052) ارتبطت
إيران أيضا مع الإسبانيين فافتتحت لا محاملة أبواب التجارات والمعاملات بينهم،
138

في تلك الأيام وعرف الريال الإسباني بواسطتهم في إيران.
فيتضح بعد هذه القضية التاريخية، أن ذلك النقد الإسباني دخل إيران مع
اسمه الإسباني في القرن العاشر من الهجرة من طريق الخليج الفارسي فإذا لا بد وان
لا يوجد في جميع الآثار الفارسية له عين ولا أثر. وقبل أن يصير ريال اسما لواحد
الفلوس الإيرانية رسما، ويحل محل قران، كان يساوي خمس وعشرين شاهيا...
ولعل الغرض من اختيار كلمة ريال على قران تبديل لغة أجنبية، بالفارسية
أو يهجر ما كان رائجا في عهد القاجارية، وكيف كان فقد نقض الغرض، فان
كلمة ريال لا إيرانية ولا هي ذكرى لأيام الفرح والسعادة، بل كما قلنا إنها ذكرى
لأيام مدت أيدي الأجانب إلى سواحل بحر فارس. ولئن جزنا عن ذلك، فالكلمة
لم تكن مختصة بإيران، واسما لواحد الفلوس فيه خاصة، بل المملكة السعودية
أيضا أخذت نصيبها من ذاك الأرمغان الإسباني، ولذا يقال لما في أيديهم من المسكوكات
ريال أيضا.
فاختيار هذه اللغة الكذائية شاهد من مآت شهود على عدم بضاعة مخترعي لغاتنا.
وقد كان (الئاريوس) في عهد الشاه صفي (1038 - 1052) في إيران، فيقول
عند الكلام على المسكوكات الرائجة في ذلك الزمان، نحو (خدا بنده عباسي،
بيستى، لارى، وغيرها،: أن الإيرانيين كانوا يأخذون الريال الإسباني في معاملاتهم
برغبة تامة).
80 ريح بالك
نقد تركي، عراقي من ذهب. قيمته خمس ليرات. والكلمة مركبة من
(ريح) برآء مكسورة، فياء مثناة تحتية ساكنة، فحاء ساكنة. وهى في لسان عوام
العراقيين، تخفيف لقولهم أرح، أمر من أراح يريح. و (بالك) أي خاطرك كان هذه
القطعة الكبيرة من الذهب، تريح بال من يملكها.
139

81 الزيف
الزيف: الدرهم الذي خلط به نحاس، أو غيره، ففات صفة الجودة فيرده
بيت المال لا التجار. (الكليات) (1)
أقول قال في القاموس: والدراهم زيوفا صارت مردودة لغش، درهم زيف
وزائف، أو الأولى رديئة).
وقد مر فيما مضى ما ذكره المقريزي بقوله: ويقال أن أول من غش الدراهم
وضربها زيوفا، عبيد الله بن زياد حين فر من البصرة راجع ما نقلناه عنه ص 66 من
هذا الكتاب.
82 زر محبوب
نقد ذهبي، مصري الاستعمال. والكلمة مركبة من الفارسية (زر) أي
(ذهب) و (محبوب) اسم أحد المماليك في سنة 698 (1299 م). وكان عياره يومئذ
16 قيراطا وكسرا. وبقي عيار الزر محبوب قبل دخول الفرنسيين في مصر، كما
كان يوم طبع (2)
83 زلطة
محركة = قطعة من نحاس، أو من معدن، تساوى ثلاثين بارة. وهى من
التركية، وهذه من الصقلبيلة (أو السلاقية، كما يقول اليوم المعاصرون) وتكتب
ZOLSRA وكانت تساوي في أول ظهورها ثمانين پارة، ثم هوت إلى ثلاثة أرباع القرش
الصحيح أو الصاغ، وكانت شائعة في سورية ولبنان. وعرفت قليلا في العراق،
وذلك قبل نحو من أكثر من قرن. ومنهم من كتبها بالعربية زولوطة، أوزولاطا،
أو زولوط.

(1) النقود العربية ص 147 - عد من النقود القديمة.
(2) المصدر نفسه ص 175 و 177 - عد وما بعده من الأصناف الثلاثة من النقود
القديمة
140

اما المصريون فلم يذكروها في كتبهم، ولم نسمعها من المعاصرين منهم.
فالظاهر أنهم لم يعرفوها، وهذا عجيب، وقد عرفوا أسماء كثير من الورق.
وأهل اليمن حرفوا الكلمة وقالوا (ظلظ) للدراهم عامة، من باب التعميم،
أو (زلط)، وقد شاعت عندهم منذ عهد السلطان عبد العزيز.
84 زنجبيل الدراهم أو زنجير الدراهم
هو ما يسميه أهل مصر والشام، بالجنزير، وهو السلسلة. والزنجير فارسية.
ويشتق العوام منه فعلا، فيقولون جنزره فهو مجنزر (والعراقيون يقولون زنجله
فهو مزنجل)، أي قيده بالسلسلة فتقيد:
85 الزهراوي
من نقود الفضة في سورية، وفلسطين، وشرقي الأردن. ويساوي خمسة
قروش صاغ إلا أن الأردنيين يسمونه وزرى، وهو تخفيف الزهراوي، وهو نسبة
إلى الزهرة نسبة عامية، لوجود زهرة على أحد وجهيه.
86 السالمي
من الدنانير قال علي مبارك في كتابه (الخطط التوفيقية الجديدة 20: 141)
ما هذا نصه بحروفه:
في سنة 800 ابتدأ ضرب النحاس والتعامل به وبطل تقدير الأشياء بالميايدة.
وفي سنة 801 نودي في البلد ان صرف كل دينار ثلاثون درهما، ومن امتنع
نهب ماله وعوقب. فحصل للناس من ذلك شدة.
وفي سنة 803 أنفق. (يلبغا) السالمي على الممالك السلطانية كل دينار
من حساب أربعة وعشرين درهما. ثم أمر بضرب الذهب، كل دينار زنته مثقال.
وأراد بذلك إبطال ما حدث من المعاملة بالذهب الافرنكى، فضرب ذلك وتعامل
141

الناس به مدة. وصار يقال (دينار سالمي). (1)
87 الستوق
الستوق، وزان تنور، من الدراهم: ما يغلب عليه الغش (الكليات) وقال في
اللسان: (درهم ستوق وستوق [لئنور وقدوس]: زيف، بهرج، لا خير فيه. وهو
معرب. وكل ما كان على هذا المثال فهو مفتوح الأول الا أربعة أحرف جاءت
نوادر، وهى: سبوح، وقدوس، وذروح، وستوق، فإنها تضم وتفتح. وقال اللحياني
قال اعرابى من (قبيلة) كلب: درهم ستوق) انتهى.
وقال الكرخي: (الستوق عندهم: ما كان الصفر أو النحاس هو الغالب،
والأكثر وفي الرسالة اليوسفية: البهرجة، إذا غلبها النحاس لا تؤخذ، وأما الستوقة
فحرام أخذها، لأنها فلوس). قال الأب أنسناس ماري الكرملي: ستوق، كلمة فارسية
منحوتة من (سه) أي ثلاثة. و (تو) أي قوة فيكون معناه: (ذا ثلاث قوى)
لأن هذا النوع من الدرهم، مركب من ثلاثة جواهر: الفضة، والنحاس، والحديد،
أو ما يشبه الحديد من المعادن).
أقول: وقد يقال: أن (ستوق) معرب (سه تو) بالفارسية، ومعناه:
ذو طبقات ثلاث. ويؤيده ما ورد في خبر الجعفي، حيث سئله الإمام عليه السلام، عن
الستوق؟ قال: فقلت: طبقين فضة، وطبقة من نحاس، وطبقة من فضة). آه
فكأن الدراهم، كانت ذات طبقات ثلاث، طبقة من فضة على أحد وجهيها ثم طبقة
من نحاس، في باطنها، ثم طبقة من فضة على وجهها الآخر.
ولعل لأجل ذلك، قال في الوافي في (طبقتين فضة): الصواب: طبقة من
فضة وكانه مما صحفه النساخ). آه

(1) النقود العربية ص 147 و 148 عد وما بعده من الأصناف الخمسة من
النقود القديمة
142

88 السكة
قال في اللسان: السكة [وزان علة]: حديدة قد كتب عليها، يضرب
عليها الدراهم، وهى المنقوشة. وفي الحديث، عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم أنه نهى عن كسر
سكة المسلمين الجائزة بينهم، الا من بأس. أراد بالسكة الدينار والدرهم المضروبين
سمى كل واحد منها سكة، لأنه طبع بالحديدة المعلمة له، ويقال له (السك)) اه.
فالسكة بهذا المعنى داخلة في علم النميات، كما لا يخفى
أقول راجع ص 9 - وما نقلناه عن كتاب العين، وجرجي زيدان، وابن خلدون.
89 السكي
بكسر السين، والكاف المشددة، وفي الآخر ياء مشددة: الدينار. وذكره
بهذا المعنى، جميع اللغويين بلا خلاف. ونحن نظن أن الكلمة تنظر إلى اللاتينية
CUTUM التي معناها المجن والترس. وكان الأقدمون من الرومان، يصورون
على نوع من الدينار هيئة الترس، فسمى بالصورة التي نقشت عليه. وسماه
الفرنسيون ECU فالسكي اذن في أصله: ترس مستطيل، أو مربع في طول. ثم
اطلق على الدينار الذي صور عليه هذا الترس، أو المجن، وكان سعره يساوي
ثلاثة دنانير، في معناه المألوف لأنه كان عندهم سكى، سعره ستة دنانير. وأول
من ضرب السكاكي عند الفرنسيين، كان القديس لويس على ما هو مشهور.
90 السميرية
هي التي مر ذكرها في ص 61 ولا سيما في هامشها فراجع هناك.
وذكر صاحب التمدن الإسلامي، في جزئه الأول: 1 - الدراهم السميرية
الثقال، ووزن الواحد منها ستة مثاقيل ب - الدراهم السميرية الخفاف، ووزن
الواحد منها خمسة مثاقيل. وكلها فارسية). اه
143

91 السود أو (السود الوافية) أو (البغلية)
وهى التي تكلمنا عليها في ص 42 و 73 و 111 و 112 و 113).
92 سعديه
نقد مصري ذهب، كان مستعملا في ديار النيل قبل قرن. وكان عندهم
سعديتان: (سعدية قديمة)، و (سعدية جديدة)، وكل منهما بسعر يختلف
عن سعر أختها. (1)
93 سنتيم
بفتح السين، وإسكان النون، وكسر التاء المثناة الفوقية، يليها ياء ساكنة
مثناة تحتية فميم. هو الجزء المائة من مائة جزء، من اجزاء الفرنك الفرنسي،
أو الدرهم الفرنسي، وقد دخل في كلام العرب العصريين ولو سئلنا عربيا صميما: ما تسمى
هذا الجزء من المائة؟. لقال: (المؤى) بضم الميم، وإسكان الهمزة، يليها ياء مثناة تحتية،
على وزن قفل. وذلك أن الناطقين بالضاد، جعلوا على وزن قفل، المضموم الأول، كل
جزء من أجزاء الاعداد البسيطة، غير المركبة، وغير المعطوفة، وغير المجموعة
فقالوا: ثلث، وربع، وخمس، إلى عشر، واما سائر الأرقام التي هي بعد العشرة،
فهي اما مركبة، أو معطوفة، أو مجموعة، ولهذا امتنع وزنها على قفل، اما
المائة، والألف، فهما بسيطان، كالثلاثة، والأربعة ولهذا جاز لنا أن نضع لهما اسمين
لكل جز من اجزائهما، فنقول في جزء المأة (مؤى) للسنتيم، وفي جزء الألف: (الف)
للمليم، لنفر من شر الأعجمية، ونحرص على لغتنا الشريفة، لكن (مؤيا)
ثقيلة.

(1) النقود العربية ص 76 و 177 عدت وما بعدها من الأصناف الثلاثة من النقود
المستحدثة
144

94 سحتوت
نقد فلسطيني، وسوري، وأردني، يساوي نحو خمس بارات.
95 سنكو، أو سينكو، وشنكو، أو شينكو
كلمة إيطالية الأصل، معناها (خمسة). ويراد بها نقد مصري، كان أصله
نحوا من خمسة فرنكات، فتغير سعره بتغيره الزمن.
96 شئته
قال في لغت نامة في كلمة (پول): انا نعثر في الأوستا على كلمة يستفاد
منها مفهوم (الفلوس)، والمسكوك، وهى كلمة (شئته) التي جاءت في (فروردين
يشت) الفقرة 67 و (اشتات يشت) الفقرة (1) وفركود (= الفصل) الرابع
ونديداد الفقرة 44 - وغيرها.
والمستشرقون جعلوها في جميع المعاجم الاوستائية، وتفسير الاوستاء بمعنى
(الفلوس) والنقود، وكلمة (شئته ونت) بمعنى الغنى وصاحب (الفلوس) واما
مفسري أوستا في عهد الساسانيين فإذا وصلوا إلى هذه الكلمة في كل موضوع منه
بدلوها باللسان الفهلوى. (اللسان الرائج في زمانهم) بكلمة (خواستك) تلك
الكلمة التي صارت في الفارسية (خواسته) واستعملت بمعنى مطلق المال
والثروة.
ثم قال: ولو جاوزنا عن هذه الكلمة، نعثر، في إحدى القطعات الأوستائية
على كلمة أخرى التي لا بد وأن تكون اسما لمسكوك خاص، وفلوس مخصوصة
وهى كلمة (اسپرنه) التي ركبت مع كلمات أخرى، نحو (اسپر نومزه) التي
جاءت في الفقرة 48 من الفصل الرابع، من ونديداد.
و (اسپر نومزنكه) التي جاءت في الفقرة (60) من الفصل الخامس،
ونديداد. وصارت في كلا المقامين في اللغة الفهلوية (اسپرون مساك)
145

فكما يرى قد استعملت تلك الكلمات الأوستائية. في التفسير الفهلوي
بهيئة فهلوية، بحيث لا يعلم ما (لاسپرنة) من القيمة،
نعم قد زيدت في التفسير الفهلوى في الفقرة (60) من الفصل الخامس من
ونديداد، كلمة كانت في عهد الساسانيين رائجة في اللسان الفهلوي، وهى كلمة
(جوجن) التي تفهمنا اجمالا، قيمة (الاسپرنة الأوستائية). وفي التفسير
الفهلوي، لاوستا كما ذكرنا ومكتوباته، نحو معجم اللغات الفهلوية (فرهنگ
پهلويك) التي يقال لها (منا ختاى) و (بندهش وشايست أنه شايست) كتبت
الكلمة بصورة (22). الخ (وقد نقلنا ذيل كلامه هذا في (جوجن) فراجع).
97 شكل
قال في لغت نامة: (شكل) chekel: من المسكوكات الرائجة في أيام
الهخامنشيين، وكان يساوى عشر الكرشه (راجع كرشه).
فكما ان اسم السكة الهخامنشية أي (الكرشة) كان من وزنة الكرشة،
كذلك الشكل كان اسم سكته من وزنة أخرى معينة.
وقد قلنا: أن قبل اختراع السكة، كان الفلز نفسه كالذهب والفضة الغير
المضروبين، مستعملا في المعاملات بدل (الفلوس أو فلز مضروب،) وكان الشكل
في الأصل من جملة ذلك الفلز.
وهذه الكلمة التي دخلت إيران منذ عهد بعيد، كانت من اللغات السامية،
وتوجد مع تغيير ما في جميع الألسن السامية، كالأكدي، والبابلي، والآشوري
والفينيقي، والآرامي، والسرياني، والعبري).
98 شقالوا
وقال فيها (شقالوا). SHGHAlU: يراد منه في اللسان البابلي (التوزين)
و (الشقل) بهذا المعنى، في اللسان العربي، كان ذكرى لمفهومه الأصلي
والكلمة القديمة.
146

وكذا كلمة (شيقلو) تكون اسما لوزن خاص في اللغة البابلية، و (شقل)
في موارد كثيرة من التوارة كان اسما للفلوس وهى صارت في اليونانية (سيگلس)
SIGlOS
وقال في تاريخ العرب قبل الاسلام: ومن مصطلحات الصيارفة المذكور
في كتب اللغة (الشوقل)، يقال شوقل الدينار إذا عايره وصححه واستعملوا الشاقل
أيضا في المعايير (1)
99 شامي
نقد تركي عراقي، من فضة قيمته 34 قرشا. قال البحاثة يعقوب نعوم
سركيس: هو الذي كان يسمى أيضا القرش الرومي، قلنا. والظاهر أنه سمي باسم
الشام، التي هي دمشق، لأنه ضرب فيها الأول مرة (2)
100 شاهي أو شاهية
نقد نحاسي، إيراني يشبه البارة التركية، أو الفلس العراقي العصري
وقد اختلفت قيمته باختلاف الوقت والبلد. والشاهية معروفة في العراق إلى عهدنا
هذا. والكلمة منسوبة إلى الشاه، ومؤداها باللغة الفارسية الملك فيكون معناها:
(القطعة) الملكية، أو (النقد) الملكي.
قال في لغت نامه في (پول) عند الكلام على الريال الإيراني إن الريال
قبل أن يصير اسما لواحد (الفلوس) في إيران ويحل محل قران كان خمسا
وعشرين شاهيا، والكلمة إسبانية الأصل وكانت اسما لمسكوك من الفضة الرائجة
في تلك الديار ومعناها بالفارسية (شاهي) نحو كلمة (ركاليس في اللاتين.
ويكون أصلها من ركس (شاة)

(1) تاريخ العرب قبل الاسلام ج 8 ص 204
(2) النقود العربية ص 177 و 178 عد وما بعده إلى (شيشى) من النقود المستحدثة
147

101 الشرك
بضمتين، من القروش ما ليست بصاغ. وعشرة من الشرك تساوى قرشا صاغا
والكلمة من التركية (جورك) أو (چرك، والعراقيون يلفظونها چرك
كما في التركية ومعناه الرث
102 شلن
بكسرتين، هو الدرهم الإنكليزي، ويساوى خمسة قروش مصرية، أو خمسين
فلسا عراقيا. وهو من فضة. وربما قال بعض العوام شنن بنونين وبكسرتين وبعضهم
يقولون شلم، بميم في الآخر، ويجمعونها على شلومة
103 الشليك
نقد مصري، اختلف سعره باختلاف السنين. وكان ثمانية قروش ونصفا في
سنة 1239 للهجرة.
104 شوشي
نقد تركي، عراقي، من فضة، قيمته، 56 قرشا رائجا، وهو الذي كان
يسيمه أهل الشام (أبو شوشة)، الذي قال عليه صاحب محيط المحيط: (نوع
من المعاملات الإفرنجية فيه نقش كالشوشة) وفسر الشوشة: (شعر الرأس
ويطلق على كل شعر طويل في البدن) - قال الأب أنستاس ماري الكرملي:
الشوشة كلمة عامية شامية معناها الجمة. وهى من أصل إرمي هو (شاشا) أي
كبة القطن.
105 شيشي مجيدي
الشيشى، هو الذي يسميه العراقيون (شوشى)، وأهل الشام (أبو شوشة)
راجع (شوشى) قبل هذا.
148

106 شلنج
وله كما اخبرني به بعض المطلعين أنواع: منها الشلنج الرائج في مملكة
بريطانيا، ومنها الشلنج الرائج في زنجبار ونواحيها، ومنها الشلنج الرائج في
سوت إفريقية، من إفريقية الجنوبية، كلها نقود فضية ولأهله نقود فضية أخرى،
(ستة پنيات) = نصف شلنج و (ثلاث پنيات) = ربع شلنج (ك)
107 الصاغ
من القروش الصحيح منها، وهو يساوى أربعين بارة، والكلمة تركية معناها
صحيح (1)
108 الضربجي
من الدراهم الزائف. (القاموس) (ك)
109 الطبرية
الطبرية من الدراهم المضروبة في طبرستان. وظن قوم أن الطبرية من
الدراهم المنسوبة إلى طبرية: قصبة الأردن، لكن المنسوبة إلى هذه المدينة يقال
فيها طبراني بزيادة الألف والنون: قرية بواسط التي يقال في النسبة إليها طبري
وطبرك بتحريك الأحرف الثلاثة الأولى، وتنتهى الكلمة الثانية بكاف في مكان الياء
المشددة، لكنه لم يضرب فيها دينار (2)
110 الظاهرية
من الدراهم، المنسوبة إلى الملك الظاهر، ركن الدين بيبرس البندقداري

(1) النقود العربية ص 179 عد من النقود المستحدثة
(2) المصدر نفسه ص 148 وهامش ص 24 - عدت من النقود القديمة
149

الصالحي، النجمي (1)
111 ظلط
اسم الدراهم عامة عند اليمانيين، وهى تصحيف (زلطة)، التي جمعها (زلط)
راجع زلطة. وقد شاعت عند اليمانيين، منذ عهد السلطان عبد العزيز. (2)
أقول: وقد ورد ذكره في (بلط) فراجع
112 ظريفه
نقد صغير مصري من الذهب. وكان عندهم (ظريفة جديدة)، و (ظريفة قديمة)،
وقد اختلفت قيمتها باختلاف المكان والزمان. (2)
113 العباسي
جاء ذكره في ص 25 فراجعها. (ك)
114 العين
قال صاحب اللسان في مادة (ع ى ن): العين [بالفتح]: المال العتيد
الحاضر للأخذ. ومن كلامهم: عين غير دين. والعين: النقد. يقال: اشتريت العبد
بالدين أو بالعين؟ - والعين. الدينار، كقول أبى المقدام
حبشي له ثمانون عينا بين * عينيه قد يسوق إفالا
أراد: عبدا حبشيا، له ثمانون دينارا بين عينيه، بين عيني رأسه
والعين: الذهب عامة. قال سيبويه: (وقالوا عليه مأة عينا (. والرفع الوجه
لأنه يكون من اسم ما قبله وهو هو. - الأزهري [في التهذيب]. والعين: الدينار
انتهى بنصابه. قلنا: لا شك ان أول معنى العين هو النقد، نحاسا كان أم فضة أم ذهبا.
وقد تقدم الكلام على أن أول نقد عرف في قديم الزمان كان من النحاس ولا جرم

(1) النقود العربية ص 149 - عدت من النقود القديمة
(2) المصدر نفسه ص 179 و 180 عدا من النقود المستحدثة
150

ان هذا العين المذكور كان أصل اتخاذه من النحاس أيضا، لقدم ورود هذه اللفظة
في لسانهم. فإذا قلنا إن النقود سميت (عينا) لأنها كانت تضرب مدورة على شكل
عين الحيوان، قلنا: إن تاريخ النقود لا يوافق على هذا الامر إذ كان النحاس يوزن
وزنا للتعامل به، أو كان يقطع قطعا مختلفة الاشكال والحجوم. فلم يبق لنا الا ان
ننظر إلى لغات الأقدمين من رومان ويونان، لانهم من أقدم الأمم التي اتخذت النقود
من المعدن، ولا سيما من النحاس في أول الأمر - هل فيها، لفظ يشبه حرفنا هذا
حتى ندونه في أوضاع علم النميات؟ - قلنا: نعم. وهو آهينس AHENUS
ومعناه (نحاسي) ويقولون فيه أيضا آهينوس AHENEUS. ويريدون به:
ما ضرب من النحاس نقودا، كما أنهم سموا الجام الصغير من النحاس: آهلينلم
AHENULUM، وسموا القدر: آهينم AHENUM، وهذه الكلمة تشبه أيضا ما عندنا
من الألفاظ الأخر وهى: مال عاهن: حاضر ثابت. وكذلك نقد عاهن. وحكى
اللحياني: أنه لعاهن المال، أي حاضر النقد. وقول كثير:
ديار ابنة الضمري إذ حيل وصلها * متين وإذ معروفها لك عاهن
يكون الحاضر والثابت. قال ابن بري ومثله لتأبط شرا:
ألا تلكموا عرسي منيعة ضمنت * من الله أيما مستسرا وعاهنا
أي مقيما حاضرا... وأعطاه من عاهن ماله وآهنه، مبدل، أي من تلاده.
ويقال: خذ من عاهن المال وآهنه، أي من عاجله وحاضره) آه. نقلا من لسان
العرب بنصه. والآهن، بالمد وفتح الهاء: الحديد بالفارسية والآهين وزان آمين
عند العراقيين العصريين: الحديد المصبوب، وبالفرنسية FONTE. فهذه كلها
ألفاظ تتقارب، وتتجاوز في الجوهر أي في أنها مادة معدنية وتتجاوز أيضا
في الحروف.

(1) النقود العربية ص 149 و 150 عد من النقود القديمة
151

115 عادلي صايغ
نقد تركي، عراقي، من ذهب قيمته 70 قرشا رائجا. وتلفظ (صايغ)
بالياء، على ما ينطق بها العوام. ونظن ان (عادلي)، منسوب إلى أحد كبار الباشوات
اسمه (عادل)، وقد سمي بهذا الاسم كثيرون. (1)
116 عادلي مكرر
نقد تركي، عراقي، من ذهب، قيمته 80 قرشا رائجا. ومعنى مكرر هنا
الثاني مما سمي بهذا الاسم.
117 عدلية
العدلية عدليتان: قديمة وجديدة، وكلتا هما مصرية من الذهب. وقد
اختلفت قيمتهما باختلاف المكان والزمان. وكانت العدلية الجديدة تساوي في سنة
1256 (1840 م) ستة عشر قرشا. والعدلية يسميها العراقيون (عادلي) وعندهم
(عادلي صايغ) و (عادلي مكرر)، فراجعهما: وكان عند المصريين أيضا (عدلية
قديمة مجيدية) وكل منهما بسعر يختلف عن سعر الثانية
118 عرنيط
نقد نحاسي فلسطيني، وأردني، تساوى قيمته نحوا من خمس بارات.
119 العشراوية
من نقود شرقي الأردن، وكانت تساوي في أول أمرها عشرة غروش. ومن
ذلك اسمها، فالعشراوية، نسبة عامية إلى العشرة، والعامة تعامل الهاء الأخيرة
معاملة الألف، فيقولون في العراق بصراوي وحلاوي، وعزاوي، في النسبة إلى
البصرة والحلة والعزة كما يقول الفصحاء حبلاوي، ودنياوي، في النسبة إلى

(1) النقود العربية ص 179 و 180 عد وما بعده من الأصناف الخمسة المبدوئة بحرف
(ع) من النقود المستحدثة
152

الحبلى ودينا. وتجمع العشراوية على عشاري.
120 عشرينية
هي تعريب للكلمة التركية (يكرميلك)، بمعنى ذات العشرين بارة وهى
نقد مصري فضى كان معروفا قبل قرن. ولا ذكر له اليوم.
121 العشر شاهيات
نقد نحاسي إيراني تساوى قيمته نصف الريال الإيراني المستعمل اليوم (ك)
122 الغطريفية
لم ترد هذه الكلمة في المعاجم التي بأيدينا، وذكرها ياقوت الحموي في معجم
البلدان في مادة (بخارا) قال: (وكان لهم دراهم يسمونها الغطريفية، من حديد
وصفر، وآنك، وغير ذلك، من جواهر مختلفة، وقد ركبت، فلا تجوز هذه
الدراهم إلا في بخارا ونواحيها، وحدها. وكان سكتها تصاوير، وهى من ضرب
الاسلام. وكانت لهم دراهم اخر تسمى (المسيبية) و (المحمدية)، جميعها من
ضرب الاسلام انتهى كلام ياقوت (1)
قلنا: والواحد منها غطريفي لغة في القدر في، نسبة إلى قدرف ويقال فيها
قطرف وقطريف، وهى اسم مدينة في جوار بخارى ذكرها صاحب (البرهان القاطع)
وقال قلرس في معجمه (قطرف أو قطريف: ضرب من الدراهم، كانت معروفة في
مدينة قدرف، وهى المدينة التي يسميها العرب (قطرف)، والواحد منها (من
الدراهم) قدر في اه‍ (2)

(1) معجم البلدان ج 2 ص 83 وقال قبل ذلك: وكانت معاملة أهل بخارى في أيام
السامانية بالدراهم ولا يتعاملون بالدنانير فيما بينهم فكان الذهب كالسلع والعروض
(2) النقود العربية ص 150 و 151 عدت من النقود القديمة
153

123 غازي خيري
نقد تركي، عراقي، من ذهب، قيمته 84 قرشا، وسمي باسم أحد السلاطين
الغزاة وهم الذين يذهبون إلى قتال العدى وانتهابهم في ديارهم. قال صاحب
محيط المحيط: (الغازي): ضرب من المسكوكات القديمة يساوى نحو العشرين
غرشا (اه‍، ويجمعونها على غوازي وغازيات. ثم توسع العوام بمعنى هذه الكلمة
فاطلقوها على كل ما أشبه ذلك النقد، وإن كان من نحاس مموه بالذهب. (1)
124 غازي عتيق
نقد تركي عراقي من ذهب، قيمته 95 قرشا رائجا
125 غازية
الغازية عند أهل فلسطين، هي ما يسميه العراقيون الغازي، وهو عندهم
نقد ذهبي، تساوي القديمة ثلاثين قرشا تركيا، والجديدة عشرين قرشا،
ويجمعونها على غازيات.
126 غرش
والبعض يقول (قرش) بالقاف، وكله جائز، لأن الأصل ألماني
وهو GROSCHEN
فمن الناس من ينقل الحرف G إلى القاف، ومنهم إلى الغين وأهل مصر
المعاصرون ينقلونه إلى الجيم. ومثل هذا الاختلاف وقع عند العرب أنفسهم إذ اختلفوا
في رسم الكاف المثلثة النقط، على الوجه المتقدم بسطه.
والقرش غرشان: قرش صاغ وغرش رائج، فالغرش الصاغ يساوى أربعين
بارة. والغرش الرائج يساوى ربعه أي عشر بارات، ويجمع القرش أو الغرش على
قروش أو غروش.

(1) النقود العربية. ص 180 و 181 عد وما بعده من الأصناف الثلاثة من النقود المستحدثة
154

وكان أهل البصرة يسمون الشامي (القرش العين)، ثم قالوا (القرش)،
وذلك منذ المائة التاسعة عشرة للميلاد. وكان يساوى هذا القرش العين، أو القرش
الشامي، عشرة قروش صاغ. قال الأستاذ البحاثة يعقوب نعوم سركيس: وكان
القرش الشامي، يسمى في بعض أنحاء العراق بالقرش الرومي.
127 الفلس
قال المقريزي: عند الكلام على نقود مصر واما الفلوس، فإنها لم تزل سنة الله
في خلقه. وعادته المستمرة، منذ كان الملك، إلى أن حدثت الحوادث والمحن بمصر،
منذ سنة ست وثمانمائة، في جهات الأرض كلها، عند كل أمة من الأمم، كالفرس، والروم،
وبنى إسرائيل، واليونان، والقبط والنبط، والتبابعة، واقيال اليمن، والعرب العاربة،
والعرب المستعربة، ثم في الدولة الاسلامية، من حين ظهورها على اختلاف دولها التي قامت
بدعوتها، كبنى أمية بالشام والأندلس، وبنى العباس بالعراق، والعلويين بطبرستان
وبلاد المغرب، وديار مصر، والشام، وبلاد الحجاز، واليمن، ودولة بنى بويه،
ودوله الترك بنى سلجوق ودوله الأكراد بمصر، والشام، ودولة المغل ببلاد المشرق
ودولة الأتراك بمصر، والشام، ودولة بنى مرين بالمغرب ودولة بنى نصر بالأندلس،
ودولة بنى حفص بتونس، ودولة بنى رسول (28) باليمن، ودولة الحطي بالحبشة،
ودولة بنى تيمورلنك بسمرقند، ودولة بنى عثمان بالجانب الشمال الشرقي، أن
التي تكون أثمانا للمبيعات، وقيم الأعمال، انما هي الذهب والفضة فقط.
ولا يعلم في خبر صحيح ولا سقيم عن أمة من الأمم، ولا طائفة من طوائف
البشر، انهم اتخذوا أبدا في قديم الزمان، ولا حديثه نقدا غيرهما، إلا أنه لما
كانت في المبيعات محقرات تقل عن أن تباع بدرهم، أو بجزء منه، احتاج الناس
من أجل هذا في القديم والحديث من الزمان، إلى شئ سوى الذهب والفضة يكون
بإزاء تلك المحقرات، ولم يسم ابدا ذلك الشئ الذي جعل للمحقرات نقدا البتة
155

فيما عرف من اخبار الخليقة، ولا أقيم قط بمنزلة أحد النقدين، واختلفت مذاهب
البشر وآراؤهم، فيما يجعلونها بإزاء تلك المحقرات، ولم يزل بمصر، والشام،
وعراقي العرب والعجم، وفارس، والروم، في أول الدهر وآخره، ملوك هذه الأقاليم
لعظمهم، وشدة بأسهم، ولعزة ملكهم، وكثرة شأوهم وخنزوانية (1) سلطانهم،
يجعلون بإزاء هذه المحقرات نحاسا يضربون منه قطعا صغارا تسمى (فلوسا)
لشراء ذلك، ولا يكاد يوجد منها الا اليسير، ومع ذلك فإنها لم تقم ابدا في شئ من
هذه الأقاليم، بمنزلة أحد النقدين فقط.
وقد كانت الأمم في الاسلام، وقبله لهم أشياء يتعاملون بها بدل الفلوس،
كالبيض، والكسر من الخبز، والورق، ولحاء (2) الشجر والودع، الذي يستخرج
من البحر، ويقال له الكوري، وغير ذلك. وقد استقصيت ذكره في كتاب
(إغاثة الأمة، بكشف الغمة)
وكانت الفلوس لا يشترى بها شئ من الأمور الجليلة، وانما هي لنفقات الدور
ومن أمعن النظر في اخبار الخليقة، عرف ما كان الناس فيه بمصر، والشام
والعراق، من رخاء الأسعار، فيصرف الواحد العدد اليسير من الفلوس في كفاية
يومه، الخ.
(3)
وقال في تاريخ العرب قبل الاسلام: اما (الفلس) فلفظة يونانية لاتينية
الأصل عربت من أصل (Foitts) الأطيني ويراد بها نقود مسكوكة من النحاس
وقد استعملها العرب في تعاملهم، واحتفظوا بالأصل الأجنبي. وقد كان وزن الفلس

1 - الخنزوانية، بضم الخاء والزاي، وتشديد الياء، الكبر، كالخنزوانة،
والخنزوة والخنزوان. وفي الأصل المطبوع: وخسروانية. والعرب لا تعرفها،
انما قالوا الخسرواني، لشراب ونوع من الثياب. النقود العربية ص 67
2 - لحاء الشجر قشره: وفي النسخة المطبوعة. ولحى الشجر وهو خطأ) المصدر نفسه
ص 68
3 - النقود للمقريزي ص 24 و 25 والنقود العربية ص 66 - 69
156

في أيام القيصر (أنستاس الأول) (أنسطاسيوس الأول)
(Anbstasius) (491 - 581 م) زهاء ثلاثين (غراما) ووسم بالحرف (M)
وظهرت بعد ذلك فلوس بأوزان تقل عن هذه.
ولما ضرب المسلمون النقد، كانت الفلوس في جملة ما ضرب من نقد
ويلاحظ ان الناس تجوزوا فاطلقوا لفظة (الفلوس) على النقد عامة، على الفلوس
وعلى غيرها، وهو من باب إطلاق الجزء على الكل
وقد ذكر علماء اللغة نقدا دعوه (النمي) وقالوا انه الدرهم الذي فيه رصاص
أو نحاس، وقال بعض آخر انه الفلس بالرومية، وانه كان بالحيرة على عهد
النعمان بن المنذر. (1)
وفي النقود العربية: الفلوس جمع فلس واصلها أفلس وهذه تعريب
اليونانية أفلس، بضمات، مليمات، ثلاث، وهو نقد آثينى، كان يساوى سدس
الدرهم الاتيكي، أي 15 سنتيما أو ثلاثة من المليمات العصرية المصرية، أو 15
فلسا من فلوس العراق في عهدنا هذا. وكان وزنه 72 سنتغراما.. وجاء أيضا بمعنى
مقياس آثينى يساوى سدس خنيق، والخنيق، كيل يزيد على اللتر قليلا. ولما نقلت
(أفلس) بضمات ثلاث، خففت، ووزنت وزن أفعل كأنسر وأعبد. ولما كان مفرد
أفعل في أغلب الأحيان، فعلا بالفتح، قالوا الفلس بالفتح ولما كان فعل يجمع
على فعول أيضا قالوا في الجمع أفلس للقلة وفلوس للكثرة.
على أن بعضهم ذهب إلى أن الفلس تعريب الرومية Folium
وهو بعيد ورأى آخرون انها من اليونانية، أو الاتينية Follis وهى
قطعة من النقود تساوى ربع أوقية.
وذهب فريق إلى أن الفلس تعريب وهى قشرة الحشرة من حية، أو سلحفاة
أو غيرهما. وجائت عندهم أيضا بمعنى قشرة معدنية، وبمعنى النمش أو النكتة

(1) تاريخ العرب قبل الاسلام ج 8 ص 210 و 211
157

في الجلد.
وقال آخرون: بان الفلس وهى قطعة من معدن براق تزين بها الخوذة،
فتنزل على الخدين، وتثبت بسير يغشى بها.
قال ابن دريد: كل حلية في اللجام، من فضة، أو حديد مستديره فهي
الفلوس والرصائع، وإن كانت مستطيلة أو مربعة، فهي التفارض والواحد تفرض،
(1) أقول نقلنا فيما مضى عن (لغت نامة) (أن أول من ضرب السكة على النحاس
هو الملك (سوريوس) وكان أهل الروم يستعملون قبله (پارة) قطعة من فلز
غير مسكوك ولا ذي علامة بدل الفلوس وقال فيها عند ختام كلامه حول كلمة (پول)
(الفلس) جمعه الفلوس وهو اسم سكة نحاسية عند العرب والكلمة أيضا
يونانية، مأخوذة من اليونان البيزانس (الروم السفلى) فوليس Phsllis وهى بنفسها
لاتينية من (فوليس) Follis كما أن كلمة (پشيز) الذي يستعمل عوضا عن
الفلس العربي في إيران وكذا (پشيزة) التي هي بمعنى فلس السمك و (پشي)
الذي هو نفس الپشيز، ليست إيرانية من أصلها بل هي آرامية Obolos،...)
128 الفكة
فهي عند عوام المصريين: النقود الصغيرة التي يتعامل بها. وسميت كذلك
لانهم ينظرون إلى الجنيه نظرهم إلى عقدة محكمة الشد والربط، ولا يمكن ان
يتصرف فيها، إلا بفكها بالنقود الصغيرة - ويسيمها أهل سورية (الفراطة)،
وأصلها (الفراثة) من فرث الجلة للقوم: إذا نثر ما فيها من الثمن. فالليرة هي
كالجلة.
ويسميها العراقيون (الخردة) من الفارسية خردة أي قطع أو اجزاء صغيرة
وكان العرب الأقدمون يسمونها (الورق) وهناك غير هذه الأوضاع. (2)

(1) النقود العربية هامش ص 67 و 68
(2) المصدر نفسه ص 188.
158

129 الفواري
نقد عراقي نسبة إلى أرض فوار بقرب الرميثة وكانت منزل آل فتلة، وكان
يساوى وركتين، زال اسمه اليوم من الأسواق، وقد اخبرنى به بعض الخبراء من
العراقين. (ك)
130 فرنسا أو فرنسة
هو الريال الفرنسي (1)
131 فرنك
بفتح الفاء والراء واسكان النون، وفي الآخر كاف، وهو النقد الفرنسي
الفضي المشهور، وكان سعره عشرين قرشا رائجا في الشرق في أول ظهوره، ثم
تغير بوقوع الحرب العظمى.
132 الفطيرة
نقد ذهبي، فلسطيني. يساوى نحوا من مائيتن وخمسين قرشا تركيا.
133 الفلس
مر الكلام عليه مفصلا فراجع ص 155
134 الفوريني
من الإيطالية فيورينو Fiorino وهو نقد أجنبي الأصل، وكان مستعملا
في مصر، قبل نحو من أكثر من مائة سنة. واختلف سعره باختلاف المكان والزمان
وكان سعره في سنة 1280 (1863 م) أربعة قروش وثمانية أنصاف، ويقال أيضا
فلورين.

(1) النقود العربية ص 181 و 182 عد وما بعده من الأصناف الخمسة من النقود
المستحدثة.
159

135 فندق
الفندق فندقان: فندق جديد، وفندق عتيق، فالفندق الجديد: نقد، تركي
عراقي، من ذهب. قيمته 160 قرشا رائجا. والفندق العقيق يساوى 200 قرش
رائج وأصل الكلمة (فندقي) بياء النسبة. والترك يقولون (فندقلي) وكلاهما
منسوب إلى الفندقية من بلاد إيطالية، لأنه كان يضرب فيها. ثم استغنوا عن ضربه
في تلك المدينة، والاسم بقى على حاله الأولى. وتلفظ فندق وفندقية بضم الأول
والثالث. ويقال بندق وبندقية، وقيمة البندقلى اختلفت دائما عن قيمة البندقى.
136 قفلة
يقال: درهم قفله قال ابن دريد: ودرهم قفلة أي وازن. والهاء أصلية. قال
الأزهري: هذا من كلام أهل اليمن. قال: ولا أدرى ما أراد بقوله: الهاء أصلية) اه‍
قال الأب أنستاس ماري الكرملي: معنى الهاء أصلية، أنها ملازمة للكلمة
وليست للتأنيث، فلا يجوز لك أن تقول: درهم قفل. ومعنى وازن: ثقيل، له وزن
فهو تام، لا نقص فيه ولا زيف
(1)
137 القوقية
في القاموس: فوق (بالفاء في الأول): ملك للروم. نسب إليه الدنانير الفوقية
أو الصواب بالقافين (أي قوقية). قال الأب انستاس ماري الكرملي: والصواب
الفوقية، بفاء في الأول، يليها واو، فقاف مكسورة، فياء مشددة مفتوحة، فهاء
نسبة إلى ملك لهم اسمه فوقا Phocas وفي محيط المحيط: (الدنانير القوقية من
ضرب قيصر، لأنه كان يسمى قوقا) وهذا غلط ظاهر، وتصحيح كلامه أن يقول
الدنانير القوقية - والصواب الفوقية، بالفاء في الأول: منسوبة إلى قيصر اسمه
فوقا أو منسوبة إلى فوقا وهو من قياصرة الروم.

(1) النقود العربية ص 151 عد وما بعده من الصنفين من النقود القديمة.
160

وفي لسان العرب: (وقوق: ملك رومي، والدنانير القوقية من ضرب قيصر
كان يسمى قوقا. وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: (أجئتم بها هرقلية
قوقية. يريد البيعة لأولاد الملوك، سنة الروم والعجم. واليه تنسب الدنانير القوقية
وقيل: كان لقب قيصر قوقا. وروي بالقاف والفاء، من القوف: الاتباع، كان بعضهم يتبع
بعضا ودينار قوقي، تنسب إليه. انتهى ما في اللسان. ملك سنة 602، ثم انزل
عن كرسيه، وقتل بأمر هرقل سنة 610.
138 قيصرية
هي دراهم تنسب إلى قيصر الروم وقيصر هو لقب كل من ملك ديار الروم
والكلمة رومية معناها) الخشعة) (بكسر الخاء) وهو الصبي يبقر عنه بطن امه
إذا ماتت، وهذا ما وقع للقيصر الأول المسمى يوليوس قيصر. ثم اطلق بعد
ديوقلطيانس على وارث المملكة أو ولى العهد في الدولة الرومانية.) (1) راجع
ما ذكرنا في ص 33 و 35 وغيرهما.
139 قران
وزان كتاب. نقد فضى، إيراني، دخل العراق منذ عهد قديم، لقرب البلد
الواحد من البلد الآخر وقد اختلف سعره بين فرنك، وبين ما يزيد عليه، أو ما
ينقص عنه، وذلك باختلاف البلاد والزمان، والكلمة مسماة بلفظ من اصطلاح
المنجمين وهو القران الذي هو اجتماع الكوكبين، غير الشمس والقمر، في جزء
واحد من أجزاء ملك البروج، من باب التفاؤل. (2)
قال في لغت نامه ما تعريبه: لا اسف من حلول ريال محال قرآن ولا سرور
لمجيئ هذا، ولا حزن لذهاب ذاك.

(1) النقود العربية. ص 152 وهامش ص 33
(2) المصدر نفسه ص 182. عد وما بعده من الصنفين من النقود المستحدثة
161

انما الريال هدية جيئ بها من أسبانيا، في عهد الصفوية، وبقيت الكلمة
دائرة من تلك الأيام على الألسنة والأفواه، إلى أن صارت في هذه السنوات الأخيرة
اسما رسميا لواحد الفلوس في إيران، كما أن المسكوك الرائج في عهد الشاه
(الملك) عباس الكبير (المسمى بالعباسي) بقي إلى الآن دائرا على الألسنة.
وهو اليوم يساوي أربع شاهيات
(اما القران) فان قلنا بأهميته وشخصيته، فليست له فضيلة أصلية، ومزية
نسبية على الريال، ولا يكون واحدا أيضا لشرافة القدمة التاريخية.
فلا محالة كانت الكلمة في الأصل (صاحبقران) كما يرى نقشه على كثير
من المسكوكات الإيرانية من عهد الصفوية إلى عهد الملك ناصر الدين القاجار
(1264 - 1313) هجرية.
ثم استشهد هنا بعدة أبيات فارسية فيها لفظة (صاحب قران) وكانت منقوشة
على مسكوكات العهدين المتقدمين.
ثم قال: فيعلم من هذه الأشعار، والعناوين الباردة أن كلمة (قران) من
أين جاءت وما كان منشأها ومنبعها.؟
ومضافا إلى هذه السكك التي ذكرنا نموذج جملة منها. فربما نواجه في طي
سلسلة (الجوركانية والتيمورية) بعنوان (حضرة صاحب القران) ولعله كان
يطلق أيضا على الملوك الأقدمين، لكن لا يهم لبيان مقصودنا تعيين قدم هذه الكلمات
المركبة، من المكتوبات الفارسية).
140 قرش
راجع غرش. والقرش المصري، يختلف سعره عن سائر القروش، المسماة
بهذا الاسم. وكثيرون من أهل مصر حاضرة المملكة، يلفظون القاف همزة، فيقولون
(الأرش) وهو يريدون القرش.
162

141 قمري
نقد، تركي، عراقي من فضة. فان قلت: (قمري بيشلغ) فقيمته 20
قرشا رائجا. وان قلت (قمري) بدون إضافة فهو يساوى قرشين رائجين.
وسمى هذا النقد بالقمري، لأنه كان منقوشا عليه صورة الهلال، أو القمر
الذي هو شعار الترك. 142 كروسوس
ذكرنا في صفحة 25 من هذا القسم، فراجع (ك)
143 الكترون
ورد ذكره في صفحة 22 فراجعها (ك)
144 كرشه
قال في لغت نامة (الكرشه) KARSHA اسم لواحد الفلوس الرائجة
في العهد الهخامنشى: وهى الكلمة الصحيحة الوحيدة الإيرانية التي وصلت إلينا من
بين ساير الكلمات والأسامي الواردة من ديار قوم أجانب
فكان الأنسب اختيار هذه الكلمة بدل (ريال) لواحد الفلوس الإيرانية، أحياء
لاحدى اللغات القديمة جدا. ولم يرد على أحد إيراد تبديل القران العربي،
بالريال الإسباني اللذين ليست لهما عندنا شرافة القدم
فكما نعلم كانت الأسامي الموضوعة للكثير من المسكوكات كما
نذكر بعضها أسماء للأوزان ومنها الكرشه فهذه الكلمة كما كانت اسما لوزن خاص
كانت اسما لفلس مخصوص أيضا كذلك في سانسكريت كرشه پنه) KARSHAPANA
فإنها أيضا اسم لوزنه وفلوس ويعدلها كلمة أخرى في (سانسكريت نيشكه) NISKA
163

وقد بقيت أعداد من الكرشة، أو الوزنة، من الأيام الهخامنشية تحفظ
واحدة منها في المحتف الإيراني في طهران وهذه الوزنة منحوتة من قطعة حجر
صلب كدر اخضر وهي مصقولة ومنقوشة عليها ثلاثة السن (الفارسي القديم)
(والبابلي) (والعيلامي) بالخط المسماري وتكون ذكرى لأيام داريوش نفسه الذي
هو أول من ضرب السكة في إيران وكان وزنها مأة وعشرين كرشه وهى وجدت
في سنة 1316 هجرية شمسية عند الحفريات في ناحية جنوبية من إحدى كنوز
(تخت جمشيد) (1) منقوش عليها بلسان الفرس القديم هكذا:
(120 كرشه) أنا داريوش. السلطان الكبير، سلطان السلاطين، سلطان
الممالك، سلطان هذه الحدود والثغور، ابن ويشتاسب (گشتاسب) الهخامنشى.
ووزنة أخرى، وزنها ستون كرشة، وهى أيضا من داريوش الكبير، والكتابة التي
عليها بلغات ثلاث كانت بعين ما على تلك الوزنة بلا زيادة ونقيصة وهى الآن
موجودة في المتحف الآسيوي، في لينينقراد. وقد رآها المستشرق الأمريكي
(جكس) سنة 903 للميلاد في سفره إلى إيران عند مزار الشاه نعمة الله ولى،
في (ماهان) قرب كرمان وتكلم عليها مفصلا في كتابه (إيران القديم والجديد)
وطبع منها ثلاثة صور فتوغرافية التي يصور كل واحد منها الخط المسماري
للفرس القديم، والعيلامي، والبابلي. وبقى من داريوش كرشتان اخريان واحدة
منهما محفوظة في متحف (لندن) والاخرى أيضا على صورة الأسد موجودة في
(لوور) باريس، وليست عليها كتابة ونقوش.
قلنا إن الوزنة الموجودة في متحف طهران مأة وعشرون كرشه، فهي بالقياس
إلى الوزن المتعارف في عصرنا هذا تكون 9 كيلوات و 950 غراما أي 10 كيلوات
تنقص 50 غراما، فعلى هذا يكون كل كرشة 83 غراما تقريبا وبهذا الوزن الذي
هو بدل پوند و PONDO في اللاتين، سمى واحد الفلوس في إيران، فقالوا له
(كرشه).

(1) أي (سرير جمشيد) موضع بقرب مدينة شيراز فيه آثار تاريخية من إيران القديمة
164

وفي الألواح العيلامية، التي وجدت أواخر سنة 1312، في (تخت جمشيد)
أنه أدي لأجور العملة (ما يقرب من ثلاثين ألف لوحة) من كرشة و (شكل)
(1) SHEKEl بكسر الشين والكاف. وربما نؤدي أجورهم بالأجناس كالغنم
والخمر وكان الغنم الواحد يعادل ثلاثة أشكال، وكوز من الخمر يساوى شكلا واحدا.
وقد جاء كرشه في المتون العيلامية من هذه الألواح (كورشة أوم) UM - SHA - KUR
145 الكاملية
من الدراهم، هي التي ضربها الكامل، ناصر الدين، محمد بن العادل، أبو بكر
محمد بن أيوب، وهو الذي أبطل الدرهم الناصري (2)
146 الكسروية
من الدراهم نسبة إلى كسرى وكسرى. كسريان: كسرى الأول، ويسمى
كسرى الأكبر. أو الأعظم، كان من أصل ساساني، وحكم ديار الفرس من سنة
531 إلى 579 للميلاد وحارب الروم البوزنطيين وظهر عليهم، واما كسرى الثاني
فملك من سنة 590 إلى سنة 628 وغلبه هرقل، ملك الروم. والدنانير الكسروية تنسب إلى
الأول، وإن كان الثاني ضرب أيضا دنانير تنسب إليه. قال في القاموس في (كسر)
(كسرى). (بالكسر) ويفتح ملك الفرس، معرب (خسرو) أي واسع الملك
والجمع أكاسرة، وأكاسير، وكسور. والقياس كسرون كعيسون،
والنسبة كسري وكسروي (آه) (2) راجع ما كتبنا في ص 33 و 34
وغيرهما

(1) راجع (شكل)
(2) النقود العربية نص ص 152 وهامش ص 31 و 32 عدا من النقود القديمة
165

147 كبك
بالضم وبالتحريك، نقد فلسطيني، من نحاس، يساوى خمس بارات، وهو
من أصل روسي KOPECK أو COPECK والكبك أو الكوبك يساوى في بلاد
الروس نحوا من سنتمين ونصف. (1)
148 الكودي وصوابه الكوري
قال المقريزي عند الكلام على نقود مصر: وقد كانت الأمم في الاسلام،
وقبله: لهم أشياء يتعاملون بها بدل الفلوس، كالبيض، والكسر من الخبز،
والورق، ولحاء الشجر، والودع الذي يستخرج من البحر، ويقال له الكوري،
وغير ذلك)
نقلنا عنه هذه الجملات في (الفلس) وذكرناها هنا أيضا لاستدعاء البحث
إياه.
وقال في النقود العربية في تعليقته على قوله (ويقال له الكورى): في
النسخة القسطنطنية. و (يقال لها الكودة) وهو خطأ، لانى وجدت على حاشية
النسخة المنقولة عن نسخة المؤلف هذه الكلمة (الكوري، بالفتح. كلمة هندية
واحدها بالهاء)
قلنا: الكورية بالفرنسية CAURIS وبالانكلزية COWRY وبلسان
العلماء CYPRAEA MONETA وكنا نرى من هذا الكوري كثيرا في بغداد
بين 1866 و 1886، اما اليوم فلا نرى منها.
واما ما جاء في محيط المحيط في مادة (كوذ) بالذال المعجمة: الكوذة
أو الكودة بالمهمة: ضرب من معاملات الهند، وتعرف بمصر بالودعة، فغير صحيح
لأسباب: منها أن الكوري صحفت في بعض الكتب الخطية، بالدال المهملة لا
بالمعجمة. وكذا وردت أيضا في النسخة التي طبعت في مطبعة الجوانب، ولم نجدها

(1) النقود العربية ص 183 ونص ص 68 وهامشها و 69 عدا من النقود المستحدثة
166

بذال معجمة إلا في فريتغ - 2 - استعمل المعاملات بمعنى النقود وهو غير منقول
عن فصحائهم، انما هذا من كلام عوام المولدين. - 3 - الودعة ليست بالكوري
فالودعة اسم عام يشمل الصدف والمناقيف والنباح (راجع دمال في لسان العرب
في د م ل). (1)
149 ليرة
نقد، تركي عراقي، من ذهب، كان يساوى 400 قرش رائج. والكلمة من
الإيطالية JIRA والايطالية من اللاتينية LITRA. وقد اختلفت قيمتها في كل بلد
وفي كل زمن. و (الليرة أبو خمس غازيات) نقد تركي، عراقي، ذهب يساوى
430 قرشا رائجا. واما (الليرة الإيطالية) في يومنا هذا، فيراد بها الفرنك
الإيطالي لا غير. وقد هبط سعرها بعد الحرب كما هبطت أسعار جميع نقود العالم (2)
150 المحمدية
راجعها في الغطرفية (3) أقول كانت اسما لبعض النقود الفضية في الأزمنة
المتأخرة أيضا كما ذكرها غير واحد من أصحابنا رضوان الله تعالى عليهم،
قال في الرياض في كتاب الزكاة: أقول ومن هنا يعلم نصاب الفضة، بهذه
المحمد يأت الجارية في هذه الأزمان المتأخرة حيث أن المحمدية منها كما قيل
وزن الدينار مثقال شرعي، فيكون النصاب الأول منها مائة وأربعين محمدية).
ويظهر من المجلسي ره في رسالة (ميزان المقادير) أن المحمدية محمديتان
قديمة وجديدة، حيث قال: واما مهر السنة أعني خمسمأة درهم، فثلاثة توامين

(1) النقود العربية ص 183 ونص ص 68 وهامشها و 69 عدا من النقود المستحدثة
(2) النقود العربية ص 183 عد من النقود المستحدثة -
(3) المصدر نفسه ص 155 و 156 عدت وما بعدها من الأصناف الثمانية من النقود
القديمة -
167

وخمسة عشر محمديات بالقديم، وبالجديد ثلاثة توامين وثلثين محمديات وثلاث شاهيات
أي ثلاثة أرباع عباسية وثلاثة أثمان دانق من تسعة دوانيق ونصف). (ك)
151 المدورة أو المستديرة
مر الكلام عليها في ص 46 فراجعها.
152 المرصع أو المرصعة
راجع ما كتبناه في الرصيع والرصيعة. ص 135
153 المسيبة
ذكرناها في الغطريفية ص 153
154 المعزية
(من الدنانير المنسوبة إلى المعز لدين لله.)
قال المقريزي عند الكلام على نقود مصر: ولما دخل القائد أبو الحسين
جوهر الكاتب الصقلي، إلى مصر، بعساكر الامام المعز لدين الله. في سنة 358
وبنى القاهرة المعزية، حيث كان مناخه الذي نزل فيه، صارت مصر من يومئذ
دار ملكه، وضرب جوهر القائد الدينار المعزي، ونقش عليه في أحد وجيهه،
ثلاثة أسطر، أحدها. (دعى الامام المعز لتوحيد الاحد الصمد) وتحته سطر فيه
(ضرب هذا الدينار بمصر سنة ثمان وخمسين وثلاثمأة) وفي الوجه الآخر لا اله
إلا الله، محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو
كره المشركون، على أفضل الوصيين، وزير خير المرسلين) (1)

(1) النقود للمقريزي ص 20 والنقود العربية ص 58 و 156 قال في حاشية كلام
المقريزي (على أفضل الوصيين) المراد بعلى هنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ومعلوم أن المعز لدين الله كان من الفاطميين وهم من الشيعة.
168

155 المفرغة
من الدنانير: ما حفر فأخذت برادته ووضع في الحفرة معدن آخر غير
متقوم ثم يموه المحفور، لكي لا ينتبه إليه آخذه.
156 المكروهة
هي من الدراهم، وراجع ما نقلناه عن البلاذري وابن الأثير ص 50 و 53.
وقال البلاذري في موضع آخر: كانت الهبيرية، والخالدية واليوسفية أجود
نقود بنى أمية، ولم يكن المنصور يقبل في الخراج من نقود بنى أمية غيرها.
فسميت الدراهم الأولى، (المكروهة) (1)
157 المؤيديه
من الدراهم، هي التي ضربها الملك المؤيد شيخ عز نصره
قال المقريزي عند الكلام على نقود مصر ما نصه: إن في ضرب الملك
المؤيد الدراهم المؤيدية ست فضائل:
(الأولى)، موافقة سنة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم في فريضة الزكاة لأنه قال،
عليه الصلاة والسلام: انما فرضها في الفضة الخاصة، لا المغشوشة
(الثانية)، اتباع سبيل المؤمنين، وذلك أنه اقتدى في عملها خالصة بالخلفاء
الراشدين، وقد تقدم بيان ذلك، فلا حاجة إلى إعادته.
(الثالثة)، أنه لم يتبع سنة المفسدين، الذين نهى الله عن اتباعهم، بقوله
عز وجل: (وأصلح ولا تتبع المفسدين (2) وبيان ذلك، أن الدراهم لم تغش،

(1) النقود العربية ص 15
(2) كذا في النسخة المطبوعة لكن الآية المباركة هكذا (وأصلح ولا تتبع سبيل
المفسدين) السورة 7 - الآية 138.
169

إلا عند تغلب المارقين، الذين اتبعوا قوما قد ضلوا كما مر آنفا.
(الرابعة)، أنه نكب عن الشره في الدنيا، وذلك أن الدراهم لم تغش،
الا للرغبة في الازدياد منها.
(الخامسة)، انه أزال الغش عملا بقوله، صلى الله عليه وآله وسلم: (من غشنا فليس منا).
(السادسة) أنه فعل ما فيه، نصح لله ولرسوله، وقد علم قوله عليه أفضل الصلاة
والسلام: الدين النصيحة). الحديث.). الخ (1)
158 الميالة
هي الدنانير التي ضربها عبد الملك بن مروان وهى الوازنة أيضا، وقد ورد
ذكرها في متن ص 60 و 65).
159 متليك
تعريب METALLIQUE أي نقد معدني، ويلفظونه بفتح الميم وكسر
اللام، وهو عند أهل سورية، وفلسطين، والعراق، ما يساوى عشر بارات. وهو نوعان
متليك نحاس، ومتليك نكل، وبعضهم يقول نقل بكسرتين في نكل. (2)
160 مجر
بالتحريك، نقد ذهبي مصري، ضرب لأول مرة في بلاد المجر، ومنه
اسمه وبعض العراقيين يقولون (مجار) بألف قبل الآخر، لكن المشهور بلا ألف
وهو اللفظ الصحيح الفصيح وقد اختلفت قيمته واسمه بالفرنسية MAGGAR
والأصل في المجر أنه جيل من الناس من تجار تركي، وذكرهم أبو الفداء باسم

(1) النقود للمقريزي ص 23 والنقود العربية ص 64
(2) النقود العربية ص 183 إلى ص 168 عد وما بعده من الأصناف العشرة من النقود
المستحدثة
170

المجغرية، وهم الهنغاريون. والمجر عند أهل شرقي الأردن، وفلسطين نقد من
نحاس يساوي نحو خمس بارات)
161 مجيدي
المجيدي مجيديان، كبير وصغير، وكلاهما نقد تركي، عراقي، فضة،
فالمجيدي الكبير قيمته 80 قرشا رائجا، والمجيدي الصغير يساوى 8 قروش رائجة
وبقيت القيمة واحدة وكان عندهم نصف مجيدي، وقيمته 40 قرشا، وربع مجيدي
ويساوي 20 قرشا. والمجيدي منسوب إلى السلطان عبد المجيد الذي ولى السلطنة
سنة 1839 للميلاد، وكان ولد سنة 1823 وتوفى سنة 1861 للميلاد.
162 محبوب
هو اسم أحد المماليك في المائة السابعة للهجرة، وفي أيامه كانت تأتى
إلى مصر الدنانير، من ضرب القسطنطنية. فكان يسمى واحدها (محبوب سليمي
إسلامبولي)، وكان سالما من الغش، ثم أن المملوك المذكور تولى بنفسه ضرب
الدنانير، ونقص من عيارها شيئا، فسميت (زر محبوب)
وهناك محبوب ثالث، هو (محبوب مصطفاوي)، وهو منسوب إلى السلطان
مصطفى الرابع، الذي تولى السلطنة العثمانية سنة 1807 وخنق سنة 1808 وكان
في مصر أيضا (محبوب محمودي جديد). والمحبوب عند أهل فلسطين، يعرف
بمحبوب سليمي، وهو نقد ذهبي عندهم يساوي عشرين قرشا تركيا.
163 محمودي
في قولهم: قطعة محمودي من النقود المصرية الفضية الصغيرة نسبة إلى
السلطان محمود. ولا مناسبة في القيمة بين المحمودي والمحمودية، وإن كانت
المجانسة اللفظية ظاهرة. فالمحمودية قطعة ذهب، وهذه قطعة فضة. وكذلك لا صلة
171

لها ببند قلي محمودي سوى مشابهة في اللفظ لا غير.
164 محمودية
هو نقد ذهبي، من نقود مصر. وقد اختلفت قيمته. وهو منسوب إلى أحد
سلاطين الترك. وكان اسمه محمودا. راجع بندقلي محمودي. وكان في مصر قبل
مائة سنة: (محمودية جديدة)، و (محمودية قديمة).
165 مخمسية
نقد ذهبي، فلسطيني، يساوي خمسمائة قرش تركي، وتلك لعدة أمم،
166 مصر
لمصر مصران: مصر سليمى ومصر مصطفى فالمصر السليمي نقد تركي عراقي
ذهب، قيمته 105 قروش رائجة، والمصر مصطفى، نقد ذهبي مثله لكنه يساوي
120 قرشا رائجا. ولعل الاسم الأصلي، مصري، لأنه كان يؤتى به من مصر
أو كان يضرب في مصر، ثم حذفت ياء النسب للخفة.
167 مصرية
نقد من نحاس، كل عشرة منها كانت تساوي قرشا صاغا، ثم اختلفت
قيمته باختلاف البلاد والأزمان. وفي مثل لعوام بغداد: (فلان يبيع مصر بمصرية)
إشارة إلى حبه للدراهم. وقد ضربت المصرية من الفضة أيضا، واختلف سعرها
باختلاف المكان والزمان، فكان سعرها في سنة 1282 (1865 م) ثمانية قروش
و 32 نصفا).
168 مليم
بكسر الميم الأولى، وتشديد اللام المكسورة أيضا، يليها ياء مثناة ساكنة
172

فميم ثانية، هو من النقود المصرية العصرية: والكلمة من الفرنسية MILLlEME
بمعنى جزء من الف جزء من أجزاء الدينار المصري، أو الجنيه المصري ويحسن بنا
أن نسميه الألف، وزان القفل، حرصا على سلامة لغتنا من تدفق الأعجمية
إليها وتمكنها فيها. راجع ما كتبناه في (سنتيم).
وأهل فلسطين، وشرقي الأردن، يقولون، (مل) بكسر فتشديد، وهو
كالفلس عند العراقيين.
169 ممدوحي
نقد تركي عراقي، فضة يساوى 24 قرشا رائجا، ونظنه منسوبا إلى
ممدوح باشا وهو اسم طائفة من الباشوات والوزراء الترك).
170 محمودي الأفغاني
جاء الكلام عليه في صفحة 25 و 26 (ك)
171 مصعم ومصع
قال في تاريخ العرب قبل الاسلام: ومن الألفاظ التي استعملها أهل العربية
الجنوبية للتعبير عن صحة العملة وسلامتها من الغش، والتي دونوها في كتاباتهم
لفظة (مصعم) (مصع)، بمعنى: نصع وخلص، أي خالصة من كل غش صحيحة
لا شائبة فيها ولفظة (رضيم) (رضى) كما ذكرت على رأى بعض الباحثين،
ومعناها فيها نقود مرضية، أي سالمة، صحيحة، خالية من كل غش، وعيب.
ورأى بعض العلماء أن لفظة (خبصت) هي من هذا النوع من الألفاظ كذلك (1)
172 منات
ضرب على أنواع ثلاثة على 5 و 10 و 15 كلها نقود هبية، روسية تختلف

(1) تاريخ العرب قبل الاسلام ج 8 ص 204
173

قيمتها باختلاف الأزمنة والأمكنة، فالأول يساوى اليوم في طهران: (1530)
ريالا والثاني (1000) ريال والثالث (410) ريالات. (ك)
173 الناض والنض
قال ابن مكرم: النض (بالفتح) الدرهم الصامت والناض من المتاع:
ما تحول ورقا أو عينا. الأصمعي: اسم الدراهم والدنانير، عند أهل الحجاز: الناض
والنض، وانما يسمونه ناضا: إذا تحول عينا، بعد ما كان متاعا، لأنه يقال.
ما نض بيدي منه شئ.. ونضنض الرجل إذا كثر ناضه وهو ما ظهر وحصل من ماله
قال: ومنه الخبر: خذ صدقة ما نض من أموالهم، أي ما ظهر، وحصل من أثمان
أمتعتهم، وغيرها. وفي حديث عمر رضي الله عنه: كان يأخذ الزكاة من ناض المال
هو ما كان ذهبا أو فضة عينا، أو ورقا. ووصف رجل بكثرة المال، فقيل: أكثر
الناس ناضا وفي الحديث عن عكرمة: إن الشريكين، إذا أرادا ان يتفرقا يقتسمان
ما نض من أموالهما ولا يقتسمان الدين. قال شمر ما نض، أي ما صار في أيديهما
وبينهما، من العين. وكره أن يقتسم الدين، لأنه ربما استوفاه أحدهما، ولم يستوفه
الآخر... ولكن يقتسمانه بعد القبض) انتهى. (1)
174 الناصري
من الدنانير وقد ضربه (الناصر فرج).
175 النحاس
يكاد يكون النحاس شائعا في جميع اللغات السامية، واسمه بالارمية (نحاشا)
باسكان الأول، فحاء، فألف، فشين، معجمة بثلاث، فألف. وقد دخل هذا المعدن
في اشغال الانسان، منذ أبعد عهد عرف له. ولهذا اتخذه في صنائعه ولا سيما في

(1) النقود العربية ص 157 عد وما بعده إلى النوروزية من مصطلحات النقود القديمة
174

ضرب النقود. وقد اشتق العراقيون في القرن الماضي من النحاس لفظة، هي
النحاسة بالهاء، لقطعة من النقود، كالفلس في عهدنا هذا، وكالمليم في مصر.
والهاء كما لا يخفى تدل على التخصيص. فاقتضى التنبيه.
176 النش
يأتي الكلام عليه في الموازين والمكائيل.
177 النقد
قال في لسان العرب: النقد، والتنقاد: تمييز الدراهم، وإخراج الزيف
منها) (1)
وقال في القاموس: النقد خلاف النسيئة وتمييز الدراهم وغيرها. كالتنقاء
والانتقاء والتنقد... والوازن من الدراهم).
وقال في أقرب الموارد: نقد الدراهم وغيرها نقدا وتنقادا: ميزها ونظرها
ليعرف جيدها من رديئها... تنقد الدراهم وغيرها: بمعنى نقدها تناقد الورق: ميزها
وأخرج الزيف منها... (النقد) مصدر وخلاف النسيئة، والدرهم يقال (نقود
جياد) (درهم نقد) أي وازن جيد، ج، نقود. (النقدان) في عرف الفقهاء:
الذهب والفضة).
وفي النقود العربية: أن مادة (ن ق م) سامية الأصل لا شبهة فيها. فهذه
المادة في اللغة الا رمية تعنى: دق ورق ولطف، ومنه النقد، بالتحريك، لغنم لطيف
الجسم، نحيفه، يكون في البحرين والبلاد الحارة، لا يسمن، ويبقى صغيرا
وكان الأولون يصورون رأسه على الدراهم: ثم عرفت هذه الدراهم بهذه الصورة
وقد جرى هذا الامر في الاتينية أيضا، فان الرومان يسمون النقود PECUNIA
لهذا السبب نفسه. ثم أطلقت الكلمة المذكورة على الأموال جميعها من أي نوع

(1) النقود العربية ص 159
175

كانت...
والنقدان في عرف الفقهاء: الذهب والفضة، أو الدنانير والدراهم وذلك من
باب الاطلاق، كما يسمى الذهب والفضة: الحجرين والدرهم والدينار: الفتانين.
والبيض كناية عن الدراهم، والصفر كناية عن الدنانير). (1)
178 النميات
النميات جمع النمي، قال في القاموس: (النمي، كقمي... ضجة الميزان
والفلوس، أو الدراهم التي فيها رصاص أو نحاس والواحدة بهاء والجمع نمامي اه‍)
المطلوب من ايراده هنا. ونحن لا نجد مادة (ن م م) تتصل بمادة عربية توجه
معنى الحرف هذا التوجيه، ونرى الكلمة من أصل لاتيني هو NUMMUS أو NVMUS
ويراد به الفضة المضروبة دراهم MONNAIE، أو قطعة الفضة نقدا. ثم
اطلقوها على كل قطعة من فضة أو معدن، أيا كان، وقد ضربت لذكرى من الذكر يأت
أي MEDAIllE فعلم النميات يقابله بالفرنسية JA NUMISMATIQUE. على
اننا نرى النمي
نفسه ليس من اللاتيني الأصيل، بل من اليوناني. ونظن ان الكلمة
دخلت في الرومية من أبعد العهد، أي في أيام بلاد اليونان الكبرى، فهي في
نظرنا مصحفة NOMOS أو NOUMMOS وهي اسم نقد صقلي اما النقد
باليونانية فاسمه NOMISMA
179 النوروزية
من الدراهم، هي المنسوبة إلى الأمير نوروز، الحافظي، نائب دمشق
180 نصف
نقد مصري، قليل الثمن، واختلف سعره باختلاف السنوات فخمسة منه

(1) النقود العربية ص 160 و 161
176

إلى عشرة تساوي غرشا صحيحا، ويجمع على أصناف. (1)
181 النصفية
هي غير النصف، بل هي نقد مصري أعلى من النصف بكثير، واختلف سعرها
باختلاف السنين، وكانت الواحدة منها تساوي سبعة قروش أو أقل أو أكثر.
182 نقشلي
نقد تركي عراقي من فضة يساوي أحد عشر قرشا رائجا. وسمي كذلك،
لنقش كان عليه. وبعضهم يكتبه ناقشلي، وهو غير صحيح.
183 النيرة
هي الليرة عند بدو شرقي الأردن، وبادية الشام، والعراق، بل عند جميع البدو
على اختلاف بلادهم، كأنهم يذهبون إلى أنها تخفيف (النيرة) لأن الذهب ينير
بعض العقول، كما أن الفقر يزيل بعض الأحلام. و (نيرة الحصان) هي الليرة
الانكليزية أو الاسترلينية عند جميع أهل البوادي.
184 الهاشمية
ذكرناها في متن ص 65، وهامشها، وفي متن ص 66 (2)
185 الهبيرية
جرى الكلام عليها في ص 53 و 63. وذكرها البلاذري في النقود أيضا،
قال: فلما ولي عمر بن هبيرة العراق ليزيد بن عبد الملك، خلص الفضة أبلغ من

(1) النقود العربية ص 186 و 187 - عد وما بعده إلى النيرة من النقود المستحدثة.
(2) النقود العربية ص 161 - عدت وما بعدها من الصنفين من النقود القديمة.
177

تخليص من قبله، وجود الدراهم، فاشتد في الغيار (1)
186 الهرقلي
في القاموس: (هرقل، كسجل وزبرج، ملك الروم، أول من ضرب الدنانير
وأول من أحدث البيعة) اه
وفي اللسان (هرقل: من ملوك الروم. وهرقل على وزن خندف، ملك
الروم. ويقال هرقل على وزن دمشق. وهو أول من ضرب الدنانير، وأول من
أحدث البيعة. قال لبيد.
غلب الليالي خلف آل محرق * وكما فعلن بتبع وبهرقل
أراد هرقلا، فاضطر، فغير وأنشد ابن برى لجرير:
وارض هرقل قد قهرت وداهرا * ويسعى لكم من آل كسرى النواصف...
وفي حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: لما أريد على بيعة يزيد بن معاوية
في حياة أبيه قال: جئتم بها هرقلية وقوقية، أراد ان البيعة لأولاد الملوك
سنة ملوك الروم والعجم) اه
وفي النقود العربية بعد نقل ما في اللسان. (هرقل، صواب ضبطها ان
تكسر الهاء، وتفتح الراء، وتسكن القاف، وفي الآخر لام. هذا هو الاسم على
ما يرى في الأصل، وإنما ضبط كزبرج، لإقامة الوزن في الشعر، وهرقل هذا
كان قيصر الروم من سنة 61 إلى 641، وولد فهي نحو سنة 575 وهو هرقل الأول
وفي عهده خربت تلك المملكة) (2)

(1) النقود العربية ص 14 - قال في هامشها: الغيار هنا مصدر غاوره مغاورة وغيارا
أي هجم عليه وأوقع به
(2) النقود العربية ص 162
178

187 الوازن
الوازن من الدرهم، التام الثقل، الذي لا نقص فيه ولا زيف ويسمى
القفلة. (1)
188 الوازنة
هي الدنانير التي ضربها عبد الملك بن مروان، وهى الميالة أيضا، وذكرت
في متن ص 60 وص 65.
189 الوافية
ويقال لها السود الوافية، والبغلية هي (دراهم فارس). وقد تكلمنا عليها
في مواضع عديدة راجع ص 144.
190 الورق
قال في القاموس: (الورق، مثلثة، وككتف وجبل: الدراهم المضروبة
والجمع أوراق ووراق، كالرقة والجمع رقون والوراق الكثير الدراهم... والورق
محركة من الكتاب والشجر... والمال من إبل ودراهم وغيرها... وأورق:
كثر ماله ودراهمه). آه
وذكر نحو ذلك في لسان العرب مع ذكر شواهد مأخوذة من شعر الأقدمين
والأحاديث النبوية.
وقال في النقود العربية بعد الإشارة إلى ما ذكره في اللسان:
الورق، على اختلاف لغاته وكذلك الرقة وجمعها على رقين، كلها تعني الدراهم
المضروبة أي ما يسمى بالفرنسية MONNAIE فمن أين جاءت هذه الكلمة، ونحن

(1) النقود العربية ص 162 و 163 عد وما بعده من الأصناف الثلاثة من النقود
القديمة.
179

نعلم أن المضروب من الدراهم مأخوذ من الأمم المجاورة للناطقين بالضاد، كالروم،
من لاتين، ويونانيين، وكالفرس، إلى غيرهم. فلا جرم ان الكلمة غير عربية
بهذا المعنى.
وقد ذهب بعضهم إلى انها مضرية الوضع، اخذا من ورق الشجر، لأنه يقطع،
أو هو مقطوع، على اشكال بعض الأوراق من الشجر. لكن يرد على هذا ان الورق
ليست سامية الأصل فإنها لا ترى بهذا التركيب في اللغات الأخوات: بقي انها
فارسية الأصل أو يونانية. فنجد في الفارسية (پره) أو (پارة) PARAH ومعناها
قطعة. ومنها (الپارة) التي كانت مستعملة، ولا تزال تستعمل في ديار
الترك، لنقد صغير من النحاس وعشر منها تساوى غرشا أو قرشا، أو ما يقارب ذلك.
فالهاء في آخر الكلم تنقل في التعريب إلى (ج)، أو (ق)، أو (ك)، مثل ساذج
فان أصله (ساده) وخردق، أصله (خرده)، وبرك بمعنى الحمل أصله (بره) إلى
غيرها وهي كثيرة لا تحصى...
فيكون أصل (ورق)، (پره) إذا سلمنا بأنها من أصل فارسي
على أنه قد يحتمل ان الورق منقولة من كلمة يونانية هي BAEOS ومعناها
ثقل أو حمل.
ومعلوم ان أصل الأوزان والأثقال مأخوذ من ثقلها، وهكذا وضعوا المثقال،
والرطل والأوقية، إلى غيرها. وقد قلنا: إن الباء قد تنقل إلى الواو، والهاء في الآخر
قد تنقل إلى القاف. فالباحث يتخير رأيا من هذين الرأيين، وإذ كان له فكرة
أخرى فليبين للقراء). (1) (راجع ما كتبناه في (الدرهم)) ص 133 -
191 الوزري
بالتحريك من نقود شرقي الأردن الفضية. وهو تخفيف الزهراوي المستعمل
في سورية، وفلسطين، ولبنان. وقد قلنا أن الزهراوي سمى بهذا الاسم لوجود

(1) النقود العربية ص 163 و 164.
180

زهرة على أحد وجهية في أول ضربه. وراجع ما قلنا في عشراوية. (1)
192 اليوسفية
هي من أحسن الدنانير التي ضربت في عهد بنى أمية وكان ضاربها يوسف بن
عمر من ولاة العراق، في عهد يزيد بن عبد الملك. (2)
193 يرملق سليمي
والبعض يكتبها يارملق. وهى من التركية (يارم) أي نصف. فيكون معناها
ذا النصف، (أو ذا نصف القرش). أو نحو ذلك: وهو نقد مصري فضي كان شائعا قبل
قرن في عهد الترك. (1)
194 يوزلك
كلمة تركية الأصل، من (يوز) أي مائة. و (لك) أداة النسبة فيكون
معناها المئوية أو ذات المائة (القرش)، وهى نقد، مصري فضى يساوى سعره مأة
قرش أو نحو ذلك (1)
(مستدركات)
فاتتنا جملة من مصطلحات النقود، فمنها (المسيح والمسيحة)، قال في
اللسان: المسيح والمسيحة): القطعة من الفضة، والدرهم الأطلس: مسيح).
ونرى مثله في الأساس، والقاموس. وقد ورد ذكر الممسوح فيما سبق (راجع
هامش ص 46).
منها الجعفري: وهو على ما ذكر في بعض الكتب الفارسية من الدنانير
التي ضربها جعفر بن يحيى البرمكي حينما كان ناظرا على دار ضرب الدولة ولعله

(1) النقود العربية ص 188 عد من النقود المستحدثة
(2) المصدر نفسه ص 164 عدت من النقود القديمة.
181

هو المقصود من الذهب الجعفري الذي جاء ذكره في التواريخ الفارسية.
ومنها (الخلاص والخلاص): ما ينتفى عنه الغش من الذهب، والفضة.
أو الزبد (المنجد) وفي النقود العربية، الخلاص، وزان سحاب، ويريد الجوهريون
المولدون الفصحاء بالخلاص هنا: الذهب الخالص من كل غش. قال الحريري
ان الناس يقولون للذهب (خلاص) بالفتح وانما هو بالكسر.
وقال الغوري، الخلاص بالفتح: ما انتفى عنه الغش من الذهب، وهو في
الأصل مصدر من خلص، فسمي به الخالص ومثله كثير) اه.
قال الأب انستاس ماري الكرملي: لا حق للحريري ان يخطى فصحاء
الجوهريين المولدين، فالحرف من أوضاعهم لا من مصطلح اللغويين، وهم
الحجة فيما ينطقون به. واما ان الغوري قال الخلاص بالفتح هو مصدر
من خلص في الأصل فليس صحيحا أيضا، وانما هو اسم مصدر، اللهم
إلا أن يقال إن هذه التسمية هي من باب التوسع، فيجوز حينئذ استعمال (المصدر)
في مكان (اسم المصدر) (1)
ومنها (العيار) وهو عند أرباب ضرب الدنانير والدراهم ما جعل فيها من الذهب
الخالص أو الفضة الخالصة. وبه صرح غير واحد من أرباب المعاجم قال في أقرب الموارد:
(عيار الدراهم والدنانير) ما جعل فيها من الفضة الخالصة أو الذهب الخالص يقال
هو من عيار كذا (المغرب) وذكر نحوه في المنجد)
ولكن في القاموس: عير الدنانير وزنها واحدا بعد واحد).
وقال في اللسان: والمعيار من المكائيل: ما عير قال الليث: العيار
ما عايرت به المكاييل، فالعيار صحيح تام واف، تقول عايرت به أي سويته، وهو العيار والمعيار
يقال: عايروا ما بين مكاييلكم وموازينكم، وهو فاعلوا من العيار، ولا تقل:
عيروا. وعيرت الدينار، وهو ان تلقى دينارا دينارا فتوازن به دينارا دينارا.
وكذلك عيرت تعييرا إذا وزنت واحدا واحدا يقال: هذا في الكيل، والوزن).

1 - النقود العربية هامش (ص 49)
182

وقال: في المجمع: عيرت الدنانير تعييرا: امتحنتها لمعرفة أوزانها ومنه
الحديث، فرض الله المكائيل والموازين تعييرا للبخسة: أي امتحانا لها).
ومنها (القطاع) وفي القاموس القطاع أيضا: الدراهم (وهذا زمن القطاع)
وذكر نحوه في أقرب الموارد. وفي المنجد (القطع): الدراهم.
ومنها (المربع) من الدراهم التي ضربت في أيام دولة الموحدين، قال ابن
خلدون في مقدمته تحت عنوان (السكة): ولما جاءت دولة الموحدين كان مما
سن لهم المهدى إتخاذ سكة الدرهم مربع الشكل، وأن يرسم في دائرة الدينار شكل
مربع في وسطه ويملأ من أحد الجانبين تهليلا وتحميدا ومن الجانب الآخر
كتبا في السطور باسمه واسم الخلفاء من بعده ففعل ذلك الموحدون، وكانت
سكتهم على هذا الشكل لهذا العهد، ولقد كان المهدي فيما ينعت قبل ظهوره بصاحب
الدرهم المربع نعته بذلك المتكلمون بالحدثان من قبله المخبرون في ملاحمهم
عن دولته). (1)
وقد ورد ذكره أيضا عند الكلام على السكة ومبدأ حدوثها (راجع ص 16).
ومنها (المغربي) وهو الدرهم الذي أشار إليه الماوردي في الأحكام السلطانية
وابن خلدون في المقدمة وذكرا وزنه ثلاثة دوانق وفي بعض نسخ المقدمة
ثمانية، قيل والصواب الأول.
ومنها (اليمني) وهو أيضا من الدراهم ذكره الماوردي وابن خلدون وجعلا
وزنه دانقا وفي بعض نسخ المقدمة ستة دوانق، قيل إنه خطأ (راجع ما نقلناه عنهما
فيهما ص 79 و 80)
كلمة تاريخية حول (الغطريفية)
فاتنا أيضا نقل ما ذكره أبو بكر محمد بن جعفر النرشخي في تاريخ بخارا في
(الغطريفية) التي مر الكلام عليها (راجع ص 153) المستفاد منه سبب تسميتها بها،

1 - مقدمة ابن خلدون ص 262 ط مصر
183

فننقل هنا من ترجمته الفارسية ما يرتبط بالموضوع.
قال تحت عنوان (ذكر الدرهم وضرب الفضة ببخارا): أول من ضرب الفضة
ببخارا ملك يقال له (كانا بخار خدات) وقد ملك عليها ثلاثين سنة، وكانت التجارة
والمبادلة فيها بالخام والحنطة، وقد أخبروه بضرب الفضة بولايات أخرى فأمر
هو أيضا بضربها ببخارا من الفضة الخالصة، ونقش عليها صورته وتاجه إلى أن
صار غطريف بن عطا أميرا على خراسان أيام هارون الرشيد وذلك في رمضان
سنة (185) وكان أخا لام هارون المسماة بالخيزران... وكانت في تلك الأيام
فضة (خوارزم جارية بين الناس، وهم يأخذونها على كراهية: وقد خرجت تلك
الفضة المضروبة ببخارا من أيديهم.
فلما قدم غطريف بن عطا خراسان اجتمع عليه اشراف بخارا واعيانها، وقالوا:
لم تبق لنا في المدينة فضة، فالتمسوا منه ان يأمر بضربها، نظير ما ضرب بها قديما
ومن فضة لا يخرجها أحد من أيديهم، ومن مدينتهم، حتى يكون التعامل بها مقصورا
عليهم، وفي تلك الأيام كانت الفضة عزيزة، فاجتمع أهلها واخذ منهم آرائهم
في ذلك، فاتفقوا على ضرب الفضة من ستة أشياء: الذهب، والفضة، والمسك
والرصاص، والحديد، والنحاس، ففعلوا ذلك وضربوا على طراز السكة السابقة
باسم غطريف،
أي (الفضة الغطريفية) والناس عامة يسمونها (الغدريفي) أو
(الغدرفي) وكان ما ضرب قديما من الفضة الخالصة، واما هذه الفضة، فحيث
انها ضربت مختلطة، صارت سوداء فلم يأخذها أهل بخارى ولكن لأجل غضب الملك
عليهم، يأخذونها كرها ويعطون قيمتها، ستة من الغدرفي، بدرهم حجري من
فضة خالصة.
وكان الملك يأخذها بهذه القيمة حتى راجت، ولذلك غلا خراج بخارا فإنه
كان في القديم مأتى ألف درهم فضة الا شئ يسير ولما ضربوا الغدرفي) وصارت ستة دراهم
حجرية رائجة، ألزمهم الملك بهذا الغدرفي ولما عز وجوده بحيث صار درهم منه
يساوى درهما فضيا
184

وكان الملك أيضا لا يطالبهم بالفضي بل يطالبهم بالغدرفي.
غلا خراج بخارا دفعة من مأتى ألف درهم إلا شئ قليل إلى أن بلغ الف ألف
درهم، وثمانية وستين ألفا، وخمسمأة وسبع وستين غدرفيا -
قال محمد بن جعفر: وفي سنة مأتين وعشرين كان درهم فضي خالص يساوي
خمس وثمانين درهما غدرفيا.
قال أحمد بن نصر (مترجم كتاب تاريخ بخارا)، وفي شهور سنة اثنين وعشرين
التي تصدينا لترجمة هذا الكتاب فيها كانت مأة درهم فضى خالص تساوى سبعين
درهما غدرفيا. وكان مثقال من ذهب أحمر يساوي سبعة دراهم غدرفية ونصف
درهم...) اه (1)
تتمة
ومما لا ينبغي لنا تركه في ختام هذا الفصل، ذكر مصطلحات النقود التي
أشير إليها خاصة في (اخبار الصرف)، وبعض أخبار الزكاة. وإليك ما عثرنا عليه
(1) (البصرية) نسبة إلى البصرة. ويظهر من بعض أخبار الصرف، ان
واحدة منها كانت تساوى واحدا ونصفا من الغلة. حيث سئل البجلي عنه عليه السلام
عن صرف الف وخمسمائة درهم من الغلة، بألف من الدمشقية، والبصرية،.
(2) (البيض) مر الكلام عليه في ص 113.
(3) التبر بالكسر: الذهب والفضة، أو فتاتهما قبل أن يصاغا، فإذا صيغا فهما
ذهب، وفضة، أو ما استخرج من المعدن قبل أن يصاغ. (القاموس) وراجع ما كتبناه
ى 5 فيه حاشص 3
(4) (الجلال): النفيسة، وفي الفقيه والتهذيب (الجياد) (الوافي). أي ذكر
في الخبر بدل الجلال (الجياد).
(5) (الدمشقية) من الدراهم، نسبة إلى دمشق، ومثلها الدنانير التي ضربت

(1) ترجمة تاريخ بخارا الفارسية ص 42 و 43 و 44 ط طهران وص 34 - 35
ط (باريس)
185

بدمشق في أيام عبد الملك عام الجماعة سنة 74 ه‍ راجع ما كتبناه في ص 51 و 52
وغيرها.
قال البلاذري: (فلما ولى عبد الملك بن مروان، سأل وفحص عن أمر
الدراهم، والدنانير، فكتب إلى الحجاج بن يوسف، أن يضرب الدراهم على خمسة
عشر قراريط، من قراريط الدنانير، وضرب هو الدنانير الدمشقية). (1)
(6) (الركاز)، فسره الإمام أبو إبراهيم عليه السلام لعلي بن يقطين، راوي الخبر
(2) (بالصامت المنقوش).
وفي القاموس (ألركاز) ما ركزه الله تعالى في المعادن أي أحدثه كالركيزة
ودفين أهل الجاهلية، وقطع الفضة والذهب من المعدن).
وفي أقرب الموارد (الركاز) ما ركزه الله تعالى في المعادن، ودفين أهل
الجاهلية، ج (ركزان، وأركزة وقطع الفضة والذهب من المعدن. الواحدة (ركزة)
وفي الحديث (وفي الركاز الخمس) وشرعا مال مركوز تحت ارض أعم من أن يكون
راكزه خالقا أو مخلوقا).
قال في الوافي، في (باب ما فيه الخمس من الأموال وما ليس فيه): بيان،
قال ابن الأثير في حديث الصدقة، وفي الركاز الخمس: (الركاز، عند أهل الحجاز
كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق: المعادن، والقولان
تحتملها اللغة لأن كلا منهما مركوز في الأرض، أي ثابت، يقال: ركزه،
يركزه ركزا، إذا دفنه، وأركز الرجل، إذا وجد الركاز.
والحديث إنما جاء في التفسير الأول. وهو الكنز الجاهلي، وانما كان فيه
الخمس، لكثرة نفعه، وسهولة أخذه، وقد جاء في مستند أحمد في بعض طرق هذا
الحديث، وفي الركاز الخمس، كأنها جمع (ركيزه) أو (ركازة) والركيزة

1 - راجع النقود العربية (ص 10) وما ذكره البلاذري هنا
2 - ذكره في الوسائل في (باب اشتراط كون النقدين منقوشين بسكة المعاملة اه
وفي الوافي في (باب زكاة الذهب والفضة، ص (10) طبعة طهران الجديدة
186

والركزة: القطعة من جواهر الأرض، المركوزة فيها، وجمع الركزة: الركاز،
ومنه حديث عمر ان عبدا وجد ركزة، على عهده، فأخذها منه، أي قطعة عظيمة
من الذهب) وهذا يعضد التفسير الثاني انتهى كلامه).
(7) (السبايك): جمع السبيكة. قال في أقرب الموارد. (سبك) الفضة
ونحوها، سبكا و (سبكها) أذابها، وأفرغها في قالب، (انسبك) الذهب
ونحوه، ذوب، افرغ في قالب.
(السبيكة) القطع المذوبة، المفرغة في القالب من الفضة ونحوها. ج سبائك).
(8) (الستوق) وقد تكلمنا عليه في ص 142.
9 (السود) هو الذي جرى الكلام عليه في موارد عديدة راجع ما كتبناه
ص 144.
10 (الشامية) نسبة إلى الشام وهي دراهم، ودنانير، كما يظهر ذلك من بعض
أخبار الصرف، بل في بعضها تصريح بالدنانير الشامية، كالخبر المروي عن
دعائم الاسلام عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن الرجل يستبدل الدنانير الشامية
بالكوفية وزنا بوزن الحديث. (المستدرك).
11 (الشاهية) وردت هذه الكلمة، فيما رواه الشيخ ره عن محمد بن مسلم عن أبي
جعفر عليه السلام قال: جائه رجل من سجستان فقال له: ان عندنا دراهم يقال لها:
(الشاهية) يحمل على الدراهم دانقين. فقال: عليه السلام لا بأس به إذا كانت تجوز).
وروى الصدوق باسناده عن محمد بن مسلم مثله، إلا أنه قال: (الشامية)
فالكلمة، كما في الوسائل والوافي، برواية التهذيب (شاهية) ولم نقف على من
يفسرها فيما حضرنا من المعاجم وغيرها، ولكن جرى الكلام على الشاهي
والشاهية في ص 147 فراجعها.
13 (الطازج): الطري معرب (تازه) (ومن الحديث: الصحيح الجيد
المنقي (القاموس)
13 (الغلة) المغشوشة وفي أقرب الموارد (الغل) بالكسر: الغش، والحقد.
187

وذكر نحوه في (المنجد).
14 (الفسولة): الدراهم الزيفة، قال في القاموس: أفسل عليه دراهمه:
زيفها.
15 (الكوفية) نسبة إلى الكوفة. قال البلاذري: قال داود الناقد: رأيت
درهما عليه (ضرب هذا الدرهم بالكوفة سنة (73).
16 (المحمول عليها): هي الدراهم المزيوفة المغشوشة: حمل عليها من
غيرها. (الوافي)
17 (المموه) الشئ المطلا بفضة، أو ذهب وتحته نحاس أو حديد.
(القاموس).
18 (النفاية) قال في القاموس، ونفاية الشئ، ويضم ونفاته، ونفوته
ونفيه ونفائوه، بفتحهن ونفاوته بالضم: رديه وبقيته وفي أقرب الموارد:
(نفاية الشئ بالفتح، ويضم، ونفاته: نفائوه يقال: (فلان من نفايات القوم ونفاهم
أي من أراذلهم) ونفيا ونفيانا) الصيرفي الدراهم: أثارها للانتقاد) وذكر نحو
ذلك في (المنجد)
19 (النقار) قال في أقرب الموارد: (النقرة) القطعة المذابة من الذهب
والفضة، وفي الأساس (من الفضة) ج نقار).
(19) قال في القاموس: (النقرة):، القطعة المذابة من الذهب والفضة. ج
نقر ونقار)
20 (الوضح). محركة: الدرهم الصحيح (القاموس) وفي الوافي
(الأوضاحيه كأنها الدراهم الصحاح). وقيل الظاهر أن الأوضاحية تصحيف
والصحيح (الوضاحية) كما في الفقيه، فان الوضاح كان رجلا بربريا من
موالي بني أمية، وبنى قرية تسمى (الوضاحية والدراهم منسوبة إليه أيضا).
قال في القاموس: الوضاح ككتان... ولقب جذيمة الأبرش ومولى بربري
188

لبني أمية، واليه نسبت الوضاحية)
وقال في أقرب الموارد: (الوضح) محركة: مصدر... وحلي من فضة يقال
(عليها وضح وأوضاح) أي حلي من فضة ج أوضاح و - الخلخال و - صغار الكلام
و - الدرهم الصحيح يقال) دراهم وضح) كما يقال. امرأة صوم لا يؤنث ولا يثنى
ولا يجمع).
21 (الورق) راجع ما كتبناه في (الدرهم ص 133 والورق) ص 179.
22 (اليوسفية) ورد ذكرها في ص 181 فراجعها.
لفت نظر
عربنا كلمة الپول التي تطلق اليوم في إيران على المسكوك عامة من الذهب، والفضة
والنحاس، وغيرها وكذا النوط والاسكناس في مواضع عديدة من هذا الكتاب ب‍ (الفلوس)
لا بالنقد لجهتين (الأولى) أن النقد كما يطلق على المسكوك كذلك يطلق على غيره ولذا
ترى اطلاقه في عرف الفقهاء على الذهب والفضة، ولو كانا غير مسكوكين والپول
لا يطلق في عرف الإيرانيين إلا على خصوص المسكوك. (الثانية) استنادا إلى ما
ذكره صاحب البرهان القاطع حيث قال الپول... ويقال له الفلوس في اللغة العربية
(راجع ما نقلناه عنه هامش ص 118) وما ذكره في تاريخ العرب والاسلام ما نصه
ويلاحظ أن الناس تجوزوا فاطلقوا لفظة (الفلوس) على النقد عامة، على الفلوس
وعلى غيرها، وهو من باب إطلاق الجزء على الكل). (راجع ص 157) وذكر
نحو ذلك في (الدرهم) أيضا (راجع ص 133) وما يستفاد من صدر عبارة المقريزي
(راجع ص 155) مع أن اليوم كان اطلاق الفلوس على المسكوكات عامة متعارفا
في عرف العرب.
فلا يتوجه علينا القول بأن الفلوس اسم لخصوص النقد النحاسي، فلا يصح تفسير
الپول بها واطلاقه عليها كما لا يخفى.
(نظرة أخرى تتبع قبيل هذا (ص 189))
مر آنفا ما ترجمناه من لفظة (پول) التي تطلق اليوم في إيران على عامة
المسكوكات من الذهب والفضة والنحاس وغيرها من أنواع الفلزات وكذا كل
ورق يقوم مقامها في الاعتبار في حواضر العالم ومصارفه بالفلوس لا بالنقد وانما
كان ذلك لجهتين:
(الأولى): أن النقد كما يطلق على المضروب كذلك يطلق على غيره،
ولهذا ترى اطلاق النقدين في عرف الفقهاء على الذهب والفضة وإن كانا غير
مسكوكين، ولفظ پول لا يطلق في عرف الإيرانيين إلا على خصوص المسكوك منهما
ومن غيرهما.
ويشهد لذلك اعتبارهم في تعلق الزكاة بهما كونهما مسكوكين بسكة
العملة الدارجة أي كونهما مضروبين درهما ودينارا، فلو لا صحة ذلك الاطلاق على
غير المسكوك أيضا لكان القيد لغوا. وأضف إلى ذلك إطلاقهما على مطلقهما في
كلام بعض اللغويين قال في المنجد: النقدان: الذهب والفضة. وقال في أقرب
الموارد بعد ذكر عدة معان للنقد: النقدان في عرف الفقهاء: الذهب والفضة. مع
أنك قد عرفت فيما سبق (راجع هامش ص 38) تصريح جماعة منهم بأن المضروب
منهما يوسم بالدينار والدرهم، فلا يصح إرادتهما منهما إلا بعد تقييدهما بالمضروب
نعم يمكن أن يقال بأن مجرد إطلاق النقدين في عرفهم عليهما - وإن كانا غير
مسكوكين - لا يقتضي القول بجواز ذلك بالنسبة إلى كلمتي (النقد) و (النقود) لتعارف
إطلاقهما على خصوص المضروب من أي فلز في ألسنة فصحاء العرب فتفسير پول
بهما أولى من تفسيره بالفلوس. ولكن تمامية هذا القول مبنية على جواز إطلاقهما
على أقسام المسكوك الورقي التي كان إطلاق پول عليها متعارفا عند الإيرانيين
وإلا فلا مساواة حتى يفسر بهما.
189

نظرة أخرى
(الثانية): تعارف إطلاق الفلوس في عصرنا هذا على عامة المسكوكات
وما يقوم مقامها من إي جنس كان ولو على سبيل التجوز كما أشار إليه في تاريخ
العرب قبل الإسلام قال: ويلاحظ أن الناس تجوزوا فأطلقوا لفظة الفلوس على
النقد عامة على الفلوس وعلى غيرها، وهو من باب إطلاق الجزء على الكل. (راجع
ما نقلنا عنه (ص 157 س 5) وذكر نحو ذلك في (الدرهم) أيضا (راجع ص 133 س 7)
وربما يستفاد إطلاقها على غير المسكوك النحاسي من صدر عبارة المقريزي أيضا
(راجع ص 155 س 6) ويمكن تأييد ذلك بما ذكره صاحب (البرهان القاطع) من
إطلاق الفلوس على الپول في اللغة العربية (راجع ترجمة كلامه هامش ص 118
س 18) وربما يخدش فيه بأن من المحتمل أنه أراد من الكلمة النقد النحاسي الذي
كان سابقا جاريا في المعاملة وقد زال اليوم اسمه عن الأسواق لا معناه الجنسي،
الشامل لعامة المسكوكات، فالتأييد غير مفيد، ولكن يبعد هذا الاحتمال عدم صحة
إطلاق الفلوس التي هي جمع الكثرة على ذلك النقد النحاسي الخاص، بل الصحيح
المتعارف إطلاق الفلس عليه، فتعريبه بها قرينة على إرادة ذلك المعنى العام.
وبالجملة الذي يصلح أن يكون مرادفا في اللغة العربية لكلمة (پول)
المتعارف اطلاقها على جميع أنواع المسكوكات والأوراق المالية في السنة الإيرانيين
هو لفظ (الفلوس) دون لفظ (النقد) إما لأجل أن كل واحد من لفظي (النقد) و (پول)
يتناول من الافراد ما لا يندرج في مفهوم الآخر، أو لأن الثاني أوسع دائرة من الأول
وهذا بخلاف كلمة (الفلوس) فإنها بحسب مفهومها السائد الآن عرفا تعطي نفس
مفهوم (پول) تماما وإن كان ذلك على سبيل المسامحة.
فبناء على ما ذكر لا يتوجه علينا القول بأن الفلوس اسم لخصوص النقود
النحاسية فلا يصح تفسير كلمة (پول) بها واطلاقها عليها.
الفصل السابع
كان قصدنا أن نخص هذا الفصل، بذكر جملة من الدراهم والدنانير الاسلامية،
التي وجدناها في مستحف عاصمة إيران " طهران " المضروبة في عهدي الأموية،
والعباسية لكن عثرنا في خلال ذلك، على الجدول الذي نشره البنك الملي
في إيران سنة 8340 الشمسية الموافقة لسنة 1380 ه‍، في كتابه المسمى ب‍
" سر رسيد نامه " (1) وقد تعرض فيه لذكر المسكوكات الإيرانية، بمشخصاتها،
وعيارها، ووزنها، وقطرها،
فرأينا الأولى، ان نثبته هنا أولا، ثم نتعرض لذكر تلك النقود.
(ودونك صورته)

(1) " سررسيد " بفتح السين، في اصطلاح التجار عبارة، عن اليوم الموعود
لتأدية " الپول " المندرجة في السند. أي الكتابة التي يعتمد عليها لتعيين ما للدائن،
أو على المديون (معجم العميد):
190

(جدول المسكوكات الإيرانية)
المشخصات - العيار - الوزن بالغرام - القطر - ترخص - ترخص
غير خالص - الخالص - بالميليمتر - الوزن ب‍ /. العيار ب‍. /.
الذهب
ذو خمس بهلويات - 67990 / 40 - 611910 / 36 - 40 - 2 - 2
ذو بهلويين ونصف 33995 / 20 - 305955 / 18 - 30 - 2 - 2
بهلوى واحد - 13598 / 8 - 322382 / 7 - 22 - 5 / 2 - 2
نصف بهلوى - 900 / 1000 06799 / 4 - 661191 / 3 - 19 - 5 / 2 - 2
ربع بهلوى - 033995 / 2 - 8305955 / 1 - 16 - 5 - 2
الخسروى 1 / 8 البهلوي 0169975 / 1 - 91529775 / - 14 - 5 / 7 - 2
الفضة
ذو عشر ريالات - / 16 - 60 / 9 - 32 - 10 - 3
ذو خمس ريالات - / 8 - 80 / 4 - 26 - 10 - 3
ذو ريالين 600 / 1000 - 20 / 3 - 92 / 1 - 22 - 10 - 3
ريال واحد - 60 / 1 - 96 / 0 - 18 - 10 - 3
النكل
ذو عشر ريالات - 12 - 31 - 20 - 30
ذو خمس ريالات النكل، 025 % - 7 - 26 - 20 - 30
ذو ريالين، النحاس، 075 % - 4 - 5 / 22 - 20 - 30
ريال واحد - 2 - 5 / 18 - 20 - 30
النكل الجديد
ذو عشر ريالات - 9 - 31 - 20 - 30
ذو خمس ريالات، النكل 25 % - 5 - 26 - 20 - 30
ذو ريالين، النحاس 75 % - 3 - 5 / 22 - 20 - 30
ريال واحد - 75 / 1 - 5 / 18 - 20 - 30
البرونز
ذو خمسين دينارا - 49 / 3 - 20 - 20 -
ذو خمسين دينارا جديدا، النحاس 5 / 91 % - 50 / 2 - 20 - 20 -
ذو خمس وعشرين دينارا، ألومينيوم 5 / 8 %، 3 - 19 - 20 -
ذو عشر دنانير - 67 / 2 - 18 - 20 -
ذو خمس دنانير - 65 / 1 - 16 - 20 -
النحاس
ذو خمسين دينارا - 49 / 3 - 20 - 20 -
191

(نبذ من النقود المضروبة في عهدي)
(الأموية والعباسية)
النقود المضروبة في هذين العصرين كثيرة، إلا انا نخص بالذكر منها ما كان
اليوم محفوظا في متحف عاصمة إيران (طهران). ومع الأسف، لم يكن في مجموعته
ما ضرب في أيام جميع الخلفاء لعدم تنظيم كتلوكات نقوده بعد. وحيث لم يكن
قصدنا استقصاء ذلك تركنا الفحص عن غير ما ذكر.
فان غرضنا هنا ذكر نموذج من النقود الاسلامية، ليعرف به ما طرأ عليها
من التطورات في الأدوار المختلفة.
من حيث الزيادة والنقصان، في الوزن، أو التوسيع في القطر، ويعرف أيضا
ما تحمله من الشعائر الاسلامية كذكر التسمية، والتهليل، وسورة الاخلاص،
والآيات القرآنية، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلى غير ذلك.
ليكون تذكرة لمن أراد الاطلاع عليها، وينتفع بها أيضا في بعض الأبحاث
الفقهية الآتية في القسم الثاني الله تعالى وهذه النقود عدى واحدة منها التي ضربت باسم
معوية على الطراز الساساني، دراهم ودنانير اسلامية ضربت في أيام الخلفاء فعلى
جملة منها أسمائهم أو معها أسماء أبنائهم وولاتهم وتاريخ سنة الضرب ومحله، والشعائر
الاسلامية بالحروف الكوفية، كأكثر نقود بني العباس.
وعلى الأخرى تاريخ الضرب، ومحله، مع تلك الشعائر فقط، وليس عليها
اسم الخليفة وعليه ربما يشكل في بعض الموارد معرفة سكة ضربت في سنة توفي
فيها خليفة، وقام مقامه آخر، في نسبتها إلى هذا أو ذاك.
ويوجد في هذه النقود ما محي محل ضربه كالدينارين المضروبين في أيام
(المنصور والمأمون) أو لا يكون جميع أرقام سنة الضرب مقروا، كالدينار المضروب
باسم (المقتدر) وفيها أيضا ما قد أشكلت قرائة سنة ضربه لمحو بعض كلماته، وحروفه
192

أو لكونها منقوشة بلا نقط، فصارت كلمة منها مرددة بين الكلمتين المتشابهتين،
كما في رقم (36)، وكذا مدينة ضربه لمحو بعض حروفها، فصارت مرددة بين
كونها مقروة أو غير مقروة كما في رقم (43 و 55) أو فيها ما لم تنقش عليه مدينة
الضرب كما في رقم (26 و 36) (1) فرمزنا إليهما وإلى ما لم يكن مقروا بثلاثة
نقط، والى ما كان مرددا ب‍ (أو) كما ترى جميع ذلك في الصور الآتية وقد أخبرنا
بمشخصات هذه النقود من الوزن، والقطر، والكلمات المنقوشة، جمع من العارفين
بها، والهاوين لجمعها وفقهم الله تعالى.
(الخطأ في الرقم)
رتبنا أرقام النقود حسب ترتيب تواريخها المنطبقة على أيام الخلفاء
ولكن مع الأسف حدث الخطأ في رقم (16 - 17) فان هذا الدرهم ضرب سنة (156)
وفي ذلك التاريخ كان الخليفة (أبو جعفر المنصور) فكان حقه أن يوضع تلو
ديناره المرقم (25 - 26)، وحيث لا يمكننا تحقق ذلك لحصول الالتفات إليه بعد
التصوير و (الكليشة) (2). دار الأمر بين رعاية سلسلة الأرقام الموضوعة على
النقود ووضعه في المحل الذي تراه وبين رعاية سلسلة تواريخها، ووضعه تلو
الدينار المنصوري، فرأينا الأولى أولى.
(لفت نظر) كتبنا ذيل كل نقد من النقود الذهبية، والفضية، وزنه بالغرام، و
قطره أبا الميليمتر، حسبما أخبرنا به مدير الآثار والمسكوكات القديمة، في متحف (طهران)
لكن يشاهد الاختلاف بين قطر الصور، في كثير من هذه النقود. وبين ما ذيلناه، فنلفت
القارى إلي أن ما ذكرناه في القطر كان لأصل السكة، والاختلاف ناش من عدم المداقة
في التصوير، بل فيها ما يختلف قطر أحد جانبيه مع جانب آخر، والسبب ما قلناه.

(1) كتب خطأ في الصفحة المقابلة (192) في السطر العشرين أن هذين
الدينارين محى محل ضربهما، ولكن الصواب أنهما بلا مدينة الضرب.
(2) ClICHE.
193

ش - 1 - 2
الدرهم غير الإسلامي
المضروب باسم معاوية بن أبي
سفيان ولي الخلافة
سنة (41 ه‍) أي مذ اجتمع
عليه الأمر وصالحه الحسن
عليه السلام إلى سنة (60) ه‍
(المركز)
تصوير خسرو پرويز مكتوب
على جانبه الأيمن داخل
الدائرة بالخط البهلوي
معاوية أمير ورويش نيكان
(معاوية أمير المؤمنين)
وخارج الدائرة بالخط
الكوفي (بسم الله)
وعلى جانبه الأيسر بالخط
البهلوي أيضا (أفزوتو) (1)
الوزن - 4 - غم
(المركز)
تصوير بيت النار (2) وعلى
طرفيه الرجلان المراقبان
على النار مكتوبة داخل
الدائرة بالخط البهلوي
على الجانب الأيمن كلمة
(دار) المخففة من
- دار أبجرد - مدينة الضرب
وعلى الجانب الأيسر
(يه چهل) أي - 41 - سنة الضرب
القطر - 30 - مم

1 - قيل: إن هذه الكلمة ونظائرها كانت تنقش على النقود الساسانية، طلبا
للزيادة في الملك أو النقد.
2 - قال المسعودي في (مروج الذهب) ج 1 ص 382 - عند الكلام على الاخبار
عن بيوت النيران:
(ثم اتخذز رادشت بن استيجان بعد ذلك بيوت النيران، وكان مما اتخذ بيت
بمدينة نيسابور من بلاد خراسان، وبيت آخر بمدينة نسا والبيضاء من أرض فارس،
وقد كان زرادشت يستأسف الملك يطلب نارا معظمها جمر فوجدت بمدينة خوارزم، فنقلها
بعد ذلك يستأسف إلى مدينة (دار أبجرد) من أرض فارس وكورها بهذا البيت، وهذه
النار تسمى في وقتنا هذا وهو سنة 332 (آذر وحواء) وتفسير ذلك نار النهر وذلك
أن آذر أحد أسماء النار بالفارسية الأولى، والمجوس تعظم هذه النار ما لا تعظم غيرها
من النيران والبيوت).
194

ش - 3 - 4
الدرهم الإسلامي المضروب
في أيام عبد الملك بن
مروان 65 - 86 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بدمشق سنة ثلث وثمنين
(المركز) الله أحد الله
الصمد لم يلد ولم
يولد ولم يكن
له كفوا أحد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين
الحق ليظهره على
الدين كله ولو كره
المشركون
القطر - 25 - مم
195

ش - 5 - 6 -
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
الوليد بن عبد الملك
86 - 96 ه‍
(المركز)
لا إله إلا
الله وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بواسط سنة
أربع وتسعين
الوزن - 85 / 2 غم
(المركز)
الله أحد الله
الصمد لم يلد و
لم يولد ولم يكن
له كفوا أحد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 27 - مم
196

ش - 7 - 8 -
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
سليمان بن عبد الملك
96 - 99 ه‍
(المركز)
لا إله إلا
الله وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بواسط سنة
تسع وتسعين
الوزن - 55 / 2 غم
(المركز)
الله أحد الله
الصمد لم يلد و
لم يولد ولم يكن
له كفوا أحد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 26 مم
197

ش - 9 - 10 -
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
عمر بن عبد العزيز
99 - 101 ه‍
(المركز)
لا إله إلا
الله وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بدمشق سنة
مئة
الوزن 60 / 2 غم
(المركز)
الله أحد الله
الصمد لم يلد و
لم يولد ولم يكن
له كفوا أحد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 26 - مم
198

ش - 11 - 12 -
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
يزيد بن عبد الملك
101 - 105 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بواسط سنة
خمس ومئة
الوزن - 60 / 2 غم
(المركز)
الله أحد الله
الصمد لم يلد و
لم يولد ولم يكن
له كفوا أحد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 25 مم
199

ش - 13 - 15 -
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
هشام بن عبد الملك
105 - 125 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بواسط سنة
ثمان ومئة
الوزن 80 / 2 غم
(المركز)
الله أحد الله
الصمد لم يلد و
لم يولد ولم يكن
لم كفوا أحد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر 27 مم
200

ش - 15 - 16 -
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
الوليد بن يزيد بن
عبد الملك
125 - 126 ه‍
(المركز) لا إله إلا
الله وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بواسط سنة
خمس وعشرين ومئة
الوزن - 74 / 2 غم
(المركز)
الله أحد الله
الصمد لم يلد و
لم يولد ولم يكن
له كفوا أحد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 24 مم
201

ش - 17 - 18
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
أبى جعفر المنصور (1)
136 - 158 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بمدينة السلام سنة
ست وخمسين ومئة
الوزن - 80 / 2 غم
(المركز)
محمد
رسول
الله
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر 27 مم

(1) حدث الخطأ في رقم هذا الدرهم فوضع هنا حفظا لترتيب الأرقام وكان الحق
أن يوضع تلو ديناره المرقم (25 - 26) كما أشرنا إليه
202

ش - 19 - 20
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
مروان بن محمد آخر
خلفاء بني أمية
127 - 132 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بواسط سنة
ثمان وعشرين ومئة
الوزن - 50 / 2 غم
(المركز)
محمد
رسول
الله
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 23 مم
203

ش - 21 - 22 الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
عبد الله السفاح أول
خلفاء بني العباس
132 - 136 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بالكوفة سنة
اثنتين وثلثين ومئة
الوزن - 85 / 2 غم
(المركز)
الله أحد الله
الصمد لم يلد و
لم يولد ولم يكن
له كفوا أحد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 24 مم
204

ش - 23 - 24
الدرهم الإسلامي
المضروب في
أيامه أيضا
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب الدرهم
بالكوفة سنة ثلث
وثلثين ومئة
الوزن - 85 / 2 غم
(المركز)
محمد
رسول
الله
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 24 مم
205

ش - 25 - 26
الدينار الإسلامي
المضروب في أيام
أبي جعفر المنصور 136 - 158 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
الوزن - 75 / 3 غم
(المركز)
محمد
رسول
الله
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدينر... بلا مدينة الضرب
سنة ثلث وخمسين
ومئة
القطر - 18 مم
206

ش 27 - 28
الدرهم الإسلامي
المضروب باسم المهدى
158 - 159 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بالمحمدية سنة خمس
وستين ومئة
الوزن 85 / 2 غم
(المركز)
محمد رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
الخليفة المهدى
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 23 مم
207

ش - 29 - 30
الدرهم الإسلامي
المضروب باسم الهادي
169 - 170 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بمدينة السلام سنة
تسع وستين ومئة
الوزن 85 / 2 غم
(المركز)
محمد رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
الخليفة الهادي
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 23 مم
208

ش - 31 - 32 -
الدرهم الإسلامي
المضروب في أيام
هارون وهو أحد أنواع
سكته التي عليها اسم ولي
عهده الأمين
170 - 193 ه‍
(المركز)
لا إله إلا
الله وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بالمحمدية سنة أربع
وثمانين ومئة
الوزن - 90 / 2 غم
(المركز)
محمد رسول
الله صلى الله عليه وسلم
مما أمر به الأمير الأمين
محمد بن أمير المؤمنين
جعفر (1)
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله بالهدى
ودين الحق ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر - 26 مم

(1) وفي كتاب الدينار الإسلامي عند الكلام على أنواع دنانير هارون: (ذكر
اسم جعفر على الدينار منذ سنة 176 - سنة 186 - بلا فاصلة وهو جعفر بن يحيى البرمكي
أمر على مصر في هذه السنوات، وكان بيده الحل والعقد إلى أن قتل عام 187 ه‍.
(وصير الرشيد السكك إلى جعفر البرمكي، وترفع عن مباشرة العيار بنفسه). وليس
هو بجعفر بن محمد الأشعث كما ذكره بعضهم). الحظ الدينار الإسلامي ص (40)
وهذا هو الدينار الجعفري الذي أشرنا إليه في (المستدركات) ص 181
209

ش - 33 - 34
الدرهم الإسلامي
المضروب باسم
الأمين
193 - 198 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بمدينة السلام سنة
خمس وتسعين ومئة
الوزن 75 / 2 غم
(المركز)
ربي الله
محمد رسول الله
مما أمر به الأمير
محمد بن أمير المؤمنين
العباس (1)
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 24 مم

(1) وفي الدينار الإسلامي أيضا عند الكلام على أنواع دنانير الأمين: (العباس
هو العباس بن الهادي الخليفة ولى العراق سنة 193 ه‍ إلى سنة 197 ه‍ والأصح العباس
ابن الفضل بن الربيع، حيث صير الأمين دور الضرب إليه، ونقش في السكة ربى الله
العباس). راجع ص (41) وقد نقش اسمهما على الدرهم أيضا كما تراه في هذين
الدرهمين.
210

ش - 35 - 36
الدينار الإسلامي
المضروب في أيام
المأمون (1)
198 - 218 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
الوزن - 10 / 4 غم
(المركز) محمد
رسول
الله
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدينر... بلا مدينة الضرب
سنة سبع وتسعين
أو تسع وتسعين
ومئة
القطر - 20 مم

(1) هذا ما أخبرنا به بعض الخبراء حيث قرأ سنة ضربه تسع وتسعين ومئة وقد قرئها
بعضهم سبع وتسعين ولذا جعلناها مرددة بينهما: وعليه ربما يظن أنه ضرب في أيام
الأمين 193 - 198 - لا المأمون: ولكن في الدينار الإسلامي أن المأمون ضرب الدنانير
باسمه قبل وفاة الأمين بعامين وضربها في عام 196 حيث قال: ولما استحكمت النفرة
بين الأمين: والمأمون سنة 195 ه‍ لقب المأمون نفسه أبا الامام والخليفة في سنة
196 ه‍ وضرب الدنانير باسمه فقط وذلك قبل وفاة الأمين بعامين). (راجع الدينار
الإسلامي ص 41 - 42) هذا - مع احتمال صحة القراءة الأولى، فيكون احتمال كونه
للمأمون أرجح.
211

ش - 37 - 38
الدينار الإسلامي
المضروب باسم
الواثق بالله
227 - 232 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته الأولى (1))
ضرب هذا الدينر بمصر
سنة اثنتين
وثلثين
ومئتين
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن - 90 / 3 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
الواثق بالله
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر 23 - مم

(1) نقصد من الدائرة الأولى: الداخلية التي تلى المركز ومن الثانية: الخارجية
المحيطة بها في جميع الاشكال الآتية.
212

ش - 39 - 40 -
الدينار الإسلامي المضروب
باسم المتوكل وعلى أحد
جانبيه لقب ولده محمد
(المعتز بالله)
232 - 247 ه‍
(المركز)
لا إله إلا
الله وحده
لا شريك له
المعتز بالله
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر بمصر سنة
خمس وأربعين ومئتين
(دائرته الثانية)
لله الامر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن - 10 / 4 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
المتوكل على الله
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر - 20 مم
213

ش - 41 - 42 -
الدينار الإسلامي
المضروب باسم المستعين
بالله
248 - 252 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
العباس بن
أمير المؤمنين
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضربه هذا الدينر
بسمرقند سنة إحدى
وخمسين ومئتين
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن 20 / 4 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
المستعين بالله
(دائرته) محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر 22 مم
214

ش - 43 - 44 الدينار الإسلامي
المضروب باسم
المعتز بالله
252 - 255 ه‍
(المركز) لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر بالشاش أو ب‍.
سنة ثلث وخمسين
ومئتين
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن - 30 / 4 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
المعتز بالله
أمير المؤمنين
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر - 21 مم
215

ش 45 - 46
الدينار الإسلامي
المضروب باسم
المعتمد على الله
256 - 279 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر
بسمرقند سنة ستين
ومئتين
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل
ومن بعد ويومئذ
يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن 10 / 4 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
المعتمد على الله
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر - 23 مم
216

ش - 47 - 48 -
الدرهم الإسلامي
المضروب باسم المعتضد
بالله
279 - 289 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته الأولى) بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بسر من رأى سنة
ثلث وثمنين ومئتين
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن
بعد ويومئذ يفرح
المؤمنون بنصر الله
الوزن 90 / 2 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
المعتضد بالله
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر - 24 مم
217

ش - 49 - 50
الدينار الإسلامي
المضروب باسم
المكتفي بالله
289 - 295 ه‍
(المركز) لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(1) ولي الدولة
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر
بمدينة السلام سنة إحدى
وتسعين ومئتين
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن
بعد ويومئذ يفرح
المؤمنون بنصر الله
الوزن - 5 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
المكتفي بالله
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره
المشركون
القطر 25 مم

(1) وهو أبو الحسن القاسم بن عبد الله الوزير (الدينار الإسلامي)
218

ش - 51 - 52
الدينار الإسلامي
المضروب باسم
المقتدر
295 - 320 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(1) أبو العباس بن
أمير المؤمنين
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر
بسوق الأهواز سنة
تسع و... وثلثمائة
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن
بعد ويومئذ يفرح
المؤمنون بنصر الله
الوزن - 20 / 4 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
المقتدر بالله
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره
المشركون
القطر - 24 مم

(1) هو أحمد بن المقتدر ولقب بالراضي عند خلافته (الدينار الإسلامي) هذا
ما ذكره ابن الأثير في الكامل وحكى عن ابن كثير أيضا ولكن في (مروج الذهب)
للمسعودي وتاريخ الخلفاء للسيوطي وغيرهما اسمه (محمد)
219

ش - 53 - 54 -
الدينار الإسلامي
المضروب باسم القاهر
بالله
320 - 322 ه‍
(المركز)
لا إله إلا
الله وحده
لا شريك له
(1) أبو القاسم بن
أمير المؤمنين
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر
بمدينة السلام سنة
إحدى وعشرين وثلثمائة
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن
بعد ويومئذ يفرح المؤمنون
الوزن 10 / 4 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
القاهر بالله
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره
المشركون
القطر - 22 - مم

(1) اسمه عبد العزيز (الدينار الاسلامي)
220

ش 55 - 56
الدينار الإسلامي
المضروب باسم
الراضي بالله
322 - 329 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده
لا شريك له
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر
بمدين أو... سنة ثلث و
عشرين وثلثمائة
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن - 25 / 3 غم
(المركز)
لله
محمد
رسول
الله
الراضي بالله
(دائرته) محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره
المشركون
القطر - 21 - مم
221

ش - 57 - 58 -
الدرهم الإسلامي
المضروب باسم
القادر
381 - 422 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
محمد رسول الله
القادر بالله
(دائرته)
بسم الله
ضرب هذا الدرهم
بأصفهان سنة
تسع وأربعمائة
الوزن - 75 / 5 غم
(المركز)
الله أحد الله
الصمد لم يلد و
لم يولد ولم يكن
له كفوا أحد
محمد
(دائرته)
محمد رسول الله أرسله
بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون
القطر - 29 - مم
222

ش - 59 - 60
الدينار الإسلامي
المضروب باسم
الناصر لدين الله
575 - 622 ه‍
(المركز)
الامام
لا إله إلا الله
وحده لا شريك له
الناصر لدين الله
أمير المؤمنين
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر
بمدينة السلام سنة إحدى
وعشرين وستمائة
(دائرته الثانية)
لله الأمر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن - 25 / 3 غم
(المركز)
والدين
محمد
رسول الله
صلى الله عليه
أبو نصر
عدة الدنيا
(دائرته) محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر - 26 مم
223

ش - 61 - 62
الدينار الاسلامي
المضروب باسم
المستنصر بالله
623 - 640 ه‍
(المركز)
الامام
لا إله إلا الله
وحده لا شريك له
المستنصر بالله
أمير المؤمنين
(دائرته الأولى)
بسم الله
ضرب هذا الدينر بمدينة
السلام سنة أربع وعشرين
وستمائة
(دائرته الثانية) لله الأمر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون
بنصر الله
الوزن - 10 / 3 غم
(المركز)
الحمد لله
محمد
رسول
الله
صلى الله عليه
(دائرته)
محمد رسول الله
أرسله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون
القطر - 27 مم
224

ش - 63 - 64
الدينار الإسلامي
المضروب باسم
المستعصم
640 - 656 ه‍
(المركز)
لا إله إلا الله
وحده لا شريك له
المستعصم بالله
أمير المؤمنين
لله الامر من
قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح
المؤمنون
بنصر الله
(دائرته)
(1)... سنة سبع وأربعين
وستمائة
الوزن - 10 غم
(المركز)
الحمد الله
محمد
رسول الله
صلى الله عليه
وسلم
ولو كره
المشركون
(دائرته)
...؟ ليظهره...
الدين... (2)
القطر - 27 مم

(1) وفي الدينار الإسلامي (ص 53) ضرب المستعصم دنانيره في مدينة السلام
ومنها من الوزن الثقيل وبشكل دنانير المستنصر الخاصة... وقد ضربه منذ سنة 640
إلى سنة 655 ه‍ بلا فاصلة.).
(2) كان المنقوش على هذه الدائرة قوله تعالى (محمد رسول الله أرسله بالهدى
ودين الحق ليظهره على الدين كله) كما قرء بعض كلماته، وقد نقش آخره (ولو كره
المشركون) على طرفي المركز داخل الدائرة
225

(الخلفاء ومدة ملكهم)
أشرنا اجمالا فيما قدمناه إلى سني خلافة كل من الأمويين، والعباسيين
الذين ذكرنا نقودهم، الواحد تلو الآخر، لكن رأينا الأولى بعد ذلك. ذكر
تمام المدة حتى الشهور والأيام حسبما ذكره المؤرخون. وهى وان لم تكن
منقوشة على تلك النقود، الا أن في ذلك تنبيها لما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه،
وتذكرة لمن أراد الاطلاع على اختلافهم، في مدة ملكهم.
وقد جعلنا مرجعنا الأساسي، في النقل ما ذكره المسعودي في (مروج الذهب)
(1) لاشتهاره في الاعتبار بين الخاصة، والعامة، كما صرح بذلك المتبتع الخبير
المحدث القمي (ره) في بعض مصنفاته (2) قائلا: بأنه المؤرخ الأمين، والمعتمد
بين الفريقين، وأن كتابه مروج الذهب في غاية الاعتبار.
وقد استند والدنا العلامة (3) أعلى الله تعالى في الخلد مقامه، برواياته في
جملة من مؤلفاته: مذعنا بصحة نقله، واتقانه. ولهذا ذكرناه في المتن بعين ما نص
عليه، وعارضناه في الهامش بما رواه اليعقوبي في تاريخه (4) إلى زمن المعتمد،
ثم بما ذكره الطبري إلى زمن المقتدر (5) ثم بما رواه ابن الأثير (6) إلى زمن

1 - ج 2 ط مصر 1346 ه‍ ص (53 - 519 (أي من معاوية إلى الراضي.
2 - تتمة المنتهى الفارسية ص (33 و 34) ط إيران سنه 1373 ه‍.
3 - وهو آية الله السيد محمد مهدى الساروي المازندراني، قدس سره الشريف
وكان يعرف (بثقة الاسلام) وهو أحد مشايخنا العظام في الفقه والحديث، وتأتى في
القسم الثالث من هذا الكتاب ترجمته ومؤلفاته، وشخصيته العلمية؟ سيما في الفقه والرجال
والحديث.
(4) ج 2 ط بيروت سنه 1375 ه‍ ص (156 - 173) و ج 3 ط بيروت سنة 1376 ه‍
ص (13 - 189). أي من معاوية إلى زمن المعتمد.
5 - ج 11 ص 341 و 404 من الطبعة الأولى المصرية، سنة 1326 ه‍ أي من أواخر
المعتمد إلى أوائل المقتدر.
6 - ج 8 ص 76 و 118 - ط مصر سنة 1303 ه‍ - أي من القاهر إلى أواخر
الراضي.
226

الراضي فيما خالفوه، فرمزنا إلى الأول بحرف (ى) والى الثاني بحرف (ط) والى
الثالث بحرف (1).
وحيث إن الراضي كان آخر خليفة تعرض لذكره المسعودي ممن ذكرنا
نقده، جعلنا المرجع بعد ذلك إلى المستعصم ما رواه السيوطي، في تاريخ الخلفاء
(1) فذكرناه في المتن بما نص، وعارضناه في الهامش بما رواه ابن الأثير (2) إلى
أوائل خلافة المستنصر كلما دعت الحاجة إليه.
الخلفاء الأمويون
وهم أربعة عشر خليفة، ذكرنا نقود تسعة منهم، لعلة أشرنا إليها في صدر
هذا المبحث، دونك أسمائهم، ومدة ملكهم بما نص عليه المسعودي.
1 - معاوية بن أبي سفيان
بويع معاوية في شوال سنة إحدى وأربعين ببيت المقدس: فكانت أيامه تسع
عشرة سنة وثمانية أشهر، وتوفى في رجب سنة إحدى وستين (3)

1 - ص 310 - إلى - 354 - ط كراچى سنة 1378 ه‍ - أي من القادر إلى
أواخر المستعصم.
2 - ج 9 ص 143 - إلى - 12 - ص 177 - أي من وفاة القادر إلى زمن المستنصر.
3 - ى - بويع بالكوفة في ذي القعدة سنة أربعين.... وتوفى في مستهل رجب،
ويقال: للنصف من رجب سنة (60) قلنا، لم نقف فيما حضرنا من كتب التواريخ على
من يوافق ما ذكره المسعودي في سنة وفاته، ويلاحظ مثل ذلك، في نسختين اخريين
أيضا أوليهما طبع بولاق سنة 1283 ص 42 من المجلد الثاني وثانيتهما طبع مصر سنة 1367
ص 11 - من المجلد الثالث مع أن الطبري ادعى الاجماع على أن هلاكه كان في سنة (60)
قال عند الكلام على أحداث سنة (60): (وفي هذه السنة هلك معوية بن أبي سفيان
بدمشق، فاختلف في وقت وفاته بعد اجماع جميعهم على أن هلاكه كان في سنة (60)
من الهجرة، وفي رجب منها) (راجع ج 6 ص 180 - من الطبعة الأولى،
227

2 - عبد الملك بن مروان
بويع عبد الملك بن مروان، ليلة الأحد غرة شهر رمضان من سنة خمس
وستين... ثم توفى عبد الملك بن مروان بدمشق، يوم السبت لأربع عشرة مضت من
شوال سنة ست وثمانين، وكانت ولايته منذ بويع إلى أن توفي إحدى وعشرين
سنة وشهرا ونصفا (1)
3 - الوليد بن عبد الملك
بويع الوليد بن عبد الملك بدمشق في اليوم الذي توفي فيه عبد الملك وتوفى
الوليد بدمشق للنصف من جمادى الآخرة (2) من سنة ست وتسعين، فكانت ولايته
تسع سنين وثمانية أشهر وليلتين (3)
4 - سليمان بن عبد الملك
بويع سليمان بن عبد الملك، بدمشق في اليوم الذي كانت فيه وفاة الوليد،
وذلك يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة (4) سنة ست وتسعين من الهجرة
وتوفى سليمان بمرج دابق (5) من اعمال جبل قنسرين يوم الجمعة لعشر بقين من

1 - ى - وتوفى للنصف من شوال سنة 86، وكانت ولايته إحدى وعشرين سنة
التي بويع فيها بالشام.
2 - ى - وتوفى الوليد، لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى، سنة 96
وقيل؟ انسلاخ جمادى الآخرة.
3 - ى - وثمانية أشهر ونصفا:
4 - ى - للنصف من جمادى الأولى سنة 96.
5 - وفي مراصد الاطلاع: (دابق) بكسر الباء وروى بالفتح: قرية بحلب من
عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ، عندها مرج معشب نزه، كان ينزله بنو مروان
إذا غزوا الصائفة، إلى ثغر مصيصة. وذكر في (مرج) بأنها بالفتح، ثم السكون والجيم
وهى الأرض الواسعة، فيها نبت كثير ثم عد مواضعها ولم يذكر (مرج الدابق) بل أشار
إليها في الدابق،
228

صفر سنة تسع وتسعين، فكانت ولايته سنتين وثمانية أشهر، وخمس ليال (1)...
وقيل: أن وفاة سليمان كانت يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين
وأن ولايته سنتان وتسعة أشهر وثمانية عشر يوما.
5 - عمر بن عبد العزيز
واستخلف عمر بن عبد العزيز. يوم الجمعة، لعشر بقين من صفر (2) سنة
تسع وتسعين، وهو اليوم الذي مات فيه سليمان. وتوفى بدير سمعان. (3)
من اعمال حمص (4) ما يلي بلاد (قنسرين) (5) يوم الجمعة لخمس (6) بقين من

1 - ى سنتين وثمانية أشهر.
2 - ى - لعشر خلون من صفر.
3 - قال في مراصد الاطلاع: (دير سمعان) يقال بكسر السين وفتحها، وهو
دير بنواحي دمشق، في موضع نزه، وبساتين محدقه به وقصور. قال: وفيه قبر عمر
ابن عبد العزيز، وخرب بعد ذلك ولم يبق له أثر. قلت: ان المشهور ان عمر بن
عبد العزيز مات بنواحي حلب، وانه كان نازلا بناحية منها، وانه مات بنواحي المعرة
وبقرب معرة النعمان قبر معروف انه قبر عمر بن عبد العزيز، في قرية تعرف بالنقيرة، وان
موضعه كان ديرا فخرب، وسألت بعض أهل المعرة عنه، فقالوا: الدير الذي فيه قبر عمر
ابن عبد العزيز يعرف بدير النقيرة. ودير سمعان: دير آخر قريب منا، ولعل الدير
الذي بالنقيرة قد كان يسمى دير سمعان. [وسمعان] هو سمعون الصفا فلعله بنى هذا
الدير على اسمه أيضا فسمى به
4 - وفي مراصد الاطلاع، (حمص) بالكسر، ثم السكون: والصاد مهملة، بلد
مشهور كبير مسور، وفي طرفه القبلي قلعة حصينة على تل عال كبير بين دمشق وحلب
في نصف الطريق، يسمى باسم من أحدثه، وهو حمص بن مكنف العمليقي وبها قبر
خالد بن الوليد، وابنه عبد الرحمن، وعياض بن غنم.
5 - وفي مراصد الاطلاع (قنسرين) بكسر أوله، وفتح ثانيه، وتشديده، وقد
كسره قوم، ثم سين مهملة: مدينة بينها وبين حلب مرحلة كانت عامرة آهلة، فلما غلبت
الروم على حلب في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، خاف أهل قنسرين، وجلوا عنها وفي
بعض النسخ ترحلوا وتفرقوا في البلاد، ولم يبق بها الا خان تنزله القوافل).
6 - ى - لست بقين من رجب
229

رجب سنة أحدى ومائة، فكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام. (1)
6 - يزيد بن عبد الملك بن مروان
ملك يزيد بن عبد الملك في اليوم الذي توفى فيه عمر بن عبد العزيز، وهو
يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومائة... وتوفى يزيد بن عبد الملك
ب‍ (أربد) (2) من ارض البلقاء من اعمال دمشق يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان
سنة خمس ومائة... فكانت ولايته أربع سنين وشهرا ويومين (3)
7 - هشام عبد الملك بن مروان
بويع هشام بن عبد الملك، في اليوم الذي توفى فيه اخوه يزيد بن عبد الملك،
وهو يوم الجمعة لخمس بقين من شوال (4) سنة خمس ومائة... وتوفى هشام بن
عبد الملك ب‍ (الرصافة) (5) من ارض قنسرين، يوم الأربعاء لست خلون من شهر

1 - ى - وكانت ولاية عمر ثلاثين شهرا.
2 - (أربد) بالفتح: ثم السكون، والباء الموحدة: قرية بالأردن، قرب طبرية
عن يمين طريق مصر، بها قبر أم موسى بن عمران وقبور أربعة زعموا أنهم من أولاد يعقوب
(مراصد)
3 - ى - وكانت ولايته أربع سنين: وتوفى لأربع بقين من شعبان
4 - ى - ثم ملك هشام بن عبد الملك بن مروان... وأتته الخلافة، وهو بقرية
يقال لها (الزيتونة) من الجزيرة: فجاء البريد فسلم عليه بالخلافة، فركب من الرصافة
حتى أتى دمشق، وكان ذلك في شهر رمضان.
5 - وفي مراصد الاطلاع: الرصافة بضم أوله، وهى في مواضع... منها رصافة
الشام وتعرف برصافة هشام بن عبد الملك، في غربي الرقة، بناها هشام، لما وقع الطاعون
بالشام، وكان يسكنها في الصيف، وشربهم من صهاريج، لبعدها عن الفرات).
وقال في معجم البلدان: وجدت في أخبار ملوك غسان: ثم ملك النعمان بن الحارث بن
الأيهم، وهو الذي أصلح صهاريج الرصافة، وضع صهريجها الأعظم، وهذا يؤذن
بأنها كانت قبل الاسلام بدهر ليس بقصير، ولعل هشاما عمر سورها أو بنى بها أبنية
يسكنها... وقال أحمد بن يحيى: وأما رصافة الشام، فان هشام بن عبد الملك أحدثها،
وكان ينزل فيها الزيتونة).
230

ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة... فكانت ولايته تسع عشرة سنة وسبعة
أشهر واحدى عشرة ليلة (1)
8 - الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان
بويع الوليد بن يزيد في اليوم الذي توفى فيه هشام، وهو يوم الأربعاء لست
خلون من شهر ربيع الآخر (2) سنة خمس وعشرين ومائة ثم قتل بالبخراء (3)
يوم الخميس لليلتين (4) بقيتا من شهر جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة
فكانت ولايته سنة وشهرين، واثنين وعشرين يوما.
9 - مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو الجعدي
بويع مروان بن محمد بن مروان بدمشق، يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت
من صفر (5) سنة سبع وعشرين ومائة... فكانت أيامه منذ بويع بمدينة دمشق من
ارض الشام إلى مقتله خمس سنين وعشرين أيام، (6) وقيل خمس سنين وثلاثة

1 - ى - وكانت ولايته عشرين الا خمسة أشهر، وتوفى يوم الأربعاء لتسع
خلون من شهر ربيع الأول
2 - ى - وملك الوليد بن يزيد بن عبد الملك... وأتته الخلافة، وهو بدمشق
بعد وفاة هشام بعشرة أيام، وكان ذلك يوم الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول
3 - قال في معجم البلدان: (البخراء) ممدودة كأنها تأنيث الأبخر، وهو نتن
الفم، وهى كذلك مائه منتنة، على ميلين من القليعة في طرف الحجاز قرأت بخط
أبى الفضل العباس بن علي الصولي يعرف بابن برد الخيار، عن حكم الوادي. قال:
بينما نحن مع الوليد بن يزيد بن عبد الملك بالبخراء وهو يشرب إذ دخل عليه مولى له
مخرق ثيابه: فقال، هذه الخيل قد أقبلت فقال: هاتوا المصحف حتى أقتل كما قتل عمى
عثمان فدخل عليه فقتل، فرأيت رأسه في طشت ملقى ويده في فم الكلب، ثم بعث برأسه
إلى دمشق).
4 - ى - وكان قتله لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة 126، وكانت ولايته
سنة وخمسة أشهر.
5 - ى - ملك مروان بن محمد بن مروان... في صفر
6 - ى - وكانت مدة مروان في ولايته إلى أن قتل خمس سنين. وقتل في
ذي الحجة.
231

أشهر، وكان مقتله في أول سنة اثنين وثلاثين ومائة، ومنهم من رأى: ان ذلك
كان في المحرم، ومنهم من رأى: انه كان في صفر وقيل: غير ذلك مما تنازع
فيه أهل التواريخ والسير، على حسب تنازعهم في مقدار ملكه، فمنهم من ذهب
إلى أن مدته خمس سنين وثلاثة أشهر، ومنهم من قال: خمسا وشهرين وعشرة
أيام، ومنهم من قال: خمسا وعشرة أيام. وكان مقتله ببوصير (1) قرية من قرى
الفيوم (2) بصعيد مصر...
ثم قال تحت عنوان (ذكر مقدار المدة من الزمان وما ملكت فيه بنو أمية
من الأعوام) ما نصه: والناس متباينون في تواريخ أيامهم والمعول على ما نورده،

(1) - ى - (بوصير) بكسر الصاد وياء ساكنة، وراء: اسم لأربع قرى بمصر..
بوصير قوريدس.. قال الحسن بن إبراهيم بن زولاق: بها قتل مروان بن محمد بن مروان
ابن الحكم الذي به انقرض ملك بنى أمية، وهو المعروف بالحمار: والجعدي قتل بها
لسبع بقين من ذي الحجة سنة 132.
وقال أبو عمر الكندي: قتل مروان ببوصير، من كورة الأشمونين. وقال لي
القاضي المفضل بن الحجاج: بوصير قوريدس من كورة البوصيرية (معجم البلدان)
(2) وفي مراصد الاطلاع (الفيوم) بالفتح وتشديد ثانيه، ثم واو ساكنة، وميم
في موضعين أحدهما - بمصر، والاخر قريب من (هيت) بالعراق، فاما التي بمصر،
فولاية غربية، بينها وبين الفسطاط أربعة أيام، بينهما مفازة لا ماء بها، ولا مرعى:
يقال أن يوسف الصديق (ع) استخرجها، فحفر نهرها، من النيل، حتى ساقه
إليها، متسلطا على جميع أرضها، فيشرب قراها منه، حتى مع نقصان النيل، يتفرق
عليها جميعا حتى يسقيها لكل موضع شرب معلوم، وكان ذلك الموضع يسمى (الجوبة
لأنه كان لمصالة ماء الصعيد، وفضوله يجتمع ذلك إليها، ولا مخرج له فحفر لها خلجا
فاخرج بها الماء المحتقن فيها حتى لم يبق بها ماء، ثم ادخل الفعلة فقطع ما كان بها من القصب،
والطرفاء فأخرجه منها، حتى صارت الجوبة أرضا نقية، بريه، وارتفع ماء النيل فدخل
في رأس المنهى فجرى فيه حتى انتهى إلى اللاهون فقطعه إلى الفيوم فدخل في خليجها فسقاها
وأقامت تزرع غوائط مصر وأمر ببناء قرى فيها واسكنها الناس،).
232

وهو الصحيح عند أهل البحث، ومن عنى بأخبار هذا العالم: وهو ان (معاوية)
ابن أبي سفيان ملك عشرين سنة... و (عبد الملك) بن مروان إحدى وعشرين
سنة وشهرا وعشرين يوما. و (الوليد) بن عبد الملك تسع سنين وثمانية أشهر
ويومين. و (سليمان) بن عبد الملك سنتين وستة أشهر وخمسة عشر يوما و (عمر)
ابن عبد العزيز رضي الله عنه، سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام. و (يزيد) بن عبد الملك
أربع سنين وثلاثة عشر يوما. و (هشام) بن عبد الملك تسع عشرة سنة وتسعة أشهر
وتسعة أيام. و (الوليد) بن يزيد بن عبد الملك سنة وثلاثة أشهر.. و (مروان)
ابن محمد بن مروان خمس سنين وشهرين وعشرة أيام) (1)
الخلفاء العباسيون
وهم كانوا سبعة وثلاثين خليفة في بغداد (عاصمة العراق) ذكرنا واحدا وعشرين
منهم لما تقدم، دونك أسمائهم ونص المسعودي على مدة ملكهم.
1 - أبو العباس عبد الله بن محمد السفاح
بويع أبو العباس السفاح، وهو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد الملك
ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر (2) من سنة اثنتين
وثلاثين ومائة وقيل: في النصف من شهر جمادى الآخرة من هذه السنة... فكانت
خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، ومات بالأنبار في المدينة التي نباها وذلك في يوم الأحد
لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة.
2 أبو جعفر المنصور
بويع أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب،
وهو بطريق مكة... يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين
ومائة... وكانت وفاته يوم السبت لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين

1 - ج 2 ص 198 و 199. وقد نقلنا من كلامه من تعرضنا لذكر نقده.
2 - ى - يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول. وقيل يوم الأربعاء
لليلتين بقيتا من ذي الحجة).
233

ومائة، فكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة الا تسعة أيام. (1)
3 - المهدى
محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس... اخذ له البيعة
بمكة الربيع مولاه يوم السبت، لست (1) خلون من ذي الحجة، سنة ثمان
وخمسين ومائة واتاه ببيعته منارة مولاه، فأقام يومين بعد ذلك، ثم خطب الناس
وبويع بيعة العامة فمات بقرية يقال لها: زرين (2) ليلة الخميس لسبع بقين من
المحرم سنة سبع (3) وستين ومائة، فكانت خلافته عشر سنين وشهرا وخمسة
عشر يوما. (4)

1 - ى - ومات لثلاث خلون من ذي الحجة... فكانت ولايته 22 سنة.
1 - ى - وبويع في اليوم الذي توفى فيه المنصور). أي لثلاث خلون من ذي
الحجة كما سمعت منه.
2 - كذا في النسخة المطبوعة ط مصر سنة 1346 - ولكن الصواب (الرذ)
قال في مراصد الاطلاع (الرذ): قرية بما سبذان، قرب البذنيجين، بها قبر المهدى
الخليفة). ونرى مثله في معجم البلدان.
وقال اليعقوبي، وخرج المهدى، من بغداد لاحدى عشرة ليلة خلت من المحرم
سنة 169 - إلى الجبل، فنزل قرية يقال لها (الرذ) من أرض ما سبذان، وخرج يتصيد
فأقام ساير يومه يطرد وأتبعت الكلاب ظبيا وأمعن في الطلب واقتحم الظبي باب خربة
ومرت الكلاب واقتحم به الفرس في أثره فصدمه باب الخربة، وحمل إلى مضاربه فتوفى
لثمان بقين من المحرم سنة 169 (راجع ج 3 ط بيروت ص 12 سنة 1376 ه‍
3 - كذا في الأصل المطبوع عندنا لكنه لا يلائم مع ما ذكره في ابنه موسى الهادي،
من أنه بويع صبيحة الثلاثاء التي كانت فيها وفاة والده المهدى، وذلك في سنة تسع
وستين ومائة. كما تراه في المتن.
وفي نسخة أخرى ط مصر سنة 1367 ه‍ (تسع وستين ومائة) وهى الصواب
ويؤيد كون الكلمة (تسعا) لا (سبعا) ما ذكر في تاريخ اليعقوبي في كلامه المتقدم
والطبري وابن الأثير وتاريخ الخلفاء للسيوطي وغيرها من أنه توفى سنة 169
4 - ى - وكانت خلافته عشر سنين وشهرا واثنين وعشرين يوما.
234

4 - موسى الهادي
بويع موسى بن محمد الهادي لسبع بقين من المحرم... صبيحة الثلاثاء التي كانت
فيها وفاة والده المهدي، وذلك في سنة تسع وستين ومائة، وتوفى - بفساباذ -
(1) نحو مدينة السلام سنة سبعين ومائة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول
من هذه السنة، وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر (2)
5 - هارون الرشيد
بويع هارون الرشيد بن المهدى يوم الجمعة: صبيحة الليلة التي مات فيها
الهادي بمدينة السلام، وذلك لاثنتي (3) عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول، سنة
سبعين ومائة، ومات بطوس، بقرية يقال لها: (سناباذ)، يوم السبت لأربع ليال
خلون من جمادى (4) الآخرة سنة ثلاثة وتسعين ومائة فكانت ولايته ثلاثا وعشرين
سنة وستة أشهر. وقيل: ثلاثا وعشرين سنة، وشهرين.
6 - محمد الأمين
بويع محمد بن هارون في اليوم الذي مات فيه هارون الرشيد، وهو (5) يوم السبت
لأربع ليال خلون من جمادي الأولى بطوس سنة ثلاث وتسعين ومائة... وكانت

1 - كذا في النسخة الموجودة عندنا: والصواب (عيساباذ) كما في بعض النسخ
ط مصر أيضا وفي معجم البلدان، (عيساباذ)... محلة كانت بشرقي بغداد، منسوبة
إلى عيسى بن المهدى، وامه وأم الرشيد، والهادي: (الخيزران)! هو أخوهما لامهما
وأبيهما، وكانت أقطاعا له! وبه مات موسى بن المهدى (الهادي).
ولم يكن لكلمة (فساباذ) ذكرا لا فيه ولا في مراصد الاطلاع، وفي تاريخ اليعقوبي
والطبري، وابن الأثير (عيساباذ) أيضا،
2 - ى - وكانت خلافته أربعة عشر شهرا، وتوفى لأربع عشرة ليلة خلت من شهر
ربيع الأول.
3 - ى - ولى هارون الرشيد بن محمد المهدى، وامه الخيزران في اليوم الذي
توفى فيه أخوه موسى وهو لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.
4 - ى - وصار هارون إلى طوسي فنزل قرية يقال لها (سناباذ)، وهو شديد العلة:
فتوفى مستهل جمادى الأولى.
5 - ى - وهو يوم الأحد مستهل جمادى الأولى.
235

خلافته أربع سنين وستة أشهر وكان أصغر من المأمون بستة أشهر وكانت أيامه
من خلعه إلى مقتله سنة ونصفا وثلاثة عشر يوما حبس فيها يومين. (1)
7 - المأمون
بويع (2) المأمون عبد الله بن هارون... وتوفى بالبليدون (3) - على عين
العشيرة، وهى عين يخرج منه النهر المعروف بالبديدون (4)، وقيل: أن اسمها

(1) - ى - وكانت خلافته منذ يوم توفى فيه الرشيد إلى أن قتل أربع سنين وسبعة أشهر،
وأحد وعشرين يوما، ومنذ مات هارون إلى أن خلع ثلاث سنين.
(2) - ى - بويع عبد الله المأمون بن هارون الرشيد... في سنة (195).. وبايع له عامة أهل
البلدان سنة (196)، فلما كان في المحرم سنة (198) وقتل محمد اجتمع عليه أهل البلدان،
ولم يبق أحد الا اعطى طاعته.
(3) كذا فيما حضرنا من نسخته، والصواب (بذندون)، ذكره ياقوت في معجم البلدان
في (باب الباء والذال) قال: (بذندون)، بفتحتين وسكون النون، ودال مهملة، وواو ساكنة،
ونون: قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر، مات بها المأمون، فنقل إلى طرسوس
ودفن بها. ونرى مثله في مراصد الاطلاع وفي الكامل، وتاريخ الخلفاء أيضا بالذال
المعجمة بعد الباء كتابة ولكن في تاريخ اليعقوبي ج 3 ط بيروت سنة 1376 والطبري
ج 10 ص 293 من الطبعة الأولى - (بدندون) بالدال المهملة بعد الباء.
(4) كذا في الأصل المطبوع عندنا، والصواب ما عرفت وفي تاريخ الطبري بالدال
المهملة كما أشرنا إليه آنفا قال: في (ذكر الخبر عن سبب المرض الذي كانت فيه وفاته)
(أي وفاة المأمون) في تلك الصحيفة المشار إليها ناقلا عن سعيد العلاف القارى - إلى أن قال:
فدعاني يوما (يعنى المأمون) فجئت فوجدته جالسا على شاطئ البدندون، وأبو إسحاق
المعتصم جالس عن يمينه، فأمرني فجلست نحوه منه، فإذا هو وأبو إسحاق مدليان أرجلهما
في ماء البدندون) وقال في الكامل ناقلا عنه أيضا: دعاني المأمون يوما فوجدته جالسا على
جانب البذندون والمعتصم عن يمينه، وهما قد دليا أرجلهما في الماء.
وفي تاريخ الخلفاء ط كراچى ص 240: مات المأمون يوم الخميس لاثنتي عشرة
بقيت من رجب سنة 218 بالبذندون من أرض الروم، ونقل إلى طرسوس، فدفن بها قال
المسعودي: كان نزل على عين البذندون، فأعجبه بردها وصفاؤها، وطيب الموضع،
وكثرة الخضرة.
236

بالرومية أيضا رقة وحمل إلى طرسوس (1) فدفن بها على يسار المسجد سنة ثمان
عشرة ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة، فكانت خلافته إحدى وعشرين (2)
سنة منها أربعة عشر شهرا كان يحارب أخاه محمد بن زبيدة على ما ذكرنا وقيل: سنتان
وخمسة أشهر).
وذكر أيضا في آخر اخباره وسيره: (وقضى من ساعته وهو في يوم الخميس
لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين)
8 - الواثق
بويع هارون بن محمد بن هارون الواثق... في اليوم الذي كانت فيه وفاة المعتصم
وهو يوم الخميس لثمان (3) عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين
ومائتين... وكانت خلافته خمس سنين، وتسعة أشهر، وثلاثة عشر يوما، وقيل إنه
توفى يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
9 - المتوكل على الله
بويع جعفر بن محمد بن هارون ولقب بالمنتصر بالله، فلما كان في اليوم الثاني
لقبه أحمد بن أبي داود المتوكل على الله وذلك في اليوم الذي مات فيه الواثق
اخوه وهو يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين...
وقتل ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين. (4)

(1) (طرسوس) بفتح أوله، وثانيه، وسينين مهملتين، بينهما واو ساكنة: مدينة
بثغور الشام: بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم، بينها وبين أذنة ستة فراسخ، يشقها
نهر البردان، وبها قبر المأمون. (مراصد الاطلاع)
(2) - ى - وكانت خلافته منذ يوم سلم عليه بالخلافة في حياة المخلوع، إلى أن
مات عشرين سنة وخمسة أشهر وخمسة وعشرين يوما:
(3) - ى - لاحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول.
(4) - ى - وكانت خلافة المتوكل أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسعة أيام.
237

10 - المستعين بالله
بويع أحمد بن محمد بن المعتصم في اليوم الذي توفى فيه المنتصر، وهو يوم الأحد
(1) لخمس خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين. وخلع
نفسه وسلم الخلافة إلى المعتز، فكانت خلافته ثلاث سنين وثمانية أشهر، وقيل
ثلاث سنين وتسعة أشهر، وكانت وفاته يوم الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة
اثنتين وخمسين ومائتين.
11 - المعتز بالله
بويع المعتز بالله، وهو الزبير بن جعفر المتوكل... بعد خلع المستعين لنفسه،
وذلك يوم الخميس لليلتين (2) خلتا من المحرم، وقيل لثلاث خلون منه، سنة
اثنين وخمسين ومائتين... ثم خلع المعتز نفسه يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب
سنة خمس وخمسين ومائتين، ومات بعد ان خلع نفسه بستة أيام (3) فكانت
خلافته أربع سنين وستة أشهر، ودفن بسامراء فجملة أيامه منذ بويع بسامراء،
قبل خلع المستعين إلى اليوم الذي خلع فيه، أربع سنين وستة (4) أشهر وأياما،
ومنذ بويع له بمدينة السلام ثلاث سنين وسبعة أشهر.
12 - المعتمد على الله
بويع المعتمد أحمد بن جعفر المتوكل، يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت
من رجب، سنة خمس (5) وخمسين ومائتين... ومات في رجب، سنة تسع

(1) - ى - وهو يوم السبت لأربع خلون من شهر ربيع الاخر.
(2) - ى - لسبع خلون من المحرم.
(3) - ى - وتوفى بعد يومين، وصلى عليه المهتدى.
(4) - ى - وتسعة أشهر
(5) كذا في النسخة المطبوعة بيدنا وهو خطأ واضح والصواب (ست وخمسين)، فإنه
كغيره من المؤرخين ذكر سنة وفاة المهتدى (خليفة قبله (256) كما أنهم ذكروها أيضا
ابتداء خلافة المعتمد. مع أن كلمة خمس لا تلائم ما ذكره في مدة خلافته أعنى ثلاثا وعشرين
سنة إذ بناء على كونها خمسا لا ستا تصير مدتها أربعا وعشرين سنة لا ثلاثا وعشرين وفي
نسخة أخرى ط مصر سنة 1367: بويع المعتمد. سنة (ست خمسين ومائتين). والى هنا ينتهى
من تعرض له اليعقوبي من الخلفاء)
238

وسبعين ومائتين... فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة (1)
13 - المعتضد بالله
بويع أبو العباس، أحمد بن طلحة المعتضد بالله، في اليوم الذي مات فيه
المعتمد على الله عمه، وهو يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب: سنة
تسع وسبعين ومائتين... وكانت وفاته يوم الأحد لسبع بقين من شهر ربيع
الآخر، سنة تسع وثمانين ومائتين، فكانت خلافته تسع سنين وتسعة أشهر
ويومين.
14 - المكتفى بالله
بويع المكتفى بالله. وهو علي بن أحمد المعتضد بمدينة السلام في اليوم
الذي كانت فيه وفاة أبيه المعتضد: وهو يوم الاثنين (2) لثمان بقين من شهر ربيع
الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين... وكانت وفاته يوم الأحد لثلاث (3) عشرة
ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين... فكانت خلافته ست
سنين وسبعة أشهر، واثنين وعشرين يوما، وقيل ست سنين وستة أشهر وستة
عشر يوما على تباين الناس في تواريخهم، والله أعلم.
15 - المقتدر بالله
بويع المقتدر (4) جعفر بن أحمد في اليوم الذي توفى فيه اخوه المكتفى

(1) - ط - وفيها (سنة تسع وسبعين ومائتين) توفى المعتمد ليلة الاثنين لاحدى عشرة ليلة
بقيت من رجب... فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام فيما ذكر.
(2) ذكر في يوم وفاة أبيه المعتضد، أنه كان يوم الأحد، لسبع بقين من شهر
ربيع الاخر - فلاحظ)
(3) - ط - وفي ذي القعدة لاثنتي عشرة ليلة خلت منها توفى المكتفى بالله، وكانت
خلافته ست سنين، وستة أشهر، وتسعة عشر يوما
(4) وهو اخر خليفة تعرض الطبري لذكر نبذة من الاحداث الواقعة في أيامه، أي من يوم
بويع فيه إلى سنة اثنتين وثلاثمائة.
239

بالله، وكان يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين...
وقتل ببغداد بعد صلاة العصر، يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من شوال سنة عشرين
وثلاثمائة، فكانت خلافته أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وستة عشر
يوما.
16 - القاهر بالله
بويع القاهر محمد بن أحمد المعتضد بالله يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال
سنة عشرين وثلاثمائة، ثم خلع يوم الأربعاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة
اثنين وعشرين وثلاثمائة وسملت عيناه وكانت خلافته سنة وستة أشهر وستة
أيام (1)
17 - الراضي بالله
بويع الراضي بالله، محمد بن (2) جعفر المقتدر... يوم الخميس (3) لست خلون
من جمادى الأولى سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة فأقام في الخلافة إلى أن مضى من ربيع
الأول، (4) عشرة أيام سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ومات حتف انفه بمدينة السلام،
وكانت خلافته ست سنين وأحد عشر شهرا وثلاثة أيام.
أقول: إلى الراضي ينتهى من ذكره المسعودي، من الخلفاء الذين ذكرنا
نقودهم. ثم تعرض بعد ذكر خلافة المتقى، والمستكفي، والمطيع، لذكر
جميع ما أثبته أصحاب النجوم، في كتب الزيجات إلى سنة 336 - التي فرغ فيها
من تصنيف كتابه، ليكون ذلك كما قال: أكثر لفائدة الكتاب، وأجمع لمعرفة

(1) - 1 - وكانت خلافته سنة واحدة وستة أشهر وثمانية أيام.
(2) - 1 - ط مصر سنة 1303 - أحمد بدل محمد.
(3) - 1 - يوم الأربعاء.
(4) - 1 - وفي هذه السنة (329) مات الراضي، أبو العباس، أحمد بن المقتدر
منتصف ربيع الأول وكانت خلافته ست سنين وعشرة أشهر، وعشرة أيام:
240

تباين أصحاب التواريخ، من الأخباريين، والمنجمين، وما اتفقوا عليه
من ذلك.
فذكر ما وجده في كتب الزيجات، من الهجرة إلى أيام بني مروان،
ومنها إلى الخلفاء من بني هاشم من عبد الله السفاح، إلى المطيع، إلى غرة جمادي
الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة سنة وثمانية أشهر، وخمسة عشر يوما،
فاستنتج بعد ذكر المدة في الجميع: بأن ذلك ثلاثمائة وخمس وثلاثون سنة
وأربعة أشهر الا ثلاث ليال. ثم قال: (قال المسعودي):
وسنو الهجرة: قمرية، وبين هذا التاريخ وتاريخ أصحاب الاخبار، والسير
تفاوت من زيادات الشهور، والأيام ومعولنا فيما ذكرنا من التاريخ من الهجرة
إلى هذا الوقت على ما وجدنا في كتب الزيجات وكان (1) أهل هذه الصناعة يراعون
هذه الأوقات: ويحيطون علمها على التحديد، والذي نقلناه فمن زيج أبى عبد الله
محمد بن جابر الساني (2) وغيره من الزيجات، إلى هذا الوقت، فاما ما قدمنا ذكره
في هذا الوقت (3) من الهجرة إلى هذا الوقت فانا نعيد ذكره مفصلا في هذا الكتاب لكي
يقرب تناوله على الطالب له ولا يبعد عما ذكرناه من الزيجات (فالذي صح) من
تاريخ أصحاب السير والأخبار من أهل النقل والآثار انه بعث ص الخ)
ثم ساق الكلام إلى ذكر التواريخ من البعثة إلى (المطيع) أيضا إلى غرة
جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة سنة وثمانية أشهر وخمسة عشر

(1) كذا، وفي بعض النسخ إذ كان -
(2) كذا في النسخة المطبوعة عندنا وفي بعض النسخ (البناني) ولكن الصواب (البتاني)
قال في معجم البلدان: (بتان): من نواحي حران، ينسب إليها محمد بن جابر البتاني صاحب
الزيج، ذكره ابن الاكفانى: بكسر الباء).
(3) كذا في النص، والصواب (في هذا الكتاب) كما في بعض النسخ. أيضا
241

يوما (1).
18 - القادر بالله
قال السيوطي: القادر بالله أبو العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر... بويع
له بالخلافة بعد خلع الطائع (2) وكان غائبا فقدم في عاشر رمضان وجلس من
الغد جلوسا عاما... وفي سنة 422 - توفى القادر بالله ليلة الاثنين الحادي عشر من
ذي الحجة... ومدة خلافته إحدى وأربعون سنة، وثلثة أشهر) (3)
19 - الناصر لدين الله
قال السيوطي: الناصر لدين الله احمد أبو العباس بن المستضئ بأمر الله...
بويع له عند موت أبيه (المستضئ بأمر الله) في (4) مستهل ذي القعدة سنة 575 (5)
وقال الذهبي: ولم تل الخلافة أحد أطول مدة منه فإنه أقام فيها سبعة وأربعين (6)
سنة.... ومات يوم الأحد سلخ رمضان سنة اثنين وعشرين وستمائة)

(1) راجع المجلد الثاني (ص 562 - 566) تجد بين ما ذكره هنا، وبين ما ذكره في
تاريخ الخلفاء الأمويين اختلافات أهل السير، والتواريخ، وأصحاب النجوم، والزيجات
كما أشار إليه غير مرة، وحيث لم يكن البحث عن ذلك مما تعلق به غرضنا الأصلي ضربنا
عنه، واقتصرنا بالإشارة إليه اجمالا، لئلا يتوهم متوهم اننا قد غفلنا عما ذكره من اختلافاتهم،
في غير موضع من كتابه.
(2) وكان ذلك كما ذكر في اخباره: سنة (381)
(3) - 1 - وعشرون يوما
(4) - 1 - وفي هذه السنة (575) في ثاني ذي القعدة، توفى الامام المستضئ بأمر الله.
(5) وفي تتمة المنتهى الفارسية (ص 359) وقيل: سنة 595.
(6) - 1 - وكانت خلافته ستا وأربعين سنة وعشرة أشهر وثمانية وعشرين يوما
242

20 - المستنصر بالله
قال السيوطي: المستنصر (1) بالله، أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله...
قال ابن النجار وبويع بعد موت أبيه في رجب سنة 623) وفي سنة أربعين وستمائة
توفى المستنصر يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة)
21 - المستعصم بالله
قال السيوطي: المستعصم بالله، أبو أحمد عبد الله بن المستنصر بالله، آخر
الخلفاء العراقيين... بويع له بالخلافة عند موت أبيه... وقتل سنة 656) (2)

(1) وهو آخر خليفة تعرض ابن الأثير لذكره ونبذة من الاحداث الواقعة في أيامه،
أي من يوم بويع فيه إلى سنة 629.
(2) تاريخ الخلفاء (ص 349) وقد ذكر في (ص 353 و 354) ما حدث في سنة 656 -
وكيفية قتل المستعصم على يد هلاكو وأعوانه.
243

(الفصل الثامن)
إن بحثنا في هذا الفصل يتناول تقدير وزن الدينار والدرهم الشرعيين، و
خلاصة بعض أحكام النقود الذهبية والفضية التي توصلنا إليها بعد تحويلها إليهما.
وقد كنا بانين في أول الأمر على أن نلحقهما بالقسم الثاني المعد للابحاث الفقهية
لكن عدلنا عن هذه الفكرة، وأوردناهما هنا ليكون هذا القسم أكثر نفعا و
أوفر فائدة.
فنقول: لا إشكال في أن المثقال الشرعي: ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي،
كما صرح به جماعة ونسبه إليهم في المستند أيضا، ونفى الشك فيه المجلسي ره
في رسالة المقادير، ويظهر من بعضهم أنه مما لم ينقل الخلاف فيه. قال صاحب
البرهان القاطع بعد تحديد الرطل العراقي بواحد وتسعين مثقالا شرعيا، والكر
بمائة وتسعة آلاف ومائتين مثقالا شرعيا، مبنيا على كونه ألفا ومأتى رطل
بالعراقي: يعادل المثقال الشرعي الذهب المسكوك المسمى في زماننا (أبو لعيبة
والمشخص) وهو ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي، فالكر بالمثاقيل الصيرفية يبلغ
واحدا وثمانين ألفا وتسعمائة مثقالا. وصرح بجميع ذلك أيضا أعاظم الأصحاب،
ولم أجد في شئ من هذه المقادير خلافا. وذكر نحو ذلك في مصباح الفقيه
فإنه بعد تحديد الرطل العراقي بالدرهم ونسبته إلى المثقال الشرعي قال:
والمثقال الشرعي ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي، فهو حينئذ مثقال وثلث شرعي،
وقد صرح بجميع ذلك جملة من أعاظم الأصحاب، ولم ينقل الخلاف في شئ
منها.
وقال أيضا في زكاة النقدين: إن الدينار (المثقال الشرعي) شئ معين
وزنه مضبوط لم يتغير في جاهلية ولا إسلام إلى هذه الأعصار المتأخرة في كثير
من بلاد المسلمين، وهو ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي، وهذا مما لا شبهة فيه.
بل في الدرة البهية للعلامة الأمين العاملي ان ذلك مما اتفقت عليه كلمتهم
257

كما يأتي كلامه قريبا، وقد ذكرنا فيما سبق (1) ما نقله في المجمع عن النهاية
الأثيرية، من أن الذهب الصنمي الذي هو المثقال الشرعي عبارة عن ثلاثة أرباع
المثقال الصيرفي عرف بذلك بالاعتبار الصحيح. فالصيرفي على هذا: مثقال وثلث من
الشرعي، فإذا زدت على المثقال الشرعي ثلثه يصير صيرفيا، وإذا نقصت من المثقال
الصيرفي ربعه يصير شرعيا.
ولا خلاف ولا إشكال أيضا في أن المثقال الشرعي: درهم وثلاثة أسباع درهم (2) فالدرهم
نصف المثقال الشرعي وخمسه، فكل عشرة دراهم سبعة مثاقيل (3)، ونصف المثقال
الصيرفي وربع عشره، فالصيرفي درهم وستة أسباع درهم.
أي 21 / 19 / 1، فيكون العشرون مثقالا أول نصاب الذهب، زنة ثمانية وعشرين
درهما وأربعة أسباع درهم، والمائتا درهم أول نصاب الفضة، زنة مائة وأربعين
مثقالا شرعيا، ومائة وخمسة مثاقيل صيرفية، وفي الرسالة المقادير
للمجلسي ره أيضا: ان هذه النسب مما لا شك فيه، ومما اتفقت عليه الخاصة
والعامة (4).
وأما الاختلاف المشاهد بين جملة من الدنانير والدراهم القديمة التي أوردنا نبذة
من تصاويرها. في الفصل السابع مع وزنهما الشرعي، فهو غير قادح، بعد عدم معلومية

(1) راجع ما كتبناه ص 91.
(2) قال صاحب اللسان في مادة (ثقل): زنة المثقال هذا المتعامل به الان: درهم واحد
وثلاثة أسباع درهم. وقال أيضا في مادة (مكك): المثقال: درهم وثلاثة أسباع درهم، والدرهم:
ستة دوانيق، والدانق: قيراطان، والقيراط: طسوجان، والطسوج: حبتان، والحبة: سدس
ثمن درهم، وهو جزء من ثمانية وأربعين جزءا من درهم، ويرى مثل ذلك في القاموس و
الصحاح وغيرهما.
(3) نسبه الشيخ في الخلاف إلى اجماع الفرقة بل اجماع الأمة.
(4) الحظ ميزان المقادير ص 4 ط بمبئي سنة 1308 ه‍. وراجع ص 103 تجد هناك
عباراته التي نقلناها عنه.
258

بناء الخلفاء على ضرب نقودهم على خصوص هذين الوزنين مستمرا، كما يشهد
لذلك وجود التفاوت اليسير، والفاحش بين أوزان كثير من مسكوكاتهم، وربما يكون
فيها ما هو موافق لوزنهما أو مخالف له بقليل لا يعتد به. ومما يدل على هذا التفاوت
وعدم ذاك البناء هو ملاحظة جملة منها التي ضربت على وزن يزيد عن وزنهما الشرعي
قطعا، كالدينار الذي ضربه المستعصم، أو ضربه المكتفى، فان الأول (1) كان على وزن
عشر غرامات، والثاني (2) على وزن 5 غرامات أو كالدرهم الذي ضربه القادر،
فإنه كان على وزن 75 / 5 (3) من الغرمات. كما يشاهد الجميع في الأشكال السابقة،
مع إنا قد نقلنا فيما سبق (4) تصريح جمع من الباحثين عن النقود، بأن أهل مكة
بصورة خاصة أو عامة أهل الحجاز كما صرح به أيضا غير واحد منهم كانوا لا يتعاملون
في الجاهلية بدنانير قيصرية، ودراهم كسروية، إلا أنها تبر، وكانوا يزنون
الذهب بوزن يسمونه دينارا، ويزنون الفضة بوزن يسمونه درهما، فلما جاء
الاسلام، أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك وكذا من بعده من الخلفاء.
فالدينار، والدرهم وان كانا اسمين لمضروبين من الذهب والفضة كما سمعت
سابقا (5) من غير واحد من أهل اللغة، إلا انهما يطلقان على وزن خاص، أي
مثقال من الذهب، ودرهم من الفضة، وقد صرح البستاني في دائرة المعارف بان
الدينار اسم لمضروب مدور من الذهب، وفي الشريعة اسم لمثقال من ذلك المضروب،
فوزن الدينار الشرعي، لا يختلف باختلاف أوزان النقود الذهبية في مختلف الأدوار،
كما أنه لم يختلف في جاهلية ولا إسلام، وأما وزن الدرهم فهو وان اختلف وتغير
عما كان عليه في الجاهلية، لكنه استقر في الاسلام على وزن ستة دوانيق، كل

(1) راجع ص 225.
(2) الحظ ص 218.
(3) انظر ص 222.
(4) راجع ص 36 إلى 39.
(5) الحظ هامش ص 38.
259

عشرة منه سبعة مثاقيل، كما فصلنا الكلام عليهما في الفصل الخامس، ويأتي الكلام
على الدرهم أيضا في القسم الثاني إن شاء الله تعالى.
وبالجملة لهما وزنان مضبوطان في ضمن أي نقد ذهبي، أو فضي قديميين
كانا أو جديديين، زاد وزنهما عنهما أو نقص.
فما يظهر من بعض الأعاظم من الاشكال فيما ذكره جماعة من أن المثقال
الشرعي، عبارة عن ثلاثة أرباع المثقال الصيرفي لمجرد التفاوت المشاهد بين هذا
الوزن وبين الدنانير القديمة التي عثر عليها ليس في محله. وسيأتي أيضا عند
تقدير وزنها بالغرام الفرنسي ما يزيدك الوضوح في هذا الموضوع.
نعم تقدير وزنهما الشرعي، وتحديده بما يصلح للانطباق على المسكوكات
العصرية وغيرها كما تلاحظ نبذة منها في الجداول الآتية، لا يخلوا من صعوبة،
ولكن لفقهائنا رضوان الله تعالى عليهم في ذلك طرق مختلفة، تطبق بعضها على بعض
وإرجاعها إلى وزن واحد، يستدعى البحث عن كل منها بما يقتضيه. وهي على ما
أفادوه ثلاثة كما تلى
1 - تقدير وزنهما بحبات الحمصة. 2 - تقدير وزنهما بالقيراط. 3 - تقدير
وزنهما بحبات الشعيرة.
وأضف إليها تقدير وزنهما بالغرام كما سنشير إليه أيضا.
(تقدير وزنهما بحبات الحمصة)
الظاهر إتفاق الصيارفة، والصيادلة، وغيرهم: أن المثقال الصيرفي الذي يعبر
عنه بالمتعارف تارة، وبالمعمولي أخرى 24 حمصة، في جميع بلاد إيران، و
ذكره البنك الملي بهذا الوزن أيضا في (سر رسيد نامه) (1).
.

(1) راجع ص 45 ط إيران سنة 1380 ه‍. وهو كما أشرنا إليه منشور رسمي يتضمن
بعض ما يتعلق بالمسكوكات، والمقائيس، والأمتار، والأوزان، وغيرها، وكان عند
أهلها معروفا بالصحة والاتقان، وراجع ما كتبناه في تفسير الكلمة هامش ص 190
260

بل المستفاد من رسالة (الدرة البهية في تطبيق الموازين الشرعية على
العرفية) أن المثقال الصيرفي بهذا الوزن كان متعارفا عند العرب والعجم.
حيث قال: أن الپول النحاسي الإيراني هو مثقال صيرفي متعارف عند العرب والعجم
في عصرنا هذا كما يأتي في الأمر الخامس، وقد اعتبرناه مع ما سنذكره الآن من
وزن المثقال الشرعي فكان المثقال الشرعي ثلاثة أرباعه حسب ما اتفقت عليه كلمتهم
وقال أيضا في الأمر الخامس المثقال الصيرفي هو المتعارف اليوم في العراق و
والشام وغيرهما: ويعادل أيضا الپول الأحمر النحاسي الإيراني الذي يعبر عنه
أهل بلاد العجم بخمسين دينارا والذي كان صرف العشرين منه في السابق درهما
واحدا في الفضة وهو المسمى قرانا أو يكهزار أي ألف دينار، فإنهم يقسمون
الدرهم إلى ألف دينار وكان صرفه عندهم عشرون پولا كل پول خمسون دينارا
وقد اعتبرنا ذلك كله بنفسنا فوجدناه صحيحا، ولكن الپول المذكور قد تختلف
اوزانه لعدم ضبط السكة كما مر في الأمر الرابع فتنبه. (1)
أقول: ذاك الپول الأحمر النحاسي الذي أشار إليه وجعله معيارا لوزن المثقال
الصيرفي، هو الذي كان الأغلب في سابق الزمان جاريا في كثير من بلاد إيران
مجرى مثقال صيرفي أي 24 حبة من الحمصة وكان يعرف بمثقال واحد وكان
أهله يضعونه في الميزان بدل تلك الحبات عند إرادة توزين شئ قليل، فبناء على
ما ذكره - ره - في تلك الرسالة كان المثقال الصيرفي بهذا الوزن الذي ذكرناه متعارفا
في غير بلاد إيران أيضا.
نعم نسب إلى بعض بلاد العراق كبغداد وغيرها جعله زنة 26 حبة من الحمصة و
لعل هذا الاختلاف اليسير ناشئ من الاختلاف في أوساطها خفة ورزانة. فمما
حققناه في المثقال الصيرفي يظهر لك أن المثقال الشرعي الذي هو ثلاثة أرباعه
كان على وزن 18 حمصة والدرهم الذي هو نصفه وربع عشره كان على وزن 6 / 12
حمصة. ويؤيد ما ذكرناه تصريح جماعة من فقهائنا المتأخرين من المعاصرين و

(1) الحظ الدرة البهية ص 12 و 17 ط دمشق سنة 1332 ه‍.
261

غيرهم بذلك في رسائلهم (1) العملية. فذكروا وزن المثقال الشرعي 18 حمصة،
.

(1) راجع (رسالة ذخيرة المعاد للفقيه المتبحر الشيخ زين العابدين المازندراني
قدس سره ص 466 و 467 ط المشهد المقدس الرضوي سنة 1331 ه‍ وعليها حواشي
جمع من الأعاظم كالميرزا محمد تقي الشيرازي والسيد محمد كاظم اليزدي والسيد صدر -
الدين العاملي قدس الله اسرارهم وهم لم يخالفوه فيما افاده متنا في تقدير وزنهما الشرعي
بالحصمة. وعلى هامش أولها كتابة خطية كتبها العلامة الجليل الشيخ عبد الكريم الجائري اليزدي
طاب رمسه وقد امضى العمل بما فيها وراجع رسالة (مجمع المسائل) لسيد الأساتذة
الميرزا محمد حسن الشيرازي قدس الله روحه ص 292 ط طهران سنة الكتابة 1310 وقد
صرح فيها بان الدرهم الشرعي ما كان على وزن اثنتي عشر حمصة ونصف حمصة وعشرها.
فمنه يعلم وزن المثقال الشرعي عنده على حسب النسبة السابقة التي تسالموا عليها.
وراجع (وسيلة النجاة) لسيدنا الأستاذ فقيه عصره السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني
قدس الله ضريحه 291 من المجلد الثاني ط النجف الأشرف سنة 1364 ه‍ وقد صرح فيها بما
ذكرناه في وزن الدرهم الشرعي وكذا صرح في تلك الصفحة بان المثقال الصيرفي 24
حمصة وفي ص 189 من المجلد الأول بان المثقال الشرعي ثلاثة أرباعه فيعلم من ذلك
تقديره المثقال الشرعي 18 حمصة.
وراجع (وسيلة النجاة) للعلامة الكبير الميرزا محمد حسين النائيني الغروي طاب
مثواه ص 229 ط النجف الأشرف سنة 1342 ه‍.
وراجع (وسيلة) للمحقق الماهر الشيخ محمد حسين الأصبهاني الغروي طاب
مثواه، ص 219 ط بغداد 1356 ه‍ وقد صرح فيها بان المثقال الشرعي عبارة عن 18 حبة
ثلاثة أرباع الصيرفي الذي هو 24 حبة. وراجع (توضيح البيان في تسهيل الأوزان)
للعلامة الآخوند ملا حبيب الله الكاشاني - ره - ص 30 و 31 وغيرهما ط إيران سنة 1313.
وراجع رسالة (توضيح المسائل) للسيد الفقيه الحاج الاغا حسين البروجردي
رضوان الله عليه ص 298 و 411 و 12 و 13 و 453 و 54 ط طهران سنة 1337 الشمسية وقد
علقها جمع من الاعلام المعاصرين مد ظلهم وهم لم يخالفوه فيما افاده في المتن في تقدير
وزنهما بحبات الحمصة. وغيرهم من الفقهاء الذين صرحوا بذلك في رسائلهم أو لهم
حواشي على رسالة من صرح به مع عدم مخالفتهم إياه، وأما ما يلاحظ في ذخيرة المعاد
ص 466 ذكر الدرهم وزن ثلاثة عشر حمصة وربع الحمصة فبعد تصريحه في ص 267 بأن
المثقال الشرعي وزن 18 حمصة متوسطة وظهور كلامه في غير موضع منها في أن الدرهم
نصف المثقال الشرعي وخمسه محمول على وقوع الغلط في النسخة أو الاشتباه في المحاسبة
كما أشار إلى الأول السيد اليزدي ره في هامشها ومع الأسف اننا لم نظفر في طهران
على رسالة عملية لشيخنا واستاذنا العلامة العراقي طاب رمسه حتى نشير إليها ولم يذكر
تقدير المثقال والدرهم الشرعيين بالحمصة في العروة الوثقى حتى يستفاد نظره مما
علقه عليه.
262

والدرهم الشرعي 6 ر 12 حمصة، وهذا يكشف عن أن وزن المثقال الصيرفي كان
عندهم أيضا 24 حمصة على حسب النسبة السابقة كما نص عليه جماعة منهم أيضا.
(مقدار الحمصة بحبات الحنطة)
ذكر في (سر رسيد نامه) (1) وكذا في قسطاس الأوزان: (2) أن كل
حبة من الحمصة يزن أربع حبات من الحنطة، فتكون حبة الحمصة حينئذ مساوية
لقيراط واحد، فان القيراط على ما ذكره السيوطي يساوي أربعة حنط، حيث قال
في محكي كلامه (3) (القيراط طسوجان والطسوج حبتان والحبة هي حبة
الحنطة) وذكر نحو ذلك صاحب القاموس واللسان، والصحاح، وكذا المقريزي
(راجع ما نقلناه عنه ص 60 و 64) إلا انهم لم يعينوا أنها حبة الحنطة،
أو الشعيرة.
وقال العلامة الأمين العاملي في رسالته (4) ان القيراط أربع حبات

(1) سر رسيد نامه ص 48.
(2) قسطاس الأوزان ص 8 ط سنة 1308 ه‍.
(3) يأتي تفصيل الكلام عليه وما ذكره اللغويون في مقداره في فصل الأوزان.
(4) الدرة البهية ص 8.
263

أو أربع قمحات (1) فبناء على ذلك يكون عدد قراريط المثقال الصيرفي مساويا
لعدد حباته بالحمصة، أي يكون هذا المثقال وزان 24 حبة منها. أو 24 قيراطا.
أو 96 حبة من الحنطة، كما صرح بالأخير أيضا في تلك الرسالة (2) وربما
يؤيد كونه 24 قيراطا ما ذكرناه في المنجد (3). حيث قال: (أصل القيراط من
قولهم قرط عليه إذا أعطاه قليلا قليلا، جزء من أربعة وعشرين من اجزاء الشيئ).
ولكن الذي يظهر من لسان العرب وكذا من النهاية الأثيرية ج 3 ص 243
مادة (قرط) اختصاص هذا الوزن ببلاد الشام حيث قالا: القيراط: جزء من
اجزاء الدينار وهو نصف عشره في أكثر البلاد وأهل الشام يجعلونه جزء من
أربعة وعشرين. كما أن العلامة الأمين العاملي جعل ذلك أي كونه 24 قيراطا من
أوزان الشام أيضا فعليه يكون المثقال الشرعي زنة 18 قيراطا، والدرهم الشرعي زنة
6 / 12 نحو ما عرفت في عدد حمصاتهما لكنه يخالف ظاهرا لما هو الشايع في السنة
الفقهاء، وتقديرهم المثقال الشرعي بالقيراط، كما يلي.
(تقدير وزنهما بالقيراط)
شاع التعبير في عرف الفقهاء عن نصف دينار (المثقال الشرعي) بعشرة قراريط
وعن عشره بقيراطين فيكون المثقال الشرعي عندهم زنة 20 قيراطا كما نسب
إلى المشهور ونسبه إليهم في المجمع أيضا قال في مادة (ثقل): (والمثقال
الشرعي على ما هو المشهور المعول في الحكم عبارة عن عشرين قيراطا) فيكون
الدرهم الشرعي 14 قيراطا، والمثقال الصيرفي 26 قيراطا وثلثي قيراط أي
3 / 2 على حسب نسبة السابقة ويؤيد ما ذكروه تصريح جمع من المؤرخين والباحثين
عن الأوزان والنقود. بأن الدراهم كانت من ضرب الأعاجم مختلفة كبارا وصغارا

(1) القمحة: البر والحنطة. قال صاحب اللسان البر والقمح هما الحنطة. وفي
المجمع مادة قمح: قال بعض الاعلام لم نر من فرق بين الحنطة والبر والقمح.
(2) الحظ ص 8 أيضا.
(3) ط 17.
264

فلما جاء الاسلام أخذ الوسط من جميع الأوزان فصار الدرهم العربي (1) أربعة عشر
قيراطا (2) فيكون المثقال الشرعي الذي هو درهم وثلاثة أسباع درهم عشرين
قيراطا. وربما يقال بان هذا ينافي ما ذكر آنفا من كونه 18 قيراطا لكنه مبنى
على كون المثقال الصيرفي 24 قيراطا وقد سمعت من اللسان والنهاية والعلامة
الأمين العاملي - ره - أن هذا من أوزان الشام مع أن الأخير صرح في رسالته:
بأن (القيراط يستعمل في الشرع في نصف عشر المثقال الشرعي إذ هو عشرون
قيراطا) (3) ونسبه في النهاية واللسان في كلامهما المتقدم إلى أكثر البلاد. نعم
في القاموس نسبة ذلك إلى العراق قال: (القيراط والقراط: بكسرهما يختلف
وزنهما بحسب البلاد فبمكة ربع سدس دينار وبالعراق نصف عشره) وكيف كان فما
هو الشايع في عرف الفقهاء منزل على ما بالعراق كما سمعت من القاموس أو إلى
أكثر البلاد كما سمعت من النهاية واللسان فلا منافاة بين ما ذكروه في وزن
المثقال الشرعي بالقيراط وبين القول بان المثقال المتعارف أربعة وعشرون قيراطا
بعد تصريح جماعة بان ذلك من أوزان الشام.
(تقدير وزنهما بحبات الشعيرة)
المشهور بين أصحابنا أن الدرهم (4) الشرعي ثمانية وأربعون شعيرة بل عن

(1) الدرهم الشرعي كما يستفاد من عبائرهم.
(2) راجع ما نقلنا عنهم ص 77 إلى 78.
(3) الحظ الدرة البهية ص 9.
(4) ذكره المقريزي، ومصطفى الذهبي، وابن خلدون، زنة خمسين حبة من
الشعير المتوسط وخمسين أي 5 / 2 / 5. كما أنهم ذكروا الدينار زنة اثنتين وسبعين شعيرة
(راجع ص 37 و 62 و 81 و 83) وراجع أيضا (ص 92 و 93 و 94) تجد هناك شطرا
من كلماتهم في وزن الدينار بحبات الشعيرة وما ذكرناه من الجمع بينها الذي أشرنا
إليه غير مرة.
265

غير واحد دعوى الاجماع عليه، فإنهم كما أشرنا إليه فيما سبق (1) تسالموا على
أنه ستة دوانيق كل دانق ثمان حبات من أوساط حب الشعير فيكون حاصلهما
ثمانية وأربعين شعيرة: كما أن المثقال الشرعي يكون على هذا الحساب زنة ثمانية
وستين شعيرة وأربعة أسباع شعيرة والمثقال الصيرفي إحدى وتسعين شعيرة و
ثلاثة أسباع شعيرة على حسب النسبة السابقة.
نعم في خبر (2) سليمان بن حفص المروزي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ما
ينافي ذلك حيث حدد الدانق فيه باثني عشرة حبة من أوساط الحب لا من صغاره
ولا من كباره. لكنه بعد الغض عما ذكروه من الضعف في سنده محمول على
اختلاف أوساط حبات الشعير صغارا وكبارا وخفة ورزانة باختلاف الأمكنة و
البلدان وقد صرح المجلسي - ره - بهذا الاختلاف في رسالة المقادير، حيث قال: كون
الدرهم على وزن ثمانية وأربعين شعيرة لم يرد في نص، وانما هو عيار أخذه
الأصحاب من بعض شعيرات بلادهم، وقد ذكرنا اختلاف الشعيرات بحد لا ينضبط
التقدير بالنسبة إليه، فقدرنا بعض الشعيرات بالمثقال الصيرفي، فكان مائة واثنتين
شعيرة وبعضها كان مائة وإحدى عشرة شعيرة، وبعضها تسعين. ومع هذا الاختلاف
الفاحش كيف يمكن بناء الحكم عليه، وتحصيل شعيرة المدينة المشرفة إنما
ينفع إذا صدر هذا التحديد عن الإمام عليه السلام (3).
وقد أشار إليه في الحدائق أيضا حيث قال: واعلم أنهم اتفقوا أيضا على أن
كل دانق وزنه ثمان حبات من أوساط حب الشعير كما صرح به علماء الفريقين
فالدرهم ثمان وأربعون شعيرة والدينار ثمان وستون شعيرة وأربعة أسباع شعيرة
إلا أنا قد اعتبرنا ذلك بالشعير الموجود في زماننا لأجل استعلام كمية صاع

(1) راجع ما كتبناه ص 76 إلى 80 و 93.
(2) يأتي الكلام على هذا الخبر، وما يتعلق بحال الرجل في القسم الثاني، و
الثالث إن شاء الله تعالى.
(3) الحظ ميزان المقادير ص 18 و 19.
266

الفطرة بصنج البحرين، فوجدنا في ذلك نقصانا فاحشا عن الاعتبار بالمثاقيل الشرعية
وهى الدنانير، والظاهر أن حبات الشعير المتعارفة سابقا كان أعظم حجما وأثقل
وزنا من الموجود في زماننا. وذكر نحوهما غيرهما.
وبالجملة اختلاف أوساط حب الشعير، باختلاف البلاد والأمكنة مما لا
مجال لانكاره، بل هو كذلك بالنسبة إلى شعيرات مكان واحد في سنة واحدة، و
لهذا أشرنا فيما سبق (1) أن تحديد الدينار والمثقال بالشعيرات وأوساطها إحالة
على أمر غير مضبوط. ومثل تقدير المثقال والدرهم الشرعيين بالشعيرات تقديرهما
بحبات الحمصة والقيراط في عدم ورود نص عليهما، وعدم انضباط أوساط الأولى
ووجود الاختلاف في عدد شعيرات الثاني كما عرفت سابقا (2) وسنشير إليه أيضا.
نعم يمكن أن يقال بأن مرادهم من الوسط الذي قيدوا شعيرات الدرهم و
المثقال الشرعيين أو عدد حمصاتهما به هو الوسط بين الأوساط، فما ذكروه في
مقدارهما بهما وزن متوسط بين الأوزان المتوسطة وهو على الظاهر لا يختلف باختلاف
البلاد فافهم.
لكن الذي يسهل الخطب بعد عدم ورود نص على شئ من هذه الأوزان
أن ما ذكروه تحديد تقريبي لا تحقيقي لعلهم اخذوه من قدمائهم الذين عثروا
على الدينار والدرهم المتعارفين في أعصارهم بذاك الوزنين وكانوا يجعلونهما ميزانا
لوزنهما الشرعي ويرتبون عليه احكامه كالذهب العتيق الصنمي المسمى في العراق
(أبو لعيبة) الذي صرح جماعة بأنه مثقال شرعي كالشيخ الكبير في كشف الغطاء ورسالة
التحقيق والتنقير وصاحب البرهان القاطع كما سمعت منه في صدر المبحث، وصاحب
المجمع بل في رسالة ذخيرة المعاد (3) التي أشرنا إليها فيما تقدم: (وقد اشتهر أن المجر

(1) راجع ما كتبناه ص 94.
(2) الحظ ص 83 تجد هناك ما كتبنا من اختلافهم في قراريط المثقال الموجب
للاختلاف في شعيرات القيراط.
(3) الحظ ص 466 منها.
267

وهو الذهب الصنمي مثقال شرعي ولم ينقص منه شئ).
هذا مضافا إلى أن المستفاد من كلمات غير واحد رجوع التقادير الثلاثة
إلى وزن واحد كما سنشير إليه ومعه لا مجال للاشكال في الموضوع بعد اتفاقهم
قديما وحديثا " عليه.
(مقدار القيراط بحبات الشعيرة)
قد عرفت فيما سبق ما نقلناه عن رسالة (تحرير الدرهم والمثقال) وما اختلفوا
في شعيرات القيراط على حسب اختلافهم في قراريط المثقال، بما يرجع حاصله
إلى أن القيراط إما ثلاث شعيرات، وثلاثة أخماس شعيرة، أو
ثلاث شعيرات وثمن شعيرة وخمس ثمن شعيرة أي 20 / 3 وقد وافق الأول في المجمع
وذكره وزن ثلاث شعيرات أيضا حيث قال بعد تقدير المثقال الشرعي بعشرين
قيراطا: (القيراط: ثلاث حبات من شعير كل حبة عبارة عن حبات من الأرز
فيكون بحب الشعير عبارة عن ستين حبة) فبناء على ذلك يختلف عدد شعيرات
المثقال الشرعي الذي ذكروه بأنه 20 قيراطا كما يعلم ذلك من ضرب 20 قيراطا في
كل واحدة من هذه الاعداد الثلاثة، وحاصل الجميع مخالف لما ذكره الأصحاب في
عدد شعيرات المثقال الشرعي التي هي عبارة عن ثمانية وستين شعيرة وأربعة أسباع
شعيرة فإنه في الأول يصير ستين حبة وفي الثاني يصير اثنين وسبعين حبة، وفي
الثالث يصير ثلاث وستين حبة.
نعم بناء على ما في الجواهر ونجات العباد (1) وكذا في توضيح البيان (2)

(1) انظر نجاة العباد ص 236 ط سنة 1318 ه‍ وهذه النسخة إلى كتاب الاعتكاف
محشاة بحواشي العلامة الأنصاري والسيد السند الميرزا الشيرازي - قدس سرهما - والى
آخرها محشاة بحواشي السيد العلامة اليزدي طاب مثواه وهو لم يخالفه فيما أفاده متنا في
وزن القيراط.
(2) راجع توضيح البيان ص 45 ط سنة 1313 ه‍.
268

نقلا عن بعض حواشي الروضة من أن القيراط ثلاث شعيرات وثلاثة أسباع شعيرة يرتفع
الاختلاف ويحصل التطابق بين عدد شعيرات المثقال الشرعي وبين عدد شعيرات
قراريطه فان حاصل ضرب 7 / 3 / 3 التي هي مقدار شعيرات القيراط في 20 قيراطا
يساوى 7 / 4 / 68 التي هي عدد شعيرات المثقال الشرعي، فيكون وزنه بالقيراط و
الشعيرة متساويا.
ومنه يظهر تساوى وزن الدرهم الشرعي بهما أيضا على مقتضى النسبة السابقة
بل بناء على ما ذكره بعض الأفاضل في فصل الأوزان الذي ألحقه برسالة ذخيرة
المعاد تتحد الطرق الثلاثة حيث قال: ما تعريبه: (إن حبة من الحمصة تزن ثلاث
شعيرات وخمسة أسباع شعيرة وثلثي سبع شعيرة أي ثلاث شعيرات و 21 / 17 شعيرة
وثمانية وستين شعيرة متوسطة وأربعة أسباعها (هي مقدار المثقال الشرعي كما
سمعت منهم) تزن ثمانية عشرة حمصة معتدلة التي هي وزن الدينار (المثقال الشرعي)...
وإحدى وتسعين شعيرة متوسطة وثلاثة أسباع شعيرة (هي مقدار المثقال الصيرفي
كما صرح به جماعة من الأصحاب ويظهر ممن قدر المثقال الشرعي بها أيضا)
تزن أربعة وعشرين حمصة معتدلة التي هي وزن المثقال الصيرفي) (1) فبناء
على ما ذكره - ره - إن صح وتم كان مرجع ما ذكروه في وزن الدرهم والدينار
الشرعيين بالحمصة والقيراط والشعيرة إلى وزن واحد من دون تفاوت.
وأما ما نقلناه عن رسالة تحرير الدرهم والمثقال وغيرها من الاختلاف في
شعيرات القيراط فبعد تصريح صاحب الجواهر في كتابيه وغيره من الأعاظم بما
عرفت أي تقديره بثلاث شعيرات وثلاثة أسباع شعيرة فمحمول على اختلافها بحسب البلدان

(1) الحظ ملحقات ذخيرة المعاد للشيخ الفقيه المازندراني ص 676 ط المشهد
المقدس الرضوي سنة 1331 وقد اعترف المؤلف في أول ملحقاته بان ما ذكره فيها
مأخوذ من نجاة العباد المحشاة بحواشي جمع من الحجج والمراجع. ولكن ليس مما ذكره
في تقديرهما بالحمصة وتقديرها بالشعيرات في متنها عين ولا أثر. ولعله أخذه مما علق
عليها من غير هذه النسخة التي كانت موجودة عندنا أو اعتبرهما بنفسه أو غير ذلك.
269

خفة ورزانة كما أشرنا إليه غير مرة سيما بعد ملاحظة تسالمهم على هذين التقديرين
الكاشف عن اتحادهما وزنا.
والحاصل أن الفاحص المتتبع في كلمات الأصحاب يرى عدم اختلافهم في
شئ من هذه التقديرات والطرق التي ذكروها في تعيين وزنهما الشرعي، غاية الأمر
تقدير الدرهم الشرعي بثمانية وأربعين شعيرة معتدلة المستلزم لتقدير المثقال
الشرعي أيضا بثمانية وستين شعيرة متوسطة وأربعة أسباع شعيرة مما تسالم عليه
القدماء والمتأخرون وتقدير المثقال الشرعي بعشرين قيراطا المستلزم لتقدير
الدرهم الشرعي بأربعة عشر قيراطا لما بينهما من النسبة المحققة متسالم فيه أيضا
بين من تعرض لتقديرهما به مع عدم مخالفة أحد من الشارحين والمعنونين له من
أصحابنا في كتبهم ومصنفاتهم. وأما تقديرهما بالحمصة فهو وإن كان على الظاهر
من مختصات فقهائنا المتأخرين من المعاصرين ومن قاربهم إلا أنهم لم يختلفوا في
ذلك أيضا وأرسلوه إرسال المسلمات، ولعل الوجه فيه انهم رأوا اتحاده مع
التقديرين المتقدمين وعدم تفاوت الجميع في الوزن فقدروهما بها طبقا لما هو
المتعارف بين الصيارفة وأكثر الناس وحرصا في تحديدهما بما كان طريق معرفتهم
لوزنهما به أسهل وأقرب. فتكون نتيجة البحث وحدة الطرق الثلاثة وأولها إلى
وزن واحد، وتوافق كلماتهم فيها ورجوعها إلى معنى فارد.
وهذا هو العمدة في تشخيص نظائر هذه الموضوعات التي يكشف توافقهم عليها
أنها كانت كذلك في الأزمنة القديمة، والأعصار السابقة، فان ابتلاء المسلمين
بالأحكام المتعلقة بالدينار والدرهم على كثرتها قاض عادة وشاهد قوى على عدم
تسامحهم في ضبط مقدارهما الشرعي، فالتحديد بالشعيرة تارة، وبالقيراط أخرى،
وبالحمصة ثالثة تقدير واحد ذكروها بمقتضى معرفة الناس لوزنهما في مختلف
الاعصار على حسب المصطلحات الجارية في ذلك العصر، فكل ينظر إلى ذلك الوزن الشرعي
المتعارف في تلك العصور وهو كون المثقال الشرعي درهم وثلاثة أسباع درهم:
والدرهم الشرعي نصف المثقال وخمسه فكل عشرة دراهم سبعة مثاقيل.
270

(تقديرهما بالغرام الفرنسي)
نجد في أنفسنا لزوم تقديرهما مضافا إلى ما ذكر بالغرام المتداول بين جمع
كثير من الناس في البلاد الاسلامية وبين عامتهم في غيرها، وقد تكلم على ذلك
غير واحد من المصنفين في النقود والأوزان منهم صاحب كتاب (الدينار الإسلامي)
وقد نقلنا عنه نبذة مما له صلة بالموضوع فيما سبق. فهنا نعيدها تارة أخرى لما فيه
من الفائدة ما لا يخفى فلا يذهب سدى قال في الدينار الإسلامي تحت عنوان (وزن
الدينار وقطره) ما نصه: (يزن الدينار مثقالا من الذهب كما ذكرنا، ولم يتغير
وزنه في جاهلية ولا اسلام، فالدينار الذي ضربه عبد الملك بن مروان بطرازه
البيزنطي سنة 76 ه‍ والذي ضربه بطرازه الإسلامي الخاص لا يختلفان في الوزن عما
كان يرد الحجاز من الدنانير البيزنطية قبل الاسلام أو بعده، وهذا مجمع عليه،
فوزن الدينار 265 / 4 من الغرامات أي 66 حبة. CRAINS، وهذا يكون
مساويا لوزن السوليدوس SOLIDUS النقد الذهب كان شايعا في بيزنطية
في العصر ذاته وفي وزن السوليدوس اعتمد على وزن الدراخمه DRAEHM - AlTIC
التي كانت بشكلها الأخير تزن 265 ر 4 من الغرامات وهذا هو وزن المثقال العربي.
وعد الدراهم سبعة أعشار الدينار الذي هو المثقال. فكل سبعة دنانير تزن عشرة دراهم
وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا وجعل هذا الوزن الشرعي إماما واستمر في القضايا الشرعية إلى
اليوم، تقديرا بعد اختلاف أوزان الدينار والدرهم، فكل عشرة دراهم تزن سبعة دنانير
أي مثاقيل، وهذه النسبة ثابتة في الجاهلية والاسلام وضمنية يرجع إليها بالتعامل و
ان اختلفت أوزان الدرهم فمنها الكبار والصغار إلى أن وحد عمر بن خطاب أوزان
الدرهم وضربها (1) في أواخر خلافته، وعد الدينار عشرين قيراطا والدرهم أربعة
عشر قيراطا وكل عشرة دراهم تزن سبعة مثاقيل كما ذكرنا أي وزن سبعة وعد
وزنها شرعيا، وكان منذ العصر الجاهلي وزن الدينار اثنين وعشرين قيراطا الا

(1) راجع ما نقلناه عن جودت باشا ص 48 من أن عمر لم يضرب باسمه سكة.
271

كسرا ووزن الدرهم خمسة عشر قيراطا وهذا لا يختلف عن الوزن الشرعي الا من
حيث قلة عدد القراريط وكثرتها فقط ما دام الدينار ثابت الوزن وكل سبعة دنانير
تزن عشرة دراهم ولربما عد الدينار عشرين قيراطا والدرهم أربعة عشر قيراطا
للتخلص من اللفظ بالكسور فقط ولما ضرب عبد الملك بن مروان الدينار اتخذ
النسبة القديمة أي اثنين وعشرين قيراطا إلا كسرا للدينار، وخمسة عشر قيراطا
للدرهم، وكل عشرة دراهم تزن سبعة مثاقيل أي سبعة دنانير ويطلق عليها وزن
سبعة - إلى أن قال: ويقدرون وزن الدينار أيضا باثنين وسبعين حبة شعير أي ستة
آلاف حبة خردل من الوسط وهذا يساوى ثمانية دوانق ويعد الدانق قيراطين و
نصفا، ويساوى 265 / 4 غراما أي 66 حبة والدرهم 985 / 2 غراما) (2) وهذه
العبارة صريحة في أن الدينار (المثقال الشرعي) لم يتغير وزنه وأن النسبة بينه و
بين الدرهم كانت محفوظة في مختلف الأدوار أي كل سبعة دنانير تزن عشرة
دراهم سواء زاد وزن المضروب منهما عن الوزن الشرعي أم نقص، فإذا كان الدرهم
48 شعيرة مثلا حسب ما اتفقت عليه كلمتهم كان الدينار 7 / 4 / 68 شعيرة حفظا
لهذه النسبة الثابتة المجمع عليها.
فاختلاف أوزان الدينار والدراهم القديمة المضروبة في زمن الخلفاء مع
وزنهما الشرعي لا يكون قادحا في ذلك ولا اشكالا على ما ذكروه كما أشرنا إليه
في صدر المبحث أيضا.
وقال فيه تحت ذاك العنوان أيضا: (وزن الدينار العباسي هو كوزن الدينار
الأموي عينه وهو 265 / 4 من الغرامات أي 66 حبة وهذا هو الوزن الشرعي للدينار
أي المثقال عدى ما ضرب في جنوب البلاد العربية فقد جعلوا وزن الدينار وزن
الدرهم الشرعي و 985 / 2 من الغرامات أي 46 حبة وإن تغيرت الأوزان فيما
بعد فيعد الوزن الشرعي إماما إلى يومنا هذا (1) فكما ترى ذكر مكررا وزن

(1) الحظ الدينار الإسلامي ومستنداته في الهامش على ما ذكره ج 1 ص 12 و
13 ط بغداد سنة 1372 ه‍.
(1) الحظ الدينار الإسلامي ج 1 ص 34.
272

الدينار (المثقال الشرعي) 265 / 4 من الغرامات والدرهم الشرعي 985 / 2 من
الغرامات كما نص عليه أيضا في هامش ص 237، فاختلاف ما ذكرناه في وزن
الدراهم القديمة بالغرام مع ما ذكره في وزن الدرهم الشرعي قليل جدا، فان
الوزن في الجميع يقل عن ثلاث غرامات عدى الدرهم الذي ضربه القادر فإنه يزيد
عن خمس غرامات كما أشرنا إليه، وأما الدنانير القديمة التي أوردنا صورها فأكثرها
يزيد عن أربع غرامات بما لا يختلف مع ما ذكره في وزن الدينار الشرعي إلا
يسيرا جدا أيضا.
نعم فيها عدى ما ضربه المستعصم والمكتفى ما يقل عن أربع أو ثلاث غرامات
ولعله لما أشرنا إليه في صدر المبحث من عدم بناء الخلفاء على ضرب نقودهم على
خصوص الوزن الشرعي أو حدث فيها النقص لكثرة التداول، أو سبب آخر. ولكن
في كتاب (سر رسيد نامه) الذي مر ذكره: المثقال الصيرفي الذي يزن 24 حبة
من الحمصة يساوى 64 / 4 من الغرامات (1) فعلى النسبة التي قد عرفتها يكون المثقال
الشرعي 48 / 3 من الغرامات والدرهم الشرعي 436 / 2 من الغرامات فيختلفان مع
ما ذكره في الدينار الإسلامي في وزنهما كما يختلفان أيضا بمقدار يسير مع ما ذكره
في (سر رسيد نامه) أيضا في وزن القيراط فان المذكور فيه: (ان القيراط يساوى 200
ميليغرام (2) أي 2 % الغرام فالمثقال الشرعي الذي هو عشرون قيراطا يساوي أربع
غرامات والدرهم الشرعي الذي هو 14 قيراطا يساوي 8 / 2 من الغرامات فيحصل
الاختلاف أيضا بين ما ذكره في وزنيهما الحمصي، والقيراطي بالغرام، لكنه
يسير ربما حصل للتخلص من اللفظ بالكسور، عند تقدير قيراط واحد بمائتي ميليغرام).
وأما ما أشرنا إليه من الاختلاف بين ما ذكره في الدينار الاسلامي في وزنهما
بالغرام وبين ما يستفاد من (سر رسيد نامه)، فالذي يقتضيه الظاهر كون الأول أضبط،
فان ما ذكره مستند إلى الفحص والتتبع في المنابع المتقنة، والبحث الجدي

(1) انظر سر رسيد نامه ص 45.
(2) نفس المصدر ص 47.
273

عن الدنانير القديمة الاسلامية، وأوزانها، ومشخصاتها، سيما الدينار والدرهم
الشرعيين، باطلاع وافر وخبرة كاملة، وهو مع ذلك موافق لأوزان كثير من
الدراهم والدنانير القديمة الاسلامية، دون الثاني الذي لم يكن معدا لذلك.
فما نقلناه عنه في وزنهما الشرعي ليس إلا ما استفدناه من تقديره المثقال الصيرفي
بالغرام، على حسب النسبة الثابتة بينه وبينهما، هذا ولكن الذي يستفاد منه في
وزنهما الشرعي بالغرام مساو لما ذكره علماؤنا المتأخرون في مقدارهما بالحبات
كما عرفت إذ بعد التصريح فيه بان المثقال (الصيرفي) يعادل 64 / 4 من الغرامات
و 24 حبة من الحمصة (1)، تكون ثلاثة أرباعهما التي هي مقدار المثقال الشرعي
48 / 3 من الغرامات و 18 حبة منها ويكون نصفهما وربع عشرهما الذي هو مقدار
الدرهم الشرعي 434 / 2 من الغرامات و 6 / 12 حبة منها.
فلذلك جعلناه ضابطا كليا لتقدير أوزان النقود بالغرام، وتحويل حباتها إليه
بالنسبة إلى النقود التي لم يذكر فيه مقدار غراماته.
وأما ما ذكر فيه ذلك كأكثر النقود الذهبية الإيرانية، وبعض نقودها الفضية
وكذا جملة من النقود الذهبية الخارجية (2) فلم نتعد عنه فحولناه بعينه إلى
الحبات طبقا لذلك الضابط وإن خالفنا فيه لما أخبرنا به غير واحد من الصيارفة في
مقدار حباتها لكن لا بأس به بعد ما كان المندرج فيه أدق وأضبط.

(1) راجع (سر رسيد نامه) ص 45.
(2) راجع نفس المصدر ص 38 و 88.
274

(لماذا قدرناهما بحبات الحمصة؟)
بعد ما عرفت مما ذكرناه سابقا رجوع التقديرات الثلاثة التي ذكرها
أصحابنا - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - لوزن الدينار والدرهم الشرعيين
إلى وزن واحد، فلا بأس حينئذ تقدير أوزان النقود المندرجة في الجداول الآتية
بأية منها. ولكن رجحنا تقديرها بحبات الحمصة وتحويلها بها إليهما لكثرة
تعارفها وتداول استعمالها بين الصيارفة، والصيادلة بل أغلب الناس في بلاد إيران،
وكثير من البلاد الاسلامية.
ولعلك تقول: كان الأولى تحويلها إليهما بالغرام الفرنسي العصري فإنه أدق
وأتقن. لكننا راعينا جانب أكثر الناس الذين يريدون الأخذ باحكامهما، والعمل
بها، فوجدناهم لا يعرفون الغرام، أوليس معرفتهم به كمعرفتهم بالحمصة. فإذا
كان ذلك لهم في التناول أسهل، وبالفهم أقرب ومن أجل ذلك ترى فقهاءنا المتأخرين
من المعاصرين، وغيرهم قدروا وزنهما بها في رسائلهم العملية، كما سمينا جماعة
منهم فيما تقدم.
ونحن أيضا نقتفي أثرهم، ولا نتخطى عما فعلوه فإنهم بما ينتفع الناس به
أعرف، وبما يفيدهم أبصر.
مع أنك بعد ما عرفت أوزان النقود بالغرام، كان تقدير وزنهما وتعيين
نصب الزكاة وغيرها به بمكان من الامكان، سواء بنينا على ما ذكره في الدينار
الإسلامي في وزنهما الشرعي أي كون الدينار 265 / 4 غراما. والدرهم 985 / 2 غراما
أو بنينا على ما استفدناه من (سر رسيد نامه) أي كون الدينار 48 / 3 والدرهم 436 / 2.
275

(نقود الجداول وحكم المغشوش منها)
صرح أصحابنا - ره - بان الدراهم المغشوشة لا زكاة فيها حتى يبلغ خالصها
النصاب. وكذا الدنانير المغشوشة. والظاهر كما صرح به غير واحد منهم اختصاص
الحكم بما إذا كان الغش بمقدار يخرجهما عن اسم الذهب الخالص أو الفضة
الخالصة أي عن كونهما مصداقا حقيقيا لهما عند العرف وأما إذا كان الغش بمقدار
يسير مستهلك لا يضر بذلك الاطلاق، ولا يخرجهما عن كونهما كذلك فلا اثر له
كما نص عليه غير واحد منهم أيضا وبعبارة أخرى: الغش يختلف قلة وكثرة
فربما يحصل جانب القلة حدا لا يضر بصدق الذهب الخالص أو الفضة الخالصة على
الدينار والدرهم لكونه يسيرا جدا لا يعتد به عرفا. وربما يكون على حد كان صدقهما
عليهما على سبيل التغليب والمسامحة لا على وجه الحقيقة فيطلق عليهما المغشوش
حقيقة فالذي يستفاد منهم ظاهرا عند تقييدهما بالخلوص هو الثاني دون الأول
لعدم كونه حينئذ معدودا من المغشوش كما لا يكاد يخفى ذلك على من تأمل في كلماتهم.
وأما ما يظهر من بعض الأعاظم من جعل المدار في الوجوب على مجرد
اطلاق اسم الذهب والفضة عليهما وإن كانا مغشوشين حقيقة ولم يبلغ خالصهما النصاب
أو الاشكال في الوجوب فيما إذا لا يطلقان عليهما وإن بلغ خالصهما ذلك مدعيا عدم
مأخوذية الخلوص في موضوع أدلة وجوب الزكاة ففيه بحث ليس هنا موضع ذكره
ويأتي تفصيل الكلام عليه في الدراهم المغشوشة في القسم الثاني انشاء الله تعالى
وحيث أن النقود المندرجة في الجداول الآتية مختلفة الغشوش وتكون
جملة منها من الصنف الأول وجملة أخرى من الصنف الثاني عينا أولا أوزان
الجميع خالصة وغير خالصة، ثم حولناها ثانيا إلى الدينار (المثقال) والدرهم الشرعيين.
فما كان من الأول تحسب مثاقيله ودراهمه بعين ذلك النقد وما كان من الثاني
تحسبان خالصة من الغش.
ثم بينا ثالثا نصب النقود، وزكوتها، ومقدار مهر السنة، والدية العمدية
منها على كلتا الحالتين، لئلا تخلو الجداول عن الحكم القول بعدم اعتبار خلوصها
276

في الزكاة ما دام يصدق عليها أنها ذهب أو فضة. وعن حكم ما يظهر من بعضهم من
اعتباره حتى في المهر والدية. كما يأتي تفصيل ذلك في القسم الثاني انشاء الله تعالى.
ويلاحظ في تلك الجداول اننا تركنا تعيين أوزان جملة من النقود الفضية
خالصة، ولكن ذلك لم يكن للاهمال في الفحص، والسؤال، بل كان لأجل عدم
الوصول إلى ما تطمئن به النفس.
ويلاحظ فيها أيضا ما لم يكن اليوم رائجا في الأسواق، وخرج عن التعامل
به، إلا أنه مما يصدق عليه الدينار، والدرهم المسكوكين بسكة المعاملة، فيترتب
عليه من الأحكام ما يترتب على الدارج منها.
(عيار (1) النقود القديمة الاسلامية)
قد عرفت فيما سبق (2) ما يظهر من غير واحد من المؤرخين والباحثين عن
النقود، من أن عيارها كان مختلفا في صدر الاسلام، وفي عهدي الأمويين،
والعباسيين، لكن الأمويين كانوا يشددون كثيرا في تخليص الدينار والدرهم
ويعاقبون المتخلفين عن ذلك كما صرح بذلك ابن الأثير في الكامل (3) وذكر نحوه
البلاذري أيضا حيث قال: فلما ولى عمر بن هبيرة العراق، ليزيد بن عبد الملك
خلص الفضة أبلغ من تخليص من قبله، وجود الدراهم، فاشتد في الغيار ثم ولى
خالد بن عبد الله البجلي، ثم القسري العراق، لهشام بن عبد الملك، فاشتد في
النقود أكثر من شدة ابن هبيرة، حتى أحكم أمرها أبلغ من إحكامه، ثم ولى

(1) وفي المنجد: عيار الدراهم أو الدنانير: ما جعل فيها من الفضة، أو الذهب.
والصيارفة وأرباب ضربها يريدون به أيضا ما جعل فيها من خالصهما.
(2) راجع ص 42 و 66 و 80 و 107 من هذا القسم.
(3) راجع ص 53 وما نقلناه عنه.
277

يوسف بن عمر بعده، فافرط في الشدة على الطباعين وأصحاب الغيار، (1) وقطع الأيدي،
وضرب الأبشار (2) فكانت الهبييرية، والخالدية، واليوسفية، أجود نقود بنى أمية،
ولم يكن المنصور يقبل في الخراج من نقود بنى أمية غيرها، فسميت الدراهم الأولى
(المكروهة). (3)
وقال في الدينار الإسلامي تحت عنوان (عيار الدينار): كان عيار الدينار الذهب
دائما مرتفعا، فقد كان الذهب خالصا بقدر ما كانت تساعدهم طرق التصفية، والعيار
الشرعي للذهب يعد خالصا، فإذا غش قدرت قيمته في التعامل، وكانوا يشددون
كثيرا في العيار، وتخليص الذهب، ويعاقبون على التهاون في ذلك بأشد العقوبات،
ولذلك استمر العيار على التحسن (الحظ الموسوعة، وتحرير الدرهم والمثقال لمصطفى
الذهبي).... وقيس عيار دينار ليزيد الثاني ابن عبد الملك وتاريخه سنة 104 ه‍ فكان
9 / 87 بالمائة من الذهب الخالص أي 21 حبة حسب الاصطلاح الحالي (الحظ فاسكور

(1) ورد الغيار بعدة معان: منها: (الميرة) قال صاحب اللسان: والغيرة بالكسر،
والغيار: الميرة وقد غارهم يغيرهم، وغار لهم غيارا أي مارهم ونفعهم. وقال في مادة
(مير) الميرة: الطعام يمتاره الانسان. إلى أن قال: وفي الحديث: والحمولة المائرة
لهم لاغية: الإبل التي تحمل عليها الميرة وهى الطعام ونحوه مما يجلب للبيع آه.
ولعل المراد هنا: أنه اشتد على أصحاب الغيار: الذين يجلبون الطعام للبيع أن
لا يبادلوا به على غير هذه الدراهم.
ومنها: المبادلة، في منتهى الإرب: المغايرة: المعاوضة في البيع والشراء
والمبادلة فيه، ومثلها الغيار بالكسر. وذكر نحوهما غيرهما. ولعل المراد أيضا أنه اشتد على
أصحاب المبادلة والمعاوضة أن لا يعاوضوا على غيرها. فما ذكره في النقود العربية ص 14:
من أن الغيار هنا مصدر غاوره مغاورة وغيارا أي هجم عليه وأوقع به غير مناسب للمقام.
(2) قال في القاموس: (البشر) محركة: الانسان ذكرا أو أنثى واحدا أو جمعا
وقد يثنى ويجمع ابشار، و: ظاهر جلد الانسان.
(3) فتوح البلدان ص 454 ط مصر سنة 1959 م
278

ج 2 ص 395)... الا أنني لا أوافقه على ذلك، فقد يكون وصله دينار ردئ العيار.
إذ أن جميع الدنانير الأموية التي شاهدتها لا تقل جودة في العيار عن الدنانير
العباسية التي ذكرها.
وكذلك قيس عيار دينار للرشيد مؤرخ سنة 193 ه‍ وآخر للمطيع مؤرخ سنة
361 ه‍ فكان عيارهما 9 / 97 بالمائة أي 5 / 23 حبة.
ويستبان من هذا أن التحسن كان مستمرا من الدور الأموي، إلى الدور
العباسي (الحظ فاسكور ج 2 ص 395)... انتهى. (4)

(1) الدينار الإسلامي ج 1 ص 13 و 14 ط بغداد سنة 1372 ه‍ 1953 م
279

(نقود الجداول وعيارها)
يختلف عيار النقود - المندرجة في الجداول الآتية - المضروبة في مختلف
الممالك قلة وكثرة والذي أخبرنا به غير واحد من الصيارفة وأهل الخبرة، أن
عيارها كان كما يلي:
أما النقود الذهبية، فكان عيار أكثرها 7 / 89 بالمائة من الذهب الخالص
أي 528 / 21 حبة و 90 بالمائة أي 6 / 21 حبة، على اصطلاح صاغة اليوم.
والباقي عدى بعض أنواع الاشرفي الذي ضرب من الذهب الخالص، كان
عياره 91 بالمائة أي 84 / 21 حبة و 9 / 97 أي 5 / 23 حبة.
وأما النقود الفضية الإيرانية، فعيار القران وكذا يكهزارى (ألف دينار)
بأنواعهما كان 90 بالمائة من الفضة الخالصة أي 6 / 21 حبة.
وأما الريالات البهلوية، فعيار القديمة منها كان 80 بالمائة أي 2 / 19 حبة
وعيار الجديدة، كان 60 بالمائة أي 10 / 4 / 14 حبة.
ويشاهد اننا تركنا ذكر جملة من النقود الجديدة من بعض الأصناف
المندرجة في تلك الجداول، وعيارها. لكنه كان لأجل ما أخبرنا به غير واحد من -
المطلعين أيضا من أن فيها ما كان غشه في غاية الكثرة بحيث لا يعد مسكوكا
ذهبيا، ولا نقدا فضيا، بل لا يكون بعضها من فضة نعم فيها ما يكون منهما إلا أن
كثرة اختلاف أصنافها في العيار أشكلت تعيين خصوصياتها وغشوشها على وجه
تطمئن النفس به، ولذلك اقتصرنا منها بذكر البهلويات الذهبية الجديدة لتساويها
في العيار مع ما ضرب قبلها تقريبا والريالات الجديدة لتمكننا من الوصول إلى
مقدار عيارها وغشها. ومع ذلك نتوقع ممن يسعه المجال وامكنه الفحص أن
يقوم بهذا الامر لتكميل الموضوع، ويوفيه أتم توفية.
280

(نبذ من النقود الذهبية والفضية، وأوزانها وغشوشها)
(حسبما ذكره في الدرة البهية)
ولنذكر هنا جملة من النقود وأوزانها، وغشوشها التي أوردها العلامة الأمين
العاملي - طاب رمسه، - في رسالته (1) ناقلا عن كتاب البسيط الوافر في الحساب
للشيخ عبد الباسط الانسي البيروتي، وكتاب سمير الليالي لمحمد أمين الطرابلسي،
وكتاب الانشاء العصري للشيخ محمد عمر نجا البيروتي، معتمدا عليها ومعترفا بأن
ما ذكروه فيها مبني على الدقة، وإن كان في بعضها تكرار، لما أدرجناه في الجداول
لكن به تضاعفت الفائدة، ويزداد القاري اطمئنانا في الموضوع فيما حصل
التوافق، ودونك ما نص:
(الليرة العثمانية) وزنها بالمتعارف الآن: درهمان وأربعة قراريط أي ربع درهم،
وفيها من الذهب الخالص درهمان وقيراط واحد، وفيها من الغش ثلاثة قراريط.
و (الليرة الفرنساوية) وزنها بالمتعارف الآن: درهمان، وفيها من الذهب
الخالص درهم واحد واثنا عشر قيراطا وحبتان، وفيها من الغش ثلاثة قراريط
وحبتان.
و (الليرة الانكليزية) وزنها بالمتعارف الآن: درهمان وثمانية قراريط أي
نصف درهم وفيها من الذهب الخالص: درهمان وخمسة قراريط وحبة وثلث حبة،

(1) لقد صرح في أوائلها ص 7 و 8 بان ما ذكره فيها من الأوزان كانت متعارفة
ببلاد الشام في الوقت الذي كان مشتغلا بتحريرها، وهو ظهر يوم الجمعة الثامن والعشرين
من شهر محرم الحرام سنة ثلاثين بعد الثلاثمائة والف من الهجرة. ثم قال: فالمثقال:
درهم ونصف. والدرهم: ستة عشر قيراطا. والقيراط: أربع حبات أو (أربع قمحات)
فالدرهم أربعة وستون حبة. والمثقال أربعة وعشرون قيراطا، فهو ست وتسعون حبة...
وحيث نقول المثقال المتعارف، أو الدرهم المتعارف، أو القيراط المتعارف، أو الحبة
المتعارفة، نريد بها ما ذكر انتهى.
281

وفيها من الغش قيراطان وحبتان، وثلثا حبة.
و (الليرة المصرية) وزنها بالمتعارف الآن: درهمان وخمسة عشر قيراطا، وفيها
من الذهب الخالص درهمان وسبعة قراريط وحبة واحدة.
و (الريال المجيدي) وزنه بالمتعارف الآن سبعة دراهم وثمانية قراريط، أي
نصف درهم، وفيه من الفضة الخالصة ستة دراهم وستة قراريط وحبة واحدة.
وفيه من الغش درهم واحد وقيراط واحد وثلاث حبات، كلها متعارفة.
ثم إنه - ره - بعد الإشارة إلى أن ما ذكره من أوزان النقود وما فيها من الذهب
الخالص، والفضة الخالصة، وجده في كتابي البسيط، وسمير الليالي، قال: عثرنا
بعد كتابة ذلك على كتاب (الانشاء العصري) الآنف الذكر فوجدناه قد ذكر أوزان
النقود المتعارفة، وما فيها من خالص الذهب والفضة بما يخالف ما ذكرناه في
بعضها بشئ يسير، ويوافقه في بعض، والاختلاف اليسير وإن كان قد يقع في النقد
الواحد باعتبار قدمه وجدته، وباختلاف الموازين، وباختلاف التصفية، والغش،
وغير ذلك، إلا أن هذا الكتاب لما كان الظاهر منه أنه مبني على تمام الدقة كما مر
أحببنا أن نورد ما ذكر فيه، ونشير إلى ما يوافق ما قدمناه وما يخالفه لتتم الفائدة،
ويحصل كمال الوثوق لمن يجمع بين ذلك وبين ما قدمناه قال صاحب الكتاب المذكور:
أن الليرة العثمانية وزنها بالمتعارف: درهمان وثلاثة قراريط وثلاث حبات
وستون جزءا من مائة جزء من حبة (بنقيصة أربعين جزءا من مائة جزء من حبة عما
تقدم) وفيها ذهب خالص: درهمان وثلاث حبات ونصف حبة (بنقيصة نصف حبة عما تقدم)
والليرة الفرنساوية وزنها بالمتعارف: درهمان وحبة واحدة وثمانون جزءا
من مائة جزء من حبة (بزيادة ما فوق الدرهمين عما تقدم) وفيها ذهب خالص: درهم
واحد وثلاثة عشر قيراطا وثمانون جزءا من مائة جزء من حبة (بزيادة حبتين وثمانين
جزءا من مائة جزء من حبة عما تقدم).
282

والليرة الانكليزية وزنها بالمتعارف: درهمان وثمانية قراريط (على وفق
ما تقدم) وفيها ذهب خالص: درهمين وأربعة قراريط وحبتان وثلاثون جزءا من مائة
جزء من حبة (بنقيصة ثلاث حبات وثلاثة أجزاء وثلث جزء من مائة جزء من حبة
عما تقدم).
والليرة المصرية، وزنها بالمتعارف: درهمان وأربعة عشر قيراطا (بنقيصة
قيراط واحد عما تقدم) وفيها ذهب خالص، درهمان وثمانية قراريط وحبتان
وتسعون جزءا من مائة جزء من حبة (بزيادة قيراط وحبة وتسعين جزءا من مائة
جزء من حبة عما تقدم).
والريال المجيدي، وزنه بالمتعارف: سبعة دراهم وأحد عشر قيراطا (بزيادة
ثلاثة قراريط عما تقدم). وفيه فضة خالصة ستة دراهم وستة قراريط وحبة واحدة
(على وفق ما تقدم). ثم قال في الأمر الثامن:
لما كانت الليرة العثمانية وزنها بالمتعارف الآن درهمان وربع، وفيها من
الذهب الخالص درهمان وقيراط واحد كما عرفت، فهي مثقالان شرعيان كما مر
وفيها من الذهب الخالص مثقالان شرعيان إلا ثلاثة قراريط متعارفة، وفي نصفها
مثقال شرعي إلا ست حبات أي إلا قيراطا ونصفا.
ولما كانت الليرة الفرنساوية درهمين متعارفين، وفيها من الذهب الخالص
درهم واثنا عشر قيراطا وحبتان كما عرفت أيضا فهي مثقالان شرعيان إلا ست عشرة
حبة متعارفة. وفيها من الذهب الخالص مثقال شرعي ونصف مثقال شرعي وست
حبات متعارفة.
ولما كانت الليرة الانكليزية درهمين ونصفا بالمتعارف الآن، وفيها من الذهب
الخالص درهمان وخمسة قراريط وحبة وثلث حبة كما عرفت أيضا، فهي مثقالان
شرعيان وست عشرة حبة متعارفة، وفيها من الذهب الخالص مثقالان شرعيان وخمس
حبات وثلث حبة متعارفة.
ولما كان الريال المجيدي وزنه بالمتعارف الآن سبعة دراهم ونصف، وفيه من
283

الفضة الخالصة ستة دراهم وستة قراريط وحبة واحدة كما عرفت، فهو يعادل ستة
مثاقيل شرعية وثلثي مثقال. وفيه من الفضة الخالصة خمسة مثاقيل شرعية وثلثا
مثقال شرعي وحبة واحدة متعارفة. ويعادل أيضا تسعة دراهم شرعية ونصف درهم
شرعي وحبة واحدة متعارفة وخمس حبة متعارفة. وفيه من الفضة الخالصة أيضا
ثمانية دراهم شرعية وست حبات متعارفة. (1)
أقول: بينا وزن الليرة العثمانية، والانكليزية، خالصا، وغير خالص
بالغرام، حسبما ذكر في (سر رسيد نامه) (2) وكذا بحبات الحمصة، طبقا لما
ذكر فيه أيضا من التساوي بين 64 / 4 من الغرامات و 24 حبة منها، كما قدمنا
ذكره، وجعلناه ضابطا كليا لتحويل حبات النقود إلى الغرامات وبالعكس.
وبينا أيضا وزن الريال المجيدي بالحبات خالصا وغير خالص حسبما أخبرنا
به غير واحد من أهل الخبرة من الصيارفة وغيرهم. وكذا بالغرام على وفق ذلك
الميزان الكلي. ثم بعد ذلك حولنا الجميع إلى المثاقيل والدراهم الشرعيتين،
على كلتا الحالتين. ولكن يشاهد الاختلاف بيننا في أوزانها كما نشير إلى مقداره
التقريبي فيما يلي.
أما الليرة العثمانية، فما ذكرناه في وزنها يزيد عما ذكره في الخالص
بمقدار حبة واحدة وخمس حبة (5 / 2 / 1) وفي غير الخالص بمقدار حبة واحدة وثلث
حبة (3 / 1 / 1).
واما الليرة الانكليزية، فما ذكرناه في وزنها يزيد عما ذكره في الخالص
بمقدار نصف حبة واحدة (2 / 1) وفي غير الخالص بمقدار حبة واحدة وثلث حبة (3 / 1 / 1).
وأما الريال المجيدي، فما ذكره في وزنه خالصا يزيد عما ذكرناه كذلك:
بمقدار ست حبات وربع حبة (4 / 1 / 6). ويوافق ما ذكرناه في غير الخالص منه.
وهذا الاختلاف يستتبع الاختلاف في مثاقيلها الشرعية. أيضا كما يظهر لك جميع

(1) الدرة البهية ص 19 إلى 26.
(2) راجع ص 88.
284

ذلك بعد الالتفات إلى ما ذكره في كلامه المتقدم، وما ذكرناه في الجداول.
ثم إنا لما بنينا في جميع أصناف النقود وما يتعلق بها التقدير بحبات الحمصة،
لعله عرفتها فيما تقدم، عينا مقدار ذلك الاختلاف بها أيضا، دون القيراط الذي
جعله العلامة الأمين العاملي - ره - معيارا لتقدير ما ذكره من النقود وما يلحق بها، سيما بعد
ما كان المستفاد من كلامه - ره - تساوى قراريط المثقال الشرعي، مع ما ذكرناه في
حباته. فإنه كما سمعت منه سابقا صرح في الأمر الثالث من رسالته (1) بان الدرهم
المتعارف 16 قيراطا، والمثقال المتعارف 24 قيراطا. وكذا في الأمر الخامس بأن
المثقال الصيرفي، هو المتعارف في العراق والشام وغيرها الذي يبلغ درهما ونصفا
متعارفا (2) وهذا هو المقدار الذي ذكرناه في تقدير المثقال الصيرفي بحبات
الحمصة فيستبان مما ذكره: أن المثقال الشرعي الذي هو ثلاثة أرباعه كما نص
عليه، يعادل 18 قيراطا، وهذا هو المقدار الذي ذكرناه في تقديره بتلك الحبات.
كما يظهر ذلك أيضا من تحويله لتلك النقود إلى المثاقيل الشرعية في كلامه
المتقدم (3) مع أن ما ذكرناه في مقدار الحمصة بحبات الحنطة، يساوى أيضا ما ذكره
- ره - في مقدار القيراط بها (4) فيظهر من جميع ذلك أن القيراط الذي ذكره في تقدير
النقود يعادل حبة واحدة من الحمصة التي قدرناها بها، فلا فرق حينئذ بين تعيين
مقدار الاختلاف به أو بها كما لا يخفى.
وأما توهم التنافي بين ما يظهر منه في قراريط المثقال الشرعي أعنى 18 قيراطا
وبين ما هو المستعمل في عرف الشرع أعنى 20 قيراطا كما اعترف به أيضا فيندفع
بما تكلمنا عليه سابقا (5).

(1) راجع ص 8 منها.
(2) راجع ص 17 و 18 منها.
(3) راجع ص 24 منها وما ذكره في الأمر الثامن في كلامه المتقدم ص 283 و 284
(4) راجع ص 8 منها وما كتبناه في (مقدار الحمصة بحبات الحنطة) ص 263
(5) راجع ما كتبناه في (تقدير وزنهما بالقيراط) ص 264
285

(خاتمة) لا بأس أن نتعرض هنا على سبيل الاجمال ما أشرنا إليه في الجداول من
نصب الذهب والفضة، ومقدار مهر السنة والدية العمدية. كما يأتي الكلام على
الجميع، وما أقيم له من الأدلة على التفصيل في القسم الثاني إنشاء الله تعالى.
أما الذهب، فله نصابان: (الأول) عشرون دينارا (مثقالا شرعيا) يعادل
خمسة عشر مثقالا صيرفيا و (360) حبة معتدلة من الحمصة.
وزكوتها: ربع العشر وهو نصف دينار يعادل (9) حبات منها. (والثاني)
أربعة دنانير تعادل ثلاثة مثاقيل صيرفية و (72) حبة متوسطة منها.
وزكوتها: أيضا ربع العشر وهو عشر دينار (1 /) يعادل حبة واحدة وثمانية
أعشارها (8 / 1).
فليس فيما دون العشرين، ولا فيما زاد عليه شئ حتى يبلغ أربعة دنانير.
ثم كلما زاد أربعة ففيها عشر دينار (1 /) مثقال شرعي.
وأما الفضة. فله أيضا نصابان (الأول) مائتا درهم شرعي وهى توازن مائة
وأربعين مثقالا شرعيا، ومائة، وخمسة مثاقيل صيرفية و 2520 حبة معتدلة من
الحمصة.
وزكوتها ربع العشر، وهو خمسة دراهم، توازن ثلاثة مثاقيل شرعية ونصف
مثقال شرعي، ومثقالين صيرفيين وخمسة عشر حبة، أي 625 / مثقال صيرفي و 63
حبة متوسطة من الحمصة.
(والثاني) أربعون درهما، توازن ثمانية وعشرين مثقالا شرعيا، وواحدا
وعشرين مثقالا صيرفيا. و 504 حبة معتدلة منها.
وزكوتها أيضا ربع العشر وهو درهم واحد يوازن 6 / 12 حبة.
فليس فيما دون المائتين، ولا فيما زاد عليها شئ حتى يبلغ أربعين درهما، ثم
كلما زاد أربعين درهما ففيها درهم واحد.
286

والحاصل أن الضابط في زكاة النقدين هو أنهما إذا بلغا النصاب الأول
أعنى عشرين دينارا أو مائتي درهم، وأخرج المكلف من كل أربعين واحدا فقد أدى
ما عليه بل في بعض الموارد زاد خيرا قليلا وأحسن.
وأما مهر السنة. فهو خمسمائة درهم شرعي، توازن ثلاثمائة وخمسين مثقالا
شرعيا، ومائتين واثنين وستين مثقالا صيرفيا ونصف مثقال صيرفي. و 6300 حبة
من الحمصة.
وأما الدية العمدية، فهي من الذهب ألف دينار (مثقال شرعي) توازن سبعمائة
وخمسين مثقالا صيرفيا و 18000 حبة معتدلة من الحمصة ومن الفضة عشرة آلاف
درهم شرعي.
287

(رجاء واعتذار)
لعلك أيها القارئ، الكريم تجد فيما أوردناه في الجداول الآتية شيئا من
السهو والنسيان، أو خطأ في التطبيق، أو في محاسباتها الرياضية، أو في تعيين
أوزان النقود وغشوشها، أو كانت هناك ملحوظة دقيقة لها صلة بها ولم يمكنا
الاطلاع عليها. ولكن لا يخفى عليك أننا بذلنا غاية الجهد، وأعملنا كلما في وسعنا
في تنقيح الموضوع، والبحث عن الطرق التي كانت تؤدي إلى الاتقان، فرجعنا
إلى الصيارفة المطلعين وغيرهم ممن له خبرة كاملة بأوزان تلك النقود ومقدار
غشوشها، وكذا إلى المتضلعين في العلوم الرياضية فيما يرجع إلى المحاسبات
الرياضية، في النجف الأشرف في الطبعة الأولى.
وعند ما عنيت طبع الكتاب ثاني مرة (هذا الذي بين يديك) في إيران أضفنا عليها
كثيرا من النقود الذهبية التي لم نتعرض لها في المرة الأولى، مع التصرف
في بعض خصوصيات تلك الجداول، التي أثبتناها في الطبعة الأولى بالإضافة
والاسقاط: ثم بعثناها بها إلى جمع من الصيارفة وغيرهم أيضا ممن له اطلاع وافر بالنقود،
وما لها من الأوزان، والغشوش، وكذا إلى المتبحرين في العلوم الرياضية، وهؤلاء
(النجفيون والإيرانيون) - وفقهم الله تعالى - دققوا النظر في الجهات التي هي من
مختصاتهم مرة بعد أولي، ومع ذلك قد تشاهد فيها أخطاء أغفل عنها.
فرجاؤنا الواثق ممن يقف على زلل، أو يطلع على خطل، أو يجد فيها
ما فاتنا ذكره، أو أهمل بيانه أن يبعثه إلينا لنستدركه في الطبعة القادمة، مع تقديمنا
مراتب الامتنان والله هو المعين، والموفق للصواب واليك تلك الجداول.
288

جداول النقود الذهبية والفضية
أوزانها بالغرامات والحبات
مثاقيلها الشرعية ودراهمها
مقدار نصابها الأول والثاني وزكاتهما
مقدار مهر السنة والدية العمدية منها
خالصة وغير خالصة
289

نبذ من النقود الذهبية وأوزانها بالغرام الفرنسي وحبات الحمصة ومثاقيلها الشرعية:
أصناف النقود الذهبية - أوزانها بالغرام - أوزانها بالحبات - مثاقيلها الشرعية
كل مثقال 18 حبة
الاشرفى الإيراني وله أنواع:
منها ما ضربه الملك السلطان
حسين الصفوي وهو =
84 / 3 - 18 - 1
ومنها ما ضربه الملك فتح علي شاة
والملك محمد شاة آل قاجار
وهو قسمان أحدهما = 64 / 4 - 24 - 33 / 1
وثانيهما = 48 / 3 - 18 - 1
ومنها ما ضربه ناصر الدين شاة
ومظفر الدين شاة واحمد شاة
ملوك قاجار وهذه الثلاثة
متساوية في الوزن أي كل
واحد منها = 876 / 2 - 87 / 14 - 50 / 41
وضربوا أيضا نقدين ذهبيين
آخرين يقال لهما (پنجهزارى)
أي خمسة آلاف دينار و (دوهزارى)
أي ألفا دينار فالأول = 438 / 1 - 437 / 7 - 100 / 41
290

ونصابها الأول والثاني ومقدار زكاتهما والدية العمدية منها
نصابها الأول - نصابها الثاني -
20 مثقالا شرعيا - مقدار زكاة 4 / 1 - 4 مثاقيل شرعية - مقدار زكاة 4 / 1 - مقدار الدية
أي 360 حبة - أي 9 حبة - أي 72 حبة - أي 8 / 1 حبة - 1000 مثقال شرعي
20 - 2 / 1 - 4 - 1 / - 1000
15 - 8 / 3 - 40 / 3 - 750
20 - 2 / 1 - 4 - 1 / - 1000
92 / 75 - 24 / 29 / 19 - 735 / 708 / 4 / 145 / 19 - 41 / 21 / 1219
92 / 58 / 49 - 29 / 735 / 681 / 9 - 145 / 38 - 41 / 1 / 2439
291

نبذ من النقود الذهبية وأوزانها بالغرام الفرنسي وحبات الحمصة ومثاقيلها الشرعية
أصناف النقود الذهبية - أوزانها بالغرام - أوزانها بالحبات - مثاقيلها الشرعية
كل مثقال 18 حبة
والثاني = - 575 / 0 - 974 / 250 / 41
والبهلوي وهو قسمان قسم عليه صورة
الملك رضا شاة البهلوي وهو
بهلوي واحد = - 3 933 / 1 - 10 - 9 / 5
وذو بهلويين = - 6 866 / 3 - 20 - 9 / 1 / 1
وذو خمس بهلويات = - 5 666 / 9 - 50 - 9 / 7 / 2
وقسم عليه صورة الملك محمد رضا شاة
البهلوي وهو ثمن البهلوي المسمى بالخسروي = - 0169975 / 1 - 290 / 75 / 5 - 580 / 169
وربع البهلوي = - 033995 / 2 - 290 / 151 / 10 - 580 / 339
ونصف البهلوي = - 06799 / 4 - 290 / 12 / 21 - 290 / 49 / 1
وبهلوي واحد = - 13595 / 8 - 290 / 24 / 42 - 145 / 49 / 2
وذو پهلويين ونصف = - 33995 / 20 - 290 / 36 / 105 - 58 / 49 / 5
وذو خمس بهلويات = - 67990 / 40 - 290 / 120 / 210 - 29 / 20 / 11
الامبريال الروسى = - 3 573 / 6 - 34 - 9 / 8 / 1
الدلار المكزيكى = - 3 953 / 41 - 217 - 18 / 1 / 12
292

ونصابها الأول والثاني ومقدار زكاتهما والدية العمدية منها
نصابها الثاني
20 مثقالا شرعيا - مقدار الزكاة 40 / 1 - 4 مثاقيل شرعية - مقدار الزكاة 40 / 1 - مقدار الدية العمدية
- أي 360 حبة - - أي 9 حبات / أي 72 حبة / أي 10 8 / 1 حبة / 1000 مثقال شرعي
92 / 7 / 124 - 147 15 / 3 - 147 / 120 / 24 - 29 / 19 - 41 / 23 / 6097
36 - 10 / 9 - 10 / 2 / 7 - 50 / 9 - 1800
18 - 20 / 9 - 5 / 3 / 3 - 100 - 9 - 900
5 / 1 / 7 - 50 / 9 - 25 / 11 / 1 - 250 / 9 - 360
339 / 148 / 68 - 339 / 241 / 1 - 339 / 233 / 13 - 339 / 116 - 339 / 297 / 3421
339 / 74 / 34 - 339 / 290 - 339 / 286 / 6 - 339 / 58 - 339 / 318 / 1710
339 / 37 / 17 - 339 / 145 - 339 241 / 3 - 339 / 29 - 339 / 159 / 855
33 / 188 / 8 - 678 / 145 - 339 / 241 / 1 - 678 / 29 - 339 247 / 427
339 / 143 / 3 - 339 / 29 - 339 / 232 - 1695 / 29 - 339 / 31 / 171
339 / 241 / 1 - 678 / 29 - 339 / 116 - 3390 / 29 - 339 / 185 / 85
17 / 10 / 10 - 34 / 9 - 17 / 2 / 2 - 170 / 9 - 17 / 7 / 529 -
217 / 143 / 1 - 217 / 9 - 217 / 72 - 1085 / 9 - 217 / 206 / 82
293

نبذ من النقود الذهبية وأوزانها بالغرام الفرسي وحبات الحمصة ومثاقيلها الشرعية
أصناف النقود الذهبية - أوزانها بالغرام - أوزانها بالحبات - مثاقيلها
كل مثقال 18 حبة
الاوستري الاطريشي القديم = 50 / 14 - 75 - 6 / 1 / 4
الليرة الانگليزية القديمة = - 889 / 7 - 3 / 1 / 41 - 174 / 51 / 2
المناط الروسي وأقسامه:
ذو خمسة = - 3103 / 4 - 4 / 1 / 22 - 72 / 17 / 1
ذو عشرة = - 6206 / 8 - 2 / 1 / 44 - 36 / 17 / 2
ذو خمسة = 9309 / 12 - 4 / 3 / 66 - 24 / 17 / 3
الدلار الامركاني قسمان:
ذو عشرة = - 82 / 16 - 87 - 6 / 5 / 4
ذو عشرين = - 64 / 33 - 174 - 3 / 2 / 9
الليرة العثمانية = 216 / 7 - 145 / 47 / 37 - 435 / 32 / 2
ذو عشرين فرانگا (نابليون) = 6 451 / 6 - 3752 / 33 - 8539 / 1
التولا الهندي قسمان:
تولا واحد = - 793 / 11 - 61 - 18 / 7 / 3
وذو خمسة = - 965 / 58 - 305 - 18 / 17 / 16
294

ونصابها الأول والثاني ومقدار زكاتهما والدية العمدية منها
نصابها الأول - مقدار الزكاة 40 / 1 - نصابها الثاني - مقدار الزكاة 40 / 1 - مقدار الدية العمدية
20 مثقالا شرعيا -.... - 4 مثاقيل شرعية
أي 360 حبة - أي 9 حبات - أي 72 حبة - 10 / 8 / 1 حبة - 1000 مثقال شرعي
5 / 4 / 4 - 25 / 3 - 25 / 24 - 125 / 3 - 240
11 / 8 / 8 - 55 / 12 - 4 / 3 / 1 - 160 / 7 - 133 / 12 / 436
89 / 16 / 16 - 89 / 36 - 89 / 21 / 3 - 445 / 36 - 89 / 88 / 808
89 / 8 / 8 - 89 / 18 - 89 / 55 / 1 - 445 / 18 - 89 / 44 / 404
89 / 35 / 5 - 89 / 12 - 89 / 7 / 1 - 445 / 12 - 89 / 59 / 269
29 / 4 / 4 - 29 / 3 - 29 / 24 - 145 / 3 - 29 / 26 / 206
29 / 2 / 2 - 58 / 3 - 58 / 24 - 290 / 3 - 29 / 13 / 103
451 / 291 / 9 - 1804 / 435 - 451 / 419 / 1 - 1804 / 87 - 451 / 118 / 482
787 / 10 - 2696 / 0 - 1574 / 2 - 53935 0 / 0 - 35 / 539
61 / 55 / 5 - 61 / 9 - 61 / 11 / 1 - 305 / 9 - 61 / 5 / 295
61 / 11 / 1 - 305 / 9 - 305 / 72 - 1525 / 9 - 61 / 1 / 59
295

بنذ من النقود الذهبية خالصة من الغش وأوزانها بالغرام الفرنسي وحبات الحمصة ومثاقيلها الشرعية
أصناف النقود الذهبية - أوزانها بالغرام - أوزانها بالحبات - مثاقيلها الشرعية
كل مثقال 18 حبة
الاشرفي الإيراني وله أنواع منها ما ضربه
الملك السلطان حسين الصفوي وهو يساوي = - 48 / 3 - 18 - 1
ومنها ما ضربه فتح علي شاة والملك محمد
شاة آل قاجار وهو قسمان أحدهما = - 64 / 4 - 24 - 3 / 1 / 1
وثانيهما = 48 / 3 - 18 / 1
ومنها ما ضربه ناصر الدين شاة ومظفر الدين شاة
واحمد شاة ملوك قاجار وهذه الثلاثة متساوية
في الوزن أي كل منها = - 588 / 2 - 290 / 112 / 13 - 58 / 43
وضربوا أيضا نقدين ذهبين آخرين يقال
لهما (پنجهزارى) أي خمسة آلاف دينار و
(دو هزارى) أي ألفا دينار فالأول = 294 / 1 - 29 / 20 / 6 - 116 / 43
والثاني = 5175 / 0 - 145 / 98 / 2 - 290 / 43
البهلوي وهو قسمان عليه صورة الملك رضا
شاة البهلوي وهو بهلوي واحد = - 726 / 1 - 29 / 27 / 8 - 522 / 259
وذو بهلويين = 452 / 3 - 29 / 25 / 17 - 261 / 259
وذو خمس بهلويات = - 631 / 8 - 29 / 19 / 44 - 522 / 251 / 2
وقسم عليه صورة الملك محمد رضا شاة البهلوي
وهو ثمن البهلوي المسمى بالخسروي = - 91529775 / 0 - 116 / 85 / 4 - 232 / 61
296

ونصابها الأول والثاني ومقدار زكاتهما والدية العمدية منها
نصابها الأول - مقدار الزكاة 40 / 1 - نصابها الثاني - مقدار الزكاة 40 / 1 - مقدار الدية العمدية
منها
20 مثقالا شرعيا أي 360 حبة - أي 9 حبات - 4 مثاقيل شرعية - أي حبة 10 / 8 / 1 - 1000 مثقال شرعي
20 - 2 / 1 - 4 - 10 / 1 - 1000
15 - 8 / 3 - 3 - 40 / 3 - 750
20 2 / 1 - 4 - 10 / 1 - 1000
43 / 42 / 26 - 43 / 29 - 43 / 17 / 5 - 215 / 29 - 43 / 36 / 1348
43 / 41 / 53 - 43 / 15 / 1 - 43 / 34 / 10 - 215 / 58 - 43 / 29 / 2697
43 / 38 / 134 - 43 / 16 / 3 - 43 / 42 / 26 - 43 / 29 - 43 / 8 / 6744
259 / 80 / 40 - 259 / 2 / 1 - 259 / 16 / 8 - 1295 / 261 / 1 - 259 / 115 / 2015
259 / 40 / 20 - 518 / 261 - 259 / 8 / 4 - 2590 / 261 - 259 / 167 / 1007
259 / 16 / 8 - 1295 / 261 - 1295 / 783 / 1 - 6475 / 261 - 259 / 23 / 403
61 / 4 / 76 - 61 / 55 / 1 - 61 / 13 / 15 - 305 / 116 - 61 / 17 / 3803
297

نبذ من النقود الذهبية خالصة من الغش وأوزانها بالغرام الفرنسي وحبات الحمصة ومثاقيلها الشرعية
أصناف النقود الذهبية - أوزانها بالغرام - أوزانها بالحبات - مثاقيلها الشرعية
كل مثقال 18 حبة
ربع البهلوي = - 8305955 / 1 - 58 / 27 / 9 - 116 / 61
نصف البهلوي = 661191 / 3 - 58 / 54 / 18 - 58 / 3 / 1
بهلوي واحد = - 322382 / 7 - 290 / 253 / 37 - 29 / 3 / 2
ذو پهلويين ونصف = - 30595 / 18 - 116 / 79 / 94 - 58 / 15 / 5
ذو خمس پهلويات = 611910 / 36 - 58 / 21 / 189 - 29 / 15 / 10
الامبريال الروسي = 6 896 / 5 - 5 / 30 - 36 / 25 / 1
الدلار المكزيكي = - 70 / 37 - 195 - 6 / 5 / 10 الاوسترى الاطريشي القديم = - 86 197 / 14 - 16 / 7 / 73 - 288 / 23 / 4
الليرة الانگليزية القديمة = - 32238 / 7 - 874 / 37 - 104 / 2
المنات الروسي وأقسامه:
ذو خمسة = 87115 / 3 - 40 / 1 / 20 - 80 / 9 / 1
ذو عشرة = 7423 / 7 - 20 / 1 / 40 - 40 / 9 / 2
ذو خمسة عشرة = 61345 / 11 - 40 / 3 / 60 - 80 / 27 / 3
الدلار المركائي قسمان:
ذو عشرة = 08 / 15 - 78 - 3 / 1 / 4
ذو عشرين = - 16 / 30 - 156 - 3 / 2 / 8
الليرة العثمانية القديمة = - 7 / 614 / 4 - 214 / 34 - 9 / 1
ذو عشرين فرانكا (نابليوني) = 8064 / 5 - 033 / 30 - 6839 / 1
التولا الهندي قسمان:
تولا واحد = - 39250 / 11 - 48 / 43 / 58 - 864 / 235 / 3
وذو خمسة = - 9625 / 56 - 48 / 23 / 294 - 864 / 311 / 16
298

ونصابها الأول والثاني ومقدار زكاتهما والدية العمدية منها
نصابها الأول - مقدار الزكاة 40 / 1 - نصابها الثاني 4 - مقدار الزكاة 40 / 1 - مقدار الدية العمدية
20 مثقالا شرعيا - أي 360 حبة - أي 9 حبات - مثاقيل شرعية - أي 10 / 8 حبة - منها 1000 مثقال - شرعي
61 / 2 / 38 - 61 / 58 - 61 / 37 / 7 - 305 / 58 - 61 / 39 / 1901
61 / 1 / 19 - 61 / 29 - 61 / 49 / 3 - 305 / 29 - 61 / 50 / 950
61 / 31 / 9 - 122 / 29 - 61 / 55 / 1 - 610 / 29 - 61 / 25 / 475
61 / 49 / 3 - 305 / 29 - 305 / 58 - 1525 / 29 - 61 / 10 / 190
61 / 55 / 1 - 610 / 29 - 305 / 116 - 3050 / 29 - 61 / 5 / 95
61 / 40 / 11 - 61 / 18 - 61 / 22 / 2 - 305 / 18 - 61 / 48 / 582
13 / 11 / 1 - 65 / 3 - 65 / 24 - 325 / 3 - 13 / 4 / 92
235 / 212 / 4 - 1175 / 144 - 1175 / 1152 - 5875 / 144 - 235 / 25 / 245
61 / 31 / 9 - 122 / 29 - 12 / 11 / 1 - 610 / 29 - 12 / 5 / 475
89 / 87 / 17 - 89 / 40 - 89 / 22 / 2 - 89 / 8 - 89 / 78 / 898
89 / 88 / 8 - 89 / 20 - 89 / 11 / 1 - 89 / 4 - 89 / 39 / 449
89 / 53 / 5 - 267 / 40 - 267 / 200 - 267 / 8 - 178 / 167 / 299
13 / 8 / 4 - 26 / 3 - 13 / 12 - 130 / 3 - 13 / 10 / 230
13 / 4 / 2 - 52 / 3 - 13 / 6 - 260 / 3 - 13 / 5 / 115
526 / 10 - 26315 / 0 - 1052 / 2 - 05263 / 0 - 3 / 526
937 / 11 - 2984 / 0 - 3872 / 2 - 05968 / 0 - 85 / 596
2827 / 318 / 6 - 2827 / 432 - 2827 / 629 / 1 - 14135 / 432 - 2827 / 1765 / 305
2827 / 629 / 1 - 14135 / 432 - 14135 / 3456 - 70675 / 432 - 2827 / 353 / 61
299

نبذ من النقود الفضية خالصة من الغش وأوزانها بالغرام الفرنسي وحبات الحمصة ومثاقيلها الشرعية ودراهمها
أصناف النقود الفضية - أوزانها بالغرام - أوزانها بالحبات - مثاقيلها الشرعية كل مثقال 18 حبة - دراهمها الشرعية
القران = - 64 / 4 - 24 - 3 / 1 / 1 - 21 / 19 / 1
ذو قرانين = - 28 / 9 - 48 / 3 / 2 / 2 - 21 / 17 / 3
ذو خمس قرانات = - 2 / 23 - 120 - 3 / 2 / 6 - 21 / 11 / 9
ألف دينار (يكهزارى) = - 64 / 4 - 24 - 3 / 1 / 1 - 21 / 19 / 1
ذو الفى دينار (دوهزاري) = - 28 / 9 - 48 - 3 / 2 / 2 - 21 / 17 / 3
ذو خمسة آلاف دينار (پنجهزارى) = - 2 / 23 - 120 - 3 / 2 / 6 - 21 / 11 / 9
الريال البهلوي القديم = - 075 / 5 - 4 / 1 / 26 / - 24 / 11 / 1 - 12 / 1 / 2
ذو ريالين البهلوي القديم = - 15 / 10 - 2 / 1 / 52 - 12 / 11 / 2 - 6 / 1 / 4
ذو خمس ريالات البهلوي القديم = - 375 / 25 - 4 / 1 / 131 - 24 / 7 / 7 - 12 / 5 / 10
الريال البهلوي الجديد = - 60 / 1 - 29 / 8 / 8 - 87 / 40 - 609 / 400
ذو ريالين البهلوي الجديد = - 20 / 3 - 29 / 16 / 16 - 87 / 80 - 609 / 191 / 1
ذو خمس ريالات البهلوي الجديد = - 8 - 29 / 11 / 41 - 87 / 26 / 2 - 609 / 173 / 3
ذو عشر ريالات البهلوي الجديد = - 16 - 29 / 22 / 82 - 87 / 52 / 4 - 609 / 346 / 6
ذو عشرين فلسا عراقيا = - 48 / 3 - 18 - 1 - 7 / 3 / 1
الدرهم العراقي القديم = - 766 / 9 - 46 - 9 / 5 / 2 - 63 / 41 / 3
الريال العراقي القديم = - 84 / 27 - 144 - 8 - 7 / 3 / 11
300

ونصابها الأول والثاني ومقدار زكاتهما ومهر السنة والدية العمدية منها
نصابها الأول - مقدار الزكاة - نصابها الثاني - مقدار الزكاة - مقدار مهر السنة - مقدار الدية
200 درهم كل - خمسة دراهم - 40 درهما - درهم واحد - 500 درهم - العمدية منها
درهم 6 / 12 حبة - شرعية - شرعيا - شرعي - 10000 درهم شرعي
105 - 8 / 5 / 2 - 21 - 525 / 0 - 2 / 1 / 262 - 5250
2 / 1 / 52 - 16 / 5 / 1 - 2 / 1 / 10 - 80 / 21 - 4 / 1 / 131 - 2625
21 - 40 / 21 - 5 / 1 / 4 - 200 / 21 - 2 / 1 / 52 - 1050
105 - 8 / 5 / 2 - 21 - 40 / 21 - 2 / 1 / 262 - 5250
2 / 1 / 52 - 16 / 5 / 1 - 2 / 1 / 10 - 80 / 21 - 4 / 1 / 131 - 2625
21 - 40 / 21 - 5 / 1 / 4 - 200 / 21 - 2 / 1 / 52 - 1050
96 - 5 / 2 / 2 - 5 / 1 / 19 - 25 / 12 - 240 - 4800
48 - 5 / 1 / 1 - 5 / 3 / 9 - 50 / 12 - 120 - 2400
5 / 1 / 19 - 25 / 12 - 25 / 21 / 3 - 125 / 12 - 48 - 960
2 / 1 / 304 - 80 / 49 / 7 - 10 / 9 / 60 - 400 / 209 / 1 - 4 / 1 / 761 - 15225
4 / 1 / 125 - 160 / 129 / 3 - 20 / 9 30 - 800 / 609 - 8 / 5 / 380 - 2 / 1 / 7612
10 / 9 / 60 - 400 / 209 / 1 - 50 / 9 / 12 - 2000 / 609 - 4 / 1 / 152 - 3045
20 / 9 / 30 - 800 / 609 - 09 / 6 - 4000 / 609 - 8 / 1 / 76 - 5 / 1522
140 - 2 / 1 / 3 - 28 - 10 / 7 - 350 - 7000
23 / 18 / 54 - 46 / 17 / 1 - 23 / 22 / 10 - 230 / 63 - 23 / 12 / 136 - 23 / 3 / 2739
2 / 1 / 17 - 16 / 7 - 2 / 1 / 3 - 80 / 7 - 4 / 3 / 43 - 875
301

نبذ من النقود الفضية وأوزانها بالغرام الفرنسي وحبات الحمصة ومثاقيلها الشرعية ودراهمها
أصناف النقود الفضية - أوزانها بالغرام - أوزانها بالحبات - مثاقيلها الشرعية - دراهمها الشرعية
كل مثقال 18 حبة - كل درهم 6 / 12 حبة
الريال المجيدي = 20 / 23 - 120 - 3 / 2 / 6 - 21 / 11 / 9
الريال السعودي = - 6 / 11 - 60 - 3 / 1 / 3 - 21 / 16 / 4
روبية منباسا = - / / - / / - / / - / /
الروبية الهندية = - / / - / / - / / - / /
ربع الليرة السوري = - 026 / 5 - 26 - 9 / 4 / 1 - 63 / 4 / 2
نصف الأفغاني = - 22 / 5 - 27 - 2 / 1 / 1 - 21 / 3 / 2
ربع العمادي اليمني = - 3155 / 5 - 2 / 1 / 27 - 36 / 19 / 1 - 126 / 23 / 2
الشيلينك الزنجباري = - 38 / 5 - 28 - 9 / 5 / 1 - 63 / 14 / 2
ذو خمسة قروش المصري = - 96 / 6 - 36 - 2 - 7 / 6 / 2
روبية حيدراباد = - 4066 / 11 - 59 - 18 / 5 / 3 - 63 / 43 / 4
مائة ملء الفلسطيني = - 793 / 11 - 61 - 18 / 7 / 3 - 63 / 53 / 4
الفرانك الفرنسي = - 872 / 4 - 5 / 1 / 25 - 5 / 2 / 1 - 2
302

ونصابها الأول والثاني ومقدار زكاتهما ومهر السنة والدية العمدية منها
نصابها الأول - مقدار الزكاة - نصابها الثاني - مقدار الزكاة - مقدار مهر السنة - مقدار الدية العمدية منها
200 درهم شرعي - خمسة دراهم شرعية - 40 درهما شرعيا - درهم واحد - 500 درهم شرعي - 10000 درهم شرعي
21 - 40 / 21 - 5 / 1 / 4 - 200 / 21 - 5 / 52 - 1050
42 - 20 / 1 / 1 - 5 / 2 / 8 - 21 / 0 - 105 - 2100
/ / - / / - / / - / / - 105 - / /
/ / - / / - / / - / / - 105 - / /
13 / 12 / 96 - 26 / 11 / 2 - 13 / 3 / 19 - 130 / 63 - 13 / 4 / 242 - 13 / 2 / 4846
3 / 1 / 93 - 3 / 1 / 2 - 3 / 2 / 18 - 15 / 7 - 3 / 1 / 233 - 3 / 2 / 4666
11 / 7 / 91 - 55 / 16 / 2 - 55 / 18 / 18 - 275 / 126 - 11 / 1 / 229 - 11 / 9 / 4581
90 - 4 / 1 / 2 - 18 - 20 / 9 - 225 - 4500
70 - 4 / 3 / 1 - 14 - 20 / 7 - 175 - 3500
59 / 42 / 42 - 59 / 4 / 1 - 59 / 32 / 8 - 295 / 63 - 59 / 46 / 106 - 59 / 58 / 2138
61 / 19 / 41 - 61 / 2 / 1 - 61 / 16 / 8 - 305 / 63 - 61 / 17 / 103 - 61 / / 37 / 2065
100 - 2 / 1 / 2 - 2 / 1 - 250 - 5000
303

نبذ من النقود الفضية خالصة من الغش وأوزانها بالغرام الفرنسي وحبات الحمصة ومثاقيلها
أصناف النقود الفضية - أوزانها بالغرام - أوزانها بالحبات - مثاقيلها الشرعية - دراهمها الشرعية
كل مثقال 18 حبة - كل درهم 6 / 12 حبة
القران - 176 / 4 - 5 / 3 / 21 - 5 / 1 / 1 - 7 / 5 / 1
ذو قرانين - 352 / 8 - 5 / 1 / 43 - 5 / 2 / 2 - 7 / 3 / 3
ذو خمس قرانات - 880 / 20 - 108 - 6 - 7 / 4 / 8
ألف دينار (يكهزاري) 176 / 4 - 5 / 3 / 21 - 5 / 1 / 1 - 7 / 5 / 1
ذو الفي دينار (دو هزاري) 352 / 8 - 5 / 1 / 43 - 5 / 2 / 2 - 7 / 3 / 3
ذو خمسة آلاف دينار (پنجهزاري) - 880 / 20 - 108 - 6 - 7 / 4 / 8
الريال البهلوي القديم - 263 / 4 - 20 / 1 / 22 - 40 / 9 / 1 - 4 / 3 / 1
ذو ريالين البهلوي القديم - 526 / 8 - 10 / 1 / 44 - 40 / 18 / 2 - 2 / 1 / 3
ذو خمس ريالات البهلوي القديم - 315 / 21 - 4 / 1 / 110 - 8 / 1 / 6 - 4 / 3 / 8
الريال البهلوي الجديد - 96 / 0 - 29 / 28 / 4 - 29 / 8 - 203 / 80
ذو ريالين البهلوي الجديد - 92 / 1 - 29 / 27 / 9 - 29 / 16 - 203 / 160
ذو خمس ريالات البهلوي الجديد - 80 / 4 - 29 / 24 / 24 - 29 / 11 / 1 - 203 / 197 / 1
ذو عشر ريالات البهلوي الجديد - 60 / 9 - 29 / 19 / 49 - 29 / 22 / 2 - 203 / 191 / 3
الريال المجيدي - 56 / 18 - 96 - 3 / 1 / 5 - 21 / 13 / 7
الروبية الهندية - 02 / 11 - 57 - 6 / 1 3 - 63 / 33 / 4
1 - ضربت هذه الأصناف الثلاثة زمن رضا شاة البهلوي وعليها رسمه.
2 - وهذه الثلاثة أيضا مما ضربه الملك رضا شاة البهلوي وهي غير مرسمة، يوجد الاختلاف في =
3 - ضربت هذه الأصناف الأربعة زمن الملك محمد رضا شاة البهلوي وعليها رسمه.
304

الشرعية ودراهمها ونصابها الأول والثاني ومقدار زكاتهما ومهر السنة والدية العمدية منها
نصابها الأول - مقدار الزكاة - نصابها الثاني - مقدار الزكاة - مقدار مهر السنة - مقدار الدية العمدية
منها
200 درهم شرعي - خمسة دراهم شرعية - 40 درهما شرعيا - درهم واحد - 500 درهم شرعي - 10000 درهم شرعي
3 / 2 / 116 - 12 / 11 / 2 - 3 / 1 / 23 - 12 / 7 - 3 / 2 / 291 - 3 / 1 / 5833
3 / 1 / 58 - 24 / 11 / 1 - 3 / 2 / 11 - 24 / 7 - 6 / 5 / 145 - 3 / 2 / 2916
3 / 1 / 23 - 12 / 7 - 3 / 2 / 4 - 60 / 7 - 3 / 1 / 58 - 3 / 2 / 1166
3 / 2 / 116 - 12 / 11 / 2 - 3 / 1 / 23 - 12 / 7 - 3 / 2 / 291 - 3 / 1 / 5833
3 / 1 / 58 - 24 / 11 / 1 - 3 / 2 / 11 - 24 / 7 - 6 / 5 / 145 - 3 / 2 / 2916
3 / 1 / 23 - 12 / 7 - 3 / 2 / 4 - 60 / 7 - 3 / 1 / 58 - 3 / 2 / 1166
7 / 2 / 114 - 7 / 6 / 2 - 7 / 6 / 22 - 7 / 4 - 7 / 5 / 285 - 7 / 2 / 5714
7 / 1 / 57 - 7 / 3 / 1 - 7 / 3 / 11 - 7 / 2 - 7 / 6 / 142 - 7 / 1 / 2857
7 / 6 / 22 - 7 / 4 - 7 / 4 / 4 - 35 / 4 - 7 / 1 / 57 - 7 / 6 / 1142
2 / 1 / 507 - 16 / 11 / 12 - 2 / 1 / 101 - 80 / 43 / 2 - 4 / 3 / 1268 - 25375
4 / 3 / 253 - 32 / 11 / 6 - 4 / 3 / 50 - 160 / 43 / 1 - 8 / 3 / 634 - 2 / 1 / 1287
2 / 1 / 101 - 80 / 43 / 2 - 10 / 3 / 20 - 400 / 203 - 4 / 3 / 253 - 5071
4 / 3 / 50 - 160 / 43 / 1 - 20 / 3 / 10 - 800 / 203 - 8 / 7 / 126 - 5 / 2537
4 / 1 / 26 - 31 / 21 - 4 / 1 / 5 - 160 / 21 - 8 / 5 / 65 - 2 / 1 1312
100 / 21 / 44 - 200 / 21 / 1 - 25 / 21 / 8 - 1000 / 221 - 40 / 21 / 110 - 2 / 1 / 2210
= أوزانها بين ما ذكرناه هنا حسبما أخبرنا به غير واحد من صيارفة طهران وبين ما ذكرناه في جداول الطبعة الأولى فلاحظ
305

(استدراك)
لما انتهينا إلى هنا عثرنا على (قاموس الكتاب المقدس) الفارسي الذي
ترجمه وألفه (مستر هاكس) الاميركانى (ط بيروت 1928 م) وذكر فيه تحت
كلمتي (دينار) و (نقره) (الفضة) ما يتعلق بالنقود التي ورد ذكرها في عهدي القديم
والجديد فرأينا الأولى نقله هنا بعد ما فاتنا ذكره في موطنه، تكملة للبحوث التاريخية
التي تكلمنا عليها في الفصول السابقة. وقد قابلنا ما أشار إليه المؤلف بما كان
عندنا من العهدين المترجمين بالعربية (ط 1811 م) والعهد القديم المترجم بالفارسية
(ط لندن 1856 م).
قال في كلمة (دينار ص 400، 401) ما تعريبه: (الدينار) (مت 18: 28)
(1) و (مر 6: 37) (2) هو عمدة المسكوكات الرومانية يعادل 8 بنسات انكليزية
والدرهم اليوناني قطعة من فضة يساوى أيضا هذه القيمة تقريبا. (لو 15: 8) (3)
ويكون علامة لكمال الضيق (مكا 6: 6) (4) إن كانت اجرة الأجير في يوم واحد قيمة
ربع من من الحنطة أي ثماني عباسيات، فيبتاع بدينار واحد على وجه العموم (بشل)
واحد الذي يوازي منين بالمن الشاهي.
والدينار الذي أروه للمسيح عليه السلام كان ذا تمثال، وعليه اسم (طيباريوس)
الإمبراطور (مت 22: 19 و 21) (5) وقيمة الدينار الأصلية والحقيقية معادلة
لشلنج واحد انكليزى أو فرنك فرنسى. وكانت قيمته في سابق الأيام للعامل،
والأجير، والمتاع أزيد مما في الحال.
وكان عطاء السامري نفسه المسطور في (لو 10: 35) (6) مطابقا لدولارين
أو ثماني شلنجات انكليزية. اه‍.
وقال في كلمة (نقره) (الفضة) (ص 886 و 887): (الفضة) معروفة،

(1) إنجيل متى الفصل الثامن عشر: 28.
(2) إنجيل مرقس 6: 37.
(3) إنجيل لوقا 15: 8
(4) مكاشفة يوحنا 6: 6.
(5) إنجيل متى 22: 19 و 21
(6) إنجيل لوقا 10: 35
306

وهي من المعادن الثمينة، وكانت تجلب من (ترشيش) في عهد سليمان (1 - پا 10: 22) (1)
وفي الظن أن (ترشيش) كانت في إسبانيا. وكانت الفضة تجلب أيضا من بلدة
اخري واقعة في الشرق وكان الأغنياء يدخرون هذا الفلز في قديم الأيام
(پيد 13: 2) (2) ويستعملونه في صنع الأواني (پيد 44: 2) (3) وكان
يتخذ أيضا من المعادن (أيوب 28: 1 و 32) (4) ويستعملونه أيضا في الهيكل
(أتوا 28: 14 - 17) (5) وفي صنع بعض آلات الطرب (1 - عد 10: 2) (6) وعبدة
الأصنام كانوا يستعملونه في تزيين أصنامهم (أش 40: 19) (7) وكان هذا الفلز
موجودا بمقدار كثير في أيام سليمان في أورشليم (1 - پاد 10: 27) (8) وكانوا
يستعملون الفضة في مبادلة الأمتعة عند التعامل، ولكنها لم تكن مسكوكة بل
كانت توزن (پيد 23: 16) (9).
وكانت كلمة (الفضة) ككلمة (المال) تدل على شئ كانوا يعينون به قيمة
الأمتعة والممتلكات.

(1) السفر الأول من أسفار الملوك 10: 22: ولم نجد في الترجمة العربية كلمة
(ترشيش) ولكنها وردت في الترجمة الفارسية.
(2) سفر الخليقة 13: 2
(3) سفر الخليقة 44: 2
(4) كتاب أيوب 28: 1، لم ترد كلمة (المعدن) في العربية، وجاءت مكانها
كلمة (الصفو) لكنها وردت في الفارسية، وهذا الفصل ينهتى إلى 28، في كلتا الترجمتين
الموجودتين عندنا.
(5) السفر الأول من تواريخ الأيام 28: 14 - 17
(6) السفر العدد 10: 2.
(7) كتاب نبوة إشعياء 40: 19. ولم يرد في الترجمة العربية تزيينهم الأصنام
بالفضة، الا انه ورد في الفارسية.
(8) السفر الأول من أسفار الملوك، الفصل العاشر: 27
(9) سفر الخليقة 23: 16.
307

وكان من جملة النقود الأجنبية الرائجة بين اليهود النقد الفارسي (عز
2 69) (1) الذي تساوي قيمته مائة وأربعين قرشا. و (استارا) الروماني (مت 17:
27) (2) الذي يساوى إثنا عشر قرشا كان رائجا بينهم، وهم كانوا يسكونه أيضا.
والدينار الروماني الذي كانت قيمته مساوية لثلاثة قروش. كذا الفلس
الروماني الذي كان نقدا فضيا (3) وكانت قيمته عشرة بارات (مت 10: 29) (4)
كانا رائجين بينهم.
وأما الفلس المذكور في (مت 5: 26) (5) فكان مساويا لربع فلس روماني،
والفلس المذكور في (مر 12: 42) (6) كان مساويا لنصف الفلس الروماني، و
كان لكل من هذين النقدين اسما خاصا في الأصل اليوناني.
أما اليهود فقبل زمن إسارتهم كانوا يزنون الفضة (پيد 23: 16) (7) و
لهذه الجهة كانت الكلمات والألفاظ التي كانوا يستعملونها في الأثمان كانت
بعينها أسماء، للأوزان، ككلمات (جيره) و (شاقل) و (منا) و (من) و (وزنة).
وكانت الوزنة من الذهب مساوية ل‍ 3500 ليرة انكليزية، والشاقل من
الذهب مساويا لليرتين عثمانيتين تقريبا. وكانت قيمة الذهب والفضة في تلك
الأيام معادلة لعشر أضعافها اليوم.
أما الثلاثين بارة من الفضة الواردة في (مت 26: 15، و 27: 3) (8) فالمقصود
منها هي الشواقل التي كان كل واحد منها مساويا لاثنى عشر قرشا، وهكذا الألف

(1) السفر الأول لعزرا الكاتب 2: 69.
(2) إنجيل متى 17: 27.
(3) وهذا يدل على عدم اختصاص الفلس بالمضروب من النحاس.
(4) إنجيل متى 10: 29.
(5) إنجيل متى 5: 26.
(6) إنجيل مرقس 12: 42.
(7) سفر الخليفة 23: 16.
(8) إنجيل متى الفصل السادس والعشرون: 15، والفصل السابع والعشرون 3.
308

بارة من الفضة (اش 7: 23) (1) وكانوا يسبكونها وينقونها (ملا 3: 2، 3) (2)
ولا بد وأن يعلم بأن اليهود لم يكن لهم قبل الاسارة نقد، وبعد الاسارة
استعملوا النقود الفارسية واليونانية والسورية والرومانية، وبعد ذلك بدأوا في
سك الفضة في زمن المكابيين، وأول من باشر سك ذلك رجل اسمه (مكابيوس)
الذي أستأذن (انطيوخس) السابع سنة 139 ق. م وسك الشاقل ونصف الشاقل و
غيرهما من الفضة والذهب والنحاس، وقد نقش على أحد طرفي هذه المسكوكات
صورة الكأس المحتملة انها كانت إشارة إلى كأس المن، وفي الطرف الآخر
صورة غصن من اللوز حامل ثلاث وردات، ويحتمل أيضا أن يكون هذا إشارة إلى عصا
هارون. وبعد ذلك شرع كل من الامراء الاسمونيين وسلاطين (ادوم) في ضرب
السكة، وهكذا كل من (العازار) و (باركوكب) سكوا النقود. اه‍.
استدراك وتحقيق
(هل في القرآن غير العربية شئ؟)
سؤال هام يتبع الفصل الأول (ص 3 - 8) وقد كان يحسن بنا أن نبحث عنه
هناك عند الكلام على كلمتي الدرهم والدينار اللتين ورد ذكرهما في القرآن العزيز،
ولكن منعنا عن ذلك خوف الاطناب والاطالة، فضربنا عنه صفحا واقتصرنا بالإشارة
إليه في الهامش (ص 4) إلى أن انتهينا إلى هنا من طبع الكتاب، فبينما نطالع ذات

(1) كتاب نبوة إشعياء 7: 23، ولم تعين الترجمة ان الألف مثقال كانت من الفضة
أو من غيرها، الا ان الترجمة الفارسية عينتها بأنها كانت من الفضة.
(2) كتاب نبوة ملاخيا 3: 2، و 3.
309

يوم فيما حققه العلماء والباحثون في هذا المبحث رأينا أن له صلة قوية بذاك الموضوع
بل هو أساسه الذي يبتني به، فانتهزنا الفرصة وبادرنا إلى التحقيق فيه والبحث عنه،
مقتصرين على ذكر ما أفادوه وما يرد عليه.
فنقول: هنا قولان معروفان من قديم الزمان (أحدهما) عدم وقوع المعرب
في القرآن الكريم والثاني وقوعه فيه، نسب الأول منهما إلى أكثر أهل العلم
من المتقدمين كالشافعي الامام، وابن جرير وأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي،
والقاضي أبي بكر الباقلاني، وابن فارس وتبعهم في ذلك غير واحد من المتأخرين.
والثاني منهما إلى جماعة منهم أيضا كابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وعكرمة،
وعطاء وغيرهم وقد عرفت في ذاك الفصل تصريح أكثر اللغويين وجمع من الباحثين
بأن الدرهم والدينار كلمتان معربتان، وهذا اعتراف منهم بوقوعه فيه.
أما القول الأول، فقد استدل على بأمور:
منها دلالة عدة آيات مباركة على أن القرآن عربي كقوله تعالى (انا
أنرلناه قرآنا عربيا) (1)
وقوله تعالى (انا جعلنا قرآنا عربيا) (2) وقوله تعالى (وكذلك
أوحينا إليك قرآنا عربيا) (3) وغيرهما من الآيات الكريمة (4).
وأجيب عن ذلك - أولا - بأن وقوع كلمات يسيرة بغير العربية
في القرآن لا يخرجه عن كونه عربيا كما أن وقوع ألفاظ قليلة عربية في مقالة
فارسية لا تخرجها عن كونها فارسية
وبعبارة أخرى أن المراد من كونه عربيا كونه عربي الأسلوب والنظم،
وعجمة عدة كلمات منه لا تكون قادحة في ذلك.

(1) يوسف (2)
(2) الزخرف (: 2)
(3) الشورى (5)
(4) النحل (105)
طه (: 112) - الزمر - (: 29) فصلت - (: 44) - الأحقاف - (: 11).
310

وثانيا - بأن القرآن اسم للجنس (1) يقع على البعض والكل فيسمى
بعض القرآن قرآنا أيضا.
ومنها: أن القرآن لو كان فيه من لغة غير العرب شئ، لتوهم المتوهم بأن العرب
إنما عجزت عن الاتيان بمثله، لأنه اتي بلغات لا يعرفونها.
وفيه انه لم يختص المعارضة بالاتيان بجميعه، بل ناديهم على أن يأتوا
بعشر سور (2) بل سورة واحدة مثله (3) ومن الواضح أن السور العربية المحضة
كثيرة جدا. فلو استطاعوا أو وجدوا إلى ذلك سبيلا، لأتوا ولو بسورة واحدة
ليسقطوا حجة الرسول، ويسجلوا لأنفسهم الشرف والغلبة.
ومنها: أن الألفاظ التي ورد ذكرها في القرآن، وروى عن ابن عباس و
غيره تفسيرها بأنها فارسية، أو حبشية، أو نبطية، أو نحو ذلك، إنما هو لتوارد
اللغات فيها فاتفق أن العرب، والفرس والحبشة، تكلموا بها بلفظ واحد. وقال
في المزهر: قال أبو عبيدة:... وقد يوافق اللفظ اللفظ ويقاربه ومعناهما واحد،
واحدهما بالعربية، والاخر بالفارسية، أو غيرها. قال: فمن ذلك (الاستبرق) وهو
الغليظ من الديباج، وهو (استبره) (4) بالفارسية أو غيرها. قال: وأهل مكة

(1) به صرح جمع من المفسرين، كالزمخشري في الكشاف، والبيضاوي، والنسفي
في مدارك التنزيل. والخازن في لباب التأويل، والطنطاوي وغيرهم - (راجع سورة
يوسف: 2)
(2) هود (16) (أم يقولون أفتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات).
(3) البقرة (: 21) (وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من
مثله) يونس (: 39) أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله).
(4) قال الجواليقي في المعرب: (الاستبرق: غليظ الديباج فارسي معرب واصله:
(استفرة) وقال ابن دريد: (استروه) ونقل من العجمية إلى العربية، وفي الصحاح
(الاستبرق) الديباج الغليظ الفارسي معرب. وفي النهاية الأثيرية: قد تكرر ذكر الاستبرق
في الحديث وهو ما غلظ من الحرير والإبريسم وهى لفظة أعجمية معربة أصلها
(استبره)... وذكرها الأزهري في خماسي القاف على أن همزتها وحدها زائدة، و
قال: أصلها بالفارسية (استفره) وقال أيضا أنها وأمثالها من الألفاظ حروف عربية
وقع فيها وفاق بين العجمية والعربية وقال هذا عندي هو الصواب. وفي القاموس
(استبرق): الديباج الغليظ فارسي معرب. وفي اللسان: قال الزجاج: وهو اسم أعجمي
أصل بالفارسية (استقره) (كذا في الأصل الموجود عندنا ولكن عن بعض النسخ (استفرة)
بالفاء نحو ما في المعرب) ونقل من العجمية إلى العربية.
311

يسمون (المسح) الذي يجعل فيه أصحاب الطعام البر: (البلاس) وهو بالفارسية:
(بلاس) فأمالوها وأعربوها فقاربت الفارسية العربية في اللفظ (1) ثم حكى عنه
وعن آخرين أيضا عدة ألفاظ أدعوا أنها من وضع العرب، غاية الأمر أنه وافق
لغات غيرهم في اللفظ والمعنى، كالصابون، والتنور ونظائرهما.
وفيه أن إمكان توافق اللغات في الألفاظ والمعاني مما لا ينكر وربما يكون
بعض تلك الألفاظ من هذا القبيل أيضا، ولكن أين الدليل لاثبات ذلك بالنسبة إلى
جميع ما ورد ذكره في القرآن. فليس هذا إلا مجرد الدعوى التي لم تستند إلى ما
يعتمد عليه ويوثق به.
ومنها: أن لغة العرب متسعة جدا بل أوسع اللغات وأكثرها ألفاظا
فيجوز أن يكونوا سبقوا إلى الألفاظ التي يظن أنها معربة.
وفيه لو سلمنا الأوسعية لما كان جواز سبقهم إلى تلك الألفاظ إلا دعوى
إمكانه فلا يفيد الغرض.
ومنها أن هذا الكتاب المعجز العربي المبين كما جاء هدى للناس، و
داعيا إلى الله مرشدا، وذكرا للعرب وشرفا جاء حافظا على لغتهم، موحدا لما اختلف
من لهجاتهم، جامعا ما تفرقت به ألسنة القبائل على أفصح اللهجات، وأبين الألسنة
وأنقى الألفاظ وقد فعل فهم يرون أن هذا القرآن، وقد امتن الله فيه على العرب

(1) المزهر ج 1 ص 266.
312

بأنه عربي في آيات متكاثرة متواترة، وهذا المقصد من لغة العرب من مقاصده،
لا يعقل أن تكون كلمة من كلماته - حاشا الأعلام - دخيلة على لغة العرب.
وفيه (إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم) جاء (هدى وموعظة للمتقين)
و (شفاء لما في الصدور) كما نص.
جاء القرآن لمقصد أعلى وغرض أسمى خاض في فنون المعارف والمصالح
والحكم والاصلاح والتشريع والأخلاق والحجج، والأمثال بأحسن أسلوب و
أقوم منهج، جاء القرآن لدعوة الناس كافة إلى التوحيد في عقايدهم وأفعالهم و
أقوالهم، جاء ليجمعهم تحت كلمة واحدة بقول: (لا إله إلا الله) ويرشدهم إلى الشرع
الحنيف الإسلامي ويخرجهم من الظلمات إلى النور وإلى صراط العزيز الحميد.
لم يلتفت في شئ من ذلك إلى اختلاف الألسنة واللغات ولم يشر فيه إلى
اهتمامه بتوحيد اللهجات وجمع ما تفرقت به السنة القبائل كما زعم وأما الآيات
المشار إليها فقد أجيب عنها آنفا.
ومنها أن العرب أمة من أقدم الأمم ولغتها من أقدم اللغات وجودا كانت
قبل إبراهيم وإسماعيل وقبل الكلدانية، والعبرية، والسريانية، وغيرها بله
الفارسية، وقد ذهب منها الشئ الكثير بذهاب مدنيتهم الأولى قبل التاريخ، فلعل
الألفاظ القرآنية التي يظن أن أصلها ليس من لسان العرب، ولا يعرف مصدر
اشتقاقها لعلها من بعض ما فقد أصله وبقى الحرف وحده.
وفيه أن موضوع أقدمية إحدى لغات الأمم القديمة جدا على الأخرى
يكون من المباحث التي ليس لنا إلى إحرازه سبيل إلا بتكاثر الروايات الموثقة
الخالية عن عصبية القومية، وذلك مما يعسر الوقوف عليه، ولم نجد فيما بأيدينا
من المنابع ما نثق به، ونحن نظن أن هذه دعوى فاقدة لدليل موثوق به، فلا
يمكننا الركون إليها، والاعتماد عليها.
313

ولئن أغمضنا النظر عن ذلك فالأقدمية لا تقتضى عدم تعريب تلك الألفاظ إذ
من الممكن مع ذلك أن العرب لم يكونوا يعرفونها ولا يستعملونها إلا بعد مخالطتهم
بغيرهم في أسفارهم وتجاراتهم فاخذوها وغيروها عن موادها الأصلية بالنقص
والزيادة في حروفها فجرت مجرى العربي فنزل القرآن بها كما يرشدنا إلى ذلك
جملة من الأسماء التي كانوا فاقدين لمسمياتها.
ومن ذلك (الدرهم والدينار) وقد ورد ذكرهما في القرآن وعرفت في الفصل
الثاني (ص 33 - 40) تصريح جماعة من المؤرخين والباحثين عن النقود بأن النقود
الدارجة في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الاسلام كانت دنانير رومية ودراهم
كسروية وقد صرح البستاني في دائرة المعارف (1) بان الجاهلية لم تكن تعرف
الدنانير قبل اختلاطها بالعجم. كما نفى الشك عن أن الدرهم العربي مأخوذ من
درهم الساسانيين في دائرة المعارف الاسلامية (2).
مع أن مجرد ذلك لا يلازم نزول جميع الأحرف القرآنية بلغتهم بل قد تكون
هناك حكمة اقتضت نزول عدة كلمات منها بلسان أمم مختلفة كما سنشير إليها قريبا.
وأما ما ذكره أخيرا بقوله: (فلعل الخ) فهو احتمال لا يستند إلى مستند
وثيق.
وأما القول الثاني فقد استدل عليه أيضا بأمور:
منها إتفاق النحاة على أن منع صرف نحو إبراهيم إنما كان للعلمية و
العجمة فلو لا وقوع غير العربية في القرآن لما كان له وجه ورد بان وقوع الاعلام
العربة فيه ليس محل خلاف بينهم بل الكلام في غيرها، وأجيب عنه بأن وقوعها
إذا كان متفقا عليه فلا مانع من وقوع الأجناس فيه أيضا.

(1) راجع ما نقلناه عنه في الفصل الأول (ص 5) وراجعه أيضا (ص 3 - 8)
تجد هناك آراء المؤرخين والباحثين في تعريبها.
(2) راجع (ص 4) من هذا القسم.
314

ومنها أن الحكمة في وقوع تلك الألفاظ في القرآن هي الإشارة إلى أنه
حوى علوم الأولين والآخرين ونباء كل شئ فلا بد أن تقع فيه الإشارة إلى أنواع اللغات
والألسن لتتم إحاطته بكل شئ فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها وأكثر
استعمالا للعرب.
ومنها أن ذلك من خصائص القرآن على سائر كتب الله تعالى المنزلة حيث
أنها نزلت بلغة القوم الذين أنزلت عليهم ولم ينزل فيها شئ بلغة غيرهم والقرآن
احتوى على جميع لغات العرب وانزل فيه بلغات الروم والفرس والحبشة
شئ كثير.
ومنها أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مرسل إلى كل أمة، وقد قال الله تعالى (و
ما أرسلنا رسولا إلا بلسان قومه) فلا بد وأن يكون في الكتاب المبعوث به من
لسان كل قوم وإن كان أصله بلغة قوم هو منهم
أقول وللنظر في هذه المستندات أيضا مجال واسع لا يكاد يخفى على
الأديب البارع.
ثم أن السيوطي نقل في الاتقان عن الجويني فائدة أخرى لوقوع المعرب
في القرآن لا باس بذكرها هنا تتميما للفوائد.
قال: فقال (الجويني): ان قيل إن استبرق ليس بعربي وغير العربي من
الألفاظ دون العربي في الفصاحة والبلاغة.
فنقول: لو اجتمع فصحاء العالم وأرادوا أن يتركوا هذه اللفظة ويأتوا بلفظ
يقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا عن ذلك، وذلك لان الله تعالى إذا حث عباده على
الطاعة فإن لم يرغبهم بالوعد الجميل ويخوفهم بالعذاب الوبيل لا يكون حثه على
وجه الحكمة، فالوعد والوعيد نظرا إلى الفصاحة واجب، ثم إن الوعد بما يرغب
فيه العقلاء، وذلك منحصر في أمور الأماكن الطيبة، ثم المآكل الشهية، ثم المشارب
الهنيئة، ثم الملابس الرفيعة، ثم المناكح اللذيذة، ثم ما بعده مما يختلف فيه
315

الطباع، فإذا ذكر الأماكن الطيبة والوعد به لازم عند الفصيح، ولو تركه لقال من
أمر بالعبادة ووعد عليها بالاكل والشرب، أن الأكل والشرب لا التذ به إذا كنت في
حبس أو موضع كريه فلذا ذكر الله الجنة ومساكن طيبة فيها، وكان ينبغي أن
يذكر من الملابس ما هو أرفعها، وأرفع الملابس في الدنيا الحرير، وأما الذهب فليس
مما ينسج منه ثوب، ئم ان الثوب من غير الحرير لا يعتبر فيه الوزن والثقل، وربما
يكون الصفيق الخفيف أرفع من الثقيل الوزن، واما الحرير فكلما كان ثوبه
أثقل كان أرفع فحينئذ وجب على الفصيح ان يذكر الأثقل الأثخن ولا يتركه في
الوعد لئلا يقصر في الحث والدعاء ثم إن هذا الواجب الذكر إما أن يذكر بلفظ
واحد وموضوع له صريح أو لا يذكر بمثل هذا ولا شك أن الذكر باللفظ الواحد
الصريح أولى لأنه أوجز وأظهر في الإفادة، وذلك (استبرق) فان أراد الفصيح
أن يترك هذا اللفظ ويأتي بلفظ آخر لم يمكنه لأن ما يقوم مقامه إما لفظ واحد
أو ألفاظ متعددة ولا يجد العربي لفظا واحدا يدل عليه لأن الثياب من الحرير
عرفها العرب من الفرس ولم يكن لهم بها عهد ولا وضع في اللغة العربية للديباج
الثخين اسم وانما عربوا ما سمعوا من العجم واستغنوا به عن الوضع لقلة وجوده
عندهم وندرة تلفظهم به وأما أن ذكره بلفظين فأكثر فإنه يكون قد أخل
بالبلاغة لأن ذكر اللفظين بمعنى يمكن ذكره بلفظ تطويل، فعلم بهذا أن لفظ
(إستبرق) يجب على كل فصيح أن يتكلم به في موضعه ولا يجد ما يقوم مقامه وأي
فصاحة أبلغ من أن لا يوجد غيره مثله إنتهى.
هذا ما أمكننا الوقوف على مستندات القولين (1).
وهنا رأى آخر لعله أقرب إلى الصواب وبه يجمع بينهما نسب إلى أبي عبيد القاسم
ابن سلام قال بعد أن حكى القول بالوقوع عن الفقهاء والمنع عن أهل العربية: (والصواب
عندي مذهب تصديق القولين جميعا وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال

(1) الاتقان ج 1 ص 137 و 138 ط الأولى.
316

الفقهاء لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها
فصارت عربية ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب فمن قال
أنها عربية فهو صادق، ومن قال عجمية فصادق) حكاه عنه السيوطي في الاتقان
والمزهر (1) وتبعه في ذلك الجواليقي في المعرب.
قال بعد حكاية كلام أبي عبيد ومنعه الوقوع: (قال أبو عبيد: وروى عن
ابن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم في أحرف كثيرة: أنه من غير لسان العرب
مثل (سجيل) و (المشكاة) و (الطور) و (أباريق) و (استبرق) وغير ذلك فهؤلاء أعلم
بالتأويل من أبى عبيدة ولكنهم ذهبوا إلى مذهب وذهب هذا إلى غيره وكلاهما
مصيب، انشاء الله تعالى.
وذلك: أن هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل، فقال أولئك على
الأصل: ثم لفظت به العرب بألسنتها، فعربته فصار عربيا بتعريبها إياه فهي عربية
في هذه الحال. أعجمية الأصل، فهذا القول يصدق الفريقين جميعا) (2) ونسب
السيوطي في الانفان الميل إلى هذا القول أيضا إلى ابن الجوزي وآخرين ثم بعد ذلك ذكر
الألفاظ المعربة الواردة في القرآن مرتبة على حروف المعجم (3) وقد أسقط منها
كلمة (الدرهم) التي قد عرفت تصريح جماعة كثيرة بأنها معربة ثم قال في آخرها:
فهذا ما وقفت عليه من الألفاظ المعربة في القرآن بعد الفحص الشديد سنين ولم
تجتمع قبل في كتاب قبل هذا وقد نظم القاضي تاج الدين بن السبكي منها سبعة و
عشرين لفظا في أبيات: وذيل عليها الحافظ أبو الفضل بن حجر بأبيات فيها أربعة
وعشرون لفظا. وذيلت عليهما بالباقي وهو بضع وستون فتمت أكثر من مائة لفظة.
(ويعجبنا نقل تلك الأبيات هنا) قال: فقال ابن السبكي

(1) المزهر ج ص 269 ط مصر الأولى.
(2) المعرب ص 5 ط القاهرة سنة 1361 ه‍.
(3) الاتقان ج 1 ص 138.
317

السلسبيل وطه كورت بيع * روم وطوبى وسجيل وكافور
والزنجبيل ومشكوة سرادق مع * إستبرق صلوات سندس طور
كذا قراطيس ربانيهم وغسا * ق ثم دينار القسطاس مشهور
كذاك قسورة واليم ناشئة * ويؤت كفلين مذكور ومسطور
له مقاليد فردوس يعد كذا * فيما حكى ابن دريد منه تنور
(وقال ابن حجر):
وزدت حرم ومهل والسجل كذا * السري والأدب ثم الجبت مذكور
وقطنا واناه ثم متكاء * دارست يصهر منه فهو مصهور
وهيت والسكر الأواه مع خصب * وأوبي معه والطاغوت مسطور
صرهن أصري وغيض الماء مع وزر * ثم الرقيم مناص والسنا النور
(وقلت أيضا):
وزدت يس والرحمن مع ملكوت * ثم سينين شطر البيت مشهور
ثم الصراط ودرى يحور ومر * جان أليم مع القنطار مذكور
وراعنا طفقا هدنا ابلعي ووراء * والأرائك والأكواب مأثور
هود وقسط وكفر زمرة سقر * هون يصدون والمنساة مسطور
شهر مجوس واقفال يهود حواريون * كنز وسجن وتتبير
بعير آزر حوب وردة عرم * آل ومن تحتها عبدت والصور
ولينة فومهار هو وأخلد مزجاة * وسيدها القيوم موفور
وقمل ثم أسفار عنى كتبا * وسجدا ثم ربيون تكثير
وحطة وطوى والرس نون كذا * عدن ومنفطر الأسباط مذكور
مسك أباريق ياقوت رووا فهنا * ما فات من عدد الألفاظ محصور
وبعضهم عد الأولى مع بطائنها * والآخرة لمعاني الضد مقصور (1)

(1) الاتقان ج 1 (ص 141 و 142).
318

وذكر أيضا في (المتوكلي) (1) ما ورد في القرآن العزيز باللغة الحبشية
والفارسية، والهندية، والتركية: والزنجية، والنبطية، والقبطية، والسريانية،
والعبرانية، والرومية، والبربرية، بطرقه التي استند إليها مشيرا إلى الآيات
الواردة تلك الألفاظ فيها. وقد راجعنا عدة مواضع من التفاسير التي كانت تحضرنا
كتفسير الشيخ أبي الغتوح الرازي، والكشاف ومجمع البيان، والدر المنثور،
والصافي، والبيضاوي والطنطاوي، وشاهدنا فيها الإشارة إلى جملة منها ونسبتها إلى
تلك اللغات. ولعل الفاحص المتتبع يقف على أكثرها فيها أو في غيرها.
وقد ورد في بعض الروايات أيضا تصريح الإمام عليه السلام بعبرانية بعض تلك الكلمات
نحو كلمة (راعنا) (2) رواه الشيخ والطبرسي رحمهما الله في التبيان والمجمع عن أبي
جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: (هذه الكلمة (راعنا) سب بالعبرانية، إليه كانوا يذهبون)
(3) وقال الشيخ ره، قال الحسين بن علي المغربي فبحثتهم عن ذلك فوجدتهم يقولون
(راع) رن (4) قال على معنى الفساد والبلاء.
.

(1) هو رسالة صغيرة لخصت من المتوكلي فيها 13 صفحة، وتليها رسالة في أصول
الكلمات، ط دمشق 1348 ه‍.
(2) البقرة: 98 - ولكن في الكشاف (راعينا) قال في سورة البقرة، وكانت
لليهود كلمة يتسابون بها عبرانية أو سريانية، وهى راعينا وقال أيضا في سورة النساء
في قوله تعالى و (راعنا ليا) ويحتمل شبه كلمة عبرانية أو سريانية كانوا يتسابون بها
وهى (راعينا). لم نعثر فيما حضرنا من التفاسير وغيرها على من يوافقه في ذلك، الا
الطنطاوي وراجعه ج 1 سورة البقرة (ص 107)
(3) التبيان ج 1 (ص 389) ط النجف الأشرف سنة 1376 ه‍. ومجمع البيان ج 1
(ص 178) ط إيران سنة 1373 ه‍.
(4) كذا في النسخة المطبوعة من التبيان جديدا ولكن المنقول عنه في آلاء الرحمن
(ص 113) ط صيدا سنة 1351 ه‍.: فوجدتهم يقولون (راع) على وزن قال
بمعنى الفساد
319

قال العلامة البلاغي - ره - في آلاء الرحمن (ص 113 و 114): وقد تتبعت العهد
القديم العبراني فوجدت أن كلمة (راع) بفتحة مشالة (1) إلى الألف، وتسمى
عندهم (قامص) تكون بمعنى الشر أو القبيح. ومن ذلك ما في الفصل الثاني و
الثالث من السفر الأول من توراتهم وبمعنى الشرير واحد الأشرار ومن ذلك ما
في الفصل الأول من السفر الخامس. وفي الرابع والستين والثامن والسبعين من مزاميرهم
وفي ترجمة الأناجيل بالعبرانية و (نا) ضمير المتكلم وفي العبرانية تبدل ألفها
واوا أو تمال إلى الواو فتكون راعنا في العبرانية بمعنى شريرنا ونحو ذلك (2).
إلى هنا ينتهى القسم الأول وما أردنا جمعه في تاريخ النقود وما يتصل بها
ويتلوه القسم الثاني. وهو كتاب يحتوى على مباحث استدلالية في أحكام الدينار
والدرهم، بل مطلق الذهب والفضة المندرجة في كثير من الأبواب الفقهية، وسيوافيك
انشاء الله تعالى والحمد الله أولا وآخرا وله الشكر.

(1) كذا في الأصل المطبوع
(2) آلاء الرحمن (ص 113 و 114).
320

المصادر والمراجع
وأسماء مؤلفيها
أضفنا إلى مصادر الكتاب نبذا من خصوصيات
المصدر وموجزا من ترجمة المؤلف، وما
وصف به من الألقاب والأنساب، وضبط
اللغات كلما دعت الحاجة إليهما.
وإلى مصادر التراجم بعض خصوصيات
المصدر أيضا، وذكر المؤلف فقط، وأهملنا
تاريخ الولادة والوفاة، حذرا من التسلسل في
المصادر.
المؤلف
355

1 - الاتقان
في علوم القرآن
طبع في مصر 1318
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان
ابن محمد الخضيري، السيوطي (1) المصري (جلال -
الدين، أبو الفضل) (849 - 911 ه‍ (2)، 1445 - 1505 م) مفسر، مؤرخ،
أديب. مشارك في أنواع من العلوم والفنون. ولد في رجب
ونشأ بالقاهرة يتيما، وكان ذكيا قوي الحافظة. قرأ
على جماعة من العلماء، ذكر أسماءهم في كتابه (حسن
المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة 1: 140 - 145) (3) وشرع
في التأليف وهو في السابعة عشر من عمره، ثم خلا بنفسه
في روضة المقياس، على النيل، مشتغلا بالتأليف إلى أن
توفى في 19 جمادى الأولى، ودفن في حوش قوصون
خارج باب القرافة (4)، له مؤلفات كثيرة (5).

(1) قال ياقوت (المترجم برقم 93) في معجم البلدان: سيوط بفتح أوله، وآخره طاء:
كورة جليلة من صعيد مصر. وقال الفيروزآبادي (المترجم برقم 74) في القاموس: سيوط
أو أسيوط بضمهما: قرية بصعيد مصر. وقال السيوطي في باب الكنى والألقاب من كتابه بغية الوعاة
في طبقات اللغويين والنحاة 427، طبعة مصر 1326 ه‍: الأسيوطي: شمس الدين محمد
بن الحسن، ووالدي الكمال أبو بكر بن محمد.
(2) شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8: 51 - 55: لعبد الحي بن أحمد المعروف
بابن العماد. 8 أجزاء. طبع في مصر. 135 ه‍، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات
415 - 419: لمحمد باقر بن زين العابدين الموسوي الخوانساري الأصفهاني، 4 أجزاء، متسلسلة
الأرقام في مجلد واحد. الطبعة الثانية على الحجر. في طهران 1367. وفيه 419: (أما وفاته...
فكانت كما ذكره خاتمة النحاة أحمد بن بن محمد بن علي المشتهر بابن الملا سنة عشر وتسعمائة من
الهجرة المباركة). معجم المطبوعات العربية والمعربة 1073: ليوسف بن الياس سركيس.
طبع في مصر مجلدين متسلسلي الأرقام 1346 ه‍ = 1928 م، 1347 ه‍ = 1929 م،
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 5، 7، 8، 10، 11، 14، 16، 24، 43، 49، 56،
58، 77، 81، 86، 87، 92، 100، 119، 121، 125، 144، 150، وغيرها: لمصطفى بن
عبد الله الشهير بحاجي خليفة وبكاتب چلبي. مجلدان متسلسلي الأرقام. طبع في استنبول.
1360 ه‍ = 1941 م، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع 73، 75، 87، 115، 116، 119، 127،
132، 134، 227، 284، 337، 360، 382، 383: لادورد بن كرنيليوس فنديك. طبع في مصر
سنة 1896 م - 1313 ه‍ وكان الفراغ من طبعه 1897 م، آداب اللغة العربية 3: 244 -
250: لجرجي زيدان (المترجم برقم 20) 4 أجزاء. طبع في مصر 1957 م، وفيه: (ويتصل
نسبه (السيوطي) بالشيخ همام الدين الخضيري السيوطي... ويقول إن جده الاعلى كان أعجميا،
لعله ينسب إلى الخضيرية: محلة في بغداد). الكنى والألقاب 2: 309، 310: للمحدث القمي
(المترج برقم 26) 3 أجزاء. طبع في صيدا، 1358 ه‍ = 1939 م. وفيه أيضا: توفى
السيوطي سنة 910 (شيخ)، ايضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون 1: 220، لإسماعيل
باشا بن محمد أمين البغدادي. مجلدان مطبوعان في استنبول 1364 ه‍ = 1945 م،
1366 ه‍ = 1947 م، هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين 1: 534 للبغدادي
أيضا. مجلدان مطبوعان في استانبول 1951 - 1955 م وفيه: ولد 809 والظاهر سقوط
رقم (4) سهوا. أعلام المنجد 280: للأب فردينان توتل اليسوعي. طبع بذيل المنجد
: للأب لويس معلوف اليسوعي (المترجم برقم 102). الاعلام 4: 71 - 73: لخير الدين بن
محمود الدمشقي الزركلي (بكسر الزاي والراء) كما ذكر هو في ترجمته 10 - 257 - 260
10 مجلدات، العاشر في المستدركات، وفهرس المصادر، والخطوط، والصور الطبعة الثانية.
طبع في دمشق 1373 - 1378 ه‍ 1954 - 1959 م، معجم المؤلفين 5: 128 - 131:
لعمر رضا كحاله خمسة عشر جزءا. طبع في دمشق 1376 - 1381 ه‍ (= 1957 - 1961 م)
الرابع عشر والخامس عشر فهرس المترجمين.
(3) جزءان. طبع بمصر سنة 1327 ه‍. وغيرها. وذكر أيضا مشايخه في المعجم الذي جمعهم فيه.
(4) القرافة بالفتح وآخرها هاء: خطة بالفسطاس من مصر، سميت بقرافة، بطن
من المعافر، نزلوها فسميت بهم، وهى اليوم مقبرة أهل مصر... مراصد الاطلاع: لصفى
الدين (المترجم برقم 86) وفي أعلام المنجد 410: (القرافة الكبرى: مقبرة في القاهرة
بسفح جبل المقطم).
(5) في الاعلام 4: 71: (له نحو 600 مصنف). وفي هامش معجم المؤلفين 5: 128:
(استقصى الداودي مؤلفاته فنافت عدتها 500 مؤلف).
356

2 - إثبات الوصية
لعلي بن أبي طالب (ع)
طبع على الحجر في طهران
سنة 1320 ه‍
علي بن الحسين بن علي المسعودي (1) (أبو الحسن)
الهذلي (000 - 345 (2) أو 346 ه‍ (3)، 000 - 956 أو 957 م) عالم جليل، مؤرخ
أمين رحالة، بحاثة. أصله من بغداد، طاف كثيرا من
البلاد في طلب العلم، إلى أن استقر بمصر وتوفى بها.
له مؤلفات (4).

(1) المسعودي بفتح الميم وسكون السين وضم العين المهملة وسكون الواو وفي
آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى مسعود والد عبد الله بن مسعود. اللباب في تهذيب الأنساب
3: 137: لابن الأثير المؤرخ (المترجم برقم 17) 3 أجزاء. طبع في مصر. الأول 1357،
والثاني 1356، والثالث 1369 ه‍. وفي تنقيح المقال 2: 282 للشيخ عبد الله بن محمد
حسن المامقاني 3 مجلدات مطبوعات على الحجر في النجف الأشرف 1349 - 1352 ه‍:
(المسعودي نسبة إلى مسعودة محلة ببغداد من وراء المأمونية قال في المراصد وغيره)
أقول: هذه النسبة فيه غير مذكورة بل المذكور فيه أنها محلة ببغداد الخ. والهذلي على
ما في الباب أيضا 3: 286: (بضم الهاء وفتح الذال وبعدها لام. هذه النسبة إلى هذيل
بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأكثر أهل وادى نخلة بالقرب
من مكة من هذيل، ينسب إليه كثير من العلماء: منهم عبد الله بن مسعود الخ). قال صاحب
اللسان: (هذيل: اسم رجل، وهذيل: قبيلة. النسبة إليها هذيلي وهذلي، قياس ونادر،
والنادر فيه أكثر على ألسنتهم). صرح جمع من أرباب التراجم بأنه من ذرية عبد الله بن
مسعود، ولذا قيل له: المسعودي.
(2) تذكرة الحافظ 3: 857: لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي، 4 أجزاء
متسلسلة الأرقام، طبع في حيدر آباد الدكن 1375 - 1377 ه‍. شذرات الذهب 2: 371،
اعلام المنجد: 497، معجم المؤلفين 7: 80، 81، وفي مجالس المؤلفين 187: لقاضي نور الله
بن عبد الله التستري. طبعة طهران على الحجر 1299 ه‍، والكنى والألقاب 3: 153، و
فوائد الرضوية 277، 288 للمحدث القمي (المترجم برقم 26) طبعة چاپخانه مركزى
بطهران 1327 الشمسية: انه بقى على رواية إلى سنة 345. وزاد في فوائد الرضوية
ما ذكره جرجى زيدان في آداب اللغة، من ترجمته وتاريخ وفاته 346.
(3) معجم الأدباء 13: 90 - 94: لياقوت الرومي (المترجم برقم 93)
الطبعة الثانية،
20 جزءا. طبع في مصر وفي خاتمة الجزء العشرين مقالة لناشره الدكتور أحمد فريد
رفاعي، تاريخها (16 ع 2، 1357 ه‍ 15 يونيو، 1938 م) فوات الوفيات 2: 45: لمحمد
بن شاكر بن أحمد الكتبي. مجلدان مطبوعان بمصر اولهما غير مؤرخ، وثانيهما 1299 ه‍،
كشف الظنون 26، 78، 166، 264، 493، 704، 822، 1658، 1664، 1723، 1782،
وفي ص 632: وفاته 345، آداب اللغة العربية 2: 363، 364، الذريعة إلى تصانيف الشيعة
1: 55، 110، 330، 331، 2: 13، 360، 11: 107، 12: 46: لشيخنا محمد محسن بن الحاج
على الشهير بآغا بزرك الطهراني نزيل النجف الأشرف. صدر منه 14 جزءا. طبعت 5 أجزاء
ف النجف الأشرف، والباقي في طهران من سنة 1355 ه‍ - 1936 م إلى سنة 1378 ه‍
1959 م، أعيان الشيعة 41: 198 - 213 للسيد الأمين العاملي (الترجم برقم 6)،
طبقات الشافعية الكبرى 2: 307: لعبد الوهاب بن علي السبكي 6 أجزاء. طبع في مصر
1324 ه‍، معجم المطبوعات: 1743، فيهما: انه مات سنة 345، أو 346، اكتفاء القنوع
70، هدية العارفين 1: 679، ايضاح المكنون 1: 183، مصفى المقال في مصنفي علم الرجال
278: لاغا بزرك الطهراني. طبع في (چاپخانه دولتي إيران) بطهران 1378 ق =
1337 ش = 1959 م.
وقد ذكره الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي في رجاله
192. طبعة طهران بدون تاريخ، وقال: (هذا رجل زعم أبو الفضل الشيباني انه لقيه،
واستجازه، وقال: لقيته. وبقى هذا الرجل إلى سنة 333 ه‍)، ونقل عنه هذا التاريخ جمع من
علماء الرجال، بتنصيص من غير واحد منهم على عدم دلالة كلامه على وفاته في تلك السنة،
وتصريح من بعضهم بدلالته عليها. لكن الحق عدم صحة هذا التاريخ على تقدير الدلالة، فإنه
مناف لما نص عليه المسعودي في أول كتابه (مروج الذهب) عند ذكر ما اشتمل عليه الكتاب من
الأبواب كما نبه على ذلك غير واحد من علماء الرجال أيضا حيث قال: (ذكر جامع التاريخ
الثاني إلى هذا الوقت وهو جمادى الأولى سنة 336، وقد انتهينا فيه إلى الفراغ من هذا الكتاب
وذكر من حج بالناس من أول الاسلام إلى سنة 335) (راجع مروج الذهب 1: 14 طبعة
مصر 1346 ه‍ و 1: 12 طبعة بولاق مصر 1283، و 1: 45 طبعة باريس 1861 م) وما صرح به
في الجزء الأول منه أيضا 256 طبعة مصر 1346 ه‍ تحت عنوان ذكر النوبرد وملوكها)
قال: (قال المسعودي: وجدت في كتاب وقع إلى الفسطاس بمصر سنة 336، أهداه عرمار
الأسقف بمدينة زهرة من مدن الإفرنجة في سنة 328) وما ذكره في كتابه (التنبيه
والاشراف) ص 5 طبعة القاهرة 1357 ه‍ - 1938 م قال: (وما كان من الحوادث العظيمة
الديانية والملوكية في أيامهم، وحصر تواريخهم إلى وقتنا هذا وهو سنة 345 للهجرة
في خلافة المطيع). وقال في (ص 348) من هذا الكتاب أيضا: (وزالت أكثر رسوم
الخلافة والوزارة في وقتنا هذا، وهو سنة 345) وفى (ص 247): (وقد سلف لنا قبل
تقرير هذه النسخة نسخة على الشطر منها، وذلك في سنة 344، ثم زدنا فيها ما رأينا
زيادته وكمال الفائدة به). وفي (ص 348) منه: (وكان فراغ علي بن الحسين بن علي
المسعودي من تأليف هذا الكتاب بفسطاس مصر سنة 345 للهجرة في خلافة المطيع).
ومع ذلك كله حيث كان احتمال وفاته في تلك السنة أي 345 موجودا، جعلناها
مرددة بين السنتين. مع أنك قد سمعت من جماعة أنه توفى فيها.
(4) وفي هامش كتاب الاعلام 5: 87: (قال (فازيليف) في كتاب (العرب والروم)
283: ان كتب المسعودي مما يقرأه المسلمون، والأوربيون على السواء، يجدونه ممتعا
طليا، ولذا استحق لقب (هيرودت) العرب وهو اللقب الذي أضفاه عليه (كريمر) في (الثقافة
في الشرق 2: 423).
358

3 - أحسن التقاسيم
في معرفة الأقاليم
طبع في ليدن 1906 م
محمد بن أحمد بن أبي بكر البشاري (1)، المعروف
بالمقدسي (شمس الدين، أبو عبد الله) (336 - بعد 375 ه‍ (2)، 947 -) 985 م)
مؤرخ، رحالة، جغرافي. ولد في بيت المقدس، وتجول
أكثر بلاد الاسلام، فحصلت له المعرفة بغوامض أحوال
البلاد، وقد وصفه بعض المستشرقين بكثرة الملاحظة،
وسعة النظر.

(1) البشاري بفتح الباء وتشديد الشين المعجمة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
الجد. اللباب 1: 125. والمقدسى بفتح الميم وسكون القاف وكسر الدال المهملة وفي
آخرها سين مهملة. هذه النسبة إلى بيت المقدس. اللباب 3: 169.
(2) آداب اللغة 2: 379، 380، معجم المؤلفين 8: 238، 239، فيه: وفاته 375،
أعلام المنجد 507، فيه: عاش نحو 985، معجم المطبوعات 1773 في: نبغ المقدسي
سنة 375، اكتفاء القنوع 50 فيه أيضا: نبغ نحو 375 ه‍ - 1985 م، الاعلام 6: 203،
فيه: وفاته نحو 380 هدية العارفين 2: 62، وفيه: وفاته 414، كشف الظنون 16،
وفيه المتوفى سنة...) كذا في النسخة المطبوع 1360 ه‍ وقال الچلبي في آخر ترجمته
(ص 17): (والتي رأيتها من أحسن التقاسيم نسخة كتبت سنة 414).
360

4 - الأحكام السلطانية
طبع في مصر 1280 ه‍
ورجعنا أيضا إلى النسخة
المطبوعة 1327
علي بن محمد بن حبيب البصري، الماوردي (1)
(أبو الحسن) (364 - 450 ه‍ (2)، 974 - 1058 م) بحاثة، أديب، من
وجوه الفقهاء الشافعية، ولي القضاء في بلدان كثيرة.
ولد في البصرة، وانتقل إلى بغداد وتوفى بها يوم الثلاثاء
سلخ شهر ربيع الأول. له مؤلفات.

(1) الماوردي بفتح الميم وسكون الألف وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها دال
مهملة. هذه النسبة إلى بيع الماورد وعمله. اللباب 3: 90، وفي الكنى والألقاب 3: 110
(والماوردي نسبة إلى بيع ماء الورد).
(2) الأنساب: 504: لأبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن الجبار
التميمي السمعاني المروزي. مجلد واحد طبع بليدن 1912 م، تاريخ بغداد 12: 102،
103: لأحمد بن علي بن ثابت بن أحمد المعروف بالخطيب البغدادي (أبى بكر) 14 مجلدا
طبع في مصر 1349 ه‍، وفيات الأعيان 2: 444: لابن خلكان (المترجم برقم 113) 6
أجزاء. طبع في مصر 1367 ه‍ - 1949 م، فيهما وفي غيرهما: مات الماوردي يوم الثلاثاء سلخ
شهر ع 1، 450، طبقات الشافعية الكبرى 3: 303، تاريخ الكامل 9: 229، 230: لابن
الأثير (المترجم برقم 17)، شذرات الذهب 3: 285، البداية والنهاية 12: 80: لإسماعيل
بن عمر بن كثير الدمشقي الشافعي المعروف بابن كثير 14 جزئا. طبع في مصر 1351 -
1358 ه‍، معجم الأدباء 15: 52 - 55، المختصر في اخبار البشر: (ويعرف بتاريخ أبي الفداء
) 2: 179: لإسماعيل بن علي بن محمود بن محمد (الملك المؤيد، عماد الدين،
أبو الفداء) 4 أجزاء. طبع في مصر 1325 ه‍، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث
الزمان 3: 72، 73: لعبد الله بن أسعد بن علي اليافعي 4 أجزاء. طبع في حيدرآباد
1337 - 1339 ه‍، اللباب 3: 90، روضات الجنات الطبعة الثانية 462، 463، كشف الظنون
19، 45، 126، 140، 168، 408، 458، 628، 1188، 1315، 1978، آداب اللغة 2:
384، 385 ايضاح المكنون 2، 245، هدية العارفين 1: 489، الكنى وألقاب 3، 110،
الاعلام 5: 146، 147، معجم المؤلفين 7: 189، 190 اكتفاء القنوع 154،
189، 370.
361

5 - أساس البلاغة
طبع في مصر 1372 ه‍
محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي،
الزمخشري (جار الله، أبو القاسم) (467 - 538 (1) ه‍، 1075 - 1144 م) لغوي
نحوي، أديب. ولد في زمخشر من قرى خوارزم في رجب،
وقدم بغداد وسمع الحديث، وسافر إلى مكة فجاور بها
زمنا، فلقب بجار الله، ثم عاد إلى الجرجانية من قرى
خوارزم، فتوفى فيها ليلة عرفة. له تآليف في عدة علوم.

(1) معجم الأدباء 19: 126 - 135، البداية والنهاية 12: 219، وفيات الأعيان
4: 259، المختصر في أخبار البشر 3: 16 مرآة الجنان 3: 269، الكامل 11: 37
اللباب 1: 506، 507، شذرات الذهب 4: 118 - 121، بغية الوعاة 388. وفيه: ولادته
سبع وتسعين وأربعمائة. ولعل كلمة 90 وقعت خطأ من الناسخ بدل 60 بعد توافق أرباب
التراجم على الثاني، روضات الجنات الطبعة الثانية 211 - 214، آداب اللغة 3: 48 - 51،
معجم المطبوعات 973، كشف الظنون 117، 164، 185، 616، 781، 791، 831، 832،
895، 915، 1009 وغيرها من المواضع الكثيرة، ايضاح المكنون 1: 67، 2: 82، هدية
العارفين 2: 402، 403، وفيه: ولادته 417 اكتفاء القنوع 52، 114، 192، 284، 300،
310، 323، 343، 348، الكنى والألقاب 2: 267 - 269، الاعلام 8: 55 معجم المؤلفين
12: 186 - 187.
362

6 - أعيان الشيعة
صدر منه إلى الان 55
جزءا طبع الأول منه في
الطبعة الأولى بدمشق
عام 1353 - 1354 ه‍
= 1935 م، والخامس
والخمسون غير مؤرخ،
وكان في مستدركات حرف
الجيم، أوله أبو محمد
جعفر بن عبد الله الأصفهاني
السيد محسن بن عبد الكريم بن علي بن محمد الأمين
الحسيني، العاملي، ثم الدمشقي، (1284 - 1371 ه‍ (1)، 1867 - 1952 م)
فقيه، محدث، رجالي. من أعيان الشيعة. ولد في شقراء
من قرى جبل عامل، وتعلم بها، ثم هاجر إلى العراق،
وسكن النجف الأشرف، وقرأ على أساتيذ الوقت. فعاد إلى
سورية، واستقر في دمشق. توفى في بيروت في 3 رجب
كما في الذريعة 10: 173، أو 5 كما في معجم المؤلفين.
له مؤلفات.
7 - الأغاني
21 جزءا، عدا الفهارس
وهى 4 أجزاء. طبع
في مصر 1323 ه‍
علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن
بن مروان بن عبد الله بن مروان (2) بن محمد بن مروان بن
الحكم القرشي الأموي المرواني (أبو الفرج الأصبهاني) (3)
(284 - 356 ه‍ (4)، 897 - 976 م) كان عالما خبيرا بالسير، والأنساب،
والآثار والمغازي، ولد في أصبهان، ونشأ ببغداد، وتوفي
بها في ذي الحجة. له مؤلفات.

(1) أعيان الشيعة 40: 5 و 150، الطبعة الثانية ببيروت 1378 ه‍ كتب رحمه الله مرة تاريخ
مولده حوالي سنة 1282 ه‍ ثم صححه وكتبه أخيرا في الجزء المومى إليه سنة 1284 ه‍،
الذريعة 10: 173، 11: 273، وفي هذه الصفحة: (انه ولد بشقرى 1283). نقلا عن ترجمته
المذكورة في آخر مصنفه (الروض الأريض في تصرفات المريض) وقد عرفت تنصيصه على أنه
ولد سنة 1284 الاعلام 6: 174، 175 ذكر الزركلي في المتن ولادته 1282 وأشار في
الهامش إلى ما كتبه أخيرا، معجم المؤلفين 8: 183 - 185، معجم المطبوعات 775، أعلام
المنجد 37.
(2) آخر خلفاء بنى أمية.
(3) الأصبهاني بكسر الألف أو فتحها وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة وفي
آخرها النون. هذه النسبة إلى أشهر بلدة بالجبال. اللباب 1: 55، وفي مراصد الاطلاع:
(أصبهان) منهم من يفتح الهمزة وهو الأكثر الأشهر، وكسرها آخرون. وأصبهان لفظ معرب
من سباهان بمعنى الجيش، فيكون معناه على حذف المضاف مدينة الجيش، مدينة عظيمة مشهورة
من أعلام المدن، وأعيانها. وأصبهان اسم لإقليم بأسره، وكانت مدينتها أولا (جى) ثم صارت
اليهودية، وهو من نواحي الجبل. وفي الهامش عن البكري: سميت أصبهان لان (أصبه) بلسان الفرس:
البلد و (هان): الفرس، فمعناه بلد الفرسان. أو أن (أصبه) بالفارسية: العسكر. وأن
(هان) معناه: ذاك. فمعنى الاسم: العسكر ذاك.
(4) تاريخ البغداد 11: 398 - 400، معجم الأدباء 13: 940 - 136، سقط منه في
العنوان: أحمد، وذكر مكانه: محمد، الفهرست 172، 173: لمحمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق
النديم الوراق، البغدادي، طبع في مطبعة الاستقامة بالقاهرة، غير مؤرخ، وفيه: توفى سنة نيف وستين
وثلثمائة، يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر 3: 109 - 113،: لأبي منصور الثعالبي (المترجم
برقم 72) 4 أجزاء في مجلدين. طبع في القاهرة 1947 م - 1366 ه‍ لم يذكر فيه مولده و
وفاته. وفيات الأعيان 2: 468 - 470، البداية والنهاية 11: 263، المختصر في أخبار البشر
2: 108، شذرات الذهب 3: 19، 20، روضات الجنات الطبعة الثانية 457، 458، انباه
الرواة على أنباه النحاة 2: 251 - 253: لعلي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني،
القفطي 3 أجزاء. طبع في دار الكتب المصرية بالقاهرة 1369 ه‍ = 1950 م - 1374 =
1955 م، وفيه: (قال أبو نعيم الحافظ الأصبهاني: توفى أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني
الكاتب ببغداد في سنة 357. وقال محمد بن أبي الفوارس: توفى... يوم الأربعاء لأربع
عشرة خلون من ذي الحجة سنة 356 وهذا القول هو الصحيح في وفاته، والله أعلم).
كشف الظنون 26، 43، 128، 129، 161، 204، 360، 419، 605، 756، 1256،
1444، 1445، 1947، وغيرها من الصفحات التي لم تذكر فيها وفاته وفي (ص 161):
المتوفى سنة 350 [356] آداب اللغة 2: 325 - 328 وفيه: (قد يفهم من لقبه انه
فارسي الأصل، وهو عربي أموي يتصل نسبه بمروان بن الحكم من بنى أمية. وهو مع ذلك
شيعي، ويندر التشيع في بنى أمية). الذريعة 2: 249، 250، 304، 4: 211، 5: 147، 8: 287،
وفي الجزء الخامس (ص 147): المتوفى في سنة ست أو سبع وخمسين وثلاثمائة. اكتفاء
القنوع 32، 33، 40، الكنى والألقاب 1: 132 - 134، فوائد الرضوية 278 - 280، هدية
العارفين 1: 681، الاعلام 5: 88، معجم المؤلفين 7: 78، 79، له ترجمة واسعة في مفتتح
الجزء الأول من الأغاني طبعة دار الكتب المصرية.
363

.........
364

8 - أقرب الموارد
في فصح العربية والشوارد
3 اجزاء. طبع في بيروت
1889 - 1893 م
سعيد بن عبد الله بن ميخائيل بن إلياس بن يوسف
الخوري، شاهين الرامي الشرتوني (1265 - 1330 ه‍ (1)، 1849 - 1912 م)
لغوى أديب، ولد في شرتون من أعمال الشوف بلبنان،
وتوفى في إحدى ضواحي بيروت في 18 آب. له مؤلفات.
9 - الألفاظ
الفارسية المعربة
طبعة اليسوعيين
في بيروت 1908 م
أدي شير الكلداني، الآثوري (1284 - (2) 1333 ه‍، 1867 - 1915 م)
رئيس أساقفة الكلدان الكاثوليك في (سعرد). ولد في
(آذار بشقلاوة) إحدى قرى كركوك وتعلم بمدرسة الآباء
الدومنيكان بالموصل، وقام بسياحة واسعة، قتله الأتراك.
له تآليف.
10 - الأموال
طبع في القاهرة
1353 ه‍
القاسم بن سلام، بتشديد اللام، الهروي (أبو عبيد)
(150 (3 أو 154، أو 157 - 223، أو 224 ه‍ (4)، 767، أو 771، أو 774 - 831، أو 838 م) من المشهورين
في الأدب، والحديث. واللغة. كان أبوه عبدا روميا،
ولد (5) بهراة، وتعلم بها، فرحل إلى بغداد، وأقام بها مدة،
ثم ولى القضاء بطرسوس (6) أيام ثابت بن نصر بن مالك 18
سنة، وخرج بعد ذلك إلى مكة وتوفى بها بعد فراغه من
الحج. له مؤلفات.

(1) معجم المطبوعات 1112، آداب اللغة 4: 241، فيه: ولادته 1848 م، هدية
العارفين 1: 393، ايضاح المكنون 1: 112، 2: 60، أعلام المنجد 287 الاعلام 3: 151،
معجم المؤلفين 4: 226.
(2) معجم المطبوعات 412، أعلام الزركلي 1: 274، معجم المؤلفين 2: 221، أعلام
المنجد 10.
(3) وفيات الأعيان 3: 226 - 227، فيه روايتان: إحديهما عن الحافظ ابن الجوزي:
انه ولد سنة 150، كما في معجم المؤلفين أيضا " 8: 101، 102 والثانية عن أبي بكر الزبيدي
في كتاب التقريظ: انه ولد سنة 154 وفي مقدمة (فقه اللغة): للثعالبي التي كتبها الأب لويس
شيخو اليسوعي (ص 17) طبعة بيروت 1903 م، ومقدمة الأموال (ص 23) وهدية العارفين 1:
825 أيضا ولادته: 154. لكن أكثر مؤرخي وفاته سنة 224، أو مرددة بينها وبين 223،
ممن تأتى الإشارة إلى مصنفاتهم، نصوا على أنه: مات وكان عمره 67 سنة. فيكون مولده
بناءا على الأول سنة 157، كما في أعلام الزركلي أيضا 6: 10، وبناءا على الثاني 156.
(4) الفهرست 112، 113 وفيه: وقيل: ابن سلام بن مسكين بن زيد. تاريخ بغداد
12: 403 - 416، الكامل 6: 173، طبقات الشافعية الكبرى 1: 270، مرآة الجنان 2: 83،
المختصر في أخبار البشر 2: 34، شذرات الذهب 2: 54، تذكرة الحفاظ 2: 417 تهذيب
التهذيب 8: 315، 318: لأحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني (ابن حجر) 12 مجلدا
طبع في حيدرآباد الدكن 1325 - 1327 ه‍ وفيه: ان هذا التاريخ أصح وأشهر. طبقات
الشافعية: 76: لأبي بكر بن هداية الله الحسيني الملقب بالمصنف. طبعة بغداد 1356 ه‍، كشف
الظنون 47، 167، 1207، 1209، 1385، 1449، 1458، 1461، 1730، 1921، وفيه
ص 1401: المتوفى سنة (223 وقيل: 224) لكن الظاهر وقوع الخطاء في الرقمين تقديما
وتأخيرا بقرينة الصفحات المذكورة المصرحة فيها وفاته 224، ايضاح المكنون 2: 273
، 288، 306، هدية العارفين 1: 825، الاعلام 6: 10، مقدمة فقه اللغة للثعالبي الطبعة
المتقدم ذكرها ص 17 مقدمة الأموال 23. وفي معجم الأدباء 16: 254، وبغية الوعاة 376،
وروضات الجنات الطبعة الثانية 502: والكنى والألقاب 1: 113 مات سنة 223، أو 224،
وفي أنباء الرواة 3: 20 نقلا عن أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش: (توفى بمكة سنة
223 أو 30 في خلافة المعتصم. وقيل: توفى بمكة 224). وفي ص 21: توفى 224، وعاش
73. وفي وفيات الأعيان 3: 226: (توفى بمكة، وقيل: بالمدينة، بعد الفراغ من الحج
سنة 222 أو 23 وقال البخاري 24) وفي آداب اللغة: 2: 117، 118: وفاته 223.
(5) في المراصد: هراة بالفتح: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان. فيها
بساتين كثيرة ومياه غزيرة الا أن التتار خربوها. وفي معجم ياقوت: (وذلك كان في سنة
618، قال الرهني: ان مدينتها بنية للإسكندر) وفي هامش انباه الرواة 3: 12: (انها مدينة
قديمة بناها الإسكندر المقدوني على نهر آريوس، وفتحها الأحنف بن قيس في خلافة عمر،
وخربها التتار سنة 618).
(6) طرسوس بفتح أوله، وثانيه، وسينين مهملتين، بينهما واو ساكنة: مدينة بثغور الشام
بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم، بينها وبين أذنة ستة فراسخ يشقها نهر البردان، وبها قبر
مأمون. (المراصد).
365

........
366

آنندراح
قاموس فارسي
طبع في 3 مجلدات ضخمة
بلكهنو 1889 - 1892 م
وطبع أيضا في طهران في
7 مجلدات 1335 الشمسية
محمد پادشاه المتخلص ب‍ (الشاد) بن غلام محي الدين
(كان حيا 1306 ه‍ 1888 م) لغوى أديب. وقد فرغ من تأليف هذا الكتاب
كما ذكر هو في مقدمته سنة 1306 ه‍ - 1888 م (1)
12 - الأنوار
النعمانية
في معرفة النشأة الانسانية
طبع على الحجر في إيران
سنة 1319 ه‍ وغيرها.
وطبع أخيرا في 4 مجلدات
في تبريز 1378 -
1382 ه‍
السيد نعمة الله بن عبد الله بن محمد بن حسين بن أحمد
بن محمود الموسوي، الجزائري، التستري
(1050 - 1112 ه‍ (2)، 1640 - 1701 م) عالم جليل، محدث نبيل، واسع
الاطلاع. ولد في قرية الصباغية من قرى الجزائر، وقرأ
على جمع من الأكابر، منهم العلامة المجلسي. وتوفي في
قرية جايدر 23 شوال. له مؤلفات.

(1) ترجم له في مقدمة (برهان قاطع): للبرهان التبريزي (المترجم برقم 14).
طبعة طهران 1330، الشمسية وفي كتاب (فرهنك نويسى فارسي در هند) ص 111 للدكتور
شهريار النقوي طبعة طهران 1341 ه‍
(2) مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل 3: 404: لشيخنا العلامة الحاج ميرزا حسين
ابن محمد تقي النوري، المازندراني، ويعرف ب‍ (المحدث النوري) 3 مجلدات طبع على الحجر في
طهران 1321 ه‍. وقعت فيه ولادته (1112) مكان عام الوفاة خطأ من الناسخ، روضات الجنات
الطبعة الثانية، 728 - 730، سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار 2: 601، 602: للمحدث
القمي (المترجم برقم 26)، مجلدان، مطبوعان في النجف الأشرف 1352 - 1355 ه‍
، الذريعة 2: 368، 369، 446، 3: 50، 11: 316، 12: 69، 13: 66، 87، 90، 158، 358،
14: 31، 74، مصفى المقال 483، 484، فوائد الرضوية 694 - 696، تذكرة تستر 58:
لحفيده السيد عبد الله بن السيد نور الدين بن صاحب الترجمة. طبعة كلكته 1343 ه‍، الإجازة
الكبيرة: له أيضا مخطوطة، تاريخ كتابتها 1377 ه‍، الاسناد المصفى إلى آل المصطفى: 25
للشيخ آغا بزرك الطهراني، رسالة صغيرة طبعت في النجف الأشرف 1356 ه‍، ايضاح المكنون
1: 147، هدية العارفين 2: 497، الاعلام 9: 11، 12 وله ترجمة في مقدمة الجزء الأول من
الأنوار النعمانية ص د - ل من الطبعة المشار إليها في المتن، وترجم هو رحمه الله نفسه في خاتمة
هذا الكتاب (راجع ج 4 ص 302 - 326) من هذه الطبعة أيضا.
367

13 - البرهان
القاطع
في شرح المختصر النافع
طبع في 3 مجلدات،
يحضرني منها مجلدان
طبعا على الحجر في طهران
أولهما 1291 ه‍ وبذيله
أربع مسائل، وثانيهما
1293 ه‍ وبذيله رسالتان
في القبلة والحبوة
السيد علي بن السيد رضا بن السيد محمد مهدى بحر العلوم
الطباطبائي النجفي حدود (1224 (1) - 1298 أو 1299 ه‍، 1809 - 1881 م 1882 م)
عالم جليل، فقيه متتبع، ولد بالنجف الأشرف، وقرأ
على غير واحد من الأعاظم وتوفي بها. رثاه جماعة: منهم
محمد سعيد الإسكافي في قصيدة قال في آخرها مؤرخا عام
وفاته:
لذاك بعون الفرد قلت مؤرخا * بموت علي عز شرع محمد
1298 ه‍
14 - برهان قاطع
فارسي، في اللغات
الفارسية، وبعض لغات
أخرى طبع في طهران
1336، الشمسية، وراجعنا
أيضا إلى النسخة المطبوعة
فيها سنة 1330، الشمسية
محمد حسين بن خلف التبريزي المتخلص ب‍ (البرهان)
(كان حيا 1062 ه‍ 1652 م) لغوي أديب، شاعر. فرغ من تاليفه سنة
1062 ه‍ (2) وقال في تاريخ عام فراغه منه:
چو برهان از ره توفيق يزدان * مر أين مجموعه را گرديد جامع
پي تاريخ اتمامش قضا گفت: (كتاب نافع برهان قاطع)
1602 ه‍

(1) الذريعة 3: 99، أعيان الشيعة 42: 46 - 48، وفيه وفاته 1299. أحسن الوديعة
في تراجم أشهر مشاهير مجتهدي الشيعة 2: 55 - 59: للسيد محمد مهدى ابن الحاج السيد
محمد الموسوي الخوانساري الأصفهاني الكاظمي جزآن طبعا في بغداد، تاريخ الفراغ من
الأول 1347 ه‍ ومن الثاني 1348 ه‍، معجم المؤلفين 7: 93، 197، وهو في هذه الصحيفة
علي بن محمد رضا ووفاته أيضا 1299 ه‍ - 1882 م اعلام المنجد 316.
(2) الذريعة 3: 98، 99، ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية واللقب 1: 162
: لمحمد علي بن محمد طاهر التبريزي، الخياباني، المعروف بالمدرس 6 أجزاء. طبع
منه 5 أجزاء في طهران 1326 - 1332 الشمسية وطبع الأول مرة ثانية فيها أيضا 1335،
الشمسية، والسادس في تبريز 1333، الشمسية، (فهرست كتابهاى چاپى فارسي) 1: 220، 221: لخان بابا مشار بن مصطفى خرج منه مجلد واحد طبع في طهران 1337، الشمسية،
وله ترجمة في مقدمة (برهان قاطع) طبعة طهران 1330، الشمسية، وكتاب (فرهنگ نويسى
فارسي در هند) 93 - 99.
368

15 - البيان
في الفقه
طبع على الحجر في
إيران 1322 ه‍
الشيخ الأجل الشهيد السعيد محمد بن مكي بن محمد بن حامد
بن أحمد النبطي، العاملي الجزيني (1) (شمس الدين، أبو
عبد الله) (734 - 786 ه‍ (2) 1333 - 1384 م) من أكبر فقهاء الشيعة
الإمامية، وأعظمهم قدرا وشأنا، جامع الفضائل والمكارم
صاحب المحاسن وصنوف المعالي. أصله من النبطية (من
بلاد عامل) سكن جزين بلبنان ورحل إلى الحجاز،
والعراق، ومصر، ودمشق، وفلسطين، وأخذ عن علمائها.
قتل رحمه الله في سلطنة برقوق يوم الخميس 9، أو 19
جمادى الأولى بعد ما سجن سنة في قلعة دمشق، قدس الله
روحه، له مؤلفات.

(1) في الروضات في صدر ترجمته: (الجزيني نسبة إلى جزين على وزن سكين من قرى
جبل عامل الناحية المعروفة المتكرر ذكرها في ذيل التراجم علمائنا الاعلام، الواقعة كما
عن تاريخ المغربي على الطرف الجنوبي من بلدة دمشق الشام على أسفاح جبل لبنان المشتهر
من جبال تلك الأرض في سعة 18 فرسخا من الطول في 9 فراسخ من العرض).
(2) مجالس المؤمنين 249، أمل الآمل في ذكر علماء جبل عامل وغيرهم من المتأخرين
عن زمان الشيخ الطوسي أو تذكرة المتبحرين في العلماء المتأخرين 455، 456: لشيخنا
الحر العاملي (المترجم برقم 109) طبع بذيل منهج المقال على الحجر في طهران 1306،
1307 ه‍، روضات الجنات الطبعة الثانية 589 - 594، المستدرك 3: 437 - 439، وقعت
فيه وفاته (ص 437): 876، بدل 786، سهوا من الناسخ، ووقعت. ص (438):
786 مرتين صحيحا فراجع، تنقيح المقال 3: 191، 192، الذريعة 1: 427،
2: 296، 3: 12، 174، 4: 408، 8: 145، 10: 40، سفينة البحار 1: 721، 722 مصفى
المقال 425، 426، فوائد الرضوية 645 - 652، الاسناد المصفى 60، الكنى والألقاب 2: 341 - 344، هدية العارفين 2: 171، ايضاح المكنون 1، 355، 2: 140، فيهما: وفاته
782، الاعلام 7: 330، معجم المؤلفين 12: 47، 48.
ذكره جمع من علماء الرجال، ولم يؤرخوا وفاته كالسيد الآغا مير مصطفى بن الحسين
الحسيني التفرشي في نقد الرجال 335، طبعة طهران 1318 ه‍، ومحمد بن علي الأردبيلي،
الغروي الحائري في جامع الرواة 2: 203، مجلدان مطبوعان بطهران 1331 - 1334،
الشمسية، ومحمد بن إسماعيل المدعو بأبي على في منتهى المقال في أحوال الرجال ص 298
طبع على الحجر في إيران 1267.
369

16 - تاج العروس
في شرح القاموس
10 مجلدات. طبع في
مصر 1306 - 1307 ه‍
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، الزبيدي (1).
الملقب بمرتضى (أبو الفيض) (1145 - (2) 1205 ه‍، 1732 - 1791 م) لغوي
أديب، مؤرخ، نسابة. أصله من واسط (في العراق)،
ومولده في بلجرام (بالهند)، ومنشأه في زبيد
(باليمن) وارتحل في طلب العلم، ثم جاء مصر وأقام بها
إلى أن توفي فيها. له مؤلفات.

(1) في اللباب 1: 495: (الزبيدي بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة وسكون الياء
المثناة من تحتها وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى زبيد وهى مدينة باليمن ينسب
إليها جماعة... والزبيد بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها
دال مهملة، هذه النسبة إلى زبيد وهى قبيلة من مذحج) وفي المراصد زبيد بالفتح ثم الكسر،
وياء مثناة من تحت: اسم واد به مدينة يقال لها: الخصيب وهى التي تسمى اليوم زبيد،
وهى مشهورة باليمن، محدثة في أيام مأمون.
(2) معجم المطبوعات 1726 - 1728، آداب اللغة 3: 310، وفيه: (ولد سنة 1154)
هدية العارفين 2: 347، ايضاح المكنون 1: 15، اكتفاء القنوع 147، 326، وفيه وفاته
1206 ه‍ - 1719 م: الاعلام 7: 297، 298 معجم المؤلفين 11: 282، 283، أعلام
المنجد 232.
370

17 - تاريخ
ابن الأثير
(= الكامل)
12 جزءا، طبع في مصر
1303 ه‍
علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني (3)
الموصلي، المعروف بابن الأثير الجزري (عز الدين
أبو الحسن) (555 (4) - 630 ه‍، 1160 - 1233 م) مؤرخ، أديب، نسابة،، ولد
بجزيرة ابن عمر في جمادى الأولى، ونشأ بها، وسكن
الموصل. وتجول في البلدان ثم عاد إلى الموصل وتوفى
بها في شعبان. له مؤلفات.

(3) في اللباب 2: 36 (الشيباني بفتح الشين وسكون الياء المعجمة باثنتين
من تحتها وفتح الباء الموحدة وبعد الألف نون هذه النسبة إلى شيبان بن ذهل بن ثعلبة...
قبيل كبير، من بكر بن وائل ينسب إليه خلق كثير...) ثم إن ابن الأثير بعد نقله فيه كلام
السمعاني في المنتسبين إلى هذه النسبة قال في ص 37: (فاته النسبة إلى شيبان بن العاتك
ابن المعاوية الأكرمين... وفاته النسبة إلى شيبان بن محارب بن فهر بن مالك...)
وفيه أيضا: 1: 225: (الجزري) (هذه النسبة إلى الجزيرة وهى عدة بلاد) ثم عد ابن الأثير
بلاد الجزيرة وقال: (قلت: وهى أيضا نسبة إلى بلد معروف يقال له: جزيرة ابن عمر).
(4) البداية والنهاية 13: 139، طبقات الشافعية 5: 127، وفيات الأعيان 3: 33 - 35،
وفيه ص 35: (والجزيرة المذكورة أكثر الناس يقولون: انها جزيرة ابن عمر، ولا أدرى
من ابن عمر، وقيل: انا منسوبة إلى يوسف بن عمر الثقفي أمير العراقين، ثم انى ظفرت
بالصواب في ذلك، وهو أن رجلا من أهل (برقعيد) من أعمال الموصل بناها وهو عبد العزيز
بن عمر فأضيفت إليه، ورأيت في بعض التواريخ أنها جزيرة ابني عمر، أوس وكامل، ولا
أدرى أيضا من هما ثم رأيت تاريخ المستوفى في ترجمة أبى السعادات المبارك بن محمد
أخي أبى الحسن المذكور أنه من جزيرة أوس وكامل ابني عمر بن أوس الثعلبي).
وفي المراصد: ((جزيرة ابن عمر) بلدة فوق الموصل، بينهما ثلاثة أيام) شذرات
الذهب 5: 137 تذكرة الحفاظ 4: 1399، 1400، مرآة الجنان 4: 70، آداب اللغة 3:
87، 88، كشف الظنون 82، 179، 571، 1380، 1410، هدية العارفين 1: 706، الاعلام
5: 153، معجم المؤلفين 7: 228، 229. اكتفاء القنوع 72، 383 أعلام المنجد 7 وفيه:
وفاته 1234 م.
371

18 تاريخ
الأمم والملوك
11 جزءا طبع في مصر
1326 ه‍ ويليه جزءان
الثاني عشر (الصلة) لعريب
ابن سعد القرطبي. و
الثالث عشر (المنتخب من
ذيل المذيل): للطبري
محمد بن جرير بن يزيد (1) الطبري الآملي (أبو جعفر)
(224 (2) - 310 ه‍، 839 - 9023 م) مفسر، مؤرخ، واسع الاطلاع.
ولد في آمل من بلاد طبرستان، ورحل في طلب العلم
إلى مصر والشام، والعراق، وغيرها ثم استقر في بغداد
وتوفى بها. قال ابن خلكان: (انه كان إماما في فنون
كثيرة منها التفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك
وكان ثقة في نقله، وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها)
وكما ذكره أيضا: توفى يوم السبت آخر النهار ودفن
يوم الأحد في داره في السادس والعشرين من شوال سنة
310 ببغداد. له مؤلفات.

(1) في وفيات الأعيان: 3: 332: (محمد بن جرير بن يزيد بن خالد، وقيل: يزيد بن
كثير بن غالب). وفي معجم الأدباء 18: 40: (يزيد بن كثير بن غالب) وكذلك في تنقيح المقال
وفي الروضات: يزيد بن كثير.
(2) تاريخ بغداد 2: 162 - 169، الفهرست: لابن النديم 340 - 342، البداية
والنهاية 11: 145 - 147، الكامل 8: 42، اللباب 2: 80، 81، وفيات الأعيان 3: 332،
معجم الأدباء 18: 40 - 94، وفيه: (مولده سنة أربع أو أول سنة 225 (راجع ص 40، 47،
48) وراجع (ص 94) آخر الترجمة، وما نقل ياقوت عن أبي على الأهوازي قال: قل
أبو علي (مات (الطبري) ببغداد في سنة 310، كذا وجدته بخط أبى سليمان بن يزيد مكتوبا
ورأيت أيضا من يقول: إنه مات في سنة 311، و 16، والله أعلم وأحكم، وهذه السنون كلها
في أيام المقتدر بالله) روضات الجنات الطبعة الثانية 673 - 675، تنقيح المقال 2: 90، 91
من أبواب الفاء، مرآة الجنان 2: 261، شذرات الذهب 2: 260، الكنى والألقاب 1:
231، 232، آداب اللغة 2: 231 - 233، طبقات الشافعية: للسبكي 2: 135 - 140،
طبقات الشافعية: للمصنف 76، فوائد الرضوية 446، 447، كشف الظنون 33، 42، 297،
437، 514، 576، 1429، 1449، هدية العارفين 2: 26، 27، وهو فيها: محمد بن جرير
بن يزيد بن خالد بن كثير الطبري، اكتفاء القنوع 68، 113، الاعلام 6: 294، معجم المؤلفين
9: 147، 148.
ذكره جمع كثير من علماء الرجال، ولم يؤرخوا وفاته. كالنجاشي في رجاله 246،
والشيخ الطوسي (المترجم برقم 42) في الفهرست 150 طبعة النجف الأشرف 1356 ه‍،
والعلامة (المترجم برقم 27) في خلاصة الأقوال في معرفة الرجال: 254، طبعة النجف
الأشرف 1381 ه‍، والسيد الميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي في منهج المقال
في تحقيق أحوال الرجال 288، طبع على الحجر في طهران 1306، 1307 ه‍، والتفريشي
في النقد 296 والأردبيلي في جامع الرواة 2: 82، وأبو علي في منتهى المقال 271.
372

19 - تاريخ
بخارا
(ترجمته الفارسية (1))
طبعت في باريس 1892 م
وطهران 1317، الشمسية
محمد بن جعفر بن زكريا الخطاب بن شريك (أبو بكر
النرشخي (2) 286 - 348 ه‍، 899 - 959 م) ذكره السمعاني في
الأنساب 562 ط ليدن في (النرشخى) وقال: (أبو بكر محمد بن
جعفر بن زكريا الخطاب بن شريك النرشخى من أهل.
بخارا. يروي عن أبي بكر بن حريث، وعبد الله بن جعفر و
غيرهما. ولد سنة 286، وتوفى في صفر 348 ه‍).

(1) لم نجد نسخته العربية، فجعلنا المرجع ترجمته الفارسية (طبعة طهران وباريس)
لأبي نصر أحمد بن محمد بن نصر القباوي، قال في المقدمة (ص 2 ط باريس): ان تاليف
تاريخ بخارا بالعربي البليغ كان في شهور سنة 332 ه‍، وحيث إن أكثر الناس لا يرغبون إلى
قرائة كتاب عربي، التمس منى جمع من الأحبة على أن ننقله إلى الفارسية، فأجبت سؤلهم،
ونقلته إليها في جمادى الأولى سنة 522 ه‍،... ثم قال محمد بن زفر بن عمر: حيث إن
في النسخة العربية كان ذكر أشياء مملة، غير محتاج إليها، اختصرتها في شهور سنة 574
الخ... فكان أبو نصر موجودا في سنة 522 فما احتمله صاحب الذريعة 3: 85 من كونه
هو المذكور في معجم الأدباء 4: 190 بعنوان أبى عبد الله الجيهاني أحمد بن محمد بن نصر
وزير نصر بن أحمد الساماني صاحب خراسان (المتوفى سنة 331 ه‍) والمذكور في فهرس
ابن النديم (ص 198 من النسخة الموجودة عنده) بعنوان الجيهاني أبو عبد الله، أحمد بن
محمد بن نصر وزير صاحب خراسان بعيد، بعد اختلاف العنوانين، وبعد العهدين، أحدهما
أوائل القرن الرابع، والاخر أوائل القرن السادس.
(2) النرشخي بفتح النون وسكون الراء وفتح الشين وبعدها خاء معجمة. هذه
النسبة إلى نرشخ وهى من قرى بخارا. اللباب 3: 222.
(3) آداب اللغة العربية 4: 283 - 485، معجم المطبوعات 985 - 987، ايضاح
المكنون 1: 216، 218، أعلام المنجد 239 ط 17، الاعلام 2: 108، 109 معجم المؤلفين
3: 125، 126،.
(4) تراجم مشاهير الشرق: لجرجي زيدان (المترجم برقم 20) 2: 190 - 194. جزءان
طبع بمصر 1911 م، معجم المطبوعات 720، وقعت فيه ولادته 1328 بدل 1238 سهوا، هدية
العارفين 1: 194، الاعلام 1: 103، 104 أعلام المنجد 144، وفيه: جودت باشا:
(1813 - 1894 م) معجم المؤلفين 1: 184، 185.
373

20 - تاريخ
التمدن
الإسلامي
5 أجزاء طبع في مصر
1902 - 1906 م ورجعنا
أيضا طبعته الثالثة
جرجى بن حبيب زيدان 1278 (3) 332 ه‍، 1861 - 1914 م) مؤرخ أديب.
ولد في بيروت في 14 ديسمبر (كانون الأول) وتعلم بها،
فرحل إلى مصر، فأصدر مجلة الهلال (عشرين عاما) و
توفى بالقاهرة في 22 يوليو، (21، أيلول). له مؤلفات.
21 - تاريخ
جودت
ترجمه من اللغة التركية
إلى العربية عبد القادر
أفندي الدنا البيروتي طبع
في مجلد واحد 1308 ه‍
أحمد جودت باشا بن إسماعيل بن علي بن أحمد
(1238 - 1312 ه‍ (4)، 1823 - 1895 م) مؤرخ، تركي، من الوزراء ولد
في مدين (لوفجة) التابعة لولاية الطونة وتعلم بها، وسافر
إلى القسطنطنية، فولى الصدارة موقتا، وتوفي بها في ذي
الحجة، له آثار.
374

22 - تاريخ
الخلفاء طبع في كراچي 1378 ه‍
1959 م
جلال الدين السيوطي (المترجم برقم 1)
23 - تاريخ
العرب قبل
الاسلام
قدره المؤلف بنحو
12 جزءا
(راجع الجزء الثامن ص 6)
طبع منه 8 اجزاء في بغداد
1940 - 1959 م
1370 - 1278 م ه‍
الدكتور جواد على فاضل، مؤرخ، اجتماعي من أهل
بغداد (وتاريخ مولده كما ذكر هو في ترجمته التي
كتبها بخطه وأرسلت إلينا غير معلوم) رحل إلى
آلمانيا بعد ما استكمل دراسته في الابتدائية والثانوية
والكلية ببغداد، ودرس في جامعتي برلين وهامبورك و
نال بأخذ شهادة الدكتوراه ثم عاد إلى بغداد وعين مدرسا
في الثانوية ثم مدرسا في دار المعلمين الابتدائية، ثم
سكرتيرا للترجمة والتآليف والنشر في وزارة المعارف، ثم
مديرا في التعليم الثانوي، ثم سكرتيرا وعضوا في لجنة
الترجمة والتآليف والنشر وفي المجمع العلمي العراقي
المنحل. له آثار عد من جملتها في خاتمة ترجمته كتاب
(المهدى الثاني عشر وسفرائه الأربعة) وكما ذكره وضع
هذا الكتاب بالألمانية، ونال به درجة الدكتوراه.
24 - تاريخ
المسعودي
(= مروج الذهب)
مجلدان طبع في مصر
1346 ه‍ ورجعنا أيضا
إلى نسخ أخرى منه
أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (المترجم برقم 2)
375

25 - تاريخ
اليعقوبي
3 أجزاء. طبع في بيروت
1375، 1376 ه‍
1955 م
أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح
الكاتب الأخباري المعروف باليعقوبي، وبابن واضح
(.... كان حيا 292 ه‍.... - 995 م) مؤرخ، جغرافي. بحاثة في التاريخ
وأخبار البلدان. ساح في بلاد الاسلام شرقا وغربا، دخل
بلاد فارس، وكان سنة 260 ه‍ في أرمينية، ورحل إلى الهند
وعاد إلى مصر وبلاد الغرب فألف في سياحته كتابه (البلدان)
الذي هو أقدم كتاب عربي وصل إلينا في الموضوع، وكما
يعلم من صريح كلامه في ملحقاته أنه كان حيا سنة 292
حيث قال: (لما كانت ليلة عيد الفطر من سنة 292 تذكرت
ما كان فيه آل طولون في مثل هذه الليلة من الزي الحسن (1)
الخ) فلا يصح ذكر تاريخ وفاته سنة 284 كما في معجم الأدباء
5: 153، 154، عن أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب المصري
الكندي في تاريخه، والكنى والألقاب 3: 246، والذريعة
3: 144 (2)، 145، 296،: 297. وأعلام المنجد 575، (3)
معجم المؤلفين (4) 1: 161، أو سنة 278 كما في آداب
اللغة العربية لجرجي زيدان (5) 2: 229، 230، وللمترجم
مؤلفات.

(1) البلدان 131 طبعة النجف الأشرف وقد نقل المقريزي كلامه أيضا في الخطط
(راجع الجزء الأول من المجلد الثاني 111، 112 طبعة لبنان غير مؤرخ).
(2) وفي هذا الصفحة: (المتوفى سنة 284 أو 278 ه‍)
(3) وفيه: (توفى 897 م) وهذا التاريخ يوافق 284 ه‍.
(4) وفي هامشه عن بروكلمان انه توفى سنة 278 ه‍.
(5) وهو بعد ما صدر ترجمته بهذا التاريخ قال في أثنائها: (لم تذكر السنة التي توفى
فيها اليعقوبي ولكن يؤخذ من سياق كتبه أنه توفى بعد سنة 278 ه‍).
وراجع أعيان الشيعة 1: 330 - 336، وصدر تاريخ اليعقوبي 1: أ - د، الطبعة
المشار إليها وفيهما: انه كان حيا سنة 292، اسنادا إلى ما نقلناه عنه أيضا من كتاب البلدان
واكتفاء القنوع 51، 69 وفيه تارة: (نبغ اليعقوبي نحو سنة 277 ه‍ - 890 م) واخرى:
(نبغ في أواخر القرن الثالث للهجرة) راجع الصفحتين.
376

26 - تتمة المنتهى
في وقايع أيام الخلفاء
مجلد ثالث لمنتهى الآمال
طبع في طهران
1333 ش = 1373 ق ه‍
الشيخ عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم (المحدث القمي)
(1294 (1) 1359 ه‍، 1877 - 1940 م) عالم فاضل، محدث كامل، واسع
الاطلاع في الحديث والأخلاق، والدراية ولد في مدينة
(قم) ونشأ بها وهاجر إلى النجف الأشرف بعد إتقان
مبادى العلوم العربية فاتصل بالمحدث النوري (ره) ولازمه
وعكف على الاستفادة منه مدة إقامته بها، ثم عاد إلى
موطنه (قم) لمرض عارضه بعد أخذ الإجازة عن شيخه و
سكنها، وألف فيها عدة من كتبه وفي سنة 1332 رحل
إلى المشهد المقدس الرضوي وقطنها وألف فيها أيضا
جملة أخرى من مؤلفاته. ثم سافر إلى العراق عازما
لزيارة قبور الأئمة عليهم السلام، فحصل له توفيق المجاورة لقبر
أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف فاشتغل فيها بالتأليف
والطاعة والعبادة إلى أن توفى بها في الليلة الثلاثاء 23
من ذي الحجة ودفن بجنب قبر شيخه النوري (ره) في
الأيوان الثالث عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف من
باب القبلة. رضوان الله تعالى عليه.

(1) مصفى المقال 215، فوائد الرضوية 220 - 222، الذريعة 4: 94، 70137:
12056: 138، 195 وغيرها من المجلدات والصفحات. مقدمة تتمة المنتهى، ب - د. تحفة
الأحباب في نوادر آثار الأصحاب: لصاحب الترجمة (ص د) طبعة طهران 1369 ه‍.
377

27 - تحرير الأحكام
الشرعية
على مذهب الإمامية
طبع على الحجر في
إيران 1314 ه‍
آية الله الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر (1) الحلى
(جمال الدين، أبو منصور) المعروف بالعلامة الحلي، و
العلامة على الإطلاق (648 (2) 728 ه‍، 1250 - 1325 م) فقيه، مفسر.
رجالي. أصولي حكيم. كلامي، محدث من أعاظم علماء
الشيعة، جليل القدر، عظيم المنزلة، قليل النظير في العلوم
العقلية والنقلية، والفضائل، والمحاسن. ولد رحمه الله في
29 (3) شهر رمضان في الحلة كما ذكره هو نفسه في
(خلاصة الأقوال) ص 45 - 48، طبعة النجف الأشرف 1381 ه‍
وقرأ على والده، وخاله المحقق الحلى (صاحب الشرايع)
والمحقق خواجة نصير الدين الطوسي وغيرهما من علماء
عصره من الخاصة والعامة، ثم أخذ في التأليف والتصنيف،
في أنواع من العلوم والفنون والمعارف. توفى ليلة السبت
في 11 (4)، أو 21 (5) من المحرم بالحلة، ونقل جثمانه
إلى النجف الأشرف ودفن في حجرة بجنب المنارة الشمالية
عن يمين الداخل إلى الرواق الشريف، وقبره ظاهر معروف
يزار إلى اليوم ويتبرك به قدس الله ضريحه. له مؤلفات
كثيرة (6).

(1) المطهر كما ذكر العلامة (ره) ضبطه في ترجمة نفسه في الخلاصة: بالميم المضمومة
والطاء غير المعجمة والهاء المشددة والراء.
(2) نقد الرجال 99، 100، منهج المقال 109، مجمع البحرين مادة (علم)، أمل الآمل
بذيل منهج المقال 469 - 471، المستدرك 3: 459 - 461، مجالس المؤمنين 245 -
247، منتهى المقال 107، 108، روضات الجنات الطبعة الثانية 172 - 177، تنقيح المقال
1: 314، 315، من أبواب الهمزة، مصفى المقال 131، 132، أعيان الشيعة 24: 277 - 334
سفينة البحار 2: 227، 228، الذريعة 1: 63، 398، 510، 2: 30، 45: 298، 299، 444
445، 493، 498، 501: 3: 108، 109، 321، 378، 4: 43، 179، 180، 427، 435،
511، 5: 290، 7: 76، 8: 73، 87، 14: 174، الكنى والألقاب 2: 436 - 439، فوائد
الرضوية 126 - 128، الاسناد المصفى 64، الدرر الكامنة 2: 71، 72، كشف الظنون 346،
390، 1194، 1710، 1870، 1872، ايضاح المكنون 1: 10، 133، 222، 286، 342،
417، ذكره البغدادي في الجزء الثاني منه في مواضع كثيرة ولم يؤرخ وفاته، البداية
والنهاية 14: 125، ذكر ابن كثير هذا الرجل العظيم ونسبه إلى ما هو رفض للحق المبين،
وانحراف عن الصراط المستقيم. هذا رجل شهد بعلمه الجم كل سابر لاغوار كتبه العلمية،
وأذعن بفضائله ومكارمه كل ناظر لحياته الضاحية، هو الذي أطبقت آراء أهل الهداية
على طهارة خلائقه، ونزاهته عن الدنس، الا من نظر إليه مثل ابن كثير بعين لا تبصر الحقيقة.
آداب اللغة العربية 3: 266 الاعلام 2: 244، معجم المؤلفين 3: 303.
(3) كما في منهج المقال 109 وأمل الأمل 471 نقلا عن الخلاصة ومجالس المؤمنين
247 والمستدرك 3: 460 ومنتهى المقال 107 وروضات الجنات الطبعة الثانية 173 نقلا
عن الخلاصة وتنقيح المقال 1: 315 من أبواب الهمزة نقلا عنه أيضا والذريعة 1: 63 و
سفينة البحار 2: 228 وفوائد الرضوية 128 وأعيان الشيعة 24: 277، 278، فما في مجمع
البحرين مادة (علم): ان مولده كان في تاسع عشر شهر رمضان تحريف نشأ من قرائة
(تاسع عشرين) تاسع عشر، كما وقع مثل ذلك في النسخة من الخلاصة المطبوعة على الحجر
بإيران سنة 1310 (ص 25) والنسخة المطبوعة بالنجف الأشرف أيضا (ص 48) اما الأولى
فهي وإن كانت مشحونة بالأغلاط، الا أن الثانية كما ذكره ناشرها قوبلت على نسخ متعددة،
وبذل الجهد في تصحيحها ومع ذلك وقعت ولادته فيها تاسع عشر، سهوا، ويدل على وقوعها
خطأ ذكر المترجم (ص 4) من هذه النسخة ولادته 29 شهر رمضان. استنادا إلى ما ذكره
العلامة (ره) في ترجمة نفسه في الخلاصة، فالصواب ما ذكرناه في مولده. نعم في الروضات
176: (وميلاده الشريف لاحدى عشر ليلة خلون أو بقين من شهر رمضان المبارك). و
هذا التعبير وإن كان بظاهره يأبى عن الحمل الا ان السؤال عن هذا الترديد بعد نقل الخوانساري
(ص 173) ما صرح به العلامة في الخلاصة في مولده وانه كان في 29 شهر رمضان متوجه إليه.
(4) كما في نقد الرجال 100، ومنهج المقال 109، ومجمع البحرين مادة (علم)
وأمل الأمل 470، ومنتهى المقال 107، وتنقيح المقال 315 من أبواب الهمزة، وفوائد
الرضوية 128. وقد حمل هذا التاريخ أيضا على التحريف الناشئ عن قراءة لفظ حادى
وعشرين المحرم حادى عشر المحرم، نحو ما قلناه في مولده.
(5) كما في مجالس المؤمنين 247، والمستدرك 3: 460، وروضات الجنات 176،
وأعيان الشيعة 24، 278 والذريعة 1: 63، وسفينة البحار 2: 228، والكنى والألقاب
2: 439.
(6) في مجمع البحرين مادة (علم): (وعن بعض الأفاضل وجد بخطه خمسمائة
مجلد من مصنفاته غير خط غيره من تصانيفه) وفي منتهى المقال بعد نقل أبى على ما في المجمع
قال: (بل في كتاب روضة العارفين نقل بعض شراح التجريد: ان للعلامة (ره) نحوا من
ألف مصنف كتب تحقيق).
378

........
379

28 - تحرير
الدرهم والمثقال
والرطل والمكيال
رسالة صغيرة، طبعت ضميمة
النقود العربية في القاهرة
1939 م
مصطفى بن حنفي بن حسن الذهبي (1)، الشافعي المصري،
(000 - (2) - 1280 ه‍، 000 - 1863 م) فاضل، مشارك في بعض العلوم ولد
ونشأ في مصر، أخذ عن الدمنهوري والفضالي وغيرهما
وتصدر للإقراء والتدريس وتوفى بها. له آثار.
29 - التحقيق
والتنقير
مختصر في تحديد
المقادير الشرعية طبع
بذيل (خواص الجمعة)
للشهيد الثاني، غير مؤرخ
الشيخ جعفر بن يحيى بن سيف الدين المالكي (3) القناقي
(الجناجي)، النجفي (1156 (4) - 1227. أو 1228 (6)، 1743 - 1812، أو 1813 م)
من أعاظم فقهاء الشيعة وزعماء الإمامية والمرجع الأعلى
في عصره، الشيخ الأكبر، والفقيه المتبحر. ولد رحمه الله
في النجف الأشرف بعد مهاجرة والده (ره) من قناقية إليها
قرأ على والده برهة من الزمان ثم حضر على جمع من
الأكابر والأعلام فاستقل بالبحث والتدريس وأخذ في
نشر الأحكام الشرعية والتآليف والتصنيف. كان (ره) من
الشخصيات العلمية النادرة وكان ممن يرجع إليه في
الملمات والحوادث، ويستغاث به عند النوازل. توفى في
النجف الأشرف يوم الأربعاء 22 رجب أو 27 ودفن
بها في مقبرته الخاصة قرب داره في محلة العمارة. له مؤلفات.

(1) في اللباب 1: 447، (الذهبي بفتح الذال المعجمة والهاء وفي آخرها باء
موحدة، هذه النسبة إلى الذهب وتخليصه واخراج الغش منه، وبعضهم كان يعمل شريط الذهب
الذي يقال له بالفارسية: زرريشته).
(2) معجم المطبوعات 912، الاعلام 8: 133، معجم المؤلفين 12: 249، أعلام المنجد 208.
(3) نسبة إلى بنى مالك إحدى قبائل العراق، وهم المعروفون الان بآل على، يقيم
بعضهم الان في نواحي الحلة، وبعضهم في نواحي الشامية، وينتهى نسبهم إلى مالك
الأشتر رضوان الله تعالى عليه كما ذكره السيد مهدى القزويني في (أنساب القبائل العراقية)
وقد أشار إلى ذلك السيد صادق الفحام في قصيدته التي يرثى بها الشيخ حسين بن الشيخ
خضر أخا المترجم بقوله:
(يا أيها الزائر قبرا حوى * من كان للعلياء انسان عين)
إلى أن قال:
(يا منتمى فخرا إلى مالك * ما مالكي أأرباب في المعنيين)
وقال الشيخ صالح التميمي في قصيدته التي يهنئ بها الشيخ محمد سبط الشيخ الأكبر:
(صاحب الترجمة) بزواجه بامرأة من شيوخ آل مالك:
(رأى درة بيضاء في آل مالك * تضئ لغواص البحار ركوب)
(رأى أنه أولى بها لقرابة * تضمنها أصلا لخير نجيب)
والقناقي نسبة إلى قناقية ويقال لها اليوم: جناجية بجيم مفتوحة ونون وألف وجيم مكسورة
ومثناة تحتية مفتوحة وهاء: قرية من أعمال الحلة (راجع المستدرك 3: 397، وأعلام
الشيعة 2: هامش ص 248، 249،: لشيخنا آغا بزرك الطهراني. جزءان أولهما في القرن
الرابع عشر وسماه (نقباء البشر) وثانيهما في القرن الثالث عشر وسماه (الكرام البررة) وكل
منهما يشتمل على قسمين متسلسلي الأرقام. طبع في النجف الأشرف، سنة 1373 - 1377 ه‍.
وراجع أعيان الشيعة 15: 413، 414).
(4) أعلام الشيعة 2: 248، 249، وفي هامش هذه الصفحة بعد ما نقل شيخنا ما قيل في
عام ولادته (1146 و 1154) قال: (والصحيح ما ذكرناه (1156) وقد صرح به حفيده
الشيخ علي بن محمد رضا بن موسى بن جعفر في (الحصون المنيعة) وهو أعرف بولادة جده
من غيره)، أعيان الشيعة 15: 413، وفيه: (ولد في النجف حدود سنة 1154، أو 46،
كما وجدنا كليهما في بعض القيود)، معجم المؤلفين 3: 139.
(5) روضات الجنات الطبعة الثانية 152 - 154، الذريعة 3: 133، 134، 485، 7:
37، 13: 131، (وقعت وفاته في هذه الصفحة: 1327 ه‍ خطأ ولم تصحح في جدول الخطأ
والصواب)، 365، الاعلام 2: 117، 118.
(6) مستدرك الوسائل 3: 397، 398، الكنى والألقاب 3: 82 - 84، الذريعة 6:
185 أعلام الشيعة 2: 248 - 252، فوائد الرضوية 70 - 75 وفيه: (توفى سنة 1028، = أو 7) سقط منه من تاريخ الوفاة رقم (20) سهوا ولم يصحح في جدول الخطأ والصواب،
أعيان الشيعة 15: 413 - 447، وفيه: (توفى يوم الأربعاء عند ارتفاع النهار في 22 أو
27 رجب سنة 1228 كما في مستدركات الوسائل أو 27 كما في روضات الجنات، ويدل عليه
ما قيل في تاريخ وفاته: (العلم مات بيوم فقدك جعفر) سنة 1227). وفي معجم المؤلفين
3: 139: وفاته 1226 ه‍.
380

...........
381

30 - تذكرة
خواص الأمة
في معرفة الأئمة
طبع على الحجر في طهران
1285 ه‍ وبذيله مطالب
السؤل في مناقب آل الرسول
: لمحمد بن طلحة الشافعي
طبع فيه أيضا 1287 ه‍
يوسف بن قزاوغلي (1) بن عبد الله البغدادي، ثم الدمشقي
(أبو المظفر شمس الدين، سبط ابن الجوزي) (2)
(581 - 654 (3) ه‍، 1185 - 1256 م) محدث، مؤرخ، واعظ، ولد ببغداد
ونشأ بها، ورباه جده لامه. وانتقل إلى دمشق فاستوطنها،
وتوفي فيها في 20 ذي الحجة. له مؤلفات.

(1) في روضات الجنات الطبعة الثانية 412 آخر ترجمة عبد الرحمن بن علي بن
محمد الملقب بابن الجوزي: (قزاغلى بضم القاف والزاي قبل الألف ثم الغين المعجمة:،
كلمتان تركبتا، ومعناه بالفارسية دختر زاده (ابن البنت) وفي شذرات الذهب 5: هامش 266:
بعد ذكر كلمة (قزغلى) ونسبتها إلى الأصل: (في كثير من كتب التاريخ كالنجوم والاعلام وابن
الجزري (فزاوغلى) وكلاهما وما يتصحف منهما خطأ، ويسعى بعضهم لتعليله تعليلا أعجميا
فاسدا والصواب: (فزغلى) كما في نسخة قديمة من الوافي بالوفيات. وابن خلكان وغيرهما
من الثقات).
أقول: ضبط الكلمة في وفيات الأعيان 5: 282 الطبعة الأخيرة: (قزأغلى). وأشير
في الهامش بأنه كان في طبعة بولاق الثانية: (فرغلى) محرفا. وفي كتاب الاعلام 9: هامش 324
: (قزاوغلي، بكسر القاف وسكون الزاي، ثم همزة مضمومة وغين ساكنة ولام مكسورة وياء:
لفظ تركي، ترجمته الحرفية (ابن البنت) أي السبط، وفي الكتاب من يحذف الألف والواو
تخفيفا، فيكتبها (قزغلى) بالقاف المكسورة وضم الزاي، والنص على هذا في تاريخ علماء
بغداد (منتخب المختار) الصفحة 236 قال: (... والصواب ضم الزاي وسكون الغين المعجمة)
قلت: ولا قيمة لما ذهب إليه أحد المعاصرين، من أنه (الفرغلي) اعتمادا على غلطة مطبعية
في كتاب ابن خلكان).
(2) في وفيات الأعيان 2: 322: (الجوزي - بفتح الجيم، وسكون الواو وبعدها زاء،
هذه النسبة إلى فرضة الجوز، وهو موضع مشهور) ذكره ابن خلكان في ترجمة أبى الفرج
عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الواعظ. وفي اللباب 1: 252: (الجوزي بفتح الجيم و
سكون الواو وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى الجوز وبيعه)، وفيه أيضا بعد سطرين:
(الجوزي بضم الجيم وسكون الواو وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما إلى
الطير الصغير بلغة أهل أصبهان يقال له جوزي... والثاني نسبة إلى قرية جوزة من بلد
الهكارية من أعمال الموصل) وفي المراصد أيضا: (جوزة بالضم، ثم السكون: قرية في جبل
الهكارية الأكراد، من نواحي الموصل).
(3) المختصر في اخبار البشر 3: 206، مرآة الجنان 4: 136، البداية والنهاية
13: 194، 195، شذرات الذهب 5: 266، 267، روضات الجنات الطبعة الثانية 412،
كشف الظنون 172، 205، 437، 448، 558، 569، 1519، 1520، 1569، 1592، 1647،
1723، 1988. آداب اللغة 3: 89، 90، ايضاح المكنون 1: 274، هدية العارفين 2:
554، 555، الكنى والألقاب 2: 247، 275، الاعلام 9: 324، معجم المؤلفين 13:
324، 325،.
382

31 - التعليق على
المعرب ومقدمته
طبع مع المعرب
في دار الكتب المصرية
1361 ه‍ - 1942 م
أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر من آل علياء
الحسيني (شمس الدين، أبو الأشبال) (1309 (1) - 1377، 1892 - 1958 م)
باحث أديب. ولد بالقاهرة، أخذ عن محمود أبي دقيقة، و
عبد الله بن إدريس السنوسي، ومحمد بن الأمين الشنقيطي، و
شاكر العراقي وغيرهم. توفي بالقاهرة في 26 ذي القعدة.
له آثار.

(1) معجم المؤلفين 13: 368.
383

32 - تفسير أبى
الفتوح الرازي
روح الجنان
طبع في طهران في 10 أجزاء
1320 - 1322 ش وطبع
أيضا في غير هذه السنة
الشيخ الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي، (1)
النيسابوري، الرازي (جمال الدين، أبو الفتوح) عالم،
واعظ مفسر. ينتهى نسبه (2) إلى بديل بن ورقاء الخزاعي
الصحابي الجليل. ومع الأسف لم نعثر على سنة ولادته و
وفاته، إلا أنه كان من مشايخ محمد بن علي بن شهرآشوب
السروي المازندراني (المتوفى (3) 588 ه‍، 1192 م) وعلي بن عبيد الله
بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي (منتخب الدين)
(المتوفى بعد 585 ه‍ (4)، 1189 م) كما نص عليه جمع من علماء
الرجال. له مؤلفات.

(1) في اللباب 1: 360: (الخزاعي) بضم الخاء وفتح الزاي وبعد الألف عين مهملة.
هذه النسبة إلى خزاعة. وفي صحاح الجوهري (المترج برقم 64): (خزع فلان عن أصحابه
يخزع خزعا أي تخلف وتخزع مثله. وخزاعة حي من الأزد، سموا ذلك لان الأزد لما
خرجت من مكة لتتفرق في البلاد تخلفت عنهم خزاعة وأقامت بها).
(2) المستدرك 3: 487، روضات الجنات الطبعة الثانية 184، مجالس المؤمنين
211، سفينة البحار 2: 344، فوائد الرضوية 147،: الكنى والألقاب 1: 130، وقد صرح
صاحب الترجمة في هذا التفسير 3: 44 (سورة آل عمران) ذيل الآية المباركة (ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) بأن نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي كان من آبائي.
وبعثه رسول الله (ص) في سبعين نفرا من خيار المسلمين إلى أهل نجد ليدعوهم إلى الاسلام.
وكذا في 9: 161 (سورة الفتح) ذيل الآية الشريفة (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد
الحرام): بأن بديل بن ورقاء الخزاعي من آبائي.
(3) المستدرك 3: 485، روضات الجنات الطبعة الثانية، 576، سفينة البحار 1:
726، الذريعة 2: 12، 3: 306 أعيان الشيعة 46: 136، الكنى والألقاب 1: 321، فوائد
الرضوية 568، مصفى المقال 414، الاسناد المصفى 69، بغية الوعاة 77، وهو فيه: (ابن
شهر آسوب السروي المازندراني). معجم المطبوعات 1607، هدية العارفين 2: 102
الاعلام 7: 167، معجم المؤلفين 11: 16.
(4) روضات الجنات الثانية 380، المستدرك 3: 465، الذريعة 2: 219،
11: 261، 274، الكنى والألقاب 3: 175، سفينة البحار 2: 570، فوائد الرضوية
384

33 - تفسير
الألفاظ الدخيلة
في اللغة العربية
طبع في مصر 1932 م
القس طوبيا العنيسي اللبناني (كان حيا 1340 ه‍ 1922 م) ذكر في
أوله (ص 1) بعد الحمد والثناء: أما بعد فيقول كاتب هذه
السطور: انه في سنة 1909 م عنيت بجمع شمل الألفاظ
الدخيلة في اللغة العربية، والألفاظ المنتشرة في
الإيطالية وأخواتها من لغات أوروبا، ونشرتها إذ ذاك
بالطبع كل لفظة بحروف لغتها، ثم في سنة 1922 نشرت
باللسان الإيطالي الألفاظ العربية الفاشية في اللغة
الإيطالية وحدها.
34 - تفسير
البلاغي
(= آلاء الرحمن)
صدر منه جزءان.
طبع في صيدا 1351،
1352 ه‍
الشيخ محمد جواد بن حسن بن طالب بن عباس بن إبراهيم
البلاغي، النجفي (1282 - (1) 1352 ه‍، 1865 - 1933 م) فقيه، أصولي
مفسر، متكلم، أحد مفاخر عصره علما وعملا، ولد في
النجف الأشرف ونشأ بها، وحضر على جمع من أعلام
عصره الفطاحل كالشيخ محمد طه والحاج آقا رضا الهمداني
والمولى محمد كاظم الخراساني والسيد محمد الهندي ثم هاجر
إلي سامراء وحضر فيها على الميرزا محمد تقي الشيرازي
عشرة سنين، وألف فيها بعض كتبه، ثم عاد إلى النجف
310، الاسناد المصفى 70، مصفى المقال 202، وفيه: ص 172 (المولود 504 كما في
فهرسه) وفي ص 463: (المولود (504) والمتوفى بعد (585)) وللشيخ أبى الفتوح ترجمة
واسعة في أعيان الشيعة 27: 61 - 72، وفيه: انه من أهل المأة السادسة، وكان حيا سنة
552 وكذا مقدمة الجزء الأول من هذا التفسير طبعة طهران 1382 ه‍.

(1) أعلام الشيعة 1: 323 - 326، وفيه: (ولد كما حدثني به في النجف
1282 ه‍)، الذريعة 1: 38، 4: 485، وفي هذه الصفحة: (المولود حدود 1282 ه‍)
1: 169، 170، الكنى والألقاب 2: 82 - 84، وفيه: (ولد في نيف و 1280 ه‍) نقلا عن
ترجمته المطبوعة في مجلة الرضوان بقلم الفاضل الأديب المرحوم، الميرزا محمد على
الغروي الاردبادى، ومثله في خاتمة الجزء الثاني من آلاء الرحمن، وريحانة الأدب 1:
179، أعيان الشيعة 17: 43 - 62، وفيه: (ولد سنة 1285 ه‍) الاعلام 6: 302، ذكر
الزركلي في هذا الجزء ولادته 1282 ه‍ ولكن قال في الجزء العاشر (ص 194): (وانظر
نفائس المخطوطات: المجموعة الرابعة، ص 70 - 83 ففيها رسالة له. وأسماء كتبه المطبوعة
وفيها ص 74 أنه ولد سنة 1285)، وفي كتاب (مؤلفين كتب چاپى فارسي وعربي): لخان -
بابا مشار 2: 412، (ولد سنة 1283) طبع منه 4 مجلدات في طهران 1340 -
1342 ش.
385

واشتغل بالتأليف، وترويج الدين الحنيف إلى أن توفي
فيها ليلة الاثنين 22 من شعبان، ودفن في الحجرة الثالثة
الجنوبية من طرف مغرب الصحن الشريف رضوان الله تعالى
عليه. له مؤلفات.
35 - تفسير
البيضاوي
(= أنوار التنزيل
وأسرار التأويل)
طبع على الحجر في
طهران 1272 ه‍
عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي (1)، الشيرازي
(ناصر الدين أبو سعيد أو أبو الخير) (000 - 685 ه‍ (2) 000 - 1285 م)
مفسر، أصولي، متكلم. ولد في مدينة البيضاء (بفارس)،
وولى قضاء شيراز مدة، فرحل إلى تبريز، وتوفي فيها.
له مؤلفات.

(1) وفي المراصد: (البيضاء ضد السواد، في عدة مواضع: منها مدينة مشهورة بفارس
وهى أكبر مدينة بأصطخر، وسميت البيضاء لان لها قلعة بيضاء تبين من بعد). وفي اللباب
1: 161: (البيضاوي بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الضاد
المعجمة وفي آخرها الواو: هذه النسبة إلى بيضاء وهى بلدة من بلاد الفارس ينسب
إليها كثير).
(2) البداية والنهاية 13: 309، بغية الوعاة 286، والسيوطي بعد أن أرخ وفاته
سنة 685، نقلا عن الصفدي، قال: (وقال السبكي: سنة إحدى وتسعين) مع أنه لم يذكر
وفاته في طبقاته (راجع 5: 59)، روضات الجنات الطبعة الثانية 435، 436: وفيه
عن الشيخ أبى القاسم الكازروني في سلم السماوات: (توفى سنة 685، وقيل: في 91)
ثم نقل الخوانساري عن كشكول الشيخ البهائي، واللؤلؤة: ان وفاته كانت سنة 692.
الكنى والألقاب 2: 100، 101، معجم المطبوعات 616، 617، كشف الظنون 1116
1192، 1373، 1698، 1705، 1854، 1878، وفي صفحة 186، بعد أن أرخ
حاجى خليفة وفاته 685 قال: (وقيل: سنة 692) آداب اللغة 3: 264 - 265 هدية
العارفين 1: 462، ايضاح المكنون 2: 569، الاعلام 4: 248، 249، معجم المؤلفين
6: 97، 98. اكتفاء القنوع 114، وفي هذه الصفحة وقع عام وفاته الهجري 691
مع أنه ذكر عام وفاته الميلادي 1286 كما أن في صفحة 167 وقع عامها الميلادي 1292
مع ذكره سنتها الهجرية 685، ريحانة الأدب 1: 198، أعلام المنجد 97 وفيه: (توفى
في تبريز نحو 1282).
386

36 - تفسير
الخازن
(= لباب التأويل
في معاني التنزيل)
وبهامشه مدارك التنزيل
طبع في القاهرة 1374 ه‍
1955 م
علي بن محمد بن إبراهيم الشيحي (1) البغدادي (علاء الدين)
المعروف بالخازن (678 - 741 ه‍ (2)، 1279 - 1340 م) مفسر، محدث
من فقهاء الشافعية ولد ببغداد، وسكن دمشق، وولى فيها
خزانة الكتب بالمدرسة السميساطية، فلقب بالخازن.
توفي في حلب. له مؤلفات.

(1) في اللباب: (الشيحى بكسر الشين وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها
حاء مهملة نسبة إلى (شيحة) وهى قرية بحلب) وفي المراصد: (والشيحة أيضا: قرية من
قرى حلب، يقال له: شيح الحديد).
(2) شذرات الذهب 6: 131، كشف الظنون 1540، معجم المطبوعات 809
الكنى والألقاب 2: 180، هدية العارفين 1: 718 ايضاح المكنون 1: 591، أعلام
المنجد 171، وفيه ولادته: 1269، الاعلام 5: 156، معجم المؤلفين 7:
177: 178.
387

37 - تفسير
الزمخشري
(= الكشاف)
مجلدان طبع في القاهرة
1308 ه‍ وبهامشه
كتاب الانتصاف:
لابن المنير الإسكندري
وحاشية السيد الشريف
الجرجاني. والمجلد
الثاني مذيل بتنزيل
الآيات: لمحب الدين
أفندي
جار الله أبو القاسم الزمخشري (المترجم برقم 5)
38 - تفسير
السيوطي
(= الدر المنثور)
6 أجزاء طبع في مصر
1314 ه‍ وفي طهران
أيضا بالأفست 1377 ه‍
جلال الدين السيوطي (المترجم برقم 1)
39 - تفسير
الصافي
طبع على الحجر في
إيران في مجلد واحد
1310 ه‍ وفي طهران
في 8 أجزاء، 1374،
1375 ه‍
الشيخ محمد بن مرتضى بن محمود المدعو بالمولى محسن
والشهير بالفيض الكاشاني (حدود 1007 (1) - 1091 ه‍، 1598 - 1680 م)
مفسر، محدث، فقيه، حكيم، أديب، ناظم قرأ على جمع
من أساتذة عصره في مختلف العلوم، فاشتغل بالتأليف،
وبث الأحكام والمعارف إلى أن توفي بكاشان. له مؤلفات
كثيرة في فنون عديدة.

(1) المستدرك 3: 421: وفيه بعد ذكر سنة الوفاة: (وهو ابن أربع وثمانين). فكان
تاريخ ولادته على هذا الحساب حدود 1007، روضات الجنات الطبعة الثانية 516 - 523، وفيه
ص 516: (وعمره كما استفيد لنا من تتبع تصانيفه الوافرة تجاوز حدود الثمانين. ووفاته بعد
الألف من الهجرة الطاهرة بنيف يلحق تمام التسعين). وفيه أيضا آخر الترجمة ص 523:
(ورأيت على ظهر نسخة عتيقة من كتاب الصافي ما صورته: قبض المعتصم بحبل الله المؤمن
المهيمن، محمد بن مرتضى المدعو بمحسن سنة إحدى وتسعين وألف وهو ابن أربع وثمانين،
والله العالم)، الذريعة 1: 77، 424، 2: 124، 178، 198، 211، 425، 3: 115، 116
4: 182، 7: 28، 5: 125 وفي هذه الصفحة وكذا في الاسناد المصفى ص 48 (المتوفى 1091
عن أربع وثمانين سنة) الكنى والألقاب 3: 32 - 34، ذكره جمع من علماء الرجال
كشيخنا الحر العاملي في أمل الآمل بذيل منهج المقال 507، والأردبيلي في جامع الرواة
2: 42 والمامقاني في تنقيح المقال 2: 54 من باب الفاء بعنوان (محسن بن مرتضى) ولم
يذكروا وفاته. وفي هذين الأخيرين وكذا في الكنى والألقاب: له قريب من مأة تاليف
وقيل: أكثر.
388

40 - تفسير
الطبرسي
(= مجمع البيان)
10 أجزاء في 5
مجلدات طبع في طهران
1373، 1374 ه‍
الشيخ الأجل الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (أمين
الدين، أمين الاسلام أبو علي) (000 (1) - 548 ه‍، 000 - 1153 م)
فقيه، مفسر، محدث، جليل القدر رفيع المنزلة، قال
السيد التفريشي في نقد الرجال (ص 266) في وصفه:
(انه ثقة فاضل، دين، عين، من أجلاء هذه الطائفة...
ثم قال انتقل رحمه الله من المشهد المقدس الرضوي إلى

(1) نقد الرجال 266، جامع الرواة 2: 4، أمل الآمل بذيل منهج المقال 492،
المستدرك 3: 486، 487، روضات الجنات، الطبعة الثانية 489 - 492، وفيه (ص
490): (وقيل: إنه توفى سنة 502، وبلغ سنه 90 سنة وولد في عشر 470، والظاهر
سقوط لفظة (وخمسين) منه قبل لفظة (وخمسمأة) فليلاحظ) منتهى المقال 246، تنقيح المقال 2: 7 من أبواب الفاء، الذريعة 1: 18، 19، 2، 240: 241، 3،: 209، 5: 248،
وفي هذه الصفحة: المتوفى (548) أو (552)، أعيان الشيعة 42: 276 - 282، سفينة
البحار 2: 80 في (طبر)، الكنى والألقاب 2، 403، 404 فوائد الرضوية 350 - 352
وذكره صاحب كشف الظنون في 611 و 1602، ولم يؤرخ وفاته، ونسب إليه المجمع وجوامع
الجامع في هاتين الصفحتين وستعرف في ترجمة الشيخ الطوسي (رقم 42) اشتباه الامر عليه
وخلطه بينهما وبين مؤلفاتهما. الاعلام 5: 352، 353، معجم المؤلفين 8: 66، 67.
389

سبزوار في شهور سنة 523 ه‍ انتقل بها إلى دار الخلود
ليلة النحر 548 ه‍). وقال غيره كالمحدث النوري في
المستدرك، والخوانساري في الروضات، والمامقاني في
تنقيح المقال والمحدث القمي في السفينة، والكنى و
الألقاب وفوائد الرضوية: بأن جثمانه حمل إلى المشهد
الرضوي ودفن في المقبرة المعروفة بقتلگاه. وقبره الآن
معروف يزار ويتبرك به. له مؤلفات.
41 - تفسير
طنطاوي
(= الجواهر)
25 جزءا. طبع في
مصر 1343 - 1351 ه‍ و
طبع الجزء الأول منه مرة
ثانية 1350 ه‍
طنطاوي بن جوهري المصري (1287 (1) - 1358 ه‍، 1870 - 1940 م) فاضل
باحث، له اشتغال بالتفسير والعلوم الحديثة. ولد في قرية
عوض الله حجازي، من قرى الشرقية بمصر ونشأ بها،
وتعلم بالأزهر وتخرج بدار العلوم، ودرس بها وبغيرها،
وتوفي بمصر. له آثار.

(1) معجم المطبوعات 1243، الاعلام 3: 333، 334، معجم المؤلفين 5: 42، 43،
وفيه وفاته: 1359 ه‍ = 1939 م.
390

42 - تفسير
الطوسي
(= التبيان)
طبع على الحجر في
طهران في مجلدين كبيرين
1360،
1365 ه‍ و
طبع أيضا في النجف
الأشرف. ظهر منه
9 أجزاء 1376 -
1382 ه‍ وبقى جزء واحد
(العاشر) ينتهى الكتاب
إليه: والجزء السادس
منه طبع في بيروت
1381 ه‍
شيخ الطائفة الحقة، ورئيس الفرقة المحقة، مجمع الفضائل،
والمكارم والمحاسن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي
(أبو جعفر) (385 (1) - 460 ه‍، 995 - 1067 م) فقيه، أصولي، مفسر، محدث
رجالي. ولد بطوس في شهر رمضان، وهاجر إلى العراق
ونزل بغداد وهو في الثلاثة والعشرين من عمره، وكانت
الزعامة الدينية يومذاك لعلم الشيعة الشيخ المفيد (ره)
فلازمه وقرأ عليه، وأدرك شيخه الحسين بن عبيد الله
الغضائري المتوفى سنة 411 ه‍ وشارك أبا العباس النجاشي
المتوفى سنة 450 ه‍ وفي جملة من مشايخه، وبقي على
اتصاله بشيخه المفيد حتى توفي شيخه ببغداد سنة 413 ه‍
فانتقلت رياسة المذهب إلى علم الهدى السيد المرتضى،
فانحاز الشيخ الطوسي إليه وارتوى من منهله العذب وبقى
ملازما له طيلة 23 سنة حتى توفى السيد سنة 436 ه‍،

(1) رجال النجاشي 316 طبعة طهران، الخلاصة الطبع الثانية 148، جامع الرواة
2: 95، نقد الرجال 301، منهج المقال 292، 293، مجالس المؤمنين 207، 208، منتهى
المقال 274، 275، المستدرك 3: 505 - 510، روضات الجنات الطبعة الثانية 553 -
563، تنقيح المقال 3: 104، 105، أعيان الشيعة 44: 33 - 52، الذريعة 1:
365، 366، 2: 14، 15، 123، 269، 309، 487، 3: 328 - 331، 4: 423، 433
504، 505، 5،: 144، 11: 340، فوائد الرضوية 470 - 473، الاسناد المصفى 71،
72، سفينة البحار 2: 97،
مصفى المقال 402، 403، الكنى والألقاب 2: 357 - 359
البداية والنهاية 12: 97، طبقات الشافعية 3: 51، 52، كشف الظنون 452، ولصاحبه
هنا أخطاء لا بد لنا من الإشارة إليها:
1 - نسبة انتماء الشيخ الطوسي إلى مذهب الشافعية تبعا للسبكي كما نقل عنه ذلك
في حرف الميم أيضا (ص 1581) (راجع الطقات 3: 51)، وهذه النسبة عجيب في حق
من وصفه أصحابنا الإمامية رضوان الله تعالى عليهم بشيخ الطائفة المحقة، وجمع من أعلام السنة
بفقيه الشيعة، ودلت مؤلفاته الفقهية على أنه من أعاظم فقهاء الشيعة الاثني عشرية ومجتهديهم
بقول مطلق.
2 - نسبة مجمع البيان إليه مع تنصيصه في باب الميم (ص 1602) على أنه لأبي على
فضل بن الحسن الطبرسي ره.
3 - نسبة جوامع الجامع إليه مع تصريحه في حرف الجيم (ص 611) بأنه للطبرسي
صاحب مجمع البيان.
4 - ذكر بأن الطوسي اختصر الكشاف وسماه جوامع الجامع وابتدأ بتاليفه في
سنة 542، وقد نص قبيل ذلك على أنه: توفى سنة 460. فلم يفرق صاحب كشف الظنون
بين الطوسي والطبرسي، وخلط بينهما وبين مؤلفاتهما، فالأول صاحب التبيان في تفسير
القرآن والثاني صاحب المجمع وجوامع الجامع، مضافا إلى أنه ذكر كلمة (الطرسوسي)
بدل (الطبرسي)، ايضاح المكنون 1: 223، 2: 95، هدية العارفين 2: 72. له ترجمة
واسعة في مفتتح رجاله (ص 3 - 128) طبعة النجف الأشرف 1380 ه‍ - 1961 م، وفي
مفتتح فهرست (ص 2 - 20) طبعة النجف أيضا 1356 ه‍ - 1937 م وفي صدر الجزء
الأول من تفسيره (التبيان) طبعة النجف الأشرف 1376، وقد ذكر الشيخ (ره) نفسه في الفهرست
(ص 159 - 161)
391

فاستقل بعده بالإمامة والزعامة إلى أن وقعت الفتنة
بين الفريقين سنة 448 واحترقت منها كتبه وكرسيه
الذي كان يجلس عليه للكلام، فهاجر وقتئذ إلى النجف
الأشرف، وصيرها مركزا للعلم وجامعة كبرى للشيعة الإمامية
، وعاصمة للدين الاسلامي والمذهب الجعفري،
لم يزل رحمه الله فيها مشغولا بالتدريس، والتأليف، وبث
الأحكام الشرعية مدة اثنتي عشرة سنة حتى توفى ليلة
الاثنين الثاني والعشرين من المحرم ودفن بوصية منه في
داره التي حولت بعده مسجدا في موضعه اليوم حسب
وصيته أيضا، وهو مزار معروف يتبرك به الناس. له مؤلفات
في مختلف العلوم والفنون. قيل في تاريخ وفاته:
وبكى له الشرع الشريف مؤرخا
(أبكى الهدى والدين فقد محمد).
392

43 - تفسير
النسفي
(= مدارك التنزيل
وحقايق التأويل)
طبع بهامش لباب التأويل
(رقم 36) في القاهرة
1374 ه‍
عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي (1) (حافظ الدين،
أبو البركات): (000 - (2) 701 أو 710 (3) ه‍، 000 - 1301، أو 1310 م) مفسر،
أصولي من فقهاء الحنفية، تفقه على محمد بن عبد الستار
الكردري وغيره، له مؤلفات.

(1) في المراصد: (نسف بالتحريك وآخرها فاء: مدينة كبيرة كثيرة الأهل و
الرستاق بين جيحون وسمرقند) وفي اللباب 3: 323: (النسفي بفتح النون والسين و
في آخرها سين، هذه النسبة إلى نسف وهى من بلاد ما وراء النهر ويقال له: نخشب)
(2) الدرر الكامنة 2: 247، الجواهر المضيئة في طبقات الشافعية 1: 270، 271:
لعبد القادر بن محمد بن محمد القرشي، جزءان. طبع في حيدرآباد 1332 ه‍، فيهما
(انه توفى ليلة الجمعة من شهر ربيع الأول سنة 701 ودفن في بلده أيذج) في المراصد:
(ايذج الذال معجمة مفتوحة وجيم: كورة وبلد بين خوزستان وأصفهان، وهى أجل مدن
هذه الكورة، بها قنطرة من عجائب الدنيا، وايذج أيضا من قرى سمرقند).
(3) مفتاح السعادة ومصباح السيادة 2: 57 لطاش كبرى زاده أحمد بن مصطفى
3 أجزاء. طبع في حيدرآباد 1328، 1339، 1356 ه‍ على ترتيب أجزائه الثلاثة،
كشف الظنون 1168، 1274، 1515، 1823، 1849، 1867، 1922، وفي ص 119
و 1640: (المتوفى سنة 701 وقيل: 710) كما أن في ص 1675: وفاته 711، آداب
اللغة 3: 258، اكتفاء القنوع 117، 140، 145، 168، الكنى والألقاب 3: 207
معجم المطبوعات 1852، 1853، هدية العارفين 1: 464، اعلام المنجد 533، الاعلام
4: 192، معجم المؤلفين 6: 32، وفيها أيضا: توفى في بلده ايذج. وفي جملة من هذه المعاجم
انه دخل بغداد سنة 710 وتوفى في هذه السنة. بل في ريحانة الأدب 4: 191، (توفى سنة
701، أو 710 ه‍ في بغداد)
393

44 - تقديم كتاب
المعرب
طبع معه في دار الكتاب
المصرية 1361 ه‍ -
1942 م
عبد الوهاب عزام (1312 - 1379 ه‍ (1)، 1894 - 1959 م) مورخ، أديب،
ولد في شويك الغربي بمصر، من أسرة ليبية الأصل، و
توفي بالرياض، ونقل جثمانه إلى القاهرة فدفن بها.
له آثار.
45 - توضيح
البيان
في تسهيل الأوزان
طبع على الحجر في
طهران 1313 ه‍
الشيخ حبيب الله بن علي مدد بن رمضان الساوجي،
الكاشاني (حدود 1262 - 1340 ه‍ (2) 1846 - 1922 م) عالم. فقيه، محقق
مشارك في عدة علوم. ولد بكاشان، ونشأ بها، وأتقن
فيها المبادي، والمقدمات عند السيد حسين بن محمد علي بن
رضا الكاشاني، ثم انتقل إلى طهران وحضر على جمع
من الاعلام مدة، ثم هاجر إلى العراق سنة 1281 ه‍ ولما
وصل إلي كربلا بلغه خبر وفاة الشيخ الأنصاري فتوقف،
وحضر قليلا على المولى حسين الفاضل الأردكاني، ثم زار
النجف الأشرف وعاد إلى كاشان واشتغل بالتأليف في

(1) معجم المؤلفين 13: 403.
(2) أعيان الشيعة 20: 94، أعلام الشيعة 1: 360، 361، الذريعة 4: 182،
491، 492، 10: 161، 11: 187، 13: 248.
394

أنواع من الفنون، حتى توفي بها في 23 جمادى الثانية،
ودفن بدشت أفروز خارج البلد في بقعة له بالخصوص.
له مؤلفات.
46 - توضيح
المسائل. فارسي
طبع في طهران 1337 ش
السيد حسين بن السيد علي بن السيد أحمد بن السيد
علي نقى بن السيد جواد بن السيد مرتضى (1) الطباطبائي
البروجردي. (1292 - 1380 ه‍ (2) 1875 - 1960 م) فقيه، أصولي
محدث، رجالي، من أعاظم علماء الشيعة وأشهرهم في العصر
الأخير. ولد (ره) ببروجرد، وقرأ على أبيه مبادي بعض
العلوم، فخرج إلى إصفهان، وحضر على أبحاث جمع
من الأساتذة، حتى اتقن السطوح، ثم هاجر إلى النجف
الأشرف سنة 1320 ه‍ وحضر على المحقق الخراساني في
الفقه والأصول، وعلى الشيخ الشريعة الأصفهاني في الرجال
والدراية فعاد إلى موطنه بروجرد، واشتغل بوظائفه الشرعية
والتأليف، والتدريس إلى أن سافر إلى طهران لمعالجة
المرض، فبقى في (مستشفى الفيرور آبادي) حتى برئ
وتحسنت حاله، فطلب منه جمع من علماء قم، وطلابها
ان يحل بينهم، لتنظيم الحوزة العلمية هناك، فأجابهم و
وردها في 14 محرم، 1364 ه‍ وأقام بها. ما زال رحمه الله
فيها مشغولا بالبحث، والتدريس، وبث الأحكام الشرعية

(1) وهو والد آية الله السيد محمد مهدى بحر العلوم الطباطبائي.
(2) أعلام الشيعة 1: 605 - 609، مصفى المقال 148، الذرية 7: 111.
395

ونشر الكتب الدينية، وإحداث المجامع الاسلامية، و
المدارس العلمية فيها وفي مختلف بلاد إيران والعراق،
إلى أن أدركته المنية في صبيحة يوم الخميس 13 شوال، ودفن
بجنب المسجد الأعظم الذي هو من آثاره العظيمة في ضلعه
الجنوبي الشرقي، نور الله مرقده، له مؤلفات.
47 - جمهرة
اللغة
4 مجلدات، الأخير
منها فهارس.
طبع في حيدرآباد
1344 - 1351 ه‍
محمد بن الحسن بن دريد بن (1) عتاهية الأزدي البصري
(أبو بكر) (223 - (2) 321 ه‍، 838 - 933 م) أديب، لغوي، شاعر،
نحوي، ولد بالبصرة في سكة صالح ونشأ بها وقرا على
علمائها، ثم انتقل إلى عمان وأقام بها مدة، ثم صار إلى
جزيرة ابن عمر ثم خرج إلى فارس وصحب ابني ميكال
وكانا يومئذ على عمالة فارس، وعمل لها كتاب، (لجمهرة)
ثم رحل إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفى. يوم الأربعاء
لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان، له مؤلفات.

(1) في وفيات الأعيان 3: 452، 453: (دريد بضم الدال المهملة، وفتح الراء و
سكون الياء المثناة من تحتها وبعدها دال مهملة، وهو تصغير أدرد، والأدرد: الذي ليس فيه
سن، وهو تصغير ترخيم، وانما سمى هذا التصغير ترخيما لحذف حرف الهمزة من أوله كما
تقول في تصغير أسود: سويد وتصغير أزهر: زهير. وعتاهية بفتح العين المهملة وفتح التاء
المثناة من فوقها وبعد الألف هاء مسكورة، وياء مفتوحة مثناة من تحتها وبعدها هاء ساكنة)
وفيه أيضا آخر ترجمة أحمد بن محمد الأزدي 1: 55: (والأزد بفتح الهمزة وسكون الزاء
المعجمة وبالدال المهملة، وهى قبيلة كبيرة مشهورة من قبائل اليمن) ساق ابن خلكان
نسب ابن دريد إلى أزد بن الغوث ومنه إلى يعرب بن قحطان الأزدي، اللغوي البصري.
(2) الفهرست لابن النديم 97، تاريخ بغداد 2: 195 - 197، طبقات الشافعية
للسبكي 2: 145 - 147، أمل الآمل بذيل منهج المقال 449، 500، معجم الأدباء 18:
127 - 143، البداية والنهاية 11: 176، 177 وهو فيه: أحمد بن الحسن، وفيات الأعيان
3: 448 - 453، شذرات الذهب 2: 289 - 291، روضات الجنات الطبعة الثانية 676،
677، آداب اللغة 2: 218 - 220، تنقيح المقال 3: 101 من أبواب الفاء وفيه عن التكملة:
(توفى في شهر شعبان سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، كذا بخط المجلسي). أعيان الشيعة
44: 16 - 30، سفينة البحار 1: 319 وفيه انه توفى 322 (شكب) الكنى والألقاب 1: 274
وفيه: توفى ببغداد 321 (شكا)، فوائد الرضوية 456 - 463 وفيه أيضا: وفاته، يوم
الأربعاء 18 شعبان سنة 321، الذريعة 2: 312، 313، 5: 146، 147، 12: 61، كشف
الظنون 48، 89، 162، 605، 695، 957، 1208، 1391، 1399، 1424، 1462، 1807،
2011، ايضاح المكنون 2: 294، 3081 هدية العارفين 2: 32، الاعلام 6: 310، معجم
المؤلفين 9: 189. اكتفاء القنوع 266، 319، 331، مقدمة فقه اللغة للثعالبي كتبها أحد
الاباء ليسوعيين ص 14 طبعة بيروت 1903 م.
396

48 - جواهر
الكلام
في شرح شرايع
الاحكام
6 مجلدا طبع على
الحجر في إيران غير مرة
إليك تاريخ مجلداته
الموجودة عندنا:
1 كتاب الطهارة 1374 ه‍،
2 كتاب الصلاة غير مؤرخ
3 كتاب الزكاة 1272 ه‍،
4 كتاب التجارة 1270 ه‍،
5 كتاب النكاح 1270 ه‍،
6 كتاب الصيد والذباحة
1271 ه‍
الشيخ محمد حسن بن باقر بن عبد الرحيم بن محمد الصغير بن
عبد الرحيم النجفي (حدود 1202 (1) - 1266 ه‍، 1788 - 1850 م) من أكابر
فقهاء الإمامية وأعاظمهم، وكتابه الجواهر مما ارتوى
من ينابيع معارفه كبار العلماء منذ صنف إلى الآن لجامعيته
لوجوه الاستدلال، وكثرة الفروع مع دقة النظر في جميع
أبواب الفقه. ولد رحمه الله في النجف الأشرف في بيت
العلم، والزعامة، وحضر على جمع من الأساطين كالشيخ
الكبير صاحب كشف الغطاء والسيد العاملي صاحب
مفتاح الكرامة وغيرهما فاستقل بالبحث، والتدريس،
حتى بانت مكانته السامية، وانتهت إليه رياسة الإمامية،
ولم يزل رحمه الله مشغولا بالتأليف والهداية، ونشر الاحكام

(1) المستدرك 3: 397، وفيه: وفاته 1264، روضات الجنات الطبعة الثانية 181،
182، لم يؤرخ الخوانساري ولادته، وكان معاصرا له، أعيان الشيعة 44: 5 - 7، أعلام
الشيعة 2: 310 - 314، فوائد الرضوية 452 - 456، الذريعة 5: 275 - 277، ايضاح المكنون
1: 378، وفيه وفاته: 1268، وأرخ أيضا عام وفاته تلميذه السيد حسين آل بحر العلوم
في آخر قصيدة رثاه بها بقوله:
تبكيك شجوا وتنعاه مؤرخة * (أبكى الجواهر هما فقد ناثرها) 1266
397

الشرعية، في النجف الأشرف إلى أن توفى بها في غرة
شعبان المعظم. وقد أرخ عام وفاته حفيده الشيخ عبد الحسين
ابن الشيخ عبد علي مشيرا إلى مرقده الزاكي، كما هو
مكتوب على الحجر القاشي المنصوب عليه بقوله:
ذا مرقد الحسن الزاكي الذي اندرجت * أسرار أحمد فيه بل سرائره
أودى ومذ أيتم الاسلام أرخه * (بين الأنام يتيمات جواهره)
1266 ه‍
له مؤلفات.
49 - الحدائق
الناضرة
في أحكام العترة الطاهرة
خرج منه 6 مجلدات طبع
على الحجر في تبريز
1315 - 1317 ه‍
الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن
أحمد بن عصفور الدرازي (1)، البحراني (1107 (2) - 1186 ه‍، 1695 - 1772 م)
فقيه، أصولي محدث، رجالي، من أكابر علماء الشيعة الإمامية
ولد (ره) في قرية الماحوز إحدى قرى البحرين (3) وقرأ
وهو صبي على والده ثم على الشيخ حسن الماحوزي، والشيخ

(1) إحدى قرى البحرين.
(2) منتهى المقال 334، 335، المستدرك 3: 387، 388، روضات الجنات 741 -
743، تنقيح المقال 3: 334، 335 مصفى المقال 505، فوائد الرضوية 713 - 716،
الاسناد المصفى 32، الذريعة 1: 265، 2: 239، 465، 5: 128، 6: 289، 290، 14: 173،
معجم المطبوعات 532، ايضاح المكنون 1: 103 هدية العارفين 2: 569، الاعلام 9:
286، معجم المؤلفين 13: 268، 269.
(3) (البحرين) اسم جامع لبلاد على ساحل البحرين بالبصرة وعمان من جزيرة
العرب، وعمان آخرها، ومدينتها (هجر).... - المراصد -
398

أحمد بن عبد الله البلادي وغيرهما من علماء البحرين، ثم
سافر إلى الحج ورجع إلى القطيف، فبقى بها مدة، ثم
رحل إلى بلاد العجم وقطن برهة في كرمان ثم شيراز و
توابعها من الاصطهبانات ثم هاجر إلى الأعتاب المقدسة،
وجاور كربلا مشتغلا بالتأليف والتدريس، مواظبا على
العبادات والطاعات إلى أن أدركه الأجل المحتوم، و
توفي فيها في 4 ربيع الأول ودفن في الرواق الحسيني
مما يلي أرجل الشهداء عليهم السلام. له مؤلفات.
50 - حضارة
العرب نقله إلى العربية عادل
زعيتر
طبع في مصر في سنوات
1364، 1367، 1375 ه‍
ونقله إلى أردو السيد على
بلگرامى، ونقله من أردو
إلى الفارسية: (تمدن
اسلام وعرب) السيد محمد تقي
المعروف بفخر داعى
الگيلانى. طبع في طهران
سنة 1334 ش وقبلها
3 مرات
الدكتور غوستاف لوبون الفرنسي (1257 (1) - 1349 ه‍، 1841 - 1931 م)
من فلاسفة علم الاجتماع. ولد في مدينة (نوژان لورترو)
من أعمال (اورالوار) في فرنسا، وتعلم الطب، ثم اشتغل
بعلمي الطبيعي، والاجتماع، وكان له عناية خاصة بالأخير
وجد في طلبه حتى صار من العلماء المشهورين فيه. توفي
في باريس في 9 دسامبر. له آثار.

(1) أعلام المنجد 462، وراجع مقدمة ترجمته الفارسية طبعة 1334 ش (ص يج - يح)
399

51 - حياة الحيوان
الكبرى
مجلدان. طبع في القاهرة
1367 ه‍
محمد بن موسى بن عيسى الدميري (1) البصري (كمال
الدين، أبو البقاء) (742 2) - 808 ه‍، 1341 - 1405 م) فاضل، باحث أديب.
ولد في القاهرة، ونشأ بها، ودرس في الأزهر، وأقام
مدة بمكة، والمدينة، وتوفي بالقاهرة في 3 جمادى الأولى
له مؤلفات.
52 - الخلاف
مجلدان. طبع في طهران
أولهما سنة 1377 ه‍
وثانيهما عام 1382 ه‍
شيخ الطائفة، أبو جعفر الطوسي (المترجم برقم 42)
53 - دائرة
المعارف
الاسلامية
طبع منها 14 مجلدا
في مصر وطبع الأول لثاني
مرة في المحرم 1353 ه‍ =
آبريل 1934 م
أصدرها جمع من المستشرقين، بالألمانية، والإنجليزية،
والفرنسية. ونقلها إلى العربية في مصر (1933) محمد ثابت
الفندى، وأحمد الشنتناوي، وإبراهيم زكي خورشيد، و
عبد الحميد يونس (3).

(1) الدميري بفتح الدال وكسر الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وفي
آخرها راء. هذه النسبة إلى دميرة، وهى قرية بمصر، اللباب، 1: 426.
(2) روضات الجنات الطبعة الثانية 717، وفيه: (قيل: إنه ولد في حدود 750).
شذرات الذهب 7: 79، 80، كشف الظنون 386، 619، 696، 1004، 1190، 1875، آداب
اللغة 3: 274، 275، هدية العارفين 2: 178، الكنى والألقاب 2: 206، الاعلام 7: 340،
معجم المؤلفين 12: 65، 66، وفي فهرس الكتب بذيل المعرب ص 447 ولادته: 742 أو
745، اكتفاء القنوع 81، 229.
(3) أعلام المنجد 190، الاعلام 10: 301، وراجع صدر الجزء الأول منها.
400

54 - دائرة
المعارف
البستانية
طبع منها 11 مجلدا
في بيروت 1876 -
1900 م
المعلم بطرس بن بولس بن عبد الله بن كرم بن شديد البستاني
اللبناني (1235 (1) - 1301 ه‍، 1819 - 1883 م) فاضل، أديب، لغوي، مشارك
في جملة من الفنون. ولد في (الدبية) من قرى لبنان،
وتعلم بها وببيروت آداب العربية. وعدة لغات، وصنف
كتبا، أهمها دائرة المعارف، هي موسوعة في أنواع من
العلوم، والفنون، فأصدر منها في حياته مجلداتها الستة
الأولى (1876 - 1883 م) إلى حرف الحاء المهملة (حرب)
وبدأ بالسابع فأتمه بعده ابنه سليم، وأردفه بالثامن
(1883، 1884) إلى حرف الراء المهملة (روستجق) و
توفي. فأصدر أبناؤه الباقون التاسع، والعاشر، والحادي عشر
بمساعدة ابن عمهم سليمان البستاني (887، 1898، 1900)
إلى حرف العين المهملة (عثمانية) وشرعوا في الثاني
عشر (2) وتوقف العمل، ثم أخذ بإعادة النظر في المجلدات
المنشورة وتجديد طبعها لجنة. فأصدروا منها 4 مجلدات.
طبعت في بيروت (1956 - 1963 م) توفي صاحب الترجمة
في بيروت. له مؤلفات.

(1) آداب اللغة العربية 4: 269، 270، أعلام المنجد 74، الاعلام 2: 31، معجم
المؤلفين 3: 48، 49، ايضاح المكنون 1: 442، 2: 236، اكتفاء القنوع 309، 329،
410، وفيه وفاته: 1886، 1883، 1884 م، على ترتيب الصفحات، هدية العارفين 1:
233، ولادته 1236 ه‍ وفي ريحانة الأدب 1: 167: مات سنة 1883 أو 1887 م.
(2) في ايضاح المكنون، وهدية العارفين: (طبع منها إلى المجلد الثالث عشر)
لكننا لم نطلع على أزيد من 11 مجلدا.
401

55 - دائرة
المعارف
القرن الرابع عشر
(العشرين)
10 مجلدات
طبعت في مصر
1356 ه‍ - 1937 م
محمد فريد بن مصطفى وجدي بن علي رشاد
(1292 (1) أو 1295 (2) 1373، 1875، أو 1878 - 1954 م) فاضل باحث أديب، واسع
الاطلاع. ولد ونشأ بالإسكندرية، وأقام في (دمياط)
وانتقل إلى سويس، فأصدر بها مجلة الحياة، وسكن
القاهرة، وتوفى بها. له مؤلفات.
56 - الدرة
البهية
في تطبيق الموازين
الشرعية على العرفية
رسالة صغيرة طبعت في
دمشق 1332 ه‍
السيد محسن الأمين العاملي (المترجم برقم 6)
57 - الدينار
الإسلامي
في المتحف العراقي
صدر منه الجزء
الأول.
طبع في بغداد 1372 ه‍
- 1953 م
ناصر السيد محمود النقشبندي (000 - 1382 ه‍ (3)، 000 - 1962 م) كان
مديرا للمسكوكات في مديرية الآثار القديمة العامة،
وعضوا لجمعية النميات الملكية في لندن، وقد خصص
المؤلف الجزء الأول بالدينار الأموي، والعباسي،
وقال (ص 9): (وستتلوه ثلاثة أجزاء أخرى تتناول
البحث في دينار الدول والإمارات الاسلامية الأخرى).
ولكن أدركه الاجل وما صدر منه الا جزء واحد.

(1) معجم المطبوعات 1451، 1452، معجم المؤلفين 11: 126، 127، ريحانة
الأدب 3: 216.
(2) الاعلام: 7: 220، 221.
(3) أخبرنا بعام وفاته الأستاذ الفاضل گورگيس حنا عواد مدير مكتبة دار الآثار
القديمة في بغداد.
402

58 - ذخيرة
المعاد
رسالة عمليه
طبعت على الحجر في
المشهد المقدس
الرضوي 1331 ه‍
الشيخ زين العابدين بن كربلائي مسلم البار فروشي
المازندراني الحائري (1227 (1) - 1309 ه‍، 1812 - 1892 م) فقيه عظيم الشأن
رفيع المنزلة، كان أحد مراجع الشيعة الإمامية و
اجلائهم الذين نالوا حظا كبيرا ومقاما شامخا "، ولد (ره)
في بلدة (بار فروش (2)) من بلاد مازندران ونشأ بها، و
قرأ على المحقق العلامة المولى السديد الشيخ محمد سعيد
المازندراني المعروف ب‍ (سعيد العلماء) المتوفى قرب 1270 ه‍
الذي كان من أعاظم علماء الشيعة في عصره، ثم هاجر
إلى العراق سنة 1250 وبقى مدة في كربلا وحضر فيها
على السيد إبراهيم القزويني (صاحب الضوابط) في الفقه
والأصول، ثم انتقل إلى النجف الأشرف، وحضر على صاحب
الجواهر وكان من أكبر تلاميذه، وبعد وفاته عاد إلى

(1) اعلام الشيعة 1: 805، وراجع 2: 599، تجد هناك موجزا من ترجمة شيخه سعيد
العلماء، أعيان الشيعة 33: 339، 341، الذريعة 10: 20 وقع عام وفاته في هذه الصفحة
1308 خطأ وصححه المصحح في جدول الخطاء والصواب ثم كرر ذلك في 11: 216
وبقى بلا تصحيح، وراجع مقدمة ذخيرة العباد (ص 2) ذكر شيخنا المترجم نفسه فيها.
(2) بدلت ببابل بضم الباء الثانية كما في عرف أهلها. وكان ذلك في زمن الملك
رضا شاة الپهلوى.
403

كربلا وأقام فيها مشتغلا بالتدريس وبث الاحكام إلى أن
توفي فيها في 16، أو 19 ذي القعدة، ودفن جنب باب
قاضى الحاجات عن يمين الخارج من الصحن الشريف
الحسيني. له مؤلفات. قيل في عام وفاته: (تزين الخلد
بزين العباد) وقيل أيضا: (شيخ عليه الرحمة) وأبدع
منها ما قيل:
مذ إلى الخلد مضى أرخ (قضى * نحبه السجاد زين العابدين)
59 - ذكرى
الشيعة
في أحكام الشريعة
طبع على الحجر في
طهران. 1271 ه‍
الشيخ السعيد الشهيد الأول (المترجم برقم 15)
60 - رسالة
صغيرة
في الأوزان
طبعت بذيل ذخيرة
المعاد (رقم 58) في
المشهد المقدس
الرضوي 1331 ه‍
المولى محمد هاشم بن محمد على الخراساني
(1280، أو (1) 1284 - 1352 ه‍، 1863، أو 1867 - 1633 م) عالم فاضل صالح،
ولد في المشهد المقدس الرضوي في شهر صفر ونشأ بها.
وقرأ على المولى محمد على الشهير بالحاج فاضل على ما
ذكره هو (ره) في كتابه (منتخب التواريخ) ص 472 طبعة
1350 ه‍ فسافر إلى الأعتاب المقدسة. وأقام بها مدة،
ثم عاد إلى المشهد الرضوي، واشتغل بالارشاد، و

(1) مقدمة منتخب التواريخ (ص يا) طبعة طهران 1382 ه‍، تاريخ علماء خراسان 277، 278 طبعة المشهد المقدس الرضوي 1341 ه‍، وفيه مولده 20 صفر 1284 ه‍.
404

ترويج الاحكام إلى أن توفى في 3 ذي الحجة. له آثار.
61 - رياض
المسائل
في تحقيق الاحكام
بالدلائل
وهو شرح المختصر النافع
للمحقق الحلى
مجلدان. طبع على
الحجر في إيران
1275 ه‍
السيد علي بن السيد محمد علي بن أبي المعالي الصغير بن
أبي المعالي الكبير الطباطبائي، الكاظمي، الحائري
(1161 - (1) 1231 ه‍، 1748 - 1816 م) فقيه، أصولي، من أعاظم
علماء الشيعة الإمامية، واجلائهم، وهو ابن أخت المولى
الوحيد البهبهاني، وصهره. ولد (ره) بالكاظمية في 12
ربيع الأول وتربى في حجر خاله العلامة المولى الوحيد
البهبهاني (ره) حضر أولا على الآغا محمد علي ابن خاله، ثم
حضر على خاله، فاستقل بعد ذلك بالبحث والتدريس،
والتأليف والتصنيف وبث الأحكام الشرعية إلى أن توفى
في كربلا ودفن في الرواق الحسيني مما يلي أرجل
الشهداء، قريبا من قبر خاله، قدس سرهما، له مؤلفات.

(1) منتهى المقال 229، المستدرك 399، روضات الجنات الطبعة الثانية 400 - 402
تنقيح المقال 2: 307، أعيان الشيعة 42: 44، الذريعة 11: 136، 336، 14:
77، 78، فوائد الرضوية 323 - 325 ايضاح المكنون 1: 603: هدية العارفين 1:
771، وفيهما: وفاته 1201، وكذا في أعلام الزركلي 5: 170، معجم
المؤلفين 7: 222.
405

62 - سر رسيد
نامه
طبعة طهران 1340 ش
1380 ق - 1961 م
ينشره البنك الملي في طهران في كل سنة. وهو يتضمن
بعض ما يتعلق بالمسكوكات، والنقود الإيرانية، وأوزانها
وغشوشها، وما وقع لها من التحول، والتغيير في السنوات
الأخيرة، وتعيين واحد النقود الدارجة في جملة من ممالك
العالم وذكر المقاييس، والأمتار، والأوزان المتداولة
في بعض البلاد، وغير ذلك. (وراجع ما كتبناه في تفسير
الكلمة هامش ص 190).
63 - شفاء الغليل
فيما في كلام العرب
من الدخيل
طبع في المطبعة الوهبية
بمصر (5) 1282 ه‍
أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي (1)، المصري (شهاب
الدين، أبو العباس) (977 (2)، أو 979 (3) - 1069 (4) ه‍، 1569، أو 1571 - 1659 م)
أديب، لغوى. ولد بمصر ونشأ بها ورحل مع أبيه إلي

(1) الخفاجي بفتح الخاء نسبة إلى قبيلة خفاجة، وخفاجة كما قال السمعاني في
الأنساب: اسم امرأة ولد لها أولاد كثروا وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وهو القبيل المشهور
وقال ابن الأثير في اللباب 1: 381: (قال السمعاني خفاجة اسم امرأة، وليس كذلك
وانما هو خفاجة بن عمرو بن عقيل وهو أبن أخي عبادة) وفي الكنى والألقاب 2:
195 (خفاجة بالفتح حي من بنى عامر ينسب إليها معن بن يزيد الخفاجي الذي عد
من الصحابة).
(2) الاعلام 1: 227، 228.
(3) معجم المؤلفين 2: 138، 139.
(4) كشف الظنون 699، آداب اللغة العربية 3: 308، 309، اكتفاء القنوع 106
115، 130، 167، 306، 312، 324، 351، 352، 366، 393، الكنى و
الألقاب 2:: 194، 195، هدية العارفين 1: 160، 161، ايضاح المكنون 1: 397،
488، 571، 605، الاعلام 1: 227، معجم المؤلفين 2: 138، ريحانة الأدب 1:
404، أعلام المنجد 178، 179، وفيه مولده 1571 م
(5) وقد وقع الخطاء في هامش ص 3 س 28 في محل الطبع وذكر بدل مصر (التركية)
سهوا وقد صححناه أيضا في جدول الخطاء والصواب.
406

الحرمين. ثم سافر إلى بلاد الروم، فولاه السلطان مراد
قضاء سلانيك، ثم قضاء مصر، ثم عزل عنها، فرحل إلى
دمشق، فحلب، فالأستانة. وعاد قاضيا على مصر،
فاستقر فيها إلى أن توفى بها في 12 رمضان. له آثار.
64 - صحاح
العربية
(= تاج اللغة)
طبع بمصر 1375 -
1377 ه‍
إسماعيل بن حماد الجوهري (1)، الفارابي (أبو نصر)
(332 (2) - 393 (3) أو حدود 398 أو حدود 400 ه‍، 944 - 1003، أو 1008، 1010 م) لغوى
أديب، أصله من فاراب ببلاد الترك وولد فيها، وكان
جيد الخط، يضرب به المثل، ويذكر مع خط ابن مقله،
سافر إلى العراق والحجاز، وطوف بلاد ربيعة ومضر في
طلب الأدب، وإتقان اللغة، فعاد إلى خراسان، وأقام
في نيسابور ملازما للتدريس، والتأليف وتعليم الخط
حتى توفي بها. له آثار.

(1) في اللباب 1: 255 الجوهري بفتح الجيم والهاء بينهما واو ساكنة وفي آخرها
الراء: هذه النسبة إلى بيع الجوهر.
(2) مقدمة فقه اللغة: للثعالبي (المترجم برقم 72) ص 20 طبعة بيروت 1903 م
كتبها الأب لويس شيخو اليسوعي.
(3) في وفاته خلاف في بغية الوعاة، 195: (قال ابن فضل الله في المسالك: مات
(الجوهري) سنة 393 وقيل: في حدود 400) وفي مرآة الجنان 2: 446، وشذرات
الذهب 3: 143، وكشف الظنون 1071، ومعجم المطبوعات 723، والمزهر 1: هامش
ص 98، واكتفاء القنوع 322، وهدية العارفين 2091، ومقدمة فقه اللغة ط المتقدم
ذكرها (ص 20) والاعلام 1: 309، 310، ومعجم المؤلفين 2: 267، 268، والكنى
والألقاب 2: 144،: وفاته: 393 ه‍ وفي الأخير: ولعلها الأشهر. وفي روضات الجنات
110، 111، الطبعة الثانية، بعد نقل الخوانساري عام وفاته عن تاريخ اليافعي وغيره
393 ه‍ قال: وكانه الحق. ونقل قبيل ذلك عن الكشكول وغيره انه توفى سنة ثلث وخمسين
أو ثلثين وثلثمائة. وفي آداب اللغة العربية 2: 358، 359، ومقدمة الصحاح 1: 110
طبعة 1375 ه‍ عن دائرة المعارف البريطانية، ومقدمة قاموس ادوارد لين وكذا في انباه
الرواة على أبناء النحاة 1: 194 - 198: توفى سنة 398، وزاد القفطي في انباه الرواة:
(ورأيت فيما رأيت: انه مات في حدود سنة 400).
ولكن في معجم الأدباء، 6: 158: (ومن العجيب انى بحثت عن مولده، ووفاته...
فلم أر مخبرا عنه). وفيه أيضا 195 من هذا الجزء: (وجدت نسخة بديوان الأدب بخط
الجوهري بتبريز وقد كتبا في سنة 383، ثم وقفت على نسخة من الصحاح بخط الجوهري
بدمشق عند الملك المعظم بن العادل بن أيوب صاحب دمشق، وقد كتبها في سنة 396):
وهذا كما ترى ينافي القول بأنه مات 393. لكن القائلين به كما هو الظاهر لم يعتمدوا
عليه بعد وجود المعجم بين أيديهم. وفي مجمع البحرين مادة (جهر) (كانت وفاة الجوهري
في حدود 400).
وقد ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر 4: 406، 407، ولم يذكر مولده ووفاته
وفي أعلام المنجد 145 (توفى في نيسابور 1005 م).
407

65 - العروة
الوثقى
رسالة عملية في
الفروع الفقهية
طبعت في طهران 1371 ه‍
وعليها حواشي جمع من
أكابر العلماء، وطبعت
مرارا في العراق وإيران
السيد محمد كاظم بن عبد العظيم الطباطبائي، اليزدي
(1247 - (1) 1337 ه‍، 1831 - 1919 م) فقيه، أصولي، من أعاظم علماء
الشيعة الإمامية. ولد في قرية (كسنو) إحدى قرى يزد
فخرج إلى أصفهان، وقرأ فيها على غير واحد من الأساتذة
ثم هاجر إلى النجف الأشرف وحضر على جمع من الأعاظم
منهم السيد المجدد الشيرازي، فاستقل بعده بالبحث و

(1) أعيان الشيعة 46: 206، 207، الذريعة 2: 25، 6: 149، 160
في هاتين الصفحتين: المتوفى في 27 رجب ولكن في ص 220 من هذا الجزء: المتوفى في
ليلة الثلاثاء 28 رجب. فوائد الرضوية 596 - 598: وفيه نقلا عن صاحب التكملة: ان
مولده كان سنة 1256 ه‍، الاعلام 7: 234 معجم المؤلفين 11: 156، ريحانة الأدب
4: 334، 335 وفيه ليلة الثلاثاء 27 أو 28 رجب.
408

التدريس فأصبح مرجعا عاما للامامية، ومفتى الشيعة في
ساير الأقطار الاسلامية، توفي ليلة الثلاثاء 28 رجب، و
دفن في المقبرة التي بقرب باب الطوسي عن يمين الداخل
إلى الصحن المقدس العلوي، له مؤلفات. قيل في
تاريخ وفاته:
وجاور ربا غفورا رحيما * فأرخ (لقد فاز فوزا عظيما)
1337 ه‍
66 - العقد
المنير (1)
في تحقيق ما يتعلق
بالدراهم والدنانير
طبعة النجف الأشرف
1361 ه‍
السيد موسى بن السيد مهدى بن السيد هادي الحسيني،
المازندراني أصلا، والكاظميني مولدا والطهراني مسكنا
مؤلف هذا الكتاب أعطاه الله كتابه بيمينه بمنه وفضله،
أذكر هنا موجزا من ترجمتي جريا على ما بنيت عليه من
ترجمة مؤلفي المصادر على سبيل الاجمال. فنقول:
ولدت بالكاظمية سنة 1324 ه‍ ونشأت في بلدة (بابل) من
بلاد مازندران، وقرأت السطوح الفقهية والأصولية،

(1) يرى القارى العزيز كتاب نفسه من المصادر. لكن الذي دعانا إلى ذلك هو
انا نقلنا في هذه الطبعة عن الطبعة الأولى ما لم نشر إلى مأخذه فيها كما في هامش (ص 32)
أو لم يكن المصدر نفسه حاضرا عندنا في هذه الطبعة كما في (ص 47) فجعلنا المرجع نفس
الطبعة الأولى.
409

والكلامية بعد إتقان العربية على جمع من الاعلام،
منهم والدي المكرم قدس سره، والعلامة الحائري الشيخ
محمد صالح المازندراني دامت إفاضاته، والسيد محمد باقر
المازندراني الحجتي طاب رمسه، وغيرهم، ثم هاجرت إلى
طهران واشتغلت فيها بقرائة الحكمة والفلسفة وفنون
أخرى عند أساتيذها المهرة، وبعد مدة انتقلت إلى قم و
حضرت في الفقه على العلامة الحائري اليزدي، وفي
الأصول والمعارف على المحقق الشاه آبادي الأصفهاني
قدس سرهما. وفي سنة 1351 ه‍ هاجرت إلى النجف الأشرف
وحضرت في الفقه على فقيه عصره السيد الأصفهاني، و
في الأصول على العلامة العراقي واختصصت بهما نور الله
ضريحهما. وحضرت أيضا أوائل تشرفي بها على المحقق
النائيني قدس سره في أبحاثه الفقهية قريبا من أربعة
أعوام حتى قضى نحبه، وفي أوائل سنة 1364 ه‍ أمرني
سيدي الأستاذ الأصفهاني (ره) بالعود إلى إيران، والنزول
بطهران بعد ما كنت ملازما له مدة نيف و 13 سنة، إجابة
لسؤل جمع من أهلها، حيث طلبوا منه (ره) ذلك فامتثلت
أمره مشتغلا إلى الآن بالخدمات الدينية، وبث الأحكام الشرعية
، والتأليف والتدريس. اسئل الله سبحانه العصمة
والتوفيق، والسداد بمحمد وآله الأطياب الأمجاد.
وسيأتي تفصيل ترجمتي ومؤلفاتي في القسم الثالث
من هذا الكتاب انشاء الله تعالى.
410

67 - العهدان
العربيان
طبعا سنة 1811 م
والعهد العتيق
الفارسي
طبع في لندن 1272 ه‍
- 1856 م
68 - عيون أخبار
الرضا
عليه السلام
طبع على الحجر في
إيران 1318 ه‍
محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (أبو
جعفر) ويعرف بالشيخ الصدوق (000 - (1) - 381 ه‍، 000 - 991 م)
رئيس المحدثين، وشيخ القميين، والصدوق فيما يرويه
عن الأئمة الطاهرين. جليل القدر، عظيم الفضل أوسط
المحمدين الثلاث المصنفين للكتب الأربعة التي عليها
المدار في استنباط الأحكام الشرعية، قال العلامة في

(1) الفهرست 156، 157: للشيخ الطوسي (المترجم برقم 42) لم يورخ وفاته،
رجال النجاشي 302 - 306، الخلاصة 147، أمل الآمل بذيل منهج المقال 503، 504، لم تذكر
فيه وفاته، نقد الرجال 322، جامع الرواة 2: 154، المستدرك 3: 524، 525، لم
يذكر المحدث النوري هنا وفاته، روضات الجنات الطبعة الثانية 530 - 534، مجالس
المؤمنين 195 - 200، ذكرت فيه وفاته 331 بدل 381 خطأ، منهج المقال 307،
308، منتهى المقال 287، تنقيح المقال 3: 154، 155، أعيان الشيعة 46: 153 -
156، الذريعة 1: 90، 111، 2: 23، 252، 315، وفي هذه الصفحة وقعت وفاته 281 خطأ بدل 381، ولم تصحح في جدول الخطاء والصواب، 470، 4: 518، 5: 18،
48، 63، 75، 140، 164، 7: 244، وغيرها من المجلدات، والصفحات، مصفى المقال
14، 15، سفينة البحار 2: 22 فوائد الرضوية 560 - 564، الكنى والألقاب 1: 212،
213، الاسناد المصفى 77، 78، كشف الظنون 1174، وفيه: عنوان أخبار
الرضا، بدل عيون خطأ ثم تفسير (العنوان) في الهامش، مع عدم ذكر عام الوفاة
وفي ص 1186،: (عيون الرضا) بدون ذكر المؤلف، معجم المطبوعات 43، هدية
العارفين 2: 52، 53، ايضاح المكنون 1: 123، الاعلام 7: 159، معجم المؤلفين
11: 3.
411

الخلاصة في ترجمته: (شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان،
ورد بغداد سنة 355، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث
السن، كان جليلا، حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال
ناقدا للاخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة
علمه، له نحو من ثلثمائة مصنف، ذكرنا أكثرها في كتابنا
الكبير. مات رضي الله عنه في الري سنة إحدى وثمانين
وثلثمائة) وقبره اليوم في الري في بقعة عالية مزار
معروف يتبرك به الناس من العوام، والخواص. قدس
الله ضريحه. له مؤلفات.
69 - غياث
اللغات
فارسي
طبع على الحجر في
كانپور 1907 م
محمد غياث الدين بن جلال الدين بن شرف الدين المصطفى
آبادي الرامبوري (كان حيا 1264 ه‍، 1847 م) أديب لغوي، و
قد ألف كتابه غياث اللغات في 14 سنة مع اشتغاله بالتدريس
وفرغ منه في سنة 1242 ه‍ وقد طبع لأول مرة في مطبعة
412

نو لكشور بكانپور، بتصحيح من المؤلف نفسه سنة
1264 ه‍ (1).
70 - فتوح
البلدان
طبع في مصر 1959 م
أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البغدادي،
البلاذري (2) (أبو جعفر كما في الفهرست: لابن النديم
أو أبو الحسن كما في معجم الأدباء. وقيل: أبو بكر)
(000 - 279 ه‍ (3)، 000 - 892 م) مورخ، أديب جغرافي من أهل بغداد
وكان أحد النقلة من الفارسي إلى اللسان العربي، و
ترجم كتاب (عهد أردشير) من الفارسية إلى العربية.

(1) انظر مقدمة غياث اللغات بقلم المؤلف (ص 2، 3) وكتاب (فرهنك نويسى فارسي
در هند) ص 220، 221، 224، ومقدمة (برهان قاطع) طبعة 1330، الشمسية وايضاح
المكنون 2: 151، لم تذكر فيه وفاته.
(2) في محيط المحيط 1: 118. (البلاذر نبات ثمره شبيه بنوى التمر، ولبه مثل
لب الجوز حلو وقشره متخلل متثقب، قيل يقوى الحفظ، ولكن الاكثار منه يؤدى إلى
الجنون). وفي المنجد، (البلاذر بضم الذال المعجمة (ضبطه ضبط قلم): شجر من فصيلة
البطميات معهده الأصلي آميركا الوسطى، خشبه الأحمر بنى ثمين يصنع منه أثاث المنازل
يستخرج من ساقه أنواع من الصمغ) وفي الأنساب للسمعاني: البلاذري بفتح الباء الموحدة
وبعدها اللام الف، وضم الذال المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى البلاذر و
هو معروف.
(3) الفهرست 170: لابن النديم، لم يؤرخ وفاته، ومعجم الأدباء 5: 89 - 102،
البداية والنهاية 11: 65، 66، تاريخ دمشق (ويعرف بتاريخ ابن عساكر) 2: 109: لأبي
القاسم علي بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر الدمشقي الشافعي، ألفه
في ثمانين مجلدا (راجع وفيات الأعيان 2: 471 وآداب اللغة العربية 3: 79) يحضرني
منه 5 مجلدات طبعة مطبعة روضة الشام بدمشق 1329 - 1332 ه‍: لم تذكر فيه وفاته،
كشف الظنون 1402، آداب اللغة العربية 2: 223، 224، معجم المطبوعات 584،
اكتفاء القنوع 67، الكنى والألقاب 2: 82، أعلام المنجد 82، هدية العارفين 1: 51
الاعلام 1: 252، معجم المؤلفين 2: 201، 202، وله ترجمة في مقدمة فتوح البلدان
6 - 16، ط المتقدم ذكرها.
413

ذكر ابن النديم في فهرسته: (انه وسوس آخر أيامه
فشد في البيمارستان ومات فيه، وسبب وسوسته انه شرب
سم (1) البلاذر على غير معرفة، فلحقه ما لحقه) وزاد في
آداب اللغة العربية 2: 224: أن منه اسمه.
71 - فرهنگ
عميد
في اللغة الفارسية
مجلدان: طبع في
طهران 1337 ش
حسن بن أسد الله بن عباس (عميد) الخراساني (المولود
1281 ش) فاضل أديب عارف باللغات الفارسية، وكما
أخبرنا هو ولد في المشهد المقدس الرضوي ونشأ بها و
كان من تلامذة الأديب النيسابوري المعروف في الأدب.
فرحل إلى طهران وأقام بها، مشتغلا حتى الآن بالخدمات
العلمية المفيدة، له آثار.
72 - فقه اللغة
طبع في بيروت
1903 م
عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي، النيسابوري (أبو
منصور) (350 (2) - 429 أو 430 ه‍، 961 - 1038 أو 1039 م) أديب، لغوى. من
أهل نيسابور كان فراء يخيط جلود الثعالب، فنسب إلى
عمله له آثار.

(1) كذا في النسخة الموجودة عندنا، ولكن المنقول عن الفهرست في معجم الأدباء
(ثمر البلاذر) وفي آداب اللغة العربية: (تمر البلاذر).
(2) وفيات الأعيان 2: 350 - 352، البداية 12: 44، كشف الظنون 14، 120
238، 483، 523، 1016، 1554، 1582، 2049،: وفي هذه الصفحات وفاته: 430 وفي ص 981، 985، 1445، 1911: وفاته: 429: حياة الحيوان 1: 178،
179: للدميري (المترجم برقم 51) طبعة القاهرة 1367 ه‍ وفيه: (توفى سنة تسع وعشرين
وقيل: سنة ثلاثين وأربعمائة) روضات الجنات الطبعة الثانية 443، نقل الخوانساري
وفاته عن حياة الحيوان، آداب اللغة العربية 2: 320، و 329 - 333. الكنى والألقاب
2: 114، معجم المطبوعات 656، اكتفاء القنوع 272، 317، 334، 341، هدية
العارفين 1: 625، ايضاح المكنون 1: 138، 240 وفي هذه الصفحة وفاته: 430،
الاعلام 4، 311، معجم المؤلفين 6: 189، 190، اعلام المنجد 120، وفي مرآة الجنان
3: 53، 54: وشذرات الذهب 3: 246، 247: وفاته 430.
414

73 - قاموس
الكتاب المقدس
مجلدان. طبع في
بيروت 1894 - 1901 م
أخذنا عن ترجمته
الفارسية: (قاموس
كتاب مقدس) طبعة
بيروت 1928 م:
لمستر هاكس الأميركي
الدكتور جورج بوست اميركي الأصل (1254 - 1327 (1) ه‍، 1838 - 1909 م)
ولد بنيويورك، ودرس الطب في جامعتها، جاء سوريا
مبشرا وقطن طرابلس الشام، وأتقن فيها العربية، و
درس بالكلية الأميركية ببيروت وتوفى فيها.
له مؤلفات.

(1) معجم المطبوعات 402، 403، آداب اللغة العربية 4: 199. مشاهير الشرق
2: 269 - 274، الاعلام 2: 142، أعلام المنجد 89، معجم المؤلفين 3: 170، وراجع
مقدمة قاموس كتاب مقدس الفارسي (ص 3).
415

74 - القاموس
المحيط
4 مجلدات
طبع في مصر 1332 ه‍ -
1913 م
محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن أحمد
الفيروزآبادي الشيرازي (مجد الدين، أبو الطاهر)
(729 - 816 (1) أو 817 (2) ه‍ 1329 - 1413، أو 1414 م) من أشهر علماء اللغة،
ولد بكازرون من أعمال شيراز، ونشأ بها، وانتقل إلى
العراق، ودخل بلاد الروم والهند وجال في مصر،
والشام، ولقى جمعا من العلماء وأخذ عنهم، ثم دخل
زبيد (3) سنة 796 ه‍ فأكرمه ملكها الأشرف إسماعيل،
وقرأ عليه، فسكنها. وولى قضاءها. توفي فيها ليلة العشرين
من شوال. له مؤلفات.

(1) بغية الوعاة 117، 118، اكتفاء القنوع 97 وفي هذه الصفحة: وفاته 820،
وفي ص 325: (المتوفى 820 ه‍ - 1417 م وقيل: بل 816) الكنى والألقاب 3:
30 - 32، وفيه: وفاته 816 أو 817، وكذا عن أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض
3: 38 - 53: لأحمد بن محمد بن أحمد المقرى 4 أجزاء. طبع ثلاثة منها بمصر
1358 - 1361 ه‍.
(2) روضات الجنات الطبعة الثانية 716، 717، كشف الظنون 85، 87، 90،
149، 167، 186، 246، 253، 344، 354، 372، 401، 425، 455،
502، 519، 537، 550، 593، 624، وكثير من مواضعه الأخرى، آداب اللغة
العربية 3: 157، 158، ايضاح المكنون 1: 80، 85، هدية العارفين 2: 80، 81،
الاعلام 8: 19 معجم المؤلفين 12: 118، 119، اعلام المنجد 404.
(3) مر ضبط الكلمة هامش (ص 370) فراجع.
416

75 - قسطاس
الأوزان
رسالة صغيرة فارسية،
طبعت في بمبئي سنة
1308 ه‍
السيد أحمد بن السيد إبراهيم الموسوي أبا، والحسيني
اما ونسبا، والدزفولي أصلا، والحائري مولدا، و
مسكنا (1) (كان حيا 1300 ه‍ (2)، 1883 م) عالم، فاضل، حضر على
الشيخ زين العابدين المازندراني (المترجم برقم 58)
والمولى حسين بن محمد إسماعيل المعروف بالفاضل الأردكاني
(المتوفى 1302 ه‍ (3)، 1885 م) له آثار.
76 - قواعد الأحكام
في معرفة الحلال
والحرام
مجلدان كثير الشروح
والحواشي.
طبع على الحجر في
طهران 1329 ه‍
العلامة الحلي (المترجم برقم 27)
77 - كشف الغطاء
طبع في إيران على الحجر
1271 ه‍
الشيخ الكبير، كاشف الغطاء (المترجم برقم 29)

(1) هكذا وصف نفسه في صدر هذه الرسالة (ص 2) وراجع اعلام الشيعة 1: 87، 2: 23.
(2) ويدل عليه ما ذكره (ره) في (ص 17) منها حيث قال: (وكان وزن ريال ناصر
الدين شاة خلد الله ملكه في هذه الأوقات وهى سنة (1300 ه‍) مثقالا صيرفيا)
(3) أعلام الشيعة 1، 531 - 533، أعيان الشيعة 27: 137، 138.
417

78 - كشف الغمة
في معرفة الأئمة (ع)
طبع على الحجر في طهران
1294 ه‍
علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي (1) (بهاء الدين
أبو الحسن) (000 - 692 ه‍ (2)، 000 - 1293 م) عالم، فاضل، شاعر،
أديب، منشئ، من أكابر محدثي الشيعة.
له قصائد في مدح الأئمة عليهم السلام، ذكر نبذة منها في كشف
الغمة، كان رحمه الله مكبا على العلم، والحديث، إلى أن
توفي، ودفن بداره في الغربي من بغداد. له مؤلفات.

(1) في اللباب: (الأربلي، بكسر الألف وسكون الراء وكسر الباء الموحدة وفي
آخرها اللام. هذه النسبة إلى إربل، وهى قلعة على مرحلتين من الموصل). وقيل: بلد
بقربها من جهتها الشرقية. وفي المراصد: (إربل... بوزن أثمد، ولا يجوز الهمزة
فيه: مدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع، لها قلعة حصينة ذات خندق عميق في طرف
المدينة ينقطع سور المدينة في نصفها، وهى على تل عال عظيم من تراب، وفيها أسواق و
منازل للرعية، وهي شبيهة بقلعة حلب الا أنها أكبر وأوسع). وفي الروضات في ذيل
ترجمته: (واما الأربلي فهي نسبة إلى إربل على وزن دعبل فهو كما عن تقويم البلدان من
الإقليم الرابع وقاعدة بلاد شهر زور، وقيل إنها مدينة محدثة من بلادها واسطة بين مدائن
كسرى، والموصل، ومنها إلى الموصل يومان خفيفان، وإربل أيضا اسم لمدينة صيدا من
سواحل ديار الشام، وعن بعض أهل العلم ان الأربلي بالكسر نسبة إلى قرية من قرى خوارزم
الا ان نسبة هذا الرجل إلى إربل الأول الذي هو من جملة ديار بكر، وخرج منه جماعة
من العلماء.
وفي أعلام المنجد 12: (أربيل أو أربل..... مدينة في العراق جنوبي شرقي
الموصل على طريق إيران، بالقرب منها كسر الإسكندر الكبير جيوش الفرس، فانفتحت
له بلادهم).
(2) فوات الوفيات 2: 66 - 68، الذريعة 1: 218، 9: 67، هدية العارفين 1:
714، ايضاح المكنون 2. 535، الاعلام 5: 135.
ذكره جمع من علماء الرجال كالحر العاملي في أمل الآمل بذيل منهج المقال
(ص 489) والخوانساري في الروضات (ص 386)، والمامقاني في تنقيح المقال، 2:
ص 300 والمحدث القمي في السفينة 2. 249، والكنى والألقاب 2: 14، 15، وفوائد
الرضوية 314 - 317 ولم يؤرخوا وفاته.
418

79 - لسان العرب
15 مجلدا. طبع في بيروت
1374 - 1376 ه‍،
1955 - 1956 م)
محمد بن مكرم بن علي (1) بن أحمد بن أبي القاسم بن
حبقة بن منظور الأنصاري، الإفريقي، المصري، (جمال -
الدين، أبو الفضل) (630 (2) - 711 ه‍، 1232 - 1311 م) أديب، لغوي.
ولد بمصر في المحرم (وقيل: بطرابلس الغرب)، وخدم
في ديوان الانشاء وولى قضاء طرابلس، وعاد إلى مصر،
فتوفي فيها في شعبان له آثار.

(1) وفي البغية: وقيل: رضوان بن أحمد.
(2) فوات الوفيات 2: 265، بغية الوعاة 106، 107، مرآة الجنان 4: 251،
الدرر الكامنة، في أعيان المئة الثامنة 4: 262: لشهاب الدين أبى الفضل أحمد بن حجر
العسقلاني: أربعة أجزاء. طبع في حيدرآباد 1954 - 1950 م، شذرات الذهب 6: 26،
27، روضات الجنات الطبعة الثانية 712، كشف الظنون 129، 130، 294، 825، 1149،
1549، 1772، 1979، 1980، آداب اللغة العربية 3: 153، 154، الكنى والألقاب 2:
138، 139، ايضاح المكنون 1: 341، هدية العارفين 2: 142، أعلام المنجد 460، أعلام
الزركلي 7: 329، معجم المؤلفين 12: 46، 47، اكتفاء القنوع 324، 346.
419

80 - لغت نامه
قاموس فارسي يتضمن
كثيرا من اللغات الأجنبية
ومصطلحات العلوم والفنون.
المختلفة وتوضيحها مع
شواهد تاريخية نظما
ونثرا، وترجمة الرجال
وتشريح الموضوعات
المتنوعة وغير ذلك. صدر
منها حتى الان 79 جزءا
طبعت في طهران 1324 -
1342، الشمسية
على أكبر خان بن خان بابا خان القزويني أصلا، والطهراني
مولدا (دهخدا) (1297 (1) - 1375 ه‍، 1880 - 1956 م) فاضل، لغوي،
مؤرخ، أديب، باحث. ولد في طهران ونشأ بها، وأتقن
فيها عدة من الفنون فرحل إلى بعض بلاد اروپا، وتركيا،
ثم عاد إلى إيران وصار نائبا في المجلس النيابي (الشورى)
في دورته الثانية، ثم عميدا لكلية الحقوق، والعلوم
السياسية بطهران، فاعتزل بعد مدة وخلا بنفسه واشتغل
بالتأليف في بقية أيامه إلى أن توفي بها. له آثار.
81 - المتوكلي
رسالة صغيرة فيما ورد
في القرآن الكريم
باللغات المختلفة.
وبذيلها رسالة في أصول
الكلمات للسيوطي أيضا.
طبع في دمشق 1348 ه‍
جلال الدين السيوطي (المترجم برقم 1)

(1) مقدمة لغت نامه 379 - 396، ريحانة الأدب 2: 31، 32 وفيه ولادته: أواخر
سنة 1298 ه‍، فهرست كتابهاى چاپى فارسي 1: 1342، 1343.
420

82 - مجمع
البحرين
ومطلع النيرين
طبع على الحجر في إيران
1308، 1309 ه‍
الشيخ فخر الدين بن محمد علي بن أحمد بن علي بن
أحمد بن طريح الطريحي (2) النجفي، الرماحي، المنتهى
نسبه إلى حبيب بن مظاهر الأسدي (3) (979 (4) - 1085 ه‍، 1571 - 1674 م)
فقيه، مفسر، رجالي، محدث، لغوي، أديب. ولد في

(1) وفي أمل الآمل 492: محمد بن علي، وتبعه الخوانساري، في الروضات 487،
والمحدث القمي في فوائد الرضوية 348، ولكن الصواب ما ذكرناه كما في أعيان الشيعة
والذريعة، والكنى والألقاب ومعجم المؤلفين، ومقدمة رجاله جامع المقال. ذكره شيخنا
الآغا بزرك الطهراني في مصفى المقال (ص 350) وقال: (وقد رأيت نسخة تامة من الفقيه
بخط والد صاحب الترجمة، فرغ منه (1036) وذكر اسمه في آخر كل جزء من الاجزاء
الأربعة، بعنوان محمد علي بن طريح، وذكر في آخره نسبه كذلك: كتبه العبد... محمد
علي بن طريح الخفاجي... فنسب نفسه إلى جده الشيخ طريح وأسقط بقية أجداده، وأما
صاحب الترجمة وكذا ولده صفى الدين في اجازتهما وغيرها، فقد ذكرا الشيخ محمد على و
تركا البواقي). وقد ذكر المترجم أيضا نفسه بخطه بعنوان فخر الدين بن محمد على
طريح، راجع مقدمة جامع المقال (ص و) المطبوع في طهران 1374 ه‍ تجد هناك
ما كتبه وأمضاه.
(2) نسبة إلى أحد أجداده: الشيخ طريح، كما يوصف أيضا بالخفاجي منتسبا إلى
جده الاخر.
(3) انظر مصفى المقال 350 ومقدمة جامع المقال (ص ح).
(4) روضات الجنات الطبع الثانية 487، 488، الذريعة 1: 282، 323، 4: 479،
4: 65، 69، 5: 73، 74، 281، 6: 211، 273، 13: 355، 14: 53، 60، أعيان الشيعة 42:
265 - 268، فوائد الرضوية 348، 349، الكنى والألقاب 2: 407، 408، مصفى القال
350، 351، هدية العارفين 1: 423، وهو فيه: فخر الدين طريح بن محمد بن علي بن أحمد
بن طريح الرماحي. وفي ايضاح المكنون 2: 433: الشيخ طريح النجفي. وكلاهما خطأ،
اكتفاء القنوع 327، لم تذكر فيه وفاته، الاعلام 5: 337، 338، معجم المؤلفين 8: 55، 56.
421

النجف الأشرف، وقرأ على جماعة من الاعلام، منهم والده
وعمه الشيخ محمد حسين. كان رحمه الله عابدا، زاهدا، ورعا
وكان محضره حاشدا بطلاب العلوم الدينية، في الحضر
والسفر، لم يزل مشغولا بالتدريس، والتأليف، إلى أن
توفي بالرماحية (1) ونقل إلى النجف الأشرف، ودفن
فيها. له مؤلفات.
83 - مجمع
المسائل
طبع على الحجر في
طهران 1310 ه‍
السيد الميرزا محمد حسن بن الميرزا محمود بن الميرزا
إسماعيل بن السيد فتح الله بن السيد عابد بن السيد
لطف الله بن السيد محمد مؤمن الحسيني، الشيرازي النجفي
(1230 (2) - 1312 ه‍، 1815 - 1895 م) فقيه. أصولي، رجالي، أكبر
مراجع الامامية في عصره، وأعظم علماء الشيعة بوقته
ولد بشيراز في 15 جمادى الأولى، وبعد ما أتقن فيها العلوم
العربية، واشتغل بالفقه، والأصول، انتقل إلى إصفهان
وحضر على غير واحد من الأساتذة، ثم هاجر إلى العراق
في 1259 ه‍، وحضر في النجف الأشرف على صاحب الجواهر،
والشيخ حسن آل كاشف الغطاء، إلا أنه اختص في

(1) الرماحية: من مدن الفرات في ربوع خزاعة بالشامية على مقربة من النجف،
اندرست في طغيان الفرات سنة 1112 ه‍ وعفى أثرها (انظر هامش مقدمة جامع المقال ص يج)
(2) أعلام الشيعة 1: 436 - 441، الكنى والألقاب 184 - 186، فوائد الرضوية
482 - 485، أحسن الوديعة 1: 159 - 161 أعيان الشيعة 23: 264.
422

الحضور بأبحاث الشيخ الأنصاري فقها، وأصولا، إلى أن
قضى الشيخ نحبه. فأجمع وجوه تلاميذه على تقديمه
للرياسة، والزعامة، فأصبح مرجعا وحيدا للإمامية ثم هاجر
إلى سامراء في 1291 ه‍، واشتغل فيها بالتدريس، وبث
الأحكام الشرعية إلى أن توفي ليلة الأربعاء 24 شعبان
وحمل نعشه الشريف على الرؤوس إلى النجف الأشرف،
ودفن في مقبرته المعروفة الواقعة بجنب باب الطوسي.
له مؤلفات.
84 - المحاسن
والمساوى
طبع في ليبسيغ 1902 م
ورجعنا أيضا إلى النسخة
المطبوعة في بيروت
1380 ه‍ - 1960 م
إبراهيم بن محمد البيهقي (1) (نبغ في خلافة المقتدر العباسي
295 - 320 ه‍، 908 - 932 م) من رجال العلم، والأدب، لم يحفظ تاريخ
حياته على وجه يستطاع معه المعرفة بحاله تفصيلا، ولا
تاريخ وفاته فيما بأيدينا من كتب التراجم، إلا أن في
جملة منها: انه عاش، ونبغ أو ألف كتابه المحاسن
والمساوي في خلافة المقتدر (2)

(1) في اللباب: (البيهقي بفتح الباء الموحدة، وسكون الياء آخر الحروف وبعدها
الهاء وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى بيهق، وهى قرى مجتمعة بنواحي نيسابور على
عشرين فرسخا منها، وكانت قصبتها خسروجرد فصارت سبدوار). (سبزوار) وفي المراصد:
بيهق بالفتح أصلها بالفارسية بيهة: ناحية كبيرة، وكورة واسعة، كثيرة البلدان والعمارة،
من نواحي نيسابور.
(2) معجم المطبوعات 619، الكنى والألقاب 2: 102، 103 وفيه: (انه أحد اعلام
القرن الثالث صاحب كتاب المحاسن والمساوى، وهو كتاب كتبه في أيام المقتدر العباسي،
وروى عن المدائني المتوفى سنة 225، بلفظ (حدثنا) وعن ابن السكيت وعن إبراهيم بن
السندي بن شاهك الذي كان عند المأمون في مقام أبيه السندي عند هارون الرشيد) وراجع
مقدمة المحاسن والمساوى، ومعجم المؤلفين 1: 89، وريحانة الأدب 1: 199.
423

85 - محيط
المحيط
مجلدان. طبع في بيروت
1767 - 1870 م = 1286 ه‍
المعلم بطرس البستاني (المترجم برقم 54)
86 - مراصد
الاطلاع
على أسماء الأمكنة
والبقاع
3 مجلدات متسلسلة الأرقام
طبعة مصر 373، 1374 ه‍
1954، 1955 م
عبد المؤمن بن عبد الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود
البغدادي، الحنبلي، ويعرف بابن عبد الحق وبابن شمائل.
(صفي الدين، أبو الفضائل) (658 (1) - 739 ه‍، 1260 - 1338 م) عالم
مشارك في أنواع من الفنون، كالجبر والمقابلة، والحساب
والهندسة، والهيئة، والتاريخ، وتقويم البلدان،
والحديث والفرائض، وغير ذلك. ولد ببغداد في 17
جمادى الآخرة وسمع بها الحديث، فرحل إلى دمشق،
ثم إلى مكة وسمع بهما من جماعة. توفي ببغداد في 10
صفر ودفن بباب حرب. له مؤلفات.
87 - المزهر في
علوم اللغة
وأنواعها
مجلدان، طبعة مطبعة عيسى
البابي الحلبي وشركاه
بمصر، غير مؤرخ
جلال الدين السيوطي (المترجم برقم 1)

(1) تاريخ علماء بغداد 122 - 127، شذرات الذهب 6: 121، 122 آداب اللغة
العربية 3: 97 ايضاح المكنون 2: 463، هدية العارفين 1: 631، وفيها: ولد سنة 688.
الكنى والألقاب 2: 386، مقدمة مراصد الاطلاع، الاعلام 4: 318، 319، معجم المؤلفين
6: 197، 198.
424

88 - مستند الشيعة
في أحكام الشريعة
طبع على الحجر في طهران
1273 ه‍
المولى أحمد بن المولى مهدى بن أبي ذر الكاشاني،
النراقي (1) (1185 (2) أو 1186 - 1244 (3) أو 1245 (4 ه‍) 1771 أو 1772 - 1828 أو 1829 م)
فقيه بارع، عالم كبير مصنف جليل، جامع لكثير من
العلوم، والفنون. ولد في نراق ونشأ بها وقرأ على
والده الحبر العظيم ثم هاجر إلى العراق، وحضر في النجف
الأشرف على بحر العلوم الطباطبائي، والشيخ كاشف الغطاء
وفي كربلاء على الوحيد البهبهاني والسيد الميرزا مهدى
الشهرستاني، ثم عاد إلى نراق، وصار بعد أبيه (ره) مرجعا
وحيدا للناس، وزعيما مطاعا. كان رحمه الله شفيقا على
الفقراء والضعفاء. وساعيا في قضاء حوائج المحتاجين،
إلى أن توفي بالوباء ليلة الأحد 23 من ربيع الثاني،
أو الأول، وحمل إلى النجف الأشرف، فدفن خلف
الحضرة الشريفة في جانب الصحن المطهر. له مؤلفات.

(1) نسبة إلى نراق بفتح النون قرية من قرى كاشان على رأس عشرة فراسخ منها تقريبا.
(2) أعيان الشيعة 1: 249 - 252، أعلام الشيعة 2: 116، 117، وفيهما (ولد في
نراق 1185 أو 1186 ه‍، مصفى المقال 72، 73، وفيه (المولود 1186)
(3) روضات الجنات الطبعة الثانية 27، 28، فوائد الرضوية 41، الذريعة 12: 286.
(4) المستدرك 3: 383، أعلام الشيعة 2: 116، مصفى المقال: 72 الذريعة 2: 4،
7: 152: 13: 138، أعيان الشيعة 10: 249، وفيه (توفى 23 ربيع الثاني أو الأول سنة
1344 أو 45 ه‍).
425

89 - مصباح الفقيه
في شرح شرايع الاسلام
ظهر منه 3 مجلدات.
طبع أولها (كتاب الطهارة)
في طهران على الحجر
مرة 1353 واخرى 1375 ه‍
وثانيها (كتاب الصلاة)
مرة في النجف الأشرف
1347 واخرى بطهران
1374 ه‍ وثالثها (كتاب
الزكاة) في طهران
أيضا 1364 ه‍
الشيخ آغا رضا بن الشيخ محمد هادي الهمداني، النجفي
(000 - 1322 ه‍ (1) 000 - 1904 م) فقيه، أصولي، محقق، من أكابر
علماء الشيعة وأجلائهم. ولد في همدان، وهاجر إلى
النجف الأشرف، فحضر على الشيخ الأنصاري وبعده على
السيد المجدد الشيرازي فلازم أبحاثه، ثم انتقل إلى
سامراء بعد مهاجرة السيد إليها، وكان من أعاظم تلاميذه،
عاد إلى النجف الأشرف في حياة أستاذه، واجتمع حوله
جمع من الأفاضل، واشتغل بالتدريس، والتصنيف، وبعد
وفاة أستاذه الشيرازي صار مرجعا لكثير من الناس في
التقليد، في مدة غير طويلة وذلك لابتلائه بالنسيان،
فامتنع عن الفتياء، وفي أواخر أيام حياته ابتلى بمرض
السل، فسافر إلى سامراء، وتوفي بها صبيحة يوم الأحد
28 شهر صفر ودفن في الرواق الشريف على الجهة الشرقية
من جانب أرجل الامامين الهمامين عليهما السلام في الصفة الأخيرة
التي لها شباك إلى زاوية الصحن المطهر. له مؤلفات.

(1) الذريعة 4: 376، 377، 6: 157، 13: 322، أعلام الشيعة 1: - 776 778،
أعيان الشيعة 32: 62 - 77، ريحانة الأدب 4: 326، أحسن الوديعة 1: 179، 180، له
ترجمة على ظهر كل من مؤلفيه (كتاب الطهارة) و (كتاب الصلاة) مع الإشارة إلى المصدر،
وفيها (يوشك أن تكون ولادته في سنة 1250 ه‍ أو بعدها بنيف من السنتين، وذلك بمقتضى
ما ذكره بعض أهل العلم من أنه قد انتقل إلى دار الرضوان ولم يبلغ السبعين من العمر).
ولكن في أعلام الشيعة 1: 777: (توفى بسامراء صبح الاحد 28 صفر عام 1322 ه‍ عن
نيف وسبعين سنة).
426

90 - المصباح
المنير
في غريب الشرح الكبير
جزءان في مجلد واحد
طبع في مصر 1325 ه‍
أحمد بن محمد على الفيومي (1)، المصري، ثم الحموي،
(أبو العباس) (000 - 770 (2) أو نيف و 770 ه‍، 000 - 1368 م) لغوى أديب،
ولد، بالفيوم ونشأ بها، فرحل إلى حماة وقطنها،
فصار خطيبا بجامع الدهشة الذي بناه الملك المؤيد
إسماعيل فيها. له آثار.
91 - مطلع الشمس
3 مجلدات. طبع على
الحجر في إيران 1301،
1302، 1303 ه‍ على
ترتيب مجلداته الثلاثة
محمد حسن خان بن الحاج ميرزا عليخان المراغي، الطهراني
(اعتماد السلطنة، صنيع الدولة) (000 - 1313 ه‍ (3)، 000 - 1895 م) فاضل
مؤرخ، أديب، من وزراء إيران. تولى وزارة الترجمة،
والانطباعات في عهد الملك ناصر الدين شاة القاجار توفي

(1) في اللباب 2: 233: (الفيومي فتح الفاء وتشديد الياء تحتها نقطتان وفى
آخرها ميم بعد الواو هذه النسبة إلى الفيوم وهو موضع بأرض مصر مشهور، وهو الذي احتفر
نهرها يوسف النبي عليه السلام بالوحي، وعمل له سكرا بالآجر، والكلس، وهو معروف،
وبها قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي المعروف بالحمار آخر بنى أمية).
وفي المراصد: (الفيوم... في موضعين أحدهما بمصر، والاخر قريب من هيت بالعراق.)
والحموي كما في اللباب 1: 320، 321، بفتح الحاء والميم وفي آخرها واو. نسبة إلى
مدينة حماة من بلاد الشام ينسب إليها كثير.
(2) الدرر الكامنة 1: 314، روضات الجنات الطبعة الثانية 90، 91 كشف الظنون
1710، اكتفاء القنوع 155، 156، 325، هدية العارفين 1: 113، بغية الوعاة 170 معجم
المطبوعات 1476 وفيهما: توفى سنة نيف و 770، الاعلام 1: 256 فيه وفاته: نحو 770
وفيه أيضا عن ابن حجر: عاش (الفيومي) إلى بعد 770 ه‍. معجم المؤلفين 2: 132، و
فيه وفاته: بعد 770، أعلام المنجد 400 فيه: توفى حوالي 1368 م. ريحانة الأدب 3:
250 وفيه: توفى سنة 770 أو نيف و 770.
(3) الذريعة 3: 238، 272، 6: 261، 262، 7: 286، مصفى المقال 133 أعيان الشيعة
44: 68، 69، ريحانة الأدب 1: 91، هدية العارفين 2: 393، وفيه وفاته 1312 ه‍. معجم
المؤلفين 9: 186، 200، وفيه تارة انه توفى 1312 واخرى كان حيا 1306 ه‍.
427

في طهران في 18 شوال. له مؤلفات. قيل في تاريخ وفاته:
بهر تاريخ وفات مير راد * آن وزير فاضل باطنطنه
از در رحمت سروش غيب گفت * (در جنان شد اعتماد السلطنة)
1313 ه‍
92 - المعتبر في
شرح المختصر
طبع على الحجر في طهران
1318 ه‍
الشيخ الأجل جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن
سعيد الهذلي (1) الحلي، الملقب بالمحقق على الاطلاق
(أبو القاسم نجم الدين) (602 - 676 ه‍ (2)، 1205 - 1277 م) شيخ الفقهاء
وسند العلماء، عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة.

(1) مر ضبط الكلمة ووجه النسبة هامش ص 358.
(2) نقد الرجال 69، جامع الرواة 1: 151، منهج المقال 82. أمل الآمل بذيل
المنهج 414، 415، منتهى المقال 76، 77، المستدرك 3: 473، 474، روضات الجنات
الطبعة الثانية 147 - 149، تنقيح المقال 1: 214، 215 من أبواب الهمزة، أعيان الشيعة
15: 371 - 391، الاسناد المصفى 66، مصفى المقال 104، الكنى وألقاب 3: 127 - 129
فوائد الرضوية 62 - 67 سفينة البحار 1: 160، 161، الذريعة 2: 18، 13: 47 - 50، 14:
58، 110، كشف الظنون 1922، ايضاح المكنون 2: 2، 43، 507، 695، وفي هذه الصفحة
بعد ذكر كتاب (نهج الوصول إلى علم الأصول) وكنيته واسمه: (الملقب بالمفيد المتوفى
سنة 674). وهو خطأ، الاعلام 2: 117، معجم المؤلفين 3: 137، أعلام المنجد 165، و
هو فيه: (نجم الدين جعفر بن محمد) وهو أيضا خطأ إذ لم يكن في أجداده المذكورين
في كتب الرجال والتراجم من كان اسمه محمد حتى ينسب إليه.
428

حاله في العلم، والجلالة والفصاحة والأدب، والفضائل،
والمحاسن أشهر من أن يذكر، له شعر جيد، وانشاء
حسن، وله مؤلفات قيمة، منها كتاب شرائع الاسلام في
مسائل الحلال والحرام. طبع مرات عديدة في إيران و
طبع في لندن. وهو من أحسن المتون الفقهية ترتيبا،
اعتمد عليه الفقهاء من لدن عصر مؤلفه إلى الآن، له
شروح وحواشي كثيرة توفى (ره) في الحلة، ودفن بها، وقبره
اليوم مزار معروف وفقت لزيارته أيام تشرفي بالنجف
الأشرف للتحصيل. رضوان الله تعالى عليه. له مؤلفات.
93 - معجم البلدان
8 مجلدات. طبع بمصر
1323، 1324 ه‍
ياقوت بن عبد الله الرومي، الحموي (أبو عبد الله، شهاب
الدين) (574 أو 575 - 626 ه‍ (1)، 1178، أو 1179 - 1229 م) مؤرخ، لغوي،
أديب، من مشاهير الجغرافيين. ولد ببلاد الروم. أسر
صغيرا، وابتاعه تاجر في بغداد يعرف بعسكر بن إبراهيم

(1) وفيات الأعيان 5: 178 - 189، وفيه: مولده 574، أو 575، شذرات الذهب
5: 21، 122، مرآة الجنان 4: 59 - 63، كشف الظنون 64، 363، 1418، 1580، 1691،
1733، 1734، 1735، 1793، وفي هذه الصفحة وقعت وفاته 636 خطأ، آداب اللغة
العربية 3: 96، 97، اكتفاء القنوع 56، 57، هدية العارفين 2: 513، وفيهما ولادته:
575، الاعلام 9: 157، معجم المؤلفين 12: 178 - 180، الكنى والألقاب 2: 173 - 175،
له ترجمة في المستدرك على معجم البلدان ج 1 (ص 5 - 7) جمعه محمد أمين الخانجي في
مجلدين. طبع بمصر 1325 ه‍ - 1907 م.
429

الحموي فرباه وجعله في الكتاب لينتفع به في ضبط تجارته
ولما كبر قرأ شيئا من النحو واللغة، وشغله مولاه
بالأسفار في متاجره، ثم أعتقه وأبعده عنه سنة 596 ه‍
فاشتغل بالنسخ بالاجرة، وحصل بالمطالعة فوائد، ثم
عطف مولاه بعد مدة عليه وأعطاه شيئا وسفره إلى كيش،
ولما عاد كان مولاه قد مات، فاستقل بالتجارة، وسافر
إلى البلاد حتى انتهى إلى موصل، وأقام بها مدة مديدة،
ثم انتقل إلى سنجار، وارتحل منها إلى حلب، وأقام بظاهرها
في الخان إلى أن مات يوم الأحد 20 رمضان. له آثار.
94 - المعرب
فيما تكلمت به العرب
من الكلام الأعجمي
طبع في دار الكتب المصرية
1361 ه‍ - 1942 م
موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن الجواليقي (1)
البغدادي (أبو منصور) (465 (2) أو 466 (3) - 539 (4) أو 540 ه‍ (5) 1073 أو 1074 - 1144 أو 1145 م
لغوي، أديب. ولد ببغداد، وقرأ الأدب على الخطيب
أبى زكريا يحيى بن علي اللغوي التبريزي، ولازمه حتى
برع في فنه، وكان يصلى إماما بالمقتفى لأمر الله العباسي.
توفي ببغداد يوم الأحد منتصف المحرم، ودفن بباب
حرب. له آثار.

(1) في الأنساب: (الجواليقي بفتح الجيم والواو وكسر اللام بعد الألف وسكون
الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الجواليق وهى جمع
جوالق ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها).
ونقد هذه النسبة (الجواليقي) ابن خلكان وقال: (هي نسبة شاذة لان الجموع لا ينسب
إليها بل ينسب إلى آحادها الا ما جاء شاذا مسموعا في كلمات محفوظة مثل قولهم (رجل
أنصاري) في النسبة إلى الأنصار، والجواليق في جمع جوالق شاذ أيضا لان الياء لم تكن
موجودة في مفرده، والمسموع فيه جوالق بضم الجيم وجمعه جوالق بفتحها، وهو باب مطرد)
فذكر له نظائر وأمثلة. وقد نقل ياقوت في معجم الأدباء 1: 101، 102 عن أبي سعد السمعاني
ما جرى بين صاحب الترجمة وبين أبى سعد آدم بن أحمد بن أسد الهروي النحوي اللغوي
في صحة هذه النسبة (الجواليقي) وعدمها فراجع.
ولجوالق كما في المعرب (بضم الجيم وكسر اللام: ضبط بالقلم): (أعجمي معرب.
واصله بالفارسية كوالة، وجمعه جوالق بفتح الجيم. وهو من نادر الجمع). وبكسر الجيم
واللام وبضم الجيم وفتح اللام وكسرها كما في الصحاح (ضبطه فيه ضبط بالقلم أيضا)
والقاموس، ومعيار اللغة: لميرزا محمد علي بن محمد صادق الشيرازي، مجلدان طبع
على الحجر في طهران 1311 ه‍ وبضم الجيم (ضبط بالقلم) وكسر اللام وفتحها كما في
اللسان. وفي المعيار: (انه معرب جوال) وجوال بضم الجيم كما في برهان قاطع الفارسي
وغيره (وعاء منسوج من صوف ويطلق أيضا على عدل من الحمل.) وفي المنجد:
(الجوالق والجوالق ج جوالق وجواليق: العدل من صوف أو شعر، فارسية).
(2) الكامل 11: 40، 41، المختصر في اخبار البشر 3: 17، شذرات الذهب 4،:
127، 128 نقلا عن الحافظ ابن رجب، أعلام المنجد 143.
(3) الأنساب 139: للسمعاني، وفيات الأعيان 4: 424 - 426، معجم الأدباء 19:
205 - 207، كشف الظنون 48، انباه الرواة 3: 335 - 337، هدية العارفين 2: 483،
اللباب 1: 244، 245، ناقض ابن الأثير هنا ما ذكره في الكامل في تاريخ مولده، ولعله قلد
السمعاني، إذ هو يختصر كتابه، أعلام الزركلي 8: 292، معجم المؤلفين 13: 53، 54.
(4) الأنساب 139، وفيات الأعيان 4: 426، معجم الأدباء 19: 207، اللباب 1:
245، انباه الرواة 3: 336، آداب اللغة العربية 3: 41، 42، كشف الظنون 48، 1586،
وفي ص 741، 1577، 1739، وقعت وفاته 465 بدل تاريخ الولادة خطاءا. اكتفاء القنوع
12، 324، 343، هدية العارفين 2: 483، أعلام المنجد 143، وفي بغية الوعاة 401:
(مات في المحرم سنة 465) وفي الهامش: هكذا في الأصل، والصواب انه ولد سنة 466،
وتوفى في يوم الأحد منتصف المحرم سنة 539.
(5) الكامل 11: 40، البداية والنهاية 12: 220، شذرات الذهب 4: 127، المختصر
في اخبار البشر 3: 17، تذكرة الحفاظ 4: 1286، الاعلام 8: 292، معجم المؤلفين 13:
53. وله ترجمة في مقدمة المعرب مع الإشارة إلى مصادرها بقلم الأستاذ أحمد محمد
شاكر 24 - 40، وقد حقق تاريخ مولده، ووفاته. واستنتج منه ان المترجم ولد سنة 465 ه‍
1073 م، وتوفى سنة 540 ه‍ - 1145 م.
430

......
431

95 - المغرب
في ترتيب
المعرب
جزءان. طبع في حيدر
آباد 1328 ه‍
ناصر بن عبد السيد بن علي المطرزي (1) الخوارزمي
(أبو الفتح) (538 - (2) 610 ه‍، 1144 - 1213 م) لغوى، نحوي، أديب
ولد في جرجانية خوارزم في رجب، وقرأ ببلده على
أبيه وعلى الموفق بن أحمد الخطيب ودخل بغداد حاجا
سنة 601، توفى بخوارزم في جمادى الأولى له آثار.
96 - مفاتيح
العلوم
طبع في مصر 1342 ه‍
محمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي الكاتب (أبو عبد الله)
(000 - (3) 387 ه‍، 000 - 997 م) متتبع، باحث، ألف كتابه
المفاتيح وأهداه إلى أبى الحسن عبيد الله بن أحمد
العتبى وزير نوح بن منصور الساماني. فيه الكلام على
أنواع من الفنون والعلوم.

(1) قال ابن خلكان في ذيل ترجمته: (والمطرزي بضم الميم وفتح الطاء المهملة
وتشديد الراء وكسرها وبعدها زاي. هذه النسبة إلى من يطرز الثياب، ويرقمها، ولا
أعلم هل كان يتعاطى ذلك بنفسه، أم كان في آبائه من يتعاطى ذلك فنسب له، (والله أعلم).
والطراز كما في الصحاح والمعرب وغيرهما: فارسي معرب.
(2) وفيات الأعيان 5: 6، 7 معجم الأدباء 19: 212، 213، بغية الوعاة 402،
روضات الجنات الطبعة الثانية 731، كشف الظنون 139، 1708، 1747، 1789 انباه
الرواة 3: 339، 340، معجم المطبوعات 1760، آداب اللغة العربية 3: 51، اكتفاء
القنوع 321، هدية العارفين 2: 488، أعلام المنجد 501، أعلام الزركلي 8: 311،
معجم المؤلفين 13: 71، 72.
(3) كشف الظنون 1756، أعلام المنجد 182، هدية العارفين 2: 51، وفيه: وفاته
حدود سنة 380، أعلام الزركلي 6: 204، معجم المؤلفين 9: 29، 30.
432

97 - المفردات
في غريب القرآن
طبعة مصر 1381 ه‍ =
1961 م
الحسين بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الأصفهاني
(أبو القاسم) (000 - 502 ه‍ (1)، 000 - 1108 م). صاحب اللغة، والعربية،
والحديث، والأخلاق والأدب. كان من أهل إصفهان، و
سكن بغداد. له مؤلفات.

(1) كشف الظنون 881، وقع اسمه في هذه الصفحة: حسين بن علي سهوا، 1773،
وفيه (ص 36): (المتوفى سنة نيف وخمسمائة) وفي (377): ما أرخه السيوطي في البغية
كما يأتي وفى (447، 462): (المتوفى في رأس المئة الخامسة) آداب اللغة العربية 3:
47، الذريعة 1: 374 في هذه الصفحة: (المتوفى سنة 565 كما في أخبار البشر) ولكن في
ج 5 (ص 45، 46): (ترجمه السيوطي بعنوان مفضل بن محمد الأصفهاني وقال: انه كان في
أوائل المئة الخامسة مع أن اسمه الحسين وقد أدرك أوائل المئة السادسة فإنه توفى (502)...
وما ذكرناه من تاريخ وفاته في (أخلاق راغب) في (ج 1 - ص 374) نقلا عما حكاه صاحب
(الروضات) في ص 256 (من النسخة الموجودة عند صاحب الذريعة) عن أخبار الحكماء
(في الروضات: عن أخبار البشر) فهو من غلط النسخة جزما لأنه في الروضات بعد الحكاية عنه
انه توفى (565) قال: وذلك قبل وفاة جار الله الزمخشري وكانت وفاة الزمخشري 538)
وفي ج 7 (ص 73): (المتوفى 502) وفي ج 10 (ص 28): (المتوفى 565 كما أرخ في تاريخ
أخبار البشر) روضات الجنات الطبعة الثانية 248 - 255 وفيه: (وكانت وفاته كما في تاريخ
أخبار البشر معبرا عنه بالشيخ أبى القاسم الأصفهاني أحد الحفاظ سنة 565 وذلك قبل وفاة
الزمخشري والظاهر أنها اتفقت ببغداد دون أصفهان والله العالم) لكنك سمعت من صاحب
الذريعة: أن هذا التاريخ كان من غلط النسخة بعد تنصيص صاحب الروضات على أن وفاته
كانت قبل وفاة الزمخشري ويؤيد ذلك ما ذكره الزركلي في الاعلام 2: 279، فإنه بعد
ما صدر ترجمته بتاريخ وفاته (502) قال في الهامش عند عده مصادر الترجمة: (روضات
الجنات 249 وعنه أخذنا تاريخ وفاته) بغية الوعاة 396 وفيه اسمه: المفضل بن محمد
وكان في أوائل المئة الخامسة. والظاهر تفرده في هذه التسمية. أعيان الشيعة 27: 202 -
228، سفينة البحار 1: 529 وفيه: (توفى بعد المئة الخامسة) الكنى والألقاب 2: 240،
241، فيه (توفى سنة 565) اكتفاء القنوع 342، هدية العارفين 1: 311، وفيه: (توفى
سنة 500) معجم المؤلفين 4: 59، أعلام المنجد 211، مقدمة المفردات 3، 4.
433

98 - المقتطف
من أمهات المجلات
العربية. أسست 1876 م
وانحجبت عن الظهور
1952 م (2)
الدكتور يعقوب بن نقولا صروف (1268 - (1) 1346 ه‍، 1852 - 1927 م)
عارف بالأدب، والرياضيات، والفلسفة، والفلك. ولد في
قرية (الحدث) بقرب بيروت، وتعلم ببيروت في الجامعة
الأميركية، أصدر مع فارس نمروشاهين مكاريوس، مجلة
المقتطف (1876 م) وانتقلوا بها إلى مصر، توفى
بالقاهرة. له آثار.
99 - مقدمة
ابن خلدون
طبعة مطبعة مصطفى محمد
بمصر، غير مؤرخ. وأخذنا
أيضا عن غير هذه الطبعة
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون الحضرمي (3)
الإشبيلي، التونسي، ثم القاهري (ولي الدين، أبو زيد)
(732 (4) - 808 ه‍، 1332 - 1406 م) مؤرخ، أديب، اجتماعي. أصله من
إشبيلية بالأندلس. ولد بتونس، ونشأ بها، رحل إلى
كثير من البلدان، وتولى أعمالا كثرت فيه السعايات،
فعاد إلى تونس، ثم توجه إلى القاهرة وولى فيها قضاء
المالكية، وما زال مقيما فيها حتى توفي بها. له آثار.

(1) الاعلام 9: 266، معجم المؤلفين 13: 253، 254، اعلام المنجد 305.
(2) اعلام المنجد 507.
(3) في اللباب: 1: 303 (الحضرمي بفتح الحاء وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء وفي
آخره ميم، هذه النسبة إلى حضرموت وهى من بلاد اليمن في أقصاها) وفي مراصد الاطلاع:
(حضرموت بالفتح، ثم السكون، وفتح الراء والميم، اسمان مركبان: ناحية واسعة في شرقي
عدن، بقرب البحر، وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف. وقيل: مخلاف باليمن).
(4) شذرات الذهب 7: 145 - 149، كشف الظنون 278، 835، 1124، آداب اللغة
3: 224 - 229، الكنى والألقاب: 1: 266، ايضاح المكنون 2: 228 هدية العارفين 1: 529،
الاعلام 4: 106، 07، معجم المؤلفين 5: 188 - 191، أعلام المنجد 179.
434

100 - منتهى
الإرب
في لغات العرب
قاموس عربي وفارسي
4 مجلدات متسلسلة الأرقام
طبع بالأفست في طهران
1377 ه‍
عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي بوري الهندي (كان حيا
في سنة 1257 ه‍، 1841 م) لغوي، فاضل، أديب. فرغ من تأليفه
سنة 1257 في كلكتة (راجع ج 4 ص 1398) من منتهى
الإرب. وهو يحتوى على لغات القاموس المحيط وغيره من
الكتب التي ذكر أسماءها في المقدمة (ج 1 ص 2، 3) (1)
101 - منتهى
المطلب
في تحقيق المذهب
طبع على الحجر في تبريز
في مجلدين متسلسلي
الأرقام. أولهما 1316 ه‍
وثانيهما 1333 ه‍
العلامة الحلي (المترجم برقم 27)

(1) اكتفاء القنوع 327، لم يذكر ادورد مولده ووفاته وقال: (انه من أهل عصرنا
هذا) وادورد هذا كان حيا قبل (1310 ه‍، 1893 م) كما في معجم المؤلفين 2: 220، وهو فيه: ادوار
بن كرينليوس فنديك. ولكنه ذكر اسمه في آخر كتابه (اكتفاء القنوع): ادورد. ايضاح
المكنون 2: 571، مؤلفين كتب چاپى فارسي وعربي 3: 829.
435

102 - المنجد
في اللغة، والأدب
والعلوم
طبع في المطبعة الكاثوليكية
ببيروت 1960 م. وبذيله
المنجد معجم لاعلام الشرق
والغرب للأب فردينان
توتل البسوعي
الأب لويس بن نقولا المعلوف اليسوعي (1284 (1) - 1365 ه‍، 1867 - 1946 م)
لغوي، أديب. ولد في زحلة (لبنان) وتعلم في الكلية
اليسوعية ببيروت، ورحل إلى أوروبا لدراسة الفلسفة،
واللاهوت. حرر جريدة البشير مدة 30 سنة، وتوفي في
بيروت. له آثار.
103 - ميزان
المقادير
وبذيله ميزان المقادير:
لحسام الدين الحلى النجفي
رسالتان صغيرتان طبعتا
على الحجر في بمبئي 1308 ه‍
محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي الأصفهاني الملقب
بالمجلسي (1037 - 1110 (2)، أو 1111 (3) ه‍، 1627 - 1698، أو 1700 م) فقيه،
مفسر، محدث، رجالي جليل القدر، رفيع المنزلة،
كان شيخ الاسلام في أصفهان، ورئيسا فيها في الأمور
الدينية، والدنيوية. هو الذي روج الحديث ونشره

(1) معجم المطبوعات 1766، أعلام المنجد 504، الاعلام 6: 114، معجم
المؤلفين 8: 160.
(2) روضات الجنات الطبعة الثانية 119 - 124، أعيان الشيعة 44: 9 - 101، الاسناد
المصفى 39، سفينة البحار 1: 169 - 171، الذريعة 1: 14، 15، 16، 88، 124، 405، 411
وفي 367: (المتوفى سنة 1110، أو سنة 1111) 3: 16، 17 وفيه: (المتوفى كما قيل سنة
1111، الموافقة لعدد مادة (غم وحزن) والصحيح ما قيل في تاريخه بالفارسية مصرحا
باليوم والشهر والسنة مطابقا لسنة 1110، ماه رمضان چه الخ) 4: 83، الكنى والألقاب
3: 121 - 124، بعد أن أرخ المحدث القمي فيه وفاته 1110، قال: (وفي تاريخ الخاتون
آبادي: في 27 رمضان سنة 1111). فوائد الرضوية 410 - 418، معجم المؤلفين 9: 91،
وهو فيه: (محمد باقر بن محمد باقر) وهو خطأ.
(3) المستدرك 3: 408، 409، الذريعة 3: 438: 4: 333، 358، 5: 124، 6: 25،
51، 7: 40، 83، 122، 10: 75، 12: 11، 13: 247، مصفى المقال وفيه: (المتوفى 1110،
أو 1111) أعلام المنجد 479، هدية العارفين 2: 306، ايضاح المكنون 1: 163، 249،
363، 548، 607، الاعلام 6: 273.
436

لا سيما في الديار العجمية. له كتاب (بحار الأنوار (1))
الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار، وهو موسوعة للعلوم
الدينية الاسلامية. ولد في إصفهان سنة 1037، الموافقة
لعدد (جامع كتاب بحار الأنوار) وتوفي بها ليلة السابع
والعشرين من شهر رمضان. له مؤلفات. وقيل في تاريخ
وفاته بالفارسية: (عالم علم رفت از عالم) وأيضا (باقر علم
شد روان بجنان) وأيضا (مقتداى جهان ز پا افتاد) وأحسن
ما أنشد وأبدعه ما قيل فيه:
(ماه رمضان (2) چه بيست وهفتش كم شد * تاريخ وفات باقر اعلم شد)
1110 ه‍

(1) قدره المؤلف أولا بنحو 25 مجلدا، ثم جعل (أبواب العشرة) التي كانت جزءا
للخامس عشر في مجلد آخر فصار المجموع 26 مجلدا، بتكرر السادس عشر. كما أشار إلى
ذلك في أول مجلد الخامس عشر (ص 1) بقوله: (وقد أفردت لأبواب العشرة كتابا لصلوحها
لجعلها مجلدا برأسها، وان أدخلناها في هذا المجلد في الفهرس المذكور في أول الكتاب)
(2) لقد أجاد القائل، حيث أرخ بشطر واحد سنة وفاته. وشهرها، ويومها، فان عدد
مادة (ماه رمضان) (شهر الوفاة) يساوى = 1137، فإذا نقص منه 27 (يوم الوفاة) يبقى
1110 (سنة الوفاة).
437

104 - نجاة العباد
رسالة عملية
طبعت على الحجر في بمبئي
سنة 1318 ه‍ لها شروح
وحواشي كثيرة
الشيخ صاحب الجواهر (المترجم برقم 48)
105 - النقود
الاسلامية
القديمة
(= نبذة العقود
في أمور النقود)
طبع ضميمة النقود العربية
في القاهرة سنة 1939 م
وطبع أيضا في النجف الأشرف
وغيرها في سنوات مختلفة
أحمد بن علي بن عبد القادر الحسيني، العبيدي،
المقريزي (1)، المصري. (تقي الدين، أبو العباس)
(766، (2) - 845 ه‍، 1365 - 1441 م) مؤرخ واسع الاطلاع، مشارك في بعض
الفنون. أصله من بعلبك، ولد بالقاهرة، ونشأ بها، وتعلم
وعلم، وولى فيها الحسبة، والخطابة، والإمامة. وتوفي
بها. له آثار.

(1) المقريزي كما ذكره جمع من أرباب التراجم، نسبة إلى حارة في بعلبك،
كانت تعرف بحارة المقارزة وفي كشف الظنون (ص 7) (المقريزي بفتح الميم نسبة إلى
مقريزة: محلة ببعلبك) وفي ص 716: (بفتح الميم نسبة إلى محلة المقارزة بحماة)
(2) شذرات الذهب 7: 254، 255، وفيه: ولد بعد 760، كشف الظنون وفيه ص 7،
97، 128، 158، 166، 304، 700، 716، 747، 828، 1000، 1020، 1030، 1088،
1110، 1150، 1156، 1396، 1603، 1780، 1889: وفاته 845 وفي ص 71،
201، 262، 345، 485، 670،: وفاته 854. الظاهر وقوع هذا الثاني خطأ، بالتقديم
والتأخير في رقمي (5 و 4) وكلمتي (أربعين وخمس)، لعدم القائل به فيما أعلم أولا، و
أكثرية صفحات الأول بمراتب ثانيا، كما وقع نظير هذا الخطاء أيضا في ص 1030، و 1088.
وفيهما: (المتوفى 854، خمس وأربعين وثمانية) ومثل ذلك يشاهد فيه كثيرا، آداب اللغة
3: 190 - 194، معجم المطبوعات 1778، اكتفاء القنوع 85، 86، 375، 388، الكنى
والألقاب 3: 169، ايضاح المكنون 1: 122، 207، هدية العارفين 1: 127 وفيه: (ولد سنة
769)، الاعلام 1: 172، 173، معجم المؤلفين 2: 11، 12، وفيه: ولادته 769، أعلام
المنجد 540، وفي ص 507: (المقريزي: (1364 - 1442 م).
438

106 - النقود
العربية
وعلم النميات
طبع في القاهرة 1939 م
الأب أنستاس ماري الكرملي البغدادي (1283 (1) - 1366 ه‍، 1866 - 1947 م)
راهب كرملي، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق،
والمجمع اللغوي بالقاهرة، أصله من (بحر صاف) من
من بكفيا بلبنان. ولد ببغداد وتعلم بمدرسة الاباء
الكرمليين، ثم بمدرسة الاباء اليسوعيين ببيروت، ثم
في بعض بلاد الغرب. توفى ببغداد. له مؤلفات.
107 - النهاية
في غريب الحديث والأثر
4 مجلدات. طبع في المطبعة
الخيرية بمصر، القاهرة
1322 ه‍
المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد
الشيباني (2) المعروف بابن الأثير الجزري (مجد الدين،
أبو السعادات) (544 (3) - 606 ه‍، 1149 - 1210 م) لغوي أديب، مشارك
في التفسير والحديث والنحو وغير ذلك. ولد بجزيرة ابن

(1) معجم المطبوعات 481، أعلام المنجد 39، الاعلام 1: 366، 367، معجم
المؤلفين 3: 17، 18. وفي الأخيرين: اسمه عند الولادة وقبل ان يترهب بطرس، الا ان في
الأول: بطرس بن جبرائيل يوسف عواد، وفي الثاني بطرس بن ميخائيل جبرائيل عواد.
(2) مر ضبطه في ترجمة أخيه (رقم 17) ومر هناك أيضا ذكر الجزري فراجع.
(3) الكامل 12: 113، وفيات الأعيان 3: 289 - 291، وقد سبق ذكر جزيرة ابن
عمر، وما نقلناه عن ابن خلكان هامش (ص 371) وقال هنا أيضا: (جزيرة ابن عمر: مدينة
فوق الموصل على دجلتها سميت جزيرة لان دجلة محيطة بها، قال الواقدي: بناها رجل من
أهل برقعيد يقال له عبد العزيز بن عمر). معجم الأدباء 17: 71 - 77، بغية الوعاة 385،
البداية والنهاية 13: 54، طبقات الشافعية 5: 153، 154، المختصر في أخبار البشر 3:
112، 113، مرآة الجنان 4: 11 - 13، شذرات الذهب 5: 22، 23، كشف الظنون 182،
219، 236، 256، 535، 618، 789، 1383، 1623، 1683، 1711، 1989، اكتفاء
القنوع 73، 131، وهو فيه: (مجد الدين بن محمد بن محمد بن عبد الكريم). ولعل كلمة:
(المبارك) سقطت من العنوان أو اكتفى المؤلف عن اسمه بذكر لقبه: (مجد الدين) ايضاح
المكنون 2: 468، هدية العارفين 2: 2، 3، آداب اللغة العربية 3: 109، 110، الاعلام
6: 152، معجم المؤلفين 8: 174، أعلام المنجد 7.
439

عمر في أحد الربيعين ونشأ بها ثم انتقل إلى الموصل،
واتصل بامرائها، وكتب لهم، ثم عرض له مرض منعه من
الكتابة، وأقام في داره إلى أن توفي بالموصل سلخ
ذي الحجة. له مؤلفات.
108 - الوافي
3 مجلدات طبع في المطبعة
الاسلامية في طهران
بالأفست 1375 ه‍
الفيض الكاشاني (المترجم برقم 39)
440

109 - وسائل
الشيعة
هو: (تفصيل وسائل الشيعة
إلى تحصيل مسائل الشريعة)
كما ذكره المؤلف في
أوله، وفي كتابه أمل الآمل
، 3 مجلدات. طبع
مرارا، والذي عندي هو
المطبوع على الحجر في
إيران أوله 1283 ه‍
وثانيه 1271 ه‍ وثالثه
غير مؤرخ
الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي
المشغري (1033 (1) - 1104 ه‍، 1624 - 1692 م) فقيه، محدث، رجالي.
صاحب المكارم والفضائل، وواحد المحمدين الثلاثة
المتأخرين الجامعين لأحاديث الشريعة المقدسة. ولد في
قرية مشغر (من قرى جبل عامل بسورية) ليلة الجمعة 8
رجب. قرأ بها على أبيه وعمه الشيخ محمد الحر وجده
لامه الشيخ عبد السلام بن محمد الحر وخال أبيه الشيخ علي بن
محمود وغيرهم وانتقل إلى (جبع) وقرأ فيها أيضا
على جماعة ثم سافر إلى العراق فزار الأئمة ثم زار
الرضا عليه السلام بطوس واتفق مجاورته بها إلى أن توفي فيها
يوم 21 من شهر رمضان ودفن في إيوان الحجرة الواقعة
في الصحن العتيق بجنب مدرسة المرحوم الميرزا جعفر خان
عن يسار الداخل فيها له المؤلفات.

(1) أمل الآمل بذيل منهج المقال 447 - 450، ذكر شيخنا الحر فيه عام ولادته،
ومؤلفاته، وجملة من أشعاره، المستدرك 3: 390، روضات الجنات الطبعة الثانية 616 -
619، أعيان الشيعة 44: 52 - 64 سفينة البحار 1: 242، 243، مصفى المقال 401، 402،
فوائد الرضوية 473 - 477، الكنى والألقاب 2: 158، الاسناد المصفى 53، 54، الذريعة
1: 111، 112، 305، 2: 350، 506، 4: 45، 46، 352، 353، 473، 5: 271، 7: 246،
10، 209، 14: 169، 172، ذكره الأردبيلي في جامع الرواة 2: 90، 91، ولم يؤرخ ولادته
وكان معاصرا له. ايضاح المكنون 1: 24، هدية العارفين 2: 304، الاعلام 6: 321، 322
معجم المؤلفين 9: 204، 205، أعلام المنجد 156، وفيه وفاته: 1688 م.
441

110 - وسيلة
النجاة
رسالة عملية. جزءان، تشتمل
على كثير من أبواب العبادات
والمعاملات طبعت على
الحجر في النجف الأشرف
1363، 1364 ه‍ وقبلها
مرات عديدة في سنوات مختلفة
سيدنا واستاذنا السيد أبو الحسن بن السيد محمد بن
السيد عبد الحميد بن السيد محمد الموسوي الأصفهاني
(1284 (1) - 1365 ه‍، 1867 - 1946 م) من أعاظم فقهاء الشيعة، وأكابرهم.
ولد (ره) في قرية (مديس) على وزن رئيس من قرى أصفهان،
فانتقل إلى إصفهان وقرأ فيها العلوم النقلية والعقلية،
على غير واحد من الأساتذة والأعلام، ثم هاجر إلى النجف
الأشرف وحضر على المحقق الخراساني واختص به وكان
من أجلاء تلامذته، وبعد وفاته استقل بالبحث والتدريس
إلى أن انتهت إليه الرياسة العظمى، والمرجعية العامة.
كان رحمه الله شخصية فذة، وعبقرية نادرة، ذا خلق سجح،
وعقل راجح، وذاكرة خارقة، ويد سخية، وقول سديد،
وتفرس مصيب، ترد عليه الرسائل والاستفتاءات والمكاتيب
من جهات الأرض يقرأها بنفسه غير متوان ولا متكاسل،
وتنثال عليه الأموال من جوانبها، فطفق يدرها على طلاب
العلوم الدينية والفقراء، في جميع المشاهد المشرفة
(لله دره). توفى في الليلة العاشرة من شهر ذي الحجة
في الساعة الواحدة منها تقريبا في الكاظمية. لبى نداء

(1) أعلام الشيعة، 1: 41، 42، أعيان الشيعة 53: 47 - 59، الامام السيد أبو الحسن
طبعة النجف 1366 ه‍، وفيه: (ينتهى نسبه الشريف بثماني وعشرين واسطة إلى الامام الهمام
موسى الكاظم (ع)) ريحانة الأدب 1: 85، لم يذكر فيه مولده.
442

ربه، وسكت ذلك القلب العظيم، وخسره الاسلام والمسلمون.
حمل نعشه الشريف على الرؤوس والأكتاف، والجماهير
خلفه معولة نادبة، مولولة صارخة، وفي مقدمهم العلماء
والرجال وعظماء البلاد وزعماء المملكة والهيئات الدينية
صار هذا الموكب العظيم إلى النجف الأشرف بعد ما أبقى
جثمانه ليلة جوار قبر الحسين عليه السلام، ودفن في مقبرة أستاذه
الخراساني عن يسار الداخل إلى الصحن المقدس العلوي
عليه السلام من باب السوق الكبير، قدس الله تعالى نفسه الزكية.
وممن أرخ عام وفاته الخطيب الشيخ حسن سبتي فقد قال:
فقل إذا أرخته (يوم نوى * تهدمت والله أركان الهدى)
1365 ه‍
وقيل أيضا:
وطائش فكر قال لي معجبا * لمن هذه الأجفان في دمعها الغرقى
ومن هو ميتا زلزل الأرض والسما * فقلت له أرخ (هو العروة الوثقى)
1365 ه‍
له مؤلفات ورسائل علمية، ترجم بعضها على لغات مختلفه.
111 - وسيلة
النجاة
رسالة عملية
طبعت في النجف الأشرف
1342 ه‍
شيخنا الميرزا محمد حسين بن شيخ الاسلام الميرزا عبد الرحيم
الغروي، النائيني (بضع (1) و 1270 - 1355 ه‍، 1854 - 1936 م) من أعاظم
علماء الشيعة، وأكابر المحققين. وجدنا نبذة من ترجمته
التي كتبها بخطه في النجف الأشرف عند ولده الأكبر

(1) البضع بالكسر والفتح: ما بين الثلاث إلى التسع كما في الصحاح، والمصباح
والنهاية، والقاموس، أو إلى العشرة كما في الأساس واللسان، أو ما بين الواحد إلى الأربعة،
أو ما بين الثلاث إلى الخمس، أو من أربع إلى تسع أو هو سبع كما نسب إلى بعض اللغويين.
وقد عرفت ان المترجم (ره) أرخ مولده بأنه كان في سنة بضع و 1270 ه‍ ولكن في أعيان
الشيعة 44: 258، وأعلام الشيعة 1: 593، والذريعة 6: 149: مولده 1277 ه‍ ولعله لمستند
آخر غير كلمة البضع التي نصوا على انها قطعة من العدد المردد بين ما ذكرناه.
(وراجع الذريعة أيضا 4: 440، 11: 142، 150)
443

العالم الجليل الميرزا علي آقا الغروي النائيني، أيده الله
تعالى، نسوق نصها ملخصا، ونكملها بما في المصادر
المشار إليها ذيلا. قال (ره): (ولد أفقر البرية إلى رحمة
ربه الغني محمد حسين الغروي النائيني في بلدة نائين يوم
دحو الأرض 25 من ذي القعدة سنة بضع و 1270 ه‍ و
قرأت العلوم الأدبية عند علماء نائين، وفي أوائل بلوغي
هاجرت إلى إصبهان واشتغلت بقرائة السطوح الفقهية،
والأصولية، وبعد ما استغنيت عنها حضرت في علم الأصول
على حضرة الآغا الميرزا أبي المعالي الكلباسي قريبا من
عشر سني إقامتي بأصبهان، وفي أثنائها حضرت على سائر
الأساطين ولكن معظم تلمذي كان على حضرة الآغا الشيخ
محمد حسين سبط المحقق التقى صاحب التعليقة الكبرى على
المعالم، وكنت أحضر جميع أبحاثه الفقهية، والأصولية،
والكلامية وحضرت معه في الفقه أيضا على والده المعظم
حضرة الآغا الشيخ محمد باقر قريبا من خمسة أعوام، وقرأنا
444

عنده من المعاطاة إلى الخيارات ولما شرع مباحث الخيار
دعي إلى رحمة ربه). (إلى هنا انتهى ملخص ما وجدناه
من ترجمته بخطه) ثم هاجر إلى العراق وتشرف بسامراء
وحضر على السيد المجدد الشيرازي وغيره، وبعد وفاته
انتقل إلى النجف الأشرف ولما توفى المحقق الخراساني
ارتفع ذكره حتى صار أحد المراجع الكبار في التقليد
والزعامة الدينية، ولم يزل مشغولا بالتدريس وبث
الأحكام حتى اعتل جسمه فذهب إلى بغداد للمعالجة وتوفى
بها يوم السبت 26 جمادى الأولى وحمل جثمانه إلى النجف
مع غاية التجليل ودفن في الحجرة الخامسة عن يسار
الداخل إلى الصحن الشريف من باب السوق الكبير رضوان
الله تعالى عليه، له مؤلفات. وقد أرخ تلميذه السيد النقوي
عام وفاته بقوله:
وحيث زاد الأسى نادى مؤرخه * (مضى حسين فحاكى طفه النجف)
وقال الآخر:
خطب دهى الاسلام أرخ (وقد * تهدمت للدين أركان)
112 - الوسيلة
رسالة عملية
طبعت ببغداد 1356 ه‍
الشيخ محمد حسين بن محمد حسن بن علي أكبر الإصفهاني
الغروي (1296 (1) - 1361 ه‍، 1879 - 1942 م) فقيه، أصولي، حكيم،
فلسفي، أديب، ناظم، من أكابر علماء الشيعة في عصره.

(1) أعلام الشيعة 1: 560، الذريعة: 490، 491، 3: 430، 6: 187، له ترجمة
في مفتتح الجزء الأول من تعليقته على مكاسب الشيخ الأنصاري (ره) طبع على الحجر في
النجف الأشرف 1365 ه‍.
445

ولد بالنجف الأشرف، وقام أبوه الذي كان من مشاهير
تجار الكاظمية وأخيارهم على تربيته، فمهد له السبيل
إلى تحصيل العلوم الدينية فانتقل إلى النجف الأشرف،
وقرأ السطوح على غير واحد من الاجلاء، ثم حضر على
المحقق الخراساني واختص به ولازم ابحاثه في الفقه
والأصول 13 سنة، وكتب في خلالها أكثر حاشيته على
كفاية الأصول. وتخرج في الفلسفة على الحكيم الميرزا
محمد باقر الاصطهباناتى (ره) وحضر أيضا في الفقه والأصول
قليلا على العلامة الفشاركي الأصفهاني (ره) وبعد وفاة
أستاذه الخراساني استقل بالبحث والتدريس، وحضر عليه
كثير من أهل الفضل، وكان رحمه الله ذا فكر دقيق، ونظر
عميق، وآراء ناضجة، وما زال مشغولا بنشر العلم والمعارف
الإلهية، وبث الأحكام الشرعية إلى أن أدركته المنية،
وانتقل إلى رحمة ربه بالموت الفجأة فجر الخامس من
شهر ذي الحجة وخسره العلم، والدين ودفن في حجرة
صغيرة في إيوان الذهب، بينها وبين مقبرة العلامة الحلي
المأذنة الشمالية، له مؤلفات.
446

113 - وفيات
الأعيان
وأنباء أبناء الزمان
مجلدان. طبع على الحجر
بطهران 1284 ه‍.
ورجعنا في ترجمة مؤلفي
المصادر إلى نسخة مطبوعة
بمصر 1367 ه‍ - 1948 م
وهى 6 أجزاء في ثلاث مجلدات
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان (1)
البرمكي (2)، الأربلي، (شمس الدين، أبو العباس)
(608 (3) - 681 ه‍، 1211 - 1282 م) مؤرخ أديب. ولد بمدينة إربل (4)
في 11 شهر ربيع الآخر ودخل حلب أقام فيها سنتين، ثم قدم
دمشق وتولى قضاء الشام، ورحل إلى مصر وأقام فيها
مدة، ثم عاد إلى الشام، وولى تدريس المدرسة الأمينية
بدمشق، وتوفي فيها في رجب، ودفن بسفح جبل قاسيون
له مؤلفات.

(1) في روضات الجنات الطبعة الثانية 87: (ابن خلكان بفتح الخاء المعجمة وتشديد
اللام المكسورة، أو بضم الخاء وفتح اللام المشددة كما أسند إلى المشهور، أو بكسر الخاء
واللام جميعا، كما قد يوجد في بعض الكتب). وفيها أيضا بعد أسطر: (وقد قيل في تسمية
جده خلكان به بناءا على ضبطه الأول: انه افتخر يوما في مجلس كان له على بعض قرنائه
بمفاخر آبائه الذين هم آل البرامكة الوزراء المشهورون، فقيل له في ذلك: خل كان، بمعنى
دع كان أبى كذا، وجدى كذا، ونسبي كذا، وحدثنا عما يكون في نفسك الآن، كما يقول في
ذلك الشاعر:
(ليس الفتى من يقول كان أبى * ان الفتى من يقول ها أنا ذا)
(2) نسبة إلى البرامكة، لان نسبه كما في الروضات أيضا 87 ينتهى بستة وسائط إلى
يحيى بن خالد البرمكي وزير الرشيد.
(3) البداية والنهاية 13: 301، طبقات الشافعية 5: 14، 15، المختصر في أخبار
البشر 4: 16، 17، روضات الجنات 87 - 89، مرآة الجنان 4. 193 - 197، وفات الوفيات
1: 70 - 75، لم يذكر فيه عام ولادته ووفاته، وفيات الأعيان 2: 92، ذكر ابن خلكان ساعة
ولادته، واليوم الذي وقعت فيه، والبلد والمكان، في أخريات ترجمته لام المؤيد زينب بنت أبي
القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل، كشف الظنون 2017، آداب اللغة
العربية 3: 172 - 174، شذرات الذهب 5: 371، اكتفاء القنوع 102، أعلام المنجد
567، الاعلام 1: 212، معجم المؤلفين 2: 59، 60.
(4) مر ضبطها وبعض ما يتعلق بها في ترجمة علي بن عيسى الأربلي رقم (78)
447

114 هدية
الأحباب
في المعروفين بالكنى
والألقاب
طبعة النجف الأشرف 1349 ه‍.
المحدث القمي (المترجم برقم 26).
448

درر منتظمة
تفضل بها السيد جليل، الأديب البارع، والعلامة الحجة السيد موسى
آل بحر العلوم دامت إفاضاته، مؤرخا عام ختام الكتاب:
وكتاب فصلت آياته * محكمات من لدن حبر خبير
كلم فاه بها فانتثرت * دررا نظمها سمط السطور
معجز جاء به موسى وقد * خاله الناس من السحر الأثير
نقد النقدين في موسوعة * خدم العلم بها نقد بصير
وهي في جانب ما قدمه * من مساع لقليل من كثير
سل عن النقدين تاريخهما * (فحديث النقد في عقد المنير)
1382 ه‍
وقلت انا أيضا في تاريخ عام الختام:
عقد منيري طالب النقد * مبين مطالب النقد
بدرهم شع ودينار * أزهر كالروضة بالورد
ختامه مسك فأرخته * (قد احتوى خزائن النقد)
1382 ه‍
449