الكتاب: الحج والعمرة في الكتاب والسنة
المؤلف: محمد الريشهري
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: فقه الشيعة من القرن الثامن
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع:
المطبعة: دار الحديث
الناشر: دار الحديث
ردمك: ٩٦٤-٥٩٨٥-٢٥-٠
ملاحظات: دار الحديث : الهاتف : ٣١٥٧٥ ، ٧١٠٤٨٧ ، ٩٢٩٢٢١ فاكس : ٧١٩١٩٠ ص . ب: ٣٤١٨ / ٣٧١٨٥

الحج والعمرة
في الكتاب والسنة
محمد الريشهري
1

الري شهري، محمد، 1325 -
الحج والعمرة في الكتاب والسنة / محمد الريشهري. - قم: دار الحديث، 1376.
404 ص.
المصادر بالهامش و ص 383 - 404.
العنوان بالانجيلزي AL _ HAJ
هذا الكتاب هو جزء من «موسوعة ميزان الحكمة» الذي انتشر بصورة مستقلة.
1. الحج. 2. أحاديث الشيعة. 3. أحاديث أهل السنة.
الف. العنوان.
3 ح 9 ر / 8 / 188 BP 357 / 297
شابك: 0 - 25 - 5985 - 964 I S B N: 964 _ 5985 _ 25 _ 0
الكتاب: الحج والعمرة في الكتاب والسنة
المؤلف: محمد الريشهري
التحقيق: دار الحديث
الناشر: دار الحديث
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: الأولى
الكمية: 3000
السعر: 1200 تومان
الهاتف: 31575، 710487 - 251 98 +، 929221 - 21 - 98 + فاكس: 21863 - 251 - 98 + ص. ب: 3418 / 37185
2

بسم الله الرحمن الرحيم
3

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده المصطفى محمد
وآله الطاهرين وخيار صحابته أجمعين
استأثر الحج باهتمام المسلمين، فألفوا كتبا تدور حول آدابه وأسراره.
ويبدو أن المكتبة الإسلامية ما زالت تخلو من كتاب يحلل هذه الفريضة الإلهية
الكبيرة والمسائل المتعلقة بها، ويتحدث عن منزلتها الرفيعة ودورها البناء، من
منظار الأحاديث التي رواها الفريقان. فجاء هذا الكتاب ليسد الفراغ المذكور،
وهو ثالث كتاب من موسوعة " ميزان الحكمة " يصدر بصورة مستقلة.
وقد عرض هذا الكتاب قسما من أهم المسائل التي تحتاج إليها الأمة
الإسلامية، بنسق جديد ومنهج بديع، مستهديا بالآيات القرآنية الكريمة
والأحاديث التي نقلها المحدثون من الشيعة والسنة، نأمل أن يستنير به المسلمون
في أرجاء الوطن الإسلامي، خاصة حجاج بيت الله الحرام والشباب المثقفون
الذين يرغبون في التعرف على حكمة هذه الفريضة الإلهية وآدابها وأسرارها
ومعطياتها وبركاتها، وأن يستلهموا من سر السعادة هذا ما يعينهم على بناء
أنفسهم وإعدادها الإعداد الإلهي الصالح.
19

وفي الختام أرى لزاما علي أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الإخوة الأعزاء، في
" مركز تحقيقات دار الحديث "، إذ ساعدوني في تأليف هذه المجموعة الثمينة، لا سيما
الأخ الكريم حجة الاسلام والمسلمين الشيخ عبد الهادي مسعودي الذي اضطلع
بالمهمة الأساسية لهذا العمل، جزاهم الله عن الإسلام خير الجزاء في الدارين.
محمد الريشهري
7 من صفر 1418
20

المدخل
21

المدخل
(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس)
الحج ميثاق بين العبد والرب (1)، وهو من أعظم الفرائض الإلهية، ينطوي
بجلاء على الجهتين: الفردية والاجتماعية.
الحج تجل وتكرار لكل المشاهد النابضة بالحب في حياة الإنسان، وفي حياة
مجتمع متكامل في هذه الدنيا. الحج مركز للمعارف الإلهية ينشد فيه المضمون
السياسي للإسلام، في كل زوايا الحياة.
هدف الحج - في جهته الفردية - تزكية النفس وبلوغ الصفاء والنورانية،
والتنزه عن الزخارف المادية الخسيسة، والخلوة المعنوية مع النفس، والأنس بالله
تعالى، والذكر والتضرع والتوسل بالحق جل وعلا، ليجد سبيلا إلى العبودية - التي
هي صراط الله المستقيم نحو الكمال - ثم يمضي قدما في هذا السبيل.
هذه الفرص المتنوعة وهذه الاختبارات تهيئ من يعبرها - متبصرا بآداب

(1) راجع كلام الإمام الصادق (عليه السلام) في ذكر جنود العقل والجهل: الحج وضده نبذ الميثاق (الكافي: 1 / 22 / 14)،
وراجع ص 192 باب حكمة الاستلام.
23

الحج وفرائضه، ومتدبرا في غاياته - ليفوز دونما شك بنتائج نفيسة. لقد انبسطت
أمام المرء فرصة الإحرام والتلبية، وفرصة الطواف والصلاة، وفرصة السعي
والهرولة، وفرصة الوقوف بعرفات والمشعر ومنى، وفرصة الرمي والتضحية،
وفرصة ذكر الله... فكانت آفاقا مواجة بالروح والحياة، في كل هذه المراحل.
إن هذه الفرص، بمجموعها، يمكن أن تغدو لكل امرئ دورة تدريبية قصيرة
المدى في الرياضة الروحية الشرعية، وفي البناء الداخلي للإنسان... لتكون
منطلقا لتحول عميق في الأخلاق وفي السلوك الفردي لزائر بيت الله.
وهذه الغاية من غايات الحج هي دائما مما يعنى به عامة المسلمين، وخاصة
أصحاب المراقبات الروحية. بيد أن المسألة المهمة التي غالبا ما يغفل عنها هي أن
الأهداف الفردية جزء من غايات الحج، وأن الانتفاع بالكنوز العظيمة لهذه
الفريضة الإلهية هو أرقى من الجهة الفردية، وأن ما في هذا المؤتمر العظيم من آثار
ومنافع لعامة المسلمين - بل لأفراد البشر في العالم - هو أهم وأثمن من المنافع
الفردية.
والنقطة الجديرة بالاهتمام هي أن القرآن الكريم - لدى بيانه حكمة الحج
وغايته - يؤكد بالدرجة الأولى على أهداف الحج الاجتماعية وعلى آثاره ومنافعه
للناس كافة.
إن غاية الكعبة وحكمة الحج - في نظر القرآن الكريم - تأمين منافع الناس
(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) (1)، أي أن الحج حركة جماعية لحل
المعضلات، وتأمين الحاجات، ولإنماء المجتمع البشري وتطويره.
والمسلمون، في مؤتمر الحج العظيم هذا، إنما يشهدون منافع لهم... كما يعبر

(1) المائدة: 97.
24

القرآن الكريم (ليشهدوا منافع لهم) (1).
وقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى " منافع " في الآية: أهي منافع الدنيا أم
الآخرة؟
فقال (عليه السلام): الكل (2).
ومنافع الأمة الإسلامية على أنواع وأقسام ومراتب: منافع ثقافية، ومنافع
سياسية، ومنافع اقتصادية، وحتى منافع عسكرية؛ فإن تعبير " ليشهدوا منافع
لهم " يشمل كل المنافع وبجميع مراتبها.
يقول قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي حفظه الله، عن المنافع الاجتماعية
للحج: " من الجهة الاجتماعية لا نظير للحج بين الفرائض الإسلامية؛ ذلك أنه مظهر
لقدرة الأمة الإسلامية وعزتها واتحادها. ولا فريضة كالحج تعلم أفراد المسلمين -
بهذا النحو - الدرس والعبرة بقضايا الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي، وتعطيهم
القوة والعزة والوحدة. وإن تعطيل هذه الجهة من الحج هو سد لينابيع الخير عن
المسلمين، لا يمكنهم الحصول عليها من أي طريق آخر " (3).
أجل، إنه كما قال الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه مجدد الحج الإبراهيمي
المحمدي صلوات الله عليهما وآلهما: " الحج، كالقرآن، ينتفع به الجميع، لكن العلماء والمتعمقين
في معانيه، والمطلعين على هموم الأمة الإسلامية إن ألقوا القلب في بحر معانيه ولم
يتهيبوا الدنو والغوص في أحكامه وسياساته الاجتماعية سيلتقطون من أصداف
هذا البحر المزيد من جواهر الهداية والرشد والحكمة والحرية، وسيرتوون إلى
الأبد من زلال حكمته ومعرفته.

(1) الحج: 28.
(2) الكافي: 4 / 422 / 1.
(3) من بيان لسماحته في الثاني من ذي الحجة الحرام 1417 ه‍.
25

ولكن... ما العمل؟! وأين نمضي بهذا الغم العظيم حيث صار الحج مهجورا
كالقرآن؟! إنه كما خفي عنا كتاب الحياة والكمال والجمال هذا في الحجب التي
صنعناها، وكما دفنت خزانة أسرار الخليقة في جوف أكداس تربة أفكارنا
العوجاء، وهبط لسان الأنس والهداية والحياة إلى لسان الوحشة والموت
والقبر... فكذلك مني الحج بهذا المصير! فصار من عاقبة الأمر أن ملايين
المسلمين يقصدون " مكة " كل عام، ويضعون أقدامهم على أرض وطأها " النبي "
و " إبراهيم " و " إسماعيل " و " هاجر "... ولكن لا أحد يسأل نفسه: من إبراهيم
ومحمد (عليهما السلام)؟ وماذا فعلا؟ وما كان هدفهما؟ وما يريدان منا؟
والخلاصة أن على المسلمين جميعا أن يجدوا في تجديد حياة الحج والقرآن
الكريم، وفي إعادتهما إلى ميادين حياتهم " (1).
بعد التأمل في روايات أهل البيت (عليهم السلام) يتبين أن إفراغ الحج من جهتيه السياسية
والاجتماعية إنما هو مؤامرة خطرة، لها جذور في التاريخ الإسلامي. وقد اجتهد أهل
بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بكل ما يمكن، ليبصروا الناس بهذه المؤامرة، حتى إنهم عدوا
الحج الخالي من الجهة السياسية والاجتماعية حج الجاهلية.
ولا ريب أنه في اليوم الذي يتخذ فيه الحج موضعه الواقعي في العالم الإسلامي،
ويؤدي فيه المسلمون هذه الفريضة الإلهية ببصيرة وبنحوه اللائق سيأخذ الإسلام
مقاليد العالم ويتمكن آنذاك من الحكم على العالم، نأمل بلوغ ذلكم اليوم.
وهذا الكتاب يجلي أصول الحج الإبراهيمي المحمدي صلوات الله عليهما، من متن
الكتاب والسنة. وقد حرصنا على عرض كلتا جهتي الحج الفردية والاجتماعية من
خلال النصوص الإسلامية، وعلى بيان أهم قضايا السفر إلى الحرمين الشريفين
التي ينبغي أن يعتني بها زائر وبيت الله والروضة النبوية المنورة.

(1) نبذة من بيان الإمام الخميني لزائري بيت الله الحرام، في الخامس من ذي الحجة الحرام 1408 ه‍. ق.
26

القسم الأول
مكة المكرمة
27

الفصل الأول
الحرم
1 / 1
أسماء مكة
(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) (1).
(وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها
والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون) (2).
(وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم
وكان الله بما تعملون بصيرا) (3).
1 - الإمام علي (عليه السلام) - في جواب سؤال رجل من أهل الشام: لم سميت مكة أم القرى -:

(1) آل عمران: 96.
(2) الأنعام: 92، وراجع الشورى: 7.
(3) الفتح: 24.
29

لان الأرض دحيت من تحتها (1).
2 - عنه (عليه السلام) - لمن سأله: أين مكة من بكة؟ -: مكة أكناف الحرم، وبكة مكان البيت.
قال: ولم سميت مكة؟
قال: لان الله تعالى مك الأرض من تحتها، أي دحاها.
قال: فلم سميت بكة؟
قال: لأنها أبكت عيون الجبارين والمذنبين (2).
3 - الإمام الباقر (عليه السلام): إن بكة موضع البيت وإن مكة الحرم، وذلك قوله: (من دخله كان
آمنا) (3) (4).
4 - الإمام الصادق (عليه السلام): موضع البيت بكة، والقرية مكة (5).
5 - عبد الله بن سنان: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): لم سميت الكعبة بكة؟ فقال: لبكاء الناس
حولها وفيها (6).
6 - الإمام الصادق (عليه السلام): إنما سميت مكة بكة لان الناس يتباكون فيها (7) (8).

(1) علل الشرائع: 593 / 44 عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام)، وراجع
الفقيه: 2 / 241 / 2296 و 2297، تفسير القمي: 1 / 60 و 210.
(2) مشارق أنوار اليقين: 84، الكافي: 4 / 211 / 18 من دون إسناد إلى معصوم، وفيه " لأنها تبك أعناق
الباغين "، إرشاد القلوب: 377 وفيه " لأنها بكت رقاب الجبارين وأعناق المذنبين ".
(3) آل عمران: 97.
(4) تفسير العياشي: 1 / 187 / 94 عن جابر، وراجع ح 93 و 96؛ الدر المنثور: 2 / 266.
(5) علل الشرائع: 397 / 3 عن سعيد بن عبد الله الأعرج، الفقيه: 2 / 193 / 2119.
(6) علل الشرائع: 397 / 2 وفي متنه وسنده ضعف، الفقيه: 2 / 193 / 2119 مرسلا ومضمرا.
(7) الناس يتباك بعضهم بعضا في الطواف: أي يزحم ويدفع (مجمع البحرين: 1 / 178).
(8) علل الشرائع: 397 / 1 عن العزرمي.
30

7 - معاوية بن عمار: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أقوم أصلي بمكة والمرأة بين يدي جالسة
أو مارة؟ فقال: لا بأس، إنما سميت بكة لأنها تبك فيها الرجال والنساء (1).
8 - الإمام الكاظم (عليه السلام) - في جوابه سؤال علي بن جعفر عن مكة: لم سميت بكة؟ -: لان
الناس يبك بعضهم بعضا بالأيدي، ولا يكون إلا في المسجد حول الكعبة (2).
9 - الإمام الرضا (عليه السلام): سميت مكة مكة لان الناس كانوا يمكون فيها، وكان يقال لمن
قصدها: قد مكا، وذلك قول الله عز وجل: (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء
وتصدية) (3) فالمكاء: التصفير، والتصدية: صفق اليدين (4).
10 - الإمام الصادق (عليه السلام): أسماء مكة خمسة: أم القرى، ومكة، وبكة، والبساسة كانوا إذا
ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم، وأم رحم كانوا إذا لزموها
رحموا (5).

(1) الكافي: 4 / 526 / 7، علل الشرائع: 397 / 4 عن الفضيل عن الإمام الباقر (عليه السلام)، المحاسن:
2 / 66 / 1187 كلاهما نحوه، وراجع قرب الإسناد: 237 / 929.
(2) قرب الإسناد: 237 / 929، تفسير العياشي: 1 / 187 / 98، علل الشرائع: 398 / 5 عن عبد الله بن
علي الحلبي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه: 2 / 193 / 2118 مرسلا ومضمرا وكلها نحوه.
(3) الأنفال: 35.
(4) علل الشرائع: 397 / 1 عن محمد بن سنان.
(5) الخصال: 278 / 22 عن معاوية بن عمار، وراجع الكافي: 4 / 211 / 18، الفقيه: 2 / 257 / 2349.
31

فائدة حول أسماء مكة
* أسماء مكة في القرآن الكريم:
ورد اسم مكة صريحا في القرآن الكريم مرة واحدة فقط (1)، ولكنها ذكرت في
أربع عشرة آية بأسماء وألقاب مختلفة، هي: " بكة " (2)، و " أم القرى " (3)
و " البلد " (4) و " البلد الأمين " (5) و " البلدة " (6) و " الحرم " (7) وكلمات من قبيل:
" قريتك " (8)، " من القريتين " (9)، " واد غير ذي زرع " (10).
* أسماء مكة في الروايات:
أشير في روايات أهل البيت (عليهم السلام) إلى خمسة أسماء لهذه الأرض المقدسة،
مع ذكر سبب التسمية، وهي: مكة، بكة، أم القرى، البساسة، وأم رحم.
ففي وجه تسميتها ب‍ " مكة "، ذكرت الروايات نقطتين، الأولى: سعة الأرض
ومكها من موضعها، والأخرى: اشتقاقها من المكاء والصفير الذي كان يقوم به
عرب الجاهلية أثناء زيارتهم للكعبة.

(1) الفتح: 24.
(2) آل عمران: 96.
(3) الأنعام: 92، الشورى: 7.
(4) إبراهيم: 35، البلد: 1 و 2، البقرة: 126.
(5) التين: 3.
(6) النمل: 91.
(7) القصص: 57، العنكبوت: 67.
(8) محمد: 13.
(9) الزخرف: 31.
(10) إبراهيم: 37.
32

أما في وجه تسميتها ب‍ " بكة " فتشير بعض الروايات إلى أن هذا الاسم - في
الحقيقة - هو اسم محل الكعبة نفسها. وحيث استعملت بكة لمدينة مكة يفهم من
خلال القرائن الموجودة في نفس الروايات أن المراد الأصلي أطراف بيت الله في
المسجد الحرام، وهو منسجم مع الأصل اللغوي لها، أي البك والازدحام، وقد
مضى وجه تسميتها بالأسماء الأخر في روايات الباب.
* أسماء مكة عند المؤرخين واللغويين:
قلما حصل البحث والاختلاف في الرأي - عند المؤرخين واللغويين -
لمدينة بمستوى ما حصل لمكة في عدد أسمائها واشتقاقاتها (1)، حتى ذكر لها
بعض المؤرخين أكثر من ثلاثين اسما (2). كما أن هنالك أقوالا وآراء مختلفة بين
اللغويين بالنسبة إلى اشتقاق كثير من هذه الأسماء، وبخاصة مكة وبكة (3).
ولكن بعدما مر من روايات عن أهل البيت (عليهم السلام) في هذا المجال، لا حاجة
لإطالة البحث بذكر أقوال اللغويين.
فمن أهم الأسماء الأخرى التي ذكرت لمكة المكرمة: المعاد، والصلاح،
وكوثى، والحاطمة، والرأس، والقادس (4).
ولعل السبب في كثرة أسماء مكة أهميتها لدى القبائل المختلفة، فكانت
تعرف لدى كل منها بأحد هذه الأسماء.

(1) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام: 1 / 47، المفصل في تاريخ العرب: 4 / 5، تاريخ أمراء مكة
المكرمة: 13 - 18.
(2) الجامع اللطيف: 162، وراجع أخبار مكة للأزرقي: 1 / 283.
(3) لسان العرب: 10 / 402 و 491، المفردات: 142 و 772، العين: 92، النهاية: 1 / 150.
(4) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 280 - 282، أخبار مكة للفاكهي: 2 / 280، تاريخ أمراء مكة
المكرمة: 18.
33

1 / 2
فضل مكة
(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا
الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم
يشكرون) (1).
(وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه
ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون) (2).
(إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء) (3).
(لا اقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد) (4).
11 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن مكة بلد عظمه الله وعظم حرمته، خلق مكة وحفها بالملائكة
قبل أن يخلق شيئا من الأرض يومئذ كلها بألف عام، ووصل المدينة ببيت
المقدس، ثم خلق الأرض كلها بعد ألف عام خلقا واحدا (5).
12 - عنه (صلى الله عليه وآله): إن لله عز وجل خيارا من كل ما خلقه... فأما خياره من البقاع فمكة
والمدينة وبيت المقدس (6).
13 - عنه (صلى الله عليه وآله) - مخاطبا لمكة -: إني لأعلم أنك حرم الله وأمنه، وأحب البلدان إلى
الله تعالى (7).

(1) إبراهيم: 37.
(2) القصص: 57، وراجع العنكبوت: 67.
(3) النمل: 91.
(4) البلد: 1 و 2.
(5) فضائل بيت المقدس للمقدسي: 48 / 14، الفردوس: 2 / 185 / 2928 وليس فيه صدره وكلاهما
عن عائشة.
(6) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): 661.
(7) أخبار مكة للفاكهي: 2 / 261 / 1478 عن الزهري، كنز العمال: 14 / 97 / 38039.
34

14 - عنه (صلى الله عليه وآله) - وكان واقفا بالحزورة (1) في سوق مكة -: والله، إنك لخير أرض الله
وأحب أرض الله إلى الله عز وجل، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت (2).
15 - عنه (صلى الله عليه وآله) - مخاطبا لمكة -: ما أطيبك من بلد وأحبك إلي! ولولا أن قومي
أخرجوني منك ما سكنت غيرك (3).
16 - الإمام الباقر (عليه السلام): النائم بمكة كالمتهجد في البلدان (4).
17 - ميسر: كنا في الفسطاط عند أبي جعفر (عليه السلام) نحو من خمسين رجلا فجلس بعد
سكوت كان منا طويلا فقال:... أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم
يتكلم أحد، فكان هو الراد على نفسه، فقال: تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه
حرما، وجعل بيته فيها (5).
18 - الإمام الصادق (عليه السلام): أحب الأرض إلى الله تعالى مكة، وما تربة أحب إلى الله
عز وجل من تربتها، ولا حجر أحب إلى الله عز وجل من حجرها، ولا شجر أحب
إلى الله عز وجل من شجرها، ولا جبال أحب إلى الله عز وجل من جبالها، ولا ماء
أحب إلى الله عز وجل من مائها (6).
19 - عنه (عليه السلام): وجد في حجر: إني أنا الله ذو بكة صنعتها يوم خلقت السماوات

(1) الحزورة: موضع بمكة عند باب الحناطين (النهاية: 1 / 380).
(2) مسند ابن حنبل: 6 / 449 / 18740، سنن الدارمي: 2 / 688 / 2415، المستدرك على
الصحيحين: 3 / 8 / 4270 و ص 316 / 5220 كلها عن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري، وراجع
المعجم الكبير: 12 / 277 / 13347، تفسير الطبري: 13 / الجزء 26 / 48.
(3) سنن الترمذي: 5 / 723 / 3926، المستدرك على الصحيحين: 1 / 661 / 1787 كلاهما عن ابن
عباس؛ عوالي اللآلي: 1 / 186 / 260.
(4) الفقيه: 2 / 228 / 2261، المحاسن: 1 / 144 / 197 عن خالد القلانسي.
(5) تفسير العياشي: 2 / 233 / 41.
(6) الفقيه: 2 / 243 / 2304 عن سعيد بن عبد الله الأعرج.
35

والأرض، ويوم خلقت الشمس والقمر، وحففتها بسبعة أملاك حفا، مبارك
لأهلها في الماء واللبن، يأتيها رزقها من سبل من أعلاها وأسفلها والثنية (1).
20 - عنه (عليه السلام): إن إبراهيم (عليه السلام) كان نازلا في بادية الشام فأوحى الله إليه... ثم أمره
يخرج إسماعيل وأمه، فقال [إبراهيم (عليه السلام)]: يا رب، إلى أي مكان؟ قال: إلى
حرمي وأمني، وأول بقعة خلقتها من الأرض، وهي مكة (2).
21 - عنه (عليه السلام): من أماط أذى عن طريق مكة كتب الله له حسنة، ومن كتب له حسنة
لم يعذبه (3).
22 - علي بن مهزيار: سألت أبا الحسن (عليه السلام): المقام أفضل بمكة أو الخروج إلى
بعض الأمصار؟ فكتب (عليه السلام): المقام عند بيت الله أفضل (4).
راجع: ص 45 و 46 " ما يكره فعله فيها، وما ينبغي فعله فيها ".
1 / 3
خصائص مكة
أ - الحرمة
أمن كل خائف دخلها
(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم
بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس

(1) الفقيه: 2 / 244 / 2311 عن حريز.
(2) تفسير القمي: 1 / 60 عن هشام، وراجع شعب الإيمان: 3 / 432 / 3984.
(3) الكافي: 4 / 547 / 34 عن إسحاق بن عمار، الفقيه: 2 / 228 / 2267 وفيه " من قبل الله منه
حسنة " بدل " من كتب له حسنة ".
(4) التهذيب: 5 / 476 / 1681.
36

المصير) (1).
(فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من
استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (2).
(أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون
وبنعمة الله يكفرون) (3).
(والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين) (4) (5).
23 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قتل قتيلا وأذنب ذنبا ثم لجأ إلى الحرم فقد أمن، لا يقاد فيه
ما دام في الحرم، ولا يؤخذ ولا يؤذى ولا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى ولا
يبايع ولا يضيف ولا يضاف (6).
24 - عنه (صلى الله عليه وآله): ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أحدث في الإسلام
حدثا، يعني يحدث في الحل فيلجأ إلى الحرم فلا يؤويه أحد، ولا ينصره،
ولا يضيفه، حتى يخرج إلى الحل فيقام عليه الحد (7).
25 - محمد بن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام): سألته عن قوله: (ومن دخله كان آمنا)
قال: يأمن فيه كل خائف، ما لم يكن عليه حد من حدود الله ينبغي أن يؤخذ

(1) البقرة: 126.
(2) آل عمران: 97.
(3) العنكبوت: 67، وراجع القصص: 57.
(4) التين: 1 - 3.
(5) قال الطبرسي (رحمه الله): يعني مكة، البلد الحرام، يأمن فيه الخائف في الجاهلية والإسلام، فالأمين يعني
المؤمن من يدخله، وقيل: بمعنى الأمن، ويؤيده قوله: (أنا جعلنا حرما آمنا)، مجمع البيان:
10 / 775، وراجع تفسير الطبري: 11 / الجزء 21 / 14 ذيل الآية.
(6) الجعفريات: 71 عن إسماعيل بن موسى عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(7) الجعفريات: 71 عن إسماعيل بن موسى عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
37

به. قلت: فيأمن فيه من حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا؟ قال:
هو مثل الذي نكر (1) بالطريق فيأخذ الشاة أو الشيء فيصنع به الإمام ما
شاء (2).
26 - الإمام الصادق (عليه السلام) - عندما سأله الحلبي عن قول الله عز وجل: (ومن دخله كان
آمنا) -: إذا أحدث العبد في غير الحرم جناية ثم فر إلى الحرم لم يسع لأحد
أن يأخذه في الحرم، ولكن يمنع من السوق ولا يبايع ولا يطعم ولا يسقى
ولا يكلم، فإنه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيؤخذ. وإذا جنى في الحرم
جناية أقيم عليه الحد في الحرم؛ لانه لم يدع للحرم حرمته (3).
27 - معاوية بن عمار: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل قتل رجلا في الحل ثم دخل
الحرم، فقال: لا يقتل ولا يطعم ولا يسقى ولا يبايع ولا يؤوى حتى يخرج
من الحرم، فيقام عليه الحد. قلت: فما تقول في رجل قتل في الحرم أو
سرق؟ قال: يقام عليه الحد في الحرم صاغرا، إنه لم ير للحرم حرمة، وقد
قال الله تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، فقال: هذا
هو في الحرم، فقال: (لا عدوان إلا على الظالمين) (4).
أمن ما دخلها من الوحش والطير
28 - عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق (عليه السلام): سألته عن قول الله عز وجل: (ومن
دخله كان آمنا) البيت عنى أم الحرم؟ قال: من دخل الحرم من الناس

(1) كذا في المصدر، ولعل الأصح " يكمن " كما في تفسير البرهان: 1 / 660 / 1825.
(2) تفسير العياشي: 1 / 188 / 100.
(3) الكافي: 4 / 226 / 2 و ح 3 عن علي بن أبي حمزة، تفسير العياشي: 1 / 189 / 105 و ح 103 عن
المثنى، الفقيه: 2 / 205 / 2148، تفسير القمي: 1 / 108 عن حفص بن البختري والثلاثة الأخيرة
نحوه.
(4) الكافي: 4 / 227 / 4، التهذيب: 5 / 419 / 1456 والآيتان 194 و 193 من سورة البقرة.
38

مستجيرا به فهو آمن من سخط الله، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا
من أن يهاج أو يؤذى، حتى يخرج من الحرم (1).
29 - الإمام الصادق (عليه السلام) - عندما سئل عن طائر أهلي ادخل الحرم حيا -: لا يمس
لان الله تعالى يقول: (ومن دخله كان آمنا) (2).
30 - عنه (عليه السلام) - عندما سأله محمد بن مسلم عن ظبي دخل الحرم -: لا يؤخذ ولا
يمس، إن الله تعالى يقول: (ومن دخله كان آمنا) (3).
ما لا حرمة له فيها
31 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): خمس فواسق يقتلن في الحرم: الفأرة، والعقرب، والغراب،
والحديا، والكلب العقور (4).
32 - الإمام الصادق (عليه السلام): يقتل في الحرم والإحرام: الأفعى، والأسود الغدر، وكل
حية سوء، والعقرب، والفأرة وهي الفويسقة. ويرجم الغراب والحدأة
رجما، فإن عرض لك لصوص امتنعت منهم (5).
33 - عنه (عليه السلام): لا بأس بقتل البرغوث والقملة والبقة في الحرم (6).

(1) الكافي: 4 / 226 / 1، التهذيب: 5 / 449 / 1566، الفقيه: 2 / 251 / 2327، تفسير العياشي:
1 / 189 / 101.
(2) التهذيب: 5 / 348 / 1206، الفقيه: 2 / 262 / 2367، علل الشرائع: 451 / 1 كلها عن معاوية بن
عمار.
(3) التهذيب: 5 / 362 / 1258، الفقيه: 2 / 262 / 2368.
(4) سنن الترمذي: 3 / 197 / 837 عن عائشة.
(5) الكافي: 4 / 363 / 3 عن الحلبي.
(6) الكافي: 4 / 364 / 11 عن زرارة.
39

فائدة:
من الأمور المحرمة في الحرم: قتل الحيوانات وصيدها. ولكن استثنيت
حيوانات كثيرة نذكرها، ونوكل تفصيل شرائطها وأحكامها إلى مظانها في
الكتب الفقهية، وهي:
كل حية سوء، والعقرب، والفأرة، والنملة، والبقة، والقملة، والبرغوث،
والسبع المؤذي في الحرم، والجوارح من الطير.
وبعض الروايات عدت السارق الذي يتعرض لأموال الناس وأعراضهم
مما لا حرمة له أيضا. ويمكن عدها قاعدة عامة، أي أن كل ما يتعدى على
الإنسان يرفع عنه حكم حرمة الحرم، ولا يخفى أنه يجوز ذبح الأنعام
المأكولة اللحم للتغذية (1).
ب - ما يحرم فعله فيها
نقض الأمن
(واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل
ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء
الكافرين) (2).
34 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - يوم فتح مكة -: إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات
والأرض، وهي حرام إلى أن تقوم الساعة، لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل
لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار (3).

(1) راجع وسائل الشيعة: 12 / 544 / الباب 81 و 84 و ج 13 / 83 / الباب 42، جواهر الكلام:
7 / 336؛ كنز العمال: 5 / 35 - 37.
(2) البقرة: 191.
(3) الكافي: 4 / 226 / 4 عن معاوية بن عمار؛ صحيح البخاري: 2 / 652 / 1738، سنن النسائي:
5 / 211، أخبار مكة للأزرقي: 2 / 126 كلها عن ابن عباس، وراجع مسند ابن حنبل:
5 / 515 / 16376، سنن الترمذي: 4 / 21 / 1406.
40

35 - أبو شريح - لعمرو بن سعيد، وهو يبعث البعوث إلى مكة -: ائذن لي أيها الأمير
أحدثك قولا قام به النبي (صلى الله عليه وآله) الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي
وأبصرته عيناي حين تكلم به، حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن مكة حرمها
الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها
دما ولا يعضد (1) بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيها فقولوا:
إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، ثم
عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب (2).
36 - الإمام علي (عليه السلام): لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم، ولا يصلين أحدكم وبين يديه
سيف، فإن القبلة أمن (3).
37 - أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام): سألته عن الرجل يريد مكة أو المدينة، يكره أن
يخرج معه بالسلاح؟ فقال: لا بأس بأن يخرج بالسلاح من بلده، ولكن إذا
دخل مكة لم يظهره (4).
38 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا ينبغي أن يدخل الحرم بسلاح إلا أن يدخله في جوالق (5)
أو يغيبه - يعني يلف على الحديد شيئا - (6).

(1) أي يقطع (النهاية: 3 / 251).
(2) صحيح البخاري: 1 / 51 / 104، صحيح مسلم: 2 / 987 / 446، مسند ابن حنبل: 5 / 514 / 16373
و ج 10 / 332 / 27234، سنن الترمذي: 3 / 173 / 809.
(3) الخصال: 616 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، علل الشرائع: 353 / 1 عن أبي بصير وكلاهما
عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
(4) الكافي: 4 / 228 / 2، الفقيه: 2 / 252 / 2331.
(5) الجوالق - بكسر اللام وفتحها -: وعاء من الأوعية معروف، معرب (لسان العرب: 10 / 36).
(6) الكافي: 4 / 228 / 1، الفقيه: 2 / 252 / 2332 كلاهما عن حريز.
41

39 - حنان: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لم سمي بيت الله الحرام؟ قال: لانه حرم على
المشركين أن يدخلوه (1).
راجع: وسائل الشيعة: 13 / أبواب مقدمات الطواف / الباب 18 و 19، وجواهر الكلام: 7 / 658.
دخول غير المسلم
(وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى
إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) (2).
(يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا
وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم) (3).
40 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا يدخل أهل الذمة الحرم ولا دار الهجرة، ويخرجون
منهما (4).
41 - عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: (طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) -: يعني
نحي عن المشركين (5).
راجع: صحيح البخاري: 3 / 1155 / باب إخراج اليهود من جزيرة العرب، الدر المنثور: 4 / 165،
المغني لابن قدامة: 10 / 616؛ وسائل الشيعة: 13 / 235 / الباب 17 و 15 / 132 / الباب 52،
مجمع البيان: 5 / 32، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): 515.
الصيد ونزع الشجر
42 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - يوم افتتح مكة -: هذا بلد حرمه الله يوم خلق السماوات

(1) علل الشرائع: 398 / 1، الفقيه: 2 / 191 / 2111 مرسلا.
(2) البقرة: 125، وراجع سورة الحج: 26.
(3) التوبة: 28.
(4) دعائم الإسلام: 1 / 381.
(5) تفسير القمي: 1 / 59.
42

والأرض، وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة... لا يعضد شوكه، ولا ينفر
صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها (1).
قال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر (2) فإنه لقينهم (3) ولبيوتهم.
قال: إلا الإذخر (4).
43 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحرم لا يختلى خلاه، ولا يعضد شجره ولا شوكه، ولا ينفر
صيده... فمن أصبتموه اختلى أو عضد الشجر أو نفر الصيد فقد حل لكم
سبه وأن توجعوه ظهره بما استحل في الحرم (5).
44 - الإمام الباقر (عليه السلام): حرم الله حرمه أن يختلى خلاه، أو يعضد شجره إلا الإذخر، أو
يصاد طيره (6).
45 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا تنزع من شجر مكة إلا النخل وشجر الفاكهة (7).
46 - عنه (عليه السلام): كل شيء ينبت في الحرم فهو حرام على الناس أجمعين، إلا ما أنبته أنت

(1) الخلا: النبات الرطب الرقيق ما دام رطبا. واختلاؤه: قطعه (النهاية: 2 / 75).
(2) الإذخر - بكسر الهمزة -: حشيشة طيبة الرائحة تسقف بها البيوت فوق الخشب (النهاية: 1 / 33).
(3) القين والقينة: العبد والأمة، والتقين: التزين بألوان الزينة (العين: 694).
(4) صحيح البخاري: 2 / 651 / 1737، صحيح مسلم: 2 / 986 / 445، سنن النسائي: 5 / 203 كلها
عن ابن عباس، سنن أبي داود: 2 / 212 / 2017 في أوله: " إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها
رسوله والمؤمنين "، عن أبي هريرة وكلاهما نحوه؛ الفقيه: 2 / 246 / 2316 عن كليب الأسدي عن
الإمام الصادق (عليه السلام).
(5) الجعفريات: 71 عن إسماعيل بن موسى عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(6) الكافي: 4 / 225 / 2، التهذيب: 5 / 381 / 1332 كلاهما عن زرارة.
(7) الكافي: 4 / 230 / 1 عن عبد الكريم عمن ذكره.
43

وغرسته (1).
راجع: وسائل الشيعة: 12 / أبواب تروك الإحرام / الأبواب 86، 87، 88، 90 و 13 / أبواب كفارات
الصيد / الأبواب 10، 16، 21، 29، 30، 33.
ذبح الصيد
47 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا يذبح الصيد في الحرم، وإن صيد في الحل (2).
48 - شهاب بن عبد ربه: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أتسحر بفراخ أتي بها من غير
مكة، فتذبح في الحرم فأتسحر بها؟ فقال: بئس السحور سحورك! أما
علمت أن ما أدخلت به الحرم حيا فقد حرم عليك ذبحه وإمساكه؟! (3)
49 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا يذبح بمكة إلا الإبل والبقر والغنم والدجاج (4).
راجع: الكافي: 4 / 231 / باب ما يذبح في الحرم.
تملك اللقطة
50 - الإمام الصادق (عليه السلام): اللقطة لقطتان: لقطة الحرم تعرف سنة؛ فإن وجدت
صاحبها وإلا تصدقت بها. ولقطة غيرها تعرف سنة؛ فإن جاء صاحبها وإلا
فهي كسبيل مالك (5).
51 - محمد بن رجاء الأرجاني: كتبت إلى الطيب (عليه السلام) (6) أني كنت في المسجد الحرام

(1) التهذيب: 5 / 380 / 1325، الفقيه: 2 / 254 / 2342 كلاهما عن حريز.
(2) الفقيه: 2 / 261 / 2365 عن عبد الله بن سنان.
(3) الفقيه: 2 / 262 / 2270، وراجع التهذيب: 5 / 346 / 1200.
(4) الكافي: 4 / 231 / 1 عن أبي بصير.
(5) الكافي: 4 / 238 / 1 عن إبراهيم بن عمر.
(6) هو الإمام الهادي (عليه السلام)، لأن محمد بن رجاء من أصحابه (عليه السلام).
44

فرأيت دينارا فأهويت إليه لآخذه، فإذا أنا بآخر، ثم بحثت الحصى فإذا أنا
بثالث، فأخذتها فعرفتها فلم يعرفها أحد، فما ترى في ذلك؟ فكتب: فهمت
ما ذكرت من أمر الدنانير، فإن كنت محتاجا فتصدق بثلثها، وإن كنت غنيا
فتصدق بالكل (1).
راجع: وسائل الشيعة: 13 / أبواب مقدمات الطواف / الباب 28.
ج - ما يكره فعله فيها
الإقامة فيها فوق سنة
52 - محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام): قال: لا ينبغي للرجل أن يقيم بمكة سنة،
قلت: كيف يصنع؟ قال: يتحول عنها (2).
53 - الشيخ الصدوق بطريقه عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه كره المقام بمكة، وذلك أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) اخرج عنها، والمقيم بها يقسو قلبه حتى يأتي في غيرها (3).
راجع: ص 50 " كل ظلم فيها إلحاد "،
ووسائل الشيعة: 13 / أبواب مقدمات الطواف / الباب 16.
رفع البناء
54 - الإمام الباقر (عليه السلام): لا ينبغي لأحد أن يرفع بناء فوق الكعبة (4).

(1) الكافي: 4 / 239 / 4.
(2) الكافي: 4 / 230 / 1، التهذيب: 5 / 448 / 1563، الفقيه: 2 / 254 / 2338.
(3) علل الشرائع: 446 / 2 عن أحمد بن محمد السياري عن جماعة من أصحابنا رفعوه، وراجع
المقنعة: 444، علل الشرائع: 452 / 1، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 84 / 24.
(4) الكافي: 4 / 230 / 1، التهذيب: 5 / 448 / 1563 وص 463 / 1616، الفقيه: 2 / 254 / 2338
كلها عن محمد بن مسلم، وراجع المقنعة: 444.
45

مطالبة الغريم
55 - سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (عليه السلام): سألته عن رجل لي عليه مال، فغاب
عني زمانا، فرأيته يطوف حول الكعبة، أفأتقاضاه مالي؟ قال: لا، لا تسلم
عليه ولا تروعه حتى يخرج من الحرم (1).
فائدة:
قال علي بن بابويه: لو ظفر به في الحرم لم تجز مطالبته، إلا أن يكون قد
أدانه فيه. وقال العلامة الحلي في المختلف: الأقرب عندي كراهة ذلك
على تقدير الإدانة خارج الحرم، دون التحريم. وقال الشهيد في الدروس:
لو التجأ الغريم إلى الحرم حرمت المطالبة. والرواية تدل على تحريم
المطالبة لو ظفر به في الحرم من غير قصد الالتجاء.
راجع: المختلف: 1 / 410، الدروس: 372، جامع المقاصد: 5 / 10،
وسائل الشيعة: 13 / أبواب مقدمات الطواف / الباب 30.
د - ما ينبغي فعله فيها
الصلاة
56 - الإمام علي (عليه السلام) - في حديث الأربعمائة -: الصلاة في الحرمين تعدل ألف صلاة (2).
57 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): من صلى بمكة سبعين ركعة فقرأ في كل ركعة ب‍ " قل هو الله أحد "
وإنا أنزلناه وآية السخرة (3) وآية الكرسي لم يمت إلا شهيدا، والطاعم بمكة

(1) الكافي: 4 / 241 / 1، التهذيب: 6 / 194 / 423.
(2) الخصال: 628 / السطر 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، تحف
العقول: 117 / السطر 16.
(3) المراد من آية السخرة قوله تعالى: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض) إلى قوله (تبارك الله
رب العالمين) وقيل: إلى قوله: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) (الأعراف: 54 - 56).
46

كالصائم فيما سواها، وصيام يوم بمكة يعدل صيام سنة فيما سواها، والماشي بمكة في عبادة
الله عز وجل (1).
58 - إبراهيم بن شيبة: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن إتمام الصلاة في الحرمين،
فكتب إلي: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحب إكثار الصلاة في الحرمين، فأكثر فيهما وأتم (2).
راجع: ص 71 " فضل الصلاة في المسجد الحرام ".
الصيام
59 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أدركه شهر رمضان بمكة فصامه كله وقام منه ما تيسر كتب
الله له مائة ألف شهر رمضان بغير مكة، وكتب له كل يوم حسنة وكل ليلة
حسنة (3).
60 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): صيام يوم بمكة يعدل صيام سنة فيما سواها (4).
ختم القرآن
61 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
ويرى منزله في الجنة (5).
62 - الإمام الباقر (عليه السلام): من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل من ذلك أو أكثر،

(1) الفقيه: 2 / 227 / 2259.
(2) الكافي: 4 / 524 / 1، وراجع ص 525 / 8.
(3) أخبار مكة للأزرقي: 2 / 23، شعب الإيمان: 3 / 487 / 4149 كلاهما عن ابن عباس؛ فضائل
الأشهر الثلاثة: 136 / 145 نحوه عن ابن عباس، وراجع مستدرك الوسائل: 9 / 364 / 11089.
(4) الفقيه: 2 / 227 / 2259.
(5) التهذيب: 5 / 468 / 1640 عن القلانسي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه: 2 / 227 / 2257،
المحاسن: 1 / 144 / 198 عن علي بن خالد عمن حدثه عن الإمام الباقر (عليه السلام).
47

وختمه في يوم جمعة كتب له من الأجر والحسنات من أول جمعة كانت في الدنيا
إلى آخر جمعة تكون فيها، وإن ختمه في سائر الأيام فكذلك (1).
الإنفاق
63 - الإمام الصادق (عليه السلام): مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين (عليهما السلام)، الصلاة
فيها بمائة ألف صلاة، والدرهم فيها بمائة ألف درهم.
والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين صلوات الله
عليهما، الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم.
والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين (عليهما السلام)، الصلاة فيها
بألف صلاة، والدرهم فيها بألف درهم (2).
ه‍ - ما ينبغي لأهل مكة
تخلية المطاف لطواف الفريضة
64 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبلغوا أهل مكة والمجاورين أن يخلوا بين الحجاج وبين الطواف
والحجر الأسود ومقام إبراهيم والصف الأول، من عشر تبقى من ذي القعدة إلى
يوم الصدر (3).
65 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني عبد مناف، لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة

(1) الكافي: 2 / 612 / 4، ثواب الأعمال: 125 / 1 كلاهما عن أبي حمزة الثمالي.
(2) الكافي: 4 / 586 / 1 عن خلاد القلانسي، التهذيب: 6 / 31 / 58، الفقيه: 1 / 228 / 680، كامل
الزيارات: 73 / 65 كلها عن خالد القلانسي.
(3) الفردوس: 1 / 99 / 325 عن أنس بن مالك وفيه " الصور " والصحيح ما أثبتناه كما في كنز العمال:
5 / 54 / 12024.
48

شاء من الليل والنهار (1).
66 - الإمام الصادق (عليه السلام): الطواف لغير أهل مكة أفضل من الصلاة، والصلاة لأهل مكة
أفضل (2).
67 - حريز: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الطواف لغير (3) أهل مكة ممن جاور بها أفضل أو
الصلاة؟ فقال: الطواف للمجاورين أفضل والصلاة لأهل مكة والقاطنين بها
أفضل من الطواف (4).
68 - أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن الإمام الرضا (عليه السلام): سألته عن المقيم بمكة:
الطواف له أفضل أو الصلاة؟ قال: الصلاة (5).
69 - الإمام الصادق (عليه السلام): من أقام بمكة سنة فالطواف أفضل له من الصلاة، ومن أقام سنتين
خلط من ذا وذا، ومن أقام ثلاث سنين كانت الصلاة أفضل (له من الطواف) (6).
التشبه بالمحرمين
70 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا ينبغي لأهل مكة أن يلبسوا القميص، وأن يتشبهوا

(1) سنن ابن ماجة: 1 / 398 / 1254، سنن النسائي: 5 / 223، المستدرك على الصحيحين:
1 / 617 / 1643 كلها عن جبير بن مطعم.
(2) الكافي: 4 / 412 / 2 عن حريز بن عبد الله، الفقيه: 2 / 207 / 2158.
(3) في المصدر " بغير " والصحيح ما أثبتناه.
(4) التهذيب: 5 / 446 / 1555.
(5) قرب الإسناد: 383 / 1350.
(6) الكافي: 4 / 412 / 1 عن هشام بن الحكم، الفقيه: 2 / 207 / 2157، التهذيب: 5 / 447 / 1556
عن حفص بن البختري وحماد وهشام.
49

بالمحرمين شعثا غبرا. وينبغي للسلطان أن يأخذهم بذلك (1).
71 - الإمام الصادق (عليه السلام): ينبغي للمتمتع إذا أحل أن لا يلبس قميصا، ويتشبه
بالمحرمين، وكذلك ينبغي لأهل مكة أيام الحج (2).
و - كل ظلم فيها إلحاد
(إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس
سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) (3).
72 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): احتكار الطعام بمكة إلحاد (4).
73 - معاوية بن عمار: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ومن يرد فيه
بإلحاد بظلم) قال: كل ظلم إلحاد، وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك
الإلحاد (5).
74 - أبو الصباح الكناني: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ومن يرد فيه
بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) فقال: كل ظلم يظلمه الرجل نفسه بمكة من
سرقة أو ظلم أحد أو شيء من الظلم فإني أراه إلحادا.
ولذلك كان يتقي أن يسكن الحرم (6).

(1) التهذيب: 5 / 447 / 1557 عن معاوية بن عمار.
(2) المقنعة: 447.
(3) الحج: 25.
(4) المعجم الأوسط: 2 / 133 / 1485، شعب الإيمان: 7 / 527 / 11221 كلاهما عن ابن عمر،
التاريخ الكبير: 7 / 255 / 1083 عن يعلى.
(5) الكافي: 4 / 227 / 2، الفقيه: 2 / 252 / 2329، التهذيب: 5 / 420 / 1457 نحوه، وراجع عوالي
اللآلي: 1 / 430 / 124.
(6) الكافي: 4 / 227 / 3، الفقيه: 2 / 252 / 2330 نحوه، علل الشرائع: 445 / 1 وفي آخره " ولذلك
كان ينهى أن يسكن الحرم ".
50

75 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في قول الله عز وجل: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) -: من عبد
فيه غير الله عز وجل، أو تولى فيه غير أولياء الله فهو ملحد بظلم، وعلى الله
تبارك وتعالى أن يذيقه من عذاب أليم (1).
بيان:
الإلحاد هو الانحراف عن الصراط المستقيم وطريق الحق.
والآية الكريمة تبين سببية الظلم للإلحاد؛ لأن الظلم نوع من الانحراف
والعدول العملي عن الحق. ولكن الآية الكريمة، إضافة إلى هذا، تشير إلى
حكم خاص لا يجري في غير الحرم المكي، وهو انطباق الملحد على كل
ظالم، كبيرا كان ظلمه أو صغيرا، واستحقاقه للعذاب الأليم.
وقد أكد هذا التعميم والشمول؛ لأن " من " لها عموم بدلي. ومفعول " يرد "
محذوف، ليدل على أي نوع من الأعمال ويشمله، مضافا إلى ورود " إلحاد "
و " ظلم " نكرتين، وبصيغة اسم الجنس ليفهم هذا الإطلاق.
فتركيب الآية إذن يفهم أن جملة " من يرد... " كلها دالة على خبر " إن "
في صدر الآية. والباء في " بإلحاد " للملابسة، وفي " بظلم " للسببية.
1 / 4
حدود الحرم
76 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنزل جبرئيل آدم من الصفا، وأنزل حواء من المروة، وجمع بينهما
في الخيمة. وكان عمود الخيمة قضيب ياقوت أحمر، فأضاء نوره وضوؤه جبال

(1) الكافي: 8 / 337 / 533 عن أبي ولاد وغيره من أصحابنا.
51

مكة وما حولها، وكلما امتد ضوء العمود فجعله الله حرما فهو مواضع الحرم اليوم
كل ناحية من حيث بلغ ضوء العمود، فجعله الله حرما لحرمة الخيمة والعمود؛
لأنهن من الجنة (1).
77 - الإمام الباقر (عليه السلام): حرم الله حرمه - بريدا في بريد - أن يختلى خلاه ويعضد
شجره، إلا شجرة الإذخر (2).
78 - أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الحرم
وأعلامه: كيف صار بعضها أقرب من بعض، وبعضها أبعد من بعض؟
فقال: إن الله عز وجل لما أهبط آدم (عليه السلام) من الجنة أهبط على أبي قبيس،
فشكا إلى ربه عز وجل الوحشة وأنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة، فأهبط
الله عز وجل إليه ياقوتة حمراء، فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها
آدم (عليه السلام) وكان ضوؤها يبلغ موضع الأعلام، فعلمت الأعلام على ضوئها،
فجعله الله حرما (3).

(1) تفسير العياشي: 1 / 36 / 21 عن عطاء عن الإمام الباقر عن آبائه عن الإمام علي (عليهم السلام).
(2) التهذيب: 5 / 381 / 1332 عن زرارة.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 284 / 31.
52

فائدة حول حدود الحرم
حددت حدود الحرم في الروايات وأقوال العلماء بأنها بريد في بريد.
والبريد أربعة فراسخ شرعية (1)، فتكون المساحة التقريبية للحرم ستة عشر
فرسخا مربعا (2). وهذه المساحة التي تزيد على مكة بقليل لها أحكام خاصة
باعتبارها الحرم الإلهي الآمن.
والأقوال متفاوتة بشأن حدود الحرم في كل طرف من أطراف مدينة
مكة (3)، أشهرها وأرضاها (4) يبين حدود الحرم بما يلي:
من طريق المدينة: على ثلاثة أميال دون التنعيم. ومن طريق اليمن:
طرف أضاءة لبن (5) في ثنية لبن، على سبعة أميال، ومن طريق جدة: منقطع
الأعشاش، على عشرة أميال. ومن طريق الطائف: على طريق عرفة من
بطن نمرة، على أحد عشر ميلا (6). ومن طريق العراق: على ثنية خل بجبل
المقطع، على سبعة أميال. ومن طريق الجعرانة: في شعب آل عبد الله بن
خالد، على تسعة أميال.
ومن المؤكد أن هذه المسافات تقريبية. وقد حسب أيضا بعض المدققين

(1) البريد: هو حد السفر الشرعي الذي تقصر الصلاة بعده ويفطر من الصوم. وحد السفر الشرعي أربعة
فراسخ، راجع جواهر الكلام: 7 / 399.
(2) الحرم ليس مربع الشكل، ومراد العلماء أن مساحة الحرم معادلة لمساحة مربع ضلعه بريد واحد.
مستمسك العروة الوثقى: 11 / 287، مدارك الأحكام: 8 / 379، جواهر الكلام: 7 / 400.
(3) راجع شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام: 1 / 55، تاريخ الحرمين لعباس كرارة: 23.
(4) أخبار مكة للأزرقي: 2 / 131 عن أبي الوليد، أخبار مكة للفاكهي: 5 / 89، شفاء الغرام بأخبار البلد
الحرام: 1 / 59؛ جواهر الكلام: 7 / 401.
(5) الإضاءة: هي الأرض، ولبن: هو الجبل، والأضاءة من أسفله وهو جبل طويل له رأسان (أخبار مكة
للأزرقي 2 / 131).
(6) يذكر مؤلف جواهر الكلام: 7 / 401 - نقلا عن السروجي -: إن مسافة حد طريق الطائف سبعة
أميال، وأوردها النووي في تهذيب الأسماء: 3 / 82 على أنها رأي جمهور العلماء.
53

المسافة الدقيقة لهذه الحدود إلى جدار المسجد الحرام، عادا إياها بالذراع،
فكان بينها وبين القياسات المذكورة آنفا بعض الاختلاف. وعلى سبيل
المثال، يقول الفاسي في تحديد الحرم من جهة الطائف، عن طريق عرفة:
" من جدار باب بني شيبة إلى العلمين اللذين هما علامة لحد الحرم من جهة
عرفة سبعة وثلاثون ألف ذراع وعشرة أذرع وسبعة أذرع، بذراع اليد " (1).
ولمعرفة حدود الحرم وتعيينها أهمية قصوى، إذ أن لها دخلا في كثير من
الأحكام. وقد غدا تشخيص هذه الحدود ميسرا بوجود الأنصاب التي
أقيمت علامات من كل الجهات.
وكان إبراهيم الخليل (عليه السلام) قد نصب الأنصاب من كل الجهات - ما عدا
سمت جدة والجعرانة - بدلالة من جبرئيل (عليه السلام) الذي كان يريه مواضعها (2).
وجددها إسماعيل (عليه السلام)، وقصي بن كلاب، ورسول الله (صلى الله عليه وآله)... ثم تعاقب
الحكام على تجديدها المرة بعد المرة (3).
ويدل البحث الميداني، في الوقت الحاضر، على أن هذه العلائم ما تزال
قائمة. وهذه الأنصاب والحدود الستة إنما تعين حدود الحرم في الطرق
المؤدية إليه، أما أنصاب وحدود الحرم كله فهي أكثر بكثير (4).

(1) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام: 1 / 59.
(2) أخبار مكة للفاكهي: 5 / 225 / 192، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام: 1 / 55؛ جواهر الكلام: 7 /
396، المفصل في تاريخ العرب: 6 / 441.
(3) أخبار مكة للأزرقي: 2 / 129، أخبار مكة للفاكهي: 2 / 273، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام:
1 / 55؛ الكافي: 4 / 211 / 18.
(4) الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به: 71 و 87.
54

خريطة حدود الحرم المكي الشريف
55

1 / 5
آداب دخول مكة (1)
أ - الإحرام
79 - الإمام الباقر (عليه السلام) - عندما سأله محمد بن مسلم: هل يدخل الرجل مكة بغير
إحرام؟ -: لا، إلا مريض أو من به بطن (2).
80 - الإمام الصادق (عليه السلام): حرم الله المسجد لعلة الكعبة، وحرم الحرم لعلة المسجد،
ووجب الإحرام لعلة الحرم (3).
81 - الإمام الكاظم (عليه السلام): من كان من مكة على مسيرة عشرة أميال لم يدخلها إلا
بإحرام (4).
ب - الغسل
82 - ابن عمر: اغتسل النبي (صلى الله عليه وآله) لدخوله مكة بفخ (5).
83 - الحلبي: أمرنا أبو عبد الله (عليه السلام) أن نغتسل من فخ، قبل أن ندخل مكة (6).
84 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا انتهيت إلى الحرم، إن شاء الله، فاغتسل حين تدخله. وإن

(1) المراد من الآداب هنا أعم من السنن المندوبة والواجبة كالإحرام.
(2) الفقيه: 2 / 379 / 2753.
(3) المحاسن: 2 / 55 / 1162، علل الشرائع: 415 / 1 كلاهما عن العباس بن معروف عن بعض
أصحابنا، الفقيه: 2 / 195 / 2122.
(4) الكافي: 4 / 325 / 11 عن وردان.
(5) سنن الترمذي: 3 / 208 / 852.
(6) الكافي: 4 / 400 / 5، التهذيب: 5 / 99 / 323.
56

تقدمت فاغتسل من بئر ميمون، أو من فخ، أو من منزلك بمكة (1).
85 - عنه (عليه السلام): أمر الله عز وجل إبراهيم (عليه السلام) أن يحج ويحج إسماعيل معه ويسكنه
الحرم، فحجا على جمل أحمر وما معهما إلا جبرئيل (عليه السلام)، فلما بلغا الحرم
قال له جبرئيل: يا إبراهيم، انزلا فاغتسلا قبل أن تدخلا الحرم، فنزلا فاغتسلا (2).
86 - عنه (عليه السلام): إن الله عز وجل يقول في كتابه: (طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع
السجود) (3) فينبغي للعبد أن لا يدخل مكة إلا وهو طاهر، قد غسل عرقه والأذى
وتطهر (4).
ج - التواضع والخشوع
87 - معاوية بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام): من دخلها [مكة] بسكينة غفر له ذنبه.
قلت: كيف يدخلها بسكينة؟
قال: يدخل غير متكبر ولا متجبر (5).
88 - إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام): لا يدخل مكة رجل بسكينة إلا غفر له.
قلت: ما السكينة؟ قال: يتواضع (6).
89 - أبان بن تغلب: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) مزاملة فيما بين مكة والمدينة، فلما انتهى

(1) الكافي: 4 / 400 / 4، التهذيب: 5 / 97 / 319 كلاهما عن معاوية بن عمار.
(2) الكافي: 4 / 202 / 3 عن كلثوم بن عبد المؤمن الحراني.
(3) البقرة: 125.
(4) الكافي: 4 / 400 / 3 عن محمد الحلبي، التهذيب: 5 / 251 / 852 عن عمران الحلبي نحوه.
(5) الكافي: 4 / 400 / 9، الفقيه: 2 / 206 / 2150 نحوه، المحاسن: 1 / 142 / 192 وفيه صدر
الرواية فقط.
(6) الكافي: 4 / 401 / 10، المحاسن: 1 / 143 / 192 عن أبي حمزة نحوه.
57

إلى الحرم نزل واغتسل وأخذ نعليه بيديه، ثم دخل الحرم حافيا، فصنعت مثل ما
صنع، فقال: يا أبان، من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعا لله محا الله عنه مائة
ألف سيئة، وكتب له مائة ألف حسنة، وبنى الله عز وجل له مائة ألف درجة،
وقضى له مائة ألف حاجة (1).
90 - الإمام الصادق (عليه السلام): انظروا إذا هبط الرجل منكم وادي مكة فألبسوا خلقان ثيابكم أو
سمل (2) ثيابكم، فإنه لم يهبط وادي مكة أحد ليس في قلبه من الكبر إلا غفر له (3).
د - الدخول من أعلاها
91 - عائشة: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما جاء إلى مكة، دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلها (4).
92 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في صفة حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) -: ودخل من أعلى مكة من عقبة
المدنيين، وخرج من أسفل مكة من ذي طوى (5).
93 - يونس بن يعقوب: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): من أين أدخل مكة، وقد جئت من
المدينة؟
فقال: ادخل من أعلى مكة، وإذا خرجت تريد المدينة فأخرج من أسفل
مكة (6).
راجع: " الفصل الآتي ".

(1) الكافي: 4 / 398 / 1، التهذيب: 5 / 97 / 317، المحاسن: 1 / 143 / 193.
(2) السمل: الخلق من الثياب (النهاية: 2 / 403).
(3) المحاسن: 1 / 143 / 194، مكارم الأخلاق: 1 / 248 / 737 كلاهما عن هشام بن سالم.
(4) صحيح مسلم: 2 / 918 / 1258، وراجع كنز العمال: 10 / 515 / 30180.
(5) الكافي: 4 / 248 / 4، التهذيب: 5 / 457 / 1588 كلاهما عن معاوية بن عمار.
(6) الكافي: 4 / 399 / 1، التهذيب: 5 / 98 / 321.
58

1 / 6
آداب الخروج من مكة
أ - التصدق
94 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت أن تخرج من مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به
قبضة قبضة، فيكون لكل ما كان منك في إحرامك وما كان منك بمكة (1).
ب - الخروج من أسفلها
95 - ابن عمر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق
المعرس (2)، وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى (3).
راجع: " الفصل السابق ".

(1) الكافي: 4 / 533 / 2 عن أبي بصير.
(2) المعرس: موضع التعريس - وهو نزول القوم في السفر من آخر الليل للاستراحة - وبه سمي معرس
ذي الحليفة، عرس به (صلى الله عليه وآله) وصلى فيه الصبح ثم رحل (لسان العرب: 6 / 136).
(3) صحيح مسلم: 2 / 918 / 1257، مسند ابن حنبل: 2 / 263 / 4843 نحوه.
59

الفصل الثاني
المسجد الحرام
2 / 1
فضل المسجد الحرام
96 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعظم المساجد حرمة وأحبها إلى الله وأكرمها على الله تعالى،
المسجد الحرام (1).
97 - عنه (صلى الله عليه وآله): فضل المسجد الحرام على مسجدي كفضل مسجدي على
المساجد (2).
98 - أبو ذر: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع أول؟ قال: المسجد الحرام.
قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال:
أربعون. ثم قال: حيثما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد (3).

(1) المستدرك على الصحيحين: 4 / 530 / 8490، المعجم الكبير: 3 / 173 / 3035 كلاهما عن أبي
سريحة.
(2) أخبار مكة للأزرقي: 2 / 64 عن عمرو بن شعيب.
(3) صحيح البخاري: 3 / 1260 / 3243، صحيح مسلم: 1 / 370 / 520، سنن ابن ماجة: 1 / 248 / 753.
61

99 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي
ومسجد الأقصى (1).
100 - الإمام علي (عليه السلام): أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد
الرسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة (2).
2 / 2
حد المسجد الحرام
101 - الإمام الصادق (عليه السلام): كان حق (3) إبراهيم (عليه السلام) بمكة ما بين الحزورة (4) إلى المسعى،
فذلك الذي كان خطه إبراهيم (عليه السلام)، يعني المسجد (5).
102 - الحسين بن نعيم: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما زادوا في المسجد الحرام عن
الصلاة فيه، فقال: إن إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) حدا المسجد ما بين الصفا
والمروة، فكان الناس يحجون من المسجد إلى الصفا (6).
103 - عبد الصمد بن سعد: طلب أبو جعفر (7) أن يشتري من أهل مكة بيوتهم أن يزيده في
المسجد فأبوا، فأرغبهم فامتنعوا، فضاق بذلك، فأتى أبا عبد الله (عليه السلام) فقال له:

(1) صحيح البخاري: 2 / 659 / 1765، صحيح مسلم: 2 / 675 / 415 كلاهما عن أبي سعيد.
(2) أمالي الطوسي: 369 / 788 عن النزال بن سبرة.
(3) الظاهر أن الصحيح " خط " كما في وسائل الشيعة: 5 / 277 / 6539، وراجع الفقيه: 2 / 232 /
2281.
(4) راجع ملحقات أخبار مكة للأزرقي: 2 / 294، أخبار مكة للفاكهي: 2 / 87 / ذيل الحديث 1179.
(5) الكافي: 4 / 527 / 10 عن عبد الله بن سنان؛ أخبار مكة للفاكهي: 2 / 87 / 1179 عن أبي هريرة
مقطوعا.
(6) التهذيب: 5 / 453 / 1584، الكافي: 4 / 209 / 11 عن الحسن بن نعمان نحوه.
(7) هو المنصور، الخليفة العباسي.
62

إني سألت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم لنزيد في المسجد وقد منعوني
ذلك، فقد غمني غما شديدا. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أيغمك ذلك وحجتك عليهم
فيه ظاهرة؟ فقال: وبم أحتج عليهم؟ فقال: بكتاب الله، فقال: في أي موضع؟
فقال: قول الله: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) (1)، قد أخبرك الله أن أول بيت
وضع للناس هو الذي ببكة، فإن كانوا هم تولوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، وإن
كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه. فدعاهم أبو جعفر فاحتج عليهم بهذا، فقالوا
له: إصنع ما أحببت (2).
104 - الحسن بن علي بن النعمان: لما بنى المهدي في المسجد الحرام بقيت دار في
تربيع المسجد، فطلبها من أربابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء، فكل
قال له: إنه لا ينبغي أن يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا. فقال له علي
ابن يقطين: يا أمير المؤمنين، لو كتبت إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) لأخبرك
بوجه الأمر في ذلك. فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بن جعفر
عن دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام، فامتنع علينا صاحبها، فكيف
المخرج من ذلك؟ فقال ذلك لأبي الحسن (عليه السلام).
فقال أبو الحسن (عليه السلام): ولابد من الجواب في هذا؟
فقال له: الأمر لابد منه.
فقال له: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، إن كانت الكعبة هي النازلة
بالناس فالناس أولى بفنائها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة
فالكعبة أولى بفنائها. فلما أتى الكتاب إلى المهدي أخذ الكتاب فقبله ثم أمر
بهدم الدار، فأتى أهل الدار أبا الحسن (عليه السلام) فسألوه أن يكتب لهم إلى المهدي

(1) آل عمران: 96.
(2) تفسير العياشي: 1 / 185 / 89.
63

كتابا في ثمن دارهم، فكتب إليه أن أرضخ (1) لهم شيئا، فأرضاهم (2).
فائدة حول حدود المسجد الحرام
عين إبراهيم (عليه السلام) حدود المسجد الحرام (3). لكن عرب الجاهلية أهملوها
فأنسيت. وعمد المكيون إلى بناء المنازل في الحرم وداخل المسجد (4). ثم
لما تزايد عدد المسلمين بالمد الإسلامي، برزت ضرورة توسعة المسجد
والعودة به إلى حدوده الأولى؛ فأول توسعة كانت على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5)،
ثم سنة 17 ه‍ في عهد عمر (6)، وسنة 26 ه‍ في حكم عثمان (7). وزاد عبد الله
بن الزبير - لدى تجديد بناء الكعبة عام 65 ه‍ - في صحن المسجد شمالا
وجنوبا، فبلغت حدوده من جهة الجنوب إلى ناحية الصفا وباب بني
مخزوم، ومن الشمال زاد في المسجد بين حجر إسماعيل ودار الندوة إلى
دار شيبة بن عثمان (8).
وفي العهد العباسي وسع المنصور المسجد سنة 137 ه‍ من الشمال والجنوب، حتى
انتهى إلى باب بني سهم (9). وفي أول زيادة زادها المهدي سنة 161 ه‍ هدم الدور
بين المسجد والمسعى وجعل المسعى حدا للمسجد. وفي سنة 167 ه‍ وسع

(1) الرضخ: العطية القليلة (لسان العرب: 3 / 19).
(2) تفسير العياشي: 1 / 185 / 90.
(3) راجع الحديث 101.
(4) تاريخ اليعقوبي: 1 / 239؛ الطبقات الكبرى: 1 / 70.
(5) ربيع الأبرار: 1 / 365.
(6) أخبار مكة للفاكهي: 2 / 157، أخبار مكة للأزرقي: 2 / 69.
(7) أخبار مكة للفاكهي: 2 / 158، أخبار مكة للأزرقي: 2 / 69.
(8) أخبار مكة للفاكهي: 2 / 159، أخبار مكة للأزرقي: 2 / 70.
(9) أخبار مكة للفاكهي: 2 / 162، أخبار مكة للأزرقي: 2 / 72.
64

المسجد من جميع جهاته، ووسط فيه الكعبة، حتى بلغ من جهة الشرق ومن جهة
الغرب حده الأول (1)؛ ذلك أن إبراهيم (عليه السلام) كان قد جعل المسعى الحد الشرقي
للمسجد، وجعل حزورة حده الغربي. وحزورة هي سوق الحناطين، التي هي
الحد الغربي في توسعة المهدي العباسي.
واستنادا إلى هذا - وكما يفهم أيضا من جواب الإمام الصادق (عليه السلام) في
الروايتين (101) و (102) من هذا الفصل - فإن المساحات التي زيدت
يجري عليها حكم المسجد الحرام، بل إن قسما منها لا يعد زيادة. ويرى
الإمام الكاظم (عليه السلام) - كما كان الإمام الصادق (عليه السلام) أيضا - أن هذه المساحة هي
جزء من المسجد الحرام في حدوده الأولى، وقد عد بناء المكيين بيوتهم
فيها غصبا لأرض المسجد، فلا يلزم تحصيل رضى أربابها. وهذا المعنى
يستفاد من الروايتين (103) و (104) (2).
وبعد التوسعة العباسية التي كان آخرها في زمان المقتدر بالله حدثت
توسعتان سعوديتان في سنتي 1375 ه‍ و 1409 ه‍، زادتا في مساحة
المسجد الحرام عدة أضعاف تجاوزت الحدود الأولى. ولذا يحتاط بعض
الفقهاء في انطباق الأحكام الخاصة بالمسجد الحرام على هذه الزيادات
الأخيرة، ولكن يجعله بعضهم احتياطا مستحبا؛ لأن الصدق العرفي
للمسجد الحرام على الزيادات كاف لجري الأحكام (3).

(1) أخبار مكة للفاكهي: 2 / 165 - 174، أخبار مكة للأزرقي: 2 / 74 - 81.
(2) راجع وسائل الشيعة: 13 / 217 / 17594 و 17595.
(3) العروة الوثقى: 1 / 768 أحكام صلاة المسافر، الفصل 69، المسألة 11.
65

2 / 3
آداب دخول المسجد الحرام
105 - الإمام الباقر (عليه السلام): إنه [عليا (عليه السلام)] كان إذا قدم مكة بدأ بمنزله قبل أن يطوف (1).
106 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا دخل الحاج أو المعتمر مكة بدأ بحياطة رحله، ثم قصد
المسجد الحرام (2).
107 - عمران الحلبي: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) أتغتسل النساء إذا أتين البيت؟ فقال:
نعم، إن الله تعالى يقول: (طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) (3).
وينبغي للعبد أن لا يدخل إلا وهو طاهر قد غسل عنه العرق والأذى
وتطهر (4).
108 - عطاء: يدخل المحرم من حيث شاء، ودخل النبي (صلى الله عليه وآله) من باب بني شيبة،
وخرج من باب بني مخزوم إلى الصفا (5).
109 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في شرح المأزمين (6) -: إنه موضع عبد فيه الأصنام، ومنه
أخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي (عليه السلام) من ظهر الكعبة، لما
علا ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأمر به فدفن عند باب بني شيبة، فصار الدخول إلى
المسجد من باب بني شيبة سنة لأجل ذلك (7).

(1) الكافي: 4 / 399 / 2 عن طلحة بن زيد، وراجع صحيح البخاري: 2 / 584 / 1536.
(2) دعائم الإسلام: 1 / 311.
(3) البقرة: 125.
(4) التهذيب: 5 / 251 / 852، علل الشرائع: 411 / 1 عن عبيد الله بن علي الحلبي.
(5) السنن الكبرى: 5 / 117 / ذيل الحديث 9209.
(6) المأزمان: موضع بمكة بين المشعر الحرام وعرفة، وهو شعب بين جبلين (معجم البلدان: 5 / 40).
(7) الفقيه: 2 / 238 / 2292 عن سليمان بن مهران.
67

110 - أفلح مولى أبي جعفر (عليه السلام): خرجت مع محمد بن علي حاجا، فلما دخل
المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته، فقلت: بأبي أنت وأمي، إن
الناس ينظرون إليك، فلو رفقت بصوتك قليلا. فقال لي: ويحك يا أفلح! ولم
لا أبكي؟! لعل الله تعالى أن ينظر إلي منه برحمة فأفوز بها عنده غدا. ثم
طاف بالبيت، ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده، فإذا
موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينيه (1).
111 - الإمام الباقر (عليه السلام): إذا دخلت المسجد الحرام وحاذيت الحجر الأسود فقل:
" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، آمنت بالله
وكفرت بالطاغوت وباللات والعزى وبعبادة الشيطان وبعبادة كل ند يدعى من دون الله ".
ثم ادن من الحجر واستلمه بيمينك، ثم تقول:
" بسم الله والله أكبر، اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته، لتشهد عندك لي
بالموافاة " (2).
112 - معاوية بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا دخلت المسجد الحرام فادخله
حافيا على السكينة والوقار والخشوع.
وقال: من دخله بخشوع غفر الله له إن شاء الله، قلت: ما الخشوع؟
قال: السكينة، لا تدخله بتكبر، فإذا انتهيت إلى باب المسجد فقم وقل:
" السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله،
والسلام على أنبياء الله ورسله، والسلام على رسول الله، والسلام على إبراهيم، والحمد لله
رب العالمين ".

(1) كشف الغمة: 2 / 329؛ مطالب السؤول: 80، تاريخ دمشق: 54 / 280.
(2) الكافي: 4 / 403 / 3 عن حريز عمن ذكره.
68

فإذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل:
" اللهم إني أسألك في مقامي هذا في أول مناسكي أن تقبل توبتي، وأن تجاوز عن
خطيئتي، وتضع عني وزري، الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام، اللهم إني أشهد أن هذا
بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وأمنا مباركا وهدى للعالمين، اللهم إني عبدك،
والبلد بلدك، والبيت بيتك، جئت أطلب رحمتك، وأؤم طاعتك، مطيعا لأمرك، راضيا
بقدرك أسألك مسألة المضطر إليك الخائف لعقوبتك، اللهم افتح لي أبواب رحمتك،
واستعملني بطاعتك ومرضاتك " (1).
113 - الإمام الصادق (عليه السلام): تقول وأنت على باب المسجد:
" بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، وخير الأسماء
لله والحمد لله، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله. السلام على محمد بن عبد الله، السلام
عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام على أنبياء الله ورسله، السلام على إبراهيم خليل
الرحمن، السلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وارحم محمدا
وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم
صل على محمد (وآل محمد) عبدك ورسولك، وعلى إبراهيم خليلك، وعلى أنبيائك ورسلك،
وسلم عليهم، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. اللهم افتح لي أبواب رحمتك،
واستعملني في طاعتك ومرضاتك، واحفظني بحفظ الإيمان أبدا ما أبقيتني، جل ثناء وجهك.
الحمد لله الذي جعلني من وفده وزواره، وجعلني ممن يعمر مساجده، وجعلني ممن يناجيه.
اللهم إني عبدك وزائرك في بيتك، وعلى كل مأتي حق لمن أتاه وزاره، وأنت خير مأتي وأكرم
مزور، فأسألك يا الله يا رحمان، بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وبأنك

(1) الكافي: 4 / 401 / 1.
69

واحد أحد صمد، لم تلد ولم تولد، ولم يكن له كفوا أحد، وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله
عليه وعلى أهل بيته؛ يا جواد يا كريم، يا ماجد يا جبار يا كريم، أسألك أن تجعل تحفتك إياي
بزيارتي إياك أول شيء تعطيني فكاك رقبتي من النار. اللهم فك رقبتي من النار - تقولها
ثلاثا - وأوسع علي من رزقك الحلال الطيب، وادرأ عني شر شياطين الإنس والجن، وشر
فسقة العرب والعجم " (1).
114 - نضر بن كثير: دخلت أنا وسفيان على جعفر بن محمد (عليهما السلام)، فقلت: إني أريد
البيت الحرام، فعلمني ما أدعو به، فقال: إذا بلغت الحرم فضع يدك على
الحائط وقل: يا سابق الفوت، يا سامع الصوت، يا كاسي العظام لحما بعد الموت، ثم
ادع بما شئت (2).
115 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا دخلت المسجد الحرام فامش حتى تدنو من الحجر
الأسود، فتستقبله وتقول:
" الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، سبحان الله والحمد لله ولا
إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر من خلقه وأكبر ممن أخشى وأحذر. ولا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي بيده الخير وهو على كل
شيء قدير " وتصلي على النبي وآل النبي (صلى الله عليه وعليهم) وتسلم
على المرسلين، كما فعلت حين دخلت المسجد، ثم تقول:
" اللهم إني أؤمن بوعدك وأوفي بعهدك " (3).

(1) الكافي: 4 / 402 / 2، التهذيب: 5 / 100 / 328 كلاهما عن أبي بصير.
(2) كشف الغمة: 2 / 397، إحقاق الحق: 12 / 267 نقلا عن الجواهر المضيئة و ج 19 / 532 عن
الأنوار القدسية نحوه؛ حلية الأولياء: 3 / 196 عن نصر بن كثير.
(3) الكافي: 4 / 403 / 2 عن أبي بصير.
70

2 / 4
فضل الصلاة في المسجد الحرام
116 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضل المسجد الحرام على مسجدي هذا مائة صلاة (1).
117 - عنه (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد
إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في
هذا (2).
118 - عنه (صلى الله عليه وآله): صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف
صلاة، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة (3).
119 - الإمام الباقر (عليه السلام): صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في غيره
من المساجد (4).
120 - عنه (عليه السلام): من صلى في المسجد الحرام صلاة مكتوبة قبل الله بها منه كل صلاة
صلاها منذ يوم وجبت عليه الصلاة، وكل صلاة يصليها إلى أن يموت (5).
121 - الإمام الصادق (عليه السلام): أكثروا من الصلاة والدعاء في هذا

(1) أخبار مكة للأزرقي: 2 / 64 عن ابن الزبير.
(2) مسند ابن حنبل: 5 / 452 / 16117 عن عبد الله بن الزبير، صحيح ابن حبان: 3 / 73 / 1623 عن
أبي هريرة، المعجم الكبير: 2 / 132 / 1558 عن جبير بن مطعم كلاهما مختصرا.
(3) شعب الإيمان: 3 / 486 / 4144 عن جابر بن عبد الله، كنز العمال: 12 / 195 / 34632 عن أبي
الدرداء، وراجع الكافي: 4 / 526 / 5 و 6.
(4) ثواب الأعمال: 49 / 1 عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام)؛ كنز العمال:
12 / 235 / 34821 عن جابر مع زيادة.
(5) الفقيه: 1 / 228 / 681 عن أبي حمزة الثمالي.
71

المسجد، أما إن لكل عبد رزقا يجاز إليه جوزا (1) (2).
122 - أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن (عليه السلام): سألته عن الرجل يصلي في
جماعة في منزله بمكة أفضل أو وحده في المسجد الحرام؟ فقال:
وحده (3).
123 - موسى بن سلام: اعتمر أبو الحسن الرضا (عليه السلام)، فلما ودع البيت وصار إلى باب
الحناطين ليخرج منه وقف في صحن المسجد في ظهر الكعبة، ثم رفع
يديه فدعا، ثم التفت إلينا، فقال: نعم المطلوب به الحاجة إليه، الصلاة فيه
أفضل من الصلاة في غيره ستين سنة أو شهرا (4).
راجع: ص 46 " ما ينبغي فعله فيها / الصلاة "، و ص 118 " أفضل مواضع المسجد الحرام ".

(1) أي لا تشتغلوا في مكة بالتجارة وطلب الرزق، بل أكثروا من الصلاة والدعاء، فإن لكل عبد رزقا
مقدرا يجاز إليه، أي يجمع ويساق إليه. ويحتمل أن يكون الغرض أن الدعاء والصلاة فيه يصير سببا
لمزيد الرزق (مرآة العقول: 18 / 222).
(2) الكافي: 4 / 526 / 4، وسائل الشيعة: 5 / 272 / 6524 عنه وفيه " يحاز إليه حوزا ".
(3) الكافي: 4 / 527 / 11.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 17 / 42، وذكر في الهامش: وفي بعض النسخ " وشهرا " مكان " أو
شهرا "، والصواب ما في المتن والترديد من الراوي.
72

الفصل الثالث
بيت الله الحرام
3 / 1
أسماء البيت
أ - الكعبة
(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) (1).
124 - الصدوق: روي أنه إنما سميت كعبة لأنها مربعة، وصارت مربعة لأنها بحذاء
البيت المعمور وهو مربع، وصار البيت المعمور مربعا لانه بحذاء العرش
وهو مربع، وصار العرش مربعا لان الكلمات التي بني عليها الإسلام أربع،
وهي: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (2).

(1) المائدة: 97، وذكرت الكعبة أيضا في الآية 95.
(2) الفقيه: 2 / 190 / 2110، وراجع ص 191 / 2114، علل الشرائع: 396 و 398.
73

ب - البيت العتيق
(ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) (1).
(لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق) (2).
125 - أبان بن عثمان عمن أخبره عن أبي جعفر (عليه السلام): قلت له: لم سمي البيت العتيق؟ قال:
هو بيت حر عتيق من الناس، لم يملكه أحد (3).
126 - أبو حمزة الثمالي: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في المسجد الحرام: لأي شيء سماه الله
العتيق؟ فقال: إنه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلا له رب وسكان
يسكنونه، غير هذا البيت فإنه لا رب له إلا الله عز وجل، وهو الحر (4).
127 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله عز وجل أغرق الأرض كلها يوم نوح إلا البيت، فيومئذ
سمي العتيق؛ لانه أعتق يومئذ من الغرق (5).
128 - عنه (عليه السلام) - حين سئل: لم سمي البيت العتيق -: لان الله تعالى عتقه من الطوفان (6).
ج - البيت الحرام
(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) (7).
(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا

(1) الحج: 29.
(2) الحج: 33.
(3) الكافي: 4 / 189 / 6، المحاسن: 2 / 66 / 1185، علل الشرائع: 399 / 3، الفقيه: 2 / 191 / 2113 نحوه.
(4) الكافي: 4 / 189 / 5، علل الشرائع: 399 / 2 نحوه.
(5) علل الشرائع: 399 / 5 عن ذريح بن يزيد المحاربي، الفقيه: 2 / 191 / 2112 مختصرا، تفسير
القمي: 1 / 328 عن أبي بصير نحوه.
(6) إحقاق الحق: 12 / 290 نقلا عن نور الأبصار والفصول المهمة.
(7) المائدة: 97.
74

الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) (1).
129 - حنان: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لم سمي بيت الله الحرام؟ قال: لانه حرم على
المشركين أن يدخلوه (2).
فائدة حول أسماء البيت
ذكر بيت الله سبع عشرة مرة في القرآن الكريم، في أربع عشرة آية:
مرتين بلفظ " الكعبة " (3)، وسبع مرات بلفظ " البيت " (4)، ومرة واحدة بلفظ
" بيت " (5)، ومرتين بلفظ " البيت الحرام " (6)، ومرتين بلفظ " البيت العتيق " (7)، ومرة
بلفظ " بيتك المحرم " (8)، ومرتين بلفظ " بيتي " (9).
وجدير بالذكر أن " المسجد الحرام " ذكر أيضا في القرآن خمس عشرة
مرة (10)، وجاء مرة واحدة فقط بلفظ " المسجد " (11).

(1) إبراهيم: 37.
(2) علل الشرائع: 398 / 1، الفقيه: 2 / 191 / 2111.
(3) المائدة: 95، 97.
(4) البقرة: 125، 127، 158، آل عمران: 97، الأنفال: 35، الحج: 26، قريش: 3.
(5) آل عمران: 96.
(6) المائدة: 2، 97.
(7) الحج: 29، 33.
(8) إبراهيم: 37.
(9) البقرة: 125، الحج: 26.
(10) البقرة: 144، 149، 150، 191، 196، 217، المائدة: 2، الأنفال: 34، التوبة: 7، 19 و 28،
الإسراء: 1، الحج: 25، الفتح: 25، 27.
(11) الإسراء: 7.
75

3 / 2
فضل البيت
أ - أول بيت وضع للناس
(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) (1).
(وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا
إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) (2).
130 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول مسجد وضع في الأرض الكعبة، ثم بيت المقدس، وكان بينهما
خمسمائة عام (3).
131 - الإمام علي (عليه السلام) - في قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) -: كانت
البيوت قبله، ولكن كان أول بيت وضع لعبادة الله (4).
132 - خالد بن عرعرة: سأل رجل عليا (عليه السلام) عن (أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا):
أهو أول بيت بني في الأرض؟ قال: لا، ولكنه أول بيت وضع فيه البركة والهدى
ومقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا (5).
133 - الإمام الباقر (عليه السلام): (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) فأول بقعة خلقت من
الأرض الكعبة، ثم مدت الأرض منها (6).

(1) آل عمران: 96.
(2) البقرة: 125.
(3) تاريخ أصبهان: 1 / 212 / 312 عن الحارث عن الإمام علي (عليه السلام).
(4) تفسير ابن أبي حاتم: 2 / 402 / 962 عن عامر الشعبي.
(5) المستدرك على الصحيحين: 2 / 321 / 3154.
(6) الفقيه: 2 / 241 / 2296، وراجع تفسير القمي: 1 / 60 و 210.
76

ب - أكرم البيوت
134 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكرم البيوت على وجه الأرض أربعة: الكعبة، وبيت المقدس،
وبيت يقرأ فيه القرآن، والمساجد (1).
135 - عنه (صلى الله عليه وآله) - عندما طاف بالكعبة حتى إذا بلغ الركن اليماني رفع رأسه إلى الكعبة -:
الحمد لله الذي شرفك وعظمك، والحمد لله الذي بعثني نبيا وجعل عليا إماما.
اللهم اهد له خيار خلقك، وجنبه شرار خلقك (2).
136 - زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام): ما خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها - ثم
أومأ بيده نحو الكعبة - ولا أكرم على الله عز وجل منها، لها حرم الله الأشهر الحرم
في كتابه يوم خلق السماوات والأرض، ثلاثة متوالية للحج: شوال وذو القعدة
وذو الحجة، وشهر مفرد للعمرة (وهو) رجب (3).
137 - الإمام الصادق (عليه السلام): هذا بيت استعبد الله به خلقه، ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم
على تعظيمه وزيارته، وجعله محل أنبيائه وقبلة للمصلين إليه، فهو شعبة من
رضوانه، وطريق يؤدي إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة
والجلال، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام، فأحق من اطيع فيما أمر وانتهي
عما نهى عنه وزجر: الله المنشئ للأرواح والصور (4).
138 - عنه (عليه السلام): إن الله عز وجل اختار من كل شيء شيئا، (و) اختار من الأرض موضع
الكعبة (5).

(1) الاثنا عشرية في المواعظ العددية: 158.
(2) الكافي: 4 / 410 / 19 عن إبراهيم بن عيسى عن أبيه عن أبي الحسن (عليه السلام).
(3) الكافي: 4 / 239 / 1، الفقيه: 2 / 457 / 2961 نحوه.
(4) الكافي: 4 / 197 / 1 عن عيسى بن يونس.
(5) الفقيه: 2 / 243 / 2306.
77

139 - عنه عن آبائه (عليهم السلام) - في وصف الكعبة -: البيت حجة الله في أرضه على خلقه (1).
3 / 3
دخول البيت
أ - استحباب الدخول
140 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة مغفورا له (2).
141 - الإمام الباقر (عليه السلام) - كان يقول -: الداخل الكعبة يدخل والله راض عنه، ويخرج عطلا
من الذنوب (3).
142 - عنه (عليه السلام) - عندما سئل عن دخول الكعبة -: الدخول فيها دخول في رحمة الله،
والخروج منها خروج من الذنوب، معصوم فيما بقي من عمره، مغفور له ما سلف
من ذنوبه (4).
143 - الإمام الصادق (عليه السلام) - عندما سئل عن دخول البيت -: نعم، إن قدرت على ذلك
فافعله، وإن خشيت الزحام فلا تغرر بنفسك (5).
144 - عنه (عليه السلام): يستحب للصرورة أن يطأ المشعر الحرام وأن يدخل البيت (6).
145 - سليمان بن مهران: قلت لجعفر بن محمد (عليهما السلام): كيف صار الصرورة يستحب
له دخول الكعبة دون من قد حج؟ فقال: لان الصرورة قاضي فرض، مدعو إلى

(1) تفسير العياشي: 1 / 39 / 22 عن جابر الجعفي.
(2) المعجم الكبير: 11 / 160 / 11490، صحيح ابن خزيمة: 4 / 333 / 3013 كلاهما عن ابن عباس.
(3) التهذيب: 5 / 275 / 943 عن علي بن خالد عمن حدثه.
(4) الكافي: 4 / 527 / 2، التهذيب: 5 / 275 / 944، الفقيه: 2 / 133 / 562.
(5) دعائم الإسلام: 1 / 332.
(6) الكافي: 4 / 469 / 3، التهذيب: 5 / 191 / 636 كلاهما عن أبان بن عثمان عن رجل.
78

حج بيت الله، فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه (1).
ب - أدب الدخول
146 - الإمام الباقر (عليه السلام): من دخل هذا البيت، عارفا بجميع ما أوجبه الله عليه، كان آمنا في
الآخرة من العذاب الدائم (2).
147 - الإمام الصادق (عليه السلام): لابد للصرورة أن يدخل البيت قبل أن يرجع، فإذا دخلته فادخله
بسكينة ووقار، ثم ائت كل زاوية من زواياه، ثم قل:
" اللهم إنك قلت: ومن دخله كان آمنا، فآمني من عذاب يوم القيامة "،
وصل بين العمودين اللذين يليان على الرخامة الحمراء، وإن كثر الناس
فاستقبل كل زاوية في مقامك حيث صليت، وادع الله واسأله (3).
148 - عنه (عليه السلام): من دخل الكعبة بسكينة - وهو أن يدخلها غير متكبر ولا متجبر -
غفر له (4).
149 - عنه (عليه السلام): إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها، ولا تدخلها
بحذاء، وتقول إذا دخلت:
" اللهم إنك قلت: ومن دخله كان آمنا فآمني من عذاب النار ". ثم تصلي ركعتين بين
الأسطوانتين على الرخامة الحمراء، تقرأ في الركعة الأولى حم السجدة، وفي
الثانية عدد آياتها من القرآن، وتصلي في زواياه، وتقول:
" اللهم من تهيأ أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجائزته
ونوافله وفواضله فإليك يا سيدي تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك

(1) الفقيه: 2 / 238 / 2292، علل الشرائع: 450 / 1.
(2) عوالي اللآلي: 2 / 84 / 227.
(3) الكافي: 4 / 529 / 6، التهذيب: 5 / 277 / 947 كلاهما عن سعيد الأعرج.
(4) الفقيه: 2 / 206 / 2150.
79

ونوافلك وجائزتك، فلا تخيب اليوم رجائي، يا من لا يخيب عليه سائل، ولا ينقصه نائل،
فإني لم آتك اليوم بعمل صالح قدمته ولا شفاعة مخلوق رجوته، ولكني أتيتك مقرا بالظلم
والإساءة على نفسي، فإنه لا حجة لي ولا عذر، فأسألك يا من هو كذلك أن تعطيني مسألتي،
وتقيلني عثرتي، وتقلبني برغبتي، ولا تردني مجبوها (1) ممنوعا ولا خائبا، يا عظيم يا عظيم
يا عظيم، أرجوك للعظيم، أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم لا إله إلا أنت ".
ولا تدخلها بحذاء ولا تبزق فيها ولا تمتخط فيها، ولم يدخلها
رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا يوم فتح مكة (2).
150 - ذريح: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) في الكعبة، وهو ساجد، وهو يقول:
" لا يرد غضبك إلا حلمك، ولا يجير من عذابك إلا رحمتك، ولا نجاء منك إلا بالتضرع
إليك، فهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد، وبها تنشر ميت البلاد،
ولا تهلكني يا إلهي غما حتى تستجيب لي دعائي وتعرفني الإجابة. اللهم ارزقني العافية
إلى منتهى أجلي، ولا تشمت بي عدوي ولا تمكنه من عنقي. من ذا الذي يرفعني إن
وضعتني؟! ومن ذا الذي يضعني إن رفعتني؟! وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك
في عبدك أو يسألك عن أمرك؟! فقد علمت يا إلهي أنه ليس في حكمك ظلم، ولا في
نقمتك عجلة، وإنما يعجل من يخاف الفوت ويحتاج إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا
إلهي عن ذلك. إلهي، فلا تجعلني للبلاء غرضا، ولا لنقمتك نصبا، ومهلني ونفسي،
وأقلني عثرتي، ولا ترد يدي في نحري، ولا تتبعني ببلاء على أثر بلاء، فقد ترى ضعفي
وتضرعي إليك، ووحشتي من الناس وأنسي بك، أعوذ بك اليوم فأعذني، وأستجير بك
فأجرني، وأستعين بك على الضراء فأعني، وأستنصرك فانصرني، وأتوكل عليك

(1) الجبه: الاستقبال بالمكروه (النهاية: 1 / 237).
(2) الكافي: 4 / 528 / 3، التهذيب: 5 / 276 / 945 كلاهما عن معاوية بن عمار.
80

فاكفني، وأؤمن بك فآمني، وأستهديك فاهدني، وأسترحمك فارحمني، وأستغفرك مما
تعلم فاغفر لي، وأسترزقك من فضلك الواسع فارزقني، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم " (1).
151 - عبد الله بن عمر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل الكعبة، وأسامة بن زيد، وبلال، وعثمان
بن طلحة الحجبي، فأغلقها عليه ومكث فيها، فسألت بلالا حين خرج: ما
صنع النبي (صلى الله عليه وآله)؟
قال: جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه - وكان
البيت يومئذ على ستة أعمدة - ثم صلى (2).
152 - عطاء عن أسامة بن زيد أنه دخل هو ورسول الله (صلى الله عليه وآله) البيت، فأمر بلالا فأجاف
الباب، والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة، فمضى حتى إذا كان بين الأسطوانتين
اللتين تليان باب الكعبة جلس، فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره. ثم قام
حتى أتى ما استقبل من دبر الكعبة، فوضع وجهه وخده عليه، وحمد الله وأثنى
عليه وسأله واستغفره. ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة، فاستقبله
بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله والمسألة والاستغفار. ثم خرج
فصلى ركعتين مستقبل وجه الكعبة، ثم انصرف فقال: هذه القبلة هذه القبلة (3).
153 - أبو حمزة: رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) في فناء الكعبة في الليل وهو يصلي، فأطال
القيام حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى ومرة على رجله اليسرى، ثم
سمعته يقول بصوت كأنه باك:

(1) التهذيب: 5 / 276 / 946.
(2) صحيح البخاري: 1 / 189 / 483، صحيح مسلم: 2 / 966 / 2358، سنن النسائي: 2 / 63، سنن
أبي داود: 2 / 213 / 1730، السنن الكبرى: 2 / 462 / 3780 نحوه، وراجع الكافي: 4 / 528 / 4.
(3) سنن النسائي: 5 / 219.
81

" يا سيدي، تعذبني وحبك في قلبي؟! أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طالما عاديتهم
فيك " (1).
154 - يونس بن يعقوب: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) قد دخل الكعبة، ثم أراد بين العمودين فلم
يقدر عليه، فصلى دونه. ثم خرج، فمضى حتى خرج من المسجد (2).
155 - معاوية بن عمار: رأيت العبد الصالح (عليه السلام) دخل الكعبة فصلى ركعتين على الرخامة
الحمراء، ثم قام فاستقبل الحائط بين الركن اليماني والغربي فوقع يده عليه ولزق
به ودعا، ثم تحول إلى الركن اليماني فلصق به ودعا، ثم أتى الركن الغربي، ثم
خرج (3).
ج - أدب الخروج
156 - عبد الله بن سنان: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، وهو خارج من الكعبة، وهو يقول:
" الله أكبر الله أكبر " حتى قالها ثلاثا، ثم قال:
" اللهم لا تجهد بلاءنا، ربنا ولا تشمت بنا أعداءنا، فإنك أنت الضار النافع ".
ثم هبط فصلى إلى جانب الدرجة، جعل الدرجة عن يساره مستقبل الكعبة
ليس بينها وبينه أحد، ثم خرج إلى منزله (4).
157 - يونس: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إذا دخلت الكعبة كيف أصنع؟ قال: خذ بحلقتي الباب
إذا دخلت، ثم امض حتى تأتي العمودين، فصل على الرخامة الحمراء، ثم إذا
خرجت من البيت فنزلت من الدرجة فصل عن يمينك ركعتين (5).

(1) الكافي: 2 / 579 / 10.
(2) الكافي: 4 / 530 / 9.
(3) الكافي: 4 / 529 / 5، التهذيب: 5 / 278 / 951.
(4) الكافي: 4 / 529 / 7، التهذيب: 5 / 279 / 956.
(5) الكافي: 4 / 530 / 10.
82

3 / 4
بدء البيت
158 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): بعث الله جبريل (عليه السلام) إلى آدم وحواء، فقال لهما: ابنيا لي بناء،
فخط لهما جبريل (عليه السلام)، فجعل آدم يحفر وحواء تنقل، حتى أجابه الماء،
نودي من تحته: حسبك يا آدم. فلما بنياه أوحى الله تعالى إليه أن يطوف
به، وقيل له: أنت أول الناس، وهذا أول بيت. ثم تناسخت القرون حتى
حجه نوح، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد منه (1).
159 - الإمام الباقر (عليه السلام): أما بدء هذا البيت فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة: (إني
جاعل في الأرض خليفة) فردت الملائكة على الله عز وجل فقالت: (أتجعل
فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) (2)؟! فأعرض عنها، فرأت أن ذلك من
سخطه فلاذت بعرشه، فأمر الله ملكا من الملائكة أن يجعل له بيتا في
السماء السادسة يسمى الضراح (3) بإزاء عرشه، فصيره لأهل السماء،
يطوف به سبعون ألف ملك في كل يوم لا يعودون، ويستغفرون. فلما أن
هبط آدم إلى السماء الدنيا أمره بمرمة هذا البيت - وهو بإزاء ذلك - فصيره
لآدم وذريته كما صير ذلك لأهل السماء (4).

(1) دلائل النبوة للبيهقي: 2 / 45 عن عبد الله بن عمرو بن العاص، كنز العمال: 12 / 213 / 34718 نقلا
عن البيهقي في السنن وابن عساكر عن ابن عمر.
(2) البقرة: 30.
(3) الضراح: بيت في السماء مقابل الكعبة في الأرض، قيل: هو البيت المعمور (تاج العروس: 4 / 134).
(4) الكافي: 4 / 187 / 1 عن أبي عباد عمران بن عطية عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وراجع أخبار مكة
للأزرقي: 1 / 32، مثير الغرام الساكن لابن الجوزي: 248.
83

160 - عنه (عليه السلام): أمر الله الملائكة أن تبني في الأرض بيتا ليطوف به من أصاب ذنبا من
ولد آدم (عليه السلام) كما طافت الملائكة بعرشه؛ فيرضى عنهم كما رضي عن
الملائكة، فبنوا مكان البيت بيتا رفع زمان الطوفان، فهو في السماء
الرابعة، يلجه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا، وعلى أساسه
وضع إبراهيم (عليه السلام) البيت (1).
161 - أبو خديجة عن الإمام الصادق (عليه السلام): قلت له: لم سمي البيت العتيق؟ قال: إن
الله عز وجل أنزل الحجر الأسود لآدم من الجنة، وكان البيت درة بيضاء،
فرفعه الله إلى السماء وبقي أسه، فهو بحيال هذا البيت يدخله كل يوم
سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا، فأمر الله إبراهيم وإسماعيل يبنيان
على القواعد (2).
162 - الإمام الباقر (عليه السلام): لما أهبط الله آدم من الجنة قال: إني منزل معك بيتا يطوف
حوله كما يطاف حول عرشي، ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي. فلما
كان زمن الطوفان رفع، فكانت الأنبياء (عليهم السلام) يحجونه ولا يعلمون مكانه،
حتى بوأه الله لإبراهيم (عليه السلام) فأعلمه مكانه، فبناه من خمسة أجبل: من
حراء، وثبير، ولبنان، وجبل الطور، وجبل الحمر (3).
163 - الإمام الصادق (عليه السلام): كان موضع الكعبة ربوة من الأرض بيضاء تضيء
كضوء الشمس والقمر، حتى قتل ابنا آدم أحدهما صاحبه فاسودت. فلما نزل
آدم رفع الله له الأرض كلها حتى رآها، ثم قال: هذه لك كلها. قال: يا رب، ما

(1) دعائم الإسلام: 1 / 292.
(2) علل الشرائع: 398 / 1، الفقيه: 2 / 242 / 2302 وليس فيه صدره، الكافي: 4 / 188 / 2 موقوفا.
(3) فقه القرآن لقطب الدين الراوندي: 1 / 292، مستدرك الوسائل: 9 / 328 / 11016 عنه؛ الدر
المنثور: 1 / 308 نقلا عن ابن جرير وابن حاتم والطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
84

هذه الأرض البيضاء المنيرة؟ قال: هي أرضي (1).
164 - الإمام علي (عليه السلام) - في قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس) -: أول بيت وضع
للناس مباركا فيه الهدى والرحمة والبركة، وأول من بناه إبراهيم، ثم بناه
قوم من العرب من جرهم (2)، ثم هدم فبنته قريش (3).
فائدة حول بناء البيت
لا يعرف بالضبط زمن بناء الكعبة، وتنقسم الروايات والأقوال في هذا
المجال إلى مجموعتين رئيسيتين:
تقول المجموعة الأولى: إن إبراهيم (عليه السلام) هو الذي أمر ببناء الكعبة (4)، بينما
تذهب المجموعة الثانية إلى أن الكعبة كانت موجودة قبل إبراهيم، وأنه (عليه السلام)
جدد بناءها فقط (5).
وأكثر الذاهبين إلى الرأي الثاني يقولون: إن آدم (عليه السلام) هو باني البيت.
وللتلفيق بين الرأيين يمكننا القول: إن البيت بني من قبل آدم (عليه السلام) في موضع معين
له من قبل، ولكن دثر زمنا طويلا، ثم جدده ورفع قواعده إبراهيم (عليه السلام) وأذن
في الناس بالحج إليه، بعد أن بوأه الله تعالى مكانه وأرشده وعلمه عبادة

(1) الكافي: 4 / 189 / 4 عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه.
(2) جرهم - بضم الجيم -: حي من اليمن، نزلوا مكة (تاج العروس: 16 / 107).
(3) المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 43، وراجع تفسير القمي: 1 / 61.
(4) الكافي: 4 / 206 / 6، الميزان: 3 / 358، كنز العرفان: 1 / 338، وراجع المفصل في تاريخ العرب:
6 / 430.
(5) الكافي: 4 / 187 - 190 و 203، الفقيه: 2 / 241 / 2299، تفسير العياشي: 1 / 60، علل الشرائع:
406 / 7، تاريخ اليعقوبي: 1 / 6 و 25؛ أخبار مكة للأزرقي: 1 / 33 و 36 - 43، الكامل في التاريخ:
1 / 52، وراجع تفسير الطبري: 1 / 546 - 549.
85

الحج ومناسكه وشعائره العظيمة، فوضع أول بيت للناس. وبعبارة أخرى:
إن دور إبراهيم (عليه السلام) يوازي في حياة الكعبة الدور الذي نهض به أبونا آدم (عليه السلام).
3 / 5
تجديد بناء البيت
(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع
العليم) (1).
165 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): دثر مكان البيت فلم يحجه هود ولا صالح، حتى بوأه الله
عز وجل لإبراهيم (2).
166 - الإمام علي (عليه السلام): أوحى الله إلى إبراهيم (عليه السلام) أن ابن لي بيتا في الأرض أعبد فيه،...
وكان إبراهيم (عليه السلام) يبني وإسماعيل يناوله الحجر ويرفع إليه القواعد. فلما
صار إلى مكان الركن الأسود قال إبراهيم لإسماعيل: أعطني الحجر لهذا
الموضع، فلم يجده وتلكأ، فقال: اذهب فاطلبه، فذهب ليأتيه به، فأتاه
جبرئيل (عليه السلام) بالحجر الأسود، فجاء إسماعيل (عليه السلام) وقد وضعه إبراهيم موضعه،
فقال: من جاءك بهذا؟ فقال: من لم يتكل على بنائك. فمكث البيت حينا،
فانهدم فبنته العمالقة، ثم مكث حينا فانهدم فبنته جرهم، ثم انهدم فبنته
قريش (3).
167 - كلثوم بن عبد المؤمن الحراني عن الإمام الصادق (عليه السلام): أمر الله عز وجل إبراهيم (عليه السلام) أن
يحج ويحج إسماعيل معه ويسكنه الحرم، فحجا... فلما كان من قابل أذن الله

(1) البقرة: 127.
(2) الفردوس: 2 / 220 / 3072، الدر المنثور: 6 / 29، كنز العمال: 12 / 196 / 34640 نقلا عن
الزبير بن بكار في النسب كلها عن عائشة.
(3) دعائم الإسلام: 1 / 292.
86

لإبراهيم (عليه السلام) في الحج وبناء الكعبة. وكانت العرب تحج إليه، وإنما كان ردما إلا أن
قواعده معروفة، فلما صدر الناس جمع إسماعيل الحجارة، وطرحها في جوف
الكعبة، فلما أذن الله له في البناء قدم إبراهيم (عليه السلام)، فقال: يا بني، قد أمرنا الله ببناء
الكعبة. وكشفا عنها، فإذا هو حجر واحد أحمر، فأوحى الله عز وجل إليه: ضع
بناءها عليه، وأنزل الله عز وجل أربعة أملاك يجمعون إليه الحجارة، فكان
إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) يضعان الحجارة والملائكة تناولهما، حتى تمت اثني عشر
ذراعا، وهيئا له بابين: بابا يدخل منه، وبابا يخرج منه، ووضعا عليه عتبا
وشرجا من حديد على أبوابه.
وكانت الكعبة عريانة، فصدر إبراهيم وقد سوى البيت، وأقام
إسماعيل... وقالت له المرأة [أي زوجته]، وكانت عاقلة: فهلا تعلق على
هذين البابين سترين، سترا من هاهنا وسترا من هاهنا؟ فقال لها: نعم.
فعملا لهما سترين طولهما اثنا عشر ذراعا، فعلقاهما على البابين
فأعجبهما ذلك، فقالت: فهلا أحوك للكعبة ثيابا فتسترها كلها، فإن هذه
الحجارة سمجة! فقال لها إسماعيل: بلى، فأسرعت في ذلك، وبعثت إلى
قومها بصوف كثير تستغزلهم.
قال أبو عبد الله (عليه السلام): وإنما وقع استغزال النساء من ذلك بعضهن لبعض
لذلك.
قال: فأسرعت واستعانت في ذلك، فكلما فرغت من شقة علقتها، فجاء
الموسم وقد بقي وجه من وجوه الكعبة، فقالت لإسماعيل: كيف نصنع بهذا
الوجه الذي لم تدركه الكسوة؟ فكسوه خصفا، فجاء الموسم، وجاءته العرب
على حال ما كانت تأتيه، فنظروا إلى أمر أعجبهم، فقالوا: ينبغي لعامل هذا
البيت أن يهدى إليه، فمن ثم وقع الهدي، فأتى كل فخذ من العرب بشيء يحمله
من ورق ومن أشياء غير ذلك حتى اجتمع شيء كثير، فنزعوا ذلك الخصف
وأتموا كسوة البيت، وعلقوا عليها بابين. وكانت الكعبة ليست بمسقفة، فوضع
87

إسماعيل فيها أعمدة مثل هذه الأعمدة التي ترون من خشب، وسقفها إسماعيل
بالجرائد وسواها بالطين، فجاءت العرب من الحول فدخلوا الكعبة ورأوا
عمارتها، فقالوا: ينبغي لعامل هذا البيت أن يزاد. فلما كان من قابل جاءه
الهدي، فلم يدر إسماعيل كيف يصنع، فأوحى الله عز وجل إليه أن انحره
وأطعمه الحاج... الحديث (1).
3 / 6
البيت في الجاهلية
168 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): قصي أول من جدد الكعبة بعد كلاب بن مرة (2).
169 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعائشة -: يا عائشة، لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية
لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما اخرج منه، وألزقته بالأرض،
وجعلت له بابين: بابا شرقيا وبابا غربيا، فبلغت به أساس إبراهيم (3).
170 - يحيى بن شبل عن أبي جعفر: كان باب الكعبة على عهد إبراهيم
وجرهم بالأرض حتى بنتها قريش، قال أبو حذيفة بن المغيرة: يا معشر قريش
ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخل عليكم إلا بسلم فإنه لا يدخل عليكم إلا من
أردتم، فإن جاء أحد ممن تكرهون رميتم به فيسقط فكان نكالا لمن رآه

(1) الكافي: 4 / 202 / 3، علل الشرائع: 586 / 32.
(2) الأوائل للطبراني: 63 / 35 عن أبي سعيد الخدري، كنز العمال: 12 / 213 / 34719 نقلا عن مسند
الفردوس وفيه " أول من جدر ".
قال العارف عبد الغني: قام [قصي بن كلاب] بهدم الكعبة، ثم بناه بنيانا لم يبنه أحد قبله، وكان
طول جدرانه تسعة أذرع، فجعله ثمانية عشر ذراعا دائما، وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل.
(تاريخ أمراء مكة المكرمة: 50).
(3) صحيح البخاري: 2 / 574 / 1509 عن عائشة.
88

ففعلت قريش ذلك وردموا الردم الأعلى وصرفوا السيل عن الكعبة وكسوها
الوصائل (1).
171 - سعيد بن عمرو الهذلي عن أبيه: رأيت قريشا يفتحون البيت في الجاهلية يوم الاثنين
والخميس وكان حجابه يجلسون عند بابه فيرتقي الرجل إذا كانوا لا يريدون
دخوله فيدفع ويطرح وربما عطب وكانوا لا يدخلون الكعبة بحذاء يعظمون ذلك
ويضعون نعالهم تحت الدرجة (2).
172 - عائشة: سألت النبي (صلى الله عليه وآله) عن الجدر أمن البيت هو؟ قال: نعم، قلت: فما لهم لم
يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة، قلت: فما شأن بابه
مرتفعا؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن
قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن ادخل الجدر في
البيت وأن الصق بابه بالأرض (3).
173 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن قريشا في الجاهلية هدموا البيت، فلما أرادوا بناءه حيل بينهم
وبينه، وألقي في روعهم الرعب حتى قال قائل منهم: ليأتي كل رجل منكم
بأطيب ماله، ولا تأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام. ففعلوا، فخلي
بينهم وبين بنائه، فبنوه حتى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود، فتشاجروا فيه:
أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه، حتى كاد أن يكون بينهم شر، فحكموا أول
من يدخل من باب المسجد، فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما أتاهم أمر بثوب فبسط،
ثم وضع الحجر في وسطه، ثم أخذت القبائل بجوانب الثوب

(1) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 171.
(2) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 174.
(3) صحيح البخاري: 2 / 574 / 1507، صحيح مسلم: 2 / 973 / 405 و ص 971 / 403 نحوه، سنن
ابن ماجة: 2 / 985 / 2955 وفيه " الحجر " بدل " الجدر ".
89

فرفعوه، ثم تناوله (صلى الله عليه وآله) فوضعه في موضعه، فخصه الله به (1).
فائدة حول تجديد بناء البيت
يذكر أهل الأخبار أن البيت قد تهدم مرارا، وأن السيول قوضت
قواعده عدة مرات، لذلك لم يتمكن بيت إبراهيم وإسماعيل من البقاء، ولكن
الجاهليين حرصوا على المحافظة على أسسه وشكله وموضعه، وأنهم كانوا -
بعد كل هدم أو تصدع يصيبه - يحاولون إرجاعه إلى ما كان عليه في أيام آبائهم
وأجدادهم جهد إمكانهم، لا يحدثون فيه تغييرا ولا يدخلون على صورة بنائه
تبديلا.
والبيت الحرام بناء مكعب، ولذلك قيل له: " الكعبة ". وصفه أهل
الأخبار فقالوا: كانت الكعبة قبل الإسلام بخمسة أعوام صنما، أي حجارة
وضعت بعضها على بعض من غير ملاط، فوق القامة، وقيل: كانت تسع أذرع من
عهد إسماعيل، ولم يكن لها سقف، وكان لها باب ملتصقة بالأرض، وكان أول
من عمل لها غلقا هو تبع. ثم صنع عبد المطلب لها بابا من حديد، حلاها بالذهب
من ذهب الغزالين. وهو أول ذهب حليت به الكعبة.
ووصف أهل الأخبار لها على النحو المذكور يجعلنا نتصورها وكأنها
خربة بدائية بسيطة، هي ساحة تكاد تكون مربعة أحيطت بجدار من أحجار
رضمت بعضها فوق بعض من غير مادة بناء تمسك بينها، تحط في فنائها الطيور
وسباع السماء، ولا يحول بين أرضها وبين أشعة الشمس المحرقة والأمطار التي
تنزل على مكة أحيانا، على شكل مياه خارجة من أفواه قرب، أي حائل. إنها
في الواقع حائط من أحجار لا يزيد ارتفاعه على قامة إنسان.
ويذكر بعض أهل الأخبار أن أول من بنى جدار الكعبة عامر الجادر من

(1) الكافي: 4 / 217 / 3 عن سعيد بن عبد الله الأعرج.
90

الأزد، فقيل له: " الجادر " وكان أول من جدر الكعبة بعد إسماعيل.
وأول تسقيف لها كان - كما يذكر أهل الأخبار - في التعمير الذي أجري
عليها في النصف الأول من القرن السابع للميلاد، وذلك قبل الإسلام بخمس
سنين، وعمر الرسول يومئذ خمس وثلاثون سنة. وسبب ذلك حريق أصابها -
كما يزعمون - فقرروا إعادة بنائها، واجتمعوا وعملوا رأيهم، فكان قرارهم
تسقيفها بخشب، وقد أقيم السقف على ستة أعمدة من الخشب، وزعت في
صفين، وزادوا فيها تسع أذرع، فصارت ثماني عشرة ذراعا، ورفعوا بابها عن
الأرض، فكان لا يصعد إليها إلا في درج أو سلم. ورفعوا من جدرانها التي بنوها
بساف من حجر وساف من خشب، حتى زادت على ما كانت عليه في الأصل.
وورد في الأخبار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما دخل الكعبة عام الفتح، قام عند سارية
فدعا، وفيها ست سوار.
وذكر أهل الأخبار أن سبب بنيان الكعبة هو أنها كانت رضمة فوق
القامة، وأنها كانت قد تصدعت حتى تداعت جدرانها وتساقطت أحجارها،
فأرادوا رفعها وتسقيفها، وذلك أن نفرا من قريش وغيرهم سرقوا كنز الكعبة،
وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة، فأجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها.
ولم يكن هذا البناء الجديد بناء فخما، كما يظهر من الوصف الوارد في
كتب أهل الأخبار. كل ما فيه أنه غرفة سقفت الآن بخشب، أقيم سقفها على
صفين من أعمدة، كل صف ذو ثلاثة أعمدة. وأما حيطانها، فقد زيد ارتفاعها
فصار ثماني عشرة ذراعا، بعد أن كانت تسع أذرع، أو ارتفاع قامة أو أعلى من
ذلك بقليل. وقد بنيت هذه المرة من مادة بناء قوية، جعلت مدماكا (1) من

(1) المدماك: عند أهل الحجاز، هو الساف من البناء عند العراقيين، وهو كل صف من اللبن (تاج العروس:
13 / 563).
91

حجارة ومدماكا من خشب، فكان الخشب خمسة عشر مدماكا، والحجارة ستة
عشر مدماكا. وجعلوا سقفها مسطحا له ميزاب، يسيل منه ماء المطر.
وهو على الجملة لا يقاس بشيء بمعابد العربية الجنوبية، مثل معبد
المقه بمدينة مأرب، أو المعابد الأخرى التي تمكن الباحثون من الوقوف على
أسسها ومعالمها، من حيث مساحة البناء أو الفن أو الروعة والعظمة (1).
3 / 7
قصة أصحاب الفيل
(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل
عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول) (2).
174 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): جاءتهم طير أبابيل مثل الحدأ في صورة السباع (3).
175 - الإمام الصادق (عليه السلام): لما أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بإبل
لعبد المطلب فاستاقوها، فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد إبله عليه،
فاستأذن عليه فأذن له، وقيل له: إن هذا شريف قريش - أو عظيم قريش - وهو
رجل له عقل ومروة، فأكرمه وأدناه، ثم قال لترجمانه: سله ما حاجتك؟ فقال
له: إن أصحابك مروا بإبل لي فاستاقوها فأحببت أن تردها علي. فتعجب من
سؤاله إياه رد الإبل، وقال: هذا الذي زعمتم أنه عظيم قريش وذكرتم عقله؟!
يدع أن يسألني أن أنصرف عن بيته الذي يعبده! أما لو سألني أن أنصرف عن
هده لانصرفت له عنه. فأخبره الترجمان بمقالة الملك، فقال له

(1) المفصل في تاريخ العرب: 6 / 432 - 435، وراجع أخبار مكة للأزرقي: 1 / 17.
(2) الفيل: 1 - 5.
(3) كنز العمال: 2 / 556 / 4718 نقلا عن الديلمي عن الإمام علي (عليه السلام).
92

عبد المطلب: إن لذلك البيت ربا يمنعه، وإنما سألتك رد إبلي لحاجتي إليها، فأمر
بردها عليه (1).
176 - أبو مريم عن الإمام الباقر (عليه السلام): سألته عن قول الله عز وجل: (وأرسل عليهم طيرا
أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل)، قال: كان طير ساف (2) جاءهم من قبل
البحر، رؤوسها كأمثال رؤوس السباع، وأظفارها كأظفار السباع من
الطير، مع كل طائر ثلاثة أحجار: في رجليه حجران، وفي منقاره حجر،
فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم بها، وما كان
قبل ذلك رئي شيء من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا
بعده. قال: ومن أفلت منهم يومئذ انطلق، حتى إذا بلغوا حضرموت - وهو
واد دون اليمن - أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين. قال: وما رئي في
ذلك الوادي ماء قط قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة. قال: فلذلك سمي
حضرموت حين ماتوا فيه (3).
فائدة:
هجم أبرهة الأشرم " أبو يكسوم " على الكعبة سنة 570 م، أي قبل
بعثة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأربعين سنة. وبعض اعتبر تاريخ الهجوم في
سنوات أخرى، وآخر تاريخ ذكروه هو عام 581 م.
ويعزى الهجوم إلى مجموعة من البواعث السياسية والاقتصادية والدينية. قام
أبرهة أولا ببناء معبد عظيم في مركز حكمه (اليمن) ليصرف أنظار الناس

(1) الكافي: 4 / 216 / 2 عن هشام بن سالم و ج 1 / 447 / 25 عن أبان بن تغلب نحوه.
(2) أسف الطائر: إذا دنا من الأرض في طيرانه (النهاية: 2 / 375).
(3) الكافي: 8 / 84 / 44.
93

إليه من الكعبة، ولكن العرب لم يكتفوا بعدم التوجه إلى ذلك المكان، بل
أهانوه أيضا. وهذا الأمر أصبح ذريعة لأبرهة ليشن هجومه على مكة
ويهدم الكعبة، ثم ينقل - بزعمه - المركز الديني والسياسي لجزيرة العرب
إلى اليمن ويفرض دينه ويجعل نفسه الحاكم المطلق للحجاز. ولكن جعل
الله كيده في تضليل، وفعل بأصحابه ما هو به حقيق.
3 / 8
ما جرى على البيت في تاريخ الإسلام
177 - عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد: لم يكن على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) حول البيت
حائط، كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر، فبنى حوله حائطا.
قال عبيد الله: جدره (1) قصير، فبناه ابن الزبير (2).
178 - الإمام الصادق (عليه السلام): كانت الكعبة على عهد إبراهيم (عليه السلام) تسعة أذرع، وكان لها
بابان، فبناها عبد الله بن الزبير، فرفعها ثماني عشرة ذراعا، فهدمها
الحجاج فبناها سبعة وعشرين ذراعا (3).

(1) الجدر والجدار: الحائط (لسان العرب: 4 / 121).
(2) صحيح البخاري: 3 / 1392 / 3618.
(3) الكافي: 4 / 207 / 7 عن سعيد بن جناح عن عدة من أصحابنا، وراجع الفقيه: 2 / 247 / 2319.
94

فائدة:
تم تجديد بناء الكعبة وترميمها عدة مرات طيلة التاريخ الإسلامي
وهذه التعميرات كانت تؤدى - عادة - بعد السيول التي كانت كثيرا ما
تصيب مكة، وأحيانا بعد الحروب.
أ - السيول:
منذ صدر الإسلام وإلى الآن، أصاب المسجد الحرام والكعبة ما يقرب
من تسعين سيلا. وقد سمي بعضها بأسماء خاصة؛ مثل: سيل أم نهشل في
خلافة عمر، وجحاف والمخبل في خلافة عبد الملك بن مروان، وسيل
ابن حنظلة أيام المأمون.
ب - الحروب:
رغم قدسية الكعبة، فإن ثلاث حملات كبيرة على مكة ألحقت بالكعبة
خسائر فادحة، وهي كما يلي:
1 - حملة يزيد بن معاوية، نفذها حصين بن نمير عام 63 ه‍ لقمع حركة
عبد الله بن الزبير.
2 - حملة عبد الملك بن مروان، نفذها الحجاج الثقفي عام 73 ه‍ لقمع
ابن الزبير.
3 - حملة القرامطة أيام العباسيين عام 317 ه‍ واختطاف الحجر
الأسود.
ونسب تعمير البيت إلى الملوك والحكام الذين تم ذلك في زمنهم
كعبد الله بن الزبير 64 ه‍، وعبد الملك بن مروان 74 ه‍، وسليم العثماني
960 ه‍، ومراد العثماني 1040 ه‍، وأخيرا رصف داخل البيت 1417 ه‍.
95

الفصل الرابع
آيات بيت الله
4 / 1
جوامع آياته
(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام
إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر
فإن الله غني عن العالمين) (1).
179 - ابن سنان: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (إن أول بيت وضع للناس
للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات)، ما هذه الآيات البينات؟
قال: مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه، والحجر
الأسود، ومنزل إسماعيل (عليه السلام) (2).

(1) آل عمران: 96 و 97.
(2) الكافي: 4 / 223 / 1، تفسير العياشي: 1 / 187 / 99، الفقيه: 2 / 234 / 2282 نحوه من " فيه
آيات بينات.... ".
97

بيان:
" آيات بينات " (1) تطلق على الآثار الباقية في مكة من العهد القديم،
والتي تشمل مقام إبراهيم، والحجر الأسود، وحجر إسماعيل. هذه الثلاثة
منصوص عليها كما ورد في الرواية (2).
وزاد عليها بعض المفسرين: الحطيم وزمزم وأركان الكعبة الأربعة،
واعتبروا أماكن مكة المقدسة والحرم - كالمشعر الحرام وعرفات - من
مصاديق " الآيات البينات " أيضا (3).
واعتبر العلامة الطباطبائي كل الأقسام الثلاثة المذكورة في
الآية الشريفة " مقام إبراهيم، من دخله كان آمنا، ولله على الناس حج
البيت " في مقام توضيح الآيات البينات (4).
4 / 2
مقام إبراهيم وموضعه
180 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله فضل مكة وجعل بعضها أفضل من بعض، فقال:

(1) " آيات بينات " هي القراءة المشهورة، وقرأها ابن عباس: " آية بينة " (التبيان: 2 / 537).
(2) الكافي: 4 / 223 / 1، وراجع ص 210 / 1، روضة المتقين: 4 / 113.
(3) الدر المنثور: 2 / 270؛ التبيان: 2 / 537، مجمع البيان: 2 / 798.
(4) الميزان: 3 / 352. وقال: سيقت هذه الجمل الثلاث - أعني قوله: مقام إبراهيم، من دخله كان آمنا،
ولله على الناس حج البيت - كل لغرض خاص من إخبار أو إنشاء حكم، ثم تتبين بها " الآيات " فتعطي
فائدة البيان، كما يقال: فلان رجل شريف، هو ابن فلان ويقري الضيف ويجب علينا أن نتبعه.
98

(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) (1) (2).
181 - زرارة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قد أدركت الحسين (عليه السلام)؟ قال: نعم، أذكر وأنا
معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل والناس يقومون على المقام، يخرج
الخارج يقول: قد ذهب به السيل! ويخرج منه الخارج فيقول: هو مكانه!
قال: فقال لي: يا فلان، ما صنع هؤلاء؟ فقلت: أصلحك الله، يخافون أن يكون السيل
قد ذهب بالمقام، فقال: ناد أن الله تعالى قد جعله علما لم يكن ليذهب به،
فاستقروا. وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم (عليه السلام) عند جدار البيت، فلم يزل
هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم، فلما فتح النبي (صلى الله عليه وآله)
مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم (عليه السلام)، فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن
الخطاب فسأل الناس: من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟ فقال رجل:
أنا قد كنت أخذت مقداره بنسع (3)، فهو عندي، فقال: ائتني به، فأتاه به، فقاسه ثم
رده إلى ذلك المكان (4).
182 - الإمام الصادق (عليه السلام): لما أوحى الله تعالى إلى إبراهيم (عليه السلام) أن أذن في الناس بالحج
أخذ الحجر الذي فيه أثر قدميه - وهو المقام - فوضعه بحذاء البيت لاصقا
بالبيت بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم، ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما
أمره الله تعالى به، فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر، فغرقت رجلاه فيه،

(1) البقرة: 125.
(2) كامل الزيارات: 59 / 38 عن مرازم، وراجع وسائل الشيعة: 5 / 270 / الباب 52؛ كنز العمال:
12 / 195 و 235 و 236 و 258 و 270.
(3) النسعة - بالكسر -: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره، وقد تنسج عريضة تجعل على صدر
البعير، والجمع: نسع ونسع وأنساع (النهاية: 5 / 48).
(4) الكافي: 4 / 223 / 2.
99

فقلع إبراهيم (عليه السلام) رجليه من الحجر قلعا. فلما كثر الناس وصاروا إلى الشر
والبلاء ازدحموا عليه فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم،
ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت. فلما بعث الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وآله) رده إلى
الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم (عليه السلام)، فما زال فيه حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وفي زمن أبي بكر وأول ولاية عمر، ثم قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا
المقام، فأيكم يعرف موضعه في الجاهلية؟ فقال له رجل: أنا أخذت قدره
بقدر. قال: والقدر عندك؟ قال: نعم، قال: فائت به، فجاء به فأمر بالمقام
فحمل، ورد إلى الموضع الذي هو فيه الساعة (1).
فائدة حول مقام إبراهيم
إن مقام إبراهيم من الآيات الإلهية البينة. والرأي المشهور هو أن هذه
الصخرة المعروفة نفسها، التي تقع بالقرب من الكعبة، اتخذها إبراهيم
مقاما عندما كان يرفع القواعد من البيت. وفي هذه الصخرة يرى أثر قدم
إنسان بوضوح. وهذا بذاته معجزة وآية إلهية بينة، فكيف يترك قدم
الإنسان أثرا في جسم صلب صلد؟! وكيف يبقى هذا لسنوات طويلة رغم
السيول والحروب والغارات؟!
ونقلت ثلاثة أقوال أخرى في تفسير مقام إبراهيم عن ابن عباس
ومجاهد وعطاء (2)، ولكن الروايات تؤيد الرأي المشهور.
وهناك اختلاف في الرأي حول زمن حصول هذه المعجزة وقيام
إبراهيم على هذه الصخرة:

(1) علل الشرائع: 423 / 1 عن عمار بن موسى أو عن عمار عن سليمان بن خالد.
(2) التبيان: 1 / 453؛ تفسير الطبري: 1 / 536.
100

فبعض يجعله عندما كان إبراهيم (عليه السلام) يبني الكعبة ويرفع قواعد البيت،
ويرى هذا الفريق من المؤرخين أن إبراهيم كان يقف عليها ليتمكن من بناء
القسم العلوي لجدار الكعبة (1).
ويذهب الفريق الثاني إلى أن إبراهيم (عليه السلام) وقف على هذه الصخرة لإعلان
الحج، امتثالا للأمر الإلهي: (وأذن في الناس بالحج) (2). وهناك أقوال أخرى
في هذا المجال أيضا (3)؛ من بينها قول القفال: يحتمل أن هذه الصخرة كان
يستخدمها إبراهيم (عليه السلام) في كل الوقائع المذكورة (4).
فائدة حول موضع المقام
إن تغيير مكان " مقام إبراهيم " هو من مسلمات التاريخ (5)، وقد ورد في
كثير من كتب السير والحديث والتاريخ أنه أقرب إلى الكعبة من موضعه
الفعلي أو ملصق بها (6).

(1) أخبار مكة للفاكهي: 1 / 454 / 995، أخبار مكة للأزرقي: 1 / 59، تفسير البغوي: 1 / 114،
تاريخ الطبري: 1 / 260؛ روضة المتقين: 4 / 114.
(2) أخبار مكة للفاكهي: 1 / 451 / 990، أخبار مكة للأزرقي: 2 / 29 و 30؛ مجمع البيان: 7 / 128،
وراجع الكافي: 4 / 206 / 6.
(3) أخبار مكة للفاكهي: 1 / 450 / 988، مثير الغرام الساكن لابن الجوزي: 312.
(4) تفسير غرائب القرآن " بهامش تفسير الطبري ": 1 / 395.
(5) أخبار مكة للفاكهي: 1 / 455 / 998؛ شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام: 1 / 207، البحار:
99 / 230 / 4.
(6) وسائل الشيعة: 13 / 423 ذيل الحديث 18112؛ الطبقات الكبرى: 3 / 284، فتح الباري:
6 / 406 ضمن شرح الحديث 3365، مثير الغرام الساكن لابن الجوزي: 313، شرح نهج البلاغة: 12
/ 75، تاريخ الخلفاء: 160.
101

ولكن طبقا لبعض الأحاديث، فإنه تم إبعاده أولا زمن الجاهلية، ثم قام
الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بإرجاعه بعد فتح مكة إلى موضعه الأصلي الذي وضعه
النبي إبراهيم (عليه السلام) فيه (1)، ثم نقله عمر إلى مكانه الفعلي الذي يستقر فيه (2).
أما سبب نقله فيختلفون فيه: كذهاب السيل بالمقام (3)، أو لأجل توسيع
المطاف (4)، أو خشية أن يطأه الطائفون بأقدامهم (5).
4 / 3
الحجر الأسود
أ - الحجر يمين الله
183 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحجر يمين الله في أرضه، فمن مسحه مسح يد الله (6).
184 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحجر يمين الله في الأرض يصافح به عباده (7).
185 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحجر يمين الله في الأرض، فمن مسح يده على الحجر فقد بايع الله
أن لا يعصيه (8).

(1) الكافي: 4 / 223 / 2 و ج 4 / 59، علل الشرائع: 423 / 1.
(2) الكافي: 4 / 223 / 2 و ج 4 / 59، علل الشرائع: 423 / 1.
(3) أخبار مكة للأزرقي: 2 / 33 - 35، أخبار مكة للفاكهي: 1 / 456 / 1000.
(4) فتح الباري: 3 / 169؛ علل الشرائع: 423 / 1.
(5) أخبار مكة للفاكهي: 1 / 454 / 995.
(6) جامع الأحاديث للقمي: 71 عن موسى بن إبراهيم عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(7) الفردوس: 2 / 159 / 2808 عن جابر؛ عوالي اللآلي: 1 / 51 / 75، المحجة البيضاء: 2 / 203
كلاهما عن ابن عباس.
(8) الفردوس: 2 / 159 / 2807 عن أنس بن مالك.
102

186 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحجر يمين الله، فمن شاء صافحه بها (1).
راجع: ص 194 " استلام الحجر وآدابه ".
ب - أصل الحجر
187 - عقبة بن بشير عن أحدهما (عليهما السلام): إن الله عز وجل أمر إبراهيم ببناء الكعبة وأن
يرفع قواعدها ويري الناس مناسكهم، فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت كل
يوم سافا، حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود.
قال أبو جعفر (عليه السلام): فنادى أبو قبيس إبراهيم (عليه السلام): إن لك عندي وديعة،
فأعطاه الحجر فوضعه موضعه (2).
188 - الإمام علي (عليه السلام) - في جواب اليهودي لما سأله عن أول حجر وضع على وجه
الأرض -: يا يهودي، أنتم تقولون: أول حجر وضع على وجه الأرض
الذي في بيت المقدس وكذبتم، هو الحجر الذي نزل به آدم من الجنة.
قال [اليهودي]: صدقت والله، إنه لبخط هارون وإملاء موسى (3).
189 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس في الأرض من الجنة إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة، وأواق

(1) المجازات النبوية: 444 / 361. قال الشريف الرضي (رحمه الله) في بيانه: وهذا القول مجاز، والمراد أن
الحجر جهة من جهات القرب إلى الله، فمن استلمه وباشره قرب من طاعته تعالى، فكان كاللاصق بها،
والمباشر لها، فأقام عليه الصلاة والسلام اليمين هاهنا مقام الطاعة التي يتقرب بها إلى الله سبحانه على
طريق المجاز والاتساع؛ لأن من عادة العرب إذا أراد أحدهم التقرب من صاحبه وفضل الأنسة
بمخالطته أن يصافحه بكفه، ويعلق يده بيده، وقد علمنا في القديم تعالى أن الدنو يستحيل على ذاته،
فيجب أن يكون ذلك دنوا من طاعته ومرضاته، ولما جاء عليه الصلاة والسلام بذكر اليمين أتبعه بذكر
الصفاح، ليوفي الفصاحة حقها، ويبلغ بالبلاغة غايتها.
(2) الكافي: 4 / 205 / 4 و ص 188 / 2 نحوه، وراجع الفقيه: 2 / 242 / 2302.
(3) الخصال: 476 / 40 عن صالح بن عقبة عن الإمام الصادق (عليه السلام).
103

تنزل في الفرات كل يوم من بركة الجنة، والحجر (1).
190 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحجر الأسود من الجنة (2).
191 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحجر الأسود من حجارة الجنة (3).
192 - المنذر الثوري عن الإمام الباقر (عليه السلام): سألته عن الحجر، فقال: نزلت ثلاثة
أحجار من الجنة: الحجر الأسود استودعه إبراهيم، ومقام إبراهيم، وحجر
بني إسرائيل. قال أبو جعفر (عليه السلام): إن الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض،
وكان أشد بياضا من القراطيس، فاسود من خطايا بني آدم (4).
ج - وضع الحجر في الجاهلية
193 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا وضعت الركن بيدي يوم اختلفت قريش في وضعه (5).
194 - ابن شهاب: لما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحلم أجمرت امرأة الكعبة وطارت شرارة من
مجمرتها في ثياب الكعبة فاحترقت، فهدموها، حتى إذا بنوها فبلغوا موضع
الركن اختصمت قريش في الركن: أي القبائل تلي رفعه، فقالوا: تعالوا نحكم
أول من يطلع علينا، فطلع عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو غلام عليه وشاح نمرة،
فحكموه فأمر بالركن فوضع في ثوب، ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية
من الثوب، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن، فكان هو يضعه (6).

(1) تاريخ بغداد: 1 / 55 عن أبي هريرة.
(2) سنن النسائي: 5 / 226 عن ابن عباس.
(3) السنن الكبرى: 5 / 122 / 9231 عن أنس.
(4) تفسير العياشي: 1 / 59 / 93.
(5) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 172 عن عمر بن علي.
(6) دلائل النبوة للبيهقي: 2 / 57، أخبار مكة للأزرقي: 1 / 158، وراجع دعائم الإسلام: 1 / 292.
104

د - في عصر عبد الملك
195 - الصدوق: روي أن الحجاج لما فرغ من بناء الكعبة سأل علي بن الحسين (عليهما السلام)
أن يضع الحجر في موضعه، فأخذه ووضعه في موضعه (1).
196 - الراوندي: إن الحجاج بن يوسف لما خرب الكعبة، بسبب مقاتلة عبد الله بن
الزبير، ثم عمروها، فلما أعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود،
فكلما نصبه عالم من علمائهم أو قاض من قضاتهم أو زاهد من زهادهم
يتزلزل ويقع ويضطرب، ولا يستقر الحجر في مكانه.
فجاءه علي بن الحسين (عليهما السلام) وأخذه من أيديهم، وسمى الله، ثم نصبه،
فاستقر في مكانه، وكبر الناس (2).
ه‍ - في عصر القرامطة
197 - جعفر بن محمد بن قولويه: لما وصلت بغداد في سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة للحج - وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من
البيت - كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لانه يمضي في أثناء
الكتب قصة أخذه، وأنه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان، كما في زمان
الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مكانه فاستقر.
فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ لي ما قصدت له،
فاستنبت المعروف بابن هشام، وأعطيته رقعة مختومة، أسأل فيها عن
مدة عمري، وهل تكون المنية في هذه العلة، أم لا؟

(1) الفقيه: 2 / 247 / 2321.
(2) الخرائج والجرائح: 1 / 268 / 11، مدينة المعاجز: 4 / 414.
105

وقلت: همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه، وأخذ
جوابه، وإنما أندبك لهذا.
فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر
بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر
في مكانه، وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلما عمد
إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم، فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه،
فتناوله ووضعه في مكانه، فاستقام كأنه لم يزل عنه، وعلت لذلك
الأصوات، وانصرف خارجا من الباب. فنهضت من مكاني أتبعه، وأدفع
الناس عني يمينا وشمالا، حتى ظن بي الاختلاط في العقل، والناس
يفرجون لي، وعيني لا تفارقه، حتى انقطع عن الناس، فكنت أسرع السير
خلفه، وهو يمشي على تؤدة ولا أدركه.
فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف والتفت إلي فقال: هات ما
معك، فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر فيها:
قل له: لا خوف عليك في هذه العلة، ويكون ما لابد منه بعد ثلاثين
سنة.
فوقع علي الزمع (1) حتى لم أطق حراكا، وتركني وانصرف (2).
4 / 4
حجر إسماعيل وآدابه
198 - الإمام الصادق (عليه السلام): الحجر بيت إسماعيل، وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل (3).

(1) الزمع: الدهش (تاج العروس: 11 / 192).
(2) الخرائج والجرائح: 1 / 475 / 18، البحار: 99 / 226 / 26 عنه.
(3) الكافي: 4 / 210 / 14 عن المفضل بن عمر.
106

199 - عنه (عليه السلام): إن إسماعيل صلوات الله عليه توفي وهو ابن مائة وثلاثين سنة،
ودفن بالحجر مع أمه (1)
200 - معاوية بن عمار: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحجر: أمن البيت هو أو فيه شيء
من البيت؟ فقال: لا، ولا قلامة ظفر، ولكن إسماعيل دفن أمه فيه فكره أن
توطأ، فحجر عليه حجرا، وفيه قبور أنبياء (2).
201 - الإمام الصادق (عليه السلام): دفن في الحجر، مما يلي الركن الثالث، عذارى بنات إسماعيل (3).
202 - أبو بلال المكي: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) دخل الحجر من ناحية الباب، فقام
يصلي على قدر ذراعين من البيت، فقلت له: ما رأيت أحدا من أهل بيتك
يصلي بحيال الميزاب! فقال: هذا مصلى شبر وشبير ابني هارون (4).
203 - أبو نعيم الأنصاري عن الإمام المهدي (عليه السلام): كان سيد العابدين (عليه السلام) يقول في
سجوده في هذا الموضع - وأشار بيده إلى الحجر نحو الميزاب -:
" عبيدك بفنائك، مسكينك ببابك، أسألك ما لا يقدر عليه سواك " (5).
204 - طاووس الفقيه: رأيت في الحجر زين العابدين (عليه السلام) يصلي ويدعو:
" عبيدك ببابك، أسيرك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، يشكو إليك ما
لا يخفى عليك. وفي خبر: لا تردني عن بابك " (6).

(1) قصص الأنبياء: 112 / 112 عن أبي بصير.
(2) الكافي: 4 / 210 / 15، الفقيه: 2 / 192 / 2116 نحوه، وراجع الكافي: 4 / 210 / 13، قصص
الأنبياء: 111 / 108، علل الشرائع: 37 / الباب 34 / 1.
(3) الكافي: 4 / 210 / 16 عن معاوية بن عمار.
(4) الكافي: 4 / 214 / 9.
(5) كمال الدين: 471 / 24، البحار: 99 / 195 / 7 عنه مع تفاوت.
(6) المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 148.
107

205 - علي بن مزيد بياع السابري: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) في الحجر، تحت الميزاب،
مقبلا بوجهه على البيت باسطا يديه، وهو يقول:
" اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي، اللهم أنزل علي كفلين من رحمتك، وأدر علي من
رزقك الواسع، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس، وشر فسقة العرب والعجم، اللهم
أوسع علي في الرزق ولا تقتر علي، اللهم ارحمني ولا تعذبني، ارض عني ولا تسخط
علي، إنك سميع الدعاء قريب مجيب " (1).
4 / 5
الحطيم
206 - معاوية بن عمار: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحطيم، فقال: هو ما بين الحجر
الأسود وباب البيت.
وسألته لم سمي الحطيم؟ قال: لان الناس يحطم بعضهم بعضا هنالك (2).
207 - أبو بلال المكي: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) طاف بالبيت، ثم صلى فيما بين الباب
والحجر الأسود ركعتين، فقلت له: ما رأيت أحدا منكم صلى في هذا
الموضع!
فقال: هذا المكان الذي تيب على آدم فيه (3).
208 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمني جبريل عند باب الكعبة مرتين (4).
209 - الإمام الصادق (عليه السلام) - عندما سأله الحلبي عن الحجر -: إنكم تسمونه الحطيم، وإنما
كان لغنم إسماعيل، وإنما دفن فيه أمه وكره أن يوطأ قبرها، فحجر عليه، وفيه

(1) الأصول الستة عشر (أصل زيد النرسي): 48، البحار: 99 / 199 / 17 عنه.
(2) علل الشرائع: 400 / الباب 141 / 1.
(3) الكافي: 4 / 194 / 5.
(4) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 350 عن ابن عباس.
108

قبور أنبياء (1).
راجع: ص 118 " أفضل مواضع المسجد الحرام ".
4 / 6
الملتزم
210 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما دعا أحد بشيء في هذا الملتزم إلا استجيب له (2).
211 - عنه (صلى الله عليه وآله): الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء، وما دعا عبد الله دعوة إلا
استجابها (3).
212 - عنه (صلى الله عليه وآله): بين الركن والمقام ملتزم، ما يدعو به صاحب عاهة إلا برئ (4).
213 - عنه (صلى الله عليه وآله): طاف آدم بالبيت سبعا حين نزل، ثم صلى وجاه باب الكعبة ركعتين،
ثم أتى الملتزم فقال:
" اللهم إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم ما في نفسي وما عندي
فاغفر لي ذنوبي، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي. اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا
صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي، والرضا بما قضيت علي ".
فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم، قد دعوتني بدعوات واستجبت لك، ولن
يدعوني بها أحد من ولدك إلا كشفت همومه وغمومه، وكففت عليه ضيعته،
ونزعت الفقر من قلبه، وجعلت الغنى بين عينيه، وتجرت له من وراء تجارة كل

(1) السرائر: 3 / 562، البحار: 99 / 230 / 5 عنه، ولم نجد هذا المضمون في الكتب التي بأيدينا،
والظاهر أن فيه تصحيف بقرينة الروايات الأخرى كرواية الصدوق في ثواب الأعمال: 244 / 3
المذكورة في باب أفضل المواضع في المسجد الحرام.
(2) الفردوس: 4 / 94 / 6292 عن ابن عباس.
(3) إتحاف السادة: 4 / 354 عن ابن عباس.
(4) المعجم الكبير: 11 / 254 / 11873 عن ابن عباس.
109

تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة وإن كان لا يريدها (1).
214 - الإمام الصادق (عليه السلام): لما طاف آدم بالبيت وانتهى إلى الملتزم قال له جبرئيل (عليه السلام): يا آدم،
أقر لربك بذنوبك في هذا المكان [إلى أن قال:] فأوحى الله عز وجل إليه: يا آدم،
قد غفرت ذنبك، قال: يا رب، ولولدي (أ) ولذريتي؟
فأوحى الله عز وجل إليه: يا آدم، من جاء من ذريتك إلى هذا المكان وأقر
بذنوبه وتاب كما تبت ثم استغفر غفرت له (2).
215 - الإمام علي (عليه السلام): أقروا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم وما لم تحفظوا.
فقولوا: " وما حفظته علينا حفظتك ونسيناه فاغفره لنا "، فإنه من أقر بذنبه في ذلك
الموضع وعده وذكره واستغفر الله منه كان حقا على الله عز وجل أن يغفره له (3).
216 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن علي بن الحسين إذا أتى الملتزم قال:
" اللهم إن عندي أفواجا من ذنوب، وأفواجا من خطايا، وعندك أفواج من رحمة
وأفواج من مغفرة، يا من استجاب لأبغض خلقه إليه إذ قال: (أنظرني إلى يوم
يبعثون) (4) استجب لي وافعل بي كذا وكذا " (5).
217 - معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه كان إذا انتهى إلى الملتزم قال لمواليه:
أميطوا عني حتى اقر لربي بذنوبي في هذا المكان، فإن هذا مكان لم يقر
عبد لربه بذنوبه ثم استغفر الله إلا غفر الله له (6).

(1) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 348 و 349 عن بريدة.
(2) الكافي: 4 / 194 / 3.
(3) الخصال: 617 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
(4) الأعراف: 14.
(5) تفسير العياشي: 2 / 241 / 12 عن أبان.
(6) الكافي: 4 / 410 / 4.
110

218 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخر الكعبة - وهو بحذاء
المستجار، دون الركن اليماني بقليل - فابسط يديك على البيت، وألصق
بطنك (بدنك) وخدك بالبيت وقل:
" اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مكان العائذ بك من النار ".
ثم أقر لربك بما عملت، فإنه ليس من عبد مؤمن يقر لربه بذنوبه في
هذا المكان إلا غفر الله له، إن شاء الله، وتقول:
" اللهم من قبلك الروح والفرج والعافية، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي، واغفر
لي ما اطلعت عليه مني وخفي على خلقك ".
ثم تستجير بالله من النار. وتخير لنفسك من الدعاء، ثم استلم الركن
اليماني، ثم ائت الحجر الأسود (1).
راجع: ص 190 " أدب الطواف " و ص 199 " أدعية الطواف ".
4 / 7
المستجار
219 - الإمام الصادق (عليه السلام): بنى إبراهيم البيت... وجعل له بابين: باب إلى المشرق
وباب إلى المغرب، والباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار (2).
220 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): لما هبط آدم إلى الأرض طاف بالبيت، فلما كان عند
المستجار دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء فقال: يا رب، اغفر لي. فنودي:
إني قد غفرت لك. قال: يا رب، ولولدي! فنودي: يا آدم، من جاءني من

(1) الكافي: 4 / 411 / 5 عن معاوية بن عمار، و ص 410 / 3 عن عبد الله بن سنان مختصرا.
(2) تفسير القمي: 1 / 62 عن هشام.
111

ولدك فباء بذنبه بهذا المكان غفرت له (1).
221 - علي بن جعفر: رأيت أخي يطوف السبوعين والثلاثة يقرنها، غير أنه يقف في
المستجار فيدعو في كل أسبوع، ويأتي الحجر فيستلمه، ثم يطوف (2).
راجع: " الفصل السابق ".
4 / 8
الركن اليماني
222 - جابر بن عبد الله: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) استلم الحجر فقبله، واستلم الركن اليماني
فقبل يده (3).
223 - ابن عباس: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الركن اليماني، ووضع خده عليه (4).
224 - مجاهد: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستلم الركن اليماني ويضع خده عليه (5).
225 - نافع عن ابن عمر: إن نبي الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا طاف بالبيت مسح - أو قال: استلم -
الحجر والركن في كل طواف (6).
226 - عطاء: قيل: يا رسول الله، رأيناك تكثر استلام الركن اليماني! فقال: ما أتيت
عليه قط إلا وجبرئيل قائم عنده يستغفر لمن استلمه (7).

(1) تفسير العياشي: 1 / 30 / 7.
(2) قرب الإسناد: 241 / 950.
(3) السنن الكبرى: 5 / 123 / 9235.
(4) المستدرك على الصحيحين: 1 / 626 / 1675، الدر المنثور: 6 / 43.
(5) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 338.
(6) المستدرك على الصحيحين: 1 / 626 / 1676.
(7) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 338.
112

227 - ابن عمر: لم أر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمسح من البيت إلا الركنين اليمانيين (1).
228 - عنه: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستلم الركن اليماني وركن الحجر، لا يستلم
غيرهما (2).
229 - الإمام الباقر (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يستلم إلا الركن الأسود واليماني، ثم
يقبلهما ويضع خده عليهما، ورأيت أبي يفعله (3).
230 - حميد بن أبي سوية: سمعت ابن هشام يسأل عطاء بن أبي رباح عن الركن
اليماني وهو يطوف بالبيت، فقال عطاء: حدثني أبو هريرة أن النبي (صلى الله عليه وآله)
قال: وكل به سبعون ملكا، فمن قال:
" اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي
الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "، قالوا: آمين.
فلما بلغ الركن الأسود قال: يا أبا محمد، ما بلغك في هذا الركن
الأسود؟ فقال عطاء: حدثني أبو هريرة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من
فاوضه فإنما يفاوض يد الرحمن (4).
231 - أبو مريم: كنت مع أبي جعفر (عليه السلام) أطوف، فكان لا يمر في طواف من طوافه
بالركن اليماني إلا استلمه، ثم يقول:
" اللهم تب علي حتى أتوب، واعصمني حتى لا أعود " (5).

(1) سنن أبي داود: 2 / 175 / 1874.
(2) حلية الأولياء: 8 / 203.
(3) الكافي: 4 / 408 / 8 عن غياث بن إبراهيم عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(4) سنن ابن ماجة: 2 / 985 / 2957.
(5) الكافي: 4 / 409 / 14.
113

232 - الإمام الصادق (عليه السلام): الركن اليماني باب من أبواب الجنة، لم يغلقه الله منذ
فتحه (1).
233 - عنه (عليه السلام): الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه الجنة (2).
234 - زيد الشحام أبو أسامة: كنت أطوف مع أبي عبد الله (عليه السلام)، وكان إذا انتهى إلى الحجر
مسحه بيده وقبله، وإذا انتهى إلى الركن اليماني التزمه، فقلت: جعلت فداك،
تمسح الحجر بيدك وتلتزم اليماني؟
فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أتيت الركن اليماني إلا وجدت جبرئيل (عليه السلام) قد
سبقني إليه يلتزمه (3).
235 - الإمام الصادق (عليه السلام) - حين يجوز الركن اليماني -: إن في هذا الموضع ملكا أعطي سماع
أهل الأرض، فمن صلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين يبلغه أبلغه إياه (4).
236 - عنه (عليه السلام): إن الله عز وجل وكل بالركن اليماني ملكا هجيرا يؤمن على دعائكم (5).
راجع: ص 190 " أدب الطواف " و ص 199 " أدعية الطواف ".
4 / 9
زمزم
أ - أسماؤها
237 - الإمام الصادق (عليه السلام): أسماء زمزم: ركضة جبرئيل، وحفيرة إسماعيل، وحفيرة

(1) الكافي: 4 / 409 / 13 عن معاوية بن عمار، وراجع الفقيه: 2 / 208 / 2161 و 2162؛ أخبار مكة
للأزرقي: 1 / 338.
(2) الفقيه: 2 / 208 / 2160.
(3) الكافي: 4 / 408 / 10.
(4) الكافي: 4 / 409 / 16 عن حفص بن البختري.
(5) الكافي: 4 / 408 / 11 و ح 12 عن العلاء بن المقعد نحوه.
114

عبد المطلب، وزمزم، وبرة، والمضنونة، والرواء، وشبعة، وطعام، ومطعم،
وشفاء سقم (1).
238 - عنه (عليه السلام) - في ذكر قصة هاجر -: لما ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء،
فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى ونادت: هل في الوادي من أنيس؟
فغاب عنها إسماعيل، فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه
ماء، فنزلت في بطن الوادي وسعت، فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل. ثم
لمع لها السراب في ناحية الصفا، فهبطت إلى الوادي تطلب الماء، فلما غاب عنها
إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت، حتى فعلت ذلك سبع مرات. فلما
كان في الشوط السابع - وهي على المروة - نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء
من تحت رجله، فعادت حتى جمعت حوله رملا، فإنه كان سائلا فزمته بما
جعلته حوله، فلذلك سميت " زمزم " (2).
ب - بدؤها
239 - أبي بن كعب: إن جبريل لما ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع
البطحاء، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): رحم الله هاجر أم إسماعيل، لو تركتها لكانت ماء
معينا (3).
240 - الإمام الصادق (عليه السلام): فلما ولى إبراهيم قالت هاجر: يا إبراهيم، إلى من تدعنا؟ قال:
أدعكما إلى رب هذه البنية. قال: فلما نفد الماء وعطش الغلام خرجت حتى
صعدت على الصفا، فنادت: هل بالبوادي من أنيس؟ ثم انحدرت حتى أتت

(1) الخصال: 455 / 3 عن معاوية بن عمار.
(2) تفسير القمي: 1 / 61 عن هشام.
(3) مسند ابن حنبل: 8 / 21 / 21183 و 1 / 545 / 2285 عن ابن عباس نحوه، موارد الظمآن:
254 / 1028.
115

المروة فنادت مثل ذلك، ثم أقبلت راجعة إلى ابنها، فإذا عقبه يفحص في ماء، فجمعته
فساخ (1)، ولو تركته لساح (2) (3).
241 - عنه (عليه السلام): إن إبراهيم (عليه السلام) لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي، فكان فيما بين الصفا
والمروة شجر، فخرجت أمه حتى قامت على الصفا، فقالت: هل بالبوادي من
أنيس؟ فلم يجبها أحد، فمضت حتى انتهت إلى المروة، فقالت: هل بالبوادي من
أنيس؟ فلم تجب، ثم رجعت إلى الصفا وقالت ذلك، حتى صنعت ذلك سبعا،
فأجرى الله ذلك سنة، وأتاها جبرئيل فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا أم ولد
إبراهيم، قال لها: إلى من ترككم؟ فقالت: أما لئن قلت ذاك لقد قلت له حيث أراد
الذهاب: يا إبراهيم، إلى من تركتنا؟ فقال: إلى الله عز وجل، فقال جبرئيل (عليه السلام): لقد
وكلكم إلى كاف. وكان الناس يجتنبون الممر إلى مكة لمكان الماء، ففحص
الصبي برجله فنبعت زمزم، قال: فرجعت من المروة إلى الصبي وقد نبع الماء،
فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء، ولو تركته لكان سيحا.
قال: فلما رأت الطير الماء حلقت عليه، فمر ركب من اليمن يريد السفر، فلما
رأوا الطير قالوا: ما حلقت الطير إلا على ماء! فأتوهم فسقوهم من الماء
فأطعموهم الركب من الطعام، وأجرى الله عز وجل لهم بذلك رزقا، وكان الناس
يمرون بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء (4).
242 - الإمام علي (عليه السلام): بينا عبد المطلب نائم في الحجر، أتي فقيل له: احفر برة. فقال: وما

(1) ساخ الشيء: رسب (لسان العرب: 3 / 27).
(2) ساح الماء: إذا جرى على وجه الأرض (تاج العروس: 4 / 98).
(3) الكافي: 4 / 201 / ذيل الحديث 1.
(4) الكافي: 4 / 202 / 2 عن معاوية بن عمار.
116

برة؟ ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغد نام في مضجعه ذلك، فأتي فقيل له: احفر
المضنونة، فقال: وما مضنونة؟ ثم ذهب عنه، حتى إذا كان الغد عاد فنام في
مضجعه، فأتي فقيل له: احفر طيبة، فقال: وما طيبة؟ ثم ذهب عنه، فلما كان الغد
عاد لمضجعه فنام فيه، فأتي فقيل له: احفر زمزم، فقال: وما زمزم؟ فقال: لا
تنزف ولا تذم.
ثم نعت له موضعها، فقام فحفر حيث نعت له، فقالت له قريش: ما هذا
يا عبد المطلب؟ فقال: أمرت بحفر زمزم، فلما كشف عنه وأبصروا الطوي قالوا:
يا عبد المطلب، إن لنا لحقا فيها معك، إنها لبئر أبينا إسماعيل! فقال: ما هي لكم،
لقد خصصت بها دونكم (1).
ج - فضلها
243 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ماء زمزم دواء لما شرب له (2).
244 - الإمام علي (عليه السلام): ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض (3).
245 - علي بن مهزيار: رأيت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) ليلة الزيارة طاف طواف النساء وصلى
خلف المقام، ثم دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر وشرب
منه، وصب على بعض جسده، ثم اطلع في زمزم مرتين، وأخبرني بعض
أصحابنا أنه رآه بعد ذلك بسنة فعل مثل ذلك (4).

(1) سيرة ابن إسحاق: 3 عن عبد الله بن زرير الغافقي، السيرة النبوية لابن هشام: 1 / 151، السيرة
النبوية لابن كثير: 1 / 168، وراجع دلائل النبوة للبيهقي: 1 / 85، الكامل في التاريخ: 1 / 454،
البداية والنهاية: 2 / 244؛ تاريخ اليعقوبي: 1 / 246، الكافي: 4 / 219 / 6، كنز الفوائد: 106.
(2) المحاسن: 2 / 399 / 2395 عن ابن القداح عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام)، الفقيه: 2 / 208 / 2164
عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(3) المحاسن: 2 / 399 / 2394 عن ابن القداح عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام).
(4) الكافي: 4 / 430 / 3.
117

د - شرب مائها
246 - أبو أيوب المدائني عن بعض أصحابنا رفعه: كان أبو الحسن (عليه السلام) يقول إذا
شرب من زمزم: بسم الله، الحمد لله، الشكر لله (1).
247 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا فرغ الرجل من طوافه وصلى ركعتين فليأت زمزم، وليستق منه
ذنوبا (2) أو ذنوبين وليشرب منه، وليصب على رأسه وظهره وبطنه ويقول:
" اللهم اجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء وسقم ".
ثم يعود إلى الحجر الأسود (3).
ه‍ - إهداء مائها
248 - الإمام الباقر (عليه السلام): كان النبي (صلى الله عليه وآله) يستهدي من ماء زمزم وهو بالمدينة (4).
4 / 10
أفضل مواضع المسجد الحرام
249 - أبو حمزة الثمالي: قال لنا علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام): أي البقاع
أفضل؟ فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: إن أفضل البقاع ما
بين الركن والمقام (5).

(1) المحاسن: 2 / 400 / 2400.
(2) الذنوب: الدلو العظيمة، وقيل: لا تسمى ذنوبا إلا إذا كان فيها ماء (النهاية: 2 / 171).
(3) الكافي: 4 / 430 / 2، التهذيب: 5 / 144 / 476 كلاهما عن الحلبي.
(4) التهذيب: 5 / 471 / 1657، المحاسن: 2 / 400 / 2399 كلاهما عن ابن القداح عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
(5) أمالي الطوسي: 132 / 209.
118

250 - ميسر عن الإمام الباقر (عليه السلام): في مسائل سأل (عليه السلام) عنها أصحابه: أتدرون أي البقاع
أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد منا، فكان هو الراد على نفسه، فقال:
ذلك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرما، وجعل بيته فيها. ثم قال:
أتدرون أي البقاع أفضل فيها عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا، فكان هو
الراد على نفسه، فقال: ذاك المسجد الحرام. ثم قال: أتدرون أي بقعة في
المسجد الحرام أعظم عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا، فكان هو الراد على
نفسه، قال: ذاك ما بين الركن الأسود والمقام وباب الكعبة، وذلك حطيم
إسماعيل (عليه السلام)، ذاك الذي كان يزود فيه غنيماته ويصلي فيه (1).
251 - أبو عبيدة: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الصلاة في الحرم كله سواء؟ فقال: يا أبا عبيدة،
ما الصلاة في المسجد الحرام كله سواء، فكيف يكون في الحرم كله سواء؟!
قلت: فأي بقاعه أفضل؟ قال: ما بين الباب إلى الحجر الأسود (2).
252 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن تهيأ لك أن تصلي صلواتك كلها الفرائض وغيرها عند الحطيم
فافعل، فإنه أفضل بقعة على وجه الأرض (3).
253 - زرارة: سألته عن الرجل يصلي بمكة يجعل المقام خلف ظهره وهو مستقبل
القبلة، فقال: لا بأس، يصلي حيث شاء من المسجد بين يدي المقام أو خلفه،
وأفضله الحطيم والحجر وعند المقام، والحطيم حذاء الباب (4).
254 - الحسن بن الجهم: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن أفضل موضع في المسجد
يصلى فيه، قال: الحطيم، ما بين الحجر وباب البيت. قلت: والذي يلي ذلك في

(1) ثواب الأعمال: 244 / 3.
(2) الكافي: 4 / 525 / 2.
(3) الفقيه: 2 / 209 / 2170، وراجع بيان الصدوق في ذيل الحديث.
(4) الكافي: 4 / 526 / 9 مضمرا.
119

الفضل؟ فذكر أنه عند مقام إبراهيم (عليه السلام). قلت: ثم الذي يليه في الفضل؟ قال: في
الحجر، قلت: ثم الذي يلي ذلك؟ قال: كلما دنا من البيت (1).
4 / 11
مدفن الأنبياء في المسجد
255 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة، فيتعبد فيها
النبي ومن معه حتى يموت فيها، فمات بها نوح وهود وصالح وشعيب،
وقبورهم بين زمزم والحجر (2).
256 - الإمام الباقر (عليه السلام): إن ما بين الركن والمقام لمشحون من قبور الأنبياء، وإن آدم
لفي حرم الله عز وجل (3).
257 - الإمام الصادق (عليه السلام): دفن ما بين الركن اليماني والحجر الأسود سبعون نبيا (4).

(1) الكافي: 4 / 525 / 1.
(2) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 68 عن محمد بن سابط، الدر المنثور: 1 / 327 عن الجندي نحوه وهذه
الرواية معارضة بروايات أخرى تنص على أن مدفن نوح وهود (عليهما السلام) كان في مكان آخر، وراجع تاريخ
اليعقوبي: 1 / 270، وسائل الشيعة: 14 / 397 / الباب 31.
(3) الكافي: 4 / 214 / 7 عن جابر.
(4) الكافي: 4 / 214 / 10 عن معاوية بن عمار الدهني.
120

تحقيق حول المواضع المقدسة
(1) الحطيم (2) الملتزم (3) المستجار
1 - الحطيم: هو جزء من المسجد الحرام، وهو أفضل مواضعه (1).
و حدود الحطيم هي: ركن الحجر الأسود وباب الكعبة ومقام
إبراهيم (عليه السلام) (2).
سمي هذا الموضع بالحطيم لأنه مزدحم جدا بالطائفين الذين يريدون استلام
الحجر أو الدعاء عند الباب، فكأنما يحطم بعضهم بعضا.
2 - الملتزم: ويقال له " المتعوذ " (3) و " المدعى " (4). وهو جزء من جدار الكعبة
قرب الركن اليماني حيال الباب وهو غير الحطيم قطعا، وهذا الأمر متفق عليه
لدى الفقهاء والمحدثين من الشيعة (5). وأما أهل السنة فيختلفون فيه، فبعض
يقول إنه بين الركن والمقام (6)، والأكثر يقول إنه بين الباب والركن (7). وليس بعيدا
أن منشأ هذا القول التزام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعاؤه بهذا

(1) راجع فصل أفضل مواضع المسجد الحرام.
(2) ثواب الأعمال: 244 / 3، علل الشرائع: 400 / الباب 141.
(3) الكافي: 4 / 410 / 3، التهذيب: 5 / 107 / 347.
(4) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 347.
(5) الكافي: 4 / 532 / 3 وص 410، التهذيب: 5 / 107 وص 108 / 350، دعائم الإسلام: 1 / 314،
البحار: 74 / 327 / 97 " بيان ذيل الحديث "، مدارك الأحكام: 8 / 163، جواهر الكلام: 7 / 191.
(6) المعجم الكبير: 11 / 254 / 11873، كنز العمال: 12 / 221 / 34759.
(7) الموطأ: 1 / 424 / 251، سنن أبي داود: 2 / 181 / 1899، سنن ابن ماجة: 2 / 987 / 2962،
مسند ابن حنبل: 5 / 294 / فصل عبد الرحمن بن صفوان، أخبار مكة للفاكهي: 1 / 160 / باب ذكر
الملتزم، أخبار مكة للأزرقي: 1 / 347 و 349، السنن الكبرى: 5 / 150 / 9332.
121

المكان، الذي هو مندوب عند الشيعة أيضا، لا سيما عند وداع البيت (1).
3 - المستجار: هو الباب الغربي في ظهر الكعبة (2)، الذي قد بناه
إبراهيم (عليه السلام)، وهدمته قريش حينما جددت بناءها. ومكان هذا الباب قريب
من الملتزم، وتتحد آدابه وخصائصه معه (3)، وهو السبب في اتحاد الملتزم
والمستجار في ألسنة المحدثين والفقهاء (4). وفي رواية غير صحيحة:
المستجار بين الحجر والباب (5).

(1) الكافي: 4 / 532 / 4، دعائم الإسلام: 1 / 333.
(2) تفسير القمي: 1 / 62، وراجع مهج الدعوات: 321.
(3) الكافي: 4 / 411 / 5، التهذيب: 5 / 104 / 339، الفقيه: 2 / 533، وراجع البحار: 99 / 343 / 17،
إشارة السبق للحلبي: 132، شرائع الإسلام: 1 / 309.
(4) البحار: 74 / 327 / ذيل الحديث 97، و ج 76 / 36 / ذيل الحديث 33، المهذب لابن البراج: 233،
الوسيلة لابن حمزة: 173 و 191، مجمع الفائدة والبرهان: 7 / 104، ذخيرة المعاد: 634، التحفة
السنية: 187.
(5) الكافي: 4 / 532 / 4.
122

4 / 12
حلي الكعبة وكسوتها
258 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعثمان -: إني نسيت أن آمرك أن تخمر القرنين (1)؛ فإنه ليس ينبغي أن
يكون في البيت شيء يشغل المصلي (2).
259 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن آدم (عليه السلام) هو الذي بنى البيت ووضع أساسه، وأول من كساه
الشعر، وأول من حج إليه، ثم كساه تبع بعد آدم (عليه السلام) الأنطاع (3)، ثم كساه إبراهيم (عليه السلام)
الخصف (4)، وأول من كساه الثياب سليمان بن داود (عليهما السلام)، كساه القباطي (5) (6).
260 - ابن أبي مليكة: كانت على الكعبة كسى كثيرة من كسوة أهل الجاهلية من الأنطاع
والأكسية والكرار (7) والأنماط (8)، فكانت ركاما بعضها فوق بعض (9).
261 - إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة عن أبيه قال: كسي البيت في الجاهلية الأنطاع،
ثم كساه النبي (صلى الله عليه وآله) الثياب اليمانية، ثم كساه عمر وعثمان القباطي، ثم كساه

(1) قوله (صلى الله عليه وآله): " أن تخمر القرنين " أي تغطي قرني الكبش الذي فدى الله تعالى به إسماعيل (عليه السلام) عن أعين
الناس (عون المعبود في شرح سنن أبي داود: 6 / 7).
(2) سنن أبي داود: 2 / 215 / 2030 عن عثمان.
(3) الأنطاع: جمع نطع وهو بساط من الأديم (تاج العروس: 11 / 482).
(4) الخصف: سفائف تسف من سعف النخل (تاج العروس: 12 / 171).
(5) القبطية: ثياب كتان بيض رقاق تعمل بمصر، والجمع قباطي وقباطي (لسان العرب: 7 / 373).
(6) الفقيه: 2 / 235 / 2286 عن أبي بصير، وراجع الكافي: 4 / 204 / 3؛ الأوائل للعسكري: 35.
(7) الكر: جنس من الثياب الغلاظ (النهاية: 4 / 162).
(8) الأنماط: ضرب من البسط له خمل رقيق (النهاية: 5 / 119).
(9) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 260.
124

الحجاج ديباجا، ويقال: أول من كساه الديباج يزيد بن معاوية، ويقال ابن الزبير،
ويقال عبد الملك بن مروان (1).
262 - لما ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة وكثرته قال قوم: لو أخذته
فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر! وما تصنع الكعبة بالحلي؟! فهم
عمر بذلك، وسأل عنه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال (عليه السلام):
إن هذا القرآن انزل على النبي (صلى الله عليه وآله)، والأموال أربعة: أموال المسلمين فقسمها
بين الورثة في الفرائض، والفئ فقسمه على مستحقيه، والخمس فوضعه الله
حيث وضعه، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها. وكان حلي الكعبة فيها يومئذ،
فتركه الله على حاله، ولم يتركه نسيانا، ولم يخف عليه مكانا، فأقره حيث أقره
الله ورسوله.
فقال له عمر: لولاك لافتضحنا. وترك الحلي بحاله (2).
263 - الإمام الباقر (عليه السلام): إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يبعث بكسوة البيت في كل سنة من
العراق (3).
راجع: ص 86 الحديث 167.
4 / 13
التبرك بكسوة الكعبة
264 - عبد الملك: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل اشترى من كسوة الكعبة شيئا، فقضى

(1) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 253، الأوائل للعسكري: 35، وراجع معجم الأوائل: باب الحج / 231
و 232.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 270.
(3) قرب الإسناد: 139 / 496 عن أبي البختري عن الإمام الصادق (عليه السلام).
125

ببعضه حاجته وبقي بعضه في يده، هل يصلح بيعه؟ قال: يبيع ما أراد ويهب ما لم
يرد، ويستنفع به ويطلب بركته، قلت: أيكفن به الميت؟ قال: لا (1).
265 - عبد الملك بن عتبة: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يصل إلينا من ثياب الكعبة، هل يصلح
لنا أن نلبس شيئا منها؟ قال: يصلح للصبيان والمصاحف والمخدة، تبتغي بذلك
البركة إن شاء الله (2).
266 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا بأس أن يأخذ من ديباج الكعبة فيجعله غلاف مصحف أو يجعله
مصلى يصلى عليه (3).
4 / 14
فضل النظر إلى البيت
267 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): النظر إلى الكعبة عبادة (4).
268 - عنه (صلى الله عليه وآله): النظر إلى الكعبة حبا لها عبادة، ويهدم الخطايا هدما (5).
269 - عنه (صلى الله عليه وآله): تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن:... وعند
رؤية الكعبة (6).
270 - الإمام علي (عليه السلام): إذا خرجتم حجاجا إلى بيت الله فأكثروا النظر إلى بيت الله، فإن

(1) الكافي: 3 / 148 / 5.
(2) الكافي: 4 / 229 / 1.
(3) الفقيه: 1 / 264 / 813 عن مسمع بن عبد الملك البصري.
(4) الجامع الصغير: 2 / 681 / 9320 عن أبي الشيخ عن عائشة؛ الفقيه: 2 / 205 / 2144 بلفظ روي.
(5) جامع الأحاديث للقمي: 126، المحاسن: 1 / 145 / 200 عن إسماعيل بن مسلم عن جعفر عن أبيه
عنه (صلى الله عليه وآله) وليس فيه " عبادة ".
(6) المعجم الكبير: 8 / 169 / 7713، السنن الكبرى: 3 / 502 / 6460 كلاهما عن أبي أمامة.
126

لله مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام: ستون للطائفين، وأربعون
للمصلين، وعشرون للناظرين (1).
271 - الإمام الصادق (عليه السلام): من نظر إلى الكعبة لم يزل تكتب له حسنة وتمحى عنه
سيئة، حتى ينصرف ببصره عنها (2).
272 - عنه (عليه السلام): من أيسر ما ينظر إلى الكعبة أن يعطيه الله بكل نظرة حسنة، ويمحي
عنه سيئة، ويرفع له درجة (3).
273 - عنه (عليه السلام): من نظر إلى الكعبة بمعرفة فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف
من حقها وحرمتها غفر الله له ذنوبه، وكفاه هم الدنيا والآخرة (4).

(1) المحاسن: 1 / 144 / 199 عن الحسن بن راشد عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الخصال: 617 / 10 عن أبي
بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عنه (عليهم السلام)، تحف العقول: 107.
(2) الكافي: 4 / 240 / 4 عن سيف التمار، الفقيه: 2 / 205 / 2143.
(3) المحاسن: 1 / 145 / 201 عن مرازم عن رجل.
(4) الكافي: 4 / 241 / 6 عن علي بن عبد العزيز، الفقيه: 2 / 204 / 2142.
127

القسم الثاني:
الحج والعمرة
129

الفصل الأول
الحج
1 / 1
وجوب الحج وشرائطه
(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن
العالمين) (1).
274 - الإمام علي (عليه السلام): فرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام... فرض
حقه، وأوجب حجه، وكتب عليكم وفادته، فقال سبحانه: (ولله على الناس
حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (2).
275 - الإمام الباقر (عليه السلام): بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج
والصوم والولاية (3).

(1) آل عمران: 97، وراجع البقرة: 196.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(3) الكافي: 4 / 62 / 1، التهذيب: 4 / 151 / 418 كلاهما عن زرارة، الفقيه: 2 / 74 / 1770، وراجع
الكافي: 2 / 15 باب دعائم الإسلام.
131

276 - عمر بن أذينة عن الإمام الصادق (عليه السلام): سألته عن قول الله عز وجل: (وأتموا الحج
والعمرة لله) (1) قال: يعني بتمامهما: أداءهما واتقاء ما يتقي المحرم فيهما (2).
277 - عبد الرحمن بن الحجاج: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الحج على الغني والفقير؟ فقال:
الحج على الناس جميعا، كبارهم وصغارهم، فمن كان له عذر عذره الله (3).
278 - الإمام الصادق (عليه السلام): حج البيت واجب لمن استطاع إليه سبيلا، وهو الزاد والراحلة مع
صحة البدن، وأن يكون للإنسان ما يخلفه على عياله، وما يرجع إليه بعد حجه (4).
279 - عنه (عليه السلام): من حج حجة الإسلام فقد حل عقدة من النار من عنقه (5).
راجع: ص 168 " تسويف الحج وتركه "، ووسائل الشيعة: 11 / أبواب وجوب الحج وشرائطه / الباب 11 - 14
و 19 و 21 و 24 و 25 و 28 و 29 و 30 و 58 و 59 و 60 و ج 1 / 13 باب وجوب العبادات الخمس،
وجواهر الكلام: 6 / 335 - 342.
1 / 2
حكمة الحج
(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) (6).

(1) البقرة: 196.
(2) الكافي: 4 / 264 / 1، وراجع ص 265 / 2 و 4، التهذيب: 5 / 17 / 1.
(3) الكافي: 4 / 265 / 3.
(4) الخصال: 606، وفي تحرير الوسيلة: 1 / 371 و 372: شرائط وجوب حجة الإسلام أمور: الكمال
بالبلوغ، والعقل، والحرية، والاستطاعة من حيث المال، وصحة البدن وقوته، وتخلية السرب
وسلامته، وسعة الوقت وكفايته.
(5) الفقيه: 2 / 216 / 2205.
(6) المائدة: 97.
132

(ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا
منها وأطعموا البائس الفقير) (1).
280 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة
ذكر الله (2).
281 - الإمام علي (عليه السلام): وفرض عليكم حج بيته الحرام، الذي جعله قبلة للأنام يردونه
ورود الأنعام، ويألهون إليه ولوه الحمام، وجعله سبحانه علامة لتواضعهم
لعظمته، وإذعانهم لعزته. واختار من خلقه سماعا أجابوا إليه دعوته، وصدقوا
كلمته، ووقفوا مواقف أنبيائه، وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه، يحرزون
الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون عنده موعد مغفرته، جعله سبحانه وتعالى
للإسلام علما وللعائذين حرما (3).
282 - عنه (عليه السلام): ألا ترون أن الله جل ثناؤه اختبر الأولين من لدن آدم إلى الآخرين من هذا
العالم بأحجار لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع فجعلها بيته الحرام الذي جعله
للناس قياما.
ثم وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا، وأقل نتائق الدنيا مدرا، وأضيق بطون
الأودية معاشا وأغلظ محال المسلمين مياها، بين جبال خشنة ورمال دمثة
وعيون وشلة (4) وقرى منقطعة، وأثر من مواضع قطر السماء داثر، ليس يزكو به
خف ولا ظلف ولا حافر.

(1) الحج: 28.
(2) سنن أبي داود: 2 / 179 / 188 عن عائشة، وراجع عوالي اللآلي: 1 / 323 / 60.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(4) الدمث: اللين. والوشل: الماء القليل يتحلب من صخرة أو من جبل يقطر منه قليلا قليلا (المحيط في اللغة:
9 / 284 و ج 7 / 380).
133

ثم أمر آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم،
وغاية لملقى رحالهم، تهوي إليه ثمار الأفئدة من مفاوز قفار متصلة، وجزائر
بحار منقطعة، ومهاوي فجاج عميقة، حتى يهزوا مناكبهم ذللا يهللون لله حوله،
ويرملون على أقدامهم شعثا غبرا له. قد نبذوا القنع (1) والسرابيل وراء ظهورهم،
وحسروا بالشعور حلقا عن رؤوسهم ابتلاء عظيما واختبارا كبيرا وامتحانا شديدا
وتمحيصا بليغا وقنوتا مبينا، جعله الله سببا لرحمته، ووصلة ووسيلة إلى جنته،
وعلة لمغفرته، وابتلاء للخلق برحمته.
ولو كان الله تبارك وتعالى وضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وأنهار
وسهل وقرار، جم الأشجار، داني الثمار، ملتف النبات، متصل القرى، من برة
سمراء، وروضة خضراء، وأرياف محدقة، وعراص مغدقة، وزروع ناضرة،
وطرق عامرة، وحدائق كثيرة، لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلاء.
ثم لو كان الأساس المحمول عليها، والأحجار المرفوع بها، بين زمردة
خضراء، وياقوتة حمراء، ونور وضياء، لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور،
ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب، ولنفى معتلج الريب من الناس. ولكن الله
عز وجل يختبر عبيده بأنواع الشدائد، ويتعبدهم بألوان المجاهد ويبتليهم
بضروب المكاره؛ إخراجا للتكبر من قلوبهم، وإسكانا للتذلل في أنفسهم،
وليجعل ذلك أبوابا [فتحا] إلى فضله وأسبابا ذللا لعفوه وفتنته (2).
283 - عيسى بن يونس: كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري، فانحرف
عن التوحيد... فأتى أبا عبد الله (عليه السلام)... فقال: إلى كم تدوسون هذا البيدر

(1) القنع - بالضم -: جمع القناع، وهو المقنعة والسلاح (مرآة العقول: 17 / 29).
(2) الكافي: 4 / 199 / 2، نهج البلاغة: الخطبة 192 مع تفاوت يسير.
134

وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المعمور بالطوب والمدر، وتهرولون حوله
هرولة البعير إذا نفر؟! إن من فكر في هذا وقدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم
ولا ذي نظر، فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه، وأبوك أسه وتمامه.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق ولم يستعذبه،
وصار الشيطان وليه وربه وقرينه، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره، وهذا بيت
استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم على تعظيمه وزيارته،
وجعله محل أنبيائه، وقبلة للمصلين إليه، فهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدي
إلى غفرانه، منصوب على استواء الكمال ومجتمع العظمة والجلال (1).
284 - أبان بن عثمان عمن أخبره عن الباقر (عليه السلام): قلت له: لم سمي الحج حجا؟ قال: حج
فلان: أي أفلح فلان (2).
285 - الإمام الباقر (عليه السلام): في قول الله عز وجل: (ليشهدوا منافع لهم) قال: العفو (3).
286 - سلمة بن محرز: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ جاءه رجل يقال له أبو الورد،
فقال لأبي عبد الله (عليه السلام): رحمك الله، إنك لو كنت أرحت بدنك من المحمل!
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا الورد، إني أحب أن أشهد المنافع التي قال الله تبارك
وتعالى: (ليشهدوا منافع لهم). إنه لا يشهدها أحد إلا نفعه الله؛ أما

(1) الكافي: 4 / 197 / 1، الفقيه: 2 / 249 / 2325، الاحتجاج: 2 / 206 / 218، أمالي الصدوق:
494 / 4، الإرشاد: 2 / 200 نحوه.
(2) علل الشرائع: 411 / 1، معاني الأخبار: 170.
(3) تفسير الطبري: 10 / الجزء 17 / 147 عن جابر، وفي طريق آخر عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
" المغفرة ".
135

أنتم فترجعون مغفورا لكم، وأما غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم (1).
287 - الربيع بن خيثم: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو
شديد المرض، فكان كلما بلغ الركن اليماني أمرهم فوضعوه بالأرض، فأخرج
يده من كوة المحمل حتى يجرها على الأرض، ثم يقول: ارفعوني. فلما فعل
ذلك مرارا في كل شوط قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله، إن هذا يشق
عليك!
فقال: إني سمعت الله عز وجل يقول: (ليشهدوا منافع لهم).
فقلت: منافع الدنيا أو منافع الآخرة.
فقال: الكل (2).
288 - الإمام الرضا (عليه السلام) - فيما كتب إلى محمد بن سنان في جواب مسائله -: إن علة الحج
الوفادة إلى الله تعالى وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف، وليكون تائبا مما
مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان وحظرها
عن الشهوات واللذات، والتقرب في العبادة إلى الله عز وجل والخضوع
والاستكانة والذل، شاخصا في الحر والبرد والأمن والخوف دائبا في ذلك دائما،
وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله سبحانه وتعالى.
ومنه ترك قساوة القلب، وخساسة الأنفس، ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء
والأمل، وتجديد الحقوق، وحظر الأنفس عن الفساد، ومنفعة من في المشرق
والمغرب ومن في البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج، من تاجر وجالب

(1) الكافي: 4 / 263 / 46.
(2) الكافي: 4 / 422 / 1.
136

وبائع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم
الاجتماع فيها، كذلك ليشهدوا منافع لهم (1).
289 - هشام بن الحكم: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) فقلت له: ما العلة التي من أجلها كلف الله العباد
الحج والطواف بالبيت؟
فقال: إن الله خلق الخلق - إلى أن قال: - وأمرهم ونهاهم ما يكون من أمر الطاعة في
الدين، ومصلحتهم من أمر دنياهم، فجعل فيه الاجتماع من المشرق والمغرب
ليتعارفوا، وليتربح كل قوم من التجارات من بلد إلى بلد، ولينتفع بذلك المكاري
والجمال، ولتعرف آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتعرف أخباره، ويذكر ولا ينسى ولو كان
كل قوم إنما يتكلون على بلادهم وما فيها هلكوا وخربت البلاد، وسقطت الجلب
والأرباح، وعميت الأخبار، ولم يقفوا على ذلك، فذلك علة الحج (2).
290 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة (3).
291 - فاطمة (عليها السلام): فرض الله الإيمان تطهيرا من الشرك... والحج تسنية للدين (4).
1 / 3
فضل الحج
أ - إجابة دعوة إبراهيم
(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج

(1) علل الشرائع: 404 / 5، و ص 273 / 9 نحوه.
(2) علل الشرائع: 405 / 6.
(3) الكافي: 4 / 271 / 4 عن أبي بصير.
(4) الفقيه: 3 / 568 / 4940 عن زينب، نهج البلاغة: الحكمة 252 وفيه " تقربة للدين " وفي بعض
شروحها " تقوية للدين "، وراجع مصادر نهج البلاغة: 4 / 194.
137

عميق) (1).
292 - الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله جل جلاله لما أمر إبراهيم (عليه السلام) ينادي في الناس بالحج قام على
المقام، فارتفع به حتى صار بإزاء أبي قبيس، فنادى في الناس بالحج، فأسمع
من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة (2).
293 - الإمام العسكري (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في ذكر كلام موسى (عليه السلام) مع الله -: فنادى
ربنا عز وجل: يا أمة محمد، فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام
أمهاتهم: " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك
والملك، لا شريك لك لبيك ".
قال: فجعل الله عز وجل تلك الإجابة شعار الحج (3).
294 - ابن عباس: لما بنى إبراهيم البيت أوحى الله إليه أن أذن في الناس بالحج، فقال
إبراهيم: ألا إن ربكم قد اتخذ بيتا وأمركم أن تحجوه، فاستجاب له ما سمعه من
حجر أو شجر أو أكمة أو تراب: لبيك اللهم لبيك (4).
ب - جهاد الضعفاء
295 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحج جهاد الضعيف (5).

(1) الحج: 27.
(2) علل الشرائع: 419 / 2 عن غالب بن عثمان عن رجل من أصحابنا، الكافي: 4 / 205 / 4 عن عقبة
ابن بشير عن أحدهما (عليهما السلام)، عوالي اللآلي: 4 / 35 / 122.
(3) الفقيه: 2 / 327 / 2586، علل الشرائع: 416 / 3، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 282 / 30.
(4) المستدرك على الصحيحين: 2 / 601 / 4026، السنن الكبرى: 5 / 287 / 9833 نحوه.
(5) الكافي: 4 / 259 / 28 عن جندب عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الجعفريات: 67 بطريقه عنه (صلى الله عليه وآله)، خصائص
الأئمة (عليهم السلام): 103، نهج البلاغة: الحكمة 136، الفقيه: 4 / 416 / 5904، زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام)،
الخصال: 620 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علي (عليهم السلام)؛
مسند ابن حنبل: 10 / 179 / 26582 و ص 194 / 26647، سنن ابن ماجة: 2 / 968 / 2902
كلاهما عن أم سلمة.
138

296 - عبد الله بن يحيى الكاهلي: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول ويذكر الحج، فقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): هو أحد الجهادين، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء (1).
297 - الإمام الحسين (عليه السلام): جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: إني جبان وإني ضعيف، قال:
هلم إلى جهاد لا شوكة فيه، الحج (2).
298 - عائشة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): سأله نساؤه عن الجهاد فقال: نعم الجهاد الحج (3).
299 - عنها: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: لا، لكن
أفضل الجهاد حج مبرور (4).
300 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحج من الجهاد، ونفقته تضاعف سبعمائة ضعف (5).
راجع: ص 291 " فضل العمرة ".
ج - أفضل الأعمال بعد الجهاد
301 - أبو هريرة: سئل النبي (صلى الله عليه وآله): أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله.
قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور (6).

(1) الكافي: 4 / 253 / 7.
(2) المعجم الكبير: 3 / 135 / 2910 عن رفاعة، المعجم الأوسط: 4 / 309 / 4287.
(3) صحيح البخاري: 3 / 1054 / 2721.
(4) صحيح البخاري: 2 / 553 / 1448، مسند ابن حنبل: 9 / 344 / 24476 وص 359 / 24476 و
ص 516 / 25377، مسند إسحاق بن راهويه: 2 / 446 / 1014 وفيه " أحسن الجهاد وأجمله "
وكلها نحوه.
(5) الفردوس: 2 / 148 / 2757 عن أنس بن مالك.
(6) صحيح البخاري: 2 / 553 / 1447.
139

302 - الإمام الصادق (عليه السلام): ما سبيل من سبل الله أفضل من الحج، إلا رجل يخرج بسيفه
فيجاهد في سبيل الله حتى يستشهد (1).
303 - جاء رجل إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال: قد آثرت الحج على الجهاد، وقد قال الله
عز وجل: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة - إلى
آخرها) (2)؟! فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): فاقرأ ما بعدها، فقال: (التائبون
العابدون الحامدون) (3) إلى أن بلغ آخر الآية، فقال: إذا رأيت هؤلاء فالجهاد معهم
يومئذ أفضل من الحج (4).
د - فضله على الصلاة والصوم
304 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): لحجة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت
طوافا أحصى فيه أسبوعه، وأحسن ركعتيه غفر الله له (5).
305 - الإمام الصادق (عليه السلام): كان أبي يقول: الحج أفضل من الصلاة والصيام، إنما
المصلي يشتغل عن أهله ساعة، وإن الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم، وإن
الحاج يتعب بدنه ويضجر نفسه وينفق ماله ويطيل الغيبة عن أهله، لا في مال
يرجوه ولا إلى تجارة.
وكان أبي يقول: وما أفضل من رجل يجيء يقود بأهله والناس وقوف
بعرفات يمينا وشمالا، يأتي بهم الحج فيسأل بهم الله تعالى (6).

(1) دعائم الإسلام: 1 / 293.
(455 - 3) التوبة: 111 و 112.
(4) الفقيه: 2 / 219 / 2220.
(5) الكافي: 2 / 19 / 5 عن زرارة عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(6) علل الشرائع: 456 / 1 عن سيف التمار.
140

ه‍ - فضله على الصدقة
306 - الإمام الصادق (عليه السلام): لما أفاض رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلقاه أعرابي في الأبطح فقال:
يا رسول الله، إني خرجت أريد الحج فعاقني عائق، وأنا رجل ميل كثير المال،
فمرني أصنع في مالي ما أبلغ ما بلغ الحاج.
فالتفت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أبي قبيس فقال: لو أن أبا قبيس لك زنته ذهبة
حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاج (1).
307 - عبد الرحمن بن أبي عبد الله: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن ناسا من هؤلاء القصاص
يقولون: إذا حج رجل حجة ثم تصدق ووصل كان خيرا له، فقال: كذبوا لو فعل
هذا الناس لعطل هذا البيت، إن الله تعالى جعل هذا البيت قياما للناس (2).
بيان:
يفهم من الرواية الأخيرة وروايات أخرى (3) أن أفضلية الحج على الصدقة
تكون عند الإقبال على الصدقة بإزاء ما في الحج من مشقة وعناء، مما يعطل هذا
المؤتمر العظيم أو يضعفه. أما الآن - وعدد من يبتغون الحج أكبر مما تسعه
الأماكن المقدسة - فلا محل لهذا الاحتمال، وعندها يكون الإنفاق والصدقة
أفضل. وبناء على رواية الكليني والصدوق (4) عن الإمام الباقر (عليه السلام) أفضل من

(1) ثواب الأعمال: 72 / 8 عن معاوية بن عمار، الكافي: 4 / 258 / 25 عن معاوية بن عمار مقطوعا،
الفقيه: 2 / 224 / 2246 نحوه، عوالي اللآلي: 4 / 24 / 76.
(2) علل الشرائع: 452 / 1.
(3) الكافي: 4 / 260 / 31 وص 259 / 29، كامل الزيارات: 551 / 841.
(4) الكافي: 4 / 2 / 3، ثواب الأعمال: 170 / 13.
141

سبعين حجة؛ حيث يقول أبو بصير عنه (عليه السلام): لان أعول أهل بيت من المسلمين، وأشبع
جوعتهم، وأكسو عورتهم، وأكف وجوههم عن الناس، أحب إلي من أن أحج
حجة وحجة وحجة حتى انتهى إلى عشر وعشر وعشر، ومثلها ومثلها حتى
انتهى إلى سبعين.
ومن الجلي أن هذه الموازنة والترجيحات إنما هي بين الحج المندوب والصدقة
المندوبة، لا الواجب والفريضة؛ فإنه لا يمكن أن يمنع المستحب أداء الفريضة.
و - فضل الإنفاق فيه
308 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله عز وجل بسبعمائة ضعف (1).
309 - الإمام علي (عليه السلام) - في حديث الأربعمائة:... درهم ينفقه الرجل في الحج يعدل ألف
درهم (2).
310 - الإمام الصادق (عليه السلام): درهم تنفقه في الحج أفضل من عشرين ألف درهم تنفقها في
حق (3).
311 - عنه (عليه السلام): من أنفق درهما في الحج كان خيرا له من مائة ألف درهم ينفقها في حق (4).
312 - عنه (عليه السلام): درهم في الحج أفضل من ألفي ألف فيما سوى ذلك من سبيل الله (5).

(1) مسند ابن حنبل: 9 / 21 / 23061، الفردوس: 4 / 306 / 6897 كلاهما عن بريدة؛ عوالي اللآلي:
4 / 29 / 95 نحوه.
(2) تحف العقول: 117، الخصال: 628 / 10.
(3) الكافي: 4 / 255 / 15 عن علي بن أبي حمزة، الفقيه: 2 / 225 / 2249 نحوه.
(4) الفقيه: 2 / 225 / 2247.
(5) التهذيب: 5 / 22 / 62 عن أبي بصير.
142

ز - حسن الاستقراض له
313 - عقبة: جاءني سدير الصيرفي فقال: إن أبا عبد الله (عليه السلام) يقرأ عليك السلام
ويقول لك: ما لك لا تحج؟! استقرض وحج (1).
314 - معاوية بن وهب عن غير واحد: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رجل ذو دين،
أفأتدين وأحج؟ فقال: نعم، هو أقضى للدين (2).
ح - حضور صاحب الأمر كل سنة
315 - الإمام الصادق (عليه السلام): يفتقد الناس إماما يشهد المواسم، يراهم ولا يرونه (3).
316 - محمد بن عثمان العمري (4): والله، إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل
سنة، يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه (5).
317 - عبد الله بن جعفر الحميري: سألت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) فقلت له: رأيت
صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول:
اللهم أنجز لي ما وعدتني.
قال محمد بن عثمان - رضي الله عنه وأرضاه -: ورأيته صلوات الله عليه
متعلقا بأستار الكعبة في المستجار، وهو يقول: اللهم انتقم لي من أعدائك (6).

(1) التهذيب: 5 / 441 / 1534.
(2) التهذيب: 5 / 441 / 1533، الفقيه: 2 / 221 / 2233 و ص 437 / 2905، عوالي اللآلي: 4 / 77 / 88.
(3) الغيبة للنعماني: 175 / 13 و ح 14، الغيبة للطوسي: 161 / 119 نحوه، كمال الدين: 346 / 33
وص 351 / 49 وص 440 / 7 كلها عن عبيد بن زرارة نحوه.
(4) هو أحد النواب الأربعة لصاحب الزمان (عليه السلام) في زمن الغيبة الصغرى، وراجع معجم رجال الحديث:
16 / 274 - 277.
(5) الفقيه: 2 / 520 / 3115، الغيبة للطوسي: 363 / 329، كمال الدين: 440 / 8.
(6) الفقيه: 2 / 520 / 3115، الغيبة للطوسي: 364 / 330، كمال الدين: 440 / 9 إلى قوله: "... ما وعدتني ".
143

318 - أبو محمد الحسن بن وجناء: كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين
حجة بعد العمرة وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك، فقال لي: قم يا حسن
بن وجناء، فرعشت، فقمت، فإذا جارية صفراء نحيفة البدن، أقول إنها من بنات
أربعين فما فوقها، فمشت بين يدي، وأنا لا أسألها عن شيء، حتى أتت دار
خديجة (عليها السلام)، وفيها بيت بابه في وسط الحائط، وله درج ساج يرتقى إليه،
فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد يا حسن، فصعدت، فوقفت بالباب.
فقال لي صاحب الزمان (عليه السلام): يا حسن، أتراك خفيت علي؟! والله، ما من وقت في
حجك إلا وأنا معك فيه. ثم جعل يعد علي أوقاتي، فوقعت على وجهي.
فحسست بيد قد وقعت علي، فقمت، فقال لي: يا حسن، الزم بالمدينة دار جعفر
بن محمد (عليهما السلام)، ولا يهمنك طعامك ولا شرابك، ولا ما تستر به عورتك. ثم دفع إلي
دفترا فيه دعاء الفرج، وصلاة عليه، وقال: بهذا فادع، وهكذا فصل علي، ولا
تعطه إلا أوليائي، فإن الله عز وجل يوفقك (1).
319 - محمد بن أحمد الأنصاري: كنت حاضرا عند المستجار (بمكة) وجماعة زهاء
ثلاثين رجلا، لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي، فبينا نحن
كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين إذ خرج
علينا شاب من الطواف، عليه إزاران (فاحتج) محرم بهما، وفي يده نعلان.
فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له، ولم يبق منا أحد إلا قام، فسلم علينا وجلس
متوسطا ونحن حوله، ثم التفت يمينا وشمالا ثم قال: أتدرون ما كان
أبو عبد الله (عليه السلام) يقول في دعاء الإلحاح؟ (قلنا: وما كان يقول؟) قال: كان يقول:

(1) الثاقب في المناقب: 612 / 558.
144

" اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الأرض، وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه
تجمع بين المتفرق، وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرمال، وزنة الجبال، وكيل
البحار، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري فرجا ".
ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتى انصرف، وأنسينا أن نذكر أمره،
وأن نقول من هو؟ وأي شيء هو؟ إلى الغد في ذلك الوقت، فخرج علينا من
الطواف، فقمنا له كقيامنا بالأمس، وجلس في مجلسه متوسطا، فنظر يمينا
وشمالا وقال: أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا:
وما كان يقول؟ قال: كان يقول:
" إليك رفعت الأصوات [ودعيت الدعوات، ولك] عنت الوجوه، ولك وضعت الرقاب، وإليك التحاكم
في الأعمال، يا خير من سئل، ويا خير من أعطى، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا
من أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، يا من قال: (ادعوني أستجب لكم) (1)، يا من قال: (وإذا
سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي
لعلهم يرشدون) (2)، ويا من قال: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من
رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) (3) لبيك وسعديك، ها أنا ذا بين
يديك المسرف، وأنت القائل: (لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) ".
ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء، فقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام)
يقول في سجدة الشكر؟ فقلنا: وما كان يقول؟ قال: كان يقول:

(1) غافر: 60.
(2) البقرة: 186.
(3) الزمر: 53.
145

" يا من لا يزيده كثرة الدعاء إلا سعة وعطاء، يا من لا تنفد خزائنه، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا
من له خزائن ما دق وجل، لا تمنعك إساءتي من إحسانك، أنت تفعل بي الذي أنت أهله، (فإنك)
أنت أهل الكرم والجود، والعفو والتجاوز، يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله، فإني أهل
العقوبة وقد استحققتها، لا حجة (لي) ولا عذر لي عندك، أبوء لك بذنوبي كلها وأعترف بها كي
تعفو عني، وأنت أعلم بها مني، أبوء لك بكل ذنب أذنبته، وكل خطيئة احتملتها، وكل سيئة
عملتها، رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم ".
وقام ودخل الطواف، فقمنا لقيامه، وعاد من الغد في ذلك الوقت، فقمنا
لاقباله كفعلنا فيما مضى، فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا، فقال: كان علي
بن الحسين سيد العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده، في هذا الموضع - وأشار بيده إلى
الحجر - تحت الميزاب:
" عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك، يسألك ما لا يقدر عليه غيرك ".
ثم نظر يمينا وشمالا، ونظر إلى محمد بن القاسم من بيننا، فقال: يا محمد بن
القاسم، أنت على خير إن شاء الله تعالى - وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الأمر -
ثم قام ودخل الطواف، فما بقي منا أحد إلا وقد الهم ما ذكره من الدعاء وأنسينا أن
نتذاكر أمره إلا في آخر يوم.
فقال لنا أبو علي المحمودي: يا قوم، أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب
زمانكم، فقلنا: وكيف علمت يا أبا علي؟ فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربه
ويسأله معاينة صاحب الزمان (عليه السلام).
قال: فبينا نحن يوما عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته،
فسألته ممن هو؟ فقال: من الناس، قلت: من أي الناس؟ قال: من عربها،
146

قلت: من أي عربها؟ قال: من أشرفها، قلت: ومن هم؟ قال: بنو هاشم،
قلت: [و] من أي بني هاشم؟ فقال: من أعلاها ذروة وأسناها، قلت: ممن؟
قال: ممن فلق الهام وأطعم الطعام وصلى والناس نيام.
قال: فعلمت أنه علوي فأحببته على العلوية. ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر
كيف مضى، فسألت القوم الذين كانوا حوله: تعرفون هذا العلوي؟ قالوا: نعم،
يحج معنا في كل سنة ماشيا، فقلت: سبحان الله (والله) ما أرى به أثر مشي.
قال: فانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه، ونمت من ليلتي تلك،
فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا أحمد، رأيت طلبتك؟ فقلت: ومن ذاك
يا سيدي؟ فقال: الذي رأيته في عشيتك هو صاحب زمانك.
قال: فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه أن لا يكون أعلمنا ذلك، فذكر أنه كان ينسى
أمره إلى وقت ما حدثنا به (1).
1 / 4
ثواب الحج
320 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة (2). 321 - عنه (صلى الله عليه وآله): العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحجة المتقبلة ثوابها الجنة (3). 322 - عنه (صلى الله عليه وآله): ما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا بشر بها
تبشيرة (4).

(1) الغيبة للطوسي: 259 / 227، دلائل الإمامة: 542 / 523، نزهة الناظر: 148 نحوه.
(2) سنن الترمذي: 3 / 175 / 810 عن عبد الله بن مسعود، التاريخ الكبير: 1 / 133 / 399، سنن
الدارمي: 1 / 458 / 1741 نحوه وكلاهما عن أبي هريرة، مسند أبي يعلى: 5 / 8 / 4955 عن
عبد الله؛ عوالي اللآلي: 1 / 427 / 114. (3) دعائم الإسلام: 1 / 294 عن الإمام علي (عليه السلام). (4) الترغيب والترهيب: 2 / 163 / 3 عن أبي هريرة.
147

323 - عنه (صلى الله عليه وآله) - أنه نظر إلى قطار جمال الحجيج -: لا ترفع خفا إلا كتبت لهم
حسنة، ولا تضع إلا محيت عنهم سيئة، وإذا قضوا مناسكهم قيل لهم: بنيتم بناء
فلا تهدموه، كفيتم ما مضى فأحسنوا فيما تستقبلون (1).
324 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحاج ثلاثة: فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، ووقاه
الله عذاب القبر، وأما الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدم منه، ويستأنف العمل
فيما بقي من عمره، وأما الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله (2).
325 - عنه (صلى الله عليه وآله): أي رجل خرج من منزله حاجا أو معتمرا، فكلما رفع قدما ووضع قدما
تناثرت الذنوب من بدنه كما يتناثر الورق من الشجر، فإذا ورد المدينة
وصافحني بالسلام صافحته الملائكة بالسلام، فإذا ورد ذا الحليفة، واغتسل
طهره الله من الذنوب، وإذا لبس ثوبين جديدين جدد الله له الحسنات، وإذا قال:
لبيك اللهم لبيك أجابه الرب عز وجل: لبيك وسعديك، أسمع كلامك، وأنظر
إليك. فإذا دخل مكة وطاف وسعى بين الصفا والمروة وصل الله له الخيرات.
فإذا وقفوا في عرفات، وضجت الأصوات بالحاجات، باهى الله بهم ملائكة
سبع سماوات، ويقول: ملائكتي وسكان سماواتي، أما ترون إلى عبادي، أتوني
من كل فج عميق شعثا غبرا، قد أنفقوا الأموال، وأتعبوا الأبدان؟! فوعزتي
وجلالي لأهبن مسيئهم بمحسنهم، ولأخرجنهم من الذنوب كيوم ولدتهم
أمهاتهم، فإذا رموا الجمار، وحلقوا الرؤوس، وزاروا البيت، نادى مناد من بطنان
العرش: ارجعوا مغفورا لكم، واستأنفوا العمل (3).

(1) دعائم الإسلام: 1 / 294، الجعفريات: 66 بطريقه عنه (صلى الله عليه وآله) نحوه. (2) الكافي: 4 / 262 / 39، الخصال: 147 / 177 كلاهما عن جابر عن الإمام الباقر (عليه السلام). (3) تنبيه الغافلين: 489 / 760 عن عبد الله بن عباس.
148

326 - عنه (صلى الله عليه وآله) - لرجل من الأنصار -: اعلم أنك إذا توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت
راحلتك وقلت: بسم الله، ومضت بك راحلتك لم تضع راحلتك خفا ولم ترفع خفا
إلا كتب الله عز وجل لك حسنة ومحا عنك سيئة.
فإذا أحرمت ولبيت كتب الله تعالى لك في كل تلبية عشر حسنات ومحا عنك
عشر سيئات.
فإذا طفت بالبيت أسبوعا كان لك بذلك عند الله عهد وذكر يستحي منك ربك أن
يعذبك بعده، فإذا صليت عند المقام ركعتين كتب الله لك بهما ألفي ركعة مقبولة.
فإذا سعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط كان لك بذلك عند الله عز وجل
مثل أجر من حج ماشيا من بلاده، ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة.
وإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب مثل رمل
عالج وزبد البحر لغفرها الله لك.
فإذا رميت الجمار كتب الله لك بكل حصاة عشر حسنات فيما تستقبل من
عمرك، فإذا حلقت رأسك كان لك بعدد كل شعرة حسنة، تكتب لك فيما تستقبل
من عمرك.
فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كان لك بكل قطرة من دمها حسنة، تكتب
لك فيما تستقبل من عمرك.
فإذا طفت بالبيت أسبوعا للزيارة وصليت عند المقام ركعتين ضرب ملك
كريم على كتفيك فقال: أما ما مضى فقد غفر لك، فاستأنف العمل فيما بينك وبين
عشرين ومائة يوم (1).
327 - الإمام الباقر (عليه السلام): إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يخط خطوة في شيء من جهازه إلا

(1) الفقيه: 2 / 202 / 2138، التهذيب: 5 / 20 / 57 عن محمد بن قيس عن الإمام الباقر (عليه السلام) نحوه.
149

كتب الله عز وجل له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر
درجات حتى يفرغ من جهازه متى ما فرغ، فإذا استقبلت به راحلته لم تضع خفا
ولم ترفعه إلا كتب الله عز وجل له مثل ذلك، حتى يقضي نسكه. فإذا قضى نسكه
غفر الله له ذنوبه، وكان ذو الحجة (1) والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول أربعة أشهر
تكتب له الحسنات ولا تكتب عليه السيئات، إلا أن يأتي بموجبة، فإذا مضت
الأربعة الأشهر خلط بالناس (2).
328 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجا لا يخطو خطوة ولا
يخطو به راحلته إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له بها درجة.
فإذا وقف بعرفات فلو كانت له ذنوب (3) عدد الثرى رجع كما ولدته أمه، فقال له:
استأنف العمل، يقول الله: (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن
اتقى) (4) (5).
329 - عنه (عليه السلام): الحجاج يصدرون على ثلاثة أصناف: صنف يعتق من النار، وصنف يخرج
من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، وصنف يحفظ في أهله وماله، فذاك أدنى ما يرجع
به الحاج (6).
330 - المشمعل الأسدي: خرجت سنة حاجا، فانصرفت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: من

(1) في المصدر " ذا الحجة " والصحيح ما أثبتناه.
(2) الكافي: 4 / 254 / 9، التهذيب: 5 / 19 / 55 نحوه وكلاهما عن سعد الإسكاف، وراجع المحاسن:
1 / 137 / 177.
(3) في المصدر " ذنوبا " والصحيح ما أثبتناه.
(4) البقرة: 203.
(5) تفسير العياشي: 1 / 100 / 283 عن أبي بصير.
(6) الكافي: 4 / 253 / 6 عن معاوية بن عمار و ص 262 / 40 عن هشام بن الحكم، ثواب الأعمال:
72 / 9 عن معاوية بن عمار.
150

أين بك يا مشمعل؟ فقلت: جعلت فداك، كنت حاجا، فقال (عليه السلام): أوتدري ما
للحاج من الثواب؟ فقلت: ما أدري حتى تعلمني، فقال: إن العبد إذا طاف بهذا
البيت أسبوعا وصلى ركعتيه وسعى بين الصفا والمروة كتب الله له ستة آلاف
حسنة، وحط عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وقضى له ستة
آلاف حاجة للدنيا كذا، وادخر له للآخرة كذا.
فقلت: جعلت فداك، إن هذا لكثير! فقال: ألا أخبرك بما هو أكثر منه؟ قلت:
بلى، فقال (عليه السلام): لقضاء حاجة مؤمن أفضل من حجة وحجة - حتى عد عشرا - (1).
331 - الإمام الصادق (عليه السلام): لما حج موسى (عليه السلام) نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال له موسى (عليه السلام):
يا جبرئيل... ما لمن حج هذا البيت بنية صادقة ونفقة طيبة؟ قال: فرجع إلى الله
عز وجل فأوحى الله تعالى إليه: قل له: أجعله في الرفيق الأعلى مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا (2).
332 - عنه (عليه السلام): ود من في القبور لو أن له حجة بالدنيا وما فيها (3).
1 / 5
فضل إدمانه
أ - الحث على الإدمان
333 - عذافر: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما يمنعك من الحج في كل سنة؟ قلت: جعلت فداك،

(1) عوالي اللآلي: 4 / 25 / 77.
(2) الفقيه: 2 / 235 / 2287. (3) الفقيه: 2 / 226 / 2251، التهذيب: 5 / 23 / 67 عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام)، تنبيه
الخواطر: 2 / 9.
151

العيال، فقال: إذا مت فمن لعيالك؟! أطعم عيالك الخل والزيت وحج بهم كل
سنة (1).
334 - الإمام الصادق (عليه السلام) - لعيسى بن أبي منصور -: يا عيسى، إن استطعت أن تأكل الخبز
والملح وتحج في كل سنة فافعل (2).
335 - أبو همام: قلت للرضا (عليه السلام): الرجل يكون عليه الدين ويحضره الشيء، أيقضي دينه أو
يحج؟ قال: يقضي ببعض ويحج ببعض، قلت: فإنه لا يكون إلا بقدر نفقة الحج،
فقال: يقضي سنة، ويحج سنة، فقلت: أعطي المال من ناحية السلطان؟ قال: لا
بأس عليكم (3).
336 - الإمام الصادق (عليه السلام): ما يمنع أحدكم من أن يحج كل سنة؟! فقيل له: لا يبلغ ذلك
أموالنا، فقال: أما يقدر أحدكم إذا خرج أخوه أن يبعث معه بثمن أضحية، ويأمره
أن يطوف عنه أسبوعا بالبيت ويذبح عنه، فإذا كان يوم عرفة لبس ثيابه وتهيأ
وأتى المسجد فلا يزال في الدعاء حتى تغرب الشمس؟! (4)
ب - الدعاء للإدمان
337 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): اللهم وامنن علي بالحج والعمرة، وزيارة قبر رسولك صلواتك عليه
ورحمتك وبركاتك عليه وعلى آله (وآل رسولك) عليهم السلام أبدا ما أبقيتني في عامي هذا وفي
كل عام، واجعل ذلك مقبولا، مشكورا، مذكورا لديك، مذخورا عندك (5).

(1) الكافي: 4 / 256 / 16.
(2) التهذيب: 5 / 442 / 1537 عن عيسى بن أبي منصور.
(3) الكافي: 4 / 279 / 4.
(4) الفقيه: 2 / 518 / 3110.
(5) الصحيفة السجادية: 98 الدعاء 23.
152

338 - عنه (عليه السلام): اللهم... أتمم لي إنعامك إنك خير المنعمين، واجعل باقي عمري في الحج والعمرة ابتغاء
وجهك يا رب العالمين (1).
339 - الإمام الصادق (عليه السلام): تقول إذا فرغت من نافلة العشاء:
" اللهم إني أسألك ببهائك وجلالك وجمالك وعظمتك... أن ترزقني في عامي هذا،
وفي كل عام الحج والعمرة، وتغض بصري، وتحصن فرجي، وتوسع رزقي، وتعصمني من كل
سوء، يا أرحم الراحمين " (2).
340 - عنه (عليه السلام): تقول في كل ليلة من شهر رمضان:
" اللهم رب شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، وافترضت على عبادك فيه الصيام
صل على محمد وآل محمد، وارزقني حج بيتك الحرام، وزيارة قبر نبيك والأئمة صلواتك عليهم
في عامي هذا وفي كل عام " (3).
341 - الإمام الصادق والإمام الكاظم (عليهما السلام): تقول في شهر رمضان من أوله إلى آخره، بعد كل
فريضة:
" اللهم ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام ما أبقيتني في يسر منك
وعافية وسعة رزق، ولا تخلني من تلك المواقف الكريمة والمشاهد الشريفة وزيارة قبر نبيك
صلواتك عليه وآله، وفي جميع حوائج الدنيا والآخرة فكن لي. اللهم إني أسألك فيما تقضي
وتقدر من الأمر المحتوم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تكتبني من حجاج
بيتك الحرام، المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، المكفر عنهم سيئاتهم. واجعل
فيما تقضي وتقدر أن تطيل عمري في طاعتك، وتوسع علي رزقي، وتؤدي عني أمانتي وديني،
آمين رب العالمين " (4).

(1) الصحيفة السجادية: 202 الدعاء 47.
(2) التهذيب: 3 / 72 / 232 عن ذريح بن محمد بن يزيد المحاربي.
(3) المقنع والهداية: 298 / 91، وراجع البحار: 98 / 82، مصباح المتهجد: 595.
(4) إقبال الأعمال: 1 / 79 عن التلعكبري.
153

ج - آثار الإدمان
342 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد الدنيا والآخرة فليؤم هذا البيت، ومن رجع من مكة وهو ينوي
الحج من قابل زيد في عمره (1).
343 - عنه (صلى الله عليه وآله): لا يحالف الفقر والحمى مدمن الحج والعمرة (2).
344 - عنه (صلى الله عليه وآله): كثرة الحج والعمرة تمنع العيلة (3).
345 - الإمام الصادق (عليه السلام): حجج تترى (4) وعمر تسعى (5) يدفعن عيلة الفقر وميتة السوء (6).
346 - عنه (عليه السلام): عليكم بحج هذا البيت فأدمنوه، فإن في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا
عنكم وأهوال يوم القيامة (7).
347 - عنه (عليه السلام): من حج حجتين لم يزل في خير حتى يموت (8).
348 - عنه (عليه السلام): من حج ثلاث حجج لم يصبه فقر أبدا (9).

(1) الفقيه: 2 / 219 / 2222 و 2223، الكافي: 4 / 281 / 3 عن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق (عليه السلام)
من قوله " من رجع ".
(2) الكافي: 4 / 254 / 8 عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(3) الجامع الصغير: 2 / 270 / 6225 نقلا عن أمالي المحاملي عن أم سلمة.
(4) " تترى " أصله وترى، ومعناها مجيء الواحد بعد الآخر، نحو: جاؤوا تترى أي واحدا بعد واحد،
ووترا بعد وتر، والوتر: الفرد ومنه المتواتر (كما في هامش المصدر).
(5) قال المجلسي (قدس سره)؛: لعل المراد ب‍ " تسعى "، أي تسعى فيهن. وقيل: هو فعلى من التسع، أي العمر التي
تكون الفصل بين كل منها وسابقتها ولاحقتها تسعا، بناء على كون الفصل بين العمرتين عشرة، فإذا لم
يحسب يوم الفراغ من الأولى والشروع من الثانية يكون بينهما تسع (مرآة العقول: 17 / 134).
(6) الكافي: 4 / 261 / 36 عن ابن الطيار.
(7) أمالي الطوسي: 668 / 1398 عن أبي بصير.
(8) الخصال: 60 / 81 عن صفوان بن مهران، الفقيه: 2 / 216 / 2205.
(9) الخصال: 117 / 101 عن صفوان بن مهران الجمال، الفقيه: 2 / 216 / 2206.
154

349 - منصور بن حازم: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عمن حج أربع حجج ما له من الثواب؟ قال: يا
منصور، من حج أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبدا (1).
350 - أبو بكر الحضرمي: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن حج خمس حجج؟ قال: من حج
خمس حجج لم يعذبه الله أبدا (2).
351 - الإمام الصادق (عليه السلام): من حج عشر حجج لم يحاسبه الله أبدا (3).
352 - عنه (عليه السلام): من حج عشرين حجة لم ير جهنم، ولم يسمع شهيقها ولا زفيرها (4).
353 - الإمام الكاظم (عليه السلام): من حج أربعين حجة قيل له: اشفع فيمن أحببت، ويفتح له باب من
أبواب الجنة يدخل منه هو ومن يشفع له (5).
354 - الإمام الصادق (عليه السلام): من حج خمسين حجة بنى الله له مدينة في جنة عدن، فيها مائة
ألف قصر، في كل قصر حور من حور العين وألف زوجة، ويجعل من رفقاء
محمد (صلى الله عليه وآله) في الجنة (6).
355 - الإمام الرضا (عليه السلام): من حج أكثر من خمسين حجة كان كمن حج خمسين حجة مع
محمد والأوصياء صلوات الله عليهم، وكان ممن يزوره الله عز وجل كل جمعة،
وهو ممن يدخل جنة عدن التي خلقها الله عز وجل بيده ولم ترها عين ولم يطلع
عليها مخلوق، وما من أحد يكثر الحج إلا بنى الله عز وجل له بكل حجة مدينة
في الجنة، فيها غرف، في كل غرفة منها حوراء من حور العين، مع كل حوراء

(1) الخصال: 215 / 37، الفقيه: 2 / 217 / 2209 عن الإمام الرضا (عليه السلام).
(2) الخصال: 283 / 30، الفقيه: 2 / 217 / 2210 عن الإمام الرضا (عليه السلام).
(3) الخصال: 445 / 43 عن أبي بكر الحضرمي، الفقيه: 2 / 217 / 2209 عن الإمام الرضا (عليه السلام).
(4) الخصال: 516 / 3 عن أبي بكر الحضرمي، الفقيه 2 / 217 / 2110.
(5) الخصال: 548 / 29 عن زكريا الموصلي، الفقيه: 2 / 217 / 2211.
(6) الخصال: 571 / 3 عن هارون بن خارجة، الفقيه: 2 / 217 / 2212.
155

ثلاثمائة جارية، لم ينظر الناس إلى مثلهن حسنا وجمالا (1).
د - معنى الإدمان
356 - الإمام الصادق (عليه السلام): من حج سنة وسنة لا، فهو ممن أدمن الحج (2).
357 - الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): من حج ثلاث سنين متوالية، ثم حج أو لم يحج،
فهو بمنزلة مدمن الحج (3).
358 - روي: أن مدمن الحج الذي إذا وجد الحج حج، كما أن مدمن الخمر الذي إذا وجده
شربه (4).
ه‍ - كراهة عدم الإدمان لمن يقدر عليه
359 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يقول: من أنسأت له في أجله، ووسعت عليه في
رزقه، وصححت له جسمه، ولم يزرني في كل خمسة أعوام فهو محروم (5).
360 - الإمام الصادق (عليه السلام): من مضت له خمس سنين فلم يفد إلى ربه، وهو موسر، إنه
لمحروم (6).
361 - عنه (عليه السلام): يقول الله تبارك وتعالى: إن عبدا أوسعت عليه في رزقه لم يفد إلي في كل
أربع لمحروم (7).

(1) الفقيه: 2 / 217 / 2213.
(2) الفقيه: 2 / 218 / 2214.
(3) الكافي: 4 / 542 / 9، الفقيه: 2 / 216 / 2205 عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(4) الكافي: 4 / 542 / ذيل الحديث 9.
(5) الجعفريات: 65 بطريقه عنه (صلى الله عليه وآله)، الكافي: 4 / 278 / 2 عن الإمام الباقر (عليه السلام) نحوه؛ الإحسان بترتيب
صحيح ابن حبان: 6 / 6 / 3695 عن أبي سعيد الخدري.
(6) الكافي: 4 / 278 / 1 عن ذريح، التهذيب: 5 / 450 / 1570.
(7) المحاسن: 1 / 141 / 185 عن عبد الحميد.
156

و - التحذير لمن لا ينوي العود
362 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رجع من مكة وهو لا ينوي العود إليها فقد قرب أجله، ودنا
عذابه (1).
363 - أبو خديجة (2): كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) وقد نزلنا الطريق فقال: ترون هذا الجبل ثافلا (3)؟
إن يزيد بن معاوية لما رجع من حجه مرتحلا إلى الشام ثم أنشأ يقول:
إذا تركنا ثافلا يمينا * فلن نعود بعدها سنينا
للحج والعمرة ما بقينا
فأماته الله قبل أجله (4).
1 / 6
فضل العزم على الحج
364 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا كان الرجل من شأنه الحج كل سنة، ثم تخلف سنة فلم
يخرج، قالت الملائكة الذين على الأرض للذين على الجبال: لقد فقدنا
صوت فلان! فيقولون: اطلبوه، فيطلبونه فلا يصيبونه، فيقولون: اللهم إن كان
حبسه دين فأد عنه، أو مرض فاشفه، أو فقر فأغنه، أو حبس ففرج عنه، أو فعل
فافعل به. والناس يدعون لأنفسهم وهم يدعون لمن تخلف (5).

(1) الفقيه: 2 / 220 / 2224، التهذيب: 5 / 444 / 1545 عن محمد بن أبي حمزة رفعه.
(2) هو سالم بن مكرم.
(3) ثافل: اسم جبل بين الشام والحجاز، يقع على يمين القادم من الحجاز إلى الشام (معجم البلدان: 2 / 71).
(4) التهذيب: 5 / 462 / 1612 و ص 444 / 1546 نحوه، الفقيه: 2 / 220 / 2225.
(5) الكافي: 4 / 264 / 47 عن عبد الله بن جندب عن بعض رجاله.
157

365 - زياد القندي: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، إني أكون في المسجد الحرام
وأنظر إلى الناس يطوفون بالبيت وأنا قاعد، فأغتم لذلك، فقال: يا زياد، لا
عليك، فإن المؤمن إذا خرج من بيته يؤم الحج لا يزال في طواف وسعي حتى
يرجع (1).
1 / 7
فضل من مات في طريقه
366 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات محرما حشر ملبيا (2).
367 - ابن عباس: إن رجلا أوقصته راحلته وهو محرم، فمات، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تخمروا رأسه ولا وجهه، فإنه يبعث
يوم القيامة ملبيا (3).
368 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات في هذا الوجه من حاج أو معتمر لم يعرض ولم يحاسب،
وقيل له: ادخل الجنة (4).
369 - عنه (صلى الله عليه وآله): + + +
370 - الإمام الصادق (عليه السلام): من مات في طريق مكة، ذاهبا أو جائيا، أمن من الفزع

(1) الكافي: 4 / 428 / 8، الفقيه: 2 / 215 / 2204 نحوه.
(2) تاريخ بغداد: 3 / 338 عن ابن عباس؛ الفقيه: 1 / 138 / 376 عن الإمام الصادق (عليه السلام) و
ج 2 / 229 / 2268 نحوه.
(3) صحيح مسلم: 2 / 866 / 98، سنن ابن ماجة: 2 / 1030 / 3084، سنن الترمذي: 3 / 286 / 951؛
عوالي اللآلي: 4 / 6 / 4 نحوه.
(4) تاريخ بغداد: 2 / 170، سنن الدارقطني: 298 / 278 كلاهما عن عائشة؛ عوالي اللآلي: 1 / 96 / 7
نحوه، وراجع مسند إسحاق بن راهويه: 3 / 1010 / 1754 حلية الأولياء: 8 / 216.
158

الأكبر يوم القيامة (1).
راجع: ص 161 " في ضمان الله ".
1 / 8
فضل الحاج
أ - وفد الله
371 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): وفد الله ثلاثة: الغازي والحاج والمعتمر (2).
372 - الإمام علي (عليه السلام): الحاج والمعتمر وفد الله، وحق الله أن يكرم وفده ويحبوه بالمغفرة (3).
373 - الإمام الحسن (عليه السلام): ثلاثة في جوار الله تعالى:... ورجل خرج حاجا أو معتمرا،
لا يخرج إلا لله تعالى، فهو من وفد الله تعالى حتى يرجع إلى أهله (4).
374 - الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في رسالة الحقوق -: حق الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربك،
وفرار إليه من ذنوبك، وفيه قبول توبتك، وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك (5).
375 - الإمام الصادق (عليه السلام): الحاج والمعتمر وفد الله، إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه
أجابهم، وإن شفعوا شفعهم، وإن سكتوا ابتدأهم، ويعوضون بالدرهم ألف

(1) الكافي: 4 / 263 / 45، التهذيب: 5 / 23 / 68 كلاهما عن عبد الله بن سنان، عوالي اللآلي: 4 / 30 / 99.
(2) سنن النسائي: 5 / 113، المستدرك على الصحيحين: 1 / 608 / 1611 كلاهما عن أبي هريرة.
(3) تحف العقول: 123، الخصال: 635 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن
آبائه (عليهم السلام).
(4) تنبيه الغافلين: 303 / 428.
(5) الفقيه: 2 / 620 / 3214، الخصال: 566 / 1 كلاهما عن أبي حمزة الثمالي.
159

(ألف) درهم (1).
ب - ضيف الله
376 - مما أوحى الله إلى آدم: أنا الله ذو بكة، أهلها جيرتي، وزوارها وفدي وأضيافي،
أعمره بأهل السماء وأهل الأرض، يأتونه أفواجا شعثا غبرا، يعجون بالتكبير
والتلبية، فمن اعتمره لا يريد غيره فقد زارني، وهو وفد لي، ونزل بي، وحق لي
أن أتحفه بكراماتي (2).
377 - خالد بن ربعي: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) دخل مكة في بعض حوائجه فوجد أعرابيا
متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: يا صاحب البيت، البيت بيتك والضيف ضيفك
ولكل ضيف من ضيفه (3) قرى فاجعل قراي منك الليلة المغفرة، فقال
أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: أما تسمعون كلام الأعرابي؟! قالوا: نعم، فقال: الله
أكرم من أن يرد ضيفه (4).
378 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن ضيف الله عز وجل رجل حج واعتمر، فهو ضيف الله حتى يرجع
إلى منزله (5).
379 - عنه (عليه السلام) - بعرفة -: اللهم... أنا ضيفك فاجعل قراي الليلة، الجنة (6).

(1) الكافي: 4 / 255 / 14، التهذيب: 5 / 24 / 71 كلاهما عن إبراهيم بن صالح عن رجل من أصحابنا،
عوالي اللآلي: 4 / 24 / 75، وراجع دعائم الإسلام: 1 / 294؛ سنن ابن ماجة: 2 / 966 / 2893.
(2) الخرائج والجرائح: 1 / 80.
(3) كذا في المصدر، والصحيح " مضيفه ".
(4) أمالي الصدوق: 533 / 742.
(5) الخصال: 127 / 127 عن عباد بن صهيب.
(6) إقبال الأعمال: 2 / 155، البحار: 98 / 266 عنه و ص 47 / 161 نقلا عن المزار الكبير عن سفيان
الثوري.
160

380 - عنه (عليه السلام) - فيما سأله سائل: لم كره الصيام في أيام التشريق؟ -: لان القوم زوار الله
وهم (أضيافه) وفي ضيافته، ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من زاره وأضافه (1).
ج - في ضمان الله
381 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحاج في ضمان الله عز وجل مقبلا ومدبرا، فإن أصابه في سفره تعب
أو نصب غفر له بذلك سيئاته، وكان له بكل قدم يرفعه ألف درجة في الجنة،
وبكل قطرة تصيبه من مطر أجر شهيد (2).
382 - الإمام الصادق (عليه السلام): الحاج والمعتمر في ضمان الله، فإن مات متوجها غفر الله له ذنوبه،
وإن مات محرما بعثه الله ملبيا، وإن مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين، وإن
مات منصرفا غفر الله له جميع ذنوبه (3).
383 - عنه (عليه السلام): الحج والعمرة سوقان من أسواق الآخرة، اللازم لهما في ضمان الله
إن أبقاه أداه إلى عياله، وإن أماته أدخله الجنة (4).
384 - عنه (عليه السلام): ضمان الحاج المؤمن على الله، إن مات في سفره أدخله الجنة، وإن رده إلى
أهله لم يكتب عليه ذنب بعد وصوله إلى أهله إلى منتهى سبعين ليلة (5).
385 - كليب بن معاوية الأسدي: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): شيعتك تقول: الحاج أهله وماله في
ضمان الله، و (قد) يخلف في أهله، وقد أراه يخرج فيحدث (على) أهله

(1) علل الشرائع: 443 / 1 عن ذي النون المصري.
(2) الفردوس: 2 / 149 / 2761 عن أبي أمامة، كنز العمال: 5 / 8 / 11812 و ص 14 / 11840.
(3) الكافي: 4 / 256 / 18 عن أبي بصير.
(4) الكافي: 4 / 255 / 13 عن أبي بصير.
(5) دعائم الإسلام: 1 / 294.
161

الأحداث! فقال (عليه السلام): إنما يخلفه فيهم بما كان يقوم به، فأما ما كان حاضرا لم
يستطع دفعه فلا (1).
راجع: فضل الحج / فضل من مات في طريقه.
د - دعوته مستجابة
386 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاث دعوات مستجابة: دعاء الحاج في تخلف أهله، ودعاء
المريض فلا تؤذوه ولا تضجروه، ودعاء المظلوم (2).
387 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحجاج والعمار وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم (3).
راجع: ص 159 " وفد الله " و ص 288 " ثواب من خلف الحاج ".
1 / 9
آثار الحج
أ - الطهارة
388 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): حجوا، فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن (4).
389 - عنه (صلى الله عليه وآله): تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي
الكير خبث الحديد (5).

(1) معاني الأخبار: 407 / 85.
(2) الدعوات للراوندي: 30 / 58.
(3) الجامع الصغير: 1 / 585 / 3789 عن البزار عن جابر.
(4) المعجم الأوسط: 5 / 177 / 4997، الفردوس: 2 / 130 / 2664 كلاهما عن عبد الله بن جراد،
الدر المنثور: 1 / 507، وراجع التهذيب: 5 / 22 / 65، عوالي اللآلي: 2 / 161 / 444.
(5) الكافي: 4 / 255 / 12 عن أبي محمد الفراء عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عوالي اللآلي: 1 / 183 / 249،
مسند الإمام زيد: 220 عن زيد بن علي عن آبائه (عليهم السلام)، دعائم الإسلام: 1 / 295 كلاهما نحوه؛ سنن
الترمذي: 3 / 175 / 810، مسند أبي يعلى: 5 / 8 / 4955، حلية الأولياء: 4 / 110 كلها عن
عبد الله بن مسعود.
162

390 - عنه (صلى الله عليه وآله): من حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه (1).
391 - عنه (صلى الله عليه وآله): من خرج حاجا يريد وجه الله فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
وشفع فيمن دعا له (2).
392 - عنه (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس، ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى
وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استؤنف عمله (3).
393 - عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم اغفر للحاج، ولمن استغفر له الحاج (4).
394 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): الحاج مغفور له، وموجوب له الجنة، ومستأنف له العمل،
ومحفوظ في أهله وماله (5).
395 - الإمام الباقر (عليه السلام): من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرأ من الكبر رجع من

(1) صحيح البخاري: 2 / 553 / 1449 وص 645 / 1723 وص 646 / 1724، تاريخ بغداد: 11 / 222،
سنن الدارقطني: 2 / 284 / 213، حلية الأولياء: 7 / 143 كلاهما نحوه، مسند أبي يعلى:
5 / 442 / 6170 كلها عن أبي هريرة؛ عوالي اللآلي: 1 / 426 / 113 و ج 2 / 92 / 245.
(2) حلية الأولياء: 7 / 235 عن عبد الله.
(3) روضة الواعظين: 110.
(4) المستدرك على الصحيحين: 1 / 609 / 1612، صحيح ابن خزيمة: 4 / 132 / 2516 كلاهما عن
أبي هريرة.
(5) الكافي: 4 / 252 / 1، مكارم الأخلاق: 1 / 519 / 1807 كلاهما عن خالد القلانسي عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
163

ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه، ثم قرأ (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه...) (1).
396 - الإمام الصادق (عليه السلام): من حج يريد به الله، ولا يريد به رياء ولا سمعة، غفر الله له البتة (2).
397 - عنه (عليه السلام) - في بيان فضيلة الحج -: إن العبد ليخرج من بيته فيعطي قسما، حتى إذا أتى
المسجد الحرام طاف طواف الفريضة، ثم عدل إلى مقام إبراهيم فصلى ركعتين،
فيأتيه ملك فيقوم عن يساره، فإذا انصرف ضرب بيده على كتفيه فيقول: يا هذا،
أما ما مضى فقد غفر لك، وأما ما يستقبل فجد (3).
ب - الغنى
398 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): حجوا لن تفتقروا (4).
399 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحج والعمرة ينفيان الفقر، كما ينفي الكير خبث الحديد (5).
400 - عنه (صلى الله عليه وآله): حجوا تستغنوا (6).

(1) الكافي: 4 / 252 / 2 عن عبد الأعلى عن الإمام الصادق (عليه السلام)؛ الفقيه: 2 / 205 / 2147، والآية 203
من سورة البقرة.
(2) ثواب الأعمال: 70 / 2 عن أبي بصير، عوالي اللآلي: 4 / 30 / 98.
(3) الكافي: 4 / 257 / 23 عن سعيد السمان.
(4) الجعفريات: 65 بطريقه عنه (صلى الله عليه وآله).
(5) الفقيه: 2 / 222 / 2238، دعائم الاسلام: 1 / 295 نحوه، وراجع التهذيب: 5 / 22 / 65، الكافي:
4 / 255 / 12.
(6) الفقيه: 2 / 265 / 2387 عن السكوني، مكارم الأخلاق: 1 / 513 / 1781، دعائم الإسلام:
1 / 342 عن الإمام علي (عليه السلام)، المحاسن: 2 / 79 / 1203 السكوني عن الإمام الصادق (عليه السلام)؛ الجامع
الصغير: 1 / 570 / 3686 نقلا عن عبد الرزاق في الجامع عن صفوان بن سليم مرسلا.
164

401 - عنه (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس، حجوا البيت؛ فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه
إلا افتقروا (1).
402 - الإمام علي (عليه السلام): إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى: الإيمان به
وبرسوله،... وحج البيت واعتماره، فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان (2) الذنب (3).
403 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): حجوا واعتمروا تصح أبدانكم، وتتسع أرزاقكم، وتكفوا
مؤونات عيالكم (4).
404 - إسحاق بن عمار: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني قد وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام
بنفسي، أو برجل من أهل بيتي بمالي. فقال: وقد عزمت على ذلك؟ قلت: نعم،
قال: إن فعلت ذلك فأبشر بكثرة المال (5).
405 - عنه عن أبي عبد الله (عليه السلام): الحاج لا يملق أبدا.
قلت: وما الإملاق؟ قال: الإفلاس (6).
راجع: ص 154 " آثار الإدمان ".

(1) الاحتجاج: 1 / 156 / 32 عن علقمة عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(2) ويرحضان أي يغسلان (المصباح المنير: 269).
(3) نهج البلاغة: الخطبة 110.
(4) الكافي: 4 / 252 / 1، مكارم الأخلاق: 1 / 518 / 1805 كلاهما عن خالد القلانسي عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
(5) الكافي: 4 / 253 / 5، ثواب الأعمال: 70 / 4 وفيه " إن فعلت ذلك فأيقن بكثرة المال وأبشر
بكثرة المال ".
(6) تفسير العياشي: 2 / 289 / 63 عن إسحاق بن عمار.
165

ج - النور
406 - الإمام الصادق (عليه السلام): الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم بذنب (1).
راجع: ص 234 / الحديث 638 وص 238 / الحديث 654
وص 291 " فضل العمرة "، والبحار: 99 / 259 / 37.
د - خير الدنيا والآخرة
407 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد الدنيا والآخرة فليؤم هذا البيت، فما أتاه عبد يسأل الله
دنيا إلا أعطاه الله منها، ولا يسأله آخرة إلا ادخر له منها (2).
راجع: ص 219 " ثواب الوقوف بعرفات ".

(1) الكافي: 4 / 255 / 11 عن داود بن أبي يزيد عمن ذكره، الفقيه: 2 / 225 / 2250، المحاسن:
1 / 147 / 208 عن عبد الله بن محمد الحجال رفعه.
(2) مسند زيد: 220 و 221 عن زيد بن علي عن آبائه (عليهم السلام)، دعائم الإسلام: 1 / 295 نحوه، الفقيه: 2 /
219 / 2222 وفيه صدره فقط.
166

الفصل الثاني
تسويف الحج وتركه
2 / 1
التحذير من تركه
408 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من عبد يدع الحج لحاجة من حوائج الدنيا، إلا رأى
المحلقين قبل أن يقضي تلك الحاجة (1).
409 - الإمام الباقر (عليه السلام): كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تتركوا حج بيت ربكم
فتهلكوا (2).
410 - الإمام الصادق (عليه السلام): ليس في ترك الحج خيرة (3).

(1) الدر المنثور (الطبعة القديمة): 1 / 211، وفي الدر المنثور (الطبعة الجديدة): 1 / 509 المخلفين؛
الفقيه: 2 / 220 / 2226 عن الإمام الباقر (عليه السلام) و ص 420 / 2863 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام
الباقر (عليه السلام)، وراجع مصادر الحديث الآتي.
(2) ثواب الأعمال: 281 / 1، المحاسن: 1 / 170 / 258 نحوه وكلاهما عن عبد الله بن ميمون عن
الإمام الصادق (عليه السلام).
(3) الكافي: 4 / 270 / 2 عن سهل بن زياد رفعه.
167

411 - سماعة: قال لي [أبو عبد الله (عليه السلام)]: ما لك لا تحج في العام؟ فقلت: معاملة
كانت بيني وبين قوم وأشغال، وعسى أن يكون ذلك خيرة، فقال: لا والله،
ما فعل الله لك في ذلك من خيرة.
ثم قال: ما حبس عبد عن هذا البيت إلا بذنب، وما يعفو أكثر (1).
راجع: ص 171 " التحذير من تعطيل البيت ".
2 / 2
تارك الحج
أ - كافر
(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن
العالمين) (2).
412 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لعلي (عليه السلام) -: يا علي، كفر بالله العظيم من هذه الأمة
عشرة:... ومن وجد سعة فمات ولم يحج (3) (4).
413 - عنه (صلى الله عليه وآله) - مما أوصى به عليا (عليه السلام): يا علي، تارك الحج وهو مستطيع كافر يقول
الله تبارك وتعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر

(1) الكافي: 4 / 270 / 1.
(2) آل عمران: 97.
(3) الخصال: 450 / 56 عن محمد أبي مالك عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
(4) وفي تفسير النعماني عن أمير المؤمنين (عليه السلام): الكفر المذكور في كتاب الله تعالى خمسة وجوه: منها كفر
الجحود، ومنها كفر فقط - والجحود ينقسم على وجهين - ومنها كفر الترك لما أمر الله تعالى به، ومنه
كفر البراءة، ومنها كفر النعيم... وأما الوجه الثالث من الكفر، فهو كفر الترك لما أمرهم الله به، وهو من
المعاصي (البحار: 93 / 60).
168

فإن الله غني عن العالمين). يا علي، من سوف الحج حتى يموت بعثه الله يوم
القيامة يهوديا أو نصرانيا (1).
414 - عنه (صلى الله عليه وآله): من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا
أو نصرانيا، وذلك أن الله يقول في كتابه: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلا) (2).
415 - عنه (صلى الله عليه وآله): من لم يمنعه عن الحج حاجة ظاهرة، أو سلطان جائر، أو مرض حابس،
فمات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا (3).
416 - عنه (صلى الله عليه وآله): أيها الناس، إن الله فرض الحج على من استطاع إليه سبيلا، ومن لم يفعل
فليمت على أي حال شاء يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا، إلا أن يكون به مرض
حابسه، أو منع من سلطان جائر. ألا لا نصيب له في شفاعتي، ولا يرد حوضي،
ألا هل بلغت؟ (4)
ب - تارك للشريعة
417 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا قدر الرجل على ما يحج به ثم دفع ذلك عنه، وليس له
شغل يعذره به، فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام (5).
418 - عنه (عليه السلام) أنه سئل عن الرجل يسوف الحج لا يمنعه منه إلا تجارة تشغله أو دين

(1) الفقيه: 4 / 368 / 5762.
(2) سنن الترمذي: 3 / 176 / 812 عن الحارث عن الإمام علي (عليه السلام).
(3) سنن الدارمي: 1 / 455 / 1733، حلية الأولياء: 9 / 251، الفردوس: 3 / 635 / 5951 كلها عن
أبي أمامة؛ الكافي: 4 / 268 / 1 وص 269 / 5، الفقيه: 2 / 447 / 2935، ثواب الأعمال: 281 / 2
كلها عن ذريح المحاربي عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(4) تنبيه الغافلين: 554 / 898 عن عبد خير عن الإمام علي (عليه السلام).
(5) التهذيب: 5 / 18 / 54، الفقيه: 2 / 448 / 2936، دعائم الإسلام: 1 / 288 كلاهما نحوه وكلها عن
الحلبي.
169

له، فقال: لا عذر له، ليس ينبغي له أن يسوف الحج، فإن مات فقد ترك شريعة من شرائع
الإسلام (1).
419 - الإمام الكاظم (عليه السلام) - في قوله تعالى: (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) (2) -: إنهم الذين
يتمادون بحج الإسلام ويسوفونه (3).
ج - يسأل الرجعة عند الموت
420 - الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن قول الله عز وجل: (فأصدق وأكن من الصالحين) (4) -:
قال: أصدق: من الصدقة، وأكن من الصالحين: أي أحج (5).
421 - ابن عباس: من كان له مال يبلغه حج بيت ربه، أو تجب عليه فيه الزكاة، فلم يفعل
سأل الرجعة عند الموت. فقال رجل: يا أبن عباس اتق الله، إنما سأل الرجعة
الكفار! قال: سأتلو عليك بذلك قرآنا: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم
أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله)، (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت -
إلى قوله -: والله خبير بما تعملون) (6) (7).

(1) دعائم الإسلام: 1 / 288.
(2) الكهف: 103.
(3) عوالي اللآلي: 2 / 86 / 232 عن محمد بن الفضل، نور الثقلين: 3 / 311 / 247.
(4) المنافقون: 10.
(5) الفقيه: 2 / 220 / 2228، وراجع تفسير القمي: 2 / 370.
(6) المنافقون: 9 - 11.
(7) سنن الترمذي: 5 / 418 / 3316، الدر المنثور: 8 / 179 نقلا عن عبد بن حميد والترمذي وابن
جرير وابن منذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس، وفيه صدره.
قال الترمذي: حدثنا عبد الرزاق عن الثوري عن يحيى بن أبي حية عن الضحاك عن ابن عباس
عن النبي (صلى الله عليه وآله) بنحوه.
170

د - يحشر أعمى
422 - أبو بصير: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ومن كان في هذه أعمى
فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) (1)، فقال: ذلك الذي يسوف نفسه الحج - يعني
حجة الإسلام - حتى يأتيه الموت (2).
423 - عنه: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من مات وهو صحيح موسر لم يحج فهو ممن قال
الله عز وجل: (ونحشره يوم القيامة أعمى) (3) قال: قلت: سبحان الله! أعمى؟! قال:
نعم، إن الله عز وجل أعماه عن طريق الحق (4).
424 - الإمام الصادق (عليه السلام): (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) نزلت فيمن
يسوف الحج حتى مات ولم يحج فهو أعمى، فعمي عن فريضة من فرائض الله (5).
2 / 3
التحذير من تعطيل البيت
425 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو ترك الناس الحج عاما واحدا ما نوظروا (6).
426 - عنه (صلى الله عليه وآله): إذا تركت أمتي هذا البيت أن تؤمه لم تناظر (7).

(1) الإسراء: 72.
(2) الكافي: 4 / 269 / 2، تفسير العياشي: 2 / 305 / 127، عوالي اللآلي: 4 / 26 / 80 نحوه.
(3) طه: 124.
(4) الكافي: 4 / 269 / 6، التهذيب: 5 / 18 / 51 و 53 عن معاوية بن عمار نحوه وفيه " طريق الجنة "،
الفقيه: 2 / 447 / 2934 وفيه " طريق الخير ".
(5) تفسير القمي: 2 / 24، تفسير العياشي: 2 / 305 / 127 عن أبي بصير نحوه.
(6) جامع الأحاديث للقمي: 113.
(7) دعائم الإسلام: 1 / 289.
171

427 - الإمام علي (عليه السلام): الله الله في بيت ربكم، فلا يخلو ما بقيتم؛ فإنه إن ترك لم تناظروا (1).
428 - سدير: ذكرت لأبي جعفر (عليه السلام) البيت، فقال: لو عطلوه سنة واحدة لم يناظروا (2).
429 - حسين الأحمسي عن الإمام الصادق (عليه السلام): لو ترك الناس الحج لما نوظروا العذاب -
أو قال -: انزل عليهم العذاب (3).
430 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج، ولو أجمعوا على
ترك الحج لهلكوا (4).
431 - عنه (عليه السلام): لو عطل الناس الحج لوجب على الإمام أن يجبرهم على الحج إن شاؤوا وإن
أبوا؛ لان هذا البيت إنما وضع للحج (5).
432 - عنه (عليه السلام): لو أن الناس تركوا الحج لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك، وعلى
المقام عنده... وإن لم يكن لهم مال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين (6).
راجع: ص 168 " التحذير من تركه ".

(1) الكافي: 7 / 51 / 7 عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الإمام الكاظم (عليه السلام) و ج 4 / 271 / 3 عن حماد
عن الإمام الصادق (عليه السلام) عنه وفيه " فلا يخلون "، نهج البلاغة: الكتاب 47 كلاهما نحوه وفيه " فلا
تخلوه ".
(2) الكافي: 4 / 271 / 2، الفقيه: 2 / 419 / 2860، عوالي اللآلي: 4 / 27 / 83 و 84 نحوه.
(3) الكافي: 4 / 271 / 1، علل الشرائع: 522 / 64 عن أبي بصير نحوه.
(4) الكافي: 2 / 451 / 1، تفسير العياشي: 1 / 135 / 446 كلاهما عن يونس بن ظبيان.
(5) الكافي: 4 / 272 / 2 و ص 260 / 30، علل الشرائع: 396 / 1 كلاهما عن عبد الله بن سنان.
(6) التهذيب: 5 / 441 / 1532، الفقيه: 2 / 420 / 2861، الكافي: 4 / 272 / 1 إلى قوله: " وإن لم
يكن... " كلها عن حفص بن البختري وهشام بن سالم ومعاوية بن عمار.
172

الفصل الثالث
فرائض الحج
3 / 1
جوامع فرائضه
433 - الإمام علي (عليه السلام): أما حدود الحج فأربعة، وهي: الإحرام، والطواف بالبيت،
والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف في الموقفين وما يتبعها ويتصل بها،
فمن ترك هذه الحدود وجب عليه الكفارة والإعادة (1).
434 - الإمام الصادق (عليه السلام): فرائض الحج: الإحرام، والتلبية الأربع، وهي: " لبيك اللهم
لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك
لك "، والطواف بالبيت للعمرة فريضة، وركعتاه عند مقام إبراهيم (عليه السلام)
فريضة، والسعي بين الصفا والمروة فريضة، وطواف الحج فريضة،
وركعتاه عند المقام فريضة، وبعده السعي بين الصفا والمروة فريضة،
وطواف النساء فريضة، وركعتاه عند المقام فريضة، ولا يسعى بعده بين
الصفا والمروة، والوقوف

(1) وسائل الشيعة: 11 / 235 / 31 نقلا عن رسالة المحكم والمتشابه.
173

بالمشعر فريضة، والهدي للمتمتع فريضة، فأما
الوقوف بعرفة فهو واجبة، والحلق سنة، ورمي الجمار سنة (1).
بيان:
تطلق الفريضة في الروايات على الواجبات التي جعلها الله مباشرة،
وما أوجبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال له: السنة. ولا يجوز ترك أي منهما في مقام
العمل والتكليف. وينبغي الالتفات إلى أن السنة سنتان: سنة واجب
وفريضة، وسنة تطوع ومستحب (2).
3 / 2
واجبات عمرة التمتع
أ - الإحرام
حكمة الإحرام
435 - الإمام الصادق (عليه السلام): وجب الإحرام لعلة الحرم (3).
436 - الإمام الرضا (عليه السلام): فإن قيل: فلم أمروا بالإحرام؟ قيل: لان يخشعوا قبل دخولهم
حرم الله وأمنه، ولئلا يلهوا ويشتغلوا بشيء من أمور الدنيا وزينتها ولذاتها،
ويكونوا صابرين فيما هم فيه قاصدين نحوه مقبلين عليه بكليتهم، مع ما فيه
من التعظيم لله عز وجل ولبيته، والتذلل لأنفسهم عند قصدهم إلى الله تعالى،
ووفادتهم إليه، راجين ثوابه، راهبين من عقابه، ماضين نحوه، مقبلين إليه

(1) الخصال: 606 / 9 عن الأعمش، وراجع الفقيه: 2 / 317 / 2556.
(2) راجع الكافي: 1 / 71 / 12.
(3) الفقيه: 2 / 195 / 2122، المحاسن: 2 / 55 / 1162 عن محمد بن عيسى، علل الشرائع: 415 / 1
عن العباس بن معروف عن بعض أصحابنا.
174

بالذل والاستكانة والخضوع (1).
مواقيت الإحرام
437 - الإمام الصادق (عليه السلام): الإحرام من مواقيت خمسة وقتها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا ينبغي
لحاج ولا لمعتمر أن يحرم قبلها ولا بعدها،... ولا ينبغي لأحد أن يرغب
عن مواقيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
438 - عنه (عليه السلام): من تمام الحج والعمرة أن تحرم من المواقيت التي وقتها
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا تجاوزها إلا وأنت محرم، فإنه وقت لأهل العراق - ولم
يكن يومئذ عراق - بطن العقيق (3) من قبل أهل العراق، ووقت لأهل اليمن
يلملم (4)، ووقت لأهل الطائف قرن المنازل (5)، ووقت لأهل المغرب
الجحفة (6) وهي مهيعة، ووقت لأهل المدينة ذا الحليفة (7)، ومن كان منزله
خلف هذه المواقيت مما يلي مكة فوقته منزله (8).

(1) علل الشرائع: 274 آخر الحديث 9، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 120.
(2) الكافي 4 / 319 / 2، الفقيه: 2 / 302 / 2522 كلاهما عن الحلبي.
(3) العقيق: هو واد طويل من أودية المدينة المنورة يزيد على بريدين في طريق العراق التي يقال لها
اليوم (الطريق الشرقي).
(4) يلملم: جبل على مرحلتين من مكة، في طريق الساحل الجنوبي من الحجاز ويسمى اليوم
(السعدية).
(5) قرن المنازل: جبل صغير على مسير يوم وليلة من مكة في طريق نجد واليمن من جهة السراة
ويسمى اليوم (السيل).
(6) الجحفة: مدينة تقع على ثلاث مراحل من مكة المكرمة في طريق الساحل الشمالي من الحجاز
وسميت بذلك لأن السيل اجتحف بأهلها - أي ذهب بهم - في بعض الأعوام وكان اسمها مهيعة.
(7) ذو الحليفة: موضع قريب من المدينة، فيه مياه وبه مسجد الشجرة ويسمى اليوم (أبيار علي).
(8) الكافي: 4 / 318 / 1، التهذيب: 5 / 54 / 166 وص 283 / 964 كلها عن معاوية بن عمار، مسند
الإمام زيد: 223 عن زيد بن علي عن آبائه عن الإمام علي (عليهم السلام) نحوه، وسائل الشيعة: 11 / 307
أبواب المواقيت / الباب 1 و 9.
175

439 - ابن عباس: إن النبي (صلى الله عليه وآله) وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة،
ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم. هن لهن ولمن أتى عليهن
من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ
حتى أهل مكة من مكة (1).
خريطة الطرق المؤدية
إلى مكة المكرمة
ومواقيت الاحرام

(1) صحيح البخاري: 2 / 554 / 1452 و 6 / 2673 / 6912 نحوه، سنن النسائي: 5 / 122، سنن
الترمذي: 3 / 193 / 831، سنن الدارقطني: 2 / 236 / 5، الفردوس: 4 / 158 / 6495، وراجع
السنن الكبرى: 5 / 41 / 8916.
176

كيفية الإحرام
440 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا يكون إحرام إلا في دبر صلاة مكتوبة، أحرمت في دبرها
بعد التسليم. وإن كانت نافلة صليت ركعتين، وأحرمت في دبرهما. فإذا
انفتلت من صلاتك فاحمد الله وأثن عليه، وصل على النبي (صلى الله عليه وآله) وقل:
" اللهم إني أسألك أن تجعلني ممن استجاب لك وآمن بوعدك واتبع أمرك، فأني
عبدك وفي قبضتك، لا أوقى إلا ما وقيت، ولا آخذ إلا ما أعطيت، وقد ذكرت الحج
فأسألك أن تعزم لي عليه وعلى كتابك وسنة نبيك، وتقويني على ما ضعفت عنه، وتسلم
مني مناسكي في يسر منك وعافية، واجعلني من وفدك الذي رضيت وارتضيت
وسميت وكتبت. اللهم فتمم لي حجتي وعمرتي. اللهم إني أريد التمتع بالعمرة إلى الحج
على كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله، فإن عرض لي شيء يحبسني فخلني حيث
حبستني، لقدرك الذي قدرت علي، اللهم إن لم تكن حجة فعمرة، أحرم لك شعري
وبشري ولحمي ودمي وعظامي ومخي وعصبي من النساء والثياب والطيب، أبتغي بذلك
وجهك والدار الآخرة ".
ويجزيك أن تقول هذا مرة واحدة حين تحرم. ثم قم فامش هنيئة، فإذا
استوت بك الأرض - ماشيا كنت أو راكبا - فلب (1).
441 - عنه (عليه السلام): إذا أردت الإحرام والتمتع، فقل:
" اللهم إني أريد ما أمرت به من التمتع بالعمرة إلى الحج، فيسر ذلك لي وتقبله مني
وأعني عليه، وحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي، أحرم لك شعري وبشري
من النساء والطيب والثياب ".
وإن شئت قلت حين تنهض، وإن شئت فأخره حتى تركب بعيرك وتستقبل

(1) الكافي: 4 / 331 / 2، التهذيب: 5 / 77 / 253، الفقيه: 2 / 318 / 2558 كلها عن معاوية بن عمار.
177

القبلة فافعل (1).
442 - عنه (عليه السلام): إذا انتهيت إلى العقيق من قبل العراق أو إلى الوقت من هذه المواقيت
وأنت تريد الإحرام إن شاء الله فانتف إبطيك، وقلم أظفارك، وأطل عانتك،
وخذ من شاربك، ولا يضرك بأي ذلك بدأت. ثم استك واغتسل والبس
ثوبيك، وليكن فراغك من ذلك إن شاء الله عند زوال الشمس، وإن لم يكن
عند زوال الشمس فلا يضرك، غير أني أحب أن يكون ذاك - مع الاختيار -
عند زوال الشمس (2).
443 - حماد بن عيسى: سألت أبا عبد الله عن التهيؤ للإحرام، فقال: تقليم الأظفار
وأخذ الشارب، وحلق العانة (3).
تلبية الإحرام
* معنى التلبية (4)
444 - أبان، عمن أخبره، عن الصادق (عليه السلام): قلت له: لم سميت التلبية تلبية؟ فقال:
إجابة، أجاب موسى (عليه السلام) ربه (5).

(1) التهذيب: 5 / 79 / 263 عن ابن سنان.
(2) الكافي: 4 / 326 / 1 و ص 331 / 1 عن معاوية بن عمار نحوه.
(3) التهذيب: 5 / 61 / 194، الكافي: 3 / 326 / 2 وفي صدره " السنة في الإحرام "، وراجع وسائل
الشيعة: 12 / أبواب الإحرام / الباب 6 و 7.
(4) " لبيك " من التلبية، وهي إجابة المنادي، أي إجابتي لك يا رب، وهو مأخوذ من لب بالمكان وألب:
إذا أقام به، وألب على كذا: إذا لم يفارقه. ولم يستعمل إلا على لفظ التثنية في معنى التكرير: أي إجابة
بعد إجابة، وهو منصوب على المصدر بعامل لا يظهر، كأنك قلت: ألب إلبابا بعد إلباب. والتلبية من
لبيك، كالتهليل من لا إله إلا الله (النهاية: 4 / 222).
(5) علل الشرائع: 418 / 4.
178

445 - علي بن جعفر عن الإمام الكاظم (عليه السلام): سألته عن التلبية: لم جعلت؟ قال: لان
إبراهيم (عليه السلام) حين قال الله تبارك وتعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا) (1) نادى
فأسمع، فأقبل الناس من كل وجه يلبون، فلذلك جعلت التلبية (2).
446 - سليمان بن جعفر: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن التلبية وعلتها، فقال: إن الناس إذا
أحرموا ناداهم الله عز وجل، فقال: عبادي وإمائي، لأحرمنكم على النار، كما
أحرمتم لي، فقولهم: " لبيك اللهم لبيك "، إجابة لله عز وجل على ندائه لهم (3).
* كيفية التلبية
447 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما انتهى إلى البيداء (4) - حيث الميل - قربت له ناقة
فركبها، فلما انبعثت به لبى بالأربع... فقال:
" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك " (5).
448 - عنه (عليه السلام): لما لبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:

(1) الحج: 27.
(2) قرب الإسناد: 237 / 933، الكافي: 4 / 335 / 1 عن الحلبي مضمرا نحوه.
(3) الفقيه: 2 / 196 / 2124، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 83 / 21، علل الشرائع: 416 / 2.
(4) البيداء: اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة، وهي إلى مكة أقرب، تعد من الشرف، أمام ذي
الحليفة (معجم البلدان: 1 / 523).
(5) قرب الإسناد: 125 / 438 عن عاصم بن حميد، الفقيه: 2 / 328 / 2586 عن محمد بن زياد و
محمد بن يسار عن الإمام العسكري عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله) وكلها نحوه؛ صحيح البخاري: 2 / 561 / 1474،
صحيح مسلم: 2 / 841 / 1184، سنن ابن ماجة: 2 / 974 / 2918 كلها عن ابن عمر و ح 2919 عن
جابر، سنن النسائي: 5 / 159 عن سالم عن أبيه، مسند ابن حنبل: 1 / 648 / 2754 عن ابن عباس
وكلها نحوه وراجع ج 9 / 397 / 24744 و ج 10 / 61 / 25976.
179

" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك، لبيك ذا
المعارج لبيك ".
وكان (عليه السلام) يكثر من ذي المعارج، وكان يلبي كلما لقي راكبا، أو علا أكمة (1)، أو
هبط واديا، ومن آخر الليل، وفي أدبار الصلوات (2).
449 - خزيمة بن ثابت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا فرغ من تلبيته سأل الله رضوانه ومغفرته
واستعاذ برحمته من النار (3).
450 - الإمام الصادق (عليه السلام): التلبية أن تقول:
" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك، لبيك ذا
المعارج لبيك، لبيك داعيا إلى دار السلام لبيك، لبيك غفار الذنوب لبيك، لبيك أهل التلبية
لبيك، لبيك ذا الجلال والإكرام لبيك، لبيك تبدئ والمعاد إليك لبيك، لبيك تستغني ويفتقر إليك
لبيك، لبيك مرهوبا ومرغوبا إليك لبيك، لبيك إله الحق لبيك، لبيك ذا النعماء والفضل والحسن
الجميل لبيك، لبيك كشاف الكرب العظام لبيك، لبيك عبدك وابن عبديك لبيك، لبيك يا كريم
لبيك ".
تقول هذا في دبر كل صلاة مكتوبة أو نافلة، وحين ينهض بك بعيرك، وإذا
علوت شرفا، أو هبطت واديا، أو لقيت راكبا، أو استيقظت من منامك،
وبالأسحار، وأكثر ما استطعت واجهر بها، وإن تركت بعض التلبية فلا يضرك،
غير أن تمامها أفضل.

(1) الأكمة: التل أو الموضع الذي يكون أكثر ارتفاعا مما حوله (لسان العرب: 12 / 21).
(2) الفقيه: 2 / 325 / 2578 عن عبد الله بن سنان، وراجع قرب الإسناد: 162 / 592، وسائل الشيعة:
12 / 377 / 7.
(3) السنن الكبرى: 5 / 72 / 9038 عن خزيمة بن ثابت، الدر المنثور: 1 / 527 نقلا عن الشافعي وفيه
" والجنة واستعاذه " بدل " ومغفرته واستعاذ ".
180

واعلم أنه لابد لك من التلبيات الأربع في أول الكلام، وهي الفريضة، وهي
التوحيد، وبها لبى المرسلون. وأكثر من ذي المعارج، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يكثر
منها، وأول من لبى إبراهيم (عليه السلام)، قال: " إن الله يدعوكم إلى أن تحجوا بيته " فأجابوه
بالتلبية، فلم يبق أحد أخذ ميثاقه بالموافاة في ظهر رجل ولا بطن امرأة إلا
أجاب بالتلبية (1) (2).
* ثواب التلبية
451 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من حاج يضحي ملبيا حتى تزول الشمس، إلا غابت ذنوبه
معها (3).
452 - عنه (صلى الله عليه وآله): من أضحى يوما ملبيا حتى تغرب الشمس غربت بذنوبه، فعاد كما ولدته
أمه (4).
453 - عنه (صلى الله عليه وآله): من لبى في إحرامه سبعين مرة إيمانا واحتسابا، أشهد الله له ألف ألف ملك
ببراءة من النار وبراءة من النفاق (5).
* تلبية الأشياء مع الملبي
454 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو

(1) الكافي: 4 / 335 / 3، التهذيب: 5 / 91 / 300 و ص 284 / 967 مختصرا وكلها عن معاوية بن
عمار.
(2) الثاني من الواجبات: التلبيات الأربع، وصورتها على الأصح أن يقول: " لبيك اللهم لبيك، لبيك
لا شريك لك لبيك ". والأحوط الأولى أن يقول عقيب ما تقدم: " إن الحمد والنعمة لك والملك، لا
شريك لك لبيك ". تحرير الوسيلة: 1 / 414، وراجع جواهر الكلام: 6 / 557.
(3) الفقيه: 2 / 222 / 2238، المعجم الأوسط: 6 / 193 / 6125 عن سهل بن سعد.
(4) السنن الكبرى: 5 / 67 / 9022 عن جابر بن عبد الله و ح 9020 عن عامر بن ربيعة نحوه.
(5) الكافي: 4 / 337 / 8 عن ابن فضال عن رجال شتى، المحاسن: 1 / 138 / 180 عن ابن أبي عمير
وابن فضال عن رجال شتى عن الإمام الباقر (عليه السلام)؛ الفردوس: 3 / 614 / 5918 عن الإمام علي (عليه السلام).
181

مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا (1).
455 - الإمام علي (عليه السلام): ما من مهل يهل بالتلبية إلا أهل من عن يمينه من شيء إلى مقطع
التراب، ومن عن يساره إلى مقطع التراب، وقال له الملكان: أبشر يا
عبد الله، وما يبشر الله عبدا إلا بالجنة (2).
آداب التلبية
* الخشوع
456 - سفيان بن عيينة: حج زين العابدين (عليه السلام)، فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر
لونه ووقعت عليه الرعدة، ولم يستطع أن يلبي. فقيل: ألا تلبي؟ فقال:
أخشى أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك! فلما لبى خر مغشيا عليه وسقط
عن راحلته، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه (3).
457 - مالك بن أنس: حججت معه (أي الإمام الصادق (عليه السلام)) سنة، فلما استوت به
راحلته عند الإحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، وكاد أن
يخر من راحلته، فقلت: قل يا أبن رسول الله، ولابد لك من أن تقول. فقال:
يا أبن أبي عامر، كيف أجسر أن أقول: " لبيك اللهم لبيك " وأخشى أن يقول
تعالى لي: لا لبيك ولا سعديك؟! (4)

(1) سنن ابن ماجة: 2 / 975 / 2921، سنن الترمذي: 3 / 189 / 828، السنن الكبرى: 5 / 67 / 9019
نحوه، حلية الأولياء: 3 / 251 كلها عن سهل بن سعد الساعدي.
(2) الفقيه: 2 / 203 / 2140.
(3) عوالي اللآلي: 4 / 35 / 121؛ تاريخ دمشق: 41 / 378 عن مالك بن أنس نحوه.
(4) علل الشرائع: 235 / 4، أمالي الصدوق: 234 / 247.
182

* الإكثار
458 - محمد بن المنكدر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يكثر من التلبية (1).
459 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أحرمت من مسجد الشجرة فإن كنت ماشيا لبيت من
مكانك من المسجد تقول:
" لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، لبيك ذا المعارج لبيك، لبيك بحجة
تمامها عليك "، واجهر بها كلما ركبت، وكلما نزلت، وكلما هبطت واديا، أو
علوت أكمة، أو لقيت راكبا، وبالأسحار (2).
* رفع الصوت للرجال
460 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتاني جبرئيل (عليه السلام) فقال: إن الله عز وجل يأمرك أن تأمر أصحابك
أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها شعار الحج (3).
461 - السائب بن خلاد: إن جبرئيل (عليه السلام) أتى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: كن عجاجا ثجاجا -
والعج: التلبية، والثج: نحر البدن - (4).
462 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): اختار [الله] من الحج أربعة: الثج، والعج، والإحرام،
والطواف (5).
463 - حريز رفعه: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أحرم أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: مر أصحابك

(1) الدر المنثور: 1 / 527 نقلا عن الشافعي.
(2) التهذيب: 5 / 92 / 301 عن عمر بن يزيد، وراجع دعائم الإسلام: 1 / 302.
(3) التاريخ الكبير: 4 / 150 / 2285، سنن ابن ماجة: 2 / 975 / 2923 كلاهما عن زيد بن خالد
الجهني، مسند ابن حنبل: 1 / 688 / 2953 عن ابن عباس، سنن الدارمي: 1 / 462 / 1755 عن
السائب وكلها نحوه؛ الفقيه: 2 / 326 / 2585 عن الإمام علي (عليه السلام) وفيه " شعار المحرم ".
(4) مسند ابن حنبل: 5 / 565 / 16566؛ الفقيه: 2 / 325 / 2579 عن حريز نحوه.
(5) الخصال: 225 / 58 عن موسى بن بكر عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، المواعظ العددية: 203.
183

بالعج والثج - والعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: نحر البدن - (1).
464 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن كنت ماشيا فاجهر بإهلالك وتلبيتك من المسجد، وإن
كنت راكبا فإذا علت بك راحلتك البيداء (2).
465 - عنه (عليه السلام): إن الله عز وجل وضع عن النساء أربعا: الإجهار بالتلبية، والسعي بين
الصفا والمروة - يعني الهرولة - ودخول الكعبة، واستلام الحجر الأسود (3).
466 - عنه (عليه السلام): ليس على النساء جهر بالتلبية (4).
* قطع التلبية عند رؤية بيوت مكة
467 - الإمام الصادق (عليه السلام): المتمتع إذا نظر إلى بيوت مكة قطع التلبية (5).
468 - عنه (عليه السلام): إذا دخلت مكة وأنت متمتع فنظرت إلى بيوت مكة فاقطع التلبية.
وحد بيوت مكة التي كانت قبل اليوم عقبة المدنيين، وإن الناس قد أحدثوا
بمكة ما لم يكن، فاقطع التلبية وعليك بالتكبير والتهليل والتحميد والثناء
على الله عز وجل بما استطعت (6).
ما لا يجوز للمحرم
(يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا
فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام

(1) الكافي: 4 / 336 / 5، الفقيه: 2 / 325 / 2579، التهذيب: 5 / 92 / 110 عن الإمام الباقر والإمام
الصادق (عليهما السلام) وكلاهما نحوه.
(2) التهذيب: 5 / 85 / 281 عن عمر بن يزيد.
(3) الفقيه: 2 / 326 / 2580 عن أبي سعيد المكاري.
(4) الكافي: 4 / 336 / 7، التهذيب: 5 / 93 / 304 كلاهما عن أبي بصير.
(5) الكافي: 4 / 399 / 3 عن الحلبي و ح 2 عن سدير نحوه، التهذيب: 5 / 94 / 307 و 308.
(6) الكافي: 4 / 399 / 1، التهذيب: 5 / 94 / 309 كلاهما عن معاوية بن عمار.
184

مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه
والله عزيز ذو انتقام * أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم
صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون) (1).
469 - عبد الله بن عمر: قام رجل فقال: يا رسول الله، ماذا تأمرنا أن نلبس من
الثياب في الحرم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تلبسوا القمص ولا السراويلات،
ولا البرانس ولا العمائم ولا الخفاف إلا أن يكون أحد ليست له نعلان
فليلبس الخفين، وليقطعهما ما أسفل من الكعبين. ولا تلبسوا شيئا من
الثياب مسه الزعفران ولا الورس، ولا تنتقب المرأة الحرام، ولا تلبس
القفازين (2).
470 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا تمس شيئا من الطيب وأنت محرم، ولا من الدهن،
واتق الطيب، وأمسك على أنفك من الريح الطيبة، ولا تمسك عليها من
الريح المنتنة؛ فإنه لا ينبغي للمحرم أن يتلذذ بريح طيبة. واتق الطيب في
زادك، فمن ابتلي بشيء من ذلك فليعد غسله وليتصدق بصدقة بقدر ما
صنع. وإنما يحرم عليك من الطيب أربعة أشياء: المسك والعنبر والورس
والزعفران، غير أنه يكره للمحرم الأدهان الطيبة، إلا المضطر إلى الزيت أو
شبهه يتداوى به (3).
471 - عنه (عليه السلام): لا تستحلن شيئا من الصيد وأنت حرام ولا وأنت حلال في الحرم،

(1) المائدة: 95 و 96.
(2) سنن الترمذي: 3 / 194 / 833، السنن الكبرى: 5 / 77 / 9058 عنه، صحيح البخاري:
5 / 2184 / 5458 مختصرا.
(3) التهذيب: 5 / 304 / 1039 عن معاوية بن عمار، وراجع وسائل الشيعة: 12 / 313 أبواب الإحرام.
185

ولا تدلن عليه محلا ولا محرما فيصطادوه، ولا تشر إليه فيستحل من
أجلك، فإن فيه فداء لمن تعمده (1).
472 - عنه (عليه السلام): واجتنب في إحرامك صيد البر كله، ولا تأكل مما صاده غيرك، ولا
تشر إليه فيصيده (2).
473 - عنه (عليه السلام): المحرم لا ينكح، ولا ينكح، ولا يخطب، ولا يشهد النكاح، وإن نكح
فنكاحه باطل (3).
474 - عنه (عليه السلام): لا تنظر في المرآة وأنت محرم؛ لانه من الزينة، ولا تكتحل المرأة
المحرمة بالسواد؛ إن السواد زينة (4).
475 - عبد الله بن المغيرة: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الظلال للمحرم، فقال: أضح لمن
أحرمت له، قلت: إني محرور، وإن الحر يشتد علي؟ قال: أما علمت أن
الشمس تغرب بذنوب المحرمين؟ (5)
راجع: وسائل الشيعة: 12 / 415 - 565 أبواب تروك الإحرام.

(1) الكافي: 4 / 381 / 1 عن الحلبي.
(2) التهذيب: 5 / 300 / 1021 عن عمر بن يزيد.
(3) الكافي: 4 / 372 / 1 عن الحسن بن علي عن بعض أصحابنا، وراجع التهذيب: 5 / 330.
(4) الكافي: 4 / 356 / 1 عن حريز، التهذيب: 5 / 302 / 1029 عن حماد إلى قوله: " ولا تكتحل ".
(5) الكافي: 4 / 350 / 2.
186

فائدة حول محرمات الإحرام
محرمات الإحرام أربعة وعشرون أمرا، يشترك الرجال والنساء في تسعة عشر
موردا منها؛ في حين تختص النساء بواحد، وينفرد الرجال بأربعة.
1 - النظر في المرآة.
2 - الطيب بأنواعه.
3 - الاكتحال للزينة.
4 - التدهين.
5 - لبس الخاتم للزينة.
6 - التمتع الجنسي من الجماع والتقبيل واللمس، وكل لذة.
7 - الاستمناء.
8 - إيقاع العقد والشهادة عليه وإقامتها.
9 - إزالة الشعر
10 - تقليم الأظفار وقصها.
11 - قلع الضرس.
12 - إخراج الدم من البدن ولو بنحو الخدش أو السواك.
13 - قتل هوام الجسد من القملة والبرغوث ونحوهما.
14 - لبس السلاح، ويكره حمله.
15 - صيد البر اصطيادا وأكلا.
16 - قلع الشجر والحشيش النابتين في الحرم وقطعهما، إلا ما استثني.
17 - الفسوق، وهو الكذب والسباب والمفاخرة.
18 - الجدال، وهو قول " لا والله " و " بلى والله ".
19 - لبس الحلي وإن كان أكثر استعمالها في النساء.
187

ما يختص بالرجال:
20 - لبس المخيط.
21 - لبس ما يستر جميع ظهر القدم.
22 - تغطية الرأس.
23 - التظليل فوق الرأس.
ما يختص بالنساء:
24 - تغطية الوجه.
ما لا ينبغي للمحرم
476 - الحسين بن المختار: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يحرم الرجل في الثوب الأسود؟ قال: لا
يحرم في الثوب الأسود، ولا يكفن به الميت (1).
477 - حماد بن عيسى عن الإمام الصادق (عليه السلام): ليس للمحرم أن يلبي من دعاه حتى يقضي
إحرامه، قلت: كيف يقول؟ قال: يقول: يا سعد (2).
478 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا بأس بأن يدخل المحرم الحمام، ولكن لا يتدلك (3).
479 - عنه (عليه السلام): يكره الاحتباء (4) للمحرم، ويكره في المسجد الحرام (5).
480 - علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن (عليه السلام): سألته عن المحرم يصارع هل يصلح له؟

(1) الكافي: 4 / 341 / 13، الفقيه: 2 / 336 / 2602، التهذيب: 5 / 66 / 214.
(2) الكافي: 4 / 366 / 4، التهذيب: 5 / 386 / 1348.
(3) الكافي: 4 / 366 / 3 عن ابن فضال عن بعض أصحابنا، التهذيب: 5 / 386 / 1350 عن معاوية بن
عمار عنه (عليه السلام)، وأيضا عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض أصحابنا عنه (عليه السلام)، وراجع ص 313 / 1079.
(4) الاحتباء: ضم الساقين إلى البطن بالثوب أو اليدين (مجمع البحرين: 1 / 356).
(5) الكافي: 4 / 366 / 8 عن حماد بن عثمان.
188

قال: لا يصلح له؛ مخافة أن يصيبه جراح أو يقع بعض شعره (1).
ب - الطواف
فضل الطواف (2)
481 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): زين الكعبة الطواف (3).
482 - عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله يباهي بالطائفين (4).
483 - عنه (صلى الله عليه وآله): ينزل الله كل يوم عشرين ومائة رحمة. ستون منها للطوافين،
وأربعون للعاكفين حول البيت، وعشرون منها للناظرين إلى البيت (5).
484 - عنه (صلى الله عليه وآله): من طاف بالبيت سبعا يحصيه كتبت له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه
سيئة ورفعت له به درجة، وكان له عدل رقبة (6).
485 - عنه (صلى الله عليه وآله): من طاف بالبيت سبعا ولا يتكلم إلا بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا

(1) الكافي: 4 / 367 / 10.
(2) الطواف: هو من واجبات الحج، ويجب أن يكون لسبعة أشواط، والابتداء فيه بالحجر الأسود والختم
به، وكونه على اليسار بأن تكون الكعبة المعظمة حال الطواف على يساره، وإدخال حجر إسماعيل (عليه السلام)
فيه، وعدم الخروج عن مقدار المحدد. ويشترط فيه: النية والموالاة والختان للرجال والطهارة من
الحدث والخبث وستر العورة، وراجع تحرير الوسيلة: 1 / 430 واجبات الطواف.
(3) جامع الأحاديث للقمي: 85.
(4) تاريخ بغداد: 5 / 369، حلية الأولياء: 8 / 216، مسند أبي يعلى: 4 / 330 4589 كلها عن عائشة؛
عوالي اللآلي: 1 / 96 / 8.
(5) المعجم الكبير: 11 / 102 / 11248، شعب الإيمان: 3 / 455 / 4051 كلاهما عن ابن عباس؛
المحاسن: 1 / 145 / 148 عن الحسن بن راشد عن الإمام الصادق عن الإمام علي (عليهما السلام)، الكافي:
4 / 240 / 2 عن معاوية بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه، وراجع ح 499.
(6) السنن الكبرى: 5 / 176 / 9429 عن ابن عمر.
189

الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، محيت عنه عشر سيئات، وكتبت
له عشر حسنات، ورفع له بها عشر (1) درجات. ومن طاف فتكلم وهو في
تلك الحال خاض في الرحمة برجليه، كخائض الماء برجليه (2).
486 - الإمام الباقر (عليه السلام): ما من عبد مؤمن طاف بهذا البيت أسبوعا وصلى ركعتين
وأحسن طوافه وصلاته إلا غفر الله له (3).
487 - الإمام الصادق (عليه السلام): كان أبي يقول: من طاف بهذا البيت أسبوعا وصلى ركعتين
في أي جوانب المسجد شاء كتب الله له ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة
آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وقضى له ستة آلاف حاجة، فما
عجل منها فبرحمة الله وما أخر منها فشوقا إلى دعائه (4).
488 - عنه (عليه السلام): إن للكعبة للحظة في كل يوم يغفر لمن طاف بها أو حن قلبه إليها أو
حبسه عنها عذر (5).
489 - عنه (عليه السلام): الطواف من كبار الحج، ومن ترك الطواف الواجب متعمدا فلا حج
له (6).
أدب الطواف
490 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما الطواف صلاة، فإذا طفتم فأقلوا الكلام (7).

(1) في المصدر " عشرة " والصحيح ما أثبتناه.
(2) سنن ابن ماجة: 2 / 986 / 2957 عن أبي هريرة، وراجع المعجم الكبير: 20 / 360 / 845.
(3) دعائم الإسلام: 1 / 312 وص 293 عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه.
(4) الكافي: 4 / 411 / 2 عن إسحاق بن عمار.
(5) الكافي: 4 / 240 / 3 عن أبي عبد الله الخزاز.
(6) دعائم الإسلام: 1 / 312.
(7) مسند ابن حنبل: 5 / 256 / 15423 و ص 582 / 16612 و 9 / 63 / 23261، أسد الغابة:
6 / 414 / 6612 كلها عن طاووس عن رجل، الفردوس: 2 / 462 / 3974 عن ابن عمر؛ عوالي
اللآلي: 1 / 214 / 70 و 2 / 167 / 3 كلاهما نحوه.
190

491 - عنه (صلى الله عليه وآله): الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله أحل لكم فيه الكلام، فمن يتكلم فلا يتكلم
إلا بخير (1).
492 - عبد الرحمن بن سيابة: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الطواف فقلت: أسرع وأكثر أو أبطئ؟
قال: مشي بين المشيين (2).
493 - سالم عن أبيه: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما
يطوف يخب (3) ثلاثة أطواف من السبع (4).
494 - جابر: لما قدم النبي (صلى الله عليه وآله) مكة دخل المسجد فاستلم الحجر، ثم مضى على يمينه،
فرمل ثلاثا ومشى أربعا. ثم أتى المقام فقال: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).
فصلى ركعتين، والمقام بينه وبين البيت، ثم أتى الحجر بعد الركعتين فاستلمه، ثم
خرج إلى الصفا (5).
495 - أبو الطفيل: قلت لابن عباس: أرأيت هذا الرمل بالبيت ثلاثة أطواف ومشي أربعة
أطواف: أسنة هو؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة. فقال: صدقوا وكذبوا! قلت: ما
قولك: صدقوا وكذبوا؟
قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قدم مكة؛ فقال المشركون: إن محمدا وأصحابه

(1) المستدرك على الصحيحين: 1 / 630 / 1686 و ج 3 / 293 / 3056 نحوه، سنن الدارمي:
1 / 472 / 1791، السنن الكبرى: 5 / 138 / 9292 كلها عن ابن عباس، سنن الترمذي:
3 / 293 / 960 عن ابن عباس مرفوعا، وراجع الفصل السابق، الحديث 485.
(2) الكافي: 4 / 413 / 1.
(3) يخب: يرمل، من الخبب، وهو نوع من العدو مثل الرمل (النهاية: 2 / 3).
(4) صحيح البخاري: 2 / 581 / 1526.
(5) سنن الترمذي: 3 / 211 / 856.
191

لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهزل وكانوا يحسدونه فأمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)
أن يرملوا ثلاثا، ويمشوا أربعا (1). 496 - بكر بن محمد: خرجت أطوف وأنا إلى جنب أبي عبد الله (عليه السلام) حتى فرغ من طوافه، ثم
مال فصلى ركعتين مع ركن البيت والحجر، فسمعته يقول ساجدا: " سجد وجهي
لك تعبدا ورقا، ولا إله إلا أنت حقا حقا، الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل
شيء، وها أنا ذا بين يديك، ناصيتي بيدك، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنب العظيم
غيرك، فاغفر لي فإني مقر بذنوبي على نفسي، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك ".
ثم رفع رأسه ووجهه من البكاء كأنما غمس في الماء (2).
497 - سعدان بن مسلم: رأيت أبا الحسن موسى (عليه السلام) استلم الحجر، ثم طاف، حتى إذا كان
أسبوع التزم وسط البيت، وترك الملتزم الذي يلتزم أصحابنا، وبسط يده على
الكعبة، فمكث ما شاء الله، ثم مضى إلى الحجر فاستلمه، وصلى خلف مقام
إبراهيم (عليه السلام)، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه، ثم مضى حتى إذا بلغ الملتزم في آخر
السبوع التزم وسط البيت وبسط يده، ثم استلم الحجر، وصلى ركعتين خلف
مقام إبراهيم (عليه السلام)، ثم استلم الحجر وطاف، حتى إذا كان آخر السبوع التزم وسط
البيت، ثم استلم الحجر، ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم (عليه السلام)، ثم عاد إلى
الحجر فاستلم ما بين الحجر إلى الباب، ثم مكث ما شاء الله، ثم أتى الحجر
فصلى ثماني ركعات، فكان آخر عهده بالبيت تحت الميزاب، وبسط يده ودعا،
ثم مكث ما شاء الله، ثم خرج من باب الحناطين (3).

(1) صحيح مسلم: 2 / 921 / 237 و ح 240، كنز العمال: 5 / 181 / 12532 كلاهما نحوه. (2) قرب الإسناد: 39 / 127، وراجع التهذيب: 3 / 94 / 254.
(3) قرب الإسناد: 316 / 1226.
192

498 - الإمام الصادق (عليه السلام): دع الطواف وأنت تشتهيه (1).
راجع: ص 109 - 112 " الملتزم والمستجار والركن اليماني ".
الاستكثار من الطواف في غير الزحام
499 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): استكثروا من الطواف، فإنه أقل شيء يوجد في صحائفكم يوم
القيامة (2).
500 - الإمام الصادق (عليه السلام): طواف في العشر أفضل من سبعين طوافا في الحج (3).
501 - عنه (عليه السلام): طواف قبل الحج أفضل من سبعين طوافا بعد الحج (4).
502 - عنه (عليه السلام): أول ما يظهر القائم من العدل أن ينادي مناديه أن يسلم صاحب النافلة
لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف (5).
503 - عبد الرحمن بن الحجاج: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أريد الجوار، فكيف أصنع؟
قال: إذا رأيت الهلال هلال ذي الحجة فأخرج إلى الجعرانة، فأحرم منها بالحج.
فقلت له: كيف أصنع إذا دخلت مكة أقيم إلى يوم التروية لا أطوف بالبيت؟ قال:
تقيم عشرا لا تأتي الكعبة؟! إن عشرا لكثير، إن البيت ليس بمهجور (6).

(1) الكافي: 4 / 429 / 10 عن محمد بن أبي حمزة عن بعض أصحابنا.
(2) عوالي اللآلي: 3 / 165 / 59.
(3) الكافي: 4 / 429 / 17 عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه.
(4) الكافي: 4 / 412 / 3 عن ابن القداح، الفقيه: 2 / 207 / 2156.
(5) الكافي: 4 / 427 / 1 عن أحمد بن محمد عن رجل، الفقيه: 2 / 525 / 3132 وفي آخره: " الطواف
بالبيت "، وراجع وسائل الشيعة: 13 / 328 / الباب 17.
(6) الكافي: 4 / 300 / 5.
193

استلام الحجر وآدابه
* استحباب الاستلام
504 - الإمام الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستلمه [الحجر] في كل طواف فريضة
ونافلة (1).
505 - جابر بن عبد الله: دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى، فأتى النبي (صلى الله عليه وآله) باب
المسجد، فأناخ راحلته، ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر، فاستلمه
وفاضت عيناه بالبكاء، ثم رمل ثلاثا ومشى أربعا حتى فرغ، فلما فرغ
قبل الحجر ووضع يديه عليه ومسح بهما وجهه (2).
506 - ابن عمر: استقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، ثم
التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي، فقال: يا عمر، هاهنا تسكب
العبرات (3).
507 - عنه: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستلم الحجر، فما مررت به منذ رأيته إلا استلمته (4).
508 - معاوية بن عمار: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل حج ولم يستلم الحجر، فقال:
هو من السنة، فإن لم يقدر فالله أولى بالعذر (5).
راجع: ص 112 " الركن اليماني ".

(1) الكافي: 4 / 404 / 2 عن عبد الرحمن بن الحجاج.
(2) المستدرك على الصحيحين: 1 / 625 / 1671، السنن الكبرى: 5 / 120 / 9221.
(3) سنن ابن ماجة: 2 / 982 / 2945.
(4) مسند أبي يعلى: 5 / 313 / 5785، حلية الأولياء: 7 / 116، السنن الكبرى:
5 / 120 / 9221 كلاهما نحوه.
(5) الكافي: 4 / 405 / 4، التهذيب: 5 / 104 / 337 نحوه.
194

* حكمة الاستلام
509 - الإمام الباقر (عليه السلام): الحجر كالميثاق واستلامه كالبيعة. وكان إذا استلمه قال: اللهم أمانتي
أديتها وميثاقي تعاهدته، ليشهد لي عندك بالبلاغ (1).
510 - الحلبي: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لم جعل استلام الحجر؟ فقال: إن الله عز وجل
حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر من الجنة، فأمره فالتقم الميثاق، فهو يشهد
لمن وافاه بالموافاة (2).
511 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق العباد، أمر الحجر فالتقمها،
ولذلك يقال: أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة (3).
راجع: ص 102 " الحجر يمين الله ".
* كيفية الاستلام
512 - يعقوب بن شعيب: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن استلام الركن، قال: استلامه أن
تلصق بطنك به، والمسح أن تمسحه بيدك (4).
513 - سعيد الأعرج عن الإمام الصادق (عليه السلام): سألته عن استلام الحجر من قبل الباب، فقال:
أليس إنما تريد أن تستلم الركن؟ قلت: نعم، قال: يجزيك حيث ما نالت يدك (5).

(1) دعائم الإسلام: 1 / 293.
(2) الكافي: 4 / 184 / 2، قرب الإسناد: 237 / 930 عن علي بن جعفر عن الإمام الكاظم (عليه السلام) نحوه،
وراجع تفسير العياشي: 2 / 39 / 106.
(3) الكافي: 4 / 184 / 1 عن معاوية بن عمار، علل الشرائع: 424 / 2 عن محمد بن سنان عن الإمام
الرضا (عليه السلام)، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 91 / 1 كلاهما نحوه.
(4) الكافي: 4 / 404 / 1.
(5) الكافي: 4 / 406 / 10، التهذيب: 5 / 103 / 332.
195

* التكبير
514 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن آدم لما نظر إلى الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده،
فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا (1).
515 - يعقوب بن شعيب: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما أقول إذا استقبلت الحجر؟ فقال: كبر،
وصل على محمد وآله.
وسمعته إذا أتى الحجر يقول: الله أكبر، السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
* الدعاء
516 - الإمام الحسن (عليه السلام) - حين التزم الركن -:
" إلهي أنعمت علي فلم تجدني شاكرا، وابتليتني فلم تجدني صابرا، فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر،
ولا أنت أدمت الشدة بترك الصبر. إلهي لا يكون من الكريم إلا الكرم " (3).
517 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك، واحمد الله وأثن عليه،
وصل على النبي (صلى الله عليه وآله)، واسأل الله أن يتقبل منك، ثم استلم الحجر وقبله، فإن لم
تستطع أن تقبله فاستلمه بيدك، فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه، وقل:
" اللهم أمانتي أديتها، وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة، اللهم تصديقا بكتابك، وعلى سنة نبيك،
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله،

(1) الكافي: 4 / 184 / 3 عن بكير بن أعين، الفقيه: 2 / 191 / 2114.
(2) الكافي: 4 / 407 / 4.
(3) العدد القوية: 35 / 27، البحار: 99 / 197 / 13 نقلا عن كشف الغمة ولم نجدها في النسخة التي
بأيدينا، إحقاق الحق: 19 / 420.
196

آمنت بالله، وكفرت بالجبت والطاغوت وباللات والعزى وعبادة الشيطان، وعبادة كل ند يدعى من دون
الله ".
فإن لم تستطع أن تقول هذا كله فبعضه، وقل:
" اللهم إليك بسطت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل سيحتي (1)، واغفر لي وارحمني. اللهم إني
أعوذ بك من الكفر والفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة " (2).
* ترك الاستلام عند الزحام
518 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعمر بن الخطاب -: يا عمر، إنك رجل قوي، لا تزاحم على
الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله فهلل وكبر (3).
519 - عائشة: طاف النبي (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع حول الكعبة على بعيره يستلم الركن؛ كراهية
أن يضرب عنه الناس (4).
520 - أبو الطفيل: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يطوف بالبيت، ويستلم الركن بمحجن معه، ويقبل
المحجن (5).
521 - الحارث عن الإمام علي (عليه السلام): أنه كان إذا مر بالحجر الأسود فرأى عليه زحاما استقبله
وكبر، وقال: اللهم تصديقا بكتابك وسنة نبيك (صلى الله عليه وآله) (6).

(1) في بعض النسخ: " سبحتي ومسيحي ".
(2) الكافي: 4 / 402 / 1، التهذيب: 5 / 101 / 329 كلاهما عن معاوية بن عمار.
(3) مسند ابن حنبل: 1 / 69 / 190، أخبار مكة للأزرقي: 1 / 323 وفيه " فكبر وامض ".
(4) صحيح مسلم: 2 / 927 / 1274، أخبار مكة للأزرقي: 1 / 333 نحوه، السيرة النبوية لابن كثير:
4 / 316 / 13.
(5) صحيح مسلم: 2 / 927 / 1275، سنن ابن ماجة: 2 / 983 / 2949، سنن أبي داود: 2 / 176 / 1603
نحوه، أخبار مكة للفاكهي: 1 / 241 باب ذكر الطواف، أخبار مكة للأزرقي: 1 / 344.
(6) السنن الكبرى: 5 / 128 / 9251.
197

522 - الإمام الصادق (عليه السلام): كنا نقول: لابد أن نستفتح بالحجر ونختم به، فأما اليوم فقد كثر
الناس (1).
523 - سيف التمار: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أتيت الحجر الأسود فوجدت عليه زحاما، فلم
ألق إلا رجلا من أصحابنا، فسألته فقال: لابد من استلامه.
فقال: إن وجدته خاليا، وإلا فسلم من بعيد (2).
524 - حماد بن عثمان: إن رجلا أتى أبا عبد الله (عليه السلام) وهو في الطواف فقال: يا أبا عبد الله، ما
تقول في استلام الحجر؟ فقال: استلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال: ما أراك استلمته!
فقال: أكره أن أؤذي ضعيفا أو أتأذى فقال: قد زعمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) استلمه؟
فقال: بلى، ولكن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رأوه عرفوا له حقه، وأنا فلا يعرفون لي
حقي (3).
525 - عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنت أطوف وسفيان الثوري قريب
مني، فقال: يا أبا عبد الله، كيف كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصنع بالحجر إذا انتهى إليه؟
فقلت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستلمه في كل طواف فريضة ونافلة.
قال [الإمام الصادق (عليه السلام)]: فتخلف عني قليلا، فلما انتهيت إلى الحجر جزت
ومشيت فلم أستلمه، فلحقني فقال: يا أبا عبد الله، ألم تخبرني أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
كان يستلم الحجر في كل طواف، فريضة ونافلة؟! قلت: بلى. قال: فقد مررت
به فلم تستلم، فقلت: إن الناس كانوا يرون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لا يرون لي، وكان إذا
انتهى إلى الحجر أفرجوا له حتى يستلمه، وإني أكره الزحام (4).

(1) الكافي: 4 / 404 / 1 عن معاوية بن عمار، وراجع التهذيب: 5 / 399 / 33.
(2) الكافي: 4 / 405 / 3.
(3) الكافي: 4 / 409 / 17.
(4) الكافي: 4 / 404 / 2.
198

526 - محمد الحلبي: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحجر، إذا لم أستطع مسه وكثر الزحام،
فقال: أما الشيخ الكبير والضعيف والمريض فمرخص، وما أحب أن تدع مسه إلا
أن لا تجد بدا (1).
527 - محمد بن عبيد الله: سئل الرضا (عليه السلام) عن الحجر الأسود، وهل يقاتل عليه الناس إذا
كثروا؟ قال: إذا كان كذلك، فأوم إليه إيماء بيدك (2).
أدعية الطواف
528 - عبد الله بن سائب: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ بين الركن اليماني والحجر: (ربنا آتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) (3).
529 - ابن مسعود: إن النبي (صلى الله عليه وآله) طاف بالبيت، ثم وضع يده عليه ودعا:
" اللهم البيت بيتك، ونحن عبيدك، ونواصينا بيدك، وتقلبنا في قبضتك، فإن تعذبنا فبذنوبنا، وإن تغفر
لنا فبرحمتك. فرضت حجك لمن استطاع إليه سبيلا، فلك الحمد على ما جعلت لنا من السبيل،
اللهم ارزقنا ثواب الشاكرين " (4).
530 - عبد الأعلى التيمي: قالت خديجة (عليها السلام): يا رسول الله، ما أقول وأنا أطوف بالبيت؟
قال: قولي:
" اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي وعمدي وإسرافي في أمري، إنك إن لا تغفر لي تهلكني " (5).

(1) الكافي: 4 / 405 / 6.
(2) الكافي: 4 / 405 / 7.
(3) مسند ابن حنبل: 5 / 251 / 15399، المستدرك على الصحيحين: 2 / 304 / 3098، أسد الغابة:
2 / 359 / 1913، السنن الكبرى: 5 / 137 / 9290 نحوه، السيرة النبوية لابن كثير: 4 / 311 / 2.
(4) كنز العمال: 5 / 172 / 12504 نقلا عن الديلمي.
(5) شعب الإيمان: 3 / 453 / 4044، الدر المنثور: 6 / 43 نقلا عن ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب.
199

531 - سعيد بن المسيب: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا مر بالركن اليماني قال:
" اللهم إني أعوذ بك من الكفر والذل والفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ".
فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن كنت عجلا! قال: وإن كنت أسرع من برق
الخلب (1) (2).
532 - عثمان: إن رجلا كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول بين الركن الأسود والركن اليماني
ثلاث مرات:
" اللهم أنت الله وأنت الرحمن لا إله غيرك، وأنت الرب لا رب غيرك، وأنت القائم الدائم الذي لا تغفل،
وأنت الذي خلقت ما يرى وما لا يرى، وأنت علمت كل شيء بغير تعليم ".
فسمع النبي (صلى الله عليه وآله) من صنيعه فقال: إن كان قاله - والله أعلم - بشروه بالجنة
وأخبروه أنه في قومه مثل صاحب ياسين في قومه (3).
533 - الإمام الصادق (عليه السلام): طف بالبيت سبعة أشواط، وتقول في الطواف:
" اللهم إني أسألك باسمك الذي يمشى به على طلل الماء (4) كما يمشى به على جدد الأرض (5)، وأسألك
باسمك الذي يهتز له عرشك، وأسألك باسمك الذي تهتز له أقدام ملائكتك، وأسألك باسمك
الذي دعاك به موسى من جانب الطور فاستجبت له وألقيت

(1) الخلب: السحاب الذي يرعد ويبرق ولا مطر فيه (تاج العروس: 1 / 472).
(2) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 340 ورواه عن حجاج بن الفرافصة عن الإمام علي (عليه السلام) وفي صدره " بسم
الله والله أكبر والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته ".
(3) أخبار مكة للأزرقي: 1 / 341.
(4) طلل الماء: أي ظهره (مجمع البحرين: 5 / 412).
(5) جدد الأرض: وجه الأرض (النهاية: 1 / 246).
200

عليه محبة منك، وأسألك باسمك الذي غفرت به لمحمد صلى الله عليه وآله ما تقدم من ذنبه وما تأخر
وأتممت عليه نعمتك، أن تفعل بي كذا - ما أحببت من الدعاء - ".
وكلما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي (صلى الله عليه وآله)، وتقول فيما بين الركن
اليماني والحجر الأسود:
" ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " وقل في الطواف:
" اللهم إني إليك فقير، وإني خائف مستجير، فلا تغير جسمي، ولا تبدل اسمي " (1).
534 - عنه (عليه السلام): كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا بلغ الحجر، قبل أن يبلغ الميزاب، يرفع رأسه ثم
يقول:
" اللهم أدخلني الجنة برحمتك - وهو ينظر إلى الميزاب - وأجرني برحمتك من النار، وعافني من السقم،
وأوسع علي من الرزق الحلال، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس وشر فسقة العرب والعجم " (2).
535 - عنه (عليه السلام): إذا كنت في الطواف السابع فائت المتعوذ، وهو إذا قمت في دبر الكعبة حذاء
الباب، فقل:
" اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم من قبلك الروح
والفرج ". ثم استلم الركن اليماني، ثم ائت الحجر فاختم به (3).
536 - عنه (عليه السلام): كلما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي (صلى الله عليه وآله)، وتقول في الطواف:
" اللهم إني إليك فقير، وإني خائف مستجير، فلا تبدل اسمي ولا تغير جسمي ".
فإذا انتهيت إلى مؤخر الكعبة - وهو المستجار دون الركن اليماني بقليل - في

(1) الكافي: 4 / 406 / 1 عن معاوية بن عمار.
(2) الكافي: 4 / 407 / 5 عن عمر بن عاصم، التهذيب: 5 / 105 / 340 عن عاصم بن حميد.
(3) الكافي: 4 / 410 / 3، التهذيب: 5 / 107 / 347 كلاهما عن عبد الله بن سنان.
201

الشوط السابع فابسط يديك على الأرض وألصق خدك وبطنك بالبيت، ثم قل:
" اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مكان العائذ بك من النار ". ثم أقر لربك بما
عملت من الذنوب، فإنه ليس من عبد مؤمن يقر لربه بذنوبه في هذا المكان إلا
غفر له إن شاء الله؛ فإن أبا عبد الله (عليه السلام) قال لغلمانه: أميطوا عني حتى اقر لربي
بما عملت:
" اللهم من قبلك الروح والفرج والعافية، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي، واغفر لي ما
اطلعت عليه مني وخفي على خلقك "، وتستجير بالله من النار وتختار لنفسك من
الدعاء.
ثم استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود فاختم به، وإن لم
تستطع فلا يضرك، وتقول:
" اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيما آتيتني " (1).
537 - عبد السلام بن عبد الرحمن: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): دخلت طواف الفريضة فلم يفتح
لي شيء من الدعاء إلا الصلاة على محمد وآل محمد، وسعيت فكان كذلك!
فقال: ما أعطي أحد ممن سأل أفضل مما أعطيت (2).
538 - أحمد بن موسى بن سعد عن الإمام الرضا (عليه السلام): كنت معه في الطواف، فلما صرنا معه
بحذاء الركن اليماني أقام (عليه السلام)، فرفع يديه ثم قال:
" يا الله، يا ولي العافية، ويا خالق العافية، ويا رازق العافية، والمنعم بالعافية، والمنان
بالعافية، والمتفضل بالعافية علي وعلى جميع خلقك، يا رحمان الدنيا والآخرة

(1) التهذيب: 5 / 104 / 339 عن أبي بصير، وراجع الكافي: 4 / 411 / 5.
(2) الكافي: 4 / 407 / 3.
202

ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد، وارزقنا العافية، ودوام العافية، وتمام العافية،
وشكر العافية في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين " (1).
راجع: آيات بيت الله / الملتزم والمستجار والركن اليماني.
ج - صلاة الطواف (2)
539 - الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): لا ينبغي أن تصلي ركعتي طواف الفريضة إلا
عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، فأما التطوع فحيث شئت من المسجد (3).
540 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا فرغت من طوافك فائت مقام إبراهيم (عليه السلام)، فصل ركعتين
واجعله أماما، واقرأ في الأولى منهما سورة التوحيد " قل هو الله أحد "،
وفي الثانية " قل يا أيها الكافرون " ثم تشهد واحمد الله وأثن عليه وصل
على النبي (صلى الله عليه وآله) واسأله أن يتقبل منك، وهاتان الركعتان هما الفريضة، ليس
يكره لك أن تصليهما في أي الساعات شئت، عند طلوع الشمس وعند
غروبها ولا تؤخرهما؛ ساعة تطوف وتفرغ فصلهما (4).
541 - عنه (عليه السلام): تدعو بهذا الدعاء في دبر ركعتي طواف الفريضة، تقول بعد التشهد:
" اللهم ارحمني بطواعيتي إياك وطواعيتي رسولك صلى الله عليه وآله. اللهم جنبني
أن أتعدى حدودك، واجعلني ممن يحبك ويحب رسولك وملائكتك وعبادك

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 16 / 37، وراجع التهذيب: 3 / 95 / 257.
(2) يجب بعد الطواف صلاة ركعتين له، وكيفيتها كصلاة الصبح، إلا أنه جاز فيها الإجهار بالقراءة
والإخفات. يجب أن تكون الصلاة عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، والأحوط كونها خلفه، ولو تعذر للازدحام
أتى عنده من اليمين واليسار، وراجع تحرير الوسيلة: 1 / 436.
(3) الكافي: 4 / 424 / 8 عن زرارة، وراجع آيات بيت الله / أفضل مواضع المسجد الحرام.
(4) الكافي: 4 / 423 / 1، التهذيب: 5 / 136 / 450 كلاهما عن معاوية بن عمار.
203

الصالحين " (1).
542 - الحسين بن عثمان: رأيت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يصلي ركعتي طواف
الفريضة بحيال المقام قريبا من ظلال المسجد (2).
543 - رئي الحسين بن علي (عليهما السلام) يطوف بالبيت، ثم صار إلى المقام فصلى، ثم
وضع خده على المقام فجعل يبكي ويقول:
" عبيدك ببابك، سائلك ببابك، مسكينك ببابك "، يردد ذلك مرارا (3).
د - السعي (4)
فضل المسعى
544 - الإمام الصادق (عليه السلام): ما من بقعة أحب إلى الله من المسعى، لانه يذل فيها كل
جبار (5).
545 - عنه (عليه السلام): جعل السعي بين الصفا والمروة مذلة للجبارين (6).
حكمة السعي
(إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم) (7).

(1) التهذيب: 5 / 143 / 475 عن معاوية بن عمار.
(2) الكافي: 4 / 423 / 2، التهذيب: 5 / 140 / 464 وفي آخره " لكثرة الناس ".
(3) ربيع الأبرار: 2 / 149، وراجع تاريخ دمشق: 41 / 380.
(4) يجب بعد ركعتي الطواف السعي بين الصفا والمروة، ويجب أن يكون سبعة أشواط، ويجب البدأة
بالصفا والختم بالمروة (تحرير الوسيلة: 1 / 401).
(5) الكافي: 4 / 434 / 3 و ح 4 نحوه، علل الشرائع: 433 / 2 كلاهما عن أبي بصير، ونحوه ح 1 عن
معاوية بن عمار، الفقيه: 2 / 196 / 2124.
(6) الكافي: 4 / 434 / 5 عن أحمد الحلبي عن أبيه عن رجل و ح 3 نحوه.
(7) البقرة: 158.
204

546 - الإمام الصادق (عليه السلام): صار السعي بين الصفا والمروة لان إبراهيم (عليه السلام) عرض له
إبليس، فأمره جبرئيل (عليه السلام)، فشد عليه فهرب منه، فجرت به السنة - يعني
بالهرولة - (1).
547 - علي بن جعفر عن الإمام الكاظم (عليه السلام): سألته عن السعي بين الصفا والمروة،
فقال: جعل لسعي إبراهيم (عليه السلام) (2).
راجع: الفصل السابق وص 174 " زمزم / بدؤها ".
أدب السعي
548 - معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين فرغ من طوافه
وركعتيه قال: أبدأ بما بدأ الله عز وجل به من إتيان الصفا، إن الله عز وجل يقول:
(إن الصفا والمروة من شعائر الله).
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثم اخرج إلى الصفا من الباب الذي خرج منه
رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وهو الباب الذي يقابل الحجر الأسود - حتى تقطع الوادي، وعليك
السكينة والوقار، فاصعد على الصفا حتى تنظر إلى البيت وتستقبل الركن الذي
فيه الحجر الأسود، واحمد الله وأثن عليه.
ثم اذكر من آلائه وبلائه وحسن ما صنع إليك ما قدرت على ذكره.
ثم كبر الله سبعا، واحمده سبعا، وهلله سبعا، وقل:
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت
وهو على كل شيء قدير " ثلاث مرات.
ثم صل على النبي (صلى الله عليه وآله)، وقل: " الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا،

(1) علل الشرائع: 432 / الباب 16 / 1 عن معاوية بن عمار.
(2) قرب الإسناد: 237 / 932.
205

والحمد لله الحي القيوم، والحمد لله الحي الدائم " ثلاث مرات.
وقل: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لا نعبد إلا إياه،
مخلصين له الدين ولو كره المشركون " ثلاث مرات.
" اللهم إني أسألك العفو والعافية واليقين في الدنيا والآخرة " ثلاث مرات.
" اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " ثلاث مرات.
ثم كبر الله مائة مرة، وهلل مائة مرة، واحمد مائة مرة، وسبح مائة مرة،
وتقول:
" لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد وحده
وحده. اللهم بارك لي في الموت وفيما بعد الموت، اللهم إني أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته،
اللهم أظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ".
وأكثر من أن تستودع ربك دينك ونفسك وأهلك.
ثم تقول:
" أستودع الله الرحمن الرحيم الذي لا يضيع ودائعه نفسي وديني وأهلي. اللهم استعملني على
كتابك وسنة نبيك، وتوفني على ملته، وأعذني من الفتنة ".
ثم تكبر ثلاثا ثم تعيدها مرتين، ثم تكبر واحدة ثم تعيدها، فإن لم
تستطع هذا فبعضه.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقف على الصفا بقدر ما يقرأ
سورة البقرة مترتلا (1).
549 - جابر بن عبد الله: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا، ويقول:
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "،
يصنع

(1) الكافي: 4 / 431 / 1، التهذيب: 5 / 145 / 481، وراجع سنن الترمذي: 5 / 208 / 2965.
206

ذلك ثلاث مرات، ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك (1).
550 - جابر بن عبد الله - في ذكر حجة النبي (صلى الله عليه وآله) -: ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما
دنا من الصفا قرأ: (إن الصفا والمروة من شعائر الله) أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا
فرقي عليه، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره وقال:
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء
قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده "، ثم دعا بين ذلك،
وقال مثل هذا ثلاث مرات.
ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى
إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا
كان آخر طوافه على المروة (2).
551 - علي بن النعمان يرفعه: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا صعد الصفا استقبل الكعبة،
ثم رفع يديه يقول:
" اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته قط، فإن عدت فعد علي بالمغفرة إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم
افعل بي ما أنت أهله، فإنك إن تفعل بي ما أنت أهله ترحمني، وإن تعذبني فأنت غني عن عذابي
وأنا محتاج إلى رحمتك، فيا من أنا محتاج إلى رحمته ارحمني. اللهم فلا تفعل بي ما أنا أهله،
فإنك إن تفعل بي ما أنا أهله تعذبني ولم تظلمني، أصبحت أتقي عدلك ولا أخاف جورك، فيا من
هو عدل لا يجور، ارحمني " (3).

(1) الموطأ: 1 / 372 / 127، سنن النسائي: 5 / 240، السنن الكبرى: 5 / 151 / 9335 نحوه، وراجع
الكافي: 4 / 432 / 2.
(2) صحيح مسلم: 2 / 886 / 147، وراجع سنن الترمذي: 3 / 216 / 862، السنن الكبرى:
5 / 151 / 9337، حلية الأولياء: 3 / 200.
(3) الكافي: 4 / 432 / 5، التهذيب: 5 / 147 / 482.
207

552 - محمد بن عمر بن يزيد عن بعض أصحابه: كنت وراء أبي الحسن موسى (عليه السلام)
على الصفا - أو على المروة - وهو لا يزيد على حرفين:
" اللهم إني أسألك حسن الظن بك في كل حال، وصدق النية في التوكل عليك " (1).
553 - الإمام الصادق (عليه السلام): من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا والمروة (2).
554 - عنه (عليه السلام): لا تجلس بين الصفا والمروة إلا من جهد (3).
ثواب السعي
555 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحاج... إذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه (4).
556 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): الساعي بين الصفا والمروة تشفع له الملائكة، فتشفع
فيه بالإيجاب (5) (6).
ه‍ - التقصير
557 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا فرغت من سعيك وأنت متمتع فقصر من شعرك من
جوانبه ولحيتك، وخذ من شاربك، وقلم أظفارك، وأبق منها لحجك، وإذا

(1) الكافي: 4 / 433 / 9، التهذيب: 5 / 148 / 486.
(2) الكافي: 4 / 433 / 6 عن الحسن بن علي بن الوليد رفعه، الفقيه: 2 / 209 / 2169، وراجع
التهذيب: 5 / 147 / 483.
(3) الفقيه: 2 / 417 / 2854 عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله.
(4) التهذيب: 5 / 19 / 56 عن معاوية بن عمار عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، الفقيه: 2 / 208 / 2167.
(5) أي تقبل شفاعتهم بإيجاب الله تعالى على نفسه في حقه (روضة المتقين: 4 / 57).
(6) الفقيه: 2 / 208 / 2168.
208

فعلت ذلك فقد أحللت من كل شيء يحل منه المحرم وأحرمت منه، فطف بالبيت
تطوعا ما شئت (1).
558 - عنه (عليه السلام): طواف المتمتع أن يطوف بالكعبة ويسعى بين الصفا والمروة ويقصر
من شعره، فإذا فعل ذلك فقد أحل (2).
559 - عنه (عليه السلام): طف بالبيت سبعا، وصل ركعتين عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، واسع بين الصفا
والمروة، وقصر من شعرك، فإذا كان يوم التروية فاغتسل وأهل بالحج
واصنع كما يصنع الناس (3).
3 / 3
واجبات حج التمتع
أ - الإحرام
560 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن آدم لما أمر بالتوبة قال جبرئيل له: قم يا آدم فخرج به
يوم التروية، فأمره أن يغتسل ويحرم... فلما كان يوم الثامن من ذي الحجة
أخرجه جبرئيل (عليه السلام) إلى منى فبات بها، فلما أصبح أخرجه إلى عرفات
وكان قد علمه حين أخرجه من مكة الإحرام وعلمه بالتلبية، فلما زالت
الشمس يوم عرفة قطع التلبية (4).

(1) الكافي: 4 / 439 / 1، التهذيب: 5 / 157 / 521 وص 148 / 487 نحوه، الفقيه: 2 / 375 / 2741
كلها عن معاوية بن عمار.
(2) التهذيب: 5 / 157 / 522 عن عبد الله بن سنان.
(3) التهذيب: 5 / 72 / 239 عن عبد الصمد بن بشير، وراجع مختصر بصائر الدرجات: 85.
(4) تفسير القمي: 1 / 44 عن أبان بن عثمان.
209

561 - عنه (عليه السلام): المتمتع... يحرم بالحج يوم التروية (1).
562 - عنه (عليه السلام): إذا كان يوم التروية صنعت ما صنعت في العقيق، ثم أحرمت بين
الركن والمقام بالحج، فلا تزال محرما حتى تقف بالمواقف، ثم ترمي
الجمرات، وتذبح وتحل وتغتسل، ثم تزور البيت، فإذا أنت فعلت ذلك
أحللت (2).
563 - عنه (عليه السلام): إذا أردت أن تحرم يوم التروية، فاصنع كما صنعت حين أردت أن
تحرم، وخذ من شاربك ومن أظفارك، واطل عانتك إن كان لك شعر،
وانتف إبطك، واغتسل، والبس ثوبيك، ثم ائت المسجد الحرام فصل فيه
ست ركعات قبل أن تحرم، وتدعو الله وتسأله العون، وتقول:
" اللهم أني أريد الحج فيسره لي، وحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي ".
وتقول:
" أحرم لك شعري وبشري ولحمي ودمي من النساء والثياب والطيب، أريد بذلك
وجهك والدار الآخرة، وحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي ".
ثم تلبي من المسجد الحرام كما لبيت حين أحرمت، وتقول: " لبيك
بحجة تمامها وبلاغها عليك ". فإن قدرت أن يكون رواحك إلى منى حين زوال
الشمس، وإلا فمتى ما تيسر لك من يوم التروية (3).
راجع: فرائض الحج / واجبات عمرة التمتع / الإحرام ووسائل الشيعة: 13 / 519 /
أبواب إحرام الحج و 11 / 339 / أبواب المواقيت / الباب 21.

(1) الكافي: 4 / 295 / 2 عن أبي بصير.
(2) مختصر بصائر الدرجات: 86 عن المفضل بن عمر.
(3) الكافي: 4 / 454 / 2، التهذيب: 5 / 168 / 559 كلاهما عن أبي بصير.
210

ب - الوقوف بعرفات (1)
أدب الخروج إلى عرفات (2)
564 - عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام): سألته: لم سمي يوم التروية يوم
التروية؟ قال: لانه لم يكن بعرفات ماء، وكانوا يستقون من مكة من الماء
لريهم، وكان يقول بعضهم لبعض: ترويتم ترويتم، فسمي يوم التروية
لذلك (3).
565 - الإمام الصادق (عليه السلام): سميت التروية لان جبرئيل (عليه السلام) أتى إبراهيم (عليه السلام) يوم التروية
فقال: يا إبراهيم، ارتو من الماء لك ولأهلك، ولم يكن بين مكة وعرفات
ماء، ثم مضى به إلى الموقف فقال له: اعترف واعرف مناسكك، فلذلك
سميت عرفة، ثم قال له: ازدلف إلى المشعر الحرام، فلذلك سميت
المزدلفة (4).
566 - محمد بن مسلم: سألت أبا جعفر (عليه السلام): هل صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر بمنى يوم
التروية؟ فقال: نعم، والغداة بمنى يوم عرفة (5).
567 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم التروية... فأهل بالحج - إلى أن قال: - وصل
الظهر إن قدرت بمنى (6).

(1) يجب بعد الإحرام بالحج الوقوف بعرفات من زوال يوم التاسع من ذي الحجة إلى الغروب الشرعي،
وراجع تحرير الوسيلة: 1 / 440.
(2) يخرج الناس من مكة إلى إلى عرفات يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة. وأفضل ذلك بعد
صلاة الظهر، ولهم أن يخرجوا غدوة وعشية إلى الليل، ولا بأس أن يخرجوا قبل يوم التروية.
(3) علل الشرائع: 435 / 1، المحاسن: 2 / 65 / 1182.
(4) المحاسن: 2 / 65 / 1181 عن معاوية بن عمار.
(5) التهذيب: 5 / 177 / 594، الفقيه: 2 / 463 / 2977.
(6) التهذيب: 5 / 169 / 561 عن عمر بن يزيد.
211

568 - عنه (عليه السلام): ينبغي للإمام أن يصلي الظهر بمنى يوم التروية ويبيت بها ويصبح حتى
تطلع الشمس، ثم يخرج (1).
569 - عنه (عليه السلام): إذا كان يوم التروية إن شاء الله فاغتسل، والبس ثوبيك، وادخل
المسجد حافيا، وعليك السكينة والوقار، ثم صل ركعتين عند مقام
إبراهيم (عليه السلام) أو في الحجر، ثم اقعد حتى تزول الشمس فصل المكتوبة، ثم
قل في دبر صلاتك كما قلت حين أحرمت من الشجرة، وأحرم بالحج، ثم
امض وعليك السكينة والوقار، فإذا انتهيت إلى الرفضاء (2) دون الردم (3)
فلب، فإذا انتهيت إلى الردم وأشرفت على الأبطح (4) فارفع صوتك بالتلبية
حتى تأتي منى (5).
570 - عنه (عليه السلام): إذا توجهت إلى منى فقل:
" اللهم إياك أرجو، وإياك أدعو، فبلغني أملي، وأصلح لي عملي " (6).
571 - عنه (عليه السلام): إذا انتهيت إلى منى فقل:
" اللهم هذه منى، وهذه مما مننت بها علينا من المناسك، فأسألك أن تمن علينا بما
مننت به على أنبيائك، فإنما أنا عبدك وفي قبضتك " - إلى أن قال: - وحد منى من
العقبة إلى وادي محسر (7).

(1) التهذيب: 5 / 177 / 592 عن جميل بن دراج و ح 593 عن معاوية بن عمار نحوه.
(2) في بعض النسخ [الروحاء] وفي نسخ التهذيب والفقيه " الرقطاء ". ولا توجد الرفضاء في اللغة ولا
في معجم البلدان، وفي الفقيه: 2 / 538... فإذا بلغت الرقطاء دون الردم وهو ملتقى الطريقين.
(3) الردم: موضع بمكة، وهو المدعى، ولعله ردم بني جمح (معجم البلدان: 3 / 40).
(4) الأبطح: هو المحصب بين منى ومكة، وهو إلى منى أقرب (معجم البلدان: 1 / 74).
(5) الكافي: 4 / 454 / 1، التهذيب: 5 / 167 / 557 كلاهما عن معاوية بن عمار.
(6) الكافي: 4 / 460 / 4، التهذيب: 5 / 177 / 595 كلاهما عن معاوية بن عمار.
(7) الكافي: 4 / 461 / 1، التهذيب: 5 / 178 / 596 كلاهما عن معاوية بن عمار.
212

وجه تسمية عرفات
572 - معاوية بن عمار: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن عرفات: لم سميت عرفات؟ فقال:
إن جبرئيل (عليه السلام) خرج بإبراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة، فلما زالت
الشمس قال له جبرئيل (عليه السلام): يا إبراهيم، اعترف بذنبك واعرف مناسكك،
فسميت عرفات لقول جبرئيل (عليه السلام): اعترف، فاعترف (1).
مباهاة الله بأهلها
573 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول:
انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا (2).
574 - عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تطول على أهل عرفات يباهي بهم الملائكة، يقول: يا
ملائكتي، انظروا إلى عبادي شعثا غبرا، أقبلوا يضربون إلي من كل فج
عميق، فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت
مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنهم جميع ما سأ‍ (لني)، غير التبعات
التي بينهم (3).
575 - عنه (صلى الله عليه وآله): ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو
ثم يباهي الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ (4)

(1) علل الشرائع: 436 / 1، المحاسن: 2 / 64 / 1179 وفيه " اعترف واعرف ".
(2) مسند ابن حنبل: 2 / 692 / 7111 عن عبد الله بن عمرو بن العاص، المستدرك على الصحيحين:
1 / 636 / 1708، السنن الكبرى: 5 / 93 / 9109، حلية الأولياء: 3 / 305 وزاد فيه " غبرا من كل
فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم " كلها عن أبي هريرة نحوه، وراجع الكافي: 4 / 261 / 37،
النوادر للقمي: 140 / 360، البحار: 99 / 13 / 42.
(3) مسند أبي يعلى: 4 / 147 / 4092، ربيع الأبرار: 2 / 840 نحوه وكلاهما عن أنس بن مالك، وراجع
البحار: 99 / 259؛ كنز العمال: 12561، والحديث 604 من باب ثواب الوقوف بالمزدلفة.
(4) السنن الكبرى: 5 / 192 / 9480 عن عائشة.
213

مكانتها في الحج
576 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحج عرفات، الحج عرفات، الحج عرفات، أيام منى ثلاث،
(فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) (1)، ومن أدرك عرفة
قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج (2).
577 - عبد الرحمن بن يعمر: إن ناسا من أهل نجد أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو بعرفة
فسألوه، فأمر مناديا فنادى: الحج عرفة. من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر
فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا
إثم عليه) (3).
أدب الوقوف
578 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): عرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة (4) (5).
579 - الإمام الصادق (عليه السلام): عرفات كلها موقف وأفضل الموقف سفح الجبل (6) (7).
580 - عنه (عليه السلام): قف في ميسرة الجبل فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقف بعرفات في ميسرة الجبل
فلما وقف جعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته فيقفون إلى جانبه فنحاها ففعلوا
مثل ذلك فقال: أيها الناس إنه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف ولكن هذا

(1) البقرة: 203.
(2) سنن الترمذي: 5 / 214 / 2975 عن عبد الرحمن بن يعمر.
(3) سنن الترمذي: 3 / 237 / 889.
(4) عرنة: واد بحذاء عرفات (معجم البلدان: 4 / 111).
(5) الموطأ: 1 / 388 / 166، سنن ابن ماجة: 2 / 1002 / 3012 عن جابر بن عبد الله، السنن الكبرى:
5 / 186 / 9459 عن محمد بن المنكدر.
(6) سفح الجبل: أسفله حيث يسفح فيه الماء وهو مضطجعه (الصحاح: 1 / 375).
(7) الكافي: 4 / 463 / 1 عن مسمع.
214

كله موقف (1) - وأشار بيده إلى الموقف - وفعل مثل ذلك في المزدلفة، فإذا رأيت
خللا فسده بنفسك وراحلتك فإن الله عز وجل يحب أن تسد تلك الخلال وانتقل
عن الهضاب (2) واتق الأراك (3) (4).
581 - عنه (عليه السلام): لا يصلح الوقوف بعرفة على غير طهارة (5).
582 - روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) سئل عن الوقوف بالحل - يعني الوقوف بعرفات -
ولم لم يكن في الحرم؟ فقال: لان الكعبة بيته والحرم داره، فلما قصدوه
وافدين وقفهم بالباب يتضرعون إليه (6).
583 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعلي (عليه السلام) -: ألا أعلمك دعاء يوم عرفة، وهو دعاء من كان قبلي
من الأنبياء (عليهم السلام)؟ قال: تقول:
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا
يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير. اللهم لك الحمد كالذي تقول، وخيرا مما
نقول، وفوق ما يقول القائلون. اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، ولك براءتي،
وبك حولي، ومنك قوتي. اللهم إني أعوذ بك من الفقر، ومن وساوس الصدور، ومن

(1) يدل على استحباب الوقوف في ميسرة الجبل والمراد به ميسرته بالإضافة إلى القادم من مكة كما
ذكره الأصحاب (مرآة العقول: 18 / 21).
(2) أي لا ترتفع الجبال والمشهور الكراهة، ونقل عن ابن البراج وابن إدريس إنهما حرما الوقوف على
الجبل إلا لضرورة ومع الضرورة كالزحام وشبهه تنتفي الكراهة والتحريم إجماعا (مرآة العقول: 18 / 121).
(3) الأراك - بالفتح وآخره كاف -: وهو وادي الأراك، قرب مكة ولا خلاف في أنه من حدود عرفة وليس
بداخل فيها، وراجع معجم البلدان: 1 / 135، مرآة العقول: 18 / 120.
(4) الكافي: 4 / 463 / 4 عن معاوية بن عمار.
(5) دعائم الإسلام: 1 / 320.
(6) كنز الفوائد: 2 / 81، وراجع الكافي: 4 / 224 / 2؛ الترغيب والترهيب: 2 / 206 / 16.
215

شتات الأمر ومن عذاب القبر. اللهم إني أسألك خير الرياح، وأعوذ بك من شر ما
تجيء به الرياح، وأسألك خير الليل وخير النهار. اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي
وبصري نورا، ولحمي ودمي وعظامي وعروقي ومقعدي ومقامي ومدخلي ومخرجي
نورا، وأعظم لي نورا يا رب يوم ألقاك، إنك على كل شيء قدير " (1).
584 - عنه (صلى الله عليه وآله): من دعا بهذا الدعاء عشية عرفة ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم إلا
استجيب له:
" سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في
البحر سبيله، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان
الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الهواء روحه، سبحان الذي رفع السماء،
سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي لا منجى منه إلا إليه " (2).
585 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقف بعرفات، فلما همت الشمس أن تغيب
قبل أن تندفع قال:
" اللهم إني أعوذ بك من الفقر، ومن تشتت الأمر، ومن شر ما يحدث بالليل والنهار.
أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك، وأمسى خوفي مستجيرا بأمانك، وأمسى ذلي مستجيرا
بعزك، وأمسى وجهي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي. يا خير من سئل، ويا أجود من
أعطى، جللني برحمتك، وألبسني عافيتك، واصرف عني شر جميع خلقك " (3).
586 - عنه (عليه السلام): إذا غدوت إلى عرفة فقل وأنت متوجه إليها:
" اللهم إليك صمدت، وإياك اعتمدت، ووجهك أردت، فأسألك أن تبارك لي في

(1) التهذيب: 5 / 183 / 612 عن عبد الله بن سنان عن بعض أصحابنا عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه:
2 / 542 / 3135 عن معاوية بن عمار.
(2) المعجم الكبير: 10 / 227 / 10554 عن ابن مسعود.
(3) الكافي: 4 / 464 / 5، قرب الإسناد: 21 / 72 نحوه وكلاهما عن عبد الله بن ميمون.
216

رحلتي، وأن تقضي لي حاجتي، وأن تجعلني ممن تباهي به اليوم من هو أفضل مني "،
ثم تلبي وأنت غاد إلى عرفات (1).
587 - عنه (عليه السلام): يقف الناس بعرفة يدعون ويرغبون ويسألون الله من فضله بما قدروا عليه،
حتى تغرب الشمس (2).
588 - أبو بلال المكي: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) بعرفة أتى بخمسين نواة، فكان يصلي ب‍ " قل هو
الله أحد "، فصلى مائة ركعة ب‍ " قل هو الله أحد "، وختمها بآية الكرسي. فقلت له:
جعلت فداك، ما رأيت أحدا منكم صلى هذه الصلاة هاهنا! فقال: ما شهد هذا
الموضع نبي ولا وصي نبي إلا صلى هذه الصلاة (3).
589 - الإمام الصادق (عليه السلام): إنما تعجل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء؛ فإنه يوم
دعاء ومسألة. ثم تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار، فاحمد الله وهلله
ومجده وأثن عليه، وكبره مائة مرة، واحمده مائة مرة، وسبحه مائة مرة، واقرأ
" قل هو الله أحد " مائة مرة، وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت واجتهد، فإنه يوم
دعاء ومسألة، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن الشيطان لن يذهلك في
موطن قط أحب إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن، وإياك أن تشتغل بالنظر إلى
الناس، وأقبل قبل نفسك، وليكن فيما تقوله:
" اللهم إني عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك، وارحم مسيري إليك من الفج العميق ".
وليكن فيما تقول: " اللهم رب المشاعر كلها، فك رقبتي من النار، وأوسع علي من رزقك
الحلال، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس ". وتقول:

(1) الكافي: 4 / 461 / 3، التهذيب: 5 / 179 / 600 نحوه وكلاهما عن معاوية بن عمار، وراجع
البحار: 99 / 348 / 20.
(2) دعائم الإسلام: 1 / 320.
(3) التهذيب: 5 / 479 / 1697.
217

" اللهم لا تمكر بي ولا تخدعني ولا تستدرجني ". وتقول:
" اللهم إني أسألك بحولك وجودك وكرمك ومنك وفضلك، يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا
أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا ".
وليكن فيما تقول وأنت رافع رأسك إلى السماء:
" اللهم حاجتي إليك التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، والتي إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني،
أسألك خلاص رقبتي من النار ".
وليكن فيما تقول:
" اللهم إني عبدك وملك يدك، ناصيتي بيدك وأجلي بعلمك، أسألك أن توفقني لما يرضيك عني، وأن
تسلم مني مناسكي التي أريتها خليلك إبراهيم صلوات الله عليه، ودللت عليها نبيك محمدا صلى
الله عليه وآله ".
وليكن فيما تقول:
" اللهم اجعلني ممن رضيت عمله، وأطلت عمره، وأحييته بعد الموت حياة طيبة ".
ويستحب أن تطلب عشية عرفة بالعتق والصدقة (1).
590 - عنه (عليه السلام): إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل:
" اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف، وارزقنيه أبدا ما أبقيتني، واقلبني اليوم مفلحا منجحا
مستجابا لي مرحوما مغفورا لي بأفضل ما ينقلب به اليوم أحد من وفدك وحجاج بيتك الحرام.
واجعلني اليوم من أكرم وفدك عليك، وأعطني أفضل ما أعطيت أحدا منهم من الخير والبركة
والرحمة والرضوان والمغفرة، وبارك لي فيما أرجع إليه من أهل أو مال أو قليل أو كثير، وبارك
لهم في ".

(1) التهذيب: 5 / 182 / 611 عن معاوية بن عمار، وراجع الكافي: 4 / 463 / 4.
218

فإذا أفضت فاقتصد في السير، وعليك بالدعة، واترك الوجيف (1) الذي يصنعه
كثير من الناس في الجبال والأودية (2).
591 - أبو يحيى زكريا الموصلي: سألت العبد الصالح (عليه السلام) عن رجل وقف بالموقف، فأتاه
نعي أبيه أو نعي بعض ولده قبل أن يذكر الله بشيء أو يدعو، فاشتغل بالجزع
والبكاء عن الدعاء، ثم أفاض، فقال: لا أرى عليه شيئا، وقد أساء فليستغفر الله،
أما لو صبر واحتسب لأفاض من الموقف بحسنات أهل الموقف جميعا، من غير
أن ينقص من حسناتهم شيء (3).
ثواب الوقوف بعرفات
592 - أنس بن مالك: وقف النبي (صلى الله عليه وآله) بعرفات، وقد كادت الشمس أن تؤوب، فقال:
يا بلال، أنصت لي الناس. فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأنصت
الناس، فقال: معشر الناس، أتاني جبرائيل (عليه السلام) آنفا فأقرأني من ربي السلام،
وقال: إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات.
فقام عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاصة؟ قال: هذا لكم، ولمن
أتى من بعدكم إلى يوم القيامة (4).
593 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه،
ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل

(1) الوجيف: ضرب من سير الخيل والإبل سريع (تاج العروس: 12 / 517).
(2) الفقيه: 2 / 543 / 3137، التهذيب: 5 / 187 / 622 نحوه وكلاهما عن أبي بصير، ولمزيد الفائدة
راجع إقبال الأعمال: 2 / 61 - 188 أدعيه الأئمة (عليهم السلام) بعرفة.
(3) التهذيب: 5 / 184 / 614.
(4) الترغيب والترهيب: 2 / 203 / 7، الدر المنثور: 1 / 553 كلاهما نقلا عن الزهد لابن المبارك؛
ثواب الأعمال: 71 / 7، وراجع الحديث 604 من باب ثواب الوقوف بالمزدلفة.
219

شيء قدير مائة مرة، ثم يقرأ: " قل هو الله أحد " مائة مرة، ثم يقول:
اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وعلينا معهم "
مائة مرة، إلا قال الله تعالى: يا ملائكتي، ما جزاء عبدي هذا؟ سبحني وهللني،
وكبرني وعظمني، وعرفني، وأثنى علي، وصلى على نبيي. اشهدوا ملائكتي
أني قد غفرت له، وشفعته في نفسه، ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل
الموقف كلهم (1).
594 - عنه (صلى الله عليه وآله): من الذنوب ذنوب لا تغفر إلا بعرفات (2).
595 - الإمام علي (عليه السلام): قيل: يا رسول الله، أي أهل عرفات أعظم جرما؟ قال: الذي ينصرف
من عرفات وهو يظن أنه لم يغفر له.
قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): يعني الذي يقنط من رحمة الله عز وجل (3).
596 - الإمام الصادق (عليه السلام): الحاج حملانه وضمانه على الله، فإذا دخل المسجد الحرام وكل الله
به ملكين يحفظان طوافه وصلاته وسعيه، فإذا كان عشية عرفة ضربا على منكبه
الأيمن ويقولان له: يا هذا، أما ما مضى فقد كفيته، فانظر كيف تكون فيما
تستقبل (4).

(1) شعب الإيمان: 3 / 463 / 4074، الترغيب والترهيب: 2 / 205 / 15 عن جابر بن عبد الله،
كنز العمال: 5 / 74 / 12110 عن الديلمي عن جابر.
(2) الجعفريات: 65 بطريقه عنه (صلى الله عليه وآله)، دعائم الإسلام: 1 / 294 عن الإمام علي (عليه السلام).
(3) الجعفريات: 64 عن إسماعيل بن موسى عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام) -، الفقيه: 2 / 211 / 2183،
وراجع الكافي: 4 / 541 / 7، عوالي اللآلي: 4 / 33 / 115، جامع الأحاديث للقمي: 207؛ الفردوس:
1 / 359 / 1452.
(4) التهذيب: 5 / 21 / 58، المحاسن: 1 / 137 / 176 كلاهما عن معاوية بن عمار.
220

597 - سعيد بن يسار: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) - عشية من العشيات ونحن بمنى وهو
يحثني على الحج ويرغبني فيه -: يا سعيد، أيما عبد رزقه الله رزقا من رزقه
فأخذ ذلك الرزق فأنفقه على نفسه وعلى عياله، ثم أخرجهم قد ضحاهم
بالشمس حتى يقدم بهم عشية عرفة إلى الموقف فيقيل، ألم تر فرجا تكون هناك
فيها خلل وليس فيها أحد؟ فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: يجيء بهم قد
ضحاهم حتى يشعب بهم تلك الفرج، فيقول الله تبارك وتعالى لا شريك له: عبدي
رزقته من رزقي فأخذ ذلك الرزق فأنفقه فضحى به نفسه وعياله، ثم جاء بهم
حتى شعب بهم هذه الفرجة التماس مغفرتي، أغفر له ذنبه، وأكفيه ما أهمه،
وأرزقه.
[قال سعيد]: مع أشياء قالها نحوا من عشرة (1).
ج - الوقوف بالمشعر الحرام (2)
الإفاضة من عرفات
(ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر
الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين) (3).
598 - ابن عباس: أفاض رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عرفة، وعليه السكينة ورديفه أسامة،
وقال: أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بايجاف الخيل والإبل، فما

(1) الكافي: 4 / 263 / 44.
(2) يجب الوقوف بالمشعر من طلوع الفجر من يوم العيد إلى طلوع الشمس، وهو عبادة يجب فيه النية
بشرائطها، والأحوط وجوب الوقوف فيه بالنية الخالصة ليلة العيد - بعد الإفاضة من عرفات - إلى
طلوع الفجر، ثم ينوي الوقوف بين الطلوعين. تحرير الوسيلة: 1 / 441.
(3) البقرة: 198.
221

رأيتها رافعة يديها عادية حتى أتى جمعا (1).
599 - عنه: أنه دفع مع النبي (صلى الله عليه وآله) يوم عرفة، فسمع النبي (صلى الله عليه وآله) وراءه زجرا شديدا وضربا
وصوتا للإبل، فأشار بسوطه إليهم، وقال: أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البر
ليس بالإيضاع (2).
600 - معاوية بن عمار: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن المشركين كانوا يفيضون من قبل أن تغيب
الشمس، فخالفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأفاض بعد غروب الشمس. وقال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا غربت الشمس فأفض مع الناس، وعليك السكينة والوقار،
وأفض بالاستغفار، فإن الله عز وجل يقول: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)، فإذا انتهيت إلى الكثيب الأحمر (3) عن يمين
الطريق فقل:
" اللهم ارحم موقفي، وزد في علمي، وسلم لي ديني، وتقبل مناسكي "، وإياك والوجيف
الذي يصنعه الناس؛ فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أيها الناس، إن الحج ليس بوجيف
الخيل ولا إيضاع الإبل. ولكن اتقوا الله وسيروا سيرا جميلا، لا توطئوا ضعيفا ولا
توطئوا مسلما وتوأدوا واقتصدوا في السير؛ فإن

(1) سنن أبي داود: 2 / 190 / 1920، جامع الأصول: 3 / 249 / 1539؛ وفي المحاسن: 2 / 65 / 1180
عن الإمام الصادق (عليه السلام): سميت الجمع لأن آدم جمع فيها بين الصلاتين: المغرب والعشاء، وسمي الأبطح
لأن آدم أمر أن يتبطح في بطحاء جمع، فتبطح حتى انفجر الصبح، ثم أمر أن يصعد جبل جمع، وأمر إذا
طلعت عليه الشمس أن يعترف بذنبه، ففعل ذلك آدم، وإنما جعل اعترافا ليكون سنة في ولده، فقرب
قربانا، فأرسل الله نارا من السماء فقبضت قربان آدم (عليه السلام).
(2) صحيح البخاري: 2 / 601 / 1587، والإيضاع: سير مثل الخبب. والوضع هو العدو، ووضع البعير
وأوضعه راكبه إذا حمله على سرعة السير (لسان العرب: 8 / 398 و 399).
(3) هو الجبل الذي صعد فيه المشركون يوم فتح مكة، ينظرون إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه.
222

رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يكف ناقته حتى يصيب رأسها مقدم الرجل، ويقول: أيها الناس،
عليكم بالدعة، فسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تتبع.
قال معاوية: وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
" اللهم أعتقني من النار "، وكررها حتى أفاض [الناس]، فقلت: ألا تفيض، فقد
أفاض الناس؟ فقال: إني أخاف الزحام، وأخاف أن أشرك في عنت إنسان (1).
601 - الإمام الصادق (عليه السلام): من مر بالمأزمين (2) وليس في قلبه كبر نظر الله إليه، قلت: ما الكبر؟
قال: يغمص الناس، ويسفه الحق.
وقال: وملكان موكلان بالمأزمين يقولان: " رب سلم سلم " (3).
ثواب الوقوف بمزدلفة
602 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وهو بمنى -: لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا أو بمن نزلوا
لاستبشروا بالفضل من ربهم بعد المغفرة (4).
603 - بلال بن رباح: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال له، غداة جمع: يا بلال! أسكت الناس، أو أنصت
الناس، ثم قال: إن الله تطول عليكم في جمعه هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم.
وأعطى محسنكم ما سأل. ادفعوا باسم الله (5).
604 - أبو حمزة الثمالي: قال رجل لعلي بن الحسين (عليهما السلام): تركت الجهاد وخشونته، ولزمت

(1) الكافي: 4 / 467 / 2، التهذيب: 5 / 187 / 623.
(3) المحاسن: 1 / 141 / 188 عن ابن فضال عن رجل.
(4) المعجم الكبير: 11 / 45 / 11021 عن ابن عباس.
(5) سنن ابن ماجة: 2 / 1006 / 3024.
223

الحج ولينه!، وكان متكئا فجلس، وقال: ويحك! أما بلغك ما قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع؟! إنه لما وقف بعرفة، وهمت الشمس أن تغيب
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بلال، قل للناس فلينصتوا. فلما نصتوا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن
ربكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم وشفع محسنكم في مسيئكم،
فأفيضوا مغفورا لكم.
وزاد غير الثمالي أنه قال: إلا أهل التبعات - فإن الله عدل يأخذ للضعيف من
القوي - فلما كانت ليلة جمع لم يزل يناجي ربه ويسأله لأهل
التبعات، فلما وقف بجمع قال لبلال: قل للناس فلينصتوا. فلما نصتوا قال: إن
ربكم تطول عليكم في هذا اليوم، فغفر لمحسنكم وشفع محسنكم
في مسيئكم، فأفيضوا مغفورا لكم. وضمن لأهل التبعات من عنده الرضا (1).
أدب الوقوف
605 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): المزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن محسر (2).
606 - عنه (صلى الله عليه وآله): من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة
النحر، وليلة الفطر (3).
607 - قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): فالمشعر الحرام، لم صار في الحرم؟ قال: لانه لما أذن لهم
بالدخول وقفهم بالحجاب الثاني، فلما طال تضرعهم بها أذن لهم لتقريب
قربانهم، فلما قضوا تفثهم تطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينهم وبينه أذن
لهم بالزيارة على الطهارة (4).

(1) الكافي: 4 / 257 / 24.
(2) محسر: واد عظيم بين المزدلفة ومنى، وهو إلى منى أقرب (معجم البلدان: 5 / 62).
(3) الفردوس: 3 / 620 / 5937 عن معاذ، الجامع الصغير: 2 / 557 / 8342 نقلا عن ابن عساكر.
(4) الكافي: 4 / 224 / 1، التهذيب: 5 / 448 / 17 كلاهما عن محمد بن يزيد الرفاعي رفعه،
كنز الفوائد: 2 / 81.
224

608 - الإمام الصادق (عليه السلام): لا تصل المغرب حتى تأتي جمعا فتصلي بها المغرب والعشاء
الآخرة بأذان واحد وإقامتين، وأنزل ببطن الوادي عن يمين الطريق قريبا من
المشعر، ويستحب للصرورة أن يقف على المشعر الحرام ويطأه برجله، ولا
يجاوز الحياض ليلة المزدلفة (1)، ويقول:
" اللهم هذه جمع، اللهم إني أسألك أن تجمع لي فيها جوامع الخير، اللهم لا تؤيسني من الخير الذي
سألتك أن تجمعه لي في قلبي، وأطلب إليك أن تعرفني ما عرفت أولياءك في منزلي هذا، وأن
تقيني جوامع الشر ".
وإن استطعت أن تحيي تلك الليلة فافعل؛ فإنه بلغنا أن أبواب السماء لا تغلق
تلك الليلة لأصوات المؤمنين، لهم دوي كدوي النحل، يقول الله جل ثناؤه: أنا
ربكم وأنتم عبادي أديتم حقي، وحق علي أن أستجيب لكم، فيحط الله تلك الليلة
عمن أراد أن يحط عنه ذنوبه، ويغفر لمن أراد أن يغفر له (2).
609 - عنه (عليه السلام): أصبح على طهر بعدما تصلي الفجر، فقف إن شئت قريبا من الجبل، وإن
شئت حيث شئت، فإذا وقفت فاحمد الله عز وجل وأثن عليه واذكر من آلائه
وبلائه ما قدرت عليه، وصل على النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم ليكن من قولك:
" اللهم رب المشعر الحرام، فك رقبتي من النار، وأوسع علي من رزقك الحلال، وادرأ عني شر فسقة
الجن والإنس. اللهم أنت خير مطلوب إليه وخير مدعو وخير مسؤول، ولكل وافد جائزة،
فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي، وتقبل معذرتي، وأن تجاوز عن خطيئتي، ثم
اجعل التقوى من الدنيا زادي ".

(1) عن زرارة عن الباقر (عليه السلام): إنه قال للحكم بن عتيبة: ما حد المزدلفة؟ فسكت، فقال أبو جعفر (عليه السلام):
حدها ما بين المأزمين إلى الجبل إلى حياض محسر (التهذيب: 5 / 190 / 634)، وراجع الكافي:
4 / 471 / 5 و 6.
(2) الكافي: 4 / 468 / 1 عن الحلبي.
225

ثم أفض حيث يشرق لك ثبير (1) وترى الإبل مواضع أخفافها (2).
610 - عنه (عليه السلام): خذ حصى الجمار من جمع، وإن أخذته من رحلك بمنى أجزأك (3).
د - النزول بمنى
الإفاضة من المشعر الحرام (4)
611 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أفاض من مزدلفة جعل يسير العنق (5)،
وهو يقول: أيها الناس، السكينة السكينة، حتى وقف على بطن محسر (6).
612 - الفضل بن عباس: شهدت الإفاضتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأفاض وعليه
السكينة وهو كاف بعيره (7).
613 - معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام): ثم أفض حين يشرق لك ثبير، وترى
الإبل مواضع أخفافها.
قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان أهل الجاهلية يقولون: أشرق ثبير - يعنون
الشمس - كيما نغير. وإنما أفاض رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلاف أهل الجاهلية، كانوا
يفيضون بإيجاف الخيل وإيضاع الإبل، فأفاض رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلاف
ذلك بالسكينة والوقار والدعة، فأفض بذكر الله والاستغفار، وحرك به لسانك،

(1) ثبير: اسم جبل بالمزدلفة يقع على يمين القادم من عرفة والشمس كانت تشرق من ناحيته، وراجع
تاج العروس: 6 / 141، معجم البلدان: 2 / 73.
(2) الكافي: 4 / 469 / 4، التهذيب: 5 / 191 / 635 كلاهما عن معاوية بن عمار.
(3) الكافي: 4 / 477 / 3 وراجع ص 477 / 1 و 2، التهذيب: 5 / 196 / 651.
(4) يفيض الحجاج من المشعر الحرام قبيل طلوع الشمس، ليؤدوا واجبات منى، وهي: رمي الجمرة،
والهدي، والتقصير أو الحلق، راجع تحرير الوسيلة: 1 / 441 واجبات منى.
(5) العنق: ضرب من سير الدابة والإبل، وهو سير مسبطر (لسان العرب: 10 / 274).
(6) دعائم الإسلام: 1 / 322.
(7) مسند ابن حنبل: 1 / 452 / 1802، كنز العمال: 5 / 205 / 12615 عن ابن جرير.
226

فإذا مررت بوادي محسر - وهو واد عظيم بين جمع ومنى، وهو إلى منى أقرب -
فاسع فيه حتى تجاوزه، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرك ناقته، وهو يقول:
" اللهم سلم عهدي، واقبل توبتي، وأجب دعوتي، واخلفني فيمن تركت بعدي " (1).
614 - صفية بنت شيبة عن امرأة: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسعى في بطن المسيل
ويقول: لا يقطع الوادي إلا شدا (2).
وجه تسمية منى
615 - الإمام الرضا (عليه السلام): العلة التي من أجلها سميت منى منى، أن جبرئيل (عليه السلام) قال هناك
لإبراهيم (عليه السلام): تمن على ربك ما شئت. فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل الله
مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له، فاعطي مناه (3).
أدب النزول بها
(فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول
ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق) (4).
616 - الحلبي عن الإمام الصادق (عليه السلام): سألته عن قول الله عز وجل: (اذكروا الله كذكركم
آباءكم أو أشد ذكرا)، قال (عليه السلام): كان المشركون يفتخرون بمنى إذا كان أيام
التشريق، فيقولون: كان أبونا كذا وكان أبونا كذا، فيذكرون فضلهم، فقال:
(اذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) (5).

(1) التهذيب: 5 / 192 / 637، وراجع سنن أبي داود: 2 / 190 / 1920.
(2) سنن النسائي: 5 / 242، والشد: العدو (لسان العرب: 3 / 234).
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 91، علل الشرائع: 435 / 2 كلاهما عن محمد بن سنان.
(4) البقرة: 200.
(5) السرائر: 3 / 565.
227

617 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في قول الله عز وجل: (واذكروا الله في أيام معدودات) (1) -: هي
أيام التشريق، كانوا إذا أقاموا بمنى بعد النحر تفاخروا، فقال الرجل منهم:
كان أبي يفعل كذا وكذا، فقال الله جل ثناؤه: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا
الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا). والتكبير " الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله
والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا
من بهيمة الأنعام " (2).
618 - محمد بن مسلم: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (واذكروا الله في
أيام معدودات)، قال: التكبير في أيام التشريق من صلاة الظهر من يوم
النحر إلى صلاة الفجر من يوم الثالث، وفي الأمصار عشر صلوات، فإذا
نفر بعد الأولى أمسك أهل الأمصار، ومن أقام بمنى فصلى بها الظهر
والعصر فليكبر (3).
619 - زرارة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): التكبير في أيام التشريق في دبر الصلوات؟
فقال: التكبير بمنى في دبر خمس عشرة صلاة، وفي سائر الأمصار في دبر
عشر صلوات. وأول التكبير في دبر صلاة الظهر يوم النحر، يقول فيه:
" الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا،
الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ".
وإنما جعل في سائر الأمصار في دبر عشر صلوات لانه إذا نفر الناس
في النفر الأول أمسك أهل الأمصار عن التكبير وكبر أهل منى، ما داموا
بمنى إلى النفر الأخير (4).

(1) البقرة: 203.
(2) الكافي: 4 / 516 / 3 عن منصور بن حازم.
(3) الكافي: 4 / 516 / 1.
(4) الكافي: 4 / 516 / 2 وص 517 / 4 عن معاوية بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام)، التهذيب: 5 / 269 / 921
و 922، الخصال: 609 / 9 عن الأعمش وكلاهما نحوه.
228

620 - الإمام الصادق (عليه السلام): صل في مسجد الخيف - وهو مسجد منى وكان مسجد
رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عهده - عند المنارة التي في وسط المسجد، وفوقها إلى القبلة
نحوا من ثلاثين ذراعا، وعن يمينها وعن يسارها وخلفها نحوا من ذلك، فقال:
فتحر ذلك فإن استطعت أن يكون مصلاك فيه فافعل؛ فإنه قد صلى فيه ألف نبي.
وإنما سمي الخيف لانه مرتفع عن الوادي، وما ارتفع عنه يسمى خيفا (1).
ثواب الوقوف فيها (2)
621 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أخذ الناس منازلهم بمنى نادى مناد: لو تعلمون بفناء من حللتم
لأيقنتم بالخلف بعد المغفرة (3).
622 - عنه (عليه السلام): إذا أخذ الناس مواطنهم بمنى نادى مناد من قبل الله عز وجل: إن أردتم أن
أرضى فقد رضيت (4).
623 - عنه (عليه السلام): إذا أفاض الرجل من منى وضع ملك يده بين كتفيه، ثم قال: استأنف (5).

(1) الكافي: 4 / 519 / 4 عن معاوية بن عمار.
(2) يجب المبيت بمنى ليلتي الحادية عشرة والثانية عشرة من الغروب إلى نصف الليل. ويجب المبيت
ليلة الثالثة عشرة أيضا على طوائف منهم من لم يفض من منى يوم الثاني عشر وأدرك غروب الثالث
عشر. ولا يجب المبيت بمنى على أشخاص منهم من اشتغل في مكة بالعبادة إلى الفجر ولم يشتغل
بغيرها إلا الضروريات. ويجب رمي الجمار الثلاث في نهار الليالي التي يجب عليه المبيت فيها،
وراجع تحرير الوسيلة: 1 / 454.
(3) الكافي: 4 / 256 / 22 و ص 263 / 43 عن معاوية بن عمار، الفقيه: 2 / 209 / 2174، المحاسن:
1 / 140 / 185 عن عبد الحميد نحوه.
(4) الكافي: 4 / 262 / 42 عن داود بن أبي يزيد.
(5) المحاسن: 1 / 141 / 187 عن الوشاء عن الإمام الرضا (عليه السلام).
229

624 - الصدوق: روي (في الحاج إذا نفر من منى إلى مكة): أنه يخرج من ذنوبه كهيئة يوم
ولدته أمه (1).
ه‍ - رمي الجمار (2)
حكمة الرمي
625 - الإمام علي (عليه السلام): إن الجمار إنما رميت لان جبرئيل (عليه السلام) حين أرى إبراهيم (عليه السلام)
المشاعر برز له إبليس، فأمره جبرئيل أن يرميه، فرماه بسبع حصيات، فدخل
عند الجمرة الأولى تحت الأرض، فأمسك. ثم برز له عند الثانية فرماه بسبع
حصيات أخر، فدخل تحت الأرض في موضع الثانية. ثم برز له في موضع الثالثة
فرماه بسبع حصيات، فدخل في موضعها (3).
626 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن علة رمي الجمرات أن إبراهيم (عليه السلام) تراءى له إبليس عندها، فأمره
جبرائيل برميه بسبع حصيات، وأن يكبر مع كل حصاة، ففعل وجرت بذلك
السنة (4).
627 - ابن عباس: جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فذهب به ليريه المناسك، فانفرج له
ثبير، فدخل منى فأراه الجمار، ثم أراه عرفات، فنبغ الشيطان للنبي (صلى الله عليه وآله) عند
الجمرة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ. ثم نبغ له في الجمرة الثانية، فرماه

(1) الفقيه: 2 / 480 / 3019.
(2) الرمي من واجبات الحج، فإنه يجب يوم النحر رمي جمرة العقبة فقط وفي اليوم الحادي عشر والثاني
عشر من أيام التشريق يجب رمي الجمرات الثلاثة كلها، وراجع تحرير الوسيلة: 1 / 455 رمي الجمار
الثلاث.
(3) قرب الإسناد: 147 / 532 عن أبي البختري عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام).
(4) كنز الفوائد: 2 / 82، علل الشرائع: 437 / 1 عن علي بن جعفر عن الإمام الكاظم (عليه السلام) نحوه.
230

بسبع حصيات حتى ساخ. ثم نبغ له في جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى
ساخ (1).
أدب الرمي (2)
628 - الإمام الباقر (عليه السلام): لما أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مزدلفة مر على جمرة
العقبة يوم
النحر، فرماها بسبع حصيات، ثم أتى إلى منى، وذلك من السنة (3).
629 - الزهري: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا رمى الجمرة التي تلي المسجد - مسجد منى -
يرميها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم تقدم أمامها فوقف مستقبل القبلة
رافعا يديه، وكان يطيل الوقوف، ثم يأتي الجمرة الثانية فيرميها بسبع حصيات،
يكبر كلما رمى بحصاة، ثم ينصرف، ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي رافعا
يديه يدعو، ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصيات، يكبر كلما
رمى بحصاة، ثم ينصرف ولا يقف عندها (4).
630 - الإمام الباقر (عليه السلام): دخلنا على جابر بن عبد الله فقلت: أخبرني عن حجة النبي (صلى الله عليه وآله)،
فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رمى الجمرة التي عند الشجرة بسبع حصيات، يكبر مع

(1) المستدرك على الصحيحين: 1 / 650 / 1754، السنن الكبرى: 5 / 250 / 9693.
(2) يشترط في رمي الجمار النية الخالصة لله وأن يكون بسبع حصيات، وأمور أخر، فليطلب من كتب
الفقه.
والمستحب فيه ستة: الطهارة، والدعاء عند إرادة الرمي، وأن يكون بينه وبين الجمرة عشرة أذرع
إلى خمسة عشر ذراعا، وأن يرميها خذفا، والدعاء مع كل حصاة، وأن يكون ماشيا ولو رمى راكبا
جاز، وفي جمرة العقبة يستقبلها ويستدبر القبلة وفي غيرها يستقبلها ويستقبل القبلة، وراجع جواهر
الكلام: 19 / 107 - 113، وسائل الشيعة: 14 / 53 أبواب الرمي.
(3) دعائم الإسلام: 1 / 323.
(4) سنن الدارمي: 2 / 63، السنن الكبرى: 5 / 241 / 9662 نحوه مع إضافات.
231

كل حصاة منها حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى
المنحر فنحر (1).
631 - سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرمي الجمرة من بطن
الوادي وهو راكب، يكبر مع كل حصاة، ورجل من خلفه يستره، فسألت عن
الرجل فقالوا: الفضل بن العباس، وازدحم الناس، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا أيها الناس،
لا يقتل بعضكم بعضا، وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف (2).
632 - ابن عباس: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) غداة العقبة: هات، القط لي حصيات من حصى
الخذف، فلما وضعن في يده، قال: بأمثال هؤلاء بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو
في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين (3).
633 - يعقوب بن شعيب: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الجمار، فقال: قم عند الجمرتين ولا تقم
عند جمرة العقبة، قلت: هذا من السنة؟ قال: نعم، قلت: ما أقول إذا رميت؟
فقال: كبر مع كل حصاة (4).
634 - الإمام الصادق (عليه السلام): ارم في كل يوم عند زوال الشمس، وقل كما قلت حين رميت
جمرة العقبة، فابدأ بالجمرة الأولى فارمها عن يسارها في بطن المسيل، وقل كما
قلت يوم النحر، قم عن يسار الطريق فاستقبل القبلة، فاحمد الله وأثن عليه وصل
على النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم تقدم قليلا فتدعو وتسأله أن يتقبل منك، ثم تقدم

(1) سنن النسائي: 5 / 275 عن حاتم بن إسماعيل عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(2) سنن أبي داود: 2 / 200 / 1966، مسند ابن حنبل: 10 / 323 / 27202 نحوه وفي آخره " فرمى
سبعا ثم انصرف " وص 318 / 27180 عن أم جندب الأزدية مختصرا و ج 5 / 444 / 16087 نحوه.
(3) المستدرك على الصحيحين: 1 / 637 / 1711.
(4) الكافي: 4 / 481 / 2، التهذيب: 5 / 261 / 889.
232

أيضا ثم افعل ذلك عند الثانية، واصنع كما صنعت بالأولى، وتقف وتدعو الله كما
دعوت. ثم تمضي إلى الثالثة وعليك السكينة والوقار، فارم ولا تقف عندها (1).
635 - معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام): خذ حصى الجمار، ثم ائت الجمرة القصوى التي
عند العقبة فارمها من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها، وتقول والحصى في يدك:
" اللهم هؤلاء حصياتي فأحصهن لي، وارفعهن في عملي ".
ثم ترمي وتقول مع كل حصاة:
" الله أكبر، اللهم ادحر عني الشيطان، اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك صلى الله عليه وآله، اللهم
اجعله حجا مبرورا، وعملا مقبولا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا ".
وليكن فيما بينك وبين الجمرة قدر عشر أذرع أو خمس عشرة ذراعا، فإذا
أتيت رحلك ورجعت من الرمي فقل:
" اللهم بك وثقت، وعليك توكلت، فنعم الرب ونعم المولى ونعم النصير ".
قال: ويستحب أن يرمي الجمار على طهر (2).
636 - الإمام الرضا (عليه السلام): حصى الجمار تكون مثل الأنملة، ولا تأخذها سوداء ولا بيضاء ولا
حمراء، خذها كحلية منقطة، تخذفهن خذفا، وتضعها على الإبهام، وتدفعها
بظفر السبابة، وارمها من بطن الوادي، واجعلهن عن يمينك كلهن، ولا ترم
على الجمرة، وتقف عند الجمرتين الأوليين، ولا تقف عند جمرة العقبة (3).

(1) الكافي: 4 / 480 / 1 عن معاوية بن عمار.
(2) الكافي: 4 / 478 / 1، التهذيب: 5 / 198 / 661.
(3) الكافي: 4 / 478 / 7، التهذيب: 5 / 197 / 656، قرب الإسناد: 359 / 1284 كلاهما نحوه وفيه
" أعلى الجمرة " وكلها عن أحمد بن محمد بن أبي نصر.
233

ثواب الرمي
637 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): رمي الجمار ذخر يوم القيامة (1).
638 - عنه (صلى الله عليه وآله): إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة (2).
639 - ابن عمر: سأل رجل النبي (صلى الله عليه وآله) عن رمي الجمار: ما له فيها؟ فسمعته يقول: تجده عند
ربك أحوج ما تكون إليه (3).
640 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم عرفة غفر الله (تعالى) للحاج الخلص، وإذا كان
ليلة المزدلفة غفر الله (تعالى) للتجار، وإذا كان يوم منى غفر الله للجمالين، وإذا
كان عند جمرة العقبة غفر الله للسؤال، فلا يشهد خلق ذلك الموقف ممن قال " لا
إله إلا الله " إلا غفر الله له (4).
641 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحاج إذا رمى الجمار خرج من ذنوبه (5).
642 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في رمي الجمار -: له بكل حصاة يرمي بها تحط عنه كبيرة
موبقة (6).

(1) الفقيه: 2 / 214 / 2195.
(2) الترغيب والترهيب: 2 / 207 / 3 عن ابن عباس، مختصر زوائد مسند البزار: 440 / 738.
(3) حلية الأولياء: 5 / 28، الدر المنثور: 1 / 564 نقلا عن الطبراني نحوه.
(4) أمالي الطوسي: 309 / 624 عن أبي هريرة، عوالي اللآلي: 4 / 26 / 79 نحوه وفيه " غفر الله لأهل
التجارة من الحجاج و... إذا كان جمرة العقبة غفر الله لسائر الناس ".
(5) الفقيه: 2 / 214 / 2196.
(6) الكافي: 4 / 480 / 7، المحاسن: 1 / 142 / 189 كلاهما عن حريز، الفقيه: 2 / 214 / 2197 نحوه.
234

و - الأضحية (1)
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) (2).
(والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت
جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون * لن
ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على
ما هداكم وبشر المحسنين) (3).
643 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما جعل هذا الأضحى لتتسع مساكينكم من اللحم، فأطعموهم (4).
644 - أبو بكر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل ما بر الحج؟ قال: العج والثج (5).
645 - الإمام علي (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطب يوم النحر، وهو يقول: هذا يوم الثج
والعج، والثج: ما تهريقون فيه من الدماء، فمن صدقت نيته كانت أول قطرة له
كفارة لكل ذنب، والعج: الدعاء، فعجوا إلى الله، فوالذي نفس محمد بيده لا
ينصرف من هذا الموضع أحد إلا مغفورا له، إلا صاحب كبيرة مصرا عليها لا
يحدث نفسه بالإقلاع عنها (6).

(1) من الواجبات في يوم العيد بمنى: الهدي، ويجب أن يكون إحدى النعم الثلاث: الإبل والبقر والغنم،
ويعتبر فيه السن الخاص والسلامة، وأن يكون تام الأجزاء، وأن لا يكون كبيرا جدا ولا مهزولا. ومن
لم يقدر على الهدي يجب بدله صوم ثلاثة أيام في الحج، وسبعة أيام بعد الرجوع منه، وراجع تحرير
الوسيلة: 1 / 446.
(2) الحج: 32.
(3) الحج: 36، 37، وراجع الآية 28.
(4) علل الشرائع: 437 / 1 عن إسماعيل بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، ويمكن أن يكون
" لتشبع مساكينكم ".
(5) مسند البزار: 1 / 144 / 72؛ الترغيب والترهيب: 2 / 189 / 6 عنه.
(6) دعائم الإسلام: 1 / 184 عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
235

646 - بشير بن زيد: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السلام): اشهدي ذبح ذبيحتك، فإن أول قطرة
منها يكفر الله بها كل ذنب عليك وكل خطيئة عليك. فسمعه بعض المسلمين
فقال: يا رسول الله، هذا لأهل بيتك خاصة أم للمسلمين عامة؟ قال: إن الله
وعدني في عترتي أن لا يطعم النار أحدا منهم، وهذا للناس عامة (1).
647 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا اشتريت هديك فاستقبل به القبلة وانحره أو اذبحه، وقل:
" وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي
ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهم منك ولك، بسم الله
والله أكبر، اللهم تقبل مني ".
ثم أمر السكين ولا تنخعها حتى تموت (2).
648 - أبو خديجة: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو ينحر بدنته معقولة يدها اليسرى، ثم يقوم من
جانب يدها اليمنى ويقول:
" بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبله مني ". ثم يطعن في لبتها، ثم يخرج
السكين بيده، فإذا وجبت قطع موضع الذبح بيده (3).
649 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): أما حق الهدي فأن تخلص بها الإرادة إلى ربك والتعرض
لرحمته وقبوله، ولا تريد عيون الناظرين دونه، فإذا كنت كذلك لم تكن متكلفا
ولا متصنعا، وكنت إنما تقصد إلى الله (4).

(1) المحاسن: 1 / 142 / 191.
(2) الكافي: 4 / 498 / 6، التهذيب: 5 / 221 / 746 كلاهما عن صفوان وابن أبي عمير، الفقيه:
2 / 503 / 3084 عن معاوية بن عمار، وراجع الكافي: 4 / 495 / 1، الفقيه: 2 / 489 / 3046؛ سنن
أبي داود: 3 / 95 / 2795، سنن الترمذي: 4 / 100 / 1521.
(3) الكافي: 4 / 498 / 8، التهذيب: 5 / 221 / 745 وفيه " بدنة " بدل " بدنته ".
(4) تحف العقول: 259 / 13.
236

650 - الإمام الصادق (عليه السلام): وكذلك ينبغي لمن أهدى هديا تطوعا أو ضحى أن يأكل من هديه
وأضحيته ثم يتصدق، وليس في ذلك توقيت، يأكل ما أحب ويطعم ويهدي
ويتصدق، قال الله عز وجل: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) (1)، وقال (تعالى):
(فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر) (2) (3).
ز - الحلق (4)
(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين
محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا
قريبا) (5).
651 - ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ارحم المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟
قال: اللهم ارحم المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: والمقصرين (6).
652 - الإمام الصادق (عليه السلام): استغفر رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمحلقين ثلاث مرات (7).
653 - معاوية عن الإمام الباقر (عليه السلام): أمر الحلاق أن يضع الموسى على قرنه الأيمن، ثم أمره أن

(1) الحج: 28.
(2) الحج: 36.
(3) دعائم الإسلام: 1 / 328.
(4) يجب بعد الذبح الحلق أو التقصير، ويتخير بينهما إلا طوائف: الأولى: النساء، فإن عليهن التقصير لا
الحلق، فلو حلقن لا يجزيهن، الثانية: الصرورة، أي الذي كان أول حجه، فإن عليه الحلق على
الأحوط. ويكفي في التقصير قص شيء من الشعر أو الظفر. ويحل للمحرم بعد الحلق أو التقصير كل ما
حرم عليه بالإحرام إلا النساء والطيب، وراجع تحرير الوسيلة: 1 / 450 و 451.
(5) الفتح: 27.
(6) صحيح البخاري: 2 / 616 / 1640، صحيح مسلم: 2 / 945 / 317، سنن الترمذي: 3 / 256 / 913
نحوه؛ التهذيب: 5 / 243 / 822 عن حريز عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه.
(7) التهذيب: 5 / 243 / 823 عن الحلبي، وراجع الفقيه: 2 / 214 / 2199.
237

يحلق، وسمى هو وقال: " اللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة " (1).
654 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن العبد المؤمن... إذا حلق رأسه لم يسقط شعره إلا جعل الله له (2)
بها نورا يوم القيامة (3).
655 - سليمان بن مهران: قلت لجعفر بن محمد (عليهما السلام):... كيف صار الحلق عليه " أي
الصرورة " واجبا دون من قد حج؟
قال: ليصير بذلك موسما (4) بسمة الآمنين، ألا تسمع الله تعالى يقول: (لتدخلن
المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون)؟! (5)
656 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن المؤمن إذا حلق رأسه بمنى ثم دفنه جاء يوم القيامة وكل شعرة
لها لسان مطلق تلبي باسم صاحبها (6).
657 - عنه (عليه السلام) - في قول الله عز وجل: (ثم ليقضوا تفثهم) (7) -: إن التفث هو الحلق وما في
جلد الإنسان (8).
ح - طواف الزيارة
658 - الإمام الصادق (عليه السلام): ثم احلق رأسك واغتسل، وقلم أظفارك وخذ من شاربك،

(1) التهذيب: 5 / 244 / 826.
(2) في المصدر " لها " والصحيح ما أثبتناه.
(3) تفسير العياشي: 1 / 100 / 284 عن أبي بصير، الفقيه: 2 / 215 / 2200 نحوه.
(4) كذا في المصدر، والظاهر أن الصحيح " موسوما ".
(5) الفقيه: 2 / 238 / 2292، علل الشرائع: 449 / 1.
(6) الفقيه: 2 / 214 / 2198.
(7) الحج: 29.
(8) الفقيه: 2 / 485 / 3033 عن عبد الله بن سنان، معاني الأخبار: 338 / 2 و ص 339 / 2 عن الحلبي.
238

وزر البيت وطف به أسبوعا، تفعل كما صنعت يوم قدمت مكة (1).
659 - الحسين بن أبي العلاء: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الغسل إذا زار البيت من منى، فقال:
أنا أغتسل من منى ثم أزور البيت (2).
660 - الإمام الصادق (عليه السلام): ينبغي للمتمتع أن يزور البيت يوم النحر أو من ليلته، ولا يؤخر
ذلك (3).
661 - عنه (عليه السلام): لا بأس أن يؤخر زيارة البيت إلى يوم النفر، إنما يستحب تعجيل ذلك مخافة
الأحداث والمعاريض (4).
662 - عنه (عليه السلام) - عند زيارة البيت يوم النحر -: زره فإن شغلت فلا يضرك أن تزور البيت من
الغد، ولا تؤخره أن تزور من يومك، فإنه يكره للمتمتع أن يؤخره، وموسع
للمفرد أن يؤخره، فإذا أتيت البيت يوم النحر فقمت على باب المسجد قلت:
" اللهم أعني على نسكك، وسلمني له، وسلمه لي، أسألك مسألة العليل الذليل
المعترف بذنبه أن تغفر لي ذنوبي، وأن ترجعني بحاجتي. اللهم إني عبدك، والبلد بلدك،
والبيت بيتك، جئت أطلب رحمتك، وأؤم طاعتك، متبعا لأمرك، راضيا بقدرك، أسألك
مسألة المضطر إليك، المطيع لأمرك، المشفق من عذابك، الخائف لعقوبتك، أن تبلغني
عفوك، وتجيرني من النار برحمتك ".
ثم تأتي الحجر الأسود فتستلمه وتقبله، فإن لم تستطع فاستلمه بيدك
وقبل

(1) التهذيب: 5 / 250 / 848 عن عمر بن يزيد.
(2) الكافي: 4 / 511 / 1، التهذيب: 5 / 251 / 849.
(3) الكافي: 4 / 511 / 3 عن الحلبي و ح 4 عن معاوية بن عمار نحوه، وراجع التهذيب: 5 / 249 / 841
- 844.
(4) التهذيب: 5 / 250 / 846 عن عبد الله بن سنان.
239

يدك، فإن لم تستطع فاستقبله وكبر، وقل كما قلت حين طفت بالبيت يوم قدمت
مكة.
ثم طف بالبيت سبعة أشواط كما وصفت لك يوم قدمت مكة، ثم صل
عند مقام إبراهيم ركعتين، تقرأ فيهما ب‍ " قل هو الله أحد "، و " قل يا أيها
الكافرون ". ثم ارجع إلى الحجر الأسود فقبله إن استطعت، واستقبله
وكبر. ثم اخرج إلى الصفا فاصعد عليه، واصنع كما صنعت يوم دخلت
مكة، ثم ائت المروة فاصعد عليها، وطف بينهما سبعة أشواط، تبدأ بالصفا
وتختم بالمروة (1).
راجع: ص 167 " آداب دخول المسجد الحرام ".
ط - السعي
663 - الإمام الصادق (عليه السلام): على المتمتع بالعمرة إلى الحج ثلاثة أطواف بالبيت وسعيان
بين الصفا والمروة، وعليه [فعليه] إذا قدم مكة طواف بالبيت وركعتان عند
مقام إبراهيم (عليه السلام) وسعي بين الصفا والمروة ثم يقصر، وقد أحل هذا للعمرة.
وعليه للحج طوافان وسعي بين الصفا والمروة ويصلي عند كل طواف
بالبيت ركعتين عند مقام إبراهيم (عليه السلام) (2).
راجع: فرائض الحج / واجبات عمرة التمتع / السعي، ووسائل الشيعة: 11 / أبواب
أقسام الحج / باب كيفية أنواع الحج.

(1) الكافي: 4 / 511 / 4، التهذيب: 5 / 251 / 853 كلاهما عن معاوية بن عمار، وراجع البحار:
99 / 314 / 1.
(2) الكافي: 4 / 295 / 1 عن معاوية بن عمار، وراجع الحديث 2 عن أبي بصير والحديث 3 عن منصور
ابن حازم، التهذيب: 5 / 41 / 122.
240

ي - طواف النساء (1)
(ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) (2).
664 - الإمام الرضا (عليه السلام) - في قول الله عز وجل: (وليطوفوا بالبيت العتيق) -: طواف
الفريضة، طواف النساء (3).
665 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في ذكر فرائض الحج -: طواف النساء فريضة (4).
666 - عنه (عليه السلام):... إذا فعلت ذلك - طواف الزيارة - فقد أحللت من كل شيء أحرمت
منه إلا النساء، ثم ارجع إلى البيت وطف به أسبوعا آخر، ثم صل ركعتين
عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، ثم أحللت من كل شيء، وفرغت من حجك كله وكل
شيء أحرمت منه (5).
راجع: الكافي: 4 / 191، 295، 296، 425، 457، 512، التهذيب: 5 / 128، 138، 253، 322، 438،
الفقيه: 2 / 524، 389، 399، وسائل الشيعة: 13 / 123 / الباب 10 وص 138 / الباب 18
و ص 298 / الباب 2 وص 405 / الباب 58 و ج 14 / 232 / الباب 13 وص 242 / الباب 19.

(1) طواف النساء وطواف الزيارة من واجبات الحج، وكيفيتهما وصلاتهما كسائر الطواف، وبإتيانهما
يخرج من الإحرام، لأن بعد الحلق أو التقصير يحل له كل ما حرم عليه بالإحرام إلا الطيب والنساء
وبعد طواف الحج " الزيارة " وصلاته والسعي يحل له الطيب، وبعد طواف النساء وصلاته يحل له
النساء أيضا. راجع تحرير الوسيلة: 1 / 452 و 453.
(2) الحج: 29.
(3) الكافي: 4 / 512 / 1 عن أحمد بن محمد و ص 513 / 2 نحوه، التهذيب: 5 / 285 / 8 عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
(4) الخصال: 606 / 9 عن الأعمش.
(5) الكافي: 4 / 511 / 4، التهذيب: 5 / 251 / 853 كلاهما عن معاوية بن عمار.
241

الفصل الرابع
آداب الحج
4 / 1
ما ينبغي قبل الموسم
أ - التهيؤ
(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي
الألباب) (1).
667 - الإمام علي (عليه السلام): إذا أردتم الحج فتقدموا في شرى الحوائج ببعض ما يقويكم
على السفر، فإن الله عز وجل يقول: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) (2) (3).

(1) البقرة: 197، قال ابن عباس: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا
قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله تعالى: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
(2) التوبة: 46.
(3) الخصال: 617 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
243

668 - الإمام الصادق (عليه السلام) - لعيسى بن أبي منصور -: يا عيسى، إني أحب أن يراك الله
عز وجل فيما بين الحج إلى الحج وأنت تتهيأ للحج (1).
669 - عنه (عليه السلام): لو أن أحدكم إذا ربح الربح أخذ منه الشيء فعزله فقال: هذا للحج،
وإذا ربح أخذ منه وقال: هذا للحج جاء إبان الحج، وقد اجتمعت له نفقة
عزم الله فخرج، ولكن أحدكم يربح الربح فينفقه، فإذا جاء إبان الحج أراد
أن يخرج ذلك من رأس ماله فيشق عليه (2).
670 - عنه (عليه السلام): من أراد الحج فتهيأ له فحرمه، فبذنب حرمه (3).
ب - الإخلاص
671 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): يأتي على الناس زمان يكون فيه حج الملوك نزهة، وحج
الأغنياء تجارة، وحج المساكين مسألة (4).
672 - عنه (صلى الله عليه وآله): يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة، وأوساطهم للتجارة
وقراؤهم للرياء والسمعة، وفقراؤهم للمسألة (5).
673 - أنس بن مالك: حج النبي (صلى الله عليه وآله) على رحل رث (6) وقطيفة (7) تساوي أربعة دراهم
أو لا تساوي، ثم قال: اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة (8).

(1) الكافي: 4 / 281 / 1 عن عيسى بن أبي منصور.
(2) الكافي: 4 / 280 / 1 عن إسحاق بن عمار.
(3) المحاسن: 1 / 148 / 210 عن الحجال عمن ذكره، عوالي اللآلي: 4 / 27 / 85.
(4) التهذيب: 5 / 462 / 1613 عن محمد بن جعفر عن أبيه (عليه السلام).
(5) تاريخ بغداد: 10 / 296، الفردوس: 5 / 444 / 8689 كلاهما عن أنس بن مالك، وراجع عوالي
اللآلي: 4 / 29 / 97.
(6) الرث: الخلق البالي من كل شيء، تقول: ثوب رث، وحبل رث (لسان العرب: 2 / 151).
(7) القطيفة: كساء له خمل (لسان العرب: 9 / 286).
(8) سنن ابن ماجة: 2 / 965 / 2890، الترغيب والترهيب: 2 / 183 / 1 نقلا عن الترمذي في الشمائل
و الإصبهاني إلا أنه قال: " لا تساوي أربعة دراهم " وعن الطبراني في الأوسط.
244

674 - الإمام الباقر (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله) حمل جهازه على راحلته، قال: هذه حجة لا رياء
فيها ولا سمعة (1).
675 - الإمام الصادق (عليه السلام): الحج حجان: حج لله وحج للناس، فمن حج لله كان ثوابه
على الله الجنة، ومن حج للناس كان ثوابه على الناس يوم القيامة (2).
ج - التعجيل
676 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة
وتعرض الحاجة (3).
677 - عنه (صلى الله عليه وآله): عجلوا الخروج إلى مكة، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من
مرض أو حاجة (4).
د - تعلم المناسك
(ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك
أنت التواب الرحيم) (5).
678 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعلموا مناسككم، فإنها من دينكم (6).

(1) المحاسن: 1 / 170 / 259 عن إسماعيل بن مسلم عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(2) ثواب الأعمال: 74 / 16 عن هارون بن خارجة.
(3) سنن ابن ماجة: 2 / 962 / 2883، المعجم الكبير: 18 / 296 / 760، مسند ابن حنبل: 1 / 458 / 1834
كلاهما نحوه وكلها عن ابن عباس، وراجع المستدرك على الصحيحين: 1 / 617 / 1645، السنن
الكبرى: 4 / 555 / 8694، سنن الدارمي: 1 / 455 / 1732.
(4) السنن الكبرى: 4 / 555 / 8695، الفردوس: 2 / 56 / 2322 كلاهما عن ابن عباس.
(5) البقرة: 128.
(6) تاريخ دمشق: 26 / 211، الفردوس: 2 / 43 / 2246 كلاهما عن أبي سعيد.
245

679 - زرارة: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلني الله فداك، أسألك في الحج منذ أربعين
عاما فتفتيني!
فقال: يا زرارة، بيت يحج قبل آدم (عليه السلام) بألفي عام، تريد أن تفنى مسائله
في أربعين عاما؟! (1)
680 - ابن عمر: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس فأخبرهم
بمناسكهم (2).
681 - محمد بن إبراهيم التيمي عن رجل من قومه - يقال له معاذ بن عثمان، أو
عثمان بن معاذ - من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يعلم الناس
مناسكهم بمنى.
قال: وفتح الله - تعالى - أسماعنا حتى إنا لنسمعه ونحن في رحالنا.
قال: فنزل المهاجرون شعب المهاجرين، ونزل الأنصار شعب
الأنصار، ونزل الناس منازلهم، وعلم الناس مناسكهم، وقال: " ارموا
بمثل حصى الخذف " (3).
682 - حذيفة: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) المؤذنين، فأذنوا في أهل السافلة والعالية: ألا إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد عزم على الحج في عامه هذا ليفهم الناس حجهم ويعلمهم
مناسكهم، فيكون سنة لهم إلى آخر الدهر، فلم يبق أحد ممن دخل في
الإسلام إلا حج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسنة عشر ليشهدوا منافع لهم، ويعلمهم
حجهم، ويعرفهم مناسكهم.

(1) الفقيه: 2 / 519 / 3111.
(2) المستدرك على الصحيحين: 1 / 632 / 1693.
(3) أخبار مكة للفاكهي: 4 / 264 / 2590، أخبار مكة للأزرقي: 2 / 173.
246

وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس - وخرج بنسائه معه - وهي حجة الوداع، فلما استتم
حجهم وقضوا مناسكهم، وعرف الناس جميع ما احتاجوا إليه، وأعلمهم
أنه قد أقام لهم ملة إبراهيم (عليه السلام)، وقد أزال عنهم جميع ما أحدثه المشركون
بعده، ورد الحج إلى حالته الأولى (1).
683 - الإمام الصادق (عليه السلام): إنما لبى النبي (صلى الله عليه وآله) على البيداء لان الناس لم يكونوا يعرفون
التلبية، فأحب أن يعلمهم كيف التلبية (2). 684 - عنه (عليه السلام): كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر، وهم لا يعرفون مناسك
حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر، ففتح لهم، وبين لهم مناسك
حجهم وحلالهم وحرامهم (3).
685 - الشيخ الصدوق: روي عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت أنه قال: لولا جعفر بن
محمد ما علم الناس مناسك حجهم (4).
686 - الإمام الصادق (عليه السلام): تقول في عرفات: " اللهم إني عبدك وملك يدك وناصيتي
بيدك وأجلي بعلمك، أسألك أن توفقني لما يرضيك عني، وأن تسلم مني
مناسكي التي أريتها إبراهيم خليلك، ودللت عليها حبيبك محمدا (صلى الله عليه وآله) " (5).
687 - عنه (عليه السلام): لما بلغ الوقت الذي يريد الله عز وجل أن يتوب على آدم فيه أرسل إليه
جبرئيل (عليه السلام)، فقال: السلام عليك يا آدم الصابر لبليته التائب عن خطيئته، إن
الله عز وجل بعثني إليك لأعلمك المناسك التي يريد الله أن يتوب عليك بها

(1) إرشاد القلوب: 328، البحار: 28 / 95 / 3 و 37 / 115 و ج 21 / 378 الباب 26.
(2) الكافي: 4 / 334 / 12 عن عبد الله بن سنان.
(3) الكافي: 2 / 20 / 6 عن عيسى بن السري أبي اليسع.
(4) الفقيه: 2 / 519 / ذيل الحديث 3112، وراجع رجال الكشي: 2 / 724 / 799.
(5) الكافي: 4 / 463 / 4، وراجع البحار: 94 / 224.
247

فأخذ جبرئيل (عليه السلام) بيد آدم (عليه السلام) حتى أتى به مكان البيت، فنزل غمام من
السماء فأظل مكان البيت.
فقال جبرئيل (عليه السلام): يا آدم، خط برجلك حيث أظل الغمام، فإنه قبلة لك
ولآخر عقبك من ولدك. فخط آدم برجله حيث أظل الغمام. ثم انطلق به
إلى منى، فأراه مسجد منى، فخط برجله ومد خطة المسجد الحرام بعدما
خط مكان البيت. ثم انطلق به من منى إلى عرفات فأقامه على المعرف.
فقال: إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات، وسل الله المغفرة
والتوبة سبع مرات. ففعل ذلك آدم (عليه السلام)، ولذلك سمي المعرف؛ لان آدم
اعترف فيه بذنبه، وجعل سنة لولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف آدم،
ويسألون التوبة كما سألها آدم.
ثم أمره جبرئيل، فأفاض من عرفات، فمر على الجبال السبعة، فأمره
أن يكبر عند كل جبل أربع تكبيرات ففعل ذلك آدم، حتى انتهى إلى جمع.
فلما انتهى إلى جمع ثلث الليل فجمع فيه المغرب والعشاء الآخرة تلك
الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع.
ثم أمره أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح في بطحاء وجمع (1) حتى
انفجر الصبح، فأمره أن يصعد على الجبل جبل جمع، وأمره إذا طلعت
الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات ويسأل الله التوبة والمغفرة سبع مرات،
ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل (عليه السلام) وإنما جعله اعترافين ليكون سنة في
ولده فمن لم يدرك منهم عرفات وأدرك جمعا فقد وافى حجه (إلى منى).
ثم أفاض من جمع إلى منى فبلغ منى ضحى، فأمره فصلى ركعتين في
مسجد منى.
ثم أمره أن يقرب لله قربانا ليقبل منه ويعرف أن الله عز وجل قد تاب

(1) كذا في المصدر، والظاهر أن الواو زائدة.
248

عليه، ويكون سنة في ولده القربان، فقرب آدم قربانا فقبل الله منه،
فأرسل نارا من السماء فقبلت قربان آدم.
فقال له جبرئيل: يا آدم، إن الله قد أحسن إليك إذ علمك المناسك التي
يتوب بها عليك (1). 688 - عنه (عليه السلام): أمر الله عز وجل إبراهيم (عليه السلام) أن يحج ويحج إسماعيل معه ويسكنه
الحرم، فحجا على جمل أحمر، وما معهما إلا جبرئيل (عليه السلام). فلما بلغا الحرم
قال له جبرئيل: يا إبراهيم، انزلا فاغتسلا قبل أن تدخلا الحرم، فنزلا
فاغتسلا، وأراهما كيف يتهيئان للإحرام ففعلا.
ثم أمرهما فأهلا بالحج، وأمرهما بالتلبيات الأربع التي لبى بها
المرسلون.
ثم صار بهما إلى الصفا فنزلا، وقام جبرئيل بينهما واستقبل البيت،
فكبر الله وكبرا، وهلل الله وهللا، وحمد الله وحمدا، ومجد الله ومجدا،
وأثنى عليه وفعلا مثل ذلك وتقدم جبرئيل وتقدما يثنيان على الله عز وجل
ويمجدانه، حتى انتهى بهما إلى موضع الحجر، فاستلم جبرئيل (الحجر)
وأمرهما أن يستلما، وطاف بهما أسبوعا.
ثم قام بهما في موضع مقام إبراهيم (عليه السلام) فصلى ركعتين وصليا، ثم أراهما
المناسك وما يعملان به فلما قضيا مناسكهما أمر الله إبراهيم (عليه السلام) بالانصراف
وأقام إسماعيل وحده (2). 689 - الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): إن الله عز وجل أمر إبراهيم ببناء الكعبة وأن يرفع

(1) الكافي: 4 / 192 / 2 عن عبد الرحمن بن كثير و ص 190 / 1 عن أبي إبراهيم نحوه.
(2) الكافي: 4 / 202 / 3، علل الشرائع: 586 / 32 كلاهما عن كلثوم بن عبد المؤمن الحراني، وراجع
ص 436 / 1.
249

قواعدها، ويري الناس مناسكهم (1).
ه‍ - تطهير المال
690 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تجهز وفي جهازه علم حرام لم يقبل الله منه الحج (2).
691 - عنه (صلى الله عليه وآله): إذا حج الرجل بمال من غير حله فقال: " لبيك اللهم لبيك " قال الله: لا
لبيك ولا سعديك، هذا مردود عليك (3).
692 - عنه (صلى الله عليه وآله): إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز (4) فنادى:
لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال،
وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور. وإذا خرج بالنفقة الخبيثة
فوضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا
سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك مأزور غير مبرور (5).
693 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا اكتسب الرجل مالا من غير حله، ثم حج فلبى نودي: لا
لبيك ولا سعديك، وإن كان من حله فلبى نودي: لبيك وسعديك (6).
694 - عنه (عليه السلام): أربع لا تجوز في أربعة: الخيانة والغلول والسرقة والربا لا يجزن في حج

(1) الكافي: 4 / 205 / 4 عن عقبة بن بشير.
(2) المحاسن: 1 / 170 / 259 عن إسماعيل بن مسلم عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام).
(3) الفردوس: 1 / 295 / 1166، إتحاف السادة: 4 / 431 كلاهما عن عمر بن الخطاب؛ الفقيه:
2 / 317 / 2557 نحوه.
(4) الغزر: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل: هو الكور مطلقا، مثل الركاب للسرج
(النهاية: 3 / 359).
(5) المعجم الأوسط: 5 / 251 / 5228 عن أبي هريرة.
(6) الكافي: 5 / 124 / 3، التهذيب: 6 / 368 / 1064 كلاهما عن ابن بكير عمن ذكره.
250

ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة (1).
695 - الإمام الكاظم (عليه السلام): إنا أهل بيت، حج صرورتنا ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور
أموالنا (2).
و - التزود من أطيب الزاد
696 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من نفقة أحب إلى الله عز وجل من نفقة قصد، ويبغض
الإسراف إلا في الحج والعمرة، فرحم الله مؤمنا كسب طيبا، وأنفق من
قصد، أو قدم فضلا (3).
697 - عنه (صلى الله عليه وآله): كل نعيم مسؤول عنه صاحبه، إلا ما كان في غزو أو حج (4).
698 - الشيخ الصدوق: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا سافر إلى مكة للحج أو العمرة
تزود من أطيب الزاد، من اللوز والسكر والسويق المحمض والمحلى (5).
ز - الدعاء عند الخروج
699 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا خرجت من بيتك تريد الحج والعمرة إن شاء الله فادع
دعاء الفرج، وهو:
" لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات
السبع، ورب الأرضين السبع، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين ".
ثم قل: " اللهم كن لي جارا من كل جبار عنيد، ومن كل شيطان مريد ".

(1) الفقيه: 3 / 161 / 3590، الخصال: 216 / 38 كلاهما عن أبان بن عثمان الأحمر.
(2) الفقيه: 1 / 189 / 577.
(3) الفقيه: 3 / 167 / 3621 عن ابن أبي يعفور عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(4) الفقيه: 2 / 221 / 2231.
(5) الفقيه: 2 / 282 / 2455.
251

ثم قل:
" بسم الله دخلت، وبسم الله خرجت، وفي سبيل الله. اللهم إني اقدم بين يدي نسياني
وعجلتي بسم الله وما شاء الله في سفري هذا، ذكرته أو نسيته. اللهم أنت المستعان على
الأمور كلها، وأنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم هون علينا سفرنا، واطو
لنا الأرض، وسيرنا فيها بطاعتك وطاعة رسولك. اللهم أصلح لنا ظهرنا، وبارك لنا فيما
رزقتنا، وقنا عذاب النار. اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء
المنظر في الأهل والمال والولد. اللهم أنت عضدي وناصري، بك أحل وبك أسير. اللهم
إني أسألك في سفري هذا السرور والعمل بما يرضيك عني. اللهم اقطع عني بعده
ومشقته، واصحبني فيه، واخلفني في أهلي بخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم إني
عبدك وهذا حملانك (1) والوجه وجهك والسفر إليك، وقد اطلعت على ما لم يطلع عليه
أحد، فاجعل سفري هذا كفارة لما قبله من ذنوبي، وكن عونا لي عليه، واكفني وعثه
ومشقته، ولقني من القول والعمل رضاك، فإنما أنا عبدك وبك ولك ".
فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل:
" بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله والله أكبر ".
فإذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك فقل:
" الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله.
سبحان الله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، والحمد
لله رب العالمين. اللهم أنت الحامل على الظهر، والمستعان على الأمر. اللهم بلغنا بلاغا
يبلغ إلى خير، بلاغا يبلغ إلى مغفرتك ورضوانك. اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا
خيرك، ولا حافظ غيرك " (2).

(1) الحملان: المتاع وأسباب السفر (مجمع البحرين: 1 / 458).
(2) الكافي: 4 / 284 / 2 عن معاوية بن عمار.
252

4 / 2
ما ينبغي في الموسم
أ - حسن الخلق
700 - الإمام الباقر (عليه السلام): ما يعبأ من يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال:
ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحبة لمن
صحبه (1).
701 - الإمام الصادق (عليه السلام): اتق المفاخرة، وعليك بورع يحجزك عن معاصي الله
عز وجل، فإن الله عز وجل يقول: (ثم ليقضوا تفثهم) (2)، ومن التفث أن
تتكلم في إحرامك بكلام قبيح، فإذا دخلت مكة فطفت بالبيت تكلمت
بكلام طيب، وكان ذلك كفارة لذلك (3).
ب - إعانة الأصحاب
702 - إسماعيل الخثعمي: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا إذا قدمنا مكة ذهب أصحابنا
يطوفون ويتركوني أحفظ متاعهم، قال: أنت أعظمهم أجرا (4).
703 - مرازم بن حكيم: زاملت محمد بن مصادف، فلما دخلنا المدينة اعتللت، فكان
يمضي إلى المسجد ويدعني وحدي، فشكوت ذلك إلى مصادف، فأخبر به

(1) الكافي: 4 / 286 / 2 عن محمد بن مسلم وص 285 / 1، الفقيه: 2 / 274 / 2424، التهذيب:
5 / 445 / 1549 كلها عن صفوان الجمال عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الخصال: 148 / 180 عن ميسر،
مكارم الأخلاق: 1 / 533 / 1848 عن الإمام الصادق عنه (عليهما السلام) وكلها نحوه.
(2) الحج: 29.
(3) الفقيه: 2 / 333 / 2593 عن معاوية بن عمار، الكافي: 4 / 543 / 15 عن أبي بصير نحوه
مختصرا، وراجع تفسير العياشي: 1 / 95.
(4) الكافي: 4 / 545 / 26.
253

أبا عبد الله (عليه السلام)، فأرسل إليه: قعودك عنده أفضل من صلاتك في المسجد (1).
ج - التحفظ على النفقة
704 - أبو بصير: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المحرم يشد على بطنه العمامة، قال: لا.
ثم قال: كان أبي يقول: يشد على بطنه المنطقة التي فيها نفقته يستوثق
منها، فإنها من تمام حجه (2).
705 - صفوان الجمال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن معي أهلي وأنا أريد الحج، فأشد
نفقتي في حقوي؟ (3) قال: نعم، فإن أبي (عليه السلام) كان يقول: من قوة المسافر
حفظ نفقته (4).
706 - يونس بن يعقوب: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المحرم يشد الهميان في وسطه؟ قال:
نعم، وما خيره بعد نفقته؟! (5)
707 - يعقوب بن سالم: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): تكون معي الدراهم فيها تماثيل وأنا
محرم، فأجعلها في همياني وأشده في وسطي قال: لا بأس، أوليس هي
نفقتك، وعليها اعتمادك بعد الله عز وجل؟! (6)
د - المقام بمكة قبل الحج
708 - الإمام الصادق (عليه السلام): مقام يوم قبل الحج أفضل من مقام يومين بعد الحج (7).

(1) الكافي: 4 / 545 / 27.
(2) الكافي: 4 / 343 / 2، الفقيه: 2 / 346 / 2646، علل الشرائع: 455 / 13.
(3) الحقو: الخصر ومشد الإزار من الجنب (لسان العرب: 14 / 189).
(4) الفقيه: 2 / 280 / 2448.
(5) الفقيه: 2 / 346 / 2645.
(6) الفقيه: 2 / 280 / 2449، المحاسن: 2 / 104 / 1278.
(7) الفقيه: 2 / 525 / 3133 عن أبي بصير.
254

ه‍ - إشراك الغير في ثواب الحج
709 - الإمام الصادق (عليه السلام) - لهشام بن الحكم لما سأله عن الرجل يشرك أباه وأخاه
وقرابته في حجه -: إذا يكتب لك حج مثل حجهم، وتزداد أجرا بما
وصلت (1).
710 - عنه (عليه السلام): لو أشركت ألفا في حجتك لكان لكل واحد حجة، من غير أن تنقص
حجتك شيئا (2).
و - الطواف نيابة عن الأئمة (عليهم السلام)
711 - موسى بن القاسم: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): قد أردت أن أطوف عنك وعن
أبيك، فقيل لي: إن الأوصياء لا يطاف عنهم. فقال لي: بل طف ما أمكنك،
فإن ذلك جائز.
ثم قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إني كنت استأذنتك في الطواف عنك
وعن أبيك فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء الله، ثم وقع في قلبي
شيء فعملت به. قال: وما هو؟ قلت: طفت يوما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال
ثلاث مرات: صلى الله على رسول الله. ثم اليوم الثاني عن
أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم طفت اليوم الثالث عن الحسن (عليه السلام)، والرابع عن
الحسين (عليه السلام)، والخامس عن علي بن الحسين (عليه السلام)، والسادس عن أبي جعفر
محمد بن علي (عليهما السلام)، واليوم السابع عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، واليوم الثامن
عن أبيك موسى (عليه السلام)، واليوم التاسع عن أبيك علي (عليه السلام)، واليوم العاشر عنك
يا سيدي، وهؤلاء الذين أدين الله بولايتهم. فقال: إذا والله تدين الله
بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره. قلت:

(1) الكافي: 4 / 316 / 6.
(2) الكافي: 4 / 317 / 10 عن محمد بن الحسن عن الإمام الكاظم (عليه السلام).
255

وربما طفت عن أمك فاطمة (عليها السلام) وربما لم أطف، فقال: استكثر من هذا، فإنه
أفضل ما أنت عامله إن شاء الله (1).
ز - لقاء الإمام
712 - الإمام الباقر (عليه السلام): تمام الحج لقاء الإمام (2).
713 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا حج أحدكم فليختم حجه بزيارتنا؛ لان ذلك من تمام
الحج (3).
714 - سدير: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدي، ثم استقبل
البيت، فقال: يا سدير، إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها،
ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا (4).
715 - الإمام الباقر (عليه السلام): إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها، ثم يأتونا
فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم (5).
716 - الفضيل: نظر [أبو جعفر (عليه السلام)] إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: هكذا
كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا بها، ثم ينفروا إلينا
فيعلمونا ولايتهم ومودتهم، ويعرضوا علينا نصرتهم. ثم قرأ هذه الآية:
(فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) (6) (7).

(1) الكافي: 4 / 314 / 2.
(2) الكافي: 4 / 549 / 2، علل الشرائع: 459 / 2 كلاهما عن جابر، وراجع الفقيه: 2 / 484 / 3031.
(3) علل الشرائع: 459 / 1 عن إسماعيل بن مهران.
(4) الكافي: 1 / 392 / 3.
(5) الكافي: 4 / 549 / 1، الفقيه: 2 / 558 / 3139 كلاهما عن زرارة، علل الشرائع: 406 / 8
و ص 459 / 4 عن أبي حمزة الثمالي، دعائم الإسلام: 1 / 293 كلاهما نحوه.
(6) إبراهيم: 37.
(7) الكافي: 1 / 392 / 1، تفسير العياشي: 2 / 234 / 43.
256

717 - الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) -:...
ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت ويعظموه لتعظيم الله إياه، وأن يلقونا
حيث كنا، نحن الأدلاء على الله (1).
راجع: ص 267 " الختم بالمدينة "
4 / 3
جوامع ما ينبغي في الموسم
(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج
وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) (2).
(يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد
ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا
ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر
والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) (3).
718 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في خطبته يوم الغدير -: معاشر الناس، حجوا البيت بكمال
الدين والتفقه، ولا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع (4).
719 - عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل ما بر الحج؟ -: إطعام الطعام وطيب الكلام (5).

(1) تفسير العياشي: 2 / 233 / 39.
(2) البقرة: 197.
(3) المائدة: 2.
(4) الاحتجاج: 1 / 156 / 32 عن علقمة عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(5) المستدرك على الصحيحين: 1 / 658 / 1778، السنن الكبرى: 5 / 431 / 10390، حلية
الأولياء: 6 / 146 كلها عن جابر بن عبد الله.
257

720 - الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) - حين سئلا عن قوله تعالى: (وأتموا الحج
والعمرة لله) -: فإن تمام الحج والعمرة أن لا يرفث ولا يفسق ولا يجادل (1).
721 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أحرمت فعليك بتقوى الله، وذكر الله كثيرا، وقلة الكلام
إلا بخير؛ فإن من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه إلا من خير، كما
قال الله عز وجل، فإن الله عز وجل يقول: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا
فسوق ولا جدال في الحج). والرفث: الجماع، والفسوق: الكذب والسباب،
والجدال: قول الرجل: لا والله، وبلى والله (2).
722 - علي بن جعفر: سألت أخي موسى (عليه السلام) عن الرفث والفسوق والجدال: ما هو؟
وما على من فعله؟ فقال: الرفث جماع النساء، والفسوق الكذب
والمفاخرة، والجدال قول الرجل: لا والله وبلى والله، فمن رفث فعليه بدنة
ينحرها، وإن لم يجد فشاة، وكفارة الفسوق يتصدق به إذا فعله وهو
محرم (3).
723 - مما ينسب للإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت الحج فجرد قلبك لله تعالى من كل
شاغل وحجاب كل حاجب، وفوض أمورك كلها إلى خالقك، وتوكل عليه
في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك، وسلم لقضائه وحكمه وقدره،
ودع الدنيا والراحة والخلق، وأخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين،
ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك؛ مخافة
أن يصيروا لك عدوا ووبالا، فإن من ادعى رضا الله واعتمد على شيء صيره
عليه عدوا ووبالا، ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلا بعصمة الله

(1) تفسير العياشي: 1 / 88 / 225 عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، الكافي: 4 / 337 / 2
مقطوعا.
(2) الكافي: 4 / 337 / 3، التهذيب: 5 / 296 / 1003 كلاهما عن معاوية بن عمار.
(3) التهذيب: 5 / 297 / 1005، معاني الأخبار: 294 / 1 عن زيد الشحام عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه.
258

وتوفيقه، واستعد استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراع
أوقات فرائض الله وسنن نبيه (صلى الله عليه وآله) وما يجب عليك من الأدب والاحتمال
والصبر والشكر والشفقة والسخاء وإيثار الزاد على دوام الأوقات.
ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك، والبس كسوة الصدق والصفاء
والخضوع والخشوع، وأحرم من كل شيء يمنعك عن ذكر الله ويحجبك
عن طاعته، ولب بمعنى إجابة صافية زاكية لله عز وجل في دعوتك له،
متمسكا بعروته الوثقى.
وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك
حول البيت.
وهرول هرولة من هواك وتبريا من جميع حولك وقوتك، فأخرج من
غفلتك وزلاتك بخروجك إلى منى ولا تتمن ما لا يحل لك ولا تستحقه.
واعترف بالخطايا بعرفات، وجدد عهدك عند الله بوحدانيته.
وتقرب إلى الله ذا ثقة (1) بمزدلفة، واصعد بروحك إلى الملأ الأعلى
بصعودك إلى الجبل.
واذبح حنجرتي الهوى والطمع عند الذبيحة.
وارم الشهوات والخساسة والدناءة والذميمة عند رمي الجمرات.
واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق رأسك.
وادخل في أمان الله وكنفه وستره وكلاءته من متابعة مرادك بدخولك
الحرم، وزر البيت متحققا لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله وسلطانه، واستلم
الحجر رضى بقسمته وخضوعا لعزته.

(1) وفي بعض النسخ: " واتقه ".
259

وودع ما سواه بطواف الوداع.
وصف روحك وسرك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفك على الصفا.
وكن ذا مروة من الله تقيا (1) أوصافك عند المروة، واستقم على شروط
حجك هذا ووفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربك وأوجبته إلى يوم
القيامة (2).
724 - السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري في " شرح النخبة ": وجدت في عدة
مواضع، أوثقها بخط بعض المشايخ الذين عاصرناهم مرسلا، أنه لما رجع
مولانا زين العابدين (عليه السلام) من الحج استقبله الشبلي، فقال (عليه السلام) له: حججت يا
شبلي؟ قال: نعم يا ابن رسول الله، فقال (عليه السلام): أنزلت الميقات، وتجردت عن
مخيط الثياب، واغتسلت؟ قال: نعم، قال: فحين نزلت الميقات نويت
أنك خلعت ثوب المعصية ولبست ثوب الطاعة؟ قال: لا، قال: فحين
تجردت عن مخيط ثيابك نويت أنك تجردت من الرياء والنفاق والدخول
في الشبهات؟ قال: لا، قال: فحين اغتسلت نويت أنك اغتسلت من
الخطايا والذنوب؟ قال: لا، قال: فما نزلت الميقات، ولا تجردت عن
مخيط الثياب، ولا اغتسلت!
ثم قال: تنظفت، وأحرمت، وعقدت بالحج؟ قال: نعم، قال: فحين
تنظفت وأحرمت وعقدت الحج نويت أنك تنظفت بنورة التوبة الخالصة لله
تعالى؟ قال: لا، قال: فحين أحرمت نويت أنك حرمت على نفسك كل
محرم حرمه الله عز وجل؟ قال: لا، قال: فحين عقدت الحج نويت أنك قد
حللت كل عقد لغير الله؟ قال: لا، قال له (عليه السلام): ما تنظفت، ولا أحرمت، ولا
عقدت الحج!
قال له: أدخلت الميقات، وصليت ركعتي الإحرام، ولبيت؟ قال: نعم،

(1) وفي بعض النسخ: " بفناء أوصافك ".
(2) مصباح الشريعة: 142 - 149.
260

قال: فحين دخلت الميقات نويت أنك بنية الزيارة؟ قال: لا، قال: فحين
صليت الركعتين نويت أنك تقربت إلى الله بخير الأعمال من الصلاة وأكبر
حسنات العباد؟ قال: لا، قال: فحين لبيت نويت أنك نطقت لله سبحانه
بكل طاعة وصمت عن كل معصية؟ قال: لا، قال له (عليه السلام): ما دخلت
الميقات، ولا صليت، ولا لبيت!
ثم قال له: أدخلت الحرم، ورأيت الكعبة، وصليت؟ قال: نعم،
قال (عليه السلام): فحين دخلت الحرم نويت أنك حرمت على نفسك كل غيبة
تستغيبها المسلمين من أهل ملة الإسلام؟ قال: لا، قال: فحين وصلت
مكة نويت بقلبك أنك قصدت الله؟ قال: لا، قال (عليه السلام): فما دخلت الحرم،
ولا رأيت الكعبة، ولا صليت!
ثم قال: طفت بالبيت، ومسست الأركان، وسعيت؟ قال: نعم، قال: فحين
سعيت نويت أنك هربت إلى الله وعرف منك ذلك علام الغيوب؟ قال: لا،
قال: فما طفت بالبيت، ولا مسست الأركان، ولا سعيت!
ثم قال له: صافحت الحجر، ووقفت بمقام إبراهيم (عليه السلام)، وصليت به ركعتين؟
قال: نعم، فصاح (عليه السلام) صيحة كاد يفارق الدنيا، ثم قال: آه آه - ثم قال (عليه السلام): -
من صافح الحجر الأسود فقد صافح الله تعالى، فانظر يا مسكين لا تضيع
أجر ما عظم حرمته، وتنقض المصافحة بالمخالفة وقبض الحرام نظير
أهل الآثام. ثم قال (عليه السلام): نويت حين وقفت عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، أنك وقفت
على كل طاعة، وتخلفت عن كل معصية؟ قال: لا، قال: فحين صليت فيه
ركعتين نويت أنك صليت بصلاة إبراهيم (عليه السلام) وأرغمت بصلاتك أنف
الشيطان؟ قال: لا، قال له: فما صافحت الحجر الأسود، ولا وقفت عند
المقام، ولا صليت فيه ركعتين!
261

ثم قال (عليه السلام) له: أشرفت على بئر زمزم، وشربت من مائها؟ قال: نعم،
قال: نويت أنك أشرفت على الطاعة، وغضضت طرفك عن المعصية؟
قال: لا، قال (عليه السلام): فما أشرفت عليها، ولا شربت من مائها!
ثم قال (عليه السلام) له: أسعيت بين الصفا والمروة، ومشيت وترددت بينهما؟
قال: نعم، قال له: نويت أنك بين الرجاء والخوف؟ قال: لا، قال: فما
سعيت، ولا مشيت، ولا ترددت بين الصفا والمروة!
ثم قال: أخرجت إلى منى؟ قال: نعم، قال: نويت أنك آمنت الناس من
لسانك وقلبك ويدك؟ قال: لا، قال: فما خرجت إلى منى!
(ثم) قال له: أوقفت الوقفة بعرفة، وطلعت جبل الرحمة، وعرفت
وادي نمرة، ودعوت الله سبحانه عند الميل والجمرات؟ قال: نعم.
قال: هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف
والعلوم، وعرفت قبض الله على صحيفتك واطلاعه على سريرتك
وقلبك؟ قال: لا، قال (عليه السلام): نويت بطلوعك جبل الرحمة أن الله يرحم كل
مؤمن ومؤمنة ويتولى كل مسلم ومسلمة؟ قال: لا، قال: فنويت عند نمرة
أنك لا تأمر حتى تأتمر، ولا تزجر حتى تنزجر؟ قال: لا، قال: عندما
وقفت عند العلم والنمرات نويت أنها شاهدة لك على الطاعات حافظة لك
مع الحفظة بأمر رب السماوات؟ قال: لا، قال: فما وقفت بعرفة، ولا
طلعت جبل الرحمة، ولا عرفت نمرة، ولا دعوت، ولا وقفت عند
النمرات!
ثم قال: مررت بين العلمين، وصليت قبل مرورك ركعتين، ومشيت بمزدلفة،
ولقطت فيها الحصى، ومررت بالمشعر الحرام؟ قال: نعم، قال: فحين
صليت ركعتين نويت أنها صلاة شكر في ليلة عشر، تنفي كل عسر وتيسر
كل يسر؟ قال: لا، قال: فعندما مشيت بين العلمين ولم تعدل عنهما
262

يمينا وشمالا نويت أن لا تعدل عن دين الحق يمينا وشمالا، لا بقلبك، ولا
بلسانك، ولا بجوارحك؟ قال: لا، قال: فعندما مشيت بمزدلفة ولقطت
منها الحصى نويت أنك رفعت عنك كل معصية وجهل، وثبت كل علم
وعمل؟ قال: لا، قال: فعندما مررت بالمشعر الحرام، نويت أنك أشعرت
قلبك إشعار أهل التقوى والخوف لله عز وجل؟ قال: لا، قال: فما مررت
بالعلمين، ولا صليت ركعتين، ولا مشيت بالمزدلفة، ولا رفعت منها
الحصى، ولا مررت بالمشعر الحرام!
ثم قال له: وصلت منى، ورميت الجمرة، وحلقت رأسك، وذبحت
هديك، وصليت في مسجد الخيف، ورجعت إلى مكة، وطفت طواف
الإفاضة؟ قال: نعم، قال: فنويت عندما وصلت منى ورميت الجمار أنك
بلغت إلى مطلبك وقد قضى ربك لك كل حاجتك؟ قال: لا، قال:
فعندما رميت الجمار نويت أنك رميت عدوك إبليس وغضبته بتمام حجك
النفيس؟ قال: لا، قال: فعندما حلقت رأسك، نويت أنك تطهرت من
الأدناس ومن تبعة بني آدم وخرجت من الذنوب كما ولدتك أمك؟ قال:
لا، قال: فعندما صليت في مسجد الخيف نويت أنك لا تخاف إلا الله
عز وجل وذنبك ولا ترجو إلا رحمة الله تعالى؟ قال: لا، قال: فعندما
ذبحت هديك نويت أنك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسكت به من حقيقة
الورع، وأنك اتبعت سنة إبراهيم (عليه السلام) بذبح ولده وثمرة فؤاده وريحان قلبه
وأحييت سنته لمن بعده وقربه إلى الله تعالى لمن خلفه؟ قال: لا، قال:
فعندما رجعت إلى مكة وطفت طواف الإفاضة نويت أنك أفضت من
رحمة الله تعالى ورجعت إلى طاعته وتمسكت بوده وأديت فرائضه،
وتقربت إلى الله تعالى؟ قال: لا، قال له زين العابدين (عليه السلام): فما وصلت منى،
ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولا أديت نسكك، ولا صليت في
مسجد الخيف، ولا طفت طواف الإفاضة، ولا تقربت،
263

ارجع فإنك لم تحج!
فطفق الشبلي يبكي على ما فرطه في حجه، وما زال يتعلم حتى حج
من قابل بمعرفة ويقين (1).
4 / 4
ما ينبغي بعد المناسك
أ - وداع البيت
725 - أبو إسماعيل: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هوذا أخرج - جعلت فداك - فمن أين
أودع البيت؟ قال: تأتي المستجار بين الحجر والباب، فتودعه من ثم، ثم
تخرج فتشرب من زمزم، ثم تمضي، فقلت: أصب على رأسي؟ فقال: لا
تقرب الصب (2).

(1) مستدرك الوسائل: 10 / 166 / 11770. تنبيه: 1 - الذي نقل هذا الحديث وتفرد به هو حفيد
المحدث الجزائري، عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الموسوي مؤلف كتاب " التحفة السنية " في شرح
" النخبة " للفيض الكاشاني؛ وهو نفسه يقول في صدر الحديث: " وجدت في عدة مواضع، أوثقها
بخط بعض المشايخ الذين عاصرناهم، مرسلا ". وهذا - في الاصطلاح - وجادة مجهولة مرسلة.
(ص 184، مخطوطة مشهد).
2 - ثم إن لقب الشبلي ينصرف إلى عدة رجال في التاريخ، أقدمهم " أبو بكر دلف بن جحدر "،
وكانت سنة وفاته 334، أي بعد أكثر من قرنين من وفاة الإمام زين العابدين (عليه السلام). وهناك آخرون باسم
" شبل " لا يروي أحد منهم عن الإمام زين العابدين (عليه السلام). انظر: الكنى والألقاب: 2 / 354، حلية
الأولياء: 10 / 366، تهذيب الكمال: 12 / 351، ميزان الاعتدال: 2 / 261.
3 - ثم إن الملاحظ على الرواية أنها تتضمن التفاتات تربوية جذابة، لكنها ليست من نمط كلام
أهل البيت (عليهم السلام)، ولهذا يمكن القول إن النص لبعض العرفاء، لكنه نسب بالتدريج إلى الإمام السجاد (عليه السلام).
(2) الكافي: 4 / 532 / 4.
264

726 - قثم بن كعب: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنك لتدمن الحج؟ قلت: أجل، قال: فليكن
آخر عهدك بالبيت أن تضع يدك على الباب وتقول:
" المسكين على بابك، فتصدق عليه بالجنة " (1).
727 - معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام): إذا أردت أن تخرج من مكة وتأتي أهلك
فودع البيت وطف بالبيت أسبوعا، وإن استطعت أن تستلم الحجر الأسود
والركن اليماني في كل شوط فافعل، وإلا فافتتح به واختم به، فإن لم
تستطع ذلك فموسع عليك.
ثم تأتي المستجار فتصنع عنده كما صنعت يوم قدمت مكة، وتخير
لنفسك من الدعاء.
ثم استلم الحجر الأسود.
ثم ألصق بطنك بالبيت، تضع يدك على الحجر والأخرى مما يلي الباب
واحمد الله وأثن عليه وصل على النبي (صلى الله عليه وآله).
ثم قل:
" اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك وحبيبك ونجيك وخيرتك من
خلقك، اللهم كما بلغ رسالاتك، وجاهد في سبيلك، وصدع بأمرك وأوذي في جنبك،
وعبدك حتى أتاه اليقين. اللهم اقلبني مفلحا، منجحا، مستجابا لي بأفضل ما يرجع به
أحد من وفدك من المغفرة والبركة والرضوان والعافية، اللهم إن أمتني فاغفر لي، وإن
أحييتني فارزقنيه من قابل، اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك، اللهم إني عبدك وابن
عبدك وابن أمتك، حملتني على دوابك وسيرتني في بلادك، حتى أقدمتني حرمك
وأمنك، وقد كان في حسن ظني بك أن تغفر لي ذنوبي، فإن كنت قد غفرت لي ذنوبي
فازدد عني رضا وقربني إليك زلفى ولا تباعدني، وإن كنت لم تغفر لي فمن الآن فاغفر

(1) الكافي: 4 / 532 / 5، التهذيب: 5 / 282 / 962.
265

لي قبل أن تنأى عن بيتك داري، فهذا أوان انصرافي إن كنت أذنت لي غير راغب عنك
ولا عن بيتك ولا مستبدل بك ولا به. اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني
وعن شمالي حتى تبلغني أهلي، فإذا بلغتني أهلي فاكفني مؤونة عبادك وعيالي، فإنك
ولي ذلك من خلقك ومني ".
ثم ائت زمزم فاشرب من مائها.
ثم اخرج وقل:
" آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون، إلى ربنا راغبون، إلى الله راجعون إن شاء الله ".
وإن أبا عبد الله (عليه السلام) لما ودعها وأراد أن يخرج من المسجد الحرام خر
ساجدا عند باب المسجد طويلا، ثم قام فخرج (1).
728 - إبراهيم بن أبي محمود: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) ودع البيت، فلما أراد أن يخرج
من باب المسجد خر ساجدا، ثم قام فاستقبل الكعبة فقال:
" اللهم إني أنقلب على أن لا إله إلا أنت " (2).
729 - علي بن مهزيار: رأيت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) في سنة خمس وعشرين (3) ومائتين
ودع البيت، بعد ارتفاع الشمس، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في
كل شوط، فلما كان الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده، ثم
مسح وجهه بيده، ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين، ثم خرج إلى دبر
الكعبة إلى الملتزم، فالتزم البيت وكشف الثوب عن بطنه، ثم وقف عليه
طويلا يدعو. ثم خرج من باب الحناطين وتوجه.

(1) الكافي: 4 / 530 / 1، التهذيب: 5 / 280 / 957.
(2) الكافي: 4 / 531 / 2، التهذيب: 5 / 281 / 958، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 18 / 43.
(3) وفي بعض النسخ ونسخة التهذيب " خمس عشرة " وهو الصحيح.
266

فرأيته في سنة سبع عشرة ومائتين ودع البيت ليلا يستلم الركن اليماني
والحجر الأسود في كل شوط، فلما كان في الشوط السابع التزم البيت في
دبر الكعبة قريبا من الركن اليماني وفوق الحجر المستطيل، وكشف الثوب
عن بطنه، ثم أتى فقبله ومسحه، وخرج إلى المقام فصلى خلفه، ثم مضى
ولم يعد إلى البيت. وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا
سبعة أشواط وبعضهم ثمانية (1).
ب - الختم بالمدينة
730 - أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه: سألت أبا جعفر (عليه السلام): أبدأ بالمدينة أو بمكة؟
قال: ابدأ بمكة واختم بالمدينة، فإنه أفضل (2).
731 - الإمام الباقر (عليه السلام): ابدأوا بمكة واختموا بنا (3).
راجع: ص 256 " لقاء الإمام " وص 343 " زيارة الأئمة (عليهم السلام) "، ووسائل الشيعة: 14 / 319 / الباب 1.
ج - التعجيل في الرجوع
732 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرحلة إلى أهله، فإنه أعظم
لأجره (4).
733 - عنه (صلى الله عليه وآله) - حول سكنى مكة -: ثلاث للمهاجر بعد الصدر (5).

(1) الكافي: 4 / 532 / 3، التهذيب: 5 / 281 / 959.
(2) الكافي: 4 / 550 / 2، التهذيب: 5 / 439 / 1527 عن جعفر عن أبيه.
(3) الكافي: 4 / 550 / 1 عن سدير، الفقيه: 2 / 558 / 3138.
(4) سنن الدارقطني: 2 / 300 / 289، المستدرك على الصحيحين: 1 / 650 / 1753 كلاهما عن
عائشة.
(5) صحيح البخاري: 3 / 1431 / 3718 عن العلاء بن الحضرمي.
267

734 - عنه (صلى الله عليه وآله): يقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثا (1).
735 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا فرغت من نسكك فارجع، فإنه أشوق لك إلى الرجوع (2).
د - التصدق
736 - الإمام الصادق (عليه السلام): ينبغي للحاج، إذا قضى نسكه وأراد أن يخرج، أن يبتاع
بدرهم تمرا يتصدق به، فيكون كفارة لما لعله دخل عليه في حجه من حك
أو قملة سقطت أو نحو ذلك (3).
737 - عنه (عليه السلام): إذا دخلت مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به لما كان منك في إحرامك
للعمرة، فإذا فرغت من حجك فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به، فإذا دخلت
المدينة فاصنع مثل ذلك (4).
738 - عنه (عليه السلام): يستحب للرجل والمرأة أن لا يخرجا من مكة حتى يشتريا
بدرهم تمرا فيتصدقا به لما كان منهما في إحرامهما ولما كان في حرم
الله عز وجل (5).
ه‍ - شراء الهدية
739 - الإمام الصادق (عليه السلام): هدية الحج من الحج (6).
740 - عنه (عليه السلام): الهدية من نفقة الحج (7).

(1) صحيح مسلم: 2 / 985 / 1352، سنن النسائي: 3 / 122، سنن الترمذي: 3 / 284 / 949،
مسند ابن حنبل: 7 / 17 / 19006 كلها عن العلاء بن الحضرمي.
(2) الكافي: 4 / 230 / 2 عن أبي بصير.
(3) الكافي: 4 / 533 / 1 عن معاوية بن عمار وحفص بن البختري و ح 2 عن أبي بصير نحوه.
(4) معاني الأخبار: 339 / 9 عن إبراهيم بن مهزم عمن يرويه.
(5) الفقيه: 2 / 483 / 3029 عن معاوية بن عمار.
(6) الكافي: 4 / 280 / 5 عن إسحاق بن عمار، الفقيه: 2 / 225 / 2250.
(7) الكافي: 4 / 280 / 4 عن سهل بن زياد رفعه.
268

4 / 5
ما ينبغي بعد الرجوع من الحج
أ - ترك الذنوب
741 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): آية قبول الحج ترك ما كان عليه العبد مقيما من الذنوب (1).
742 - عنه (صلى الله عليه وآله): من علامة قبول الحج إذا رجع الرجل عما كان عليه من المعاصي،
هذا علامة قبول الحج. وإن رجع من الحج ثم انهمك فيما كان من زناء أو
خيانة أو معصية فقد رد عليه حجه (2).
ب - زيارة الحاج
743 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن
يدخل بيته، فإنه مغفور له (3).
744 - الإمام علي (عليه السلام): إذا قدم أخوك من مكة فقبل بين عينيه، وفاه الذي قبل به الحجر
الأسود الذي قبله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والعين التي نظر بها إلى بيت الله
عز وجل، وقبل موضع سجوده ووجهه. وإذا هنأتموه فقولوا له: قبل الله
نسكك، ورحم سعيك، وأخلف عليك نفقتك، ولا جعله آخر عهدك ببيته
الحرام (4).
745 - عبد الوهاب بن الصباح عن أبيه: لقي مسلم مولى أبي عبد الله (عليه السلام) صدقة الأحدب
وقد قدم من مكة فقال له مسلم: الحمد لله الذي يسر سبيلك وهدى دليلك
وأقدمك بحال عافية وقد قضى الحج وأعان على السعة، فقبل الله منك وأخلف

(992 - 2) الجعفريات: 66 بطريقه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن إسماعيل عن أبيه الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(3) مسند ابن حنبل: 2 / 351 / 5371، الفردوس: 1 / 281 / 1098 كلاهما عن عبد الله بن عمر.
(4) الخصال: 635 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، تحف العقول: 123،
وراجع الفقيه: 2 / 299 / 2512.
269

عليك نفقتك وجعلها حجة مبرورة ولذنوبك طهورا، فبلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فقال
له: كيف قلت لصدقة؟ فأعاد عليه، فقال: من علمك هذا؟ فقال: جعلت فداك،
مولاي أبو الحسن (عليه السلام)، فقال له: نعم ما تعلمت، إذا لقيت أخا من إخوانك فقل له
هكذا، فإن الهدى بنا هدى وإذا لقيت هؤلاء فقل لهم ما يقولون (1).
746 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): بادروا بالسلام على الحاج والمعتمر ومصافحتهم،
من قبل أن تخالطهم الذنوب (2).
747 - عنه (عليه السلام): يا معشر من لم يحج، استبشروا بالحاج وصافحوهم وعظموهم،
فإن ذلك يجب عليكم، تشاركوهم في الأجر (3).
748 - الإمام الباقر (عليه السلام): وقروا الحاج والمعتمرين، فإن ذلك واجب عليكم (4).
749 - الإمام الصادق (عليه السلام): من لقي حاجا فصافحه كان كمن استلم الحجر (5).
750 - عنه (عليه السلام): من عانق حاجا بغباره كان كأنما استلم الحجر الأسود (6).

(1) التهذيب: 5 / 444 / 1547.
(2) الكافي: 4 / 256 / 17 عن سليمان الجعفري عمن رواه عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه: 2 / 288 / 2265.
(3) الكافي: 4 / 264 / 48 عن علي بن عبد الله عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه: 2 / 228 / 2264 وفيه
" استبشروا بالحاج إذا قدموا فصافحوهم "، المحاسن: 1 / 147 / 207 عن خالد القلانسي عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
(4) الفقيه: 2 / 228 / 2266.
(5) ثواب الأعمال: 74 / 1 عن محمد بن حمزة عمن حدثه، روضة الواعظين: 394.
(6) الفقيه: 2 / 299 / 2513 عن أبي الحسين الأسدي.
270

الفصل الخامس
النوادر
5 / 1
البراءة من المشركين
(براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين * فسيحوا في الأرض
أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين * وأذان من
الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله
فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين
كفروا بعذاب أليم) (1).
(قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء
منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء
أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لاستغفرن لك وما أملك لك من
الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) (2).

(1) التوبة: 1 - 3.
(2) الممتحنة: 4، وراجع الزخرف: 26.
271

751 - العياشي: حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أبا بكر مع " براءة " إلى
الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل فقال: لا يبلغ عنك إلا علي، فدعا
رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا، فأمره أن يركب ناقة العضباء، وأمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ
منه " براءة " ويقرأه على الناس بمكة. فقال أبو بكر: أسخطة؟ فقال: لا، إلا أنه
انزل عليه: لا يبلغ إلا رجل منك.
فلما قدم على مكة - وكان يوم النحر بعد الظهر، وهو يوم الحج الأكبر - قام،
ثم قال: إني رسول رسول الله إليكم. فقرأها عليهم: (براءة من الله ورسوله إلى الذين
عاهدتم من المشركين * فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) عشرين من ذي الحجة
ومحرم وصفر وشهر ربيع الأول، وعشرا من شهر ربيع الآخر. وقال: لا يطوف
بالبيت عريان ولا عريانة، ولا مشرك إلا من كان له عهد عند رسول الله، فمدته
إلى هذه الأربعة الأشهر.
وفي خبر محمد بن مسلم: فقال: يا علي، هل نزل في شيء منذ فارقت
رسول الله؟ قال: لا، ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد إلا رجل منه. فوافى الموسم
فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار، وفي أيام
التشريق كلها ينادي: (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين * فسيحوا
في الأرض أربعة أشهر) ولا يطوفن بالبيت عريان (1).
752 - أبو الصهباء البكري: سألت علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن يوم الحج الأكبر،
فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أبا بكر بن أبي قحافة يقيم للناس الحج، وبعثني معه
بأربعين آية من " براءة "، حتى أتى عرفة، فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى
خطبته التفت إلي، فقال: قم يا علي وأد رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقمت، فقرأت
عليهم أربعين آية من " براءة ". ثم صدرنا حتى أتينا منى، فرميت الجمرة،

(1) تفسير العياشي: 2 / 73 / 4 و 5 ونحوه ح 7 و 8، وراجع البحار: 21 / 274 / 9.
272

ونحرت البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حضروا
خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط، أقرؤها عليهم (1).
تحقيق حول مراسم البراءة من المشركين
إعلان البراءة من المشركين - في رؤية الإمام الخميني (رضي الله عنه) - أحد
واجبات الحج السياسية. وللتعرف على منطلقات هذه النظرية وعلى دور
أداء هذه الفريضة المهمة في تحقيق أهداف الإسلام ومقاصده في العالم
المعاصر، ينبغي بحث عدد من النقاط:
1 - معنى الشرك والمشركين
الشرك ضد التوحيد، ومعناه الاعتقاد بالقوى الوهمية. والموحد هو
المنقطع إلى الحقيقة وإلى التوحيد. والمشرك عابد للوهم، ومنقاد للقوى
الخيالية والظنية.
والقوى الوهمية التي يعبدها المشركون على ثلاثة أنواع، وبتعبير
آخر: إن الأوثان - في عالم الشرك والمشركين - ثلاثة أنواع: وثن النفس،
ووثن الجماد، ووثن القوى الطاغوتية.
وقد تكون القدرة الوهمية أحيانا هي النفس الأمارة، كما أشار القرآن
الكريم بقوله: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) (2)، وقد تكون أحيانا الأوثان
المتخذة من الجمادات، مثل " اللات " و " هبل " اللذين كانا يعبدان في
الحجاز

(1) تفسير الطبري: 6 / الجزء 10 / 67، وراجع ص 65، تاريخ دمشق: 42 / 347، سنن الترمذي:
5 / 275 / 3091.
(2) الفرقان: 43، وراجع الجاثية: 23.
273

قبل بعثة النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد تكون في أحيان أخرى وثن السلطات غير المشروعة
وحكم الطاغوت. وقد سمى الإمام الخميني - قدس سره - القوى
الاستكبارية ب‍ " الأوثان الجديدة ".
الموحد منقطع إلى الحقيقة وإلى التوحيد، وليس عابد ذاته، ولا عابد جماد، ولا
عابد سلطة. بل الموحد يرى أن الله وحده مصدر القدرة، فيعبده وحده،
ويذعن له بالطاعة. ولا يرى النفع والضرر إلا بيد الله، فلا يستعين إلا به،
ولا يخاف غيره، ولا يركن إلى أية قدرة غير قدرة الله، ولا يخشى إلا الله.
ثم إن المشرك العابد للوهم المطأطئ أمام القدرات الخيالية ربما يعبد
ذاته، وربما يعبد ما صنعه بيده، وربما يعبد المتسلطين على العالم، وربما
يعبد الثلاثة جميعا.
هذا ولكن الخطر الكبير الذي يهدد المجتمعات الموحدة في هذا اليوم
هو الشرك العملي بثالث معانيه، أي عبادة الأوثان الجديدة والقوى
الاستكبارية والخضوع لها. وغاية البراءة من المشركين مجاهدة هذه
القوى الطاغية المتسلطة على رقاب المسلمين، وتحقيق الاستقلال والعزة
والاقتدار لمسلمي العالم.
2 - الأديان الإلهية والبراءة من المشركين
كان إبراهيم خليل الرحمن - على نبينا وآله وعليه السلام - أول الأنبياء جهرا
بالبراءة من الشرك والمشركين - بحيث دعا القرآن المسلمين إلى الاقتداء
بهذا النبي العظيم بقوله: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا
لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله) (1) - واحتذت الأمة الإسلامية
في إعلان البراءة من المشركين حذو هذه الأسوة النبوية في التاريخ،

(1) الممتحنة: 4.
274

والناظر في القرآن الكريم يجد فيه أن البراءة من المشركين أحد ركني
التوحيد الأصيلين؛ حيث قرن دعوة الأنبياء إلى التبري من الطاغوت إلى
جوار دعوتهم إلى عبادة الله (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا
الطاغوت) (1).
و " الطاغوت " لا ينحصر بالأوثان والأنصاب التي اصطنعت واتخذت في
عصر الجاهلية، بل إن أجلى مظاهر الطاغوت هو تلك السلطات المشركة
التي تسوق المجتمع إلى وجهة مغايرة لوجهة أنبياء الله تعالى. وهذا قول
الصادق (عليه السلام) في بيان معنى الطاغوت في الآية السابعة عشرة من سورة
الزمر: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها): من أطاع جبارا فقد عبده (2).
والمهمة الأساسية هو التعرف على المؤامرة المعقدة التي حيكت في
تاريخ المسلمين للتستر على أجلى مظاهر الطاغوت والشرك، لئلا تشعر
المجتمعات الإسلامية الخطر من هذه الناحية، فتظل نظرتها إلى البراءة من
المشركين حبيسة في نطاق البراءة من أصنام عصر الجاهلية الأولى. وقد
كشف الإمام الصادق (عليه السلام) - في عصره - عن هذه المؤامرة الخطرة، وأعلن
بصوت جهير:
" إن بني أمية أطلقوا للناس تعليم الإيمان ولم يطلقوا تعليم الشرك؛ لكي
إذا حملوهم عليه لم يعرفوه " (3).
3 - زمان البراءة من المشركين ومكانها
مما لا ريب فيه أن البراءة من المشركين ليست محدودة بزمان أو مكان

(1) النحل: 36، وراجع الزمر: 17، النساء: 36.
(2) مجمع البيان: 8 / 770، تأويل الآيات الظاهرة: 2 / 513 / 5.
(3) الكافي: 2 / 415 / 1.
275

معينين بل يجب على المسلمين، في كل زمان ومكان - حيثما تقتضي
الضرورة - إعلان براءتهم الفردية والجماعية من المشركين. ولا مراء أنه
إذا حدد ولي أمر المسلمين زمانا ومكانا وأسلوبا معينا لأداء هذه الفريضة
فإن إطاعة ولي الأمر هنا تكون واجبة.
بيد أن المسألة المهمة هي: أي مكان وأي زمان أنسب وأجدر لإظهار
مسلمي العالم براءتهم العامة من المشركين؟ يمكن القول إن بيت التوحيد
هو المكان الأنسب، وإن موسم الحج خير زمان لإظهار مسلمي العالم
براءتهم من الشرك والمشركين. يقول الإمام الخميني - رضوان الله تعالى
عليه - في هذا السياق:
" أي بيت أجدر من الكعبة وبيت الأمن (1) والطهر (2) والناس (3) لمجانبة
العدوان والظلم والاستغلال والاسترقاق والضعة واللا إنسانية، في القول
والعمل، ولتجديد ميثاق (ألست بربكم) (4)، ولتحطيم الآلهة والأرباب
المتفرقين (5)، ولإحياء واستذكار أهم وأعظم حركة سياسية للنبي (صلى الله عليه وآله) في
(وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) (6)؛ ذلك أن سنة النبي (صلى الله عليه وآله)
وإعلان البراءة لا تبلى. وليس إعلان البراءة مقصورا على أيام ومراسم
بعينها، بل ينبغي على المسلمين أن يملأوا آفاق العالم كلها بمحبة ذات الله
وبعشقه، وبالنفرة والبغض العملي لأعداء الله...

(1) راجع البقرة: 125.
(2) راجع الحج: 26.
(3) راجع آل عمران: 96.
(4) راجع الأعراف: 172.
(5) راجع يوسف: 39.
(6) (... أن الله بريء من المشركين ورسوله)، التوبة: 3.
276

وعلى أي حال، إن إعلان البراءة في الحج هو تجديد ميثاق المكافحة
وتدريب على تشكيل المجاهدين لاستمرار محاربة الكفر والشرك
وعبادة الأوثان. وهذا لا يتلخص بالشعار وحده، بل هو بداية إعلان
منشور المقارعة والتنظيم لجند الله في قبالة إبليس وجنوده، وهو من
الأصول الأولية للتوحيد. وإذا لم يظهر المسلمون البراءة في بيت الناس
وبيت الله... فأين يمكن أن يظهروها؟! وإذا لم يكن الحرم والكعبة
والمسجد والمحراب خندقا ومأمنا لجنود الله وللمدافعين عن حمى
الأنبياء وحرمتهم... فأين يكون إذن مأمنهم وملجؤهم؟!
وزبدة المقال: إن إعلان البراءة هي المرحلة الأولى للمقارعة، وإن
تواصلها مرحلة أخرى، وهو تكليفنا. إن البراءة - في كل عصر وزمان -
تتطلب منا مظاهر وأساليب ومناهج متناسبة، وينبغي أن نرى ماذا علينا
أن نعمل في عصر مثل عصرنا الذي ألقى فيه رؤوس الكفر والشرك كل ما
للتوحيد في المخاطر واتخذوا من كل المظاهر الوطنية والثقافية والدينية
والسياسية لعبة لأهوائهم وشهواتهم؟
أعلينا أن نقعد في بيوتنا ساكتين عن التحليلات الغالطة وعن إهانة
مقام الإنسان ومنزلته، وعن بث روح العجز والضعف بين المسلمين، مما
يقوم به الشيطان وأبناء الشيطان، ونمنع المجتمع من الوصول إلى
الخلوص الذي هو غاية الكمال ونهاية الآمال... متصورين أن مجاهدة
الأنبياء للأوثان وعبدة الأوثان لا يتعدى مجاهدة الحجارة والأخشاب
المجردة من الروح، وأن الأنبياء، من مثل إبراهيم، قد عمدوا إلى تحطيم
الأوثان، لكنهم - نعوذ بالله - وقفوا إلى جانب الظالمين متخلين عن ساحة
الجهاد؟! والحال أن كل ما قام به إبراهيم من تحطيم الأصنام ومن
المقارعة والمحاربة للنمروديين وعبدة القمر والشمس والنجوم... إنما
هي مقدمة لهجرة كبرى. وكل ما صنعه من هجرة،
277

والتحمل للمشاق، والسكن في واد غير ذي زرع (1)، وبناء البيت، والتضحية
بإسماعيل... إنما هي مقدمة للبعثة والرسالة التي كرر فيها خاتم الأنبياء
خطاب أول وآخر بناة الكعبة ومشيديها، وأبلغ رسالته الأبدية بكلمات
أبدية: (إنني بريء مما تشركون) (2).
وإذا فسرنا البراءة بغير هذا فلا أوثان في زماننا المعاصر أصلا. ترى أي
إنسان عاقل لم يتعرف على الوثنية الجديدة في أشكالها وتزويرها
ومكائدها، ولا علم له بسلطة بيت الأوثان - كما هو البيت الأسود [في
واشنطن] - تتحكم على البلدان الإسلامية، وعلى دماء المسلمين
وأعراضهم، وعلى العالم الثالث؟! " (3).
5 / 2
الأنبياء وحج البيت
آدم، نوح، الخضر، هود، صالح، إبراهيم، موسى، سليمان، يونس، عيسى (عليهم السلام)
753 - زرارة: سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن البيت: أكان يحج إليه قبل أن يبعث النبي (صلى الله عليه وآله)؟
قال: نعم، لا يعلمون أن الناس قد كانوا يحجون، ونخبركم أن آدم ونوحا
وسليمان قد حجوا البيت بالجن والإنس والطير. ولقد حجه موسى على
جمل أحمر، يقول: لبيك لبيك، فإنه كما قال الله تعالى: (إن أول بيت وضع
للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) (4) (5).

(1) إبراهيم: 37.
(2) الأنعام: 19.
(3) نبذة من بيان الإمام الخميني (قدس سره) لزائري بيت الله الحرام، في الأول من ذي الحجة الحرام / 1407 ه‍.
ق.
(4) آل عمران: 96.
(5) تفسير العياشي: 1 / 186 / 92.
278

754 - الإمام الصادق (عليه السلام): لما أفاض آدم من منى تلقته الملائكة، فقالوا: يا آدم، بر
حجك (حجك)، أما إنه قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجه بألفي عام (1).
755 - الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام): إن رجلا سأل أمير المؤمنين (عليه السلام): كم حج آدم من
حجة؟ فقال له: سبعين حجة ماشيا على قدميه، وأول حجة حجها كان
معه الصرد (2) يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة، وقد نهي عن
أكل الصرد والخطاف (3)... فقام إليه آخر... وسأله عن أول من حج من
أهل السماء، فقال له: " جبرئيل " (4).
756 - ابن عباس: لما مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بوادي عسفان حين حج، قال: يا أبا بكر، أي
واد هذا؟ قال: وادي عسفان.
قال: لقد مر به هود وصالح على بكرات حمر خطمها الليف، أزرهم
العباء، وأرديتهم النمار، يلبون يحجون البيت العتيق (5).
757 - الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): إن إبراهيم أذن في الناس بالحج، فقال: أيها
الناس، إني إبراهيم خليل الله، إن الله يأمركم أن تحجوا هذا البيت فحجوه.
فأجابه من يحج إلى يوم القيامة، وكان أول من أجابه من أهل اليمن.
وحج إبراهيم هو وأهله وولده (6).

(1) الكافي: 4 / 194 / 4 عن معاوية بن عمار، الفقيه: 2 / 230 / 2275.
(2) الصرد: طائر ضخم الرأس، أبيض البطن، أخضر الظهر، يصطاد صغار الطير، جمعه صردان (المنجد: 422).
(3) الخطاف: طائر يشبه السنونو، طويل الجناحين، قصير الرجلين، أسود اللون، جمعه خطاطيف.
(المنجد: 187).
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 243 / 1، علل الشرائع: 594 / 44 وفيه " ثلاثون " بدل " سبعين " كلاهما
عن أحمد بن عامر الطائي.
(5) مسند ابن حنبل: 1 / 501 / 2067، الترغيب والترهيب: 2 / 185 / 7، الدر المنثور: 3 / 487 / 18 نحوه.
(6) الكافي: 4 / 205 / 4 عن عقبة بن بشير.
279

758 - الإمام الرضا (عليه السلام): إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة، فهو حي لا يموت حتى
ينفخ في الصور، وإنه ليأتينا فيسلم فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وإنه
ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه، وإنه ليحضر الموسم
كل سنة فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين،
وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته (1).
759 - الإمام الباقر (عليه السلام): حج موسى بن عمران (عليه السلام) ومعه سبعون نبيا من بني إسرائيل،
خطم إبلهم من ليف، يلبون وتجيبهم الجبال، وعلى موسى (عليه السلام) عباءتان
قطوانيتان، يقول: لبيك عبدك ابن عبدك (2).
760 - عنه (عليه السلام): إن سليمان بن داود (عليه السلام) حج البيت في الجن والإنس والطير والرياح،
وكسا البيت القباطي (3).
761 - ابن عباس: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين مكة والمدينة، فمررنا بواد، فقال: أي
واد هذا؟ قالوا: وادي الأزرق. قال: كأني أنظر إلى موسى واضعا إصبعيه
في أذنيه، له جؤار (4) إلى الله بالتلبية، مارا بهذا الوادي.
ثم سرنا حتى أتينا على ثنية (5). فقال: أي ثنية هذه؟ قالوا: ثنية هرشى (6) أو لفت (7).
قال: كأني أنظر إلى يونس، على ناقة حمراء، عليه جبة صوف. وخطام

(1) كمال الدين: 390 / 4 عن الحسن بن علي بن فضال.
(2) الكافي: 4 / 214 / 8 عن زيد الشحام عمن رواه و ص 213 / 3 عن أبي بصير، علل الشرائع:
418 / 5 و 6 عن جابر وأبي بصير وكلها نحوه، وراجع المعجم الكبير: 11 / 3 / 12283.
(3) الكافي: 4 / 213 / 6، الفقيه: 2 / 235 / 2285 كلاهما عن زرارة.
(4) الجؤار: رفع الصوت والاستغاثة (النهاية: 1 / 232).
(5) الثنية: العقبة، أو طريقها، أو هي الجبل نفسه، أو الطريقة فيه كالنقب، أو إليه (تاج العروس: 19 / 257).
(6) هرشى: هي ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة (معجم البلدان: 5 / 397، لسان العرب: 6 / 363).
(7) لفت: هي ثنية بين مكة والمدينة (معجم البلدان: 5 / 20، لسان العرب: 2 / 86).
280

ناقته خلبة (1)، مارا بهذا الوادي ملبيا (2).
762 - الإمام الصادق (عليه السلام): مر يونس بن متى (عليه السلام) بصفاح الروحاء (3) وهو يقول: لبيك
كشاف الكرب العظام لبيك. ومر عيسى بن مريم (عليه السلام) بصفاح الروحاء وهو
يقول: لبيك عبدك ابن أمتك (لبيك). ومر محمد (صلى الله عليه وآله) بصفاح الروحاء وهو
يقول: لبيك ذا المعارج لبيك (4).
5 / 3
حج النبي (صلى الله عليه وآله)
763 - معاوية بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقام بالمدينة عشر
سنين لم يحج، ثم أنزل الله عليه: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل
ضامر يأتين من كل فج عميق) (5) فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحج من عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي
والأعراب، فاجتمعوا فحج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنما كانوا تابعين ينتظرون ما
يؤمرون به فيصنعونه، أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في
أربع بقين من ذي القعدة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة فزالت الشمس ثم
اغتسل، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر،
وعزم بالحج مفردا، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأول، فصف
الناس له

(1) الخلب: الليف، وقد يسمى الحبل نفسه خلبة (لسان العرب: 1 / 365).
(2) سنن ابن ماجة: 2 / 965 / 2891.
(3) الصفاح: موضع بين حنين وأنصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة. والروحاء: موضع بين الحرمين
الشريفين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة (تاج العروس: 4 / 124 وص 67).
(4) الكافي: 4 / 213 / 4، علل الشرائع: 419 / 47 كلاهما عن هشام بن الحكم.
(5) الحج: 27.
281

سماطين، فلبى بالحج مفردا، وساق الهدي ستا وستين أو أربعا وستين، حتى
انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة، فطاف بالبيت سبعة أشواط،
وصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم (عليه السلام)، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه، وقد
كان استلمه في أول طوافه.
ثم قال: إن الصفا والمروة من شعائر الله، فابدؤوا بما بدأ الله به.
وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه
المشركون، فأنزل الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو
اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (1). ثم أتى إلى الصفا، فصعد عليه فاستقبل
الركن اليماني، فحمد الله وأثنى عليه، ودعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة
مترسلا، ثم انحدر إلى المروة، فوقف عليها كما وقف على الصفا، حتى
فرغ من سعيه.
ثم أتاه جبرئيل (عليه السلام) وهو على المروة فأمره أن يأمر الناس أن يحلوا إلا
سائق الهدي. فقال رجل: أنحل ولم نفرغ من مناسكنا؟ فقال: نعم.
قال [(عليه السلام)]: فلما وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمروة بعد فراغه من السعي أقبل
على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن هذا جبرئيل - وأومى
بيده إلى خلفه - يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل، ولو استقبلت من
أمري مثل ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم، ولكني سقت الهدي، ولا
ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله.
قال [(عليه السلام)]: قال له رجل من القوم: لنخرجن حجاجا وشعورنا تقطر! فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنك لن تؤمن بعدها أبدا. فقال له سراقة بن مالك ابن
جعشم الكناني: يا رسول الله، علمنا ديننا كأنما خلقنا اليوم، فهذا الذي أمرتنا
به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل هو للأبد إلى يوم

(1) البقرة: 158.
282

القيامة، ثم شبك أصابعه بعضها إلى بعض وقال: دخلت العمرة في الحج إلى
يوم القيامة.
وقدم علي (عليه السلام) من اليمن على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو بمكة، فدخل على فاطمة (عليها السلام) وهي
قد أحلت، فوجد ريحا طيبة، ووجد عليها ثيابا مصبوغة، فقال: ما هذا يا
فاطمة؟! فقالت: أمرنا بهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله). فخرج علي (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
مستفتيا محرشا على فاطمة (عليها السلام) فقال: يا رسول الله، إني رأيت فاطمة قد
أحلت وعليها ثياب مصبوغة! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أمرت الناس بذلك،
وأنت يا علي بم أهللت؟ قال: قلت: يا رسول الله، إهلالا كإهلال النبي (صلى الله عليه وآله)،
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): كن على إحرامك مثلي، وأنت شريكي في هديي.
قال [(عليه السلام)]: ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة بالبطحاء هو وأصحابه، ولم ينزل
الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا
ويهلوا بالحج، وهو قول الله الذي أنزله على نبيه (صلى الله عليه وآله): (فاتبعوا ملة إبراهيم
حنيفا) (1) فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه مهلين بالحج حتى أتوا منى، فصلى
الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر، ثم غدا والناس معه،
وكانت قريش تفيض من المزدلفة - وهي جمع - ويمنعون الناس أن
يفيضوا منها، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقريش ترجو أن تكون إفاضته من حيث
كانوا يفيضون، فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
واستغفروا الله) (2)، يعني: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق (عليهم السلام) في إفاضتهم منها
ومن كان بعدهم. فلما رأت قريش أن قبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد مضت، كأنه
دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم، حتى
انتهى إلى نمرة - وهي بطن عرنة بحيال

(1) آل عمران: 95.
(2) البقرة: 199.
283

الأراك (1) - فضرب قبته، وضرب الناس أخبيتهم عندها. فلما زالت الشمس خرج
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه فرسه، وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد،
فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم، ثم صلى الظهر والعصر بأذان واحد
وإقامتين، ثم مضى إلى الموقف فوقف به، فجعل الناس يبتدرون أخفاف
ناقته يقفون إلى جنبها فنحاها، ففعلوا مثل ذلك، فقال: أيها الناس، إنه
ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف، ولكن هذا كله موقف - وأومى بيده إلى
الموقف - فتفرق الناس. وفعل مثل ذلك بمزدلفة، فوقف حتى وقع القرص
- قرص الشمس - ثم أفاض. وأمر الناس بالدعة حتى انتهى إلى المزدلفة
- وهي المشعر الحرام - فصلى المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد
وإقامتين، ثم أقام حتى صلى فيها الفجر، وعجل ضعفاء بني هاشم بالليل،
وأمرهم أن لا يرموا الجمرة - جمرة العقبة - حتى تطلع الشمس، فلما أضاء
له النهار أفاض حتى انتهى إلى منى، فرمى جمرة العقبة. وكان الهدي الذي
جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعا وستين، أو ستا وستين (2)، وجاء علي (عليه السلام) بأربع
وثلاثين، أو ست وثلاثين (3)، فنحر رسول الله (صلى الله عليه وآله) منها ستا وستين، ونحر
علي (عليه السلام) أربعا وثلاثين بدنة، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يؤخذ من كل بدنة منها
جذوة من لحم، ثم تطرح في برمة (4) ثم تطبخ، فأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) منها
وعلي (عليه السلام) وحسيا من مرقها، ولم يعط الجزارين جلودها ولا جلالها ولا
قلائدها، وتصدق به. وحلق وزار البيت، ورجع إلى منى، فأقام بها حتى
كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق، ثم رمى الجمار، ونفر حتى انتهى
إلى الأبطح، فقالت له عائشة: يا رسول الله،

(1) قد مر ذكره في آداب الوقوف بعرفات.
(1044 - 3) الترديد من الراوي.
(4) البرمة: القدر مطلقا، وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن (النهاية: 1 / 121).
284

ترجع نساؤك بحجة وعمرة معا، وأرجع بحجة؟! فأقام بالأبطح وبعث معها عبد
الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم (1) فأهلت بعمرة، ثم جاءت فطافت بالبيت،
وصلت ركعتين عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، وسعت بين الصفا والمروة، ثم أتت
النبي (صلى الله عليه وآله)، فارتحل من يومه، ولم يدخل المسجد، ولم يطف بالبيت،
ودخل من أعلى مكة من عقبة المدنيين وخرج من أسفل مكة من
ذي طوى (2).
5 / 4
فضل الحج نيابة
764 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة: الميت،
والحاج عنه، والمنفذ ذلك (3).
765 - عنه (صلى الله عليه وآله): حجة للميت ثلاثة: حجة للمحجوج عنه، وحجة للحاج، وحجة
للموصى (4).
766 - عنه (صلى الله عليه وآله): من حج عن ميت كتبت عن الميت وكتب للحاج براءة من النار (5).
767 - سودة بنت زمعة: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن
يحج، قال: أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منه؟ قال: نعم،
قال: الله أرحم، حج عن أبيك (6).

(1) التنعيم: وهو موضع في الحل قريب من مكة، وراجع معجم البلدان: 2 / 49.
(2) التهذيب: 5 / 454 / 1588، الكافي: 4 / 245 / 4 نحوه.
(3) السنن الكبرى: 5 / 293 / 9855 عن جابر بن عبد الله، تنبيه الغافلين: 493 / 771 عن سعيد بن
المسيب نحوه، الجامع الصغير: 1 / 290 / 1905.
(4) الفردوس: 2 / 136 / 2696 عن أنس بن مالك، كنز العمال: 5 / 125 / 12343.
(5) كنز العمال: 5 / 125 / 12342 نقلا عن الديلمي عن ابن عباس.
(6) سنن الدارمي: 1 / 469 / 1781، سنن أبي داود: 2 / 162 / 1810 مختصرا، السنن الكبرى:
4 / 539 / 8634 عن عبد الله بن عباس، مسند أبي يعلى: 6 / 151 / 6686 عن فضل بن عباس،
وص 157 / 6705، المستدرك على الصحيحين: 1 / 654 / 1767 عن أبي هريرة وكلها نحوه،
وراجع سنن النسائي: 5 / 116.
285

768 - ابن مسكان عن أبي عبد الله (عليه السلام): قلت له: الرجل يحج عن آخر، ما له من الأجر
والثواب؟ قال: للذي يحج عن رجل أجر وثواب عشر حجج (1).
769 - الشيخ الصدوق: سئل الصادق (عليه السلام) عن الرجل يحج عن آخر، أله من الأجر
والثواب شيء؟ فقال: للذي يحج عن الرجل أجر وثواب عشر حجج، ويغفر
له ولأبيه ولامه ولابنه ولابنته ولأخيه ولأخته ولعمه ولعمته ولخاله ولخالته،
إن الله واسع كريم (2).
770 - عبد الرحمان بن سنان: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل فأعطاه
ثلاثين دينارا يحج بها عن إسماعيل، ولم يترك شيئا من العمرة إلى الحج إلا
اشترطه عليه، حتى اشترط عليه أن يسعى عن وادي محسر، ثم قال: يا هذا،
إذا أنت فعلت هذا كان لإسماعيل حجة بما أنفق من ماله، وكان لك تسع بما
أتعبت من بدنك (3).
771 - حازم بن حبيب: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: أصلحك الله، إن أبوي (4)
هلكا ولم يحجا، وإن الله قد رزق وأحسن، فما تقول في الحج عنهما؟ فقال:
افعل، فإنه يبرد لهما (5).

(1) الكافي: 4 / 312 / 2.
(2) الفقيه: 2 / 222 / 2239.
(3) الكافي: 4 / 312 / 1.
(4) في المصدر " أبواي " والصحيح ما أثبتناه.
(5) الغيبة للنعماني: 172 / 6.
286

772 - الفضل بن هشام الهروي: ذكر لي كثرة ما يحج المحمودي (1)، فسألته عن مبلغ
حجاته، فلم يخبرني بمبلغها، وقال: رزقت خيرا كثيرا والحمد لله، فقلت له:
فتحج عن نفسك أو عن غيرك؟ فقال: عن غيري، بعد حجة الإسلام أحج عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأجعل ما أجازني الله عليه لأولياء الله، وأهب ما أثاب على
ذلك للمؤمنين والمؤمنات. قلت: فما تقول في حجك؟ فقال: أقول: " اللهم
إني أهللت لرسولك محمد (صلى الله عليه وآله) وجعلت جزائي منك ومنه لأوليائك الطاهرين
(عليهم السلام) ووهبت ثوابي لعبادك المؤمنين والمؤمنات بكتابك وسنة نبيك صلى الله
عليه وآله " إلى آخر الدعاء (2).
5 / 5
فضل إحجاج الصبي
773 - جابر بن عبد الله: رفعت امرأة صبيا لها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في حجة، فقالت:
يا رسول الله! ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر (3).
774 - زرارة عن أحدهما (عليهما السلام): إذا حج الرجل بابنه وهو صغير فإنه يأمره أن يلبي
ويفرض الحج، فإن لم يحسن أن يلبي لبى عنه ويطاف به ويصلي عنه.
قلت: ليس لهم ما يذبحون، قال: يذبح عن الصغار ويصوم الكبار؛ يتقى
عليهم ما يتقى على المحرم من

(1) هو من أصحاب الأئمة، وكتب الإمام العسكري (عليه السلام) في توقيعه إلى إسحاق بن إسماعيل:... واقرأه
على المحمودي عافاه الله، فما أحمدنا له لطاعته. وقال المحمودي نفسه: كتب أبو جعفر (عليه السلام) إلي بعد
وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي الله عنه وعنك وهو عندنا على حال محمودة، ولن تبعد من تلك الحال
(انظر: معجم رجال الحديث: 14 / 327 / 10091).
(2) رجال الكشي: 2 / 798 / 987، البحار: 99 / 117 / 12 عنه.
(3) سنن ابن ماجة: 2 / 971 / 2910، سنن الترمذي: 3 / 265 / 924، حلية الأولياء: 8 / 295 نحوه،
سنن النسائي: 5 / 120 عن ابن عباس.
287

الثياب والطيب، فإن قتل صيدا فعلى أبيه (1).
775 - عبد الرحمن بن الحجاج: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) - وكنا تلك السنة مجاورين، وأردنا
الإحرام يوم التروية - فقلت: إن معنا مولودا صبيا، فقال: مروا أمه فلتلق
حميدة فلتسألها كيف تفعل بصبيانها. فأتتها فسألتها، فقالت لها: إذا كان يوم
التروية فجردوه وغسلوه كما يجرد المحرم، ثم أحرموا عنه، ثم قفوا به في
المواقف، فإذا كان يوم النحر فارموا عنه واحلقوا رأسه، ثم زوروا به البيت،
ثم مروا الخادم أن يطوف به البيت وبين الصفا والمروة (2).
5 / 6
ثواب من خلف الحاج
776 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): من خلف حاجا في أهله وماله كان له كأجره، حتى كأنه
يستلم الأحجار (3).
777 - الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج فانظروا كيف تخلفونه،
والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه، والمريض فلا تغيظوه
ولا تضجروه (4).
راجع: ص 162 " دعوته مستجابة ".
5 / 7
ما أقل الحجيج!
778 - أبو العرندس الكندي عن رجل من قريش: كنا بفناء الكعبة وأبو عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 4 / 303 / 1، التهذيب: 5 / 409 / 1424، الفقيه: 2 / 433 / 2893.
(2) التهذيب: 5 / 410 / 1425، الكافي: 4 / 301 / 5 نحوه.
(3) المحاسن: 1 / 147 / 206 عن خالد القلانسي عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(4) الكافي: 2 / 509 / 1، عدة الداعي: 115 / 2 نحوه وكلاهما عن عيسى بن عبد الله القمي.
288

قاعد، فقيل له: ما أكثر الحاج! فقال (عليه السلام): ما أقل الحاج! فمر عمر بن أبي
المقدام، فقال: هذا من الحاج (1).
779 - عبد الكريم بن كثير: حججت مع أبي عبد الله (عليه السلام)، فلما صرنا في بعض الطريق
صعد على جبل، فأشرف فنظر إلى الناس، فقال: ما أكثر الضجيج وأقل
الحجيج! (2)

(1) رجال الكشي: 2 / 690 / 738، بشارة المصطفى: 73 نحوه عن أبي الجارود عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(2) بصائر الدرجات: 358 / 15، وراجع الكافي: 8 / 237 / 318، التفسير المنسوب إلى الإمام
العسكري (عليه السلام): 606 / 359..
289

الفصل السادس
الحج الأصغر
6 / 1
فضل العمرة
780 - رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في كتابه لعمرو بن حزم حين أمره على نجران -: الحج الأصغر
العمرة (1).
781 - عمر بن أذينة عن الإمام الصادق (عليه السلام): سألته عن قوله تعالى: (الحج الأكبر) (2)،
فقال: الحج الأكبر الوقوف بعرفة ورمي الجمار، والحج الأصغر العمرة (3).

(1) المراسيل مع الأسانيد: 105 / 13 عن الزهري، السنن الكبرى: 4 / 574 / 8771، الفردوس:
3 / 84 / 4235 مع تقديم وتأخير عن عمرو بن حزم؛ الكافي: 4 / 290 / 1 عن معاوية بن عمار عن
الإمام الصادق (عليه السلام)، التهذيب: 5 / 450 / 1571 نحوه، تفسير العياشي: 2 / 76 / 16، وص 77 / 18
و 19 نحوه وكلها مع تقديم وتأخير.
(2) التوبة: 3.
(3) الكافي: 4 / 264 / 1، تفسير العياشي: 2 / 77 / 18 و 17 عن ابن سرحان وفيه " الوقوف بعرفة
وبجمع وبرمي الجمار ".
291

782 - معاوية بن عمار: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن يوم الحج الأكبر، فقال: هو يوم النحر،
والحج الأصغر العمرة (1).
783 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعلم أن العمرة هي الحج الأصغر، وأن عمرة خير من الدنيا وما فيها،
وحجة خير من عمرة (2).
784 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحجة ثوابها الجنة، والعمرة كفارة لكل ذنب (3).
785 - عنه (صلى الله عليه وآله): العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما (4).
786 - عنه (صلى الله عليه وآله): من حج أو اعتمر فلم يرفث ولم يفسق يرجع كهيئة يوم ولدته أمه (5).
787 - عنه (صلى الله عليه وآله): أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش: الوالد
لولده، والمظلوم على من ظلمه، والمعتمر حتى يرجع، والصائم حتى يفطر (6).
788 - عنه (صلى الله عليه وآله): جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة، الحج والعمرة (7).
789 - عنه (صلى الله عليه وآله): الحج جهاد، والعمرة تطوع (8).

(1) الكافي: 4 / 290 / 1، معاني الأخبار: 295 / 2، تفسير العياشي: 2 / 323 / 13 عن عبد الرحمن.
(2) المعجم الكبير: 9 / 44 / 8336 عن عثمان بن أبي العاص.
(3) الكافي: 4 / 253 / 4 عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، الفقيه: 2 / 220 / 2230 عن
الإمام الرضا (عليه السلام)، الجعفريات: 67 بطريقه عنه (صلى الله عليه وآله).
(4) صحيح البخاري: 2 / 629 / 1683، صحيح مسلم: 2 / 983 / 1349، سنن الترمذي: 3 / 272 / 933
وفيه " تكفرها " بدل " كفارة لها "، سنن الدارمي: 1 / 458 / 1741 نحوه، سنن ابن ماجة:
2 / 964 / 2888 كلها عن أبي هريرة؛ الفقيه: 2 / 220 / 2229 عن الإمام الرضا (عليه السلام)، دعائم الإسلام:
1 / 333 عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(5) سنن الدارقطني: 2 / 284 / 213 عن أبي هريرة.
(6) الكافي: 2 / 510 / 6، فضائل الأشهر الثلاثة: 86 / 64 كلاهما عن عبد الله بن طلحة عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(7) سنن النسائي: 5 / 114 عن أبي هريرة.
(8) سنن ابن ماجة: 2 / 995 / 2989 عن طلحة بن عبيد الله، السنن الكبرى: 4 / 569 / 8750 عن أبي
صالح الحنفي.
292

790 - جابر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) سئل عن العمرة، أواجبة هي؟ قال: لا، وأن تعتمروا هو أفضل (1).
791 - عبد الرحمن بن سمرة: كنا عند رسول الله يوما، فقال: إني رأيت البارحة عجائب.
فقلنا: يا رسول الله، وما رأيت؟ حدثنا به فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا!
فقال:... رأيت رجلا من أمتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة
وعن شماله ظلمة ومن تحته ظلمة مستنقعا في الظلمة، فجاءه حجه وعمرته
فأخرجاه من الظلمة وأدخلاه النور (2).
792 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة (3).
793 - عنه (صلى الله عليه وآله) - لعائشة في عمرتها -: إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك (4).
794 - عنه (صلى الله عليه وآله): العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة الزكاة من الصيام (5).
795 - زرارة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): الذي يلي الحج في الفضل؟ قال: العمرة المفردة، ثم
يذهب حيث شاء (6).
796 - الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الله عز وجل أتم الصلاة الفريضة بصلاة النافلة، وأتم صيام شهر
رمضان بصيام النافلة، وأتم الحج بالعمرة، وأتم الزكاة بالصدقة (7).
راجع: ص 147 " ثواب الحج "، ص 154 " آثار الإدمان " وص 158 / الحديث 368،
وص 160 / الحديث 378 وص 161 / " في ضمان الله " و ص 164 / الحديث 399.

(1) سنن الترمذي: 3 / 270 / 931، مسند ابن حنبل: 5 / 136 / 14851 نحوه، كنز العمال:
5 / 118 / 12305.
(2) أمالي الصدوق: 301 / 342.
(3) المعجم الأوسط: 5 / 282 / 5321 عن أبي هريرة.
(4) المستدرك على الصحيحين: 1 / 644 / 1733 عن عائشة.
(5) الفردوس: 3 / 83 / 4234 عن ابن عباس، كنز العمال: 5 / 114 / 12296.
(6) التهذيب: 5 / 433 / 1502.
(7) المحاسن: 2 / 28 / 1101 عن الحسين بن خالد.
293

تنبيه
1 - من الشائع أنه متى وافق يوم عرفة يوم الجمعة سمي حج تلك
السنة: الحج الأكبر. لكنا لم نجد في الروايات ما يؤيد هذا الزعم (1).
والمراد بالحج الأكبر الوارد في بعض النصوص هو المشتمل على وقوفين
ومناسك منى، في مقابل الحج الأصغر الذي يطلق على العمرة المفردة (2).
2 - جاء في الآية الثالثة من سورة براءة (يوم الحج الأكبر)، والمراد به
يوم النحر (3) كما في كثير من الروايات، وفي بعضها أنه " يوم عرفة " (4).
6 / 2
لكل شهر عمرة
797 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن عليا (عليه السلام) كان يقول: في كل شهر عمرة (5).

(1) والرواية المنقولة عن كتاب السيوطي " خصائص يوم الجمعة: 87 / 223 " خالية من الدلالة على
" الأكبر "، ونصها: " أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غير
يوم الجمعة "، وراجع تفسير روح المعاني للآلوسي: 10 / 47.
(2) راجع روايات الفصل الأول، تفسير الطبري: 6 / الجزء العاشر / 74 - 76.
(3) راجع الكافي: 4 / 290 / 1، معاني الأخبار: 295 / 2، تفسير العياشي: 2 / 323 / 13؛ ورواه أيضا
في صحيح البخاري: 2 / 620 / 1655، سنن أبي داود: 2 / 195 / 1945 و 1946، سنن الترمذي:
3 / 291 / 957، معجم السفر: 290 / 962.
(4) راجع تفسير الطبري: 6 / الجزء العاشر / 67 و 68، تفسير ابن كثير: 2 / 369، الدر المنثور:
4 / 129؛ مجمع البيان: 5 / 9.
(5) الكافي: 4 / 534 / 1 عن يونس بن يعقوب و ح 2 عن عبد الرحمن بن الحجاج، التهذيب:
5 / 435 / 1509 عن معاوية بن عمار، قرب الإسناد: 369 / 1320 عن البزنطي عن الإمام الرضا (عليه السلام)؛
السنن الكبرى: 4 / 562 / 8728، أخبار مكة للفاكهي: 5 / 85 / 2891 كلاهما عن مجاهد.
294

798 - عنه (عليه السلام): السنة اثنا عشر شهرا، يعتمر لكل شهر عمرة (1).
799 - علي بن أبي حمزة عن الإمام الكاظم (عليه السلام): لكل شهر عمرة، فقلت: يكون أقل؟
قال: لكل عشرة أيام عمرة (2).
بيان:
قال العلامة المجلسي (قدس سره): اختلف الأصحاب في ذلك، فذهب السيد المرتضى
وابن إدريس والمحقق وجماعة إلى جواز الاتباع بين العمرتين مطلقا، وقال ابن
أبي عقيل: لا يجوز عمرتان في عام واحد. وقال الشيخ في المبسوط: أقل ما
بين العمرتين عشرة أيام. وقال أبو الصلاح وابن حمزة والمحقق في النافع
والعلامة في المختلف: أقله شهر، ويمكن المناقشة في الروايات بعدم صراحتها
في المنع من تكرر العمرة في الشهر الواحد، إذ من الجائز أن يكون الوجه في
تخصيص الشهر تأكد استحباب إيقاع العمرة في كل شهر (3).
وقال صاحب الجواهر (قدس سره): وأقله - أي الفصل بين العمرتين - عشرة أيام، بل هو
خيرة محكي التحرير والتذكرة والمنتهى والإرشاد والتبصرة (4).
وقال الإمام الخميني (قدس سره): واختلفوا في مقدار الفصل بين العمرتين، والأحوط
فيما دون الشهر الإتيان بها رجاء (5).

(1) الفقيه: 2 / 458 / 2964 عن إسحاق بن عمار، الأصول الستة عشر (أصل حسين بن عثمان): 111
نحوه.
(2) الكافي: 4 / 534 / 3، الفقيه: 2 / 458 / 2965 نحوه.
(3) مرآة العقول: 18 / 232.
(4) جواهر الكلام: 7 / 488.
(5) تحرير الوسيلة: 1 / 403 / 3.
295

6 / 3
فضل العمرة في رجب
800 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل العمرة عمرة رجب (1).
801 - الإمام الصادق (عليه السلام): المعتمر يعتمر في أي شهور السنة شاء وأفضل العمرة عمرة
رجب (2).
802 - الشيخ الطوسي: روي عنهم (عليهم السلام): أن العمرة في رجب تلي الحج في الفضل (3).
803 - معاوية بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه سئل: أي العمرة أفضل، عمرة في
رجب أو عمرة في شهر رمضان؟ فقال: لا، بل عمرة في شهر رجب
أفضل (4).
804 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أحرمت وعليك من رجب يوم وليلة فعمرتك رجبية (5).
805 - علي بن جعفر عن الإمام الكاظم (عليه السلام): سألته عن عمرة رجب ما هي؟ قال: إذا
أحرمت في رجب - وإن كان في يوم واحد منه - فقد أدركت عمرة رجب
وإن قدمت في شعبان، فإنها عمرة رجب إن تحرم في رجب (6).

(1) الفقيه: 2 / 220 / 2230، تفسير العياشي: 1 / 88 / 223 عن معاوية بن عمار الدهني عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
(2) الكافي: 4 / 536 / 6 عن معاوية بن عمار، دعائم الإسلام: 1 / 334 نحوه.
(3) مصباح المتهجد: 798.
(4) الفقيه: 2 / 453 / 2949.
(5) الفقيه: 2 / 454 / 2951 عن عبد الله بن سنان.
(6) قرب الإسناد: 241 / 951.
296

6 / 4
فضل العمرة في رمضان
806 - يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل، قالت: لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله)
حجة الوداع، وكان لنا جمل، فجعله أبو معقل في سبيل الله، وأصابنا
مرض وهلك أبو معقل، وخرج النبي (صلى الله عليه وآله)، فلما فرغ من حجه جئته فقال:
يا أم معقل، ما منعك أن تخرجي معنا؟ قالت: لقد تهيأنا فهلك أبو معقل،
وكان لنا جمل هو الذي نحج عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله. قال:
فهلا خرجت عليه! فإن الحج في سبيل الله. فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا
فاعتمري في رمضان فإنها كحجة، فكانت تقول: الحج حجة، والعمرة
عمرة، وقد قال هذا لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أدري: ألي خاصة؟ (1)
807 - الوليد بن صبيح: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بلغنا أن عمرة في شهر رمضان تعدل
حجة، فقال: إنما كان ذلك في امرأة وعدها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لها:
اعتمري في شهر رمضان فهي لك حجة (2).
808 - حماد بن عثمان: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا أراد العمرة انتظر إلى صبيحة ثلاث
وعشرين من شهر رمضان ثم يخرج مهلا في ذلك اليوم (3).
809 - علي بن حديد: كنت مقيما بالمدينة في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين،

(1) سنن أبي داود: 2 / 204 / 1989، وراجع ح 1988 و 1990، صحيح البخاري: 2 / 631 / 1690،
سنن الترمذي: 3 / 276 / 939، مسند ابن حنبل: 1 / 493 / 2025، مسند أبي يعلى: 6 / 223 / 6825؛
دعائم الإسلام: 1 / 333، الجعفريات: 67.
(2) الكافي: 4 / 535 / 1.
(3) الكافي: 4 / 536 / 4.
297

فلما قرب الفطر كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن الخروج في عمرة شهر
رمضان أفضل أو أقيم حتى ينقضي الشهر وأتم صومي؟ فكتب إلي كتابا قرأته
بخطه: سألت رحمك الله عن أي العمرة أفضل، عمرة شهر رمضان أفضل
يرحمك الله (1).
6 / 5
العمرة المفردة في أشهر الحج
810 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اعتمر في أشهر الحج (2) وانصرف ولم يحج فهو عمرة مفردة،
وإن حج فهو متمتع (3).
811 - الإمام الصادق (عليه السلام): قد اعتمر الحسين بن علي (عليهما السلام) في ذي الحجة، ثم راح يوم
التروية إلى العراق والناس يروحون إلى منى، ولا بأس بالعمرة في ذي
الحجة لمن لا يريد الحج (4).
812 - عنه (عليه السلام): لا بأس بالعمرة المفردة في أشهر الحج ثم يرجع إلى أهله (5).
813 - عنه (عليه السلام): العمرة المبتولة يطوف بالبيت وبالصفا والمروة ثم يحل، فإن شاء أن
يرتحل من ساعته ارتحل (6).

(1) الكافي: 4 / 536 / 2.
(2) أشهر الحج: شوال وذو القعدة وذو الحجة، وراجع الكافي: 4 / 302 / 10 وص 321 / 2 و ص 240 / 1.
(3) دعائم الإسلام: 1 / 334.
(4) الكافي: 4 / 535 / 4 عن معاوية بن عمار، و ح 3 عن إبراهيم بن عمر اليماني نحوه.
(5) الكافي: 4 / 534 / 1 وص 535 / 2 وزاد في آخره " إن شاء " كلاهما عن عبد الله بن سنان.
(6) الكافي: 4 / 537 / 5 عن أبي بصير، دعائم الإسلام: 334 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحوه.
298

6 / 6
عمرات النبي (صلى الله عليه وآله)
814 - الإمام الصادق (عليه السلام): اعتمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث عمر مفترقات: عمرة في ذي
القعدة أهل من عسفان، وهي عمرة الحديبية، وعمرة أهل من الجحفة،
وهي عمرة القضاء، وعمرة أهل من الجعرانة بعدما رجع من الطائف من
غزوة حنين (1).
815 - ابن عباس: إن النبي (صلى الله عليه وآله) اعتمر أربع عمر: عمرة الحديبية، وعمرة القضاء من
قابل، والثالثة من جعرانة، والرابعة التي مع حجته (2).
816 - أبو إسحاق: سألت مسروقا وعطاء ومجاهدا، فقالوا: اعتمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في
ذي القعدة قبل أن يحج. وسمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما يقول:
اعتمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذي القعدة قبل أن يحج، مرتين (3).
817 - محرش الكعبي: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج من الجعرانة ليلا معتمرا، فدخل مكة ليلا
فقضى عمرته، ثم خرج عن ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت، فلما زالت الشمس

(1) الكافي: 4 / 251 / 10 عن معاوية بن عمار وص 252 / 13 عن أبان و ح 14 عن سماعة، الفقيه:
2 / 450 / 2943 كلها نحوه؛ الموطأ: 1 / 342 / 55 عن يحيى بن مالك نحوه، مسند ابن حنبل:
2 / 599 / 6698 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بمضمونه مختصرا، وراجع أخبار مكة
للفاكهي: 5 / 85 / 2890.
(2) الخصال: 200 / 11، المناقب لابن شهرآشوب: 1 / 176 نحوه؛ سنن ابن ماجة: 2 / 999 / 3003،
صحيح البخاري: 2 / 631 / 1688 و 1687، مسند ابن حنبل: 4 / 269 / 12375، سنن أبي داود:
2 / 206 / 1994 و 1993 كلاهما نحوه وكلها عن أنس.
(3) صحيح البخاري: 2 / 631 / 1689، سنن الترمذي: 3 / 275 / 938 عن البراء، مسند ابن حنبل:
2 / 301 / 5069 عن عبد الله بن عمر، سنن أبي داود: 2 / 204 / 1986 عن ابن عمر، الموطأ:
1 / 343 / 57 عن سعيد بن المسيب كلها نحوه.
299

من الغد خرج من بطن سرف حتى جاء مع الطريق، طريق جمع ببطن سرف.
فمن أجل ذلك خفيت عمرته على الناس (1).
بيان:
نقلت عدة روايات مختلفة في بيان عدد عمرات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)
وزمانها، ومن خلال الجمع بينها يمكن أن نخرج بهذه النتيجة:
إن عدد عمره (صلى الله عليه وآله) المفردة كانت ثلاثا، فالروايات التي ذكرت أنها أربع
نظرت إلى كل عمراته (صلى الله عليه وآله) حتى العمرة في حجة الوداع والروايات التي
قالت بأنها عمرتان نظرت إلى عمره الواضحة. وبعبارة أخرى: إن عمرة
النبي من الجعرانة بعد غزوة حنين قد خفيت على الكثير؛ لأنها قد حدثت
ليلا فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأصبح كالبائت...
وأما بشأن زمن العمرات فأكثر المحدثين يعتقدون أنها في ذي القعدة،
وبعضهم يزيدون عليها شوالا ورجبا (2).

(1) سنن الترمذي: 3 / 273 / 935، أخبار مكة للأزرقي: 1 / 185 نحوه، أخبار مكة للفاكهي:
5 / 62 / 2840، وراجع 2842 و 2846 - 2850.
(2) راجع سنن ابن ماجة: 2 / 997 / 2996 و 2997، مسند ابن حنبل: 2 / 598 / 6697 و ص
599 / 6698، أخبار مكة للفاكهي: 5 / 84 / 2889، الكافي: 4 / 252 / 14.
300

القسم الثالث:
المدينة المنورة
301

الفصل الأول
فضل المدينة
1 / 1
أسماء المدينة
818 - ابن عمر: ما طلع النبي (صلى الله عليه وآله) على المدينة قافلا من سفر قط إلا قال: يا طيبة
يا سيدة البلدان (1).
819 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل أمرني أن اسمي المدينة طيبة (2).
820 - أبو حميد: أقبلنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) من تبوك حتى أشرفنا على المدينة، فقال: هذه
طابة (3).
821 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى سمى المدينة طابة (4).

(1) تاريخ أصبهان: 2 / 234 / 1545، كنز العمال: 12 / 259 / 34941.
(2) المعجم الكبير: 2 / 236 / 1987 عن جابر، كنز العمال: 12 / 232 / 34808، وراجع خصائص
المدينة / و: تنفي الخبث، الحديث 836.
(3) صحيح البخاري: 2 / 662 / 1773.
(4) صحيح مسلم: 2 / 1007 / 1385 عن جابر بن سمرة.
303

822 - عنه (صلى الله عليه وآله): للمدينة عشرة أسماء، هي: المدينة، وطيبة، وطابة، ومسكينة،
وجبار، ومحبورة، ويندد، ويثرب (1).
فائدة حول أسماء المدينة
أحصى المؤرخون وكتاب السيرة أسماء متعددة للمدينة، منهم
السمهودي حيث ذكر لها في وفاء الوفا أربعة وتسعين اسما (2)، ورد بعضها
في القرآن مثل يثرب (3) والمدينة. ومن الجدير بالذكر أن لفظ " المدينة "
ذكر في القرآن أربع عشرة مرة، يراد من أربعة منها مدينة النبي (صلى الله عليه وآله) (4).
1 / 2
خصائص المدينة
أ - حرم النبي
823 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل نبي حرم، وحرمي المدينة (5).
824 - سهل بن حنيف: أهوى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده إلى المدينة، فقال: إنها حرم آمن (6).

(1) تاريخ المدينة لابن شبة: 1 / 162 عن زيد بن أسلم.
جاء في هذا الحديث ثمانية أسماء، وذكر صاحب " تاريخ المدينة " بعد هذا الحديث حديثا آخر
عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وفيه اسمان آخران للمدينة، هما: " الدار " و " الإيمان "، ثم قال
بعده: " فالله أعلم أهما تمام العشرة الأسماء التي في الحديث الأول أم لا ".
(2) وفاء الوفا: 1 / 8 - 27، وراجع فضائل المدينة المنورة لمحمد بن يوسف الصالحي: 33.
(3) الأحزاب: 13.
(4) التوبة: 101 و 120، الأحزاب: 60، المنافقون: 8.
(5) مسند ابن حنبل: 1 / 682 / 2923 عن ابن عباس.
(6) صحيح مسلم: 2 / 1003 / 1375.
304

825 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم
إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم (عليه السلام) لمكة (1).
826 - عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرما، وإني حرمت المدينة حراما
ما بين مأزميها (2)، أن لا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا
تخبط فيها شجرة إلا لعلف. اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في
صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا
في مدنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين. والذي
نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى
تقدموا إليها (3).
827 - عنه (صلى الله عليه وآله): المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا، من أحدث فيها حدثا أو آوى
محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا
عدل (4).
828 - الإمام علي (عليه السلام): مكة حرم الله، والمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5).
829 - الإمام الصادق (عليه السلام): مكة حرم إبراهيم (عليه السلام)، والمدينة حرم محمد (صلى الله عليه وآله) (6).

(1) صحيح البخاري: 2 / 749 / 2022 عن عبد الله بن زيد.
(2) المأزم: المضيق في الجبال حتى يلتقي بعضها ببعض ويتسع ما وراءه (لسان العرب: 12 / 17).
(3) صحيح مسلم: 2 / 1001 / 1374، السنن الكبرى: 5 / 329 / 9982 كلاهما عن أبي سعيد مولى المهري.
(4) صحيح البخاري: 2 / 662 / 1771 عن الإمام علي (عليه السلام)، وراجع ج 3 / 1157 / 3001
و ص 1160 / 3008 و ج 6 / 2482 / 6374 وفيه " ما بين عير إلى ثور "؛ دعائم الإسلام: 1 / 295
عن الإمام علي (عليه السلام) وفيه " ما بين عير إلى ثور "، الكافي: 4 / 565 / 6 عن الإمام الصادق (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)،
التهذيب: 10 / 216 / 852 عن جميل عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(5) الكافي: 4 / 563 / 1، التهذيب: 6 / 12 / 21 كلاهما عن حسان بن مهران عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(6) أمالي الطوسي: 672 / 1416 عن عاصم بن عبد الواحد المدائني.
305

ب - مهاجر النبي
830 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): المدينة مهاجري ومضجعي في الأرض، حق على أمتي أن
يكرموا جيراني ما اجتنبوا الكبائر (1).
ج - محبوبة النبي
831 - أنس: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع
راحلته، وإن كان على دابة حركها من حبها (2).
832 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك دعاك لأهل مكة، وأنا
محمد عبدك ونبيك ورسولك أدعوك لأهل المدينة مثل ما دعاك به
إبراهيم لأهل مكة، ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم،
اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة (3).
د - قبة الإسلام
833 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): المدينة قبة الإسلام، ودار الإيمان، وأرض الهجرة، ومبوأ
الحلال والحرام (4).
834 - عنه (صلى الله عليه وآله): إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها (5).

(1) المعجم الكبير: 20 / 205 / 470 عن معقل بن يسار، وراجع وفاء الوفا: 1 / 48.
(2) صحيح البخاري: 2 / 666 / 1787.
(3) مسند ابن حنبل: 8 / 384 / 22693 عن أبي قتادة، وراجع الخرائج والجرائح: 1 / 49 / 66.
(4) المعجم الأوسط: 5 / 380 / 5618، الترغيب والترهيب: 2 / 228 / 26 فيه " ومثوى " بدل " ومبوأ "
وكلاهما عن أبي هريرة، كنز العمال: 12 / 230 / 34802.
(5) صحيح البخاري: 2 / 663 / 1777 عن أبي هريرة؛ عوالي اللآلي: 1 / 429 / 122.
307

ه‍ - افتتحت بالقرآن
835 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): افتتحت القرى بالسيف، وافتتحت المدينة بالقرآن (1).
و - تنفي الخبث
836 - زيد بن ثابت: رجع ناس من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) من أحد، وكان الناس فيهم
فرقتين، فريق يقول: اقتلهم، وفريق يقول: لا، فنزلت: (فما لكم في
المنافقين فئتين) (2). وقال: إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث
الفضة (3).
1 / 3
فضل المقام في المدينة
837 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): المدينة خير من مكة (4).
838 - عنه (صلى الله عليه وآله): رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان، وجمعة
بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان (5).
839 - عنه (صلى الله عليه وآله): من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشفع لمن مات بها (6).
840 - الحسن بن الجهم: سألت أبا الحسن (عليه السلام): أيما أفضل: المقام بمكة أو بالمدينة؟ فقال:

(1) شعب الإيمان: 2 / 145 / 1407 عن عائشة، كنز العمال: 12 / 230 / 34803.
(2) النساء: 88.
(3) صحيح البخاري: 4 / 1676 / 4313، وراجع ج 2 / 662 / 1772 و ص 666 / 1785، سنن
الترمذي: 5 / 239 / 3028.
(4) المعجم الكبير: 4 / 288 / 4450 عن رافع بن خديج.
(5) المعجم الكبير: 1 / 372 / 1144 عن بلال بن الحارث، تاريخ أصبهان: 2 / 315 / 1831 عن ابن عمر.
(6) مسند ابن حنبل: 2 / 363 / 5438 عن ابن عمر.
308

أي شيء تقول أنت؟ فقلت: وما قولي مع قولك؟! قال: إن قولك يردك إلى
قولي، فقلت له: أما أنا فأزعم أن المقام بالمدينة أفضل من المقام بمكة. فقال:
أما لئن قلت ذلك لقد قال أبو عبد الله (عليه السلام) ذاك يوم فطر، وجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فسلم عليه في المسجد ثم قال: قد فضلنا الناس اليوم بسلامنا على
رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
841 - مرازم: دخلت أنا وعمار وجماعة على أبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة فقال: ما مقامكم؟
فقال عمار: قد سرحنا ظهرنا (2) وأمرنا أن نؤتى به إلى خمسة عشر يوما. فقال:
أصبتم المقام في بلد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والصلاة في مسجده، واعملوا لآخرتكم
وأكثروا لأنفسكم. إن الرجل قد يكون كيسا في الدنيا فيقال: ما أكيس فلانا!
وإنما الكيس كيس الآخرة (3).
راجع: ص 45 " الإقامة فيها فوق سنة ".
1 / 4
آداب المدينة
842 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها، أو حين تدخلها (4).
843 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصلاة في مسجد قباء كعمرة (5).

(1) الكافي: 4 / 557 / 1.
(2) الظهر: الإبل التي يحمل عليها ويركب، جمعه: ظهران (لسان العرب: 4 / 522).
(3) الكافي: 4 / 557 / 2.
(4) التهذيب: 6 / 5 / 8 عن معاوية بن عمار، دعائم الإسلام: 1 / 296 نحوه.
(5) سنن الترمذي: 2 / 145 / 324 عن أسيد بن ظهير الأنصاري.
309

844 - عنه (صلى الله عليه وآله): من خرج حتى يأتي هذا المسجد - مسجد قباء - فصلى فيه كان له عدل
عمرة (1).
845 - عنه (صلى الله عليه وآله): من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره ولم يحمله
على الغدو إلا الصلاة في مسجد قباء فصلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بأم
القرآن كان له مثل أجر المعتمر إلى بيت الله (2).
846 - جابر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) صلى في مسجد الخربة، ومسجد القبلتين، وفي مسجد بني حرام
الذي بالقاع (3).
847 - الحلبي: قال أبو عبد الله (عليه السلام): هل أتيتم مسجد قباء أو مسجد الفضيخ أو مشربة أم
إبراهيم؟ قلت: نعم، قال: أما إنه لم يبق من آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيء إلا وقد غير
غير هذا (4).
848 - معاوية بن عمار: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تدع إتيان المشاهد كلها: مسجد قباء فإنه
المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، ومشربة أم إبراهيم، ومسجد
الفضيخ، وقبور الشهداء، ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح. قال: وبلغنا أن
النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا أتى قبور الشهداء قال:
" السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " وليكن فيما تقول عند مسجد الفتح:
" يا صريخ المكروبين، ويا مجيب (دعوة) المضطرين، اكشف همي وغمي وكربي،

(1) سنن النسائي: 2 / 37، المستدرك على الصحيحين: 3 / 13 / 4279، سنن ابن ماجة: 1 / 453 / 1412
نحوه وكلها عن سهل بن حنيف؛ الفقيه: 1 / 229 / 686 نحوه.
(2) المعجم الكبير: 19 / 146 / 319 عن كعب بن عجرة.
(3) تاريخ المدينة لابن شبة: 1 / 68.
(4) الكافي: 4 / 561 / 6.
310

كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه وكفيته هول عدوه في هذا المكان " (1).
849 - عقبة بن خالد: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): إنا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيها
أبدأ؟ فقال: ابدأ بقباء فصل فيه وأكثر، فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في
هذه العرصة.
ثم ائت مشربة أم إبراهيم فصل فيها، وهي مسكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومصلاه.
ثم تأتي مسجد الفضيخ فتصلي فيه، فقد صلى فيه نبيك، فإذا قضيت هذا
الجانب أتيت جانب أحد فبدأت بالمسجد الذي دون الحرة فصليت فيه.
ثم مررت بقبر حمزة بن عبد المطلب فسلمت عليه.
ثم مررت بقبور الشهداء فقمت عندهم فقلت:
" السلام عليكم يا أهل الديار، أنتم لنا فرط، وإنا بكم لاحقون ".
ثم تأتي المسجد الذي كان في المكان الواسع، إلى جنب الجبل، عن يمينك
حين تدخل أحدا فتصلي فيه، فعنده خرج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أحد حين لقي المشركين،
فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلى فيه.
ثم مر أيضا حتى ترجع، فتصلي عند قبور الشهداء ما كتب الله لك.
ثم امض على وجهك حتى تأتي مسجد الأحزاب فتصلي فيه وتدعو الله فيه،
فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا فيه يوم الأحزاب وقال:
" يا صريخ المكروبين ويا مجيب (دعوة) المضطرين ويا مغيث المهمومين، اكشف همي وكربي وغمي
فقد ترى حالي وحال أصحابي " (2).

(1) الكافي: 4 / 560 / 1.
(2) الكافي: 4 / 560 / 2، وراجع كامل الزيارات: 63 / 48 و ص 67 / 54.
311

1 / 5
مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)
أ - بناؤه
850 - الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنى مسجده بالسميط (1)، ثم إن المسلمين كثروا
فقالوا: يا رسول الله، لو أمرت بالمسجد فزيد فيه، فقال: نعم، فأمر به فزيد فيه.
وبناه بالسعيدة (2). ثم إن المسلمين كثروا فقالوا:
يا رسول الله، لو أمرت بالمسجد فزيد فيه، فقال: نعم، فأمر فزيد فيه، وبنى
جداره بالأنثى والذكر (3). ثم اشتد عليهم الحر فقالوا: يا رسول الله، لو أمرت
بالمسجد فظلل، فأمر به فأقيمت فيه سوار من جذوع النخل، ثم طرحت عليه
العوارض والخصف والإذخر، فعاشوا فيه حتى أصابتهم الأمطار، فجعل المسجد
يكف عليهم، فقالوا: يا رسول الله، لو أمرت بالمسجد فطين، فقال لهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا، عريش كعريش موسى، فلم يزل كذلك حتى قبض
رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وكان جداره قبل أن يظلل قامة، فكان إذا كان الفيء ذراعا وهو قدر مربض
عنز صلى الظهر، وإذا كان ضعف ذلك صلى العصر (4).
851 - أنس: قدم النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة، وأمر ببناء المسجد، فقال: يا بني النجار، ثامنوني،
فقالوا: لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فأمر بقبور المشركين فنبشت، ثم بالخرب
فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد (5).

(1153 - 3) أراد بالسميط: لبنة لبنة، كما جاءت به الرواية وكذلك يستفاد من اللغة، لأن فيها: الآجر القائم
بعضه فوق بعض. وبالسعيدة: لبنة ونصف. وبالأنثى والذكر: لبنتان متخالفتان (مجمع البحرين: 2 / 879).
(4) الكافي: 3 / 295 / 1، التهذيب: 3 / 261 / 58، معاني الأخبار: 159 / 1 عن عبد الله بن سنان.
(5) صحيح البخاري: 2 / 661 / 1769، وراجع سنن أبي داود: 1 / 124 / 453.
312

ب - حدوده
852 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو بني مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي (1).
853 - عبد الأعلى مولى آل سام: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كم كان مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال:
كان ثلاثة آلاف وستمائة ذراع مكسرا (2).
854 - ذريح المحاربي: سألته (الإمام الصادق (عليه السلام)) عن حد المسجد، فقال: من الأسطوانة
إلى عند رأس القبر إلى أسطوانتين من وراء المنبر عن يمين القبلة. وكان من وراء
المنبر طريق تمر فيه الشاة أو يمر (3) الرجل منحرفا، وزعم أن ساحة المسجد إلى
البلاط من المسجد (4).
855 - الإمام الصادق (عليه السلام): حد الروضة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى طرف الظلال، وحد
المسجد إلى الأسطوانتين عن يمين المنبر إلى الطريق مما يلي سوق الليل (5).

(1) كنز العمال: 12 / 237 / 34832 نقلا عن أخبار المدينة للزبير بن بكار، الفردوس: 3 / 378 / 5152
وفيه "... إلى صنم كان من مسجدي " وكلاهما عن أبي هريرة، وراجع شرح الأزهار: 1 / 143.
(2) الكافي: 4 / 555 / 7.
قال العلامة المجلسي (رحمه الله): لعل المراد بالمكسر المضروب بعضها في بعض، أي هذا كان حاصل
ضرب الطول في العرض، ويحتمل أن يكون المراد تعيين الذراع. قال في المغرب: الذراع المكسرة
ست قبضات، وهي ذراع العامة، وإنما وصفت بذلك لأنها نقصت عن ذراع الملك بقبضة، وهو بعض
الأكاسرة الأخيرة، وكانت ذراعه سبع قبضات (مرآة العقول: 18 / 267).
(3) في المصدر " تمر " والصواب ما أثبتناه.
(4) الأصول الستة عشر (أصل محمد بن المثنى الحضرمي): 88.
(5) الكافي: 4 / 555 / 6، التهذيب: 6 / 14 / 27 كلاهما عن أبي بصير.
313

فائدة حول توسعة المسجد النبوي
شهد المسجد النبوي توسعات متعددة، أولها في السنة السابعة بعد الهجرة
وذلك على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) المباركة (1). ثم زاد فيه عمر وعثمان من جهة الغرب
والشمال، وذلك في سنتي 17 ه‍ و 29 ه‍ (2) وزاد عثمان أيضا عدة أسطوانات من
جهة القبلة " جنوبي المسجد "، وبنى محرابا (3).
وفي سنة 88 ه‍ زاد عمر بن عبد العزيز - حين تولى المدينة للوليد بن
عبد الملك - ست أسطوانات من الشرق إلى الغرب، وأربع عشرة أسطوانة في
شمال المسجد (4). ثم وسعه المهدي العباسي من جهة الشمال، في سنة 161 ه‍ (5).
وجرت في المسجد أيام العثمانيين عمليات ترميم وتعمير. وأكبر توسعة
وتعمير وتزيين كانت من قبل السلطان عبد المجيد؛ إذ استمرت العمليات من سنة
1265 ه‍ إلى آخر حكمه سنة 1277 ه‍ (6).
وفي العصر الحالي حدثت - في عام 1370 ه‍ وعام 1406 ه‍ - توسعات كبيرة في كل جهات
المسجد ما عدا جهة القبلة، تضاعفت فيها مساحة المسجد، إضافة إلى الساحة
التي مهدت ورصفت بالرخام في خارج المسجد (7). وبشأن جريان الأحكام
الفقهية الخاصة بالمسجد النبوي على هذه الزيادات تردد من قبل الفقهاء (8).
وجدير بالذكر أن مسجد النبي قد أصابه الحريق مرتين. المرة الأولى عام

(1) أخبار مدينة الرسول لابن النجار: 70، وفاء الوفا: 1 / 351، وراجع كنز العمال: 13 / 74 / 36280
و ص 101 / 36336.
(2) وفاء الوفا: 2 / 481 نقلا عن تاريخ اليافعي، وراجع كنز العمال: 8 / 318 / 23095 و ج
13 / 502 / 37294.
(1165 - 5) وفاء الوفا: 2 / 501 و 502، 535 و 536، 521، تاريخ الطبري: 6 / 435.
(6) مرآة الحرمين: 1 / 465 - 468.
(7) عمارة وتوسعة المسجد النبوي عبر التاريخ: 165 و 202.
(8) العروة الوثقى: 1 / 767 المسألة 11.
314

654 ه‍، في أيام حكم المستعصم بالله، فأعيد بناء السقف واستمرت عمارة
المسجد بعده بالتدريج سنين عديدة (1). وفي عام 886 ه‍ احترق المسجد كله - ما
عدا الحجرة النبوية الشريفة والقبة - وأعيد بناؤه من جديد، بأمر سلطان مصر
الملك قايتباي. وقد اكتمل هذا البناء سنة 888 ه‍، حيث زيد على المسجد قليلا
خلال هذه العمارة، من جهة الشرق (2).
(تصوير)

(1171 - 2) انظر: وفاء الوفا: 2 / 598 - 605، 633 و 644.
315

ج - فضله
856 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا، والبيت العتيق (1).
857 - عنه (صلى الله عليه وآله): إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي، ومسجد
إيلياء (2) (3).
858 - عنه (صلى الله عليه وآله): من خرج على طهر، لا يريد إلا مسجدي هذا ليصلي فيه كان بمنزلة حجة (4).
راجع: المسجد الحرام / فضل المسجد الحرام.
د - فضل الصلاة فيه
859 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا
المسجد الحرام (5).
860 - عنه (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام (6).
861 - عنه (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل عند الله عشرة آلاف صلاة في غيره من

(1) مسند ابن حنبل: 5 / 123 / 14788، مسند أبي يعلى: 2 / 466 / 2262 كلاهما عن جابر بن عبد الله.
(2) إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس (معجم البلدان: 1 / 293).
(3) صحيح مسلم: 2 / 1015 / 1397، السنن الكبرى: 5 / 401 / 10264 كلاهما عن أبي هريرة.
(4) التاريخ الكبير: 8 / 379 / 3389، شعب الإيمان: 3 / 500 / 4191 كلاهما عن سهل بن حنيف.
(5) الكافي: 4 / 556 / 10 عن جميل بن دراج عن الإمام الصادق (عليه السلام)، التهذيب: 6 / 15 / 31 و 32 عن
معاوية بن وهب وإسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه؛ سنن الدارمي: 1 / 351 / 1390 عن
أبي هريرة، شعب الإيمان: 3 / 487 / 4148 عن عبد الله بن عمر.
(6) صحيح البخاري: 1 / 398 / 1133، صحيح مسلم: 2 / 1012 / 505، سنن الترمذي: 5 / 719 / 3916
كلها عن أبي هريرة؛ التهذيب: 6 / 15 / 33 عن جميل بن دراج عن الإمام الصادق (عليه السلام).
316

المساجد، إلا المسجد الحرام؛ فإن الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة (1).
862 - عنه (صلى الله عليه وآله): صلاة الرجل في بيته بصلاة... وصلاته في مسجدي بخمسين ألف صلاة،
وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة (2).
863 - عنه (صلى الله عليه وآله): من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة، كتبت له براءة من النار،
ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق (3).
864 - الإمام الصادق (عليه السلام): أكثروا الصلاة في هذا المسجد ما استطعتم، فإنه خير لكم. واعلموا
أن الرجل قد يكون كيسا في أمر الدنيا، فيقال: ما أكيس فلانا! فكيف من كان
كاس في أمر آخرته؟! (4)
865 - أبو بكر الحضرمي: قد أمرني أبو عبد الله (عليه السلام) أن أكثر الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ما استطعت، وقال: إنك لا تقدر عليه كلما شئت (5).
866 - عمار بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام): سألته عن الصلاة في
مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله): هي مثل الصلاة بالمدينة؟ قال (عليه السلام): لا؛ لان الصلاة في مسجد
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بألف صلاة، والصلاة بالمدينة مثل الصلاة في سائر الأمصار (6).

(1) ثواب الأعمال: 50 / 1 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، دعائم الإسلام:
1 / 148 و ص 396 عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله) نحوه، وراجع الكافي: 4 / 556 / 11 و
12، كامل الزيارات: 59 / 39، أمالي الطوسي: 528 / 1162.
(2) سنن ابن ماجة: 1 / 453 / 1413 عن أنس بن مالك.
(3) مسند ابن حنبل: 4 / 311 / 12584 عن أنس بن مالك.
(4) التهذيب: 6 / 19 / 43 عن مرازم.
(5) كامل الزيارات: 43 / 10 و ص 60 / 40 نحوه عن معاوية بن عمار.
(6) كامل الزيارات: 58 / 37.
317

ه‍ - إتمام الصلاة فيه
867 - الإمام الصادق (عليه السلام): تتم الصلاة في أربعة مواطن: في المسجد الحرام، ومسجد
الرسول (صلى الله عليه وآله)، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين صلوات الله عليه (1).
راجع: ص 46 " الصلاة ".
و - آدابه
868 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا دخلت المسجد فإن استطعت أن تقيم ثلاثة أيام: الأربعاء
والخميس والجمعة، فصل ما بين القبر والمنبر يوم الأربعاء عند الأسطوانة التي
تلي القبر، فتدعو الله عندها وتسأله كل حاجة تريدها في آخرة أو دنيا، واليوم
الثاني عند أسطوانة التوبة، ويوم الجمعة عند مقام النبي (صلى الله عليه وآله) مقابل الأسطوانة
الكثيرة الخلوق، فتدعو الله عندهن لكل حاجة، وتصوم تلك الثلاثة الأيام (2).
869 - عنه (عليه السلام): إن كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيام صمت أول يوم يوم الأربعاء، وتصلي ليلة
الأربعاء عند أسطوانة أبي لبابة - أي أسطوانة التوبة التي كان ربط نفسه إليها حتى
نزل عذره من السماء - وتقعد عندها يوم الأربعاء.
ثم تأتي ليلة الخميس الأسطوانة التي تليها مما يلي مقام النبي (صلى الله عليه وآله)، ليلتك
ويومك، وتصوم يوم الخميس.
ثم تأتي الأسطوانة التي تلي مقام النبي (صلى الله عليه وآله) ومصلاه ليلة الجمعة، فتصلي
عندها ليلتك ويومك وتصوم يوم الجمعة، فإن استطعت أن لا تتكلم بشيء في
هذه الأيام فافعل، إلا ما لابد لك منه. ولا تخرج من المسجد إلا لحاجة، ولا

(1) الكافي: 4 / 586 / 2 عن أبي بصير و ح 3 عن حذيفة بن منصور، 4 عن حسين، 5 عن عبد الحميد
خادم إسماعيل بن جعفر نحوه، التهذيب: 5 / 432 / 1500.
(2) الكافي: 4 / 558 / 4 عن الحلبي وفي العروة الوثقى: الأقوى...
318

تنام في ليل ولا نهار فافعل، لان ذلك مما يعد فيه الفضل.
ثم احمد الله في يوم الجمعة وأثن عليه وصل على النبي (صلى الله عليه وآله) وسل حاجتك،
وليكن فيما تقول:
" اللهم ما كانت لي إليك من حاجة شرعت أنا في طلبها والتماسها أو لم أشرع،
سألتكها أو لم أسألكها، فإني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله في
قضاء حوائجي صغيرها وكبيرها ".
فإنك حري أن تقضى إليك حاجتك، إن شاء الله (1).
870 - عنه (عليه السلام): إذا فرغت من الدعاء عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فائت المنبر فامسحه
بيدك، وخذ برمانتيه وهما السفلاوان، وامسح عينيك ووجهك به، فإنه
يقال إنه شفاء العين. وقم عنده فاحمد الله وأثن عليه وسل حاجتك، فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة، ومنبري
على ترعة من ترع الجنة - والترعة هي الباب الصغير -.
ثم تأتي مقام النبي (صلى الله عليه وآله) فتصلي فيه ما بدا لك، فإذا دخلت المسجد فصل
على النبي (صلى الله عليه وآله)، وإذا خرجت فاصنع مثل ذلك، وأكثر من الصلاة في مسجد
الرسول (صلى الله عليه وآله) (2).
871 - عنه (عليه السلام): أفضل موضع يصلى فيه منه ما قرب من القبر، فإذا دخلت المدينة
فاغتسل، وائت المسجد فابدأ بقبر النبي (صلى الله عليه وآله)، وقف به وسلم على النبي (صلى الله عليه وآله)

(1) التهذيب: 6 / 16 / 35، الكافي: 4 / 558 / 5 نحوه مختصرا وفي آخره: وادع بهذا الدعاء لحاجتك
وهو: " اللهم إني أسألك بعزتك وقوتك وقدرتك وجمع ما أحاط به علمك، أن تصلي على محمد وآل
محمد وأن تفعل بي كذا وكذا " وكلاهما عن معاوية بن عمار.
(2) الكافي: 4 / 553 / 1، التهذيب: 6 / 7 / 12 كلاهما عن معاوية بن عمار.
319

واشهد له بالرسالة والبلاغ، وأكثر من الصلاة عليه، وادع من الدعاء بما فتح الله
لك فيه (1).

(1) دعائم الإسلام: 1 / 296.
320

الفصل الثاني
زيارة النبي (صلى الله عليه وآله)
2 / 1
الحث على زيارته
872 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من حج فزار قبري، بعد موتي، كان كمن زارني في حياتي (1).
873 - عنه (صلى الله عليه وآله): من حج ولم يزرني فقد جفاني (2).
874 - عنه (صلى الله عليه وآله): من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن جاورني بعد موتي

(1) المعجم الأوسط: 3 / 351 / 3376، السنن الكبرى: 5 / 403 / 10274، شعب الإيمان:
3 / 489 / 4154، سنن الدارقطني: 2 / 278 / 192، فضائل المدينة لأبي سعيد الجندي: 39 / 52
كلها عن عبد الله بن عمر.
(2) المغني عن حمل الأسفار: 1 / 207 / 818 عن ابن عمر، كشف الخفاء للعجلوني: 2 / 244 / 2460،
كنز العمال: 5 / 135 / 12369 عن ابن حبان والديلمي وفيه "... من حج البيت... " وأورده ابن
الجوزي في الموضوعات فلم يصب.
321

فكأنما جاورني في حياتي (1).
875 - الإمام علي (عليه السلام): أتموا برسول الله (صلى الله عليه وآله) حجكم إذا خرجتم إلى بيت الله؛ فإن تركه
جفاء، وبذلك أمرتم، (وأتموا) بالقبور التي ألزمكم الله عز وجل حقها
وزيارتها، واطلبوا الرزق عندها (2).
876 - يحيى بن يسار: حججنا فمررنا بأبي عبد الله (عليه السلام) فقال: حاج بيت الله وزوار قبر
نبيه (صلى الله عليه وآله) وشيعة آل محمد، هنيئا لكم (3).
877 - عبد السلام بن صالح الهروي: قلت لعلي بن موسى الرضا (عليهما السلام): يا ابن
رسول الله، ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أن المؤمنين
يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال (عليه السلام): يا أبا الصلت، إن الله تبارك
وتعالى فضل نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله) على جميع خلقه من النبيين والملائكة،
وجعل طاعته طاعته ومتابعته متابعته وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته،
فقال عز وجل: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (4) وقال: (إن الذين يبايعونك إنما
يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) (5) وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " من زارني في حياتي أو بعد
موتي فقد زار الله "، درجة النبي (صلى الله عليه وآله) في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره
إلى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى (6).

(1) كنز العمال: 12 / 272 / 35009 نقلا عن الديلمي عن ابن عمر، وراجع شعب الإيمان:
3 / 488 / 4151؛ كامل الزيارات: 45 / 17.
(2) الخصال: 616 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
(3) الكافي: 4 / 549 / 3.
(4) النساء: 80.
(5) الفتح: 10.
(6) التوحيد: 117 / 21، وراجع الكافي: 4 / 585 / 5، التهذيب: 6 / 4 / 6.
322

2 / 2
التسليم عليه من قريب وبعيد
878 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زار قبري بعد موتي، كان كمن هاجر إلي في حياتي، فإن لم
تستطيعوا فابعثوا إلي بالسلام فإنه يبلغني (1).
879 - عنه (صلى الله عليه وآله): خلق الله تعالى لي ملكين يردان السلام على من سلم علي من شرق
البلاد وغربها، إلا من سلم علي في داري فإني أرد عليه السلام بنفسي (2).
880 - الإمام الصادق (عليه السلام): مروا بالمدينة فسلموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قريب، وإن
كانت الصلاة تبلغه من بعيد (3).
881 - عنه (عليه السلام): صلوا إلى جانب قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن كانت صلاة المؤمنين تبلغه أينما
كانوا (4).
882 - عامر بن عبد الله: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني زدت جمالي دينارين أو ثلاثة
على أن يمر بي إلى المدينة.
فقال: قد أحسنت، ما أيسر هذا! تأتي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتسلم عليه،
أما إنه يسمعك من قريب، ويبلغه عنك من بعيد (5).
راجع: وفاء الوفا: 4 / 1349 فصل في بقية أدلة الزيارة.

(1) التهذيب: 6 / 3 / 1 عن إسماعيل بن موسى عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(2) كنز العمال: 12 / 256 / 34929 عن ابن النجار عن ابن عمر، وراجع السنن الكبرى:
5 / 402 / 10270.
(3) الكافي: 4 / 552 / 5 عن إسحاق بن عمار.
(4) الكافي: 4 / 553 / 7 عن معاوية بن وهب.
(5) كامل الزيارات: 43 / 11، وراجع مصباح الزائر: 66.
323

2 / 3
شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) لمن زاره
883 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (1).
884 - عنه (صلى الله عليه وآله): من جاءني زائرا، لا يعمله حاجة إلا زيارتي، كان حقا علي أن أكون
له شفيعا يوم القيامة (2).
885 - عنه (صلى الله عليه وآله): من زار قبري حلت له شفاعتي، ومن زارني ميتا فكأنما زارني
حيا (3).
886 - عنه (صلى الله عليه وآله): من أتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن
أتاني زائرا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة (4).
887 - عنه (صلى الله عليه وآله): من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة (5).
888 - عنه (صلى الله عليه وآله): من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيدا
وشافعا يوم القيامة (6).

(1) الكافي: 4 / 548 / 3 عن السدوسي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قرب الإسناد: 65 / 205 عن مسعدة بن
صدقة عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) عنه (صلى الله عليه وآله) وفيه " من زارني حيا وميتا... ".
(2) المعجم الكبير: 12 / 225 / 13149 عن ابن عمر.
(3) البحار: 100 / 159 / 40 و ص 143 / 27 نحوه و ج 99 / 334 / 4 نقلا عن بعض نسخ الفقه
الرضوي.
(4) الكافي: 4 / 548 / 5، علل الشرائع: 460 / 7 كلاهما عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
(5) شعب الإيمان: 3 / 489 / 4157 عن أنس بن مالك، وراجع ح 4153 و 4156، مسند الطيالسي:
12 / 66 عن عمر.
(6) كامل الزيارات: 45 / 17 عن الحسن عن الإمام علي (عليه السلام).
324

2 / 4
ثواب زيارة النبي (صلى الله عليه وآله)
889 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان
مبرورتان (1).
890 - الإمام الباقر (عليه السلام): إن زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدل حجة مع رسول الله مبرورة (2).
891 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني في حياتي وبعد موتي، كان في جواري يوم
القيامة (3).
892 - عنه (صلى الله عليه وآله): من زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة (4).
893 - عنه (صلى الله عليه وآله): يا علي، من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو
بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة
أن أخلصه من أهوالها وشدائدها، حتى أصيره معي في درجتي (5).
894 - أبو شهاب: قال الحسين (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبتاه، ما لمن زارك؟ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني، من زارني حيا أو ميتا، أو زار أباك، أو زار أخاك، أو
زارك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة، وأخلصه من ذنوبه (6).

(1) كنز العمال: 5 / 135 / 12370 نقلا عن الديلمي عن ابن عباس.
(2) كامل الزيارات: 47 / 25 عن الفضيل بن يسار، وراجع الكافي: 4 / 548 / 2.
(3) التهذيب: 6 / 3 / 2 عن صفوان بن سليمان عن أبيه، كامل الزيارات: 45 / 16 وفيه " أو بعد موتي "
عن صفوان بن سليم عن أبيه.
(4) شعب الإيمان: 3 / 490 / 4158 عن أنس وص 488 / 4152 عن رجل من آل الخطاب، الدر
المنثور: 2 / 272 عن الجندي والبيهقي عن أنس بن مالك.
(5) الكافي: 4 / 579 / 2 عن محمد بن علي رفعه.
(6) الكافي: 4 / 548 / 4، ثواب الأعمال: 108 / 2 عن علاء بن المسيب، وراجع علل الشرائع:
460 / 5، أمالي الصدوق: 57 / 4.
325

895 - الإمام الصادق (عليه السلام): بينا الحسين (عليه السلام) قاعد في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم إذ رفع
رأسه إليه فقال: يا أبه، قال: لبيك يا بني. قال: ما لمن أتاك بعد وفاتك
زائرا لا يريد إلا زيارتك؟ قال: يا بني، من أتاني بعد وفاتي زائرا لا يريد
إلا زيارتي فله الجنة (1).
896 - ابن أبي نجران: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك، ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)
متعمدا؟ فقال: له الجنة (2).
راجع: ص 343 " ثواب زيارتهم ".
2 / 5
أدب زيارة النبي (صلى الله عليه وآله)
897 - الإمام الباقر (عليه السلام): كان أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) يقف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فيسلم
عليه ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره إلى المروة
الخضراء الدقيقة العرض مما يلي القبر، ويلتزق بالقبر ويسند ظهره إلى
القبر، ويستقبل القبلة فيقول:
" اللهم إليك ألجأت ظهري، وإلى قبر محمد عبدك ورسولك أسندت ظهري، والقبلة
التي رضيت لمحمد صلى الله عليه وآله استقبلت. اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي خير
ما أرجو، ولا أدفع عنها شر ما أحذر عليها، وأصبحت الأمور بيدك فلا فقير أفقر مني، إني
لما أنزلت إلي من خير فقير. اللهم ارددني منك بخير؛ فإنه لا راد لفضلك، اللهم إني أعوذ
بك من أن تبدل اسمي، أو تغير جسمي، أو تزيل نعمتك عني. اللهم كرمني بالتقوى،

(1) التهذيب: 6 / 21 / 48 عن علي بن شعيب، وص 20 / 44 عن عبد الله بن سنان نحوه وفيه " الحسن "
بدل " الحسين ".
(2) الكافي: 4 / 548 / 1، التهذيب: 6 / 3 / 3 وفيه " قاصدا "، كامل الزيارات: 42 / 7.
326

وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية، وارزقني شكر العافية " (1).
898 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا دخلت المدينة فاغتسل، قبل أن تدخلها أو حين
تدخلها، ثم تأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم تقوم فتسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم تقوم
عند الأسطوانة المقدمة من جانب القبر الأيمن عند رأس القبر عند زاوية
القبر وأنت مستقبل القبلة، ومنكبك الأيسر إلى جانب القبر ومنكبك
الأيمن مما يلي المنبر، فإنه موضع رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتقول:
" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أنك
رسول الله، وأشهد أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت
لامتك، وجاهدت في سبيل الله، وعبدت الله (مخلصا) حتى أتاك اليقين، بالحكمة
والموعظة الحسنة (2)، وأديت الذي عليك من الحق، وأنك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت
على الكافرين، فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين، الحمد لله الذي استنقذنا بك
من الشرك والضلالة.
اللهم فاجعل صلواتك، وصلوات ملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين، وأنبيائك
المرسلين، وأهل السماوات والأرضين، ومن سبح لك يا رب العالمين، من الأولين
والآخرين على محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك ونجيك وحبيبك وصفيك وخاصتك
وصفوتك وخيرتك من خلقك. اللهم أعطه الدرجة والوسيلة من الجنة، وابعثه مقاما
محمودا يغبطه به الأولون والآخرون. اللهم إنك قلت: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (3) وإني

(1) الكافي: 4 / 551 / 2 عن علي بن جعفر عن أخيه عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، وراجع المزار للمفيد: 175.
(2) قوله (عليه السلام): " بالحكمة " حال عن فاعل " عبدت " أو " جاهدت " والأول أقرب لفظا والثاني معنى (مرآة
العقول: 18 / 260). لكن الصدوق في الفقيه أورده هكذا " ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة " فلعل العبارة سقطت من الكافي.
(3) النساء: 64.
327

أتيت نبيك مستغفرا تائبا من ذنوبي، وإني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي ".
وإن كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي (صلى الله عليه وآله) خلف كتفيك واستقبل القبلة
وارفع يديك واسأل حاجتك، فإنك أحرى أن تقضى إن شاء الله (1).
899 - محمد بن مسعود: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) انتهى إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فوضع يده عليه
وقال:
" أسأل الله الذي اجتباك واختارك وهداك وهدى بك أن يصلي عليك ". ثم قال: (إن
الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما) (2) (3).
900 - إسحاق بن عمار: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): علمني تسليما خفيفا على النبي (صلى الله عليه وآله)،
قال: قل:
" أسأل الله الذي انتجبك واصطفاك واختارك وهداك وهدى بك أن يصلي عليك صلاة
كثيرة طيبة " (4).
901 - الإمام الكاظم (عليه السلام): إذا أتيت قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقضيت ما يجب عليك فصل ركعتين،
ثم قف عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قل:
" السلام عليك يا نبي الله من أبي وأمي وزوجتي وولدي، وجميع حامتي، ومن جميع

(1) الكافي: 4 / 550 / 1، التهذيب: 6 / 5 / 8، الفقيه: 2 / 565، كامل الزيارات: 48 / 27 نحوه وكلها
عن معاوية بن عمار.
(2) الأحزاب: 56.
(3) الكافي: 4 / 552 / 4.
(4) كامل الزيارات: 57 / 35، وراجع الكافي: 4 / 553 / 8.
328

أهل بلدي، حرهم وعبدهم وأبيضهم وأسودهم "، فلا تشاء أن تقول للرجل: إني
أقرأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنك السلام إلا كنت صادقا (1).
902 - أحمد بن محمد بن أبي نصر: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): كيف السلام على
رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند قبره؟ فقال: قل:
" السلام على رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله،
السلام عليك يا أمين الله، أشهد أنك قد نصحت لامتك، وجاهدت في سبيل الله، وعبدته
حتى أتاك اليقين، فجزاك الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته، اللهم صل على محمد وآل
محمد، أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " (2).
903 - إبراهيم بن أبي البلاد: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): كيف تقول في التسليم على
النبي (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: الذي نعرفه ورويناه، قال: أولا أعلمك ما هو أفضل من
هذا؟ قلت: نعم، جعلت فداك. فكتب لي وأنا قاعد عنده بخطه، وقرأه
علي: إذا وقفت على قبره (صلى الله عليه وآله) فقل:
" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك
رسول الله، وأشهد أنك خاتم النبيين، وأشهد أنك قد بلغت رسالة ربك ونصحت لامتك،
وجاهدت في سبيل ربك، وعبدته حتى أتاك اليقين، وأديت الذي عليك من الحق. اللهم
صل على محمد عبدك ورسولك ونجيك وأمينك وصفيك وخيرتك من خلقك أفضل ما
صليت على أحد من أنبيائك ورسلك، اللهم سلم على محمد وآل محمد كما سلمت على
نوح في العالمين، وامنن على محمد وآل محمد كما مننت على موسى وهارون، وبارك
على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم صل

(1) الكافي: 4 / 317 / 8 عن إبراهيم الحضرمي.
(2) الكافي: 4 / 552 / 3، التهذيب: 6 / 6 / 9، كامل الزيارات: 58 / 36، المزار للمفيد: 172 كلاهما
نحوه.
329

على محمد وآل محمد، وترحم على محمد وآل محمد. اللهم رب البيت الحرام، ورب
المسجد الحرام، ورب الركن والمقام، ورب البلد الحرام، ورب الحل والحرام، ورب
المشعر الحرام بلغ روح (نبيك) محمد مني السلام " (1).
904 - السيد ابن طاووس - في شرح زيارته (صلى الله عليه وآله) لمن وصل إلى محله الشريف، وذكر
عمل مسجده المنيف -: فإذا وردت المدينة يستحب أن تكون مغتسلا
لدخولها، وكذلك لدخول مسجدها ولزيارته صلوات الله عليه وآله أيضا،
ثم تدخلها وتقصد إلى باب المسجد، وتقول:
" اللهم قد وقفت على باب من أبواب بيوت نبيك عليه وعليهم السلام، وقد منعت
الناس الدخول إلى بيوته إلا بإذن نبيك فقلت: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت
النبي إلا أن يؤذن لكم).
اللهم إني أعتقد حرمة نبيك في غيبته كما أعتقد في حضرته، وأعلم أن رسلك
وخلفاءك أحياء عندك يرزقون، يرون مكاني في وقتي هذا وزماني، ويسمعون كلامي
في وقتي هذا وزماني، ويردون علي سلامي، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم، وفتحت
باب فهمي بلذيذ مناجاتهم، فإني أستأذنك يا رب أولا، وأستأذن رسولك ثانيا
صلواتك عليه وآله، وأستأذن خليفتك المفروض علي طاعته في الدخول في ساعتي هذه
إلى بيته، وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة لله السامعة.
السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا الموضع المبارك ورحمة الله وبركاته،
بإذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه وإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين أدخل هذا البيت
متقربا إلى الله ورسوله محمد وآله الطاهرين، فكونوا - ملائكة الله - أعواني وكونوا
أنصاري حتى أدخل هذا البيت وأدعو الله بفنون الدعوات، وأعترف لله بالعبودية،
وللرسول بالطاعة ".

(1) كامل الزيارات: 53 / 31، المزار للمفيد: 173.
330

ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى، وتقول:
بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (رب أدخلني مدخل صدق
وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا). وتكبر الله تعالى
مائة تكبيرة.
فإذا دخلت فلتصل ركعتين تحية المسجد، ثم تمشي إلى الحجرة، فإذا
وصلتها استلمتها وقبلتها وتقول:
" السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا محمد بن عبد
الله، السلام عليك يا خاتم النبيين، أشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأقمت الصلاة، وآتيت
الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله حتى أتاك اليقين، فصلوات
الله عليك ورحمته وعلى أهل بيتك الطاهرين ".
ثم قف عند الأسطوانة المقدمة التي عند زاوية الحجرة من جانب القبر
الأيمن وأنت مستقبل القبلة، ومنكبك الأيسر إلى جانب القبر، ومنكبك
الأيمن مما يلي المنبر، فإنه موضع رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقل:
" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله
عليه وآله، وأشهد أنك رسول الله، وأنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك قد بلغت رسالات
ربك، ونصحت لامتك، وجاهدت في الله حق جهاده، داعيا إلى طاعته، زاجرا عن
معصيته، وأنك لم تزل بالمؤمنين رؤوفا رحيما وعلى الكافرين غليظا، حتى أتاك اليقين،
فبلغ الله بك أشرف محل المكرمين. الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة.
اللهم فاجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين، وأنبيائك
المرسلين، وأهل السماوات والأرضين، ممن سبح لك يا رب العالمين من الأولين
والآخرين، على محمد عبدك ورسولك ونبيك، وأمينك ونجيبك، وحبيبك وخاصتك
وصفوتك، وخيرتك من خلقك.
331

اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم امنحه أشرف مرتبة، وارفعه إلى
أسنى درجة ومنزلة، وأعطه الوسيلة والرتبة العالية الجليلة، كما بلغ ناصحا، وجاهد في سبيلك،
وصبر على الأذى في جنبك، وأوضح دينك، وأقام حججك، وهدى إلى طاعتك، وأرشد إلى
مرضاتك.
اللهم صل عليه وعلى الأئمة الأبرار من ذريته، والأخيار من عترته، وسلم عليهم أجمعين
تسليما. اللهم إني لا أجد سبيلا إليك سواهم، ولا أرى شفيعا مقبول الشفاعة عندك غيرهم، بهم
أتقرب إلى رحمتك، وبولايتهم أرجو جنتك، وبالبراءة من أعدائهم أؤمل الخلاص من عذابك.
اللهم فاجعلني بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ".
ثم تلتفت إلى القبر وتقول:
" أسأل الله الذي اجتباك وهداك وهدى بك أن يصلي عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين ".
ثم تلصق كفك بحائط الحجرة وتقول:
" أتيتك يا رسول الله مهاجرا إليك، قاضيا لما أوجبه الله علي من قصدك، وإذ لم ألحقك حيا
فقد قصدتك بعد موتك عالما أن حرمتك ميتا كحرمتك حيا، فكن لي بذلك عند الله شاهدا ".
ثم امسح كفك على وجهك وقل:
" اللهم اجعل ذلك بيعة مرضية لديك، وعهدا مؤكدا عندك، تحييني ما أحييتني عليه، وعلى
الوفاء بشرائطه وحدوده وحقوقه وأحكامه ولوازمه، وتميتني إذا أمتني عليه، وتبعثني إذا بعثتني
عليه ".
ثم تستقبل وجه النبي (صلى الله عليه وآله) وتجعل القبلة خلف ظهرك والقبر أمامك
وتقول:
" السلام عليك يا نبي الله ورسوله، السلام عليك يا صفوة الله وخيرته من خلقه،
السلام عليك يا أمين الله وحجته، السلام عليك يا خاتم النبيين وسيد المرسلين، السلام
332

عليك أيها البشير النذير، السلام عليك أيها الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، السلام عليك
وعلى أهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. أشهد أنك - يا رسول الله - أتيت
بالحق، وقلت بالصدق.
فالحمد لله الذي وفقني للإيمان والتصديق، ومن علي بطاعتك واتباع سبيلك، وجعلني من
أمتك والمجيبين لدعوتك، وهداني إلى معرفتك ومعرفة الأئمة من ذريتك. أتقرب إلى الله بما
يرضيك، وأبرأ إلى الله مما يسخطك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك.
جئتك يا رسول الله زائرا وقصدتك راغبا، متوسلا بك إلى الله سبحانه، وأنت صاحب
الوسيلة، والمنزلة الجليلة، والشفاعة المقبولة، والدعوة المسموعة، فاشفع لي إلى الله تعالى في
الغفران والرحمة، والتوفيق والعصمة، فقد غمرت الذنوب، وشملت العيوب، وأثقل الظهر،
وتضاعف الوزر، وقد أخبرتنا - وخبرك الصدق - أنه تعالى قال - وقوله الحق -: (ولو أنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)
وقد جئتك يا رسول الله مستغفرا من ذنوبي، تائبا من معاصي وسيئاتي، وإني أتوجه بك إلى الله
ربي وربك ليغفر لي ذنوبي، فاشفع لي يا شفيع الأمة، وأجرني يا نبي الرحمة، صلى الله عليك
وعلى آلك الطاهرين ".
وتجتهد في المسألة. ثم تستقبل القبلة بعد ذلك بوجهك وأنت في
موضعك وتجعل القبر من خلفك وتقول:
" اللهم إليك ألجأت أمري، وإلى قبر نبيك ورسولك أسندت ظهري، وإلى القبلة التي
ارتضيتها استقبلت بوجهي. اللهم إني لا أملك لنفسي خير ما أرجو، ولا أدفع عنها سوء ما أحذر،
والأمور كلها بيدك. فأسألك بحق محمد وعترته وقبره الطيب المبارك وحرمه أن تصلي على
محمد وآله، وأن تغفر لي ما سلف من ذنوبي، وتعصمني من المعاصي في مستقبل عمري،
وتثبت على الإيمان قلبي، وتوسع علي رزقي، وتسبغ علي النعم، وتجعل قسمي من العافية
أوفر القسم، وتحفظني في أهلي ومالي وولدي، وتكلاني من الأعداء، وتحسن لي العافية في
الدنيا ومنقلبي في الآخرة. اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم
والأموات، إنك على كل شيء قدير ".
333

وتقرأ " إنا أنزلناه " إحدى عشرة مرة.
ثم تصير إلى مقام النبي (صلى الله عليه وآله) - وهو بين القبر والمنبر - وتقف عند
الأسطوانة المخلقة التي تلي المنبر، واجعله بين يديك وصل أربع ركعات، فإن لم
تتمكن فركعتين للزيارة، فإذا سلمت وسبحت فقل:
" اللهم هذا مقام نبيك وخيرتك من خلقك، جعلته روضة من رياض جنتك، وشرفته على
بقاع أرضك برسولك وفضلته به، وعظمت حرمته، وأظهرت جلالته، وأوجبت على عبادك
التبرك بالصلاة والدعاء فيه، وقد أقمتني فيه بلا حول ولا قوة كان مني في ذلك إلا في رحمتك.
اللهم فكما أن حبيبك لا يتقدمه في الفضل خليلك، فاجعل استجابة الدعاء في مقام حبيبك.
اللهم إني أسألك في هذا المقام الطاهر أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعيذني من
النار، وتمن علي بالجنة، وترحم موقفي، وتغفر زلتي، وتزكي عملي، وتوسع لي في رزقي،
وتديم عافيتي ورشدي، وتسبغ نعمتك علي، وتحفظني في أهلي ومالي وولدي، وتحرسني من
كل متعد علي وظالم لي، وتطيل في طاعتك عمري، وتوفقني لما يرضيك عني، وتعصمني عما
يسخطك علي.
اللهم إني أتوسل إليك بنبيك وأهل بيته، حججك على خلقك، وأمنائك في أرضك، أن
تستجيب لي دعائي، وتبلغني في الدين والدنيا أملي ورجائي. يا سيدي ومولاي قد سألتك فلا
تخيبني، ورجوت فضلك فلا تحرمني، فأنا الفقير إلى رحمتك، الذي ليس لي غير إحسانك
وتفضلك، فأسألك أن تحرم شعري وبشري على النار، وتؤتيني من الخير ما علمت منه وما لم
أعلم، وادفع عني وعن والدي وإخواني وأخواتي من الشر ما علمت منه وما لم أعلم.
اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنك على كل شيء قدير، وبكل شيء
عليم " (1).

(1) مصباح الزائر: 44، وراجع البحار: 100 / 160 / 41.
334

905 - يونس بن يعقوب: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن وداع قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: تقول:
" صلى الله عليك، السلام عليك، لا جعله الله آخر تسليمي عليك " (1).
906 - الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل، ثم ائت قبر
النبي (صلى الله عليه وآله)، بعد ما تفرغ من حوائجك، واصنع مثل ما صنعت عند دخولك وقل:
" اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك، فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد في مماتي
على ما شهدت عليه في حياتي، أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك " (2).

(1) الكافي: 4 / 563 / 2.
(2) الكافي: 4 / 563 / 1، التهذيب: 6 / 11 / 20، كامل الزيارات: 68 / 55 كلها عن معاوية بن عمار.
335

الفصل الثالث
زيارة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
3 / 1
ثواب زيارتها
907 - يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن جده: دخلت على فاطمة (عليها السلام)، فبدأتني
بالسلام، ثم قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة.
قالت: أخبرني أبي وهو ذا هو أنه من سلم عليه وعلي ثلاثة أيام
أوجب الله له الجنة.
قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم، وبعد موتنا (1).

(1) التهذيب: 6 / 9 / 18، المزار للمفيد: 177 / 1 عن الحسين بن يزيد بن عبد الملك، المناقب لابن
شهر آشوب: 3 / 365.
337

3 / 2
أدب زيارة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
908 - إبراهيم بن محمد بن عيسى بن محمد العريضي قال: حدثنا أبو جعفر (عليه السلام) ذات
يوم، قال: إذا صرت إلى قبر جدتك فاطمة (عليها السلام) فقل:
" يا ممتحنة امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك، فوجدك لما امتحنك صابرة،
وزعمنا أنا لك أولياء ومصدقون وصابرون لكل ما أتانا به أبوك صلى الله عليه وآله وأتانا
به وصيه صلى الله عليه وآله، فإنا نسألك إن كنا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما
بالبشرى، لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك " (1).
909 - الشيخ الصدوق: لما فرغت من زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قصدت إلى بيت
فاطمة (عليها السلام) - وهو من عند الأسطوانة التي تدخل إليها من باب جبرئيل (عليه السلام)
إلى مؤخر الحظيرة التي فيها النبي (صلى الله عليه وآله) - فقمت عند الحظيرة ويساري إليها،
وجعلت ظهري إلى القبلة واستقبلتها بوجهي وأنا على غسل، وقلت:
" السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت نبي الله، السلام عليك يا بنت
حبيب الله، السلام عليك يا بنت خليل الله، السلام عليك يا بنت صفي الله، السلام عليك
يا بنت أمين الله، السلام عليك يا بنت خير خلق الله، السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله
ورسله وملائكته، السلام عليك يا ابنة خير البرية، السلام عليك يا سيدة نساء العالمين
من الأولين والآخرين، السلام عليك يا زوجة ولي الله وخير الخلق بعد رسول الله، السلام
عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، السلام عليك أيتها الصديقة
الشهيدة، السلام عليك أيتها الرضية المرضية، السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية، السلام
عليك أيتها الحورية الإنسية، السلام عليك أيتها التقية النقية، السلام عليك أيتها المحدثة

(1) التهذيب: 6 / 10 / 19.
338

العليمة، السلام عليك أيتها المظلومة المغصوبة، السلام عليك أيتها المضطهدة المقهورة،
السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وعلى روحك
وبدنك. أشهد أنك مضيت على بينة من ربك، وأن من سرك فقد سر رسول الله صلى الله
عليه وآله، ومن جفاك فقد جفا رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن آذاك فقد آذى
رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن وصلك فقد وصل رسول الله صلى الله عليه وآله،
ومن قطعك فقد قطع رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنك بضعة منه وروحه التي بين
جنبيه، كما قال عليه أفضل سلام الله وصلواته. اشهد الله ورسله وملائكته أني راض عمن
رضيت عنه، ساخط على من سخطت عليه، متبرئ ممن تبرأت منه، موال لمن واليت،
معاد لمن عاديت، مبغض لمن أبغضت، محب لمن أحببت، وكفى بالله شهيدا وحسيبا
وجازيا ومثيبا " (1).
3 / 3
مدفن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
910 - الإمام الصادق (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض
الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة "؛ لان قبر فاطمة صلوات الله
عليها بين قبره ومنبره، وقبرها روضة من رياض الجنة، وإليه ترعة من
ترع الجنة (2).
911 - أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، قال: سألته عن فاطمة
بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله): أي مكان دفنت؟
فقال: سأل رجل جعفرا (عليه السلام) عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر، فقال له
عيسى: دفنت في البقيع، فقال الرجل: ما تقول؟ فقال: قد قال لك،

(1) الفقيه: 2 / 572، وذكر الشيخ الطوسي الزيارة مستندا إلى الأصحاب في التهذيب: 6 / 10 / 19.
(2) معاني الأخبار: 267 / 1 عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا.
339

فقلت له: أصلحك الله ما أنا وعيسى بن موسى؟! أخبرني عن آبائك،
فقال الإمام (عليه السلام): دفنت في بيتها (1).
912 - أحمد بن محمد بن أبي نصر: سألت الرضا (عليه السلام) عن قبر فاطمة (عليها السلام)، فقال: دفنت
في بيتها، فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد (2).
بيان:
قال الصدوق: اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء
العالمين (عليها السلام)، فمنهم من روى أنها دفنت في البقيع، ومنهم من روى أنها
دفنت بين القبر والمنبر وأن النبي (صلى الله عليه وآله) إنما قال: " ما بين قبري ومنبري
روضة من رياض الجنة "؛ لأن قبرها بين القبر والمنبر. ومنهم من روى
أنها دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد،
وهذا هو الصحيح عندي (3).
3 / 4
روضة من رياض الجنة
913 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي (4).
914 - معاوية بن وهب: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين بيتي
ومنبري روضة من رياض الجنة؟

(1) قرب الإسناد: 367 / 1314.
(2) الكافي: 1 / 461 / 9، التهذيب: 3 / 255 / 705، الفقيه: 1 / 229 / 685، تاريخ المدينة المنورة
لابن شبة: 1 / 107 عن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد الله عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه.
(3) الفقيه: 2 / 572، وراجع التهذيب: 6 / 9.
(4) صحيح البخاري: 1 / 400 / 1138، صحيح مسلم: 2 / 1011 / 1391، مسند ابن حنبل: 4 / 9 / 1100
عن أبي سعيد وكلها عن أبي هريرة.
340

فقال: نعم، وقال: بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) ما بين البيت الذي فيه النبي (صلى الله عليه وآله)
إلى الباب الذي يحاذي الزقاق إلى البقيع.
قال: فلو دخلت من ذلك الباب والحائط مكانه أصاب منكبك الأيسر،
ثم سمى سائر البيوت (1).
915 - أبو بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين بيتي ومنبري
روضة من رياض الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة وقوائم منبري
ربت في الجنة.
قال [أبو بكر]: قلت: هي روضة اليوم؟
قال [الإمام الصادق (عليه السلام)]: نعم، إنه لو كشف الغطاء لرأيتم (2).
916 - جميل بن دراج: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين منبري
وبيوتي روضة من رياض الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة،
وصلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد
الحرام.
قال [جميل]: قلت له: بيوت النبي (صلى الله عليه وآله) وبيت علي منها؟ قال: نعم،
وأفضل (3).
917 - مرازم: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يقول الناس في الروضة، فقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): فيما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري
على ترعة من ترع الجنة.
فقلت له: جعلت فداك، فما حد الروضة؟

(1) الكافي: 4 / 555 / 8.
(2) الكافي: 4 / 554 / 3، وراجع التهذيب: 6 / 7 / 12، فضائل المدينة لأبي سعيد الجندي: 39 و 40.
(3) الكافي: 4 / 556 / 10، وراجع ح 14.
341

فقال: بعد أربع أساطين من المنبر إلى الظلال، فقلت: جعلت فداك، من
الصحن فيها شيء؟ قال: لا (1).

(1) الكافي: 4 / 554 / 5 و ح 6 عن أبي بصير نحوه.
342

الفصل الرابع
زيارة الأئمة (عليهم السلام)
4 / 1
ثواب زيارتهم
918 - رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني، أو زار أحدا من ذريتي، زرته يوم القيامة، فأنقذته
من أهوالها (1).
919 - عنه (صلى الله عليه وآله): أما الحسن... من زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط، يوم تزل
فيه الأقدام (2).
920 - إبراهيم بن عبد الله: قال الحسن بن علي (عليهما السلام): يا رسول الله، ما لمن زارنا؟
قال: من زارني حيا أو ميتا، أو زار أباك حيا أو ميتا، أو زار أخاك حيا
أو ميتا، أو زارك حيا أو ميتا، كان حقا علي أن أستنقذه يوم القيامة (3).

(1) كامل الزيارات: 41 / 4 عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(2) أمالي الصدوق: 171 / 178 عن ابن عباس.
(3) التهذيب: 6 / 40 / 83.
343

921 - زيد الشحام: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار أحدا منكم؟
قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
922 - أبو عبد الله الحراني: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)؟ قال:
من أتاه وزاره وصلى عنده ركعتين كتب له حجة مبرورة، فإن صلى عنده
أربع ركعات كتبت له حجة وعمرة.
قلت: جعلت فداك، وكذلك لكل من زار إماما مفترضة طاعته؟
قال: وكذلك كل من زار إماما مفترضة طاعته (2).
923 - الإمام الصادق (عليه السلام): من زارني غفرت له ذنوبه ولم يمت فقيرا (3).
راجع: ص 325 " ثواب زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) ".
4 / 2
أدب زيارة قبور الأئمة بالبقيع
924 - أحدهما (عليهما السلام): إذا أتيت قبور الأئمة بالبقيع، فقف عندهم واجعل القبلة خلفك
والقبر بين يديك، ثم تقول:
" السلام عليكم أئمة الهدى، السلام عليكم أهل البر والتقوى، السلام عليكم أيها
الحجج على أهل الدنيا، السلام عليكم أيها القوامون في البرية بالقسط، السلام عليكم
أهل الصفوة، السلام عليكم يا آل رسول الله صلى الله عليه وآله، السلام عليكم أهل
النجوى. أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله، وكذبتم وأسيء إليكم

(1) الكافي: 4 / 579 / 1، التهذيب: 6 / 79 / 157.
(2) التهذيب: 6 / 79 / 156، المقنعة: 474 مرسلا، وراجع وسائل الشيعة: 14 / 320 باب تأكد
استحباب زيارة النبي والأئمة (عليهم السلام) وخصوصا بعد الحج، البحار: 100 / 124 / 32 وص 130 / 15.
(3) التهذيب: 6 / 78 / 153.
344

فغفرتم. وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون، وأن طاعتكم مفروضة، وأن قولكم
الصدق، وأنكم دعوتم فلم تجابوا، وأمرتم فلم تطاعوا، وأنكم دعائم الدين، وأركان
الأرض، لم تزالوا بعين الله، ينسخكم في أصلاب كل مطهر، وينقلكم من أرحام
المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء، ولم تشرك فيكم فتن الأهواء، طبتم وطاب
منبتكم، من بكم علينا ديان الدين فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه،
وجعل صلواتنا عليكم رحمة لنا وكفارة لذنوبنا، إذ اختاركم الله لنا، وطيب خلقنا بما من
به علينا من ولايتكم، وكنا عنده مسمين بعلمكم، معترفين بتصديقنا إياكم. وهذا مقام
من أسرف وأخطأ واستكان وأقر بما جنى، ورجا بمقامه الخلاص، وأن يستنقذ بكم
مستنقذ الهلكى من الردى، فكونوا لي شفعاء، فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل
الدنيا، واتخذوا آيات الله هزوا، واستكبروا عنها. يا من هو قائم لا يسهو، ودائم لا يلهو،
ومحيط بكل شيء، لك المن بما وفقتني وعرفتني أئمتي وبما أقمتني عليه، إذ صد عنه
عبادك، وجهلوا معرفته، واستخفوا بحقه، ومالوا إلى سواه، فكانت المنة منك علي مع
أقوام خصصتهم بما خصصتني به، فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكورا
مكتوبا، فلا تحرمني ما رجوت، ولا تخيبني فيما دعوت في مقامي هذا بحرمة محمد
وآله الطاهرين "، وادع لنفسك بما أحببت (1).

(1) كامل الزيارات: 118 / 130 عن عمرو بن هاشم عن بعض أصحابنا، الفقيه: 2 / 575 / 3158،
الكافي: 4 / 559 كلاهما نحوه موقوفا.
345

الفصل الخامس
زيارة قبور الشهداء
925 - الإمام الصادق (عليه السلام): من المشاهد في المدينة التي ينبغي أن يؤتى إليها وتشاهد
ويصلى فيها وتعاهد... قبر حمزة، وقبور الشهداء (1).
926 - عنه (عليه السلام): بلغنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا أتى قبور الشهداء قال:
" السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " (2).
927 - عنه (عليه السلام): إن فاطمة (عليها السلام) كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت، فتأتي قبر
حمزة وتترحم عليه وتستغفر له (3).
928 - عنه (عليه السلام): عاشت فاطمة سلام الله عليها، بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، خمسة وسبعين يوما
لم تر كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين: الاثنين

(1) دعائم الإسلام: 1 / 296.
(2) الكافي: 4 / 560 / 1، كامل الزيارات: 64 / 49 وفيه " بلغني " وكلاهما عن معاوية بن عمار.
(3) التهذيب: 1 / 465 / 168 عن يونس، الفقيه: 1 / 180 / 537، دعائم الإسلام: 1 / 239 عن الإمام
الباقر (عليه السلام) نحوه.
347

والخميس، فتقول: هاهنا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهاهنا كان المشركون.
وقال الكليني: وفي رواية أخرى: أبان، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام):
أنها كانت تصلي هناك وتدعو حتى ماتت (عليها السلام) (1).
929 - عنه (عليه السلام): إذا قضيت هذا الجانب [أي زيارة مساجد المدينة] أتيت جانب أحد،
فبدأت بالمسجد الذي دون الحرة فصليت فيه، ثم مررت بقبر حمزة ابن
عبد المطلب فسلمت عليه، ثم مررت بقبور الشهداء فقمت عندهم فقلت:
" السلام عليكم يا أهل الديار، أنتم لنا فرط وإنا بكم لاحقون ".
ثم تأتي المسجد الذي كان في المكان الواسع، إلى جنب الجبل، عن
يمينك حين تدخل أحدا فتصلي فيه، فعنده خرج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أحد حين لقي
المشركين، فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلى فيه، ثم مر أيضا حتى
ترجع فتصلي عند قبور الشهداء ما كتب الله لك... (2).
930 - السيد ابن طاووس: - في ذكر زيارة قبور الشهداء بأحد رضوان الله عليهم -:
تقف عليهم وتقول:
" السلام على رسول الله، السلام على نبي الله، السلام على محمد بن عبد الله، السلام على أهل بيته
الطاهرين، السلام عليكم أيها الشهداء المؤمنون، السلام عليكم يا أهل بيت الايمان
والتوحيد، السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار رسوله عليه وآله السلام، سلام عليكم بما
صبرتم فنعم عقبى الدار سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار سلام عليكم بما صبرتم
فنعم عقبى الدار. أشهد أن الله اختاركم لدينه واصطفاكم لرسوله، وأشهد أنكم جاهدتم في
الله حق جهاده، وذببتم عن دين الله وعن نبيه، وجدتم بأنفسكم دونه، وأشهد أنكم قتلتم
على منهاج رسول الله فجزاكم الله عن نبيه وعن

(1) الكافي: 4 / 561 / 4 عن هشام بن سالم.
(2) الكافي: 4 / 560 / 2، التهذيب: 6 / 17 / 39 كلاهما عن عقبة بن خالد.
348

الإسلام وأهله أفضل الجزاء، وعرفنا وجوهكم في محل رضوانه وموضع إكرامه، مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. أشهد أنكم حزب الله، وأن من
حاربكم فقد حارب الله، وأنكم من المقربين والفائزين الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون،
فعلى من قتلكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. أتيتكم يا أهل التوحيد زائرا، ولحقكم
عارفا، وبزيارتكم إلى الله متقربا، وبما سبق من شريف الأعمال ومرضي الأفعال عالما،
فعليكم سلام الله وبركاته، وعلى من قتلكم لعنة الله وغضبه وسخطه. اللهم انفعني
بزيارتهم، وثبتني على قصدهم، وتوفني على ما توفيتهم عليه، واجمع بيني وبينهم في
مستقر دار رحمتك، أشهد أنكم لنا فرط ونحن بكم لاحقون ".
وتقرأ سورة " إنا أنزلناه " مرارا مهما أمكنك، وتنصرف إن شاء الله تعالى (1).

(1) مصباح الزائر: 62، البحار: 100 / 221 / 19 نقلا عن المزار الكبير.
349

الفهارس:
351

فهرس الآيات القرآنية
البقرة
الآية رقمها الصفحة
(إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد...) 30 83
(وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من...) 125 42، 57، 76، 99
(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق...) 126 37
(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا...) 127 86
(ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة...) 128 245
(إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو...) 158 131، 169، 204،
205، 207
(إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو...) 158 282
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة...) 186 145
(واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث...) 191 40
353

الآية رقمها الصفحة
(لا عدوان إلا على الظالمين) 193 38
(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) 194 38
(وأتموا الحج والعمرة لله) 196 132، 258
(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا...) 197 243، 257، 258
(ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا...) 198 221
(ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله) 199 222، 283
(فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم...) 200 227، 228
(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا...) 201 199
(واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين...) 203 150، 214، 228
آل عمران
(فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا) 95 283
(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى...) 96 29، 63، 76، 97،
278
(فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا...) 97 30، 37، 38، 39،
76، 85، 97، 131
168
النساء
(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله...) 64 327، 333
354

الآية رقمها الصفحة
(من يطع الرسول فقد أطاع الله) 80 322
(فما لكم في المنافقين فئتين) 88 308
المائدة
(يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر...) 2 257
(يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن...) 95 185
(أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة...) 96 185
(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) 97 73، 74، 132
الأنعام
(إنني بريء مما تشركون) 19 278
(وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه...) 92 29
الأعراف
(أنظرني إلى يوم يبعثون) 14 110
الأنفال
(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) 35 31
التوبة] براءة [
(برآءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين) 12 71
355

الآية رقمها الصفحة
(فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير...) 2 271
(وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر...) 3 271، 272، 276،
291
(يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا...) 28 42
(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) 46 243
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن...) 111 140
(التائبون العابدون الحامدون) 112 140
إبراهيم
(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند...) 37 34، 75، 251، 256
257، 278
النحل
(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا...) 36 275
الإسراء
(ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى...) 72 171
(رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق...) 80 331
الكهف
(هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا) 103 170
356

الآية رقمها الصفحة
طه
(ونحشره يوم القيامة أعمى) 124 171
الحج
(إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد...) 25 50، 51
(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل...) 27 101، 138، 179
281
(ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام...) 28 133، 135، 136
237
(ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت...) 29 74، 238، 241
253
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) 32 235
(لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت...) 33 74
(والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير...) 36 235، 237
(لن ينال الله لحومها ولا دمآؤها ولكن يناله التقوى...) 37 235
الفرقان
(أرأيت من اتخذ إلهه هواه) 43 273
النمل
(إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله...) 91 34
357

الآية رقمها الصفحة
القصص
(وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم...) 57 34
العنكبوت
(أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من...) 67 37
الأحزاب
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن...) 53 330
(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا...) 56 328
الزمر
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) 17 275
(يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من...) 53 145
غافر
(ادعوني أستجب لكم) 60 145
الفتح
(إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) 10 322
358

الآية رقمها الصفحة
(وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن...) 24 29
(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد...) 27 237، 238
الممتحنة
(قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه...) 4 271، 274
المنافقون
(يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن...) 9 170
(وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت) 10 170
(والله خبير بما تعملون) 11 170
البلد
(لا اقسم بهذا البلد) 1 34
(وأنت حل بهذا البلد) 2 34
التين
(والتين والزيتون) 1 37
(وطور سينين) 2 37
(وهذا البلد الأمين) 3 37
359

الآية رقمها الصفحة
القدر
(إنا أنزلناه) 1 334
الفيل
(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) 1 92
(ألم يجعل كيدهم في تضليل) 2 92
(وأرسل عليهم طيرا أبابيل) 3 92
(ترميهم بحجارة من سجيل) 4 92
(فجعلهم كعصف مأكول) 5 92
360

فهرس أسماء الأنبياء والأئمة والملائكة (عليهم السلام)
الاسم رقم الرواية
آدم (عليه السلام) 76، 78، [ص 85،
86]، 158، 159، 160، 161، 162، 163، 188،
207، 213، 214، 220، 256، 259، 282،
376، 560، 679، 687، 753، 754، 755
نوح (عليه السلام) 158، 255، 753
هود (عليه السلام) 255، 756
صالح (عليه السلام) 255، 756
إبراهيم (عليه السلام) 20، [ص 54، 65،
85، 86، 90، 99، 100، 101، 122، 274،
277]، 85، 101، 102، 158، 160، 161، 162،
164، 165، 166، 167، 169، 170، 178، 181،
182، 187، 192، 219، 240، 241، 259،
294، 445، 450، 565، 572، 625، 626، 682،
688، 689، 724، 757، 763، 825، 826،
829، 832
إسماعيل (عليه السلام) 20، [ص 54، 90]،
85، 102، 161، 166، 167، 179، 187، 198،
199، 200، 201، 208، 238، 239، 242،
250، 688، 763
إسحاق (عليه السلام) 763
شعيب (عليه السلام) 255
الخضر (عليه السلام) 758
يونس (عليه السلام) 761، 762
موسى (عليه السلام) 188، 293، 331
444، 753، 759، 761، 850
هارون (عليه السلام) 188
سليمان (عليه السلام) 259، 753، 760
361

عيسى (عليه السلام) 262
محمد بن عبد الله - رسول الله - النبي (صلى الله عليه وآله)
11، 23، 31، 34، 35، 42، 53، [ص 54، 64،
91، 99، 101، 102، 121، 174، 274، 276،
300، 304]، 58، 59، 61، 63، 64، 65، 72،
76، 87، 88، 89، 9، 95، 96، 99، 108، 109،
115، 116، 130، 134، 140، 149، 151، 152،
158، 165، 168، 169، 172، 173، 174،
177، 182، 183، 189، 193، 194، 208،
210، 222، 223، 224، 226، 227، 228،
229، 230، 234، 235، 239، 243، 248،
255، 258، 261، 262، 267، 280، 289،
293، 295، 296، 297، 298، 299، 300،
301، 304، 306، 308، 319، 320، 342،
354، 355، 359، 362، 366، 367، 368،
371، 381، 386، 388، 398، 407، 412،
414، 425، 437، 438، 439، 440، 447،
448، 449، 450، 451، 454، 457، 458، 460،
461، 462، 463، 469، 481، 490، 493، 494،
495، 499، 504، 505، 506، 507، 515، 518،
519، 520، 524، 525، 528، 529، 530،
531، 532، 536، 540، 548، 555، 573، 575،
577، 578، 583، 584، 585، 586، 592،
593، 595، 598، 599، 600، 602، 605،
606، 609، 612، 613، 614، 628، 629،
630، 631، 632، 634، 637، 640، 643،
644، 645، 646، 651، 652، 671، 673، 676،
678، 680، 681، 682، 683، 686، 690،
696، 711، 718، 719، 727، 732، 741،
743، 744، 745، 751، 752، 753، 761،
763، 764، 767، 772، 773، 780، 783،
791، 792، 800، 806، 807، 810، 814،
815، 816، 817، 818، 819، 820، 821،
823، 824، 825، 828، 829، 830، 831،
832، 833، 835، 837، 840، 841، 843،
846، 847، 848، 849، 850، 851، 852،
856، 859، 865، 866، 867، 868، 869،
870، 871، 872، 875، 876، 877، 878،
880، 883، 889، 891، 894، 895، 896،
898، 900، 901، 902، 903، 904، 909،
910، 911، 913، 914، 915، 916، 917،
918، 920، 921، 922، 926، 928، 929
علي بن أبي طالب - أمير المؤمنين (عليه السلام)
1، 36، 56، 63، 100، 105، 109، 131، 132،
135، 164، 188، 215، 242، 244، 262،
263، 270، 274، 281، 309، 319، 372،
362

377، 402، 409، 412، 413، 427، 433،
455، 551، 582، 583، 595، 607، 625، 645،
667، 711، 745، 751، 752، 755، 763،
797، 828، 875، 893، 916
فاطمة الزهراء (عليها السلام) 291، 646، 711،
763، 907، 908، 909، 910، 911، 912،
927، 928
حسن بن علي (عليهما السلام) 373، 516، 711،
920
حسين بن علي (عليهما السلام) 181، 297، 543،
711، 811، 894، 895
علي بن الحسين - زين العابدين (عليه السلام)
57، 60، 61، 153، 195، 196، 197، 203،
204، 216، 220، 249، 303، 319، 337،
374، 394، 403، 456، 534، 556، 604، 649،
698، 711، 724، 746، 776، 897
محمد بن علي الباقر - أبو جعفر (عليه السلام)
3، 16، 17، 25، 44، 52، 54، 58، 62، 77، 79،
105، 110، 111، 119، 125، 126، 133، 136،
141، [ص 141]، 146، 159، 162، 170، 176،
181، 187، 192، 229، 231، 250، 256،
263، 275، 284، 285، 292، 326، 327،
357، 395، 409، 428، 486، 509، 539،
619، 628، 630، 653، 674، 689، 700،
711، 712، 714، 715، 716، 717، 720،
730، 731، 748، 753، 757، 759، 795،
809، 890، 896، 897، 908
جعفر بن محمد الصادق - أبو عبد الله (عليه السلام)
4، 6، 7، 10، 18، 26، 27، 28، 29، 32، 37،
38، 39، 40، 45، 47، 48، 49، 50، 53، 55،
63، 66، 67، 69، 70، 71، 73، 74، 75، 80،
83، 84، 87، 88، 89، 90، 93، 94، 101، 102،
103، 106، 107، 109، 112، 114، 115، 121،
127، 129، 137، 143، 145، 147، 150، 154،
156، 157، 161، 163، 166، 167، 173، 175،
178، 179، 180، 181، 198، 200، 201،
202، 205، 206، 207، 208، 214، 216،
217، 218، 219، 232، 234، 235، 237،
240، 247، 251، 252، 257، 265، 266،
271، [ص 65، 275]، 276، 277، 278، 279،
283، 286، 287، 289، 290، 296، 302،
305، 306، 307، 310، 313، 314، 315،
318، 319، 328، 330، 331، 333، 334،
336، 339، 341، 345، 349، 350، 351،
354، 356، 357، 360، 363، 364، 370،
375، 378، 382، 385، 396، 404، 405،
363

406، 408، 410، 411، 417، 420، 422،
423، 424، 429، 434، 435، 437، 440،
443، 444، 447، 448، 450، 457، 459، 464،
467، 476، 477، 478، 487، 489، 492،
496، 498، 500، 503، 504، 508، 510،
511، 512، 513، 514، 515، 517، 522، 523،
524، 525، 526، 533، 535، 536، 537،
539، 540، 541، 544، 545، 546، 548، 549،
553، 557، 564، 565، 567، 572، 579، 585،
588، 595، 596، 597، 600، 601، 608،
616، 617، 618، 620، 621، 626، 633، 634،
642، 647، 648، 650، 652، 654، 655، 656،
657، 658، 659، 660، 663، 665، 668، 675،
679، 683، 685، 686، 689، 693، 699،
701، 702، 703، 704، 705، 706، 707،
708، 709، 711، 713، 720، 721، 723،
725، 726، 727، 735، 736، 739، 744،
749، 751، 754، 757، 762، 763، 768،
769، 770، 771، 775، 777، 778، 779،
781، 782، 797، 801، 803، 804، 807،
808، 811، 814، 829، 840، 841، 842،
847، 848، 849، 850، 853، 854، 855،
864، 865، 866، 867، 868، 870، 876،
880، 882، 895، 898، 900، 905، 906،
910، 911، 914، 915، 916، 917، 921،
922، 923، 925، 928
موسى بن جعفر الكاظم - أبو الحسن (عليه السلام)
8، 22، 104، 122، 155، 246، 264، 341،
353، 365، 419، 445، 446، 475، 480، 497،
542، 547، 552، 591، 695، 711، 722،
728، 796، 799، 805، 901، 902، 903
علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)
9، 68، 78، 123، 254، 288، 335، 355، 436،
527، 538، 615، 636، 664، 711، 755، 758،
877، 911، 912
محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) 245، 711، 729
الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) 293
المهدي (عليه السلام) 203
364

فهرس الأعلام
الاسم رقم الرواية
أبان 444، 928
أبان بن تغلب 89
أبان بن عثمان 125، 284
إبراهيم بن أبي البلاد 903
إبراهيم بن أبي محمود 728
إبراهيم بن شيبة 58
إبراهيم بن عبد الله 920
إبراهيم بن محمد بن عيسى بن محمد
العريضي 908
أبرهة الأشرم (أبو يكسوم) [ص 93، 94]
ابن أبي العوجاء 283
ابن أبي مليكة 260
ابن أبي نجران 896
ابن إدريس [ص 295]
ابن حمزة [ص 295]
ابن حنظلة [ص 95]
ابن سنان 179
ابن شهاب 194
ابن عباس [ص 100]، 223،
294، 367، 421، 439، 495، 598، 627،
632، 756، 761، 815،
ابن مسكان 768
ابن هشام 197، 230
أبو إسحاق 816
أبو إسماعيل 725
365

أبو أيوب المدائني 246
أبو بصير 37، 422، 704،
[ص 141]
أبو بكر 644
أبو بكر بن أبي قحافة [ص 100]، 182،
751، 752، 756،
أبو بكر الحضرمي 350، 865، 915
أبو بلال المكي 202، 207، 588
أبو جعفر المنصور [ص 64]، 103
أبو حذيفة بن المغيرة 170
أبو حمزة 153
أبو حمزة الثمالي 126، 249، 604
أبو حميد 820
أبو خديجة 161، 363، 648
أبو ذر 98
أبو شريح 35
أبو شهاب 894
أبو الصباح الكناني 74
أبو الصلاح الحلبي [ص 295]
أبو الصهباء البكري 752
أبو الطفيل 495، 520
أبو عبد الله الحراني 922
أبو عبيدة 251
أبو العرندس الكندي 778
أبو علي المحمودي 319
أبو مريم 176، 231
أبو معقل 806
أبو نعيم الأنصاري 203
أبو الورد 286
أبو هريرة 230، 301
أبو همام 335
أبي بن كعب 239
أحمد بن أبي عبد الله 730
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي 68،
78، 122، 902، 911، 912
أحمد بن موسى بن سعد 538
أسامة بن زيد 151، 152
إسحاق بن عمار 88، 404، 900
إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة 261
إسماعيل الخثعمي 702
أفلح (مولى أبي جعفر (عليه السلام)) 110
الإمام الخميني [ص 273، 274،
276، ص 295]
أم معقل 806
أم نهشل [ص 95]
أنس بن مالك 592، 673، 831،
366

851
البراء بن عازب 816
بشير بن زيد 646
بكر بن محمد 496
بلال بن رباح 592، 603، 604
بلال الحبشي 151، 152
جابر بن عبد الله الأنصاري 222، 494، 505،
550، 630، 773، 790، 846
جعفر بن محمد بن قولويه 197
جميل بن دراج 916
الحارث بن علي 521
حازم بن حبيب 771
الحجاج بن يوسف الثقفي 178، 195، 196،
197، 261، [ص 95]
حذيفة 682
حريز 67، 463، 751
الحسن البصري 283
الحسن بن الجهم 254، 840
الحسن بن علي بن النعمان 104
الحسن بن وجناء (أبو محمد) 318
حسين الأحمسي 429
الحسين بن أبي العلاء 659
الحسين بن عثمان 542
الحسين بن المختار 476
الحسين بن نعيم 102
حصين بن نمير [ص 95]
الحلبي 26، 83، 208، 616،
847، 510
حماد بن عثمان 524، 808
حماد بن عيسى 443، 477
حميد بن أبي سوية 230
حنان 39، 129
حواء 76، 158
خالد بن ربعي 377
خالد بن عرعرة 132
خديجة بنت خويلد 318، 530
خزيمة بن ثابت 449
ذريح 150
ذريح المحاربي 854
الراوندي 196
الربيع بن خيثم 287
زرارة بن أعين 136، 181، 253،
619، 679، 753، 774، 795
زكريا الموصلي (أبو يحيى) 591
الزهري 629
زياد القندي 365
367

زيد بن ثابت 836
زيد الشحام 921
زيد الشحام (أبو أسامة) 234
سالم 493
السائب بن خلاد 461
سدير الصيرفي 313، 428، 493،
714
سراقة بن مالك 763
سعدان بن مسلم 497
سعيد الأعرج 513
سعيد بن عمرو الهذلي 171
سعيد بن المسيب 531
سعيد بن يسار 597
سفيان 114
سفيان بن عيينة 456
سفيان الثوري 525
السلطان عبد المجيد [ص 314]
سلمة بن محرز 286
سليمان بن جعفر 446
سليمان بن عمرو الأحوص 631
سليمان بن مهران 145، 655
سليم العثماني [ص 95]
سماعة 411
سماعة بن مهران 55
السمهودي [ص 304]
سودة بنت زمعة 767
سهل بن حنيف 824
السيد ابن طاووس 904، 929
السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري 724
السيد المرتضى ص 295
سيف التمار 523
شبر بن هارون 202
الشبلي 724
شبير بن هارون 202
شهاب بن عبد ربه 48
الشيخ الطوسي [ص 295]، 802
صدقة الأحدب 745
صفوان الجمال 705
صفية بنت شيبة 614
طاووس الفقيه 204
عائشة 91، 169، 172، 298،
519، 763، 793،
عامر بن عبد الله 882
عامر الجادر [ص 90]
العباس بن عبد المطلب 42
عبد الأعلى التيمي 530
368

عبد الأعلى مولى آل سام 853
عبد الله بن جعفر الحميري 317
عبد الله بن الزبير [ص 64]، 177،
178، [ص 95]، 196، 261
عبد الله بن سائب 528
عبد الله بن سنان 5، 28، 156
عبد الله بن عمر 82، 95، 151، 225،
227، 228، 469، 506، 507، 639، 651،
680، 818
عبد الله بن مسعود 529
عبد الله بن المغيرة 475
عبد الله بن يحيى الكاهلي 296
عبد الرحمن بن أبي بكر 763
عبد الرحمن بن أبي عبد الله 307
عبد الرحمن بن الحجاج 277، 503، 525،
775
عبد الرحمن بن سمرة 791
عبد الرحمن بن سنان 770
عبد الرحمن بن سيابة 492
عبد الرحمن بن يعمر 577
عبد السلام بن صالح الهروي 877
عبد السلام بن عبد الرحمن 537
عبد الصمد بن سعد 103
عبد الكريم بن كثير 779
عبد المطلب 175، 242
عبد الملك 264
عبد الملك بن عتبة 265
عبد الملك بن مروان 262، [ص 95]
عبد الوهاب بن الصباح 745
عبيد الله بن أبي يزيد 177
عبيد الله بن علي الحلبي 564
عثمان 532
عثمان بن طلحة الحجبي 151
عثمان بن عفان 258، 261، [ص 64،
ص 314]
عثمان بن معاذ 681
عذافر 333
عطاء 108، 152، 226،
816
عطاء بن أبي رباح [ص 100]، 230
عقبة بن بشير 187
عقبة بن خالد 849
العلامة الحلي [ص 295]
العلامة الطباطبائي [ص 98]
علي بن أبي حمزة 799
علي بن جعفر 8، 221، 445،
369

480، 547، 722، 805
علي بن حديد 809
علي بن مزيد بياع السابري 205
علي بن مهزيار 22، 245، 729
علي بن النعمان 551
علي بن يقطين 104
عمار بن موسى الساباطي 866
عمران الحلبي 107
عمر بن أبي المقدام 778
عمر بن أذينة 276، 781
عمر بن الخطاب 64، 177، 181، 182،
[ص 95]، 261، 262، [ص 314]
506، 518، 592
عمر بن عبد العزيز [ص 314]
عمرو بن دينار 177
عمرو بن سعيد 35
العياشي 751
عيسى بن أبي منصور 334، 668
عيسى بن موسى 911
عيسى بن يونس 283
الفضل بن العباس 631
الفضل بن هشام الهروي 772
الفضيل 716
الفضيل بن عباس 612
قثم بن كعب 726
قصي بن كلاب [ص 54]، 168
الكاهلي 121
كلاب بن مرة 168
كلثوم بن عبد المؤمن الحراني 166
كليب بن معاوية الأسدي 385
الكليني [ص 141]، 928
مالك بن أنس 457
المأمون [ص 95]
مجاهد [ص 100]، 224،
816
محرش الكعبي 817
المحقق الحلي ص 295
محمد بن إبراهيم التيمي 681
محمد بن أحمد الأنصاري 319
محمد بن رجاء الأرجاني 51
محمد بن سنان 288
محمد بن عبيد الله 527
محمد بن عثمان العمري 316، 317
محمد بن علي الصدوق 124، [ص 141]،
195، 624، 685، 698، 769، 90، [ص 340]،
909
370

محمد بن عمر بن يزيد 552
محمد بن القاسم العلوي 319
محمد بن مسعود 899
25، 30، 52، 79، 618، 751
محمد بن مسلم 25، 30، 52، 79،
618، 751
محمد بن مصادف 703
محمد بن المنكدر 458
محمد الحلبي 526
المحمودي 772
مراد العثماني [ص 95]
مرازم 841، 917
مرازم بن حكيم 703
مسروق 816
مسلم 745
المشمعل الأسدي 330
معاذ بن عثمان 681
معاوية بن عمار 7، 27، 73، 87، 112،
155، 200، 206، 217، 508، 600، 613،
635، 727، 763، 782، 803، 848
معاوية بن وهب 314، 914
المقتدر بالله [ص 65]
الملك قايتباي (سلطان مصر) [ص 315]
المنذر الثوري 192
منصور بن حازم 349
موسى بن سلام 123
موسى بن القاسم 711
المهدي العباسي 104، [ص 314]
ميسر 17، 250
نافع 225
نضر بن كثير 114
النعمان بن ثابت (أبو حنيفة) 685
هاجر 198، 238، 239،
240
هشام بن الحكم 289، 709
الوليد بن صبيح 807
الوليد بن عبد الملك [ص 314]
يحيى بن شبل 170
يحيى بن يسار 876
يزيد بن عبد الملك 907
يزيد بن معاوية [ص 95]، 261، 363
يعقوب بن سالم 707
يعقوب بن شعيب 512، 515، 633
يوسف بن عبد الله بن سلام 806
يونس بن يعقوب 93، 154، 157، 706،
905
371

فهرس الفرق والمذاهب
الاسم رقم الرواية
الإسلام 24، [ص 90، 91،
95، 273]، 124، 272، 275، 279، 281، 417،
418، 419، 422، 682، 724، 773، 833
أهل الذمة 40
أهل السنة [ص 121]
الشيعة [ص 121، 122]،
684
المسلمين [ص 64، ص 142]،
262، [ص 274، 275، 276، 277، 278]،
282، 432، 646، 723، 724، 850
373

فهرس الجماعات والقبائل
الاسم رقم الرواية
الأزد [ص 91]
أصحاب رسول الله = أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
681، 836
الأنصار 326، 681
أهل البيت (عليهم السلام) [ص 32]
أهل الشام 1، 439
أهل الطائف 438
أهل العراق 438
أهل عرفات 574، 592، 595
أهل المدينة 438، 439، 832
أهل المغرب 438
أهل مكة 64، 67، 70، 71،
103، 439، 832
أهل منى 619
أهل نجد 439
أهل اليمن 438، 439، 757
بنو إسرائيل 192، 759
بنو أمية [ص 275، 340]
بنو عبد مناف 65
بنو النجار 851
بنو هاشم 319، 763
جرهم 164، 166
العباسيين 95
العرب 94، [ص 95]، 164،
167
العمالقة 166
القرامطة [ص 95]، 197
375

قريش 164، 166، 170،
171، 173، [ص 91، 122، 175، 194]، 763،
778
اللغويين 33
المهاجرين 681
المؤرخين [ص 33، ص 101]
376

فهرس البلدان والأماكن
الاسم رقم الرواية
أحد 929
أسطوانة أبي لبابة 869
أم رحم 10
أم القرى 1، 10
بئر ميمون 84
باب بني سهم [ص 64]
باب بني شيبة 108، 109
باب بني مخزوم [ص 64]، 108
برة = زمزم 237، 242
البساسة 10
بطن نمرة ص 53
بغداد 197
البقيع 911، [ص 340]
بكة 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8،
10، 19، 103، [ص 33]، 376
البلد الأمين = مكة [ص 32]
البلد = مكة [ص 32]
البلدة = مكة [ص 32]
البيت الحرام [ص 75]
البيت العتيق 125، 126، 127،
128، [ص 75]، 161،
البيت المعمور 124، 282
بيت المقدس 11، 12، 118، 130،
134، 188
تبوك 820،
377

التنعيم [ص 53]، 763،
ثبير 609، 613،
ثنية خل [ص 53]
ثنية هرشى 761،
جبل أبي قبيس 78، 187، 306،
جبل ثافل 363
جبل ثبير 162
جبل جمع 687،
جبل حراء 162
جبل الحمر 162
جبل الطور 162
جبل لبنان 162
جبل المقطع [ص 53]
الجحفة 438، 439، 814
جدة [ص 53]
الجعرانة [ص 53]، 503،
814، 815، 817، [ص 300]
جمرة العقبة 763،
الحاطمة = مكة [ص 33]
الحبشة 175
الحجاز [ص 94، 273]
حجر إسماعيل [ص 64، 98]
الحجر الأسود 64، [ص 95، 98]،
115، [ص 121]، 161، 166، 173، 179،
187، 190، 191، 192، 196، 206، 207،
218، 247، 251، 257، 465، 502، 517،
521، 523، 527، 533، 536، 548، 662،
724، 727، 729، 745، 750،
الحديبية 814، 815،
الحرم = مكة [ص 32]
حرم الحسين = قبر الحسين (عليه السلام) 867، 922
حضرموت 176
الحطيم [ص 98]، 206،
209، 252، 253، 254، [ص 121]
حفيرة إسماعيل = زمزم 237
حفيرة عبد المطلب = زمزم 237
الحياض 608
دار الندوة [ص 64]
ذا الحليفة 438، 439، 763
ذو طوى 92، 763،
الرأس = مكة [ص 33]
الركن اليماني [ص 121]، 135،
155، 156، 218، 222، 223، 224، 225،
226، 228، 229، 231، 232، 233، 234،
235، 236، 257، 287، 528، 531، 532،
533، 535، 536، 538، 569، 727، 729،
378

ركضة جبرئيل = زمزم 237
الرواء = زمزم 237
زمزم [ص 98]، 237،
238، 239، 241، 242، 243، 244، 245،
248، 255، 724، 725،
سقم = زمزم 237
سوق مكة 14
الشام 20، 363
شعب آل عبد الله بن خالد [ص 53]
شفاء = زمزم 237
الصفا [ص 64]، 76، 102،
108، 238، 240، 241، 280، 325، 326،
330، 433، 434، 465، 494، 545، 547، 548،
549، 550، 552، 553، 554، 555، 556، 558،
559، 662، 663، 688، 724، 763، 775، 813
الصلاح = مكة [ص 33]
الطائف [ص 53]، 814،
طعام = زمزم 237
طيبة = زمزم 242
العراق [ص 53]، 263،
442، 811
عرفات [ص 98]، 325،
326، 328، 560، 565، 572، 576، 579،
580، 582، 585، 586، 592، 594، 595،
686، 687، 723
عرفة [ص 53]
عرنة 578، 763،
عسفان 756،
عقبة المدنيين 92، 763،
العقيق 438، 442، 562
فخ 83، 84
القادس = مكة [ص 33]
قبر حمزة 925، 927، 929،
قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 870، 871، 881،
882، 890، 897، 898، 899، 901، 905،
906،
قرن المنازل 438، 439
الكعبة 5، 8، 54، 55، 80،
[ص 64، 75، 85، 86]، 167، 170، 171،
[ص 90، 91، 98، 100، 101]، 104، 109،
123، 124، ص 75، 129، 130، 133، 134،
135، 136، 138، 139، 141، 142، 145، 148،
149، 150، 151، 152، 153، 154، 155، 156،
157، 163، 178، 182، 187، 194، 195،
196، 208، 213، 218، 250، [ص 121،
122]، 260، 262، 264، 265، 266، 267،
379

268، 269، 271، 272، 273، 287، 290،
317، 377، 465، 481، 488، 497، 519،
533، 535، 536، 551، 558، 582، 689،
716، 724، 728، 729، [ص 276، 277،
278]، 778
كوثى = مكة [ص 33]
الكوفة 63
المأزمين 109، 601
المدينة 11، 12، 37، 63، 89،
93، [ص 53]، 104، 248، 318، 325، 703،
729، 730، 761، 763، 809، 818، 819،
820، 821، 821، 822، [ص 304]، 823،
824، 825، 826، 827، 829، 830، 831،
832، 833، 834، 835، 837، 838، 839،
840، 841، 842، 849، 851، 866، 871،
880، 882، 886، 887، 892، 898، 904،
906، 925، 929،
المروة 76، 102، 238،
240، 241، 280، 325، 326، 330، 433،
434، 465، 545، 547، 549، 550، 558، 559،
662، 663، 724، 763، 775، 813،
المزدلفة 319، 565، 605،
608، 611، 628، 751، 763
المستجار [ص 122]، 319،
536، 725، 727
مسجد الأحزاب 848،
المسجد الأقصى 98، 99، 100،
مسجد إيلياء 857،
مسجد بني حرام 846
المسجد الحرام [ص 33، 64، 75،
95]، 96، 97، 98، 99، [ص 99]، 100، 101،
102، 104، 105، 106، 111، 112، 115، 116،
117، 118، 119، 120، [ص 121]، 122،
126، 250، 365، 397، 479، 563، 724،
727، 763، 857، 859، 860، 861، 862، 867
مسجد الخربة 846،
مسجد الخيف 620، 724
مسجد الرسول 100، 855،
[ص 314، 315]، 865، 866، 867
مسجد الفتح 848
مسجد الفضيخ 847، 848، 849،
مسجد قباء 843، 844، 845،
847
مسجد القبلتين 846،
مسجد الكوفة 100، 867
مشربة أم إبراهيم 847، 848، 849،
380

المشعر الحرام [ص 98]، 565،
608، 724، 763
المضنونة = زمزم 237، 242
مطعم = زمزم 237
المعاد = مكة ص 33
مقام إبراهيم 64، 132، 254، 179،
[ص 98، 100، 101]، 182، 192،
[ص 121]، 397، 434، 494، 497، 540، 559،
663، 664، 688، 724، 763
مقام النبي (صلى الله عليه وآله) 868، 869، 904،
مكة 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8،
9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16، 17، 18، 20،
21، 22، 34، 35، 37، 45، 49، 52، 53، 57،
[ص 32، 53]، 59، 60، 61، 62، 63، 68، 69،
72، 74، 76، 79، 81، 82، 83، 84، 86، 87،
88، 89، 90، 91، 92، 93، 94، 95، [ص 94،
95، 98، 99، 102]، 105، 122، 180، 241،
253، 255، 319، 325، 342، 362، 370،
377، 438، 439، 467، 468، 493، 494،
495، 503، 560، 564، 565، 624، 658، 662،
698، 701، 702، 724، 727، 729، 730،
731، 733، 734، 737، 738، 744، 745،
751، 761، 763، 825، 826، 828، 829،
832، 840
الملتزم [ص 121، 122]
منى 560، 563، 566،
567، 568، 569، 570، 571، 577، 610،
613، 615، 617، 618، 619، 620، 621، 622،
623، 624، 628، 629، 656، 659، 687،
723، 724، 752، [ص 294]، 811
نمرة 763،
وادي الأزرق 761،
وادي محسر 571، 605، 611،
613، 770
واشنطن [ص 278]
يثرب [ص 304]
يلملم 438، 439
اليمن [ص 53]، 176،
[ص 94]، 241، 763
381

فهرس المنابع والمآخذ
حرف الألف
1 - إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين. لأبي الفيض محمد بن محمد الحسيني
الزبيدي (ت 1205 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت.
2 - الاثنا عشرية في المواعظ العددية. لابن القاسم محمد بن محمد الحسيني العاملي
(ت قرن 11 ه‍. ق)، مطبعة الحكمة - قم.
3 - الاحتجاج على أهل اللجاج. لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت
620 ه‍. ق) تحقيق: إبراهيم البهادري ومحمد هادي به، دار الأسوة - طهران، الطبعة الأولى
1413 ه‍. ق.
4 - إحقاق الحق وإزهاق الباطل، للشهيد القاضي نور الله بن السيد شريف الشوشتري (ت
1019 ه‍. ق)، مع تعليقات السيد شهاب الدين المرعشي، مكتبة آية الله المرعشي - قم، الطبعة
الأولى 1411 ه‍. ق.
5 - أخبار مدينة الرسول. لأبي عبد الله محمد بن محمود النجار البغدادي (ت 643 ه‍. ق)،
تحقيق: صالح محمد جمال، مكتبة الثقافة - مكة، الطبعة الثالثة 1401 ه‍. ق.
6 - أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه. لأبي عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي المكي (ت
383

قرن 3 ه‍. ق)، تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، دار خضر - بيروت، الطبعة الثانية 1414
ه‍. ق.
7 - أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار. لأبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي (معاصر)، تحقيق:
رشدي الصالح ملحس، دار الأندلس - بيروت، الطبعة الأولى 1411 ه‍. ق.
8 - الاختصاص. المنسوب إلى أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي
المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي -
قم، الطبعة الرابعة 1414 ه‍. ق.
9 - اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي). لأبي جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ
الطوسي (ت 460 ه‍. ق) تحقيق: السيد مهدي الرجائي، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة
الأولى 1404 ه‍. ق.
10 - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد. لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه‍. ق) تحقيق ونشر: مؤسسة آل
البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
11 - إرشاد القلوب. لأبي محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ت 711 ه‍. ق)، مؤسسة
الأعلمي - بيروت، الطبعة الرابعة 1398 ه‍. ق.
12 - أسد الغابة في معرفة الصحابة. لأبي الحسن عز الدين علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن
عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري (ت 630 ه‍. ق)، تحقيق: علي محمد
معوض وعادل أحمد، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
13 - إشارة السبق. لأبي الحسن علي بن الحسن بن أبي المجد الحلبي (القرن 6 ه‍. ق)، تحقيق:
إبراهيم البهادري، مؤسسة النشر الاسلامي - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
14 - الأصول الستة عشر. نخبة من الرواة، دار الشبستري - قم، الطبعة الثانية 1405 ه‍. ق.
15 - إقبال الأعمال. لأبي القاسم علي بن موسى الحلي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه‍. ق)،
تحقيق: جواد القيومي، مكتب الإعلام الإسلامي - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
384

16 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان. لأبي الحسن علي بن بلبان الفارسي (ت 739 ه‍. ق)،
دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1407 ه‍. ق.
17 - الأمالي للشيخ الصدوق. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف
بالشيح الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة البعثة - قم، الطبعة الأولى
1417 ه‍. ق.
18 - الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية. لأبي المواهب عبد الوهاب بن أحمد الأنصاري
(ت قرن 10 ه‍. ق) دار العلم للجميع - قاهرة، الطبعة الأولى 1374 ه‍. ق.
19 - الأوائل. لأبي القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه‍. ق)، تحقيق: محمد
شكور بن محمود الحاجي امرير، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1384 ه‍. ق.
20 - الأوائل. لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري (ت 395 ه‍. ق)، دار الكتب العلمية -
بيروت، الطبعة الأولى 1407 ه‍. ق.
21 - أمالي الصدوق. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ
الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة الخامسة 1400 ه‍. ق.
22 - أمالي الطوسي. لأبي جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه‍. ق)،
تحقيق: مؤسسة البعثة، دار الثقافة - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
حرف الباء
23 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام). للعلامة محمد باقر بن محمد تقي
المجلسي (ت 1110 ه‍. ق)، مؤسسة الوفاء - بيروت، الطبعة الثانية 1403 ه‍. ق.
24 - البحر الزخار (مسند البزار). لأحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار (ت 292 ه‍. ق)،
تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، مؤسسة علوم القرآن - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
25 - البداية والنهاية. لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه‍. ق)، تحقيق
ونشر: مكتبة المعارف - بيروت.
385

26 - البرهان في تفسير القرآن = تفسير البرهان.
27 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى. لأبي جعفر محمد بن محمد بن علي الطبري (ت
525 ه‍. ق)، المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف، الطبعة الثانية 1383 ه‍. ق.
28 - بصائر الدرجات. لأبي جعفر محمد بن الحسن الصفار القمي المعروف بابن فروخ (ت
290 ه‍. ق)، مكتبة آية الله المرعشي - قم، الطبعة الأولى 1404 ه‍. ق.
29 - تاج العروس من جواهر القاموس. للسيد محمد بن محمد مرتضى الحسيني الزبيدي
(ت 1205 ه‍. ق)، تحقيق: علي الشيري، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
30 - تاريخ إصبهان. لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الإصفهاني (ت 430 ه‍. ق)، تحقيق: سيد كسروي
حسن، دار الكتب العلمية - بيروت.
31 - تاريخ أمراء مكة المكرمة. عارف عبد الغني (معاصر)، دار البشائر - بيروت، الطبعة الأولى
1413 ه‍. ق.
32 - تاريخ بغداد أو مدينة السلام. لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ه‍. ق)،
المكتبة السلفية - المدينة المنورة / بغداد.
33 - تاريخ الحرمين الشريفين. عباس كرارة (معاصر)، دار الثقافة - مكة، الطبعة الخامسة
1391 ه‍. ق.
34 - تاريخ الخلفاء. لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه‍. ق)، تحقيق:
محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل - بيروت، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
35 - تاريخ دمشق (ترجمة الإمام الحسن). لأبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله المعروف بابن
عساكر الدمشقي (ت 571 ه‍. ق) تحقيق: محمد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي -
بيروت.
36 - تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي (عليه السلام)). لأبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله المعروف
بابن عساكر الدمشقي (ت 571 ه‍. ق)، تحقيق: محمد باقر المحمودي، دار التعارف - بيروت،
الطبعة الأولى 1395 ه‍. ق.
386

37 - تاريخ دمشق. لأبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله المعروف بابن عساكر
الدمشقي (ت 571 ه‍. ق)، تحقيق: علي الشيري، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى
1415 ه‍. ق.
38 - تاريخ دمشق. لأبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله المعروف بابن عساكر الدمشقي (ت
571 ه‍. ق)، تحقيق: محمد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي - بيروت.
39 - التاريخ الكبير. لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت.
40 - تاريخ المدينة المنورة. لأبي زيد عمر بن شبه النميري البصري (ت 262 ه‍. ق)، تحقيق:
فهيم محمد شلتوت، دار التراث - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍ ق.
41 - تاريخ المدينة المنورة. لأبي زيد عمر بن شبة النميري البصري (ت 262 ه‍. ق)، تحقيق:
فهيم محمد شلتوت، دار التراث - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
42 - تاريخ اليافعي = مرآة الجنان وعبرة اليقظان.
43 - تاريخ اليعقوبي. لأحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح المعروف باليعقوبي
(ت 284 ه‍. ق)، دار صادر - بيروت.
44 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة. لعلي الغروي الحسيني الأسترآبادي
(معاصر)، تحقيق: حسين أستاذ ولي، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة الأولى
1409 ه‍. ق.
45 - التبيان (تفسير التبيان). لأبي جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي
(ت 460 ه‍. ق)، تحقيق: أحمد حبيب قصير العاملي، مكتبة الأمين - النجف الأشرف، الطبعة
الأولى 1376 ه‍. ق.
46 - تحرير الوسيلة. للامام روح الله الموسوي الخميني (معاصر) انتشارات اسماعيليان - قم.
47 - تحف العقول عن آل الرسول (صلى الله عليه وآله). لأبي محمد الحسن بن علي الحراني المعروف بابن
شعبة (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة الثانية
1404 ه‍. ق.
387

48 - الترغيب والترهيب من الحديث الشريف. لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشامي (ت
656 ه‍. ق)، تحقيق: مصطفى محمد عمارة، دار إحياء التراث - بيروت، الطبعة الثالثة
1388 ه‍. ق.
49 - تفسير ابن أبي حاتم الرازي = تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول.
50 - تفسير البرهان (البرهان في تفسير القرآن). لهاشم بن سليمان البحراني (ت 1107 ه‍. ق)،
تحقيق: الموسوي الززندي، مؤسسة مطبوعاتي إسماعيليان - قم، الطبعة الثانية:
1334 ه‍. ق.
51 - تفسير البغوي (معالم التنزيل). لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت
516 ه‍. ق)، تحقيق: خالد عبد الرحمن العك، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الثالثة
1413 ه‍. ق.
52 - تفسير الطبري (جامع البيان في تفسير القرآن). لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري
(310 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
53 - تفسير العياشي. لأبي النضر محمد بن مسعود السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي
(ت 320 ه‍. ق)، تحقيق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المكتبة العلمية - طهران، الطبعة
الأولى 1380 ه‍. ق.
54 - تفسير غرائب القرآن " بهامش تفسير الطبري ". للعلامة نظام الدين الحسن بن محمد بن
حسين القمي النيسابوري، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
55 - تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول (تفسير ابن أبي حاتم الرازي). لعبد الرحمن بن
محمد بن أبي حاتم الرازي (ت 327 ه‍. ق)، تحقيق: أحمد عبد الله عمار زهراني، مكتبة
الدار - مدينة.
56 - تفسير القمي. لأبي الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي (ت 307 ه‍. ق)، إعداد: السيد
الطيب الموسوي الجزائري، مطبعة النجف الأشرف.
57 - تفسير مجمع البيان. لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه‍. ق) تحقيق: السيد
388

هاشم الرسولي المحلاتي والسيد فضل الله اليزدي الطباطبائي، دار المعرفة - بيروت، الطبعة
الثانية 1408 ه‍. ق.
58 - التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام). تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي (عج) -
قم، الطبعة الأولى 1409 ه‍. ق.
59 - تفسير نور الثقلين. للشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي (ت 1112 ه‍. ق)، تحقيق:
السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المطبعة العلمية - قم.
60 - تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورام). لأبي الحسين ورام بن أبي فراس (ت
605 ه‍. ق)، دار التعارف ودار صعب - بيروت.
61 - تنبيه الغافلين. لأبي الليث نصر بن محمد الحنفي السمرقندي (ت 373 ه‍. ق)، تحقيق:
يوسف علي بديوي، دار ابن كثير - بيروت، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
62 - تهذيب الأسماء واللغات. لأبي زكرياء يحيى بن شرف النووي (ت 676 ه‍. ق)، دار الكتب
العلمية - بيروت.
63 - تهذيب التهذيب. لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه‍. ق)، تحقيق:
مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
64 - تهذيب الكمال. للحافظ يونس بن عبد الرحمن المزي (ت 742 ه‍. ق)، تحقيق: بشار عواد
معروف، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1409 ه‍. ق.
حرف الثاء
65 - الثاقب في المناقب. لأبي جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي (ت 560 ه‍. ق)، تحقيق:
رضا علوان، مؤسسة أنصاريان - قم، الطبعة الثانية 1412 ه‍. ق.
66 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مكتبة الصدوق -
طهران.
389

حرف الجيم
67 - جامع الأحاديث. لأبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي المعروف بابن الرازي (القرن
الرابع ه‍. ق)، تحقيق: السيد محمد الحسيني النيسابوري، الحضرة الرضوية المقدسة - مشهد،
الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
68 - الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير. لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر
السيوطي (ت 911 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت.
69 - الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف. لجمال الدين محمد جار الله بن
محمد المخزومي (معاصر)، مطبعة عيسى البابي وشركاء - مصر، الطبعة الثانية 1357 ه‍. ق.
70 - الجعفريات = الأشعثيات. لأبي الحسن محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي
(القرن الرابع ه‍. ق)، مكتبة نينوى - طهران، طبع في ضمن قرب الإسناد.
71 - جواهر الكلام في شرح شرايع الإسلام. للشيخ محمد حسن النجفي (ت 1266 ه‍. ق)،
مؤسسة المرتضى العالمية - بيروت الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
72 - الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية. لأبي محمد عبد القادر بن محمد القرشي الحنفي
(ت 775 ه‍. ق)، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر - رياض، الطبعة
الثانية 1413 ه‍. ق.
حرف الحاء
73 - الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به. لعبد الملك بن عبد الله بن دهيش (معاصر)،
مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة - مكة، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
74 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني (ت 430 ه‍. ق)،
دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الثانية 1387 ه‍. ق.
390

حرف الخاء
75 - الخرائج والجرائح. لأبي الحسين سعيد بن عبد الله الراوندي المعروف بقطب الدين
الراوندي (ت 573 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي عج - قم، الطبعة الأولى
1409 ه‍. ق.
76 - خصائص الأئمة (عليهم السلام). لأبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي
المعروف بالشريف الرضي (ت 406 ه‍. ق)، تحقيق: محمد هادي الأميني، بنياد پژوهشهاى
اسلامي آستان قدس رضوي - مشهد، الطبعة الأولى 1406 ه‍. ق.
77 - خصائص يوم الجمعة. لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه‍. ق)،
تحقيق: عصام الدين الصبابطي، دار الحديث - قاهرة.
78 - الخصال. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ
الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة
الأولى 1410 ه‍. ق.
حرف الدال
79 - الدر المنثور في التفسير المأثور. لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت
911 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
80 - دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام. لأبي حنيفة النعمان بن محمد بن
منصور بن أحمد بن حيون التميمي المغربي (ت 363 ه‍. ق)، تحقيق: آصف بن علي أصغر
فيضي، دار المعارف - مصر، الطبعة الثالثة 1389 ه‍. ق.
81 - الدعوات. لأبي الحسين سعيد بن عبد الله الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت
573 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي (عج) - قم، الطبعة الأولى 1407 ه‍. ق.
82 - دلائل الإمامة. لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة
البعثة - قم.
391

83 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة. لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت
458 ه‍. ق)، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية - بيروت.
حرف الراء
84 - ربيع الأبرار ونصوص الأخبار. لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ه‍. ق)،
تحقيق: سليم النعيمي، منشورات الرضي - قم، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
85 - روح المعاني في تفسير القرآن (تفسير روح المعاني). لأبي الفضل شهاب الدين السيد
محمود الآلوسي (ت 1270 ه‍. ق)، دار إحياء التراث - بيروت، الطبعة الرابعة 1405 ه‍. ق.
86 - روضة المتقين. للعلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت 1110 ه‍. ق)، بنياد فرهنگ
اسلامي كوشانپور - تهران، الطبعة الثانية 1406 ه‍. ق.
حرف السين
87 - السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي. لأبي جعفر محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس
الحلي (ت 598 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة الثانية
1410 ه‍. ق.
88 - سنن ابن ماجة. لأبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (ت 275 ه‍. ق)، تحقيق: محمد
فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث - بيروت، الطبعة الأولى 1395 ه‍. ق.
89 - سنن أبي داود. لأبي داوود سليمان بن أشعث السجستاني الأزدي (ت 275 ه‍. ق)، تحقيق:
محمد محيي الدين عبد الحميد، دار إحياء السنة النبوية.
90 - سنن الترمذي (الجامع الصحيح). لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279)،
تحقيق: احمد محمد شاكر، دار احياء التراث - بيروت.
91 - سنن الدارقطني. لأبي الحسن علي بن عمر البغدادي المعروف بالدارقطني (ت 285 ه‍. ق)،
تحقيق: أبو الطيب محمد آبادي، عالم الكتب - بيروت، الطبعة الرابعة 1406 ه‍. ق.
392

92 - سنن الدارمي. لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت 255 ه‍. ق)، تحقيق: مصطفى
ديب البغا، دار القلم - بيروت، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
93 - السنن الكبرى. لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه‍. ق)، تحقيق:
محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
94 - سنن النسائي (بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي). لأبي
عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ه‍. ق)، دار المعرفة - بيروت، الطبعة الثالثة
1414 ه‍. ق.
95 - سيرة ابن إسحاق. لأبي بكر محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي (ت 151 ه‍. ق)، تحقيق:
محمد حميد الله، معهد الدراسات والأبحاث للتعريف - المغرب، الطبعة الأولى 1369 ه‍. ق.
96 - سيرة ابن هشام (السيرة النبوية). لأبي محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري
(ت 218 ه‍ ق)، تحقيق: مصطفى سقا وإبراهيم الأنباري، مكتبة المصطفى - قم، الطبعة الأولى
1355 ه‍. ق.
97 - السيرة النبوية. لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت 747 ه‍. ق)،
تحقيق: مصطفى عبد الواحد، دار احياء التراث العربي - بيروت.
حرف الشين
98 - شرح الأهاز. لأبي الحسن عبد الله بن مفتاح (ت 877 ه‍. ق)، مطبعة الحجازي - قاهرة، الطبعة
الأولى 1375 ه‍. ق.
99 - شرح نهج البلاغة. لعز الدين عبد الحميد بن محمد بن أبي الحديد المعتزلي المعروف بابن أبي
الحديد (ت 656 ه‍. ق)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء التراث - بيروت، الطبعة
الثانية 1387 ه‍. ق.
100 - شعب الإيمان. لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه‍. ق)، تحقيق: أبو هاجر محمد
السعيد ابن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
393

101 - شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام. لأبي الطيب محمد بن أحمد الفاسي المكي (ت 832 ه‍. ق)،
تحقيق: لجنة من كبار العلماء والأدباء، دار الكتب العلمية - بيروت.
حرف الصاد
102 - صحيح ابن خزيمة. لأبي بكر محمد بن إسحاق السلمي النيسابوري المعروف بابن خزيمة
(ت 311 ه‍. ق)، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، مكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثالثة
1412 ه‍. ق.
103 - صحيح البخاري. لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه‍. ق)، تحقيق: مصطفى
ديب البغا، دار ابن كثير - بيروت، الطبعة الرابعة 1410 ه‍. ق.
104 - صحيح مسلم. لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت 261 ه‍. ق)،
تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث - القاهرة، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
105 - الصحيفة السجادية. الإمام زين العابدين (عليه السلام)، تحقيق: علي أنصاريان، المستشارية الثقافية -
دمشق.
حرف الطاء
106 - الطبقات الكبرى. لمحمد بن سعد كاتب الواقدي (ت 230 ه‍. ق)، دار صادر - بيروت.
حرف العين
107 - العدد القوية لدفع المخاويف اليوميه. لأبي منصور الحسن بن يوسف الحلي (ت
726 ه‍. ق)، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، مكتبة آية الله المرعشي - قم، الطبعة الأولى
1408 ه‍. ق.
108 - العروة الوثقى. للسيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي (معاصر)، الدار الاسلامية - بيروت،
الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
394

109 - عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية. لمحمد بن علي بن إبراهيم الأحسائي
المعروف بابن أبي جمهور (ت 940 ه‍. ق)، تحقيق: مجتبى العراقي، مطبعة سيد الشهداء (عليه السلام) -
قم، الطبعة الأولى 1403 ه‍. ق.
110 - العين. لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه‍. ق)، تحقيق: مهدي
المخزومي، مؤسسة دار الهجرة - قم، الطبعة الثانية 1409 ه‍. ق.
111 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام). لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف
بالشيخ الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: السيد مهدي الحسيني اللاجوردي، منشورات
جهان - طهران.
حرف الغين
112 - الغيبة. لأبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (ت 460 ه‍. ق)، تحقيق:
عباد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح، مؤسسة المعارف الإسلامية - قم، الطبعة الأولى
1411 ه‍. ق.
113 - الغيبة. لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني (ت 350 ه‍. ق)، تحقيق: علي
أكبر الغفاري، مكتبة الصدوق - طهران.
حرف الفاء
114 - فتح الباري شرح صحيح البخاري. لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت
852 ه‍. ق)، تحقيق: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى
1379 ه‍. ق.
115 - الفردوس بمأثور الخطاب. لأبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني (ت
509 ه‍. ق)، تحقيق: السعيد ابن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى
1406 ه‍. ق.
395

116 - فضائل الأشهر الثلاثة. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف
بالشيخ الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: غلام رضا عرفانيان، مطبعة الآداب - قم، الطبعة
الأولى 1396 ه‍. ق.
117 - فضائل بيت المقدس. لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (ت 643 ه‍. ق)، تحقيق:
محمد مطيع الحافظ، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1405 ه‍. ق.
118 - فضائل المدينة. لأبي سعيد المفضل بن محمد الجندي اليمني (ت 308 ه‍. ق)، تحقيق:
محمد مطيع الحافظ، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1405 ه‍. ق.
119 - فضائل المدينة المنورة. لمحمد بن يوسف الصالحي (ت 942 ه‍. ق)، تحقيق: محيي الدين
ديب مستو، دار الكلم الطيب - بيروت، الطبعة الثالثة 1416 ه‍. ق.
120 - فقه القرآن. لأبي الحسين سعيد بن عبد الله الراوندي المعروف بقطب الدين (ت 573 ه‍. ق)
تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مكتبة آية الله المرعشي - قم، الطبعة الأولى 1397 ه‍. ق.
121 - الفقيه (من لا يحضره الفقيه). لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر
الإسلامي - قم.
حرف القاف
122 - قرب الإسناد. لأبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري القمي (ت بعد 304 ه‍. ق)، تحقيق
ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
123 - قصص الأنبياء. لأبي الحسين سعيد بن عبد الله الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي
(ت 573 ه‍. ق)، تحقيق: غلام رضا عرفانيان، الحضرة الرضوية المقدسة - مشهد، الطبعة
الأولى 1409 ه‍. ق.
396

حرف الكاف
124 - الكافي. لأبي جعفر ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
(ت 329 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية - طهران، الطبعة الثانية
1389 ه‍. ق.
125 - كامل الزيارات. لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (ت 368 ه‍. ق)، تحقيق و نشر:
مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة الأولى 1417 ه‍. ق.
126 - كامل الزيارات. لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (ت 367 ه‍. ق)، تحقيق:
عبد الحسين الأميني التبريزي، المطبعة المرتضوية - النجف الأشرف، الطبعة الأولى
1356 ه‍ ق.
127 - الكامل في التاريخ. لأبي الحسن علي بن محمد الشيباني الموصلي المعروف بابن الأثير
(ت 630 ه‍. ق)، تحقيق: علي الشيري، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الأولى
1408 ه‍. ق.
128 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس. لأبي الفداء إسماعيل بن محمد العجلوني (ت 1162 ه‍. ق)،
مكتبة دار التراث - بيروت.
129 - كشف الغمة في معرفة الأئمة. علي بن عيسى الإربلي (ت 687 ه‍. ق)، تصحيح: السيد
هاشم الرسولي المحلاتي، دار الكتاب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى 1401 ه‍. ق.
130 - كمال الدين وتمام النعمة. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف
بالشيخ الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم،
الطبعة الأولى 1405 ه‍. ق.
131 - كنز العرفان في فقه القرآن. لأبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي (ت
826 ه‍. ق)، تحقيق: محمد باقر البهبودي، مكتبة المرتضوية - تهران، الطبعة الأولى
1384 ه‍. ق.
132 - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال. لعلاء الدين علي المتقي ابن حسام الدين الهندي
397

(ت 975 ه‍. ق)، تصحيح: صفوة السقا، مكتبة التراث الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى
1397 ه‍. ق.
133 - كنز الفوائد. لأبي الفتح الشيخ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت
449 ه‍. ق)، إعداد: عبد الله نعمة، دار الذخائر - قم، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
134 - الكنى والألقاب. للشيخ عباس بن محمد رضا القمي (ت 1359 ه‍. ق)، مكتبة الصدر -
طهران، الطبعة الخامسة 1368 ه‍. ق.
حرف اللام
135 - لسان العرب. لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المصري (ت 711 ه‍. ق)،
دار صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
حرف الميم
136 - مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن. لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي القرشي
البغدادي (ت 597 ه‍. ق)، تحقيق: مصطفى محمد حسين الذهبي، دار الحديث - قاهرة،
الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
137 - المجازات النبوية. لأبي الحسن الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى
الموسوي (ت 406 ه‍. ق)، تحقيق: طه محمد الزيني، مكتبة بصيرتي - قم.
138 - مجمع البحرين. لفخر الدين الطريحي (ت 1085 ه‍. ق)، تحقيق: السيد أحمد الحسيني،
مكتبة نشر الثقافة الإسلامية - طهران، الطبعة الثانية 1408 ه‍. ق.
139 - مجمع البيان في تفسير القرآن. لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه‍. ق)،
تحقيق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي والسيد فضل الله اليزدي الطباطبائي، دار المعرفة -
بيروت، الطبعة الثانية 1408 ه‍. ق.
140 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه‍. ق)، تحقيق:
398

عبد الله محمد درويش، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
141 - مجمع الفائدة والبرهان. للمولى أحمد الأردبيلي (ت 993 ه‍. ق)، تحقيق: المجتبى العراقي
والشيخ علي پناه الاشتهاردي والحاج حسين اليزدي، مؤسسة النشر الاسلامي - قم.
142 - المحاسن. لأبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 280 ه‍. ق)، تحقيق: السيد
مهدي الرجائي، المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
143 - المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء. لمحمد بن المرتضى المدعو بالمولى محسن الفيض
الكاشاني (ت 1091 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة
الثالثة 1415 ه‍. ق.
144 - مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام. للسيد محمد بن علي الموسوي العاملي (ت
1009 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث - قم، الطبعة الأولى
1410 ه‍. ق.
145 - مدينة المعاجز. للشيخ هاشم بن سليمان الحسيني البحراني (ت 1107 ه‍. ق)، تحقيق: لجنة
التحقيق، مؤسسة المعارف الإسلامية - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
146 - مرآة الجنان وعبرة اليقظان (تاريخ اليافعي). لأبي محمد عبد الله بن أسعد اليافعي (ت
768 ه‍. ق)، دار الكتاب الاسلامي - قاهرة، الطبعة الثانية 1413 ه‍. ق.
147 - مرآة الحرمين. إبراهيم رفعت باشا (معاصر)، المؤلف - رياض.
148 - مرآة العقول في شرح أخبار الرسول (صلى الله عليه وآله). للعلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي
(ت 1110 ه‍. ق)، تحقيق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي، دار الكتب الاسلامية - تهران،
الطبعة الثالثة 1370 ه‍. ش.
149 - المراسيل مع الأسانيد. لأبي داوود سليمان بن أشعث السجستاني الأزدي (ت 275 ه‍. ق)،
تحقيق: عبد العزيز عز الدين السيروان، دار القلم - بيروت، الطبعة الأولى 1406 ه‍. ق.
150 - المزار. لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري الحارثي المعروف بالشيخ المفيد
(ت 413 ه‍. ق)، تحقيق: محمد باقر الأبطحي، كنگره جهاني هزاره شيخ مفيد - قم، الطبعة
399

الأولى 1413 ه‍. ق.
151 - المستدرك على الصحيحين. لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت
405 ه‍. ق)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى
1411 ه‍. ق.
152 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل. للحاج الميرزا حسين النوري (ت 1320 ه‍. ق)،
تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
153 - مسند أبي داود الطيالسي. لسليمان بن داود الجارود البصري المعروف بأبي داود الطيالسي
(ت 204 ه‍. ق)، دار المعرفة - بيروت.
154 - مسند أبي يعلى الموصلي. لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي (ت
307 ه‍. ق)، تحقيق: إرشاد الحق الاثرى، دار القبلة - جدة، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
155 - مسند أحمد. لأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه‍. ق)، تحقيق: عبد الله محمد
الدرويش، دار الفكر - بيروت، الطبعة الثانية 1414 ه‍. ق.
156 - مسند إسحاق بن راهويه. لأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المروزي (ت
238 ه‍. ق)، تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، مكتبة الإيمان - مدينة، الطبعة
الأولى 1412 ه‍. ق.
157 - مسند الإمام زيد. المنسوب إلى زيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام) (القرن الثاني ه‍. ق)، دار مكتبة
الحياة - بيروت، الطبعة الأولى 1966 م.
158 - مسند الإمام زيد، المنسوب بزيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام) (القرن الثاني ه‍. ق)، دار مكتبة
الحياة - بيروت، الطبعة الأولى 1966 م.
159 - مسند البزار. البحر الزخار.
160 - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين (عليه السلام). لرجب البرسي (معاصر)، منشورات
الشريف الرضي - قم، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
161 - مصادر نهج البلاغة وأسانيده. لعبد الزهراء الحسيني الخطيب (ت 1386 ه‍. ق)،
400

دار الأضواء - بيروت، الطبعة الثالثة 1405 ه‍. ق.
162 - مصباح الزائر. لأبي القاسم علي بن موسى بن طاووس الحلي (ت 664 ه‍. ق)، تحقيق ونشر:
مؤسسة آل البيت لإحياء التراث - قم، الطبعة الأولى 1417 ه‍. ق.
163 - مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة. المنسوب إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، الشارح: حسن
المصطفوي، انتشارات قلم - تهران، الطبعة الأولى 1363 ه‍. ش.
164 - مصباح المتهجد. لأبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (ت 460 ه‍. ق)،
تحقيق: علي أصغر مرواريد، مؤسسة فقه الشيعة - بيروت، الطبعة الأولى 1411 ه‍. ق.
165 - مطالب السؤول في مناقب آل الرسول. لكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت
654 ه‍. ق)، النسخة المخطوطة في مكتبة آية الله المرعشي - قم.
166 - معالم التنزيل = تفسير البغوي.
167 - معاني الأخبار. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ
الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة
الأولى 1361 ه‍. ش.
168 - معجم الأوائل في تاريخ العرب والمسلمين. فؤاد صالح السيد (معاصر)، دار المناهل -
بيروت، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
169 - المعجم الأوسط. لأبي القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه‍. ق)، تحقيق: أبو
معاذ وإبراهيم الحسيني، دار الحرمين - الرياض، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
170 - معجم البلدان. لأبي عبد الله شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي (ت 626 ه‍. ق)،
دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1399 ه‍. ق.
171 - معجم رجال الحديث. لأبي القاسم بن علي أكبر الموسوي الخوئي (معاصر)، مدينة العلم -
قم، الطبعة الثالثة، 1403 ه‍. ق.
172 - المعجم الصغير. لأبي القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه‍. ق)، تحقيق:
محمد عثمان، دار الفكر - بيروت، الطبعة الثانية 1401 ه‍. ق.
401

173 - المعجم الكبير. لأبي القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه‍. ق)، تحقيق:
حمدي عبد المجيد السلفي، دار احياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية 1404 ه‍. ق.
174 - المغني عن حمل الأسفار في الأسفار. لأبي المفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي
الرازياني (ت 308 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت، الطبعة الثالثة 1411 ه‍. ق.
175 - مفردات ألفاظ القرآن. لأبي القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني (ت 425 ه‍. ق)،
تحقيق: صفوان عدنان داوودي، دار القلم - بيروت، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
176 - المفصل في تاريخ العرب. لجواد على (معاصر)، جامعة بغداد - بغداد، الطبعة الثانية 1413
ه‍. ق.
177 - المقنع والهداية. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ
الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، دار المحجة البيضاء - بيروت، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
178 - المقنعة. لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ
المفيد (ت 413 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة الثانية
1410 ه‍. ق.
179 - مكارم الأخلاق. لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه‍. ق)، تحقيق: علاء آل
جعفر، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
180 - مكارم الأخلاق. لأبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي (ت القرن السادس ه‍. ق)، تحقيق
ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
181 - مناقب آل أبي طالب (مناقب ابن شهرآشوب). لأبي جعفر رشيد الدين محمد بن علي بن
شهر آشوب المازندراني (ت 588 ه‍. ق)، المطبعة العلمية - قم.
182 - المنجد في اللغة والأعلام. لؤيس معلوف (معاصر)، دار المشرق - بيروت، الطبعة السادسة
والعشرون 1973 م.
183 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان. لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه‍. ق)،
تحقيق: عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية - بيروت.
402

184 - المواعظ العددية. لمحمد بن الحسن الحسيني (القرن الحادي عشر ه‍. ق)، تحرير: الميرزا
علي المشكيني الأردبيلي، الهادي - قم، الطبعة الأولى 1406 ه‍. ق.
185 - الموطأ. لأبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي (ت 179 ه‍. ق)، تحقيق: محمد فؤاد
عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
186 - مهج الدعوات ومنهج العبادات. لأبي القاسم علي بن موسى الحلي المعروف بابن طاووس
(ت 664 ه‍. ق)، دار الذخائر - قم، الطبعة الأولى 1411 ه‍. ق.
187 المهذب. للقاضي عبد العزيز بن البراج الطرابلسي (ت 481 ه‍. ق)، مؤسسة النشر الاسلامي -
قم، الطبعة الأولى 1406 ه‍. ق.
188 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال. لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت
275 ه‍. ق)، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الفكر - بيروت.
189 - الميزان في تفسير القرآن. للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (ت 1402 ه‍. ق)،
إسماعيليان - قم، الطبعة الثانية 1393 ه‍. ق.
حرف النون
190 - النوادر للقمي. لأبي جعفر أحمد بن محمد الأشعري القمي (ت 280 ه‍. ق)، تحقيق ونشر:
مدرسة الامام المهدي (ع) - قم، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
191 - النهاية في غريب الحديث والأثر. لأبي السعادات مبارك بن مبارك الجزري المعروف بابن
الأثير (ت 606 ه‍. ق)، تحقيق: ظاهر أحمد الزاوي، مؤسسة اسماعيليان - قم، الطبقة الرابعة
1367 ه‍. ش.
192 - نهج البلاغة. ما اختاره أبو الحسن الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى الموسوي من
كلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (ت 406 ه‍. ق)، تحقيق: السيد كاظم المحمدي ومحمد
الدشتي، انتشارات الإمام علي (عليه السلام) - قم، الطبعة الثانية 1369 ه‍. ق.
403

حرف الواو
193 - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة. للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي
(ت 1104 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1409 ه‍. ق.
194 - الوسيلة إلى نيل الفضيلة. لأبي جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي (ت 560 ه‍. ق)،
تحقيق: عبد العظيم البكاء، مطبعة الآداب - نجف، الطبعة الأولى 1399 ه‍. ق.
195 - وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى. لنور الدين علي بن أحمد السمهودي (ت 911 ه‍. ق)،
تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثالثة
1401 ه‍. ق.
404