الكتاب: الأنساب
المؤلف: السمعاني
الجزء: ٥
الوفاة: ٥٦٢
المجموعة: الأنساب ومعاجم مختلفة
تحقيق: تقديم وتعليق : عبد الله عمر البارودي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٩٨٨ م
المطبعة:
الناشر: دار الجنان للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الأنساب
للامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد
ابن منصور التميمي السمعاني
المتوفي سنة 562 ه‍
تقديم وتعليق
عبد الله عمر البارودي
مركز الخدمات والأبحاث الثقافية
الجزء الخامس
دار الجنان
3

ملتزم الطبع والنشر والتوزيع
دار الجنان
الطبعة الأولى
1408 - ه‍ 1988 م
4

حرف الكاف
باب الكاف والألف
الكابلي: بفتح الكاف وضم الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى كابل، وهي ناحية معروفة من بلاد الهند، اشتهر بالانتساب إليها
جماعة، منهم:
أبو الحسين محمد بن الحسين الكابلي، من أهل بلخ. قال أبو الفضل الفلكي
الكابلي: لقيته، وكان من الجهمية، حدث عن يزيد بن هارون، وأبي عبد الرحمن
الباهلي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. مات يوم الأربعاء، النصف من المحرم. هكذا
وجدت في كتاب " الطبقات لعلماء بلخ "، وانقطع من الكتاب باقي التاريخ، ولعله في حدود
سنة خمسين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن علي بن.. (1) الكابلي، من أهل أصبهان، لعل أصله من كابل،
شيخ، صالح، سديد. سمع أبا القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك النيسابوري.
سمعت منه بأصبهان.
وأبو مجاهد علي بن مجاهد بن مسلم بن رفيع الرازي، يعرف بابن الكابلي، مولى
حكيم بن جبلة من عبد القيس، قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن إسحاق بن بشار،
والجعد بن أبي الجعد، وغيرهم. روى عنه الصلت بن مسعود الجحدري، وأحمد بن
حنبل، وزياد بن أيوب، وقال يحيى بن معين: أبو مجاهد بن الكابلي، قد رأيته على باب
هشيم، وما أرى به بأسا، ولم أكتب عنه شيئا. ورماه يحيى بن الضريس بالكذب، ذكر ذلك
عبد الرحمن بن أبي حاتم، في كتاب " الجرح والتعديل ".
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسن بن ماهان المروزي، المعروف بالكابلي،
سكن بغداد، وكان ثقة. سمع عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وعاصم بن علي،
وإبراهيم بن موسى الفراء. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد،
وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل الشجري، ووثقه الدارقطني. وذكره أبو الحسين بن

(1) بياض بالنسخ، وتمام نسبه في التحبير 2 / 185: " ابن عمر بن أبي بكر بن علي بن الحسين بن علي "
5

المنادي، وقال: مات ببغداد، في سنة سبع وسبعين ومائتين قال: وكان له أدنى حفظ،
ولم يكن عند الناس بالمحمود في مذهبه، ولا في روايته.
الكاتب: بكسر التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والباء بعدها.
اشتهر بها جماعة الكتابة المعروفة، وأول من علم الكتابة بالعربية مرامر بن مرة،
وأسلم بن سدرة، وعامر بن حدرة، وقيل: هم من طيئ، ثم علموها أهل الأنبار، فعلمها
أهل الأنبار بشر بن عبد الملك من أهل الحيرة، ثم أتى بشر الطائف فعلم غيلان بن سلمة
الثقفي، ثم أتى بادية مضر، فعلم عمرو بن زرارة، فسمي عمرو الكاتب، وعلم بشر أيضا
سفيان بن أمية بن عبد شمس، وأبا قيس بن عبد مناف بن زهرة، فسمي الكاتب، فهم
يدعون بني الكاتب بالكوفة، وأكيدر بن عبد الملك، وأخوه بشر بن عبد الملك، هو علم
أهل الأنبار خطا، وكانوا يسمونه الجزم.
وأول من كتب ببقة (1) قوم من طيئ، يقولون: هم من بولان، ومنهم:
حنظلة بن الربيع الأسيدي الكاتب التميمي، كان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له الكاتب
لهذا، واشتهر به، وهو صاحب حديث النفاق، وهو من الصحابة الذين انتقلوا إلى الكوفة،
وسكنوها، ثم انتقل حنظلة الكاتب من الكوفة إلى قرقيسيا. وسكنها، وقال: لا أقيم ببلدة
يشتم فيها عثمان.
ومن المحدثين المشهورين بهذه النسبة.
الأزهر بن سليمان الكاتب البلخي، كان كاتب ابن الرماح، من أهل بلخ. يروي عن
إبراهيم بن طهمان، ومسلم بن خالد الزنجي. روى عنه أهل بلده.
وأبو صالح عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الكاتب المصري، مولى جهينة، وهو
كاتب الليث بن سعد. يروي عن ابن لهيعة، ومعاوية بن صالح، وكانت ولادته في سنة سبع
وثلاثين ومائة. وماتت يوم عاشوراء من سنة ثلاثة وعشرين ومائتين. روى عن الليث مناكير،
منكر الحديث جدا، يروي عن الاثبات ما لا يشبه حديث الثقات، وعنده المناكير الكثيرة عن
أقوام مشاهير أئمة، وكان في نفسه صدوقا، يكتب لليث بن سعد الحساب، وكان كاتبه على
الغلات، وإنما وقع المناكير في حديثه من قبل جار له، رجل سوء. قال أبو حاتم بن

(1) بقة: اسم موضع قريب من الحيرة. معجم البلدان 1 / 702.
6

حبان: سمعت ابن خزيمة: يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على
شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس، بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرحه
في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله، فيحدث به، يتوهم أنه خطه وسماعه، فمن ناحيته
وقع المناكير في أخباره. قال زياد بن أيوب: نهاني أحمد بن حنبل أن أروي حديث
عبد الله بن صالح.
وأبو الفيض يوسف بن السفر الكاتب الشامي، كان كاتب الأوزاعي، من أهل الشام.
يروي عنه. روى عنه بقية بن الوليد، وسعيد بن يعقوب الطالقاني. كان ممن يروي عن
الأوزاعي ما ليس من حديثه من المناكير، التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها
موضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال. روى عنه الخطاب بن عثمان.
وأبو إسحاق إبراهيم بن تميم الكاتب، مولى بكر بن مضر، مولى شرحبيل بن حسنة،
من أهل مصر، كان كاتبا في ديوان الخراج. ثم تناهت به الأمور إلى أن ولي خراج مصر،
وتوفي سنة سبع عشرة ومائتين.
وأبو مسلم محمد بن أحمد بن علي بن الحسين الكاتب البغدادي، كاتب الوزير
أبي الفضل بن حنزابة، من أهل بغداد، نزل مصر، وعمر، حتى حدث عن أبي القاسم
عبد الله بن محمد البغوي، وعبد الله بن أبي داود السجستاني، ويحيى بن محمد بن صاعد،
وبدر بن الهيثم، وسعيد بن محمد أخي زبير الحافظ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد،
وأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقري، وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي. روى
عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي،
وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وغيرهم. وذكر أبو عبد الله الصوري
الحافظ، قال: كان بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جيادا. قلت: وكيف كانت
حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي.
وقال أبو الحسين العطار، وكيل أبي مسلم الكاتب، قال الصوري: كان أبو الحسين من أهل
العلم والمعرفة بالحديث، كتب وجمع، ولم يكن بمصر بعد عبد الغني بن سعيد أفهم منه.
قال العطار: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا، غير جزء واحد، كان
سماعه فيه صحيحا، وما عدا ذلك مفسود. وقال العتيقي: سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فيها
توفي أبو مسلم الكاتب البغدادي. بمصر، وكان آخر من بقي من أصحاب ابن منيع. وقال
غيره: توفي في ذي القعدة، من السنة.
7

وأبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح الكاتب، من أهل بغداد، وهو عم علي بن
عيسى الوزير. كان من علماء الكتاب، فاضلا، عارفا بأيام الناس، وأخبار الخلفاء
والوزراء، وله في ذلك مصنفات معروفة، وحدث عن عمر بن شبة النميري، وعبيد الله بن
سعد الزهري، وأبي يعلى زكريا بن يحيى المنقري. روى عنه أحمد بن عبيد الله بن عمار،
والقاضي عمر بن الحسن بن الأشناقي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. ولد في سنة
ثلاث وأربعين ومائتين. ومات سنة ست وتسعين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الكاتب الزهري، مولى بني هاشم، وهو كاتب
محمد بن عمر الواقدي، ويعرف بغلام الواقدي أيضا. سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن
علية، ومحمد بن أبي فديك، وأبا ضمرة أنس بن عياض، ومعن بن عيسى، والوليد بن
مسلم، ومن بعدهم. وكان من أهل الفضل والعلم، وصنف " كتابا " كبيرا في طبقات
الصحابة والتابعين والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه، وأحسن. روى عنه الحارث بن
أبي أسامة، والحسين بن قهم، وأبو بكر بن أبي الدنيا. وحكي عن يحيى بن معين أنه رماه
بالكذب، ولعل الناقل عنه غلط أو وهم، لأنه من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه،
فإنه يتحرى في كثير من رواياته. وقال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن
سعد. فقال: يصدق، رأيته جاء إلى القواريري، وسأله عن أحاديث، فحدثه. وحكى
إبراهيم الحربي، قال: كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى
ابن سعد، يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي، ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى، ثم يردهما
ويأخذ غيرهما، قال إبراهيم: ولو ذهب سمعهما كان خيرا له. ومات في جمادى الآخرة سنة
ثلاثين ومائتين، ببغداد، وهو ابن اثنتين وستين سنة، وكان كثير العلم، والحديث،
والرواية، والكتب، كتب الحديث، وغيره من كتب الغريب والفقه.
وهشام بن معدان الكاتب، من أهل بغداد، كتب أبي يوسف القاضي، خرج إلى بلاد
المغرب، وسكن أفريقية، ومات بها، وقال: حضرت أبا العتاهية، في مقبرة بغداد، وهو
ينشد، فقلت: يا أبا العتاهية، ما أشعر ما قلت. قال: قولي:
الناس في غفلاتهم * ورحى المنية تطحن
وتوفي هشام بأفريقية، سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وأبو محمد طلق بن غنام بن طلق بن معاوية الكاتب النخعي الكوفي، كاتب شريك
القاضي، كوفي. روى عن شريك، وقيس. روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير،
8

وأبو كريب، والأشج، وإسرائيل.
وحجاج بن عمران السدوسي الكاتب، كان كاتب بكار بن قتيبة القاضي بمصر، من
أهل مصر. يروي عن سليمان بن داود الشاذكوني. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني.
وسعيد بن عبدوس بن أبي زيدون الرملي الكاتب، من أهل الرملة، كان محمد بن
يوسف الفريابي، نزيل قيسارية، روى عنه. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالرملة، وهو
صدوق.
الكاجري (1): هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف، يقال لها: كاجر، على فرسخين
منها. خرج منها جماعة من المحدثين والأئمة، سمعت السيد أبا بكر أحمد بن محمد بن
عبد الرحمن الحسيني، ببخارى، يقول: قال بعضهم:
ومن العجائب والبدائع جمة * في مجلس السلطان عيسى الكاجري
ومن هذه القرية:
أبو أحمد محمد بن جعفر بن محمد بن عصمة الكاجري. سمع أبا سهل هارون بن
أحمد الاستراباذي، وأبا جعفر محمد بن عبد الله الفقيه الهندواني، وأبا الفوارس أحمد بن
محمد بن جمعة النسفي، وجماعة. روى عنه أبو العباس المستغفري. ومات في رجب،
سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
وأبو سلمة أحمد بن محمد بن عيسى بن سليمان بن داود الكاجري. سمع الليث بن
نصر الكاجري. روى عنه أبو تراب إسماعيل بن طاهر النسفي، ولم يسمع منه أحد سواه.
ومات يوم الجمعة، بعد الصلاة، ودفن يوم السبت، لليلتين بقيتا من المحرم، سنة عشر
وأربعمائة.
وأبو محمد عبد الرحمن بن الليث بن نصر بن يونس بن إبراهيم بن ثابت الكاجري،
يروي عن أبيه، ومحمد بن طالب بن زكريا، وعبد المؤمن بن خلف، النسفيين. روى عنه
أبو جعفر عبد الملك بن عبد الله الخزاعي الهروي، وغيره.
الكاجغري: بفتح الكاف والجيم الساكنة بينهما الألف والغين المعجمة المفتوحة وفي

(1) ضبط ابن الأثير النسبة، فقال: " بالكاف المفتوحة وبعد الألف جيم ثم راء ".
9

آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بلدة من تركستان، يقال لها: كاجغر، وكاشغر أيضا، وسأذكره بالشين
في موضعه، وكنت أظن أن اسم هذه البلدة بالشين، حتى رأيت في " معجم شيوخ "
أبي الفتوح عبد الغافر بن الحسين الألمعي، الكاجغري، بالجيم، فذكرت هذه الترجمة
لذلك، فمنهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف المشهدي (1) الكاجغري. يروي عن أبي الطيب طاهر بن
الحسين. روى عنه الألمعي.
وأبو المظفر إبراهيم بن أبي إبراهيم الأديب الكاجغري. يروي عن أبي يعقوب
يوسف بن عاصم. سمع منه الألمعي الكاجغري.
وأبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الياراني الكاجغري. حدث عن أبي الحسن علي بن
إبراهيم الخطيبي. سمع منه الألمعي.
وأبو الفضل إدريس بن فلوج الحاج الكاجغري. يروي عن أبي محمد بن عبد الله بن
الحسين. روى عنه الألمعي.
وأبو جابر أيوب بن بلال الكاجغري، المتفقة. يروي عن أبي الحارث محمد بن
خلف. روى عنه الألمعي.
وأبو موسى إلياس بن عبد الله المؤذن الكاجغري. يروي عن أحمد بن محمد المقري،
سمع منه الألمعي.
وأبو محمد جعفر بن المحسن الزينبي الكاجغري، حدث عن محمد بن سراقة. سمع
منه الألمعي.
الكاخشتواني: بفتح الكاف وضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وضم التاء المنقوطة
من فوقها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاخشتوان، وهي قرية ببخارى، وبها رباط يقال له: رباط
كاخشتوان، والمشهور بالنسبة إلى هذا الموضع:

(1) راجع اللباب 3 / 72.
10

أبو بكر محمد بن سليمان بن علي الكاخشتواني البخاري، يعرف بمرو علم. ذكره
أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في " معجم شيوخه "، وقال: سمع أبا ذر
البغدادي، فمن دونه، وروى عن أبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر محمد بن الفضل،
وأبي سعيد الرازي، إلا أنه حدث بما لم يسمع، كان يشتري الكتب من السوق. فيكتب
سماعه فيها، ويحدث بها. مات في سنة تسع وأربعين وأربعمائة، بعدما رجعت من السفر.
قلت: روى لنا عنه على طريق الإجازة أبو الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، وهو
آخر من حدث عنه، فيما أظن.
الكاذي: بفتح الكاف والذال المعجمة بعد الألف.
هذه النسبة إلى كاذة، ذكر صدر الأفاضل الخوارزمي، في " خلوة الرياحين " الكاذي
ريحانة من رياحين الحروم، ومعدنها سيراف، يشبه الياسمين، إلا أنها زهر أحمر، يرى به
دهن الكاذي، قال أبو نواس:
اشرب على الورد في نيسان مصطبحا * من خمر قطربل حمراء كالكاذي
وهي قرية من قرى بغداد، منها:
أبو الحسين إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الكاذي، كان يقدم من قرية كاذة
إلى بغداد، فيحدث بها. روى عن محمد بن يوسف بن الطباع، ومحمد بن الهيثم بن
حماد، وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه
أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران. وكان ثقة. ووصفه بن رزقويه بالزهد (1).
الكاراتي: بفتح الكاف والراء بين الألفين وفي آخرها التاء الثالثة في الحروف.
هذه النسبة إلى كارات، منها:
أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العجلي، يعرف
بالكاراتي. حدث عن أبي يحيى محمد بن سعيد العطار، وحمدون بن عباد الفرغاني،
وزيد بن إسماعيل الصايغ، وسعدان بن نصر، وأبي البختري العنبري. روى عنه
أبو عرفة بن السماك، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن
شاذان، أحاديث مستقيمة.

(1) كانت وفاة الكاذي على ما جاء في تاريخ بغداد يوم الأربعاء لليلة خلت من شعبان، سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
11

الكارزني: بفتح الكاف وسكون الراء وفتح الزاي وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كارزن، وهي من قرى سمرقند، ونواحيها. وقال أبو سعد الإدريسي:
كارزن، من قرى أربنجن. قلت: وهي من سغد سمرقند، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو جعفر محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الكارزني. قال أبو بكر الخطيب، في
" المؤتنف ": هو من قرية من قرى سمرقند، يقال لها: كارزن، أخبرني بحديثه علي بن
أبي علي المعدل، قال: كتب إلي أبو سعد عبد الرحمن بن محمد السمرقندي، أن
محمد بن محمد بن أحمد بن موسى الكارزني حدثه، قال: وحدث في كتاب عم
أبي مطهر بن محمد الكارزني، حدثنا أبي أبو جعفر محمد بن موسى. وذكر الحديث.
وحافده أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء الأربنجني الكارزني، كان
من دهاقين كارزن ورؤسائها. يروي عن أبيه، كان من أبناء المحدثين، لوالده ولجده
محمد بن موسى رواية. قال أبو سعد الإدريسي: كتبنا عنه بأربنجن، ومات بها قبل سبعين
والثلاثمائة.
وأما المطهر، فهو أبو الحسن مطهر بن محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الكارزني.
يروي عن أبيه محمد بن موسى. روى عنه ابن أخيه بالوجادة من كتابه محمد بن محمد بن
أحمد بن موسى الكارزني.
الكارزياتي: بفتح الكاف وكسر الراء وسكون الزاء وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها
وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى كارزيات، وهي بلد بفارس، خرج منها جماعة من العلماء والقراء.
الكارزيني: بفتح الكاف والراء وكسر الزاي بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها نون.
هذه النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس، بنواحيها مما يلي البحر، والمشهور
بالانتساب إليها:
أبو الحسن محمد بن المحسن بن سهل الكارزيني، حدث ببغداد بشئ من الشعر عن
أبيه. يروي لي عنه أبو شجاع كيخسروا بن يحيى بن باكير (1) الشيرازي. أنشدني

(1) في نسخة " ماكر " وفي اللباب: " ماكير ".
12

كيخسروا بن يحيى الشيرازي إملاء من حفظه ببغداد، أنشدنا أبو الحسن محمد بن
المحسن بن سهل الكارزيني الرئيس الأديب ببغداد، أنشدني والدي بكارزين، أنشدني
أبو سعد بن خلف التيرماني لنفسه قصيدة، أولها قال قد أتيت فيه بمعنى غريب، فانظره
لي بعين الرضا، وهو:
مولاي عبدك من هواك بحال * فارحمه قبل شماتة العذال
أحبابنا في الناس مثل حبابنا * في الكأس أسماء بلا أفعال
تلهيك أولى نظرة ترمي بها * منهم إلى كاللؤلؤ المتلالي
فإذا كررت الطرف منهم ثانيا * حالت عهود وجودهم في الحال
الكارزي: بفتح الكاف وكسر الراء والزاي، وقال ابن ماكولا: بفتح الراء.
هذه النسبة إلى كارز، وهي قرية بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها، والمشهور
بالانتساب إليها:
أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي. كان بنيسابور، يروي
عن أبي الحسن علي بن عبد العزيز البغوي، كتب أبي عبيد القاسم بن سلام. روى عنه
أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو القاسم السراج، وأبو علي الحافظ، وأبو الحسين
الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم البيع النيسابوريون، وقد ذكرته في الميم، في المكاتب.
وأبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الكارزي الطوسي، رحل في طلب الحديث
إلى العراق، والحجاز، والشام، فسمع بالعراق أبا بكر بن الباغندي، وأقرانه، وبالشام
أبا العباس محمد بن الحسن بن قتيبة، وأقرانه، وحدث بنيسابور غير مرة، سمع منه الحاكم
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ "، فقال: حدث بنيسابور غير مرة
واحدة، خرج من عندنا سنة إحدى وستين إلى مكة، وحج، ثم توفي بمكة، سنة اثنتين
وستين وثلاثمائة.
الكاري: بفتح الكاف بعدها الألف والراء.
هذه النسبة إلى كار، وإلى قرية من قرى أصبهان، خرجت إليها لأسمع من جماعة
الحديث، وبت بها ليلة، منهم:
أبو الطيب عبد الجبار بن الفضل بن محمد بن أحمد الكاري، من أهل كار، سمع
أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث
13

الشيرازي الحافظ، في " معجم شيوخه " حديثا واحدا، وذكر أنه سمع منه بإفادة أبي زكريا
يحيى بن أبي عمرو بن مندة (1).
الكازروني: بفتح الكاف وسكون الزاي وضم الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كازرون، وهي إحدى بلاد فارس، خرج منها جماعة من العلماء
والفضلاء، وأهل الخير، منهم:
أبو عمر عبد الملك بن علي بن عبد الله بن عمر الكازروني، كان يعد من الابدال،
ومن مجابي الدعوة، رحل، وكتب عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري،
وجماعة من أهل العراق، وكان ثقة، نبيلا، زاهدا. رحل إليه جماعة من أهل شيراز، روى
عنه أبو القاسم الدهان، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي، وأبو إسحاق
إبراهيم بن أبي بكر الرازي، وغيرهم، توفي يوم الثلاثاء، لخمس بقين من ذي الحجة،
سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
وأبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد الكازروني. نزل الأهواز، ودخل شيراز،
وحدث بها من حفظه، وذكر أن كتبه هلكت وكان يحفظ أحاديث، وكان يحدث بها. سمع
منه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي الحافظ، ومات في حدود سنة ست وتسعين
وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد بن مهين دونه الكازروني، المعروف بدهزور،
من أهل كازرون، له رحلة إلى العراق، ومكة، فسمع بمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن
فراس العبقسي، وبالبصرة أبا بكر أحمد بن يعقوب الطائي، وجماعة سواهما، وكان شيخا
صالحا، ثقة، له قيام ليل وتهجد. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد
النخشبي، الحافظ.
الكازقي: بفتح الكاف والزاي وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى كازة، وهي قرية قريبة من فرنباذ، من قرى مرو، منها:
أبو سهل أحمد بن محمد بن منصور الكازقي، سمع ببخارى أبا نصر الحسن بن
عبد الواحد الشيرازي. روى عنه أبو الفتح طاهر بن سعيد بن أبي سعيد بن أبي الخير

(1) قال ابن الأثير: " قلت: فاته النسبة إلى الكار، وهي قرية عند الموصل، ينسب إليها: فتح الكاري الموصلي
الزاهد، الذي سار ذكره شرقا وغربا ".
14

الصوفي. وكانت وفاته في حدود سنة ستين وأربعمائة.
الكاساني: بفتح الكاف والسين بينهما الألف والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى كاسان، وهي بلدة وراء الشاش، وها قلعة حصينة، منها:
أبو نصر أحمد بن سليمان بن نصر بن حاتم بن علي بن الحسن الكاساني، كان قاضى
القضاة في زمن الخاقان أبي شجاع الخضر بن إبراهيم، أخي شمس الملك، حدث
بسمرقند، وأملى في داره بسكة المحتسب، ولم يكن محمود السيرة في ولايته. روى عنه
أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني، الخطيب بسمرقند، ولم يحدثني عنه سواه.
وصار وزيرا في زمن أحمد بن الخضر خاقان، واستشهد في أول عهده (1).
وبكر بن سليمان بن عمران بن إلياس الكاساني. قدم سمرقند، وأقام بها مدة يتفقه،
ثم رجع إلى كاسان. سمع أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الواغري. روى عنه أبو حفص
عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وذكر أنه توفي بكاسان بعد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
والقاضي الإمام أبو الجود عطاء بن أحمد بن الصادق الخالدي الكاساني، من أولاد
خالد بن الوليد، أقام بسمرقند مدة مديدة، ثم رجع إلى كاسان، واستشهد بها.
الكاسكاني: بفتح الكاف والسين المهملة بينهما الألف والكاف الأخرى وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى كاسكان، وهي قرية من قرى كازرون فارس منها:
أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن برخرد الصوفي الكاسكاني. يروي عن
أبي محمد الحسين بن علي بن أحمد بن بشار النيسابوري، صاحب المادرائي. سمع منه
أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وخرج عنه حديثا واحدا، في " معجم
شيوخه "، وذكر أنه سمع منه بكاسكان.
الكاسني: بفتح الكاف والسين المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاسن، وهي قرية من قرى نخشب، وسمعت الأديب محمود بن علي
النسفي بسمرقند، يقول: سمع دهقانا من أهل كاسن يقول: قد ذكر الله تعالى قريتنا في

(1) كان ابتداء أمر أحمد خان هذا سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وقتل سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. أنظر الكامل
10 / 171، 243.
15

القرآن. قلت: وأين؟ قال: في قوله تعالى: (وكأسا دهاقا) (1).
خرج منها جماعة من الزهاد والعلماء، منهم:
أبو عبد الرحمن معاذ بن يعقوب النسفي الكاسني، كان زاهدا، عالما، وكان من خيار
المسلمين، ومن عباد الله الصالحين، الذي أسس المسجد الجامع العتيق في زمانه، إلى
هذا المسجد، وذلك في سنة تسع عشرة ومائتين، وهو الذي بنى المسجد والرباط في سكة
الزهاد، واتخذ العين، والمتوضأ، وتلك الآثار من تأسيسه، وتلك السكة كانت تسمى دار
أبي عبد الرحمن الزاهد، زرت قبره بنسف، وكان يحكي الحكايات عن حاتم بن عنوان
الأصم الزاهد البلخي في الزهد، حكى عنه أبو جعفر محمد بن أحمد بن هاشم الرعيني.
وأبو نصر أحمد بن الشيخ بن حمويه بن زهير الفقيه الكاسني الأديب الشاعر. كان أديبا
فاضلا، ثم تفقه وصار من كبار أصحاب الشافعي المناظرين، وصنف كتاب " تواتر
الحجج "، وقال في أوله:

(1) سورة النبأ 34.
16

شئ تلألأ تلألؤ السرج * ثم تسمى تواتر الحجج
سمع أبا الحسين محمد بن طالب، وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفيين. مات
شابا ولم يمتع بالعمر، ولم يحدث. مات بقريته كاسن، في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وصلى عليه أبو يعلى بن خلف.
وأبو نصر أحمد بن جعفر بن هرمز بن عيسى بن جبريل بن محمود الكاسني، الملقب
بشعبة، من أهل كاسن. قال عمر النخشبي الحافظ: أبو نصر أحمد بن جعفر بن عدي بن
عيسى بن عدنان بن محمود الكاسني، ختن المستغفري، وهو سماه شعبة، وكان ممن يفهم
الحديث ويعرفه. سمع أبا الحسين أحمد بن عبد الله الاستراباذي، وأبا سلمة محمد بن
أحمد بن عبد العزيز السني، وأبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وأبا جعفر
محمد، وأبا بكر أحمد، ابني سليمان، وغيرهم. روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن
محمد البلدي، وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ. وذكره في
" معجم شيوخه "، وقال سمعته يقول: أول ما كتبت الحديث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة،
وسمعته يقول: مولدي سنة ست وثمانين وثلاثمائة. وقال غيره: مات شعبة غداة يوم
الجمعة، الرابع من شوال، سنة اثنتين وستين وأربعمائة، بنسف.
والقاضي أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن يمين بن كاتب الكاسني. سمع أبا ذر
عمار بن محمد بن مخلد التميمي، وأبا بكر محمد بن الفضل، وأبا بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل الإسماعيلي، وأبا نصر منصور بن محمد الحربي، وجماعة. وسمع أبا بكر
محمد بن عمرو البزدوي العراقي " تفسير محمد بن جرير الطبري " صاحب رأي. سماعه
صحيح. سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي.
الكاسي: بفتح الكاف وفي آخرها السين المهملة بعد الألف.
هذه النسبة إلى كأس، وهو اسم لجد:
علي بن محمد بن الحسن بن كأس النخعي الكاسي، القاضي الكوفي، من أهل
الكوفة. يروي عن محمد بن علي بن عفان. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني.
الكاشغري: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق، يقال لها: كاشغر، وهي من ثغور المسلمين
17

اليوم، خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو عبد الله الحسين بن علي بن خلف بن جبريل بن الخليل بن صالح بن محمد
الألمعي الكاشغري، شيخ، فاضل، واعظ، ولكن أكثر رواياته وأحاديثه مناكير. واسمه
الحسين، غير أنه عرف بالفضل، صنف التصانيف الكثيرة في الحديث، لعلها تربي على
مائة وعشرين مصنفا، وعامتها مناكير، روى الحديث عن أبي عبد الله محمد بن علي بن
محمد الصوري، وأبي طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، وأبي القاسم
عبد العزيز بن علي الأزجي، وأبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن الحسيني
الكوفي، وطبقتهم. روى عنه جماعة من القدماء، وحدثني عنه أبو نصر محمد بن محمود بن
السرة مرد الشجاعي، وأبو سفيان محمد بن أحمد بن عبد الله بن العباس العبدوسي
بسرخس، وما أظن أن أحدا حدثني عنه سواهما. وتوفي بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
وأما ابنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الكاشغري، كان حافظا، ثقة، مكثرا،
صدوقا.
وأما أبوه فلم يكن كذلك، والابن كان خيرا من الأب بكثير.
سمع الابن عن جماعة، مثل: أبي طاهر محمد بن عبد الملك الدندانقاني. وتوفي
قبل الأب بعشر سنين. روى لي عنه أبو بكر هبة الله بن الفرج، بهمذان، وأبو عبد الله
محمد بن أبي القاسم بمرو، وكانت له رحلة إلى الجبال، والعراق، وما جاوز بغداد.
وأبو المعالي طغرلشاه بن محمد بن الحسين الكاشغري. سمع معنا الحديث الكثير
بنيسابور، عن أبي عبد الله الفراوي، وأبي القاسم الشجاعي، وأبي محمد عبد الجبار بن
محمد الخواري، وطبقتهم. وكان واعظا حسن الوعظ. سكن هراة، ونفق سوقه عندهم،
وصاهر بعض الأتراك. ولقيته بهراة في النوبة الثانية، سنة ست وأربعين وخمسمائة، وسمع
بقراءتي أجزاء، وسمع أولاده، وسمع بنفسه " الصحيح " مع ولدي من أبي الوقت
السجزي. بروايته عن الدوادي، عن الحموي، عن الفربري، عن البخاري، وكتب بخطه
أحاديث يسيرة، وسمعت منه ذلك.
الكاغذي: بفتح الغين وكسر الذال المعجمتين.
هذه النسبة إلى عمل الكاغذ، الذي يكتب عليه وبيعه، وهو لا يعمل في المشرق إلا
بسمرقند، والمشهور بهذه النسبة:
أبو توبة سعيد بن هاشم الكاغذي السمرقندي. يروي عن عمرو بن عاصم الكلابي،
18

وقبيصة بن عقبة، وأبي الوليد الطيالسي، وغيرهم. وكان ممن جمع، ورحل. مات سنة
تسع وخمسين ومائتين.
وأبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت بن بحير الكاغذي. من أهل
سمرقند أيضا، وإليه ينسب الكاغذ المنصوري، المشهور ببلاد خراسان. سمع أبا سعيد
الهيثم بن كليب الشاشي، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الجمال وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن بن خدام، وأبو إسحاق الأصبهاني، وأبو بكر الحسن بن الحسين
البخاري، والامام أبو بكر الشاشي نزيل هراة. وتوفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وعشرين
وأربعمائة، بسمرقند.
وصاحبنا أبو علي الحسن بن ناصر الكاغذي، المعروف بالدهقان، وإليه ينسب الكاغذ
الحسني، الذي لم يلحقه من سبقه، في جودة الصنعة، ونقاء الآلة وبياضها. كان يحضر
المجالس التي أمليتها بسمرقند، وكان سديد السيرة، صدوق اللهجة، فقيها، سمع جماعة
من العلماء، وبلغ أوان الرواية.
ومن القدماء:
أبو عمرو محمد بن خشنام بن أحمد بن خشنام بن سعد الكاغذي، من أهل نيسابور،
وكان من بيت العلم من الطرفين جميعا، فإن أباه وجده كانا محدثين، وجده من قبل أمه
أبو بكر بن زكريا كان من المحدثين، وقدمت ذكرهم. سمع جعفر بن أحمد بن نصر
الحافظ، وعبد الله بن شيرويه، وأبا قريش محمد بن جمعة بن خلف، وأقرانهما. سمع منه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ. وذكره، وقال: حدث في آخر عمره، وتوفي سنة سبعين
وثلاثمائة.
وأبو أحمد حامد بن محمد بن أحمد بن جعفر الصوفي الكاغذي، من أهل نيسابور.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي. سمع منه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " التاريخ "، وقال: أبو أحمد، صاحب اللسان والبيان،
خرج إلى سجستان، سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، فصار خطيب الناحية. وتوفي بها، سنة
ست وخمسين وثلاثمائة.
الكافوري: بفتح الكاف وضم الفاء وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى (1) كافور، وهو من الطيب (1) وبيعه، والمشهور بهذه النسبة:

(1 - 1) في اللباب: " إلى الكافور، وهو نوع من الطيب ".
19

أبو زكريا يحيى بن عبد الملك بن أحمد بن شعيب الكافوري الصوري، حلبي المولد
والنجار، بغدادي المنشأ والمقام، كان ساكنا، سليم الجانب، عفيفا ذا سمت ووقار،
صاحب الشيخ حمادا الدباس، وانتفع بصحبته ولازمه، وكان قد جمع كلامه بعد وفاته.
سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، وأبا الحسن بن محمد بن عبد العزيز
البككي، وغيرهما. سمعت منه أحاديث يسيرة. وكانت ولادته سنة ست وسبعين وأربعمائة.
بحلب.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن القاسم الكاغوري، حدث بدمشق، عن أبي سعيد
العدوي. يروي عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي الحافظ.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن مهران بن عبد الله الكافوري الأصبهاني، كان
من الجوالين الرحالة في طلب الحديث. سمع بأصبهان الوليد بن أبان، وبالعراق أبا بكر بن
الباغندي، وأبا القاسم البغوي. ورد نيسابور أيام أبي بكر محمد بن إسحاق، وأقام بها مدة،
ثم إنه خرج إلى مرو، وسكنها إلي أن توفي بها، سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
الكاكني: بالألف بين الكافين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاكن، وظني أنها قرية من قرى بخارى، منها:
محمد بن علي بن أحمد بن أبي الليث الصكاك الكاكني.
وابنه محمد بن محمد الكاكني.
سمعا الامام يوسف بن حيدر بن لقمان الخميثني.
وأبو محمد عبد الله بن بكر بن أبان الكاكني البخاري. يروي عن يحيى بن جعفر،
ومحمد بن إسماعيل البخاري. روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المكي.
الكاكويي: بالألف بين الكافين المفتوحة والمضمومة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين
من تحتها.
هذه النسبة إلى كاكويه، وهي بلسان أهل بلخ (1)، الأخ، عرف بهذا أحمد بن متويه،
كانوا يقولون له كاكو أحمد (2)، والمنتسب إليه:

(1) في نسخة: " بنج دية ". وهي قرى خمس متقاربة، من نواحي مرو الروذ، ثم من نواحي خراسان. معجم البلدان
1 / 743. وبلخ أيضا من مدن خراسان.
(2) في اللباب: " كاكويه أحمد ".
20

أبو عمرو الفضل بن أحمد بن أبي أحمد بن محمد بن متويه الكاكويي، شيخ صالح،
حسن السيرة. وسمعه أبوه من جماعة، مثل: أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي،
وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن الجنجروذي، وأبي نصر زهير بن الحسن بن علي
الجذامي، وأبي حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد، وأبي عثمان إسماعيل بن
عبد الرحمن الصابوني، وأبي عثمان سعيد بن محمد البحيري، وغيرهم. سمع منه والدي
الكثير، وروى لي عنه أولاده: أبو الطيب المطهر، وفاطمة، وعائشة، وعمي الامام. ولي
عنه إجازة. ووفاته ليلة عيد الفطر، من سنة ست وخمسمائة، بقرية لاكمالان. وولادته في
سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
وابنه أبو الطيب المطهر، ذكرته في المتويي، في حرف الميم.
الكالفي: بفتح الكاف وكسر اللام والفاء.
هذه النسبة إلى كالف، وهي قلعة حصينة، شبه بليدة، على طرف جيحون، على
ثمانية عشر فرسخا من بلخ، والمشهور بالانتساب إليها:
الأديب أبو... (1) الكالفي. كان أديبا، فاضلا، تعلم عليه جماعة من المشاهير
الأدب، لقيته ببخارى أول ما وردتها، ذكر أنه سمع من القاضي أبي بكر محمد بن الحسن بن
منظور النسفي، وغيره، ولم يتفق أني سمعت منه شيئا.
الكالي: بفتح الكاف وفي آخرها اللام بعد الألف.
هذه النسبة إلى كال، وهو اسم لجد:
أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن مهران بن كال الجرجاني الكالي، المقيم
بسمرقند: سمع أباه، وأبا سعد الخرجوشي، وعلي بن أحمد بن شاهين، بسمرقند،
ومحمد بن عبد الله بن إدريس، وأبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي، بهراة، وغيرهم.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ.
الكامجري: بفتح الكاف وسكون الميم وفتح الجيم وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كامجر، وهو لقب جد:

(1) في اللباب. وقال ياقوت: " ينسب إليها الأديب الكالفي، ذكره أبو سعد في شيوخه، ولم يسمه ". معجم البلدان
4 / 229.
21

إسحاق المروزي، وهو إسحاق بن إبراهيم بن كامجر المروزي الكامجري، وهو
يعرف بإسحاق بن أبي إسرائيل.
وابنه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن كامجر المروزي الكامجري، وهو مروزي
الأصل، سكن بغداد. قال أبو العباس بن عقدة الحافظ: توفي محمد بن إسحاق بن
إبراهيم بن أبي إسرائيل، سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال: ورأيته عندنا بالكوفة وببغداد
يخضب بالحمرة.
الكامددي: بالدالين المهملتين، وقد رأيت في نسخة الكامدزي، الأولى دال
والأخرى زاي، والأشبه الأول، وهي من قرى بخارى، والمشهور بهذه النسبة:
أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن نوح بن صالح بن سيار الكامددي البخاري. كان
والده أبو حامد الكامددي على قضاء نسف مدة.
وأبو نصر سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب البغدادي.
وأبو حامد أحمد يروى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي،
وأبي حسان عيسى بن عبد الله، وغيرهما.
روى أبو العباس المستغفري الحافظ عن أبي نصر الكامددي. وكانت ولادته سنة خمس
وثلاثين وثلاثمائة، ومات بعد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
ووالده أبو حامد أحمد بن محمد بن نوح بن صالح بن سيار الكامددي، كان يتولى عمل
المظالم يروي عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي، وأبي حسان
عيسى بن أحمد العثماني، وغيرهما. وتوفي في شوال، سنة إحدى وتسعين ومائتين.
الكاملي: هذه النسبة إلى الجد، منهم:
أبو يعلى حمزة بن محمد بن محمد بن سليمان بن حاتم الكاملي، وهو ابن أبي عبيد بن
أبي عمرو بن أبي كامل، وأبو كامل كنية سليمان. من أهل نسف، كتب الحديث على كبر
سن. قال المستغفري، في " التاريخ " أبو يعلى الكاملي، كتب الحديث في كبر سنه عني،
وعن جعفر بن محمد الفقيه التوبني، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، وأبي مروان
عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم، وأبي الحسن محمد بن المكي، وأبي محمد عبد الله بن
أحمد بن الحسين الجوبقي، وغيرهم من أصحاب الشيخ أبي يعلى. مات ليلة الثلاثاء،
ودفن من يومه السابع والعشرين من جمادى الآخرة، سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقد بلغ من
22

السن ستا وسبعين أو نحوها.
وجماعة من غلاة الشيعة، يقال لهم: الكاملية، وهم ينسبون إلى أبي كامل،
والمنسب إليه يقال له: الكاملي. وأبو كامل هو الذي كفر الصحابة بتركهم بيعة علي، وكفر
عليا بتركه طلب حقه.
الكاوداني: بفتح الكاف والدال المهملة بعد الألف والواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاودان، وظني أنها من قرى آمل طبرستان، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبيد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن عطاء بن رستم
الكاوداني الآملي، قدم جرجان في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. وروى عن أبي العباس
أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ.
سمع منه جماعة.
الكاورداني: بفتح الكاف والواو بينهما الألف وسكون الواو والدال المهملة المفتوحة
بعد ألف أخرى وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاوردان، وهي قرية من قرى طبرستان (1)، إن شاء الله، منها:
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن عطاء بن رستم
الكاورداني الآملي. قدم جرجان في جملة المشايخ الذين وفدوا على الأمير شمس المعالي
قابوس بن وشمكير، في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. كانت له رحلة إلى مصر، وكان رفيق
أبي جعفر بن دلان إليها. سمع أبا العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، ثم
المصري، وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ. روى عنه الرئيس
أبو المحاسن سعد بن محمد بن منصور الجولكي، وأبو بكر محمد بن الحسن الجاجرمي،
وأبو الفضل، وأبو الحسن، ابنا أبي سعد الإسماعيلي.
الكاهلي: هذه النسبة إلى بني كاهل (2)، والمنتسب إليه:
أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي، من أئمة الكوفة، كان أبوه من سبي

(1) في اللباب: " آمل طبرستان ".
(2) زاد ابن الأثير: " ابن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر... إلى كاهل بن أسد بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ".
23

دنباوند. رأى أنس بن مالك بواسط ومكة. روى عنه شبيها بخمسين حديثا، ولم يسمع منه
إلا أحرفا معدودة. ولد في السنة التي قتل فيها حسين بن علي، سنة ستين. وقيل: إنه ولد
قبل مقتل حسين بسنتين، وكانت فيه دعابة. مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
والبراء بن ناجية الكاهلي. يروي عن ابن مسعود. روى عنه سفيان بن عيينة.
وأبو حذيفة إسحاق بن بشر الكاهلي القرشي، أصله من بلخ، ومنشأه ببخارى. سكن
بغداد مدة، وحدثهم بها. كان يضع الحديث على الثقات، ويأتي بما لا أصل له عن
الاثبات، مثل مالك وغيره. روى عنه البغداديون، وأهل خراسان، لا يحل كتب حديثه إلا
على جهة التعجب فقط. قال إسحاق بن منصور الكوسج: قدم علينا أبو حذيفة، فكان
يحدث عن ابن طاوس، ورجال كبار من التابعين، ممن ماتوا قبل حميد الطويل. قال:
فقلنا له: كتبت عن حميد الطويل؟ ففزع، وقال: جئتم تسخرون بي، حميد يروي عن
أنس! جدي ولم ير حميدا. فقلنا: أنت تروي عن من مات قبل حميد بكذا وكذا سنة.
قال: فعلمنا ضعفه، وأنه لا يعلم ما يقول.
والأزهر بن راشد الكاهلي. من أهل الكوفة، يروي عن أنس بن مالك. روى عنه
مروان بن معاوية الفزاري، وهو الذي يروي عن العوام بن حوشب. كان فاحش الوهم.
وعباد بن كثير الثقي الكاهلي، أصله من البصرة، سكن مكة، وليس هذا بعباد بن
كثير الرملي. قال أبو حاتم بن حبان: وقد قال أصحابنا: إنهما واحد. روى عنه المحاربي
والناس. قال: مجيب بن موسى: كنت مع سفيان الثوري بمكة. فمات عباد بن كثير، فلم
يشهد سفيان جنازته (1).
الكايشكني: بفتح الكاف والياء آخر الحروف بعد الألف ثم الشين المعجمة والكاف
بعدها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كايشكن، وهي قرية من قرى بخارى، منها:
أبو أحمد القاسم بن محمد بن عبد الله بن حمدان الكايشكني البخاري. يروي عن
أبي علي صالح بن محمد، ونصر بن أحمد الكندي، وغيرهما. روى عنه أبو نصر محمد بن
أحمد بن موسى البزار.

(1) قال ابن الأثير: " فاته النسبة إلى كاهل بن عذرة بن سعد بن هذيم، منه: جمرة بن النعمان العذري، ثم الكاهلي، له
صحبة، وهو أول من قدم من عذرة بالصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم. جمرة بالجيم ".
24

باب الكاف والباء
الكباري: بضم الكاف وفتح الباء الموحدة بعدهما الألف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ذي كبار المذكور الأخير، الذي سبق ذكره، وهو ذو كبار شراحيل
الحميري، يحدث عن أبيه ابن ذي كبار. قال ذلك ابن دريد.
وقال يحيى بن معين: امرأة أبي إسحاق العالية بنت أيفع بن شراحيل بن ذي كبار وهو
عمار.
الكباري: بكسر الكاف والباء الموحدة المفتوحة بعدهما الألف وفي آخرها الراء
هذه النسبة إلى ذي كبار وكبار فأما ذو كبار، فهو قيل من أقيال اليمن، وكان من ولده:
أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الكباري، من أهل اليمن.
ووهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار الكباري، وكان من أبناء فارس.
والعالية بنت أيفع بن شراحيل ذي كبار الكباري. وقيل: ذو كبار، بضم الكاف (1).
الكباش: بفتح الكاف والباء المنقوطة بواحدة المشددة وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى الكبش، وهو نوع من الغنم، وتربيته، واشتهر بهذه النسبة جماعة من
أهل العلم بديار مصر، منهم:
أبو العباس وهب بن جعفر بن إلياس بن صدقة الكباش. ذكره أبو زكريا يحيى بن علي
الطحان الحافظ، وقال: يروي عن أبيه جعفر بن إلياس الكباش. روى عنه أبي يعني
علي بن محمد الطحان المصري.
وأبو الحسين ذمر بن الحسين بن محمد البغدادي، يعرف بابن الكباش. ذكره أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، في " تاريخ بغداد "، وقال: أبو الحسين بن
الكباش. ذكر لنا أنه ولد ببغداد، في سنة أربع وستين وثلاثمائة، يوم مات المطيع، وسافر
في حداثته إلى خراسان، فسمع بنيسابور من الحسن بن أحمد المخلدي، وأحمد بن

(1) قال ابن الأثير: قلت: " قد ذكر العالية في الترجمة التي قبل هذه بضم الكاف ولم يشك، فكيف جاء الشك ههنا!
والصحيح في الجميع بضم الكاف لا غير " وسبق أن الأمير ذكره في المختلف فيه.
25

محمد بن عمرو الخفاف، وأبي بكر الطرازي، ومحمد بن عبد الله الجوزقي. وسمع بمرو
من محمد بن الحسين الحدادي، وبسرخس عن زاهر بن أحمد الفقيه، وبأسفراين من
شافع بن أحمد بن أبي عوانة، وبكشميهن من محمد بن المكي " صحيح البخاري ". قال:
وسمعت ببغداد من أبي حفص بن شاهين، والوليد بن بكر الأندلسي. وسمع من غير هؤلاء
أيضا. كتبنا كتبنا عنه من تخريج خرجه له بعض أصحاب الحديث ببلاد العجم، وكان يحفظ
أحاديث يرويها من حفظه. ثم قال: سمعنا من ذمر ببغداد، في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة،
وخرج من عندنا إلى البصرة في ذلك الوقت، وغاب عنا خبره.
الكبري: بفتح الكاف وسكون الباء الموحدة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الكير، وهو لقب حفص عمر بن حكيم الكبري، الملقب بالكير،
ويقال بالفاء: الكفر. حدث عن هشام بن عروة، وعمرو بن قيس الملائي، روى عنه
علي بن حرب الطائي، ومحمد بن غالب التمتام. وتكلموا فيه. قال أبو أحمد عبد الله بن
عدي الحافظ: وحفص بن عمر، لقبه الكبر، حدث عن عمرو بن قيس الملائي، عن
عطاء، عن ابن عباس، أحاديث بواطيل.
الكبشي: بفتح الكاف وسكون الياء الموحدة وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى موضع ببغداد، يقال له: الكبش، وراء الحربية، وبه قبر إبراهيم بن
إسحاق الحربي، والمشهور بالانتساب إلى هذا الموضع:
أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الصباح بن يزيد بن شيرذاذا الكبشي
الهروي، قال أبو بكر الخطيب الحافظ: نسب إلى الموضع المعروف بالكبش، وهو هروي
الأصل. سمع أبا العباس البرتي القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، ومعاذ بن المثنى
العنبري، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري. ونحوهم. روى عنه أبو الفتح هلال بن
محمد بن جعفر الحفار، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي درة السقاء الحربي. وكان ثقة،
صدوقا. مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وإبراهيم الكبشي المعدل. كان عنده حديثان، أحدهما عن الحكم بن موسى،
والآخر عن هناد بن السري. ومات في سنة سبع وتسعين ومائتين.
وأبو محمد عبيد الله بن أحمد بن كوهي الكبشي. ذكرته في كوهي.
وأبو عمرو عثمان بن عبدويه بن عمرو البزار الكبشي. من أهل بغداد. كان ثقة،
26

صدوقا. سمع علي بن شعيب السمسار، وعلي بن سهل البزاز، وعبد الله بن أبي سعد
الوراق، ومحمد بن عبيد الله المنادي، والحسن بن علي بن عفان العامري،
وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، وكثير بن شهاب القزويني، وإبراهيم بن إسحاق
الحربي. روى عنه أبو بكر بن أبي موسى القاضي، وأحمد بن الفرج بن الحجاج،
والحسن بن علي بن أحمد بن عون الحربي. مات في شهر رمضان، سنة ثمان وعشرين
وثلاثمائة.
الكبندوي: بضم الكاف وقيل بفتحها وهو الأصح وكسر الباء الموحدة وسكون النون
وفتح الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كبندة معقل، وهي قرية من قرى نسف، منها:
أبو إسحاق إبراهيم بن الأشرس الضبي الكبندوي. يروي عن أبي عبيد القاسم بن
سلام، وغيره من القدماء. قديم الموت.
وأبو الليث نصر بن المنذر بن جرير النسفي الكبندوي. رحل إلى خراسان، والعراق،
والحجاز، والشام، ومصر، وغرق في البحر. سمع قتيبة بن سعيد، وأبا مصعب أحمد بن
أبي بكر الزهري، وهشام بن عمار الدمشقي، ومحمد بن رمح التجيبي. ذكره أبو العباس
المستغفري، في " تاريخ نسف "، ثم قال: مات غريقا في البحر، في الدجلة. كتب عنه
الغرباء. وجدت ذلك مكتوبا بخط محمد بن زكريا.
ومن المتأخرين:
أبو بكر محمد بن ماناز أميرك بنشاه الكبندوي، إمام فاضل، يروي عن أحمد بن
جعفر النسفي، المعروف بشعبة الحافظ، وأحمد بن محمد بن الحسن الدلال الكسبوي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. ولد سنة ثلاثين وأربعمائة. وتوفي
بنسف، يوم الاحد، الثالث من صفر، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. عاش ثلاثا وستين
سنة، وهو جد صاحبنا:
أبي بكر محمد بن أحمد بن ماناز الكبندوي، شاب حريص على طلب العلم، كان
يسمع معنا بسمرقند، ثم سمع معنا كتاب " الجامع الصحيح " لعمر بن محمد البجيري، من
أبي نصر أحمد بن عبد الجبار البلدي، وغيره، بنسف.
وأخو السابق ذكره أبو محمد بكر بن ماناز بن أميرك بن شاه بن نصر بن الشعبي بن
27

سمعان النسفي الكبندوي. سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني. سمع
منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي الحافظ، وقال: بكر بن ماناز
الكبندوي، سمع الكثير من الأحاديث بسمرقند، وأسمع، ووعظ مدة في محلة نهر
القصارين، وكانت ولادته في سنة ثلاثين وأربعمائة، ووفاته بنسف، في الثالث من صفر،
سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. عاش ثلاثا وستين سنة.
الكبوذنجكثي: بفتح الكاف وضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الذال المعجمة وسكون
النون وفتح الجيم والكاف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى كبوذنجكث، وهي من مدن سمرند. هكذا ذكره أبو سعد الإدريسي،
وقال: هي على فرسخين من سمرقند، خرج منها جماعة، منهم:
أبو بكر محمد بن علي بن النعمان بن سهل بن إسرائيل بن جعفر بن إسحاق
الكبوذنجكثي، من مدن سمرقند، كان أمين الحكام بتلك الناحية. يروي عن أبيه،
وإبراهيم بن حمدويه الإشتيخني، وغيرهما. سمع منه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي. مات بكبوذنجكث، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وأخته: فاطمة بنت علي بن النعمان الكبوذنجكثية. تروي عن أبيها، والنضر بن رسول
اليزداذي. قال الإدريسي: كتبنا عنها بكبوذنجكث، وكان سماعها صحيحا. ماتت
بكبوذنجكث، بعد الثمانين والثلاثمائة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عنبر بن جرير بن محمد بن شاهويه الضبي
الكبوذنجكثي. أصله من مرو، كان كثير الحديث، مستقيم الرواية. يروي عن أحمد بن
نصر العتكي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وسعيد بن هاشم الكاغذي، وأبي داود
سليمان بن معبد السنجي، وعلي بن خشرم المابر سامي، وعلي بن النضر المروزي،
وغيرهم. روى عنه جماعة. وكان سنيا، فاضلا، ثقة. مات في شهر ربيع الأول، سنة
خمس عشرة وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن جعفر بن الأشعث الكبوذنجكثي، كان فاضلا، ثقة، له رحلة
وعناية في طلب الحديث، جمع الكثير، وحدث، وأفاد الناس. يروي عن أبي حاتم
الرازي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم السمري، وعبد الله بن روح المدائني،
ومحمد بن عبد بن حميد الكشي، وجماعة من أهل العراق، وخراسان، روى عنه أبو نصر
أحمد بن أبي سعيد الرزاد، وجعفر بن محمد بن شعيب الكرابيسي، وغيرهما.
28

الكبوذي: بفتح الكاف وضم الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى كبوذ، وهي قرية من قرى سمرقند، بقرب فاران (1)، على أربعة فراسخ
من سمرقند، معروفة مشهورة، منها:
سعيد بن رجب، أخو موسى بن رجب الكبوذي. يروي عن محمد بن حمزة
السمرقندي. روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف السمرقندي.
وموسى بن رجب الكبوذي، أخو سعيد بن رجب. يروي عن عبد بن حميد الكشي،
وغيره. روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف الكاتب.
الكبلاني: بفتح الكاف وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها لام ألف، بعدها
نون.
هذه النسبة إلى كبلان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو بكر المبارك بن المبارك أحمد بن الحسن بن الحسين بن كبلان السقلاطوني
الكبلاني، من أهل بغداد. من ساكني باب البصرة. شيخ صالح، من أهل الستر والصلاح
والأمانة، من أولاد المحدثين. سمع أبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال المقري.
كتبت عنه أحاديث يسيرة. وكانت ولادته في سنة أربع وثمانين وأربعمائة. وتوفي في رجب،
سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. ودفن بباب حرب.
الكبيري: بفتح الكاف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى كبير، وهو اسم جماعة، منهم:
ابن خطل الكبيري، الذي قتل يوم فتح مكة، وهو من ولد كبير بن تيم الأدرم بن
غالب، من ولده: هلال بن عبد الله، المعروف بابن خطل، المقتول يوم الفتح، وهو متعلق
بأستار الكعبة. وقيل: هلال بن خطل بن عبد الله بن عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كبير
الكبيري.
وضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير الفهري الكبيري، فارس قريش، وشاعرهم.

(1) فاران: قرية من نواحي سغد، من أعمال سمرقند. معجم البلدان 3 / 834.
29

وكبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل، من ولده:
أسامة بن عمير الهذلي، له صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وابنه أبو المليح عامر بن أسامة بن عمير الكبيري الهذلي. يروي عن أبيه. روى عنه
جماعة.
وكبير: بطن من أسد، وهو كبير بن غنم بن دودان بن أسد، من ولده:
عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير الكبيري، قتل يوم أحد،
بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الأسماء:
أبو كبير بن ثابت الهذلي، الشاعر المعروف.
وجنادة بن أبي أمية، اسم أبي أمية، كبير.
وبقرب جيحون مما يلي بخارى قرية، يقال لها: الكبير، يعني بالعجمية ده بزرك،
منها:
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مسلم القرشي الكبيري، من أهل بخارى، يروي
عن محمد بن بكر البغدادي، سمع منه بآمل جيحون. روى عنه محمد بن نصر بن إبراهيم
الميداني.
الكبيسي: بضم الكاف وفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى كبيسة، وهي بليدة على طرف برية السماوة، على أربعة فراسخ من
هيت، مما يلي الفرات، نزلت بها، وبت بها ليلة منصرفي من الشام، وكتبت بها عن جماعة
من أهلها، مثل:
أبي محمد مسلم بن يوسف بن خلف الكبيسي. وكان شيخا مستورا.
وأبي عامر ياسين بن جدل بن عامر الكبيسي المزيدي، وكان صالحا، سليم الجانب،
سألته عن اسمه فقال: اسمي (يس * والقرآن الحكيم).

(1) سورة يس 1، 2.
30

باب الكاف والتاء
الكتامي: بضم الكاف وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى كتامة، وهي قبيلة من البربر، نزلت ناحية من بلاد المغرب، منها:
أبو علي الحسن بن سعد بن إدريس بن خلف بن رزين بن كسيلة بن مليكة البربري
الكتامي، من أهل المغرب، رحل إلى اليمن، روى عن بقي بن مخلد الأندلسي،
وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وغيرهما. كتب الحديث، ورحل إلى صنعاء، وتوفي
بالمغرب، سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (1).
الكتاني: بفتح الكاف وتشديد التاء المفتوحة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى الكتان، وهو نوع من الثياب، وعمله، والمشهور به:
محمد بن الحسين الكتاني، يروي عن يحيى بن عثمان، وطبقته. روى عنه ابن برد
وطبقته.
وأحمد بن عبد الواحد الكتاني، عن نصر بن مرزوق. كذلك قاله عبد الغني، وهو
أحمد بن محمد بن عبد الواحد الكتاني، يزعم أنه من موالي عمر بن الخطاب، يكنى
أبا الحسن، حدث عن علي بن زيد الفرائضي، ويونس بن عبد الأعلى، وغيره. توفي سنة
ست وعشرين وثلاثمائة، ولم يكن بذاك. قاله ابن يونس.
وفضيل بن الحسن المعافري الكتاني المقري، مكثر، ثقة، سمع البغوي،
وابن صاعد، وابن أبي داود. وخلقا كثيرا.
وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير بن هارون بن مهران الكتاني المقري،
مقرئ، أهل بغداد في عصره. سمع أبا سعيد العدوي. وأبا حامد الحضرمي،
وأبا القاسم البغوي، وابن صاعد، وغيرهم. روى عنه الأزهري، والخلال، والتنوخي،
وأبو الحسين بن النقور، وأبو محمد بن هزار مرد الصريفيني، وأبو الحسين بن المهتدي بالله

(1) قال ابن الأثير: " قلت: فاته نسب يحيى بن بختيار بن عبد الله أبو زكريا الشيرازي الكتامي، نسبة إلى أمه كتامة
العالمة. روى عن نصر بن إبراهيم الزاهد. روى عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر. وتوفي في منتصف رجب، سنة
سبع وخمسين وخمسمائة ".
31

الهاشمي، وجماعة، وآخر من روى عنه ابن النقور. وكان ثقة، صدوقا. قيل: إن كتابه
بقراءة عاصم، عن ابن مجاهد، فيه بعض النظر. وكانت ولادته في سنة ثلاثمائة. وتوفي في
رجب، سنة تسعين وثلاثمائة.
ومحمد بن الحسن المذحجي الأندلسي القرطبي، يعرف بابن الكتاني، أديب،
شاعر، طبيب، له في الطب رسائل، وكتب في الأدب. عاش بعد سنة أربعمائة مدة. قاله
الحميدي.
وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سلمان بن عبد العزيز بن إبراهيم
الكتاني الدمشقي، حافظ، مكثر، متقن. يروي عن تمام بن محمد بن عبد الله الرازي،
وطبقته، قال ابن ماكولا: كتبت عنه، وكتب عني. سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ،
وروى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي الحافظ.
وأبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب الكتاني، من أهل
بغداد، سمع أبا عمر بن حيويه، ومحمد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري،
وأبا القاسم بن حبابة، وأبا طاهر المخلص، والقاضي أبا بكر بن أبي موسى الهاشمي. كتبت
عنه، وكان صدوقا، دينا، من أهل القرآن. وكانت ولادته في صفر، سنة أربع وستين
وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة
الشونيزية.
ووالده: أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب بن عبد الحميد
الكتاني، من أهل بغداد. سمع أحمد بن سلمان النجاد، وأحمد بن عثمان بن يحيى
الأدمي، وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ودعلج بن أحمد السجزي، وجماعة
سواهم. ذكره أبو بكر الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان ثقة، صالحا، ستيرا، دينا.
وكانت ولادته في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ومات في ذي القعدة، سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
وأبو بكر محمد بن علي بن جعفر الكتاني، أحد مشايخ الصوفية، سكن مكة، وكان
فاضلا، نبيلا، حسن الإشارة. حكى عن أبي سعيد الخراز، وجنيد بن محمد، وغيرهما.
قال أبو محمد المرتعش (1): ختم الكتاني في الطواف اثني عشر ألف ختمة، وكان الكتاني

(1) الذي حكى عن المرتعش هو قوله: " الكتاني سراج الحرم " أنظر طبقات الصوفية 373، ورواه الخطيب عن أبي عبد الرحمن السلمي. وروى عنه أيضا قوله: " سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: كان يقول إن
الكتاني ختم في الطواف اثني عشر ألف ختمة ".
32

يقول: التصوف خلق، من زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف. وكان يقول:
لولا أن ذكره علي فرض ما ذكرته، إجلالا له، مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة!
وقال الكتاني: كنت أنا وأبو سعيد الخراز، وعباس بن المهتدي، وآخر لم يذكره،
نسير بالشام، علي ساحل البحر، إذا شاب يمشي، معه محبرة، ظننا أنه من أصحاب
الحديث، فتثاقلنا به، فقال له أبو سعيد: يا فتي، على أي طريق تسير؟ فقال: ليس أعرف
إلا طريقين، أما طريق العامة فهذا الذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله. وتقدم إلى
البحر، ومشى حيالنا على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا. وكان الكتاني صحبه
الخراز، وعمرو المكي. ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
33

باب الكاف والثاء
الكثوي: بفتح الكاف وتشديد الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى كثة، وهي قرية من قرى بخارى، على أربعة فراسخ منها، اجتزت بها
وقت خروجي من سرمارى (1) إلى مغكان (2) والمشهور بالنسبة إليها:
أبو أحمد... (3) الكثوي. يروى عن أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال
الشاشي الامام.
الكثيري: بفتح الكاف وكسر الثاء المثلثة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي
آخرها الراء
هذه النسبة إلى كثير، وهو اسم رجل والمنتسب إليه:
أبو الفضل جعفر بن الحسين بن منصور بن الحسن بن منصور البياري الكثيري، وإنما
عرف بهذه النسبة، لان جده لامه أبا القاسم كثيرا كان عارضا لمحمود بن سبكتكين فنسب
إليه، وهو من أهل بيار (4) وعرف بالناصح، كان شيخا فاضلا، عالما بالأدب، والشعر،
وتعبير الرؤيا، وكان يحفظ من أشعار المتقدمين والمتأخرين شيئا كثيرا. سمع بنيسابور
أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، والأديب أبا القاسم أسعد بن علي
البارع الزوزني، وطبقتهما. لقيته أولا بمرو، ثم ببخارى، ثم بسمرقند، وكتبت عنه شيئا
من شعره، فمن جملة ما أنشدني إملاء من حفظه لنفسه، بسمرقند، وكان قد أخبر بقتل
ابنه: توالت غمومي فلم لا تولت * وجلت همومي لم لا تجلت
ووعد الاله وقول النبي * إذا ما الهموم توالت تولت

(1) في نسخة: " سر من رأى " خطأ. وسر ماري: قرية بينها وبين بخارى ثلاثة فراسخ. معجم البلدان 3 / 82.
(2) ضبطهما السمعاني بضم الميم. وضبطها ياقوت بفتح الميم، وقال: من قرى بخارى بينها وبين المدينة خمسة
فراسخ. معجم البلدان 4 / 583.
(3) كذا بياض بالنسخ، وفي اللباب، ومعجم البلدان 4 / 239: " أبو أحمد الكثوي " دون البياض.
(4) في النسخ: " نيار "، والتصويب من مجمع البلدان، وفيه: " بيار: مدينة لطيفة، من أعمال قومس، بين بسطام
وبيهق ".
34

وكانت ولادته في رجب، سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ببيار. ومات ببخارى، في
سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
ومن القدماء:
أبو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت
المديني الكثيري، من أهل مصر، لسكناه بها. قال أبو سعيد بن يونس: هو مديني، قدم
مصر، وحدث بها، وخرج إلى الإسكندرية، فحدث بها أيضا. وكانت وفاته سنة اثنتين
وستين ومائتين. يرى عن إسماعيل بن أبي أويس. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه
بالمدينة، ومحله الصدق.
الكثي: بفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى كث، وهي قرية من قرى بخارى، اجتزت بها، خرج منها جماعة من
أهل العلم، منهم:
أبو علي الحسين بن فارس الفقيه الكثي. سمع أحمد بن سهل البخاري، وأبا بكر
محمد بن عبد الله بن يزداذ الرازي، وأبا بكر أحمد بن سعيد بن بكار، وأبا صالح خلف بن
محمد الخيام، وغيرهم، ومات في ذي القعدة، سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
35

باب الكاف والجيم
الكجي: بفتح الكاف والجيم المشددة.
هذه النسبة إلى الكج، وهو الجص، اشتهر بهذه النسبة:
أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن كش البصري الكجي الكشي، من
أهل البصرة. وكان من ثقات المحدثين، وكبارهم، عمر حتى حدث بالكثير، وقيل له:
الكجي. قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: سمعت أبا القاسم الشيرازي، يقول:
إنما لقب بالكشي، لأنه كان يبني دارا بالبصرة فكان يقول: هاتوا الكج. وأكثر من ذكره،
فلقب بالكجي. ويقال الكثي. والكج بالفارسية: الجص (1). قلت: وظني أن الكشي
منسوب إلى جده الأعلى كش. والله أعلم، فإني رأيت نسبه حسب ما سقته أولا، في
" كتاب " أبي الفضل الفلكي لألقاب المحدثين. سمع مسلم بن إبراهيم، وعفان بن مسلم،
وعمرو بن حكام، ومحمد بن كثير العبدي، وعمرو بن مرزوق، وطبقتهم من قدماء
البصريين. روى عنه جماعة كثيرة، مثل: أبي بكر عمر بن أحمد النهاوندي، وأبي بكر
أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، وهو آخر من روى عنه.
وأما القاضي الإمام أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج الدينوري الكجي، نسب إلى
جده، كان أحد أئمة أصحابنا الكبار، وممن يضرب به المثل في حفظ المذهب، ولما دخل
عليه أبو علي الحسين بن شعيب السنجي، منصرفا من عند أبي حامد أحمد بن أبي طاهر
الأسفرايني، وسمع درسه، فقال له: يا أستاذ، ولم ذلك؟ فقال أبو القاسم: رفعته بغداد،
وحطتني الدينور. يعني رفع ذكره بغداد، وكثرة الخلق بها، وبقي ذكري خاملا لصغر
بلدي. سمع ببلده الدينور. روى عنه أبو خمية محمد بن أحمد بن أبي جعفر الحنظلي
الخلمي البلخي. قرأت بخط والدي: قتل القاضي أبو القاسم بن كج بالدينور، ليلة السابع
والعشرين، من شهر رمضان، سنة خمس وأربعمائة، قتله العيارون من القصابين. قال:
وزلزلت الدينور قبل قتله بسبع سنين، في شهر رمضان، سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وقيل: مات تحت الهدم أربعون ألف نسمة.

(1) قال الحافظ الأصبهاني: " ولا أرى لما ذكره أصلا، ولو كان كذلك لما قيل له إلا الكجي بالجيم، وأظنه منسوبا إلى
ناحية بخوزستان، يقال لها: " زيركج ".
36

باب الكاف والحاء
الكحال: بفتح الكاف والحاء المهملة المشددة، وبعدها الألف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة لمن يكحل العين ويداويها، واشتهر بهذه النسبة:
أبو سليمان إسماعيل بن سليمان الكحال البصري الضبي. يروي عن ثابت،
وعبد الله بن أوس. روى عنه أبو عبيدة الحداد، والنضر بن شميل، ويحيى بن كثير
العبدي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري. سمع منه أبو زرعة، وأبو حاتم. الرازيان. وقال
أبو حاتم: هو صالح الحديث.
الكحوني (1): هذه النسبة إلى قرية كحون، منها:
النضر بن عبد العزيز الكحوني، والد هذيل بن النضر، يروي عن عيسى بن موسى
غنجار. روى عنه ابنه الهذيل بن النضر الكحوني.
الكحلي: بضم الكاف وسكون الحاء المهملة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى الكحل وعمله، وبيعه، واشتهر بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن أحمد بن علي، الأديب النيسابوري الكحلي، من أهل نيسابور.
سمع الحسين بن الفضل البجلي، وأقرانه. كان روى كتب الأدب بالسماع، وقد رأيته غير
مرة، ولم أكتب عنه. روى عنه أبو زكريا العنبري، وغيره. ومات سنة خمس وثلاثين
وثلاثمائة.
الكحلاني: بضم الكاف وسكون الحاء المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كحلان، وهو بطن من رعين، والمشهور بهذه النسبة:
الحسن بن يزيد بن وفاء بن زيد بن يفضل بن شراحيل بن إياد بن ذي شجر بن
كحلان بن شريح بن الحارث بن مالك بن رعين الرعيني، ثم الكحلاني. كان على شرط
مصر لأيوب بن شرحبيل الأصبحي، أمير مصر لعمر بن عبد العزيز. توفي في رجب، سنة
تسع وتسعين.

(1) في اللباب: " الكحرني "، و " كحون ".
37

باب الكاف والدال
الكدكي: بالدال المهملة بين الكافين المفتوحتين (1).
هذه النسبة إلى كدك، منها:
أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله الغازي الكدكي، من أهل سمرقند، صهر
الامام عمر القراء. يروي عن أبي طاهر محمد بن علي بن محمد بن بويه الحافظ البخاري،
روى عنه أبو حفص عمر بن أبي بكر بن أبي الأشعث القراء. وتوفي في شعبان، سنة إحدى
وسبعين وأربعمائة، ودفن بجاكرديزة.
الكدني: بفتح الكاف والدال المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كدن، وهي قرية من قرى.... (2)، منها:
الإمام أبو أحمد عبد الله بن علي بن الشاه الكدني، كان إماما فاضلا. خرج إلى
الاستسقاء بسمرقند، فصعد المنبر، واصعد معه علويين. فكشف رأسه، وقال: يا رب،
أرقنا ماء وجوهنا بالمعاصي، ولكن اجتزنا الساعة يجمعنا في سكة المجوس، فكانوا ينظرون
إلينا، وعرفوا أنا خرجنا للاستسقاء فلا تخجلنا في وجوه الأعداء. فما برحوا حتى سقوا. ولد
في سنة اثنتين وأربعمائة. ومات في رجب، سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة (3).
الكدوشي: بضم الكاف والدال المهملة بعدهما الواو وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى الكدوش، وهو اسم لجد:
أبي الطيب محمد بن جعفر بن أحمد بن عيسى الكدوشي الوراق، يعرف
بابن الكدوش، من أهل بغداد. سمع حامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومفضل بن
محمد الجندي، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. وحدث بشئ يسير. روى عنه
عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق. قال محمد بن أبي الفوارس: ابن الكدوش كان صاحب

(1) في ك: " المفتوحات " والمثبت في: ص، ظ، م، واللباب. وكيف يصح هذا والكاف الثانية تكسر لياء
النسبة. وضبطها ياقوت بالفتح ثم السكون وكاف أخرى، قال: " من نواحي سمرقند فيما أحسب " معجم البلدان
4 / 245:
(2) بياض بالنسخ وأصل اللباب، وفي البلدان 4 / 245 " كدن، بالتحريك وآخره نون، قرية من قرى
سمرقند ".
(3) في اللباب، وعنه نقل القرشي في الجواهر: " سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ".
38

كتاب، وكان ثقة، مأمونا، مستورا، حسن المذهب، سمعت منه، ومات في جمادى
الأولى، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. ومولده سنة ثمانين ومائتين.
الكديمي: بضم الكاف وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها
وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى كديم، وهو اسم للجد الأعلى:
لأبي العباس محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم البصري
الكديمي القرشي الشامي، من أهل بغداد. يروي عن روح بن عبادة وهو زوج أم
الكديمي والخريبي، والعقدي، وأبي نعيم الكوفي. وكان يضع على الثقات الحديث
وضعا، ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث. قال أبو حاتم بن حبان: روى الكديمي عن
أبي نعيم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أكذب الناس الصباغون والصواغون ". قال أبو حاتم: حدثناه أحمد بن محمد بن
إبراهيم، حدثنا الكديمي محمد بن يونس، فيما يشبه هذا من الأحاديث، التي تغني شهرتها
عند من سلك مسلك الحديث عن الاغراق في ذكرها للقدح فيه. وهذا الحديث ليس يعرف
إلا من حديث همام، عن فرقد السبخي، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي هريرة،
وفرقد ليس بشئ. هذا ذكر أبي حاتم له. وقال أبو بكر الخطيب الحافظ: أبو العباس
الكديمي البصري، كان حافظا. كثير الحديث، سافر، وسمع بالحجاز واليمن، ثم انتقل
إلى بغداد، فسكنها، وحدث بها. روى عنه جماعة كثيرة عددهم، آخرهم أبو بكر أحمد بن
جعفر بن مالك القطيعي، وذكر عبيد الله (1) بن أحمد بن أبي طاهر أن الكديمي حج أربعين
حجة. وكانت ولادته في الليلة التي مات فيها هشيم بن بشير، من سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وكان أحمد بن حنبل، يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن
المعرفة، ما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني. ويقال: إنه ما دخل دار دميك أكذب
من سليمان الشاذكوني. وكان الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، سأل عمرو بن
محمد بن مصنور، فقال: يا أبا سعيد كتبت عن الكديمي؟ فقلت: نعم، كتبت عنه
بالبصرة، في حياة أبي موسى وبندار. ومات سنة ست وثمانين ومائتين.

(1) في نسخ: " عبد الله "، والمثبت في نسخة أخرى، وتاريخ بغداد، ورد النص فيه: " وذكر أن عبيد الله بن
أحمد بن أبي طاهر الكديمي حج أربعين حجة " خطأ حيث قدم: " أن "، وموضعها قبل " الكديمي ".
39

ومن القدماء:
عبد الرحمن بن زيد بن عقبة بن كديم الأنصاري الكديمي. يروي عن أنس بن مالك.
روى عنه موسى بن عقبة، وغيره. يعرف بأبي البندق.
40

باب الكاف والذال
الكذرايي: بفتح الكاف وسكون الذال المعجمة وفتح الراء بعدها الألف وفي آخرها
الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى كذراء، وهي قرية باليمن، والناس يقولون بالدال المهملة (1)، غير أني
رأيت بالذال المعجمة بخط هبة الله الشيرازي الحافظ، وهو دخلها، وسمع بها، فهو
أعرف، منها:
أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد أبي عقامة بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن
هارون القاضي الشافعي الكذرايي، من أهل كذراء. سمع أبا سعيد عمر بن محمد بن
محمد بن داود السجستاني. سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ،
وذكره في " معجم شيوخه "، وقال: أخبرنا القاضي أبو الحسن الشافعي بكذراء، من
اليمن، إملاء من حفظه.
وعبد الله بن محمد بن جعبان القاضي الكذرايي. يروي عن أبي قرة إسحاق بن عبد الله
الصغير. يروي عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه
بمدينة الكذراء.

(1) وكذا ذكرها ياقوت، وقال: " اسم مدينة باليمن، على وادي سهام " معجم البلدان 4 / 244.
41

باب الكاف والراء
الكرابيسي: هذه النسبة إلى بيع الثياب، والمشهور بها:
أبو سليمان أيوب بن سليمان البصري الأودي، صاحب الكرابيس، مولى يعمر بن
معدان، من أهل البصرة. يروي عن أبي عوانة. روى عنه عمرو بن علي القلاس.
وأبو علي الحسين بن علي الكرابيسي. من أهل بغداد. يروي عن يزيد بن
هارون، وأهل العراق. روى عنه الحسن بن سفيان. قال أبو حاتم بن حبان: أبو علي
الكرابيسي. ممن جمع وصنف، ممن يحسن الفقه والحديث، ولكنه أفسده قلة عقله،
فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير، حتى صار علما يقتدى به، ووضع من شاء مع العلم
الكثير، حتى صار لا يلتفت إليه.
وأبو الحسن عباد بن ليث الكرابيسي، صاحب الكرابيس. يروي عن عبد المجيد
أبي وهب، عن العداء بن خالد بن هوذة، ممن ينفرد بما لا يتابع عليه، على قلة روايته،
فلا أرى الاحتجاج بما روى، إلا فيما وافقه الثقات، فأما ما انفرد به عن الاثبات، وإن لم
يكن بالمعضلات، فالتنكب عنها أولى، والاعتبار بضدها أحرى، قاله أبو حاتم بن حبان.
الكراجكي: بفتح الكاف والراء والجيم وفي آخرها كاف أخرى.
هذه النسبة إلى كراجك، وهي قرية على باب واسط. هكذا سمعت أستاذي أبا القاسم
إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، لما سألته، منها:
أحمد بن عيسى الكراجكي، حدث عن شجاع بن الوليد. روى عنه أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأخوه علي بن عيسى الكراجكي، حدث عن حجين بن المثنى، وشبابة بن سوار،
وقبيصة بن عقبة، وهشام بن خارجة، ويعقوب بن حيدر بن كاسب. روى عنه إبراهيم بن
عبد الله بن أيوب المخرمي، وإبراهيم بن موسى بن الرواس، والقاضي المحاملي. ومات
سنة سبع وأربعين ومائتين.
الكرازي: بفتح الكاف والراء المشددة وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى الكراز، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن المؤمل الواسطي الكرازي، عرف بابن كراز،
42

من أهل واسط. سكن بغداد في المدرسة النظامية، وكان أحد الشهود المعدلين، تفقه على
إلكيا الهراسي، وكان يتكلم في المسائل، وكان يصعد إلى بغداد أكثر الأوقات، وينحدر في
بعضها إلى واسط. سمع بالمدينة أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، وبالبصرة
أبا عمرو محمد بن أحمد بن عمر بن النهاوندي، وبواسط أبا الحسن علي بن محمد بن سنان
النهاوندي، وغيرهم. كتبت عنه ببغداد، وتوفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
الكراعي: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرؤوس، اشتهر بهذه النسبة أهل بيت بمرو، من رواة
الحديث، منهم:
أبو الحسين محمد بن علي بن الحسين بن مهدي الكراعي المروزي. سمع أباه،
وأبا يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجستاني المذكر. روى عنه أبو بكر محمد بن
عبد الله بن أبي توبة الخطيب، وغيره.
وأخوه غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي. شيخ عصره، ومحدث مرو. سمع
أباه وأبا الحسن، وأبا العباس عبد الله بن الحسين البصري، وأبا الفضل محمد بن الحسين
الحدادي. وغيرهم. روى عنه أبو الفضل محمد بن أحمد الطيسي الحافظ، وروى لي عنه
حفيده أبو منصور الكراعي. ومات سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
وحفيده: أبو منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي الزولهي. ذكرناه في حرف
الزاي.
الكرامي: بفتح الكاف وتشديد الراء المهملة.
هذه النسبة إلى أبي عبد الله محمد بن كرام النيسابوري، وكان والده يحفظ الكرم،
فقيل له: الكرام، وعالم لا يحصون بنيسابور وهراة ونواحيها، على مذهبه، يقال لكل واحد
منهم: الكرامي.
وأبو عبد الله من أهل نيسابور، ثم أزعج عنها، وانتقل إلى بيت المقدس، وسكنها،
ومات بها. يروي عن مالك بن سليمان الهروي. روى عنه محمد بن إسماعيل بن إسحاق،
وحكى عنه من الزهد والتقشف أشياء، وفي المذهب أشياء من التشبيه، والتجسيم، وذكر في
كتاب له، سماه " عذاب القبر " في وصف الرب عز وجل، أنه أحدي الذات، أحدي
الجوهر. فشارك النصارى في وصفه إياه بالجوهر، وشارك اليهود والهشامية والجوالقية من
43

مشبهة الروافض، في وصفه إياه، بأنه جسم. وناقض أصحابه في امتناعهم عن وصفهم إياه أنه
جوهر، مع إطلاقهم وصفه بأنه جسم، لان إطلاق الجسم أفحش من إطلاق الجوهر. وذكر في هذا
الكتاب أنه معبود في مكان مخصوص، وأنه مماس لعرشه من فوقه، وهكذا حكى عنه. وقيل: إنه من
بني نزار، ولد بقرية من قرى زرنج، ونشأ بسجستان، ثم دخل بلاد خراسان، وأكثر الاختلاف إلى
أحمد بن حرب الزاهد. وسمع ببلخ إبراهيم بن يوسف الماكياني، وبمرو علي بن حجر،
وبهراة عبد الله بن مالك بن سليمان، وبنيسابور أحمد بن حرب. وأكثر الرواية عن أحمد بن
عبد الله الجويباري، ومحمد بن تميم الفاريابي، ولو عرفهما لأمسك عن الرواية عنهما.
روى عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان، وإبراهيم بن الحجاج، وعبد الله بن محمد
القيراطي، وأحمد بن محمد بن يحيى الدهان، وجماعة سواهم. ولما ورد نيسابور، بعد
المجاورة، بمكة خمس سنين، وانصرف إلى سجستان، وباع بها ما كان يملكه، وانصرف
إلى نيسابور، فحبسه طاهر بن عبد الله، ثم لما أطلق عنه خرج إلى ثغور الشام، ثم انصرف
إلى نيسابور، فحبسه محمد بن طاهر بن عبد الله، وطالت محنته، فكان يغتسل كل يوم
جمعة، ويتأهب للخروج إلى الجامع، ثم يقول للسجان: أتأذن لي في الخروج؟ فيقول:
لا. وكان أبو عبد الله يقول: اللهم إنك تعلم أني بذلت مجهودي، والمنع فيه من غيري.
وخرج من نيسابور في شوال، سنة إحدى وخمسين ومائتين. ومات في صفر، سنة خمس
وخمسين ومائتين. وكانت وفاته ببيت المقدس، ودفن بباب أريحا.
والمشهور بالانتساب إليه:
أبو يعقوب إسحاق بن محمشاذ الزاهد الكرامي. ذكره لحاكم أبو عبد الله الحافظ في
" التاريخ لنيسابور "، فقال: أبو يعقوب الكرامي، شيخهم، وإمامهم في عصره، كان
على الحقيقة من الزهاد، العباد، المجتهدين، التاركين للدنيا مع القدرة عليها أن لو
شاء. سمع العلم من جماعة من الفريقين، ثم اشتغل بالوعظ، والذكر، ثم ذكر عنه أنه قال
في مواعظه: ألا تدخلون مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتسألون عن قصوره وبساتينه، ثم تسألون
عن منازل ابنته فاطمة، وعن حليها وجواهرها، ثم تسألون عن قصور أصحاب راياته والخلفاء
من بعده؟ ثم قال: والله لو فعلتم لم تجدوا منها شيئا، ولعلمتم أنكم على ضلال في طلب
الدنيا. ويذكر أنه أسلم على يديه، من أهل الكتابين والمجوس بنيسابور، ما يزيد على
خمسة آلاف رجل وامرأة. وتوفي عشية الخميس، ودفن عشية الجمعة، الخامس والعشرين
من رجب، سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. قال الحاكم: وصلي عليه في جبانة خوانجان،
44

فإن ميادين البلد لم تسع ذلك الخلق، فأما أنا فما رأيت بنيسابور قط مثل ذلك الجمع،
وما أرى أنه تخلف عنه أحد، من السلطان والرعية والفريقين.
الكراني: بفتح الكاف والراء مع التشديد وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كران، وهي محلة كبيرة بأصبهان، وكان منها جماعة من المحدثين،
منهم:
أبو طاهر محمد بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن عبيد الله الكراني، ابن خال بشر (1)
الحنفي، وبإفادته سمع الحديث من أبي بكر بن أبي علي الذكواني. وتوفي في السابع عشر
من جمادي الأولى، سنة ست وتسعين وأربعمائة. ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن
منده، فقال: لم يعرف شرائط التحديث.
وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن يونس البقال الكراني الشرابي. حدث
عن أبي عبد الله بن مندة الحافظ، وأبو جعفر الأبهري. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن
عبد الوارث الشيرازي. مات سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. قليل الرواية.
وأبو القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله السلمي الجبار الكراني
أبو القاسم، المعروف بسبط بحرويه. كان شيخا صالحا، عفيفا، ثقيل السمع. سمع أبا بكر
محمد بن إبراهيم بن المقري، سمع منه كتاب " المسند " لأبي يعلى الموصلي، وكتاب
" التفسير " لعبد الرزاق بن همام، بروايته عن ابن المقري، عن أبي عروبة الحراني، عن
سلمة بن شبيب، عنه. وبعض كتاب " فضائل مكة والمدينة " للجندي. روى لنا عنه
أبو عبد الله الخلام، وأبو الفرج الصيرفي، وأبو الوفاء الصباغ، وأبو عبد الله بن طلحة
الصالحاني، وأبو منصور العطار، وغيرهم. كانت ولادته في سنة اثنتين أو ثلاث وستين
وثلاثمائة. وتوفي في شهر ربيع الأول، سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
وأبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الكراني، من أهل هذه المحلة، كان ثقة.
مأمونا، يحفظ الحديث، ويفهم، ويذاكر به، وكان كثير الحديث عن الأصبهانيين. يروي
عن عبد الله بن أحمد بن يزيد الشيباني، وعمران بن عبد الرحيم، وعبد الله بن محمد بن
النعمان، وغيرهم. روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه الحافظ، وجماعة. وكانت وفاته في شهر ربيع الأول، سنة تسع وثلاثين

(1) في الباب " بسر ".
45

وثلاثمائة.
الكربي: بفتح الكاف وكسر الراء وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى كرب وهو الجد الأعلى، لأبي عبد الله محمد بن عمرو بن الحسن بن
هاشم بن أبي كرب الحمصي الكربي، من أهل حمص. يروي عن سعيد بن عمرو السكوني
الحمصي. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الأصبهاني.
الكرجي: بفتح الكاف والراء والجيم في آخرها.
هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمذان، أقمت بها
قريبا من عشرين يوما، وبنيت الكرج في زمن المهدي، وهو أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر
المنصور، بناها عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن خزاعي العجلي، وكان من عرب
الكوفة، وكان هو وأولاده يقطعون الطريق في برية نواحي أصبهان، ثم تاب وجمع عشيرته،
وأجرى الماء في أرض الكرج وتوطنها، ثم ابنه أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي زاد في
عمارتها، وجعلها تشبه البلدة، والمهشور بهذه النسبة:
محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدث بطوس.
وأبو الحسين الكرجي الأصم، حدث بمصر. كتب عنه عبد الغني بن سعيد.
وأبو العباس الكرجي، القاضي، المقيم بمكة.
ومحمد بن علي الكرجي الفقيه. يروي عن أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن يزيد، الفقيه الكرجي. سكن بغداد، وحدث بها عن
أبي مسعود الرازي، وعبد العزيز بن معاوية القرشي، وأحمد بن عبد الرحمن الحراني،
ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي. روى عنه عمر بن بشران السكري، وأبو الحسين بن
البواب، ومحمد بن المظفر الحافظ. وقال عمر بن بشران: حدثنا الكرجي إملاء في
القطيعة، سنة خمس وثلاثمائة. وكان ثقة، يحفظ. وقال غيره: توفي في جمادي الأولى،
سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وأبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، محدث بغداد في عصره كان يعرف
بالكرجي. روى عن أبي علي بن شاذان، وطبقته. حدثنا جماعة من مشايخنا عنه.
وأخوه: أبو غالب أحمد بن الحسن الباقلاني، يعرف بالكرجي أيضا، وحدث عن
46

جماعة: مثل: أبي علي بن شاذان، وأبي الحسين المحاملي، وغيرهما. روى لنا
عنه جماعة ببغداد، وأصبهان، وجرجان، ومرو. وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر، سنة
خمسمائة، ببغداد. وولادته في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
وأبوه: أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن حدادي الكرجي الباقلاني، كرجي
الأصل. ذكره أبو بكر الحافظ، قال: وكتب معنا من شيوخنا: أبي عمر بن مهدي،
وأبي الحسين بن المقيم، وكتبت عنه. وكان صدوقا، دينا، خيرا، من أهل القرآن والسنة.
وكانت ولادته سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. ووفاته في المحرم، سنة أربعين وأربعمائة،
ودفن بباب حرب.
وجماعة من أهل الكرج، كتبت عنهم بها، وبغيرها من البلاد، فكتبت بالكرج عن:
الامام أبي الحسن محمد بن أبي طالب عبد الملك بن محمد الكرجي، وكان إماما،
متقنا، مكثرا من الحديث، وسمعت من ابنه أبي معمر وهب الله بالكرج، ومن ابنه الآخر أبي
معشر رزق الله بن أبي الحسن الكرجي، سمعت منه بقوشنج كتاب " اعتلال القلوب "
للخرائطي، وغيره.
وأبو نصر عبد الحكيم بن المظفر الفحفحي، الأديب، والكرجي. سمعت منه
بالكرج.
والقاضي أبو سعد سليمان بن محمد بن الحسين القصار، المعروف بالكافي الكرجي،
واحد عصره في علم النظر والأصول، قرأت عليه، وعلى عبد الحكيم " جزء لوين " بروايتهما
عن أبي بكر ابن ماجة.
وأبو الصفاء ثامر بن علي الكرجي. يروي عن أبي الحسن السمنجاني، قرأت عليه
بالكرج.
وأبو حفص عمر بن الكرجي، قرأت عليه بالكرج، عن أبي الصفاء ثامر بن علي
الكرجي، جد المذكور. وغيرهم.
وصاحبنا الزاهد أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك الفضلويي الكرجي، كتبت عنه
بالكرج، ثم ببغداد، ثم بواسط، وكان أحد الزهاد، يسلك البادية على الانفراد في غير
موسم الحاج، وجاور سنين. وصحب الأكابر.
ومن القدماء: أمير الكرج، أبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن
47

شيخ بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزي بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن
لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن
أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الكرجي العجلي، كان أميرا، شجاعا، أديبا،
وسمحا جوادا، وبطلا شجاعا، ورد بغداد غير مرة، وكان يسافر عنها، وبها مات، وحكى
أن بكر بن النطاح أنشده:
مثال أبي دلف آية * وخلق أبي دلف عسكر
وإن المنايا إلى الدارعين * بعيني أبي دلف تنظر
فأمر له بعشرة آلاف درهم، فمضى واشترى بها بستانا بنهر الأبلة، ثم عاد من قابل،
فأنشده:
بك ابتعت في نهر الأبلة جنة * عليها قصير بالرخام مشيد
إلى لزقها أخت لها يعرضونها * وعندك مال للهبات عتيد
فقال له أبو دلف: بكم الأخرى؟ قال: بعشرة آلاف. قال: ادفعوها إليه. ثم قال:
لا تجئني قابلا، فنقول بلزقها أخرى، فإنك تعلم أن لزق كل أخرى متصلة، إلى ما لا نهاية
له.
وذكر العتابي، قال: اجتمعنا على باب أبي دلف، جماعة من الشعراء، فكان يعدنا
بأمواله من الكرج وغيرها، فأتته الأموال، فبسطها على الأنطاع وأجلسنا حولها، ودخل
إلينا، فقمنا إليه، فأومأ إلينا أن لا نقوم إليه، ثم اتكأ على قائم سيفه، ثم أنشأ يقول:
الا يا أيها الزوار لا يد عندكم * أياديكم عندي أجل وأكبر
فإن كنتم أفردتموني للرجا * فشكري لكم من شكركم لي أكثر
كفاني من مالي دلاص وسابح * وأبيض من صافي الحديد ومغفر
ثم أمر بنهب تلك الأموال، فأخذ كل واحد منا على قدر قوته.
وذكر أن جماعة من الشعراء اجتمعوا على باب أبي دلف، فمدحوه، وتعذر عليهم
الوصول إليه، وحجبهم حياء لضيقة نزلت به، فأرسل إليهم خادما له يعتذر إليهم، ويقول:
انصرفوا في هذه السنة، وعودوا إلى القابلة، فإني أضعف لكم العطية، وأبلغكم الأمنية،
فكتبوا إليه:
48

أيهذا العزيز قد مسنا الدهر * بضر وأهلنا أشتات
وأبونا شيخ كبير فقير * ولدينا بضاعة مزجاة
قل طلابها فبارت علينا * وبضاعاتنا بها الترهات
فاغتنم شكرنا وأوف لنا الكيل * وصدق فإننا أموات
فلما وصل إليه الشعر ضحك، وقال: علي بهم. فلما دخلوا قال: أبيتم إلا أن
تضربوا وجهي بسورة يوسف، والله إني لمضيق، ولكني أقول، كما قال الشاعر:
لقد خبرت أن عليك دينا * فزد في رقم دينك واقض ديني
يا غلام، اقترض لي عشرين ألفا بأربعين ألفا، وفرقها فيهم.
وحكى (1) أن المأمون قال يوما لأبي دلف، وهو مقطب: أنت الذي يقول فيك الشاعر:
إنما الدنيا أبو دلف * عند مغزاه ومحتضره
فإذا ولى أبو دلف * ولت الدنيا على أثره
فقال: يا أمير المؤمنين، شهادة زور، وقول غرور، وملق معتف، وطالب عرض،
وأصدق منه ابن أخت لي حيث يقول:
دعيني أجوب الأرض التمس الغنى * فلا الكرج الدنيا ولا الناس قاسم
فضحك المأمون، وسكن غضبه.
وحكى ابنه دلف بن أبي دلف، قال: رأيت كأن آتيا أتاني بعد موت أبي، فقال:
أجب الأمير، فقمت معه، وأدخلني دارا وحشة، وعرة سوداء الحيطان، مقلعة السقوف
والأبواب، ثم أصعدني درجا فيها، ثم أدخلني غرفة في حيطانها أثر النيران، وفي أرضها أثر
الرماد، وإذا أبي عريان، واضع رأسه بين ركبتيه، فقال لي كالمستفهم: دلف؟ فقلت:
نعم، أصلح الله الأمير، فأنشأ يقول:
أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم * ما لقينا في البرزخ الخناق
قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا * فارحموا وحشتي وما قد ألاقي
أفهمت؟ قلت: نعم. ثم أنشأ يقول:

(1) القصة والشعر في: تاريخ بغداد 12 / 421، 422، والبيتان اللذان أنشدهما المأمون لعلي بن جبلة، وهما في
الأغاني 8 / 254، والعقد 1 / 307، 2 / 166.
49

فلو كنا إذ متنا تركنا * لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا * ونسأل بعده عن كل شئ
انصرف. قال: فانتبهت.
مات أبو دلف في سنة خمس وعشرين ومائتين.
وأبو عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الكرجي الحافظ، قدم أصبهان، وسمع من
أحمد بن عصام، وروى عن البغداديين، مثل محمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس بن
محمد الدوري، وغيرهم. وكان أبو أحمد العسال يثني عليه، ويذكر فضله. روى عنه
أحمد بن عبيد الله المقري. سمع منه بالكرج.
الكرجي: بضم الكاف وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كرج، وهي ناحية من ثغور أذربيجان، من الروم (1)، خرج منها جماعة
من الموالي سمعوا الحديث، ورووا، منهم:
أبو الحسن فيروز بن عبد الله الكرجي، عتيق أبي الفضل بن عيشون (2) المنجم
الموصلي، وهو أبو شيخنا سليمان بن فيروز الخياط، وكان من ساكني بغداد. سمع
بالموصل القاضي أبا نصر عبد الأعلى بن عبد الله السنجاري، وببغداد أبا جعفر محمد بن
أحمد بن المسلمة المعدل، وغيرهما. روى لنا عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري،
ببغداد، وأبو القاسم علي بن الحسن الحافظ بدمشق، وكانت وفاته في حدود سنة خمس
وعشرين وخمسمائة.
الكرخي: هذه النسبة إلى عدة مواضع اسمها الكرخ، بفتح الكاف وسكون الراء وفي
آخرها الخاء المعجمة، منها إلى كرخ سامرة:
وأحمد بن الوليد الكرخي منها. يروي عن أبي نعيم الكوفي، والعراقيين. يروي عنه
حاجب بن أركين الفرغاني.

(1) قال ياقوت: " الكرج، بالضم ثم السكون وآخره جيم، وهو جيل من الناس نصارى، كانوا يسكنون في جبال القبق
وبلد السرير، فقويت شوكتهم، حتى ملكوا مدينة تفليس، ولهم ولاية تنسب إليهم، وملك، ولغة يرأسها، وشوكة
وقوة، وكثر عدد ". معجم البلدان 4 / 251.
50

ومنها إلى كرخ بغداد، وهي محلة بالجانب الغربي منها، اشتهر بالنسبة إليها:
أحمد بن الحسن العطار الكرخي، حدث عن الحسن بن شبيب. روى عنه حمزة
الكتاني
وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن الحسين الكاتب الكرخي، سمع
أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول،
وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وأحمد بن
سليمان النجاد، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، وأبا بكر بن داسة التمار. روى عنه
أبو حفص بن شاهين خبرا في " فضائل أحمد بن حنبل "، وأبو القاسم الأزهري، وأحمد بن
محمد العتيقي: وغيرهم. قال الخطيب: سمعت أبا بكر البرقاني ذكر الكرخي هذا فقال:
كان كاتب ابن الكرخي - يعني أبا منصور الصيرفي، قال: وكان له قرابة من الدارقطني،
وخرج له الدارقطني فوائد، وكان شابا في لحيته بياض. فقلت: أكان ثقة؟ فقال: ثقة،
ثقة، ثقة. ومات ي ذي الحجة، سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
ومنها إلى كرخ باجدا، قرية بنواحي العراق، منها:
معروف بن الفيرزان الكرخي، أبو محفوظ، المشتهر.
وأخوه عيسى بن الفيرزان الكرخي، حكى عن أخيه معروف. روى عنه محمد بن
سليمان بن فهرويه العلاف.
وذكر أبو الفضل المقدسي الحافظ، فيما حدثني عنه أبو العلاء الحافظ بأصبهان،
قال: سمعت خلفا الكرخي المجهز، يقول: نحن من كرخ بأجدا، منها معروف الكرخي،
وبيته معروف يزار إلى اليوم.
وأما أبو بكر الخطيب البغدادي الحافظ، فنسبه إلى كرخ بغداد، والله أعلم.
وكان أحد المجتهدين المشهورين بالزهد، والعزوف عن الدنيا، يغشاه الصالحون،
ويتبرك بلقائه العارفون. وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة، ويحكى عنه كرامات، وأسند
أحاديث يسيرة، عن بكر بن خنيس، والربيع بن صبيح، وغيرهما. روى عنه خلف بن هشام
البزار، وزكريا بن يحيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب. وله أخبار مستحسنة، جمعها
الناس. ومات في سنة مائتين. وقيل: سنة أربع ومائتين. والأول أصح.
ومن هذه القرية أيضا:
51

أبو الحسن عبيد الله بن الحسين بن دلهم الفقيه الكرخي، من أهل كرخ جدان، سكن
بغداد، وحدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي. روى عنه
أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهما، وهو المصنف على مذهب
أبي حنيفة، رحمه الله.
ومن أهل كرخ جدان:
القاضي أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد بن إبراهيم بن محمد
الكرخي، من أهل كرخ جدان، كان إماما، فاضلا، من فحول المناظرين، وكان كامل
العقل، غزير الفضل، وكان يضرب به المثل في بغداد في السكون والوقار. سمع أبا إسحاق
إبراهيم بن علي الشيرازي، وأبا نصر عبد السيد بن محمد بن الصباغ، وأباه أبا البركات
سلامة بن عبيد الله الكرخي، وأبا عبد الله محمد بن علي الدامغاني، وأبا نصر محمد بن
محمد بن علي الزينبي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري.
روى لنا عنه جماعة من أصحابنا. وتوفي في رجب، سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
ودفن بباب أبرز، عند قبر أستاذه أبي إسحاق الشيرازي.
وابن أخيه أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن سلامة الكرخي، كان أحد الشهود
المعدلين، وكان جميل السيرة لازما بيته، مشتغلا بما يعنيه. سمع أبا القاسم علي بن أحمد
البسري البندار. سمعت منه أحاديث يسيرة. وكانت ولادته في سنة ثمان وستين وأربعمائة.
وأبو الفوارس محمد بن علي بن محمد بن إسحاق بن محمد بن القاسم بن محمد
الكرخي، قيل: هو من كرخ البصرة. سمع أبا بكر محمد بن عبد الملك بن محمد
القرشي، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة. روى لنا عنه أبو بكر المبارك بن كامل
الخفاف. وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة أربع عشرة وخمسمائة، ببغداد.
وأما طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن الكرخي، قرابة أبي العباس بن الكرخي،
وظني أنه من هذا الكرخ، كان أحد نواب القاضي أبي القاسم الزينبي، كان مرضي الطريقة
في القضاء والاحكام، حسن المعاشرة. سمع أبا عبد الله بن طلحة النعالي، وأبا عبد الله
الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، وغيرهما. سمعت منه أحاديث. وكانت ولادته في
سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن عزرة بن المغيرة بن صالح الكرخي،
من أهل كرخ جدان، وأصله من البصرة. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة. وسكن بغداد، وحدث
52

بها عن أحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي، حدثني عنه الحسين بن علي الطناجيري.
وكان ثقة.
وأبو القاسم منصور بن عمر بن علي الفقيه الشافعي الكرخي، من أهل كرخ جدان،
جد شيخنا أبي البدر إبراهيم. سكن بغداد. ودرس بها الفقه على أبي حامد الأسفرايني.
وسمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، ومن بعده. ذكره أبو بكر الخطيب،
وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا. ومات في جمادى الآخرة، سنة سبع وأربعين
وأربعمائة، ببغداد.
وابنه أبو بكر محمد بن منصور بن عمر بن علي الكرخي، الفقيه الشافعي، من أهل
كرخ جدان أيضا. سكن كرخ بغداد، كان فقيها صالحا، متدينا. يرجع إلى فضل وعلم.
سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، وأبا الحسن محمد بن محمد بن
إبراهيم بن مخلد البزاز، وغيرهما. روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي،
وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ. وتوفي في جمادى الأولى، سنة اثنتين وثمانين
وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
وابنه أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، كان يسكن كرخ بغداد، في دار
الامام أبي حامد الأسفرايني، وأصله من كرخ جدان، كان شيخا مسنا، مستورا، كبيرا،
صالحا، دينا، وضعف وعجز عن المشي إلا بجهد. سمع أبا بكر الخطيب، وأبا الغنائم
ابن المأمون، وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم المهرواني، وأبا القاسم بن مسعدة
الإسماعيلي، وغيرهم، وهو آخر من حدث عن خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية،
قرأت عليه الكثير بالكرخ. وكانت ولادته تقديرا، في سنة خمسين وأربعمائة، أو قبلها،
ومات في شهر ربيع الأول، من سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
الكردي: بفتح الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو علي أحمد بن محمد الكردي. يروي عن أبي بكر الإسماعيلي. ذكره حمزة بن
يوسف السهمي، بفتح الكاف.

(1) كذا في اللباب، والأنساب المتفقة 129، وتهذيب التهذيب 2 / 44. وذكر الأمير، في الاكمال 7 / 184:
" جابر بن ميمون الكردي ". ولعل صوابه " جابر بن كردي، وميمون الكردي " وسيأتي.
53

الكردي: بضم الكاف وسكون الراء والدال المهملة.
هذه النسبة إلى طائفة بالعراق ينزلون بالصحارى، وقد سكن بعضهم القرى، يقال
لهم: الأكراد، خصوصا في جبال حلوان، والنسبة إليهم: الكردي، وقرية أيضا، يقال
لها: كرد.
فأما جابر بن كردي (1) الواسطي، من الثقات المشهورين، وهو اسم يشبه النسبة.
حدث عن يزيد بن هارون الواسطي، وسعيد بن عامر، وغندر محمد بن جعفر البصري.
روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر بن دينار الواسطي.
ومن القدماء:
أبو نصير ميمون الكردي. يروي عن أبي عثمان النهدي. روى عنه حماد بن زيد،
وديلم بن غزوان.
وأما المنسوب إلى القرية، فهي قرية كرد، وهي قرية من قرى بيضاء فارس، منها:
أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الكردي. سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن
الفضل الحافظ بأصبهان، يقول: سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي، يقول:
شيخنا أبو الحسن الكردي، حدثنا عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه
الأصبهاني، عن أبي القاسم الطبراني، بكتاب " الأدعية " من تصنيفه، سألته عن هذه
النسبة، فقال: نحن من قرية بيضاء، يقال لها: كرد.
وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن خالد بن عبد الرحمن الكردي، ينسب إلى الأكراد،
فيما أظن، وهو مولى بني هاشم. حدث عن عبد الملك بن عمير، وموسى بن
عبد الملك بن عمير، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذيب، وأبي معشر، وسفيان الثوري،
وشعبة، وحماد بن سلمة، وزائدة، ويحيى بن سلمة بن كهيل، ومرحوم بن عبد العزيز.
روى عنه عبد الله بن أيوب المخرمي، وإبراهيم بن الوليد الجشاش، وإسحاق بن سنين
الختلي، وغيرهم. وكان غير ثقة، يروي المناكير عن الاثبات. وقال أبو العباس بن عقدة:
عمر بن إبراهيم ضعيف.
وأبو الحسن علي بن الكردي بن عمر بن عيسى العطار النهرواني. سمع عبد الملك بن
بكران المقري النهرواني. ذكره أبو بكر أحمد بن علي الخطيب في " التاريخ "، وقال:
كتبت عنه بالنهروان، وكان صدوقا، مستورا، صالحا.
54

الكرزي: بضم الكاف وسكون الراء وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى كرز، ولا أدرى هو ابن وبرة الجرجاني، أو الكرز الذي هو الجوالق،
والمشهور بهذه النسبة:
محمد بن سليمان بن كعب الصباحي البصري، ابن أخت عاصم بن سليمان الكرزي.
يروي عن أبيه خبرا عجيبا. روى عنه محمد بن يونس الكديمي.
وشجاع بن صبيح الجرجاني الكرزي، يقال: إنه مولى كرز بن وبرة، من أهل
جرجان، وكان محتسبا. روى عن أبي طيبة عيسى بن سليمان، وقيل: يروي عن كرز
أيضا. روى عنه إبراهيم بن موسى القصار. وحكى أن هارون الرشيد لما قدم جرجان، كان
معه أبو يوسف صاحب أبي حنيفة، فصلى يوما، ورآه شجاع الجرجاني، فقال شجاع
الجرجاني لأبي يوسف: أحسن صلاتك. أيها القاضي، فقال أبو يوسف: فما من وقت
أصلي إلا وأظن أن ورائي شجاع الجرجاني، يقول لي: أحسن صلاتك. أو كما قال. وكان
قبر شجاع في مقابر سليماناباذ. قال أبو بكر الإسماعيلي: أراني أبو عمر أن ابن هاني قبره،
فنسيته، وكان رجلا صالحا.
الكركانجي: بضم الكاف والراء بين الكافين والنون بعد الألف وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كركانج، وهو اسم بلدة خوارزم، يقال لها: الكركانجية، اشتهر بهذه
النسبة:
أبو حامد محمد بن أحمد بن علي المقري الكركانجي، أحد من رحل إلى الآفاق في
علم القرآن، وأدرك الأئمة، وقرأ عليهم بالشام، والحجاز، والعراق، وصنف التصانيف،
ورزق الأصحاب والأولاد. وتوفي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، بمرو.
وابنه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الكركانجي، إمام فاضل في القراءات وعلومها،
حسن الاخذ والأقراء، اختص بجدي، وكان من فضلاء أصحابه. سمع الحديث الكثير عن
جماعة، لقيته ولم يتفق لي أن سمعت منه شيئا يسيرا من الحديث فيما أظن.
وابنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكركانجي، شيخ صالح، ورع، مليح
الشيبة، حسن الوجه، عفيف. سمع أبا سهل بريدة بن محمد بن بريدة الأسلمي، والأديب
أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي، وأبا بكر عبد الله بن عبد الصمد البراني،
وغيرهم. كتبت عنه، وقرأت عليه اجزاء وتوفي..
الكركنتي: بكسر الكافين بينهما الراء الساكنة وبعدها النون ساكنة وفي آخرها التاء
55

المنقوطة من فوق باثنتين.
هذه النسبة إلى كركنت، وهي قرية من قرى القيروان، إحدى بلاد المغرب، منها:
أبو عثمان سعيد بن سلام، وقيل: سالم، المغربي الصوفي، ولد بهذه القرية،
واشتهر بالمغربي أبي عثمان، وكان أوحد عصره في الورع، والزهد، والصبر على العزلة.
لقي الشيوخ بمصر، ثم دخل بلاد الشام، وصحب أبا الخير الأقطع، وجاور بمكة سنين فوق
العشر، وكان لا يظهر في الموسم، ثم انصرف إلى العراق لمحنة لحقته بمكة، في السنة،
فسئل المقام بالعراق، فلم يجبهم إلى ذلك، فورد نيسابور، وبقي بها إلى أن مات. وكان من
كبار المشايخ، له أحوال مأثورة، وكرامات مذكورة. وحكى أبو عبد الله المغربي، قال:
كنت ببغداد، وكان بي وجع في ركبتي، حتى نزل إلى مثانتي، واشتد وجعي، وكنت
أستغيث بالله، فناداني بعض الجن: ما استغاثتك بالله، وغوثه بعيد! فلما سمعت ذلك
رفعت صوتي، وزدت في مقالتي، حتى سمع أهل الدار صوتي، فما كان إلا ساعة حتى
غلب علي البول، فقدم إلي سطل أهريق فيه الماء، فخرج من مذاكيري شئ بقوة، وضرب
وسط السطل، حتى سمعت له صوتا، فأمرت من كان في الدار، فطلب، فإذا هو حجر قد
خرج من مثانتي، وذهب الوجع. وقلت: ما أسرع الغوث! وهكذا الظن به. وحكى
محمد بن علي الصغير القوال، قال: قال لي جماعة من أصحابنا: تعال حتى ندخل على
الشيخ أبي عثمان المغربي، فنسلم عليه. فقلت: إنه رجل منقبض، وأنا أستحيي منه.
فألحوا علي، فأدخلنا على أبي عثمان، فلما وقع بصره علي، قال: يا أبا الحسن، كان
انقباضي بالحجاز، وانبساطي بخراسان، وسئل أبو عثمان المغربي عن الخلق، فقال:
قوالب وأشباح، تجرى عليهم أحكام القدرة. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أبو عثمان
المغربي كان مقيما بمكة سنين، فسعي به إلى العلوية في زور نسب إليه، وحرش عليه
العلوية، حتى أخرجوه من مكة، فرجع إلى بغداد، وأقام بها سنة، ثم خرج منها إلى
نيسابور، ومات بها، سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. ودفن بجنب أبي عثمان الحيري.
الكرماني: بكسر الكاف وقيل بفتحها وسكون الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بلدان شتى: مثل: خبيص، وجيرفت، والسيرجان، وبردسير، يقال
لجميعها كرمان، وقيل بفتح الكاف، وهو الصحيح، غير أنه اشتهر بكسر الكاف.
والمشهور بهذه النسبة جماعة كثيرة من المتقدمين والمتأخرين.
فمن المتقدمين:
56

أبو هشام حسان بن إبراهيم الكرماني العنبري. يروي عن يونس بن يزيد الأيلي،
وسعيد بن مسروق. روى عنه علي بن المديني، وأهل العراق.
ومن المتأخرين:
أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد الكرماني. نزيل مرو. روى لنا
عن أبيه، وعن أستاذه القاضي أبي بكر محمد بن الحسين الأرسابندي، وأبي الفتح عبيد
الله بن محمد الهشامي، وغيرهم. مات في ذي القعدة، سنة أربع وأربعين وخمسمائة
بمرو، وكانت ولادته سنة سبع وخمسين وأربعمائة، بكرمان.
ولهذه النسبة اسم رجل، وهو: الكرماني بن عمرو بن المهلب المعني، أخو معاوية بن
عمرو القصري. يروي عن حماد بن سلمة، وبشر بن عمر بن ذر. روى عنه إسحاق بن
إبراهيم بن شاذان الفارسي.
وعلي بن جديع، المعروف بالكرماني، لم يكن من أهل كرمان، ولكن عرف بهذا
الاسم، وهو الذي وقع بينه وبين نصر بن سيار ما وقع، ثم دخل بينهما أبو مسلم صاحب
الدولة، وغلبهما جميعا، وقصتهم معروفة في الفتوح.
ومن التابعين:
الحسن بن مهران الكرماني. يروي عن فرقد، وله صحبة. روى عنه محمد بن
سلام.
وأبو عمرو حفص بن عمرو بن هبيرة البخاري الكرماني، من أهل قرية يقال لها:
كرمانية. وذكر أبو القاسم بن الثلاج، أنه قدم بغداد حاجا، وحدثهم عن شجاع بن مجاع
الكشاني. قلت: هكذا ذكره أبو بكر الخطيب، وظني أنه من كرمينية، بلدة بين بخارى
وسغد سمرقند، وسأذكره في موضعه.
وبنيسابور محلة كبيرة، يقال لها: مربعة الكرمانية، والنسبة إليها: الكرماني، واشتهر
بالنسبة إليها:
أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن يعقوب بن عبد الله الكرماني الشيباني، الفقيه
الحافظ، المعروف بابن الأخرم، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وخطتهم مربعة
الكرمانية، قال الحاكم: وقرأت على ظهر كتابه بخطه: ليعقوب بن يوسف الكرماني. وقد
كان أطال المقام بمصر، وكان يكاتبه على القرطاس أبو إبراهيم المزني، وقد أرانا
أبو عبد الله بن الأخرم منها كتابا. سمع بخراسان قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم
الحنظلي، وعمرو بن زرارة، وبالحديثة سويد بن سعيد الأنباري، وبالكوفة أبا كريب
الهمداني، وبالبصرة عبد الله بن معاوية الجمحي، وبمصر أبا عبد الله بن وهب، ويونس بن
57

عبد الأعلى، وبالشام دحيم بن اليتيم، وهشام بن عمار، وبالجزيرة محمد بن وهب بن
أبي كريمة، وقد كان دخل على أحمد بن حنبل غير مرة. روى عنه أبو حامد بن الشرقي،
وابنه أبو عبد الله بن الأخرم، وعلي بن حمشاذ العدل، ومحمد بن صالح بن هاني،
وغيرهم. قال الحاكم: قلت لمحمد بن صالح: كيف لم يكثروا عن يعقوب الأخرم؟ قال:
كان أبو عبد الله يبخل علينا بحديث أبيه، فلا يمكننا منه، وكان الرجل كبير المحل،
محتشما. وتوفي في شعبان، سنة سبع وثمانين ومائتين.
وأبو محمد حرب بن إسماعيل الحنظلي، الكرماني. قال أبو محمد بن أبي حاتم:
رفيق أبي، يروي عن أبي يحيى أحمد بن سليمان الباهلي، وعبيد الله بن معاذ العنبري،
وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، كتب عنه أبي بدمشق.
الكرمجيني: بفتح الكاف وسكون الراء وضم الميم وكسر الجيم بعدها الياء المنقوطة
من تحتها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كرمجين، وهي قرية من قرى نسف، منها:
أبو الحسن اليمان بن الطيب بن خنيس بن عمر الكرمجيني النسفي، من قرية
كرمجين. يروي عن أبي محمد عبد الله، وأبي سليمان داود، ابني نصر بن سهيل
البزدويين. روى عنه أبو العباس المستغفري. ومات في ذي الحجة، سنة اثنتين وثمانين
وثلاثمائة.
ووالده أبو طاهر الطيب بن خنيس بن عمر الكرمجيني. ذكره أبو العباس المستغفري،
وقال: روى يعني الطيب ورأيت له كتاب " المبدأ " لوهب بن منبه، وتاريخ كتابته في سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
الكرميني: بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها
والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى كرمينية، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر، على ثمانية عشر فرسخا من
بخارى، وسمعت الأديب أبا تراب علي بن طاهر الكرميني، يقول: بلدتنا كرمينية، فإن
العرب في الفتوح لما رأوها قالوا: هي كأرمينية. شبهوها في الحسن، وكثرة المياه والخضر
بأرمينية، أقمت بها يوما وليلة، في توجهي إلى سمرقند، وقد استولى الخراب عليها، خرج
منها جماعة من الأئمة، والعلماء، والمشاهير، قديما وحديثا، فمنهم:
أبو عبد الله محمد بن الضوء بن المنذر بن يزيد الشيباني الكرميني، له نسخة يرويها عنه
أبو حامد أحمد بن الليث الكرميني، وحدث هو عن أبي عبيد القاسم بن سلام، ومزاحم بن
58

سعيد الكشميهني، وأبي عمر الحوضي، وسليمان بن حرب، ومسدد بن مسرهد. مات سنة
اثنتين وثمانين ومائتين.
وأخوه أبو بكر أحمد بن الضوء بن المنذر بن يزيد بن عبد الملك بن شيبان البكري
الكرميني. يروي عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، وأخيه عبد الله بن مسلمة، والحكم بن
المبارك، ومكي بن إبراهيم، وغيرهم. روى عنه أبو الخير أحمد بن محمد بن الخليل،
وعمر بن محمد بن بحير، وغيرهما. قال علي بن محمود الكرميني: رأيت في المنام كأن
صحيفة تطير بين السماء والأرض، فوقعت في يدي، فنظرت، فإذا فيها مكتوب: بسم الله
الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز العليم، براءة لأحمد بن الضوء من عذاب أليم.
مات في النصف من رجب، سنة خمس وستين ومائتين.
والمستقر بن محمد الكرميني المحدث المشهور.
والامام المسيب بن محمد القضاعي الكرميني. روى كتاب " المختصر في.. "
لأبي الموجه الفزاري، عن أبي محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي، ويروي
المسيب أيضا عن أبي العباس عبد الله بن الحسين البصري.
وأبو الفرج عزيز بن عبد الله الكرميني، وكان أحد نظار أصحاب الشافعي، في الصفة
ببخارى، وبكرمينية أيضا.
والأديب أبو تراب علي بن طاهر بن.. الكرميني التميمي، أفضل أهل عصره في
اللغة وحفظها على الاطلاق، لقيته ببخارى. وكتبت عنه، وكان من أهل كرمينية.
وأبو سليمان معمر بن جبرئيل بن مصعب بن إسماعيل بن أيوب الكرميني المؤدب،
سكن سمرقند، وكان شيخا فاضلا، ثقة، دينا، حسن الأصول، من أهل السنة. قال
أبو سعد الإدريسي: كتبنا عنه بسمرقند. يروي عن الفتح بن عبيد السمرقندي، وأبي حفص
عمر بن محمد بن بحير، وغيرهما.
ومن القدماء:
أبو محمد صهيب بن عاصم بن إبراهيم بن رشيد بن ليث بن عصمة بن قيس
الكرميني، له رحلة إلى العراق، وكان عم جده الأعلى عصمة بن قيس من الصحابة. سمع
ابن عيينة، والفضيل بن عياض، وبشر بن السري، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير.
روى عنه أبو عمرو عامر بن المنتجع. وأبو بكر محمد بن أبي جعفر محمد بن إسماعيل بن
أحمد بن جعفر بن محمد بن عثمان اليشكري الكرميني، كان فقيها شافعي المذهب سمع
59

أبا الوفاء المسيب بن محمد القضاعي بكرمينية. لا بأس على ما سمعنا منه بالدبوسية.
الكرواني: بفتح الكاف والواو بينهما الراء الساكنة ثم الألف والنون.
هذه النسبة إلى كروان، وظني أنها قرية من قرى طرسوس، والمشهور بهذه النسبة:
الحسن بن أحمد بن حبيب الكرواني، حدث بطرسوس عن أبي الربيع بن سليمان بن
داود الزهراني. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عبيد محمد بن سليمان بن بكر الكرواني الخطيب، ظني أن كروان هذه قرية من
قرى فرغانة، فإن هذا الخطيب ممن سكن أخسيكث، وهو راوية " الآداب والمواعظ " (1)
للقاضي الامام أبي سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل السجزي. روى عنه
أبو المظفر المشطب بن محمد بن أسامة بن زيد الفرغاني، وأبو القاسم محمد بن محمد
الصوفي الإخسيكثي، وغيرهما.
الكروخي: بفتح الكاف وضم الراء وفي آخرها الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى الكروخ، وهي بلدة بنواحي هراة، على عشرة فراسخ منها، خرج منها
جماعة من أهل العلم والخير، منهم:
أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبيد الله بن أبي سهل بن القاسم بن أبي منصور بن
ماخ الكروخي، شيخ صالح سديد السيرة، كثير الخير والعبادة، من أهل هراة، وأصله من
كروخ، وعرف بالكروخي، سكن بغداد مدة، وكان سمع بهراة بقراءة المؤتمن بن أحمد
الساجي، وأبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي، الحافظين، من أبي عطاء
عبد الرحمن بن أبي عاصم الجوهري، وأبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري،
وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، وأبي المظفر عبيد الله بن علي بن ياسين الدهان،
وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي، وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي،
وأبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العمري، وطبقتهم. سمعت منه ببغداد، وقرأت عليه
جميع " الجامع "، لأبي عيسى الترمذي، وسمع بقراءتي منه جماعة كثيرة، وسمعت أنه بعد
خروجي من بغداد، انتقل إلى مكة، وجاور بها إلى أن توفي بها، في الخامس والعشرين من
ذي الحجة، سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، بعد رحيل الحاج من مكة. وكانت ولادته

(1) اسم الكتاب: " الدعوات والآداب والمواعظ " أنظر الجواهر المضية (تحقيقي) 2 / 178.
60

بهراة، في شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
وأبو داود سليمان بن محمد بن راوي الكروخي، شاب صوفي، صالح، حافظ لكتاب
الله كثير القراءة، رأيته بحلب، وصحبني منه إلى حمص وخرج منها إلي بعلبك وخرجت
أنا إلى دمشق، ثم وردها بعد انصرافي من بيت المقدس، وتركته في دمشق، وذلك في
أوائل سنة ست وثلاثين وخمسمائة، كتبت عنه شيئا يسيرا بحمص.
الكريزي: بفتح الكاف وكسر الراء بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها
الزاي.
هذه النسبة إلى كريز، وهو اسم جد:
طلحة بن عبيد الله بن كريز الكريزي، من التابعين. يروي عن ابن عمر. روى عنه
حميد الطويل، وحماد بن سلمة.
الكريزي: بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى كريز، وهو بطن من عبد شمس، وهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن
عبد شمس بن عبد مناف، وابنته:
أروى بنت كريز، أم عثمان بن عفان.
وابنته: أرنب بنت كريز، أم ولد عامر بن الحضرمي.
وابنه عامر بن كريز، وأم عامر بن كريز البيضاء بنت عبد المطلب، أسلم يوم الفتح،
وبقي إلى خلافة عثمان، وهو والد:
عبد الله بن عامر بن كريز الكريزي، الذي ولاه عثمان بن عفان البصرة وخراسان. روى
عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله آثار في فتوح خراسان.
ومسلم بن عبيس بن كريز الكريزي، وهو ابن عم عبد الله بن عامر بن كريز، قتله
الخوارج.
وكيسة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، كانت عند مسيلمة.
الكذاب، ثم خلف عليها عبد الله بن عامر بن كريز، فولدت له عبد الله، وعبد الملك الذي
يقال له قفيز، وعبد الرحمن قتل يوم الجمل، وكان أكبر ولده.
وزينب بنت عبد الله بن عامر بن كريز.
61

وفي الأسماء:
كريز بن سامة، له صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأيوب بن كريز، يروي عن عبد الرحمن بن غنم، صاحب معاذ بن جبل. روى عنه
سعيد بن مسروق، والد سفيان الثوري.
وكريز بن معقل الباهلي. سمع هشام بن عقبة. سمع منه عبد الصمد، قاله
البخاري.
وفي الأنساب:
أبو قمامة جبلة بن محمد بن كريز بن سعيد بن قتادة الصدفي الكريزي المصري،
حدث عن أبي شريك يحيى بن يزيد بن ضماد، ويونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن
إبراهيم بن مثرود، وغيرهم. مات بعد الثلاثمائة.
وأبو علي الحسين بن واقد الكريزي المروزي، مولى عبد الله بن عامر بن كريز
القرشي. يروى عن عبد الله بن بريدة. روى عنه ابنه علي بن الحسين، وأهل مرو. مات
سنة تسع وخمسين ومائة. وقيل: سبع وخمسين ومائة. وكان على قضاء مرو، كان إذا قام
من مجلس الحكم اشترى لحما، وعلقه بأصبعه، وحمله إلى أهله، وكان من خيار الناس،
وقعت فتنة أبي مسلم فلم يسأل عنها أحدا إلى أن انجلت، وربما أخطأ في الروايات، قد
كتب عن أيوب السختياني، وأيوب بن خوط جميعا، فكل حديث منكر عنه، عن أيوب، عن
نافع، عن ابن عمر، إنما هو أيوب بن خوط، ليس بأيوب السختياني.
وأبو محمد عبد الله بن سعد بن يحيى القاضي الكريزي الرقي. يروي عن أحمد بن
سيار الحراني القرشي. روى عنه أبو المفضل.
وسعيد بن عيسى الكريزي، من أهل البصرة، قدم بغداد، وحدث بها عن معتمر بن
سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر غندر، وعبد الله بن إدريس،
ومحمد بن عبد الله الأنصاري. روى عنه الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري،
وعبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق، وأبو عبيد بن المحاملي، وغيرهم. وقال أبو الحسن
الدارقطني: سعيد بن عيسى الكريزي، بصري ضعيف.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن سعيد بن أحمد بن كريز بن نوفل بن عبد الله بن
عبد الكريم بن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف
62

القرشي العبشمي الكريزي، من أهل أزجاه. يروي عن جده لامه أبي جعفر أحمد بن
محمد بن إسحاق بن إبراهيم العنبري. روى عنه حفيده أبو المظفر محمد بن سعيد بن محمد
الكريزي.
الكريني: بضم الكاف وكسر الراء المشددة أو المخففة بعدها الياء آخر الحروف وفي
آخرها النون.
هذه النسبة إلى كرين، وهي قرية من قرى طبس، وبعضهم قال: إنها إحدى
الطبسين، منها:
أبو جعفر محمد بن كثير الكريني. سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد
العبدي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر الطبسي، حديثه في " معجم
أبي القاسم الشيرازي ".
63

باب الكاف والزاء
الكزبراني: بضم الكاف وسكون الزاء وضم الباء الموحدة وفتح الراء وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى كزبران، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن سيار الحراني الكزبراني، مولى بني أمية،
من أهل حران، قدم بغداد، وحدث بها عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، والمغيرة بن
سقلاب، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائقي، وعمرو بن عاصم، ومسكين بن بكير،
ومحمد بن سليمان بن أبي داود. روى عنه محمد بن الليث الجوهري، وعبد الله بن
أبي سعد الوراق، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن
محمد بن صاعد، وغيرهم، وما علمت من حاله إلا خيرا. قال ابن أبي حاتم: أدركته ولم
أسمع منه، ومات سنة أربع وستين ومائتين.
الكزماني: بضم الكاف وسكون الزاي وفتح الميم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كزمان، وهي إلى الجد الأعلى، وهو:
أبو عصمة ريحان بن سعيد بن المثنى بن ليث بن معدان بن زيد بن كزمان بن الحارث بن أسامة بن لؤي، وقيل بدل معدان صفران، الناجي الكزماني البصري، يقال:
إنه من بني سامة بن لؤي. قدم بغداد، وحدث بها، عن عباد بن منصور، وشعبة بن
الحجاج، ومحمد بن عبد الله المعويي، وغيرهم. روى عنه مجاهد بن موسى، وإبراهيم بن
سعيد الجوهري، ومحمد بن حسان الأزرق، وسعيد بن بحر القراطيسي، وسئل عنه أبو داود
السجستاني، فلم يرضه. وقال الدارقطني: ريحان بن سعيد، بصري يحتج به. وقال
محمد بن سعد الزهري، وساق نسب الكزماني كما سقناه أولا، وقال: توفي بالبصرة، سنة
ثلاث أو أربع ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون.
ومن ولد كزمان: عرعرة بن البرند بن النعمان بن عبد الله بن علجة بن الأقفع بن كزمان
الكزماني، من أهل الكوفة.
64

باب الكاف والسين
الكسادني: بفتح الكاف والسين والدال المهملتين بينهما الألف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كسادن، وهي قرية من قرى سمرقند، منها:
أبو بكر محمد بن محمد بن سفيان بن رمضان بن محمد بن يوسف بن عبد الرحيم بن
الفضل بن أبي ساجد الكسادني. يروي عن محمد بن سفيان، عن جده سفيان بن رمضان.
روى عن أبي بكر أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ.
الكسائي: بكسر الكاف وفتح السين المهملة وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة لجماعة من المشاهير ببيع الكساء، أو نسجه، أو الاشتمال به ولبسه،
منهم:
إمام القراء، أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي
الكوفي، المعروف بالكسائي، النحوي، مولى بني أسد، أحد أئمة القراء، من أهل
الكوفة. سكن بغداد، وكان يعلم بها الرشيد، ثم الأمين من بعده، وإنما قيل له الكسائي،
لأنه دخل الكوفة، وجاء إلى مسجد السبيع، وكان حمزة بن حبيب الزيات يقرئ فيه، فتقدم
الكسائي مع أذان الفجر، فجلس وهو ملتف بكساء من البركان (1) الأسود، فلما صلى حمزة
قال: من تقدم في الوقت يقرأ؟ قيل له: الكسائي أول من تقدم. يعنون صاحب الكساء.
فرمقه القوم بأبصارهم، وقالوا: إن كان حائكا فسيقرأ سورة يوسف، وإن كان ملاحا فسيقرأ
سورة طه. فسمعهم، فابتدأ بسورة يوسف، فلما بلغ إلى قصة الذئب، قرأ فأكله الذيب (2)
بغير همز، فقال له حمزة الذئب بالهمز. فقال له الكسائي: وكذلك اهمز الحوت: فالتقمه
الحوت (3). قال: لا. قال: فلم همزت الذئب ولم تهمز الحوت؟ فرفع حمزة بصره إلى خلاد
الأحول، وكان أجمل غلمانه، فتقدم إليه في جماعة أهل المجلس، فناظروه فلم يصنعوا
شيئا، فقالوا: أفدنا يرحمك الله. فقال لهم الكسائي: تفهموا عن الحائك! تقول إذا نسبت

(1) في النسخ: " البركان "، والمثبت في تاريخ بغداد.
وفي القاموس: " ويقال للكساء الأسود ": البركان والبركاني، مشددتين والبرنكان، كزعفران، والبرنكاني ".
(2) سورة يوسف 13.
(3) سورة الصافات 142.
65

الرجل إلى الذئب قد استذأب الرجل. ولو قلت: استذاب، بغير همز، لكنت إنما نسبته
إلى الهزال، تقول قد استذاب الرجل. إذا استذاب شحمه، بغير همزة، فإذا نسبته إلى
الحوت، قلت: قد استحات الرجل. أي كثر أكله، لا يجوز فيه الهمز، فلتلك العلة همز
الذئب، ولم يهمز الحوت، وفيه معنى آخر، لا يسقط الهمز من مفرده ولا من جمعه،
وأنشدهم:
أيها الذئب وابنه وأبوه * أنت عندي من أذؤب ضاريات
قال: فسمي الكسائي من ذلك اليوم.
وقال عبد الرحيم بن موسى، قلت للكسائي: لم سميت الكسائي قال: لأني
أحرمت في كساء.
ثم أقرأ ببغداد زمانا بقراءة حمزة، ثم اختار لنفسه قراءة، فأقرأ بها الناس، وقرأ عليه بها
خلق كثير ببغداد، وبالرقة، وغيرهما من البلاد، وحفظت عنه. وصنف " معاني القرآن "،
و " الآثار " في القراءات. وكان قد سمع من سليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عياش،
ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. روى عنه أبو توبة ميمون بن
حفص، وأبو زكريا الفراء، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو عمر حفص بن عمر الدوري،
وجماعة. وإنما تعلم الكسائي النحو على الكبر، وكان سبب تعلمه أنه جاء يوما وقد مشى
حتى أعيى، فجلس إلى الهباريين، وكان يجالسهم كثيرا، فقال: قد عييت. فقالوا له:
أتجالسنا وأنت تلحن!؟ قال: كيف لحنت؟ قالوا له: إن كنت أردت من التعب، فقل: قد
أعييت. وإن أردت من انقطاع الحيلة والتحير في الامر، فقل: عييت. مخففة. فأنف من
هذه الكلمة، وقام من فوره ذلك، فسأل عمن يعلم النحو، فأرشدوه إلى معاذ الهراء، فلزمه، حتى أنفد
ما عنده، ثم خرج إلى البصرة، فلقي الخليل، وجلس في حلقته، فقال له رجل من
الاعراب: تركت أسد الكوفة وتميمها، وعندها الفصاحة، وجئت إلى البصرة!؟ فقال
للخليل: من أين أخذت علمك هذا؟ فقال: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة. فخرج،
ورجع وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبرا في الكتابة عن العرب، سوى ما حفظ، فلم يكن له
هم غير البصرة والخليل، فوجد الخليل قد مات، وقد جلس في موضعه يونس النحوي،
فجرت بينهم مسائل أقر له يونس فيها، وصدره موضعه. وقال الفراء: قال لي قوم:
ما اختلافك إلى الكسائي وأنت مثله في العلم؟ فأعجبتني نفسي، فناظرته، فكأني كنت
طائرا يشرب من بحر. ومات الكسائي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة في يوم واحد
66

بالري، في سنة تسع وثمانين ومائة. وقيل: مات برنبويه، إحدى قرى الري. وقيل: مات
بطوس، سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ومائة. والله أعلم.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن حمدون بن داود بن حمدون الصيدلاني الكسائي، من
أهل مصر، قال أبو زكريا يحيى بن علي الطحان المقري المصري: سمعت منه. وتوفي سنة
ستين وثلاثمائة.
وأبو منصور محمد بن أحمد بن بابويه الكسائي، صاحب أبي العباس أحمد بن هارون
الفقيه. سمع أبا عمرو الحيري، والمؤمل بن الحسن، وأبا حامد الشرقي، ومكي بن
عبدان. وحدث. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في شهر رمضان، سنة
إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى الأديب الكسائي، كان أديبا، فاضلا. حدث
بكتاب " صحيح مسلم بن الحجاج " عن صاحبه أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " تاريخه "، فقال: أبو بكر الكسائي الأديب، كان من
قدماء الأدباء بنيسابور، وتخرج به جماعة في الأدب، ثم إنه على كبر السن حدث ب‍ " صحيح
مسلم بن الحجاج "، من كتاد جديد بخط يده، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن
مسلم، وكان يقول في أول كل حديث: حدثنا إبراهيم، حدثنا مسلم. فأنكرته، وكان قد
قرأه غير مرة، فحضرني رحمه الله وعاتبني، فقلت: أنت أحد مشايخنا من الأدباء، والمعرفة
بيننا أكثر من خمسين سنة، فلو أخرجت أصلك العتيق، وأخبرتني بالحديث فيه على وجهه؟
فقال لي: قد كان والدي حضرني مجلس إبراهيم لسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي،
فقال لي أبو أحمد بن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك في المجلس لتسمع. وأنت تنام
لصغرك، ولم يبق بعدي لهذا الكتاب راو غيرك، فاكتبه من كتابي، فإنك تنتفع به. فكتبته
من كتابه. فلما حدثني بهذا، قلت: هذا لا يحل لك، فاتق الله فيه. فقام من مجلسي،
وشكاني بعد ذلك، فهذا حديثه، ثم كتب إلي بعد ذلك رقعة بخط يده طويلة، يذكر فيها أنه
وجد جزءا من سماعه من إبراهيم، فراسلته بأن يعرض علي ذلك الجزء، فلم يفعل. فهذا
حديثه، رحمنا الله وإياه. قال: توفي أبو بكر الأديب الكسائي ليلة الأضحى، من سنة
خمس وثمانين وثلاثمائة. قلت: روى عنه كتاب " صحيح مسلم " أبو مسعود أحمد بن
محمد بن عبد الله البجلي الحافظ.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يعقوب المروزي الكسائي، الملقب بطريق غريب.
67

ولقب بهذا لأنه كان يكتب المكرر، فيقال له في ذلك: قد كتبته. فيقول: هذا بذا الطريق
غريب، روى خبره أبو بكر أحمد بن علي بن عمر بن بسطام المروزي، وكان من رفقائه.
هكذا ذكره أبو الفضل الفلكي، في كتاب " الألقاب ".
والامام الحجاج أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن علي بن محمد الكسائي البخاري،
من أهل بخارى، كان يعظ ويجلس للعامة، وكان من أهل الخير والعلم. سمع أبا محمد
عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الرباطي. روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
ومات ببخارى، في شوال سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وأبو الحسن عطاء بن أبي عطاء أحمد بن جعفر الهروي الكسائي، من أهل هراة، كان
مكثرا من الحديث، خرج له أبو علي محمد بن الفضل بن محمد جهان دار الهروي الفوائد،
عن جماعة من شيوخ بخراسان، والعراق. سمع بهراة أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن
محمد الشريحي، وأبا منصور محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي، وببغداد أبا عمر
عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، وأبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري،
وأبا الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبا الحسن علي بن أحمد بن عمر بن
الحمامي، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز، وبفيد (1) أبا إسحاق إبراهيم بن
محمد بن إبراهيم التاجر. روى عنه البرهان عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مازة،
وجماعة. وتوفي ببغداد (2)، سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
الكسبوي: بفتح الكاف وسكون السين المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى كسبة، وقد ينسب إليها بالكسبجي، أيضا، وهي إحدى قرى نسف.
على أربعة فراسخ منها، بها الجامع، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو أحمد عيسى بن الحسين بن الربيع الكسبوي، مصنف كتاب " البستان ". روى عنه
عبد الملك المعرف، وأبو سعد الإدريسي.
والحاكم أبو محمد جعفر بن محمد بن علي بن حمدان بن واقد الكسبوي. روى عن
أبي جعفر الفرخاني، قال أبو كامل البصيري: كتبنا عنه حديث ابن عمر، فيمن مسح عنقه
أمن من الغل يوم القيامة. ولم يكتب عن أحد غيره.

(1) فيد: منزل للحاج بطريق مكة. معجم البلدان 3 / 927.
(2) سقط: ك.
68

وابن عمه الحسن بن محمد بن علي الكسبوي.
رويا عن عيسى بن الحسين الكسبوي.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم الكسبوي، المفتي بدرب الجديد. يروي عن أبي الحسن
البوزجاني. سمع منه أبو كامل البصيري.
وأبو المؤيد منير بن محمد بن جعفر الكسبوي. سمع الكثير، وكان أديبا، فاضلا.
سمع جماعة بنسف، أشفورقان، وتوفي بها.
وأخوه مسعود، سمع الكثير، ونسخ بخطه، وأدركت ولديهما، فأما:
أبو العلاء صاعد بن منير بن محمد الكسبوي. روى عن أبي بكر محمد بن أحمد
البلدي. لقيته باشفورقان، وكتبت عنه بنسف.
وأبو الفرج محمد بن مسعود الكسبوي، من أهلها، سألناه أن كسبة إلى ما يمرغ، لان
القافلة نزلت بها، فقرأت عليه أجزاء بها، بروايته عن أبي بكر البلدي، وغيره.
وأبو نصر أحمد بن إسماعيل بن محمد بن هارون بن إسماعيل بن بلال السكاك
الكسبوي، يروي عن أبي بكر أحمد بن سعد بن عبيد الله بن بكار الزاهد. روى عنه
أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ. ومات يوم الجمعة، السادس من
شوال، اثنتي عشرة وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن محمد بن عثمان بن
محمد بن عبد الله بن أبي النضر الكسبوي. يروي عن أبي نصر أحمد بن جعفر الكاسني شعبة
الحافظ. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. وتوفي بنسف ليلة الاثنين،
لسبع بقين من ذي الحجة، سنة تسع وأربعمائة.
والامام أبو بكر محمد بن محمد بن أبي محمد، واسمه عبد الملك بن محمد بن
محمد بن سليمان بن قريش بن وتنده بن فارسنج أتوفيد شيشير الكسبوي، هذا الامام منه إلى
جده الأعلى سليمان، كانوا من الأئمة والعلماء. حدث محمد بن محمد بن سليمان عن
أبي جعفر الكرابيسي البلخي، والباقون روى الابن عن الأب، وحدث الأب عن أبيه.
وكان أبو بكر فاضلا، مناظرا. وكانت ولادته في صفر، سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
ووفاته بكسبة، صبيحة يوم الخميس، الثاني والعشرين من شهور سنة أربع وتسعين
وأربعمائة.
69

وأبوه: محمد بن محمد بن أبي محمد، كانت ولادته في اليوم الثاني عشر، من شهر
ربيع الأول، سنة خمس وأربعمائة. ووفاته يوم الاثنين، الرابع عشر من شهر ربيع الأول،
سنة ثمانين وأربعمائة.
الكسكري: بالسين المهملة الساكنة بين الكافين المفتوحتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كسكر، وهي قرية بالعراق قديمة، أظنها من نواحي المدائن، والله
أعلم، منها:
أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن الحفار الكشكري،
ويكنى بأبي النجم أيضا، من أهل بغداد. كان ثقة، صدوقا، مكثرا من الحديث. سمع
أبا عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، وأبا الحسين أحمد بن عثمان الأدمي،
وأبا القاسم إسماعيل بن أخي دعبل الخزاعي، وجماعة سواهم. روى عنه جماعة من
الحفاظ، مثل:
أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبي الفضل علي بن الحسين الفلكي.
وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن
القشيري، وغيرهم، وآخر من حدث عنه أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي
الهاشمي. كانت ولادته في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. ومات في
صفر، سنة أربع عشرة وأربعمائة، ببغداد.
ومن أتباع التابعين:
النعمان الكسكري، يروي عن الشعبي، روى عنه شعبة. قال ابن أبي حاتم: سمعت
أبي يقول ذلك.
الكسي (1): بكسر الكاف وتشديد السين المهملة.
هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر، يقال لها: كس، أقمت بها أثني عشر يوما، وقد
ذكر الحفاظ في تواريخهم أن اسم هذه البلدة كس، بكسر الكاف والسين غير المنقوطة،
والنسبة إليها: كسي. غير أن المشهور كش، بفتح الكاف والشين المنقوطة، بقرب
نخشب، والمعروف من هذه البلدة:
أبو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي، وهو المعروف بعبد حميد، إمام

(1) هذه النسبة كلها لم ترد في: أكثرية النسخ بعد " الكشي " في باب الكاف والشين، وقد وضعتها هنا لان الترتيب
70

جليل القدر، ممن جمع وصنف. سمع يزيد بن هارون، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه
مسلم بن الحجاج، وأبو عيسى الترمذي، وعمر بن محمد البحيري، وغيرهم. وكانت إليه
الرحلة من أقطار الأرض. مات في شهر رمضان، سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو نصر الفتح بن عمرو الكسي الوراق. يروي عن يزيد بن هارون أيضا، وعبيد
الله بن موسى، وأزهر السمان، وعبيد الله بن ثور، وعبد الحميد الحماني، والحسن بن
قتيبة، وإبراهيم بن الحكم بن أبان. روى عنه أحمد بن محمد بن الحسن البلخي،
وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن سلمة النيسابوري. وهو مستقيم الحديث، صدوق.
وأبو الفضائل محمد بن عبد الله بن أبي المظفر الكسي، ولد بها (1)، وسكن سمرقند،
أصله من نسف. سمعت منه بسمرقند.
ومن القدماء:
أبو جعفر محمد بن حاتم بن خزيمة بن قتيبة بن محمد بن علي بن القاسم بن جعفر بن
الفضل بن إبراهيم بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي الكسي، ذكره الحاكم
أبو عبد الله الحافظ، فقال: محمد بن حاتم الكسي أبو جعفر، قدم علينا هذا الشيخ في
رجب، من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فحدث عن عبد بن حميد، وفتح بن عمرو،
الكسيين، وقد ماتا قبل الخمسين والمائتين، وذكر أنه ابن مائة وثمان سنين. وعرضت كتبه
على الامام أبي بكر بن إسحاق الفقيه، فأمرنا بالسماع منه، والله أعلم. ثم قال: توفي
أبو جعفر محمد بن حاتم الكسي، رحمه الله، في توجهه إلى الحج، بهمذان، في شوال،
من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ولم يحدث بالعراق، ولا بالحجاز، فإني تعرفت ذلك بعد
وفاته.
وأبو نصر محمد بن الطيب الكسي الزاهد، وكان من الفقهاء العباد، والرحالة في طلب
الحديث. سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب، وببغداد يوسف بن
يعقوب القاضي. روى عنه أبو الوليد الفقيه، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سعيد بن
أبي عثمان. وكان أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى التميمي سلم ابنه أبا أحمد الحسين بن

يقتضيه، واقتديت بابن الأثير في اللباب.
(1) في التحبير أنه كان يذكر أن مولده تقديرا في سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
71

علي إليه، حتى حج به، ورده إلى بغداد، وأقام معه يسمعه الحديث، فسمع أبو أحمد يذكر
اجتهاده وعبادته، في تورعه عن أشياء عجيبة، وصبره على الاجتهاد، وقلة الطعم، وكثرة
الصوم، في السفر والحضر، ما يطول شرحه. وكانت وفاته سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. ودفن
في مقبرة الحسين.
72

باب الكاف والشين
الكشاني: بضم الكاف والشين المعجمة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى الكشانية، وهي بلدة من بلاد السغد، بنواحي سمرقند، على اثني
عشر فرسخا منها، كان بها جماعة من العلماء، والفقهاء، والفضلاء، والمحدثين، منهم:
أبو عمرو أحمد بن حاجب بن محمد بن خمانة الكشاني، يروي عن الامام أبي بكر
الإسماعيلي، وجماعة.
وابنه أبو نصر محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني. يروي عنه أبو الوفاء المسيب بن
محمد القضاعي الكرميني.
وابنه أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، آخر من روى " صحيح
البخاري "، عن الفربري، ومات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وذكرته في الحاجبي.
وأبو نصر أحمد بن المهذب بن يعلى بن مسلم بن سعيد بن الخطاب بن نصر
الكشاني. حدث عن نصر بن محمد الغنجيري. روى عنه ابنه الإمام أبو الورع عبيد الله بن
أحمد الكشاني، عاش ثمانيا وسبعين سنة، وتوفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وتسعين
وأربعمائة.
والقاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن حميد بن عبد الله بن الأشعث الكشاني، كان
إماما. ورد سمرقند، وحدث بها في الدار الجوزجانية، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل البخاري. روى عنه أبو محمد إسحاق بن عمر الخطيب النوحي، عاش مائة
وعشرين سنة، وكان حديد البصر، يطالع الخط بالليل بنور القمر، مات بعد سنة ثلاث
وأربعين وأربعمائة.
ومن المتأخرين:
أبو المعالي مسعود بن الحسن بن الحسين بن محمد الكشاني، كان إماما فاضلا،
حسن السيرة، جميل الامر، ولي الخطابة بسمرقند مدة، وحدث، وأملى، ودرس في
مدرسة قثم، رضي الله عنه، وكان يروي عن أبي القاسم عبيد الله بن عمر الخطيب،
وأبي نصر محمد بن الحسن الباهلي، الكشانيين. روى لنا عنه ابنه ببخارى، وأبو المحامد
محمود بن أحمد بن الفرج الساغرجي بسمرقند، وجماعة سواهما. وتوفي سنة أربعين
73

وخمسمائة، وزرت قبره في مدخل مشهد قثم، رضي الله عنه، بسمرقند.
وابنه: أبو الفتح محمد بن مسعود الكشاني، ولي القضاء ببخارى، ولم تحمد سيرته
في ولايته. سمع أباه، وأبا القاسم علي بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي، وغيرهما. كتبت
عنه ببخارى، وتوفي فجأة، في الليلة الرابعة من شهر رمضان، بعد أن صلى التراويح، من
سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وابن أخيه: أبو الحسن علي بن موجود بن الحسن الكشاني، إمام فاضل، مناظر
فحل، واعظ، قوال بالحق. سمع عمه مسعودا، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن فاعل
السرخكتي، وغيرهما. تولى التدريس بالمدرسة الخاقانية بمرو، وسكنها، لقيته بمرو، ثم
ببخارى، ثم بسمرقند، وكتبت عنه شيئا يسيرا، بمرو، وكانت بيني وبينه صداقة أكيدة،
وكانت ولادته (1)..
وهو أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد الخطيب الكشاني، كان فاضلا،
مشهورا، ثقة، عالما، مكثرا من الحديث، عمر العمر الطويل، وأملى سنين حتى سمع منه
الكثير. سمع أبا عبد الله محمد بن الحسن الباهلي، وأبا الحسن علي بن أحمد بن الربيع
السنكباني، وأبا سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي، وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن
الفضل الخيراخري، وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني. سمع منه جماعة من
المتقدمين. وروى لي عنه أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكشاني، وأبو العلاء آصف بن
محمد بن عمر النسفي، وأبو الرجاء عطاء بن مالك بن محمد بن أحمد النقاش، وأبو إسحاق
إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الوذاري، وأبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني،
وأبو الفضائل محمد بن عبد الله بن أبي المظفر الكشي، وأبو أحمد محمد بن محمد بن
الحسين بن حمزة الحمزي، كلهم بسمرقند، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن
نصر الخزرجي الأديب بنسف، وكانت ولادته في حدود سنة عشر وأربعمائة. وتوفي في
رجب، سنة اثنتين وخمسمائة، بالكشانية.
الكشفلي: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وضم الفاء وفي آخرها اللام.

(1) كذا في النسخ. وفي التحبير: " وكانت ولادته في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان، سنة ثمانين وأربعمائة.
ومات بمرو، ليلة الثلاثاء السابعة عشرة من شهر ربيع الأول، سنة سبع وخمسين وخمسمائة، ودفن من الغد بأقصى
سنجدان ".
74

هذه النسبة إلى كشفل، وظني أنها قرية من قرى بغداد، ثم سمعت بعض الفقهاء ممن
أثق به يقول: إن كشفل من قرى آمل طبرستان، وهو الصحيح، انتسب إليها جماعة من
العلماء، منهم:
أبو عبد الله الحسين بن محمد الطبري الكشفلي، نزيل بغداد، كان من الفقهاء
الشافعيين، درس على أبي القاسم الداركي، ودرس في مسجد عبد الله بن المبارك، بعد
موت أبي حامد الأسفرايني، وكان فهما فاضلا، صالحا متقللا، زاهدا. ومات في شهر
ربيع الآخر، من سنة أربع عشرة وأربعمائة. ودفن في مقبرة باب حرب. قلت: وزرت قبره
ببغداد.
وأبو القاسم إسماعيل بن مسعود الكشفلي، من أهل بغداد. سمع منه أبو الحسن
علي بن محمد بن الشهرستاني، وحصل لي الإجازة عنه، ولم ألحقه ببغداد.
الكشمردي: بكسر الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الميم وسكون الراء وفي
آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كشمرد، وظني أنه اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والله أعلم،
وهو:
أبو بكر محمد بن علي بن عبيد الله الكشمردي، من أهل بغداد، شيخ صالح، كثير
الرغبة إلى الخير، وحضور مجالس العلم. سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن
البسري. سمعت منه أحاديث يسيرة.
الكشميهني: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة
من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل، إذا خرجت إلى
ما وراء النهر، وكانت قرية قديمة، استولى عليها الخراب، خرج منها جماعة كثيرة من
العلماء، قديما وحديثا، منهم:
أبو محمد حبان بن موسى بن سواد الكشميهني السلمي، كان ثقة، صدوقا، راويا
كتب ابن المبارك، رحل الناس إليه، وسمعوا منه في قريته، وآخر أمره أنه ترك وطنه،
وسكن الثغور بفربر مرابطا، وتوفي بها، في سنة إحدى، أو اثنتين، أو ثلاث وثلاثين
ومائتين. روى عن عبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم الجامع، وأبي غانم يونس بن
75

نافع، والنضر بن محمد العامري، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن محمود السغدي،
والحسن بن سفيان النسوي، وجماعة كثيرة من أهل ما وراء النهر، وكان علي بن حجر،
يقول:
لم يسمعوا علم عبد الله من أحد * تثبت اليوم فيه غير حبان
وقال أبو حاتم بن حبان: حبان بن موسى، يروي عن ابن المبارك، وداود العطار.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود. مات سنة
ثلاث وثلاثين ومائتين.
وأبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن زراع بن هارون بن زراع الكشميهني،
الأديب، اشتهر في الشرق والغرب بروايته كتاب " الجامع "، لأنه آخر من حدث بهذا الكتاب
عاليا بخراسان، كان فقيها، أديبا، زاهدا، ورعا. رحل إلى العراق، والحجاز وأدرك
الشيوخ. سمع بفربر أبا عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، وبمرو عمر بن أحمد بن
علي الجوهري، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وبنيسابور أبا العباس
محمد بن يعقوب الأصم، وبالري أبا حاتم الوسقندي (1)، وببغداد أبا محمد جعفر بن محمد
نصير الخلدي، وبالكوفة أبا الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، وبمكة
أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد الاعرابي، وجماعة كثيرة سواهم. روى عنه القاضي
المحسن بن أحمد الخالدي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار (2) البخاري، وأبو العباس
جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ، وجماعة كثيرة، وآخر من روى عنه في
الدنيا، فيما نعلم، أبو الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار المروزي. وتوفي بقريته،
يوم عيد الأضحى، من سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وزرت قبره بها غير مرة، بمقابل
قتيبة (3)، في الرمل.
وأبو حامد أحمد بن علي الكشميهني، كان فقيها، فاضلا، عارفا باللغة. يروي عن
علي بن حجر، وغيره، وتوفي...
وأبو الفضل صالح بن مسمار الكشميهني، رحل إلى العراق، والحجاز. وروى عن

(1) نسبة إلى وسقند، من قرى الري، وهو محمد بن عيسى بن محمد. معجم البلدان 4 / 928.
(2) وانظر اللباب: 3 / 99.
(3) بياض في عدة نسخ.
76

سفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام البصري، ومعن بن عيسى القزاز المديني، ومحمد بن عبيد
الطنافسي، ووكيع بن الجراح، والعلاء بن الفضل بن أبي سوية المنقري، وغيرهم. روى عنه
جماعة كثيرة من أهل مرو، وما وراء النهر، فإنه حدث بتلك الديار، ووصل إلى سمرقند،
ومات بقرية كشميهن، في شهر رمضان، سنة ست وأربعين ومائتين.
وأحمد بن عيسى الكشميهني، سمع أحمد بن سيار. ذكره أبو زرعة السنجي، في
" تاريخه لمرو ".
وأبو عبد الله أحمد بن يحيى الكشميهني. يروي عن عبد الله بن محمود.
الكشوري: بفتح الكاف وقيل بالكسر والواو بينهما الشين المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كشور، وهي قرية من قرى صنعاء اليمن، منها:
أبو محمد عبيد الله بن محمد بن إبراهيم الكشوري الأزدي، الصنعاني، من أهل
صنعاء اليمن. يروي عن عبد الله بن أبي غسان الصنعاني، من أهل صنعاء اليمن،
وهشام بن مسلمة بن مسلمة المنبهي. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني، وأبو الحسن علي بن أبي صالح القطان، وغيرهما. هكذا ذكره أبو الفضل
علي بن الحسين الفلكي.
الكشويي: بفتح الكاف وضم الشين المعجمة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها.
هذه النسبة إلى كشويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو:
أبو عثمان عمرو بن أحمد بن كشويه البغدادي الكشويي، قال أبو سعيد بن يونس: قدم
مصر، وكتبت عنه، وكان له بمصر مكان عند الناس، وكان تاجرا. توفي بمصر، يوم
الجمعة، لست بقين من جمادى الآخرة، سنة سبعين ومائتين.
وكان له ابن أخ شاعرا، مجودا، من أهل الأدب.
الكشي: بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى كش، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل، والمشهور
بالنسبة إليها:
أبو زرعة محمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد الكشي الجنيدي الجرجاني، كان والده
77

من قرية كش على الجبل معروفة، ذكر ذلك حمزة بن يوسف السهمي. يروي عن أبي نعيم
عبد الملك بن محمد بن عدي، وموسى بن العباس الآزاذياري، وعبد الله بن محمد بن
مسلم، ومكي بن عبدان، والدغولي، وابن أبي حاتم، وببغداد ومكة. وجمع الأبواب
والمشايخ، وكان يحفظ، وحدث ببغداد، وأملى في جامع البصرة، وبهمذان، وببغداد،
ومكة، عن جماعة، وكان يفهم ويحفظ. قال حمزة السهمي: روى بجرجان شيئا يسيرا بعد
الجهد، ثم دخل بغداد، وحدث بها، ثم دخل البصرة، وأملى في جامع البصرة، ثم انتقل
إلى مكة، وحدث بها سنين، حتى مات بها، في سنة تسعين وثلاثمائة. سمع منه حمزة بن
يوسف السهمي، بالبصرة إملاء، في شعبان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. وقيده كذلك، في
" تاريخ جرجان ".
والكشي: منسوب إلى قرية قريبة من سمرقند، خرج منها جماعة كثيرة، ويقال لها:
كس، بكسر الكاف والسين المهملة المشددة، وعرف بكش، بفتح الكاف والشين المشددة
المعجمة، وقد ذكرته فيما تقدم.
وكشا اسم جد أبي علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن الفضل الكشي الليثي
الشيرازي، حافظ، فقيه، مكثر، من أهل شيراز. ذكرته في اللام، في " الليثي ".
وأبو كبير نصير بن كثير الكشي، من أهل قرية كش، من ناحية جرجان، وكان من
العلماء الزهاد، قبره معروف يزار، ويتبرك به بكش، له رحلة إلى الشام. يروي عن بقية بن
الوليد، وأبي عاصم العسقلاني، وغيرهما. روى عنه محمد بن بندار السباك، وإدريس بن
إبراهيم الجرجاني، ومحمد بن يحيى السابري.
والكشي: معرب الكجي، وهو:
أبو مسلم الكجي، عرف بالكشي، ذكرته في الكجي.
وابنه أبو الحسن محمد بن إبراهيم الكشي. يروي عن أبيه. روى عنه أبو بكر بن
المقري الأصبهاني، وقال: أخبرنا أبو الحسن الكشي بالبصرة في المسامعة، وكان ظريفا.
78

باب الكاف والعين
الكعبي: بفتح الكاف وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى أربعة:
الأول، منسوب إلى كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، منهم:
أبو أمية، وقيل: أبو مية، أنس بن مالك الكعبي، له صحبة، وقيل له: القشيري،
وهو من بني عبد الله بن كعب، من الصحابة الذين سكنوا البصرة. سمع من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا
واحدا في الصوم، وهو حديث الفطر في السفر (1). روى عنه البصريون. هكذا ذكره
أبو حاتم بن حبان البستي.
والثاني، منسوب إلى كعب بن عوف بن أنعم بن مراد، منهم:
جديع بن نذير المرادي الكعبي، كان خادما للنبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر، وهو جد:
أبي ظبيان عبد الرحمن بن مالك بن جديع. ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ
مصر "، وقال: هو رجل معروف، من أهل مصر، ولا أعرف له رواية.
ومنهم: قيس بن الحارث المرادي، ثم الكعبي، شهد فتح مصر. روى عن عمر بن
الخطاب. وكان مفتي الناس في زمانه. قاله أبو سعيد بن يونس.
والثالث، منسوب إلى كعب خزاعة (2)، منهم:
القاسم بن مكرم بن محمد محرز بن المهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن
خليد بن منقذ بن ربيعة بن حرام بن حبيش بن كعب الخزاعي، ثم الكعبي. سمع أباه
محرز بن المهدي.

(1) أخرجه أبو داود، في باب اختيار الفطرة في كتاب الصيام. سنن أبي داود 1 / 561، والترمذي، في باب ما جاء في
الرخصة في الافطار للحبلى والمرضع، من أبواب الصوم. عارضة الأحوذي 3 / 235. والنسائي، في باب وضع
الصيام عن الحبلى والمرضع، من كتاب الصوم. المجتبي 4 / 160.
وابن ماجة، في باب ما جاء في الافطار للحامل والمرضع، من كتاب الصيام سنن ابن ماجة 1 / 533. والإمام أحمد
، في مسنده، 4 / 347، 5 / 29.
(2) وضحه ابن الأثير فقال: " كعب بن عمرو بن ربيعة، من خزاعة ".
79

والرابع، منسوب إلى جده الأعلى، وليس من القبائل، منهم:
أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب الكعبي. سمع محمد بن أيوب
الرازي، وعلي بن عبد العزيز، وغيرهما.
وأخوه أبو سعيد أحمد بن محمد بن موسى بن كعب الكعبي. سمع يعقوب بن يوسف
الأخرم، وإبراهيم بن علي الذهلي، وغيرهما. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وهما من أهل نيسابور.
وقال الحاكم: كان يقال في رأس الأزقة منزل واحد، يخرج منه محدث، وشاهد،
وفقيه. قال: وتوفي أبو سعيد في صفر، سنة أربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي، رأس المعتزلة ورئيسهم.
ذكره أبو العباس المستغفري، في " تاريخ نسف "، وقال: دخل نسف في أيام رئاسة
أبي عثمان سعيد بن إبراهيم، ونزل رباط الجوبق (1)، وعقد له مجلس الاملاء. روى عنه
محمد بن زكريا بن الحسين النسفي، ولولا أنه ذكره لما كان من حقه أن يذكر في كتابي هذا،
لتصلبه في الجهم، والاعتزال، ولأنه كان داعية إلى ضلالته، أكره الرواية عنه، وعن
أمثاله. وذكر المستغفري، أن أبا يعلى بن خلف امتنع من زيارته، ولما دخل عليه الكعبي
مسلما وزائرا، لم يقم له أبو يعلى، ولا كلمه.
والفرقة الكعبية ينتمون إليه، وهم جماعة من المعتزلة، وكانت تزعم أن ليس لله عز
وجل إرادة، وزعمت أن جميع أفعاله واقعة منه بغير إرادة، ولا مشيئة منه لها، وقد كفرت
المعتزلة قبله بقولها: إن الشرور واقعة من العباد بخلاف إرادة الله عز وجل ومشيئته، مع
قولهم بأن أفعاله التي ليست بإرادة واقعة بمشيئته، فزاد أبو القاسم الكعبي عليهم في هذا
الكفر، فزعم أنه ليس لله عز وجل إرادة ولا مشيئة على الحقيقة (2).

(1) في نسخ " الخورنق "، والصواب موضع بنسف. وفي ظن السمعاني أنه شبه خان يجتمع فيه الناس. أنظر ما تقدم
في الأنساب 3 / 380.
(2) قال ابن الأثير: " قلت: فاته النسبة إلى كعب بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس،
بطن من هذيل، منهم:
أبو كثير ثابت بن عبد شمس بن خالد بن عمرو بن عبد بن كعب بن كاهل الهذلي الكعبي. وفاته النسبة إلى كعب بن
جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم:
80



خالد بن غنم بن رجل بن ذبيان بن كعب. سيد بني كعب في زمانه.
وفاته النسبة إلى كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، بطن من خفاجة، القبيلة المشهورة، منهم:
توبة (في مطبوع اللباب نوفة. خطأ) بن الحمير بن ربيعة بن كعب بن خفاجة، الشاعر المشهور، وغيره.
وخفاجة كلها كعب وحزن.
وفاته الكعبي، نسبة إلى كعب الأرت بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، بطن من مذحج، ثم من
الحارث بن كعب، منهم:
جعفر بن علية بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية بن صلاءة بن كعب بن المعقل بن كعب
الأرت.
وفاته الكعبي، نسبة إلى كعب بن عليم بن جناب بن هبل، بطن من كلب، منهم: حارثة، وحصن، ابنا قطن بن
زابر بن كعب بن حصن الكلبيان الكعبيان، لهما صحبة " وفي اللباب المطبوع: " حارثة وحضر ابنا قطن بن زار بن
حصن بن كعب ". والتصحيح من أسد الغابة 1 / 427، 2 / 24.
81

باب الكاف والفاء
الكفربطنايي: بفتح الكاف والفاء (1) والباء الموحدة والنون بينهما الراء والطاء المهملة
الساكنتان والياء آخر الحروف في آخرها.
هذ النسبة إلى كفر بطنة، وهي قرية من أعمال دمشق، من الغوطة، منها:
أبو علي حسن بن علي بن روح بن عوانة الدمشقي الغوطي الكفربطنايي. يروي عن
هشام بن خالد الأزرق. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
الكفرتكيسي: بفتح الكاف والفاء والتاء ثالث الحروف والراء الساكنة بينهما ثم الكاف
المكسورة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى كفرتكيس، وهي قرية من قرى حمص بالشام، منها:
أبو علي حسين بن تقي بن أبي التقي هشام بن عبد الملك اليزني الحمصي
الكفرتكيسي. روى عن جده أبي التقي هشام بن عبد الملك الحمصي. روى عنه أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن المقري، ونسبه هكذا.
الكفرتوثي: هذه النسبة إلى قرية بأعالي الشام، يقال لها كفرتوثا، وهي قرية من قرى
فلسطين فيما أظن.
وعبد الرحمن بن الحارث الرحبي الكفرتوثي، الذي روى عن بقية بن الوليد، ولقبه
حجة الدين، من هذه القرية. روى عنه الحسين القطان الرقي. ذكره أبو حاتم البستي،
وقال: حدثنا عنه القطان، وغيره من شيوخنا، وهو يروي عن عبد الله بن إدريس الكوفي،
وأشكاله. حدث عنه الحسين بن محمد المطبقي، ونظراؤه (2).
الكفرجدي: بفتح الكاف والفاء والجيم بينهما الراء المهملة وفي آخرها الدال
المهملة.
هذه النسبة إلى كفرجديا، وهي قرية من قرى حران (3)، من الجزيرة، منها:

(1) ضبط ابن الأثير الفاء بالسكون والراء بالفتح، وقال ياقوت، في معجم البلدان 4 / 286: " بفتح أوله وسكون ثانيه،
وبعض يفتحها أيضا ".
(2) قال ابن الأثير: " قلت: قد ذكر السمعاني أن كفرتوثا بين فلسطين، وليس كذلك، وإنما هي من الجزيرة بالقرب من
ماردين، وإن كان في القديم بفلسطين هذه القرية، فقد أخل بذكر هذه الجزيرة " المشهورة ".
(3) معجم البلدان: " من قرى الرها.. وقيل: من قرى حران ".
82

أبو المعافى محمد بن وهب بن عمر بن أبي كريمة الكفرجدي، من مشاهير
المحدثين. مات بكفرجديا، قرية إلى جانب حران، في شهر رمضان، سنة ثلاث
ومائتين (1).
الكفرطابي: بفتح الكاف والفاء وسكون الراء وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الباء
الموحدة.
هذه النسبة إلى كفرطاب، وهي بلدة من بلاد الشام، عند معرة النعمان، بين حلب
وحماة، منها:
أبو الفضل عبد المحسن بن عبد المنعم بن علي بن مثيب الكفرطابي، كان فقيها،
فاضلا، سكن دمشق، ورد بغداد، وتفقه بها، ورجع إلى الشام. أنشدنا أبو الحجاج
يوسف بن محمد الجماهري، ببغداد، أنشدني الفقيه الصالح عبد المحسن بن عبد المنعم
الكفرطابي، لنفسه:
كم اصرف القلب كرها عن مطلعه * وأغضب النفس خوف الكاشح الامر
وأكتم الجفن ما بالقلب من حرق * كيلا ينم لسان الدمع بالخبر
الكفريي: بفتح الكاف والفاء ثم الراء الساكنة وفي آخرها اجتماع اليائين آخر
الحروف.
هذه النسبة إلى كفريية، وهي قرية من قرى الشام، منها:
محمد بن أحمد بن عنبسة البزاز الكفريي، يروي عن محمد بن كثير الصنعاني. روى
عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. وذكر أنه سمع منه بكفريية.
الكفسيسواني: بفتح الكاف وسكون الفاء والياء الساكنة بين السينين المهملتين
وبعدهما الواو والألف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى، يقال لها: كفسيسوان، منها:

(1) قال ابن الأثير: " قلت: فاته الفكرسوسي، بفتح أولها وسكون الفاء وبعد الراء سين مهملة وبعدها واو ثم سين
ثانية.
هذه النسبة إلى كفرسوسية، قرية بغوطة دمشق، منها:
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الكفرسوسي، إمام جامع دمشق. روى عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ.
وغيره. روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن نصر، وقيل: اسمه عبد الرحمن. توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة ".
83

أبو الفضل حمدان بن يحيى بن عبد الله الكفسيسواني البخاري. روى عن حميد بن
قتيبة، وبجير بن النضر، ومحمد بن سالم. روى عنه محمد بن ذبيان.
الكفيني: بضم الكاف وكسر الفاء والباء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كفين، وهي قرية من قرى بخارى، أو موضع ببخارى، منها:
الحاكم الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد الكفيني، كان فقيها فاضلا. روى عنه
الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الكرميني، وغيره.
84

باب الكاف واللام
الكلبي: هذه النسبة إلى قبائل، منها:
كلب اليمن.
وزيد، وجبلة، ابنا حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ
القيس بن النعمان بن عمران بن عبد ود بن كنانة بن عوف بن زيد اللات بن رفيد، من كلب
اليمن.
وأسامة - حب رسول الله صلى الله عليه وسلم - بن زيد، وزيد قتل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان
ابن عمر، يقول: ما كنا ندعوه إلا حبه زيد بن محمد، حتى نزلت: (ادعوهم لآبائهم).
توفي ابنه أسامة عقب خلافة عثمان بن عفان.
وابنه محمد بن أسامة بن زيد. يروي عن أبيه، وكان ابن عمر يقول: لو رآك رسول
الله صلى الله عليه وسلم لأحبك. روى عنه الأعرج، وسعيد بن عبيد بن السباق. مات في زمن الوليد بن
عبد الملك.
وأما جبلة بن حارثة بن كلب، من اليمن، سكن الكوفة، له صحبة، حديثه عند
أهلها. روى عنه أبو عمرو الشيباني، وغيره. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
ومن كلب هذه: دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن
عذرة بن زيد اللات بن رفيدة الكلبي، كان يشبه بجبريل عليه السلام، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسولا إلى قيصر. سكن مصر.
وأبو عبد الله محمد بن عمرو بن حنان الكلبي، من أهل حمص، قدم بغداد، وحدث
بها عن بقية بن الوليد. روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الله الكوفي مطين، وأبو العباس
السراج، والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي. وأخوه أبو عبيد القاسم، ويوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي. وكان ثقة. ومات آخر يوم من جمادى الأولى، سنة
ثلاث وخمسين ومائتين.
وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، من أهل بغداد، فقيه فاضل، من أصحاب
الشافعي. سمع ابن عيينة، وأبا معاوية الضرير، ووكيع بن الجراح، وإسماعيل ابن علية.
سمع منه أبو حاتم الرازي. قال ابنه أبو محمد بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو ثور
85

رجل يتكلم بالرأي، يخطئ ويصيب، وليس محله محل المتسعين في الحديث، وقد كتبت
عنه.
ومن بني كلب، وهو كلب بن وبرة بن قضاعة، منهم:
أبو الوليد سويد بن عمرو الكلبي، من أهل الكوفة. يروي عن حماد بن سلمة، وأهل
العراق. روى عنه أبو كريب. مات سنة ثلاث ومائتين، وكان يقلب الأسانيد، ويضع على
الأسانيد الصحاح المتون الواهية، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وشعيب بن مبشر الكلبي. يروي عن الأوزاعي. روى عنه ابن الطباع، ينفرد عن
الثقات بما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
وأبو النضر محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد العزى بن امرئ
القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن
رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي صاحب " التفسير "، من أهل الكوفة. يروي عنه الثوري،
ومحمد بن إسحاق، ويقولان: حدثنا أبو النضر. حتى لا يعرف، وهو الذي كناه عطية
العوفي أبا سعيد، فكان يقول: حدثني أبو سعيد بن ندبة الكلبي، فيتوهمون أنه أراد به
أبا سعيد الخدري. وكان الكلبي سبايا، من أصحاب عبد الله بن سبأ، من أولئك الذين
يقولون: إن عليا لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة، فيملأها عدلا كما ملئت
جورا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها. حتى تبرأ واحد منهم، وقال:
ومن قوم إذا ذكروا عليا * يصلون الصلاة على السحاب
مات الكلبي سنة ست وأربعين ومائة.
وابنه أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي، من أهل الكوفة، صاحب
النسب. يروي عن أبيه، ومعروف مولى سليمان، والعراقيين، العجائب والاخبار التي
لا أصول لها. روى عنه شباب العصفري، وابنه العباس بن هشام، ومحمد بن سعد كاتب
الواقدي، وعلي بن حرب الموصلي، وعبد الله بن الضحاك الهدادي، وأبو الأشعث
أحمد بن المقدام العجلي. وكان غاليا في التشيع، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج
إلى الاغراق في وصفها. وكان هشام بن الكلبي يقول: حفظت ما لم يحفظ أحد، ونسيت
ما لم ينسه أحد، كان لي عم يعاتبني على حفظ القرآن، فدخلت بيتا، وحلفت أن لا أخرج
منه حتى أحفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيام، ونظرت يوما في المرآة، وقبضت على لحيتي
لآخذ ما دون القبضة، فأخذت ما فوق القبضة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت
86

أبي يقول: هشام بن محمد بن السائب الكلبي، من يحدث عنه؟! إنما هو صاحب شعر
ونسب، ما ظننت انه أحدا يحدث عنه. ومات في سنة أربع أو ست ومائتين (1).
الكلخباقاني: بضم الكاف وسكون اللام وفتح الخاء والباء الموحدة والقاف بين الألفين
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كلخباقان، وهي قرية من قرى مرو، وقد يبدل الجيم من الكاف،
ويقال: جلخباقان، منها:
أبو عبد الله وهب بن زمعة التميمي الكلخباقاني، أدرك عبد الله بن المبارك، وروى عنه
كتبه، وكان مولعا به، وبمذهبه وشمائله، حتى روى عن رجل عنه، وكان ألف كتابا في
معرفة الحديث، والقول فيمن يجب تركه، وما في الأحاديث من خطأ وشنعة، سماه كتاب
" المتروكين ". روى عنه أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري، ومحمد بن عبد الله بن
قهزاد، وغيرهما. ومات بعد عبدان بقليل. قاله العباس بن مصعب.
الكلخجاني: بضم الكاف وفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وضم التاء المنقوطة
؟؟ بن من فوقها وفتح الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كلختجان، وهي قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها، ويقال

(1) قال ابن الأثير: " قلت: هكذا ذكر السمعاني، أن الكلبي نسبه إلى قبائل منها كلب اليمن، ومنها قلب من قضاعة.
ولا شك أنه قد رأى في موضع كلب من اليمن. وفي غيره: كلب من قضاعة. وقضاعة من معد، وظنهما اثنين،
وهما واحد، وهو كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
وقد اختلف النسابون في قضاعة، هل هو من معد أو من اليمن؟ فقيل: هو قضاعة بن معد بن عدنان، وبه كان
معد يكنى. وقيل: هو من اليمن، وهو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير. ولهذا
الاختلاف قال محمد بن سلام البصري النسابة، لما سئل: أنزار أكثر أم اليمن؟ فقال: ما شاءت قضاعة إن
تمعددت فنزار أكثر، وان تيمنت فاليمن أكثر. والله أعلم.
وفاته النسبة إلى كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن لبانة بن خزيمة، بطن من بني
ليث، منهم:
غالب بن عبد الله الليثي، ثم الكلبي، له صحبة، كان أمير سرية، سيريها النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني الملوح سنة ثمان من
الهجرة.
وفاته النسبة إلى كلب بن عمرو بن لؤي بن دهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار: بطن من
بجيلة، منهم:
قيس وحازم، ابنا أبي حازم، واسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن
كلب. قتل حازم مع علي بصفين، وكان قيس من فقهاء التابعين، صحب ابن مسعود، وعليا ".
87

بدل الكاف الباء بلختجان، ويقال بالعجمية كلجكان، وهي قرية كبيرة، بها الجامع
المليح، منها:
أبو عطاء محمد بن أبي زيد بن أبي الأزهر بن زهير بن أبي جعفر بن شماس بن
مروان بن المتوكل بن هلال المتوكلي الكلنتجاني، كان إماما فاضلا، ورعا، حسن السيرة،
دائم الصوم والتهجد. سمع ببغداد القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وغيره.
روى لنا عنه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي. وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، ودفن
بقرية كلختجان.
وابن أخيه أبو مسعود بن..... (1)
الكلدي: بفتح الكاف واللام وفي آخرها الدال المهملة:
هذه النسبة إلى الجد، وهو الحارث بن حسان بن كلدة البكري، صاحب قيلة (2)، له
صحبة، كوفي. روى عنه أبو وائل. وهكذا ذكره أبو حاتم الرازي.
الكلفي: بضم الكاف وفتح اللام وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى كلفه، وهو بطن من تميم. قاله البخاري، منهم:
الحكم بن حزن الكلفي. روى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم سابع سبعة، أو تاسع تسعة. روى
عنه شعيب بن رزيق.
وفضالة بن عبيد بن ناقد بن جحجبى بن كلفة الأنصاري الكلفي، نسب إلى جده
الأعلى، من الأوس، من بني عمرو بن عوف. نزل الشام، له صحبة، نزل دمشق، وبنى بها
دارا، ومات بها في وسط إمرة معاوية، وله عقب. روى عنه أبو علي عمرو بن مالك
الجنبي، وحنش الصنعاني، وميسرة مولى فضالة، وأبو علي الهمداني ثمامة بن شفي،
وعبد الرحمن بن محيريز، وعلي بن ربيعة، وجماعة (3).

(1) كذا بياض بالنسخ.
(2) قيلة: حصن من نواحي صنعاء، على رأس جبل يقال له كنن. معجم البلدان 4 / 218.
(3) قال ابن الأثير: " قلت: هكذا ضبطه السمعاني بفتح اللام، والذي أعرفه بسكون اللام، وأما الحكم بن حزن
الكلفي فقيل في نسبه: إنه من كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوزان، وهو أصح، فإن تميما ليس فيها
كلفة إلا في البراجم، وهو كلفة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ولا ينسب إليه إلا برجمي، على أن كثيرا
من أهل الحديث يقولون كما ذكره السمعاني. والله أعلم ".
88

الكلماتي: بفتح الكاف واللام والميم وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
ظني أن هذه النسبة إلى معرفة الكلام والأصول، اشتهر بها:
أبو الحسن محمد بن سفيان بن محمد بن محمود الأديب الكاتب الكلماتي. هكذا ذكره
الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: أبو الحسن بن سفيان الجوهري، كان يناظر في الفقه
والكلام، وهو أحد من امتحن في أمر أبي أحمد الذهلي، وفارق نيسابور سنة أربعين
وثلاثمائة، وأقام ببخارى سنين، ثم وقع إلى الجوزجانان، واتصل بأولئك السلاطين. وتوفي
بها، قبل الخمسين يعني والثلاثمائة وسماعاته من أبي بكر محمد بن إسحاق،
وأبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي، وأقرانهما، كثيرة، هذا الذي ذكره الحاكم، وسمع
منه، وأبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي.
الكلنكي: بضم الكاف وفتح اللام وسكون النون وفي آخرها كاف أخرى.
هذه النسبة إلى كلتك، والمشهور بها:
أبو جعفر أحمد بن الحسين بن أبي الحسن الأنصاري، يعرف بالكلنكي، من أهل
أصبهان، كان كتب الحديث الكثير، وكان حسن المعرفة. سمع روح بن عصام بن يزيد
المعروف بجبر. روى عنه القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال.
الكلواذاني: بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المعجمة بين الألفين وفي
آخرها النون.
هذه (1) النسبة إلى كلوذان، وهي قرية من قرى بغداد (1)، على خمسة فراسخ منها،
فالنسبة إليها كلواذاني، وكلوذاني، ومن مشهوري المحدثين منها:
أبو بكر محمد بن رزق الله الكلواذاني، من أهل بغداد. يروي عن أبي عاصم
الضحاك بن مخلد النبيل، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، ويعقوب بن (2) عبد الله بن
محمد بن ناجية، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد،
ويوسف بن يعقوب التنوخي. ومات في شوال، سنة تسع وأربعين ومائتين. روى عنه

(1) في نسخة: " كلواذي من قرى بغداد " وفي نسخة أخرى: " كلواذان من قرى بغداد ".
(2) كذا ورد في النسخ، وفيها سقط على ما يبدو، يكمله ما ورد في تاريخ بغداد، وفيه: " ويعقوب بن إبراهيم بن
سعد، وزيد بن الحباب العكلي، وأبا اليمان الحمصي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وحبيب بن أبي حبيب كاتب
مالك، وأبا صالح كاتب الليث. ورى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية.. ".
89

حاجب بن أركين الفرغاني، وأبو بكر محمد بن هارون الروياني، وغيرهما.
وأبو محمد حبوش بن رزق الله بن بيان الكلواذاني، ولد بمصر، وأبوه من أهل
كلوذان، ثقة. يروي عن أبي صالح كاتب الليث، ونضر بن عبد الجبار. توفي في شوال،
سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وإبراهيم بن رزق الله بن بيان الكلواذاني، من أهل كلواذي. أخو حبوش، مولده
ببلده، ومولد أخيه بمصر.
وأبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلواذاني، من أهل باب
الأزج، أحد الفقهاء، وكان مفتيا، فاضلا، ورعا، دينا، غزير الفضل، وافر العقل، وكان
له شعر رقيق. سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا طالب محمد بن علي بن
الفتح العشاري، وأبا علي محمد بن الحسين الجازري، وأبا يعلى محمد بن الحسين بن
الفراء، وغيرهم. سمع منه جماعة من الأئمة، ويروي لنا عنه أبو الكرم المبارك بن مسعود بن
خميس العسال، وأبو طالب محمد بن علي بن خضير الصيرفي، وأبو المعمر المبارك بن
أحمد بن عبد العزيز الأزجي، وغيرهم. وكانت ولادته في شوال، سنة اثنتين وثلاثين
وأربعمائة. وتوفي في جمادى الآخرة، سنة عشر وخمسمائة. وصلي عليه في جامع القصر،
ودفن بباب حرب.
ومن القدماء:
أبو الحسين أحمد بن عبيد الله بن أحمد الكلواذاني، المعروف بابن قزعة، سمع
المحاملي، والصولي. روى عنه محمد بن عمر بن بكير المقري، وكان من أهل الأدب
والعلم، وكتب الحديث الكثير، والمصنفات الطوال، من سائر الأصناف، وطلب العلم
طول عمره، ولم يحدث إلا بشئ يسير.
الكلهي: بضم الكاف وفتح اللام وفي آخرها الهاء.
هذه النسبة إلى... (1).
وأبو عبد الله محمد بن أيوب بن سليمان بن يوسف بن أشروسنبذاذ العودي الكلهي.

(1) بياض بالنسخ، واللباب.
وقال ياقوت: " كله ": فرضه في الهند، وهي في منتصف الطريف بين عمان والصين، وموقعها من المعمورة في
طرف خط الاستواء "، معجم البلدان 4 / 302، 303. وضبطت الكاف واللام بالفتح، ضبط قلم.
90

قدم بغداد، وحدث بها عن أبي المهلب سليمان بن محمد بن الحسين الصيني، عن الأعمش
حديثا منكرا. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز.
الكليني: بضم الكاف وكسر اللام وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى كلين، وهي قرية (1) بالري (1)، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو رجاء الكليني. قال يحيى بن معين: أبو رجاء الكليني ثقة.
الكليبي: بضم الكاف وفتح اللام وسكون الباء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها
الباء المعجمة بواحدة (2).
هذه النسبة إلى كليب بن يربوع، وهو بطن من بني (3) تميم، والمشهور بالانتساب
إليها:
أبو بكر عبد الله بن القاسم الكليبي، يروي عن شيخ له عند قصر أوس، وعن
أبي سعيد الخدري. روى عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي.
وعياش الكليبي، روى عن عبد الله بن باباه. روى عنه شعبة بن الحجاج، وقد روى
عن أنس رضي الله عنه، ولم يسمع منه.
وأبو رجاء روح بن المسيب الكليبي التميمي، من أهل البصرة. يروي عن ثابت
البناني، وعمرو بن مالك البكري، روى عنه مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن يحيى. وكان
روح ممن يروي عن الثقات الموضوعات، ويقلب الأسانيد، ويرفع الموقوفات، وهو أنكر
حديثا من روح بن غطيف، لا تحل الرواية عنه، ولا كتبته إلا للاختبار.
وظبيان بن محمد بن ظبيان الكليبي، شيخ من أهل حمص. يروي عن أبيه العجائب،
لا يحل الاحتجاج به. روى عن أبيه، عن جده. روى عنه عبد الصمد بن سعيد الحمصي،
بحمص.
والقاسم بن عاصم الكليبي البصري. سمع زهدم الجرمي. روى عنه أيوب

(1 - 1) قال ياقوت: " كلين ": المرحلة الأولى من الري، لمن يريد خوار، على طريق الحاج " معجم البلدان
4 / 303.
(2) كذا أورده السمعاني وابن الأثير بعد " الكليني " والترتيب يقتضي أن يكون قبله.
(3) فصله ابن الأثير، فقال: " كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم "
91

السختياني، مقرونا معه أبو قلابة، كلاهما عن زهدم، في " كتاب البخاري " (1).

(1) قال ابن الأثير: " قلت: وفاته الكليبي، نسبة إلى كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن خزاعة، ينسب إليه
السفاح بن عبد مناة بن عبد عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب الكليبي الخزاعي، ومنهم: خراش بن
أمية بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عوف بن عفيف، كان حليفا لبني مخزوم، وهو الذي حلق شعر النبي صلى الله عليه وسلم.
وفاته النسبة إلى كليب بن ربيعة بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع، منهم: ثابت بن قيس، وهو المقنع بن
الحارث بن كليب بن ربيعة، كان شريفا بالشام، وله منزلة من معاوية ".
92

باب الكاف والميم
كماري: بفتح الكاف والميم وفي آخرها الراء بعد الألف.
هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم لجد بعض العلماء، وهو:
الطيب بن جعفر بن كماري الواسطي الطحان، يروي عن إسحاق الحربي. روى عنه
أحمد بن الطيب، وهو:
أبو بكر أحمد بن الطيب بن جعفر، ويعرف بابن كماري الطحان. سمع أبا محمد
عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب، أباه الطيب، والزعفراني. يروي عنه أبو بكر
محمد بن أحمد بن نصر بن علان القاوساني، وابنه أبو الحسين محمد بن أحمد.
وهو: أبو الحسين محمد بن أحمد بن الطيب بن كماري، حدث عن أبيه، وعن
بكر بن أحمد بن محمي أبي القاسم، وغيرهم. توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة. وكان فقيها
عراقيا، عدلا، قرأ الفقه على أبي بكر الرازي.
وابنه: القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد الفقيه، العدل، ولي قضاء واسط. سمع
عبيد الله بن محمد بن أسد، وأبا بكر أحمد بن عبيد بن بيري، وأبا عبد الله بن مهدي،
وأبا الحسن بن خزفة، وابن دينار. مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، يوم الفطر، ومات في
جمادي الأولى، من سنة ثمان وستين وأربعمائة. وكان ثقة. قاله الأمير ابن ماكولا: قلت:
روى لي عن أبي علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب بن جعفر بن كماري القاضي
أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الجلابي، بواسط، ولم يحدثنا عنه سواه.
وببخارى قرية يقال لها: كماري، منها:
أبو نصر الليث بن عبد الله بن عمرو بن حفص الكماري. قال غنجار: هو من قرية
كماي. يروي عن إلياس بن كدام البخاري. روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر
المقري. وتوفي في المحرم، سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
الكمرجي: بفتح الكاف والميم وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كمرجة، وهي قرية من سغد سمرقند على الجادة، أقمت بها يوما في
توجهي إلى سمرقند، منها:
93

محمد بن أحمد بن محمد الإسكاف المؤذن السغدي الكمرجي، يروي عن محمد بن
موسى الزكاني. ذكره أبو سعد الإدريسي، في " تاريخ سمرقند "، وقال: كتبنا عنه
بسمرقند، ولم تكن الرواية من صنعته.
وأبو محمد محمد بن نصر بن حمويه الكمرجي السغدي، يروي عن محمد بن موسى
السغدي، وإبراهيم بن حمدويه الإشتيخني. قال أبو سعد الإدريسي: كتبت عنه برزمان في
السغد، بعد الستين والثلاثمائة.
وأبو حفص محمد بن نصر بن حمويه الكمرجي، يروي عن أبي حفص عمر بن
محمد بن بجير السغدي. روى عنه ابنه محمد بن محمد بن نصر بن حمويه، برزمان، على
سبعة فراسخ من سمرقند، كأنه مات قديما.
وأبوه: أبو الليث نصر بن حمويه الكمرجي السغدي، كتب عن محمد بن بجير بن
خازم البجيري، والد عمر، حدث بالوجادة من كتابه حافده محمد بن محمد بن نصر
الكمرجي.
الكمردي: بفتح الكاف والميم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كمرد، وهي قرية من رساتيق سمرقند، أو السغد، هكذا شك أبو سعد
الإدريسي، منها:
أبو جعفر الكمردي غير مسمى ولا منسوب. يروي عن حبان بن موسى الكشمهني.
روى عنه أبو نصر الفتح بن عبد الله الواعظ السمرقندي.
الكمري: بفتح الكاف والميم وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كمرة، وهي من قرى بخارى، منها:
أبو يعقوب يوسف بن الفضل الكمري. يروي عن عيسى بن موسى، وكعب بن
سعيد، وغيرهما. روى عنه سهل بن شاذويه.
الكمساني: بفتح الكاف وسكون الميم وفتح السين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، يقال لها: كمسان، على خمسة فراسخ، وكانت
من أمهات القرى، بها الجامع الحسن، والسوق القائمة، خربها الغز، في سنة ثمان
وأربعين وخمسمائة، ثم عادت مسكونة سنة ثلاث وخمسين، خرج منها جماعة من العلماء،
قديما وحديثا، منهم:
94

أبو جعفر عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن مجاهد بن يوسف بن المثنى الكمساني،
كان حافظا، يعرف الحديث، ويفهم طرفا منه. سمع أبا محمد الحسن بن محمد بن حكيم
العامري، وحدث عنه ب‍ " سنن أبي الموجه ". روى عنه أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن
أبي شحمة المأموني، شيخ أبي الحسن الصدفي. ذكره أحمد بن ماما الأصبهاني الحافظ،
في " زيادات التاريخ "، فقال: أبو جعر الكمساني، قدم علينا يعني بخارى في سنة ثلاث
وتسعين وثلاثمائة، وكان يدعي حفظ الحديث. روى عن أبي العباس النضري،
وابن حليم، وغيرهما، ثم رجع إلى مرو. ومات بها.
وأبو حاتم أحمد بن محمد بن جميل الكمساني. روى عن علي بن الحسن. روى عنه
أحمد بن سيار. كذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو العباس أحمد بن أبي يوسف الكمساني. روى عنه مصعب.
الكموني: بفتح الكاف وضم الميم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بني كمونة، والمنتسب إليهم:
أبو الحسن علي بن الحسن الكموني. قال أبو سعيد بن يونس: من بني كمونة قد
جرت دعوتهم في المعافر. توفي في ذي الحجة، سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وأبو المعالي المبارك بن بركة بن علي بن فتوح بن كمونة النحاس الكموني، نسب إلى
جده الأعلى، ومن أهل بغداد، كان شيخا صالحا، مستورا. سمع أبا عبد الله الحسين بن
أحمد بن عبد الرحمن بن أيوب العكبري، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي،
وغيرهما. قرأت عليه جزءا من حديث أبي الحسين بن بشران، بإفادة يوسف بن محمد
الدمشقي صاحبنا، وكانت ولادته في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. توفي بعد سنة ثمان
وثلاثين وخمسمائة، ببغداد.
وأبو القاسم سهل بن محمد بن عبد الله الكموني السرخسي، والظن أنه قيل له
الكموني، لان بعض أجداده كان يبيع الكمون، وهو من الحبوب. كان إماما فاضلا،
ورعا، سديد السيرة، تفقه على أبي طاهر السنجي، وتخرج عليه. وجرى بينه وبين شريكه
أبي الفضل التميمي وحشة ومنافرة، فمد أبو الفضل يده إلى السكين وجذبه، فأمسك
أبو القاسم، وقرأ عليه هذه الآية: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك
لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين). فسمع أستاذهما أبو طاهر بالقصة، فأخرج
التميمي من البلد، ونفاه. وسمع الحديث الكثير، وحدث باليسير. روى لي عنه أبو سعد
95

ناضر بن سهل البغدادي بنوقان. وخرج في محنة الامام جدي موافقة له ولسائر الأئمة إلى
طوس، فمرض بميهن، وتوفي بها في سنة ثمان وستين وأربعمائة، أظن في شهر رمضان،
وزرت قبره بها.
وأحمد بن إبراهيم بن كمونة المصري المعافري الكموني، نسب إلى جده. هكذا
رأيت مشدد الميم. يروي عن سعد بن عبد الله بن عبد الحكم. روى عنه أبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
96

باب الكاف والنون
الكناركي: بفتح الكاف والنون والراء بعد الألف وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى كنارك، وهي محلة بسجستان، أنتسب إليها جماعة، منهم:
محمد بن يعقوب الكناركي السجزي. يروي عن إبراهيم بن إسحاق الغسيلي. روى
عنه أبو عمر محمد بن إسماعيل بن أحمد بن العنبر الفقيه العنبري، وغيره.
الكناسي: بضم الكاف وفتح النون بعدهما الألف والسين المهملة في آخرها.
هذه النسبة إلى الكناسة، وظني أنها محلة بالكوفة، يباع بها الدواب، منها:
نصير بن أبي الأشعث القرادي الكناسي. يروي عن يزيد الرقاشي، وأبي الزبير،
وأبي حمزة، وسليمان الأحمسي، وحماد بن خوار. روى عنه أبو بكر بن عياش،
وأبو نعيم. وثقه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وأبو يحيى محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن خليفة بن زهير بن نصلة بن معاوية بن
مازن بن كعب بن ذؤيية بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان الأسدي
الكناسي، يعرف بابن كناسة، قيل: إن كناسة لقب جده الأعلى، وقيل: لقب أبيه
عبد الله، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم، من أهل الكوفة، وكان عالما بالعربية، وأيام
الناس، والشعر. سمع هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش،
وجعفر بن برقان. روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن إسحاق الصغاني،
وأحمد بن منصور الرمادي، والحارث بن أبي أسامة.
ومن مليح شعره:
خففت على الاخوان حتى جفوتهم * على غير زهد في الاخاء ولا الود
ولكن أيامي تخر من قوتي * فما أبلغ الحاجات إلا على جهد
وقال:
في انقباض وحشمة فإذا * صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها * وقلت ما قلت غير محتشم
97

ومات بالكوفة، سنة سبع ومائتين.
الكناني: بكسر الكاف وفتح النون وكسر النون الثانية.
هذه النسبة إلى عدة من القبائل، منها:
أبو قرصافة جندرة بن خيشنة بن نقير الكناني، من بني عمرو بن الحارث بن مالك بن
كنانة، له صحبة، سكن الشام، ومات بها، وقبره بناحيته بالقرب من عسقلان. هكذا ذكره
أبو حاتم بن حبان، في الصحابة الذين ذكرهم في كتاب " الثقات ".
والنحام الكناني، من التابعين. قال ابن حبان: هو من بني مالك بن كنانة. يروي عن
أبي موسى الأشعري. روى عنه الزهري. وكان يطلب الفقه، ويحرص عليه.
وأبو سلمة سليمان بن سليم الكناني كنانة كلب الحمصي. قاله أبو حاتم بن حبان.
من أهل حمص. يروي عن يحيى بن جابر، وأهل الشام، روى عنه محمد بن حرب
الأبرش.
وأما كنانة قريش، فجماعة ينسبون إليها، وفيهم كثرة وشهرة.
وجماعة انتسبوا إلى آبائهم وأجدادهم، وليسوا من القبائل، منهم:
أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن كنانة المؤدب الكناني. يروي
عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي. روى عنه
علي بن أحمد الرزاز، وبشرى بن عبد الله الفاتني.
وخلف بن حامد بن الفرج بن كنافة الكناني القاضي، من أهل الفضل والعلم. ولي
القضاء ببعض نواحي الأندلس.
وحافظ ديار مصر في عصره، أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن العباس الكناني،
روى عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ، وأبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحان. وتوفي
في ذي الحجة، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
98

وأما: أبو النضر هاشم بن القاسم بن الكناني، من بني ليث بن كنانة، من
أنفسهم، يلقب بالقيصر، خراساني الأصل. سمع شعبة بن الحجاج، وشيبان بن
عبد الرحمن، وسليمان بن المغيرة، وعبد الرحمن المسعودي، والليث بن سعد، وزهير بن
معاوية. روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وإسحاق بن راهويه،
ومحمد بن إسحاق الصغاني، والحارث بن أبي أسامة، وثقه يحيى بن معين. وكان من
الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، صاحب سنة. وكان أهل بغداد يفخرون به.
ويقولون: إن رجلا جاء إلى أبي النضر، فسأله أن يكلم له عبد الله بن مالك، فقال
أبو النضر: قد مضيت إليه مع رجل، وسألته له فاعتذر. فقال الرجل لأبي النضر: لعل ذلك
لم يرزق وأنا أرزق. فثقل على أبي النضر العود إلى عبد الله بن مالك، فأشار إلى وجهه،
وقال: أخلقه ليوم تجدد فيه الوجوه. ومات ببغداد، في سنة سبع ومائتين.
وأبو الوليد عبد الله بن محمد الكناني، من أهل أصبهان. يروي عن أبي معاوية
الضرير، وعبد الله بن إدريس، وأبي داود الطيالسي، وأبي عاصم النبيل، ومحمد بن يوسف
الفريابي، وكان كتب الحديث الكثير، ثم أنكر خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
فأحضره عبد العزيز بن دلف، وكان والي أصبهان، وجمع مشايخ البلد، وفيهم أبو مسعود
الرازي، ومحمد بن بكار، وزيد بن خرشه، وغيرهم، فناظروه فأبى أن يرجع عن قوله،
فضربه أربعين سوطا، فباينه الناس وهجروه، وبطل حديثه، وصنف أبو مسعود الرازي
كتابا، سماه " الرد على أبي الوليد الكناني ".
وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن نصر بن الليث بن سيار الحافظ الكناني،
من أهل بخارى، كان يعرف الحديث، ويحفظ. سمع الحافظين: أبا علي صالح بن
محمد، ونصر بن أحمد البغدادي، وسهل بن حزام، وعلي بن الحسن النجار. روى عنه
أحمد بن سهل بن بشر الكندي، وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وغيرهم.
وأبو نصر فتح بن نصر الكناني المصري، من أهل مصر. يروي عن بشر بن بكر،
وأسد بن موسى، وحسان بن غالب. قال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: كتبنا فوائده لان
نسمع منه، فتكلموا فيه وضعفوه، فلم نسمع منه (1).

(1) قال ابن الأثير: " قلت: هكذا قال السمعاني: كنانة نسبة إلى عدة قبائل، وذكر أبا قرصافة، من بني مالك بن
99

الكنجروذي: بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها
الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى كنجروذ، وهي قرية على باب نيسابور، في ربضها، وتعرب فيقال
لها: جنزروذ، وقد ذكرتها في الجيم، وأما المشهور بهذه النسبة:
أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأديب الكنجروذي، من أهل نيسابور، كان
أديبا فاضلا، عاقلا، حسن السيرة، ثقة، صدوقا، عمر العمر الطويل، حتى حدث
بالكثير، وسمع أقرانه منه، وكان سمعه أبوه أبو بكر عن جماعة، منهم: أبو عمرو محمد بن
أحمد بن حمدان الحيري، وأبو أحمد الحسين بن علي التميمي، وأبو سعد عبد الرحمن بن
محمد بن محمد الإدريسي، وأبو بكر محمد بن محمد بن عثمان الطرازي، وجماعة
سواهم. روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبو محمد هبة الله بن سهل
السيدي، وأبو بكر يحيى بن عبد الرحيم اللبيكي، وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم
القشيري، وأبو سعد بن أبي صادق صادق المتطيب بنيسابور، وأبو القاسم زاهر بن طاهر
الشحامي. بمرو وأصبهان. وحدث عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ في كتبه.

كنانة، وذكر أبا النضر من بني ليث بن كنانة. ثم قال: وأما كنانة قريش فينسب إليها جماعة، فهذا قول يدل على أنه
ظن أن كنانة قريش غير كنانة الذي نسب إليه أبا قرصافة وأبا النضر، وليس كذلك، فإنهما واحد، فإن كنانة قريش هو
كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وهو والد النضر جد قريش، ففي قول إن ولد النضر يقال لهم قريش،
وفي قول يقال ذلك لولد فهر بن مالك ابن النضر، وإذا قيل في النسب كناني فهم ولد كنانة بن خزيمة غير النضر،
مثل: ليث، والديل، وضمره، وبني عبد مناة بن كنانة، فيقال: كناني ليثي، وكذلك مدلج بن مرة بن عبد مناة بن
كنانة، فيقال لولده، مدلجي وكناني، وهذا كنانة وهو والد النضر، وعبد مناة أخو النضر، فيظهر بهذا أن كنانة قريش
هو كنانة الذي ينسب بنو ليث، الذين منهم أبو النضر، وبنو مالك الذي منهم أبو قرصافة.
وفاته النسب إلى كنانة بن حرب بن يشكر بن بكر بن وائل، ممن ينسب لذلك: عبد الله بن الكوا، واسمه عمرو بن
النعمان بن ظالم بن مالك بن أبي عصم بن سعد بن عمرو بن جشم بن كنانة ومنهم.
الحارث بن حلزة بن مكروه بن بديد بن عبد الله بن مالك بن عبد سعد بن عمرو بن جشم بن كنانة.
عمرو بن جشم بن كنانة.
وفاته النسبة إلى كنانة بن تيم بن سامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، وينسب إليه خلق
كثير، منهم:
حنظلة بن قيس بن هوبر، قائد تغلب أيام عمير بن الحباب السلمي.
وأما كنانة كلب، فهو كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب ".
100

وكانت وفاته في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
الكنجكاني: بسكون النون وضم الجيم بين الكافين المفتوحتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو بأعلى البلد، يقال لها: كنجكان، خربت الساعة،
منها:
أبو سهل أحمد بن عبد الله بن جذاع الكنجكاني، من أهل مرو، حدث بوصية
النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة، عن أحمد بن تميم المديني، وأبي العباس محمد بن عقدة
المروزي، وغيرهما. روى عنه أحمد بن محمد بن الحسين الزاهد.
الكندايجي: بضم الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة بعدها الألف والياء آخر
الحروف وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كندايج، وهي قرية من قرى أصبهان، منها:
أبو العباس أحمد بن عبد الله بن موسى الكندايجي المديني، أحد الفقهاء، من أهل
مدينة أصبهان. ذكره أبو بكر بن مردويه في " تاريخ أصبهان ".
الكندراني: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وفتح الراء وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى كندران، وظني أنها قرية من قرى قاين، وقاين بلدة قريبة من طبس،
منها:
أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن إسحاق بن إبراهيم الكندراني القايني، قايني
الأصل، هروي المولد، سمرقندي الدار، كان عالما فاضلا، راغبا في كتابة الحديث، من
أصحاب الرأي. سمع أبا علي حامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن أحمد بن يوسف
المرواني، وغيرهما. وكتب بخراسان، وببخارى، وسمرقند. وعمر، مات بعد الخمسين
والثلاثمائة. روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ.
الكندري: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال وكسر الراء المهملتين.
هذه النسبة إلى بيع الكندر (1)، وإلى قريتين.

(1) في اللباب زيادة: " الذي يمضغه الانسان ". وفي القاموس: " الكندر، بالضم ضرب من العلك، نافع لقطع
البلغم جدا ".
101

فأما إلى بيع الكندر، وهو العلك، فالمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الرحمن عبد الملك بن سليمان الكندري. سمع حسان بن إبراهيم الكرماني.
روى عنه أبو علي زكريا بن يحيى بن أبان. ذكره أبو سعيد بن يونس، في كتاب " التاريخ
لأهل مصر "، وقال: الكندري، من أهل أنطاكية، وأظنه كان يبيع اللبان.
والقرية الأولى هي كندر، قرية بالقرب من قزوين، منها:
أبو غانم الحسين، وأبو الحسن علي، ابنا عيسى بن الحسين الكندري. سمعا
أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي الصوفي، وكتبا تصانيفه، ولهما في جامع قزوين
كتب موقوفة تنسب إليهما في الصندوق المعروف بالعثماني.
والقرية الثانية هي: كندر، من أعمال طريشيث، ويقال لها: ترشيش، من نواحي
نيسابور، يقال: هي من بشت، ناحية من نيسابور. وقيل: إن كندر من القرى السبعة، التي
كانت مع القهندز لقدمها، منها:
العميد كان، الوزير صار، أبو نصر الكندري، له شعر وآثار وحكايات، وكان من
رجال الدهر، جودا، وسخاء، وكفاية، وشهامة، وفضلا، وإفضالا، وأدبا قتل بمرو
الروذ، في حدود سنة ستين وأربعمائة. سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل
الحافظ، بجامع أصبهان، سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، يقول:
سمعت الشيخ أبا ثابت الصوفي يحيى بن منصور الهمذاني رحمه الله يقول: لم أر صوفيا مثل
أبي نصر الكندري، سمعته يقول: أنا لا أشتغل بأمس وغدا، وإنما أشتغل باليوم الذي أنا
فيه. قال الشيخ: يعني أن أمس قد فات، والاشتغال بالفائت لا يجدي نفعا، وغدا لم
يأت، والاشتغال لما لم يأت تقصير في الوقت. هذا معنى كلامه بالفارسية، أنا عربته.
وأبو سعيد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الكندري، وظني أنه من كندر
طريثيث، كان أديبا فاضلا، مسنا، من أولاد الأدباء. سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف
الشيرازي، وأبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الامام، وأبا بكر محمد بن
إسماعيل التفليسي، وغيرهم، لقيته بجوسقان أسفراين، وكتبت عنه شيئا يسيرا. ومات في
آخر سنة سبع أو أوائل سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
الكندسرواني: بفتح الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة والسين والراء الساكنة
بعدها الواو ثم الألف وفي آخرها النون.
102

هذه النسبة إلى كندسروان، وهي قرية من قرى بخارى، منها:
أبو محمد نصر بن صابر بن داود الكندسرواني البخاري. يروي عن أبي عبد الله بن
أبي حفص، وأسباط بن اليسع.
الكندكيني: هذه النسبة إلى كندكين، بفتح الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة
وكسر الكاف الثانية وسكون الياء المنقوطة بنقطتين وفي آخرها نون أخرى. وهي قرية على
نصف فرسخ من الدبوسية، من سغد سمرقند، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن أبي نصر بن الأشعث بن حاشد بن غضبان
الكندكيني، والده كان قاضي كندكين، وورد هو على كبر السن بخارى، وبها لقيناه.
وسمعنا منه. وذكر أن السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي، ورد
قريتهم، فقرأ والده له عليه ورقة من الكتاب، واستجاز الباقي، ووجدنا سماعه في الجزء
الثالث من كتاب " الحروف " للحسن بن سفيان، عن القاضي أبي علي الحسن بن
عبد الملك بن الحسين النسفي، عن أبي نعيم الغوبديني، عن أبي القاسم النسوي عن
المصنف. وقرأنا عليه. وذكر ما يقتضي أن ولادته في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. أو قبلها
بسنة أو سنتين.
الكندلاني: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كندلان، وهي قرية من قرى أصبهان، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو طالب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن دينار القرشي الكندلاني،
من أهل أصبهان. سمع الحديث الكثير، وخلط ما لم يسمع بما سمع، وسقطت روايته.
ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ، في " كتاب أصبهان "، فقال: أبو طالب
الكندلاني، حدث عن أبي بكر بن أبي علي، وأبي عبد الله الجمال، وغلام محسن، وأبي
علي الصيدلاني. وروى عن أبي بكر بن مردويه، ولم يسمع منه، ولم تكن الرواية والحديث
من صنعته، إن أخطأ لا يعتمد على روايته إلا ما كتب عنه أهل الرواية والمعرفة، ومات في
التاسع عشر من المحرم، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. وكان شيخنا إسماعيل بن محمد بن
الفضل الحافظ يقول: أبو طالب الكندلاني فيه لين.
الكنديكثي: بضم الكاف والنون والدال المهملة المكسورة ثم الياء الساكنة آخر
الحروف وكاف أخرى مفتوحة وفي آخرها الثاء، ثالث الحروف.
103

هذه النسبة إلى كنديكث، وهي قرية من قرى درغم، بنواحي سمرقند، منها:
عمر بن سعيد بن عبد الرحيم بن أحمد الأصم الكنديكثي السمرقندي. يروي عن
الامام عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار البخاري. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن
أحمد النسفي، وقال: سكن باري، وهو جبل بنواحي سمرقند، وكان يسكن كنديكث،
وقال: ولدت بسمرقند، عام وفاة الخاقان إبراهيم بن نصر طمغاج خان، وتوفي بباري، في
صفر، أو شهر ربيع الأول، سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
الكندي: بضم الكاف وسكون النون وكسر الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كندي، وهي قرية من قرى سمرقند، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو المحامد محمد بن عبد الخالق بن عبد الوهاب بن سلمة الكندي، كان فقيها
فاضلا، وإماما مبرزا، ورعا، حسن السيرة، من أهل سمرقند. كانت له حلقة يوم
الجمعة، في جامعها. سمع أبا بكر محمد بن أحمد البلدي النسفي. سمعت منه أحاديث
يسيرة. وتوفي بعد خروجي منها، يوم الاثنين، الثالث عشر من شهر ربيع الآخر، سنة
إحدى وخمسين وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه، ووصل إلي نعيه ونا ببخارى.
الكندي: بكسر الكاف وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كندة، وهي قبيلة مشهورة من اليمن، تفرقت في البلاد، فكان منها
جماعة من المشهورين في كل فن (1)، قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا أبو مسهر،
سمعت كامل بن سلمة بن رجاء بن حياة، قال: قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل
فلسطين؟ قالوا: رجاء بن حياة. قال: فمن سيد أهل الأردن؟ قالوا: عبادة بن نسي.
قال: فمن سيد أهل دمشق؟ قالوا: يحيى بن يحيى الغساني. قال: فمن سيد أهل
حمص؟ قالوا: عمرو بن قيس. قال: فمن سيد أهل الجزيرة؟ قالوا: عدي بن عدي
الكندي. قال: يا آل كندة. إنما قال ذلك لان هؤلاء كلهم من كندة.
وإياس بن عفيف الكندي. يروي عن أبيه، وله صحبة، رضي الله عنه. روى عنه ابنه
إسماعيل بن إياس.
والمنتسب إليه من الاتباع:
ذلك ".

(1) قال ابن الأثير: " واسم كندة التي تنسب إليه قبيلة: ثور بن مرتع بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقيل: هو
ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقيل غير
104

أبو محمد عبد الجبار بن وائل بن حجر الكندي، يروي عن أمه، عن أبيه، وهو أخو
علقمة بن وائل، ومن زعم أنه سمع أباه فقد وهم، لان وائل بن حجر مات وأمه حامل به،
ووضعته بعد وائل بستة أشهر، عداده في أهل الكوفة. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وابنه
سعيد بن عبد الجبار. ومات سنة اثنتي عشرة ومائة.
وأبو المقدام رجاء بن حياة الكندي الشامي، سكن فلسطين، وكان من عباد أهل
الشام، وزهادهم، وفقهائهم. يروي عن أبي أمامة. روى عنه ابن عون، وأهل الشام.
مات رجاء بن حياة سنة اثنتي عشرة ومائة.
وأبو حجية الأجلح بن عبد الله بن حجية الكندي، من أهل الكوفة، وقيل: إن اسمه
يحيى، والأجلح لقب. يروي عن الشعبي، وأبي الزبير. روى عنه أهل الكوفة. وكان
لا يدري ما يقول، يجعل أبا سفيان أبا الزبير، ويقلب الأسامي هكذا. مات سنة خمس
وأربعين ومائة.
وسعيد بن سنان الكندي، من أهل الشام، من حمص، كنيته أبو المهدي. يروي عن
أبي الزاهرية. روى عنه أهل الشام، منكر الحديث، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
مات سنة ثمان وستين ومائة. وكان يحيى بن معين سئ الرأي فيه.
وزكريا بن دريد الكندي، شيخ يضع الحديث على حميد الطويل، كنيته أبو أحمد.
كان يدور بالشام، ويحدثهم بها، ويزعم أنه له مائة سنة وخمسا وثلاثين سنة، لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. روى عنه أحمد بن موسى بن الفضل بن معدان،
بحران.
وأبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، شيخ صالح، من أهل باب البصرة
ببغداد. سمع أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن الكرخي، وأبا الغنائم بن السواق،
وغيرهم. سمعت منه أجزاء، وتوفي في سنة.... (1) وأربعين وخمسمائة، ببغداد.
الكنوني: بفتح الكاف والواو بين النونين.
هذه النسبة إلى كنون، وهي محلة من محال سمرقند، منها:
الفقيه الزاهد أبو محمد عبد الله بن يوسف بن موسى بن علي بن زيد الكنوني، سمع
السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني. وتوفي بكنون سنة نيف وثمانين
وأربعمائة.

(1) بياض في النسخ.
105

باب الكاف والواو
الكواري: بضم الكاف وفتح الواو وبعدها الألف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كوار، وظني أنها من ناحية فارس، إما قرية، أو بلدة، أو بليدة (1)،
منها:
الحاكم أبو طالب زيد بن علي بن أحمد الكواري. حدث عن عبد الرحمن بن
أبي العباس الجوال. روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه، في
" معجم شيوخه "، بحديث واحد.
الكواز: بفتح الكاف والواو المشددة بعدها الألف وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة لمن يعمل الكيزان الخزفية، واشتهر بهذا جماعة، منهم:
أبو نصر عامر بن محمد بن المتقمر الكواز البصري، من أهل البصرة، حدث ببغداد،
وسر من رأى، عن كامل بن طلحة، ومحمد بن بشر بن أبي بشر المزلق. روى عنه محمد بن
جعفر المطيري، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الله بن إسحاق الخراساني. وكان
شاهدا معدلا.
الكوجي: بضم الكاف وسكون الواو وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كوج، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، والمنتسب إليه:
أبو العباس أحمد بن أسد بن أحمد بن ما دل الكوجي الصوفي، شيخ الحرم، وكان قد
سافر الكثير، وسمع الحديث وأكثر منه، سمع بالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن
الترجمان الصوفي، وبقيسارية أبا محمد عبد الله بن منيع الصوفي، وغيرهما. سمع منه
أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وأبو الفيتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي،
الحافظان. وتوفي بعد سنة ستين وأربعمائة.
الكوراني: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كوران، وهي إحدى قرى أسفراين، والمشهور بالانتساب إليها:

(1) قال ياقوت: " بلدة بينها وبين شيراز، عشرة فراسخ ". معجم البلدان 4 / 315.
106

أبو الفضل العباس بن إبراهيم بن العباس الكوراني الأسفرايني، كان شيخا حسن
الخلق. يروي عن أبي أحمد شعثم بن أصيل العجلي، ومحمد بن يحيى الذهلي،
ومحمد بن حياة الأسفرايني، وغيرهم. روى عنه أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب
الحجاجي، وغيره. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: هذا شيخ من أهل أسفراين،
من قرية كوران. توفي في حدود الثلاثمائة.
الكوزي: بضم الكاف وسكون الواو وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى الكوز، والمشهور بهذه النسبة:
أبو محمد، ويقال: أبو شعيب، عاصم بن سليمان التميمي الكوزي العبدي من أهل
البصرة. يروي عن هشام بن حسان، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وبرد بن سنان،
والبصريين. روى عنه الحرشي، والحسن بن عرفة، وأهل العراق. وهو صاحب حديث:
" شرب الماء على الريق يعقد الشحم "، يرويه عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن روى مثل هذا كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات،
لا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب. قال عمرو بن علي: عاصم الكوزي، كان
كذابا، يحدث بأحاديث ليس لها أصول، كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقال أبو حاتم
الرازي: سليمان الكوزي ضعيف، متروك الحديث.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم بن السكن بن سلمة بن الحكم بن السكن بن
أخنس بن كوز السكني البخاري، نسب إلى جده الأعلى، كان شيخا صالحا، صحيح
السماع. سمع ببخارى أبا سهل هارون بن أحمد الاستراباذي، وأبا عمرو محمد بن
محمد بن صابر، وأبا شجاع الفضل بن العباس الهروي، وغيرهم. سمع منه أبو محمد
عبد العزيز بن محمد النخشبي، الحافظ، وذكره في " معجم شيوخه "، وقال: شيخ
صالح، ليس الحديث من شأنه.
الكوسج: بفتح الكاف والسين المهملة وسكون الواو والجيم في آخره.
هو: أبو يعقوب إسحاق بن منصور بن بهرام التميمي، المعروف بالكوسج، اشتهر
به، وإلى الساعة بمروسكة تنسب إليه، ويقال لها: كوى إسحاق كوسة، وهي سكة إذا
جاوزت سكة كارنكلي، على يسار المنحدر إلى أسفل الماجان، وفوق درب السكة مسجد،
كان يختص به، ويصلي فيه، وكنت كثيرا ما كنت أقعد في هذا المسجد إذا مضيت إلى الامام
الماخواني، وإسحاق من أهل مرو. يروي عن سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان،
107

وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، والنضر بن شعيل، وعبد الرزاق،
وأبي أسامة وهو الذي يروي المسائل عن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وصنف
كتابا كبيرا في الصلاة، قال مسلم بن الحجاج القشيري: لم أر أحدا أصلح كتابا من
إسحاق بن منصور. وروى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، الرازيان. مات بنيسابور، يوم
الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء. لعشر خلون من جمادى الأولى، سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وأبو سعيد الحسن بن حبيب بن ندبة الكوسج، من أهل البصرة. يروي عن روح بن
القاسم. روى عنه البصريون.
وأبو عبد الله عبد ربه بن بارق الحنبلي الكوسج، من أهل اليمامة. يروى عن جده أبي
زميل سماك بن الوليد الحنفي. روى عنه بشر بن الحكم، وقال: رأيته بالبصرة.
الكوشيذي: بضم الكاف وسكون الواو وكسر الشين المعجمة بعدها الياء وفي آخر
الحروف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى كوشيذ، وهو اسم لجد:
أبي بكر عبد العزيز بن عمران بن كوشيذ المديني الكوشيذي، من أهل أصبهان،
ودخل الشام، ومصر، والعراق. وكتب الحديث، وصنف، وجمع. سمع منه عمر بن
يحيى الآملي. روى عن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، وغيره.
الكوفني: بضم الكاف وسكون الواو وفتح الفاء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كوفن، وهي بليدة صغيرة، على ستة فراسخ من أبيورد بخراسان،
بناها أمير خراسان عبد الله بن طاهر بن الحسين، في خلافة المأمون، خرج منها جماعة من
المحدثين والفضلاء، منهم:
الأديب أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن الحسن بن
منصور بن معاوية الأموي الكوفني، المعروف بالأديب الأبيوردي، كان من كوفن، وهي
مسقط رأسه ومنشأه، وقد ذكرته في الميم، في " المعاوي "، لأنه كان ينسب إلى جده
الأعلى معاوية، فذكرته فيه.
والقاضي أبو محمد عبد الله بن ميمون بن المالكني الكوفني. كان فقيها فاضلا مبرزا،
له باع طويل في المناظرة والجدال، ومعرفة تامة بهما، تفقه على الامام والدي رحمه الله،
وسمع الحديث معه ومنه. وسمع بنيسابور أبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين
108

الشيروبي، وغيره. سمعت منه حديثا واحدا، ولقيته بمرو وكوفن وأبيورد. وكانت ولادته في
حدود سنة تسعين وأربعمائة، ووفاته... (1).
الكوفياذقاني: بضم الكاف وسكون الواو وكسر الفاء وفتح الباء المنقوطة من تحتها
باثنتين وسكون الذال المعجمة بعدها القاف المفتوحة في آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى طوس، يقال لها: كوفياذقان، والمنتسب إليها:
أبو المعالي عبد الملك بن الحسن بن عبد الملك بن محمد بن يوسف بن الحسن
الكوفياذقاني، فقيه فاضل، مناظر. سمع أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي الحافظ.
ورد مرو غير مرة، وسمعت منه بطوس مجلسا، من إملاء أبي الفتيان. وتوفي سنة ثمان أو
تسع وأربعين وخمسمائة، بطوس.
الكوفي: بضم الكاف وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى بلدة بالعراق، هي من أمهات بلاد المسلمين، بنيت في زمن عمر بن
الخطاب، وخرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، قديما وحديثا، وفيهم شهرة.
واستغنينا عن ذكرهم لشهرتهم.
وأيضا فإن جماعة من المحدثين عرفوا بهذا الاسم، من أهل أصبهان، وليسوا من
الكوفة، منهم:
محمد بن القاسم بن كوفي الأصبهاني، يروي عن محمد بن عاصم بن عبد الله
المديني، مدينة أصبهان، روى عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ، وغيره.
وعبد الله بن محمود بن محمد بن كوفي الأصبهاني، شيخ لأبي بكر أحمد بن موسى بن
مردويه الحافظ.
وأحمد بن كوفي، روى عن عثمان بن أبي شيبة. روى عنه عبد الله بن جعفر بن أحمد
الأصبهاني.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن كوفي بن نمراذ الأصبهاني، يحدث عن إبراهيم بن نائلة.
وإبراهيم بن بوبة عبد العزيز بن كوفي بن عبد الله.

(1) بياض في النسخ.
109

وسعيد بن إشكاب بن كوفي، سمع أبا عبد الرحمن المقري، وأبا داود الطيالسي،
وغيرهما.
وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن القاسم بن كوفي الفقيه.
وأبو سهل كوفي بن زاذان بن فروخ الأصبهاني، سمع سليمان ابن حرب، وغيره.
ومحمد بن هارون بن كوفي الأصبهاني.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن كوفي الوزان الأصبهاني، وغيرهما.
وأبو بكر أحمد بن كوفي بن أيوب بن إبراهيم الأصبهاني المعدل التاجر، سكن
نيسابور. كان شيخا صالحا. سمع بأصبهان أزهر بن رسته، ومحمد بن عبد الله بن الحسن،
وبنيسابور إسماعيل بن قتيبة، وأقرانهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في
" التاريخ "، فقال: كان ورد نيسابور سنة ثمانين ومائتين، وسكنها إلى أن توفي بها، وكان
من الصالحين المقبولين عند الكافة، وتوفي في جمادي الآخرة، سنة أربع وأربعين
وثلاثمائة. ودفن في مقبرة باب معمر.
الكوكبي: بفتح الكافين بينهما الواو الساكنة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى الكوكب، واشتهر بهذه النسبة: أبو الطيب محمد بن القاسم بن
جعفر بن محمد بن خالد بن بشر المعروف بالكوكبي، وهو أخو أبي علي الحسين بن
القاسم، حدث عن قعنب بن المحرر بن قعنب، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وعمر بن
شبة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، والحسين بن الحكم الحيري الكوفي، وغيرهم. روى
عنه أبو الحسين بن البواب المقري، وأبو عمر بن حيويه الخزاز، وأبو الفضل الزهري،
وأبو الحسن الدارقطني، وأبو طاهر المخلص. وكان ثقة. ومات سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وأخوه أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي الكاتب، صاحب أخبار وآداب، حدث عن
أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن موسى الدولابي، عبد الله بن أبي سعد الوراق،
وأبي العيناء محمد بن القاسم الضرير، وأبي بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن فهم،
وغيرهم. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، والمعافى بن زكريا الجريري، وأبو العباس بن
مكرم، وإسماعيل بن سعيد بن سويد، وجماعة. وكانت وفاته في شهر ربيع الأول، سنة
سبع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو منصور إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن سليمان الكوكبي، من أهل نيسابور، كان
110

من الصالحين، الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، والملازمين للمجالس والجامع
طول عمره. وكان أبوه أبو العباس، في الفضل والتقدم، مشهورا. وتوفي أبو منصور
صغير، لم يسمع منه، وسمع أبا محمد عبد الله، وأبا حامد أحمد بن الحسن، الشرقيين،
ومكيبن عبدان، وغيرهم. ولم يزل يسمع إلى أن توفي في ذي الحجة، سنة سبع وتسعين
وثلاثمائة.
وأبو العباس عبد الله بن عمر بن سليمان الكوكبي النيسابوري، من الرحالين المكثرين،
ومن الصالحين الاثبات. سمع بخراسان إسحاق بن منصور، وعلي بن خشرم، وبالعراق
الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وعلي بن حرب، وأحمد بن منصور الرمادي.
الكوكلي: بضم الكاف وسكون الواو وفتح الكاف الأخرى وفي آخره اللام.
هذه النسبة إلى كوكلا، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة:
أبو القاسم الحسين بن المعمر بن الحسين بن أحمد بن جعفر بن كوكلا الأسدي الكوفي
الكوكلي. من أهل الكوفة. وحدث عن أبي القاسم ولاد بن علي بن سهل الأسدي. روى
لنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد. وكانت ولادته في سنة ست وأربعمائة. وتوفي بعد
سنة سبعين وأربعمائة.
الكولخشي: بضم الكاف وفتح اللام وسكون الفاء المعجمة وفي آخرها الشين
المعجمة.
هذه النسبة إلى كولخش، وهو اسم لجد:
أبي محمد خالد بن محمد بن خالد بن كولخش الصفار الكولخشي، يعرف بالختلي،
من أهل بغداد، حدث عن أبي إبراهيم الترجماني، وبشر بن الوليد الكندي، ويحيى بن
معين، وعبد الرحمن بن صالح، وعبد الصمد بن يزيد بن مردويه، وعبد الله بن عمر بن
أبان. روى عنه حمزة بن أحمد بن مخلد العطار، وطاهر بن عبد الله الوراق، وعلي بن
عمر بن محمد السكري، وأبو الحسن بن لؤلؤ. وسئل الدارقطني عنه، فقال: صالح.
ومات في سنة عشر وثلاثمائة.
الكولي: بضم الكاف وفتح الواو وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى باب كول، وهي محلة من شيراز إحدى بلاد فارس، منها:
أبو أحمد عبد الله بن الحسن بن علي الكولي الأصم الشيرازي. كان ينزل باب كول،
111

وكان أصم. قرأ الحديث بالجهد، وكان قليل الرواية. يروي عن محمد بن علان،
ومحمد بن عمر بن يزيد، وغيرهما. مات قبل التسعين والثلاثمائة.
الكوملاباذي: بضم الكاف والميم بينهما الواو ثم اللام ألف والباء الموحدة بعدها
الألف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى كوملاباذ، وهي قرية من قرى همذان، منها:
أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمود الكوملاباذي الهمذاني، مصنف كتاب " سنن
الحديث "، وكتاب " طبقات العلماء لأهل همذان ". كان من أهل العلم والفضل، عارفا
بالحديث وطرقه. سمع أبا العباس الفضل بن سهل بن السري القزويني.
وأبوه: أبو الحسن أحمد بن محمد الكوملاباذي، كان سمع الحديث.
الكونجاني: بفتح الكاف وكسر الواو وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كونجان، وهي قرية من قرى شيراز، والمنتسب إليها:
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حمويه بن يزيد الكونجاني، المؤدب بشيراز وكان
شيخا صدوقا، لا بأس به. يروي عن عبد الله بن سعد الرقي، وعبدان بن أبي صالح
الهمذاني، والكلاباذي. روى عنه جماعة من أهل فارس. توفي بعد سنة نيف وستين
وثلاثمائة.
الكوهياري: بضم الكاف وكسر الهاء وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى قرية كبيرة من قرى طبرستان، وتعرب فيقال: قوهيار، ذكرتها في
القاف، فأما المنتسب إليها:
فأبو القاسم محمود بن الكوهياري الشاعر، كان شيخا سخي النفس، متخلقا بأخلاق
حسنة. سمع الحديث الكثير، وأملى الحديث في صفة أبي بكر الأودني سنين، وكان له
شعر حسن بالعجمية. سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني وأبا الحسن
علي بن أحمد بن خدام الخدامي.
112

باب الكاف والهاء
الكهمسي: بفتح الكاف وسكون الهاء وفتح الميم وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى كهمس، وهو اسم لجد المنتسب إليه.
وهو: أبو جعفر عبد الله بن عمر بن إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب بن كهمس بن
المنهال الكهمسي، من أهل مصر. لا يروي عن أبي علاثة، وغيره. ولد بمصر سنة تسع
وسبعين ومائتين. وتوفي في ذي الحجة، سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
113

باب الكاف واللام الف
الكلاباذي: بفتح الكاف والباء الموحدة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى محلتين، إحداهما محلة كبيرة بأعلى البلد من بخارى، يقال لها:
كلاباذ، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والأئمة، في كل فن، والمشهور منها:
أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن رستم بن جكرة بن مافتم بن
جنينام الكلاباذي الحافظ، أحد الحفاظ المتقنين. سمع أبا أحمد بكر بن محمد بن حمدان
الصيرفي، وأبا محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ، وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف
النسفي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن خنب، وأبا سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، وعلي بن
محتاج الكشاني، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، وطبقتهم، روى
عنه أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي حديثا واحدا، وأبو العباس جعفر بن محمد المعتز
المستغفري الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ. وذكره الحاكم أبو عبد الله
الحافظ، في " تاريخه "، فقال: أبو نصر الكلاباذي الكاتب، من حفاظ الحديث، حسن
الفهم والمعرفة، عارف ب‍ " الجامع الصحيح "، لمحمد بن إسماعيل البخاري، ورد
نيسابور، وأقام بها غير مرة، وكتب بمرو، ونيسابور، والري، والعراق، وجدت شيخنا
أبا الحسن الدارقطني قد رضي فهمه ومعرفته كما رضيناه، وهو متقن، ثبت في الرواية
والمذاكرة. قال أبو العباس المستغفري: كانت ولادة أبي النصر الكلاباذي في سنة ستين
وثلاثمائة. وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " التاريخ "، ورد علي كتاب ابنه
أبي القاسم بخط يده، يذكر وفاة أبيه أبي نصر، ليلة السبت، الثالث والعشرين من جمادى
الآخرة، سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة. نضر الله وجهه، فإنه لم يخلف بما وراء النهر مثله.
وابنه: أبو القاسم علي بن أبي نصر الكلاباذي.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد بن يعقوب اللؤلؤي الكلاباذي، وكان على مظالم
بخارى. يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، والفتح بن أبي علوان،
وأبي زيد عمران بن فرينام، وأبي عبد الله محمد بن أبي رجاء البخاريين. روى عنه ابنه
أبو القاسم عبيد الله بن محمد الكلاباذي. ومات في ربيع الأول، سنة ثلاث وعشرين
وثلاثمائة.
وأبو سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن فرينام بن
114

حازم الكلاباذي البخاري، من كلاباذ بخارى. سمع أبا بكر أحمد بن سعد بن نصر الزاهد،
وأبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام. وصح سماعه عنهما، ولم يصح سماعه عن
أبي عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الخازن. سمع منه جماعة كثيرة من القدماء
والمتأخرين. ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، في " معجم
شيوخه "، قال: أبو سهل الكلاباذي، سألناه أن يخرج أصل سماعه من أبي بكر بن سعد،
وخلف بن محمد، فأخرج إلينا جزءا بخط الصبي، ذكر أنه خط أخيه كان أكبر منه قد مات،
وفيه مجالس بخط أبيه، فكان مما كتب أخوه عن أبي عبد الله الخازن الرازي سنة تسع
وخمسين، ولم يكن فيها سماعه وفيها بخط أخيه وبخط أبيه، عن أبي بكر بن سعد وخلف.
فوجدنا سماعه في مجلس واحد عن أبي بكر بن سعد صحيحا، ومجالس بخط أخيه بلغت
وابني محمد بن عبد الرحمن وابني الآخر عبد الكريم، وهو ابن سبع سنين. وأهل بخارى
لا يسمعون لأقل من سبع سنين. فعلمنا أن المخرج غلط عليه في تخريجه له عن الخازن،
وكان حمزة فيما سمعت مجازفا، تجاوز الله عنه. قلت: وحمزة لعله الذي خرج لأبي سهل
الكلاباذي
والثانية، محلة بنيسابور، منها:
أبو حامد أحمد بن السري بن سهل النيسابوري الجلاب الكلاباذي، كان سكن كلاباذ
نيسابور. سمع محمد بن يزيد السلمي، وسهل بن عثمان، وغيرهما. روى عنه محمد بن
الفضل المذكر، وغيره. هكذا ذكره أبو الفضل المقدسي الحافظ. وظني أنها كلاباذ، بضم
الكاف، وهي محلة معروفة، والله أعلم.
وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد القاضي البخاري الكلاباذي، كان من أعيان
القضاة بخراسان، ولي قضاء مرو، وهراة، وسمرقند، والشاش، وفرغانة، وبلخ. ثم قلد
بعد ذلك قضاء بخارى، فصار قاضي القضاة. سمع بالكوفة أبا العباس أحمد بن محمد بن
سعيد بن عقدة الحافظ. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ. وذكره في " تاريخ
لنيسابور "، فقال: أبو القاسم الكلاباذي. دخلت بخارى سنة خمس وخمسين، وهو على
القضاء بها، وكان أبوه ولي قضاء بخارى سبع سنين، وكنت أسمعهم يقولون في مساجدهم
ومجالسهم: اللهم اغفر للقاضي الكلاباذي محمد بن أحمد. يعنون أباه. فحسد بعض
الزعماء أبا القاسم بذلك، فقال لأهل بخارى: هذا رجل معتزلي. وحرشهم عليه، فالتمسوا
عزله عن بخارى، فقلد قضاء نيسابور، إجلالا لمحله، لم يعزلوه إلا بولاية، فقلد قضاء
نيسابور وأنا ببخارى، فالتمس مني الخروج في صحبته، فامتنعت، فخرج، ثم قضي أني
115

وردت نيسابور، وهو بها على القضاء، فسألته فحدث، وانتخبت عليه، وذلك في سنة تسع
وستين (1) وثلاثمائة.
الكلاباذي: بضم الكاف وفتح الباء الموحدة بين اللام ألف والألف والذال المعمة في
آخرها.
هذه النسبة إلى كلاباذ، وهي محلة بنيسابور يتقرب فيقال جلاباذ بالجيم، وقد ذكرتها
فيها، وأعدت ذكرها ههنا، والله تعالى الموفق.
الكلابزي: بفتح الكاف واللام ألف والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى حفظ الكلاب، وتربيتها، والصيد بها، واشتهر بهذه النسبة:
إبراهيم بن حميد الكلابزي النحوي البصري، يروي عن أبي حاتم سهل بن محمد
السجستاني. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الكلابي: بضم الكاف واللام ألف المشددة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى كلاب، وهم جماعة من المنتسبين إلى:
عبد الله بن كلاب البصري، المتكلم على مذهب المثبتة، وجماعة من أهل مقالته
ينتمون إليه، وفيهم كثرة.
الكلابي: بكسر الكاف بعدها اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى عدة من قبائل العرب، فمنهم إلى:
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، من أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو:
قصي، وزهرة، ابني كلاب بن مرة.
والقبيلة المعروفة، هي: كلاب بن عامر بن صعصعة، وقد صحبت في برية السماوة
جماعة منهم، والمنتسب إليها:
أبو عثمان عمرو بن عاصم الكلابي، من أهل البصرة. قال أبو حاتم بن حبان:
عمرو بن عاصم الكلابي، كلاب بني قيس. يروي عن همام، وعمران القطان. روى عنه

(1) المثبت في الجواهر، ويعضده ما ورد في الجواهر، حيث نقل القرشي عن الحاكم أنه: " لحقه موجدة فاستخلف
بنيسابور، في سنة ستين وثلاثمائة، وترك العمل على خليفته، وخرج إلى بخارى، واستعفى عن قضاء نيسابور ".
116

أحمد بن الحسن بن خراش، وأهل العراق. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وأبو زكريا ظالم بن مكتوم الكلابي، من أهل الأنبار، حدث عنه أبو القاسم بن
الثلاج، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وذكر أنه سمع منه بالأنبار،
وكان حدادا.
وأبو محمد عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي النيسابوري، من أهل نيسابور، ويقال:
عمرو بن أبي عمرو. سمع معاذ بن معاذ العنبري، وأبا عبيدة الحداد، وسفيان بن عيينة،
وحاتم بن إسماعيل، وزياد بن عبد الله البكائي، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية،
والنضر بن إسماعيل البجلي. وقرأ القرآن على علي بن حمزة الكسائي. روى عنه محمد بن
يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن سنان،
ومحمد بن عبد الوهاب العبدي. وهو ثقة. وحكى عنه أنه خرج يوما للتحديث. فسمع
ضحك رجل من المستمعين. فدخل الدار، ولم يحدثنا بحرف، وكان يقول: صحبت
ابن علية ثلاث عشرة سنة ما رأيته يتبسم، ومات عن ثمان وسبعين سنة (1).
الكلاس: بفتح الكاف واللام ألف المشددة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى الكلس، وهو الجص. والكلاس الجصاص، عرف بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحراني، المعروف بالكلاس، من
أهل حران. يروي عن علي بن إبراهيم بن عزون الحراني. روى عنه أبو الحسن علي بن
عمر الدارقطني.
الكلاشكردي: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة بعد اللام ألف وكسر الكاف
وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كلاشكرد، وقد يعرب، فيقال: جلاشجرد، وهي قرية على فرسخين
من مرو، وكان منها:
سام بن نوح الكلاشكردي، يروي عن عبد الله بن المبارك، وغيره.
ورئيس بن سليمان بن حارثة بن قدامة الجلاشجردي، وحارثة من أصحاب علي بن

(1) قال ابن الأثير: " قلت: أما قوله: كلاب بن عامر بن صعصعة. فلعله قد نسب إلى جده، وإلا فهو كلاب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، من مضر ".
117

أبي طالب، رضي الله عنه، قدم رئيس خراسان أيام الأحنف بن قيس، ونزل قرية
جلاشجرد. هكذا ذكره أبو زرعة المسبحي.
الكلاعي: بفتح الكاف وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى قبيلة، يقال لها: " كلاع، نزلت الشام، وأكثرهم نزل حمص،
والمشهور بالانتساب إليها:
عبد الله بن خالد بن معدان الكلاعي، من أهل الشام. يروي عن أبيه. روى عنه
عقيل بن مدرك.
وأبو منقذ عبد الرحمن بن ثور الكلاعي، من أهل الشام. روى عنه صفوان بن عمرو
السكسكي.
وأبو سلمة عبيد الله بن عبد الله الكلاعي الحمصي، من أهل الشام. يروي عن
مكحول. روى عنه الشاميون.
والحارث بن عبيدة الحمصي الكلاعي، قاضي حمص. يروي عن الزبيدي،
وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة اليحصبي. روى عنه الربيع بن روح، ويزيد بن عبد ربه،
وعبد الله بن عبد الجبار، وعمرو بن عثمان. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هو
شيخ ليس بالقوي.
وأبو عبد الله خالد بن معدان بن أبي كريب الكلاعي. يروي عن أبي أمامة،
والمقدام بن معديكرب. ولقي سبعين رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من خيار عباد الله
الصالحين. قدم العباس بن الوليد واليا على حمص. فحضر يوم الجمعة للصلاة، وخالد بن
معدان في الصف، فلما رآه إذا على العباس بن الوليد ثوب حرير، فقام إليه خالد، وشق
الصفوف حتى أتاه، فقال: يا ابن أخي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن لبس هذا.
فقال: يا عم، هلا قلت أخفى من هذا. قال: وغمك ما قلت؟ والله لا سكنت بلدا أنت
فيه. فخرج عنه، وسكن طرسوس، فكتب العباس إلى أبيه يخبره بذلك، فكتب إليه
الوليد: يا بني، ألحقه بعطائه أين ما كان، فإنا لا نأمن أن يدعوا علينا بدعوة فنهلك. وأقام
بطرسوس متعبدا مرابطا، إلى أن مات، سنة أربع ومائة، وقيل: ثمان ومائة. وقيل سنة
ثلاث ومائة.
وأبو سهل عباد بن العوام الكلاعي، من أهل واسط. يروي عن حميد الطويل، روى
118

عنه أهل العراق. مات سنة ست وثلاثين ومائة.
وأبو محمد بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن جرير الحمصي الكلاعي، من
أنفسهم، الميتمي، من أهل حمص. يروي عن محمد بن زياد الألهاني. روى عنه
ابن المبارك، والناس. وكان مولده سنة عشر ومائة. ومات سنة سبع وتسعين ومائة. اشتبه
أمره على شيوخنا. قال أبو حاتم بن حبان البستي: حدثني بنسبته سالم بن معاذ بدمشق،
حدثني عطية بن بقية بن الوليد، حدثني أبي بقية بن الوليد بن صائد بن جرير بن فضالة بن
كعب الميتمي الكلاعي، قال: سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن الحسن الترمذي
يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل،
فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير، فعلمنا من أين أتي. قال أبو حاتم: لم يسبر
أبو عبد الله رحمه الله شأن بقية، وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة، رويت عن أقوام ثقات،
فأنكرها، ولعمري إنه موضع الانكار، وفي دون هذا ما يسقط عدالة الانسان في
الحديث، ولقد دخلت حمص وأكثر همي شأن بقية، فتتبعت حديثه، وكتبت النسخ على
الوجه، وتتبعت ما لم أجد بعلو من رواية القدماء، فرأيته ثقة، مأمونا، ولكنه كان مدلسا.
سمع من عبيد الله بن عمرو، وشعبة، ومالك، أحاديث يسيرة مستقيمة. ثم سمع عن أقوام
كذابين ضعفاء متروكين، عن عبيد الله بن عمرو، وشعبة، ومالك، مثل: المجاشع بن
عمرو، والسري بن عبد الحميد، وعمر بن موسى الميتمي، وأشباههم، وأقوام لا يعرفون
إلا بالكنى، فروى عن أولئك الثقات، الذين رآهم، بالتدليس، ما سمع من هؤلاء
الضعفاء، وكان يقول: قال عبيد الله بن عمر بن نافع. وقال مالك عن نافع كذا. فجعلوه:
بقية عن عبيد الله، وبقية عن مالك. وأسقط الواهي بينهما، فالتزق الموضوع ببقية،
وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه،
ويسوونه، فالتزق ذلك كله به، وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه، وسئل ابن عيينة عن
حديث حسن. فقال: بقية بن الوليد، أخبرنا أبو العجب، أخبرنا. ويروي أبو محمد
بقية بن الوليد الكلاعي، من أنفسهم، الحمصي أيضا، عن بجير بن سعد، ومحمد بن
زياد، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وغيرهم. روى عنه ابن المبارك، وأبو صالح كاتب
الليث، وإبراهيم بن موسى، وهشام بن عمار. وتكلموا فيه، قال ابن عيينة: لا تسمعوا من
بقية ما كان في سنة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره. قال ابن المبارك: إذا اجتمع
إسماعيل بن عياش وبقية في الحديث، فبقية أحب إلي. وقال أبو مسهر: بقية أحاديثه ليست
نقية، فكن منها على تقية. وقال يحيى بن معين، وسئل عن بقية بن الوليد، قال: إذا حدث
119

عن الثقات، مثل صفوان وغيره، فأما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا، وإذا كنى ولم
يسم الرجل فليس يساوي شيئا. فقيل ليحيى: أيما أثبت، بقية أو إسماعيل بن عياش؟
فقال: كلاهما صالحان. قال أبو زرعة الرازي: بقية أحب إلي من إسماعيل بن عياش،
ما لبقية عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين، فأما الصدق، فلا يؤتى من الصدق، وإذا حدث
عن الثقات فهو ثقة.
وأما أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين بن الصباح بن الخليل بن عبيد بن
الحارث بن يزيد ذي الكلاع الحذاء الكلاعي، يعرف بابن عوة، نسب إلى ذي الكلاع. من
أهل بغداد، حدث عن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي. روى عنه أبو الحسن
الدارقطني، والقاضي الجراحي، وابن شاهين، والكتاني، ويوسف القواس. وهو ذكر نسبه
كما سقناه أولا، وكان ثقة، ولم يكن عنده شئ من الحديث، إلا جزء واحد عن شاذان.
ومات بالكرخ، سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
الكلالي: بفتح الكاف وبعدها اللام ألف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى كلالة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو الأصبغ شبيب بن حفص بن إسماعيل بن كلالة المصري الكلالي، مولى بني فهر،
من قريش، وكان شبيب ينكر الولاء، وكان فقيها مقبولا عند القضاة، آخر من حدث عنه
بمصر محمد بن موسى بن النعمان. وتوفي في معجرود، من طريق القلزم، وهو راجع من
الحج، يوم الأربعاء، آخر يوم من المحرم، سنة ستين ومائتين، وحمل ودفن بمصر.
الكلائي: بفتح الكاف واللام ألف المشددة.
هذه النسبة إلى الكلأ (1)، وهو موضع بالبصرة، منها:
أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن البصري الكلائي. يروي عن
أبي الحسن محمد بن عبد الله السدري. قال أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي: سمعنا منه
بالكلأ، موضع بالبصرة.

(1) ذكر ياقوت أنه " الكلاء " و " الكلأ " الأول مشدد ممدود، والثاني مهموز مقصور، معجم البلدان 4 / 293.
120

باب الكاف والياء
الكيال: بفتح الكاف وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام.
هذه اللفظة لمن يكيل الطعام، واشتهر بها جماعة، منهم:
أبو القاسم ظفر بن محمد بن أبي محمد الكيال الصوفي، من أهل مرو، شيخ
صالح، كثير العبادة والتهجد، عفيف. سمع السيد أبا الحسن إسماعيل بن الحسين بن
القاسم العلوي. كتبت عنه، وقرأت عليه جزءا، وما سمع أحد منه الحديث غيري. وتوفي
سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
ومن القدماء:
أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن شريح الجرجاني، نزيل نيسابور،
ويعرف بابن أبي إسحاق الكيال، قال أبو بكر الخطيب: قدم بغداد، وحدث بها عن
محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، وأبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، وأبي عبد الله
محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني، حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن
محمد العتيقي.
وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل الكيال، من أهل بغداد. سمع
جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي،
وأبا بكر عبد الله بن أبي داود، ومحمد بن هارون بن المجدر. روى عنه ابن بنته أحمد بن
محمد، ومحمد بن الفرج البزاز، وأبو القاسم الأزهري، وغيرهم. وكان صدوقا. قال
أبو بكر الخطيب: سمعت الأزهري ذكره، فقال: كان أعمى القلب. قال: وحدثني
أبو عبد الله بن بكير عنه، أنه خرج حديث الثوري، وكان عنده نسخة، لابن عيينة،
بنزول، فأخرجها كلها في حديث الثوري. ومات في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أحمد الكيال المؤدب، من أهل أصبهان. سمع
الكثير ببلده، وبخراسان، وما وراء النهر. سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود
السغدي، وأبا عمران موسى بن شعيب السمرقندي، وغيرهما. روى عنه أبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه الحافظ، وغيره. ومات سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
الكيخاراني: بفتح الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الخاء المنقوطة
121

والراء بين الألفين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كيخاران، وهي قرية من قرى اليمن، والمشهور بهذا الانتساب:
عطاء بن يعقوب الكيخاراني، من أهل اليمن، مولى بني سباع، وكيخاران: موضع
باليمن، نسب إليه. يروي عن أم الدرداء، وأبي الدرداء أيضا. روى عنه الزهري،
والقاسم بن أبي بزة، ومن زعم أنه قد سمع معاذ بن جبل، فقد وهم. أخبرنا أبو بكر
محمد بن أحمد البسطامي، في داره بنيسابور، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي خلف
الشيرازي، أخبرنا أحمد بن عبد الله الفارسي، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن
يوسف، سمعت جدي محمد بن يوسف الفربري، يقول: سمعت محمد بن أبي حاتم
البخاري، سمعت أبا بكر المديني، بالشاش، زمن عبد الله بن أبي عرابة، يقوله: كنا عند
إسحاق بن راهويه، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في المجلس، فمر إسحاق
بحديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان دون صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عطاء الكيخاراني، فقال
إسحاق: يا أبا عبد الله، أي شئ كيخاران؟ قال: قرية باليمن، كان معاوية بن أبي سفيان
بعث هذا الرجل، وكان يسميه " أبا بكر " يعني المديني فأما نسبته إلى اليمن، فمر
بكيخاران، فسمع منه عطاء حديثين، فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله، كأنك شهدت
القوم. وقد ذكر أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ، في كتاب
" التاريخ " الذي جمعه لقصبتي نسف وكش، عقب حديث أبي الدرداء: " ما من شئ
يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن "، ثم قال: تفرد به القاسم بن أبي بزة فجمع حديثه
عن عطاء الكيخاراني، وكيخاران: قرية من رستاق مرو. قلت: وهذا وهم لان أهل مرو
لا يعرفون هذه القرية، وليست عندهم، وهي قرية باليمن كما ذكرنا (1).
الكيزداباذي: بكسر الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وسكون الزاي وفتح
الدال المهملة وفتح الباء الموحدة بين الألفين والذال المعجمة في آخرها.
هذه النسبة إلى كيزداباذ، وهي قرية من قرى طريثيث، فيما أظن، منها:
عيسى بن محمد بن موسى الكيزداباذي الطريثيثي. حدث عن أبي نصر صاحب
مقاتل بن سليمان. روى عنه أبو زكريا يحيى بن محمد الكرميني حديثا في " تاريخ

(1) قال ابن الأثير: فاته: الكيزاني المصري، وهو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت، وله طائفة بمصر ينتمون
إليه، قيل: كان مشبها. وله ديون شعر ".
122

نيسابور "، في ترجمة عبد الله البشتي الزاهد، من شيوخ الحاكم أبي عبد الله الحافظ.
الكيساني: بفتح الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح السين المهملة
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كيسان، وهواسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور منهم:
أبو محمد سليمان بن شعيب بن سليمان بن سليم بن كيسان الكلبي، يعرف
بالكيساني، من أهل مصر. يروي عن أبيه، وأسد بن موسى، وطبقتهما. روى عنه
أبو الحسن علي بن محمد المصري. وكان مولده بمصر، سنة خمس وثمانين ومائة. وتوفي
في صفر، سنة ثلاث وسبعين ومائتين. وكان ثقة.
وأبو نصر علي بن الحسن بن سليمان بن شعيب بن سليمان بن سليم بن كيسان
الكيساني، من أهل مصر. يروي عن جده سليمان بن شعيب، وغيره. وكان مؤدبا، فقيرا،
وكان ثقة. توفي في شعبان، سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وسليمان بن كيسان الكلبي الكيساني، شامي من أهل صور، قدم مصر. وروى عن
أبيه، والمفضل بن فضالة، وسعيد بن أبي أيوب.
وأبو سعيد شعيب بن سليمان بن سليم بن كيسان الكلبي، قدم مصر روى عنه سعيد بن
عقبة، وغيره. وهو والد سليمان بن شعيب. وتوفي بمصر، سنة أربع ومائتين، يوم
السبت، لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال.
الكيشي: بكسر الكاف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى كيش، وهي جزيرة قيس، في وسط البحر (1)، جعلوا قيسا كيشا، منها:
إسماعيل بن مسلم العبدي الكيشي، قاضي قيس، من أهل البصرة، ولي القضاء
بها. يروي عن الحسن، وأبي المتوكل، وعطاء، وأبي كثير مولى الأنصار. روى عنه
يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وأبو نعيم، وغيرهم. أثنى
عليه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ووثقاه، وقال علي بن المديني: إسماعيل بن مسلم
العبدي، كان قاضي جزيرة البحر، وإنما روى ثلاثين أو أربعين حديثا. قال أبو حاتم
الرازي: إسماعيل العبدي، قاضي قيس، ثقة، وليس هو بالمكي.

(1) زاد ياقوت: " تعد في أعمال فارس، لان أهلها فرس، وقد ذكرتها في قيس، وتعد من أعمال عمان ". معجم البلدان
4 / 333.
123

حرف اللام
باب اللام والباء
اللباد: بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المهملة، هذه
النسبة إلى بيع اللبود وهي جمع لبد وعملها..
والمشهور بهذه النسبة:
أحمد بن علي بن محمد اللباد: شيخ مجهول لا بأس به. قال ابن ماكولا: لم أر كثير
أحد يروي عنه. تأخر موته. روى عن علي بن الحسن بن شقيق. كان يسكن عليا باذ بمرو.
وروى عنه أبو إسحاق الماسي.
ومحمد بن إسحاق بن نصر اللباد النيسابوري بن أخي أحمد بن نصر: شيخ الكوفيين
بنيسابور. سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وغيره، روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم وأبو
سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان.
وأبو علي الحسن بن الحسين بن مسعود بن عبد الله بن اللباد المؤذن البخاري: يروي
عن الحميدي وأبي نعيم وعلي بن الحكم المروزي ومحمد بن مقاتل المروزي. روى عنه
محمد بن أحمد السعداني ومحمد بن صابر. توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين.
ومحمد بن نصر اللباد النيسابوري والد أبي نصر أحمد: روى عنه ابنه.
وإسماعيل بن زكريا اللباد الحافظ: نيسابوري لقبه شاذان. حدث عن محمود بن
هشام. روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى الوزان الحيري.
وأبو الحسين أحمد بن حسنويه بن علي التاجر اللباد: نيسابوري، سمع أبا بكر بن
خزيمة ومكي بن عبدان وأبا بكر بن الباغندي ومن بعده.
وأبو محمد زنجويه بن محمد بن الحسن بن عمر الزاهد اللباد: من أهل نيسابور كان
أحد المجتهدين في العبادة. سمع محمد بن رافع ومحمد بن أسلم وإسحاق بن منصور
والحسين بن عيسى البسامي بخراسان وحميد بن الربيع الخزاز وأحمد بن منصور الرمادي
بالعراق، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو الفضل بن إبراهيم. ومات في سنة ثماني عشرة
وثلاثمائة. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: عهدت الحفاظ من مشايخنا كلهم يثنون على
124

زنجويه عن أبي الحسين الحجاجي فسألته عنه فقال: زاد على ما كان عنده عن محمد بن
أسلم فقال أنكرت عليه غير هذا؟! قال: لا.
اللبادي: بفتح اللام والباء الموحدة المشددة، بعدهما الألف، وفي آخرها الدال
المهملة. هذه النسبة إلى سكة اللبادين: وهي محلة بسمرقند، يقال لها كوي نهر كدان.
منها:
القاضي الإمام محمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السعيدي
السمرقندي اللبادي: كان يسكن سكة اللبادين يروي عن أستاذه أبي اليسر محمد بن محمد بن
الحسن البزدوي. وتوفي في النصف من صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة.
ومحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن يحيى الكرابيسي اللبادي: من أهل
سمرقند، من هذه السكة. توفي ليلة الجمعة السابع من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين
وخمسمائة ودفن بجاكرديزه. حدث عن أبيه عن أبي نصر العراقي.
اللبان: بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
بيع اللبن. والمشهور بالانتساب إليها:
أبو عبد الرحمن الحسين بن أحمد اللبان الجرجاني: يروي عن محمد بن عبيدة
العمري عن أبي مسلم. روى عنه أحمد بن أبي عمران الوكيل.
وأبو الحسين (1) محمد بن عبد الله بن الحسن بن اللبان الغرضي البصير: انتهى إليه علم
الفرائض في وقته وصنف كتبا اشتهرت به، سمع أبا العباس محمد بن أحمد الأثرم ومحمد بن أحمد بن
محموية العسكري والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي وأبا بكر محمد بن بكر بن داسة التمار،
سمع منه كتاب السنن. روى عنه أبو القاسم التنوخي وأبو الطيب الطبري وأبو محمد الخلال
وعبد العزيز بن علي الأزجي. وذكر القاضي أبو الطيب الطبري أنه سمع كتاب السنن عن ابن
داسة عن أبي داود، وكان ثقة، وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربع مئة.
وأبو محمد (عبد السلام) بن محمد بن عبد الله بن اللبان المصدل، من أهل أصبهان،
فاضل مليح الخط مكثر. سمع أبا منصور بن شكروية القاضي والمسهر بن عبد الواحد البزاني
وغيرهما. سمعت منه بأصبهان.
وأبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا الخزاعي اللبان، من أهل الري.

(1) انظر اللباب 3 / 126.
125

حدث عنه أبي الحسن محمد بن أحمد البرذعي المعروف بابن حرارة نسخة بشر بن عمرو بن
سام الكابلي، وروى أيضا عن بكر بن عبد الله الحبال وعتاب بن محمد الوراميني (1)
ومسرة بن علي القزويني وعبد الله بن علي الجرجاني وحامد بن محمد بن عبد الله
الهروي وغيرهم. روى عنه أبو العلاء الواسطي والحسن بن محمد الخلال والحسن بن
علي الجوهري وأبو يعلي أحمد بن عبد الواحد الوكيل، وكان من أهل الصدق. هكذا ذكره
أبو بكر الخطيب توفي بعد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة بعد رجوعه من الحج.
وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان بن
عبد السلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة بن جشم بن وائل بن مهامة بن تيم الله بن ثعلبة بن
عكابة (2) بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الأصبهاني المعروف بابن اللبان: من أهل
أصبهان، سكن بغداد، أحد أوعية العلم من أهل الدين والفضل. سمع بأصبهان أبا بكر
محمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبا عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ وأبا إسحاق
إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله التاجر وأبا الحسن علي بن محمد بن أحمد بن ميله
الفقيه، وببغداد أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وبمكة أبا الحسن أحمد بن
إبراهيم بن فراس المكي وغيرهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ في
التاريخ وقال: أبو محمد بن اللبان الأصبهاني كان ثقة صحب القاضي أبا بكر الأشعري ودرس
عليه أصول الديانات وأصول الفقه ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الأسفرايني وقرأ القرآن
بعدة روايات. وولي قضاء أزج، وحدث ببغداد فسمعنا منه. وله كتب كثيرة مصنفة. كان
من أحسن الناس تلاوة للقرآن. ومن أوجز الناس عبارة في المناظرة، مع تدين، جميل وعبادة
كثيرة ورع بين وتقشف ظاهر وخلق حسن. وسمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سنين
وأحضرت عند أبي بكر بن المقرى ولي أربع سنين فأرادوا أن يسمعوا لي فيما حضرة قراءته
فقال بعضهم: إنه يصغر عن السماع، فقال لي ابن المقرئ: اقرأ سورة الكافرين (3)،
فقرأتها، فقال لي: اقرأ سورة التكوير (4)، فقرأتها، فقال لي غيره: اقرأ سورة " والمراسلات "
فقرأتها. ولم أغلط فيها، فقال ابن المقرئ: سمعوا له والعهدة علي. ومات بأصبهان في

(1) نسبته إلى ورامين، وهي بليدة من نواحي الري بينهما نحو ثلاثين ميلا في طريق القاصد من الري إلى أصبهان. وانظر
معجم البلدان (ورامين) واللباب 3 / 358.
(2) اختلفت النسخ في رسم بعض هذه الأسماء من مثل (عقبة وجشم ومهامة وعكابة) وأثبت ما في تاريخ بغداد
10 / 144.
(3) وفي نسخة: (الكافرون) على الحكاية.
(4) في نسخ: (الكوثر).
126

جمادي الآخرة من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
اللبشموني: بفتح اللام والباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وضم الميم وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى لبشمونة: وهي قرية من قرى الأندلس. منها:
عبد الرحمن بن عبيد الله (1) اللبشموني الأندلسي: روى عن مالك بن أنس الامام
وحدث، روى عنه جماعة.
اللبقي: بفتح اللام والباء الموحدة وفي آخرها القاف منهم:
علي بن سلمة اللبقي يروي عن شبابة بن سوار ومالك بن سعير (2).
اللبواني: بفتح اللام وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الواو وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى لبوان وهو بطن من المعافر يقال له لبوان بن مالك بن الحارث. والمنتسب إليه:
أبو عبد الرحمن عقبة بن نافع المعافري اللبواني، يقال إنه مولى بني لبوان بن مالك بن
الحارث بن المعافر، سكن الإسكندرية، وكان فقيها، يروي عن عبد المؤمن بن عبد الله بن
هبيرة السباي وربيعة بن أبي عبد الرحمن وخالد بن يزيد، روى عنه عبد الرحمن بن وهب
المصري. وتوفي بالإسكندرية سنة ست وتسعين ومئة. وكان له عقب لهم شرف ومنزلة
يسكنون الفسطاط ودارهم هي الدار المذهبة التي بمهرة. قاله أبو سعيد بن يونس المصري.
اللبيبي: بفتح اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين البائين المنقوطتين
بواحدة. هذه النسبة إلى لبيب، وهو اسم لبعض (3) أجداد المنتسب إليه، منهم:
عبد الكريم بن محمد بن لبيب اللبيبي، أخوه إبراهيم، وعبد الكريم الأكبر، حدث
عن أهل مصر وتوفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
اللبيدي: بفتح اللام وكسر الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المهملة. والمشهور
بهذه النسبة:
أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي اللبيدي: فقيه مشهور من

(1) انظر اللباب 3 / 127.
(2) بعده في اللباب 3 / 127: (قلت. فاته: اللبناني: بضم اللام وسكون الباء وفتح النون وبعد الألف نون ثانية نسبة
إلى جبل لبنان من أرض الشام مشهور يسكنه الصالحون، ينسب إليه جماعة كثيرة).
(3) في نسخة (وهو اسم لجد بعض أجداد).
127

فقهاء القيروان بالمغرب. توفي قريبا من سنة ثلاثين وأربع مئة، حدث وروى.
اللبيري: بفتح اللام وكسر الباء المنقوطة بواحدة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها الراء هذه النسبة إلى لبيرة وهي من بلاد الأندلس (1)، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الخضر (2) حامد بن الأخطل بن أبي العريض التغلبي اللبيري الأندلسي: يروي عن
العتبي وابن المزين. رحل وسمع وذكر بخير وزهد وورع. توفي بالأندلس سنة ثمانين
ومئتين.
وإبراهيم بن خالد الأموي اللبيري: يروي عن يحيى بن يحيى (1) صاحب الموطأ
وسعيد بن حسان. توفي سنة ثمان وستين ومائتين.
وإبراهيم بن خلاد اللخمي اللبيري: سمع يحيى بن يحيى. مات بها سنة سبعين
ومائتين.
وأحمد بن عمرو بن منصور اللبيري الأندلسي: يروي عن يونس بن عبد الأعلى
وغيره، توفي بالأندلس سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة، نسبه في موالي بني أمية، قاله ابن
يونس.
ويسر بن إبراهيم بن خالد اللبيري: قال أبو سعيد بن يونس: هو أندلسي من أهل
اللبيرة، نسبوه في موالي بني أمية، يروي عن أبيه وجماعة. ذكره الخشني وقال: توفي سنة
اثنتين وثلاثمائة، وكان فقيها موفقا.

(1) معجم البلدان (لبيري): هي إلبيرة كورة كبيرة من الأندلس بينها وبين قرطبة تسعون ميلا، ومن مدنها غرناطة.
(2) انظر اللباب 3 / 128.
(3) في الأصول (يحيى بن عيسى) وهو تصحيف. انظر الاكمال 7 / 195 ومعجم البلدان (البيرة) وتهذيب التهذيب
11 / 300 ويبدو أنه بصاحب الموطأ لأنه رواه عن مالك.
128

باب اللام والجيم
اللجام: بفتح اللام، وتشديد الجيم، هذه النسبة إلى عمل اللجام وبيعه، والمشهور
بهذه النسبة:
أبو بكر أحمد بن الحسين اللجام الأردبيلي: قال ابن ماكولا: ثبتني فيه أحمد بن
يوسف، شيخ أردبيل (1). وخلف بن عثمان الأندلسي يعرف بابن اللجام. يروي عن أبي
محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي المحدث وأبي بكر يحيى بن هذيل الشاعر، ذكره أبو
محمد بن حزم الأندلسي.
اللجوني: بفتح اللام، وضم الجيم، بعدهما الواو، وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى لجون (2)، وهي مدينة بالشام بها مسجد إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، وعين ماء ينبع
من تحت المسجد. منها:
القاضي أبو الفضل جعفر بن أحمد بن سليمان السعيدي اللحوني: سمع بالقلزم أبا
عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف العبدي المكي. روى عنه أبو بكر أحمد بن
محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بمدينة لجون.

(1) أردبيل من أشهر مدن أذربيجان، تقع غربي بحر الخرز بينهما مسيرة يومين.
(2) في معجم البلدان أن بينها وبين طبرية عشرين ميلا وبينها وبين الرملة أربعون ميلا.
129

باب اللام والحاء
اللحافي: بكسر اللام، وفتح الحاء، بعدهما الألف، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة
إلى اللحاف. واشتهر بهذه النسبة:
أبو عبد الله المسهر بن محمد بن إبراهيم الشيرازي الصوفي المعروف باللحافي: كان
أحد الشيوخ الصالحين، وممن جاور بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم نحو أربعين سنة. وقدم بغداد وسكن
الرباط الذي كان عند جامع المدينة. وحدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا
النسوي. قال أبو بكر الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. وتوفي بأيذج في رجب سنة
خمس وأربعين وأربعمائة. قال: بلغتنا وفاته ونحن ببيت المقدس.
اللحام: بفتح اللام والحاء المهملة، هذه اللفظة نسبة إلى بيع اللحم.
وشيبان اللحام يروي عن ابن الحنفية. روى عنه سالم بن أبي حفصة.
ومن القدماء في الجاهلية عن عرفجة بن سلامة بن عرفجة بن سلامة بن أبي بن أبي
النعمان بن زهير بن جناب اللحام. قيل له اللحام لكثرة من كان يقتل.
وأبو الحسن اللحام: يروي عن أبي قلابة. روى عنه شعبة. قال ابن أبي حاتم:
سألت أبي عنه فقال: لا يسمى.
اللحجي: بفتح اللام، وسكون الحاء المهملة، والجيم في آخرها، هذه النسبة إلى
لحج وهي قرية من أبين (1) من بلاد اليمن، قال عمر بن أبي ربيعة في شعر له:
وأيقنت أن لحجا ليس من وطني (2)
ولحج بطن من حمير، وهو لحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن
أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ، نزلت بهذا الموضع فنسب إليهم، والمنسوب إلى هذا
الموضع: أبو الحسن علي بن زياد اللحجي: ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات
وقال: علي بن زياد: من أهل اليمن، سمع ابن عيينة، وكان راويا لأبي قرة، حدثنا عنه

(1) أبين: مخلاف باليمن منه عدن، وقيل: هو موضع في جبل عدن " معجم البلدان ".
(2) هذا عجز بيت ورد في ديوان ابن أبي ربيعة 158 وصدره (لاستيقنت غير ما ظنت بصاحبها) وروايته فيه: " وأيقنت أن
عكا.. ".
130

المفضل بن محمد الجندي، مستقيم الحديث.
وأبو حمة محمد بن يوسف بن محمد الزبيدي اللحجي، كنيته أبو يوسف، وعرف بأبي
حمه. سمع أبا قرة موسى بن طارق. يروي عنه أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي
وعلي بن الحسن القافلاني ومحمد بن صالح الطبري وغيرهم (1).

(1) في اللباب 3 / 129: (قلت: فاته: اللحياني: بكسر اللام وسكون الحاء المهملة وفتح الياء تحتها نقطتان وبعد
الألف نون نسبة إلى لحيان بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، ينسب إليهم خلق كثير، منهم أبو مليح بن
أسامة بن عمير بن عامر بن الأقيشر وهو عمتر بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناجية بن عمرو بن الحارث بن كثير بن
هند بن ابن طانجة بن لحيان الهذلي اللحياني، كان شريفا).
131

باب اللام والخاء
اللخمي: بفتح اللام المشددة وسكون الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى لخم، ولخم
وجذام قبيلتان من اليمن نزلتا الشام، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو يحيى سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي: من أهل الكوفة، سكن دمشق. يروي
عن إسماعيل بن أبي خالد. روى عنه سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار. وقيل إن
اسمه سعيد وسعدان لقب.
وأبو الحسن حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن سحيم بن عايذ الله بن عوذ بن
معاوية بن عبيد بن نزار بن عتم بن أرش بن إدريس بن جديلة بن لخم اللخمي الكوفي: قدم
بغداد وحدث بها عن هشيم بن بشير وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث
ويحيى بن آدم ومحمد بن فضيل وغيرهم. روى عنه محمد بن حمد بن البراء وعبد الله بن
محمد بن ناجية ومحمد بن محمد الباغندي والحسين بن إسماعيل المحاملي وغيرهم. تكلم
فيه الدارقطني وقال: تكلموا فيه. وطعن عليه يحيى بن معين. وكان أحمد بن حنبل يحسن
القول فيه. وقال الدارقطني فيما سأل أبو عبد الرحمن السلمي عنه فقال: تكلم فيه يحيى بن
معين، وقد حمل الحديث عنه الأئمة ورووا عنه، ومن تكلم فيه لم يتكلم فيه بحجة. وقال
غيره: كانت وفاته في سنة ثمان وخمسين ومائتين بسر من رأى.
وأبو الحسن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع بن مالك اللخمي: ذكر أبو
القاسم بن الثلاج أنه حدث عن محمد بن القاسم بن جعفر الشطوي.
ووالده أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع بن مالك اللخمي الكوفي:
سكن بغداد وحدث بها عن أبي سعيد الأشج ومحمد بن ثواب الهباري وجده حميد بن الربيع
وهارون بن إسحاق الهمذاني والخضر بن أبان الهاشمي ومحمد بن الحجاج وإبراهيم بن أبي
العنبس القاضي وأحمد بن حازم الغفاري وغيرهم. روى عنه الحسين بن محمد بن عفير
الأنصاري وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرى وأبو حفص بن الزيات وأبو حفص بن شاهين وأبو
بكر بن شاذان البزاز وأبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني. وكان أبو العباس بن عقدة سيئ
الرأي فيه، قال ابن عقدة: كنت عند الحضرمي يعني مطينا فمر عليه ابن للحسين بن ابن
حميد الخزاز فقال: هذا كذاب ابن كذاب. قال ابن عدي الحافظ: رأيت أنا ابن الحسين بن
132

حميد هذا كان شيخا وراقا على باب جامع الكوفة. وقال أبو يعلي الطوسي بخلاف هذا،
فقال: محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع كان ثقة يفهم. قال أبو الحسن بن سفيان
الحافظ: سنة ثماني عشرة وثلاثمائة فيها مات أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن
الربيع اللخمي من أنفسهم ببغداد، وجئ به فدفن بالكوفة. وكان قد خرج في وقت دخول
القرمطي الكوفة سنة خمس عشرة وثلاثمائة، ولم يعد إلى أن مات، وكان ثقة صاحب مذهب
حسن وجماعة، وأمر بمعروف ونهى عن منكر، وكان ممن يطلب للشهادة فيأبى ذلك.
وسمعته يقول: ولدت سنة أربعين ومئتين، ومات غرة ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
وعمير بن الفيض اللخمي: يروي عن أبي ذر وعمرو بن العاص. روى عنه الحارث بن
يزيد وابنه عتبة بن عمير.
وأبو هاشم قباث بن رزين اللخمي: من أهل مصر. يروي عن عكرمة. روى عنه ابن
المبارك والمقرئ مات سنة ست وخمسين ومئة.
ومسرة بن معبد اللخمي أخو زهرة بن معبد: من أهل الشام. يروي عن يزيد بن أبي
كبشة. روى عنه أهل بلده. كان ممن يتفرد عن الثقات بما ليس من أحاديث الاثبات على قلة
روايته لا يجوز الاحتجاج به. إذا انفرد.
وأبو بكر محمد بن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي:
قد ذكرت نسبه فيما تقدم. يروي عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ومحمد بن
سهل بن هارون العسكري وأبي بكر محمد بن يحيى الصولي وغيرهم. روى عنه أبو القاسم
الأزهري وأحمد بن محمد العتيقي. وكان ضعيفا. ولد للنصف من شعبان سنة إحدى
وعشرين وثلاث مئة ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة.
وأبو إبراهيم محمد بن الحجاج اللخمي من أهل واسط، سكن بغداد. وحدث بها عن
عبد الملك بن عمير ومجالد بن سعيد. روى عنه داود بن مهران الدباغ ومحمد بن حسان
السمتي ويحيى بن أيوب المقابري وسريج بن يونس، وهو صاحب حديث: (أطعمني جبريل
عليه السلام هريسة). قال يحيى بن معين: هو كذاب. قال يحيى بن أيوب محمد بن
الحجاج سمعت منه وكنت أرى صاحب هريسة كذابا خبيثا. وقال أبو داود: محمد بن
الحجاج اللخمي ليس بثقة ومات سنة إحدى وثمانين ومئة.
وموسى بن علي بن رباح بن معاوية بن حديج الإسكندراني اللخمي: من أهل
الإسكندرية، يقال إنه كان يكره أن يقال له علي، ويقول: لا أجعل في حل من يقول لي
133

علي. روى عن أبيه والزهري وحبان بن أبي جبلة. روى عنه الليث وابن لهيعة وأسامة بن زيد
وابن المبارك وابن وهب والمقري وأبو نعيم الكوفي. قال أحمد بن حنبل: موسى بن علي
شيخ ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن موسى بن علي فقال: كان رجلا صالحا،
كان من ثقات المصريين وكان واليا على مصر.
وأبو صفوان يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي الشامي الدمشقي من أهل دمشق:
يروي عن نافع بن عمر الجمحي ومحمد بن مسلم السائفي وإبراهيم بن سعد وحزام بن
هشام، روى عنه دحيم بن اليتيم وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ومحمد بن إسماعيل
البخاري وغيرهم.
134

باب اللام والدال
اللدي: بضم اللام، وتشديد الدال المهملة: هذه النسبة إلى لد وهو موضع بالشام،
وفي الحديث: يقتل الدجال بباب لد. منها:
أبو يعقوب إسحاق بن سيار اللدي: حدث عن أحمد بن هشام بن عمار الدمشقي،
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه كتب عنه إملاء يوم
الجمعة في مسجد له في حدود سنة ستين وثلاث مئة.
135

باب اللام والراء
اللرقي: بضم اللام، وسكون الراء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى لرقة، وهي
حصن بشرقي الأندلس بين مرسية والمرية، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو القاسم خلف بن هاشم الأشعري اللرقي: يروي عن محمد بن أحمد العتبي.
ومات هناك سنة أربع وثلاث مئة.
اللري: بفتح اللام، وكسر الراء المشددة، هذه النسبة إلى كرة، وهو اسم لبعض
أجداد المنتسب إليه وهو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن القاسم بن عرة الأصبهاني اللري:
من أهل أصبهان. حدث ببلاد الغربة ودخل ما وراء النهر وحدث بها سنة ثمان وخمسين
وثلاث مئة، وحدث بكتاب التاريخ لأبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف
بنفطويه عنه، وروى عن أبي القاسم عبد العزيز بن أحمد وغيرهما. سمع منه أبو بكر
أحمد بن عبد العزيز بن المكي النسفي وجماعة.
اللري: بضم اللام، وتشديد الراء المكسورة، هذه النسبة إلى قرى وناحية في الجبل
يقال لرستان قريبة من جبال أصفهان وأشتر (1) خرج منها جماعة، وأكثرهم زهاد متقشفون،
رأيت واحدا منهم ببلادنا يقال له أحمد اللري لم أسمع منه شيئا، غير أني ذكرته للقرينة حتى
تعرف النسبة والموضع.

(1) في نسخة (أصفهان) وفي أخرى (أصبهان) وفي نسخة مختلفة (واشتهر) وأشتر: ناحية بين نهاوند وهمذان انظر معجم
البلدان (أشتر).
136

باب اللام والغين
اللغوي: بضم اللام، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى
اللغة، ويقال لمن يعرف اللغة والأدب لغوي. واشتهر بهذه النسبة:
أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري اللغوي من أهل البصرة، سكن
بغداد وكان عارفا باللغة والأدب وعلوم القرآن، سمع محمد بن إسحاق بن عباد التمار وجماعة
من البصريين. روى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي وغيره. ذكره أبو بكر الخطيب
الحافظ، وقال: كان صدوقا عالما أديبا قارئا للقرآن عارفا بالقراءات، وكان يتولى ببغداد
النظر في دار الكتب وإليه حفظها والاشراف عليها وقال أبو القاسم عبيد الله بن علي الرقي
الأديب: كان عبد السلام البصري من أحسن الناس تلاوة للقرآن وإنشاد الشعر، قال: وكان
سمحا سخيا ربما جاءه السائل وليس معه شئ يعطيه فيدفع إليه بعض كتبه التي لها قيمة كثيرة
وخطر كبير وكانت ولادته في سنة تسع وعشرين وثلاث مئة. ومات في المحرم سنة خمس
وأربع مئة.
137

باب اللام والفاء
اللفتواني: بفتح اللام، وسكون الفاء، وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى لفتوان، وهي إحدى قرى أصبهان، والمنتسب إليها:
أبو نصر شجاع بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم اللفتواني: كان صهر أبي الفتح عمر بن
مهلب البزاز. يروي عن أبي طاهر بن عبد الرحيم الكاتب وأبي العباس أحمد بن محمد بن
أحمد بن النعمان القصاص. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ
في معجم شيوخه، وروى لي عنه ابنه أبو بكر، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وتسعين
وأربع مئة وابنه شيخنا أبو بكر محمد بن شجاع بن أبي بكر اللفتواني المحدث المشهور بالطلب
والحرص على جمع الحديث وكتابته ولعله لم يترك بأصبهان إسنادا نازلا وعاليا إلا سمعه
ونسخه بخطه، وكانوا يقولون محمد اللفتواني عدة أصحاب الحديث بأصبهان. سمع أبا
عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده العبدي وأبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن
الذكواني وأبا منصور محمد بن أحمد بن شكرويه القاضي وجماعة من هؤلاء الطبقة ومن
بعدهم سمعت منه الكثير بأصبهان.
138

باب اللام والقاف
اللقيطي: بفتح اللام، وكسر القاف، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي
آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى لقيط، وهو اسم لجد أبي بكر أحمد بن عنبس بن لقيط
الضبي اللقيطي المروزي: قدم بغداد وحدث بها عن أبي الفضل سويد بن نصر الطوساني،
روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري.
139

باب اللام والكاف
اللكاف: بفتح اللام والكاف المشددة، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة لمن يعمل
الأكاف ويبيعه وثياب الدواب، واشتهر به:
وجيه بن الحسن بن يوسف اللكاف المصري، من أهل مصر. ذكره أبو زكريا الحافظ
المصري في زيادات تاريخ مصر، وقال: يروي عن خير بن عرفة، حدثونا عنه، وذكره أبو
الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجم شيوخه، وروى حديثا عن إبراهيم بن
مرزوق. سمع منه بمصر.
وشيخ كان يسمع معنا الحديث ويسمع أولاده، من باب الأزج، وفيه خيرية وديانة،
يقال له أبو (..) (1) مذكور بن أديب اللكاف. سمعت منه شيئا يسيرا، سمع بالعراق وكور
الأهواز.
اللكزي: بفتح اللام، وسكون الكاف، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى لكز،
وهي بليدة بدربند خزران فنسبت إلى بانيها، وقيل الترك والخزر وبلنجر واللكز وصقلب بنو
يافث بن نوح. منها:
حكيم بن إبراهيم بن حكيم اللكزي الدربندي: فقيه صالح سديد السيرة، تفقه على
أبي حامد النزالي ببغداد والموفق الهروي بمرو. وسمع الحديث الكثير بخسه. وكان يحفظ
الاشعار القديمة. وخرج إلى بخارى وأقام بها أكثر من عشرين سنة إلى أن توفي بها في شوال
سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.
اللكي: بضم اللام والكاف المشددة، هذه النسبة إلى اللك، وهي بلدة من بلاد برقة
ولاية بين الإسكندرية وأطرابلس المغرب، منها:
أبو القاسم اللكي، فقيه فاضل، تفقه على أبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي
بالإسكندرية، وصار مرجوعا إليه في الفتاوى بالإسكندرية بعد سنة عشرين وخمس مئة.

(1) بياض في الأصول.
140

باب اللام والميم
اللمغاني: بفتح اللام، وسكون الميم، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى لمغان وهي مواضع وناحية في جبال غزنة، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو محمد عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين اللمغاني، أحد أجداده، من هذه
الناحية، وأبو محمد هذا من بيت العدالة والتزكية، وهو فقيه حنفي المذهب جميل الظاهر.
سمع أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي. سمع منه صاحبنا أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الحافظ الدمشقي. وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وخمس مئة
ببغداد.
141

باب اللام والنون
اللنباني: بضم اللام، وسكون النون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى محلة كبيرة بأصبهان، ولها باب يعرف بهذه المحلة، يقال له: باب
لبنان. سمعت بها عن جماعة من المحدثين. والمشهور بالنسبة إليها:
أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني: محدث مشهور ثقة معروف
مكثر. رحل إلى العراق وسمع كتب أبي بكر عبد الله محمد بن أبي الدنيا القرشي عنه.
وسمع إسماعيل بن أبي كثير أيضا. روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد بن يوه المديني
وإبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ وعبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني والد أبي نعيم
وغيرهم. وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني: كان من مشاهير
هذه المحلة. روى الحديث عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن فاذمشاه وأبي سعد
عبد الرحمن الصفار وأبي بكر محمد بن عبد الله بن زيدة الصبني وطبقتهم. مات مبطونا في
يوم الخميس الثالث عشر من شهر رمضان سنة تسع وثمانين وأربع مئة، واجتمع في جنازته
خلق لا يحصون كثرة، صلى عليه ابنه أبو الحسن.
وابناه أبو الحسن محمد وأبو الروح محمد ابنا معمر بن أحمد اللنباني، سمعت منهما
بهذه المحلة وكان أحدهما شيخ المحلة والمقدم بها. روى عن أبي محمد بن رزق الله بن
عبد الوهاب التميمي وغيره. سمعت منهما أحاديث يسيرة.
142

باب اللام والواو
اللواز: بفتح اللام، وتشديد الواو، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى بيع اللوز.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسن اللواز المصري المعافري الدمياطي،
مولى مهرة. يروي عنه يونس بن عبد الأعلى وأحمد بن عيسى الخشاب ويزيد بن سنان
وغيرهم وكان ثقة، وكانت القضاة تقبله. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ،
ومات سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
وعبد العليم بن محمد بن الحسن اللواز الدمياطي، أبو الحسن. يروي عن يونس بن
عبد الأعلى ويزيد بن سنان مات سنة ثماني عشرة وثلاث مئة. قاله ابن يونس.
اللوبياباذي: بضم اللام، بعدها الواو والباء الموحدة المكسورة، ثم الياء المفتوحة
آخر الحروف، والباء الموحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى
لوبيا باذ، وهي محلة بأصبهان أو قرية، وظني أنها محلة، منها:
أبو الفضل محمد بن أبي بكر أحمد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن الحسن بن
محمد بن الحسن بن الحسين بن يزدة اللوبيا بازي المعروف بالفتح الغرضي، من أهل
أصبهان. سمع أبا عبد الله الحسين بن إبراهيم بن نهشل الحمال، سمع منه أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي الحافظ وغيره. وكانت ولادته يوم عاشوراء من سنة إحدى
عشرة وأربع مئة. وتوفي بعد سنة ثمانين وأربع مئة.
اللوبي: بضم اللام، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى لوبية وهي بلدة من
بلاد مصر، منها:
أبو مروان عبد الملك بن مسلمة بن يزيد اللوبي مولى جزي بن عبد العزيز بن
مروان. قال أبو سعيد بن يونس المصري: يقال: كان أصله من لوبية وكان فقيها من أصحاب
مالك وكانت فيه غفلة وسلامة. يروي عن مالك وابن لهيعة والليث، وهو منكر الحديث. قال
ابن بكير: أبطأ علينا يوما حبيب (1) كاتب مالك فقال مالك: يقرأ بعضكم، فقلنا

(1) في م، مط: (حبيب) تصحيف، وهو حبيب بن أبي حبيب إبراهيم ويقال مرزوق ويقال رزيق الحنيفي، أبو محمد
المصري، كاتب مالك. توفي سنة 218 وانظر تهذيب التهذيب 2 / 180 - 182.
143

لعبد الملك بن مسلمة: اقرأ، فجعل يقرأ، فكلما مر باسم ابن شهاب قال حدثك شهاب
ويسقط (الابن)، ففعل ذلك مرارا حتى ضجر مالك ضجرا شديدا من كثرة ما يرد عليه حتى
هم ألا يحدثنا بشئ. وقال ابن بكير: كنا عند مالك فربما لم يحضر معنا عبد الملك، فإذا
انصرفنا أخذنا ألواحه فكتبنا فيها بعض ما سمعنا مما لم يسمعه، فيقول له اقرأ ألواحك فيقرؤها
ويقول: حدثنا مالك حتى إذا فرغ منها ضحكنا منه. وقال يحيى: كنا نقول له: كتبنا لك،
فيقول: هي ألواحي وأنا كتبتها وسمعتها من مالك، قال. فنعجب منه ونضحك من شدة
غفلته. قال أبو سعيد بن يونس: هو منكر الحديث، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وعشرين
ومائتين، ويقال: كان مولده سنة أربعين ومئة.
اللورقي: بضم اللام والواو، وسكون الراء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى
لورقة (1)، وهي من بلاد الأندلس من المغرب منها:
أبو القاسم خلف بن هاشم الأشعري اللورقي: أندلسي يروي عن العتبي. قاله أبو
سعيد بن يونس وقال: هو من أهل لورقة، توفي سنة أربع وثلاث مئة بالأندلس.
اللوري: بضم اللام، بعدها الواو، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى لور (2)، وهي
من رستاق خوزستان، وظني أنها جبال بها يقال لها لرستان، والمشهور بالنسبة إليها:
عامر بن محمد اللوري. يروي حكاية الجوزة والموزة المسلسلة بالتبسم والضحك عن
أحمد بن نصر (3) الهلالي روى عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامي الاخباري.
اللوزي: بفتح اللام، وسكون الواو، وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى محلة ببغداد
يقال لها (اللوزية) (4) بالجانب الشرقي، ناحية باب الأزج.
وكنت أكتب لشيخنا أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي اللوزي لأنه كان
يسكن اللوزية بالجانب الشرقي: إمام فاضل عارف بالمذهب، تفقه على أبي إسحاق
الشيرازي وهو آخر أصحابه موتا. سمع الحديث الكثير من أبي جعفر بن المسلمة وأبي بكر

(1) لرقة: مدينة بالأندلس من أعمال تدمير التي تتصل بحيان شرقي قرطبة (معجم البلدان): لرقة، تدمير وانظر مادة:
(اللرقي) التي تقدمت قبل صفحات، فهذه المادة تكرار لها، وانظر (معجم البلدان).
(2) اللور: كورة واسعة بين خوزستان وأصبهان معدودة من عمل خزستان (معجم البلدان).
(3) انظر اللباب 4 / 135.
(4) ذكر ياقوت في (اللوزية) من المنسوبين إليها: أبا شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي المعروف بابن
المقرون. مات سنة 597.
144

الخطيب وأبي الحسين بن المهتدي بالله وأبي الغنائم بن المأمون وجابر بن ياسين الحنائي،
وتفرد بالرواية في وقته عن هؤلاء، فإنه عمر حتى توفي أقرانه ودرجوا. وكانت ولادته سنة
ثلاث وخمسين وأربع مئة وتوفي سنة سبع وأربعين وخمس مئة.
اللوكري: بضم اللام، وسكون الواو، وفتح الكاف، وفي آخرها الراء. هذه النسبة
إلى لوكر (1)، وهي قرية بين بنج دية (2) وبركوز على طرف وادي مرو، خربت الساعة،
والمشهور منها:
أبو نصر محمد بن عدنان بن محمد بن أحمد بن أبي العباس بن عمرويه اللوكري: شدا
طرفا من مذهب أبي حنيفة رحمه الله، وكان رجلا شهما جلدا كافيا منطقيا ووجد وجاهة
ومنزلته عند السلطان وحظي من الأتراك وكان خالطهم سمع بمرو جد والدي أبي منصور
محمد بن عبد الجبار السمعاني، وبسرخس أبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي وبمكة أبا
الفضل جعفر بن يحيى الحكاك الحافظ وغيرهم. روى لنا عنه أبو القاسم أسعد بن
الحسين بن علي الخطيب بترمذ. وتوفي بمرو في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وخمس مئة،
ودفن بتنوركران.
اللؤلؤي: نسب بهذه النسبة جماعة كانوا يبيعون اللؤلؤ. والمشهور بهذه النسبة من
القدماء:
أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن اللؤلؤي من أهل البصرة،
مولى الأزد. كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف
وحدث وما كان يروي إلا عن الثقات وروى عن جماعة أدركوا الصحابة رضي الله عنهم،
غير أنه أكثر الرواية عن شعبة ومالك والثوري. روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره من
الأئمة. ولد سنة خمس وثلاثين ومئة. ومات سنة ثمان وتسعين ومئة.
ومنهم أبو علي الحسن بن زياد اللؤلؤي، صاحب أبي حنيفة رحمه الله، مولى

(1) لوكر: قرية كبيرة على نهر مرو قرب بنج ده مقابلة لقرية يقال لها (بركدزلوكر) وقد مر بها ياقوت سنة 616 فوجدها قد
خربت. انظر معجم البلدان.
(2) قال ياقوت: (بنج ده معناه بالفارسية الخمس قرى، وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي مرو الروذ، ثم من
نواحي خراسان، عمرت حتى اتصلت العمارة بالخمس قرى وصارت كالمحال بعد أن كانت كل واحدة مفردة،
فارقتها سنة 617 قبل استيلاء التتر على خراسان وقتلهم أهلها، وهي من مدن خراسان ولا أدري إلى أي شئ آل
أمرها. وقد تعرب فيقال فنج دية) وانظر معجم البلدان.
145

الأنصار. ولي القضاء، وكان حافظا لروايات أبي حنيفة، وكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه
التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم في ذلك، فإذا قام من مجلس القضاء عاد إلى ما كان
عليه من الحفظ، فبعث إليه البكائي وقال: ويحك إنك لم توفق للقضاء وأرجو أن تكون هذه
الخيرة أرادها الله لك فاستعف، فاستعفي واستراح. وكان يقول: كتبت عن ابن جريج اثني
عشر ألف حديث كلها يحتاج إليها الفقهاء. وكان أحمد بن عبد الحميد الحارثي يقول: ما
رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد ولا أقرب مأخذا ولا أسهل جانبا، قال: وكان
الحسن بن زياد يكسو مماليكه كما يكسو نفسه، وكان الناس تكلموا فيه، وليس في الحديث
بشئ. ومات في سنة أربع ومائتين. وكان من أهل الكوفة.
وأبو القاسم هشام بن يونس بن. وابل اللؤلؤي النهشلي الدارمي من أهل الكوفة، يروي
عن القاسم بن مالك المزني وسفيان بن عيينة وأبي مالك الجنبي. روى عنه يعقوب بن سفيان
وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن الحسين الأشناني.
وإسحاق بن إبراهيم بن هشام بن يونس بن وابل بن الوضاح أبو يعقوب النهشلي اللؤلؤي
الكوفي. يروي عن جده هشام. روى عنه أبو القاسم بن النخاس (1) المقرئ وغيره.
ومن المتأخرين أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي القاسم النسفي يعرف ببرواريد، قيل له
اللؤلؤي، من أهل نسف سكن بخارى. سمع بنسف أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد
البلدي. سمعت منه أجزاء ببخارى وسألته عن هذه النسبة، فقال: كان من أجدادنا من يبيع
اللؤلؤ.
وأبو الحسين سريح بن النعمان بن مروان اللؤلؤي: خراساني الأصل بغدادي الدار.
سمع حماد بن سلمة وفليح بن سليمان وعمارة بن زاذان وعبد الرحمن بن أبي الزناد وأبا عوانة
وصالحا المري وسفيان بن عيينة وغيرهم. روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن
حرب وأبو همام الوليد بن شجاع وأحمد بن منيع وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. وكان ثقة
صدوقا. قال: قدمت البصرة سنة خمس أو أربع وستين، فقيل لي: مات همام منذ جمعة أو
جمعتين. ومات في ذي الحجة سنة سبع عشرة ومائتين، ودفن يوم الأضحى.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن حرب اللؤلؤي السهمي مولاهم، من أهل بلخ

(1) في كل الأصول عداك: (النحاس) وهو عبد الله بن الحسن بن سليمان أبو القاسم البغدادي المعروف بالنخاس،
توفي سنة 368، وانظر تاريخ بغداد 9 / 438 وغاية النهاية 1 / 414.
146

ويعرف بابن أبي يعقوب. كان حافظا لعلوم الحديث والأدب، عارفا بأيام الناس. وقدم بغداد
فجالس بها الحفاظ من أهلها وذاكرهم. وحدث عن مالك بن أنس وخارجة بن مصعب
وبشر بن السري ويحيى بن اليمان وخالد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهم. روى عنه أبو
بكر بن أبي الدنيا والفضل بن محمد اليزيدي وأبو عبد الله بن أبي الأحوص الثقفي وجماعة.
ولم يكن يوثق به في علمه وروى عن أبي العباس بن عقدة الحافظ أنه قال: سمعت محمد بن
عبيد الكندي يقول قدم محمد بن إسحاق البلخي اللؤلؤي الكوفي قبل سنة ثلاثين ومائتين.
وكان من أحفظ الناس، كان يجلس مع أبي بكر بن أبي شيبة فلا ينبعث معه أبو بكر إنما يهدر
هدرا. وحكي عن أحمد بن سيار المروزي أنه ذكر من كان ببلخ من أهل العلم فقال: وكان
بها إنسان يقال له ابن أبي يعقوب واسمه محمد بن إسحاق أبو عبد الله، وكان لا يخضب،
وكان قد قارب ثمانين سنة، وكان آية من الآيات في حفظ الحديث ومعرفة أيام الناس، وله
لسان وبصر بالشعر ومعرفة بالأدب، ولا يكلمه إنسان إلا علاه في كل فن. وقدم بغداد في
سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وأبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي البصري من أهل البصرة، يروي عن أبي
داود سليمان بن الأشعث السجستاني وأبي الهيثم بشر بن حافي وغيرهما. روى عنه أبو
الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، وهو آخر من
حدث عنه بكتاب السنن لأبي داود.
وأبو طاهر محمد بن أحمد اللؤلؤي، يروي عن أبي النصر محمد بن أحمد الفقيه.
روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني في معجم شيوخه.
ومنصور بن سعد اللؤلؤي صاحب اللؤلؤ، بصري روى عن عمار بن أبي عمار مولى بني
هاشم وميمون بن سياه وبديل بن ميسرة. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو همام
والصلت بن محمد الخاركي والمعلى بن منصور الرازي وموسى بن إسماعيل، قال يحيى بن
معين: منصور بن سعد شيخ يروي عنه البصريون.
وموسى بن داود اللؤلؤي من أهل البصرة. قال ابن أبي حاتم: موسى بن داود بصري
صاحب اللؤلؤ أبو حاتم ويقال ابن أبي داود روى عن طاوس والحسن البصري. روى عنه ابن
المبارك وحبان بن هلال وموسى بن إسماعيل وعلي بن عثمان اللاحقي ومسلم بن إبراهيم.
قال يحيى بن معين: موسى أبو حاتم صاحب اللؤلؤ ثقة. وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول
لا أعرفه.
147

اللوهري: بفتح اللام، والهاء بين الواوين، ثم واو ثالثة، وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى لوهوور، وهي مدينة كبيرة من بلاد الهند كثيرة الخير ويقال لها لوهور ولهاور خرج
منها جماعة من العلماء.
منهم أبو الحسن علي بن عمر بن الحكيم اللوهووري كان شيخا أديبا شاعرا كثير
المحفوظ مليح المجاورة. سمع أبا علي المظفر بن الياس بن سعيد السعيدي الحافظ، لم
ألحقه. وروى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ البغدادي وأبو الفتوح
عبد الصمد بن عبد الرحمن الأشعثي اللوهووري بسمرقند وتوفي سنة تسع وعشرين وخمس
مئة بلوهوور.
وأبو القاسم محمود بن خلف اللوهووري: فقيه مناظر تفقه على جدي الامام أبي
المظفر السمعاني وسمع منه ومن غيره سمعت منه شيئا يسيرا بإسفرايين وكان قد سكنها وتوفي
في حدود سنة أربعين وخمس مئة.

(1) في نسخ (لوهور) وانظر معجم البلدان فللفظ أكثر من رسم، وهي المدينة المشهورة في الباكستان اليوم.
148

باب اللام والهاء
اللهبي: بفتح اللام والهاء، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى أبي
لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم والمشهور بهذه النسبة:
علي بن أبي علي اللهبي: حجازي من ولد أبي لهب. يروي عن محمد بن المنكور.
روى عنه محمد بن عباد المكي، عداده في أهل المدينة، يروي عن الثقات الموضوعات،
وعن الاثبات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به، روى عنه أبو مصعب.
وإبراهيم بن أبي حميد اللهبي: حراني.
وإبراهيم بن أبي خداش الهاشمي اللهبي: من أهل مكة، يروي عن ابن عباس رضي
الله عنهما. روى عنه ابن جريج.
وأبو سعيد هشام بن سعد القرشي اللهبي، مولى لأبي لهب: من أهل المدينة. يروي
عن الزهري، سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم ونافع. وكان ممن يقلب الأسانيد، وهو لا
يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثرت مخالفته الاثبات فيما يرويه عن
الثقات بطل الاحتجاج به، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
قال محمد بن حبيب: وفي عدوان لهب، وهو ابن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان
وهو الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان.
اللهبي: بكسر اللام وسكون الهاء، وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى لهب وهو بسن
من الأزد، وهو لهب بن أحجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن
الأزد، قاله ابن ماكولا. قال أبو الحسن الدارقطني: وهي القبيلة التي تعرف بالقيافة والزجر،
كان جبير بن مطعم يقول: أنا واقف مع عمر بعرفات إذ قال رجل يا خليفة الله، فقال رجل
خلفي: قطع الله لهجتك، والله لا يقف أمير المؤمنين بعد هذا العام أبدا قال جبير:
فالتفت فإذا هو رجل من لهب، ولهب بطن من الأزد، وبينما نحن نرمي الجمار يوم النحر إذ
رمى إنسان فأصاب رأس عمر رضي الله عنه فشجه، فقال رجل خلفي: قطع الله يده، ما
أرى أمير المؤمنين إلا سيقتل، قال جبير بن مطعم: فالتفت فإذا هو ذاك اللهبي.
149

والنعمان بن رازية اللهبي، يعد من الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين (1).
قلت: وقع إلي مسندا وأوردته في كتاب تحفة المسافر.
وأما لهب بن قطن بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وهو أبو ثمالة القبيلة
التي منها محمد بن يزيد المبرد النحوي.
ومنها ابن براق الثمالي الشاعر.
وذكر ابن الكلبي أن ثمالة اسمه عوف بن أسلم بن أحجن بن كعب بن الحارث بن
كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وهذا هو الأكثر، والله أعلم. وفي زجر هذه
القبيلة يقول الشاعر:
فما أصدق اللهبي لا عز ناصره (2)
وفيهم يقول كثير:
تممت لهبا أبتغي العلم فيهم * وقد رد علم العائفين إلى لهب (3)
وقد قيل إن لهبا بطن من دوس عدنان وهم العافة (4).

(1) بعدها في الأصول ما يلي وهو كلام معاذ: (وهي قبيلة تعرف بالقيافة وجودة الزجر وكان جبير بن مطعم الحكاية).
(2) هذا عجز بيت لكثير عزة ورد في زهر الآداب 2 / 169 وعيون الاخبار 1471 برواية:
فما أعيف النهدي لأدردره * وأزجره للطير لا عز ناصره
وهو في جمهرة أنساب العرب 376 برواية (اللهبي). والشطر وحده في الاكمال 7 / 196.
(3) بعدها في له، ص: (والنعمان بن ابرادية اللهبي يعد في الصحابة) وقد مر ذلك قبل.
(4) في م، ظ: (القافة) وبعدها في اللباب 3 / 137 (قلت فاته: اللهازم: بفتح اللام والهاء بعد الألف زاي ثم ميم
وهم تيم الله بن ثعلبة وقيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكير بن وائل وعجل بن لجيم صعب، اجتمعوا
فصاروا يدا. قال لهم رجل: تحالفوا تكونوا كاللهزمة، فسموا اللهازم. ينسب إليهم كثير ويجئ ذكرهم في الاشعار
والأنساب وغيرها كذلك، قال جرير:
رضينا بحكم الحي بكر بن وائل * إذا كان في الذهلين أو في اللهازم
والذهلان: ذهل بن ثعلبة وذهل بن شيبان).
150

باب اللام والياء
الليثي: بفتح اللام وتشديدها، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، في آخرها
ثاء منقوطة بثلاث من فوقها، هذه النسبة إلى ليث بن كنانة، حليف بني زهرة، وإلى ليث بن
بكر بن عبد مناه، والمشهور بها:
قارظ بن شيبة الليثي. قال أبو حاتم بن حبان: يروي عن جماعة من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه أهل المدينة. مات في ولاية سليمان بن عبد الملك.
وأبو بكر عبد الله بن يزيد بن هرمز المدني، من بني ليث: يروي عن المدنيين وأبيه.
روى عنه مالك بن أنس مات سنة ثمان وأربعين ومئة.
وأبوه يزيد بن هرمز هو يزيد الفارسي الذي روى عنه عوف الاعرابي.
ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي من أهل مكة، يروي عن عطاء وعمرو بن
دينار. روى عنه داود بن عمرو الضبي والعراقيون. كان ممن يقلب الأسانيد من حيث لا يفهم
من سوء حفظه، فلما فحش ذلك منه استحق مجانبته.
ومن الصحابة أبو الأسقع واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر الليثي،
وقيل كنيته أبو قرصافة. سكن الشام، وحديثه عند أهلها. مات سنة ثلاث وثمانين وهو ابن
مئة سنة وخمس سنين وقيل مات سنة خمس وثمانين.
وأبو الحسن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي من أهل المدينة من جلة العلماء
ومن قراء المدينة ومتقنيهم ومتقشفيهم. مات بالمدينة سنة أربع أو خمس وأربع مئة. وقد
روى عن محمد بن عمر وجماعة من الثقات المتقنين وأهل الفضل في الدين.
وممن ينسب إلى جده الليث لا إلى القبيلة: أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث
الحافظ الليثي. كان حافظا من أهل بخارى، أحد حفاظ الحديث، وممن رحل في طلبه،
وتعب في جمعه، خرج التخاريج، وجمع الجموع. وسمع بخراسان والعراق وبلاده،
وسكن مدة أصبهان. روى لنا عنه أبو عبد الله الخلال وأبو نصر المؤذن وغيرهما. ومات
بخوزستان في سنة ست وستين وأربع مئة.
وأما أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن الفضل بن الكشي الحافظ
151

الشيرازي الليثي، من أهل شيراز، فنسب إلى جده، حافظ جليل القدر، من أهل القرآن
والعلم. سمع أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم وأبا محمد الحسن بن عبد الرحمن بن
خلاد الرامهرمزي وأبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم
وعبد الله بن جعفر بن درستويه وغيرهم. حدث ببلده وبنيسابور. سمع منه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ وجماعة. وذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فقال: أبو علي بن الليث الفارسي، متقدم
في معرفة القراءات، حافظ للحديث، كثير الرحلة والسماع. قدم نيسابور أيام أبي العباس
الأصم فكتب عنه، ثم قدم علينا سنة ثلاث وخمسين، وقد زاد في كل نوع من العلم، ودخل
العراق وكان ما علمته من المشهورين من أهل العلم. قال محمد بن عبد العزيز الشيرازي:
وكان أبو علي بقية الاسناد والقراءة والشهود، عالما بالتفسير والمعاني ومعرفة الرجال وغيرها.
رحل إلى خراسان. ومات لثماني عشرة مضت من شعبان سنة خمس وأربع مئة.
وابنه أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن كشي الصفار الليثي:
شيخ ثقة صالح يفهم، وكان خطيب شيراز. بكر به أبوه في سماع الحديث إلى هراة، وسمع
بها أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الكرابيسي وأبا منصور العباس بن الفضل بن
زكريا النضروبي وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه بن مردويه الهروي وأبا عبد الله
الحسين بن أحمد الشماخي الحافظ. وسمع نفسا أبا بكر محمد بن عبيد الله بن شيرويه
الفسوي وبأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وطبقتهم من شيوخ شيراز. وكانت
ولادته سنة ثلاث وستين وثلاث مئة هكذا ذكره عبد العزيز النخشبي؟ قلت: وأظنه أنه مات
قبل سنة أربعين وأربع مئة والله أعلم.
وأبو الحسن علي بن بشرى الحافظ الليثي السجزي: من أهل سجستان. كان بشرى
مولى عمرو بن الليث وعلي كان من أهل الفضل والعلم، وكان عارفا بطرق الحديث مكثرا
منه، له رحلة إلى العراق والحجاز، وأكثر عن الشيوخ. سمع أبا الحسن محمد بن
الحسين بن إبراهيم الآبري بسجستان.
وإبراهيم بن صدقة الليثي، من أهل البصرة. كان ينزل في بني ليث فنسب إليهم.
يروي عن يونس بن عبيد وسعيد بن حسين. روى عنه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. قال
ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: شيخ قال: وسمعت علي بن الحسين بن الجنيد
يقول: محله الصدق. روى عنه محمد بن مرزوق ابن بنت مهدي بن ميمون.
الليفي: بكسر اللام المشددة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الفاء، هذه
152

النسبة لأبي عبد الله محمد بن العباس المؤدب الليفي، مولى بني هاشم، يعرف بلحية الليف
من أهل بغداد. سمع هوذة بن خليفة وشريح بن النعمان وعفان بن مسلم وإبراهيم بن أبي
الليث. روى عنه أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي
وعبد الباقي بن قانع وإسماعيل بن علي الخطبي وغيرهم. وكان ثقة صدوقا صالحا، وقال ابن
الرومي في حقه:
أنت ألحى معلم وطويل * حسبنا بعض ذا ونعم الوكيل
مات لحية الليف في شهر ربيع الأول سنة تسعين ومائتين.
الليموسكي: بكسر اللام، بعدها الياء آخر الحروف، والميم المضمومة بعدها
الواو، ثم السين المهملة الساكنة، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى ليموسك، وهي قرية
من قرى استراباذ على فرسخ ونصف، منها:
أبو جعفر أحمد بن عمران الليموسكي الاستراباذي: فقيه من أصحاب الرأي، وكان
على اعتقاد أهل السنة مجانبا لأهل البدع. يروي عن الحسن بن سلام السواق وأحمد بن
حازم بن أبي غرزة والهيثم بن خالد ومحمد بن سعيد العوفي وابن أبي العوام وغيرهم. هكذا
ذكره أبو سعد الإدريسي الحافظ في تاريخ استراباذ.
الليني: باللامين، وبعدهما الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون. ذكر
هذه النسبة الأمير ابن ماكولا في الاكمال مع قرينتها الليثي. قال: وأما الليني بالنون فهو
محمد بن نصر بن الحسين بن عثمان بن المزني المروزي الليني، من قرية اللين. كان من
عباد الله الصالحين. روى عن وكيع وابن المبارك وريعان ومحمد بن فضيل. مات سنة ثلاث
وثلاثين ومائتين. ذكره ابن أبي معدان في تاريخ مرو. هكذا ذكره الأمير.
وهذه النسبة لا أعرفها ولا قرية اللين، وظني أنها آلين بالألف الممدودة وبعدها اللام،
والنسبة إليها: (الآليني).
ومحمد بن نصر بن الحسين بن عثمان المزني ظني أنه أبو واثلة المعروف بالعم المدفون
بقرية فيروز آباد.
153

حرف الميم
باب الميم والألف
المابرسامي: بفتح الميم، وكسر الباء المنقوطة بواحدة بعد الألف، وسكون الراء،
وفتح السين المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى ما برسام، وهي إحدى قرى مرو
على أربعة فراسخ، ويقال لهم الساعة ميمسيم: خرج منها جماعة من أهل العلم منهم:
أبو الحسن علي بن خشرم بن عبد الرحمن بن عساء بن هلال بن ماهان بن عبد الله
المابرسامي، هو ابن أخت بشر بن الحارث الحافي، كان إماما عالما رضيا، عمر العمر
الطويل حتى كان يقول: صمت ثمانية وثمانين رمضانا. وله ابنان عمار وأبو لبيد محمد،
وعمار مات في حياته. سمع عيسى بن يونس ووكيع بن الجراح وهشيم بن بشير وجرير بن
عبد الحميد وسفيان بن عيينة والفضل بن موسى السيناني وغيرهم. روى عنه البخاري ومسلم
وجماعة سواهما مثل أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري (1)، سمع منه بفربر لما قدمها
علي مرابطا. ومات في شهر رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين.
وأبو الفضل محمد بن يعلي بن عمرو المابرسامي: حدث عن أبيه يعلي بن عمرو
المابرسامي. روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني الفقيه.
أخبرنا وجيه بن طاهر أبا الحسن بن أحمد الحافظ أنا أبو بشر بن هارون أنا أبو سعد
الاستراباذي أنا أحمد بن سعيد بن معدان المروزي بها قال قال أبو الفضل محمد بن يعلي بن
عمرو، من قرية ما برسام أخبرني أبي يعلي بن عمرو وقال: لما أراد ابن المبارك الخروج إلى
العراق قال له شاذويه: يا أبا عبد الرحمن حضرتني قافية أودعك بها، فقال هات فأنشأ يقول:
وهون وجدي أن فرقة بيننا * فراق حياة لا فراق ممات
فقال عبد الله: أعد علي فظننت أنه حفظها.
المايي: بفتح الميم، بعدها الألف، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى
ما به، وهو اسم لجد أبي سعد أحمد بن عبد الوهاب بن ما به القاضي الفسوي، ولي القضاء

(1) فربر: بكسر الفاء أو فتحها وفتح الراء وسكون الباء بليدة بين جيجون وبخارى وهي أقرب إلى جيحون وبينهما فرسخ
واحد.
154

بفسا (1) إحدى بلاد فارس. سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الملك القفصي. روى عنه أبو
القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
الماتريني: بفتح الميم، وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وكسر الراء، وسكون
الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها تاء أخرى منقوطة من فوق، هذه النسبة إلى محلة
من حائط سمرقند، يقال لها (ماتريت)، ويقال بالدال أيضا: (ما تريد)، مضيت إليها غير
مرة. خرج منها جماعة من العلماء والفضلاء منهم:
أبو نصر الفتح بن أبي حفص الماتريني: يروي عن محمد بن غير. روى عنه عبد بن
سهل الزاهد السمرقندي.
وأبو بكر محمد بن محمد بن حسان الماتريني: يروي عن أبي عيسى محمد بن عيسى
الترمذي. قال أبو سعد الإدريسي حدثني بالوجادة من كتابه إبراهيم بن محمد بن إسحاق
الدهقان.
والقاضي الإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن عفان بن علي بن
الفضل بن زكريا بن عثمان بن عفان بن خالد بن زيد بن كليب الماتريني، وخالد هو أبو أيوب
الأنصاري، كانت أمه بنت الشيخ الامام أبي منصور الماتريني. حدث عن أبيه. وأبوه روى
عن القاضي أبو جعفر محمد بن عمرو بن الشعبي (2). روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن
أحمد النسفي. وتوفي أبو الحسن علي في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وخمس مئة،
ودفن بجاكرديزه إحدى مقابر سمرقند.
الماجرمي: بفتح الميم والجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى
ما جرم، وهي قرية من قرى سمرقند، والمنتسب إليها:
أسد بن علي بن طغريل الماجرمي:
وابن عمه أبو سعد بكر بن المرزبان بن طغريل الماجرمي: وهما يرويان عن عبد بن
حميد الكسي (3) وغيره. روى عن أسد أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر
الكاغذي.

(1) فسا: بينها وبين شيراز أربع مراحل وهي مدينة نزهة قديمة: (معجم البلدان).
(2) وانظر اللباب 2 / 199.
(3) أنظر اللباب 3 / 98.
155

أخبرنا وجيه بن طاهر أنا أبو محمد السمرقندي أنا أبو بشر بن هارون أنا أبو سعد
الإدريسي قال: أعطاني محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم الفارسي
كتاب جده محمد بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم الفارسي المقيم بسمرقند بخطه فقرأت فيه:
سمعنا تفسير عبد بن حميد الكسي من بكر بن المرزبان بن طغريل الماجرمي في صفر سنة
إحدى وعشرين وثلاث مئة في دار أبي علي التماري الحاكم، وسئل بكر بن المرزبان عن
رحلته إلى عبد بن حميد في أي سنة كانت فقال رحلت إليه مع ابني عمي وهما أسد بن
علي بن طغريل والحسن بن علي بن طغريل وذلك في سنة تسع وأربعين ومائتين، فقرأ علينا
عبد بن حميد التفسير والمسند من أولهما إلى آخرهما في أربعة أشهر، وفرغنا من سماع
المسند والتفسير في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين، وكنت أنا إذ ذاك ابن خمس
عشرة سنة، وكتبنا التفسير والمسند بكس، وكان وراقنا عمر بن الوليد السمرقندي وأبو سعيد
الخجندي وكان معنا من الرحالة نوح بن جناح الماجرمي ونصر بن سيار الداودي وعمر
الماجرمي وصابر بن المتوكل الماجرمي وشعيب بن كنجل الماجرمي.
وأبو عبد الله نوح بن جناح الماجرمي يروي عن قتيبة بن سعيد البغلاني وأبي العلى
إسماعيل بن عبد الله البغلاني وعبد بن حميد الكسي وعبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي
وغيرهم. وكان حسن الحديث والرواية روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف وأبو النضر
محمد بن أحمد بن الحكم البزاز وعبد الله بن أبي سعد الصكاك وإبراهيم بن حمدويه
الإشتيخني وأبو عبد الله محمد بن عصام القطواني.
الماحوزي: بالحاء المهملة والزاي، هذه النسبة إلى الماحوز، وهي من قرى الشام، منها:
أبو أمية: من كبار أقران ابن الجلاء، وكان أبو بكر الفرغاني يقول: ما رأيت في عمري
إلا رجلا ونصف رجل، فقيل له: من الرجل؟ قال أبو أمية الماحوزي، ونصف رجل أبو
عبد الله بن الجلاء. فقيل له: جعلت ذلك رجلا وهذا نصف رجل؟! فقال: كان أبو أمية
يأكل ما ليس للمخلوقين فيه صنيع، وأما ابن الجلاء فكان يأكل من مال رجل يقال له علي بن
عبد الله القطان. وقال الدقي: ذهبت مرة إلى الماحوز. إذ جاء أبو أمية فحممت عنده. فقال
لي يوما: أنت خوار، أعرف من به هذه العلة من عشرين سنة لم يعلم به أحد.
الماجشون: بفتح الميم، وكسر الجيم (1)، وضم الشين المعجمة، وفي آخرها النون،

(1) كذا في الأصول جميعا وفي مط: (والجيم). والماجشون بتثليث الجيم وضم الشين، معرب (ماه كون) ومعناه:
يشبه القمر أو الورد. وانظر المحمدون من الشعراء 133 / 2.
156

هذا لقب أبي سلمة يوسف بن يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون واسم أبي سلمة الثاني
دينار وهو مولى لآل المنكدر، وإنما قيل له الماجشون لحمرة خديه، وهذه لغة أهل المدينة. وقال
أبو حاتم بن حبان: الماجشون بالفارسية المورد. يروي ابن الماجشون عن محمد بن المنكدر
وسعيد المقبري وأبيه الماجشون. روى عنه محمد بن الصباح والعراقيون. مات سنة ثلاث أو أربع
وثمانين ومئة.
وعبد العزيز بن يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون من أهل المدينة، أخو
يوسف بن يعقوب. يروي عن محمد بن المنكدر. روى عنه يحيى بن معين ويعقوب بن إبراهيم
الدورقي، وكل شئ عنده كان ثلاثة أحاديث.
وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ابن عمه أكثر حديثا منه.
وأبو عبد الله وقيل أبو الأصبغ عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي
سلمة دينار مولى آل الهدير التيمي، وهو من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمع ابن شهاب
ومحمد بن المنكدر وعبد الله بن دينار وأبا حازم سلمة بن دينار، وحميدا السويل وهشام بن عروة
وغيرهم. روى عنه الليث بن سعد وبشر بن الفضل ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي
ويزيد بن هارون وعلي بن الجعد وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهم. وكان عالما فقيها. قدم
بغداد، وحدث بها إلى حين وفاته. وحج أبو جعفر المنصور فشيعه المهدي فلما أراد الوداع قال:
يا بني استشهدني، قال أستهديك رجلا عاقلا، فأهدى له عبد العزيز بن الماجشون ومات سنة أربع
وستين ومئة في خلافة المهدي. وقال أبو بكر بن مردويه الحافظ في تاريخ أصبهان: عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة الماجشون: مدني أصله من أصبهان، وإليهم تنسب سكة الماجشون. قال
أبو بكر بن أبي خيثمة: كان الماجشون من أهل أصبهان فنزل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يلقى الناس
فيقول لهم: جوني جوني قلت: والأشبه عندي ما قاله أبو حاتم بن حبان البستي.
الماجندي: بفتح الميم والجيم، وسكون النون، وفتح الدال، وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى ماجندن، وهي قرية من قرى سمرقند على خمسة فراسخ منها:
محمود (1) بن آدم الماجندي السمرقندي. يروي عن موسى بن إبراهيم وكعب بن سعيد
البخاري المعروف بكعبان ويحكي عن حاتم بن عنوان الأصم الزاهد البلخي حكايات في

(1) في اللباب 3 / 141: (محمد).
157

الزهد. روى عنه إسحاق بن صالح المعلم وكتب عنه أحمد بن خلف الشوخناكي (1).
الماحوزي: تقدمت قبل (الماجشون).
الماخكي: بفتح الميم والخاء المعجمة، بينهما الألف، وفي آخرها الكاف، هذه
النسبة إلى ماخك، وهو اسم لجد أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن ماخك الصفار
الماخكي: من أهل بخارى، يروي عن أبي إبراهيم إسحاق بن عبد الله الجويباري. روى
عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري.
الماخواني: بفتح الميم، وضم الخاء المعجمة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى
قرية بمرو يقال لها ماخوان على ثلاثة فراسخ منها، والمنتسب إليها جماعة:
قيل إن أبا مسلم صاحب الدعوة كان خروجه وبروزه إلى الصحراء بهذه القرية.
وأبو الحسن أحمد بن شبويه بن أحمد بن ثابت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الأكبر بن
كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن قرط بن مازن بن سنان بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن
عامر، وهو خزاعة، الماخواني المروزي. قال ابن ماكولا: من قرية ماخوان، وقيل هو
مولى بديل بن ورقاء الخزاعي سمع وكيعا ومحمد بن يحيى الكناني وأيوب بن سليمان بن بلال
والفضل بن موسى وعبد الرزاق وغيرهم، حدث عنه ابنه عبد الله وأبو زرعة الدمشقي وأبو داود
السجستاني وأبو بكر بن أبي خيثمة وغيرهم مات بطرسوس في شهر ربيع الأول سنة تسع
وعشرين ومائتين وهو ابن ستين سنة.
وابنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن شبويه الماخواني: يروي عن أبيه. روى
عنه يحيى بن محمد بن صاعد.
ومن المتأخرين أبو الفضل محمد بن عبد الرزاق بن عبد الملك الماخواني المروزي
إمام فاضل متبحر في مذهب الشافعي، تفقه على أبي طاهر السنجي، وكان يروي الحديث
عن الامام أبي علي السنجي، روى لنا عنه ابناه وعبد الرحمن بن علي القمي العدل وغيرهم.
توفي سنة نيف وتسعين وأربع مئة.
وأبو بكر عتيق بن محمد بن عبد الرزاق الماخواني: كانت بيننا وبينه مصاهرة، يروي
عن أبيه، سمعت منه أحاديث، ومات ببلخ في جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين وخمس
مئة.

(1) أنظر اللباب 2 / 214.
158

وأخوه أبو عبد الله عبد الرزاق بن محمد الماخواني: يروي عن أبيه، سمعت منه،
وتوفي بقرية ماخوان. سنة نيف وأربعين وخمس مئة.
الماخي: بفتح الميم، وفي آخرها خاء معجمة، هذه النسبة إلى رجل من المجوس
اسمه فاخ، أسلم وعمل داره ومسجدا ببخارى، يقال له مسجد ماخ، وعنده محلة كبيرة
وسوق قائمة عرفا بباب مسجد ماخ. والمنسوب إلى تلك البقعة:
المقرئ أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد الحذائي الماخي، هكذا ذكره أبو كامل
البصيري في كتاب المضافات وابنه شيخنا أبو بكر محمد بن أحمد المقرئ الحذائي
الماخي، يروي عن خلف بن محمد الخيام وجماعة، لم أرزق السماع منه وقرأت عليه
القرآن في الدور في مسجد درب الحديد.
وابنه المقرئ الزاهد أبو حفص أحمد بن أبي بكر الحذائي الماضي، سمعنا منه
الكثير، يروي عن المعداني أبي العباس المروزي والخليل بن أحمد السجزي، قرأت عليه
كتاب الايمان لأبي عبد الله بن أبي حفص، مات وصلي عليه في الجامع يوم الجمعة، وهو
أول من رأيت الصلاة عليه في جامع بخارى.
وأبو محمد الأبرد بن خالد بن عبد الرحمن بن ماخ البخاري الماخي، من أهل
بخارى، والد مت بن الابرد، يروي عن عيسى بن موسى غنجار التيمي، روى عنه ابنه
محمد بن الأبرد.
المادري: بفتح الميم والدال المهملة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مادرة، وهو
اسم لبعض أجداد المنتسب إليه:
وهو أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن جداية بن قيس بن مادرة الأبريسمي المادري
الشافعي السمرقندي، من أهل سمرقند، أصله من مرو، سكن سمرقند، حدث عن أبي جعفر
محمد بن عبد الرحمن الأرزناني الحافظ وأبي نصر أحمد بن أبي الفضل البكري المعروف
بالنبيرة وأبي بكر أحمد بن محمد الفقيه الشوذبي وغيرهم، وسمع من أبي عبد الله محمد بن
نصر المروزي، غير أنه لم يظفر بالسماع منه، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي وقال: أبو بكر الأبريسمي الشافعي، أصله من مرو، كان فقيها فاضلا ثقة خيرا
حسن الخلق معاشرا، يروي عن أهل سمرقند، كتبنا عنه، قال: ومات قبل الستين والثلاث مئة.

(1) في نسخة: (وصلى على جنازته في الجامع بعد الجمعة وهو أول من رأيت الصلاة على جنازته في مسجد بخارى).
159

ومن أولاده القاضي أبو عبد الرحمن بن عبد الملك بن القاسم بن محمد بن محمد بن
أحمد الأبريسمي السمرقندي ذكرته في الألف في (الأبريسمي).
المادرائي: بفتح الميم والدال المهملة بعد الألف، وبعدها الراء، هذه النسبة إلى
مادرايا (1)، وظني أنها من أعمال البصرة، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي، من أعمال البصرة،
صنف المسند وجمع، وحدث ببلده وبمكة، سمع علي بن حرب السائي ومحمد بن عبد الملك
الدقيقي ومحمد بن أحمد بن الجنيد وغيرهم، روى عنه أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي
وأبو الحسن علي بن القاسم النجاد البصريان وجماعة، وسمع منه أبو الحسين محمد بن
أحمد بن جميع الغساني وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وروى عنه في معجم
شيوخه وقال: أنا أبو الحسن المادرائي بمكة سنة سبع وثلاث مئة، وبالبصرة سنة اثنتين
وثلاثين وثلاث مئة.
وأما أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم المادرائي الكاتب وزير أبي الجيش
خمارويه بن أحمد بن طولون. قال أبو سعيد بن يونس: ولد بالعراق، وقدم مصر هو وأخوه
أحمد بن علي، فكانا بمصر مع أبيهما علي بن أحمد، وكان أبوهما يلي خراج مصر لأبي
الجيش خمارويه، وكان محمد بن علي قد كتب الحديث ببغداد عن العطاردي وطبقة نحوه.
وكان مولده سنة سبع وخمسين ومائتين، واحترقت كتبه في إحراق داره، وبقي له شئ وكان
عنده بعض الكتاب ممن سمع منه جزءا أو جزئين عن العطاردي، فسمع ذلك منه بعض ولده
وأهله وقوم من الكتاب، وتوفي بمصر في شوال سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
وابن أخيه أبو أحمد الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد المادرائي، ذكره أبو زكريا
يحيى بن علي الطحان المصري في " تاريخ مصر " وقال: توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين
وتسعين وثلاث مئة.
الماذرائي: بفتح الميم والذال المعجمة والراء وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه
النسبة إلى الجد وهو ماذرا وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن ماذرا المديني يلقب بسبويه من أهل
بغداد، حدث عن أغلب بن تميم وعامر بن صالح بن رستم وعون بن المعمر وعبد الحكم بن

(1) كذا في الأصول جميعا وفي المطبوع. وأما في معجم البلدان فقد قال ياقوت: (والصحيح أن مادرايا قرية فوق واسط
من أعمال فم الصلح مقابل نهر سائس والآن قد خرب أكثرها).
160

منصور وفضيل بن سليمان النميري وبشر بن المفضل وسليم بن أخضر وغيرهم، روى عنه
محمد بن هارون الفلاس المخرمي وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن حرب المعدل
وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان.
المارباني: بفتح الميم والراء والباء الموحدة بين الألفين، وفي آخر النون، وربما يقال
المارباني هذه النسبة إلى ماربان، وهي قرية على نصف فرسخ من أصبهان، حضرتها للقراءة
على أبي المظفر شبيب بن خورة، وقرأت عليه جزءا ورجعت، منها:
أبو علي أحمد بن محمد بن رستم المارباني عامل السلطان، وكان يعرف بأحمد بن
ناجيكه: شيخ صالح، وكان قد سمع الحديث الكثير، ثم سمع بنفسه الكثير إلى أن توفي
سنة إحدى وتسعين ومائتين بأصبهان.
وأبو عبد الله محمد بن الفضل بن الخطاب العنبري المارباني، وكان ثقة كثير الحديث،
يروي عن أحمد بن بديل ومحمد بن عبد العزيز الدينوري، روى عنه عبد الله بن محمد بن
يزيد ومحمد بن جعفر الأصبهانيان.
المأربي: هذه النسبة إلى مأرب وهي ناحية باليمن، استقطع النبي صلى الله عليه وسلم أبيض بن حمال
المأربي الملح الذي بمأرب فأقطعه إياه، وقد ورد ذكره في الحديث.
وثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي، يروي عن أبيه عن جده، عداده في أهل
اليمن. روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي.
ويحيى بن قيس المأربي: يروي عن أبيض بن حمال، روى عنه ابنه محمد بن
يحيى بن قيس. وأخوه جبر بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي، يروي عن عبد الله بن
جزيع بن حمال عن ابن عمر رضي الله عنهما في صلاة المسافر، روى عنه ابن أخيه فرج بن
سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض ويحيى بن قيس.
وفرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي السبئي، يعد في أهل
اليمن، سمع عمه ثابت بن سعيد وغيره، روى عنه أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي ومحمد بن
يحيى بن أبي عمر العدني وغيرهما. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عن عم له آخر
يسمى جبر بن سعيد وعن منصور بن شيبة من أهل مأرب، سألت أبا زرعة رحمه الله عن
فرج بن سعيد بن علقمة فقال لا بأس به.
الماردي: بفتح الميم، وكسر الراء، وفي آخرها الدال المهملة، هذ النسبة إلى ماردة
161

وهو اسم لبعض أجداد أبي محمد عبد الله بن مكي بن عبد الله بن إبراهيم السواق المقرئ
المعروف بابن ماردة، من أهل بغداد سمع أبا الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان
النحوي وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ
وقال كتبنا عنه، وكان صدوقا دينا، ومات في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وأربع مئة، ودفن
بباب حرب.
المارديني: بفتح الميم، وكسر الراء، وبعدها الدال المهملة، بعدها الياء آخر
الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماردين وهي بلدة من بلاد الجزيرة عند الرحبة
منها أبو.. (1).
المارستاني: بفتح الميم، وكسر الراء، وسكون السين المهملة، وفتح التاء ثالث
الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى المارستان، وهو موضع ببغداد يجتمع فيه
المرضى والمجانين وهو البيمارستان يعني موضع المرضى، واشتهر بالنسبة إليها:
أبو العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مالك بن سعد المارستاني الضرير، من أهل
بغداد، حدث عن رزق الله بن موسى وإسحاق بن البهلول ومهنا بن يحيى الشامي وشعيب بن
أيوب الصريفيني، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر
القواس وأبو حفص الكتاني وأبو طاهر المخلص وغيرهم، وقد تكلموا فيه، ومات سنة سبع
عشرة وثلاث مئة.
المارشكي: بفتح الميم، وكسر الراء، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها
الكاف، هذه النسبة إلى مارشك، وهي إحدى قرى طوس والمشهور بالانتساب إلى هذه
القرية:
الإمام أبو الفتح محمد بن الفضل بن علي المارشكي، تفقه على الامام أبي حامد
محمد بن محمد الغزالي، وبرع في الفقه، وكان مصيبا في الفتاوى، حسن الكلام في
المسائل، وكان عارفا بالأصول، سمع أبا الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ وأبا
عمرو عثمان بن محمد الطرازي وغيرهما، وسمعت منه أحاديث يسيرة بطوس، ورأيته بمرو
غير مرة، وتكلمت معه في المسائل، وتوفي في فتنة الغز من الخوف في شهر رمضان سنة
تسع وأربعين وخمس مئة بطوس.

(1) بياض في الأصول جميعا، ولم يذكر ابن الأثير ولا ياقوت ولا ابن حجر أحدا ممن ينسب إلى هذه البلدة.
162

المارملي: بفتح الميم، والراء المكسورة بعدها، وميم أخرى مضمومة، وفي آخرها
اللام، هذه النسبة إلى مارمل، وهي قرية في جبال بلخ، منها:
أبو بكر محمد بن يعقوب بن محمود بن إبراهيم الغرواني ثم المارملي، ظني أنه سكن
مارمل، فإن عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ ذكره وقال: كتبت عنه بمارمل في جبل
بلخ حديثا واحدا خطأ من حفظه.
المارمي: بفتح الميم، بعدها الألف، وكسر الراء، وفي آخرها الميم المشددة، هذه
اللفظة تشبه النسبة، وهي اسم في نسب أبي زكريا يحيى بن موسى بن ما رمي - ويقال:
مارمه - الوراق البغدادي، من أهل بغداد، حدث عن عبيد الله بن موسى وقبيصة بن عقبة
وعفان بن مسلم، روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي وأبو عبد الله محمد بن
مخلد العطار.
المازلي: بفتح الميم، وضم الزاي، بينهما الألف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة
إلى مازل، وظني أنها قرية من قرى نيسابور، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسين محمد بن الحسين بن معاذ النيسابوري المازلي، سمع الحسين بن الفضل
البجلي وأحمد بن نصر اللباد وتمتاما وغيرهم، روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان،
توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن رزمة المازلي النيسابوري، سمع بنيسابور أبا الأزهر
وأحمد بن يوسف السلمي وبالري أبا حاتم الرازي، وبالعراق أبا إسماعيل الترمذي، روى
عنه أبو إسحاق المزكي، ومات في صفر سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة.
المازني: هذه النسبة إلى قبيلة مازن، والمازن بيض النمل، وهي من تميم، يقال لها
مازن بن عمرو بن تميم، منهم:
الأعشى المازني، واسمه عبد الله بن الأعور، وهو من المخضرمين، أدرك الجاهلية
والاسلام، وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم بسبب امرأته معاذة، وكانت قد نشزت عليه، لان الأعشى
خرج يمير أهله من هجر، فهربت امرأته، فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن بهصل، فأتاه
الأعشى وقال: يا ابن عم عندك امرأتي معاذة فادفعها إلي، فقال: ليست عندي، ولو كانت
لم أدفعها إليك، وكان مطرف أعز من الأعشى، فخرج الأعشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذ به.
أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد الزينبي وأبو الفوارس هبة الله بن أحمد بن
163

سوار المقرئ ببغداد، قالا: أنا أبو الفوارس طرد بن محمد النقيب أنا أبو بكر بن وصيف
الصياد، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، أنا معاذ ابن المثنى ثنا محمد بن أبي بكر أبو
عبد الله ثنا أبو معشر هو البراء حدثني صدقة بن طيله حدثني الأعشى المازني رضي الله عنه
قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته:
يا مالك الناس وديان العرب * إني وجدت ذربة من الذرب
غدوت أبغيها الطعام في رجب * أخلفت الوعد ولطت بالذنب
وهن شر غالب لمن غلب
هكذا في رواية صدقة عن الأعشى، ورواه أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات عن
المقدمي وهو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ثنا أبو معشر البراء حدثني صدقة بن طيسلة حدثني
معن بن ثعلبة المازني حدثني الأعشى المازني وذكر الأبيات، قال في آخره: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم
يتمثلها ويقول:
وهن شر غالب لمن غلب
وقد ذكرت قصة الأعشى مع امرأته بتمامها في ديباجة المذيل:
والامام المشهور أبو الحسن النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عنزة بن
زهير بن عمرو بن حجر بن خزاعي بن مازن بن عمرو بن تميم المازني، أصله من البصرة،
ومولده بمرو الروذ، لان أباه خرج من البصرة وسكنها، وولد النضر بها، وخرج به أبوه زمن
الفتنة هاربا من مرو الروذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين ومئة، وهو ابن ست سنين، فكتب
بالبصرة عن ابن عون وعوف الاعرابي والبصريين ثم رجع إلى مرو الروذ وسكنها، وكتب بها
الحديث، وتعلم الفقه، وأخذ الخط الوافر من الأدب والمعرفة بأيام الناس (1)، فسكن مرو
الروذ (1) على جهد جهيد وورع شديد، وكان يقال له (يا لك من درة بين مروين ضائع) يريد
بالمروين: مرو ومرو الروذ، وكان من فصحاء الناس وعلمائهم بالأدب وأيام الناس، سكن
مرو، وبها مات، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحميد بن زنجويه، مات بمرو آخر
يوم من ذي الحجة، ودفن أول يوم من المحرم سنة أربع ومائتين، وقبره عند المصلى القديم
بسنجدان على يساره إذا انحدر واحد إلى المقبرة.
وأبو أحمد الهيثم بن خارجة المرو الروذي، قال أبو حاتم بن حبان: أصله من

(1 - 1) العبارة في إحدى النسخ: (ثم رجع إلى مرو الروذ وسكنها).
164

خراسان، من مرو الروذ، سكن بغداد، يروي عن مالك بن أنس وحفص بن ميسرة، حدثنا
عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، ومات ببغداد يوم الاثنين لسبع بقين من ذي الحجة سنة
سبع وعشرين ومائتين، وكان يسمى شعبه الصغير لتيقظه.
ومازن بن الغضوبة (1)، وقال لي أبو العلاء الحافظ بأصبهان: الغضوبة بالغين
المعجمة منهم سلمة بن عمرو المازني وغيره.
وأما مازن قيس فمنهم عبد الله بن بسر، وأخوه عسية بن بسر، وأهل بيتهم، وهو
مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس.
المازني: بفتح الميم وكسر الزاي، وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى مازن، وهم
قبائل وبطون: فأما مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان وهو أخو سليم
وهوازن، والمشهور منها:
عبيد الله بن عتبة بن غزوان المازني من بني مازن بن منصور، قتل يوم الحرة سنة ثلاث
وستين ومن مازن الأنصار عبد الله بن زيد بن عاصم المازني.
وأخوه تميم بن زيد.
وابن أخيه عباد بن تميم.
وحبان بن منقذ، جد محمد بن يحيى، من مازن الأنصار.
وأبو صرمة مالك بن قيس المازني منهم أيضا.
ومن مازن أخي سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر: عتبة بن
غزوان وهو الذي بنى البصرة.
وعبد الله بن بسر، وعسية بن بسر.
والصماء بنت بسر، فهؤلاء من مازن أخي سليم.
ومن مازن سليم: الأعشى المازني الشاعر: بصري له صحبة. وهم مازن سليم، كذا
قال ابن أبي حاتم الرازي، روى عنه معن بن ثعلبة وصدقة بن طيسلة، وذكر أن الأعشى اسمه
عبد الله بن الأعور، وهو من مازن سليم لا مازن تميم.

(1) قال ابن الأثير في اللباب 3 / 145 (قلت: لم يذكر أبو سعد من أي القبائل هو مازن بن الغضوبة، وهو طائي من بني
خطامة بن سعد بن ثعلبة بن نصر بن بسعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طئ. ولمازن صحبة وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وحديثه في معالم النبوة مشهور، وهو جد علي بن حرب الطائي الخطامي الموصلي).
165

ومن مازن تميم ممن نزل البصرة صفوان بن محرز المازني.
وأبو عثمان بكر بن محمد المازني النحوي.
وعبيد الله بن العيزار المازني.
ومن مازن عمرو بن تميم الأعشى.
وأبو بكر محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سعيد بن مازن بن
عمرو الأزدي المازني الكاتب: ظني أنه نسب إلى جده الأعلى من أهل بغداد، سمع أبا
القاسم البغوي وأبا حامد الحضرمي ويحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن سليمان السوسي
وإسماعيل بن العباس الوراق وعبيد الله بن أحمد بن بكر التميمي وعبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري. روى عنه ابنه علي وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال وعمر بن إبراهيم الفقيه
وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة مأمونا، ومات في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وثلاث
مئة.
وأبو عثمان بكر بن محمد بن بقية وقيل: بكر بن محمد بن عدي بن حبيب المازني
النحوي، من أهل البصرة من بني مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن
علي بن بكر بن وائل، أستاذ أبي العباس المبرد أحد أئمة الأدب، يروي عن أبي عبيدة
والأصمعي وأبي زيد الأنصاري ومحبوب بن الحسن القزاز. روى عنه الفضل بن محمد اليزيدي
والمبرد والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن الجهم السمري، ومات بالبصرة سنة تسع وأربعين
ومائتين.
ومن مازن الأنصار أيضا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري المازني،
يروي عن عمه عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه معقل بن عبد الله وعبد الكريم
الجزرياني.
وأما مازن تميم ففيهم كثرة، ويقال لبني مازن مالك بن عمرو بن تميم، وبني
يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم: الأنكدان، قال القشيري:
ها إن ذا الشر مجموع * الأنكدان مازن ويربوع (1)

(1) قال ابن الأثير في اللباب 3 / 146:
(وفاته: النسبة إلى مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، بطن كبير من تميم، ينسب إليهم كثير، منهم قطري بن
الفجاءة بن مازن بن يزيد بن زياد بن حنثر بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو، وإنما قيل لأبيه الفجاءة، واسمه جعونة، لأنه كان باليمن فقدم على أهله فجاءة فبقي عليه.
وفاته النسبة إلى مازن بن كثير بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد، منهم عبد شمس بن عفيف بن زهير بن مالك بن
عوف بن ثعلبة بن مر بن مازن له صحبة.
وفاته: النسبة إلى مازن بن الدؤل بن سعد بن مناة بن عامر وهو عم الأول، منهم الحجن بن المرقع بن سعد بن
عبد بن عبد الحارث بن مازن بن الدؤل، له صحبة).
166

المازياري: بفتح الميم، والزاي المكسورة، والياء المفتوحة آخر الحروف بين
الألفين، وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى رجل يقال له مازيار، وهم فرقة من البابكية
الخرمية، ومازيار كان من وجوه عسكر المعتصم، وأكثر عسكره كان من الغلمان والموالي من
أولاد العجم، مثل أفشين وقارن وأولاده الثلاثة: شهريار وكوهيار ومازيار، وإليه ينسب الشئ
الذي يعمل من السكر واللوز، ويترك في العجين ويخبز، ويقال له المازياري: وهو كان من
أخبثهم عقيدة، ووجدوا كتابا بخط مازيار، كتبه إلى أفشين أنه ما بقي على الدين القديم الذي
لنا إلا أنا وأنت وبابك، وكفى الله تعالى شرهم (1).
الماستيني: بفتح الميم، وسكون السين، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها،
وبعدها ياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية ماستين،
ويقال لها: ماستي، وهي من قرى بخارى، وكانت من القرى الكبار، غير أنها خربت،
وانقطع عنها الماء، اجتزت بها غير مرة، ذاهبا وجائيا، وهي على جادة خراسان بين
خنبون (2) وبخارى، كان بها جماعة كثيرة من العلماء، منهم:
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القسام الماستيني البخاري المعروف
بخنب، من قرية ماستين، يروي عن علي بن حجر وعلي بن خشرم وإسحاق بن منصور

(1) قال ابن الأثير في اللباب 3 / 146:
(قلت: هذا جميع ما ذكره السمعاني، وهو غير مستقيم، فإن مازيار لم يكن من عسكر المعتصم إنما كان من
طبرستان ويحمل الخراج إلى المعتصم. وقوله إن مازيار كتب إلى أفشين. فليس كذلك أيضا، إنما أفشين كتب إلى
مازيار يقول له: لم يكن للدين القديم من ينصره غيري وغيرك وغير بابك فأما بابك فلم يتركه حمقه حتى أهلكه فإن
خالفت أنت لم يكن للمعتصم من يرسله إليك غيري، فإن وجهت إليك اتفقنا على نصرة الدين القديم. فعصى مازيار
فلم يرسل المعتصم الأفشين إليه، وإنما أمر عبد الله بن طاهر وهو أمير خراسان بمحاربته فحاربه بعساكره فظفر به
وأسره وسيره إلى المعتصم، وقبض المعتصم على الأفشين بأسباب أعظمها هذا الكتاب. وقوله إن كوهيار بن مازيار
فليس بصحيح، إنما هو ابن أخيه، فغصبه مازيار نصيبه من طبرستان، وهو كان السبب في استيلاء المسلمين على
مازيار وأسره وأخذ بلاده. وخبره طويل مشهور).
(2) في ظ (حنون)، وفي م: (حينون)، وفي مط (حيتوت) وكل ذلك تصحيف وخنبون من قرى بخارى على طريق خراسان
بينهما أربعة فراسخ. وانظر (معجم البلدان: خنبون).
167

وأحمد بن مصعب وعبد الكريم السكري، حدث عنه محمد بن عمر بن شاذويه ومحمد بن
أحمد بن داود الماستيني من هذه القرية وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، ولد سنة
ثماني عشرة ومائتين، ومات في شوال سنة إحدى وثلاث مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن عبد الله الماستيني، كان على حكومة نسف
مدة في سنة سبع وثلاث مئة، وحدث عن محمد بن علي بن الذهلي المروزي وأحمد بن
عبد الرحمن بن المنذر المروزي وأبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب وأبي محمد
الحسن بن محمد حليم المروزيين وأبي الفضل محمد بن محمود بن عنبر وأبي يعلي
عبد المؤمن بن خلف النسفيين، وفي داره نزل بنسف، مات بعد ما كف بصره، في سنة أربع
وثمانين وثلاث مئة.
وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن سليمان بن مقاتل الماستيني، يروي عن أبي ذر
محمد بن يوسف القاضي وأبي بكر العاصمي، وتوفي سنة أربع وستين وثلاث مئة (1).
الماسرجسي: بفتح الميم، والسين المهملة، وسكون الواو، وكسر الجيم، وفي
آخرها سين أخرى، هذه النسبة إلى ماسرجس، وهو اسم لجد أبي علي الحسن بن عيسى بن
ماسرجس النيسابوري الماسرجسي، من أهل نيسابور، أسلم على يدي عبد الله بن المبارك،
وكان من أهل بيت الثروة والتقدم في النصرانية، ورحل في العلم ولقي المشايخ، وكان دينا
ورعا ثقة، ولم يزل من عقبه بنيسابور فقهاء ومحدثون، سمع عبد الله بن المبارك وأبا
الأحوص سلام بن سليم وسفيان بن عيينة وسعير بن الخمس وجرير بن عبد الحميد وأبا
بكر بن عياش ووكيع بن الجراح وأبا معاوية الضرير، سمع منه أحمد بن حنبل، روى عنه
البخاري ومسلم وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وغيرهم من الأئمة، وحكى أن ابن المبارك نزل
مرة رأس سكة عيسى وكان الحسن يركب ويجتاز به في المجلس، والحسن من أحسن
الشباب وجها، فسأل عنه ابن المبارك، فقيل: إنه نصراني، فقال: اللهم ارزقه الاسلام،
فاستجاب الله دعوته فيه. ومات في المنصرف من مكة بالثعلبية (2) سنة تسع وثلاثين وقيل
سنة أربعين ومائتين، وهو الأصح. وحكى أبو يحيى البزاز قال: كنت فيمن حج مع

(1) قال ابن الأثير في اللباب 3 / 147: (قلت فاته: النسبة إلى ماسخة بالجيم المفتوحة وبعد الألف سين مهملة وبعدها
خاء معجمة وهو ماسخة بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، بطن ينسب إليه كثير، وإليه
تنسب القسي الماسخية أيضا.
(2) الثعلبية من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية وهي ثلثا الطريق (معجم البلدان).
168

الحسن بن عيسى وقت وفاته بالثعلبية سنة أربعين ومائتين بها فدفن بها فاشتغلت بحفظ محملي
وآلاتي عن حضور جنازته والصلاة عليه لغيبة عديلي عني، فأريته في منامي، فقلت له: يا أبا
علي، ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قلت: غفر لك ربك! كالمستخبر، قال: نعم،
غفر لي ربي، ولكل من صلى علي، قلت: فإني فاتتني الصلاة عليك لغيبة العديل عن
الرحل. فقال لا تجزع، قد غفر لي ولكل من صلى علي ولكل من يترحم علي.
وابنه أبو الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري الماسرجسي:
شيخ نيسابور في عصره أبوة وثروة وكمال عقل وسخاء وكرما حتى ضرب به المثل في ذلك،
سمع بخراسان إسحاق بن منصور ومحمد بن يحيى وعبد الله بن هاشم، وبالعراق الحسن بن
محمد الزعفراني وأحمد بن منصور الرمادي، وبالحجاز عبد الله بن حمزة الزبيري، روى عنه
ابناه أبو بكر وأبو القاسم حكي أن عبد الله بن طاهر اقترض منه ألف ألف ورأيت البدر
تحمل، فقلت: يا أبة، إلى أين يحمل هذا المال، فقال: سيرد إن شاء الله، وقال ابنه أبو
القاسم: أذكر أن بين يديه أموالا مصبوبة، فغدوت إليه، فقال: تريد من هذا؟ قلت:
نعم، فأخذ درهما مكسورا، فخدش به بطن كفي، فبكيت فغدوت ثم بلغني أنه قال
لأصحابه أردت أن لا يدخل حب المال في قلبه بهذه العملة، ومات في شهر ربيع الآخر
من سنة تسع عشرة وثلاث مئة.
وحفيده أبو القاسم علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي:
من أهل نيسابور. كان عاقلا لبيبا ورعا، سمع بنيسابور الفضل بن محمد الشعراني وأبا
عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وببغداد محمد بن
يونس الكديمي، وبالكوفة محمد بن عباس الحضرمي مطينا، وحدث سنين، سمع منه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ، وأثنى عليه، وكان من التمكن من عقله
ودينه بحيث يضرب به المثل، وكان من أورع مشايخنا وأحسنهم بيانا، وكان الشيخ أبو بكر
أسن منه إلا أنهما كان يجتمعان، وكان أبو بكر يحفظ لسانه بحضرته لعقله وحسن سمعته
وورعه وقال: حججت معه سنة إحدى وأربعين، وكان أكثر الليل يقرأ في العمارية، وإذا نزل
قام إلى الصلاة ولا يشتغل بغيرها، ولما أحرم كنت أسمع طول تلبيته وما أعلم أني أخلت
الطواف إلا وجدته يطوف، وتوفي في التاسع من صفر سنة تسع وأربعين وثلاث مئة ودفن في
داره.
وابنه أبو عبد الله بن أبي القاسم علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس
المزكي الماسرجسي: وكان من عقلاء الرجال ونبلائهم سمع جده المؤمل بن الحسن وأبا
169

حامد وأبا محمد ابني محمد بن الحسن الشرقي ومكي بن عبدان وغيرهم، سمع منه الحاكم
أبا عبد الله الحافظ، وقال: توفي في جمادي الأولى سنة ثمانين وثلاث مئة وهو ابن إحدى
وسبعين سنة.
والفقيه أبو الحسن محمد بن علي بن سهل بن مصلح الماسرجسي ابن بنت الحسن بن
عيسى بن ماسرجس، أحد أئمة الشافعيين بخراسان، وكان من أعرف أصحابنا بالمذهب
وترتيبه وفروع المسائل، تفقه بخراسان والعراق والحجاز، صحب أبا إسحاق المروزي إلى
مصر ولزمه إلى أن دفنه، ثم انصرف إلى بغداد فكان خليفة أبي علي بن أبي هريرة القاضي في
مجالسه، وكان المجلس له بعد قيام القاضي أبي علي، وانصرف إلى خراسان سنة أربع
وأربعين، وعقد له مجلس الدرس والنظر، وسمع الحديث من المؤمل بن الحسن بن عيسى
وأبي حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وأقرانهم وبمصر من أصحاب يونس بن عبد الأعلى
وأبي إبراهيم المزني وأقرانهما، وبالشام أصحاب يوسف بن سعيد بن مسلم وسليمان بن
سيف، وبالبصرة من ابن داسة، وبواسط من ابن شوذب. سمع منه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ وأبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وغيرهما، وذكره الحاكم فقال: عقدت له
مجلس الاملاء في دار السنة في رجب سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة. وتوفي عشية الأربعاء،
ودفن عشية الخميس السادس من جمادي الآخرة سنة أربع وثمانين وثلاث مئة، وهو ابن ست
وسبعين سنة.
أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي أحد وجوه
خراسان وأحسنهم بيانا، وأفصحهم لسانا، ولقد صحبته في السفر والحضر فما رأيته يكلم
بالفارسية إلا من يعلم أنه أعجمي لا يحسن العربية، هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ
في التاريخ ثم قال: وكنت معه ببغداد والحرمين سنة إحدى وأربعين، فتحير أهل تلك الديار
من فصاحته وحسن بيانه، حتى أن المشايخ البغداديين يقولون إلى شيخ خراسان كأنه لم
يتكلم بالفارسية قط، سمع الحسين بن الفضل البجلي والفضل بن محمد الشعراني وجعفر بن
محمد بن سوار وعبدان بن الحكم، وأكثر سماعه قبل الثمانين والمائتين، وكان قد ضيع
جملة من سماعاته. وتوفي ليلة الفطر من سنة خمسين وثلاث مئة، وهو ابن تسع وثمانين
سنة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسين
الماسرجسي، هو ابن أبي نصر، وهو ابن بنت الحسن بن عيسى، ذكره الحاكم في التاريخ
فقال: أبو العباس بن أبي نصر الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى، فذكر شمائل سلفه
170

ومحاسنهم وأما أبو العباس فإني لما خرجت الفوائد لأبيه رأيت له سماعات كثيرة عن أبي
حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وأقرانهما، وحدث أبو العباس بعد ذلك سنين، وتوفي في
النصف من شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأبو محمد الحسن بن أبي بكر بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس
الماسرجسي: كان أديبا فصيحا، حج مع أبيه سنة إحدى وأربعين، قال الحاكم: أبو عبد الله
الحافظ: حججت معهما فجاء أهل العلم ببغداد يسألون الشيخ أبا بكر أن يحدثهم، فقال:
لم استصحب شيئا من مسموعاتي، فسألت أبا الحسن فقال: قد حملت أنا شيئا من سماعي
من محمد بن إسحاق، فكتبنا عن الحسن، وكان أبو بكر يندم على ما ضيع من سماعاته إلى
أن وردنا نيسابور فعقدنا له المجلس، وتوفي في شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.
وأبو علي الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الحافظ الماسرجسي، أخو أبي
العباس، السابق ذكره، سمع جده وأباه وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس
محمد بن إسحاق السراج وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ
وقال: أبو علي الحافظ الماسرجسي، سفينة عصره في كثرة الكتابة والسماع والرحلة، وأثبت
أصحابنا في السماع والأداء، ومن بيت الحديث، فإني أعد في سلفه وبيته بضعة عشر
محدثا، وكان أسند أهل عصره، وكان من أصحاب مسلم بن الحجاج، ورحل إلى العراق
سنة إحدى وعشرين، فسمع أبا عبد الله بن مخلد وطبقته، ثم خرج إلى الشام، وكتب عن
أصحاب هشام بن عمار وأقرانهم، ثم دخل مصر وأكثر المقام بها، وسمع أصحاب المزني،
وصنف المسند الكبير في ألف وثلاث مئة جزء مهذبا بالعلم، وجمع حديث الزهري جمعا لم
يسبقه إليه أحد، وكان يحفظ حديث الزهري مثل الماء، وصنف المغازي والقبائل، وكان
عارفا، وصنف أكثر المشايخ والأبواب، وخرج على كتاب البخاري ومسلم في الصحيح،
ولم يبلغ رحمه الله وقت الحاجة إليه، نظرت أنا له في الزهري وفي الفوائد مقدار مئة وخمسين
جزءا من المسند، وأدركته المنية قبل الحاجة إلى إسناده وتوفي في رجب سنة خمس وستين
وثلاث مئة، شهدت جنازته وصلى عليه الفقيه أبو الحسن الماسرجسي ابن أخته، ودفن في
داره وهو ابن ثمان وستين، فإن مولده كان سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن علم كثير
بدفنه.
ووالده أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، هو ابن أبي العباس،
سمع محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي ومسلم بن الحجاج القشيري،
روى عنه أبو علي الحسين بن محمد الحافظ وابن أخيه أبو نصر وحدث بكتاب (جلود
171

السباع (1)) لمسلم بن الحجاج في خمسة أجزاء وليس لمسلم بن الحجاج بعد الصحيح
كتاب أحسن منه، ومات أبو أحمد في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وثلاث مئة، وصلى
عليه أخوه، ودفن بجنب أبيه.
الماسكاني: بفتح الميم، والسين المهملة والكاف بينهما الألف، وفي آخرها النون بعد
الألف، هذه النسبة إلى ماسكان (2)، وهي بليدة بنواحي كرمان (3)، وظني أنها ليست منها.
أبو () (4) عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الماسكاني، من أولاد المحدثين،
يروي عن أبي حامد أحمد بن عبد الله الجعفراباذي، روى لنا عنه أبو شجاع عمر بن أبي
الحسن البسطامي ببلخ.
ووالده القاضي الخطيب أبو بكر محمد بن عبد الملك بن علي الماسكاني: يروي عن
الفقيه أبي نصر يونس بن حمد بن حيون البلخي وأبي الحسن الدامغاني وأبي محمد
عبد العزيز على المفسر وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الصائغ وأبي بكر أحمد بن محمد بن
العباس البزاز وأبي الفضل العباس بن المفضل بن المبارك وأبي القاسم يونس بن طاهر
النصري وأبي القاسم الحسين بن محمد المقري النيسابوري وأحمد بن علي بن عبد الله
الفقيه. ومات ليلة الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وأربع مئة.
الماسكي: بفتح الميم والسين المهملة بينهما الألف، وفي آخرها الكاف: هذه
النسبة إلى ماسك، وهو جد أبي بكر محمد بن يعقوب بن إسحاق بن ماسك الواسطي
الماسكي، من أهل واسط، يروي عن أبي يحيى عيسى بن موسى بن أبي حرب الصفار
وعلي بن داود القنطري، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الأصفهاني.
الماسوراباذي: بفتح الميم، وضم السين المهملة، بينهما الألف، والراء المفتوحة
بعد الواو، والباء الموحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال، هذه النسبة ماسوراباذ قرية

(1) في كل الأصول عدا نسخة: (وجدت كتابا بجلود السبع) وقد ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ 2 / 590 هذا الكتاب
باسم: (كتاب الانتفاع بأهب السباع).
(2) قال ياقوت: (بلد مشهور بالنواحي المجاورة لمكران ورآسجستان وأظنها من نواحي سجستان. وقال حمزة:
ماه شكان اسم لسجستان وسجستان يسمى سكان وماسكان أيضا) معجم البلدان: باشكان.
(3) كرمان بفتح الكاف وربما كسرت والفتح أشهر وهي ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة
بين فارس ومكران وسجستان وخراسان وتقع اليوم ضمن إيران في المنطقة الواقعة شمال الخليج العربي عند مضيق
هرمز.
(4) في نسختين فراغ بقدر كلمة.
172

بجرجان (1) فيما أظن، منها:
محمد بن عبيد الله الماسوراباذي، له رحلة إلى اليمن، سمع فيها عبد الرزاق بن
همام، روى عنه القاسم بن أبي حليم الجرجاني.
ماسي: بفتح الميم، وكسر السين المهملة، هذه اللفظة لها شكل النسبة، وبها
عرف:
أبو محمد عبد الله بن أيوب بن ماسي المتوثي، من ثقات أهل بغداد، حدث عن أبي
مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، روى عنه جماعة كثيرة، وآخر من روى عنه أبو
إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، روى لنا نسخة محمد بن عبد الله الأنصاري من طريق ابن
ماسي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بروايته عن البرمكي عن ابن ماسي.
الماشي: بفتح الميم، وكسر الشين المعجمة، بينهما الألف، هذه النسبة إلى ماش،
وهو شئ من الحبوب معروف، وكان بعض أجداد المنتسب إليه يكثر من أكله، فإني رأيت
في نسبتهم في تصانيف المعداني أبا فلان الماشخوار (2)، وهذا بيت معروف للمحدثين
بمرو (3)، ورأيت أنا شابا من أولادهم.
ومنهم المحدث المعروف أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسحاق الماشي المروزي،
من أهل مرو، سمع الأئمة مثل أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمود السعدي وأبي القاسم
حماد بن أحمد بن حماد القاضي السلمي وأبي عبد الله محمد بن علي الحافظ الهرمزفرهي
والشاه بن النزال السعدي وغيرهم وحدث بمرو وبخارى، وانتشرت عنه الرواية، ومات بمرو
في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
الماصري: بفتح الميم، والصاد المكسورة، بينهما الألف، وفي آخرها الراء، هذه
النسبة إلى ماصر (4) وسأذكر السبب فيه، والمشهور بهذه النسبة:

(1) قال ياقوت: (قرية من قرى جرجان رأيتها بعيني يوم دخولي)، (معجم البلدان: ماسك).
(2) كذا في الأصول جميعا، وفي المطبوع: (الماشجار) وفي هامشه: (ماشموار: كلمة فارسية معناه: آكل المامش
والواو في مثل هذه تكتب ولا تقرأ).
(3) تقع مرو اليوم في جمهورية أوزبكستان الروسية.
(4) قال ابن الأثير 3 / 149: (وفي تاج العروس: الماصر في كلامهم: الحبل يلقى في الماء ليمنع السفن عن السير حتى
يؤدي صاحبها ما عليه من حق السلطان هذا في دجلة والفرات).
173

أبو بشر يونس بن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن قيس بن أبي مسلم
العجلي الماصري، كان له محل عظيم، كاتبه المعتز بالله كتابا بالنظر في أمر متظلم تظلم
إليه، وهو ابن بنت حبيب بن الزبير الذي روى عنه شعبة، وكان ينزل المدينة. وكان أبو
مسلم من سبي الديلم، سباه أهل الكوفة، وحسن إسلامه، فولد له قيس الماصر، ويقال إنه
مولى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم ولاه الماصر، وكان من أول من مصر الفرات
ودجلة فسمي قيس الماصر، والنسبة إليه ماصري، وكان ممن خرج مع عبد الرحمن بن
الأشعث أيام الحجاج مع القراء، فلما هزم ابن الأشعث هرب عبد العزيز بن عمر بن قيس مع
أهله إلى أصبهان، وأقام عمر بن قيس الماصر بالكوفة، روى عنه الكوفيون، وتزوج
عبد العزيز بأم البنين بنت الزبير بن مشكان وتزوجوا في الزبير، وتزوج فيهم الزبير بن
مشكان، فهذه قصة قيس الماصر.
وأما أبو بشر يونس بن حبيب فهو من مشاهير المحدثين بأصبهان، سمع أبا داود سليمان بن داود
الطيالسي والحسين بن حفص وقتيبة بن مهران وبكر بن بكار وعامر بن إبراهيم ومحمد بن كثير
الصنعاني سمع منه بمكة وغيرهم، وهو راوية السنن للطيالسي، روى عنه أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الأسفراييني وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني وأبو محمد
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وقال: كتبت عنه بأصبهان وهو ثقة، وقال أبو بكر
أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، سألت أبا مسعود أحمد بن الفرات قلت: مثلك إذا كان ببلد
لم يجب أن نكتب عن أحد حتى نسألك عنه. فعمن ترى أن أكتب فقال يونس بن حبيب بدأ به
من بين جماعة محدثيهم. قلت: توفي قبل الثلاث مئة.
المافروخي: بفتح الميم والفاء، بينهما الألف والراء المضمومة المشددة، وفي
آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى مافروخ، وهو اسم لبعض الموالي من العجم،
واسمه ماه فروخ فخفف، والمشهور بهذه النسبة:
أبو العباس أحمد بن أبي جعفر محمد بن علي المافروخي الأصبهاني، من أهل
أصبهان، يروي عن عمرو بن علي والحسن بن عرفة العراقيين، روى عنه أبو الشيخ وأبو بكر
القباب وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن علي الأصبهانيون.
وأبو الفضل العباس بن حمدان بن العباس بن مافروخ المديني المافروخي، من أهل
أصبهان، يروي عن النضر بن هاشم المؤدب وإبراهيم بن ناصح وأحمد بن مهدي وأحمد بن
يونس الضبي ومحمد بن عامر وغيرهم، قال أبو بكر أحمد بن موسى مردويه الحافظ: رأيته
بقرية سين يحدث فلم أضبط عنه.
174

وأبو عيسى محمد بن عبد الله بن العباس المافروخي، من أهل أصبهان، كان ثقة
صدوقا من تناء (1) البلد، يروي عن أحمد بن يونس الضبي، وأبي العباس محمد بن القاسم
وغيرهما من الأصبهانيين والعراقيين.
الماقلاصاني: بفتح الميم والقاف، بعد الألف، ثم اللام ألف، وبعد الصاد المهملة
المفتوحة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى: ماقلاصان، وهي قرية من قرى جرجان،
منها:
أبو سليمان داود الماقلاصاني، يروي عن أحمد بن يونس، روى عنه عبد الرحمن بن
محمد بن علي القرشي وهو من أهل جرجان.
الماكسيني: بفتح الميم، وكسر الكاف، والسين المهملة، وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماكسين، وهي مدينة من الجزيرة قريبة
من رحبة مالك بن طرق (2) بنواحي الرقة، خرج منها جماعة من أهل العلم ومن التجار
المعروفين منهم:
أبو عبد الرحمن سلمان بن جروان بن الحسين الماكسيني البورائي من أهل هذه البلدة،
شيخ صالح راغب في الخير يكتسب بنفسه، سكن ببغداد ناحية باب الشام، سمع أبا سعيد
محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكرخي وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهما،
كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد، وكان يسمع بقراءتي ومني بجامع المنصور وتركته ببغداد
وانصرفت منها إلى خراسان، ثم بلغني أنه خرج إلى بلاد الموصل، وتوفي بإربل، قلعة على
مرحلة من الموصل في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وخمس مئة.
الماكياني: والمشهور بهذه النسبة:
أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن ميمون بن رزين الباهلي البلخي الماكياني، يروي عن
حماد بن زيد وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك. وروى عن مالك بن أنس حديثا
واحدا، روى عنه جماعة من أهل بلخ. مات سنة إحدى وأربعين ومائتين في أولها. قال أبو

(1) في نسخ (من بناء البلد) وفي أخرى (من بنائي) وتناء: ج تانئ من قولهم: تنأ بالمكان أقام وقطن. قال ثعلب: وبه سمي
التانئ. انظر اللسان: تنأ.
(2) تقع رحبة مالك بن طوق على شاطئ الفرات بين الرقة وبغداد، وهي اليوم قرب دير الزور في سوريا.
175

حاتم بن حبان: وكان ظاهر مذهبه يعني أبا إسحاق الماكياني الارجاء، واعتقاده في الباطن
السنة. قال محمد بن داود الفوعي: حلفت الا أكتب إلا عمن يقول: الايمان قول وعمل.
ومحمد بن علي بن جعفر بن الماكيان الأزدي الماكياني المعروف بالسرخسي، نسب
إلى جده الأعلى، من أهل بغداد، حدث عن أبي بكر ابن أبي الدنيا، روى عنه جعفر بن
محمد بن علي الساهري، وذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة.
وأبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الماكياني النيسابوري، سمع محمد بن حميد الرازي،
روى عنه أبو بكر محمد بن أبي الحسين أحمد بن يحيى الحيري.
الماكيني: بفتح الميم، والكاف المكسورة بعد الألف، ثم الياء الساكنة آخر
الحروف، وفي آخرها النون هذه النسبة إلى ماكينة، وهو اسم لجد إبراهيم بن محمد بن
ماكينة الماكيني، روى عنه أبو زرعة الرازي ووثقه وقال كان ثقة.
المالجي: بفتح الميم واللام، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مالج، وهو اسم
لبعض أجداد المنتسب إليه أو لقبه:
وهو أبو جعفر محمد بن معاوية بن يزيد الأنماطي يعرف بابن مالج من أهل بغداد، كان
شيخا لا بأس به وقيل: إنه كان واقفيا، سمع إبراهيم بن سعد الزهري ومحمد بن سلمة
الحراني وداود بن الزبرقان وسفيان بن عيينة وخلف بن خليفة وأبا بكر بن عياش وكثير بن مروان
الفلسطيني وعبد الرحمن بن مالك بن مغول وغيرهم روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية
ومحمد بن جرير الطبري وعبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية ويحيى بن محمد بن صاعد
والحسين بن إسماعيل المحاملي.
المالحاني: بفتح الميم، واللام المكسورة، والحاء المهملة المفتوحة بين الألفين،
وفي آخرها النون، هذه النسبة لمن يبيع السمك المالح، يقال له المالحاني، واشتهر بها:
أبو محمد إسماعيل بن إسحاق بن عبد الله بن راهب المالحاني الكوفي، من أهل
الكوفة، يروي عن محمد بن عبيد المحاربي النحاس، حدث عنه أبو بكر محمد بن
عبد الله بن يزداد الرازي.
المالقي: بفتح الميم، وكسر اللام، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى مالقة، وهي
بلدة من بلاد الأندلس بالمغرب ومن المتقدمين منها عزيز بن محمد اللخمي الأندلسي
المالقي.
176

وسليمان بن سليمان المعافري المالقي الأندلسي (1)، من أهل مالقة، ذكره الخشني
في تاريخ المغاربة () المالقي حافظ كبير زاهد ورع فاضل عارف بالفقه والحديث واللغة،
كتب بالمغرب وبمصر وبمكة، ورد العراق وخرج منها إلى خراسان وكان متقنا صحيح النقل
كثير الضبط سكن نيسابور وتوفي بها في حدود سنة خمس وعشرين وخمس مئة، لم ألقه،
وكتب عنه أصحابنا في المذاكرة.
المالكي: بفتح الميم، وكسر اللام، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى رجلين (2)
وقرية:
أما أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصنجي إمام دار الهجرة وجماعة كثيرة لا
يحصون ينسبون إلى مذهبه يقال لكل واحد منهم المالكي: وجميع أهل المغرب إذا جاوزت
مصر إلى مغرب الشمس كلهم مالكية إلا ما شاء الله.
وأما أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن وهب بن علي المالكي الآمدي فهو ينسب
إلى بني مالك بن حبيب، ويعرف بالآمدي، حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم،
روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وعبد الصمد بن علي السبسي وعلي بن محمد بن
المعلى.
وأبو الفتح بن أبي إسحاق أميرك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن مالك المعافري
المالكي، نسب إلى جده مالك من أهل بغداد، شيخ مشهور سمع أبا عبد الله الحسين بن
أبي القاسم البسري، كتبت عنه شيئا يسيرا وعن والده إبراهيم وعمه محمد، سمعت من
ثلاثتهم، ينسبون إلى جدهم مالك، وكان مولد أبي الفتح في سنة ست وثمانين وأربع مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم.
وأبو الفضل محمد: سمعا أبا الحسين عاصم بن الحسن الكرخي وأبا الفوارس طراد بن

(1) في ك، مط: (أندلسي).
(2) في اللباب 3 / 51: " هذه النسبة إلى رجال وموضع. أما الرجال فأحدهم مالك بن أنس.. والثاني إلى مالك بن
بكر بن حبيب بن عمرو بن غانم بن تغلب بطن من تغلب، منهم السفاح واسمه سلمة بن خليد بن كعب بن زهير بن
قسيم بن أسامة بن مالك وخلق كثير. والثالث أبو الفتح بن أبي إسحاق أميرك.. والرابع: أبو عمرو عثمان بن
عبد الرحمن المالكي الزهري المعروف بالوقاصي.. والخامس: زريق المالكي من بني مالك بن كعب بن
سعد.. والسادس الهيثم بن زريق المالكي.. وأما المكان فهو المالكية قرية على الفرات بالعراق ينسب إليها أبو
الفتح عبد الوهاب.. ".
177

محمد الزينبي، سمعت منهما وتوفيا في يوم واحد، يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى
الأولى سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.
وأما أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني الخفاف المالكي، من أهل
بغداد، حنبلي المذهب، وإنما قيل له المالكي لان أصله من قرية على الفرات يقال لها
المالكية، شيخ مقرئ، صدوق صالح، سديد السيرة، قيم بكتاب الله تعالى، قرأ القرآن
بروايات على القراء، ويقرئ الناس، ويعمل الخفاف ويتعيش بها، سمع أبا الخطاب
نصر بن أحمد بن البسر وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الحسين المبارك بن
عبد الجبار بن السيوري، سمعت منه أجزاء في دكانه بدرب الدواب، وكانت ولادته في شوال
سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة.
وأبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المالكي الزهري المعروف الوقاصي، من ولد
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وقيل له المالكي لان اسم والد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
، وقيل له المالكي لان اسم والد سعد بن أبي وقاص مالك، أدرك التابعين، وحدث
عن عطاء بن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر ومحمد بن المنكدر وابن شهاب الزهري وسابق
البربري وغيرهم، روى عنه صالح بن مالك الخوارزمي وأبو عمر الدوري المقرئ. وقال
يحيى بن معين: لا يكتب حديثه، كان يكذب قال عبد الله بن علي بن المديني: سألت
أبي عن الوقاصي قال فضعفه جدا. وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: هو متروك
الحديث. وتوفي في خلافة هارون.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة الفقيه القطان المالكي، كان بنيسابور يسكن
مسجد ميان دهينه، ولم يكن بنيسابور بعده للمالكية مدرس، وكان يدرس فقه مالك بتلك
المدرسة، أقام بمصر مدة يتفقه على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، سمع بها من أبي
عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، وبمكة
عبد الجبار بن العلاء العطار، وبالكوفة هارون بن إسحاق الهمذاني، وببغداد أحمد بن منيع
البغوي، وبالشام يوسف بن سعيد بن مسلم، وبنيسابور محمد بن رافع ومحمد بن يحيى
الذهلي وغيرهم. قال إبراهيم المالكي: قال لي أبو عبد الله بن عبد الحكم يعني
محمدا: ما قدم علينا خراساني أعرف بطريقة مالك منك، فإذا انصرفت إلى خراسان فادع
الناس إلى رأي مالك. وكان إبراهيم يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يدع الجهاد في كل ثلاث
سنين، ومات في شعبان سنة تسع وتسعين ومائتين، وصلى عليه أبو بكر بن خزيمة.
178

وأما رزيق المالكي فهو من بني مالك بن كعب بن سعد (1)، يروي عن الأسلع بن
شريك، هكذا ذكره ابن أبي حاتم حكاية عن أبيه.
والهيثم بن رزيق المالكي، من بني مالك بن سعد، نسب إليه، عاش مئة وسبع عشرة
سنة، روى عن أبيه عن الأسلع بن شريك، روى عنه الفضل بن أبي سويد المقرئ. قاله أبو
حاتم الرازي فيما حكى عنه ابنه (2).
الماليني: بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بعد اللام المكسورة، وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى مالين، وهي في موضعين:
أحدهما قرى مجتمعة على فرسخين من هراة (3) يقال لجميعها مالين، وأهل هراة
يقولون: مالان.
ومالين أيضا قرية من قرى باخرز (4).
وكتبت بمالين هراة نوبا عدة، وكتبت عن جماعة كثيرة من قراها.
فأما أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الأنصاري
الصوفي الماليني فمن مالين هراة. كان أحد الرحالين في طلب الحديث والمكثرين منه،
كتب الحديث ببلاد خراسان، ثم خرج إلى الرحلة وطاف ما بين الشامش إلى الإسكندرية،
وأدرك المشايخ وسمع الحديث، وسمع منه، وكان فاضلا عالما صوفيا ورعا متخلفا بأحسن
الأخلاق، سمع أبا عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي وأبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبا
بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبا محمد الحسن بن رشيق العسكري وأبا بكر محمد بن

(1) في اللباب 3 / 152: (فقلت: قال: زريق المالكي من بني مالك بن كعب بن سعد وقال بعده: الهيثم بن زريق
المالكي من بني مالك بن سعد، فالثاني هو ابن الأول بلا شك لأنه روى عن أبيه عن الأسلع بن شريك وهو شيخ أبيه
(لعله يقصد شيخ ابنه) فقوله في نسب الأب: مالك بن كعب بن سعد لا أعرفه، وإنما الصواب مالك بن سعد بن
زيد مناة بن تميم على ما ذكره في نسب الابن فلعله غلط من الناسخ).
(2) وقال ابن الأثير في اللباب 3 / 153 - 155: (وفاته: النسب إلى مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن مهز،
بطن كبير من عامر، ينسب إليه خلق كثير، منهم سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
العامري المالكي، له صحبة، وأخوه السكران بن عمر من مهاجرة الحبشة كان زوج سودة بنت زمعة قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) هراة مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان (معجم البلدان) وتقع اليوم غربي أفغانستان قرب الحدود
الإيرانية.
(4) باخرز: كورة ذات قرى كبيرة بين نيسابور وهراة.
179

عدي بن زحر المنقري وأبا القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ الدمشقي، وجماعة
كثيرة. روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب
وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منده الحافظ وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني
وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة
النعالي. وكان سمع وكتب من الكتب الكبار والمصنفات الطوال ما لم يكن عند أحد، وذكره
مشهور مودن في الكتب. ومات بمصر في شوال سنة اثنتي عشرة وأربع مئة.
وأبو معشر موسى بن محمد بن موسى بن شعيب الماليني. سمع بخراسان أبا عبد الله
محمد بن إبراهيم العبدي وأحمد بن نجدة القرشي وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة،
وبالعراق أبا محمد عبد الله بن محمد بن ناجية والقاسم بن زكريا المطرز، وبالحجاز محمد بن
إبراهيم الديبلي وغيرهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ومات سنة ثمان وأربعين
وثلاث مئة.
المالي: بفتح الميم، وفي آخرها اللام بعد الألف، هذه النسبة إلى مال وهو اسم لجد
أبي بكر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن مهران بن ماله الحربي المالي، من أهل
بغداد، كان شيخا صالحا، سمع أبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن برية الهاشمي ودعلج بن
أحمد وأبا بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري وعلي بن العباس البرداني. روى عنه أبو
القاسم الأزهري وعبد العزيز بن علي الأزجي ومحمد بن علي بن الفتح الحربي، وقال لي
الأزهري: كان شيخا صالحا.
المامطيري: بالألف بين الميمين، والطاء المهملة المكسورة، بعدها الياء آخر
الحروف، وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى مامطير، وهي بليدة بناحية آمل (1) طبرستان،
خرج منها جماعة من أهل العلم منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المامطيري، سمع منه أبو القاسم الشيرازي الحافظ،
وقرأت في معجم شيوخه: أنشدني إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق المامطيري بالطائف (من
الطويل):
أشابت همومي يوم سرت مفارقي * وفارقت روحي مذ غدوت مفارقي
فلو أن كفي قطعت من مرافقي * لما ساءني إذ كنت أنت مرافقي

(1) آمل بلد بطبرستان جنوبي بحر قزوين (معجم البلدان) وطبرستان بلدان واسعة تقع جنوبي بحر الخزر.
180

المامايي: بالألف بين الميمين المفتوحتين، والميم بين الألفين، وفي آخرها الياء آخر
الحروف، هذه النسبة إلى ماما، وهو اسم لبعض أجداد أبي حامد أحمد بن محمد بن
أحيد بن عبد الله بن ماما الحافظ المامايي الأصبهاني، من أهل أصبهان، كان حافظا متقنا
مكثرا من الحديث، حريصا على طلبه. سكن بخارى إلى أن توفي بها. جمع وصنف
التصانيف منها الزيادات لتاريخ بخارى لغنجار، والمختلف والمؤتلف في الأسماء سمع أبا علي
إسماعيل بن محمد بن حاجب الكشاني وأبا نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر
الملاحمي وأبا حامد أحمد بن محمد بن الحسن المقرئ وأبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن
محمد بن أبي شريح الأنصاري وأبا بكر عبدة بن محمد بن أحمد بن ملة البزاز الهروي
وأبا نصر أسامة بن ولي بن محمد بن حامد الهروي وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو
السليماني والسيد أبا الحسن محمد بن علي العامري الوصي وأبا بكر محمد بن أبي عيسى
البغدادي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الرازي وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي
وجماعة سواهم روى عنه أبو بكر الحسن بن الحسين البخاري وجماعة. قرأت على ظهر
كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم: مات أحمد بن ماما خامس شعبان سنة ست وثلاثين
وأربع مئة ببخارى، قال: ومات أبو المسهر قبله بأسبوع.
المأموني: بالألف بين الميمين، أولاهما مفتوحة، والأخرى مضمومة، وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى أمير المؤمنين المأمون، وهو أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن
موسى بن المأمون المأموني، سمع أبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، ذكره الحاكم أبو
عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو محمد المأموني قد كنت رأيته ببغداد في
مجلس قاضي القضاة محمد بن صالح، فورد نيسابور وأقام بها سنين، ثم فارقها وخرج على
طريق جرجان.
المانقاني: بفتح الميم والقاف بينهما الألف، والنون الساكنة، وفي آخرها ألف ونون
أيضا، هذه النسبة إلى مانقان، وهي محلة كبيرة من قرية السبخ وهي إحدى قرى مرو منها:
جعفر بن حمويه المانقاني، قال أبو زرعة السنجي جعفر بن حمويه سمع علي بن حجر
من قرية السبخ من مانقان.
الماوردي: بفتح الميم والواو، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة، هذه
النسبة إلى بيع الماورد وعمله، واشتهر بهذه النسبة جماعة من العلماء لان بعض أجداده كان
يعمله أو يبيعه. منهم:
181

أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري المعروف بالماوردي، من
أهل البصرة سكن بغداد وكان من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه
وفروعه وفي غير ذلك، وجعل إليه ولاية القضاء ببلدان كثيرة، وسكن بغداد في درب
الزعفراني، وحدث عن الحسن بن علي بن محمد الجبلي صاحب أبي خليفة وعن محمد بن
عدي زحر المنقري ومحمد بن المعلى الأزدي وجعفر بن محمد بن الفضل البغدادي، سمع
منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وجماعة آخرهم أبو العز أحمد بن
عبيد الله بن كادش العكبري. وقال الخطيب: كتب عنه وكان ثقة ومات في شهر ربيع الأول
من سنة خمسين وأربع مئة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وقد كان بلغ ستا وثمانين سنة.
وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الماوردي البصري من أهل البصرة
سكن بغداد، وكان يورق وينسخ إلى حين وفاته، وكان عجيب الخط، وكان صالحا مكثرا.
سمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز، وبواسط أبا محمد بن
عبد السلام الأصبهاني، وبالبصرة أبا علي علي بن أحمد بن علي التستري، وبالكوفة أبا
الحسن محمد بن الحسن بن المنشور الجهني وبأصبهان أبا الفضل المسهر بن عبد الواحد
البزاني وغيرهم. سمع منه جماعة من أصحابنا، وكان قد نسخ لوالدي رحمه الله شيئا كثيرا،
وكانت ولادته في سنة خمسين وأربع مئة بالبصرة، وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة خمس
وعشرين وخمس مئة ودفن بمقبرة باب الدير.
الماهاني: بفتح الميم والهاء بين الألفين، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماهان،
وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهم جماعة منهم:
أبو محمد عبد الله بن جابر بن محمد بن عبد الله بن علي بن رستم بن ماهان الفقيه
الماهاني الأصبهاني الواعظ من أهل نيسابور، وكان (أبوه) من أعيان التجار من الأصبهانيين،
نزل نيسابور، وأبو محمد ولد بنيسابور وتفقه عند أبي الحسن البيهقي ثم خرج إلى أبي علي بن
أبي هريرة، وتعلم الكلام من أبي علي الثقفي وأعيان الشيوخ، وسمع بنيسابور أبا حامد بن
الشرقي ومكي بن عبدان وأقرانهما، وبالعراق أبا بكر المطيري وأقرانه، خرج من نيسابور في
طلب العلم مع الشيخ أبي بكر محمد بن إسحاق متوجها إلى غزاة الروم، ثم دخل بغداد
وذلك في سنة أربع وثلاثين، وانصرف إلينا آخر سنة سبع وثلاثين، وعقد له مجلس الدرس،
ثم جلس للوعظ بعد ذك سنين. وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاث مئة وهو
ابن ثلاث وثمانين سنة، واشتهر. وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك ودفن في مقبرة باب
معمر.
182

الماهياباذي: بفتح الميم وكسر الهاء وبعدها الياء المفتوحة المنقوطة من تحتها باثنتين،
والباء الموحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى ماهياباذ وهي محلة
كبيرة بأعلى بلدة مرو، شبه قرية منفصلة منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن هشام بن
محمد بن إبراهيم الماهياباذي والد عبد الله بن أبي دارة. سمع أبا وهب محمد بن مزاحم
وعلي بن الحسن الشقيفي المروزيين وغيرهما، وخطتهم بالقرب من السوق الحديثة
بماهياباذ.
الماهياني: بفتح الميم، وكسر الهاء، وبعدها ياء منقوطة من تحتها باثنتين، وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى ماهيان، وهي من قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها، كان منها
جماعة من المحدثين منهم:
أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن بن قريش الماهياني الغازي، سكن نيسابور ومات
بها، يروي عن محمد بن عبد الكريم الذهلي والحسن بن معاذ والفضل بن عبد الجبار
وأحمد بن سيار وأقرانهم، روى عنه أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ وأبو الحسين
الحافظ هو الحجاجي.
وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن حفص الماهياني، إمام فاضل مبرر عارف
بالمذهب، أدرك العلماء، وتفقه عليهم، مثل أبي الفضل التميمي وأبي المعالي الجويني
وأبي سعد المتولي وسمع الحديث منهم ومن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي وأبي صالح
أحمد بن عبد الملك المؤذن وجماعة سواهم. سمعت منه جميع التفسير المعروف بالوسيط
للواحدي، وتوفي بقرية ماهيان في أواخر رجب سنة خمس وعشرين وخمس مئة.
وابنه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفضل الماهياني، كان من عباد الله الصالحين
ورعا وزهدا وتفقه على شيخنا أبي إسحاق المرو الروذي وحفظ المذهب، وسمع معنا ومنا،
وسمعت منه أحاديث، وتوفي بقرية ماهيان في سنة خمسين وخمس مئة، ووصل إلي نعيه وأنا
بسمرقند.
ومن القدماء أحمد بن أبي إسحاق الماهياني: سمع سلمة بن سليمان، هكذا ذكره أبو
زرعة السنجي في تاريخه.
المائقي: بفتح الميم، والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الألف، وفي
آخرها القاف، هذه النسبة إلى مائق الدشت، وهي قرية بناحية أستوا من نواحي نيسابور،
منها:
183

أبو عمرو عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن
سليمان السلمي المائقي الأستواني من مائق الدشت وهو ابن خال أبي القاسم القشيري وختنه
على ابنته الكبرى، من أسباط أبي علي الدقاق، شيخ كبير مشهور ثقة نبيل من شيوخ الطريقة
ووجوه المتصوفة، شريك الأستاذ أبي القاسم القشيري في الإرادة والانتماء إلى الدقاق، له
الأحوال السنية والكلمات والاشعار بالفارسية في بيان الطريقة والمجاهدات والرياضات،
سمع بنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وببغداد أبا الحسن علي بن
محمد بن عبد الله بن بشران السكري وغيرهما، روى لنا عنه حفيده أبو الأسعد هبة
الرحمن بن أبي سعيد بن القشيري، وأبو الفتح عبد الوهاب بن الشاه بن أحمد الشاذياخي
وغيرهم، وكانت وفاته في حدود سنة سبعين وأربع مئة.
وحفيده أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن السلمي
المائقي: شيخ صالح بهي المنظر، سمع جده أبا عمرو السلمي المائقي، كتبت عنه كتاب
الذكر لأبي بكر بن أبي الدنيا وغير ذلك وكانت وفاته بعد سنة ثلاثين وخمس مئة.
المايمرغي: بسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الميمين المفتوحتين،
وسكون الراء، وفي آخرها الغين المعجمة المكسورة، هذه النسبة إلى ما يمرغ، وهي قرية
كبيرة حسنة على طريق بخارى من نواحي نخشب (1) نزلت بها يوما وقت خروجي إلى بخارى
من نسف. وما يمرغ: موضع آخر على طرف جيحون، وكان بها جماعة من الفضلاء وما يمرغ
قرية من قرى سمرقند.
والمشهور بالانتساب إلى ما يمرغ القرية التي بنسف أبو نصر أحمد بن علي بن
الحسن بن عيسى المقرئ الضرير المايمرغي: كان شيخا ثقة صالحا صدوقا مكثرا من
الحديث، سمع أبا عمرو محمد بن صابر وأبا سعيد الخليل بن أحمد وأبا بكر محمد بن
الفضل وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل وأبا أحمد الحاكم القاضي البخاريين، وروى
عن أبي بكر بن أبي إسحاق الكلاباذي صاحب معاني الأخبار، روى عنه جماعة منهم:
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النصر البلدي، وكانت وفاته بعد سنة ثلاثين
وأربع مئة، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وأبو بكر

(1) نخشب: من مدن وراء النهر بين جيحون وسمرقند، وهي نسف نفسها (معجم البلدان)، وسمرقند اليوم عاصمة
إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي.
184

محمد بن أحمد البلدي النسفيان وغيرهما. ذكره عبد العزيز النخشبي الرحال في معجم
شيوخه وأثنى عليه وقال: كان زاهدا ثقة، سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وأربعين وثلاث
مئة، كتبت عنه بما يمرغ.
وأبو العباس الفضل بن نصر المايمرغي، قال أبو سعد الإدريسي: هو من قرية من قرى
سمرقند على فرسخين أو ثلاثة يقال لها ما يمرغ، يروي عن العباس بن عبد الله السمرقندي،
روى عنه بكر بن محمد بن أحمد الفقيه.
ومحمد بن أبي عبد الله المايمرغي الفقيه المذكر: سمع شيوخ بخارى، مات ببخارى
وحمل إلى قريته ما يمرغ، ودفن بها في العشر الأوائل من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين
وثلاث مئة.
وابنه أبو الفضل محمد بن محمد بن أبي عبد الله المايمرغي: يروي عن أبي إسحاق
إبراهيم بن محمد الرازي وأبي محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد، ومات شابا. روى عنه
أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري.
والامام الحجاج أبو المؤيد محمد بن أحمد بن محمود بن محمد بن نصر بن موسى بن
أحمد المايمرغي النسفي والد الامام الأوحد، كان إماما فاضلا، يروي عن المقرئ
محمد بن منصور بن علكان الشرواني الامام بالمدينة. روى عنه عمر بن محمد بن أحمد
النسفي، ولد بما يمرغ في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة. ولد ابنه أحمد في
شعبان سنة إحدى وثمانين وأربع مئة.
المايني: بفتح الميم، وكسر الياء المنقوطة تحتها باثنتين، وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى ماين (1)، وهي من بلاد فارس، خرج منها جماعة من العلماء والصلحاء منهم:
أبو القاسم فارس بن الحسين بن شهريار المايني: يروي عن بكر بن أحمد الفارسي
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ، ومات بعد سنة خمس وتسعين
وثلاث مئة فإنه توفي في هذه السنة.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد المايني، يروي عن أبي يحيى بكر بن
أحمد الفارسي وأحمد بن عطاء وأبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي وأبي موسى البيضاوي،

(1) كذا في كل الأصول ومط وفي معجم البلدان، مائين بعد الألف ياء مهموزة وياء ساكنة ونون بلد من أعمال فارس من
نواحي شيراز.
185

سمع منه محمد بن عبد العزيز الشيرازي، وتوفي بعد سنة خمس وتسعين وثلاث مئة.
وأبو الحسن علي بن محمد المايني: حدث بشيراز عن أبي بكر أحمد بن موسى بن
عمار القرشي صاحب أبي بكر السني الدينوري، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث
الشيرازي الحافظ.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن أحمد المايني القاضي: ولي القضاء بماين، رحل إلى
أصبهان، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وعبد الله بن القباب وأبو الشيخ
عبد الله بن محمد بن جعفر وأبو يحيى بكر بن أحمد الشيرازي: وكان ورعا فاضلا دينا،
يروي عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي الحافظ، ومات بماين في
حدود سنة أربع مئة.
وأبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن محمد الصوفي المقرئ نزيل حلب: كان مقرئا
فاضلا صالحا سديد السيرة، قلما يتفق في الصوفية مثله، وكان كثير الاسفار رحالا جوالا،
طاف في بلاد العراق والجبال والشام والحجاز، سمع بشيراز أبا شجاع محمد بن سعدان
المقاريضي، وببغداد أبا بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي وأبا محمد
جعفر بن أحمد بن الحسين السراج وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الفضل محمد بن
عبد السلام الأنصاري وبأصبهان أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه الحافظ،
وبهمذان أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الدوني وغيرهم، لقيته بحلب وأنست به
غاية الانس وكتبت، وكانت أصوله قد ضاعت في برية الرقة، هكذا ذكر لي. ومات بعد سنة
أربعين وخمس مئة بحلب.
المايوسي: بفتح الميم، وضم الياء آخر الحروف بعد الألف والواو بعدها السين
المهملة في آخرها، واشتهر بهذه النسبة:
أبو القاسم عبد السلام بن الحسن بن علي الصفار المعروف بالمايوسي، من أهل بغداد
حدث عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبي الحسين محمد بن المظفر
الحافظ، ذكره أبو بكر الخطيب، وقال: كتبت عنه وكان ثقة يسكن درب سليمان طرف
الجسر، ومات في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة.
186

باب الميم والباء
المباردي: بفتح الميم، والباء الموحدة، وكسر الراء، والدال المهملة، هذه النسبة
إلى المبارد وهو جمع المبرد والمشهور بهذه النسبة:
أبوخذاداذ بن سلامة العراقي المباردي، كان نقاش المبارد.
وابنه أبو بكر محمد بن خذاداذ المباردي، كان ينقش المبارد أيضا، وكان فقيها صالحا
من أصحاب أحمد درس الفقه على أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلواذاني، وسمع
الحديث من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطير الغربي القارئ وأبي عبد الله الحسين بن
أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما. سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد.
المباركي: بضم الميم والباء المنقوطة من تحتها، وفتح الراء المهملة بعد الألف وفي
آخرها الكاف، هذه النسبة إلى مبارك، وهي بليدة بين بغداد وواسط على طرف الدجلة،
رأيتها ولم أدخلها، وقال: أبو علي الغساني: المبارك اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن
عبد الله القسري، والمشهور من أهلها:
أبو داود سليمان بن محمد المباركي، وقيل سليمان بن داود المباركي، يروي عن أبي
شهاب الحناط وعامر بن صالح ويحيى بن أبي زائدة وأبي حفص الابار وعبد الرحمن بن محمد
المحاربي. قال أبو حاتم بن حبان: روى عنه أحمد بن الحسن ببغداد. ومبارك التي نسب
إليها على الدجلة فوق واسط، دخلتها. ومات سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وقال غيره: في
ذي القعدة قلت: روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري وأبو زرعة الرازي وأسيد بن عاصم
الأصبهاني.
ومن القدماء الذين كانوا ينزلونها منصور بن زاذان الواسط مولى عبد الرحمن بن أبي
عقيل الثقفي، يروي عن الحسن وابن سيرين وقتادة وأبي قحذم، روى عنه عبيد الله بن عمر
وشعبة والضحاك بن حمزة ومسلم بن سعيد وهشيم، وهو الذي يروي عنه هشيم ويقول:
حدثنا منصور بن أبي المغيرة: كان كنية زاذان أبو المغيرة، قال أبو حاتم بن حبان: كان
منصور بن زاذان من المتقشفة المتجردين للدين، وكان ينزل المبارك قرية من قرى واسط على
الدجلة، دخلتها. ومات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل إنه مات في الساعون سنة إحدى
وثلاثين ومئة، وخرج في جنازته المسلمون واليهود والنصارى والمجوس يبكون عليه. قال ابن
187

أبي حاتم: منصور بن زاذان الواسطي كان ينزل بالمبارك، وهو مولى عبد الله بن أبي عقيل،
أثنى عليه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ووثقاه.
وأبو الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي المباركي، من أهل الكوفة، يروي عن
زيد بن وهب والشعبي، وكان أكبر من الأعمش بسنة، يقال سنه سن النخعي، روى عنه
الثوري وشعبة وأهل العراق، مات سنة ثلاث وستين ومئة. قال أبو حاتم بن حبان:
أبو الهذيل حصين كان ينزل المبارك قرية على الدجلة دخلتها، أسفل من نهر سائس، وقد قيل
إنه سمع من عمارة بن رويبة ولعمارة صحبة، فإن صح ذلك فهو من التابعين.
وأبو زكريا يحيى بن يعقوب بن مرداس بن عبد الله البقال المعروف بالمباركي، حدث
عن سليمان المباركي المتقدم ذكره، وسويد بن سعيد وغيرهما، روى عنه عبد الصمد بن علي
الطستي وأبو بكر الشافعي وأبو القاسم الطبراني وقال فيه أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي
المقدسي الحافظ: والمبارك هذا نهر حفره هشام بن عبد الملك وإياه عنى الشاعر بقوله (1):
على نهرك المشؤوم غير المبارك
وأما أبو الطيب المباركي النيسابوري، إنما قيل له المباركي لأنه انتسب: إلى جده وهو
أبو الطيب محمد بن محمد بن عبد الله بن المبارك، سمع إسحاق بن يعقوب السمسار، روى
عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب كتاب التاريخ.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان، سمعت أبا
الفضل محمد بن طاهر بن علي الحافظ، سمعت أبا نعيم هو عبيد الله بن الحسن الحداد
الحافظ يقول: سألته يعني القاضي أبا إسحاق عن هذه النسبة فقال: كان جدي أبو عبد الله
من أهل العلم، وكان كلما قيل له شئ يقول: (ميمون مبارك)، فقلت به، ثم قال لي أبو
العلاء الحافظ: سمعت هذه الحكاية من القاضي أبي إسحاق المباركي إلا أني لم أحفظ قوله
(ميمون).
المبارمي: بفتح الميم والباء الموحدة بعدها الألف، وفي آخرها الراء والميم هذه
النسبة إلى المبرم وهو جمع المبرم وهو المبضع وهو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الصفار
المبارمي الاستراباذي، من أهل استراباذ كان يستعمل المبارم، وكان عفيفا لله ثقة يروي عن

(1) الشاعر هو الفرزدق وصدر البيت هو: (وأهلكت مال الله في غير حقه) أنظر معجم البلدان.
188

أبي محمد إسحاق بن أحمد بن نافع بن إسحاق الخزاعي المقرئ المكي وغيره، وتوفي
باستراباذ.
المبذولي: بفتح الميم، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وضم الذال المعجمة، هذه
النسبة إلى بني مبذول وهو بطن من ضبة، والمشهور به: تميم بن ذهل المبذولي الضبي.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من بني مبذول أدرك الجمل، روى عنه ابن عمه خالد بن
مجاهد بن حبان (1):
المبيضي: بضم الميم، وفتح الباء الموحدة، والياء المكسورة آخر الحروف، وفي
آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى البياضية (2) وهم طائفة من الشيعة ولهم لواء خلاف
لواء بني العباس (3) فإن لواءهم أسود، يقال لهم المبيضة وجماعة منهم بنواحي بخارى إلى
الساعة يقال لهم (سبيد جامكان) قيل إنهم يسكنون قصر عمير.

(1) في ك، مط واللباب 3 / 160 (حيان). وبعده في اللباب: قال ابن الأثير: (قلت فاته النسبة إلى مبذول بن مالك بن
النجار الأنصاري الخزرجي ينسب إليه كثير منهم ثعلبة بن عمرو المبذولي البخاري، شهد بدرا. وأخوه حبيب بن
عمر، وقتل مع علي رضي الله عنه بصفين).
(2) انظر اللباب 3 / 160 (البياض).
(3) في نسخ أخرى: (ولهم لواء أبيض خلافا لبني العباس).
189

باب الميم والتاء
المتطبب: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين والطاء، وكسر الباء
الموحدة بعدها باء أخرى، هذا لمن يعرف الطب ويعلمه ويتطبب، واشتهر به جماعة.
منهم أبو محمد الحسن بن محمد بن نصر بن حمدويه بن نصر بن عثمان بن الوليد بن
مدرك الرازي المتطبب، من أهل الري، حدث عن عصام بن محمد الرازي وأبي العباس
محمد بن يونس الكديمي وعيسى بن محمد القهستاني وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: أبو محمد المتطبب الرازي قدم نيسابور سنة سبع وثلاثين
وثلاث مئة. وكان يحدث عن الكديمي وأقرانه بالعجائب، وكان ينزل الخشابين.
المتعي: بضم الميم، والتاء ثالث الحروف، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة
إلى متع، وهو بطن من فهم فيما أظن.
منها أبو سيارة عامر بن هلال المتعي من بني عبس بن حبيب الذي كتب له النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كتابا، والكتاب عند بني عمه المتعيين. قال أبو يعلي حسان بن محمد الفهمي: أبو سيارز
المتعي ابن عمي، واسمه عامر بن هلال من بني عبس.
المتكلم: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والكاف، وكسر اللام
المشددة، وفي آخرها الميم، هذه اللفظة لمن يعرف علم الكلام والأصول، وقيل لهذا النوع
من العلم (الكلام) لان أول خلاف وقع إنما وقع في كلام الله مخلوقه هو أو غير مخلوق،
فتكلم فيه الناس، فسمي هذا النوع من العلم (الكلام) وإن كان جميع العلوم نشرها بالكلام،
والمشهور به:
أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى المتكلم الأشقر، من أهل نيسابور، شيخ أهل الكلام
في عصره بنيسابور من أهل الصدق في رواية الحديث، سمع جعفر بن محمد بن سوار
وإبراهيم بن أبي طالب ويوسف بن موسى المرو الروذي وإبراهيم بن محمد السكني
وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وكان سمع المسند
الصحيح من أحمد بن علي القلانسي ورواه، وهو أحسن راوية لذلك الكتاب، وأنهم ثقاة،
وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
190

وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي المتكلم، صاحب
أبي الحسن الأشعري، من أهل البصرة، قدم بغداد، ودرس بها الكلام، وله كتب حسان
في الأصول وعليه درس القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني. ذكره أبو بكر الخطيب
الحافظ في التاريخ، فقال: ذكر لنا عنه غير واحد من شيوخنا أنه كان ثخين الستر حسن
التدين، جميل الطريقة، وكان أبو بكر البرقاني يثني عليه ثناء حسنا، وقد أدركه ببغداد فيما
أحسب والله أعلم، روى عنه الحسن بن الحسين الشافعي الهمذاني.
وأبو بكر محمد بن الطيب المتكلم الباقلاني، ذكرته في الباء الموحدة.
وأبو الحسين محمد بن علي بن الطيب المتكلم، من أهل البصرة، سكن بغداد، وهو
صاحب التصانيف، على مذاهب المعتزلة، ودرس الكلام إلى حين وفاته، وكان يروي حديثا
واحدا عنه من حفظه عن هلال بن محمد بن أخي هلال الرأي، وذكر أنه سمع من طاهر بن
لبؤة، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو علي محمد بن أحمد بن
الوليد صاحبه المعتزلي، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأربع مئة وصلى
عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري، ودفن في مقبرة الشونيزي.
المتكي: بفتح الميم، وسكون التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين وفي آخرها الكاف هذه
النسبة إلى متك، وهو جد أبي عبد الله محمد بن حم بن متك الساوي المتكي الجمال، وكان
من الصالحين، أقام بنيسابور مدة، وكان يحج في كل موسم ويكري الجمال، سمع جعفر بن
محمد الفريابي وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن الليث الجوهري وغيرهم، سمع منه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أظنه من نيسابور.
المتنبي: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والنون وفي آخرها الباء
الموحدة، هذه النسبة لأبي الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي
الشاعر المعروف بالمتنبي. ولد بالكوفة، ونشأ بالشام وأكثر المقام بالبادية لما خرج إلى كلب
وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني ثم ادعى بعد ذلك النبوة ثم عاد يدعي أنه علوي إلى أن شهد
عليه أهل الشام بالكذب في الدعوتين. وحبس دهرا طويلا وأشرف على القتل ثم استتيب
وأشهد عليه بالتوبة وأطلق، ولما تنبأ في بادية السماوة ونواحيها خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من
قبل الاخشيدية فقاتله وأسره وشرد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل
العرب وحبسه في السجن دهرا طويلا، فاعتل وكاد يتلف حتى سئل في أمره فاستتابه وكتب
عليه وثيقة وأشهد عليه فيها ببطلان ما ادعاه ورجوعه إلى الاسلام وأنه تائب منه ولا يعاود مثله
أطلقه.
191

قال: وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه، وكانوا يحكون عنه
سورا منها: (والنجم السيار، والفلك الدوار، والليل والنهار، إن الكافر لفي أخطار،
امض على سنتك، واقف أثر من كان قبلك، من المرسلين، فإن الله قامع بك زيغ من ألحد
في دينه وضل عن سبيله). قال: وهي طويلة.
وقال أبو علي بن أبي حامد: قال لي أبي: لولا جهله أين قوله: (امض على سنتك)
إلى آخر الكلام من قوله الله تعالى: " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك
المستهزئين) (1) إلى آخرها وهل تتقارب الفصاحة فيهما أو يشبه الكلامان.
وقيل: إنما قيل له المتنبي لبيت من الشعر قال، وهو:
أنا في أمة تداركها الله * غريب كصالح في ثمود
وكان قد طلب الأدب وعلم العربية ونظر في أيام الناس، وتعاطى قول الشعر من حداثته
حتى بلغ فيه الغاية التي فاق فيها أهل عصره، وعلا شعراء وقته، واتصل بالأمير أبي
الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدولة وانقطع إليه، وأكثر القول في مدحه، ثم مضى
إلى مصر فمدح بها كافورا الخادم، وأقام هنالك مدة ثم خرج من مصر وورد العراق، ودخل
بغداد وجالس بها أهل الأدب، وقرئ عليه ديوان شعره.
وكان السيد أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي الزيدي يقول: كان المتنبي، وهو
صبي، ينزل في جواري بالكوفة، وكان أبوه يعرف بعبدان السقاء، يسقي لنا ولأهل
المحلة، ونشأ هو محبا للعلم والأدب فطلبه وصحب الاعراب في البادية، فجاءنا بعد سنين
بدويا قحا، وان قد تعلم الكتابة والقراءة، فلزم أهل العلم والأدب، وأكثر من ملازمة
الوراقين فكان علمه من دفاترهم، وكان إذا نظر في ثلاثين ورقة حفظها بنظرة واحدة.
وكان والد المتنبي جعفيا وأمه همدانية صحيحة النسب، كانت من صلحاء النساء
الكوفيات.
وسئل المتنبي عن نسبه فقال: أنا رجل أحفظ القبائل وأطوي البوادي وحدي، ومتى
انتسبت لم آمن أن يأخذني بعض العرب بمطالبة بينها وبين القبيلة التي أنتسب إليها، وما دمت
غير منتسب إلى أحد فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني.

(1) سورة الحجر 15 / 94 و 95.
192

وخرج المتنبي من بغداد إلى فارس فمدح بها عضد الدولة وأقام عنده مديدة ثم رجع
بريد بغداد فقتل في الطريق بالقرب من النعمانية في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاث
مئة.
وروى عنه القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي البغدادي.
المتوثي: بفتح الميم، وضم التاء المثلثة المشددة ثالث الحروف، وفي آخرها الثاء
المثلثة، هذ النسبة إلى متوث (1) وهي بليدة بين قرقوب وكور الأهواز، خرج منها جماعة من
العلماء، منهم:
محمد بن عبد الله بن زياد بن عماد القطان المتوثي، والد أبي سهل، أصله من
متوث، حدث عن إبراهيم بن الحجاج وعبد الله بن الجارود السلمي وغيرهما من البصريين،
روى عنه ابنه أبو سهل أحاديث يسيرة.
وابنه أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان المتوثي.
وأبو علي إسماعيل بن إبراهيم المتوثي، من أهل متوث، يروي عن عبد الكريم بن
الهيثم الدير عاقولي، ويحيى بن أبي طالب وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
المقرئ، وذكر أنه سمع منه بمتوث.
المتوكلي: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، والواو، وكسر
الكاف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المتوكل على الله، واسمه جعفر، والمشهور
بالانتساب إليه:
أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبيد الله وهو السفينين بن
محمد بن عيسى بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن الرشيد هارون بن محمد
المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي
المتوكلي: شريف سديد السيرة، حافظ لكتاب الله تعالى، سمع أبا جعفر بن المسلمة وأبا
بكر الخطيب وغيرهما، روى لي عنه جماعة من أصدقائنا، وختم القرآن ليلة السابع
والعشرين من شهر رمضان وصعد السطح فوقع منه واندقت عنقه، وتوفي في شهر رمضان سنة
إحدى وعشرين وخمس مئة.

(1) متوث: قلعة حصينة بين الأهواز وواسط (معجم البلدان) وموقعها اليوم قرب الحدود الإيرانية العراقية قرب الخليج.
193

وأبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي الهاشمي، من أهل بغداد، كان
شريفا صالحا عالما له معرفة بالأدب، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن العلاف وغيره،
فسمعت منه شيئا يسيرا، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وأربع مئة.
وأبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله الهاشمي المتوكلي،
من أهل بغداد، سمع محمد بن خلف بن المرزبان وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني
ومن في طبقتهما، روى عنه أبو علي بن شاذان البزاز، وكان ثقة ثبتا حسن الأخلاق جميل
المذهب، وقيل إنه لازم أبا بكر بن أبي داود في سماع الحديث منه نيفا وعشرين سنة، ومكث
طول تلك المدة يشتهي أكل الهريسة في أول النهار فلا يتمكن من ذلك لبكوره إلى مجالس
السماع، وكانت ولادته في سنة ثمانين ومائتين وأول سماعه في سنة تسعين ومائتين، وكان
سماعه في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاث مئة.
المتويي: بفتح الميم، وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى متويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو: أبو جعفر
أحمد بن محمد بن متويه المرو الروذي من أهل مرو الروذ، كان صوفيا، سديد السيرة، عالما
حريصا على طلب الحديث وسماعه وكان قد سافر إلى الشام والعراق والحجاز وديار مصر،
وأدرك الشيوخ وسمع منهم، وانصرف إلى بلاده، وحدث بها، سمع بمصر أبا عبد الله
محمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وبتنيس أبا محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله
البغدادي، وبالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان، وبدمشق أبا القاسم
عبد الرحمن بن عبد العزيز السراج، وبصيدا أبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم القاضي
وبميافارقين أبا الطيب سلامة بن إسحاق بن محمد الشاهد، وبآمد أبا عبد الله الحسين بن
أحمد بن سلمة المالكي وغيرهم، روى لنا عنه الاخوان أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا
طاهر بن محمد الشحامي بنيسابور، وأبو الفضل عبد الرحمن بن الحسن السيرافي ببنج دية،
وكانت وفاته بعد سنة أربع وستين وأربع مئة فإنه حدث في هذه السنة.
وولده أبو عمرو الفضل بن أحمد المتويي ثقة صالح، سمع أبا سعد الكنجروذي وأبا
حفص بن مسرور وغيرهما، سمع منه والدي رحمه الله، ولي عنه إجازة، وسكن مرو بقرية
يقال لها لاكملان، وتوفي بها ليلة عيد الفطر من سنة ست وخمس مئة.
وأبو الطيب المطهر بن الفضل المتويي، سمع أباه وأبا منصور محمد بن محمد بن
حومكين المشهوري قرأت عليه أحاديث وسكن بأخرة لاكملان أيضا، وكانت ولادته بها في
194

شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، ووفاته أيضا بقرية لاكملان في شهر ربيع الأول سنة أربع
وخمسين وخمس مئة وحمل إلى البلد، ودفن بسنجدان.
وإبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن المتويي الأصبهاني المعروف بابن
متويه، من أهل أصبهان، إمام الجامع، كان ثقة فاضلا، يصوم الدهر، حدث عن
المصريين والشاميين والبصريين، مثل يحيى بن سليمان بن نضلة وصالح بن عبد الله بن
صالح المقرئ، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الأصبهاني والقاسم بن
عبد الله بن محمد الوراق المديني، ومات في سنة اثنتين وثلاث مئة (1).
المتي: بفتح الميم، وتشديد التاء المكسورة المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة
إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه، منهم:
أبو إسحاق محمد بن عبد الله بن جبريل بن مت المتي من أولاد أبي همام الخزرجي،
من أهل نسف، سمع إسحاق بن عمر بن مبشر الزاهد وأبا سهل هارون بن أحمد الاستراباذي
وأبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي وغيرهم، مات ببخارى في جمادى الأولى
سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة، فحمل إلى نسف ودفن بها.
وابنه أبو المظفر عبد الله بن محمد المتي كان حريف أبي العباس المستغفري في
المكتب، حدث عن أبيه هارون بن أحمد الاستراباذي وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن
عبد الوهاب الرازي وأبي ذر عمار بن محمد بن مخلد البغدادي روى عنه أبو العباس
المستغفري الحافظ، وكانت ولادته سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة، ووفاته في شوال سنة
اثنتي عشرة وأربع مئة.
وابنه الآخر أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن جبريل بن مت المتي: سمع أبا
عمرو بكر بن محمد بن جعفر بن راهب وأبا بكر محمد بن إبراهيم القلانسي وأبا المعين
محمد بن مكحول، وكان يستملي لأبي العباس المستغفري، مات في جمادى الآخرة سنة
اثنتين وعشرين وأربع مئة.
وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسين علي بن الحسن بن أحيد بن مت بن جبريل

(1) بعده في اللباب 3 / 163 (قلت: فاته نسبة الواحدي أبي الحسن علي بن أحمد بن متويه المتويي الواحدي المفسر
المشهور).
195

الإسكاف البخاري المتي، من أهل بخارى، نسب إلى جده الأعلى، سمع أبا عمرو
محمد بن محمد بن صابر وأبا شجاع الفضيل بن العباس بن الخصيب الهروي وغيرهما،
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وذكر أنه شيخ لا بأس به صالح
وسماعه صحيح، ومات يوم السبت الثالث عشر من رجب سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة.
196

باب الميم والثاء
المثامني: بفتح الميم والثاء المثلثة، بعدهما الألف، والميم المكسورة، وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى المثامنة، وكان الملك من ملوك حمير يكون من أصحابه ثمانية ليس
في حمير مثلهم، سبعون رجلا دونهم، فإذا مات الملك أخذوا أفضل رجل في الثمانية
فصيروه ملكا، وأخذوا رجلا من السبعين فجعلوه في الثمانية، وأخذوا من سائر حمير رجلا
من أفاضلهم فصيروه في السبعين.
197

باب الميم والجيم
المجاسري: بضم الميم، والجيم المفتوحة، بعدهما الألف، وبعدها السين
المكسورة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مجاسر، وهو بطن من طئ، وهو مجاسر بن
الصامت بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان.
المجاشعي: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الشين المعجمة، وفي آخرها العين
المهملة، هذه النسبة إلى مجاشع وهي قبيلة من تميم بن دارم، وهو مجاشع بن دارم بن
مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو قبيصة سكين بن يزيد المجاشعي، يروي عن ميمون بن مهران وعبيد الله بن عبيد بن
عمير، روى عنه العراقيون.
والحتات بن يزيد بن علقمة بن حوى بن سفيان بن مجاشع بن دارم المجاشعي، كان
ممن هرب من علي بن أبي طالب، وهو القائل.:
لعمر أبيك فلا تجزعي * لقد ذهب الخير إلا قليلا
وقد فتن الناس في دينهم * وخلى ابن عفان شرا طويلا
وأول الأبيات:
نأتك أمامة نأيا مخيلا * وأعقبك الشوق حزنا دخيلا
وحال أبو حسن دونها * فما نستطيع إليها سبيلا
وهو الذي أجاز الزبير بن العوام، وقتل الزبير في جواره فعيره جرير في شعره، وغزا
الحتات وحارثة بن قوامة والأحنف، فرجع الحتات المجاشعي وقال لمعاوية: فضلت علي
محرقا ومخذلا قال: إني اشتريت منهما دينهما، قال: وأنت فاشتر مني ديني.
قال نصر بن علي الجهضمي: يعنى بالمحرق: حارثة بن قدامة، لأنه حرق دار
الامارة، والأحنف خذل عن عائشة والزبير رضي الله عنهما.
عقال بن صعصعة بن ناجية بن مجاشع المجاشعي التميمي، يروي عن أبيه، سمع
النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوه عم الفرزدق قد على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول: (أمك أباك أختك أخاك أدناك
198

أدناك)، وقد سكن البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله: (احفظ ما بين لحييك ورجليك).
وأبو علي عبد الرحيم بن محمد بن مجاشع المجاشعي الأصبهاني، من أهل أصبهان،
سكن الرملة بلدة بفلسطين الشام حدث عن الأصبهانيين والشاميين، وحدث بدمشق عن
عبيد الله بن علي الرماني، روى عنه أبو عمرو محمد بن أحمد بن إبراهيم المديني.
وأبو الفضل العباس بن محمد بن مجاشع المجاشعي: ينسب إلى جده، من أهل
أصبهان، يروي عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني بعض مسنده، روى عنه أبو عمرو بن
حكيم المديني.
المجاشي: بفتح الميم والجيم، بعدهما الألف، وفي آخرها الشين المعجمة، هذه
النسبة إلى () (1).
وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز (2) المعروف بالمجاشي، من أهل
بغداد، سمع الحسن بن علوية القطان وأحمد بن فرج المقرئ والحسن بن الطيب الشجاعي
وهشيم بن خلف الدوري وعلي بن إسحاق بن زاطيا ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
البهلول، روى عنه أبو الفرج بن سميكة القاضي، ومحمد بن طلحة النعالي وابن بكير
النجار، وكان ثقة ستيرا كثير الكتب، جميل المذهب والامر، مات في المحرم سنة سبع
وستين وثلاث مئة.
وأبو عمرو عثمان بن موسى بن حميد الرزاز المعروف بالمجاشي، حدث عن
رضوان بن أحمد الصيدلاني، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز.
المجبر: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الباء الموحدة المشددة، وفي آخرها
الراء، هذه النسبة إلى يجبر الكسير، واشتهر بهذا اللقب:
أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بن الحارث بن مالك بن
سعد بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب
المجبر، من أهل بغداد، سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي والحسين بن إسماعيل
المحاملي وأبا بكر محمد بن القاسم بن الأنباري ومحمد بن يحيى الصولي وأبا علي

(1) بياض في الأصول جميعا.
(2) في ظ، م، ص، واللباب: (البزاز) وانظر تاريخ بغداد 11 / 306.
199

إسماعيل بن محمد بن الصفار وغيرهم، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن أحمد الأزهري
وجماعة، وكان أبو بكر البرقاني ينسبه إلى الضعف، وأما حمزة بن محمد الدقاق فأثنى عليه
وقال: كان شيخا صالحا دينا، سمعنا منه كتاب أحكام القرآن لإسماعيل القاضي، وكان
يرويه عن إسماعيل الصفار، ثم بلغنا أنه قد ابتدأ يحدث بكتاب الأمثال لأبي عبيد عن
دعلج بن أحمد عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد، فمضيت إليه وأنكرت عليه روايته
الكتاب، وكان قوم من أصحاب الحديث لقنوه وذكروا له أن دعلجا سمع الكتاب من علي بن
عبد العزيز فأعلمته أن ذلك القول باطل، فامتنع من روايته، وكانت ولادته في سنة سبع عشرة
وثلاث مئة، ووفاته في رجب سنة خمس وأربع مئة ببغداد.
وأبو الحسين عبد الرحمن بن سيما بن عبد الله بن إسماعيل وقيل هو عبد الرحمن بن
سيما بن عبد الله بن سيما المجبر، مولى بني هاشم، كان يسكن بسويقة غالب من بغداد،
حدث عن أبي العباس البرتي محمد بن يونس الكديمي وإسماعيل بن محمد الفسوي
ومحمد بن عيسى بن أبي قماش وأحمد بن علي الإسفذني ومحمد بن غالب التمام وأحمد بن
علي الخراز، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسين محمد بن أحمد بن رزق،
وأبو علي الحسن بن شاذان البزاز، وكان ثقة، ومات في جمادى الأولى سنة خمسين وثلاث
مئة.
المجبر: بضم الميم، وفتح الجيم، الباء المشددة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها
الراء، عرف بهذه الصفة:
أبو عبد الرحمن بن محمد المجبر إنما قيل له المجبر لأنه كان قد انكسر فجبر، وكان
من أولاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
المجبري: بضم الميم وفتح الجيم، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء
هذه النسبة إلى المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو محمد بن
عبد العزيز المديني المجبري العمري، يروي عن سعيد بن سليمان المساحقي، روى عنه
الزبير بن بكار في كتاب النسب.
المجبستي: بفتح الميم، وضم الجيم، وجزم الباء المنقوطة بواحدة، وفتح السين
المهملة، وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى قرية مجبست، وهي
من قرى بخارى، والمنتسب إليها: طاهر بن الحسين الواعظ المجبستي.
وأبوه أبو علي منها. سمع من طاهر أبو كامل البصري.
200

المجبسي: بفتح الميم، وضم الجيم، وسكون الباء الموحدة، وفي آخرها السين
المهملة، هذه النسبة إلى مجبس وهي قرية من قرى بخارى، ولا أدري هي السابق ذكرها أم
غيرها، والله أعلم. ذكر الذي قبل هذا أبو كامل البصيري في كتابه، وذكر هذا من غير التاء
غنجار في تاريخه وقال: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن هاشم المجبسي من أهل (1) قرية
مجبس، يروي عن سعيد بن أيوب بن أبي إبراهيم الجويباري وأبي عبد الله بن أبي حفص،
روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
المجداباذي: بفتح الميم، وسكون الجيم، والدال المهملة، والباء المنقوطة بواحدة
بين الألفين، والذال المعجمة، هذه النسبة إلى قرية مجداباذ، وهي على باب همذان،
مشهورة معروفة، نزلت بها يوما وقت انصرافي إلى خراسان من همذان، وكتبت عن خطيبها
أحاديث من الأربعين لمحمد بن أسلم الطوسي.
المجدر: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الدال المفتوحة المهملة، وفي آخرها
الراء، هذه اللفظة إنما تقال لمن كان به الجدري، فذهب وبقي الأثر، والمشهور بهذه
النسبة:
نصر بن زيد المجدر، يروي عن مالك بن أنس وشريك بن عبد الله وغيرهما.
وأبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، بغدادي يروي عن محمد بن جبير
الرازي وأبي مصعب الزهري وغيرهما، روى عنه أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري.
المجدواني: بضم الميم، وسكون الجيم، وضم الدال المهملة، وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى مجدوان، وهي قرية من قرى نسف، كانت عامرة فخربت، منها:
أبو جعفر محمد بن النضر بن رمضان المؤدب، الزاهد المجدواني، كان عبدا صالحا
زاهدا متعبدا مباركا مخرجا شاعرا أديبا بارعا (2)، سمع كتاب غريب الحديث لأبي عبيد بن
أبي الحسين محمد بن طالب بن علي النسفي وغيره، سمع منه أبو العباس المستغفري:
وابنه أبو ذر محمد جعفر بن محمد، وتوفي في شوال سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.
وأبو الهيثم أحمد بن عمرو المجدواني النسفي، سكن بسمرقند، سمع أبا عمرو

(1) قال ياقوت: (ويقال لها أو لغيرها من قرى بخارى: مجبس).
(2) في نسخ: (كان عبدا صالحا زاهدا متعبدا أديبا بارعا شاعرا محرجا مباركا).
201

محمد بن إسحاق العصفري، ومات بسمرقند في أوائل شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وأربع
مئة.
المجدوني: بكسر الميم (1)، وسكون الجيم، وبعدها الدال المهملة، هذه النسبة
إلى قرية مجدون، وهي من قرى بخارى، ويقول لها العوام، ثردون، ومن هذه القرية:
أبو محمد عبد الله بن محمد المجدوني الأزدي المؤذن، كان يسكن كلاباذ بخارى،
ويعرف بمؤذن ثردون، كان شيخا فاضلا، سمع الكثير عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن
يعقوب السبذموني وأبي بكر محمد بن أحمد بن حبيب البغدادي وجماعة سواهما، وروى عنه
أبو عبد الله بن أحمد الحافظ الغنجار وأبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري وغيرهما
وذكر أبو كامل البصري الحافظ في كتاب المضاهاة والمضافات وقال: المؤذن المجدوني
الأزدي، يروي عن حاتم بن إسماعيل مسند يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثونا عنه،
وحكوا لنا عنه، أنه كان كبيرا مسنا يميل إلى الجواري والسريات كثيرا يشتريهن ويبيعن (2)،
فقيل له في ذلك، فقال: إن عضو الانسان مثل الكلب والجرو لا يهر إلى المعارف ويهر إلى
الأجنبي، حدثني بالحكاية عنه حمزة بن أحمد بن الحافظ رحمه الله ولد المجدوني.
المجذعي: بضم الميم، وفتح الجيم، والذال المعجمة المشددة، وفي آخرها العين
المهملة، هذه النسبة إلى المجذع وهو من قضاعة، وهو مالك، وهو المجذع بن عمرو بن
غنم بن وهب اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن
الحاف بن قضاعة. قال ذلك ابن الكلبي في نسب قضاعة.
المجربي: بفتح الميم، وسكون الجيم، وفتح الراء، وفي آخرها الباء الموحدة وهو
مجربة بن كنانة بن خزيمة أمه هالة بنت سويد بن الغطريف، من بني البنيت، وقال الزبير عن
عمه: مجربة هم بنو ساعدة رهط سعد بن عبادة منهم: المسيب بن شريك بن (3) مجربة بن
ربيعة من بني شقرة بن الحارث بن تميم بن مر الفقيه، قاله ابن الكلبي.
المجزمي: بكسر الميم، وسكون الجيم، وفتح الزاي، وفي آخرها ميم أخرى، هذه

(1) في معجم البلدان: (مجدون كأنه جمع صحيح لمجد من قرى بخارى وقد روي بكسر ميمها).
(2) في ظ: (يسيرهن من رسغهن) وفوقها لفظة (كذا).
(3) بعده في اللباب 3 / 167 (قلت: قوله هذا يدل على أنه نظر أن مجربة كنانة قيل إنه مجربة بن تميم وليس كذلك وإنما في
كنانة مجربة وفي تميم مجربة بن الحارث كما ذكره).
202

النسبة إلى مجزم (1) وهو من بني سامة بن لؤي وهو أبو عبد الله أحمد بن الهيثم بن فراس بن
محمد بن عطاء بن شعيب بن خولي بن جديد بن عوف بن ذهل بن عوف بن المجزم بن
بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤي بن الحارث بن سامة بن لؤي المجزمي السامي،
صاحب أخبار وحكايات عن أبيه وغيره، روى عنه الحسن بن عليل العتري ومحمد بن
موسى بن حماد البربري ومحمد بن خلف بن المرزبان والحسين بن القاسم الكوكبي.
ومحمد بن أحمد الحكيمي.
وعمه أبو فراس محمد بن فراس بن محمد بن عطاء بن شعيب بن خولي المجزمي، له
كتاب نسب سامة بن لؤي.
وذكر ابن الكلبي: العقم بن زياد بن ذهل بن عوف بن المجزم، من بني سامة بن
لؤي، قتل يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنهما.
المجفري: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الفاء المشددة، وفي آخرها الراء (2)،
هذه النسبة إلى مجفر وهو بطن من تميم بن مر، من ولده الخشخاش (3) بن جناب بن
الحارث بن مجفر هو المجفري، له صحبة، يروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (ابنك لا تجني
عليه، ولا تجني عليك)، روى عنه حصين بن أبي الحر العنبري.
المجمر: بضم الميم وسكون الجيم، وكسر الميم الأخرى، وفي آخرها راء، واشتهر
به:
أبو عبد الله بن نعيم بن عبد الله المجمر، مولى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وقد
قيل اسم أبيه محمد، قال أبو حاتم بن حبان: إنما قيل له المجمر لأنه كان يأخذ المجمر قدام
عمر بن الخطاب رضي الله عنه لذا خرج إلى الصلاة في شهر رمضان. وقال ابن ماكولا: كان
يجمر المسجد، يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه مالك بن أنس والناس، قال
مالك بن أنس: لزم نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة.

(1) في اللباب 3 / 167 168 (وهو المجزم بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤي).
(2) وفي اللباب 3 / 168 قال ابن الأثير: (قلت: هكذا ضبط السمعاني المجفري بفتح الجيم وتشديد الفاء والذي ضبطه
ابن ماكولا بسكون الجيم وكسر الفاء، وهو مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم وهو أعلم) وانظر
الاكمال 7 / 211.
(3) في اللباب 3 / 168: (الحسحاس)، وانظر الاكمال 7 / 212.
203

المجندر: بضم الميم، وفتح الجيم، وسكون النون، وكسر الدال، والراء
المهملتين، هذه اللفظة لمن يجندر الثياب، وهو أن يضع عليها شيئا ثقيلا يحصل له
الصقال، والمشهور به:
أبو القاسم يحيى بن أحمد بن بدر المجندر البغدادي، شيخ صالح مستور، سمع أبا
الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزاز، كتبت عنه شيئا يسيرا، عرفنيه أبو الفتوح بن
الزوزني، وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.
ومن القدماء أبو عثمان سعيد بن سعد عبد الله البغدادي المجندر. ذكر أبو القاسم بن
الثلاج، أنه حدثه في سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة عن أبي العباس محمد بن يونس
الكديمي (1).
المجنون: بفتح الميم، والجيم الساكنة، والواو بين النونين، هذا لقب قيس بن
الملوح أحد بني جعدة بن كعب بن سعد بن عامر بن صعصعة، ويعرف بالأكبر، قيل إنه لقب
بالمجنون لحبه ليلى وهيمانه بها وكثرة هذيانه، وذهاب عقله أحيانا، وأنسه بالوحش في
البراري، وله وقائع وحالات عجيبة، وقال الجنيد: مجنون ليلى من أولياء الله تعالى، ستر
حاله بجنونه، وقيل إنما لقب بالمجنون لقوله:
جننا بليلى وهي جنت بغيرنا * وأخرى بنا مجنونة لا نريدها
المجوجي: بفتح الميم، والواو بين الجيمين، هذه النسبة إلى مجوجا، وهو لقب
لبعض أجداد أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن بن بيان المجوجي المؤذن، من أهل
بغداد، يعرف بابن مجوجا، كان من أهل الصدق حدث عن علي بن عمرو الحريري وأبي
العباس عبد الله بن موسى الهاشمي. قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: كتبت
عنه وكان صدوقا، وذكر لي أنه كان كتب عن حبيب بن الحسن القزاز وأبي بكر بن مالك
القطيعي أمالي، وأن كتبه ضاعت، وسألته عن مولده فقال: في رجب من سنة سبع وأربعين
وثلاث مئة، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وأربع مئة، ودفن من الغد في مقبرة
باب الكناس.

(1) في اللباب 3 / 168 قال ابن الأثير: (قلت: فاته المجمعي بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الميم وآخره عين نسبة إلى
مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن خزيمة بن جعفي بطن من جعفي، منهم عبيد الله بن الحر بن
عمرو بن خالد المجمع الشاعر الفارس القاتل الجعفي المجمعي، اعتزل عليا عليه السلام ثم خرج على عبيد الله بن
زياد بعد قتل الحسين، وخبره مشهور).
204

المجوز: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الواو المكسورة، وفي آخرها الزاي
والمشهور بالنسبة إليه:
الحسن بن سهل المجوز، يروي عن سهل بن بكار، قال ابن ماكولا أظنه كوفيا، روى
عنه القاضي محمد بن عبيد الله الأنيسي.
المجوسي: بفتح الميم، وضم الجيم، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى
سكة من ناحية قطفتا (1) بالجانب الغربي من بغداد، يقال لها درب المجوس، ومن أهل هذا
الدرب:
أبو الحسن علي بن هارون المغازلي، ويمكن أن يقال له (المجوسي) نسبة إلى هذا
الدرب، وأبو الحسن كان شيخا صالحا، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد
الجوهري، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي والمبارك بن أحمد الأنصاري.
وأبو سعد المبارك بن علي بن محمد السقطي المجوسي، كان يسكن درب المجوس،
شيخ صالح، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري، روى لنا عنه أبو المعمر الأنصاري،
وعمر بن ظفر المغازلي، وكانت ولادته سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة، وتوفي في حدود سنة
تسعين وأربع مئة ببغداد.
وأبو الخطاب عبد الصمد بن محمد بن نصر بن محمد بن أحمد بن محمد بن مكرم
المجوسي، من أهل بغداد، يسكن؟؟ درب المجوس في جوار ابن شاذان، سمع أبا حفص
عمر بن أحمد بن الزيات وأبا بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري وأبا القاسم إسماعيل بن
سعد بن سويد وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وقال
كتبت عنه وكان صدوقا، وكانت ولادته سنة ست وستين وثلاث مئة. ومات في شوال سنة
أربعين وأربع مئة.
المجهز: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الهاء المكسورة، وفي آخرها الزاي،
هذا لمن يحمل مال التجار من بلد إلى بلد، ويسلمه إلى شريكه، ويرد مثله إليه، كان
جماعة من المحدثين اشتهروا بهذا مثل:

(1) قطفتا: محلة كبيرة ذات أسواق بالجانب الغربي من بغداد مجاورة لمقبرة الدير التي فيها قبر الشيخ معروف الكرخي
رضي الله عنه بينها وبين دجلة أقل من ميل وهي مشرفة على نهر عيسى إلا أن العمارة بها متصلة إلى دجلة بينها القرية
محلة معروفة (معجم البلدان).
205

أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور المجهز العتيقي الروياني، وهو
روياني الأصل، ولد ببغداد، وبكر به في سماع الحديث من أبي الحسن علي بن محمد بن
أحمد بن كيسان النحوي وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وأبي الحسن
محمد بن المظفر الحافظ وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز وإبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي
وأبي حفص بن الزيات وأبي القاسم الدراكي وأبي بكر الأبهري وأبي حفص بن شاهين وأبي
عمر بن حيويه الخزاز وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ
وأثنى عليه ووثقه، ووصفه بالخيرية وأبو الحسين بن المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري،
وكانت ولادته في المحرم سنة سبع وستين وثلاث مئة. ومات في صفر سنة إحدى وأربعين
وأربع مئة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
وأبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي المجهز، كان مجهزا وقد ذكرته في
حرف الشين.
المجهولي: بفتح الميم، وسكون الجيم، وضم الهاء، بعدها الواو، وفي آخرها
اللام، هذه النسبة إلى طائفة من الخوارج، يقال لهم المجهولية، وهم ضد المعلومية، وهم
من الخازمية إلا أنهم فارقوا المعلومية في المعرفة وقالوا: إن من عرف الله ببعض أسمائه فقد
عرفه، وقالوا أيضا: إن أعمال العباد مخلوقة لله وأكفر كل واحد من الفريقين الفريق الآخر.
206

باب الميم والحاء
المحاربي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، بعدها الألف وفي آخرها الراء
المكسورة، والباء الموحدة، هذه النسبة إلى الجد وإلى قبيلة محارب.
وأما أبو العلاء محارب بن محمد بن محارب القاضي الشافعي المحاربي السدوسي، من
ولد محارب بن دثار، من أهل بغداد، حدث عن جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي
وعلي بن إسحاق بن زاطيا المخرمي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصفوي وغيرهم، روى
عنه عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي سعد الجواربي وكان عالما بالأصول، وله مصنف في
الرد على المخالفين من القدرية والجهمية والرافضة، وتوفي فجأة في جمادى الآخرة سنة تسع
وخمسين وثلاث مئة (1).
المحاسبي: بضم الميم، وفتح الحاء، وكسر السين المهملة، وفي آخرها الباء
الموحدة، هذه نسبة أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي، وقيل له هذه النسبة لأنه كان
يحاسب نفسه، وقيل كانت له حصى يعدها ويحسبها حالة الذكر. والحارث أحد من اجتمع له
الزهد والمعرفة بعلم الظاهر والباطن، وحدث عن يزيد بن هارون ومحمد بن كثير الكوفي
وغيرهما، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي وغيره، وله كتب كثيرة
في الزهد وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وكتبه كثيرة الفوائد
جمة المنافع. ذكر أبو علي بن شاذان يوما كتاب الحارث في الدماء، فقال: على هذا
الكتاب عول أصحابنا في أمر الدماء التي جرت بين الصحابة. وقال الجنيد: مات أبو
الحارث المحاسبي يوم مات وإن الحارث لمحتاج إلى دانق فضة وخلف مالا كثيرا وما أخذ
منه حبة واحدة وقال: أهل ملتين لا يتوارثان، وكان أبوه واقفيا. وقال أبو علي بن خيران

(1) قال ابن الأثير في اللباب 3 / 170 171 (قلت: هذا جميع ما قاله، ولم يذكر شيئا لأنه ترك القبائل والبطون
المشهورة وذكر من لم يعرفه إلا آحاد الناس. والذي فاته النسبة إلى محارب وهو عدة، منهم: محارب بن فهر بن
مالك بن النضر بن كنانة، بطن من قريش، منهم حبيب بن مسلمة الفهري ثم المحاربي وغيره. ومنهم محارب بن
خصفة بن قيس عيلان، منهم طارق بن عبد الله المحاربي، والمؤمل بن أميل المحاربي الشاعر وخلق كثير. ومنهم محارب
بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ومنهم محارب بن مزيد بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن
عامر بن خطمة بن محارب، وفد هو وأخوه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره. ومنهم محارب بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن
عنزة ينسب إليه بعض الشعراء وغيرهم).
207

الفقيه " رأيت الحارث المحاسبي في باب الطاق في وسط الطريق متعلقا بأبيه والناس قد اجتمعوا
عليه يقول له: طلق أمي فإنك على دين وهي على غيره. وكان أحمد بن حنبل يكره للحارث
نظره في الكلام وتصانيفه الكتب فيه ويصد الناس عنه. وقال أبو القاسم النصراباذي: بلغني
أن الحارث المحاسبي تكلم في شئ من الكلام فهجره أحمد بن حنبل فاختفى في داره ببغداد
ومات فيها ولم يصل عليه إلا أربعة نفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
المحاسني: بفتح الميم، والحاء المهملة، بعدهما الألف، ثم السين المهملة، وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى المحاسن، وهو بطن من كلب. قال ابن حبيب: في كلب
محاسن، وهو زيد مناة بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة. وقال
ابن الكلبي في نسب قضاعة: وبرة بن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو بن عبد ود
الكلبي، وهو أخو النعمان بن المنذر لامه، وهي سلمة بنت وائل. وقال ابن الكلبي: إنما
سمي زيد مناة بن عمرو بن عبد ود محاسنا لأنه كان وسيما.
المحاملي: بفتح الميم، والحاء المهملة، والميم بعد الألف، وفي آخرها اللام،
هذه النسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة. وهذا بيت كبير
ببغداد لجماعة من أهل الحديث والفقه. منهم:
أبو عبيد القاسم
أبو عبد الله الحسين ابنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي
المعروف بابن المحاملي.
فأما أبو عبيد القاسم بن إسماعيل بن محمد بن أبان المحاملي، أخو القاضي أبي
عبد الله. سمع عمرو بن علي ومحمد بن المثنى والفضل بن يعقوب الرخامي والحسن بن
شاذان الواسطي ويعقوب الدورقي وأبا الأشعث العجلي. روى عنه محمد بن المظفر وأبو
بكر بن شاذان وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو بكر بن المقرئ وأبو القاسم
الطبراني وأبو حاتم بن حبان. وكان ثقة صدوقا. وكانت ولادته في سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
ومات سلخ رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة ببغداد. وكان أصغر من أخيه بسنتين.
وأخوه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. كان فاضلا صادقا دينا ثقة صدوقا،
وأول سماعه الحديث في سنة أربع وأربعين ومائتين، وله عشر سنين وشهد عند القضاة وله
عشرون سنة، وولى قضاء الكوفة ستين سنة، سمع يوسف بن موسى القطان وأبا هامش الرفاعي
ويعقوب بن أحمد الدورقي والحسن بن الصباح البزار وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن
المثنى العنبري وأبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن إسماعيل البخاري وخلقا
208

من هذه الطبقة ومن بعدهم. روى عنه دعلج بن أحمد السجزي وأبو بكر بن الجعابي
ومحمد بن المظفر وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر بن المقرئ وأبو الحسن الدارقطني وأبو
حفص بن شاهين، وآخر من روى عنه أبو عمر بن مهدي وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن
البيع، وكان يحضر مجلس إملائه عشرة آلاف رجل، وكانت ولادته في سنة خمس أو ست
وثلاثين ومائتين. ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاث مئة.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي، أحد
الفقهاء المجودين على مذهب الشافعي. وكان قد درس على أبي حامد الأسفرايني، فبرع
في الفقه، ورزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى به على أقرانه ودرس في حياة أبي حامد
وبعده سمع أبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ ببغداد، ورحل به أبوه إلى الكوفة، فسمع
أبا الحسن ابن أبي السري وغيره. روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو القاسم التنوخي، وكان
أستاذه أبو حامد يقول: أبو الحسن أحفظ للفقه مني. ذكره أبو بكر الخطيب فقال: اختلفت
إليه في درس الفقه وهو أول من علقت عنه، وسألته غير مرة أن يحدثني بشئ من سماعاته
فكان يعدني بذلك ويرجئ الامر إلى أن مات. ولم أسمع منه إلا خبر محمد بن جرير الطبري
عن قصة الخراساني الذي ضاع هميانه بمكة. وكانت ولادته سنة ثمان وستين وثلاث مئة.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربع مئة.
وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضبي
المحاملي. كان صحيح السماع، وكانت سماعاته في كتب أبي الحسين محمد بن أحمد بن
القاسم المحاملي، قاله أبو بكر الخطيب. قال: فأما هو فلم يكن له كتاب، كتبنا عنه،
سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا سهل بن زياد القطان وحامد بن محمد بن عبد الله
الرفاء وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبا علي الصواف ودعلج بن أحمد السجزي
وعمرو بن جعفر بن سلم وغيرهم. وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاث
مئة، وآخر ما حدث في أول سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، ولم يرو بعد ذلك شيئا لأنه صار
أصم لا يسمع ما يقرأ عليه. ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربع مئة، ودفن
في مقبرة باب حرب.
وأبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن
سعيد بن أبان الضبي المعروف بابن المحاملي. كان ثقة صادقا خيرا فاضلا. سمع أبا
علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا بكر أحمد بن
سلمان النجاد وأبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وأبا بكر محمد بن الحسن بن زياد
209

النقاش. ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ. وقال بعد أن اثنى عليه: حضرت
مجلسه غير مرة، وسمعت منه، ولم يحصل عندي عنه شئ. وقال أبو الحسن الدارقطني:
أبو الحسين بن المحاملي الفقيه الشافعي الشاهد، حفظ القرآن والفرائض وحسابها والدور،
ودرس الفقه على مذهب الشافعي، وكتب الحديث، ولزم العلم ونشأ فيه، وهو عندي ممن
يزداد خيرا كل يوم. مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة. قال الخطيب: ومات في رجب
سنة سبع وأربع مئة.
وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن سهل بن سليمان بن سالم بن نوح الضبي
المحاملي يعرف بابن الامام، من أهل بغداد. حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة
والحسن بن علي العمري وأحمد بن علي الابار وأحمد بن النضر بن محمود وجعفر الفريابي
وأحمد بن يوسف بن الضحاك المخرمي وأحمد بن عبيد الله بن عمار. روى عنه أبو الحسن
الدارقطني والمعافى بن زكريا وأبو الحسن بن رزقويه وأبو نعيم الأصبهاني الحافظ. ولد سنة
إحدى وسبعين ومائتين. ومات في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، قاله محمد بن أبي
الفوارس، ثم قال: وكان فيه تسهل لم يكن بذلك.
وأبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي من أهل
بغداد. شيخ ثقة مكثر صالح، وهو أخو أبي الحسين الفقيه السابق ذكره، سمع أبا بكر
أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا الحسن علي بن عمر السكري وأبا الحسن علي بن عمر
الدارقطني وأبا جعفر عمر بن أحمد بن شاهين وطبقتهم. سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب وأبو محمد بن عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وأثنيا عليه ووثقاه. وكانت
لشيخنا أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عنه إجازة صحيحة، قرأت عليه أشياء بإجازته
عنه. ومات عبد الكريم في المحرم سنة ثمان وأربعين وأربع مئة ببغداد.
المحب: بضم الميم، وكسر الحاء المهملة، وفي آخرها الباء الموحدة المشددة.
عرف بهذا اللقب:
أبو القاسم سمنون بن حمزة المحب الصوفي، وقيل أبو الحسن، وقيل: أبو بكر،
لكثرة كلامه في المحبة. كان أحد مشايخ القوم من العباد القوام المجتهدين. ذكره أبو
عبد الرحمن السلمي فقال: سمنون بن حمزة، ويقال سمنون بن عبد الله، كنيته أبو
القاسم. صحب سريا السقطي ومحمد بن علي القصاب وأبا أحمد القلانسي. ووسوس
وكان يتكلم في المحبة بأحسن كلام. وهو من كبار المشايخ بالعراق. مات بعد الجنيد.
210

وسمي نفسه: سمنون الكذاب بسبب أبياته التي قال فيها: (من مخلع البسيط):
فليس لي في سواك حظ * فكيف ما شئت فامتحني
فحصر بوله من ساعته، فسمي نفسه سمنون الكذاب، وقيل كان ورده في كل يوم وليلة
خمس مئة ركعة. وكان يقول: إذا بسط الجليل غدا بساط المجد دخل ذنوب الأولين
والآخرين في حواشيه. وإذا بدت عين من عيون الجود ألحقت المسيئين بالمحسنين. وأنشد
سمنون: (من الطويل):
كأن رقيبا منك يرعى خواطري * وآخر يرعى ناظري ولسانيا
فما خطرت من ذكر غيرك خطرة * على القلب إلا عرجا بفنانيا
ومن القدماء أبو الفضل العباس بن أحمد بن يزيد الوشاء المحب، من أهل بغداد.
حدث عن أبي إبراهيم الترجماني وعبد الملك بن عبد ربه الطائي. روى عنه أبو علي الخطبي
وأبو علي بن الصواف، وكان أحد الشيوخ الصالحين الدارسين للقرآن. ومات في جمادى
الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وأبو القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب من أهل نيسابور.
المحبري: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، والباء المشددة الموحدة، وفي آخرها
الراء، هذه النسبة إلى كتاب جمعه.
وهو محمد بن حبيب المحبري صاحب كتاب المحبر. حدث عن هشام بن محمد
الكلبي. روى عنه محمد بن أحمد بن أبي عوانة وأبو سعيد السكري. وكان عالما
بالنسبة وأخبار العرب، موثقا في روايته، ويقال إن حبيبا اسم أمه، وقيل بل اسم أبيه، والله
أعلم. وقال أبو الطاهر القاضي: محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبر، حبيب أمه، وهو
ولد ملاعنة. وقال ثعلب: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يمل، فقلت: ويحك أمل مالك؟
فلم يفعل حتى قمت. وكان والله حافظا صدوقا الحق، وكان يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ
للأنساب والاخبار وتوفي بسر من رأى في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين.
المحبقي: بضم الميم، والحاء المهملة، والباء المشددة الموحدة، وفي آخرها القاف
هذه النسبة إلى:
سلمة بن المحبق هو الحكم بن سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي المحبقي. حدث
وروى عنه ابنه أبو عاصم.
211

وابنه حفص بن الحكم بن سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي المحبقي يروي عن أبيه
وأبي المليح ورأى الحسن البصري روى عنه أبو عاصم النبيل وموسى بن إسماعيل وغيرهما.
المحبوبي: بفتح الميم، وسكون الحاء المهملة، وضم الباء الموحدة، وفي آخرها
باء أخرى، بعد الواو، هذه النسبة إلى محبوب وهو اسم لجد المنتسب إليه، واشتهر بهذه
النسبة:
أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي التاجر، من أهل مرو، راوية كتاب
الجامع (1).
وابنه أبو محمد عبد الله بن أبي العباس المحبوبي المروزي. وكان أبوه شيخ أهل الثروة
من التجار بخراسان، وإليه كانت الرحلة. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: دخلت
مرو فرأيت أبا محمد يقف بني يدي أبيه، وهو أظرف من رأيت من الاحداث وأحسنهم صورة
وبزة، فقدم علينا نيسابور، وقد شاخ، وحدث عندنا، وخرجنا معا في الموسم وحججنا
معا، وجاور بها أبو محمد، وانصرفت إلى خراسان، ثم انصرف إلينا سنة تسع وستين فأقام
عندنا بعد الموسم، وحدث وانصرف إلى مرو. وتوفي في سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة.
حدث عن أبيه. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
المحتسب: بضم الميم، وسكون الحاء، وفتح الباء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي
آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى عمل الاحتساب، هو أن يأمر الناس بالمعروف
وينهي عن المنكر، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الله محمد بن الحسن بن يحيى بن الأشعث البخاري وهو أبو الحاكم أبي أحمد
الورداني جد الرئيس أبي ثابت البخراي.
ومنهم الفقيه أبو حفص أحمد بن أحيد بن حمدان الأبرحيني المحتسب، من أهل
بخارى أيضا.
والحاكم أبو نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب المحتسب صنف وجمع، وكتب
ببخارى ومرو. وكان محتسب بخارى مدة طويلة. كتب بالشام والعراق عن مشايخها، وعني
بطلب الحديث، وكان متقنا، يروي عن أبي العباس بن عقدة الكوفي والحسين بن إسماعيل

(1) في اللباب 3 / 173 (راوية كتاب الجامع للترمذي).
212

المحاملي وأبي بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة وأبي محمد عبد الله بن محمد بن
محمد بن الحسن بن الشرقي وأبي حفص عمر بن أحمد بن علي الجوهري وأبي الأحرز
محمد بن عمر بن جميل الطوسي وجماعة يكثر عددهم من أهل الشام والعراق وخراسان وما
وراء النهر. روى عنه أبو سعد الإدريسي وأبو عبد الله الغنجار الحفاظان وأبو بكر أحمد بن
محمد بن إبراهيم الصدفي وغيرهم. ومات ببخارى سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة.
وأبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى
المحتسب المعروف بابن التوزي، وقد ذكرناه في التاء وهو من أهل بغداد، ثقة صدوق،
كثير الكتابة قديم حضور مجالس الحديث والسماع. سمع أبا الحسن بن لؤلؤ الوراق
ومحمد بن المظفر وأبا بكر بن شاذان وأبا الفضل الزهري وموسى بن جعفر بن عرفة وأبا
حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس والمعافى بن زكريا الجريري وغيرهم. روى عنه أبو
بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب. وكانت ولادته في المحرم سنة أربع وستين وثلاث
مئة. ومات في ظهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.
المحثلي: بضم الميم، وسكون الحاء المهملة، وفتح الثاء المثلثة، وفي آخرها
اللام، هذ النسبة إلى المحتل، وهو من قضاعة. قال ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب
قضاعة: المحتل بن الجوساء (1) بن عروة بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن
عدي من جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن
رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن جلوان بن الحاف بن قضاعة. كان شاعرا.
المحرمي: بضم الميم، وسكون الحاء المهملة، وكسر الراء، وفي آخرها الميم،
هذه النسبة إلى المحرم، وعرف بهذه النسبة:
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد بن أبان الجوهري المحرمي المحتسب
المعروف بابن المحرم، من أهل بغداد، كان أحد غلمان محمد بن جرير الطبري. حدث
عن محمد بن يوسف بن الطباع وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأبي إسماعيل الترمذي وعبد الله بن
أحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن موسى الشطوي والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن يونس
الكديمي. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه ومحمد بن أحمد بن يوسف الصياد
وعلي بن أحمد بن الرزاز وأبو علي بن شاذان وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني وغيرهم.

(1) كذا في كل الأصول، وفي نسخة (الجوثاء) وفي اللباب (الحوثاء).
213

وقال محمد بن أبي الفوارس: كان يقال في كتبه أحاديث مناكير ولم يكن عندهم بذلك. وقال
أبو بكر البرقاني: هو لا بأس به. وحكى أن ابن المحرم هذا تزوج امرأة، فلما حملت إليه
جلس في بعض الأيام على العادة يكتب شيئا والمحبرة بين يديه، فجاءت أم الزوجة وأخذت
المحبرة فضربت بها الأرض وكسرتها وقالت: هذه شر على بنتي من ثلاث مئة ضرة. توفي
ابن المحرم في شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، وكانت ولادته في سنة أربع
وستين ومائتين.
المحفوظي: بفتح الميم، وسكون الحاء المهملة، وضم الفاء، وفي آخرها الظاء
المعجمة، هذه النسبة إلى محفوظ وهو اسم لجد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الهيثم نصر بن أبي يعلى أحمد بن محمد بن محفوظ المحفوظي، من أهل نسف،
وكان من أمناء التجار ببلدنا، ومن صالحي عباد الله، سمع أبا يعلى عبد المؤمن بن خلف
النسفي. ومات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمد بن محفوظ بن معقل المحفوظي، نسب إلى
جده الأعلى، من أهل نيسابور. سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس
محمد بن إسحاق السراج وأبا العباس الماسرجسي وأقرانهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو إسحاق المحفوظي شيخ من أهل البيوتات في بيته علماء
وعدول وتناء (1)، وكان أحد المجتهدين في العبادة، وعرض علي في آخر عمره أصوله أكثرها
بخطه وكلها صحاح، فسمعنا منه. وتوفي في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاث
مئة، وهو ابن تسع وثمانين سنة.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محفوظ بن معقل المحفوظي، من أهل نيسابور،
وينسب إلى جدهم، وهو شيخ عشيرته في عصره، سمع أحمد بن سعيد الدارمي وعبد الله بن
هامش بن حيان (2) وأحمد بن منصور المروذي وغيرهم. روى عنه أبو علي الحسين بن علي
الحافظ وأبو محمد عبد الله بن سعد والمشايخ.
المحكمي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الكاف المكسورة وفي آخرها

(1) سبق شرحه في هذا الجزء.
(2) في م، مط: (وثناء)، وفوق اللفظة في ظ: (كذا). وثناء: ج تانئ وهو من قولهم: تنأ بالمكان: أقام وقطن. قال
ثعلب: وبلى سمي التانئ. انظر (اللسان: تنأ).
214

الميم. هذه النسبة إلى المحكمة الأولى، وهم طائفة من الخوارج خرجوا على علي رضي
الله عنه بحروراء من ناحية الكوفة مع عبد الله بن الكواء وغياث الأعور وعبد الله بن وهب
الراسبي وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية، وكانوا يومئذ في اثني عشر ألف
رجل، وكانوا على جملة الدين إلا في تكفير أهل الذنوب ولم يحدثوا شيئا من بدع الخوارج
غير ذلك.
المحكمي: بفتح الميم (1) والحاء المهملة، والكاف المشددة، وفي آخرها الميم هذه
النسبة () (2).
وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن بكر بن عيسى الاستراباذي المحكمي، من
أهل استراباذ. كان فقيها فاضلا جميل الظاهر. له معرفة بالأدب، سمع الحديث، وأكثر
منه، وعمر حتى حدث وحمل عنه. سمع ببلده استراباذ أبا عبد الله محمد بن شادي
الجبلي، وببغداد أبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري وأبا الحسن علي بن أحمد بن
عمر بن الحمامي وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، وبنيسابور أبا بكر أحمد بن
الحسن بن أحمد الحيري وأبا سعد محمد بن موسى الصيرفي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن
عبد الله بن ريذة الضبي وجماعة كبيرة من الغرباء. روى لنا عنه أبو بكر هبة الله بن السراج
المظفراباذي ولم يحدثنا عنه سواه. وكانت ولادته أول يوم من رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاث
مئة. وتوفي في حدود سنة سبعين وأربع مئة.
المحلمي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد اللام وكسرها، هذه النسبة
إلى محلم بن تميم، والمشهور بالانتساب إليه:
جعد (3) بن الصلت المحلمي. يروي عن عكرمة. روى عنه محمد بن ربيعة. قاله أبو
حاتم بن حبان.
وثمامة بن عقبة المحلمي. يروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه عداده في أهل
الكوفة. روى عنه الأعمش وهارون بن سعد.
وأبو عبد الله ناصح بن عبد الله المحلمي، من أهل الكوفة. كان يسكن في بني محلم

(1) انظر اللباب 3 / 174.
(2) بياض في نسخ واللباب 3 / 174.
(3) في اللباب 3 / 174: (جعفر بن الصلت).
215

فنسب إليهم. يروي عن سماك بن حرب. روى عنه علي بن هاشم والكوفيون، وكان شيخا
صالحا، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، وينفرد بالمناكير عن ثقات مشاهير،
غلب عليه الصلاح، فكان يأتي بالشئ على التوهم، فلما فحش ذلك منه استحق ترك
حديثه.
وهمام بن يحيى بن دينار العوذي الأزدي مولى بني عوذ، قال أبو علي الغساني
المغربي: ويقال فيه المحلمي الشيباني، من نسبه في الأزد قال العوذي، ومن نسبه في
ربيعة بن نزار قال المحلمي الشيباني، وهو محلم بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن
صعب، يكنى أبا بكر يعني هماما. يروي عن نافع وثابت وقتادة. وقد ذكرناه في
العوذي.
المحلي: بفتح الميم، والحاء المهملة، واللام المشددة، هذه النسبة إلى المحلة،
وهي بلدة من ديار مصر بين الفسطاط والإسكندرية على النيل، منها:
أبو الثريا المحلي، كان فقيها فاضلا، حسن السيرة، تفقه على الفقيه أبي بكر
محمد بن الوليد الطرطوشي بالإسكندرية، وبرع في الفقه، وكان يفتى بها بعد سنة عشرين
وخمس مئة.
المحمداباذي: بضم الميم، وفتح الثانية، بينهما الحاء المهملة، وبعدها الدال
المهملة، ثم الباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى
محمداباذ وهي محلة خارج نيسابور، وبها آثار الظاهرية، وهي على ميلين من البلد، وكان
بها جماعة من المعروفين والعلماء، منهم:
أبو عمرو أحمد بن محمد بن الحسن المحمداباذي.
وأبو محدث عصره بنيسابور وهو أبو طاهر محمد بن الحسن المحمداباذي. روى عنه
أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي.
وأبو عمرو هذا سمع عبد الله بن شيرويه في طبقة قبل أبي بكر محمد بن إسحاق،
وبعث به أبوه سنة تسع وثلاث مئة إلى أبي لبيد السرخسي وأبي لبابة محمد بن مهدي الأبيوردي
وأكبرهما، وكان أبو عمرو يحكم بربع الريوند. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: هو لنا
صديق، وكان حسن العشرة. وتوفي في المحرم من سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.
وشهدت جنازته، وصلى عليه الأستاذ أبو سهل، ودفن في مقبرة الظاهرية بمحمداباذ.
216

وأبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد المحمداباذي. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ
في التاريخ وقال: كان من أكابر المشايخ الثقات وكان مقدما في معرفة الأدب ومعاني القرآن.
سمع بنيسابور أحمد بن يوسف السلمي وعلي بن الحسن الهلالي وحامد بن محمود
المقرئ، وكان أول سماعه سنة ثلاث وستين ومائتين. وسمع بالعراق محمد بن إسحاق
الصغاني والعباس بن محمد الدورني ويحيى بن أبي طالب وأقرانهم، سماعهم بها سنة سبعين
ومائتين. وكان كثير الحديث صحيح الأصول. روى عنه الشيخ أبو بكر بن إسحاق وأبو علي
الحافظ وعبد الله بن سعد ومشايخنا، وقد اختلفت إليه أكثر من سنة وسمعت منه الكثير، ولم
أصل إلى حرف من سماعاتي عنه، ولم أحدث عنه بشئ من حديثه لكني خرجته في شيوخي
لكثرة اختلافي إليه. وكان أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إذا شك في شئ من اللغة لا
يرجع فيها إلا إلى أبي طاهر المحمداباذي. وتوفي في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاث
مئة.
وأبو الفضل العباس بن الفضل بن الحسن المحمداباذي النيسابوري سمع بنيسابور
أحمد بن يوسف السلمي وعلي بن الحسن الهلالي، وببغداد أبا بكر محمد بن إسحاق
الصغاني والعباس بن محمد الدوري وغيرهم. وكتب الكثير عن أبي حاتم الرازي بالري.
وتوفي في المحرم سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة.
وأبو علي أحمد بن أبي حفص واسمه عمر بن يزيد المحمداباذي النيسابوري. سمع
بنيسابور إسحاق بن إبراهيم وعمرو بن زرارة وبالري عبد السلام بن عاصم الهسنجاني
ومحمد بن حميد، وببغداد أحمد بن منيع وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وبالبصرة سوار بن
عبد الله القاضي ونصر بن علي الجهضمي، وبالكوفة أبا كريب محمد بن العلاء، وبالحجاز
سلمة بن شبيب ومحمد بن يحيى بن أبي عمر وأقرانهم. روى عنه أبو علي الحافظ ومحمد بن
صالح بن هاني ومحمد بن إبراهيم بن الفضل. وكان يقول: مات إسحاق بن إبراهيم
وعمرو بن زرارة سنة ثمان وثلاثين ومائتين وأنا ابن إحدى وعشرين سنة.
وأبو الحسن محمد بن الفضل المحمداباذي النيسابوري، كان بندارا بجرجان، ثم ترك
العلماء وخرج إلى سجستان (1) وبها مات. يروي عن عبد الله بن مسلم الدمشقي. روى عنه
أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي الحافظ. ومات بسجستان في سنة ثمان وتسعين
ومائتين.

(1) سجستان: ناحية كبيرة جنوب هراة بينهما عشرة أيام (معجم البلدان).
217

المحمدي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وفتح الميم المشددة، وفي آخرها
الدال المهملة. هذه النسبة إلى محمد بن الحنفية بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي
الله عنه، والمنتسب إليه:
أبو الفضل علي بن ناصر بن محمد بن الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن
عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب
المحمدي، من أهل بغداد، نقيب مشهد باب التبن (1)، وكان يسكن الكرخ. له معرفة
بالأنساب. سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وغيره. روى لي عنه أبو المعمر
المبارك بن أحمد الأنصاري وأبو طالب بن خضير الصيرفي. وكانت ولادته سنة إحدى وأربعين
وأربع مئة. وتوفي بعد سنة ست وخمس مئة، فإن أبا بكر بن فولاذ الطيوري سمع منه في هذه
السنة.
وطائفة من الامامية، وهم من غلاة الشيعة يقال لهم المحمدية، وإنما قيل لهم
المحمدية لانهم ينتظرون خروج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب، فهم على انتظاره من عهد أبي جعفر المنصور إلى يومنا هذا، مع تواتر الخبر بقتله.
المحمري: بالحاء المهملة المفتوحة بين الميمين أولاهما مضمومة والأخرى مشددة مكسورة،
وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى طائفة من البابكية الخرمدينية يقال لهم المحمرة لانهم لبسوا
الحمر من الثياب في أيام بابك، فقيل لهم المحمرة. والمحمرة هم البابكية في العقيدة،
وقيل سموا بذلك لانهم يزعمون أن مخالفيهم من المسلمين حمر. والتأويل الأول أصح،
وقيل إنهم في عقائدهم وإباحة نكاح المحارم كالحمر. وقال الشعبي: لعن الله الروافض لو
كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا. والسبب في ابتداء دعوتهم أن
نفرا من المجوس يقال لهم الجهار بختيارية جمعهم فتذاكروا ما كان عليه أسلافهم من الملك
الذي غلب عليه المسلمون فقالوا لا سبيل لنا إلى دفعهم عنهم بالسيف لكثرتهم وقوتهم، ولكن
نحتال بتأويل شرائعهم على وجوه يعود أمرها إلى موافقة أديان الأسلاف من المجوس، وقالوا
في هذه الحيلة: بايدار. وقال أبو عبادة البحتري فيهم:

(1) في نسخ: (باب البيت) وهو تصحيف. وباب التبن محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر،
ويلصق بهذا الموضع مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم، ويعرف قبره بمشهد باب التبن. وهو الآن زمن
ياقوت محلة عامرة ذات سور. وانظر معجم البلدان.
218

تلك المحمرة الذين تهافتوا * فمشرق في غيه ومغرب
ناهضتهم والبارقات كأنها * شعل على أيديهم تتلهب
سلبوا وأشرفت الدماء عليهم * محمرة فكأنهم لم يسلبوا
المحمودي: بفتح الميم وسكون الحاء المهملة، وضم الميم الأخرى، وفي آخرها
الدال المهملة، هذه النسبة إلى محمود وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وبين المحمودية
بمرو مشهور معروف بالعلم، وبيت المحمودية بالسلطنة والملك معروف بغزنة والبلاد.
وأما أبو محمد أحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن مغلس المحمودي المعدل
البخاري، كان من أهل بخارى. يروي عن أبي منصور محمد بن الحسن بن محمد بن قديد
المقرئ السغدي. وتوفي في سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.
وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمود بن مجاهد بن خلف بن يانة بن
كلاب المحمودي، كان على حكومة آمل جيحون. ذكرته في الياني.
وأبو زكريا يحيى بن يحيى بن عبد الله بن محمود البخاري، من أهل بخارى. سمع
بخراسان علي بن محتاج وأبا جعفر بن الجوزجاني وعبد الله بن محمد بن يعقوب، وبالعراق
إسماعيل بن محمد الصفار. سمع منه أبو عبد الله الحاكم الحافظ وذكره في التاريخ فقال:
أبو زكريا المحمودي إمام أهل الحديث في عصره ببخارى وابن إمامها. ورد نيسابور متفقها
سنة تسع وثلاثين. ثم انصرف من العراق وأقام مدة ثم وردها بعد ذلك رسولا من السلطان.
ومات ببخارى في صفر سنة أربع وثمانين وثلاث مئة وأغلقت الحوانيت بوفاته.
وأبو سعد عمر بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن أبي ذر المحمودي
الطالقاني. سكن جده بلخ. وأبو سعد هذا كان فاضلا لطيف الطبع حسن السيرة كثير
العبادة. سمع أبا علي الحسن بن علي الوخشي الحافظ وأبا المظفر منصور بن محمد بن
أحمد البسطامي وغيرهما. سمعت منه ببلخ وكان قد ولي القضاء مدة ببلخ. ولد في شهر
رمضان سنة سبع وخمسين وأربع مئة. وتوفي في شهر رمضان سنة ست وأربعين وخمس مئة.
المحمويي: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين وفي آخرها الياء آخر الحروف بعد
الواو. هذه النسبة إلى الجد وهو محمويه. والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه المحمويي عم جابر بن
ياسين، من أهل بغداد، سكن البصرة. حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي
219

وأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ.
روى عنه القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري.
وابن أخيه أبو الحسن جابر بن ياسين بن الحسن بن محمويه المحمويي الحياني ذكرته
في الحاء المهملة.
المحمي: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة، هذه النسبة إلى
محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية منهم أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن
عبيد الله بن النضر بن محمد بن محم المحمي من أهل نيسابور، كان ثقة عدلا. قدم بغداد
وحدث بها عن علي بن محمد بن حبيب وأبي صخر محمد بن مالك المروزيين وأبي العباس
الأصم وأبي علي الحافظ النيسابوري وأحمد بن سهل البخاري الفقيه وغيرهم. روى عنه أبو
القاسم الأزهري ومحمد بن طلحة النعالي.
وابن أخيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله المحمي، من
أهل نيسابور من بيت الزعامة والثروة، وكان جده الشيخ الرئيس أبو الحسن المحمي. قال
الحاكم أبو عبد الله الحافظ: كان أبو محمد في عنفوان شبابه لا يشتغل إلا بالعلم والاختلاف
إلى أهله، ولقد رأيته يناظر مناظرة حسنة، ويعلق في مجلس الأستاذ أبي الوليد بخط يده، ثم
اشتغل بالضياع والثروة بعد ذلك سمع عبد الله بن محمد الشرقي وأقرانه ولم يحدث. توفي
في رجب سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة. ودفن في داره بملقباذ (1).
وعمه وهو أخو السابق ذكره أبو منصور عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن
النصر المحمي بن أبي الحسن، من أهل نيسابور الرئيس ابن الرئيس، وكان من أحسن الناس
ديانة ونصيحة للمسلمين، وأكثرهم احتياطا للراعي والرعية ومن أكثرهم تركا لكل ما لا يعنيه.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأبا علي
الحسن علي بن نصر الطوسي وأبا عمرو أحمد بن محمد الجرشي وأبا الوفاء المؤمل بن
الحسن الماسرجسي، حدث بشئ يسير، وقرأ عليه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكر قصة
في تاريخه أنه لم يسمع منه أحد سواه ومات في رجب سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، وصلى
عليه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الجرشي، وكان الرئيس أبو منصور خاله.
وأبو القاسم النضر بن أبي العباس محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن النضر بن

(1) في نسخ (بلمقاباذ) وملقاباذ: محلة بأصبهان وقيل بنيسابور (معجم البلدان).
220

محمد المحمي الحفيد، من أهل نيسابور. سمع أبا علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي وأبا
بكر محمد بن الحسين القطان وأبا القاسم بن مروية المزكي وأقرانهم، وخرج له الفوائد وأملى
وحدث سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي في شعبان سنة خمس وتسعين
وثلاث مئة.
المحولي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الواو المفتوحة، هذه النسبة
إلى المحول وهي قرية على فرسخين من بغداد، وهي إحدى متنزهاتها، والمشهور بالنسبة
إليها:
أبو جعفر المحولي العابد أحد الزهاد المنقطعين إلى الله. روى عنه أبو إبراهيم
الترجماني كلامه.
وأبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام الآجري المحولي، إنما قيل له المحولي
لأنه يسكن موضعا ببغداد يقال له باب المحول، لعل (1) هذا الباب يخرج منه المقاصد إلى
المحول. وأبو بكر صاحب التصانيف الكثيرة المليحة. حدث عن محمد بن أبي السري
الأزدي والزبير بن بكار وأبي بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن أبي خيثمة وأحمد بن منصور
الرمادي. روى عنه أبو أحمد بن عدي الحافظ وأبو عمر بن حيويه الخزاز وأبو بكر بن الأنباري
وأبو جعفر بن بريه الهاشمي. وتوفي في سنة تسع وثلاث مئة.
وأبو عبد الله أحمد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي، أخو محمد بن خلف،
وكان الأصغر، صاحب أخبار وملح وأشعار، وله تصانيف وروايات عن عبد الله بن أبي سعد
الوراق وأحمد بن أبي طاهر وأبي بكر بن أبي الدنيا وأبي سعيد السكري وغيرهم. حدث عنه
أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، ومات سنة عشر وثلاث مئة.
وأبو الأزهر الضحاك بن سليمان بن سالم المحولي، من أهل المحول، وكان شاعرا
فاضلا عارفا باللغة والأدب، رأيت اسمه في مشيخة أبي المعمر الأنصاري فسألته عنه فقال لي
هو يعيش بالمحول فخرجت إليه وكتبت عنه أقطاعا من شعره.

(1) في نسخ: (لعل من هذا الباب يخرج القاصد إلى المحول).
221

باب الميم والخاء
المخبزي: بفتح الميم، وسكون الخاء المنقوطة وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وبعدها
زاي، هذه النسبة إلى المخبز، وهو موضع يخبز فيه الرغفان وإلى الساعة موضع ببغداد،
داخل دار الخليفة يقال له المخبز والمشهور بهذه النسبة:
أبو الفرج أحمد وأبو الفتح عبد الوهاب ابنا عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي، من
أهل بغداد، قال أبو بكر الخطيب: كانا يعرفان بابني المخبزي، وحدثا عن أبي القاسم
عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، كتبت عنهما جميعا. قلت روى لي عن أبي
الفرج بن المخبزي أبو محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطراح المدير ببغداد. وأما أبو
الفتح عبد الوهاب كانت ولادته في سنة تسع وسبعين وثلاث مئة، ومات في رجب من سنة
خمسين وأربع مئة.
المخدوجي: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة، وضم الدال المهملة، بعدها
الواو، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مخدوج وهو بطن من قضاعة، وهو مخدوج بن
الحر بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
المخراقي: بكسر الميم، والخاء المعجمة الساكنة (1)، بعدها الألف، وفي آخرها
القاف، هذه النسبة إلى مخراق، وهو اسم لجد إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق
المديني المخراقي. يروي عن مالك بن أنس وسليمان بن بلال والدراوردي وإسماعيل بن أبي
أويس. روى عنه محمد بن ميمون الخياط المكي وبكر بن خلف ورزق الله بن موسى
البصري. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الامام: سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث.
المخرمي: بفتح الميم، وسكون الخاء المنقوطة، وفتح الراء المهملة المخففة، هذه
النسبة إلى المسور بن مخرمة بن (2) نوفل بن عبد مناف القرشي، والمنتسب بهذه النسبة:
أبو عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المخرمي من أهل المدينة،

(1) انظر اللباب 3 / 178.
(2) في اللباب 3 / 178: (أهيب بن).
222

يروي عن سهيل بن أبي صالح وسعيد المقبري روى عنه العراقيون وأهل المدينة. وكان كثير
الوهم في الاخبار حتى يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، فإذا من الحديث صناعته
شهد أنها مقلوبة، فاستحق الترك. مات سنة سبعين ومائة.
ومحمد بن عبد الله المخرمي المكي، قال ابن ماكولا: لعله من ولد مخرمة بن نوفل
يروي عن محمد إدريس الشافعي، روى عنه عبد العزيز بن محمد بن الحسن المعروف بابن
زبالة.
وأما أبو بكر محمد بن إسحاق بن بسار القرشي المخرمي، صاحب السيرة، مولى
قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف أدرك جماعة من التابعين، وهو من أهل المدينة.
المخرمي: بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، هذه النسبة
إلى المخرم، وهي محلة ببغداد مشهورة، وإنما قيل له المخرم لان بعض ولد يزيد بن
المخرم نزلها فسميت به. قاله ابن الكلبي.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن الحافظ وإبراهيم بن محمد الكرخي ببغداد، قالا: أخبرنا
إسماعيل بن مسعدة الجرجاني أنا حمزة بن يوسف الحافظ أنا أبو عبد الله بن عدي الحافظ،
أنا أحمد بن الحسين بن ابن إسحاق الصوفي سمعت عباسا الدوري يقول: سمعت يحيى بن
معين يقول: دارنا بوقا وسويقة قطوطا، والمخرم معدن الكذابين ومفيض السفل، والمشهور
بهذه النسبة:
أبو محمد خلف بن سالم المخرمي، يروي عن يحيى بن سعيد القطان
وعبد الرحمن بن مهدي. قال أبو حاتم بن حبان: خلف بن سالم كان من الحفاظ المتقنين،
حدثنا عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، مات في آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين
ومائتين.
وأبو عثمان سعدان بن نصر بن يزيد المخرمي، من أهل بغداد، يروي عن ابن عيينة،
روى عنه العراقيون وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي وأبو جعفر محمد بن
عمرو بن البحتري الرزاز، وكان ممن عمر. مات ببغداد.
ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي القاضي أبو جعفر، يروي عن إسماعيل بن
عليه ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأزهر بن سعد السمان ويزيد بن هارون
ووكيع بن الجراح وغيرهم، وكان ثبتا عالما، أخرج عنه البخاري في صحيحه، وأبو حاتم
الرازي ويعقوب بن سفيان وإبراهيم الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن صاعد، وآخر من
223

حدث عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، حدث عن سعيد بن
محمد الجرمي والفضل بن غانم وعبيد الله بن عمر القواريري وسري السقطي. روى عنه أبو
علي بن الصواف وأبو عبد الله بن العسكري وأبو حفص بن الزيات وأبو الفضل الزهري
وغيرهم. ومات في شهر رمضان سنة أربع وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن جعفر العطار المخرمي النحوي، يلقب خرتك. حدث عن
الحسن بن عرفة وعباس بن محمد الدوري. روى عنه محمد بن المظفر وأبو الحسن علي بن
عمر الدارقطني.
وأبو بكر محمد بن حميد بن سهل بن إسماعيل بن شداد المخرمي، من أهل بغداد،
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب وجعفر بن محمد الفريابي والهيثم بن خلف الدوري
وقاسم بن زكريا المطرز وأبا العباس البراثي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. روى
عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو الفتح هلال بن محمد الحفار وعلي بن المظفر
الأصبهاني وبشرى بن عبد الله الرومي وأبو نعيم الحافظ. قال أبو الحسن بن الفرات قال
محمد بن حميد المخرمي كان عنده أحاديث غرائب، كتب مع الحفاظ القدماء إلا أنه كان منه
تخليط في أشياء قبل أن يموت ولا أحسبه تعمد ذلك لأنه كان جميل الامر إلا أن الانسان تلحقه
الغفلة. وقال محمد بن أبي الفوارس الحافظ: محمد بن حميد المخرمي كان فيه تساهل
شديد، وكان سمع حديثا كثيرا إلا أنه كان منه شره، ومات في شهر ربيع الأول سنة إحدى
وستين وثلاث مئة.
وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قاضي حلوان. سمع يحيى بن سعيد
القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة وصفوان بن
عيسى وأزهر بن سعد، وكان من أحفظ الناس للأثر، وأعلمهم بالحديث. روى عنه
محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وأبو حاتم الرازي ويعقوب بن سفيان وإبراهيم
الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي ومحمد بن محمد بن الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد
والحسين بن إسماعيل المحاملي. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: كتبت
حديث عبد الله عن نافع عن ابن عمر (كنا نغسل الميت، فمنا من يغتسل ومنا من لا يغتسل)
قال: قلت: لا، قال: وفي ذلك الجانب المخرمي شاب يقال له محمد بن عبد الله يحدث
به عن أبي هشام المخرومي عن وهيب فاكتبه عن. وذكره نصر بن أحمد بن نصر فقال: كان
224

من الحفاظ المتقنين المأمونين ومات في سنة أربع وخمسين ومائتين.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح المخرمي، سمع سفيان بن عيينة
ويحيى بن سليمان وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وعلي بن عاصم وعبد الله بن نمير
وأسباط بن محمد وبكر بن بكار وروح بن عبادة. روى عنه علي بن حسنويه القطان ويحيى بن
محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد والحسين بن يحيى بن عياش وإسماعيل بن محمد الصفار.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق. قال محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي، قال بسر من رأى وكان عبد الله بن أيوب المخرمي يقرب إلي
فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء. فانحدرت في الحال من سر من رأى إلى بغداد حتى دققت على
عبد الله بن أيوب بابه فخرج إلي، فقلت: له: البشرى! فقلت: له: البشرى! فقال: بشرك الله بخير، وما
هي؟! قال: قلت: خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء لأحد البلدية إما سر من رأى أو
بغداد. قال: فأطبق الباب وقال: بشرك الله بالنار. وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر
إليهم فانصرفوا ومات في جمادى الأولى سنة خمس وستين ومائتين وقد جاز التسعين.
ومن القبائل: قال الدارقطني: وأما مخرم فهو وردان وحيدة ابنا مخرم بن مخرمة بن
قرط بن جناب من بني العنبر وفدا إلى النبي صلى الله عليه وآله فأسلما ودعا لهما. وقال ابن دريد: يزيد بن
مخرم الحارث أبو الحارثي من ولد صاحب المخرم ببغداد.
المخزومي: بفتح الميم، وسكون الخاء المعجمة، وضم الزاي، وفي آخرها الميم،
هذه النسبة إلى قبيلتين: إحداهما تنسب إلى بني مخزوم بن عمرو. ومخزوم قريش هو
مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. والمشهور بالنسبة إليهم:
عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي.
وأبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن محمد بن حنظلة بن أبي سلمة بن سفيان بن
عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومي، من أهل
مكة، ولي القضاء ببغداد بعد محمد بن عمر الواقدي، وكان قد سمع الحديث من ابن
جريج. روى عنه محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، واستقضاه موسى الهادي على
مكة. وأقره الرشيد حتى صرفه المأمون فولاه قضاء بغداد أشهرا ثم صرفه. قال عبد الله بن
مصعب: كنت عند أمير المؤمنين الرشيد، فقال له بعض جلسائه في محمد بن عبد الرحمن:
هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء، فقلت: لا تضيع فتي من قريش في مجلس أنا فيه،
225

فأقبلت عليهم وقلت: هل عاب الله أحدا بالحداثة، أمير المؤمنين حدث السن أفتعيبونه؟!
وقد قال الله تعالى: (سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) فقال لهم أمير المؤمنين:
صدق، أنا حدث السن أتعيبونني بالحداثة. وأقره على القضاء.
وأبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن يحيى بن حليس بن عبد الله بن
يحيى بن عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم بن يقظة المخزومي السلامي. وذكرته في السنن.
وأما مخزوم بن المغيرة فالمنتسب إليه جماعة منهم:
أبو عبد الرحمن بن الحارث المخزومي (1).
المخشلبي: بفتح الميم والشين المعجمة، بينهما الخاء الساكنة، واللام المفتوحة،
وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى المخشلب، وهو خرز والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن الأصبغ بن محمد القرقساني (2) المخشلبي، من أهل قرقيسيا.
يروي عن مؤمل بن إهاب. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ الأصبهاني
وسمع منه بقرقيسياء.
مخشي: بفتح الميم، وسكون الخاء المعجمة، هذه اللفظة لها صورة النسبة، وهي
اسم، والمشهور بها:
مخشي بن حمير الأشجعي، حليف بني سلمة، كان من المنافقين، وسار مع
النبي صلى الله عليه وآله إلى تبوك وأرجفوا به ثم تاب، وقيل فيه نزلت: (إن تعف عن طائفة منكم تعذب
طائفة) وقتل يوم اليمامة شهيدا.

(1) بعدها في اللباب 4 / 179 (قلت: لم يذكر مخزوم بن عمرو من أي القبائل هو ولا بعض من ينسب إليه، وهو
مخزوم بن عمرو بن.. وفاته: النسبة إلى مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن
غطفان بطن من عبس، منهم خالد بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم الذي يقال فيه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومنهم الفارس الشاعر عنترة بن شداد. وفاته النسبة إلى مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن حارث بن تميم بن سعد بن
هذيل بطن من هذيل، ينسب إليه كثير، منهم عمرو بن عميس بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن
مخزوم وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود، كان عاملا لعلي بن أبي طالب عليه السلام فقتله الضحاك بن قيس الفهري
بالقطقطانة).
(2) اختلفت المصادر في رسم اللفظة. ونسبته إلى قرقيسياء وهي بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق (معجم
البلدان).
226

ومخشي بن معاوية شيخ من أهل البصرة. يروي عن هشام بن عروة وغيره. روى عنه
عمر بن شبة وغيره. وأمية بن مخشي له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. روى عنه ابن ابنه
المثنى بن عبد الرحمن بن أمية بن مخشي ومسلم بن مخشي يروي عن ابن الفراسي روى عنه
بكر بن سوادة، حديثه عند البصريين.
أم حجير بنت سفيان بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مخشي بن قيس، هي أم فاطمة
بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي. قاله شبل.
وأحمد بن إبراهيم بن مخشي الفرغاني بن أخي طخشي المصري، مصري. يروي
عن عبيد الله بن سعيد بن عفير. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأحمد بن حاتم بن مخشي البصري. يروي عن عبد الواحد بن زياد وحماد بن زيد.
روى عنه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي.
المخلدي: بفتح الميم، وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة، هذه
النسبة إلى مخلد، وهو اسم لجد بعض المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد الهروي المخلدي النيسابوري،
يروي عن أبي الطاهر بن السراج وأبي الربيع بن أخي رشدين وأحمد بن سعيد الهمذاني
وطبقتهم. روى عنه أبو عمرو الحيري وأبو بكر بن علي وأبو حفص بن حمدان وغيرهم.
وأبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن شيبان المخلدي
من أهل نيسابور. يروي عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج وأبي بكر أحمد بن الحسن
الذهبي وأبي الوفاء المؤمل بن الحسن الماسرجسي وأبي حامد الأعمش وغيرهم. روى عنه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ ووثقه وجماعة سواه مثل أبي بكر يعقوب بن أحمد بن الصيرفي وأبي
حامد أحمد بن الحسن الأزهري. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو
محمد المخلدي شيخ العدالة وبقية أهل البيوتات في عصرة، وهو صحيح الكتب والسماع،
متقن في الرواية، صاحب الاملاء في دار السنة. وتوفي في الخامس من رجب سنة تسع
وثلاثين وثلاث مئة.
وأما أخوه أبو عمرو يحيى بن محمد بن أحمد المخلدي. سمع أبا حامد أحمد بن
محمد بن الشرقي وأخاه أبا محمد عبد الله ومكي بن عبدان التميمي. روى عنه الحاكم أبو
عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو عمرو المخلدي كان من مشايخ أهل البيوتات ومن
227

العباد المجتهدين، وقرأ القرآن، وختن يحيى بن منصور القاضي على ابنته، ورفيق أبي بكر
أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ في أسفاره وسماعهما بالعراق والشام معا بعد الثلاثين،
وحدث بكتاب التاريخ لأبي بكر بن أبي خيثمة عن ذاك الشيخ الواسطي عنه. وتوفي في
الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة، ودفن في مقبرة باب معمر وهو ابن
ثمان وسبعين سنة.
وجدهم أبو محمد الحسن بن علي بن مخلد بن شيبان المطوعي المخلدي سمع
بنيسابور إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعمرو بن زرارة ومحمد بن رافع، وبالعراق أحمد بن
منيع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وبالحجاز هارون بن موسى الفردي وعبد الجبار بن العلاء
وغيرهم. روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وجماعة وذكر حفيده أنه مات سنة
تسع وتسعين ومائتين.
المخلص: بضم الميم، وفتح الخاء، وكسر اللام، وفي آخرها الصاد، هذا الاسم
لمن يخلص الذهب من الغش ويفصل بينهما، واشتهر به أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن
العباس بن عبد الرحمن بن زكريا المخلص، من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا صالحا مكثرا
من الحديث. سمع أبا بكر بن أبي داود السجستاني وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا
محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن سليمان السوسي وعبيد الله بن عبد الرحمن
السكري ورضوان بن أحمد الصيدلاني وجماعة من أمثالهم. روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو
القاسم الأزهري وأبو محمد الخلال وهبة الله بن الحسن اللالكائي وأبو القاسم التنوخي وأبو
الحسين بن البقور في جماعة كثيرة من المتقدمين والمتأخرين آخرهم الشريف أبو نصر
محمد بن محمد بن علي الزينبي الصوفي. وكانت ولادته في شوال سنة خمس وثلاث مئة،
وأول سماعه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة من ابن بنت منيع البغوي. ومات في
شهر رمضان من سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة، وله ثمان وثمانون سنة.
المخلطي: بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وفتح اللام المشددة، وفي آخرها
الطاء، هذه النسبة إلى بيع المخلط وهو الفاكهة اليابسة من كل جنس إذا خلط ببعضها
ببعض، فيقال لمن يبيع هذا (المخلطي)، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد الدباس المخلطي، من أهل بغداد، كان قد
شدا طرفا من الفقه على أبي يعلي محمد بن الحسين بن الفراء القاضي، وسمع الحديث
228

منه، ومن أبي علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ وغيرهما. روى لنا عنه أبو المعمر
المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأزجي الأنصاري. وتوفي في جمادى الأولى سنة ثمان
وخمس مئة ودفن بباب حرب.
المخولي: بالخاء المعجمة، وتشديد الواو، وفي آخرها اللام، والمشهور بهذه
النسبة:
إسحاق بن عبد الله المخولي الكوفي، يروي عن أبي إسحاق السبيعي. روى عنه
إسماعيل بن محمد بن جحادة.
المخي: بفتح الميم، والخاء المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى مخة وهي اسم
أخت بشر بن الحارث الحافي.
وأبو حفص عمر بن منصور بن نصر الكاتب المخي هو ابن بنت مخة أخت بشر، روى
عن بشر بن الحارث حكايات، حدث عنه عبد الله (1) بن أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى
السمسار وجعفر بن محمد الصندلي.
المخي: بضم الميم، ثم الخاء المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى مخ وهو اسم لجد
أبي الحسين (2) عبد الله بن علي بن عبد الله بن المخ المعدل (3) الصيداوي المخي، من أهل
صيدا. سمع أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي. روى عنه أبو
الحسن علي بن هبة الدين مأكولا الأمير الحافظ وذكر أنه كتب بصيدا في حجرة البيع في ذي
الحجة سنة ستين (4) وأربع مئة وقال: ما وجدت عنده غيره، يعني الثاني في معجم شيوخ ابن
جميع، أفادينه سعيد الإدريسي بصور.

(1) وانظر اللباب 3 / 182.
(2) وانظر اللباب 3 / 182.
(3) (العدل) وانظر اللباب 2 / 182.
(4) في اللباب 3 / 182: (ست).
229

باب الميم والدال
المدائني: بفتح الميم، والدال المهملة، وكسر الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها،
وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى المدائن، وهي بلدة قديمة مبنية على الدجلة، وكانت دار
مملكة الأكاسرة على سبعة فراسخ من بغداد. والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الله المدائني، يروي عن ربعي بن خراش، روى عنه عمرو بن هرم.
وأبو الهيثم خالد بن القاسم المدائني، كان يوصل المقطوع ويرفع المراسيل ويسند
الموقوف، وأكثر ما فعل ذلك بالليث بن سعد، لا يحل كتبة حديثه. روى عنه عيسى بن أبي
حرب الصفار.
وأبو جعفر عبد الله بن المسور بن عون بن أبي جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدائني،
سكن المدائن، يروي عن المدائنيين روى عنه خالد بن أبي كريمة، كان ممن يروي
الموضوعات عن الاثبات، ويرسل من الاخبار ما ليس لها أصول على قلة روايته لا يحتج بخبره
وإن وافق الاثبات. كان يحيى بن معين يكذبه.
وأبو عثمان هشام بن لاحق المدائني، روى عن عاصم الأحول، روى عنه العراقيون،
منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر
من المعلومات عن أقوام ثقات.
وأبو القاسم الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي المدنيي المدائني، من أهل المدينة، نزل
المدائن وسكنها، حدث بها عن محمد بن المنكدر وعن علي بن يزيد بن ركانه. روى عنه
جرير بن حازم وسعد بن زكريا المدائني وعبد الله بن المبارك وأبو عاصم النبيل وغيرهم، وكان
صعبا في الرواية. وقال أبو بكر المرو الروذي: سألت يعني أحمد بن حنبل عن الزبير بن
سعيد فلين أمره. وقال صالح جزرة: الزبير بن سعيد كان بالبصرة. روى حديثين أو ثلاثة،
مجهول.
وسلام بن صبيح المدائني، حدث عن منصور بن زاذان. روى عنه أبو معاوية
محمد بن خازم الضرير.
230

وأبو المنذر سلام بن سليمان المدائني الضرير، وقيل أبو العباس، وهو ابن أخي
شبابة بن سوار. سكن دمشق بأخرة، وحدث عن مغيرة بن مسلم السراج ومسلمة بن الصلت
وعبد الرحمن المسعودي وشعبة بن الحجاج وأبي عمرو بن العلاء وورقاء بن عمر وبكر بن
خنيس، روى عنه سليمان بن توبة النهرواني ومحمد بن عيسى بن حيان وعبد الله بن روح
المدائنيان وهارون بن موسى الأخفش ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقيان. وقال
عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع أبي منه بدمشق، وسئل عنه فقال: ليس بالقوي. وقال
أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني: سلام الثقفي المدائني الضرير يقال له الدمشقي لمقامه
بدمشق، وهو منكر الحديث.
وأبو صالح شعيب بن حرب المدائني، وهو من أبناء خراسان. سمع شعبة وسفيان الثوري
وزهير بن معاوية ومحمد بن مسلم الطائفي. روي عنه موسى بن داود الضبي ويحيى بن أيوب
المقابري وأحمد بن حنبل ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأراد أن يتزوج امرأة فقيل لها: إنه سيئ الخلق،
فقالت: أسوأ خلقا منك من أحوجك أن تكون سيئ الخلق فقال: إذا أنت امرأتي. وذكر أبو
حمدون المقرئ يقول: ذهبنا إلى المدائن إلى شعيب بن حرب، وكان قاعدا على شط
الدجلة، وكان قد بنى كوخا، وطها خبزا معلقا في شريط، ومطهرة، يأخذ كل ليلة رغيفا يبله
في المطهرة ويأكله، فقال بيده هكذا وإنما كان جلدا وعظما، قال فقال أرى هنا بعد لحما
والله لأعملن في ذوبانه حتى أدخل إلى القبر وأنا عظام تقعقع، أريد السمن للدود والحيات،
فبلغ أحمد بن حنبل قوله فقال: شعيب بن حرب حمل على نفسه في الورع. وقيل إنه خرج
إلى مكة، ومات بها سنة ست وتسعين وقيل سنة سبع وقيل سنة تسع وتسعين ومئة.
وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان المدائني. يروي عن سفيان بن عيينة
ومحمد بن الفضل بن عطية وشعيب بن حرب ويزيد بن هارون والحسن بن قتيبة وعلي بن
عاصم وعثمان بن عمر بن فارس. روى لنا عنه الحسن بن علي المعمري وأبو بكر بن أبي
داود وأبو بكر بن مجاهد المقرئ والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبو عمرو بن السماك
الدقاق وغيرهم، ضعفه الدارقطني. وقال الحاكم أبو أحمد الحافظ: محمد بن عيسى
المدائني حدث عن مشايخه بما لم يتابع عليه. قال: سمعت من يحكي أنه كان مغفلا لم
يكن يدري ما الحديث، وسأل أبو بكر الخطيب أبا القاسم هبة الله بن الحسن الطبري عنه
فقال: صالح ليس يرفع عن السماع، ولكن كان الغالب عليه إقراء القرآن.
231

وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي شعيب (1) المدائني مولى
عبد الرحمن بن سمرة القرشي، وهو بصري سكن المدائن، ثم انتقل عنها إلى بغداد فلم يزل
بها إلى حين وفاته، وهو صاحب الكتب المصنفة. روى عنه الزبير بن بكار وأحمد بن أبي
خيثمة والحارث بن أبي أسامة. قال يحيى بن معين غير مرة: اكتب عن المدائني كتبه. وكان
أبو العباس ثعلب يقول: من أراد أخبار الجاهلية فعليه بكتب أبي عبيدة، ومن أراد أخبار
الاسلام فعليه بكتب المدائني. ذكر الحارث بن أبي أسامة أن أبا الحسن المدائني سرد الصوم
قبل موته بثلاثين سنة، وأنه كان قد قارب مئة سنة، فقيل له في مرضه: ما تشتهي. قال:
أشتهي أن أعيش، وكان مولده ومنشأه بالبصرة، ثم صار إلى المدائن بعد حين ثم صار إلى
بغداد، فلم يزل بها حتى توفي بها في ذي القعدة سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان عالما
بأيام الناس وأخبار العرب وأنسابهم عالما بالفتوح والمغازي وراوية للشعر صدوقا في ذلك.
ذكر غيره أنه مات في سنة خمس وعشرين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة.
ومن القدماء اسم لا نظير له في الأسماء وهو أبو الربيع هلوات المدائني روى عن
سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر ومجاهد روى عنه الثوري.
المدركي: بضم الميم وسكون الدال المهملة، وبعدها الراء، وفي آخرها الكاف،
هذه النسبة إلى أجداد المنتسب، وهو مدرك، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عاصم سعيد بن أحمد بن مدرك المدركي الزاهد الباشاني. يروي عن أبي علي
حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الهروي. روى عنه أبو إسماعيل عبد الله محمد بن علي
الأنصاري (2) في أماليه.
المدلجي: بضم الميم، وسكون الدال المهملة، وكسر اللام وفي آخرها جيم، هذه
النسبة إلى بني مدلج، وهم من القافة الذين يلحقون الأولاد بالآباء، منهم:
سراقة بن جعشم وقيل سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي.
وأخوة مالك بن جشم المدلجي. يروي عن سراقة، روى عنه ابنه عبد الرحمن بن
مالك بن جعشم.
وصخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي. يروي عن أبي سلمة وعامر بن عبد الله بن

(1) انظر اللباب 3 / 182 (سيف).
(2) في اللباب 3 / 183 (أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الأنصاري).
232

الزبير. روى عنه بكر بن مضر.
وأبو العباس المدلجي. يروي عن أبي الزبير رضي الله عنه. روى عنه أبن أخته
محمد بن عطاء بن يحنس.
وأبو نضلة حبان بن خالد بن عبد الله بن معاذ بن وهب بن كعب بن معاذ بن عتوان بن
عمرو بن مدلج المدلجي قاضي مصر لهشام بن عبد الملك. وكان رجلا صالحا توفي سنة
خمس عشرة ومئة.
وأبو معاوية مسلم بن مخشي المدلجي، يعد في المصريين. روى عن ابن الفراسي،
روى عنه بكر بن سوادة الحزامي. هكذا قال ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه.
يعمر بن خالد المدلجي، روى عنه عبد الرحمن بن وعلة، روى عنه الليث بن
سعد (1).
المدوري: بضم الميم، وفتح الدال، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى المدور،
وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه والمشهور به:
أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن سليمان بن إبراهيم بن موسى بن يزيد بن أبي المدور
الأزدي المدوري، يعرف ابن أبي المدور نسبوه في موالي الأزد، يروي عن شعيب بن يحيى
وغيره. توفي في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
المدويي: بفتح الميم، وضم الدال المهملة، بعدها الواو، وفي آخرها الياء آخر
الحروف، هذه النسبة إلى مدوة (2)، وهي إحدى القرى الخمس التي يقال لها: بنج
دية، بلدة معروفة بخراسان، خرج منها جماعة من المحدثين، وكتب بها عن جماعة،
منها:
أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد الرحمن المدويي
العاملي، يروي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الشيرنخشيري المروزي، روى عنه أبو

(1) بعده في اللباب 3 / 182 (منهم مجزر المدلجي له صحبة أيضا، وخلق كثير. قلت فاته: المدلجي: نسبة إلى
مدلج: بن ميزن بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم، منهم حوى بن معاذ بن عبد الله بن قيس بن
عبد هلال بن القلمس بن مدلج العذري المدلجي).
(2) انظر اللباب 3 / 183 (مدويه).
233

القاسم هبة الله عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بمدوه (1).
المديانكثي: بضم الميم، وسكون الدال المهملة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، والنون الساكنة بعد الألف، وفتح الكاف، وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى
مديا نكث وهي من قرى بخارى، منها:
أبو الخضر الياس بن حفص البخاري المديانكثي، رحل إلى العراق، سمع أبا محمد
الحارث بن أبي أسامة التميمي وأبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي وإسماعيل بن
إسحاق القاضي ومحمد بن غالب بن حرب وغيرهم، روى عنه أحمد بن خالد بن الخليل
البخاري وجماعة.
المدير: بضم الميم، وكسر الدال المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفي آخرها الراء، هذا الاسم لمن يدير السجلات التي حكم بها القاضي على الشهود
حتى يكتبوا شهادتهم عليها، ويقال ببغداد لهذا الرجل في ديوان الحكم (المدير) واشتهر بهذا
الاسم:
أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الطراح المدير، من أهل بغداد، كان
شيخا خيرا صالحا، سمع أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران العبدي وغيره، روى لنا
عنه أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي الحافظ وذكر أنه توفي في العشر الأول من
ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة.
وابنه أبو محمد يحيى بن علي المدير، شيخ صالح كثير الخير ساكن وكان فوض إليه
هذا الشغل، يعني الإدارة، في مجلس القاضي الزينبي وكان من أولاد المحدثين، مكثرا من
الحديث، صاحب أصول، سمع أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم
عبد الصمد بن محمد بن المأمون الهاشميين وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة المعدل
وأبا الفرج أحمد بن عثمان المخبزي وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ
وطبقتهم. سمعت منه الكثير وانتخبت عليه من أجزائه، وكانت ولادته في سنة تسع وخمسين
وأربع مئة، وتوفي يوم الجمعة الرابع من شهر رمضان سنة ست وثلاثين وخمس مئة ودفن
بالشونيزية.

(1) بعده في اللباب 3 / 183 - 184 (قلت فاته: المدويي: مثل ما قبله إلا أنه بتشديد الدال نسبة إلى مدويه، وهو والد
محمد بن مديه، روى عن الفضل بن دكين، روى عنه أبو عيسى الترمذي).
234

وأبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي المعروف بسيط المدير، من
أهل بغداد، كان فاضلا في علم الكلام والجدل وله يد باسطة فيه، سمع أبا عبد الله مالك بن
أحمد بن علي البانياسي. سمعت منه أحاديث يسيرة. وكانت ولادته في سنة تسع وستين
وأربع مئة.
المديني: بفتح الميم، وسكون الدال المهملة، وفتح الياء آخر الحروف، وفي آخرها
النون، على وزن المفعلي، وهذا النسب:
لأبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن مدين الأصبهاني المديني، نسب إلى جده من
أهل أصبهان، يروي عن أبي بكر بن أبي عاصم، وأبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق
البزاز وغيرهما. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
المديني: بفتح الميم، والدال المهملة المكسورة، بعدها الياء آخر الحروف، وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى عدة من المدن، منها مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله أكثر ما ينسب إليها
يقال المدني والمديني، وإلى مدينة بغداد، وإلى مدينة أصبهان، وإلى مدينة نيسابور، وإلى
المدينة الداخلة بمرو، وإلى مدينة بخارى، وإلى مدينة سمرقند، وإلى مدينة نسف، وغيرها
من المدن (1).
فأما النسبة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأكثر من أن تحصى، والمعروف بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابن المديني، كان
أصله من المدينة، ونزل علي بالبصرة هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات،
وقال ابن المديني يروي عن حماد بن زيد، عنه أبو خليفة وشيوخنا. مات ليومين بقيا من
ذي القعدة يوم الاثنين سنة أربع وثلاثين ومائتين، ودفن بالعسكر، مولده سنة اثنتين وستين
ومئة في شهر ربيع الأول، وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، محمد رحل
وجمع وكتب وصنف وحفظ وذاكر.
وقد قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في هذا حرفا اسابه أبو بكر الشحامي
بنيسابور أنا أبو محمد السمرقندي أنا أبو بشر بن هارون أنا أبو سعد الإدريسي الحافظ، حدثني
مظفر بن منصور الفقيه الطوسي بسمرقند، سمعت محمد بن محمد بن يحيى بن بشر القراب

(1) أضاف ياقوت لفظة (مدينة) إلى خمس عشرة بلدة هي: بالإضافة إلى ما ذكر السمعاني: مدينة الأنبار، ومدينة جابر،
ومدينة قبرة، ومدينة محمد بن الغمر، ومدينة مصر، ومدينة موسى بقزوين، ومدينة النحاس.
235

الهروي بسمرقند يقول: سمعت محمد بن سليمان بن فارس يقول سمعت محمد بن إسماعيل
البخاري يقول: المديني هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها والمدني الذي تحول عنها وكان
منها.
والثاني هو المنسوب إلى مدينة مرو منهم:
أبو روح حاتم بن يوسف المديني العابد. قال أبو حاتم بن حبان: من أهل مرو من
المدينة الداخلة، يروي عن ابن المبارك عن مبارك بن فضالة حديث (ليأتي على الناس زمان)
روى عنه محمد بن أحمد بن حكيم.
ومنهم أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى المديني، من المدينة الداخلة
بمرو، حدث عن أحمد بن سعيد الرباطي. روى عنه أحمد بن سعيد المعداني والحاكم أبو
الفضل الحداد وغيرهما، وفيهم كثرة.
والثالث منسوب إلى مدينة نيسابور وهي المدينة التي لم يستول الغز عليها ولم يقدروا
على نهبها، منها:
أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمارة المديني. سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن
رافع وغيرهما.
وأبو بكر محمد بن نعيم بن عبد الله النيسابوري المديني. سمع قتيبة بن سعيد
ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، روى عنه من الاقران محمد بن إسماعيل البخاري
وأبو العباس السراج وبعدهما أبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان والطبقة.
وسليمان بن محمد بن ناجية. المديني من نيسابور يروي عن أحمد بن سلمة.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن سعد بن أيوب المديني، سمع أبا بكر بن خزيمة وأبا
العباس السراج، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
ومن المتأخرين أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الأخرم المديني المؤذن، إمام
فاضل ورع، سمع أبا عبد الرحمن السلمي، وأبا زكريا المزكي وأبا القاسم السراج وغيرهم،
سمع منه والدي، وروى لنا عنه جماعة كثيرة بخراسان والعراق وتوفي (سنة أربع) وتسعين
وأربع مئة وكانت ولادته بعد سنة أربع مئة.
236

والرابع منسوب إلى مدينة أصبهان، وهي جي (1)، سمعت بها عن جماعة من أهلها
الحديث، وفي المحدثين المنتسبين إليها كثرة استغنينا عن ذكرهم بشهرتهم فإن من كان من
الأصبهانيين يقال له (المديني) فهو من هذه المدينة.
ومن القدماء أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم المديني. كتب بالشام عن أبي
اليمان، وبمصر عن ابن أبي مريم وأبي صالح كاتب الليث، وبالعراق عن أبي نعيم وقبيصة،
وكان ثقة ثبتا.
وأبو الفضل الخصيب بن الفضل بن محمد بن الفضل بن محمد بن سلم بن عوذ بن سلامة
الحنفي المديني، ومحمد بن سلم هو أخو الخصيب بن سلم، ومات الخصيب سنة ثمان وعشرين
ومائتين، وكان سمع من بكر بن بكار، وكان على خراج أصبهان.
وأبو الحسين أسيد بن عاصم بن عبد الله الثقفي المديني، من مدينة أصبهان، ثقة، هو
أخو محمد بن عاصم وهم إخوة محمد وعلى والنعمان وأسيد بنو عاصم. روى أسيد عن
سعيد بن عامر ومحمد بن عبد الوراث والبصريين وعن الحصين بن حفص الأصبهاني. روى
عنه أبو العباس. وتوفي سنة سبعين ومائتين وصلى عليه إسماعيل بن أحمد.
ومن مدينة أصبهان أبو بكر عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام المديني
التيمي. كان ثقة مأمونا، ذكر أنه كان يمتنع من التحديث ثم رأى رؤيا فحدث وكان من عباد
الله الصالحين، وذكر عن أبي عبد الله الكسائي، قال: قدم عبد الله بن المغيرة أصبهان،
فذهب إلى عبد الله بن محمد بن النعمان فاستأذن عليه فلما رآه أكب عليه يقبله، فقيل له في
ذلك فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ومعه رجلان، فقلت: من هذان يا رسول الله؟
فقال: هذا أبو بكر الصديق وهذا عبد الله بن محمد بن النعمان، فالذي أقدمني أصبهان رؤية
هذا الشيخ وهو الذي رأيته مع رسول الله صلى الله عليه وآله. وكان يروي عن أبي ربيعة زيد بن عوف وأبي
غسان مالك بن إسماعيل النهدي وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم. روى عنه أبو محمد
غياث بن محمد بن غياث المعدل وعبيد الله بن أحمد بن علي بن الجارود وأبي علي أحمد بن

(1) أصبهان منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر، وكسرها آخرون منهم السمعاني وأبو عبد البكري وهو اسم للإقليم،
وكانت مدينتها (جي) ثم صارت اليهودية. قال ياقوت نقلا عن منصور بن باذان: وكانت مدينة أصبهان بالموضع
المعروف هو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة، فلما سار بخت نصر وأخذ بيت المقدس وسبي أهلها حمل معه يهودها
وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة ونزلوها وسميت باليهودية، ومضت على ذلك الأيام والأعوام فخربت
جي وما بقي منها إلا القليل وعمرت اليهودية. فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية (معجم البلدان) (أصبهان، جي،
اليهودية).
237

محمد بن عاصم الأصبهانيون. وتوفي يوم الاحد من سنة إحدى وثمانين ومائتين.
وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن اشكاب المديني، من أهل أصبهان، تحول في آخر
عمره إلى خانكنجان وسكنها، وكان حافظا صنف المسند والشيوخ، حدث عن الحسين بن
أبي زيد ويوسف بن سلمان وغيرهما. روى عنه غياث بن محمد بن غياث وإسحاق بن
إبراهيم بن يزيد وجماعة، ومات سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة.
والخامس إلى مدينة المبارك بقزوين منها:
أبو يعقوب يوسف بن حمدان المديني القزويني، كان يسكن مدينة المبارك من قزوين.
سمع أبا حجر ومحمد بن حميد الرازي وغيرهما، روى عنه علي بن محمد بن مهرويه
القزويني. ومات سنة ثلاث وثلاث مئة.
والسادس إلى مدينة بخارى، خرج منها جماعة من العلماء والأئمة منهم من
المتأخرين.
أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عثمان المديني البزدوي، شيخ صالح سديد ورع
يديم الصوم ويتهجد بالليل. صحب يوسف الهمذاني والزاهد الصفار وسمع الحديث من أبي
محمد الزبيري وأبي اليسر البزدوي وأبي بكر النسفي وغيرهم.
وأخوه أبو حفص عمر بن أبي بكر المديني الصابوني. شيخ سديد له الأحساء إلى
الفقراء. سمع مشايخ أخيه وسمعت منهما بمدينة بخارى.
وقرابتهما أبو أحمد محمود بن أبي بكر بن محمد بن علي بن يوسف الصابوني المديني
شيخ صالح كثير الخير، سمع أبا بكر محمد بن عمر الثيابي وأبا القاسم علي بن عمر القارئ
ومن بعدهما، سمعت منه في داره بمدينة بخارى وكانت ولادته سنة خمس وثمانين وأربع
مئة.
والسابع منسوب إلى مدينة سمرقند، وهي الساعة باقية مسكونة معمورة منها:
أبو بكر إسماعيل بن أحمد المديني السمرقندي، يروي عنه أبي عمر الحوضي، روى
عنه محمد بن عيسى الغزال.
وأبو محمد محمد بن عبيد الله بن محمد المديني السمرقندي. روى عنه أبو سعد
الإدريسي.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن صالح بن مساور البزار المديني السمرقندي، يروي
238

عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وطبقته.
ومحمد بن عيسى بن قريش بن فرقد المديني الغزال السمرقندي. يروي عن
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وجماعة كثيرة سواهم.
وشيخنا أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور بن علي بن محمد بن محمد بن يعلي بن
الفضل بن طاهر بن سلمة بن علقمة بن علاثة بن عوف بن أحوص بن خالد بن كلب بن
صعصعة بن عامر العوفي العامري الخطيب المدنيي السمرقندي. تفقه على علي بن محمد
البرجدي والسيد أبي شجاع العلوي، وكان شيخا مسنا كبيرا جليل القدر، سمع السيد أبا
المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني وأبا علي الحسن بن عبد الملك النسفي وأبا الحسن
علي بن محمد بن الحسين البزدوي وغيرهم. سمعت منه الكثير في داره بسمرقند، وكان قد
ناطح المئة سنة. وذكر غيره أن مولده سنة أربع وخمسين وأربع مئة، وتوفي في شعبان سنة
خمسين وخمس مئة، وصلى عليه بمصلى السيد البغدادي ودفن بجاكرديزه، وحضرت
الصلاة عليه، وكان الجمع كثيرا جدا خار عن العد والاحصاء.
والثامن منسوب إلى مدينة نسف وهو:
أبو الفضل جعفر بن الصديقي المديني. قال المستغفري: من المدينة الداخلة، يعني
نسف، روى عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد
ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وجماعة من أهل العراق وخراسان، وكان يحفظ من
الحكايات والاشعار والنتف والملح من أهل العراق وغيرهم ما لا يحصى روى عنه محمد بن
زكريا بن الحسين وأحمد بن يعقوب بن يوسف وأحمد بن عبد العزيز المكي وغيرهم.. مات
قبل أبيه.
وأبو محمد حماد بن شاكر بن سورة بن ونوسان الوراق المديني النسفي، قال أبو العباس
المستغفري: من المدينة الداخلة، ثقة جليل. روى عن محمد بن إسماعيل البخاري
الجامع وروى عن أبي عيسى الترمذي وعيسى بن أحمد العسقلاني ومحمد بن الفضل العابد
البلخيين. ارتحل إلى الشام والعراق. روى عن أهل بلده والغرباء، سمع منه أبو يعلى
عبد المؤمن بن خلف النسفي الجامع، وروى عنه محمد بن زكريا بن الحسين وأهل بلده
والغرباء. مات في يوم الاثنين لسبع بقين من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاث مئة.
239

باب الميم والذال
المذاري: بفتح الميم، والذال المعجمة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مذار،
وهي قرية بأسفل أرض البصرة. هكذا ذكره أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ،
والمشهور بهذه النسبة:
الاخوة الثلاثة: أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن المذاري، من هذا
الموضع، سكن والده بغداد وولد له بها الأولاد، وأبو الحسن المذاري هذا كانت له ثروة
ونعمة، سمع أبا الحسن علي بن أبي طالب المكي وأبا يعلي محمد بن الحسين بن الفراء وأبا
الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي وغيرهم، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو نصر بن
المكرم الصوفي وتوفي في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
وأخوه أبو المعالي أحمد بن محمد بن الحسين بن المذاري، شيخ مستور سديد،
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار وأبا علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن
البناء الحافظ وغيرهما. كتبت عنه كتاب (من عاش بعد الموت) لأبي بكر بن أبي الدنيا وغيره
وأخوهما أبو السعود عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن المذاري، سمع أبا الغنائم
محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق وغيره. سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد.
ومن القدماء أبو جعفر محمد بن أحمد بن زيد المذاري، من أهل البصرة، يروي عن
محمد بن عبد الله الأنصاري والبصريين، روى عنه عبد الله بن قحطبة.
ومن القدماء جناب بن الخشخاش المذاري، ولي القضاء بميسان والمذار، وسأذكره
في الميم مع الياء إن شاء الله.
المذحجي: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وكسر الحاء المهملة والجيم،
هذه النسبة إلى مذحج، وهي قبيلة من اليمن. أخبرني عمي أبو محمد الحسن بن أبي المظفر
السمعاني بمرو وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي ببلخ وأبو المظفر عبد الكريم بن
عبد الوهاب البحيراباذي (1) بنيسابور قالوا أنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد التاجر أنا أبو

(1) في ظ (بحراباد) وفي م، مط: (البحرابادي) وكلاهما تصحيف. ونسبته إلى بحبراباذ وهي من قرى مرو، ينسب
إليها أبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب. أنظر معجم البلدان (بحيراباذ).
240

القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج أنا أبو الحسن عبدوس الطراثفي ثنا عثمان بن سعيد
الدارمي ثنا سليمان الشاذكوني ثنا عبد الله بن واقد عن صفوان بن عمر السكسكي عن
شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن عايذ عن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله:
أكثر القبائل في الجنة مذحج.
والمنتسب إليها قيس بن الحارث المذحجي الحمصي يروي عن الصنابحي. روى عنه
أبو عبيد حاجب بن سليمان بن عبد الملك.
وأبو الحسن كثير بن شهاب بن عاصم بن مالك المذحجي، من ولد أسد الله بن سعد
العشيرة، وهو قزويني، روى عن محمد بن سعيد بن سابق وعبد الله بن الجراح القوهستاني
والحسن بن محمد الطنافسي قال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه بقزوين وهو صدوق.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد الدوري وإسماعيل بن محمد الصفار
ومحمد بن عمرو الرزاز وغيرهم. ومات في سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
وأبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن عبد الله المذحجي الرملي. قدم أصبهان ونزل
سكة القصارين. وحدث بأحاديث من حفظه وأخطأ فيها. وكان يروي عن آدم بن أبي إياس
ومحمد بن رمح المصري. روى عنه أحمد بن إسحاق الأصبهاني وتوفي بأصبهان سنة ثمان
وثمانين ومائتين.
وأحمد بن معاوية بن وديع المذحجي. روى عن الحر بن وسيم العابد. روى عنه
محمد بن وهب بن عطية الدمشقي.
المذعوري: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وضم العين المهملة، وفي
آخرها الراء بعد الواو، هذه النسبة إلى مذعور. وهو:
أبو عبد الله محمد بن عمرو بن سلميان بن أبي مذعور البغدادي المذعوري، من أهل
بغداد سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعبد العزيز بن أبي حازم وعمر بن أبي خليفة
العبدي ومعاذ بن معاذ العنبري والوليد بن مسلم الدمشقي ويزيد بن زريع ونحوهم. روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد وجماعة آخرهم الحسين بن إسماعيل المحاملي. وكان ثقة وثقه
الدارقطني.
المذكر: بضم الميم، وفتح الذال المعجمة، وكسر الكاف، وفي آخرها الراء، هذه
241

اللفظة لمن يذكر ويعظ، واشتهر بها:
أبو محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن الزهري المذكر،
من ولد عبد الرحمن بن عوف، وهو ابن أبي الفضل المتكلم الأشعري، سمع أبا حامد بن
بلال هو أحمد بن محمد بن بلال وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وأقرانهما. روى عنه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ ثم قال: وصحبني عند أبي النصر بطوس وعند المحبوبي والسياري
بمرو وسمع معنا الكثير، وكان يصوم الدهر ويختم القرآن في كل يومين. وتوفي في شهر
ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة. دخلت عليه يوم وفاته باكرا فبكى كثيرا وقال:
استودعك الله أيها الحاكم فإني راحل.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان المذكر الرازي، من أهل الري،
كان مليحا ظريفا، صحب يوسف بن الحسين الرازي ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال:
أبو بكر الرازي المذكر وكان قد جمع من كلام التصوف وأكثر، ورد نيسابور سنة أربعين وثلاث
مئة، والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوف، وصحبة الفقراء
ومجالستهم، فعلقت في ذلك الوقت عنه حكايات المتصوفة، ثم اجتمعنا ببخارى سنة خمس
وخمسين وكتبت بخطي خمسة أجزاء من تلك الحكايات لبعض الصدور بها، وقرأتها عليه
بحضرته، ثم إني دخلت الري سنة سبع وستين فصادفته بها وهو ينتسب إلى محمد بن أيوب،
فأخبرني عبد العزيز بن أبان أنه أملى عليهم محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب بن يحيى بن
الضريس البجلي، فقلت لعبد العزيز: لا تذكر هذا لأحد حتى التقي به، فخلوت به،
وذكرته عنه، فانزجر وترك ذلك النسب، ولو سمع أهل الري بذلك لتولد منه ما يكرهه، فإن
محمد بن أيوب لم يعقب ولدا ذكرا قط ثم التقينا بنيسابور سنة سبعين وثلاث مئة، وما كنت
رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد، فحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه والله تعالى يرحمنا
وإياه وتوفي بنيسابور يوم الاحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثلاث
مئة.
وأبو بكر محمد بن علي بن الحسن المذكر المؤدب، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم
أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو بكر المذكر شيخ لحياني صالح، كان يؤدب في
سكة عيسى بن ماسرجس، ويذكر في المسجد وغير موضع، سمع أبا خليفة القاضي وبابويه
ابن خالد وعبدان الأهوازي وغيرهم. كتبنا عنه قديما، ثم عمر بعد ذلك، وتوفي بعد
الأربعين والثلاث مئة، وقبل الخمسين بلا شك.
242

وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن عمر المذكر، من أهل نيسابور.
وأبوه أبو علي المذكر، أظن قد ذكرناه في الباء الموحدة وفي البرنوذي.
وأبو العباس هذا سمع إبراهيم بن علي الأهلي، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ،
وذكره في التاريخ فقال: أبو العباس المذكر هو ابن أبي علي، يعني البونوذي الذي كتبنا عنه
وأوثق من أبيه وتوفي شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاث مئة.
وأبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عمر بن عبد الله بن الهيثم المذكر من أهل أصبهان، كان دينا فاضلا خيرا مكثرا من الحديث، يروى عن الوليد بن أبان ومحمد بن سهل بن
الصباح والحسن بن محمد الداركي والحسن بن محمد بن دكة وأبي القاسم بن أخي أبي زرعة
وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ، وعائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية
وغيرهما.
المذهبي: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وكسر الهاء، وفي آخرها الباء
الموحدة، هذه النسبة إلى المذهب، وعرف به بعض أجداد:
أبي علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب شبيل بن فروة بن واقد
المذهبي التميمي الواعظ المعروف بابن المذهبي من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن
جعفر بن مالك القطيعي وأبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز وأبا الحسين محمد بن
المظفر الحافظ وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، قال
أبو بكر أحمد بن علي الخطيب: كتبنا عنه وكان يروي عن ابن مالك مسند أحمد بن حنبل
بأسره وكان سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه فإنه الحق اسمه فيها وكذلك فعل في أجزاء من
فوائد ابن مالك، وكان يروي عن ابن مالك أيضا كتاب الزهد لأحمد بن حنبل ولم يكن له
أصل عتيق، وإنما كانت النسخة بخط كتبها بأخره، وليس بمحل للحجة سألته عن مولده
فقال: في سنة خمس وخمسين وثلاث مئة ومات في ليلة الجمعة سلخ شهر ربيع الآخر من
سنة أربع وأربعين وأربع مئة ودفن بباب حرب.
المذيامجكثي: بكسر الميم، وسكون الذال المعجمة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفتح الميم، وسكون الجيم، وفتح الكاف، وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة
إلى قرية من رساتيق كرمينية (1) يقال لها مذيامجكث، منها:

(1) كرمينية: هي بلدة من نواحي الصغد كثيرة الشجر والماء بين سمرقند وبخارى بينها وبين بخارى ثمانية عشر فرسخا.
243

أبو محمد جعفر بن محمد بن حاجب المذيامجكثي، كان صحيح السماعات، يروي
عن عبد الله بن منصور الخرعانكثي (1) صاحب محمد بن إسماعيل البخاري كان قدم
دبوسية (2) سنة سبع وخمسين وثلاث مئة وكتبنا عنه بها أظنه مات قبل الستين والثلاث مئة.
المذيانكني: بضم الميم، وسكون الذال المعجمة، والياء المفتوحة آخر الحروف،
بعدها الألف، ثم النون، والكاف المفتوحة، وفي آخرها النون هذه النسبة إلى مذيانكن،
وهي قرية من قرى بخارى منها:
أبو الخضر الياس بن حفص المذيانكثي البخاري، يروي عن الحارث بن أبي أسامة
وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ويحيى بن عبد الله بن ماهان روى عنه أحمد بن
خالد بن الخليل البخاري.

(1) وقال ياقوت: (خرغانكث: موضع بما وراء النهر وذكرها السمعاني بالعين المهملة وقال: هي قرية من بخارى).
(2) دبوسية: بليد من أعمال الصغد من وراء النهر.
244

الحارث بن معاوية الأكرمين لما أغار عليه ابن الهبولة السليحي فأخذها فقال لها: كيف ترين
الآن حجرا؟ فقالت: أراه، والله، حثيث الطلب شديد الكلب، كأنه بعير آكل مرار.
والمرار نبت حار يأكله البعير فيقلص منه مشغره وكان حجر أفوه خارج الأسنان فشبهته به،
فسمي آكل المرار بذلك، وكل من يكون من ولده يقال له (المراري) لهذا.
المراغي: بفتح الميم والراء وفي آخرها الغين المعجمة، هذه النسبة إلى القبيلة
والبلد.
أما القبيلة هو المراغ حي من الأزد، ذكره أبو على الغساني في كتاب تقييد المهمل وهو
أبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي المراغي، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وسمرة بن
جندب رضي الله عنهم، روى عنه قتادة حديثه في الصحيح لمسلم بن الحجاج في كتاب
الصلاة والأدب.
وقيل: إنه المراغ بالكسر، والمشهور بالفتح. قال أبو بكر بن أبي داود: المراغة بطن
من الأزد.
والمراغة: بلدة من بلاد أذربيجان خرج منها جماعة من الأئمة والمحدثين، منهم:
والامام أبو تراب عبد الباقي بن يوسف بن علي بن صالح بن عبد الملك بن هارون
المراغي، نزيل نيسابور، إمام فاضل زاهد حسن السيرة حسن الأخلاق، من المراغة، تفقه
ببغداد على القاضي أبي الطيب الطبري وتخرج به واشتهر به ثم ورد نيسابور، وصار المفتي
بها. سمع ببغداد أبا علي بن شاذان البزاز وأبا عبد الله بن المحاملي وأبا القاسم بن بشران
البغداديين. روى لنا عنه أبو سعد عمر بن علي الدامغاني بنيسابور وأبو القاسم عبد الكريم بن
محمد بن منصور الرماني بالدامغان (1) وأبو حفص عمر بن محمد الفرغولي بمرو وأبو سعد
محمد بن أبي العباس الخليلي بنوقان (2) وأبو بكر محمد بن أحمد الخطيب بمهنة (3) وأبو
القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ بأصبهان وجماعة كثيرة سواهم. ولد أبو تراب المراغي
سنة إحدى وأربع مئة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة.

(1) الدامغان بلد كبير بين الري ونيسابور وهو قصبة قومس. وبينها وبين قومس مرحلتان (معجم البلدان) وموقعها في الحافة
الجنوبية الشرقية لبحر الخزر.
(2) نوقان: إحدى قصبتي طوس (معجم البلدان) وموقعها اليوم في الجنوب الشرقي من بحر الخزر إلى الشرق من
نيسابور.
(3) ميهنة: من قرى خابران، وهي ناحية بين أبيورد وسرخس (معجم البلدان) وموقعها اليوم إلى الشرق من بحر الخزر.
245

وأبو الحسن علي بن حكسوية بن إبراهيم المراغي: أديب فاضل عالم فقيه صوفي
حسن السيرة تفقه ببغداد على الامام أبي إسحاق الشيرازي، وسكن مرو إلى أن توفي، وسمع
ببغداد أستاذه أبا إسحاق وأبا محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني الخطيب
وغيرهما، سمعت منه، وظهر لي السماع عنه في جزء بروايته عن الامام أبي إسحاق
الشيرازي وتوفي فجأة يوم الاثنين سلخ المحرم سنة ست عشرة وخمس مئة، كان يمشى في
الطريق فوقع ميتا.
وأبو بكر محمد بن موسى بن حبشون المراغي الطرسوسي، أمير ساحل الشام، سكن
صيدا، يروي عن أبي نصر فتح بن أملج الطرسوسي، روى عنه أبو الحسين بن جميع.
وأما أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن الليث بن
ذهل بن الجراح بن الحارث بن أهبان بن أوس مكلم الذئب الخزاعي المعروف بابن
المراغي. كان بعض أجداده من المراغة. وأبو القاسم هذا كان من أهل بلخ ثقة مكثرا من
الحديث. حدث عن أبيه وأبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، وأبي الفضل محمد بن أحمد
السلمي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان الباهلي وأبي عمرو محمد بن إسحاق
العصفري وأبي بكر محمد بن أحمد بن حبيب وأبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب
الأستاذ وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن جميل البغدادي وغيرهم. حدث ببلخ
وبخارى ونسف وسمرقند بمسند الهيثم بن كليب، وغريب الحديث للقتبي وشمائل النبي صلى الله عليه وآله
لأبي عيسى الترمذي والجامع له أيضا وغير ذلك من الاجزاء المنشورة. وكانت ولادته ببلخ في
رجب سنة ست وعشرين وثلاث مئة، ووفاته ببخارى يوم الخميس الثامن والعشرين من صفر
سنة إحدى عشرة وأربع مئة.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن الحارث المراغي، نزيل نيسابور شيخ الرحالة في طلب
الحديث وأكثرهم له جميعا. كتب الحديث بأصابعه نيفا وستين سنة، ولم يزل يكتب إلى أن
توفاه الله تعالى، وكان من أصدق الناس فيه وأثبتهم. سمع ببغداد أبا بكر جعفر بن محمد
الفريابي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن ناجية وأبا بكر محمد بن يحيى بن سليم المروزي،
وبالبصرة أبا خليفة القاضي وزكريا بن يحيى الساجي، وبالكوفة عبد الله بن محمد بن سواد
الهاشمي، وبالأهواز عبد الله بن أحمد الجواليقي وبتستر أحمد بن يحيى بن زهير، وبمكة
المفضل بن محمد الجندي، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وبعسقلان
محمد بن الحسن بن قتيبة، وبالموصل أبا يعلي أحمد بن علي بن المثنى وغيرهم. سمع منه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في تاريخ نيسابور فقال: أبو محمد المراغي، ورد
246

باب الميم والراء
المرابطي: بضم الميم، والراء المفتوحة، بعدهما الألف، ثم الباء الموحدة
المكسورة، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى من يرابط من الغزاة في الثغور ولقب
جماعة من المتلثمة يقال لهم (المرابطية) بمكة قدموا من المغرب حجاجا، والمشهور بهذه
النسبة:
أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر المرابطي البخاري، من أهل بخارى، يروي عن
مكي بن إبراهيم وشداد بن حكيم، روى عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبيد الله البخاري،
من أهل بخارى.
وأبو عبد الله محمد بن حفص بن عبد الرحمن المرابطي، كان بمصر، وحدث عن
محمد بن تميم الفريابي عن عبد الملك بن إبراهيم الجزري عن الثوري، حدث عنه أبو عمرو
سعيد بن محمد بن نصر وجماعة.
المراجلي: بفتح الميم، والراء، وكسر الجيم بعد الألف، وفي آخرها اللام، هذه
النسبة إلى المراجل وعملها فيما أظن، وهي جمع مرجل، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم العجلي البزاز ويعرف بالمراجلي،
من أهل بغداد، حدث عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي وأبي قلابة
عبد الملك بن محمد الرقاشي ومحمد بن يونس الكديمي. روى عنه أبو الفضل جعفر بن
خنزابة الوزير والقاضي المعافى بن زكريا الجريري، وذكر أنهما سمعا منه بسر من رأى.
وأبو () (1) أحمد بن الحسين بن الحسن المراجلي، من أهل بخارى (2).
المراري: بفتح الميم، والألف بين الرائين، الأولى مشددة، هذه النسبة إلى مرار،

(1) بياض في النسخ.
(2) بعده في اللباب 2 / 188: (قلت فاته: المرادي بضم الميم وفتح الراء وبعد الألف دال مهملة هذه النسبة إلى مراد
واسمه يحابر بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ. ومالك بن أدد هو مذحج.
وينسب إلى مراد خلق كثير من الجاهلية والصحابة ومن بعدهم، منهم صفوان بن عسال المرادي له صحبة
وعبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل علي رضي الله عنه عن علي ولعن ابن ملجم).
247

وهو اسم رجل، منهم:
بحر بن مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكر المراري، ثقة، روى عنه يحيى بن معين،
من أهل البصرة روى عنه أبو الأسود بن شيبان ويحيى بن سعيد القطان.
وأبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني المراري النحوي اللغوي. روى عنه أحمد بن
حنبل، روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي اللغة، يقول: حدثني عمرو بن أبي عمرو
الشيباني عن أبيه، ومات سنة عشر ومائتين يوم الشعانين.
المراري: بفتح الميم، والألف بين الرائين المهملتين، هذه النسبة إلى المرار، وهو
نوع من الحبال المتخذة من القنب وهو جلد الكتان، إلى بيعه وعمله، والمشهور بهذه
النسبة:
أبو سعيد حاتم بن عقيل بن المهتدي بن إسحاق المراري اللؤلؤي. يروى عن
عبد الله بن حماد الآملي والفتح بن أبي علوان ويحيى بن إسماعيل روى عنه القاسم بن
محمد بن القاسم بن الخليل، توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان المراري المعدل النيسابوري. يروي
عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ويوسف بن يعقوب بن بهلول وأبي العباس عقدة الحافظ
ومحمد بن يحيى الصولي ومحمد بن مخلد الدوري ومكي بن عبدان وأبي عيسى عبد الله بن
هارون بن هاشم الأنباري. روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن عليك وأبو عثمان سعيد بن
محمد البحيري وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي. حدث سنين حتى لم يبق من
أقرانه أحد. وتوفي في جمادى الآخرة من سنة خمس وتسعين وثلاث مئة ودفن بباب معمر
وصلى عليه القاضي أبو الهيثم، وتوفي وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
وأبو حامد أحمد بن محمد بن حمدان المعدل المراري. سمع أبا العباس محمد بن
إسحاق السراج بنيسابور وأبا العباس أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ بالكوفة وأبا عبد الله
محمد بن مخلد العطار ببغداد وغيرهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
المراري: بضم الميم، والألف بين الرائين، هذه النسبة إلى آكل المرار، وهو نبت.
عرف بهذا اللقب والد امرئ القيس بن حجر قال ابن الكلبي: إنما سمي حجر بن عمرو بن
معاوية الأكرمين والد (1) امرئ القيس الشاعر آكل المرار لان امرأته هند بنت ظالم بن وهب بن

(1) في اللباب 3 / 189: (قلت: كذا قال: والد امرئ القيس. وليس بوالده إلا أنه عنى به الجد، فإنه امرؤ القيس بن
حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار. قال الأصمعي وابن حبيب ومحمد بن سلام وابن الكلبي وغيرهم).
248

نيسابور سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، فكتب عن الشرقي ومكي وأقرانهما، ثم خرج إلى
أبي العباس الدغولي، وأقام عليه حتى كتب الكثير من حديثه، ثم خرج إلى هراة، وانصرف
إلينا، وعهدي به كل سنة يتأهب للخروج ويقول أنا خرج في هذا الموسم فقد خشيت على
كتبي بالعراق والشام أن تذهب ثم لا يخرج. روى عنه أبو علي الحافظ حديث أبي العميس
عن الشعبي. وتوفي بنيسابور في رجب سنة ست وخمسين وثلاث مئة وهو ابن نيف وثمانين
سنة.
المراقي: بضم الميم، وفتح الراء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد
المغرب يقال لها المراقية (1)، والمنتسب إليها:
أبو محمد عبد الله بن أبي رومان عبد الملك بن يحيى بن هلال الإسكندراني المراقي،
مولى المعافر، ثم لبني سريح. فسكن الإسكندرية، يقال كان أصله من المغرب من مراقية.
يروي عن ابن وهب عن أبيه أبي رومان وعمه موسى بن يحيى، وهو ضعيف الحديث. روى
المناكير، قاله أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين. وقال توفي في شوال سنة ست
وخمسين ومائتين.
المراني: بفتح الميم، والراء المشددة، بعدها الألف، وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى مران، وهو بطن من جعفي، من ولده:
أبو سبرة يزيد بن مالك بن عبد الله بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي
المراني، وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله ومعه ابناه عزيز وسبرة، وهو جد خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي
سبرة الجعفي الذي يروي عنه منصور والأعمش.
ومن ولده أيضا قيس بن سلمة أحد ابني مليكة صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله.
المراني: بضم الميم، والراء المفتوحة المشددة، بعدهما الألف، وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى رجل اسمه ذو مران والمشهور بالنسبة إليه:
مجالد بن سعيد بن عمير ذي مران الكوفي المراني الهمداني، من أهل الكوفة. يروي
عن قيس بن أبي حازم وغيره. روى عنه وجرير بن حازم وعباد بن عباد المهلبي وسفيان بن
عيينة ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث وإبراهيم بن سليمان المؤدب وابنه إسماعيل. قال

(1) قال ياقوت: (إذا قصد القاصد من الإسكندرية إلى إفريقية فأول بلد يلقاه مراقية ثم لوبية).
249

علي بن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: مجالد؟ قال: في نفسي منه شئ. وقال
يحيى بن سعيد: مجالد لا يحتج بحديثه. وقال مرة أخرى: هو واهي الحديث.
ودير مران بقعة على باب دمشق نزهة بين الرياض والمياه، لما وصلت إليها قال لي
رفيقي: أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي الحافظ: هذا دير مران، وفيه يقول أبو بكر
الصنوبري: (من الوافر):
أمر بدير مران فأحيا * وأجعل بيت لهوي بيت لهيا
ولي في باب جيرون ظباء * أعاطيها الهوى ظبيا فظبيا
والنسبة إليها مراني أيضا.
المراوحي: بفتح الميم، والراء، وكسر الواو بعد الألف، وفي آخرها الحاء
المهملة، هذه النسبة إلى المراوح، وهو جمع المروحة، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو نصر عبد الصمد بن الفضل بن خالد بن هلال الربعي المراوحي. ذكره أبو سعيد بن
يونس في تاريخ مصر وقال: كان ينزل بمصر في المعافر، وكان رجلا صالحا، وكان أول من
أخرج عمل المراوح بمصر، وكان يحدث عن ابن وهب وابن عيينة ووكيع وقد لقيت من
يحدث عنه. توفي بمصر ليلة الجمعة لعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثلاث
وأربعين ومائتين. وقال أبو سعيد بن يونس في آخر كتاب الغرباء: أبو عروة المراوحي بصري
قدم مصر قديما. روى عنه المفضل بن فضالة، وكان أول من عمل المراوح بمصر.
المرئي: بفتح الميم، والراء المهملة، والألف المهموزة، هذه النسبة إلى
امرئ القيس بن مضر. منهم:
ميمون بن موسى المرئي بن امرئ القيس بن مضر. روى عن أبيه موسى بن
عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة المرئي يروى عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه.
روى عنه ابنه ميمون، قال أبو حاتم بن حبان: ميمون بن موسى المرئي بن امرئ القيس بن
مضر عداده في أهل البصرة، يروي عن الحسن، روى عنه أهل البصرة، منكر الحديث،
يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال
الدارقطني: وأما المرئي فهو موسى بن ميمون المرئي يروي عن الحسن البصري وغيره.
روى عنه يزيد بن هارون وابنه ميمون بن موسى بن ميمون وغيرهما، وهم ينسبون إلى
امرئ القيس.
250

وتميم بن عبيد بن عامر المرئي، من أهل البصرة، يروي عن الحسن بن () (1)
روى عنه موسى بن إسماعيل.
وأبو الأزهر الضحاك بن سلمان بن مسلم المرئي بن امرئ القيس بن مالك بن أوس.
شيخ عارف فاضل باللغة والأدب، يعلم الصبيان الأدب بقرية المحول (2) من قرى بغداد.
رأيت اسمه في مشيخة أبي المعمر الأنصاري فسألته عنه فقال إنه يعيش بالمحول، فخرجت
إليه، فكتبت عنه الكثير من شعره.
وأبو الفضل ربيع بن يحيى المرئي، صاحب الأشنان. يروي عن شعبة والثوري
وحماد بن سلمة ووهب وزائدة والمبارك بن فضال. روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان،
وقال أبو حاتم هو ثقة ثبت.
وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي العتكي البصري المرئي. قال ابن أبي حاتم: أبو
أيوب المرئي قبيلة من العرب روى عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وابن عباس وسمرة بن
جندب وجويرية. مات في ولاية الحجاج، روى عنه قتادة وأبو عمران الجوني وأبو واصل
عبد الحميد بن واصل (3).
المربدي: بكسر الميم، وسكون الراء، وفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الدال
المهملة، هذه النسبة إلى المربد، وهو موضع بالبصرة وبنيت به محلة كبيرة، وأظن أن
حرب الجمل بين علي وعائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين كان بها. ومضت إليها مع
شيخي جابر بن محمد الأنصاري لزيارة الشهداء. والمشهور بالنسبة إليها:

(1) بياض في النسخ.
(2) قال ياقوت: (المحول: بليدة حسن طيبة نزهة كثيرة البساتين والفواكه والأسواق والمياه، بينها وبين بغداد فرسخ.
وباب المحول: محلة كبيرة هي اليوم منفردة بجنب الكرخ وكانت متصلة بالكرخ أولا). انظر معجم البلدان
(محول).
(3) بعده في اللباب 3 / 192: (قلت: هذا جميع ما ذكره السمعاني، ولم يتعرض إلى النسبة إلى امرئ القيس بن
زيد مناة بن تميم. وإلى امرئ القيس بن الحارث الأصغر بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور وهو كندة بطن
من كندة. ومتى قيل مرئي لا يعرف غيرهما لاشتهارهما. على أن ميمون بن موسى الذي قال ينسب إلى
امرئ القيس بن مضر هو من امرئ القيس بن زيد مناة. ومن بني امرئ القيس من كندة: موسى بن أبي الورقاء
وغيره. ولم يذكر أيضا أحدا ممن ينسب إلى امرئ القيس بن زهير بن حباب بن هبل بطن من كلب بن وبرة، منهم
عبيد الله بن عمير بن قيس بن بحر بن الحارث بن امرئ القيس الكلبي المرئي كان شريفا، من ولده خالد بن
الأصفح بن عبد الله بن عمير ولي واسطا للمنصور. ولا أعلم معنى قوله امرئ القيس بن مضر بن أراد.
251

سماك بن عطية المربدي من أهل البصرة، يروي عن الحسن وأيوب، روى عن
حماد بن زيد.
وأبو حبيب يزيد بن أبي صالح المربدي، يروي عن أنس بن مالك وأبي عثمان
الهندي، روى عنه أبو قتيبة وغيره.
وأبو بحر عبد الواحد بن غياث المربدي الصيرفي. يروي عن حماد بن سلمة
وعبد العزيز بن مسلم القسملي والفضل بن ميمون وغيرهم. روى عنه جماعة آخرهم أبو
القاسم البغوي.
وعلي بن حسان المربدي يروي عن ابن مهدي، روى عنه ابن صاعد.
ومحمد بن يحيى بن إسماعيل بن إبراهيم التميمي المربدي، يروي عن يحيى بن
حبيب بن عربي، حدث عنه أبو حفص بن شاهين.
وأبو الفضل عبد الله بن الربيع بن راشد المريدي، مولى بني هاشم بن مربد البصرة.
يروي عن عباس بن محمد الدوري. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وذكر أنه
سمع بمربد البصرة.
المربعي: بضم الميم، وفتح الراء، وتشديد الباء الموحدة المفتوحة، وفي آخرها
العين المهملة، هذه النسبة إلى رباط المربعة بسمرقند، وهذا المنتسب ينزل قريبا من المربعة
فنسب إليها، وهو:
أبو منصور نصر بن الفتح بن يزيد بن سالم العتكي المعروف بالفامي المرتعي، من أهل
سمرقند. يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ورجاء بن المرجي الحافظ المروزي
ومحمد بن صالح الترمذي ومحمد بن إسحاق الصغاني ومحمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي
ومحمد بن معاذ بن يوسف المروزي وجماعة كثيرة سواهم. روى عنه أبو نصر محمد بن
عبد الرحمن الشافعي ومحمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر الكاغذي. ومات سنة ست
عشرة وثلاث مئة.
وأما أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب المربعي الأنماطي يعرف بابن المربع من أهل
بغداد. سمع عاصم بن علي وأحمد بن يونس وسعيد بن داود ويحيى بن معين. روى عنه
محمد بن مخلد وأحمد بن كامل وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وكان ثقة مات في جمادى
الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين.
252

وأبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي وقيل المربعي مربعة الأزد، من أهل البصرة، من
ثقات التابعين وعلمائهم. يروي عن عائشة وابن عباس وعبد الله بن عمر. روى عنه بديل بن
ميسرة وعمرو بن مالك النكري. وذكره أبو حاتم الرازي وقال: هو ثقة وسئل أبو زرعة عن أبي
الجوزاء المربعي فقال: بصري ثقة.
المرتب: بضم الميم، وفتح الراء، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها
الباء المنقوطة بواحدة. هذه اللفظة لمن يرتب الصفوف في الصلاة للمسلمين وصفوف
الفقهاء.
فأما أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الدهان المرتب، كان مرتب الصفوف
بجامع المنصورة. كانت له معرفة بأحوال القضاة والشهود والخطباء، وجمع جزءا في وفاة
الشيوخ. سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن حمدويه الرزاز المقرئ. سمع منه
أصحابنا وتوفي في سنة سبع عشرة وخمس مئة.
وأبو طاهر إبراهيم بن شيبان بن محمد بن شيبان النفيلي المرتب من أهل دمشق، سكن
بغداد، وكان مرتب الفقهاء بالمدرسة النظامية من أيام أبي إسحاق الشيرازي إلى زماننا هذا.
وأدركته ببغداد، وكان مرتبا في المدرسة ويأخذ الجراية على ذلك. سمع جده من قبل أمه
بدمشق محمد بن أبي نصر الطالقاني، وببغداد أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي
وغيرهما. سمع منه أحاديث. وكانت ولادته قبل سنة خمسين وأربع مئة بدمشق. وتوفي
ببغداد في رابع جمادى الأولى من سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.
المرتعش: بضم الميم، وسكون الراء، وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وكسر
العين المهملة، وفي آخرها الشين المعجمة، هذا لقب شيخ عصره أبي محمد جعفر بن
المرتعش، من كبار مشايخ الصوفية، وهو نيسابوري، كان من ذوي الأحوال وأرباب
الأموال، فتخلى منها وصحب الفقراء وسافر كثيرا، ثم استوطن بغداد إلى أن مات بها.
وكان في ابتداء أمره ابن دهقان، فسأله صاحب خرقة شيئا، فقال في نفسه: شاب جلد
صحيح البدن لا يأنف من هذا؟! قال: فزعق في وجهي زعقة أفزعتني، ثم قال: أعوذ بالله
مما خامر في سرك، قال: فغشي علي وسقطت على وجهي، فلما أفقت لم أر أحدا،
فندمت على ما كان مني، فبت ليلة بغم، فرأيت علي بن أبي طالب في منامي، ومعه ذلك
الشاب، وعلي رضي الله عنه يشير إلي ويؤنبني ويقول: إن الله تعالى لا يجيب سؤال مانع
سائليه، فانتبهت وفرقت جميع ما كان لي، وخرجت في السفر، فسمعت بوفاة والدي بعد
253

خمس عشرة سنة، فرجعت وسألت الله العون على خلاصي مما ورثت فأعان الله تعالى.
وقال أبو عبد الله الرازي: حضرت وفاة أبي محمد المرتعش في مسجد الشونيزية سنة
ثمان وعشرين وثلاث مئة فقال: انظروا ديون! فنظروا فقالوا: بضعة عشر درهما، فقال:
انظروا خريقاتي فلما قربت منه قال: اجعلوها في ديوني، وأرجو أن الله تعالى يعطيني
الكفن، ثم قال: سألت ثلاثا عند موتي فأعطانيها، سألته أن يميتني على الفقر رأسا برأس،
وسألته أن يجعل موتي في هذا المسجد فقد صحبت فيه أقواما، وسألته أن يكون حولي من
آنس به وأحبه، وغمض عينيه ومات بعد ساعة رحمه الله.
المرتعي: بضم الميم، وسكون الراء، وفي آخرها العين المهملة، بعد التاء
المكسورة ثالث الحروف، هذه النسبة إلى مرتع، وهو كندة وقيل التاء بالتشديد: مرتع،
ومنهم:
المقداد بن معدي كرب بن عمر بن يزيد بن معدي كرب بن عبد الله بن وهب بن
ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور وهو كندة.
وغيره من الصحابة. وقال ابن الكلبي: إنما سمي عمرو بن معاوية بن ثور مرتعا لأنه
كان يقال له أرتعنا في أرضك فيقول: قد أرتعتك في مكان كذا وكذا. فسمي مرتعا.
المرثدي: بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الثاء المثلثة، وكسر الدال المهملة،
هذه النسبة إلى مرثد، وهو رجل من أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة:
أبو علي أحمد بن بشر بن سعد المرثدي. يروي عن أبي داود سليمان بن يزيد بن
سليمان القزويني. شيخ أبي إسحاق بن يزداد الرازي. روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله
الشافعي.
المرجي: بفتح الميم، وسكون الراء، والجيم في آخرها، هذه النسبة إلى المرج،
وهي قرية كبيرة حسنة شبه بليدة بين همذان وبغداد، بينها وبين حلوان ثمانية فراسخ، ولها
جامع أقمت بها يومين، ولعلية بنت المهدي قصة مع أخيها الرشيد بالمرج.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ببغداد أنا محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين، أنا
آدم بن محمد بن آدم أنا علي بن الحسين الأصبهاني والمشهور بالانتساب إليها: أبو نصر
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن المرجي، سكن الموصل وحدث بها، يروي عن السليل بن
أحمد بن أبي صالح وغيره، روى عنه الآحاد.
254

وأبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجي، سكن بعض آبائه الموصل،
وولد هو بها، وهو أول من حدث عن أبي يعلي أحمد بن علي بن المثني الموصلي. روى عنه
جماعة آخرهم أحمد بن عبد الباقي بن طوق. ومات في حدود سنة تسعين وثلاث مئة.
وإبراهيم بن () (1) المرجي: شيخ الحرم في عصره، وكان له بمكة رباط
وأصحاب، سمع منه والدي، روى لي عنه أبو طاهر السنجي بمرو، وقد سمعت عن شيخ
بالمرج شيئا من الشعر يقال له () (2).
المرجئ: بضم الميم، وسكون الراء، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى
المرجئة، وهم طائفة من القدرية، أخذ اللفظ من الارجاء وهو التأخير، والمرجئ من يؤخر
العمل عن التوحيد في الايمان، وجمعه المرجئة وهم عدة فرق منهم من وافق القدرية
كالشبيبي أتباع محمد بن شبيب، والصالحي والخالدي، وهو داخل في جملة القدرية،
والذي قال بالارجاء دون القدر خمس فرق أكفر بعضها بعضا وسنذكرهم في ترجمتهم.
المرحبي: بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الباء
الموحدة، هذه النسبة إلى مرحب، والمنتسب إليه:
أبو نصر المظفر بن نظيف بن عبد الله المرحبي، مولى بني هاشم، يعرف بغلام
بمرحب، كان قاصا يقص، وحدث عن القاضي أبي عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد
الدوري وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، روى عنه عبد العزيز بن علي الأزجي ومحمد بن
محمد بن علي الشروطي، وتوفي في شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة.
المرداري: بضم الميم، وسكون الراء، وفتح الدال المهملة، والألف بعدها، ثم
راء أخرى، هذه النسبة إلى مردار، وهم طائفة من المعتزلية يقال لهم المردارية، وهم ينتمون
إلى عيسى بن صبيح الملقب بأبي موسى المردار، وهو صاحب بشر بن المعتمر، ومن
فضائحه قوله: (إن الناس قادرون على مثل القرآن وأحسن منه نظما) وفي هذا إبطال إعجاز
القرآن، ومن اعتقد هذا يكفر.
المرداسنجي: بضم الميم، وسكون الراء، وفتح الدال والسين المهملتين، بينهما

(1) في نسخة (إبراهيم بن المرجي).
(2) في اللباب 3 / 194 قلت: إنما نسب إلى المرج وهو عمل كبير من أعمال الموصل يشتمل على قرى كثيرة.
255

الألف، وسكون النون، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مرداسنجة، وهو لقب جد
المنتسب إليه.
وهو أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مرداسنجة السلامي المرداسنجي: شيخ
مستور، من أهل بغداد. سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد البطر القارئ وغيره. سمعت منه
أحاديث يسيرة وتركته حيا في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ببغداد.
المرزباني: بفتح الميم، وسكون الراء، وضم الزاي وفتح الباء المنقوطة بواحدة،
وفي آخرها النون، هذ النسبة إلى المرزبان وهو اسم لجد المنتسب إليه، وفيهم كثرة.
منهم:
أبو صالح أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن المرزبان بن تركش تقي المرزباني: أحد
الامراء العالمين بسمرقند، وكان خليفة الأمير بكتاش على سمرقند سنة اثنتين وخمسين وثلاث
مئة أو إحدى وخمسين. يروي عن أبيه عبد العزيز بن محمد بن المرزبان وكان صحيح
السماع. مات في منصرفه من الحج ببخارى، وحمل تابوته إلى سمرقند، ودفن بها في
جمادى الآخر سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وأبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الكاتب المرزباني: من أهل بغداد.
كان صاحب أخبار ورواية للآداب. وصنف كتبا كثيرة في أخبار الشعراء المتقدمين والمحدثين
على طبقاتهم، وكتبا في الغزل والنوادر وغير ذلك. وكان حسن الترتيب لما يجمعه، غير أن
أكثر كتبه لم يكثر سماعا له، وكان يرويها إجازة، ويقول في الإجازة: (أخبرنا) ولا يبنيها.
حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي وأحمد بن سليمان
السوسي وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد وأبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي
وأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري. روى عنه أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم
التنوخي وعلي بن أيوب القمي وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري ومن في طبقتهم ومن
بعدهم. وكان أبو علي الفارسي يقول: أبو عبيد الله المرزباني: من محاسن الدنيا، وكان
عضد الدولة يجتاز بباب داره فيقف حتى يخرج إليه أبو عبيد الله ليسلم عليه ويسأله عن حاله.
وكان المرزباني يقول: سودت عشرة آلاف ورقة فصح لي منها مبيضا ثلاثة آلاف ورقة. وكان
المرزباني يقول: في داري خمسون ما بين لحاف ودواج معدة لأهل العلم الذين يبيتون
عندي. وكان أهل الأدب الذين روى عنهم سمع منهم في داره، وكان يشرب النبيذ ويكتب
كثيرا، فسأله عضد الدولة عن حاله فقال: كيف حال من هو بين قارورتين، يعني: المحبرة.
256

وقدح النبيذ، ولكنه كان معتزليا، وصنف كتابا جمع فيه أخبار المعتزلة وكان فيه تشيع أيضا.
ولد سنة ست وتسعين ومائتين. ومات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.
المرزبني: بضم الميم، وسكون الراء والزاي المكسورة بعدها الباء آخر الحروف وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى مرزبن وهي قرية من قرى بخارى. منها:
أبو حفص أحمد بن الفضل المرزبني، لقبه (حباب)، من أهل مرزبن. له رحلة إلى
الحجاز يروي عن الفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وعيسى بن موسى غنجار وغيرهم.
روى عنه أبو سفيان محبوب بن يعقوب بن محمد البخاري وتوفي في سنة ثلاث وأربعين
ومائتين.
المرسي: بفتح الميم، وسكون الراء، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى
المرس، وهي قرية نحو المدينة، منها:
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن
علي بن أبي طالب المرسي المديني قال أبو سعيد بن يونس المصري: أبو عبد الله المديني،
كان يسكن المرس، قرية نحو المدينة. قدم مصر قديما. روى عن أبيه عن جده حديثا في
فضل حضور موائد آل رسول الله صلى الله عليه وآله، حدثني بالحديث عنه.
والمرسية مدينة من مشاهير بلاد الأندلس منها:
أبو غالب تمام بن غالب اللغوي المرسي الأندلسي يعرف بابن التياني. وله كتاب
مصنف في اللغة.
المرسي: بضم الميم، وسكون الراء، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى
مرسية، وهي بلدة من بلاد المغرب، هكذا رأيت بالضم مقيدا مضبوطا في كتاب ابن ماكولا، وكنت أسمع من المغاربة يذكرونها بفتح الميم، والله أعلم. وكان بها جماعة من
العلماء والمحدثين.
ومن المشاهير أبو غالب تمام بن غالب بن التياني المرسي اللغوي، من أهل مرسية.
ألف كتابا في اللغة أحسن فيه.

(1) بعده في اللباب 3 / 196: (قلت: قول السمعاني في هذه الترجمة بالضم وفي التي قبلها بالفتح وهما واحد لا وجه
له، فإن عادته في أمثال هذا يذكر ترجمة واحدة ويقول: وقيل: بالفتح أو بالضم، أو بالتشديد كما تقدم آنفا في (المرتعي). وأما ميله إلى أنها بالفتح فغريب جدا، وإنما هي بالضم، وهي واحدة بالأندلس لا غير، ومن يراه قد
ذكر في الترجمة الأولى مرسية بالأندلس فبقي الثاني مرسية بالمغرب يظن أن هذه غير تلك لان العادة جارية أن يقال
لبلاد العدوة المغرب ويقال لبلد الأندلس، فهذا يوهم لبسا، ودليل أنهما مدينة واحدة أن المنسوب إليهما واحد والله
أعلم).
257

المرعشي: بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الشين
المعجمة، هذه النسبة إلى مرعش (1)، وهي بلدة من بلاد الشام، وظني أنها من بلاد
الساحل، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم:
أبو عمر عبد الله بن يزيد الذهلي المرعشي، من أهل مرعش، قدم مصر، روى عنه
أبو عفير.
وأحمد بن محمد بن الحجاج بن محمد المرعشي. روى عن أبيه. روى عنه أبو
الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني في معجم شيوخه.
ومرعش اسم علوي انتسب إليه أبو جعفر المهدي بن إسماعيل بن إبراهيم وهو يعرف
بناصر بن أبي حرب إبراهيم بن الحسين وهو يعرف بأميرك بن إبراهيم بن علي وهوب المرعش بن
عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي المرعش يعرف بناصر الدين ذكر
له نسبه هذا أحمد بن علي العلوي النسابة السقا علوي، قاطن متميز سافر إلى الحجاز
والعراق وخراسان وما وراء النهر والبصرة وخوزستان، ورأى الأئمة وصحبهم. وكان بينه وبين
والدي رحمه الله صداقة متأكدة. ولد بدهستان (2)، ونشأ بجرجان، وسكن في آخر عمره
سارية (3) مازندران. حدث لي أنه سمع ببغداد أبا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف
القزويني، وبالكوفة أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الثقفي وبجرجان أبا
القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي وبأصبهان أبا علي بن الحسن بن علي بن إسحاق
الوزير، وبنهاوند أبا عبد الله الحسين بن نصر بن مرهف القاضي وبالبصرة أبا عمر محمد بن
أحمد بن عمر بن النهاوندي وطبقتهم. وكان يرجع إلى فضل وتمييز، وكان غاليا في التشيع

(1) مرعش عند ياقوت مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم. وموقعها اليوم فيما يسمى تركيا في هضبة أرضروم
الشرقية.
(2) دهستان: بلد مشهور بن طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان (معجم البلدان) وموقعها في خرائط اليوم في شرق
بحره الخزر شمالي جرجان.
(3) سارية: إحدى كور طبرستان (مازندران) وبينها وبين البحر ثلاثة فراسخ (معجم البلدان) وموقعها اليوم في جنوب بحر
الخزر.
258

معروفا به. لقيته بمرو أولا وأنا صغير. ثم لقيته بسارية وكتبت عنه شيئا يسيرا وكانت ولادته
في صفر سنة اثنتين وستين وأربع مئة بدهستان. وتوفى في شهر رمضان سنة تسع وثلاثين
وخمس مئة.
المرغباني: بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الغين المعجمة، والباء الموحدة،
وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مرغبان وهي قرية من قرى كس (1).
وأبو عمرو أحمد بن أبي البختري الحسن بن أحمد بن الحسن المروزي المرغباني،
من أهل مرو، سكن قرية مرغبان فنسب إليها. سمع بمرو أبا العباب أحمد بن سعيد
المعداني وأبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل
البخاري الإسماعيلي وأبا علي زاهر بن أحمد السرخسي وغيرهم. سمع منه جماعة. وكانت
وفاته بعد سنة ثلاثين وأربع مئة.
المرغبوني: بفتح الميم، والغين المعجمة، بينهما الراء الساكنة، ثم الباء المضمومة
الموحدة، والواو، ثم النون في آخرها، هذه النسبة إلى مرغبون، وهي قرية من قرى
بخارى، منها:
أبو حفص عمرو بن المغيرة المرغبوني: يروي عن المسيب بن إسحاق وبحير بن
النضر. وحدث ببمجلث (2) سنة ثلاث وسبعين ومائتين. روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن
نوح بن طريف البخاري.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن حريث بن حموك المرغبوني البخاري، يروي عن
محمد بن عيسى الطرسوسي. روى عنه أحمد بن محمد بن يوسف الأزدي وغيره.
المرغيناني: بفتح الميم، وسكون الراء، وكسر الغين، وسكون الياء المنقوطة باثنتين
من تحتها، وفتح النون، وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى مرغينان، وهي بلدة من
بلاد فرغانة (3)، ومن مشاهير البلاد بها. خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم:

(1) في نسخ: (ركش). وكس: مدينة تقارب سمرقند، وقيل هي الصغد وكش: قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان.
(2) بمجكث: من قرى بخارى، قال الإصطخري: وأما بخارى فاسمها بومجكث، وقال في موضع آخر: (أما أبو
مجكث فإنها على يسار الذاهب إلى الطواويس على أربعة فراسخ من بخارى بينها وبين الطريق نصف فرسخ (معجم
البلدان). وتقع اليوم ضمن حدود الاتحاد السوفياتي.
(3) فرغانة: كورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان (معجم البلدان) وموقعها اليوم في الاتحاد السوفياتي.
259

أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن حمزة بن مأمون بن يونس بن ناج المرغيناني، من أهل
فرغينان فرغانة، سمع بمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، وحدث عنه باليمن
ونجد. سمع منه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ.
وأبو المظفر بهرام بن حمزة بن المبارك المرغيناني. ذكره عمر بن محمد بن أحمد
النسفي وقال: الامام الحجاج أقام بسرخس وتوفي بها سنة ست عشرة وخمس مئة أو بعدها.
وذكر عنه حديثا باطلا عن يعقوب بن محمد الحامدي عن أسد بن القامش التركي عن النبي صلى الله عليه وآله
ولا أدري الحمل فيه على من؟ على هذا المرغيناني أو الحامدي؟ فإنهما مجهولان لا
يعرفان.
والامام عبد العزيز بن عبد الرزاق بن أبي نصر بن جعد بن سليمان بن متكان
المرغيناني. كان له ستة بنين كلهم يصلح للتدريس والفتوى منهم محمود وعلي والمعلى فإذا
خرج مع أولاده قالوا: سبعة من المفتين خرجوا من دار واحدة. سمع الامام أبا الحسن
نصر بن الحسن المرغيناني وغيره. روى عنه أولاده. دخل سمرقند وحدث بها. ورجع إلى
بلده، مات بمرغينان سنة سبع وسبعين وأربع مئة وهو ابن ثمان وستين سنة.
والأمير الإمام أبو المعالي قيس بن إسحاق بن محمد بن أميرك المرغيناني. كان إماما
فاضلا، أقام بسمرقند مدة، ودرس بها. سمع محمود بن عبد الله الجرجاني، روى عنه أبو
حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. وتوفي يوم الجمعة في جامع سمرقند بعد ما تكلم في
المناظرة وفرغ وكان صائما، وهو اليوم التاسع عشر من شوال سنة ست وعشرين وخمس مئة
وحمل إلى داره ودفن يوم السبت في مقبرة جاكرديزة قبالة مشهد الأئمة.
والامام أبو الحسن نصر بن الحسن المرغيناني: من مشاهير الأئمة والعلماء، وكان له
شعر مليح لطيف في الزهد والحكمة سار في الآفاق وتداولته الرواة. يروي عن أحمد بن
محمد بن أحيد صاحب محمد بن يوسف الفربري. روى عنه عبد الرزاق بن مسعود الامام
وجماعة كثيرة. ومن جملة أشعاره.
أأنعم عيشا بعدما حل عارضي * طلائع شيب ليس يغني خضابها
المركب: بضم الميم، وفتح الراء، وكسر الكاف المشددة، وفي آخرها الباء
الموحدة: هذه اللفظة لمن يعمل السروج والركب التي فيها. واشتهر بها جماعة، منهم:
أبو أحمد عبيد الله بن علي المركب البغدادي: حدث عن العباس بن يوسف الشكلي.
260

روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ.
المرندي: بفتح الميم، والراء، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه
النسبة إلى مرند (1)، وهي بلدة من بلاد أذربيجان مشهورة معروفة وسميت مرند بمرند
الأكبر بن رواند الأصغر بن الضحاك بيوراسف، هو بناها، خرج منها جماعة من العلماء في
كل فن قديما وحديثا. ومن المتأخرين:
الأديب الفاضل أبو محمد عبد الله بن نصر بن عبد العزيز بن سويد المرندي الخطيب:
أقام بمرو مدة، وكانت له يد باسطة في اللغة وسرعة النظم والنثر مع الجودة فيها، وله الخط
الحسن المليح. أقام ببغداد مدة في المدرسة زمن أسعد بن أبي نصر الميهني، ثم سكن مرو
قريبا من خمس عشرة سنة، وخرج إلى مرو الروذ، وأقام بها شيئا يسيرا. ومات بها يوم
عاشوراء من سنة إحدى وأربعون وخمس مئة.
ومن المتقدمين أبو إسحاق إبراهيم بن الأزهر المرندي الحافظ. حدث عن علي بن
جابر الأزدي الموصلي وإسحاق بن سيار النصيبي. روى عنه أبو الفضل الشيباني. قال ابن ماكولا: المرندي شيخ رأيته على باب نظام الملك، يحدث عن أبيه عن أبي سعيد بن
الاعرابي ولم أسمع منه شيئا.
وأبو الوفاء الخليل بن المحسن بن محمد المرندي: فقيه صالح، سديد السيرة، تفقه
ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي. وسمع بها أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور
البزاز وأبا نصر محمد بن محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهما، ما أدركته وحدثني عنه
جماعة من أصحابنا وأقراننا. وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.
ودفن بالشوينزية.
وأبو بكر محمد بن موسى بن صالح المرندي الأذربيجاني وقد قيل: محمد بن
صالح: روى بسمرقند عن علي بن محمد بن حاتم بن دينار القومسي. روى عنه الحسن بن
محمد بن سهل الفارسي. وتوفي بعد سنة خمس وعشرين وثلاث مئة.
ومنها أبو الفرج هبة الله بن نصر بن أحمد المرندي: ورد بغداد، وتعلم بها، وسمع أبا
عمرو عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي. سمع منه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن

(1) مرند: قال ياقوت: من مشاهير مدن أذربيجان، بينها وبين تبريز يومان، قد تشعثت الآن، وبدأ فيها الخراب منذ نهبها
الكرج وأخذوا جميع أهلها (معجم البلدان: مرند) وتبريز اليوم إحدى مدن إيران وتقع شرقي بحر الخزر.
261

سعدويه الرواسي الحافظ، وحدث عنه في معجم شيوخه. وتوفي بعد سنة ستين وأربع مئة.
وأبو عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام البلوي المرندي المغربي الأشج
المعروف بأبي الدنيا: هو من مدينة بالمغرب يقال لها مرندة، وقد ذكرته في الأشج.
المروالروذي: بفتح الميم، والواو، بينهما الراء الساكنة، بعدها الألف واللام، وراء
أخرى مضمومة، بعدها الواو، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى مرو الروذ، وقد
يخفف في النسبة إليها فيقال (المروذي) أيضا، هذه بلدة حسنة مبنية على وادي مرو، بينهما
أربعون فرسخا، والوادي بالعجمية يقال له (الرود)، فركبوا على اسم البلد الذي ماؤه في هذا
الوادي والبلد اسما وقالوا (مروالروذ).
فتحها الأحنف بن قيس من جهة عبد الله بن عامر. دخلتها غير مرة، وأقمت بها مدة،
وكان بها جماعة من الفضلاء والعلماء قديما وحديثا.
فمن المتقدمين أبو زهير محمد بن إسحاق المرو الروذي، كان رفيق أبي حاتم
الرازي، سكن العراق. وسمع وكيع بن الجراح والأشجعي. روى عنه أبو بكر الأعين وأهل
العراق. والنضر بن شميل المرو الروذي. ذكرته في المازني.
والقاضي أبو حامد أحمد بن بشر بن عامر الفقيه العامري المرو الروذي فقيه أصحاب
الشافعي: له مصنفات. سكن البصرة.
ومحمد بن إبراهيم بن يحيى بن جنادة المرة الروذي.
وأبو الحسين محمد بن علي الشاه المرو الروذي.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن علي بن الشاه، صاحب كتاب " الفوائد والموائد ".
وممن اشتهر بهذه النسبة القاضي الإمام أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد
المرو الروذي إمام عصره: تفقه على أبي بكر القفال المروزي، وتخرج عليه جماعة من
العلماء، وصار مرو الروذ محط العلماء ومقصد الفقهاء بسببه وبعده وبقي على ذلك إلى
الساعة. وتوفي في سنة اثنتين وستين وأربع مئة.
وشيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المرو الروذي الامام: تفقه على الحسن
التيهي وعلى جدي الامام أبي المظفر السمعاني، وصارت إليه الرحلة بمرو لتعلم المذهب.
262

ولد سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة. وقتل في وقعة الخوارزمشاهية بمرو في شهر ربيع الأول
سنة ست وثلاثين وخمس مئة.
ومن القدماء المشهورين من هذه البلدة أبو الحسن النضر بن شميل بن خرشة بن
يزيد بن كلثوم المازني المروروذي. وقد ذكرناه في (المازني).
ومنهم أبو علي الحسين بن محمد المؤدب البغدادي التميمي، أصله من مرو الروذ.
يروي عن جرير بن حازم ومحمد بن مطرف روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري.
وأما أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج البغدادي المعروف بالمرورذي صاحب
أحمد بن حنبل. كانت أمه مروذية وأبوه خوارزميا، وهو المقدم من أصحاب أحمد بن حنبل
لورعه وفضله. وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه. وهو الذي تولى إغماضه، لما مات،
وغسله. وقد روى عنه مسائل كثيرة، وأسند عنه أحاديث صالحة. روى عنه أبو عبد الله
محمد بن مخلد الدوري. وقيل إنه لما خرج أبو بكر المرو الروذي إلى الغزو وشيعه الناس إلى
سامراء فجعل يردهم فلا يرجعون، قال: فحزروا فإذا هم بسامراء سوى من رجع نحو من
خمسين ألف إنسان فقيل له: يا أبا بكر احمد الله فهذا علم قد نشر لك. قال: فبكى ثم
قال: ليس هذا العلم لي، وإنما هذا علم أحمد بن حنبل. ومات ببغداد في جمادى الأولى
سنة خمس وسبعين ومائتين، ودفن قريبا من قبر أحمد بن حنبل.
وأبو الحارث سريج بن يونس بن إبراهيم المرو الروذي سكن بغداد. كان عالما زاهدا
صالحا ورعا صاحب كرامات. سمع سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية
ومروان بن شجاع وعمر بن عبيد وسلم بن سالم روى عنه أبو يحيى صاعقة ومحمد بن عبيد الله
المنادي وموسى بن هارون وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو الحسين مسلم بن الحجاج
القشيري وأبو القاسم البغوي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وحكى عنه أنه قال: خرجت يوم الجمعة أريد مسجد الجامع فلما دخلت القنطرة رأيت
سمكتين في سفود في دكان شعراء فاشتهيتهما لقلبي للصبيان ولم أتكلم به فلما قضيت الجمعة،
ورجعت رأيتهما وقد أخرجهما الشواء فتمنيتهما بقلبي. فلما دخلت البيت ما استقررت حينا
فإذا داق يدق الباب، فقلت: من هذا؟ وخرجت فإذا رجل معه طبق عليه السمكتان وبقل
وخل ورطب كثير فقال لي: يا أبا الحارث كل هذا مع الصبيان، فأخذته منه.
وحكي عنه قال: رأيت رب العزة في المنام، فقال لي: يا سريج سلني، فقلت: يا
رب سر بسر.
263

وحكى عن بقال سريج قال: جاءني سريج ليلا وقد ولد له مولود فأعطاني ثلاثة دراهم
وقال: أعطني بدرهم عسلا، وبدرهم سمنا وبدرهم سويقا، ولم يكن عندي شئ، وكنت
قد عزلت الظروف لأبكر فاشتري فقلت ما عندي شئ قد عزلت الظروف لأبكر فأشتري فقال:
أنظر قليلا أيش ما كان أمسح البراني، فجئت فوجدت البراني والجرات ملأى، فأعطيته شيئا
كثيرا. فقال لي: ما هذا أليس قلت ما عندي شئ؟ قال قلت خذ واسكت فقال: ما آخذ أو
تصدقني. فخبرته بالقصة، فقال لي: لا تحدث بها أحدا ما دمت حيا.
ومات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين.
ومن مشاهير المحدثين منها أبو يعقوب يوسف بن موسى بن عبد الله بن خالد بن
حموك المرو الروذي من أعيان محدثي خراسان والمشهورين بالطلب والرحلة. سمع بخراسان
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعلي بن حجر السعدي، وببغداد أحمد بن منيع البغوي،
وبالبصرة نصر بن علي الجهضمي، وبالكوفة أبا كريب محمد بن العلاء، وبالحجاز أبا
مصعب الزهري، وبمصر أحمد بن صالح وعيسى بن حماد، وبالشام المسيب بن واضح
وكثير بن عبيد وغيرهم. حدث بخراسان والعراق والحجاز. وأكثر أبو العباس بن عقدة عنه.
وروى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله بن يعقوب بن الأخرم وأبو علي الحسين بن علي
الحفاظ. ومات بمرو الروذ بعد انصرافه من الحجة الثانية سنة ست وتسعين ومائتين.
وأبو زهير محمد بن إسحاق المرو الروذي. قال ابن أبي حاتم: رفيق أبي. روى عن
ابن أبي فديك ومعن بن عيسى ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع. سمع منه
أبي، وسئل أبي عنه فقال: ثقة قلت: ولأبي زهير قصة مع أبي حاتم الرازي وانقطاعهما في
البرية.
المرواني: بفتح الميم، وسكون الراء، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رجلين:
أحدهما مروان بن الحكم، وهو والد المروانية، وإليه ينسبون، وكذلك جميع الخلفاء
المروانية تنسب إليه.
وأما أبو نصر أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين بن يحيى بن مروان الضبي
المرواني فهو ينسب إلى مروان بن غيلان بن خرشة الضبي: سمع السري بن خزيمة وأبا
العباس السراج. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وجماعة آخرهم أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن الجنزروذي وكانت وفاته في شعبان سنة ثمانين وثلاث مئة.
264

المروتي: بفتح الميم، والواو، بينهما الراء الساكنة، وفي آخرها التاء ثالث
الحروف، هذه النسبة إلى ذي المروة، وهي قرية فيما أظن بمكة أو المدينة (1).
منها حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني. قال ابن أبي حاتم: من أهل ذي
المروة، روى عن عمه عبد الملك بن الربيع والحكم بن موسى ودحيم وأحمد بن عمرو بن
السرح والحميدي ويعقوب بن حميد. يروي عن أبيه عن جده عن عثمان وعمر ابني
مضرس بن عثمان الجهنيين عن أبيهما عن عمرو بن مرة الجهني، وهما ابنا عمه، عن
النبي صلى الله عليه وآله، قال: يروي عن عبد الحكيم بن شعيب هو المروتي من أهل ذي المروة عن ابن
لعبد الله بن سلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. روى عنه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي
الفراديسي.
المرودي: بفتح الميم، وضم الراء، وكسر الدال المهملتين، بينهما الواو، هذه
النسبة إلى مرودة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه:
منهم أبو الفضل محمد بن أبي سعيد عثمان بن إسحاق بن شعيب بن الفضل بن
عاصم بن مرودة المرودي النسفي، من أهل نسف. كان شيخا ثقة، وهو آخر من روى عن
محمود بن عنبر بن نعيم النسفي، وذهب عنه سماعه، وكان عنده عن محمود نحو تسعين
حديثا. سمع منه أبو العباس المستغفري الخطيب وابنه أبو ذر محمد بن جعفر. وكانت ولادته
في سنة سبع وتسعين ومائتين. ومات في ذي القعدة سنة ست وثمانين وثلاث مئة. سمع منه
الصغار والكبار. وأثنى عليه المستغفري.
المروزي: بفتح الميم والواو، بينهما الراء الساكنة، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة
إلى مرو الشاهجان، وإنما قيل لها الشاهجان يعني شاه جاء في موضع الملوك
ومستقرهم (2). خرج منها جماعة كثيرة قديما وحديثا من أهل العلم والحديث.
وكان فتح مرو سنة ثلاثين من الهجرة على يدي حاتم بن النعمان الباهلي نفذه
عبد الله بن عامر بن كريز من نيسابور إلى مرو حتى فتحها، وهو كان أمير خراسان وصاحب
الجيوش بها زمن عثمان رضي الله عنه.

(1) قال ياقوت: (ذو المروة قرية بوادي القرى وقيل بين خشب ووادي القرى).
(2) المعنى غير واضح. وتعليل ياقوت أقرب إلى الفهم والصحة فهو يقول: (معناها نفس السلطان لان الجان هي النفس
أو الروح والشاه هو السلطان، سميت بذلك لجلالتها عندهم).
265

وكان إلحاق الزاي في هذه النسبة فيما أظن للفرق بين النسبة إلى المروي وهي الثياب
المشهورة بالعراق منسوبة إلى قرية بالكوفة.
والمراوزة فيهم كثرة، فاستغنينا عن ذكرهم لشهرتهم.
فأما ببغداد در يقال له (درب المروزي) أو محلة المراوزة، وظني أنها من الكرخ ومن
هذه المحلة.
أبو عبد الله محمد بن خلف بن عبد السلام الأعور المروزي لأنه كان يسكن هذه
المحلة. روى عن يحيى بن هاشم السمسار وعاصم بن علي وعلي بن الجعد. روى عنه أبو
عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وعبد الصمد بن علي الطبسي وأبو بكر محمد بن عبد الله
الشافعي، وكان صدوقا. مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
المروي: بفتح الميم والراء، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى مروة، وهي مدينة
بالحجاز بناحية وادي القرى منها:
أبو غسان محمد بن عبد الله بن محمد المروي سمع بالبصرة أبا خليفة الفضل بن
الحباب الجمحي البصري. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي. وذكر أنه
سمع منه بالمروة، وهي مدينة بالحجاز.
المرهبي: بضم الميم، وسكون الراء، وكسر الهاء، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه
النسبة إلى بني مرهبة، وهم نزلوا الكوفة، وهم بطن من همدان، وهو مرهبة بن دعام بن
مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان.
والمشهور بالانتساب إليه أبو عمر ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني المرهبي، من أهل
الكوفة، من عبادها، وكان يقص. يروي عنه سعيد بن جبير و عبد الله بن شداد بن الهاد. روى
عنه منصور بن المعتمر.
وابنه عمر بن ذر الكوفي المرهبي.
والوليد بن أبي ذر ثور الهمداني المرهبي، من أهل البصرة. سكن الكوفة، يحدث
عن زياد بن علاقة والكوفيين روى عنه أهل العراق. مات بعد سنة اثنتين وسبعين ومئة، منكر
الحديث جدا، وفي أحاديثه أشياء لا تشبه أحاديث الاثبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته
علم أنها معمولة أو مقلوبة. وكان يحيى بن معين يقول: الوليد بن ثور ليس بشئ.
266

المريدي: بضم الميم، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي
آخرها الذال المهملة، هذه النسبة () (1).
والمشهور بهذه النسبة: عرفة المريدي، حدث عن أبي العلاء البحراني. روى عنه
عوذ (2) بن عمارة البصري.
المريسي: بفتح الميم، وكسر الراء، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي
آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مريس (3) وهي قرية بمصر، هكذا ذكره أبو سعد
الآبي في كتاب النتف والطرف، ثم قال: وإليها ينسب:
بشر المريسي. قلت وهو أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي، مولى
زيد بن الخطاب، من أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي إلا أنه اشتغل
بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن، وحكي عنه أقوال شنيعة ومذاهب مستنكرة، أساء أهل
العلم قولهم فيه بسببها، وأكفره أكثرهم لاجلها.
وقد أسند من الحديث شيئا يسيرا عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة وأبي يوسف
القاضي وغيرهم. روى عنه محمد بن عمر الجرجاني ومحمد بن عبد الوهاب.
وكانت بينه وبين الشافعي مناظرات، وكان الشافعي يقول بعده: لا يفلح هذا الرجل.
وقال بعضهم: كنا عند يزيد بن هارون فذكروا المريسي، فقال: ما يقول؟ قلنا:
يقول: إن القرآن مخلوق. فقال: هذا كافر.
وقال: أبو يوسف لبشر المريسي: طلب العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو
العلم، وإذا صار رأسا في الكلام قيل زنديق أو رمي بالزندقة، يا بشر بلغني أنك تتكلم في
القرآن، إن أقررت أن الله علما خصمت، وإن جحدت العلم كفرت..
ومات بشر في ذي الحجة سنة ثماني عشرة ومائتين، ويقال: سنة تسع عشرة.
قال أحمد بن الدورقي: مات رجل من جيراننا شاب فرأيته في الليل وقد شاب،

(1) بياض في عدة نسخ. وفي معجم البلدان أن النسبة إلى (مريد: وهو أطم بالمدينة لبني خطمة، وعرف بهذه النسبة
عرفة المريدي).
(2) انظر اللباب 3 / 300.
(3) في معجم البلدان (مريسة: قرية بمصر وولاية من ناحية الصعيد).
267

فقلت: ما قصتك؟ قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب كل من في المقبرة.
وإليه تنسب الطائفة من الفرقة المرجئة الذين يقال لهم (المريسية). وكان يزعم أن
الايمان هو التصديق لان معناه في اللغة التصديق، وما ليس بتصديق فليس بإيمان، والتصديق
يكون بالقلب واللسان جميعا. وإلى هذا القول ذهب ابن الريوندي، وزعم أن الكفر هو
الجحد والانكار. وزعم أيضا أن السجود للشمس والقمر ليس بكفر لكنه علامة الكفر.
المريضي: بفتح الميم، وكسر الراء، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الضاد
المعجمة، هذه النسبة إلى المريض، وعرف به بعض أجداد المنتسب وهو:
أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الصباح المريضي العطار، يعرف بابن
المريض، من أهل بغداد. كان من أهل الصدق سمع أبا القاسم البغوي وأبا بكر بن أبي
داود. روى عنه أبو محمد الخلال وأبو الحسن العتيقي والقاضيان أبو عبد الله الصيمري وأبو
القاسم التنوخي وأبو طالب بن العشاري ومات في رجب سنة خمس وثمانين وثلاث مئة.
المريني: بضم الميم، وكسر الراء، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى مرين، وهي قرية بمرو على فرسخين منها يقال لها (مرين دشت)
منها:
أحمد بن تميم بن عباد بن سلم المريني المروزي، يروي عن أحمد بن منيع وعلي بن
حجر. مات يوم الاثنين في صفر سنة ثلاث مئة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
المري: بفتح الميم، وتشديد الراء المكسورة، هذه النسبة إلى مر بن عمرو بن
الغوث بن طيئ.
من ولده داود بن نصير الطائي المري العابد: تفقه ثم تزهد واشتغل بالعبادة، وهو
مشهور مذكور في الكتب.
والمرية مدينة عظيمة على ساحل من سواحل بحر الأندلس في شرقيها، خرج منها
جماعة من العلماء والمحدثين، والمنتسب إليها المري. ذكره أبو نصر بن مأكولا.
وفي الأسماء مر المؤذن. سمع عمرو بن فيروز الديلمي، روى عنه أبو صالح
الأحمسي. قال ذلك البخاري.
المري: بضم الميم والراء المكسورة المشددة، هذه النسبة إلى جماعة بطون من قبائل
شتى، منهم:
268

مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر أبو تميم (1).
ومر بن حسين بن عمرو بن الغوث بن طيئ.
وفي جهينة: مر بن كاهل بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة.
وفي همدان: مر بن الجبار بن عبد الله بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم.
وفي قضاعة: مر بن خشين (2) بن النمر بن وبرة.
وفي همدان أيضا: مر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة. قال ذلك ابن
حبيب.
وقال أبو علي الغساني: مرة غطفان هو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن
ريث بن غطفان.
وفي تميم أيضا: مرة بن عبيد بن مقاعس رهط الأحنف بن قيس.
وأبو غطفان بن طريف وهو سعد بن طريف. قيل اسمه يزيد المري. يروي عن أبي
هريرة رضي الله عنه.
وأبو ثفال المري ثمامة بن الحصين ويقال ابن وائل الشاعر. حدث عنه الدراوردي.
وأحمد بن سليمان بن نصر المري: أندلسي مات بها سنة عشر وثلاث مئة وحدث.
قاله ابن يونس.
وأيوب بن سليمان بن نصر بن منصور بن كامل المري مرة غطفان. يروي عن أبيه عن
بقي بن مخلد. أندلسي توفي بها سنة عشرين وثلاث مئة.
وعبد الرحمن بن أوس المري: مصري يروي عن أبي هريرة. روى عنه بكر بن
سوادة.
وعثمان بن سعيد المري، كوفي، يروي عن مسعر بن كدام وعلي والحسن ابني
صالح بن حي وشريك.
وجنادة بن محمد المري له غرائب عن ابن أبي العشرين.

(1) انظر اللباب 3 / 201.
(2) انظر اللباب 3 / 202.
269

وأحمد بن محمد بن الوليد المري: حدث عنه ابن المفسر.
وبدمشق موضع يقال له مرة. هكذا قال أبو الفضل المقدسي الحافظ فيما حدثني به عنه
أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان.
وأبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري الدمشقي من أهل دمشق،
يروي عن أبي عمر محمد بن موسى بن فضالة. روى عنه أبو القاسم سعيد بن علي الزنجاني
وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي.
وتوفي بعد سنة عشر وأربع مئة.
وأقدم منه خالد بن يزيد بن صبيح المري، يروي عن يونس بن ميسرة، روى عنه أبو
خليل عتبة بن حماء.
وأبو عامر موسى بن عامر المري يروي عن سفيان بن عيينة. روى عنه أبو الدحداح
أحمد بن محمد بن إسماعيل الدمشقي.
وجماعة نسبوا إلى مرة بن الحارث بن عبد القيس.
منهم صالح بن بشير المري، كان مملوكا لامرأة من بني مرة بن الحارث.
وأبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن، وقيل يحيى بن
معين بن غياث بن زكريا بن عون بن بسطام المري مرة غطفان، من أهل بغداد، كان إماما
ربانيا عالما حافظا ثبتا متقنا مرجوعا إليه في الجرح التعديل.
ووالده معين كان على خراج الري فمات وخلف لابنه يحيى ألف ألف درهم وخمسين
ألف درهم فأنفقها كلها على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.
سمع عبد الله بن المبارك وهشيم بن بشير وعيسى بن يونس وسفيان بن عيينة
وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وأبا معاوية الضرير. روى عنه من رفقائه أحمد بن
حنبل وأبو خيثمة ومحمد بن إسحاق الصغاني ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبو داود
السجستاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم.
وانتهى علم العلماء إليه حتى قال أحمد بن حنبل: هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن
يظهر كذب الكذابين يعني يحيى بن معين. وقال علي بن المديني: لا نعلم أحدا من لدن
آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. قال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت البغدادي
270

يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه
كذاب.
وكانت ولادته في خلافة أبي جعفر سنة ثمان وخمسين ومئة في آخرها.
وكان يحيى بن معين يحج فيذهب إلى مكة على المدينة ويرجع على المدينة، فلما كان
آخر حجة حجها خرج على المدينة ورجع على المدينة فأقام بها يومين أو ثلاثة ثم خرج حتى
نزل المنزل مع رفقائه فباتوا فرأى في النوم هاتفا يهتف: يا أبا زكريا أترغب عن جواري، فلما
أصبح قال لرفقائه: امضوا فإني راجع إلى المدينة فمضوا ورجع فأقام بها ثلاثا ثم مات. قال
فحمل على أعواد النبي صلى الله عليه وآله، وصلى عليه الناس وجعلوا يقولون: هذا الذاب عن
رسول الله صلى الله عليه وآله الكذب.
ومات لسبع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وقال بعض المحدثين في مرثيته: (من الكامل).
ذهب العليم يعيب كل محدث * ولكل مختلف من الاسناد
وبكل وهم في الحديث ومشكل * يعيى به علماء كل بلاد
ومنهم الأسود بن سريع من بني مرة بن عبيد السعدي التميمي، كنيته أبو عبد الله.
وسريع هو ابن حمير بن عباد بن حصين بن النزال بن مرة، عداده في البصريين. وكان
شاعرا، وهو أول من قص في مسجد الجامع بالبصرة.
والأحنف بن قيس ابن عمه.
ومات الأسود بن سريع بعد يوم الجمل سنة ست وثلاثين وقد قيل إنه بقي إلى بعد
الأربعين والذي حكم به علي بن المديني أنه قتل يوم الجمل، وكان ينفي أن يكون الحسن
سمع منه، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
وأبو بشر صالح بن بشير المري من أهل البصرة، يروي عن ثابت والحسن وابن سيرين
وابن جريج. روى عنه العراقيون حمله المهدي إلى بغداد ليصلي بهم فسمع منه البغداديون.
مات سنة ست وسبعين ومئة وقد قيل سنة اثنتين وسبعين ومئة. وكان من عباد أهل البصرة
وقرائهم وهو الذي يقال له صالح الناجي وكان من أحزن أهل البصرة صوتا وأرقهم قراءة.
غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الاتقان في الحفظ، وكان يروي الشئ الذي سمعه
من ثابت والحسن وهؤلاء على التوهم فيجعله عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
271

وظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الاثبات فاستحق الترك عند الاحتجاج وإن كان في
الدين مائلا عن طريق الاعوجاج. وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه. وقال ابن ماكولا:
كان قاصا جلس إليه سفيان الثوري (1).
المريقي: بضم الميم، وكسر الراء المشددة، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي
آخرها القاف، هكذا رأيت مقيدا مضبوطا بخط شجاع بن فارس الذهلي في تاريخ أبي بكر
الخطيب. والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد الحميد المريقي، من أهل بغداد. سمع
عمر بن شبة النميري ورجاء بن الجارود وعبد الله بن أيوب المخرمي وغيرهم روى عنه
عبد العزيز بن جعفر الخرقي وأبو القاسم بن النخاس المقرئ. قال حمزة بن محمد بن علي
الكناني الحافظ: أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد الحميد البغدادي ثقة مأمون شيخ
كبير حافظ. ومات في سنة خمس وثلاث مئة.

(1) بعده في اللباب 3 / 202: " قلت فاته: النسبة إلى مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن
تميم، منهم الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين بن جعفر بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد التميمي السعدي ثم
المري من كبار التابعين وساداتهم، وقد ذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح، جمع رياسة الدنيا والدين.
وفاته: النسبة إلى مرة بن ذهل بن شيبان، منهم المثني بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة، ومنهم
بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدين، واسمه عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة
الشيباني المري وهو أول من سمي من العرب بسطاما ".
272

باب الميم والزاي
المزاحمي: بضم الميم وفتح الزاي، وكسر الحاء المهملة، وفي آخرها الميم، هذه
النسبة إلى المزاحمة، وهي قرية من قرى رحبة مالك بن طوق من بلاد الجزيرة. والمنتسب
إليها:
أبو محمد محمود بن محمد بن مالك بن محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن بسطام
المزاحمي ورد بغداد، وسمع بها القاضي أبا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف
القزويني، ورجع إلى دياره، وحدث بها، سمع منه صاحبنا ورفيقنا أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ، وحدثني عنه بدمشق، وكانت وفاته في حدود سنة
خمس وعشرين وخمس مئة.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن سعيد بن عبد الرحمن
الفقيه المزاحمي، ظني أن جده اسمه مزاحم فنسب إليه، وهو من أهل نيسابور. تفقه عند
الأستاذ أبي القاسم القرشي وسمع أبا العباس محمد بن يعقوب وأقرانه سمع منه الحاكم أبو
عبد الله الحافظ في شعبان من سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.
المزدكي: بفتح الميم، وسكون الزاي، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها الكاف،
هذه النسبة إلى مزدك وهو اسم رجل من أهل حبيص كرمان (1)، وقيل كان أصله من نسا،
خرج في أيام قباذ بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور ملك العجم، وأباح النساء والأموال،
وجوز فعل ما يشتهيه الانسان. وكان يقول: الخصومة في الدنيا بسبب الأموال والنساء والله
تعالى خلقهما لينتفع الرجال وامتد أيامه وظهر له أصحاب إلى أيام قباذ أنو شروان وكان يقيم
عليه في زمان أبيه. فلما انتهى الملك إليه أقعده معه على السرير على باب بستان وأعد رجالا
بالسيوف المجذبة في البستان وكان الرجال من أتباع مزدك يدخلون البستان ويقتلهم أصحاب
أنو شروان، إلى أن قتل منهم عالم لا يحصون، ثم أخذ بيد مزدك ودخل البستان أمر بقتله
وكفى الله شره. وبقي على اعتقاده جمع ينسبون إليه.

(1) كرمان: ناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس وسجستان وخراسان، ومن مدنه
المشهورة خبيص. (معجم البلدان) وموقعها اليوم على الخليج العربي في إيران.
273

المزرد: بضم الميم وفتح الزاي والراء المكسورة وفي آخرها الدال المهملة هذه اللفظة
لقب يزيد بن ضرار بن مرحلة بن صيغي بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن
مازن بن ثعلبة بن سعد الشاعر سمي مزردا بقوله (من الطويل):
فقلت تزردها عبيد فإنني * لزرد الموالي في السنين مزرد
وهو أحو الشماخ بن ضرار.
المزرفي: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها الفاء هذه النسبة إلى
المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها. اجتزت بها وفي صحرائها
في توجهي إلى أوانا (1) وصريفين (2) والمشهور بالانتساب إليها.
أبو الهيثم خالد بن أبي يزيد ويقال يزيد القرني المزرفي. وقرن (3) أيضا قرية، مزرفة
قرية يروي عن شعبة وحماد بن زيد ومندل بن علي وجعفر بن سلميان؟؟ وسلام الطويل وأبي
شهاب عبد ربه بن نافع الحناط. روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني وعباس بن محمد
الدوري ومحمد بن غالب تمتام وجعفر بن محمد بن شاكر وبشر بن موسى وأحمد بن سعيد
الجمال والحسن بن علي بن المتوكل ومحمد بن خلف المرادي ومحمد بن عبد الله بن أبي
الثلج.
وأبو المعالي أحمد بن أحمد بن عبد الله بن رزقويه المزرفي سمع أبا الحسن علي بن عمر
القزويني الزاهد وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وأبا الحسن علي بن إبراهيم
الباقلاني وغيرهم تفقه، وهو جد سليمان بن مسعود الشحام الذي سمعنا منه توفي في ذي
الحجة سنة سبع وتسعين وأربع مئة ودفن بباب حرب.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الله الفرضي المزرفي الشيباني،
شيخ ثقة صالح عالم. سمع الكثير بنفسه ومتع بما سمع سمع أبا الحسين محمد بن علي بن
المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وطبقتهما. سمع منه جماعة من
أصدقائنا. وولد في سلخ () (4) سنة تسع وثلاثين وأربع مئة، وتوفي في المحرم سنة سبع
وعشرين وخمس مئة.

(1) أوانا: بليدة من نواحي دجيل بغداد بينهما عشرة فراسخ من جهة تكريت (معجم البلدان).
(2) صريفين: قرية كبيرة قرب عكبراء وأوانا على ضفة نهر دجيل (معجم البلدان).
(3) القرن: قرية من نواحي بغداد بين قطربل والمزرفة ينسب إليها خالد بن يزيد القرني (معجم البلدان: قرن).
(4) بياض في الأصول جميعا.
274

وأبو الحسن محمد بن عبيد الله بن أحمد القاضي المزرفي من أهل المزرفة حدث عن
أبي بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ روى عنه أبو علي الحسن بن غالب المقرئ.
وقال: خرجت مع أبي الحسين السوسنجردي وحمزة بن محمد بن طاهر إليه حتى سمعنا منه
بالمزرفة.
المزرنكني: بفتح الميم والراء بينهما الزاي والنون الساكنة وفتح الكاف وفي آخرها
النون هذه النسبة إلى مزرنكن وهي قرية من قرى بخارى منها.
أبو عبد الله محمد بن الحسن بن طلحة بن سليمان المرادي العابد المزرنكني، من أهل
بخارى يروي عن عبد الصمد بن الفضل (1) وحماد (2) بن ذي النون. روى عنه أبو بكر
محمد بن حفص بن أسلم البخاري. توفي سنة تسع وعشرين وثلاث مئة.
المزكي: بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها الكاف المشددة، هذا اسم لمن
يزكي الشهود ويبحث عن حالهم ويبلغ القاضي حالهم واشتهر بهذا بنيسابور بيت كبير فيهم
جماعة من المحدثين الكبار منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي شيخ نيسابور في عصره، وكان من
العباد المجتهدين من الحجاجين المنفقين على العلماء والمستورين. سمع بنيسابور أبا بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس السراج الثقفي وأبا العباس الماسرجسي وأبا العباس
الأزهري وبالري أبا محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي وأحمد بن خالد المروزي،
وببغداد أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، وبالكوفة ابن بنت هشام بن يونس، وبالحجاز
أبا عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي
وغيرهم. روى عنه أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ابنه وأبو نعيم
أحمد بن عبد الله الحافظ.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو إسحاق المزكي، شيخ
نيسابور، عقد له الاملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، وهو أسود الرأس واللحية،
وزكى وهو كذلك في تلك السنة، يحدث عن أبي حامد بن الشرقي بعد وفاة الشرقي بعشر
سنين، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الأصم وأبو عبد الله بن الأخرم

(1) في ظ: (المفضل). وانظر اللباب 3 / 204.
(2) في ك: (حمدان). وانظر اللباب 3 / 204.
275

وأبو عبد الله الصفار وأقرانهم. وتوفي بسوسنقين (1) ليلة الأربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وستين
وثلاث مئة. وحمل تابوته، فصلينا عليه، ودفن في داره في بيت فتح منه باب إلى مقبرة
باغك (2) وهو يوم مات ابن سبع وستين سنة.
وأبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي بن المزكي، من أهل
نيسابور. كان صالحا ورعا متهجدا ناسكا. سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن الحسين القطان
وأبا عثمان عمرو بن عبيد الله البصري، وبالري أبا حاتم الوسقندي، وببغداد أبا علي الصفار
وأبا جعفر الرزاز، وبمكة أبا سعيد بن الاعرابي وطبقتهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: وكان شيخه أخذ له الإجازة من أبي العباس
الدغولي بخط يده. روى عنه أبوه أبو إسحاق المزكي وأبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ.
حدث بمدينة السلام غير مرة إملاء، واستملى عليه أبو بكر بن إسماعيل، وعقدنا له الاملاء
بنيسابور سنة اثنتين وثلاث مئة، وحضر مجالسه السادة العلوية والفقهاء والفضلاء من
الفريقين، وخرج له الفوائد من أصوله سنة اثنتين وستين وثلاث مئة. وكان مولده في سنة
ثلاث وعشرين وثلاث مئة، واختلف معي إلى مكتب أبي العباس الكرخي من سنة ثلاث
وثلاثين إلى سنة ست وثلاثين، ثم اصطحبنا ببغداد وفي طريق مكة، وعندي أن الملائكة لم
تكتب عليه خطيئة، وجاور مسجد أبيه وصام الدهر نيفا وعشرين سنة، ولقد استقبلني وهو
يسعى بين الصفا والمروة حافيا حاسرا وهو محموم، فأخذت بيده حتى صعد الصفا، فلما قعد
غشي عليه، فطلبنا الماء، وكنت أرشه على وجهه حتى أفاق فقلت: لو رفقت بنفسك وأنت
عليل، فقال: ألا تدري أين نحن؟ ولا ندر نرجع إليها أم لا. وتوفي في شعبان سنة ست
وثمانين وثلاث مئة.
وحدثني أبو عبد الله بن أبي إسحاق أنه رأى أخاه أبا حامد في المنام في نعمة وراحة
وصفها، فسأله عن حاله؟ فقال: لقد أنعم الله علي وإن أردت اللحوق فالزم لما كنت عليه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الفضل بن إسحاق الهاشمي المعدل وهو
ابن أبي الفضل بن فضلويه المزكي، وكان أبو الفضل محدث وقته والمزكي في عصره، وأبو
إسحاق من أعيان الشهود وأكبر ولد أبيه، وطالت عشرتنا سمع أبا أحمد بن الشرقي ومكي بن

(1) ليست في معجم البلدان. وفي تاريخ بغداد 6 / 168 أنها منزل بين همذان وساوة.
(2) باغك: من محال نيسابور (معجم البلدان).
276

عبدان وأقرانهما من الشيوخ.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو إسحاق بن أبي الفضل المزكي، له
سماع كثير، وسئل غير مرة فلم يحدث وإنما علقنا عنه أحاديث في القديم. توفي في رجب
سنة ست وستين وثلاث مئة، وصلى عليه أخوه الفضل، ودفن عشية الجمعة في داره.
المزلق: بضم الميم، والزاي المفتوحة، واللام المشددة، وفي آخرها القاف.
وهو أبو بشر بكر بن الحكم المزلق التميمي اليربوعي صاحب البصري، من أهل
البصرة. يروي عن ثابت ويزيد الرقاشي وعبد الله بن عطاء. روى عنه أبو عبيدة الحداد
وحرمي بن عمارة وموسى بن إسماعيل. وكان من الثقات عند عبد الواحد بن واصل. وقال أبو
زرعة: أبو بشر المزلق شيخ ليس بالقوي.
المزنويي: بضم الميم، وسكون الزاي، وضم النون، وفي آخرها الواو، والياء
المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند يقال لها مزنوي (1) على
أربعة فراسخ منها.
خرج منها أبو العباس الفضل بن أحمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن المزنويي
الدهقان. يروي عن أبي بكر محمد بن إدريس المكي وقعنب بن محرز وأبي سعيد الأشج
وعلي بن خشرم وسليمان بن سعيد وغيرهم. روى عنه أحمد بن محمد بن علباء الخزاعي
ومحمد بن جعفر الكبوذنجكثي.
المزني: بضم الميم، وسكون الزاي، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مزن،
وهي قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ. منها (1). (أحمد بن إبراهيم بن العيزار
المزني) (1) يروي عن علي بن الحسين البيكندي وجعفر بن محمد بن مسعدة السمرقندي
وغيرهما. روى عنه محمد بن جعفر بن الأشعث الكبوذنجكثي، ومحمد بن الفضل بن
عبد الله النيسابوري.
المزني: بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مزينة بن
أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، واسم مزينة عمرو، وإنما سمي

(1) في اللباب 3 / 204 (مزنوي).
(2 2) انظر اللباب 3 / 204.
277

باسم أمه مزينة بنت كلب بن وبرة. وولدت هي عثمان وأوسا ابني عمرو بن أد بن طابخة بن
إلياس بن مضر، فهم مزنية.
وجماعة نسبوا إلى مزنية تميم، وهم أحلاف الأنصار، وفيهم كثرة.
فأما المنتسب إلى الأول فهو عبد الله بن مغفل المزني.
ومعقل بن يسار المزني.
وعبد الله بن عمرو المزني.
وأبو حاتم المزني، له صحبة.
وقرة بن الياس المزني.
ومعقل والنعمان وسويد بن مقرن المزني. والنعمان كان أمير حرب نهاوند من قبل عمر
رضي الله عنه، واستشهد بها، وولي الامر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، وفيهم كثرة.
والفقيه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني صاحب المختصر، تلميذ الشافعي
رحمهما الله. يروي عن علي بن معبد البصري وغيره. روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن
أبي حاتم الرازي وأبو بكر عبد الله بن زياد النيسابوري وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن علي
الاستراباذي وغيرهم.
وأبو محمد أحمد بن عبد الله المزني الذي يقال له الشيخ الجليل ببخارى، من أهل
هراة. مات ببخارى وهو من أولاد عبد الله بن المغفل المزني.
قال أبو كامل البصيري: سمعت عبد الصمد بن نصر العاصمي يقول: سمعت أبا بكر
الأودني يقول: احتاج أبو بكر محمد بن علي القفال الشاشي إلى سماع حديث واحد من
حديث المزني، فأراد أن يقرأ عليه، فاستأذن عليه، فقال له: إلى يوم المجلس يا أبا بكر،
فقال القفال: أيد الله الشيخ الجليل إني مع القافلة، وهي تخرج اليوم، فإن أذن لي بالقراءة
عليه. قال: قد قلت إلى يوم المجلس، فلم يقدر له ولم يقرأه، ولم يدعه يسمع منه ذلك
الحديث الذي فيه حاجة القفال.
قال البصيري: سمعت أبا الحسين أحمد بن الحسين الخفاف يقول: سمعت الشيخ
الجليل أبا محمد المزني يقول: حديث النزول قد صح، والايمان به واجب، ولكن ينبغي أن
يعرف أنه كما لا كيف لذاته لا كيف لصفاته.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو محمد المزني، كان إمام
278

أهل العلم والوجوه وأولياء السلطان بخراسان في عصره بلا مدافعة. سمع بهراة علي بن
محمد بن عيسى الجكاني، وبنيسابور إبراهيم بن أبي طالب، وبمرو الروذ يوسف بن
موسى، وبنسا الحسن بن سفيان، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني (1)، وبجرجان
عمران بن موسى السجستاني، وببغداد يوسف القاضي، وبالكوفة عبد الله بن غنام،
وبالبصرة أبا خليفة القاضي وبالأهواز عبدان بن أحمد، وبمكة المفضل بن محمد الجندي،
وبمصر علان بن أحمد، وبالشام أصحاب المعافى والنفيلي. قام بمصر ثلاث سنين، وحج
بالناس، وخطب بمكة. روى عنه أبو بكر بن إسحاق الضبعي، وعمر بن الربيع بن سليمان
وأبو العباس بن عقدة الحافظ وأبو بكر القفال ومشايخ عصره بخراسان. وكان من مفاخر
عصره. قيل إنه كان قتيل حب الوطن. أملى مجلسا في هذا المعنى، وبكى ومرض عقيبه.
ومات في شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاث مئة ببخارى، وحمل الوزير أبو يعلى البلعمي
تابوته، وقدم ابنه للصلاة عليه، وحمل إلى هراة فدفن بها.
وأخوه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر بن
مفضل بن حسان بن عبد الله بن مغفل المزني الهروي، كان بينهما سنتان، والشيخ أبو محمد
أكبر منه، وأبو عبد الله كان قد اشترى بنيسابور دار يحيى بن يحيى الامام، وكان يكثر المقام
بها، سمع علي بن محمد بن عيسى الجكاني وأحمد بن نجدة بن العريان القرشي. وحدث
بالعراق ونيسابور وهراة. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي بنيسابور في
جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وقد قارب الثمانين.
وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر المزني الهروي. ذكره الحاكم في
التاريخ وقال: ورد نيسابور سنة أربعين وثلاث مئة، فسمع الكتب من أبي العباس، وأكثر عن
الشيوخ، ثم انصرف إلى هراة. وقدم علينا سنة إحدى وخمسين حاجا ثم قدم علينا في أواخر
عمره، وكان يحدث، فخرج إلى بغداد وسمع بها، وخلط ثم استشهد بهراة في سنة ثمانين
وثلاث مئة.
ومزينة محلة بالبصرة، ولعل جماعة من هذه القبيلة نزلت تلك المحلة فنسبت إليهم.
منها رفيقنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أحمد البصري المزني، سمع منا ومعنا ببغداد،
وانحدرنا في سفينة واحدة إلى البصرة رحمه الله.

(1) انظر اللباب 3 / 388.
279

وأبو وائلة إياس بن معاوية بن قرة بن إياس المزني، من أهل البصرة، وكان على
القضاء بها. يروي عن سعيد بن المسيب وأبيه. روى عنه شعبة وابن عجلان، وكان من دهاة
الناس. مات سنة اثنتين وعشرين ومئة.
وقد ذكرنا عبد الله بن مغفل المزني.
ومن أولاده عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن مغفل، وجده من قبل أمه إياس بن عبد.
يروي عن موسى بن عبد الله بن يزيد. روى عنه إسماعيل بن زكريا الكوفي.
وأما أحمد بن إبراهيم بن العيزار المزني فإنه ينسب إلى مزنة، وهي قرية من قرى
سمرقند على ثلاثة فراسخ منها يقال لها (مزن) وتحرك النسبة إليها. يروي عن علي بن
الحسين البيكندي. روى عنه محمد بن جعفر بن الأشعث.
المزوق: بضم الميم، وفتح الزاي، وكسر الواو المشددة، وفي آخرها القاف، هذه
النسبة إلى حرفة التزويق وتدهين الأشياء الخشبية والسقوف.
والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسين بن حاتم المزوق، من أهل بغداد. حدث عن
العلاء بن عمرو الحنفي والحسن بن بشر بن سلم (1) البجلي وثابت بن موسى الضبي. روى
عنه محمد بن أحمد الحكيمي. ومات في ذي القعدة سنة أربع وسبعين، ولم يزد على
هذا.
وأبو موسى هارون بن علي بن الحكم المزوق. سمع يعقوب بن ماهان وأبا عمر
الدوري وإبراهيم بن سعيد الجوهري والحسين بن علي الصدائي وزياد بن أيوب السوسي.
روى عنه أبو الحسين بن المنادي ومحمد بن حميد المخرمي وعمر بن أحمد بن يوسف
الوكيل. وكان ثقة.
وأبو بكر يحيى بن أحمد بن هارون المزوق، من أهل بغداد، حدث عن محمد بن
عبيد المحاربي الكوفي. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني.
المزيزي: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الزائين المعجمتين
الخفيفتين، هذه النسبة إلى مزيز وهو اسم رجل.
والمشهور بالنسبة إليه إسحاق بن إبراهيم بن مزيز السرخسي، يروي عن مغيث بن بديل

(1) انظر اللباب 3 / 205.
280

عن خارجة بكتاب القراءات تصنيف خارجة وغير ذلك.
وابنه أبو الحسن أحمد بن إسحاق المزيزي. يروي عن أبيه. روى عنه أبو إسحاق
المزكي النيسابوري وهاشم بن عبد الله بن إسحاق المروزي ومحمد بن العباس الرملي
صاحب
أصول. يروي عن عبيد بن الحسن وعبد الله بن محمد بن زكريا وأحمد بن أبي
وابنه أبو علي محمد بن أحمد بن إسحاق المزيزي. يروي عن أبيه ومحمد بن
عبد الرحمن الشامي ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد ومحمد المنذر الهرويين
والحسن بن سفيان النسائي (1). روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز ورأيت
له بسرخس جزءا منفردا سمعته من أبي نصر محمد بن محمود السرة مرد الشجاعي.
المزين: بضم الميم، وفتح الزاي، وكسر الياء المشددة آخر الحروف، وفي آخرها
النون، هذا الاسم لمن يحلق الشعر.
واشتهر بهذا الاسم أبو الحسن علي بن محمد الصوفي المعروف بالمزين، من أهل
بغداد، صحب سهل بن عبد الله التستري والجند بن محمد وبنان الحمال، وكان يقال له:
المزين الكبير، وكان صاحب اجتهاد وتعبد. وكان يقول: (الكلام من غير ضرورة مقت من
الله للعبد). أقام بمكة مدة مجاورا إلى أن مات بها في سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة.
وأبو يوسف يعقوب بن شاذة بن إسحاق بن إبراهيم المزين الأصبهاني ثقة صدوق،
صاحب أصول. يروي عن عبيد بن الحسن وعبد الله بن محمد بن زكريا وأحمد بن أبي
عاصم وغيرهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
المزيني: بضم الميم وفتح الزاي، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى مزينة ومزين. أما مزينة فقد ذكرناها في (المزني) وقد جاءت النسبة فيها
كذلك.
وأما المنسوب إلى مزين فهو يحيى بن إبراهيم بن مزين المزيني. يروي عن مطرف
والقعنبي، توفي في سنة ستين ومائتين وهو مولى آل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
المزيناني: بفتح الميم، وكسر الزاي، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين،
والألف بين النونين، هذه النسبة إلى مزينان وهي بليدة من آخر حد خراسان، لذا خرجت إلى

(1) انظر اللباب 3 / 307 و 308.
281

العراق. نزلت بها ساعة.
والمهشور بالنسبة إليها أبو عمرو أحمد بن معقل الكاتب السرخسي المزيناني، من أهل
سرخس، نزل مزينان فنسب إليها. سمع بسرخس أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي،
وببغداد أبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبا عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي وغيرهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ محمد بن عبد الله البيع، وقال: كان
إذا قدم نزل على أبي أحمد الحسين بن علي التميمي وكانت وافته بمزينان سنة اثنتين وخمسين
وثلاث مئة.
وأبو العباس بالويه بن محمد بن بالويه المزيناني. كان وكيل أبي أحمد الحسين بن علي
التميمي بنيسابور. سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق
السراج وأبا عبد الله محمد بن علي المستملي المروزي وأقرانهم. سمع منه الحاكم أبو
عبد الله الحافظ.
المزي: بكسر الميم والزاي، وفي آخرها ياء النسبة، هذه النسبة إلى المزة، وهي
ضيعة حسنة على باب دمشق. خرجت إليها يوما مع رفيقنا أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ
وأبي القاسم وهب بن سليمان بن الزيف وغيرهما من الفقهاء وكتبت شيئا يسيرا: أنشدني
المزي بالمزة من لفظه، أنشدني علي بن الحسن الشافعي لنفسه: (1) ().

بياض في الأصول بقدر أربع كلمات.
282

باب الميم والسين
المساحقي: هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها عبد الجبار بن سعيد (1) بن
سليمان بن نوفل بن مساحق المساحقي، من أهل المدينة. ونوفل من المشهورين. وكان على
عمل الصدقات. روى عبد الجبار عن أبي الزناد وأهل المدينة. روى عنه أبو زرعة الرازي
الامام وغيره. ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات.
المسافري: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وكسر الفاء، وفي آخرها الراء، هذه
النسبة إلى مسافر، وهو الجد الأعلى لأبي بكر بن أبي تراب، وهو محمد بن أحمد بن
محمد بن الحسين بن مهدي بن مسافر الطوسي النوقاني المسافري، من أهل نوقان إحدى
بلدتي طوس من أولاد المحدثين. سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس
محمد بن إسحاق السراج وغيرهما. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره وقال: طالت
صحبتنا معه ببخارى ونيسابور، وكان من أصحاب أبي يعلى العلوي، ثم سكن بخارى إلى
أن دفنته بها، وكان يسمع معنا إلى أن توفي في منزلي ببخارى ليلة الجمعة النصف من صفر
سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، صلى عليه الفقيه أبو بكر الأودني ودفناه بكلاباذ.
ووالده أبو تراب أحمد بن محمد بن الحسين الطوسي الواعظ. ذكره الحاكم أبو
عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: هو والد أبي بكر المسافري النوقاني. حدث بنيسابور غير
مرة بعد أن نظرت في حديثه بالنوقان. سمع بخراسان إبراهيم بن إسماعيل العنبري وتميم بن
محمد الطوسيين ومحمد بن المنذر شكر، وببغداد أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي
وحامد بن شعيب البلخي. قال: حدثني ابنه أبو بكر أنه توفي في النوقان سنة تسع وأربعين
وثلاث مئة.
المسائلي: بفتح الميم والسين، وكسر الياء آخر الحروف، وفي آخرها اللام، هذه
النسبة () (2).
وأبو الحسين محمد بن حمويه بن سهل المسائلي الاستراباذي، (من أهل استراباذ)

(1) انظر اللباب 3 / 206.
(2) بياض في الأصول.
283

يروي عن محمد بن جبرئيل (ومحمد بن نوكرد والحسين بن بندار) وغيرهم. روى عنه أبو
عبد الله الطلقي.
المسبحي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، بعدها الباء المنقوطة بواحدة، وفي
آخرها الحاء، هذه النسبة إلى الجد (هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه).
والمشهور بها (1) محمد بن عبيد الله بن أحمد بن إدريس (1) المسبحي، صاحب تاريخ
المغاربة ومصر. (قال ابن ماكولا: رأيت التاريخ عند فخر الدولة نقيب الطالبين بها، وهو
كتاب كبير جدا).
وأبو علي محمد بن زكريا بن يحيى بن داود بن سليمان بن مسبح البغدادي الأعرج
المسبحي، هكذا ذكره أبو بكر أحمد (بن علي بن ثابت) في تاريخ بغداد وقال: يروي عن
أبي شعيب الحراني وأبي خليفة الجمحي ومطين الكوفي وغيرهم. روى عنه (أبو عبد الله) بن
منده الأصبهاني الحافظ وأبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي وغيرهما. وتوفي بجوزجانان (2)
في سنة خمسين وثلاث مئة. (وقال أبو العباس المستغفري: أبو علي الأعرج المسبحي،
كان على عمل المظالم بنسف. وكان أبو عبيد محمد بن محمد بن سليمان خليفته في الحكم
في حال شبابه. قال أبو عبيد: كان المسبحي على قضاء نسف، وكنت خليفته فوقعت بينه
وبين شيخنا أبي بكر القلانسي وحشة، فكنت إذا دخلت عليه قال: قل لصاحبك: تفزع البط
بالشط، يعني تفزعني بالصوف وأنت بالمسجد منذ كذا وكذا سنة ولا يعلوك إلا الحشيش).
المسبعي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وتشديد (الباء) الموحدة المكسورة،
وفي آخرها العين، هذه النسبة إلى المسبعة ويقال لهم السبعية لامرين: أحدهما قولهم:
سبعة أئمة في كل دور من الزمان، من غير أن ينتهي ذلك إلى قيامة أو فناء. والثاني: لقولهم بأن
تدابير العالم منوطة بالكواكب السبعة، وقالوا: الأشياء السبعية كثيرة: فإن السماوات سبع
والأرضين سبع، والبحار سبع والأيام سبع (وقالوا: يجب بهذه القضية أن تكون مدبرات العالم
سبعة كواكب. وهذا قول الثنوية وكفرة المنجمين الذين قالوا بقدم الأفلاك والكواكب السبعة
وأضافوا إليها تدبير العالم).
المستدركي: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء (ثالث الحروف)،

(1 1) انظر اللباب 3 / 207.
(2) جوزجانان أو جوزجان هما واحد، كورة واسعة من كور بلخ بخراسان بين مرو الروذ وفارياب وبلخ.
284

وسكون الدال المهملة، وكسر الراء، هذه النسبة إلى السائفة المعروفة بالمستدركة من الفرق
النجارية، (وكانوا على قول الزعفرانية، ثم استدركوا فقالوا: يجب إطلاق القول بخلق
القرآن لأنا قد قلنا إنه غير الله، وما كان غيره فهو مخلوق، ثم إنهم ازدادوا في هذا الباب
غلوا، فزعموا وقالوا إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قال لأصحابه: القرآن مخلوق بهذه العبارة على هذا
النظم من الحروف. وقالوا: من لم يقل إن الرسول صلى الله عليه وآله قال ذلك بهذه العبارة فهو كافر.
فاستدركت عليهم طائفة منهم وقالوا: نقول إن النبي صلى الله عليه وآله قد أشار إلى خلق القرآن بما يدل عليه
ولا نقول إنه قال: القرآن مخلوق على هذه العبارة، وكل واحدة من هذه الفرق الثلاث
المنتسبة إلى النجارية تكفر صاحبتها، ومخالفوهم يكفرونهم جميعا، فلا تصح دعوى واحدة
منها في أنها الفرقة الناجية لان الكفر والنجاة لا يجتمعان. وأعجب أمور هذه الطائفة
المستدركة أنها زعمت أن أقوال مخالفيهم كلها ضلال وكفر حتى أنهم قالوا: إن الواحد من
مخالفيهم إذا قال: لا إله إلا الله أو قال: محمد رسول الله فقوله ضلال منه وبدعة وكفر).
المستعطف: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف،
وسكون العين، وكسر الطاء المهملتين، وفي آخرها الفاء.
هذا لقب أبي موسى عيسى بن مهران المستعطف، من أهل بغداد، حدث عن
عمرو بن جرير البجلي وحسن بن حسين العرني ونحوهما، روى عنه أبو جعفر محمد بن جرير
الطبري وغيره. وقال أبو الحسن الدارقطني: عيسى بن مهران (المستعطف) بغدادي رجل
سوء ومذهب سوء يروي عنه ابن جرير الطبري. وقال غيره وهو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب في تاريخ بغداد كان عيسى بن المستعطف من شياطين الرافضة ومردتهم، رفع إلي
كتاب من تصنيفه في الطعن على الصحابة وتضليلهم وإكفارهم وتفسيقهم، فوالله لقد قف
شعري عند نظري فيه وعظم تعجبي مما أودع ذلك الكتاب من الأحاديث الموضوعة
والأقاصيص المختلفة والأنباء المفتعلة بالأسانيد المظلمة عن سقاط الكوفيين من المعروفين
بالكذب ومن المجهولين، ودلني ذلك على عمي بصيرة واضعه وخبث سريرة جامعة وخيبة
سعي طالبه واحتقاب وزر كاتبه فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون (وسيعلم
الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (1).
المستعيني: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف، وكسر

(1) سورة الشعراء رقم 227.
285

العين المهملة، وسكون الياء، وفي آخره النون وهذه النسبة إلى المستعين أحد الخلفاء.
والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين العلاف ويعرف
بالمستعيني، من أهل بغداد، وحدث عن علي بن حرب وأبي النضر إسماعيل بن عبد الله بن
ميمون الفقيه والحسن بن عرفة وحماد بن الحسن بن عنبسة وعبد الله بن علي بن المديني
ومحمد بن يوسف بن الطباع. روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي وأبو الحسن الدارقطني
ويوسف بن عمر القواس وعبد الله بن عثمان الصفار. وكان ثقة، ومات في شعبان من سنة
خمس وعشرين وثلاث مئة.
المستغفري: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من
فوقها، وسكون الغين المعجمة، وكسر الفاء، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى
المستغفر وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو علي محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس المطوعي
الجلاب) المستغفري، من أهل نسف، سمع أبا حفص أحمد بن محمد العجلي، سمع
منه جزءا واحدا. روى عنه ابنه، وكانت ولادته في شهور سنة ثماني عشرة وثلاث مئة. ووفاته
في شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.
وابنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر النسفي
المستغفري، خطيب نسف. كان فقيها فاضلا ومحدثا مكثرا صدوقا يرجع إلى فهم ومعرفة
وإتقان، جمع الجموع، وصنف التصانيف وأحسن فيها، وكان قد رحل إلى خراسان وأقام
بمرو وسرخس مدة وأكثر عن أبي علي زاهر بن أحمد السرخسي وما جاوزه. سمع بنسف أبا
سهل هارون بن أحمد الاستراباذي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن زر الرازي، وببخارى أبا
عبد الله بن محمد بن أحمد غنجار الحافظ، وبمرو أبا الهيثم محمد (بن المكي) الكشمهيني
وجماعة كثيرة سواهم. روى عنه جدي الأعلى القاضي أبو منصور محمد بن عبد الجبار
السمعاني وأبو علي الحسن بن عبد الملك القاضي وأبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي
الحافظ، وجمع كثير لا يحصون ولم يكن بما وراء النهر في عصره من يجري مجراه في الجمع
والتصنيف وفهم الحديث وكانت ولادته سنة خمسين وثلاث مئة. ووفاته سلخ جمادى الأولى
سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة وزرت قبره بنسف على طرف الوادي.
وابنه أبو ذر محمد بن جعفر المستغفري كان خطيب نسف. سمعه أبوه عن جماعة من
الشيوخ شارك أباه فيهم وولي الخطابة مدة بعد أبيه، وكان من أهل العلم والخير. ذكره أبو
286

محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ (في معجم شيوخه) وقال: أبو ذر المستغفري
ابن شيخنا الامام أبي العباس. سمع أبا الفضل يعقوب بن إسحاق السلامي وأبا محمد
عبد الملك بن مروان (بن إبراهيم بن رافع) الميداني، ورحل به أبوه إلى أبي علي الحاجبي
فسمعه الصحيح للبخاري (وقطعة صالحة من المتفرقات). كان (ربما يملي في حياة والده)،
صحيح السماع.
المستملي: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المنقوطة من فوقها
باثنتين، وسكون الميم، وفي آخرها اللام، اختص بهذه النسبة جماعة كثيرة كانوا يستملون
للأكابر والعلماء منهم:
أبو بكر محمد بن أبان بن وزير المستملي البلخي، وكان أحد حفاظ الحديث ومتقنيهم
بخراسان، وإنما قيل له المستملي لأنه كان يستملي على وكيع بن الجراح، يروي عن
مروان بن معاوية الفزاري ويحيى بن سليم الطائفي وعبد الرزاق (بن همام وسفيان) بن عيينة.
روى عنه جماعة من أهل بغداد والكوفة، وكان فاضلا حسن المذاكرة ممن جمع وصنف،
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وإسماعيل بن إسحاق القاضي وإبراهيم بن
إسحاق الحربي والحسن بن علي المعمري وموسى بن هارون وعبد الله بن محمد البغوي
وغيرهم. مات سنة أربع أو خمس وأربعين ومائتين.
ويحيى بن راشد البصري مستملي أبي عاصم النبيل. يروي عن داود ابن أبي هند،
دخل الشام وحدثهم بها، فحديثه عند أهل العراق والشام، مات سنة إحدى عشرة ومائتين قبل
أبي عاصم بسنة، ومات أبوه راشد بعده بسنة.
وأبو عبد الرحمن سلمة بن شبيب النيسابوري المستملي سكن مكة، وكان مستملي
المقبري. يروي عن يزيد بن هارون وعبد الرزاق بن همام. روى عنه الناس، مات (بمكة)
سنة سبع وأربعين ومائتين.
وأبو إسحاق المستملي البلخي هو إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن داود الحافظ (من
أهل بلخ)، كان يستملي على أبي بكر عبد الله (بن محمد بن علي) الطرخاني الحافظ وكان
عالما عارفا بأحاديث أهل بلخ ومشايخهم والتواريخ وجمع علومهم وكان يروي الصحيح
الجامع للبخاري عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري وكان بندرا في الحديث. روى
عنه أبو ذر (عبد بن أحمد) الهروي بمكة وأبو عبد الله (محمد بن أحمد بن محمد) الغنجار
الحافظ ببخارى، ومات ببلخ في شهور سنة ست وسبعين وثلاث مئة.
287

والحسن بن عبد الملك بن الحسن بن أحمد الأنصاري المستملي اليشكري من بني
يشكر من أهل بخارى، كان مستملي شيوخ بخارى قاطبة في زمانه، سمع أبا محمد أحمد بن
عبد الله المزني وأبا صالح خلف بن محمد الخيام ببخارى وببغداد أبا بكر أحمد بن يوسف بن
خلاد النصيبي وأبا بكر أحمد مالك القطيعي وأبا علي محمد بن أحمد الصواف وسمع منه
جماعة ومات ببخارى قبل الصلاة في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن عمر بن مهران (بن فيروز بن
سعيد) المستملي الوراق المعروف بأبي بكر بن أبي علي، من أهل بغداد. سمع أباه أبا علي
الحسن بن الطيب الشجاعي وعمر بن أبي غيلان الثقفي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ومحمد بن يحيى بن الحسين العمي ومحمد بن
محمد بن سليمان الباغندي وعبد الله بن محمد البغوي ومن بعدهم. روى عنه أبو الحسن
الدارقطني وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم الأزهري والحسن بن محمد الخلال. وأبو محمد
الحسن بن علي الجوهري وجماعة يطول ذكرهم. وحكي عنه أنه قال: دققت على أبي
محمد بن صاعد بابه فقال: من ذا؟ فقلت: أنا أبو بكر بن أبي علي، يحيى هاهنا؟ فسمعته
يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكني نفسه وأباه ويسميني
فأصفعه. وسئل أبو بكر البرقاني عن أبي بكر بن أبي علي فقال: ثقة ثقة. وقال محمد بن
أبي الفوارس: أبو بكر بن إسماعيل متيقظ حسن المعرفة، وكانت كتبه ضاعت في شهر ربيع
الآخر سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس بن هاشم الرومي المستملي، مولى أبي جعفر
المنصور كان يستملي على سفيان بن عيينة ويزيد بن هارون وحدث عن ابن عيينة وحاتم بن
إسماعيل ومعن بن عيسى وعبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل روى عنه محمد بن إسماعيل
البخاري في صحيحه وحاتم بن الليث الجوهري وعباس بن محمد الدوري وحنبل بن إسحاق
وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو بكر بن أبي الدنيا القرشي. وسئل عنه أبو حاتم الرازي
فقال: صدوق. ومات سنة خمس وعشرين أو نحوها.
وأبو سفيان هارون بن سفيان بن راشد المستملي المعروف بمكحلة. حدث عن
محمد بن حرب الخولاني وبقية بن الوليد ويعلى بن الأشدق ويحيى بن سليم الطائفي. روى
عنه إبراهيم بن موسى الجوزي وعبد الله بن إسحاق المدائني وأبو القاسم البغوي. وكان
مستملي أبي نعيم الملائي، فيما أظن، فإنه روى قال: قال لي أبو نعيم: يا هارون اطلب
لنفسك صناعة غير الحديث فكأنك بالحديث قد صار على مزبلة. ومات مكحلة ببغداد في
288

شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين.
وأبو سفيان هارون بن سفيان بن بشير المستملي. كان مستملي يزيد بن هارون، يعرف
بالديك. حدث عن يزيد بن هارون ومعاذ بن فضالة وأبي زيد النحوي وزياد بن سهل الحارثي
ومحمد بن عمر الواقدي وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم. روى عنه جعفر بن محمد بن
كزال وعبيد العجل وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن إسحاق المدائني ومات في سنة خمسين
أو إحدى وخمسين ومائتين ببغداد.
وأبو طاهر إبراهيم بن أحمد بن سعيد بن محمد بن إسحاق المستملي البخاري
الطبيب، كان يستملي على شيوخ بخارى. والده سمع أبا عمرو محمد بن محمد بن صابر
وأبا أحمد محمد بن الحسن البخاريين. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد
النخشبي الحافظ.
وأبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن سهل بن سهيل بن أرزح
الآملي المستلمي المذكر المفسر من أهل بخارى. سمع أبا العباس جعفر بن محمد بن
المكي بن المسيب بن حجر النقبوني (1) والقاضي أبا سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبا
حامد محمد بن محمد بن عبد الله الصائغ، وسمع منه مسند السراج القدر الذي قرئ عليه
ببخارى. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد (بن محمد) النخشبي والسيد أبو بكر
محمد بن علي بن حيدرة الجعفري. وذكره عبد العزيز في معجم شيوخه فقال: إسماعيل
المستملي يميل إلى مذهب المتكلمين في الأصول فسر كتاب التعرف لمذهب التصوف لأبي
بكر بن أبي إسحاق فذكر فيه من البدع ما ذكر. وسمع من شيوخ آمل جيحون أيضا بعد
السبعين. مات يوم الاثنين بعد الظهر السادس عشر من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربع
مئة.
وأبو سعد وجيه بن أبي الطيب المستملي، وكان يستملي على شيوخ نيسابور. سمع أبا
محمد الحسن بن أحمد المخلدي وغيره. سمع منه عبد العزيز النخشبي.
المستيناني: بفتح الميم، وسكون السين المهملة والياء الساكنة بين التاء المكسورة
والنون المفتوحة، والألف بين النونين، هذه النسبة إلى مستينان، وظني أنها قرية من قرى
بلخ.

(1) انظر اللباب 3 / 3222.
289

اشتهر بهذه النسبة: عمر بن عبيد بن الخضر بن موسى المستيناني. يروي عن أبي
القاسم أحمد بن محمد بن محمد (1) بن عبد الله الخليلي. روى عنه أبو حفص عمر بن
محمد بن أحمد الحافظ النسفي، وأقام بسمرقند وحدث بها في سنة عشرين وخمس مئة.
فتكون وفاته بعد هذا التاريخ.
المسدي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وكسر الدال المهملة، المشددة، هذه
النسبة إنما تقال لمن يعمل السدا ببغداد للثياب السقلاطونية.
والمشهور بهذه النسبة أبو غالب المبارك بن عبد الوهاب بن محمد بن منصور (القزاز)
المسدي، من أهل بغداد، شيخ صالح، سليم الجانب، يحفظ الاشعار، وكنت آنس به
كثيرا. سمع أبا محمد التميمي وطرادا الزينبي وأبا طاهر الباقلاني وعبد الله بن جابر بن ياسين
الجياني وغيرهم. وكان يحضر معنا مجالس الحديث. وسمع عند أبي بكر الأنصاري وأبي
منصور بن زريق وغيرهما. سمعت منه ببغداد، وخرج معي إلى عكبرا (2)، وكتبت عنه بها
وبأوانا وفي طريقها. وتوفي في شعبان سنة أربع وأربعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب الشام
عند ثعلب النحوي.
المسروقي: بفتح الميم والسين الساكنة، والراء المضمومة، (والواو بعدها)، وفي
آخرها القاف، هذه النسبة إلى مسروق وهو اسم لجد أبي عيسى موسى بن عبد الرحمن بن
سعيد بن مسروق الكندي المسروقي. روى عن أبي سامة ومحمد بن بشر ويحيى بن زكريا بن
إبراهيم بن سويد وزيد بن الحباب والمؤمل بن إسماعيل وعبيد بن الصباح الخزاز وطلاب بن
حوشب وسفيان بن عقبة أخي قبيصة. قال ابن أبي حاتم الرازي: كتب أبي عنه. قديما وكتبت
عنه معه أخيرا وهو صدوق ثقة.
المسعري: بكسر الميم، وسكون السين المهملة، وفتح العين المهملة، وفي آخرها
الراء، هذه النسبة إلى مسعر، وهو جد أبي أحمد عبد الرحمن بن عثمان بن مسعر
المسعري، من أهل بغداد، حدث عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي والحسن بن أبي
الربيع الجرجاني. روى عنه أبو أحمد الحسين بن علي التميمي المعروف بحسينك
النيسابوري.

(1) انظر اللباب 3 / 209.
(2) عكبرا: بليدة من نواحي دجيل قرب صريفني وأوانا بينها وبين بغداد عشرة فراسخ (معجم البلدان).
290

وعبيد الله بن محمد بن مسعر المسعري، من أهل بغداد. حدث عن عباس بن محمد
الدوري. روى عنه أبو زيد الحسين بن الحسن بن عامر الكوفي.
المسعودي: بفتح الميم، وسكون السين المهملة، وضم العين المهملة، وفي آخرها
الدال المهملة، هذه النسبة إلى مسعود والد عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه). والمشهور
بهذا الانتساب من القدماء:
أبو العميس عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي أخو عبد الرحمن
المسعودي يروي عن إياس بن سلمة بن الأكوع. روى عنه وكيع وأهل الكوفة.
وأما عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي الهذلي الذي يقال له
(المسعودي): يروي عن الحصين والقاسم بن عبد الرحمن. روى عنه وكيع والكوفيون.
مات سنة ستين ومئة. وكان المسعودي) صدوقا، إلا أنه اختلط في آخر عمره اختلاطا شديدا حتى
ذهب عقله، وكان يحدث بما يحبه فحمل عليه فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير ولم يتميز
فاستحق الترك. قال عمرو بن علي: سمعت أبا قتيبة مسلم بن قتيبة يقول: رأيت المسعودي
سنة ثلاث وخمسين فكتبت عنه، وهو صحيح، ثم رأيته سنة سبع وخمسين والذر يدخل في
أذنه وأبو داود يكتب عنه، فقلت: أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي!؟!
وعبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي من أهل
الكوفة. سمع القاسم بن عبد الرحمن وأبا حصين عثمان بن عاصم وسلمة بن كهيل
وعاصم بن بهدلة وإبراهيم السكسكي وجامع بن شداد وموسى الجهني وعبد الرحمن بن
الأسود. روى عنه سفيان الثور وابن عيينة وشعبة ووكيع وأبو نعيم ويزيد بن هارون
وروح بن عبادة وأبو داود الطيالسي وأبو النصر هاشم بن القاسم وعاصم بن علي وعلي بن
الجعد، وكان يغلط في الرواية عن عاصم بن بهدلة وسلمة، ووثقه يحيى بن معين. وقيل إنه
اختلط في آخر عمره. ومات ببغداد سنة ستين ومئة.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود
المسعودي: إمام فاضل مبرز عالم زاهد ورع حسن السيرة من أهل مرو. شرح مختصر
المزني، وأحسن فيه. سمع الحديث القليل من أستاذه أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال.
وتوفي سنة نيف وعشرين وأربع مئة بمرو.
وأبو الفضل محمد بن أبي نصر سعيد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن
محمد بن مسعود المسعودي: إمام زاهد ورع حسن السيرة كثير المحفوظ متواضع، يكرم
291

الناس. سمع أبا القاسم يحيى بن علي الكشميهني وأبا القاسم علي بن موسى الموسوي وأبا
عبد الله محمد بن الحسن المهربندقشائي وغيرهم. سمعت منه الكثير. وكانت ولادته في
حدود سنة خمسين وأربع مئة. وتوفي في غرة جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.
(ودفن بسنجذان).
وابنه أبو المظفر منصور بن محمد المسعودي: كان أحد الفضلاء المبرزين قرأ الأدب
وبرع فيه. وكان يعظ وعظا حسنا مسجعا. قرأ الفقه على والدي، واختص بعمي رحمهما
الله. وكان يقوم بمصالحه سمع جدي الامام أبا المظفر السمعاني وأبا إبراهيم إسماعيل بن
عبد الجبار الناقدي وأبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي وطبقتهم. سمعت منه
بمرو وبنواحي طوس. وكانت ولادته في منتصف رجب سنة إحدى وثمانين وأربع مئة.
وأخوه أبو الفتح مسعود بن محمد المسعودي: فاضل حسن السيرة جميل الامر كثير
المحفوظ مليح الأخلاق شديد التواضع. تفقه على الامام والدي رحمه الله، ورأى جدي
الامام أبا المظفر السمعاني وسمع منه الحديث، ومن أبي جعفر أحمد بن الحسين الفقيه
الخزاعي وأبي المظفر سليمان بن محمد بن داود الصيدلاني وغيرهم. وكانت له إجازة عن
أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي وأبي
محمد الحسن بن أحمد السمرقندي وغيرهم. سمعت منه الكثير مثل تاريخ نسف لأبي
العباس المستغفري وكتاب الشعر والشعراء للمستغفري أيضا بروايته عن السمرقندي عنه وكان
كثير الميل إلي، وكنت آنس بن كثيرا، وأفرح بلقياه ومحاورته. ولد في الثاني عشر من شهر
ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة بمرو.
ومحمد بن العباس بن أحمد بن مسعود بن عمرو المسعودي، ينسب إلى جده الأعلى
من أهل أستراباذ. كان يتحفظ من كل شئ رحل إلى الشام والعراق ومصر يروي عن أبي
خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبي يعلى أحمد بن علي بن المثني وعلي بن أحمد بن
علي المصري يعرف بعلان وأبي بشر الدولابي وغيرهم مات بعد الخمسين والثلاث مئة.
وأخوه أبو بكر محمد بن العباس بن أحمد بن مسعود المسعودي، أخو أبي عمرو وأبي
الحسن، وكان فقيها. رحل إلى العراق. وروى عن أبي يعلى الموصلي وأبي القاسم البغوي
وغيرهما قيل إنه حدث من تصانيف أخيه من غير أن يكون له فيها سماع ومات بعد السبعين
والثلاث مئة.
المسكيني: بكسر الميم، والسين الساكنة، والكاف المكسورة، ثم بعدها الياء
292

الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مسكين وهو:
مسكين بن الحارث المصري، صاحب الشافعي وتلميذه.
ومن أولاده أبو الحسن عبد الملك بن الفقيه أبي محمد عبد الله بن ابن حميد بن
محمد بن عبد القادر بن الحارث بن مسكين بن الحارث المصري المسكيني، من أهل
مصر، كان فقيها فاضلا ثقة في الحديث. سمع أباه. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن
محمد النخشبي الحافظ، (وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو الحسن بن أبي محمد
المصري. فقيه على مذهب الشافعي في الحديث، من عباد الله الصالحين. سمعته يقول:
كنت أشتغل بتعلم النجوم في شبابي، فتعلمته حتى حللت الزيج المأموني، وكنت عند
أستاذي يوما آخر النهار فأمرني بالرجوع، فاختفيت في موضع فطلع المشتري فسجد له لما
طلع في سعده وقال: يا مولانا افعل كذا وافعل كذا يدعو في جماعة، فسجدت معه خوفا منه
وجئت إلى والدي فقال لي: أين كنت؟ قلت: كفرت وسجدت لغير الله، فقال لي والدي:
ويحك، أجننت؟! فقصصت عليه القصة، وحلفت أن لا أعود أنظر في النجوم وتركت ذلك
من تلك الساعة إلى هذه الساعة وأموت على ذلك قال النخشبي: وكان في السنة قويا وكان
معاشه من التجارة سمعته يقول: مولدي لثلاث خلون من صفر سنة إحدى وسبعين وثلاث
مئة. ومات بعد سنة أربعين وأربع مئة.
المسكي: بكسر الميم، وسكون السين المهملة، هذه النسبة إلى المسك وبيعه
والتجارة فيه. والمشهور بها:
أبو سعيد محمد بن هارون بن منصور المسكي النيسابوري، من أعيان أصحاب
الحديث. سمع محمد بن يحيى وأبا الأزهر وأحمد بن يوسف والصغاني والدوري ومحمد بن
إسماعيل بن سالم والدبري وابن أبي مسرة وغيرهم. روى عنه الحفاظ أبو علي وأبو الحسين
وأبو أحمد والمزكي أبو إسحاق وغيرهم. توفي في المحرم سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
وأبو يزيد حامد بن إسماعيل العطار السمرقندي يعرف بالمسكي، من أهل سمرقند،
يروي عن سفيان بن عيينة الهلالي وأبي إسماعيل أيوب بن النجار الحنفي اليمامي والوليد بن مسلم
الدمشقي والقاسم بن الحكم العربي وغيرهم. روى عنه حمدويه بن قطن الإشتيخني
وجبريل بن مجاع الكشاني. ومات يوم الخميس لست بقين من صفر سنة أربع وثلاثين
ومائتين.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن عبد الله السكري المسكي، ابن بنت جعفر بن أحمد بن
293

نصر الحافظ. سمع جده الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه. روى عنه الحاكم أبو
عبد الله الحافظ. توفي في رجب من سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
وأبو سهل محمد بن محمد بن عبدان بن محمد بن عبد السلام بن بشار الوراق
المسكي، من أهل نيسابور. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: فأما أخونا
أبو سهل فإنه نشأ وطال اختلافه إلى أبي علي الثقفي وعاشر مشايخ التصوف وخدمهم بخراسان
والعراق والحجاز وجاور بمكة مرتين. سمع بنيسابور بعد الثلاثين وسمع بالحجاز من أبي
سعيد بن الاعرابي، وبالعراق من أبي علي الصفار، وكان قد أقام بمكة الكرة الثانية،
فخرجت سنة خمس وأربعين وعاهد الله على أن يجيئني إلى بغداد فدخل البادية وحده ووفى
لي بما وعد ثم استشهد في رجب سنة خمس وخمسين وثلاث مئة. في طريق فراوة غرقا.
المسلمي: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وكسر اللام، وفي آخرها ميم
أخرى، هذه النسبة إلى المسلمة وجماعة ببغداد، من أولاد أقرباء رئيس الرؤساء علي بن
الحسن عرفوا بابن المسلمة، منهم:
أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن
الرفيل المسلمي المعروف بابن المسلمة. أسلم الرفيل على يدي أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضي الله عنه. وكان أبو جعفر بن المسلمة حسن الطريقة نبيلا كثير السماع ثقة
صدوقا. سمع أبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وأبا محمد عبيد الله بن أحمد بن
معروف القاضي. وأبو جعفر آخر من روى عنهما، وسمع أيضا أبا القاسم عيسى بن علي
الوزير وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن بن المخلص وأبا القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد
الشاهد وأبا الحسين محمد بن الحسين بن أخي ميمي الدقاق وطبقتهم. سمع منه القدماء مثل
أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وخرج له الأمالي، واستملى عليه. روى
لنا عنه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني وأبو سعد يحيى بن علي الحلواني وأبو تمام
أحمد بن محمد بن المختار الهاشمي بمرو وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف الحربي
وأبو النجم بدر بن عبد الله الشيخي وأبو غالب محمد بن علي بن الداية المكبر وجماعة سواهم
نحو سبعة عشر نفسا، وكانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وستين وأربع مئة. ودفن بمقبرة الخيزران.
وابنه أبو علي محمد بن محمد بن المسلمي أحد الثقب المعروفين. سمع أبا
الحسن بن الحمامي وأبا القاسم بن بشران وغيرهما. روى لنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي
294

وأبو الحسن بن عبد السلام الكاتب وغيرهما. وتوفي في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وأربع
مئة. ودفن بباب حرب. وكانت ولادته سنة أربع مئة.
وأبو القاسم علي بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة المسلمي البغدادي أخو
شيخنا محمد بن المظفر المسلمي توفي في شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.
وأخوه الاجل أبو الحسن محمد بن المظفر المسلمي من خير الرجال، لم أر شيخا
أحسن وجها منه ولا أنشف منه، ترك الدنيا عن اختيار واشتغل بالعبادة، وجعل داره رباطا
للصلحاء والصوفية. سمع أبا الخطاب علي بن عبد الرحمن بن الجراح المقرئ وأبا الحسن
علي بن محمد بن العلاف وغيرهما سمعت منه وانتفعت برؤيته وكلامه وكانت ولادته في حدود
سنة ثمانين وتوفي () (1).
وأبو جعفر محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل المسلمي
المعروف بابن المسلمة، جد أبي جعفر السابق ذكره. سمع محمد بن جرير الطبري والقاضي
أبا عمر محمد بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي. روى عنه ابنه أبو الفرج
أحمد، وكان ثقة، وتوفي في جمادي الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وحدث بشئ
يسير.
وابنه أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المسلمي، والد أبي جعفر وابن أبي جعفر
أيضا.
المسلي: بضم الميم، وسكون السين، وتخفيفها، هذه النسبة إلى بني مسلية، وهي
قبيلة من بني الحارث.
وهو مسلية بن عامر بن عمرو بن عكة بن جلد (2) بن مالك بن أدد بن حبابة. قال أبو
علي الغساني المغربي في كتاب تقييد المهمل: بنو مسلية هو مسلية بن عامر بن عمرو بن
علة بن جلد بن مذحج، وهم بنو عم بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة. قال: وقال أبو
بكر بن دريد: مسلية مفعلة من أسليته عن كذا، وهو السلو والسلوان، وهذه القبيلة نزلت
الكوفة وصارت محلة معروفة لنزولها بها.
فالمشهور بالنسبة إليها أبو خزيمة وبرة بن عبد الرحمن المسلي الحارثي من أهل

(1) بياض في كل الأصول.
(2) انظر اللباب 3 / 211.
295

الكوفة، من التابعين. يروي عن ابن عمر (رضي الله عنهما)، روى عنه بيان بن بشر ومسعود
المسعودي. مات في ولاية خالد بن عبد الله على العراق.
وابن جباية الشاعر المسلي، اسمه: الحارث بن ثعلبة بن ناشرة بن الأبيض بن كنانة بن
مسلية بن عامر، وحبابة هي أم ثعلبة وأخيه صبح ابني ناشرة، وهي حبابة بنت الأعمى بن
منبه بن كنانة بن مسلية، وبنو الحارث بن ثعلبة بها يعرفون، ولهم يقول عبد الله بن
عبد المدان:
وبنو حبابة ضاربون قبابهم * بقضيب تغرب حولهم أنعام
وتميم بن طرفة الطائي المسلي، من أهل الكوفة. يروي عن عدي بن حاتم وجابر بن
سمرة (رضي الله عنهما) روى عنه سماك بن حرب والمسيب بن رافع. وكان من الثقات.
مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين.
وشيخنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن الناقة المسلي كان يسكن في بني مسلية بالكوفة،
وكان شيخا فاضلا شاعرا، له أنس بالحديث. سمع الكثير وجمع كتابا في الحديث سماه
الأمثال. سمع بالكوفة أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال وأبا الغنائم محمد بن
علي بن ميمون النرسي، وببغداد أبا محمد الحسن بن علي بن عبد العزيز التككي
وهبة الله بن أحمد بن الموصلي وغيرهم. كتبت عنه أولا ببغداد لما قدمها، ثم بالكوفة،
وكنت اقرأ عليه بالكوفة على باب داره في بني مسلية.
وعمر بن شبيب بن عمر المسلي، من أهل الكوفة. قدم بغداد وحدث بما عن
عبد الملك بن عمير وعثمان بن ثوبان وعلقمة بن مرثد وعبد الله بن عيسى، وذكر أنه رأى أبا
إسحاق السبيعي. روى عنه إسحاق بن موسى الأنصاري ويعقوب الدورقي سعدان بن نصر
والحسن بن إسحاق بن يزيد العطار وغيرهم. وكان شيخا صالحا صدوقا ولكنه كان يخطئ
كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
وقال يحيى بن معين: عمر بن شبيب ليس بشئ، وسئل عن أبيه شبيب فقال: ثقة.
وقال أبو زرعة (الرازي): عمر بن شبيب واهي الحديث.
وقال يعقوب بن سفيان في تصنيفه باب من يرغب عن الرواية عنهم: كتب وكنت أسمع
أصحابنا يضعفونهم، منهم عمر بن شبيب الكوفي. وقال يعقوب في موضع آخر عمر بن
شبيب كوفي، حديثه ليس بشئ.
296

وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عمر بن شبيب المسلي ليس بالقوي.
وجارية بن سليمان المسلي يروي عن عبد الله بن الزبير. روى عنه إسماعيل بن أبي
خالد ويعقوب بن عطاء وإسماعيل بن مسلم.
المسمعي: هذه النسبة إلى المسامعة، وهي محلة بالبصرة، نزلها المسمعيون فنسبت
المحلة إليهم، وهي بفتح الميم الأولى، وكسر الثانية، والنسبة إليها مسمعي بكسر الميم
الأولى، وفتح الثانية، هكذا سمعنا مشايخنا يقولون.
ومن المحدثين المعروفين بها: أبو يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي، يعرف
بزرقان، كان أحد المتكلمين على مذاهب المعتزلة. وحدث عن يحيى بن سعيد القطان وأبي
زكير المدائني وعباد بن صهيب وأبي عاصم النبيل وعون بن عمارة وأبي عامر العقدي
وروح بن عمارة وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى. روى عنه الحسين بن صفوان البرذعي
ومكرم بن أحمد القاضي وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي.
قال أبو بكر الخطيب: سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن شداد المسمعي فقال:
ضعيف جدا. وقال لي مرة أخرى: المسمعي لا يحتج به. وقال لي مرة أخرى: كان أبو
الحسن الدارقطني يقول: محمد بن شداد المسمعي لا يكتب حديثه. مات أبو يعلى
(المسمعي) ببغداد في سنة ثمان أو تسع وتسعين ومائتين.
ومنهم أبو محمد عبد النور بن عبد الله بن سنان المسمعي، من أهل البصرة. قال أبو
حاتم بن حبان: هو مولى المسامعة، من أهل البصرة. يروي عن عبد الملك بن أبي
سليمان. روى عنه البصريون.
ووهيب بن غسان بن مالك المسمعي، من أهل البصرة. يروي عن أبي عاصم النبيل
ومعن بن سليمان. روى عنه محمد بن المسيب الأرغيناني.
وبكير بن أبي السمط المسمعي ولاء، مولى المسامعة، من أهل البصرة. يروي عن
قتادة. روى عنه حبان بن هلال ومسلم بن إبراهيم.
وأبو محمد شيبان بن محمد المسمعي البصري، من أهل البصرة، يروي عن نصر بن
علي الجهضمي. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد (بن أيوب) الطبراني.
المسناني: بكسر الميم، وسكون السين، والألف بين النونين، هذه النسبة إلى
مسنان، وهي قرية من قرى نسف.
297

منها عمران بن العباس بن موسى المسناني الفقيه. كان من القدماء، (من قرية
مسنان). يروي عن محمد بن حميد الرازي. ومحمد بن فضيل بن غزوان وغيرهما. روى
عنه مكحول بن الفضل النسفي وإبراهيم بن فضلويه الكسبوي. مات في شهر رمضان سنة
إحدى وثمانين ومائتين.
المسندي: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح النون، وفي آخرها الدال
المهملة:
وهو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان بن أخنس بن خنيس
المسندي الجعفي الامام العالم، من أهل بخارى، إنما قيل له (المسندي) لأنه كان يطلب
الأحاديث المسندة دون المقاطيع والمراسيل في حداثته، فلكثرة طلبه ذلك نسب إليه، وقيل
له (المسندي) يروي عن ابن عيينة وشبل وأبي محمد بن عمارة (وعبد الرزاق بن همام وأبي
عاصم النبيل وهشام بن يوسف وإسحاق الأزرق وأبي النضر هاشم بن القاسم). روى عنه
البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأحمد بن سيار ومحمد بن نصر المروزي. مات يوم
الخميس لست ليال بقين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين ومائتين. وكان متقنا.
قال أبو علي الغساني الحافظ: أبو جعفر المسندي، إنما عرف بهذا لأنه كان في وقت
الطلب يتتبع الأحاديث المسندة، ولا يرغب في المقاطيع والمراسيل. حدث عنه البخاري
وهو مولاه من فوق.
المسوحي: بضم الميم، والسين، والحاء المهملتين بعد الواو، هذه النسبة إلى
المسوح، وهي جمع مسح، ولعله لقب على الضد، لأنه كان يدخل البادية بازار ورداء.
وهو أبو علي أحمد بن إبراهيم بن أيوب المسوحي، من كبار مشايخ الصوفية، صحب
سريا السقطي، وصحب ذا النون المصري، وحدث عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم
الأزدي. روى عنه جعفر الخلدي.
وقال أبو علي المسوحي: دخلت على حسن المسوحي فقلت: يا أبا علي، ما الذي
ينقض العزم؟ قال: طول الآمال وجب الراحات.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أحمد بن إبراهيم المسوحي، من جلة مشايخ بغداد
وظرافهم ومتوكليهم.
وقال جعفر الخواص: كان المسوحي يحج بقميص ورداء ونعل طاق، ولا يحمل معه
298

شيئا لا كوزا ولا ركوة إلا كوز بلور فيه تفاح شامي يشمه من جوف بغداد إلى مكة، وكان من
أفاضل الناس.
وأبو علي الحسن بن علي المسوحي أحد الكبراء من شيوخ الصوفية. يحكي عن
بشر بن الحارث. روى عنه الجنيد بن محمد وأبو العباس بن مسروق والقاضي وأبو عبد الله
المحاملي. وأسند عنه محمد بن هارون بن برية الهاشمي حديثا عن بشر بن الحارث
الحافي، ولم يكن له منزل يأوي إليه، وكان يأوي بباب الكناس في مسجد يكنه من الحر
والبرد.
وحكي عن الجنيد أنه قال: كلمت يوما حسنا المسوحي في شئ من الانس، فقال
لي: ويحك ما الانس، لو مات من تحت السماء ما استوحشت.
المسوسي: بفتح الميم، والواو بين السنيين المهملتين، هذه النسبة إلى مسوس،
وهي قرية من قرى مرو على سبعة فراسخ منها، من أعالي البلد.
منها أبو سعيد عبد الرحمن بن سعيد بن محمد بن حازم المسوسي، من هذه القرية كان
محدثا رحل إلى مصر.
وقال أبو العباس المعداني: مات عبد الرحمن بن سعيد بن محمد بمسوس سنة ثلاث
وتسعين ومائتين.
هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في كتابه، وزاد، وقال: رحل إلى مصر وحمل كتب
الشافعي عن الربيع بن سليمان.
والخاقان محمد بن سليمان المسوسي المعروف بأرسلان خان، ملك من ماء جيحون
إلى بلاد الصين، وقهر الخصوم، وكان ملكا مطاعا شجاعا. ولد بهذه القرية، وكان ينسب
إليها، ويذكر أيامه وملاعبه بها. وكانت بينه وبين السلطان سنجر بن ملك شاه محاربات
ومواقعات، مع ما كان بينهما من المصاهرة إلى أن فلج بسمرقند وبطل، وحاصره السلطان
سنجر بن ملك شاه وأنزله من مدينتها صلحا، وحمله إلى بلخ. ومات بها سنة اثنتين وعشرين
وخمس مئة، وحمل إلى مرو ودفن في مدرسته بها.
المسيبي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، والياء المشددة آخر الحروف، وفي
آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الجد الأعلى وهو:
أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن
299

محمد بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب المسيبي من أهل المدينة، سكن بغداد، روى
عن أبيه عن نافع القراءات. ويروي الحديث عن يزيد بن هارون وإبراهيم بن علي بن
حسن بن علي بن أبي رافع ومحمد بن فليج وسفيان بن عيينة وجماعة. روى عنه أبو
زرعة الرازي وموسى بن إسحاق وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وعبد الله بن
محمد بن عبد العزيز البغوي وكان أبوه أحد القراء بمدينة رسول الله صلى الله عليه وآله، جليل القدر. ومحمد
هذا يروي عن أبيه ومحمد بن فليح وأبي ضمرة أنس بن عياض ومعن بن عيسى الأشجعي
وعبد الله بن نافع الزبيري. روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني ومسلم بن الحجاج القشيري
وإبراهيم بن إسحاق الحربي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم. توفي في شهر ربيع الأول
سنة ست وثلاثين ومائتين ببغداد.
المسيحي: بفتح الميم، وكسر السين المهملة، بعدها الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام.
والنصارى يقولون لأنفسهم: المسيحي، وسمي مسيحا لأنه كان ممسوح القدم، وقيل لأنه
مسح وجه الأرض، يعني كان كثير السفر والسياحة.
وأما أبو علي محمد بن زكريا بن يحيى بن داود بن سليمان بن مسيح بن الأعرج
البغدادي، يعرف بالمسيحي لان جده الأعلى كان اسمه المسيح كان يتولى عمل المظالم
بخراسان يروي عن يوسف بن يعقوب القاضي وأبي شعيب الحراني أبي خليفة الجمحي
وإبراهيم بن شريك الأسدي وإسحاق بن أحمد الخزاعي. توفي بجوزجانان سنة خمسين
وثلاث مئة.
ورأيته بالباء الموحدة المشددة في تاريخ أبي بكر الخطيب البغدادي وظني أنه
الصواب.
300

باب الميم والشين
المشاط: بفتح الميم، والشين المعجمة المشددة، بعدها الألف، وفي آخرها الطاء
(المهملة)، هذا الاسم لمن يعمل المشط. واشتهر بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن أبي طالب المشاط الاستراباذي من أهل استراباذ حدث بجرجان
عن الفضل بن العباس. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.
المشاطي: بفتح الميم، والشين المعجمة المشددة، بعدهما الألف، وفي آخرها الطاء
المهملة، هذه النسبة إلى ابن مشاط واشتهر بها.
أبو خالد يزيد المشاطي، مؤذن أهل مكة، مولى ابن مشاط، روى عن علي الأزدي.
روى عنه سفيان بن حبيب، قاله أبو حاتم الرازي.
المشاني: بفتح الميم، والشين المعجمة، بعدهما الألف، وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى قرية كبيرة شبه بليدة من البصرة، وبها التمر الكثير، ويضرب برطبها المثل، حتى
قال قائلهم: بعلة الورشان يأكل رطب المشان وهذا مثل سائر على ألسن العامة، وهذه القرية
موصوفة بعفونة الهواء، وهي غير موافقة للغرباء. وسمعت بعض البغداديين يقول: قيل
لملك الموت: أين نطلبك؟ قال: تحت قنطرة حلوان، فقيل: إن لم نجدك؟ فقال: ما
أبرح من مشرعة المشان، يعني الناس بها يموتون كثيرا. وصلت قريبا من هذه الناحية، وما
اتفق لي دخولها.
منها أبو الحسن (1) أحمد بن الحسن بن محمد المالكي المشاني، من أهل المشان.
يروي عن أبي الحسين علي بن أحمد بن محمد بن غسان البصري. روى عنه أبو القاسم
هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وذكر أنه سمع منه بالمشان.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن ريهان المشاني. حدث عن
أبي الحسن محمد بن عمر بن إبراهيم الذهبي. روى عنه أبو القاسم الشيرازي الحافظ وذكر
أنه سمع منه بمشان.

(1) في اللباب: (أبو الحسن).
301

المشتلي: بفتح الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح (التاء ثالث الحروف)،
وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى مشتلة وهي من قرى أصبهان. منها:
عامر بن حمدويه الزاهد المشتلي. كان فاضلا زاهدا يحدث عن سفيان الثوري
وشعبة (بن الحجاج) عامر بن بساف وغيرهم. روى عنه إبراهيم بن أيوب وعقيل بن يحيى.
ولما قدم أبو داود الطيالسي أصبهان قال: عامر بن حمدويه عمن يحدث أبو داود؟! عن
شعبة، قال شعبة: أنا أيضا كتبت عنه وإني من مشتلة وذلك من البصرة.
المشتولي: بضم الميم، وسكون (الشين) المعجمة. وضم (التاء ثالث الحروف)،
هذه النسبة إلى قرية من قرى مصر (1) يقال لها مشتول.
منها أبو علي المشتولي، واسمه: الحسن بن علي بن موسى، من مشايخ الصوفية
فحكى الحسين بن جعفر قال: دخلت على أبي علي، وكان موسدا، فدفع إلي دينارا وسقة
فقلت: لم أجئك لهذا فقال: خذه فإني لست أعطيك إنما انا واسطة أوصل إليكم حقوقكم،
قال الحسين: فذكرت هذه الحكاية علي على الكاتب، فقال: ما كنت أعلم أن في الدنيا
أحدا يحسن أن يقول هذا.
المشتولي: بضم الميم، وسكون (الشين) المعجمة، والتاء المضمومة ثالث
الحروف، واشتهر بهذه النسبة:
حمدان (2) بن محمد المشتولي. يروي عن عمران بن موسى السختياني، وهو من أهل
جرجان.
المشرفي: بفتح الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح الراء، وفي آخرها الفاء،
هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم. والمشهور به:
أبو المشرفي ليث، يروي عن أبي معشر زياد بن كليب والحسن. روى عنه الثوري
وهشيم وشريك. قال وكيع: هو الواسطي. قاله البخاري.

(1) في معجم البلدان: (مشتول:.. قريتان، مشتول الطواحين ومشتول القاضي، وكلتاهما من كورة الشرقية، قال
المهلبي: مر بينهما طريقان، فالأيمن منهما إلى مشتول الطواحين، وهي مدينة حسنة العمارة، جليلة الارتفاع، بها
عدة طواحين تطحن الدقيق الحوارى وتجهز إلى مصر، وإليها ينسب أبو علي الحسن بن علي بن موسى المشتولي،
من مشايخ الصوفية، تخرج من القاهرة إلى عين شمس إلى الكوم الأحمر إلى مشتول ثمانية عشر ميلا).
(2) انظر اللباب 3 / 215.
302

وأبو المشرفي عمرو بن جابر بن أزهر الحميري، قيل هو أول من ولد بواسط.
المشرفي: بكسر الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح الراء، (وفي آخرها)
الفاء، هذه النسبة إلى مشرف، وهو بطن من همدان منها:
الضحاك بن شراحيل المشرفي. يروي عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه). روى
عنه حبيب بن أبي ثابت والزهري مقرونا بأبي سلمة بن عبد الرحمن والأعمش مقرونا بإبراهيم
النخعي. وقال أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري. ومن فتح الميم في هذا يعني
المشرفي فقد صحف.
المشرقي: (بفتح الميم، وسكون الشين المعجمة، وكسر الراء المهملة، وفي آخرها
القاف) هذه النسبة إلى مشرق، وظني أنه بطن من همدان نزل الكوفة. وقال عبد الرحمن بن
أبي حاتم: المشرق حي من همدان من اليمن، والمشهور بالنسبة إليه:
عمرو بن منصور المشرقي الهمداني من أهل الكوفة. يروي عن الشعبي. روى عنه
عيسى بن يونس ووكيع بن الجراح.
وعريب بن يزيد المشرقي الهمداني: روى المقاطيع. روى عنه عبد الجبار بن العباس
الشبامي.
والضحاك بن شراحيل المشرقي: يروي عن أبي سعيد الخدري. روى عنه الزهري
وحبيب بن أبي ثابت.
ويزيد المشرقي: كوفي كان الحسن والحسين يرسلان إلى الحارث بن عبد الله الأعور
برسالاته. قاله الشعبي عنه:
وعمرو بن منصور المشرقي: كوفي يروي عن الشعبي. روى عنه وكيع.
وعباس بن الوليد المشرقي: يروي عن علي بن المديني بحديث منكر. روى عنه
أحمد بن أبي الحواري.
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: حبان المشرقي، ومشرق قبيلة من
همدان، إنه كان لا يرى بأرواثها، يعني الإبل، وأبوالها بأسا، روى عنه مسروق والشعبي،
سمعت أبي يقول ذلك (1).

(1) في اللباب 3 / 216: (قلت: قد قيد السمعاني هذه الترجمة والتي قبلها تقييدا غير صحيح، فإنه قال في الأولى
303

المشرقي: بضم الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وكسر الراء، وفي آخرها
القاف، هذه النسبة إلى مشرق، وهو غلام للسامانية هكذا سمعت بعضهم يقول: والمنتسب
بهذه النسبة أهل بيت ببلدة كوفن (1) كان منهم جماعة من أهل العلم (والخواجكية) منهم:
أبو المكارم عبد الكريم بن بدر بن عبد الله بن محمد المشرقي الكوفني، من أهل
كوفن، كان ورد مع أخيه حسان بن بدر مرو وأدرك أواخر أيام جدي رحمه الله، كان من بيت
العلم والحديث، وتفقه بمرو وعاد إلى كوفن، وولي بها القضاء، سمع بمرو جدي الامام أبا
المظفر السمعاني وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري وأبا محمد كامكار بن عبد الرزاق
الأديب وغيرهم لقيته بكوفن في انصرافي من نسا إلى مرو ولم تكن معه أصول بما سمع مكان
سماعه في أصولي بمرو، ووجدت سماعه في كتاب الرقاق لابن مبارك عن الزاهري. سمعت
منه الكتاب بمرو ولا أحب الرواية عنه لأني سمعت بأنه كان يخل بالصلوات والله يعفو عنه.
وكانت ولادته تقديرا في سنة سبعين وأربع مئة ومات في حدود سنة خمسين وخمس مئة.
وأما الضحاك بن شرحيل المشرقي فقيل بفتح الميم. يروي عن أبي سعيد الخدري
(رضي الله عنه) ويقال ابن شراحيل. روى عنه محمد بن مسلم الزهري وحبيب بن أبي ثابت
وغيرهما. قيل إن نسبته فيما أظن إلى جبل باليمن يقال له مشرق.
المشروقي: بفتح الميم والشين المعجمة الساكنة، وضم الراء، بعدها الواو، وفي
آخرها القاف. هذه النسبة إلى مشروق، وهو موضع باليمن. منها:
معدي كرب الهمداني المشروقي وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ويقال: العبدي وهو
مشروقي، ومشروق موضع باليمن من التابعين يروي عن علي وعبد الله بن مسعود رضي الله
عنهما وخباب. روى عنه أبو إسحاق الهمداني. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقوله.
المشطاحي: بكسر الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح الطاء المهملة، وفي
آخرها الحاء المهملة هذه النسبة إلى () (2).

وفي آخرها فاء: وليس كذلك إنما في آخرها قاف. وإليها ينسب الضحاك المشرقي بكسر الميم وفي آخرها قاف.
وأما الترجمة الثانية وتقييدها بفتح فليس بصحيح إنما هو بالكسر وفي آخرها قاف، وهي الأولى بعينها، ولهذا ذكر في
الترجمتين الضحاك بن شراحيل المشرقي فلو ركب من الترجمتين ترجمة واحدة بأن يكسر أولها ويجعل في آخرها قافا
لأصاب، والله أعلم).
(1) كوفن: بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيورد وأحدثها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون. وأبيورد:
مدينة بخراسان بين سرخس ونسا (معجم البلدان).
(2) بياض في الأصول. وفي اللباب 3 / 317: (هذه النسبة عرف بها أبو الحسن).
304

وهو أبو الحسين أحمد بن علي بن عمر بن الحسن بن علي بن حسين الجريري
المعروف بالمشطاحي، من أهل بغداد، سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا بكر
عبد الله بن أبي داود السجزي وأحمد بن محمد بن المغلس وإبراهيم بن موسى بن الرواس
سمع منه أبو عبد الله بن بكير وأبو الحسن بن البيضاوي (وأبو طاهر محمد بن الحسين بن
سعدون الموصلي). وكان ثقة وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة.
المشظي: بكسر الميم، وفتح (الشين) المعجمة، وفي آخرها الظاء المعجمة،
المشددة، هذه النسبة إلى المشظ وهو اسم لجد البياع بن قيس بن عبد مالك بن مخزوم بن
سفيان بن المشظ واسمه عوف بن عامر (المذمم بن عوف بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن
عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران
الحاف بن قضاعة، هو المشظي. كان البياع فارسا يغير على بكر بن وائل، وكان آخر إغارة
أغارها في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه).
المشغرائي: بفتح الميم وسكون الشين المعجمة، وفتح الغين المعجمة، والراء،
وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى مشغرى، وهي قرية من قرى
دمشق (1). والمشهور بالانتساب إليها:
أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب القرشي المشغرائي الدمشقي: سكن
(مشغرى) وحدث بها. وببيت لهيا (2). قرية أخرى بدمشق. سمع أبا الوليد هشام بن
عمار بن نصير السلمي وأبا الحسن أحمد بن علي بن أبي الحواري الزاهد الدمشقي، هكذا
قاله الحاكم أبو أحمد الحافظ في كتاب الكنى قلت: روى عنه أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي وأبو بكر محمد بن
إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني وغيره. وكانت وفاته بعد الثلاث مئة (3).
المشكاني: بضم الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها

(1) أضاف ياقوت بعد ذلك: (من ناحية البقاع). قلت وتقع (مشغرة) اليوم في لبنان في محافظة البقاع إلى الغرب من
راشيا.
(2) في معجم البلدان: (أصله من بيت لهيا تعلم بها ثم انتقل إلى مشغرى قرية على سفح جبل لبنان فصار بها إمامهم
وخطيبهم).
(3) في معجم البلدان: (ومات بدمشق في ذي الحجة سنة 317).
305

النون، هذه النسبة إلى مشكان، وهي قرية من أعمال روذراور (1) قريبة منها من نواحي
همذان. منها:
أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيب المشكاني، خطيب هذه
القرية، وكان شيخا عالما بهيا، حسن المنظر، مليح الشيبة، مطبوع الأخلاق متوددا. قدم
علينا بغداد في سنة اثنتين وثلاثين في صحبة رئيس روذراور، ونزل بنواحي باب الأزج.
وأخبرني عبد الملك بن علي الهمذاني، وكان شيخا يسمع معنا الحديث: أن خطيب مشكان
قدم، وعنده التاريخ الصغير لمحمد بن إسماعيل البخاري عاليا، فقصدته وأخبرت اثنين ثلاثة
من أصحاب الحديث وطلابه، ومضينا إليه، فصادفناه متأخرا مريضا في دار باب الأزج،
فقرأت عليه جميع الكتاب. وخرج من بغداد عقيب القراءة، ولم يقرأ عليه ثانيا ببغداد، وكان
يرويه عن أبي منصور محمد بن الحسن بن يونس النهاوندي عن القاضي أبي العباس أحمد بن
الحسين بن زنبيل النهاوندي عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل بن
الأشقر القاضي عن الامام أبي عبد الله (محمد بن إسماعيل) البخاري رحمه الله. وكانت
ولادته بمشكان في أوائل شهر رمضان سنة ست وستين وأربع مئة. وتوفي في حدود سنة
أربعين وخمس مئة بروذراور.
ورأيت في تاريخ أبي بكر الخطيب: (أحمد بن جنيد) أبو طالب المشكاني، صاحب
أبي عبد الله أحمد بن حنبل، روى عن أحمد مسائل تفرد بها، وكان أحمد يكرمه ويقدمه،
وكان رجلا صالحا فقيرا صبورا (على الفقر). فعلمه أبو عبد الله مذهب القنوع والاحتراف.
ومات قديما بالقرب من موت أبي عبد الله فلم يقع مسائله إلى الاحداث. مات في سنة أربع
وأربعين ومائتين.
وأبو سعيد محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن غالب بن مشكان
المروزي المشكاني، ينسب إلى جده الأعلى. قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الله (2) بن
محمود السعدي ويحيى بن ساسوية ومحمد بن عمير بن هشام الرازي وغيرهم. روى عنه أبو
الفتح محمد بن الحسين الأزدي وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو الحسن محمد بن
أحمد بن رزق البزاز وغيرهم، وكان ثقة.

(1) في معجم البلدان (مشكان): قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان، وفي موضع آخر في مادة (روذبار) أنها محلة
بهمذان.
(2) انظر اللباب 3 / 218.
306

وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أسد بن مشكان النيسابوري الزوزني المشكاني: نسب
إلى جده الأعلى. فقيه من أصحاب الرأي. سمع أحمد بن منصور المروزي زاج وغيره.
ومحمد بن النضر بن أحمد بن حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي المشكاني: من أهل
أصبهان نسب إلى جده الأعلى، يلقب بممشاذ يروي عن الحسين بن جعفر وبكر بن بكار
وعامر بن إبراهيم. روى عنه محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني.
307

باب الميم والصاد
المصاحفي: بفتح الميم والصاد المهملة، وكسر الحاء المهملة، وفي آخرها الفاء،
هذه النسبة إلى المصاحف، وهي جمع مصحف، والمشهور بهذه النسبة:
أبو داود سليمان بن سليم المصاحفي، وقيل إن سليما (1) كان من أهل بلخ، وكان
مولى الفرامضة بن ظهير ومؤذن مسجده وإمامهم، ولعله تولى كتابة المصاحف فنسب إليها،
وكان من أهل الخير والعلم والفضل. حدث عن النضر بن شميل المازني وغيره. أثنى عليه
أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق في كتابه طبقات علماء بلخ وروى عنه أبو عيسى
محمد بن عيسى الحافظ وأبو عبد الله محمد بن صالح بن سهل السلمي الترمذيان وغيرهما.
وأبو حبيب محمد بن أحمد بن موسى المصاحفي الجامعي. وقد ذكرته في
(الجامعي). سمع أبا يحيى سهل بن عمار العتكي وغيره، وكان يكتب المصاحف حسنة
ويوقفها. وكانت وفاته في صفر سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة. وهو ابن ثلاث وتسعين
سنة.
وأحمد بن محمد بن إبراهيم المصاحفي. يروي عن محمد بن خلف المروزي. روى
عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وزياد مولى سعد المصاحفي. قال ابن أبي حاتم: زياد مولى سعد صاحب
المصاحف. روى عن ابن عباس. روى عنه بكير بن مسمار. سمعت أبي يقول ذلك.
المصايدي: بفتح الميم والصاد المهملة، وميم أخرى مكسورة قبلها ألف، وفي آخرها

(1) في ك، مط: (وقيل ابن سليم من أهل بلخ كان مولى الفرامضة).
(2) هذه المادة في ك تختلف قليلا عما هنا على الشكل التالي: (المصامدي: بفتح الميم، والصاد المهملة، والميم
الأخرى المكسورة، بينهما الألف، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى المصامدة، وهم رجال من أقصى
المغرب لهم بلاد كثيرة يقال لها بلاد المصامدة وهم قوم سود طوال حافظون لكتاب الله تعالى، رأيت بمكة منهم
فيخرج القاصد إلى مكة نحو سجلماسة ومنها إلى فاس ومنها إلى الأندلس إلى القيروان ومن القيروان إلى طرابلس
المغرب ومن أطرابلس المغرب إلى مصر ألف فرسخ ومن أطرابلس إلى بلاد السوس وهي بجنب بلاد المصامدة مسيرة
ثلاث سنين ت وبالفراسخ أكثر من ثلاثة آلاف فرسخ كلها في بلاد الاسلام لا يزوج واحد منهم ما لم يحج يخرج
الحاج من هناك فيكون في الطريق ثلاث سنين ونصف ويرجع في ثلاث سنين ونصف. والسوس مدينة عظيمة ومنها
يخرج إلى السوس الأقصى، وهي على ساحل البحر المحيط بالدنيا فمن أهل بلاد المصامدة جماعة كثيرة).
308

دال مهملة (1)، هذه النسبة إلى المصامدة، وهم رجال بأقصى المغرب، لهم بلاد كثيرة
(يقال لها بلاد المصامدة)، وهم قوم سود طوال حافظون لكتاب الله تعالى، رأيت بمكة منهم
فيخرج القاصد إلى مكة منهم نحو سجلماسة (2)، ومنها إلى فارس، ومنها إلى إفريقية
أو القيروان ومنها إلى أطرابلس الغرب ومن أطرابلس الغرب إلى مصر ألف
فرسخ، ومن أطرابلس إلى بلاد السوس وهي بجنب بلاد المصامدة مسيرة أشهر كلها في بلاد
الاسلام، ولا يتزوج واحد منهم ما لم يحج، فيخرج الحاج من هناك فيكون في الطريق مدة
كبيرة ويرجع في مثلها. والسوس (3) مدينة عظيمة، ومنها يخرج إلى السوس الأقصى، وهي
على ساحل البحر المحيط بالدنيا، فمن أهل بلاد المصامدة جماعة كثيرة من أهل العلم.
المصراثائي: بكسر الميم، وسكون الصاد المهملة وفتح الراء والثاء المثلثة، بينهما
الألف، وفي آخرها (الياء المنقوطة باثنتين من تحتها) هذه النسبة إلى مصراثا، وهي قرية
بجنب كلواذى (4) من سواد بغداد. منها:
أبو بكر أحمد بن موسى بن عبد الله بن إسحاق المصراثائي المعروف بالروشنائي
الزاهد، من أهل هذه القرية. سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا محمد
عبد الله بن إبراهيم بن ماسي وأبا بكر (محمد بن أحمد) المفيد. قال أبو بكر الخطيب
الحافظ: كتبت عنه في قريته، ونعم العبد كان فضلا وديانة وصلاحا وعبادة وكان له بيت إلى
جنب مسجده يدخله ويغلقه على نفسه، ويشتغل فيه بالعبادة ولا يخرج منه الا لصلاة
الجمعة، وكان شيخنا أبو الحسين بن بشران يزوره في الأحيان، ويقيم عنده العدد من الأيام
متبركا برؤيته، ومستروحا إلى مشاهدته. ومات بمصراثا في رجب سنة إحدى عشرة وأربع
مئة. وخرج الناس من بغداد حتى حضروا الصلاة عليه وكان الجمع كثيرا جدا ودفن في
قريته.

(1) قال ياقوت: (المصامدة هو مثل المهالبة نسبة إلى مصمودة وهي قبيلة بالمغرب فيه موضع يعرف بهم وبينهم كان
محمد بن تومرت صاحب دعوة بني عبد المؤمن حتى تم له بالمغرب ما تم من الاستيلاء على البلاد والغلبة).
(2) في نسخ: (سلجماسة) وهو تصحيف. وسجلماسة: مدينة في جنوبي المغرب في طرف بلاد السودان بينها وبين
فاس عشرة أيام تلقاء الجنوب.
(3) (السوس: بلد بالمغرب كانت الروم تسميها قمونية وقيل السوس بالمغرب كورة مدينتها طنجة وهنا السوس الأقصى
كورة أخرى مدينتها طرقلة، ومن السوس الأدنى إلى السوس الأقصى مسيرة شهرين وبعده بحر الرمل) أنظر (معجم
البلدان: السوس).
(4) كلواذى: مدينة قرب بغداد، وناحية الجانب الشرقي من بغداد من جانبها وناحية الجانب الغربي من نهر بوق.
قال ياقوت: وهي الآن خراب أثرها باق بينها وبين بغداد فرسخ واحد للمنحدر، معجم البلدان: كلواذى.
309

المصري: بكسر الميم، وسكون الصاد، وكسر الراء المهملتين، هذه النسبة إلى
مصر وديارها. قال الله تعالى في كتابه: (أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من
تحتي) وإنما سميت مصر بمصر بن حام بن نوح، وقيل مصراييم كذلك في التوراة واسم
مصر في أول الدهر بابلون (1)، وهو قصر عتيق مبني بالحجارة والجس بموضع يسمى محصبا
هو قائم إلى اليوم يقال إنه بني بعد الطوفان بعد بناء ثمانين (2) بالجزيرة، وقيل أتريب وصا
وأشمون وقفط ولد مصر بن حام بن نوح المامات أبوهم اقتسم أولاده تلك الأماكن التي كان
منها آباؤهم وسموها بأسمائهم.
مصر مسيرة ثلاثة أشهر، وهي ثمانون كورة، وأول مصر من رأس الجسر المعقود
بالفسطاط على النيل فما كان فوق الجسر فهو من الصعيد وهي ثمانون وأشمون وطحا وذلك
مما يلي بلاد النوبة، وما كان دون ذلك فهو أسفل الأرض.
وحائط العجوز بمصر على شاطئ النيل بنته عجوز كانت في أول الدهر، وكانت كثيرة
المال، وكان لها ابن أكله السبع، فقالت: لأمنعن السباع أن تشرب من النيل، فبنت
الحائط. كان ذلك الحائط طلسما، وكانت فيه تماثيل أهل كل إقليم: الناس والدواب
والسلاح على هيئتهم وزيهم، وكل أمة مصورة.
والأئمة والعلماء منها أشهر وأكثر من أن يحصيهم العاد. وقد صنف أبو سعيد بن
يونس بن عبد الأعلى تاريخ المصريين، وذكر رجالها من الصحابة إلى زمانه.
وأما أبو موسى يحيى بن موسى بن أبي العلاء الباهلي صاحب المصري: يروي عن
نافع، روى عنه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي. قال أبو حاتم بن حبان:
إنما قيل له المصري لأنه كان يبيع الثياب المصرية فنسب إليها.
وأما أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسن الواعظ المعروف بالمصري،
بغدادي أقام بمصر مدة طويلة ثم رجع إلى بغداد فعرف بالمصري. سمع أحمد بن عبيد بن
ناصح وغيره. روى عنه محمد بن المظفر الحافظ. قال ذلك أبو بكر الخطيب ووثقه.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح بن النحاس المصري الحافظ، كان
أحد الحفاظ المكثرين الرحالين من المغرب إلى المشرق.

(1) في معجم البلدان: بابليون: وهو اسم عام لديار مصر بلغة القدماء وقيل هو اسم لموضع الفسطاط خاصته.
(2) ثمانين: بليدة عند جبل الجودي قرب جزيرة ابن عمر التغلبي فوق الموصل (معجم البلدان).
310

ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور، وقال: الحافظ أبو العباس بن
النحاس المصري، كتب في بلده وبالحجاز والشام والعراقين وخوزستان وأصبهان والجبال،
ثم ورد على أبي نعيم جرجان سنة تسع عشرة وثلاث مئة، وانحدر منها إلى جوين (1) وكتب
عن أبي عمران، وأدرك بنيسابور الشرقيين ومكيا وأقرانهم، وخرج إلى سرخس وكتب عن أبي
العباس الدغولي، وأول سماعه في بلده سنة خمس وثلاث مئة، كما حدثني عن علان
وأقرانه، وبالشام مكحولا وأحمد بن عمير وببغداد أبا القاسم البغوي وبحران أبا عروبة
الحراني، وأقام على عبد الرحمن بن أبي حاتم مدة وكانت سماعاته منه كثيرة إلا أن سماعاته
بالعراق والحجاز والشام ذهبت عن آخرها وحصل سائرها. وحدث عندنا سنين إملاء وقراءة،
واستوطن نيسابور سنة إحدى وعشرين إلى أن توفي بها يوم السبت سلخ ذي القعدة من سنة
ست وسبعين وثلاث مئة. وأخبرني أنه كان ابن خمس وثمانين سنة وصليت عليه.
وأبو الحسن بن أبي الليث هو أحمد بن نصر بن محمد المصري الحافظ كان حافظا
فاضلا فهما. رحل من المغرب إلى المشرق، وأدرك الشيوخ والأسانيد، وذاكر الحفاظ.
سمع ببلده أصحاب يونس بن عبد الأعلى الصدفي وأبا عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن
وهب. وسمع بدمشق أبا علي محمد بن هارون الأنصاري، وبقيسارية أحمد بن عبد الرحيم
القيسراني وبالجزيرة محمد بن عبد الرحمن الامام، وبالعراق أبا علي الصفار النحوي وأبا
عبد الله الحكيمي الاخباري محمد بن أحمد، وبطبرستان محمد بن جعفر النحوي،
وبنيسابور أبا العباس الأصم وأبا عبد الله بن الصفار وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أحمد بن أبي الليث
المصري الحافظ، قدم علينا نيسابور، وهو باقعة في الحفظ، ولقد رأيته يوما يذكر بحضرة
أبي علي الحافظ ترجمة سليمان التيمي عن أنس رضي الله عنه فشبهته بالسحر في المذاكرة
هذا سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة، ورد مع أبي الفضل العطار وأبي العباس بن الخشاب وكان
مع هذا يتقشف ويجالس الصالحين من الصوفية وكتب عندنا سنين ثم آذاه بلدي له فخرج إلى
ما وراء النهر اشتغل بالأدب والشعر ثم إنه تصرف للسلطان في أعمال كثيرة للبندرة والبريد.
وردت تلك الحضرة سنة خمس وخمسين وهو بآلات سرية وغلمان ومراكب، ثم وردتها بعد
ذلك وقد نقص، وكان كثير الاجتماع معي، وحفظه كما كان، وكنت أتعجب منه، وجاءنا

(1) جوين: اسم كورة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، حدودها متصلة بحدود بيهق من جهة القبلة،
وبحدود جاجرم من جهة الشمال (معجم البلدان).
311

نعيه في شهر رمضان من سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وأبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المصري. سمع القاضي أبا
الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي ومن بعده بمصر وأبا الحسين بن جميع الغساني
بصيداء. وقدم بغداد قبل سنة أربع مئة. هكذا ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ.
وقال: قدم بغداد وأقام بها، وكتب عن عامة شيوخها حديثا كثيرا، واحترقت كتبه دفعات.
وروى شيئا يسيرا فكتبت عنه على سبيل التذكرة. قال: وكانوا يذكرون أن المصري كان
يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها، ويسمع فيها لنفسه. وذكر الحسن بن أحمد
الباقلاني قال: جاءني المصري بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه سماعي لأشتريه منه ولم
يكن عليه سماعه. وقال لي: لو كان هذا سماعي لم أبعه، فمكث عندي مدة ثم رددته
عليه، فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إلي ذلك الأصل بعينه وقد سمع عليه لنفسه ونسي أنه
كان قد حمله إلى قبل التسميع فرددته عليه. وكانت ولادته سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.
ومات في المحرم من سنة أربعين وأربع مئة ببغداد.
المصطلقي: هذه النسبة إلى سعد بن عمرو، وسعد هو المصطلق، والذي ينسب
إليه هو:
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن الحارث بن مالك بن خزيمة بن سعد بن عمرو
المصطلقية، (وسعد هو المصطلق، وهي) زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أمهات المؤمنين،
وكانت من سبي المريسيع، وهو موضع من أرض خزاعة أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم واستنكحها، وجعل
صداقها كل سبي من قومها. ماتت سنة خمس وخمسين في ولاية معاوية وصلى عليها مروان.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
المصعبي: بضم الميم، وسكون الصاد، وفتح العين المهملة، وفي آخرها (الباء
المنقوطة بواحدة)، هذه النسبة إلى رجلين من أجداد المنتسب إليه:
أولهما: مصعب بن الزبير بن العوام، أمير العراقين، جماعة انتسبوا إليه.
والثاني: إلى مصعب بن بشر بن فضالة. منهم:
أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر بن فضالة بن عبد الله بن راشد
المصعبي المروزي الكندي: محدث مشهور معروف، كان مقدم بلده والمرجوع إليه في
الحادثات والنوازل، ولكنه لم يكن ثقة في الحديث، وله من النسخ الموضوعة شئ كثير،
312

وكان يفهم الحديث ويعرفه، ورحل في طلبه إلى اليمن والعراق وخلط في أشياء، وكان يروي
عن محمود بن آدم وأبي عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن حكيم الغرياناني وإسحاق بن
إبراهيم الدبري وعبيد الكشوري الصغانيين سمع منه جماعة كثيرة من الأئمة، وأجمعوا على
ترك حديثه، وقال هو ضعيف مطعون مثل أبي سعد الإدريسي وأبي أحمد بن عدي وأبي
حاتم (بن حبان) وأبي عبد الله (الغنجار) وغيرهم. وتوفي في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة.
وأما جده الأعلى مصعب الذي ينسب إليه هو وأولاده فهو أبو بشر مصعب بن بشر بن
فضالة بن عبيد. كان ولاؤه إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي الخارج على
الحجاج، وكان صاحب ابن المبارك. سمع منه الكتب، وكان يعرف النحو واللغة
والأدب. سمع خارجة بن مصعب والمنذر بن ثعلبة. روى عنه محمد بن عبدك.
وأما أبو الحسن عبد الرزاق بن مصعب بن بشر بن أحمد بن محمد بن عمرو بن فضالة
المصعبي. كان شيخا فقيها. سمع أبا بكر القفال وأحمد بن الفضل البرونجردي وجماعة من
هذه الطبقة. روى لنا عنه ابنه (مصعب وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشاني.
وكانت وفاته في حدود سنة سبعين وأربع مئة).
وأما ابنه أبو بشر مصعب بن عبد الرزاق بن مصعب بن بشر بن أحمد المصعبي شيخ
ظريف الجملة حسن المعاشرة من بيت العلم، سمع أباه والسيدين أبا القاسم علي بن موسى
الموسوي وأبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني والإمامين (1) أبا عبد الله محمد بن
الحسن المهربندقشائي وأبا الفضل محمد بن أحمد التميمي والوزير أبا علي الحسن بن
علي بن إسحاق الطوسي وغيرهم. قرأت عليه أجزاء، وكانت ولادته قبل سنة ستين وأربع
مئة، وتوفي في المحرم سنة تسع وعشرين وخمس مئة، ودفن بسنجدان (1).
المصفر: بضم الميم، وفتح الصاد المهملة، وتشديد الفاء المكسورة، وفي آخرها
الراء، هذا لقب أبي عبد الله، وقيل أبو جعفر محمد بن الحجاج، مولى العباس بن محمد

(1 - 1) بعدها في اللباب 3 / 220: (قلت: فاته النسبة إلى مصعب جد طاهر بن الحسين بن مصعب القائد المشهور
الذي قتل الأمين وشد أمر الخلافة للمأمون، وشهرته تغني عن ذكره، وينسب هو وأولاده إخوته وبهذه النسبة وبها
يعرفون. قال عوف بن محلم الحرائي أبياتا في عبد الله بن طاهر أولها:
يا بن الذي دان له المشرقان * طرا وقد دان له المغربان
ولم تدع في لمستمع * إلا لساني وبحسبي لسان
أدعو إلى الله وأثني به * على الامر المصعبي الهجان)
313

الهاشمي، ويقال إنه مخزومي، ويعرف بالمصفر، وقيل إنه واسطي، سكن بغداد. وحدث
بها عن شعبة وعبد العزيز الدراوردي وخوات بن صالح بن خوات بن جبير وبريه بن عمر بن
سفينة. روى عنه عمرو بن محمد الناقد والفضل بن سهل الأعرج وإبراهيم بن راشد الأدمي
وجعفر بن محمد بن شاكر الصانع. قال أحمد بن حنبل: محمد بن الحجاج المصفر تركت
حديثه أو تركنا حديثه. وقال يحيى بن معين: هو ليس بثقة. وقال يحيى بن معين: محمد بن
الحجاج المخزومي المصفر، كان يحدث بأحاديث منكرة. أنا رأيت كتابه وكتبت عنه ما كان
في كتابه وليس هو بشئ. وقال حاتم بن الليث: محمد بن الحجاج المصفر كان يتشيع،
ترك حديثه. مات ببغداد سنة ست عشر ومائتين.
المصقلي: بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة، وفتح القاف، هذه النسبة إلى
الجد، وهو مصقلة بين هبيرة، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن شجاع بن محمد بن علي بن مسهر بن عبد العزيز بن سليل بن
عبد الله بن زكير وقيل زكريا بن مصقلة بن هبيرة بن بشر بن يثربي بن امرئ القيس بن
ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن شيبان الشيباني المصقلي الصوفي. كان من مشاهير المحدثين،
رحل إلى بغداد ومكة وخراسان وشيراز. وتوفي لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث أو
اثنتين وأربعين وأربع مئة.
وله ابنان أحدهما أبو زيد أحمد بن علي بن شجاع المصقلي، كان من الثقات، يسكن
باغ سلم، محله بأصبهان. سمع معرفة الصحابة عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة
الحافظ. وسمع الطاهر أيضا. روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ
بمرو.
وأبو النجم طالب بن علي بن شهريار البيع بأصبهان وجماعة. وتوفي في شوال سنة
أربع وستين وأربع مئة.
وأما أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع الصوفي المصقلي، من أهل أصبهان يسكن
باغ عيسى، كثير السماع، واسع الرواية معروف بالطلب. سمع أبا عبد الله بن منده
وأحمد بن يوسف الخشاب وأبا جعفر الأنهري وغيرهم. روى لنا عنه أبو سعد أحمد بن
محمد الحافظ بمكة، وأبو طاهر (محمد بن إبراهيم بن مكي) الطرازي بأصبهان في جماعة
كثيرة. وتوفي في المحرم من سنة ست وستين وأربع مئة بأصبهان.
314

المصمودي: بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفي آخرها الدال
المهملة، هذه النسبة إلى مصمودة، وهي قبيلة من البربر من أهل المغرب، والمشهور
بالانتساب إليها:
أبو محمد يحيى بن يحيى بن كثير الليثي القرطبي المصمودي. قال ابن ماكولا:
يحيى بن كثير بن رسلاس وقيل: وسلاس، أصله من البربر من قبيلة يقال له مصمودة، مولى
بني ليث، فنسب إليهم، وكان مالك بن أنس يسميه (عاقل الأندلس)، ومنه انتشر مذهب
مالك بن أنس بالأندلس. يروي الموطأ عن مالك (بن أنس) وعن سفيان بن عيينة والليث بن
سعد و (عبد الرحمن) بن القاسم وابن وهب. وتوفي في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وولداه إسحاق وعبيد الله. يكنى إسحاق أبا يعقوب. يروي عن أبيه. توفي
(بالأندلس) سنة إحدى وستين ومائتين (وهو قرطبي مصمودي أيضا).
وعبيد الله يكنى أبا مروان. سمع أباه ورحل إلى العراق. وسمع بها. روى عنه
أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد (بن حزم) الصدفي وأبو عيسى يحيى بن عبد الله (بن أبي
عيسى). وغيرهم من الأندلسيين. ومات سنة سبع وتسعين ومائتين.
المصيصي: (بكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها) بين الصادين المهملتين،
الأولى مشددة: هذه النسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام، يقال لها المصيصة، وقد
استولت الفرنج عليها، وهي في أيديهم إلى الساعة، واختلف في اسمها، والصحيح
الصواب المشددة بكسر الميم.
ولما أمليت ببخارى: حدثنا عن أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي
ثم الدمشقي حضر المجلس الأديب الفاضل أبو تراب علي بن طاهر الكرميني التميمي، فلما
فرغت من الاملاء قال لي: المصيصي بفتح الميم من غير تشديد، فقلت: كان شيخنا
وأستاذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يروي لنا كذا كما تقول في هذه النسبة،
ولكن ما وافقه أحد على هذا. ورأيت في كتب القدماء بالتشديد والكسر، وكذلك
سمعت شيوخي بالشام، خصوصا فقيه أهل الشام أبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي
المصيصي. فأخرج الأديب الكرميني ديوان الأدب للفارابي وفيه: المصيصة بلاد، فقلت:
لا أقبل منه، فإن الفارابي من أهل بلادكم والمصيصة بساحل الشام ولعله غلط. وأهل تلك
البلاد لا يذكرونها إلا بالتشديد وكسر الميم. وكنت قد سمعت أبا المحاسن عبد الرزاق بن
محمد الطبسي المعيد بنيسابور مذاكرة يقول: سمعت الامام أبا علي الحسن بن محمد بن
315

تقي المالقي الأندلسي الحافظ يقول في هذه النسبة: إني دخلت هذه البلدة وسمعت أهلها
يقولون بالفتح والتخفيف والكسر والتشديد، ولما سمع ذلك أبو الفضل محمد بن ناصر
الحافظ ببغداد مني أنكر غاية الانكار وقال: هذه البلدة لا تعرف إلا بالتشديد وكسر الميم.
وهكذا رأيناه في غير موضع بخط أبي بكر الخطيب الحافظ وأبو علي المالقي لما دخلها كان قد
استولى الفرنج عليها ولم يبق فيها أحد من المسلمين فعن من سأل ومن ذكر له هذا فالأكثرون
على الكسر والتشديد.
والمشهور منها أبو يعقوب يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، رحل إلى العراقين،
ويروي عن أبي عاصم النبيل وأبي نعيم الكوفي وعبيد الله بن موسى وعلي بن بكار وحجاج بن
محمد وبشر بن المنذر. يروي عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري. وأبو عوانة
يعقوب بن إسحاق الحافظ وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب (النسائي) ومحمد بن المنذر
الهروي شكر.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم. هو كان بالمصيصة ولم أدخل المصيصة ولم أكتب عنه
ثم كتب إلى أبي وأبي زرعة والي ببعض حديثه، وهو صدوق ثقة.
ومن المتأخرين شيخنا فقيه أهل الشام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي
المصيصي وكذا كان يكتب بكسر الميم وتشديد الصاد. ولد باللاذقية، ونشأ وتربى بالمصيصة،
ثم انتقل عنها لما كبر إلى صور وكانت ولادة الفقيه نصر الله باللاذقية في سنة نيف وخمسين وأربع
مئة. وتوفي في حدود سنة أربعين وخمس مئة بدمشق.
وأما إبراهيم بن مهدي المصيصي فهو بغدادي انتقل إلى المصيصة فسكنها، وحدث عن
إبراهيم بن سعد وحماد بن زيد وغيرهما. روى عنه أحمد بن حنبل وحسن الزعفراني وعباس
الدوري وغيرهم، ويقال له الطرسوسي أيضا.
وأبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي الملقب بلوين: محدث بغدادي
مشهور. سمع ابن عيينة وسكن المصيصة فنسب إليها.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن صفوة المصيصي. يروي عن يوسف بن سعيد بن مسلم
المصيصي. روى عنه (أبو الحسن أحمد بن محمد) بن جميع (الغساني) في معجم شيوخه.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي مهزول المصيصي. إمام جامع المصيصة.
يروي عن يوسف بن سعيد بن مسلم أيضا. روى عنه ابن جميع في معجم شيوخه.
316

وأبو الحسن شاكر بن عبد الله المصيصي: من أهل المصيصة. قدم بغداد مستنفرا.
وحدث عن محمد بن موسى النهرتيري وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي والحسن بن أحمد بن
إبراهيم بن فيل الأنطاكي وأبي سعيد الحسن بن علي الفقيه ومحمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح
وأيوب بن سليمان العطار المصيصيين وأحمد بن إبراهيم بن البطال اليماني. روى عنه أبو الحسن
محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبو محمد عبد الله بن يحيى (بن عبد الجبار) السكري ومحمد بن
طلحة النعالي وعلي بن أحمد الرزاز وغيرهم. وذكره أبو بكر الخطيب فقال: ما علمت من حاله
إلا خيرا. ومات في صفر سنة أربع وخمسين وثلاث مئة. ببغداد.
وأبو عمرو محمد بن موسى بن عبد الله بن محمد بن عمر التيمي المصيصي. يروي عن
محمد بن قدامة.
وأبو عمرو محمد بن القاسم بن سنان الأزدي الدقاق المصيصي. يروي عن أبي
شرحبيل عيسى بن خالد المعلم الحمصي.
وأبو () محمد بن سفيان بن موسى الصفار المصيصي. يروي عن محمد بن آدم
وإبراهيم بن الحسن المقسمي. روي عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ في معجم
شيوخه وكتب في حدود سنة عشر وثلاث مئة ومحمد بن سفيان روى عنه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ.
وأبو أحمد عبيد بن عبد القادر بن عبيد المصيصي. يروي عن أبي أمية محمد بن
إبراهيم الطرسوسي. روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني.
ومحمد بن آدم بن سليمان المصيصي: روى عن أبي المليح الرقي وعلي بن عابس
وأبي المحياة وعبد الله بن المبارك. قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي في الرحلة الثانية،
وروى عنه وسئل عنه فقال: صدوق.

(1) في م (عمرو) وانظر مادة (المنبجي) من هذا الجزء.
317

باب الميم والضاد
المضروب: بفتح الميم، وسكون الضاد المعجمة، وضم الراء، وفي آخرها الباء:
هو:
نوح بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال العجلي المروزي، كان يسكن في قطيعة
الربيع ببغداد. يقال له المضروب لضربة في وجهه لها أثر ظاهر، ضربته اللصوص. يروي عن
سفيان الثوري ومالك بن أنس. روى عنه محمد بن عبيد الأسدي الهمذاني ويحيى بن سهيل
السلمي البخاري وغيرهما.
وابنه محمد بن نوح بن ميمون المضروب. كان أحد الثقات المشهورين بالسنة. حدث
بشئ يسير عن إسحاق بن يوسف الأزرق. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن حجاج
المروزي. وكان جار أحمد بن حنبل، سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: اكتبوا عنه فإنه ثقة وكان
المأمون، وهو بالرقة، كتب إلى إسحاق بن إبراهيم صاحب الشرطة ببغداد يحمل أحمد بن حنبل
ومحمد بن نوح إليه بسبب المحنة، فأخرجا من بغداد على بعير متزاملين، ثم إن محمد بن نوح
أدركه المرض في طريقه ومات وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدا على حداثة سنه وقلة علمه
أقوم بأمر الله من محمد بن نوح وإني لأرجو أن يكون الله قد ختم له بخير. قال لي ذات يوم وأنا
معه خلوين: يا أبا عبد الله الله الله إنك لست مثلي، أنت رجل يقتدى بك، وقد مد إليك هذا
الخلق أعناقهم لما يكون منك، فاتق الله وأثبت لأمر الله، أو نحو هذا من الكلام قال أبو
عبد الله: فعجبت من تقويته لي وموعظته إياي ثم قال أبو عبد الله: انظر بما ختم له، فلم يزل
ابن نوح كذلك، ومرض حتى صار إلى بعض الطريق مات فصليت عليه ودفنته بعانة (1) وكانت
وفاته في سنة ثماني عشرة ومائتين.
المضري: بضم الميم، وفتح الضاد المعجمة، وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى
مضر، وهي القبيلة المعروفة التي ينسب إليها قريش، وهو مضر بن نزار بن معد بن عدنان،
أخو ربيعة بن نزار، وهما القبيلتان العظيمتان اللتان يقال فيهما: أكثر من ربيعة ومضر وجماعة
من العلماء والمحدثين من المتقدمين والمتأخرين، منهم:
أحمد بن الحسن المضري البصري حدث عن أبي عاصم وعبد الصمد بن حسان.

(1) عانة: بلد مشهور بين الرقة وهيت يعد في أعمال الجزيرة (معجم البلدان).
318

روى عنه عبد الباقي بن قانع وسليمان بن أحمد الطبراني وأحمد بن محمود بن خرزاذ السينيزي
ومحمد بن إسحاق بن دارا الأهوازي، ضعفوه.
وسليمان بن أحمد بن يحيى الملطي المضري: يتهم بالكذب ولا يوثق بما يرويه.
يروي عنه أبو القاسم بن الثلاج.
319

باب الميم والطاء
المطاعي: بضم الميم والطاء المهملة (المفتوحة)، بعدهما الألف، وفي آخرها العين
المهملة، هذه النسبة إلى مطاع وهو اسم رجل سماه النبي صلى الله عليه وآله مطاعا، وحمله على فرس
أبلق، وأعطاه الراية، وقال له: يا مطاع امض إلى أصحابك فمن دخل تحت رايتي هذه فقد
أمن من العذاب.
ومن ولده أبو مسعود عبد الرحمن بن المثنى بن مطاع بن عيسى بن مطاع بن زيادة بن
مسلم بن مسعود بن الضحاك بن جابر بن عبدي بن إراش بن جديلة بن لخم اللخمي
المطاعي. يروي عن أبيه المثنى. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني:
المطاميري: بفتح الميم والطاء المهملة، وكسر الميم الثانية، وسكون (الياء المنقوطة
باثنتين)، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى المطامير، وهي ضيعة بحلوان العراق
انتسب إليها جماعة منهم:
أبو محمد الحسن بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن صالح التيمي
المطاميري المكي حدث بمكة عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد السقطي. سمع منه أبو
الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي الحافظ، قال: وسألته عن المطامير فقال:
ضيعة بحلوان العراق. قال وتوفي يعني أبا محمد المطاميري في جمادى الآخرة سنة ثلاث
وستين وأربع مئة.
المطبخي: بفتح الميم وقد يقال بالضم وسكون الطاء المهملة، وفتح الباء
الموحدة، وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى موضع الطبخ أو الشئ المطبوخ.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو محمد سهل بن نصر بن إبراهيم بن ميسرة المطبخي، من أهل بغداد. كان من أهل
الصدق، وثقه يحيى بن معين. وسمع حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وفضيل بن عياض
ومحمد بن صبيح بن السماك وغيرهم. روى عنه عباس الدوري وأحمد بن أبي خيثمة
ومقاتل بن صالح المطرز ومحمد بن الفضل الوصيفي وغيرهم.
وأبو سعيد محمد بن أحمد المطبخي الأصبهاني. نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن
320

عمر بن حفص الأصبهاني حديثا واحدا. روى عنه أبو الحسن أحمد بن الجندي.
وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن عبيد المطبخي السامري من أهل سر من رأى. سمع
عمرو بن علي وعلي بن حرب وفضل بن سهل الأعرج. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني
وأبو جعفر اليقطيني. وذكر ابن عدي (أنه) سمع منه بسر من رأى وقال: كان شيخا صالحا.
المطرز: بضم الميم، وفتح الطاء المهملة، وكسر الراء المشددة، وفي آخرها
الزاي، هذه الكلمة لمن يطرز الثياب، واشتهر بها جماعة من أهل العلم منهم:
أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد بن موسى المطرز: أصبهاني الأصل، سكن
بغداد، وكان وكيلا على باب دار القضاة. سمع أبا الحسن علي بن محمد بن كيسان الحربي
وأحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق. سمع منه
أبو بكر الخطيب، وذكره في التاريخ فقال: كتبت عنه وكان صدوقا صحيح الأصول. وجده
من أهل أصبهان. وأبوه ولد ببغداد. وكانت ولادة محمد بن إبراهيم هذا في شوال سنة ثمان
وخمسين وثلاث مئة وتوفي في شوال من سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة.
وأبو يعلى محمد بن الحسن بن العباس المطرز، يعرف بابن الكرخي. ذكره أبو بكر
أحمد بن علي الخطيب في التاريخ وقال: أبو يعلى المطرز كان صاحبا لنا مختصا بنا، سمع
معنا الكثير من أبي عمر بن مهدي وأبي الحسين المتيم وأبي الحسن بن الصلت الأهوازي
وكان قد سمع قبلنا من أبي الصلت المجبر وأبي أحمد الفرضي وغيرهما. علقت عنه أحاديث
يسيرة وكان صدوقا مستورا حافظا للقرآن. وتوفي وهو شاب في شهر رمضان سنة سبع وعشرين
وأربع مئة وأحسبه لم يبلغ سنه الأربعين. وكان الشيب كثيرا في لحيته. ثم قال: رأيته في
المنام بعد موته بسنة على صورة حسنة وهيئة جميلة لابسا ثيابا بيضاء، فسلم علي ثم قال
ابتداء: إن الله غفر لي ذنوبي كلها.
وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيوب المطرز الشاعر من أهل بغداد.
كان كثير الشعر سائر القول في المديح والهجاء والغزل و (غير) ذلك.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، وقال: قرأت عليه أكثر شعره، ومن مليح شعره: من
الطويل:
ولما وقفنا بالصراة (1) عشية * حيارى لتوديع ورد سلام

(1) الصراة: نهر يأخذ من نهر عيسى من عند بلدة يقال لها المحول بينها وبين بغداد فرسخ ويمر من بغداد ويصب في
دجلة وعليه قنطرتان العتيقة والجديدة.
321

وقفنا على رغم الحسود وكلنا * يعض عن الأشواق كل ختام
وشوقني عند الوداع عناقه * فلما رأى وجدي به وغرامي
تلثم مرتابا بفضل ردائه * فقلت هلال بعد بدر تمام
وقبلته فوق اللثام فقال لي * هي الخمر إلا أنها بغدام
كانت ولادته في سنة خمس وخمسين وثلاث مئة ومات مستهل جمادى الآخرة من سنة
تسع وثلاثين وأربع مئة.
وأبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى المقرئ المطرز، من أهل بغداد. سمع عمران بن
موسى القزاز وسويد بن سعيد وبشر بن خالد وإسحاق بن موسى وأبا كريب الكوفي. روى عنه
أبو الحسين بن المنادي وجعفر بن محمد الخلدي وأبو بكر بن الجعابي. وكان ثقة ثبتا نبيلا
مقرئا فاضلا. صنف المسند والأبواب والرجال، من المكثرين. مات في صفر سنة خمس
وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن يحيى بن سهل النيسابوري المطرز. والمسجد الكبير المليح
بنيسابور منسوب إليه وهو بناه كان من جلة المشايخ إتقانا واجتهادا وعبادة. سمع إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع النيسابوري وأبا قدامة السرخسي وإسحاق بن منصور وهو
صاحب محمد بن يحيى الذهلي والمختص به، ومن أكثر الناس سماعا منه. روى عنه أبو
بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي وأبو الفضل بن إبراهيم وأبو عمرو محمد بن أحمد بن
حمدان (وإبراهيم بن أحمد بن رجاء وعبد الله بن أحمد بن سعد) وطبقتهم. توفي بعد سنة
ثلاث مئة.
وابنه أبو محمد عبد الله بن أبي بكر المطرز، كان يضرب به المثل في السخاء والبذل.
سمع أباه وإسماعيل بن قتيبة وطبقتهما. ولم يحدث قط. هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله
الحافظ في التاريخ.
المطرفي: بضم الميم، وفتح الطاء (المهملة)، وتشديد الراء، وفي آخرها الفاء،
هذه النسبة إلى مطرف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهم جماعة منهم:
أبو الميمون محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن مطرف، ومطرف هو أبو
غسان المديني ابن داود بن مطرف بن عبد الله بن سارية المطرفي العسقلاني، وسارية مولى
عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، من أهل عسقلان الشام.
322

قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر في سنة ست وأربعين وثلاث مئة. وخرج عن مصر
في شهور سنة أربعين وثلاث مئة، حدث بمصر عن ثابت بن نعيم بن معن وأبي ذهل عبيد بن
الغازي وعبيد الله المعمري وبكر بن سهل. وكان إخباريا حسن الأدب، وكان في سمعه ثقل
قليل.
وأبو جعفر محمد بن هارون بن مطرف بن إسحاق المطرفي النيسابوري المعروف بابن
أبي جعفر، وكان من أولاد الجرجانيين ولد بنيسابور، وكان مسكنه رأس القنطرة سمع أبا
الأزهر العبدي وأحمد بن يوسف السلمي. روى عنه الأستاذ أبو الوليد القرشي. ومات سنة
تسع عشرة وثلاث مئة.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف بن محمد بن علي بن حميد
المطرفي المعروف بأبي الحسين بن أبي أحمد الاستراباذي: كان من أفاضل الناس في
زمانه، كثير العبادة والصدقة وتلاوة القرآن. روى حكاية عن عمار بن رجاء ومن الضحاك بن
الحسين الأزدي ومحمد بن يزداد بن سالم وغيرهم. روى عنه عبد الله بن موسى السلامي
وعبد الله بن الحسن الهمداني ومطرز بن الحسين الفقيه. ومات سنة أربع وأربعين وثلاث
مئة.
وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الحسين بن أحمد المطر في أخو أبي الحسن المطرفي.
كان فقيها فاضلا ثبتا في الرواية. رحل إلى العراق وتفقه وكتب الحديث الكثير عن أبي خليفة
الجمحي وأبي يعلى الموصلي. روى عنه أخوه أبو الحسن.
وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف المطرفي من أهل جرجان، يروي
عن عم أبيه أبي الحسين ونعيم بن أبي نعيم الاستراباذي وأبي بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي وغيرهم. مات سنة إحدى عشرة وأربع مئة.
وأبو أحمد محمد بن إبراهيم بن مطرف بن محمد بن علي بن حميد المطرفي
الاستراباذي. كان من رؤوساء استراباذ وأجلائها. كان يروي عن إسحاق بن إبراهيم الطلقي
وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ومحمد بن عبد الله المقرئ. روى عنه أحمد بن المهلب
الاستراباذي ومات سنة ثلاث مئة.
وأبو سعيد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف المطرفي: من
أهل استراباذ أيضا. روى عن ابن ماجة وأبي نعيم (عبد الملك بن محمد بن علي)
الاستراباذي وغيرهما. قيل إنه توفي في سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة. باستراباذ.
323

وأخوه أبو الحسن الحسين بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف بن محمد بن
علي بن حميد المطرفي الفقيه الاستراباذي وكان من رؤساء استراباذ. رحل إلى العراقين
وفارس. يروي عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبي بكر عبد الله بن أبي داود وأبي
سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي وغيرهم. روى عنه ابنه أبو علي مطرف بن الحسين
الفقيه. ومات في رجب سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
وحفيده محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف (بن محمد بن
علي بن حميد) المطرفي الفقيه الزاهد. كان إليه فتيا استراباذ، من أصحاب الشافعي في
عصره، كتب الكثير، ودون الأبواب والمشايخ، سمع أبا جعفر محمد بن جعفر الحازمي
وعلي بن أحمد بن نوكرد وغيرهما. مات سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
المطرفي: بكسر الميم، وسكون الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الفاء، هذه
النسبة إلى مطرف وهو لقب:
عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان (رضي الله عنه): قال الدارقطني كان من حسنه
يسمى (المطرف). قلت: ومن أولاده جماعة حدثوا يقال لهم المطرفي.
المطرقي: بكسر الميم، وسكون الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها القاف:
رأيت في كتاب تقييد المهمل لأبي علي الغساني: المطرقي بالقاف: إسماعيل بن إبراهيم بن
عقبة المطرقي، مولى آل الزبير بن العوام.
وأبو إبراهيم بن عقبة.
وعماه: موسى ومحمد بنو عقبة المدينون المطرقيون. سمع نافعا مولى بن عمر وعمه
موسى. روى عنه إسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن أبي مريم. تفرد به البخاري. هكذا
رأيت في كتابه (وذكر بالقاف).
وقال ابن أبي حاتم: موسى بن عقبة، أخو إبراهيم ومحمد ابني عقبة، مولى
الزبير (بن العوام)، ويكنى بأبي محمد المطرقي أدرك ابن عمر ورأى سهل بن سعد. وروى
عن أمه ابنة خالد بن معدان عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص. روى عنه الثوري
ومالك وشعبة ووهيب وابن عيينة والدراوردي وحاتم وابن أبي الزناد وابن المبارك
(وعبد العزيز بن المختار. وكان مالك بن أنس إذا قيل له: مغازي من نكتب؟ قال: عليكم
بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة. وقال) يحيى بن معين (وهو ثقة).
324

المطرودي: بفتح الميم، وسكون الطاء المهملة، وضم الراء، وسكون الواو، وكسر
الدال المهملة، هذه النسبة إلى مطرود (1) وهو فخذ من سليم، والمنتسب إليه.
عبد الله بن سيدان المطرودي فإنه يروي عن أبي ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان ورأى أبا
بكر وعمر (رضي الله عنهم) عداده في أهل البصرة (2). روى عنه ميمون بن مهران وحبيب بن
أبي مرزوق. قاله البخاري.
المطري: بفتح الميم والطاء المهملة، والراء في آخرها، هذه النسبة إلى مطر، وهو
اسم لجد أبي عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر المعدل المطري، كان شيخا عالما
فاضلا زاهدا ورعا. سمع الحديث الكثير، وأفاد الناس، وانتقى أجزاء على أبي العباس
الأصم (اشتهرت به) له رحلة إلى العراقين والحجاز وكور الأهواز. سمع بنيسابور إبراهيم بن
أبي طالب وإبراهيم بن علي الذهلي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وببغداد جعفر بن
محمد بن الحسن الفريابي ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وبالكوفة عبد الله بن
محمد بن سوار، وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وبمكة أحمد بن
هارون بن المنذر القزاز، وبالأهواز عبدان بن أحمد العسكري وأقرانهم. سمع منه الحفاظ
أبو علي الحسين بن علي وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد وأبو الحسن محمد بن يعقوب
والحاكم أبو عبد الله (الحافظ)، وهؤلاء حفاظ نيسابور وأئمتها. وقد حدث عنه أبو العباس بن
عقدة الكوفي بأحاديث لأبي حنيفة وغيره.
وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو عمرو بن مطر الزاهد، شيخ العدالة ومعدن الورع
والمعروف بالسماع والرحلة والطلب على الصدق والضبط والاتقان. رأى أبا عبد الله
البوشنجي وحضر مجالسه ولم يصح له عنه شئ فتركه ولم يحدث عنه.
قال: ولقد حدثني الثقة من أصحابنا أن صدرا من صدور أهل العلم بنيسابور قال له: يا
أبا عمرو فاتك أبو عبد الله البوشنجي فقال الرجل من إذا لم يسمع الشئ يمكنه أن يقول لم
أسمع روى عنه حفاظ نيسابور، وأعجب من ذلك أنا كتبنا عن محمد بن صالح بن هانئ عن
أبي الحسن الشافعي عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله ببضعة عشر سنة. وتوفي أبو عمرو

(1) في اللباب 3 / 225: (قلت: لم يذكر نسب مطرود، وهو مطرود بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهيثة بن
سليم بن منصور، بطن من سليم).
(2) في نسخ: (الربذة) وهي قرية من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من
فيد تريد مكة.
325

في جمادي الآخرة من سنة ستين وثلاث مئة، وهو ابن خمس وتسعين سنة، ودفن في مقبرة
الحيرة جاءنا نعيه وأنا بنسا.
وابناه المحمدان أبو بكر وأبو أحمد ابنا محمد بن جعفر المطري:
فأما أبو بكر محمد بن محمد بن جعفر المطري: سمع بتصحيح أبيه وإفادته عن
عبد الله بن شيرويه وإبراهيم بن إسحاق الأنماطي وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله وإبراهيم بن
جعفر بن الوليد وأقرانهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي في شهر رمضان
سنة سبعين وثلاث مئة، وصلى عليه أخوه أبو أحمد، ودفن بجنب أبيه.
وأما أخوه أبو أحمد محمد بن محمد بن جعفر المطري كان يشهد مع أبيه ثلاثين سنة أقل
وأكثر وخرج أبوه له الفوائد، وحدث بها ببغداد. سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
وأبا العباس (محمد بن إسحاق) الثقفي وغيرهما. سمع منه الحاكم (أبو عبد الله الحافظ)،
وتوفي في رجب سنة ست وسبعين وثلاث مئة وهو ابن ثمانين سنة (1).
المطلبي: هذه النسبة إلى المطلب بن عبد مناف، وهو بضم الميم، وتشديد الطاء
المهملة وفتحها، وكسر اللام، والمنتسب إليه جماعة من أولاده.
منهم الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن
عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الشافعي المطلبي رحمه الله. وروى أن
النبي صلى الله عليه وآله أعطى بني المطلب ما أعطى بني هاشم وحرمهم ما حرم بني هاشم من الصدقة.
فقال بنو عبد شمس وبنو نوفل في ذلك فقال: نحن وبنو المطلب ما فارقنا في جاهلية ولا
إسلام.
ومنهم محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن
عبد مناف المطلبي: يروي عن عبيد الله الخولاني وعكرمة، روى عنه محمد بن إسحاق بن
يسار.
المطوعي: بضم الميم، وتشديد الطاء المهملة وفتحها. وكسر الواو، وفي آخرها

(1) في اللباب 3 / 225: (قلت: فاته النسبة إلى مطر بن شريك بن عمرو بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن
ذهل بن شيبان أخي الحوفزان بن شريك. منهم: معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك الشيباني
المطري، قال فيه الشاعر:
بنو مطر يوم اللقاء كأنهم * أسود لها في غيل خفان أشبل)
326

العين (المهملة)، هذه النسبة إلى المطوعة، وهم جماعة فرغوا أنفسهم للغزو والجهاد
ورابطوا في الثغور وتطوعوا بالغزو فقصدوا الغزو في بلاد الكفر لا إذا وجب عليهم وحضر إلى
بلادهم، والمشهور بهذه النسبة:
أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل بن يزيد المطوعي المروزي، (من أهل مرو)
ويروي عن أبي داود السنجي وأبي الموجه محمد بن عمرو الفزاري ومحمود بن آدم
المروزي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو عمر بن حيويه الخزاز وأبو علي الحافظ
النيسابوري وأبو إسحاق المزكي وغيرهم. وتوفي سنة تسع وعشرين وثلاث مئة.
وأحمد بن توبة الغازي المطوعي السلمي الزاهد، من أهل مرو أيضا، وهو أحد الزهاد
ويروي عن ابن المبارك إلا أنه لم يتهدف للحديث، وكان يقال إنه مستجاب الدعوة فتح
استيجاب في أربعين رجلا وبها أولادهم يعرفون بأولاد الأربعين يشار إليهم.
وقال غنجار صاحب تاريخ بخارى: سكن بيكند (1)، ومات بها يروي عن ابن المبارك
وإبراهيم بن المغيرة وابن عيينة وحرملة بن عبد العزيز بن سبرة. روى عنه إسحاق بن منصور
وعبد الله بن أحمد بن شبويه ويحيى بن المثنى. ذكره ابن ماكولا.
وأبو بكر محمد بن خالد بن الحسن بن خالد المطوعي البخاري المعروف ابن أبي
الهيثم، من مشايخ بخارى، وأولاد المشايخ، وكان حسن الحديث، سمع ببخارى
مسيح بن محمد وأبا عبد الرحمن بن أبي الليث، وبمرو عبد الله بن محمود السعدي،
وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس الثقفي السراج، وبالري أبا العباس
الجمال، وببغداد أبا بكر بن الباغندي وطبقتهم. حدث ببلاده وبخراسان. سمع منه الحاكم
أبو عبد الله (محمد بن عبد الله) الحافظ، وقال: قدم علينا نيسابور حاجا سنة تسع وأربعين
وكتبنا عنه، ثم انتقيت عليه ببخارى سنين، وجاءنا نعيه سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
وأبو جعفر بن أبي تمام أحمد بن القاسم بن الهياج بن سليمان المطوعي السمرقندي:
يروي عن عبد الله بن حماد الآملي ومحمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي وغيرهما. حدث
ببخارى في سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
المطهري: بضم الميم، وفتح الطاء المهملة، وفتح الهاء المشددة، وفي آخرها

(1) بيكند: بلدة بين بخارى وجيحون على مرحلة من بخارى (معجم البلدان).
327

الراء، هذه النسبة إلى مطهر، وهي قرية من قرى سارية مازندران (1)، والمشهور بالانتساب
إليها:
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن موسى بن هارون بن الفضل بن هارون بن يزيد
السروي المطهري: كان إماما فاضلا زاهدا ورعا، وله تصانيف كثيرة في المذهب والخلاف
والأصول والفرائض. تفقه ببلده على أبي محمد بن أبي يحيى، وببغداد على أبي حامد
الأسفرايني والفرائض على أبي الحسين اللبان. وسمع ببغداد الحديث من أبي طاهر
المخلص وأبي حفص الكتاني، وبمكة أبا العباس النسوي، وبجرجان أبا نصر محمد بن أبي
بكر الإسماعيلي، وانصرف إلى سارية، وفوض إليه التدريس والفتوى، وولي بها القضاء
سبع عشرة سنة إلى أن مضى لسبيله. ومات عن مئة سنة في صفر سنة ثمان وخمسين وأربع
مئة.
ومن نسب إلى جد له اسمه مطهر القاضي أبو الفضل محمد بن علي بن سعيد بن
محمد بن المطهر بن عبد العزيز بن محمد بن علي بن جابر بن سعيد بن إبراهيم بن الربيع
المطهري البخاري، من أهل بخارى، كان شيخا من أهل العلم، رجع إلى كفاية وشهامة
ومعرفة بالأمور. والده سمعه في صغره عن جماعة واستجاز له. سمع أباه وأبا حفص عمر بن
منصور بن خنب الحافظ وأبا بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري وأبا بكر محمد بن
عبد الله بن أبي القاسم الكرابيسي وعبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الرباطي والرئيس أبا
عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد البرقي وأبا محمد عبد الملك بن عبد الرحمن السبيري
وغيرهم. كتب لي الإجازة بجميع مسموعاته من بلخ ثم قدم علينا مرو، ودخل مدرستنا
باستدعاء محمد بن الحسين الأزدي، وأجاز لي مشافهة بجميع مسموعاته، وكتب بخطه،
وحصل بخط الزاهد الصفار لي الإجازة أيضا. وتوفي ببخارى في سنة سبع وثلاثين وخمس
مئة، وزرت قبره.
وأبو القاضي أبو الحسن علي بن سعيد بن محمد بن المطهر المطهري كان فقيها
فاضلا. سمع أبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الحافظ، وشيوخ ولده
المذكورين. روى عنه ابنه.
المطيبي: بضم الميم، وفتح الطاء المهملة المشدد، وفتح الياء المشددة (المنقوطة

(1) في معجم البلدان (المطهر: قرية من أعمال سارية بطبرستان). قلت: وطبرستان هي مازندران، وهي ولاية تقع
على الشاطئ الجنوبي لبحر الخزر.
328

باثنتين من تحتها)، وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى المطيب وهو اسم لبعض أجداد
المنتسب وهو:
أبو منصور حامد بن محمد بن أبي جعفر بن المطيب بن الفضل (بن إبراهيم الماليني)
المطيبي، من أهل هراة يروي عن محمد بن علي بن الحسين الجباخاني (1) البلخي. روى
عنه القاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد العبادي.
المطيري: بفتح الميم، وكسر الطاء المهملة، وسكون (الياء آخر الحروف)، وفي
آخرها الراء، هذه النسبة إلى المطيرة، وهي قرية من نواحي سر من رأى، قال الوليد بن
عبادة البحتري: (من الوافر):
ويوم بالمطيرة أمطرينا * سماء غب وابله قطار
خرج منها جماعة من المحدثين، منهم:
أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد الصيرفي المطيري، (من أهل مطيرة سر من
رأى) سكن بغداد، كان شيخا عالما حافظا صالحا ثقة صدوقا مأمونا. حدث عن الحسن بن
عرفة وعلي بن حرب ويحيى بن عياش القطان وعباس بن عبد الله الترقفي وإبراهيم بن
سليمان بن حبان التيمي وعباس بن محمد الدوري والحسن بن علي بن عفان الكوفي وأبي
البحتري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري وجماعة نحوهم. روى عنه أبو الحسين بن
البواب وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسين بن جميع وغيرهم من
المتقدمين.
ومن المتأخرين أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي وقال الدارقطني: هو
ثقة مأمون، وكان ينزل بغداد درب خزاعة، وكان حافظا للحديث، وكان لا بأس به في دينه
والثقة ومات في صفر سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو جعفر محمد بن داود بن صدقة الشحام المطيري، من أهل المطيرة. حدث عن
أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي سعيد الأشج. روى عنه محمد بن جعفر المطيري.
المطين: بضم الميم، وفتح الطاء (المهملة)، وتشديد الياء المفتوحة آخر الحروف،

(1) نسبته إلى جباخان: وهي قرية على باب بلخ، منها أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن الفرج الجباخاني
البلخي الحافظ، توفي ببلخ سنة 357 وقيل 356 (معجم البلدان).
329

وفي آخرها النون.
هذا لقب أبي جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي، لقب المطين لان
أبا نعيم الفضل بن دكين الملائي مر عليه وهو يلعب مع الصبيان بالطين وقد طينوه فقال له يا
مطين آن لك أن تسمع الحديث فلقب بالمطين، وكان من ثقات الكوفيين. يروي عن
عمرو بن سلام وأحمد بن حنبل وغيرهم. روى عنه الحفاظ أبو العباس أحمد بن محمد بن
عقدة الهمداني وأبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي وأبو بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي وأبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي وجماعة كثيرة سواهم. وله تصنيف
في التاريخ وغير ذلك.
330

باب الميم والظاء المعجمة (1)
المظالمي: بفتح الميم والظاء المعجمة، واللام المكسورة بعد الألف، وفي آخرها
الميم، هذه النسبة إلى عمل المظالم، وهو ترفع إليه الظلامات (2) فيدفعها.
وأحمد بن سلمة المدائني المظالمي كان صاحب المظالم. يروي عن منصور بن
عمار. روى عنه أبو موسى عيسى بن خشنام المدائني (المعروف) بترجه (3).
وأبو الحسن علي بن الحسن بن علي المظالمي القاضي، من أهل أصبهان. كان ثقة
مأمونا. يروي عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي ومحمد بن غالب بن حرب تمتام
والحارث بن أبي أسامة وغيرهم (وعن الأصبهانيين) روى عنه عبد الله بن محمد بن النعمان.
وتوفي سنة ست وثلاثين وثلاث مئة.
المظهري: بضم الميم، وفتح الظاء المعجمة، والهاء المفتوحة المشددة، والراء في
آخرها، هذه النسبة إلى مظهر.
وهو جد معقل بن سنان (4) بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع، هو
المظهري، شهد فتح مكة، وبقي إلى يوم الحرة. وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والحارث بن مسعود بن عبده بن مظهر بن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف، هو المظهري، صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، (وقتل) يوم الجسر. قاله الطبري.
وفي الأسماء المظهر بن رافع بن عدي الأنصاري، أخو ظهير بن رافع وهما عما
رافع بن خديج، لهما صحبة، روى عنهما ابن أخيهما رافع بن خديج، شهد (مظهر) أحدا
وقتلته يهود في خلافة عمر (رضي الله عنه).
وحبيب بن مظهر بن رئاب بن الأشتر الأسدي، قتل مع الحسين بن (علي رضي الله عنهما
).

(1) ليس ما بين الرقمين في الأصول واستدركته عن اللباب 3 / 227.
(2) في نسخة: (الظلمات)، وما هنا عن اللباب 3 / 228.
(3) كذا في الأصول، وفي اللباب 3 / 228 (المعروف بأترجة).
(4) في نسخة: (يسار)، وانظر اللباب 4 / 228 والاكمال 7 / 261.
331

باب الميم والعين المهملة
المعاذي: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه
النسبة إلى (آل) معاذ، وهو بيت كبير بمرو.
منهم أبو وهب أحمد بن أبي زهير سهيل بن سليمان المعاذي المروزي، سكن أعلى
الرزيق (1)، وهو من آل معاذ. حدث عن عبد العزيز بن أبي رزمة. روى عنه أبو بكر
أحمد بن محمد بن عمر البسطامي وأبو الوفاء داود بن علي الشابرنجي.
وأبو النضر سلمة بن أحمد بن سلمة بن مسلم الذهلي المعاذي الأديب الكاتب الشاعر،
وكان جد جده سلمة بن مسلم أخو معاذ بن مسلم فقيل له المعاذي والمنسوب إليهم سكة مسلم
بنيسابور. وكتب الكثير في حداثة سنه، وكان له خط حسن وبلاغة عجيبة، وكان مشايخنا
تعجبهم القراءة من خطه، وتصحيح الكتاب بقلمه، رأيت أبا عبد الله بن الأخرم على شراسة
أخلاقه يميل إليه، ويقول في مجالسته ابن سلمة المعاذي سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن
بلال وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وأبا العباس محمد بن يعقوب الأصم وجمع شيئا من
كتاب مسلم بن الحجاج. روى عنه الحاكم (أبو عبد الله الحافظ) وقال: توفي في شهر
رمضان سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأخوه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن سلمة المعاذي. قال الحاكم أبو عبد الله: هو
جارنا بباب عرزة، أديب كاتب من أهل البيوتات، سمع عبد الله بن محمد الشرقي وأبا بكر بن
دلويه وأقرانهما، وكان يسمع معنا المسند من علي بن حمشاذ، ومات في رجب سنة ثلاث
وسبعين وثلاث مئة.
وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الأديب المعاذي شيخ المعادلة في
وقته وأكبر الاخوة، وكان من أدب أهل البيوتات في عصره. سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم

(1) في نسخة: (الزريف) وزريق: قال الحازمي: نهر كان يمرو. وهو غلط وتصحيف، وصوابه: رزيق: بتقديم
الراء على الزاي، هكذا يقول أهل مرو، وسمعته منهم. وذكره السمعاني في كتاب النسب بتقديم الراء المهملة
أيضا، وهو أعرف ببلده، وإنما ذكرته هكذا للتنبيه عليه لئلا يغتر بقول الحازمي وانظر معجم البلدان: (رزيق
وزريق).
332

البوشنجي وإبراهيم بن علي الذهلي وإبراهيم بن أبي طالب وأقرانهم. ذكره الحاكم (أبو
عبد الله الحافظ)، وخرجت له الفوائد، وحدث قبل وفاته بسنة، وتوفي في رجب من سنة
اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
وأبو الحسين معاذ بن محمد بن الحسين بن معاذ المعدل الأنماطي المعروف
بالمعاذي، وليس من ولد معاذ بن مسلم، وكان من الصالحين، إمام مسجد عقيل
الخزاعي. سمع عبد الله بن محمد بن شيرويه وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وأقرانهما.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وثلاث مئة، وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
وأبو منصور الحسن بن أبي الحسن أحمد بن الحسن بن محمد المعاذي من أهل
نيسابور. كان من أهل الخير والعدل. سمع أبا عمران موسى بن العباس الجويني وغيره من
مشايخ خراسان. سمع منه الحاكم (أبو عبد الله الحافظ) وذكره في التاريخ فقال: أبو
منصور ابن أبي الحسن المعاذي (المزكي) وكان من أعيان أهل البيوتات ووجوه أهل
المروءات، اشتغل بالدهقنة وأسباب المروءة إلى أن تقلد التزكية فأقبل على قراءة القرآن وعقد
مجلس القراء والتقشف والإنابة ورزق حسن العاقبة. وتوفي في السابع من رجب سنة إحدى
وخمسين وثلاث مئة وصلى عليه الحاكم أبو القاسم بن ياسين.
المعاركي: بضم الميم، وفتح العين المهملة، (وكسر) الراء، وفي آخرها الكاف،
هذه النسبة إلى معارك، وهو اسم لجد المنتسب إليه:
وهو أبو علي الحسين بن نصر بن المعارك المعاركي البغدادي. قال أبو سعيد بن
يونس: هو بغدادي، قدم إلى مصر وحدث بها وتوفي في يوم الجمعة لأربع وعشرين يوما
خلون من شعبان سنة إحدى وستين ومائتين، وكان ثقة ثبتا.
المعاز: بفتح الميم، والعين المهملة المشددة، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى
رعاية المعزي:
والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن علي بن هارون المعاز، من أهل بغداد، شيخ
صالح مستور. سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري. روى لنا عنه أبو حفص
عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري.
المعافري: بفتح الميم، والعين المهملة، وكسر الفاء والراء، هذه النسبة إلى
المعافر.
333

وأبو عشانة حيي بن يؤمن بن بجيل بن حديج بن أسعد المعافري: مصري يروي عن
عبد الله بن عمر وعطية بن عامر. روى عنه عمرو بن الحارث ومعروف بن سويد والليث وابن
لهيعة وعبد الله بن عياش وأبو قبيل وغيرهم. توفي سنة ثماني عشرة ومئة. وكان ثقة.
وأبو شريح ضمام بن إسماعيل بن مالك المعافري. وقد قيل أبو إسماعيل، من أهل
مصر، يروي عن أبي قبيل وموسى بن وردان روى عنه يحيى بن بكير وسويد بن سعيد وأهل
مصر. كان مولده سنة سبع وتسعين وتوفي سنة خمس وثمانين ومئة. قال أبو حاتم بن حبان:
وكان يخطئ.
و عبد الله بن جنادة المعافري: من أهل مصر. يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي.
روى عنه سعيد بن أبي أيوب.
وأبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار بن عمر بن ثعلبة القحطاني
المعافر الفقيه الأندلسي المالكي. ذكرته في القاف، في (القحطاني).
وأبو محمد قرة بن عبد الرحمن بن حيويل بن ناشرة المعافري، أصله من المدينة،
سكن مصر. يروي عن الزهري وربيعة ويحيى وسعد بني سعيد المدني. روى عنه الأوزاعي
وابن وهب ورشد بن سعد وكان يزيد بن السمط يقول: أعلم الناس بالزهري قرة بن
عبد الرحمن بن حيويل. قال أبو حاتم بن حبان هو الذي قال يزيد بن السمط ليس شئ يحكم
به على الاطلاق وكيف يكون قرة بن عبد الرحمن أعلم الناس بالزهري وكل شئ روى عنه لا
يكون ستين حديثا بل أتقن الناس في الزهري مالك ومعمر والزبيدي ويونس وعقيل وابن عيينة
هؤلاء الستة أهل الحفظ والاتقان والضبط والمذاكرة وبهم يعتبر حديث الزهري إذا خالف
بعض أصحاب الزهري بعضا في شئ يرويه. وكان إسماعيل بن عياش يقول: إن قرة بن
عبد الرحمن اسمه يحيى وقرة لقب والله أعلم. قلت: قرة روى عنه الأوزاعي والليث بن سعد
وعبد الله بن وهب. وتوفي سنة سبع وأربعين ومئة.
وأبو قبيل حيي بن هانئ بن ناضر بن يمنع المعافري من بني سريع، عقل مقتل
عثمان رضي الله عنه وهو باليمن، وقدم مصر في أيام معاوية، وغزا رودس مع جنادة بن أبي
أمية، والمغرب مع حسان بن النعمان. روى عنه عمر وابن الحارث ويزيد بن أبي حبيب
ومعاوية بن سعيد ويحيى بن أيوب وعبد الله بن لهيعة والليث بن سعد وضمام بن إسماعيل
وغيرهم. توفي سنة ثماني وعشرين ومئة بالبرلس. قاله ابن يونس، وليس في الأسامي ناضر
بالضاد المعجمة إلا في نسب أبي قبيل هذا.
334

المعاولي (1): بضم الميم (1)، والعين المهملة، بعدها ألف وواو ولام (2)، هذه النسبة
إلى المعاول، وهو بطن من الأزد، والمشهور بها:
أبو يحيى مهدي بن ميمون البصري. قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى المعاول من
الأزد يروي عن ابن سيرين. روى عنه وكيع وأهل البصرة. مات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين
ومئة.
المعاوي: بضم الميم وفتح (العين) المهملة، هذه النسبة إلى معاوية، وهم جماعة
منهم:
علي بن عبد الرحمن المعاوي، وهو ينسب إلى بني معاوية بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف، بطن من الأوس.
منهم جابر بن عتيك: شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله. وروى علي بن عبد الرحمن المعاوي هذا عن ابن عمر (رضي الله عنهما). روى عنه
مسلم بن أبي مريم، حديثه عند مالك وابن عيينة وفي الموطأ عن عبد الله بن عبد الله بن
جابر بن عتيك: قال: أتانا عبد الله بن عمر في بني معاوية، وهي قرية من قرى الأنصار فقال
هل تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وآله من مسجدكم هذا؟ قلت له: نعم.. الحديث.
وبشير المعاوي: حدث عن النبي صلى الله عليه وآله:
وابنه أيوب بن بشير. وأبو سليمان الأنصاري المعاوي (الأويسي) روى عن عبد الله بن
الزبير. روى عنه الزهري وهو من أهل المدينة.
وجبر بن عتيك الأنصاري المعاوي.
وأخوه جابر بن عتيك.
والنعمان بن غصن بن الحارث المعاوي: شهد بدرا.
وجماعة نسبوا إلى معاوية بن أبي سفيان، وفيهم كثرة.
وأما من انتسب إلى معاوية الأصغر فهو أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن
إسحاق بن الحسين بن منصور بن معاوية بن محمد بن عثمان بن عتبة بن عنبسة بن أبي

(1 - 1) في نسخة، وانظر اللباب 3 / 229.
(2) انظر اللباب 3 / 229.
335

سفيان بن صخر بن حرب الأموي الأديب الأبيوردي الكوفني. وكان يكتب لنفسه (المعاوي)
ينسب إلى معاوية الأصغر، وهو ابن محمد بن عثمان (المذكور في نسبه لا معاوية بن أبي
سفيان. وكتب الأديب الأبيوردي قصة إلى أمير المؤمنين المستظهر بالله، وكتب على رأسها
(الخادم المعاوي)، فحك الخليفة الميم من (المعاوي) ورد القصة فصار (الخادم
العاوي). والأديب الأبيوردي هذا) كان أوحد عصره وفريد دهره في معرفة اللغة والأنساب،
وشعره مدون سائر على ألسنة الناس، (وله العراقيات والنجديات) سمع أبا القاسم
إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي وأبا الفضل أحمد بن الحسن (بن خيرون) الأمين وغيرهم.
روى لنا عن جماعة منهم أبو بكر بن الشهرزوري بالموصل وأبو علي الأدمي بأصبهان وأبو
الفضل الأديب بهمذان وعمر بن عثمان الحيري بمرو وجماعة. وتوفي في شهر ربيع الأول
سنة سبع وخمس مئة بأصبهان.
المعبدي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها
الدال المهملة، هذه النسبة إلى أم معبد الخزاعية.
وهو أبو بكر محمد بن فارس بن حمدان بن عبد الرحمن بن محمد بن صبيح بن
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن معبد العطشي (1) ويعرف بالمعبدي. قال أبو بكر
الخطيب الحافظ: كان يذكر أنه من ولد أم معبد الخزاعية. حدث عن جعفر بن محمد
القلانسي الرملي والحسن بن علي المعمري ومخلد بن محمد الماخوري وسلامة بن محمد بن
ناهض المقدسي وخطاب بن عبد الدائم الأرسوفي وغيرهم. روى عنه أبو الحسن علي بن
عمر الدارقطني وأبو بكر (أحمد بن محمد) البرقاني وأبو نعيم الحافظ. قال: وسألت أبا نعيم
عنه فقال: كان رافضيا غاليا في الرفض وكان أيضا ضعيفا في الحديث. وتوفي في ذي الحجة
سنة إحدى وستين وثلاث مئة. قال أبو الحسن علي بن الفرات (قال): وكان غير ثقة ولا
محمود المذهب.
وأبو عبد الله محمد بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن
عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي المعبدي، نسب إلى جده
الأعلى معبد بن العباس من أهل بغداد كان رئيسا مقدما وإليه انتهت رئاسة العباسيين في
وقته، وكان ثقة. سمع جعفر بن محمد الفريابي. روى عنه ابنه أحمد. وقال أبو إسحاق

(1) انظر اللباب.
336

الطبري: رأيت ثلاثة يتقدمون ثلاثة أصناف من أبناء جنسهم فلا يزاحمهم أحد، أبو
عبد الله بن الحسين بن أحمد الموسوي مقدم الطالبيين فلا يزاحمه أحد، وأبو عبد الله بن
موسى أبي الهاشمي يتقدم العباسيين فلا يزاحمه أحد، وأبو بكر الأكفاني يتقدم الشهود فلا
يزاحمه أحد.
وأما المعبدية فهم فرقة من الخوارج انتسبوا إلى معبد وهم من الثعالبة، وهم كانوا يرون
أخذ الزكوات من عبيدهم إذا استغنوا ويعطونهم منها إذا افتقروا، ثم ندموا على هذا القول
وقالوا إنه خطا ولم يتبرأوا ممن قال به.
المعبر: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد (الباء المنقوطة بواحدة)
المكسورة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى تعبير الرؤيا وجماعة من العلماء كانوا يتعاطون
ذلك، والمشهور بهذه الصفة:
أبو سعنة المعبر: حدث عن همام بن يحيى. روى عنه محمد بن هارون (بن أبي
الرؤوس) المقرئ قاله ابن ماكولا.
وأبو عبد الله عثمان بن عبد الله المعبر الفراء، ويقال أبو عمرو: حدث عن أبيه. روى
عنه زكريا بن يحيى الساجي.
وأبو عبيد الله محمد بن السري المعبر البخاري. حدث عنه حنش بن حرب وهانئ بن
النضر ومحمد بن جعفر العجلي. روى عنه أحمد بن سليمان بن فرنيام وغيره وفيهم كثرة.
وأبو محمد خالد بن فضاء الأزدي المعبر أخو محمد بن فضاء. قال ابن أبي حاتم:
(المعبر) للرؤيا. روى عن إياس بن معاوية. روى عنه حماد بن زيد.
ومحمد بن موسى المعبر. حدث عن أبي الخطاب كاتب أبي يوسف القاضي، حدث
عنه محمد بن أبي هارون الوراق بخبر.
وإبراهيم بن هارون بن المهلب البخاري المعبر حدث عن نصر بن محمد القلانسي.
روى عنه خلف بن محمد الخيام.
ومحمد بن الحسن بن محمد بن موسى المعبر. يروي عن عمرو بن تميم. روى عنه
أبو الطيب الشروطي.
وأبو المنجا حيدرة بن علي بن محمد بن إبراهيم الأنطاكي المالكي المعبر. قال ابن ماكولا: (شيخ) كتبت عنه بدمشق حدث عن عبد الرحمن بن أبي نصر.
337

وأبو عبد الله ربعي بن جناح بن نصر بن عيسى بن خسرو الكسي المعبر. كان عالما
بتأويل الرؤيا وتعبيرها. يروي عن أبيه وعبد بن حميد الكسيين. روى عنه عبد الله بن إبراهيم
الجنابذي القهستاني.
وأبو الخطاب محمد بن خلف بن جعفر بن محمد بن أبي كثير البلخي المنجم المعبر
المقيم ببخارى. ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) في التاريخ وقال: أبو الخطاب المعبر
كان من عجائب الزمان تفقه أولا ببلخ عند أبي بكر الفارسي ثم خرج إلى العراق وترك الفقه
وأقبل على تعلم النجوم والتعبير، وكتب شيئا من الحديث، ثم انصرف إلى نيسابور فأقام بها
مدة أيام الامراء من آل أبي عمران ثم خرج إلى بخارى فاستوطنها سنين وآخر ذلك كان في
منزل أبي عبد الله وأبي الفضل الحليميين فطالبت صحبتنا وكثرت المسموعات التي لا تليق
بهذا الكتاب منه.
المعبري: بضم الميم، وفتح العين المهملة، والباء الموحدة المشددة المكسورة،
وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى معبر وهو في نسب معقل بن يسار بن عبد الله معبر بن
حران بن لأي بن كعب المزين المعبري صاحب نهر معقل بالبصرة.
وفي الأسماء أبو سعنة المعبر. روى عن همام. روى عنه محمد بن هارون المقرئ.
المعتري: بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف، وفي
آخرها الراء، هذه النسبة إلى معتر وهو بطن من طئ وهو معتر بن بولان بن عمرو بن الغوث.
المعتزلي: بضم الميم، وسكون العين المهملة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من
فوقها وكسر الزاي، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الاعتزال وهو الاجتناب، والجماعة
المعروفة بهذه القصيدة إنما سموا بهذا الاسم لان أبا عثمان عمرو بن عبيد بن كيسان بن باب
البصري مولى بني تميم. وكان أصله من فارس سكن البصرة ومات في طريق مكة سنة أربع
وأربعين ومئة. كان من العباد الخشن، وأهل الورع الدقيق ممن جالس الحسن البصري سنين
كثيرة، ثم أحدث ما أحدث من البدع واعتزل مجلس الحسن البصري وجماعة معه فسموا
(المعتزلة). وكان عمرو بن عبيد داعية إلى الاعتزال ويشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ويكذب
مع ذلك في الحديث توهما لا تعمدا، هكذا قال أبو حاتم بن حبان البستي.
وأصل المعتزلة أن (1) واصل بن عطاء كان من مشائي (1) مجلس الحسن البصري

(1 - 1) كذا في نسخ عدة: (وأصل المعتزلة عن واصل بن عطاء كان ممن يأتي).
338

بالبصرة، فلما ظهر الخلاف بين الجماعة وبين مرتكبي الكبائر من المسلمين فقالت الخوارج
بتكفيرهم وقالت الجماعة بأنهم مؤمنون وإن فسقوا بالكبائر خرج واصل عن قول الفريقين فزعم
أن الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر وفسقه منزلة بين المنزلتين الايمان والكفر فطرده
الحسن عن مجلسه فاعتزل عند سارية في مسجد البصرة وانضم إليه عمرو بن عبيد فقيل لهما
ولأتباعهما معتزلي لما اعتزلوا قول الأمة في المنزلة بين المنزلتين.
المعتلي: بضم الميم، وسكون العين المهملة، وفتح التاء (المنقوطة باثنتين من
فوقها)، وفي آخرها اللام المشددة.
والمشهور (بهذه النسبة) يحيى بن علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن
عبيد الله بن عمر بن إدريس بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب، تسمى
بالخلافة بالأندلس، ويلقب بالمعتلي سنة ثلاث عشرة وأربع مئة. وكان فارسا مشهورا
بالشجاعة وقتل في بعض حروبه في سنة سبع وعشرين وأربع مئة في المحرم.
المعداني: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الدال (المهملة) وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى معدان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم:
أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن معدان الفقيه المعداني الأزدي: كان
فقيها فاضلا حافظا مكثرا من الحديث. رحل إلى العراق والحجاز، وأدرك الأسانيد العالية،
وانصرف إلى وطنه، واشتغل بالجمع والتصنيف، غير أن تصانيفه جمع فيها بين الغث
والسمين واللحم والعظم، سمع (بمرو) أبا عبد الرحمن (عبد الله بن محمود) السعدي وأبا
علي (الحسين بن محمد بن مصعب) السنجي وبسرخس أبا لبيد محمد بن إدريس السامي،
وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الامام وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج،
وبالري أبا العباس عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد الطهراني، وببغداد أبا القاسم عبد الله بن
محمد البغوي وأبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وبالكوفة أبا جعفر محمد بن
الحسين الأشناني الخثعمي وطبقتهم. روى عنه جماعة من الحفاظ مثل أبي عبد الله
محمد (بن عبد الله) البيع وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغنجار البخاري وأبي عبد الرحمن
محمد بن الحسين السلمي وأبي بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني وأبي غانم أحمد بن
علي الكراعي وجماعة كثيرة سواهم. ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين. وتوفي في الثامن من
شهر رمضان سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
وأبو طاهر عمر بن محمد بن علي بن معدان الأديب الوراق الأصبهاني الأعرج
339

المعداني. كان أديبا فاضلا عالما. سمع أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ
وعبد الله (بن عمر بن الهيثم) المذكر وأبا عمر بن عبد الوهاب الأصبهانيين ومن في طبقتهم.
ذكره أبو (زكريا) يحيى بن أبي عمرو بن منده، وقال: تكلموا فيه من قبل مذهبه يكتب كتب
الأدب بالوراقة. سمع منه جماعة، قلت: وظني أنه توفي في حدود سنة خمسين وأربع مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن حفص بن معدان الأصبهاني. كان ثقة يروي عن
بكر بن بكار وعلي بن عبد الحميد المعني ومحمد بن أبان (العنبري). روى عنه هارون بن
سليمان وأحمد بن علي الجارود. وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وأبو زرعة عبيد الله بن محمد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم بن راشد
المديني المعداني نسب إلى جده الأعلى من أهل أصبهان حدث عن أبيه وأبي بكر عبد الله بن
محمد بن النعمان. روى عنه (أبو بكر بن) مردويه الحافظ. وتوفي بعد سنة اثنتين وأربعين
وثلاث مئة.
وأبو محمد يعقوب بن يوسف بن معدان بن يزيد بن عبد الرحمن الأصبهاني المعداني،
أخو محمد بن يوسف البناء الصوفي (من أهل أصبهان) لا يعلم أنه حدث إلا ما روى في كتبه
وجودا. روى عن أبي عثمان (سعيد بن محمد بن زريق) الراسبي. روى عنه عبد الله بن
أحمد بن إسحاق الأصبهاني.
ومعدان بن عبد الجبار بن محمد بن عمر بن معدان الأزدي المعداني، ظني أنه من أهل
الري. يروي عن عمه عمر بن محمد بن عمر بن معدان المعداني. روى عنه أبو زرعة وأبو
حاتم الرازيان. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال هو صدوق. قال: واختلفت إليه
أكثر من عشرين مرة في سبب حديث واحد ولم يكن عنده غيره حتى سمعته.
المعدل: بضم الميم، وفتح العين، والدال المشددة المهملتين، وفي آخرها اللام،
هذا اسم لمن عدل وزكي وقبلت شهادته عند القضاة وفيهم كثرة، منهم:
أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران (بن محمد بن بشر) بن مهران بن
عبد الله الأموي المعدل السكري أخو أبي القاسم عبد الملك، من أهل بغداد. سمع أبا علي
إسماعيل بن محمد (الصفار) وأبا الحسن علي بن محمد (المصري) وأبا جعفر محمد بن
عمرو بن البختري (الرزاز) وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا علي الحسين بن صفوان
البرذعي وأبا الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي وجماعة كثيرة سواهم. روى عنه أبو
بكر (أحمد بن الحسين) البيهقي وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن (القشيري) وأبو محمد
340

عبد الله بن يوسف (الجويني) وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (الخطيب الحافظ) وقال: كتبنا
عنه، وكان صدوقا ثقة ثبتا حسن الأخلاق تام المروءة طاهر الديانة. وكانت ولادته في شهر
رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة. ومات في شعبان سنة خمس عشرة وأربع مئة، ودفن
بباب حرب.
وأبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن محمد بن عبيد الله بن طوق بن سلام بن
مختار بن سليم الربعي المعدل، من أهل الموصل، كان شيخا فقيها مسنا معمرا. سمع أبا
القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجى الموصلي صاحب أبي يعلي سمع منه أبو
القاسم هبة الله بن عبد الوارث (الشيرازي الحافظ). وتوفي في حدود سنة ستين وأربع مئة أو
بعدها.
المعدني: بفتح الميم، والعين المهملة الساكنة، والدال المهملة المفتوحة، وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى معدن، وهي قرية من زوزن ناحية نيسابور منها:
أبو جعفر محمد بن إبراهيم المعدني (معدن زوزن)، قيل إنه رأى على جدار مكتوبا:
لكل شئ فقدته عوض * وما لفقد الحبيب من عوض
فأجازه بقوله:
وليس في الدهر من شدائده * أشد من فاقة على مرض
المعروفي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، والراء المضمومة، بعدها الواو،
وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى معروف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو:
أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن معروف المعروفي البخاري، سمع ببخارى
حامد بن سهل، وأبا سهل محمد بن عبد الله بن سهل، وبالبصرة أبا الخليفة الفضل بن
الحباب (الجمحي) وأبا يحيى زكريا (بن يحيى) الساجي وغيرهم.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد بن معروف المعروفي، صاحب الأوقاف. يروي
عن أبي سعيد الهيثم بن كليب (الشاشي) وأبي علي الحسين بن إسماعيل (الفارسي)
وغيرهما. وتوفي في رجب سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.
المعري: بفتح الميم، والعين المهملة، وكسر الراء المشددة، هذه النسبة إلى معرة
النعمان، وهي بلدة من بلاد الشام على اثني عشر فرسخا من حلب. وذكر أبو نصر بن هميماه
(الرامشي) أن النسبة الصحيحة إليها معر نمي لان ثمة معرتين: معرة النعمان ومعرة نسرين،
341

فالنسبة إلى الأول: (معرنمي)، وإلى الثاني: (معرنسي)، غير أن أكثر أهل العلم لا يعرف
ذلك. والمعري المطلق منسوب إلى معرة النعمان. وخرج منها جماعة من الفضلاء في كل
فن. وقبر عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) في سوادها بموضع يقال له دير سمعان.
والمشهور بهذه النسبة من المحدثين: أبو البهي ميمون بن أحمد بن روح المعري.
يروي عن يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وغيره حدث وروى الناس عنه.
والشاعر المعروف البحر الذي لا ساحل له في اللغة ومعرفتها أبو العلاء أحمد بن
عبد الله بن سليمان المعري البصير أعجوبة الزمان غير أنه تكلم في عقيدته أدركت بحمص من
كان يذكر وفاته بالمعرة وهو أبو المعالي عشائر بن ميمون بن مراد التنوخي، وتوفي أبو العلاء
في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربع مئة بالمعرة.
وبيت أبي حصين التنوخي كلهم فضلاء شعراء من أهل المعرة، أدركت القاضي الامام
أبا البيان محمد بن أبي غانم عبد الرزاق بن أبي حصين المعري (التنوخي) بحمص وكان
يتولى القضاء بها، وكتبت من شعر والده وعميه وجده وعم والده وأبيهما شيئا كثيرا، وكان من
الفصاحة والجودة لا إلى غاية فهؤلاء كلهم من أهل معرة النعمان.
سمعت القاضي أبا البيان المعري بحمص يقول: لما مات الجد أبو حصين ما دخل
الأب والعم والأقرباء سنة الحمام حتى طالت شعورهم، وأنشد الواحد منهم:
لو كان يغني بعد مصرع هالك * تطويلنا الاشعار والاشعارا
لوقفت في سيل القوافي خاطري * وجعلت من شعري علي شعارا
قال ابن ماكولا: وأبو المجد وأبو العلاء أحمد ابنا سليمان كانا عارفين باللغة، ولهما
شعر. وترك أبو المجد قول الشعر ومات قديما، وبقي أبو العلاء طويلا، وله شعر كثير
وتصانيف ملاح، وحدث وسمع منه أبو طاهر بن أبي الصقر الخطيب الأنباري. وذكرت أبا
العلاء في حرف التاء في ترجمة التنوخي المعري كان إماما في الأدب وقول الشعر أدركته وقد
نسك وترك قول الشعر وحرق ديوانه ولازم منزله ومسجده وحدث قلت: يروي عن (1) ().
روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ وأبو (2) () ابن الطرسوسي
وغيرهما.

(1) بياض في النسخ.
(2) بياض في النسخ.
342

وأبو المعالي عشائر بن محمد بن ميمون بن مراد التنوخي المعري من أهل المعرة وانتقل
عنها وسكن حمص وروى عن أبي غانم المعري من أهل المعرة وانتقل عنها وسكن حمص
وروى عن؟؟؟ وذكر لي أنه حضر جنازة أبي العلاء المعري مع والده بالمعرة ولما دخلت عليه
بكى وقال لي يا والدي من أين أنت قلت من خراسان قال ولأي شئ جئت قلت لأسمع
الحديث فقال الحمد لله كنت أتعجب في هذه الأيام أني سمعت الحديث وكبر سني وقرب
الموت ولم يسمع أحد مني فسهل الله تعالى لك حتى دخلت وسمعت مني وتوفي أظن سنة
ست أو سبع وثلاثين وخمس مئة.
المعشاري: بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد
الألف، هذه النسبة إلى المعشار، وهو بطن من همدان فيما أظن منها:
أبو الحسن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ثم المعشاري، من أهل الكوفة، قدم
بغداد، وحدث بها عن عمرو بن قيس الملائي وهشام بن عروة وجعفر بن محمد وعائذ المكتب
وأبي حمزة الثمالي روى عنه سريج بن يونس ومحمد بن هشام المرو الروذي وشهاب بن عباد
وحسين بن عبد الأول وعمرو بن زرارة وغيرهم. وكان ضعيفا لينا في الحديث.
قال البخاري: قال لي عمرو بن زرارة ثنا محمد بن الحسن أبو الحسن الهمداني نزل
واسطا، رأيته ببغداد عن عباد المنقري وسعيد بن عبد الرحمن. وقال في موضع آخر: ما أراه
يسوي شيئا كان ينزل عند مقابر الخيزران جعل يحدثنا بأحاديث يجئ بها كما يحدث بها ابن أبي
زائدة وأبو معاوية.
وقال أحمد بن حنبل: هو ضعيف.
وقال (يحيى) بن معين: هو ليس بثقة.
وقال أبو داود (السجستاني): هو كذاب وثب على كتب أبيه.
وقال (أبو عبد الرحمن) النسائي: هو متروك الحديث.
المعشري: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها
الراء، هذه النسبة لأبي محمد القاسم بن العباس الفقيه المعشري، إنما قيل له المعشري لأنه ابن
بنت أبي معشر نجيح المدني وكان فقيها زاهدا ورعا حسن السيرة. سمع أبا الوليد الطيالسي
وسهل بن بكار ومسدد بن مسرهد وعبد الواحد بن عمرو العجلي). روى عنه أبو عمرو بن السماك
وأحمد بن كامل القاضي وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي. وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به
ومات في شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين.
343

فقال: لا بأس به ومات في شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين.
المعقري: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وكسر القاف، وفي آخرها الراء،
هذه النسبة إلى معقر، وهي بلدة باليمن، هكذا ذكره أبو علي الغساني وقال: هكذا ضبطه
ابن الحذاء بخطه، والمشهور بالنسبة إليها:
أحمد بن جعفر المعقري. روى عن النضر بن محمد، وهو من شيوخ مسلم بن
الحجاج. قلت: وهكذا سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يقول بأصبهان
إنه من شيوخ مسلم. وقال أبو علي: كذا ضبطته عن شيوخي والمسند لمسلم. وقيده أبو
الوليد الفرضي في كتاب مشتبه النسبة: المعقري بالميم (المضمومة والعين) المفتوحة
والقاف مشددة. وذكر عن أبي الفضل المهري أنه نسب إلى بلد باليمن. قلت: روى عنه أبو
محمد جعفر بن أحمد بن محبوب المكي وحديثه في معجم شيوخ أبي بكر بن المقرئ في
الجيم.
المعقلي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وبعدها القاف المكسورة، هذه
النسبة إلى معقل، وهو اسم لبعض أجداد الراوي.
والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إدريس المعقلي: حدث عن
إسحاق بن مرزوق المروزي. روى عنه أبو إسحاق المزكي النيسابوري (1).
وأبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد الله الأصم المعقلي
النيسابوري، أحد الثقات المكثرين. سمع الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله (بن
عبد الحكم) المصريين ومحمد بن هشام بن فلاس وأبا أمية محمد بن إبراهيم الشاميين وخلقا

(1) بعده في اللباب 3 / 235، (قلت فاته: المعقلي: نسبة إلى المعقل واسمه ربيعة بن كعب، وهو الأدب بن ربيعة بن
كعب بن الحارث بن كعب بطن من مذحج، فمنهم مرثد ومرثيد ابنا سلمة بن معقل المذحجيان المعقليان، وهم
يدعون المراثد. والتمر المعقلي ينسب إلى معقل بن يسار من الصحابة وإليه أيضا ينسب نهر معقل بالبصرة. وفاته:
المعقلي: نسبة إلى معقل بن مالك بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بطن من طئ منهم الكروس بن زيد بن
الأجذم بن مصاد بن معقل المعقلي الطائي وهو الذي جاء بقتلي أهل الحرة إلى الكوفة.
وفاته: المعقلي: نسبة إلى معقل بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل، بطن من كلب بن وبرة، منهم حمل بن
سعدانة بن حارثة بن معقل الكلبي المعقلي له صحبة وهو القائل:
البث قليلا يلحق الهيجا حمل
حمل بفتح الحاء المهملة والميم).
344

كثيرا. سمع منه أربعة بطون وماتوا والحق الأحفاد بالأجداد. روى عنه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبو عبد الله بن منده الأصبهاني وعالم لا
يحصون.
وأب. علي مح د بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني المعقلي صاحب محمد بن
يحيى الذهلي وسأذكره في الميداني.
المعلومي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وضم اللام، بعدها الواو، وفي
آخرها الميم، هذه النسبة للطائفة المعلومية وهم كانوا في الأصل خازمية غير أنهم قالوا: من
لم يعلم الله بجميع أسمائه فهو جاهل به وقالوا أيضا إن أفعال العباد غير مخلوقة مع قولهم بأن
الاستطاعة مع الفعل فيبرئ منهم أكثر الخارجية.
المعمراني: بسكون العين المهملة بين الميمين، وفتح الراء، وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى معمران، وهي قرية من قرى مرو، منها:
أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد المعمراني: كان شيخا فقيها زاهدا صالحا من
أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، سكن قرية باسناباد، حدث عن أبي العباس أردشير بن محمد
الهشامي وأبي أحمد (محمد بن أبي علي) الهرمزفرهي وأبي سهل (عبد الصمد بن
عبد الرحمن) البزاز (وغيرهم)، واختلف في الفقه إلى القاضي أبي نصر (الحسن بن أحمد)
الخالدي، وكان كثير العبادة يدخل البلد كل شهر رمضان فيحيي الليالي ويتعبد. وأدركته وفاته
في البلد، ودفن بمقبرة حصين عند الصحابة.
المعمري: بفتح الميمين، وسكون العين بينهما، وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى
معمر، ولكن كل واحد ينسب بهذه النسبة بسبب آخر:
فأما أبو سفيان محمد بن حميد اليشكري المعمري إنما اشتهر بهذه النسبة لرحلته إلى
معمر بن راشد بصنعاء وتحصيله كتبه وحديثه وسمع أيضا هشام بن حسن وسفيان الثوري.
روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع وعبد الله بن عون الخراز وأبو جعفر النفيلي وعمرو بن
محمد الناقد ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج وكان مذكورا بالصلاح والعبادة
فاضلا.
وقيل ليحيى بن يحيى: محمد بن حميد من أين؟ قال: بصري، وكان يكون ببغداد.
قلت: أين كتبت عن معمر؟ قال: باليمن. وكان يحيى بن معين يقول: المعمري أحب إلي
345

من عبد الرزاق. وكان يوثقه. مات في سنة اثنتين وثمانين ومئة.
وابنه أبو محمد القاسم بن أبي سفيان المعمري يروي عن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي
حبيب. روى عنه قتيبة بن سعيد ومحمد بن أبي عتاب الأعين والحسن بن الصباح وغيرهم.
وأبو علي الحسن بن علي بن شبيب المعمري الحافظ. إنما اشتهر (بهذه النسبة) لأنه
عني بجمع حديث معمر وقيل إن أمه بنت سفيان بن أبي سفيان صاحب معمر بن راشد فنسب
إليها. وكان حافظا جليل القدر كثير السماع صاحب كتاب اليوم والليلة كثرت الرواية عنه
وسمعت جزءا من هذا الكتاب بواسط عن قاضيها أبي عبد الله الجلابي. وروى الكتاب كله
محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ عن أبي بكر محمد بن أحمد المفيد عنه سمع هدبة بن
خالد وعبيد الله بن معاذ العنبري وعلي بن المديني ويحيى بن معين وداود بن عمر الضبي
ودحيم بن اليتيم وأحمد بن عمرو بن السرح وخلقا يطول ذكرهم. روى عنه يحيى بن صاعد
ومحمد بن مخلد وأبو بكر بن النجاد وأبو سهل بن زياد. ومات في المحرم سنة خمس وتسعين
ومائتين.
وأبو عمرو عثمان بن عمر المعمري التيمي صاحب الزهري منسوب إلى عبيد الله بن
معمر.
ومن القدماء عبد الله بن عبد الرحمن المعمري: يروي عن سعيد بن المسيب. روى
عنه ابن جريج.
ومن أولاد من تقدم أبو بكر محمد بن عبد الله بن سفيان بن أبي سفيان (محمد بن حميد)
المعمري: يروي عن محمد بن الفرح الأزرق والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن سليمان
الباغندي وإسماعيل بن إسحاق القاضي. روى عنه القاضي أبو عمر القاسم بن عبد الواحد
الهاشمي وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق البغدادي. انتقل إلى البصرة في آخر عمره
وسكنها إلى حين وفاته. ومات بعد سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة بالبصرة.
وأما أبو بكر أحمد بن علي بن يحيى بن عوف بن الحارث بن الطفيل بن أبي معمر
عبد الله بن سخبرة الأزدي المعروف بالمعمري من أهل قصر ابن هبيرة، وإنما نسب إلى جده
أبي معمر وهو أخو يحيى بن علي. روى عن أبي القاسم (عبد الله بن محمد) البغوي
ويحيى بن محمد بن صاعد. روى عنه الحسن بن محمد الخلال أبو محمد وكان ثقة وتوفي
في سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.
346

وأما عبيد الله بن محمد بن حفص بن عائشة التيمي المعمري، من ولد عمر بن
عبيد الله بن معمر والمشهور بالنسبة إلى عائشة وقد ذكرناه في العيشي والعائشي.
وأبو القاسم علي بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن معمر الهمداني المعمري نسب
إلى جده. يروي عن أبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبي بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي.
وأما المعمرية فهم المنتمون إلى معمر، رجل من القدرية، وهو من أعظمهم في
الدقائق كفرا، وفضائحه كثيرة (منها قولهم: إن الله عز وجل لم يخلق شيئا غير الأجسام فأما
الاعراض فهي اختراعات الأجسام إما بالطبع أو بالاختيار والاعراض كلها من فعل الأجسام).
ولهم مقالات سوى هذه أشنع من هذه.
المعمري: بضم الميم، وفتح العين المهملة، والميم الأخرى مشددة، وفي آخرها
الراء، هذه النسبة إلى معمر بن سليمان الرقي، والمشهور بالانتساب إليه:
إسحاق بن الحصين المعمري، وهو صاحب معمر بن سليمان وتلميذه.
وابنه أبو العباس إسماعيل بن إسحاق بن الحصين المعمري، هو ابن بنت معمر بن
سليمان: يروي عن أبيه وعبد الله بن معاوية الجمحي وحكيم بن سيف الحراني وأحمد بن
حنبل ومحمد بن خلاد الباهلي ومحمد بن عمر بن الواقدي. حدث عنه عبد الله بن جعفر بن
شاذان ومحمد بن العباس بن نجيح ومحمد بن المظفر الحافظ وأبو جعفر بن الميتم وعمر بن
أحمد بن يوسف الوكيل.
المعني: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى
معن، وهو معن بن مالك بن قهم بن غنم بن دوس بن زهران من الأزد، والمنتسب إليه:
أبو عمرو معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي المعني يروي عن زائدة وإبراهيم الفزاري
روى عنه البخاري في الصحيح في كتاب الجمعة.
وأبو الحسين علي بن عبد الحميد المعني ابن عم معاوية بن عمرو واستشهد به البخاري
في كتاب العلم إثر حديث صمام بن ثعلبة.
وأما يوسف بن حماد المعني هو من ولد معن بن زائدة، من شيوخ مسلم (بن الحجاج)
صاحب الصحيح.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن النضر بن عبد الله بن مصعب المعني ابن بنت معاوية بن
347

عمرو الأزدي المعني: سمع جده معاوية بن عمرو وأبا غسان مالك بن إسماعيل وعبد الله (بن
مسلمة) القعنبي. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وأبو عمرو (عثمان بن
أحمد) السماك وأبو بكر (أحمد بن سلمان) النجاد وأبو سهل (أحمد بن محمد بن زياد) القطان
وأبو بكر (محمد بن عبد الله) الشافعي وأبو بكر أحمد بن كامل القاضي وإسماعيل بن علي
الخطبي. وكانت ولادته في سنة ست وتسعين ومئة. ومات في صفر سنة إحدى وتسعين
ومائتين ودفن في مقابر الشام، وصلى عليه أخوه أبو غالب (1).
المعولي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الواو، وفي آخرها اللام، هذه
النسبة إلى معولة، وهو بطن من الأزد ويقال له المعاول أيضا. قال أبو علي الغساني:
المعاول من الأزد والنسبة إليهم معولي (بفتح الميم) ومعولة وحدان ابنا شمس بن عمرو بن
غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران، والنسبة إلى معاول معولي، والمعولة والمعاول
واحد. غير أن غيلان بن جرير المعاولي الأزدي الضبي اشتهر بهذه النسبة وهو من أهل
البصرة. يروي عن أنس بن مالك وأبي بردة (رضي الله عنهما). روى عنه مهدي بن ميمون.
مات سنة تسع وعشرين ومئة.
والصلت بن طريف المعولي من الاتباع من أهل البصرة. يروي عن الحسن. روى عنه
موسى بن إسماعيل.
وعبد السلام بن شعيب بن الحجاب المعولي الأزدي من أهل البصرة، يروي عن أبيه،
روى عنه عبد القدوس بن عبد الكبير وحماد بن زيد وعبد الوارث والبصريون. مات سنة أربع
وثمانين ومئة.
وأبو سعيد عمارة بن مهران المعولي العابد من أهل البصرة. يروي عن الحسن وأبي
نضرة. روى عنه المعتمر بن سليمان وعبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن
الحجاب أبو بكر العطار المعولي يروي عن عمرو بن عاصم. روى عنه البخاري في كتاب
الردة. قال أبو علي الغساني: قال الأصمعي: وفي الحديث: فلان المعولي بفتح الميم
والعين المهملة وهي مسكنة وهم حي من الأزد.

(1) بعده في اللباب 3 / 238: (قلت فاته: النسبة إلى معن بن مالك بن يعسر بن سعد بن سعد بن قيس بن عيلان وهم
باهلة وباهلة أمه نسب إليها ولده. وفاته: النسبة إلى معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بطن من
طئ، منهم مروان وإياس الشاعران ابنا مالك بن عبد الله بن خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن
غنم بن ثوب بن معن وكان أبوهما مالك وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
348

وسيف بن عبد الحميد بن محمود المعولي يروي عن مخلد بن حسين عن هشام بن
حسان عن سيف. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
وأبو يحيى مهدي بن ميمون الأزد المعولي البصري المعولي من أهل البصرة مولى
المعاول. روى عن الحسن وابن سيرين وغيلان بن جرير ومحمد بن عبد الله بن يعقوب.
توفي زمن المهدي. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعفان ومسلم بن
إبراهيم وموسى بن إسماعيل وخالد بن خداش وهدبة بن خالد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن
معين.
المعوي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى
معوية وهو بطن من قضاعة. قال ابن حبيب:
كل شئ في العرب معاوية (1) إلا معاوية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن
القين (2) بن جسر في قضاعة.
المعير: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد (الياء المنقوطة باثنتين من تحتها)
وكسرها، وفي آخرها الراء، هذه الصفة لمن يحفظ عيار الذهب حتى لا يخالطوا به الغش
ويقال له المعير والصحيح المعاير ولكن اشتهر على هذا الوجه.
والمشهور به أبو () (3) أحمد بن أبي غالب () (3).
وأبو النجيب عبد الفتاح بن أمير حبة المعير الصيرفي، من أهل هراة. سكن مرو،
وكان خيرا مليحا. سمع أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري بهراة. سمعت منه مجلسا
من إملائه بمرو ولم يقرأ عليه أحد الحديث قبلي. ومات (بمرو) في سنة نيف وأربعين وخمس
مئة، ودفن بسنجذان.
المعيري: بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الياء آخر الحروف، وفي
آخرها الراء، هذه النسبة إلى معير، وهو بطن من بني أسد، وهو معير بن حبيب بن أسامة بن
مالك بن نصر بن قعين.
وفي الأسماء أبو محذورة سمرة بن معير وقيل أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن

(1) في اللباب 3 / 238: (وكل ما في العرب معاوية بألف وعين مفتوحة إلا هذا فإنه بعين ساكنة وبغير ألف).
(2) في اللباب 3 / 238: (بطن من القين ثم من قضاعة).
(3 - 3) بياض في الأصول.
349

عريج بن سعد بن حجح.
المعيطي: هذه النسبة إلى معيط، بضم الميم، وفتح العين (المهملة) وسكون الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الطاء المهملة، والمشهور بهذه النسبة:
أبو النجم عمران بن إسماعيل المعيطي، وهو من أولاد موالي عقبة بن أبي معيط (1)،
من النقباء الاثني عشر للدولة الهاشمية بمرو، وكان من حائط مرو.
وأبو العباس أحمد بن وهب بن عمرو بن عثمان الرقي المعيطي، من ولد عقبة بن أبي
معيط، من أهل الجزيرة، قدم بغداد وحدث عن حكيم بن سيف الرقي، روى عنه مخلد بن
جعفر الباقرحي، ومات ببغداد في سنة تسع وتسعين ومائتين.
والمنتسب إليه ولاء أبو بشر محمد بن الزبير المعيطي (الحراني). يروي عن أبي بكر
محمد بن مسلم بن شهاب الزهري روى عنه أبو جعفر النفيلي. قال أبو حاتم: محمد بن
الزبير مولى المعيطيين، إمام مسجد حران، وكان معلما لبني هاشم بالرصافة.
وأبو عبد الله محمد بن عمر المعيطي. سمع شريك بن عبد الله وأبا الأحوص سلام بن
سليم وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة ومحمد بن فضيل وعبد الله بن المبارك وبقية بن
الوليد. روى عنه محمد (بن الحسين) البرجلاني وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ وزكريا بن
يحيى الناقدي ومحمد بن يونس الكديمي وإسحاق بن الحسن الحربي وغيرهم. وذكره
محمد بن سعد في الطبقات فقال: (محمد بن أبي حفص) المعيطي، مولى لهم، ويكنى أبا
عبد الله واسم أبي حفص عمر. وكان ثقة، صاحب حديث، وكان أهل من بغداد وصلى
الجمعة وانصرف إلى منزله وأوى إلى فراشه ليلة السبت فطرقه الفالج، فعاش بقية ليلته ويوم
السبت إلى العصر ثم توفي فدفن في مقابر الخيزران يوم الاحد لست ليال خلون من شعبان سنة
اثنتين وعشرين ومائتين وصلي عليه خارج الطاقات الثلاث، وشهده قوم كثير.
المعيوفي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وضم (الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها)، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى معيوف والمشهور بالنسبة إليه:
أبو البركات المسلم بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو المعيوفي، من أهل دمشق.
يروي عن أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي. روى عنه المتأخرون ممن
هو في طبقة شيوخنا.

(1) بعده في نسخة: (من أهل الجزيرة قدم بغداد وحدث عن حكيم الرقي) وفوقها إشارة إلغاء. وسترد الجملة بعد
أسطر.
350

باب الميم والغين
المغازلي: بفتح الميم، والغين المعجمة، وكسر الزاي بعد الألف، وفي آخرها
اللام، هذه النسبة إلى المغازل وعملها. واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم:
أبو جعفر محمد بن منصور الفروي المغازلي، من أهل بغداد. كان عبدا صالحا متقللا
يبيع المغازل، له سؤال عن بشر بن الحارث. روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار.
وقال أبو جعفر قال لي بشر بن الحارث: كم تعمل مغازل؟ قلت مائتين في اليوم والليلة.
قال لي: اعمل. قلت: يا أبا نصر أنا شاب وأنا عزب والنساء يجلسن حولي قال: إذا جلسن
فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله (إنما سلطانه على الذين يتولونه).
وأبو منصور محمد بن عبد العزيز بن صالح البزاز المعروف بابن المغازلي. كان أحد
التجار المياسير، من أهل بغداد. سمع بمصر أبا مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب.
ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال: كتبت عنه وكان صدوقا، ومات في ذي الحجة سنة
أربع وثلاثين وأربع مئة.
المغالي: هذه النسبة إلى مغالة، وهي امرأة منهم:
أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن
مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن ماء
السماء بن حارثة بن الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن
نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وهو من القوم الذين
يقال لهم بنو مقالة، وهم بنو عدي بن مالك بن النجار. ومقالة أمهم. مات وهو ابن مئة وأربع
سنين أيام قتل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ومات أبوه وهو ابن مئة وأربع سنين ومات
جده كذلك. وقد قيل كان لكل واحد منهم عشرون ومئة سنة.
وأخواه أبو شيخ أبي بن ثابت والآخر أوس بن ثابت، لأبي صحبة. وأما أوس شهدا
بدرا والعقبة. ومات أوس سنة خمس وثلاثين وثلاثتهم من بني مغالة. ذكر أكثره أبو
حاتم بن حبان مفرقا في مواضع.
المغامي: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها ميم أخرى بعد الألف،
351

هذه النسبة إلى مغامه، وهي مدينة بالأندلس من بلاد المغرب منها:
يوسف بن يحيى الأزدي المعامي. يروي عن عبد الملك بن حبيب وغيره. توفي نحو
سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
المغبر: بضم الميم، وفتح الغين، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها
الراء، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن الحسين بن خالد بن المغبر. حدث بمكة. يروي عن محمد بن
يحيى بن أبي عمر العدني وأحمد بن عمران بن سلامة اليماني. روى عنه أبو أحمد بن عدي
الجرجاني وأبو محمد بن السقاء المزني.
المغترفي: بضم الميم، وسكون الغين المعجمة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من
فوقها، وبعدها الراء المكسورة، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى المغترف، وهو اسم
لبعض أجداد المنتسب إليه. فالمشهور بهذه النسبة.
الزبير بن عبد الله بن عبيد الله بن رباح بن المغترف الفهري المغترفي. يروي عن أبيه.
روى عنه إسحاق بن الزبير.
والزبير بن إسحاق بن الزبير بن عبد الله بن عبيد الله المغترفي. يروي عن أبيه. روى
عنه أبو نصر أحمد بن علي بن صالح بن مسلم قاله بن يونس.
المغربي: بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة، وكسر الراء. وفي آخرها (الباء
المنقوطة بواحدة)، هذه النسبة إلى بلاد المغرب، وفيهم كثرة في فنون العلم قديما وحديثا
ورأينا جماعة كثيرة منهم من الفضلاء في كل فن.
قال البصيري في كتاب المضافاة: وفي زماننا الوارد من المغرب من لم تر عيناي مثله
أبو الحسن المغربي السيد الجليل العالم المالكي الشاعر المناظر المقرئ الحافظ البصير
محمد بن عمران. قلت روى عنه أبو سعيد القشيري وطبقته.
وأقدم منه أبو عمرو عثمان بن عبد الله المغربي الأموي: شيخ قدم خراسان فحدثهم
بها. يروي عن الليث بن سعد ومالك وابن لهيعة وحماد بن سلمة ويضع عليهم الحديث كتب
عنه أصحاب الرأي لا يحل كتبة حديثه إلا على سبيل الاعتبار. روى عنه جعفر بن أحمد بن
سلمة السلمي.
352

وبهلول بن راشد المغربي: يروي عن يونس بن يزيد الأيلي وعبد الله (بن عمر) بن
غانم وغيرهما.
وعبد الوهاب المغربي. يروي عن موسى بن وردان. روى عنه مروان الفزاري وهو
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي دلسه الفزاري وهو أبو الذئب.
وجماعة كثيرة وكتبت عنهم من جماعة نسبتهم إلى بلادهم التي هم منها.
المغفلي: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وتشديد الفاء المفتوحة، هذه النسبة
إلى عبد الله بن مغفل (رضي الله عنه)، له صحبة، والمشهور بالانتساب إليه:
أبو العباس أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عباد بن عبد الله بن حسان بن عبد الله بن مغفل
المغفلي المزني من أهل بغداد. حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي وأحمد بن حنبل
ويحيى بن معين وغيرهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبو طالب بن البهلول
وغيرهما.
المغكاني: بضم الميم، وسكون الغين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى مغكان، وهي من قرى بخارى، خرج منها جماعة من أهل العلم قديما
وحديثا، خرجت إليها قاصدا لأسمع من أبي الحسن علي بن محمد الجويني فبت بها ليلة
وسمعت. ومنها:
أبو غالب زاهر بن عبد الله بن الخصيب السغدي المغكاني، من قرية مغكان. كان
حسن الحديث مستقيم الرواية رحل إلى عبد بن حميد الكسي وسمع منه التفسير كله. ويروي
عن محمد بن بجير بن خازم البجيري وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن أسلم
القاضي بسمرقند وغيرهم، ورحل إلى العراق وسمع بها من محمد بن الجهم السمري
صاحب الفراء ومحمد بن إسحاق المازني والقاسم بن محمد بن أبي شيبة الكوفي ومن كان في
زمانهم من أهل خراسان والعراق وما وراء النهر. روى عنه جماعة مثل محمد بن أبي سعيد
الحافظ السرخسي وعلي بن الحسن بن نصر الفقيه السمرقندي وغيرهما. ومات سنة إحدى
وعشرين وثلاث مئة.
353

وأبو علي إسماعيل بن عمران بن موسى بن بسطام المغكاني السغدي: كان فقيها
فاضلا عالما عارفا باللغة من أهل سمرقند، ورد خراسان وخرج إلى العراق وتلمذ لأبي بكر بن
مجاهد وأبي بكر بن بشار الأنباري وغيرهما. روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي الحافظ، ومات قبل الثمانين والثلاث مئة.
وأبو الحسن علي بن عيسى بن محمد بن المنذر بن أحمد المغكاني. يروي عن أبي
خضر الليث بن نصر الكاجري. روى عنه أبو العباس المستغفري، ومات في شهور سنة اثنتي
عشرة وأربع مئة.
المغناني: بضم الميم، وسكون الغين المعجمة، والألف بين النونين، هذه النسبة
إلى مغنان، وهي قرية من قرى مرو، منها:
علي بن حماد المغناني، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه. وقال علي بن حماد
من قرى مغنان، عنده مناكير.
المغني: بضم الميم، وفتح الغين المنقوطة، وكسر النون المشددة، هذه النسبة إلى
الغناء، والمشهور بها:
رباح بن المغترف المغني، كان يغني غناء النصب، وهو نوع من الحداء.
وبربر المغني يروي عن مالك بن أنس من أهل المدينة.
وابن سريج المغني.
ومعبد (المغني).
والغريض (المغني).
ومالك بن أبي السمح المغني.
وابن عائشة المغني.
وإبراهيم الموصلي المغني. له روايات.
وإسحاق بن إبراهيم الموصلي المغني شاعر متأدب فاضل له روايات.
وخلق كثير غير هؤلاء مغنون.
(وأبو الحسن جحظة البرمكي المغني. شاعر مليح الشعر وله روايات).
المغوني: بضم الميم، والغين المعجمة، وفي آخرها النون بعد الواو، هذه النسبة
إلى قرية (برستاق بشت)، من نواحي نيسابور يقال لها مغلون، منها:
354

عبدوس بن أحمد المغنوي. حكى عنه أنه قال: رأيت محمد بن إسحاق بن خزيمة في
المنام فقلت له: جزاك الله خيرا عن الاسلام فقال: هكذا قال لي جبريل عليه السلام في
السماء. روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الجرجاني المقرئ.
المغوي: بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى
مغوية وهو بطن من العرب، وهو أجرم بن ناهس بن عفرس بن حلف بن أقيل بن أنمار.
ومغوية: بضم الميم وهو أبو مغوية، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فكناه أبا راشد (1).
المغيري: بضم الميم، وكسر الغين المعجمة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي
آخرها الراء، هذه النسبة إلى المغيرة بن سعيد، وهو الذي وصف معبوده بالأعضاء على مثال
حروف الهجاء، وأصحابه يقال لهم المغيرية، وهم من غلاة الشيعة قال عبد الرحمن بن أبي
حاتم الرازي: مغيرة بن سعيد، الذي ينسب إلى الترفض والتخشب، وينسبه شعبة إلى
المغيرية. روى عنه منصور بن عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك. وقال إبراهيم النخعي:
إياكم والمغيرة بن سعيد فإنه كذاب. وقال يحيى بن سعيد: المغيرة بن سعيد رجل سوء.
المغيلي: بفتح الميم، وكسر الغين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، واللام المخففة في آخرها، هذه النسبة إلى مغيلة وهي قبيلة من البربر، قاله أبو
محمد بن أبي حبيب الأندلسي فيما ذكر عنه ابن ناصر الحافظ.
والمشهور بهذه النسبة أبو بكر المغيلي شاعر أندلسي، كان في أيام الحكم المستنصر
مشهور لا يعرف اسمه. قال ابن ماكولا قاله لنا الحميدي.

(1) في جمهرة أنساب العرب 390 (أن بني مغوية وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: أنتم بنو رشد).
355

باب الميم والفاء
المفتولي: بفتح الميم، وسكون الفاء، وضم التاء ثالث الحروف، بعدها الواو، وفي
آخرها اللام، هذه النسبة إلى المفتول، وهو نوع من الحلفاء المفتول بعضها على بعض،
تضم وتخاط منها فرش المسجد. والمشهور (بهذه النسبة):
أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن مندة المفتولي، من أهل أصبهان، يروي عن
حاجب (1) بن أركين الفرغاني الدمشقي وغيره. روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ.
المفرض: بضم الميم وسكون الفاء وكسر الراء وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه
اللفظة اسم لمن يعمل الفرائض، وأهل مصر يقولون له المفرض والفارض، وأهل العراق
يقولون له: الفرائضي والفرضي والمشهور بهذه النسبة:
أبو طيبة عبد الملك بن نصير المفرض الجنبي، مولى جنب بن مراد. قال أبو سعيد بن
يونس المصري: عبد الملك بن نصير، مولى جنب من مراد، كان مفرض أهل مصر في
زمانه، وكان ولده وولد ولده أهل معرفة بالفرائض. يروي عن الليث بن سعد ومالك بن أنس
وعمران بن عطية وغيرهم. توفي في ذي القعدة سنة إحدى عشرة ومائتين.
المفرض: بضم الميم، وفتح الفاء، وتشديد الراء، وفي آخرها الضاد المعجمة،
عرف بهذا الاسم:
زهدم بن معبد بن عبد الحارث بن هلال بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل لجيم
الشاعر المفرض، إنما سمي المفرض بقوله: مجزوء الكامل.
أنا المفرض في جنوب * الغادرين بكل جار
تفريض زند قادح * في كل ما يورى بنار
المفصلي: بضم الميم، وفتح الفاء، والصاد المهملة المشددة، وفي آخرها اللام،
هذه النسبة إلى المفصل وهذه النسبة لجماعة من أهل بروجرد إحدى بلاد الجبل منهم من لم
ألحقه وأثبت ذكرهم في الكتب والتسميعات ببغداد وبروجرد، وممن أدركتهم:

(1) انظر اللباب 3 / 342.
356

أبو غانم المظفر بن الحسين بن المظفر بن عبيد الله المفصلي البروجردي كان شيخا
عالما فاضلا صالحا سديد السيرة مشتغلا بما يعنيه لازما منزله تفقه ببغداد على السيد أبي
القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي، وسمع الحديث ببغداد من أبي نصر محمد بن محمد بن
علي الزينبي وأبي بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي وعلي بن عبد الواحد المنصوري
المشهدي وببروجرد من أبي الفتح عبد الواحد بن إسماعيل بن تعاره الجبلي التعاري، كتبت
عنه أجزاء ببروجرد وقرأتها عليه. وكانت ولادته في العاشر من جمادى الأولى سنة خمس
وخمسين وأربع مئة. وتوفي بعد خروجي من بروجرد بقليل وكان خروجي منها في صفر سنة
اثنتين وثلاثين وخمس مئة.
المفلحي: بضم الميم، وسكون الفاء، وكسر اللام، وفي آخرها الحاء المهملة،
هذه النسبة إلى مفلح، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مفلح الفارسي المفلحي. سكن
سمرقند، كان ثقة عدلا. يروي عن أبي جعفر (عمر بن محمد) البجيري وعبد الرزاق بن
محمد بن حمزة ومحمد بن يزيد القطان الفارسيين. روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد
الإدريسي الحافظ، وقال: مات بسمرقند في ذي الحجة سنة أربع وستين وثلاث مئة.
المفوضي: بضم الميم، وفتح الفاء، وكسر الواو المشددة، وفي آخرها الضاد، هذه
النسبة لقوم من غلاة الشيعة يقال لهم المفوضة وهم يزعمون أن الله تعالى خلق محمدا أولا ثم
فوض إليه خلق الدنيا فهو الخالق لها بما فيها من الأجسام والاعراض. وفي المفوضة من قال
مثل هذا القول في علي رضي الله عنه فهؤلاء مشركون لدعواهم شريكا في خلق العالم، وفي
التنزيل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) فوض القطع على كون هؤلاء من أهل النار.
المفيد: بضم الميم، وكسر الفاء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي
آخرها الدال (المهملة)، هذه اللفظة لمن يفيد الناس الحديث عن المشايخ، واشتهر بها
جماعة منهم:
أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد المفيد البغدادي الملقب بغندر، كان
حافظا فهما عارفا بطرق الحديث. رحل إلى البلاد. فطاف في الأقطار والأكناف إلى أن
حصل الكثير وسكن بعد هذه الدورة مرو. سمع ببغداد أبا بكر بن الباغندي وبالموصل
عبد الله بن أبي سفيان الموصلي وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني السلمي وبدمشق
أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا وببيروت مكحولا البيروتي، وبمصر أبا جعفر الطحاوي
357

وأسامة بن علي وغيرهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) وأبو محمد عبد الله بن أحمد
الشيرنخشيري وغيرهما.
وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو بكر المفيد البغدادي كان يحفظ سؤالات شيوخه،
ويعرف رسوم هذا العلم. أقام بنيسابور سنين، وتزوج بها وولد له، وكان يفيدنا سنة ست
وسبع وثلاثين إلى أن خرج إلى أفراق الخراسانيين من حدثني سنة ست وستين، ثم إنه خرج
إلى مرو وبقي بها سمع ببغداد وبالجزيرة وبالشام وبمصر ثم دخل البصرة والأهواز وخوزستان
وأصبهان والجبال، ودخل خراسان وما وراء النهر إلى الترك وعلى طريق بلخ إلى سجستان
وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة ثم استدعى إلى الحضرة ببخارى ليحدث بها من
مرو توفي (رحمه الله) في المفازة سنة (1) سبعين وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله الجرجرائي المفيد، من أهل
جرجرايا (2)، كان مكثرا من الحديث رحالا في طلبه وإنما سماه المفيد موسى بن هارون
الحافظ. وحدث عن جماعة من المشاهير والمجاهيل. وروى عن علي بن محمد بن أبي
الشوارب القاضي وأبي شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني ومحمد بن يحيى بن
سليمان المروزي وموسى بن هارون الحافظ وأبي يعلى أحمد بن علي الموصلي وعن خلق لا
يحصون. وروى عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي وهو مجهول لا يعرف وما روى عنه
إلا المفيد روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الماليني وأبو نعيم أحمد بن
عبد الله الأصبهاني وأبو منصور محمد بن أحمد بن سعيد الروياني وأبو سعد عبد الرحمن بن
حمدان النصرويي (3) وأبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي وأبو بكر أحمد بن محمد بن غالب
البرقاني وغيرهم.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: كان شيخنا أبو بكر اليرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح
عن المفيد حديثا واحدا فكان كلما روى عليه اعتذر من روايته عنه وذكر أن ذلك الحديث لم
يقع إليه إلا من جهته فأخرجه عنه وسألته عنه فقال ليس بحجة قال لنا البرقاني: رحلت إلى
المفيد فكتبت عنه الموطأ فلما رجعت إلى بغداد قال لي أبو بكر بن أبي سعيد أخلف الله عليك

(1) في م واللباب 3 / 244: (سنة تسعين وثلاثمائة). وانظر تاريخ بغداد 2 / 152.
(2) (جرجرايا: بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة وخربت) معجم
البلدان.
(3) انظر اللباب 3 / 311.
358

نفقتك فدفعته إلى بعض الناس وأخذت بدله بياضا. قال الخطيب: روى المفيد الموطأ عن
عبد الله العبد عن القعنبي فأشار ابن أبي سعد إلى أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته وذلك
أن العبدي مجهول لا يعرف.
وكانت ولادته ببغداد سنة أربع وثمانين ومائتين ووفاته بجرجرايا في شهر ربيع الآخر من
سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأبو علي الحسين بن سابور الطبري المفيد كان يفيد من الشيوخ، وكان من أهل العلم
والقرآن صالحا سديد السيرة سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي. سمع
منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو علي الطبري المفيد بنيسابور كان من القراء العباد
المجتهدين في صيام النهار وقيام الليل، ورد نيسابور أيام الشرقي، وكان يفيد سنين، ثم
خرج بعد وفاة أبي عبد الله الصفار سنة تسع وثلاثين إلى مرو وسكنها فدخلتها سنة ثلاث
وأربعين وهو يفيد عن أبي العباس المحبوبي وأبي الحسن السني أقمت بها سبعة أشهر ولعله
لم يفارقنا ثم جاءنا نعيه من مرو، ومات بها في رجب من سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن موسى المفيد الحافظ، من أهل نيسابور يعرف ببغداد
بجعفرك المفيد وبالشام بجعفر النيسابوري، وكان سكن الشام. سمع بنيسابور محمد بن
يحيى وأحمد بن حفص وعلي بن الحسن (الذهلي) وعبد الله بن هاشم وأحمد بن يوسف
السلمي وأبا الأزهر وبالعراق علي بن حرب والحسن بن عرفة وبالشام محمد بن عوف
الحمصي ويوسف بن سعيد بن مسلم وبمصر بكار بن قتيبة وأحمد بن طاهر بن حرملة. روى
عنه أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة الحافظ وأبو بكر بن أبي دارم الكوفي وسمعا منه
بالكوفة وأبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ (وأبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح
الحافظ السبيعي سمعا منه بحلب وأبو القاسم عبد الله بن محمد الجرجاني سمع منه بحران
وأبو الحسن أحمد بن محبوب الرملي. حدث عنه بمكة وسمع منه ببيت المقدس). قال
الحاكم أبو عبد الله الحافظ: روى عنه إبراهيم بن محمد بن حمزة ومشايخنا الحفاظ
المجودون وهو علي جميع الأحوال ثقة مأمون حجة توفي بحلب سنة سبع وثلاث مئة.
ومحمد بن حاتم الجرجرائي المفيد المعروف بجبي يروي عن ابن المبارك وغيره روى
عنه جعفر بن محمد بن الحجاج القطان الرقي. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال:
(قدمنا جرجرايا وكان خالي إسماعيل معي وهو مريض وكان بها محمد بن حاتم فاشتغلت بعلة
خالي ولم أسمع منه و) كان صدوقا.
359

باب الميم والقاف
المقابري: بفتح الميم والقاف بعدها الألف ثم بعدها الباء الموحدة وفي آخرها الراء،
هذه نسبة إلى أبي زكريا يحيى بن أيوب الزاهد المقابري، وإنما قيل له المقابري لزهده وكثرة
زيارته المقابر، وهو من أهل بغداد. يروي عن هشيم بن بشير وإسماعيل بن جعفر. روى
عنه محمد بن علي بن الحسن بن شفيق المروزي وغيره. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
ذكر محمد بن علي الشقيقي قال: مر يحيى بن أيوب المقابري في المقابر فقال: يا قرة عين
المطيعين، ويا قرة عين المذنبين، وكيف لا تقر عين المطيعين بك، وأنت مننت عليهم بالطاعة؟!
وكيف لا تقر عين المذنبين بك، وأنت مننت عليهم بالتوبة؟
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مروان البغدادي يعرف بابن
المقابري. حدث بدمشق وبمصر عن الحسن بن علي بن المتوكل ومحمد بن يونس الكديمي
وعبد الله بن محمد بن أسد الأصبهاني روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي. سكن
دمشق وأبو محمد بن النحاس المصري وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر الدمشقي أحاديث
مستقيمة، وذكر أبو الفتح بن مسرور أنه سمع منه وقال: كان يذكر عنه بعض اللين.
وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن إسحاق المقابري، من أهل نيسابور، وكان من
الصالحين، سمع محمد بن يزيد وإسحاق بن عبد الله بن رزن السلميين وسهل بن عمار
العتكي. روى عنه أبو الطيب المذكر. وتوفي في شوال سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
المقاتلي: بضم الميم، وفتح القاف، وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين بين الألف
واللام، هذه النسبة إلى الجد، وهو اسم رجل يقال له مقاتل وهو جد المنتسب إليه،
والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن مقاتل بن محمد المقاتلي المروزي من أهل
مرو. كان محدثا غير أنه كان مجازفا في الرواية.
وأما أبو محمد عبد الجبار بن أحمد بن نصر بن محمد بن الحسين القاضي المديني
المقاتلي كان يسكن سكة مقاتل بسمرقند وهو إمام فاضل سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن
شاهين. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. وتوفي ليلة العاشر من رجب
360

سنة أربع عشرة وخمس مئة بسمرقند (1).
المقانعي: بفتح الميم والقاف بعدهما الألف وكسر النون، وفي آخرها العين
المهملة، هذه النسبة إلى المقانع، وهو جمع مقنعة التي تختمر بها النساء، يعني الخمار،
والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي. كان يبيع الخمر بالكوفة.
يروي عن محمد بن مروان الكوفي وغيره. روى عنه أبو بكر بن المقرئ. ومات بعد شوال
سنة ست وستين وثلاثمائة فإنه حدث في هذا الشهر.
المقباسي: بكسر الميم، وسكون القاف، والباء الموحدة المفتوحة، بعدها الألف،
وفي آخرها السين، هذه النسبة إلى مقباس، وهو بطن من سلول، وهو مقباس بن حبتر بن
عدي بن سلول بن كعب الخزاعي، ومن ولده:
بديل بن أم أصرم، وهو بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأجب (2) بن مقباس،
هو مقباسي يعرف بأمه، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني كعب يستنفرهم لغزو مكة هو وبشر بن
سفيان.
المقبري: بفتح الميم، وسكون القاف، وضم الباء (المعجمة بنقطة) وفي آخرها راء
مهملة، هذه النسبة قريبة من الأولى وهو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وكنيته أبو سعيد. قال
أبو حاتم بن حبان: نسب إلى مقبرة كان يسكن بالقرب منها، واسم أبيه كيسان، وكان مكاتبا
لامرأة من بني ليث، عداده في أهل المدينة. يروي عن أبي هريرة وعن أبيه عن أبي هريرة
وابن عمر (رضي الله عنهم). روى الناس مثل مالك بن أنس وابن أبي ذئب وعبد الرحمن بن
إسحاق مات سنة ثلاث وعشرين ومئة.
وقيل سنة ست وعشرين ومئة وثقه جماعة مثل أبي زرعة الرازي، وكان قد اختلط قبل
الموت بأربع سنين. وقال أبو علي الغساني المغربي: أبو سعيد كيسان وابنه سعيد المقبري
يرويان عن أبي هريرة رضي الله عنه، وحديثهما في الكتابين، يعني الصحيحين. وذكر أبو

(1) بعده في اللباب 3 / 245: (قلت فاته: المقاعسي: نسبة إلى مقاعس بن عمر بن كعب بن زيد مناة بن تميم.
منهم: حنظلة بن عراوة الشاعر التميمي ثم المقاعسي. ومرة بن محكان المقاعسي. ويقال لولد عبيد بن مقاعس
وهم عوف ومرة وعامر وزيد مناة ونجدة وأسعد وعمرو الليد لانهم تلبدوا على بني مرة بن عبيد).
(2) انظر اللباب 3 / 245.
361

الحسن المدائني أن أبا سعيد المقبري كان يحفظ مقبرة بني دينار، وكان قد بلغه أنه يبعث بها
ستون ألفا يدخلون الجنة فمات فدفن في مقبرة بني سلمة فكان ينسب المقبري من أجل هذه
المقبرة، وكان مولى لبني ليث، قال الغساني: مقبرة بضم الباء وفتحها.
وسعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، مولى بني ليث. يروي عنه أخيه وأبيه عن جده
بصحيفة لا تشبه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يتخايل إلى المستمع لها أنها موضوعة أو
مقلوبة أو موهوبة، لا يحل الاحتجاج بخبره. روى عنه هشام بن عمار.
وأخوه أبو عباد عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري. يروي عن أبيه سعيد
المقبري. روى عنه الثوري والكوفيون كان ممن يقلب الاخبار ويهم في الآثار حتى يسبق إلى
قلب من يطمعها أنه كان المتعمد لها.
المقتدري: بضم الميم، وسكون القاف، وفتح التاء ثالث الحروف، وكسر الدال
المهملة والراء هذه النسبة إلى المقتدر بالله أحد الخلفاء العباسية فانتسب إليه نسبا:
أبو محمد الحسن بن عيسى بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد
الموفق بن جعفر المتوكل المقتدري الهاشمي: كان من أهل العلم والفضل والشرف بغداديا
سمع مؤدبه أحمد بن منصور اليشكري وأبا الأزهر عبد الوهاب بن عبد الرحمن الكاتب. روى
عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني
وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين الشيباني وهو آخر من حدث عنه.
وذكره أبو الخطيب في التاريخ وقال: كتبنا عنه كان فاضلا دينا حافظا لاخبار الخلفاء
عارفا بأيام الناس. سمعته يقول: ولدت في المحرم سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة. ومات في
شعبان سنة أربعين وأربع مئة وأوصى أن يدفن بمقبرة باب حرب.
والمنتسب إليه ولاء أبو الهواء نسيم بن عبد الله المقتدري الخادم، مولى المقتدر بالله.
سكن بيت المقدس، وكان يتولى النظر في مصالح المسجد الأقصى. وحدث عن أبي عمرو
يوسف بن يعقوب النيسابوري وأحمد بن القاسم (أخي أبي الليث) الفرائضي (ومحمد بن
هارون الحضرمي وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري والحسين والقاسم ابني إسماعيل
المحاملي) وجماعة سواهم. روى عنه عبد الله بن علي الأبروني وعمر بن أحمد (بن محمد)
الواسطي (ساكن بيت المقدس). وذكر عمر أنه سمع منه في سنة سبع وستين وثلاث مئة.
وأحاديثه مستقيمة تدل على صدقه.
362

المقدر: بضم الميم، وفتح القاف، وكسر الدال المشددة المهملة، وفي آخرها
الراء، هذه النسبة لمن يعلم الفرائض والمقدرات والحساب، واشتهر بهذا:
أبو بكر محمد بن عبد الله (1) بن بحر خالد بن صفوان بن عمرو بن الأهتم التميمي
الأصبهاني المعروف بابن المقدر. سكن بغداد وحدث بها عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن
السماك. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الأبنوسي وكان سماعه
مع أبيه في سنة تسعين وثلاث مئة.
وابنه أبو الفتح منصور بن محمد بن المقدر كان معتزليا خبيث المذهب داعية، يزري
على أصحاب الحديث ويستهزئ بالآثار. وحدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد القباب
الأصبهاني. سمع منه أبو بكر بن ثابت الخطيب ومات ببغداد في جمادى الآخرة سنة اثنتين
وأربعين وأربع مئة.
المقدسي: بفتح الميم، وسكون القاف، وكسر الدال، والسين المهملتين، هذه
النسبة إلى بيت المقدس، وهي البلدة المشهورة التي ذكرها الله تعالى في القرآن في غير
موضع، وفيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة والمواضع الشريفة. وكان إليها قبلة المسلمين
سبعة عشر شهرا أول ما قدم رسول الله صلى عليه وسلم المدينة. دخلتها زائرا وأقمت بها يوما وليلة. كثر
بها الأئمة والمحدثون قديما وحديثا. واستولى عليها الإفرنج سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة،
وهي في يدهم إلى الساعة، ردها الله تعالى إلى المسلمين. قيل بناها كورش بن حام بن
نوح. وقيل بناها بهمن بن اسفنديار بعد إسلامه وذلك أنه أمر بخت نصر بن سبى بن نبت بن
حودرز بخراب بيت المقدس فخربها بأمره ثم هو أسلم وبناه ورد إليه الآنية التي أخذها
بختنصر. وفي بعض كتب الأنبياء من التوراة وغيره أن اسم بهمن كورش، وفي ذلك يقول
الفارسي: من الوافر:
وبيت المقدس المعمور بيت * ورثناه عن المتقدمينا
بناه كورش الباني المعالي * بأمر الله خير الآمرينا
خرج منها جماعة من المحدثين قديما وحديثا، منهم:
أبو (محمد) عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي. كان مكثرا من الحديث. له رحلة
إلى بلاد الشام والحجاز. سمع هشام بن عمار ومحمد بن ميمون الخياط والمسيب بن واضح
والحسين بن الحسن المروزي ومحمد بن مصلى الحمصي وطبقتهم. روى عنه أبو حاتم

(1) انظر اللباب 3 / 246.
363

محمد بن حبان التميمي البستي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني وطبقتهم. وتوفي
بعد سنة عشر وثلاث مئة.
وأبين بن سفيان المقدسي شيخ يقلب الاخبار وأكثر روايته الضعفاء يجب التنكب عن
أخباره على الأحوال يروي عن خليفة بن سلام. روى عنه عثمان بن عبد الرحمن وهو أيضا
ضعيف.
وأبو طاهر موسى بن محمد بن عطاء المقدسي. كان كذابا مهجورا. روى عن حجر بن
الحارث وأبي المليح والوليد بن محمد الموقري والهيثم بن حميد. روى عنه عباس بن الوليد بن
صبيح الخلال وموسى بن سهل الرملي قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: رأيته عند
هشام بن عمار ولم أكتب عنه. وكان يكذب ويأتي بالأباطيل. وقال موسى بن سهل: أشهد
عليه أنه يكذب. وسئل أبو زرعة عن (أبي طاهر المقدسي) فقال أتيته فحدث عن الهيثم بن
حميد وفلان وفلان وكان يكذب.
وشيخنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن عبد الله المقدسي، من أهل بيت المقدس.
سكن بغداد. وكان يؤم الناس في مشهد أبي حنيفة (رحمهما الله) بباب الطاق. وكان قد تفقه
على القاضي أبي عبد الله الدامغاني. وسمع منه الحديث ومن أبي الحسين عاصم بن الحسن
العاصمي. وكان سديد السيرة ثقة سمعت منه أجزاء من فوائد المحاملي وغيرها.
المقدمي: بضم الميم، وفتح القاف، وتشديد الدال المهملة، وفي آخرها الميم،
هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها:
أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي (1)، مولى ثقيف ابن
أخي محمد بن علي المقدمي، يروي عن حماد بن زيد والبصريين. روى عنه الحسن بن
سفيان وأبو يعلي أحمد بن علي الموصلي وغيرهما. مات في أول سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وعبد الله بن أبي بكر المقدمي، أخو محمد بن أبي بكر، من أهل البصرة، يروي عن
حماد بن زيد. روى عنه الحسن بن سفيان.
وابن عم أبي عبد الله السابق ذكره محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي،

(1) بعد هذه اللفظة في ظ: (كان كذابا مهجورا يروي عن علي بن حجر وأبي المليح والوليد محمد الموقري) وقد تقدم
هذا الكلام قبل أسطر.
364

من أهل البصرة أيضا يروي عن أبيه والبصريين. روى عنه الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة.
وأبو عثمان أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي من أهل البصرة، سكن بغداد. يروي
عن علي بن المديني وأبي الوليد الطيالسي وأبي همام الخاركي ومسلمة بن إبراهيم وأبيه
وحجاج بن منهال وغيرهم من البصريين. روى عنه محمد بن المنذر بن سعيد الهروي وأبو
بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر بن الباغندي ومحمد بن مخلد الدوري ويحيى بن صاعد. وقال ابن
أبي حاتم: سمعت منه بمكة، وهو صدوق، ومات في جمادى الآخرة سنة أربع وستين
ومائتين.
وأبو حفص عمر بن علي بن مقدم المقدمي، من أهل البصرة أيضا. يروي عن
إسماعيل بن أبي خالد. روى عنه ابن أخيه محمد بن أبي بكر المقدمي وأهل العراق. مات
سنة تسعين ومئة، وقد قيل سنة اثنتين وتسعين ومئة.
وابنه أبو بشر عاصم بن عمر بن علي بن مقدم المقدمي البصري، سكن بغداد،
وحدث بها عن أبيه. روى عنه عباس الدوري وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي
الدنيا القرشي وأحمد بن الحسن عبد الله الصوفي وغيرهم مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي (بن مقدم) المقدمي
القاضي، مولى ثقيف، من أهل بغداد، وكان ثقة صدوقا. سمع عمرو بن علي الفلاس
ومحمد بن خالد بن خداش ومحمد بن يحيى القطيعي ومقدم بن محمد المقدمي ويعقوب بن
إبراهيم الدورقي ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن المثنى وزيد بن أخرم وغيرهم. روى عنه
أبو بكر محمد بن يحيى الصولي وأبو بكر محمد بن عمر بن مسلم الجعابي وأبو حفص عمر بن
أحمد بن الزيات. وتوفي في غرة شوال سنة إحدى وثلاث مئة.
المقدي: بفتح الميم والقاف، والدال المهملة المشددة، هذه النسبة إلى حصن
مقدية، وهي من عمل أذرعات من أعمال دمشق. هكذا ذكره أبو القاسم سليمان بن أحمد
الطبراني، والمشهور بهذه النسبة:
الأسود بن مروان المقدي. يروي عن سليمان بن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل
الدمشقي، أثنى عليه الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب وروى عنه في معجم شيوخه
ووثقه
365

المقراضي: بكسر الميم، وسكون القاف، وفتح الراء، بعدها الألف، وفي آخرها
الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى المقراض، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وإلى عمل
المقراض.
فممن عرف جده به أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون بن زياد المقراضي الشطوي
المعروف بابن مقراض. من أهل بغداد، سمع محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني
والحسن بن عيسى بن ماسرجس وأبا هشام الرفاعي. روى عنه محمد بن الحسن بن مقسم
وأبو بكر بن الجعابي وعبد العزيز بن جعفر الخرقي وأبو حفص بن الزيات. وكان ثقة ثبتا.
مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاث مئة.
ووالده يوسف المقراضي. سمع عبد الله بن الزبير الحميدي وذكره محمد بن مخلد في
تاريخ وفاة شيوخه فقال: مات في رجب سنة سبعين ومائتين.
المقرائي: بضم الميم، وقيل بفتحها، وسكون القاف، وفتح الراء، بعدها همزة،
هذه النسبة إلى مقرى قرية بدمشق.
ومنها غيلان بن معشر المقرائي. يروي عنه أبي أمامة الباهلي، عداده في أهل الشام.
روى عنه معاوية بن صالح قال أبو حاتم بن حبان في ترجمة غيلان بن معشر في كتاب الثقات.
ومن زعم أنه المقري فقد وهم إنما هو المقرائي ومقرى قرية بدمشق.
ومنها أبو الصلت شريح بن عبيد الحضرمي الشامي المقرائي: يروي عن معاوية بن أبي
سفيان وفضالة بن عبيد. روى عنه صفوان بن عمرو السكسكي وأهل الشام.
وجميع بن عبيد المقرائي يروي عن أهل الشام مثل عمر بن عبد العزيز. روى عنه
(عبد الله) بن المبارك.
وجابر بن آزاذ المقرائي، ومقرى قرية بدمشق يروي عن عمرو البكالي. روى
صفوان بن عمرو عن أبيه عنه. قال أبو حاتم وذكر ابن الكلبي أن هذه النسبة: مقرى بفتح
الميم، والنسبة إليه مقرائي. قال ابن ناصر الحافظ: كذا رأيته بخط علي بن عبيد بن الكوفي
صاحب ثعلب، وكان ضابطا، وأصحاب الحديث يقولون مقرائي بضم الميم، وهو خطأ.
وحسان بن سليم المقرائي روى عن عمرو بن مسلم. روى عنه بقية بن الوليد.
366

وراشد بن سعد المقرائي، كذا كان مفتوحا في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم. يروي
عن ثوبان وأبي أمامة ويعلي بن مرة وجبلة بن الأزرق ومعاوية. روى عنه ثور بن يزيد وحريز بن
عثمان ومعاوية بن صالح ومحمد بن سليمان أبو حمزة قال أحمد بن حنبل: راشد بن سعد لا
بأس به.
المقرئ: هذه النسبة إلى قراءة القرآن وإقرائه، اختص بهذه النسبة جماعة من
المحدثين، فمن مشهوريهم:
أبو يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، من أهل مكة، من الثقات، يروي عن
سفيان بن عيينة ويحيى بن سليم. حدث عنه جماعة من المكيين والغرباء منهم حفيده
ومكحول البيروتي وأبو عيسى الترمذي.
وأبوه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، مولى آل عمر بن الخطاب، أصله من
البصرة، سكن مكة، يروي عن الثوري وشعبة. روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
والناس بمكة. مات بها سنة اثنتين أو ثلاث عشرة ومائتين.
ومن المتأخرين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الفقيه المقرئ الهروي، من
هراة، له رحلة إلى خراسان والعراق، وكان من أهل العلم والقرآن. صنف التصانيف.
وسمع الحديث من أبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبي بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي وأبي الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرح البغدادي. سمع منه جماعة
كثيرة منهم الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وآخر من حدث عنه أبو عطاء (عبد الأعلى بن
عبد الواحد) المليحي. وذكره الحاكم فقال المقرئ الهروي من صالحي أهل العلم
والمقدمين في معرفة القراءات طلب العلم بخراسان والعراق، وهو من أجل بيت لأهل
الحديث بهراة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان بن المقرئ الأصبهاني، حافظ
ثقة مأمون صاحب أصول مكثر من الحديث كتب الكثير بالشام والعراق ومصر والثغور. سمع
حاجب بن أركين الدمشقي وأحمد بن عبد الوارث العسال المصري وأبا القاسم عبد الله بن
محمد البغوي وجماعة ذكرتهم في ترجمته في حرف الزاي، في الزاذاني روى عنه أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ وذلك في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة.
المقعد: بضم الميم، وسكون القاف، وفتح العين، وضم الدال المهملتين، هذا
لمن أقعد وعجز عن الخروج، واشتهر به:
367

أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، واسمه ميسرة المنقري المقعد البصري من
أهل البصرة، صاحب عبد الوراث بن سعيد سمع منه ومن ملازم بن عمرو الحنفي
وعبد العزيز بن محمد الدراوردي روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث وإبراهيم بن سعيد
الجوهري ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبو حاتم الرازي ومحمد بن إسحاق الصغاني
وإسحاق بن الحسن الحربي وجماعة. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو معمر سمعت أبي
يقول كتبنا عنه ببغداد وقال غيره: كان يذكر محاسن عمرو بن عبيد البصري فتكلموا فيه لذلك
وكان ثقة ثبتا صحيح الكتاب ولكنه يقول بالقدر. وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
المقنعي: بضم الميم، وفتح القاف والنون وتشديدها، وفي آخرها العين (المهملة)،
هذه النسبة لمحدث بغداد أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري
المقنعي. كان ثقة أمينا كثير السماع، وهو شيرازي الأصل بغدادي المولد والمنشأ.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان يقول سمعت أبا
الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول: أبو محمد الجوهري يقال له المقنعي،
سمعتهم ببغداد يقولون إنه أول من تقنع تحت العمامة كما يفعله العدول اليوم ببغداد.
سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي والحسين بن محمد بن عبيد العسكري
وعلي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي وغيرهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب الحافظ الكبير. وروى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري الكثير
بالسماع. وجماعة سواه بالإجازة عنه. ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاث مئة. وتوفي
في السابع من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربع مائة، ودفن بمقبرة باب أبرز (1) بالجانب
الشرقي.
وأما أبو العباس الفضل بن محمد المروزي المقنعي فلا شك أنه ينتسب إلى غير الذي
انتسب إليه أبو محمد الجوهري والله أعلم ذلك. روى عن الحسن بن علي بن عفان العادي
والحسن بن عطية العسقلاني وغيرهما ذكر في تاريخ أصبهان.
ووالد السابق ذكره أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري المعروف
بالمقنعي، من أهل شيراز سكن بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن علي الهجيمي. روى

(1) اللفظة مصحفة في الأصول ومط. وقال ياقوت في معجم البلدان (بيبرز: محلة ببغداد وهي اليوم مقبرة بين عمارات
البلد، بها قبور جماعة من الأئمة، ومنهم من يسميها باب أبرز).
368

عنه ابنه أبو محمد الحسن وكان ثقة، وشهد ببغداد، وكان يقرئ القرآن، وكان قرأ بالبصرة
على ابن خشنام وببغداد على أبي طاهر بن أبي هاشم، وما رأيت أقرأ لكتاب الله منه. وحكى
ابنه عنه قال: ما طلع الفجر عليه إلا وهو يدرس القرآن. ومات في المحرم سنة خمس
وتسعين وثلاث مئة.
المقنعي: بكسر الميم، وسكون القاف، والنون المفتوحة، وفي آخرها العين، هذه
النسبة إلى عمل المقنعة وبيعها.
وهذه النسبة للفضل بن محمد المقنعي المروزي. هكذا رأيت اسمه في تاريخ أصبهان
لأبي بكر بن مردويه الحافظ. قال: وكان يقص. يروي عن أحمد بن سيار المروزي
الامام. روى عنه عبد الله بن محمد، لعله أبو الشيخ.
المقني: بضم الميم، وفتح القاف، وفي آخرها النون المشددة، هذه اللفظة لمن
يحفر القنى، واشتهر بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن القاسم المقني المقرئ
الزاهد، من أهل الموصل، كان أحد الزهاد. سمع أبا الحسن أحمد بن إدريس بن محمد بن
إدريس بن سليمان العبدي. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ،
وحدث عنه في معجم شيوخه فقال: أخبرنا أبو الحسن المقني المقرئ الزاهد بقراءتي عليه
بنينوى على تل التوبة الذي تاب الله على قوم يونس عليه السلام فيه.
المقومي: بضم الميم، وفتح القاف، وتشديد الواو المكسورة والميم، (هذه
النسبة) () (1).
والمشهور (بهذه النسبة) يحيى بن حكيم المقومي صاحب المسند. روى عنه المسند
الذي صنفه الحسين بن محمد بن مصعب بن رزيق السنجي (2) وحدث عنه الخلق بعد.
وأبو منصور محمد بن الحسين بن () (3) المقومي، من أهل قزوين. حدث بها
وبالري بكتاب السنن لأبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني الحافظ عن الخطيب
(أبي) () (4) سمع منه الحفاظ. وروى لنا عنه أبو سعد عبد الرحمن (بن عبد الله)

(1) بياض في النسخ. (2) انظر اللباب 3 / 249.
(3) بياض في النسخ. (4) بياض في النسخ.
369

الحصيري وأبو القاسم محمود بن () (1) الطالقاني بالري وجماعة (سواهما). وكانت وفاة
المقومي في حدود سنة ثمانين وأربع مئة.
المقلاصي: بكسر الميم، وسكون القاف، بعدهما اللام ألف، وفي آخرها الصاد
المهملة، هذه النسبة إلى مقلاص، وهي قرية من قرى جرجان، ولا أدري هي قرية
ماقلاصان التي تقدم ذكرها أم غيرها.
منها أبو عبد الله شبيب بن إدريس المقلاصي. قال حمزة بن يوسف هو من قرية مقلاص
روى عن عمه محمد بن مقلاص المقلاصي. روى عنه طاهر بن محمد الحاسب الجرجاني.
وعمه أبو عبد الله محمد بن مقلاص المقلاصي حدث عن أحمد بن يونس. روى عنه
ابن أخيه شبيب بن إدريس المقلاصي (2).
المقياسي: بكسر الميم، وسكون القاف، وفتح (الياء آخر الحروف)، بعدها
الألف، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مقياس.
وعرف بهذه النسبة أبو الرداد (3) عبد الله بن عبد السلام المقياسي صاحب المقياس
بمصر، من أهل مصر. يروي عن أبي زرعة المؤذن وهبة الله بن راشد وغيره. روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد وأبو بكر عبد الله (بن محمد) بن زياد النيسابوري وعبد الملك
الدقاق.

(1) بياض في النسخ.
(2) في اللباب 3 / 249: (قلت: قد ذكر أول الترجمة أن النسبة إلى قرية مقلاص، ثم ذكر أن عم شبيب محمد بن
مقلاص المقلاصي فنسبه إلى أبيه، وهذا اختلاف في القول، بينما يجعل النسبة إلى قرية ثم يجعلها إلى رجل،
فيتأمل من تاريخ جرجان لعله يظهر فيه الحق).
(3) في ظ، م: (أبو الدرداء): وفي مط (أبو الزواد)، وفي اللباب 3 / 250 (أبو الرواد) وما هنا عن ك وهو يوافق ما في
معجم البلدان وقد أورد ياقوت اسم جد أبيه على النحو التالي: (أبو الرداد عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي
الرداد) وهي رواية الاكمال 7 / 284.
370

باب الميم مع الكاف
المكاتب: بضم الميم، وفتح الكاف، والتاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفي آخرها
الباء الموحدة، هذا الاسم لنائب الحكم في القرى والسواد، يكاتبه القاضي من البلد إليه في
قطع الخصومات وفصلها، وهذا أكثر ما يقال في نواحي نيسابور.
والمشهور بهذا الفقيه أبو موسى عمران بن موسى بن الحصين بن نوشان الخبوشاني
المكاتب النوشاني (1) وسأذكره في حرف النون (إن شاء الله تعالى).
وأبو العباس محمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان الأسفرايني المكاتب بها كان من
الصادقين في الرواية. سمع بخراسان أبا بكر محمد بن محمد بن رجاء السندي وأحمد بن
سهل بن مالك وبالعراق عبد الله بن أحمد بن حنبل وبشر بن موسى ومحمد بن أحمد بن النضر
الأزدي ومحمد بن يونس الكديمي وتوفي بأسفراين في ذي الحجة من سنة إحدى وأربعين
وثلاث مئة.
وأبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري المكاتب بربع نشب فروش وكان
من الصالحين. سمع محمد بن يزيد السلمي وسهل بن عمار العتكي وغيرهما. روى عنه
محمد الشيباني ومات سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي المكاتب بتلك الناحية
وكارز (2) قرية على نصف فرسخ من البلد. وكان أبو الحسن يحكم بين أهل تلك القرى وكان صحيح
السماع مقبولا في الرواية، وكان به صمم يحتاج الرجل أن يرفع صوته في القراءة عليه. سمع
بنيسابور الحسين بن محمد القباني وأبا عبد الله البوشنجي وأقرانهما ثم لم يكتب بالعراق وحج
به أبوه وجاور بمكة حتى سمع الكتب من علي بن عبد العزيز البغوي كتاب الغريب وكتاب
الأموال والأحاديث المتفرقة غير المسند فإنه لم يسمع منه المسند. وسمع أيضا بمكة عن
محمد بن علي بن زيد الصايغ ومسعدة بن سعد العطار وإسحاق بن أحمد الخزاعي وغيرهم.
روى عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسن الحجاجي وجماعة من مشايخنا. هكذا ذكره الحاكم

(1) انظر اللباب 3 / 331.
(2) كارز: قرية على نصف فرسخ من نيسابور (معجم البلدان).
371

في التاريخ وقال: توفي يوم الاحد السادس عشر من شوال سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن منصور الريوندي المكاتب بها
سمع بخراسان أبا عبد الله البوشنجي وبالعراق أبا خليفة القاضي وبالجزيرة أبا يعلي الموصلي
وبالأهواز عبدان الأهوازي. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره وقال: كتبنا عنه من
مجلس الشيخ أبي بكر بن إسحاق سنة ثمان وثلاثين مئة. وبلغني أنه توفي سنة إحدى
وأربعين وثلاث مئة.
المكاري: بضم الميم، وفتح الكاف، بعدهما الألف، وفي آخرها الراء، هذه
النسبة إلى إكراء الدواب، واشتهر بهذه النسبة:
أبو عمران موسى بن هارون بن برطق الماري، من أهل بغداد، وكان له ببغداد بغال
يكريها إلى خراسان. سمع محمد بن بكار بن الريان. روى عنه علي بن عبد الله بن الفضل
البغدادي. وقال أبو الحسين بن المنادي: موسى بن هارون المكاري. مات سنة تسع
وتسعين ومائتين وقال: كان في ربضنا يكري البغال إلى خراسان. كتب فيما ذكر عن قتيبة بن
سعيد وكتب عنه قبل وفاته وكان كثير السن.
المكبر: بضم الميم، وفتح الكاف، وكسر الباء المشددة المنقوطة بواحدة، وفي
آخرها الراء، هذه اللفظة قيل: لمن يكبر في الجوامع ويبلغ تكبير الامام إلى الناس إذ كثروا
ووقفوا بعيدا عن الامام.
وأبو غالب محمد بن علي بن الداية المكبر البغدادي شيخ صالح. سمع أبا جعفر
محمد بن أحمد بن المسلمة وغيره، وكان مستورا لا يعرفه كثير أحد. سمعت منه جزء صفة
النفاق ببغداد في مسجد أبي الحسن بن توبة بالقوية وتوفي في المحرم سنة ثلاث وأربعين
وخمس مئة.
المكتب: بضم الميم، وسكون الكاف، وكسر التاء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها
الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى تعليم الخط ومن يحسن ذلك ويعلم الصبيان الخط
والأدب والمشهور به:
أبو سالم توبة بن سالم، ويقال أبو سالم المكتب الكوفي. كان مكتب النخع. يروي
عن زر بن حبيش وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص. روى عنه مروان بن معاوية الفزاري
ومحمد بن عبيد الطنافسي.
372

وحسين بن ذكوان المعلم المكتب العوذي، من أهل البصرة. يروي عن عبد الله بن
بريد. روى عنه شعبة وابن المبارك والناس وهو الذي يقال له حسين المكتب.
وعتبة بن عمرو المكتب من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي وعكرمة روى عنه أبو
صيفي والكوفيون، وليس هذا بعبيد بن عمرو المكتب.
وأبو الطيب محمد بن جعفر بن زيد المكتب، من أهل بغداد، حدث عن أبي القاسم
(عبد الله بن محمد) البغوي. روى عنه ابنه أبو طاهر عبد الغفار، وكان ولادته سنة إحدى
وثلاث مئة. ومات في شعبان سنة سبع وسبعين وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن سويد بن مالك بن معاوية بن
الخشخاش العنبري المكتب، من أهل بغداد. يروي عن محمد ابن محمد بن
الباغندي وأحمد بن سهل الأشناني وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي
وعبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي عروبة الحراني وأبي جابر زيد بن عبد العزيز الموصلي
وأحمد بن يعقوب بن سراج النصيبي ومحمد بن حصن الآلوسي ومحمد بن أحمد الرسعني
وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي وغيرهم. وكان سافر الكثير وكتب عن الغرباء. روى عنه أبو
بكر البرقاني ومحمد بن علي بن مخلد والقاضي أبو القاسم التنوخي وأبو القاسم الأزهري.
ووثقه أبو بكر البرقاني. وقال الأزهري: هو صدوق وقد تكلموا فيه بسبب روايته عن الأشناني
كتاب قراءة عاصم. وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة. وقال العقيقي:
وكان متساهلا في الحديث.
المكتومي: بفتح الميم، وسكون الكاف، ضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين،
وبعدها الواو، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الجد لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن
مكتوم المستملي المكتومي، من أهل نيسابور، سكن طوس، سمع محمد بن أحمد بن نصر
الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه وأقرانهما. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره
في التاريخ فقال: أبو إسحاق المكتومي كتبت باستملائه على أبي العباس الأصم وغيره سنة
ثلاث وثلاثين وثلاث مئة، ثم غاب عنا وسكن الطابران (1) بطوس سنين ثم انصرف إلينا بعد
الأربعين وكان يحدث وتوفي بطوس سنة نيف وخمسين وثلاث مئة.

(1) في نسخة (الطابر). وطوس مدينتان إحداهما الطابران والأخرى نوقان وانظر معجم البلدان.
373

المكحولي: بفتح الميم، وسكون الكاف، وضم الحاء المهملة، هذه النسبة إلى
مكحول، وهو صاحب كتاب اللؤلؤيات في الزهد وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهم
جماعة.
منهم أبو البديع أحمد بن محمد بن مكحول بن الفضل النسفي المكحولي من أهل
نسف، سمع أباه أبا المعين المكحولي وأبا سهل هارون بن أحمد الأسفرايني وأحمد بن
حمدان المقرئ، وكان بارعا في الفقه. درس العلم على عيسى اليغنوي وكان يرمي بما رمي
به عيسى. مات ببخارى وحمل إلى نسف في صفر سنة تسع وسبعين وثلاث مئة وكانت
ولادته في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة.
وأخوه أبو المعالي معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول بن الفضل النسفي
المكحولي. يروي عن جده أبي المعين كتاب اللؤلؤيات وسمع أبا سهل هارون بن أحمد
الأسفرايني (1). روى عنه كتاب أخبار مكة وغيره وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ست
وأربعين وثلاث مئة ووفاته سنة نيف وثلاثين وأربع مئة.
وأما أبو يحيى محمد بن راشد المكحولي الخزاعي الشامي، من أهل دمشق، عرف
بالمكحولي لأنه صاحب أبي عبد الله مكحول الهذلي، من أهل الشام، انتقل إلى البصرة
وسكنها وحدث عن مكحول وسليمان بن موسى الدمشقي وعبده بن أبي لبابة. روى عنه
سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم
وعبد الرزاق بن همام والهيثم بن حجيل وأبو النضر هاشم بن القاسم وعلي بن الجهد
وغيرهم. وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: ثقة. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا في
الحديث أورع منه. وقال أبو النضر كنت أوصي شعبة بالرصافة فمر محمد بن راشد فقال
شعبة: ما كتبت عن هذا أما أنه صدوق ولكنه شيعي أو قدري شك أبي. قال عبد الله بن
أحمد بن حنبل ثم قال أحمد حدث عنه ابن المبارك ووكيع وابن مهدي. قال يحيى بن معين:
المكحولي هو شامي دمشقي خزاعي وهو ممن هرب من مروان ونزل العراق فأقام بها حتى
هلك أيام المهدي وكان ممن طلبه مروان بدم الوليد بن يزيد وذلك أن أهل دمشق قتلوا الوليد.
وقال يحيى في موضع آخر: محمد بن راشد صاحب مكحول، شامي نزل البصرة، ثقة.
وقيل لأبي مسهر الغساني: كيف لم تكتب عن محمد بن راشد قال: كان يرى الخروج على
الأئمة. ومات بعد سنة ستين ومئة.

(1) انظر اللباب 3 / 215.
374

المكراني: بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء، وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى مكران وهي بلدة من بلاد كرمان منها أبو حفص عمر بن محمد بن سليمان
المكراني. ورد العراق، وخرج إلى الحجاز، وسكن تلك الناحية، وحدث بها عن أبي
الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن
عبد الوارث الشيرازي وذكر أنه سمع منه بوادي لية (1).
المكرمي: بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء، وفي آخرها الميم، هذه النسبة
لطائفة من الخوارج يقال لهم المكرمية، وهم أصحاب أبي مكرم وتغربت هذه الطائفة بأنهم
يعتقدون أن تارك الصلاة كافر فإنها إذا تركها كفر لجهله بالله عز وجل وزعموا أن من ارتكب
كبيرة فهو جاهل بالله تعالى وأكفروا النعالية في خلاف هذا القول وأكفروهم أيضا في قولهم إن
الأطفال ركن من أركان آبائهم في النار.
المكشوفي: بفتح الميم، وسكون الكاف، وضم الشين المعجمة، وفي آخرها الفاء
بعد الواو، هذه النسبة إلى رجل يلقب بمكشوف الرأس لأنه ما كان يغطي رأسه صيفا ولا
شتاء، وعرف بذلك من أولاده جماعة نسبوا إليه وقد ذكرت جماعة منهم في الحاء في ترجمة
الحسناباذي () (2) ببغداد وكرمان تعرف بالمكشوفي منسوبة إليه.
منهم أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن
سليمان الحسناباذي الصوفي المكشوفي، من أهل أصبهان، وهو الذي عرف بمكشوف الرأس. له رحلة إلى العراق والشام ومصر وأكثر عن الشيوخ وعمر حتى حدث بالكثير سمع
بأصبهان أبا الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان (3) وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرى
وبدمشق أبا الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي وبأذنه (4) أبا الحسن علي بن
الحسين القاضي وبمصر أبا بكر بن المهندس وجماعة كثيرة سواهم. سمع منه أبو محمد
عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو طاهر

(1) في نسخة: (لبة) تصحيف. (ولية واد لثقيف. قال الأصمعي: لية واد قرب الطائف أعلاه لثقيف وأسفله لنصر بن
معاوية). وهو اليوم أشهر أودية الطائف. وانظر: معجم البلدان (لية) وكتاب بلاد العرب للأصفهاني - دار
اليمامة - 30.
(2) بياض في النسخ.
(3) انظر اللباب 1 / 404.
(4) أذنه: بلدة من الثغور قرب المصيصة منها القاضي علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن جبر أبو الحسن الأذني
قاضي أذنة.
375

الحسناباذي المعروف بالمكشوف، صحيح السماع ثقة متقن كان لا يغطي رأسه شتاء ولا
صيفا، وكان يلقب بمكشوف الرأس.
المكي: بفتح الميم، وتشديد الكاف، هذه النسبة إلى أشرف بقعة على وجه الأرض
منزل الأنبياء ومهبط الوحي. خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن.
وأما إسماعيل بن مسلم المكي: قال يحيى بن معين في التاريخ: لم يكن مكيا لكنه
كان يكثر الحج والتجارة إلى مكة فسمي مكيا.
وأما أبو طالب محمد بن علي بن عطية المكي صاحب كتاب قوت القلوب. حدث عن
أبي بكر المفيد الجرجرائي وغيره، روى عنه عبد العزيز الأزجي. وقال أبو طاهر بن
العلاف: كان أبو طالب من أهل الجبل ونشأ بمكة ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم
فانتمى إلى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه بعد ذلك. قال أبو بكر الخطيب: صنف
كتابا سماه قوت القلوب على لسان الصوفية، ذكر فيه أشياء منكرة مستبشعة في مجلس الوعظ
فخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق. فبدعه الناس
وهجروه، وامتنع من الكلام على الناس في الصفات. وتوفي في جمادى الآخرة من سنة ست
وثمانين وثلاث مئة.
وأبو عبد الله محمد بن عباد بن الزبرقان المكي، من مشاهير المحدثين، سكن بغداد
وحدث عن سفيان بن عيينة وحاتم بن إسماعيل وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وأنس بن
عياض. روى عنه البخاري ومسلم بن الحجاج في الصحيحين ومحمد بن إسحاق الصاغاني
وموسى بن هارون وأحمد بن علي الابار وعبد الله بن محمد البغوي ومات غرة المحرم سنة
خمس وثلاثين ومائتين.
376

باب الميم واللام
الملبراني: () (1) هذه النسبة إلى ملبران، وهي قرية من قرى بلخ، والمنتسب
إليها:
أبو زكريا يحيى بن زكريا بن يحيى بن محمد بن الهياج الملبراني، شيخ ثقة، من أهل
بلخ، وكانت عنده نسخة يرويها عن عبد الله بن خراش بن حوشب ابن أخي العوام بن حوشب
عن العوام بن حوشب.
الملحمي: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم،
هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما، وجماعة من القدماء
اشتهروا (بهذه النسبة).
ومن المتأخرين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الملحمي الصوفي، سمع مسند
أبي مسلم الكجي بقراءة جدي الامام أبي المظفر السمعاني (من عبد العزيز بن موسى القصاب
عن أبي الحسين الدهان عن الفاروق (2) بن عبد الكبير الخطابي عنه قرأت عليه أحاديث في
مرض موته وتوفي (3).
وأبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن داوريد
المؤدب الفارسي الملحمي ويعرف بأبي حنيفة الفارسي، كان فقيها مقرئا فرضيا، حدث عن
القاضي أبي الفرج المعافى بن زكريا الجريري. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب وأبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال. ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبنا
عنه وكان صدوقا وكان أحد حفاظ القرآن عارفا بالقراءات عالما بالفرائض وقسمة المواريث

(1) بياض في إحدى النسخ.
(2) في نسخة (القارون) وهو تصحيف. وقد ذكر السمعاني في التحبير 1 / 189 و 2 / 188 طريقين لمسند الكجي أحدهما
عن أبي نعيم والثاني عن أبي عمر عبد العزيز بن موسى القصاب المعلم بقراءة أبي المظفر السمعاني سنة 464 عن
أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان المقرئ عن فاروق بن عبد الكبير وقال: (قرأت عليه من أول الكتاب قدر
ورقتين، ولا حدث بشئ إلا ذلك القدر، ولم يحدثنا عن شيخه إلا هو).
(3) في التحبير 2 / 188: (وتوفي عشية يوم الاحد ودفن ضحوة يوم الاثنين السابع من رجب سنة ثلاث وأربعين وخمس
مئة بمقبرة كشانشاه على شط الرزيق عند يعقوب الصوفي).
377

حافظا لظاهر فقه الشافعي. وكانت ولادته في آخر سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، ومات في
ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين وأربع مئة.
وأما أبو سعيد علي بن محمد (بن علي بن عطاء) البلدي الملحمي، من أهل البلد،
نزل بغداد في قطيعة الملحم فنسب إليها حدث عن جعفر بن محمد بن الحجاج وثواب بن
يزيد بن ثواب الموصليين وعن يوسف بن يعقوب بن محمد الأرموي وغيرهم. روى عنه أبو
محمد الخلال الحافظ وما علمت من حاله إلا خيرا.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن حرب بن سعيد بن عمرو الملحمي مولى سليمان بن
علي الهاشمي الجرجاني من أهل جرجان. روى عن علي بن الجعد وأبي مصعب المدني
وعمران بن سوار وجماعة. روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي وأحمد بن أبي عمران وكان
كذابا يتعمد الكذب وكان يلقن فيتلقن.
الملحي: بضم الميم، وفتح اللام، وفي آخرها الحاء، هذه النسبة إلى الملح يعني
النوادر والطرف، والمشهور بهذه النسبة:
أشعب الطامع الملحي نسب إلى الملح لكثرة نوادره.
وأبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار الملحي، من أهل بغداد، عرف
بهذه النسبة لكثرة ما يرويه من الملح. يروي عن الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر
وعبد الله بن أيوب المخرمي وزكريا بن يحيى المروزي وأحمد بن منصور الرمادي وخلقا كثيرا
سواهم، وكان أديبا فاضلا له شعر. روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو جعفر بن شاهين
وخلق يطول ذكرهم آخرهم أبو الحسن بن مخلد البزاز. روى عنه ابن شاهين فقال حدثنا
إسماعيل بن محمد الملحي وكان بن شاهين يعرف أيضا بابن الملحي (1).
الملحي: بكسر الميم، وسكون اللام، وكسر الحاء المهملة، هذه النسبة إلى الملح
وبيعه، والمشهور بها:
أبو الحسن علي بن محمد بن الفتح بن أبي العصب الملحي الشاعر، من أهل بغداد،

(1) في اللباب 3 / 254: (قلت فاته: النسبة إلى مليح بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بطن من خزاعة،
ينسب إليه كثير عزة وغيره.
وفاته: النسبة إلى مليح بن الهون بن خزيمة، منهم مسعود بن ربيعة بن عمير القاري الملحي، له صحبة حليف
بني زهرة).
378

مولى المتوكل على الله. حدث عن أحمد بن (عبد الرحمن بن أبي عوف) البزوري. روى
عنه أبو محمد (الحسن بن علي) الجوهري (1).
الملطي: بفتح الميم واللام، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى الملطية،
وهي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان (2). وسمعت أن أكثر من خرج عنها من المحدثين
كانوا ضعفاء بني (هذه المدينة) الإسكندر والمنتسب إليها:
إسحاق بن نجيح الملطي، سكن بغداد، دجال من الدجاجلة، كان يضع الحديث
على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحا. روى عن أبن جريج ويحيى بن أبي كثير. روى عنه محمد بن
حرب النشائي الواسطي وعلي بن حجر السعدي المروزي.
وتمام بن نجيح الملطي الأسدي، مولده بملطية، سكن حلب، يروي عن الحسن
وعون بن عبد الله. روى عنه بشر بن إسماعيل، منكر الحديث جدا. يروي أشياء موضوعة
عن الثقات كأنه المتعمد لها.
وضرار بن عمرو الملطي، يروي عن يزيد الرقاشي وأهل البصرة، روى عنه الناس،
منكر الحديث جدا، كثير الرواية عن المشاهير بالأشياء المناكير في أخباره، بطل الاحتجاج
بآثاره. وأبو يعقوب إسحاق بن محمود بن الجراح الملطي. سمع أبا عروبة الحسين بن أبي
معشر الحراني. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور، وقال: أبو يعقوب
الملطي قدم علينا نيسابور وهو كهل مقيم، وكان من الملازمين لأبي العباس الأصم حتى سمع
حديثه وسمع أبا عروبة الحراني وأقرانه.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلم الملطي، مولى حمير إمام الجامع
العتيق، حدث عن إبراهيم بن مرزوق بن قتيبة وبكار وغيرهما وكان نحويا. قال ذلك أبو
سعيد بن يونس المصري.
وأبو هشام محمد بن إبراهيم بن العباس الطائي الملطي، مولى حمير إمام الجامع
العتيق، حدث عن إبراهيم بن مرزوق بن قتيبة وبكار وغيرهما وكان نحويا. قال ذلك أبو
سعيد بن يونس المصري.
وأبو هشام محمد بن إبراهيم بن العباس الطائي الملطي. حدث بعكبرا عن إبراهيم بن
عبد الله بن زاد فروخ الفارسي. روى عنه محمد بن عبد الله بن نجيب الدقاق.

(1) في اللباب 3 / 254: (قلت فاته: النسبة إلى الطائفة التي خرجت على المستنصر بالله صاحب مصر بها، وقصتهم
في التواريخ مشهورة، وهم الملحية، ويقال لكل واحد منهم ملح، وهم كثيرون).
(2) في معجم البلدان (أنها بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام).
379

والقاسم بن إبراهيم بن أحمد الملطي، قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن سليمان
لوين. روى عنه علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق وعلي (بن عمر) السكري، وكان كذابا أفاكا
يضع الحديث. روى عنه الغرباء عن أبي أمية المبارك بن عبد الله وعدلوين عن مالك عجائب
من الأباطيل، ومات بعد سنة ثلاث وعشرين وثلاث سنين. وكان عبد الغني بن سعيد الحافظ
المصري يقول ليس في الملطيين ثقة.
وأبو سعيد محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن سفيان الملطي. يروي عن جده
عبد الرحمن بن سفيان الملطي.
وأبو الحسين محمد بن إبراهيم بن أبي الشيخ الفقيه الملطي يروي عن إبراهيم بن
عبد الله والحسن بن سفيان روى عنهما أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني.
وأبو أيوب سليمان بن أحمد بن يحيى بن عثمان بن أبي صلابة الملطي من أهل
ملطية، يروي عن موسى بن زكريا التستري وأحمد بن إبراهيم العسكري ومحمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي وغيرهما، روى عنه أبو بكر بن المقرئ الحافظ وأبو الحسين
محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ ولما روى عنه في معجم شيوخه قال: براءتي من
عهدته، وذكر أنه سمع منه بحلب.
وأبو العطاف غياث بن أحمد بن عقبة التميمي إمام مسجد جامع ملطية، يروي عن
فضيل بن محمد الملطي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني.
وأبو العلاء عبد المجيد بن محمد بن طاهر بن محمد بن عبد الله بن أبي الخطاب
أحمد بن يحيى بن علي بن بشر بن حيان بن الحكم بن مالك بن خالد بن صخر بن عمرو بن
الحارث بن الشريد الملطي، انتقل جده إلى حمص حين أخذت الروم ملطية، وهو شاب
بحمص، سمع الفرح بن جوانمرد الزنجاني قال عبد العزيز بن محمد بن النخشبي الحافظ:
رأيته فسألته هل ثم من عنده حديث؟ فقال: عندي حديث فلم يدلني عليه. ثم رأيت أباه
بدمشق فذكر أنه سمع من أبي الحسن علي بن عبد الله بن سعيد البعلبكي، ولم يستصحب
معه الجزء، فلم أقدر أن أكتب منه شيئا إذ كان يحفظ، ولم يكن معه نسخة.
الملجكاني: بضم الميم، وسكون اللام، وضم الميم، وفتح الكاف، وفي آخرها
النون، ههذ النسبة إلى ملجكان، وهي قرية من قرى مرو قديمة معروفة على فرسخين منها.
380

أبو الحسن علي بن الحكم الأنصاري المروزي الملجكاني، يروي عن جرير بن حازم
وأبي عوانة وسليمان بن المغيرة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعدي بن الفضل
وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم روى عنه عبد الله بن أبي عوانة الشاشي ومحمد بن
إسماعيل البخاري ومحمد بن بجير بن حارم البجيري والد أبي حفص عمر ومحمد بن موسى
البامشاني، ومات سنة ست وعشرين ومائتين.
وحمزة بن عبد المجيد الملجكاني، سمع موسى بن بحر هكذا ذكره أبو زرعة
السنجي.
الملقي: بضم الميم، وسكون اللام، وفي آخرها القاف، هذا اسم عرف به الفقيه أبو
الحسن يوسف بن إسحاق الملقي الجرجاني وكان ملقي أبي علي بن أبي هريرة، يعني يلقي
عيه الدروس على أصحابه كالمعيد. سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي
الاستراباذي وأبا بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ المكي وغيرهما، سمع
منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو الحسن الملقي الجرجاني، سكن نيسابور بعد
منصرفه من العراق حتى توفي بها ورأيته ملقي أبي علي بن أبي هريرة القاضي، وكان يدرس
عندنا سنين، وتفقه عنه جماعة وتوفي بنيسابور في شهر رمضان سنة أربع وسبعين وثلاث مئة
ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ.
وأبو الطيب الملقي، من أهل بغداد، كان من خواص أبي العباس بن شريح والمتولي
للالقاء والإعادة في مجلسه، وله كتاب في مسائل الخلاف يعرف بعرائس المجالس حسن
الموضوع.
الملكاني: بفتح الميم واللام والكاف، بعدها الألف، وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى ملكان، وهو بطن من قضاعة. قال ابن حبيب: كل شئ من العرب ملكان مكسور
الميم، ساكنة اللام إلا في قضاعة ملكان بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن
قضاعة وفي السكون أيضا ملكان بن عباد بن عياض بن عقبة بن السكون.
الملنجي: بكسر الميم، وفتح اللام، وسكون النون. وفي آخرها الجيم، هذه النسبة
إلى قرية بأصبهان، يقال لها ملنجة قد قيل إنها محلة (بأصبهان)، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسين بن يزدة المقرئ الملنجي، من أهل أصبهان،
حدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد القباب وأبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، ومات في جمادى الآخرة سنة
381

سبع وثلاثين وأربع مئة.
وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان المنجي الحافظ، أبوه كان من
الفضلاء في الحديث والأدب، سمع أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، روى عنه لي أبو
بكر الخطيب البغدادي وأبو سهل غانم بن محمد بن عبد الواحد الحافظ الأصبهاني، وأما أبو
مسعود فكان رحل إلى فارس والبصرة والجبال وبغداد، وأكثر عن الشيوخ، وخرج
التخاريج، سمع بأصبهان أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وببغداد أبا علي
الحسن بن أحمد بن شاذان وجماعة كثيرة سواهما، وكان يستملي لأبي نعيم أحمد بن عبد الله
الحافظ، روى لنا عنه أكثر من ثلاثين نفسا بالشام العراق وخراسان، وتوفي سنة نيف وثمانين
وأربع مئة.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سالم القرشي الملبخي، قال أبو بكر بن مردويه في
تاريخ أصبهان: كان يروي عن يوسف بن موسى القطان والحسن بن عرفة وغيرهما، روى عنه
عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني.
المليجي: بفتح الميم، وكسر اللام، وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها)، وفي
آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مليج، وهي قرية من أسفل أرض مصر. وقال ابن ماكولا:
قرية من ريف مصر، تعرف بمليج، شاهدتها، وقال لي أبو الحسين بن فلينا الإسكندراني:
مليج بلدة من ريف مصر ولها خليج، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو القاسم عمران بن موسى بن حميد المليجي المعروف بابن الطبيب من أهل مصر،
حدث عن يحيى بن عبد الله بن بكير وعمرو بن خالد ومهدي بن جعفر، روى عنه أبو سعيد
محمد بن عبد الرحمن بن يونس الصدفي المصري وأبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش
المقرئ البغدادي. وذكر ابن يونس أنه توفي بمصر سنة خمس وتسعين ومائتين.
وعبد الحاكم بن وهب المليجي، كان قاضي القضاة بمصر، وكان عارفا باختلاف
الفقهاء متكلما.
المليحي: بفتح الميم، (والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة) بعد اللام وفي
آخرها الحاء المهملة (..) (1) والمشهور بهذه النسبة:

(1) وفي معجم البلدان أنها قرية من قرى هراة منها أبو عمر عبد الواحد بن أحمد.
382

أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي الهروي، من أهلها، يروي عن
أبي منصور محمد بن محمد بن سمعان النيسابوري عن أحمد بن عبد الجبار الرذاني عن
حميد بن زنجويه بالزهد، وحدث عن أبي الحسين الخفاف (وأبي محمد المخلدي وأبي
عمرو أحمد بن أبي الفراتي وأبي زكريا يحيى بن إسماعيل الحيري وعبد الرحمن بن أبي
شريح الأنصاري)، وحدث عن أبي حامد التميمي بكتاب الصحيح للبخاري وجماعة، روى
عنه الحسين بن مسعود الفراء الامام وأبو سعد (محمد بن الربيع) الجبلي وغيرهما. ولم
يحدثني عنه أحد بالسماع، فروى لي عنه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال وأبو
القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بأصبهان، قرأت عليهما عن أبي عمر المليجي إجازة.
وابنه أبو عطاء عبد الأعلى بن أبي عمر المليحي. شيخ تفقه صدوق يروي عن القاضي
أبي عمر (محمد بن الحسين) البسطامي وأبي محمد (إسماعيل بن إبراهيم) المقرئ
وغيرهما، روى لي عنه أكثر من أربعين نفسا بمرو ونيسابور وأصبهان وهراة وتوفي سنة نيف
وثمانين وأربع مئة.
المليكي: بضم الميم، وفتح اللام، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وكسر
القاف، هذه النسبة إلى مليكة وهو عبد الله بن أبي ملكية، والمشهور بالانتساب إليها.
عبد الرحمن بن أبي بكر (بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جد عابد
ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة) المليكي الجدعاني، يروي عن عمه ابن أبي مليكة
وطاوس والزهري والقاسم، روى عنه ابنه محمد بن عبد الرحمن، منكر الحديث جدا، يتفرد
عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات (فلا أدري كثرة الوهم في أخباره منه أو من أبيه على أن
أكثر روايته ومدار حديثه يدور على أبيه وأبوه فاحش الخطأ فمن هنا (اشتبه إملاؤه و) وجب تركه
وهو الذي يروي عن عمه عن عائشة رضي الله عنها حديث وزير صدق.
وأبو الحسن علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة المليكي القرشي الأعمى، من أهل
البصرة. يروي عن أنس (رضي الله عنه) وأبي عثمان. روى عنه الثوري وابن عيينة وحماد بن زيد
والبصريون، كان شيخا جليلا وكان يهم في الاخبار ويخطئ في الآثار حتى كثر ذلك في
أخباره وتبين فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير فاستحق ترك الاحتجاج به، مات بعد سنة
سبع وعشرين ومئة، وقد قيل سنة إحدى وثلاثين ومئة.
383

باب الميم والميم
الممزق: بضم الميم الأولى، وفتح (الميم) الأخرى، وتشديد الزاي، وفي آخرها
القاف، هذا لقب شأس بن نها (بن أسود بن جزنك) الممزق، وإنما سمي بهذا الاسم لبيت
قاله:
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل * وإلا فأدركني ولما أمزق)
الممسي: بضم الميم الأولى، وسكون (الميم الأخرى)، وفي آخرها السين
المهملة، (وفي آخرها السين المهملة)، هذه النسبة إلى قرية بالمغرب يقال لها ممسة،
والمنتسب إليها:
أبو الفضل عباس بن عيسى بن محمد التميمي الإفريقي الفقيه المعروف بابن الممسي
قال أبو سعيد بن يونس: وهي قرية بالمغرب يقال لها ممسة، قيل في فتنة الغز مع أبي يزيد
اليزيدي في سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة.
المميز: بضم الميم الأولى، وفتح الميم الأخرى، وكسر الياء المشددة آخر الحروف
وفي آخرها الزاي، هذه اللفظة لمن يميز (..) واشتهر بهذه الحرفة جماعة بأصبهان منهم:
أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد المميز، من أصل أصبهان، سمع أبا
إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله التاجر، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن
عبد الوارث الشيرازي الحافظ (وروى عنه في معجم شيوخه).
384

باب الميم والنون
المناحي: بفتح الميم والنون المشددة، بعدهما الألف، وفي آخرها الحاء المهملة،
هذه النسبة إلى مناح وهو جد موسى بن عمران بن مناح المناحي المديني، من أهل المدينة،
يروي عن أبان بن عثمان بن عفان وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. روى عنه
إسماعيل بن أمية وعبد الواحد بن أبي عون.
المناديلي: بفتح الميم والنون والدال المهملة المكسورة بعد الألف وبعدها الياء الساكنة
(المنقوطة من تحتها باثنتين)، واللام في آخرها هذه النسبة إلى بيع المناديل ونسجها،
والمشهور بهذه النسبة:
أبو الطيب المناديلي واسمه محمد بن أحمد بن الحسن الحيري المؤذن، وكان من
الصالحين، حدث عن أهل نيسابور عن أبي أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي ومحمد بن
عبد الرحيم بن مسعود القهندزي و (أحمد) بن معاذ السلمي وأقرانهم ومن أهل العراق عن
إسماعيل بن إسحاق القاضي، ومن أهل الحجاز عن أبي يحيى بن أبي مسرة. روى عنه
الحاكم أبو عبد الله وذكر أنه كتب عنه إملاء قال: وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وأربعين
وثلاث مئة.
المنادي: بضم الميم، وفتح النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى من
ينادي على الأشياء التي تباع والأشياء المفقودة التي يطلبها أربابها، والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر أحمد بن موسى بن محمد العابد المنادي، من أهل نيسابور، سمع أبا بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة الامام وغيره. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في
التاريخ فقال أبو بكر المنادي العابد الرجل الصالح سمع أبن خزيمة وأقرانه وتوفي في جمادى
الآخرة سنة ستين وثلاث مئة.
وأبو جعفر محمد بن أبي داود (عبيد الله بن يزيد) المنادي، من أهل بغداد، سمع أبا
بدر شجاع بن الوليد (وحفص بن غياث) وأبا أسامة ويزيد بن هارون وأبا النضر هاشم بن
القاسم وعبد الله بن بكر السمي ومكي بن إبراهيم وروح بن عبادة وعفان بن مسلم وغيرهم
روى عنه (محمد بن إسماعيل) البخاري وأبو داود السجستاني وعبد الله بن محمد البغوي
385

ومحمد بن مخلد الدوري وابن ابنه أبو الحسين بن المنادي وإسماعيل بن محمد الصفار
ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز وأبو عمرو بن السماك وأبو سهل بن زياد القطان. وكان ثقة
صدوقا، وسماه بعض الناس أحمد. ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومئة، ومات
في شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائتين عن مئة سنة وسنة واحدة. وكان يقول: صمت
اثنين وتسعين رمضانا وقال: وكان أحمد بن حنبل أكبر مني بسبع سنين وكان يحيى بن معين
أكبر من أحمد بن حنبل بسبع سنين.
وأبو نصر الهيثم بن بشر بن حماد الأزدي البصري المنادي، من أهل البصرة، (قدم
أصبهان وسكنها إلى أن مات، وكان منادي القاضي إبراهيم بن أحمد الخطابي، وكان
وكيله)، يروي عن أبي الوليد الطيالسي وأبي عمر الحوضي ومحمد بن سعيد بن زياد الأثرم
والربيع بن يحيى وغيرهم. روى عنه أحمد بن محمد (بن نصر) المديني وأحمد بن عاصم
الأصبهانيان.
المناري: بفتح الميم والنون، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى منارة، وهي بطن من
غافق، والمشهور بالنسبة إليها:
إياس بن عامر الغافقي ثم المناري، كان من شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والوافدين إليه من مصر وشهد معه مشاهده. سمع عليا، حدث عنه ابن أخيه موسى بن
أيوب بن عامر المناري، روى عنه عبد الله بن وهب.
المناشر: بضم الميم، وفتح النون، وكسر الشين المعجمة، وفي آخرها الراء، هذه
اللفظة لمن يعمل المنشار أو يعمل به في الجذوع، واشتهر بها:
أبو حفص عمر بن محمد بن حميد بن بهته المناشر من أهل بغداد، سمع أبا مسلم
إبراهيم بن عبد الله الكجي وجعفر بن محمد الفريابي ومحمد (بن صالح بن أبي العوام)
الصائغ. روى عنه محمد بن عمير بن بكير، وكان ثقة لا بأس به وكانت ولادته في سنة خمس
وستين ومائتين. وتوفي في سنة سبع وستين وثلاث مئة، (وكان عنده عن الفريابي جزء وعن
شيخ آخر جزء آخر، وكان يحفظ حديثا واحدا عن أبي مسلم الكجي).
المناشكي: بفتح الميم والنون، وكسر الشين المعجمة، وفي آخرها الكاف، هذه
النسبة إلى مناشك، وهي محلة من محال نيسابور ومنها باب ينسب إلى هذه المحلة، يقال لها
دروازة منشك.
386

منها أبو القاسم سليمان بن محمد (بن الحسن بن علي بن أيوب) المناشكي الفقيه.
كان (فقيها) من أصحاب الرأي. ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) في تاريخ نيسابور وقال:
أبو القاسم المناشكي قلما رأيت من فقهاء أصحاب الرأي من جمع من الحديث ما جمعه،
وأدركته المنية وسنه دون الخمسين وتوفي في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاث مئة.
وأبو العباس محمد بن إبراهيم بن الحسن بن موسى بن يزيد بن مهران المناشكي
المحاملي، شيخ معروف بنيسابور، وكان أكثر جلوسه على باب خان مكي لشركة له هناك،
سمع محمد بن إبراهيم العبدي والمسيب بن زهير وجعفر بن سوار وغيرهم. روى عنه الحاكم
أبو عبد الله الحافظ وقال: كتب الحديث قبل التسعين والمئتين وعمر إلى النيف وستين وثلاث
مئة، وحدث في أواخر عمره، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وستين وثلاث مئة وهو أبت
أربع وتسعين سنة.
وأبو الحسن علي بن الفضل بن إسحاق بن حماد المناشكي، يروي عن أحمد بن
يحيى بن زكير، روى عنه أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن إسماعيل السلمي.
والقاضي أبو بكر محمد بن جعفر بن إبراهيم بن يوسف الفامي المناشكي. سمع
بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي والحسين بن محمد القباني وبهراة عثمان بن سعيد الدارمي.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) وقال: سمعت أبا زكريا العنبري يثني عليه. وتوفي
سنة أربعين وثلاث مئة وهو ابن تسعين سنة.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن علي بن يحيى المناشكي: سمع أبا بكر محمد بن
عبد الله بن يوسف وأبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين وأقرانهما سمع منه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ، وتوفي في صفر سنة سبع وسبعين وثلاث مئة.
وأبو حامد أحمد بن عبد الله المناشكي: قال الحاكم: من محلة مناكش. سمع
إسحاق بن راهويه وعمرو بن زرارة وكتب بالحجاز أيضا. روى عنه أبو عبد الله بن يعقوب
الأخرم الحافظ.
المناطقي: بفتح الميم والنون بعدهما الألف، والطاء المهملة المكسورة، وفي آخرها
القاف، هذه النسبة إلى المناطق وهي جمع منطقة.
اشتهر بهذه النسبة أحمد بن محمد بن عبد الوهاب المناطقي الرملي، من أهل الرملة.
يروي عن محمد بن إسماعيل الصايغ. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني.
387

المنبجي: بفتح الميم، وسكون النون، وكسر الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها
الجيم، منبج إحدى بلاد الشام وإياها عنى الأمير أبو فراس:
لولا العجوز بمنبج * ما خفت أسباب المنية
ومنبج بناها كسرى حين غلب على ناحية من الشام مما كان في أيدي الروم وسماها منبه
وبنى بها ست نار سمى يزداينار من ولد أزدشير بن نائب، وهو جد سليمان بن مجالد الفقيه.
فأعرب العرب منبه منبج، ويقال إنما سمي ببيت نار منبه، فغلب على اسم المدينة كان بها.
ومنها جماعة من العلماء والمحدثين، ومنهم:
محمد بن سلام المنبجي، يروي عن عيسى بن يونس، روى عنه الفضل بن محمد
الباهلي.
والضحاك بن حجوة المنبجي، يروي عن ابن يونس، روى عنه الفضل (بن محمد).
الباهلي.
والضحاك بن حجوة المنبجي، يروي عن ابن عيينة وأهل بلده العجائب، روى عنه
عمر بن سعيد بن سنان الحافظ المنبجي بنسخة مقلوبة يطول ذكرها، ولا يجوز الاحتجاج به ولا
الرواية عنه إلا للمعرفة فقط. روى عنه أبو أسامة.
وحاجب بن سليمان المنبجي يروي عن وكيع وخالد بن عمرو القرشي ومحمد بن
معصب الفرقساني. روى عند عبد الله بن زياد الموصلي. وأحمد بن يوسف المنبجي.
وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي الحافظ يروي عن أحمد (ابن أبي شعيب) الحراني
وأبي مصعب الزهري (وعبد العزيز بن يحيى الحراني وسعيد بن حفص النفيلي وهشام بن
عمار وبركة بن محمد). روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني وعبد الله بن عدي الجرجاني
ومحمد بن الحسن اليقطيني وغيرهم.
وعلي بن زيد المنبجي يروي عن مؤمل بن إهاب، روى عنه الطبراني.
ومن المتأخرين أبو علي الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجي الفقيه (كان منها)، تفقه
على القاضي أبي عبد الله الدامغاني روى عن أبي نصر الزينبي وعاصم (بن الحسن) الكرخي
سمعت منه ببغداد.
ومحمد بن حاتم بن هزهاز المنبجي، حدث عن أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني،
روى عنه أبو الفضل الشيباني.
388

وأحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي، حدث عن عبد الله بن خبيق وسهل بن صالح،
روى عنه أبو شاكر عثمان بن محمد بن حجاج الشافعي.
وأبو الفضل صالح بن أحمد بن أبي الأصبغ المنبجي، حدث عن موسى بن سليمان
ومحمد بن عوف الحمصيين، روى عنه أبو سليمان (محمد بن الحسين) الحراني ومحمد بن
المظفر الحافظ.
ويعقوب بن إسحاق المنبجي، حدث عن الضحاك بن حجوة. حدث عنه عثمان بن
جعفر.
وابن الزبير الحافظ المنبجي له مصنفات شاهدت منها بمنبج أشياء واسمه..
وشيخنا أبو..
وأبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري الشاعر منبجي قال ابن ماكولا: رأيت خطته ودوره بها
وقبره يقارب باب الجسر.
وأبو العباس عبد الله بن عبد الملك بن الأصبغ بن وهب المنبجي يروي عن عمر بن
سنان المنبجي الحافظ. روى عنه أبو الحسين بن جميع وذكر أنه سمع منه بمنبج.
المنبوزي: بفتح الميم، وسكون النون، وضم (الباء) الموحدة، وفي آخرها الزاي،
هذه النسبة إلى المنبوز، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو البقاء المؤمل بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الواحد بن عبد الله بن
إسحاق بن المنبوزي الهاشمي، من أهل واسط، نزل بغداد، وكان يؤم الناس في المدرسة
النظامية، وكان خيرا صالحا قيما بكتاب الله عز وجل. سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن
النقور البزاز، وحدث عنه، سمع منه أبو الحسين هبة الله بن الحسن الأمين الدمشقي،
وكانت ولادته سنة إحدى وخمسين وأربع مئة، وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وخمس
مئة بواسط (1).
المنتوف: بفتح الميم، وسكون النون، وضم (التاء ثالث الحروف) وفي آخرها
الفاء.

(1) بعده في اللباب 3 / 259 (قلت فاته المنتفقي: بضم الميم، وسكون النون، وفتح التاء فوقها نقطتان ثم فاء وقاف،
هذه النسبة إلى المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن صعصعة، قبيل مشهور، منهم لقيط بن عامر بن
المنتفق له صحبة. وعمرو بن معاوية بن المنتفق صاحب الصوائف أيام بني أمية).
389

هذا لقب أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن يزيد بن حبان الأعسم، (مولى بني
هاشم)، ويعرف بالمنتوف، سمع شبابة بن سوار وعلي بن عاصم وروح بن عبادة. روى عنه
القاضي المحاملي (وذكرته في الألف في الأعسم).
المنثوري: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الثاء المثلثة، وفي آخرها الراء، هذه
النسبة إلى المنثور، وهواسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو الحسن محمد بن الحسن بن محمد بن القاسم بن المنثور الجهني الكوفي
المنثوري، من أهل الكوفة، كان من الشيوخ المتقدمين بها ومن رؤسائها (المذكورين) غير
أنه كان سيئ المعتقد عسرا في الرواية. سمع بالكوفة أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن
الحسين الجعفي الهرواني القاضي وهو آخر من حدث عنه في الدنيا. روى لنا عنه أبو
القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ببغداد وأبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة
الحسيني بالكوفة، وكانت ولادته في شهر رمضان سنة أربع وتسعين وثلاث مئة، وتوفي في
شعبان سنة ست وسبعين وأربع مئة بالكوفة.
المنجاني: بفتح الميم والجيم، بينهما النون الساكنة، وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى منجان وهي من قرى أصبهان.
منها أبو إسحاق إبراهيم بن ابجة بن أعصر المنجاني، يروي عن محمد (بن عاصم)
الأصبهاني، حدث عنه أبو إسحاق السريجاني.
المنجم: بضم الميم، وفتح النون، وكسر الجيم، وفي آخرها الميم، هذا لمن
يعرف علم النجوم ويقول به وفيهم كثرة.
ومن المحدثين أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن يحيى بن أبي منصور المنجم،
من أهل بغداد، حدث عن أبيه علي بن هارون المنجم روى عنه القاضي أبو القاسم (علي بن
المحسن) التنوخي وكان أبو منصور منجم المنصور أمير المؤمنين، وكان مجوسيا. وأما ابنه
يحيى فكان منجم المأمون ونديمه وأسلم على يده فصار بذلك مولاه، وكان علي بن هارون
مشهورا بالفضل والعلم والأدب وخدمة الخلفاء، وابنه أبو الفتح كان ثقة. وهم جماعة إخوة:
أبو الفتح أحمد، وأبو القاسم المحسن، وأبو محمد الحسن، وأبو منصور الفضل بنو علي بن
هارون بن المنجم.
وأبوهم علي بن هارون بن يحيى بن أبي منصور المنجم من أهل بغداد، كان إخباريا
أديبا شاعرا متكلما، روى عن بشر بن موسى الأسدي ومحمد بن العباس اليزيدي ومحمد بن
390

أحمد المقدمي وطبقتهم. روى عنه ابنه أحمد والحسن بن الحسين النوبختي وأبو عبد الله
المرزباني، وكان ألثغ فتكلف حتى أزال ذلك وكانت ولادته في صفر سنة ست وسبعين
ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة ببغداد.
وعمهم علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم، كان راوية للاخبار والاشعار، شاعرا
محسنا، أخذ عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي الأدب وصنعته الغناء، ونادم جعفر المتوكل،
وكان من خاصة ندمائه، وتقدم عنده وعند من بعده من الخلفاء إلى أيام المعتمد، وتوفي آخر
أيام المعتمد ودفن بسر من رأى.
وأبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم من أهل بغداد، حدث عن
أبيه والزبير بن بكار وأحمد بن الحارث الخزاز وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبي هفان
العبدي، روى عنه ابنه يوسف وابن أخيه علي بن هارون بن علي ومحمد بن أحمد الحكيمي
وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي، وكان أديبا شاعرا ونادم غير واحد من الخلفاء. ذكر أبو
عبيد الله المرزباني أبا أحمد المنجم فقال: أديب شاعر مطبوع، أشعر أهل زمانه وأحسنهم
أدبا وأكثرهم افتتانا في علوم العرب والعجم، وجالس الموفق والمعتضد وخص به وبالمكتفي
من بعده، وهو من شجرة الأدب الناضرة وأنجمه الزاهرة فاضل الآباء والأجداد، ومنجب
الاهل والأولاد، وكانت ولادته سنة إحدى وأربعين ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة
ثلاث مئة، وسنه ثمان وخمسون سنة.
المنجنيقي: بفتح الميم، وسكون النون، وفتح الجيم وكسر نون أخرى، وسكون
الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى منجنيق، وهو شئ يعمل
لرمي الحجارة إلى القلاع والحصون وعرف بهذه النسبة جماعة.
منهم أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله القاضي الطبري المنجنيقي ويعرف
بالعراقي، وأهل جرجان يعرفونه بالمنجنيقي، وكان قد ولي قضاء جرجان قديما، قال الحاكم
أبو عبد الله الحافظ: وقلما رأيت في الفقهاء أفصح لسانا منه، يناظر على مذهب الشافعي في
الفقه وعلى مذهب الأشعري في الكلام، ورد نيسابور غير مرة وآخرها أني صحبته سنة تسع
وخمسين من نيسابور إلى بخارى ثم توفي بقرب ذلك ببخارى، سمع بخراسان عمران بن
موسى، وبالعراق أبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأقرانه، ودخل معنا بخارى وأبو جعفر
البستي وزير السلطان فقام عليه يوما بحضرة الناس واستزاده في عطائه فقال الشيخ أبو جعفر
قد رضينا وأعجبنا ما رأيناه من فصاحتك غير أنا لا بد منا من أن نستبرئ حالك ثم نقلدك،
391

فقال: أيد الله الشيخ الجليل كيف تخصني باستبراء الحال من بين هؤلاء العمال، ومن
يستبرئ حال مثلي، فاجتمعت معه بعد ذلك اليوم، فقال لي: أردت أن أقول بمن استبرأت
حال أبي النصر؟ بمن استبرأت حال شهمرد؟
المنجوراني: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم والراء المفتوحة، بعد الواو،
وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى بلخ على فرسخين منها، وفي البلد في سكة
سبذباقان درب يقال لها سكة منجوران، ومن القرية.
علي بن محمد المنجوراني (يروي عن شعبة وأبي جعفر الرازي، روى عنه
عبد الصمد بن الفضل البلخي وأهل بلده. قال أبو حاتم بن حبان: علي بن محمد
المنجوراني، من أهل بلخ، وذكر شيخنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي فيما قرأت
على حاشية كتاب الاكمال لابن ماكولا: منجوران قرية على فرسخين من بلخ على طريق
غزنة، ذكر عنه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وذكر أن علي بن محمد يقال المنجوري).
المنجويي: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم، وفي آخرها الياء (المنقوطة
من تحتها باثنتين)، هذه النسبة إلى منجويه، وهو اسم لجد أبي بكر أحمد بن علي بن
محمد بن إبراهيم بن أهرويه الحافظ الأصبهاني المعروف بابن منجويه، من أهل أصبهان،
سكن نيسابور كان من الحفاظ المتقنين، وكان إماما فاضلا مكثرا من الحديث، سمع أبا بكر
أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي والحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ وأبا محمد
عبد الله بن جعفر الأصبهاني وغيرهم. روى عنه أبو بكر (أحمد بن الحسين) البيهقي وأبو
صالح (أحمد بن عبد الملك) المؤذن وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري وأبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده الحافظ وجماعة كثيرة سواهم. ذكره الحاكم أبو
عبد الله الحافظ في التاريخ لنيسابور فقال: أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني نزيل نيسابور من
المقبولين في طلب العلم، رحل في طلب الحديث وجمع الصحيح والتراجم والأبواب بفهم
ودراية طلب الحديث بعد الستين والثلاث مئة، ورحل إلى الشيخ أبي بكر الإسماعيلي وأكثر
عن أقرانه بخراسان بعد أن سمعه في بلده وأدرك إسناد وقته.
المنخلي: بضم الميم وفتح النون والخاء المعجمة، وفي آخرها اللام، هذه النسبة
إلى المنخل وهو بطن من سامة بن لؤي ومن بني منخل عطاء بن يعقور بن عمرو بن منخل
المنخلي وسيف بن عبيد الله بن كعب بن منخل المنخلي، وبنو الحشرج بن قدامة بن منخل
بخراسان.
392

وفي الأسماء محمد بن منخل النيسابوري، يروي عن ابن أبي فديك ومكي بن إبراهيم
وغيرهما، روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري.
المنذري: بضم الميم، وسكون النون، وكسر الذال المعجمة، وفي آخرها الراء،
هذه النسبة إلى المنذر وهو اسم لجد القاضي أبي القاسم (الحسن) بن الحسن بن علي بن
المنذر بن عفان بن علي بن عيسى بن الوليد بن ديمي بن المز الفارسي المنذري، من أهل
بغداد، سمع إسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز وأبا عمرو بن السماك وأبا
بكر أحمد بن سلمان النجاد. وعبد الصمد بن علي الطبسي وجعفر بن محمد المخلدي
وطبقتهم ذكره أبو بكر الخطيب (الحافظ) وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا ضابطا صحيح النقل
وكثير الكتاب حسن الفهم وكان حسن العلم بالفرائض وقسمة المواريث وخلف القاضي أبا
عبد الله الحسين بن هارون الضبي على القضاء ببغداد، ثم خرج إلى ميافارقين فتولى القضاء
هناك سنين كثيرة، ثم عاد بأضرة إلى بغداد وأقام يحدث بها إلى حين وفاته، وكانت ولادته
مستهل جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة، ووفاته في شعبان سنة إحدى عشرة
وأربع مئة (1).
المنشئ: بضم الميم، وسكون النون، وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى
إنشاء الكتب الديوانية والرسائل.
والمشهور بهذه النسبة الأستاذ أبو إسماعيل الحسين بن علي بن عبد الصمد المنشئ
الأصبهاني، صدر العراق، وشهرة الآفاق، (غزير الفضل، لطيف الطبع، أقوم أهل عصره
بصنعة النظم والنثر، خدم الملوك وقربوه إلى أن شرف بفضله، وقتل بالري سنة خمس عشرة
وخمس مئة. روى لي عنه من شعره أبو الفتح النطزي بمرو، وأبو طاهر العروضي ببلخ، وأبو
بكر بن الشهرزوري بالموصل، وأبو الفضل الدباس بايحلة على الفرات وجماعة سواهم.
ومن مليح شعره ما أنشدني أبو بكر محمد بن القاسم الأربلي إملاء بجامع الموصل أنشدني أبو
إسماعيل المنشئ لنفسه في صفة الشمعة):

(1) بعده في اللباب 3 / 262 (قلت فاته: النسبة إلى المنذر بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع
بطن من كندة، منهم: أبو العمرطة عمير بن يزيد بن عمرو بن شراحيل بن النعمان بن المنذر بن الحارث الكندي
المنذري كان شيعيا وقاتل مع حجر بن عدي بالكوفة.
وفاته: أبو الفضل المنذري اللغوي، يروي عن أبي العباس ثعلب روى عنه أبو منصور الأزهري اللغوي.
وفاته نسبة أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر الفقيه صاحب كتاب الاشراف في اختلاف الفقهاء، لقوله الفقهاء
المنذري).
393

ومساعد لي بالبكاء مساهر * بالليل يؤنسني بطيب لقائه
هامي المدامع أو يصاب بعينه * حامي الأصابع (1) أو يموت بدائه
يحيى بما يغنى به من جسمه * فحياته مرهونة بغنائه
ساويته في لونه ونحوله * وفضلته في بؤسه وشقائه
هب أنه مثلي يحرقه قلبه * وسهاده جنح الدجا وبكائه
أفوادع طول النهار مرفه * كمعذب بصباحه ومسائه
وأبو الفضل محمد بن عاصم بن.. المنشئ، كاتب فاضل حسن السيرة، خدم
السلطان سنجر بن ملكشاه مدة وكان المنشئ في ديوان الرسائل، وله في النثر والنظم باع
طويل، ثم ترك الاشغال الدنياوية وخلا في داره بهراة، وترك مخالطة الناس واشتغل بالعبادة،
لقيته بهراة، وكتبت عنه من شعره شيئا يسيرا، وتوفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وخمس مئة
بهراة.
ومن القدماء أبو الفرج عبيد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن القاسم بن
سعيد بن عثمان بن هلال الحضرمي الكاتب المعروف بابن المنشئ، حدث عن إبراهيم بن
حماد بن إسحاق القاضي وإبراهيم (بن خفيف) المرثدي. روى عنه أبو القاسم الأزهري وكان
ثقة.
المنصوري: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الصاد المهملة، (وفي آخرها
الراء)، هذه النسبة إلى المنصورة والمنصور. أما المنصورة فهي بلدة بنواحي المولتان (2)
فيما أظن.
منها أحمد بن محمد بن صالح القاضي المنصوري، سكن العراق وفارس، يكنى بأبي
العباس، كان إماما على مذهب داود بن علي الأصبهاني، سمع الأثرم وطبقته، روى عنه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ وله نسب في بني تميم، هكذا قال أبو الفضل المقدسي وقال
الحاكم أبو عبد الله الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن صالح بن إسحاق بن عبد الله بن
محمد بن عبد ربه بن الهيثم بن الربيع بن عبدة بن مري بن سالم بن عامر بن عبد الحارث بن
عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي القاضي المنصوري، من أهل المنصورة

(1) في اللباب 3 / 263: (حامي الأضالع).
(2) في ظ: (ملتان). قال ياقوت: (المولتان، وأكثر ما يسمع فيه ملتان: بلد من بلاد الهند على سمت غزنة).
394

سكن العراق، وكان من أظرف من رأيت من العلماء، ورد في جملة الرسل الذين خرجوا إلى
بخارى بنيسابور سنة ستين وثلاث مئة، وكنت أنا ببخارى فكتبت عنه وعن جماعة منهم
ببخارى، وقد كتب أخواننا منهم بنيسابور، سمع بفارس أبا العباس الأثرم، وبالبصرة أبا روق
الهراتي، فانصرف من خراسان إلى القضاء بارجان سنة ستين.
وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن مرة المنصوري المقرئ، كان أسود، سمع
الحسن بن مكرم وأقرانه، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وجماعة من الهاشمية انتسبوا إلى أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين ببغداد منهم
أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور الهاشمي
المنصوري يعرف بابن برية، كان إمام جامع مدينة المنصور، وكان ثقة يروي عن أحمد بن
عبد الجبار العطاردي وإسماعيل بن إسحاق القاضي وسوادة بن علي الأحمسي وأبي بكر بن
أبي الدنيا ومحمد بن علي بن زيد الصائغ وغيرهم. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن
رزق وأحمد بن علي بن البادا وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وجماعة ولد أبو
جعفر بن برية المنصوري في سنة ستين ومائتين وتوفي في صفر سنة خمسين وثلاث مئة ودفن
من يومه.
وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد الهاشمي المنصوري، من أولاده، سمع
أبا بكر بن الباغندي وغيره، روى عنه أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي.
وأبو الحسن محمد بن عبد القادر بن الحسن بن المنصور من أولاده أيضا، شيخ باب
البصرة ومقدمهم وكان حسن الوجه مليح الشيبة دائم الذكر، فلج في آخر عمره، وبقي في
منزله بباب البصرة، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا القاسم يوسف بن
محمد بن أحمد بن المهرواني وغيرهما، وسمعت منه، وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين
وخمس مئة بعد شيخنا أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بخمسة أيام.
ومنهم أبو العباس محمد بن محمد بن الحسن بن العباس بن محمد بن علي بن هارون
الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصوري الهاشمي المنصوري، من أهل بغداد،
ورد خراسان، وحدث بما وراء النهر وكان يحفظ ويعلم، كتب الكثير بالعراق والجزيرة والشام
وحدث عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي القاسم (عبد الله بن محمد) البغوي
وأبي جعفر محمد بن جرير الطبري وأبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني ومحمد بن
عيسى الحلبي وجماعة سواهم. روى عنه أبو سعد (عبد الرحمن بن محمد) الإدريسي الحافظ
395

وقال: أبو العباس المنصوري، قدم علينا سمرقند سنة نيف وخمسين وثلاث مئة فحدثنا بها
وأخرج من سمرقند إلى بلاد الترك، ومات بها فيما أظن قبل الستين والثلاث مئة، وكان قد
جمع له داود بن أبي هند وشيئا من الأبواب، يقع في أحاديثه من متابعة الافرادات الضعفاء
والمجهولين ما لا يطيب بها القلب. وقال غنجار: توفي أبو العباس بفرغانة في سنة سبع
وخمسين وثلاث مئة.
وأبو الفصل محمد بن عبد العزيز بن العباس بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن
محمد بن عبد الله بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب الهاشمي المنصوري، من أهل بغداد، كان خطيب جامع الحربية (1)، وكان
من أهل الخير والفضل والعلم. سمع الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي وأبا الحسين بن
سمعون (الواعظ) وأبا القاسم الصيدلاني وأبا بكر بن أبي موسى الهاشمي وإدريس بن علي
المؤدب ومن بعدهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وذكره فقال:
كتبت عنه وكان صدوقا خيرا فاضلا وكان أحد الشهود المعدلين ولد للنصف من شهر رمضان
سنة ثمانين وثلاث مئة ومات في المحرم سنة أربع وأربعين وأربع مئة ودفن في داره بباب
الشام.
وجماعة من غلاة الشيعة يقال لهم المنصورية، وهم أصحاب أبي منصور العجلي الذي
زعم أنه الكسف الساقط من السماء، يقال لكل واحد منهم المنصوري.
المنفري: بضم الميم، والنون المفتوحة، والفاء المكسورة المشددة، في آخرها
الراء، هذه النسبة إلى منفر وهو بطن من تميم وهو منفر بن إط بن عمرو بن كعب بن
عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم منها:
عبد الرحمن بن عبيد بن طارق بن جعونة بن منفر بن إط المنفري، كان على شرطة
الحجاج بالبصرة وبالكوفة.
المنقري: هذه النسبة بكسر الميم، وجزم النون، وفتح القاف، والراء، هذه النسبة
إلى بني منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن
أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن سعد بن عدنان، كان منها جماعة منهم:

(1) الحربية: محلة كبيرة ببغداد عند باب حرب، قرب مقبرة بشر الحافي وأحمد بن حنبل ولها جامع تقام فيه الخطبة
والجمعة (معجم البلدان).
396

أبو معمر شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم بن سمى بن سنان بن خالد بن
منقر البصري المنقري الخطيب من أتباع البصرة، حدث عن الحسن ومعاوية بن قرة وعطاء بن
أبي رباح وهشام بن عروة، روى عنه عيسى بن يونس ومسلم بن إبراهيم وأبو سلمة موسى بن
إسماعيل، وكان له لسن وفصاحة، (قدم بغداد في أيام المنصور فاتصل به بالمهدي من
بعده، وكان كريما عليهما أثيرا عندهما، وغاب عن البصرة عشرين سنة، ثم قدمها، فأتى
مجلسه فلم ير أحدا من جلسائه فقال: (مجزوء الكامل):
يا مجلس القوم الذين * بهم تفرقت المنازل
أصبحت بعد عمارة * قفرا تخرقك الشمائل
فلئن رأيتك موحشا * ربما أراك وأنت آهل
ضعفه النسائي وأبو زرعة الرازي.
والمنتسب إليها ولاء أبو زكريا يحيى بن يحيى التميمي مولى بني منقر من بني سعد من
ساكني نيسابور، وهو من مرو وكان من سادات أهل زمانه علما ودينا ونسكا وإتقانا، يروي عن
سليمان بن بلال ومالك بن أنس، روى عنه (محمد بن إسماعيل) البخاري ومسلم بن الحجاج
النيسابوري والناس. مات في آخر صفر سنة ست وعشرين ومائتين وأوصى بثياب بدنه
لأحمد بن حنبل، فكان أحمد يحضر الجمعات في تلك الثياب.
وأبو سفيان الحارث بن شريح المنقري التميمي البزاز، عداده في أهل البصرة يروي
عن أبيه والحسن وأيوب. روى عنه أهل البصرة، يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج
به إذا انفرد، وقد قيل إنه الحارث بن أبي العالية الذي روى عنه القواريري.
وأبو الهذيل العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي بن السوية المنقري، من أهل
البصرة، يروي عن أبيه وعبيد الله بن عكراش، روى عنه البصريون. كان ممن يتفرد بأشياء
مناكير عن أقوام مشاهير. قال أبو حاتم بن حبان: لا يعجبني الاحتجاج بأخباره التي انفرد بها
فأما ما وافق منها الثقات فإن اعتبر بها معتبر لم أر بذلك بأسا.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إسحاق بن حناد المنقري، يقال إن أصله من
مرو الروذ، سمع مسلم بن إبراهيم الفراهيدي وأبا الوليد الطيالسي وأبا عمر الحوضي
(وموسى بن إسماعيل التبوذكي ومحمد بن أبي غالب) وغيرهم، روى عنه موسى بن هارون
وعبد الله بن (محمد) البغوي (وأبو عبد الحكيمي وعلي بن محمد المصري ومحمد بن
397

العباس بن نجيح البزار) وغيرهم. ومات في طريق مكة بين السيالة والمدينة في ذي الحجة
من سنة ست وسبعين ومائتين.
المنقي: بضم الميم، وفتح النون، وكسر القاف، هذه النسبة إلى من ينقي الحنطة
وهو:
أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد الطحان المنقي من أهل بغداد، كان
شيخا خيرا مكتبا، سمع القاضي الشريف أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله
الهاشمي الخطيب، وروى لنا عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو بكر المفيد ببغداد وأبو القاسم
الحافظ بدمشق وأبو الحسن بن الفاروزي وهو حصل لي عنه الإجازة وتوفي في حدود سنة
ثلاثين وخمس مئة ببغداد.
ومن القدماء أبو بكر أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون بن المنقي الواعظ، سمع أبا
بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا جعفر بن برية الهاشمي وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي
وعبد الصمد بن علي الطستي، وكان شيخا فقيرا مستورا ثقة قال أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب: سمعنا منه بانتخاب محمد بن أبي الفوارس الحافظ في جامع المدينة وكان
يسكن شارع العباس، ومات في ذي الحجة سنة عشرين وأربع مئة.
المنكدري: بضم الميم، وسكون النون، وفتح الكاف، وكسر الدال والراء
المهملتين، هذه النسبة إلى المنكدر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن المنكدر،
من أولاد محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزيز بن عامر بن
الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي المنكدري الحافظ، كان مولده
بمكة، ورحل إلى الأقاليم وحصل الأسانيد ويقع في حديثه المناكير والعجائب والافرادات،
وكان يقول: أناظر في ثلاث مئة ألف حديث. حدث عن العباس بن محمد الدوري
وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي ومحمد بن إسماعيل السلمي وغيرهم، روى عنه جماعة كثيرة
فإنه حدث ببلاد خراسان وما وراء النهر والعراق وتوفي بطخارستان سنة عشرين وثلاث مئة.
قال عبد الواحد بن أبي بكر المنكدري: مات والدي بفرجستان فنقلناه إلى مرو الروذ وبها قبره
ومات (ليلة الثلاثاء لتسع خلون من جمادى الآخرة) سنة تسع عشرة وثلاث مئة.
وابنه أبو عمر عبد الواحد بن أبي بكر التيمي المنكدري، أقام بنيسابور مع أبيه مدة
وسمع جعفر بن أحمد الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه وأقرانهما، ثم خرج مع أبيه إلى
398

ما وراء النهر وانصرف إلى نيسابور بعد وفاة أبيه، وذلك في أيام صاحب الجيش أبي نصر
منصور بن قرانكين ثم إنه خرج إلى الجوزجانان فاستوزر بها فبقي عند أولئك الملوك لوزارة
الأب ثم الابن وآخر ما رأيته ببخارى سنة خمس وخمسين وثلاث مئة. ذكره الحاكم أبو
عبد الله الحافظ صاحب التاريخ ثم قال: وكتبنا عنه وانتخبت عليه ثم جاءنا بغتة من جوزجانان
سنة تسع وخمسين وثلاث مئة، وكان من عقلاء الرجال. وقال الحاكم: كنا مع أبي عمر
المنكدري ببخارى فبلغني أن علي بن موسى الزراد قال له يوما: يا أبا عمر بلغني أنك
قرمطي. فقال أبو عمر: أنا رجل من تميم قريش وكان والدي من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يتعلق بنا هذا القول وكل ذي نعمة محسود فسكت علي بن موسى.
المنواثي: بفتح الميم، وسكون النون أو فتحها، وفتح الواو، وفي آخرها الثاء
المثلثة، هذه النسبة إلى منواث، وهي قرية من أعمال عكا.
وأبو عبد الله بن أحمد عطا الروذباري المنواثي، شيخ الصوفية في وقته، نشأ ببغداد،
وأقام بها دهرا طويلا، ثم انتقل عنها فنزل صور من بلاد ساحل الشام، ومات بمنواث، (قرية
من أعمال عكا)، فحمل إلى صور فدفن بها. حدث عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني
والقاضي أبي عبد الله المحاملي ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول وغيرهم روى
أحاديث وهم فيها وغلط غلطا فاحشا قال أبو عبد الله الصوري الحافظ، حدثونا عن أبي
عبد الله الروذباري عن إسماعيل بن محمد الصفار عن الحسن بن عرفة أحاديث لم يروها
الصفار عن ابن عرفة. قال الصوري: ولا أظنه ممن كان يتعمد الكذب لكنه شبه عليه. روى
عنه عبد الله بن أبي الحسن السراج الطوسي وأبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد الواعظ
وعبد الله بن أحمد بن أبي السرى وغيرهم. وكانت وفاته (في ذي الحجة) سنة تسع وستين
وثلاث مئة في قرية منواث من عمل عكا وحمل إلى صور فدفن بها.
المنويي: بفتح الميم، وضم النون المشددة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، هذه النسبة إلى منويه وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن الحسن بن
منويه الاستراباذي المنويي الإدريسي ذكرته في ترجمة الإدريسي في أول الكتاب، وإنما
أوردته لان بعض الرواة ربما ينسبه إلى جده حتى يعرف، وكان هو من حفاظ الحديث المتقنين
فيه، سكن سمرقند وتوفي بها في سلخ ذي الحجة سنة خمس وأربع مئة.
المنيحي: بفتح الميم، وكسر النون، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي
399

آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى المنيحة، وهي قرية من ضياع دمشق وضيعة بها،
والمشهور بالانتساب إليها:
أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد الخشني المنيحي. حدث عن أبي
خليد عتبة بن حماد، روى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي.
المنيعي: بفتح الميم، وسكون (الياء المنقوطة من تحتها باثنتين)، وفي آخرها العين
المهملة، هذه النسبة إلى منيع، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم:
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المعروف بالمنيعي، وقيل له
المنيعي لأنه ابن بنت أحمد بن منيع، وكان محدث بغداد في عصره، عمر العمر الطويل حتى
ألحق الأحفاد بالأجداد ورحل إليه العلماء من الأمصار سمع أحمد بن حنبل وعلي بن المديني
وزهير بن حرب وأبا بكر بن أبي شيبة (وخلف) وجماعة كثيرة من شيوخ البخاري ومسلم.
روى عنه من الأئمة سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو محمد عبد الله بن محمد بن حبان
الأصبهاني أبو الشيخ وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ
وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي (وأبو العباس أحمد بن سعيد المعداني) وطبقتهم.
والرئيس الحاجي أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن
محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي، هذه النسبة
إلى جده الأعلى منيع من أهل مرو الروذ، ساد أهل عصره بالفتوة والمروءة والثروة وحسن
السيرة وكثرة العبادة وفعل الخير وأعمال البر، بني الجوامع والمساجد والرباطات والمدارس
وقام بتربية العلماء وترتيب أمورهم ومن جملتها الجامع الكثير المليح بنيسابور، سمع الحديث
بالعراق والحجاز وخراسان سمع بنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي،
وبأسفرايين أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء، وببلخ أبا علي الحسن بن أحمد بن
محمد الخطيب، وبأصبهان أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وبمكة أبا الحسن
محمد بن علي بن صخر الأزدي البصري وغيرهم. سمع منه جماعة كثيرة، وروى لنا عنه أبو
المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري ولم يحدثنا عنه أحد سواه. وتوفي في السابع
والعشرين يوم الجمعة من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وأربع مئة بمرو الروذ وزرت قبره بها.
وابنه أبو الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي الامام الرئيس، كان فقيها فاضلا ورئيسا
محتشما، نشأ في حجر الرئاسة وتربى في الحشمة والثروة، تفقه على القاضي أبي علي
الحسين بن محمد المرورذي، وتخرج به، وعلق عنه المذهب، سمع ببلده أباه وأستاذه وأبا
400

سهل الرحموني، وبسرخس أبا منصور محمد بن عبد الملك المظفري، وبنيسابور أبا بكر
أحمد بن الحسين البيهقي، وببسطام أبا الفضل محمد بن علي بن أحمد السهلكي،
وبهمدان أبا طاهر أحمد بن عبد الرحمن الصائغ وببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور
البزاز، وبالكوفة أبا الفرج محمد بن أحمد بن علان الشاهد، وبمكة أبا علي الحسن بن
عبد الرحمن الشافعي وجماعة كثيرة من هذه الطبقة. سمع منه والدي الكثير، روى لي عنه
أبو شحمة السنجي بمرو، وعبد الرحمن التيمي بمرو الروذ، وأبو الفضل بن السراف
ببنج دية، وأبو الفتوح السرة مرد بسرخس، وإسماعيل العصائدي بنيسابور، وأبو الفتوح
الجنزي ببلخ، وعمر بن علي البجيري بنوقان، وأبو بكر بن الفضل المهرجاني بأسفراين،
والفضل بن يحيى القاضي بهراة، وجماعة كثيرة سوى من ذكرناهم، وكانت ولادته في سنة
اثنتي عشرة وأربع مئة، وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة بمرو الروذ.
وابنه أبو () (1) أحمد بن عبد الرزاق بن حسان المنيعي المعروف بالكمال، كان
فقيها فاضلا مبرزا، رحل إليه الفقهاء ودرسوا عليه وبنى المدرسة الكبيرة ببلده مرو الروذ،
حدث عن جماعة روى لنا عنه، عبد العزيز بن محمد بن محمد بن سيما الطبسي بجرجان
وغيره، وتوفي بمرو الروذ في سنة نيف وعشرة وخمس مئة.
وجماعة من أولادهم انتسبوا بهذه النسبة وفيهم شهرة وكثرة استغنينا عن ذكرهم.
المنيني: بفتح الميم، وكسر النونين، والياء المنقوطة من تحتها باثنتين الساكنة
بينهما، هذ النسبة إلى منين، وهي قرية من قرى جبل سنير (2)، وهذا الجبل من أعمال
دمشق، منها:
أبو بكر محمد بن رزق الله المنيني المقرئ، حدث عن أبي عمر محمد بن موسى بن
فضالة، روى عنه أبو الوليد (الحسن بن محمد) الدربندي (الحافظ)، وأثنى عليه وقال: كان
من ثقات المسلمين ولم يكن في جميع الشام من يكتني بأبي بكر غيره، وتوفي بعد سنة عشر
وأربع مئة.
المنيني: بضم الميم، والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين بين النونين، هذه
النسبة إلى منينة، وهو اسم لبعض جدات المنتسب إليه، وهو:

(1) بياض في عدة نسخ.
(2) انظر معجم البلدان ففيه أنه جبل بين حمص وبعلبك على الطريق يمتد مغربا إلى بعلبك ومشرقا إلى القريتين وسلمية
وعلى رأسه قلعة سنير.
401

أبو الفضل عبد الرحمن بن علي بن محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن الفضل بن
قطاف بن حبيب بن جريج بن قيس بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم
المنيني التميمي، وهو ابن أبي الحسن بن أبي عبد الرحمن بن منينة الولد الثالث وكان من
وجوه نيسابور وأعيان المشايخ ثروة وشهامة ومروءة. سمع أبا بكر عبد الله بن محمد بن مسلم
الأسفرايني وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الامام وغيرهما. روى عنه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ وقال: كنت قد تكنيت بأبي أحمد وأبي الفضل للوحشة القائمة بينهما فمرة كنت
أتوسط ومرة آيس من صلحهما رحمة الله عليهما، وتوفي في شعبان من سنة ستين وثلاث مئة.
المنيي: بضم الميم، وسكون النون، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها،
هذه النسبة إلى منية، وهي قرية بالأندلس قال ابن ماكولا: يقال لهذا الموضع منية عجب،
والمشهور بهذه النسبة:
خلف بن سعيد المنيي: محدث، توفي بالأندلس سنة خمس وثلاث مئة، قاله ابن
يونس (1).

(1) بعده في اللباب (قلت فاته: المواقيتي: بفتح الميم، والواو، وبعد الألف قاف مكسورة ثم ياء تحتها نقطتان، ثم تاء
فوقها نقطتان، يقال هذا لمن يعرف المواقيت، واشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن محمد بن الخطيب البصري
المواقيتي، له في المواقيت تصنيف وسمع الحديث الكثير، روى عنه غيث بن علي الأرمنازي، وتوفي في المحرم
سنة ثلاث وستين وأربعمائة وله ثمان وثمانون سنة).
402

باب الميم والواو
المواني: بضم الميم، وفتح الواو، بعدهما الألف، وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى موان، وهي قرية من قرى نسف، منها:
الفقيه الزاهد أبو محمد عثمان بن محمد بن أبي العمي النسفي المواني، يروي عن
القاضي أبي الفوارس النسفي. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. وقال:
توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة.
المؤدب: بضم الميم، وفتح الواو، وكسر الدال (المهملة) المشددة، في آخرها الباء
المنقوطة بواحدة، هذا اسم لمن يعلم الصبيان والناس الأدب واللغة، والمشهور به:
صالح بن كيسان المؤدب، مولى بني غفار، من أهل المدينة، وكان مؤدبا لعمر بن
عبد العزيز، يروي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة والزهري ونافع وكان من فقهاء أهل
المدينة والجماعين للحديث والفقه من ذوي الهيئة والمروءة، روى عنه عمرو بن دينار ومالك
وأهل المدينة وقد قيل إنه سمع ابن عمر (رضي الله عنهما) وما أراه بمحفوظ.
وأبو زكير يحيى بن محمد بن قيس المؤدب من أهل البصرة، وكان مؤدب بني
جعفر، يروي عن زيد بن أسلم، روى عنه أهل البصرة وكان ممن يقلب الأسانيد ويرفع
المراسيل من غير تعمد، فلما كثر ذلك منه صار غير محتج به إلا عند الوفاق وإن اعتبر بما لم
يخالف الاثبات من حديثه فلا ضير.
وأبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان بن رزين المؤدب، مؤدب آل عبيد الله، روى عن
عطية العوفي وعبد الملك بن عمير وعاصم والأعمش ومجالد وعبد الله بن مسلم بن هرمز وعمر
مولى غفرة، روى عنه هارون بن معروف وسعيد بن الجرمي وعباد بن موسى وعثمان بن أبي
شيبة. قال يحيى بن معين: أبو إسماعيل المؤدب ليس به بأس.
المودوي: بضم الميم، والدال المهملة المفتوحة هذه النسبة إلى مودي قرية من
قرى نسف، خرج منها جماعة، وظني أني دخلتها مجتازا. منها:
محمد بن عصام بن زيد بن حسان بن الحارث بن قاتل الجوع بن سلمة بن معد
يكرب بن أوس النسف الأنصاري المودوي، من قرية مودي، يروي كتاب المبتدأ عن أبي
403

حذيفة إسحاق بن بشر، روى عنه ابنه جعفر بن محمد المودوي وغيره.
وأبو علي محمد بن هاشم بن منصور بن يونس المودوي. سمع أباه وحماد بن شاكر بن
سوره وأبا الحارث أسد بن حمدويه النسفيين وغيرهم. روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد
المستغفري، وتوفي في رجب سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
المؤذن: بضم الميم، وفتح الواو، بعدها الذال المعجمة المشددة، وفي آخرها
النون، هذه النسبة لجماعة كانوا يؤذنون في المساجد منهم بلال الحبشي، مؤذن مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجماعة كثيرة (بعده استغنينا عن ذكرهم لشهرتهم) منهم:
أبو يحيى زربي بن عبد الله المؤذن، مؤذن مسجد هشام بن حسان مولى هند بنت
المهلب، روى عن أنس بن مالك (رضي الله عنه). روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث
ومسلم بن إبراهيم بن موسى بن إسماعيل وبشر بن الوضاح وغيرهم.
وأبو عبد الملك صفوان بن صالح بن صفوان (الثقفي) الدمشقي المؤذن مؤذن مسجد
دمشق، يروي عن الوليد بن مسلم وسفيان بن عينة وعمر بن عبد الواحد ومروان بن معاوية
وسويد بن عبد العزيز ومحمد بن شعيب وضمرة بن ربيعة ووكيع بن الجراح وعبد المجيد بن
عبد العزيز بن أبي رواد، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان (والحسن بن سفيان)
وغيرهم.
وطفيل المؤذن، مؤذن مسجد شريك بالكوفة، روى عن مبشر عن أبي جعفر، روى
عنه عون بن سلام. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو
مجهول.
وعمران بن بكار المؤذن البزاز البراد، حمصي، (مؤذن مسجد حمص)، روى عن أبي
المغيرة وبشر بن شعيب بن أبي حمزة وعصام بن خالد والربيع بن روح وعلي بن عياش
ومحمد بن المبارك الصوري وهو صدوق، هكذا ذكر ابن أبي حاتم.
وعامر بن عمر المؤذن الأرسوفي، مؤذن مدينة أرسوف (1) من ساحل فلسطين، روى
عن ثابت البناني، روى عنه عبد الله بن يوسف التنيس (2).

(1) أرسوف: مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا (معجم البلدان).
(2) بعده في اللباب 3 / 268 (قلت فاته: المورياني: بضم الميم وسكون الواو وكسر الراء وبعد الألف نون هذه النسبة
إلى موريان قرية من قرى خوزستان، ينسب إليها أبو أيوب المورياني وزير المنصور، قبض عليه المنصور سنة ثلاث
وخمسين ومئة ومات سنة أربع وخمسين ومائة.
404

المورياني: بضم الميم، وبعدها الواو، والراء المكسورة، وبعدها الياء مع الألف،
وفي آخرها النون، قرية من قرى الأهواز، منها:
أبو أيوب المورياني، كان من هواجن المنصور وكان إذا دعاه المنصور يصفر ويرعد،
فإذا خرج من عنده يراجع لونه وفيه حكاية يطول ذكرها، قال الخواري: رأيت هذا في بعض
مطالعاتي. قال الخواري: وقرأت من شعره: من الطويل:
ألا ليتني لم ألق ما قد لقيته * وكنت بأدنى عيشة الناس راضيا
رأيت علو المرء يدعو انحطاطه * ويضحي الوسيط الحال من ذاك ناجيا
الموسائي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها
باثنتين هذه النسبة إلى موسى وهو اسم لجد أبي أحمد محمد بن أحمد بن موسى بن حماد
الموسائي، من أهل نيسابور، كان ورعا زاهدا (ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: أبو
أحمد الموسائي جارنا وكان من أعيان أهل البيوتات وكثير الصلاة والزهد والصدقة ورفيق أبي
الحسين بن أبي القاسم في طلب الحديث). سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا
العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأقرانهما، روى عنه الحاكم، وقال: توفي في رجب من
سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
والسيد أبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه العلوي الموسائي نسبه إلى
موسى الكاظم، سنذكر الموسوي النسبة إليه، غير أني هكذا رأيت في تاريخ الحاكم أبي
عبد الله الحافظ ثم قال: كان أحد الاشراف في عصره في حفظ الأنساب والاخبار وأيام
الناس، وكان من المجتهدين في العبادة على ما كان يرجع إليه من المودة الظاهرة ومحبة العلم
وأهله. وقال: سمعت أبا جعفر الموسائي غير مرة يذكر أنه يدين الله بفقه مالك بن أنس،
سمع بالعراق أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد وطبقتهما، وبالري أبا محمد
عبد الرحمن بن أبي حاتم، وكان كثير الرواية عن أهل بيته الطاهرين، وكان يقول: إنا أهل
بيت لا تقية عندنا في ثلاث أشياء: كثرة الصلاة، وزيارة قبور الموتى، وترك المسح على
الخفين.
الموسوي: بضم الميم، والسين المهملة المفتوحة بين الواوين، هذه النسبة لجماعة
من السادة العلوية ينتسبون إلى موسى الكاظم، وهو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيهم كثرة.
405

وفرقة من غلاة الشيعة من الطائفة الإمامية يقال لهم الموسوية لانهم على انتظار
موسى بن جعفر الصادق، (وهم يشكون في وفاته، ومشهده ببغداد مشهور يزار، يقال له
مشهد باب التبن (1) ويقال له مقابر قريش أيضا، زرته غير مرة مع ابن ابنه محمد بن الرضا
علي بن موسى).
الموسياباذي: بضم الميم، وكسر السين المهملة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفتح الباء المنقوطة بواحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة
إلى موسياباذ، وهي إحدى قرى همذان، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن (2) الموسياباذي، من أهل
همذان، حدث عن () (3) روى عنه جماعة، وتوفي في حدود سنة (ثمانين) وأربع مئة.
وابنه أبو علي الحسن بن أحمد الموسياباذي المعروف بالكمال، كان شيخ الصوفية
بهمذان، وله رباط يخدم فيه الفقراء الصالحين، سمع أبا القاسم الفضل بن أبي حرب
الزجاجي وأبا الفتح عبدوس بن محمد بن عبدوس الهمذاني وأباه وغيرهم، كتبت عنه أحاديث
يسيرة بهمذان، وكانت ولادته في المحرم سنة اثنتين وستين وأربع مئة بهمذان
وتوفي () (4).
الموشيلي: بضم الميم، وسكون الواو، وكسر الشين المعجمة، وسكون (الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها)، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى موشيلا وهو كتاب
للنصارى (5) واسم من أسماء الله بلسانهم، والمنتسب إليها:
أبو الغنائم غانم بن الحسين الموشيلي الأرموي: فقيه فاضل ورع مفت مناظر، ورد
بغداد وأقام بها متفقها على أبي إسحاق الشيرازي، وسمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن

(1) باب التبن: قال ياقوت: محلة كبيرة ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وهي الآن زمن ياقوت
خراب، وبها قبر الإمام أحمد بن حنبل، وبلصق هذا الموضع مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم ويعرف قبره
بمشهد التبن (معجم البلدان باب التبن مقابر قريش).
(2) في اللباب 3 / 269. (الحسين).
(3) بياض في الأصول.
(4) بياض في الأصول. وفي التحبير 1 / 176 (ووفاته بهمذان يوم الثلاثاء النصف من رجب سنة ثلاث وخمسين
وخمسمائة ودفن في رباطه م وانظر معجم البلدان (موسياباذ).
(5) قال ابن الأثير في اللباب 3 / 269 (قلت قوله إن موشيلا كتاب للنصارى فليس هو كذلك، إنما هو من أسماء رجال
النصارى معناه بالعربية موسى ولعل بعض أجداده كان اسمه كذلك فنسب إليه).
406

هزار مرد الصريفيني، وحدث بأرمية (1) عنه، روى لنا عنه أبو بكر الطيب بن أحمد بن محمد
الفضائري الأبيوردي وأبو الروح الفرج بن أبي بكر بن الفرج الأرموي بمرو، وقال الفرج:
مات أستاذنا غانم بن الحسين الموشيلي في حدود سنة عشرين وخمس مئة وقال لي كان جده
نصرانيا.
الموصلي: بفتح الميم، وسكون الواو، وكسر الصاد المهملة، وفي آخرها اللام،
هذه النسبة إلى الموصل، وهي من بلاد الجزيرة، وإنما قيل لبلادها الجزيرة لأنها بين الدجلة
والفرات، خرج منها جماعة من العلماء والأئمة من كل جنس وفي كل فن بنى كتاب طبقات
العلماء من أهل الموصل أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي الموصلي وإنما قيل لها
بالموصل لأنها وصلت بين الفرات والدجلة، ومدينة الموصل تسمى الحديثة، وبينها وبين
القديمة فراسخ، دخلتها وأقمت بها قريبا من عشرة أيام وكتبت بها عن جماعة من المواصلة،
وأما من انتسب إليها، وهو ليس من أهلها، فهو:
أبو إسحاق إبراهيم بن ماهان بن بهمن الموصلي، وهو من أرجان ينتسب إلى ولاء
الحنظليين، وأصله من الفرس. وإنما سمي الموصلي لأنه صحب بالكوفة فتيانا في طلب
الغناء واشتدت عليه أحواله في ذلك فخرج (من الكوفة) إلى الموصل ثم عاد إلى الكوفة فقال
له إخوانه: مرحبا بالفتى الموصلي فبقي ذلك عليه، وكان أبوه ماهان خرج من أرجان بأم
إبراهيم، وهي حامل، فقدم الكوفة، فولد إبراهيم بها (في بني عبد الله بن دارم سنة خمس
وعشرين ومائتين، ونظر في الأدب وقام الشعر وطلب عربي الغناء وسافر إلى البلاد حتى برع
في الغناء واتصل بالخلفاء والملوك، ولم يزل ببغداد حتى توفي). روى عنه الزبير بن بكار
وأبو خالد يزيد بن محمد المهلبي.
وأما ابنه أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي، كان حلو النادرة مليح المحاضرة
ظريفا فاضلا كتب الحديث عن ابن عيينة وهشيم بن بشير وأبي معاوية الضرير، وأخذ الأدب
عن الأصمعي وأبي عبيدة وبرع في علم الغناء فغلب عليه ونسب إليه، وكان الخلفاء يكرمونه
ويقربونه إلى أنفسهم، وهو الذي جمع الكتاب الكبير وسماه الأغاني. روى عنه الزبير بن

(1) في م، ظ (بأرمينية) وهو تصحيف. وأرمية: مدينة بآذربيجان بينها وبين البحيرة نحو ثلاثة أميال أو أربعة وبينها وبين
تبريز ثلاثة أيام وبين أربل سبعة أيام.
(2) بعده في اللباب 3 / 270: (قلت: قد ذكر أن الموصل تسمى الحديثة وبينها وبين القديمة فراسخ وليس كذلك، فإن
الموصل اليوم هي الموصل القديمة، والحديثة مدينة تحت الموصل من الشرق وقد خرجت).
407

بكار قاضي مكة وأبو العيناء وميمون بن هارون (وغيرهم، وقيل إنه ولد في سنة خمسين ومئة)
ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وأبو بكر ثواب بن يزيد بن ثواب الموصلي، يروي عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، روى
عنه أبو الخير محمد بن أحمد بن جميع الغساني.
وأبو مسعود معافى بن عمران الموصلي، من زهاد أهل الموصل وعبادها، زرت قبره
بها، روى عن الأوزاعي ومسعر بن كدام والمغيرة بن زياد وجعفر بن برقان روى عنه أحمد بن
عبد الله بن يونس والحسن بن بشر ومحمد بن جعفر الوركاني وابنه عبد الكبير وإسحاق (بن
إبراهيم) الهروي (وموسى بن مروان الرقي وعبد الوهاب بن مليح المكي وطبقتهم، وثقه
وكيع، وكان (سفيان) الثوري يسميه (ياقوتة العلماء). وقال أحمد بن حنبل: المعافى شيخ
له قدر وحال، وجعل يعظم أمره وكان رجلا صالحا، وسئل أبو زرعة عنه فقال: كان عبدا
صالحا.
الموصلائي: بضم الميم، وفتح الصاد المهملة، وفي آخرها (الياء المنقوطة باثنتين
من تحتها)، هذه النسبة إلى موصلايا وهو اسم لبعض النصارى الذي ينتسب إليه هذا الرجل.
وهو الرئيس أبو سعد العلاء بن الحسن بن وهب بن الموصلائي، من أهل (كرخ)
بغداد، كان أحد الكتاب المجودين، ومن يضرب به المثل ببغداد في الفصاحة وحسن الكتابة
وكان نصرانيا فأسلم في زمان الوزير أبي شجاع (وحسن إسلامه، وولي النيابة عن الوزير
بالكرخ وأضر في آخر عمره ورسائله وأشعاره مدونة بتداولها الناس ببغداد، وتوفي تقديرا في
حدود سنة تسعين وأربع مئة.
أنشدني أبو منصور بن الجواليقي ببغداد أنشدني أبو سعد بن الموصلائي الكاتب
لنفسه:
أحن إلى روض التصابي وأرتاح * وأمتح من حوض التصافي وأمتاح
وأشتاق ريما كلما رمت صيده * يصد يدي عنه سيوف وأرماح
غزال إذا ما لاح أو فاح نشره * تعذب أرواح وتعذب أرواح
الموفقي: بضم الميم، وفتح الواو والفاء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى
الموفق، والموفقيات الكتاب الحسن المليح، جمعها الزبير بن بكار قاضي مكة للموفق بالله
أبي أحمد ولي العهد وصاحب الجيوش، وأما النسبة فجماعة نسبوا إلى أجدادهم، منهم:
408

أبو الفرج محمد بن محمد بن الموفقي الكاتب، نزيل مصر، ذكره أبو محمد
عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي في معجم شيوخه وقال: أبو الفرج الموفقي شيخ
صالح من أهل السنة، دأبه النفقة على الفقراء والمصعدين إلى الصعيد الخارجين إلى الحج
والراجعين من الحج وباب داره مفتوح لكل من حضر مسجده للضيافة، ولكن ليس الحديث
من شأنه، سمع أبا الحسين عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار الصواف.
الموقاني: بضم الميم، والقاف المفتوحة، بينهما الواو، وفي آخرها الألف والنون،
هذه النسبة إلى موقان (1)، وهي مدينة، فيما أظن من دربند بناها موقان بن كاشح بن
يافث بن نوح فنسبت إليه، والمشهور بهذه النسبة () (2):
الموقري: بضم الميم، وفتح الواو، وتشديد القاف، وفتحها وكسر الراء المهملة،
هذه النسبة () (3):
أبو بشر الوليد بن محمد الموقري القرشي، مولى يزيد بن عبد الملك من أهل الشام،
يروي عن الزهري وعطاء الخراساني، روى عنه علي بن حجر والوليد بن مسلم وأبو صالح
عبد الغفار الحراني والحكم بن موسى وسويد بن سعيد وأهل بلده، كان ممن لا يبالي ما دفع
إليه قرأه روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يحدث بها الزهري قط، كما رواه وكان يرفع
المراسيل ويسند الموقوف ولا يجوز الاحتجاج به بحال. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل:
قلت لأبي: الموقري يروي عن الزهري العجائب قال: آه ليس ذاك بشئ. وقال يحيى بن
معين: الموقري كذاب. قال أبو حاتم الرازي: سألت علي بن المديني عن الوليد بن محمد
الموقري فقال: يروي عنه أهل الشام، وأرى أن كتبه من نسخ الزهري من الديوان. قال ابن
أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن الوليد الموقري فقال: ضعيف الحديث كان لا يقرأ من
كتابه فإذا دفع إليه كتاب قرأه، وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال: لين الحديث.
الموقفي: بفتح الميم، والواو الساكنة، والقاف المكسورة، وفي آخرها الفاء، هذه
النسبة إلى الموقف، وهي محلة بفسطاط مصر يسمى الموقف منها:
أبو حريز الموقفي، مصري كان يكون بالموقف. يروي عن محمد بن كعب القرظي،

(1) موقان وجيلان هما أهل طبرستان وهي بآذربيجان يمر القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال (معجم البلدان).
(2) بياض في ك.
(3) وفي معجم البلدان أن النسبة لموضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق.
409

روى عنه عبد الله بن وهب وسعيد بن كثير (بن عفير) وأبو هارون البكاء نزيل قزوين. قال ابن
أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هو منكر الحديث مصري لا يسمى.
المولقاباذي: بضم الميم، وسكون الواو واللام، وفتح القاف والباء المنقوطة بواحدة
بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى مولقاباذ وهي محلة كبيرة على
طرف الجنوب من نيسابور (ويقال لها ملقاباج)، خرج منها جماعة كثيرة خرج منها جماعة
كثيرة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا وسمعت عن جماعة قريبة من عشرين نفسا من
أهلها، منهم:
أبو الوليد حسان بن أحمد بن حسان المولقاباذي كان من بيت العلم والعدالة، حج نوبا
عدة، وسمع أباه وعمه. روى عنه أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي. وكانت وفاته
في حدود سنة سبعين وأربع مئة.
وأبو منصور محمد (بن) عبد الصمد المولقاباذي المعروف بالسديد، كان فقيها مناظرا
اختص ببيت الجوينية، سمع أبا الحسن علي بن أحمد المديني وغيره، سمعت منه أحاديث
بنيسابور وتوفي سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
وأبو القاسم طاهر بن أحمد بن محمد بن طاهر الوراق المولقاباذي. قال الحاكم أبو
عبد الله: محله في أعلى البلد وكان مقدما في معرفة الطلب في زي مشايخ البلد إلا أنه كان
يورق إلى أن مات فإنه لم يكن في جماعة الوراقين أحسن خطا منه سمع أبا بكر محمد بن
إسحاق بن خزيمة وأبا العباس (محمد بن إسحاق) السراج وأبا العباس الأزهري وطبقتهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.
الموني: بفتح الميم، وسكون الواو، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مؤنة، وهي
قرية من قرى همذان، منها:
أبو مسلم عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن عمر الصوفي الموني: سمع الكثير وذهبت
أصوله ولم يبق منها إلا القليل حدث عن أبيه وأبي الفضل محمد بن عمر القومساني وأبي بكر
أحمد بن عمر البزاز الصدوقي وغيرهم بالإجازة، كتبت عنه شيئا يسيرا بهمذان، وكانت
ولادته في سنة أربع وستين وأربع مئة بمونه، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمس مئة.
الموهبي: بفتح الميم، وسكون الواو، وكسر الهاء، وفي آخرها (الباء) الموحدة،
هذه النسبة إلى بني موهب، وهو بطن من المعافر، منهم:
410

أبو بكر عمارة بن الحكم بن عباد المعافري الإسكندراني الموهبي، من أهل
الإسكندرية، حديثه معروف، وكان فاضلا صالحا، توفي في سنة سبع وخمسين ومائتين،
وقيل توفي في شوال سنة ست وخمسين.
وعياض بن عمرو بن مرثد الكندي الموهبي، من بني موهب بن الحارث، قدم على
عبد العزيز بن مروان فسأله أن يفرض له في شرف العطاء ولولده ويجعل عرافة على قومه بمصر
وفعل ذلك عبد العزيز فقام بمصر وقيل هو ناقلة من حمص يروي عن وائلة بن الأسقع حديثا
واحدا. ذكره هانئ بن المنذر.
411

باب الميم والهاء
المهاجري: بفتح الميم، وفتح الهاء، وبعدهما الجيم، وفي آخرها الراء، هذه
النسبة إلى مهاجر، وهواسم لبعض أجداد أبي محمد الحسين بن الحسن بن مهاجر السلمي
المهاجري من أهل نيسابور، كان من كبار المحدثين، سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر ومحمد بن رافع وغيرهم، وبالحجاز أبا مصعب
الزهري ويعقوب بن حميد بن كاسب وعبد الجبار بن العلاء وبمصر هارون بن سعيد الأيلي
ومحمد بن رمح وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وبالشام دحيم بن اليتيم وهشام بن عمار
وغيرهم. روى عنه إبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ثم أبو حامد بن
الشرقي. وتوفي سنة ثمان وسبعين ومائتين، وذكر المهاجري قال: سألني محمد بن إسماعيل
البخاري عن حديث أبي بن كعب في تلقين الامام فحملت إليه الأصل فكتبه.
المهذبي: بضم الميم، وفتح الهاء، والذال المعجمة المشددة، وفي آخرها الباء
الموحدة، هذه النسبة إلى المهذب، وهو لقب معتق هذا الرجل وهو:
أبو الحسن مخلص بن عبد الله الهندي المهذبي عتيق مهذب الدولة أبي جعفر
عبد الله بن محمد بن علي الدامغاني، من أهل بغداد سمع بها أبا الغنائم محمد بن علي بن
ميمون النرسي وأبا القاسم (علي بن أحمد بن بيان) الرزاز وأبا الفضل محمد بن علي بن أبي
طالب الحنبلي، وبنيسابور أبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي وغيرهم. كتبت
عنه شيئا يسيرا ببغداد.
المهراني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون، (بعد
الألف)، هذه النسبة إلى مهران، وهو اسم لجد المنتسب إليه.
وهو أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الزاهد المقرئ المهراني، من أهل نيسابور،
صاحب كتاب الغاية في القراءات، وغيرها من التصانيف، وكان إماما زاهدا ورعا عارفا
بالقراءات وعللها، رحل إلى العراق والشام في طلب أسانيد القراءات سمع بنيسابور أبا بكر
(محمد بن إسحاق) بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأبا العباس الماسرجسي
وغيرهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في جماعة آخرهم أبو سعد أحمد بن إبراهيم
المقرئ وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو بكر بن مهران المقرئ إمام عصره في القراءات
412

وأعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة، قرأنا عليه ببخارى كتابه المصنف في
القراءات وهو كتاب الشامل سنة خمس وخمسين وثلاث مئة، ثم حمل إلى أبي جعفر المعيد
بنيسابور سنة سبع وستين أصوله فانتقيت عليه أجزاء سمعوها منه. ثم قال مرض أبو بكر بن
مهران في العشر الأواخر من شهر رمضان ثم اشتد به المرض في شوال فدخلت عليه وهو بما
به وكان يدعو لي ويشير بأصبعه، وتوفي يوم الأربعاء السابع والعشرين من شوال سنة إحدى
وثمانين وثلاث مئة، وهو يوم مات ابن ست وثمانين سنة، وصلينا عليه في ميدان الطاهرية.
وتوفي في ذلك اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة، ورأى بعض الثقات في
المنام أبا بكر بن مهران في الليلة التي دفن فيها قال: فقلت: أيها الأستاذ ما فعل الله بك؟
فقال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال لي: هذا فداؤك من النار.
وأبو العباس محمد بن العباس بن حمدون بن يزداد بن مهران الكرابيسي ويعرف
بالمهراني، من أهل نيسابور، قدم بغداد في سنة خمسين وثلاث مئة. روى عن جعفر بن
أحمد بن نصر الخلدي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، روى عنه أبو الحسن محمد بن
أحمد بن رزق البزاز.
وأبو بكر محمد بن حمدان بن مهران المهراني النيسابوري، من أهل نيسابور، سمع أبا
عمار المروزي ومحمد بن رافع وإسحاق بن منصور. روى عنه أبو عبد الله بن دينار وأبو جعفر
الرازي ومشايخ أهل الرأي، وكان أبو أحمد الحافظ يقول: كان محمد بن حمدان بن مهران
يروي المناكير عن محمد بن القاسم الطايكاني، ولم يكن فيها ذنب فإنه كان شيخا صدوقا من
أهل الرأي، توفي في شعبان سنة عشر وثلاث مئة.
المهرباناني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، والباء الموحدة، والنون بين
الألفين، وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى مهربانان، وهي قرية من قرى أصبهان، منها:
أبو محمد عبد الرحيم بن العباس بن مما المهرباناني، (من موالي المنصور)، روى
عن عبد الجبار بن العلاء المكي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وأبي الدرداء عبد العزيز بن
منيب المروزي، روى عنه أبو عمرو بن حكيم المديني.
وأبو بكر محمد بن الفرخان بن أبان المهرباناني، من أهل أصبهان، يروي عن أبي
مسعود (أحمد بن الفرات) الرانزي وأحمد بن يونس الضبي. روى عنه أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن المقرئ.
المهربندقشائي: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، والباء الموحدة، وسكون
413

النون، وفتح الدال المهملة، وسكون القاف، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها الياء
المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى مهربنذقشائي (1)، وهي قرية على ثلاثة فراسخ
من مرو في الرمل، خرب أكثرها. منها:
أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشائي كان إماما فاضلا ورعا متقنا
عابدا مفتيا مكثرا من السماع، أدرك أبا بكر القفال وعليه تفقه، وكان يسكن أسفل الماجان،
سمع أستاذه أبا بكر عبد الله بن أحمد القفال وأبا أحمد مسلم بن الحسن الكاتب الحافظ وأبا
جعفر محمد بن محمود الساسنجردي وأبا أحمد عبد الرحمن بن أبي بكر الشيرنخشيري وأبا
منصور أحمد بن الفضل البرونجردي وغيرهم ورحل إلى هراة وسمع بها أبا الفضل بن أبي
سعد الهروي الزاهد وأبا أحمد محمد بن عبد الله بن محمود المعلم وسمع في الطريق
ببغشور (2) أبا حامد أحمد بن محمد بن الجليل البغوي. سمع منه جماعة من الأئمة. وروى
لنا عنه أبو الفضل محمد بن أبي نصر المسعودي وأبو طاهر (محمد بن أبي النجم) البزاز وأبو
حفص (عمر بن محمد بن علي) البرمويي وأبو بشر مصعب بن عبد الرزاق المصعبي (وأبو بكر
عبد الواحد بن أبي علي الفارمذي) وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف القاشاني وغيرهم.
مات في سنة أربع وسبعين، وقيل سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة.
المهرجاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء، وفتح الجيم، وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى شيئين (أحدهما) بلدة أسفرايين ويقال لها المهرجان، وحكي أن
قباذ بن فيروز لقب أسفرايين بهذا اللقب لحسنه وخضرته وصحة هوائه لان أطيب الأوقات
المهرجان في الفصول، وقيل إن كسرى أنو شروان أسفراييني ولد بها، وهو أن قباذ هرب من
أخيه بلاش بن فيروز لما غلبه على المملكة وأخذ نحو خاقان ملك الترك للاستمداد منه، فنزل
في طريقه المهرجان على رجل من أجلة الأساورة، فتاقت نفسه إلى النساء، فتزوج بابنة ذلك
الأسوار فزوجه، ودخل بها، وحملت ثم مضى وسار إلى خاقان، واستمده فدافعه أربع سنين
ثم وجه معه جيشا. فلما انصرف مر بالمهرجان، وطلب المرأة فوجدها قد ولدت غلاما
فانطلق بها وبالغلام وهو ابن ثلاث سنين فلما قدم المداين ألفى أخاه قد هلك فملك الأرض
ومات بعد ثلاث وأربعين سنة، ثم ملك بعده أنو شروان، وهو ابن المرأة المهر جانية. كان

(1) في نسخ: (من بندقشاه)، ولو كانت كذلك لكانت النسبة إليها (مهربندقشاهي) وقد جاءت النسبة في ك
(مهربندقشاني) وانظر معجم البلدان.
(2) بغشور: بليدة بين هراة ومروالروذ (معجم البلدان).
414

منها جماعة من العلماء تفوت الاحصاء ولو لم يكن غير رجاء بن السندي وبنيه وأعقابهم فإن
فيهم كثرة، وروى أحمد بن حنبل عن رجاء بن السندي.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن مهدي بن أبي المهد السعداني المهرجاني
النيسابوري. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: هو من قصبة المهرجان، شيخ كثير الرحلة
والحديث وأبوه يلقب بعبدك، سمع بخراسان محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن رجاء (بن)
السندي وبالري محمد بن مقاتل، وبالعراق محمد بن شبة وأبا سعيد الأشج، وبالحجاز
عبد الله بن شبيب، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان
وغيرهما.
وأبو هاشم إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان المهرجاني البغدادي، من أهل بغداد نسب
إلى جده حدث عن محمد بن حماد المقرئ روى عنه أبو كريمة عبد العزيز بن محمد بن
عبد العزيز الصيداوي المؤذن.
وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء بن السندي المهرجاني الأسفراييني من أعقاب السابق
ذكره، وكان أعلم أهل بيته بالحديث وعلله وأحفظهم له، وكان تقيا دينا مقدما في عصره سمع
جده وإسحاق بن إبراهيم وعمرو بن زرارة وأحمد بن حنبل وأبا الربيع الزهراني وأبا بكر بن أبي
شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وإبراهيم بن المنذر الحرامي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر.
صنف المسند الصحيح على شرط مسلم. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقد نظرت في
أكثره فوجدته قد جهد ألا يخالف شرطه، وهو يشاركه في أكثر شيوخه. روى عنه أبو حامد بن
الشرقي والمؤمل بن الحسن فمن بعدهما وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين.
المهرقاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، والراء والقاف المفتوحتين، وفي آخرها
الألف والنون، هذه النسبة إلى مهرقان، وهي قرية من قرى الري، منها:
أبو عمر حفص بن عمر المهرقاني الرازي، ويروي عن عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن
سعيد القطان ويحيى بن آدم وأبي داود هو الطيالسي، روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس
الرازي، سئل أبو زرعة الرازي عنه فقال صدوق ثم قال ما علمته إلا صدوقا.
المهرواني: بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الراء والواو، وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى مهروان، وهي ناحية (مشتملة على قرى) بهمذان هكذا سمعت أبا بكر عتيق بن
أبي القاسم بن أيوب الهمذاني ببخارى يقول.
وأبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد المهرواني الهمذاني، نزيل بغداد،
415

ينسب إليها، شيخ ثقة صدوق صالح متصوف سمع القدماء ببغداد وعمر حتى حدث سمع أبا
عمر (عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت)
القرشي وأبا عبد الله (الحسين بن الحسن) الغضائري وغيرهم، انتقى عليه وانتخب (الفوائد)
الإمام أبو بكر (أحمد بن علي بن ثابت) الخطيب الحافظ وأبو الفضل (أحمد بن الحسن بن
خيرون الأمير) البغداديان وروى لي عنه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني بمرو وأبو المظفر
عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري بنيسابور وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو
منصور (عبد الرحمن بن أبي غالب) الطاهري وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي
الحافظ ببغداد وغيرهم، مات في ذي الحجة سنة ثمان وستين وأربع مئة ببغداد.
المهريجاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة من
تحتها باثنتين، وفتح الجيم، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى موضعين وهما قريتان
إحداهما قرية من قرى مرو يقال لها مهريجان منها:
مطر بن العباس بن عبد الله بن الجهم بن مرة بن عياض المهريجاني، وهو من
التابعين، لقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو غلام، فمسح يده على رأسه ووجهه
وقال: اللهم أطل عمره، وقيل إنه عاش مئة وخمسا وثلاثين سنة. ومات بمرو أيام نصر بن
سيارة، وله بها عقب.
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن محمد المهريجاني، وظني أنها قرية من قرى
كازرون فارس وحدث عن أبي سعد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد.
سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه في معجم
شيوخه.
المهريجميني: بكسر الميم، وكسر الراء، وسكون الهاء، وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها، وكسر الجيم، وكسر الميم، وياء أخرى، وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى مهريجمين، وهي قرية من قرى جرجان على ست فراسخ منها. بيت بها ليلتين منصرفي
إلى خراسان من جرجان، منها:
أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد بن عبدك بن محمد بن سعيد الخفافي (1) المهريجميني:
فقيه فاضل صالح، قدم مرو وتفقه بها على والدي الامام رحمه الله، وكتب عنه الحديث،
لقيته بقريته وقت الرجوع، وكان مريضا مدنفا، قرأت عليه أحاديث، وتركته حيا في شعبان
سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.

(1) في اللباب 3 / 275 (عبد الصمد بن سعيد بن عبدل بن محمد بن سعيد الحقاني) وفي التحبير (الخوافي).
416

المهري: بفتح الميم، وسكون الهاء، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى
مهرة... (1)
وتميم بن قرع المهري منها، من أهل مصر يروي عن عمرو بن العاص، روى عنه
حرملة بن عمران.
وأبو الحجاج رشدين بن سعد المهري، من أهل مصر يروي عن عقيل ويونس، روى
عنه ابن المبارك وابن وهب، مات سنة ثمان وثمانين ومئة، وكان ممن يجيب في كل ما يسأل
ويقرأ كل ما يدفع إليه سواء كان ذلك من حديثه أو من غيره فغلبت المناكير في أخباره على
مستقيم حديثه.
وحي بن لقيط بن ناشرة المهري، حدث عنه عمرو بن الحارث مرسلا ودار أبيه لقيط
بمهرة معروفة.
وأبو الخير الأسود بن خير المهري من بني مهرة، يروي عن بكر بن عمرو، روى عنه
معاوية بن يحيى وأبو عبد الرحمن المقرئ.
وتميم بن قرع المهري مصري أنه كان في الجيش الذي فتح الإسكندرية في المرة
الأخيرة وأنه كان غلاما قد أنبت فأعطي سهما بعنوان أبي بصرة الغفاري، يروي عن عمرو بن
العاص وعقبة بن عامر وأبي بصرة روى عنه حرملة بن عمران المصري.
المهزمي: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الزاي، وفي آخرها الميم، هذه النسبة
إلى مهزم.. واشتهر بهذه النسبة:
أبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمي الشاعر، الظن أنه من أهل البصرة،
سكن بغداد، وكان له محل كبير في الأدب، وحدث عن الأصمعي، روى عنه أحمد بن أبي
طاهر والجنيد بن حكيم الدقيق ويموت بن المزرع وغيرهم، ومر أبو هفان في بعض طرق
بغداد فرأى جماعة على فرس، فأنشأ أبو هفان يقول:

(1) وفي اللباب 3 / 275 هذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة قبيلة كبيرة. وقال ياقوت: مهرة
بالفتح ثم السكون هكذا يرويه عامة الناس، والصحيح مهرة بالتحريك، وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء
لا يختلفون فيه. قال العمراني: مهرة بلاد تنسب إليها الإبل. قلت هذا خطأ إنما مهرة قبيلة وانظر: معجم البلدان.
417

أيا رب قد ركب الأرذلون * ورجلي من رحلتي داميه
فإن كنت حاملنا مثلهم * وإلا فأرجل بني الزانية
المهفيروزي: بفتح الميم، وسكون الهاء، وكسر الفاء، بعدها الياء الساكنة آخر
الحروف، ثم الراء المضمومة والواو بعدهما الزاي (1) هذه النسبة إلى ماه فيروزان، وهي قرية
على باب شيراز، منها:
أبو القاسم علي بن الحسين (بن أحمد بن علي بن يوسف) الشيرازي المهفيروزي:
سمع بشيراز عبيد الله الخرجوشي (2)، وببغداد أبا الحسن علي بن عمر وأبا الفتح يوسف (بن
عمر) القواس (3) وغيرهم. سمع منه أبو محمد (عبد) العزيز (بن محمد بن محمد) النخشبي
الحافظ وقال: هو شيخ لا بأس به صحيح الأصول. ولد سنة خمس وستين وثلاث مئة، وذكر
أنه سمع منه بماه فيروزان قرية على باب شيراز.
المهلي: بضم الميم، وفتح الهاء، وتشديد اللام، وفي آخرها (الباء المنقوطة
بواحدة)، هذه النسبة إلى أبي سعيد المهلب بن أبي صفرة الأزدي أمير خراسان وأولاده العشرة
نسبة وولاء. منهم:
أبو نصر منصور بن جعفر بن علي بن الحسين بن منصور بن خالد بن يزيد بن
المهلب بن أبي صفرة المهلبي الأزدي. كان مفتي سمرقند وإمامها في عصر المتأخرين من
أصحاب الرأي عالما بمذهب أبي حنيفة رحمه الله وأصحابه فاضلا يقتدى به، ولم يكن يقدم
عليه أحد في الفتيا. يروي عن أحمد بن يحيى وفارس بن محمد وأحمد بن حم الصفار
البلخيين. قال أبو سعد الإدريسي: لم أرزق الكتابة عنه وحدثني تلميذه وخليفته الفقيه
عبد الكريم بن محمد وغيره من أصحابه ومات سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة.
وأبو الحسن أحمد بن هارون بن أحمد بن هارون بن الخليل بن عبد الله بن القاسم بن
محمد بن يزيد بن المهلب المهلبي: حدث عن أبي القاسم البغوي وعبد الله بن محمد بن
زياد النيسابوري. روى عنه أحمد (بن محمد) بن منصور العتيقي.

(1) في اللباب 3 / 275 (عبد الله).
(2) في نسخ: (الجرجوشي) وهو تصحيف ونسبته إلى خرجوش: والخراسانيون يقولونه بالكاف وهي سكة بنيسابور
(معجم البلدان).
(3) انظر اللباب 3 / 62. وانظر اللباب 3 / 62.
418

ومحمد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي البصري العروف
بمزيقياء. كان يتولى الصلاة والامارة بالبصرة وحدث عن أبيه وصالح المري وهشيم بن
بشير. روى عنه ابنه القاسم وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو العباس الكديمي وأبو قلابة
الرقاشي وأبو العيناء وغيرهم. وكان كريما سخيا. قال له المأمون يوما: أردت أن أوليك
فمنعني إسرافك في المال فقال محمد بن عباد: منع الموجود سوء ظن بالمعبود. وقال له
يوما: لو شئت أبقيت على نفسك فقال: يا أمير المؤمنين من له مولى غني لا يفتقر،
فاستحسن المأمون ذلك وقال للناس: من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمد بن عباد،
فجاءت الأموال إليه من كل ناحية فما برح وعنده منها درهم واحد، وقال إن الكريم لا تحنكه
التجارب. ومات وعليه خمسون ألف دينار ومات بالبصرة سنة ست عشرة ومائتين، ولما بلغ
العتبي وفاته قال: نحن متنا بفقده وهي حي بمجده.
ومحمد بن ذكوان المهلبي مولى المهالبة، خال ولد حماد بن زيد، يروي عن مطر
والحسن، عداده في أهل البصرة، وروى عنه محمد بن إسحاق بن يسار، يروي عن الثقات
المناكير والمعضلات عن المشاهير على قلة روايته حتى سقط الاحتجاج به.
وأبو الهيثم خالد بن خداش بن عجلان المهلبي مولى آل المهلب (بن أبي صفرة
الأزدي) من أهل البصرة سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس والمغيرة بن عبد الرحمن
ومهدي بن ميمون وحماد بن زيد وأبي عوانة وصالح المري وغيرهم. روى عنه أحمد بن
حنبل وأحمد بن إبراهيم الدورقي وعباس الدوري وفيه ضعف ووصفه بالصدق، وحكى
محمد بن المثني قال: انصرفت مع بشر بن الحارث في يوم أضحى من المصلى، فلقي
خالد بن خداش المحدث، فسلم عليه، فقصر بشر في السلام، فقال: بيني وبينك مودة من
أكثر من ستين سنة ما تغيرت عليك، فما هذا التغير؟ قال: فقال بشر: ما ههنا تغير ولا
تقصير، ولكن هذا يوم تستحب فيه الهدايا، وما عندي من عرض الدنيا شئ أهدي لك،
وقد روي في الحديث ان المسلمين إذا التقيا كان أكثرهما ثوابا أشبههما بصاحبه، فتركتك
لتكون أفضل ثوابا. ومات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وأبو عمران إبراهيم بن هانئ بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن المهلب بن عيينة بن
المهلب بن أبي صفرة الفقيه الشافعي المهلبي، كان من العلماء والزهاد تخرج جماعة على
يده من أهل جرجان من الفقهاء، وكان الشيخ أبو بكر الإسماعيلي من تلامذته وكان منزله في
محلة مسجد دينار في سكة تعرف إلى اليوم بسكة أبي عمران بن هانئ ومسجده داخل
السكة، روى عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وإسماعيل (بن زيد) الجرجاني
419

ويعقوب بن أبي إسحاق القلوسي، وأكثر عن أحمد بن منصور الرمادي، وقبره معروف في
المقبرة بقرب قنطرة عبد الله مشهور يزار. مات سنة إحدى وثلاث مئة. روى عنه أبو بكر
الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي الحافظ وإبراهيم بن موسى وغيرهم وكان حسن اللباس.
خرج يوما إلى الجامع، وقد لبس ثيابا فاخرة، وتعسر فرأته امرأة فقالت له: يقال إنك عالم
زاهد، تلبس مثل هذه الثياب لا تستحي من الله فقال أبو عمران: أستحي من الله أن ألبس
أحسن من هذه فلا ألبس.
وابن أخيه أبو ذر جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد بن يزيد بن
عبد الله بن المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي، من أهل جرجان. يروى عن
أبي يعقوب البحري ومحمد بن الحسين بن ماهيار وأبيه وجده وحمزة بن العباس العقبي
وأحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ودعلج بن أحمد السجزي وجماعة، وكان فقيه
النفس متدينا، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي وتوفي في رجب سنة ست وثمانين وثلاث
مئة ودفن بمقبرة سليماناباذ بجنب جده.
وجده أبو محمد عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن
المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي، من أهل جرجان، من بيت
الحديث وأهله، له رحلة إلى العراق والحجاز وسمع أبا صالح محمد بن زنبور بن الأزهر
المكي وعيسى بن محمد السلمي وجماعة. روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي
وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبو الحسن القصري الجرجاني ومات سلخ المحرم من
سنة تسع وثلاث مئة، ودفن بمقبرة سليماناباذ (1).
ومن القدماء أبو عروة معمر بن راشد البصري المهلبي، مولى الأزد، من أهل البصرة، سكن
اليمن وهو معمر بن أبي عمر، وكان من ثقات العلماء يروي عن الزهري وقتادة (و) يحيى بن
أبي كثير وأبي إسحاق الهمداني والأعمش. روى عنه الثوري وشعبة (و) ابن أبي عروبة وابن
عيينة وابن المبارك وإسماعيل بن علية ومروان الفزاري ورباح الصنعاني وهشام بن يوسف
ومحمد بن ثور وعبد الرزاق بن همام. قال ابن جريج: عليكم بهذا الرجل، يعني معمرا،
فإنه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه. وسئل ابن جريج عن شئ من التفسير فأجابني، فقلت
له: إن معمرا قال كذا وكذا، قال: إن معمرا شرب من العلم بأنفع، قال معمر: جلست
إلى قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما سمعت منه حديثا إلا كأنه منقش في صدري. وقال

(1) سليماناباذ: محلة أو قرية من نواحي جرجان (معجم البلدان).
420

معمر: خرجت مع الصبيان وأنا غلام إلى جنازة الحسن وطلبت العلم سنة مات الحسن. قال
علي بن المديني: نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة، فلأهل البصرة شعبة وسعيد بن أبي
عروبة وحماد بن سلمة ومعمر بن راشد ويكنى أبا عروة مولى حدان. ومات باليمن سنة أربع
وخمسين ومئة. قال أبو حاتم الرازي: انتهى الاسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم،
لا أعلم اجتمع لأحد غير معمر: من الحجاز الزهري وعمرو بن دينار. ومن الكوفة أبو إسحاق
والأعمش، ومن البصرة قتادة، ومن اليمامة يحيى بن أبي كثير قال أحمد بن حنبل: لا يضم
أحد إلى معمر إلا وجدت معمرا أطلب للعلم منه.
المهلي: بضم الميم وكسر الهاء، وفي آخرها اللام المشددة هذه النسبة إلى الجد وهو
جد محمد بن عبد الله مهل الصنعاني المهلي من أهل صنعاء، سكن مكة وبها حدث. يروي
عن عبد الرزاق بن همام. روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه.
المهمتي: بالهاء الساكنة بين الميمين المفتوحتين، وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين
من فوقها، هذه النسبة إلى مهمت وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو:
أبو نصر محمد بن سعد بن الفرج أحمد بن علي بن مهمت بن علي الشيباني الحلواني
المهمتي المعلم من أهل بغداد كان أديبا مستورا سمع أبا الحسين محمد بن علي بن الفريق
وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشميين وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن
المسلمة وغيرهم، روى لنا (عنه) أبو المعمر المبارك (بن أحمد) الأزجي الأنصاري، ولد سنة
خمس وأربعين وأربع مئة، وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة ببغداد.
421

باب الميم واللام ألف
الملاحمي: بفتح الميم واللام ألف، وكسر الحاء المهملة، وفي آخرها الميم، هذه
النسبة إلى الملاحم.. والمشهور بهذه النسبة:
أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر البخاري المعروف بالملاحمي،
من أهل بخارى. حدث ببلده وبغداد عن عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري وعلي بن
محمد بن قريش ومحمد بن قريش بن سليمان وحاتم بن عقيل البخاري والهيثم بن كليب
الشاشي وغيرهم. وحدث ببغداد بكتاب رفع اليدين في الصلاة وكتاب القراءة خلف الإمام
عن محمود بن إسحاق البخاري عن أبي عبد الله البخاري مصنف الكتابين. سمع منه أبو
الحسن علي بن عمر الدارقطني وروى عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي
وعبد الصمد وعبد الكريم ابنا علي بن محمد بن المأمون الهاشمي ومحمد بن أحمد بن
محمد بن حسنون النرسي في جماعة قيل وكان من أعيان أصحاب الحديث وحفاظهم كانت
ولادته في سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة. مات في السابع من شعبان سنة 395.
وحفيده أبو الفتح عبد الصمد بن علي بن أبي نصر محمد بن أحمد الملاحمي
البخاري: شيخ صالح، سمع جده أبا نصر الملاحمي وجماعة سمع منه أبو محمد
عبد العزيز النخشبي الحافظ، ذكره وقال: شيخ لا بأس به صحيح السماع.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون بن حمد بن سلمة الملاحمي، من أهل
بخارى، يروي عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث وعمر بن محمد بن بجير وإسحاق بن
أحمد بن خلف وتوفي في صفر سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
الملامسي: بضم الميم واللام ألف، بين الميمين، آخرها مكسورة، وفي آخرها
السين المهملة، هذه النسبة إلى ولاء الملامس بن خزيمة الحضرمي.
وأبو الأصبغ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي ميسرة الملامسي مولاهم، من أهل
مصر. كان عالما بأخبارهم وكان أسود قصيرا متراكب الأسنان، وكان في الاخبار شيئا عجيبا،
وهو آخر من أخذت عنه المثالب. روى عنه ابن عفير وابن قديد. توفي سنة 222
وكان مولده
سنة 161.
422

الملائي: بضم الميم، هذه النسبة إلى الملاء والملاءة، وهو المرط الذي تتستر به
المرأة إذا خرجت، وظني أن هذه النسبة إلى بيعه والمشهور بها:
أبو بكر عبد السلام بن حرب الملائي من أهل الكوفة، يروي عن يحيى بن سعيد
الأنصاري والبصريين، روى عنه أبو غسان وأبو نعيم الكوفيان وأهل العراق، مات سنة ست أو
سبع وثمانين ومئة.
وأبو عبد الله عمرو بن قيس الملائي، من أهل الكوفة. يروي عن المنهال بن عمرو
وعكرمة. روى عنه أبو خالد الأحمر والكوفيون قال عبد الرحمن بن مهدي: نظر الثوري إلى
حماد بن سلمة فقال: يا أبا سلمة أشبهك بشيخ صالح، قال: ومن (هو)؟ قال: عمرو بن
قيس الملائي، من ثقات أهل الكوفة ومتقنيهم، وعباد أهل بلده وقرائهم وليس هذا بعمرو بن
قيس بن يسير (1) بن عمرو ذلك شيخ آخر كوفي صدوق أكثر روايته عن أبيه.
وأبو نعيم الفضل بن دكين، ودكين لقب واسمه عمرو، ابن حماد بن زهير بن درهم
الأحول الملائي، مولى آل طلحة بن عبيد الله القرشي، من أهل الكوفة وأئمتها، وكان
شريك عبد السلام بن حرب في دكان واحد يبيعان الملاء، وكان من الرواة عنه وعنده عنه
ألوف. يروي عن الأعمش ومسعر بن كدام وزكريا بن أبي زائدة والثوري ومالك وشعبة
وقطر بن خليفة وغيرهم، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وأحمد بن حنبل وأبو بكر
وعثمان ابنا أبي شيبة وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. وإسحاق بن راهويه وعالم. وكان مولده
سنة ثلاثين ومئة. ومات سنة ثمان أو تسع عشرة ومائتين وكان أصغر من وكيع بسنة وكان فيه
دعابة ومزاح ولكن كان ثقة إماما.
وأبو إسرائيل إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي العبسي، من أهل الكوفة، وقد قيل إنه
مولى سعد بن حذيفة، ولد بعد الجماجم بسنة، وكانت الجماجم سنة ثلاث وثمانين، ومات
وقد قارب الثمانين. يروي عن الحكم وعطية وروى عنه أهل العراق وكان رافضيا يشتم
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تركه عبد الرحمن بن مهدي وحمل عليه أبو الوليد الطيالسي حملا
شديدا، وهو مع ذلك منكر الحديث.
وأبو عبد الله ويقال أبو حمزة مسلم بن كيسان الأعور الملائي الضبي: يروي
عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) ومجاهد روى عنه الثوري وشعبة اختلط في آخر عمره حتى
كان لا يدري ما يحدث به فجعل يأتي بما لا أصل له عن الثقات فاختلط حديثه ولم يتميز.
تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.

(1) في نسخ (بعمرو بن قيس بن كثير وذاك).
423

باب الميم والياء
المياحي: بفتح الميم، والياء المشددة آخر الحروف، وفي آخرها الحاء المهملة بعد
الألف هذه النسبة إلى مياح وهو اسم لجد أبي حامد محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد بن
سليمان بن مياح المياحي الحضرمي المعروف بالبعراني، وقد ذكرته في الباء. سمع خالد بن
يوسف السمتي ونصر بن علي وعمرو بن علي وعلي بن نصر وغيرهم منه البصريين، وسمع
إسحاق بن أبي إسرائيل وأبا همام الوليد بن شجاع وأبا مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي
وغيرهم. وقال الدارقطني كتبنا عنه حديثا كثيرا. وكانت وفاته في أول يوم من المحرم سنة
إحدى وعشرين وثلاث مئة.
وفي الأسماء مياح بن سريع: يروي عن مجاهد وعن عبد الملك بن أبي مخدورة.
روى عنه محمد بن بكر البرساني وأبو معشر يوسف بن يزيد البراء.
الميافارقي: بفتح الميم، والياء المشددة، آخر الحروف، والفاء بين الألفين، وفي
آخرها الراء، والقاف، هذه النسبة إلى ميافارقين، وهي مدينة كبير عند آمد من بلاد الجزيرة
ولكثرة حروفها وثقلها خففوا هذه النسبة وأسقطوا من أولها ذكر ميا وقالوا: الفارقي، واشتهر
أهلها بهذه النسبة غير أني ذكرت فإن النسبة قد ترد إليها المافرقي والميافارقي والميافارقيني
ولهذا قال بعض الشعراء:
وليلتنا بآحد لم ننمها * كليلتنا بميافارقينا (1)
وقد ذكرت هذه النسبة في الفارقي.
الميانجي: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح النون، وفي آخرها
الجيم، هذه النسبة إلى موضعين قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما حدثني عنه أبو
العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان قال المقدسي: الأول منسوب إلى

(1) ليس من هذا البيت في الأصول سوى الكلمة الأخيرة وهو لعمرو بن مالك الزهري وقبله البيت التالي:
ألا لله ليل لم تنمه * على ذات الخضاب مجنبينا
وانظر معجم البلدان (آق) ومعجم ما استعجم (آمد).
424

موضع بالشام ولست أعرف في أي موضع هو منه يقال له الميانج، منهم:
أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي. سمع محمد بن عبد الله السمرقندي
بالميانج. روى عنه أبو الحسن محمد بن عوف الدمشقي.
وأبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي. سمع أبا الحسن الدارقطني وطبقته
حدثنا عنه أبو معشر عبد الكرمي بن عبد الصمد المقرئ الطبري بمكة.
وأبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي روى عنه يوسف بن القاسم الميانجي
ومات بالميانج.
والثاني منسوب إلى ميانه أذربيجان (منها):
القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الميانجي قاضي همذان استشهد بها.
وولده أبو بكر محمد: سمعا الكثير وتفقها، هذا كلام المقدسي.
وأما القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الميانجي، أحد الفضلاء،
المشهورين بالعراق. تفقه ببغداد على القاضي أبي الطيب الطبري، وكان شريك الشيخ أبي
إسحاق الشيرازي في الدرس وكان يرجع إلى معرفة تامه بالفقه والأدب. سمع ببغداد أبا
الحسن علي بن عمر القزويني وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا الحسين (أحمد بن
محمد) النوري وغيرهم روى لنا عنه أبو نصر محمد بن محمد بن الحسن الصائغ بأصبهان ولم
يحدثنا عنه فيما أظن أحد سواه ورأيت كتابا للشيخ أبي إسحاق الشيرازي إلى القاضي
الميانجي فكتب على عنوانه: مشاكره والمفتخر به والداعي له إبراهيم بن علي الفيروزآبادي،
ومن شعره المليح ما أنشدني أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي إملاء من حفظه
بهمذان أنشدني أبو بكر محمد بن علي بن الحسن الميانجي أنشدنا والدي القاضي أبو
الحسن لنفسه يمدح ماوشان همذان وهي موضع بسفح الجبل كثير الشجر والخضرة والماء
العذب والظلال. من الوافي:
إذا ذكر الحسان من الجنان * فحيهلا بوادي ماوشان
تجد شعبا يشعب كل هم * وملهى ملهيا عن كل شان
ومغنى مغنيا عن كل ظبي * وغانية تدل على الغواني
بروض مونق وخرير ماء * ألذ من الثالث والمثاني
وتغريد الهزار على ثمار * تراها كالعقيق وكالجمان
فيا لك منزلا لولا اشتياقي * أصيحابي بدرب الزعفران
425

فلما أنشدت هذه الأبيات بين يدي الشيخ أبي إسحاق استوى جالسا وكان متكئا وقال:
المراد بأصيحاب درب الزعفران أنا، ما أحسن عهده! اشتاق إلينا من الجنة.
ذكر الكياشيرويه بن شهردار الديلمي أن القاضي أبا الحسن الميانجي قتل بهمذان
بالعصبية في مسجده في صلاة في الصبح في شوال سنة إحدى وسبعين وأربع مئة.
وابنه أبو بكر محمد بن علي الميانجي، ولي القضاء بهمذان وكان فاضلا ذكيا حسن
الظاهر، روى لنا عنه أبو الفتوح محمد بن أبي جعفر الطائب بهمذان.
وأما أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد الميانجي فقيه صالح سديد السيرة من أهل
الميانج تصاحبنا في طريق مكة، وسمع بقراءتي على أبي عبد الله كثير بن سعيد بن شماليق
البغدادي وغيره وكتبت عنه شيئا يسيرا بمكة وانصرفنا إلى العراق فرجع هو إلى بلاده وكان
الرجوع في أوائل سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة.
الميبذي: بفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وضم الباء (المنقوطة
بواحدة)، وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى ميبذ وهي بلدة بنواحي أصبهان من كور
إصطخر فارس قريبة من يزد (1)، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم:
أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الميبذي، رجل معروف كثير السماع، رحل في
طلب الحديث وكتب الكثير بخطه المليح، سمع بمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر
الأزدي، وببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز وغيرهما، وحدث بشئ يسير،
روى عنه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الحسين الميبذي، كانت له معرفة تامة
باللغة والأدب. سافر في طلب الحديث إلى بغداد. وسمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن
المسلمة وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا نصر عبد الباقي بن أحمد الزهداري
وغيرهم. روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي. وتوفي ببغداد في ذي
القعدة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة. ودفن في مقبرة المارستان بالقرب من جامع المدينة.
الميتمي: بفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها التاء المنقوطة
باثنتين من فوقها، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى ميتم، وهم بطون من قبائل شتى
منهم:

(1) ويزد: مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان معدودة في أعمال فارس ثم من كورة إصطخر وهو اسم للناحية بينها
وبين شيراز سبعون فرسخا (معجم البلدان).
426

ميتم بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل من حمير.
وفي رعين: ميتم بن مثوة بن دي رعين، وهو يريم، بن زيد بن سهل بن عمرو بن
قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن عمرو بن الغوث، وقد تكرر
بقية النسب في مواضع.
وفي ذي الكلاع: ميتم الكلاعي وهم قبيل بحمص يقال لهم الميتميون وللأول يقال
ميتم رعين.
وفي نسب حمير ميتم بن سعد، بطن في ذي الكلاع رهط كعب الأحبار بن ماتع بن
هيسوع بن ذي هجران بن سمي (1).
ومنهم عمرو بن الخلي الذي قتل النعمان بن بشير.
وأيفع بن عمر ولي حمص.
والنمر بن نمران (2) بن ميتم، وميتم هو ابن سعد، بن عوف بن عدي بن مالك بن
زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس، وقد تكرر بقية النسب،
وهم الذين بحمص.
وسفيان بن نجيح بن مرثد (3) الكلاعي ثم الميتمي، وهم بطن من الكلاع من حمير،
كان في الطبقة العليا من جند مصر ولا أعلم له رواية، قاله ابن يونس.
وبكر بن محمد الميتمي الحافظ الحمصي، رحل وطوف. روى عنه محمد بن علي
النقاش.
وبقية بن الوليد بن صائد الميتمي، كنيته أبو محمد الكلاعي الميتمي.
ويحمد، بضم الياء وكسر الميم.
ويدوم بن صبح الكلاعي ثم الميتمي، يروي عن تبيع بن عامر، حدث عنه يزيد بن
عمرو المعافري قاله ابن يونس وقال يدوم بالياء و (تدوم) الصواب.

(1) في جمهرة أنساب العرب 434 (كعب بن ماتع بن هلسوع بن ذي هجران بن ميثم) بن ذي هجران بن ميثم (وانظر
المقتضب 113).
(2) انظر اللباب 3 / 206.
(3) انظر اللباب 3 / 280.
427

وأبو صالح الحيي ويقال الميتمي يروي عن أوس بن بشر المعافري (1).
الميثمي: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح الثاء
المنقوطة بثلاث، وفي آخرها ميم أخرى، هذه النسبة إلى ميثم، وهم جماعة من ولد
صالح بن ميثم الكوفي ورهطه وأكثرهم ممن نزل الكوفة.
ومن الكوفيين أحمد بن ميثم يروي المناكير عن أبي نعيم الفضل بن دكين.
وبنو ميثم جماعة من شيوخ الشيعة.
وفي الأسماء ميثم الكناني، يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه روى عنه
القاسم بن الوليد الهمداني وابنه عمران بن ميثم.
قال الدارقطني: أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين يروي عن علي بن قادم
وعن جده أبي نعيم وغيرهما، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا، قلت: وظني أنه أحمد بن ميثم
السابق ذكره الذي روى عن.. (2).
وبمرو يقال لمن يعمل المكاعب السود التي يلبسها الانسان مكان اللوالك (الميثمي).
وشيخنا أبو بكر عتيق الله بن أبي العباس بن أبي بكر الميثمي الشيخ الصالح الواعظ
ينتسب إلى هذه الحرفة، سمعت منه أحاديث بروايته عن أبي الفضل محمد بن الفضل
الأرسابندي (3)، وسمع بمكة أبا شاكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العثماني، سمع والدي
رحمهما الله وتوفي في المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة بمرو، وكنت إذ ذاك بطوس.

(1) بعدها في اللباب 3 / 280: (قلت هكذا ذكره أبو سعد ميتم بن سعد بن عوف، وفي رعين ميتم بن مثوه، وفي ذي
الكلاع ميتم، وهم بحمص. وفي حمير ميتم بن سعد، فجعلهم أربعة وهما اثنان، فإن ميتم بن سعد بن عوف
الذي ذكره أول الترجمة هو ميتم الذي في حمير، وهو ميتم الذي في ذي الكلاع، وهم الذين سكنوا حمص، وقد
ساق نسبهم في ميتم حمير، ومن قابل نسبه الذي ذكره في ميتم بن سعد بن عوف أول الترجمة والذي ذكره في ميتم
حمير على أنهما واحد وأنهما ميتم ذي الكلاع، فجعل الواحد ثلاثة، ولا أعلم كيف خفي عليه وقد ساق النسب في
الموضعين، فلو لم يذكر النسب لقد كان يظن فيه أنه قد رأى ميتم ذي الكلاع وميتم من حمير وميتم بن سعد بن عوف
فظنهم ثلاثة، وأما مع الوقوف على أنسابهم والعلم بأنها نسب أحد فلا أعلم كيف اشتبه عليه، وأحسن الأحوال له أن
ينسب إلى سوء الترتيب في التصنيف والله أعلم، وقد تبع في هذا الأمير أبا نصر بن مأكولا، إنما أبو سعد زاد علمه
زيادة عليه فلم يبق كلامه يحتمل التأويل وكلام الأمير يحتمل التأويل).
(2) بياض في نسخ.
(3) في نسخ (الأرسانيدي) وهو تصحيف: انظر معجم البلدان (أرسابند).
428

ورأيت في كتاب المجروحين والضعفاء لأبي حاتم بن حبان البستي: عمر بن موسى
الميثمي، فلا أدري أنا إلى أي شئ نسب؟ أما هذه صورته. قال أبو حاتم: شيخ من أهل
حمص، يروي عن مكحول وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن عمرو وأبي الزبير. روى عنه بقية
وعثمان بن عبد الرحمن، كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، لا يحل ذكره في الكتب
إلا على جهة التعجب ولا الرواية عنه بحال لان المستمع إلى أخباره التي يرويها عن الثقات لا
يشك أنها موضوعة.
الميتي: بفتح الميم، وكسر الياء المشددة آخر الحروف، وفي آخرها التاء ثالث
الحروف.
هذه النسبة لإبراهيم بن حبيب الرواجني الميتي الكوفي يعرف بابن الميتة. قال
الدارقطني: روى عنه غير واحد من الكوفيين، وروى عنه أيضا موسى بن هارون بن
عبد الله.
الميداني: بفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الدال المهملة،
وفي آخرها النون، هذ النسبة إلى موضعين: أحدهما إلى ميدان زياد بنيسابور، منهم:
أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني، صاحب محمد بن يحيى
الذهلي وراويه، وهو آخر من روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري وأبو سعيد بن أبي
بكر بن أبي عثمان وغيرهما وتوفي فجأة ليلة السبت لثلاث بقين من رجب سنة ست وثلاثين
وثلاث مئة.
وأبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني الأديب، من أهل نيسابور،
كان أديبا فاضلا عارفا بأصول اللغة. صنف التصانيف المفيدة فيها وسمع الحديث وأجاز لي
جميع مسموعاته (بخطه). وتوفي في شهر رمضان سنة ثماني عشرة وخمس مئة ودفن بأعلى
الميدان.
وأما ابنه أبو سعد سعيد بن أحمد بن محمد الميداني. كان فاضلا ولا كأبيه مرعى ولا
كالسعدان. سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيره، سمعت منه، وتوفي في
حدود سنة أربعين وخمس مئة (1). والثاني منسوب إلى الميدان، وهي محلة من محال

(1) في التحبير 1 / 303 أنه توفي بنيسابور يوم الأربعاء الرابع عشر من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.
429

أصبهان.
وكان شيخنا أبو سعدان أحمد بن محمد بن (أحمد بن) علي البغدادي الحافظ يملي في
مسجده بالميدان.
وكان منها أبو الفتح المطهر بن أحمد بن جعفر المفيد البيع. سمع أبا نعيم أحمد بن
عبد الله الحافظ وغيره وتوفي.. (1).
وأبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن صالح بن داود الميداني من ميدان زياد بنيسابور.
سمع محمد بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يزيد المقرئ. روى عنه الفقيه أبو الوليد
القرشي. وتوفي سنة خمس عشرة وثلاث مئة.
وأبو يحيى زكريا بن محمد بن بكار الميداني المعدل، وكان مسجده في ميدان زياد
معروفا. وكان كما بلغني صاحب حديث فهما إلا أن المنية أدركته في حد الكهولة، فقد كان
جمع الشيوخ والأبواب، سمع بنيسابور أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد
وإسماعيل بن قتيبة، وبالعراق أبا المثني العنبري وموسى بن هارون، روى عنه أبو
الحسين بن يعقوب الحافظ وأبو أحمد التميمي. وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.
وأبو الفضل عباس بن سهل الميداني النيسابوري من ميدان زياد، سمع إسحاق بن
سليمان الرازي ومكي بن إبراهيم، وهو رفيق حامد المقرئ، روى عنه عبد الله بن شيرويه
ومحمد بن عبد الله بن يوسف الزبيري وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وستين ومائتين.
ودرب ميدان محلة ببخارى، منها جماعة من المحدثين ينسبون إليها، منهم:
محمد بن إسماعيل الميداني، وقال غنجار في تاريخ بخارى: أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن أحمد الفقيه البصير، من درب ميدان، روى عن أبي بكر بن حريث وعلي بن
موسى القيسي وغيرهما. توفي في غرة ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.
وقال: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بشير الميداني، من درب ميدان،
روى عن القعنبي وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى ومحمد بن سلام وغيرهم، روى عنه أبو
عصمة أحمد بن محمد بن أحمد اليشكري وأبو علي الحسين بن الحسين البزاز. توفي ليلة
الاحد لثلاث بقين من ربيع الأول سنة اثنتين.. (2).

(1) بياض في النسخ.
(2) بياض في النسخ.
430

الميرقي: بفتح (1) الميم، وضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وسكون الراء.
وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى ميرقة، وهي جزيرة قريبة من الأندلس، والمشهور بهذه
النسبة:
أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن حميد بن يصل الحميدي الميرقي
الأندلسي، حافظ كبير جليل القدر، كثير السماع ذكرناه في حرف الحاء. توفي ببغداد في
سفر سنة إحدى وتسعين وأربع مئة.
الميرماهاني: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وسكون
الراء، وفي آخرها النون، هذه النسبة ميرماهان وهي قرية من قرى مرو مشهورة متصلة بالمدينة
الداخلة قريبة من قرية دروازه، والمشهور بهذه النسبة:
أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى المديني الخالدي الميرماهاني. قال
ابن ماكولا: سكن مرو، سمع محمد بن رافع ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن سعيد
الدارمي وعبد الصمد بن الفضل المقرئ، وروى التفسير عن إسحاق بن راهويه، وكان روى
عن إسحاق حديثا واحدا وقال: هذا حفظنيه أبي، وكان لا يروي غيره، ثم روى عنه التفسير
روى عنه أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ومات
في المحرم سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة. وكان له ست وثمانون سنة.
ومنها أبو محمد الفضل بن عطية بن عمر بن خالد العبسي الميرماهاني المروزي، أدرك
التابعين، وكان بينه وبين آل محمد بن شجاع مصاهرة، حدث عن عطاء بن أبي رياح
وعبد الملك بن جريج، روى عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عنه، وحدث عن
الفضل بن عطية الثوري وابن عيينة وهشيم وعيسى بن جعفر قاضي الري وغيرهم وقال
يحيى بن معين: محمد بن الفضل بن عطية خراساني ضعيف وأبوه ثقة يحدث عن أبيه عن
سفيان بن عيينة.
الميساني: بفتح الميم، وسكون الياء آخر الحروف وفتح السين المهملة، بعدها
الألف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميسان، وهي بليدة بأسفل لأرض البصرة،
منها:

(1) في معجم البلدان (ميورقة) بالفتح ثم الضم.
431

جناب (1) بن الخشخاش الميساني، من ولد الحصين بن أبي الحر العنبري، يروي
عن ابن (2) كلدة، حدث عنه عبد الله بن معاوية الجمحي وأبو الوليد الطيالسي ومحمد بن
الحسن البكاري. قال الدارقطني: ولي قضاء ميسان والمذار ثلاثين سنة.
وابنه خشخاش بن جناب هو ميساني، روى عنه الأصمعي.
الميشجاني: بكسر الميم، وسكون الياء آخر الحروف، والشين المعجمة الساكنة،
وفتح الجيم، بعدها الألف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى (ميكشان) فعرب فقيل
(مشيجان) على طريق أسفرايين، بت بها ليلة منصرفي من العراق. منها:
أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين النيسابوري الميشجاني، من أهل نيسابور،
سمع أبا قدامة السرخسي ومحمد بن رافع وإسحاق بن منصور وعلي بن سلمة اللبقي وهو راوية
محمد بن يحيى الذهلي، روى عنه أبو علي الحافظ ومحمد بن صالح بن هانئ. قال
الحاكم أبو عبد الله الحافظ: (و) قد نظرت في جملة من أصوله فوجدتها أصول ضابط متقن
محصل. وتوفي سنة تسع وثلاث مئة.
الميشقي: بكسر الميم، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الشين المعجمة، وفي
آخرها القاف، هذه النسبة إلى ميشة، وهي قرية من قرى جرجان، منها:
أبو يزيد طيفور بن إسحاق بن إبراهيم الميشقي، يروي عن أبي جعفر محمد بن غسان
الجرجاني. روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في التاريخ وقال: الميشق قرية من
قرى جرجان وقال: حدثنا أبو يزيد الميشقي على باب دار أبي بكر الإسماعيلي.
الميغني: بكسر الميم، والياء الساكنة آخر الحروف، والغين المعجمة المفتوحة،
وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميغن، وأظن أنها قرية من قرى سمرقند، منها:
القاضي أبو حفص عمر بن أبي الحارث بن عبد الله الميغني الحاكم سمع السيد أبا
المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني روى عنه أبو حفص عمر بن عمر بن أحمد النسفي
الحافظ.
الميغي: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الغين،

(1) وانظر اللباب 3 / 282.
(2) في نسخة (أبي كلدة) وانظر اللباب 3 / 282.
432

هذه النسبة إلى ميغ، وهي قرية من قرى بخارى، منها:
أبو محمد عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي الفقيه، كان أحد الأئمة،
صاحب زهد وتقشف، وكان مفتي أصحاب الرأي وإمام أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وكان
من المتورعين في الدين لم يكن في عصره بسمرقند مثله فقها وفضلا، وكان صحيح الأسمعة
روى عنه عبد الله بن محمد بن يعقوب ومحمد بن عمران البخاريين وأبي القاسم الحكيم
السمرقندي، روى عنه أبو سعد الإدريسي، ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين
وثلاث مئة.
وعبد المجيد الميغي، يروي عن أبي سهل هارون بن أحمد الاستراباذي، سمع منه
أبو كامل البصيري البخاري.
الميكالي: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الكاف، وفي
آخرها اللام، هذه النسبة إلى ميكال، وهو اسم لجد المنتسب إليه وهذا بيت معروف بخراسان،
من أهل نيسابور، مدح بعضهم أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي بالقصيدة التي أولها:
أما تري رأسي حاكى لونه * طرة صبح تحت أذيال الدجى
ويقول فيها:
إن ابن ميكال الأمير انتاشني * من بعدما قد كنت كالشئ اللقا
وفي هذا البيت شهرة، وفيه جماعة من الفضلاء والعلماء في كل فن. وذكر الرئيس أبو
محمد بن أبي العباس الميكالي نسبهم فقال:
ميكال بن عبد الواحد بن جبريل بن القاسم بن بكر بن ديواشتي وهو شور الملك بن
شور بن شور بن شور أربعة من الملوك بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام بن جور فمنهم:
الأمير أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال
الميكالي، من أهل نيسابور، أوحد عصره في خراسان أدبا وفضلا ونسبا وأصلا وعقلا،
وكان حسن الأخلاق مليح الشمائل كثير العبادة دائم التلاوة سخي النفس.
ذكره علي بن الحسن الباخرزي في كتاب دمية القصر وقال: لو قلت لي من أمير
الفضل؟ لقلت الأمير أبو الفضل. سمع الكثير، وعقد له مجلس الاملاء في رجب سنة
اثنتين وعشرين وأربع مئة، واستمر ذلك إلى حين وفاته وانتشرت تصانيفه وديوان شعره في
433

الآفاق، سمع.. (1)، روى عنه أبو الفضل محمد بن أحمد الطبسي الحافظ وأبو الحسن
علي بن أحمد المؤذن وأبو القاسم عبد الله بن علي الفقيه الاجل وجماعة، وكانت وفاته في
اليوم العيد الأضحى من سنة ست وثلاثين وأربع مئة.
وعم أبيه أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الميكالي،
رئيس نيسابور، وكان مذكورا بالأدب والكتابة وحفظ دواوين الشعر ودرس الفقه على قاضي
الحرمين وغيره، وكان أوحد زمانه في معرفة الشروط، وكان أريد على ديوان الرسائل سنة
أربع وستين وثلاث مئة، فامتنع واستعفى، ثم أكره بعد ذلك غير مرة على وزارة السلطان
فامتنع وتضرع حتى أعفي، وكان يختم القرآن في ركعتين ويقول.. (2)، وكان يفتح بابه
بعد فراغه من صلاة الصبح إلى أن يصلي صلاة العتمة، فلا يحجب عنه صاحب حاجة، عقد
له مجلس النظر سنة سبع وأربعين وثلاث مئة في حضرة إمامي المذهب أبي الوليد القرشي
وأبي الحسن القاضي وحضر جميعا مجلسه، ثم تقلد الرئاسة سنة ست وخمسين وثلاث مئة
وهو منفرد بها بلا منازع ولا مانع نيفا وعشرين سنة، فلم ير شاك مستنصف بجميع خراسان.
وكان قد حج سنة سبع وأربعين وثلاث مئة، ثم تأهب للخروج إلى الحج ثانيا في شهر رمضان
سنة تسع وسبعين وثلاث مئة، فسئل أن يستصحب شيئا من مسموعاته من أبي حامد الشرقي
وأقرانه من المحدثين ففعل. وحدث بنيسابور والدامغان والري وهمذان وحدث ببغداد بجملة
من الحديث، وكذلك بالكوفة ومكة، فحدثني غير واحد من أولاده وأقاربه الذين صحبوه
بمكة أنه دخل مكة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ونظر في مولوده وقد حكم له المنجمون أنه
يموت وهو ابن أربع وسبعين سنة فدعا بمكة في المشاعر الشريفة يقول: اللهم إن كنت
قابضني بعد سنتين فاقبضني في حرمك، فاستجاب الله دعاءه، وتوفي بمكة في آخر أيام
الموسم في ذي الحجة من سنة تسع وسبعين وثلاث مئة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
قال الحاكم: حدثني أبو بكر المحمدابادي من أصحابنا أنه نام على فراشه في الليلة
التي مات فيها وأمر كل من كان في رحله حتى ناموا وأنهم أصبحوا فوجدوه ميتا مستقبل القبلة،
فغسلوه وكفنوه، فحمل على السرير وأدخل المسجد الحرام وطافوا به حول الكعبة، ثم
أخرجوه وصلوا عليه عند باب بني شيبة وذكروا أنه صلى عليه أكثر من مئة الف رجل، ودفن

(1) بياض في عدة نسخ.
(2) في عدة نسخ بياض.
434

بالبطحاء بين سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض، وقد كان أبو محمد قد حدثني غير مرة أنه
ولد سنة سبع وثلاث مئة.
وأبو القاسم علي بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال المطوعي الميكالي، من
أهل نيسابور، وكان من فرسان خراسان، ومن الراغبين في الخيرات والذابين عن حريم
الاسلام، غزا بخراسان غزوات كثيرة ثم خرج إلى طرسوس وغزا الروم على الطريقين، وكان
من الراغبين في صحبة الصالحين، وسمع بنيسابور أبا محمد عبد الله بن محمد بن الشرقي
وأبا حامد أحمد (بن محمد) بن بلال البزاز وأبا الفضل بن قوهيار وغيرهم طبقة قبل الأصم،
ثم كتب ببغداد والبصرة، وأظنه كتب بالشام أيضا ولم يحدث. وتوفي بغراوة بعد أن سكنها
وجاورها غازيا واقتنى بها ضياعا وعقارا بغراوة في جمادى الأولى (من) سنة ست وسبعين
وثلاث مئة ودفن بها في البناء الذي ارتاده لترتبه.
وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن ميكال الأديب الميكالي، أديب
شاعر لغوي وقد تفقه عند قاضي الحرمين أبي الحسين، وسمع أحمد بن كامل القاضي
وأحمد بن سلمان الفقيه وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وحدث وعقد له مجلس الاملاء سنة
ثلاث وثمانين وثلاث مئة. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في صفر سنة ثمان
وثمانين وثلاث مئة، ودفن في دار أبي محمد ميكالي.
ووالد أبي محمد السابق ذكره هو أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال
الأديب الميكالي شيخ خراسان ووجهها وعينها في عصره سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن
إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأبا العباس أحمد بن محمد
الماسرجسي وبكور الأهواز عبدان بن أحمد بن موسى الجواليقي الحافظ والحسين بن يهمان
وعلي بن سعيد العسكريين وأقرانهم. سمع منه الحفاظ مثل أبي علي النيسابوري وأبي
الحسين محمد بن الحجاجي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ. وذكره في التاريخ فقال
ولد أبو العباس بنيسابور فلما قلد أمير المؤمنين المقتدر بالله أباه عبد الله بن محمد الأعمال
بكور الأهواز حمل إلى حضرة أبيه فاستدعى أبا بكر محمد بن الحسن الدريدي لتأديبه فأجيب
إليه إيجابا له وبعث بأبي بكر الدريدي إليه فهو كان مؤدبه، وكان واحد عصره.
وفي أبي عبد الله بن محمد بن ميكال وابنه أبي العباس قال الدريدي قصيدته المشهورة
في الدنيا التي مدحهم بها، ثم قال الحاكم: سمعت أبا العباس وسئل عن مقصورة الدريدي
فقال: أنشدنيها مؤدبي أبو بكر الدريدي ثم قرأتها عليه مرارا فسألناه أن ينشدناها قال: أنشدنا
435

أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، قلت: وأنشدناها عاليا الأديب أبو عبد الله الحسين بن
عبد الملك الخلال في داره بأصبهان، أنشدنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن
الرازي المقرئ، قدم علينا قال: أنشدنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب بمصر، أنشدنا أبو
بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي لنفسه من الرجز:
أما تري رأسي حاكى لونه * طرة صبح تحت أذيال الدجى
واشتعل المبيض في مسوده * مثل اشتعال النار في جزل الغضا
إلى أن قال في مدحهم:
إن العراق لم أفارق أهله * عن شنا أصدني ولا قلى
ولا أطبي عيني مذ باينتهم * شئ يروق الطرف من هذا الورى
هم الشناخيب المنيفات الذرى * والناس أذحال سواهم ولقى
هم البحور زاخر آذيها * والناس ضحضاح ثغاب وأضا
إن كنت أبصرت لهم من بعدهم * مثلا فأغضيت على وخز السفا
حاشا الأميرين اللذين أوفدا * على طلا من نعيم قد ضفا
هما اللذان أثبتا لي أملا * قد وقف الشيأس به على شفا
تلافيا العيش الذي رنقه * صرف الزمان فاستساغ وصفا
وأجريا ماء الحيالى رغدا * فاهتز غصن بعدما كان ذوي
هما اللذان سموا بناظري * من بعد إغضائي على لذع القذى
هما اللذان عمرا لي جانبا * من الرجا قد كان قدما قد عفا
وقلداني منة لو قرنت * بشكر أهل الأرض عني ما وفى
بالعشر من معشارها وكان كال * بحسوة في آذي بحر قد طما
إن ابن ميكال الأمير انتاشني * من بعد ما قد كنت كالشئ اللقى
ومد ضبعي أبو العباس من * بعد انقباض الذرع والباع الورى
نفسي الفداء لأميري ومن * تحت السماء لأميري الفدا
لا زال شكري لهما مواصلا * دهري أو يعتاقني صرف القنا
وحكى الحاكم أبو عبد الله قال: سمعت أبا منصور الفقيه يقول: كنت باليمن سنة تسع
وثلاثين وثلاث مئة، فبينا أنا ذات يوم أسير في مدينة عدن إذ رأيت مؤدبا يعلم متأدبا له
مقصورة الدريدي، وقد بلغ ذكر الميكالية فقال لي يا خراساني أبو العباس هذا لكم عنده عقب
436

بخراسان؟ فقلت: هو بنفسه حي، فتعجب من ذلك أشد التعجب وقال: أنا أعلم هذه
القصيدة منذ كذا سنة. قال:
وسمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم الجوري الأديب وهو يحدثنا عن أبي بكر بن دريد
فقلت له أين كتبت عنه ولم تدخل العراق قال: كتبت (عنه) بفارس لما قدم على عبد الله بن
محمد بن ميكال لتأديب ولده أبي العباس فقلت له: وأبو العباس إذ ذاك (صبي) قال: لا
والله، إلا رجل إمام في الأدب والفروسية بحيث يشار إليه. ثم قال:
سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسين الوضاحي (يقول سمعت أبا العباس بن ميكال
يذكر صلة أبيه الدريدي في إنشائه المقصورة فيهم، قال الوضاحي فقلت: وأيش الذي وصل
إليه من خاصة الشيخ؟ فقال: لم تصل يدي إذ ذاك إلا إلى ثلاث مئة دينار وضعتها في طبق
كاغد ووضعتها بين يديه.
فأما سماعات أبي العباس بن ميكال فإنه لما وصل إلى فارس خصه عبدان الأهوازي
بالمجلد الذي قرأه علينا وسمعت أبا علي الحافظ يقول: استفدت منها أكثر من مئة حديث.
وسمع الموطأ لمالك عن شيخ بحر فارس عن أبي مصعب. وعند منصرفه إلى نيسابور سمع
من ابن خزيمة وحدث بضعة عشر عاما إملاء وقراءة وروى عنه أبو علي الحافظ في مصنفاته
وأبو الحسين الحجاجي ومشايخنا وتوفي ليلة الاثنين الخامس عشر من صفر سنة اثنتين وستين
وثلاث مئة، وصلى عليه ابنه الرئيس أبو محمد ودفن في مقبرة باب معمر وهو ابن اثنتين
وتسعين سنة، ورئي بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي.
قيل: بماذا؟ قال: بأحاديث حدث بها الناس في أواخر عمري (1).
الميمذي: بالياء الساكنة (المنقوطة باثنتين من تحتها) بين الميمين، وفي آخرها الذال
المعجمة، هذ النسبة إلى ميمذ.. (2) والمشهور بالنسبة إليها:
أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الميمذي القاضي سمع بالبصرة أبا
محمد عبد الله بن محمد بن قريعة الأزدي قال ابن ماكولا: قالوا: إن الميمذي غير ثقة.

(1) بعده في اللباب 3 / 284: (قلت فاته: الميماسي: بكسر الميم، وسكون الياء، وبعدها ميم ثانية، وبعد الألف
سين مهملة نسبة إلى ميماس، وهي قرية بالشام، ينسب إليها أبو بكر محمد بن علي الميماسي، حدث وروى عنه
الناس، وتوفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة).
(2) بياض في نسخة، والكلام متصل في نسخ أخرى. وفي معجم البلدان أنها مدينة بآذربيجان أو أران.
437

الميموني: بالياء الساكنة بين الميمين أولهما مفتوحة والثانية مضمومة، بعدها الواو،
والنون، هذه النسبة إلى ميمون، وهو اسم لرجل، والمشهور بهذه النسبة:
محمد بن زياد اليشكري الطحان يعرف بالميموني، من أهل بغداد، وإنما قيل له
الميموني، لأنه صاحب ميمون بن مهران والراوي عنه. روى عنه الربيع بن ثعلب وزياد بن
يحيى الحساني وغيرهما. وكان يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث
كذابون (1) منهم محمد بن زياد كان يضع الحديث. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت
أبي عنه فقال: كان يحدث عن ميمون بن مهران قال كذاب خبيث أعور يضع الحديث. وكان
أحمد بن حنبل يقول: ما كان أجرأه يقول ثنا ميمون بن مهران قال علي بن المديني:
محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران كتبت عنه كتابا فرميت به، وضعفه جدا وقال عمرو بن
علي: محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران متروك الحديث كذاب منكر الحديث سمعه
يقول: حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينوا
مجالس نسائكم بالمغزل، وقال البخاري: محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران هو متروك
الحديث. قال عمرو بن زرارة: كان محمد بن زياد يتهم بوضع الحديث وكذا قال أبو عيسى
والنسائي.
وأبو القاسم سعد بن عبد الله بن الحسين بن علوية الفرضي الشافعي الميموني: قيل له
الميموني لأنه كان من ولد ميمون بن مهران. سمع أبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا
بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد وأبا سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان. سمع منه
أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو نصر
أحمد بن عمر الحافظان.
والفرقة الميمونية طائفة من الخوارج، فهم من جملة العجاردة، وخالفوا جمهور
الخوارج في بدع زادوها عليهم منها قولهم بالقدر على مذاهب المعتزلة وقالوا بتقديم
الاستطاعة على الفعل، وزعموا أن ليس لله مشيئة في معاصي العباد فسموا هؤلاء قدرية
الخوارج وأكفرهم بذلك جمهور الخوارج. وذكر الحسين الكرابيسي في كتابه والذي حكى
فيه مقالات الخوارج أن الميمونية منهم يجيزون نكاح بنات البنين وبنات البنات وبنات أولاد الإخوة
وبنات أولاد الأخوات ويقولون: إن الله عز وجل حرم البنات وبنات الأخت وبنات الأخ

(1) (كذابين) ويبدو أنها من لغة المحدثين لأنها وردت في تاريخ بغداد في ترجمة 5 / 279.
438

ولم يحرم بنات أولاد هؤلاء البنات. وحكى الكعبي والأشعري عن الميمونية إنكارها أن تكون
سورة يوسف من القرآن، وصح في حقهم المثل السائر مع كفره قدري (1).
الميهني: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، (وفتح الهاء) وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد،
والمشهور القديم منها:
صدقة بن عبد الله الميهني. قال أبو حاتم بن حبان: هو شيخ من أهل ميهنة قرية من
قرى أبيورد روى عن ابن لهيعة، روى عنه أهل بلده.
ومن المتأخرين أبو سعيد الفضل بن أحمد بن محمد يعرف بابن أبي الخير الميهني كان
صاحب كرامات وآيات. يروي عن أبي علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي. روى عنه
جماعة مثل أبي القاسم سلمان بن ناصر الأنصاري. توفي سنة أربعين وأربع مئة بقرية ميهنة
ودخلتها غير مرة وكتبت عن جماعة من أهلها.
(يقول الخواري: ذكر الامام صدر الأفاضل الخوارزمي: في جلوة الرياحين له: وأما
الصاعد الميهني الطبيب فقد كان من ميهن قرية من قرى غزنة).
الميلاقاني: بكسر الميم، والياء الساكنة آخر الحروف، والقاف المفتوحة بين الألف
واللام ألف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميلاقان وهي قرية من قرى مرو عند السنج
منها:
أبو شيبة أحمد بن محمد الميلاقاني، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.

(1) بعدها في اللباب 3 / 285 (قلت: فاته نسبة أبي القاسم عمر بن علي بن أحمد الميموني، سمع أبا الفرج الخيوطي
وغيره، ومات بعد الخمسين والأربعمائة، نسب إلى قرية ميمون بينها وبين واسط نصف فرسخ ذكر ذلك أبو طاهر
السلفي عن خميس الحوزي).
439

حرف النون
باب النون والألف
النابتي: بفتح النون وكسر الباء الموحدة بعد الألف وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى نابت، وهو اسم رجل فيما أظن.
والمشهور بهذا الانتساب أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن يعيش الهمذاني،
يعرف بابن النابتي. من أهل همذان، وكان والده ولي القضاء بها. يروي عن محمود بن
غيلان، وحميد بن زنجويه وغيرهما. روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني لأنه
قدم أصبهان وحدث بها.
ونابت هو ابن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام. ويقال: بل هو نابت بن
سلامان بن حمل بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. ويقال: نبت. وقال
عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي:
وكنا ولاة البيت من بعد نابت * نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
قال عمرو بن علي الفلاس: قلت لحرمي بن عمارة بن أبي حفصة (ما اسم
أبي حفصة) قال: ما يكون اسم العينة؟ قلت: ابن ثابت، قال: صحفت صحفت، هو
عمارة بن نابت. قال الكلبي: في ولد حبيب بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
نابت، وهم النابتيون. وحباب، وهم الحبابيون. وحريث، وهم الحريثيون.
النابغي: بفتح النون بعدها الألف والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الغين المعجمة
هذه النسبة إلى النابغة. ويقال: بات فلان بليلة نابغة، يعني: بشر ليلة، لان النابغة قال:
فبت كأني ساورتني ضئيلة * من الرقش في أنيابها السم ناقع
ومن الشعراء جماعة عرفوا بالنوابغ. قال الفرزدق وهو الذي افتخر في شعره وذكر
النوابغ:
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا * وأبو يزيد وذو القروح وجرول
أما النوابغ فهم: نابغة بني ذبيان، ونابغة بني شيبان، ونابغة بني جعدة. وأما أبو يزيد
440

فهو المخبل السعدي. وأما ذو القروح فهو امرؤ القيس. وأما جرول فهو الحطيئة. والمخبل
السعدي قال: فترت، وقال: يا مخبل ما بجسمك من فتور.
النابلسي: بفتح النون وضم الباء المنقوطة بواحدة وضم اللام وكسر السين المهملة،
هذه النسبة إلى نابلس، وهي بلدة من بلاد فلسطين. بت فيها ليلتين في توجهي وصدري عن
بيت المقدس. استولى عليها الفرنج والسلطنة لهم، غير أن بها جماعة كثيرة من المسلمين،
وبها الجامع ومسجد آخر للمسلمين، وهي من أمهات بلاد فلسطين وحسانها.
والمنتسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشيخ الشهيد بالرملة. روى
عنه أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ، وأبو الحسين علي بن جعفر النابلسي خطيب
نابلس، بت عنده ليلة بنابلس، وكتبت عنه بيتين من الشعر.
النابلي: بفتح النون والباء المكسورة الموحدة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى
نابل، وهو بطن من طئ، وهو نابل بن أسودان وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طئ،
ومن ولده زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن
كنانة بن مالك بن نابل وهو نابلي.
الناتلي: بفتح النون وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها اللام. هذه النسبة
إلى ناتل، وهي بليدة بنواحي آمل طبرستان، كثيرة الخضر والمياه. خرج منها جماعة من
العلماء منهم:
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عمر الحلبي الناتلي، أحد التجار المعروفين، سافر إلى
ديار مصر والشام وخراسان، وسكن بغداد، وسمع بنيسابور أبا بكر أحمد بن علي بن خلف
الشيرازي، وأبا الفضل محمد بن عبيد الله الصرام وغيرهما، وتوفي بعد شوال سنة سبع عشرة وخمسمئة.
وناتل: بطن من الصدف، وهو ناتل بن أسد بن جاحل الأكبر بن أسد بن جعشم بن
حريم بن الصدف بن حضرموت. ذكره ابن الكلبي في نسب حضرموت. منها حيي بن
رقي بن جعشم بن ناتل بن أسد الناتلي. هكذا ذكره أبو الحسن الدارقطني في المختلف.
وناتل من قضاعة، وهو ناتل بن هصيص بن حيي بن وائل بن جشم بن مالك بن
كعب بن القين، وهو النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن
عمران بن الحاف بن قضاعة. ذكره ابن حبيب عن ابن الكلبي.
441

وفي الأسماء ناتل الشامي وهو أبو قيس الجذامي.
الناجي: بالنون المشددة والجيم بعد الألف، هذه النسبة إلى بني ناجية، وهم عدد
كثير من بني سامة بن لؤي. وقال أبو علي الغساني: ناجية بنت جرم بن رئاب أمهم كانت
تحت سامة بن لؤي فنسبوا إليه، وعامتهم بالبصرة منهم:
أبو الصديق بكر بن قيس الناجي، من أهل البصرة، يروي عن أبي سعيد الخدري،
روى عنه ثابت البناني، مات سنة ثمان ومئة.
وسالم بن هلال الناجي. يروي عن أبي الصديق الناجي، روى عنه يحيى بن سعيد
القطان.
وأبو الحسن ميمون بن نجيح الناجي، يروي عن الحسن بن أبي الحسن. روى عنه
نصر بن علي الجهضمي، وأبو عاصم النبيل، والنضر بن شميل.
وسليمان بن الأسود الناجي. يروي عن أبي المتوكل الناجي، روى عنه وهب وابن
أبي عروبة.
والمنتسب إليها ولاء أبو يحيى مالك بن دينار الناجي، مولى لبني ناجية بن سامة بن
لؤي بن غالب القرشي، من أهل البصرة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وكان من زهاد التابعين والمتقشفة الخشن. مات سنة ثلاث وعشرين ومئة، وقد قيل:
سنة سبع وعشرين ومئة، ويقال: سنة ثلاثين ومئة، ويقال: سنة إحدى وثلاثين.
وأبو سلمة عباد بن منصور الناجي السامي القاضي بالبصرة. يروي عن أيوب
السختياني، حديثه مخرج في صحيح البخاري استشهادا.
وأبو عبيدة بكر بن الأسود الناجي، يروي عن الحسن، روى عنه وكيع، وهلال بن
فياض. ضعفه يحيى بن معين، وقال مرة أخرى: ليس به بأس.
وجميل بن عبد الرحمن بن سوادة الأنصاري الناجي ولاء المؤدب، مولى ناجية بنت
غزوان أخت عتبة بن غزوان. عداده في أهل المدينة. يروي عن سعيد بن المسيب، روى
عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك وكانت أمه بنت سعد القرظ (1).

(1) سعد القرظ: هو سعد بن عائذ المؤذن، مولى عمار بن ياسر، جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن مسجد قباء وخليفة بلال إذا
غاب " أسد الغابة ": 2 - 355 - 356.
442

وإبراهيم بن نافع الجلاب البصري الناجي، من بني ناجية. يروي عن مبارك بن
فضالة، وعمر بن موسى الوجيهي، وروح بن مسافر، وابن المبارك وغيرهم. قال
ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا بأس به، كان حدث بأحاديث عن عمر بن موسى
الوجيهي بواطيل، وعمر متروك الحديث (1).
الناخلي: بفتح النون وكسر الخاء المعجمة بعد الألف وفي آخرها اللام. هذا الاسم
لمن ينخل الدقيق. والمشهور بهذه النسبة:
أبو القاسم عمر بن محمد الناخلي الصوفي، من أهل دمشق. كان بغداديا سكن دمشق
فنسب إليها. حدث بحكايات عن أبي الحسين المالكي وغيره. روى عنه أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله المزي الدمشقي.
النارناباذي: بفتح النون والراء ونون أخرى بين الألفين والباء الموحدة بين الألفين أيضا
وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى نارناباذ، وهي من قرى مرو من ربع التقادم هكذا
ذكره المعداني أبو العباس، ولا أعرف هذه القرية، وسألت جماعة من أهل المعرفة والخبرة
فما عرف أيضا. ولعلها كانت فخربت واندرست.
ومن هذه القرية أبو عثمان سعيد بن حرب العبدي النارناباذي. روى عن عبد الله بن
الزبير وشهد أيامه، روى عنه أحمد بن خالد الذهلي.
ومن هذه القرية أبو سهل القاسم بن مجاشع بن تميم بن حبيب بن عبيد بن عامر المرامي
النارناباذي، أحد النقباء الاثني عشر. ولما تحول أبو مسلم إلى الماخوان (2) استعمل
القاسم بن مجاشع على القضاء، ثم إن القاسم أتى العراق مع أبي مسلم، ثم استأذن
المنصور في الرجوع إلى مرو، فأذن له، فهلك في ولاية عبد الجبار (3).

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى ناج بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بطن، منهم
أبو عبيدة الناجي، ومنهم بنو ثعلبة بن رهم بن ناج بن يشكر، وهم الدرعاء فخذ كبير منهم.
وفاته أيضا النسبة إلى ناجية بن مالك بن حريم بن جعفي، بطن من جعفي، منهم أبو الجنوب لعنه الله، وهو
عبد الرحمن بن زياد بن زهير بن خنساء بن كعب بن الحارث بن سعد بن نا جنة، شهد قتل الحسين عليه السلام وأخذ
جملا من جماله يستقي عليه الماء فسماه حسينا ".
(2) الماخوان، قرية كبيرة من قرى مرو. " معجم البلدان ": 5 - 33.
(3) قال ابن الأثير في " اللباب ": قلت: فاته (الناري) بالنون وبعد الألف راء نسبة إلى النار، واسمه يزيد بن
الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بطن من بني الحارث بن كعب، وإنما قيل له النار لصرامته، منهم معبد بن تميم بن معشر بن تميم بن النار، كان من الشيعة الذين طعنوا على عثمان رضي الله عنه،
فقيدوا حتى قتل عثمان.
443

الناسخ: بفتح النون وكسر السين المهملة والخاء المعجمة في آخرها. هذه اللفظة
لمن ينسخ الكتب بالأجرة، ويقال له: الوراق بسائر البلاد، وببغداد يقال له: الناسخ.
واشتهر جماعة بهذه الصنعة منهم أبو طاهر أحمد بن أحمد بن علي بن عمر بن علي بن سلمان
الدقاق الناسخ. من أهل بغداد، سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان
البزاز. روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي. وتوفي في ذي القعدة سنة
سبعين وأربعمئة.
الناسري: بفتح النون وكسر السين المهملة وفي آخرها الراء (..) (1) والمشهور بهذه
النسبة الحسن بن أحمد الناسري الجرجاني. ذكره حمزة بن يوسف السهمي في " تاريخ
جرجان " ولم يزد. وهو بالنون والسين المهملة.
الناسي: بفتح النون وفي آخرها السين المهملة، هذا لقب القلمس وقيل له: الناس،
لأنه هو الذي كان ينسئ الشهور. وقال بعضهم: ناسي الشهور القلمس.
وناس: قرية كبيرة بنواحي أبيورد، كان بها جماعة من العلماء يكتبون لأنفسهم
الناسي.
الناشري: بفتح النون وكسر الشين المعجمة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى ناشرة
(...) (2).
والمشهور بهذا الانتساب مالك بن أبي زيد. مالك بن زيد الناشري المصري. سمع
أبا أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمرو. حدث عنه أبو قبيل المعافري.
والعباس بن الفضل الناشري الكوفي، حدث عن أبي داود النخعي، روى عنه
محمد بن مروان الغزال.
ومحمد بن عبيس بن هشام الناشري الكوفي، حدث عن إسحاق بن بريد،

(1) بياض في ك قدر ثلاث كلمات.
(2) بياض في ك قدر ثلاث كلمات، والكلام متصل في ظ و م، والذي في " اللباب ": هذه النسبة إلى ناشر بن
الأبيض بن كناني بن مسيلمة بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد، بطن من همدان، عامتهم بمصر.
444

والحسن بن علي بن فضال. روى عنه محمد بن محمود الكندي الكوفي ابن بنت الأشج نزيل
أسوان (1).
الناشي: بفتح النون المشددة وفي آخرها الشين المعجمة، وإنما قيل الناشي لأنه نشأ
في فن من الشعر. والمشهور بهذه النسبة علي بن عبد الله الناشي. شاعر مشهور، كان في
زمن المقتدر والقاهر والراضي وغيرهم، وهو بغدادي سكن مصر. وهكذا ذكره أبو نصر بن
مأكولا.
وأبو العباس عبد الله بن محمد بن شرشير الناشي (2)، الشاعر المتكلم، من أهل
الأنبار، أقام ببغداد مدة طويلة، ثم خرج إلى مصر فنزلها، وله كتب ينقض فيها كتب المنطق
وأشعار في ذلك، وكان شاعرا، وله قصيدة على روي واحد وقافية واحدة تكون أربعة آلاف
بيت ذكرها الناجم وذكر أنه أنشده إياها. وكان يقول في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء.
قال محمد بن عمران المرزباني: كان أبو العباس الناشئ متهوسا شديد الهوس، وشعره كثير
وهو مع كثرته قليل الفائدة، وقد قرأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه، لأنه أخذ
نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالا
ينقض بها ما هم عليه، فسقط ببغداد، فلجأ إلى مصر فشخص إليها، وأقام بها بقية عمره.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ومحمد بن خلف بن المرزبان
وغيرهما. ومات في سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
الناصحي: بفتح النون وكسر الصاد والحاء المهملتين. هذه النسبة إلى الناصح، وهو
اسم رجل، منهم:
أبو الحسن محمد بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن ناصح بن طلحة بن محمد بن

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": قلت: فاته النسبة إلى ناشرة بن نصر بن سواءة بن الحارث بن سعد بن مالك بن
ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ينسب إليه خلق كثير، منهم أبو مظفار مالك بن عوف بن معاوية بن كسر بن ناشرة
الذي يقول له النابغة:
جيش يقودهم أبو مظفار.
ومنهم ملك العرب سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأزدي الناشري صاحب الحلي السيفية
بالعراق، قتله السلطان محمد بن ملكشاه في الحرب سنة خمسمئة.
(2) " إنباه الرواة " القفطي: 2 - 128 - 129 وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته. وشرشير بكسر الشين الأولى والثانية في
الأصل: اسم طائر يصل إلى الديار المصرية في البحر زمن الشتاء، وهو أكبر من الحمام بقليل، كثير الوجود
بساحل دمياط، وجعل اسما على المترجم.
445

جعفر بن يحيى الناصحي: من أهل نيسابور ومن أهل البيوتات، كان تفقه على الامام
أبي محمد الجويني، وسمع أبا عبد الرحمن السلمي، وأبا القاسم السراج، وأبا بكر الحيري
وغيرهم حدث وسمع منه. وكانت ولادته في سنة ثلاث وأربعمئة. ومات سنة تسع وسبعين
وأربعمئة.
وأخوه أبو سعيد بن أبي جعفر محمد بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن ناصح
الناصحي، كان من بيت العلم، وكان عديم النظير في فضله وورعه وديانته، تفقه على
أبي محمد الجويني. وحدث عن أبي طاهر بن محمش الزيادي، وأبي محمد بن بايوية
الأصبهاني، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي زكريا المزكي وغيرهم. ولد سنة أربعمئة،
ومات سنة خمس وخمسين وأربعمئة.
وأخوهما أبو سعد محمد بن محمد بن جعفر الناصحي: حدث عن أبي بكر بن فورك،
والحاكم أبي عبد الله الحافظ، والسيد أبي الحسن الحسني، والأستاذ أبي طاهر بن محمش
الزيادي وغيرهم.
وابنه أبو القاسم إسماعيل بن أبي سعد الناصحي. حدث عن أبي الحسن علي بن
أبي بكر الطرازي وطبقته.
الناضري: بفتح النون والضاد المعجمة المكسورة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
بني ناضرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، بطن من سليم والمنسوب
إليهم:
محمد بن أبي مريم الناضري. قال ابن أبي حاتم: هو مولى لبني سليم ثم لبني
ناضرة. يروي عن سعيد بن المسيب. روى عنه بكير بن الأشج. قال ابن أبي حاتم:
سمعت أبي يقول ذلك.
الناطفي: بفتح النون وكسر الطاء المهملة والفاء. هذه النسبة إلى بيع الناطف وعمله.
وأبو حفص عمر بن محمد بن أبو بكر الناطفي، من أهل مرو، كان شيخا صائبا
صالحا. سمع السيد أبا القاسم علي بن موسى الموسوي، وأبا عبد الله محمد بن الحسن
المهربندقشاني وغيرهما. كتبت عنه شيئا يسيرا، وما أظن أن أحدا قرأ عليه الحديث قبلي
وبعدي، ومن سمع منه فبقرائتي سمع، وكانت ولادته فيما أظن في حدود سنة خمسين
وأربعمئة، ووفاته في المحرم سنة ست وثلاثين وخمسمئة بمرو، وكنت في هذا الوقت
بدمشق.
446

الناعطي: بفتح النون بعدها الألف والعين المهملة المكسورة وفي آخرها الطاء
المهملة. هذه النسبة إلى ناعط، وهو بطن من همدان، وهو ربيعة بن مرثد الهمداني. منها
مالك بن حمرة بن أيفع بن كرب الناعطي الهمداني، أسلم هو وعماه عمرو ومالك ابنا أيفع
ووفدا على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم عامر بن شهر الهمداني الناعطي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقال: إنه من
بكيل. روى عنه الشعبي، هكذا ذكره أبو حاتم الرازي.
ومنهم مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني هو الناعطي، وجماعة سواهم. قال
الدارقطني: ناعط بن مرثد الهمداني كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، فهو جد المجالد.
النافخسي: بفتح النون والفاء والخاء المعجمة وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة
إلى نافخس، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وأبو حامد أحمد بن محمد
النافخسي وهو نيسابوري سكن نافخس، حدث عن أبي غياث البلخي، روى عنه أبو أحمد
بكر بن محمد الورسنيني وغيره.
النافعي: بفتح النون وكسر الفاء وفي آخرها العين. هذه النسبة إلى نافعين: أحدهما
اسم لجد المنتسب إليه، والثاني إلى قراءة نافع القارئ. والمشهور هذه النسبة.
الحسين بن مغيث النافعي، يروي عن أمه بنينة بنت بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة،
والحديث عند بكار بن قتيبة القاضي. قيل له النافعي لان جده الأعلى اسمه نافع.
وأما جيش بن محمد المقرئ النافعي فنسب إلى قراءة نافع بن أبي نعيم القارئ فقيل
له: النافعي.
والنافعية فرقة من الخوارج يقال لهم الأزارقة، ينسبون إلى نافع بن الأزرق صاحب
المسائل، وقد ذكرناهم في الأزارقة والأزرقي.
النافقاني: بفتح النون والفاء الساكنة والقاف المفتوحة وفي آخرها نون أخرى. هذه
النسبة إلى نافقان، وهي قرية من قرى مرو على ستة فراسخ منها بأعلى البلد قريبة من
كمسان، والمشهور بالنسبة إليها محمد بن عبيدة بن حماد بن الحزور بن إبراهيم بن سعد بن
سعيد الأزدي النافقاني، يروي عن الصباح بن موسى، روى عنه أبو رجاء محمد بن حمدويه
السنجي قال ابن ماكولا: وهو صاحب مناكير، ذكره ابن أبي معدان. وأحمد بن محمد بن
عبدويه أبو النضر النافقاني، كتب عن مشايخ مصر والشام والعراق.
447

وطلحة بن الشاه بن تميم النافقاني، يروي عن سليمان بن معبد السنجي، هكذا ذكره
أبو زرعة السنجي.
وأبو نصر عبدوية بن محمد بن عبدوية النافقاني، رحل مع أخيه إلى العراق والشام،
وحملا كتبا كثيرة. هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الناقد: بفتح النون وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة. هذه اللفظة لجماعة من
نقاد الحديث وحفاظه، لقبوا به لنقدهم ومعرفتهم. وجماعة من الصيارفة حدثوا فنسبوا إلى
ذلك العمل، منهم:
أبو عثمان عمرو بن محمد بن بكير بن سابور الناقد، يروي عن سفيان بن عيينة،
وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، ووكيع بن الجراح. روى عنه محمد بن إسحاق
الصغاني، ومسلم بن الحجاج، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي وغيرهم،
وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئتين.
وأبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الصيرفي الناقد الفلاس، من أهل البصرة،
سمع سفيان بن عيينة، وبشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، وغندرا، ومعتمر بن سليمان،
وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح وغيرهم. روى عنه عفان بن مسلم، والبخاري
ومسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان وغيرهم من الأئمة، وتوفي في ذي القعدة سنة تسع
وأربعين ومئتين.
الناقدي: بفتح النون وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى الناقد
وهو الصيرفي الذي ينقد الذهب. اشتهر بهذه النسبة جماعة بمرو منهم: أبو إبراهيم
إسماعيل بن عبد الوهاب بن (...) (1) الناقدي، كان شيخا صالحا، ثقة صدوقا، سمع
أبا محمد عبد الله بن أحمد الشيرنخشيري الفقيه، وحدث عنه بمجالس من أماليه روى لي
عنه عمي الامام بنواحي طوس، وأبو المحاسن عبد الرحيم بن عبد الله بن أحمد الواعظ
ببلخ، وأبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب الجويني بنيسابور وجماعة سواهم، وكانت
وفاته في سنة نيف وتسعين وأربعمئة.
وأخوه أبو محمد عبد الجبار بن عبد الوهاب الناقدي، شيخ صالح عفيف، سمع
أبا محمد عبد الله بن أحمد الشيرنخشيري أيضا، وكتب إلى الإجازة بجميع مسموعاته

(1) بياض في الأصول بقدر كلمتين.
448

بتحصيل أبي عبد الله الدقاق الحافظ الأصبهاني وروى لي عنه غير واحد. وكانت وفاته بعد
سنة سبع وخمسمئة.
الناقص: بفتح النون بعدها الألف والقاف المسكورة وفي آخرها الصاد المهملة. هذا
اللقب للخليفة أبي خالد يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي، ولقب
بالناقص لأنه نقص الناس من أعطياتهم. بويع له بدمشق سنة ست وعشرين ومئة، وكانت
مدته أربعة أشهر (1) وأياما.
الناقط: بفتح النون بعدها الألف والقاف المكسورة وفي آخرها الطاء المهملة. هذه
النسبة إلى نقط المصاحف ويقال له النقاط.
والمشهور بهذه النسبة محمد بن عمران الناقط البصري، من أهل البصرة، يروي عن
عبدة بن عبد الله الصفار، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (2).
النامقي: بفتح النون والميم وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى نامة (3)، وكان يقرأ
المناشير والكتب الواردة من الحضرة، فعرب وجعل نامقا.
والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الليث النامقي
الفصال، من أهل نيسابور، شيخ صالح مستور من بعض النواحي، سكن بنيسابور، وسمع
أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري،
وأبا منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي وغيرهم. روى لنا عنه أبو القاسم زاهر بن طاهر
الشحامي بنيسابور، وأبو علي الحسين بن علي بن الحسين الكاتب بمرو وغيرهما، وتوفي
ليلة الخميس سلخ جمادى الأولى سنة ثمانين وأربعمئة.
النامي: بفتح النون. هذه النسبة ظني أنها إلى النماء، وهو الزيادة، والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة أبو العباس أحمد بن محمد النامي المصيصي الشاعر. أخبرنا

(1) في نسخ: وكانت مدته أربعة عشر وأياما، والمثبت في ك. وقال الذهبي في " سير أعلام النبلاء ":
5 - 374 - 375: كانت دولة يزيد ستة أشهر. وفي " تاريخ الخلفاء " للسيوطي 404: كانت خلافته ستة أشهر
ناقصة.
(2) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته الناقمي منسوب إلى الناقم، وهو عامر بن حدان بن حديلة بن أسد بن
ربيعة بن نزار، منهم رقاش بنت الناقم الناقمية، وهي أم ثعلبة وسعد ابني مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، بها
يعرفون ".
(3) في ظ: نامق. وفي " اللباب ": هذه النسبة إلى نامة، وهو الكتاب بالعجمية، فعرب فقيل له: نامق.
449

أبو الحسن الأزجي إجازة، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنشدنا أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد
النحاس بحلب، أنشدنا الحسين بن علي بن عبيد الله بن أبي أسامة، أنشدنا أبو العباس
أحمد بن محمد النامي لنفسه يصف الشقائق.
وعذراء كالعذراء عاقصة الشعر * بدت في وقايات لهامتها حمر
تنشر عنها معجزا من زبرجد * يد الشمس ذرته عليها يد القطر
وأبو العباس النامي الصغير شاعر آخر من أهل غزة، روى عنه أبو علي أحمد بن علي
الهائم شيئا من شعره.
الناووسي: بفتح النون والواوين بعد الألف وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة
لطائفة من الامامية، وهم من غلاة الشيعة، يقال لهم الناووسية وهم شكوا في موت الباقر
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم، فهم على انتظاره وهم
ينتظرون أيضا جعفر بن محمد الصادق، والأمة كلها تزور قبره بالبقيع من المدينة.
النايتي: بالنون المفتوحة وبعد الألف ياء مكسورة منقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها
التاء المنقوطة نقطتين من فوقها. هذه النسبة ظني أنها إلى ناحية بنواحي البصرة يقال لها
نايت. والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن علي بن عبد العزيز المؤدب البصري المعروف
بالنايتي. روى عن الفاروق بن عبد الكبير الخطابي. روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد
الأشناني، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب في كتاب " المؤتنف ".
النايلي: بفتح النون بعدها الألف ثم الياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى نايلة، وهو اسم امرأة. والمنتسب إليها: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
الحارث بن ميمون المديني النايلي، من أهل أصبهان، يعرف بابن نايلة، أحد الثقات.
ويقال: إن نايلة أمه. حدث عن أهل بلده والبصريين مثل محمد بن المغيرة،
و عبد الرحمن بن المبارك العيشي، وعبيد بن عبيدة، ومحمد بن المنهال وغيره. روى عنه
أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد بن يعقوب. ومات سنة
إحدى وتسعين ومئتين.
الناينجي: بفتح النون والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون النون وفي آخرها
الجيم. هذه النسبة إلى نايين، وهي بليدة بنواحي أصبهان على ثلاثين فرسخا منها إن شاء
الله على طرف البرية. منها:
أبو الوفاء محمد بن الفضل بن عبد الواحد بن محمد بن جلة القاضي الناينجي،
450

أصبهاني ولي القضاء بنايين فنسب إليها، كان شيخا عالما كيسا، سمع الكثير بأصبهان
وبغداد، وخرج له أبو نصر اليونارتي الفوائد في عشرة أجزاء، وكذلك شيخنا إسماعيل بن
محمد بن الفضل الحافظ في جزء ضخم، وقرأت عليه الاجزاء الاحد عشر كلها. سمع
بأصبهان أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفال، وأبا بكر محمد بن أحمد بن
الحسن بن ماجة الأبهري، وببغداد أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ،
وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وجماعة كثيرة سواهم. وتوفي بأصبهان في سنة
إحدى وثلاثين وخمسمائة وكنت بها.
451

باب النون والباء
النباتي: بفتح النون والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى اسم جد رجل وهو نبات، وهو أبو عبد الله محمد بن سعيد بن نبات
الأندلسي صاحب بقي بن مخلد الأندلسي يروي عن عبد الله بن نصر الزاهد الأندلسي
وغيره. روى عنه علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي. مات بعد سنة أربعمئة، هكذا
ذكره ابن ماكولا في الاكمال ".
النباتي: بضم النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من
فوقها. هذه النسبة إلى نباتة، واشتهر بها:
أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن النباتي، شاعر مجود، كان يصحب أبا نصر بن
نباتة فنسب نفسه إليه، وكان يعرف بابن مسقط.
وأبو الفرج أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن نباتة الدقاق النباتي، نسب إلى جده
الأعلى، من أهل بغداد، حدث عن حامد بن شعيب البلخي، كتب عنه علي بن أحمد بن
محمد الوزان في سنة اثنتين وستين وثلاثمئة، وذكر أن سماعه كان صحيحا بخط أبيه.
وأبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر بن خالد بن
عمرو بن رزاح بن رياح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم بن مر بن
طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان النباتي السعدي، من أهل بغداد، أحد
الشعراء المحسنين المجودين، كان جزل الكلام، فصيح القول، وله ديوان شعر قرأت
جميعه على أبي منصور بن زريق ببغداد بروايته عن أصبهدوست الديلمي عنه، روى عنه
أبو القاسم التنوخي وغيره. ومن مليح شعره قوله:
وإذا عجزت عن العدو فداره * وامزح له إن المزاح وفاق
فالنار بالماء الذي هو ضدها * تعطي النضاج وطبعها الاحراق
كانت ولادة ابن نباتة في سنة سبع وعشرين وثلاثمئة، ومات في شوال سنة خمس
وأربعمئة (1).

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى نباتة جد بني نباتة الخطباء المشهورين، ويكفيهم شرفا أن مثل
452

النباجي: بكسر النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى
النياج، وهي قرية في بادية البصرة على النصف من طريق مكة، مثل فيد لأهل الكوفة،
وذكرها البحتري في شعره:
إذا جزت صحراء النباج معربا * وجاءتك بطحاء السواجير يا سعد
فقل لبني الضحاك: مهلا، فإنني * أنا الأفعوان الصل والضيغم الورد
والمشهور بالانتساب إليها بريد بن سعيد النباجي، سمع مالك بن دينار. روى عنه
رجاء بن محمد بن رجاء بن البصري.
وأبو عبد الله سعيد بن بريد النباجي، كان أحد عباد الله الصالحين، يحكي عنه
حكايات وأحوالا أحمد بن أبي الحواري الدمشقي وغيره.
النبال: بفتح النون والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى بري
النبال وبيعها.
والمشهور بها موسى بن أبي سهل النبال، من أهل المدينة، يروي عن زبيد بن
الصلت، عن عثمان رضي الله عنه. روى عنه الجعيد بن عبد الرحمن، وعبد الأعلى بن
عبد الله.
وأبو اليمان معلى بن راشد النبال القواس، ومولى سنان بن سلمة، من أهل البصرة،
يروي عن جدته أم عاصم، والحسن وميمون بن سياه. روى عنه نعيم بن حماد، ومسلم بن
إبراهيم، ومعلى بن أسد، وحفص بن عمر الجدي، وعبد الله القواريري، وإبراهيم بن
موسى، وأحمد بن عبد الله بن صخر الغداني، ونصر بن علي الجهضمي. قال
ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: شيخ يعرف بحديث جدته أم عاصم وكانت أم ولد
لسنان بن سلمة عن نبيشة الخير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لحس القصعة استغفرت له
القصعة " (1).

أبي يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة النباتي منهم، صاحب الخطب المشهورة التي لم يعمل أحد
مثلها لا قبله ولا بعده. وهم من ميافارقين، وأعقابهم إلى الآن بها.
(1) أخرجه الترمذي رقم (1805) في الأطعمة، باب ما جاء في اللقمة تسقط، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا
من حديث المعلى بن راشد. وقد روى يزيد بن هارون وغير واحد من الأئمة عن المعلى بن راشد هذا الحديث.
وانظر " جامع الأصول ": 4027.
453

النبري: بكسر النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
نبر، وظني أنها من قرى بغداد. والمنتسب إليها:
أبو نصر منصور بن محمد الخباز المعروف بالنبري. قال أبو بكر الخطيب: كان يذكر
أنه أمي لا يحسن الكتابة، وكان ينظم شعرا صالحا في المدح والغزل وغير ذلك.
النبطي: بفتح النون والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها طاء مهملة. هذه النسبة إلى
النبط، وهم قوم من العجم. والمنتسب إليهم:
مقاتل بن حنان النقطي، مولى بكر بن وائل بن ربيعة، وقيل: مولى تيم الله بن ثعلبة.
ويقال: مولى بني شيبان. ولقب بحيان النبطي لأنه جاء من العراق. يروي عن قتادة،
وشهر بن حوشب والعراقيين، سكن بلخ، وله بمرو خطة. روى عنه علقمة بن مرثد،
وبكير بن معروف، وكان صدوقا فيما يروي إذا كان دونه ثقة وكانت كنيته أبا بسطام، وهم
إخوة أربعة: مقاتل والحسن ويزيد ومصعب بنو حيان ومات مقاتل بكابل، وكان قد هرب
من أبي مسلم إليها. وزياد بن أبي حسان النبطي يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعمر بن
عبد العزيز، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي. روى عنه إسماعيل بن أمية. كان شعبة
شديد الحمل عليه، وكان ممن يروي أحاديث مناكير كثيرة وأوهاما كثيرة، لا يجوز الاحتجاج
به إذا انفرد (1).
النبقي: بالنون المفتوحة والباء المفتوحة الموحدة والقاف.
والمنتسب إليه رهط من قريش من ولد المطلب بن عبد مناف، وظني أن هذه النسبة إلى
دار النبقة التي بمكة.
النبلي: بفتح النون وسكون الباء الموحدة واللام. هذه النسبة إلى بري النبل وهو
السهم. والمشهور بهذا الانتساب:

(1) قال ابن الأثير معقبا: " قلت ": قوله مولى بكر بن وائل ومولى شيبان ومولى تيم الله بن ثعلبة فلا حاجة إلى هذا
التقسيم، لأنه إذا كان مولى شيبان وتيم والله فهو مولى بكر بن وائل، ومن قرأ هذا الاختلاف يظنه متغايرا، فإن
شيبان بن ثعلبة فلا حاجة إلى هذا التقسيم، لأنه إذا كان مولى شيبان وتيم الله فهو مولى بكر بن وائل، ومن قرأ هذا
الاختلاف يظنه متغايرا، فإن شيبان وتيم الله قبيلتان من بكر بن وائل، وهما أخوان ابنا ثعلبة بن عكابة بن صعب بن
علي بن بكر بن وائل ".
454

يوسف بن يعقوب النبلي. حدث عن سفيان بن عيينة. روى عنه محمد بن يونس
الكديمي، هكذا ذكر ابن ماكولا (1).
النبيل: بفتح النون وكسر الباء المنقوطة بواحدة من تحتها وبعدها الياء الساكنة المنقوطة
من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام والمشهور بها أبو عاصم الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن
مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود بن عمرو بن زالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان الشيباني
النبيل البصري، من أهل البصرة.
أخبرنا أبو الفضائل محمد بن عبد الله الكسي بسمرقند، أخبرنا أبو علي الحسن بن
عبد الملك النسفي إجازة وحدثناه أبو الفتح مسعود بن محمد بن سعيد الخطيب إملاء بجامع
مرو، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحافظ السمرقندي إجازة قالا: أخبرنا أبو العباس
جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ قال: وجدت في كتاب عبد الله بن أحمد بن
محتاج بخطه، حدثنا محمد بن علي بن الحسين البلخي بنسف سنة أربع وثلاثين، حدثنا
الأمير إسماعيل بن أسد: سمعت أبي يقول: كنا عند أبي عاصم النبيل، فقيل له: لم
سميت نبيلا؟ قال: كنا أبوي عاصمين عند ابن جريج، وكنت أتجمل في الثياب، فقال
يوما: أين أبو عاصم النبيل؟ فسميت نبيلا. وأخبركم عن نفسي بشئ طريف: تزوجت امرأة
وبنيت بها، فلما دخلت عليها وأنفي كبير وأردت أن أقبلها فمنعني أنفي عن التقبيل، فلما
أردت لم يمكني تقبيلها، فشددت أنفي على وجهها. فقالت، نح ركبتك عن وجهي، فقلت
لها: لست هي بركبة، إنما هو أنف.
وحفيده أبو علي محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل الشيباني، أصله من
البصرة، ونشأ بأصبهان، وكتب بها الحديث، وانتقل إلى بغداد وسكنها إلى حين وفاته.
سمع عمه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، وأسيد بن عاصم، وعمران بن عبد الرحيم
الأصبهانيين، وحمد بن يحيى بن مالك السوسي، وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي،
وسهيل بن عبد الله بن الفرخان الزاهد. روى عنه أبو الصيدا ناجية بن حيان القاضي،
وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن المظفر الحافظ، وروى جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي عنه كتاب " الآحاد والمثاني " بروايته عن عمه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم. وتوفي

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (النبهاني) بفتح النون وسكون الباء وبعدها هاء نسبة إلى نبهان،
واسمه سودان بن عمرو بن الغوث بن طئ، ينسب إليه خلق كثير، منهم زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن
عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نبهان النبهاني، له صحبة، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير ".
455

في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمئة.
وأبو الحسين عبد الله بن محمد بن الحسن بن أيوب الكاتب المعروف بالنبيل. حدث
عن علي بن المديني، روى عنه أبو القاسم بن الثلاج البغدادي.
النبي: بفتح النون وكسر الباء الموحدة المخففة، هذا يشبه النسبة وهو من النبوة،
واشتهر بهذه اللفظة سوى الأنبياء المشهورين صلوات الله عليهم أجمعين خالد بن سنان
العبسي، يقال له: خالد النبي. قيل: كان نبيا مبعوثا. روى حديثه عكرمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما. وجاءت ابنته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: " مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه ". وقال
أحمد بن حنبل: أبو يونس الذي روى عنه أبو عوانة حديث خالد النبي لا أعرفه.
قال الأديب محمد بن أبي العباس الأبيوردي:
فإن ضعت بين الأغنياء من الورى * فلي أسوة في خالد بن سنان
وفي حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث خالد بن سنان الذي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: " ذاك نبي ضيعه قومه " وفي خبره هذا أنه قال لقومه: " أنا أطفئ عنكم نار الحدثان ".
456

باب النون والجيم
النجاحي: بفتح النون والجيم وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى نجاح.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر يوسف بن يعقوب النجاحي، سكن مكة، من أهل بغداد، حدث عن
سفيان بن عيينة. روى عنه القاضي أبو عبد الله بن المحاملي، وإسماعيل بن العباس الوراق،
وكان ثقة. وقال النسائي: يوسف بن يعقوب بغدادي يعرف بالنجاحي، سكن مكة.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن واصل بن إبراهيم بن نجاح السلمي البيكندي
النجاحي، نسب إلى جده الأعلى، تلميذ محمد بن إسماعيل البخاري ورفيقه. روى عن
علي بن حجر السعدي، وعلي بن خشرم، وإسحاق بن منصور الكوسج المروزيين.
النجاد: بفتح النون والميم المشددة وفي آخرها الدال المهملة. هذه الحرفة
مشهورة، والمعروف بها:
أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس الفقيه الحنبلي المعروف
بالنجاد: من أهل بغداد، كان له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان قبل الصلاة وبعدها،
إحداهما للفتوى في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، والأخرى لاملاء الحديث. وهو ممن
اتسعت رواياته، وانتشرت أحاديثه. سمع الحسن بن مكرم البزاز، ويحيى بن أبي طالب،
وأحمد بن ملاعب المخرمي، وأبا داود السجستاني وأبا قلابة الرقاشي، والحارث بن
أبي أسامة، ومحمد بن غالب التمتام، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن
حنبل، وقوما يطول ذكرهم. وكانت ولادته في سنة ثلاث وخمسين ومئتين، ومات في سنة
ثمان وأربعين وثلاثمائة
وأبو بكر محمد بن الحسن بن لسم النجاد: من أهل بغداد، كان ثقة مأمونا، صاحب كتب
كثيرة، سمع أبا العباس أحمد بن محمد بن عقدة، ومحمد بن جعفر المطيري، وعلي بن
محمد المصري، روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وتوفي في شهر
ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمئة.
وأبو موسى هارون بن الحسين وقيل الحسن بن سعيد بن سابور النجاد: من أهل
457

بغداد، حدث عن زيد بن أخزم الطائي، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي،
والسري بن عاصم الهمداني، وعلي بن عبدة التميمي وغيرهم، روى عنه محمد بن مخلد
الدوري، وأحمد بن جعفر بن الخلال، وأبو الفضل الزهري.
النجادي: بفتح النون والجيم المشددة وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى
خياطة اللحف والحشايا، ويقال له: النجاد. وقد ذكرناه. وهذه النسبة إلى نجاد وهو اسم
لجد المنتسب إليه وهو أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن نجاد الزهري الفقيه
الشافعي، من أهل بغداد، يروي عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي
البزاز (..) (1). روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وأبو الحسن
علي بن هارون المعاز.
النجار: بفتح النون والجيم المشددة في آخرها الراء. هذه النسبة إلى نجارة الأخشاب
وعملها. والمشهور بها:
صالح بن دينار النجار: من أهل المدينة، وهو والد داود بن صالح. يروي عن
أبي سعيد الخدري. روى عنه ابنه.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن العباس بن جعفر النجار: من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا
فهما، يحفظ القرآن حفظا حسنا ويلقب بغندر، هكذا ذكره أبو محمد الخلال الحافظ. سمع
محمد بن هارون بن المجدر، وأبا حامد الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبا بكر
عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول. روى عنه
أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال. وتوفي في المحرم سنة تسع وسبعين
وثلاثمئة.
وأبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فيروز بن ناجية بن مالك التميمي
النحوي المعروف بابن النجار، من أهل الكوفة، كان ثقة، حدث بالكوفة، وببغداد عن
محمد بن الحسين الأشناني، وعبيد الله بن ثابت الحريري وإسحاق بن محمد بن مروان،
ومحمد بن القاسم بن بكر المحاربي، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي،
وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه، وأبي روق أحمد بن بكر الهزاني، وأبي بكر محمد بن
يحيى الصولي وغيرهم. روى عنه أبو القاسم الأزهري، ومحمد بن علي بن مخلد الوراق،

(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
458

وأحمد بن علي التوزي، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل، وأبو الفتح سليمان بن أيوب
الرازي، وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري وغيرهم. وكانت
ولادته في المحرم سنة ثلاث وثلاثمئة، وصار شيخ الكوفة في عصره، ومات في جمادي
الأولى سنة اثنتين وأربعمئة بالكوفة.
وأبو بكر محمد بن عمر بن بكر بن ود بن وداد النجار: من أهل بغداد، وهو خال
أبي القاسم بن بشران القندي شيخ من أهل الصلاح والخير، سمع أبا بكر بن خلاد النصيبي،
وأبا بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وأبا إسحاق المزكي، وأحمد بن جعفر بن
سلم، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا الحسن محمد بن الحسن بن مقسم العطار وجماعة.
ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبت عنه وكان شيخا مستورا ثقة من أهل
القرآن. قرأ على البزوري صاحب أحمد بن فرح. ولد في شوال سنة ست وأربعين
وثلاثمئة، ومات في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمئة، ودفن بمقابر الخيزران.
وأبو بكر محمد بن عثمان بن خالد العسكري النجار: من أهل بغداد، حدث عن
الحسن بن عرفة، روى عنه محمد بن جعفر بن العباس النجار، وأبو زرعة محمد بن
محمد بن عبد الوهاب العكبري.
والحسين بن محمد النجار صاحب مقالة الفرقة النجارية، وسأذكرهم بعد هذا.
وأبو أيوب سليمان بن داود بن محمد بن شعبة بن يزيد بن النجار اليمامي: بصري،
روى عن فلح بن محمد، وعمارة بن عقبة اليمامي، ويحيى بن مروان الحنفي، وأبي ثمامة
الجرمي. روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازي. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول:
سألني يحيى بن معين عن سليمان بن داود بن شعبة، فقلت: تركته بالبصرة في عافية. فأثنى
عليه خيرا وقال: قل من رأيت أفهم بحديث اليمامة منه.
النجاري: بفتح النون وتشديد الجيم وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى ثلاث أشياء.
أحدها: إلى بطن من الخزرج. والثاني: إلى محلة بالكوفة يقال لها: بنو النجار.
والثالث: إلى مذهب طائفة من المعتزلة يقال لهم النجارية.
فأما الأول فمنهم أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن
جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار
وإنما قيل له النجار لأنه اختتن بقدوم وقيل: ضرب رجلا بقدوم فسمي نجارا، وهو
النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، وهم أخوال عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم وهو
459

تيم بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الخزرجي النجاري. خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم النبي صلى الله
عليه وسلم
المدينة وهو ابن عشر سنين، وتوفي وهو ابن عشرين سنة، وانتقل إلى البصرة وتوفي بها سنة
إحدى وتسعين، وقيل: سنة ثلاث. وكان يصفر لحيته بالورس.
وعمه أنس بن النضر بن ضمضم النجاري: من الصحابة الذين شهدوا أحدا.
وأبي بن كعب بن قيس، وحفيد عمه أنس بن معاذ بن أنس بن قيس هما من بني النجار
أيضا، وقد ذكرناهما في الجدلي لأنهما من أولاد جديلة.
وحسان وأوس وأبي بنو ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن
عمرو بن مالك النجار منهم أيضا، وقد ذكرتهم في المغالي.
وأبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار
الأنصاري النجاري المدني، من بني النجار. وقد قيل: قيس بن عمرو، يروي عن أنس بن
مالك رضي الله عنه. وكان خفيف الحال، استقضاه أبو جعفر فارتفع شأنه ولم تتغير حاله،
فقيل له في ذلك، فقال: من كانت نفسه واحدة لم يضره المال. مات سنة ثلاث أو أربع
وأربعين بالعراق، وقيل: سنة ست وأربعين.
وأبو عبد الله محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبي الورد بن قيس بن قهد بن ثعلبة بن
غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري، ويعرف بأبي العيناء. روى عن إبراهيم بن
صرمة عن يحيى بن سعيد الأنصاري نسخته. حدث عنه محمد بن مخلد الدوري.
والنجارية: جماعة بالري ينتسبون إلى الحسين بن محمد النجار الرازي، وكان ينفي
عذاب القبر ورؤية الرب. وكان يقول بخلق القرآن على ما نقل عنه، وكان يقول: إن كلام
الله حادث، وإنه إذا قرئ فهو عرض، وإذا كتب فهو جسم. وهذا كفر عظيم، لأنه يلزمهم
على هذا القول أن يقولوا: إن كلام الله إذا كتب بدم أو شئ نجس صارت تلك الحروف
المقطعة من الدم والنجاسة كلام الله، فيصير الدم وغيره من الأنجاس كلاما لله. وزعم أن
الخشب والحجر إذا نقرت فيه الحروف آية من الآيات، فصارت الاجزاء من الخشب والحجر
كلاما لله بعد أن كانت خشبا أو حجرا. والمشهور منهم:
القاضي عبد الوهاب النجاري. روى عن القاضي عبد الجبار بن أحمد
الأسداباذي (1)، سمع منه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ.

(1) في " اللباب ": الاستراباذي
460

وشيخنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن قلم النجاري من أهل الكوفة، من محلة بني
النجار، سمع أبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي وغيره. سمعت منه على باب داره ببني
النجار، وتوفي بعد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
النجانيكثي: بضم النون وفتح الجيم بعدها الألف ثم نون أخرى مكسورة وياء ساكنة
آخر الحروف والكاف المفتوحة وفي آخرها الثاء المثلثة هذه النسبة إلى نجانيكث، وهي
بليدة بنواحي سمرقند فيما أظن عند أسروشنة، منها:
أبو محمد يوسف بن علي بن العباس بن أبي بكر بن صالح بن جعفر بن محمد بن سالم
النجانيكثي الاسروشني. كان مقيما بسمرقند، وكان فقيها فاضلا، يدرس في مسجد
العطارين، يروي عن أبي عمارة بن أحمد المفسر. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن
أحمد المفسر النسفي. وتوفي بسمرقند في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وخمسمئة
ودفن بمقبرة جاكرديزه على باب المشهد.
وابنه أبو بكر محمد بن يوسف بن علي بن العباس النجانيكثي الاسروشني: كان فقيها
صالحا ساكنا، سمع أبا الحسن علي بن عثمان الخراط وغيره، كتبت عنه بسمرقند، وحدث
عن أبي إبراهيم إسحاق بن محمد بن إبراهيم النوحي الخطيب.
النجدي: بفتح النون وسكون الجيم وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى
نجد، وهي أرض ينزلها العرب على مياه لهم في البادية بنواحي فيد، وكثر ذكرها في الاشعار
للقدماء والمحدثين، وقيل لأبي مرة: إبليس الشيخ النجدي لان قريشا اجتمعت في دار الندوة
ليدبروا أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم ويدفعوه عن أنفسهم ويكفوا أمره، فاجتمعوا في دار الندوة وقالوا:
لا تدخلوا أحدا فيما بينكم حتى لا تنشروا أمركم، فجاء إبليس على صورة شيخ كبير فنظراني
ودخل دار الندوة، فكأن قريشا كرهت دخوله، فقالت له: من أين الشيخ؟ قال: من أهل
نجد، رأيتكم اجتمعتم في هذا الموضع فعلمت أنكم ما اجتمعتم إلا لأمر مهم، فقلت ربما
يكون عند هذا الشيخ ما هو مصلحتكم. ففرحوا به ودبروا فكلما تقرر أنهم على شئ قال
إبليس: لا مصلحة للمعنى الفلاني، فكانت قريش تقول: صدق الشيخ النجدي. فبقي هذا
الاسم والنسبة عليه.
وأما النجدات: ففرقة من الخوارج، انتسبوا إلى نجدة بن عامر الحنفي اليمامي وقد
ذكرناه في الغادرية، وهم طائفة من الخوارج.
النجراني: بفتح النون وسكون الجيم وفتح الراء المهملة وفي آخرها نون. هذه النسبة
461

إلى نجران وهو موضع بناحية اليمن وبهجر أيضا. وقال بعض الشعراء:
إذا نزلت نجران من رمل عالج * فقولا لها: ليس الطريق هنالكا
والمنتسب إليه أبو عبد الملك محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري النجراني: من أهل
المدينة، ولد بنجران سنة عشر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وولته الخزرج أمرها يوم الحرة، ومات في
ذلك اليوم سنة ثلاث وستين. روى عنه ابنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
وعبد الله بن الحرث النجراني: يروي عن جندب بن عبد الله البجلي. روى عنه.
عمرو بن مرة.
وجميل النجراني. قال الدارقطني: وجميل مجهول.
وأبو الأسباط بشر بن رافع النجراني اليماني، وكان مفتي أهل نجران، يروي عن
يحيى بن أبي كثير، وابن عجلان روى عنه صفوان بن عيسى، وعبد الرزاق بن همام، يأتي
بالطامات فيما يروي عن يحيى بن أبي كثير وأشياء موضوعة يعرفها من لم يكن الحديث من
صناعته، كأنه المتعمد لها.
وجميل النجراني من القدماء.
وأبو عبد الله النجراني: روى عن الحسن بن ذكوان، والقاسم بن عبد الرحمن. روى
عنه يحيى بن حمزة، وسويد بن عبد العزيز المدشقيان.
وعبد الله بن العباس بن الربيع النجراني: حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن
البيلماني، روى عنه محمد بن بكر بن خالد بن النيسابوري، ونسبه إلى نجران اليمن، وقال:
سمعت منه بعرفات.
وأيوب بن نجيح النجراني: يروي عن أبيه وغيره. روى عنه مروان بن معاوية
الفزاري. قال أبو حاتم الرازي: لا أعرفه.
والحكم بن مسعود النجراني: يروي عن أنس بن أبي مرثد الأنصاري، روى عنه خالد بن
أبي عمران، وعبد الرحمن بن البيلماني.
وأبو العباس حمزة بن محمد بن خالد بن محمد بن خالد بن نجران النجراني الهروي،
نسب إلى جده الأعلى، يروي عن يزيد بن هارون، والحسين الجعفي، وعبد الرزاق بن
همام وغيرهم.
462

النجيحي: بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الحاء
المهملة. هذه النسبة إلى الجد لأبي بكر محمد بن العباس بن نجيح بن سعيد بن نجيح البزاز
النجيحي من أهل بغداد، كان حافظا، سمع يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الفرج
الأزرق، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأحمد بن سعيد الجمال، وأبا قلابة الرقاشي،
والحارث بن أبي أسامة وغيرهم. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز،
وأبو الحسن محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان
البزاز. وولد في رجب من سنة ثلاث وستين ومئتين، ومات في جمادى الآخرة سنة خمس
وأربعين وثلاثمئة.
النجيرمي: بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء
وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نجيرم ويقال: نجارم وهي محلة بالبصرة، هكذا قرأت
بخط أحمد بن عبد الله الصائغ في أول كتاب " المختلف والمؤتلف " لعبد الغني بن سعيد
الحافظ.
منها: أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري البصري: من أهل البصرة.
يروي عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي. روى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر
الخزاعي المقرئ.
قال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: أباء بن جعفر النجيرمي شيخ كان بالبصرة، كان
يقعد يوم الجمعة بحذاء مجلس الساجي في الجامع ويحدث. ذهبت يوما إلى بيته للاختبار،
فأخرج إلي أشياء خرجها في أبي حنيفة رحمه الله (1) أكثر من ثلاثمئة حديث ما لم يحدث به أبو
حنيفة قط. لا يجب أن يشتغل بروايته. فقلت له: يا شيخ، اتق الله ولا تكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فما زادني على أن قال لي: لست مني في حل، فقمت وتركته. وإنما ذكرته لان
أحداث أصحابنا لعلهم يشتغلون بشئ من روايته:
وأبو سعيد الحسن بن أحمد بن يوسف النجيرمي: من أهل البصرة. يروي عن
أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن
جميع الغساني.

(1) يعد هذا في " المجروحين ": (فحدثنا منها عن محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا محمد بن بشر، ثنا أبو حنيفة، ثنا
عبد الله بن دينار، ثنا ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الوتر في أول الليل مسخطة للشيطان، وأكل
السحور مرضاة للرحمن ". فرأيته قد وضع على أبي حنيفة.
463

وأبو القاسم علي بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد النجيرمي. حدث
بتوج (1). سمع بالبصرة القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، وأبا الحسن علي بن
أحمد بن محمد بن غسان، وجماعة. سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد
النخشبي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بسيف توج ساحل بحر فارس. قال: وسماعه
صحيح، صاحب حديث.

(1) توج: مدينة بفارس قريبة من كازرون، بينها وبين شيراز اثنان وثلاثون فرسخا. " معجم البلدان ": 2 / 56.
464

باب النون والحاء
النحات: بفتح النون والحاء المهملة المشددة وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه
اللفظة لمن ينحت الخشب، واشتهر بهذه النسبة:
مسلم بن صاعد النحات: من أهل الكوفة، روى عن علي رضي الله عنه مرسلا،
وروى عن مجاهد وعبد الله بن معدان. روى عنه مروان بن معاوية الفزاري، وأبو معاوية
الضرير. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن مسلم النحات، فقال: كوفي روى
عنه أبو معاوية وعبدة، أرجو أن يكون ثقة. قال يحيى بن معين: هو ثقة. وقال أبو حاتم
الرازي: هو ضعيف الحديث.
النحاس: بفتح النون وتشديد الحاء المهملة وفي آخرها السين المهملة أيضا. هذا إلى
عمل النحاس، وأهل مصر يقولون لمن يعمل الأواني الصفرية ويبيعها النحاس. والمشهور
بهذا الاسم:
أبو عمير عيسى بن محمد النحاس الرملي: من أهل الرملة، صاحب ضمرة بن ربيعة.
يروي عن أيوب بن سويد الرملي. روى عنه محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني وجماعة.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحوي النحاس: من أهل مصر، له تصانيف
في التفسير والنحو جياد، صاحب كتاب " معاني القرآن ". يروي عن محمد بن جعفر بن
أعين، وأبي عبد الرحمن النسائي، والأخفش النحوي. توفي في ذي الحجة سنة ثمان
وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الله بن هاشم النحاس. يروي عن محمد بن خلاد الإسكندراني
وغيره. مات بالإسكندرية سنة ست وثمانين ومئتين.
وأبو العباس فضيل بن عبد الله بن هاشم النحاس: سمع من أبيه. توفي في شعبان سنة
ثمان وثلاثين وثلاثمئة. قاله ابن يونس.
وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز المعروف بابن النحاس
محدث مصر في عصره، رحل إلى مكة، وسمع بها أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن
الاعرابي، وبمصر سليمان بن داود العسكري، ومحمد بن بشر العسكري وغيرهم. روى عنه
465

أبو علي الحسن بن علي الوخشي البلخي الحافظ، وأحمد بن أبي نصر الكوفاني الهروي،
وأبو الحسن علي بن يوسف الجويني، وأبو نصر عبيد الله ابن سعيد الوائلي السجزي نزيل
مكة، ومحمد بن يوسف القطان النيسابوري وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال،
وأبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، وظني أنه آخر من حدث عنه. وتوفي سنة ست عشرة
وأربعمئة.
وشيخنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن، كان يقعد في سوق الصفر
ببغداد ويبيع ويشتري المتاع، وكنت أكتب له النحاس. ثم صار يجلس في سوق الغزل.
وكان شيخا صالحا، ثقة، بكاء من خشية الله، مكثرا من الحديث. تفرقت أصوله وتلفت في
الحريق. قرأنا عليه من أصول الناس. سمع أبا الحسين بن المهتدي بالله الهاشمي،
وأبا الغنائم بن المأمون، وأبا الحسين بن البقور، وأبا بكر بن الخياط المقرئ،
وأبا القاسم بن الخلال وغيرهم. ومات ببغداد في أحد الربيعين من سنة ثمان وثلاثين
وخمسمئة، وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وأربعمئة إن شاء الله.
النحام: بفتح النون والحاء المهملة المشددة وفي آخرها الميم بعد الألف. هذه النسبة
إلى (..) (1) إبراهيم بن صالح بن عبد الله بن النحام، يعرف بابن نعيم النحام، من أهل
المدينة. يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما مرسلا. روى عنه يزيد بن أبي حبيب مرسلا،
وأظن أن بين يزيد وبينه محمد بن إسحاق.
النحلي: بفتح النون وسكون الحاء المهملة. هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى يقال
لها النحل. والمنتسب إليها: منيح بن سيف (..) (2) بن الخليل البخاري النحلي. حدث
عن المسيب بن إسحاق، وأحمد بن حفص، والمختار بن سابق، ومحمد بن سلام،
وحبان بن موسى. روى عنه ابنه عبد الله بن منيح النحلي. ذكر حديث غنجار في " تاريخ
بخارى " فقال: " عبد الله بن منيح النحلي من قرية النحل ". ومات في سنة أربع وستين
ومائتين.
وابنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن منيح النحلي. روى عن أبيه، وأبي عبد الله بن

(1) بياض في الأصل قدر كلمتين، وقال ابن الأثير في " اللباب ": (هذه النسبة إلى النحمة وهي السعلة، وقيل:
النحنحنة. وأصله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنعيم: " دخلت فسمعت نحمتك " فقيل له: النحام. وعرف بها
إبراهيم..).
(2) بياض في نسخة قدر كلمتين.
466

أبي حفص، وأبي طاهر المهدي بن اشكاب، وسعيد بن مسعود. روى عنه الليث بن
علي بن يحيى الأديب. وتوفي في المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمئة.
النحلي: بكسر النون وسكون الحاء المهملة. هذه النسبة إلى نحلين، وهي قرية من
قرى حلب إحدى بلاد الشام. والمشهور بالانتساب إلى هذه الضيعة:
أبو محمد عامر بن سيار النحلي. حدث عن عبد الأعلى بن أبي المساور، وعطاف بن
خالد، ومحمد بن عبد الملك الأنصاري وغيرهم. روى عنه محمد بن حماد الرازي،
والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي.
النحوي: هذه النسبة إلى معرفة النحو وعلم الاعراب. وقيل: إنما سمي هذا العلم
بهذا الاسم لان العرب لما اختلطوا بالعجم وولد لهم الأولاد من الأعجميات فسد لسانهم،
وصاروا يلحنون في الكلام، فقال علي رضي الله عنه لأبي الأسود الدؤلي قد فسد لسان
المولدين، فاجمع في علم الاعراب شيئا. وكان العرب قبل ذلك لا يحتاجون إلى ذلك
بطبعهم وأخذهم الأدب واللسان من معدنه، فلما كثر أولاد السبايا احتاجوا إلى تعلم
الاعراب، فجمع أبو الأسود الدؤلي شيئا في الاعراب، ثم قال لطالبها أو متعلمها: " انح
نحوه " فسمي هذا النوع من العلم النحو.
وكان في هذا الفن جماعة كثيرة من العلماء. والمشهور من المتقدمين به أبو معاذ
الفضل بن خالد النحوي المروزي، مولى باهلة. يروي عن ابن المبارك، وعبيد بن سليم.
روى عنه محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأهل بلده. مات سنة إحدى عشرة ومئتين.
وأما أبو عمرو نعيم بن ميسرة النحوي ويقال: أبو عمر أيضا من أهل الكوفة، سكن
الري، وقدم مرو، فكتب عن أهل المصرين. يروي عن أبي إسحاق السبيعي. روى عنه
محمد بن حميد. مات سنة أربع وسبعين ومئة. يعتبر حديثه من غير رواية ابن حميد عنه.
وعبيدة النحوي يروي عن أبي حيان التميمي. روى عنه عثمان والد عمرو بن عثمان.
وأبو بكر محمد بن مؤمن بن محمد بن بن مؤمن الكندي الرقي النحوي: من أهل مصر
أو من ساكنيها. ذكره أبو زكريا يحيى بن علي الطحان في " زيادات التاريخ "، وقال: كتب
الحديث والنحو وأكثر، وكان رجلا صالحا. توفي في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين
وثلاثمئة، وقد قارب الثمانين.
وأبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار النحوي الشيباني مولاهم، المعروف
467

بثعلب: إمام الكوفيين في النحو واللغة، وكان ثقة حجة، دينا صالحا، مشهورا بالحفظ،
وصدق اللهجة، والمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم مقدما عند الشيوخ مذ هو
حدث. ويقال: إن أبا عبد الله محمد بن زياد بن الاعرابي إذا شك في الشئ فيقول:
ما عندك يا أبا العباس في هذا؟ ثقة بغزارة حفظه. ولد في سنة مئتين، واشتغل بالعلم سنة
عشر ومئتين، ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومئتين. فقلت: وزرت قبره غير مرة
بباب الشام. كنت أجتاز بقبره في كل أسبوع نوبتين أو ثلاثة.
وأبو بكر محمد بن عثمان بن مسبح الشيباني النحوي، يعرف بالجعد، من أهل
بغداد، صاحب ابن كيسان النحوي كان من علماء الناس وأفاضلهم، وصنف كتابا في ناسخ
القرآن ومنسوخه، حدث به عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم عنه، وهو من أحسن الكتب
وأجودها. وقال أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ: الجعد بغدادي، وله كتاب صنفه
في غريب القرآن وكان لما فرغ من عمله أخذ نفسه بحفظه، فلم يمكث إلا يسيرا حتى
توفي، ولم يخرج الكتاب عنه، وذكر غيره أن الجعد صنف كتبا عدة منها كتاب القراءات،
وكتاب الهجاء، والمقصور والممدود، والمذكر والمؤنث، والعروض، وخلق الانسان،
والفرق، ومختصر النحو.
ومن المعروفين سيد القراء أبو عمرو زبان (1) بن العلاء بن عمار بن العريان البصري
النحوي: من أئمة البصرة في القراءات والنحو واللغة. يروي عن الحسن، وعطاء،
ومجاهد. روى عنه عبد الوارث، ووكيع، والأصمعي، وأبو زيد النحوي، وأبو أسامة
الكوفي، وجماعة سواهم. وكان لأبي عمرو بن العلاء أخ يقال له: أبو سفيان. وسئل
يحيى بن معين عنهما فقال: ليس بهما بأس. وقال أبو خيثمة زهير بن حزب: كان
أبو عمرو بن العلاء رجلا لا بأس به، ولكنه لم يحفظ.
وأما نحو بطن من الأزد قال ابن ماكولا: قال لنا النسابة، وقال لنا الشريف ابن أخي
اللبن (2): شيبان بن عبد الرحمن النحوي لم يكن نحويا، إنما هو من نحو بن شمس بن
مالك بن فهم من الأزد، سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان

(1) قال ياقوت في " معجم الأدباء ": 11 / 156: اختلف في اسمه على أحد وعشرين قولا والصحيح زبان. وقال
ابن خلكان في " الوفيات ": 3 / 467: الصحيح أن كنيته اسمه، وقيل اسمه زبان، وقيل غير ذلك. وقال الذهبي
في " سير أعلام النبلاء ": 6 / 407: اختلف في اسمه على أقوال أشهرها زبان، وقيل: العريان.
(2) هو عمر بن علي بن الحسين، أبو علي الصوفي النسابة، عرف بابن أخي اللبن. أنظر " مشتبه النسبة ": 2 / 557.
468

يقول: سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ يقول: نحوة بن شمس
بضم الشين المعجمة بطن من الأزد، منهم شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية التميمي
النحوي المؤدب البصري، سكن الكوفة زمانا ثم انتقل عنها إلى بغداد. حدث عن الحسن
البصري، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير وغيرهم. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي وغيره.
قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ: ذكر لي أبو الحسن النعيمي عن أبي أحمد
العسكري: أن شيبان النحوي ينسب إلى بطن يقال لهم: بنو نحوة. قال النعيمي: هم بنو
نحوة بن شمس. وقال أبو الحسين بن المنادي: أن المنسوب إلى القبيلة من الأزد التي يقال
لها: نحو، وهو يزيد النحوي لا شيبان. وقال أبو بكر بن أبي داود: يزيد النحوي هو يزيد بن
أبي سعيد، وهو بطن من الأزد يقال لهم: بنو نحوة، ليسوا من نحو العربية، ولم يروي منهم
الحديث إلا رجلان أحدهما يزيد هذا. وسائر من يقال له النحوي، فمن نحو العربية: شيبان
النحوي، وهارون النحوي، وأبو زيد النحوي. مات شيبان بن عبد الرحمن النحوي ببغداد
سنة أربع وستين ومئة، في خلافة المهدي، ودفن بمقبرة الخيزران.
وأما المنسوب إلى نحو العربية فهو أبو الحسين محمد بن عبد الله بن القاسم النحوي
الحارثي الرازي، يلقب بجراب الكذب. روى عن وهب بن إبراهيم الفامي، وأبي حاتم
الرازي، وذكر أنه درس على المبرد وثعلب. ويقال: إنه كان يقعد في جامع الري في زاوية
تعرف بزاوية الكذب، ويحدث بأحاديث كذب، فقيل له: إنك لقبت بجراب الكذب،
فقال: بل أنا جواليق الكذب، فإن شئت فاسمع، وإلا فامض.
469

باب النون والخاء
النخار: بفتح النون والخاء المعجمة بعدها الألف وفي آخرها الراء. هذه اللفظة تشبه
النسبة، وهو اسم رجل من قضاعة، وهو النخار بن أوس بن أبير بن عمرو من ولد
عبد مناف بن الحارث بن سعد بن قضاعة، وكان أنشب العرب، ودخل على معاوية فازدراه،
وكان عليه عباءة، فقال: إن العباءة لا تكلمك، إنما يكلمك من فيها. وقال معاوية للنخار
العدوي: أخبرني عن أفصح العرب، فقال: والله إني أبغضهم، هم بنو أسد بن خزيمة.
النخاس: بفتح النون وتشديد الخاء المعجمة وفي آخرها السين المهملة. هذا الاسم
لمن يكون دلالا في بيع الجواري والغلمان والدواب. وجماعة من العلماء كانوا يعملون هذا
وآباؤهم.
وأبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي نزيل أذنة من الثغور، كان نخاسا
للفرس، وكان يقول: هذا الفرس له لوين، فلقب بلوين، وبه كان يعرف.
وأبو جميلة مفضل بن صالح النخاس.
وأبو علي الحسن بن علي بن موسى النخاس: يروي عن حامد بن يحيى،
وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وهشام بن عمار وغيرهم.
وأبو بكر أحمد بن جعفر النخاس الرملي: يروي عن أبي عبد الرحمن النسائي.
وأبو محمد فهد بن سليمان النخاس المصري: يروي عنه علي بن سراج المصري،
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي.
وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان بن النخاس المقرئ. يروي عن أحمد بن
الحسن الصوفي، وابن ناحية، وأحمد بن عمر بن زنجويه، وموسى بن سهل الجوني،
والحسن بن محمد بن عنبرة الوشاء، والبغوي، وابن أبي داود وغيرهم. روى عنه
أبو الحسن بن الحمامي، وأبو بكر البرقاني وجماعة.
ومحمد بن النضر بن محمد بن سعيد بن رزين بن عبيد الله بن عثمان بن المغيرة
النخاس الموصلي، أبو الحسين. يروي عن أبي يعلي الموصلي معجم شيوخه ومن بعده مثل
470

أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي. روى عنه
أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الجوهري، وأبو الفرج الطناجيري، وأبو الحسن العتيقي،
وأبو القاسم التنوخي. وكان فيه تساهل. وقيل: إنه كان واهيا ولم يكن بحجة، ومات في
شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين وثلاثمئة.
وأبو الفتح عبد الله بن عبد الملك بن محمد بن سعيد النخاس الموصلي. يروي عن
القاضي المحاملي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز،
وأحمد بن سلمان النجاد، ومحمد بن الحسن النقاش، وكان عنده عن أبي عبد الله المحاملي
مجلس واحد، وعن الصفار جزء الحسن بن عرفة، كتب عنه جماعة من أصحابنا، هكذا
ذكره أبو بكر الخطيب، قال: ولم يقض لي السماع منه، وسألت البرقاني عنه، فقال:
ثقة. ومات في صفر سنة ثمان وأربعمئة ودفن بمقبرة الشونيزي.
وأبو الفتح أحمد بن علي بن علي بن محمد النخاس الحلبي: يروي عن الحسين بن
علي بن أبي أسامة.
وأبو طالب محمد بن المظفر بن أبي بكران بن حملان النخاس الأثط. سمع
ابن الموصلي النخاس، وهلال بن محمد الحفار. قال أبو نصر بن مأكولا: سمعت منه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن ميمون الخياط ويعرف بالنخاس، مولى آل سمرة بن جندب:
يروي عن أبيه، وعروة بن فائدة روى عنه ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان وإسماعيل بن
زكريا، ووكيع بن الجراح، ومعاوية بن هشام، وابن المبارك، قال يحيى بن معين:
إبراهيم بن ميمون الذي روى عن سعد بن سمرة ثقة. وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق.
وأبو إسحاق إبراهيم بن ميمون السوائي مولاهم. كان حناطا، ويعرف بالنخاس، روى
عن أبيه، وعروة بن فائدة. روى عنه ابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان،
ووكيع.
النخالي: بضم النون وفتح الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى النخالة وهي ما يستخرج
من الدقيق، ولعله كان يبيعها فنسب إليها، وهو أبو سعد جعفر بن عبد الله بن محمد بن
جعفر بن محمد بن مهران النخالي السرخسي، من أهل سرخس، وقد يكنى بأبي سعيد
أيضا. يروي عن أبي علي لقمان بن علي بن لقمان السرخسي، وأبي العباس محمد بن
عبد الرحمن الدغولي وغيرهما. روى عنه أبو الحسن الليث بن الحسن بن الليث الليثي.
وكانت وفاته في حدود سنة أربعمئة.
471

وأبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أحمد الدلال في العطارين، يعرف بابن
النخالي، من أهل بغداد، حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وحبيب بن
الحسن القزاز، وأحمد بن إبراهيم القديسي، روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كتبت عنه
شيئا يسيرا، وكان صدوقا.
النخاني: بفتح النون والخاء المعجمة وفي آخرها النون بعد الألف. هذه النسبة إلى
نخان وهي قرية على باب مدينة أصبهان التي يقال لها: جي، منها أبو جعفر زيد بن بندار بن
زيد النخاني، من أهل أصبهان كان يتفقه، وقيل: إنه صام أربعين سنة هو وابنه وامرأته.
سمع القعنبي، وعثمان بن أبي شيبة وغيرهما. روى عنه أحمد بن محمد بن نصير الأصبهاني
ومات سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
النخذي: بفتح النون والخاء المعجمة وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى
أندخوذ، وهي بليدة على طرف البرية بين بلخ ومرو. كذا رأيت جماعة من أهل البلدة
ينتسبون إليها. منهم:
أبو يعقوب يوسف بن أحمد النخذي. تفقه ببخارى وأقام بها مدة، وسمع بها الحديث
من الرئيس أبي عبد الله محمد بن أحمد البرقي، والسيد أبي بكر محمد بن علي بن حيدرة
الجعفري وغيرهما. أدركته ولم يتفق أني سمعت منه شيئا، وكتب إلي الإجازة لجميع
مسموعاته بخطه على يد صاحبنا أبي علي بن الوزير الدمشقي، وهو تولى تحصيلها، وكانت
ولادته في حدود سنة أربعين وأربعمئة أو قبلها، ووفاته في حدود سنة ثلاثين وخمسمئة
بأندخوذ.
النخري: بضم النون وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
الجد، وهو إبراهيم بن الحجاج بن الحجاج بن نخرة النخري الصنعاني، من أهل صنعاء،
يروي عن إسحاق بن إبراهيم الطبري (1)، وعبد الله بن أبي غسان وغيرهما، حدث عنه
أبو عيسى الرملي وغيره.
النخشبي: بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها الباء
الموحدة. هذه النسبة إلى نخشب، وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر عربت فقيل لها: وقد
ذكرتها في النون والسين. وذكرتها هنا لان جماعة من هذه البلدة اشتهروا في الدنيا

(1) تحرفت في " اللباب " إلى: الديري. وانظر " الاكمال ": 1 / 191.
472

والنخشبي، لكي لا يظن الناظر فيه أني لم أذكرها في كتابي.
واشتهر بهذه النسبة شيخ عصره بلا مدافعة أو تراب النخشبي، اختلف في اسمه،
فالأشهر أن اسمه عسكر بن حصين، وقيل: عسكر بن محمد بن حصين. كان من جلة
المشايخ والمذكورين بالعلم والفتوة، والتوكل والزهد والورع. روى الحديث عن محمد بن
عبد الله بن نمير. روى عنه محمد بن عبد الله بن مصعب، ويعقوب بن الوليد، وتوفي في
البادية، فإنما قيل: نهسته السباع سنة خمس وأربعين ومئتين.
وخرج منها جماعة كثيرة من الكبار في كل فن من العلم، قد ذكرت بعضهم في
" النسفي ". ولهذا البلد تاريخ كبير في مجلدتين ضخمتين جمعهما أبو العباس المستغفري
الحافظ النسفي.
النخعي: بفتح النون والخاء المعجمة بعدها العين المهملة. هذه النسبة إلى النخع،
وهي قبيلة من العرب نزلت الكوفة، ومنها انتشر ذكرهم، وهو جسر بالفتح ابن عمرو بن
علة بن جلد بن مالك بن أدد. سمي النخع لأنه ذهب عن قومه. قاله ابن ماكولا. قال: ومن
هذه القبلة علقمة والأسود وإبراهيم.
ومنها أبو شبل علقمة بن قيس بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن
سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع النخعي الكوفي، وكان راهب أهل الكوفة عبادة
وعلما وفضلا وفقها، وكان من أشبههم بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه هديا ودلا (1) وهو عم
الأسود بن يزيد، وخال إبراهيم النخعي، لان أم إبراهيم النخعي كانت مليكة أخت الأسود بن
يزيد. مات علقمة سنة ثنتين وستين (2)، وكان ممن غزا خراسان، وأقام بخوارزم سنين،
ودخل مرو وأقام بها مدة يصلي ركعتين ركعتين.
وأبو عروة الحسن بن عبيد الله النخعي، من أهل الكوفة. يروي عن الشعبي.
وإبراهيم. روى عنه الثوري، وابن عيينة. مات سنة تسع وثلاثين ومئة، وقيل: سنة اثنتين

(1) في " اللباب ": هديا وولاء، خطأ. والدل قريب المعنى من الهدى، وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر
والشمائل وغير ذلك. وفي الحديث: " فقلنا لحذيفة: أخبرنا برجل قريب السمت والهدي والدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى نلزمه، فقال: ما أحد أقرب سمتا ولا هديا ولا دلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جدار الأرض من ابن أم
عبد ". وانظر " لسان العرب " مادة: دلل.
(2) اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاة علقمة بن قيس على أقوال نقل الخطيب في " تاريخه " 12 / 229 - 300
أكثرها، وانظر أيضا " تاريخ ابن عساكر ": 11 / 414 / ب، " وسير أعلام النبلاء ": 4 - 61.
473

وأربعين ومئة.
وأبو عمر حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي، قاضي الكوفة. يروي عن
إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش. روى عنه ابنه عمر بن حفص، وأهل العراق، ومات
سنة خمس أو ست وتسعين ومئة.
وحصين بن عبد الرحمن النخعي أخو سلم بن عبد الرحمن. يروي عن الشعبي، وأهل
الكوفة. روى عنه حفص بن غياث. قال أبو حاتم بن حبان: ليس الحصين بن عبد الرحمن
السلمي، ولا الحصين بن عبد الرحمن الحارثي، وهؤلاء الثلاثة من أهل الكوفة، قد روى
ثلاثتهم عن الشعبي، وروى عنهم أهل الكوفة، وربما يتوهم أنهم واحد، وليس كذلك:
أحدهم سلمي، والآخر حارثي، والثالث نخعي.
وأبو عبد الله شريك بن عبد الله بن شريك بن الحارث بن أوس بن الحارث بن ذهل بن
كعب بن ذهيل بن عمرو بن سعد بن مالك النخعي كان مولده بخراسان. قال منصور بن
أبي مزاحم: سمعت شريكا يقول: ولد ببخارى مقتل قتيبة بن مسلم سنة خمس وسبعين.
يروي شريك عن أبي إسحاق، وسلمة بن كهيل. روى عنه ابن المبارك، وأهل العراق.
ولي القضاء بواسط سنة خمسين ومئة، ثم ولي الكوفة بعد ذلك، ومات سنة سبع أو ثمان
وسبعين ومئة. وكان في آخر أمره يخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين
عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وسماع
المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة.
وأبو عمرو الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن سلامان بن كهل بن بكر بن النخع
النخعي، هو ابن أخي علقمة بن قيس. يروي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. روى
الشعبي والنخعي. وكانت أم إبراهيم مليكة بنت قيس عمه الأسود بن يزيد، وكان الأسود
صواما قواما، حج أربعين حجة وعمره، وكان فقيها وزاهدا. مات سنة خمس وسبعين،
وقيل: سنة أربع وسبعين.
وأبو أرطاة الحجاج بن أرطاة النخعي، من أهل الكوفة، كان صلفا، يروي عن عطاء،
وعمرو بن دينار، وروى عنه شعبة والثوري، وكان خرج مع المهدي إلى خراسان، فولاه
القضاء، ومات في منصرفه بالري سنة خمس وأربعين ومئة. تركه ابن المبارك، ويحيى
القطان، وابن مهدي، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل. وكان قبل أن يخرج مع المهدي
على شرط الكوفة لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز. وكان ابن إدريس يقول سمعت الحجاج بن
474

أرطأة يقول: لا ينبل (1) الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة قلت: إنما كان يقول ذلك
لمزاحمته السفل وأرذال الناس، وما علم أن الناس بنو آدم، وآدم صلى الله عليه وسلم خلق من التراب.
وأبو الصباح سليمان بن قشير النخعي، وكان إمام النخع، وهو الذي يقال له:
سليمان بن قسيم، وقد قيل: سليمان بن شقير، ويقال: سليمان بن سفيان، وقد قيل:
سليمان بن أسير، كله واحد. عداده في أهل الكوفة، روى عنه أهلها، وهو الذي يروي عن
النخعي وغيره، يأتي بالمعضلات عن أقوام ثقات، وربما حدث عنه الثوري، ويكنيه يقول:
حدثني أبو الصباح ولا يسميه. وسئل يحيى بن معين عن سليمان بن سفيان، فقال: ليس
بشئ.
وأبو داود سليمان بن عمرو النخعي الفامي: من أهل بغداد، كان ينزل عند درب
البقر. يروي عن أبي حازم وغيره. قال أبو حاتم بن حبان: وكان رجلا صالحا في الظاهر إلا
أنه كان يضع الحديث وضعا، وكان قدريا، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار،
ولا ذكره في الكتب إلا من طريق الاعتبار، روى عنه إبراهيم بن زكريا الواسطي. قال
أبو الحسين الرهاوي: سألت عبد الجبار بن محمد عن أبي داود النخعي وما يذكر من فضله،
قال: كان أطول الناس قياما بليل، وأكثرهم صياما بنهار، وكان يضع الحديث وضعا.
وكميل بن زياد النخعي، وهو الذي يقال له: كميل بن عبد الله. من أصحاب علي
رضي الله عنه. روى عنه عبد الرحمن بن عابس، والعباس بن ذريح، وأهل الكوفة. وكان
كميل من المفرطين في علي رضي الله عنه، ممن يروي عنه المعضلات، وفيه المعجزات.
منكر الحديث جدا، تتقى روايته، ولا يحتج به.
وأبو القاسم علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن عمر بن سعد بن مالك بن يحيى بن
عمرو بن يحيى بن الحارث النخعي، المعروف بابن كأس. من أهل الكوفة، سكن بغداد،
هكذا نسبه الدارقطني، ووافقه ابن الثلاج في نسبه إلى مالك، ثم قال: ابن كامل بن
كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن النخع. حدث عن الحسن ومحمد
ابني علي بن عفان، وإبراهيم بن أبي العنبس، وسليمان بن الربيع النهدي، والحارث بن
أبي أسامة. وكان ثقة فاضلا، عارفا بالفقه على مذهب أبي حنيفة، يقرئ القرآن. روى عنه

(1) كذا الأصل، وعبارة ابن حبان في " المجروحين ": 1 / 225: لا يبتلى الرجل.. وقد نقل الذهبي هذه العبارة في
" الميزان ": 1 / 459، " وسير أعلام النبلاء ": 7 / 72 بلفظ: لا تتم مروءة الرجل حتى يترك الصلاة في
الجماعة. وقال: قلت: لعن الله هذه المروءة، ما هي إلا الحمق والكبر.
475

أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وكان خرج عن الكوفة وولي ولايات بالشام،
ثم قدم إلى بغداد، ثم ولي الرملة فخرج إليها، وقدم بعد ذلك بغداد، وركب في سمارية
ففرق وأخرج حيا. وكان مقدما في علم أبي حنيفة، ومقدما في علم الفرائض، وغرق يوم
عاشوراء من سنة أربع وعشرين وثلاثمئة.
ومالك المعروف بالأشتر بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن
جذيمة بن سعد بن مالك بن أشجع النخعي. كان أحد الفرسان المشهورين يوم الجمل
وصفين، وكان مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. يروي عن خالد بن
الوليد، روى عنه الشعبي، ومات بالقلزم مسموما سنة سبع وثلاثين من الهجرة، سمه معاوية
في العسل، ولما بلغه الخبر قال: إن لله جنودا من العسل.
قال عمير بن سعيد: دخلت على الأشتر بأصبهان في أناس من النخع نعوده، فقال:
هل في البيت إلا نخعي؟ قلنا: لا، قال: إن هذه الأمة عمدت إلى خيرها فقتلوه يعني
عثمان وسوف تسيرون إلى قوم لا بيعة لكم عليهم، فلينظر امرؤ أين يضع سيفه يعني أهل
صفين.
النخلي: بفتح النون وسكون الخاء المعجمة. هذ النسبة إلى النخل، وظني أنها
القرية المعروفة التي على ستة فراسخ من مكة، وأهلها أكثرهم من هذيل. والمشهور بهذه
النسبة عمران النخلي. يروي عن سفينة، روى عنه شريك بن عبد الله القاضي، وله ولد يقال
له حماد بن عمران النخلي روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين الكوفي.
وأبو عبد الله إبراهيم بن محمد النخلي صاحب التاريخ. ومن ولده أبو عبد الله محمد بن
عمران النخلي: له علم بالرجال ومعرفة بالأسماء والكنى والأنساب. روى عنه أبو بكر بن
أبي الأسود.
النخلاني: بفتح النون وسكون الخاء المعجمة وبعدها لام ألف وفي آخرها نون
أخرى. هذه النسبة إلى نخلان، وهو بطن، من سلف، وسلف بطن من كلاع، والكلاع من
حمير. والمشهور بهذه النسبة رافع بن عقيب النخلاني السلفي (1).
ويزيد بن خالد بن مسعود بن خولي النخلاني. ذكره أبو سعيد بن يونس، وقال:
ونخلان من سبأ. وكان على الشرط بمصر، توفي في سنة خمس وستين ومئتين.

(1) زاد ابن الأثير في " اللباب ": روى عن عمر بن الخطاب، روى عنه ثمامة بن شفي.
476

باب النون مع الدال
الندبي: بفتح النون والدال المهملة أو السكون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه
النسبة إلى ندب وهو حي من الأزد. والمشهور بالانتساب إليه أبو عمرو بشر بن حرب
الندبي. عداده في أهل البصرة، يروي عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم.
روى عنه الحمادان، ابن سلمة، وابن زيد، ومرثد بن عامر الهنائي. تركه يحيى بن سعيد
القطان، وكان علي بن المديني لا يرضاه لانفراده عن الثقات بما ليس من حديثهم. مات في
ولاية يوسف بن عمر على العراق، وكانت وفاته من سنة إحدى وعشرين ومئة إلى سنة أربع
وعشرين ومئة. وكان يحيى بن معين يضعفه، وأحمد بن حنبل يقول: ليس هو بالقوي في
الحديث. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث.
477

باب النون والذال (المعجمة)
النذيري: بفتح النون والذال المكسورة المعجمة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي
آخرها الراء. هذه النسبة إلى نذير وهو بطن من بجيلة، وهو نذير بن قسر بن عبقر.
النذيري: بضم النون وفتح الذال المعجمة والياء الساكنة وفي آخرها الراء. هذه النسبة
إلى نذير وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو الإمام أبو يعقوب يوسف بن محمد بن
موسى بن العباس بن الفضل بن النذير الحنيفي النذيري المودوي، من أهل نسف. كان أحد
الأئمة العلماء. يروي عن أبي نصر أحمد بن محمد الراهبي. روى عنه محمد بن الخليل
النسفي أخو الحسين. وتوفي غرة صفر سنة تسع وأربعين وأربعمئة آخر مدة الوباء الواقع
بنسف، وصلى عليه أحمد بن محمد البلدي.
478

باب النون والراء
النرسي: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة. هذه النسبة إلى النرس، وهو
نهر من أنهار الكوفة، عليه عدة من القرى ينتسب إليها جماعة من مشاهير المحدثين بالكوفة.
والعباس بن الوليد النرسي: يروي عن يزيد بن زريع وغيره. روى عنه أبو حفص
عمر بن محمد البجيري، وإسحاق بن خالويه.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي: من أهل بغداد، يروي عن
أبي جعفر بن البتري الرزاز، ومحمد بن إسماعيل الوراق، روى عنه أبو بكر الخطيب،
وأبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي.
وابنه أبو الحسين محمد بن نصر بن النرسي: يروي عن جماعة كثيرة من أصحاب
أبي القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد مثل أبي القاسم بن صابر وأبي طاهر المخلص. روى
عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب وأثنى عليه وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا ثقة من أهل
القرآن حسن الاعتقاد، وروى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري. وكان ولادته
في سنة سبع وستين وثلاثمئة، ومات في صفر سنة ست وخمسين وأربعمئة.
وابنه أبو نصر هبة الله بن أبي الحسين بن النرسي: حدث عن أبيه، وأبي محمد
الجوهري. حدثونا عنه.
وابنه أبو الفضل عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي الحسين بن النرسي: من التجار
المعروفين. شيخ سديد السيرة، لقيته ببلخ ثم بسمرقند وسمعت منه كتاب " المقامات " لأبي
محمد القاسم بن علي الحريري بروايته عن منشئها، ثم لقيته ببخارى وسألته عن النرس،
فقال: سمعت أنها قرية بفارس.
وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي الكوفي. سمع بالكوفة من الشريف
أبي عبد الله بن عبد الرحمن الحسني، ومن أبي بكر محمد بن إسحاق بن فدويه، وعن
جماعة ببغداد، وكان حافظا، من أهل الخير والعلم، متقنا ثبتا صالحا، يعرف بأبي. سمع
منه والدي رحمه الله، وروى لي عنه جماعة كثيرة بالكوفة وبغداد وأصبهان وخراسان من
شيوخي رحمهم الله. وكانت وفاته سنة سبع وخمسمئة.
479

وأما أبو يحيى عبد الأعلى بن حماد بن نصر النرسي: من علماء البصرة وأئمتهم، وإنما
قيل له النرسي لان جده اسمه نصر، والنبط إذا أرادوا أن يقولوا: نصر، قالوا: نرس، فبقي
عليه، وقيل له نرس لهذا، ونسب ولده إليه. سمع مالك بن أنس، وحماد بن سلمة،
ووهيب بن خالد وغيرهم، روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما وجماعة آخرهم أبو القاسم
البغوي. وكان من الثقات الصادقين. ومات بالبصرة سنة سبع وثلاثين ومئتين.
النرشخي: بفتح النون وسكون الراء وفتح الشين المعجمة وكسر الخاء المعجمة. هذه
النسبة إلى نرشخ، وهي قرية من قرى بخارى بقرب قرية وابكنة. والمنتسب إليها أبو نصر
أحمد بن محمد بن إسماعيل البرشخي. كان فاضلا عالما. سمع منه والد أبي كامل
البصيري.
وأبو عبد الله محمد بن حمدان النرشخي: من أهل بخارى، يروي عن يحيى بن
سهيل. روى عنه داود بن محمد بن موسى البخاري.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن زكريا بن الخطاب بن شريك بن بزيغ النرشخي: من أهل
بخارى. يروي عن أبي بكر بن حريث، وعبد الله بن جعفر وغيرهما. وولد سنة ست وثمانين
ومئتين، وتوفي في صفر سنة ثمان وأربعين وثلاثمئة.
النرمقي: بفتح النون والميم بينهما الراء وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى نرمق:
وهي قرية من قرى الري، يقال لها: نرمة.
منها: أحمد بن إبراهيم النرمقي الرازي: يروي عن سهل بن عبد ربه السندي، روى
عنه محمد بن المرزبان الأدمي الشيرازي شيخ أبي القاسم الطبراني.
النريزي: بفتح النون وكسر الراء المهملة بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها الزاي. هذه النسبة إلى قرية يقال لها: نريز من رستاق أذربيجان. والمشهور بالنسبة
إليها:
أحمد بن عثمان بن نصر النريزي. حدث عن أحمد بن الهيثم الشعراني، ويحيى بن
عمرو بن فضلان التنوخي. روى عنه أبو الفضل محمد بن المطلب الشيباني الكوفي.
والامام أبو تراب عبد الباقي بن يوسف بن (..) (1) النريزي المراغي. كان من

(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
480

الأئمة المتقنين، والفضلاء المبرزين، وكان ورعا زاهدا، سكن نيسابور إلى حين وفاته،
وولي الإمامة والتدريس بمسجد عقيل. يروي عن أبي عبد الله أحمد بن الحسين المحاملي،
وأبي القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران العبدي وغيرها. روى عنه أبو البركات
ابن الفراوي، وأبو منصور الشحامي وجماعة كثيرة بنيسابور وسائر بلاد خراسان. وتوفي في
سنة إحدى وتسعين وأربعمئة.
481

باب النون والسين
النسابة: بفتح النون والسين المشددة المهملة والباء الموحدة المفتوحة بعد الألف وفي
آخرها الهاء. هذه النسبة إلى النسب النسابة. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ
نيسابور " وقال: أبو الحسن الكوفي الشاعر النسابة، ورد علينا نيسابور سنة خمس وثلاثمئة،
وكان يكثر الكون عند أبي أحمد التميمي، وكان من أحفظ الناس لأيام الناس وأخبارهم
وأشعار المتقدمين والمتأخرين، ثم إنه خرج إلى بخارى وتوفي بها، وذاك أن أبا الإصبع
أخبرني أنه دفنه في مقبرة بقرب سعيد بن نصر الأندلسي. سمع أبا العباس بن سعيد بن
عقدة، وأبا عبد الله الحسين بن إسماعيل بن القاضي، وأبا بكر محمد بن يحيى الصولي
وأقرانهم، وتوفي ببخارى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمئة.
النساب: بفتح النون والسين المهملة المشددة بعدها الألف وفي آخرها الباء الموحدة،
مثل الأول غير أنه بغير الهاء، وعرف بهذا دغفل بن حنظلة السدوسي النساب، بصري.
هكذا ذكره أبو محمد بن أبي حاتم وقال: له صحبة، ويقال: ليست له صحبة روى عنه
الحسن البصري. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل. قلت لأبي: دغفل له صحبة؟ قال:
ما أعرفه يعني: لا يدري له صحبة أم لا.
النساج: بفتح النون وتشديد السين المهملة وفي آخرها جيم. اشتهر بهذه النسبة
جماعة ينتسبون إلى نسج الثياب، منهم:
أبو حمزة مجمع بن صمغان النساج التيمي: من أهل الكوفة، يروي عن أبي صالح.
روى عنه ابن عيينة، وكان من العباد. وكان أبو حيان التيمي يقول: أوثق عملي حتى مجمع
التيمي.
وأبو محمد جرثومة بن عبد الله النساج، مولى بلال بن أبي بردة، من أهل البصرة،
رأى أنس بن مالك رضي الله عنه. يروي عن الحسن وثابت وبكر بن عبد الله المزني. روى
عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي، وحماد بن زيد، وعلي بن عثمان اللاحقي، وكان ثقة.
وأبو القاسم بكر بن أحمد بن محمي بن كثير بن صالح النساج. سكن واسط، وحدث
بها عن يعقوب بن تحية. روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، والقاضي أبو العلاء
482

محمد بن علي الواسطي، ولم يروي إلا ثلاثة أحاديث ومات في حدود سنة خمسين
وثلاثمئة.
وأبو الحسن خير بن عبد الله النساج الصوفي: من أهل سر من رأى، نزل بغداد،
وكانت له حلقة يتكلم فيها، وكان صحب أبا حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي وغيره، وصحبه
الجنيد، وأبو العباس بن عطاء، وأبو محمد الجريري، وأبو بكر الشبلي، وقيل: إن إبراهيم
الخواص صحبه. وعمر عمرا طويلا حتى لقيه أحمد بن عطاء الروذباري، وللصوفية عنه
حكايات غريبة، وأمور مستطرفة عجيبة. وذكر فارس البغدادي أن اسمه محمد بن إسماعيل،
ولقبه خير، وكان قد عمر مئة وعشرين سنة، ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة. ولما مات
رآه بعض أصحابه في المنام، فقال: له: ما فعل الله بك؟ قال: لا تسألني عن هذا، ولكن
استرحت من دنياكم الوضرة.
وأبو منصور مقرب بن الحسن بن الحسين النساخ: من أهل بغداد، كان شيخا
صالحا، تاليا للقرآن، سمع أبا يعلي محمد بن الحسين بن الفراء، وأبا الحسين محمد بن
علي بن المهتدي بالله، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وغيرهم. لم ألحقه، وحدثونا
عنه، وأثنى مشايخنا عليه. روى لي عنه أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي. وتوفي
في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة ببغداد.
وابنه أحمد بن مقرب بن النساج، كان شيخا صالحا فقيها سمع أبا الخطاب نصر بن
أحمد بن البطر القارئ، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، سمعت
منه أحاديث.
النسائي: بفتح النون والسين المهملة وبعد الألف همزة وياء النسب هذه النسبة إلى بلد
بخراسان يقال لها: نسا، والنسبة المشهورة إلى هذه البلدة النسوي والنسائي، وسمعت
إسماعيل بن محمد بن الفضل بأصبهان يقول: سمعت الأديب أبا المظفر محمد بن أحمد
الأبيوردي يقول: النسبة الصحيحة إلى هذه البلدة نسائي. وكان الأديب جمع جزءا في تاريخ
نسا وأبيورد، وأنا دخلتها وأقمت بها أربعين يوما، وكتبت عن جماعة بها. وسمعت أن هذه
البلدة إنما سميت بهذا الاسم في ابتداء الاسلام لان المسلمين لما أرادوا فتحها كان رجالها
غيبا عنها، فحاربت النساء الغزاة، فلما عرفت العرب ذلك كفوا عن الحرب، لان النساء
لا يحاربن، وقالوا: وضعنا هذه القرية في النساء، يعني التأخير، حتى يعود وقت عود
رجالهن. إنما سميت نسا لان النساء كانت تحارب دون الرجال، والله أعلم.
483

وفيها سمعت أبا نصر محمد بن أحمد الأزجاهي الضرير أملي من حفظه لبعض العرب
القديمة من أهل عسكر قتيبة بن مسلم الباهلي:
فتحنا سمرقند العريضة بالقنا * شتاء وأربعنا نؤم نساء
فلا تجعلنا يا قتيبة والذي * ينام ضحى يوم الحروب سواء
وقيل قديما: إن من دخل نسا نسي الوطني.
والمنسوب إلى هذه البلدة جماعة من الأئمة الكبار، منهم:
أبو أحمد فضالة بن إبراهيم التميمي النسائي: من كبار أصحاب ابن المبارك، روى
عن الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة. روى عنه جماعة. قال أبو حاتم بن حبان: كان
قتيبة بن سعيد مع فضالة بن إبراهيم التميمي بمصر، وكان من أهل الحفظ والضبط والعلم
باللغة والشعر، وهو والد أبي يزيد عبيد الله بن فضالة.
وأبو أحمد حميد بن زنجويه بن قتيبة بن عبد الله الأزدي النسوي، الإمام الفاضل،
صاحب كتاب " الترغيب " و " الآداب ". رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر ورجع
إلى بلده، وكان من سادات أهل بلده فقها وعلما، وهو الذي أظهر السنة بنسا. يروي عن
النضر بن شميل، ويعلي بن عبيد. روى عنه الحسن بن سفيان. قال ابن أبي حاتم: كتب
عنه أبي بالمدينة بمصر، وروى عنه أبو زرعة، ومات بها في سنة سبع وأربعين ومئتين.
وزرت قبره بنسا، وأتممت عند قبره قراءة كتاب " الآداب " من تصنيفه.
تمنها أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي، صاحب
كتاب " السنن ". إمام عصره، سكن مصر مدة، وانتشرت بها تصانيفه. حدث عن قتيبة بن
سعيد، وعلي بن حجر وغيرهما. توفي سنة ثلاث وثلاثمئة، قيل: بمكة، وقيل: بالرملة.
وابنه عبد الكريم بن أحمد النسائي: من أهل مصر، ولد بمصر في صفر سنة سبع
وسبعين ومئتين، وتوفي بها سنة أربع وأربعين وثلاثمئة.
وعبد الله بن وهب النسائي: شيخ دجال، يضع الحديث على الثقات، ويلزق
الموضوعات بالضعفاء. يروي عن يزيد بن هارون وأهل العراق. لا يحل ذكره في الكتب إلا
على سبيل الجرح فيه.
قال أبو حاتم بن حبان: وهو شيخ ليس يعرفه كل إنسان إلا من تتبع الضعفاء والتنقير عن
484

أتباعهم وكتابة حديثهم للمعرفة والسبر. روى عنه من أهل بلده محمد بن عبد العزيز بن
إسماعيل. قال أبو حاتم: بنسا، وقال: حدثناه محمد بن سدوس بنسا في قرية الحسن بن
سفيان.
قال ابن ماكولا في " الاكمال ":
وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن النسوي، كتب بخراسان والعراق
والحجاز. سمع عيسى بن حماد زغبة، ودميم بن اليتيم، وقتيبة وأبا مصعب، وهشام بن
عمار وغيرهم. حدث عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب وأبو القاسم يوسف بن يعقوب
السوسي. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أحمد بن عثمان النسائي، أبو عبد الرحمن،
رفيق أبي بمصر في الرحلة الثانية، سمعت منه، وهو صدوق ثقة.
وأبو محمد عبد الرحمن بن بحر بن معاذ النسوي البزاز، سمع محمد بن يحيى بن
أبي عمر العدني، وهشام بن عمار. روى عنه ابنه أبو عبد الله، وأبو محمد زياد العدل.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد النسوي، سمع محمد بن رمح، وأبا مصعب،
ونصر بن علي، وأبا الطاهر. روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، وأبو جعفر بن
سعيد. توفي سنة سبع وثمانين ومئتين.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن سعيد بن ذؤيب النسوي، والد أبي بكر بن أبي الحسن
رئيس نسا. سمع ببلده حميد بن زنجويه، وبخراسان محمد بن عيسى الدامغاني، وبالري
محمد بن حميد، وبالعراق أحمد بن منيع، وأبا كريب، وبالحجاز أبا مصعب وغيرهم.
روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم.
وعلي بن سعيد بن جرير النسوي. روى عنه ابنه محمد بن علي.
ابنه أبو عبد الله محمد بن علي بن سعيد بن جرير النسوي سمع أباه وقتيبة، روى عنه
أبو الفضل بن إبراهيم.
وجماعة من بني نسي، وهو بطن من الصدف، وظني أن النسبة إليه نسائي. منهم
أبو زرعة عقبة بن يزيد بن سعيد بن قتادة بن جبلة بن نمر بن الحارث الصدفي النسائي: من
أهل مصر. توفي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين ومئتين.
وأبو خيثمة زهير بن حرب بن شداد النسائي. كان اسم جده أشتال، فعرب وجعل
شداد. وأبو خيثمة نسائي سكن بغداد، وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشر،
485

وإسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو معاوية الضرير،
ووكيع بن الجراح وغيرهم. روى عنه ابنه أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، ويعقوب بن شيبة،
ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى
الترمذي، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. وكان ثقة، ثبتا، حافظا، متقنا، ومكثرا من
الحديث. قال الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير أيما أحب إليك أبو خيثمة أو
أبو بكر بن أبي شيبة؟ فقال: أبو خيثمة. وجعل يطري أبا خيثمة ويضع من أبي بكر. ومات
أبو خيثمة في شعبان سنة أربع وثلاثين ومئتين في خلافة جعفر المتوكل، وهو ابن أربع
وسبعين سنة.
وابنه أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة النسائي (..) (1).
وابن أخيه أبو جعفر محمد بن زاهر بن حرب بن شداد النسائي أخو القاسم بن زاهر.
سكن دمشق، وحدث بها عن أحمد بن شبوية المروزي. روى عنه محمود بن إبراهيم بن سميع
الدمشقي، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي:
سألت أبي عنه، فقال: كان بدمشق، توفي هناك وأنا صليت عليه، وكان من أقراني، ولم
يكن به بأس.
النسطاسي: بكسر النون والطاء المهملة والألف بين السينين. هذه النسبة إلى الجد،
وهو أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس النسطاسي. يروي عن أبي الضحى مسلم بن
صبيح. روى عنه الثوري، وابن عيينة، وابن المبارك، ومروان الفزاري.
النسفي: بفتح النون والسين وكسر الفاء. هذه النسبة إلى نسف وهي من بلاد ما وراء
النهر، يقال لها: نخشب. أقمت بها قريبا من شهرين وسمعت بها من جماعة. خرج منها
من العلماء في كل فن جماعة لا يحصون. وذكرها أبو تمام حبيب بن أوس في قصيدة يقولها
للمعتصم:
تهاب الروم في معاقلها * والترك تخشاك من وراء نسف
فأما أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش النسفي: كان من جلة أهل

(1) بياض في الأصل قدر ثلاث كلمات، وأبو بكر هذا قال فيه الخطيب البغدادي: (.. وكان ثقة عالما متفننا حافظا
بصيرا بأيام الناس رواية للأدب.. وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته..) " تاريخ بغداد ":
4 / 162 - 164.
486

السنة وأصحاب الحديث، ومن ثقاتهم وأفاضلها، كتب الكثير وجمع المسند والتفسير،
وحدث بها، يقال: إنه كان على قضاء نسف مدة. رحل إلى بلاد خراسان والعراق والشام
وديار مصر. سمع عبد الله بن عثمان الدبوسي، وقتيبة بن سعيد البغلاني، وهشام بن عمار
الدمشقي، وحرملة بن يحيى المصري، ويعقوب بن حميد بن كاسب وغيرهم. روى عنه
جماعة كثيرة من أهل بلده والغرباء. وتوفي سنة أربع وتسعين ومئتين.
وابنه أبو عثمان سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج النسفي. يروي عن أبيه،
وعبد الصمد بن الفضل البلخي، ومحمد بن عبد بن حميد الكسي، وعلي بن عبد العزيز
المكي، وإبراهيم بن محمد بن سويد الصنعاني، والحسن بن عبد الأعلى البوسي وغيرهم
من أهل اليمن والحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر جماعة يكثر عددهم. وكان فاضلا ثقة
صاحب أدب وشعر. روى عنه جماعة كثيرة مثل محمد بن أبي سعيد السرخسي، وعلي بن
محمد بن عصمة المروزي، ومحمد بن عمران الإشتيخني، وآخرهم أبو الفضل منصور بن
نصر الكاغدي. وتوفي في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة.
وأبو علي الحسين بن الخضر النسفي الفقيه، ذكرته في ترجمة الفاء في الفشيديزجي.
وقد جمع لرجالها أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري النسفي الحافظ
كتابا مشبعا يشتمل على ثمانين طاقة أو أكثر.
النسوي: بفتح النون والسين المهملة والواو. هذه النسبة إلى نسا، وقد ذكرنا النسبة
إليها النسائي. ومنهم من قال بالواو وجعل النسبة إليها النسوي. واشتهر بهذه النسبة
أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء النسوي الشيباني.
إمام متقن ورع حافظ، ذكرته في حرف الباء في البالوزي.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد النسوي من أهل نسا، سمع بالعراق أبا كريب،
ونصر بن علي، وبالحجاز أبا مصعب الزهري ويعقوب بن حميد بن كاسب، وبمصر
حرملة بن يحيى، وأبا الطاهر بن السرح وغيرهم. حدث بالكثير منها الموطأ لمالك عن
أبي مصعب. روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو الفضل الشرمقاني،
ومات بنسا في سنة سبع وثمانين ومئتين.
وأبو طاهر بحر بن شعيب النسوي. ذكره أبو محمد بن أبي حاتم الرازي وقال: هو رفيق
أبي في الرحلة إلى مصر، وتوفي بمصر. روى عن علي بن الحسن بن شقيق، والمغيرة بن
موسى المزني، وسليمان بن أبي هوذة الراوي، والنضر بن شميل، وسلمة بن سليمان.
487

وحفيد الحسن بن سفيان السابق ذكره أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان
النسوي. كان شيخا ثقة، حدث بخراسان والعراق، وكتب عنه الناس بانتخاب أبي الحسن
الدارقطني. وحدث عن جده الحسن، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن إسحاق بن
خزيمة، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وتميم بن يوسف الحمصي، وأبي بكر بن الباغندي،
وأبي القاسم بن منيع. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وطاهر بن عبد العزيز
الحصري، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وعبد الغفار بن محمد الأرموي، وأبو القاسم
علي بن المحسن التنوخي وأحمد بن محمد بن منصور العتيقي. كانت ولادته سنة ثلاث
وتسعين ومئتين في شهر رمضان، وحدث ببغداد سنة إحدى وسبعين، وتوفي بنسا سنة أربع
وسبعين وثلاثمئة.
وأبو عبد الله محمد بن سعد بن حمويه النسوي. له رحلة إلى العراق والحجاز واليمن،
سمع بالعراق إبراهيم بن الهيثم البلدي، وجعفر بن محمد بن شاكر، وبالحجاز أبا يحيى بن
أبي مسرة، وعلي بن عبد العزيز، وباليمن إسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن المبارك
الصنعاني وغيرهم. روى عنه أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وانتقى عليه أبو علي
الحافظ بنيسابور سنة ست وعشرين وثلاثمئة.
488

باب النون والشين (المعجمة)
النشاستجي: بفتح النون والشين المعجمة بعدها الألف ثم السين المهملة والتاء
المفتوحة ثالث الحروف وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى النشاستج، وهو شئ يؤخذ من
الحنطة، ويقال له: النشا، والنسبة إليه نشائي ونشاستجي.
والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن حرب الواسطي النشاستجي، من أهل
واسط، وسأذكره في النشائي. روى عن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن يزيد،
وعبيدة بن حميد وعمر بن حبيب، ومحمد بن ربيعة. روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم
الرازيان. وسئل أبو حاتم عنه، فقال: صدوق.
النشائي: هذه النسبة بالنون والشين المفتوحة المنقوطة وهمز الألف إلى عمل
النشا، وهو النشاستج: شئ يستخرج من الحنطة، تقصر به الثياب وتطرا.
والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن حرب النسائي، وقيل له: النشاستجي
أيضا، من أهل واسط شيخ ثقة صدوق. يروي عن يزيد بن هارون وغيره. سمع منه البخاري
ومسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وابنه أبو بكر عبد الله بن سليمان وغيرهم.
وأبو حفص عمر بن محمد بن علي الرفاء النشائي. فقيه صالح، سديد السيرة، يعظ
في الرساتيق، من أصحاب والدي رحمه الله، وسمع منه الحديث، ومن مشايخنا، ومن
أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق. سمعت منه قطعة من أمالي الدقاق.
وتوفي (..) (1) وخمسمائة، ودفن بسجذان.
وأبو الفتح محمد بن أبي بكر بن ريحان النشائي الدلال، من أهل هراة. شيخ صالح
أقعد وزمن، وكانت له عجلة يركبها ويسيرها إما بنفسه أو بغيره. سمع أبا إسماعيل
عبد الله بن محمد الأنصاري، وأبا عبد الله محمد بن علي العميري وغيرهما. سمعت منه
بهراة في النوبة الثانية، وتوفي في حدود سنة خمس أو ست وأربعين وخمسمئة.

(1) بياض في الأصل، وقد سبق للمؤلف أن ترجمة في الرفاء: 6 / 143 وقال: " وتوفي في الثامن عشر من شهر رمضان
سنة تسع وثلاثين وخمسمئة، ودفن بسجذان ".
489

النشغي: بفتح النون وسكون الشين المعجمة وفي آخرها الغين المعجمة أيضا. هذه
النسبة إلى نشغة، وهو بطن من عذرة، وهو نشغة بن جناب بن معاوية، وهو الجوشن بن
بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة، ومن ولده
عيال بن سلامة بن نشغة النشغي. كان يغير علي بني عبد الله بن كنانة فيكثر. قال ذلك
ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة.
النشكي: بفتح النون وسكون الشين المعجمة وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى
نشك وهي قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ، منها:
أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد النشكي. كان فقيها فاضلا صالحا ورعا، كثير
الاحتياط. تفقه على جدي، وصحب والدي مدة، ثم خرج إلى باخرز وسكنها إلى آخر
عمره، وكان الناس يراجعونه في الفتاوى. سمع جدي وأبا القاسم إسماعيل بن محمد
الزاهري، لقيته غير مرة، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا من الحديث، وأجاز لي رواية
مسموعاته، وكتب لي خطه بذلك. وكانت ولادته في شهر ربيع الأول سنة ثمان وستين
وأربعمئة بمرو، ووفاته (..) (1).
النشوي: بفتح النون والشين المعجمة. هذه النسبة إلى نشأ، ويقال: نشوى. وهي
بلدة متصلة بآذربيجان وأرمينية، ويقال لها: نخجوان، وهي من أعمال أران من بلاد
أرمينية، بينها وبين تبريز ستة فراسخ. والمشهور بهذه النسبة:
أبو حاتم عبد الرحمن بن علي بن يحيى بن محمد بن الرواس النشوي. يروي عن
بجيد بن محمد بن بجيد. روى عنه خذاداذ بن عاصم.
ومن القدماء أبو موسى هارون بن حيان النشوي. يروي عن عبد الرحمن بن عبد الله
الدشكتي. روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن غني الا رومي.
وأبو الفضل خذاداذ بن عاصم بن بكران النشوي، خازن دار الكتب بجنزة. سمع
ببغداد وغيرها من البلاد. يروي عن أبي نصر عبد الواحد بن مسرة القزويني والحسن بن
علي، وأبي مسلم عبد الرحمن بن غزو العطار النهاوندي، وشعيب بن صالح التبريزي
وغيرهم. قاله ابن ماكولا، وقال: سمعت منه بجنزة.

(1) بياض في الأصل.
490

وأبو سعيد سلم بن بندار بن الحسين النشوي الأرمني، قدم بغداد، وحدث بها عن
محمد بن سفيان بن سعيد، ومحمد بن علي بن أبي الحديد المصريين، وبكر بن أحمد
التنيسي، ومحمد بن عمر الدمشقي. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز
البغدادي (1).

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى نشأ قرية من الريف، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن بندار النشوي، روى عن القاضي أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حمكا، روى عنه محمد بن طاهر
المقدسي ".
491

باب النون والصاد (المهملة)
النصراباذي: بفتح النون وسكون الصاد وفتح الراء المهملتين والباء الموحدة وفي آخرها
الذال المعجمة. هذه النسبة إلى محلتين: إحداهما بنيسابور وهي من أعالي البلد منها:
أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن شهمرد النصراباذي: من فقهاء أصحاب
الرأي. سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا القاسم البغوي
وغيرهم.
وأبو الحسين أحمد بن الحسين بن الحسين بن منصور النصراباذي، أخو أبي الحسن،
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومات في شهر ربيع الأول من سنة أربع وستين
وثلاثمئة.
وأبو أحمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور النصراباذي سمع
الشرقيين أبا حامد أحمد، وأبا محمد عبد الله ابني محمد بن الحسن.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عمرو النصراباذي. سمع محمد بن رافع،
والحسن بن عيسى، ومحمد بن أسلم وغيرهم.
وأبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور النصراباذي، أخو إسحاق. سمع محمد بن
عبد الوهاب الفراء وطبقته. روى عنه أبو علي الحافظ. ويقال: إن اسم عبدوس
عبد القدوس، والله أعلم.
وأبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه العازف النصراباذي الواعظ. شيخ
وقته بخراسان، وكان من مشاهير شيوخ الحقيقة، وله رحلة إلى العراق والشام وديار مصر.
سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج،
وبالري أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وببغداد أبا محمد يحيى بن محمد بن
صاعد، وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، وبمصر أحمد بن عبد الوارث
العسال، وبدمشق أبا الحسن بن عمير بن جوصا الدمشقي، وبدمياط أبا محمد زكريا بن
يحيى الدمياطي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ،
وأبو عبد الرحمن السلمي، وجماعة سواهما. وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ
492

نيسابور " فقال: أبو القاسم النصراباذي الواعظ، لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب
الأصول الصحيحة، وكان مع تقدمه في التصوف من الجماعين للروايات، ومن الرحالين في
طلب الحديث. سمع بنيسابور وبالعراق وبالشام وبمصر وبالري. أكثر عن أبي محمد بن
أبي حاتم، وقام عليه لسماع مصنفاته، وقد كان يورق قديما، فلما وصل إلى علم أهل
الحقائق ترك، وغاب عن نيسابور نيفا وعشرين سنة، ثم انصرف إلى وطنه سنة أربعين، وكان
يعظ ويذكر على ستر وصيانة، ثم خرج إلى مكة سنة خمس وستين، وجاور بها، ولزم
العبادة فوق ما كان من عبادته، وكان يعظ بها ويذكر. ثم توفي بها في ذي الحجة من سنة سبع
وستين، ودفن بالبطحاء عند تربة الفضيل بن عياض. حججت في تلك السنة، وكان معي
ابنه إسماعيل وامرأته سريرة، وقد خرجنا لزيارة أبي القاسم، فنعي إلينا بقرب الحرم، وإذا به
مات قبل وصولنا إلى مكة بسبعة أيام. فأما إسماعيل فإنه ترجل ووضع التراب على رأسه
حافيا، وأما سريرة فإنها لم تدع على رأسها شعرة واحدة، فصارت كالرجل الأصلع، وكنا
نبكي لبكائهما. ثم زرت قبره في البطحاء غير مرة، رحمة الله ورضوانه عليه.
وابنه أبو إبراهيم إسماعيل بن أبي القاسم النصراباذي الواعظ، الصوفي ابن الصوفي،
والمحدث ابن المحدث. سمع الكثير بخراسان والعراق والحجاز والأهواز. سمع أبا عمرو
محمد بن جعفر بن مطر، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وأبا أحمد محمد بن أحمد
الغطريفي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجائي، وأبا محمد عبد الله بن
محمد السقا المزني، وأبا العباس أحمد بن سعيد المعداني. وعقد له مجلس الاملاء
بنيسابور، وانتشرت عنه الروايات الكثيرة. روى عنه أبو الفضل محمد بن علي السهلكي،
وأبو سعد علي بن عبد الله بن الحسن بن أبي صادق الحيري. ومات في المحرم سنة ثمان
وعشرين وأربعمئة.
والمحلة الثانية هي نصراباذ: محلة بالري، في أعلى البلد. منها أبو عمرو محمد بن
عبد الله النصرابادي. سمع أبا زهير عبد الرحمن بن مغراء. روى عنه محمد بن يوسف
الرازي.
وعبد العزيز بن محمد الرازي النصراباذي من نصراباذ الري. روى عنه أبو حاتم
محمد بن إدريس الرازي، وقال: لعلي لا أقدم عليه كبير أحد بنصراباذ.
وأبو محمد الحسن بن الحسين بن منصور النصراباذي السمسار، من أهل نيسابور.
كان من العباد المشهورين بطلب العلم، المنفقين ماله على أهل الحديث. سمع أحمد بن
493

يوسف السلمي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، وعلي بن الحسن الهلالي. روى عنه
أبو علي الحافظ وابنه أبو الحسن بن الحسين. وتوفي غرة شهر ربيع الأول سنة ثلاثين
وثلاثمئة، ودفن بشاهنبر.
النصرويي: بفتح النون وسكون الصاد المهملة والراء المضمومة وفي آخرها الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى نصرويه وهو في أجداد المنتسب. والمشهور بهذا
الانتساب أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان بن (...) (1) النصرويي من أهل نيسابور. رحل
إلى العراق والخوز، وكتب الكثير. يروي عن عبيد الله بن العباس الشطوي البغدادي،
وأبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجائي. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وجماعة من المتأخرين.
وأبو علي محمد بن علي بن محمد بن نصرويه المقرئ النصرويي، خال الحاكم
أبي عبد الله الحافظ البيع. كان شيخا صالحا، سديد السيرة. سمع أبا بكر محمد بن
إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهما. سمع منه الحاكم
أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: أبو علي المؤذن المقرئ. كان من العباد
الصالحين، القاعدين عن السوق والتصرف، القانعين بميراث الآباء. حج، وغزا، وأنفق
على العلماء الفاضل من قوته، وأذن نيفا وخمسين سنة محتسبا، وتوفي في شعبان سنة تسع
وسبعين وثلاثمئة، وصلى عليه ابنه، ودفن في مقبرة باب معمر، وتوفي ابن مئة وثلاث
سنين.
النصري: بفتح النون وسكون الصاد المهملة وفي آخرها راء مهملة. هذه النسبة إلى
بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن مالك بن عوف أخي جشم بن معاوية. والمشهور
بالانتساب إليها مالك بن أوس بن الحدثان النصري المدني، من تابعي المدينة. روى عن
عمر، وعثمان، وعلي، والعباس، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن
مالك. وكان من فصحاء العرب. روى عنه الزهري، وعكرمة بن خالد، وأبو الزبير. مات
سنة ثنتين وتسعين، ومن زعم أن له صحبة فقد وهم.
وأبوه أوس بن الحدثان بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق بمكة ينادي إنها أيام أكل
وشرب. روى عنه ابنه مالك.

(1) بياض في عدة نسخ ومتصل في أخرى.
494

وأبو عبد الله سالم النصري، مولى النصريين. لقبه سبلان بفتح السين والباء المنقوطة
بواحدة مولى مالك بن أوس بن الحدثان. روى عن عائشة، وأبي هريرة، وسعد بن مالك،
وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم. روى عنه أبو سلمة، ويحيى بن أبي كثير، وعمران بن
بشير، وسعيد المقبري، ونعيم المجمر.
وعبد الواحد بن عبد الله النصري. يروي عن واثلة بن الأسقع، وعبد الله بن بشر.
روى عنه حريز بن عثمان.
وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق النصري. أظنه من نصر بن
معاوية. يروي عن أبي الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي روى عنه أبو عبد الله محمد بن
علي بن عبد الله الصوري الحافظ.
ومن الصحابة عبدة بن حزن النصري. يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو إسحاق
السبيعي.
وعمر بن يزيد النصري. يروي عن الزهري وغيره. روى عنه عمرو بن واقد،
ومحمد بن شعيب بن شابور.
وجماعة نسبوا إلى النصرية وهي محلة ببغداد بالجانب الغربي منها: أبو منصور
عبد المحسن بن محمد بن علي النصري التاجر الحافظ، رحل إلى الشام وديار مصر، وكتب
الكثير بها، وتوفي سنة نيف وثمانين وأربعمئة.
وأبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن
الأنصاري النصري، من النصرية. أشهر من أن يذكر. سمعت منه الكثير، وحدث عن
شيوخ له لم يحدث عنهم أحد في عصره. وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وخمسمئة
بالنصرية، وحمل إلى باب حرب، ودفن بها عند بشر بن الحارث الحافي.
وابنه أبو طاهر عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي النصري. سمع عبد الواحد بن
علوان، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البسر القاري ومن دونهما. سمعت منه، وتوفي في
حدود سنة أربعين وخمسمئة.
وهذه المحلة كان بها جماعة من مشاهير المحدثين مثل أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن
أحمد البرمكي وغيره. توفي سنة خمس وأربعين وأربعمئة.
وأما أبو الحسن أحمد بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن نصر النصري المؤذن
495

الجرجاني، يروي عن أحمد بن محمد بن مالك الجرجاني هكذا ذكره حمزة بن يوسف
السهمي الحافظ. وإنما قيل له النصري نسبة إلى جده الأعلى نصر. وهو من أهل جرجان.
وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري الدمشقي. من أهل
دمشق، هو من بني نصر بن معاوية. أحد أئمة الحديث وممن له العناية التامة في طلبه.
صنف التصانيف منها التاريخ (1). روى عن علي بن عياش الحمصي، ومطرف بن عبد الله
المدني، ومحمد بن بكار بن بلال، ويحيى بن معين، وأحمد بن شبويه، وأبي بكر بن
أبي شيبة، وأبي نعيم الملائي، ومحمد بن أبي عمر العدني، وأحمد بن صالح المصري،
وعبيد الله بن عمر وسعيد بن منصور، وعلي بن مسهر، وإسماعيل بن أبي أويس (2). روى
عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن
عمر بن راشد البجلي. وكانت وفاته في حدود سنة ثمانين ومئتين إن شاء الله.
وابنه محمد بن أبي زرعة الدمشقي النصري. من أولاد المحدثين. روى عنه
أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني أيضا، وهو يروي عن هشام بن عمار الدمشقي (3).
النصيبي: بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء
الموحدة هذه النسبة إلى نصيبين، وهي بلدة عند آمد وميافارقين من ناحية ديار بكر، خرج
منها جماعة كثيرة منهم ميمون بن الأصبغ بن الفرات النصيبي. يروي عن يزيد بن هارون.
روى عنه عمر بن عبد العزيز النصيبي. مات سنة ست وخمسين ومئتين.
وأبو يعقوب إسحاق بن منصور بن سيار النصيبي. يروي عن عبيد الله بن موسى،
وأبي عاصم النبيل. روى عنه أهل الجزيرة، وقال ابن أبي حاتم: أدركناه، وكتب إلي ببعض
حديثه، وكان صدوقا ثقة. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومئتين.

(1) طبع هذا الكتاب بجزأيه في دمشق مطبوعات مجمع اللغة العربية سنة 1980 م بعد أن نال به محققه شكر الله بن
نعمة الله القوجاني درجة الماجستير في التاريخ الاسلامي من كلية الآداب بجامعة بغداد سنة 1973، وتعتبر مقدمة
هذا الكتاب مصدرا ثرا لترجمة مؤلفه.
(2) تصحف في ك إلى: إسماعيل بن إدريي، والمثبت في م. وإسماعيل هذا هو أبو عبد الله إسماعيل بن أبي يس بن
أخت الامام مالك بن أنس. أنظر مقدمة " تاريخ أبي زرعة " 1 / 40.
(3) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن
خزيمة، بطن من بني أسد بن خزيمة، منهم العلاء بن محمد بن منظور النصري، ولي شرطة الكوفة. وقيسي بن
أهبان بن جابر النصري وغيرهما. وأما نصر بن الإزط فتشعب أولاده بطونا وقبائل نسبوا إليها ظ ون نصر، فلهذا تركنا
ذكره ".
496

ومحمد بن مسلم النصيبي. يروي عن علي بن قادم، وعمرو بن عاصم الكلابي،
ومحمد بن عرعرة، ويحيى بن حماد، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، وفهد بن حبان.
وصاحبنا أبو عبد الرحمن عسكر بن أسامة بن جامع بن مسلم النصيبي منها، صحبني
بمكة وبغداد والكوفة، وكتبنا عن الشيوخ، وكتب عني، وكتبت عنه شيئا يسيرا، وكان من
خير الرجال، حسن الصحبة، له ورع تام. انصرف إلى نصيبين في سنة ست وثلاثين
وخمسمئة.
ورأيت علويا بمرو من قرية أندغن، سمى لي نفسه وقال: أنا أبو (..) (1)
النصيبي، وإنما سمي جدنا الأعلى بهذه النسبة لأنه كان يطلب رزق بني هاشم والعلوية من
الديوان ويقول: أين نصيبي؟ ما فعل نصيبي؟ فسمي بالنصيبي إلا أنه من أهل نصيبين.
وأبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد النصيبي المؤدب، صاحب أخبار ورواية
للشعر والأدب. نزل بغداد وحدث بها عن أبي عمر الزاهد صاحب ثعلب وغيره. روى عنه
علي بن المحسن التنوخي. وكانت ولادته في سنة أربع عشرة وثلاثمئة بنصيبين، ووفاته ببغداد
سنة أربع وثمانين وثلاثمئة.
وإبراهيم بن أبي حرة النصيبي. كان من أهل نصيبين، انتقل إلى مكة وسكنها. يروي
عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر. روى عنه منصور بن المعتمر، وابن عيينة.
وزيد بن الجزري النصيبي، مولى أسماء بن خارجة، من أهل نصيبين. يروي عن
أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. روى عنه معمر وأهل بلده. وكان فقيها ورعا فاضلا.
وأما أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد بن خلاد بن منصور بن أحمد بن خلاد العطار
النصيبي. أصله من بلدة نصيبين. ذكرته في الخاء في الخلادي.
وأبو الحسن سلامة بن عمر بن عيسى بن الحارث بن القاسم النصيبي. سكن بغداد،
وحدث بها عن أحمد بن يوسف بن خلاد، ومحمد بن عيسى بن ديزك البروجزدي، وأبي بكر
أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي. قال أبو بكر الخطيب الحافظ: كتبت عنه، وكان
صدوقا، وكان يذكر أنه ولد بنصيبين في سنة سبع وثلاثين وثلاثمئة. ومات ببغداد في صفر
سنة سبع عشرة وأربعمئة، وكنت فيمن صلي عليه. ودفن من يومه.

(1) بياض في عدة نسخ قدر كلمة، والكلام متصل في " اللباب ".
497

والقاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن بن عبد الله النصيبي. من أهل
نصيبين. سكن بغداد، وحدث بها عن أبي الميمون عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي
البجلي صاحب أبي زرعة الدمشقي الحافظ وعن غيره من شيوخ الشام. وحدث أيضا عن
أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل بن محمد الصفار وجماعة من
البغداديين. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني والقاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله
الطبري، وأبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال، وأبو يعقوب يوسف بن محمد بن
يوسف الهمداني الخطيب وجماعة. ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال: جئت إلى
أبي بكر البرقاني يوما، فاستأذنته في أن اقرأ عليه. فقال: ما تريد أن تقرأ؟ قلت: شيئا
علقته من " تاريخ أبي زرعة " وفيه سماعك من القاضي النصيبي. فعبس وجهه وقال: كنت
عزمت على أن لا أحدث عنه، ولكني أسامحك أنت خاصة في بابه. وأذن لي، فقرأت
عليه. ثم قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن علي البادا ذكر القاضي النصيبي فقال: كنت
أحدث عنه، حتى نهاني جماعة من أصحاب الحديث عن الرواية عنه، فلم أحدث عنه بعد.
وضعف البادا أمره جدا. وذكر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال: سمعت من القاضي
النصيبي " وتاريخ أبي زرعة " وكان سماعه إياه صحيحا من أبي الميمون البجلي عن
أبي زرعة. وكان أمر النصيبي في وقت سماعنا هذا الكتاب منه مستقيما، ثم فسد بعد ذلك
لأنه كان يخلف القاضي أبا عبد الله الضبي على بعض عمله بالكرخ، فروى للشيعة المناكير،
ووضع لهم أيضا أحاديث. وروى عن أبي الحسين بن المنادي وإسماعيل الصفار. وكان
قدوم النصيبي بغداد بعد موت الصفار بعدة سنين. سألت أبا القاسم الأزهري عن النصيبي،
فقال: كذاب، أخرج إلينا كتب ابن المنادي، وقد كتب عليها سماعه بخطه، فقلت له:
متى سمعت هذه الكتب؟ فقال: في سنة خمس وثلاثين وثلاثمئة. فقلت: أنت إنما قدمت
بغداد بعد الأربعين، فكيف هذا؟! فما رد علي شيئا. قال الأزهري: وكان أمره في الابتداء
مستقيما، وحدث عن الشاميين من سماع صحيح. أو كما قال: وكانت وفاته في شهر رمضان
سنة ست وأربعمئة، ودفن في داره بالكرخ.
وإبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النصيبي من أهل نصيبين. يروي عن ميمون بن
الأصبغ. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
النصيري: بضم النون وفتح الصاد المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين بعدها راء مهملة.
وهذه النسبة لطائفة من غلاة الشيعة يقال لهم النصيرية، والنسبة إليها نصيري. وهذه الطائفة
ينتسبون إلى رجل اسمه نصير، وكان في جماعة قريبا من سبقه عشر نفسا، كانوا يزعمون أن
498

عليا هو الله. وهؤلاء شر الشيعة. وكان ذلك في زمن علي، فحذرهم وقال: إن لم ترجعوا
عن هذا القول وتجددوا إسلامكم وإلا عاقبتكم عقوبة ما سمع مثلها في الاسلام. ثم أمر
بأخدود وحفر في رحبة جامع الكوفة، فاشتعل فيه النار، وأمرهم بالرجوع فما رجعوا، فأمر
غلامه قنبر حتى ألقاهم في النار، فهرب واحد من الجماعة اسمه نصير، واشتهر هذا الكفر
منه، وأن عليا لما ألقاهم في النار التفت واحد وقال: الآن تحققت أنه هو الله، لأنه بلغنا عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يعذب بالنار إلا ربها " (1). وكان علي يرميهم في النار وينشد:
إني إذا أبصرت أمرا منكرا * أوقدت ناري دعوت قنبرا
ولما بلغ ابن عباس ما فعل علي رضي الله عنه قال: لو كنت مكان علي رضي الله عنه
كنت اقتلهم وما كنت أحرقهم. وهذه الطائفة بالحديثة بلدة على الفرات. سمعت الشريف
عمر بن إبراهيم الحسيني شيخ الزيدية بالكوفة يقول: لما انصرفت من الشام دخلت
الحديثة مجتازا، فسألوا عن اسمي، فقلت: عمر. فأرادوا أن يقتلوني لان اسمي عمر،
حتى قلت: إني علوي وإني كوفي، فتخلصت منهم وإلا كادوا أن يقتلوني.
ومن المحدثين ممن اشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن نصير بن
عبد الله النصيري، منسوب إلى جده الأعلى، كان بنيسابور. حدث في سنة سبع وثمانين
وثلاثمئة عن أبي بكر عبد الله بن الحسين الجوري النيسابوري، وأبي العباس محمد بن
إسحاق السراج، ومحمد بن عمر بن حفص المقابري، وأحمد بن محمد بن
الحسين الماسرجي وغيرهم. روى عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب
الواسطي، والحافظ أبو مسعود أبي أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي وغيرهما. وتوفي بعد صفر
سنة خمس وسبعين وثلاثمئة، فإن ابن بكير سمع منه بهذا التاريخ.

(1) أخرج البخاري: 6 / 140 - 105 في الجهاد باب لا يعذب الله، وأبو داود رقم (2674) في الجهاد باب
كراهية حرق العدو بالنار، والترمذي رقم (1571) في السير باب الحرق بالنار، والدارمي في سنته: 2 / 222 في
السير باب النهي عن التعذيب بعذاب الله، وأحمد في مسنده: 2 / 307 و 338 و 453 عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: إن وجدتم فلانا وفلانا الرجلين من قريش سماهما فأحرقوهما بالنار، ثم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن
وجدتموهما فاقتلوهما.
وأخرج أبو داود رقم (2673) في الجهاد باب كراهية حرق العدو بالنار: عن حمزة الأسلمي رضي الله عنه قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية، قال: فخرجت فيها، وقال: إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار، فوليت، فناداني،
فرجعت إليه، قال: إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار.
499

وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن نصير بن عبد الله النصيري النيسابوري، من
أهل نيسابور، المعدل النصيري، من أكابر الشهود ومتوسط التجار، والأمانة في تقية قديمة.
خرج له أبو بكر البغدادي فوائد لخروجه إلى الحج، فيه عن أبي بكر محمد بن إسحاق،
وأبي قريش محمد بن جمعة، وأبي العباس السراج، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ،
وتوفي في المحرم سنة تسع وثمانين وثلاثمئة.
وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون الدباس النصيري، من أهل
بغداد. شيخ مقرئ فاضل ثقة مكثر من الحديث. سمعه عمه أبو الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون عن جماعة مثل أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبي الغنائم
عبد الصمد بن علي بن المأمون، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن مسلمة، وأبي الحسين
أحمد بن محمد بن النقور البزاز وطبقتهم. سمعت منه الكثير ببغداد، وإنما كنت أكتب له
النصيري لأنه كان يسكن درب نصير محلة معروفة ببغداد. ولد سنة أربع وخمسين
وأربعمئة، وتوفي ليلة الاثنين سادس عشر رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمئة.
وأبو مسلم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن نصير المديني المعدل النصيري.
نسب إلى جده الأعلى. من أهل أصبهان، هو ابن أخي أحمد بن محمد بن نصير. يروي
أبو مسلم عن جده من قبل أمه أبي أسيد أحمد بن أسيد المديني. روى عنه أبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه الحافظ. وتوفي في شعبان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمئة.
والقاضي الإمام أبو علي صاعد بن نصير بن أحمد بن الشاه بن علي بن الحسين بن
شبل بن نصير النصيري النسفي، من أهل نسف. نسب إلى جده الأعلى. حدث عن أبيه
أبي أحمد نصر بن أحمد النصيري. وعن أبي نعيم الغويديني. روى عنه أبو حفص عمر بن
محمد بن أحمد النسفي، وتوفي بسمرقند في سكة حائط حيان يوم الخميس الثامن عشر من
ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وأربعمئة، وهو ابن ثمان - أو تسع - وخمسين سنة، ودفن
بجاكرديزة بجنب المشهد.
500

باب النون والضاد (المعجمة)
النضاري: بضم النون وفتح الضاد المعجمة بعدها الألف وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى نضار وهو جد نضر بن دهمان بن نضار بن بكر بن سليم بن أشجع بن ريث بن
غطفان، وهو نضاري، كان من سادة غطفان، خرف وحناه الكبر، وعاش مئة وتسعين سنة،
واعتدل ذلك، وعاد شابا، واسود شعره يافعا، فلا تعرف أعجوبة في زمانه في العرب مثلها.
قال فيه الشاعر (1):
نصر بن دهمان الهنيدة عاشها * وتسعين حولا ثم قوص فانصاتا
وعاد سواد الرأس بعد بياضه * ولكنه من بعد ذا كله ماتا
وقال أبو عبيدة: فأما غطفان فكانت فيهم خلة شهرتهم في العرب نصر بن دهمان بن
نضار.
وفي همدان نضار بن حديق بن عبد الله بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد بن
جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، أخو الحارث وهو حاشد بن حديق. قال ذلك أحمد بن
الحباب الحميري في نسب همدان.
النضرويي: بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وضم الراء وفي آخرها الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى نضرويه، وهو اسم بعض أجداد المنتسب إليه والمشهور
بهذه النسبة أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضرويي الهروي، يروي عن أحمد بن
نجدة القرشي، وعبد الله بن عروة الفقيه، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن

(1) هو سلمة بن الخرشب الأنماري، ويقال: بل عياض بن مرداس. والخبر بنحوه في كتاب " المعمرون والوصايا "
لأبي حاتم السجستاني: ص 80 ورواية الأبيات فيه:
نصر بن دهمان الهنيدة عاشها * وتسعين حولا ثم قوم فانصاتا
وعاد سواد الرأس بعد ابيضاضه * وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا
وراجع عقلا بعد عقل وقوة * ولكنه من بعد ذا كله ماتا
والهنيدة: مئة سنة. وإنصات الرجل: إذا استوت قامته بعد انحناء كأنه اقتبل شبابه. أنظر " لسان العرب " مادتي:
(هند) و (صوت).
501

إدريس. روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو حازم العبدوني، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي
وغيرهم.
النضري: بفتح النون والضاد المعجمة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بني النضير،
وهم جماعة من اليهود، سكنوا حصنا قريبا من المدينة فتحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرق نخلهم،
وله يقول حسان (1):
وهان على سراة بني لؤي * حريق بالبويرة (2) مستطير
فأنزل الله هذه الآية: (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله) (3)
والنسبة إليه نضري ونضيري.
والمشهور بالنسبة إليها أبو سعد بن وهب النضري له صحبة، روى عنه ابنه أسامة.
وحسين بن عبد الله النضري. يروي عن أسامة بن أبي سعد بن وهب.
وبكر بن عبد الله النضري. روى عنه الواقدي محمد بن عمر. قال ابن ماكولا نقلا عن
كتاب الدارقطني: كل هؤلاء من بني النضير، ومنهم ربيع بن أبي الحقيق اليهودي النضري
الشاعر.
النضري: بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
الجد. والمشهور بها أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم النضري
المروزي.
وابنه الحاكم أبو العباس عبد الله بن الحسين النضري، وهذه النسبة إلى الجد الأعلى.
فأما أبو عبد الله يروي عن أبي الفضل العباس بن محمد الدوري، وأبي داود
السجستاني، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا. روى عنه (..) (4).
وأما ابنه أبو العباس فولي الحكومة بمرو مدة، وكان يروي عن أبي محمد الحارث بن
محمد بن أبي أسامة التميمي، وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن

(1) هو حسان بن ثابت الأنصاري، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبيت في " ديوانه " ص 250.
(2) البويرة: موضع منازل بني النضير. أنظر " معجم البلدان ": 1 / 512.
(3) سورة الحشر، الآية: 5. وانظر " أسباب نزول القرآن " للواحدي: ص 442 - 445.
(4) بياض في ك قدر كلمتين، والكلام متصل في نسخ أخرى.
502

شاذان الجوهري، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو غانم
أحمد بن علي بن الحسين الكراعي وغيرهما. وقع لي من حديثه عاليا أجزاء من حديث
الحارث بن أبي أسامة، سمعتها من أبي منصور الكرعي، عن جده أبي غانم الكراعي، عن
أبي العباس النضري عنه. ومات في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمئة، ومات عن سبع
وتسعين سنة.
وابنه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله النضري. حدث عن أبيه، وكان على قضاء
نسف، وكان رئيسا فاضلا، لم يقبل هدية بنسف، وكان في غاية التواضع. دخل على
القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد ببخارى فبجله وقبل حاشيته، فلما رجع رفع نعل الشيخ
فقبله وخرج.
وأبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضري الهروي، من أهل هراة، والظاهر أنه
منسوب إلى جده أيضا، سمع أحمد بن نجدة القرشي، والحسين بن إدريس الأنصاري
وغيرهما. روى عنه أبو بكر البرقاني وجماعة. ويقال فيه النضرويي أيضا.
النضيري: بفتح النون وكسر الضاد المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين
وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بني النضير، وهو قريظة أخوان من أولاد هارون النبي عليه
السلام، سكنا قلعتين، والنضير أولاده نزلوا قلعة على منازل من المدينة، وهم جماعة من
اليهود، وهم كانوا من حلفاء الخزرج. وقريظة التي ذكرناها في القرظي كانوا من حلفاء
الأوس، والنبي صلى الله عليه وسلم حاصر أهلها أعني النضير وقطع نخلها، وحرق شجرها، فأنزل الله
تعالى في ذلك: (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله) وقال قائلهم في
الحريق:
وهان على سراة بني لوي * حريق بالبويرة مستطير
والمنتسب إليها جماعة من القدماء، ومن الاتباع أبو معاذ سليمان بن أرقم البصري النضيري،
كان مولى النضير أو قريظة، أدرك التابعين، وحدث عن الحسن البصري، وابن شهاب الزهري،
ويحيى بن أبي كثير وغيرهم. روى عنه علي بن حمزة الكسائي، ومنصور بن أبي مزاحم،
ومحمد بن بكار بن الريان. وكان يحيى بن معين يقول: سليمان بن أرقم وسليمان بن قرم
جميعا ضعيفان. وقال يحيى في موضع آخر: سليمان بن أرقم ليس بشئ. وقال النسائي:
سليمان بن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.
وأبو الحارث صالح بن حسان الأنصاري النضيري، هو من بني النضير، مديني، روى
503

عن محمد بن كعب القرظي، وعروة بن الزبير. قال ابن أبي حاتم الرازي: هو حجازي،
قدم بغداد، روى عنه ابن أبي ذئب، وأنس بن عياض، وعائذ بن حبيب، وسعيد بن محمد
الوراق.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: في قول ابن أبي حاتم. روى عنه بن أبي ذئب، عندي
نظر، لان الذي يروي عنه ابن أبي ذئب هو صالح بن أبي حسان، لا ابن حسان، وذاك يروي
عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والله أعلم. وقد روى عن صالح بن
حسان أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الابار، وإبراهيم بن عيينة، وأبو يحيى الحماني،
وحفص بن عمر قاضي حلب، وأبو عاصم النبيل، وأبو داود الحفري.
وقال يحيى بن معين: صالح بن حسان: مديني وليس حديثه بشئ.
وقال محمد بن سعد: صالح بن حسان النضيري، من حلفاء الأوس.
قال محمد بن عمر: أدرك المهدي، وكان سريا مريا، يملأ المجلس إذا تحدث،
وكان عنده جوار مغنيات، فهن وضعنه عند الناس، وكان يحدث عن محمد بن كعب القرظي
وغيره. قدم الكوفة، فسمع منه الكوفيون، وكان قليل الحديث.
وقال البخاري: هو منكر الحديث.
وقال جزرة: هو ضعيف الحديث.
وقال أبو داود: في حديثه نكارة.
وقال النسائي: صالح بن حسان متروك الحديث، مديني، وقيل: بصري.
504

باب النون والطاء
النطاحي: بفتح النون وتشديد الطاء المهملة وفي آخرها حاء مهملة. هذه النسبة إلى
النطاح، وهو اسم لجد أبي عبد الله محمد بن صالح بن مهران النطاحي، مولى بني هاشم،
المعروف بابن النطاح، وقيل يكنى أبا جعفر. من أهل البصرة، قدم بغداد، وحدث بها عن
يوسف بن عطية الصفار، وعون بن كهمس، والمنذر بن زياد الطائي، ومعتمر بن سليمان.
روى عنه أحمد بن علي الجزار، وبشر بن موسى الأسدي، وأحمد بن القاسم بن مساور
الجوهري، والهيثم بن خلف الدوري، وعبد الله بن محمد بن ناجية. وكان أخباريا،
ناسبا، راوية للسير. وله كتاب الدولة، وهو أول من صنف في أخبارها كتابا. ومات في
سنة اثنتين وخمسين ومئتين.
النطنزي: بفتح النون والطاء المهملة وسكون النون الأخرى وفي آخرها الزاي. هذه
النسبة إلى نطنز، وهي بليدة بنواحي أصبهان، ظني أنه بينهما قريبا من عشرين فرسخا.
والمشهور بالانتساب إليها:
أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن أحمد النطنزي الأديب، من أهل أصبهان، صاحب
التصانيف في الأدب مثل الخلاص وغيره. وكان يلقب بذي اللسانين، وكان حسن الشعر،
دقيق النظر فيه. سمع الحديث من أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وأبي ذر
محمد بن إبراهيم الصالحاني، وأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي وطبقتهم. روى لنا
عنه سبطه أبو الفتح محمد بن علي النطنزي بمرو، وأبو العباس أحمد بن المؤذن الأديب
بأصبهان وجماعة. ذكره يحيى بن أبي عمرو بن مندة الحافظ في كتاب التاريخ لأصبهان
وقال: كان أديبا فاضلا بارعا، يلقب بذي اللسانين. وكان من أهل السنة والجماعة، محبا
لهم، أنفق عمره على التعلم والتعليم. ومات في المحرم سنة سبع وتسعين وأربعمئة.
سكن سكة آذرويه بجويارة.
وسبطه أبو الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي، أفضل من بخراسان والعراق
باللغة والأدب والقيام بصنعة الشعر، قدم علينا مرو سنة إحدى وعشرين، وقرأت عليه طرفا
صالحا من الأدب، واستفدت منه، واغترفت من بحره. ثم لقيته بهمذان، ثم قدم علينا
بغداد غير مرة في مدة مقامي بها، وما لقيته إلا وكتبت عنه، واقتبست منه. سمع بأصبهان
505

أبا سعيد المطرز وأبا علي الحداد، وغانم بن أبي نصر البرجي. وببغداد أبا القاسم بن بيان
الرزاز، وأبا علي بن نبهان الكاتب وطبقتهم. سمعت منه أجزاء بمرو من الحديث. وكانت
ولادته (..) (1) وثمانين وأربعمئة بأصبهان. أنشدني أبو الفتح النطنزي لنفسه وكتب لي
بخطه:
إن تراني عريت بعد رياش * فجمال السيوف حين تشام
واختصار الخصور في البيض تم * وكذا صحة الجفون السقام

(1) بياض في عدة نسخ ومتصل في نسخ أخرى.
506

باب النون والظاء
النظامي: بفتح النون وتشديد الظاء المعجمة وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى
النظام، وطائفة من المعتزلة يقال لهم: النظامية، وهم أصحاب إبراهيم بن يسار المعروف
بالنظام، وما في القدرية أجمع منه لأنواع الكفر، وكان عاشر في شبابه قوما من الثنوية وقوما
من الدهرية الحصرية القائلين بتكافؤ الأدلة، وشر ذمة من الفلاسفة. فأخذ قوله ينفي الجزء
الذي لا يتجزأ من ملحدة الفلاسفة. وقوله بأن فاعل العدل لا يقدر على الظلم من الثنوية.
وأخذ قوله بأن الألوان والطعوم والروائح والأصوات أجسام من الهشامية. ودلس مذاهب
الثنوية والفلاسفة في دين المسلمين. ومع زيغه وضلالته كان أفسق خلق الله بشرب الخمر،
يغدو ويروح على السكر، ولذلك قال في شعر له:
ما زلت آخذ روح الزق في لطف * وأستبيح دما من غير مجروح
حتى انثنيت ولي روحان في جسدي * والزق مطرح جسم بلا روح
507

باب النون والعين
النعالي: بكسر النون وفتح العين المهملة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى عمل
النعال وبيعها. والمشهور بهذه النسبة جماعة منهم:
أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة بن دوما النعالي. من أهل
بغداد. سمع أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي،
وأبا سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وأحمد بن نصر
الذارع، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب
الحافظ، وذكره وقال: كتبنا عنه، وكان كثير السماع، إلا أنه أفسد أمره بأن ألحق لنفسه
السماع في أشياء لم تكن سماعه. وكانت ولادته في سنة ست وأربعين وثلاثمئة، ووفاته في
ذي الحجة سنة، إحدى وثلاثين وأربعمئة.
وخاله أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي. سمع علي بن دليل
الوراق، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، ومن في تلك الطبقة، وهو من أهل
بغداد. روى عنه ابن أخته أبو علي بن دوما النعالي السابق ذكره. وتوفي قبل سنة سبعين
وثلاثمئة.
وأبو الحسن محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان النعالي، من أهل بغداد. ذكره
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وقال: أبو الحسن النعالي شيخ كان يكتب
معنا الحديث إلى أن مات، ويتتبع الغرائب والمناكير، وحدث عن أبي بكر محمد بن عبد الله
الشافعي، وأبي بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وأبي عمرو بن سنقة،
ومحمد بن عمر بن سلم الجعابي، وحبيب بن الحسن القزاز، وعبد الخالق بن الحسن بن
أبي روبا، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وغيرهم. كتبت عنه، وكان رافضيا.
وقال أبو القاسم الأزهري: ذكر ابن طلحة بحضرتي يوما معاوية بن أبي سفيان، فلعنه،
وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربعمئة.
وحفيده أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي الحمامي. من أهل
الكرخ.
508

النعماني: بضم النون وسكون العين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بلدة على شط
الدجلة يقال لها النعمانية، بين بغداد وواسط صليت بها الجمعة في انحداري إلى البصرة،
وبقيت بها أياما في رجوعي من واسط، وعطفت منها إلى النيل (1). والمشهور بالنسبة إليها:
أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عمرو بن الحصين الباهلي
النعماني. حدث عن أحمد بن بديل اليابي، ومحمد بن حسان الأموي، وعبد الله بن
عبد الصمد بن أبي خداش، والحسين بن عبد الرحمن الجرجاني، وعباس بن يزيد
البحراني، ومحمد بن عبد الله المخرمي. وكان من الثقات. روى عنه أبو حفص بن
شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأثنى عليه
ووثقه. ومات بالنعمانية في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة.
وأبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن ثابت بن أحمد بن إسماعيل النعماني. سمع
عبد الخالق بن الحسن، وأحمد بن سندي الحداد. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الحافظ، وصحح سماعه وقال: توفي في جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمئة،
ودفن بمقبرة باب الدير، وكانت ولادته في سنة تسع وأربعين وثلاثمئة.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم النعماني. سمع إسحاق بن الحسن الحربي. روى عنه
أبو الحسن بن رزقويه.
وأبو الحسن علي بن ثابت بن أحمد بن إسماعيل النعماني. روى عن إسحاق
الحربي، وسليمان بن محمد النعماني. روى عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره. وكان ثقة.
وأبو حفص عمر بن الحسن الصيرفي النعماني. يروي عن أبي علي الحسن بن عرفة.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وذكر أنه كتب عنه بمدينة النعمانية بانتخاب
إبراهيم بن مند.
والقاضي أبو جعفر محمد بن حامد بن ينبق النعماني، من أهل النعمانية أيضا. سمع
أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد الجرجاني بجرجرايا، وأبا علي بن
المعلى الشاهد بواسط. سمع منه عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وقال:
سمعتهم بالنعمانية يذكرون أنه عاش مئة وعشرين سنة، وكتب عن أبي بكر بن المفيد. وهو
كبير صحيح الأصول.

(1) النيل: بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة. " معجم البلدان ": 5 / 334.
509

وشاب يقال له: عمر بن (..) (1) النعماني، وأخوه محمد: فقيهان سديدان،
ومحمد أفقه وأعلم وأورع. لقيتهما بمرو أولا، وكانا يتفقهان معنا على شيخنا عمر بن محمد
الشيرازي السرخسي، ثم خرجا إلى بلخ وسكناها. كتبت عن عمر بيتين من الشعر ببلخ.
النعيتي: بفتح النون والعين المهملة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها
التاء ثالث الحروف. هذه النسبة إلى النعيت، وهو في نسب بني خامة بن لؤي. ذكر
أبو فراس في نسبهم النعيت بن سعيد بن زيد بن عمرو بن النعمان بن شراحيل بن بكر بن لخوة
من بني سامة بن لؤي، وقال: وولد النعيت بخراسان.
النعيلي: بضم النون وفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى نعيلة، وهي قبيلة ليس لاسمها نظير فيما انتهي إلينا. قال الدارقطني. وهي
نعيلة بن مليل، أخو غفار. منها الحكم ورافع ابنا عمرو بن مخدج بن حذيم بن الحارث بن
نعيلة بن مليل بن ضمرة، وهما نعيليان، صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورويا عنه، وهما ممن سكن
البصرة من أصحابه، وانتقل الحكم إلى مرو، وبها توفي. روى عنه، أبو حاجب سوادة بن
عاصم، ودلجة بن قيس، وروى عنه أخيه رافع عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر
الغفاري رضي الله عنه.
النعيمي: بفتح النون وكسر العين المهملة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى نعيمة، وهو بطن من الكلاع. ونعيمة والخباير أخوان من الكلاع، والكلاع
من حمير. والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن حي النعيمي الكلاعي. تابعي من أهل مصر. حدث عن أبي أيوب في
غسل المرأة من الاحتلام، رواه يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث عن أيوب بن إبراهيم
السبأي عنه. وقد جعله أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: نعيمة بضم النون وفتح
العين وظني أنه وهم فيه. وقال: أبو الحسن بن حي النعيمي، يروي عن أبي أيوب
الأنصاري رضي الله عنه.
النعيمي: بضم النون وفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى نعيم، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. والمشهور بهذه النسبة:
أبو حامد أحمد بن عبد الله بن نعيم بن الخليل النعيمي السرخسي. يروي عن

(1) بياض في عدة نسخ والكلام متصل في نسخ أخرى.
510

أبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، والحسين بن محمد بن مصعب السنجي،
وإبراهيم بن حمدويه السلمي، وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم المزيزي، وأبي عبد الله
محمد بن يوسف الفربري. حدث بجامع البخاري عنه. وروى عنه الحفاظ مثل أبي الفتح بن
أبي الفوارس البغدادي، وأبي بكر البرقاني، وأبي حازم العبدويي، وظني أن آخر من روى
عنه أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي الهروي.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم البصري النعيمي. رحل إلى
كور الأهواز وفارس، وكان من الحفاظ المجودين والفقهاء المبرزين، وكان يحدث من
حفظه، وله شعر مطبوع، ومعرفة بالكلام. يروي عن أحمد بن محمد بن العباس
الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، وأبي أحمد العسكري، ومحمد بن عدي بن
زحر المنقري. روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وعاصم بن محمد
العاصمي وغيرهم. ذكره أبو إسحاق الشيرازي في كتاب " الفقهاء " لأصحاب الشافعي رحمه
الله. أنشدنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس المقرئ بدمشق، وأبو البركات
عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي الحافظ ببغداد قالا: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن
العاصمي الكرخي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي لنفسه:
إذا أظمأتك أكف اللئام * كفتك القناعة شبعا وريا
فكن رجلا رجله في الثرى * وهامة همته في الثريا
أبيا لنائل ذي ثروة * تراه بما في يديه أبيا
فإن إراقة ماء الحياة * دون إراقة ماء المحيا
ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ لبغداد وقال: أبو الحسن النعيمي البصري، سكن
بغداد، وكتبت عنه، وكان حافظا عارفا متكلما شاعرا. قال الخطيب: حدثني الأزهري
قال: وضع النعيمي على أبي الحسين بن المظفر حديثا لشعبة، ثم تنبه أصحاب الحديث
على ذلك، فخرج النعيمي عن بغداد لهذا السبب وأقام حتى مات ابن المظفر، ومات من
عرف قصته في وضعه الحديث، ثم عاد إلى بغداد، ثم قال: سمعت محمد بن علي
الصوري يقول: لم أر ببغداد أحدا أكمل من النعيمي، كان قد جمع معرفة الحديث والكلام
والأدب، ودرس شيئا من فقه الشافعي. قال: وكان أبو بكر البرقاني يقول: هو كامل في كل
شئ لولا (1) بأو فيه. قال حدثنا البرقاني بعد موت النعيمي قال رأيته في منامي بهيئة جميلة،

(1) البأو: الفخر بالنفس. " القاموس ".
511

وحالة صالحة. ثم قال البرقاني: قد كان شديد العصبية في السنة، وكان يعرف من كل علم
شيئا. ومات مستهل ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمئة.
وأبو منصور أحمد بن الفضل النعيمي: جرجاني، روى عن أبي بكر الإسماعيلي،
وأبي أحمد الغطريفي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي أحمد النيسابوري الحافظ، وأبي عمرو
الحيري، ونصر بن عبد الملك الأندلسي وغيرهم. صنف كتابا في أخبار الحيل، وصنف في
الحديث كتابا سماه " المجتبى ". مات في شوال سنة خمس عشرة وأربعمئة.
والحسن بن علي بن نعيم بن سهل بن أبان البغدادي المعروف بالنعيمي. حدث بمصر
عن غسان بن خلف الضرير. روى عنه أبو الفتح بن مسرور، وذكر أنه غير ثقة.
512

باب النون والغين (المعجمة)
النغوبي: هو أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي النغوبي
المعروف بابن نغوبا. شيخ واسطي متميز، يحفظ كثيرا من الحكايات والاشعار. كتبت عنه
بواسط وفم الصلح والنعمانية والنيل، وكنا قد تصاحبنا من واسط إلى بغداد. سمع ببغداد
أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، وأبا القاسم علي بن أحمد البسري البذار،
وأبا الفتح نصر بن الحسن الشاشي، وأبا الحسن علي بن محمد بن العلاف وغيرهم. سألته
عن النغوبي، فقال: كانت لجدي بواسط ضيعة اسمها نغوبا، وكان يحبها ويكثر التردد إليها
حتى عرف بذلك، وقيل له: ابن نغوبا. والمبارك هو نغوبي، ولد سنة خمسين وأربعمئة،
ومات بواسط في سنة ثمان أو تسع وثلاثين وخمسمئة.
513

باب النون والفاء
النفاتي: بضم النون وفتح الفاء بعدها الألف وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه
النسبة إلى نفاتة وهو بطن من كنانة، منها:
نوفل بن معاوية بن عروة الديلي الحجازي، له صحبة، من كنانة، ثم أحد بني نفاتة،
وافد النبي صلى الله عليه وسلم في الفتح سلما، وخرج إلى المدينة فنزل بها في بني الديل، وحج مع أبي بكر
سنة تسع، ومع النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر. ومات بالمدينة زمن يزيد بن معاوية، وكان قد بلغ
المئة. روى عنه عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، وعراك بن مالك (1).
النفاحي: بفتح النون والفاء المشددة وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى النفاح
وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الله بن
النفاح بن بدر الباهلي النفاحي، أصله من سامرا، سافر إلى الشام وكتب بها، ثم استوطن
مصر وسكنها. سمع أبا عمر حفص بن عمر الدوري، وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن
إبراهيم الدورقي وغيرهم. روى عنه المصريون، وحصل حديثه عندهم. روى عنه من
الغرباء أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني، وكان ثقة، ثبتا، متقللا، صاحب
حديث، من أهل الصيانة. وتوفي بمصر في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمئة.
النفاط: بفتح النون وتشديد الفاء وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى النفط،
وهو نوع من الدهن الذي إذا وقع فيه النار يشق إطفاؤها. والمشهور بها أبو السمح إبراهيم بن
طلق بن السمح النفاط اللخمي. قال أبو سعيد بن يونس الحافظ في " تاريخ مصر ": كان
نفاطا يرمي بالنار، روى عن أبيه.
وأبو السمح طلق بن السمح بن شرحبيل بن طلق بن رافع اللخمي النفاط، من أهل
مصر، يروي عن حياة بن شريح، وموسى بن علي، وابن لهيعة، ونافع بن يزيد،
ويحيى بن أيوب وغيرهم. قال أبو سعيد بن يونس: وكان نفاطا من أهل مصر في البحر يرمي

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: هكذا ذكر السمعاني نفاته بالتاء ثالث الحروف، والذي أعرفه بالثاء المثلثة في
هذا الاسم وفي غيره وهو صحيح إن شاء الله تعالى. وهكذا قردة بن نفاثة بالثاء المثلثة أيضا ".
وانظر " الاشتقاق " لابن دريد: ص 174.
514

بالنار. توفي سنة إحدى عشرة ومئتين بالإسكندرية.
النفري: بكسر النون وفتح الفاء المشددة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى النفر،
وظني أنه موضع بالبصرة. وقال أبو بكر الخطيب البغدادي: النفر بلد على النرس من بلاد
الفرس. والمشهور بهذه النسبة أحمد بن الفضل النفري. حدث عن عمار بن يزيد بن بريد
البصري وغيره.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل النفري، من أهل البصرة. سمع
الكثير، وكانت له معرفة تامة باللغة والأدب، سمع أبا الحسين عاصم بن الحسن بن محمد
الكرخي ومن دونه. قال لي أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي: أبو الحسن بن النفري كان
رفيقي في سماع الحديث، وعلقت عنه شيئا من الشعر.
وأبو عمرو أحمد بن الفضل بن سهل بن الراهبون القاضي النفري قدم بغداد، وحدث
بها عن إسماعيل بن موسى الفزاري، وسفين بن وكيع، وأبي كريب محمد بن العلاء،
وأبي سعيد الأشج، ومحمد بن وزير الواسطي. روى عنه أبو الحسن أحمد بن جعفر
الخلال، ومحمد بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن المظفر، وموسى بن جعفر بن عرفة
السمسار، وكان محمد بن إسماعيل بن العباس المستملي إذا روى عنه قال: حدثنا أبو عمرو
أحمد بن الفضل بن سهل القاضي النفري قدم علينا نفر سنة تسع وثلاثمئة.
وأبو الحسن محمد بن عثمان بن محمد بن شهاب النفري من أهل بغداد، سمع
أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي، وسعيد بن
محمد أخا زبير الحافظ، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، والحسين بن محمد بن زنجي
الدباغ، وعبد الملك بن يحيى الزعفراني، والحسين والقاسم ابني إسماعيل المحاملي،
وأبا بكر بن زياد النيسابوري. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو العلاء الواسطي،
وأبو الفرج الطناجيري، وأحمد بن محمد العتيقي. وكان ثقة، وولد في رجب سنة إحدى
عشرة وثلاثمئة، وكتب الحديث في سنة تسع عشرة وما بعدها. وتوفي في شهر رمضان سنة
إحدى وتسعين وثلاثمئة.
وأبو الحسن علي بن عيسى بن سليمان بن محمد بن سليمان الفارسي النفري. ذكرته
في الفاء.
النفوسي: بضم النون والفاء وفي آخرها السين. هذه النسبة إلى نفوس، وهو بطن من
بربر بلاد المغرب. قال صاحبنا أبو محمد بن حبيب الأندلسي قاضي أشبيلية هي نفوسة
515

بفتح النون قبيلة من البربر، سكنت جبال إفريقية. والمشهور بهذه النسبة:
إهاب بن مازن النفوسي البربري. قال أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ": إهاب بن
مازن نفوسي بربري، كان يكتب الحديث معنا ويتفقه على مذهب مالك بن أنس. كتب عن
أبي يزيد القراطيسي بمصر وطبقة بعده، وكان كثير الصمت والعزلة، وكان يحكي لنا عن
ابن سحنون حكايات. توفي قديما على ما بلغني بالمغرب قبل العشرين وثلاثمئة.
النفيلي: بضم النون وفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها
اللام. هذه النسبة إلى الجد الأعلى. والمشهور بها أبو عمرو سعيد بن حفص بن عمرو بن
نفيل الحراني النفيلي، وهو خال أبي جعفر النفيلي، وهما من أهل حران، وأما سعيد يروي
عن معقل بن عبيد الله. روى عنه الحسن بن سفيان. مات سنة سبع وثلاثين ومئتين.
وأما أبو جعفر فهو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع بن عبد الله بن قيس بن
عصيم بن كوز بن هلال بن عصيم بن نصر بن زمان بن خزيمة بن نهد بن زيد بن ليث بن
سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة النفيلي: من أهل جران أيضا، وبعض النساب يقول:
نضر: بالنون والضاد الساكنة. يروي عن زهير بن معاويز، ومعقل بن عبيد الله. روى عنه
محمد بن يحيى الذهلي وأهل بلده. مات سنة أربع وثلاثين ومئتين، وكان متقنا يحفظ.
وكان أحمد بن حنبل يقول: أبو جعفر النفيلي أهل أن يقتدى به.
وجده أبو محمد علي بن نفيل النفيلي جد أبي جعفر. يروي عن سعيد بن المسيب.
روى عنه نصر بن غربي، والثوري.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم النفيلي: بصري الأصل، من أهل
أصبهان. روى عن علي بن الجعد، وكامل بن طلحة روى عنه محمد بن القاسم بن محمد
المديني، ومات سنة إحدى وتسعين ومئتين.
ونفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وهو جد
عمر بن الخطاب بن نفيل، وهو أيضا جد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل النفيلي. يروي عن
أبيه عن جده. روى عنه المسعودي.
516

باب النون والقاف
النقادي: بضم النون وفتح القاف وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى نقادة،
وهو اسم لجد عاصم بن سعر بن نقادة النقادي روى عن أبيه. روى عنه ابنه عيينة.
وابنه عيينة بن عاصم بن السعر بن نقادة النقادي الأسدي. يروي عن أبيه عن جده نقادة.
وأما الامام عمر بن الحسين بن الحسن النقادي الفرغاني: من أهل نقادة، وظني أنها من
قرى فرغانة، والله أعلم. يسكن مدينة كس. وحدث عن عبد المجيد بن يونس بن يوسف.
سمع منه عمر بن محمد بن أحمد النسفي، ومات بكس يوم الخميس سلخ ذي القعدة سنة
خمس وعشرين وخمسمئة.
النقاش: بفتح النون والقاف المشددة وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة والحرفة
لمن ينقش السقوف والحيطان، وعرف بها:
أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند المقرئ
النقاش. موصلي الأصل، بغدادي المولد والمنشأ، كان عالما بحروف القرآن، حافظا
للتفسير، صنف فيه كتابا سماه " شفاء الصدور " وله تصانيف في القراءات وغيرها من
العلوم، وكان سافر الكثير شرقا وغربا، وكتب بالكوفة، والبصرة، ومكة، ومصر، والشام،
والجزيرة، والموصل، والجبال، وببلاد خراسان، وما وراء النهر. وفي حديثه مناكير
بأسانيد مشهورة. سمع ببغداد أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وبالكوفة محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي، وبمكة محمد بن علي بن زيد الصائغ، وبحلوان إبراهيم بن
زهير الحلواني، وبمصر أحمد بن محمد بن رشدين المصري، وبالمصيصة محمد بن
عبد الصمد المقرئ، وبطبرستان أحمد بن حماد بن سفيان القاضي، وبحمص نصر بن
منصور النحوي، وبدمشق إسماعيل بن قيراط الدمشقي، وبالرملة محمد بن الحسن بن قتيبة
العسقلاني، وبأنطاكية الفضل بن محمد الأنطاكي، وبطبرية محمد بن أيوب القلا، وبهراة
الحسين بن إدريس الأنصاري، وبنسا الحسن بن سفيان الشيباني، وجماعة سواهم من هذه
الطبقة. روى عنه أبو الحسن بن رزقويه، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان، ومحمد بن
أبي الفوارس، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربي،
وجماعة آخرهم أبو علي بن شاذان البزاز. وذكر طلحة بن محمد بن جعفر النقاش فقال: كان
517

يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص.
وسئل أبو بكر البرقاني عن النقاش فقال: كل حديثه منكر. وقال البرقاني وذكر تفسير
النقاش فقال: ليس فيه حديث صحيح.
وكان هبة الله الطبري اللالكائي يقول: تفسير النقاش ذلك إشفاء الصدور وليس بشفاء
الصدور.
ولد النقاش سنة ست وستين ومئتين، وتوفي في شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمئة،
وذكر أبو الحسين بن الفضل القطان قال: حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه، فجعل
يحرك شفتيه بشئ لا أعلم ما هو، ثم نادى بعلو صوته: (لمثل هذا فليعمل العالمون) (1).
وأبو عبد الله هبة الله بن عيسى بن (..) (2) النقاش البزاز، من أهل بغداد، كان
لطيف الطبع، حسن المعاشرة، له شعر رقيق مطبوع من غير معرفة باللغة والأدب، سمع
أبا الحسن علي بن محمد الأنباري الخطيب. سمعت منه أحاديث يسيرة، وعلقت عنه أقطاعا
من شعره (..) (3).
وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة المقرئ النقاش. هو
ابن أبي عمر، من أهل بغداد، كان سمع أبا علي الحسن بن الحسين الصواف،
وأبا جعفر بن بدينا. روى عنه علي بن المظفر الأصبهاني، وكان ثقة صالحا دينا فاضلا،
وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثنتين وخمسين وثلاثمئة.
النقاض: بفتح النون والقاف المشددة وفي آخرها الضاد المعجمة. هذه الكلمة إلى
عمل الإبريسم وفتله. والمشهور بهذه النسبة:
أبو شريح إسماعيل بن أحمد بن الحسن النقاض الشاشي، كان شيخا عالما زاهدا
فاضلا ثقة صدوقا مشهورا. ورد بلاد خراسان، وسمع بها، وحدث بها. سمع أبا الحسن
محمد بن عبد الرحمن الدباس، وأبا عثمان سعيد بن العباس القرشي وغيرهما. روى لنا عنه
بنيسابور أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وبمرو أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي،

(1) سورة الصافات، الآية: 61، والخبر في " تاريخ بغداد ": 2 / 205.
(2) بياض في إحدى النسخ قدر كلمة.
(3) بياض في إحدى النسخ قدر ثلاث كلمات.
518

وبطوس أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر الطبراني وغيرهم. وكانت وفاته قبل سنة سبعين
وأربعمئة.
النقاط: بفتح النون وتشديد القاف وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى نقط
المصاحف. والمشهور بهذه النسبة:
أبو توبة محمد بن يعقوب النقاط البلخي المقرئ. كان من أهل القرآن والعلم، وكان
ينقط المصاحف. يروي عن أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ المكي
وغيره. روى عنه أهل بلخ.
وأبو مسعود عبد الله بن محمد بن أحمد بن يزيد الزهري النقاط المؤدب. حدث عن
محمد بن أحمد بن سليمان الهروي. وأبوه محمد يروي عن عبد الله بن عمر أخي رستة،
وإسماعيل بن يزيد. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
النقال: بالنون المفتوحة وتشديد القاف وفي آخرها اللام. والمشهور بها:
أبو عمر الحارث بن سريج النقال. أصله من خوارزم، سكن بغداد. يروي عن
المعتمر بن سليمان وأهل العراق. روى عنه أبو عبد الله الصوفي أحمد بن الحسن،
وأبو القاسم البغوي، والحسن بن سفيان. وظني أنه اشتهر بالنقال لنقله رسالة الشافعي إلى
عبد الرحمن بن مهدي رحمهم الله، لأنه هو الذي حمل كتاب " الرسالة " منه إليه. ذكر
الحسن بن سفيان: سمعت الحارث بن سريج النقال يقول: أنا حملت رسالة الشافعي إلى
عبد الرحمن بن مهدي، فجعل يتعجب ويقول: لو كان أقل ليفهم، لو كان أقل ليفهم.
ومات ببغداد في سنة ثلاثين ومئتين.
وبسام بن يزيد بن صغير النقال. أبو الحسين. حدث عن حماد بن سلمة. روى عنه
إبراهيم بن راشد، ويزيد بن الهيثم البادا.
وأبو القاسم.. هو بغدادي.. من أهل العراق.
وحسنويه النقال، واسمه الحسن بن إسحاق الخراساني. حدث عن أصرم بن
حوشب. روى عنه عبد الله بن محمود المروزي.
وأبو الحسن علي بن عيسى النقال المعروف بعلوية. حدث عن علي بن عاصم. روى
عنه محمد بن موسى الدولابي. ومات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين ومئتين.
النقبوني: بفتح النون والقاف وضم الباء الموحدة بعدها الواو وفي آخرها النون. هذه
519

النسبة إلى نقبون، وهي قرية من قرى بخارى يقال لها: نكبون، وسأعيد ذكرها في النون مع
الكاف، وكتبت ها هنا لكي لا يظن أحد أنهما قريتان، وكلاهما قرية واحدة. منها:
أبو العباس جعفر بن محمد بن المكي بن حجر النقبوني، من أهل هذه القرية. يروي
عن محمد بن المنذر الهروي، ومحمد بن خالد بن حفص البيكندي، ومحمد بن يوسف بن
مطر، وأبي بكر السعداني وغيرهم. روى عنه غنجار، قال: وتوفي في أول يوم من شهر
رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمئة.
النقري: بضم النون والقاف وفي آخرها الراء. هذه النسبة رأيتها في كتاب " تقييد
المهمل " لأبي علي الغساني الحافظ، فقال: النقري. بالنون المضمومة والقاف، من
ينتسب إلى نقر بن عمرو بن لؤي بن دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمس، قال منهم طارق بن
شهاب الأحمسي ثم النقري، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله
عنهما.
النقوي: بفتح النون والقاف بعدها الواو. هذه النسبة إلى نقو، وظني أنها من قرى
صنعاء اليمن. منها:
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي الصنعاني. سمع أبا يعقوب إسحاق بن
إبراهيم بن عباد الدبري. روى عنه جماعة، وروى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي
الحافظ على سبيل الإجازة.
النقيايي: بفتح النون وكسر القاف أو فتحها، وبعدها الياء المفتوحة آخر الحروف بعدها
الألف وفي آخرها ياء أخرى. هذه النسبة إلى نقيا، وهي قرية من الأنبار على اثني عشر فرسخا
من بغداد. منها:
أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن المري النقيايي،
من أهل نقيا. ويقال: إن فرعون كان من أهل نقيا. وأبوه معين كان كاتبا لعبد الله بن مالك
وقد ذكرته في المري في حرف الميم.
النقيب: بفتح النون والقاف المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء
الموحدة. هذه النسبة إلى النقابة، وهذا لقب لجماعة يتولون نقابة السادة العلوية أو العباسية
أو نقابة القواد. واشتهر به جماعة منهم:
أبو الحسن علي بن يحيى بن إسحاق التجيبي الواسطي، يعرف بالنقيب. سكن بغداد
520

وحدث بها عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني ومحمد بن زهير بن الفضل الأبلي،
ومحمد بن سليمان النعماني، والحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري، وأحمد بن عبد الله بن
نصر بن بجير القاضي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي وغيرهم. روى عنه القاضي
أبو العلاء الواسطي، وأبو الفرج الطناجيري، وعبد العزيز بن علي الأزجي وغيرهم. وكان
يتشيع. ومات في جمادي الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاثمئة.
النقيري: بضم النون وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
الراء. هذه النسبة إلى نقيرة، وعرف بها بعض أجداد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم ويقال: إبراهيم بن محمد بن علي بن الحسين بن عبد الله بن رستم بن دينار بن
عبيد الله البزاز النقيري، المعروف بابن نقيرة. من أهل بغداد. حدث عن علي بن
المديني، والمفضل بن غسان الغلابي. ومحمد بن سليمان لوين، ويحيى بن أكثم،
وأبي هشام الرفاعي وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدارقطني، وكان
ضعيفا. وقال الحسن بن علي البصري: إبراهيم بن محمد ليس بالمرضي. ومات في صفر
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة.
النقيشي: بضم النون وفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الشين
المعجمة. هذه النسبة إلى نقيش، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الحسن
علي بن أحمد بن مروان بن عيسى بن حاتم المقرئ النقيشي، المعروف بابن نقيش. من
أهل سر من رأى. سمع الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، والحسن بن يزيد الجصاص.
وأبا عقيل يحيى بن حبيب الكوفي، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبة وجماعة. روى عنه
أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وشافع بن محمد بن أبي عوانة الأسفراييني،
وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ البغدادي وغيرهم. ومات بسر من رأى في سنة إحدى
وعشرين وثلاثمئة.
النقي: بفتح النون وكسر القاف. عرف بهذا عباس بن الوليد بن عبد الملك بن
محمد بن عبد الله بن عبيد الغافقي. من الموالي، يعرف بعباس النقي لوضح كان به. أحد
الشهود بمصر. توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومئتين.
521

باب النون والكاف
النكبوني: بفتح النون والكاف وضم الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى نكبون، وهي قرية من قرى بخارى منها:
أبو زكريا يحيى بن جعفر بن أعين الأزدي البيكندي النكبوني. كان من أهل بيكند،
وسكن قرية نكبون، وهو صاحب كتاب التفسير، وله كتب مصنفة في الصوم والصلاة
والمناسك والبيوع. وله رحلة إلى العراق والحجاز أدرك فيها سفيان بن عيينة، ومحمد بن
فضيل بن غزوان، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية محمد بن حازم الضرير الكوفيين. روى
عنه محمد بن إسماعيل البخاري الامام، وعبيد الله بن واصل، وخلف بن عامر وغيرهم.
وأبو العباس جعفر بن محمد بن المكي بن المسيب النكبوني البخاري حدث بمرو عن
أبي بشر أحمد بن محمد بن عمرو المصعبي، وأبي عبد الله محمد بن مطر الفربري
وغيرهما. روى عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله القفال المروزي، وأبو عبد الرحمن
عبد الله بن أحمد بن محمد المندوراني، والطبقة.
النكري: بضم النون وسكون الكاف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بني نكر، وهم
قوم من عبد القيس، وهو نكرة بن نكيز بن أقصى بن عبد القيس. من ولده المثقب الشاعر
العبدي يعني من عبد القيس واسم المثقب عائذ بن محصن. الممزق العبدي، واسمه
شأس بن نهار الشاعر. قال ابن الكلبي: كل ما في بني أسد من الأسماء نكرة بالنون، منهم
نكرة بن جذيمة بن الصيدا، من ولد شيخ بن عميرة الأسدي. كان مع الحسين بن علي رضي
الله عنهما، فأرسله إلى أهل الكوفة، فأخذه ابن زياد، فأمره أن يلعن الحسين، فلعن ابن
زياد، فألقاه من فوق القصر، فقتله. هكذا ذكره الدارقطني.
والمشهور بالنسبة إلى نكرة بن نكير بن أقصى بن عبد القيس أبو مالك عمرو بن مالك
النكري. قال أبو حاتم بن حبان: هو من عبد القيس، من أهل البصرة. يروي عن
أبي الجوزاء. روى عنه حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان.
وابنه يحيى بن عمرو النكري: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه. مات سنة تسع
522

وعشرين ومئة وقال أبو حاتم بن حبان: كان منكر الرواية عن أبيه، ويحتمل أن يكون السبب
في ذلك منه أو من أبيه أو منهما. روى عنه عبد الله بن عبد الوهاب الحجي.
وابنه أبو غسان مالك بن يحيى بن عرو بن مالك النكري. من أهل البصرة، يروي عن
أبيه. روى عنه يعقوب بن سفيان والعراقيون. منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به إذا
انفرد عن الثقات بالمفاريد التي لا أصول لها.
ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم بن كثير الدورقي النكري. قد ذكرناهما في الدورقي.
ويقال لهما العبديان لأنهما من عبد القيس أيضا.
وحماد بن كيسان النكري. يروي عن أبيه عن علي رضي الله عنه. روى عنه مروان بن
معاوية الفزاري.
وأبو الخطاب زياد بن يحيى البصري النكري. يروي عن زياد بن الربيع اليحمدي،
وعبد العزيز بن عبد الصمد، ومحمد بن أبي عدي. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع
أبي في الرحلة الثالثة، وسألته عنه، فقال: هو ثقة.
523

باب النون والميم
النماري: بضم النون وفتح الميم بعدها الألف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
نمارة، وهم بطون من قبائل، منهم نمارة بن لخم بن عدي، منهم الدار بن هانئ بن
حبيب بن مارة رهط تميم الداري وأخيه أبي هند صاحبي رسول الله صلى الله وسلم. ومنهم أيضا بنو
نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سعود بن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم، هم
الملوك، رهط النعمان بن المنذر ملك العرب. وقال ابن حبيب: وفي إياد بن نزار نمارة بن
إياد بن نزار.
النمذاباذي: بفتح النون والميم والذال المعجمة بعدها الألف والباء الموحدة بين
الألفين وفي آخرها ذال أخرى. هذه النسبة إلى نمذاباذ، وهي محلة بنيسابور منها:
أبو محمد جعفر بن محمد بن أحمد بن بحر التميمي النيسابوري. سمع أحمد بن
يوسف السلمي، وسهل بن عمار. روى عنه أبو أحمد الحاكم، وأبو علي الحافظان. ومات
سنة سبع عشرة وثلاثمئة بنيسابور.
وأبو علي الحسن بن علي بن الحسين بن جعفر النمذاباذي النيسابوري سمع محمد بن
بريدة الذهلي السلمي، وسهل بن عمار العتكي وأقرانهما روى عنه عبد الله بن محد الثقفي،
ومات في سنة تسع عشرة وثلاثمئة.
وأبو علي الحسين بن أحمد بن حفص بن عبد الله النمذاباذي، مولى الأنصار، من أهل
نيسابور. سمع محمد بن رفع، وعلي بن خشرم فمن بعدهما. روى عنه أبو علي الحافظ،
وعبد الله بن سعد، وأبو القاسم علي بن المؤمل، توفي سنة ثنتي عشرة وثلاثمئة.
النمذياني: بفتح النون والميم وكسر الذال المعجمة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين وفي
آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى نمذيان، وهي قرية من قرى بلخ. والمشهور بالنسبة
إليها:
محمد بن فوران النمذياني، من أهل بلخ. روى عن محمد بن هشام المرورذي،
وكتب عنه ببغداد. روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق الحافظ.
النمري: بفتح النون والميم وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى النمر، وهو النمر بن
524

قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وينتسب أيضا إلى
النمر بن عثمان بن نصر بن زهران، من الأزد. والمشهور بهذه النسبة:
جابر بن عراب النمري. يروي عن هرم بن حيان. روى عنه أبو نضرة واسمه المنذر بن
مالك.
وأبو روح سلام بن مسكين النمري الأزدي من أهل البصرة. يروي عن الحسن،
وثابت. روى عنه مسلم، وأبو نعيم. مات سنة أربع وستين ومئة وقد قيل: سنة سبع وستين
ومئة.
وصهيب بن سنان النمري، من النمر بن قاسط. وعمرو بن تغلب النمري: من
النمر بن قاسط أيضا. لهما صحبة، وهما من معروفي الصحابة.
وأبو الحسن كهمس بن الحسن النمري القيسي، نسب إلى أخواله قيس، يروي عن
عبد الله بن بريدة.
وأبو عمر حفص بن عمر بن الحارث الحوضي النمري، من النمر بن عثمان. يروي عن
شعبة وحماد بن زيد. روى عنه البخاري في الصحيح.
وأبو الفضل منصور بن سلمة بن الزبرقان بن شريك بن مطعم الكبش الرخم بن مالك بن
سعد بن عامر الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط، وقيل: هو
منصور بن الزبرقان بن سلمة النمري الشاعر، من أهل الجزيرة، قدم بغداد ومدح بها هارون
الرشيد. ويقال: إنه لم يمدح من الخلفاء غيره، وقد مدح غير واحد من الاشراف، وإنما
سمي جده الأعلى عامر الضحيان لأنه كان سيد قومه وحاكمهم، وكان يجلس إليهم إذا أضحى
النهار، فسمي الضحيان. وسمي جد منصور مطعم الكبش الرخم لأنه أطعم ناسا نزلوا به
ونحر لهم، ثم رفع رأسه فإذا هو برخم يحمن حول أضيافه، فأمر أن يذبح لهن كبش ويرمي به
بين أيديهن، ففعل ذلك ونزلن عليه، فتمزقنه، فسمي مطعم الكبش الرخم. وفي ذلك يقول
أبو نعجة النمري يمدح رجلا منهم:
أبوك زعيم بني ساقط * وخالك ذو الكبش يقري الرخم
وكان تلميذ كلثوم بن عمرو العتابي وراويته، وعنه أخذ، والعتابي وصفه للفضل بن
يحيى بن خالد حتى استقدمه من الجزيرة واستصحبه ثم وصله بالرشيد، وجرت بعد ذلك بينه
وبين العتابي وحشة، حتى تهاجيا وتناقضا، وسعى كل واحد منهما على هلاك صاحبه.
525

وسأل منصور بن جمهور كلثوم العتابي عن سبب غضب الرشيد عليه، فقال: إني
استقبلت منصورا النمري يوما من الأيام، فرأيته واجما كئيبا، فقلت له: ما خبرك؟ فقال:
تركت امرأتي تطلق، وقد عسر عليها ولادها، وهي يدي ورجلي والقيمة بأمري، فقلت له:
لم لا تكتب على فرجها هارون الرشيد؟ قال: ليكون ماذا؟ قلت: لتلد على المكان، قال:
وكيف ذاك؟ قلت: لقولك:
إن أخلف الغيث لم تخلف مخايله * أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع
فقال: يا كشحان، والله لئن تخلصت امرأتي لأذكرن قولك هذا للرشيد، فلما ولدت
امرأته خبر الرشيد بما كان بيني وبينه، فغضب الرشيد بذلك، وأمر بطلبي، فاستترت عند
الفضل بن الربيع، فلم يزل يستل ما في قلبه علي حتى أذن لي في الظهور، فلما دخلت عليه
قال لي: قد بلغني ما قلته للنمري، فاعتذرت إليه حتى قبل، ثم قلت له: والله ما حمله
على التكذيب إلا ميله إلى العلوية فإن أراد أمير المؤمنين أن أنشده شعره في مديحهم، فقال:
أنشدني، فأنشدته:
شاء من الناس راتع هامل * يعللون النفوس بالباطل
حتى بلغت إلى قوله:
ألا مساعير يغضبون لهم * بسلة البيض والقنا الذابل
فغضب الرشيد من ذلك غضبا شديدا وقال للفضل بن الربيع: أحضره الساعة، فبعث
الفضل في ذلك، فوجده قد توفي، فأمر بنبشه ليحرقه، فلم يزل الفضل يلطف له حتى كف
عنه (1).
النمطي: بفتح النون والميم وفي آخره الطاء المهملة. هذه النسبة إلى النمط، وهو
اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن الصقر المقرئ النمطي،
المعروف بابن النمط. سمع أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، كتب بالبصرة عن
الفاروق بن عبد الكبير الخطابي، ويوسف بن يعقوب النجيرمي، وأبي قلابة الرقاشي،

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": قلت: فاته النسبة إلى النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن
قضاعة، وهم قبيلة كبيرة، ينسب إليها كثير، منهم أبو ثعلبة النمري ثم الخشني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن بني
النمر بن وبرة أيضا غاضرة وعانية ابنا النمر، دخلا في بني سليم فقال: هما ابنا سليم. ومن النمر أيضا التيم
ومشجعة والغوث كل هذه بطون من النمر، والنمر في هذا جميعه مكسور الميم والنسبة إليه فتحها.
526

ومحمد بن أحمد بن حمدان السراج. قال أبو بكر الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحا،
ويذكرون أنه كان مستجاب الدعوة، سألته عن مولده فقال: لا أحقه، إلا أني كنت كتبت عن
الشافعي في سنة خمسين وثلاثمئة، وأنا عاقل محصل، وكان لي في ذلك الوقت على التقليل
والاستظهار عشر سنين، ومات في المحرم سنة ثمان وعشرين وأربعمئة، ودفن بمقبرة باب
حرب.
النمكباني: بفتح النون والميم والكاف والباء الموحدة وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى نمكبان، وهي قرية على طرف البرية بمرو قريبة من سنج، منها بلال بن عبد الله
النمكباني: من قدماء المراوزة، أدرك عبد الله بن المبارك وروى كتبه عنه، وكان صاحب
عربية. سمع خارجة بن مصعب وأبا عصمة نوح بن أبي مريم، وشراحيل، ومحمد بن
عيسى، وعبد الكبير بن دينار وغيرهم، روى عنه أبو داود سليمان بن معبد السنجي وقال:
أول ما اختلفت إليه. ومات بعد سنة مئتين إن شاء الله.
وأبو عمرو أحمد بن القاسم النمكباني. سمع أبا داود سليمان بن معبد السنجي.
النميري: بضم النون وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها
راء. هذه النسبة إلى بني نمير، وهو نمير بن عامر بن صعصعة. والمشهور بالنسبة إليها:
إياس بن قتادة العبشمي النميري، ابن أخت الأحنف بن قيس، من أهل البصرة، كان
على قضاء الري. يروي عن قيس بن عباد. روى عنه شعبة. مات في أيام مصعب بن الزبير
سنة إحدى وسبعين (1).
وأبو نافع صخر بن جويرية الأزدي النميري، مولى بني نمير، من أهل البصرة. يروي
عن نافع. روى عنه ابن المبارك، ويحيى القطان.
وأبو سليمان فضيل بن سليمان النميري، من أهل البصرة. يروي عن أبي حازم،
وموسى بن عقبة. روى عنه أهل البصرة مات سنة ست وثمانين ومئة.
وزياد بن عبد الله النميري. شيخ من أهل البصرة. يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه
. روى عنه أهل البصرة. منكر الحديث، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أشياء

(1) قال ابن الأثير في " اللباب " معقبا: قلت: قوله إن إياس بن قتادة نميري فليس كذلك، إنما هو تميمي، وهو
إياس بن قتادة بن أوفى بن موالة بن عتبة بن ملادس بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم حامل الديات وهو
ابن أخت الأحنف.
527

لا تشبه حديث الثقات. لا يجوز الاحتجاج به. تركه يحيى بن معين.
وعبد الله بن عمير النميري، يقال: إنه عبد الله بن غانم. نزل إفريقية، وهو الذي
كان يكتب إلى مالك بن أنس في المسائل. قال أبو علي الغساني: هكذا روينا في نسبه
النميري. وقال عبد الغني فيه: النمري، بحذف ياء التصغير. يروي عن يونس بن يزيد
الأيلي. روى عنه حجاج بن محمد.
وأبو الفضل عصمة بن الفضل
النميري. سكن بغداد. سمع حرمي بن عمارة بن
أبي حفصة، ومحمد بن بشر العبدي، ويحيى بن آدم، والحسين بن علي الجعفي،
وعبد الله بن الوليد العدني. روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، والحسن بن
علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومات سنة خمسين ومئتين.
النميلي: بضم النون وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام. هذه
النسبة إلى نميلة، وهو اسم جد محمد بن مسكين بن نميلة اليمامي، من أهل اليمامة. يروي
عن يحيى بن حسان التنيسي وغيره. قال أبو الحسن الدارقطني: حدثنا عنه أبو علي
المالكي، وحدث عنه أبو يحيى الساجي وغيره.
وفي الأسماء مالك بن نميلة، من مزينة. حليف لبني معاوية. له صحبة.
ونميلة بن عبد الله هو الذي قتل مقيس بن صبابة، وهو رجل من قومه. قال ذلك
محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي التي يرويها عنه إبراهيم بن سعد. وقال الطبري:
نميلة بن عبد الله بن حثيم بن حزن بن سيار الليثي، شهد خيبر.
ونميلة بن مرة التميمي. كان على شرطة إبراهيم بن عبد الله بن حسن، ثم صار في
صحابة أبي جعفر.
528

باب النون والواو
النوا: بفتح النون وتشديد الواو. هذه النسبة إلى بيع النواة. وجرت عادة أهل المدينة
أنهم يبيعون النواة ويعلفون بها الجمال.
والمشهور بهذه النسبة كثير النوا، مولى تيم الله، وكنيته أبو إسماعيل يروي عن عطية.
روى عنه الكوفيون.
وعلي بن محمد بن العصب النوا. يروي عن أحمد بن أبي عوف. روى عنه أبو القاسم
حمزة بن يوسف السهمي الحافظ.
النواسي: بضم النون وفتح الواو المخففة وفي آخرها السين المهملة. هذه نسبة
أبي نواس الحسن بن هانئ، الشاعر المشهور. ولنفسه يقوله هو في أبيات:
النوائي: بفتح النون والواو وفي آخرها التقاء الياءين الأصلية والنسبية. وهذه النسبة إلى
قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها يقال لها: نوى اجتزت بها في انصرافي من زيارة قبر
أبي مزاحم الوذاري.
ومن هذه القرية أبو جعفر محمد بن المكي بن النضر النوائي. يروي عن محمد بن
إبراهيم بن الخطاب الورسنيني. روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي
الحافظ.
وأبو الحسين محمد بن محمد بن سعيد بن عبادة النوائي. يروي عن أبي النضر
محمد بن أحمد بن الحكم البزاز. روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي
الحافظ، وقال: كتبنا عنه بسمرقند يعني بعد السبعين والثلاثمائة.
النوبختي: بضم النون أو فتحها وفتح الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها
التاء المنقوطة من فوقها باثنتين. هذه النسبة إلى نوبخت وهو اسم لبعض أجداد أبي محمد
الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت الكاتب
النوبختي. من أهل بغداد كان معتزليا رافضيا ردئ المذهب، إلا أنه صدوق وصحيح
السماع. سمع أبا الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبا عبد الله الحسين بن
إسماعيل المحاملي. روى عنه أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم الأزهري، وأبو الفرج
529

الطناجيري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو القاسم بن الخلال، وكانت ولادته في أول سنة
عشرين وثلاثمئة، ووفاته في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمئة.
النوبندجاني: بفتح النون والباء الموحدة والدال المهملة والجيم بينهما الواو والنون
الساكنتان بعدها الألف وفي آخرها النون هذه النسبة نوبندجان، وهي بلدة من بلاد فارس
منها:
أبو عبد الله محمد بن يعقوب الغازي النوبندجاني. شرق وغرب، وله رحلة وجد في
طلب الحديث، وجمع منه الكثير، وصنف التصانيف الكثيرة. وكان ثقة نبيلا. يروي عن
محمد بن معاذ وغيره. روى عنه الفضل بن يحيى بن إبراهيم. ومات ليلة الجمعة، ودفن يوم
الجمعة آخر يوم من المحرم سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة.
النوبي: بضم النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى بلاد النوبة وهو
السودان، وهو النوبة بن حام وقيل: الزنج والحبش والنوبة وزغاوة وفزان هم ولد رغيا بن
كوش بن حام. وقيل: السودان من بني صدقيا بن كنعان بن حام. وأكثر هذه النسبة في
الموالي. والمهشور بهذه النسبة:
أبو سلام ممطور النوبي ويقال: الحبشي. حدث عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأبي أمامة الباهلي. روى عنه ابن ابنه زيد بن سلام، وابن جابر، وابن زبر.
وأبو محمد رباح النوبي، مولى آل الزبير بن العوام. حدث عن أسماء بنت أبي بكر
الصديق رضي الله عنهما روى عنه علي بن مجاهد الكابلي.
ودينار بن عبد الله النوبي. حدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه. روى عنه يحيى بن
شبيب، وأحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل.
وسالم بن عبد الله النوابي. حدث عن عبد الله بن لهيعة. روى عنه عبيد الله بن
محمد بن حنيس الدمياطي.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن سعيد الغزي، يعرف بابن النوبي. حدث عن محمد بن
أبي السري العسقلاني. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ في معجم شيوخه،
وذكر أنه سمع منه بتنيس.
وسويد النوبي، مولى شريك بن الطفيل العامري، يكنى أبا حبيب. كان نوبيا من سبي
دمقلة. روى أنه صلى الجمعة مع قيس بن سعد بن عبادة. روى عنه ابنه يزيد بن
530

أبي حبيب.
وأبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري النوبي، ذكرته في الألف لأنه كان يسكن
إخميم.
النوجاباذي: بفتح النون وسكون الواو وفتح الجيم والباء الموحدة بين الألفين وفي
آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى نوجاباذ، وهي قرية من قرى بخارى، منها
أبو المحاسن محمد بن أبي نصر بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله النوجاباذي البخاري. سمع
أبا غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، وحدث عنه بهراة. روى عنه أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن السمرقندي الحافظ، نزيل بغداد. وتوفي بعد سنة سبعين وأربعمئة.
النوحي: بضم النون وسكون الواو وفي آخرها الحاء. هذه النسبة إلى نوح، وهو اسم
لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو إبراهيم إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن
محمد بن نوح بن زيد بن نعمان بن عبد الله بن الحسن بن زيد بن نوح النوحي الخطيب، من
أهل نسف. كان فاضلا فقيها، ولي الخطابة ببلده، وعمر العمر الطويل، وحدث بسمرقند
وأملى، وسمع منه عالم لا يحصون. سمع أبا بكر محمد بن عبد الرحمن المقرئ نافلة
محمد بن علي الترمذي، وأبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي وغيرهما.
روى لنا عنه أبو المحامد محمود بن أحمد بن أحمد بن الفرج الساغرجي، وأحمد بن
محمد بن عبد الجليل الحبشي وجماعة سواهما. وكانت ولادته في صفر سنة ثلاث وثلاثين
وأربعمئة. ومات بنسف ليلة الجمعة التاسع عشر (1) من جمادي الأولى سنة ثمان عشرة
وخمسمئة.
وأخوه القاضي الامام الخطيب أبو محمد إسماعيل بن محمد بن إبراهيم النوحي. كتب
الحديث بسمرقند وجلس فيها للعامة كثيرا، وخطب على منبر سمرقند، سمع أبا العباس
جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ. وروى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي،
وكانت ولادته في شعبان سنة ثلاث وعشرين وأربعمئة. ومات يوم النحر من سنة إحدى
وثمانين وأربعمئة بسمرقند.
وأخوهما أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النوحي النسفي روى عن أبيه أبي بكر
محمد بن إبراهيم النوحي الخطيب. روى عنه عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي.

(1) في " اللباب ": التاسع والعشرين.
531

وكانت ولادته في صفر سنة ست وثلاثين وأربعمئة، ومات بنسف في شهر رمضان سنة إحدى
عشرة وخمسمئة.
ووالدهم أبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح بن زيد بن النعمان
النوحي النسفي، والد البنين الأربعة: الإمامان الخطيبان إسماعيل وإسحاق، والرئيسان
العالمان إبراهيم ويعقوب. حدث أبو بكر عن أبي القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي.
روى عنه أولاده، ومات في المحرم سنة تسع وخمسين وأربعمئة بقرية وركة، وحمل إلى
نسف، ودفن بها في مقبرة النوحيين.
وأما أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد النوحي، كان شهما كافيا من الرجال جلدا
سخي النفس، سمع أباه وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي وغيرهما. رأيت سماعه
بنسف في أجزاء من كتاب " الجامع " لأبي حفص عمر بن محمد بن بجير البجيري عن
أبي بكر البلدي، ما لقيته ولما رجعت إلى بخارى من نسف وردها منصرفا من خراسان فعاقني
المرض لم أسمع منه وسمع منه صاحبنا محمد بن أبي الفوارس الطبري، وخرج إلى نسف،
وآخر عهدي به سنة إحدى وخمسين وخمسمئة.
والقاضي الرئيس أبو يوسف يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن
نوح بن زيد بن النعمان النوحي النسفي. يروي عن القاضي أبي الفوارس عبد الملك بن
الحسن بن علي النسفي. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. وكانت
ولادته غرة شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمئة، ووفاته بنسف ليلة السبت الخامس والعشرين
من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة.
النوخسي: بفتح النون وسكون الواو وفتح الخاء المعجمة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى نوخس، وهي من رستاق بخارى. والمشهور بالنسبة إليها:
أبو أحمد أحمد بن عبد الواحد بن رفيد بن وهب النوخسي البخاري، وكنيته أبو بكر،
غير أنه عرف بأبي أحمد، يروي عن أبي الليث عبيد الله بن شريح البخاري،
وأبي عبد الله بن أبي حفص الكبير. روى عنه إبراهيم بن محمد بن هارون، وأحمد بن
محمد الباهلي وغيرهما، وتوفي في يوم العيد من سنة إحدى عشرة وثلاثمئة.
وأبوه أبو أحمد عبد الواحد بن رفيد بن وهب النوخسي. يروي عن أبي حفص أحمد بن
حفص. والمسيب بن إسحاق، وأحمد بن الجنيد وغيرهم. روى عنه أبو شعيب صالح بن
حمدان بن خزيمة.
532

النوردي: بضم النون وسكون الواو والراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى
نورد، وهي بلدة من بلاد فارس، وهي قصبة كازرون. خرج منها جماعة من العلماء
والمحدثين. منهم أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد بن المبارك النوردي الصوفي. سمع
محمد بن أحمد البربهاري (1) صاحب أبي القاسم الطبراني. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن
عبد الوارث الشيرازي، وذكر أنه سمع منه بنورد.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن عبد الله النوردي الصوفي، من نورد كازرون. سمع
بالبصرة أبا الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجاد الشاهد صاحب أبي الحسن المادرائي.
روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وذكر أنه سمع منه بنورد كازرون.
النوري: بضم النون المشددة والراء المهملة بعد الواو. هذه النسبة إلى نور، وهي
بليدة بين بخارى وسمرقند عند جبل، بها مزارات ومشاهد يقصدها الناس للزيارات، فمن
أهلها علي بن مسعدة النوري.
وأبو شعيب صالح بن محمد بن شعيب السنجاري النوري. وبنى سنجار ونور فرسخ
واحد. والحاكم أبو نصر أحمد بن جعفر النوري.
وابنه الحاكم محمد بن أحمد بن جعفر النوري.
والقاضي أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن داود الداودي
النوري. يروي عن أبي محمد عبد الصمد بن إبراهيم الحنظلي. روى عنه عمر بن محمد
النسفي. قال: وكان مولده في صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمئة، وتوفي بالنور في جمادي
الأولى سنة ثمان عشرة وخمسمئة. قال البصيري: وفي حديث الأديب إسماعيل بن محمد بن
حام الرعفندوي: حدثنا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد حدثنا أبو موسى عمران بن عبد الله
الحافظ النوري. قلت: هو أبو موسى عمران بن عبد الله النوري الحافظ. قال ابن ماكولا:
والنور من أعمال بخارى. روى عن أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام البيكندي،
وحبان بن موسى، ومحمد بن حفص البلخي، والحسن بن سهرب. روى عنه ابن رفيد،
وعبد الله بن منيح. قال غنجار الحافظ وذكر أبو موسى عمران بن عبد الله بن إدريس النوري

(1) في " اللباب ": الرهاوي.
533

الحافظ: روى عن محمد بن سلام، وأحمد بن حفص، وعبدان بن عثمان.
وأبو مقاتل أحمد بن محمد بن حمد بن النوري. سمع أبا حامد أحمد بن إسحاق بن
عبد الله بن بشرويه بن حرب الهروي، وجماعة من شيوخ بخارى، عقد له مجلس الاملاء
ببخارى، روى عنه أبو العباس، المستغفري، وتوفي في رجب سنة سبع عشرة وأربعمئة.
وجماعة من أهل العراق نسبتهم هكذا ولا أدري لأي شئ قيل لهم النوري، منهم
أبو الحسين محمد بن محمد بن الصوفي النوري من كبار المشايخ، قيل: إنما سمي النوري
لحسن وجهه ونور فيه.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن إدريس النوري، حدث عن أبا بن جعفر النجيري،
وسليمان بن عيسى الجوهري. حدث عنه أبو الحسن النعيمي، وعلي بن حمزة المؤذن
البصري.
وأحمد بن محمد بن مخلد النوري. حدث عن يوسف بن موسى القطان. حدث عنه
ابن ابنه عبيد الله بن محمد.
وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن مخلد النوري، بغدادي.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، والقاسم بن بكر الطيالسي، ومحمد بن
حمدويه المروزي. حدث عنه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان. ذكر هذا كله
ابن ماكولا. قلت: توفي أبو القاسم النوري في شهر ربيع الآخر من سنة ثمانين وثلاثمئة.
النوزاباذي: بفتح النون وسكون الواو والزاي المفتوحة والباء الموحدة بين الألفين وفي
آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى نوزاباذ، وهي إحدى قرى بخارى إن شاء الله. منها
أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمود بن موسى الخياط النزاباذي. يروي عن إسحاق بن
حمزة، ويحيى بن محمد اللؤلؤي وغيرهما. روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
هارون، ومحمد بن حم بن ناقب البخاريان. ومات في المحرم سنة إحدى وعشرين
وثلاثمئة.
النوسي: بفتح النون وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى نوس،
وهي قرية بمرو، واختص بهذه التسمية ثلاث قرى: إحداها: نوس بايه المعروفة بنوس
كارنجان، والثانية: نوس فراهينان، قريتان متصلتان، والثالثة: نوس مخلدان عند مرغوم.
ويقال بالعجمية لكل واحدة منها: نوح بالجيم. والمنتسب إليها أبو الحسن علي بن محمد
534

النوسي، وأظن أنه من نوس فراهينان. كان فقيها فاضلا، سمع أبا الفيض أحمد بن
محمد بن إبراهيم اللاكمالاني. روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن المهربندقشاني.
توفي بعد سنة عشر وأربعمئة.
وأبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحصيري النوسي. من أهل نوس
كارنجان، شيخ صالح عفيف، من أهل العلم والقرآن، دائم التلاوة. سمع أبا الخير
محمد بن أبي عمران الصفار، وأبا الفتح نصر بن علي بن الحسن الحاكمي وغيرهما.
سمعت منه بقريته نوس. وكانت ولادته قبل سنة ستين وأربعمئة، ووفاته بقريته في سادس
عشر ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمئة.
النوشاري: بضم النون وفتح الشين بينهما الواو ثم الألف وفي آخرها الراء. هذه النسبة
إلى نوشار، وهي قرية ببلخ وقيل: قصر ببلخ منها الأمير داود بن العباس النوشاري البلخي.
وقيل: لما قدم يعقوب بن الليث بلخ هرب داود بن العباس إلى سمرقند، فلما رجع يعقوب
رجع داود بن العباس إلى وطنه، فوجد قصره قد خرب يعني نوشار فأنشد هذه الأبيات،
وشق صدره من الفم، ومات بعده بسبعة عشر يوما:
هيهات يا داود لم تر مثلها * سرتك في وضح النهار نجوما
فكأنما نوشار قاع صفصف * يدعو صداه بجانبيه البوما
لا تفرحن بدعوة خولتها * وزوالها قد قارب الحلقوما
النوشاني: بضم النون وفتح الشين المعجمة وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى
نوشان، وهو اسم لجد أبي موسى عمران بن موسى بن الحصين بن نوشان، الفقيه الخبوشاني
النوشاني الكاتب بأستوا. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: كان شيخا يشبه المشايخ،
سمع أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبا عمرو الخفاف، ومسدد بن
قطن، وجعفر الحافظ وأقرانهم. توفي في قريته برستاق أستوا بعد سنة تسع وثلاثين
وثلاثمئة.
النوشجاني: بضم النون بعدها الواو وسكون الشين المعجمة وفتح الجيم بعدها الألف
وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى نوشجان، وهي بلدة من بلاد فارس إن شاء الله. منها:
أبو تغلب طلحة بن أحمد بن أيوب المقرئ النوشجاني، كان يسكن نورد كازرون في
خانقاه الشيخ المرشد أبي إسحاق بن شهريار. يروي عن أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر
535

الحفار. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
النوشري: بضم النون وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى نوشر (..) (1) والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن محمد، وأبو بكر أحمد ابنا منصور بن محمد بن حاتم النوشري. فأما
أبو الحسن القاضي هو الأكبر، من أهل بغداد حدث عن الحسين بن محمد بن عفير
الأنصاري، وأحمد بن محمد بن أبي شحمة الختلي، وأبي حامد محمد بن هارون
الحضرمي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي
وغيرهم. روى عنه محمد بن عمر بن بكير النجار، والحسن بن محمد الخلال، وكان
لا بأس به.
وأخوه أبو بكر أحمد بن منصور النوشري الوراق، كان ثقة. سمع يحيى بن محمد بن
صاعد، وأحمد بن سليمان الطوسي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي بن
العلاء الجوزجاني، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وروى عنه
أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز بن علي الأزجي، وأحمد بن محمد بن منصور العتيقي،
أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي. وكانت ولادته في سنة ثمان وثلاثمئة، وأول سماعه من
ابن صاعد في سنة ثمان عشرة، ومات في المحرم من سنة ثمان وثمانين وثلاثمئة.
النوفلي: بفتح النون وسكون الواو وفتح الفاء. هذه النسبة إلى نوفل بن عبد مناف عم
جد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعض الشعراء:
نزلوا بمكة في قبائل نوفل * ونزلت بالبيداء أبعد منزل
والمنتسب إليه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، من أهل مكة. يروي
عن نافع بن جبير بن مطعم. روى عنه الثوري، ومالك، وشعيب بن أبي حمزة الشامي.
وعمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي القرشي، من أهل مكة. يروي عن
ابن أبي مليكة. روى عنه الثوري، وابن المبارك.
وأبو خالد يزيد بن عبد الملك بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي النوفلي،
وهذه النسبة إلى نوفل جد يزيد، لا إلى نوفل بن عبد مناف، يروي عن سعيد المقبري،

(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
536

ويزيد بن خصيفة. روى عنه معن بن عيسى، وعبد الله بن نافع، وابنه يحيى بن يزيد
النوفلي. كان (1) ممن ساء حفظه، حتى كان يروي المقلوبات عن الثقات. ويأتي بالمناكير
عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره، وإن اعتبر معتبر بما وافق
من الثقات حديثه من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأسا. كان أحمد بن حنبل سيئ الرأي
فيه. ويحيى بن معين كان يقول: هو ضعيف. وتوفي سنة خمس وستين ومئة.
وعبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي النوفلي القرشي، من بني نوفل بن عبد مناف.
يروي عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان. روى عنه عروة بن الزبير، وحميد بن
عبد الرحمن رضي الله عنهم أجمعين. مات سنة خمس وتسعين من الهجرة.
وأبو عبد الله أحمد بن الخليل بن حرب بن عبد الله بن سوار بن سابق النوفلي
القومسي، مولى نوفل بن الحارث، من أهل أصبهان. حدث عن الأصمعي. فيه لين
روى عنه الفضل بن الخصيب.
النوقاني: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
نقوان، وهي إحدى بلدتي طوس. كان بها جماعة من الفضلاء قديما وحديثا. دخلتها ست
مرات، وأقمت بها مدة، وكتبت عن جماعة كثيرة من أهلها. ومن القدماء أبو علي الحسن بن
علي بن نصر بن منصور الطوسي النقاني. يروي عن محمد بن عبد الكريم العبدي
المروزي، والزبير بن بكار، وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم. ودخل بلاد ما وراء النهر،
وحدث بنسف في سنة ثلاث وتسعين ومئتين. روى عنه جعفر بن طالب بن علي ومحمد بن
طالب بن علي ومحمد بن زكريا بن الحسين وغيرهم.
النوقدي: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة
إلى نوقد وهي قرية كبيرة على ستة فراسخ من نسف يقال لها: نوقد قريش، وبما وراء النهر
قرية أخرى يقال لها: نوقد أيضا. والمشهور بالانتساب إليها:
أبو الفضائل عبد القادر بن عبد الخالق بن عبد الرحمن بن كاسم بن الفضل بن
عبد الرحيم بن الحسن بن الربيع النوقدي. قال: من أهل نوقد قريش. كان إماما فاضلا،
سمع ببخارى السيد أبا بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، وبمكة أبا عبد الله
الحسين بن علي الطبري وغيرهما. سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.

(1) الضمير هنا يعود إلى المترجم يزيد بن عبد الملك بن نوفل، مع أنه وضعت علامة ابتداء بترجمة جديدة في ك و ظ عند
قول المؤلف: وابنه يحيى.. في حين أن علماء الرجال قد ضعفوا الاثنين. أنظر ذلك في " الجرح والتعديل ":
9 / 189 و 278 - 279، و " المجروحين ": 3 / 102 - 103: و " ميزان الاعتدال ": 4 / 414 و 433 - 434.
537

وكانت ولادته ليلة البراءة من سنة خمسين وأربعمئة (1).
والامام الزاهد، صائم الدهر، محمد بن منصور بن مخلص بن إسماعيل النوقدي
المدرس المفتي بسمرقند. يروي عن القاضي أبي اليسر محمد بن محمد بن الحسين
البزدوي، ومات بسمرقند في شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وخمسمئة.
وأما أبو بكر محمد بن سليمان بن الخضر بن أحمد بن الحكم المعدل النوقدي، من
نوقد خرداخن من نواحي نسف. كان ثقة أمينا. يروي عن محمد بن محمود بن عنبر عن
أبي عيسى الترمذي كتاب " الجامع " له، وعن غيرهما. ومات غرة جمادي الأولى سنة سبع
وأربعمئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نوح بن محمد بن زيد بن النعمان بن عبد الله بن
الحسن بن زيد بن نوح الفقيه النوحي النوقدي، من نوقد ساذه. يروي عن أبي بكر بن بندار
الاستراباذي، وأبي جعفر محمد بن إبراهيم الفرخاني، وأبي الليث نصر بن عمران
النوقدي، وأبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي، وأبي محمد إبراهيم القلانسي وغيرهم.
روى عنه أبو العباس المستغفري الخطيب. وكان قوالا بالحق، ناصرا له. مات في ذي
القعدة سنة خمس وعشرين وأربعمئة.
وأبو الليث نصر بن عامر بن حفص النوقدي، من نوقد خرداخن. يروي عن أبي النضر
محمد بن إسحاق السمرقندي عن إبراهيم بن السري كتاب " جزاء الأعمال ". سمع منه الفقيه
أبو القاسم النوحي. قال المستغفري: لم أرغب في سماعه، لان أكثر ما فيه موضوعات
محمد بن تميم الفارياني، وأحمد بن عبد الله الجويباري.
النوقذي: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها الذال المعجمة. هذه
النسبة إلى نوقذ (...) (2) والمنتسب إليها:
أبو محمد عبد الله بن محمد بن رجاء بن غواني النوقذي (3). يروي عن أبي مسلم الكجي، وأبي شعيب الحراني، ومحمد بن أيوب الرازي وغيرهم. توفي في شهر ربيع
الآخر سنة أربع وثلاثمئة (4).

(1) في نسخ: وخمسمئة، خطأ. وزاد ابن الأثير في " اللباب ": وتوفي سنة سبع وعشرين وخمسمئة.
(2) بياض في نسخة بقدر كلمتين.
(3) ذكره ياقوت في " معجمه ": 5 / 312 مع من نسبهم إلى (نوقد) وقال: " أما أبو محمد عبد الله بن محمد بن رجاء بن
غواني النوقدي يروي عن أبي مسلم الكجي وأبي شعيب الحراني فقد رواه المحدثون بالذال المعجمة ولا أدري
إلى أي شئ نسب ومات سنة 400 ". وانظر أيضا التعليق على الاكمال: 1 / 545 - 546 و 6 / 197.
(4) قال ابن الأثير في " اللباب ": قلت: وفاته (النوقي): بضم النون وسكون الواو وآخره قاف نسبة إلى قرية من قرى بلخ، منها أحمد بن قدامة بن محمد البلخي النوقي، حدث عن يحيى بن بدر السمرقندي، روى عنه أبو إسحاق
المستملي، وتوفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة ".
538

النوكدكي: بفتح النون وسكون الواو والدال المفتوحة المهملة بين الكافين المفتوحة
والمكسورة. هذه النسبة إلى قرية يقال لها: نوكدك، من قرى إشتيخن وهي من سفد
سمرقند، منها:
أبو عبد الله أحمد بن هشام الإشتيخني النوكدكي. كتب الكثير، وصنف التفسير. كانت
له رحلة إلى خراسان والعراق، وسمع بها قبيصة بن عقبة، وبدل بن المحبر، والوليد بن
محمد السلمي، وعبد الله بن عثمان الدبوسي، وعبد الله بن خالد المروزي وغيرهم. روى
عنه العباس بن الطيب السمرقندي وطبقته.
النوكندي: بالواو الساكنة والكاف المفتوحة بين النونين وفي آخرها الدال المهملة. هذه
النسبة إلى نوكند، وهي قرية من قرى سمرقند فيما أظن، منها أبو نصر أحمد بن
عبد الواحد بن طرخان النوكندي. يروي عن الامام أبي بكر محمد بن يعقوب بن يوسف
الرشداني. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. وتوفي بسمرقند في جمادي
الآخرة سنة أربع وعشرين وخمسمئة.
النوماهوي: بفتح النون وسكون الواو وفتح الميم وبعدها الألف وضم الهاء وفي آخرها
الواو. هذه النسبة إلى نوما هو وهي من قرى الطبسين فيما أظن. منها:
أبو علي الحسن بن منصور بن أبي نصر بن محمد بن إبراهيم بن الحسن النوماهوي
الطبسي. حدث عن أبي عبد الله محمد بن علي بن جعفر الطبسي. روى عنه ابنه أبو محمد
عبد الله بن الحسن النوماهوي الحافظ. وذكره بهذه النسبة أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث
الشيرازي في معجم شيوخه. وأبو محمد الطبسي هذا أحد الحفاظ المتقنين، ممن رحل إلى
العراق والحجاز وأصبهان، وأدرك الشيوخ، وتتبع الصحاح والموافقات وأكثر عنها. سمع
ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، وبأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن
أبي عبد الله بن مندة، وبنيسابور أبا القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب وطبقتهم، وسكن
في آخر عمره مرو الروذ إلى أن توفي بها. روى لي عنه أبو بكر محمد بن القاسم بن
الشهرزوري بالموصل، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله النيهي بمرو الروذ، وأبو عبد الله
محمد بن الحسين الأزدي الحافظ بمرو وجماعة. وكانت وفاته في سنة نيف وتسعين
وأربعمئة، وزرت قبره بمروالروذ.
539

النومردي: بفتح النون وسكون الواو والميم المفتوحة وسكون الراء وفي آخرها الدال.
هذه النسبة إلى الجد، واشتهر بهذه النسبة:
أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن نومرد الفقيه الشافعي النومردي، من أهل جرجان. كان
منزله ومسجده برأس القرية في سكة الشاميين الأعلى. تفقه على الامام أبي العباس أحمد بن
عمر بن سريج، وكان من أحد أصدقاء أبي بكر الإسماعيلي، وهو جد أبي القاسم والد
أبي بكر النومردي التاجر من قبل أمه. وكان خرج من الحمام، فوقع عليه حائط، فمات في
سنة تسع وعشرين وثلاثمئة.
النوندي: بالواو الساكنة بين النونين أولاهما مضمومة والأخرى ساكنة وفي آخرها الدال
المهملة. هذه النسبة إلى سكة بنيسابور وإلى محلة بسمرقند، فأما التي بنيسابور يقال لها:
سكة نوند، وهي سكة معروفة، بها الخانقاهان للسلمي وأحمد بن محمود. منها
أبو عبد الرحمن عبد الله بن حمشاذ بن جندل بن عمران بن حماد بن زيد بن مطرف المطوعي
النوندي، من أهل نيسابور. سمع بخراسان محمد بن يزيد السلمي، وسهل بن عمار،
وبالعراق أبا قلابة الرقاشي، وبالحجاز أبا يحيى بن أبي مسرة. روى عنه أبو علي
الماسرجسي، وتوفي سنة ست وعشرين وثلاثمئة.
وباب نوند محلة بسمرقند معروفة، منها:
أحمد النوندي السمرقندي من أهل سمرقند، حدث عن أحمد بن عبد الله
السمرقندي. روى عنه إبراهيم بن حمدويه الإشتيخني.
النويزي: بضم النون وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
الزاي. هذه النسبة إلى نويز ويقال: بكسر الواو أيضا منها.
غياث بن حمزة بن مهاجر النويزي، من أهل سرخس. رحل إلى العراق، وسمع
يزيد بن هارون الواسطي روى عنه عبد الله بن محمد بن أحمد بن إسحاق السرخسي
أبو العباس.
النوي: بفتح النون وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى نو، وهي قرية من ناحية
ارهستان، منها:
أبو بكر أحمد بن طاهر بن الحسن الصوفي النوي، من أهل قرية نو. سمع أخاه
أبا الوفاء عبد العزيز بن طاهر النوي. سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
الحافظ.
540

باب النون والهاء (1)
النهاوندي: بضم النون وفتح الهاء والواو بينهما الألف وسكون النون وفي آخرها الدال
المهملة. هذه النسبة إلى نهاوند، وهي بلدة من بلاد الجبل قديمة، كانت بها وقعة
للمسلمين زمن عمر رضي الله عنه. أقمت بها أكثر من عشرة أيام، وقيل: إنها بناها نوح
النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقال لها: نوح أوند، فأبدلوا الحاء بالهاء والله أعلم. خرج منها جماعة من
العلماء في كل فن، منهم:
أبو جعفر محمد بن يزيد بن عبد الوراق النهاوندي. حدث عن محمد بن سليمان
الباغندي. روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
وأبو أحمد يحيى بن الحسين بن جبير النهاوندي الحافظ. هكذا ذكره أبو الحسين
محمد بن أحمد بن جميع الغساني في " معجم شيوخه " هكذا، وروى عنه حديثا واحدا عن
محمد بن عبد العزيز بن المبارك، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
وأبو بكر أحمد بن يحيى النهاوندي، عرف بمحمود، سمع أبا الإصبع محمد بن
عبد الرحمن القرقساني، وهلال بن العلاء الرقي، ومحمد بن سليمان الباغندي. سمع منه
أبو الحسين أحمد بن محمد بن صالح وابنه أبو الفضل صالح بن أحمد الهمذاني. قال
أبو الفضل الفلكي: قدم همذان، وحدث بها.
ومن القدماء أبو المسافر النهاوندي، من أهل نهاوند. روى عن ابن عباس وغيره.
روى عنه أبو إسحاق الهمذاني، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
النهدي: بفتح النون وسكون الهاء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بني
نهد، وهو نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة: إليه ينتسب
النهديون، ومنهم باليمن والشام كلهم من ولد خزيمة بن نهد، وهم في تنوخ في نهد اليمن،

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (النهاري): بالنون والهاء بعد الألف راء هذه النسبة إلى نهار بن
عامر بن سعد بن مر بن جميل بن كنانة بن ناجية بن مراد، بطن من مراد، وفيهم يقول الشاعر:
لو كنت جار بني بهار لم ترم * داري وقوتل دونها بسلاحي
منهم زائدة بن سمير بن عبد الله بن نهار، وقتل مع علي يوم النهر ".
541

وأما نهد الشام فعوف وزمان وسليم وصباح بن نهد. منهم:
عبد الله بن عجلان بن عبد الأحب بن صباح الشاعر، جاهلي.
وقال ابن حبيب: في همدان نهد بن مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن
دومان.
والمشهور بهذه النسبة أشعث بن طلق النهدي. يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه ابن عيينة.
وحبيب بن أبي مليكة النهدي الحراني، كنيته أبو ثور، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه الشعبي.
وعلي بن غالب النهدي القرشي، من ساكني مصر. يروي عن واهب بن عبد الله.
روى عنه يحيى بن أيوب. كان كثير التدليس فيما يحدث حتى وقع المناكير في روايته، وبطل
الاحتجاج بها، لأنه لا يدري سماعه لما يروي عمن يروي في كل ما يروي، ومن كان هذا
نعته كان ساقط الاحتجاج بما يروي لما عليه الغالب من التدليس.
وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن خزيمة
وقيل حذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن
عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير النهدي. أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه
لم يلقه، ولقي عدة من الصحابة، ونزل الكوفة، وصار إلى البصرة بعد. حدث عنه أيوب
السختياني، وقتادة، وسليمان التيمي، وعاصم الأحول، وخالد الحذاء، وأبو مجلز
لاحق بن حميد، وأبو السليل ضريب بن نقير، وأبو نعامة السعدي وغيرهم. عاش مئة
وثلاثين سنة، وأدرك الجاهلية والاسلام، ومات سنة مئة من الهجرة.
وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، وهو ابن إسماعيل بن زياد بن درهم الكوفي،
مولى لهم. يروي عن إسرائيل، وزهير، وحسن بن صالح، ومسعود بن سعد،
وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، وأبي إسرائيل الملائي، وعمرو بن حريث، وحماد بن
زيد، وشريك، وإبراهيم بن يوسف، وغيرهم. روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. وقال
أبو حاتم الرازي: ليس بالكوفة أتقن من أبي غسان، قال: ابن نمير يقول: أبو غسان النهدي
أحب إلي منه يعني محمد بن الصلت. وأبو غسان محدث من أئمة المحدثين. وقال
أبو حاتم الرازي: كان أبو غسان يملي علينا من أصله، ولا يملي حديثا حتى يقرأه، ولم أر
542

بالكوفة أتقن من أبي غسان لا أبو نعيم ولا غيره.
النهربيني: بفتح النون وسكون الهاء وضم الراء وكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون
الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى نهربين، وهي من قرى
بغداد. منها:
أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر النهربيني الأكار. شيخ صالح من أهل
قرية نهر بين، خرج من بغداد، وسكن دمشق، وحدث بها عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار بن الطيوري. سمع منه رفيقنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ،
وحدثني عنه بدمشق. وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمئة.
النهرتيري: بفتح النون وسكون الهاء وبعدها الراء وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين
وبعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى قرية يقال لها:
نهر تيري، بنواحي البصرة. والمشهور منها:
النضر بن يزيد النهرتيري. سكن الأهواز. يروي عن عيسى بن يونس، وأهل العراق.
روى عنه عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي المعروف بعبدان حافظ عسكر مكرم.
وأبو عبد الله محمد بن موسى بن أبي موسى النهرتيري. سمع محمد بن عبد العزيز بن
أبي رزمة، وأحمد بن عبدة الضبي، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ومحمد بن بشار
العبدي، ويعقوب بن أحمد الدورقي وغيرهم. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد،
وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو بكر محمد بن عبد الله
الشافعي، وكان ثقة، فاضلا، جليلا، ذا قدر كبير ومحل عظيم، من أهل العلم والقرآن.
ومات ببغداد في سنة تسع وثمانين ومئتين.
ويعقوب بن عبيد بن أبي موسى النهرتيري. سكن بغداد، وحدث بها عن علي بن
عاصم، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم النبيل، وإسحاق بن سليمان الرازي ووكيع بن
الجراح، وهشام بن عمار. روى عن أبي أسامة. وإسحاق بن سليمان الرازي وعلي بن
عاصم، وأبي زيد الهروي، وأبي عاصم النبيل. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو أحمد
محمد بن محمد المطرز، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي،
وابنه أبو محمد عبد الرحمن. وكان صدوقا. ومات ببغداد في شوال سنة إحدى وستين
ومئتين.
543

ويوسف بن يعقوب بن عبيد بن أبي موسى، يعرف بابن النهرتيري حدث عن محمد بن
سابق. روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
النهرديري: بفتح النون وسكون الهاء والراء وفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر
الحروف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى نهر الدير، وهي قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا
من البصرة، بت بها ليلة في انحداري إليها. كان منها جماعة من المحدثين، منها
أبو (..) (1) أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرديري.
وأبو عبد الله محمد بن خلف بن محمد النهرديري. يعرف بالقرتائي، ذكرته في
القاف.
النهرسابسي: بفتح النون وسكون الهاء وضم الراء والألف والباء الموحدة المضمومة
بين السينين المهملتين. هذه النسبة إلى نهر سابس، وهي قرية من نواحي الكوفة، منها:
السيد أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن
يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، علوي، ويعرف
بالنهرسابسي. سمع أبا المثنى محمد بن أحمد بن موسى الدهقان. قال أبو بكر الخطيب:
كتبنا عنه، وكان صدوقا، وذكر لي عنه حسن الاعتقاد وصحة المذهب. سألته عن مولده فقال:
ولدت بالكوفة في سنة تسع وعشرين وثلاثمئة، ومات بواسط في جمادي الآخرة سنة تسع
عشرة وأربعمئة.
النهرواني: بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربع فراسخ، من الدجلة يقال لها النهروان، وقد خرب
أكثرها، ولها نواح كثيرة وقرى يتصل بعضها ببعض، دخلتها غير مرة، وبت ليلة في انصرافي
من بغداد. والمشهور بهذه النسبة:
أبو أيوب أحمد بن عبد الصمد النهرواني. يروي عن إسماعيل بن قيس، عن يحيى بن
سعيد الأنصاري. روى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي وغيره.
وأبو الحسين أحمد بن عمر بن روح بن علي النهرواني. كان فاضلا، صدوقا، دينا،
حسن المذاكرة، مليح المحاضرة، ينتحل مذهب المعتزلة. سمع أبا حفص بن الزيات،

(1) بياض في نسخ قدر كلمتين وفي " اللباب ": منها أحمد بن..
544

والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، والحسن بن جعفر الحرفي، وأبا الحسين بن
البواب، وأبا بكر بن شاذان البزاز وعبد الله بن أحمد بن ماهبزد الأصبهاني، وأبا الحسن
الدارقطني، وأبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، والمعافى بن زكريا الجريري
وغيرهم. وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمئة، ومات ببغداد في شهر
ربيع الآخر سنة خمس وأربعين وأربعمئة، ودفن في مقبرة ماسرز.
ومن القدماء أبو داود سليمان بن توبة بن زياد النهرواني. سمع يزيد بن هارون،
وروح بن عبادة، وشبابة بن سوار، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وسلام بن سليمان
المدائني، وأبا حذيفة موسى بن مسعود، وعلي بن الحسن بن شقيق، وأبا عمران
الوركاني. روى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، ويحيى بن محمد بن صاعد،
ومحمد بن مخلد العطار وغيرهم. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه بنهروان، وكان
صدوقا. وقال الدارقطني: هو ثقة، ومات في صفر سنة إحدى وستين ومئتين.
ومحمد بن جعفر بن سليمان بن نوح النهرواني. حدث عن أحمد بن منصور الرمادي،
وأبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وأبي محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي. روى
عنه المعافى بن زكريا الجريري.
وأبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن داود النهرواني الجريري
القاضي، المعروف بابن طرارا. كان يذهب إلى مذهب محمد بن جرير الطبري. وكان من
أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، وصنف كتابا مليح كثير الفوائد سماه
" الجليس والأنيس ". حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر عبد الله بن
أبي داود السجستاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبي حامد محمد بن هارون
الحضرمي. روى عنه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأبو القاسم الأزهري،
وأحمد بن عمر النهرواني وطبقتهم. وحضر المعافى دار بعض الرؤساء، وكان هناك جماعة
من أهل العلم والأدب فقالوا له: في أي نوع من العلوم يتذاكر، فقال المعافى لذلك
الرئيس: خزانتك قد جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب فإن رأيت أن تبعث بالغلام إليها،
وتأمره أن يفتح بابها، ويضرب بيده أي كتاب قرب منها، فيحمله ثم تفتحه، وتنظر في
أي نوع هو، فنتذاكره ونتجارى فيه. وكان أبو محمد الباقي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله
أن يدفع إلى أعلم الناس، لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا. وكان الباقي يقول: إذا
حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها. وكانت ولادته في سنة خمس وثلاثمئة،
545

وتوفي في ذي الحجة سنة تسعين وثلاثمئة ببغداد.
النهشلي (1): بفتح النون وسكون الهاء وفتح الشين المعجمة وفي آخرها اللام هذه النسبة
إلى بني نهشل (..) (2) وأبو غسان مالك بن سليمان النهشلي، من أهل البصرة. يروي
عن يزيد الضبي، والبصريين. روى عنه الصلت بن مسعود، ويأتي عن الثقات بها لا يشبه
حديث الاثبات.
وأبو يحيى الوضاح بن يحيى النهشلي الأنباري، سكن الكوفة يروي عن العراقيين.
روى عنه أهل بغداد. منكر الحديث، يروي عن الثقات بالأشياء المقلوبة التي كأنها معولة.
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه معتبر
فلا ضير.
وأبو عبيد الله حماد بن الحسن بن عنبسة النهشلي الوراق البصري، سكن سر من رأى
وحدث بها عن أزهر بن سعد السمان، ومحمد بن بكر البرساني، وعمر بن حبيب العدوي،
وأبي داود الطيالسي، وروح بن عبادة، وأبي عاصم النبيل وطبقتهم. روى عنه موسى بن
هارون، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن
جعفر المطيري. وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه بسامرا، وهو ثقة صدوق. وقال
أبو بكر بن زياد: هو ثقة أمين. ومات في جمادي الآخرة سنة ست وستين ومئتين (3).
النهمي: بكسر النون وسكون الهاء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نهم، وهو بطن
من همدان. قال ابن حبيب: في همدان نهم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن
دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان. منها قنان بن عبد الله النهمي، الذي
يروي عن عبد الرحمن بن عوسجة وغيره.

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (النهري): بفتح النون وسكون الهاء وفي آخرها راء هذه النسبة إلى
نهر القلايين، محلة غربي بغداد، منها جماعة منهم أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن
الأنماسي النهري الحافظ، ثقة، سمع من أبي محمد الصريفيني، وعبد العزيز بن علي الأنماطي وغيرهما، روى
عنه خلق كثير من شيوخنا وغيرهم ".
(2) وفي " اللباب ": هذه النسبة إلى نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، بطن كبير من
تميم، ينسب إليه جمع كثير.
(3) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى نهشل بن عدي بن جناب بن هبل بن عبد الله، بطن من بني
كلب بن وبرة، منهم المنذر بن درهم بن أنيس بن جندل الشاعر العدوي النهشلي ".
546

النهمي: بضم النون وفتح الهاء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى نهم، وهو بطن من
عامر بن صعصعة. وهو نهم بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بي عامر بن صعصعة. ذكره
محمد بن حبيب.
النهمي: بضم النون وسكون الهاء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى بطن من بجيلة.
وهو عبد نهم بن مالك بن غانم بن مالك بن هوازن بن عرينة بن نذير بن قسر بن عبقر. قاله
ابن حبيب.
وفي قضاعة عبد نهم، ومن ولده قيس بن رفاعة بن عبد نهم بن شحب بن مرة بن
زري بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة الشاعر، وكان
فارسا. قال ذلك ابن حبيب عن ابن الكلبي.
النهوذي: بفتح النون وضم الهاء وفي آخرها الذال المعجمة. هذ النسبة إلى نهوذة،
وهي بلدة من بلاد المغرب من أرض الزاب. منها أبو المهاجر دينار بن عبد الله النهوذي
الزابي، مولى جميلة بنت عقبة بن كريم الأنصاري، أحد أمراء العرب، ولي المغرب
لمعاوية بن أبي سفيان، وليزيد بن معاوية. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي. قتل
بنهوذة من أرض الزاب سنة ثلاث وستين مع عقبة بن نافع الفهري (1).

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (النهيكي): بفتح النون وكسر الهاء وبعدها ياء تحتها نقطتان ثم كاف
نسبة إلى نهيك بن عامر بن صعصعة. وممن ينسب إليه ذو البردين بن ربيعة بن رباح بن أبي ربيعة بن نهيك الذي
يقول فيه الأصم الباهلي:
أو كابن جعدة وفادا على ملك * أو كالنهيكي ذي البردين إذ فخرا
547

باب النون والياء
النيازكي: بكسر النون وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الزاي وفي آخرها
الكاف. هذه النسبة فيما أظن إلى قرية كبيرة بين كس ونسف يقال لها نيازي، بت بها ليلة
في ثلج وبرد وشدة. والمشهور بهذه النسبة:
أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن بن حامد بن هارون بن المنذر بن عبد الجبار
النيازكي الكرميني، من أهل كرمينية. روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ
في " تاريخ بخارى ". قاله ابن ماكولا. وذكره المستغفري في " تاريخ نسف " فقال:
أبو نصر النيازكي، روى عن أبي الخير أحمد بن محمد بن الخليل النسفي كتاب " الأدب "
للبخاري، وروى عن محمد بن الفتح بن حامد، وأبي إسحاق محمود بن إسحاق القواس،
وأبي سعيد الهيثم بن كليب، وأبي بكر محمد بن أحمد بن حبيب وغيرهم. روى عنه
أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، ومات بكرمينية في شهور سنة تسع وسبعين
وثلاثمئة.
ورأيت شابا اسمه أبو الفتوح محمد بن علي النيازكي بسمرقند، وظني أنه من أولاد هذا
المذكور لأنه كرميني. كتب عني كثير، وقرأ علي الفقه والحديث.
النيازوي: بكسر النون والياء المفتوحة آخر الحروف بعدها الألف ثم الزاي المكسورة
والواو بعدها. هذه النسبة إلى نيازة ويقال: نيازي. وهي قرية من قرى نسف، بت بها
ليلة، والنسبة إليها: نيازي، ونيازوي، ونيازجي، ونياكي، وقد ذكرنا النيازكي، فأما
النيازوي فهو الامام الخطيب أبو إبراهيم إسماعيل بن الصادق بن عبد الله بن سعيد بن
مسعدة بن ميمون النيازوي. كان فقيها فاضلا. سمع أبا نصر الحسين بن عبد الواحد
الشيرازي الحافظ وأبا محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي وغيرهما. روى عنه ابنه
ميمون بن إسماعيل، والقاضي أبو اليسر محمد بن الحسين البزودي وجماعة. وذكره عمر بن
محمد بن أحمد النسفي الحافظ في كتاب " القند " فقال: الامام الخطيب أبو إبراهيم
إسماعيل بن عبد الصادق النيازوي، دخل سمرقند مرارا، رأيته بنيازة سنة إحدى وثمانين
وأربعمئة وأنا صغير، وكان مفيدا مستفيدا، سألني عن مشكلات، ورأيته بعد ذلك بنسف.
ومات نصف ذي الحجة سنة أربع وتسعين وأربعمئة.
548

النيربي: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الباء
الموحدة. هذه النسبة إلى نيرب، وهي قرية من قرى دمشق، على نصف فرسخ منها على
منتصف الطريق من الربوة، وهي كثيرة المياه والخضر. دخلتها غير مرة مجتازا منها:
أبو محمد عبد الهادي بن عبد الله الرومي النيربي. كان اسمه خليعا، فلما أعتق تسمى
بعبد الهادي. وهو شيخ صالح مستور، من أهل الخير، يصلي بالناس في المسجد المليح
الذي بنيرب. سمع بدمشق أبا طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي وغيره.
كتبت عنه شيئا يسيرا بنيرب، وتركته حيا في سنة خمس وثلاثين وخمسمئة، وبلغني خبر
سلامته في سنة خمسين وخمسمئة بسمرقند.
النيرماني: بكسر النون ويقال بفتحها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح
الراء والميم وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى نيرمان، وهي قرية من قرى همذان في
الجبل منها:
أبو سعد محمد بن علي بن خلف النيرماني. فاضل جليل القدر، رقيق الطبع، مليح
الشعر، وهو صاحب المنثور في حل أبيات الحماسة. روى عنه القاضي أبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وغيرهما. وتوفي في
حدود سنة أربعمئة أو بعدها.
وابنه أبو الفرج أحمد بن أبي سعد بن خلف النيرماني، أحد المشهورين بالفضل وجودة
الشعر وسلاسته ومتانته، وهو القائل:
ولي أنمل تغني وتفني كأنها * مسار غمام أو مثار حمام
فما انبسطت إلا لاغناء معسر * وما انقبضت إلا لهز حسام
النيريزي: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى نيريز، وهي من أعمال شيراز، والمنتسب إليها من المعروفين أبو نصر
الحسين بن علي بن جعفر النيريزي. حدث عن الخطيب أبي علي الحسن بن العباس بن
محمد عن القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي. وروى عن
أبي الحسن علي بن محمد بن علي القطان. قال ابن ماكولا: حدثنا عنه خذاداذ بن عاصم بن
بكران النشدي، وبينه لي.
النيري: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى النير، وهي قرية بنواحي بغداد فيما أظن، والمشهور بالانتساب إليها:
549

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران البزاز المعروف بابن النيري
البغدادي. حدث عن أبي سعيد الأشج، وعلي بن شعيب البزاز، وزهير بن محمد بن
قمير، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأشباههم روى عنه محمد بن المظفر الحافظ،
وأبو حفص بن شاهين، وأبو الفتح يوسف القواس. وحكي أن القواس ذكره في جملة شيوخه
الثقات. ومات في شعبان سنة عشرين وثلاثمئة.
النيزكي: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الزاي وفي آخرها
الكاف. هذه النسبة إلى نيزك، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب، وهو أبو العباس أحمد بن
محمد بن يحيى بن نيزك بن صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن مرة النيزكي القومسي. يروي
عن مرة بن حبيب. وسليمان بن حرب الواشجي، وعبد السلام بن مطهر البصري، وجماعة
كثيرة سواهم. روى عنه محمد بن صالح بن محمود الكبوذنجثي. وتوفي بسمرقند في شهر
ربيع الأول سنة خمس وسبعين ومئتين، ودفن بسنكرنرسان.
النيسابوري: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح السين المهملة
وبعد الألف باء منقوطة بواحدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى نيسابور وهي أحسن مدينة
وأجمعها للخيرات بخراسان. والمنتسب إليها جماعة لا يحصون. وقد جمع الحاكم
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع تاريخ علمائها في ثمان مجلدات ضخمة. ذكر
أبو علي الغساني الحافظ في كتاب " تقييد المهمل " قال: قال محمد بن عبد السلام: أخبرنا
أبو حاتم سهل بن محمد قال: إنما قيل لها نيسابور، لان سابور مر بها، فلما نظر إليها قال:
هذه تصلح أن تكون مدينة، فأمر بها، فقطع قصبها، ثم كبس، ثم بنيت، فقيل لها:
نيسابور، والني: القصب. وكان فتحها زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد ابن خالته
عبد الله بن عامر بن كريز في سنة تسع وعشرين من الهجرة، والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابوري الفقيه، مولى
أبان بن عثمان بن عفان، من أهل نيسابور. رحل في طلب العلم إلى العراق، والشام،
ومصر، وسكن بعد ذلك بغداد. وكان إماما، محدثا، حافظا، متقنا، عالما بالفقه
والحديث معا، موثقا في روايته. سمع بنيسابور محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف
السلمي، وبطوس عبد الله بن هاشم الطوسي، وببغداد الحسن بن محمد الزعفراني،
ومحمد بن إسحاق الصغاني، وبمصر يونس بن عبد الأعلى الصدفي وبالمصيصة يوسف بن
سعيد بن مسلم المصيصي، وببيروت العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، وبحمص
550

محمد بن عوف الحمصي، وبدمشق أبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، وأمثال هؤلاء
ممن يطول ذكره. روى عنه دعلج بن أحمد السجزي، وأبو عمر بن حيوية، ومحمد بن
المظفر، والدار قطني، وابن شاهين، والكتاني، والقواس، والمخلص وغيرهم. وقال
الدارقطني: أبو بكر النيسابوري لم نر مثله في مشايخنا، ولم نر أحفظ منه للأسانيد والمتون،
وكان أفقه المشايخ، جالس المزني، والربيع، وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون، ولما
قعد للتحديث قالوا: حدث، قال: بل سلوا، فسئل عن أحاديث، فأجاب فيها وأملاها، ثم
بعد ذلك ابتدأ يحدث. وحكي عنه أنه قال: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل،
ويتقوت كل يوم بخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قال:
أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن يعني زوجته وكانت ولادته في سنة ثمان
وثلاثين ومئتين، ومات في شهر ربيع الآخر من سنة أربع وعشرين وثلاثمئة.
النيظري: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الظاء المعجمة وفي
آخرها الراء. هذه النسبة إلى نيظرا، وهو لقب لبعض أجداد إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن
يونس النيظري المعروف بابن نيظرا، من أهل دير العاقول من نواحي بغداد. حدث عن
شعيب بن أيوب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن عبد الجبار
العطاردي، وأبي داود السجستاني. روى عنه ابنه محمد بن إبراهيم الدير عاقولي.
ووالده أبو جعفر حمدان بن إبراهيم بن يونس النيظري. حدث عن عبد الأعلى بن
حماد النرسي. روى عنه ابن ابنه محمد بن إبراهيم بن حمدان القاضي.
وابنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان النيظري، قاضي دير العاقول، وحدث
ببغداد عن جده حمدان، وأبيه إبراهيم، وعن عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي،
وأحمد بن مكرم البرتي، ومحمد بن الحسين الأشناني، وعلي بن العباس المقانعي،
وعبد الله بن زيدان الكوفيين، وأبي القاسم البغوي، وزيد بن الهيثم، وأبي حامد محمد بن
هارون الحضرمي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم. روى عنه
أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو بكر
محمد بن عبد الملك بن بشران. وقيل: إنه كان ثقة. وتوفي بدير العاقول في شهر ربيع
الأول سنة ثمانين وثلاثمئة.
النيلي: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى النيل،
وهي بليدة على الفرات بين بغداد والكوفة. دخلتها وأقمت بها يومين منصرفي من البصرة.
551

وجماعة نسبوا إلى بيع النيل وشرائه، وما ينسب إليه من صناعته، وفيهم كثرة بنيسابور
وأصبهان وغيرهما.
فأما المشهور بالانتساب إلى النيل البليدة، فهو أبو الوليد خالد بن دينار النيلي
الشيباني، كان يسكن النيل. حدث عن الحسن، والحارث العكلي، وسالم بن عبد الله،
ومعاوية بن قرة، وعطاء، وعمارة بن يحيى العميدي. روى عنه الثوري، ومحمد بن عبيد
الطنافسي، ويونس بن بكير الشيباني. قال ابن أبي حاتم الرازي: خالد بن دينار سكن النيل
وهي مدينة بين الكوفة وواسط، بصري الأصل. قال أحمد بن حنبل: هو شيخ ثقة. وقال
أبو حاتم الرازي: خالد النيلي يكتب حديثه.
وأبو سهل صباح بن مروان النيلي. يروي عن عبد الله بن سنان الزهري. حدث عنه
ابن ناجية.
وإبراهيم بن الحجاج النيلي.
ومحمد بن الفتيح النيلي المستملي.
وحميد بن الوزير النيلي. حدث عن إبراهيم بن صدقة. روى عنه عبد الله بن محمد
الروحي البصري. وليس بالقوي.
ومحمد بن خالد النيلي، من رحبة ابن طوق. حدث عن الوليد بن مسلم. حدث عنه
أبو حاتم الرازي، وذكره في جمع مشايخه وقال: من مدينة يقال لها النيل. صدوق.
وأبو عبد الله محمد بن خالد الراسبي النيلي، بصري. حدث عن مهلب بن العلاء.
روى عنه أبو القاسم الطبراني. قال ابن ماكولا: ومحمد بن خالد بن يزيد النيلي يروي عن
هاشم بن القاسم الحراني، لعله الرحبي الذي تقدم ذكره.
وأبو بكر حبيش بن عبد الله بن هارون النيلي، واسطي. حدث عن محمد بن حرب
النشائي، حدث عنه أبو بكر الأبهري. ذكر هذا كله ابن ماكولا، ثم قال في آخر الترجمة:
وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين النيلي. فقيه شاعر، سمع منه شيئا من شعره أبو حامد
الدلويي.
قلت: أبو عبد الرحمن النيلي هو محمد بن عبد العزيز بن (..) (1) إمام فاضل ورع،

(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
552

سمع الكثير من أبي عمرو بن حمدان وغيره، وله شعر حسن. سمع منه المتقدمون ورووا عنه
في كتبهم، وحدثنا عنه أبو سعيد عبد الملك بن أحمد الخرقي النيسابوري، ولم يحدثنا عنه
سواه. وتوفي في حدود سنة أربعين وأربعمئة.
النيهي: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الهاء، هذه
النسبة إلى نيه، وهي بلدة بين سجستان وإسفزار صغيرة. منها:
أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن الحسن بن عمر بن
حفص بن زيد النيهي، إمام فاضل ورع، عارف بمذهب الشافعي رحمه الله، تفقه على
القاضي الحسين بن محمد، وبرع في الفقه، ودرس بعده، انتشر عنه الأصحاب وهو أستاذ
أستاذنا أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروروذي. سمع الحديث من أستاذه، ومن
أبي عبد الله محمد بن محمد بن العلاء البغوي وغيرهما. وكانت وفاته في حدود سنة ثمانين
وأربعمئة.
وابن أخيه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن النيهي. إمام فاضل
دين، حافظ للمذهب، مصيب في الفتاوي، راغب في الحديث ونشره، حسن الأخلاق.
تفقه على الحسين بن مسعود بن الفراء، وتخرج عليه جماعة كثيرة من الفقهاء والعلماء، وكان
مبارك النفس، كثير الصلاة والعبادة، جمع بين العلم والعمل، سمع أستاذه أبا محمد
عبد الله بن الحسن الطبسي الحافظ، وأبا الفضل عبد الجبار بن محمد التاجر الأصبهاني،
وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ وغيرهم من الغرباء. لقيته بمرو الروذ،
وقرأت عليه كتاب المعجم الصغير لأبي القاسم الطبراني، وحضرت مجالس أماليه بمرو
الروذ مدة مقامي بها، وورد مرو سنة ثلاث وأربعين، وحدث بالمعجم الصغير. وكانت
ولادته.. (1).

(1) بياض في الأصول. وقال ياقوت في نهاية الترجمة نقلا عن السمعاني: " ومات في شعبان سنة 548 ". قلت:
وأورده ابن العماد الحنبلي في وفيات هذه السنة.
553

حرف الواو
باب الواو والألف
الوابشي: بفتح الواو والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الشين المعجمة. هذه
النسبة إلى وابش بن زيد بن عدوان بن عمرو بن قيس عيلان، وأخوه عباية بن زيد بطن من
مصر منها:
محمد بن عيسى الوابشي. يروي عن شريك وأبيه عن الضحاك، وعبثر بن القاسم،
وأبي الأحوص. روى عنه يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب، وعلي بن جعفر الأحمر،
وشهاب بن عباد، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
وأبو الصهباء مضرس بن عبد الله بن وهب الوابشي. يروي عن الشعبي والضحاك.
روى عنه أبو نعيم. وثقه يحيى بن معين (1).
الوابصي: بفتح الواو وكسر الباء المنقوطة بواحدة والصاد المهملة. هذه النسبة إلى
وابصة (..) (2). والمنتسب إليها:
عبد الله بن خالد الوابصي. يروي عن عبد الحارث بن هشام. روى عنه سعيد بن
أبي أيوب.
وأبو الفضل عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معبد
الأسدي الرقي الوابصي، من ولد وابصة بن معبد، كان قاضي الرقة، ثم ولي قضاء بغداد
بعد ذلك. روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، وأبو الإصبع محمد بن عبد الرحمن
القرقساني، وأحمد بن علي الابار، وأبو عروبة الحراني. وكان قاضي الرقة ثم ولي القضاء
ببغداد في أيام المتوكل، وكان جميل الطريقة عفيفا، فصرفه يحيى بن أكثم في أيام

(1) قال ابن الأثير معقبا: " قلت: لم يذكر الوابشي إلى من ينسب، وهو ينسب إلى وابش بن زيد بن عدوان بن عمرو بن
قيس عيدن، وهو أخو عباية بن زيد. وممن ينسب إلى وابش أبو سيارة الذي كان يدفع بالناس في الموسم، ومنهم
يحيى بن يعمر الوابشي وغيرهما ".
(2) بياض في إحدى النسخ قدر خمس كلمات.
554

المتوكل، وقال المتوكل ليحيى: لم صرفت الوابصي؟ فذكر له شيئا أراه ضعفه في الفقه.
قال: فكتب المتوكل إلى أهل بغداد كتابا، وكتب عهدا فيه، ولم يسم القاضي فيه،
وأنفذهما مع يعقوب قوصره، وأمره أن يحضر الجامع ببغداد ويحضر الناس ويسألهم عن
الوابصي، فإن رضوا به وقع اسمه في العهد، ودفعه إليه. قال: فوافي يعقوب، وجمع
الناس إلى جامع الرصافة. قال: فرأيتهم يدخلون الجامع كدخولهم يوم الجمعة من كثرة
الناس. ثم قرأ عليهم كتاب المتوكل والوابصي حاضر، وفيه مسألتهم عن الوابصي، فأجمعوا
على الرضى به، فسلم إليه العهد على القضاء، فقبله، فقيل له: ادع بالخصوم، فدعى له
بمن له حاجة، فحضر خصمان، فنظر في أمرهما، ثم قام فصار إلى منزله، ولم ينظر بعد
ذلك. ومات بالرقة سنة سبع، وقيل تسع وأربعين ومئتين.
الوابكني: بفتح الواو وسكون الباء الموحدة ثم الكاف، وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى قرية وابكنة، وهي قرية من قرى بخارى على ثلاث فراسخ. منها أبو يوسف يعقوب بن
أبي جندب الوابكني، وأبو جندب اسمه غرمل. رحل إلى خراسان، وأدرك العلماء بها.
سمع المسيب بن إسحاق، ومحمد بن سلام البيكندي، وأبا حفص أحمد بن حفص
البخاري، وأبا محمد حبان بن موسى الكشميهني، وحامد بن آدم المروزي، وعلي بن حجر
السعدي، وسويد بن نصر الطوساني وغيرهم. روى عنه أبو أحمد شاهد بن محمد بن
يوسف، وأبو حفص أحمد بن حاتم بن حماد، وأبو حامد أحمد بن محمود بن طالب
البخاريون.
وأبو حامد أحمد بن محمود بن طالب بن جيت بن موسى بن سهل الصرام الوابكني.
يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير
وأبو عبد الله محمد بن النضر بن الياس الوابكني، من أهل بخارى يروي عن سفيان بن
عبد الحكم، وأحمد بن زهير، وأحمد بن الليث بن ناصح، وأسباط بن اليسع،
وأبي عبد الله بن أبي حفص، ويعقوب بن غرمل. روى عنه أبو بكر محمد بن داود بن
عصام بن سلام البخاري.
الوابلي: بفتح الواو وكسر الباء الموحدة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى وابل، وهو
اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمد بن الطل بن وابل الأزدي
الوابلي الأنباري من أهل الأنبار. سمع أحمد بن يعقوب القرنجلي. روى عنه أبو عبد الله
محمد بن علي بن عبد الله الصوري، وذكر أنه سمع منه بالأنبار في سنة ثمان عشرة
555

وأربعمئة، وقال: ومات في تلك السنة.
الواثقي: بفتح الواو وبعدها الألف وبعدها الثاء المثلثة وفي آخرها القاف. هذه النسبة
إلى الواثق، وهو أحد الخلفاء، والمشهور بالنسبة إليه من أولاده.
أبو القاسم عبد الواحد بن عبد السلام بن محمد بن عبد العزيز إبراهيم بن الواثق بالله،
الواثقي، من أهل بغداد. سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وأبا حفص عمر بن أحمد بن
شاهين. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ، وأثنى عليه، وكان صدوقا.
وكانت ولادته في سنة سبع وخمسين وثلاثمئة، ومات بعد سنة خمس وعشرين وأربعمئة.
الواثلي: بفتح الواو وكسر الثاء المنقوطة بثلاث. هذه النسبة إلى واثلة، والمشهور
بهذه النسبة:
أبو المؤمن الواثلي. يروي عن علي رضي الله عنه في قصة المخدج. روى عنه
سويد بن عبيد العجلي.
وحمران بن المنذر الواثلي. سمع أبا هريرة رضي الله عنه. قاله موسى بن إسماعيل،
عن أبي الأخضر العبدي. قاله البخاري.
وجماعة بخراسان وما وراء النهر نسبوا إلى واثلة بن الأسقع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو
أبو قرصافة واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث
الليثي.
فأما من أهل ما وراء النهر فشيخنا في الإجازة أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن زياد.
وقال ابن حبيب: في عذرة بن زيد بن واثلة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير.
وقال ابن حبيب أيضا: في عبد القيس واثلة بن عمرو بن عوف بن بكار بن أنمار بن عمرو بن
وديعة بن نكيز.
الوادعي: بفتح الواو وكسر الدال المهملة بعد الألف وفي آخرها العين المهملة. هذه
النسبة إلى وادعة، وهو بطن من همدان، وهو وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن
مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، والمشهور بالنسبة إليه:
أبو حصين بفتح الحاء محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي القاضي، من أهل
الكوفة، قدم بغداد، وحدث بها عن أحمد بن يونس اليربوعي، ويحيى بن عبد الحميد
556

الحماني، وعون بن سلام، وجندل بن والق، وعبد الحميد بن صالح. روى عنه يحيى بن
محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبو عمرو بن السماك، وأبو بكر
أحمد بن سلمان النجاد، وإسماعيل بن علي الخطبي. وكان فهما، صنف المسند. وقال
أبو الحسن الدارقطني: كان ثقة. ومات بالكوفة في شهر رمضان سنة ست وتسعين ومئتين.
وكان قاضيا.
وأبو عائشة مسروق بن الأجدع الهمداني ثم الوادعي، من أهل الكوفة. ذكرته في
الهاء.
وجميل بن عامر الوادعي ويقال: ابن عمارة. قال ابن أبي حاتم: أراه كوفيا. روى
عن سالم بن عبد الله بن عمر. روى عنه إسماعيل بن نشيط.
الوادي: بفتح الواو وكسر الدال المهملة. هذه النسبة إلى وادي القرى، وهي مدينة
قديمة بالحجاز مما يلي الشام. قال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: أبو المعارك علي
الوادي، من أهل وادي القرى من الشام. يروي عن رجل عن المقداد. روى عنه عياش بن
عباس القتباني.
وحزم بن جون العذري، من أهل وادي القرى، وإلى أرض مصر. توفي في رجب
سنة مئتين.
والوادي اسم لجد شاب من أصحاب أحمد بن حنبل. كان يكتب معنا الحديث
ببغداد، وقرأ على شيخنا أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وهو أبو صالح سعد الله بن
نجا بن الوادي البغدادي. سمع معنا من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري
وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وغيرهما، وكان من أبناء الأربعين في سنة
سبع وثلاثين وخمسمئة إن شاء الله.
وأبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن إبراهيم المطر في الوادي، من أهل وادي القرى،
يروي عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي المكي. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن
عبدوس النسوي الحافظ.
وأبو هشام سليمان بن عيسى المخزومي الوادي. يروي عن أبي يحيى زكريا بن
عبد الرحمن الساجي البصري. روى عنه أبو بكر بن عبدوس النسوي.
وعروة بن زفر بن هدية بن معاذ بن عبد الله بن قيس العذري الوادي. قال أبو سعيد بن
557

يونس المصري: من أهل وادي القرى، قدم مصر. روى عنه أحمد بن علي بن صالح.
وأبو محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن علي بن
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري الوادي، من أهل وادي القرى. قدم بغداد،
وحدث بها عن أبيه، وعن جعفر بن محمد القلانسي الرملي، وعبيد الله بن رماحس
القيسي. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز. قال أبو الحسن بن الفرات:
اتصل بنا أن أبا محمد الحسن بن زيد الجعفري توفي في خروجه من هاهنا مع الحاج إلى
الري في الطريق في شهر ربيع الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمئة.
وزياد بن نصر الوادي، من أهل وادي القرى. يروي عن سليم بن مطير. روى عنه
بكر بن عبد الوهاب.
وإسماعيل بن خلف بن إبراهيم مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه، من أهل وادي
القرى. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: أدركته، وكان يسكن وادي القرى.
قلت: ما حاله؟ قال: هو شيخ.
مطير بن سليم الوادي. قال ابن أبي حاتم: من أهل الوادي. روى عن ذي اليدين،
وذي الزوائد، وأبي الشموس البلوي، وعمير العنبري. روى عنه ابناه شعيث وسليم.
سمعت أبي يقول ذلك.
الوادييني: بفتح الواو وبعدها الألف والدال المهملة المكسورة وفتح الياء آخر الحروف
بعدها ياء أخرى وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الواديين، وهي بلدة في جبال الشراة
بقرب مدائن قوم لوط المخسوفة. وقال الشاعر فيها:
أحب هبوط الواديين وإنني * لمشتهر في الواديين غريب
منها أبو بكر محمد بن موسى بن محمد بن المثنى الوادييني. يروي عن أبي العباس
حميد بن سفيح بن إبراهيم البلدي. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي
الحافظ وذكر أنه سمع منه بالواديين.
الواذاري: بفتح الواو والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
واذار، وهي قرية من قرى أصبهان. والمشهور بالنسبة إليها:
558

أبو العلاء المحسن بن إبراهيم بن أحمد الواذاري. روى عنه أبو علي الحسن بن
عمر بن يونس الحافظ. وتوفي بعد الأربعمئة. أنشدنا أبو حفص عمر بن الشيرازي بمرو،
أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الحافظ، سمعت أبا علي بن يونس، سمعت
أبا العلاء الواذاري يقول: قال أبو القاسم بن عباد في " المعجم الكبير " للطبراني: يصف
شعرا:
قد وجدنا في معجم الطبراني * ما فقدنا في سائر البلدان
بأسانيد ليس فيها سناد * ومتون رفعن كل مبان
وأبو علي أحمد بن مصقلة بن جبلة بن مصقلة بن مسلم بن عبد الله بن المستورد التيمي
الواذاري، من أهل واذار أصبهان. كان ثقة، كثير الحديث، يروي عن العراقيين مثل علي بن
المنذر الطريقي. روى عنه عبد الله أحمد بن إبراهيم المؤدب المديني، ومات في جمادى
الآخرة سنة ثمان وثلاثمئة.
وابن عمه أبو علي الحسن بن جهم بن جبلة بن مصقلة التيمي الواذاري. كان يسكن
قرية واذار يروي عن إسماعيل بن عمرو، وعبد الله بن عمران، وروى عن الحسين بن
الفرج كتاب المغازي عن الواقدي. روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن مهزم. ومحمد بن
أحمد بن يعقوب وغيرهما. وتوفي بعد التسعين ومئتين.
ومحمد بن جعفر المعبر الواذاري، ثقة صدوق. كان يروي التفسير عن سلمة بن
شبيب. روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم.
وأبو علي أحمد بن محمد بن مصقلة الواذاري. يروي عن أحمد بن يحيى بن مالك
السوسي، والعباس بن أبي طالب روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
الواذناني: بفتح الواو والذال المعجمة بينهما الألف وبعدها الألف بين النونين. هذه
النسبة إلى وأذنان، وهي قرية من قرى أصبهان، منها:
أبو جعفر أحمد بن مالك بن بحر بن الأحنف بن قيس الواذناني، من أهل أصبهان.
روى عنه أبو إسحاق السرنجاني.
الوارثي: بفتح الواو وكسر الراء وفي آخرها الثاء المثلثة. هذه النسبة إلى الوارث، وهو
جد أبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الرحمن الرازي الوارثي، يعرف بابن الوارث. ذكره
أبو بكر الخطيب في " تاريخ بغداد " وقال: ابن الوارث قدم علينا في أيام عمر بن
559

مهدي، وحدث عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن ماسك الأرجاني. علقت عنه أحاديث.
الواري: بفتح الواو وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى وارة، وهو اسم أو لقب
لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو عبد الله محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله بن وارة
الرازي الواري، من أهل الري، المعروف بابن وارة. كان حافظا، متقنا، مكثرا، أمينا
صدوقا، فهما، غير أنه كان فيه تيه وتكبر وعجرفية. له رحلة إلى العراق والحجاز والشام.
سمع أبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعمرو بن عاصم
الكلابي، وأبا مسهر الدمشقي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا المغيرة الحمصي
ومحمد بن موسى بن أعين الجزري وغيرهم. روى عنه عبد الرحمن بن يوسف بن خراش،
ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة آخرهم محمد بن مخلد الدوري، وسمع منه جماعة
من القدماء والكبراء مثل أبي عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل
البخاري.
وقال سليمان الشاذكوني: جاءني محمد بن مسلم بن وارة، فقعد يتقعر في كلامه،
قال: قلت له: من أي بلد أنت؟ قال: من أهل الري، ثم قال لي: ألم يأتك خبري؟ ألم
تسمع بنبئي؟ أنا ذو الرحلتين. قال: قلت: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من الشعر
حكمة، وإن من البيان سحرا (1) قال: فقال: حدثني بعض أصحابنا. قال: قلت: من
أصحابك؟ قال: أبو نعيم وقبيصة. قال: قلت: يا غلام ائتني بالدرة قال: فأتاني الغلام
بالدرة. قال: فأمرته حتى ضربه الغلام خمسين. فقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن
تقول: حدثنا بعض غلماننا.
وجاء محمد بن مسلم بن وارة إلى أبي كريب الكوفي، وكان في ابن وارة بأو وتكبر،
فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري؟ ألم يأتك نبأي؟ أنا ذو الرحلتين، أنا محمد بن
مسلم بن وارة. فقال له أبو كريب: وارة، وما وارة، وما أدراك ما وارة؟! قم، فوالله

(1) قوله صلى الله عليه وسلم: " إن من الشعر حكمة " أخرجه البخاري 10 / 445، 446 في الأدب، وأبو داود برقم (5010) كلاهما
من حديث أبي بن كعب، وأخرجه الترمذي برقم (2844) في الأدب من حديث عبد الله بن مسعود، وقوله صلى الله عليه وسلم:
" إن من البيان سحرا " أخرجه أحمد في " المسند " 2 / 16 و 59 و 62 و 94، والترمذي برقم (2028) في البر
والصلة، كلاهما من حديث عبد الله بن عمر، وأخرجه من حديث بن ياسر مسلم برقم (869) في الجمعة،
والدارمي 1 / 365 وفيه " تسجيرا "، وأخرجه مالك في " الموطأ " برقم (1806) في الكلام، والبخاري 10 / 173
في النكاح و 202 في الطب، وأبو داود برقم (5007) في الأدب، كلهم من حديث عبد الله بن عمر أيضا بلفظ:
" إن من البيان لسحرا " أو " إن بعض البيان سحر ".
560

لا حدثتك، ولا حدثت قوما أنت فيهم. وكانت وفاته بالري في شهر رمضان سنة سبعين
ومئتين.
الوازذي: بفتح الواو وسكون الزاي بعد الألف وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة
إلى ويزد، ويقال لها: وازذ أيضا. هذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند بشاوذار على أربعة
فراسخ منها: والمنتسب إليها: أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الوازذي يروي عن أبي حفص
عمر بن حفص الباهلي، وسعيد بن هاشم الكاغذي، وثوابة بن دهيم البصري، ومحمد بن
سهل بن حماد الجزري، وأبي شعيب الحراني. روى عنه بكر بن مسعود بن الحسن بن
الوراد الفرنكدي وغيره.
الوازعي: بفتح الواو وكسر الزاي بعد الألف وفي آخرها العين المهملة هذه النسبة
إلى الوازع، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو محمد بن نصر بن حميد بن الوازع البزاز
الوازعي، من أهل بغداد. حدث عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، ومحمد بن عبد الله
الرزي. روى عنه أبو الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني الحافظ.
وأبو داود محمد بن الحسن بن الوازع الجمال بالجيم الوازعي، نسب إلى جده.
من أهل مرو وقدم بغداد، وحدث بها عن أبي عاصم المروزي، عن النضر بن محمد السياري
وغيره. روى عنه محمد بن مخلد الدوري في جمعه حديث أبي حنيفة رحمه الله.
وأحمد بن يحيى بن وازع بن غالي بن كثير البلخي المعلم، المعروف بحمدان. من
أهل بلخ. يروي عن نصر بن الأصبغ. روى عنه إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي.
الواسطي: بكسر السين والطاء المهملتين. هذه النسبة إلى خمسة مواضع:
أولها: واسط العراق، ويقال لها: واسط القصب، بناها الحجاج بن يوسف أمير
العراق في سنة ثلاث وثمانين من الهجرة. وقيل لها: واسط، لأنها في وسط العراقين:
البصرة والكوفة، وهي واسطتها. خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن، وفيهم كثرة
وشهر. وصنف تاريخها أسلم بن سهل بحشل.
والثاني: منسوب إلى واسط الرقة. قال أبو علي محمد بن سعيد الحراني صاحب
تاريخ الرقة: والمشهور منها سعيد بن أبي سعيد الواسطي، واسم أبيه مسلم بن ثابت.
خراساني سكن واسط الرقة وكان شيخا صالحا. حدث أبوه مسلم عن شريك وغيره. قال
561

أبو علي: سمعت الميموني يقول: ذكروا ان الزهري لما قدم واسط الرقة عبر إليه سبعة من
أهل الرقة، وذكر قصة.
والثالث: واسط نوقان، وهي قرية على باب نوقان طوس يقال لها: واسط اليهود.
مضيت إلى هذه القرية، وسمعت بها من أبي بكر محمد بن الحسين الواعظ، يروي عن
أبي القاسم إسماعيل بن الحسين السنجبستي الفرائضي.
والرابع: منسوب إلى واسط مرزاباد، وهي قرية بالقرب من مطير اباذ. كان بها جماعة
من الفضلاء. أنشدنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بجامع أصبهان،
أنشدنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن علي
الواسطي واسط هذه القرية أنشدنا أبو النجم عيسى بن فاتك الواسطي من هذه القرية
لنفسه من قصيدة مدح بها بعض العمال بها:
وما على قدره شكرت له * لكن شكري له على قدري.
لان شكري السهى وأنغمه ال‍ * بدر وأين السهى من البدر
والخامس: إلى واسط، وهي قرية ببلخ، منها محمد بن الصديق الواسطي. يروي
عن سيف بن هلال الأعور البلخي. روى عنه علي بن الفضل بن طاهر البلخي. وحديثه في
تاريخ نيسابور " للحاكم أبي عبد الله الحافظ رحمه الله.
وأما أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد الواسطي، نزيل بيت المقدس، ظني أن أصله
من العراق، سكن بيت المقدس إما هو أو أبوه. سمع أبا العباس أحمد، وأبا طالب محمد
ابني عمر بن يونس المقدسيين. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي في معجم
شيوخه، وقال: كان عمر يخطب عند إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، ثم ترك ذلك، وكان
ابنه يخطب بعد ذلك، وكتب عنه ببيت المقدس من أصل أخيه أبي بكر بإفادة مشرف بن
رجاء. هكذا ذكر.
وأخوه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي. روى عنه عبد العزيز المقدسي.
الواشجردي: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها
الدال المهملة. هذه النسبة إلى واشجرد، وهي وراء نهر جيحون، وكان بها الثغر المتبرك به
الذي يعرف فضله الأدنى والأقصى، والخلق يقصدونه من الآفاق. وأسعارها أرخص أسعار،
وبها الرباطات المشهورة، والآثار العجيبة، والحروب التي كانت بها في ابتداء الاسلام
معروفة مسطورة في الكتب.
562

الواشحي: بكسر الشين المعجمة والحاء المهملة. هذ النسبة إلى بني واشح، وهم
بطن من الأزد، نزلت البصرة. قال أبو بكر بن دريد الأزدي: واشتقاق الواشح من توشح
الرجل بثوبه أو بسيفه إذا اتخذه وشاحا. والمشهور بهذه النسبة:
أبو أيوب سليمان بن حرب بن بجيل الواشحي الأزدي، من أهل البصرة، كان على
قضاء مكة مدة من قبل المأمون. يروي عن شعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، وحماد بن
زيد، ومبارك بن فضالة، وسعيد بن زيد بن درهم. روى عنه أبو الوليد الأزرقي، ومحمد بن
إسماعيل البخاري، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان
وغيرهم. وكان مولده سنة أربعين ومئة في صفر، ومات سنة أربع وعشرين ومئتين. ذكره
أبو حاتم الرازي فقال: سليمان بن حرب إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم في
الرجال، وفي الفقه، وليس بدون عفان، ولعله أكبر منه، وقد ظهر من حديثه نحو من عشرة
آلاف حديث، ما رأيت في يده كتابا قط، وهو أحب إلي من أبي سلمة التبوذكي في حماد بن
سلمة وفي كل شئ. ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد، فحزروا من حضر
مجلسه أربعين ألف رجل، وكان مجلسه عند قصر المأمون، فبني له شبه منبر، فصعد
سليمان، وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد، والمأمون فوق قصره قد فتح باب
القصر، وقد أرسل ستر شف، وهو خلفه يكتب ما يملي، فسئل أول شئ حديث حوشب بن
عقيل، ولعله قد قال: حدثنا حوشب بن عقيل أكثر من عشر مرات، وهم يقولون:
لا نسمع، فقام مستمل ومستمليان وثلاثة كل يليه كل ذلك يقولون: لا نسمع. حتى قالوا:
ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي، فذهب جماعة فأحضروه، فلما حضر قال: من
ذكرت؟ فإذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا، وقعد المستملون كلهم، واستملى هارون،
وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه، فقمنا من مجلسه، فأتينا عفان، فقال:
ما حدثكم أبو أيوب؟ وإذا هو يعظمه. وقيل: جاء رجل إلى سليمان بن حرب فقال: إن
مولاك فلانا مات، وخلف قيمة عشرين ألف درهم. قال: فلان أقرب إليه مني، المال لذاك
دوني. قال: وهو يومئذ محتاج إلى درهم.
الواصلي: بفتح الواو وكسر الصاد المهملة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى واصل،
وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم علي بن أحمد بن
واصل المستملي الواصلي الزوزني، من أهل زوزن، جال في بلاد خراسان، وخرج إلى
ما وراء النهر، وكان رفيق الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع، وسمع معه
عن جماعة، وروى عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن أحمد بن
563

نومرد الدامغاني وغيرهما. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي بزوزن في المحرم
من سنة ست وسبعين وثلاثمئة.
وأبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء بن
واصل الواصلي الرازي الصوفي، نسب إلى جده الأعلى. جده أبو حاتم محمد بن
عبد الوهاب التاجر. كان من أهل سجستان، سكن الري، وولد أبو سعيد بها، وقدم
خراسان على كبر السن، وخرج إلى ما وراء النهر، وحدث بتلك البلاد، وانتشرت رواياته.
سمع أبا عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس الرازي، وكان آخر من روى عنه،
ويوسف بن عاصم، وجعفر بن محمد بن مخلد القاشاني، ومحمد بن شكر الجوهري،
وإسحاق بن إبراهيم البستي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي وغيرهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الله غنجار الوراق،
وأبو سعد الإدريسي، وأبو العباس المستغفري، وآخر من روى عنه أبو سعد الخيرروذي،
وكانت ولادته بالري في رجب سنة سبع وثمانين ومئتين، وتوفي ببخارى في ربيع الأول سنة
اثنتين وثمانين وثلاثمئة.
والواصلية: فرقة من المعتزلة، وهم أصحاب واصل بن عطاء الغزال بالمغرب، وهم
شرذمة قليلة، منهم في بلد إدريس بن عبد الله الحسني الذي خرج بالمغرب في أيام
أبي جعفر المنصور يقال لهم الواصلية، واعتزالهم يدور على ثلاثة أشياء، وهي: القول
بالقدر، ونفي الصفات الأزلية، وبالمنزلة بين المنزلتين في أصحاب الكبائر. وزعيمهم
واصل ابن عطاء كان من منتابي مجلس الحسن البصري بالبصرة، فلما ظهر الخلاف بين
الجماعة وبين مرتكبي الكبائر من المسلمين، فقالت الخوارج بتفكيرهم، وقالت الجماعة
بأنهم مؤمنون. خرج واصل عن قول الفريقين، فزعم أن الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن
ولا كافر، وفسقه منزلة بين المنزلتين الايمان والكفر، فطرده الحسن عن مجلسه، فاعتزل
عنه.
الواضحي: بفتح الواو بعدها الألف وبعدهما الضاد المكسورة وفي آخرها الحاء
المهملة. هذه النسبة إلى واضح، وهو اسم لجد أبي عمر عامر بن أسيد بن واضح
الواضحي، من أهل أصبهان. إمام مسجد أيوب بن زياد. حدث عن سفيان بن عيينة،
ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن
الجراح. روى عنه محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأحمد بن محمود بن صبيح وغيرهما.
564

الواعظ: بفتح الواو وكسر العين المهملة وفي آخرها الظاء المعجمة. هذا اسم لمن
يعظ ويذكر، وفيهم كثرة، منهم:
أبو القاسم بكر بن شاذان بن بكر المقرئ الواعظ. سمع جعفر بن محمد بن محمد
الخلدي، وعبد الباقي بن قانع، وأبا بكر الشافعي، وقرأ القرآن على أبي بكر بن علون،
وأبي الحسن بن أبي عمر النقاش، وزيد بن أبي بلال وغيرهم. وكان عبدا صالحا، ثقة،
أمينا، كثير التهجد. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن
علي الأزجي.
وجرى بين بكر بن شاذان وأبي الفضل التميمي شئ، فبدرت من أبي الفضل كلمة
ثقلت على بكر، وانصرفا، ثم ندم التميمي، فقصد أبا بكر بن يوسف وقال له: قد كلمت
بكرا بشئ جفا عليه، وندمت عليه، وندمت على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه، فقال
له ابن يوسف يخرج لصلاة العصر، فخرج بكر، وجاء إلى ابن يوسف والتميمي عنده، فقال
له التميمي: أسألك أن تجعلني في حل، فقال بكر: سبحان الله! والله ما فارقتك حتى
أحللتك، وانصرف، فقال التيمي: قال لي والدي عبد الواحد: احذر أن تخاصم من إذا
نمت كان منتبها. قيل: وكان لبكر ورد من الليل لا يخل به. وكانت ولادته في سنة اثنتين
وعشرين وثلاثمئة، ومات في شوال سنة خمس وأربعمئة، ودفن باب حرب.
وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد بن جعفر العقيلي الواعظ وكان حسن الكلام في الوعظ
ومقدما، كان في صحبة الصالحين، رأى أبا العباس السراج، وسمع بعده بنيسابور، وسمع
بالري أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، وببغداد الحسين بن إسماعيل القاضي، فإنه حج
سنة إحدى وعشرين وثلاثمئة، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في جمادي
الأولى سنة اثنتين وسبعين وثلاثمئة وهو ابن سبعين سنة، ودفن بشاهنبر.
الواعظي: بفتح الواو والعين المهملة المسكورة وفي آخرها الظاء المعجمة هذه النسبة
إلى واعظ في أجداد المنتسب إليه. والمشهور بهذه النسبة أبو الفضل محمد بن أحمد بن
محمد بن خلف الواعظي البخاري، له رحلة إلى العراق. يروي عن محمد بن الحسن بن
علي الأزركياني، ومحمد بن علي بن الحسين الجباخاني، وأبي بكر أحمد بن سليمان
العباداني، وأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي وغيرهم. روى عنه غنجار الحافظ،
وتوفي سنة ثلاث وثماني وثلاثمئة.
الوافدي: بفتح الواو وكسر الفاء بينهما الألف وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة
565

إلى الوافد، وهو حبان بن مازن بن الغضوبة الطائي الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1). وكتبت
ببخارى أن الامام أبا بكر محمد بن الفضل البخاري لما روى عن أبي جعفر محمد بن يحيى
البغدادي قال: الواقدي. فذكرته ها هنا ليعرف ولكي لا يشتبه مع الواقدي بالقاف وهو
أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب بن محمد بن علي بن حبان بن مازن بن
الغضوبة الطائي الموصلي. انتسب إلى مازن، وهو الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومحمد بن يحيى هذا قدم بغداد، وحدث بها عن جد أبيه علي بن حرب، وعن جده عمر بن
علي، وأحمد بن إسحاق الخشاب الموصلي. وسمع منه الجم الغفير من أهل بغداد
والغرباء، وروى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز، وأبو الحسين
محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبو بكر محمد بن الفضل البخاري. وعمر بن
أحمد بن أبي عمرو العكبري محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز، وأبو الحسين
محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبو بكر محمد بن الفضل البخاري. وعمر بن
أحمد بن أبي عمرو العكبري وغيرهم. وأملى بجامع المنصور. أثنى عليه أبو بكر
البرقاني وحسن أمره. هكذا ذكره أبو بكر الخطيب عنه، وذكر عن أبي الحسن محمد بن
العباس بن الفرات أن محمد بن يحيى بن عمر لم يكن بالمحمود الامر في الرواية. وقيل: إنه
ولد في سنة ثلاث وخمسين ومئتين في صفر، وتوفي في أول شهر رمضان سنة أربعين وثلاثمئة
ببغداد، ودفن عند قبر معروف. وحكى أبو بكر الخطيب عن أبي حازم العبدويي الحافظ
وذكر محمد بن يحيى بن عمر فقال: لا أعلمه إلا ثقة، ولا أعرف أحدا تكلم فيه. قال: وهو
آخر من حدث عن علي بن حرب. قال الخطيب: وهذا القول الأخير وهم من أبي حازم، قد
حدث بعده عن علي بن حرب أحمد بن سليمان العباداني، وأحمد بن إبراهيم الامام
البلدي.
الواقدي: بفتح الواو وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى واقد،
وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي المديني،
مولى أسلم سمع بن أبي ذئب، ومعمر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن عجلان،
وربيعة بن عثمان، وابن جريج، وأسامة بن زيد، وعبد الحميد بن جعفر، وعبد الحميد بن
جعفر، وسفيان الثوري، وجماعة كثيرة سوى هؤلاء. روى عنه كاتبه محمد بن سعد،
وأبو حسان الزيادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن عبيد بن ناصح، والحارث بن

(1) الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله هو مازن بن الفضوبة كما سيأتي بعد قليل. وانظر " أسد الغابة ": 5 / 6 - 7.
566

أبي أسامة وغيرهم. وهو من طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحد عرف
أخبار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار
النبي صلى الله عليه وسلم والاحداث التي كانت في وقته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكتب الفقه واختلاف الناس في
الحديث وغير ذلك. وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء، وولي القضاء بالجانب الشرقي
منها، وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومئة، ووفاته في ذي الحجة سنة سبع ومئتين. وقيل: إنه لما
انتقل من بغداد من الجانب الشرقي إلى الغربي حمل كتبه على عشرين ومئة وقر، وقيل: كان
له ستمئة قمطر من الكتب: وقيل: إن حفظه كان أكثر من كتبه. وقد تكلموا فيه.
وابنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر بن واقد الواقدي. حدث عن أبيه بكتاب
التاريخ وغيره، وحدث أيضا عن موسى بن داود. روى عنه عباس بن عبد الله الترفقي،
وإسماعيل بن إسحاق المعمري وغيرهما.
وأبو الحسين واقد بن أبي شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد الواقدي الدقاق.
حدث عن أبيه، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي. روى
عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين وغيرهما.
الواقفي: بفتح الواو وكسر القاف والفاء بعده. هذه النسبة إلى بطن في الأوس من
الأنصار، يقال لهم بنو واقف. منهم هلال بن أمية بن واقف بن امرئ القيس بن مالك بن
الأوس الأنصاري الواقفي. من أهل بدر وممن شهدها، وهو أحد الثلاثة الذي تيب عليهم.
قال الله تعالى: " وعلى الثلاثة الذين خلفوا ".
وهرمي بن عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن جدعة بن كعب بن سالم وهو واقف الواقفي.
شهد الخندق والمشاهد إلا تبوكا، وهو أحد البكائين الذين قال الله تعالى فيهم: " تولوا
وأعينهم تفيض من الدمع " روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الوائلي. وقيل فيه:
هرمي بن عتبة، وقد روى خزيمة بن ثابت.
وأبو سهل محمد بن عمرو بن عبيد بن حنظلة بن رافع الواقفي الأنصاري، من أهل
البصرة. يروي عن الحسن والبصريين مثل ابن سيرين، وأيوب السختياني. روى عنه أهل
البصرة، وهو ممن يتفرد بالمناكير عن المشاهير، يعتبر حديثه من غير احتجاج به. روى عنه
عبد الله بن المبارك، وعبيد الله بن موسى، وزيد بن الحباب، وشريح بن النعمان،
وعلي بن الجعد، وكامل بن طلحة الجحدري، وبشر بن الوليد القاضي.
567

روى عن الحسن أوابد. وضعفه يحيى بن معين وغيره. وكان ينزل بالبصرة وعبادان.
قال يحيى بن سعيد: أبو سهل الواقفي روى عن الحسن أوابد.
الوالبي: بفتح الواو وكسر اللام والباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى والبة، وهي
حي من بني أسد، منهم:
أبو محمد ويقال: أبو عبد الله سعيد بن جبير الوالبي، كوفي مولى والبة حي من
بني أسد كان أحد أئمة التابعين، راوية ابن عباس. قتله الحجاج صبرا بواسط سنة أربع
وتسعين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.
ومنهم أبو يزيد وقاء بن إياس الوالبي، بالقاف وكسر الواو، وليس في الأسامي وقاء
سواه. يروي عن علي بن ربيعة الوالبي، والمختار بن فلفل، وسعيد بن جبير وغيرهم. روى
عنه ابن المبارك، وأبو معاوية الضرير، وسفيان الثوري، ويزيد بن هارون، وابنه إياس بن
وقاء. وكان يحيى بن سعيد يقول: ما كان وقاء بن إياس بالذي يعتمد عليه:
وأبو أنس قريش بن أنس الأنصاري الوالبي، مولى بني والبة، من أهل البصرة. يروي
عن ابن عون والبصريين. روى عنه العراقيون. مات سنة تسع ومئتين، وكان شيخا صدوقا،
إلا أنه اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدي ما يحدث به، وبقي ست سنين في اختلاطه،
فظهر في روايته أشياء مناكير، لا يشبه حديثه حديث القديم، (1) فلما ظهر ذلك من غير أن
يتميز مستقيم حديثه من غيره لم يجز الاحتجاج به فيما انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو المعتبر
بأخباره تلك. روى عنه محمد بن بشار المعروف ببندار البصري.
وبشر بن أبي خازم الشاعر الأسدي الوالبي، من بني والبة، جاهلي. وأبو خازم اسمه
عمرو بن عوف، سماه ابن الكلبي.
وجبلة بن سليمان ويقال: ابن أبي سليمان الوالبي، إمام مسجد سعيد بن جبير.
روى عن سعيد بن أبي عروبة. روى عنه علي بن مسهر، ومروان بن معاوية، ومحمد بن
مصعب، وعبد الرحمن بن هانئ، وأبو نعيم النخعي، وأحمد بن يونس، وخلاد بن
يحيى.
وأبو نصر محمد بن قيس الكوفي الوالبي من بني والبة من أنفسهم. يروي

(1) في " المجروحين ": 2 / 220، و " ميزان الاعتدال ": 3 / 389: فظهر في روايته أشياء مناكير لا تشبه حديثه القديم.
568

عن الشعبي، وعلي بن ربيعة، وأبي الضحى، ومحارب، وبشير بن يسار. روى عنه
وكيع، وأبو نعيم، وحفص بن غياث. وسئل أحمد بن حنبل عن محمد بن قيس فقال: ثقة
لا يشك فيه. صاحب ابن عمر، وهو أوثق من ذلك. روى عنه أبن عيينة، ووكيع أروى
الناس عنه (1).
الواهكاني: هذه النسبة إلى قرية واهكان، وظني أنها من قرى مرو لان المنتسب بهذه
النسبة مروزي، وما سمعت اسم هذه القرية، ولعلها خربت أو صارت باسم آخر، وهو
عمرو بن حفص الواهكاني، من المحدثين. روى عن علي بن خشرم. روى عنه أبو سهل
محمد بن العباس الكرابيسي.
الوائلي: بفتح الواو وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها لام. هذه النسبة إلى
عدة من القبائل، منهم وائل بن حجر، والمشهور بها محمد بن حجر الوائلي، من ولد
وائل بن حجر.
ووائلة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن بلي من قضاعة، من ولده
نعمان بن عصر، ويقال: عصر بن عبيد بن وائلة بن حارثة بن ضبيعة الوائلي، شهد بدرا
وأحدا والخندق، وقتل يوم اليمامة.
ومن مضر وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من ولده حبيب بن مسلمة بن
مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة الوائلي، من الصحابة، كان يقال له: حبيب الروم
لكثرة دخوله إليهم، قاله مصعب.
ومن ولده أبو أنيس الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة
الوائلي.
قال ابن حبيب: وفي هوازن وائلة بن مازن بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
كان منهم عامر بن خلف الوائلي الذي قتل بشر بن أبي حازم، وله يقول:

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى والبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد، فمنهم سفيان بن عوف بن
المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة الأزدي ثم الغامدي ثم الوالبي، صاحب الصوائف أيام معاوية.
وعماه يزيد والحكم ابنا المغفل قتلا يوم النخيلة بالعراق ".
569

وإن الوائلي أصاب قلبي * بسهم لم يكن يكسى لغابا (1)
ومن ولده أبو عدي الحارث بن عبد نهم بن عباد بن زيد بن وائلة بن مازن الوائلي،
وابنته أم عبد الله واقدة كانت عند هاشم بن عبد مناف بن قصي، فولدت له خالدة.
وفي إياد بن نزار وائلة بن الطمثان بن عوذ مناة.
وفي غطفان وائلة بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
ووائلة بن ظرب بن عدوان أخو عامر بن ظرب حكم العرب.
ووائلة بن مازن بن صعصعة بن معاوية. قال ذلك الزبير بن بكار في " النسب ".
وفي الأزد وائلة بن الدول بن سعد مناة بن عمرو وهو عامر بن كعب من الأزد.
وعبيد الله بن عبد الله بن الحصين الأنصاري الخطمي الوائلي. يروي عن هرمي بن
عبد الله عن خزيمة (2) بن ثابت روى عنه ابن إسحاق، والوليد بن كثير، وابن الهاد،
وعبد الله بن علي بن السائب.
ومعروف بن سليط الوائلي من وائل بن مالك بن جذام. يروي عن سالم بن عبد الله بن
عمر. روى عنه جعفر بن ربيعة. قاله أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ".
وأبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد بن محمد بن حاتم بن علوية بن سهل بن
عيسى بن طلحة الوائلي السجزي، من قرية بسجستان على ثلاثة فراسخ، يقال لها وائل.
كان أحد الحفاظ، رحل إلى مصر، وكان قد جال في أطراف خراسان، وأدرك الشيوخ،
وسكن مكة. قال ابن ماكولا: أبو نصر الوائلي السجزي، كان أحد الحفاظ المتقنين، سمع
بخراسان ومكة ومصر والبصرة والعراق الكثير، وجاور بمكة حتى مات رحمه الله.
قلت وكان صاحب التصانيف والتاريخ، سمع بسجستان أبا سليمان محمد بن محمد بن
داود الأصم، أبا عمر محمد بن إسماعيل العنبري، وأبا زهير مسعود بن محمد بن محمد بن
الحسين اللغوي، وأباه سعيد بن حاتم بن أحمد، وبنيسابور الحاكم أبا عبد الله محمد بن

(1) البيت في " اللسان ": مادة لغب وروايته فيه.
وإن الوائلي أصاب قلبي * بسهم ريش لم يكس اللغابا
(2) وفي " اللباب ": يروي عن حرمي بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت.
570

عبد الله الحافظ، وأبا يعلي حمزة بن عبد العزيز المهلبي، وبمكة أبا الحسن أحمد بن
إبراهيم بن فراس العبقسي وطبقتهم. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد
النخشبي، وأبو الفضل جعفر بن يحيى الحكاك الحافظان، وذكره عبد العزيز في معجم
شيوخه، وقال: أبو نصر الوائلي كان من بكر بن وائل السجستاني العالم الحافظ، شيخ متقن
ثقة ثبت من أهل السنة. وكان أبوه فقيها على مذهب الكوفيين وجماعة بسجستان، ورحل إلى
غزنة قبل الأربعمئة، ودخل نيسابور، ورحل إلى مكة حاجا سنة أربع وأربعمئة فسمع من
أبي الحسن بن فراس بها، وأقام عليه، وسمع منه إلى أن مات في صفر سنة خمس
وأربعمئة. ودخل بغداد فسمع من جماعة ثم دخل الشام ومصر، حسن المعرفة بالحديث،
حسين السيرة. مات بعد الأربعين وأربعمئة (1).

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الوائلي) نسبة إلى وائل بن مروان بن جعفي، منهم جابر بن يزيد بن
الحارث بن زيد بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل، الفقيه الوائلي، كان من غلاة الشيعة ".
571

باب الواو والباء (الموحدة)
الوبري: بفتح الواو والباء الموحدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الوبر والصوف،
وهذا المنتسب كان ثعالبيا يعمل الفراء. والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد بن عبد الخالق الثعالبي الوبري، من أهل
نيسابور، كان رحالا في الآفاق، مكثرا من الحديث، سمع بنيسابور محمد بن رافع
القشيري، وبمرو علي بن خشرم وبالري موسى بن نصر، وببغداد أحمد بن منصور
الرمادي، وبالبصرة عمر بن شبه النميري، وبالكوفة عمرو بن عبد الله الأودي، وبمكة
أبا عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، وبمصر يونس بن عبد الأعلى الصدفي،
وبحمص محمد بن عوف الحمصي وطبقتهم. روى عنه أبو حامد أحمد بن الشرقي الحافظ،
وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، وأبو بكر
أحمد بن إسحاق الصبغي. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: قرأت بخط أبي عمرو
المستملي: أبو بكر الثعالبي خليفتي في الاستملاء، يستملي على الشيوخ حتى أجئ أنا.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد الوبري النيسابوري. سمع يحيى بن عبدك القزويني.
روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ.
572

باب الواو والتاء (المثناة)
الوتار: بفتح الواو والتاء المشددة المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى عمل الوتر وفتله إن شاء الله. وهو أبو العز المبارك بن عمار بن هبار الوتار،
المعروف بالراجل، من أهل بغداد، يروي عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري. روى
لنا عنه أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي، وأبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري.
وأقدم منه أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان بن بكر بن ميمون
السلمي الغزال، المعروف بابن الوتار، من أهل بغداد. سمع أبا الحسين محمد بن المظفر
الحافظ، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار، وأبا المفضل محمد بن عبد الله بن
المطلب الشيباني، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي وغيرهم ذكره أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في " التاريخ " وقال: كتبت عنه، ولم يكن ممن
يعتمد عليه في الرواية، ولا أعلم سمع منه غيري، وكان يتشيع، وتوفي سنة تسع وعشرين
وأربعمئة ببغداد.
وأبو عبد الله محمد بن موسى بن إبراهيم الوتار الحارثي الإصطخري الحافظ، من أهل
فارس. رحل وكتب الكثير، وكانت له معرفة بعلم الحديث. سمع إسماعيل بن يحيى بن
بحر الأزدي، وأحمد بن يوسف الذارع، وإسحاق بن إبراهيم بن هارون، ويحيى بن
العباس بن أيوب التميمي: وعبد الله بن عبد الوهاب، ومات في شهر رمضان سنة إحدى
عشرة وثلاثمئة.
573

باب الواو والثاء
الوثابي: بفتح الواو والثاء المثلثة المشددة وفي آخرها الباء الموحدة. هذه النسبة إلى
وثاب، وهو اسم رجل، ولا أدري هل ينسب إلى وثاب والد يحيى بن وثاب مقرئ أهل
الكوفة، لان وثابا كان من أهل قاشان، فوقع إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فأقام معه
سنتين، ثم استأذنه في الرجوع إلى قاشان، فأذن له، فرحل من الحجاز مع ابنه يحيى بن
وثاب، فلما بلغ الكوفة قال لأبيه إني مؤثر خط العلم على خط المال، فأعطني الاذن في
المقام، فأذن له، وخرج وثاب إلى قاشان، وأقام يحيى بن وثاب بالكوفة، فصار إماما في
القراءة، ومات بها سنة ثلاث ومئة، وكان الأعمش يقول: كانوا يقرؤون على يحيى بن
وثاب، فلما مات أخذ قراءتي. وكان أبو عبد الرحمن السلمي يقول: يحيى بن وثاب أقرأ من
بال على التراب.
والمشهور بهذه النسبة الأديب الفاضل. أبو طاهر إسماعيل بن محمد بن
أحمد الوثابي، من أهل أصبهان، كان أحد فضلاء عصره، ممن لا يشق غباره في النظم
والنثر مع السرعة والجودة، وأذكر أني دخلت داره غير مرة فرأيته في حالة رثة وثياب بالية،
وكان قد ضعف بصره، فكتبت عنه الحديث، واستنشرته أقطاعا من الشعر، فمن جملة
بما أنشدني لنفسه:
أشاعوا وقالوا: وقفة ووداع * وزمت مطايا للرحيل سراع
فقلت: فراق لا أطيق احتماله * كفاني من البين المشت سماع
ولا يملك الكتمان قلب ملكته * وعند النوى سر الكتوم يذاع
سمع بأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة العبدي، وبنيسابور أبا بكر
محمد بن إسماعيل بن بتون التفليسي، وتوفي في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة، أو ثلاث وثلاثين، والله أعلم.
574

باب الواو والجيم
الوجيهي: بفتح الواو وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها
الهاء. هذه النسبة إلى الجد وهو وجيه. والمشهور بهذا الانتساب:
عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي. يروي عن الزهري والقاسم. روى عنه
ابن إسحاق. كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، فلما كثر روايته عن الثقات ما لا يشبه
حديث الاثبات خرج عن حد العدالة إلى الجرح، فاستحق الترك.
575

باب الواو والحاء (المهملة)
الوحاظي: بضم الواو وقيل: بكسرها وضبطه أبو المجد الصفار بالضم عن شيخنا
أبي الفضل بن ناصر، وكذا قال أبو علي الغساني بالضم وفتح الحاء المهملة وفي آخرها الظاء
المعجمة. هذه النسبة إلى وحاظة، وهو بطن من حمير. والمشهور بالانتساب إليها جماعة
منهم:
أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي. يروي عن سليمان بن بلال، وأبي شعبة
يونس بن عثمان المقرئ. روى عنه إسحاق ومحمد غير منسوبين. روى البخاري عنهما
عنه، وروى مسلم عن موسى بن قريش بن نافع عن أبي زكريا. وهو صدوق ثقة. وروى عنه
أحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن عوف، وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي ومحمد بن
مسلم. وثقه يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي.
وأبو يوسف عبد الله بن سالم الوحاظي الأشعري. يروي عن محمد بن زياد الألهاني.
روى له البخاري حديثا واحدا في المزرعة.
والحكم بن الوليد الوحاظي الحمصي الكلاعي. يروي عن عبد الله بن نمير،
وأبي فتيلة الكلاعي، وسليم بن عامر. روى عنه محمد بن شعيب، ويحيى بن صالح،
وعبد الله بن عبد الجبار. وسئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال: لا بأس به.
وأبو سعيد عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الوحاظي، من أهل الشام. يروي عن
نافع، ومجاهد، والشعبي، وعكرمة ومكحول، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. روى عنه
إبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وعمرو بن الحارث وحياة بن شريح، والعلاء بن
موسى الباهلي، وجماعة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والعراقيون. وكان ابن المبارك
يقول: لان أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس الشامي.
قلت: إنما قال رحمه الله ذلك لأنه كان يضع الحديث على الثقات. قال
أبو حاتم بن حبان: لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه يعني عبد القدوس الكلاعي. وروي
أن عبد الله بن المبارك يقول: اشتريت بعيرين فقدمت على عبد القدوس الشامي، فقال:
حدثنا مجاهد عن ابن عمر، قلت: إن أصحابنا يروون هذا الحديث عن عبد الله بن عباس.
576

فقال: ابن عباس لم يروي مجاهد عنه شيئا، وكان مجاهد مولى ابن عمر، فكان لا يروي إلا
عن ابن عمر. فقلت: إنا لله وفي سبيل الله على نفقتي ولغيري. ورأيت عبد الله تبسم.
وسئل أبو داود عن عبد القدوس الشامي، فقال: ليس بشئ، وابنه شر منه. روى عنه سفيان
الثوري. ومات عبد القدوس الوحاظي بالعراق عند أبي جعفر، وهو من أهل دمشق.
ووحاظة قرية باليمن منها أبو محمد خير بن يحيى بن عيسى بن إسماعيل بن ملامس
الوحاظي، من وحاظة، كان فقيها، سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد البزاز المكي،
صاحب أبي بكر الآجري، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
وحشي: بفتح الواو وسكون الحاء المهملة وكسر الشين المعجمة، هذه اللفظة لها
صورة النسبة، وهو اسم رجل يقال له: وحشي، مولى جبير بن مطعم القرشي، وهو قاتل
حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ثم أسلم وجاهد مع (1) النبي صلى الله عليه وسلم أهل الردة، ويقال:
إنه قتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة. وله روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدث عنه ابنه حرب.
ووحشي بن حرب بن وحشي، حدث عن أبيه. روى عنه محمد بن سليمان الحراني
الملقب ببومة.

(1) كذا الأصل ولا يستقيم، حيث أن الردة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانظر ترجمة وحشي بن حرب في " أسد الغابة ":
5 / 438 - 440.
577

باب الواو والخاء (المعجمة)
الوخشمالي: بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وضم الشين المعجمة وبعدها ميم
وألف لام. هذه النسبة إلى وخشمال، وهي قرية على فرسخين من بلخ، اجتزت بها يوم
دخولي بها. والمشهور بهذه النسبة:
أبو نصر محمد بن علي بن محمد الوخشمالي. يروي أمالي أبي القاسم يونس بن
طاهر بن خيو البلخي النضري عنه. روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الواعظ
البلخي وغيره. حدثنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي الامام إملاء بهراة، أخبرنا
أبو إسحاق الواعظ ببلخ، أخبرنا أبو نصر الوخشمالي، أخبرنا الإمام أبو القاسم النضري،
حدثنا أحمد بن عبد الله الحاكم، حدثنا محمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن الحسن الأزدي،
أخبرنا عبد الأول بن مرتد قال: لما جاء بغاء بأسرى من بني نمير كنت كثيرا ما أذهب إليهم
إذا أخرجوا من المخيس (1) ليستروحوا، فلا أعدم أن أسمع القول منهم، فسمعت شابا ذات
يوم من شبابهم يتغنى بصوت له شجي:
إذا جاءني منها الرسول بعتبها * خلوت ببيتي حيث كنت من الأرض
فأبكي لنفسي رحمة من جفائها * ويبكي من الهجران بعضي على بعضي
وإني لأهواها على سوء فعلها * وأقضي على قلبي لها بالذي تقضي
فحتى متى روح الهوى لا ينالني * وحتى متى أيام سخطك لا تمضي
قال: فعجبت من هذا الشعر الرقيق، فقلت: من يقول هذا؟ قال: مجنوننا (2)
وأبيك.
الوخشي: بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الشين المنقوطة. هذه النسبة
إلى وخش، وهي بليدة بنواحي بلخ من ختلان وهي كورة واسعة كثيرة الخير، طيبة الهواء،

(1) المخيس: سجن كان بالعراق. قال ابن سيده: والمخيس السجن لأنه يخيس المحبوسين وهو موضع التذليل وبه
سمي سجن الحجاج مخيسا. وقيل: هو سجن بالكوفة بناه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه. راجع
" اللسان " مادة (خيس).
(2) يعني مجنون ليلى، والأبيات في " ديوانه ": ص 176.
578

بها منازل الملوك. والمشهور بالنسبة إليها:
أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر الوخشي الحافظ سافر الكثير في
طلب الحديث إلى العراق والشام ومصر، وسمع بخراسان من أصحاب الأصم ونحوه، وسمع
ببغداد أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، وبالبصرة أبا الحسن علي بن القاسم
النجاد، وبدمشق أبا عبد الله تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وبمصر أبا محمد
عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وجماعة سواهم من طبقتهم. روى لي عنه الامام عمر بن
السرخسي بمرو، والقاضي عمر بن علي المحمودي ببلخ، وتوفي في سنة إحدى وسبعين
وأربعمئة ببلخ. وذكر أبو بكر الخطيب في " المؤتنف " قال: أبو علي الوخشي، سافر الكثير
في طلب الحديث إلى العراق والشام ومصر، وسمع بخراسان وعاد إلى بلده فأقام به، وكنت
علقت عنه أحاديث يسيرة ببغداد وبأصبهان.
579

باب الواو والدال (المعجمة)
الوداعي: بفتح الواو والدال المهملة وفي آخرها العين المهملة أيضا. هذه النسبة إلى
بني وداعة بن عمرو من بني جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
والمشهور بهذه النسبة الأجدع بن مالك بن أمية الوداعي، فارس شاعر، أدرك الاسلام،
وبقي إلى زمان عمر رضي الله عنه.
الوداني: بفتح الواو والدال المهملة المشددة بعدهما الألف وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى بئر ودان، وهو موضع بين الحرمين، منها الصعب بن جثامة بن قيس الليثي
الوداني. قال ابن أبي حاتم: هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم. كان ينزل بئر ودان في خلافة أبي بكر.
روى عنه عبد الله بن عباس، وشريح بن عبيد الحضرمي.
الودعاني: بفتح الواو وسكون الدال وفتح العين المهملتين وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى ودعان، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو الحاكم أبو نصر محمد بن علي بن
عبيد الله بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان الموصلي الودعاني، من أهل الموصل،
ولي بها الحكومة مدة، وكان فاضلا، ورواياته عن الثقات مستقيمة، سمع عمه أبا الفتح
أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن صالح الودعاني، والحسين بن محمد بن جعفر الصيرفي
وغيرهما. روى لي عنه أبو الفضل يحيى بن عطاف الموصلي بمكة، وأبو عبد الله الحسين بن
نصر بن خميس الجهني بالموصل، وأبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري
ببغداد، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبو بكر محمد بن محمود الجوهري
بنيسابور وغيرهم. وكانت ولادته سنة إحدى أو اثنتين وأربعمئة بالموصل، وتوفي في شهر
ربيع الأول سنة 494.
580

باب الواو والذال (المعجمة)
الوذاري: بفتح الواو والذال المعجمة وفي آخرها الراء وقيل: بكسر الواو ويقال:
ذاوذا، وهي قرية كبيرة، بها حصن وجامع ومنارة، على أربعة فراسخ من سمرقند، خرجت
إليها لزيارة أبي مزاحم والسماع من إبراهيم خطيبها الشيخ الصالح الكريم، فسألنا المقام
وبالغ فيه، فبتنا ليلة عنده، وكنا خرجنا إلى زيارة رباط خرتنك (1) الذي به قبر الإمام محمد بن
إسماعيل البخاري رحمه الله، فمضينا إليها. خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والمقدمين
منهم:
أبو مزاحم سباع بن النضر بن مسعدة بن بجير بن النضر بن حبيب بن عبد الله بن قطن بن
المنذر بن حذافة بن حبيب بن ثعلبة بن سعد بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن
بكر بن وائل بن قاسط البكري الوذاري. كان بنى بها الجامع، وكان من قواد سمرقند
وأجلائها ونبهائها وأفاضلها ووجوهها ورؤسائها، معروفا بالفضل والديانة والصيانة، له آثار
جميلة، وأوقاف جليلة على وجوه الخيرات، جالس علي بن عبد الله المديني، ويحيى بن
معين، وأخذ عنهما العلم. روى عنه أبو عيسى الترمذي، ومحمد بن إسحاق الحافظ
السمرقندي، والحسن بن علي بن نصر الطوسي، ومحمد بن المنذر الهروي الملقب بشكر
وغيرهم. رجع أبو مزاحم من العراق سنة ثلاث ومئتين، ومات في جمادى الأولى سنة تسع
وستين ومئتين. قلت زرت قبره في قبة بأسفل قرية وذار، وصلينا في المسجد بقربه.
وأبو الحسن علي بن عمر التقي بن كلثوم بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن
الوذاري. يروي عن سلمان بن الأحوص الدبوسي وأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة
الترمذي. روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن علي بن عمر الوذاري المؤدب، وأبو بكر أحمد بن
محمد بن شاهين الفارسي وغيرهما.
وأبو علي محمد بن جعفر بن عبد الله بن هناد بن ونيف الوذاري. كان حاكم وذار.
يروي عن أبي عمرو محمد بن حاتم بن عبد الرحمن الفقيه الوذاري. روى عنه أبو سعد

(1) خرتنك: من قرى سمرقند، على ثلاثة فراسخ منها. راجع رسم (الخرتنكي): 5 / 74، و " معجم البلدان ":
2 / 356.
581

الإدريسي الحافظ.
وأبو عمرو محمد بن حاتم بن عبد الرحمن الوذاري الفقيه. يروي عن محمد بن
حامد بن حميد الخرعوني. روى عنه محمد بن جعفر الحاكم أبو علي الوذاري.
وأبو بكر محمد بن سباع بن النضر بن مسعدة الوذاري، ابن أبي مزاحم. يروى عن
أبيه، والأمير نصر بن أحمد بن أسد، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وغيرهم. ومات
في شهر رمضان سنة تسعين ومئتين.
وأحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن صالح الوذاري، خطيب قرية وذار، كان
صالحا سديدا، سمع أبا حفص عمر بن منصور بن حبيب الحافظ وغيره. ذكره عمر النسفي
فقال: كان من جيراني، وكان يشهد مجلس إملائي، مات بسمرقند ليلة البراءة من سنة ثلاث
وخمسمئة، ودفن في مقبرة سنك ديزه ستان (1) عند المصلى الجديد.
وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الخطيب الوذاري، كان شيخا صالحا،
حسن السيرة، متوددا سخي النفس، سمع أبا القاسم عبيد الله بن عمر الكشاني، وأبا بكر
محمد بن أحمد بن محمد البلدي وغيرهما. كتبت عنه بسمرقند، ولقيته بقرية وذار، وبت
عنده ليلة، وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربعمئة.
الوذنكاباذي: بفتح الواو والذال المعجمة وسكون النون وفتح الكاف والباء المنقوطة
بواحدة المفتوحة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى وذنكاباذ، وهي
قرية من قرى أصبهان، والمنتسب إليها:
أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسين المعلم الوذنكاباذي، من أهل هذه
القرية، كان كثير السماع. توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وأربعمئة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن عمر الوذنكاباذي، سمع الحسن بن محمد بن عبد الله بن
حسنويه الأصبهاني. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وحدث عنه في
معجم شيوخه بحديث واحد.
وأبو العباس أحمد بن محمود بن صبيح بن سهل بن إبراهيم الثقفي الوذنكاباذي، ثقة.

(1) في نسخ: سند بن سنان، تصحيف. وسنكديزة ويقال فيها: سنجديزة محلة بسمرقند أنظر " معجم البلدان "
3 / 264 و 268.
582

يروي عن حجاج بن يوسف، وعبد الله بن عمر، ومشايخ أصبهان. روى عنه محمد بن
أحمد بن إبراهيم أظنه أبا أحمد العسال وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وتوفي
سنة عشر وثلاثمئة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر بن عيسى الضرير الوذنكاباذي من أهل أصبهان.
يروي عن أحمد بن محمد بن مصقلة الأصبهاني. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
الحافظ.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن الفرج الوذنكاباذي، من أهل أصبهان كان
ثقة، وهو خال أبي محمد بن حيان. يروي عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي،
وأبي عمر هلال بن العلاء الرقي، وأبيه محمود بن الفرج. روى عنه الحسن بن إسحاق بن
إبراهيم الأصبهاني، ومات سنة خمس وعشرين وثلاثمئة.
وجده الفرج بن عبد الله الوذنكاباذي. يروي عن عثمان بن سعيد. روى عنه ابنه
محمود بن الفرج.
وأبو بكر محمود بن الفرج الوذنكاباذي الشعراني، كان ترك بلده أصبهان، وسكن ثغر
طرسوس إلى أن مات. يروي عن عبد الجبار بن العلاء المكي، ومحمد بن يحيى بن
أبي عمر العدني، وبشر بن هلال الصواف، وأحمد بن عبدة. وهو جد أبي محمد بن حيان
من قبل أمه، وذكر أنه أملى عليه ثلاثة أحاديث. وذكر أبو محمد عنه قال: ذكر أنه رؤي في
المنام بعد موته، فقال: كنت من الابدال ولم أعلم. قال: وكان يقول في دعائه: اللهم
اقبضني في أي المواطن أحب إليك، فخرج إلى طرسوس، ومات بها في سنة أربع وثمانين
ومئتين. وحدث بالعراق. روى عنه أبو سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع وغيرهما.
الوذلاني: بكسر الواو وسكون الذال المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة
وذلان، وهي قرية من قرى أصبهان، خرج منها جماعة من المحدثين منهم:
أبو جعفر محمد بن عمر بن إبراهيم بن أحمد بن الفتاح الوذلاني الأصبهاني. سمع
أبا بكر أحمد بن الفضل المقرئ الباطرقاني وغيره. وتوفي يوم الأربعاء الثالث والعشرين من
شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسمئة.
583

باب الواو والراء
الورازاني: بفتح الواو والراء والزاي بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
وارزان، وهي قرية من قرى نسف منها:
أبو عبد الله نصوح بن واصل الورازاني النسفي، شيخ ثقة ورع عالم. سمع التفسير
الكبير من أبي حفص قتيبة بن أحمد البخاري، وكتبه بيده، وروى عنه بعضه، وسمع مغازي
الواقدي. روى عنه أحمد بن يعقوب النسفي، ومات في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمئة.
الوراق: بفتح الواو وتشديد الراء وفي آخرها القاف، هذا اسم لمن يكتب المصاحف
وكتب الحديث وغيرها، وقد يقال لمن يبيع الورق هو الكاغد ببغداد: الوراق أيضا.
والمشهور به:
أبو عبد الله أصبغ بن زيد الوراق الجهني، من أهل واسط. يروي عن القاسم بن
أبي أيوب. روى عنه يزيد بن هارون، كان يكتب المصاحف بواسط. مات سنة تسع
وخمسين ومئة، يخطئ كثيرا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن أيوب الوراق، من أهل بغداد، كان يورق الفضل بن
يحيى بن خالد بن برمك، وذكر أنه سمع معه من إبراهيم بن سعد مغازي محمد بن إسحاق،
فأنكر ذلك يحيى بن معين عليه، وأساء القول فيه، إلا أن الناس حملوا المغازي عنه،
حدث أيضا عن أبي بكر بن عياش، وكان أحمد بن حنبل جميل الرأي فيه، وسمع ابنه
عبد الله منه، وروى عنه حنبل بن إسحاق، وأبو بكر بن أبي خيثمة، ويعقوب بن شيبة،
وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن يحيى المروزي وغيرهم. وكان يحيى بن معين يقول عن
منصور الحبال صاحب المغازي: ما سمعها الفضل بن يحيى بن إبراهيم، وهو غير ثقة.
وقال عبد الخالق بن منصور: سمعت يحيى بن معين يقول: إن كان صاحب المغازي سمعها
من إبراهيم فقد سمعتها أنا من ابن إسحاق. ومات ببغداد في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين
ومئتين.
وأبو إسحاق إبراهيم بن مكتوم السلمي الوراق وراق المصاحف كان يسكن سر من
رأى. حدث عن أبي داود الطيالسي ووهب بن جرير، وعبد الله بن داود الخريبي، وعمرو بن
عاصم وغيرهم. روى عنه أحمد بن ملاعب، ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو روق أحمد بن
584

بكر الهزاني وغيرهم. وقال أبو جعفر الطحاوي: إبراهيم بن مكتوم بصري صار إلى بغداد،
فحدث هناك، وهو عند أهل الحديث معروف ثقة.
وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن بالويه بن بحر بن عبد الله بن إبراهيم بن الفرخان
الوراق الصوفي المفيد، عن أبي العباس الأصم وغيره. سمع أبا حامد بن الشرقي،
ومكي بن عبدان وأقرانهما، وكان يسمع إلى أن توفي سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث
وثلاثمئة. قاله الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وأبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن محمد بن زنبور بن عمرو بن تميم الوراق، من
أهل بغداد، كان فيه تساهل وضعف في الرواية. حدث عن أبي القاسم البغوي،
وأبي بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد الدربي. روى عنه دجى الأسود مولى الطائع لله،
وأبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الخلال، وأبو محمد بن هزار مرد الصريفيني الخطيب
وغيرهم، وآخر من روى عنه أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي. ذكره أبو بكر
الخطيب في " التاريخ " وقال: سألت الأزهري عنه، فقال: ضعف في روايته عن ابن منيع،
وذكر أن سماعه من الدربي صحيح. وقال العتيقي: فيه تساهل. وتوفي في صفر سنة ست
وتسعين وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الله بن الفضل بن جعر الوراق العاقولي، وهو وراق عبد الكريم بن
الهيثم، كان من أهل دير العاقول، نزل بغداد وحدث بها عن علي بن داود القنطري،
وأبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، الحسين بن محمد بن أبي معشر، وعبد الله بن
روح المدائني، ويحيى بن أبي طالب، وعبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي وغيرهم أحاديث
مستقيمة. روى عنه موسى بن عيسى بن عبد الله السراج، وأبو القاسم بن الثلاج، وأحمد بن
الفرج بن الحجاج. وتوفي بعد سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة. قال أبن الثلاج: ذكر أنه سمع
منه في هذه السنة.
وأبو القاسم عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب بن أبي حية الوراق، كان وراق
الجاحظ، من أهل بغداد، سمع إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن معاوية بن مالج،
ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويعقوب بن شيبة السدوسي وغيرهم. روى عنه أبو الحسن
الدارقطني وأبو عمر بن حيويه الخزار، وأبو حفص الكتابي، وأبو حفص بن شاهين. وكان
صدوقا في روايته، ويذهب إلى الوقف في القرآن (1). ومات في شعبان من سنة تسع عشرة

(1) الواقفية: هم الذين لا يقولون في القرآن مخلوق ولا غير مخلوق.
585

وثلاثمئة.
وأبو القاسم عيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي الوراق، وراق داود بن رشيد،
حدث عن داود بن رشيد، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن منيع وغيرهم. روى عنه
أبو القاسم بن النخاس المقرئ، ومحمد بن المظفر، وعبد الله بن موسى الهاشمي،
ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وعلي بن عمر السكري، وكان ثقة، ومات في شعبان سنة
عشرة وثلاثمئة.
وأبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السري الوراق البصري الحافظ، من أهل
البصرة، ورد بغداد وسكنها، وكان الناس يكتبون بإفادته، ويسمعون بانتخابه على الشيوخ.
وقدم بغداد قديما، وحدث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، والحسن بن المثنى،
وأبي عثمان بن أبي سويد، وزكريا الساجي، وبكر بن عبد الوهاب البصريين، وحامد بن
شعيب البلخي، وعبد الله الأهوازي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبي القاسم البغوي،
ومحمد بن الحسين الأشناني وغيرهم. روى عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد
الرزاز. وقد كان أبو الحسن الدارقطني يتتبع خطأ عمر الوراق البصري هذا فيما انتقاه على
أبي بكر الشافعي خاصة وعمل فيه رسالة إلى طاهر بن محمد الخاركي. قال أبو بكر الخطيب
الحافظ: ونظرت في الرسالة، فرأيت جميع ما ذكره أبو الحسن من الأوهام يلزم عمر غير
موضعين أو ثلاثة. وجمع أبو بكر الجعابي أوهام عمر فيما حدث به، ونظرت في ذلك،
فرأيت أكثرها قد حدث به عمر على الصواب بخلاف ما حكى عنه الجعابي. وكانت ولادة
عمر البصري سنة ثمانين ومئتين، ومات في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمئة.
ومحمود بن الحسن الوراق الشاعر، أكثر القول في الزهد والآداب والحكم. روى عنه
أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس بن مسروق وغيرهما. وقيل: إنه كان نخاسا يبيع الرقيق،
ومات في خلافة المعتصم، وقيل: إن المعتصم طلب جارية كانت لمحمود الوراق بسبعة
بآلاف دينار، فامتنع محمود من بيعها، فلما مات محمود اشتريت للمعتصم من ميراث محمود
بسبعمئة دينار، فلما دخلت إليه قال لها: كيف رأيت؟ تركتك حتى اشتريتك من سبعة آلاف
بسبعمئة؟ قالت: أجل، إذا كان الخليفة ينتظر بشهواته المواريث، فإن سبعين دينارا كثيرة
في ثمني فضلا عن سبعمئة، فأخجلته.
والفضل بن أحمد الرازي الوراق، وراق أبي زرعة الرازي، قدم أصبهان على
586

أبي الحسن بن محمد الداركي وكتب عنه، وكان كتب عن أبي حاتم وأبي زرعة الرازيين.
روى عنه عبد الله بن محمد هو أبو الشيخ الأصبهاني.
الوراميني: بفتح الواو والراء بعدهما الألف ثم الميم المكسورة بعدها الياء الساكنة آخر
الحروف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ورامين وهي قرية كبيرة من قرى الري تشبه البلاد.
خرج منها جماعة من أهل العلم، وكان في زماننا ثم رئيس متمول يعمر الحرمين وينفق الأموال
عليهما. وابنه الحسين الوراميني ممن كان يكثر الحج، ويرغب في الخير والصدقة، غير أنه
متشيع غال في ذلك.
والمشهور من هذه القرية عتاب بن محمد بن أحمد بن عتاب الوراميني الحافظ، من
أهل هذه القرية، كان ممن يفهم الحديث ويعرفه، وبالغ في طلبه، وجمع منه الكثير. سمع
أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وعلي بن مسلم، وأبا بكر أحمد بن
عبد الرحمن بن عبدان الشيرازي وغيرهم. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ
الحافظ. وكانت وفاته بعد سنة عشر وثلاثمئة
وأحمد بن محمد بن يوسف الوراميني. يروي عن سلمان بن أحمد الأعسر الرملي.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني.
الورتنيسي: بفتح الواو وسكون الراء وفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها وكسر
النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى
ورتنيس، وظني أنها من قرى حران لان أهل حران ينتسبون بهذه النسبة. والمشهور بالانتساب
إليها أبو الحسن أحمد بن يزيد بن إبراهيم الورتنيسي، يعد في الحرانيين. يروي عن زهير بن
معاوية، وفليح بن سليمان. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول هو ضعيف الحديث،
أدركته.
الورثاني: بفتح الواو والراء والثاء المثلثة بعدها الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى ورثان، وهي من قرى شيراز فيما أظن، ولعله من دربند ظنا، وإنما قيل له هذا الاسم
نسبة إلى بانيها ورثان بن أرميني بن لظي بن يونان من قدماء العجم. والمنتسب إليها:
أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني الصوفي، كان ممن رحل وكتب الكثير بالشام والعراق،
وكان رفيق أحمد بن منصور الشيرازي بالشام. ذكره أبو القاسم حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان
وأثنى عليه وقال: دخل جرجان في سنة خمس وستين وثلاثمئة في أيام الشيخ أبي بكر
587

الإسماعيلي، وسمع وحدث بجرجان بأخبار وأحاديث وحكايات. توفي بالحجاز سنة اثنتين
وسبعين وثلاثمئة.
وأبو نصر نعيم بن أحمد بن محمد بن العلاء الورثاني الجرجاني روى بجرجان في سنة
خمس وأربعين وثلاثمئة عن أبي بكر محمد بن حفصويه الفقيه.
وأبو بكر محمد بن خزيمة القاضي الورثاني، قاضي ورثان، هكذا ذكره أبو أحمد بن
علي بن لآل الامام في كتاب " المتحابين ". حدث عن أبي ذر محمد بن يوسف بن محمد.
روى عنه الإمام أبو بكر بن لآل.
الورثيني: بفتح الواو والراء بعدها الثاء المثلثة المكسورة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين
من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ورثين، وهي قرية من قرى نسف، منها:
أبو الحارث أسد بن حمدويه بن معبد بن خرس الورثيني النسفي، من أهل نسف، كان
مكثرا من الحديث، جماعا له، سمع الطفيل بن زيد التميمي والمثنى بن إبراهيم
الغوبديني، وأبا عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم
الدبري، وأبا العباس محمد بن يونس بن نحوسي الكديمي، وأبا الحسن علي بن عبد العزيز
البغدادي، وأبا علي بشر بن موسى بن صالح الأسدي، والحسن بن عبد الأعلى البوسي
الصنعاني، وعبيد الله بن محمد الكشوري وأبا يحيى بن أبي مسرة المكي، ومن دونهم من
علماء زمانه. وهو مصنف كتاب " البستان " وكتاب " العجائب " وأخبار الحسن والحسين
" والمقتل " وكتاب " مفاخرة أهل كس ونسف " وكان مليح الحديث، حسن التصنيف، متفننا
في فنون العلم، وكان من مفاخر بلدة نسف، وكانوا يذكرون عنه أنه قال: كتبت مئة ألف
ورقة، وجمعت مئة ألف درهم، وضربت مئة ألف لبنة، ويذكر من مناقبه أنه لم يخرج قط من
باب داره إلا والمحبرة والمقلمة والدفتر في ساق خفه. روى عنه أهل بلده والغرباء. ومات
في غرة رجب سنة خمس عشرة وثلاثمئة.
الورداني: بفتح الواو وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى وردان، وهو منسوب إلى بعض أجداد المنتسب إليه، واسم لقرية من قرى بخارى وهي
وردانة (1). والمشهور بهذه النسبة:

(1) ذكر ياقوت في " معجمه " قريتين إحداهم: ورذان بذال معجمة قرية من قرى بخارى. والثانية: ورذانة: من قرى
أصبهان.
588

محمد بن يوسف بن إبراهيم الورداني، كوفي، يروي عن محمد بن السكين بن
السرحال عن الخليل بن مرة. روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ
الكوفي.
وأبو أحمد إدريس بن عبد العزيز الورداني، من قرية وردانة وهي من قرى بخارى
يروي عن عيسى بن موسى غنجار، وأبي مقاتل حفص بن سلم وغيرهما. روى عنه ابنه
أبو عمرو همام بن إدريس بن عبد العزيز الورداني، وروى عن أبي عمرو هذا سهل بن
شاذويه.
وأبو القاسم هارون بن أحمد بن عيسى بن وردان البلخي الورداني أخو أبي يحيى بن
أحمد العسقلاني. حدث عن النضر بن شميل، ونزل بغداد وسكنها إلى حين وفاته. روى
عنه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار.
وأما فرات بن زيد بن وردان الورداني نسب إلى جده وردان، وهو كان عبدا لعبد الله بن
ربيعة الثقفي، أسلم وردان يوم الطائف. هكذا ذكره أبو حاتم الرازي فيما حكى عنه ابنه
أبو محمد عبد الرحمن في كتاب " الجرح والتعديل ".
الورذاني: بفتح الواو وسكون الراء وفتح الذال المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى قرية ببخارى يقال لها: ورذانة والمشهور بالانتساب إليها:
أبو سعد همام بن إدريس بن عبد العزيز الورذاني. حدث عن أبيه. روى عنه سهل بن
شاذويه الباهلي.
وأبو الحسن محمد بن الفتح بن نذير بن عمر بن سعيد الورذاني، من أهل بخارى.
حدث عن أسباط بن اليسع الباهلي، ويعقوب بن غرمل. روى عنه سهل بن عثمان السلمي
البخاري.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن يحيى بن الأشعث المحتسب الورذاني. يروي عن
أبي صفوان إسحاق بن أحمد، وسهل بن المتوكل. توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث
وثلاثين وثلاثمئة (1).

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: هكذا ذكر السمعاني هذه القرية في هذه الترجمة بالذال المعجمة، وذكرها
في التي قبلها بالدال المهملة وهما واحدة. والمنسوب ها هنا هو الذي في الترجمة المتقدمة. وليس هذا مما يخفي
على أمثالنا مع قلة المعرفة، فكيف يخفى على مثل أبي سعد! ولا أعلم لأي سبب فعله، وعادته في أمثال هذا يذكر
الترجمة ثم يقول: وقيل فيها كذا ".
589

الورزناني: بفتح الواو وسكون الراء وفتح الزاي والنون ونون أخرى بينهما الف. هذه
النسبة إلى ورزنان، وظني أنها من قرى بغداد، والمنتسب إليها:
أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الورزناني الكاتب. من أهل بغداد، وهو
ابن بنت إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي. حدث عن الحسين بن عمر بن أبي الأحوص
الكوفي. سمع منه وكتب عنه محمد بن أحمد بن هاشم، ومحمد بن أحمد بن الفتح
المنصوري.
الورسناني: بفتح الواو وسكون الراء والسين المهملة المكسورة والألف بين النونين.
هذه النسبة إلى ورسنان، وظني أنها قرية من قرى سمرقند، منها:
أبو أحمد بكر (1) بن محمد بن أحمد بن مالك بن جماع بن عبد الرحمن بن فرقد
السبخي الفقيه السمرقندي، يعرف بالورسناني. روى عن أبي عبيدة وأبي عبد الرحمن
ابني أبي الليث الفتح بن عبيد السمرقندي، والربيع بن حسان الكشي، وتوفي ببخارى سنة
إحدى وخمسين وثلاثمئة، وحمل تابوته إلى سمرقند.
الورسنيني: بفتح الواو والراء وسكون السين المهملة (2) وسكون الياء بين النونين
المكسورتين، هذه النسبة إلى ورسنين وهي محلة من محال سمرقند، ويقال لها ورسنان
أيضا. منها أبو أحمد بكر بن محمد بن أحمد بن مالك بن جماع بن عبد الله بن فرقد السبخي
الورسنيني، سكن هذه المحلة فنسب إليها، وكان فقيها جليلا مناظرا، من أصحاب الرأي،
كان له مجلس الاملاء وحلقة المناظرة بسمرقند. حدث عن أبيه والفتح بن عبيد الكرابيسي،
والعباس بن الفضل بن يحيى الندبي، وإبراهيم بن نصر بن عنبر السمرقنديين وغيرهم. مات
بسمرقند سنة اثنتين وخمسين وثلاثمئة. روى عنه ابنه محمد بن بكر (3).
وأبو يحيى أحمد بن زكريا الإسكاف الورسنيني. يروي عن لقمان بن محمد الخزاف
الورسنيني. روى عنه محمد بن أحمد بن إسحاق السمرقندي.

(1) في " اللباب ": أبو بكر أحمد..
(2) في " اللباب ": الورسنيني: بفتح الواو وسكون الراء والسين المهملة.. وفي " معجم البلدان ": الورسنيني:
بفتح الواو وسكون الراء وفتح السين..
(3) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: ورسنين التي في هذه الترجمة هي ورسنان التي تقدمت، وهذا أبو أحمد هو
المذكور في الترجمة قبلها، فلا أعلم لم أشك في الأولى وتيقن في الثانية أنها محلة من سمرقند ".
590

الورشي: بفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى
ورش (1)، وهو أحد القراء المعروفين. اشتهر بقراءة القرآن بحرفه:
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الأعلى بن القاسم المقرئ الورشي المغربي
الأندلسي. ذكره الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وقال: أبو عبد الله المغربي من
أهل الأندلس، ومن الصالحين المذكورين بالتقدم في علم القرآن، ويعرف بالعراق
بالورشي. سمع بمصر والشام والحجاز والعراقين والجبال وأصبهان الكثير بعد الخمسين،
ورد نيسابور بعد السبعين والثلاثمئة، ودخل بلاد خراسان، وتوفي بسجستان في شهر ربيع
الأول من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمئة بعد أن سكنها سبع سنين. قلت سمع بأصبهان
علي بن المرزبان الأصبهاني، وبكور الأهواز عبد الواحد بن خلف الجنديسابوري، وبفارس
أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي.
الورغجني: بفتح الواو والراء وسكون الغين المعجمة وفتح الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ورغجن وهي من قرى نسف فيما أظن، منها:
أسلم بن ميمون النحوي الأديب الورغجني، من ورغجن المسلمين، هكذا ذكر
أبو العباس المستغفري في تاريخ نسف وقال: كان صاحب العروض واللغة من القدماء.
وأبو علي الحسين بن الصديق بن الفتح بن الحجاج الورغنجي، شيخ صدوق ثقة،
سمع أبا عبد الله محمد بن عقيل البلخي، وأبا القاسم أحمد بن حم الصفار، وأبا الحسن
علي بن الحسن المؤدب وغيرهم. روى عنه جعفر بن محمد بن حمدان الفقيه التوبني،
وأبو طاهر محمد بن محمد بن إبراهيم القلانسي وجماعة. مات في سنة ست وستين
وثلاثمئة.
والفقيه سعيد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المكي الورغنجي النسفي، كان فقيها
فاضلا، تفقه على الامام يوسف بن محمد الحنفي النسفي، وكتب الحديث. روى عنه ابنه
علي بن سعيد الفقيه، وتوفي بورغجن سنة أربع وتسعين وأربعمئة.
الورغسري: بفتح الواو والراء وسكون الغين المعجمة وفتح السين المهملة وفي آخرها
الراء. هذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند على أربعة فراسخ منها، والمشهور بالانتساب

(1) هو عثمان بن سعيد.. القبطي الإفريقي، مولى آل الزبير، وورش: لقب. أنظر " طبقات القراء ":
1 / 502 - 503.
591

إليها أبو العباس إبراهيم بن موسى الهلالي الورغسري، أصله من مرو، سكن قرية ووغسر.
كان مستقيم الرواية. يروي عن العباس بن عبد الله الترقفي، وزياد بن أيوب الطوسي،
وعلي بن خشرم المروزي وغيرهم. روى عنه محمد بن جعفر الكبوذنجكثي، وعبد بن سهل
الزاهد، وأبو بكر المروزي الأعمش وغيرهم.
وأبو زكريا يحيى بن محمد بن صبيح الورغسري، الزاهد العابد وهو الذي تولى رباط
ورغسر بسمرقند على خمسة فراسخ منها، وإليه نسب بعد، وله بها آثار جميلة، وصومعة كان
يتعبد فيها يروي عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وغيره من الزهاد. روى عنه
عمر بن يعقوب الغاضري، وعصمة بن مسعود، وتميم بن عبد الله الكرابيسي السمرقنديون.
ومات في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومئتين، وقيل في شهر ربيع الآخر.
ويوسف الورغسري. كان مؤدبا، وكان أعمى. يروي عن سعد بن معاذ الفقيه
المروزي. روى عنه عبد الله بن محمد بن شاه السمرقندي.
الورقودي: بفتح الواو وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الدال المهملة. هذه
النسبة إلى ورقود، وظني أنها من قرى كرمينية. والمشهور بهذه النسبة أبو أحمد أحمد بن
محمد بن أحمد بن محفوظ الورقودي الكرميني. روى صحيح محمد بن إسماعيل البخاري
عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، وحدث بالكتاب بكرمينية عنه. روى عنه أبو نصر
أحمد بن أبي بكر بن أبي عبيد الخطيب الخديمنكني.
الوركاني: بفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلة وقرية.
أما الأولى فوركان محلة معروفة بأصبهان وبها سوق قائمة، اجتزت بها غير مرة. منها:
عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني، امرأة عالمة واعظة حسنة السيرة سمعت
أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ وغيره. روت لنا عنها أم الرضا ضوء بنت
حمد بن علي الحبال وغيرها من الرجال والنساء. توفيت سنة ستين وأربعمئة.
وذو النون المصري الوركاني، شيخ من أهل هذه المحلة. روى عن أبي نعيم
أحمد بن عبد الله الحافظ. روى عنه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ.
والثانية منسوبة إلى وركان، وهي قرية من قرى قاشان، بلدة عند قم، خرج منها
الأديب الفاضل أبو الحسين محمد بن الحسن بن الحسين الوركاني. كان أديبا شاعرا فاضلا،
سكن أصبهان، وكان له مجلس إملاء للحديث، وأكثر فضلاء أصبهان كانوا قرأوا عليه
الأدب.
592

وابناه أبو المعالي محمد، وأبو المحاسن مسعود، سمعت منهما. أما أبو المعالي: فإمام
فاضل مناظر فصيح مقدم. سمع أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي
وغيره سمعت منه شيئا من حديث المحاملي.
وأبو المحاسن مسعود سمعت منه من شعره شيئا بجامع أصبهان وأختهما أم الضياء
عاشوراء بنت الأديب الوركاني زوجة أستاذنا وشيخنا أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل
الحافظ، سمعت منها جزء لوين بروايتها عن أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة
الأبهري.
وأبو عمران محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم الوركاني، من أهل خراسان، كذا
قال الخطيب. سكن بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن سعد الزهري، وأيوب بن جابر
الحنفي، ومالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وأبي شهاب الحناط، وفضيل بن عياض.
روى عنه يحيى بن معين، وعباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن
أبي أسامة، وأحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن يوسف التركي، ومحمد بن عبدوس بن
كامل، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازي، وموسى بن إسحاق القاضي
وعبد الله بن محمد البغوي. ومات في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومئتين.
الوركي: بفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى وركة، وهي
قرية على فرسخين من بخارى على طريق نسف، بت بها ليلة منصرفي من نخشب إلى
بخارى. خرج منها جماعة من العلماء، منهم أبو بكر محمد بن بكر بن خلف بن مسلم بن
عباد الوركي المطوعي. كان شيخا صالحا من أهل وركة. حدث عن إسحاق بن أحمد بن
خلف أحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وأحمد بن محمد بن عمر المنكدري، وأبي نعيم
عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وغيرهم. روى عنه أبو العباس المستغفري،
ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثمانين وثلاثمئة.
وأبو بكر محمد بن حفص بن أسلم بن حاضر الوركي البخاري، من قرية وركة، رحل
إلى خراسان والعراق والحجاز، وسمع أبا الفضل يعقوب بن إسحاق العاصمي، وأبا علي
إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي وغيرهم. روى
عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، ومات ببخارى في شهر ربيع الأول سنة إحدى
وثمانين وثلاثمئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن يعربو الوركي. يروي عن أبي الليث نصر بن
593

الحسين، وحفص بن داود البخاريين. روى عنه أبو حفص عمر بن حفص بن أحلم.
وأبو الليث شاكر بن حمدويه بن قريش بن قيس الهمذاني الوركي. يروي عن يحيى بن
جعفر الأزدي، وعلي بن خشرم، ويحيى بن سهيل. روى عنه أبو حفص عمر بن حفص بن
أحلم وغيره.
وأبو سليمان داود بن الحسن بن الخضر الوركي. يروي عن أبي شهاب معمر بن محمد
العوفي، وإسحاق بن الهياج الجحدري، ومحمد بن الحسن صاحب الأمالي، وتوفي في
آخر يوم من ذي الحجة، ودفن أول يوم من المحرم سنة خمس وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري الوركي، فقيه إمام زاهد معمر عاش مئة
وثلاثين سنة، كتب الاملاء عن أبي ذر عمار بن محمد التميمي، وأبي إسحاق إبراهيم بن
محمد بن يزداد الرازي، وأبي محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد البخاري، وأبي محمد
عبد الله بن محمد المجدوني الأزدي، وأبي الحسن الحوري وغيرهم. وحتى روى الكثير،
ورحل إليه الناس من الأقطار ولم يكن في عصره من كان بين كتابته الاملاء وروايته مئة وعشر
سنين إلا هو. روى لنا عنه بسرخس أبو نصر محمد بن ناصر بن محمد العياضي، وبطوس
أبو المحامد محمود بن أبي القاسم المستملي، وببخارى أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي،
وأبو العطاء أحمد بن أبي بكر الأديب، وأبو طاهر محمد وأبو حفص عمر ابنا أبي بكر بن
عثمان السنجي، وكانت وفاته في سنة خمس وتسعين وأربعمئة، وقبره بقرية وركة وأعقب
الأولاد، وزرت قبرهم بوركة.
الورنجي: بفتح الواو والراء وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى ورنج،
وهي قرية من قرى جرجان، منها:
داود بن قتيبة الورنجي، يروي عن يوسف بن خالد السمتي، ومحمد بن فضيل
وغيرهما. روى عنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأحمد بن حفص وغيرهما. وكان داود بن
قتيبة من خيار عباد الله، هكذا قال أبو عمران بن هانئ.
الوريي: بفتح الواو والراء وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى
وره، وهي قرية كبيرة مثل بليدة بنواحي الطالقان. خرج منها جماعة من أهل العلم منهم
أبو المظفر إسماعيل بن عدي بن الفضل بن عبيد الله الأزهري الطالقاني الوريي. كان فقيها
فاضلا مفتيا، جال في أكناف خراسان وخرج إلى ما وراء النهر، وتفقه بها على البرهان
وغيره. سمع ببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، وأبا بكر محمد بن
594

عبد الرحمن بن أبي النصر الخطيب، وببخارى السيد أبا إبراهيم إسماعيل بن محمد بن
المحسن الحسني وأبا المعين ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد المكحولي النسفي
وغيرهم، كتب عنه جماعة من رفقائنا مثل أبي علي بن الوزير الدمشقي، وأبي الحجاج بن
فارو الأندلسي الحافظين. وكتب لي الإجازة بجميع مسموعاته حصلها لي أبو الحجاج.
وكانت وفاته فيما أظن في حدود سنة أربعين وخمسمئة.
595

باب الواو والزاي
الوزاغري: بفتح الواو والزاي والغين المعجمة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
وزاغر، وهي من قرى سمرقند، خرج منها أبو عثمان سعيد بن عثمان بن إبراهيم بن
محمد بن محمد بن تريون الوزاغري السمرقندي من هذه القرية، كان يبيع الكرابيس
بسمرقند، يري عن أبي حنيفة محمد بن إبراهيم الطالقاني وغيره. روى عنه أبو سعد
عبد الرحمن بن محمد الاستراباذي الحافظ، وقال: حدثني من أصول غير مرضية ولم يكن
من أهل الصنعة وليس بثقة، لا يعتمد على روايته، فإنه كان بمرة مجازفا، قال: كتبنا عنه
بسمرقند ومات سنة ست وثمانين وثلاثمئة في شوال.
الوزان: بفتح الواو والزاي المشددة، واشتهر بهذه النسبة جماعة يزنون الأشياء.
وأما أبو سليمان أيوب بن محمد بن فروخ بن زياد الوزان، من أهل الرقة، اشتهر
بالوزان لأنه كان يزن القطن. يروى عن سفيان بن عيينة. روى عنه أهل الجزيرة، منهم
أبو عروبة الحراني. مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومئتين.
وعبد العزيز بن زياد العمي الوزان، من أهل البصرة. يروي عن قتادة المقاطيع. روى
عنه البصريون.
وأبو الأشعث عبيد بن مهران الوزان، من أهل البصرة يروى عن الحسن. روى عنه
حرمي بن حفص.
وبيت الوزان بالري بيت العلم والفضل، أصلهم أبو سعد عبد الكريم بن أحمد الوزان
الرازي، كان بعض أجداده يزن الأشياء فنسب إليه، تفقه على الامام القفال بمرو وصار من
وجوه أصحابه، وأصله من ساوة، سكن الري وسمع الحديث من أبى الفضل الكاغذي،
وأبى بكر الحيري وغيرهما. روى لنا عنه زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور، وكانت وفاته في
سنة... (1).
وولده أبو عبد الله محمد بن أبي سعد الوزان الرازي، كان إماما مناظرا أصوليا، سمع
ببغداد أبا الحسن بن النقور، وبأصبهان المطهر بن عبد الواحد البزاني وغيرهما. لقيته بمرو

(1) بياض في الأصول.
596

غير مرة، ولم يتفق لي السماع منه. سمع منه أصحابنا وحضر يوما مناظرتنا، فسألته عن
مسألة الفاسق هل يكون وليا أم لا؟
وشيخنا أبو منصور محمد بن حمد بن عبد الله الوزان الكبرتي شيخ صالح بأصبهان،
سمع أبا مسلم بن مهريزد الأديب، وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني وغيرهما. سمعت منه
بأصبهان. ومات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة.
ومن القدماء أبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء الوزان الجرجاني.
يروي عن محمد بن حميد، وأبي الأشعث وأبي السائب سلم بن جنادة، وعلي بن مسلم
الطوسي وغيرهم. حدث عنه أبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي وغيرهما، مات في
شهر رمضان سنة سبع وثلاثمئة.
وأبو بكر محمد بن حامد بن أحمد بن حمدويه بن عبد الله بن الجراح الوزان البخاري.
حدث عن سهل بن المتوكل، وأبى محمد الهروي، ومحمد بن عبد الله السعدي وهارون بن
هشام الكسائي، وسهل بن بشر الكندي. ولد سنة أربع وستين ومئتين ومات سنة ثلاث
وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو يعقوب إسحاق بن صالح بن عطاء الواسطي المقرئ المعروف بالوزان، نزيل
سامرا. يروي عن ريحان بن سعيد، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وزيد بن الحباب،
ويزيد بن هارون وغيرهم. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه مع أبي، وهو
صدوق.
وأيوب بن محمد بن زياد بن فروخ الرقي الوزان، مولى بن عباس. روى عن أبي
إسحاق الغزاري، ومطرف بن مازن وعمر بن أيوب ومعمر بن سليمان، وضمرة، ومروان
الغزاري. روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي الامام.
الوزدولي: بفتح الواو وسكون الزاي وضم الدال المهملة بعدها واو أخرى وفي آخرها
اللام. هذه النسبة إلى وزدول، وظني أنها من قرى جرجان، منها:
أبو علي محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق القاضي الجرجاني المعروف
بالوزدولي. سكن بغداد وحدث بها عن عمران بن موسى بن مجاشع، وأبي عروبة
الحسين بن أبي معشر الحراني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم بن حماد بن إسحاق
القاضي وغيرهم. روى عنه أحمد بن علي البادا، وأبو سعد أحمد بن محمد الماليني،
وذكر بن البادا أنه سمع منه في سنة ثمان وستين وثلاثمئة.
597

ومن القدماء أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الوزدولي، من أهل جرجان. روى عن
المعتمر بن سليمان، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض وخالد بن نافع، وأبي معاوية
محمد بن حارم، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية وطبقتهم. روى عنه عبد الرحمن بن
عبد المؤمن وأحمد بن جعفر السعدي وغيرهما. قال أبو بكر جعفر بن محمد الحسن بن
المستعاض الغريابي: دخلت جرجان، فكتبت عن العصار والسباك وموسى بن السندي،
فقيل له: يا أبا بكر! وإبراهيم بن موسى الوزدولي؟ قال: نعم، كان يحدث هنا ولم أكتب
عنه لأني كنت لا أكتب عن أصحاب الرأي، وإبراهيم شيخ أصحاب الرأي. قال أبو أحمد بن
عدي: وله ابن يقال له: إسحاق، من أصحاب الحديث، صنف الكتب والسنن، مستقيم
الحديث، ثقة.
إسحاق بن إبراهيم بن موسى الوزدولي العصار الجرجاني، صنف المسند. روى عن
عبيد الله بن موسى، وآدم بن أبي إياس والحجاج والحماني. روى عنه عبد الرحمن بن
عبد المؤمن، وإبراهيم بن نومرد الجرجاني، ومات بنيسابور في السجن سنة تسع وخمسين
ومئتين.
وحفيده أبو عمرو محمد بن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى الوزدولي. يروي
عن الفضل بن محمد البيهقي وأحمد بن يوسف البجيري، روى عنه أبو بكر بن السباك،
ومات في صفر سنة تسع وخمسين وثلاثمئة وصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي.
وأبو الحسن علي بن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى الوزدولي. يروي عن
محمد بن أحمد بن يحيى بن شيرين الجرجاني. روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر
الإسماعيلي، وأبو عبد الله الجرجاني.
وابنه أبو علي محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الوزدولي من أهل
جرجان سكن العراق، وولي القضاء بالنهروان، وحدث بها وببغداد عن أحمد بن
عبد الكريم بن محمد الجرجاني، وتوفي ببغداد في سنة ست وستين وثلاثمئة.
الوزغنجي: بفتح الواو وسكون الزاي وفتح الغين المعجمة وسكون الجيم وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى وزغجن، وهي قرية من قرى من قرى ما وراء النهر، وظني أنها من نواحي
نسف، والمشهور بهذه النسبة:
أبو علي الحسن بن صديق الوزغني النسفي، يروي عن محمد بن عقيل،
وأحمد بن حم. قاله ابن ماكولا.
598

الوزير: بفتح الواو وكسر الزاي وسكون الياء وفي آخرها الراء. هذه اللفظة صارت لقبا
لمن يدير الملك ويصدر الملك عن رأيه، وأول من لقب بهذا الاسم أبو سلمة حفص بن
سليمان الخلال بالعراق، قيل له: وزير آل محمد ولما قتل فتكا قال بعض الشعراء فيه:
أن الوزير وزير آل محمد * أودى فمن يشناك كان وزيرا
ولم يكن لأحد من خلفاء بني أمية وزير، وأول من استوزر أبو سلمة الخلال. وهجا
إبراهيم بن عثمان الغزي بعض الوزراء، فقال فيما أنشدنا أبو الفتح مسعود بن محمد
المسعودي إملاء من حفظه، أنشدني الغزي لنفسه:
من آلة الدست لم يعط الوزير سوى * تحريك لحيته في حال إيماء
إن الوزير بلا وزر يشد به * مثل العروض له بحر بلا ماء
واشتهر جماعة من المحدثين بهذا الاسم إما لانهم استوزروا بعض الملوك أو في آبائهم
أحد. فمنهم أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، الوزير المعروف
بابن حنزابة البغدادي، أحد الحفاظ كان كثير السماع، حسن العقل، ذا رأي وشهامة وله
أنعام في حق أهل العلم، نزل مصر، وتقلد الوزارة لأميرها كافور، وكان أبوه وزير المقتدر
بالله، وبلغني أنه كان يذكر سماعه عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي مجلسا من
أماليه، ولم يكن عنده وكان يقول: من جاءني به أغنيته، وكان يملي الحديث بمصر،
وبسببه خرج أبو الحسن الدارقطني إلى مصر. وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ثمان
وثلاثمئة، وتوفي بمصر سنة تسعين وثلاثمئة وقيل: سنة إحدى وتسعين في شهر ربيع
الأول.
الوزير المشهور في الشرق والغرب صاحب المدارس والخيرات من المساجد والرباطات
أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الوزير المعروف بنظام الملك صارت
أيامه تاريخا للمكارم وأيام الخير سمع الحديث الكثير من أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن
القشيري، وأبي حامد أحمد بن الحسن الأزهري بنيسابور، وأبا مسلم محمد بن علي بن
مهريزد النحوي وأبا منصور شجاع بن علي المصقلي بأصبهان وطبقتهم. روى لنا عنه عمي
أبو محمد الحسن بن أبي المظفر السمعاني بمرو، وأبو القاسم علي بن طراد الزينبي ببغداد
وأبو القاسم إسماعيل بن نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي بدمشق وغيرهم. ولد
بنواحي الراذاكان في سنة ثمان وأربعمئة، وقتل بالسحنة في شهر رمضان سنة خمس وثمانين
وأربعمئة، وحمل إلى أصبهان ودفن بها وزرت قبره غير مرة في دار جنار.
ومن أولاده وأحفاده جماعة كثيرة من الوزراء منهم الوزير ابن الوزير أبو الفتح أحمد بن
599

بن علي نظام الملك، المعروف بخواجة أحمد. كان وزير السلطان محمود بن محمد بن
ملكشاه ثم صار وزير أمير المؤمنين المسترشد لأمر الله، ولقيته ببغداد، ولزم داره وما كان
يخرج منها. سمع بأصبهان أبا الفتح عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي وغيره. سمعت
منه مجلسا من أمالي أبي بكر بن مردويه الحافظ، وتوفي ببغداد في سنة.. (1) وثلاثين
وخمسمئة.
وصاحبنا أبو علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي، من أهل دمشق. كان حافظا
فاضلا وفقيها مبرزا، وكان والده أو جده استوزر لبعض الملوك بدمشق، وأصله خوارزمي.
سمع الكثير، ونسخ بخطه أدرك جماعة من الشيوخ ممن لم ندركهم ببغداد وأصبهان،
وسمعت منه شيئا يسيرا بمرو، وكنت كثير الاجتماع معه، شديد الانس به، والله تعالى
يرحمه. توفي بمرو في سنة... (2) وأربعين وخمسمئة، ودفن بمقبرة جصين
وأبو الحسين عبيد الله بن محمد بن حموديه الوزير الرازي، من نواحي الري، قدم
بغداد، وحدث بها عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وحفص بن محمد بن زيد
الحافظ، والعباس بن أحمد الشافعي البغدادي، وكان يسكن برذعة. روى عنه أبو القاسم
الأزهر وأبو محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري وغيرهم.
وأبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير، من أهل بغداد، كان
والده علي بن عيسى وزير المقتدر بالله، وكان فاضلا من أهل البيوتات، صحيح السماع،
وكان العلماء والمحدثون يحضرون دار والديه لرواية الحديث وبلغني أن عيسى بن الوزير لما
أملى الحديث قال: حدثنا أبو القاسم البغوي في هذا الرواق، وأخبرنا أبو بكر بن أبي داود
في هذا الطرر، وأخبرنا يحيى بن صاعد في تلك الصفة.. فقام واحد من الغرباء وقال:
لقد اغبرت قدما سيدنا في طلب العلم، فاستحيى عيسى بن الوزير ولم يقل بعد ذلك مثل
هذا. سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبا بكر عبد الله بن سليمان
الأشعث السجستاني وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا القاسم بدر بن الهيثم
القاضي، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وأبا عمر محمد بن يوسف بن
يعقوب القاضي، وأبا بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ، وأبا بكر محمد بن

(1) بياض في عدة نسخ.
(2) بياض في الأصل.
600

الحسن بن دريد الأزدي، وأباه أبا الحسن علي بن عيسى الوزير وغيرهم روى عنه أبو القاسم
عبيد الله بن أحمد الأزهري، وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال، والقاضيان أبو عبد الله
الصيمري، وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن
المسلمة في جماعة آخرهم أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزار أثنى عليه أبو بكر
أحمد بن علي الخطيب وقال: كان ثبت السماع، صحيح الكتاب ومن شعره:
رب ميت بقد صار بالعلم حيا * ومبقي قد حاز جهلا وغيا
فاقتنوا العلم كي تنالوا خلودا * لا تعدوا الحياة في الجهل شيا
وكانت ولادته في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثمئة، ومات في المحرم سنة إحدى
وتسعين وثلاثمئة.
ووالده أبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير، كان وزير الخليفتين
المقتدر بالله والقاهر بالله. سمع أحمد بن بديل الكوفي، والحسن بن محمد الزعفراني،
وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة. روى عنه ابنه عيسى، وسليمان بن أحمد الطبراني،
والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن بجير الذهلي. وكان صدوقا، دينا،
فاضلا، عفيفا في ولايته، محمودا في وزارته، كثير البر والمعروف وقراءة القرآن والصلاة
والصيام، يحب أهل الخير ويكثر مجالستهم ومذاكرتهم، وأصله من الفرس، وكان داود جده
من ديرقني، وكان من وجوه الكتاب، وكذلك أبوه عيسى، ولم يزل علي بن عيسى من
حداثته معروفا بالستر والصيانة، والصلاح والديانة، وعزل عن الوزارة وأخرج إلى مكة، ثم
ردت الوزارة إليه، فأنشأ بعض الناس يقول فيه:
بحسبك أني لا أرى لك عائبا * سوى حاسد والحاسدون كثير
وأنك مثل الغيث أما سحابه * فمزن وأما ماؤه فطهور
وكانت ولادته في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومئتين، ومات في ذي الحجة
سنة أربع وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو الحسن علي بن إسحاق بن إبراهيم الوزير، من أهل أصبهان. روى عن أهل بلده
والعراقيين وإنما لقب بالوزير لأنه كان يقوم بحوائج أبي مسعود الرازي وحدث عن أبي كريب
محمد بن العلاء الهمداني، وإسماعيل بن موسى بن بنت السدي، وعلي بن بشر بن
عبد الملك وغيرهم. روى عنه عبد العزيز بن محمد بن الحسن الخفاف، وأبو عبد الله
الحسين بن عبد الله بن سليمان بن حمزة بن سلم الأصبهاني، وقال: حدثنا علي بن
601

إسحاق بن إبراهيم المعروف بوزير أبي مسعود. وتوفي سنة سبع وتسعين ومئتين.
الوزيري: بفتح الواو وكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
الراء. هذه النسبة إلى الوزير، ومن أولاده جماعة نسبوا إلى أجدادهم منهم:
أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان الأزدي المقرئ الوزيري، بصري الأصل،
المعروف بابن وزير الرشيد. روى عن بسطام بن الفضل أخي عارم، ومحمد بن معمر
البحراني وغيرهما. روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري.
وأبو نصر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسن الوزير، الأديب المذكر المفسر
الوزيري، من أهل نيسابور، كان كثير العلوم، فصيح اللسان، بارع الذكر والوعظ، وسمع
الحديث الكثير. سمع أبا حامد بن بلال البزاز، وعبد الله بن محمد الشرقي، وأبا علي
الثقفي وأقرانهم وكتب بهراة بعد الثلاثين عن الحسن بن عمران وأقرانه وأكثر، وصنف شيئا من
الأبواب، وكان يذكر، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وذكر أنه
توفي في شهر رمضان سنة خمس وستين وثلاثمئة، ودفن في مقبرة شاهنبر.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب الوزيري. حدث عن أحمد بن عبيد الله
النرسي، وأحمد بن يحيى ثعلب، وأحمد بن علي الابار، روى عنه أبو عبد الله المرزباني،
ومات في جمادي الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن الوزير الآملي الوزيري، من آمل الشط.
يروي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسن الوصي الخوارزمي، ومحمد بن يوسف بن
عاصم وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي. وتوفي بآمل سنة ست وستين
وثلاثمئة.
الوزويني: بسكون الزاي بين الواوين بعدها الياء آخر الحروف ثم النون. هذه النسبة
إلى وزوين، وهي قرية من قرى بخارى، منها:
أبو محمد حاجب الزاهد الوزويني والد إدريس، من قرية وزوين، يروي عن عيسى بن
موسى، وكعب بن سعيد وغيرهما. روى عنه ابنه إدريس بن حاجب الوزويني.
602

باب الواو والسين (المهملة)
الوساوسي: بالواو المفتوحة والسينين المهملتين بينهما الألف وواو أخرى. هذه النسبة
إلى الوساوس، وهي (..) (1) والمشهور بهذه النسبة: أحمد بن إسماعيل الوساوسي
البصري من أهل البصرة. يروي عن شيبان بن فروخ الأبلي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني.
الوسسكري: بفتح الواو والسين المهملة بعدها سين أخرى والكاف المفتوحة وفي
آخرها الراء. هذه النسبة إلى قرية على سبعة فراسخ من جرجان يقال لها: وسسكر، وهي
من رساتيق جردستان، منها أبو القاسم الخليل بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل بن
محمد بن الخليل بن علي الوسسكري. يروي عن أبيه، ومحمد بن حمدان الجرجاني. قال
حمزة بن يوسف السهمي: توفي الخليل في البادية بعدها حج منصرفا إلى العراق، وقريته
على سبعة فراسخ من جرجان يقال لها: وسسكر من رساتيق جردستان، وله أولاد خمس
بنين: أبو يزيد محمد، وأبو كميل إسماعيل، وأبو سعد يوسف، وأبو نصر أحمد،
وأبو عبد الله الفضل بن خليل بن محمد. توفي سنة خمس وأربعمئة.
الوسيجي: بفتح الواو والسين المهملة المكسورة والياء الساكنة آخر الحروف وفي
آخرها الجيم. هذه النسبة إلى وسيج، وهو موضع في بلاد الترك. حبس فيها أبو محمد
عبد السيد بن محمد بن عطاء بن إبراهيم بن موسى بن عمران بن إسحاق بن حمدويه ابرويه
الآفراني النسفي ثم الوسيجي، الملقب بسعد الملك. كان له حشمة وجاه ومنزلة عند
الخاقان محمد بن سليمان، وكان يكرم أهل العلم ويبرهم بالشهر بعد الشهر. سمع الرئيس
أبا علي الحسن بن علي بن أحمد بن الربيع السنكباني. روى عنه أبو حفص عمر بن
محمد بن أحمد النسفي الحافظ. قال: وتوفي بحصار وسيج من بلاد تركستان في المحرم
سنة أربع عشرة وخمسمئة.

(1) بياض في الأصول.
603

باب الواو والشين (المعجمة)
الوشاء: بفتح الواو والشين المعجمة المشددة. هذه النسبة إلى بيع الوشي وهو نوع من
الثياب المعمولة من الإبريسم، منهم:
أبو يزيد وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي الغسوي الوشاء. ذكره أبو سعيد بن يونس
الصدفي في تاريخ مصر وقال: أبو يزيد من أهل فشا، قدم مصر قديما وخرج إلى الأندلس
تاجرا، وكان يتجر في الوشي وقد صنف كتابا في أخبار الردة وجوده، وقدم من الأندلس إلى
مصر وكتب عنه. توفي بمصر يوم الاثنين لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين
ومئتين، وله عقب بمصر إلى الآن. وذكره في موضع آخر وقال: قدم إلى مصر من البصرة،
وأصله من فارس.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد السلام بن محمد بن شاكر بن سعد بن قيس الوشاء، من
أهل بغداد، كف بصره في آخره عمره، وانتقل إلى مصر فمات بها، وذكره الدارقطني فقال:
ضعيف. حدث عن أحمد بن عبدة الضبي، والجراح بن مليح، وأبي كريب محمد بن
العلاء، والحسين بن علي بن الأسود، ويونس بن عبد الأعلى المصري روى عنه أحمد بن
عثمان الأدمي، وإسماعيل بن علي الخطبي وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن عبد الله الصفار
الأصبهاني، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأحمد بن مسعود الزنبري المصري،
ومات بمصر سنة اثنتين وثمانين ومئتين.
وابن عمه أبو علي الحسن بن محمد بن عنبر بن شاكر بن سعيد وقيل: سعد بن قيس
الوشاء، من أهل بغداد. حدث عن علي بن الجعد، وعبد الله بن عون الخزاز،
والحكم بن موسى ويحيى بن أيوب العابد، وأبي الربيع الزهراني، ومنصور بن أبي مزاحم،
ويحيى بن معين، وسريج بن يونس، وسويد بن سعيد، وعلي بن المديني وطبقتهم. روى
عنه محمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن جعفر بن سلم وعلي بن عمر الحربي وجماعة،
وقال أبو أحمد بن عدي في الكامل: والحسن بن محمد بن عنبر ليس بذاك، وحدث بأحاديث
أنكرتها عليه، وقال ابن قانع: هو ضعيف. ووثقه أبو بكر البرقاني، ومات في جمادى الأولى
سنة ثمان وثلاثمئة.
وأبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى النحوي المعروف بابن الوشاء من أهل بغداد،
604

كان من أهل الأدب، حسن التصانيف مليح الاخبار يرجع إلى علم وفضل حدث عن
عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأحمد بن عبيد بن ناصح، والحارث بن أبي أسامة،
ومحمد بن يونس الكديمي وأبوي العباس ثعلب والمبرد. روت عنه منية جارية خلافة أم ولد
المعتمد على الله.
وأبو عمران موسى بن سهل بن كثير بن سيار الوشاء الحرفي. حدث عن إسماعيل بن
علية، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون وإسحاق الأزرق، وأبي بدر شجاع بن الوليد،
وعبد الله بن بكر السهمي. روى عنه أبو عمرو بن السماك، والقاضي أبو الحسين الأشناني
وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي وأبو عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي. وكان ضعيفا
جدا. وقيل لموسى بن سهل: متى كتبت عن إسماعيل بن علية؟ فقال: كتبت عنه قبل أن
يلي صدقات البصرة، فقال له السائل: فقد كتبت عنه قبل أن يكتب عنه أحمد بن حنبل.
ومات أول يوم من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ومئتين.
الوشيقي: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى
الوشق وقيل: إلى وشقه وهو بطن من العتيك. كذا قاله ابن ماكولا قال الدارقطني: هو
من الأزد. والمشهور بالنسبة إليها:
شميسة عزيز بن عامر الوشقية. روى عبيد الله بن الخلال عن أمه أنها رأتها عليها
خلخالان وهي عجوز كبيرة.
وحديدة بن الغمر الوشقي، أندلسي، رحل وطلب وحدث. توفي بالأندلس سنة
ثلاثمئة. قاله ابن يونس.
وإبراهيم بن عجنس بن أسباط الزبادي الكلاعي الأندلسي الوشقي. يروي عن
يونس بن عبد الأعلى وغيره. توفي بالأندلس في إمرة محمد بن عبد الرحمن بن الحكم نحو
السبعين ومئتين، وكان فاضلا.
وأبو عثمان عفان بن محمد الوشقي الأندلسي، من أهل وشقة توفي سنة سبع وثلاثمئة.

(1) " تاريخ علماء الأندلس ": 1 / 123 - 124. وهذه النسبة إلى: وشقة - بليدة بالأندلس راجع " معجم البلدان ":
5 / 377.
605

باب الواو والصاد (المهملة)
الوصابي: بفتح الواو وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه
النسبة إلى وصاب، وهو من حمير، ونسبته وصاب بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن
جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك، وأخوه
جيلان بن سهل. إلى وصاب ينسب الوصابيون، وإلى جيلان ينسب الجيلانيون، وهما
قبيلتان من حمير نزلتا حمص، وقد سبق الجيلاني. والمشهور بالنسبة إليه.. (1).
الوصافي: بفتح الواو وتشديد الصاد المهملة في آخرها الفاء. هذه النسبة إلى
وصاف. هو اسم جماعة منهم الوصاف بن عامر العجلي، واسم الوصاف مالك، والمنتسب
إلى هذا:
عبيد الله بن الوليد الوصافي من أهل الكوفة، من ولد الوصاف العجلي روى عنه
أهلها. منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات عطاء وغيره ما لا يشبه حديث الاثبات، حتى
إذا سمعها المستمع سبق إلى قلبه أنه كان المعتمد لها فاستحق الترك (... وهو.. أبو
عبيد الله بن الوليد بن عبد الرحمن بن قيس بن سيار بن جابر بن سلمة بن مالك بن عامر بن
كعب بن سعد بن ضبيعة بن عجل بن لجيم هو الوصافي). قال البخاري: من ولد الوصاف بن
عامر العجلي، واسم الوصاف مالك. قال ابن ماكولا: قال البخاري: في ذكره العوفي
وليس في نسبه عوف ولا أدري إلى أي شئ نسب. يروي عن عسية وعطاء. سمع منه
يعلي بن عبيد ووكيع. قال ذلك البخاري.
وطاهر بن محمد بن مزاحم بن وصاف بن هود بن زيد بن خالد المروزي الوصافي، جد
أحمد بن حامد بن طاهر المقرئ، مروزي الأصل، نسفي المولد والمنشأ قدم محمد بن
مزاحم المروزي نسف فأعقب بها. يروي عن معاذ بن يعقوب الزاهد الكاسني كلام الزهاد
مثل شقيق بن إبراهيم وحاتم بن عنوان البلخيين وكان خليفته في محرابه بعد موته في مسجده
بنسف. روى عنه ابنه حامد بن طاهر الوصافي والوثير بن منذر بن حنك الآفراني.

(1) بياض في الأصول.
606

وأبو العباس عبد الله بن محمد بن فرنكديك الوصافي نسب إلى سكة بنسف يقال لها:
درب وصاف، وهو اسم رجل نسبت السكة إليه، وهو جد أبي أحمد أحمد بن محمد بن
عبد الله بن فرنكديك. سمع إبراهيم بن معقل وغيره. قال أبو العباس المستغفري: عندي
أجزاء بخطه من تفسير إبراهيم بن معقل سمعه منه.
الوصي: بفتح الواو وكسر الصاد المهملة. هذا الاسم اشتهر به السيد أبو الحسن
محمد بن أبي إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمد بن القاسم بن
الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الهمذاني المعروف بالوصي، وإنما
قيل له ذلك لأنه وصي الأمير السديد نوح من آل سامان. كان من أفاضل السادة وعلمائهم
وكانت له سيرة حسنة. صحب جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، وسمع الحديث بأطرابلس
من أبي الحسن خثيمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، وببغداد من أبي علي إسماعيل بن
محمد الصفار، وبهمذان من أبي محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وأحمد بن
محمد بن أوس الهمذاني، والقاسم بن أبي صالح الهمذاني، وغيرهم. حدث عنه الحاكم
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي وجماعة
كثيرة من أهل خراسان وما وراء النهر. ومات ببخارى في المحرم سنة خمس وتسعين
وثلاثمئة، ودفن في داره.
وعلي بن أحمد بن الحسن الوصي الخوارزمي. كان وصي الأمير الشهيد أبي نصر
أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني. روى عن إسحاق بن إبراهيم الحافظ بخوارزم،
ويعقوب بن الجراح، وعبد الله بن عبد الوهاب الأحنفي. روى عنه خلف، وأبو علي
الحسين بن طاهر الأبيوردي، ومحمد بن بكر بن خلف. توفي في شوال سنة عشر وثلاثمئة.
ومحمد بن إبراهيم بن الوصي المصري. يروي عن بكار بن قتيبة البصري. روى عنه
ابن النحاس. وهو أبو أحمد محمد بن إبراهيم بن حفص بن عمر المصري، يعرف بابن
الوصي. هكذا ذكره أبو الحسين بن جميع الغساني، وحدث عنه عن يزيد بن سنان، وذكر
أنه سمع منه بالفسطاط.
607

باب الواو والضاد (المعجمة)
الوضاحي: بفتح الواو والضاد المعجمة المشددة والحاء المهملة في آخرها. هذه
النسبة إلى الوضاح، وهو اسم لجد أبي عبد الله محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن
يحيى بن حسان بن الوضاح بن حسان الأنباري الوضاحي الشاعر. من أهل الأنبار، نزل
نيسابور، وكان حسن الشعر، مليح القول، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخه
وقال: أبو عبد الله الوشاحي الشاعر، نزيل نيسابور وكان من أشعر من ذكر في وقته وأحسنهم
عشرة، وقد سمعته يذكر غير مرة سماعه العلم من أبي عبد الله المحاملي القاضي،
وأبي عبد الله بن مخلد الدوري وأبي روق الهزاني وغيرهم. وسمع بقراءتي من أبي النصر
الفقيه، وأبي حامد الإسماعيلي وغيرهما بالطابران وذكر له قصيدة طويلة وأقطاعا من الشعر ثم
قال: توفي أبو عبد الله الوضاحي بنيسابور في محلة الرمجار في شهر رمضان من سنة خمس
وخمسين وثلاثمئة.
608

باب الواو والطاء (المهملة)
الوطيسي: بفتح الواو وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها السين. هذه النسبة إلى وطيس وهو التنور. قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين: " الآن
حمي الوطيس " يعني استعرت الحرب، وهذه اللفظة ما استعملها أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو منصور شعيب بن طاهر بن إبراهيم الوطيسي، من أهل همذان، كان أديبا فاضلا
حسن السيرة سألته عن هذه النسبة فقال: كان بعض أجدادي يعمل التنور. وسمع الأخوين
أبا بكر محمد وأبا الفرج إبراهيم ابني جامع بن محمد القطان. سمعت منه بهمذان في النوبة
الثانية منصرفي من بغداد، وكانت ولادته سنة أربع وستين وأربعمئة وتوفي بعد سنة سبع
وثلاثين وخمسمئة فإني تركته حيا في هذه السنة.
609

باب الواو والعين (المهملة)
الوعلاني: بفتح الواو وسكون العين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
وعلان، وهو بطن من مراد، منهم أبو بكر إبراهيم بن نشيط بن يوسف الوعلاني مولاهم، من
أهل مصر. كان له عبادة وفضل وكان فقيها. قيل: إنه رأى ابن جز روى عنه الليث بن سعد،
وابن المبارك ورشدين بن سعد، وابن وهب وتوفي سنة ثلاث وستين ومئة. هكذا ذكره
أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: إبراهيم بن
نشيط ثقة، روى عنه ابن المبارك. وسئل مرة عنه فقال: من الثقات. وسئل أبو زرعة عنه،
فقال: مصري ثقة.
610

باب الواو والقاف
الوقار: بفتح الواو والقاف المخففة وفي آخرها راء مهملة بعد الألف. اشتهر بهذه
الصفة والاسم:
أبو يحيى زكريا بن يحيى بن إبراهيم بن عبد الله الوقار، مولى قريش. وإنما سمي
بذلك لسكونه وثباته، وهو من أهل مصر. يروي عن سفيان بن عيينة،
وعبد الرحمن بن القاسم. وعبد الله بن وهب وخالد بن عبد الدائم. روى عنه إسماعيل بن
داود بن وردان المصري، ومحمد بن المعافى البيروتي، ومحمد بن إسماعيل المهندس
المصري. قال أبو حاتم بن حبان: يخطئ، وربما خالف وقال ابن ماكولا: الوقار كان فقيها
فاضلا وفي حديثه مناكير كثيرة، وكان مولده سنة أربع وسبعين ومئة. ومات سنة أربع وخمسين
ومئتين.
قال ابن ماكولا: وأما الوقار بتشديد القاف فهو وقار بن الحسين بن عقبة أبو الحسن
الكلابي الرقي. حدث عن أيوب بن محمد الوزان، ومؤمل بن إهاب. روى عنه أبو بكر
الشافعي، وأبو أحمد بن عدي الحافظ.
الوقاصي: بفتح الواو وتشديد القاف في آخرها الصاد المهملة. هذه النسبة إلى
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. والمشهور بالانتساب إليه عثمان بن عبد الرحمن
الوقاصي، كنيته أبو عمرو. يروي عن الزهيري روى عنه العراقيون. كان ممن يروي عن
الثقات الأشياء الموضوعات. لا يجوز الاحتجاج به. وعرف أبو عمرو هذا بالوقاصي
والمالكي، وذكرته في الميم (1).
الوقاياتي: بكسر الواو وفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الألفين وفي
آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. هذه النسبة إلى الوقاية وهي المقنعة، ويقال لمن
يبيعها الوقاياتي. والمشهور بهذه النسبة:

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الوقاصي) نسبة إلى وقاص بن صلاءة بن ربيعة، وهو ابن المعقل بن
كعب بن الحارث بن كعب، ينسب إليه كثير، منهم عبد يغوث بن الحارث بن وقاص، قتل يوم الكلاب، وكان على
مذحج. ومنهم وقاص بن عبدة بن وقاص صاحب الوقاصية بباروريا ".
611

أبو القاسم عثمان بن علي بن عبيد الله الوقاياتي، من أولاد المحدثين، من أهل بغداد،
مقرئ فاضل حسن السيرة سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ وغيره. سمع
منه أصحابنا مثل أبي القاسم الدمشقي وغيره. وتوفي في حدود سنة خمس وعشرين
وخمسمئة.
وأبو الحسين علي بن أحمد بن عبيد الله بن بكار الوقاياتي، من أهل بغداد، كان أحد
القراء، ولم يكن موثوقا به في الروايات. سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي
البانياسي. سمع منه أصحابنا، وأدركته حيا ببغداد ولم يتفق لي السماع منه، عاقني المرض
عن ذلك وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة، ودفن بمقبرة باب حرب
الوقداني: بفتح الواو وسكون القاف وفتح الدال المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى وقدان وهو جد أبي محمد سليمان بن داود بن كثير بن وقدان الطوسي الوقداني، سكن
بغداد، وكان من أهل الصدق. حدث عن لوين محمد بن سليمان، وإسماعيل بن أبي كريمة
الحراني، وأبي همام السكوني، وسوار بن عبد الله الغبري، ويعقوب بن إسحاق بن
أبي إسرائيل وغيرهم. روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الفضل الزهري،
وأبو حفص بن شاهين الواعظ وغيرهم. وتوفي سنة خمس عشرة وثلاثمئة.
612

باب الواو والكاف
الوكيعي: بفتح الواو وكسر الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
العين. هذه النسبة إلى وكيع، وعرف بهذه النسبة:
أبو عبد الرحمن أحمد بن جعفر الوكيعي الضرير. كان إماما حافظا، قيل: إنه كان
يحفظ مئة ألف حديث، حتى قيل: ما سمع حديثا قط إلا حفظه. ووثقه الدارقطني. وظني
إنما قيل له الوكيعي لأنه رحل إلى وكيع بن الجراح وأكثر عنه وسمع منه. سمع وكيعا،
وأبا معاوية محمد بن خازم الضرير، وحفص بن غياث. روى عنه إبراهيم بن إسحاق
الحربي، وأحمد بن القاسم الأنماطي وغيرهما. وقال أبو نعيم: ما رأيت ضريرا أحفظ من
أحمد بن جعفر الوكيعي. وقال أبو داود السجستاني: كان الوكيعي يحفظ العلم على الوجه.
ومات ببغداد سنة خمس عشرة ومئتين.
وابنه.. محمد بن..
وأبو جعفر أحمد بن عمر بن حفص بن جهم بن واقد بن عبد الله الجلاب الوكيعي،
مولى حذيفة بن اليمان، من أهل الكوفة، وكان ضريرا، سكن بغداد، وحدث بها عن
يحيى بن آدم ومحمد بن فضيل، ووكيع بن الجراح، وأبي معاوية الضرير، وعبد الله بن
نمير، وجعفر بن عون، وزيد بن الحباب، ومؤمل بن إسماعيل. روى عنه ابنه إبراهيم،
ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومسلم بن الحجاج، وجماعة سواهم من المتأخرين، وكان
ثقة، أثنى عليه يحيى بن معين وغيره. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت
عنه. وسمعت أبي يقول أدركته ولم أكتب عنه. ومات ببغداد سنة خمس وثلاثين ومئتين.
الوكيل: بفتح الواو وكسر الكاف بعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها
اللام. هذا اسم لمن يتوكل لأحد على باب دار القاضي أو يكون كذا خدي واحد من
المعروفين في قضاء حوائجه ومهماته. واشتهر به:
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نصر الوكيل، من أهل نيسابور، ويعرف بأبي بكر
الخلقاني. سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في
التاريخ وقال: أبو بكر الوكيل وكيل الشيخ أبي بكر أحمد بن إسحاق الفقيه رحمه الله.
613

وتوفي في شعبان من سنة أربع وستين وثلاثمئة.
وأبو سعيد محمد بن محمد بن علي العطار الوكيل، من أهل نيسابور، وكيل والي
خراسان وأمينه، وكان من عقلاء مشايخنا، ومن أولاد المياسير، ائتمنه الأمير السعيد والأمير
الحميد على أملاكهما بنيسابور، ثم استعفي بعد وفاة الحميد: سمع إبراهيم بن أبي طالب،
وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ. وقال: توفي غرة
شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاثمئة.
وأبو حفص عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل، يعرف بأبي نعيم وقيل: ابن نعيم. كان
وكيل المتقي لله، كان مستورا، ثقة، جميل الامر، وكان من معادن الصدق. سمع علي بن
الحسين بن حبان، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وهارون بن يوسف بن زياد،
وسليمان بن عيسى الجوهري، والمفضل بن محمد الجندي. روى عنه محمد بن
أبي الفوارس، ومحمد بن عمر بن بكير النجار وبشرى بن عبد الله الرومي وتوفي في صفر سنة
تسع وستين وثلاثمئة.
وأبو علي الحسن بن محمد بن جابر السعتري المعروف بحسن الوكيل، من أهل
نيسابور، وهو من أهل الصدق، وإنما قيل له الوكيل لأنه كان صاحب الرئيس
أبي عمرو الخفاف، والمتصرف في كذخدائيته، وكان حسن الوكيل يسفر بين محمد بن
يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل البخاري من جهة أبي عمرو الخفاف، وعلى لسانه سمع
التفسير من عبد الله بن هاشم. وعنه روى المشايخ. وسمع محمد بن يحيى الذهلي،
وإسحاق بن منصور، وعلي بن الحسن الذهلي وعبد الرحمن بن بشر، وأحمد بن سعيد
الدارمي، وياسين بن النضر. روى عنه أبو بكر بن إسحاق الصبغي وأبو علي الحافظ. وكان
يقول الوكيل: كنت أتردد بين محمد بن يحيى ومحمد بن إسماعيل أياما، فما رأيت أورع
من محمد بن إسماعيل. وكانت ولادته سنة ثلاث وثلاثين ومئتين، ومات في جمادى الأولى
سنة عشرين وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله الوكيل، من أهل أصبهان، كان وكيل
القضاة، ثم كبر وكان يؤدب الصبيان، وكان كثير الحديث عن أهل بلده. يروي عن
أبي بكر بن النعمان، وعمران بن عبد الرحيم، وكان ثقة. روى عنه أبو بكر بن مردويه،
ومات سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة.
614

باب الواو واللام
الولجي: بفتح الواو واللام وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى ولجة، وهو اسم ولقب
لأبي الفرج محمد بن عبد الله بن جعفر البزاز الأصبهاني الولجي، من أهل أصبهان، يعرف
بولجة. سمع بأصبهان عبد الله بن محمد القباب، وأبا بكر محمد بن إبراهيم المقرئ
وبالري أبا علي حمد بن عبد الله الأصبهاني وغيرهم. روى عنه عبد العزيز بن محمد النخشبي
الحافظ، وقال: شيخ لا بأس به، يدعي الحفظ مكربه، فسمع من القباب، وسمع بعد
ذلك من ابن المقرئ.
الوليدي: بفتح الواو وكسر اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها
الدال المهملة. هذه النسبة إلى الوليد، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، واشتهر بهذه
النسبة الحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن داود بن الوليد بن عبد الله بن
عبيد الله الوليد البزار البخاري أخو أبي منصور الوليدي. سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل الإسماعيلي البخاري، وأبا حفص عمر بن محمد بن جعفر بن عمر المتولي
وأبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز الحافظ المستغفري وغيرهم. سمع منه أبو رجاء
قتيبة بن محمد العثماني، وجده لامه أبو العباس المستغفري، وأبو محمد الحسن بن أحمد بن
محمد السمرقندي الحافظ. وكانت وفاته بعد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمئة.
الولي: بفتح الواو وكسر اللام. هذه اللفظة عرف بها أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن
الفضل بن البختري العجلي الدقاق المقرئ المعروف بالولي، من أهل بغداد، سمع
الحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن نصر الصائغ
ومحمد بن الليث الجوهري وغيرهم. روى عنه أبو إسحاق الطبري، وعبد الله بن محمد بن
الغلو، وعلي بن أحمد الرزاز وغيرهم. وكانت وفاته في رجب من سنة خمس وخمسين
وثلاثمئة.
وأبو نصر محمد بن أبي سعيد أحمد بن سعيد الولي، من أهل نيسابور. ذكره الحاكم
أبو عبد الله في التاريخ وقال: أبو نصر بن أبي سعيد الولي كتب معنا الكثير، وقرأ القرآن
بأحرف، ثم كتب للقضاة سنين، وتوفي في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمئة. وصلى عليه
أبو نصر القاضي، ودفن بمقبرة الحيرة.
615

باب الواو والنون
الونبي: بفتح الواو وكسر النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى ونبة
وهي بطن من مراد. قال ابن ماكولا: الونب بطن من مراد. والمشهور بالانتساب إليه:
ثابت بن طريف المرادي ثم الونبي، شهد فتح مصر، يحدث عن الزبير بن العوام،
وأبي ذر. حدث عنه ابنه أبو سالم الجيشاني، ورزين بن عبد الله المذحجي.
وأبو رحبة عبد السلام بن محمد بن بكر المرادي ثم الونبي. يروي عن ليث بن سعد،
ومفضل بن فضالة، ومالك بن أنس. توفي سنة ستين ومئتين. قاله ابن يونس.
وعمار بن صفوان المرادي ثم الونبي من أنفسهم، مصري، يكنى أبا سالم، وله
ابن يقال له: سالم، شاعر أيضا، توفي عمار سنة سبع ومئتين. قاله ابن يونس.
الونجي: بفتح الواو والنون وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى ونة (1) وهي قرية من
قرى نسف، بلدة بما وراء النهر، بها رباط، منها:
أبو محمد عبد الصمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن هارون الونجي بن بنت
أبي نصر أحمد بن إسماعيل السكاك. سمع جده لامه. شيخ سديد السيرة. سمع منه
أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وذكره في معجم شيوخه وقال:
أبو محمد بن هارون شيخ صالح لا بأس به، كتبت عنه نوبة في سنة سبع وعشرين، وكان
يعيش حين صنفت هذا الكتاب وذلك بعد الخمسين وأربعمئة.
الونكي: بفتح الواو والنون وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى ونك، وهي إحدى
قرى الري، اجتزت بها في خروجي إلى القصر الخارج، منها.
السيد أبو الفتح نصر بن المهدي بن نصر بن المهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن
عيسى بن أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
الحسيني الونكي، كان علويا فاضلا عالما متميزا، حسن المظهر زيدي المذهب. سمع

(1) في س: ونج. وقال ياقوت في " معجمه ": 5 / 384: " ونج هي ونه، قرية من قرى نسف ". وقال أيضا:
5 / 384: " ونه ينسب إليها ونجي، من قرى نسف ". وعلى هذا فالاسمان لقرية واحدة.
616

الحديث الكثير من أبي الفضل يحيى بن الحسين العلوي الزيدي المعروف بالكيا الحافظ،
وأبي بكر إسماعيل بن علي الخطيب النيسابوري، وأبي محمد عبد الواحد بن الحسن الصفار
الشروطي وأبي بكر طاهر بن الحسين بن علي السمان، وأبي داود سليمان بن داود بن يونس
الغزنوي، وأبي سعد إسماعيل بن أحد الصفار الرازي وغيرهم، وذكر أنه سمع ببغداد
القاضي أبا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني قرأت على دكانه بباب
مصلحكان (1)، وكان دكانه مجمع الفضلاء. وكانت ولادته في شعبان سنة ثمان وستين
وأربعمئة بالري.
الونندوني: بفتح الواو والنون الأولى وسكون النون الثانية وضم الدال المهملة بعدها
الواو وفي آخرها نون ثالثة. هذه النسبة إلى ونندون، وهي قرية من قرى بخارى على طرف
نهر حرام كأم، كنت نزلت بها ساعة في انصرافي من البرانية، منها:
أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن صالح المقرئ الونندوني البخاري. يروي عن
عبيد الله بن واصل، وأبي صفوان السلمي، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبي شبيل
عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد، ومات في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمئة.
الونوساني: بفتح الواو وضم النون وفتح السين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى اسم
جد المنتسب إليه وهو أبو محمد حماد بن شاكر بن سورة بن رنوسان الوراق النسفي
الونوساني، من أهل نسف من المدينة الداخلة، كان شيخا جليلا ثقة. سمع أبا عبد الله
محمد بن إسماعيل البخاري، وأبا عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وحدث
بالجامعين عنهما، وانتشرت رواياته ببلده عنهما، وله رحلة إلى العراق والشام. سمع منه
أبو يعلي عبد المؤمن بن خلف الحافظ، ومحمد بن زكريا بن الحسين، وأهل بلده والغرباء.
ومات في القعدة من سنة إحدى عشرة وثلاثمئة.
الونوفاغي: بالنون المضمومة بين الواوين والفاء المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها
الغين المعجمة. هذه النسبة إلى ونوفاغ، وهي قرية من قرى بخارى بجنب طواويس. منها:
أبو عمرو قيس بن أنيف بن منصور الونوفاغي البخاري. يروي عن قتيبة بن سعيد،
ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر، وسويد بن نصر، ومحمد بن واصل المروزيين

(1) اللفظة غير واضحة في الأصل، لكنها قريبة مما أثبته. وانظر " معجم البلدان ": 5 / 143 ففيه أن (مصلحكان):
محلة بالري.
617

وغيرهم. روى عنه أبو نصر بن سهل البخاري. وتوفي بمكة بعدما حج في سلخ ذي الحجة
سنة ثمان وثمانين ومئتين.
الونوفخي: بضم النون بين الواوين والفاء المفتوحة وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه
النسبة إلى ونوفخ، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو حرة عبد الله بن عافية بن سفيان
الونوفخي البخاري. يروي عن المختار بن سابق الحنظلي. روى عنه أبو الحسن علي بن
الحسن بن عبد الرحيم الكندي، وتوفي في سنة ثمانين ومئتين.
الوني: بفتح الواو وفي آخرها النون المشددة. هذه النسبة إلى قرية.. والمشهور
بالانتساب إليها:
أبو عبد الله الحسين بن محمد الوني، كان متقدما في علم الفرائض، وله فيه تصانيف
جيدة، وكانت له يد في علوم أخر، وكان حسن الذكاء. قال الأمير ابن ماكولا: سمعت
أبا بكر الخطيب يقول: حضرنا مجلس بعض المحدثين أسماه وأنسيته أنا، قال: وكان معنا
أبو عبد الله الوني، فأملى أحاديث، ونهضنا وقد حفظ الوني منها بضعة عشر حديثا. وقد كان
سمع الحديث من أصحاب أبي علي الصفار، وأبي جعفر بن البختري وغيرهما. وسمع منه
أبو حكيم الخبري وغيره.
قلت: وروى عنه أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي أيضا.
والحسن بن شاذة بن ونة الأصبهاني الوني، من أهل أصبهان، ينسب إلى جده
الأعلى. يروي عن هدبة بن خالد، روى عنه أحمد بن جعفر الأصبهاني.
618

باب الواو والهاء
الوهبني: بفتح الواو والهاء وسكونها والباء الموحدة الساكنة أو فتحها وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى وهبن، وهي قرية من رستاق القرج بناحية الري، هكذا ذكر
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وقال: مغيرة بن يحيى بن المغيرة السدي الرازي، من
قرية وهبن من رستاق القرج. وأبوه يحيى بن المغيرة صاحب حريز الذي رحل إليه أبي
وأبو زرعة رحمهم الله. روى عن عبد الصمد بن حسان، وعيسى بن جعفر قاضي الري
ومحمد بن سفيان الكوفي، وأبوه سمعت منه بوهبن ومحله الصدق.
الوهبيلي: بفتح الواو وسكون الهاء وكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى وهبيل، وهو بطن من النخع، وهو وهبيل بن سعد بن
مالك بن النخع بن عمرو بن علة بن جلد. والمنتسب إلى هذه اللفظة:
علي بن مدرك الوهبيلي.
ومن بني وهبيل سنان بن أنس قاتل الحسين بن علي رضي الله عنه، ولا رحم القاتل
الخبيث.
الوهبي: بفتح الواو والهاء الساكنة وفي آخرها الباء الموحدة. هذه النسبة إلى وهب،
وهو اسم لوالد عبد الله بن وهب المصري. واشتهر بالنسبة إليه:
أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب الوهبي المصري. يروي عن عمه
ابن وهب، وبشر بن بكر. يعد في المصريين روى عنه أبو حاتم الرازي، ومسلم بن
الحجاج، وجماعة من المصريين والغرباء مثل أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أدركناه ولم نكتب
عنه، وسمعت أبي يقول: أدركته وكتبت عنه. قال أبو حاتم الرازي: سمعت عبد الملك بن
شعيب بن الليث يقول: أبو عبيد الله بن أخي بن وهب ثقة، ما رأينا إلا خيرا. قلت: سمع
من عمه؟ قال: أي والله. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة وأتاه بعض رفقائي، فحكى
عن ابن أخي ابن وهب أنه رجع عن تلك الأحاديث فقال أبو زرعة: إن رجوعه مما يحسن حاله
ولا يبلغ به المنزلة التي كانت قبل. قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو عبيد الله بن أخي بن
619

وهب ثم قال: كتبنا عنه، وأمره مستقيم، ثم خلط بعد، ثم جاء في خبره أنه رجع عن
التخليط. قال: وسئل أبي عنه بعد ذلك، فقال: كان صدوقا.
قال أبو أحمد بن عدي الحافظ في ترجمة أبي عبد الله بن وهب: ومن ضعفه أنكر عليه
أحاديث أنا ذاكر منها البعض، وكره روايته عن عمه، وحرملة أكثر رواية عن عمه منه، وكل
ما أنكروه عليه فيحتمل وإن لم يروه عن عمه غيره، ولعله خصه به (1).
الوهراني: بفتح الواو وسكون الهاء وفتح الراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
وهران وهي بلدة بعدوة الأندلس في الأرض المتصلة بالقيروان، قاله أبو محمد بن حبيب
الإشبيلي الحافظ صاحبنا. والمشهور بالانتساب إليه:
أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني الوهراني، أندلسي، يروي عن
أبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي. روى عنه ابن عبد البر، وأبو محمد بن حزم
حافظا الأندلس.
الوهطي: بفتح الواو وسكون الهاء وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى وهط،
وهي قرية بنواحي مكة أو ناحية بها، كان يسكنها جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما، كان منها أبو يوسف حامية بن عبادل بن سعيد بن يوسف بن
عمرو بن سعيد بن شعيب بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي الوهطي. حدث بإقطاع من
الشعر بمكة. روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ.

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الوهبي) نسبة إلى وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، بطن من كندة،
منهم عدي بن عدي بن عميرة بن فروة بن ندارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب الكندي الوهبي، ولي
الجزيرة ".
620

باب الواو واللام ألف
الولادي: بفتح الواو واللام ألف المشددة، بعدها الدال المهملة. رأيت هذه الصورة
في تاريخ أصبهان لابن مردويه، والظاهر أنه ينسب إلى ولاد، وظني أنها قرية من قرى مدينة
أصبهان التي يقال لها جي، فإن جماعة من أهل المدينة ينتسبون بهذه النسبة منهم:
أبو العباس أحمد بن مسلم بن محمد الولادي الأديب المديني، من أهل مدينة
أصبهان. يروي عن أبي جعر محمد بن جرير الطبري.
وأبو بشر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن الفضل الولادي المديني، له رحلة إلى
العراق ومصر. يروي عن أبي الوليد الطيالسي، وعثمان بن أبي شيبة، وحرملة بن يحيى
وغيرهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، ومات بعد المئتين (1).
الولاشجرذي: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة بينهما اللام ألف وكسر الجيم
وسكون الراء وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى ولاشجرذ، وهي قرية من قرى قصر
كنكور، مدينة بين همذان وكرمانشاهان، وولاشجرذ موضع بنواحي بلخ، كانت بها غزوة قتل
فيها جماعة للمسلمين وكان من الثغور. فأما ولاشجرذ كنكور الذي بالجبال من العراق منها
أبو عمر عبدا لواحد بن محمد بن عمر بن هارون الولاشجرذي، كان فقيها فاضلا دينا، حسن
السيرة، جميل الامر، وكان رفيق إسماعيل بن محمد القومساني في الرحلة إلى بغداد. سمع
بها الشريف أبا الحسين بن الفريق الهاشمي، وأبا محمد بن هزارمرد الصريفيني وأبا الحسن
جابر بن ياسين الحنائي وأبا بكر أحمد بن علي الخطيب وطبقتهم، وسمع بهمذان
أبا الفضل بن عثمان محمد القومساني وأبا القاسم يوسف بن محمد الخطيب، وأبا الفضل
عبد الواحد بن علي بن بوعه وغيرهم. ذكره أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحافظ في
طبقات رواة الآثار وذكر أنه توفي بكنكور في سنة اثنتين وخمسمئة.

(1) قال ابن الأثير معقبا على المؤلف: " قلت: هذا الذي ذكره السمعاني، فإنه كان كما ذكر فقد فاته النسبة إلى ولاد
بكر الواو والتخفيف، وهو ولاد، واسمه مالك بن خزيمة بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم بن عبد مناة بن أد بن
طابخة. فإن كانت النسبة إلى ولاد هذا وقد اشتبه عليه حيث رأى أن المنسوبين إليها من أهل أصبهان فظنها قرية
فيحتمل ذلك، وقد كان كثير من القبائل والبطون تسكن كل واحدة منهم في مدينة فيمكن أن يكون هذا البطن قد نزلوا
أصبهان، والله أعلم ".
621

باب الواو والياء
الويبودي: بكسر الواو وسكون الياء آخر الحروف والباء المفتوحة الموحدة وسكون الواو
وفي آخرها الدال. هذه النسبة إلى ويبودي، وهي قرية من قرى بخارى، منها:
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زكريا الأديب. يروي عن أبي عبد الله محمد بن
يوسف بن مطر الفربري، ومحمد بن يوسف بن عاصم، وتوفي في سنة خمس وسبعين
وثلاثمئة.
الويذاباذي: بكسر الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الذال المعجمة
وبعدها الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى ويذاباذ، وهي
محلة كبيرة على باب أصبهان، مضيت إليها، وسمعت بها الحديث عن جماعة، والمنتسب
إليها:
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن ماجة الويذاباذي المؤدب. يروي
عن القاضي أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال، وأبي القاسم سليمان بن أحمد
الطبراني، وإبراهيم بن حمزة الأصبهاني، وكان زاهدا واسع الرواية. قال يحيى بن
أبي عمرو بن مندة: لم يكن الحديث من شأنه، كتب عنه مشايخ أصبهان وسائر البلدان مات
في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمئة.
الويري: بكسر الواو والياء باثنتين والراء المهملة، والمنتسب إليها شيخنا أبو الفتح
ناصر بن محمد بن أبي الفتح الويري، وهي قرية من قرى أصبهان، على خمسة عشر فرسخا
منها. سمع الكثير من جعفر بن عبد الواحد الثقفي، وإسماعيل بن أحمد السراج، وفاطمة
بنت عبد الله الجوذدانية وغيرهم. وكان شيخا صالحا ثقة، سمعت منه الكثير. توفي بأصبهان
في سنة أربع وتسعين وخمسمئة فيما أظن.
الويمي: هذه النسبة إلى ويمة، بكسر الواو وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها
وفتح الميم، وهذه بليدة بين الري وطبرستان، أقمت بها ليلة. ومن المنتسبين إليها:
622

أبو محمد الحسين بن محمد الويمي. يروي عن محمد بن سعيد الطبري. روى عنه
أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم المقرئ. أخبرنا محمد بن أبي بكر المقرئ إمام جامع هراة
وأبو صابر عبد الصبور بن عبد السلام القاضي وغيرهما بهراة قالوا: أخبرنا أبو عطاء
المليحي، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم المقرئ، أخبرنا الحسين بن محمد الويمي، حدثنا
محمد بن سعيد الطيري، حدثنا أبو الربيع، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن داود، عن
عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة لهم شفاعة كشفاعة
الأنبياء: المؤذن، والامام، والشهيد، حامل القرآن، العالم، المتعلم، والتائب.
623

باب الهاء والألف
الهادي: بفتح الهاء والدال المهملة بينهما الألف. هذه النسبة إلى الهاد وهو لقب أسامة
الليثي، ولقب به لأنه كان يوقد النار ليلا لمن سلك الطريق. والمشهور بهذه النسبة:
عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي الهادي، من المشاهير.
الهاروتي: بفتح الهاء والراء المضمومة بعد الألف وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من
فوقها. هذه النسبة إلى هاروت، وهي قرية بأسفل واسط العراق، منها أبو البقاء الهاروتي،
ما عرفت اسمه، روى عنه أبو محمد عبد الله بن موسى بن عبد الله الكرخي.
الهاروني: بفتح الهاء وضم الراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الهارونية، وهي
قرية من سواد العراق، خرج منها جماعة. وأبو زرعة أحمد بن محمد بن أحمد بن هارون
الاستراباذي الهاروني منسوب إلى جده هارون. وأبو نصر عبد الله بن الحسين بن محمد بن
الحسين بن هارون بن عروة الهاروني الوراق منسوب إلى جده. شيخ صالح ورق سنين
بخط معروف، سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي وغيره. روى لنا عنه
أبو سعد محمد بن أبي العباس الخليلي الحافظ بنوقان، وأبو حفص عمر بن أحمد بن الصفار
بمرو، وتوفي في المحرم سنة إحدى وتسعين وأربعمئة، ودفن بالحيرة، وكان مولده سنة
ثلاث عشرة وأربعمئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام الهاروني الرشيدي، من أولاد هارون
الرشيد، نزل مصر، وكان يروي عن بكر بن سهل، ولد بمصر في رجب سنة ثمان وستين
ومئتين، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمئة. قال أبو زكريا يحيى بن علي بن
محمد الطحان: حدثونا عنه.
الهاشمي: بفتح الهاء بعدها الألف وفي آخرها الشين المعجمة بعدها الميم. هذه
النسبة إلى هاشم بن عبد مناف، وقيل: للنبي صلى الله عليه وسلم نسبة إلى هاشم، وكل علوي وعباسي فهو
هاشمي، وإنما سمي هاشما لهشمه الثريد، واسمه عمرو، وقيل فيه:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف (1)

(1) البيت لمطرود بن كعب الخزاعي كما في " الاشتقاق ": ص 13، وانظر " اللسان " مادة: هشم.
624

واشتهر جماعة كثيرة بهذه النسبة منهم:
القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، من أهل البصرة.
وأراني شيخنا جابر بن محمد الأنصاري الحافظ دورهم ومنازلهم وقت خروجنا إلى زيارة الزبير
رضي الله عنه وقال: في هذه الدور المرتفعة كانت للقاضي أبي عمرو ورأيتها خربات وحيطانا
قائمة، وأبو عمر كان ثقة أمينا فاضلا مكثرا من الحديث، سمع أبا الحسن علي بن إسحاق
البختري المادرائي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ومحمد بن أحمد الأثرم، وأبا علي
محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، ويزيد بن إسماعيل الخلال، ومحمد بن الحسين
الزعفراني، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي وغيرهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب، وأبو علي الحسن بن علي الوخشي، وأبو نصر المحسن بن أحمد
الخالدي، وعمر بن عبد العزيز الفاشاني، وأبو علي الحسن بن (...) (1) يونس الحافظ،
وأبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه الأصبهاني، وأبو علي بن أحمد التستري،
وأظن أنه آخر من حدث عنه. وكان ولي القضاء بالبصرة. وولادته كانت في رجب سنة اثنتين
وعشرين وثلاثمئة، ومات بالبصرة في ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربعمئة (2).
الهالي: بفتح الهاء وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى هالة، وهو اسم رجل،
والمنتسب إليه علي بن محمد بن عمرو بن تميم بن زيد بن هالة بن أبي هالة التميمي الهالي
المصري، من أهل مصر. يروي عن أبيه محمد بن عمرو أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
راقد، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وضم هالة إلى صدره وقال: " هالة هالة هالة. روى عنه أبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.

(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
(2) قال ابن الأثير في " اللباب ": وفاته (الهالكي): بفتح الهاء وسكون الألف وكسر اللام والكاف وهي نسبة إلى
الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة ".
625

باب الهاء والباء
الهباري: بفتح الهاء والباء المشددة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى هبار، وهو اسم
جد عبد العزيز بن علي بن هبار الهباري. يروي عن ابن أم كلاب. روى عنه عيسى بن
النعمان المدني.
والشريف أبو جعفر محمد بن محمد بن صالح الهاشمي المعروف بابن الهبارية. كان
شاعرا مجودا ولكنه كان هجاء خبيث اللسان، بغداديا، مات بكرمان ومن قوله ما أنشدني
أبو الفتح محمد بن علي بن محمد البطري إملاء بمرو، أنشدنا ابن الهبارية لنفسه:
وإذا البياذق في الدسوت تفرزنت * فالرأي أن يتبيذق الفرران
خذ جملة البلوى ودع تفصيلها * ما في البرية كلها إنسان
وتوفي بعد سنة تسعين وأربعمئة بكرمان.
ومن القدماء أبو عبد الله محمد بن ثواب بن سعيد الهباري الكوفي، من أهل الكوفة.
يروي عن مصعب بن المقدام، وحنان بن سدير وأبي أسامة، وأسباط بن محمد. قال ابن
أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
الهبراثاني: بكسر الهاء وسكون الباء الموحدة وفتح الراء وفتح الثاء المثلثة بين الألفين
وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى هبراثان وهي قرية من قرى دهستان منها حمويه الهبراثاني.
قال حمزة بن يوسف السهمي: هي قرية من قرى دهستان. روى عن أبي نعيم الفضل بن
دكين الكوفي.
الهبرتائي: بفتح الهاء والباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفتح التاء المنقوطة باثنتين
من فوقها. هذه النسبة إلى هبرتا، وهي قرية من قرى دهستان. والمشهور بهذه النسبة:
حمويه الهبرتائي. يروي عن الفضل بن دكين، ذكره حمزة بن يوسف السهمي في
تاريخ جرجان (1).

(1) قال ابن الأثير معقبا: " قلت: هاتان الترجمتان لقرية واحدة، والمنسوب إليهما واحد كما تراه ".
626

باب الهاء والجيم
الهجري: بفتح الهاء والجيم وكسر الراء في آخرها. هذه النسبة إلى هجر، وهي بلدة
من بلاد اليمن من أقصاها وقلال هجر معروفة. والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الله الزبير بن جنادة الهجري المعلم. سكن مرو. يروي عن عطاء،
وابن بريدة. روى عنه عيسى بن يونس، وأبو تميلة، وهو الذي يروي عن عطاء أنه سئل عن
رجل فقئت عينه ليس له عين غيرها، قال: إن كانت عينه أصيبت في سبيل الله فديتها كاملة
وإلا فالنصف. رواه عنه أبو تميلة.
وأبو سهل عوف بن أبي جميلة الاعرابي العبدي الهجري، من أهل هجر، كان يسكن
التجيب، وهو من ساكني البصرة، واسم أبي جميلة رزينة. ذكرناه في الاعرابي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري العبدي، من أهل الكوفة يروي عن
ابن أبي أوفى، وأبي الأحوص. روى عنه أهل الكوفة. كان ممن يخطئ فكثير.
ورشيد الهجري. يروي عن أبيه، عداده في أهل الكوفة، كان يؤمن بالرجعة. قال
الشعبي: دخلت عليه يوما، فقال: خرجت حاجا، فقلت لأعهدن بأمير المؤمنين عهدا فأتيت
بيت علي رضي الله عنه، فقلت لانسان: استأذن لي علي أمير المؤمنين، قال: أو ليس قد
مات؟ قلت: قد مات فيكم، والله إنه ليتنفس الآن تنفس الحي، فقال: أما إذا عرفت سر
آل محمد فادخل. قال: فدخلت على أمير المؤمنين، وأنبأني بأشياء تكون. فقال له
الشعبي: إن كنت كاذبا فلعنك الله. وبلغ الخبر زيادا، فبعث إلى رشيد، فقطع لسانه
وصلبه على باب دار عمرو بن حريث. قال: سألت يحيى بن معين عن رشيد الهجري عن
أبيه، قال: ليس برشيد ولا أبوه.
وأبو الحسين علي بن عبيد الله بن محمد بن يوسف الهجري، هو منها، سمع أبا سعد
محمد بن الحسين بن محمد الفسنجاني. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث
الشيرازي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بهجر.
الهجيمي: بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الميم. هذه
النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلة إليهم، ومن هذه المحلة:
627

أبو عبد الرحمن عبيد بن عمرو الضرير الهجيمي. قال أبو حاتم بن حبان: عبيد بن
عمرو كان ينزل بني هجيم. يروي عن عطاء بن السائب. روى عنه محمد بن سلام
البيكندي.
وأبو عبد الله أشعث بن براز الهجيمي، من أهل البصرة. يروي عن قتادة، وعلي بن
زيد، روى عنه زيد بن حباب، ومسلم بن إبراهيم. يخالف الثقات في الاخبار، ويروي
المنكر في الآثار حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
وأبو عبد الرحمن أحمد بن مصعب المروزي الهجيمي، من أهل مرو. يروي عن
الفضل بن موسى السيناني، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، وحفص بن غياث. قال
ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالري. جاء إلى محمد بن حميد، وسألته عنه فقال:
صدوق، من جلة أهل مرو.
628

باب الهاء والدال (المهملة)
الهدادي: بفتح الهاء والألف بين الدالين المهملتين مخففتين. هذه النسبة إلى هداد،
وهو بطن من الأزد، قاله ابن ماكولا. والمشهور بالنسبة إليه:
أبو بشر عقبة بن سنان بن عقبة بن سنان بن سعد بن جابر بن محصن الذارع الهدادي،
من أهل البصرة، حدث عن الهيصم بن شداح، وغسان بن مضر. روى عنه محمد بن يونس
الكديمي، وأحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم.
والوليد بن يزيد الهدادي أخو خالد بن يزيد، منكر الحديث جدا، من أهل البصرة.
يروي عن أقوام مجاهيل أشياء مناكير. روى عن أبي عبد الدائم عبد الملك بن كردوس.
روى عنه قتيبة بن سعيد، وأبو سلمة، وإبراهيم بن موسى، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان بن
عثمان العطار الكلابي مات سنة 182. وكان القواريري يحمل عليه حملا شديدا.
وأبو حمزة خالد بن يزيد بن جابر الأزدي الهدادي، من أهل البصرة. يروي عن
يحيى بن أبي كثير. روى عنه البصريون.
الهدلي: بفتح الهاء وسكون الدال المهملة. هذه النسبة إلى الهدل وهم قبيلة أخوة
قريظة ودعوتهم في بني قريظة. أخبرنا محمد بن عبد الباقي ببغداد، أخبرنا أبو محمد
الجوهري سماعا وإجازة، أخبرنا أبو عمر بن حيويه الخزاز، حدثنا أحمد بن معروف
الخشاب. حدثنا الحسين بن قهم، حدثنا محمد بن سعد قال: ذكر محمد بن عمر الواقدي
أن أمامة بنت بشر بن وقش بن زغبة هي أم علي بن أسد بن عبيد بن سعية الهدلي والهدل إخوة
قريظة ودعوتهم في بني قريظة، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: أم علي بن
أسد بن عبيد بن سعية الهدلي أم علي بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد
الأشهل، أسلمت أمامة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قول محمد بن عمر.
الهدوي: بفتح الهاء والدال المهملة وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى هدا، وهي
ناحية بمكة من ناحية الطائف، منها أبو القاسم يوسف بن محمد بن القاسم الهدوي
الحنيفي. حدث بمكة عن أبي القاسم يوسف بن علي بن إبراهيم بن كعب المؤدب. سمع
منه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ، ووفاته بعد سنة ستين وأربعمئة.
629

الهدهادي: بسكون الدال المهملة بين الهاءين ودال أخرى بعد الألف. هذه النسبة إلى
هدهاد، وهو اسم لجد أبي علي أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن ثابت بن شداد بن
الهاد بن الهدهاد المروزي الهدهادي، المعروف بابن أبي الذيال. مروزي الأصل، بغدادي
المولد إن شاء الله. حدث عن محمد بن الصباح الجرجرائي، وأحمد بن إبراهيم الدورقي،
وعبد الله بن الرومي، وعمر بن شبة وغيرهم. روى عنه أحمد بن محمد الجوهري،
والحسين بن علي بن المرزبان النحوي.
الهديري: بضم الهاء والدال المهملة المفتوحة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي
آخرها الراء. هذه النسبة إلى هدير وهو اسم لجد المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي
القرشي الهديري والد محمد وأبي بكر وعمر بني المنكدر، وأخوه ربيعة بن عبد الله بن الهدير
يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومحرز بن هارون بن عبد الله بن محمد بن الهدير الشامي القرشي الهديري المديني،
روى عن الأعرج. روى عنه ابن أبي فديك وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري،
وعبد الله بن عمرو بن ميمون. قال أبو حاتم الرازي: محرز بن هارون يروي ثلاثة أحاديث
مناكير، ليس هو بالقوي.
وهارون بن هارون بن عبد الله الهديري. روى عن الأعرج. روى عنه محمد بن
إسماعيل بن أبي فديك، وذؤيب بن عمامة المديني. قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي
عنه، فقال: منكر الحديث، ليس بالقوي.
الهدي: بضم الهاء وتشديد الدال المهملة. هذه النسبة إلى هدة، وهو اسم لجد
أبي بكر عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد بن هدة المديني الهدي الفقيه. حدث عن
العراقيين والمصريين والأصبهانيين وهو من أهل مدينة أصبهان وتوفي في جمادى الآخرة سنة
تسع وتسعين وثلاثمئة.
630

باب الهاء والذال (المعجمة)
الهذلي: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة. هذه النسبة إلى هذيل، وهي قبيلة يقال لها
هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، تفرقت في البلاد وأهل النخلة
وهي قرية على ستة فراسخ من مكة على طريق الحاج أكثر أهلها من الهذيل، وجماعة منها
نزلوا البصرة.
ومن الصحابة أسامة الهذلي والد أبي المليح عامر بن أسامة بن عمير بن عامر بن الأقيشر
وهو عمير بن عبد الله بن حنيف بن سنان بن ناجية بن عمرو بن الحارث بن كبير بن هند بن
طابخة بن لحيان بن هذيل، وبعض الناس يجعل مكان حنيف بن سنان حبيب بن يسار. له
صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدث عنه ابنه.
وسلمة بن المحبق (1) الهذلي، واسم المحبق صخر بن عتبة بن صخر بن حضير بن
الحارث بن عبد العزى بن وائلة بن لحيان بن هذيل، له صحبة ورواية. حدث عنه جون بن
قتادة.
وأبو سنان سوار بن عبد الله الهذلي، من أهل البصرة. يروي عن الحسن. روى عنه
أبو عبيدة الحداد، وليس هذا بسوار القاضي.
وأما أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود فهو ابن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن
صاهلة بن كاهل بن الحارث بن سعد بن هذيل الهذيلي، هكذا نسبه محمد بن إسحاق بن
يسار. من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتقدميهم وسادات فقهائهم ومفتيهم، له المناقب
المأثورة والفضائل المشهورة شهد بدرا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم. وكان من السابقين
الأولين. أسلم وهو سادس ستة (2). وكان حين أسلم غلاما يافعا يرعى غنما لعقبة بن
أبي معيط بمكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقربه ويكرمه ولا يحجبه، وكان صاحب السواد والوساد

(1) " أسد الغابة ": 2 / 431 - 432، وقد اختلف العلماء في ضبط باء (المحبق) فالمحدثون يفتحونها، واللغويون
يكسرونها، وقد نقل ابن الأثير بعض أقوالهم في ذلك.
(2) أخرج أبو نعيم في " الحلية ": 1 / 126، والحاكم في " مستدركه ": 3 / 313 عن عبد الله بن مسعود قال: " لقد
رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا ".
631

والسواك والنعلين (1)، انتقل إلى الكوفة بأمر عمر رضي الله عنهما، ونشر بها الفقه والعلم
والسنة، وكثر أصحابه، وابتنى بها دارا، ثم رجع إلى المدينة، وتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين
وهو ابن بضع وستين سنة، وأوصى أن يصلي عليه الزبير بن العوام، ودفن بالبقيع.
الهذمي: بفتح الهاء والذال المعجمة بعدها الميم. هذه النسبة إلى هذمة وهو بطن من
بحتر من طي، وهو هذمة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن بحتر بن عتود بن عنين بن
سلامان بن ثقل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة، وهو طئ بن أدد.
الهذمي: بضم الهاء وسكون الذال المعجمة وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى هذمة
وهو بطن من مزينة قال ابن حبيب: وفي مزينة هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو وهو مزينة بن
أد بن طابخة. منهم معقل بن يسار، وبلال بن الحارث، وعائذ بن عمرو، ورافع بن
عمرو، وعبد الله بن المفضل المزنيون كلهم من هذمة، ولهم صحبة.
الهذيلي: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها
اللام. هذه النسبة إلى الهذيل أيضا، ويقال في النسبة إليها الهذلي وقد سبق. فأما الهذيل
فجماعة من المعتزلة ينتسبون إلى أبي الهذيل العلاف البصري، ويقال لهم الهذيلية، وله
فضائح كثيرة وعقائد خبيثة يطول شرحها.
الهذيمي: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها
الميم. هذه النسبة إلى سعد هذيم وهو قبيلة معروفة من قضاعة قال ابن الكلبي: إنما سمي
بسعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، وإنما قيل له سعد هذيم لأنه
كان حضنه عبد حبشي يقال له هذيم فغلب عليه، فسمي سعد هذيم. والمنتسب إليه
جماعة.
وفي الأسماء هذيم بن مخنف، ذكره البخاري.
وهذيم بن عبد الله بن علقمة، وأخوه جنادة بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن
عبد مناف قتلا يوم اليمامة شهيدين (2).

(1) أخرج ابن سعد في " طبقاته ": 3 / 153 من طريق الواقدي، عن عبد الرحمن بن محمد، عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة قال: " كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني سره ووسادة يعني فراشه،
وسواكه، ونعليه، وطهوره، وهذا يكون في السفر ". وانظر " سير أعلام النبلاء ": 1 / 469.
(2) قال ابن الأثير في " اللباب ": " وفاته النسبة إلى هذيم بن عدي بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة، بطن من
632

وهديم بالدال المهملة في قصة الصبي بن معبد، أردت الجمع بين الحج والعمرة،
فلقيت رجلا من قومي يقال لها هديم، وقال منصور: هو أديم بالألف والدال المهملة.

كلب، منهم حميل بن عياش بن شيث بن أساف بن هذيم، إليه تنسب الخيل الحميلية. وابنه سعد كان على الحمى
أيام معاوية. حميل: بضم الحاء المهملة وفتح الميم وبعدها الياء الساكنة المثناة من تحت وبعدها لام ".
633

باب الهاء والراء
الهرابي: بفتح الهاء والراء المشددة بعدهما الألف وفي آخرها الباء الموحدة. هذه
النسبة إلى هراب وهو بطن من سامة بن لؤي وهو هراب بن صبهان بن بطنة بن سامة بن عوف
من بني سامة بن لؤي. ذكره أبو فراس (1).
الهرشي: بفتح الهاء وسكون الراء وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى هرش،
وهو اسم لبعض أجداد أبي القاسم الحسن بن سعيد بن الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن
الوراق الهرشي، يعرف بابن الهرش، مروزي الأصل، حدث عن إسحاق بن إبراهيم
البغوي. وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه. روى عنه
أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة. مات في
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة.
وأبوه سعيد بن الحسن بن يوسف الهرشي، مرو الروذي الأصل، حدث عن أبيه،
وسعدويه الواسطي. روى عنه ابنه الحسن.
الهرفي: بفتح الهاء وسكون الراء وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى هرفة، وهو اسم
لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو غنيمة بن أبي الفضل بن هرفة الضرير الهرفي، من أهل
الحريم الطاهري بغربي بغداد، شيخ صالح كان أصحابنا يحسنون إلينا عليه ويصفونه
بالجبرية. سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكرخي وغيره. سمعت منه
أحاديث في دكان شيخنا أبي منصور بن زريق القزاز.
الهرمزغندي: بضم الهاء وسكون الراء وضم الميم وسكون الزاي وفتح الغين المعجمة
وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى هرمزغند، وهي قرية من قرى
مرو، على خمسة فراسخ، منها:
عبد الحكم بن ميسرة الهرمزغندي، صاحب أحاديث الفتن.

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": قلت: فاته (الهرثي) بضم الهاء وسكون الراء وبالثاء المثلثة نسبة إلى الهرث، وهي
قرية من أعمال واسط، منها أبو الغنائم محمد بن علي المعروف بابن المعلم الشاعر، وتوفي سنة اثنتين وتسعين
وخمسمئة عن تسعين سنة، وديوانه مشهور ".
634

الهرمزفرهي: بضم الهاء والميم بينهما الراء الساكنة ثم الزاي الساكنة وفتح الفاء والراء
وفي آخرها هاء أخرى. هذه النسبة إلى هرمزفره، وهي قرية بأقاصي مرو على طرف البرية،
يقال لها الساعة مسفرى على طريق ما وراء النهر، وإنما قيل لها هرمزفره على ما بلغني لان
عسكر الاسلام لما وردوا مرو كان بقرية مسفرى أمير يقال له: هرمز، فهرب، فقالت
العرب: هرمز فر، فبقي الاسم عليها، والله أعلم. كان خرج منها جماعة من المشاهير
والعلماء، منهم:
أبو هاشم بكير بن ماهان الهرمزفرهي، كان ممن سعى في دولة بنى العباس، ونقل
الخلافة من بني أمية، ولما مات أبو رياح النبال اجتمعت الشيعة بالكوفة، وكتبوا إلى الامام
من جماعتهم بموت أبي رياح. وسألوه أن يولي عليهم رجلا وكان رسولهم بكتابهم إلى الإمام أبو
هاشم بكير بن ماهان من قرية هرمزفرة، وابتاعوا له عطرا، ومضى على حمار له كأنه عطار
حتى قدم الشراة، فأتى الحميمة (1)، وكان يدور بالعطر ويبيع بأرخص مما كان يبيعه غيره إلى
أن وقع إلى محمد بن علي، وأبلغه الكتاب، فولى أمرهم أبا الفضل سالم الأعمى، وهو
يومئذ بصير، وبكير جد في أمر بني العباس.
وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم القزاز الهرمزفرهي، سمع علي بن خشرم، وسليمان بن
معبد السنجي وغيرهما. كذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن البقال الهرمزفرهي، تحول إلى السنج وسكنها.
وأحمد بن قطن الهرمزفرهي. قال محمد بن علي الحافظ: كان يقرأ كتب
ابن المبارك، فإذا بلغ إلى: أي فلان، قال: سودوا وجهه.
وأبو الفضل حمدويه بن الفضل التاجر الهرمزفرهي. سمع نصر بن علي، ومحمد بن
بشار البصريين، ثبته محمد بن علي الحافظ. هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الحافظ الهرمزفرهي المروزي. كان
حافظا، متقنا، ثقة، صدوقا، صاحب حديث، رحل وجمع وكتب الكثير بالعراق وخراسان
والشام ومصر، وكتب بها كتب الشافعي، وسمعها وحملها إلى بلده. سمع محمد بن
عبد الله بن قهزاد، وإسحاق بن منصور الكوسج، وعلي بن خشرم. وبندارا محمد بن

(1) الحميمة: بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام، كان منزل بني العباس.
" معجم البلدان ": 2 / 307.
635

بشار، وأبا موسى محمد بن المثنى. روى عنه أبو العباس المحبوبي، وأبو القاسم
الطبراني، وأبو العباس بن عقدة، وأبو بكر بن أبي دارم الكوفيان وجماعة كثيرة سواهم،
حدث بالعراق وخراسان وكان يقول: خرجت من البصرة وأنا أذاكر بمئة ألف حديث، وأنا
اليوم أذاكر بعشرة آلاف حديث وقيل: سأل الأمير خالد بن أحمد الذهلي أبا عبد الله محمد بن
علي الحافظ أن يمكنه من كتبه عقيب انصرافه من رحلته إلى العراق والشام، فمكنه من كتبه،
إما قال: أنفذها إليه أو حملها إليه، فنظر فيها، فلما رجع محمد بن علي سأل من حضر
المجلس عما قاله خالد بن أحمد، فقيل له: إنه قال: قد أحس الكتابة إلا أنه لم يكتب
الحكايات فرحل محمد بن علي ثانيا وكتب الحكايات ولم يكتب سوى ذلك شيئا، أو كما
قال. ومات بقريته في آخر المحرم سنة ست وثلاثمئة وزرت قبره بهرمزفره غير مرة.
هرمي: بفتح الهاء والراء وفي آخرها الميم. هذه اللفظة لها صورة النسبة، وهي اسم
جماعة منهم هرمي بن عبد الله بن رفاعة الأنصاري الواقفي، له صحبة ولا يعرف له رواية.
وهرمي بن عبد الله، حدث عن خزيمة بن ثابت. روى عنه عبد الملك بن عمرو
الخطمي، وعرمو بن شعيب.
وشماس بن عثمان بن الشريد بن هرمي المخزومي، أحد الصحابة البدريين.
الهرمي: بفتح الهاء وسكون الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى هرمة، وهو بطن
من فهر، وهو هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن
فهر. منهم:
إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الشاعر، مقدم شعراء المحدثين، قدمه
محمد بن داود بن الجراح على بشار وأبي نواس وغيرهما من المحدثين.
الهرمي: بكسر الهاء وسكون الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى هرم بن هني بن
بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، من ولده النعمان بن عصر وقد تقدم نسبه، شهد بدرا.
هكذا ذكره الدارقطني.
الهرواني: بفتح الهاء والراء والواو وفي آخرها النون. هذه النسبة وهو القاضي
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي القاضي الكوفي المعروف بابن الهرواني،
كان إماما فاضلا، جليل القدر، مفتيا على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، ثقة، صدوقا،
وكان من عاصره من الكوفيين يقول: لم يكن بالكوفة من زمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
636

إلى وقته أفقه منه. سمع أبا الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري، ومحمد بن
القاسم بن زكريا المحاربي وغيرهما. روى عنه أبو القاسم الأزهري، وأبو الحسن العتيقي،
وأبو القاسم التنوخي وأبو منصور محمد بن محمد العكبري، وأبو الفرج محمد بن محمد بن
علان الخازن، وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن داود الخزاعي وغيرهم. وكان آخر من روى
عنه. وكانت ولادته في سنة خمس وثلاثمئة، وشهد في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمئة، ومات
بالكوفة في الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمئة وله خمس وتسعون سنة.
الهروي: بفتح الهاء والراء المهملة. هذه النسبة إلى بلدة هراة، وهي إحدى بلاد
خراسان وقد ذكرت فضائلها في الحنين إلى الأوطان فتحها خليد بن عبد الله الحنفي من جهة
عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه. خرج منها جماعة من العلماء
والأئمة في كل فن، منهم:
أبو علي الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم بن زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن
عبد الرحمن الأنصاري الهروي، من أهلها. يروي عن علي بن حجر المروزي، وكان ركنا
من أركان السنة في بلده. مات سنة ثلاثمئة في آخرها وفي أول سنة إحدى وثلاثمئة.
وأما أبو زيد الهروي الحرشي العامري فاسمه سعيد بن الربيع، من أهل البصرة، هو
من موالي زرارة بن أوفى. قال أبو حاتم بن حبان: أبو زيد إنما قيل له هروي لأنه كان يبيع
الثياب الهروية فنسب إليها. يروي عن شعبة. روى عنه أحمد بن المقدام العجلي وأهل
العراق، مات سنة إحدى عشرة ومئتين.
وأبو هشام عائذ بن حبيب الهروي الأحول، من أهل البصرة. قال أبو حاتم بن حبان:
عائذ بن حبيب بياع الهروي مولى بني عبس. يروي عن حميد الطويل. روى عنه أهل
البصرة.
وأبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة الهروي، مولى
عبد الرحمن بن سمرة القرشي. يروي عن حماد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل
علي رضي الله عنه وأهل بيته. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. قال أبو حاتم بن حبان: وهو
الذي روى عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت من قبل الباب " وهذا
شئ لا أصل له، ليس من حديث ابن عباس ولا مجاهد ولا الأعمش ولا أبو معاوية حدث
به، وكل من حدث بهذا المتن فإنه سرقه من أبي الصلت هذا وإن أقلب إسناده.
637

روى عنه محمد بن هشام المستملي، وكانت له رحلة في الحديث إلى البصرة والكوفة
والحجاز واليمن، وأدرك حماد بن زيد، ومالك بن أنس وعبد الوارث بن سعيد وجعفر بن
سليمان وشريك بن عبد الله، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله العوام، وأبا معاوية الضرير،
ومعتمر بن سليمان التيمي، وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق بن همام وغيرهم. روى عنه
أحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري وإسحاق بن الحسن الحربي
والحسن بن علوية القطان وغيرهم من الغرباء.
ذكره أحمد بن سيار المروزي وقال: ذكر لنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي
أنه من موالي عبد الرحمن بن سمرة وقد لقي وجالس الناس، ورحل في الحديث وكان
صاحب قشافة، وهو من آحاد المحدودين في الزهد، قدم مرو أيام المأمون يريد التوجه إلى
الغزو، فأدخل على المأمون فلما سمع كلامه جعله من الخاصة من إخوانه وحبسه عنده إلى
أن خرج معه إلى الغزو فلم يزل عنده مكرما إلى أن أراد إظهار كلام جهم وقول
القرآن مخلوق، وجمع بينه وبين بشر المريسي وسأله أن يكلمه، وكان أبو الصلت
يرد على أهل الأهواء من المرجئة، والجهمية، والزنادقة، والقدرية، وكلم بشر المريسي غير
مرة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام، كل ذلك كان الظفر له. وكان يعرف بكلام
الشيعة، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يفرط، ورأيته يقدم أبا بكر وعمر،
ويترحم عن علي وعثمان، ولا يذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالجميل. وسمعته يقول: هذا
مذهبي الذي أدين الله به إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب. وسألت إسحاق بن إبراهيم
عن تلك الأحاديث وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى، وما روي في معاوية،
فقال: هذه أحاديث قد رويت، قلت: فتكره كتابتها وروايتها والرواية عمن يرويها؟ فقال:
أما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك، وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم فاني
لا أرى الرواية عنه. وقال يحيى بن معين: أبو الصلت ثقة صدوق إلا أنه يتشيع. وقال مرة
أخرى: لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كان أبو الصلت زائفا عن الحق، مائلا عن القصد،
سمعت من حدثني عن بعض الأئمة أنه قال: فيه: هو أكذب من روث حمار الدجال، وكان
قديما متلوثا في الأقذار. وقال أبو عبد الرحمن النسائي: أبو الصلت ليس بثقة. وقال
الدارقطني: أبو الصلت كان خبيثا رافضيا، وقال: روى عن جعفر بن محمد عن آبائه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الايمان إقرار بالقول وعمل بالجوارح " الحديث، وهو متهم بوضعه، لم
يحدث به إلا من سرقه منه، فهو الابتداء في هذا الحديث. وحكي عنه أنه قال: كلب العلوية
638

خير من جميع بني أمية، فقيل: فيهم عثمان؟ فقال: فيهم عثمان. ومات في شوال سنة
ست وثلاثين ومئتين.
وأبو.. محمد بن يوسف بن.. الهروي ثم الدمشقي، هروي الأصل، دمشقي
المولد والمنشأ، كان من مشاهير المحدثين بدمشق. يروي عن محمد بن أحمد بن يزيد
الأنصاري (..) (1) روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، والحاكم
أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ
وغيرهم.
وأبو منصور محمد بن الحسن بن هوا الهروي، سكن ما وراء النهر، راوي السنن
لأبي داود السجستاني، سمعها من أبي بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة التمار،
روى عنه أبو حفص عمر بن منصور بن خنب البزاز الحافظ، وتوفي لسبع بقين من شهر ربيع
الآخر سنة اثنتين وأربعمئة.

(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
639

باب الهاء والزاي
الهزارسبي: بفتح الهاء والزاي والراء بينهما ألف والسين المهملة الساكنة وفي آخرها
الباء الموحدة ويقال: بالفاء أيضا هزارسب وهي قلعة حصينة بخوارزم، منها أبو محمد
عبد الله بن محمد بن حمزة الخوارزمي الهزارسبي، سكن فربر. يروي عن أبي الليث
عبيد الله بن سريج، وأبي عبد الله بن أبي حفص. روى عنه أبو نصر أحمد بن سهل
البخاري.
الهزاني: بكسر الهاء والزاي المشددة المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى هزان، وهو بطن من عتيك، وهو هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن
عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدان. قال الدارقطني: هو بطن ينتسب إليه
الهزانيون، وهو أخو محارب بن صباح. قال: ومن الهزانيين شيخنا أبو روق أحمد بن
محمد بن بكر الهزاني. حدث هو وأبوه من قبله. قلت: أبو روق من أهل البصرة. يروي
عن ميمون بن مهران الكاتب، وعبد الله بن شبيب المكي. روى عنه جماعة كثيرة منهم أبو
الحسن أحمد بن محمد بن الجندي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وغيرهما.
ومات بعد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة (1).
وفي الأسماء هزان بن موسى. روى عن ثابت بن عبيد. روى عنه وكيع، يعد في
الكوفيين. قال ذلك البخاري.
وأبو هزان رافع بن أبي جميلة (2) الشامي. سمع حذيفة، روى عنه صفوان بن عمرو
وفضيل بن فضالة، ويحيى بن حصين.
وأبو هزان يزيد بن سمرة الرهادي. سمع عطاء الخراساني، وبكر بن خنيس، وروى

(1) قال ابن الأثير معقبا: " قلت: قوله " بطن من العتيك " يوهم أن العتيك ها هنا قبيلة ليكون لها بطون، وليس كذلك،
وإنما هو أب لا غير، وإنما العتيك الذي هو بطن كبير ينسب إليه عتكي فهو في الأزد وقد تقدم ".
(2) وفي " الاكمال ": 7 - 414 ما نصه: " أبو هزان عطية بن أبي جميلة رافع شامي، سمع حذيفة ومعاوية، روى عنه
صفوان بن عمرو وفضيل بن فضالة ويحيى بن حصين. وقال مسلم والدار قطني: هو رافع بن أبي جميلة، وهو
وهم، والصحيح أنه عطية بن أبي جميلة رافع. ذكره البخاري وغيره ".
640

عنه هشام بن عمار، ويحيى بن بكير.
الهزمي: بفتح الهاء وسكون الزاي بعدها الميم. هذه النسبة إلى هزمة، وهو جد
المنتسب إليه. قال سيف بن عمر: فيمن بقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان بعد اليرموك من
قواد أهل اليمن سهم بن المسافر بن هزمة، وهو هزمي.
الهزمي: بضم الهاء وفتح الزاي وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى هزم، وهو من
أجداد بني العباس بن عبد المطلب. قال أبو الحسن الدارقطني: وأما هزم فهو من أجداد أم
بني العباس بن عبد المطلب، واسمها لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن
رويبة بن عبد الله بن هلال بن عارم بن صعصعة، وأختها ميمونة بنت الحراث بن حزن بن
بجير بن الهزم زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الهزيلي: بضم الهاء وفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف. هذه النسبة إلى هزيلة،
وهي اسم امرأة. والمشهور بالانتساب إليها:
خالد بن أبي حيان الهزيلي. قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى هزيلة امرأة من بني
ذبيان ولدت في بني سلمة بالمدينة. يروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. روى عنه
يعقوب بن محمد بن طحلاء. سئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال: مديني ثقة.
الهزيمي: بضم الهاء وفتح الزاي بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم. هذه
النسبة إلى هزيم، وهو بطن من حمير، وهو الهزيم بن أسعد بن عمرو بن وائل بن مرة بن
حمير بن يزيد بن حضرموت. ذكره ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب حضرموت.
وفي الأسماء سعد بن ليث بن سود القضاعي، يلقب هزيما. ذكره ابن دريد.
641

باب الهاء والسين (المهملة)
الهسنجاني: بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها النون
بعد الألف. هذه النسبة إلى قرية من قرى الري يقال لها: هسنكان، فعرب إلى هسنجان.
والمشهور بالانتساب إليها:
أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني الرازي. حدث عن عبيد الله بن معاذ
العنبري، وعبد الأعلى بن حماد، وهشام بن عمار، وأبي الطاهر بن السرح وغيرهم.
وكانت له رحلة إلى العراق والشام وديار مصر. روى عنه أبو جعفر بن مردويه الأصبهاني،
وأبو عمرو بن مطر المقرئ، وأبو بكر الإسماعيلي. توفي سنة إحدى وثلاثمئة. هكذا ذكره
أبو الشيخ الأصبهاني.
والحسن بن الحسين بن عاصم الهسنجاني بن أخي عبد السلام بن عاصم الهسنجاني.
يروي عن يزيد بن أبي حكيم العدني، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن آدم، وسعيد بن
منصور. قال ابن أبي حاتم: سمعت محمد بن أيوب يقول: كنا لا نشك نحن وعلي بن
شهاب أنه كذاب، ولم نحدث عنه.
642

باب الهاء والشين (المعجمة)
الهشامي: بكسر الهاء وفتح الشين المعجمة والميم في آخرها بعد الألف. هذه النسبة
إلى جماعة اسمهم هشام. والهشامية جماعة من غلاة الشيعة، وهم الهشامية الأولى
والأخرى (1). أما الأولى فهم أصحاب هشام بن الحكم الرافضي المفرط في التشبيه
والتجسيم، وكان يقول: إن معبوده جسم ذو حد ونهاية، وإنه طويل عريض عميق، وطوله
مثل عرضه، وعرضه مثل عمقه. وله مقالات في هذا الفن حكيت عنه.
وأما الهشامية الأخرى فهم أصحاب هشام بن سالم الجواليقي، وكان يزعم أن معبوده
جسم، وأنه على صورة الانسان ولكنه ليس بلحم ولا دم، بل هو نور ساطع يتلألأ بياضا، وله
حواس خمس كحواس الانسان، ويد ورجل وسائر الأعضاء، وأن نصفه الأعلى مجوف،
ونصفه الأسفل مصمت. وعنه أخذ داود الجواربي قوله: إن معبوده له جميع أعضاء الانسان
إلا الفرج واللحية. وزعم هشام بن الحكم أنه كسبيكة الفضة، وأنه يشبر نفسه سبعة أشبار.
وكل واد منهما يكفر صاحبه، ويكفرهما غيرهما.
وثم هشامية ثالثة، وهم.. (2) ينتسبون إلى هشام بن عمرو الفوطي، وفضائحه
كثيرة. منها أنه حرم على الناس أن يقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وقد نطق القرآن
بذلك. وزعم أن الوكيل يقتضي موكلا، ولم يعلم أن الوكيل قد يكون بمعنى الحفيظ كقوله
تعالى:
" قل لست عليكم بوكيل) أي: بحفيظ.

(1) راجع حول هاتين الفرقتين " الملل والنحل ": 1 / 184 - 185.
(2) بياض في إحدى النسخ قدر ثلاث كلمات. وانظر حول هذه الفرقة " الملل والنحل ": 1 / 72 - 74.
643

باب الهاء والفاء
الهفاني: بكسر الهاء وتشديد الفاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى هفان، وهفان
في حنيفة، وهو هفان بن الحارث بن ذهل بن الدؤل بن حنيفة. والمشهور بالانتساب إليه هو
ضمضم بن جوس الهفاني، يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه. ثقة ولم يخرج حديثه في
الكتابين. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: أخطأ معاذ بن معاذ حيث
قال: عكرمة، عن ضمضم بن جوس المهراني كذا قال معاذ وإنما هو الهفاني، قاله
أبو علي الغساني الحافظ. وقال ابن أبي حاتم: يروي عن أبي هريرة، وعبد الله بن حنظلة.
روى عنه يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار. وقال أحمد بن حنبل فيما روى عنه ابنه
صالح: ضمضم بن جوس ليس به بأس، روى عنه يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار.
644

باب الهاء والكاف
الهكاري: بفتح الهاء والكاف المشددة وفي آخرها الراء. هذ النسبة إلى الهكارية
وهي بلدة وناحية عند جبل، وقيل: جبال وقرى كثيرة فوق الموصل من الجزيرة. والمشهور
منها:
أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن المؤمل بن
الوليد بن القاسم بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف القرشي العبشمي الهكاري الملقب بشيخ الاسلام تفرد مدة بطاعة الله في الجبال،
وابتنى أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والصالحون، وكان كثير الخير والعبادة، مقبولا
وقورا. سمع بمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي، وبمصر أبا عبد الله محمد بن
الفضل بن نظيف الفراء وأبا القاسم عبد الله بن علي بن شامة المعافري، وببغداد وأبا القاسم
عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ، وأبا بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وبالرملة
أبا الحسين محمد بن الحسين محمد بن الحسين الترجماني الصوفي، وبصيدا محمد بن
أحمد بن جميع الغساني وطبقتهم. سمع منه الفقهاء من الحفاظ. روى لنا عنه بمكة أبو زكريا
يحيى بن عطاف الموصلي، وببغداد عبد العزيز بن أحمد بن ساملوه المقبري،
وعبد الرحمن بن الحسن الفارسي، وببروجرد أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ،
وصالح بن إسماعيل بن دودين الحبلي، وبأصبهان أبو الخير شعبة بن عمر الصباغ،
وأبو محمد الحسن بن محمد بن جعفر المهراني وغيرهم. وكانت ولادته سنة تسع وأربعمئة،
ومات بالهكارية في أول المحرم من سنة ست وثمانين وأربعمئة.
وكان ببغداد في زماننا شاب صالح من الهكارية، سمع معنا الحديث من أبي بكر
محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيره.
645

باب الهاء واللام
الهلجي: بفتح الهاء واللام وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى هلجة، وهو اسم لجد
يعقوب بن زيد بن هلجة بن عبد الله بن أبي مليكة التيمي الهلجي، وكان قاضيا، يروي عن
سعيد المقبري وأبيه. روى عنه مالك بن أنس، وهشام بن سعد، وموسى بن عبيدة،
ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وأيوب بن سيار، وأبو معشر نجيح، وإبراهيم بن طهمان.
قال علي بن المديني: يعقوب بن زيد شيخ معروف. وقال أبو زرعة: هو مديني ثقة. وقال
أبو حاتم الرازي، لا بأس به، ولا يحتج بحديثه.
646

باب الهاء والميم
الهماني: بضم الهاء وفتح الميم المخففة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
همان (1)، وظني أنها قرية بالعراق من سواد بغداد. والمشهور بهذه النسبة:
أبو الفرج الحسن بن أحمد بن علي الهماني، من أهل بغداد. روى عن عبد الله بن
محمد بن جعفر بن شاذان وغيره. روى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي،
وأبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله
وغيرهم.
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن الضحاك الهماني. يروي عن عمار بن خالد. روى عنه
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن الضحاك الهماني
بها، أبو عمرو.
الهمداني: بفتح الهاء وسكون الميم والدال المهملة، هي منسوبة إلى همدان، وهي
قبيلة من اليمن، نزلت الكوفة، وهي همدان بن أو سلة، وهمدان بن مالك بن زيد بن
أو سلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وقال أبو علي الغساني: همدان اسمه أو سلة - بسين مهملة - بن خيار - بخاء معجمة - بن
كهلان بن سبأ. وفي همدان بطون كثيرة منها سبيع ويام ومرهبة وأرحب، وفي كل بطن
جماعة سنذكرهم في موضعهم، وسمعت أبا الغنائم المسلم بن نجم المزني الكوفي بسمرقند
يقول: فاخرت أهل الكوفة أهل البصرة، حتى وقعوا في القبائل، فكل قبيلة ذكرها أهل
الكوفة ذكر أهل البصرة أن جماعة من هذه القبيلة نزلت بالبصرة منهم طائفة أيضا، حتى وصل
أهل الكوفة إلى همدان، فسكت أهل البصرة واعترفوا أن ليس بالبصرة من بني همدان أحد.
وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام (2)

(1) ذكر ياقوت في " معجمه " همانية، وقال: قرية كبيرة كالبلدة بين بغداد والنعمانية وسط البرية.. والنسبة إليها
هماني، وربما قيل: همني بغير ألف. " معجم البلدان ": 5 / 410.
(2) البيت في " تبصير المنتبه ": 4 / 1462، وورد في الديوان المنسوب لعلي رضي الله عنه ص 114 بلفظ:
إذا كنت بوابا على باب جنة * أقول لهمدان أدخلوا بسلام 8 ج
647

والمشهور بهذه النسبة: أبو المورع محاضر بن المورع الهمداني، من أهل الكوفة،
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، والأعمش. روى عنه أحمد بن حنبل،
وأهل العراق.
وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، همداني أيضا، وقد ذكرناه في السبيعي.
وأبو عبد الله الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري، من أهل الكوفة. يروي عن
السدي، وسماك بن حرب. روى عنه أهل العراق، وكان مولده سنة مئة، ومات سنة سبع
وستين ومئة، وكان فقيها ورعا، من المتقشفة الخشن، ممن تجرد للعبادة ورفض الرئاسة،
على تشيع فيه.
وأبو هشام عبد الله بن نمير الهمداني، من أهل الكوفة. يروي عن يحيى بن سعيد
الأنصاري وابن أبي خالد. روى عنه ابنه محمد بن عبد الله بن نمير وأهل العراق، مات
سنة 199.
وكتبت عن جماعة من الهمدانيين بالكوفة منهم:
أبو الغنائم محمد بن محمد بن جناح الهمداني.
وعلي بن إبراهيم أبو الحسن الهمداني، وابنه أبو الأكرم بركات الهمداني، وغيرهم.
وأهل الكوفة فيهم هذه النسبة كثيرة.
وشيخنا أبو تمام إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن حمدان الهمداني. يروي عن أبي
يعقوب يوسف بن محمد الهمداني هو همداني يروي عن همداني. كتبت عنه ببروجرد إحدى
بلاد الجبل، وسمع أبا معشر الطبري بمكة، ومات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة ببروجرد.
وأبو ذر عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني من أهل الكوفة. يروي عن عطاء،
ومجاهد. روى عنه وكيع وأهل العراق. مات سنة خمسين ومئة. قال أبو حاتم بن حبان:
عمر بن ذر كان مرجئا يقص.
وأبو عروة القاسم بن مخيمرة الهمداني. يروي عن شريح بن هانئ والكوفيين. قال
أبو حاتم بن حبان: وما أحسبه سمع أبا موسى. روى عنه الحكم بن عتيبة، وأهل العراق،
وكان من خيار الناس، وكان من صالحي أهل الكوفة، خرج منها وسكن الشام مرابطا، ومات
سنة مئة.
ومجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، من أهل الكوفة. يروي عن الشعبي، وقيس بن
648

أبي حازم. روى عنه العراقيون. مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئة في ذي الحجة، وكان
ردئ الحفظ، يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به. وكان الشافعي
رحمة الله عليه يقول: الحديث عن حرام بن عثمان حرام، والحديث عن مجالد يجالد،
والحديث عن أبي العالية الرياحي رياح. وقال أحمد بن حنبل: مجالد حديثه عن أصحابه
كأنه حلم.
والأعشى الهمداني، هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم بن
عمرو بن مالك بن الحارث بن عبد الحارث بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن
همدان، يكنى أبا المصبح، وكان زوج أخت الشعبي، وكان من القراء ثم تركه وصار
شاعرا، وخرج مع ابن الأشعث فأتي به الحجاج، فقتله صبرا.
وأبو عمر إسماعيل بن مجالد بن سعيد بن عمير بن ذي مران بن شرحبيل بن ربيعة بن
مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمداني، من مشاهير أهل
الكوفة، ورد بغداد وسكنها، وحدث عن أبيه، وبيان بن بشر الأحمسي، وإسماعيل بن
أبي خالد، وأبي إسحاق السبيعي، وسماك بن حرب. روى عنه ابنه عمر، وإبراهيم بن زياد
سبلان، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم. وقيل: إنه
ليس بالقوي.
الهمذاني: بالهاء والميم المفتوحتين والذال المنقوطة بعدهما، فهي مدينة بالجبال
مشهورة على طريق الحاج والقوافل، أقمت بها في التوجه والانصراف أربعين يوما وكان بها
ومنها جماعة من العلماء والأئمة والمحدثين عالم لا يحصى. ومن المشهورين منها:
أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي بن ديزيل الهمذاني المعروف بسيفنة، سمع
علي بن عياش الحمصي، وآدم بن أبي إياس العسقلاني وإسماعيل بن أبي أويس المدني،
ويحيى بن صالح الوحاظي، وعفان بن مسلم الأنصاري (1). روى عنه إبراهيم بن سعيد بن
معدان البزاز، وأبو حفص عمر بن حفص بن هند المستملي، والقاسم بن أبي صالح،
وأحمد بن عبيد، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وغيرهم. وإنما قيل له سيفنة باسم طائر
بمصر يقع على الشجرة ويقلع الأوراق منها بمنقاره ويرميها حتى لا يترك عليها ورقة واحدة،

(1) في ظ و م: الصفار بدل الأنصاري، وعفان بن مسلم الأنصاري هذا يعرف بالصفار نسبة إلى بيع الأواني الصفرية
المصنوعة من الصفر وهو ضرب من النحاس. أنظر " سير أعلام النبلاء ": 10 / 241.
649

فلقب إبراهيم بن ديزيل به لأنه إذا ظفر بمحدث لا يفارقه حتى يسمع منه ما عنده ويكتبه. ولنا
في حصره حكاية عجيبة. مات يوم الاحد آخر يوم من شعبان سنة إحدى وثمانين ومئتين.
وأبو أحمد المران بن حمويه الهمذاني، يقال: إن البخاري حدث عنه عن أبي غسان
في كتاب الشروط.
وعبد الحميد بن عصام الهمذاني، وهو من أهل جرجان، سكن همذان فنسب إليها.
روى عن سفيان بن عيينة وغيره. روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي. وسئل عنه
فقال: صدوق.
وأبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن
الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف بن قيس التميمي الهمذاني، من أهل همذان، كان
حفاظا، فهما، عالما، ثقة، ثبتا، صنف كتابا في طبقات الهمذانيين، وكتابا في سنن
التحديث، وغير ذلك. سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن قارن
الرازيين، والحسن بن علي المكتب، وإبراهيم بن عمروس، والقاسم بن بندار،
وعبد الرحمن بن حمدان الهمذانيين، ومحمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي، وسليمان بن
داود، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القزوينيين وطبقتهم. روى عنه أبو الفضل محمد بن عيسى
البزاز الصوفي، ومحمد بن الفرج بن علي البزاز، وعلي بن طلحة المقرئ، وحدث ببغداد
سنة سبعين وثلاثمئة.
وأبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمذاني الملقب بالبديع، كان أحد
الفضلاء الفصحاء، وكان متعصبا لأهل الحديث والسنة، وما أخرجت همذان بعده مثله.
هكذا قال أبو الفضل الفلكي، وقال: كان من مفاخر بلدنا. روى عن أبي الحسين أحمد بن
فارس بن زكريا الأديب، وعيسى بن هشام الاخباري. حدث عنه القاضي أبو محمد
عبد الله بن الحسين النيسابوري، والفقيه أبو سعد محمد بن الحسين بن يحيى أخوه. وسكن
هراة وبها مات، ويقال: إنه سم سنة ثمان وتسعين وثلاثمئة.
وأبو عائشة مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني ثم الوادعي، وهو من ولد عبد الله بن
وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن
نوف بن همدان، من أهل الكوفة، سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا، وأسلم أبوه
الأجدع، فسمي عبد الرحمن. رأى مسروق أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليا.
وابن مسعود، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم. روى عنه جماعة منهم عامر الشعبي
650

وإبراهيم النخعي، وكان ممن حضر مع علي حرب النهروان، وحكي عنه أنه حج فما نام في
الطريق إلا ساجدا، وهو ابن أخت عمرو بن معد يكرب، وكان أبوه أفرس فارس باليمن،
وكان الشعبي يقول: ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.
وصلى حتى تورمت قدماه.
وأبو القاسم هارون بن إسحاق الهمداني، من أهل الكوفة من الثقات. روى عن
عبد السلام بن حرب، وأبي خالد الأحمر، وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن عبد الوهاب
السكري، ومطلب بن زياد، ومعتمر بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكي. روى عنه
أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي. قال علي بن الحسين بن الجنيد: كان محمد بن عبد الله بن نمير يبجله، وقال
أبو حاتم الرازي: هو صدوق.
وأبو سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني الكوفي، يروي عن الأعمش،
وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول. مات بالمدائن وهو قاض بها في جمادى من سنة
ثمانين، وهو أول من صنف بالكوفة. روى عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وهناد بن
السري، وأبو كريب وغيرهم. وكان يحيى بن سعيد القطان يقول: ما خالفني بالكوفة أشد
علي من ابن أبي زائدة. وكان ابن نمير يقول: ابن أبي زيادة في الحديث أكثر بن ابن إدريس
في الاتقان. وثقه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن
يحيى بن أبي زائدة فقال: مستقيم الحديث، صدوق، ثقة (1).

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الهميمي) بضم الهاء وفتح الميم وبعدها ياء تحتها نقطتان ساكنة ثم ميم
أخرى نسبة إلى هميم بن عبد العزي بن ربيعة بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، منهم كدام بن
حيان وعبد الرحمن بن حسان العنزيان، وفيهم قال عبد الله بن خليفة الطائي يذكر أصحاب حجر:
ويا أخوينا من تميم هديتما * ويسرتما للصالحات فأبشرا
وفاته النسبة إلى هميم بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى، بطن من اليمن، ينسب إليه
سعيد الساجور وحبيب بن الجهم الهميمان.
وفاته النسبة إلى هميم بن ذهل بن هني بن بلي، بطن من بلي، منهم أبو بردة بن نيار؟؟ بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن
كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم حليف الأنصار، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم زيد بن أسلم بن ثعلبة بن
عدي بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم البلوي
الهميمي، له حلف في الأنصار، شهد بدرا، وهو الذي قتله طليحة الأسدي يوم بزاخة، وقتل معه عكاشة بن
محصن الأسدي ".
651

باب الهاء والنون
الهنائي: بضم الهاء وفتح النون. هذه النسبة إلى هناءة بن مالك بن فهم. والمشهور
بالانتساب إليها:
أبو يزيد يحيى بن يزيد بن مرة الهنائي، من التابعين. يروي عن أنس بن مالك رضي
الله عنه. روى عنه شعبة. قال أبو حاتم بن حبان: هو من هناءة، ومن قال: يزيد بن
يحيى، أو يزيد بن أبي يحيى فقد وهم.
وحماد الهنائي شيخ بصري. يروي عن معاوية المراسيل. روى عنه أبو الشيخ
الهنائي.
وأبو شيخ حيوان بن خالد الهنائي البصري. يروي عن أخيه " أتاهم كتاب عمر وهو مع
عثمان بن أبي العاص رضي الله عنهما. روى عنه قتادة.
وأبو مرصفة عثمان بن مرجعة الهنائي، من أهل البصرة. يروي عن عكرمة، ومالك بن
دينار. روى عنه أهل البصرة.
وعلي بن المبارك الهنائي، من أهل البصرة. يروي عن هشام بن عروة، وكان راويا
ليحيى بن أبي كثير. روى عنه وكيع بن الجراح، ومسلم بن إبراهيم، وكان متقنا ضابطا.
وأبو شعيب الصلت بن دينار الأزدي الهنائي المجنون، من أهل البصرة. يروي عن
ابن سيرين، وأبي نضرة. روى عنه البصريون، وكان الثوري إذا حدث عنه كان يقول:
حدثنا أبو شعيب، ولا يسميه، وكان ممن يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتقص علي بن
أبي طالب رضي الله عنه وينال منه ومن أهل بيته، على كثرة المناكير في روايته. تركه
أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. قال يحيى بن سعيد: ذهبت أنا وعوف إلى الصلت بن
دينار، فذكر الصلت عليا فنال منه، فقال له عوف: مالك يا أبا شعيب؟. لا رفع الله
صرعتك.
وبيهس بن فهدان الهنائي، بصري. يروي عن أبي شيخ الهنائي. روى عنه شعبة،
ووكيع، والنضر بن شميل. وثقه يحيى بن معين.
الهنبي: بكسر الهاء وسكون النون وفي آخرها الباء الموحدة. هذه النسبة إلى هنب،
652

وهو بطن من ربيعة بن نزار، وهو هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن
نزار بن معد بن عدنان. من ولده عامر بن ربيعة العدوي، شهد بدرا.
وهنب بن القين بن هود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة (1).
الهندواني: بكسر الهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون. هذه
النسبة للفقيه أبي جعفر محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الفقيه الهندواني البلخي، من
أهل بلخ، كان إماما فاضلا عارفا بفقه أبي حنيفة رحمه الله، حتى يقال له من فقهه: أبو حنيفة
الصغير. حدث بالحديث، وأفتى بالمشكلات، وشرح المعضلات. وإنما قيل له الهندواني
لأنه من محلة ببلخ يقال لها: باب هندوان، ينزل فيها الغلمان والجواري التي تجلب من
الهند. اجتزت بها غير مرة. وأبو جعفر سمع محمد بن عقيل الفقيه البلخي، وأبا القاسم
أحمد بن حم، وأستاذه أبا بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه وعليه تفقه، وعلي بن أحمد
الفارسي، وإسحاق بن عبد الرحمن القارئ الكندي وغيرهم. حدث، وسمع منه ببلخ
وبلاد ما وراء النهر. روى عنه جعفر بن محمد بن حمدان الفقيه، وأبو إسحاق إبراهيم بن
مسلم بن محمد بن محمد البخاري، وأبو عبد الله طاهر بن محمد الحدادي وغيرهم. مات
ببخارى وحمل إلى بلخ ودفن بها يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وستين
وثلاثمئة، وهو ابن اثنتين وستين سنة.
ومن القدماء نزال بن الهندواني. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: روى عن
الضحاك روى عنه عاصم بن محمد العمري، ومروان بن معاوية، سمعت أبي يقول ذلك.
قلت: وليس هذا منسوبا إلى تلك المحلة.
الهندي: بكسر الهاء وسكون النون وفي أخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى البلاد
وإلى القبيلة، فأما الأول فهو منسوب إلى بلاد الهند وفيهم كثرة وشهرة، منهم:
شيخنا أبو الحسن بختيار بن عبد الله الهندي الصوفي، عتيق محمد بن إسماعيل
اليعقوبي القاضي، من أهل فوشنج، شيخ صالح، سديد السيرة، سافر مع سيده إلى العراق

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الهنتاتي) بكسر الهاء وسكون النون وفتح التاء فوقها نقطتان وبعد الألف
تاء ثانية هذه النسبة إلى قبيلة كبيرة من البربر من المغرب يقال لها: هنتاتة، منهم أبو حفص عمر الهنتاني، من
أكابر أصحاب المهدي محمد بن تومرت، وصار بعده في دولة عبد المؤمن هو المشار إليه، وذكره عظيم في
المغرب، وكثير من القبيلة علماء ومقدمون ".
653

والحجاز وكور الأهواز وسمع ببغداد الشريف أبا نصر محمدا وأبا الفوارس طرادا ابني
محمد بن علي الزينبي، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وبالبصرة أبا علي
علي بن أحمد بن علي التستري، وأبا القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شعبة
الحافظ، وأبا يعلي أحمد بن محمد بن الحسن العبدي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة
بأصبهان وسائر بلاد الجبل وخوزستان. سمعت منه بفوشنج وهراة. توفي سنة اثنتين أو
ثلاث وأربعين وخمسمئة.
وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي الفصاد، عتيق الامام والدي رحمه الله. سافر معه
إلى العراق والحجاز وسمعه الحديث الكثير، وكان عبدا صالحا. سمع ببغداد أبا محمد بن
أحمد بن الحسين السراج، وأبا الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري،
وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، وبهمذان أبا محمد عبد الرحمن بن حمد بن
الحسن الدوني، وبأصبهان أبا الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد وأبا سعد محمد بن
أبي عبد الله المطرز، وأبا علي الحسن بن أحمد الحداد وطبقتهم. سمعت منه شيئا يسيرا.
وتوفي بمرو في صفر سنة إحدى وأربعين وخمسمئة.
والثاني جماعة من بني هند من بني شيبان. حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل
الحافظ من لفظه بجامع أصبهان، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي
الحافظ، أخبرنا أحمد بن أبي الربيع، حدثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني، حدثنا أبو العباس
الأموي، حدثنا عباس الدوري، سمعت يحيى بن معين يقول: يسير بن عمرو جاهلي، وهو
هندي من بني هند من بني شيبان.
وأبو موسى إسرائيل بن موسى الهندي، بصري، كان ينزل الهند فنسب إليها. روى
عن الحسن. روى عنه ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، والحسين الجعفي. قال
يحيى بن معين: إسرائيل صاحب الحسن ثقة (1).
الهنوي: بفتح الهاء والنون بعدهما الواو. هذه النسبة إلى هني وهي قبيلة من قضاعة،
وهو هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، منها:

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته " الهندي " نسبة إلى هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن
سعد هذيم، بطن من عذرة، منهم عروة بن حرام بن مالك العذري ثم الهندي، صاحب عفراء بنت مهاجر بن
مالك، وهي ابنة عمه. حرام: بالحاء المهملة وبالراء. وضنة: بكسر الضاد المعجمة وبالنون. وكبير: بالباء
الموحدة ".
654

معن وعاصم ابنا عدي بن الجد بن العجلان. شهدا بدرا. وعبدة بن مغيث بن
الجد بن العجلاني، شهد أحدا. وابنه شريك الذي يقال له: ابن سحماء، صاحب اللعان
وغيرهم مما ذكرته في الجدي.
ومن ولد هرم بن هني بن بلي النعمان بن عصر بن الربيع بن الحارث بن أديم بن أمية بن
خدرة بن كاهل بن رشد بن أفرك. شهد بدرا، عداده في بني معاوية بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وقيل: هو النعمان بن عصر بن عبيد بن وائلة بن حارثة.
الهني: بكسر الهاء والنون. هذه النسبة إلى هني، وهو بطن من طئ، وهو هني بن
عمرو بن الغوث بن طئ، قبيل منهم بنو حية رهط إياس بن قبصة الطائي ملك العرب بعد
النعمان بن المنذر. وأخوه مر بن عمرو بن الغوث بن طئ، منهم داود بن نصير الطائي العابد
المحدث الكوفي.
655

باب الهاء والواو
الهوذي: بضم الهاء والواو الساكنة وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى هوذ،
وهو بطن من عذرة، وهو الهوذ بن عمرو بن الأحب بن حن بن ربيعة بن ضنة بن عبد بن
كبير بن عذرة بن سعد بن زيد. من ولده بثينة بنت حبا بن ثعلبة بن الهوذ العذرية الهوذية
صاحبة جميل بن معمر الشاعر.
الهورقاني: بضم الهاء وسكون الواو والراء وبعدها القاف وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى هورقان، وهي قرية قريبة من سنج على سبعة فراسخ من مرو. والمشهور بالنسبة
إليها:
أبو رجاء محمد بن حمدويه بن موسى بن طريف بن روح الهورقاني، هكذا ذكره
المعداني، وقال: توفي سنة ست وثلاثمئة. وقال أبو بكر الخطيب: محمد بن حمدويه بن
أحمد وقيل: ابن عيسى أبو رجاء السنجي الهورقاني، يروي عن أحمد بن جميل،
ومحمد بن حميد الرازي، وعتبة بن عبد الله، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة،
وسويد بن نصر الطوسي، وحامد بن آدم، ورقاد بن إبراهيم وغيرهم. روى عنه عبد الله بن
أحمد بن الصديق المروزي وعلي بن حجر وغيرهما. وله كتاب في تاريخ المراوزة. هكذا
ذكر اسمه ونسبه الخطيب. قاله ابن ماكولا.
الهوزني: بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
هوزن، وهو بطن من ذي الكلاع من حمير، نزلت الشام. والهوزن في العربية الغبار،
وقيل: نوع من الطير. هكذا ذكره الحسين بن إبراهيم النظيري في كتاب " نظام العقدين ".
والمشهور بالانتساب إليها:
أبو الوليد الأزهر الهوزني، شامي، يروي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه
حريز بن عثمان الرحبي.
وفضيل بن فضالة الهوزني الشامي. يروي عن المقدام بن معد يكرب، وفضالة بن
عبيد، وعطية بن رافع. روى عنه صفوان بن عمرو، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن
صالح، وأبو بكر بن أبي مريم وغيرهم.
656

باب الهاء واللام ألف
الهلالي: بكسر الهاء. هذه النسبة إلى بني هلال، وهي قبيلة نزلت الكوفة،
والمنتسب إليها ولاء الإمام أبو محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران، واسمه ميمون الهلالي
مولى امرأة من بني هلال يقال لها (...) (1) من أهل الكوفة، انتقل إلى مكة، يروي عن
الزهري، وعمرو بن دينار. روى عنه أهل الحجاز والغرباء، وكان مولده سنة سبع ومئة ليلة
النصف من شعبان، وجالس الزهري وهو ابن ست عشرة سنة وشهرين ونصف، وذلك أن
الزهري قدم عليهم سنة ثلاث وعشرين ومئة، ثم خرج إلى الشام ومات بها سنة أربع وعشرين
ومئة. ومات سفيان بن عيينة يوم السبت في آخر يوم من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين
ومئة، وكان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين، ممن علم كتاب الله وأكثر تلاوته
له وسهره فيه، وحج نيفا وسبعين حجة، وهم إخوة خمسة: سفيان، ومحمد، وآدم،
وعمران، وإبراهيم بنو عيينة، وكلهم قد حمل عنهم العلم.
وأبو القاسم الضحاك بن مزاحم الهلالي، وقيل: كنيته أبو محمد، من الاتباع، لقي
جماعة من التابعين، ولم يشافه أحدا من الصحابة، ومن زعم أنه لقي بن عباس رضي الله
عنهما فقد وهم، وإنما لقي سعيد بن جبير بالري، وأخذ عنه التفسير، وكان أصله من بلخ،
وكان يقيم بها مدة، وبسمرقند مدة، وببخارى مدة. وهم إخوة ثلاثة: مسلم، ومحمد،
والضحاك. ومات الضحاك سنة ثنتين ومئة، وقيل: سنة خمس ومئة. وكانت أمه حاملا به
سنتين، وولد له سنان، فقيل له الضحاك لذلك. وكان معلم كتاب، يعلم الصبيان ولا يأخذ
منهم شيئا.
وأبو محمد بشر بن الحسين الأصبهاني الهلالي. يروي عن الزبير بن عدي بنسخة
موضوعة ما لكثير حديث منها أصل، يرويها عن الزبير عن أنس رضي الله عنه، شبيها
بمئة وخمسين حديثا مسانيد كلها، وإنما سمع الزبير من أنس رضي الله عنه حديثا واحدا.

(1) بياض في الأصل قدر خمس كلمات. وفي " وفيات الأعيان ": 2 / 391 ما نصه: (مولى امرأة من بني هلال بن عامر
رهط ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: مولى بني هاشم، وقيل: مولى الضحاك بن مزاحم، وقيل: مولى مسعر بن
كدام..). وانظر ترجمة بن عيينة في " سير أعلام النبلاء ": 8 / 400 - 418.
657

" لا يأتي عليكم (زمان) (1) إلا والذي بعده شر منه. روى عنه حجاج بن يوسف بن قتيبة.
وأبو سلمة مسعر بن كدام بن ظهير الكوفي الهلالي العامري (2)، من قيس عيلان. روى
عن عمير بن سعيد، وعطاء، وأبي بكر بن عمرو بن عتبه، وبكير بن الأخنس. روى عنه
الثوري، وشعبة، ومالك بن مفول، وابن إسحاق، وابن عيينة، ووكيع، وأبو أسامة،
وأبو نعيم، ووكيع، وأبو أسامة، وأبو نعيم، وثابت بن محمد الزاهد، وخلاد بن يحيى
وغيرهم. وكان سفيان الثوري يقول: كنا إذا اختلفنا في شئ سألنا مسعرا عنه. وقال شعبة:
كنا نسمي مسعرا المصحف. وقال ابن عيينة: كان مسعر عندنا من معادن الصدق. وسئل
أبو حاتم الرازي عن سفيان الثوري ومسعر، فقال: مسعر أتقن وأجود حديثا، وأعلى إسنادا
من الثوري، وأتقن من حماد بن زيد.
وعتبى بنت (..) (3) الهلالية، كانت امرأة صالحة عالمة فقيهة من أهل مرو وكانت
تسكن بعض السواد أظنه قرية كمسان، سمعت الأربعين التي جمعها الشيخ الرحال أبو بكر
أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الساكن بجنوجرد. روى لنا عنها تلك الأربعين
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخلوقي بمرو، وعائشة بنت أبي الفضل الكمساني بقرية
كمسان على خمسة فراسخ من مرو، وتوفيت بعد سنة نيف وسبعين وأربعمئة.
وشيخنا أبو نصر منصور بن محمد بن (..) (4) الهلالي الباخرزي، من أهل باخرز،
ورد نيسابور في صباه، وبقي بها إلى أن مات. كان فقيها صالحا متدينا، سديد السيرة،
يسكن مدرسة البيهقي بنيسابور. سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وأبا المظفر
موسى بن عمران الأنصاري، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وأبا تراب
عبد الباقي بن يوسف المراغي وغيرهم. كتبت عنه في توجهي إلى العراق وانصرافي عنها،
وعمر حتى سمعت ولدي عنه، وتوفي سنة (...) (5) وأربعين وخمسمئة بنيسابور.

(1) الحديث أخرجه البخاري: 13 / 17 و 18 في الفتن، باب: لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، والترمذي رقم
(2207) في الفتن. وانظر " جامع الأصول ": 10 / 98.
(2) " سير أعلام النبلاء: 7 / 163 - 173.
(3) بياض في عدة نسخ.
(4) بياض في نسخ ومتصل في نسخ أخرى.
(5) بياض في الأصول قدر كلمة.
658

باب الهاء والياء
الهياني: هذه صورته ولا أدري كيف هي، فإني قرأت في كتاب " تاريخ جرجان "
لحمزة بن يوسف السهمي: أبو بكر محمد بن بسام بن بكر بن عبد الله بن بسام الجرجاني
الهياني، سكن هيان باتوان قرية من قرى جرجان. روى الموطأ عن القعنبي، وروى عن
محمد بن كثير، والحجبي، وغيرهم. روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي،
وأبو يعقوب البحري، وكميل بن جعفر وغيرهم. وقال أبو نعيم: خرجنا أربعين نفسا من
إستراباذ إلى محمد بن بسام، فأقمنا عليه شهرين، وكانت مؤونتنا ومؤونة دوابنا عليه. وتوفي
سنة تسع وسبعين ومئتين.
الهيتي: بكسر الهاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها التاء المنقوطة
من فوقها باثنتين. هذه النسبة إلى هيت، وهي بلدة فوق الأنبار، من أعمال بغداد، وصلت
قريبا منها ولم يتفق لي دخولها، وبها قبر الامام عبد الله بن المبارك المروزي رحمه الله، وإنما
سميت باسم بانيها وهو هيت بن البلندي بن مالك بن دعر. وقيل: لم يكن بين هيت إلى
قرقيسيا عمران حتى كان كسرى بنى قرى غابات وقيا من جبل بهيت. خرج منها جماعة من
العلماء والمحدثين منهم:
أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن أيوب الهيتي، قدم بغداد وحدث
بها عن يعيش بن الجهم الحريثي، والحسن بن عرفة، وحمزة بن العباس المروزي،
وعبدوس بن بشر، وأحمد بن منصور الرمادي وغيرهم. روى عنه عمر بن محمد بن سبنك،
وأبو الفتح الأزدي المصلي، وأبو بكر بن شاذان البزار، وأبو الحسن الدارقطني الحافظ
وقال: أبو بكر بن أبي عبد الله الهيتي ثقة، قدم علينا في سنة سبع عشرة وثلاثمئة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان بن قديس بن صفوان الهيتي التغلبي، ويعرف بابن
أبي عباية، من أهل هيت، كان شيخا صالحا مستورا فقيرا مقلا، سمع ببغداد والجزيرة
والكوفة وغيرها. حدث عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، وأبي بكر أحمد بن
سلمان النجاد، وأبي بكر محمد بن جعفر الأدمي، ورضوان بن أحمد بن غزوان، ومحمد بن
الحجاج السلمي الرقيين، والحسن بن علي بن الدقم الكوفي. ذكره أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الحافظ في تاريخه وقال: قدم علينا في سنة ست وأربعمئة، وكان يملي في
659

جامع المنصور بعد أبي الحسن بن رزقويه فكتبنا عنه أماليه، وقرأنا عليه شيئا من أصوله عن
ابن السماك والجماعة الذين ذكرناهم. ثم قال: وحدثنا أيضا عن أبي الطيب أحمد بن
إبراهيم بن عبد الرحمن، وذكر لنا أنه سمع منه بالرحبة. بحديث أبو الطيب هذا عن أحمد بن
منصور الرمادي وجماعة من القدماء. وكانت أصول أبي بكر الهيتي سقيمة كثيرة الخطأ إلا أنه
كان شيخا مستورا صالحا، فقيرا مقلا، معروفا بالخير، وكان مغفلا مع خلوه من علم
الحديث، ربما حدثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم. ولقد حدثنا في مجلس الاملاء فقال:
حدثنا أبو الحسن علي بن العباس المقانعي، وذكر عنه حديثا طويلا هو في كتابي إلى الآن
على الخطأ لأني لا أعلم من حدثه عن المقانعي، وكنت إذ ذاك مبتدئا في كتب الحديث فلم
أقف على أنه وهم فأسأله عنه. وحدث يوما آخر فقال: حدثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي
المري الطرائفي، وأظن الحديثين عنده عن ابن الدقم، والله أعلم. وكانت ولادته في
جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمئة، وبلغنا أنه توفي يوم عيد الفطر من سنة عشر
وأربعمئة، وكان خرج من بغداد قاصدا هيت، فأدركه أجله بالأنبار ودفن بها، وحدثني بعض
الهيتيين بعد عدة من السنين أن وفاته كانت بهيت، والله أعلم.
وأبو نصر هبة الله بن يحيى بن مقلد الهيتي المقرئ، سكن بغداد، وكان شيخا
صالحا، من أهل العلم والقرآن، حسن التلاوة له، سمع أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي
الزينبي وغيره ببغداد. كتبت عنه ببغداد ثم لقيته بالأنبار وقرأت عليه بها في الرحلة الأولى،
وتركته بها، وسمعت أنه خرج منها إلى قرية عند الدسكرة يقال لها: شهراباذ، وتوفي بها في
سنة ست وثلاثين وخمسمئة.
وأبو الخير كثير بن سالم بن أبي الحسن الهيتي، شيخ صالح، سكن الظفرية شرقي
بغداد. سمع أبا علي محمد بن محمد بن المهدي الهاشمي، كتبت عنه شيئا يسيرا، وسألته
عن ولادته فقال: ولدت بهيت تقديرا في سنة إحدى وثمانين وأربعمئة.
الهيذامي: بفتح الهاء وسكون الياء آخر الحروف والذال المعجمة المفتوحة بعدها
الألف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الجد الأعلى، وهو بطن من هذيم، وعرف بها:
أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير بن حذلم بن حنظلة بن تميم بن الهيذام بن الهذيم
الهيذامي البخاري، أصله من اليمن، وشاذويه هو مسرة بن الوزير. وكان صاحب الغرائب
والنوادر والاخبار. سمع حفص بن داود الربعي، ويحيى بن جعفر بن أعين الأزدي، وعبد بن
حميد، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومئتين.
660

الهيساني: بفتح الهاء وسكون الياء آخر الحروف والسين المهملة المفتوحة بعدها الألف
وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى هيسان، وهي قرية من قرى أصبهان، منها:
أبو علي الحسن بن محمد بن حمزة الهيساني. يروي عن علي بن محمد الطنافسي،
ويحيى بن أكتم، وكان فاضلا ثقة. روى عنه عبد الله بن محمد بن عيسى الأصبهاني.
وحفيده أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن حمزة الهيساني. يروي عن
أبي بكر عبد الله بن محمد بن النعمان، وإبراهيم بن نائلة، وروى كتاب الواقدي عن
الحسن بن الجهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وتوفي في سنة
ثمان وخمسين وثلاثمئة وله ست وثمانون سنة.
661

حرف اللام ألف
باب اللام ألف والحاء
اللاحقي: بكسر الحاء المهملة وفي آخرها القاف. هذ النسبة إلى لاحق، وهو اسم
لجد المنتسب إليه وهو عمران بن سوار بن لاحق اللاحقي، بغدادي سكن نيسابور، وحدث
عن إسماعيل بن عياش، وشريك بن عبد الله، وهشيم بن بشير، ومروان بن معاوية
وغيرهم، وحديثه عند الخراسانيين. روى عنه أبو عمر محمد بن العباس بن الفضل التميمي
الخزاز.
ومحمد بن عبد الله بن مسلم الصفار اللاحقي، من أهل بغداد. حدث عن علي بن
موسى بن جعفر العلوي. روى عنه عمر بن أحمد بن روح البصري وغيره.
662

باب اللام ألف والذال (المعجمة)
اللاذقي: هذه النسبة إلى بلدة يقال لها: اللاذقية، على ساحل بحر الشام، استولى
عليها الإفرنج الساعة. خرج منها جماعة من الأئمة والمحدثين، والمشهور منها
عبد الواحد بن شعيب اللاذقي. يروي عن خالد بن الحباب عن سليمان التيمي. روى عنه
أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي، المعروف بشكر.
وولد بهذه البلدة شيخنا فقيه أهل الشام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي
اللاذقي المصيصي، والمصيصة قريبة منها، وهما على الساحل. ونصر الله كان فقيه أهل
الشام، وكان فقيها مفتيا أصوليا، تفقه على الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي بصور، وسمع
منه الحديث بها ومن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وبدمشق أبا القاسم
علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وأبا الحسن علي بن الحسن بن طاوس العاقولي،
وببغداد أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الحسين عاصم بن الحسن
الكرخي، وبأصبهان أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي، والوزير
أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، وبالأنبار أبا الحسن علي بن محمد بن
محمد بن الأخضر الخطيب وغيرهم. سمعت منه الكثير، وكان متيقظا، حسن الاصغاء إلى
من يقرأ عليه الحديث، ولد باللاذقية في أحد الجماديين من سنة ثمان وأربعين وأربعمئة،
وتوفي بدمشق في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وخمسمئة، ودفن بباب الصغير.
والفضل بن الربيع اللاذقي يروي عن عبد الواحد بن شعيب الجبلي. روى عنه
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الهيثم اللاذقي، حدث بجبل عن المسلم بن علي
المقرئ، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه
بحديث واحد في معجم شيوخه.
وعبد الرحمن بن معدان بن جمعة اللاذقي. يروي عن عبد العزيز بن عبد الله بن
يحيى بن عبد الله الأويسي، ومطرف بن عبد الله المدني. روى عنه أبو بكر محمد بن سهل
التنوخي، سمع منه باللاذقية، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وغيرهما.
663

باب اللام ألف والراء
اللارجاني: بتشديد اللام ألف وفتح الراء والجيم وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
اللارجان، وهي بلدة بين الري وطبرستان على منتصف الطريق بينهما، وبين كل واحد من
البلدتين ثمانية عشر فرسخا، منها:
صديقنا أبو القاسم محمد بن أحمد بن بندار اللارجاني، فقيه فاضل، مناظر مدقق،
عارف بمذهب أبي حنيفة رحمه الله، واعظ شاعر أديب، بيني وبينه صداقة، ولي به أنس،
وكان لا يخل بيوت المناظرة التي في المدرسة العميدية، وحضرت مجلس وعظه يوما
فاستحسنت كلامه في الفقه والتذكير، وكانت ولادته سنة نيف وخمسمئة إن شاء الله.
اللارزي: بتشديد اللام ألف وكسر الراء والزاي. هذه النسبة إلى اللارز، وهي قرية
من آمل طبرستان، منها:
أبو جعفر محمد بن علي اللارزي الطبري، شاب صالح دين، حريص على طلب
الحديث، قدم بغداد متفقها وسكنها، وكان سمع بنيسابور أبا سعد علي بن عبد الله بن
أبي صادق الحيري، وأبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي، وببلدة آمل
أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني وغيرهم. روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل
الخفاف، وكانت وفاته ببغداد في التاسع عشر من المحرم سنة ثمان عشرة وخمسمئة
بالمارستان العضدي.
وأبو محمد عبد العزيز بن الحسين اللارزي، قيل: إنه بكراباذي من أهل جرجان.
روى عن محمد بن الحسين بن ماهيار، سمع منه أبو المحاسن سعد بن محمد بن منصور
الجرجاني الرئيس، ومات بجرجان في سنة ثمان وتسعين وثلاثمئة.
اللاري: بتشديد اللام ألف بعدها الراء. هذه النسبة إلى لار وهي جزيرة، منها:
أبو محمد أبان بن هذيل بن أبي طاهر اللاري. يروي عن أبي حفص عمر بن
عبد الباقي الماوراءنهري. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
اللازي: بالزاي المنقوطة فوقها بثلاث. هذه النسبة إلى اللاز، وهي من قرى خواف
664

من ناحية نيسابور، منها أبو الحسن بن أبي سهل بن أبي الحسن اللازي، شاعر فاضل ومن
شعره:
تشم الأنوف الشم عرصة داره * وأعجب بأنف راغم فاز بالفخر
665

باب اللام ألف والسين
اللاسكي: بتشديد اللام ألف وفتح السين المهملة وفي آخرها الكاف هذه النسبة إلى
لاسك، وهو نوع من الثياب فيما أظن بمازندران، واشتهر بهذه النسبة:
أبو عبد الله طاهر بن أحمد بن حمدان الرازي اللاسكي. حدث ببعض تفسير الكلبي
عن محمد بن جعفر الأشناني الرازي. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ،
سمع منه لما قدم أصبهان.
666

باب اللام ألف والعين
اللاعبي: بتشديد اللام ألف وكسر العين المهملة وفي آخرها الياء الموحدة، هذه
النسبة إلى اللاعب، واشتهر به أحد أجداد أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله
اللاعبي الأنماطي المعروف بابن اللاعب، من أهل بغداد، كان مترفضا ولكنه كان صحيح
السماع، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وأبا الحسين محمد بن المظفر
الحافظ، وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز، والحاكم أحمد بن الحسين الهمذاني ونحوهم.
كتب عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وكانت ولادته في سنة سبع
وخمسين وثلاثمئة، ومات في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمئة، ودفن بمقابر قريش.
667

باب اللام ألف والكاف
اللاكمالاني: بضم الكاف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية لاكمالان، وهي
من قرى مرو على خمسة فراسخ منها، وأهل هذه القرية مشهورون بسلامة الصدر والبله
قديما، حتى قال إسحاق بن راهويه المروزي بمكة لمحمد بن إدريس الشافعي في مناظرتهما
ببيع رباع مكة: مزدك لاكمالاني ينسب (1)، فلم يفهم الشافعي رحمه الله كلامه، فقال:
تخطئ في الفتوى وتراطنني بالعجمية؟! دخلتها غير مرة وبت فيها ليالي. خرج منها جماعة
من العلماء منهم:
إبراهيم بن محمد بن سعيد بن خلف اللاكمالاني. يروي عن أحمد بن سيار الامام
وغيره.
وأبو الفيض.. (2).

(1) وفي " اللباب " مزدك لاكمالاني، يعني: رجيل سليم الصدر أو أبله.
(2) هكذا الأصل.
668

باب اللام ألف واللام
اللالكائي: بفتح اللام ألف واللام والكاف بعدها الألف وفي آخرها الياء آخر
الحروف. هذه النسبة إلى بيع اللوالك، وهي التي تلبس في الأرجل. واشتهر بهذه النسبة:
أبو الحسين محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن الفضل بن أيوب المقرئ
المعروف باللالكائي، من أهل شيراز، كان ثقة نبيلا. يروي عن أحمد بن إبراهيم بن
مسلمة، وحماد بن مدرك وغيرهما. ومات سنة ثلاث وستين وثلاثمئة.
وأبو محمد هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي، من أهل بغداد، كان أحد
الحفاظ المتقنين المكثرين من الحديث. سمع وصنف.
وابنه أبو بكر محمد بن هبة الله اللالكائي، كان شيخا مأمونا، ثقة، صدوقا، سمع
أبا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، وأبا الحسين محمد بن الحسين القطان،
وأبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري، والحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم
المخزومي وغيرهم. روى لي عنه أبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي وأبو الحسن بن عبد السلام الكاتب، وأبو منصور بن زريق، وعبد الخالق بن
البدن، وأبو الفائز بن البزوري، وأبو محمد عبد الله بن علي المقرئ وغيرهم وكانت ولادته
سنة تسع وأربعمئة في ذي الحجة ببغداد، ومات في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين
وأربعمئة، ودفن بمقبرة الشونيزي.
اللآل: بفتح اللام وبعدها الألف المشددة. هذه النسبة إلى بيع اللؤلؤ، وقيل له:
اللؤلؤي أيضا، سنذكره في موضعه. وجماعة عرفوا بالنسبتين جميعا. فمن عرف بهذا:
أبو إسحاق يعقوب بن يوسف بن خالد بن مالك بن سنان اللآل السمرقندي، المعروف
بالجوهري، من أهل سمرقند، يروي عن مسلم بن أبي مقاتل الفزاري، وأزهر بن يوسف
العبدي، وعصام بن الحسين السمرقندي ومكي بن إبراهيم البلخي، وعلي بن محمد
المنجوراني، وخالد بن مخلد القطواني، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن يزيد المقرئ
وغيرهم من العراقيين والمكيين. روى عنه موسى بن شعيب، ومحمد بن سهل، وعمر بن
محمد البجيري وغيرهم. وكان ممن عني بطلب العلم وجمع الآثار، وكان حسن الحديث،
669

مستقيم الطريقة سنة تسعين ومئة، وتوفي ليلة الاحد الثامنة عشر من شوال سنة خمس وستين
ومئتين، وصلى عليه الأمير نصر بن أحمد الساماني.
ويوسف بن إبراهيم التيمي اللآل. يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه. روى عنه
عقبة بن خالد المجدر، يروي عن أنس ما ليس من حديثه، لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج
به لما تفرد بالمناكير عن أنس وأقوام مشاهير.
وأبو علي الحسين بن الحسن بن نصر بن محمد بن محمد اللال، من أهل عسقلان.
يروي عن أبي حنيفة محمد بن عمر العسقلاني. روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي
الحافظ.
وأبو محمد إسماعيل بن إسرائيل اللآل الرملي، من أهل الرملة. يروي عن أيوب
سويد، والمؤمل بن إسماعيل، والفريابي. سمع منه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم
وقال: كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.
اللالويي: بفتح ألف ثم اللام بعده الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة
إلى لالويه، وهو اسم لجد أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن لألوية المجتهد الاندانقاني
اللالوبي، كان من أهل الفضل والعلم. سمع أبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو
السليماني، وصالح بن شعيب السجاري، وأبا العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد
الطواويسي وأبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ النسفي وغيرهم. وروى
عنه نسيجه المستغفري، أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإدريسي الاستراباذي،
وكان قد دخل نسف، وأقام على المستغفري مدة، وكتب عامة تصانيفه.
670

باب اللام ألف والميم
اللامسي: بضم الميم، والسين المهملة في آخرها. هذه النسبة إلى قرية من قرى
المغرب يقال لها: لامس، منها:
أبو سليمان المغربي اللامسي، من أقران أبي الخير الأقطع. ذكر أنه كان يوما على
حمار، قال: فضربته على رأسه، فقال لي: اضرب يا أبا سليمان، فإنما على دماغك
تضرب. قيل له: بلسان فصيح؟ قال: كما تكلمني وأكلمك.
اللامي: بتشديد اللام ألف وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الجد الأعلى، وهو
أبو السكين زكريا بن يحيى حصن بن عمر بن حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن
حارثة بن لام الطائي اللامي الكوفي، حدث عن عم أبيه زحر بن حصن اللامي الطائي،
وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وأبي بكر بن عياش وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة.
روى عنه الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، ومحمد بن إسماعيل البخاري،
وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن محمد بن ناجية، ويحيى بن محمد بن صاعد. وكان
ثقة. قال أبو سليمان بن زبر: سنة إحدى وخمسين ومئتين، وفيها توفي أبو السكين الطائي.
اللامشي: بتشديد اللام ألف وكسر الميم وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى
لامش، وهي قرية من قرى فرغانة من بلاد ما وراء النهر، والمشهور بهذه النسبة:
أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي. إمام فاضل مناظر، وله الباع الطويل
فيه، وكان يدخل على الملوك ويقول الحق في وجوههم. تفقه على السيد أبي شجاع
العلوي، وسمع الحديث من القاضي أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار
الحافظ، والقاضي أبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي، والقاضي أبي علي
الحسن بن عبد الملك النسفي وأبي ناصر أحمد بن عبد الرحمن الرنعدموني وطبقتهم. ورد
مرو رسولا من جهة الخاقان محمد بن سليمان إلى الامام المسترشد بالله، فأحضرت مجلسه
وسمعت منه نسخة دينار بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه، ولم يحصل لي عنه إلا ذلك
الجزء، فكان ذلك في سنة ست عشرة وخمسمئة، وتوفي بسمرقند في شهر رمضان سنة اثنتين
وعشرين وخمسمئة ودفن بمقبرة رأس قنطرة غانفر عند فارس البغدادي وزرت قبره غير مرة.
671

باب اللام ألف والنون
اللاني: بتشديد اللام ألف وبعدها النون. هذه النسبة إلى لاني، وهو بطن من فزارة،
وهو لاني بن عصيم بن شمخ بن فزارة، قاله ابن حبيب، وقال: مخاشن بن لاني (1).

(1) قال ابن الأثير معقبا: " قلت: قول السمعاني: لاني بالنون، غلط، ولولا أنه ضبطه في هذه الترجمة لقلت إنه غلط
من الناسخ، وإنما الترجمة تدل على أنه من المصنف. وإنما هو لأي بلام وهمزة وياء تحتها نقطتان لا غير، ليس
فيها نون. قال ابن الكلبي:
ولد شمخ بن فزارة هلالا وعصيما ولايا، ثم قال: فولد عصيم بن شمخ لايا، وأمه جهينة، فولد لأي خشينا وهو
ذو الرأسين وأخشن ومخاشن وخشانا ومخدشا، فمخاشن هذا هو الذي ذكره السمعاني. وقال الأمير أبو نصر: باب
لأي ولأبي ولاني، ثم قال: أما لأي بفتح اللام وسكون الهمزة وهو لأي بن عصيم بن فزارة. وأما لأبي بعد اللام
المفتوحة ألف ثم باء موحدة ثم ياء معجمة باثنتين، فذكره. وأما لاني مثل ما قبله سواء إلا أنه بنون فهو أبو عبد الله
اللاني، فلو أن الأول بالنون لم يكن لقوله في هذه الترجمة: وأما لاني بالنون وهو أبو عبد الله فائدة، فهذا يدل على
أنه لأي بغير نون والله أعلم ".
672

باب اللام وألف والهاء
اللاهزي: باللام ألف والهاء المكسورة وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى لاهز بن
قريط بن أبي رمثة ختن سليمان بن كثير الخزاعي، وهو من النقباء الاثني عشر للدولة الهاشمية
بمرو، وله بها عقب منهم علي بن جعفر بن محمد بن علي اللاهزي، وله أعقاب إلى اليوم
وخطتهم كلهم قرية شوال (1)، وقد ذكرتهم في " تاريخ مرو "، والمقصود معرفة النسبة.

(1) بلفظ اسم الشهر الذي بعد رمضان، قرية من مرو. " معجم البلدان ": 3 / 370.
673

حرف الياء
باب الياء والألف
اليابسي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وكسر الباء الموحدة وفي آخرها السين
المهملة. هذه النسبة إلى أبي اليابسي، وهو أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر بن
المبارك بن فلفل بن دينار اليابسي البيع العامري الكوفي، المعروف بابن أبي اليابس، كان
من أهل الكوفة، وكان صدوقا. حدث عن إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار، وداود بن
يحيى الدهقان والحسين بن الحكم الحبري، وأحمد بن موسى الحمار. روى عنه محمد بن
المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو الحسن بن رزقويه. قال
محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ: سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة: فيها مات زيد بن محمد
العامري المعروف بابن أبي اليابس البيع، لخمس بقين من ذي القعدة، وكان شيخا صالحا
صدوقا وأقام ببغداد سنين، وحدث، ثم قدم إلى الكوفة، وكان قد اختلط عقله آخر عمره
ووسوس. كتبت عنه شيئا يسيرا.
وأما أبو علي إدريس بن اليمان الأندلسي اليابسي، قال الأمير بن مأكولا: هذه النسبة
إلى يابسة، وهي جزيرة من جزائر الأندلس من شرقيها. أديب شاعر متقدم، مناظر
بالقسطلي. ذكره أبو عامر بن شهيد فنسبه إلى بلده، بقي إلى قبل سنة أربعين وأربعمئة.
ووادي اليابس موضع بالشام منسوب إلى رجل اسمه اليابس، وقيل يخرج السقباني من
وادي اليابس.
الياركثي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الراء وفتح الكاف وفي آخرها
الثاء المثلثة. هذه النسبة إلى ياركث كان يسكن محلة من سمرقند يقال لها: ورسنين،
وياركث التي هو منها من قرى أسروشنة ثم حولت إلى سمرقند، ثم حول إلى أسروشنة
والمشهور منها:
أبو سعيد أحيد بن الحكم بن خداش بن عرفج الياركثي المعلم. يروي عن موسى بن
هارون، وحماد بن أحمد السلمي، وعبد الله بن سهل الورسنيني وإبراهيم بن نصر بن
674

الكبوذنجكثي. روى عنه أبو نصر أحمد بن محمد بن منصور المزاحمي، والحسن بن
محمد بن الحسن بن سهل الفارسي وغيرهما.
وأبو الفضل محمد بن محمد بن الفضل الياركثي، ورد سمرقند وأقام بها. حدث عن
الحسين بن الكاشفري. روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
والفقيه المقرئ أبو بكر محمد بن الحسن بن جعفر بن علي بن أحمد بن المظفر بن
عمر بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الجليل بن أحمد الياركثي. قال عمر بن محمد بن أحمد
النسفي والد صاحبنا المستملي محمد بن محمد بن الحسن الياركثي. قال: أقام بسمرقند
وتلمذ بنى يدي القاضي الإمام محمد بن أحمد الخفاف، وسمع الاخبار من الامام الخطيب
أبي بكر بن حمزة المديني، ومن القاضي أبي علي الحسن بن محمد بن جعفر الفقاعي ولد
في سنة سبع وأربعين وأربعمئة، وتوفي ليلة العشرين من شوال سنة عشرين وخمسمئة ودفن
بمقبرة جاكرديزة.
الياسري: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر السين المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ياسر والد عمار بن ياسر رضي الله عنه، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عمرو عثمان بن شعبان الياسري القرطي، من أهل مصر، حدث عن
عبد الرحمن بن معاوية العتبي، ومحمد بن جعفر بن الإمام. روى عنه أبو محمد
عبد الرحمن بن عمر المصري البزاز.
وببغداد قرية يقال لها: الياسرية دخلتها غير مرة والنسبة إليها ياسري.
وأبو منصور نصر بن الحكم بن زياد الياسري البغدادي منها. حدث عن هشيم بن بشير،
وداود بن الزبرقان، وخلف بن خليفة، والسكن بن إسماعيل. روى عنه الحسن بن علوية
القطان، وأحمد بن علي الابار، وإسحاق بن سنين الختلي وغيرهم.
اليافعي: بالياء المعجمة بنقطتين من تحتها والفاء المكسورة والعين المهملة. هذه
النسبة إلى يافع وهو (...) (1) منها:
أبو يزيد أنيس بن عمران اليافعي، مصري، يروي المقاطيع عن روح بن الحارث بن
حنش الصنعاني. روى عنه أبو عبد الرحمن المقرئ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي. قال

(1) ومكانه في " اللباب ": وهو يافع بن يزيد بن مالك بن زيد بن رعين، بطن من حمير ثم رعين، وهم بمصر.
675

أبو حاتم الرازي: أنيس بن عمران شيخ. وقال أبو حاتم بن حبان: أنيس بن عمران يروي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه. روى عنه عبد الله بن يزيد المقرئ.
وعمرو بن شعواء اليافعي، يقال: إنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر.
يروي عن أبي ذر الغفاري. روى عنه أبو معشر الحميري، وسليمان بن زياد الحضرمي. قاله
ابن يونس.
وراشد بن جندل اليافعي. يروي عن حبيب بن أوس الثقفي. روى عنه يزيد بن
أبي حبيب.
وعبد الله بن سعيد بن أبي الصعبة اليافعي. يروي عن عبد الجليل بن حميد. روى
عنه ابن وهب.
وعبد الله بن موهب بن الأصرم اليافعي. روى عنه نضلة بن كليب بن صبح اليافعي.
ومحمد بن عمرو اليافعي. يروي عن ابن جريج. روى عنه ابن وهب.
وسليمان بن إبراهيم اليافعي الإسكندراني أبو الربيع يروي عن ليث بن سعد،
وضمام بن إسماعيل، والثوري. حدث عنه سعيد بن عفير، ويونس بن عبد الأعلى.
ونضلة بن كليب اليافعي. حدث عن عبد الله بن موهب اليافعي.
وعبد الله بن الصيقل اليافعي أبو سهل روى عنه ابنه سهل، وروى عنه ابنه سهل
ضمام بن إسماعيل. قاله ابن يونس.
وعبد الواحد اليافعي غير منسوب. روى عنه أبو هانئ الخولاني قوله. قاله
ابن يونس.
اليافوني: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الفاء وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى يافا وهي من بلاد ساحل الشام، والمشهور بالنسبة إليها:
محمد بن عبد الله بن عمير اليافوني. حدث ببلده يافا عن عمران بن هارون الرملي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وسمع منه بيافا.
وأبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن خنيس اليافوني، كان إمام الجامع بيافا.
يروي عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن
جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه بيافا.
676

الياقوتي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم القاف وفي آخرها التاء المنقوطة
من فوقها باثنتين. هذه النسبة إلى بيع الياقوت، وهو شئ من الجواهر وعرف بها أبو محمد
الياقوتي. أخبرنا أبو الحسن الأزجي ببغداد إجازة، أخبرنا أبو بكر الخطيب كتابة حدثني
محمد بن علي الصوري، سمعت إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرام البزاز بمصر يقول:
سمعت أبا محمد الياقوتي يقول: رأيت الحلاج عند الجسر وهو على بقرة ووجهه إلى
عجزها، فسمعته يقول: ما أنا بالحلاج ألقى علي شبهه وغاب، فلما أدني إلى الخشبة
ليصلب عليها سمعته يقول:
يا معين الضنا علي * أعني على الضنا
وأبو الفضل مسعود بن علي بن عبد الرحيم الياقوتي، شيخ مقارب، ليس بذاك، سمع
صحيح البجيري عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي، كتبت عنه ببلدة نسف.
الياموري: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الميم بعد الألف وفي آخرها
الراء. هذه النسبة إلى يامور، وظني أنها من قرى الأنبار، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق بن هشام التنوخي البزاز الأنباري المعروف
بالياموري، سكن بغداد عند مسجد الأنباريين ببركة زلزل، وحدث عن يوسف بن يعقوب
القاضي، ويحيى بن محمد بن البختري الحنائي، وجعفر بن محمد الفريابي، وقاسم بن
زكريا المطرز، وعبد الله بن محمد بن ناجية وغيرهم. وكان حافظا للقرآن، قرأ على
أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني بحرف عاصم من طريق حفص عنه. روى عنه الإمام أبو
الحسن الدارقطني، وقال: الياموري ثقة صدوق، كثير الحديث، واسع الكتابة، إلا أنه
لم يكثر ما حدث به لأنه كان في وقته شيوخ كثيرون أعلى إسنادا منه، وإنما كان يكتب عنه نفر
معدودون، وقال لي: إنه ولد في سنة أربع وثمانين ومئتين بالأنبار. قال: ومات ببغداد في
سنة أربع وخمسين أو خمس وخمسين شك الدارقطني. وقال ابن أبي الفوارس: توفي
في شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمئة.
اليامي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى يام،
وهو بطن من همدان، والمشهور بالانتساب إليها:
الحارث بن عبد الكريم اليامي، والد زبيد. يروي عن علي مرسلا. روى عنه ابنه.
وابنه أبو عبد الرحمن زبيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي الكوفي. حدث عن
677

أبي وائل شقيق بن سلمة، ومرة بن شراحيل، وإبراهيم النخعي، وغيرهم من التابعين.
روى عنه ابناه عبد الرحمن وعبد الله، وعمرو بن قيس الملائي، ومنصور بن المعتمر،
والأعمش، ومسعر، والثوري، وشعبة.
وزبيد بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي. يروي عن أبيه، حديثه عند الكوفيين.
وأبو جعفر أحمد بن بديل بن قريش بن الحارث اليامي من أهل الكوفة. حدث عن
أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيع، وأبي معاوية. روى
عنه محمد بن صالح بن ذريح العكبري، وعلي بن عيسى الوزير. مات سنة ثمان وخمسين
ومئتين.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن معاوية بن عبد الله اليامي الكوفي. حدث عن
مسروق بن المرزبان. روى عنه أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي.
وطلحة بن مصرف بن كعب بن عمرو، أبو عبد الله اليامي. سمع عبد الله بن
أبي أوفى، وهزيل بن شرحبيل، وعبد الرحمن بن عوسجة. روى عنه شعبة وجماعة غيره.
وابنه محمد بن طلحة بن مصرف اليامي.
وأبو عدي الزبير بن عدي اليامي الهمداني، كوفي، حدث عن أنس بن مالك رضي
الله عنه، وإبراهيم النخعي. حدث عنه مالك بن مغول، والثوري، وبشر بن الحسين
الأصبهاني. يقال: مات بالري في سنة إحدى وثلاثين ومئة.
وأبو جعفر أحمد بن بديل بن قريش اليامي، يروي عن أبي بكر بن عياش،
وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث وغيرهم. روى عنه محمد بن صالح بن ذريح،
ومحمد بن عبيد الله بن العلاء، وعلي بن عيسى الوزير وغيرهم.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن معاوية بن عبد الله اليامي الخطيب المعلم
الكوفي. يروي عن مسروق بن المرزبان. روى عنه أبو عبد الله بن مروان الابزاري.
وأبو عون العلاء بن عبد الكريم اليامي. يروي عن ابن سابط ومجاهد ومرة الهمداني.
روى عنه شريك، ووكيع، وأبو نعيم، وأثنى عليه أبو نعيم، وقال سفيان الثوري: العلاء
كان مرضيا. وقال أحمد بن حنبل: العلاء شيخ كوفي ثقة.
الياني: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى يانة،
678

وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو بكر عبد بن أبي العباس محمد بن محمود بن مجاهد بن
خلف بن يانة بن كلاب المؤذن الزاهد الياني النسفي، كان من عباد الله الصالحين المجاب
دعاؤهم. يروي عن أحمد بن سيار الامام، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وأبي عيسى
محمد بن عيسى الترمذي، وأبي زيد الطفيل بن زيد التميمي وغيرهم. روى عنه أبو يعلى
عبد المؤمن بن خلف النسفي، ومحمد بن زكريا بن الحسين النسفي، ومات في سنة ست
وعشرين وثلاثمئة.
وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمود بن مجاهد بن خلف بن يانة بن
كلاب المحمودي الياني. كان على حكومة آمل جيحون، سمع أبا عمرو سعيد بن القاسم بن
العلاء البرذعي بطرز، وأبا جعفر محمد بن إبراهيم الفرجائي بسمرقند. تفقه بسمرقند على
عبد الرحمن بن القاسم القزاز، وببخارى على أبي بكر الأودني. كنت علقت عنه أحاديث من
أحاديث أبي عمرو البرذغي، هكذا قال أبو العباس المستغفري، وقال: مات في ذي الحجة
سنة ست وتسعين وثلاثمئة.
679

باب الياء والتاء
اليتاخي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، والتاء المخففة المنقوطة باثنتين من
فوقها، وفي آخرها الخاء المنقوطة، هذه النسبة إلى يتاخ والمشهور بهذه النسبة:
أحمد بن محمد بن يزيد اليتاخي الوراق. يروي عن شبابة بن سوار، وهانئ بن
يحيى، وبشر بن الحارث، وعبد الله بن الفرج القنطري. روى عنه قاسم بن محمد
الأنباري، وأحمد بن محمد الجوهري، وعبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر الدمشقي،
وأبو بكر الشافعي.
680

باب الياء والثاء (المثلثة)
اليثربي: بفتح الياء المنقوطة بنقطتين وسكون الثاء المنقوطة بثلاث وكسر الراء المهملة
وفي آخرها الباء الموحدة. هذه النسبة إلى يثرب، وهي أرض المدينة، ويثربي تشبه النسبة،
وهو عميرة بن يثربي الضبي، قاضي البصرة، يروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه. روى
عنه أنس بن سيرين وأبو حرب بن أبي الأسود.
وذكر أبو بكر الخطيب في " المؤتنف ": عمرو بن يثربي الضمري، له صحبة ورواية
عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن ماكولا: روى عنه محارب بن دثار.
وأبو رمثة رفاعة بن يثربي التميمي، له صحبة. وقيل: إن اسم أبي رمثة يثربي،
وقيل: إن اسم أبيه عوف، والله أعلم.
اليثيعي: بضم الياء آخر الحروف وفتح الثاء المثلثة بعدهما ياء أخرى وفي آخرها العين
المهملة. هذه النسبة إلى اليثيع، هو بطن من الأزد. قال ابن حبيب: في الأزد يثيع بن
سليم بن فهم بن غنم بن دوس، وفي الأشعريين يثيع بن الأرغم بن الأشعر، وفي عدوان
يثيع بن بكر بن يشكر بن عدوان، وفي لخم يثيع بن أزدة بن حجر بن جزيلة بن لخم.
681

باب الياء والحاء (المهملة)
اليحصبي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الحاء المهملة وكسر الصاد
المهملة وقيل: بضم الصاد وهو أشهر، وكسر الباء المنقوطة بواحدة. هذه النسبة إلى
تحصب، وهي قبيلة من الحمير، أكثرهم نزلوا حمص، وقد قيل: إن يحصب قرية من قرى
حمص، والأول أشبه، هكذا ذكره أبو نصر منصور بن محمد العراقي في كتاب " علل
القراءات " وذكر بضم الصاد. والمشهور بالنسبة إليها:
أبو دوس عثمان بن عبيد اليحصبي، من أهل الشام. يروي عن شريح بن عبيد. روى
عنه أبو المغيرة وأهل الشام.
والعلاء بن عتبة اليحصبي، من أهل الشام، يروي عن خالد بن معدان، روى عنه
الأوزاعي، ومعاوية بن صالح.
وأبو عائذ غفير بن معدان اليحصبي، من أهل الشام. يروي عن خالد بن معدان
وذويه وروى عنه أهل بلده حمص. مات سنة بضع وسبعين ومئة. وكان ممن يروي
المناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره.
ويلع بن عامر اليحصبي يافع: بالياء آخر الحروف يروي عن سليمان بن موسى،
وقتادة، روى عنه إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد وغيرهما.
اليحمدي: بفتح الياء المنقوطة بنقطتين وسكون الهاء المهملة وفتح الميم وكسر الدال
المهملة. هذه النسبة إلى يحمد، وظني أنه بطن من الأزد، والمشهور بهذه النسبة:
سعيد بن حيان الأزدي اليحمدي، أصله من البصرة، ولي القضاء ببلخ. يروي عن
ابن عباس وجابر بن زيد وسعيد بن جبير. روى عنه عوف الاعرابي، وعامر الأحول.
وأبو يزيد محمد بن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الله اليحمدي، وهو محمد بن
أبي عمران أخو إسحاق بن أبي عمران الشافعي الاستراباذي وإسحاق كنيته أبو يعقوب،
ومحمد يعرف بالزاهد، كان ثقة في الحديث، يروي عن محمد بن بشار. روى عنه أبو نعيم
عبد الملك بن محمد الاستراباذي. يحكى أن الديلم لما جاءت إلى إستراباذ أيام الحسن بن
زيد العلوي باع أبو يزيد جميع أملاكه باستراباذ وانتقل إلى نيسابور، وقال: قد اختلط القوت
682

واشتبه. وكان بها إلى أن مات سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
وأبو المنذر تميم بن حويص الأزدي ثم اليحمدي الأهوازي. يروي عن ابن عباس،
وأبو زيد الأنصاري. روى عنه شعبة، ومعمر، ونوح بن قيس، أثنى عليه أبو حاتم
الرازي، وقال: هو صالح.
وأبو خداش زياد بن الربيع اليحمدي، يروي عن أبي عمران الجوني، وأبي التياح،
وصالح الدهان. روى عنه أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى ونصر بن علي. وقال
أحمد بن حنبل: هو شيخ بصري ليس به بأس، من الثقات.
اليحيوي: بالحاء المهملة الساكنة بين الياءين المفتوحتين المنقوطتين بنقطتين من
تحتها. هذه النسبة إلى يحيويه، وهو اسم لجد أبي الحسين أحمد بن محمد بن يحيى بن
يحيويه العدل اليحيوي، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ "
وقال: أبو الحسين بن يحيويه كان من كبار مشايخنا من التجار، أقام ببغداد على تجارته
سنين، ثم انصرف إلى وطنه، وكنت أرى الشيخ أبا بكر بن إسحاق يجله ويرفع محله،
بلغني أنه كتب بنيسابور عن السري بن خزيمة، وبالعراق عن إسماعيل بن إسحاق القاضي
وأقرانهما وقصدناه غير مرة وسألناه فلم يحدث، وتوفي يوم عاشوراء سنة أربع وثلاثمئة
وأربعين، وصلى عليه أبو عمرو بن مطر.
683

باب الياء والخاء (المعجمة)
اليخامري: بضم الياء آخر الحروف وفتح الخاء المعجمة بعدها الألف وكسر الميم وفي
آخرها الراء. هذه النسبة إلى يخامر، وهو اسم رجل والمشهور بهذه النسبة:
أبو سعيد هشام بن منصور بن شبيب بن حبيب بن مالك بن حوذ بن كامل بن نعمان بن
عبد الملك السكسكي اليخامري. حدث عن كثير بن هشام الكلابي، ويعقوب بن محمد
الزهري وأحمد بن سلمان الباهلي وكان ضريرا. روى عنه الهيثم بن خلف الدوري،
وأحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي، ومحمد بن مخلد العطار، ومات سنة ثلاث وستين
ومئتين.
684

باب الياء والذال المعجمة
اليذخكثي: بفتح الياء آخر الحروف وضم الذال المعجمة والخاء المعجمة الساكنة
والكاف المفتوحة وفي آخرها الثاء ثالث الحروف. هذه النسبة إلى يدخكث، وهي قرية من
قرى فرغانة منها:
الأديب أبو محمد عبد الجيل بن محمد بن عبد الموجود بن نصر اليذخكثي
الضحاك (1)، من خلفاء الدار الجوزجانية بسمرقند. يروي عن أبي حفص عمر بن منصور بن
خنب البزاز الحافظ. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ. ولد يوم
عرفة من سنة خمس وثلاثين وأربعمئة، وتوفي سنة ثمان وتسعين وأربعمئة.

(1) في اللباب الصكاك.
685

باب الياء والراء
اليربوعي: بفتح الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وسكون الراء وضم الباء المنقوطة
بنقطة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بني يربوع، وهو بطن من بني تميم.
والمشهور بهذه النسبة:
مسروق بن أوس اليربوعي التميمي الحنظلي. يروي عن عمر وأبي موسى رضي الله
عنهما. روى عنه حميد بن هلال.
وأبو المقدام أصبغ بن علقمة بن علي بن علقمة بن شريك بن الحارث بن عاصم بن
عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة اليربوعي، من أهل مرو، يروي عن سعيد بن المسيب،
وعكرمة. روى عنه عبد الله بن المبارك، وعيسى بن موسى.
وعامر بن حصين بن قيس اليربوعي الحنظلي، أخو زياد بن حصين. يروي عن أبيه،
عداده في أهل البصرة. روى عنه عون الاعرابي.
وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي، من أهل الكوفة. يروي
عن سفيان الثوري، ومالك بن مغول وغيرهما. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي:
سمع أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وقالا: كتبنا عنه، قال: وسمعت أبي يقول: كان ثقة
متقنا (1).
اليرغاني: بفتح الياء آخر الحروف وسكون الراء، وفتح الغين والألف بعدها وفي
آخرها النون. هذه النسبة إلى اسم رجل، وهو عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن يرغان
اليرغاني بطرخان. حدث عن عبد الرزاق بن همام، وهو من أهل بغداد. روى عنه القاضي

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت " فاته النسبة إلى يروبع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن
هوزان، منهم مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع اليربوعي النصري، كان على المشركين يوم حنين، وأسلم
وله صحبة. النصري: بالنون نسبة إلى نصر بن معاوية.
وفاته النسبة إلى يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، منهم النابغة، واسمه: زياد بن معاوية بن
ضباب بن جابر بن يربوع. وعقيل بن علقمة بن الحارث بن معاوية بن ضباب. والحارث بن ظالم بن جذيمة بن
يربوع. عقيل: بفتح العين. وعلفة: بضم العين وتشديد اللام المفتوحة وبالفاء ".
686

أبو عبد الله المحاملي.
اليرموكي: بفتح الياء آخر الحروف وسكون الراء والميم المضمومة وفي آخرها
الكاف، هذه النسبة إلى يرموك وهو موضع بالشام، وغزوة اليرموك معروفة.
687

باب الياء والزاي
اليزداذي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفتح الدال المهملة
بعدها الألف وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى يزداذ، وهذا الاسم يزداذ يعني
هبة الله، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه منهم:
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى بن يزداذ الرازي اليزداذي، ابن أخي علي بن
موسى القمي. سمع عمه علي بن موسى، ومحمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن يوسف
الهسنجاني، وغيرهم. ذكره أبو سعد الإدريسي في تاريخه بسمرقند، وقال: سكن سمرقند
سنين كثيرة، وكان على القضاء بها في عصرنا، ثم ولي ضبط خزانة والي خراسان منصور بن
نوح، فتحول إلى بخارى، وله بسمرقند عقب. كتبنا عنه ببخارى سنة سبع وخمسين
وثلاثمئة ثم دخل سمرقند أظنه في سنة ستين وثلاثمئة، وكان بها أهله وداره، فكتبوا عنه بها
وأنا غائب عنها، وولي قضاء فرغانة، فخرج إليها ومات بها، وحمل تابوته منها إلى
سمرقند، ودفن بها في مقبرة جاكرديزة في صفر سنة إحدى وستين وثلاثمئة، وكان ثقة
فاضلا، ينتحل مذهب الرأي.
وأبو بكر محمد بن زكريا بن الحسين بن يزيد بن إبراهيم بن يزداذ الحافظ الصعلوكي
اليزداذي. من أهل نسف، كان بندار شيوخ بلده وأحاديثه، عارفا لأنسابهم، جامعا
لعلومهم، مصنفا للأبواب، فاضلا. كانت رحلته إلى بخارى وسمرقند وبلاد السغد وكس
ونواحيها، وقد غربل شيوخها غربلة، ولم يرحل إلى خراسان والعراق. سمع أباه
وإبراهيم بن معقل النسفي، وأبا عبد الله محمد بن نصر المروزي، وأبا علي صالح بن محمد
الحافظ جزرة. روى عنه جماعة كثيرة، واستملى لأبي يعلي عبد المؤمن بن خلف، ومات
قبله بسنتين، وكان يعتقد في أبي حاتم محمد بن حبان البستي، وكتب عنه الكثير من
مصنفاته، ومات اليزدادي قيل أبي حاتم بعشر سنين في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين
وثلاثمائة بنسف.
وأبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد الله بن يزداذ السرخسي اليزداذي المعروف بشيخ
الاسلام، من أهل سرخس، خرج إلى بلاد الغربة، وحدث بما وراء النهر عن أبي عبد الله
688

الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير البغدادي الحافظ بالإجازة. روى عنه أبو تراب
إسماعيل بن طاهر النخشبي، ومات غرة رجب سنة تسع وأربعمئة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداذ بن علي بن عبد الملك الرازي اليزداذي المفسر،
من أهل الري، يعرف بابن الخباز، سكن بخارى ومات بها، وكتب بالري عن إبراهيم بن
يوسف الهسنجاني، ومحمد بن عمران بن الجنيد الصفار، وببغداد أحمد بن الحسن بن
عبد الجبار الصوفي، ومحمد بن جرير الطبري، وبالبصرة أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي
وبالموصل أبا يعلي أحمد بن علي بن المثنى التميمي وطبقتهم، وتوفي ببخارى في صفر سنة
ثلاث وخمسين وثلاثمئة، وكان مولده في سنة ثمانين ومئتين.
وأبو القاسم علي بن محمد بن أحمد بن موسى بن يزداذ الرازي اليزداذي، وهو
ابن أبي عبد الله الخازن، سكن بخارى، وخرج إلى سمرقند، ومات بها. يروي عن
الأخوين أبي عبيد القاسم وأبي عبد الله الحسين ابني إسماعيل المحاملي وأبي بكر
عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وتوفي بسمرقند سنة ست وثمانين وثلاثمئة.
اليزدي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الدال
المهملة، ويزد مدينة من كور إصطخر فارس بين أصبهان وكرمان. والمشهور بالنسبة إليها:
أبو جعفر أحمد بن مهران بن خالد اليزدي، من أهل يزد، يروي عن عبيد الله بن
موسى، وأبي نعيم النخعي وغيرهما من الكوفيين. روى عنه المنكدري، وأحمد بن
محمد بن المختار، ومحمد بن عبد الله الصفار، الأصبهانيان، مات سنة اثنتين وثمانين
ومئتين.
وإسحاق بن أحمد بن زيزك اليزدي، صنف المسند، وحدث عن محمد بن حميد
الرازي وطبقته. روى عنه أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي، حدث عن محمد بن سعيد الحراني.
روى عنه أبو حازم العبدويي.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي. سمع بنيسابور أبا علي الحافظ،
وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، وأبا العباس الأصم. روى عنه سليمان بن إبراهيم
الحافظ، وأبو الحسين الذكواني وغيرهما.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر بن مهريار اليزدي، حدث عن أبي الشيخ عبد الله بن
689

محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني، وأبي بكر القباب روى عنه أبو بكر أحمد بن علي
الخطيب الحافظ.
ومن المتأخرين الاخوان الإمامان علي ومحمد ابنا أحمد بن الحسين بن محمويه
اليزديان، نزلا بغداد، وكانا من الدين والعلم والورع بمكان، سمعت منهما. وكان علي
يقول: أنا وأخي نحيي الليل، أنا أطالع النصف الأول، ومحمد أخي يصلي النصف
الأخير. كتبت عنهما ببغداد.
ومن القدماء أبو محمد عبد الله بن محمد بن مهيمن اليزدي التاجر، كان من أعيان
خراسان في العقل والأدب والمعرفة والثروة، وحسن المروءة حتى كان في حد من يضرب به
المثل في تقدمه. وقد كان نادم الملوك والوزراء، وكان أبوه أبو عبد الله من أهل يزد من الناقلة
إلى نيسابور، وولد أبو محمد هذا بنيسابور، وكتب الحديث الكثير. سمع أبا العباس
الدغولي، وأبا محمد وأبا حامد ابني الشرقي، ومكي بن عبدان وغيرهم. ولم يحدث قط،
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " وقال: توفي في شعبان سنة ثلاث
وسبعين وثلاثمئة، وصلى عليه ابنه علي بحضرة الاشراف والقضاة والفقهاء والمشايخ إذ كان
أوصى بذلك.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي التاجر المطوعي، من أهل نيسابور، كان
من أصحاب المروءات، والراغبين في الجهاد، الذابين عن حريم الاسلام، المتعصبين
لأهل السنة، كثير الصلاة والصيام الصدوقة، ورد نيسابور في حياة أبي بكر محمد بن
إسحاق بن خزيمة، ورآه ولم يحدث عنه تورعا. سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن إدريس
الحلبي بحلب، وأبا علي محمد بن سعيد الحافظ الحراني بالرقة، وأبا إبراهيم إسماعيل بن
إبراهيم القطان بنيسابور وغيرهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في
" التاريخ " فقال: أبو الحسن اليزدي كان سمع بأصبهان في صباه من جماعة، فحدثني أنه لم
يصل إلى سماعاته منهم، وذهبت سماعاته بأصبهان، وسمع بالشام، وخرج من نيسابور
بعسكر كثير إلى غزاة قاليقلا سنة أربع وخمسين وثلاثمئة. فسمعت أبا الحسن علي بن محمد
الوراق يقول: خرجنا مع أبي الحسن اليزدي من طرسوس ونحن متوجهون إلى غزاة الروم،
فلما توجهنا للقتال كان شعارنا يزديا منصور. قال الحاكم: وسمعته يقول: دفعنا في حرب
الروم عند متوجهنا إلى الغزو إلى أمر عظيم، وذاك أن الغسانيين صلن في مضيق وأخذ العدو
علينا الطريق، فذكرت حديث الغار، قلت: اللهم إن كنت تعلم أني خلفت أسبابا كنت
690

أغنيتني بها عن السعي في طلب الرزق، وقد توجهت إلى هذا الوجه طلبا لغزو الاسلام
فأنقذني اليوم، فأخرجني الله من أيديهم بعد أن كنت أيست من روحي، واستنقذ معي
جماعة من المسلمين الذين كانوا ساروا تحت رايتي. هذا أو نحوه فإنه حدثني ونحن بنسا
بحديث أطول من هذا قال: ومات بنيسابور في الثاني من المحرم سنة ثلاث وسبعين
وثلاثمئة، ودفن في القبة التي بناها لنفسه في حياته، وتوفي وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن جعفر اليزدي. سمع حاجب بن أركين الفرغاني
الدمشقي. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، وتوفي سنة ست وستين وثلاثمئة.
اليزني: بفتح الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والزاي مفتوحة بعدها نون، فهذه النسبة
إلى يزن، وهو بطن من حمير أظنه من الكلاع. والمشهور بهذه النسبة:
أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، من أهل مصر. يروي عن عبد الله بن عمرو، وأبيه
عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي بصرة الغفاري، ومالك بن
هبيرة، وديلم الجيشاني وغيرهم. روى عنه عبد الرحمن بن شماسة ويزيد بن أبي حبيب،
وجعفر بن ربيعة، وعبد الله بن هبيرة، وعبد الله بن أبي جعفر، وعياش بن عياش،
وكعب بن علقمة، وكان مفتي أهل مصر في أيامه، وكان عبد العزيز بن مروان يحضر
مجلسه، وتوفي سنة تسعين بمصر. قال عبد الله الرحمن بن أبي حاتم: مرثد ابن عبد الله
اليزني أبو الخير المهدي من حمير. روى عن عقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبد الرحمن بن شماسة.
ويزيد بن خمير اليزني، من أهل الشام ومن التابعين. يروي عن عوف بن مالك،
وكعب، وعبد الرحمن بن شبل، وروى عنه خالد بن معدان، ويسر بن عبيد الله الحضرمي،
وفضيل بن فضالة.
وأبو تقي هشام بن عبد الملك الحمصي اليزني، من أهل حمص. روى عن مروان بن
معاوية الفزاري، وأبي حميد المقرئ، وبقية بن الوليد، وسويد بن عبد العزيز، وسعيد بن
مسلمة بن هشام، ومعاوية بن حفص. روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وكان من
الثقات الصادقين. وقال أبو حاتم الرازي: أبو تقي كان متقنا في الحديث.
اليزيدي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين والزاي المكسورة بين الياءين وفي آخرها الدال
المهملة. هذه النسبة إلى يزيد، وهو اسم رجل في أجداد المنتسب إليه وفيهم كثرة. فأما أبو محمد
يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي العدوي، هو مولى لبني عدي بن عبد مناة من
691

الرباب. سمع أبا عمرو بن العلاء، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وغيرهما، وإنما
لقب باليزيدي لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور الحميري خال المهدي أمير المؤمنين يؤدب
ولده فعرف به، فنسب إليه. كان أحد القراء الفصحاء، عالما بلغات العرب، وله كتاب
" النوادر " في اللغة على مثال كتاب " النوادر " للأصمعي. كان أبو عمرو بن العلاء يدنيه
ويميل إليه لذكائه، وكان صحيح الرواية، صدوق اللهجة، وألف من الكتب كتاب " النوادر "
وكتاب " المقصور والممدود "، وكتاب " مختصر النحو "، وكتاب " النقط والشكل " وكان
يجلس في أيام الرشيد مع الكسائي ببغداد في مسجد واحد يقرئان الناس، فكان الكسائي
يؤدب الأمين، واليزيدي يؤدب المأمون. وتوفي في سنة اثنتين ومئتين.
وابنه أبو عبد الله محمد بن أبي محمد اليزيدي العدوي، من أهل البصرة، سكن
بغداد، وكان من أهل الأدب والعلم بالقرآن واللغة، شاعر مجيد، مدح الرشيد والمأمون
والفضل بن سهل ذو الرياستين ولم يزل فيما مضى ببغداد له عقب منهم عبيد الله بن محمد
راوي قراءة أبي عمرو بن العلاء عن عمه إبراهيم بن يحيى اليزيدي، وعن أخيه أبي جعفر
أحمد بن محمد اليزيدي كليهما عن أبي محمد يحيى بن المبارك، وآخر من روى العلم
ببغداد من اليزيديين محمد بن العباس اليزيدي، وخرج أبو عبد الله محمد هذا مع المعتصم
إلى مصر فمات بها.
وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف
بابن اليزيدي، سمع محمد بن منصور الطوسي وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي. روى عن
عمه إبراهيم بن يحيى، وأخيه أحمد بن محمد عن جده أبي محمد اليزيدي عن أبي عمرو بن
العلاء حروفه في القرآن. حدث عنه بن أخيه محمد بن العباس اليزيدي، وأحمد بن عثمان
الأدمي وغيرهما، وكان ثقة، ومات في المحرم سنة أربع وثمانين ومئتين.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف
بابن اليزيدي، بصري سكن بغداد، وكان ذا قدر وفضل وحظ وافر من الأدب، سمع من
أبي زيد الأنصاري، وأبي سيعد الأصمعي، وله كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون، وهو
" ما اتفق لفظه واختلف معناه " نحو من سبعمئة ورقة، رواه عنه ابن أخيه عبيد الله بن
محمد بن أبي محمد اليزيدي. وذكر إبراهيم أنه بدأ بعمل ذلك الكتاب وهو بن سبع عشرة
سنة، ولم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة. وله كتاب " مصادر القرآن " وكتاب في بناء
الكعبة وأخبارها. وكان شاعرا مجيدا.
692

وأبو علي إسماعيل بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي، أخو محمد
وإبراهيم، كان أديبا راوية عن أبي العتاهية، ومحمد بن سلام الجمحي وغيرهما. وكان
شاعرا وله كتاب لطيف صنفه في طبقات الشعراء. روى عنه محمد بن عبد الملك التاريخي،
ومحمد بن القاسم بن مهرويسه.
وأبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي.
حدث عن عمه عبيد الله، وعن أبي الفضل الرياشي، وأبي العباس ثعلب وغيرهم. وكان
راوية للاخبار والآداب، مصدقا في حديثه. روى عنه أبو بكر الصولي، وجعفر بن محمد بن
الحكم المؤدب، وعمر بن محمد بن سيف. ومات في جمادي الآخرة سنة عشرة وثلاثمئة،
وكان قد بلغ اثنتين وثمانين سنة وثلاثة أشهر.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي،
المعروف بابن اليزيدي، كان أديبا عالما عارفا بالنحو واللغة. أخذ عن يحيى بن زياد الفراء
وغيره، وصنف كتابا في " غريب القرآن " وكتابا في النحو مختصرا، وكتاب " الوقف
والابتداء " وكتاب " إقامة اللسان على صواب المنطق ". روى عنه ابن أخيه الفضل بن محمد
اليزيدي، وكان ثعلب يقول: ما رأيت في أصحاب الغراء أعلم من عبد الله بن أبي محمد
اليزيدي وهو أبو عبد الرحمن وخاصة في القرآن ومسائله.
وجماعة كثيرة لقيتهم بالعراق في جبال حلوان ونواحيها من اليزيدية، وهم يتزهدون في
القرى التي في تلك الجبال ويأكلون الحلال، وقلما يخالطون الناس، ويعتقدون في يزيد بن
معاوية الإمامة وكونه على الحق. ورأيت جماعة منهم في جامع المرج منصرفي من العراق يوم
الجمعة وكان قد حضروا الجامع للصلاة. وسمعت أن الأديب الحسن بن بندار البروجردي
وكان فاضلا مسفارا نزل عليهم مجتازا، ودخل مسجدا لهم، فسأله واحد من اليزيدية:
ما قولك في يزيد؟ فقال: أيش أقول لمن ذكره الله تعالى في كتابه في عدة مواضع حيث
قال: " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال: " ويزيد الله الذين اهتدوا هدى " قال: فأكرموني
وقدموا إلي الطعام الكثير.
وفرقة من الخوارج يقال لهم الزيدية، وهم أصحاب يزيد بن أنيسة الذي قال بتولي
المحكمة الأولى قبل نافع، وتبرأ ممن بعدهم إلا الأباضية، وزعم يزيد بن أنيسة أن الله عز
وجل سيبعث رسولا من العجم، وينزل عليه كتابا قد كتب في السماء، وينزل عليه جملة
واحدة، ويترك شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وتكون ملته الصابئة المذكورة في القرآن وهؤلاء من أكفر
693

أصناف الخوارج.
وأما أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد اليزيدي الأندلسي الحافظ، المعروف بابن
حزم، قيل له اليزيدي لان جده الأعلى كان من موالي يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
وأبو محمد كان من أفضل أهل عصره بالأندلس وبلاد المغرب، صاحب التصانيف والكتب
المفيدة وكان حافظا في الحديث، وكان يميل إلى مذهب أصحاب الظاهر على ما سمعت.
سمع جماعة كثيرة من أهل الأندلس. ووقع حديثه وتصانيفه بالعراق وخراسان بسبب
أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الحافظ، فإنه حدث عنه ونقلها منه. وكانت وفاته
قبل سنة خمسين وأربعمئة إن شاء الله تعالى.
694

باب الياء والسين (المهملة)
اليسارغي: بفتح الياء آخر الحروف والسين المهملة والراء بعد الألف وفي آخرها
الغين المعجمة. هذه النسبة إلى يسارغ، وهو ابن يهودا بن يعقوب النبي صلى الله عليه وسلم. والمنتسب
إليه:
أبو عبد الله محمد بن حنيف بن جعفر بن زين اليسارغي، من قرية بمجكث من أعمال
بخارى. روى عن بحير بن النضر، وأبي عبد الله بن أبي حفص، وأبي طاهر أسباط بن
اليسع، ومحمد بن وضاح، ويعقوب بن معبد وغيرهم. روى عنه أبو نصر الباهلي.
اليساري: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين المهملة وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى يسار، ونزلت مع جماعة من العرب في بادية السماوة على جماعة من العرب يقال
لهم آل يسار، ولعل النسبة إليهم. والمشهور بالانتساب إليها:
من اسمه يسار وغيره سليمان بن اليساري الحجازي. حدث عن عبد الله بن
عمران بن أبي فروة. روى عنه الزبير بن بكار.
وأبو مصعب مطرف بن عبد الله بن سليمان بن يسار المديني، لعله نسب إلى جده
الأعلى وهو من موالي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. حدث عن مالك بن أنس. روى عنه محمد بن
يحيى الذهلي. هكذا في كتاب " المؤتنف " للخطيب، وفي كتاب " الاكمال " لابن ماكولا:
قطرب بن عبد الله بالقاف.
وسليمان بن محمد بن سليمان بن موسى بن عبد الله بن يسار الأسلمي اليساري المديني
الجاري (1)، سكن الجار، من أهل المدينة وهو بن عم مطرف بن عبد الله. روى عن
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وإسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، ومالك بن أنس،
وابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن أبي حازم، ونافع بن أبي نعيم. قال ابن أبي حاتم: سمع
منه أبي، وسئل أبي عنه، فقال: صدوق.
اليسيركثي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين المهملة بين الياءين وبعدها

(1) تقدمت ترجمته في (الجاري): 3 / 161. والجار بليدة على الساحل بقرب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
695

الراء الساكنة وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة. هذه النسبة إلى يسيركث، وهي قرية من
قرى سمرقند على فرسخ منها.
كان من هذه القرية عصام بن الفتح اليسيركثي. كان كتب الكثير عن أحمد بن نصر بن
عبد الملك العتكي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدار لي. روى عنه أبو عبيدة محمد بن
أبي الليث عبيد الله بن سريج البخاري، وأبو سلمة أحمد بن حامد بن أحمد السني. قال أبو
سعد الإدريسي الحافظ: حدثني عنه أبو سلمة من أصل لم أرضه.
وأبو عبد الله محمد بن عباد بن عمرو بن عيسى اليسيركثي. يروي عن إبراهيم بن
شماس السمرقندي، والليث بن مبشر المروزي، ومحمد بن الحسن البلخي، وعبد الله بن
أبي عوانة الشاشي وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وغيرهم. روى عنه عبد بن سهل
الزاهد، وأبو حفص أحمد بن حاتم البخاري، وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وستين
ومئتين، ودفن بسمرقند.
696

باب الياء والشين
اليشكري: بفتح الياء باثنتين المنقوطة من تحتها وسكون الشين المعجمة وضم الكاف
وفي آخرها الراء، ينسب إلى هذه القبيلة وهي يشكر جماعة. فأما المنتسب إليها ولاء
أبو قدامة عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد السرخسي. قال أبو حاتم بن حبان:
أبو قدامة عنه شيوخنا: ابن خزيمة ومحمد بن إسحاق الثقفي وغيرهما، مات سنة إحدى
وأربعين ومئتين، وهو الذي أظهر السنة بسرخس ودعا الناس إليها.
وأبو عمرو محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي اليشكري، واسم أبي رزمة
غزوان، هو مولى بني يشكر. يروي عن أبي أسامة، والفضل بن موسى السيناني. روى عنه
إسحاق بن إبراهيم القاضي، وعبد الله بن محمود السعدي.
وأبو عبيدة شاذ بن الفياض اليشكري، من أهل البصرة، واسمه هلال، وشاذ لقب.
يروي عن عمر بن إبراهيم والبصريين. مات سنة خمس وعشرين ومئتين. كان ممن يرفع
الموقوفات ويقلب الأسانيد، لا يشتغل بروايته، كان محمد بن إسماعيل البخاري شديد
الحمل عليه.
وأبو العلاء صاعد بن مسلم اليشكري، مولى الشعبي، من أهل الكوفة، يروي عن
الشعبي. روى عنه عيسى بن يونس. منكر الحديث على قلة روايته، وكان يحيى بن معين
شديد الحمل عليه، وقال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي
لا يحدثان عن صاعد اليشكري.
والمنتسب إلى بني يشكر ولاء يزيد بن عساء الليثي اليشكري، مولى أبي عوانة الوضاح
من فوق، وهو مولى بني يشكر من أهل واسط. يروي عن أبي إسحاق السبعي، وسماك بن
حرب. روى عنه أبو داود الطيالسي والعراقيون. ممن ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد
ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به. قال يحيى بن معين:
اسم أبي عوانة وضاح، وكان عبدا ليزيد بن عطاء، وحديث أبي عوانة جائز، وحديث يزيد
ضعيف، وثبت أبا عوانة وأسقط مولاه يزيد بن عطاء.
وأبو بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري وقيل: الشيباني. أصله من خوارزم
697

ويقال من مرو، ويقال من الكوفة " سكن المدائن وحدث بها عن عمرو بن دينار، وعبد الله بن
دينار، ومنصور بن المعتمر وعبد الله بن أبي نجيح، وأبي الزناد وغيرهم. روى عنه شعبة،
وعبد الله بن المبارك، ووكيع وشبابة بن سوار، وآدم بن أبي إياس، وعلي بن الجعد
وغيرهم. قال معاذ بن معاذ ليحيى القطان: سمعت حديث منصور، فقال: ممن سمعت؟
قال: من ورقاء، قال: ورقاء لا يساوي شيئا. قال إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير
قال للناس: خذوه، فليس فيه عن الكلبي ولا ورقاء شئ. وقال يحيى بن معين: ورقاء بن
عمر ثقة، وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: دخلنا على ورقاء بن عمر اليشكري وهو في
الموت، فجعل يهلل ويكبر ويذكر الله، وجعل الناس يدخلون عليه أرسالا، فيسلمون عليه،
فيرد عليهم، فلما أكثروا التفت إلى ابنه فقال: يا بني اكفني رد السلام على هؤلاء،
لا يشغلوني عن ربي عز وجل.
698

باب الياء والعين (المهملة)
اليعقوبي: بفتح الياء وسكون العين المهملة وضم القاف وفي آخرها الباء. هذه النسبة
إلى يعقوب، وهواسم لجد بعض المنتسبين إليه، وهو بيت مشهور بفوشنج، حدث منهم
جماعة.
وأما أبو نصر محمد بن إسماعيل بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن المفلس
اليعقوبي، من أهل نسف، كان من أهل العلم، سمع جده لامه أبا عثمان سعيد بن
إبراهيم بن معقل، وأبا يعلي عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن محمود بن عنبر، وأبا بكر
محمد بن زكريا بن الحسين وحبه أبا منصور يوسف بن يعقوب اليعقوبي. روى عنه أهل
بخارى وسمعوا منه " جامع " أبي عيسى الترمذي ست مرات. روى عنه أبو العباس
المستغفري، وابنه أبو ذر محمد بن جعفر بن محمد بن المعتز، وتوفي في شهر رمضان سنة
تسع وثمانين وثلاثمئة، وصلى عليه الحاكم أبو أحمد القنطري.
واليعقوبي شاعر محدث. روى عنه ميمون بن هارون بن مخلد الكاتب، عن
الحسين بن الضحاك خبرا لأبي نواس.
اليعمري: بفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها وسكون العين المهملة وفتح الميم في
آخرها الراء المهملة، وهذه النسبة إلى يعمر، وهو بطن من كنانة، والمشهور بالانتساب
إليها:
معدان بن أبي طلحة، ويقال: طلحة اليعمري. يروي عن أبي الدرداء، وثوبان رضي
الله عنهما. روى عنه سالم بن أبي الجعد وأهل الشام.
699

باب الياء والغين
اليغلبي: بفتح الياء آخر الحروف والغين المعجمة الساكنة وبعدها اللام وفي آخرها الباء
الموحدة. هذه النسبة إلى يغلب، وهو اسم لجد جماعة نسبوا إليه، منهم:
أبو محجن توبة بن النمر بن حرمل بن يغلب بن ربيعة بن نمر بن شاهبي الحضرمي
اليغلبي. من أهل مصر، جمع له القضاء والقصص بمصر، حدث عنه زياد بن عجلان،
والعلاء بن كثير، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد وابن لهيعة ورجاء بن عطاء،
وضمام بن إسماعيل وكان فاضلا عابدا. هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس في " تاريخ المصريين "
وقال: توفي سنة عشرين ومئة.
وعمه الحارث بن حرملة بن يغلب اليغلبي، من التابعين، يروي عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه، وعبد الله بن عمرو. روى عنه رجاء بن حياة، وجندب بن عبد الله
العدواني، وعروة بن رويم. وقيل: هو الزهراني وليس هو عم توبة. هكذا ذكره
الدارقطني.
وأبو عقبة عياش بن عقبة بن كليب بن يغلب بن كليب اليغلبي الحضرمي، من أهل
مصر أيضا، أدرك التابعين، يروي عن يحيى بن ميمون، وموسى بن وردان. روى عنه
عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وضمام بن إسماعيل، وزيد بن الحباب،
وخالد بن حميد، ورشيد بن سعد، وروى عنه أبو عبد الرحمن بن المقرئ المكي، وقال:
هو عم ابن لهيعة، ووهم في ذلك. هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ".
اليغنوي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الغين المعجمة وفتح النون.
هذه النسبة إلى يغنى، وهي قرية من قرى نخشب، ظني أني اجتزت بها في توجهي إلى
بخارى من نخشب، خرج من هذه القرية جماعة ذكرهم أبو العباس المستغفري الحافظ في
" تاريخ نسف ". ومن جملة المنتسبين:
أبو إسحاق إبراهيم بن محفوظ بن علي بن إسرافيل بن الليث اليغنوي، من أهل
القرية، كان أديبا محدثا، سمع الحديث من أبي بكر محمد بن أحمد بن خنب،
وأبي عبد الله محمد بن موسى بن علي بن عيسى الرازي، ومن دونهما. ذكره أبو محمد
700

عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ في " معجم شيوخه " وقال: لقيته وهو يؤدب
أولاد الدهقان الربيع بن أحمد عندنا وأنا يومئذ أفهم وأقرأ على والدي رحمه الله الحديث، ولم
أسمع منه شيئا وذلك في سنة عشرين وأربعمئة أو نحوها.
وأبو نصر أحمد بن نصر اليغنوي، يروي عن أبي يعقوب يوسف بن معروف
الإشتيخني، والليث بن نصر الكاجري وغيرهما، وكان عبدا صالحا، زاهدا، عابدا، مات
ليلة الجمعة لست خلون من شهر ربيع الأول لسنة أربعمئة. روى عنه أبو العباس المستغفري
الحافظ.
والشيخ الأديب أبو محمد عبد الرحيم بن علي بن نيازي بن علي بن النعمان اليغنوي
النسفي، كان أديبا سديدا، سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسني
العلوي، من أهل يغنى توطن سمرقند، وروى لي عنه الإمام أبو شجاع بن محمد بن عبد الله
البسطامي إن شاء الله، وتوفي يوم الثلاثاء النصف من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين
وخمسمئة، ودفن بجاكرديزة.
والامام أبو بكر محمد بن أحمد بن تمام اليغنوي النسفي، يروي عن أبي علي
الحسن بن الحمادي النسفي. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ،
وكانت ولادته بعد سنة ثلاث وثلاثين وأربعمئة، ووفاته بعد سنة أربع وتسعين وأربعمئة
ببخارى.
701

باب الياء والفاء
اليفتلي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الفاء وفتح التاء المنقوطة باثنتين
من فوقها وبعدها لام. هذه النسبة إلى بلد من أواخر طخارستان يقال له: يفتل، والمشهور
بالنسبة إليه:
أبو نصر بن أبي الفتح اليفتلي، أمير بخراسان، له ذكر في أخبارها وفي الحرب التي
كانت بينه وبين قراتكين بنواحي بلخ، أسر مرداويز، وذكره السلامي في " تاريخه ". هكذا
ذكره ابن ماكولا.
اليفرني: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الفاء وفتح الراء وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى يفرن، وهي قبيلة من البربر ببلاد المغرب، والمشهور بهذه النسبة:
عبد الرحمن بن عطاف اليفرني البربري، قال ابن ماكولا: هو من قبيلة منهم يقال لها
يفرن، وربما قيل فيها: أفرن، استخلفه يحيى بن علي العلوي الحسني الملقب بالمعتلي
أيام غلبته على قرطبة وتسميه بالخلافة، فأقاظ بها أميرا سنة ست عشرة أو سبع عشرة
وأربعمئة.
702

باب الياء والقاف
اليقطيني: بفتح الياء المنقوطة باثنتين وسكون القاف وكسر الطاء المهملة بعدها ياء
أخرى وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى يقطين، وهو اسم لبعض أجداد أبي عبد الله
محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن علي بن يقطين بن موسى بن عبد الرحمن البزاز
اليقطيني سمع الفضل بن موسى البصري مولى بني هاشم. روى عنه أبو حفص عمر بن
أحمد بن شاهين الواعظ.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد بن يقطين بن موسى بن عبد الرحيم
اليقطيني الأسدي المقرئ البغدادي، نزل مكة. وذكر أبو الفتح بن مسرور: أنه قدم عليهم
مصر، وحدثهم بها عن أحمد بن بنت الحسن بن عيسى الماسرجي، قال: وتوفي بمكة في
سنة خمسين وثلاثمئة، وكان ثقة.
وأبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن عيسى بن يقطين البزاز اليقطيني.
من أهل بغداد، كان فهما ذكيا، ثقة صدوقا، له رحلة في طلب الحديث، سمع أبا خليفة
القاضي، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص، وأبا يعلى أحمد بن علي الموصلي، وأبا بكر
محمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي ومن في طبقتهم، وكان قد
سافر وكتب بالجزيرة والشام وغيرهما من البلدان فأكثر. روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله
الأصبهاني، وعلي بن محمد بن عبد الله الحذاء، وأبو علي بن دوما النعالي و عبد الله بن
أبي الحسين بن بشران، وعلي بن عبد العزيز الطاهري وغيرهم. وقال أبو الحسن بن
الفرات: كان اليقطيني جميل الامر في الحديث، ثقة، وانتقى عليه من الحفاظ عمر
البصري، وابن مظفر، والدار قطني، قال أبو بكر البرقاني: كان اليقطيني حسن الحديث ولم
أرزق أن أسمع منه إلا شيئا يسيرا، فقلت له: أكان ثقة؟ قال: نعم، وتوفي في شهر ربيع
الأول سنة سبع وستين وثلاثمئة ببغداد.
703

باب الياء والميم
اليمابرتي: بفتح الياء آخر الحروف والميم والباء الموحدة وسكون الراء بعدها التاء
ثالث الحروف. هذه النسبة إلى يمابرت، وهي إحدى المحال الكبيرة بأصبهان، بها سوق
قائمة كبيرة، ويقال لها يمافرت بالفاء غير الخالصة. كتبت بها عن جماعة منها:
أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم اليمابرتي، من أهل أصبهان له رحلة إلى
العراق، سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبا بكر عبد الله بن أبي داود
السجستاني، وأبا بكر محمد بن أحمد القاضي البوراني وغيرهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه الحافظ.
وأبو العباس الخليل بن محمد اليمابرتي، كان يسكن محلة يمافرت، يروي عن
روح بن عبادة، وعبد العزيز أبان وغيرهما. روى عنه عبد الله بن جعفر بن أحمد بن
فارس.
اليمامي: بفتح الياء المعجمة بنقطتين من تحتها والميمين بينهما ألف. هذه النسبة إلى
اليمامة وهي بلدة من بلاد العوالي مشهورة، وأكثر من نزل بها بنو حنيفة، وكان مسيلمة
الكذاب المتنبئ منها خرج، وبها قتل زمن أبي بكر رضي الله عنه. والمشهور بالانتساب
إليها:
أبو نصر يحيى بن أبي كثير، واسمه (1) القاسم اليمامي، من أهل البصرة، سكن
اليمامة، وهو مولى لطئ، كان بصريا انتقل إلى اليمامة. روى عن أنس بن مالك مرسلا
ورأى أنسا رؤية، وروى عن سليمان بن يسار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن
أبي قتادة. روى عنه الأوزاعي، وأيوب وأبان العطار، وهشام الدستوائي، ومعمر،
وحرب بن شداد، وعلي بن المبارك وهمام بن يحيى، ومعاوية بن سلام، وأيوب بن عتبة.
وكان أيوب السجستاني يقول: ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثيرة. وكان شعبة
يقول: يحيى بن أبي كثير أكثر حديثا من الزهري، وأقام بالمدينة عشر سنين في طلب

(1) يعني: اسم أبيه، وقد اختلف في ذلك على أقوال ذكر الذهبي منها: صالحا، ويسارا، ونشيطا. ونقل ابن سعد في
" طبقاته أن اسم أبيه دينار.. فالله أعلم.
704

الحديث، وكان لا يحدث إلا عن ثقة، وكان يكتب على السماكين في البارجاه، مات سنة
تسع وعشرين ومئة، وكان يدلس، فكلما روى عن أنس رضي الله عنه يدلس، لم يسمع من
أنس ولا من الصحابي شيئا.
وأبو يحيى أيوب بن عتبة اليمامي، قاضي اليمامة، يروي عن يحيى بن أبي كثير
وأبي كثير السحيمي، وقيس بن طلق. روى عنه ابن المبارك، وأبو نعيم الملائي، وأبو الوليد
خلف بن الوليد وقبيصة بن عقبة، وسعيد بن سليمان، ووكيع وكان يخطئ كثيرا ويهم شديدا
حتى فحش الخطأ منه. مات سنة ستين ومئة. وقال يحيى بن معين: أيوب بن عتبة ليس
بشئ. وقال نوبة أخرى: ليس بالقوي. وقال أحمد بن حنبل: أيوب بن عتبة مضطرب
الحديث عن يحيى بن أبي كثير، وفي غير يحيى على ذاك، وقال أبو زرعة الرازي: قال لي
سليمان بن داود بن شعبة اليمامي: وقع أيوب بن عتبة إلى البصرة وليس معه كتب، فحدث
من حفظه، وكان لا يحفظ، فأما حديث اليمامة فأحدث به ثمة فهو مستقيم. قال
ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أيوب بن عتبة فيه لين، قدم بغداد ولم يكن معه كتبه،
فكان يحدث من حفظه على التوهم فليغلط، وأما كتبه في الأصل فهي صحيحة عن يحيى بن
أبي كثير. قال لي سليمان بن شعبة هذا الكلام وكان عالما بأهل اليمامة، وقال: هو أروى
الناس عن يحيى بن أبي كثير، وأصح الناس كتابا عنه، فقيل لأبي عبد الله: أيزيد أحب إليك
أو أيوب بن عتبة؟ فقال: أيوب بن عتبة أعجب إلي، وهو أحب إلي من محمد بن جابر.
وسئل أبو زرعة عن أيوب بن عتبة، فقال: ضعيف.
وأبو روح غسان بن أبان بن الأرقم بن كلاب الحنفي، من أهل اليمامة، يروي
العجائب، يروي عن حفص بن عمر بن أبي طلحة الأنصاري.
ويحيى بن شبيب اليمامي. حدث بالبصرة، يروي عن الثوري ما لم يحدث به قط،
لا يجوز الاحتجاج به بحال. روى عنه سهل بن علي الأهوازي.
وأبو عمر حجين بن المثنى اليمامي، سكن بغداد، وحدث بها عن مالك بن أنس،
وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، والليث بن سعد، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
وغيرهم. روى عنه أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وأحمد بن منيع، وعباس الدوري،
وأحمد بن منصور الرمادي، وقال البخاري: حجين بن المثنى أبو عمر البغدادي كان قاضيا
على خراسان، وأصله من اليمامة. وقال محمد بن سعد الزهري: حجين بن المثنى
705

كان أصله من أهل اليمامة، وقدم بغداد فنزلها وكان صاحب لؤلؤ وجوهر، لزم السوق ببغداد
وكان ثقة، ومات ببغداد.
وأبو سهل أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي، قدم أصبهان وحدث بأحاديث
مناكير عن عبد الرزاق بن همام، وبكر بن الحجاج العدني وكتب بأصبهان عن إسماعيل بن
عمرو البجلي. روى عنه إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني.
وأبو الجمل أيوب بن محمد اليمامي العجلي. يروي عن يحيى بن أبي كثير،
وعطاء بن السائب، وقيس بن طلق. روى عنه عبد الحميد بن جعفر، وسهل بن بكار،
وأبو علي الحنفي. وسئل يحيى بن معين عن أبي الجمل اليمامي، فقال: لا شئ، اسمه
أيوب. قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به. وسئل أبو زرعة عنه، فقال: منكر الحديث.
اليماني: بفتح الياء آخر الحروف والميم بعدهما الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى اليمن، والنسبة إليها: يمني ويماني، وورد في الحديث الايمان يمان، والحكمة
يمانية (1). خرج من بلادها جماعة كثيرة من أهل العلم من الصحابة والتابعين إلى زماننا.
اليمني: بفتح الياء آخر الحروف والميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى اليمن،
وبلاد اليمن بلاد عريضة كبيرة وقد ورد في الحديث في فضائلها أحاديث عدة قد ذكرتها في
النزوع إلى الأوطان وإنما قيل لها اليمن لأنها يمين الأرض كما أن الشام شمال الأرض.
وخرج منها جماعة كثيرة من التابعين إلى زماننا هذا.
وممن نسب إليها بسبب السكنى:
أبو زرعة محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن بغداد بن سهل بن إسحاق بن
سعيد بن عبد الواحد المؤذن المعلم الاستراباذي اليمني، وقيل له هذا لأنه سكن اليمن مدة،
وتزوج، وولد له بها ابنه إبراهيم. ويقال له العطاري لأنه جاور محمد بن بندار العطار. كتب

(1) أخرجه البخاري: 6 / 387 وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) وفي
المغازي، باب قدوم الأشعريين، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: (وبث فيها من كل دابة) ومسلم رقم
(52) في الايمان، باب تفاضل أهل الايمان، والترمذي رقم (2244) في الفتن، باب ما جاء في الدجال
لا يدخل المدينة. ولفظ الحديث بتمامه: " أتاكم أهل اليمن أرق أفئدة، وألين قلوبا، الايمان يمان، والحكمة
يمانية، ورأس الكفر قبل المشرق، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار من أهل الغنم ". وانظر
" جامع الأصول ": 9 / 347.
706

الكثير، ورحل إلى خراسان وكتب بها عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج، وبالشام
عن أبي الحسن أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، وبالجزيرة عن أبي عروبة الحسين بن
أبي معشر الحراني، وببغداد عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود، وأبي القاسم البغوي،
ويحيى بن محمد بن صاعد، وبفارس عن علي بن الحسين بن معدان وغيرهم، وكتب
بمصر. روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ وغيره.
اليميني: بالميم المفتوحة بين الياءين آخر الحروف أولاهما مضمومة وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى يمين، وهو جد حيان بن الأعين بن يمين بن سليع الحضرمي. حدث
عن عبد الله بن عمرو حدث عنه ابنه خالد بن حيان، وعقبة بن عامر الحضرمي. ذكر ذلك
أبو سعيد بن يونس.
باب الياء والنون
الينبعي: بفتح الياء آخر الحروف والنون الساكنة والباء المضمومة الموحدة وفي آخرها
العين المهملة. هذه النسبة إلى ينبع، وهي قرية بناحية المدينة، ورد ذكرها في الحديث.
منها:
أبو عبد الله حرملة المدلجي الينبعي. له صحبة. قال ابن أبي حاتم الرازي:
أبو عبد الله كان ينزل ينبع. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. سمعت أبي يقول ذلك.
707

باب الياء والواو
اليواني: بفتح الياء آخر الحروف والواو بعدهما الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى يوان، وهي قرية من قرى أصبهان على بابها، وبها قبر علي بن سهل شيخ الصوفية،
منها:
أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم اليواني، من أهل أصبهان، كان ثقة،
يروي عن ابن أبي غرزة، والسري بن يحيى ويحيى بن أبي طالب وغيرهم. روى عنه
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وتوفي سنة
اثنتين وعشرين وثلاثمئة.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الله بن مصعب بن سلم بن كيسان الثقفي
الأصبهاني اليواني. يروي عن سهل بن عثمان. روى عنه عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم
الخفاف، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وغيرهما.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن المغيرة اليواني، كان من عباد الله الصالحين، سمع من
المظالمي، وأبي علي بن عصام، والخشاب، وعبد الله بن جعفر.
اليوخشوني: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الخاء المنقوطة وضم السين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى يوخشون، وهي قرية من قرى بخارى، هكذا
ذكرها عبد العزيز بن محمد النخشبي في " معجم شيوخه ". والمشهور بالانتساب إلى هذه
القرية:
القاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين اليوخشوني البخاري، ولي القضاء
بالكوفة وسكنها، وكان فقيها فاضلا، شافعي المذهب، سمع أبا نصر (...) (1) المرجي
صاحب أبي يعلي بالموصل، وأبا الحسن علي بن عمر القصار بالري، وأبا الفضل أحمد بن
أبي عمران الهوتي بمكة، وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ببغداد وطبقتهم. سمع
منه أبو القاسم يحيى بن علي الكشميهني الامام، وأبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي

(1) بياض في إحدى النسخ.
708

الحافظ، وقال: إنه توفي في سنة سبع أو ثمان وثلاثين وأربعمئة.
وأبو بكر محمد بن حم بن ناقب الصفار اليوخسوني، يروي عن محمد بن يوسف بن
مطر الفربري كتاب " الجامع الصحيح " للبخاري، وعن أبي سعيد حاتم بن أحمد بن محمود
الكندي، وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمئة.
اليوذوي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الذال المعجمة وبعدها الواو.
هذه النسبة إلى يوذي، وهي قرية من قرى نسف، وينسب إليها بغير الواو وبإلحاق الواو.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو مقاتل أحمد بن محمد بن حمد بن المنذر بن تميم بن سابخي بن خواجة اليوذوي،
من أهل نسف، سمع أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا القاسم
عبيد الله بن عبد الله السرخسي، وشيوخ بخارى. حدث ببخارى، وعقد له مجلس الاملاء
بها. روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ. ومات ببخارى في رجب سنة سبع عشرة
وأربعمئة.
اليوذي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة
إلى يوذى وقيل: يوذة، وقيل في النسبة إليها اليوذوي، وهي من قرى نسف من أسفلها،
بلدة بما وراء النهر. والمشهور بالانتساب إليها جماعة من القدماء والمتأخرين منهم:
أبو بكر محمد بن أحمد بن أحيد النسفي اليوذوي. روى عن داود بن أبي داود
المروزي، والطفيل بن زيد التميمي. روى عنه أحمد بن محمد بن إسماعيل شيخ غنجار.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي القاسم أحمد بن حفص بن عمرو بن مكرم اليوذي، شيخ
زاهد، سمع أبا الحسن طاهر بن محمد بن يونس بن خيو البلخي، سمه منه أبو محمد
عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ، وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمئة.
ومنها أبو بكر محمد بن أحمد بن أحيد بن ريوة بن الخطاب بن اسم بن انم الفقيه
اليوذوي، نسبة أبو الفضل أحمد بن علي السليماني يروي عن طفيل بن زيد، وداود بن
أبي داود المروزي، وكان من أفاضل العلماء روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل،
وأهل بلده والغرباء، ومات لعشر خلون من رجب سنة ست وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو مقاتل أحمد بن محمد بن حمد بن المنذر بن تميم بن سابخي بن خواجة اليوذوي،
من أهل يوذى، سمع أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا القاسم
709

عبيد الله بن عبد الله السرخسي وشيوخ بخارى، وعقد له مجلس الاملاء بها، ومات ببخارى
في رجب سنة سبع عشرة وأربعمئة.
اليوسفي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين المهملة بعد الواو وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى أبي يوسف الأسفراييني خازن دار العلم ببغداد. نسب إليه:
أبو سعيد صافي بن عبد الله اليوسفي عتيق أبي يوسف المذكور، سمع أبا الخطاب
نصر بن أحمد بن البطر القارئ، وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الأمين، لم
أدركه، وكتب لي الإجازة بجميع مسموعاته، وحدثني عنه أبو القاسم الحافظ بالشام،
وأبو الحسن الشهرستاني بخراسان، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
اليوغنكي: بضم الياء التحتانية وفتح الغين المعجمة والنون وفي آخرها الكاف. هذه
النسبة إلى يوغنك، وهي قرية من قرى سمرقند. والمشهور بهذه النسبة:
أبو حامد أحمد بن أبي أحمد اليوغنكي، من أهل سمرقند، روى عنه صاحب بن مسلم
البلخي وعبد الرحيم بن حبيب البغدادي، وأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق السمرقندي.
روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي.
اليوغي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الغين المعجمة. هذه النسبة
إلى يوغة، وعرف بهذا الاسم بعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الفضل عبد الواحد بن
علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن يوغة الكرابيسي الهمذاني اليوغي، من أهل همذان، كان
شيخ الصوفية، صدوقا، مكثرا من الحديث. سمع أبا العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان
الهمذاني، وأبا منصور محمد بن عيسى بن الصباح الصوفي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن
محمد بن حمدويه الطوسي وغيرهم، وكانت له إجازة عن أبي بكر أحمد بن علي بن لآل
الامام. روى لنا عنه أبو الفرج حمد بن الحسن بن الفرج الضرير، وأبو الفخر سعد بن
محمد بن عبد الواحد الصوفي، وأبو المكارم عبد الرحيم بن عبد الملك الكرابيسي، وكانت
ولادته سنة تسعين وثلاثمئة. وتوفي سلخ ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وأربعمئة.
اليونارتي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفتح النون وسكون الراء
وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. هذه النسبة إلى يونارت وهي قرية على باب
أصبهان، والمشهور بالنسبة إليها:
الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن حيويه المقرئ
اليونارتي، كان حافظا فاضلا، مكثرا من الحديث، حسن الخط، حريصا على طلب
710

الحديث، سافر إلى العراق وخراسان، وبالغ في الطلب، سمع بنيسابور الحسن بن أحمد
السمرقندي، وببلخ أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة. لم
أدركه، وتوفي قبل دخولي أصبهان. ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن مندة الحافظ في
كتاب أصبهان وقال: أبو نصر اليونارتي حسن الخط، واسع الكتابة، حافظ للحديث
ولأطراف من الأدب والنحو، حسن الخلق، شجاع، سافر إلى بغداد وخراسان وسائر البلاد
لطلب الحديث، حلو المنطق، عامة أيامه مستغرقة بكتب المصاحف والحديث، وكانت
ولادته سنة ست وستين وأربعمئة، وتوفي بأصبهان في حدود سنة ثلاثين وخمسمئة، كتب لي
الإجازة بجميع مسموعاته.
اليوناني: بفتح الياء آخر الحروف والمشهور بالضم بعدها الواو والألف بين
النونين. هذه النسبة إلى بني يونان. قال هشام بن الكلبي: ومن بني يونان بن يافث بن نوح
عليه السلام رومي بن لظي بن يونان بن يافث بن نوح. ومنهم ذو القرنين، وهو هرمس
ويقال: هرديس بن فيطون بن رومي بن لنطي بن كسلوجين بن يونان بن يافث بن نوح عليه
السلام. وأردبيل وباجروان وروثان وديبل وبيلقان بنو أرميني بن لنطي بن يونان وفلسطين هو
فلستين بن كسلوجيم بن لنطي بن يونان. فهؤلاء الجماعة من أولاد يونان. والمشهور على
الألسنة بضم الياء. والحكماء اليونانية منسوبة إلى هذا، والله أعلم.
اليونسي: بضم الياء المعجمة باثنتين من تحتها والنون بعد الواو وفي آخرها السين
المهملة. هذا الانتساب إلى يونس، وهو اسم رجل نسب إليه إبراهيم بن عبد الله بن
موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي اليونسي قاضي بلخ. حدث عن عبد الرحمن بن
مفرا، وعن عمته مؤنسة بنت موسى بن يونس. روى عنه الحسن بن عثمان التستري.
وأما اليونسية فطائفة من غلاة الشيعة، نسبوا إلى يونس بن عبد الرحمن القمي، مولى
آل يقطين، وهو الذي يزعم أن معبوده على عرشه تحمله ملائكته، وإن كان هو أقوى منهم
كالكركي تحمله رجلاه وهو أقوى منهما، وقد أكفرت الأمة من قال: إن الله محمول حمله
العرش.
واليونسية أيضا فرقة من المرجئة ينتمون إلى يونس السمري (1)، وكان يزعم أن الايمان
هو المعرفة بالله عز وجل، والخضوع له، وهو تر ك الاستكبار عليه، والمحبة له، فمن

(1) " الملل والنحل ": 1 / 140، وفيه: يونس بن عون النميري.
711

اجتمعت فيه هذه الخلال فهو مؤمن. وزعم أن إبليس كان عارفا بالله عز وجل غير أنه كفر
باستكباره عليه (1).

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته (اليوبي) بضم الياء وسكون الواو وبعده ياء ثانية تحتها نقطتان نسبة إلى
أهل بيت بساوة يقال لهم: اليوبيون، منهم أبغ الفتوح نصر بن أحمد بن محمد بن اليوبي الساوي. قال الحافظ
أبو طاهر السلفي: أنشدني أبو الفتوح اليوبي قال: أنشدني الحكيم الزنجاني، وذكر شعرا ".
712

باب الياء والهاء
اليهودي: بفتح الياء آخر الحروف وضم الهاء وسكون الواو وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى درب ببغداد يقال لها درب اليهود، النافذ إلى قطيعة عيسى بن علي الهاشمي
بالكرخ، كان في هذا الدرب جماعة من المحدثين منهم:
أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب البيع اليهودي، من درب اليهود،
محلة ببغداد، سمع القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. روى عنه
أبو القاسم يوسف بن محمد المهرواني، وأبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق،
وأبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ وهو آخر من حدث عنه، وأبو علي الحسن بن
يونس الأصبهاني الحافظ، وجماعة سواهم. ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب
وقال: خرجت يوما من مجلس القاضي أبي عبد الله الحسن المحاملي، فأرادني أصحاب
الحديث على المضي معهم إليه، فلم أفعل لأجل الحر، وكان يوما صائغا، ولم أرزق
السماع منه، وكان ثقة. توفي في رجب سنة ثمان وأربعمئة ودفن بمقبرة باب حرب، وكان قد
بلغ سبعا وثمانين سنة.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء الززان الجرجاني اليهودي، من
أهل جرجان، قيل له هذا لان منزله كان بباب اليهود بإزاء أربعة آبار، ومسجده في صف
الغزالين والجزارين. يروي عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام، ومحمد بن حميد،
وأبي السائب سلم بن جنادة، وعلي بن مسلم الطوسي، وجماعة. روى عنه الإمامان أبو بكر
أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجانيان، ومات في
شهر رمضان في سنة سبع وثلاثمئة. أثنى عليه أبو بكر الإسماعيلي وقال: صدوق.
713

باب الياء مع الياء
الييثعي: بالياءين آخر الحروف أولاهما مفتوحة والثانية ساكنة بعدهما الثاء المثلثة
المكسورة وفي آخرها العين. هذه النسبة إلى ييثع بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن
مضر، ويقال لهم: القارة، وقد ذكرته في القاف. وقال أبو عبيدة: أيثع بن الهون بالألف.
وقال ابن حبيب: هو ييثع مثل الأول، وهو ما قاله الزبير بن بكار في كتاب " النسب "،
فقال: عضل والقارة ابنا ييثع بن الهون بن خزيمة. وقال الكلبي: ييثع بن مليح بن الهون بن
خزيمة وقال الكلبي: إنما سمي الديش بن ملم بن عائذة بن ييثع بن مليح بن الهون بن خزيمة
القارة لانهم قالوا: دعونا قارة ولا تنفرونا (1).

(1) من قول شاعرهم:
دعونا قارة لا تنفرونا * فنجفل مثل إجفال الظليم
وانظر " الاشتقاق ": 1 / 178 - 179.
714