الكتاب: المنتخب من ذيل المذيل
المؤلف: الطبري
الجزء:
الوفاة: ٣١٠
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

المنتخب
من كتاب ذيل المذيل
من تاريخ الصحابة والتابعين
تصنيف
أبى جعفر محمد بن جرير الطبري
1358 ه‍ 1939 م
منشورات
مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
بيروت لبنان
ص. ب. 7120
1

بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري في كتاب ذيل المذيل من تأريخ
الصحابة والتابعين
(وأما) من النساء اللواتي متن قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
فزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى
ابن قصي وكانت تكنى أم هند رضي الله عنها وهند ابن لها من أبى هالة بن
النباش بن زرارة زوج كان لها قبل النبي صلى الله عليه وسلم كنيت به وتوفيت قبل
الهجرة بثلاث سنين وهى يومئذ ابنة خمس وستين سنة كذاك حدثني الحارث عن
ابن سعد عن محمد بن عمر عن محمد بن صالح وعبد الرحمن بن عبد العزيز * وكانت
وفاتها في شهر رمضان من هذه السنة ودفنت بالحجون رحمها الله
(قال وممن مات في سنة 8 من الهجرة)
في أولها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أسن بنات رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان سبب وفاتها أنها لما أخرجت من مكة إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أدركها هبار بن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فيما قيل
فسقطت على صخرة فأسقطت فاهراقت الدم فلم يزل بها وجعها حتى ماتت منه *
قال وممن قتل منهم جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف قتل
بمؤتة شهيدا * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة وأبو تميلة عن ابن إسحاق عن
يحيى بن عباد عن أبيه قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بنى مرة بن عوف
وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال والله لكأني أنظر إلى جعفر عليه السلام
حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها فقاتل القوم حتى قتل وكان جعفر عليه
2

السلام أول رجل من المسلمين فيما قيل عقر في الاسلام * قال محمد بن عمر حدثني
عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبيه قال ضربه يعنى جعفرا رجل من الروم
فقطعه بنصفين فوقع أحد نصفيه في كرم فوجد في نصفه ثلاثون أو بضعة
وثلاثون جرحا * وكان إسلام جعفر عليه السلام قبل أن يدخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ويدعو فيها وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية
ومعه امرأته أسماء بنت عميس فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم قدم عليه من أرض الحبشة وهو بخيبر سنة 7
وقتل سنة 8 من الهجرة في جمادى الأولى منها وهو أحد أمراء رسول الله صلى
الله عليه وسلم على السرية التي وجهها إلى الروم وكان جعفر يكنى أبا عبد الله *
وزيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن
النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات
ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف
ابن قضاعة واسمه عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن حمير بن سبأ
يشجب بن يعرب بن قحطان ذكر أن أم زيد وهى سعدى بنت ثعلبة بن عبد
عامر بن أفلت بن سلسلة من بنى معن من طئ زارت قومها وزيد معها فأغارت
خيل لبنى القين بن جسر في الجاهلية فمروا على أبيات بنى معن رهط أم زيد
فاحتملوا زيدا وهو يومئذ غلام يفعة قد أوصف فوافوا به سوق عكاظ
فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن
قصي لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهبته له فقبضه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وقد كان أبوه حارثة
ابن شراحيل حين فقده قال
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل * أحي يرجى أم أتى دونه الاجل
فوالله ما أدرى وإن كنت سائلا * أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل
فياليت شعري هل لك الدهر رجعة * فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل
3

تذكر نيه الشمس عند طلوعها * وتعرض ذاكراه إذا قارب الطفل
وإن هبت الأرواح هيجن ذكره * فيا طول ما حزني عليه وما وجل
سأعمل نص العيش في الأرض جاهدا * ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتي أو تأتى على منيتي * وكل امرئ فان وإن غره الأمل
وأوصى به عمرا وقيسا كليهما * وأوصى يزيدا ثم من بعدهم جبل
قال يريد جبلة بن حارثة أخا زيد بن حارثة وكان أكبر من زيد ويعنى بيزيد أخا
زيد لامه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل وحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم
وعرفوه فقال أبلغوا أهلي هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا على وقال
الكنى إلى قومي وإن كنت نائيا * بأني قطين البيت عند المشاعر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاعكم * ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإني بحمد الله في خير أسرة * كرام معد كابرا بعد كابر
فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه
وعند من هو فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي
صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد فدخلا عليه فقالا يا ابن عبد الله يا ابن
عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته
تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا
في فدائه فإنا سنرفع لك في الفداء قال من هو قالوا زيد بن حارثة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فهلا غير ذلك قالوا ما هو قال ادعوه فأخيره فإن اختاركم فهو
لكما بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا فقالا
قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال تعرف هؤلاء قال نعم قال من هما
قال هذا أبى وهذا عمى قال فأنا من قد علمت وعرفت ورأيت صحبته لك فاخترى
أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت منى مكان الأب والعنم
فقالا له ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك
قال نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا
4

أبدا فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه إلى الحجر
فقال يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني فلما رأى ذلك أبوه
وعمه طالب أنفسهما وانصرفا فدعى زيد بن محمد حتى جاء الله عز وجل
بالاسلام حدثني بذلك كله الحارث عن ابن سعد عن هشام بن محمد عن
أبيه وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما وقد ذكر بعض الحديث عن أبيه
عن أبي صالح عن ابن عباس وقال في إسناده عن ابن عباس فزوجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية وأمهما أميمة بنت عبد المطلب
ابن هاشم فطلقها زيد بعد ذلك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلكم المنافقون
في ذلك وطعنوا فيه وقالوا محمد يحرم نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه زيد فأنزل
الله عز وجل " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين "
إلى آخر الآية وقال " ادعوهم لآبائهم " فدعى يومئذ زيد بن حارثة ودعى الأدعياء
إلى آبائهم فدعى المقداد إلى عمرو وكان يقال له المقداد بن الأسود وكان الأسود
ابن عبد يغوث قد تبناه وقتل زيد في جمادى الأولى من هذه السنة وهو ابن خمس
وخمسين سنة وكان يكنى أبا سلمة فيما قيل * فقال محمد بن عمر حدثنا محمد بن الحسن
ابن أسامة بن زيد عن أبيه قال كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين زيد
عشر سنين، رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه وكان زيد رجلا قصيرا آدم
شديد الأدمة في أنفه فطس وكان يكنى أبا أسامة وشهد زيد بدرا وأحدا
واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج إلى المريسيع
وشهد الخندق والحديبية وخيبر وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم * قال وثابت بن الجذع من بنى سلمة من الأنصار وهو ثابت بن
ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب والجذع ثعلبة بن زيد وسمى بذلك فيما قيل
لشدة قلبه وصرامته ويقال أيضا ثابت بن ثعلبة الجذع وشهد ثابت العقبة مع السبعين
الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة من الأنصار وشهد بدرا وأحدا
والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة ويوم حنين والطائف وقتل يومئذ شهيدا
5

(قال وفى سنة 8 من الهجرة)
ماتت أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان فصلى عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونزل في حرفتها فيما قيل علي بن أبي طالب عليه السلام والفضل
ابن العباس وأسامة بن زيد وهى التي روى عن أم عطية أنها قالت غسلت إحدى
بنات النبي صلى الله عليه وسلم * وروى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لما وضعت في قبرها لا ينزل في قبرها أحد قارف أهله الليلة وقال أفيكم
أحد لم يقارف أهله الليلة فقال أبو طلحة أنا يا رسول الله فقال انزل فنزل
(قال وفى سنة 11 من الهجرة)
توفيت فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم لثلاث ليال خلون من شهر رمضان
وهى ابنة تسع وعشرين سنه أو نحوها وقد اختلف في وقت وفاتها فروى عن أبي جعفر
محمد بن علي عليه السلام أنه قال توفيت فاطمة عليها السلام بعد النبي صلى الله عليه
وسلم بثلاثة أشهر وأما عبد الله بن الحارث فإنه فيما روى يزيد بن أبي زياد عنه قال
توفيت فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رسول الله بثمانية أشهر * وقال
محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة * قال وحدثنا
ابن جريج عن الزهري عن عروة أن فاطمة عليها السلام توفيت بعد
النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر قال ابن عمر وهو الثبت عندنا قال توفيت
ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة 11 وذكر عن جعفر بن محمد عليه
السلام أنه قال كانت كنية فاطمة عليها السلام أم أبيها * قال وأبو العاص بن الربيع
ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي واسمه مقسم وأمه هالة ابنة
خويلة بن أسد بن عبد العزى بن قصي وخالته خديجة ابنة خويلد زوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه ابنته زينب ابنة
رسول الله قبل الاسلام فولدت له عليا وأمامة فتوفى عليه وهو صغير وبقيت أمامة
فتزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة فاطمة ابنة محمد رسول الله صلى الله
6

عليه وسلم وكان أبو العاص بن الربيع فيمن شهد بدرا مع المشركين فأسره
عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم
قدم في فداء أبى العاص أخوه عمرو بن ربيع. فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة
عن محمد قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة قالت
لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في فداء أبى العاص بمال وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبى العاص
حين بنى عليها قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة
وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا فقالوا نعم
يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها ولم يزل أبو العاص معها على شركه
حتى إذا كان قبيح الفتح فتح مكة خرج بتجارة إلى الشأم وبأموال من أموال قريش
أبضعوها معه فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله صلى الله
عليه وسلم وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الذي وجه السرية
للعير التي كان فيها أبو العاص قافلة من الشأم وكانوا سبعين ومائة راكب أميرهم
زيد بن حارثة وذلك في جمادى الأولى من سنة 6 من الهجرة فأخذوا في تلك العير
من الأثقال وأسروا أناسا ممن كان في العير فأعجزهم أبو العاص هربا فلما قدمت
السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص من الليل حتى دخل على زينب ابنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح وكبر وكبر الناس معه
فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن
رومان قال صرخت زينب أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع
فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال يا أيها
الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت
بشئ كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته زينب فقال أي بنية أكرمي مثواه
ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له (قال ابن إسحاق) وحدثني عبد الله بن أبي بكر
7

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبى العاص
فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له مالا فإن تحسنوا تردوا
عليه الذي له فإنا تحت ذلك وإن أبيتم ذلك فهو فئ الله الذي أفاءه إليكم وأنتم
أحق به قالوا يا رسول الله بل نرده عليه قال فردوا عليه ماله حتى أن الرجل ليأتي
بالحبل ويأتي الرجل بالشنة والأدواة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردوا
عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من
مال قريش ماله ممن كان أبضع معه ثم قال يا معشر قريش هل بقى لاحد منكم عندي
مال لم يأخذه قالوا لا جزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما قال فإني أشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وما منعني من الاسلام عنده إلا تخوف
أن تظنوا أنى إنما أردت أكل أموالكم فلما أداها الله عز وجل إليكم وفرغت منها
أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال ابن إسحاق) فحدثني
داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال رد رسول الله
صلى الله عليه وسلم زينب بالنكاح الأول لم يحدث شيئا بعد ست سنين ثم إن
أبا العاص رجع إلى مكة بعد ما أسلم فلم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدا
ثم قدم المدينة بعد ذلك وتوفى في ذي الحجة سنة 12 في خلافة أبى بكر وأوصى إلى
الزبير بن العوام قال وذكر هشام بن محمد أن معروف بن خربوذ المكي
حدثه قال خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته
زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يقول
ذكرت زينب لما وركت إرما * فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما
بنت الأمين جراها الله صالحة * وكل بعل سيثنى بالذي علما
* قال وعكرمة بن أبي جهل واسم أبى جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم ذكر محمد بن عمر أن أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة حدثه
عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير عن عبد الله بن الزبير قال لما كان يوم
فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل إلى اليمن وخاف أن يقتله رسول الله صلى الله
8

عليه وسلم وكانت امرأته أم حكيم ابنة الحارث بن هشام امرأة لها عقل وكانت قد
اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت ابن عمى عكرمة قد هرب منك إلى اليمن وخاف أن تقتله فآمنه قال قد آمنته
بأمان الله فمن لقيه فلا يعرض له فخرجت في طلبه فأدركته في ساحل من سواحل
تهامة وقد ركب البحر فجعلت تليح إليه وتقول يا ابن عم جئتك من أوصل الناس
وأبر الناس وخير الناس لا تهلك نفسك وقد استأمنت لك منه فآمنك فقال أنت
فعلت ذلك قالت نعم أنا كلمته فآمنك فرجع معها فلما دنا من مكة قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأصحابه يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه
فإن سب الميت يؤذى الحي ولا يبلغ الميت قال فقدم عكرمة فانتهى إلى باب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته معه فسبقته فاستأذنت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فدخلت فأخبر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدوم عكرمة
فاستبشر ووثب قائما على رجليه وما على رسول الله صلى الله عليه وسلم رداء
فرحاح بعكرمة وقال أدخليه فدخل فقال يا محمد إن هذه أخبرتني أنك آمنتني فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت آمن قال عكرمة فقلت أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأنك عبد الله ورسوله وقلت أنت أبر الناس وأصدق الناس
وأوفى الناس أقول ذلك وإني لمطأطئ رأسي استحياء منه ثم قلت يا رسول الله
استغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مركب أو صعت فيه أريد إظهار الشرك فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لعكرمة كل عداوة عادانيها أو مركب
أوضع فيه يريد أن يصد عن سبيلك قلت يا رسول الله مرني بخير ما تعلم فأعلمه
قال قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وجاهد في سبيله
قال عكرمة أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل إله
إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله عز وجل ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيدا يوم
أجنادين في خلافة أبى بكر وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله عام حجه
على هوازن يصدقها فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكرمة يومئذ بتبالة
9

(قال وممن هلك سنة 14 من الهجرة)
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وكان يكنى أبا الحارث
بابنه الحارث وكان نوفل فيما قيل أسن من أسلم من بني هاشم وكان أسن من
عميه حمزة والعباس وأسن من إخوته ربيعة وأبى سفيان وعبد شمس بنى الحارث
وأسر نوفل بن الحارث ببدر * قال ابن سعد أخبرنا علي بن عيسى النوفلي عن أبيه عن
عمه إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال لما أسر نوفل
ابن الحارث ببدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم افد نفسك يا نوفل قال مالي شئ
أفدى به يا رسول الله قال افد نفسك برماحك التي بجدة قال أشهد أنك رسول الله
وفدى نفسه بها وكانت ألف رمح وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نوفل والعباس
ابن عبد المطلب وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهلية متفاوضين في المال متحابين
وشهد نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف وثبت يوم
حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
حنين بثلاثة آلاف رمح فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى رماحك
يا أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين وتوفى نوفل بن الحارث بعد أن استخلف
عمر بن الخطاب بسنة وثلاثة أشهر فصلى عليه عمر ثم مشى معه إلى البقيع حتى
دفن هناك وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم كان أخا رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعته حليمة أياما وكان يألف رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه وهجاه وهجا أصحابه فمكث
عشرين سنة مناصبا لرسول الله لا يتخلف عن موضع تسير فيه قريش لقتال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذكر شخوص رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى مكة عام الفتح ألقى الله عز وجل في قلبه الاسلام فتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلقيه قبل نزوله الاواء فأسلم هو وابنه جعفر وخرج مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فشهد فتح مكة وحنينا قال أبو سفيان فلما لقينا العدو بحنين اقتحمت
عن فرسى وبيدي السيف صلتا والله يعلم أنى أريد الموت دونه وهو ينظر إليه
10

فقال العباس يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك أبو سفيان بن الحارث فارض
عنه قال قد فعلت فغفر الله عز وجل له كل عداوة عادانيها ثم التفت إلى فقال
أخي لعمري فقبلت رجله في الركاب قالوا ومات أبو سفيان بن الحارث بالمدينة
بعد أخيه نوفل بن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة ويقال بل مات
سنة 20 وصلى عليه عمر بن الخطاب ودفن في ركن دار عقيل بن أبي طالب بالبقيع
وكان هو الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام
(قال وممن قتل في سنة 16)
سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد وهو الذي
يقال له سعد القارئ ويكنى أبا زيد وهو أحد الستة الذين روى عن أنس بن مالك
أنهم جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بدرا وأحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم القادسية
شهيدا سنة 16 وهو ابن أربع وستين سنة وفيها كانت وفاة مارية أم إبراهيم
ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليها عمر بن الخطاب وقبرها بالبقيع
(ذكر من قتل أو مات منهم في سنة 23 من الهجرة)
* قال منهم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن
رزاح بن عدي بن كعب وكان يكنى أبا حفص، قال ابن سعد أخبرنا يعقوب
ابن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان قال قال ابن شهاب بلغنا أن أهل
الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم
ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئا قال ابن عمر حدثني
أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال طعن عمر يوم الأربعاء لأربع
ليال بقين من ذي الحجة سنة 23 ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة 24
(قال وممن توفى سنة 32 من الهجرة)
الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف أخو عبيدة بن الحارث الذي
11

بارز عتبة بن ربيعة يوم بدر وشهد الطفيل بن الحارث بدرا وأحدا والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفى سنة 32 وهو ابن سبعين سنة *
والحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف وهو أخو عبيدة والطفيل ابني
الحارث توفى في هذه السنة بعد أخيه الطفيل بأشهر وقد شهد الحصين بدرا
وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم * والعباس بن عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه نتيلة ابنة جناب
ابن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر و والضحيان بن سعد
ابن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة
ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وكان العباس يكنى أبا الفضل
وكان الفضل أكبر ولده وكان العباس فيما قيل أسن من رسول الله صلى الله عليه
وسلم بثلاث سنين ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وولد العباس
رحمه الله قبل ذلك بثلاث سنين وشهد العباس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتح مكة وحنينا والطائف وتبوك وثبت معه يوم حنين في أهل بيته حين
انكشف الناس عنه قال ابن عمر حدثنا خالد بن القاسم البياضي قال أخبرني
شعبة مولى ابن عباس قال كان العباس معتدل القناة وكان يخبرنا عن عبد المطلب
أنه مات وهو أعدل قناة منه وتوفى العباس يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت
من رجب سنة 32 في خلافة عثمان بن عفان وهو ابن ثمان وثمانين سنة ودفن
بالبقيع في مقبرة بني هاشم وذكر أن الذي ولى غسل العباس حين مات علي بن أبي طالب
وعبد الله وعبيد الله وقثم بن العباس وروى عن محمد بن علي أنه كان يقول مات
العباس بن عبد المطلب سنة 34 وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع
(ذكر من مات أو قتل منهم في سنة 33 من الهجرة)
* قال منهم المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود
ابن عمرو بن سعد بن زهير وكان بعضهم يقول ابن سعد بن دهير بن لؤي
ابن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أهون بن فاس بن دريم بن القين بن أهود بن
12

بهراء بن عمر بن الحاف بن قضاعة وكان يكنى أبا معبد وكان حالف الأسود
ابن عبد يغوث الزهري في الجاهلية فتبناه فكان يقال له المقداد بن الأسود
فلما نزل القرآن " ادعوهم لآبائهم " قيل له المقداد بن عمرو وهاجر المقداد إلى
أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية ابن إسحاق وابن عمر وشهد المقداد
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن سعد أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا موسى بن يعقوب عن عمته عن
أمها كريمة ابنة المقداد أنها وصفت أباها لهم فقالت كان رجلا طوالا
آدم ذا بطن كثير شعر الرأس يصفر لحيته وهى حسنة ليست بالعظيمة
ولا بالخليفة أعين مقرون الحاجبين أقنى قالت ومات المقداد بالجرف على ثلاثة
أميال من المدينة فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة وصلى عليه عثمان بن
عفان وذلك سنة 33 وكان يوم مات ابن سبعين سنة أو نحوها قال ابن سعد
وأخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي فائد أن
المقداد بن الأسود شرب دهن الخروع فمات
(قال وممن قتل في سنة 36 من الهجرة)
* الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي كان قديم الاسلام
قيل كان رابعا أو خامسا حين أسلم وأسلم فيما ذكر هشام بن عروة عن أبيه قال
أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقتل وهو ابن بضع وخمسين سنة قال وهاجر إلى أرض الحبشة
الهجرتين معا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين ابن مسعود
وكان فيما ذكر رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير خفيف اللحية أسمر اللون أشعر *
حدثني الحارث قال حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سفيان بن عيينة
قال اقتسم ميراث الزبير على أربعين ألف ألف وقالوا خرج الزبير يوم الجمل وذلك
يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة من هذه السنة بعد الوقعة على فرس
13

له يقال له ذو الخمار منطلقا نحو المدينة فقتل بوادي السباع ودفن هنالك وذكر
عن عروة أنه قال قتل أبى يوم الجمل وقد زاد على الستين أربع سنين * وطلحة
ابن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وكان يكنى أبا محمد
وأمه الصعبة ابنة عبد الله الحضرمي قتل يوم الجمل قتله مروان بن الحكم وكان له
ابن يقال له محمد وهو الذي يدعى السجاد وبه كان طلحة يكنى وقتل مع أبيه
طلحة يوم الجمل وكان طلحة قديم الاسلام ولم يشهد بدرا
(ذكر من مات أو قتل منهم في سنة 37 من الهجرة)
منهم عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة
ابن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن أدد بن
زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان وبنو مالك بن أدد من مذحج ذكر أن ياسر بن عامر ربما عمار بن ياسر
وأخويه الحارث ومالكا قدموا من اليمن إلى مكة في طلب أخر لهم فرجع الحارث
ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر
ابن مخزوم وزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خباط فولدت له عمارا
فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله
بالاسلام فإسلام ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر وكان لياسر ابن أكبر
من عمار وعبد الله يقال له حريث فقتلته بنو الديل في الجاهلية وخلف على سمية
بعد ياسر الأزرق وكان روميا غلاما للحارث بن كلدة الثقفي وهو ممن خرج يوم
الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت للأزرق سلمة بن الأزرق فهو أخو عمار
لامه ثم ادعى ولد سملة أن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر من غسان
وأنه حليف لبنى أمية وشرفوا بمكة وتزوج الأزرق وولده في بنى أمية كان لهم
منهم أولاد وكان عمار يكنى أبا اليقظان وهاجر عمار بن ياسر في قول جميع من
ذكرت من أهل السير إلى أراض الحبشة الهجرة الثانية وذكر ابن عمر عن عبد الله
ابن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين عمار بن ياسر وحذيفة
14

ابن اليمان قال عبد الله بن جعفر إن لم يكن حذيفة شهد بدرا فان إسلامه كان
قديما وقالوا جميعا شهد عمار بن ياسر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن
عمر قال رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح يا معشر
المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلم إلى وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت
فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال قال ابن عمر وحدثني عبد الله بن أبي عبيدة
عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر قالت لما كان اليوم الذي
قتل فيه عمار والراية يحملها هاشم بن عتبة وقد قتل أصحاب علي عليه السلام ذلك
اليوم حتى كانت العصر ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه وقد جنحت الشمس
للغروب ومع عمار ضيح من لبن ينتظر وجوب الشمس أن يفطر فقال حين
وجبت الشمس وشرب الضيح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آخر
زادك من الدنيا ضيح من لبن قال ثم اقترب فقاتل حتى قتل وهو ابن أربع وتسعين
سنة رحمه الله قال ابن عمر حدثني عبد الله بن الحارث عن أبيه عن عمارة بن خزيمة
ابن ثابت قال شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا وشهد صفين وقال
أنا لا أضل أبدا حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية قال فلما قتل عمار قال خزيمة قد بانت لي الضلالة
ثم اقترب فقاتل حتى قتل وكان الذي قتل عمار بن ياسر أبو غادية المزني طعنه برمح
فسقط وكان يومئذ يقاتل فيمحفة فقتل يومئذ وهو ابن أربع وتسعين فلما وقع
أكب عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول أنا قتلته
فقال عمرو بن العاص والله إن يختصمان إلا في النار فسمعها منه معاوية فلما
انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم
دوننا تقول لهما إنكما تختصمان في النار فقال عمرو وهو والله ذاك والله إنك لتعلمه
ولوددت أنى مت قبل هذا بعشرين سنة قال ابن عمر وحدثني عبد الله بن جعفر
عن ابن أبي عون قال قتل عمار وهو ابن إحدى وتسعين سنة وكان أقدم
15

في الميلاد من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وكان أقبل إليه ثلاثة
نفر عقبة بن عامر الجهني وعمر بن الحارث الخولاني وشريك بن سلمة
المرادي فانتهوا إليه جميعا وهو يقول والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر
لعلمنا أنا على حق وأنتم على باطل فحملوا عليه جميعا فقتلوه وزعم بعض الناس ان
عقبة بن عامر هو الذي قتله ويقال بل الذي قتله عمر بن الحارث الخولاني (قال
أبو جعفر) وأما هشام بن محمد فإنه ذكر عن أبي مخنف أن عمارا لم يزل بهاشم بن عتبة
حتى حمل ومع هاشم اللواء فنهض عمار في كتيبته ونهض إليه ذو الكلاع في كتيبته
فاقتتلوا فقتلا جميعا واستؤصلت الكتيبتان وحمل على عمار حوى السكسكي
وأبو غادية المزني فقتلاه فقيل لأبي الغادية كيف قتلته قال لما دلف إلينا في كتيبته
ودلفنا إليه نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما
فقتل عمار السكسكي ثم نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من حمير فاضطربا
بسيفيهما فقتل عمار الحميري وأثخنه الحميري ونادى من يبارز فبرزت فاختلفنا
ضربتين وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربة أخرى فسقط فضربته بسيفي
حتى برد قال ونادى الناس قتلت أبا اليقظان قتلك الله فقلت اذهب إليك فوالله
ما أبالى من كنت وبالله ما أعرفه يومئذ فقال له محمد ابن المنتشر يا أبا الغادية
خصمك يوم القيامة مازندر يعنى ضخما قال فضحك قال ابن عمر وحدثنا عبد الله بن أبي
عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار أنها وصفت
لهم عمارا فقالت كان رجلا آدم طوالا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين
وكان لا يغير شيبه قال ابن عمر الذي أجمع عليه في عمار أنه قتل رحمه الله مع علي
ابن أبي طالب عليه السلام بصفين في صفر سنة 37 وهو ابن ثلاث وتسعين ودفن
هنالك بصفين * وعبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جرى
ابن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم
فتح مكة وحنينا وتبوك وقتل يوم صفين مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام * وخزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان
16

ابن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس وهو ذو الشهادتين يكنى أبا عمارة
وكان لخزيمة أخوان يقال لأحدهما وحوح وللآخر عبد الله وكانت راية خطمة
بيده في غزوة الفتح وشهد خزيمة مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين وقتل
يومئذ سنة 37 من الهجرة * وسعد بن الحارث بن الصمة بن عمر بن عتيك بن عمرو
ابن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي بن أبي
طالب عليه السلام صفين وقتل يومئذ وهو أخو أبى جهيم بن الحارث بن
الصمة * وأبو عمرة واسمه بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو
ابن مبذول وهو أبو عبد الرحمن بن أبي عمرة الذي روى عن عثمان بن عفان
وقتل أبو عمرة بصفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام * وهاشم بن عتبة بن أبي
وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة أسلم هاشم بن عتبة يوم فتح مكة وهو
المر قال وكان أعور فقئت عينه يوم اليرموك وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص
شهد صفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام وكان يومئذ على الرجالة وهو الذي يقول
أعور يبغي أهله محلا * قد عالج الحياة حتى ملا
لابد أن يفل أو يفلا
وقتل يوم صفين * وأبو فضالة الأنصاري من أهل بدر قتل مع علي
عليه السلام بصفين * وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن عمرو
ابن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف ويكنى أبا سعد
وقيل يكنى أبا عبد الله وجده عمرو بن الحارث وهو الذي يقال له بحزج وشهد
سهل بدرا وأحدا وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انكشف
الناس عنه وبايعه على الموت وجعل ينضح يومئذ بالنبل عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبلوا سهلا فإنه سهل وشهد أيضا
الخندق والمشاهد كلها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد سهل بن حنيف صفين
مع علي بن أبي طالب عليه السلام * قال أبو عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز
عن محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال مات سهل بن حنيف بالكوفة سنة 38
17

وصل عليه علي بن أبي طالب عليه السلام
(ذكر ما مات منهم أو قتل سنة 40)
فممن قتل منهم فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام واسم أبى طالب
عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وكان يكنى أبا الحسن
ضرب فيما قيل ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان منها ومات ليلة الأحد
لاحدى عشرة ب قيت منه منها وقد مضت أخباره في كتابنا المسمى المذيل
* وذكر عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أنه قال سألت أبا جعفر محمد بن علي
عليه السلام قال قلت ما كانت صفة علي عليه السلام قال رجل آدم شديد الأدمة
ثقيل العينين ذو بطن أصلع هو إلى القصر أقرب
(ذكر من هلك منهم سنة 50)
قال منهم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله
ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وكان يكنى أبا الأعور وكان
أبوه زيد بن عمرو بن نفيل قد فارق دين قومه من قريش وتوفى وقريش تبنى
الكعبة وذلك قبل أن يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين فروى
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يبعث أمة وحده وأسلم سعيد بن زيد قبل أن
يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها وشهد سعيد
ابن زيد بن عمرو بن نفيل أحدا والخندق والمشاهد كلها معه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولم يشهد بدار * وذكر ابن عمر أن عبد الملك بن زيد من ولد سعيد
ابن زيد حدثه عن أبيه قال توفى سعيد بن زيد بالعقيق فحمل على رقاب الرجال
فدفن بالمدينة ونزل في حفرته سعد وابن عمر وذلك سنة 50 أو 51 وكان يوم
مات ابن بضع وسبعين سنة وكان رجلا طوالا آدم أشعر * والمغيرة بن شعبة بن أبي
عامر بن مسعود بن معبب بن مالك بن كعب بن عوف بن ثقيف واسمه قسى بن منبه
ابن بكر بن هوازن بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار كان يكنى
أبا عبد الله وكان يقال له مغيرة الرأي كان داهية وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم
18

فأسلم وأقام معه حتى اعتمر عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة 6 من الهجرة *
وذكر ابن عمر أن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي حدثه عن أبيه قال قال علي عليه
السلام لما ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت لا يتحدث الناس أنك نزلت في قبر رسول الله ولا تحدث أنت الناس أن خاتمك
في قبره فنزل علي عليه السلام وقد رأى موقعه فتناوله فدفعه إليه قال ابن عمر حدثنا
محمد بن أبي موسى الثقفي عن أبيه قال مات المغيرة بالكوفة في شعبان سنة 50
في خلافة معاوية وهو ابن سبعين سنة وكان رجلا طوالا أعور وقيل كان أصهب
الشعر أكشف جعدا يفرق رأسه فروقا أربعة أقلص الشفتين مهتوما ضخم الهامة
عبل الذراعين بعيد ما بين المنكبين (قال أبو جعفر) والحسن بن علي بن أبي طالب
عليه السلام قال ابن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت
كان الحسن بن علي عليه السلام سم مرارا كل ذلك يفلت حتى كانت المرة الآخرة
التي مات فيها فإنه كان يجتلف كبده فلما مات أقام نساء بني هاشم النوح عليه شهرا قال
ابن عمر وحدثنا حفص بن عمر عن أبي جعفر قال مكث الناس يبكون على
الحسن بن علي عليه السلام سبعا ما تقوم الأسواق قال ابن عمر وحدثتنا عبيدة
بنت نابل عن عائشة بنت سعد قالت حد نساء بني هاشم على الحسن بن علي سنة
قال وحدثنا داود بن سنان قال سمعت ثعلبة بن أبي مالك قال شهدنا حسن بن علي
عليه السلام يوم مات ودفناه بالبقيع ولقد رأيت البقيع ولو طرحت فيها إبرة
ما وقعت إلا على رأس إنسان وقال علي بن محمد حدثني مسلمة بن محارث قال
مات الحسن بن علي عليه السلام سنة 50 في ربيع الأول لخمس خلون منه قال علي بن
محمد ويقال بل مات سنة 51 وهو ابن ست وأربعين سنة
(ذكر الخبر عمن مات أو قتل منهم سنة 52)
منهم أبو أيوب واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن
غنم بن مالك بن النجار وهو أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليلة العقبة من الأنصار في قول جميعهم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
19

بينه وبين مصعب بن عمير وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وتوفى عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة أبيه
معاوية وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم فالروم فيما ذكر يتعاهدون
قبره ويرمونه ويستسقون به إذا قحطوا
(ذكر الخبر عمن مات أو قتل سنة 54)
منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي * ذكر ابن
عمر أن المنذر بن عبد الله حدثه عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال
سمعت حكيم بن حزام يقول ولدت قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة
وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح ابنه عبد الله حين وقع نذره وذلك قبل
مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين وشهد حكيم بن حزام مع أبيه
الفجار وقتل أبوه حزام بن خويلد في الفجار الآخر وكان حكيم ينى أبا خالد
وكان له من الولد عبد الله وخالد ويحيى وهشام وأمهم زينب ابنة العوام بن
خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ويقال بل أم هشام بن حكيم مليكة ابنة مالك بن
سعد من بنى الحارث بن فهر وقد أدرك ولد حكيم بن حزام كلهم النبي صلى الله
عليه وسلم يوم الفتح وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حكيم بن حزام
فيما ذكر قد بلغ عشرين ومائة سنة ومر به معاوية عام حج فأرسل إليه بلقوح
يشرب من لبنها وذلك بعد أن سأله أي الطعام يأكل قال أما مضغ فلا مضغ في
فأرسل إليه باللقوح وأرسل إليه بصلة فأبى أن يقبلها وقال لم آخذ بعد النبي صلى
الله عليه وسلم شيئا ودعاني أبو بكر وعمر إلى حقي فأبيت أن آخذه قال ابن عمر
وحدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال قيل لحكيم بن حزام ما المال يا أبا خالد قال
قلة العيال قال ابن عمر وقدم حكيم بن حزام المدينة ونزلها وبنى بها دارا ومات
بالمدينة سنة 54 في خلافة معاوية وهو ابن مائة وعشرين سنة * ومخرمة بن نوفل
ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وأمه رقيقة ابنة أبى صيفي بن هاشم
ابن عبد مناف فولد مخرمة صفوان وبه كان يكنى وهو الأكبر من ولده والمسور
20

والصلت الأكبر وأم صفوان وأمهم عاتكة ابنة عوف بن عبد عوف بن عبد
ابن الحارث بن زهرة أخت عبد الرحمن بن عوف وكانت من المهاجرات وأمها
الشفاء ابنة عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة وهى من المهاجرات أيضا
والصلت الأصغر وصفوان الأصغر والعطاف الأكبر والعطاف الأصغر ومحمدا
وأسلم مخرمة بن نوفل عند فتح مكة وكان عالما بنسب قريش وأحاديثها وكانت
له معرفة بأنصاب الحرم فكان عمر يبعثه وسعيد بن يربوع أبا هود وحويطب
ابن عبد العزى وأزهر بن عبد عوف فيجددون انصاف الحرم لعلمهم بها ثم
ذهب بصر مخرمة بن نوفل في خلافة عثمان وشهد مخرمة بن نوفل مع
رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يوم حنين وأعطاه من غنائم
حنين خمسين بعيرا قال ابن عمر رأيت عبد الله بن جعفر ينكر أن يكون
أخذ مخرمة من ذلك شيئا وقال ما سمعت أحدا من أهلي يذكر ذلك قال
ومات مخرمة بالمدينة سنة 54 في خلافة معاوية وكان يوم مات ابن مائة وخمس
عشرة سنة. قال وحويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن
مالك بن حسل بن عامر بن لؤي قال ابن عمر حدثني إبراهيم بن جعفر بن محمود
ابن محمد بن مسلمة الأشهلي عن أبيه قال كان حويطب بن عبد العزى العامري
قد عاش عشرين ومائة سنة: ستين سنة في الجاهلية وستين في الاسلام فلما ولى
مروان بن الحكم المدينة في عمله الأول دخل عليه حويطب مع مشيخة جلة حكيم
ابن حزام ومخرمة بن نوفل فتحدثوا عنده وتفرقوا فدخل عليه حويطب يوما
بعد ذلك فتحدث عنده فقال مروان ما سنك فأخبره فقال له مروان تأخر
إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الاحداث فقال حويطب: الله المستعان لقد هممت
بالاسلام غير مرة كل ذلك يعوقني أبوك عنه وينهاني ويقول تضع شرفك وتدع
دين آبائك لدين محدث وتصير تابعا قال فأسكت والله مروان وندم على ما كان
قال له ثم قال له حويطب أما كان أخبرك عثمان ما لقى من أبيك حين أسلم فازداد
مروان غما ثم قال حويطب ما كان من قريش أحد من كبرائها الذين بقوا على
21

دين قومهم إلى أن فتحت مكة كان أكره لما هو عليه منى ولكن المقادير ولقد
شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عبرا رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء ء
والأرض فقلت هذا رجل ممنوع ولم أذكر ما رأيت فانهزمنا أجمعين إلى مكة فأقمنا
بمكة وقريش تسلم رجلا رجلا فلما كان يوم الحديبية حضرت وشهدت الصلح
ومشيت فيه حتى تم وكل ذلك أريد الاسلام ويأبى الله عز وجل إلا ما يريد فلما
كتبنا صلح الحديبية كنت أحد شهوده وقلت لا ترى قريش من محمد صلى الله عليه
وسلم إلا ما يسؤوها قد رضيت أن دافعته بالراح ولما قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعمرة القضية وخرجت قريش عن مكة كنت فيمن تخلف بكة أنا
وسهيل بن عمرو لان نخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقت وهو
ثلاث فلما انقضت الثلاث أقبلت أنا وسهيل بن عمرو فقلنا قد مضى شرطك
فاخرج من بلدنا فصاح يا بلال لا تغب الشمس وأحد من المسلمين بمكة ممن
قدم معنا قال ابن عمر وحدثني إبراهيم بن جعفر بن محمود عن أبيه قال
وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن المنذر بن جهم
قال قال حويطب بن عبد العزى لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكة عام الفتح خفت خوفا شديدا فخرجت من بيتي وفرقت عيالي في
مواضع يأمنون فيها ثم انتهيت إلى حائط عوف وكنت فيه فإذا أنا بأبي ذر
الغفاري وكانت بيني وبينه خلة والخلة أبدا نافعة فلما رأيته هربت منه فقال أبا محمد
قلت لبيك قال مالك قلت الخوف قال لاخوف عليك تعال أنت آمن بأمان الله
عز وجل فرجعت إليه وسلمت عليه فقال اذهب إلى منزلك قلت هل لي سبيل إلى
منزلي والله ما أراني أصل إلى بيتي حيا حتى ألقى فأقتل أو يدخل على منزلي فأقتل وإن
عيالي لفى مواضع شتى قال فاجمع عيالك في موضع وأنا أبلغ معك منزلك فبلغ معي
وجعل ينادى على بأبي إن حويطبا آمن فلا يهج ثم انصرف أبو ذر إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أوليس قد آمنا الناس كلهم إلا من
أمرت بقلته قال فاطمأنت ورددت عيالي إلى مواضعهم وعاد إلى أبو ذر فقال
22

يا أبا محمد حتى متى وإلى متى قد سبقت في المواطن كلها وفاتك خير كثير وبقى
خير كثير فأت رسول الله فأسلم تسلم ورسول الله أبر الناس وأحلم الناس وأوصل
الناس شرفه شرفك وعزه عزك قال قلت فأنا أخرج معك فآتيه فخرجت معه
حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وعنده أبو بكر وعمر فوقفت على
رأسه وسألت أبا ذر كيف يقال إذا سلم عليه قال قل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
فقلتها فقال وعليك السلام أحويطب قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك
رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي هداك قال وسر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألف
درهم وشهدت معه حنينا والطائف وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير (قال
أبو جعفر) ثم قدم حويطب بعد ذلك المدينة فنزلها وله بها دار بالبلاط عند
أصحاب المصاحف قال ابن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال باع
حويطب بن عبد العزى داره بمكة من معاوية بأربعين ألف دينار وقيل له
يا أبا محمد أربعين ألف دينار قال وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من
العيال قال عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو والله يومئذ يوفر عليه القوت في كل
شهر ومات حويطب بن عبد العزى بالمدينة سنة 54 في خلافة معاوية وكان له
يوم مات مائة وعشرين سنة. ومنهم الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله
ابن عمر بن مخزوم واسم أبى الأرقم عبد مناف وكان الأرقم يكنى أبا عبد الله
وذكر ابن عمر أن محمد بن عمران بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم
المخزومي حدثه أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال أخبرني
جدي عثمان بن الأرقم أنه كان يقول أنا ابن سبع الاسلام أسلم أبى سابع سبعة
وكان داره على الصفا وفى الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيها في أول
الاسلام وفيها دعا الناس إلى الاسلام فأسلم فيها قوم كثير وشهد الأرقم بن أبي الأرقم
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها قال ابن عمر
أخبرنا محمد بن عمران بن هند عن أبيه قال حضرت الأرقم بن أبي الأرقم الوفاة
23

فأوصى أن يصلى عليه سعد وكان مروان بن الحكم واليا لمعاوية على المدينة
وكان سعد في قصره بالعقيق ومات الأرقم فاحتبس عليهم سعد فقال مروان
أيحبس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل غائب وأراد الصلاة عليه
فأبى عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان وقامت معه بنو مخزوم ووقع بينهم كلام
ثم جاء سعد فصلى عليه وذلك سنة 55 بالمدينة وهلك الأرقم وهو ابن بضع وثمانين
سنة * قال وأبو محذورة واسمه أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عويج بن
سعد بن جمح وكان له أخ من أبيه وأمه يقال له أنيس قتل يوم بدر كافرا قال ابن
سعد سمعت من ينسب أبا محذورة فيقول اسمه سمرة بن عمير بن لوذان بن وهب
ابن سعد بن جمح وكان له أخ من أبيه وأمه اسمه أوس قال فولد أبو محذورة عبد الملك
وحديرا وتوفى أبو محذورة بمكة سنة 59 ولم يهاجر ولم يزل مقيما بمكة حتى مات *
والحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ولد في ليال خلون من شعبان سنة 4
من الهجرة يكنى أبا عبد الله وولد الحسين عليه السلام عليا الأكبر قتل مع أبيه
بالطف وأمه آمنة بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود بن معتب من ثقيف وأمها
ابنة أبي سفيان بن حرب وفيها يقول حسان بن ثابت في رواية محمد بن عمر
طافت بنا شمس النهار ومن رأى * من الناس شمسا بالعشاء تطوف
أبو أمها أو في قريش بذمة * وأعمامها إما سألت ثقيف
(قال أبو جعفر) وهذان البيتان ينسبان إلى عمر بن أبي ربيعة وأنهما من
شعره وينشد
طافت بنا شمس عشاء ومن رأى * من الناس شمسا بالعشاء تطوف
أبو أمها أوفى قريش بذمة * وأعمامها إما نسبت ثقيف
وعليا الأصغر وله العقب من ولد الحسين عليه السلام وأما على الأكبر فلا عقب
له وأم الأصغر أم ولد قال علي بن محمد كانت تدعى سلافة (قال أبو جعفر)
ويقال إن اسمهما جيدا وكان فاضلا سيدا وجعفرا لا بقية له وفاطمة وأمها أم
إسحاق ابنة طلحة بن عبيد الله وكانت قبله عند الحسن بن علي فلما حضرته الوفاة
24

أوصى حسينا أن يتزوجها فتزوجها حسين فولدت له فاطمة وعبد الله قتل مع
أبيه وسكينة وأمها الرباب ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس بن حابر بن كعب
ابن عليم بن هبل بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات ابن رفدة
ابن ثور بن كلب وفى الرباب وسكينة يقول الحسين بن علي عليه السلام
لعمرك إنني لأحب دارا * تضيفها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل بعد مالي * وليس للاثمى فيها عتاب
ولست لهم وإن عتبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب
قال علي بن محمد عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم قال كنا مع أبي هريرة في جنازة
فلما رجعنا أعيا الحسين عليه السلام صعد فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن
قدميه بثوبه فقال له الحسين أنت يا أبا هريرة تفعل هذا قال دعني منك فلو يعلم
الناس منك ما أعلم لحملوك على عواتقهم (قال أبو جعفر) وحدثت عن خالد
ابن خداش قال لما قتل أهل فخ لبث حماد نحوا من شهر لا يجلس وكنت أراه
محزونا ثم جلس بعد ذلك رقيقا تدمع عينه كثيرا شهرين أو ثلاثة سمعته يقول نحب
ولد على حب الاسلام وقال محمد بن عمر عن أبي معشر قتل الحسين عليه السلام
لعشر خلون من المحرم قال الواقدي وهذا الثبت قال محمد بن عمرو حدثنا عطاء
ابن مسلم أخبره عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال أول رأس رفع على
خشبة رأس الحسين عليه السلام وقال علي بن محمد حدثني علي بن مجاهد عن حنش
ابن الحارث عن شيخ من النخعي قال قال الحجاج من كان له بلاء فليقم فقام
قوم فذكروا وقام سنان بن أنس فقال أنا قاتل الحسين عليه السلام فقال بلاء
حسن ورجع إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله فكان يأكل ويحدث مكانه
(قال وممن هلك سنة 64)
المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ويكنى أبا
عبد الرحمن وأمه عاتكة ابنة عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة
ابن كلاب وهى أخت عبد الرحمن بن عوف وكانت من المهاجرات المبايعات
25

وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسور بن مخرمة ابن ثمان سنين وذكر
ابن عمر أن عبد الله بن جعفر حدثه عن أم بكر ابنة المسور بن مخرمة وأبى عون
قالا أصاب المسور بن مخرمة حجر من المنجنيق ضرب البيت فانفلقت منه فلقة
أصابت خد المسور وهو قائم يصلى فمرض منها أياما ثم هلك في اليوم الذي جاء
فيه نعى يزيد مكة وابن الزبير يومئذ لا يتسمى بالخلافة الامر شورى قال محمد
وحدثني عبد الله بن جعفر عن أبي عون وأم بكر ابنة المسور قالا مات المسور
في اليوم الذي جاء فيه نعى يزيد بن معاوية لهلال شهر ربيع الآخر والمسور يومئذ
ابن ثنتين وستين سنة (قال أبو جعفر) ولد المسور بعد الهجرة بسنتين وتوفى
لهلال شهر ربيع الآخر سنة 64 وكان يحيى بن معين فيما حدثت عنه يقول مات
المسور بن مخرمة سنة 73 (قال أبو جعفر) وهذا غلط من القول
(ذكر من هلك في سنة 65)
منهم سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منفذ بن ربيعة
ابن اصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة
ابن عمر ومزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة
ابن مازن بن الأزد ويكنى أبنا مطرف أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم كان
اسمه يسار فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان وكانت له سنن عالية
وشرف ى قومه ونزل الكوفة حين نزلها المسلمون وشهد علي عليه السلام
صفين وكان ممن كتب إلى الحسين بن علي عليه السلام يسأله قدوم الكوفة فلما
قدمها ترك القتال معه فلما قتل الحسين عليه السلام ندم هو والمسيب بن نجبة
الفزاري وجميع من خذله فلم يقاتل معه ثم قالوا ما لنا توبة مما فعلنا إلا أن نقتل
أنفسنا في الطلب بدمه فعسكروا بالنخيلة مستهل شهر ربيع الآخر سنة 65 وولوا
أمرهم سليمان بن صرد وخرجوا إلى الشأم في الطلب بدم الحسين عليه السلام
فسموا التوابين وكانوا أربعة آلاف وقد ذكرنا خبرهم في كتابنا المسمى المذيل
فقتل سليمان بن صرد في هذه الوقعة رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله
26

وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم أدهم بن محرز الباهلي
وكان سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة
(ذكر من مات أو قتل سنة 68)
قال ومنهم عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
أمه أم الفضل وهى لبابة الكبرى ابنة الحارث بن حزن من بنى هلال بن عامر
قال علي بن محمد ولد عبد الله بن عباس عليا وهو سيد ولده ولد سنة 40
ويقال ولد عام الجمل سنة 36 وكان أجمل قرشي على الأرض وأوسمه
وأكثره صلاة وكان يدعى السجاد وفى عقبه الخلافة وعباسا وهو أكبر ولده
وبه كان يكنى ومحمدا وعبيد الله والفضل ولبابة أمهم زرعة ابنة مشرح بن معديكرب
ابن وليعة ومشرح أحد الملوك الأربعة ولا بقية للعباس وعبيد الله والفضل
ومحمد بن عبد الله بن عباس وأما لبابة ابنة عبد الله فإنها كانت تحت علي بن عبد الله
ابن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فولدت له ولولدها أعقاب وأسماء ابنة
عبد الله كانت عند عبد الله بن عبيد الله بن العباس فولدت له حسنا وحسينا أمها
أم ولد قال ابن عمر لا اختلاف عند أهل العلم عندنا أن ابن عباس ولد في الشعب
وبنو هاشم محصورون قبل خروجهم منه بيسير وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين
فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عباس ابن ثلاث عشرة سنة ألا تراه
يقول في حديث مالك عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عنه مررت في حجة
الوداع على حمار أنا والفضل وقد راهقت يومئذ الاحتلام والنبي صلى الله عليه
وسلم يصلى وذكر داود بن عمرو الضبي أن ابن أبي الزناد حدثه عن أبيه وعبد الله
ابن الفضل بن عياش بن أبي ربيعة بن الحارث أخبرهما الثقة أن حسان بن
ثابت قال إنا معاشر الأنصار طلبنا إلى عمر أو إلى عثمان يشك ابن أبي الزناد
فمشينا بعبد الله بن عباس وبنفر معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتكلم ابن عباس وتكلموا وذكروا الأنصار ومناقبهم فاعتل الوالي قال حسان
وكان أمرا شديدا طلبناه قال فما زال يراجعهم حتى قاموا وعذروه إلا عبد الله
27

ابن عباس قال لا والله ما للأنصار من مترك لقد نصروا وآووا وذكر من فضلهم
وقال إن هذا لشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافح عنه فلم يزل عبد الله
يراجعه بكلام جوامع يسد عليه كل حجة فلم يجد بدا من أن قضى حاجتنا قال
فخرجنا وقد قضى الله عز وجل حاجتنا بكلامه فمررت في المسجد بالنفر الذين
كان معه فلم يبلغوا ما بلغ فقلت حيث يسمعون إنه كان أولاكم بها قالوا أجل
فقلت لعبد الله إنها والله صبابة النبوة ووراثة أحمد صلى الله عليه وسلم كان أحقكم
بها قال حسان فقلت وأنا أشير إلى عبد الله
إذا قال لم يترك مقالا لقائل * بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في الصدور فلم يدع * لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقة * فنلت ذراها لاذنيئا ولا وغلا
وحدثني خالد بن القاسم البياضي عن شعبة قال سمعت ابن عباس يقول ولدت
قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن في الشعب وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
ابن ثلاث عشرة سنة وتوفى ابن عباس سنة 68 وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
قال ابن عمر وحدثني محمد بن عقبة ومحمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك عن
شعبة مولى ابن عباس قال مات عبد الله بن عباس بالطائف سنة 68 وهو ابن اثنتين
وسبعين سنة. وقال ابن عمر حدثني إسحاق بن يحيى قال حدثنا أبو سلمة الحضرمي قال رأيت قبر ابن عباس وابن الحنفية قائم عليه فأمر به أن يسطح وقال علي بن
محمد عن حفص بن ميمون عن أبيه قال توفى عبد الله بن عباس بالطائف فجاء
طائر أبيض قدخل بين النعش والسرير فلما وضع في قبره سمعنا تاليا يتلو " يا أيتها
النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية " وذكر بعضهم عن علي بن محمد
أنه قال توفى عبد الله بن عباس وهو ابن أربع وسبعين سنة
(ذكر من توفى أو قتل منهم سنة 74)
منهم أبو سعيد الخدري واسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن
الأيجر واسمه خدرة بن عوف بن حارث بن الخزرج وقد زعم بعضهم أن خدرة
28

هي أم الأبجر وأخو أبي سعيد لامه قتادة بن النعمان الظفري من أهل بدر قال
ابن عمر حدثني الضحاك بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز وأبى
صرمة عن أبي سعيد الخدري قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
بنى المصطلق قال ابن عمر وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة قال وشهد أيضا
الخندق وما بعد ذلك من المشاهد قال ابن عمرو حدثنا سعيد بن أبي زيد عن
ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد قال عرضت يوم أحد على
النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فجعل أبى يأخذ بيدي فيقول
يا رسول الله إنه عبل العظام وإن كان مؤدنا قال وجعل النبي صلى الله عليه وسلم
يصعد في البصر ويصوبه ثم قال رده فرده قال ابن عمر حدثني عبد العزيز بن عقبة
عن إياس بن سلمة بن الأكوع قال مات أبو سعيد الخدري سنة 74
(ذكر الخبر عمن هلك منهم سنة 78)
منهم جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن
سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج وكان يكنى أبا
عبد الله شهد العقبة في السبعين من الأنصار الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندها وكان من أصغرهم يومئذ وأراد شهود بدر فخلفه أبوه على أخواته وكن
تسعا وخلفه أيضا حين خرج إلى أحد وشهد ما بعد ذلك من المشاهد قال ابن عمر
حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال سألت جابر بن عبد الله كم غزا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال سبعا وعشرين غزوة غزا بنفسه وغزوت معه منها
ست عشرة غزوة ولم أقدر أن أغزو حتى قتل أبى بأحد كان يخلفني على أخواتي وكن
تسعا فكان أول غزوة غزوتها معه حمراء الأسد إلى آخر مغازيه قال محمد بن
عمرو حدثني خارجة بن الحارث قال مات جابر بن عبد الله سنة 78 وهو ابن أربع
وتسعين سنة وكان قد ذهب بصره قال ورأيت على سريره بردا وصلى عليه أبان
ابن عثمان وهو والى المدينة
29

(ذكر من مات أو قتل سنة 80)
منهم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب كان يكنى أبا جعفر أمه
أسماء بنت عميس قال ابن عمر مات عبد الله بن جعفر رضي الله عنه بالمدينة عام
الحجاف سيل كان ببطن مكة جحف بالحاج وذهب بالإبل وعليها الحمولة
فصلى عليه أبان بن عثمان وكان واليا على المدينة من قبل عبد الملك بن مروان
قال وكان له يوم توفى تسعون سنة وقال علي بن محمد توفى عبد الله بن جعفر
سنة أربع أو خمس وثمانين سنة * وعمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن
عمرو بن مخزوم ويكنى أبا سعيد وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتي عشرة
سنة وقال أبو نعيم الفضل بن دكين مات عمرو بن حريث بالكوفة سنة 85
في خلافة عبد الملك بن مروان. وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
وكان فيمن أسر يوم بدر وكان لامال له ففداه العباس بن عبد المطلب ذكر
ابن سعد أن علي بن عيسى النوفلي أخبره عن أبيه عن عمه إسحاق بن عبد الله عن عبد الله بن
الحارث قال فدى العباس نفسه وابن أخيه عقيلا بثمانين أوقية ذهب ويقال
بألف دينار قال ابن سعد وأخبرنا علي بن عيسى قال حدثنا أبان بن عثمان
عن معاوية بن عمار الدهني قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر انظروا من ههنا من أهل
بيتي من بني هاشم قال فجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فنظر إلى العباس ونوفل
وعقيل ثم رجع فناداه عقيل يا ابن أم على أما والله لقد رأيتنا فجاء على إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت العباس ونوفلا وعقيلا
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رأس عقيل فقال أبا يزيد قتل
أبو جهل قال إذا لا تنازع في تهامة إن كنت أثخنت القوم وإلا فاركب أكتافهم
(قال أبو جعفر) وقيل رجع عقيل إلى مكة فلم يزل بها ثم خرج إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم مهاجرا في أول سنة 8 فشهد غزوة مؤتة ثم رجع فعرض
له مرض فلم يسمع له بذكر في فتح مكة ولا الطائف ولا في حنين وقيل مات
30

عقيل بن أبي طالب بعد ما عمى في خلافة معاوية. وربيعة بن الحارث بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح
مكة ألا إن كل دم ومأثرة في الجاهلية فإنها تحت قدمي هاتين وإن أول دم أضعه
دم ربيعة بن الحارث وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم وإن أول دم أضعه
دم ربيعة بن الحارث وربيعة حتى لان ذلك كان دما لربيعة الطلب
به في الجاهلية وذلك أن ابنا لربيعة صغيرا كان مسترضعا في بنى ليث بن بكر
وكان بين هذيل وبين ليث بن بكر حرب فخرج ابن ربيعة بن الحارث وهو طفل
يحبو أمام البيوت فرمته هذيل بحجر فأصابه الحجر فرضخ رأسه فجاء الاسلام
قبل أن يثأر ربيعة بن الحارث بدم ابنه فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم الطلب
بذلك الدم فلم يجعل لربيعة السبيل على قاتل ابنه فكان ذلك معنى وضع النبي صلى الله
عليه وسلم دمه وهو إبطاله أن يكون له الطلب به لأنه كان من ذحول الجاهلية
وقد هدم الاسلام الطلب بها وأما ابن ربيعة المقتول فإنه يختلف في اسمه فاما ابن
عمر فإنه قال اسمه آدم بن ربيعة وقال بعضهم كان اسمه تمام بن ربيعة وقال بعضهم
كان اسمه إياس بن ربيعة وقالوا جميعا كان ربيعة بن الحارث أسن من عمه العباس
ابن عبد المطلب بسنين قالوا ولم يحضر ربيعة بن الحارث بدرا مع المشركين
كان غائبا بالشام ثم قدم بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا
أيام الخندق وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فيمن ثبت معه
من أهل بيته وأصحابه وتوفى ربيعة بعد أخويه نوفل وأبى سفيان في خلافة عمر
ابن الخطاب. وعبد الله بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وكان
اسمه عبد شمس فسماه النبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم عبد الله خرج من
مكة قبل الفتح مهاجرا إلى رسول الله ثم خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بعض مغازيه فمات بالصفراء فدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه
يعنى قميص النبي صلى الله عليه وسلم وقال له سعيد أدركته السعادة وجعفر بن أبي
سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وكان جعفر بن أبي سفيان ممن ثبت
31

يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه ولم يزل مع أبيه ملازما
لرسول الله حتى قبض وتوفى جعفر في وسط خلافة معاوية رضي الله عنه. والحارث
ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم كان رجلا على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم صحب رسول الله عند إسلام أبيه وولدا ابنه عبد الله على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأتى به رسول الله فحنكه ودعا له قال ابن سعد أخبرنا علي بن
عيسى عن أبيه قال انتقل الحارث بن نوفل إلى البصرة واختلط بها دارا ونزلها في
ولاية عبد الله بن عامر بن كريز ومات بالبصرة في آخر خلافة عثمان. وعبد المطلب
ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وقد روى عبد المطلب بن ربيعة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رجلا على عهد رسول الله قال ابن عمرو حكاه
ابن سعد عن علي بن عيسى النوفلي أن عبد المطلب بن ربيعة لم يزل بالمدينة إلى زمن
عمر بن الخطاب ثم تحول إلى الشام فنزلها وابتنى بها دارا وهلك بدمشق في خلافة
يزيد بن معاوية * وعتبة بن أبي لهب واسم أبى لهب عبد العزى بن عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف قال ابن سعد أخبرنا علي بن عيسى بن عبد الله النوفلي
عن حمزة بن عتبة بن إبراهيم اللهبي قال حدثنا إبراهيم بن عامر بن أبي سفيان بن
معتب وغيره من مشيختنا الهاشميين عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب
قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح قال لي يا عباس أين ابنا
أخيك عتبة ومعتب لا أراهما قال قلت يا رسول الله تنحيا فيمن تنحى من مشركي
قريش فقال لي اذهب فأتني بهما قال العباس فركبت إليهما بعرنة فأتيتهما فقلت إن
رسول الله يدعوكما فركبا معي سريعين حتى قدما على النبي صلى الله عليه وسلم
فدعاهما إلى الاسلام فأسلما وبايعا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ
بأيديهما وانطلق بهما يمشى بينهما حتى أتى بهما الملتزم وهو ما بين باب الكعبة
والحجر الأسود فدعا ساعة ثم انصرف والسرور يرى في وجهه قال العباس
فقلت له سرك الله يا رسول الله فإني أرى في وجهك السرور فقال النبي صلى الله
عليه وسلم نعم إني استوهبت ابني عمى هذين ربى فوهبهما لي قال حمزة بن عتبة
32

فخرجا معه في فوره ذاك إلى حنين فشهدا غزوة حنين وثبتا مع رسول الله
يومئذ فيمن ثبت من أهل بيته وأصحابه وصيبت عين معتب يومئذ ولم يقم أحد
من بني هاشم من الرجال بمكة بعد أن فتحت غير عتبه ومعتب ابني أبى لهب *
وأسامة بن زيد بن حارثة وهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكنى
أبا محمد وأمه أم أيمن واسمها بركة حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاته
وولد أسامة بمكة ونشأ حتى أدرك لم يعرف إلا الاسلام ولم يدن بغيره وهاجر
مع أبيه إلى المدينة وكان أبوه زيد في قول بعضهم أول الناس إسلاما ولم يفارق
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن سعد أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا
حنش قال سمعت أبي يقول استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وهو
ابن ثمان عشرة سنة * قال ابن عمر لم يبلغ أولاد أسامة من الرجال والنساء في كل
دهر أكثر من عشرين إنسانا قال وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وأسامة ابن
عشرين سنة وكان قد سكن وادى القرى بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل
المدينة فمات بالجرف في آخر خلافة معاوية * وأبو رافع مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم واسمه أسلم كان عبد العباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي
صلى الله عليه وسلم فلما بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس أعتقه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر أبو رافع إلى المدينة بعد بدر فأقام رسول الله
صلى الله عليه وسلم مولاته سلمى وشهدت معه خيبر وولدت لأبي رافع عبيد الله
ابن أبي رافع وكان كاتبا لعلي بن أبي طالب عليه السلام * وسلمان الفارسي وكان
يكنى أبا عبد الله وأول غزاة غزاها سلمان الخندق * وذكر عن جعفر بن سليمان عن
هشام بن حسان عن الحسن قال كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان على ثلاثين
ألفا من الناس يحطب في عباءة يفترش نصفها ويلبس نصفها وكان إذا خرج
عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يده * قال ابن عمر توفى سلمان الفارسي في خلافة
عثمان بن عفان * والأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي كان
33

قديم الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية وكان موسى بن عقبة
يقول هو نوفل بن خويلد الذي أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة * محمد بن عبد الرحمن
ابن الأسود بن نوفل بن خويلد ويكنى أبا الأسود وهو الذي يقال له يتيم عروة
ابن الزبير * وأبو الروم عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي وأمه
رومية وهو أخو مصعب بن عمير لأبيه. قال ابن عمر كان أبو الروم قديم
الاسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية وشهد أحدا * وجهم
ابن قيس بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي كان قديم
الاسلام وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في قول جميعهم ومعه امرأته
حريملة بنت عبد الأسود بن خزيمة ابن أقيش بن عامر بن بياضة الخزاعية ومعه
ابناه منها عمرو وخزيمة ابنا جهم وتوفيت حريملة بأرض الحبشة * والوليد بن
الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. قال ابن عمر حدثني محمد بن عبد الله
عن الزهري عن عروة قال وأخرنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قالا خرج سلمة
ابن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد مهاجرين إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فطلبهم ناس من قريش ليردوهم فلم يقدروا عليهم فلما كانوا بظهر
الحرة انقطعت أصبع الوليد فدميت فقال
هل أنت إلا إصبع دميت * وفى سبيل الله ما لقيت
قال وانقطع فؤاده فمات بالمدينة فبكته أم سلمة ابنة أبى أمية فقالت
يا عين فابكى للوليد * بن الوليد بن المغيرة
مثل الوليد بن الوليد * أبى الوليد كفى العشيرة
فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لا تقولي هكذا
يا أم سلمة ولكن قولي " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد "
وابن أم مكتوم واختلف في اسمه فأما أهل المدينة فيقولون اسمه عبد الله وأما
أهل العراق وهشام بن محمد فيقولون اسمه عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم
ابن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ونسب إلى أمه
34

أم مكتوم واسم أمه أم مكتوم عاتكة ابنة عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم بن
يقظة أسلم ابن أم مكتوم بمكة قديما وكان ضرير البصر وقدم المدينة مهاجرا
فاختلف في وقت قدومه إياها فقال محمد بن عمر قدمها بعد بدر بيسير فنزل دار
القراء وهى دار مخرمة بن نوفل وكان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة مع
بلال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة يصلى بالناس في
عامة غزواته وكان صاحب راية المسلمين يوم القادسية ثم رجع إلى المدينة فمات
بها * وأبو ذر جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفارا بن مليل
ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
ابن نزار ذكر ابن عمر أنه سمع موسى بن عبيدة يخبر عن نعيم بن عبد الله المجمر
عن أبيه قال اسم أبي ذر جندب بن جنادة وكذلك كان يقول محمد بن عمر وهشام
ابن محمد وغيرهما من أهل السير قال ابن عمر وسمعت أبا معشر نجيحا يقول اسم
أبي ذر برير بن جندب قال وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى
ابن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال قال أبو ذر كنت في الاسلام
خامسا. قال أبو جعفر ثم رجع أبو ذر حين أسلم إلى بلاد قومه فأقام بها حتى
مضت بدر واحد والخندق ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
بعد ذلك. قال ابن سعد أخبرنا عبد الله بن عمر وأبو معمر المنقري حدثنا
عبد الوارث بن سعيد عن الحسين المعلم عن أبي بريدة قال لما قدم أبو موسى
الأشعري لقى أبا ذر فجعل أبو موسى يلزمه وكان الأشعري رجلا خفيف اللحم
قصيرا وكان أبو ذر رجلا أسود كثير الشعر فجعل الأشعري يلزمه ويقول أبو ذر
إليك عنى ويقول الأشعري مرحبا يا أخي ويدفعه أبو ذر ويقول لست بأخيك
إنما كنت أخاك قبل أن تستعمل قال ثم لقى أبا هريرة فالتزمه فقال مرحبا يا أخي
فقال له أبو ذر إليك عنى هل كنت عملت لهؤلاء قال نعم قال هل تطاولت في
البنيان أو اتخذت زرعا أو ماشية قال لا قال أنت أخي. قال ابن سعد وأخبرنا
الفضل بن دكين قال حدثنا صالح بن رستم أبو عامر عن حميد بن هلال عن الأحنف
35

ابن قيس قال رأيت أبا ذر رجلا طويلا آدم أبيض الرأس واللحية (قال أبو جعفر)
وتوفى أبو ذر في خلافة عثمان بالربذة * بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث
ابن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث سلامان
ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر وهو ماء السماء وكان بريدة يكنى
أبا عبد الله وأسلم حين مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم للهجرة وذكر ابن عمر أن
هاشم بن عاصم الأسلمي حدثه عن أبيه قال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه
وسلم من مكة إلى المدينة فانتهى إلى الغميم أتاه بريدة بن الحصيب فدعاه رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام فأسلم هو ومن معه وكانوا زهاء ثمانين بيتا وصلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فصلوا خلفه قال فحدثني هاشم بن عاصم
الأسلمي قال حدثني المنذر بن جهم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
علم ابن الحصيب ليلتئذ صدرا من سورة مريم وقدم بريدة بعد أن مضت بدر
وأحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فتعلم بقيتها وأقام مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان من ساكني المدينة وغزا معه مغازيه بعد ذلك ولم يزل بريدة
مقيما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حتى فتحت البصرة ومصرت
فتحول إليها واختط بها ثم خرج منها غازيا إلى خراسان فمات بمرو في ولاية يزيد
ابن معاوية بقى بها ولده * ودحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ
القيس بن الخزرج وهو زيد مناة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن
بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن
تغلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة أسلم دحية قديما ولم يشهد بدرا وكان
يشبه بجبريل صلى الله عليه وسلم وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية
المشاهد بعد بدر وبقى إلى خلافة معاوية * وأوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم
ابن حارثة وابناه كباثة وعبد الله ابنا أوس شهدوا أحدا وحضر معهم عرابة
ابن أوس بن قيظي يوم أحد فاستصغر فرد وعرابة هو الذي قال الشماخ
ابن ضرار فيه:
36

إذا بلغتني وحملت رحلي * عرابة فاشرقي بدم الوتين
* وعثمان بن حنيف بن واهب بن عكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو
ابن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف كان يكنى أبا عبد الله وكان عمر بن الخطاب
بعثه على مسح أرض العراق وكان عامل علي عليه السلام على البصرة حين بويع
له وتوفى في خلافة معاوية * وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو
ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار شاعر رسول الله صلى الله
عليه وسلم ويكنى أبا الوليد وكان قديم الاسلام ولم يشهد مع رسول الله مشهدا
وكان يجبن وتوفى في خلافة معاوية وله عشرون ومائة سنة عاش في الجاهلية ستين سنة
وفى الاسلام ستين سنة * ونوفل بن معاوية بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي
ابن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهم بيت بنى الديل وكان معاوية أبو نوفل
على بنى الديل يوم الفجار وله يقول تأبط شرا
فلا وأبيها ما نزلنا بعامر * ولا عامر ولا النفاثي نوفل
وابنه سلمى بن نوفل كان أجود العرب وله يقول الشاعر الجعفري
نسود أقواما وليسوا بسادة * بل السيد المحمود سلمى بن نوفل
وذكر محمد بن عمر أن أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة حدثه عن جوثة بن
عبيد الديلي قال عمر نوفل بن معاوية الديلي في الجاهلية ستين سنة وفى الاسلام ستين
سنة قال وكان شهد مع المشركين من قريش بدرا وأحدا والخندق وكانت له نكاية
وذكر ثم أسلم بعد ذلك وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا
والطائف ونزل المدينة في بنى الديل وقد روى نوفل بن معاوية عن النبي
صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وتوفى نوفل بالمدينة في خلافة يزيد بن
معاوية لعنهما الله * وعرابة بن أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة
ابن الحارث شهد أبوه أوس بن قيظي وأخواه عبد الله وكباثة ابنا أوس أحدا
واستصغر عرابة فرد وأجيز في الخندق قال ابن عمر حدثنا عمر بن عقبة عن
عاصم بن عمر بن قتادة قال كان عرابة بن أوس يوم أحد ابن أربع عشرة سنة
37

وخمسة أشهر فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى أن يجيزه قال محمد
وعرابة بن أوس هو الذي مدحه الشماخ بن ضرار وكان قدم المدينة فأوقر له
راحلته تمرا فقال
رأيت عرابة الأوسي ينمى * إلى الخيرات منقطع القرين
إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين
* وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ولد عبيد الله محمدا وبه كان يكنى
والعباس والعالية تزوجها علي بن عبد الله بن العباس فولدت له محمد بن علي وفى
ولده الخلافة من بنى العباس وعبد الرحمن وقثم وهما اللذان قتلهما بسر بن أبي
ارطاة العامري باليمن وكان عبيد الله بن العباس أصغر سنا من عبد الله بن العباس
بسنه وقد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه وبقى عبيد الله بن
العباس إلى أيام يزيد بن معاوية واستعمل علي بن أبي طالب عليه السلام عبيد الله
ابن عباس على اليمن وأمره على الموسم فحج بالناس سنة 39 فاصطلح الناس تلك
السنة على شيبة بن عثمان بن أبي طلحة فحج بهم وكان عبيد الله بن العباس سيدا
شجاعا سخيا كان ينحر كل يوم جزورا وكان على مقدمة الحسن بن علي عليه السلام
إلى معاوية وأخوه لأبيه وأمه قثم بن العباس غزا خراسان وعليها سعيد بن عثمان
فقال اضرب لك بألف سهم فقال لابل أخمس ثم أعطى الناس حقوقهم ثم أعطني
بعد ما شئت وان ورعا فاضلا وتوفى قثم بسمرقند (قال أبو جعفر) وقال على
ابن محمد ولى قثم بن عباس لعلى مكة وأقام للناس الحج وكان يشبه بالنبي صلى الله
عليه وسلم * ومعبد بن العباس وكثير بن العباس قال علي بن محمد المدائني أم كثير
وتمام أم ولد رومية يقال لها مسلية ومات كثير بينبع بالذبحة وتمام بن العباس
وكان من أشد أهل زمانه بطشا وكان أصغر ولد أبيه * وعبد الله بن زمعة بن
الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه قريبة الكبرى ابنة أبى أمية
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها عاتكة ابنة عبد المطلب بن هاشم *
وعامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه
38

البيضاء وهى أم حكيم ابنة عبد المطلب بن هاشم أسلم عامر بن كريز يوم فتح مكة
وبقى إلى خلافة عثمان بن عفان وقدم على ابنه عبد الله بن عامر البصرة وهو
واليها لعثمان بن عفان * وأبو هاشم بن عقبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف
أسلم أبو هاشم يوم فتح مكة وخرج إلى الشأم فنزلها حتى مات * وقيس بن مخرمة
ابن المطلب بن عبد مناف * والصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي
أسلم الصلت يوم فتح مكة * وجهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن
عبد مناف * وعبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف أسلم يوم فتح مكة *
وركانة ابن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أسلم في الفتح وقدم
المدينة بعد ذلك فنزلها إلى أن مات بها في أول خلافة معاوية وأخوه لأبيه وأمه عجير
ابن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب * وأبو نبقة واسمه عبد الله بن علقمة بن المطلب
ابن عبد مناف * والأسود بن أبي البختري واسم أبى البختري العاص بن هاشم
ابن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي أسلم يوم الفتح وأما أبوه أبو البختري
فقتل يوم بدر ببدر مشركا * وهبار بن الأسود بن المطلب بن الأسد بن
عبد العزى بن قصي وكان هبار فيما ذكر عنه يقول لما ظهر رسول الله صلى الله
عليه وسلم ودعا إلى الله كنت فيمن عاداه ونصب له وآذاه وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعث إلى زينب ابنته من يقدم بها من مكة فعرض لها نفر
من قريش فيهم هبار فنخس بها وقرع ظهرها بالرمح وكانت حاملا فأسقطت
فردت إلى بيوت بنى عبد مناف وكان هبار بن الأسود عظيم الجرم في الاسلام
فأهدر دمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان كلما بعث سرية أوصاهم بهبار
وقال إن ظفرتم به فاجعلوه بين جذمتين من حطب وحرقوه بالنار ثم يقول إنما
يعذب بالنار رب النار إن ظفرتم به فاقطعوا يديه ورجليه ثم اقتلوه (قال
أبو جعفر) وذكر محمد بن عمر أن واقد بن أبي ثابت حدثه عن يزيد بن رومان
قال قال الزبير بن العوام ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قط
إلا قال إن ظفرتم بهبار فاقطعوا يديه ورجليه ثم اضربوا عنقه فوالله لقد كنت
39

أطلبه وأسأل عنه والله يعلم لو ظفرت به قبل أن يأتي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم لقتلته ثم طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده جالس
فجعل يعتذر إلى رسول الله ويقول سب يا محمد من سبك وآذ من آذاك فقد
كنت موضعا في سبك وأذاك وكنت مخذولا وقد نصرني الله عز وجل وهداني
إلى الاسلام قال الزبير فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه
ليطأطئ رأسه استحياء منه مما يعتذر هبار فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول قد عفوت عنك والاسلام يجب ما كان قبله وكان اشنأ من أحد فبلغ رسول الله
صلى الله عليه وسلم حلمه وما يحمل عليه من الأذى فقال يا هبار سب من سبك قال
ابن عمرو حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن
جده قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه في مسجده منصرفه من
الجعرانة فطلع هبار بن الأسود من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما
نظر القوم إليه قالوا يا رسول الله هبار بن الأسود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد رأيته فأراد بعض القوم القيام إليه فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن
اجلس ووقف عليه هبار فقال يا رسول الله السلام عليك إني أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أنك رسول الله ولقد هربت منك في البلاد وأردت اللحوق بالأعاجم ثم
ذكرتك وعائدتك وفضلك وبرك وصفحك عمن جهل عليك وكنا يا رسول الله
أهل شرك فهدانا الله عز وجل بك وتنقدنا من الهلكة اصفح على جهلي وعما كان
يبلغك عنى فإني مقر بسوءتي معترف بذنبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
عفوت عنك وقد أحسن الله بك حيث هداك للاسلام والاسلام يجب ما قبله *
وهند بن أبي هالة واسم أبى هالة النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة
ابن غوى بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم قدم أبو هالة مكة وأخواه عوف
وأنس فحالفوا بنى عبد الدار بنى قصي بن كلاب وأقاموا معهم بمكة وتزوج أبو هالة
خديجة ابنة خويلد فولدت له هندا وهالة رجلين فمات هالة وأدرك هند الاسلام
فأسلم وكان الحسن بن علي عليه السلام يحدث عنه بقول حدثني خالي هند بن أبي هالة
40

وذكر عن معمر بن المثنى أنه قال مر هند بالبصرة مجتازا فمات بها فلم تقم يومئذ
سوق ولا كلاء وقالوا أخو فاطمة أخو فاطمة صلوات الله عليها * والمهاجر بن أبي
أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخو أم سلمة ابنة أبى أمية زوج
النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها وأمها وكان اسم أبى أمية بن المغيرة سهيل وهو زاد
الركب وكان إذا سافر أنفق على أصحابه وأهل رفقته في سفرهم ذلك من عنده
فسمى بذلك زاد الركب قال ابن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن
المهاجرين مسمار قال كان المهاجر بن أبي أمية قد وجد عليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال لام سلمة كلمي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا يومه عندك فأدخلته
في بيتها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرعه إلا مهاجرا آخذ بحقويه
من خلفه فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أم سلمة ارض عنه رضى الله
عنك فرضى عنه وولاه صنعاء فانطلق حتى أتى مكة فبلغه أن العنسي قد خرج
بصنعاء فرجع إلى المدينة فلم يزل بها حتى توفى النبي صلى الله عليه وسلم وولاه أبو بكر
صنعاء فمضى في ولايته قال فقلت لابن أبي سبرة فإن روايتنا أن النبي صلى الله
عليه وسلم بعثه عاملا فتوفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بصنعا فقال هكذا أخبرني
مهاجر بن مسمار * وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو
ابن هصيص كان يكنى أبا وهب قال ابن عمر حدثنا عبد الله بن يزيد الهذلي عن أبي
حصين قال استقرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية بمكة
خمسين ألفا فأقرضه قال محمد بن عمر ولم يزل صفوان صحيح الاسلام ولم يبلغنا
أنه غزا مع رسول الله ولابعده ولم يزل مقيما بمكة إلى أن مات بها في أول خلافة
معاوية * وعبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك
ابن حسل بن عامر بن لؤي أسلم قديما وقد كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم ارتدعن الاسلام ثم أسلم يوم فتح مكة وقد مضى خبره في كتابنا المسمى
المذيل من مختصر تأريخ الرسل والملوك * والأقرع بن حابس بن عقال بن
محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن
41

تميم وكان في وفد بنى تميم الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه
من غنائم حنين مائة من الإبل وفيه قال عباس بن مرداس ما قال * وصعصعة
ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم
ومن ولده الفرزدق الشاعر ابن غالب بن صعصعة ومن ولده أيضا عقال بن شبة بن
عقال بن صعصعة الخطيب * والزبرقان بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن
عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكان اسم الزبرقان الحصين وكان
شاعرا جميلا وكان يقال له قمر نجد وكان قد وفد تميم الذين وفدوا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر على صدقة
قومه بنى سعد بن زيد مناة بن تميم وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليها
وارتدت العرب ومنعوا الصدقة وثبت الزبرقان على الاسلام وأخذ الصدقة من
قومه فأداها إلى أبى بكر * ومالك بن نويرة بن جمرة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع
ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وقال ابن عمر حدثني عتبة بن جبيرة عن
حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال لما صدر رسول الله صلى الله
عليه وسلم من الحج سنة 10 قدم المدينة فلما رأى هلال المحرم سنة 11 بعث
المصدقين في العرب فبعث مالك بن نويرة على صدقة بنى يربوع وكان قد أسلم
وكان شاعرا قال وكان مالك بن نويرة يسمى الجفول * ولبيد بن ربيعة بن مالك
ابن جعفر بن كلاب الشاعر قال ابن عمر حدثنا موسى بن شيبة بن عمرو بن عبد الله
ابن كعب بن مالك بن خارجة بن عبد الله بن كعب قال قدم وفد بنى كلاب على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة عشر رجلا في سنة 9 فيهم لبيد بن ربيعة
فنزلوا دار رملة بنت الحدث ثم جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا
عليه سلام الاسلام وأسلموا ورجعوا إلى بلاد قومهم قال ابن سعد أخبرنا نصر
ابن باب قال حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال كتب عمر بن الخطاب إلى
المغيرة بن شعبة وهو عامله على الكوفة أن ادع من قبلك من الشعراء فاستنشدهم
ما قالوا من الشعر في الجاهلية والاسلام ثم اكتب بذلك إلى فدعاهم المغيرة فقال
42

للبيد أنشدني ما قلت من الشعر في الجاهلية والاسلام قال أبدلني الله عز وجل بذلك
سورة البقرة وسورة آل عمران وقال للأغلب العجلي أنشدني قال
أرجزا تريد أم قصيدا * لقد سألت هينا موجودا
قال فكتب بذلك المغيرة إلى عمر فكتب أن أنقص الأغلب خمسمائة من عطائه
وزدها في عطاء لبيد فرحل إليه الأغلب فقال أتنقصني على أن أطعتك قال فكتب عمر إلى
المغيرة أن زد على الأغلب الخمسمائة التي نقصت وأقرها زيادة في عطاء لبيد بن
ربيعة * وحبشي بن جنادة بن نصر بن أسامة بن الحارث بن معيط بن عمرو بن
جندل بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وبنو مرة بن صعصعة هم
بنو سلول وسلول امرأة وهى أم بنى مرة وهى سلول ابنة ذهل بن شيبان بن ثعلبة
بها يعرفون وصحب حبشي بن جنادة النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي عليه
السلام مشاهده * وأبو أمامة الباهلي واسمه صدى بن عجلان من بنى سهم بن
عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر وهو منبه بن سعد بن
قيس بن عيلان * وزيد الخيل بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن
ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن أسودان وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن
طئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرف بن قحطان وأم طئ دلة بنت ذي
منجشان بن كلة بن ردمان بن حمير ولدتها أمها على أكمة يقال لها مذحج فسميت
دلة مذحج بتلك الأكمة فولدها كلهم يقال لهم بنو مذحج واسم طئ جلهمة وإنما
سمى طيئا في قول بعضهم لأنه أول من طوى المناهل وقال بعضهم لأنه أول
من طوى بئرا ومات زيد الخيل بعد منصرفه من عند النبي صلى الله عليه وسلم
في موضع يقال له فردة قال هشام عن أبيه كان يقال لبطن زيد الخيل الذي هو
منه بنو المختلس وكان لزيد من الولد مكنف بن زيد وبه كان يكنى وقد أسلم وصحب
النبي صلى الله عليه وسلم وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد وكان له بلاء *
وحريث بن زيد وكان فارسا صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد قتال أهل الردة
مع خالد بن الوليد وكان شاعرا * وعروة بن زيد شهد القادسية وقس الناطف
43

ويوم مهران فأبلى وقال في ذلك شعرا وكان زيد الخيل شاعرا * وعدى بن حاتم
الجواد بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أحزم بن
ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ وكان ينى أبا طريف شهد
عدى بن حاتم القادسية ويوم مهران وقس الناطف والنخيلة ومعه اللواء وشهد
الجمل مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفقئت عينه يومئذ وقتل
ابنه وشهد صفين والنهروان مع علي بن أبي طالب عليه السلام ومات في زمن
المختار بالكوفة وهو ابن مائة وعشرين سنة * وعمرو بن المسبح بن كعب بن طريف
ابن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن
ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ وكان أرمى العرب وله يقول امرؤ القيس
رب رام من بنى ثعل * مخرج كفيه من ستره
وقال وبرة بن الجحدر المعنى من بنى دغش
زعب الغراب وليته لم يزعب * بالبين من سلمى وأم الحوشب
ليت الغراب رمى حماطة قلبه * عمرو بأسهمه التي لم تلغب
وعاش عمرو بن المسبح خمسين ومائة سنة ثم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم
ووفد إليه وأسلم * والأشعث بن قيس وهو الأشج بن معديكرب بن معاوية
ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث
ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة وهو كندي واسمه ثور بن عفير بن عدي
ابن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن
يشجب بن يعرب بن قحطان وكان اسم الأشعث معديكرب وكان أبدا أشعث
الرأس فسمى الأشعث وكان يكنى أبا محمد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم
في سبعين راكبا من كندة ثم ارتد وأسر فبعث به إلى أبى بكر فتاب فلم يزل
مقيما بالمدينة حتى ندب عمر بن الخطاب في خلافته الناس إلى غزو العراق فشخص
معد سعد بن أبي وقاص فشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند واختط
بالكوفة حين اختطها المسلمون وبنى بها دارا في كندة ونزلها إلى أن مات وشهد
44

الأشعث تحكيم الحكمين وأراد علي عليه السلام أن يحكم عبد الله بن العباس
مع عمرو بن العاص فأبى الأشعث بن قيس وقال لا يحكم فيها مضريان حتى يكون
أحدهما يمانيا فحكم علي عليه السلام أبا موسى الأشعري وكان الأشعث أحد
شهود الكتاب وأخوه سيف بن قيس وفد مع الأشعث بن قيس إلى النبي صلى الله
تعالى عليه وعلى آله وسلم فأمره أن يؤذن لهم فلم يؤذن حتى مات * وإبراهيم
ابن قيس أخوهما وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث فأسلم * والحارث
ابن سعيد بن قيس بن الحارث بن شيبان بن العاتك بن معاوية الأكرمين وفد
إلى النبي صلى الله عليه وسلم * وأماناة بن قيس بن الحارث بن شيبان بن العاتك
ابن معاوية الأكرمين وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وقد كان عاش
دهرا وله يقول عوضة بن بدا الشاعر
ألا ليتني عمرت يا أم خالد * كعمر أماناة بن قيس بن شيبان
لقد عاش حتى قيل ليس بميت * وأفنى فئاما من كهول وشبان
حلت به من بعد جرش وحقبة * دويهية حلت بنصر بن دهمان
فأضحى كأن لم يغن في الناس ساعة * رهين ضريح في سبائب كتان
وكان مع أماناة في الوفد ابنه يزيد بن أماناة وأسلم ثم ارتد فقتل يوم
النجير مرتدا في رواية هشام بن محمد * ومعدان بن الأسود بن عبد الله
ابن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر وكان يقال
لمعدان الجفشيش وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس
وهو الذي قال يا رسول الله ألست منا فسكت مرتين ثم قال في الثالثة إنا لا نقفو
أمنا ولا ننتفى من أبينا نحن بنو النضر بن كنانة فقال الأشعث فض الله فاك
إلا سكت الجفشيش القائل في رواية كندة
أطعنا رسول الله إذ كان صادقا * فيا عجبا ما بال ملك أبى بكر
أيورثها بكرا إذا كان بعده * فتلك إذا والله قاصمة الظهر
وهذا في رواية هشام بن محمد وأما محمد بن عمر فإنه كان يذكر أن هذين البيتين
45

لحارثة بن سراقة بن معديكرب الكندي الذي منع زياد بن لبيد الصدقة وانجاز فيمن
ارتد * وقيس بن المكشوح واسم المكشوح هبيرة بن عبد بغوث بن الغزيل بن سلمة
ابن بدا بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد وإنما سمى أبوه المكشوح واسم
المكشوح هبيرة لأنه كشح بالنار أي كوى على كشحه وكان سيد مراد وابنه
قيس وكان فارس مذحج وهو الذي احتز رأس العنسي فينا قيل فسمته مضر
قيس غدر فقال لست غدر ولكني حتف مضر وقال محمد بن عمر حدثني عبد الله
ابن عمرو بن زهير عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قال عمرو بن معديكرب
لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليه أمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا قيس أنت سيد قومك اليوم وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له
محمد قد خرج بالحجاز يقول إنه نبي فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه فإن كان نبيا كما
يقول فإنه لا يخفى علينا إذا لقيناه اتبعناه وإن كان غير ذلك علمنا علمه وإنه إن
سبق إليه رجل من قومك سادنا وترأس علينا وكنا له أذنابا فأبى عليه قيس وسفه
رأيه فركب عمرو بن معديكرب في عشرة من قومه حتى أتى المدينة فأسلم
ثم انصرف إلى بلاده * وصفوان بن عسال من بنى الربض بن زاهر بن عامر
ابن عوبثان بن زاهر بن مراد وعداده في جمل أسلم وصحب النبي صلى الله عليه
وسلم * وعمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح
ابن عمرو بن سعد بن عمرو بن كعب بن عمرو بايع النبي صلى الله عليه وسلم في
حجة الوداع وصحبه بعد ذلك ثم كان أحد الذين ساروا إلى عثمان بن عفان وشهد
المشاهد بعد ذلك مع علي بن أبي طالب عليه السلام ثم قتل في الجزيرة قتله ابن
أم الحكم قال ابن عمر عن عيسى بن عبد الرحمن عن الشعبي قال أول رأس حمل
في الاسلام رأس عمرو بن الحمق وكرز بن علقمة بن هلال بن جريبة بن
عبد نهم بن حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن حارثة بن عمرو مزيقياء
ابن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن
الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يغرب
46

ابن قحطان أسلم كرز يوم فتح مكة وكان قد عمر عمرا طويلا وكان بعض
أعلام الحرم قد عمى على الناس فكتب مروان بن الحكم إلى معاوية بذلك
فكتب إليه إن كان كرز بن علقمة حيا فمره فليوقفكم عليه ففعل فهو الذي وضع
معالم الحرم في زمن معاوية وهو على ذلك إلى الساعة * والحيسمان بن اياس
ابن عبد الله بن ضبيعة بن عمرو بن ماذن بن عدي بن عمرو وكان شريفا في قومه
أسلم فحسن إسلامه * ومخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل
ابن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدول بن سعد مناة بن غامد بن عبد الله بن كعب
ابن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد أسلم مخنف وصحب
النبي صلى الله عليه وسلم وهو بيت الأزد بالكوفة وكان له إخوة ثلاثة يقال
لأحدهم عبد شمس قتل يوم النخيلة والصقعب قتل يوم الجمل وعبد الله قتل يوم
الجمل وكان من ولد مخنف بن سليمان أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم
الذي يروى عنه أيام الناس * وفيروز بن الديلمي ويكنى أبا عبد الله وهو من أبناء
فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن فنفوا عنها الحبشة وغلبوا عليها قال عبد المنعم
ثم انتسبوا إلى بنى ضبة وقالوا أصابنا سباء في الجاهلية قد غلط عبد المنعم فيما قال
وإنما كان ذلك أن ضبة بن أد كان له بنون ثلاثة عدا أحدهم على أحد ولد ضبة
فقتله فأراد أبوه أن يقتله فهرب فلحق بجبال الديلم فولد له أولاد هنالك وأولاده
إلى اليوم يذكرون أن عندهم سرجه وأثاثه وفيروز هو الذي قتل العنسي الأسود
ابن كعب الكذاب الذي تنبأ باليمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله
الرجل الصالح فيروز بن الديلمي وقد وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروى عنه وبعضهم يروى عنه فيقول حدثني الديلمي الحميري وبعضهم يقول عن
الديلمي وهو واحد وهو فيروز الديلمي وإنما قيل له الحميري لنزوله في حمير
ومخالفته إياهم ومات فيروز في خلافة عثمان
(ذكر أسماء من عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه
فروى عنه أو نقل عنه علم)
ذكر أسماء من عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى عبد المطلب
47

ابن هاشم بن عبد مناف منهم العباس بن عبد المطلب عم رسول الله وبنوه الفضل
وعبد الله وعبيد الله وكل هؤلاء أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورووا عنه
ونقل عنهم العلم وأكبر من ذكرت من ولد العباس وأسنهم الفضل وبه كان
يكنى العباس وهو أقدمهم موتا وتوفى بالشام في طاعون عمواس قبل أبيه ثم
عبد الله وهو الذي أوسع الناس علما ومد له في العمر فعاش إلى أيام فتنة ابن الزبير
وعبد الملك بن مروان وقد مضى ذكرى تأريخ وفاته وغير ذلك من أموره ثم
عبيد الله وكان أصغر الثلاثة من ولد العباس سنا كان عبد الله أسن منه بسنة
وتوفى عبيد الله قبل عبد الله كانت وفاة عبيد الله في أيام يزيد بن معاوية ووفاة
عبد الله بعد ذلك بسنين وكانت أم الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم واحدة أمهم
جميعا أم الفضل وهى لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن من بنى هلال بن عامر
وقد كان في ولد العباس لصلبه ممن نقل عنه العلم ورويت عنه الآثار غير هؤلاء
ككثير وتمام ومعبد غير أنه لا يعلم لاحد منهم سوى من ذكرت سماع من
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصح * ومنهم على وعقيل ابنا أبى طالب بن
عبد المطلب والحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر بن أبي
طالب عليهم السلام كل هؤلاء عاشوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونقل منهم العلم ورويت عنهم الآثار وقد مضى ذكرى تأريخ وفاتهم ومدة آجالهم *
ومنهم الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف من ولده
عبد الله بن الحارث بن نوفل الذي اصطلح عليه أهل البصرة أيام الزبيرية والمروانية
بببة لقب أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه
(ذكر بعض ما روى الحارث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآثار)
حدثني علي بن سهل الرملي قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان
عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن الحارث
ابن نوفل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن يقول أشهد
أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله قال كما يقول وإذا قال حي على الصلاة
48

قال لاحول ولا قوة إلا بالله وإذا قال حي على الفلاح قال لاحول ولا قوة إلا بالله
حدثني هلال بن العلاء الرقي قال حدثنا حفص بن عمر أبو عمر الحوضي قال حدثنا
همام عن ليث عن علقمة بن مرثد عن عبد الله بن الحارث عن أبيه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم علمهم الصلاة على الميت اللهم اغفر لاحيائنا وأمواتنا وأصلح ذات
بيننا وألف بين قلوبنا اللهم هذا عبدك فلان بن فلان لا نعلم إلا خيرا كنت أعلم
به فاغفر لنا وله فقلت وأنا أصغر القوم فان أعلم خيرا قال لا تقل إلا ما تعلم *
ومنهم عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف كان
فيما ذكر أهل السير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا وقد روى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث: منها ما حدثنا أبو كريب قال حدثنا
ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال حدثني عبد المطلب
ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس دخل على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو مغضب وأنا عنده فقال ما أغضبك فقال يا رسول الله مالنا ولقريش إذا
تلاقوا تلاقوا بوجوه مستبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك فغضب رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى احمر وجهه حتى استدر عرق بين عينيه وكان إذا غضبت استدر
فلما سرى عنه قال والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب امرئ من الايمان أبدا
حتى يحبكم الله ولرسوله ثم قال أيها الناس من آذى العباس فقد آذاني إنما عم
الرجل صنو أبيه * وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم كان يكنى
أبا أروى وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ألا إن كل دم
ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي وإن أول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث
وذلك أنه كان قتل لربيعة ابن في الجاهلية فأبطل الطلب به في الاسلام ولم يجعل
لربيعة التباعة قتل قاتل ابنه وعاش ربيعة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى خلافة
عمرو قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيما ذكر أسن من عمه العباس
ابن عبد المطلب بسنتين
49

(ذكر بعض ما روى عنه من الأثر)
حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا جرير عن عطاء عن عبد الله بن ربيعة عن أبيه
عن رجل من قريش قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وهو
واقف بعرفات مع المشركين ورأيته في الاسلام واقفا موقفه ذلك فعرفت أن
الله عز وجل وقفه ذلك
(ذكر موالى بني هاشم)
الذين عاشوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورووا عنه ونقل عنهم العلم
منهم سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله * حدثني الحارث بن محمد قال حدثنا ابن
سعد قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الجرمي قال حدثنا جعفر بن
سليمان قال حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال كان عطاء سلمان خمسة آلاف
وكان على ثلاثين ألفا من الناس يحطب في عباءة يفترش نصفها ويلبس نصفها
وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يده حدثني إسماعيل بن موسى
السدى قال أخبرني شريك عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى أمرني بحب أربعة قيل يا رسول الله
من هم سمهم لنا فقال على منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني
بحبهم وأخبرني أنه يحبهم وتوفى سلمان بالمدائن في خلافة عثمان * ومنهم أبو رافع
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه أسلم كان مملوكا للعباس بن عبد المطلب
فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه مولاته
سلمى فولدت ابنه عبيد الله بن أبي رافع * ومنهم أسامة بن زيد الحب بن حارثة
كان يكنى أبا محمد وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاته
وقيل إن أسامة كان يوم توفى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة فسكن بعد
النبي صلى الله عليه وسلم وادى القرى ثم رجع إلى المدينة فمات بالجرف في
آخر خلافة معاوية * وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكنى
أبا عبد الله ممن أنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتق ولم يزل مع
50

رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم فتحول إلى
الشأم ونزل حمص وله بها دار صدقة وقيل إنه من حكم بن سعد العشيرة *
ومنهم ضميرة بن أبي ضميرة روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثني
يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني ابن أبي ذئب عن
حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده ضميرة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مر يأم ضميرة وهى تبكى فقال ما يبكيك أجائعة أنت أعارية أنت
قال يا رسول الله فرق بيني وبين ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يفرق بين والدة وولدها ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة فدعاه فابتاعه منه
ببكر * وزيد أبو يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما حدثت عن موسى بن إسماعيل قال حدثنا حفص بن عمر
الشنى قال حدثني أبي عمر بن مرة عن بلال بن يسار بن زيد مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال سمعت أبي يحدث عن جدي أنه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر
له وإن كان فر من الزحف
(ومن حلفاء بني هاشم)
* أبو مرثد الغنوي * حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا
عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد قال حدثني بسر بن عبيد الله قال سمعت
أبا إدريس قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول سمعت أبا مرثد الغنوي يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها *
وابنه مرثد بن أبي مرثد قتل يوم الرجيع * حدثنا سليمان بن عبد الجبار قال
حدثنا إسماعيل بن أبان قال حدثني يحيى بن يعلى الأسلمي وكان ثقة عن علي بن
موسى عن القاسم عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي وكان بدريا قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم
وبين ربكم عز وجل * وابن ابنه أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي وكان يكنى
51

أبا يزيد وكان بينه وبين أبيه في السن إحدى وعشرون سنة شهد أنيس مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وكان عين النبي صلى الله عليه وسلم بأوطاس
وكان أبو مرثد حليف حمزة بن عبد المطلب * حدثني زكرياء بن يحيى بن أبان
المصري قال حدثنا أبو صالح كاتب الليث قال حدثني الليث بن سعد عن يحيى بن
سعيد قال كتب إلى خالد بن أبي عمران أن الحكم بن مسعود النجراني حدثه أن
أنيس بن أبي مرثد الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون
فتنة صماء بكاء وصماء بكماء وعمياء المضطجع فيها خير من القاعد والقاعد خير من القائم
والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ومن أتى فليمدد عنقه هكذا حدثني
به زكرياء بن يحيى قال أنيس بن أبي مرثد الأنصاري وإنما هو أنيس بن مرثد
ابن أبي مرثد الغنوي من غنى بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر
(ذكر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني المطلب بن عبد مناف بن قصي)
* فمنهم ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وهو من
مسلمة الفتح عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مات في أول خلافة
معاوية * ومنهم قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي * ومنهم جبير
ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف كان يكنى أبا محمد وقيل أبا على أسلم
قبل الفتح ونزل المدينة ومات بها في خلافة معاوية وكان أبوه مطعم بن عدي من
أشراف قريش وكان أجار رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين فلما كان
يوم بدر وأسر من أسر من قريش قال لو كان مطعم بن عدي حيا لوهبت له
هؤلاء النتنى ليده التي كانت له عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وله يقول
حسان بن ثابت
فلو كان مجد يخلد اليوم واحدا * من الناس أنجى مجده اليوم مطعما
أجرت رسول الله منهم فأصبحوا * عبيدك ما لبى ملب وأحرما
وقد روى جبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كثيرا * ومنهم عقبة بن
الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي روى عقبة عن النبي صلى الله
52

عليه وسلم حدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي
مليكة عن عقبة بن الحارث قال جئ بالنعيمان أو ابن النعيمان شاربا فأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان في البيت أن يضربوه قال فكنت أنا فيمن
ضربه فضربناه بالنعال والجريد
(ومن حلفاء بنى نوفل بن عبد مناف بن قصي)
عتبة بن غزوان بن جابر بن أهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف
ابن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر يكنى أبا
عبد الله وقيل أبا غزوان قديم الاسلام ممن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية وهو
الذي مصر البصرة واختطها وبنى بها المسجد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمما روى عنه ما حدثنا به محمد بن بشار قال حدثنا صفوان بن عيسى الزهري قال
حدثنا عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي قال سمعت خالد بن عمير وشويسا أبا
الرقاد قالا قال عتبة بن غزوان لقد رأيتني وإني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم مالنا طعام إلا ورق السمر حتى تقرحت أشداقنا والتقطت بردة
فشققتها بيني وبين سعد * ومن حلفائهم يعلى بن أمية بن أبي بن عبيدة بن همام
ابن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وأمه
منية بنت جابر بن أهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن
مازن بن منصور هي عمة عتبة بن غزوان وعتبة ويعلى بن أمية من حلفاء الحارث
ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي وأسلم يعلى بن أمية وأبوه أمية بن أبي وأخوه
سلمة بن أمية وأخته نفيسة بنت منية شهد يعلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حنينا والطائف وتبوك وروى هو وأخوه سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ذكر أسماء من نقل عنه العلم ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعاش بعده من بنى أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب)
* منهم الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أمه صفية بنت
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكنى
53

أبا عبد الله كان رابع الاسلام أو خامسه يوم أسلم فيما قيل وهاجر الهجرتين إلى
أرض الحبشة ولم يتخلف عن غزاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود قتل بوادي السباع
وهو ينصرف عن وقعة الجمل منطلقا به إلى المدينة يوم الخميس لعشر ليال خلون
من جمادى الآخرة سنة 36 ودفن هنالك وهو يومئذ ابن أربع وستين وقد روى عن
النبي صلى الله عليه وسلم حديثا كثيرا * وابنه عبد الله بن الزبير وأمه أسماء بنت أبي
بكر ولد في شوال في السنة الثانية من الهجرة وقيل إن أمه أسماء هاجرت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهى حامل به وكان يكنى أبا بكر وأبا حبيب * وحكيم
ابن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمه أم حكيم بنت زهير بن
الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي حدثني الحارث عن ابن سعد عن محمد بن
عمر قال حدثني المنذر بن عبد الله عن موسى بن عقبة بن أبي حبيبة مولى الزبير قال
سمعت حكيم بن حزام يقول ولدت قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة
أنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح ابنه عبد الله حين وقع نذره وذلك قبل
مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين وكان يكنى أبا خالد ومات
بالمدينة في خلافة معاوية وهو ابن مائة وعشرين سنة روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو من مسلمة الفتح وابناه خالد وهشام أسلما معه يوم فتح
مكة وأسلم معهما يومئذ أخواهما عبد الله ويحيى ابنا حكيم بن حزام
(ذكر أسماء من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بنى عبد الدار بن قصي بن كلاب)
* منهم شيبة الحاجب بن عثمان وهو الأوقص بن أبي طلحة واسمه عبد الله
ابن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي أسلم بحنين ورسول الله صلى الله
عليه وسلم يحارب هوازن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * ومنهم عثمان
ابن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب
هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية في صفر سنة 8 * ومنهم
54

أبو السنابل بن بعكك بن الحارث بن السباق بن عبد الدار بن قصي بن كلاب وهو
من مسلمة الفتح
(ذكر أسماء من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بنى زهرة بن كلاب أخي قصي بن كلاب)
* منهم عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة
ابن كلاب * ومنهم سعد بن أبي وقاص واسم أبى وقاص مالك بن أهيب بن
عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة يكنى أبا إسحاق * ومنهم المسور بن مخرمة
ابن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب يكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن أخت
عبد الرحمن بن عوف قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين
وقد روى عن رسول الله أحاديث فمما روى عنه من ذلك ما حدثني معمر البحراني قال
حدثنا أبو عامر قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أم بكر بنت المسور
عن المسور قال مر بي يهودي وأنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قائم والنبي صلى الله عليه
وسلم يتوضأ فقال اليهودي ارفع ثوبه عن ظهره فذهبت أرفع ثوبه فنضح النبي صلى
الله عليه وسلم في وجهي الماء * ومنهم نافع بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن
عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهو من مسلمة الفتح أسلم يوم فتح مكة وهو
أخو هاشم بن عتبة المرقال وروى نافع بن عتبة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم حدثني محمد بن خلف العسقلاني قال حدثنا رواد بن الجراح عن المسعودي
عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها الله عز وجل وتقاتلون الروم
فيفتحهم الله وتقاتلون فارس فيفتحهم الله وتقاتلون الدجال فيفتحه الله عز وجل
* ومنهم عبد الرحمن بن أزهر بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن
زهرة بن كلاب شهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال أخبرنا
ابن وهب قال أخبرني أسامة بن زيد الليثي عن ابن شهاب حدثه عن عبد الرحمن
55

ابن أزهر قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن وهو في الرحال
يلتمس رحل خالد بن الوليد يوم حنين فبينا هو كذلك إذ أتى برجل قد شرب
الخمر فقال للناس اضربوه فمنهم من ضربه بالنعال ومنهم من ضربه بالعصا ومنهم
من ضربه بالمتيخة يريد الجريدة الرطبة ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
ترابا من الأرض فرمى به وجهه * ومنهم عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن
وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمما روى عنه ما حدثنا به تميم بن المنتصر الواسطي قال أخبرنا يزيد يعنى ابن هارون
قال أخبرنا محمد يعنى ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الأرقم
ابن عبد يغوث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا وجد أحدكم في
بطنه شيئا فحضرت الصلاة فليبدأ بالغائط * ومنهم صفوان الزهري حدثنا ابن
حميد قال حدثنا الحكم بن بشير قال حدثنا بشير بن سلمان عن القاسم بن صفوان
الزهري عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أبردوا بالظهر فإن الحر من
نور جهنم * وعبد الله بن عدي بن حمراء الزهري حدثني عبد الله بن يوسف
الجبيري قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الحراني قال حدثنا حجاج بن أبي منيع
عن عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن
أن أبا عمرو بن عدي بن حمراء الزهري أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله
تعالى عليه وعلى آله وسلم وهو واقف بالحزورة في سوق مكة يقول والله
إنك لخير الأرض أو أحب أرض الله عز وجل إلى ولولا أنى أخرجت
منك ما خرجت
(ذكر ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلفاء بنى زهرة)
* عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة
ابن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ويكنى
أبا عبد الرحمن وكان مسعود بن غافل أبو عبد الله حالف في الجاهلية عبد بن الحارث
ابن زهرة * والمقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة الذي يقال له المقداد بن
56

الأسود كان حالف الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة
ابن كلاب في الجاهلية فتبناه الأسود وكان يدعى المقداد بن الأسود حتى أنزل الله
الله تعالى نكرة على نبيه صلى الله عليه وسلم " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله "
فقال له المقداد بن عمرو * ومنهم خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة
ابن كعب من بنى سعد بن زيد مناة بن تميم كان أصابه سبى فبيع بمكة فاشترته
أم أنمار بنت ابن سباع الخزاعية حلفاء عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث
ابن زهرة فأعتقته وقيل بل أم خباب وأم سباع واحدة فانضم خباب بن الأرت
إلى آل سباع وادعى حلف بن زهرة بهذا السبب وقد روى خباب عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم حديثا كثيرا * ومنهم شرحبيل بن حسنة وحسنة أمه
وهى عدولية وأبو شرحبيل عبد الله بن المطاع بن عمرو بن كندة حليف
لنبي زهرة.
(ذكر أسماء من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى تيم بن مرة)
* منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمر بن كعب
ابن سعد بن تيم بن مرة
(ومن بنى مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب)
* خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان يكنى أبا سليمان
وأمه عصماء وهى لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن
رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وهى أخت أم الفضل بنت
الحارث أم بنى العباس بن عبد المطلب وكانت أم الفضل أيضا تسمى لبابة، فخالد
ابن الوليد ابن خالة عبد الله بن العباس وابن أخت ميمونة بنت الحارث زوجة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى خالد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحاديث * ومنهم عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بنت عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو
أخو أبى جهل بن هشام لامه أمهما جميعا أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن
نهشل بن دارم بن غنم ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع زوجته أسماء بنت سلمة
57

ابن مخربة فولدت له بأرض الحبشة ابنه عبد الله بن عياش ثم رجع إلى مكة حتى
قبض رسول الله ثم رجع إلى الشأم فجاهد ثم رجع إلى مكة وأقام بها حتى مات بها
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمما روى عنه ما حدثني به محمد بن
سهل بن عسكر البخاري قال حدثنا عبد الرزاق قال خبرنا معمر عن أيوب عن
نافع عن عياش بن أبي ربيعة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تجئ
ريح بين يدي الساعة فتقبض روح كل مؤمن * ومنهم عبد الله بن أبي أمية بن
المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أمه عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف وهو أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم شهد مع النبي صلى الله
عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف فرمى يوم الطائف بسهم فأصابه فقتله فيما
يقول أهل السير لا اختلاف بينهم في ذلك * ومنهم عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد
ابن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
فيما ذكر ابن تسع سنين وشهد مع علي عليه السلام الجمل ثم استعمله على فارس
وتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان بالمدينة روى عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحاديث وقد عاش أخوه سلمة بن أبي سلمة بعد رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى خلافة عبد الملك بن مروان إلا أنه لاتحفظ له عن رسول الله
رواية وكان أسن من أخيه عمر بن أبي سلمة وهما جميعا ابنا أم سلمة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم فأما أبوهما أبو سلمة فتوفى على عهد رسول الله واسمه عبد الله
ابن عبد الأسد * ومنهم عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم وكان يكنى أبا سعيد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو فيما ذكر ابن اثنتي
عشرة سنة سكن الكوفة فمات بها سنة 85 وقد روى عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحاديث فمما روى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما حدثنا أبو كريب
قال حدثنا ابن نمير ووكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأصبغ مولى
عمرو بن حريث عن عمرو بن حريث أنه قال صليت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فكان يقرأ في صلاة الفجر فكأني أسمع صوته " فلا أقسم بالخنس
58

الجوار الكنس " قال أبو كريب قال وكيع قرأ " إذا الشمس كورت " حدثنا
عبد الحميد بن بيان القناد قال أخبرنا محمد بن يزيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن
أصبغ مولى لعمرو بن حريث عن عمرو بن حريث قال صليت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فكأني أسمع صوته يقرأ " فلا أقسم بالخنس الجوار
الكنس " قال فذهبت به إليه أمي فدعا لي بالرزق * ومنهم أخوه سعيد بن
حرث وهو أسن من عمرو ذكر أنه شهد فتح مكة مع النبي صلى الله
عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة ثم نزل بالكوفة بعد النبي صلى الله عليه
وآله وسلم مع أخيه عمرو وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمما روى
عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثنا به ابن بشار قال حدثنا عبد الوهاب
ابن عبد المجيد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الملك بن عمير عن
عمرو بن حريث عن أخيه سعيد بن حريث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من باع دارا فلم يشتر مكانها دارا فإنه مال قمن ألا يبارك فيه له * ومنهم
عبد الله بن أبي ربيعة واسم أبى ربيعة عمرو بن مخزوم وهو أخو عياش بن أبي
ربيعة لأبيه وأمه وأبو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر وأسلم عبد الله بن أبي
ربيعة يوم فتح مكة وكان اسمه بجير فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه
وسلم عبد الله وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم * حدثني سليمان بن عبد الجبار
قال حدثنا زكريا؟ بن عدي قال حدثنا حاتم عن إسماعيل بن إبراهيم المخزومي
عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف منه بضع عشر ألفا فلما
رجع من حنين دعا به فقال خذ مالك بارك الله لك في أهلك ومالك فإنما جزاء
السلف الوفاء والحمد * ومنهم عكرمة بن أبي جهل واسم أبى جهل عمرو بن هشام
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بعد فتح مكة * حدثني أحمد بن
عثمان بن حكيم الأودي قال حدثنا شريح بن سلمة قال حدثنا إبراهيم بن يوسف
عن أبيه عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد أن عكرمة بن أبي جهل لما أتى النبي
صلى الله عليه وسلم قال له مرحبا بالراكب المسافر أو المهاجر قال فقلت ما أقول
59

يا رسول الله قال قل أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال فقلت قال ثم
قلت ماذا أقول يا رسول الله قال تقول إني أشهدك يا رسول الله أنى مهاجر قال
فقلت قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنت لستألني اليوم شيئا أعطيه
أحدا من الناس إلا أعطيتكه قال فقلت ما أنا لأسألك مالا إني لمن أكثر قريش
مالا ولكن أسألك أن تستغفر لي على قتال قاتلتك وعلى نفقة أنفقتها لأصد بها
عن سبيل الله عز وجل لئن طالت بي حياة لأضعفن ذلك كله * ومنهم السائب بن أبي
السائب أبو عبد الله بن السائب وهو في قول محمد بن عمر الذي يذكر أنه كان
شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية كذلك حدثني الحارث عن
ابن سعد عنه فأما هشام بن محمد بن الكلبي فإنه قال كان شريك رسول الله صلى
الله عليه وسلم في الجاهلية عبد الله بن السائب بن أبي السائب وأما الوارد في الخبر
فإنه السائب * حدثنا أبو كريب قال حدثنا مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن
إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن السائب قال جاء بي عثمان بن عفان وزهير بن
أمية فاستأذنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثنيا على عنده فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنا أعلم به منكما ألم تكن شريكي في الجاهلية قلت نعم بأبي أنت
وأمي فنعم الشريك كنت لاتمارى ولا تبارى فقال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا سائب انظر الأخلاق الحسنة التي كنت تصنعها في الجاهلية فاصنعها في
الاسلام أقر الضيف وأحسن إلى اليتيم وأكرم الجار. والسائب بن أبي السائب
وابنه عبد الله أسلما يوم فتح مكة وكان عبد الله بن السائب يكنى أبا عبد الرحمن وأما
قيس بن السائب فإنه ابن عم عبد الله بن السائب وهو قيس بن السائب بن عويمر
ابن عائذ بن عمران بن مخزوم وهو مولى مجاهد كذلك قال الواقدي أن عبد الحميد
ابن عمران حدثه عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد قال هذه الآية نزلت في مولاي
قيس بن السائب " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " فأفطروا أطعم لكل
يوم مسكينا
60

(ومن حلفاء بنى مخزوم ممن عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه)
* عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مذحج كان ياسر فيما ذكر قدم
مكة مع أخويه الحارث ومالك من اليمن في طلب أخ لهم فرجع الحارث ومالك
إلى اليمن وأقام ياسر بمكة فحالف بها أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم واسم أبى حذيفة بن المغيرة مهشم وقيل مهاشم وكان من المستهزئين فزوجه
أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خباط فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة فلما جاء
الاسلام أسلم ياسر وسمية وعمار وشهد عمار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
المشاهد كلها وعاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه وقتل مع علي
عليه السلام بصفين
(ومن بنى عدى بن كعب بن لؤي بن غالب ممن عاش بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وروى عنه)
* عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح
ابن عدي بن كعب وكان يكنى أبا حفص وابنه عبد الله وكان يكنى أبا عبد الرحمن،
وأخوه زيد بن الخطاب بن نفيل وكان يكنى أبا عبد الرحمن وكان زيد أسن من
أخيه عمر وأقدم إسلاما منه وكانت معه راية المسلمين يوم اليمامة فلم يزل يتقدم به
فيما ذكر ويضارب بسيفه حتى قتل * وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن
عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي
يكنى أبا الأعور قديم الاسلام أسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها ولم يشهد بدرا ولكنه شهد أحدا وما بعد أحد
من مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب
ابن حذافة بن جمح عاش بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه وهو من
مسلمة الفتح حدثني يوسف بن حماد المعنى قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن
الجمحي عن محمد بن الفضل بن العباس قال كانت فينا وليمة فدخل علينا صفوان
ابن أمية فأتى بالطعام فقال انتهسوا اللحم فإني سمعت رسول الله صلى الله تعالى
عليه وعلى آله وسلم يقول انتهسوا اللحم فإنه أشهى وأهنى وأمري * ومنهم
61

أبو محذورة المؤذن أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن سعد بن جمح وقد قيل
في اسمه ونسبه غير ذلك قيل إن اسمه سمرة بن عمير بن لوذان بن وهب بن
سعد بن جمح وأنه كان له أخ من أبيه وأمه يقال له أوس وعاش بعد النبي صلى الله
عليه وسلم حينا من الزمان وروى عنه حدثني موسى بن سهل الرملي قال حدثنا
محمد بن عمرو بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز قال حدثني أبو عمرو بن عبد الرحمن
عن أبيه عن جده عبد الله بن محيريز قال رأيت أبا محذورة صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وله شعرة فقلت يا عم ألا تأخذ من شعرك فقال ما كنت لآخذ
شعرا مسحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا فيه بالبركة
(ومن بنى عامر بن لؤي بن غالب)
* ابن أم مكتوم مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلف في اسمه
فقالت نسابة المدنيين اسمه عبد الله وقالت نسابة العراقيين اسمه عمرو وهم مجمعون
على نسبه أنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر
ابن لؤي وقد قيل في زائدة بن الأصم بن هرم بن رواحه عاش بعد رسول الله وروى
عنه حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن الضريس عن أبي سنان عن عمرو بن مرة
عن أبي البختري عن ابن أم مكتوم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا * وعامر بن مسعود روى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال حدثنا عبيد الله
ابن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن شيخ من قريش يقال له عامر
ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة
أما ليله فطويل وأما نهاره فقصير * ونوفل بن معاوية بن عمرو بن صخر بن يعمر
ابن نفاثة بن عدي بن الديل عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا ابن أبي فديك قال حدثني ابن أبي
ذئب عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن نوفل
ابن معاوية الديلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فاتته الصلاة فكأنما
62

نوتر أهله وماله * ومنهم سليمان بن أكيمة الليثي عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم * حدثنا سعيد بن عمرو السكوني قال حدثنا الوليد بن سلمة الفلسطيني قال
حدثني يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال قلنا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لنسمع الحديث لا نقدر على تأديته كما سمعناه قال
إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس * ومنهم فضالة
الليثي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثني الحسن بن قزعة الباهلي
قال حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن أبي حرب عن عبد الله بن
فضالة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني مواقيت
الصلاة فقلت يا رسول الله إن هذه ساعات متواترات وأنا رجل ذو شغل فأخبرني
بشئ جامع قال فما استطعت فلا تدعن العصرين قلت يا رسول الله وما العصران
قال صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها * وحدثني إسحاق بن شاهين
الواسطي قال حدثنا خالد بن عبد الله عن داود عن أبي حرب عن عبد الله بن فضالة
الليثي عن أبيه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما علمني أن قال
حافظ على الصلوات الخمس قال قلت إن هذه ساعات لي فيهن أشغال فأمرني بأمر
جامع إذا أنا فعلت أجزأ عني قال حافظ على العصرين قال وما كانت من لغتنا
قال قلت وما العصران قال صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها *
وشداد بن أسامة بن عمرو وهو الهاد بن عبد الله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر
ابن ليث وكانت عند شداد بن أسامة سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس
الخثعمية روى شداد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثت عن موسى بن
إسماعيل قال حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي عن
عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
في إحدى أراه قال صلاتي العشى وهو حامل أحدا بنى ابنته الحسن أو الحسين
عليه السلام فتقدم فوضعه عند قدمه اليمنى وسجد رسول الله بين ظهراني صلاته
سجدة أطالها قال أبى فرفعت رأسي من بين الناس فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
63

ساجد وإذا الغلام على ظهره فعدت فسجدت فلما انصرف رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الناس يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت
تسجدها أفشئ أمرت به أو كان يوحى إليك قال كل ذلك لم يكن ولكن ابني هذا
ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته * ومنهم خفاف بن إيماء بن رحضة
ابن خربة بن خلاف بن حارثة بن غفار روى خفاف عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما حدثنا بن ابن بشار قال حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا
محمد بن عمرو عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن الحارث بن خفاف بن إيماء
ابن رحضة عن خفاف بن إيماء قال ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع
رأسه فقال: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله اللهم العن ر علا وذكوان وعصية
قال خفاف فمن أجل ذلك لعنت الكفرة * ورافع بن عمرو أخو الحكم بن عمرو
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثني عبد الرحمن بن الوليد الجرجاني
قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال
عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن من بعدي من أمتي أو قال سيكون من أمتي قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز
حلوقهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه
شرار الخلق والخليقة، قال سليمان وأكثر ظني أنه قال سيماهم التخالق قال عبد الله
ابن الصامت فلقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم بن عمرو فقلت ما حدثت
سمعته من أبي ذر يقول كذا وكذا وذكرت هذا الحديث له فقال وما أعجبك
من هذا فأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم * ومنهم نصر بن عبيدة
النصري روى عن رسول الله * حدثنا محمد بن عمارة الأسدي قال حدثنا عبيد الله بن
موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن النصري قال
تفاخر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب الإبل وأصحاب الغنم فقال أصحاب
الإبل ما أنتم يا رعاء الشاء هل تجبون شيئا أو تصيبونه ما هي إلا شويهات أحدكم
يرعاها ثم يروحها حتى أصمتوهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث داود
64

عليه السلام وهو راعى غنم وبعث موسى عليه السلام وهو راعى غنم وبعثت
أنا وأنا أرعى غنم أهلي بأجياد فغلبهم أصحاب الغنم * ومنهم عم الفرزدق روى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثت عن يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير
ابن حازم قال حدثنا الحسن عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق الشاعر هكذا
قال يزيد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا
يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " قال حسبي لا أسمع غيرها * ومنهم سليم
ابن جابر الهجيمي أبو جرى: حدثني إسحاق بن إبراهيم الصواف قال حدثنا
يوسف بن يعقوب السدوسي قال حدثنا عبد الواحد بن واصل عن أبي غفار
عن أبي تميمة عن أبي جرى قال انتهيت إلى رجل والناس حوله يصدرون عن
رأيه ما قال لهم من شئ رضوا به فقلت في نفسي إن هذا لرجل من هذا قالوا
هذا رسول الله قلت عليك السلام يا رسول الله عليك السلام يا رسول الله قال
عليك السلام تحية الميت ولكن قل السلام عليك قلت السلام عليك يا رسول الله
أنت رسول الله قال نعم أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته استجاب لك
وإذا أصابك عام سنة فدعوته ردها عليك قال قلت بأبي وأمي يا رسول الله أعهد
إلى عهدا قال لا تسبن أحدا قال فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا شاة ولا بعيرا
قال ولا تزهدن في المعروف وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك فان
ذلك من المعروف وارفع الازار إلى نصف الساق وإلا فإلى الكعبين وإياك
وإسبال الازار فإن ذلك من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة وإذا عيرك رجل بأمر
يعلمه فيك فلا تعيره بأمر تعلمه فيه فيكون وبال ذلك عليك * ومنهم حرملة
العنبري روى عن رسول الله: حدثنا ابن المثنى قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
قال حدثنا قرة بن خالد عن ضرغامة بن عليبة بن حرملة العنبري قال حدثني أبي
عن أبيه قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفود من الحي فصلى
بنا صلاة الصبح فجعلت أنظر في وجوه القوم ما أكاد أن أعرفهم أي من الغلس
65

(ومن بنى ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر)
* سلمان بن عامر الضبي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث منها
ما حدثني بشر بن دحية البصري قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عاصم عن حفصة بنت
سيرين عن الرباب امرأة من بنى ضبة أن سلمان بن عامر الضبي رفعه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد تمرا فليفطر
على ماء فان الماء طهور * ومنهم عبد الله بن سرجس المزني روى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا نوح
ابن قيس قال حدثنا عبد الله بن عمران عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس
المزني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد
جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة * ومنهم ميسرة الفجر وهو فيما قيل
أبو بديل بن ميسرة روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا ابن بشار قال
حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبد الله بن شقيق
عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله منى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد
(ومن بنى جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة)
* نابغة بنى جعدة الشاعر واسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثني عمر بن إسماعيل الهمداني قال
حدثنا يعلى بن الأشدق العقيلي قال سمعت النابغة يقول أنشدت النبي صلى الله
عليه وسلم شعرا فقلت
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
ولا خير في حلم إذا لم تكن له * بوادر تحمى صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الامر أصدرا
قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجدت يا أبا ليلى ثلاثا لا يفض فوك ألا أين
المظهر يا أبا ليلى قلت الجنة قال الجنة إن شاء الله * ومنهم حميد بن ثور
الهلالي الشاعر
66

(ومن بنى نمير بن عامر بن صعصعة)
* أبو زهير النميري روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث منها
ما حدثني محمد بن عوف الطائي قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثني ضمضم
عن شريح قال حدث أبو زهير النميري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقاتلوا
الجراد فإنه من جند الله الأعظم * ومنهم يزيد بن عامر السوائي كان مع المشركين يوم
حين ثم أسلم وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا محمد بن يزيد الآدمي
قال حدثنا معن يعنى ابن عيسى القزاز عن سعيد بن السائب الطائفي عن أبيه عن
يزيد بن عامر قال لما كانت انكشافة المسلمين حين انكشفوا يوم حنين ضرب
النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى الأرض فأخذ منها قبضة من تراب
فأقبل بها على المشركين وهم متبعون المسلمين فحثا بها في وجوههم وقال ارجعوا
شاهت الوجوه قال فانصرفنا ما يلقى منا أحد أحدا إلا وهو يمسح القذى عن عينيه
* وحبشي بن جنادة بن نصر بن أسامة بن الحارث بن معيط بن عمرو بن جندل
ابن مرة بن صعصعة صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث:
حدثني إسماعيل بن موسى السدى قال أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن
جنادة السلولي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على منى وأنا من على
لا يؤدى ديني إلا أنا أو على حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام عن عنبسة عن أبي
إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول على منى وأنا منه لا يبلغ عنى إلا أنا أو على قالها في حجة الوداع * ومنهم
أبو مريم مالك بن ربيعة السلولي أبو بريد بن أبي مريم روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحاديث: حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن عطاء عن
بريد بن أبي مريم عن أبيه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فينا مقاما حدثنا بما
هو كائن إلى أن تقوم الساعة * ومنهم الهرماس بن زياد الباهلي روى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث منها ما حدثني العباس بن أبي طالب قال
حدثنا عبد الله بن عمران الأصبهاني قال حدثنا يحيى بن ضريس الرازي عن عكرمة
67

ابن عمار عن هرماس قال كنت رديف أبى فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على
بعير يقول لبيك بحجة وعمرة معا * ومنهم من تغلب جد حرب بن عبيد الله
من قبل أمه، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا ابن حميد قال حدثنا
جرير عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن جده أبى أمه رجل من بنى تغلب قال أسلمنا
فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن قومي قد أسلموا فعلمنا قال اذهب فعلمهم
الصلاة والزكاة فحدثني بزكاة الإبل والبقر والغنم والذهب والفضة فأدبرت
فحفظت كل شئ ء علمنيه إلا الزكاة فرجعت إليه فقلت إني قد حفظت كل شئ
إلا الزكاة فأعادها على فلما أدبرت نسيتها فرجعت إليه فقلت قد حفظت كل
شئ إلا الزكاة أعشرهم قال لا إنما العشور على اليهود والنصارى وليس على
المسلمين عشور
(ذكر أسامي من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن
آمن به واتبعه في حياته وعاش بعده من قبائل اليمن)
* فمنهم من ولد أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن
امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد
ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان والى قحطان جماع نسب اليمن
ثم يختلف في نسب قحطان النسابون فمنهم من ينسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم فيقول
هو قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم كذلك كان هشام
ابن محمد ينسبه ويذكر عن أبيه أنه أدرك أهل النسب والعلم ينسبون قحطان كذلك
ومنهم من يقول هو قحطان بن فالغ بن عابر بن شالخ قيل بالخاء والحاء ابن أرفخشد بن
نوح صلوات الله عليه وعلى جميع الأنبياء وأم الأوس والخزرج وهما ابنا حارثة
العنقاء قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد وهو سعد بن هذيم نسب إلى هذيم
وهذيم عبد حبشي كانت يسمى هذيما لأنه حضن سعدا فغلب عليه فقيل سعد
ابن هذيم وإنما هو سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة
وكان سيدهم حتى مات منصرف النبي صلى الله عليه وسلم عن بني قريظة سعد بن
68

معاذ وقد مضى ذكرى أخباره * ومنهم خزيمة بن ثابت الفاكه بن ثعلبة بن
ساعدة بن عامر ابن غيان بن عامر بن خطمة روى عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحاديث: حدثني العباس بن أبي طالب قال حدثنا سعد بن عبد الحميد
ابن جعفر الأنصاري قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد
ابن طلحة بن عبيد الله قال حدثني خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت
عن أبيه عن جده عن خزيمة بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا
دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام لقول الله عز وجل وعزتي وجلالي
لأنصرنك ولو بعد حين * ومنهم أخو خزيمة بن ثابت روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحاديث منها ما حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم
قال حدثنا أبو زرعة قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن
ثابت وخزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة
رجلين قال عمارة أخبره عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن خزيمة بن ثابت رأى في المنام أنه سجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأتى خزيمة رسول الله فحدثه قال فاضطجع رسول الله ثم قال له صدق رؤياك
فسجد على جبهته * ومنهم عبد الله بن حنظلة بن الراهب روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: حدثني محمد بن إسماعيل السلمي قال حدثنا الحسن بن ثوار
أبو العلاء قال حدثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جوس عن عبد الله بن حنظلة بن
الراهب قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقة لأضرب ولأطرد
ولا إليك إليك * ومنهم ثم من بنى حارثة بن الحارث عويمر بن أشقر روى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني العباس بن الوليد البيروتي قال أخبرني أبي
قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن عباد بن تميم عن
عويمر بن أشقر الأنصاري ثم المازني أنه ذبح أضحيته قبل أن يصلى رسول الله
ثم إنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره قال فأمره رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يعود لضحيته. وحدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي
69

قال أخبرني ابن وهب قال حدثنا عمرو بن الحارث ومالك بن أنس أن يحيى
ابن سعيد الأنصاري حدثهما عن عباد بن تميم عن عويمر بن أشقر الأنصاري
أنه ذبح ضحيته قبل أن يغدو يوم الأضحى وأنه ذكر ذلك لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله أن يعود بضحية أخرى. وحدثني ابن
سنان القزاز قال حدثنا موسى عن حماد عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم عن
عويمر بن أشقر أنه ذبح قبل أن يصلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره النبي صلى الله
عليه وسلم أن يعيد * ومنهم مجتمع بن جارية من بنى عمرو بن عوف روى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث: حدثني الحسن بن عرفة قال حدثنا إسماعيل بن
عياش الحمصي عن عبد العزيز بن عبيد الله عن يعقوب بن مجمع بن جارية عن أبيه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جنازة رجل من بنى عمرو بن عوف
حتى انتهى إلى المقبرة فقال السلام على أهل القبور ثلاث مرات من كان منكم من
المؤمنين والمسلمين أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع عافانا الله عز وجل وإياكم *
ومنهم حذيفة بن اليمان أبو عبد الله أصله من عبس بن بغيض وهو حليف لبى
عبد الأشهل روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كثيرا * ومنهم أبو
أيوب خالد بن زيد بن كلبب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار
وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج شهد العقبة مع السبعين من الأنصار
وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى
عن رسول الله حديثا كثيرا * ومنهم ثات بن قيس بن شماس بن امرئ القيس بن
مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحاديث: حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال أخبرنا ابن وهب
قال حدثنا داود بن عبد الرحمن المكي عن عمرو بن يحيى المازني عن يوسف بن محمد
ابن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جدده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه دخل عليه فقال اكشف الباس رب الناس عن قيس بن شماس ثم أخذ ترابا من
بطحان فجعله في قدح فيه ماء فصبه عليه * ومنهم أبو اليسر كعب بن عمرو روى
70

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا حميد بن مسعدة السامي قال حدثنا بشر
ابن المفضل قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن
حنظلة بن قيس عن أبي اليسر البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب
أن يظله الله في ظله وأشار بيده فلينظر معسرا أو ليضع له * ومنهم عبيد بن رفاعة
الزرقي حدثني حوثرة بن محمد المنقري وسعيد بن الربيع الرازي قال حدثنا سفيان
عن عمرو عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي قال قالت أسماء يا رسول الله
إن بنى جعفر تصيبهم العين أفنسترقي لهم قال نعم فلو كان شئ يسبق القدر لسبقت
العين * ومنهم خلاد بن رفاعة بن رافع روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري قال حدثنا عمى عن شريك عن عبد الله بن عون
عن علي بن يحيى عن خلاد بن رفاعة بن رافع وكان بدريا قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم وهو جالس فصلى قريبا منه ثم انصرف فوقف على نبي الله فسلم عليه فقال نبي
الله صلى الله عليه وسلم أعد صلاتك فإنك لم تصل فصلى نحوا مما صلى ثم انصرف فوقف
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعد صلاتك فإنك لم
تصل فقال يا نبي الله علمني قال إذا توجهت إلى القبلة فكبر ثم اقرأ بما شاء الله أن
تقرأ فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك
فإذا رفعت فأقم صلبك حتى ترجع العظام في مفاصلها فإذا سجدت فمكن سجودك
فإذا رفعت فاجلس على فخذك اليسرى ثم افعل مثل ذلك في كل ركعة وسجدة حتى
تفرغ * ومنهم زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان أحد بنى بياضة بن عامر بن زريق روى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن الأعمش
عن سالم بن أبي الجعد عن زياد بن لبيد قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئا فقال وذاك عند أو ان ذهاب العلم قلنا يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن
نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرأه أبناؤها إلى يوم القيامة قال ثكلتك
أمك زياد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أوليس هذه اليهود
والنصارى يقرؤن التوراة والإنجيل ولا يعملون بشئ مما فيهما * ومنهم أبى أبى
71

إبراهيم الأنصاري حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا بشر بن المفضل قال
حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم الأنصاري عن أبيه
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في الصلاة على الميت اللهم
اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا وحدثنيه
ابن المثنى قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي أن يحيى حدثه عن أبي
إبراهيم رجل من بنى عبد الأشهل حدثه أن أباه حدثه أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلى على جنازة يقول اللهم اغفر لأولنا وآخرنا وحينا
وميتنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا وشاهدنا وغائبنا اللهم لا تحرمنا أجره
ولا تضلنا بعده (قال يحيى) وحدثني أبو سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
وزاد فيه ومن أحييته فأحيه على الاسلام ومن توفيته فتوفه على الايمان *
وعمير الأنصاري روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا ابن وكيع
قال حدثنا أبي عن سعيد بن سعيد التغلبي أو الثعلبي شك الطبري عن سعيد بن عمير
الأنصاري عن أبيه أركان بدريا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى على من أمتي
صلاة مخلصا بها من نفسه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب
له بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات
(ذكر بعض أسماء من عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن آمن
به واتبعه في حياته وروى عنه بعد وفاته في سائر قبائل اليمن)
* ثم من الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب
ابن قحطان ثم من خزاعة وهم بنو لكعب ومليح وعدى بنى عمرو بن ربيعة بن حارثة بن
عمرو من يقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن
مازن * ومنهم الحصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن جريبة بن جهمة بن غاضرة
ابن حبشية بن كعب بن عمرو وهو أبو عمران بن حصين روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: حدثنا ابن حميد قال حدثنا هارون بن المغيرة قال حدثنا عمرو يعنى
ابن أبي قيس عن منصور عن ربعي عن عمران بن الحصين عن أبيه أنه أتى النبي صلى
72

الله عليه وسلم قبل أن يسلم فقال يا محمد، عبد المطلب كان خيرا لقومه منك كان يطمعهم
الكبد والسنام وأنت تنحرهم ثم قال علمني فقال قل اللهم قنى شر نفسي واعزم
لي على أرشد أمرى ثم أتاه وقد أسلم فقال ما أقول قال قل اللهم اغفر لي ما أسررت
وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت * ومنهم سليمان بن
صرد بن الجون بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ وكان سليمان يكنى أبا مطرف
وكان اسمه قبل أن يسلم يسار فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان
وشهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام الجمل وصفين وقد قيل إنه لم يشهد الجمل فأما
في شهوده معه صفين فلم يختلف فيه وقتل بعين الوردة بناحية قرقيسياء قتله يزيد بن
الحصين بن نمير وهو يومئذ رئيس التوابين وصاحب أمرهم روى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحاديث: حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا أبي عن
شعبة عن عبد الأكرم رجل من أهل الكوفة عن أبيه عن سليمان بن صرد
قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثنا ليالي لا نقدر أولا يقدر على طعام
* منهم حبيش بن خالد الأشعر بن خليف روى عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما حدثني أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن
يسار الكعبي الربعي قال حدثني عمى أيوب بن الحكم بن أيوب عن حزام بن هشام
عن أبيه هشام بن حبيش عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا
إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبى بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن
الأريقط فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبى بفناء القبة
ثم تسقى وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا من ذلك شيئا وكان
القوم مرملين قال أبو هشام مشتين قال الطبري وإنما هو مسنتين فنظر رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة
خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين لي
أن أحلبها قالت نعم بأبي وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله
73

فمسح بيده ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت
ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى
أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم ثم أراضوا ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملا
الاناء ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها
أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تساوكن هزلا ضحى مخهن قليل فلما رأى أبو معبد
اللبن عجب وقال من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في
البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لي
يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم يعبه
نحله ولم تزر به صعلة (هكذا قال) أبو هشام وإنما هو لم تعبه ثجلة ولم تزربه صقلة
وسيم قسيم في عينيه دعج وفى أشفاره وطف قال أبو هشام: عطف وفى صوته
صهل قال الشيخ وهو خطأ وإنما هو صحل بالحاء وفى عنقه سطع وفى لحيته كثافة
أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه
من بعيد وأحسنه وأحلاه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه
خرزات نظم يتحدر، ربعة لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن
بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به، إن قال
نصتوا لقوله قال الطبري: وإنما هو أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره
محفود محشود لا عابس ولا مفند قال أبو هشام: ولا معتد ولا خطأ. قال
أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد
هممت أن أصحبه إن وجدت إلى ذلك سبيلا فأصبح صوت ببكة عاليا
يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا خيمي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى وسؤدد
ليهنئ بنى كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
74

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت * عليه صريح ضرة الشاة مزبد
قال الطبري هكذا أنشدنيه أبو هشام وإنما هو فتحلبت له بصريح ضرة
الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب * يرددها في مصدر ثم مورد
فلما سمع بذلك حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شبب يجاوب
الهاتف وهو يقول
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسرى إليهم ويغتدى
ترحل عن قوم فضلت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم * وأرشدهم من يبتغ الحق يرشد
وهل يستوى ضلال قوم تسفهوا * عمى وهداة يهتدون بمهتد
وقد نزلت منه على أهل يثرب * ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد
قال الطبري والذي نرويه في كل مشهد
وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في اليوم أوفى ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بنى كعب مقام فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قال فلحقه فأسلم حدثني إبراهيم القارئ أبو إسحاق الكوفي قال حدثنا بشر بن
حسن أبو أحمد السكري قال حدثنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن
الصياح النخعي عن أبي معبد الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
ليلة هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر ودليلهم
عبد الله بن أريقط الليثي فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة
تحتبى وتجلس بفناء الخيمة ثم تطعم وتسقى فسألوها تمرا ولحما ليشتروا فلم يصيبوا
عندها شيئا من ذلك وإذا القوم مرملون مسنتون فقالت لو كان عندنا شئ
75

ما أعوزكم القرى فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر خيمتها
فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال فهل بها من لبن
قالت هي أجهد من ذلك قال أفتأذنين أن أحلبها قالت بأبي وأمي إن رأيت بها
حلبا فاحلبها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر
اسم الله عز وجل فتفاجت ودرت واجترت فدعا بإناء لها يربض الرهط
فحلب فيه ثجا حتى غلبه الثمال فسقاها فشربت حتى رويت وسقوا حتى رووا
وقال ساقى القوم آخرهم فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا ثم حلبوا فيه
ثانيا عودا على بدء فغادره عندها فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق
أعنزا حثلا عجافا تساوك هزلا مخهن قليل لا نقى بهن فلما رأى اللبن عجب وقال
من أين هذا لكم والشاء عازبة ولا حلوبة في البيت قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل
مبارك كان من حديثه كيت وكيت قال أراه والله صاحب قريش الذي ذكر لنا
صفيه لي يا أم معبد قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه حسن الخلق
لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفى أشفاره وطف وفى
صوته صهل قال الطبري وإنما هو صحل أحور أكحل أزج أقرن رجل في عنقه
سطع وفى حليته كثافة قال الطبري: وإنما هو كثاثة إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم
سما وعلاه البهاء كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق فصل لا نزر ولا هزر،
أجهر الناس وأجمله من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب ربعة لا تشنأه من طول ولا
تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا
له رفقاء يحفون به إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود
محشود لا عابس ولا مفند قال هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا ولو كنت
وافقته لالتمست صحبته ولأفعلن ذلك إن وجدت إليه سبيلا وأصبح صوت بمكة
عال يسمعونه ولا يدرون من يقوله بين السماء والأرض وهو يقول
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به * فأفلح من أمسى رفيق محمد
76

فيال قصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى وسؤدد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت * له بصريح ضرة الشاة مزبد
فغادره رهنا لديها بحالب * يدر لها في مصدر ثم مورد
فأصبح الناس وقد فقدوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فأخذوا على خيمتي أم معبد
حتى لحقوا النبي صلى الله عليه وسلم وأجابه حسان وهو يقول
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسرى إليه ويغتدى
ترحل عن قوم فزالت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد
وهل يستوى ضلال قوم تسكعوا * عمى وهداة يهتدون بمهتد
نبي يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مشهد
وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد
ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد
ويهن بنى كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
* ومنهم هنيدة بن خالد الخزاعي: حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال
حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسماعيل عن أبي إسحاق عن هنيدة بن خالد
الخزاعي قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل رجل فقال يا رسول الله
أعطني سيفا فلا قاتل به قال لعلك أن تقوم في الكيول قال فأعطاه سيفا فأخذ
يرتجز وهو يقول
إني امرؤ بايعني خليلي * ونحن عند أسفل النخيل
ألا أخون الدهر في الكيول * أضرب بسيف الله والرسول
قال فما زال يقاتل حتى عطفوا عليه فقتلوه * ومنهم نمير الخزاعي: حدثني محمد
ابن خلف العسقلاني ومحمد بن عوف الطائي من أهل حمص قالا حدثنا الفريابي
قال حدثنا عصام بن قدامة قال حدثنا مالك بن نمير الخزاعي قال حدثني أبي أنه
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا في الصلاة واضعا ذراعه في فخذه اليمنى
77

رافعا أصبعه السبابة قد حناها شيئا وهو يدعو * ومنهم رافع ابن عبد الحارث
حدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن حبيب عن رجل
عن نافع بن عبد الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة
المرء المسلم المسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنئ * ومنهم عمرو بن شاس
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن أبان بن صالح قال كنت مع عيسى
ابن الفضل بن معقل بن سنان الأشجعي قال حدثني أبو بردة بن نيار مكرز
الأسلمي عن خاله عمرو بن شاس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آذى عليا
فقد آذاني * ومنهم القعقاع بن أبي حدرد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثني محمد بن إبراهيم المعروف بابن صدران ويعقوب بن إبراهيم بن جبير
الواسطي قالا حدثنا صفوان بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن سعيد عن أبيه عن
القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول تمعددوا
واخشوشنوا وانتضلوا وامشوا حفاة * ومنهم معاذ بن أنس الجهني: حدثنا
أبو كريب قال حدثنا سعيد بن الوليد عن ابن مبارك عن يحيى بن أيوب عن
عبد الله بن سليمان عن إسماعيل بن يحيى المعافري أخبره عن سهل بن معاذ بن
أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمى مؤمنا من منافق
يغتابه بعث الله عز وجل إليه ملكا يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن
قفى مؤمنا بشئ يريد شينه حبسه الله عز وجل على جسر جهنم حتى خرج مما قال
(ذكر أسماء من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأشعريين)
وهم بنو الأشعر واسمه نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن
كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان * منهم أبو موسى عبد الله وأخوه
أبو بردة * ومنهم أبو مالك الأشعري: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال
أخبرنا ابن وهب قال أخبرني معاوية بن صالح عن حاتم بن كريب عن مالك بن أبي
مريم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال " ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها
78

ويضرب على رؤسهم المعازف يخسف الله عز وجل بهم الأرض ويجعل منهم
قردة وخنازير "
(ذكر أسماء من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حضر موت)
* منهم وائل بن حجر الحضرمي * ومنهم عبد الرحمن بن عائش الحضرمي:
حدثني العباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال حدثنا ابن جابر قال
وحدثنا الأوزاعي أيضا قال حدثني خالد بن اللجلاج قال سمعت عبد الرحمن
ابن عائش الحضرمي يقول صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
غداة فقال له قائل ما رأيت أسفر وجها منك الغداة قال ومالي وقد تبدى لي ربى
في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملا الاعلى يا محمد قال قلت أنت أعلم يا رب
فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماء والأرض ثم تلا
هذه الآية " وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من
الموقنين " قال فيم يختصم الملا الاعلى يا محمد قلت في الكفارات رب قال وما هن
قلت المشي على الاقدام إلى الجمعات والجلوس في المساجد خلاف الصلوات
وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره وقال من يفعل ذلك يعيش بخير ويمت بخير ويكن من
خطيئته كيوم ولدته أمه ومن الدرجات إطعام الطعام وبذل السلام وأن تقوم
بالليل والناس نيام سل تعطه قال اللهم إنني أسألك الطيبات وترك المنكرات
وحب المساكين وأن تتوب على وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون
فتعلموهن فوالذي نفسي بيده إنهن لحق
(ومن كندة)
* غرفة بن الحارث الكندي حدثت عن ابن مهدي عن ابن المبارك عن
حرملة بن عمران عن عبد الله بن الحارث الأزدي قال سمعت غرفة بن الحارث
الكندي قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وأتى
بالبدن فقال ادعو إلى أبا حسن فدعى فقال خذ أسفل الحربة وأخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم بأعلاها ثم طعنا بها البدن فلما فرغ ركب بغلته وأردف
79

عليا عليه السلام * ومنهم عبد الله بن نفيل حدثنا عبد الرحمن بن الوليد قال
حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي قال حدثنا أبو بكر النهشلي عن عبد الله بن سالم عن أبي
سلمة سليمان بن أبي سليم عن عبد الله بن نفيل الكندي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاث قد فرغ الله عز وجل من القضاء فيهن فلا تنتهكوا منهن
شيئا لا يبغين أحدكم فإن الله عز وجل يقول " يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم "
ولا يمكرن أحدكم فإن الله تبارك وتعالى يقول " ولا يحيق المكر السي إلا بأهله "
ولا ينكثن أحدكم فإن الله تعالى يقول " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه "
(ومن سائر الأزد ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)
* منيب الأزدي: حدثني موسى بن سهل قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن
الدمشقي قال حدثنا عتبة بن حماد قال حدثنا منيب بن مدرك الأزدي عن أبيه عن
جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية يقول للناس قولوا
لا إله إلا الله تفلحوا حتى انتصف النهار فجاءت جارية بعس من ماء فغسل وجهه
ثم قال يا بنية أبشر ولا تحزني ولا تخشى على أبيك غلبة ولا ذلا فقلت من هذه
فقالوا زينب ابنته وهى يومئذ وصيفة. وحدثني بهذا الحديث عبد الله بن محمد بن
عمرو الغزي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرمليل قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن
أبو أيوب الدمشقي قال حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد الحكمي قال حدثنا منيب
ابن مدرك الأزدي عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الجاهلية وهو يقول للناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا فمنهم من تفل في وجهه
ومنهم من حثا عليه التراب ومنهم من سبه حتى انتصف النهار فجاءت جارية بعس
من ماء فغسل وجهه ثم قال يا بنية أبشرى ثم ذكر سائر الحديث مثل حديث
موسى بن سهل
(ومن همدان)
وهو أسلة بن مالك بن يزيد بن أسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن
كهلان بن سبأ * عبد خير بن يزيد الخيواني ويكنى أبا عمارة أدرك النبي صلى الله
80

عليه وسلم وذكر أن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ورد عليهم وأنه يذكر ذلك
وكان يعد من أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام شهد معه صفين:
حدثني محمد بن خالد قال حدثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع قال حدثنا أبي قال
قلت لعبد خير يا أبا عمارة إنك قد كبرت فكم أتى عليك قال عشرون ومائة سنة
قلت وهل تذكر من أمر الجهال شيئا قال أذكر أن أمي طبخت لنا قدرا فقلت
أطعمينا فقالت حتى يجئ أبوكم فجاء أبى فقال إن كتاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد جاءنا ينهانا عن لحوم الميتة قال فاذكر أنها كانت لحم ميتة فأكفأناها
* ومنهم سويد بن هبيرة من سكان البصرة: حدثني عبد الله بن إسحاق الناقد
الواسطي والحسين بن علي الصدائي قالا حدثنا روح قال حدثنا أبو نعامة العدوي عن
مسلم بن بديل عن إياس بن زهير عن سويد بن هبيرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول خير مال المرء له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة إلى ههنا حديث الصدائي وزاد
الناقد في حديثه قال السكة النخل والمهرة المأمورة الكثيرة الولد * ومنهم أبو أبي
المنهال: حدثني زريق بن السخت قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا سلم بن أبي
هلال عن عبد الملك بن أبي بشير عن أبي المنهال عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أذوأ ما تكون السنة ما بين سقوط النجم إلى طلوعه * وعمير بن وهب خال
رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني
محمد بن عبد الله الهلالي أبو مسعود المكتب قال حدثنا سعيد بن سلام قال حدثنا
هشام بن الغاز عن محمد بن أبان عن عمير بن وهب خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أقبل عمير فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسط له رداءه فقال اجلس فقال أعلى
ردائك أجلس يا رسول الله قال اجلس فإنما الخال والد فلما جلس قال ألا أعلمك
كلمات من أراد الله به خيرا علمه إياه ثم لم ينسه ذلك حتى يموت قال بلى يا رسول الله
قال قل اللهم إني ضعيف فقوني في رضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتي وبلغني
برحمتك ما أرجو من رحمتك واجعل الاسلام منتهى رغبتي واجعل إلى ودا
عند الناس وعهدا عندك * وعبد الله بن هلال: حدثني بشر بن آدم قال حدثنا
81

زيد بن الحباب قال حدثني بشر بن عمران قال حدثني مولاي عبد الله بن هلال
قال ذهب بنى أبى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده على رأسي وبرك على قال
فرأيته شيخا كبيرا كثير الشعر صائم النهار قائم الليل قال فما أنسى برد يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم على يافوخي * ومنهم عم معاذ بن عبد الله بن خبيب:
حدثني محمد بن معمر قال حدثنا أبو عامر قال محمد بن عبد الله بن أبي سليمان
شيخ من أهل المدينة قال حدثنا معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عمه قال
كنا في مجلس فاطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء فقلنا
يا رسول الله نراك طيب النفس قال أجل ثم خاض الناس في ذكر الغنى فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بأس بالغنى لمن اتقى والصحة لمن اتقى خير من
الغنى وطيب النفس من النعم * أبو فاطمة روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثني محمد بن عوف قال حدثني محمد بن إسماعيل قال حدثني أبي قال حدثني ضمضم
عن شريح بن عبيد قال كان كثير بن مرة يحدث أن أبا فاطمة حدثهم أنه قال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله حدثني بعمل أستقيم عليه فقال عليك
بالهجرة فإنه لا مثل لها فقتل يا رسول الله حدثني بعمل أستقيم عليه قال عليك
بالصيام فإنه لا مثل له قال فقلت حدثني يا رسول الله بعمل أستقيم عليه قال عليك
بالسجود لله عز وجل فإنك لن تسجد من سجدة إلا رفعك الله عز وجل بها
درجة وحط عنك بها خطيئة * ووهب بن حذيفة حدثنا أبو كريب قال حدثنا
عثمان بن سعيد قال حدثنا خالد عن عمرو بن يحيى عن عمه واسع بن حبان عن وهب
ابن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرجل أحق بمجلسه فإن قام إلى
حاجة ثم رجع فهو أحق بمجلسه * والحارث بن مالك حدثني سهل بن موسى
الرازي قال حدثنا الحجاج بن مهاجر عن أيوب بن خوط عن ليث عن زيد
ابن رفيع عن الحارث بن مالك أنه قال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إني مؤمن
حقا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتنظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة
قال يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا واطمأنت فأظمأت نهاري وأسهرت ليلى
82

فكأني أنظر إلى عرش ربي عز وجل وإلى أهل الجنة حين يتزاورون فيها وإلى
أهل النار حين يتعاوون فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عزفت فالزم عزفت
فالزم ثم قال من سره أن ينظر إلى عبد نور الله الايمان في قلبه فلينظر إلى الحارث
ابن مالك فقال الحارث ادع الله لي بالشهادة فدعا له فاستشهد * وأبو الحمراء روى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا عبد الأعلى بن واصل وسفيان بن وكيع
قالا حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال أخبرني
أبو داود عن أبي الحمراء قال رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى
باب على وفاطمة عليهما السلام فقال الصلاة الصلاة " إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " * والهدار: حدثني محمد بن عوف قال
حدثني أبي قال حدثني شقير مولى العباس أنه سمع الهدار صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول للعباس ورأى منه إسرافا في طعامه من خبز السميذ وغيره
ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شبع من خبز البر حتى قبضه الله عز وجل *
زياد بن مطرف: حدثني زكرياء بن يحيى بن أبان المصري قال حدثنا أحمد بن
إشكاب قال حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي عن عمار بن رزيق الضبي عن أبي إسحاق
الهمداني عن زياد بن مطرف قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربى قضبانا من
قضبانها غرسها في جنة الخلد فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام وذريته من
بعده فإنهم لن يخرجوهم من باب هدى ولن يدخلوهم في باب ضلالة * وجنادة
ابن مالك: حدثنا أبو كريب ومحمد بن عمر بن الهياج الهمداني قالا حدثنا يحيى
ابن عبد الرحمن قال حدثني عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن مصعب بن
عبد الله الأزدي عن عبد الله بن جنادة عن جنادة بن مالك عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال ثلاث من أخلاق أهل الجاهلية لا يدعهن أهل الاسلام أبدا:
استسقاء بالكواكب وطعن في النسبة والنياحة على الميت * وأبو أذينة:
83

حدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس قال حدثني أبي قال حدثنا الليث بن سعد عن موسى
ابن علي بن رباح عن أبيه عن أبي أذينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير
نسائكم الولود الودود المواتية المواسية إذا اتقين الله وشر نسائكم المتبرجات
المختالات هن المنافقات لا تدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم *
وابن نضيلة: حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أيوب بن سويد قال
حدثني الأوزاعي عن أبي عبيد قال حدثني القاسم بن مخيمرة عن ابن نضيلة قال
أصاب الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجاعة فقالوا يا رسول الله
سعر لنا فقال لا يسألني الله عن سنة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها ولكن سلوا الله
عز وجل من فضله * وأبو أبي المعلى: حدثني الفضل بن سهل الأعرج قال حدثنا
معنى بن منصور قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي المعنى
عن أبيه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم عند المنبر فقال إن قدمي على ترعة من
ترع الجنة * ومرة: حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا عمر بن عبد الرحمن عن محمد
ابن جحادة عن محمد بن عجلان عن ابنة مرة عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال كافل اليتيم له أو لغيرة إذا اتقى معي في الجنة هكذا وأشار بأصبعيه المسبحة
والوسطى * وعبيد الله بن محصن: حدثنا صالح بن مسمار قال حدثنا محمد بن
عبد العزيز قال حدثنا مروان عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري عن سلمة
ابن عبيد الله بن محصن عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم
آمنا في سربه معافى في بدنه عنده طعام يومه فكأنما حيزت له الدنيا * وعاصم
ابن حدرة: حدثني عمران بن بكار الكلاعي قال حدثنا يحيى بن صالح قال حدثنا
سعيد بن بشير قال حدثنا قتادة عن الحسن قال دخلنا على عاصم بن حدرة فقال
ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خلوان قط ولا مشى معه بوسادة قط وما كان
له بواب قط * وأبو مريم الفلسطيني: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا
أبو مسهر قال حدثني صدقة بن خالد قال حدثنا يزيد بن أبي مريم قال حدثنا القاسم
ابن مخيمرة عن رجل من أهل فلسطين يكنى أبا مريم أنه قدم على معاوية فقال له
84

معاوية حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولاه الله عز وجل من أمر المسلمين شيئا
فاحتجب عن حاجتهم وخلتهم وفاقتهم احتجب الله تعالى يوم القيامة عن حاجته وفاقته
وخلته * وراشد بن حبيش: حدثنا ابن بشار قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا
سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الأشعث الصنعاني عن راشد بن حبيش
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد عبادة بن الصامت في مرضه فقال أتعلمون
من شهداء أمتي قال فأرم القوم فقال عبادة بن الصامت ساندوني فساندوه فقال
الصابر المحتسب فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل
في سبيل الله عز وجل شهادة والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة
والنفساء يجررها ولدها بسرره إلى الجنة، وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس
والحرق والسل * وأوس بن شرحبيل: حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال
حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثني عمرو بن الحارث قال حدثني عبد الله بن
سالم عن الزبيدي قال حدثنا عياش بن مؤنس أن أبا نمران الرحبي حدثه أن
أوس بن شرحبيل أحد بنى المجمع حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الاسلام *
وعبد الرحمن بن خنبش: حدثنا عن عبيد الله بن عمر قال حدثنا جعفر بن سليمان
الضبعي قال حدثنا أبو التياح قال سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش وكان شيخا كبيرا
فقال يا ابن خنبش كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين
قال تحدرت عليه الشياطين من الجبال والأودية يريدون رسول الله صلى الله
عليه وسلم وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله قال
فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فزع منهم قال وجاءه جبريل عليه
السلام فقال يا محمد قل ما أقول قل أعوذ بكلمات الله التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر
من شر ما خلق وبرأ وذرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها
ومن شر ماذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار
85

ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن قال فطفئت نار الشياطين
وهزمهم الله عز وجل * وابن جعدبة روى عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم: حدثنا العباس بن الوليد قال أخبرنا سعيد بن منصور عن يعقوب
ابن عبد الرحمن وعبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن محمد بن كعب عن ابن
جعدبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل رضى لكم ثلاثا
وكره لكم ثلاثا: رضى لكم أن تعبدوا الله عز وجل ولا تشركوا به شيئا وأن
تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تطيعوا من ولاه الله تعالى أمركم،
وكره لكم قيلا وقالا وكثرة السؤال وإضاعة المال * وأبو معتب بن عمرو:
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن الحسن بن دينار عن عطاء
ابن أبي مروان الأسلمي عن أبيه عن أبي معتب بن عمرو أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لأصحابه حين أشرف على خيبر وأنا فيهم قفوا ثم قال اللهم رب
السماوات وما أظللن ورب الأرضين وما أقللن ورب الشياطين وما أظللن ورب
الرياح وما ذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ونعوذ بك
من شرها وشر أهلها وشر ما فيها أقدموا بسم الله قال وكان يقولها لكل قرية دخلها
(ذكر تأريخ النساء اللواتي أسلمن على عند رسول الله صلى الله عليه وسلم)
(ذكر من هلك منهن قبل الهجرة)
* فمنهن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي كانت تكنى أم هند
بابنة لها ولدتها من عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يقال لها هند وبابن
لها ولدته من أبى هالة بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن
غوى بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم يقال له هند قال ابن عمر حدثني المنذر
ابن عبد الله الحزامي عن موسى عن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال سمعت حكيم
ابن حزام يقول توفيت خديجة عليها السلام بنت خويلد في شهر رمضان سنة 10
من النبوة وهى يومئذ ابنة خمس وستين سنة فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها
86

بالحجون ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرتها ولم تكن يومئذ سنة
الجنازة الصلاة عليها قيل ومتى ذلك يا أبا خالد قال قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو
نحوها وبعد خروج بني هاشم منى الشعب بيسير وكانت أول امرأة تزوجها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاده كلهم منها غير إبراهيم بن مارية وكانت
تكنى أم هند بولدها من زوجها أبى هالة التميمي
(ذكر من هلك منهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة)
* منهن من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته رقية وأمها خديجة وكان
زوجها قبل أن يوحى إليه عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب فلما بعث النبي صلى الله
عليه وسلم وأنزل الله عز وجل عليه " تبت يدا أبى لهب " قال له أبوه رأسي من
رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد ففارقها ولم يكن دخل بها وأسلمت حين أسلمت
أمها خديجة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايعه النساء فتزوجها
عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا وأسقطت في
الهجرة الأولى من عثمان سقطا ثم ولدت له بعد ذلك ابنا فسماه عبد الله وهاجرت
إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومرضت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى بدر فخلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم عثمان فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر في شهر
رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا ودخل المدينة حين سوى التراب عليها *
وزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة وهى أكبر بنات
رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع قبل أن
يبعث النبي صلى الله عليه وسلم وأم أبى العاص هالة ابنة خويلد بن أسد خالة
زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت زينب لأبي العاص عليا وأمامة
فتوفى على وهو صغير وبقيت أمامة فتزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام بعد وفاة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر محمد بن
87

عمر أن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة حدثه عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد
ابن عمرو بن حزم قال توفيت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول
سنة 8 من الهجرة قال الطبري وكانت علة وفاتها فيما ذكر أن هبار بن الأسود كان
فيما ذكر لما خرجت من مكة تريد المدينة واللحاق بأبيها لحقها وهى في هودجها
فدفعها فوقعت على صخرة وهى حامل فأسقطت واهراقت الدماء فلم يزل بها
وجعها ذلك حتى ماتت منه * وأم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأمها خديجة كان زوجها قبل أن يبعث عتيبة بن أبي لهب ففارقها للسبب الذي
ذكرت أن أخاه عتبة فارق أختها رقية وذلك قبل أن يدخل بها وهاجرت إلى
المدينة مع عيال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما توفيت رقية بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان وذلك
في شهر ربيع الأول من سنة 3 من الهجرة فلم تزل عنده حتى ماتت ولم تلد له وكانت
وفاتها في شعبان سنة 9 من الهجرة وغسلها نساء من الأنصار فيهن أم عطية
ونزل في حفرتها أبو طلحة
(ذكر من توفى من أزواجه على عهده صلى الله عليه وسلم)
* منهن زينب ابنة خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف
ابن هلال بن عامر بن صعصعة وهى أم المساكين كانت تسمى بذلك في الجاهلية
فيما ذكر * وذكر محمد بن عمر أن محمد بن عبد الله حدثه عن الزهري قال
كانت زينب ابنة خزيمة الهلالية تدعى أم المساكين وكانت عند الطفيل بن الحارث
ابن المطلب بن عبد مناف فطلقها قال ابن عمر فحدثني عبيد الله يعنى ابن جعفر عن
عبد الواحد بن أبي عون قال فتزوجها عبيدة بن الحارث فقتل عنها يوم
بدر شهيدا قال ابن عمر وحدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب
قال وحدثنا محمد بن قدامة عن أبيه قالا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
زينب ابنة خزيمة الهلالية أم المساكين فجعلت أمرها إليه فتزوجها رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأشهد أن أصدقها اثنى عشرة أوقية ونشأ وكان تزوجه
88

إياها في شهر رمضان على رأس أحد وثلاثين شهرا من الهجرة فمكثت عنده
ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهرا
وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع قال ابن عمر سألت عبد الله
ابن جعفر من نزل في حفرتها قال إخوة لها ثلاثة قلت له كم كان سنها يوم ماتت
قال ثلاثين سنة أو نحو ذلك * ومنهن ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خندقة بن سمعون
ابن زيد من بنى النضير وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له الحكم فنسبها
بعض الرواة إلى بني قريظة لذلك وذكر محمد بن عمر أن عبد الله بن جعفر حدثه
عن يزيد بن الهاد عن ثعلبة بن أبي مالك قال كانت ريحانة بنت زيد بن عمرو بن
خناقة من بنى النضير متزوجة فيهم رجلا يقال له الحكم فلا وقع السباء على بني قريظة
سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها وماتت عنده قال
محمد بن عمر ولم تزل ريحانة عند رسول الله حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع
فدفنها بالبقيع وكان تزويجه إياها في المحرم سنة 6 من الهجرة * ومليكة بنت كعب
الليثي * ذكر ابن عمر أن عبد العزى بن الجندعي حدثه عن أبيه عن عطاء بن يزيد الجندعي
قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مليكة بنت كعب الليثي في شهر رمضان سنة 8
ودخل بها فماتت عنده قال ابن عمر وحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري مثل ذلك قال
ابن عمرو أصحابنا ينكرون ذلك ويقولون لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانية
قط قال ابن عمرو حدثني أبو معشر قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مليكة بنت
كعب وكانت تذكر بجمال بارع فدخلت عليها عائشة فقالت أما تستحين أن
تنكحي قاتل أبيك فاستعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلقها فجاء
قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنها صغيرة وإنه لا رأى لها وخدعت
فارتجعها فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذنوا أن يزوجوها قريبا لها من
بنى عذرة فأذن لهم فتزوجها العذري وكان أبوها قتل يوم فتح مكة قتله خالد بن
الوليد بالخندمية * ومنهن سنا ابنة الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام
ابن سمال بن عوف السلمية قال هشام بن محمد الكلبي حدثني رجل من رهط
89

عبد الله بن خازم السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج سنا بنت
الصلت بن حبيب السلمية فماتت قبل أن يصل إليها * وخولة ابنة الهذيل بن هبيرة
ابن قبيصة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن
غنم بن تغلب وأمها ابنة خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن
الخزرج الكلبي أخت دحية بن خليفة قال هشام بن محمد حدثني الشرقي بن قطامي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج خولة ابنة الهذيل فهلكت في الطريق قبل
أن تصل إليه وكانت ربتها خالتها خرنق ابنة خليفة أخت دحية بن خليفة
(ذكر تاريخ من مات من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعماته وأزواجه بعد وفاته)
* منهن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها خديجة بنت خويلد
عليها السلام ولدتها وقريش تبنى البيت وذلك قبل أن نبي رسول الله صلى الله
عليه وسلم بخمس سنين * ذكر محمد بن عمر أن أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة حدثه
عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال دخل العباس بن عبد المطلب على على وفاطمة
عليهما السلام وهى تقول أنا أسن منك فقال العباس أما أنت يا فاطمة فولدت
وقريش تبنى الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن خمس وثلاثين سنة وأما أنت
يا علي فولدت قبل ذلك بسنوات قال الطبري وتزوج على فاطمة عليها السلام
في رجب بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بخمسة أشهر وبنى بها مرجعه من
بدر وفاطمة يوم بنى بها علي عليه السلام ابنة ثماني عشرة كذلك ذكر محمد ابن عمر عن
عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه واختلف في وقت وفاتها عليها السلام بعد إجماع
الجميع على أن وفاتها كانت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم توفيت
بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر وقال ابن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن
عروة عن عائشة قال وحدثنا ابن جريج عن الزهري عن عروة أن فاطمة بنت
النبي صلى الله عليه وسلم توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر قال
ابن عمر وهو الثبت عندنا وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان
90

سنة 11 وهى بنت تسع وعشرين سنة أو نحوها قال ابن عمر وحدثني ابن جريج
عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال توفيت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
بثلاثة أشهر قال ابن عمرو حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين
عن ابن عباس قال فاطمة أول من جعل لها النعش عملت لها أسماء بنت عميس وكانت
قدرأته يصنع بأرض الحبشة قال ابن عمرو حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله
ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت صلى العباس بن
عبد المطلب على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرتها هو وعلى
والفضل بن العباس قال ابن عمر وحدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي
ابن الحسين عليه السلام قال سألت ابن عباس متى دفنتم فاطمة قال دفناها بليل
بعد هدأة قلت فمن صلى عليها قال علي بن أبي طالب عليه السلام قال ابن عمر
وسألت عبد الرحمن بن أبي الموالى قلت إن الناس يقولون إن قبر فاطمة عند المسجد
الذي يصلون إليه على جنائزهم بالبقيع فقال والله ما ذلك إلى مسجد رقية يعنى
امرأة عمرته وما دفنت فاطمة عليها السلام إلى في زاوية دار عقيل مما يلي دار
الجحشيين مستقبل خوخة بنى نبيه من بنى عبد الدار بالبقيع وبين قبرها وبين
الطريق سبعة أذرع قال ابن عمرو حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثني عبد الله بن
حسن قال وجدت المغيرة بن عبد الرحمن واقفا ينتظرني بالبقيع نصف النهار في
حر شديد فقلت ما يقفك يا أبا هاشم قال انتظرتك بلغني أن فاطمة دفنت في هذا
البيت في زاوية دار عقيل مما يلي فدار الجحشيين فأحب أن تبتاعه لي بما بلغ أدفن
فيه فقال عبد الله والله لأفعلنه قال فجهدنا بالعقيليين فأبوا على عبد الله بن حسن
قال عبد الله بن جعفر وما رأيت أحدا يشك أن قبرها في ذلك الموضع
حدثني الحارث قال حدثنا محمد بن جعفر الوركاني قال حدثنا جرير بن عبد الحميد
عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال توفيت فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعده بثمانية أشهر وكانت تذوب فشكت إلى أسماء نحول
جسمها وقالت أتستطيعين أن تواريني بشئ قالت إني رأيت الحبشة يعملون
91

السرير للمرأة ويشدون النعش بقوائم السرير فأمرتهم بذلك قال الحارث وقال
المدائني قال أبو زكرياء العجلاني إن فاطمة عليها السلام عمل لها نعش قبل وفاتها
فنظرت إليه فقالت سترتموني ستركم الله * وصفية بنت عبد المطلب بن هاشم
وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهى أخت حمزة بن
عبد المطلب لأبيه ولامه كان تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية بن
عبد شمس فولدت له صفيا ثم خلف عليها العوام بن خويلد بن أسد فولدت له
الزبير والسائب وعبد الكعبة وأسلمت صفية وبايعت رسول الله وهاجرت
إلى المدينة وتوفيت في خلافة عمر بن الخطاب وقبرت بالبقيع بفناء دار المغيرة
ابن شعبة وقال علي بن محمد قتلت صفية ابنة عبد المطلب رجلا مبارزة
(ذكر تاريخ وفاة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم اللاتي توفين بعده)
* منهن سودة ابنة زمعة بن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن
عامر بن لؤي وأمها الشموس ابنة قيس بن عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن
عامر بن غنم بن عدي بن النجار من الأنصار تزوجها السكران بن عمرو وخرجا
جميعا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية قال ابن عمر حدثني مخرمة بن
بكير عن أبيه قال: قدم السكران بن عمرو مكة من أرض الحبشة ومعه امرأته
سودة بنت زمعة فتوفى عنها بمكة فلما حلت أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فخطبها فقالت أمرى إليك يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مري رجلا من قومك يزوجك فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود
فزوجها فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة قال ابن
عمرو حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم قال سمعت أبي يقول تزوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم سودة في رمضان سنة 10 من النبوة بعد وفاة خديجة وقبل
أن يتزوج عائشة فدخل بها مكة وهاجر إلى المدينة وتوفيت سودة ابنة زمعة في
شوال سنة 54 بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان قال ابن عمر وهذا الثبت
عندنا قال هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال كانت سودة
92

بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو فرأت في المنام كأن النبي
صلى الله عليه وسلم أقبل يمشى حتى وطئ على عنقها فأخبرت زوجها بذلك فقال
وأبيك لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك محمد فقالت حجرا وسترا قال
هشام والحجر تنفى عنها ذاك ثم رأيت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها من
السماء وهى مضطجعة فأخبرت زوجها فقال وأبيك لا ألبث إلا يسيرا حتى أموت
وتزوجيه من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلا حتى مات
وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحارث حدثنا داود بن المحبر قال
حدثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر قال حدثني ابن عباس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها سودة وكانت مصبية لها خمسة صبية
أو ستة من بعل لها مات فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمنعك منى
قالت يا نبي الله ما يمنعني منك إلا أن تكون أحب البرية إلى ولكن أكرمك أن
تضغو هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشية فقال هل يمنعك منى من شئ غير
ذلك قالت لا والله فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خير نساء ركبن
أعجاز الإبل صالح نساء قريش أحناء على ولد في صغره وأرعاه على بعل في ذات
يد * وعائشة بنت أبي بكر وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر من بنى دهمان
ابن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
شوال سنة 10 من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين وعرس بها في شوال على رأس
ثمانية أشهر من الهجرة وكانت يوم ابتنى بها ابنة تسع سنين قال ابن عمر حدثنا
موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن ريطة عن عمرة عن عائشة أنها سئلت متى بنى
بك رسول الله فقال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خلفنا
وخلف بناته فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه
وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها رسول الله من أبى بكر يشتريان بها
ما يحتاجان إليه من الظهر وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الديلي ببعيرين
أو ثلاثة وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أو رومان وأن وأختي
93

أسماء امرأة الزبير فخرجوا مصطحبين فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة
بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة ثم دخلوا مكة جميعا وصادفوا طلحة بن عبيد الله
يريد الهجرة بآل أبى بكر فخرجنا جميعا وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع
وفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعه وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد
وخرج عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه وخرج طلحة بن عبيد الله
واصطحبا جميعا حتى إذا كنا بالبيض من تمنى نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي
فجعلت أمي تقول وا بنتاه وا عروساه حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت فسلم ثم إنا
قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبى بكر ونزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورسول الله يومئذ يبنى المسجد وأبياتنا حول المسجد فأنزل فيها أهله ومكثنا أياما
في منزل أبى بكر ثم قال أبو بكر يا رسول الله ما يمنعك أن تبنى بأهلك قال رسول الله
الصداق فأعطاه أبو بكر الصداق اثنى عشر أوقية ونشأ فبعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلينا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا الذي أنا
فيه وهو الذي توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل رسول الله لنفسه
بابا في المسجد وجاءه باب عائشة قال وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة
في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون
عندها وتوفيت 58 في شهر رمضان
(ذكر من قال ذلك)
ذكر ابن عمر عن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن
عمرو بن حزم قال صلى أبو هريرة على عائشة في رمضان سنة 58 وتوفيت بعد
الايتار وقال محمد بن عمر توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من رمضان
سنة 58 ودفنت من ليلتها بعد الوتر وهى يومئذ ابنة ست وستين سنة قال ابن عمر
وحدثنا ابن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن سالم سبلان قال ماتت عائشة ليلة
سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها فاجتمع الأنصار
وحضروا فلم تر ليلة أكثر ناسا منها نزل أهل العوالي فدفنت بالبقيع قال ابن عمر
94

حدثني ابن جريج عن نافع قال شهدت أبا هريرة صلى على عائشة بالبقيع وابن عمر
في الناس لا ينكره وكان مروان اعتمر تلك السنة فاستخلف أبا هريرة * وحفصة
ابنة عمر بن الخطاب وأمها زينب ابنة مظعون أخت عثمان بن مظعون وذكر
ابن عمر أن أسامة بن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه عن جده عن عمر قال ولدت
حفصة وقريش تبنى البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين قال
وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن حسين بن أبي حسين قال تزوج
رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا قبل أحد
قال ابن عمر توفيت حفصة في شعبان سنة 45 في خلافة معاوية وهى يومئذ ابنة
ستين سنة قال ابن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال توفيت حفصة
فصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة قال وحدثني علي بن مسلم
عن المقبري عن أبيه قال رأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند
دار آل حزم إلى دار المغيرة بن شعبة وحملها أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها
قال وحدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال نزل في قبر حفصة عبد الله وعاصم ابنا
عمر وسالم وعبد الله وحمزة بن وعبد الله بن عمر * وأم سلمة واسمها هند بنت أبي
أمية واسمه سهيل زاد الركب بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم
وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة جذل الطعان
ابن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة تزوجها أبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن
هلال وهاجر بها إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا فولدت له هناك زينب
بنت أبي سلمة وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة بنى أبى سلمة قال ابن عمر
حدثنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع
عن عمر بن أبي سلمة قال خرج أبى إلى أحد فرماه أبو أسامة الجشمي في عضده
بسهم فمكث شهرا يداوى جرحه ثم برأ الجرح وبعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم أبى إلى قطن في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا فغاب تسعا وعشرين
ليلة ثم رجع فدخل المدينة لثمان خلون من صفر سنة 4 والجرح منتقض فمات
95

منها لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة 4 من الهجرة فاعتدت أمي وحلت لعشر
ليال بقين من شوال سنة 4 وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال بقين
من شوال سنة 4 وتوفيت في ذي القعدة سنة 59 قال ابن عمر حدثنا كثير بن
زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال دخلت أيم العرب على سيد المسلمين
أول العشاء عروسا وقامت من آخر الليل تطحن يعنى أم سلمة قال ابن عمر
وحدثنا معمر عن الزهري عن هند ابنة الحارث الفراسية قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن لعائشة منى شعبة ما نزلها أحد فلما تزوج أم سلمة سئل رسول الله
فقيل يا رسول الله ما فعلت الشعبة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم أن أم
سلمة قد نزلت عنده وقال ابن عمر ماتت أم سلمة رحمها الله في شوال سنة 59 قال ابن
عمر وحدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال صلى أبو هريرة على أم سلمة بالبقيع وكان
الوالي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان ركب في حاجة إلى الغابة وأمر أبا هريرة
أن يصلى بالناس فصلى عليها قال إنما ركب لأنها أوصت أن لا يصلى عليها الوالي
فكره أن يحضر ولا يصلى فركب عمدا وأمر أبا هريرة: حدثني الحارث قال حدثنا
ابن سعد في موضع آخر قال قال الواقدي ماتت أم سلمة حين دخلت سنة 59
في خلافة معاوية وصلى عليها ابن أخيها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية قال الحارث
وحدثني محمد بن سهيل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال تزوج رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالمدينة قبل وقعة بدر في سنة 2 من التاريخ أم سلمة واسمها هند ابنة
أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وقال أبو معشر زينب أول
من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأم سلمة آخر من مات منهن *
وأم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب وأمها صفية بنت أبي العاص
ابن أمية بن عبد شمس عمة عثمان بن عفان تزوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب
حليف حرب بن أمية فولدت له حبيبة فكنيت بها فتزوج حبيبة داود بن
عروة بن مسعود الثقفي وكان عبيد الله بن جحش هاجر بأم حبيبة معه إلى
أرض الحبشة في الهجرة الثانية فتنصر وارتد عن الاسلام وتوفى بأرض
96

الحبشة وثبتت أم حبيبة على دينها الاسلام وهجرتها وكانت قد خرجت بابنتها
حبيبة بنت عبيد الله معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكة
وقال ابن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي أن أم حبيبة بنت أبي
سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكة قبل أن تهاجر إلى أرض
الحبشة قال ابن عمر فأخبرني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال
خرجت من مكة وهى حامل بها فولدتها بأرض الحبشة قال ابن عمر وحدثنا
عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال قالت
أم حبيبة رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهها
ففزعت فقلت تغيرت والله حاله فإذا هو يقول حين أصبح يا أم حبيبة إني نظرت
في الدين فلم أردينا خيرا من النصرانية وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين
محمد ثم رجعت إلى النصرانية فقلت والله ما خير لك وأخبرته بالرؤيا التي رأيت
له فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات فأرى في النوم كأن أتاني آت يقول
يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله يتزوجني قالت فما هو إلا أن انقضت
عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابى يستأذن فإذا جارية له يقال لها
أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت على فقالت إن الملك يقول لك إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوجك فقلت بشرك الله بخير وقالت
يقول لك الملك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته
وأعطته أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها وخواتيم فضة كانت
في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها به فلما كان العشى أمر النجاشي جعفر بن أبي
طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال الحمد لله الملك
القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم عليه السلام (أما بعد) فإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان
فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصدقتها أربعمائة دينار
97

ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده
وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله
بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (أما بعد) فقد
أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة ابنة
أبي سفيان فبارك الله لرسوله ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد فقبضها ثم أرادوا
أن يقوموا فقال اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على
التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا * قالت أم حبيبة فلما وصل إلى المال
أرسلت إلى أبرهة التي بشرتني فقلت لها إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ
ولا مال بيدي فهذه خمسون مثقالا فخذيها واستغنى بها فأخرجت إلى حقا فيه
كل ما أعطيتها فردته إلى وقالت عزم على الملك أن لا أرزأك شيئا وأنا التي
أقوم على ثيابه ودهنه وقد اتبعت دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت لله
وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهم من العطر فلما كان الغد جاءتني
بعود وورس وعنبر وزباد كثير فقدمت بذلك كله على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكان يراه على وعندي فلا ينكر ثم قالت أبرهة فحاجتي إليك أن تقرئي
رسول الله منى السلام وتعلميه أنى قد اتبعت دينه قالت ثم لطفت بي وكانت التي
جهزتني وكانت كلما دخلت على تقول لا تنسى حاجتي إليك قالت فلما قدمنا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بي أبرهة فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرأته منها فقال وعليها السلام ورحمة الله قال ابن
عمرو حدثنا إسحاق بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يخطب عليه أم حبيبة بنت أبي سفيان
وكانت تحت عبيد الله بن جحش فزوجها إياه وأصدقها النجاشي من عنده عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار قال ابن عمر فحدثني محمد بن صالح عن
عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر
ابن حزم قالا كان الذي زوجها وخطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص
98

وذلك سنة 7 من الهجرة وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة وتوفيت
سنة 44 في خلافة معاوية * وزينب بنت جحش بن رئاب أخت عبد الرحمن
ابن جحش وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم قال ابن عمر حدثني عمر بن عثمان
الجحشي عن أبيه قال قدم النبي صلى عليه وسلم المدينة وكانت زينب ابنة جحش
ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة جميلة فخطبها رسول الله
صلى الله عليه وسلم على زيد بن حارثة فقالت يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أيم
قريش قال فإني قد رضيت لك فتزوجها زيد بن حارثة قال ابن عمر وحدثني عبد الله
ابن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حبان قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله
الساعة فيقول أين زيد فجاء منزله يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب فتقول ههنا
يا رسول الله فولى يهمهم بشئ لا يكاد يفهم منه إلا سبحان الله العظيم سبحان الله
مصرف القلوب فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أتى منزله فقال زيد ألا قلت له يدخل قالت قد عرضت ذلك عليه وأبى قال
فسمعتيه يقول شيئا قالت سمعته حين ولى يكلم بكلام لا أفهمه وسمعته يقول سبحان الله
العظيم سبحان مصرف القلوب قال فخرج زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إنه بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله
لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله احبس عليك زوجك فما استطاع
زيد إليها سبيلا بعد ذلك ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره فيقول أمسك
عليك زوجك فيقول يا رسول الله أفارقها فيقول رسول الله احبس عليك زوجك
ففارقها زيد واعتزلها وحلت قال فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع
عائشة إلى أن أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم غمية فسرى عنه وهو يتبسم
وهو يقول من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله عز وجل زوجنيها من السماء
وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإذا تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت
عليه " القصة كلها (قالت عائشة) وأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها
وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صنع لها زوجها الله عز وجل من السماء
99

وقلت هي تفخر علينا بهذا (قالت عائشة) فخرجت سلمى خادم رسول الله
صلى الله عليه وسلم تشتد فتحدثها بذلك وأعطتها أوضاحا عليها قال وحدثني عمر
ابن عثمان بن عبد الله الجحشي عن أبيه قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
زينت بنت جحش لهلال ذي القعدة سنة 5 من الهجرة قال وحدثني عمر بن
عثمان الجحشي عن أبيه قال ما تركت زينب ابنة جحش دينارا ولا درهما كانت
تصدق بكل ما قدرت عليه وكانت تأوى المساكين وتركت منزلها فباعوه من
الوليد بن عبد الملك حين هدم المسجد بخمسين ألف درهم قال حدثنا عمر بن عثمان
الجحشي عن إبراهيم بن عبد الله بن محمد عن أبيه قال سئلت أم عكاشة بن محصن كم
بلغت زينت ابنة جحش يوم توفيت فقالت قدمنا المدينة للهجرة وهى بنت بضع
وثلاثين وتوفيت سنة 20 قال عمر بن عثمان كان أبى يقول توفيت زينب بنت
جحش وهى ابنة ثلاث وخمسين قال الحارث حضرت مجلس علي بن عاصم وهو
يحدث الناس فحدث عن داود بن أبي هند عن عامر قال كانت زينب تقول للنبي
صلى الله عليه وسلم أنا أعظم نساءك عليك حقا أنا خيرهن منكحا وأكرمهن
سترا وأقربهن رحما ثم تقول زوجنيك الرحمن من فوق عرشه وكان جبريل
عليه السلام هو السفير بذاك وأنا بنت عمتك وليس لك من نسائك قريبة
غيري * وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن
جذيمة المصطلق من خزاعة تزوجها مسافع بن صفوان ذي الشفر بن أبي سرح
ابن مالك بن جذيمة فقتل يوم المريسيع قال ابن عمر حدثنا يزيد بن عبد الله بن
ابن قسيط عن أبيه عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة قالت أصاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء من بنى المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه
بين الناس وأعطى الفارس سهمين والرجل سهما فوقعت جويرية بنت الحارث
ابن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري وكانت تحت ابن عم
لها يقال له صفوان بن مالك بن جذيمة ذي الشفر فقتل عنها وكاتبها ثابت بن قيس
على نفسها على تسع أواق وكانت امرأة حلوة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت
بنفسه فبينا النبي صلى الله عليه وسلم عندي إذ دخلت جويرية تسأله في كتابتها
100

فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم وعرفت
أن سيرى فيها مثل الذي رأيت فقال يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد
قومه وقد أصابني من الامر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني
على تسع أواق فأعنى على فكاكي فقال أو خير من ذلك قالت وما هو قال أودى عنك
كتابتك وأتزوجك قالت نعم يا رسول الله فقد فعلت وخرج الخبر إلى الناس فقالوا
أصهار رسول الله يسترقون فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبى بنى المصطلق فبلغ
عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه إياها فلا أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها
منها، وذلك منصرفه من غزوة المريسيع قال ابن عمر وحدثني عبد الله
ابن أبي الأبيض مولى جويرية عن أبيه قال سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بنى المصطلق فوقعت جويرية في السبى فجاء أبوها فافتداها وأنكحها رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد قال وحدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن الزهري عن
مالك بن أوس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على جويرية
الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه قال وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن عن
زيد بن أبي عتاب عن محمد بن عمرو عن عطاء عن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية
ابنة الحارث أن اسمها كانت برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماها
جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند برة قال وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض
عن أبيه قال توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر
ربيع الأول سنة 56 في خلافة معاوية بن أبي سفيان وصلى عليها مروان بن الحكم
وهو يومئذ والى المدينة قال وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته وكانت مولاة
جويرية بنت الحارث عن جويرية قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا ابنة عشرين سنة قالت وتوفيت جويرية سنة 50 وهى يومئذ ابنة خمس
وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم قال ابن عمر وحدثني حزام بن هشام
عن أبيه قال قالت جويرية رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال
كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتى وقع في حجري فكرهت أن أخبر بها أحدا
101

من الناس حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سبينا رجوت الرؤيا فلما
أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قدومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم
وما شعرت الا بجارية من بنات عمى تخبرني الخبر فحمدت الله عز وجل * وصفية
بنت حيى بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن أبي الخزرج بن أبي حبيب
ابن النضير بن النحام بن تنحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران
وأمها برة بنت سموأل أخت رفاعة بن سموأل من بني قريظة أخو النضير
وكانت صفية تزوجها سلام بن مشكم القرظي ثم فارقها فتزوجها كنانة بن
الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل عنها يوم خيبر قال ابن عمر حدثني كثير
ابن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال لما دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم بصفية باب أبو أيوب على باب النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبح
فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر ومع أبى أيوب السيف فقال يا رسول الله
كانت جارية حديثة عهد بعرس وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له خيرا قال وحدثني محمد بن موسى عن
عمارة بن المهاجر عن آمنة بنت أبي قيس الغفارية قالت أنا إحدى النساء اللاتي زففن
صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول ما بلغت سبع عشرة
أو جهدي إن بلغت سبع عشرة سنة ليلة دخلت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال وتوفيت صفية سنة 52 في خلافة معاوية وقبرت بالبقيع * وميمونة
بنت الحارث بن حزن الهلالي وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة
ابن جرش كانت تزوجت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي في الجاهلية ثم فارقها
فخلف عليها أبورهم بن عبد العزى بن أبي قيس من بنى مالك بن حسل بن عامر
ابن لؤي فتوفى عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها إياه العباس
ابن عبد المطلب وكان يلي أمرها وهى أخت أم ولده الفضل ابنة الحارث الهلالية
لأبيها وأمها وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرف على عشرة أميال
من مكة وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك سنة 7
102

في عمرة القضية قال ابن عمر حدثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن عكرمة أن ميمونة
ابنة الحارث وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحدثني موسى بن
محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة قال قيل لها إن ميمونة وهبت نفسها
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
على مهر خمسمائة درهم وولى إنكاح رسول الله إياها العباس بن عبد المطلب قال
ابن عمرو توفيت ميمونة سنة 61 في خلافة يزيد بن معاوية وهى آخر من مات
من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكان لها يوم توفيت ثمانون أو إحدى
وثمانون سنة وكانت جلدة، والكلابية واختلف في اسمها فقال بعضهم هي
فاطمة ابنة الضحاك بن سفيان الكلابي وقال بعضهم هي عمرة بنت يزيد بن عبيدة
ابن رواس بن كلاب بن ربيعة بن عامر وقال بعضهم هي عالية بنت ظبيان بن عمرو
ابن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب وقال بعضهم هي سنا ابنة سفيان
ابن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب وقال بعضهم لم يكن إلا كلابية
واحدة غير أنه اختلف في اسمها وقال بعضهم بل كن جميعا ولكن لكن واحدة
منهن قصة غير قصة صاحبتها قال ابن عمر حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية فلما دخلت عليه
فدنا منها قالت إني أعوذ بالله منك فقال رسول الله لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك
قال وحدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون عن ابن مناح
قال استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قد ذهلت وذهب عقلها
وتقول إذا استأذنت على أزواج رسول الله أنا الشقية وتقول إنما خدعت قال
وحدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري قال هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان
استعاذت منه فطلقها وكانت تلقط البعر وتقول أنا الشقية وتزوجها رسول الله
صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة 8 من الهجرة وتوفيت سنة 60 قال وحدثنا
عبد الله بن سليمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد دخل بها ولكنه لما خير نساءه اختارت قومها ففارقها فكانت
103

تلقط البعر وتقول أنا الشقية قال وحدثنا عبد الله بن جعفر عن موسى بن سعيد
وابن أبي عون قالا إنما طلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم لبياض كان بها قال
وحدثنا عبد الله بن جعفر وابن أبي سبرة وعبد العزيز بن محمد عن ابن الهاد عن
ثعلبة بن أبي مالك عن حسين بن علي عليه السلام قال تزوج رسول الله صلى الله
عليه وسلم امرأة من بنى عامر فكان إذا خرج تطلعت إلى أهل المسجد فأخبر
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه فقال إنكن تبغين عليها فقلن نحن
نريكها وهى تطلع فقال رسول الله نعم فأرينه إياها وهى تطلع ففارقها رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر فحدثت بها الحديث عبيد الله بن سعيد بن أبي هند
فأخبرني عن أبيه قال إنما استعاذت منه فأعاذها ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه
وسلم من بنى عامر غيرها ولم يتزوج من كندة غير الجونية قال ابن عمر وحدثنا
إبراهيم بن وثيمة عن أبي وجزة قال تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ذي القعدة سنة 8 منصرفه من الجعرانة قال وحدثني أبو مصعب إسماعيل بن مصعب
عن شيخ من رهطها أنها توفيت سنة 60 وأما هشام بن محمد فإنه ذكر أن العرزمي
حدثه عن نافع عن ابن عمر قال كان في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم سنا
بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب قال قال ابن عمر إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعث أبا أسيد الساعدي يخطب عليه امرأة من بنى عامر يقال
لها عمرة ابنة يزيد بن عبيد بن رواس بن كلاب فتزوجها فبلغه أن بها بياضا فطلقها
قال هشام وحدثني رجل من بنى أبى بكر بن كلاب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم تزوج العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد بن أبي بكر
ابن كلاب فمكثت عنده دهرا ثم طلقها * وأسماء ابنة النعمان بن أبي الجون
الأسود بن الحارث بن شراحيل بن الجون بن آكل المرار الكندي * قال ابن عمر
حدثنا محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي قال قدم
النعمان بن أبي الجون الكندي وكان ينزل وبنو أبيه نجدا مما يلي الشربة فقدم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فقال يا رسول الله ألا أزوجك أجمل أتيم
104

في العرب كانت تحت ابن عم لها فتوفى عنها فتاهت وقد رغبت فيك وحطت
إليك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثنتي عشرة أوقية ونش فقال
يا رسول الله لا تقصر بها في المهر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصدقت
أحدا من نسائي فوق هذا ولا أصدق أحدا من بناتي فوق هذا فقال النعمان ففيك
الأسى قال فابعث يا رسول الله إلى أهلك من يحملهم إليك فإني خارج مع رسولك
فنرسل أهلك معه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أبا أسيد الساعدي فلما قدما
عليها جلست في بيتها فأذنت له أن يدخل فقال أبو أسيد إن نساء رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يراهن الرجال * قال أبو أسيد وذلك بعد أن نزل الحجاب فأرسلت إليه فيسرني
لأمري قال حجاب بينك وبين من تكلمين من الرجال إلا ذا محرم منك ففعلت فقال
أبو أسيد فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت معي على جمل ظعينة في محفة وأقبلت بها حتى
قدمت المدينة فأنزلتها في بنى ساعدة فدخل عليها نساء الحي فرحين بها وسهلن
وخرجن من عندها فذكر ان جمالها فشاع بالمدينة قدومها * قال أبو أسيد الساعدي
ووجهت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بنى عمرو بن عوف فأخبرته ودخل
عليها داخل من النساء قد بين لها لما بلغهن من جمالها وكانت من أجمل النساء فقالت
إنك من الملوك فإن كانت تريدين أن تحظى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستعيذي عنه فإنك تحظين عنده ويرغب فيك: قال وحدثني عبد الله بن جعفر
عن ابن أبي عون قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية في شهر ربيع
الأول سنة 7 من الهجرة: قال وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن
عروة عن أبيه أن الوليد بن عبد الملك كتب إليه يسأله هل تزوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخت الأشعث بن قيس فسأله فقال ما تزوجها رسول الله
صلى الله عليه وسلم قط ولا تزوج كندية إلا أخت بنى الجون فملكها فلما أتى
بها وقدمت المدينة نظر إليها وطلقها ولم يبن بها: قال وحدثني معمر عن الزهري
قال لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم كندية إلا أخت بنى الجون ولم يبن بها
وفارقها وذكر هشام بن محمد أن ابن الغسيل حدثه عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي
105

عن أبيه وكان بدريا قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء ابنة النعمان
الجونية وأرسلني فجئت بها فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة أخضبيها أنت
وأنا أمشطها ففعلتا ثم قالت لها إحداهما إن النبي يعجبه من المرأة إذا أدخلت
عليه أن تقول أعوذ بالله منك فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد
يده إليها فقالت أعوذ بالله منك فقال بكمه على وجهه فاستتر به وقال عذت معاذا
ثلاث مرات: قال أبا أسيد ثم خرج على وقال يا أبا أسيد ألحقها بأهلها ومتعها
برازقيتين يعنى كرباسين فكانت تقول ادعوني الشقية: قال هشام وحدثني زهير
ابن معاوية الجعفي أنها ماتت كمدا: قال ابن عمر فحدثني سليمان بن الحارث عن
عباس بن سهل قال سمعت أبا أسيد الساعدي يقول لما طلعت بها على الصرم
تصايحوا وقالوا إنك لغير مباركة ما دهاك فقالت خدعت فقيل لي كيت وكيت
للذي قيل لها فقال أهلها لقد جعلتنا في العرب شهرة فنادت أبا أسيد فقالت قد
كان ما كان فالذي أصنع ما هو قال أقيمي في بيتك فاحتجبي إلا من ذي محرم
ولا يطمع فيك طامع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك من أمهات المؤمنين
فأقامت لا يطمع فيها طامع ولا يراها إلا ذو محرم حتى توفيت في خلافة عثمان
ابن عفان عند أهلها بنجد * وذكر هشام بن محمد الكلبي أن زهير بن معاوية
الجعفي حدثه أنها ماتت كمدا: قال الحارث وحدثني محمد بن سهيل عن أبي عبيدة
معمر بن المثنى قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن أسماء بنت النعمان
ابن الجون بن شراحيل بن النعمان من كندة فلما دخل عليها فدعاها إليه فقالت
تعال أنت وأبت أن تجئ فطلقها: وقال آخرون بل كانت أجمل النساء فخاف
نساؤه أن تغلبهن عليه فقلن لها إنا نرى إذا دنا منك أن تقولي أعوذ بالله منك فلما دنا
منها قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا فقال قد عذت بمعاذ وإن عائذ الله
عز وجل أهل أن يجار وقد أعاذك الله منى فطلقها وأمر الساقط بن عمرو الأنصاري
فجهزها ثم سرحها إلى أهلها فكانت تسمى نفسها الشقية
106

(ذكر تأريخ من عرف وقت وفاته من النساء المهاجرات والأنصار وغيرهن
ممن أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به واتبعه)
* منهن أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته واسمها بركة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثها خمسة أجمال وقطعة غنم فيما ذكر فأعتق
رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن حين تزوج خديجة فتزوجها عبيد بن زيد
من بنى الحارث بن الخزرج فولدت له أيمن وقتل يوم حنين شهيدا وكان زيد بن
حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وزوجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد: وذكر محمد بن
عمر عن يحيى بن سعيد بن دينار عن شيخ من بنى سعد بن بكر قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لام أيمن يا أمه وكان إذا نظر إليها قال هذه بقية أهل
بيتي: قال ابن عمر توفيت أم أيمن في أول خلافة عثمان بن عفان * قال ابن عمر
خاصم ابن أبي الفرات مولى أسامة بن زيد الحسن بن أسامة بن زيد ونازعه فقال
له ابن أبي الفرات في كلامه يا ابن بركة يريد أم أيمن فقال الحسن اشهدوا ورفعه
إلى أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو يومئذ قاضى المدينة أو وال لعمر
ابن عبد العزيز فقص عليه القصة فقال أبو بكر لابن أبي الفرات ما أردت إلى
قولك له يا ابن بركة قال سميتها باسمها فقال إنما أردت بهذا التصغير بها وحالها
من الاسلام حالها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها يا أمه ويا أم أيمن؟
لا أقالني عز وجل إن أقلتك فضربه سبعين سوطا * وأروى ابنة كريز بن
حبيب بن عبد شمس أسلمت وهاجرت إلى المدينة وماتت في خلافة عثمان
* وأسماء بنت أبي بكر أمها قتيلة ابنة عبد العزى بن عبد أسد بن جابر بن
مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وهى أخت عبد الله بن أبي بكر لأبيه وأمه أسلمت
قديما بمكة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها الزبير بن العوام فولدت
له عبد الله وعروة وعاصما والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة
بنى الزبير: قال الحارث حدثنا داود بن المحبر قال حدثنا حماد بن سلمة
107

عن هشام بن عروة عن أسماء ابنة أبى بكر أنها اتخذت خنجرا في زمن سعيد
ابن العاص في الفتنة فوضعته تحت مرفقتها فقيل لها ما تصنعين بهذا قالت إن
دخل على لص بعجت بطنه: قال وكانت عمياء قالوا ماتت أسماء بعد قتل
ابنها عبد الله بن الزبير بليال وكان قتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من
جمادى الأولى سنة 73 * ومارية سرية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
وسلم وأم ابنه إبراهيم عليه السلام كان المقوقس صاحب الإسكندرية أهداها
مع أخت لها يقال لها سيرين مع أشياء أخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم *
وذكر ابن عمر أن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة حدثه عن عبد الله بن عبد الرحمن
ابن أبي صعصعة قال بعث المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم سنة 7 من الهجرة بمارية وأختها سيرين وألف مثقال من ذهب
وعشرين ثوبا لينا وبغلته دلدل وحماره عفير ويقال يعقور ومعهم خصى يقال
له مابور شيخ كبير كان أخا مارية وبعث به كله مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض
حاطب على مارية الاسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على
دينه حتى أسلم في المدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم معجبا بأم إبراهيم وكانت بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالعالية في المال الذي يقال له اليوم مشربة أم إبراهيم وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب وكان يطأها بملك
اليمين فلما حملت وضعت هناك وقبلتها سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجاء أبو رافع زوج سلمى فبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبراهيم فوهب
له عبدا وذلك في ذي الحجة من سنة 8 وتنافست الأنصار في إبراهيم وأحبوا أن
يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من هواه فيها * قال ابن عمر
وكانت مارية من حفن من كورة أنصنا * قال وحدثنا أسامة بن زيد الليثي عن
المنذر بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أمه وكانت أخت مارية يقال
لها سيرين فوهبها النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت فولدت عبد الرحمن
108

قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضر إبراهيم وأنا أصيح وأختي
ما ينهانا عن الصياح وغسله الفضل بن العباس ورسول الله صلى الله عليه وسلم
والعباس جالسان ثم رأيته على شفير القبر ومعه العباس إلى جنبه ونزل في حفرته
الفضل وأسامة بن زيد وكسفت الشمس يومئذ فقال الناس كسفت لموت إبراهيم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكسف لموت أحد ولا لحياته ورأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في القبر فأمر بها تسد فقيل للنبي صلى الله
عليه وسلم فقال أما إنها لا تضر ولا تنفع ولكنها تقر عين الحي وإن العبد إذا
عمل عملا أحب الله عز وجل أن يتقنه. قال ابن عمرو حدثني موسى بن محمد بن
عبد الرحمن عن أبيه قال كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفى ثم صار عمر ينفق
عليها حتى توفيت في خلافته. قال ابن عمر توفيت مارية أم إبراهيم بن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في المحرم سنة 16 من الهجرة فرؤى عمر يحشر الناس لشهودها
وصلى عليها عمر وقبرها بالبقيع
(ذكر أسماء من عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء المؤمنات
فروت عنه ونقل عنها العلم ثم من بني هاشم)
* منهن فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشت بعد رسول الله
وروى عنها عنه أحاديث منها ما حدثنا به عمران بن موسى قال حدثنا عبد الوارث
قال حدثنا ليث عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة عن جدته فاطمة الكبرى عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد صل على النبي صلى الله عليه وسلم
وقال اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك: حدثني محمد بن عبيد المحاربي
قال حدثنا المطلب بن زياد عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن فاطمة الصغرى
عن فاطمة الكبرى عن النبي صلى الله عليه وسلم على أنه قال في دخول المسجد
بسم الله اللهم صل على محمد وآله واغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك
وإذا خرج قالا بسم الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك:
وحدثني يعقوب بن إبراهيم والفضل بن الصباح قالا حدثنا إسماعيل بن علية قال
109

أخبرنا ليث عن عبد الله بن حسن بن حسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن
جدتها فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم ثم قال اللهم اغفر لي ذنوبي وافتتح لي
أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم ثم قال اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي
أبواب فضلك: وحدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا أسد قال حدثنا قيس بن الربيع
عن عبد الله بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة الكبرى قالت كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال اللهم صل على محمد وسلم اللهم اغفر لي
ذنوبي وافتتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج من المسجد قال اللهم صل على محمد
وسلم اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك * ومنهن أم هانئ ابنة
أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف واسمها فاختة وكان هشام بن
الكلبي يقول اسمها هند وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ذكر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها إلى أبى طالب قبل أن يوحى إليه وخطبها
معه هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم فزوجها هبيرة
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عم زوجت هبيرة وتركتني قال يا ابن أخي
إنا قد صاهرنا إليهم والكريم يكافئ الكريم ثم أسلمت ففرق الاسلام بينها وبين
هبيرة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نفسها فقالت والله إن كنت
لأحبك في الجاهلية فكيف في الاسلام ولكني امرأة مصبية وأكره أن يؤذوك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه
على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يد عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم وروت عنه أحاديث منها ما حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبيد الله عن إسرائيل
عن السدى عن أبي صالح عن أم هانئ قالت خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاعتذرت إليه فعذرني ثم أنزل الله عز وجل " إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي
آتيت أجورهن إلى قوله اللاتي هاجرن معك " قالت فلم أحل له لم أهاجر معه
كنت من الطلقاء * ومنهن ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب بن هاشم زوج
110

رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم المقداد بن عمرو بن ثعلبة ضباعة
بنت الزبير هذه فولدت له عبد الله وكريمة وقتل عبد الله يوم الجمع مع
عائشة فمر به علي عليه السلام قتيلا فقال بئس ابن الأخت، روت عن رسول الله
أحاديث حدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا همام بن
يحيى عن قتادة عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن جدته أم الحكم عن أختها
ضباعة بنت الزبير أنها رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحما
فنهس منه ثم صلى ولم يتوضأ * وأم الحكم ابنة الزبير بن عبد المطلب
ابن هاشم تزوجها ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فولدت له محمدا وعباسا
وعبد شمس وعبد المطلب وأمية وأروى الكبرى روت أم الحكم عن رسول الله:
حدثنا ابن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن إسحاق بن
عبد الله بن نوفل عن أم الحكم ابنة الزبير أنها ناولت النبي صلى الله عليه وسلم كتفا
من لحم فأكل منها ثم صلى * وأم حكيم بنت عبد المطلب وهى التي يقال لها البيضاء
لم تدرك الاسلام وهى أم عامر بن كريز وهى جدة عثمان بن عفان من قبل أمه
كان كريز بن ربيعة تزوج أم حكيم البيضاء فولدت له عامرا وأروى وطلحة
وأم طلحة فتزوج أروى بنت كريز عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس
ابن عبد مناف فولدت له عثمان بن عفان ثم خلف عليها عقبة بن أبي معيط
فولدت له الوليد وخالدا وأم كلثوم بنى عقبة بن أبي معيط * وصفية بنت عبد المطلب
ابن هاشم وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهى أخت
حمزة بن عبد المطلب لامه كان تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية
ابن عبد شمس فولدت له صفيا ثم خلف عليها العوام بن خويلد بن أسد فولدت
له الزبير والسائب وعبد الكعبة وأسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهاجرت إلى المدينة وعاشت بعده إلى خلافة عمر بن الخطاب * وأمامة ابنة حمزة
ابن عبد المطلب بن هاشم وأمها سلمى ابنة عميس بن معد بن تيم بن مالك بن قحافة
ابن خثعم أخت أسماء ابنة عميس هكذا سماها هشام بن محمد وقال غيره هي عمارة
111

ابنة حمزة وقال هشام عمارة رجل وهو ابن حمزة وبه كان يكنى عاشت بعد النبي
صلى الله عليه وسلم وروت عنه
(ومن مواليهم)
* أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني الحسين بن علي
الصدائي قال حدثنا شبابة قال حدثني أبو مالك النخعي عن عبد الملك بن حسين عن
الأسود بن قيس عن فليح العنزي عن أم أيمن قالت قام النبي صلى الله عليه وسلم
من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل أنا عطشى فشربت
ما في الفخارة وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أم أيمن قومي
إلى تلك الفخارة فاهريقي ما فيها قلت قد والله شربت ما فيها قالت فضحك رسول الله
حتى بدت نواجذه ثم قال أما إنك لا تبجعين بطنك بعده أبدا * وسلمى مولاة
رسول الله عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه أحاديث:
حدثني علي بن شعيب السمسار قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثنا فائد مولى عبيد الله
ابن علي بن أبي رافع عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن جدته سلمى أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان إذا كانت به القرحة أو الشئ جعل عليه الحناء * وميمونة
بنت سعد مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم: حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن زيد بن جبير عن أبي
يزيد الضبي عن ميمونة بنت سعد قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ولد الزنى فقال نعلان أجاهد بهما أحب إلى من أن أعتق ولد زنى *
وأميمة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم: حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكير عن يزيد بن سنان أبى فروة
الرهاوي قال حدثنا أبو يحيى الكلاعي عن جبير بن نفير قال دخلت على أميمة
مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت حدثيني شيئا سمعتيه من رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالت كنت يوما أفرغ على يديه وهو يتوضأ إد دخل عليه
رجل فقال يا رسول الله إني أريد الرجوع إلى أهلي فأوصني بوصية أحفظها عنك
112

قال لا تشركن بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار ولا تعصين والديك وإن
أمراك أن تخلى من أهلك ودنياك فتخلى ولا تتركن صلاة متعمدا فمن تركها
متعمدا برئت منه ذمة الله عز وجل وذمة رسوله ولا تشربن الخمر فإنها رأس كل خطيئة
ولا تزدادن في تخوم الأرض فإنك تأتى يوم القيامة على عنقك مقدار سبع أرضين ولا
تفرن يوم الزحف فإنه من فر يوم الزحف فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس
المصير وأنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل
(ومن غرائب نساء العرب العرب اللواتي عشن بعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فر وين عنه وكن قد بايعنه وأسلمن في حياته)
* أم الفضل وهى لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم
ابن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن
ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وأمها هند وهى
خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش وهم إلى حمير وقيل إن
أم الفضل أول امرأة أسلمت بمكة بعد خديجة ابنة خويلد وكان النبي صلى الله عليه
وسلم فيما ذكر يزورها ويقيل في بيتها وأخوات أم الفضل ميمونة زوج النبي صلى
الله عليه وسلم وهى أختها لأبيها وأمها ولبابة الصغرى وهى العصماء بنت الحارث
ابن حزن وهى أختها لأبيها وهزيلة بنت الحارث بن حزن أختها أيضا لأبيها
وعزة أختها لأبيها وإخوتها وأخواتها لامها محمية بن جزء الزبيدي وعون وأسماء
وسلمى بنو عميس بن معد بن الحارث من خثعم فتزوج أم الفضل بنت الحارث
العباس بن عبد المطلب فولدت له الفضل وعبد الله وعبيد الله ومعبدا وقثم
وعبد الرحمن وأم حبيب وقال عبد الله بن زيد الهلالي
ما ولدت بختية من فحل * كستة من بطن أم الفضل
أكرم بها من كهلة وكهل
وقال ابن عمر هاجرت أم الفضل بنت الحارث إلى المدينة بعد إسلام العباس
ابن عبد المطلب * ولبابة الصغرى وهى العصماء بنت الحارث وأمها فاختة
113

بنت عامر بن معتب بن مالك الثقفي تزوجها الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر
ابن مخزوم بمكة فولدت له خالد بن الوليد ثم أسلمت بعد الهجرة وبايعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأسماء بنت عميس بن معد وأمها هند وهى
خولة بنت عوف بن زهير بن جرش قال الحارث حدثنا خالد بن خداش قال
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن أسماء ولدت لجعفر محمدا ولأبي بكر
محمدا وأختها لأبيها وأمها سلمى بنت عميس أسلمت قديما وتزوجها حمزة بن
عبد المطلب فوت له ابنته عمارة وقتل حمزة بأحد فتأيمت سلمى ابنة عميس فتزوجها
شداد بن الهاد الليثي فولدت له عبد الله بن شداد فهو أخو ابنة حمزة لامها وهو
ابن خالة ولد العباس بن عبد المطلب وابن خالة خالد بن الوليد بن المغيرة فأما أسماء
بنت عميس فإنها عاشت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حينا وروت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث * وأم عبد الله بن مسعود وهى أم عبد
بنت عبد ود بن سوادء بن قريم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد
بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر وأمها هند بنت عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب
أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روت عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما حدثني محمد بن معاوية الأنماطي قال حدثنا عباد بن العوام عن
أبان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال حدثتني أمي أنها باتت عندهم ليلة فقام
النبي صلى الله عليه وسلم فصلى قالت فرأيته قنت في الوتر قبل الركوع * وزينب بنت أبي
معاوية الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وروت عنه أحاديث منها ما حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا ابن
لهيعة قال حدثنا بكير عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أيتكن جاءت المسجد فلا تقربن طيبا * وأم
سنان الأسلمية روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر محمد بن عمر أن عبد الله بن أبي
يحيى حدثه عن ثبيتة بنت حنظلة الأسلمية عن أمها أم سنان الأسلمية قالت لما أراد
رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى خيبر جئته فقلت يا رسول الله
114

أخرج معك في وجهك هذا أخرز السقاء وأداوى المرضى والجرحى إن كانت
جراح وإلا تكون فأنصر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجي
على بركة الله تعالى فإن لك صواحب كلمنني فأذنت لهن من قومك ومن غيرهم
فإن شئت فمع قومك وإن شئت معنا قالت معك قال فكوني مع أم سلمة زوجتي
قالت فكنت معها * وابنة أبى الحكم الغفارية روت عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حدثني محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي عون عن محمد
ابن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن أمه ابنة أبى الحكم الغفارية قالت سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه
وبينها قبة ذراع فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء * وأم شريك روت
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا عمرو بن بيدق قال حدثنا سفيان عن
عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب أخبرته أم شريك أن النبي صلى الله
عليه وسلم أمرها بقتل الأوزاغ: حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني
ابن جريح عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة أن سعيد بن المسيب أخبره قال أخبرتني
أم شريك أحد نساء عامر بن لؤي أنها استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قتل الوزغان فأمرها بقتلها: حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبيد الله بن موسى
عن ابن جريح عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب عن أم شريك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ وقال كان ينفخ على إبراهيم
عليه السلام * أم مرثد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثنا إبراهيم
ابن سعيد الجوهري قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني عن محمد
ابن مسلمة عن أبي عبد الرحيم بن العلاء عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة عن
أبيه عن أم خارجة بنت سعد بن الربيع عن أم مرثد وكانت ممن بايعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالت خرجنا معه فقال أول من يشرف عليكم رجل من أهل
الجنة فأشرف علي عليه السلام * وأم الدرداء روت عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحاديث منها ما حدثني سعد بن عبد الله بن الحكم قال حدثنا أبو زرعة
115

قال حدثنا أبو حياة قال أخبرنا أبو صخر أن عيسى أبا موسى مولى لجعفر بن خارجة
الأسدي حدثه أن أم الدرداء حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيها يوما
فقال لها من أين جئت يا أم الدرداء قالت من الحمام قال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما من امرأة تنزع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله عز وجل
من ستر: حدثنا الربيع قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا
زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه أنه سمع أم الدرداء تقول خرجت من
الحمام فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أين يا أم الدرداء قلت من
الحمام فقال والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها
إلا وهى هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل * وأم المنذر بنت
قيس بن عمرو بن عبيد بن عامر بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن غنم بن
النجار وهى أخت سليط بن قيس الذي شهد بدرا وقتل يوم جسر أبى عبيد
شهيدا لأبيه وأمه بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروت عنه ما حدثنا
أبو كريب قال حدثنا زيد بن حباب العكلي قال حدثنا فليح بن سليمان المدني
قال حدثنا أيوب بن عبد الرحمن الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر
الأنصارية وهى بعض خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت دخل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي عليه السلام معه وعلى ناقة من مرضه وعذق
في البيت معلق فأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم فأكل منه علي عليه
السلام فقال إنه لا يوافقك فكف قالت فصنعت سلقا وشعيرا لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فقال يا علي كل من هذا فإنه أوفق لك
(القول في تاريخ التابعين والخالفين والسلف الماضين من العلماء ونقلة الآثار)
(ذكر من هلك من التابعين سنة 32)
* منهم كعب الأحبار بن ماتع يكنى أبا إسحاق وهو من حمير من أهل ذي
رعين وكان من ساكني حمص وبها توفى سنة 32 في خلافة عثمان بن عفان وذكر
العلائي عن ابن معين أنه قال هو كعب بن ماتع بن ذي هجن الحميري: حدثنا العباس
116

قال سمعت يحيى يقول كعب الأحبار مات في خلافة عثمان سنة 34 قبل أن يقتل
عثمان بعام: حدثنا ابن المثنى قال حدثني أحمد بن موسى عن داود قال حدثني ابن عم
كعب أن كعبا كان يتعلم سورة البقرة ويعلمها إياه رجل من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم حتى انتهى إلى قوله فإن زللتم من بعده ما جاءتكم البينات فاعلموا أن
الله غفور رحيم فقال كعب ما أعرف هذا في شئ من كتب الله عز وجل أن
ينهى عن الذنب ويعد عليه المغفرة فأبى الرجل أن يرجع عن ذلك وأبى كعب أن
يتابعه حتى مر عليهما رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هل تقرأ
سورة البقرة فقال نعم فقالا فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فقال الرجل
فاعلموا أن الله عزيز حكيم فقال نعم هكذا ينبغي أن يكون * ومنهم أويس
ابن الخليص القرني كذلك ذكر ضمرة بن ربيعة عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه
قال سمعت من رجل من قومي يعنى من قوم أويس وأنا أحدث بحديثه فقال تدرى
يا أبا عثمان أويس ابن من، قلت لا قال أويس بن الخليص وأما يحيى بن سعيد
القطان فإنه قال حدثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد بأنه قال أويس بن أنيس
القرني واختلف في وقت مهلكه فقال بعضهم قتل مع علي عليه السلام بصفين
روى محمد بن أبي منصور قال حدثنا الحماني قال حدثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نادى منادى علي عليه السلام يوم صفين ألا
اطلبوا أويسا القرني بين القتلى فطلبوه فوجدوه فيهم أو كلاما هذا معناه
(ذكر من هلك منهم سنة 81)
* منهم سويد بن غفلة، ومحمد بن علي بن أبي طالب الأكبر وأمه الحنفية
خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن
حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وقيل إنها كانت من سبى
اليمامة فصارت منه إلى علي ابن أبي طالب عليه السلام وقال ابن عمر حدثنا
عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن فاطمة ابنة المنذر عن أسماء ابنة
أبى بكر قالت رأيت أم محمد بن الحنيفة سندية سوداء وكانت أمة لبنى حنيفة
117

ولم تكن منهم وإنما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم
وكان محمد بن الحنفية يكنى أبا القاسم وكان فاضلا دينا ذا علم جم وورع وقد ذكرنا
خبره مع ابن الزبير في أيام المختار بن أبي عبيد في كتابنا المسمى المذيل
(وممن هلك في سنة 83)
* أبو البختري الطائي مولى لبنى نبهان من طيئ واختلف في اسمه فقال
ابن المديني هو سعيد بن أبي عمران وقال يحيى بن معين هو سعيد بن جبير وجبير
يكنى أبا عمران وقال بعضهم هو سعيد بن عمران وكان من الشيعة * وعبد الله
ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ولد على عهد النبي صلى الله عليه
وسلم وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم وقال علي بن محمد توفى عبد الله بن
نوفل بن الحارث سنة 84 قال محمد بن عمر حدثني عبد العزيز بن محمد وأبو بكر
ابن عبد الله بن أبي سبرة عن عثمان بن عمر عن أبي الغيث قال سمعت أبا هريرة
لما ولى مروان بن الحكم المدينة لمعاوية بن أبي سفيان سنة 42 في الامرة
الأولى استقضى عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بالمدينة فسمعت
أبا هريرة يقول هذا أول قاض رأيته في الاسلام قال ابن سعد وقال محمد بن
عمر وأجمع أصحابنا على أن عبد الله بن نوفل بن الحارث أول من قضى بالمدينة
لمروان بن الحكم وأهل بيته ينكرون ذلك وأن يكون ولى هو أو أحد من
بني هاشم القضاء بالمدينة قال وأهل بيته يقولون توفى في خلافة معاوية قال ونحن
نقول إنه بقى بعد معاوية دهرا وتوفى سنة 84 في خلافة عبد الملك بن مروان
* ومنهم سعيد بن وهب الهمداني من بنى يحمد بن موهب بن صادق بن يناع
ابن دومان وهم اليناعون من همدان سمع من معاذ بن جبل باليمن قبل أن يهاجر
في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من ملازمي علي بن أبي طالب عليه
السلام فكان يقال له القراد للزومه له وكان من ساكني الكوفة وكان ممن لا يشك
في صدقه وأمانته على ما روى وحدث من خبر وكانت وفاته في سنة 86 في خلافة
عبد الملك قال الطبري قد مراسمه فيمن توفى سنة 76 وأعيد ههنا للاختلاف في
118

وقت وفاته * قال ومنهم علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه
غزالة أم ولد خلف عليها بعد حسين زبيد مولى الحسين فولدت له عبد الله بن
زبيد وهو أخو علي بن الحسين ولعلى بن حسين هذا العقب من ولد حسين
وهو على الأصغر ابن حسين وأما علي بن الحسين الأكبر فقتل مع أبيه بنهر
كربلاء وليس له عقب وشهد علي بن الحسين الأصغر مع أبيه كربلاء
وهو ابن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا نائما على فراش فلما قتل
الحسين عليه السلام قال شمر بن ذي الجوشن اقتلوا هذا فقال له رجل من أصحابه
سبحان الله أنقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل وجاء عمر بن سعد فقال لا تعرضوا
لهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض قال على فلما أدخلت على ابن زياد قال ما اسمك
قلت علي بن حسين قال أولم يقتل الله عليا قال قلت كان أخ أكبر منى يقال
له على قتله الناس قال بل الله قتله قلت الله يتوفى الأنفس حين موتها فأمر بقتله
فصاحت زينب بنت على يا ابن زياد حسبك من دمائنا أسألك بالله إن قتلته إلا
قتلتني معه فتركه وكان علي بن الحسين يكنى أبا الحسين ذكر علي بن محمد عن سعيد
ابن خالد عن المقبري قال بعث المختار بن أبي عبيد إلى علي بن حسين بمائة ألف
فكره أن يقبلها وخاف أن يردها فاحتبسها عنده فلما قتل المختار كتب علي بن
الحسين عليه السلام إلى عبد الملك بن مروان إن المختار بعث إلى بمائة ألف فكرهت
أن أردها وكرهت أن آخذها وهى عندي فابعث من يقبضها فكتب إليه عبد
الملك يا ابن عم خذها فقد طيبتها لك قال علي بن محمد عن يزيد بن عياض قال أصاب
الزهري دما خطأ فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا وقال لا يظلني سقف بيت
فمن به علي بن الحسين عليه السلام فقال يا ابن شهاب قنوطك أشد من ذنبك
فاتق الله واستغفره وابعث إلى أهله بالدية وارجع إلى أهلك وكان الزهري يقول
علي بن الحسين عليه السلام أعظم الناس على منة وقال علي بن محمد عن علي بن
مجاهد عن هشام بن عروة قال كان علي بن الحسين عليه السلام بخرج على راحلته
إلى مكة ويرجع لا يقرعها وقال ابن سعد أخبرنا مالك بن إسماعيل عن سهل بن
119

شعيب النهمي وكان نازلا فيهم يأمهم عن أبيه عن المنهال يعنى ابن عمرو قال
دخلت على علي بن الحسين عليه السلام فقلت كيف أصبحت أصلحك الله قال
ما كنت أرى أن شيخا من أهل المصر مثلك لا يدرى كيف أصبحنا فأما إذ لم
تدر أو تعلم فسأخبرك أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون إذ
كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وأصبح شيخنا وسيدنا يتقرب إلى عدونا
بشتمه أو سبه على المنابر وأصبحت قريش تعد أن لها الفضل على العرب لان
محمدا منها لا تعدلها فضلا إلا به وأصبحت العرب مقرة لهم بذلك وأصبحت العرب
تعدان لها فضلا على العجم لان محمدا منها لا تعدلها فضلا إلا به وأصبحت العجم
مقرة لهم بذلك فلئن كانت العرب صدقت أن لها فضلا على العجم وصدقت قريش
أن لها الفضل على العرب لان محمدا منها إن لنا أهل البيت الفضل على قريش لان
محمدا منا فأصبحوا يأخذون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا فهكذا أصبحنا إذ لم
تعلم كيف أصبحنا قال فظننت أنه أراد أن يسمع من في البيت وقال محمد بن عمر
حدثني ابن أبي سبرة عن سالم مولى أبى جعفر قال كان هشام بن إسماعيل يؤذى
علي بن الحسين وأهل بيته يخطب بذلك على المنير وينال من علي عليه السلام
فلما ولى الوليد بن عبد الملك عزله وأمر به أن يوقف للناس قال وكان يقول
لا والله ما كان أحد من الناس أهم إلى من علي بن الحسين كنت أقول رجل
صالح يسمع قوله فوقف للناس قال فجمع علي بن حسين ولده وحامته ونهاهم عن
التعرض له قال وغدا علي بن حسين عليه السلام مارا لحاجة فما عرض له فناداه
هشام بن إسماعيل الله أعلم حيث يجعل رسالاته وقال محمد بن عمر حدثني عبد الحكيم
ابن عبد الله بن أبي فروة قال مات علي بن الحسين عليه السلام بالمدينة ودفن بالبقيع
سنة 94 ويقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها قال بن سعد
أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال مات
علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة قال وهذا يدلك على أن علي بن حسين
كان مع أبيه وهو ابن ثلاث أو أربع وعشرين سنة وليس قول من قال أنه كان
120

صغيرا ولم يكن أنبت بشئ ولكنه كان يومئذ مريضا فلم يقاتل وكيف يكون يومئذ
لم ينبت وقد ولد له أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام ولقى جابر بن عبد الله وروى
عنه وإنما مات جابر سنة 78 وقال إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا جرير عن شيبة
ابن نعامة قال كان علي بن حسين عليه السلام يبخل فلما مات وجدوه يقوت
مائة أهل بيت بالمدينة في السر * ومنهم في قول عمرو بن علي أبو عثمان النهدي
واسمه عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة
ابن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف
ابن قضاعة حدثنا العباس بن محمد قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا
أبو طالب عبد السلام بن شداد قال رأيت أبا عثمان شرطيا يجئ فيأخذ
من صاحب الكمأة الكمأة قال ابن سعد أخبرنا أبو غسان مالك بن إسماعيل
النهدي قال كان أبو عثمان النهدي من ساكني الكوفة وله بها دار في بنى نهد فلما
قتل الحسين عليه السلام تحول فنزل البصرة وقال لا أسكن بلدا قتل فيه ابن ابنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم * وخالد بن معدان الكلاعي قال ابن سعد
أجمعوا على أن خالد بن معدان توفى سنة 103 في خلافة يزيد بن عبد الملك وقال
عبد القدوس بن الحجاج عن صفوان بن عمرو قال سمعت خالد بن معدان يقول
أدركت سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني الحارث عن
الحجاج قال حدثني أبو جعفر الحداني عن محمد بن داود قال سمعت عيسى بن
يونس يقول كان خالد بن معدان صاحب شرطة يزيد بن معاوية وكان خالد غير
متهم فيما روى وحدث من خبر في الدين وقيل إنه مات وهو صائم وكان من
ساكني الشأم وبها مات
(ذكر من هلك منهم سنة 105)
* فمنهم عكرمة مولى عبد الله بن عباس بن عبد المطلب يكنى أبا عبد الله قال ابن سعد
أخبرنا عامر بن سعيد أبو جعفر قال حدثنا هشام بن يوسف قاضى أهل صنعاء عن محمد
ابن راشد قال مات ابن عباس وعكرمة عبد فاشتراه خالد بن يزيد بن معاوية
121

من علي بن عبد الله بن العباس بأربعة آلاف دينار فبلغ ذلك عكرمة فأتى عليا
فقال بعتني بأربعة آلاف دينار قال نعم قال أما إنه ما خير لك بعت علم أبيك
بأربعة آلاف دينار فراح على إلى خالد فاستقاله فأقاله فأعتقه وكان عكرمة
لا يدفعه أحد يعلمه عن التقدم في العلم بالفقه والقرآن وتأويله وكثرة الرواية
للآثار: حدثني الصرار بن محمد بن إسماعيل قال أخبرنا إسماعيل قال حدثنا إبراهيم
ابن سعد عن أبيه قال كان سعيد بن المسيب يقول لبرد ولاه بابرد لا تكذب على
كما كذب عكرمة على ابن عباس كل حديث حدثكموه يردعني مما تنكرون ليس
معه فيه غيره فهو كذب حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد
قال دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة مقيد على باب الحش قال قلت
له ما لهذا كذا قال إنه يكذب على أبى وقال يحيى بن معين حدثني من سمع حماد بن
زيد يقول سمعت أيوب وسئل عن عكرمة كيف هو قال أيوب لو لم يكن عندي
ثقة لم أكتب عنه وقال آخرون ممن لا يرى الاحتجاج بخبر عكرمة لم ننكر من
أمر عكرمة روايته ما روى من الاخبار وإنما أنكرنا من أمره مذهبه وقالوا
إنه كان يرى رأى الصفرية من الخوارج وذكر إنه نحل ذلك الرأي إلى ابن عباس
وكان ذلك كذبه على ابن عباس: وحدثت عن مصعب الزبيري قال كان عكرمة
يرى رأى الخوارج فطلبه بعض ولاة المدينة فغيب عند داود بن الحصين ومات
عنده وذكر عن يحيى بن معين أنه قال إنما لم يذكر مالك بن أنس عكرمة لان
عكرمة كان ينتحل رأى الصفرية وقد اختلفوا في وقت وفاة عكرمة فقال بعضهم
توفى سنة 105 ذكر محمد بن عمر أن ابنة عكرمة حدثته أن عكرمة توفى سنة 105
وهو ابن ثمانين سنة قال ابن عمرو حدثني خالد بن القاسم البياضي قال مات عكرمة
وكثير عزة الشاعر في يوم واحد سنة 105 فرأيتهما جميعا صلى عليهما في موضع
واحد بعد الظهر في موضع الجنائز فقال الناس مات اليوم أفقه الناس وأشعر
الناس قال وقال غير خالد بن القاسم وعجب الناس لاجتماعهما في الموت واختلاف
رأيهما عكرمة يظن به أنه يرى رأى الخوارج يكفر بالنظرة وكثير شيعي يؤمن
122

بالرجعة: حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السهمي قال حدثنا ابن بكير قال حدثنا
الدراوردي قال توفى عكرمة وكثير عزة الشاعر بالمدينة في يوم واحد فما حمل
جنازتهما إلا الزنج وقال أبو نعيم الفضل بن دكين مات عكرمة في سنة 107 وروى
عن يحيى بن معين أنه قال مات عكرمة سنة 115 وكان عكرمة جوالا في البلاد
قدم البصرة فسمع منه أهلها والكوفة فحمل عنه كثير ممن بها واليمن فكتب عنه بها
كثير من أهلها والمغرب فسمع منه به جماعة من أهله والمشرق فكتب عنه به: حدثني
يحيى بن عثمان بن صالح قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا عبد المؤمن به خالد
الحنفي قال قدم علينا عكرمة خراسان فقلت له ما أقدمك إلى بلادنا قال قدمت
آخذ من دنانير ولاتكم ودراهمهم وأما أبو تميلة فإنه روى عن عبد العزيز بن أبي
رواد قال قلت لعكرمة تركت الحرمين وجئت إلى خراسان قال أسعى على
بناتي غير أن وفاته كانت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر عن إبراهيم
ابن خالد عن أمية بن شبل عن معمر عن أيوب قال قدم علينا عكرمة واجتمع
الناس عليه حتى أصعدوه فوق ظهر بيت * وعامر بن شراحيل بن عبد الشعبي
قال ابن سعد هو من حمير وعداده في همدان فقال أخبرنا عبد الله بن محمد بن
مرة الشعباني قال أخبرنا أشياخ من شعبان منهم محمد بن أبي أمية وكان عالما أن
مطرا أصاب اليمن فجعف السيل موضعا فأبدى عن أزج عليه باب من حجارة
فكسر الغلق فدخل فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب وإذا عليه رجل قال شبرناه
فإذا طوله اثنا عشر شبرا وإذا عليه جباب من وشى منسوجة بالذهب وإلى جنبه
محجن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء وإذا رجل أبيض الرأس واللحية له ضفران
وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية باسمك اللهم رب حميرأنا حسان بن عمر
والقيل إذ لاقيل إلا الله عشت بأمل ومت بأجل أيام وخز هيد هلك فيه اثنا عشر
ألف قيل وكنت آخرهم قيلا وأتيت جبل ذي شعبين ليجيرني من الموت فأخفرني
وإلى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية أنا قباربى يدرك الثار قال عبد الله بن محمد بن
مرة الشعباني هو حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن
123

وائل بن غوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير وهو
حسان ذو الشعبين وهو جبل باليمن نزله هو وولده ودفن به ونسب إليه هو
وولده فمن كان بالكوفة قيل لهم شعبيون منهم عامر الشعبي ومن كان بالشام قيل
لهم شعبانيون ومن كان باليمن قيل لهم آل ذي شعبين ومن كان منهم بمصر والمغرب
قيل لهم الاشعوب وهم جميعا بنو حسان بن عمرو ذي شعبين فبنو علي بن حسان
بن عمرو رهط عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي ودخلوا في أحمور همدان باليمن
فعدادهم فيه والأحمور خارف والصائديون وآل ذي بارق والسبيع وآل ذي
جدان وآل ذي رضوان وآل ذي لعوة وآل ذي مران واعراب همدان عذر ويأم
ونهم وشاكر وأرحب وفى همدان من حمير قبائل كثيرة منهم آل ذي حوال
وكان على مقدمة تبع منهم يعفر بن الصباح المتغلب على مخاليف صنعاء اليوم وكان
الشعبي يكنى أبا عمرو وكان ضئيلا نحيفا وكان فقيها عالما راوية الشعر والاخبار
وأيام الناس * ومنهم طاوس بن كيسان وكان يكنى أبا عبد الرحمن وكان
فقيها عالما عابدا ورعا فاضلا حدثنا أبو كريب قال حدثنا يحيى بن زهير عن
ليث عن طاوس قال أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله وقال يحيى بن
معين حدثنا المعتمر بن سليمان قال قال أبى وما على خالد الحذاء لو صنع كما صنع
طاوس قال وما صنع طاوس قال كان يجلس فان أتاه إنسان بشئ قبله وإلا سكت قال
يحيى وأنا أقول كان طاوس على العشور وكان خالد الحذاء على العشور وذكر
عن علي بن المديني أنه قال قال يحيى بن سعيد قال سفيان بن سعيد كان طاوس
يتشيع وقال ابن عمر عن سيف بن سليمان قال مات طاوس بمكة قبل التروية
بيوم وكان هشام بن عبد الملك وهو خليفة قد حج تلك السنة سنة 106 فصلى على
طاوس وكان له يوم مات بضع وسبعون سنة: حدثني الحارث قال حدثنا سريج
ابن يونس قال حدثنا يحيى بن سليمان قال بلغني أن طاوسا قال لمجاهد لو كان من
قصرك في طولى ومن طولى في قصرك جاء منا رجلان مستويان * وذكر عن
زيد بن حباب أنه قال قال إبراهيم بن نافع هلك طاوس في سنة 106 وقال ابن عمر
124

كان طاوس مولى بحير بن ريسان الحميري وكان ينزل الجند * ومنهم الحسن
ابن أبي الحسن واسم أبى الحسن يسار يقال إنه من سبى ميسان وقع إلى المدينة
فاشترته الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك وقال علي بن محمد أبو الحسن بن أبي
الحسن البصري من سبى ميسان وكانت أم الحسن خادمة لام سلمة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم وقال الأصمعي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن
جدعان وكان أعلم الناس بالحسن أنه ولد وهو مملوك وذكر عن يحيى بن معين أنه
قال اسم أم الحسن بن أبي الحسن خيرة وقال علي بن محمد عن سلمة بن عثمان عن
ابن عون قال قال الحسن قتل عثمان وأنا ابن أربع عشرة سنة وكان الحسن عالما
فقيها فاضلا قارئا لا يشك في صدقه فيما روى ونقل غير أنه كان كثير المرائيل
كثير الرواية عن قوم مجاهيل وعن صحف قد وقعت إليه لقوم أخذها منهم
وعنهم: حدثني محمد بن هارون الحربي قال حدثنا نعيم قال حدثنا سفيان عن
مساور الوراق قال قلت للحسن البصري عمن تحدث هذه الأحاديث قال عن كتاب
عندنا سمعته من رجل: وحدثنا عمرو بن علي قال حدثنا عفان قال حدثنا وهيب عن
أيوب قال لم يسمع الحسن من أبي هريرة: حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو قتيبة قال
حدثنا شعبة قال قلت ليونس أسمع الحسن من أبي هريرة قال لا ولا حرفا. وقال
ابن سعد قال يحيى بن سعيد القطان في أحاديث سمرة التي يرويها الحسن عنه أنها
من كتاب وقد نسبه قوم إلى أنه كان يقول بقول القدرية وأنكر ذلك على من
نسبه إليه قوم: حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة قال أعلمهم بالديات
والقضاء وأيام الناس الشعبي وأعلمهم بالصلاة والزكاة والحلال والحرام إبراهيم
النخعي وأعلمهم بالمناسك عطاء بن أبي رباح وأعلمهم بالتفسير سعيد بن جبير
وأعلمهم بالتجارة والصرف ابن سيرين والحسن البصري سيدهم. وقال ابن
سعد أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن زيد قال قال عمر بن عبيد
ما كنا نأخذ علم الحسن إلا عن الغضب: حدثني علي بن سهل قال حدثنا الوليد
عن خليد أن رجلا سأل الحسن عن مسألة فتكلم فيها فقال السائل يا أبا سعيد
125

إن العلماء يخالفونك قال ثكلتك أمك وهل رأيت عالما ذهب والله العلماء
في كل بلد فكان آخرهم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله وبمكة عبد الله بن عمر
أو عمرو. قال الطبري وأنا أشك وفى كتابي ابن عمر وبالبصرة أنس بن مالك
وبالكوفة عبد الله بن أبي أوفى وبالشأم أبو أمامة وقال علي بن محمد عن أبي إسحاق
عن الحسن قال دخلت على الحجاج فقال يا حسن ما جرأك على ثم قعدت تفتى
في مسجدنا قلت الميثاق الذي أخذه الله عز وجل على بني آدم قال فما تقول في
أبى تراب يعنى علي بن أبي طالب عليه السلام قلت وما عسى أن أقول إلا ما قال الله
عز وجل قال وما قال الله قلت قال الله عز وجل " وما جعلنا القبلة التي كنت
عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة
إلا على الذين هدى الله " وكان علي عليه السلام ممن هدى الله فغضب ثم أكب
ينكت الأرض وخرجت لم يعرض لي أحد فتواريت حتى مات توارى تسع
سنين: حدثني الحارث قال حدثنا داود بن المحبر قال حدثنا الربيع بن صبيح قال
سمعت الحسن يقول ليس للفاسق المعلن بالفسق غيبة ولا لأهل الأهواء والبدع
غيبة ولا للسلطان الجائر غيبة: حدثني الحارث قال حدثنا العباس بن الفضل
العبدي قال حدثنا ابن عيينة قال أخبرنا أبو موسى قال لما خرج الحسن من عند
الحجاج قال خرجت من عند أحيول قصير يطبطب شعيرات له أخرج إلى بنانا
له قصيرة قلما عرفت فبها الأعنة في سبيل الله عز وجل أما والله إنهم وإن ركبوا
البراذين وسعدوا المنابر إن ذل المعاصي لفى أعناقهم أبى الله تعالى إلا أن يذل من
من عصاه ما زال الله يريهم في أنفسهم العبر ويرى المؤمنين فيهم المعتبر اللهم
أمته كما أمات سنتك: حدثني الحارث قال حدثنا خالد بن خداش قال حدثنا
عمارة بن زاذان الصيدلاني قال رأيت على الحسن بردا عدنيا مصلبا وقميصا شطويا
ونعلا مثل خذو الفتيان: حدثني الحارث قال حدثني علي بن محمد عن عبد الله بن
مسلم قال أتى الحسن بفالوذج فقال لابنه سعيد إدن يا بنى فأصب منه قال أخاف
مغبته فقال يا بنى لباب القمح بلعاب النحل بخالص السمن ما غب هذا بسوء
126

قط أو قال ماغب هذا بشر قط * وقال يونس أخبرنا موسى قال حدثنا سهل
ابن حصين بن مسلم الباهلي قال بعثت إلى عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن ابعث إلى
بكتب أبيك فبعث إلى أنه لما ثقل قال أجمعها لي فجمعتها له وما ندري ما يصنع
بها فأتيته بها فقال للجارية اسجرى التنور ثم أمر بها فأحرقت غير صحيفة واحدة
فبعث بها إلى ثم لقيته بعد ذلك فأخبرني مشافهة بمثل الذي أخبرني الرسول عنه
وحدثني علي بن سهل قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال مات الحسن سنة 110
ومات ابن سيرين بعده بمائة ليلة: حدثني أبو السائب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت
شعبة يقول هلك الحسن سنة 110 وكان بينه وبين ابن سيرين مائة يوم والحسن قبل.
وقال ابن سعد قال معاذ بن معاذ كان الحسن أكبر من محمد بن سيرين بعشر سنين وحدثني
علي بن مسلم الطوسي قال حدثنا سعيد بن عامر قال مات الحسن في سنة 110 وولد
في سنة 21 وصلى عليه رجل من أهل الشأم يقال له النضر بن عمرو وكان على الصلاة
وبلغ تسعا وثمانين: حدثنا ابن وكيع قال سمعت أبي يقول سمعت حماد بن زيد
يقول قال أيوب خاصمت الحسن في القدر حتى هددته بالسلطان حدثني أبو عثمان
المقدمي قال حدثنا الفروي قال سمعت مالكا وهو يقول ابن سيرين عندنا أفضل
من الحسن فقلت له يا أبا عبد الله بأي شئ قال إن الحسن زيغه القدرية حدثنا ابن
حميد قال حدثنا الحكم بن بشير قال حدثنا زكرياء بن سلام قال جاء رجل إلى
الحسن فقال إنه طلق امرأته ثلاثا فقال إنك عصيت ربك وبانت منك امرأتك
فقال الرجل قضى الله ذلك على فقال الحسن وكان فصيحا ما قضى الله أي ما أمر
الله عز وجل وقرأ هذه الآية وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه: وحدثني إسماعيل
ابن مسعود الجحدري قال حدثنا المعتمر بن سليما من عن قرة بن خالد عن أبي رباح
ابن عبيدة قال أخوف ما أخاف على الحسن قوله في القدر يفرق به بين الناس
* ومنهم محمد بن سيرين ويكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك وكان به صمم فيما
ذكر * قال ابن سعد حدثنا خالد بن خداش قال حدثنا حماد بن زيد عن أنس
ابن سيرين قال ولد محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وولدت أنا لسنة
127

بقيت من خلافته * قال وقال بكار بن محمد ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولدا من
امرأة واحدة لم يبق منهم غير عبد الله بن محمد * ومنهم وهب بن منبه بن كامل
بن سيج وهو رجل من أبناء فارس الذين كان كسرى وجههم إلى اليمن لحرب
من كان بها من الحبشة فاجلوهم عنها وغلبوا على اليمن ومخاليفها وكان وهب يكنى
أبا عبد الله وكان رجلا قد قرأ كتب الأنبياء وعلم أخبار الأولين وكان من ساكني
صنعاء هو واخوته * قال محمد بن عمر وعبد المنعم بن إدريس مات وهب بن
منبه بصنعاء سنة 110 في أول خلافة هشام بن عبد الملك بن مروان وقال بعضهم
كانت وفاته في سنة 114
(ذكر من هلك منهم في سنة 111)
* منهم عطية بن سعد بن جنادة العوفي من جديلة قيس ويكنى أبا الحسن قال
ابن سعد أخبرنا سعيد بن محمد بن الحسن بن عطية قال جاء سعد بن جنادة إلى
علي بن أبي طالب عليه السلام وهو بالكوفة فقال يا أمير المؤمنين إنه ولد لي غلام
فسمه فقال هذا عطية الله فسمى عطية وكانت أمه رومية وخرج عطية مع ابن
الأشعث هرب عطية إلى فارس وكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي أن ادع
عطية فإن لعن علي بن أبي طالب عليه السلام وإلا فاضربه أربعمائة سوط واحلق
رأسه ولحيته فدعاه وأقرأه كتاب الحجاج وأبى عطية أن يفعل فضربه أربعمائة سوط
وحلق رأسه ولحيته فلما ولى قتيبة بن مسلم خراسان خرج إليه عطية فلم يزل بخراسان
حتى ولى عمر بن هبيرة العراق فكتب إليه عطية يسأله الاذن له في القدوم فأذن له
فقدم الكوفة فلم يزل بها إلى أن توفى سنة 111 وكان كثير الحديث ثقة إن شاء الله
(ذكر من هلك منهم في سنة 112)
* منهم عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري واسم أبي سعيد سعد بن مالك بن
سنان واختلف في كنيته فقال محمد بن عمر كنيته أبو محمد وقال ابن عمر توفى
عبد الرحمن بن أبي سعيد بالمدينة سنة 112 وهو ابن سبع وسبعين سنة روى عن
أبيه * وأبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه
128

أم عبد الله ابنة حسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام * قال ابن عمر حدثنا
عبد الرحمن بن عبد العزيز عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف قال رأيت أبا
جعفر يتكئ على طيلسان مطوى في المسجد * قال ابن عمر ولم يزل ذلك من فعل
الاشراف وأهل المروءة عندنا الذين يلزمون المسجد يتكئون في طيالسة مطوية
سوى طيالستهم وأرديتهم التي عليهم * أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان
ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال سمعت محمد بن علي يذاكر فاطمة ابنة حسين شيئا
من صدقة النبي صلى الله عليه وسلم وقال هذه توفى لي ثمانيا وخمسين ومات
لها * قال ابن عمر فاما في روايتنا فإنه مات سنة 117 وهو ابن ثلاث وسبعين
سنة وقال أبو نعيم فيما حدثني محمد بن إسماعيل عنه مات محمد بن علي أبو جعفر
سنة 114 وقال علي بن محمد المدائني توفى أبو جعفر محمد بن علي بن حسين عليه
السلام سنة 117 وهو ابن ثلاث وستين سنة * وقال يحيى بن معين توفى
أبو جعفر محمد بن علي بن حسين سنة 118 وحدثني محمد بن عبد الله الحضرمي قال
حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا مفضل بن عبد الله عن أبان بن تغلب عن أبي
جعفر قال جاءني جابر بن عبد الله وأنا في الكتاب فقال لي اكشف لي عن بطنك
فكشفت له عن بطني فقبله ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن
أقرئك السلام * ومنهم الحكم بن عتيبة واختلف في كنيته فقيل كنيته أبو محمد
وقال ابن سعد أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسرائيل أن الحكم بن
عتيبة كان يكنى أبا عبد الله واختلف في ولائه فقال ابن سعد كان مولى لكندة
وقال علي بن محمد الحكم بن عتيبة كندي قال ويقال أسدى مولى لهم وكان الحكم
ابن عتيبة مقدما في العلم والفقه كثير الحديث وقال عبد الرحمن بن صالح حدثنا
نوح بن دراج عن ابن أبي ليلى قال كنت عند الحكم فجاءه داود الأودي فقال
إن الناس يزعمون أنك تنال من أبى بكر وعمر فقال ما أفعل ولكني أزعم أن عليا
خير منهما: وحدثني أبو السائب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت شعبة يقول
هلك الحكم بن عتيبة سنة 115 وحدثني محمد بن إسماعيل قال قال أبو نعيم الفضل بن
129

دكين مات الحكم بن عتيبة في سنة 115 * وسعيد بن يسار أبو الحباب ولى الحسن بن علي
عليه السلام من ساكني المدينة وبها كانت وفاته في سنة 117 ومحمد بن كعب بن
حيان بن سليم بن أسد القرظي من حلفاء الأوس ويكنى أبا حمزة واختلف في وقت وفاته
فقال أبو نعيم الفضل بن دكين فيما ذكر حدثني به محمد بن إسماعيل عنه مات سنة 108
وكان عالما فاضلا غير مدفوع وكان كثير الرواية * وقتادة بن دعامة السدوسي
ويكنى أبا الخطاب وكان أعمى حافظا فطنا وذكر عن ابن معين أنه قال مات قتادة
سنة 117 * وعلي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وأمه زرعة بنت مشرح
ابن معديكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد بن الحارث
الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور وهو
كندي يكنى أبا محمد ذكر أنه ولد ليلة قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام في شهر رمضان سنة 40 فسمى باسمه وكنى بكنيته أبا الحسن فقال له
عبد الملك بن مروان لا والله ما أحتمل لك الاسم والكنية جميعا فغير أحدهما
فغير كنيته فصيرها أبا محمد وكان علي بن عبد الله هذا أصغر ولد أبيه سنا وكان
أجمل قرشي فيما قيل وأوسمه وأكثره صلاة وكان يدعى السجاد لعبادته واختلف
في وقت وفاته فقال محمد بن عمر توفى علي بن عبد الله بن العباس سنة 118 * ومنهم
حماد بن أبي سليمان ويكنى أبا إسماعيل وهو مولى لإبراهيم بن أبي موسى الأشعري
وكان ممن أرسل به معاوية إلى أبى موسى الأشعري وهو بدومة الجندل
وكان حماد مقدما في الفقه: حدثني أبو السائب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت
شعبة يقول هلك حماد بن أبي سليمان سنة 120 * ومنهم زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام أمه أم ولد وقد ذكرت مقتله في كتابنا
المسمى المذيل وقد حدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر
قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال دخل زيد بن علي عليه السلام على هشام بن
عبد الملك فرفع دينا كثيرا وحوائج فلم يقض له هشام حاجة وتجهمه وأسمعه كلاما
شديدا قال عبد الله بن جعفر فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه أن زيد بن علي
130

خرج من عند هشام وهو يأخذ شاربه بيده ويفتله ويقول ما أحب الحياة أحد
قط إلا ذل قال ثم مضى وكان وجهه إلى الكوفة فخرج بها ويوسف بن عمر الثقفي
عامل لهشام بن عبد الملك على العراق فوجه إلى زيد بن علي من يقاتله فاقتتلوا وتفرق
عن زيد بن خرج معه ثم قتل وصلب قال سالم فأخبرت هشاما بعد ذلك بما
كان قال زيد عليه السلام يوم خرج من عنده فقال ثكلتك أمك ألا كنت
أخبرتني بذلك قبل اليوم وما كان يرضيه إنما كانت خمسمائة ألف درهم وكان
ذلك أهون علينا مما صار إليه قال محمد بن عمر فلما ظهر ولد العباس عمد عبد الله
ابن علي بن عبد الله بن عباس إلى هشام بن عبد الملك فأمر به فأخرج من قبره وصلبه
وقال هذا بما فعل يزيد بن علي عليه السلام وقتل زيد عليه السلام يوم الاثنين
لليلتين خلتا من صفر سنة 120 ويقال سنة 122 وكان له فيما قيل اثنتان وأربعون
سنة وكان مسكنه بالمدينة وقتل بالكوفة * وسلمة بن كهيل الحضرمي وكان من
ساكني الكوفة وبها مات في آخر يوم من سنة 121 وقال بعضهم بل توفى سنة
122 حين قتل زيد بن علي عليه السلام * ومنهم محمد بن مسلم بن عبيد الله بن
عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة
وأمه عائشة ابنة عبد الله الأكبر بن شهاب ويكنى محمد بن مسلم أبا بكر وكان محمد
ابن مسلم الزهري مقدما في العلم بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبار
قريش والأنصار راوية لاخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه * ومحمد بن
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وأمه العالية ابنة عبيد الله بن العباس
ابن عبد المطلب فولد محمد بن علي عبد الله الأصغر وهو أبو العباس القائم بالخلافة
من ولد العباس وداود بن محمد وعبيد الله وريطة هلكت ولم تبرز وأمهم ريطه
ابنة عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الديان من بنى الحارث بن كعب وعبد الله
الأكبر وهو أبو جعفر المنصور ولى الخلافة بعد أخيه أبى العباس وأمه أم ولد *
وإبراهيم بن محمد وهو الامام الذي كان أهل دعوة بنى العباس يصيرون إليه
ويصدرون عن رأيه وأمه أم ولد ويحيى بن محمد والعالية بنت محمد وأمها أم الحكم
131

بنت عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وموسى بن محمد
وأمه أم ولد والعباس بن محمد وأمه أم ولد وإسماعيل ويعقوب وهو أبو الأسباط
ولبابة بنت محمد تزوجها جعفر بن سليمان بن علي هلكت عنده ولم تلد له وهم
لأمهات شتى وذكر عن العباس بن محمد أن محمد بن علي بن العباس توفى بالشراة
من أرض الشأم في خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان سنة 125 وهو
ويومئذ ابن ستين سنة وكان أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية أوصى إليه
ودفع إليه كتبه فكان محمد بن علي وصى أبى هاشم وقال له أبو هاشم إن هذا
الامر إنما هو في ولدك فكانت الشيعة الذين كانوا يأتون أبا هاشم ويختلفون
إليه قد صاروا بعد ذلك إلى محمد بن علي * وثابت البناني ابن أسلم يكنى أبا محمد
من ولد سعد بن لؤي بن غالب وبنانة أمهم كذلك قال هشام عن أبيه وقال على
ابن محمد توفى ثابت البناني سنة 127 وكان ثابت بن سكان البصرة وبها توفى
وكان ثقة كثير الحديث * وعبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب
ويكنى أبا عبد الرحمن توفى سنة 127 وكان من سكان المدينة وبها توفى وكان
كثير الحديث ثقة * ووهب بن كيسان ويكنى أبا نعيم مولى عبد الله بن الزبير
ابن العوام توفى سنة 127 * وبكير بن عبد الله بن الأشج مولى المسور بن مخرمة
الزهري ويكنى أبا عبد الله توفى بالمدينة سنة 127 * ومالك بن دينار يكنى أبا يحيى
مولى لامرأة من بنى أسامة بن لؤي ذكر عن ابن عائشة قال مالك بن دينار كان
كابليا وكان عابدا حافظا قارئا للقرآن وكان يكتب المصاحف * وجابر بن يزيد
الجعفي وكان متشيعا وكان من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته في سنة 128:
حدثني سعيد بن عثمان التنوخي قال حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي قال سمعت
إسماعيل بن علية قال قال شعبة أما جابر ومحمد بن إسحاق فصدوقان: حدثني عبد الرحمن
ابن بشر النيسابوري قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان جابر الجعفي يؤمن بالرجعة
وذكر عن يحيى بن معين أنه قال مات جابر الجعفي سنة 132: حدثنا العباس الدوري
قال حدثنا أبو يحيى الحماني عبد الحميد بن بشمير عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت
132

قال ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفي قال العباس وحدثنا يحيى بن يعلى المحاربي
عن زائدة قال كان جابر الجعفي كذابا يؤمن بالرجعة * وعاصم بن أبي النجود
الأسدي وهو عاصم بن بهدلة مولى لبنى جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد
وكان يكنى أبا بكر كذلك حدثنا عن أبي نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا
أبو الأحوص وكان مقرئ أهل الكوفة بعد يحيى بن وثاب وكان ثقة غير أنه كان
كثير الخطأ وكان من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته في سنة 128 * أبو إسحاق
السبيعي واسمه عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع بن سبع
ابن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن
نوف بن همدان قال الأسود بن عامر قال شريك ولد أبو إسحاق السبيعي في
سلطان عثمان أحسب شريكا قال لثلاث سنين بقين منه وكان كثير الحديث صدوقا
قارئا للقرآن وقال أبو نعيم بلغ أبو إسحاق ثمانيا أو تسعا وتسعين سنة ومات سنة
128 * وأبو إسحاق الشيباني واسمه سليمان بن أبي سليمان مولى لبنى شيبان وكان
من ساكني الكوفة وبها توفى في قول محمد بن عمر في سنة 129 * ومطر بن
طهمان الوراق وكان من أهل خراسان وهو مولى علباء السلمي وكان فيه ضعف
في قول بعضهم ويكنى مطر أبا رجاء وذكر عن جعفر بن سليمان أنه قال مات مطر
ابن طهمان الوراق سنة 125 * ويحيى بن أبي كثير الطائي ويكنى أبا نصر قال على
ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد قال قال شعبة حديث يحيى بن أبي كثير أحسن من
حديث الزهري وقال عبد الرزاق قال معمر أريد يحيى بن أبي كثير على البيعة لبعض
بنى أمية فأبى حتى ضرب وفعل به كما فعل بسعيد بن المسيب وكان يحيى بن أبي كثير
كثير التدليس وقيل مات يحيى بن أبي كثير سنة 129 كان من ساكني اليمامة وبها
كانت وفاته * ومحمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن
حارثة بن سعد بن تيم بن مرة وأمه أم ولد ويكنى أبا عبد الله ولد محمد بن المنكدر
عمرو عبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وإبراهيم وداود لام ولد وحسبه
بعضهم فقال محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزى وقيل
133

مات محمد بن المنكدر بالمدينة وكان من ساكنيها في سنة 130 أو 131 *
وأبو الحويرث واسمه عبد الرحمن بن معاوية روى عن ابن عيينة قال يحيى هو مديني
ثقة وقال محمد بن بكار حدثنا أبو معشر عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية قال
إنما كلم الله سبحانه موسى عليه السلام بقدر ما يطيق من كلامه ولو يكلمه بكلامه
كله لم يطقه ومكث موسى أربعين ليلة لا يراه أحد إلا مات من نور رب العالمين
وكان أبو الحويرث من ساكني المدينة وبها كانت وفاته في سنة 130 * ويزيد بن
رومان مولى آل الزبير بن العوام كان عالما بالمغازي مغازي رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان ثقة وكان من ساكني المدينة وبها كانت وفاته في سنة 130 * وشعيب
ابن الحبحاب من ساكني البصرة وبها كانت وفاته في سنة 130 وكان يكنى أبا صالح
وهو من موالى بنى رافد بطن من المعاول والمعاول من الأزد * ومنصور بن
زاذان وكان نزل المبارك على تسعة فراسخ من واسط وكان سريع القراءة وكان
يريد أن يترسل فلا يستطيع قال محمد بن عمر مات منصور بن زاذان سنة 129
وقال يحيى بن معين مات سنة 127 * ومنصور بن المعتمر السلمي ويكنى أبا عتاب
وكان فاضلا ورعا دينا ثقة أمينا: حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير قال صام منصور
ستين وقامها حتى سقم: وحدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير قال منصور خلق
الثياب خلق الجلد وكان في مرضه إذا شرب الماء يرى مجراة في صدره: حدثنا
ابن حميد قال حدثنا جرير قال مات منصور فرؤى في النوم فقيل له يا أبا عتاب
ما حالك فقال كدت أن ألقى الله عز وجل بعمل نبي: حدثنا ابن حميد قال حدثنا
جرير قال أراد ابن هبيرة منصورا على القضاء فأبى فحبسه شهرين ثم خلى
سبيله وأجازه فقبل منصور جائزته وحج مع ابنه هو والقاسم: وحدثني الحسين
ابن علي الصدائي قال حدثنا خلف بن تميم قال حدثنا زائدة أن منصور بن المعتمر
صام سنة فأقام ليلها وصام نهارها وكان يبكى الليل فتقول له امه يا بنى قتلت قتيلا
فيقول أنا أعلم بما صنعت بنفسي فإذا أصبح كحل عينيه ودهن رأسه وبرق شقتيه بالدهن
وخرج إلى الناس قال وأراده يوسف بن عمر عامل الكوفة على القضاء فامتنع
134

من ذلك منصور فأرسل إليه بقيد فقيده فقيل له لو نثرت لحم هذا الشيخ ما جلس
على عمل قال فأتى خصمان فجلسا فتكلما فلم يجبهما فأعفاه وخلى سبيله وكان منصور
من ساكني الكوفة ربها كانت وفاته في سنة 132 كان منصور من الشيعة *
ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أمه فاطمة بنت عمارة بن عمرو بن حزم
ويكنى أبا عبد الملك وكان قاضيا بالمدينة قال ابن سعد أخبرنا معن بن عيسى قال
حدثني سعيد بن مسلم قال رأيت محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يقضى
في المسجد قال وأخبرنا مطرف بن عبد الله اليسارى عن مالك بن أنس قال كان
محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على القضاء بالمدينة فكان إذا قضى
بالقضاء مخالفا للحديث ورجع إلى منزله قال له أخوه عبد الله بن أبي بكر وكان
رجلا صالحا أي أخي قضيت اليوم في كذا وكذا بكذا وكذا فيقول له محمد نعم أي
أخي فيقول له عبد الله فأين الحديث أي أخي عز الحديث أن يقضى به فيقول محمد
إيهاه فأين العمل يعنى ما أجمع عليه من العمل بالمدينة والعمل المجتمع عندهم أقوى
من الحديث وقال محمد بن عمر توفى محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
سنة 131 في أول دولة بنى العباس وهو ابن اثنتين وسبعين سنة * وصفوان
ابن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري يكنى أبا عبد الله وكان من
العباد من ساكني المدينة وبها كانت وفاته في سنة 132 وكان إن شاء الله ثقة *
وعبد الله بن أبي نجيح ويكنى أبا يسار وهو مولى لثقيف وكان من ساكني مكة
وبها كانت وفاته واختلف في وقت وفاته فقال محمد بن عمر مات بمكة سنة 132
وقال عبد الرحمن بن يونس أخبرنا سفيان قال مات ابن أبي نجيح قبل
الطاعون وكان الطاعون سنة 131 وذكر عن علي بن المديني أنه سمع يحيى
ابن سعيد يقول كان ابن أبي نجيح معتزليا قال يحيى قال أيوب أي رجل أفسدوا وكان
ابن أبي نجيح مفتى أهل مكة بعد عمرو بن دينار * وربيعة بن أبي عبد الرحمن
الذي يقال له ربيعة الرأي واسم أبيه أبى عبد الرحمن فروخ وكان ربيعة يكنى
أبا عثمان وهو مولى لآل الهدير من بنى تيم بن مرة وكان ربيعة من ساكني المدينة
135

وبها كانت وفاته في سنة 136 في آخر خلافة أبى العباس * وعبد الله بن حسن
ابن حسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وكنى أبا محمد وكان من العباد وكان
ذا عارضة وهيبة ولسان وشرف وكانت الخلفاء من بنى أمية تكرمه وتعرف
له شرفه ووفد على أبى العباس في دولة بنى العباس بالأنبار ذكر محمد بن عمر أن حفص
ابن عمر أخبره قال قدم عبد الله بن حسن على أبى العباس بالنبار فأكرمه وحباه وقربه
وأذناه وصنع به شيئا لم يصنعه بأحد وكان سمر معه الليل فسمر معه ليلة إلى نصف الليل
وحادثه فدعا أبو العباس بسفط جوهر ففتحه فقال هذا والله يا أبا محمد ما وصل
إلى من الجوهر الذي كان في أيدي بنى أمية ثم قاسمه إياه فأعطاه نصفه
وبعث أبو العباس بالنصف الآخر إلى امرأته أم سلمة وقال هذا عندك وديعة
ثم تحدثا ساعة ونعس أبو العباس فخفق برأسه وأنشأ عبد الله بن حسن يتمثل
بهذه الأبيات
ألم تر حوشبا أمسى يبنى * قصورا نفعها لبنى نتيله
يؤمل أن يعمر عمر نوح * وأمر الله يطرق كل ليله
قال وانتبه أبو العباس ففهم ما قال فقال يا أبا محمد تتمثل بمثل هذا الشعر عندي
وقد رأيت صنيعي بك وإن لم أدخرك شيئا فقال يا أمير المؤمنين هفوة كانت والله
ما أردت بها سوء ولكنها أبيات حضرت فتمثلت بها فإن رأى أمير المؤمنين أن
يحتمل ما كان منى فليفعل قال قد فعلت قال ثم رجع إلى المدينة فلما ولى أبو جعفر
وكان أبو العباس قد سأله عن ابنيه محمد وإبراهيم فقال بالبادية حبب إليهما الخلوة
ألح في طلبهما فطلبا بالبادية واغتم أبو جعفر بتغيبهما فكتب إلى رياح بن عثمان
عامله على المدينة أن يأخذ أباهما عبد الله بن حسن وإخوته فأخذوا فقدم بهم إلى
الهاشمية فحبسوا بها فمات عبد الله بن الحسن في الحبس وهو يوم مات ابن اثنتين
وسبعين سنة وكانت وفاته في سنة 145: حدثني القاسم بن دينار القرشي قال حدثنا
إسحاق بن منصور عن أبي بكر بن عياش عن سليمان بن قرم قال قلت لعبد الله
ابن الحسن أفى قبلتنا كفار قال نعم الرافضة * ومحمد بن السائب بن بشر بن
136

عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن
النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات
ابن رفيدة بن ثور بن كلب ويكنى محمد بن السائب أبا النضر وكان جده بشر بن
عمرو وبنوه السائب وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفين مع أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام وقتل السائب بن بشر مع مصعب بن الزبير وله
يقول ابن ورقاء النخعي
مع مبلغ عنى عبيدا بأنني * علوت أخاه بالحسام المهند
فإن كنت تبغى العلم عنه فإنه * مقيم لدى الديرين غير موسد
وعمدا علوت الرأس منه بصارم * فأثكلته سفيان بعد محمد
* وسفيان ومحمد ابنا السائب وشهد محمد بن السائب الجماجم مع عبد الرحمن
ابن محمد بن الأشعث وكان محمد بن السائب عالما بالتفسير والأنساب وأحاديث
العرب وتوفى بالكوفة وبها كان يسكن في سنة 146 في خلافة أبى جعفر، ذكر
ذلك كله ابن سعد عن هشام بن محمد بن السائب أنه أخبره بذلك كله * وسليمان
ابن مهران الأعمش مولى بنى كاهل من الأسد يكنى أبا محمد كان ينزل في بنى عوف
من بنى سعد وكان يصلى في مسجد بنى حرام من بنى سعد وكان مهران أبو الأعمش
من طبرستان وكان الأعمش من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته في سنة 148
وهو ابن ثمان وثمانين سنة وكان ولد يوم عاشوراء في المحرم سنة 60 يوم قتل
الحسين بن علي عليه السلام * وجعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي
طالب عليه السلام وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
فولد جعفر بن محمد إسماعيل الأعرج وعبد الله وأم فروة أمهم فاطمة ابنة الحسين
الأثرم بن حسن بن علي بن أبي طالب وموسى بن جعفر حبسه هارون الرشيد
في السجن ببغداد عند السندي فمات في حبسه وإسحاق ومحمدا وفاطمة تزوجها
محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فهلكت عنده وأمهم أم ولد
ويحيى بن جعفر والعباس وأسماء وفاطمة الصغرى وهم لأمهات شتى قال محمد بن
137

عمر سمعت جعفر بن محمد يقول لغلامه معتب اذهب إلى مالك بن أنس
فسله عن كذا وكذا ثم ائتنى فأخبرني قال محمد وأخذ أبو جعفر المنصور معتبا هذا
فضربه ألف سوط حتى مات وكان جعفر بن محمد كثير الحديث ثقة وكذلك كان
يحيى بن معين يقول فيما ذكر عنه وذكر عن القطان أنه سئل فقيل له مجالد بن
سعيد أحب إليك أم جعفر بن محمد فقال مجالد أحب إلى من جعفر وكان جعفر
من ساكني المدينة وبها كانت وفاته في سنة 148 في خلافة أبى جعفر في قول
الواقدي والمدائني وكان جعفر بن محمد يكنى أبا عبد الله: حدثنا العباس بن محمد
قال سمعت يحيى يقول جعفر بن محمد ثقة
(ذكر من هلك منهم سنة 150)
* منهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت مولى تيم الله بن ثعلبة من بكر بن وائل
قال أبو هشام الرفاعي سمعت عمى كثير بن محمد يقول سمعت رجلا من بنى قفل
من خيار بنى تيم الله يقول لأبي حنيفة ما أنت مولاي فقال أنا والله لك أشرف
منك لي * وذكر الوليد بن شجاع أن علي بن الحسن بن شقيق حدثه قال
كان عبد الله بن المبارك يقول إذا اجتمع هذان على شئ فذلك قولي يعنى الثوري
وأبا حنيفة قال سليمان بن أبي شيخ وكان أبو سعيد الرانى يمارى أهل الكوفة
ويفضل أهل المدينة فهجاه رجل من أهل الكوفة ولقبه شرشير وقال كليب في
جهنم اسمه سرشير فقال
هذى مسائل لاشرشير يحسنها * إن سيل عنها ولا أصحاب شرشير
وليس يعرف هذا الدين نعلمه * إلا حنيفية كوفية الدور
لا تسألن مدينيا وتكفره * إلا عن اليم والمثناة والزير
وقال بعضهم والمثنى أو الزير قال سليمان قال أبو سعيد فكتبت إلى المدينة
قد هجيتم بكذا وكذا فأجيبوا فأجابه رجل من أهل المدينة فقال
لقد عجبت لغاو ساقه قدر * وكل أمر إذا ماحم مقدور
قال المدينة أرض لا يكون بها * إلا الغناء وإلا البم والزير
لقد كذبت لعمر الله إن بها * قبر الرسول وخير الناس مقبور
138

قال سليمان وحدثني عمرو بن سليمان العطار قال كنت بالكوفة أجالس
أبا حنيفة فتزوج زفر فحضره أبو حنيفة فقال له تكلم فخطب فقال في خطبته هذا
زفر بن الهذيل وهو إمام من أئمة المسلمين وعلم من أعلامهم في حسبه وشرفه
وعلمه فقال بعض قومه ما يسرنا أن غير أبي حنيفة خطب حين ذكر خصاله
ومدحه وكره ذلك بعض قومه وقالوا له حضر بنو عمك وأشراف قومك
وتسأل أبا حنيفة يخطب فقال لو حضر أبى قدمت أبا حنيفة عليه وزفر بن الهذيل
عنبرى من بنى تميم وقال إبراهيم بن بشار الرمادي قال ابن عيينة ما رأيت أحدا
أجرأ على الله من أبي حنيفة أتاه رجل من أهل خراسان بمائة ألف مسألة فقال
له إني أريد أن أسألك عنها فقال هاتها قال سفيان فهل رأيتم أجرأ على الله عز
وجل من هذا: حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال حدثني أبي قال حدثني علي بن
الحسين بن واقد عن عمه الحكم بن واقد قال رأيت أبا حنيفة يفتى من أول النهار
إلى أن تعالى النهار فلما خف عنه الناس دنوت منه فقلت يا أبا حنيفة لو أن أبا بكر
وعمر في مجلسنا هذا ثم ورد عليهما ما ورد عليك من هذه المسائل المشكلة لكفا
عن بعض الجواب ووقفا عنده فنظر إلى وقال أمحموم أنت: حدثنا أحمد بن
خالد الخلال قال سمعت الشافعي يقول سئل مالك يوما عن البتي فقال كان
رجلا مقاربا وسئل عن ابن شبرمة فقال كان رجلا مقاربا قيل وأبو حنيفة قال
لوجاء إلى أساطينكم هذه وقايسكم لجعلها من خشب * ومحمد بن إسحاق بن
يسار مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا عبد الله
وقال محمد بن عمر هو مولى قيس بن مخرمة وكان جده يسار من سبى عين التمر وهو أول
سبى دخل المدينة من العراق وقد روى عن أبيه إسحاق بن يسار وعن عميه موسى
وعبد الرحمن ابني يسار وكان من أهل العلم بالمغازي مغازى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وبأيام العرب وأخبارهم وأنسابهم راوية لاشعارهم كثير الحديث غزير
العلم طلابة له مقدما في العلم بكل ذلك ثقة. حدثني سعيد بن عثمان التنوخي قال حدثنا
إبراهيم بن مهدي المصيصي قال سمعت إسماعيل بن علية قال قال شعبة أما محمد بن إسحاق
139

وجابر الجعفي فصدوقان قال ابن سعد أخبرني ابن محمد بن إسحاق قال مات أبى
ببغداد سنة 150 ودفن في مقابر الخيزران * ومسعر بن كدام بن ظهير الهلالي
من أنفسهم ويكنى أبا سلمة: حدثنا أبو السائب قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت
مسعرا يقول دخلت على أبى جعفر فقلت يا أمير المؤمنين أنا خالك قال وأي
أخوالي أنت قلت أنا رجل من بنى هلال قال مالي أم أحب إلى من الام التي
منكم قال قلت يا أمير المؤمنين تدرى ما قال الشاعر فينا وفيكم قال لي وما قال قلت قال
وشاركنا قريشا من تقاها * وفى أنسابها شرك العنان
بما ولدت نساء بنى هلال * وما ولدت نساء بنى أبان
قال قلت يا أمير المؤمنين إن أهلي بعثوني أشترى بالدرهم شيئا فردوه على قال
بئسما صنع بك أهلك خذ هذه العشرة آلاف فأقسمها واختلف في وقت وفاته
فقال ابن سعد قال محمد بن عبد الله الأسدي توفى مسعر بالكوفة سنة 152 في
خلافة أبى جعفر وقال أبو نعيم الفضل بن دكين فيما حدثني به محمد بن إسماعيل
عنه مات مسعر بن كدام سنة 156 * وحمزة بن حبيب الزيات مولى بنى تيم الله
كان من القراء المتقدمين في حفظ القرآن وهو قليل الحديث ثقة وكان من ساكني
الكوفة وتوفى سنة 156: وحدثني محمد بن منصور الطوسي قال حدثنا صالح بن
حماد عن شيخ قد سماه عن حمزة الزيات قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
النوم فعرضت عليه عشرين حديثا فعرف منها حديثين * وعبد الرحمن بن عمرو
ويكنى أبا عمرو وقيل له الأوزاعي وهو شيباني بسكناه فيهم وأما هشام بن محمد
الكلبي فإنه ذكر عن أبيه أنه قال الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو وهو من الأوزاع
وهم مالك ومرثد ابنا زيد بن شدد بن زرعة وشدد زوج بلقيس صاحبة سليمان
وكان يسكن بيروت ساحل من سواحل الشأم وكان في زمانه أحد مفتى تلك
الناحية ومحدثيهم وذوي الفضل منهم وتوفى الأوزاعي ببيروت سنة 157 في آخر
خلافة أبى جعفر وهو ابن سبعين سنة في قول محمد بن عمر * وشعبة بن الحجاج
ابن ورد من الأزد مولى للأشاقر عتاقة ويكنى أبا بسطام وكان أكبر من الثوري
140

بعشر سنين: حدثني أحمد بن الوليد قال حدثنا الربيع بن يحيى قال سمعت سفيان
الثوري يقول ما بقى على ظهر الأرض مثل شعبة وحماد بن سلمة قال الطبري قال
لي محمد بن إسحاق الصاغاني سمعت أبا قطن قال قال لي شعبة ما شئ أخوف على
أن يدخلني النار من الحديث وكان شعبة من ساكني البصرة وبها كانت وفاته في
أول سنة 160 وهو ابن خمس وسبعين سنة * وبحر بن كنيز السقاء الباهلي
ويكنى أبا الفضل وكان من ساكني البصرة وبها كانت وفاته في سنة 160 في
خلافة المهدى وكان ممن لا يعتمد على روايته * والأسود بن شيبان من ساكني
البصرة وكان رجلا صالحا ثقة وبالبصرة كانت وفاته في سنة 160 في قول على
ابن محمد * وزائدة بن قدامه الثقفي من أنفسهم ويكنى أبا الصلت وكان منحرفا
عن علي بن أبي طالب عليه السلام
(ذكر من هلك منهم في سنة 161)
* منهم سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة
ابن أبي بن عبد الله بن منفذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور
ابن عبد مناة بن أد بن طابخة ين الياس بن مضر ويكنى أبا عبد الله ولد فيما ذكر
محمد بن عمر سنة 97 وكان فقيها عالما عابدا ورعا ناسكا راوية للحديث كثير
الحديث ثقة أمينا على ما روى وحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره
ممن أثر في الدين: حدثني محمد بن خلف قال حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال
حدثنا شعبة بن الحجاج قال حدثنا سفيان بن سعيد الثوري قال حدثني علي بن
الأقمر عن أبي جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنا فلا آكل متكئا:
حدثني محمد بن إسماعيل الضراري قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت سفيان يقول
ما من عمل شئ أخوف منه ولقد مرضت فما ذكرت غيره ولوددت أنى نجوت
منه كفافا يعنى الحديث، سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت أبي يقول
حدثنا أبو عيسى الزاهد قال سمعت معدانا يقول زاملت سفيان الثوري فلما خلفنا
الكوفة بظهر قال لي سفيان يا معدان ما تركت ورائي من أثق به ولا أقدم أمامي
141

على من أثق به يعنى الثقة في الدين * وذكر عن زيد بن حباب قال كان عمار بن
رزيق الضبي وسليمان بن قرم الضبي وجعفر بن زياد الأحمر وسفيان الثوري
أربعة يطلبون الحديث وكانوا يتشيعون فخرج سفيان إلى البصرة فلقى ابن عون
وأيوب فترك التشيع قال وكانت وفاته بالبصرة سنة 161 في خلافة المهدى *
والحسن بن صالح وصالح هو حي ويكنى حسن أبا عبد الله وكان رجلا ناسكا
فاضلا فقيها من رجل كان يميل إلى محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويرى إنكار المنكر بكل ما أمكنه إنكاره وكان كثير الحديث ثقة وكان فيما
ذكر زوج ابنته عيسى بن زيد بن علي بن الحسين فأمر المهدى بطلب عيسى
والحسن وجد في طلبهما قال ابن سعد سمعت الفضل بن دكين يقول رأيت الحسن
ابن صالح في الجمعة قد شهدها مع الناس ثم اختفى يوم الأحد إلى أن مات ولم يقدر
المهدى عليه ولا على عيسى بن زيد وكان اختفاؤه مع عيسى بن زيد في موضع
واحد سبع سنين ومات عيسى قبل الحسن بن صالح بسنة أشهر وكان حسن بن
حي من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته سنة 167 وهو يومئذ ابن اثنتين أو ثلاث
وستين سنة. وذكر عن يحيى بن معين أنه قال ولد الحسن بن صالح بن حي سنة 100
قال العباس وسمعت يحيى يقول الحسن بن صالح هو حسن بن صالح بن صالح بن مسلم
ابن حيان والناس يقولون ابن حي وإنما هو ابن حيان * وجعفر بن زياد
الأحمر مولى مزاحم بن زفر بن تيم الرباب من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته
في سنة 167 وكان كثير الحديث شيعيا * وعبيد الله بن الحسن بن الحصين بن
مالك بن مالك بن الخشخاش بن حباب بن الحارث بن خلف بن مجفر بن كعب بن
العنبر بن عمرو بن تميم وكان من فقهاء أهل البصرة وذوي الأدب منهم والعقل
ولى قضاء البصرة بعد سوار بن عبد الله. قال علي بن محمد ولى عبيد الله بن الحسن
سنة 100 وقيل سنة 106 وولى القضاء سنة 157 ذكر ابن سعد أن أحمد بن مخلد
قال سمع عبيد الله بن الحسن العنبري على منبر البصرة يقول
أين الملوك التي عن حظها غفلت * حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
142

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
* وقال محمد بن عمر مات عبيد الله بن الحسن العنبري في ذي القعدة سنة 168
وقال فضيل بن عبد الوهاب حدثنا معاذ بن معاذ قال دخلت على عبيد الله بن الحسن
قاضى أهل البصرة أعوده فقلت أراك اليوم بحمد الله صالحا فقال
لا يغرنك عشاء سالم * سوف يأتي بالمنيات السحر
فلما كان السحر سمعت الواعية عليه * وحسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي
طالب عليه السلام وكان الحسن بن زيد يكنى أبا محمد وولد الحسن بن زيد
محمدا والقاسم وأم كلثوم بنت حسن تزوجها أبو العباس أمير المؤمنين فولدت
له غلامين هلكا صغيرين وعليا وزيدا وإبراهيم وعيسى وإسماعيل وإسحاق
الأعور وعبد الله وكان حسن بن زيد عابدا فولاه أبو جعفر المدينة فوليها خمس
سنين ثم تعبه فغضب عليه وعزله فاستصفى كل شئ له فباعه وحبسه فكتب
محمد المهدى وهو ولى عهد أبيه إلى عبد الصمد بن علي سرا إياك إياك ولم يزل
محبوسا حتى مات أبو جعفر فأخرجه المهدى وأقدمه عليه ورد عليه كل شئ ذهب
له ولم يزل معه حتى خرج المهدى يريد الحج في سنة 168 ومعه حسن بن زيد
وكان الماء في الطريق قليلا فخشى المهدى على من معه العطش فرجع من الطريق
ولم يحج تلك السنة ومضى الحسن بن زيد يريد مكة فاشتكى أياما ثم مات بالحاجر
فدفن هناك سنة 168 * ومالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن
غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح من حمير وعداده في تيم بن
مرة بن قريش إلى عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي وكان مالك يكنى
أبا عبد الله وكان مفتى أهل بلده في زمانه ومحدثهم: حدثني العباس بن الوليد قال
حدثني إبراهيم بن حماد الزهري المديني قال سمعت مالكا يقول قال لي المهدى يا أبا عبد الله
ضع كتابا أحمل الأمة عليه قال يا أمير المؤمنين أما هذا الصقع وأشار إلى المغرب
وقد كفيتكه وأما الشأم ففيهم الذي قد علمته يعنى الأوزاعي وأما أهل العراق فهم أهل
العراق وأما محمد بن عمر فإنه ذكر هذه القصة عن مالك بخلاف ما حدثني به العباس
143

عن إبراهيم بن حماد والذي ذكر محمد بن عمر من ذلك ما حدثني به الحارث عن
ابن سعد عنه قال سمعت مالك بن أنس يقول لما حج أبو جعفر المنصور دعاني
فدخلت عليه فحادثته وسألني فأجبته فقال إني قد عزمت أن آمر بكتبك هذه التي
قد وضعتها يعنى الموطأ فتنسخ نسخا ثم ابعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها
نسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها لا يتعدونه إلى غيره ويدعوا ما سوى ذلك من
هذا العلم الحدث فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم قال فقلت
يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث
ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وعملوا به ودانوا به من اختلاف
الناس وعبرهم وإن ردهم عما قد اعتقدوه شديد فدع الناس وما هم عليه وما اختار
أهل كل بلد لأنفسهم فقال لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرت به * وقال ابن
سعد أخبرنا ابن أبي أويس قال اشتكى مالك بن أنس أياما يسيرة فسألت بعض
أهلنا عما قال عند الموت قالوا تشهد ثم قال لله الامر من قبل ومن بعد وتوفى
صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول من سنة 179 في خلافة هارون فصلى
عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وهو ابن
زينب ابنة سليمان بن علي وكان يعرف بأمه يقال له عبد الله بن زينب وكان يومئذ
واليا على المدينة فصلى على مالك في موضع الجنائز ودفن بالبقيع وكان يوم مات
ابن خمس وثمانين سنة: قال ابن سعد فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله الزبيري
فقال أنا أحفظ الناس لموت مالك مات في صفر سنة 179 * وعبد الله بن المبارك
ويكنى أبا عبد الرحمن وكان من طلبة العلم ورواته وكان من الفقه والأدب والعلم
بأيام الناس والشعر بمكان وكان مع ذلك زاهدا سخيا وولد ابن المبارك في سنة
118 وكان من سكان خراسان ومات بهيت منصرفا من غزو الروم سنة 181
وله ثلاث وستون سنة سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت علي بن
الحسن يقول سمعت ابن المبارك يقول إنا لنحكى كلام اليهود والنصارى
ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه يقول
144

سمعت علي بن الحسن يقول قلنا لعبد الله بن المبارك كيف تعرف ربنا قال فوق
سبع سماوات على العرش بائنا من خلقه بحد ولا نقول كما قالت الجهمية إنه هاهنا
وأشار بيده إلى الأرض * ومحمد بن الحسن ويكنى أبا عبد الله وهو مولى لبنى
شيبان كان أصله من الجزيرة وكان أبوه في جند الشأم فقدم واسطا
فولد محمد بها سنة 132 ونشأ بالكوفة وطلب الحديث وسمع ثم جالس
أبا حنيفة وسمع منه فغلب عليه مذهبه وعرف به ثم قدم بغداد فنزلها وسمع
منه بها ثم خرج إلى الرقة وهارون الرشيد بها فولاه قضاء الرقة ثم عزله فقدم
بغداد فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه فمات بالري
في سنة 189 وهو ابن ثمان وخمسين سنة * ويوسف بن يعقوب بن إبراهيم
القاضي وكان قد سمع الحديث ونظر في الرأي وولى قضاء بغداد الجانب الغربي
منها في حياة أبيه وصلى بالناس الجمعة في مدينة أبى جعفر بأمر هارون فلم يزل
قاضيا بها إلى أن توفى في رجب سنة 193 * وسفيان بن عيينة بن أبي عمران
ويكنى أبا محمد مولى لنبي عبد الله بن رويبة من بنى هلال بن عامر بن صعصعة وكان
أبوه عيينة من عمال خالد بن عبد الله القسري فلما عزل خالد عن العراق وولى
يوسف بن عمر الثقفي طلب عمال خالد فهربوا منه فلحق عيينة بن أبي عمران بمكة
فنزلها * وقال ابن سعد أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني سفيان بن عيينة أنه ولد
سنة 107 وطلب العلم قديما وكان حافظا وعمر حتى مات ذوو أسنانه وبقى بعدهم
* قال سفيان وذهبت إلى اليمن سنة 150 وسنة 152 ومعمر حي وذهب الثوري
قبلي بعام * وقال ابن سعد أخبرني الحسن بن عمران بن عيينة ابن أخي سفيان
قال حججت مع عمى سفيان آخر حجة حجها سنة 197 فلما كان بجمع وصلى
استلقى على فراشه ثم قال لي قد وافيت هذا الموضع سبعين عاما أقول في كل
عام اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان وإني قد استحييت من الله عز وجل
من كثرة ما أسأله ذلك فرجع فتوفى في السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من
رجب سنة 198 ودفن بالحجون وتوفى وهو ابن إحدى وتسعين سنة * وأويس
145

القرني من مراد وهو يحابر بن مالك بن مذحج وهو أويس بن عامر بن جزء بن
مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحابر
ابن مالك وكان ورعا فاضلا روى أنه قتل يوم صفين: حدثنا أبو كريب قال حدثنا
أبو بكر قال حدثنا هشام عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخلن
الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل ربيعة ومضر: قال هشام فأخبرني حوشب
أنه قال هو أويس القرني * وحضين بن المنذر الرقاشي وكان يكنى أبا محمد وكان
يكنى في الحرب بأبي ساسان قال الحارث حدثني علي بن محمد قال حدثني علي بن مالك
الجشمي قال ذكروا الحضين بن المنذر عند الأحنف فقالوا سادوما اتصلت لحيته
فقال الأحنف السودد مع السواد قبل أن يشيب الرجل وكان حضين بن المنذر
يوم صفين صاحب لواء ربيعة وأراه عنى علي عليه السلام بقوله
لمن راية سوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما
* حدثني محمد بن معمر قال حدثنا روح قال حدثنا علي بن سويد بن
منجوف قال أتينا حضين بن المنذر أبا ساسان فقال مرحبا بزائر لا يمل *
وسعد بن الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبدول وهو عامر
ابن مالك بن النحار وقتل سعد بن الحارث بصفين مع أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام * والحارث الأعور بن عبد الله بن كعب بن أسد
ابن يخلد بن حوث واسمه عبد الله بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن
مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان وحوث هو
أخو السبيع رهط أبي إسحاق السبيعي وكان الحارث من مقدمي أصحاب
أمير المؤمنين علي عليه السلام وعبد الله في الفقه والعلم بالفرائض والحساب:
وحدثني زكرياء بن يحيى قال حدثنا أحمد بن يونس عن زائدة عن الأعمش عن
إبراهيم قال قال الحارث تعلمت القرآن في سنة والوحي في ثلاث سنين: حدثنا ابن
حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قال حدثنا إسماعيل عن مخلد عن أبي إسحاق أن
الحسن بن علي عليه السلام كتب إلى الحارث إنك كنت تسمع من علي عليه السلام
146

شيئا لم أسمعه فبعث إليه بوقر بعير: حدثنا أبو السائب قال حدثنا ابن فضيل عن
مجالد عن الشعبي قال تعلمت من الحارث الأعور الفرائض والحساب وكان
أحسب الناس وزعم يحيى بن معين أن الحارث توفى في سنه 65 ولا خلاف بين
الجميع من أهل الأخبار أن وفاة الحارث كانت أيام ولاية عبد الله بن يزيد
الأنصاري الكوفة من قبل عبد الله بن الزبير وعبد الله بن يزيد الذي صلى على
الحارث في أيامه تلك بالكوفة وكان الحارث من ساكني الكوفة وبها كانت
وفاته وكان من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام * وعمرو بن
سلمة بن عبد الله بن سلمة بن عميرة بن مقاتل بن الحارث بن كعب بن علوي بن
عليان بن أرحب بن دعام من همدان كان شريفا وهو الذي بعثه الحسن بن علي
عليه السلام مع محمد بن الأشعث بن قيس في الصلح بينه وبين معاوية فأعجب معاوية
ما رأى من فصاحته وجسمه فقال أمضري أنت قال لاثم قال
إني لمن قوم نبي الله مجدهم * على كل باد في الأنام وحاضر
أبوتنا آباء صدق نمى بهم * إلى المجد آباء كرام العناصر
وأماتنا أكرم بهن عجائزا * ورثن العلى عن كابر بعد كابر
جناهن كافور ومسك وعنبر * وأنت ابن هند من جناة المغافر
أنا امرؤ من همدان ثم أحد أرحب * وأبو عبد الرحمن السلمي واسمه عبد الله بن
حبيب قال ابن سعد قال حجاج بن محمد قال شعبة لم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان
ولكن سمع من علي عليه السلام وكان أبو عبد الرحمن من أصحاب علي عليه السلام من
ساكني الكوفة وبها كانت وفاته في ولاية بشر بن مروان العراق: حدثنا ابن حميد قال
حدثنا جرير عن عطاء قال قال رجل لأبي عبد الرحمن أنشدك الله متى أبغضت عليا عليه
السلام أليس حين قسم قسما بالكوفة فلم يعطك ولا أهل قال أما إذ نشدتني الله
فنعم * وكميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن
سعد بن مالك بن النخع من مذحج شهد مع علي عليه السلام صفين وكان شريفا مطاعا
في قومه فلما قدم الحجاج الكوفة دعا به فقتله: حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر
147

عن الأعمش قال قال الحجاج للعريان يا عريان ما فعل كميل أليس قد خرج علينا
في الجماجم قال فأجابه العريان فذكر كلاما قال فمكث ثم جاء كميل يأخذ عطاءه قال
فأخذه فقال أنت الذي فعلت بعثمان وكلمه بشئ قال كميل لا تكثر على اللوم
ولاتهل على الكثيب وما ذاك رجل لطمني فأصبرني فعفوت عنه فأينا كان
المسئ قال فأمر به فضربت عنقه قال وكان من أهل القادسية * وعمر الأكبر
ابن علي بن أبي طالب عليه السلام بن عبد المطلب بن هاشم وأمه الصهباء وهى
أم حبيب ابنة بجير بن العبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعد بن زهير بن
جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن عثمان بن تغلب بن وائل وكانت سبية
أصابها خالد بن الوليد حين أغار على بنى تغلب بناحية عنى التمر * وعبيد الله
ابن علي بن أبي طالب عليه السلام أمه ليلى ابنة مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى
ابن جندل بن نهشل بن دارم قتل بالمذار في الوقعة التي كانت بين أصحاب مصعب بن
الزبير وأصحاب المختار وهو في جيش مصعب * وأبو نضرة واسمه المنذر بن مالك بن
قطعة من العوقة وهم بطن من عبد القيس وقال علي بن محمد خرج أبو نضرة مع ابن
الأشعت وكان أبو نضرة من شيعة علي عليه السلام ونوف البكالي وهو نوف بن فضالة
ابن امرأة كعب * ونوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس
ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي * والاشتروا اسمه مالك بن
الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن
النخع من مذحج: حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال سمعت أبا بكر
ابن عياش يقول قال علقمة قلت للأشتر قد كنت كارها لقتل عثمان فما أخرجك
بالبصرة قال إن هؤلاء بايعوه ثم نكثوه وكان ابن الزبير وهو الذي هز عائشة
على الخروج وكنت أدعو الله عز وجل أن يلقينيه ولقيني كفة لكفة فما رضيت
لشدة ساعدي أن قمت في الركاب فضربته ضربة فصرعته قال قلت فهو القائل اقتلوني
ومالكا قال لا ما تركته وما نفسي منه شئ ذاك عبد الرحمن بن عتاب بن
أسيد لقيني فاختلفنا ضربتين فصرعني وصرعته فجعل يقول اقتلوني ومالكا
148

ولا يعلمون من مالك لو يعلمون لقتلوني ثم قال أبو بكر بن عياش هذا كأنك
شاهده حدثني به المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قلت للأشتر * وشبث بن
ربعي بن حصين بن غثيم بن ربيعة بن زيد بن رياح بن يربوع بن حنظلة من
بنى تميم وكان شبث يكنى أبا عبد القدوس قال ابن سعد أخبرنا الفضل بن
دكين قال حدثنا حفص بن غياث قال سمعت الأعمش قال شهدت جنازة
شبث فأقاموا العبيد على حدة والجواري على حدة والنجب على حدة والنوق
على حدة وذكر الأصناف ورأيتهم ينوحون عليه يلتدمون: حدثني ابن
عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر عن أبيه عن أنس قال قال شبث أنا أول من حرر الحرورية
فقال رجل ما كان في هذا ما يتمدح به * والمسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح بن
عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة شهد القادسية وشهد مع علي عليه السلام مشاهده
وقتل يوم عين الوردة مع التوابين الذين خرجوا وتابوا من خذلان الحسين عليه السلام
فبعث الحصين بن نمير برأس المسيب بن نجبة مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد الله
ابن زياد فبعث بن عبيد الله بن زياد إلى مروان بن الحكم فنصبه بدمشق * وحجر
ابن عدي بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن
الحارث بن معاوية بن ثور بن مراتع بن كندي وهو حجر الخير وأبوه عدى الأدبر
طعن موليا فسمى الأدبر وكان حجر بن عدي جاهليا إسلاميا وقد ذكر بعض
رواة العلم أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أخيه هانئ بن عدي وشهد
القادسية وهو الذي افتتح مرج عذراء وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء
وكان من أصحاب علي عليه السلام شهد معه الجمل وصفين * وصعصعة بن صوحان
توفى بالكوفة في خلافة معاوية * وعبد خير بن يزيد الخيواني من همدان ويكنى
أبا عمارة شهد مع علي عليه السلام صفين وكان له أثر فيها * والأصبغ بن نباتة
ابن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم وكان صاحب شرط علي عليه
السلام وكان الأصبغ من شيعة علي عليه السلام * وحجار بن أبجر بن جابر
ابن بجير بن عائذ بن شر؟ ط بن عمرو بن مالك بن ربيعة بن عجل وكان شريفا
149

* ومسلم بن نذير السعدي من سعد بن زيد مناة بن تميم وكان أيضا من الشيعة
* وأبو عبد الله الجدلي واسمه عبدة بن عبد بن عبد الله بن أبي يعمر بن حبيب
ابن عائذ بن مالك بن وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان واسمه الحارث
ابن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر وسمى عدوان لأنه عدا على أخيه فهم بن
عمرو فقتله وأم عدوان وفهم جديلة بنت مر بن أد بن طابخة أخت تميم بن مر
فنسبوا إليها وكان أبو عبد الله الجدلي من شيعة علي عليه السلام وقائد الثمانمائة
الذين وجههم المختار إلى محمد بن الحنفية لمنعه من ابن الزبير حين أراد قتله
* وأبو المتوكل الناجي واسمه علي بن دواد * وأبو الصديق الناجي واسمه بكر
ابن عمرو ثقة * وذر بن عبد الله بن زرارة بن معاوية بن عميرة بن منبه بن غالب
ابن وقش بن قاسم بن مرهبة من همدان وكان ذر من المقدمين في القصص وكان
من أهل الارجاء وكان من القراء الذين خرجوا مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث
على الحجاج قال ابن سعد أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا أبو إسرائيل عن
الحكم قال سمعت ذرا في الجماجم يقول هل هي إلا برد حديدة بيد كافر مفتون
* وطلحة بن عبد الله بن خلف بن أسد من بنى مليح بن عمرو بن ربيعة من خزاعة
قتل أبوه عبد الله بن خلف يوم الجمل مع عائشة وطلحة هذا هو الذي يقال له طلحة
الطلحات كان أجود العرب في زمانه وأمه صفية ابنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة
ابن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأم أبيه حمينة ابنة أبى طلحة بن
عبد العزى وسمى طلحة الطلحات بولادة طلحة وأبى طلحة إياه * وسالم بن أبي
حفصة وكان سالم يكنى أبا يونس وكان يتشيع تشيعا شديدا فلما كانت دولة
بني هاشم حج داود بن علي تلك السنة بالناس وهى سنة 132 وحج سالم بن أبي حفصة
تلك السنة فدخل مكة وهو يلبى يقول لبيك اللهم لبيك مهلك بنى أمية لبيك وكان
رجلا مهجرا فسمعه داود بن علي فقال من هذا قالوا سالم بن أبي حفصة وأخبر
بأمره ورأيه قال ابن سعد أخبرنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان عن سالم بن أبي
حفصة قال كان الشعبي إذا رآني قال:
150

يا شرطة الله قعي وطيري * كما تطير حبة الشعير
* والخليل بن أحمد صاحب العروش الفراهيدي من العتيك عن هشام بن
محمد حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال حدثني قريش بن أنس
قال سمعت الخليل بن أحمد صاحب النحو قال إذا نسخ الكتاب ثلاث مرار
تحول بالفارسية قال أبو يعقوب يعنى يكثر سقطه
(ذكر من روى عنها العلم منهن ممن أدرك أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم من قريش)
* منهن فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام روت عن أبيه أحاديث
منها ما حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا ابن أبي نعم
يعنى الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم قال حدثتني فاطمة بنت على قالت قال أبى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله عز وجل
بكل عضو منها عضوا منه من النار * ومنهن أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب
عليه السلام * ومنهن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب روت عن أبيها
وعن غيره أحاديث منها ما حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال حدثنا صالح بن موسى
الطلحي عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن علي عليه
السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال اللهم افتح لي
أبواب رحمتك وإذا خرج منه قال اللهم افتح لي أبواب رزقك * ومنهم أم كلثوم
ابنة الزبير ابن العوام روى عنها ما حدثني العباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال
حدثنا الأوزاعي عن أم كلثوم بنت أسماء بنت أبي بكر الصديق عن عائشة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت فجاء علي بن أبي
طالب عليه السلام فدخل فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى قام إلى
جانبه يصلى قال فجاءت عقرب حتى انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تركته
وأقبلت إلى علي فلما رأى ذلك على ضربها بنعله فلم ير رسول الله صلى الله
تعالى عليه وسلم بقتله إياها بأسا * ومنهن أم حميد بنت عبد الرحمن روى عنها
151

ما حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن جريج قال حدثنا
عبد الملك بن عبد الرحمن عن أمه أم حميد بنت عبد الرحمن سألت عائشة عن الصلاة
الوسطى قالت كنا نقرأ في الحرف الأول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين:
حدثني عباس بن محمد قال حدثنا حجاج قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني
عبد الملك بن عبد الرحمن عن أمه أم حميد بنت عبد الرحمن أنها سألت عائشة
عن قوله تعالى الصلاة الوسطى فقالت كنا نقرأها على الحرف الأول على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة
العصر وقوموا لله قانتين * ومنهن آمنة روى عنها من ذلك ما حدثنا الربيع قال
حدثنا أسد قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن آمنة أنها سألت عائشة عن
هذه الآية " إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله "، " ومن يعمل
سوءا يجز به " فقالت ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال يا عائشة هذه متابعة الله العبد بما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة حتى
البضاعة يضعها في كفه يفقدها فيروع لها فيجدها في ضبنه حتى إن المؤمن ليخرج
من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير
(يتلوه الأسماء والكنى من التاريخ)
* فمنهم أبو بكر اختلف في اسمه فالذي عليه معظم أهل العلم أن اسمه عبد الله
ابن أبي قحافة وقال بعضهم بل اسمه عتيق وأبو قحافة فلا اختلاف في اسمه أنه
عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة * وأبو عبيدة واسمه عامر بن
عبد الله بن الجراح * وأبو الأرقم واسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله المخزومي
* وأبو مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب اسمه كناز بن الحصين وقيل كناز
ابن الحصين * وأبو موسى الأشعري اسمه عبد الله بن قيس حليف أبى أحيحة
سعيد بن العاص * وأبو محذورة المؤذن اسمه أوس بن معير وقيل سمرة بن
عمير وقال ابن معين هو سمرة بن معين * وأبو العاص بن الربيع ختن رسول الله
152

صلى الله عليه وسلم على ابنته زينب اسمه مقسم * وأبو ذر ويختلف في اسمه
فعامة أهل الأنساب يقولون هو جندب بن جنادة وقال أو معشر نجيح هو برير
ابن جندب * وأبو أمامة صدى بن عجلان الباهلي * وأبو بكرة نفيع بن مسروح
وقيل اسمه مسروح * وأبو ليلى بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح * وأبو بردة
ابن نيار أصله من قضاعة وهو حليف لبنى حارثة من الأوس * وأبو الدرداء
عويمر بن زيد من بنى الحارث بن الخروج * وأبو عمرة بشير بن عمرو بن محصن
أبو عبد الرحمن بن أبي عمرة * وأبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب *
وأبو قتادة اختلف في اسمه فقال ابن إسحاق هو الحارث بن ربعي وقال بعضهم
هو عمرو بن ربعي وقال الواقدي هو النعمان بن ربعي * وأبو اليسر كعب بن
عمرو * وأبو هريرة قال هشام اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى وقال
الواقدي هو عبد شمس فسمى في الاسلام عبد الله وقال آخرون اسمه عبد نهم وقيل
سكين وقيل عبد غنم * وأبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة * وأبو حدرد
الأسلمي سلامة بن عمير بن أبي سلامة وقال بعضهم عبد بن عمير * وأبو سعيد الخدري
سعد بن مالك بن سنان * وأبو برزة الأسلمي قال هشام هو نضلة بن عبد الله
وقال بعضهم هو نضلة بن عبيد بن الحارث وقال الواقدي هو عبد الله بن نضلة
* وأبو زيد الأنصاري ثابت بن زيد بن قيس من بنى الحارث بن الخزرج وهو
أحد الستة الذين جمعوا القرآن * وأبو وداعة الحارث بن ضبيرة بن سعيد أبو المطلب
ابن أبي وداعة السهمي * وأبو لينة عبد الله بن أبي كرب من بنى معاوية الأكرمين
* وأبو سبرة يزيد بن مالك بن عبد الله بن جعفي وهو جد خيثمة بن عبد الرحمن
صاحب الأعمش * وأبو الحمراء هلال بن الحارث * وأبو جحيفة وهب
السوائي * وأبو جمعة حبيب بن سباع * وأبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان
* وأبو عياش الزرقي زيد بن الصامت وأبو مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو
* وأبو لبابة رفاعة بن عبد المنذر * وأبو حميد الساعدي عبد الرحمن بن سعد *
153

وأبو أمامة الأنصاري أسعد بن زرارة * وأبو دجانة سماك بن خرشة *
وأبو الهيثم بن التيهان مالك بن التيهان
(ذكر أسماء من شهر بالكنية من النساء اللاتي بايعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأدركنه)
منهم أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة اسمها هند بنت سهيل بن المغيرة زوجة
رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب
اسمها فاختة في قول الرواة والمحدثين وأما هشام بن محمد الكلبي فإنه كان يقول
فيما ذكر اسمها هند * وأم حبيبة بنت أبي سفيان اسمها رملة * وأم شريك
واسمها غزية بنت جابر بن حكيم * وأم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأم الفضل وهى لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن وهى زوجة
العباس بن عبد المطلب * وأم معبد واسمها عاتكة بنت خالد بن خليف بن
خزاعة وهى التي روى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها فضافته ونعتته لزوجها
* وأم الدرداء الكبرى خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي * وأم بشر بن البراء
ابن معرور خليدة بنت قيس بن ثابت * أم الحكم بن الزبير بن عبد المطلب بن
هاشم * أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
(ذكر كنى ممن شهر باسمه دون كنيته ممن عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان يكنى أبا الحسن بابنه الحسن
عليه السلام * وطلحة بن عبيد الله يكنى أبا محمد بابنه محمد * والزبير بن العوام يكنى
أبا عبد الله بابنه عبد الله * وسعد بن أبي وقاص يكنى أبا إسحاق بابنه إسحاق * وسعد
ابن زيد يكنى أبا الأعور * وعبد الله بن العباس يكنى أبا العباس بابنه العباس *
وعبيد الله بن العباس أخوه وكان يكنى أبا محمد بابنه محمد * والفضل بن العباس يكنى
أبا محمد بابنه محمد * والحسين بن علي عليه السلام يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله وقتل
عبد الله بن الحسين مع أبيه الحسين عليه السلام * وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب
يكنى بابنه جعفر الأكبر * وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب يكنى أبا أروى بابنته
154

أروى * وعقيل بن أبي طالب يكنى أبا يزيد بابنه يزيد * وزيد الحب بن حارثة يكنى
أبا أسامة بابنه أسامة * وأسامة الحب بن زيد بن حارثة يكنى أبا محمد بابنه محمد *
وعمار بن ياسر أبو اليقظان * وعبد الله بن مسعود يكنى أبا عبد الرحمن بابنه
عبد الرحمن * والمقداد بن الأسود من بهراء ويكنى أبا معبد * وخباب بن الأرت
ابن جندلة من سعد بن زيد مناة بن تميم يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله * وحاطب
ابن أبي بلتعة من لخم وهو من حلفاء الزبير بن العوام يكنى أبا محمد في قول الواقدي
وفى قول يحيى أبا يحيى * والأرقم بن أبي الأرقم من بنى مخزوم يكنى أبا عبد الله
وأما أبو الأرقم فإن اسمه عبد مناف * وأبى بن كعب يكنى أبا المنذر * وعبد الله
ابن زيد بن عبد ربه وهو الذي أرى الاذان يكنى أبا محمد بابنه محمد * ورفاعة بن
رافع بن مالك يكنى أبا معاذ بابنه معاذ * وسعد بن عبادة بن دليم يكنى أبا ثابت *
وبريدة بن الحصبب بن عبد الله يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله: حدثنا العباس قال
سمعت يحيى يقول بريدة الأسلمي أبو سهل * بلال بن رباح المؤذن يكنى أبا عبد الله *
ثابت بن الضحاك أبو زيد * عثمان بن حنيف يكنى أبا عبد الله * حسان بن ثابت
يكنى أبا الوليد * جابر بن عبد الله بن حرام يكنى أبا عبد الله * كعب بن مالك الشاعر
يكنى أبا عبد الله * جبير بن مطعم يكنى أبا محمد بابنه محمد * عبد الرحمن بن أبي بكر
يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله * خالد بن الوليد بن المغيرة يكنى أبا سليمان بابنه
سليمان * عمرو بن العاص يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله * واثلة بن الأسقع يكنى
أبا قرصافة وقيل إن كنيته أبو الأسقع وأن أبا قرصافة جندرة بن خيشنة * معقل
ابن يسار يكنى أبا عبد الله وهو صاحب نهر معقل بالبصرة * قرة بن إياس
أبو معاوية * صفوان بن المعطل يكنى أبا عمرو * العرباض بن سارية أبو نجيح *
المغيرة بن شعبة يكنى أبا عبد الله * عمران بن حصين يكنى أبا نجيد * سليمان بن صرد
يكنى أبا مطرف وكان اسمه يسار فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم
سليمان * سلمة بن الأكوع يكنى أبا إياس بابنه إياس وقال يحيى يكنى أبا مسلم
* وعبد الله بن أبي أوفى يكنى أبا معاوية * وعبد الله بن أبي حدرد يكنى أبا محمد
155

* وعقبة بن عامر الجهني يكنى أبا عمرو في قول الواقدي: حدثنا العباس عن يحيى
قال يكنى أبا حماد وفى موضع آخر انه كان يكنى أبا أسد * زيد بن خالد الجهني
يكنى أبا طلحة * معبد بن خالد أبو روعة الجهني * البراء بن عازب يكنى
أبا عمارة * أسيد بن ظهير يكنى أبا ثابت * ثابت بن وديعة يكنى أبا سعد *
وخزيمة بن ثابت يكنى أبا عمارة * زيد بن ثابت يكنى أبا سعيد بابنه سعيد *
وعمرو بن حزم يكنى أبا الضحاك * شداد بن أوس بن ثابت يكنى أبا يعلى بابنه يعلى
* معاذ بن الحارث من بنى النجار من الأنصار وهو الذي يقال له القارئ يكنى
أبا الحارث * أنس بن مالك يكنى أبا حمزة * زيد بن أرقم يكنى أبا سعد في قول
الواقدي وفى قول غيره أبا نيسة * والنعمان بن بشير يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله
* وسعد بن عبادة أبو ثابت في قول يحيى * وقيس بن سعد بن عبادة يكنى أبا
عبد الملك * سهل بن سعد الساعدي يكنى أبا العباس بابنه العباس * عبد الله بن
سلام يكنى أبا يوسف وكان اسمه الحصين فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه
وسلم عبد الله * وعبد الله بن الزبير بن العوام يكنى أبا بكر بابنه بكر وقيل يكنى
أبا خبيب * المسور بن مخرمة يكنى أبا عبد الرحمن بابنه عبد الرحمن * عمر بن أبي
سلمة بن عبد الأسد يكنى أبا حفص * عمرو بن حريث يكنى أبا سعيد *
حاطب ابن أبي بلتعة يكنى أبا عبد الرحمن * محمد بن حاطب يكنى أبا إبراهيم
* معاوية بن أبي سفيان يكنى أبا عبد الرحمن * الوليد بن عقبة بن أبي معيط
يكنى أبا وهب * مخرمة بن نوفل أبو صفوان بابنه صفوان * قبيصة بن المخارق
يكنى أبا بشر * جابر بن سمرة بن جنادة يكنى أبا عبد الله * عدى بن حاتم
الجواد الطائي يكنى أبا طريف * الأشعث بن قيس يكنى أبا محمد بابنه محمد *
تميم الداري وهو تميم بن أوس بن خارجة يكنى أبا رقية * وعمرو بن معديكرب
يكنى أبا ثور * وهانئ بن يزيد أبو شريح بن هانئ يكنى أبا شريح وكانت
كنيته فيما ذكر في الجاهلية أبا الحكم لأنه كان حكما بين قومه فلما أسلم كناه النبي
صلى الله عليه وسلم أبا شريح * جرير بن عبد الله البجلي قال الواقدي كنيته
أبو عبد الله والذي عندنا أن كنيته أبو عمر وينشد من قبله
156

أنا جرير كنيتي أبو عمر * أضرب بالسيف وسعد في القصر
وفيروز الديلمي يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله وبعض الرواة يقول فيه حدثني
الديلمي الحميري وإنما قيل ذلك لنزوله في حمير وهو من أبناء الفرس الذي
وجههم كسرى إلى اليمن لحرب الحبشة بها * وسفينة مولى أم سلمة يكنى فيما
حدثنا العباس عن يحيى أبا عبد الرحمن * وأهبان بن صيفي كنيته في قوله
أبو مسلم * والمقدام بن معديكرب يكنى أبا كريمة * ويعللى بن مرة قال يحيى
يكنى أبا المرازم فقال الواقدي أبو المرازم كنيته يعلى بن أمية. ولبيد بن ربيعة
الشاعر يكنى أبا عقيل * وقرظة بن كعب يكنى أبا عمر * وحويطب بن عبد العزى
ابن أبي قيس يكنى أبا حمد * ومالك بن الحويرث الليثي يكنى أبا سليمان * وحذيفة
ابن اليمان يكنى أبا عبد الله
(ذكر أسماء من عرف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمولاه أو بأخيه أبلقبه أو بجده دون أبيه الأدنى)
* منهم سالم بن معقل الذي يقال له سالم مولى أبى حذيفة فإنه يعرف بمولى
أبى حذيفة وهو مولى لامرأة من الأوس يقال لها ثبيتة بنت يعار كانت تحت
أبى حذيفة بن عتبة فأعتقت سالما سائبة فوالى سالم أبا حذيفة فتبناه أبو حذيفة
والمقداد بن الأسود وهو المقداد بن عمرو بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
ولكنه كان حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري في الجاهلية فتبناه وكان يقال له
المقداد بن الأسود فلما نزلت " ادعوهم لآبائهم " ألحق بأبيه عمرو وذو الشمالين
وقد يقال له ذو اليدين لأنه كان فيما ذكر أضبط يعمل بيديه جميعا وأن اسمه عمير
ابن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان من خزاعة وقتل يوم بدر شهيدا
مع من قتل من المسلمين وأما الآخر منهما فان اسمه الخر باق عاش بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم زمانا وروى عن رسول الله أحاديث. وسهيل بن بيضاء يعرف
بالنسبة إلى البيضاء والبيضاء أمه وهى دعد بنت جحدم بن عمرو وإنما هو سهيل
ابن وهب بن ربيعة بن هلال من بنى الحارث بن فهر وأخوه صفوان بن بيضاء
157

وحذيفة بن اليمان نسب إلى جد أبى جده وإنما هو حذيفة بن حسيل بن جابر
ابن ربيعة بن عمرو بن جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس ابن بغيض وجروة
ابن الحارث هو اليمان الذي ولده حذيفة وقيل لجروة اليمان لأنه كان أصاب في
قومه دما فهرب فلحق بالمدينة فحالف بنى عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لمحالفته
اليمانية * ويعلى بن سيابة وسيابة أمه وأبو مرة وهو يعلى بن مرة * ويعلى بن
منية ومنية أمه وأبوه أمية وهو يعلى بن أمية * ونابغة بن جعدة الشاعر عرف
بلقبه واسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة * والأشعث بن
قيس بن معديكرب والأشعث لقب عرف به واسمه الذي هو اسمه معديكرب
ولكنه قيل له أشعث لأنه كان أبدا فيما ذكر أشعث الرأس فلقب به * وتميم
الداري يعرف بالنسب إلى الدار بن هانئ وهم من لخم وهو تميم بن أوس بن
خارجة الداري * والهلب بن يزيد الطائي عرف بلقبه واسمه سلامة وهو أبو قبيصة
ابن هلب وإنما قيل له هلب لأنه كان أقرع فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأسلم ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح يده على رأسه فنبت
شعر رأسه فسمى هلبا بهلب شعره
(ذكر أسماء من شهر بالكنية من التابعين)
* منهم أبو أمامة بن سهل بن حنيف اسمه أسعد ذكر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو الذي سماه بذلك وكناه بكنيته وذلك أن أم أبى أمامة حبيبة بنت أبي
أمامة أسعد بن زرارة بن عدس نقيب بنى النجار فلما ولدت حبيبة أبا أمامة
ابن سهل سمى باسم أبيها وكنى بكنيته * وأبو سعيد المقبري وهو أبو سعيد بن أبي
سعيد المقبري اسمه كيسان مولى لبنى جندع من بنى ليث بن بكر * وأبو جعفر
القارئ واسمه يزيد بن القعقاع مولى ابن عياش * وأبو ميمونة مولى أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان قارئ أهل المدينة في زمانه وعليه قرأ نافع
ابن أبي نعيم * وأبو صالح السمان وهو الزيات مولى غطفان ويقال جويرية امرأة منم
قيس وهو أبو سهيل اسمه ذكوان * وأبو صالح باذام مولى أم هانئ بنت أبي طالب
158

وهو الذي روى عنه الكلبي وإسماعيل بن أبي خالد * وأبو صالح سميع روى
عن ابن عباس * وأبو صالح مولى السفاح اسمه عبيد روى عنه بسر بن سعيد
* وأبو صالح الحنفي اسمه عبد الرحمن بن قيس أخو طليق بن قيس الحنفي وقال
يحيى اسمه ماهان * وأبو صالح الغفاري * وأبو صالح ميسرة * وأبو صالح
الذي روى عنه أهل فلسطين رديح * وأبو صالح الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير
قيلوه * وأبو صالح الذي روى عنه التيمي وخالد الحذاء ميزان * وأبو صالح
مولى عثمان بن عفان اسمه بركان * وأبو وائل اسمه شقيق بن سلمة الأسدي *
وأبو عمرو الشيباني اسمه سعد بن إياس * وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن
حبيب * وأبو فاختة سعيد بن علاقة * وأبو الشعثاء المحاربي اسمه سليم بن الأسود
* وأبو عبد الله الجدلي اسمه عبدة بن عبد بن عبد الله * وأبو بردة بن أبي موسى
اسمه عامر بن عبد الله بن قيس * وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل *
وأبو الأسود الديلي اسمه ظالم بن عمرو * وأبو العالية الرياحي اسمه رفيع *
وأبو أمية مولى عمر بن الخطاب اسمه عبد الرحمن وهو جد مبارك بن فضالة بن أبي
أمية * وأبو رجاء العطاردي اسمه عمران بن تيم وقال بعضهم عمران بن ملحان
* وأبو المتوكل الناجي اسمه علي بن دواد * وأبو الصديق الناجي اسمه بكر بن عمرو
* وأبو الزنباع اسمه صدقة بن صالح * وذكر عن العلائي عن يحيى بن معين أنه قال
أبو أيوب العتكي اسمه يحيى بن المنذر * أبو العالية البراء اسمه زياد بن فيروز
* أبو عمران الجوني اسمه عبد الملك بن حبيب الأزدي * أبو مسلم الخولاني
اسمه عبد الله بن ثوب * أبو الزاهرية الحضرمي اسمه حدير بن كريب
وقيل إنه حميري * أبو جعفر المدائني اسمه عبد الله بن المسور بن محمد بن جعفر بن أبي
طالب * أبو حازم الذي روى عنه إسماعيل بن أبي خالد نبتل * أبو الحويرث
عبد الرحمن بن معاوية * أبو حازم الأشجعي سلمان * أبو الشعثاء جابر بن زيد *
وأبو الشعثاء الذي يروى عنه حميد الطويل مولى عمر بن عبد العزيز فيروز *
أبو جمرة صاحب ابن عباس عمران بن عطاء * أبو جعفر البجلي الذي حدث عنه
159

معتمر بن سليمان هو موسى بن المسيب * أبو بلج يحيى بن سليم وقيل يحيى بن أبي
سليم وقيل يحيى بن أبي الأسود * أبو العذافر داود بن دينار * ذكر عن ابن
المثنى أنه قال اسم أبى ليلى أبى عبد الرحمن بن أبي ليلى داود * أبو أيوب الذي حدث
عنه قتادة يحيى بن أيوب * أبو خبطة الذي روى عنه مالك بن مغول حكيم الحذاء
* أبو سفيان صاحب جابر طلحة بن نافع * أبو سفيان الذي حدث عنه
أبو معاوية وحفص بن غياث طريف السعدي * أبو حيان الأشجعي اسمه منذر
* أبو حذيفة سلمة بن صهيب هو الذي يروى عنه علي بن الأقمر * أبو بسطام
الذي روى عنه الفزاري يحيى بن عبد الرحمن التميمي * أبو مريم عبد الغفار بن
القاسم * أبو المعلى العطار اسمه يحيى بن ميمون * أبو بكر الهذيلي سلمى بن
عبد الله بن سلمى * أبو بكار الحكم بن فروخ الغزال * التياح يزيد بن
حميد * أبو هلال الراسبي محمد بن سليم * أبو المعلى زيد بن مرة * أبو حمزة
السكري محمد بن ميمون * أبو إسحاق الصائغ هو إبراهيم بن ميمون * أبو سنان
الرازي سعيد بن سنان * أبو سلام الحنفي عبد الملك بن سلام المدائني *
أبو الأزهر الشأمى فروة بن المغيرة * أبو حمزة الذي حدث عنه الأعمش سعد
ابن عبيدة * أبو كثير الزبيدي عبد الله بن مالك * أبو هلال الطائي يحيى بن
حيان * أبو خالد الوالبي هرمز * أبو معاوية البجلي عمار الدهني * أبو المعتمر
يزيد بن طهمان * أبو الهياج الذي روى عنه الشعبي وسعيد بن جبير عمرو بن مالك
الأزدي * أبو مريم الأسدي الذي روى عنه أشعث بن أبي الشعثاء اسمه
عبد الله بن زياد * أبو إدريس الذي يروى عن المسيب بن نجبة اسمه سواد
* أبو الهيثم صاحب القصب اسمه عمار
(ذكر من انتهت إلينا كنيته ممن شهر بالاسم دون الكنية من التابعين)
* عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كان يكنى أبا محمد * محمد بن ربيعة بن الحارث
ابن عبد المطلب يكنى أبا حمزة بابنه حمزة * عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث
ابن عبد المطلب يكنى أبا محمد وهو الملقب ببة * مروان بن الحكم يكنى أبا عبد الملك
160

محمد بن طلحة بن عبيد الله يكنى أبا سليمان بابنه سليمان * عبد الله بن عتبة بن مسعود
يكنى أبا عبد الرحمن * محمد بن الأشعث بن قيس يكنى أبا القاسم * عمارة بن
خزيمة بن ثابت يكنى أبا محمد * محمد بن أبي بن كعب يكنى أبا معاذ * سعيد بن
المسيب أبو محمد * الهلب بن أبي صفرة يكنى أبا سعيد * زرارة بن أو في الحرشي
يكنى أبا حاجب * يزيد بن عبد الله بن الشخير يكنى أبا العلاء * جارية بن قدامة
السعدي سعد تميم يكنى أبا أيوب * الحسن بن أبي الحسن البصري واسم
أبى الحسن يسار يكنى أبا سعيد * جابر بن زيد أبو الشعثاء الأزدي * عقبة بن
عبد الغافر يكنى أبا نهار الأزدي * قتادة بن دعامة السدوسي يكنى أبا الخطاب
* ثابت البناني يكنى أبا محمد وهو ثابت بن أسلم * كعب بن ماتع وهو
كعب الأحبار يكنى أبا إسحاق من حمير * عطاء بن يسار مولى ميمونة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم يكنى أبا محمد * قبيصة بن ذؤيب يكنى أبا إسحاق وقيل أبو سعيد
* عروة بن الزبير يكنى أبا عبد الله * وأخوه لأبيه وأمه المنذر بن الزبير يكنى
أبا عثمان * مصعب بن الزبير يكنى أبا عبد الله * محمد بن جبير بن مطعم يكنى
أبا سعيد * عبد الملك بن مروان يكنى أبا الوليد * عبد العزيز بن مروان يكنى
أبا الأصبغ * إياس بن سلمة بن الأكوع يكنى أبا سلمة * رفاعة بن رافع بن
خديج يكنى أبا خديج * عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال الواقدي يكنى أبا محمد
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة يكنى أبا حفص * حمزة بن أبي أسيد الساعدي
يكنى أبا ملك * المنذر بن أبي أسيد الساعدي يكنى أبا سعيد * سعيد بن يسار
أبو الحباب مولى الحسن بن علي عليه السلام * سلمان الأغرأ وعبد الله * عكرمة
مولى ابن عباس يكنى أبا عبد الله * شعبة مولى عبد الله بن عباس يكنى أبا عبد الله *
مقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وينسب ولاؤه
إلى ابن عباس للزومه كان إياه يكنى أبا القاسم * ونبهان؟ لي أم سلمة يكنى
أبا يحيى * وناعم بن أجيل مولى أم سلمة يكنى أبا قدامة * وسويد بن غفلة
أبو أمية * وعبد الرحمن بن أبي ليلى يكنى أبا عيسى * وزر بن حبيش يكنى أبا مريم
161

* وشريح القاضي وهو شريح بن الحارث بن قيس يكنى أبا أمية * والربيع بن
خثيم أبو يزيد * وصلة بن زفر العبدي أبو العلاء * وشبث بن ربعي يكنى
أبا عبد القدوس * وعبد خير بن يزيد الخيواني يكنى أبا عمارة * وعطاء بن أبي
رباح يكنى أبا محمد * ورجاء بن حياة يكنى أبا نصر * وميمون بن مهران
يكنى أبا أيوب * ومشرح بن عاهان أبو مصعب * ووهب بن منبه يكنى أبا عبد الله
* وأخوه همام بن منبه يكنى أبا عتبة * ومعقل بن منبه أخوهما يكنى أبا عقيل
* وعلي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب يكنى أبا محمد بابنه محمد * والحسن
ابن محمد بن الحنفية يكنى أبا محمد * ونافع مولى ابن عمر يكنى أبا عبد الله * والضحاك
ابن مزاحم يكنى أبا القاسم * ونوف البكالي نوف بن فضالة يكنى أبا بزيد وقيل
أبا الرشيد * وسعيد بن أبي عروبة يكنى أبا النضر واسم أبى عروبة مهران *
وإسماعيل بن إبراهيم بن علية يكنى أبا بشر * والمعتمر بن سليمان التيمي يكنى
أبا محمد * ومعاذ بن معاذ يكنى أبا المثنى * وهوذة بن خليفة يكنى أبا الأشهب
* وعباد بن صهيب الكليبي يكنى أبا بكر * ومسدد بن مسرهد يكنى
أبا الحسن * وعمرو بن مرة أبو عبد الله * وعمرو بن دينار أبو محمد الأثرم
مولى باذام أو باذان عامل كسرى على اليمن * وسليمان بن أرقم أبو معاذ ويزيد
ابن أبي زياد يكنى أبا عبد الله * أبو إسحاق السبيعي في قول يحيى هو عمرو وأبوه
أبو عمرو * والمعرور بن سويد أبو أمية * وقيس بن أبي حازم أبو عبد الله * وسيار
ابن أبي سيار الذي روى عن قيس بن أبي حازم يكنى أبا حمزة، وعبيد الله بن الأخنس
يكنى أبا مالك، وحبيب بن أبي ثابت يكنى أبا يحيى، ويزيد بن كيسان أبو منير،
وجبلة بن سحيم أبو سويرة * وإسماعيل بن أبي خالد أبو عبد الله * ويزيد الفقير
أبو عثمان، والوليد بن مسلم الذي حدث عنه خالد الحذاء أبو بشر، وداود بن أبي هند
أبو بكر * وجعفر بن ميمون أبو العوام، عاصم الجحدري أبو المجشر، وإياس
ابن معاوية أبو واثلة، وأبو القموص زيد بن علي، وعمرو بن شعيب يكنى أبا إبراهيم
* وعطاء بن السائب يكنى أبا زيد، وهارون بن عنترة أبو عمرو، ومسعر أبو سلمة،
162

والأسود بن قيس أبو قيس * وحفص بن غياث أبو عمر، وعمران بن عيينة أبو محمد،
والنضر بن أبي مريم أبو لبيد كوفي وأبوه مريم اسمه طهمان، وعبيد بن نضيلة
أبو معاوية * وداود بن أبي هند يكنى أبا بكر واسم أبيه أبى هند دينار، وعاصم بن
سليمان الأحول يكنى أبا عبد الرحمن مولى لبنى تميم، والنهاس بن قهم يكنى أبا الخطاب،
وحياة بن شريح يكنى أبا يزيد التجيبي، وثور بن يزيد يكنى أبا خالد، والليث بن
سعد يكنى أبا الحارث، ورشدين بن سعد يكنى أبا الحجاج، وعيسى بن يونس
ابن أبي إسحاق السبيعي يكنى أبا عمرو، ومحمد بن يوسف الفريابي يكنى أبا عبد الله،
وآدم بن أبي إياس يكنى أبا الحسن، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روادويكنى
أبا عبد الحميد، وسفيان بي عيينة يكنى أبا محمد، والفضيل بن عياض يكنى أبا على،
وعبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة يكنى أبا جعفر، وحسين بن
زيد بن علي بن حسين بن علي ابن أبي طالب يكنى أبا عبد الله، وهلال بن خباب
يكنى أبا العلاء، والحسن بن قتيبة أبو علي، وعباد بن عباد المهلبي يكنى أبا معاوية،
وفرج بن فضالة يكنى أبا فضالة، وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني يكنى
أبا إبراهيم، ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة يكنى أبا عبد الله، وعلي بن الجعد
يكنى أبا الحسن، وسريج بن النعمان صاحب اللؤلؤ أبا الحسين، وبشر بن الحارث
العابد يكنى أبا نصر، والهيثم بن خارجة يكنى أبا أحمد، ويحيى بن يوسف الزمي
يكنى أبا زكرياء، وخلف بن هشام يكنى أبا محمد، وسليمان بن مهران الأعمش
يكنى أبا محمد، وإسماعيل بن أبي خالد يكنى أبا عبد الله، ومجالد بن سعيد يكنى أبا عثمان،
وليث بن أبي سليم يكنى أبا بكر
(ذكر كنى من شهر بالاسم من الخالفين دون الكنية)
* منهم عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم يكنى أبا حفص، حمزة بن عبد الله
ابن الزبير يكنى أبا عمارة بابنه عمارة، عامر بن عبد الله بن الزبير يكنى أبا الحارث،
محمد بن كعب القرظي يكنى أبا حمزة، يعقوب بن أبي سلمة مولى آل المنكدر من
تيم بن مرة يكنى أبا يوسف وهو الماجشون وبه سمى أخوه وولده الماجشون
163

واسم أبى سلمة أبيه دينار * ومحمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب يكنى
أبا بكر، وأخوه عبد الله بن مسلم يكنى أبا محمد، ومحمد بن المنكدر يكنى أبا عبد الله
* وإسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص يكنى أبا محمد * وعبد الله بن عروة بن
الزبير بن العوام يكنى أبا بكر * ويحيى بن عروة بن الزبير يكنى أبا عروة * وهشام
ابن عروة بن الزبير يكنى أبا المنذر * وعبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي
طالب عليه السلام يكنى أبا محمد * وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب
يكنى أبا محمد * وعباية بن رفاعة بن رافع بن خديج يكنى أبا رفاعة * وبكير بن عبد الله
ابن الأشج مولى المسور بن مخرمة يكنى أبا عبد الله * وأخوه يعقوب بن عبد الله
ابن الأشج يكنى أبا يوسف * ووهب بن كيسان يكنى أبا نعيم مولى عبد الله بن
الزبير، وزيد بن أسلم يكنى أبا أسامة * وأخوه خالد بن أسلم يكنى أبا تور * وداود
ابن الحصين مولى عمرو بن عثمان بن عفان يكنى أبا سليمان، وربيعة بن أبي عبد الرحمن
واسم أبيه أبى عبد الرحمن فروخ كنية ربيعة أبو عثمان، وصفوان بن سليم يكنى
أبا عبد الله، وصالح بن كيسان يكنى أبا محمد، ومحمد بن أبي حرملة يكنى أبا عبد الله
مولى لبنى عامر بن لؤي * ويحيى بن سعيد الأنصاري يكنى أبا يزيد * وموسى بن
عقبة يكنى أبا محمد، وأسيد بن أبي أسيد مولى أبى قتادة الأنصاري ويكنى أبا إبراهيم
* وصالح بن محمد بن زائدة الليثي من أنفسهم يكنى أبا واقد، وعبد الرحمن بن حرملة
الأسلمي يكنى أبا حرملة، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة يكنى أبا سليمان وقيل
إن أبا فروة هذا اسمه أسود بن عمرو، وأخوه عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة
يكنى أبا عبد الله * وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب
المخزومي يكنى أبا عثمان واسم أبيه أبى عمر وميسرة * والمهاجر بن يزيد مولى أبى
ذئب العامري يكنى أبا عبد الله * وبكير ابن مسمار يكنى أبا محمد * وعبد الله بن
يزيد بن قنطش الهذلي يكنى أبا يزيد روى عن أنس بن مالك وابن المسيب
آخر المختارات من كتاب ذيل المذيل والحمد لله رب العالمين
وصلواته على رسوله سيدنا محمد وآله
164