الكتاب: معجم البلدان
المؤلف: الحموي
الجزء: ١
الوفاة: ٦٢٦
المجموعة: الأنساب ومعاجم مختلفة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٣٩٩ - ١٩٧٩ م
المطبعة:
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

معجم البلدان
للشيخ الامام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله
الحموي الرومي البغدادي
الجزء الأول
دار إحياء التراث العربي
بيروت - لبنان
3

1399 ه‍ - 1979 م
4

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الاتكال عليه سبحانه، أقدمنا على طبع هذا الكتاب الجليل، " معجم البلدان "
للشيخ الامام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي،
معتمدين على نسخة ليبزيك التي نشرها المستشرق الألماني وستنفليد بعد أن حققها
مقابلا إياها على ثلاث نسخ: نسخة برلين ونسخة باريس ونسخة بطرسبرج.
غير اننا على ثقتنا بهذا العالم المشهور في عالم الاستشراق والتحقيق، لم نر بدا من أن
نعهد بنسخته إلى محققين من أبناء الضاد، معروفين بتدقيقهم وسعة معارفهم، ذاك ليقيننا
بأن كل ابن لغة أو فر علما بمذاهب كلام لغته، ودقائق تعابيرها ومدلولات ألفاظها،
من سواه، أبناه اللغات الأخرى.
وسنصدر الكتاب أجزاء ليسهل اقتناؤه، وسنضيف إليه ذيلا تذكر فيه أسماء
البلدان والا مكنة على الصورة التي هي عليها اليوم من أحوال جغرافية وعلمية وغيرها.
ورجاؤنا أن نحقق أمل المحسنين ظنا بنا في اخراج طبعة منقحة مصححة لهذا الكتاب
الذي يمكننا أن نسميه تكملة " للسان العرب "، فكما أن لسان العرب معجم
لغوي، فمعجم البلدان معجم جغرافي، ولا يخفى أن العلماء والأدباء والمتأدبين لا
يسعهم أن يستغنوا عن كتاب يبين لهم مواقع ما يمر بهم في مطالعاتهم من بلدان ومدن
وقرى وجبال وبحار وأنهار وأودية، وما يجدونه من أسماء من نبغ في كل
موضع من المواضع، إلى ما هنالك بما يحويه هذا الكتاب الجزيل الفوائد، أيدنا الله
بعون منه إنه الكريم المنان.
الناشرون
5

ترجمة المؤلف رحمه الله
هو الشيخ الامام شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي،
ولا يعلم شئ عن تاريخ مولده، وكل ما يعرف عنه أنه أخذ، وهو حدث، أسيرا من
بلاد الروم، وحمل إلى بغداد مع غيره من الأسرى فبيع فيها، فاشتراه تاجر اسمه عسكر
الحموي، فنسب إليه وقيل له ياقوت الحموي.
وكان الذي اشتراه جاهلا بالخط، فوضعه في الكتاب ليتعلم فينتفع به في ضبط اعماله
التجارية، فقرأ ياقوت شيئا من النحو واللغة، ثم احتاج إليه مولاه، فأخذ يشغله بالاسفار
في متاجره، ولم يمض زمن حتى أعتقه وأقصاه عنه. فطفق ياقوت يكسب رزقه بنسخ
الكتب، فاستفاد بالمطالعة علما.
ولم يلبث مولاه عسكر أن عطف عليه، فأعاده وعهد إليه بتجارة سافر بها، ولما عاد
وجد مولاه قد مات، فأخذ من تركته ما يمكنه من الاتجار.
ثم سافر إلى حلب، وجعل يتنقل من بلد إلى آخر، حتى استقر في خوارزم، فمكث
فيها إلى أن أغار عليها جنكيز خان سلطان المغول سنة 616 ه‍ (1219 م)، فانهزم ياقوت
إلى الموصل لا يحمل شيئا من ماله، ثم سار إلى جلب وأقام في ظاهرها إلى أن مات سنة
626 ه‍ (1228 م).
وقد استفاد برحلاته الكثيرة فوائد جغرافية عديدة سنت له تأليف هذا الكتاب الذي
لا يعد معجما جغرافيا فقط، وإنما هو أيضا كتاب تاريخ وأدب، ومرجع من أعظم
المراجع التي يمكن الاعتماد عليها.
6

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الأرض مهادا، والجبال أوتادا، وبث من ذلك نشوزا ووهادا، وصحارى
وبلادا، ثم فجر خلال ذلك أنهارا، وأسال أودية، وبحارا، وهدى عباده إلى اتخاذ المساكن، وإحكام
الأبنية والموطن، فشيدوا البنيان، وعمروا البلدان، ونحتوا من الجبال بيوتا، واستنبطوا آبارا
وقلوتا، وجعل حرصهم على تشييد ما شيدوا، وإحكام ما بنوا وعمدوا، عبرة للغافلين، وتبصرة
للغابرين. فقال وهو أصدق القائلين: " أفلم يسيروا في الأرض، فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم.
كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ". أحمده على ما
أعطى وأنعم، وهدى إلى الرشد وألهم، وبين من السداد وأفهم، وصلى الله على خيرته من أنبيائه
والمرسلين، وصفوته من أصفيائه والصالحين، محمد المبعوث بالهدى والدين المبين، المنعوت ب‍ " وما
أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وعلى آله الكرام البررة، والصحابة المنتجبين الخيرة، وسلم تسليما.
أما بعد، فهذا كتاب في أسماء البلدان، والجبال، والأودية، والقيعان، والقرى، والمحال،
والأوطان، والبحار، والأنهار، والغدران، والأصنام، والأبداد، والأوثان. لم أقصد بتأليفه،
وأصمد نفسي لتصنيفه، لهوا ولا لعبا، ولا رغبة حثتني إليه ولا رهبا، ولا حنينا استفزني إلى وطن،
ولا طربا حفزني إلى ذي ود وسكن. ولكن رأيت التصدي له واجبا، والانتداب له مع
القدرة عليه فرضا لازبا، وفقني عليه الكتاب العزيز الكريم، وهداني إليه النبأ العظيم، وهو قوله
عز وجل، حين أراد أن يعرف عباده آياته ومثلاته، ويقيم الحجة عليهم في إنزاله بهم أليم نقماته:
" أفلم يسيروا في الأرض، فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنها لا تعمى
الابصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ". فهذا تقريع لمن سار في بلاده ولم يعتبر، ونظر
إلى القرون الخالية فلم ينزجر، وقال وهو أصدق القائلين: " قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف
كان عاقبة المكذبين " أي انظروا إلى ديارهم كيف درست، وإلى آثارهم وأنوارهم كيف انطمست،
عقوبة لهم على اطراح أوامره، وارتكاب زواجره، إلى غير ذلك من الآيات المحكمة، والأوامر
والزواجر المبرمة.
فالأول توبيخ لسبق النهي عن المعصية شاهرا، والثاني أمر يقتضي الوجوب ظاهرا. فهذا من كتاب
الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يطرق عليه نقص من إنشائه وخلقه، وقد
7

ورد في الأثر عن السادات ممن عبر، قول عيسى بن مريم، عليه السلام: الدنيا محل مثلة، ومنزل
نقلة، فكونوا فيها سياحين، واعتبروا ببقية آثار الأولين.
قال قس بن ساعدة الذي حكم له النبي، صلى الله عليه وآله، أنه يبعث أمة وحده: " أبلغ
العظات، السير في الفلوات، والنظر إلى محل الأموات ". وقد مدح الشعراء الخلفاء والملوك والأمراء
بالسير في البلاد، وركوب الحزون والوهاد. فقال بعضهم يمدح المعتصم:
تناولت أطراف البلاد بقدرة، * كأنك، فيها، تبتغي أثر الخضر
وقد تتعذر أسباب النظر، فيتعين التماس الخبر، فوجب لذلك علينا إعلام المسلمين بما علمناه، إرفادهم
بما أفادناه الله بفضله فأتقناه، إذ كان الافتقار إلى هذا الشأن يشترك فيه كل من ضرب في العلم بسهم،
واختص منه بنصيب أو قسم، أو اتسم منه باسم، أو ارتسم بفن منه أو رسم. وعلى ذلك لم أر من
طب سقيم أسمائها، أو قوي على تمتين ضعيف مقاصدها وأنحائها، فإني رأيت جل نقلة الاخبار، وأعيان
رواة الاشعار والآثار، ممن عني بها دهره، وأنفد فيها عرضه وعمره حسن الاستمرار على الصواب،
والجا حدائق الرشد في كل باب، ضاربا بقداح الفلج في أفانين العلوم والآداب، عند قراءة السنن
والآثار، ورواية الأحاديث والاخبار، لتحصيلهم إياها بالمعاني، واستدلالهم على مغزى أوائل الكلم
بالثواني، لاخذ بعض الكلام بأهداب بعض، ودلالة أواخره على أوائله، وأوائله على أواخره، حتى
يمر بهم ذكر بقعة كانت بها وقعة واقعة، فيختلط لاحتياجه إلى النقل لا العقل، والرواية لا الدراية،
فتراه إما غالطا، أو مغالطا، فيخفض من صوته بعد رفعه، ويتكهم ماضي لسانه بقدعه. ثم قلما
رأيت الكتب المتقنة الخط، المحتاط لها بالضبط والنقط، إلا وأسماء البقاع فيها مهملة أو محرفة، وعن
محجة الصواب منعطفة أو منحرفة، قد أهمله كاتبه جهلا، وصوره على التوهم نقلا.
وكم إمام جليل، ووجه من الأعيان نبيل، وأمير كبير، ووزير خطير، ينسب إلى مكان مجهول،
فتراه عند ترجيم الظنون على كل محتمل محمول، فإن سئل عنه أهل المعارف أخذوا بالنصف الأرذل من
العلم، وهو لا أدري. وبئست الخطة للرجل الفاضل، فإن التمس لذلك مظنة، أعضل، أو أريغ
له مطلب، أعوز وأشكل، لاغفالهم هذا الفن من العلم الخطير مع جلالته، وإعراضهم عن هذا المقصد
الكبير مع فخامته. ومن ذا الذي يستغني من أولي البصائر عن معرفة أسماء الأماكن وتصحيحها،
وضبط أصقاعها وتنقيحها، والناس في الافتقار إلى عملها سواسية، وسر دورانها على الألسن في
المحافل علانية، لان من هذه الأماكن ما هي مواقيت للحجاج والزائرين، ومعالم للصحابة والتابعين،
رضوان الله عليهم أجمعين، ومشاهد للأولياء والصالحين، ومواطن غزوات سرايا سيد المرسلين،
وفتوح الأئمة من الخلفاء الراشدين.
وقد فتحت هذه الأماكن صلحا وعنوة، وأمانا وقوة، ولكل من ذلك حكم في الشريعة، في
قسمة الفئ وأخذ الجزية، وتناول الخراج واجتناء المقاطعات والمصالحات، وإنالة التسويفات والاقطاعات،
8

لا يسع الفقهاء جهلها، ولا يعذر الأئمة والأمراء إذا فاتهم في طريق العلم حزنها وسهلها، لأنها من
لوازم فتيا الدين، وضوابط قواعد الاسلام والمسلمين.
فأما أهل السير والاخبار، والحديث والتواريخ والآثار، فحاجتهم إلى معرفتها أمس من حاجة
الرياض إلى القطار، غب إخلاف الأنواء، والمشفي إلى العافية بعد يأس من الشفاء، لأنه معتمد علمهم
الذي قل أن تخلو منه صفحة، بل وجهة، بل سطر من كتبهم.
وأما أهل الحكمة والتفهيم، والتطبب والتنجيم، فلا تقصر حاجتهم إلى معرفته عمن قدمنا، فالأطباء
لمعرفة أمزجة البلدان وأهوائها، والمنجم للاطلاع على مطالع النجوم وأنوائها، إذ كانوا لا يحكمون على
البلاد إلا بطوالعها، ولا يقضون لها وعليها بدون معرفة أقاليمها ومواضعها، ومن كمال المتطبب أن يتطلع
إلى معرفة مزاجها وهوائها، وصحة أو سقم منبتها ومائها، وصارت حاجتهم إلى ضبطها ضرورية، وكشفهم
عن حقائقها فلسفية، ولذلك صنف كثير من القدماء كتبا سموها جغرافيا، ومعناها صورة الأرض، ألف آخرون كتبا في أمزجة البلدان وأهوائها، نحو جالينوس، وقبله بقراط وغيرهما.
وأما أهل الأدب فناهيك بحاجتهم إليها، لأنها من ضوابط اللغوي ولوازمه، وشواهد النحوي
ودعائمه، ومعتمد الشاعر في تحلية جيد شعره بذكرها، وتزيين عقود لآلئ نظمه بشذرها، فإن الشعر لا
يروق، ونفس السامع لا تشوق، حتى يذكر حاجر وزرود، والدهناء وهبود، ويتحنن إلى رمال
رضوى، فيلزمه تصحيح لفظ الاسم وأين صقعه، وما اشتقاقه، ونزهته، وقفره وحزنه وسهولته.
فإنه إن زعم أنه واد وكان جبلا، أو جبل وكان صحراء، أو صحراء وكان نهرا، أو نهر وكان
قرية، أو قرية وكان شعبا، أو شعب وكان حزما، أو حزم وكان روضة، أو روضة وكان
صفصفا، أو صفصف وكان مستنقعا، أو مستنقع وكان جلدا، أو جلد وكان سبخة، أو سبخة
وكان حرة، أو حرة وكان سهلا، أو سهل وكان وعرا، أو يجعله شرقيا وكان غريبا، أو
جنوبيا وكان شماليا، سفل قدره، ونزر كثره، وآض ضحكة، ويرى أنه ضحكة، وجعل
هزأة، ويرى أنه هزأة، واستخف وزنه واسترذل، واستقل فضله واستجهل، فقد ذكر
بعض العلماء أنهم استدلوا على أن هذا البيت:
إن بالشعب، الذي دون سلع، * لقتيلا، دمه ما يطل
ليس من شعر تأبط شرا، بأن سلعا ليس دونه شعب. ولقد صنف، في عصرنا هذا، إمام، من
أهل الأدب، جليل، وشيخ يعتمد عليه ويرجع في حل المشكلات إليه نبيل، كتابا في شرح
المقامات، التي أنشأها أبو محمد القاسم بن علي بن محمد الحريري، فطبق مفصل الإصابة في شرح أفانين
ضروبها، وغبر في وجه كل من فرغ باله لايضاح مشكلها وغريبها، فإنه بهر العقول وأدهش الأذهان
بما ذكره من أسرار بلاغتها، وأظهره من مخزون براعتها، وأوضحه من مكنون معاينها، وأبانه من فتق
الألفاظ التي فيها، وأورده من الأشباه والنظائر، وال‍؟ والنواظر، واصطلح الجمهور على تفضيله،
9

واتفقوا على إجادة المصنف في جمله وتفصيله، ونقله وتعليله، وسارت النسخ في الآفاق سيرورة
ذكاء في الاشراق، فلم يقدم مقدام متعنت، ولا هجم مهجام متبكت، على مؤاخذته بشئ مما
فيه، ولا حدث محدث نفسه بحل عقد من مغازيه، حتى ذكر أسماء الأماكن التي أسس عليها أبو محمد
المقامات، فأنبت سلك در عقد لآليه، وتداعى ما شيده فضله من مبانيه، وعاد روضه الأريض
مصوحا وقريب إحسانه مطوحا، وظل ركب فضائله طليحا، وتمام خلق برهانه سطيحا، وأخذ
يخلط تارة ويخلط، ويتعثر في عشواء الجهالة ويخبط. فإنه قال في المقامة الكرجية: وكرج بلدة بين
همذان وأذربيجان، وإنما هي بين همذان وأصفهان، والقاصد من همذان إلى أصفهان يأخذ بين
الجنوب والمشرق، والقاصد من همذان إلى أذربيجان يأخذ بين الشمال والمغرب، والقاصد إلى هذه
يستدبر القاصد إلى هذه.
وقال في البر قعيدية: وبر قعيد قصبة الجزيرة، وإنما هي قرية من قرى بقعاء الموصل، لا تبلغ أن
تكون مدينة، فكيف قصبة؟
وقال في التبريزية: تبريز بلدة من عواصم الشام، بينها وبين منبج عشرون فرسخا، وتبريز بلدة أشهر
وأظهر من أن تخفى، وهي اليوم قصبة نواحي أذربيجان، وأجل مدنها. وإلى غير ذلك من أغاليط
غيره، فصار هذا الامام ضحكة للبطالين، وهزأة للساخرين، ووجد الطاعن عليه سبيلا، وإن كان مع
كثرة إحسانه قليلا، فلو كان له كتاب يرجع إليه، وموئل يعتمد عليه، خلص من هذه البلية نجيا،
وارتقى من الهبوط في هذه الأهوية مكانا عليا.
وكان من أول البواعث لجمع هذا الكتاب، أنني سئلت بمرو الشاهجان، في سنة خمس عشرة وستمائة،
في مجلس شيخنا الامام السعيد الشهيد فخر الدين أبى المظفر عبد الرحيم ابن الإمام الحافظ تاج الاسلام أبي
سعد عبد الكريم السمعاني تغمد هما الله برحمته ورضوانه، وقد فعل الدعاء إن شاء الله، عن حباشة اسم
موضع جاء في الحديث النبوي، وهو سوق من أسواق العرب في الجاهلية. فقلت: أرى أنه حباشة
بضم الحاء، قياسا على أصل هذه اللفظة في اللغة، لان الحباشة: الجماعة من الناس من قبائل شتى،
وحبشت له حباشة أي جمعت له شيئا. فانبرى لي رجل من المحدثين، وقال: انما هو حباشة
بالفتح. وصمم على ذلك وكابر، وجاهر بالعناد من غير حجة وناظر، فأردت قطع الاحتجاج بالنقل،
إذ لا معول في مثل هذا على اشتقاق ولا عقل، فاستعصى كشفه في كتب غرائب الأحاديث، ودواوين
اللغات مع سعة الكتب التي كانت بمرو يومئذ، وكثرة وجودها في الوقوف، وسهولة تناولها، فلم
أظفر به إلا بعد انقضاء ذلك الشغب والمراء، ويأس من وجوده ببحث واقتراء، فكان موافقا
والحمد لله لما قلته، ومكيلا بالصاع الذي كلته، فألقي حينئذ في روعي افتقار العالم إلى كتاب في
هذا الشأن مضبوطا، وبالاتقان وتصحيح الألفاظ بالتقييد مخطوطا، ليكون في مثل هذه الظلمة
هاديا، وإلى ضوء الصواب داعيا، ونبهت على هذه الفضيلة النبيلة، وشرح صدري لنيل هذه
المنقبة التي غفل عنها الأولون، ولم يهتد لها الغابرون. يقول من تقرع اسماعه: كم ترك الأول
10

للآخر. وما أحسن ما قال أبو عثمان: ليس على العلم أضر من قولهم: لم يترك الأول للآخر شيئا،
فإنه يفتر الهمة، ويضعف المنة، أو نحو هذا القول.
على أنه قد صنف المتقدمون في أسماء الأماكن كتبا وبهم اقتدينا، وبهم اهتدينا، وهي صنفان:
منها ما قصد بتصنيفه ذكر المدن المعمورة والبلدان المسكونة المشهورة، ومنها ما قصد به ذكر البوادي
والقفار، واقتصر على منازل العرب الواردة في أخبارهم والاشعار.
فأما من قصد ذكر العمران، فجماعة وافرة، منهم من القدماء والفلاسفة والحكماء: أفلاطن،
وفيثاغورس، وبطليموس، وغيرهم كثير من هذه الطبقة، وسموا كتبهم في ذلك جغرافيا، سمعت
من يقوله بالغين المعجمة والمهملة، ومعناه: صورة الأرض. وقد وقفت لهم منها على تصانيف عدة
جهلت أكثر الأماكن التي ذكرت فيها، وأبهم علينا أمرها، وعدمت لتطاول الزمان، فلا تعرف.
وطبقة أخرى اسلاميون سلكوا قريبا من طريقة أولئك من ذكر البلاد والممالك، وعينوا مسافة
الطرق والمسالك، وهم: ابن خرداذبه، وأحمد بن واضح، والجيهاني وابن الفقيه، وأبو زيد البلخي
وأبو إسحاق الإصطخري، وابن حوقل، وأبو عبد الله البشاري، والحسن بن محمد المهلبي، وابن
أبي عون البغدادي، وأبو عبيد البكري، له كتاب سماه المسالك والممالك.
وأما الذين قصدوا ذكر الأماكن العربية والمنازل البدوية فطبقة أهل الأدب، وهم أبو سعيد
الأصمعي، ظفرت به رواية لابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه، وأبو عبيد السكوني، والحسن بن
أحمد الهمداني، له كتاب جزيرة العرب، وأبو الأشعث الكندي في جبال تهامة، وأبو سعيد السيرافي،
بلغني أن له كتابا في جزيرة العرب، وأبو محمد الأسود الغندجاني، له كتاب في مياه العرب، وأبو
زياد الكلابي، ذكر في نوادره من ذلك صدرا صالحا وقفت على أكثره، ومحمد بن إدريس بن أبي
حفصة، وقفت له على كتاب سماه مناهل العرب، وهشام بن محمد الكلبي، وقفت له على كتاب سماه
اشتقاق البلدان، وأبو القاسم الزمخشري، له كتاب لطيف في ذلك، وأبو الحسن العمراني تلميذ
الزمخشري، وقف على كتاب شيخه وزاد عليه رأيته، وأبو عبيد البكري الأندلسي، له كتاب سماه
معجم ما استعجم من أسماء البقاع لم أره بعد البحث عنه والتطلب له، وأبو بكر محمد بن موسى
الحازمي، له كتاب ما ائتلف واختلف من أسمائها، ثم وقفني صديقنا الحافظ الإمام أبو عبد الله محمد
ابن محمود بن النجار، جزاه الله خيرا، على مختصر اختصره الحافظ أبو موسى محمد بن عمر الأصفهاني،
من كتاب ألفة أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن الإسكندري النحوي، فيما ائتلف واختلف من أسماء
البقاع، فوجدته تأليف رجل ضابط قد أنفد في تحصيله عمرا وأحسن فيه عينا وأثرا، ووجدت الحازمي،
رحمه الله، قد اختلسه وادعاه، واستجهل الرواة فرواه، ولقد كنت عند وقوفي على كتابه أرفع قدره
من علمه، وأرى أن مرماه يقصر عن سهمه، إلى أن كشف الله عن خبيته، وتمحض المحض عن
زبدته، فأما أنا فكل ما نقلته من كتاب نصر، فقد نسبته إليه وأحلته عليه، ولم أضع نصبه،
ولا أخملت ذكره وتعبه. والله يثيبه ويرحمه.
11

وهذه الكتب المدونة في هذا الباب التي نقلت منها، ثم نقلت من دواوين العرب والمحدثين وتواريخ
أهل الأدب والمحدثين، ومن أفواه الرواة، وتفاريق الكتب، وما شاهدته في أسفاري، وحصلته في
تطوافي، أضعاف ذلك، والله الموفق إن شاء الله.
فأما الطبقة الأولى، فأسماء الأماكن في كتبهم مصحفة مغيرة، وفي حيز العدم مصيرة، قد
مسخها من نسخها.
وأما الطبقة الثانية فإنها وإن وجدت لها أصول مضبوطة، وبخطوط العلماء منوطة مربوطة، فإنها
غير مرتبة، ولشفاء العليل غير مسببة، لشدة الاختصار، وعدم الضبط والانتشار، لان قصدهم منها
تصحيح الألفاظ، لا الإبانة عما عدا ذلك من الأغراض، والبحث عما يعترض فيها من الاعراض،
فاستخرت الله تعالى، وجمعت ما شتتوه، وأضفت إليه ما أهملوه، ورتبته على حروف المعجم،
ووضعته وضع أهل اللغة المحكم، وأبنت عن كل حرف من الاسم: هل هو ساكن أو مفتوح أو مضموم
أو مكسور، وأزلت عنه عوارض الشبه، وجعلته تبرا بعد أن كان من الشبه، ثم أذكر اشتقاقه إن
كان عربيا، ومعناه إن أحطت به علما إن كان عجميا، وفي أي إقليم هو وأي شئ طالعه، وما المستولي
عليه من الكواكب، ومن بناه، وأي بلد من المشهورات يجاوره، وكم المسافة بينه وبين ما يقاربه، وبماذا
اختص من الخصائص، وما ذكر فيه من العجائب، وبعض من دفن فيه من الأعيان والصالحين
والصحابة والتابعين، ونبذا مما قيل فيه من الاشعار في الحنين إلى الأوطان، الشاهدة على صحة ضبطه
والاتقان، وفي أي زمان فتحه المسلمون وكيفية ذلك، ومن كان أميره، وهل فتح صلحا أو عنوة
لتعرف حكمه في الفئ والجزية، ومن ملكه في أيامنا هذه.
على أنه ليس هذا الاشتراط بمطاوع لنا في جميع ما نورده، ولا ممكن في قدرة أحد غيرنا، وإنما يجئ
على هذا البلدان المشهورة، والأمهات المعمورة، وربما ذكر بعض هذه الشروط دون بعض على حسب
ما أدانا إليه الاجتهاد، وملكناه الطلب والارتياد.
واستقصيت لك الفوائد جلها أو كلها، وملكتك عفوا صفوا عقدها وحلها، حتى لقد ذكرت
أشياء كثيرة تأباها العقول، وتنفر عنها طباع من له محصول، لبعدها عن العادات المألوفة، وتنافرها
عن المشاهدات المعروفة، وإن كان لا يستعظم شئ مع قدرة الخالق وحيل المخلوق، وأنا مرتاب بها
نافر عنها متبرئ إلى قارئها من صحتها، لأنني كتبتها حرصا على إحراز الفوائد، وطلبا لتحصيل
القلائد منها والفرائد، فإن كانت حقا فقد أخذنا منها بنصيب المصيب، وإن كانت باطلا فلها في الحق شرك
ونصيب، لأنني نقلتها كما وجدتها، فأنا صادق في إيرادها كما أوردتها، لتعرف ما قيل في ذلك حقا كان
أو باطلا، فإن قائلا لو قال: سمعت زيدا يكذب، لأحببت أن تعرف كيفية كذبه.
وها أئمة الحفاظ الذين هم القدوة في كل زمن، وعليهم الاعتماد في فرائض الشرع والسنن، لم يشترط
أكثرهم في مسنده، وهي أحاديث الرسول التي تبتني عليها الاحكام، ويفرق بها بين الحلال والحرام، إيراد
الصحيح دون السقيم، ونفي المعوج وإثبات المستقيم، ولم يخرجهم ذلك عن أن يعدوا في أهل الصدق،
12

أو يتزحزحوا عن مراتب الأئمة والحق، انهم أوردوا ما سمعوه كما وعوه، وإنما يسمى كذابا،
إذا وضع حديثا، أو حدث عمن لم يسمع منه، أو روى عمن لم يرو عنه، فأما من يروي ما سمع
كما سمع، فهو من الصادقين، والعهدة على من رواه عنه، إلا أن يكون من أهل الاجتهاد فله أن يرويه
ثم يزيغه، ولولا ذلك لبطل كثير من الأحاديث، وعلينا الاقتداء بهم، والتمسك بحبلهم. والذي لا
يرده ذو مسكة، ولا يرد خلافه ذو حنكة، ان المتعنت تعبان متعب، والمنصف مستريح مريح،
ومن ذا الذي أعطي العصمة، وأحاط علما بكل كلمة؟ ومن طلب علما وجد، فإنني أهل لان أزل،
وعن درك الصواب بعد الاجتهاد أضل، فمن أراد منا العصمة، فليطلبها لنفسه أولا، فإن أخطأته
فقد أقام عذره وأصاب، وإن زعم أنه أدركها فليس من أهل الخطاب، ولما تطاولت في جمع هذا
الكتاب الأعوام، وتراد فت في تحصيل فوائده الشهور والأيام، ولم أنته منه إلى غاية أرضاها، وأقف
على غلوة مع تواتر الرشق فأقول: هي إياها، ورأيت تعثر قمر ليل الشباب بأذيال كسوف شمس
المشيب وانهزامه، وولوج ربيع العمر على قيظ انقضائه بأمارات الهرام وانهدامه، وقفت ههنا راجيا فيه
نيل الأمنية، بإهداء عروسه إلى الخطاب قبل المنية، وخشيت بغتة الموت، فبادرت بإبرازه الفوت،
على أنني من اقتحام ليل المنية علي قبل تبلج فجره على الآفاق لجد حذر، ومن فلول حد الحرص
لعدم المحرض عليه والراغب فيه منتظر، فكيف ثقتي بجيش عمر قد بيتته من كتائب الأمراض المبهمة
حواطم المقانب، أو أركن إلى إصباح ليل اعترضتني فيه العوارض من كل جانب.
وعلى ذلك فإنني أقول ولا أحتشم، وأدعو إلى النزال كل علم في العلم ولا أنهزم، إن كتابي هذا
أوحد في بابه، مؤمر على أضرابه، لا يقوم بإبراز مثله إلا من أيد بالتوفيق، وركب في طلب فوائده
كل طريق، فغار تارة وأنجد، وطوح لاجله بنفسه فأبعد، وتفرغ له في عصر الشبيبة وحرارته،
وساعده العمر بامتداده وكفايته، وظهرت منه أمارات الحرص وحركته.
نعم، وإن كنت أستصغر هذه الغاية فهي كبيرة، أو استقلها فهي لعمر الله كثيرة، وأما الاستيعاب
فشئ لا يفي به طول الأعمار، ويحول دونه مانعا العجز والبوار، فقطعته والعين طامحة، والهمة إلى
طلب الازدياد جامحة، ولو وثقت بمساعدة العمر وامتداده، وركنت إلى توفيقي لرجائي فيه واستعداده،
لضاعفت حجمه أضعافا، وزدت في فوائده مئين بل آلافا، ولو التمست نفاق هذا الكتاب وسيرورته،
واعتمدت إشاعة ذكره وشهرته، لصغرته بقدر الهمم العصرية، ورغبات أهل الطلب الدنية، ولكني
انقدت فيه لنهمتي، وجرني رسن الحرص إلى بعض بواعث همتي، وسألت الله، عز وجل، أن لا يحرمنا
ثواب التعب فيه، ولا يكلنا إلى نفسنا فيما نحاوله وننويه، وجائزتي على ما أوضعت إليه ركاب خاطري،
وأسهرت في تحصيله بدني وناظري، دعاء المستفيدين، وذكر زكي من المؤمنين، بأن أحشر في
زمرة الصالحين.
ولقد التمس مني الطلاب اختصار هذا الكتاب مرارا، فأبيت ولم أجد لي على قصر هممهم أولياء ولا
أنصارا، فما انقدت لهم ولا ارعويت، ولي على ناقل هذا الكتاب والمستفيد منه أن لا يضيع نصبي،
13

ونصب نفسي له وتعبي، بتبديد ما جمعت، وتشتيت ما لفقت، وتفريق ملتئم محاسنه، ونفي كل
علق نفيس عن معادنه ومكامنه، باقتضابه واختصاره، وتعطيل جيده من حليه وأنواره، وغصبه
إعلان فضله وأسراره، فرب راغب عن كلمة غيره متهالك عليها، زاهد عن نكتة غيره مشعوف
بها، ينضي الركاب إليها.
فإن أجبتني فقد بررتني، جعلك الله من الأبرار، وإن خالفتني فقد عققتني والله حسيبك في
عقبى الدار.
ثم اعلم أن المختصر لكتاب كمن أقدم على خلق سوي، فقطع أطرافه فتركه أشل اليدين،
أبتر الرجلين، أعمى العينين، أصلم الاذنين، أو كمن سلب امرأة حليها فتركها عاطلا، أو كالذي
سلب الكمي سلاحه فتركه أعزل راجلا.
وقد حكي عن الجاحظ أنه صنف كتابا وبوبه أبوابا، فأخذه بعض أهل عصره فحذف منه أشياء
وجعله أشلاء، فأحضره وقال له: يا هذا إن المصنف كالمصور وإني قد صورت في تصنيفي صورة كانت
لها عينان فعورتهما، أعمى الله عينيك، وكان لها أذنان فصلمتهما، صلم الله أذنيك، وكان لها يدان
فقطعتهما، قطع الله يديك، حتى عد أعضاء الصورة، فاعتذر إليه الرجل بجهله هذا المقدار، وتاب إليه
عن المعاودة إلى مثله.
ثم أهديت هذه النسخة بخطي إلى خزانة مولانا الصاحب الكبير، العالم الجليل الخطير، ذي الفضل
البارع، والافضال الشائع، والمحتد الأصيل، والمجد الأثيل، والعزة القعساء، والرتبة الشماء، الفائز
من المكارم بالقدح المعلى، المتقلد من المكارم بالصارم المحلى، إمام الفضلاء، وسيد الوزراء، السيد
الاجل الأعظم، القاضي جمال الدين الأكرم، أبي الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني
ثم التيمي، حرس الله مجده وأسبغ ظله وأهلك نده ونصر جنده وهزم ضده، إذ كنت منذ
وجدت في حل ترحال، ومبارزة للزمان ونزال، أسأل منه سلما ولا يزيدني إلا هضما.
فلما قضت نفسي، من السير ما قضت، * على ما بلت من شدة وليان
بعد طول مكابدة حرفة الحرفة وانتظار تبلج ظلام الحظ يوما من سدفة:
علقت بحبل من حبال ابن يوسف، * أمنت به من طارق الحدثان
فرد عني صرف الدهر والمحن، ورفه خاطري عن معاندة الزمن. لما:
تغطيت، عن دهري، بظل جناحه، * فعيني ترى دهري، وليس يراني
فأصبحت من كنفه في حرز وحريز، ومن إحسانه وتكرمه في موطن عزيز:
فلو تسأل الأيام عني لما درت، * وأين مكاني، ما عرفن مكاني
14

إذ كان، أدام الله علوه، علم العلم في زماننا، وعين أعيان أهل عصرنا وأواننا، وأعدت إليه
ما استفدته منه، وروى عني ما رويته عنه، فأحسن الله عنا جزاءه، وأدام عزة وعلاءه، بمحمد
وآله الكرام.
وقد قدمت، أمام الغرض من هذا الكتاب، خمسة أبواب بها يتم فضله، ويغزر وبله:
الباب الأول: في ذكر صورة الأرض وحكاية ما قاله المتقدمون في هيئتها، وروينا عن المتأخرين
في صورتها.
الباب الثاني: في وصف اختلافهم في الاصطلاح على معنى الاقليم وكيفيته واشتقاقه ودلائل القبلة
في كل ناحية.
الباب الثالث: في ذكر ألفاظ يكثر تكرار ذكرها فيه يحتاج إلى معرفتها كالبريد والفرسخ والميل
والكورة وغير ذلك.
الباب الرابع: في بيان حكم الأرضين والبلاد المفتتحة في الاسلام وحكم قسمة الفئ والخراج فيما
فتح صلحا أو عنوة.
الباب الخامس: في جمل من أخبار البلدان التي لا يختص ذكرها بموضع دون موضع، لتكمل
فوائد هذا الكتاب، ويستغنى به عن غيره في هذا الباب.
ثم أعود إلى الغرض فأقسمه ثمانية وعشرين كتابا على عدد حروف المعجم، ثم أقسم كل كتاب إلى
ثمانية وعشرين بابا للحرف الثاني للأول، وألتزم ترتيب كل كلمة منه على أول الحرف وثانيه وثالثه ورابعه،
وإلى أي غاية بلغ، فأقدم ما يجب تقديمه بحكم ترتيب: ا ب ت ث. على صورته الموضوعة له، من
غير نظر إلى أصول الكلمة وزوائدها، لان جميع ما يرد إنما هي أعلام لمسميات مفردة، وأكثرها
عجمية ومرتجلة لا مساغ للاشتقاق فيها.
والغرض من هذا الترتيب، تسهيل طريق الفائدة من غير مشقة، والله المعين على ما اعتمدناه،
والمرشد إلى سلوك ما قصدناه، من غير حول منا ولا قوة إلا بالله وحده وسميته: " معجم البلدان "،
اسم مطابق لمعناه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وكان الشروع في هذا التبييض في ليلة إحدى وعشرين
من محرم سنة خمس وعشرين وستمائة، والله نسأل المعونة على اتمامه بمنه وكرمه.
15

الباب الأول
في صفة الأرض وما فيها من الجبال والبحار وغير ذلك
قال الله عز وجل: ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا. وقال عز وجل: والذي جعل لكم
الأرض قرارا والسماء بناء. وقال سبحانه: والله جعل لكم الأرض بساطا.
قال المفسرون: البساط والمهاد: القرار والتمكن منها، والتصرف فيها.
واختلف القدماء في هيئة الأرض وشكلها، فذكر بعضهم أنها مبسوطة التسطيح في أربع جهات:
في المشرق والمغرب والجنوب والشمال، ومنهم من زعم أنها كهيئة الترس، ومنهم من زعم أنها كهيئة
المائدة، ومنهم من زعم أنها كهيئة الطبل، وزعم بعضهم أنها شبيهة بنصف الكرة كهيئة القبة وأن
السماء مركبة على أطرافها، وقال بعضهم: هي مستطيلة كالاسطوانة الحجرية أو العمود، وقال قوم:
الأرض تهوي إلى ما لا نهاية له، والسماء ترتفع إلى ما لا نهاية له، وقال قوم: إن الذي يرى من
دوران الكواكب إنما هو دور الأرض لا دور الفلك، وقال آخرون: إن بعض الأرض يمسك بعضا،
وقال قوم: إنها في خلاء لا نهاية لذلك الخلاء.
وزعم أرسطاطاليس أن خارج العالم من الخلاء مقدار ما تنفس السماء فيه، وكثير منهم يزعم أن
دوران الفلك عليها يمسكها في المركز من جميع نواحيها. وأما المتكلمون فمختلفون أيضا: زعم هشام
ابن الحكم أن تحت الأرض جسما من شأنه الارتفاع والعلو، كالنار والريح، وأنه المانع للأرض من
الانحدار، وهو نفسه غير محتاج إلى ما يعمد، لأنه ليس مما ينحدر بل يطلب الارتفاع. وزعم أبو
الهذيل: أن الله وقفها بلا عمد ولا علاقة، وقال بعضهم: إن الأرض ممزوجة من جسمين: ثقيل وخفيف،
فالخفيف شأنه الصعود، والثقيل شأنه الهبوط، فيمنع كل واحد منهما صاحبه من الذهاب في جهته
لتكافؤ تدافعهما. والذي يعتمد عليه جماهيرهم، أن الأرض مدورة كتدوير الكرة، موضوعة في جوف
الفلك كالمحة في جوف البيضة، والنسيم حول الأرض جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك، وبينه
الخلق على الأرض، وأن النسيم جاذب لما في أبدانهم من الخفة، والأرض جاذبة لما في أبدانهم من الثقل،
لان الأرض بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد وما فيها من الحيوان، وغيره بمنزلة الحديد.
وقال آخرون من أعيانهم: الأرض في وسط الفلك يحيط بها الفرجار في الوسط على مقدار واحد،
16

من فوق وأسفل ومن كل جانب، وأجزاء الفلك تجذبها من كل وجه، فلذلك لا تميل إلى ناحية من
الفلك دون ناحية، لان قوة الاجزاء متكافئة، ومثال ذلك: حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد لان
في طبع الفلك أن يجتذب الأرض.
وأصلح ما رأيت في ذلك وأسده في رأيي، ما حكاه محمد بن أحمد الخوارزمي، قال: الأرض في
وسط السماء، والوسط هو السفل بالحقيقة، والأرض مدورة بالكلية، مضرسة بالجزئية من جهة الجبال
البارزة والوهدات الغائرة، ولا يخرجها ذلك من الكرية، إذا وقع الحس منها على الجملة، لان مقادير
الجبال، وإن شمخت، صغيرة بالقياس إلى كل الأرض، ألا ترى أن الكرة التي قطرها ذراع أو ذراعان
إذا نتأ منها كالجاورسات وغار فيها أمثالها، لم يمنع ذلك من إجراء أحكام المدور عليها بالتقريب؟ ولولا
هذا التضريس، لأحاط بها الماء من جميع الجوانب وغمرها حتى لم يكن يظهر منها شئ، فإن الماء وإن
شارك الأرض في الثقل وفي الهوي نحو السفل، فإن بينهما في ذلك تفاضلا يخف به الماء بالإضافة إلى
الأرض، ولهذا ترسب الأرض في الماء وتنزل الكدورة إلى القرار، فأما الماء فإنه لا يغوص في نفس
الأرض، بل يسوخ فيما تخلخل منها واختلط بالهواء، والماء إذا اعتمد على الهواء المائي للتخلخل نزل فيها
وخرج الهواء منها، كما ينزل القطر من السحاب فيه، ولما برز من سطح الأرض ما برز، جاز الماء
إلى الأعماق، فصار بحارا، وصار مجموع الماء والأرض كرة واحدة يحيط بها الهواء من جميع
17

جهاتها، ثم احتدم من الهواء ما مس فلك القمر بسبب الحركة وانسحاج المتماسين، فهو إذا النار
المحيطة بالهواء متصاغرة القدر في الفلك إلى القطبين لتباطؤ الحركة فيما قرب منهما، وصورة ذلك،
الصورة الأولى التي في الصفحة السابقة.
وقال أبو الريحان: وسط معدل النهار، يقطع الأرض بنصفين على دائرة تسمى خط
الاستواء، فيكون أحد نصفيها شماليا والآخر جنوبيا، فإذا توهمت دائرة عظيمة على الأرض مارة
على قطب خط الاستواء، قسمت كل واحد من نصفي الأرض بنصفين، فانقسم جملتها أرباعا:
جنوبيان وشماليان على ما وجدها المعينون، لم يتجاوز حد أحد الربعين الشماليين فيسمى ربعا
معمورا أو مسكونا كجزيرة بارزة تحيط بها البحار، وهذا الربع في نفسه مشتمل على ما يعرف
ويسلك من البحار والجزائر والجبال والأنهار والمفاوز المعروفة، ثم إن البلدان والقرى بينها، على أنه
بقي منها، نحو قطب الشمال، قطعة غير معمورة من افراط البرد وتراكم الثلوج. وقال
مهندسوهم: لو حفر في الوهم وجه الأرض، لأدى إلى الوجه الآخر، ولو ثقب مثلا بفوشنج
لنفذ بأرض الصين. قالوا: والناس على الأرض كالنمل على البيضة، واحتجوا لقولهم بحجاج كثيرة،
منها إثباتي ومنها إقناعي، وليس ذلك ببعيد من الأرض، لان البسيط يحتمل نشز الشئ، فالأرض
على هذا لمن هي تحته بساط، ولمن هي فوقه غطاء.
واختلفوا في مساحة الأرض: فذكر محمد بن موسى الخوارزمي صاحب الزيج أن الأرض على
القصد تسعة آلاف فرسخ، العمران من الأرض نصف سدسها، والباقي ليس فيه عمارة ولا نبات
ولا حيوان، والبحار محسوبة من الغمران، والمفاوز التي بين العمران من العمران.
قال أبو الريحان: طول قطر الأرض بالفراسخ الفان ومائة وثلاثة وسبعون فرسخا وثلثا فرسخ،
ودورها بالفراسخ ستة آلاف وثمانمائة فرسخ.
وعلى هذا تكون مساحة سطحها الخارج متكسرا أربعة عشر ألف ألف وسبعمئة وأربعة وأربعين
ألفا ومئتين واثنين وأربعين فرسخا وخمس فرسخ. وكان عمر بن جيلان يزعم أن الدنيا كلها سبعة
وعشرون ألف فرسخ، فبلد السودان اثنا عشر ألف فرسخ، وبلد الروم ثمانية آلاف فرسخ، وبلد
فارس ثلاثة آلاف فرسخ، وأرض العرب أربعة آلاف فرسخ.
وحكي عن أزدشير قال: الأرض أربعة أجزاء، فجزء منها أرض الترك وهي ما بين مغارب
الهند إلى مشارق الروم، وجزء منها الغرب وهو ما بين مغارب الروم إلى القبط والبربر، وجزء
منها أرض السودان وهي ما بين البربر إلى الهند، وجزء منها هذه الأرض التي تنسب إلى فارس ما
بين نهر بلخ إلى منقطع آذربيجان وأرمينية الفارسية ثم إلى الفرات، ثم برية العرب إلى عمان
ومكران، ثم إلى كابل وطخارستان.
وقال دورينوس إن الأرض خمسة وعشرون ألف فرسخ، من ذلك: الترك والصين اثنا عشر
18

ألف فرسخ، والروم خمسة آلاف فرسخ، وبابل ألف فرسخ. وحكي أن بطليموس صاحب المجسطي
قاس حران، وزعم أنها أرفع الأرض، فوجد ارتفاعها ما عدد، ثم قاس جبلا من جبال آمد ورجع
فمسح من موضع قياسه الأول، إلى موضع قياسه الثاني، على مستو من الأرض، فوجده ستة وستين
ميلا، فضربه في دور الفلك وهو ست وستون درجة فبلغ ذلك أربعة وعشرين ألف ميل، يكون
ذلك ثمانية آلاف فرسخ، فزعم أن دور الأرض يحيط بثمانية آلاف فرسخ. وقال غير بطليموس ممن يرجع
إلى رأيه، إن الأرض مقسومة بنصفين، بينهما خط الاستواء، وهو من المشرق إلى المغرب، وهو
أطول خط في كرة الأرض، كما أن منطقة البروج أطول خط في الفلك، وعرض الأرض، من
القطب الجنوبي الذي يدور حوله سهيل إلى الشمال الذي تدور حوله بنات نعش، فاستدارة الأرض،
بموضع خط الاستواء، ثلاثمائة وستون درجة، الدرجة خمسة وعشرون فرسخا، فيكون ذلك تسعة
آلاف فرسخ، وبين خط الاستواء وكل واحد من القطبين تسعون درجة، واستدارتها عرضا مثل
ذلك، لان العمارة في الأرض بين خط الاستواء وكل واحد أربع وعشرون درجة، ثم الباقي قد غمره
ماء البحر، فالخلق في الربع الشمالي من الأرض والربع الجنوبي خراب، والنصف الذي تحتها لا ساكن
فيه، والربعان الظاهران هما أربعة عشر إقليما، منها سبعة عامرة، وسبعة غامرة، لشدة الحر بها.
وقال بعضهم: العمران في الجانب الشمالي من الأرض، أكثر منه في الجانب الجنوبي، ويقال إن في
الشمالي أربعة آلاف مدينة، وإن كل نصف من الأرض ربعان، فالربعان الشماليان هما النصف
المعمور، وهو من العراق إلى الجزيرة، والشام، ومصر، والروم، والفرنجة، ورومية، والسوس،
وجزيرة السعادات، فهذا الربع غربي شمالي، ومن العراق إلى الأهواز، والجبال، وخراسان،
وتبت، إلى الصين، إلى واق واق، فهذا الربع شرقي شمالي، وكذلك النصف الجنوبي، فهو
ربعان، شرقي جنوبي، فيه بلاد الحبشة والزنج، والنوبة، وربع غربي لم يطأه أحد ممن على وجه
الأرض، وهو متاخم للسودان الذين يتاخمون البربر، مثل كوكو وأشباههم. وحكى آخرون أن
بطليموس الملك اليوناني، وأحسبه غير صاحب المجسطي، لم يكن ملكا ولا في أيام الملوك البطالسة، إنما
كان بعدهم، بعث إلى هذا الربع قوما حكماء منجمين، فبحثوا عن البلاد وألطفوا النظر والاستخبار
من علماء تلك الأمم التي تقاربها ومن هو على تخومها، فانصر فوا إليه فأخبروه أنه خراب يباب ليس فيه
ملك ولا مدينة ولا عمارة، وهذا الربع يسمى المحترق، ويسمى أيضا الربع الخراب، ثم إن بطليموس
أراد أن يعرف عظم الأرض وعمرانها وخرابها، فبدأ فأخذ ذلك من طلوع الشمس إلى غروبها من
العدد، وذلك يوم وليلة، ثم قسم ذلك على أربعة وعشرين جزءا، الساعات المستوية خمسة عشر جزءا،
وضرب أربعة وعشرين في خمسة عشر، فصار ثلاثمائة وستين جزءا، فأراد أن يعرف كم ميلا يكون
الجزء، فأخذ ذلك من خسوف القمر وكسوف الشمس، فنظر كم ما بين مدينة إلى مدينة من ساعة، وكم بين
المدينة إلى الأخرى، فقسم الأميال على أجزاء الساعة، فوجد الجزء الواحد منها خمسة وسبعين ميلا،
فضرب خمسة وسبعين في ثلاثمائة وستين جزءا من أجزاء البروج، فبلغ ذلك سبعة وعشرين ألف ميل،
19

فقال إن الأرض مدورة متعلقة بالهواء، فيكون ما يدور بها من الأميال سبعة وعشرين ألف ميل.
ثم نظر في العمران فوجد من الجزيرة العامرة التي في المغرب إلى البحر الأخضر إلى أقصى عمران الصين،
إذا طلعت الشمس في الجزائر التي سميناها، غابت بالصين، وإذا غابت في هذه الجزائر طلعت بالصين،
فذلك نصف دوارة الأرض، وذلك ثلاثة عشر ألف ميل وخمسمائة ميل طول العمران. ثم نظر أيضا
في العمران فوجد عمران الأرض من ناحية الجنوب إلى ناحية الشمال: أعني من دوارة الأرض حيث
استوى الليل والنهار في الصيف إلى عشرين ساعة، والليل أربع ساعات، وفي الشتاء خلاف ذلك، الليل
عشرون ساعة والنهار أربع ساعات، فقال إن استواء الليل والنهار في جزيرة بين الهند والحبشة من ناحية
الجنوب التي من التيمن وهو ستون جزءا، ما يكون له أربعة آلاف وخمسمائة ميل، فإذا ضربت
السدس في النصف الذي هو نصف دوارة الأرض من حيث استوى الليل والنهار، تجد العمران الذي
يعرف، نصف سدس جميع الأرض.
واختلف آخرون في مبلغ الأرض وكميتها، فروي عن مكحول أنه قال: مسيرة ما بين أدني
الأرض إلى أقصاها خمسمائة سنة، مائتان من ذلك قد غمرهما البحر، ومائتان ليس يسكنهما أحد،
وثمانون يأجوج ومأجوج، وعشرون فيها سائر الخلق. وعن قتادة، قال: الدنية أربعة وعشرون
ألف فرسخ، فملك السودان منها اثنا عشر ألف فرسخ، وملك العجم ثلاثة آلاف فرسخ، وملك
الروم ثمانية آلاف فرسخ، وملك العرب ألف فرسخ. ورواية أخرى عن بطليموس أنه خرج مقدار
الدنيا واستدارتها من المجسطي بالتقريب، فقال: استدارة الأرض مائة ألف وثمانون ألف إسطاديون،
والاسطاديون مساحة أربعمائة ذراع، وهي أربعة وعشرون ألف ميل، فيكون ثمانية آلاف فرسخ
بما فيها من الجبال والبحار والفيافي والغياض. قال: وغلظ الأرض، وهو قطرها، سبعة آلاف
وستمائة وثلاثون ميلا، تكون ألفين وخمسمائة فرسخ وأربعين فرسخا وثلثي فرسخ. قال: فتكسير
جميع بسيط الأرض مائة واثنان وثلاثون ألف ألف وستمائة ألف ميل، يكون مائتي ألف وثمانية
وثمانين ألف فرسخ.
واختلفوا أيضا في كيفية عدد الأرضين، قال الله عز وجل: " الذي خلق سبع سموات ومن الأرض
مثلهن ". فاحتمل هذا أن يكون في العدد والاطباق فروي في بعض الاخبار أن بعضها فوق بعض،
وغلظ كل أرض مسيرة خمسمائة عام، وقد عدد بعضهم لكل أرض أهلا على صفة وهيئة عجيبة، وسمى
كل أرض باسم خاص كما سمى كل سماء باسم خاص. وعن عطاء بن يسار في قول الله عز وجل: " الذي
خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن " قال: في كل أرض آدم كآدمكم، ونوح كنوحكم، وإبراهيم
كإبراهيمكم، والله أعلم.
وقالت القدماء إن الأرض سبع على المجاورة والملاصقة، فافتراق الاقليم على المطابقة والمكابسة،
والمعتزلة من المسلمين يميلون إلى هذا القول، ومنهم من يرى أن الأرض سبع على الارتفاع والانخفاض،
كدرج المراقي.
20

واختلفوا في البحار والمياه والأنهار فروى المسلمون أن الله خلق البحر مرا زعاقا، وأنزل من
السماء الماء العذب كما قال الله تعالى: " وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض ". وكل ماء
عذب من بئر أو نهر، من ذلك، فإذا اقتربت الساعة بعث الله ملكا معه طشت، فجمع تلك المياه
فردها إلى الجنة. ويزعم أهل الكتاب أن أربعة أنهار تخرج من الجنة: الفرات وسيحون وجيحون
ودجلة، وذلك أنهم يزعمون أن الجنة في مشارق الأرض.
وأما كيفية وضع البحار في المعمورة، فأحسن ما بلغني فيه ما حكاه أبو الريحان البيروني، فقال أما البحر
الذي في مغرب المعمورة وعلى ساحل بلاد طنجة والأندلس، فإنه سمي البحر المحيط، وسماه
اليونانيون أوقيانوس، ولا يلجج فيه، إنما يسلك بالقرب من ساحله، وهو يمتد من عنده هذه
البلاد نحو الشمال على محاذاة أرض الصقالبة، ويخرج منه خليج عظيم في شمال الصقالبة، ويمتد إلى قرب
أرض بلغار بلاد المسلمين، ويعرفونه ببحر ورنك، وهم أمة على ساحله، ثم ينحرف وراءهم نحو
المشرق، وبين ساحله وبين أقصى أرض الترك أرضون وجبال مجهولة خربة غير مسلوكة. وأما امتداد
البحر المحيط الغربي من أرض طنجة نحو الجنوب، فإنه ينحرف على جنوب أرض سودان المغرب وراء
الجبال المعروفة بجبال القمر التي تنبع منها عيون نيل مصر، وفي سلوكه غزر لا تنجو منه سفينة.
وأما البحر المحيط من جهة الشرق وراء أقاصي أرض الصين، فإنه أيضا غير مسلوك ويتشعب منه خليج
يكون منه البحر الذي يسمي في كل موضع من الأرض التي تحاذيه، فيكون ذلك أولا بحر الصين،
ثم الهند، وخرج منه خلجان عظام يسمى كل واحد منها بحرا على حدة، كبحر فارس والبصرة، الذي
على شرقيه تيز ومكران، وعلى غريبه في حياله فرضة عمان، فإذا جاوزها بلغ بلاد الشحر التي
يجلب منها الكندر، ومر إلى عدن، وانشعب منه هناك خليجان عظيمان، أحدهما المعروف
بالقلزم، وهو ينعطف فيحيط بأرض العرب حتى تصير به كجزيرة، ولان الحبشة عليه بحذاء اليمن
فإنه يسمى بهما، فيقال لجنوبيه بحر الحبشة، وللشمالي بحر اليمن، ولمجموعهما بحر القلزم، وإنما اشتهر
بالقلزم لان القلزم مدينة على منقطعه في أرض الشام حيث يستدق ويستدير عليه السائر على الساحل
نحو أرض البجة. والخليج الآخر المقدم ذكره، هو المعروف ببحر البربر، يمتد من عدن إلى سفالة الزنج،
ولا يتجاوزها مركب لعظم المخاطرة فيه ويتصل بعدها ببحر أوقيانوس المغربي، وفي هذا البحر من
نواحي المشرق جزائر الرانج، ثم جزائر الديبجات، وقمير، ثم جزائر الزابج، ومن أعظم هذه
الجزائر، الجزيرة المعروفة بسر نديب، ويقال لها بالهندية سنكاديب، ومنها تجلب أنواع اليواقيت
جميعها، ومنها يجلب الرصاص القلعي، وسربزه ومنها يجلب الكافور. ثم في وسط المعمورة في أرض
الصقالبة والروس، بحر يعرف ببنطس عند اليونانيين، وعندنا يعرف ببحر طرابزندة، لأنها فرضة
عليه، ويخرج منه خليج يمر على سور مدينة القسطنطينية، ولا يزال يتضايق حتى يقع في بحر
الشام الذي على جنوبيه بلاد المغرب إلى الإسكندرية ومصر، وبحذائها في الشمال أرض الأندلس
والروم، وينصب إلى البحر المحيط عند الأندلس في مضيق يذكر في الكتب بمعبرة هير قلس،
21

ويعرف الآن بالزقاق، يجري فيه ماؤه إلى البحر المحيط، وفيه من الجزائر المعروفة قبرس،
وسامس، ورودس، وصقلية، وأمثالها. وبالقرب من طبرستان بحر فرضة جرجان، عليه مدينة
آبسكون وبها يعرف، ثم يمتد إلى طبرستان، وأرض الديلم، وشروان، وباب الأبواب، وناحية
اللأن، ثم الخزر، ثم نهر أتل الآتي إليه، ثم ديار الغزية، ثم يعود إلى آبسكون وقد سمي باسم كل
بقعة حاذاها، ولكن اشتهاره عندنا بالخزر، وعند الأوائل بجرجان، وسماه بطليموس بحر أرقانيا،
وليس يتصل ببحر آخر. فأما سائر المياه المجتمعة في مواضع من الأرض، فهي مستنقعات وبطائح،
وربما سميت بحيرات، كبحيرة أفامية، وطبرية، وزغر بأرض الشام، وكبحيرة خوارزم
وآبسكون بالقرب من برسخان.
وستري من هذه الدائرة في الصورة التالية ما يدل على صورة ما ذكرناه بالتقريب.
واختلفوا في سبب ملوحة ماء البحر، فزعم قوم أنه لما طال مكثه وألحت الشمس عليه بالاحراق،
صار مرا ملحا، واجتذب الهواء ما لطف من أجزائه فهو بقية ما صفته الأرض من الرطوبة فغلظ.
وزعم آخرون أن في البحر عروقا تغير ماء البحر، فلذلك صار مرا زعاقا، وزعم بعضهم أن الماء من
22

الاستحالات، فطعم كل ماء على طعم تربته.
واختلفوا في الجبال، قال الله تعالى: وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم، وقال: ألم نجعل
الأرض مهادا والجبال أوتادا. وحكي عن بعض اليونان أن الأرض كانت في الابتداء تكفأ لصغرها،
وعلى طول الزمان تكاثفت وثبتت، وهذا القول يصدقه القرآن لو أنه زاد فيه أنها تثبت بالجبال
ومنهم من زعم أن الجبال عظام الأرض وعروقها.
واختلفوا فيما تحت الأرض، فزعم بعض القدماء أن الأرض يحيط بها الماء، والماء يحيط به الهواء،
والهواء يحيط به النار، والنار يحيط بها السماء الدنيا، ثم الثانية، ثم الثالثة، إلى السابعة، ثم يحيط بها
فلك الكواكب الثابتة، ثم فوق ذلك الفلك الأعظم المستقيم، ثم فوقه عالم النفس، وفوق عالم النفس
عالم العقل، وفوق عالم العقل الباري، جلت عظمته، ليس وراءه شئ.
فعلى هذا الترتيب ان السماء تحت الأرض كما هي فوقها. وفي أخبار قصاص المسلمين أشياء عجيبة
تضيق بها صدور العقلاء، أنا أحكي بعضها غير معتقد لصحتها: رووا أن الله تعالى خلق الأرض تكفأ
كما تكفأ السفينة فبعث الله ملكا حتى دخل تحت الأرض، فوضع الصخرة على عاتقه، ثم أخرج يديه:
إحداهما بالمشرق، والأخرى بالمغرب، ثم قبض على الأرضين السبع فضبطها، فاستقرت، ولم يكن
لقدمه قرار، فأهبط الله ثورا من الجنة له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة، فجعل قرار قدمي
الملك على سنامه، فلم تصل قدماه إليه، فبعث الله ياقوتة خضراء من الجنة، مسيرها كذا ألف عام،
فوضعها على سنام الثور، فاستقرت عليها قدماء، وقرون الثور خارجة من أقطار الأرض، مشبكة
تحت العرش، ومنخر الثور في ثقبين من تلك الصخرة تحت البحر، فهو يتنفس كل يوم نفسين،
فإذا تنفس مد البحر وإذا رده جزر، ولم يكن لقوائم الثور قرار، فخلق الله تعالى كمكما
كغلظ سبع سموات وسبع أرضين، فاستقرت عليها قوائم الثور، ثم لم يكن للكمكم مستقر فخلق
الله تعالى حوتا يقال له: بلهوت، فوضع الكمكم على وبر ذلك الحوت، والوبر الجناح الذي
يكون في وسط ظهر السمكة، وذلك الحوت على ظهر الريح العقيم، وهو مزموم بسلسلة، كغلظ
السماوات والأرضين، معقودة بالعرش. قالوا ثم إن إبليس انتهى إلى ذلك الحوت، فقال له: إن الله لم
يخلق خلقا أعظم منك، فلم لا تزلزل الدنيا؟ فهم بشئ من ذلك، فسلط الله عليه بقة في عينيه
فشغلته، وزعم بعضهم أن الله سلط عليه سمكة كالشطبة، فهو مشغول بالنظر إليها ويهابها.
قالوا: وأنبت الله تعالى من تلك الياقوتة التي على سنام الثور، جبل قاف، فأحاط بالدنيا، فهو من
ياقوتة خضراء، فيقال، والله أعلم، إن خضرة السماء منه، ويقال إن بينه وبين السماء قامة رجل، وله
رأس ووجه ولسان، وأنبت الله تعالى من قاف الجبال، وجعلها أوتادا للأرض كالعروق للشجر،
فإذا أراد الله، عز وجل، أن يزلزل بلدا، أوحى الله إلى ذلك الملك: أن زلزل ببلد كذا، فيحرك
عرقا مما تحت ذلك البلد، فيتزلزل، وإذا أراد أن يخسف ببلد أوحى الله إليه: أن اقلب العرق
الذي تحته، فيقلبه فيخسف البلد. وزعم وهب بن منبه، أن الثور والحوت يبتلعان ما ينصب
23

من مياه الأرض، فإذا امتلأت أجوافهما قامت القيامة. وقال آخرون إن الأرض على الماء، والماء
على الصخرة، والصخرة على سنام الثور، والثور على كمكم من الرمل متلبد، والكمكم على ظهر الحوت،
والحوت على الريح العقيم، والريح على حجاب من الظلمة، والظلمة على الثرى، وإلى الثرى ينتهي
علم الخلائق، ولا يعلم ما وراء ذلك إلا الله. قال الله تعالى: " له ملك السماوات والأرض وما بينهما وما
تحت الثرى ".
قال عبيد الله إليه مؤلف الكتاب: قد كتبنا قليلا من كثير مما حكي من هذا الباب، وههنا
اختلاف وتخليط لا يقف عند حد غير ما ذكرنا لا يكاد ذو تحصيل يسكن إليه، ولا ذو رأي يعول
عليه، وإنما هي أشياء تكلم بها القصاص للتهويل على العامة، على حسب عقولهم، لا مستند لها من
عقل ولا نقل، وليس في هذا ما يعتمد عليه إلا خبر رواه أبو هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم،
وهو ما أخبرنا به حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة أبو علي المكبر البغدادي، إذنا، قال: أخبرنا
أبو القاسم هبة الله بن الحصين، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب، قال: حدثنا
أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قراءة عليه، فأقرأ به في سنة ست وستين
وثلاثمائة، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، رحمه الله، قال: حدثنا
أبي، حدثنا شريح، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال:
بينما نحن عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ مرت سحابة، فقال: أتدرون ما هذه فوقكم؟ قلنا:
الله ورسوله أعلم. قال: هذه العنان، وروايا الأرض، يسوقه إلى من لا يشكره من عباده، ولا
يدعونه ربا. أتدرون ما هذه فوقكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: الرقيع موج مكفوف،
وسقف محفوظ، أتدرون كم بينكم؟ وبينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: مسيرة خمسمائة عام.
ثم قال: أتدرون ما الذي فوقها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: سماء أخرى، أتدرون كم بينكم
وبينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال مسيرة خمسمائة عام، حتى عد سبع سموات، ثم قال:
أتدرون ما فوق ذلك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: العرش. ثم قال: أتدرون كم بينكم وبين
السماء السابعة؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: مسيرة خمسمائة عام. ثم قال: أتدرون ما هذه تحتكم؟
قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: الأرض، أتدرون ما تحتها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: أرض
أخرى، أتدرون كم بينكم وبينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: مسيرة سبعمائة عام، حتى عد سبع
أرضين، ثم قال: وأيم الله لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة السفل، لهبط بكم على الله. ثم
قرأ: " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ". قلت: وهذا حديث صحيح،
أخرجه أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، عن عبد بن حميد، عن يونس، عن شيبان بن
عبد الرحمن، عن قتادة، عن الحسن البصري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، وفي لفظ الخبر اختلاف والمعنى
واحد. انتهى.
24

الباب الثاني
في ذكر الأقاليم السبعة واشتقاقها والاختلاف في كيفيتها
نبدأ، أولا، فنورد عنهم قولا مجملا، يكون عمادا وبيانا لما نأتي به بعد، وهو أشد ما سمعت
في معناه وألخصه، قالوا: جميع مسافة دوران الأرض، بالقياس المصطلح عليه، مئة ألف ألف وستمائة
ألف ميل، كل ميل أربعة آلاف ذراع، الذراع أربعة وعشرون إصبعا، كل ثلاثة أميال منها فرسخ،
والأرض التي هي المساحة مقدار دورها، ثلاثة أرباعها مغمورة بالماء، والربع الباقي مكشوف،
والمعمورة هي المسكون من هذا الربع المكشوف ثلثه وثلث عشره، والباقي خراب، وهذا المقدار
من الربع المسكون مساحة ثلاثة وثلاثون ألف ألف ومئة وخمسون ألف ميل، وهذا العمران هو
ما بين خط الاستواء إلى القطب الشمالي، وينقسم إلى سبعة أقاليم، واختلفوا في كيفيتها على ما نبينه.
واختلف قوم في هذه الأقاليم السبعة: في شمالي الأرض وجنوبيها، أم في الشمال دون الجنوب،
فذهب هرمس إلى أن في الجنوب سبعة أقاليم كما في الشمال. قالوا وهذا لا يعول عليه لعدم البرهان،
وذهب الأكثرون إلى أن الأقاليم السبعة في الشمال دون الجنوب، لكثرة العمارة في الشمال وقلتها
في الجنوب، ولذلك قسموها في الشمال دون الجنوب. وأما اشتقاق الأقاليم فذهبوا إلى أنها كلمة عربية
واحدها إقليم، وجمعها أقاليم، مثل إخريط وأخاريط، وهو نبت، فكأنه إنما سمي إقليما، لأنه
مقلوم من الأرض التي تتاخمه، أي مقطوع، والقلم في أصل اللغة القطع، ومنه قلمت ظفري،
وبه سمي القلم لأنه مقلوم، أي مقطوع مرة بعد مرة، وكلما قطعت شيئا بعد شئ فقد قلمته.
وقال محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني: الاقليم على ما ذكر أبو الفضل الهروي في المدخل الصاحبي
هو الميل، فكأنهم يريدون بها المساكن المائلة عن معدل النهار. قال: وأما على ما ذكر حمزة بن
الحسن الأصفهاني، وهو صاحب لغة ومعني بها، فهو الرستاق، بلغة الجرامقة سكان الشام والجزيرة،
يقسمون بها المملكة، كما يقسم أهل اليمن بالمخاليف، وغيرهم بالكور والطساسيج وأمثالها. قال:
وعلى ما ذكر أبو حاتم الرازي في كتاب الزينة، هو النصيب، مشتق من القلم بافعيل، إذ كانت
مقاسمة الأنصباء بالمساهمة بالأقلام مكتوبا عليها أسماء السهام كما قال الله تعالى: " إذ يلقون أقلامهم
أيهم يكفل مريم ".
وقال حمزة الأصفهاني: الأرض مستديرة الشكل، المسكون منها دون الربع، وهذا الربع ينقسم
25

قسمين: برا وبحرا، ثم ينقسم هذا الربع سبعة أقسام، يسمى كل قسم منها بلغة الفرس كشخر،
وقد استعارت العرب من السريانيين للكشخر اسما، وهو الاقليم، والإقليم، اسم للرستاق، فهذا في
اشتقاق الاقليم ومعناه كاف شاف إن شاء الله تعالى.
ثم للأمم في هيئة الاقليم وصفاتها اصطلاحات أربعة:
الاصطلاح الأول: اصطلاح العامة وجمهور الأمة، وهو جار على ألسنة الناس دائما، وهو أن يسموا
كل ناحية مشتملة على عدة مدن وقرى إقليما، نحو الصين، وخراسان، والعراق، والشام، ومصر،
وإفريقية، ونحو ذلك. فالأقاليم، على هذا، كثيرة لا تحصى.
الاصطلاح الثاني: لأهل الأندلس خاصة، فإنهم يسمون كل قرية كبيرة جامعة إقليما، وربما لا
يعرف هذا الاصطلاح إلا خواصهم، وهذا قريب مما قدمنا حكايته عن حمزة الأصفهاني، فإذا قال
الأندلسي: أنا من إقليم كذا، فإنما يعني بلدة، أو رستاقا بعينه.
الاصطلاح الثالث: للفرس قديما، وأكثر ما يعتمد عليه الكتاب، قال أبو الريحان: قسم الفرس
الممالك المطيفة بايرانشهر، في سبع كشورات، خطوا حول كل مملكة دائرة، وسموها كشورا
وكشخرا، اشتقاقهما على ما قيل من كشسته، وهو اسم الخط في لغتهم، ومعلوم أن الدوائر
المتساوية لا تحيط بواحدة منها متماسة إلا إذا كانت سبعا تحيط ست منها بواحدة فقسموا إيرانشهر إلى
كشورات ست، والمعمورة بأسرها إلى سبع، والأصل في هذه القسمة ما أخبر به زرادشت، صاحب
ملتهم، من حال الأرض، وأنها مقسومة بسبعة أقسام، كهيئة ما ذكرنا، أوسطها هنيرة، وهو
الذي نحن فيه، ويحيط بها ستة. قال أبو ريحان: وأما الحقيقة لم جعلوها سبعا، فما أجدني واجده
بالطريق البرهاني، فإن الكافة لم يتسارعوا إلا إلى عدد الكواكب السيارة، مستدلين عليه بأيام
الأسبوع التي لا يختلف فيها، ولا في المبدأ الموضوع لها من يوم الأحد، مختلفو الأمم. وصورة
الكشورات الداخلة في كشخر هنيرة على ما نقلته من كتاب أبي الريحان وخط يده، الصورة على الصفحة
المقابلة. قال أبو ريحان: وبهذه القسمة قال هر مس ما أسند إليه محمد بن إبراهيم الفزاري في زيجه،
إذ كان هر مس من القدماء، فكأنه لم يستعمل في زمانه غيرها، وإلا فالأمور الرياضية النجومية بهر مس
أولى. قال: وزاد الفزاري أن كل كشور سبعمائة فرسخ في مثلها. وقرأت في غير كتاب أبي الريحان
أن كل إقليم من هذه السبعة التي قدمنا وصفها، طول أرضه سبعمائة فرسخ، إلا السابع، فإنه مائتان
وعشرون فرسخا، والله أعلم.
الاصطلاح الرابع: وعليه اعتماد أهل الرياضة والحكمة والتنجيم، وهو عندهم يمتد طولا من المشرق
إلى المغرب على الشكل الذي نصوره بعد. قال أبو الريحان: عقيب ما ذكره من اصطلاح أهل فارس
ومن خطه نقلته: وأما من زاول صناعة التنجيم وكلف بعلم هيئة العالم، فإنه أتى هذه القسمة من
مأتى آخر، لأنه لما نظر إلى الأولى ولم يجد لها نظاما تطرد عليه من الأسباب الطبيعية دون
الوضعية التي بحسبها تختلف المساكن في الكرة من الحر والبرد وسائر الكيفيات، أعرض عن تلك
26

القسمة ولم يلتفت إليها. ثم قال: نحن إذا تأملنا الاختلافات التي تلحق الليل والنهار من ولوج
أحدهما على الآخر، على طرفي الصيف والشتاء، فالذي يحدث في الهواء من احتدام الحر وكلب
البرد وما يتبع ذلك من تأثير الأرض والماء بهما، وجدناها بحسب الامعان، في جهتي الشمال
والجنوب فقط، وإننا متى لزمنا نحو المشرق والمغرب مدارا واحدا لا يقربنا سلوكه من شمال أو
جنوب، لم يختلف علينا شئ مما وجوده بالإضافة إلى الآفاق بتة، اللهم إلا الانتقال من صرود
إلى جروم، أو عكسه مما لا يوجبه ذلك السمت، إنما يتفق من جهة الانجاد والأغوار، وأوضاع
أحدهما من الآخر فيه وتقدم الطلوع والغروب وتأخر هما، إلا أنه ليس بمعلوم بالاحساس وإنما يتوصل
إليه بالنظر والقياس، فإذا قسمنا المعمورة عرضا بحسب الاختلاف والتغاير، على أقسام متوازية في طول
الأرض، ليتفق كل قسم في المشارق والمغارب على حال واحدة بالتقريب، كان أصوب من أن نقسمهما
بغير ذلك من الخطوط. ثم تأمل النهار الأطول والأقصر، فإن النظر فيهما، لتكافئهما، واحد.
فوجده من جهة الشمال حيث الناس متمدنون، وعلى قضايا الاعتدال خلقا وخلقا مجتمعون، دون
27

المتوحشين المختفين في الغياض والقفار، الذين يفترسون من وجدوه من الناس، ويأكلونه ثلاث عشرة
ساعة، فجعل الحد الجنوبي وسط الاقليم الأول، ثم الحد الشمالي وسط الاقليم السابع، وسائر الأقاليم
تتزايد نصف ساعة في النهار الأطول في أوساط الاقليم. وأما ما وراء الاقليم السابع منها، فأرضون
يعرض البرد في قيظها، ويهلك من شتائها الذي هو أطول فصول السنة فيها، فيقل قاطنوها، وتنزر
عقولهم، حتى ربما اجتووا ببهيميتهم مخالطة الناس، كما يراها من وراء الاقليم السابع بسبعيتهم.
فإذا قسمت المعمور بالأقاليم، على هذه الجهة، فصورتها تكون قريبا من الصورة التالية:
فالإقليم الأول: أوله حيث يكون الظل نصف النهار، إذا استوى الليل والنهار قدما واحدة
ونصفا وعشرا وسدس عشر قدم، وآخره حيث يكون ظل الاستواء فيه نصف النهار قدمين
وثلاثة أخماس قدم، فهو من المشرق يبتدئ من أقصى بلاد الصين ويمر على ما يلي الجنوب من الصين،
وفيه جزيرة سرنديب، وعلى سواحل البحر في جنوب بلاد السند، ثم يقطع البحر إلى جزيرة العرب
وأرض اليمن، ويقطع بحر القلزم إلى بلاد الحبشة، ويقطع نيل مصر وينتهي إلى بحر المغرب فوقع
28

وسطه قريبا من أرض صنعاء وحضرموت، ووقع طرفه الذي يلي الجنوب قريبا من أرض
عدن، ووقع طرفه الذي يلي الشمال بتهامة قريبا من مكة، ووقع فيه من المدن المعمورة مدينة
ملك الصين، وجنوب السند، وجزيرة الكرك، وجنوب الهند، ومن اليمن: صنعاء وعدن
وحضر موت ونجران وجرش وجيشان وصعدة وسبا وظفار ومهرة وعمان، ومن بلاد المغرب:
تبالة، ومدينة صاحب الحبشة جرمي، ومدينة النوبة دمقلة، وجنوب البرابر، وغانة من بلاد
سودان المغرب إلى البحر الأخضر، ويكون أطول نهار لهؤلاء الذين ذكرناهم، اثنتي عشرة ساعة
ونصفا في ابتدائه، وفي وسطه ثلاث عشرة ساعة، وفي آخره ثلاث عشرة ساعة وربع وطوله من
المشرق إلى المغرب تسعة آلاف ميل وسبعمائة واثنان وسبعون ميلا وإحدى وأربعون دقيقة، وعرضه
أربعمائة ميل واثنان وأربعون ميلا واثنتان وعشرون دقيقة وأربعون ثانية ومساحته بها مكسرا أربعة
آلاف ألف وثلاثمائة وعشرون ألف ميل وثمانمائة وسبعة وسبعون ميلا وإحدى وعشرون دقيقة، وهو
إقليم زحل، باتفاق من الفرس والروم، ويقال له بالفارسية " كيوان " وله من البروج، الجدي
والدلو.
الاقليم الثاني: حيث يكون ظل الاستواء في أوله نصف النهار، إذا استوى الليل والنهار،
قدمين وثلاثة أخماس قدم، وآخره حيث يكون ظل الاستواء فيه نصف النهار ثلاثة أقدام ونصفا
وعشر سدس قدم، ويبتدئ في المشرق، فيمر على بلاد الصين وبلاد الهند وعلى شماليها جبال قامرون
وكنوج والسند ويمر بملتقى البحر الأخضر، وبحر البصرة، ويقطع جزيرة العرب في أرض نجد وتهامة
والبحرين، ثم يقطع بحر القلزم ونيل مصر إلى أرض المغرب، وفيه من المدن: مدن بلاد الصين، والهند،
ومن السند المنصورة، وبلاد التتر، والديبل ويقطع البحر إلى أرض العرب، إلى عمان، فيقع في
وسطه مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، يثرب، ووقع في أقصاه الذي يلي الجنوب وراء مكة قليلا،
ووقع في طرفه الأدنى الذي يلي الشمال بقرب الثعلبية، وكل واحد من مكة والثعلبية من إقليمين،
وكذلك كل ما كان في سمتهما، ووقع في هذا الاقليم من مشهور المدن: مكة، والمدينة، وفيد،
والثعلبية، واليمامة، وهجر، وتبالة، والطائف، وجدة، ومملكة الحبشة، وأرض البجة، ومن
أرض النيل: قوص، وأخميم، وأنصنا، وأسوان، ومن المغرب: إفريقية، وجبال من البربر إلى أرض
المغرب، ويكون أطول نهار هؤلاء في أول الاقليم، ثلاث عشرة ساعة وربعا، وآخره ثلاث عشرة
ساعة وثلاثة أرباع الساعة، وأوسطه ثلاث عشرة ساعة ونصف، وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة
آلاف وثلاثمائة واثنا عشر ميلا واثنتان وأربعون دقيقة، وعرضه أربعمائة ميل وميلان وإحدى وخمسون
دقيقة، ومساحته مكسرا ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف وتسعون ألف ميل وثلاثمائة وأربعون ميلا
وأربع وخمسون دقيقة، وهو للمشتري في قول الفرس، وللشمس في قول الروم، واسمه بالفارسية
" هرمز " وله من البروج: القوس، والحوت، وكل ما كان على خطه شرقا وغربا، فهو داخل فيه.
الاقليم الثالث: أوله حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار ثلاثة أقدام ونصفا وعشرا
29

وسدس عشر قدم، وآخره حيث يكون ظل الاستواء فيه نصف النهار أربعة أقدام ونصفا وثلث عشر
قدم، فيبلغ النهار في وسطه أربع عشرة ساعة، وهو يبتدئ من المشرق، فيمر على شمال بلاد الصين،
ثم الهند، ثم السند، ثم كابل، وكرمان، وسجستان، وفارس، والأهواز، والعراقين، والشام، ومصر،
والإسكندرية، وفيه من المدن بعد بلاد الصين في وسطه بالقرب من مدين في شق الشام، واقصة في شق
العراق، وصارت الثعلبية وما كان في سمتها، شرقا وغربا، في طرفه الأقصى الذي يلي الجنوب،
وصارت مدينة السلام وفارس وقندهار والهند، ومن أرض السند الملتان، ونهاية، وكرور،
وجبال الأفغانية، وصور الشام، وطبرية، وبيروت، في حده الأدنى الذي يلي الشمال، وكذلك
كل ما كان في سمت ذلك شرقا وغربا بين إقليمين، ووقع في هذا الاقليم من المدن المعروفة: غزنة،
وكابل، والرخج، وجبال زبلستان، وسجستان، وأصفهان، وبست، وزرنج، وكرمان، ومن
فارس: إصطخر، وجور، وفسا، وسابور، وشيراز، وسيراف، وجنابة، وسينيز، ومهروبان،
وكور الأهواز كلها، ومن العراق: البصرة، وواسط، والكوفة، وبغداد، والأنبار، وهيت، والجزيرة
، ومن الشام: حمص في بعض الروايات، ودمشق، وصور، وعكا، وطبرية، وقيسارية، وأرسوف،
والرملة، والبيت المقدس، وعسقلان، وغزة، ومدين، والقلزم، ومن أرض مصر: فرما،
وتنيس، ودمياط، والفسطاط، والإسكندرية، والفيوم، ومن المغرب: برقة، وإفريقية، والقيروان،
وقبائل البربر في أرض الغرب، وتاهرت، والسوس، وبلاد طنجة، وينتهي إلى البحر المحيط. وأطول
نهار هؤلاء، في أول الاقليم، ثلاث عشرة ساعة ونصف وربع، وفي أوسطه أربع عشرة ساعة، وفي
آخره أربع عشرة ساعة وربع، وطوله من المشرق إلى المغرب ثمانمائة ألف وسبعمائة وأربعة وسبعون
ميلا وثلاث وعشرون دقيقة، وعرضه ثلاثمائة وثمانية وأربعون ميلا وخمس وأربعون دقيقة، وتكسيره
مساحة ثلاثمائة ألف ألف وستة آلاف وأربعمائة وثمانية وخمسون ميلا وتسع وعشرون دقيقة. وهو
في قول الفرس، للمريخ، وفي قول الروم، لعطارد، واسمه بالفارسية " بهرام ". وله من البروج:
الحمل، والعقرب، وكل ما كان في سمت ذلك، فهو داخل فيه. والله الموفق للصواب.
الاقليم الرابع: وهو حيث يكون الظل إذا استوى الليل والنهار في أذار نصف النهار أربعة أقدام
وثلاثة أخماس قدم وثلث خمس قدم، وآخره حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء خمسة أقدام
وثلاثة أخماس قدم وثلث خمس قدم، ويبتدئ من أرض الصين، والتبت والختن، وما بينهما من
المدن، ويمر على جبال كشمير، وبلور، وبرجان، وبذخشان، وكابل، وغور، وهراة، وبلخ،
وطخارستان، ومرو، وقوهستان، ونيسابور، وقومس، وجرجان، وطبرستان، والري، وقم،
وقاشان، وهمذان، وآذربيجان، والموصل، وحران، وعزاز، والثغور، وجزيرة قبرس،
ورودس، وصقلية، إلى البحر المحيط على الزقاق بين الأندلس وبلاد المغرب، فوقع طرف هذا الاقليم،
الأدنى الذي يلي العراق، بالقرب من بغداد وما كان على سمتها شرقا وغربا، ووقع طرفه الأدنى الذي
يلي الشمال، بالقرب من قاليقلا وساحل طبرستان إلى أردبيل وجرجان، وما كان في هذا السمت،
30

وفيه من مشاهير المدن غير ما ذكر: نصيبين، ودارا، والرقتان، ورأس عين، وسميساط،
والرهاء، ومنبج، وحلب، وقنسرين، وإنطاكية، وحمص في رواية، والمصيصة، وأذنة،
وطرسوس، وسر من رأى، وحلوان، وشهرزور، وماسبذان، والدينور، ونهاوند، وأصفهان،
ومراغة، وزنجان، وقزوين، والكرخ، وسرخس، واصطخر، وطوس، ومرو الروذ، وصيدا،
والكنيسة السوداء، وعمورية، واللاذقية، وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم، أربع عشرة ساعة
وربع، وأوسطه أربع عشرة ساعة ونصف، وآخره أربع عشرة ساعة ونصف وربع، وطوله من
المشرق إلى المغرب ثمانية آلاف ومائتان وأربعة عشر ميلا وأربع عشرة دقيقة، وعرضه مائتان وتسعة
وتسعون ميلا وأربع دقائق، وتكسيره ألف ألف وأربعمائة ألف وثلاثة وسبعون ألفا واثنان
وسبعون ميلا واثنتان وعشرون دقيقة، وهو للشمس على رأي الفرس، وللمشتري على رأي الروم،
واسمه بالفارسية " خرشاذ وله من البروج الأسد، والله ولي الإعانة.
الاقليم الخامس: أوله حيث يكون الظل نصف النهار، إذا استوى الليل والنهار، خمسة أقدام وثلاثة
أخماس قدم وسدس خمس قدم، وأوسطه حيث يكون الظل نصف النهار، إذا استوى الليل والنهار،
ستة أقدام، وآخره حيث يكون الظل نصف النهار شرقا أو غربا ستة أقدام ونصف عشر وسدس عشر
قدم، والذي بين طرفيه عرضا نحوا من مائة وثلاثين ميلا في رواية. ويبتدئ من أرض الترك المشرقين
ويأجوج المسدودين، ويمر على أجناس الترك المعروفين بقبائلهم إلى كاشغر والإصيفون، وزاشت،
وفرغانة، وأسبيجاب، وشاش، وأشروسنة، وسمرقند، وبخارا، وخوارزم، وبحر الخزر، إلى باب
الأبواب، وبرذعة، وميافارقين، وأرمينية، ودروب الروم، وبلادهم، وعلى رومية الكبرى،
وأرض الجلالقة، وبلاد الأندلس، وينتهي إلى البحر المحيط، ووقع في وسطه بالقرب من أرض تفليس
من بلاد أرمينية، ومن جرجان، وكل ما كان في هذا السمت من البلدان شرقا وغربا، ووقع طرفه
الذي يلي الجنوب، بالقرب من خلاط، ودبيل، وسميساط، وملطية، وعمورية، وما كان في سمت
هذا من البلدان شرقا وغربا، ووقع طرفه الأقصى الذي يلي الشمال، بالقرب من دبيل، وفي سمته
بلدان يأجوج ومأجوج، وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم أربع عشرة ساعة ونصف وربع، وفي
أوسطه خمس عشرة ساعة، وفي آخره خمس عشرة ساعة وربع، وطول وسطه من المشرق إلى المغرب
سبعة آلاف ميل وستمائة وسبعون ميلا وبضع عشرة دقيقة، وعرضه مائتان وأربعة وخمسون ميلا
وثلاثون دقيقة، ومساحته مكسرا ألف ألف وثمانية وأربعون ألفا وخمسمائة وأربعة وثمانون ميلا واثنتا
عشرة دقيقة، وهو للزهرة باتفاق من الفرس والروم، واسمه بالفارسية أناهيد، وله من البروج الثور والميزان.
الاقليم السادس: أوله حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء سبعة أقدام وستة أعشار وسدس
عشر قدم، يفضل آخره على أوله بقدم واحد فقط، يبتدئ من مساكن ترك المشرق، من قاني وقون
وخرخيز وكيماك والتغزغز وأرض التركمانية وفاراب وبلاد الخزر، وشمال بحرهم واللان والسرير بين
هذا البحر وبحر طرابزندة، ويمر على القسطنطينية وأرض الفرنجة وشمال الأندلس، حتى ينتهي إلى بحر
31

المغرب، وعرض هذا الاقليم، في بعض الروايات: نحو من مئتي ميل ونيف، طرفه الأدنى الذي يلي
الجنوب، حيث وقع طرفه الأقصى الذي يلي الشمال، فوقع بالقرب من أرض خوارزم ووراءها من طرابزندة
الشاش، مما يلي الترك، ووقع وسطه بالقرب من القسطنطينية، ومن آمل: خراسان، وفرغانة، وقد
وقع في هذا الاقليم، في رواية بعضهم، كثير من المدن المذكورة في الاقليم الخامس وغيرها، منها:
سمرقند، وباب الخزر، والجيل، وأطراف بلاد الأندلس التي تلي الشمال، وأطراف بلاد الصقالبة التي
تلي الجنوب، وهرقلة، وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم خمس عشرة ساعة ونصف، وآخرة خمس
عشرة ساعة ونصف وربع، وطول وسطه من المشرق إلى المغرب سبعة آلاف ميل ومائة وخمسة
وسبعون ميلا وثلاث وستون دقيقة، وعرضه مائتا ميل وخمسة عشر ميلا وتسع وثلاثون دقيقة،
وتكسيره ألف ألف ميل وستة وأربعون ألف ميل وسبعمائة وواحد وعشرون ميلا وكذا دقيقة،
وهو على رأي الفرس لعطارد، وعلى رأي الروم للقمر، واسمه بالفارسية " تير " وله من البروج
الجوزاء والسنبلة.
الاقليم السابع: أوله حيث يكون النهار في الاستواء سبعة أقدام ونصفا وعشرا وسدس عشر قدم،
كما هو في الاقليم السادس، لان آخره أول هذا، وآخره حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء
ثمانية أقدام ونصفا ونصف عشر قدم، وليس فيه كثير عمران، إنما هو في المشرق غياض وجبال يأوي
إليها فرق من الترك كالمستوحشين، ويمر على جبال باشغرد، وحدود البجناكية، وبلدي سرار، وبلغار،
والروس، والصقالبة، والبلغرية، وينتهي إلى البحر المحيط، وقليل من وراء هذا الاقليم من الأمم
مثل أيسو، وورانك، ويورة، وأمثالهم، ووقع في طرفه الأدنى الذي يلي الجنوب، حيث وقع
الطرف الأقصى الشمالي من الاقليم الخامس، وطرفه الأقصى في الاقليم السادس الذي يليه، وذلك سمت
خوارزم، وطرابزندة شرقا وغربا، ووقع في طرفه الأقصى الذي يلي الشمال، في أقاصي أراضي الصقالبة
شرقا وأطراف الترك الذين يلون خوارزم في الشمال، ووقع في وسطه في اللان، ولم يقع فيه مدن
معروفة فتذكر، وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم خمس عشرة ساعة ونصف وربع ساعة، وأوسطه
ست عشرة ساعة وآخره ست عشرة ساعة وربع، وطول وسطه من المشرق إلى المغرب ستة آلاف
ميل وسبعمائة وثمانون ميلا وأربع وخمسون دقيقة، وعرضه مائة وخمسة وثمانون ميلا وعشرون دقيقة،
وتكسيره ألف ألف ميل ومائتا ألف ميل وأربعة وعشرون ألف ميل وثمانمائة وأربعة وعشرون ميلا
وتسع وأربعون دقيقة، وهو على رأي الفرس للقمر، وعلى رأي الروم للمريخ، واسمه بالفارسية ماه،
وله من البروج السرطان، وآخر هذا الاقليم هو آخر العمارة، ليس وراءه إلا قوم لا يعبأ بهم، وهم
في ضيق العيش وقلة الرياضة بالوحش أشبه، والله الموفق للصواب.
ذكر ما لكل واحد من البروج الاثني عشر من البلدان
أما الحمل: فله بابل، وفارس، وأذربيجان، واللان، وفلسطين.
32

الثور: له الماهان، وهمذان، والأكراد الجبليون، ومدين، وجزيرة قبرس، والإسكندرية،
والقسطنطينية، وعمان، والري، وفرغانة، وله شركة في هراة وسجستان.
الجوزاء: له جرجان، وجيلان، وأرمينية، وموقان، ومصر، وبرقة، وبرجبان، وله شركة
في أصفهان وكرمان.
السرطان: له أرمينية الصغرى، وشرقي خراسان، وبعض إفريقية، وهجر، والبحرين، والديبل،
ومرو الروذ وله شركة في أذربيجان وبلخ.
الأسد: له الترك إلى يأجوج، ونهاية العمران التي تليها، وعسقلان، والبيت المقدس، ونصيبين،
وملطية، وميسان، ومكران، والديلم، وايرانشهر، وطوس، والصعيد، وترمذ.
السنبلة: له الأندلس، وجزيرة أقريطش، ودار مملكة الحبشة، والجرامقة، والشام، والفرات،
والجزيرة، وديار بكر، وصنعاء، والكوفة وما بين كرمان من بلاد فارس، وسجستان، إلى
تخوم السند.
الميزان: له الروم وما بين تخومها إلى إفريقية، وسجستان، وكابل، وقشمير، وصعيد مصر، إلى
تخوم الحبشة، وبلخ، وهراة، وأنطاكية، وطرطوس، ومكة، والطالقان، وطخارستان، والصين.
33

العقرب: له الحجاز، والمدينة، وبادية العرب ونواحيها إلى اليمن، وقومس، والري، وطنجة،
والخزر، وآمل، وسارية، ونهاوند، والنهروان، وله شركة في الصغد.
القوس: له الجبال، والدينور، وأصفهان، وبغداد، ودنباوند، وباب الأبواب، وجندي سابور،
وله شركة في بخارا، وجرجان، وشواطئ بحر أرمينية وبربر إلى المغرب.
الجدي: له مكران، والسند، ونهر مهران، ووسط بحر عمان إلى الهند، والصين، وشرقي أرض
الروم، والأهواز، واصطخر.
الدلو: له السواد إلى ناحية الجيل، والكوفة وناحيتها، وظهر الحجاز، وأرض القبط من مصر،
وغربي أرض السند، وله شركة في فارس.
الحوت: له طبرستان، وناحية الشمال من أرض جرجان، وبخارا وسمرقند وقاليقلا إلى الشام،
والجزيرة، ومصر، والإسكندرية، وبحر اليمن، وشرقي أرض الهند، وله شركة في الروم.
هكذا وجدت هذا في بعض الأزياج، وفيه تكرار باختلاف اللفظ في عدة مواضع، نحو قوله:
بابل والعراق والسواد وبغداد والنهروان والكوفة، كل هذا من السواد، وكل هذا من أرض بابل،
وكل هذا من العراق وبغداد والنهروان والكوفة فمضمومة إلى ذلك. وفيما تقدم أمثال لهذا، والله أعلم
بحقيقة ذلك، وفي الصورة السابقة رسم بسيط الأرض، وهيئة البيت الحرام، واستقبال الناس إياه من
جميع جهات الأرض على وجه التقريب، وفيه نظر.
34

الباب الثالث
في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب
فإن فسرناها في كل موضع تجئ فيه أطلنا، وإن ذكرناها في موضع دون الآخر بخسنا أحدهما
حقه، ويبهم على المستفيد موضعها، وإن ألقيناها جملة أحوجنا الناظر في هذا الكتاب إلى غيره،
فجئنا بها هاهنا مفسرة، مبينة، مسهلا على الطالب أمرها، وهي البريد، والفرسخ، والميل،
والكورة، والإقليم، والمخلاف، والأستان، والطسوج، والجند، والسكة، والمصر، وأباذ،
والطول، والعرض، والدرجة، والدقيقة، والصلح، والسلم، والعنوة، والخراج، والفئ،
والغنيمة، والقطيعة.
فأما البريد: ففيه خلاف، وذهب قوم إلى أنه بالبادية اثنا عشر ميلا، وبالشام وخراسان ستة أميال.
وقال أبو منصور: البريد الرسول، وإبراده إرساله. وقال بعض العرب: الحمى بريد الموت أي
انها رسول الموت تنذر به، والسفر، الذي يجوز فيه قصر الصلاة، أربعة برد، ثمانية وأربعون ميلا
بالأميال الهاشمية التي في طريق مكة، وقيل لدابة البريد بريد، لسيرها في البريد، قال الشاعر:
واني أنص العيس، حتى كأنني، * عليها بأجواز الفلاة، بريد
وقال ابن الأعرابي: كل ما بين المنزلين بريد. وحكى بعضهم ما خالف به من تقدم ذكره،
فقال: من بغداد إلى مكة مائتان وخمسة وسبعون فرسخا وميلان، ويكون أميالا ثمانمائة وسبعة وعشرين
ميلا. وهذه عدة ثمانية وخمسين بريدا وأربعة أميال. ومن البريد عشرون ميلا. هذه حكاية قوله.
والله أعلم. وخبرني بعض من لا يوثق به، لكنه صحيح النظر والقياس، أنه إنما سميت خيل البريد
بهذا الاسم، لان بعض ملوك الفرس اعتاق عنه رسل بعض جهات مملكته، فلما جاءته الرسل سألها
عن سبب بطئها، فشكوا من مروا به من الولاة، وأنهم لم يحسنوا معونتهم. فأحضرهم الملك
وأراد عقوبتهم، فاحتجوا بأنهم لم يعلموا أنهم رسل الملك، فأمر أن تكون أذناب خيل الرسل
وأعرافها مقطوعة لتكون علامة لمن يمرون به، ليزيحوا عللهم في سيرهم فقيل بريد أي قطع،
فعرب فقيل خيل البريد. والله أعلم.
وأما الفرسخ: فقد اختلف فيه أيضا. فقال قوم: هو فارسي معرب وأصله فرسنك. وقال
35

اللغويون: الفرسخ عربي محض. يقال: انتظرتك فرسخا من النهار أي طويلا. وقال الأزهري:
أرى ان الفرسخ أخذ من هذا. وروى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: سمي الفرسخ فرسخا، لأنه إذا
مشى صاحبه استراح وجلس. قلت: كذا. قال: وهذا كلام لا معنى له. والله أعلم. وقد
روي في حديث حذيفة: ما بينكم وبين أن يصب عليكم الشر فراسخ، إلا موت رجل، فلو قيل
قد مات صب عليكم الشر فراسخ. قال ابن شميل في تفسيره: وكل شئ دائم كثير فرسخ. قلت:
أنا أرى ان الفرسخ من هذا أخذ، لان الماشي يستطيله ويستديمه، ويجوز في رأيي أن يكون تأويل
حديث حذيفة أنه يصب عليكم الشر طويلا بطول الفراسخ، ولم يرد به نفس الطول، وانما يراد به
مقدار طول الفرسخ الذي هو علم لهذه المسافة المحدودة. والله أعلم. وقالت الكلابية: فراسخ الليل
والنهار ساعاتهما وأوقاتهما، ولعله من الأول، وان كان هذا هو الأصل، فالفرسخ مشتق منه
كأنه يراد سير ساعة أو ساعات، هذا إن كان عربيا. وأما حده ومعناه، فلا بد من بسط يتحقق
به معناه ومعنى الميل معا. قالت الحكماء: استدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون
درجة، والدرجة خمسة وعشرون فرسخا، والفرسخ ثلاثة أميال، والميل أربعة آلاف ذراع. فالفرسخ
اثنا عشر ألف ذراع، والذراع أربع وعشرون إصبعا، والإصبع ست حبات شعير مصفوفة بطون
بعضها إلى بعض. وقيل: الفراسخ اثنا عشر ألف ذراع بالذراع المرسلة، تكون بذراع المساحة، وهي
الذراع الهاشمية، وهي ذراع وربع بالمرسل تسعة آلاف ذراع وستمائة ذراع. وقال قوم: الفرسخ
سبعة آلاف خطوة، ولم أر لهم خلافا في أن الفرسخ ثلاثة أميال.
وأما الميل: فقال بطليموس في المجسطي: الميل ثلاثة آلاف ذراع بذراع الملك، والذراع ثلاثة
أشبار والشبر ست وثلاثون إصبعا، والإصبع خمس شعيرات مضمومات بطون بعضها إلى بعض.
قال: والميل جزء من ثلاثة أجزاء من الفرسخ. وقيل: الميل ألفا خطوة وثلاثمائة وثلاث وثلاثون
خطوة. وأما أهل اللغة فالميل عندهم مدى البصر ومنتهاه.
قال ابن السكيت: وقيل للاعلام المبنية في طريق مكة أميال، لأنها بنيت على مقادير مدى
البصر من الميل إلى الميل، ولا نعني بمدى البصر كل مرئي فإنا نرى الجبل من مسيرة أيام، إنما نعني أن
ينظر الصحيح البصر ما مقداره ميل، وهي بنية ارتفاعها عشر أذرع أو قريبا من ذلك، وغلظها
مناسب لطولها، وهذا عندي أحسن ما قيل فيه.
وأما الاقليم: فقد تقدم من القول فيه اشتقاقا واحدا واختلافا في الباب الثاني ما أغنانا عن إعادة
ذكره، وإنما ترجمناه ههنا لأنه حري بان يكون فيه، فلما تقدم ما تقدم من أمره دللنا على
موضعه ليطلب.
وأما الكورة: فقد ذكر حمزة الأصفهاني: الكورة اسم فارسي بحت، يقع على قسم من
أقسام الإستان، وقد استعارتها العرب وجعلتها أمما للإستان، كما استعارت الاقليم من اليونانيين
فجعلته اسما للكشخر، فالكورة والإستان واحد. قلت أنا: الكورة كل صقع يشتمل على عدة قرى،
36

ولا بد لتلك القرى من قصبة أو مدينة أو نهر يجمع اسمها ذلك اسم الكورة كقولهم: دارا بجرد،
مدينة بفارس لها عمل واسع يسمى ذلك العمل بجملته كورة دارا بجرد، ونحو نهر الملك فإنه نهر عظيم
مخرجه من الفرات ويصب في دجلة، عليه نحو ثلاثمائة قرية. ويقال لذلك جميعة نهر الملك، وكذلك
ما أشبه ذلك.
وأما المخلاف: فأكثر ما يقع في كلام أهل اليمن. وقد يقع في كلام غيرهم على جهة التبع لهم
والانتقال لهم، وهو واحد مخاليف اليمن، وهي كورها. ولكل مخلاف منها اسم يعرف به،
وهو قبيلة من قبائل اليمن أقامت به وعمرته فغلب عليه اسمها. وفي حديث معاذ: من تحول من
مخلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلاف عشيرته الأول، إذا حال عليه الحول. وقال أبو عمرو: يقال
استعمل فلان على مخاليف الطائف وعلى الأطراف والنواحي. وقال خالد بن جنبة: في كل بلد
مخلاف، بمكة مخلاف، والمدينة، والبصرة، والكوفة.
قلت وهذا كما ذكرنا بالعادة والألف، إذا انتقل اليماني إلى هذه النواحي سمى الكورة بما
ألفة من لغة قومه، وفي الحقيقة إنما هي لغة أهل اليمن خاصة. وقال بعضهم: مخلاف البلد سلطانه.
وحكي عن بعض العرب، قال: كنا نلقى بني نمير ونحن في مخلاف المدينة وهم في مخلاف
اليمامة. وقال أبو معاذ: المخلاف البنكرد، وهو أن يكون لكل قوم صدقة على حدة، فذاك
بنكرده يؤدى إلى عشيرته التي كان يؤدى إليها. وفي كتاب العين يقال فلان من مخلاف كذا
وكذا، وهو عند أهل اليمن كالرستاق، والجمع مخاليف. قلت هذا الذي بلغني فيه، ولم أسمع
في اشتقاقه شيئا، وعندي فيه ما اذكره، وهو أن ولد قحطان لما اتخذوا أرض اليمن مسكنا
وكثروا فيها لم يسعهم المقام في موضع واحد، فجمعوا رأيهم على أن يسيروا في نواحي اليمن ليختار
كل بني أب موضعا يعمرونه ويسكنونه. وكانوا إذا ساروا إلى ناحية واختارها بعضهم تخلف بها عن
سائر القبائل وسماها باسم أبي تلك القبيلة المتخلفة فيها، فسموها مخلافا لتخلف بعضهم عن بعض
فيها، ألا تراهم سموها مخلاف زبيد، ومخلاف سنحان، ومخلاف همدان، لا بد من اضافته إلى
قبيلة. والله أعلم.
وأما الإستان: فقد ذكرنا عن حمزة أنه قال: إن الإستان والكورة واحد. ثم قال: شهرستان
وطبرستان وخوزستان مأخوذ من الإستان، فخفف بحذف الألف. ومثال ذلك أن رقعة فارس
خمسة أساتين، أحدها إستان دارا بجرد، ثم ينقسم الأستان إلى الرساتيق، وينقسم الرستاق إلى الطساسيج،
وينقسم كل طسوج إلى عدة من القرى، مثال ذلك: إصطخراستان من أساتين فارس، ويزد رستاق
من رساتيق إصطخر، ونائين وقرى معها طسوج من طساسيج رستاق يزد، ونياستانه قرية من قرى
طسوج نائين. وزعم مؤيد الري أن معنى الإستان المأوى، ومنه يقال: وهما إستان كرفت إذا
أصاب موضعا يأوي إليه.
وأما الرستاق: فهو فيما ذكره حمزة بن الحسن مشتق من روذه فستا. وروذه اسم
37

للسطر والصف والسماط، وفستا اسم للحال، والمعنى أنه على التسطير والنظام، قلت: الذي
عرفناه وشاهدناه في زماننا في بلاد الفرس أنهم يعنون بالرستاق كل موضع فيه مزارع وقرى ولا
يقال ذلك للمدن كالبصرة وبغداد، فهو عند الفرس بمنزلة السواد عند أهل بغداد وهو أخص من
الكورة والإستان.
وأما الطسوج: بوزن سبوح وقدوس، فهو أخص وأقل من الكورة والرستاق والأستان،
كأنه جزء من اجزاء الكورة. كما أن الطسوج جزء من أربعة وعشرين جزءا من الدينار، لان
الكورة قد تشتمل على عدة طساسيج، وهي لفظة فارسية أصلها تسو، فعربت بقلب التاء طاء وزيادة
الجيم في آخرها، وزيد في تعريبها بجمعها على طساسيج. وأكثرما تستعمل هذه اللفظة في سواد
العراق، وقد قسموا سواد العراق على ستين طسوجا، أضيف كل طسوج إلى اسم. وقد ذكرت في
مواضعها من كتابنا بإسقاط طسوج.
وأما الجند: فيجئ في قولهم: جند قنسرين، وجند فلسطين، وجند حمص، وجند دمشق،
وجند الأردن، فهي خمسة أجناد، وكلها بالشام. ولم يبلغني أنهم استعملوا ذلك في غير أرض الشام،
قال الفرزدق:
فقلت: ما هو إلا الشام تركبه، * كأنما الموت، في أجناده، البغر
قال أحمد بن يحيى بن جابر: اختلفوا في الأجناد، فقيل سمى المسلمون كل واحد من أجناد الشام
جندا، لأنه جمع كورا، والتجند على هذا التجمع، وجندت جندا أي جمعت جمعا. وقيل:
سمى المسلمون لكل صقع جندا بجند عينوا له يقبضون أعطياتهم فيه منه، فكانوا يقولون: هؤلاء
جند كذا حتى غلب عليهم وعلى الناحية.
وأما أباذ: فيكثر مجيئه في أسماء بلدان وقرى ورساتيق في هذا الكتاب، كقولهم:
أسد أباذ، ورستماباذ، وحصناباذ، فأسد اسم رجل، وأباذ اسم العمارة بالفارسية، فمعناه عمارة
أسد. وكذلك كل ما يجئ في معناه، وهو كثير جدا.
وأما السكة: فهي الطريق المسكوكة التي تمر فيها القوافل من بلد إلى آخر. فإذا قيل في الكتب:
من بلد كذا إلى بلد كذا كذا سكة، فإنما يعنون الطريق. مثال ذلك أن يقال: من بغداد إلى
الموصل خمس سكك، يعنون أن القاصد من بغداد إلى الموصل يمكنه أن يأتيها من خمس طرق.
وحكي عن بعضهم أن قولهم سكك البريد، يريدون منازل البريد في كل يوم، والأول أظهر
وأصح. والله أعلم.
وأما المصر: فيجئ في قولهم: مصرت مدينة كذا في زمن كذا، وفي قولهم مدينة كذا مصر
من الأمصار. والمصر في الأصل: الحد بين الشيئين، وأهل هجر يكتبون في شروطهم: اشترى
38

فلان من فلان هذه الدار بمصورها أي بحدودها. قال عدي بن زيد:
وجاعل الشمس مصرا، لا خفاء لها، * بين النهار وبين الليل، قد فصلا
وأما الطول: فيجئ في قولنا عرض البلد كذا وطوله كذا، وهو من ألفاظ المنجمين. فسروه
فقالوا: معنى قولنا طوله أي بعده عن أقصى العمارة، سوي آخذه في معدل النهار أو في خط الاستواء
الموازي لهما، وذلك لتشابه بينهما يقيم أحدهما مقام الآخر، ولان ما يستعمل من هذه الصناعة إنما
هو مستنبط من آراء اليونانيين وهم ابتدأوا العمارة من أقرب نهاية العمارة إليهم وهي الغربية.
فطول البلد، على ذا، هو بعده عن المغرب، إلا أن في هذه النهاية بينهم اختلافا، فإن بعضهم يبتدئ
بالطول من ساحل بحر أوقيانوس الغربي، وهو البحر المحيط، وبعضهم يبتدئ به من سمت الجزائر
الواغلة في البحر المحيط قريبا من مائتي فرسخ، تسمى جزائر السعادات، والجزائر الخالدات، وهي
بحيال بلاد المغرب.
ولهذا ربما يوجد للبلد الواحد في الكتب نوعان من الطول بينهما عشر درج، فيحتاج في تمييز ذلك
إلى فطنه ودربة. هذا كله عن أبي الريحان.
وأما العرض: فان عرض البلد مقابل لطوله الذي ذكر قبل. ومعناه عند المنجمين هو بعده
الأقصى عن خط الاستواء نحو الشمال، لان البلد والعمارة في هذه الناحية، وتحاذيه من السماء قوس
عظيمة شبيهة به واقفة بين سمت الرأس وبين معدل النهار، ويساويه ارتفاع القطب الشمالي. فلذلك
يعبر عنه به، وانحطاط القطب الجنوبي وإن ساواه أيضا فإنه خفي لا يشعر به. وهذا كلام
صاحب التفهيم.
وأما الدرجة والدقيقة: فهي أيضا من نصيب المنجمين يجئ ذكرها في هذا الكتاب في تحديد الطول
والعرض. قالوا: الدرجة قدر ما تقطعه الشمس في يوم وليلة من الفلك، وفي مساحة الأرض خمسة
وعشرون فرسخا. وتنقسم الدرجة إلى ستين دقيقة، والدقيقة إلى ستين ثانية، والثانية إلى ستين ثالثة،
وترقى كذلك.
وأما الصلح: فيجئ في قولنا: فتح بلد كذا صلحا أو عنوة، ومعنى الصلح من الصلاح
وهو ضد الفساد، والصلح في هذه المواضع ضد الخلف، ومعناه ان المسلمين كانوا إذا نزلوا على حصن
أو مدينة خافهم أهله فخرجوا إلى المسلمين وبذلوا لهم عن ناحيتهم مالا، أو خراجا، أو وظيفة
يوظفونها عليهم ويؤدونها في كل عام على رؤوسهم وأرضهم، أو مالا يعجلونه لهم، أي انها لم تفتح عن
غلبة. كما كانت العنوة بمعنى الغلبة.
وأما السلم: في قوله تعالى: ادخلوا في السلم كافة، فقالوا: أعني به الاسلام وشرائعه.
والسلم الصلح. والسلم، بالتحريك، الاستسلام وإلقاء المقادة إلى إرادة المسلمين، فكأنه والصلح
39

متقاربان. وعندي انه من السلامة، أي إنه إذا اتفق الفريقان واصطلحا، سلم بعضهم من بعض،
والله أعلم.
وأما العنوة: فيجئ في قولنا: فتح بلد كذا عنوة، وهو ضد الصلح، قالوا: العنوة أخذ
الشئ بالغلبة. قالوا: وقد يكون عن تسليم وطاعة مما يؤخذ منه الشئ. وأنشد الفراء:
فما أخذوها عنوة، من مودة، * ولكن بحد المشرفي استقالها
قالوا: وهذا على معنى التسليم والطاعة بلا قتال. قلت: وهذا تأويل في هذا البيت على أن العنوة
بمعنى الطاعة، ويمكن أن يؤول تأويلا يخرجه عن أن يكون بمعنى الغصب والغلبة، فيقال إن معناه:
فما أخذوها غلبة وهناك مودة، بل القتال أخذها عنوة، كما تقول: ما أساء إليك زيد عن محبة،
أي بغضة، كما تقول: ما صدر هذا الفعل عن قلب صاف وهناك قلب صاف أي كدر، ويكون
قريبا في المعنى من قوله تعالى: وقالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم. ويصلح أن
يجعل قوله أخذوها دليلا على الغلبة والقهر، ولولا ذلك لقال: فما سلموها، فإن قائلا لو قال:
أخذ الأمير حصن كذا، لسبق الوهم، وكان مفهومه أنه أخذه قهرا. ولو قال: إن أهل حصن كذا
سلموه، لكان مفهومه أنهم أذعنوا به عن إرادة واختيار، وهذا ظاهر. والاجماع أن العنوة الغلبة،
ومنه العاني وهو الأسير. يقال أخذته عنوة أي قسرا وقهرا، وفتحت هذه المدينة عنوة أي
بالقتال: قوتل أهلها حتى غلبوا عليها أو عجزوا عن حفظها فتركوها وجلوا من غير أن يجري
بينهم وبين المسلمين فيها عقد صلح.
وأما الخراج: فإن الخراج والخرج بمعنى واحد، وهو أن يؤدي العبد إليك خراجه أي
غلته. والرعية تؤدي الخراج إلى الولاة، وأصله من قوله تعالى: أم تسألهم خرجا، وقرئ
خراجا، معناه أم تسألهم أجرا على ما جئت به، فأجر ربك وثوابه خير. وأما الخراج الذي
وظفه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على السواد، فأراضي الفئ، فإن معناه الغلة ومنه قوله
عليه الصلاة والسلام: الخراج بالضمان، قالوا: هو غلة العبد يشتريه الرجل فيستغله زمانا، ثم يعثر منه
على عيب دلسه البائع ولم يطلعه عليه، فله رد العبد على البائع والرجوع عليه بجميع الثمن، والغلة
التي استغلها المشتري من العبد طيبة له، لأنه كان في ضمانه وله هلك هلك من ماله، وكان عمر،
رضي الله عنه، أمر بمسح السواد ودفعه إلى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلة كل سنة، ولذلك سمي
خراجا، ثم بعد ذلك قيل البلاد التي فتحت صلحا ووظف ما صولحوا عليه على أرضهم، خراجية،
لان تلك الوظيفة أشبهت الخراج الذي لزم الفلاحين، وهو الغلة، لان جملة معنى الخراج الغلة، وفي
الحديث أن أبا طيبة لما حجم النبي، صلى الله عليه وسلم، أمر له بصاعين من طعام وكلم أهله، فوضعوا
عنه من خراجه أي من غلته.
وأما الفئ والغنيمة: فإن أصل الفئ في اللغة الرجوع، ومنه الفئ، وهو عقيب الظل الذي
40

للشجرة وغيرها بالغداة، والفئ بالعشي، كما قال حميد بن ثور:
فلا الظل، من برد الضحى، تستطيعه، * ولا الفئ، من برد العشي، تذوق
وقال أبو عبيدة: كل ما كانت الشمس عليه وزالت، فهو فئ وظل، وما لم تكن الشمس عليه فهو
ظل، ومنه قوله تعالى، في قتال أهل البغي: حتى تفئ إلى أمر الله، الآية، أي ترجع، وسمي هذا
المال فيئا، لأنه رجع إلى المسلمين من أملاك الكفار. وقال أبو منصور الأزهري في قوله تعالى:
ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى، الآية، أي ما رد الله على أهل دينه من أموال من خالف
أهل ملته بلا قتال، إما أن يجلوا عن أوطانهم ويخلوها للمسلمين، أو يصالحوا على جزية يؤدونها عن
رؤوسهم، أو مال غير الجزية يفتدون به من سفك دمائهم، فهذا المال هو الفئ في كتاب الله. قال
الله تعالى: ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب، أي لم توجفوا عليه خيلا
ولا ركابا. أنزلت في أموال بني النضير حين نقضوا العهد وجلوا عن أوطانهم إلى الشام، فقسم رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، أموالهم من النخيل وغيرها في الوجوه التي أراد الله أن يقسمها فيها، وقسمة
الفئ غير قسمة الغنيمة التي أوجف عليها بالخيل والركاب.
قلت: هذه حكاية قول الأزهري، وهو مذهب الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وإذا كان الفئ،
كما قلنا، الرجوع، فلا فرق بين أن يرجع إلى المسلمين بالايجاف أو غير الايجاف، ولا فرق أن يفئ
على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خاصة أو على المسلمين عامة، وأما الآية فإنما هي حكاية الحال
الواقعة في قصة بني النضير، لا دليل فيها على أن الفئ يكون بإيجاف أو بغير إيجاف، لان الحال
هكذا وقعت، ولو فاء هذا المال بالايجاف وكان للمسلمين عامة، لجاز أن يجئ في الآية: ما أفاء الله
على المؤمنين من أهل القرى، ففي رجوع الفئ إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بنفي الايجاف،
دليل على أنه يفئ على غيره بوجود الايجاف، ولولا أنهما واحد لاستغنى عن النفي واكتفى بقوله عز
وجل: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى، إذ كان الكلام بدون نفيه مفهوما. وقد عكس قدامة قول
الأزهري، فقال: إن الفئ اسم لما غلب عليه المسلمون من بلاد العدو قسرا بالقتال والحرب، ثم
جعل موقوفا عليهم، لان الذي يجتبى منهم راجع إليهم في كل سنة. قلت: فتخصيص قدامة لمال
الفئ، بأنه لا يكون إلا ما غلب عليه قسرا بالقتال، غلط. فإن الله سماه فيئا في قوله تعالى:
ما أفاء الله على رسوله منهم. والذي يعتمد عليه، أن الفئ كل ما استقر للمسلمين وفاء إليهم من
الكفار، ثم رجعت إليهم أمواله في كل عام، مثل مال الخراج وجزية الرؤوس، كأموال بني
النضير، ووادي القرى، وفدك التي فتحت صلحا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، وكأموال
السواد التي فتحت عنوة ثم أقرت بأيدي أهلها يؤدون خراجها في كل عام. ولا اختلاف بين أهل
التحصيل، أن الذي افتتح صلحا، كأموال بني النضير وغيرهم، يسمى فيئا، وأن الذي افتتح من
أراضي السواد وغيرها عنوة وأقر بأيدي أهله، يسمى فيئا، لكن الفرق بينهما أن ما فتح
41

عنوة كان فيئا للمسلمين الذين شهدوا الفتح يقسم بينهم، كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بأموال
خيبر ويسمى غنيمة أيضا، وأما الذين رغبوا في الصلح مثل وادي القرى وفدك أو جلوا عن
أوطانهم من غير أن يأتيهم أحد من المسلمين، كأموال بني النضير، فأمره إلى رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، والأئمة من بعده يقسمون أمواله على من يريدون، كما يرون فعل رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، بأموال هؤلاء.
وأما الغنيمة: فهو ما غنم من أموال المشركين من الأراضي كأرض خيبر، فإن النبي، صلى الله
عليه وسلم، قسمها بين أصحابه بعد إفراد الخمس، وصارت كل أرض لقوم مخصوصين، وليست
كأموال السواد التي فتحت أيضا عنوة، لكن رأى عمر، رضي الله عنه، أن يجعلها لعامة المسلمين،
ولم تقسم فصارت فيئا يرجع إلى المسلمين في كل عام. ومن الغنيمة الأموال الصامتة التي يؤخذ
خمسها ويقسم باقيها على من حضر القتال، للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم، فهذا شئ استنبطته
أنا بالقياس، من غير أن أقف على نص هذا حكايته، ثم بعد وقفت على كتاب الأموال لابي عبيد
القاسم بن سلام، فوجدته مطابقا لما كنت قلته ومؤيدا له، فإنه قال: الأموال التي تتولاها أئمة
المسلمين ثلاثة، وتأويلها من كتاب الله: الصدقة، والفئ، والخمس، وهي أسماء مجملة يجمع
كل واحد منها أنواعا من المال.
فأما الصدقة: فزكاة أموال المسلمين، من الذهب والورق والإبل والبقر والغنم والحب والثمر،
فهذه هي الأصناف الثمانية التي سماها الله تعالى، لا حق لاحد من الناس فيها سواهم. وقال عمر، رضي
الله عنه: هذه لهؤلاء، وأما مال الفئ، فما اجتبي من أموال أهل الذمة من جزية رؤوسهم التي
بها حقنت دماؤهم وحرمت أموالهم، بما صولحوا عليه من جزية، ومنه خراج الأرضين التي افتتحت
عنوة ثم أقرها الامام بأيدي أهل الذمة على قسط يؤدونه في كل عام، ومنه وظيفة أرض الصلح التي
منعها أهلها حتى صولحوا عنها على خرج مسمى. ومنه ما يأخذه العاشر من أموال أهل الذمة التي
يمرون بها عليه في تجاراتهم، ومنه ما يؤخذ من أهل الحرب إذا دخلوا بلاد الاسلام للتجارات، فكل
هذا من الفئ، وهذا الذي يعم المسلمين، غنيهم وفقيرهم، فيكون في أعطية المقاتلة، وأرزاق
الذرية، وما ينوب الامام من أمور الناس بحسن النظر للاسلام وأهله.
وأما الخمس: فخمس غنائم أهل الحرب والركاز العادي، وما كان من عرض، أو معدن،
فهو الذي اختلف فيه أهل العلم، فقال بعضهم: هو للأصناف الخمسة المسمين في الكتاب لما قال عمر،
رضي الله عنه، وهذه لهؤلاء، وقال بعضهم: سبيل الخمس سبيل الفئ، يكون حكمه إلى الامام،
إن رأى أن يجعله فيمن سمى الله جعله، وإن رأى أن الأفضل للمسلمين والأوفر لحظهم أن يضعه
في بيت ما لهم لنائبة تنوبهم ومصلحة تعن لهم، مثل سد ثغر، وإعداد سلاح وخيل وأرزاق
أهل الفئ من المقاتلين والقضاة وغير هم ممن يجري مجراهم، فعل.
وأما القطيعة: فلها معنيان، أحدهما أن يعمد الامام الجائز الامر والطاعة إلى قطعة من الأرض
42

يفرزها عما يجاورها، ويهبها ممن يرى، ليعمرها وينتفع بها، إما أن يجعلها منازل يسكنها
ويسكنها من يشاء، وإما أن يجعلها مزدرعا ينتفع بما يحصل من غلتها، ولا خراج عليه فيها، وربما
جعل على مزدرعها خراج، وهذه حال قطائع المنصور وولده بعده ببغداد في محالها، فمن ذلك
قطيعة الربيع، وقطيعة أم جعفر، وقطيعة فلان، وقد ذكرت في مواضعها من الكتاب. وأما
القطيعة الأخرى، فهي أن يقطع السلطان من يشاء من قواده وغيرهم، القرى والنواحي، ويقطع
عليهم عنها شيئا معلوما يؤدونه في كل عام، قل أو كثر، توفر محصولها أو نزر، لا مدخل
للسلطان معه في أكثر من ذلك.
43

الباب الرابع
في أقوال الفقهاء في أحكام أراضي الفئ والغنيمة وكيف قسمة ذلك
قال مسلمة بن محارب: حدثني قحذم قال: جهد زياد في سلطانه، أن يخلص الصلح من العنوة،
فما قدر، مع قرب العهد ووجود من حضر الفتوح، فأما الحكم في ذلك، فهو أن تخمس
الغنيمة، ثم تقسم أربعة الأخماس بين الذين افتتحوها، وقال بعضهم: ذلك إلى الامام، إن رأى أن
يجعلها غنيمة فيخمسها ويقسم الباقي كما فعله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بخيبر فذلك إليه،
وإن رأى أن يجعلها فيئا، فلا يخمسها ولا يقسمها، بل تكون مقسومة على المسلمين كافة، كما فعل
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بمشورة علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ومعاذ بن جبل،
وأعيان الصحابة، بأرض السواد، وأرض مصر، وغيرهما مما فتحه عنوة. أخذ رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، بقوله تعالى: " واعلموا أن ما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل "، وبذلك أشار الزبير في مصر، وبلال في الشام، وهو مذهب مالك بن أنس،
فالغنيمة، على رأيهم، لأهلها دون الناس. واعتمد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وعلي بن أبي
طالب، ومعاذ بن جبل، رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: " وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى
فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل:، إلى قوله تعالى: للفقراء المهاجرين
الذين أخرجوا من ديارهم والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم والذين جاؤوا من بعدهم " وبذا أخذ
سفيان الثوري. فإن قسم الأرض بين من غلب عليها، كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
بأراضي خيبر، صارت عشرية وأهلها رقيقا، فإن لم يقسمها وتركها للمسلمين كافة، فعلى رقاب
أهلها الجزية، وقد عتقوا بها، وعلى الأرض الخراج، وهي لأهلها، وهو قوله أبي حنيفة، رضي الله
عنه،. وإذا أسلم الرجل من أهل العنوة وأقرت أرضه في يده يعمرها، فيؤدي الخراج عنها، ولا
اختلاف في ذلك لقوم، بل يكون الخراج عليه، ويزكي بقية ما تخرجه الأرض، بعد اخراج الخراج،
إذا بلغ الحب خمسة أوسق. وروي عن علي، رضي الله عنه، أنه قال: لا يؤخذ من أرض
الخراج إلا الخراج وحده، يقول: لا يجمع على المسلم الخراج والزكاة جميعا، وهو قول أبي حنيفة
وأصحابه. وقال: أبو يوسف وشريك بن عبد الله في آخرين: إذا استأجر المسلم أرضا خراجية،
فعلى صاحب الأرض الخراج، وعلى المسلم أن يزكي أرضه إذا بلغ ما يخرج منها خمسة أو سق، وكان
44

الحسن رأى الخراج على رب الأرض، ولم ير على المستأجر شيئا. وقال أبو حنيفة وأبو يوسف:
أجرة من يقسم غلة العشر والخراج، من أصل الكيل. وكان سفيان يرى أن أجور الخراج على
السلطان وأجور العشر على أهل الأرض. وقال مالك بن أنس: أجور العشر على صاحب الأرض
وأجور الخراج على الوسط. وقال مالك وأبو حنيفة وعامة الفقهاء: إذا عطل رجل من أهل العنوة أرضه
أمر بزراعتها وأداء خراجها، فإن لم يفعل أمر أن يدفعها إلى غيره، وأما أرض العشر فلا يقال له فيها
شئ إن زرعت أخذت منه الصدقة وإن أبى فهو أعلم. وقالوا: إذا بني في أرض العشر بناء من
حوانيت وغيرها، فلا شئ عليه، وإن جعلها بستانا لزمه الخراج. وقال مالك بن أنس وابن أبي ذؤيب
وأبو عمرو الأوزاعي: إذا أصابت الغلات آفة، سقط الخراج عن صاحبها، وإذا كانت أرض من
أراضي الخراج لعبد أو مكاتب أو امرأة، فإن أبا حنيفة قال: عليها الخراج فقط. وقال سفيان وابن
أبي ذؤيب ومالك: عليها الخراج وفيما بقي من الغلة العشر. وقال أبو يوسف في أرض موات من
أرض العنوة، يحييها المسلم، إنها له، وهي أرض خراج إن كانت تشرب من ماء الخراج، وإن
استنبط لها عينا، أو سقاها ماء السماء، فهي أرض عشر. وقال بشر: هي أرض عشر شربت من
ماء الخراج أو غيره. وقال أبو يوسف: إن كان للبلاد سنة أعجمية قديمة لم يغيرها الاسلام ولم يبطلها،
ثم شكاها قوم إلى الامام، وسألوه إزالة معرتها، فليس له أن يغيرها. وقال مالك والشافعي:
يغيرها وإن قدمت، لان عليه إزالة كل سنة جائزة سنها أحد من المسلمين، فضلا عما سن أهل
الكفر. فهذا كاف في حكم أراضي الخراج.
وأما حكم أراضي العشر: فهي ستة أضرب، منها الأرضون التي أسلم عليها أهلها، وهي في أيديهم،
مثل اليمن، والمدينة، والطائف، فإن الذي يجب على هؤلاء، العشر. وقد أدخل بعض الفقهاء في
هذا القسم أرض العرب الذين لم يقبل منهم إلا الاسلام أو السيف، وكان بين من أسلم طوعا وبين من
أسلم كرها، فرق قد بينه النبي، صلى الله عليه وسلم، بالفعل، وذاك أنه جعل لأهل الطائف الذين
كان إسلامهم طوعا ما لم يجعل لغيرهم، مثل تحريمه واديهم، وأن لا تغير طوائفهم، ولا يؤمر عليهم
إلا منهم، وأخذ من دومة الجندل بعض أموالهم، واستثنى عليهم الحصن ونزع الحلقة وهي
السلاح والخيل، لأنهم جاؤوا راغبين في الاسلام غير مكرهين، فأمنهم النبي، صلى الله عليه وسلم،
وكان ذلك بعد أن غلب المسلمون على أرضهم فلم يؤمن غدرهم، فلذلك أخذ سلاحهم، ومثل ذلك صنع
أبو بكر، رضي الله عنه، بأهل الردة بعد أن قهروا، فاشترط عليهم الحرب المجلية، أو السلم المخزية،
بأن ينزع منهم الكراع والحلقة، ومنها ما يستحييه المسلمون من أرض الموات التي لا ملك لاحد من
المسلمين أو المعاهدين فيها، فيلزمهم العشر في غلاتها، ومنها ما يقطعه الأئمة بعض المسلمين، فإذا صار، في
يده بذلك، الاقطاع، لزمه فيه الزكاة، وهي العشر أيضا، ومنها ما يحصل ملكا لمسلم مما يقسمه الأئمة
من أراضي العنوة بين من أوجف عليها من المسلمين، ومنها ما يصير بيد مسلم من الصفايا التي أصفاها
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، من أراضي السواد، وهي ما كان لكسرى خاصة ولأهل بيته، ومنها ما
45

جلا عنه العدو من أرضهم، فحصل في يد من قطنه، وأقام به من المسلمين مثل الثغور.
وأما الأخماس: فمنها: خمس الغنيمة التي كان يأخذها النبي، صلى الله عليه وسلم، ومنها أخماس
المعدن واشتقاقه من عدن بالمكان، إذا أقام به وثبت، وكان ذلك لازما له كمعدن الذهب والفضة
والحديد والصفر وما يستخرج من تراب الأرض بالحيلة أبدا، ففيه الخمس، ومنها سيب البحر،
وهو ما يلقيه، كالعنبر وما أشبهه، فكأنه عطاء البحر، فيه الخمس، ومنها: ما يأخذه العاشر من
أموال المسلمين وأهل الذمة والحرب، التي يتردد بها في التجارات. ثم نقول الآن: قال أهل العلم: أيما
أهل حصن أعطوا الفدية، من حصنهم، ليكف عنهم، ورأى الامام ذلك حظا للدين والإسلام،
فتلك المدينة للمسلمين، فإذا ورد الجند على حصن، وهم في منعة لم يظهر عليهم بغلبة، لم تكن تلك
الفدية غنيمة للذين حضروا دون جماعة المسلمين.
وكل ما أخذ من أهل الحرب من فدية، فهي عامة وليست بخاصة من حضر. وقال يحيى بن
آدم: سمعت شريكا يقول: إنما أرض الخراج ما كان صلحا على الخراج يؤدونه إلى المسلمين. قال
يحيى: فقلت لشريك: فما حال السواد؟ قال: هذا أخذ عنوة فهو فئ، ولكنهم تركوا فيه،
فوضع عليهم شئ يؤدونه. قال: وما دون ذلك من السواد فئ، وما وراء صلح. وأبو حنيفة،
رضي الله عنه، يقول: ما صولح عليه المسلمون، فسبيله سبيل الفئ. وروي عن النبي، صلى الله
عليه وسلم، أنه قال: لعلكم تقاتلون قوما، فيدفعونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم، ويصالحونكم
على صلح، فلا تأخذوا فوق ذلك، فإنه لا يحل لكم. ورخص بعض الفقهاء في الازدياد على ما يحتمل
الزيادة، وفي يده الفضل من أهل الصلح، واتبعوا في ذلك سننا وآثارا ممن سلف، إلا أن الفرق بين
الصلح والعنوة، وإن كانا جميعا من العشر والخراج. إلا أنه وقع في ملك أهل العنوة خلاف، ولم يقع في
ملك أهل الصلح. وكره بعض أهل النظر شراء أرض أهل العنوة، واجتمع الكل على جواز شراء أرض
أهل الصلح، لأنهم، إذا صولحوا قبل القدرة عليهم والغلبة لهم، فأرضوهم، ملك في أيديهم. وقال الشافعي،
رضي الله عنه: إن مكث أهل الصلح أعواما لا يؤدون ما صولحوا عليه من فاقة أو جهد، كان ذلك
عليهم إذا أيسروا. وقال أبو حنيفة، رضي الله عنه: يؤخذون بأداء ما وجب عليهم مستأنفا ولا
شئ عليهم فيما مضى. وهو قول سفيان الثوري. وقال مالك وأهل الحجاز: إذا أسلم الرجل من أهل
الصلح أخذ من أرضه العشر وسقطت حصته من الصلح، فإن أهل قبرس لو أسلموا جميعا، كانت
أرضهم عشرية، لأنها لم تؤخذ منهم، وإنما أعطوا الفدية عن القتل. وأبو حنيفة وسفيان وأهل العراق
يجرون الصلح مجرى الفئ، فإن أسلم أهله أجروا على أمرهم الأول في الصلح، إلا أنه لا يزداد عليهم
في شئ، وإن نقضوا، إذا كان مال الصلح محتاجا لمعايشهم، فلا بأس به.
46

الباب الخامس
في جمل من أخبار البلدان
قال الحجاج لزادان فروخ: أخبرني عن العرب والأمصار. فقال: أصلح الله الأمير، أنا بالعجم
أبصر مني بالعرب. قال: لتخبرني. قال: سلني عما بدا لك. قال: أخبرني عن أهل الكوفة. قال:
نزلوا بحضرة أهل السواد، فأخذوا من مناقبهم ومن سماحتهم. قال: فأهل البصرة؟ قال: نزلوا بحضرة
الخوز فأخذوا من مكرهم وبخلهم. قال: فأهل الحجاز؟ قال: نزلوا بحضرة السودان فأخذوا من
خفة عقولهم وطربهم. فغضب الحجاج، فقال: أعزك الله، لست منهم حجازيا، أنت رجل من
أهل الشام. قال: أخبرني عن أهل الشام. قال: نزلوا بحضرة أهل الروم فأخذوا من ترفقهم وصناعتهم
وشجاعتهم. وسأل معاوية ابن الكواء عن أهل الكوفة، فقال: أبحث الناس عن صغيرة، وأضيعهم
لكبيرة. قال: فأهل البصرة؟ قال: غنم وردن جميعا وصدرن شتى. قال: فأهل الحجاز؟
قال: أسرع الناس إلى فتنة وأضعفهم فيها. قال: فأهل مصر؟ قال: أجداء أحداء أشداء أكلة
من غلب. قال: فأهل الموصل؟ قال: قلادة أمة فيها من كل خرزة. قال: فأهل الجزيرة؟
قال: كناسة بين المصرين. ثم سكت. قال ابن الكواء: سلني. فسكت. قال: لتسأل أو
لأخبرك عما عنه تحيد. قال: أخبرني عن أهل الشام. قال: أطوع الناس لمخلوق، وأعصاهم لخالق.
وقد جعلت القدماء ملوك الأرض طبقات، فأقرت، فيما زعموا، جميع الملوك لملك بابل
بالتعظيم، وأنه أول ملوك العالم، ومنزلته فيها كمنزلة القمر في الكواكب، لان إقليمه أشرف
الأقاليم، ولأنه أكثر الملوك مالا، وأحسنهم طبعا، وأكثرهم سياسة وحزما، وكانت ملوكه
يلقبونه بشاهنشاه، ومعناه ملك الملوك، ومنزلته من العالم كمنزلة القلب من الجسد والواسطة من القلادة.
ثم يتلوه في العظمة، ملك الهند، وهو ملك الحكمة، وملك الغلبة، لان عند الملوك الأكابر:
الحكمة من الهند. ثم يتلو ملك الهند في الرتبة، ملك الصين، وهو ملك الرعاية والسياسة وإتقان
الصنعة، وليس في ملوك العالم أكثر رعاية وتفقدا من ملك الصين في رعيته وجنده وأعوانه، وهو
ذو بأس شديد، وقوة ومنعة، له الجنود المستعدة، والكراع والسلاح، وجنده ذو أرزاق مثل
ملك بابل. ثم يتلوه ملك الترك، صاحب مدينة كوشان، وهو ملك التغزغز، ويدعى ملك السباع،
وملك الخيل، إذ ليس في ملوك العالم أشد من رجاله، ولا أجرأ منه على سفك الدماء، ولا أكثر
47

خيلا منه ومملكته ما بين بلاد الصين ومفاوز خراسان، ويدعى بالاسم الأعم، وهو إيرخان. وكان
للترك ملوك كثيرة وأجناس مختلفة أولو بأس وشدة، لا يدينون لاحد من الملوك، إلا أنه ليس فيهم من
يداري ملكه. ثم ملك الروم، ويدعى ملك الرجال، وليس في ملوك العالم أصبح من رجاله.
ثم تتساوى الملوك بعد هؤلاء في الترتيب، وقال بعض الشعراء:
الدار داران: إيوان، وغمدان، * والملك ملكان: ساسان وقحطان
والأرض فارس، والإقليم بابل، وال‍ * إسلام مكة، والدنيا خراسان
والجانبان العلندان اللذا حسنا * منها: بخارا، وبلخ الشاه، توران
والبيلقان، وطبرستان، فأزرهما، * واللكز شروانها، والجيل جيلان
قد رتب الناس جم في مراتبهم: * فمرزبان، وبطريق، وطرخان
في الفرس كسرى، وفي الروم القياصر، * والحبش النجاشي، والأتراك خاقان
روي أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سأل كعب الأحبار عن البلاد وأحوالها، فقال:
يا أمير المؤمنين، لما خلق الله، سبحانه وتعالى، الأشياء ألحق كل شئ بشئ، فقال العقل: أنا لاحق
بالعراق، فقال العلم: أنا معك. فقال المال: أنا لاحق بالشام، فقالت الفتن: وأنا معك. فقال الفقر: أنا
لاحق بالحجاز، فقال القنوع: وأنا معك. فقالت القساوة: أنا لاحقة بالمغرب، فقال سوء الخلق: وأنا
معك. فقالت الصباحة: أنا لاحقة بالمشرق، فقال حسن الخلق: وأنا معك. فقال الشقاء: أنا لا حق
بالبداوي، فقالت الصحة: وأنا معك. انتهى كلام كعب الأحبار، والله الموفق للصواب وإليه
المرجع والمآب.
48

بسم الله الرحمن الرحيم
عونك اللهم يا لطيف
وهاهنا نبدأ بما نحن بصدده من ذكر البلدان على
حروف المعجم، وأستعين بحول الله وبقوته،
وأستنجد لهدايتي وإرشادي إلى الصواب، مواد
كرمه ورحمته.
باب الهمزة والألف وما يليهما
آبار الاعراب: جمع بئر. يقال في جمعها آبار وبئار
وأبار: موضع بين الأجفر وفيد، على خمسة أميال
من الأجفر. والآبار أيضا غير مضافة: كورة من
كور واسط.
آبج: بفتح الهمزة وبعد الألف باء موحدة مفتوحة
وجيم: موضع في بلاد العجم ينسب إليه أبو عبد الله محمد
ابن محموية بن مسلم الآبجي، روى عن أبيه وغيره،
وأخرج الحاكم حديثه، ولا أدري أهو نسبة إلى آبه
وزيدت الجيم للنسب، كما قالوا في النسبة إلى أرمية
أرمجي وإلى خونى خونجي، أم لا، والله أعلم.
آبر: بفتح الهمزة وسكون الألف وضم الباء الموحدة
وراء: قرية من قرى سجستان، ينسب إليها أبو الحسن
محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري، شيخ من
أئمة الحديث، له كتاب نفيس كبير في أخبار الامام أبي
عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه، أجاد
فيه كل الإجادة، وكان رحل إلى مصر والشام والحجاز
والعراق وخراسان، روى عن أبي بكر بن خزيمة،
والربيع بن سليمان الجيزي، وكان يعد في الحفاظ.
روى عنه علي بن بشرى السجستاني، وذكر الفراء
أنه توفي في رجب سنة 363.
آبسكون: بفتح الهمزة وسكون الألف وفتح الباء
الموحدة والسين المهملة ساكنة وكاف مضمومة وواو
ساكنة ونون، ورواه بعضهم بهمزة بعدها باء ليس
بينهما ألف وقد ذكر في موضعه: بليدة على ساحل بحر
طبرستان بينها وبين جرجان ثلاثة أيام، وإليها ينسب
بحر آبسكون، وينسب إليها أبو العلاء أحمد بن
صالح بن محمد بن صالح التميمي الآبسكوني، كان ينزل
بصور على ساحل بحر الشام.
49

آبل: بفتح الهمزة وبعد الألف باء مكسورة ولام:
أربعة مواضع. وفي الحديث أن رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، جهز جيشا بعد حجة الوداع وقبل وفاته،
وأمر عليهم أسامة بن زيد، وأمره أن يوطئ خيله
آبل الزيت، بلفظ الزيت من الادهان، بالأردن
من مشارف الشام، قال النجاشي:
وصدت بنو ود صدودا عن القنا
إلى آبل، في ذلة وهوان
وآبل القمح: قرية من نواحي بانياس من أعمال دمشق
بين دمشق والساحل. آبل أيضا، آبل السوق: قرية
كبيرة في غوطة دمشق، من ناحية الوادي، ينسب إليها
أبو طاهر الحسين بن محمد بن الحسين بن عامر بن أحمد
يعرف بابن خراشة الأنصاري الخزرجي المقري
الآبلي، إمام جامع دمشق، قرأ القرآن على أبي المظفر
الفتح بن برهان الأصبهاني وأقرانه، وروى عن أبي
علي الحسين بن إبراهيم بن جابر، يعرف بابن أبي الزمزم
الفرائضي، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
هلال الحنائي، وأحمد بن محمد المؤذن أبي القاسم،
وأبي بكر الميانجي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن
ذكوان، وأبي همام محمد بن إبراهيم بن عبد الله
الحافظ، وروى عنه أبو عبد الله بن أبي الحديد، ومحمد
ابن أحمد بن أبي الصفر الأنباري، وأبو سعد السمان،
وأبو محمد عبد العزيز الكتاني، وقال: توفي شيخنا أبو
طاهر الآبلي في سابع عشر ربيع الآخر سنة 428 وكان
ثقة نبيلا مأمونا. وقال أحمد بن منير:
حي الديار على علياء جيرون،
مهوى الهوى ومغاني الخرد العين
مراد لهوي، إذ كفي مصرفة
أعنة العيش في فتح الميادين
فالنير بين، فمقرى، فالسرير، فخمرايا
فجو حواشي جسر جسرين
فالقصر، فالمرج، فالميدان، فالشرف
الأعلى، فسطرا، فجرنان، فقلبين
فالماطرون، فداريا، فجارتها
فآبل، فمغاني دير قانون
تلك المنازل، لا وادي الأراك، ولا
رمل المصلى، ولا أثلات يبرين
وآبل أيضا من قرى حمص من جهة القبلة، بينها وبين
حمص نحو ميلين.
آبندون: الباء مفتوحة موحدة ونون الساكنة ودال مهملة
وواو ساكنة ثم نون: هي قرية من قرى جرجان،
ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم
ابن يوسف بن سعيد الجرجاني الآبندوني، روى عن أبي
نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الفقيه، وعلي بن محمد
القومسي البذشي، وأبي الحسين محمد بن عبد الكريم
الرازي، وغيرهم، وروى عنه أبو طاهر بن سلمة العدل،
وأبو منصور محمد بن عيسى الصوفي، وأبو مسعود البجلي،
وكان صدوقا، قال شيرويه.
آبه: بالباء الموحدة: قال أبو سعد: قال الحافظ أبو
بكر أحمد بن موسى بن مردويه: آبه من قرى
أصبهان، وقال غيره إن آبه قرية من قرى ساوه،
منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن الري. قلت أنا:
أما آبه، بليدة تقابل ساوه تعرف بين العامة بآوه، فلا
شك فيها، وأهلها شيعة، وأهل ساوه سنية، لا تزال
الحروب بين البلدين قائمة على المذهب. قال أبو طاهر
ابن سلفة: أنشدني القاضي أو نصر أحمد بن العلاء
الميمندي بأهر، من مدن أذربيجان، لنفسه:
50

وقائله أتبغض أهل آبه،
وهم أعلام نظم والكتابة؟
فقلت: إليك عني إن مثلي
يعادي كل من عادى الصحابة
وإليها، فيما أحسب، ينسب الوزير أبو سعد منصور
ابن الحسين الآبي، ولي أعمالا جليلة، وصحب الصاحب
ابن عباد ثم وزر لمجد الدولة رستم بن فخر الدولة
ابن ركن الدولة بن بويه، وكان أديبا شاعرا مصنفا،
وهو مؤلف كتاب: نثر الدرر، وتاريخ الري،
وغير ذلك، وأخوه أبو منصور محمد كان من عظماء
الكتاب وجلة الوزراء، وزر الملك طبرستان. وآبه
أيضا من قرى البهنسا من صعيد مصر. أخبرني بذلك
القاضي المفضل بن أبي الحجاج عارض الجيوش بمصر.
آتيل: قلعة بناحية الزوزان من قلاع الأكراد
البختية، معروفة عن عز الدين أبي الحسن علي بن عبد
الكريم الجزري.
آجام البريد: بالجيم، والبريد بفتح الباء الموحدة
والراء المهملة وياء آخر الحروف ودال مهملة: ذكر
أصحاب السير أنه كان بكسكر قبل خراب البطيحة،
نهر يقال له الجنب، وكان عليه طريق البريد إلى
ميسان ودستميسان، والأهواز في جنبه القبلي، فلما
تبطحت البطائح كما نذكره في البطيحة، إن شاء الله
تعالى، سمي ما استأجم من طريق البريد آجام
البريد، والآجام: جمع أجمة، وهو منبت القصب
الملتف. قال عبد الصمد في ابن المعذل:
رأيت ابن المعذل نال عمرا
بشؤم، كان أسرع في سعيد
فمنه موت جلة آل سلم،
ومنه قبض آجام البريد
الآجام: مثل الذي قبله إلا أنه غير مضاف: لغة
في الآطام، وهي القصور بلغة أهل المدينة، واحدها
أطم وأجم، وكان بظاهر المدينة كثير منها ينسب
كل واحد منها إلى شئ.
الآجر: بضم الجيم وتشديد الراء، وهو في الأصل اسم
جنس للآجرة، وهو بلغة أهل مصر الطوب،
وبلغة أهل الشام القرميد، درب الآجر: محلة
كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربي،
سكنها غير واحد من أهل العلم وهو الآن خراب،
ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله
الآجري الفقيه الشافعي، سمع أبا شعيب الحراني،
وأبا مسلم الكجي، وكان ثقة، صنف تصانيف كثيرة،
حدث ببغداد، ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى أن مات
بها في محرم سنة 360، روى عنه أبو نعيم الأصبهاني
الحافظ، وكان سمع منه بمكة، ودرب الاجر
ببغداد بنهر المعلى، عامر إلى الآن، آهل.
آجنقان: بالجيم المكسورة والنون الساكنة وقاف
وألف ونون: وهي قرية من قرى سرخس، ينسب
إليها أبو الفضل محمد بن عبد الواحد الآجنقاني، والعجم
يسمونها آجنكان.
آخر: بضم الخاء المعجمة والراء: قصبة ناحية دهستان،
بين جرجان وخوارزم، وقيل آخر قرية بدهستان
نسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم أبو الفضل العباس
ابن أحمد بن الفضل الزاهد، وكان إمام المسجد العتيق
بدهستان، وذكر أبو سعد في التحبير أبا الفضل خزيمة
ابن علي بن عبد الرحمن الآخري الدهستاني، وقال: كان
فقيها، فاضلا، معتزليا، أديبا، لغويا، سمع
بدهستان أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي،
وبندار بن عبد الواحد الدهستاني، وغيرهما، مات
51

بمرو في صفر سنة 548. وإسماعيل بن أحمد بن محمد
ابن أحمد بن حفص بن عمر أبو القاسم الآخري، روى
عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص بربض آمد،
عن الحسن بن الصباح الزعفراني، حديثا منكرا
حمل فيه على الخواص. روى عنه الحافظ حمزة بن
يوسف السهمي. وآخر قرية بين سمنان ودامغان،
بينها وبين سمنان تسعة فراسخ، سمع بها الحافظ أبو
عبد الله بن النجار نقلته من خطه وأخبرني به من لفظه.
آذرم: هكذا ضبطه أبو سعد بألف بعد الهمزة، وفتح
الذال وراء ساكنة وميم، وقال: وظني أنها من قرى
آذنة، بلدة من الثغور، منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن
محمد بن إسحاق الآذرمي، وهذا سهو منه، رحمه
الله، في ضبط الاسم ومكانه، وسنذكره في أذرمة
على الصحيح، إن شاء الله تعالى.
آذنة: بكسر الذال المعجمة والنون: خيال من
أخيلة حمى فيد، بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا،
ويقال لتلك الأخيلة الآذنات، والأخيلة علامات
يضعونها على حدود الحمى يعرف بها حدها.
آذيوخان: بكسر الذال المعجمة وياء ساكنة وواو
مفتوحة وخاء معجمة وألف ونون: قرية من قرى
نهاوند في ظن عبد الكريم، ينسب إليها أبو سعد
الفضل بن عبد الله بن علي بن عمر بن عبد الله بن
يوسف الآذيوخاني.
الآرام: كأنه جمع إرم وهو حجارة تنصب كالعلم:
اسم جبل بين مكة والمدينة، وقد ذكر شاهده في
أبلى، وقال أبو محمد الغندجاني في شرح قول جامع
ابن مرخية:
أرقت بذي الآرام وهنا، وعادني
عداد الهوى بين العناب وحثيل
قال: ذو الآرام، حزم به آرام جمعتها عاد على
عهدها. وقال أبو زياد: ومن جبال الضباب ذات آرام
قنة سوداء فيها يقول القائل:
خلت ذات آرام، ولم تخل عن عصر،
وأقفرها من حلها سالف الدهر
وفاض اللئام، والكرام تفيضوا،
فذلك بال الدهر إن كنت لا تدري
آرة: في ثلاثة مواضع: آرة بالأندلس عن أبي نصر
الحميدي، وقرأت بخط أبي بكر بن طرخان بن
بجكم قال: قال لي الشيخ أبو الأصبغ الأندلسي:
المشهور عند العامة وادي بارة بالباء. وآرة: بلد
بالبحرين، وآرة أيضا: قال عرام بن الأصبغ: آرة جبل
بالحجاز بين مكة والمدينة، يقابل قدسا، من أشمخ
ما يكون من الجبال، أحمر، تخرج من جوانبه عيون
على كل عين قرية، فمنها: الفرع، وأم العيال،
والمضيق، والمحضة، والوبرة، والفغوة، تكتنف
آرة من جميع جوانبها، وفي كل هذه القرى نخيل
وزروع، وهي من السقيا على ثلاث مراحل، من عن
يسارها مطلع الشمس، وواديها يصب في الأبواء ثم
في ودان، وجميع هذه المواضع مذكورة في الاخبار.
آرهن: بسكون الراء يلتقي معها ساكنان وفتح الهاء
ونون: من قرى طخارستان من أعمال بلخ، ينسب
إليها شيخ الاسلام ببلخ، لم يذكر غير هذا.
آزاب: بالزاي وآخره باء موحدة: موضع في شعر
لسهيل بن عدي، عن نصر.
الآزاج: من قرى بغداد، على طريق خراسان، عليها
مسلك الحاج.
آزاذان: بالزاي والذال المعجمة وألف ونون: من
52

قرى هراة، بها قبر الشيخ أبي الوليد أحمد بن أبي رجا
شيخ البخاري، قال الحافظ بن النجار: زرت بها
قبره وقرية من قرى أصبهان، منها أبو عبد الرحمن
قتيبة بن مهران المقري الآزاذاني.
آزاذوار: بعد الألف زاي وألف وذال معجمة وواو
وألف ورآه: بليدة في أول كورة جوين، من جهة
قومس، وهي من أعمال نيسابور، رأيتها. وكانوا
يزعمون أنها قصبة كورة جوين، ينسب إليها إبراهيم
ابن عبد الرحمن بن سهل الآزاذواري يكنى أبا موسى.
آزر: بفتح الزاي ثم راء: ناحية بين سوق الأهواز
ورامهرمز.
آسك: بفتح السين المهملة وكاف: كلمة فارسية، قال أبو
علي: ومما ينبغي أن تكون الهمزة في أوله أصلا من
الكلم المعربة، قولهم في اسم الموضع الذي قرب
أرجان، آسك، وهو الذي ذكره الشاعر في قوله:
أألفا مسلم فيما زعمتم،
ويقتلهم بآسك أربعونا؟
فآسك مثل آخر، وآدم في الزنة، ولو كانت على
فاعل، نحو طابق وتابل، لم ينصرف أيضا للعجمة
والتعريف، وإنما لم نحمله على فاعل لان ما جاء من نحو
هذه الكلم فالهمزة في أوائلها زائدة وهو العام،
فحملناه على ذلك، وإن كانت الهمزة الأولى أصلا
وكانت فاعلا لكان الفظ كذلك: وهو بلد من نواحي
الأهواز، قرب أرجان، بين أرجان ورامهرمز،
بينها وبين أرجان يومان، وبينها وبين الدورق
يومان، وهي بلدة ذات نخيل ومياه، وفيها إيوان
عال في صحراء على عين غزيرة وبيئة وبإزاء الإيوان
قبة منيفة ينيف سمكها على مئة ذراع، بناها الملك
قباذ والد أنوشروان، وفي ظاهرها عدة قبور لقوم
من المسلمين استشهدوا أيام الفتح، وعلى هذه القبة
آثار الستائر. قال مسعر بن مهلهل: وما رأيت
في جميع ما شاهدت من البلدان قبة أحسن بناء منها
ولا أحكم، وكانت بها وقعة للخوارج.
حدث أهل السير قالوا: كان أبو بلال مرداس بن
أدية، وهو أحد أئمة الخوارج، قد قال لأصحابه:
قد كرهت المقام بين ظهراني أهل البصرة، والاحتمال
لجور عبيد الله بن زياد، وعزمت على مفارقة البصرة،
والمقام بحيث لا يجري علي حكمه من غير أن أشهر
سيفا أو أقاتل أحدا، فخرج في أربعين من الخوارج،
حتى نزل آسك موضعا بين رامهرمز وأرجان، فمر
به مال يحمل إلى ابن زياد من فارس، فغضب
حامليه، حتى أخذ منهم بقدر أعطيات جماعته،
وأفرج عن الباقي. فقال له أصحابه: علام تفرج لهم
عن الباقي؟ فقال: إنهم يصلون، ومن صلى إلى
القبلة، لا أشاقه. وبلغ ذلك ابن زياد، فأنفذ إليهم
معبد بن أسلم الكلابي، فلما تواقفا للقتال، قال له
مرداس: علام تقاتلنا ولم نفسد في الأرض ولا
شهرنا سيفا؟ قال: أريد أن أحملكم إلى ابن زياد.
قال: إذا يقتلنا. قال: وإن قتلكم واجب. قال:
تشارك في دمائنا؟ قال: هو على الحق، وأنتم على
الباطل. فحملوا عليه حملة رجل واحد، فانهزم،
وكان في ألفي فارس، فما رده شئ حتى ورد البصرة،
فكان بعد ذلك يقولون له: يا معبد جاءك مرداس خذه.
فشكاهم إلى ابن زياد فنهاهم عنه، فقال عيسى بن فاتك
الخطي أحد بني تيم الله بن ثعلبة في كلمة له:
فلما أصبحوا صلوا، وقاموا
إلى الجرد العتاق مسومينا
فلما استجمعوا حملوا عليهم،
فظل ذوو الجعائل يقتلونا
53

بقية يومهم، حتى أتاهم
سواد الليل فيه يراوغونا
يقول بصير هم، لما أتاهم
بأن القوم ولوا هاربينا:
أألفا مؤمن فيما زعمتم،
ويقتلهم بآسك أربعونا؟
كذبتم ليس ذاك كما زعمتم،
ولكن الخوارج مؤمنونا
هم الفئة القليلة، غير شك،
على الفئة الكثيرة ينصرونا
آسيا: بكسر السين المهملة وياء وألف مقصورة، كذا
وجدته بخط أبي الريحان البيروني: كلمة يونانية.
قال أبو الريحان: كان اليونان يقسمون المعمور من
الأرض بأقسام ثلاثة: لوبية، وأورفى، وقد ذكرا
في موضعهما. ثم قال: وما استقبل هاتين القطعتين من
المشرق يسمى آسيا، ووصف بالكبرى، لان
رقعتها أضعاف الأخريين في السعة، ويحدها من
جانب الغرب، النهر والخليج المذكوران الفاصلان
إياها عن أورفى، ومن جهة الجنوب بحر اليمن والهند،
ومن المشرق أقصى أرض الصين، ومن الشمال أقصى
أرض الترك وأجناسهم.
وأصل هذه القسمة، من أهل مصر، وعليه بقيت
عادتهم إلى الآن، فإنهم يسمون ما عن أيمانهم إذا
استقبلوا الجنوب مغربا، وما عن شمائلهم مشرقا،
وهو كذلك بالإضافة إليهم، إلا أنهم رفعوا الإضافة
وأطلقوا الاسمين، فصار المشرق لذلك أضعاف
المغرب، ولما اخترق بحر الروم قسم المغرب بالطول،
سموا جنوبي القسمين لوبية، وشماليهما أورفى، وأما
المشرق فتركوه على حاله قسما واحدا من أجل أنه
لم يقسمه شئ كما قسم البحر المغرب، وبعدت
ممالكه أيضا عنهم، فلم يظهر لهم ظهور المغربية حتى
كانوا يعلنون تحديدها. ونسب جالينوس في تفسيره
لكتاب الأهوية والبلدان هذه القسمة، إلى أسيوس.
هكذا حال القسمة الثلاثية أنها التي يظن بها أنها الأولى
بعد الاجتماع، وذكر جالينوس في تربيعها أن من
الناس من يقسم آسيا إلى قطعتين فتكون آسيا
الصغرى، هي العراق وفارس والجبال وخراسان،
وآسيا العظمى هي الهند والصين والترك. وحكي عن
أروذ طس أنه قسم المعمورة إلى: أورفى، ولوبية،
وناحية مصر، وآسيا، وهو قريب مما تقدم. والأرض
بالممالك، منقسمة بالأرباع، فقد كان يذكر كبارها
فيما مضى، أعني: مملكة فارس، ومملكة الروم،
ومملكة الهند، ومملكة الترك، وسائرها تابعة لها.
آشب: بشين معجمة وباء موحدة: صقع من ناحية
طالقان الري، كان الفضل بن يحيى نزله، وهو شديد
البرد عظيم الثلوج عن نصر. وآشب، بكسر الشين،
كانت من أجل قلاع الهكارية ببلاد الموصل، خربها
زنكي بن آق سنقر، وبنى عوضها العمادية بالقرب
منها، فنسبت إليه كما نذكره في العمادية.
آغزون: الغين معجمة ساكنة يلتقي معها ساكنان
والزاي معجمة مضمومة والواو ساكنة ونون: من
قرى بخارى، ينسب إليها أبو عبد الله عبد الواحد بن
محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله بن مرة بن
الأحنف بن قيس التميمي الآغزوني.
هكذا ذكره أبو سعد، وقد خلط في هذه الترجمة في
عدة مواضع، فذكرها تارة الآغزوني كما ههنا،
وتارة الأغذوني بالذال المعجمة من غير مد، وتارة
54

الأغزوني بالزاي أيضا، لكن بغير مد، ونسب إليها
هذا المنسوب ههنا بعينه، ثم نسب هذا الرجل إلى
الأحنف بن قيس، وقد قال المدائني إن الأحنف لم
يكن له ولد إلا بحر، وبه كان يكنى، وبنت،
فولد بحر ولدا ذكرا ودرج ولم يعقب، وانقرض
عقبه من ابنته أيضا.
آفاز: بالزاي ووجدته في كتاب نصر بالنون: قرية
بالبحرين، بينها وبين القطيف أربعة فراسخ في البرية،
وهي لقوم من كلب بن جذيمة، من بني عبد القيس،
ولهم بأس وعدد.
آفران: بضم الفاء وآخره نون: قرية بينها وبين
نسف فرسخان (ونسف هي نخشب) بما وراء النهر،
أخرجت طائفة من أهل العلم قديما وحديثا، منهم
أبو موسى الوثير بن المنذر بن جنك بن زمانة
الآفراني النسفي.
آلات: كأنه جمع آلة: موضع، وقيل بلد، وقيل
بلدان، هذا كله عن نصر.
آلس: بكسر اللام: اسم نهر في بلاد الروم، وآلس
هو نهر سلوقية قريب من البحر، بينه وبين طرسوس
مسيرة يوم، وعليه كان الفداء بين المسلمين والروم.
وذكره في الغزوات في أيام المعتصم كثير، وغزاه
سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان،
قال أبو فراس يخاطب سيف الدولة، كتبها إليه من
القسطنطينية:
وما كنت أخشى أن أبيت، وبيننا
خليجان والدرب الأصم وآلس
وقال أبو الطيب يمدح سيف الدولة:
يذري اللقان غبارا في مناخرها،
وفي حناجرها من آلس جرع
كأنما تتلقاهم لتسلكهم،
فالطعن يفتح في الأجواف ما تسع
وهذا من إفراطات أبي الطيب الخارجة إلى المحال،
فإنه يقول: إن هذه الخيل شربت من ماء آلس
ووصلت إلى اللقان، وبينهما مسافة بعيدة، فدخل
غبار اللقان في مناخرها قبل أن يصل ماء آلس في
أجوافها. ويقول في البيت الثاني إن الطعن يفتح في
الفرسان طريقا بقدر ما يسع الخيل، فيسلكونه
فيكون مسيرهم إلى مواضع طعناتهم. وقال أبو تمام
يمدح أبا سعيد الثغري:
فإن يك نصرانيا نهر آلس،
فقد وجدوا وادي عقر قس مسلما
آل قراس: تفتح القاف وتضم والراء خفيفة والسين
مهملة، ورواية الأصمعي فتح القاف، والقرس في اللغة
أكثر الصقيع وأبرده، ويقال للبارد قريس وقارس،
وهو القرس والقرس لغتان. قال الأصمعي: آل
قراس، بالفتح، هضاب بناحية السراة، وكأنهن
سمين آل قراس لبردها. هكذا رواه عنه أبو حاتم،
وروى غيره: آل قراس بالضم. وأنشد الجميع قول
أبي ذويب الهذلي:
يمانية، أجني لها مظ مائد،
وآل قراس صوب أرمية كحل
يروى مائد بعد الألف همزة، ويروى مأبد بالباء
الموحدة، وآل قراس ومأبد: جبلان في أرض هذيل،
وأرمية جمع رمي، وهو السحاب، وكحل أي
سود.
الوزان: بضم اللام وسكون الواو وزاي وألف
ونون: من قرى سرخس. منها سورة بن الحسن
55

الآلوزاني، يروى عن محمد بن الحسن صاحب أبي
حنيفة.
آلوسة: بضم اللام وسكون الواو والسين مهملة:
بلد على الفرات قرب عانة وقيل فيه ألوس بغير مد،
إلا أن أبا علي حكم بتعريبه، وجاء به بالهمزة بعدها
ألف، وقال: هي فاعولة، ألا ترى أنه ليس في
كلامهم شئ على أفعولة، فهو مثل قولهم آجور، ومثل
ذلك في العربي قولهم: الآجور، والآخي، والآري،
فاعول. وكذلك الآخية، وإنما انقلبت واو فاعول
فيه ياء، لوقوعها ساكنة قبل الياء التي هي لام الفعل،
واللام ياء بدلالة أن أبا زيد حكى أنهم يقولون: أرت
القدر تأري أريا، إذا احترق ما في أسفلها، فالتصق
به، وإنما قيل لمواثق الخيالة الآري، لتعلقها بها،
وكذلك آري الدابة فقد قيل:
كأن الظباء العفر يعلمن أنه
وثيق عرى الآري في العثرات
وقد ذكرناه في ألوس غير ممدود أيضا.
آليش: بكسر اللام وياء ساكنة وشين معجمة: مدينة
بالأندلس، بينها وبين بطليوس يوم واحد. آلين:
بكسر اللام وياء ساكنة ونون: من قرى مرو
على أسفل نهر خارقان، ينسب إليها فرات بن النضر
الآليني، كان يلزم عبد الله بن المبارك، ومحمد بن عمر
أخو أبي شداد الآليني، روى عن ابن المبارك. قاله
يحيى بن مندة.
آلية: بعد اللام المكسورة ياء مفتوحة خفيفة: قصر
آلية لا أعرف من أمره غير هذا.
آمد: بكسر الميم: وما أظنها إلا لفظة رومية، ولها
في العربية أصل حسن لان الأمد الغاية، يقال: أمد
الرجل يأمد أمدا، إذا غضب فهو آمد، نحو أخذ
يأخذ فهو آخذ، والجامع بينهما أن حصانتها مع
نضارتها تغضب من أرادها، وتذكيرها يشاربه إلى
البلد أو المكان، ولو قصد بها البلدة أو المدينة لقيل
آمدة، كما يقال آخذة، والله أعلم. وهي أعظم مدن
ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكرا. قال
المنجمون: مدينة آمد في الاقليم الخامس طولها خمس
وسبعون درجة وأربعون دقيقة، وعرضها خمس
وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة، وطالعها
البطين وبيت حياتها عشرون درجة من القوس
تحت إحدى عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها
من الجدي، عاشرها مثلها من الحمل، عاقبتها
مثلها من الميزان، وقيل إن طالعها الدلو وزحل
والمتولي القمر.
وهو بلد قديم حصين ركين مبني بالحجارة السود
على نشز دجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال،
وفي وسطه عيون وآبار قريبة نحو الذراعين، يتناول
ماؤها باليد، وفيها بساتين ونهر يحيط بها السور.
وذكر ابن الفقيه أن في بعض شعاب بلد آمد جبلا فيه
صدع، وفي ذلك الصدع سيف، من أدخل يده في
ذلك الصدع وقبض على قائم السيف بكلتا يديه،
اضطرب السيف في يده، وأرعد هو ولو كان من
أشد الناس، وهذا السيف يجذب الحديد أكثر من
جذب المغناطيس، وكذا إذا حك به سيف أو
سكين، جذبا الحديد، والحجارة التي في ذلك
الصدع لا تجذب الحديد، ولو بقي السيف الذي يحك
به مائة سنة، ما نقصت القوة التي فيه من الجذب.
وفتحت آمد في سنة عشرين من الهجرة، وسار إليها
عياض بن غنم بعدما افتتح الجزيرة فنزل عليها وقاتله
أهلها، ثم صالحوه عليها على أن لهم هيكلهم وما حوله
56

وعلى أن لا يحدثوا كنيسة، وأن يعاونوا المسلمين،
ويرشدوهم، ويصلحوا الجسور، فإن تركوا شيئا
من ذلك فلا ذمة لهم. وكانت طوائف من العرب في
الجاهلية، قد نزلت الجزيرة، وكانت منهم جماعة من
قضاعة، ثم من بني تزيد بن حلوان بن عمران بن
الحاف بن قضاعة. قال عمرو بن مالك الزهري:
ألا لله ليل لم ننمه
على ذات الخضاب مجنبينا
وليلتنا بآمد لم ننمها،
كليلتنا بميا فارقينا
وينسب إلى آمد خلق من أهل العلم في كل فن، منهم
أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي الأديب، كان بالبصرة
يكتب بين يدي القضاة بها، وله تصانيف في الأدب
مشهورة، منها كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء
الشعراء، وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري،
وغير ذلك، ومات في سنة 370، وينسب إليها من
المتأخرين أبو المكارم محمد بن الحسين الآمدي، شاعر
بغدادي مكثر مجيد مدح جمال الدين الأصبهاني وزير
الموصل، ومن شعره:
ورث قميص الليل، حتى كأنه
سليب بأنفاس الصبا متوشح
ورفع منه الذيل صبح كأنه،
وقد لاح، مسح أسود اللون أجلح
ولاحت بطيات النجوم كأنها،
على كبد الخضراء، نور مفتح
ومات أبو المكارم هذا سنة 552 وقد جاوز ثمانين سنة
عمرا. وهي في أيامنا هذه مملكة الملك مسعود بن
محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن أرتق بن أكسب.
آم: بلد نسب إليه نوع من الثياب. وآم قرية من
الجزيرة في شعر عدي.
آمد يزة: يلتقي في الميم ساكنتان ثم دال مهملة مكسورة
وياء ساكنة وزاي: من قرى بخارا، ويقال بغير مد،
وقد ذكرت في موضعها.
آمل: بضم الميم واللام: اسم أكبر مدينة بطبرستان في
السهل، لان طبرستان سهل وجبل، وهي في الاقليم
الرابع، وطولها سبع وسبعون درجة وثلث، وعرضها
سبع وثلاثون درجة ونصف وربع. وبين آمل وسارية
ثمانية عشر فرسخا، وبين آمل والرويان اثنا عشر
فرسخا، وبين آمل وسالوس، وهي من جهة الجيلان،
عشرون فرسخا. وقد ذكرنا خبر فتحها بطبرستان،
فأغنى. وبآمل تعمل السجادات الطبرية، والبسط
الحسان، وكان بها أول إسلام أهلها مسلحة في ألفي
رجل، وقد خرج منها كثير من العلماء، لكنهم قل
ما ينسبون إلى غير طبرستان فيقال لهم الطبري،
منهم أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير
والتاريخ المشهور، أصله ومولده من آمل، ولذلك
قال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي، وأصله من
آمل أيضا، وكان يزعم أن أبا جعفر الطبري خاله:
بآمل مولدي، وبنو جرير
فأخوالي، ويحكي المرء خاله
فها أنا رافضي عن تراث،
وغيري رافضي عن كلاله
وكذب لم يكن أبو جعفر، رحمه الله، رافضيا، وإنما
حسدته الحنابلة فرموه بذلك، فاغتنمها
الخوارزمي، وكان سبابا رافضيا مجاهرا بذلك،
متبجحا به، ومات ابن جرير في سنة 310. وإليها
ينسب أحمد بن هارون الآملي، روى عن سويد بن
57

سعيد الحدثاني، ومحمد بن بشار بندار الحكم بن نافع
وغيرهما، وأبو إسحاق إبراهيم بن بشار الآملي حدث
بجرجان عن يحيى بن عبدك وغيره، روى عنه أبو
أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وأحمد بن محمد بن
المشاجر، وزرعة بن أحمد بن محمد بن هشام أبو عاصم
الآملي، حدث بجرجان عن أبي سعيد العدوي،
حدث عنه أبو أحمد بن عدي وغير هؤلاء. ومن
المتأخرين إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد السني
الديلمي، أجاز لابي سعد السمعاني ومات سنة تسع
وعشرين، وقيل سنة سبع وعشرين وخمسمائة. وكانت
الخطبة تقام في هذه المدينة وفي جميع نواحي طبرستان
وتحمل أموالها إلى خوارزم شاه علاء الدين محمد بن
تكش، إلى أن هرب من التتار هربه الذي أفضى به
إلى الموت سنة 617، وخلف ولده جلال الدين، ثم لا
أعلم إلى من صار ملكها.
وآمل أيضا مدينة مشهورة في غربي جيحون على طريق
القاصد إلى بخارا من مرو، ويقابلها في شرقي جيحون
فربر التي ينسب إليها الفربري راوية كتاب
البخاري، وبينها وبين شاطئ جيحون نحو ميل،
وهي معدودة في الاقليم الرابع، وطولها خمس وثمانون
درجة ونصف وربع، وعرضها سبع وثلاثون درجة
وثلثان.
ويقال لهذه آمل زم، وآمل جيحون، وآمل الشط،
وآمل المفازة، لان بينها وبين مرو رمالا صعبة
المسالك ومفازة أشبه بالمهالك. وتسمى أيضا آمو،
وأموية، وربما ظن قوم أن هذه الأسامي لعدة
مسميات وليس الامر كذلك، وبين زم التي يضيف
بعض الناس آمل إليها وبينها أربع مراحل، وبين
آمل هذه وخوارزم نحو اثنتي عشرة مرحلة، وبينها
وبين مرو الشاهجان ستة وثلاثون فرسخا، وبينها وبين
بخارا سبعة عشر فرسخا، وبخارا في شرقي جيحون.
وقد أخرجت آمل هذه، جماعة من أهل العلم وافرة،
وفرق المحدثون بينهم وبين آمل طبرستان. فمن هذه
آمل عبد الله بن حماد بن أيوب بن موسى أبو عبد
الرحمن الآملي، حدث عن عبد الغفار بن داود
الحراني، وأبي جماهر محمد بن عثمان الدمشقي،
ويحيى بن معين، وغيرهم. روى عنه محمد بن إسماعيل
البخاري، عن يحيى بن معين، حديثا وعن سليمان بن
عبد الرحمن حديثا آخر، وروى عنه أيضا الهيثم بن
كليب الشاشي ومحمد بن المنذر بن سعيد الهروي
وغير هم، ومات في ربيع الآخر سنة 269. و عبد الله
ابن علي أبو محمد الآملي، ذكر أبو القاسم بن الثلاج
أنه حدثهم في سوق يحيى سنة 338، عن محمد بن منصور
الشاشي عن سليمان الشاذ كوهي. وخلف بن محمد
الخيام الآملي، وأحمد بن عبدة الآملي، سمع عبد الله
ابن عثمان بن جبلة المعروف بعبدان المروزي وغيره
روى عنه الفضل بن محمد بن علي وأبو داود سليمان بن
الأشعث وجماعة. وموسى بن الحسن الآملي، سمع
أبا رجاء قتيبة بن سعيد البغلاني، و عبد الله بن محمود
السعدي وغيرهما، روى عنه أبو محمد عمر بن إسحاق
الأسدي البخاري. والفضل بن سهل بن أحمد الآملي
روى عن سعيد بن النضر بن شبرمة. وأبو سعيد محمد
ابن أحمد بن علوية الآملي. وأحمد بن محمد بن إسحاق
ابن هارون الآملي. وإسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم بن إسحاق أبو يعقوب الآملي، ذكر ابن الثلاج
أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن محمد بن إبراهيم بن
سعيد البوشنجي، وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علي
الآموي، روى عن أبي العباس الفضل بن أحمد الآملي،
روى عنه غنجار وغيرهم. وقد خربها التتر فيما بلغني،
فليس بها اليوم أحد، ولا لها ملك.
58

آمو: بضم الميم وسكون الواو: وهي آمل الشط
المذكورة قبل هذه الترجمة، هكذا يقولها العجم على
الاختصار والعجمة.
آني: بالنون المكسورة: قلعة حصينة، ومدينة بأرض
إرمينية بين خلاط وكنجة.
آيل: ياء مكسورة ولام: جبل من ناحية النقرة في
طريق مكة.
باب الهمزة والباء وما يليهما
أبا: بفتح الهمزة وتشديد الباء والقصر: عن محمد بن
إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك، قال: لما أتي
النبي، صلى الله عليه وسلم، بني قريظة نزل على بئر
من آبارهم في ناحية من أموالهم يقال لها: بئر أبا. قال
الحازمي: كذا وجدته مضبوطا محررا بخط أبي
الحسن بن الفرات. قال: وسمعت بعض المحصلين
يقول إنما هو أنا، بضم الهمزة والنون الخفيفة. ونهر أبا
بين الكوفة وقصر ابن هبيرة، ينسب إلى أبا بن
الصامغان من ملوك النبط. ونهر أبا أيضا: نهر كبير
بالبطيحة.
أباتر: بالتاء فوقها نقطتان مكسورة وراء، كأنه جمع
أبتر، ربما ضم أوله فيكون مرتجلا: أودية
وهضبات بنجد في ديار غني، لها ذكر في الشعر،
قال الراعي:
ألم يأت حيا بالجريب محلنا،
وحيا بأعلى غمرة فالأباتر
وقال ابن مقبل:
جزى الله كعبا بالا باتر نعمة،
وحيا بهبود جزى الله أسعدا
أبار: بالضم والتخفيف وآخره راء: موضع باليمن،
وقيل أرض من وراء بلاد بني سعد، وهو لغة في وبار،
وقد ذكر هناك مبسوطا وله ذكر في الحديث.
ذكر الأبارق في بلاد العرب
الأبارق: جمع أبرق، والأبرق والبرقاء والبرقة
يتقارب معناها: وهي حجارة ورمل مختلطة، وقيل:
كل شيئين من لونين خلطا فقد برقا، وقد أجدت
شرح هذا في إبراق فتأمله هناك.
أبارق بينة: قرب الرويثة، وقد ذكر في بينة
مستوفي، قال كثير:
أشاقك برق آخر الليل خافق،
جرى من سناه بينة فالأبارق؟
والأبارق: غير مضاف: علم لموضع بكرمان،
عن محمد بن بحر الرهني الكرماني.
وهضب الأبارق: موضع آخر، قال عمرو بن
معدي كرب الزبيدي:
أأغزو رجال بني مازن،
بهضب الأبارق أم أقعد؟
وأبارق بسيان: بضم الباء الموحدة وسكون السين
المهملة وباء وألف ونون: وقد ذكر في بسيان،
قال الشاعر، وهو جبار بن مالك بن حماد الشمخي،
ثم الفزاري:
ويل أم قوم صبحناهم مسومة،
بين الأبارق، من بسيان، فالأكم
الأقربين فلم تنفع قرابتهم،
والموجعين فلم يشكوا من الالم
59

وأبارق الثمدين: تثنية الثمد، وهو الماء القليل،
وقد ذكر الثمد في موضعه، قال القتال الكلابي:
سرى، بديار تغلب بين حوضي
وبين أبارق الثمدين، سار
سماكي تلالا، في ذراه،
هزيم الرعد ريان القرار
وأبارق حقيل: بفتح الحاء المهملة والقاف مكسورة
وياء ساكنة ولام: وقد ذكر في موضعه، قال عمرو
ابن لجإ: ألم ترتع على الطلل المحيل،
بغربي الأبارق من حقيل
وأبارق طلخام: بكسر الطاء المهملة وسكون اللام
والخاء معجمة، وروي بالمهملة: وقد ذكر في موضعه،
قال ابن مقبل:
بيض الأنوق برعم دون مسكنها،
وبالأبارق من طلخام مركوم
وأبارق قنا: بفتح القاف والنون مقصور: وقد ذكر
في موضعه، قال الأشجعي:
أحن إلى تلك الأبارق من قنا،
كأن امرأ لم يجل عن داره قبلي
وأبارق اللكاك: بكسر اللام وتخفيف الكاف وألف
وكاف أخرى، قال:
إذا جاوزت بطن اللكاك تجاوبت
به، ودعاها روضة وأبارقه
وأبارق النسر: بفتح النون وسكون السين المهملة
والراء، قال أبو العتريف:
وأهوى دماث النسر، ادخل بينها،
بحيث التقت سلانه وأبارقه
الأباصر: يجوز أن يكون جمع أبصر، نحو أحوص
وأحاوص، وهو من جموع الأسماء، لامن جموع
الصفات، ولكن لما سمي به موضع تمحض الاسمية،
وإن كان قد جاء أيضا في الصفات، إلا أنه لابد أن
يكون مؤنثه فعلى نحو أصاغر جمع أصغر، مؤنثه
صغرى، وقد جاء هذا البناء جمعا للجمع، نحو
كلب وأكلب وأكالب، وهو اسم موضع.
أباض: بضم الهمزة وتخفيف الباء الموحدة وألف وضاد
معجمة: اسم قرية بالعرض، عرض اليمامة، لها
نخل لم ير نخل أطول منها. وعندها كانت وقعة خالد
ابن الوليد، رضي الله عنه، مع مسيلمة الكذاب، قال
شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير يفتخر بمقامات أبيه:
أتنسون يوم النعف نعف بزاخة،
ويوم أباض، إذ عتا كل مجرم
ويوم حنين في مواطن قتلة،
أفأنا لكم فيهن أفضل مغنم
وقال رجل من بني حنيفة في يوم أباض:
فلله عينا من رأى مثل معشر،
أحاطت بهم آجالهم والبوائق
فلم أر مثل الجيش جيش محمد،
ولا مثلنا يوم احتوتنا الحدائق
أكر وأحمى من فريقين جمعوا،
وضاقت عليهم في أباض البوارق
وقال الراجز:
يوم أباض إذ نسن اليزنا،
والمشرفيات تقد البدنا 1

(1) قوله اليزنا: اي نسن الرمح اليزني المنسوب إلى ذي يزن.
60

وقال آخر:
كأن نخلا من أباض عوجا
أعناقها، إذ حمت الخروجا
وأنشد محمد بن زياد الأعرابي:
ألا يا جارنا بأباض! إنا
وجدنا الريح خيرا منك جارا
تغذينا، إذا هبت علينا،
وتملا وجه ناظركم غبارا
أباغ: بضم أوله وآخره غين معجمة: إن كان عربيا فهو
مقلوب من بغى يبغي بغيا، وباغ فلان على فلان،
إذا بغى وفلان ما يباغ عليه، ويقال: إنه لكريم
ولا يباغ، أنشدوا:
إما تكرم إن أصبت كريمة، فلقد أراك، ولا تباغ، لئيما
فهذا من: تباغ أنت، وأباغ أنا، فعل لم يسم فاعله.
وقرأت بخط أبي الحسن بن الفرات، وسمي حجر
آكل المرار، لان امرأته هندا سباها الحارث بن
جبلة الغساني، وكان أغار على كندة، فلما انتهى
بها إلى عين أباغ، هكذا قال أبو عبيدة أباغ، بضم الهمزة،
وقال الأصمعي: أباغ، بالفتح، وقال عبد الرحمن بن
حسان:
هن أسلاب يوم عين أباغ،
من رجال سقوا بسم ذعاف
وقالت ابنة فروة بن مسعود ترثي أباها، وكان قد
قتل بعين أباغ: بعين أباغ قاسمنا المنايا،
فكان قسيمها خير القسيم
وقالوا: سيدا منكم قتلنا،
كذاك الرمح يكلف بالكريم
هكذا الرواية: في البيت الأول بالفتح، وفي الثاني
بالضم، آخر خط ابن الفرات. قال أبو الفتح التميمي
النساب: كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ،
وأباغ رجل من العمالقة نزل ذلك الماء فنسب إليه.
قال: وعين أباغ ليست بعين ماء، وإنما هو واد
وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام، وقيل في
قول أبي نواس:
فما نجدت بالماء حتى رأيتها،
مع الشمس في عيني أباغ، تغور
حكي أنه قال: جهدت على أن تقع في الشعر عين
أباغ، فامتنعت علي، فقلت: عيني أباغ ليستوي
الشعر. وقوله: تغور أي تغرب فيها الشمس، لأنها
لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها. وكان
عندها في الجاهلية يوم لهم بين ملوك غسان ملوك
الشام، وملوك لخم ملوك الحيرة، قتل فيه المنذر
ابن المنذر بن امرئ القيس اللخمي، فقال الشاعر:
بعين أباغ قاسمنا المنايا،
فكان قسيمها خير القسيم
وقد أسقط النابغة الذبياني الهمزة من أوله، فقال
يمدح آل غسان:
يوما حليمة كانا من قديمهم،
وعين باغ فكان الامر ما ائتمرا
يا قوم! إن ابن هند غير تارككم،
فلا تكونوا لأدنى وقعة جزرا
الأبالخ: بفتح أوله واللام مكسورة والخاء معجمة:
جمع بليخ، على غير قياس. والبليخ نهر بالرقة
61

يسقي قرى ومزارع وبساتين الرقة، قال الأخطل:
وتعرضت لك بالأبالخ، بعدما
قطعت لأبرم خلة وإصارا
وقد جمع بما حوله على بلخ ولا نعرف فعيلا على
فعل غيره كما قال:
أقفرت البلخ من غيلان فالرحب
وأما البليخ فجمعه على أبلخة، نحو جريب
وأجربة، ثم جمعه على أبالخ، نحو أسورة
وأساور.
أبام: بضم أوله وتخفيف ثانيه: أبام وأبيم، هما شعبان
بنخلة اليمانية لهذيل، بينهما جبل مسيرة ساعة من
نهار، قال السعدي:
وإن بذاك الجزع، بين أبيم
وبين أبام، شعبة من فؤاديا
أبان: بفتح أوله وتخفيف ثانيه وألف ونون: أبان
الأبيض، وأبان الأسود، فأبان الأبيض شرقي
الحاجر فيه نخل وماء يقال له أكرة، وهو العلم
لبني فزارة وعبس. وأبان الأسود جبل لبني فزارة
خاصة، وبينه وبين الأبيض ميلان. وقال أبو بكر
ابن موسى: أبان جبل بين فيد والنبهانية أبيض،
وأبان جبل أسود، وهما أبانان، وكلا هما محدد الرأس
كالسنان، وهما لبني مناف بن دارم بن تميم بن مر،
وقد قال امرؤ القيس:
كأن أبانا، في أفانين وبله،
كبير أناس في بجاد مزمل 1
وحدث أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال: كان
بعض الاعراب يقطع الطريق فأخذه والي اليمامة
في عمله فحبسه فحن إلى وطنه، فقال:
أقول لبوابي، والسجن مغلق
وقد لاح برق: ما الذي تريان؟
فقالا: نرى برقا يلوح وما الذي
يشوقك من برق يلوح يمان؟
فقلت: افتحا لي الباب أنظر ساعة
لعلي أرى البرق الذي تريان
فقالا: أمرنا بالوثاق، وما لنا
بمعصية السلطان فيك يدان
فلا تحسبا سجن اليمامة دائما،
كما لم يدم عيش لنا بأبان
وأبان أيضا مدينة صغيرة بكرمان من ناحية
الروذان.
أبانان: تثنية لفظ أبان المذكور قبله، وقد روى بعضهم
أن هذه التثنية هي لأبان الأبيض وأبان الأسود المذكورين
قبل. قال الأصمعي: وادي الرمة يمر بين أبانين،
وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو لبني
فزارة، ثم لبني جريد منهم، وأبان الأسود لبني
أسد، ثم لبني والبة، ثم للحارث بن ثعلبة بن دودان بن
أسد، وبينهما ثلاثة أميال وقال آخرون: أبانان تثنية
أبان ومتالع. غلب أحدهما، كما قالوا العمران
والقمران في أبي بكر وعمر، وفي الشمس والقمر،
وهما بنواحي البحرين، واستدلوا على ذلك بقول
لبيد:
درس المنا بمتالع، فأبان،
فتقادمت، فالحبس، فالسوبان
أراد: درس المنازل، فحذف بعض الاسم ضرورة،
وهو من أقبح الضرورات. وقال أبو سعيد السكري

(1) في معلقة امرئ القيس: كأن ثبيرا.
62

في قول بشر بن أبي خازم:
ألا بان الخليط ولم يزاروا،
وقبلك في الظعائن مستعار
أسائل صاحبي، ولقد أراني
بصيرا بالظعائن حيث صاروا
تؤم بها الحداة مياه نخل،
وفيها عن أبانين ازورار
أبان: جبل معروف، وقيل أبانين، لأنه يليه جبل
نحو منه يقال له شروري، فغلبوا أبانا عليه، فقالوا
أبانان، كما قالوا العمران لابي بكر وعمر، وله
نظائر. ثم للنحويين ههنا كلام أنا ذاكر منه ما بلغني.
قالوا: تقول هذان أبانان حسنين، تنصب
النعت على الحال لأنه نكرة وصفت بها معرفة،
لان الأماكن لا تزول، فصار كالشئ " الواحد،
وخالف الحيوان. إذا قلت هذان زيدان حسنان،
ترفع النعت ههنا، لأنه نكرة وصفت بها نكرة،
وقالوا في هذا وشبهه مما جاء مجموعا: إن أبانين وما
أشبهها لم توضع أولا مفردة ثم ثنيت، بل
وضعت من المبتدأ مثناة مجموعة، فهي صيغة مرتجلة،
فأبانان علم لجبلين، وليس كل واحد منهما أبانا
على انفراده، بل أحدهما أبان، والآخر متالع.
قال أبو سعيد: وقد يجوز أن تقع التسمية بلفظ التثنية
والجمع، فتكون معرفة بغير لام، وذلك لا يكون
إلا في الأماكن التي لا يفارق بعضها بعضا، نحو
أبانين وعرفات، وإنما فرقوا بين أبانين وبين
زيدين من قبل أنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علما
لرجلين ولا لرجال بأعيانهم، وجعلوا الاسم الواحد
علما بعينه، فإذا قالوا رأيت أبانين، فإنما يعنون هذين
الجبلين بأعيانهما المشار إليهما، لأنهم جعلوا أبانين اسما
لهما لا يشاركهما في هذه التسمية غيرهما، ولا يزولان،
وليس هذا في الأناسي، لان كل واحد من الأناسي
يدخل فيما دخل فيه صاحبه ويزولان، والأماكن
لا تزول، فيصير كل واحد من الجبلين داخلا في مثل
ما دخل فيه صاحبه من الحال والثبات والجدب
والخصب، ولا يشار إلى أحد منهما بتعريف دون
الآخر، فصار كالواحد الذي لا يزايله منه شئ.
والإنسانان يزولان ويتصرفان ويشار إلى أحدهما
دون الآخر، ولا يقال أبان الغربي وأبان الشرقي.
وقال أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش: قد يجوز
أن يتكلم بأبان مفردا في الشعر، وأنشد بيت لبيد
المذكور قبيل. قال أبو سعيد: وهذا يجوز في كل
اثنين يصطحبان ولا يفارق أحد هما صاحبه في الشعر
وغيره، وقال أبو ذؤيب:
فالعين بعدهم كأن حداقها
سملت بشوك، فهي عور تدمع
ويقال: لبس زيد خفه ونعله، والمراد النعلين
والخفين. قالوا: والنسبة إلى أبانين أباني، كما قال
الشاعر:
ألا أيها البكر الأباني! إنني
وإياك في كلب لمغتربان
تحن وأبكي، إن ذا لبلية،
وإنا على البلوى لمصطحبان
وكان مهلهل بن ربيعة أخو كليب، بعد حرب
البسوس، تنقل في القبائل حتى جاور قوما من
مذحج يقال لهم بنو جنب، وهم ستة رجال: منبه،
والحارث، والعلي، وسيحان، وشمران، وهفان.
يقال لهؤلاء الستة: جنب، لأنهم جانبوا أخاهم صداء،
فنزل فيهم مهلهل، فخطبوا إليه مية أخته، فامتنع،
63

فأكرهوه حتى زوجهم، فقال:
أنكحها فقدها الأراقم في
جنب، وكان الخباء من أدم
لو بأبانين جاء يخطبها،
ضرج ما أنف خاطب بدم
هان على تغلب الذي لقيت
أخت بني المالكين من جشم
ليسوا بأكفائنا الكرام، ولا
يغنون من عيلة ولا عدم
الأبايض: بعد الألف ياء مكسورة وضاد معجمة
كأنه جمع أبيض: اسم لهضبات تواجههن ثنية
هرشى.
أب: بالفتح والتشديد: كذا قال أبو سعيد. والأب:
الزرع، في قوله تعالى: وفاكهة وأبا. وهي بليدة
باليمن، ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن
الفياض الهاشمي. وقال ابن سلفة: إب، بكسر الهمزة.
قال: سمعت أبا محمد عبد العزيز بن موسى بن محسن
القلعي يقول: سمعت عمر بن عبد الخالق الأبي يقول:
بناتي كلهن حضن لتسع سنين. قال: وإب، مكسور
الهمزة، من قرى ذي جبلة باليمن، وكذا يقوله أهل
اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح.
أبتر: بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وراء:
موضع بالشام.
أبترة: بزيادة الهاء، كأنه جمع الذي قبله، وتاؤه
مكسورة: وهو ماء لبني قشير.
إبثيت: بالكسر ثم السكون وكسر الثاء المثلثة وياء
ساكنة وتاء مثناة بوزن عفريت: اسم جبل.
إبجيج: جيمان بينهما ياء: من قرى مصر بالسمنودية.
أبخاز: بالفتح ثم السكون والخاء معجمة وألف وزاي:
اسم ناحية من جبل القبق المتصل بباب الأبواب،
وهي جبال صعبة المسلك وعرة لا مجال للخيل
فيها، تجاور بلاد اللأن، يسكنها أمة من النصارى
يقال لهم الكرج، وفيها تجمعوا ونزلوا إلى نواحي
تفليس، فصرفوا المسلمين عنها وملكوها في سنة 515
ولم يزالوا متملكين عليها وأبخاز معاقلهم حتى
قصدهم خوارزم شاه جلال الدين في سنة 621 فأوقع
بهم، واستنقذ تفليس من أيديهم، وهربت ملكتهم إلى
أبخاز، وكان لم يبق من بيت الملك غيرها.
أبدة: بالضم ثم الفتح والتشديد: اسم مدينة بالأندلس
من كورة جيان، تعرف بأبدة العرب. اختطها عبد
الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن
هشام بن عبد الملك، وتممها ابنه محمد بن عبد
الرحمن. قال السلفي: أنشدني أبو محمد عبد الحميد بن
محمد بن عبد الحميد بن بطير الأموي قدم علينا
الإسكندرية حاجا، قال: أنشدني أبو العباس أحمد بن
البني الأبدي بجزيرة ميورقة، وذكر شعرا لنفسه.
أبذغ: بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة وغين
معجمة أيضا: موضع في حسبان أبي بكر بن دريد.
أبراد: نحو جمع برد، قال أبو زياد: من الجبال التي
في ديار أبي بكر بن كلاب أجبل يقال لهن أبراد، وهن
بين الظبية والحوأب.
أبراص: بوزن الذي قبله وصاده مهملة: موضع بين
هرشى والغمر.
الأبراقات: بالفتح ثم السكون وراء وألف وقاف وألف
وتاء مثناة: مائة لبني جعفر بن كلاب.
64

أبراق: بالفتح ثم السكون. قال الأصمعي: الأبرق
والبرقاء حجارة ورمل مختلطة، وكذلك البرقة.
وقال غيره: جمع البرقة برق، وجمع الأبرق
أبارق، وجمع البرقاء برقاوات، وتجمع البرقة براقا،
وفي القلة أبراق. وقال ابن الأعرابي: الأبرق جبل
مخلوط برمل، وهي البرقة، وكل شئ خلط من
لونين فقد برق. وقال ابن شميل: البرقة أرض
ذات حجارة وتراب الغالب عليها البياض، وفيها
حجارة حمر وسود، والتراب أبيض أعفر، وهو
يبرق بلون حجارتها وترابها، وإنما برقها اختلاف
ألوانها، وتنبت أسنادها وظهرها البقل والشجر
نباتا كثيرا يكون إلى جنبها الروض أحيانا، وقد
أضيف كل واحد من هذه اللغات والجموع إلى أمكنة
أذكرها في مواضعها حسبما يقتضيه الترتيب، ملتزما
ترتيب المضاف إليه أيضا على الحروف. ومعاني هذه
الألفاظ على اختلاف أوزانها واحد، وإنما تجئ مختلفة
لإقامة وزن الشعر، فأما أبراق، فهو اسم جبل لبني
نصر من هوازن بنجد. وقال السيد علي، بضم
العين وفتح اللام، أعني لفظة علي، وهو علوي حسني
من بني وهاس: أبراق جبل في شرقي رحرحان،
وإياه عنى سلامة بن رزق الهلالي، فقال:
فإن تك عليا، يوم أبراق عارض،
بكتنا وعزتها العذارى الكواعب
الإبر: بضمتين: من مياه بني نمير، ويعرف بأبر
بني الحجاج.
أبر شتويم: بالفتح ثم السكون وفتح الراء وسكون
الشين المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان وكسر الواو
وياء ساكنة وميم: هو جبل بالبذ من أرض موقان
من نواحي أذربيجان، كان يأوي إليه بابك
الخرمي. فقال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف
الثغري:
وفي أبر شتويم وهضبتيها
طلعت على الخلافة بالسعود
وذكره أبو تمام أيضا في موضع آخر من شعره يمدحه،
فقال:
ويوم، يظل العز يحفظ وسطه
بسمر العوالي، والنفوس تضيع
شققت إلى جباره حومة الوغى،
وقنعته بالسيف، وهو مقنع
لدى سندبايا لا تهاب، وأرشق
وموقان، والسمر اللدان يزعزع
وأبرشتويم، والكذاج، وملتقى
سنابكها، والخيل تردي وتمزع
أبرشهر: بالفتح ثم السكون وفتح الراء والشين
المعجمة معا وسكون الهاء والراء، ورواه السكري
بسين مهملة: وهو تعريب، والأصل الاعجام، لان
شهر بالفارسية هو البلد، وأبر الغيم، وما أراهم أرادوا
إلا خصبه. قال السكري في خبر مالك بن الريب:
ولى معاوية سعيد بن عثمان بن عفان خراسان،
فأخذ على فلج وفليج، فمر بأبي جردية الأثيم،
ومالك بن الريب، وكانا لصين يقطعان الطريق،
فاستصحبهما، فصحبه مالك بن الريب المازني ما شاء الله،
فلم ينل منه مما وعده شيئا وأتبع ذلك بجفوة، فترك
سعيدا وقفل راجعا، فلما كان بأبر شهر، وهي
نيسابور، مرض، فقيل له: أي شئ تشتهي؟ فقال:
أشتهي أن أنام بين الغضا وأسمع حنينه، أو أرى
سهيلا، وأخذ يرثي نفسه، وقال قصيدة جيدة مشهورة
65

ذكرتها في خراسان، وقال البحتري يرثي طاهر بن
عبد الله بن طاهر بن الحسين:
ولله قبر في خراسان، أدركت
نواحيه أقطار العلى والمآثر
مقيم بأدنى أبرشهر، وطوله
على قصر آفاق البلاد الظواهر
وقد أسقط بعضهم الهمزة من أوله، فقال:
كفى حزنا أنا جميعا ببلدة،
ويجمعنا، في أرض برشهر، مشهد
في أبيات ذكرت في برشهر من هذا الكتاب.
الابرشية: موضع منسوب إلى الأبرش، بالشين
المعجمة، قال الأحيمر السعدي:
ونبئت أن الحي سعدا، تخاذلوا
حماهم وهم، لو يعصبون، كثير
أطاعوا لفتيان الصباح لئامهم،
فذوقوا هوان الحرب حيث تدور
نظرت بقصر الابرشية نظرة،
وطرفي وراء الناظرين بصير
فرد على العين أن أنظر القرى،
قرى الجوف، نخل معرض وبحور
وتيهاء يزور القطا عن فلاتها،
إذا عسبلت فوق المتان حرور
أبرقا زياد: تثنية أبرق. وزياد اسم رجل جاء في
رجز العجاج:
عرفت بين أبرقي زياد،
مغانيا كالوشي في الأبراد
الأبرقان: هو تثنية الأبرق كما ذكرنا، وإذا جاؤوا
بالأبرقين في شعرهم هكذا مثنى، فأكثر ما
يريدون به ابرقي حجر اليمامة، وهو منزل على
طريق مكة من البصرة بعد رميلة اللوى للقاصد
مكة، ومنها إلى فلجة، وقال بعض الاعراب
يذكرهما:
أقول، وفوق البحر نخشى سفينة،
تميل على الأعطاف كل مميل:
ألا أيها الركب الذين دليلهم
سهيل اليماني، دون كل دليل
ألموا بأهل الأبرقين فسلموا
وذاك، لأهل الأبرقين، قليل
بأهلي أفدي الأبرقين وجيرة
سأهجرهم لا عن قلى، فأطيل
ألا هل إلى سرح ألفت ظلاله،
وتكليم ليلى، ما حييت، سبيل؟
وقال الزمخشري: الأبرقان ماء لبني جعفر، وقال
أعرابي من طيئ:
فسقيا لأيام مضين من الصبا،
وعيش لنا، بالأبرقين، قصير
وتكذيب ليلى الكاشحين، وسيرنا
لنجد مطايانا بغير مسير
وإذ نلبس الحول اليماني، وإذا لنا
حمام يرى المكروه كل غيور 1
فلما علا الشيب الشباب، وبشرت
ذوي الحلم أعلى لمتي بقتير

(1) قوله: الحول اليماني هكذا في الأصل، وربما كان الحول من أسماء
الأكسية. اما قوله: حمام يرى المكروه،؟؟ الصواب:
حسام يرى المكروه.
66

وخفت انقلاب الدهر أن يصدع العصا،
وان تغدر الأيام كل غدور
وقال الصبا: دعني أدعك صريمة،
عذير الصبا من صاحب وعذيري
رجعت إلى الأولى وفكرت في التي
إليها، أو الأخرى يصير مصيري
وليس أمرؤ لاقى بلاء بيائس
من الله أن ينتابه بجدير
أبرق أعشاش: قد ذكر في أعشاش بما أغنى عن
الإعادة ههنا.
أبرق البادي: قد تقدم تفسير الأبرق في أبراق، فأغنى.
والبادي بالباء الموحدة يجوز أن يكون معناه الظاهر،
وأن يكون معناه من البادي ضد الحاضر. قال المرار:
قفا واسألا عن منزل الحي دمنة،
وبالأبرق البادي ألما على رسم
أبرق ذي جدد: بالجيم بوزن جرذ، قال كثير:
إذا حل أهلي باللأبرقين
أبرق ذي جدد، أو دآثا
أبرق ذي الجموع: بالجيم: موضع قرب الكلاب،
قال عمرو بن لجإ:
بأبرق ذي الجموع، غداة تيم،
تقودك بالخشاشة والجديل
أبرق الحزن: بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي
والنون، قال:
هل تونسان، بأبرق الحزن
فالأنعمين، بواكر الظعن
أبرق الحنان: بفتح الحاء المهملة وتشديد النون وآخره
نون أخرى: هو ماء لبني فزارة. قالوا: سمي بذلك
لأنه يسمع فيه الحنين، فيقال: إن الجن فيه تحن
إلى من قفل عنها، قال كثير:
لمن الديار بأبرق الحنان،
فالبرق، فالهضبات من أدمان
أقوت منازلها، وغير رسمها،
بعد الأنيس، تعاقب الازمان
فوقفت فيها صاحبي، وما بها
يا عز! من نعم ولا انسان
أبرق الخرجاء: قال زر بن منظور بن سحيم
الأسدي:
حي الديار، عفاها القطر والمور،
حيث ارتقى أبرق الخرجاء فالدور
أبرق دآث: بوزن دعاث، آخره ثاء مثلثة: موضع في
بلادهم، قال كثير:
إذا حل أهلي بالأبرقين،
أبرق ذي جدد أو دآثا
وقال ابن أحمر فغيره:
بحيث هراق في نعمان، حيث
الدوافع في براق الأدأثينا
الدأث، في اللغة، الثقل، قال رؤبة:
من أصر أدآث لها دآئث
بوزن دعاعث.
أبرق ذات مأسل: قال الشمر دل بن شريك
اليربوعي، وكان صاحب شراب:
شربت ونادمت الملوك، فلم أجد
على الكأس ندمانا لها مثل ديكل
67

أقل مكاسا في جزور، وإن غلت،
وأسرع إنضاجا وانزال مرجل
ترى البازل الكوماء فوق خوانه،
مفصلة أعضاؤها لم تفصل
سقيناه بعد الري، حتى كأنما
يرى، حين أمسى، أبرقي ذات مأسل
عشية أنسينا قبيصة نعله،
فراح الفتى البكري غير منعل
أبرق الربذة: بالتحريك والذال معجمة: موضع
كانت به وقعة بين أهل الردة وأبي بكر الصديق،
رضي الله عنه، ذكر في كتاب الفتوح: كان من
منازل بني ذبيان فغلبهم عليه أبو بكر، رضي الله
عنه، لما ارتدوا وجعله حمى لخيول المسلمين، وهذا
الموضع عنى زياد بن حنظلة بقوله:
ويوم بالأبارق قد شهدنا
على ذبيان، يلتهب التهابا
أتيناهم بداهية نآد
مع الصديق، إذ ترك العتابا
أبرق الروحان: بفتح الراء وسكون الواو والحاء
مهملة وألف ونون: وقد ذكر في موضعه، وقال
جرير فيه:
لمن الديار بأبرق الروحان،
إذ لا نبيع زماننا بزمان
أبرق ضيحان: الضاد معجمة مفتوحة وياء ساكنة
وحاء مهملة وآخره نون، قال جرير:
وبأبرقي ضيحان لاقوا خزية،
تلك المذلة والرقاب الخضع
أبرق العزاف: بفتح العين المهملة وتشديد الزاي
وألف وفاء: هو ماء لبني أسد بن خزيمة بن مدركة،
مشهور، ذكر في أخبارهم، وهو في طريق القاصد
إلى المدينة من البصرة يجاء من حومانة الدراج إليه،
ومنه إلى بطن نخل ثم الطرف ثم المدينة. قالوا:
وإنما سمي العزاف لأنهم يسمعون فيه عزيف الجن،
قال حسان بن ثابت:
طوى أبرق العزاف يرعد متنه،
حنين المتالي فوق ظهر المشايع
قال ابن كيسان: أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد
المبرد لرجل يهجو بني سعيد بن قتيبة الباهلي:
أبني سعيد! إنكم من معشر
لا يعرفون كرامة الأضياف
قوم لباهلة بن أعصر، إن هم
غضبوا، حسبتهم لعبد مناف
قرنوا الغداء إلى العشاء، وقربوا
زادا، لعمر أبيك، ليس بكاف
وكأنني، لما حططت إليهم
رحلي، نزلت بأبرق العزاف
بينا كذاك أتاهم كبراؤهم،
يلحون في التبذير والاسراف
أبرق عمران: بفتح العين المهملة، قال دوس بن
أم غسان اليربوعي:
تبينت، من بين العراق وواسط،
وأبرق عمران، الحدوج التواليا
أبرق العيشوم: بفتح العين المهملة وياء ساكنة وشين
معجمة وواو ساكنة وميم، قال السري بن معتب
68

من بني عمرو بن كلاب:
وددت بأبرق العيشوم أني
وإياها، جميعا، في رداء
أباشره، وقد نديت رباه،
فألصق صحة منه بداء
الأبرق الفرد: بالفاء وسكون الراء، قال عمرو
ابن أبي:
ومقلتا نعجة حولاء أسكنها
بالأبرق الفرد، طاوي الكشح قد خذلا
وقال آخر:
خليلي مرا بي على الأبرق الفرد،
عهودا لليلى حبذا ذاك من عهد
الأبرق: غير مضاف: منزل من منازل بني عمرو
ابن ربيعة.
أبرق الكبريت: موضع كان به يوم من أبام العرب "
قال بعضهم:
على أبرق الكبريت قيس بن عاصم
أسرت، وأطراف القنا قصد حمر
أبرق مازن: والمازن بيض النمل، قال الأرقط:
وإني ونجما يوم أبرق مازن،
على كثرة الأيدي، لمؤتسيان
أبرق المدى: جمع مدية، وهي السكين، قال
الفقعسي:
بذات فرقين فأبرق المدى
أبرق المردوم: بفتح الميم وسكون الراء، وقد قال
الجعدي فيه:
عفا أبرق المر دوم، منها، وقد يرى
به، محضر، من أهلها، ومصيف
أبرق النعار: بفتح النون وتشديد العين المهملة:
وهو ماء لطيئ وغسان قرب طريق الحاج، قال
بعضهم:
حي الديار فقد تقادم عهدها،
بين الهبير وأبرق النعار
أبرق الوضاح: بفتح الواو وتشديد الضاد المعجمة،
قال الذهلي:
لمن الديار بأبرق الوضاح،
أقوين من نجل العيون ملاح
أبرق الهيج: بفتح الهاء وياء ساكنة وجيم، قال ظهير
ابن عامر الأسدي:
عفا أبرق الهيج الذي شحنت به
نواصف، من أعلى عماية، تدفع
الأبرقة: بفتح الهمزة وسكون الباء وفتح الراء
والقاف: هكذا هو مكتوب في كتاب الزمخشري،
وقال: هو ماء من مياه نملي قرب المدينة.
أبرقوه: بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف
والواو ساكنة وهاء محضة: هكذا ضبطه أبو سعد،
ويكتبها بعضهم أبرقويه، وأهل فارس يسمونها
وركوه، ومعناه: فوق الجبل، وهو بلد مشهور
بأرض فارس من كورة إصطخر قرب يزد.
قال أبو سعد: أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان على
عشرين فرسخا منها، فإن لم يكن سهوا منه فهي غير
الفارسية، ونسب إليها أبا الحسن هبة الله بن الحسن بن
محمد الأبرقوهي الفقيه، حدث عن أبي القاسم عبد
الرحمن بن أبي عبيدة بن مندة بالكثير، روى عنه
69

الحافظ أبو موسى محمد بن عمر المديني الأصبهاني. مات
في حدود سنة 518.
وقال الإصطخري: أبرقوه، آخر حدود فارس، بينها
وبين يزد ثلاثة فراسخ أو أربعة. قال: وهي مدينة
حصينة كثيرة الزحمة تكون بمقدار الثلث من
إصطخر، وهي مشتبكة البناء والغالب على بنائها
الآزاج، وهي قرعاء ليس حولها شجر ولا بساتين
إلا ما بعد عنها، وهي مع ذلك خصبة رخيصة
الأسعار. قال: وبها تل عظيم من الرماد، يزعم أهلها
أنها نار إبراهيم التي جعلت عليه بردا وسلاما.
وقرأت في كتاب الابستاق، وهو كتاب ملة
المجوس: أن سعدي بنت تبع زوجة كيكاووس،
عشقت ابنه كيخسرو وراودته عن نفسه،
فامتنع عليها، فأخبرت أباه أنه راودها عن نفسها،
كذبا عليه، فأجج كيخسرو لنفسه نارا عظيمة
بأبرقوه، وقال: إن كنت بريئا فإن النار لا تعمل
في شيئا، وإن كنت خنت كما زعمت، فإن النار
تأكلني. ثم أو لج نفسه في تلك النار وخرج منها
سالما ولم تؤثر فيه شيئا، فانتفى عنه ما اتهم به.
قال: ورماد تلك النار بأبرقوه شبه تل عظيم،
ويسمى ذلك التل اليوم، جبل إبراهيم، ولم يشاهد
إبراهيم، عليه السلام، أرض فارس ولا دخلها، وإنما
كان ذلك بكوثاربا من أرض بابل.
وقرأت في موضع آخر: أن إبراهيم، عليه السلام،
ورد إلى أبرقوه ونهى أهلها عن استعمال البقر في الزرع،
فهم لا يزرعون عليها مع كثرتها في بلادهم. وحدثني
أبو بكر محمد المعروف بالحربي الشيرازي، وكان
يقول إنه ولد أخت ظهير الفارسي، قال: اختلفت
إلى أبرقوه ثلاث مرات، فما رأيت المطر قط وقع
في داخل سور المدينة.
ويزعمون أن ذلك بدعاء إبراهيم عليه السلام. وإلى
أبرقوه هذه ينسب الوزير أبو القاسم علي بن أحمد
الإبر قوهي وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه.
وذكر الإصطخري مسافة ما بين يزد إلى نيسابور،
فقال: تسير من أزاد خره إلى بستاذران مرحلة،
وهي قرية فيها نحو ثلاثمائة رجل، وماء جار من قناة،
ولهم زروع وبساتين وكروم، ومن بستاذران إلى
أبرقوه مرحلة خفيفة، وأبرقوه قرية عامرة، وفيها نحو
سبعمائة رجل، وفيها ماء جار وزرع وضرع وهي
خصبة جدا، ومن أبرقوه إلى زادويه، ثم إلى زيكن،
ثم إلى استلست، ثم إلى ترشيش، ثم إلى نيسابور،
فهذه أبرقوه أخرى غير الأولى، فاعرفه.
إبرم: بكسر الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء
وميم: من أبنية كتاب سيبويه مثل إبين. قال أبو
نصر أحمد بن حاتم الجرمي: إبرم اسم بلد. وقال أبو
بكر محمد بن الحسن الزبيدي الإشبيلي النحوي: إبرم
نبت.
وقرأت في تاريخ ألفه أبو غالب بن المهذب المعري:
أن سيف الدولة بن حمدان لما عبر الفرات في سنة 333
ليملك الشام، تسامع به الولاة، فتلقوه من الفرات،
وكان فيهم أبو الفتح عثمان بن سعيد وإلى حلب من
قبل الإخشيد، فلقيه من الفرات، فأكرمه
سيف الدولة وأركبه معه وسايره، فجعل سيف
الدولة كلما مر بقرية سأله عنها فيجيبه، حتى مر بقرية،
فقال: ما اسم هذه القرية؟ فقال: إبرم. فسكت
سيف الدولة، وظن أنه أراد أنه أبرمه وأضجره
بكثرة السؤال، فلم يسأله سيف الدولة بعد ذلك عن
شئ حتى مر بعدة قرى، فقال له أبو الفتح: يا سيدي،
وحق رأسك إن اسم تلك القرية إبرم، فاسأل من
شئت عنها. فضحك سيف الدولة وأعجبته فطنته.
70

أبروقا: قرية كبيرة جليلة من ناحية الرومقان من
أعمال الكوفة. وفي كتاب الوزراء أنها كانت تقوم
على الرشيد بألف ألف ومائتي ألف درهم.
الأبروق: بفتح الهمزة وسكون الباء وضم الراء وبعد
الواو قاف: اسم موضع في بلاد الروم، موضع يزار
من الآفاق، والمسلمون والنصارى متفقون على
انتيابه.
قال أبو بكر الهروي: بلغني أمره فقصدته، فوجدته
في لحف جبل يدخل إليه من باب برج، ويمشي
الداخل تحت الأرض إلى أن ينتهي إلى موضع
واسع، وهو جبل مخسوف تبين منه السماء من
فوقه، وفي وسطه بحيرة، وفي دائرها بيوت للفلاحين
من الروم، ومزدرعهم ظاهر الموضع، وهناك
كنيسة لطيفة، ومسجد، فإن كان الزائر مسلما
أتوا به إلى المسجد، وإن كان نصرانيا أتوا به إلى
الكنيسة، ثم يدخل إلى بهو فيه جماعة مقتولون،
فيهم آثار طعنات الأسنة وضربات السيوف، ومنهم
من فقدت بعض أعضائه، وعليهم ثياب القطن لم
تتغير.
وهناك، في موضع آخر، أربعة قيام مسندة ظهورهم إلى
حائط المغارة، ومعهم صبي قد وضع يده على رأس
واحد منهم طوال من الرجال، وهو أسمر اللون،
وعليه قباء من القطن، وكفه مفتوحة كأنه يصافح
أحدا، ورأس الصبي على زنده، وإلى جانبه رجل
على وجهه ضربة قد قطعت شفته العليا، وظهرت
أسنانه، وهم بعمائم.
وهناك أيضا بالقرب امرأة وعلى صدرها طفل، وقد
طرحت ثديها في فيه. وهناك خمس أنفس قيام،
ظهورهم إلى حائط الموضع. وهناك أيضا في موضع
عال، سرير عليه اثنا عشر رجلا، فيهم صبي مخضوب
اليد والرجل بالحناء، والروم يزعمون أنهم منهم،
والمسلمون يقولون إنهم من الغزاة في أيام عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه، ماتوا هناك صبرا،
ويزعمون أن أظافير هم تطول، وأن رؤوسهم تحلق،
وليس لذلك صحة إلا أنهم قد يبست جلودهم على
عظامهم ولم يتغيروا.
أبرين: بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الراء وياء
ساكنة وآخره نون: وهو لغة في يبرين. قال أبو
منصور: هو اسم قرية كثيرة النخل والعيون العذبة
بحذاء الأحساء من بني سعد بالبحرين، وهو واحد
على بناء الجمع، حكمه كحكمه في الرفع بالواو،
وفي النصب والجر بالياء، وربما أعربوا نونه وجعلوه
بالياء على كل حال.
وقال الخارز نجي: رمل أبرين ويبرين بلد، قيل
هي في بلاد العماليق.
وقال أبو الفتح: أما يبرين فلا ينبغي أن يتوهم
أنه اسم منقول من قولك هن يبرين لفلان أي
يعارضنه، من قولك يبري لها من أيمن وأشمل.
يدل على أنه ليس منقولا منه قولهم فيه يبرون،
وليس شئ من الفعل يكون هكذا. فإن قلت: ما
أنكرت أن يكون يبرين وأبرون فعلا، فيه لغتان،
الياء والواو، مثل: نقوت المخ ونقيته،
وسروت الثوب وسريته، وكنوت الرجل
وكنيته، ونفيت الشئ ونفوته، فيكون
يبرين، على هذا، كيكنين، ويبرون كيكنون،
ومثاله يفعلن، كقولك: هن يدعون ويغزون،
وفي التنزيل: إلا أن يعفون.
فالجواب أنه لو كان الواو والياء فيه لامين، على ما
71

ذكرته من اختلاف اللغتين، لجاز أن يجئ عن هم
يبرون بالواو وضمة النون، كما أنه لو سميت بقولك
النساء يغزون على قول من قال أكلوني البراغيث
يجعل النون علامة جمع لقلت هذا يغزون،
كقولك يقتلن اسم رجل على الوصف الذي ذكرنا
هذا يقتلن.
وفي امتناع العرب أن تقول يبرون مع قولهم
يبرين، دلالة على أنه ليس كما ظنه السائل، من كون
الواو في يبرون، والياء في يبرين لامين مختلفين، بل
هما زائدتان قبل النون، بمنزلة واو فلسطون وياء
فلسطين. وأيضا فقد قالوا: يبرين وأبرين، وأبدلوا
الياء همزة، فدل أنها ههنا أصل، ألا ترى أنها لو
كانت في أول فعل، لكانت حرف مضارعة لا غير،
ولم نر حرف مضارعة أبدل مكانه حرف مضارعة،
فدل هذا كله على أن الياء في أول يبرين ويبرون فاء،
لا محالة.
فأما قولهم باهلة بن أعصر، ثم أبدلوا من الهمزة الياء،
فقالوا يعصر، فغير داخل فيما نحن فيه، وذلك أن أعصر
ليس فعلا إنما هو جمع عصر، وإنما سمي بذلك لقوله:
أبني! إن أباك غير لونه،
كر الليالي، واختلاف الأعصر
فهذا وجه الاحتجاج على قائل إن ذهب إلى ذلك في
يبرين، وليس ينبغي أن يحتج عليه بأن يقال لا
يكونان لغتين: يبرين ويبرون، كيكنين
ويكنون، لأنه لا يقال: بروت له في معنى بريت
أي تعرضت، فمعنى بريت، من بريت القلم،
وبروته وبروت القلم، عن أبي الصقر، فإن هو قال
هذا، فجوابه ما قدمناه.
أبرينق: بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الراء وياء
ساكنة ونون مفتوحة وقاف، ويقال: أبرون والقاف
تعريب من قرى مروى، والنسبة إليها أبرينقي.
ينسب إليها جماعة، منهم أبو الحسن علي بن محمد الدهان
الأبرينقي، كان فقيها صالحا، روى عن أبي القاسم عبد
الرحمن بن محمد بن أحمد الفوراني الفقيه وغيره
من شيوخ مرو، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد
الشهرستاني بمكة، وكان من أهل الورع والعلم. مات
سنة 523.
أبزار: بفتح الهمزة وسكون الباء وزاي وألف وراء:
قرية بينها وبين نيسابور فرسخان، نسبوا إليها قوما
من أهل العلم، منهم حامد بن موسى الابزاري سمع
إسحاق بن راهويه وغيره، وإبراهيم بن محمد بن أحمد
ابن رجاء الابزاري الوراق، طلب الحديث على كثير،
فسمع بنيسابور ونسا، ورحل إلى العراق فسمع بها
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، وكتب بالجزيرة عن
أبي عروبة الحراني، وبالشام عن مكحول البيروني
وعامر بن خزيم المري وأبي الحسن بن جوصا،
وسمع بخراسان الحسن بن سفيان ومسعود بن قطن
وجعفر بن أحمد الحافظ، وببغداد أبا القاسم البغوي
ومحمد بن محمد الباغندي وغيرهم، وروى عنه الحاكم أبو
عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الله بن
مندة وأبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي،
وجمع الحديث الكثير، وعمر حتى احتاجوا إليه.
ومات في خامس رجب سنة 364 عن ست أو سبع
وتسعين سنة.
أبزقباذ: بفتح أوله وثانيه وسكون الزاي وضم
القاف والباء موحدة وألف وذال معجمة: كذا
وجدته بخط غير واحد من أهل العلم بالزاي.
وقباذ بن فيروز: ملك من ملوك الفرس وهو والد
72

أنو شروان العادل، ولهذا الموضع ذكر في الفتوح يجئ
مع ذكر المذار، فكأنه يجاور ميسان
ودستميسان.
وقال هلال بن المحسن: أبزقباذ كذا، هو بخطه
بالزاي، من طساسيج المذار بين البصرة وواسط.
وقال ابن الفقيه وغيره: أبزقباذ، هي كورة أرجان
بين الأهواز وفارس بكمالها، وقد ذكرت مع
أرجان. وفي كتب الفرس أن قباذ بنى أبزقباذ وهي
أرجان وأسكنها سبي همذان.
وقال أبو يحيى زكرياء الساجي في تاريخ البصرة: سار
عتبة بن غزوان بعد فتح الأبلة إلى دستميسان
ففتحها، ومضى من فوره ذلك إلى أبزقباذ فتحها.
هكذا وجدته بخط أبي الحسن بن الفرات بالزاي، وإذا
صحت الروايات، فهذه غير أرجان، والله الموفق.
أبسس: بالفتح ثم السكون وضم السين المهملة وسين
أخرى: اسم لمدينة خراب قرب أبلستين من نواحي
الروم يقال: منها أصحاب الكهف والرقيم، وقيل هي
مدينة دقيانوس، وفيها آثار عجيبة مع خرابها.
أبسكون: بفتح أوله وثانيه وسكون السين المهملة
وكاف وواو ونون: مدينة على ساحل بحر طبرستان،
بينها وبين جرجان أربعة وعشرون فرسخا، وهي
فرضة للسفن والمراكب، وقد رويت بألف بعد
الهمزة، وقد ذكرت فيما سلف.
أبسوج: بالفتح ثم السكون وآخره جيم: اسم قرية
بالصعيد على غربي النيل. قال أبو علي التنوخي: حدثني
من أثق به، وهو أبو عبد الله الحسين بن عثمان الخرقي
الحنبلي، قال: توجهت إلى الصعيد في سنة 359
فرأيت في باب ضيعة لابي بكر علي بن صالح
الروذباري تعرف بأبسوج، شارعة على النيل بين
القيس والبهنسا، صورة فارة في حجر، والناس
يجيئون بطين من طين النيل فيطبعون فيه تلك الصورة
ويحملونه إلى بيوتهم، فسألت عن ذلك فقيل لي:
ظهر عن قريب من سنيات هذا الطلسم، وذاك أنه
كان مركب فيه شعير تحت هذه البيعة، فقصد صبي
من المركب ليلعب، فأخذ من هذا الطين وطبع
الفارة ونزل بالطين المطبوع المركب، فلما حصل فيه
تبادر فار المركب يظهرون ويرمون أنفسهم في
الماء. فعجب الناس من ذلك وجربوه في البيوت،
فكان أي طابع حصل في دار لم تبق فيها فارة إلا
خرجت فتقتل، أو تفلت إلى موضع لا صورة
فيه، فكثر الناس أخذ الصورة في الطين وتركها في
منازلهم حتى لم تبق فارة في الطرق والشوارع،
وشاع ذلك وذاع في البلدان!.
أنشاق: بالنون والشين معجمة: قرية من قرى مصر،
يقال لها محلة أنشاق، من ناحية الدقهلية. وبالصعيد
من ناحية البهنسا أبشاق، بالباء الموحدة.
أبشاي: بالفتح ثم السكون وشين معجمة وألف وياء
ساكنتان: من قرى الصعيد الأدنى بمصر.
أبشويه: قرية من قرى مصر أيضا من الغربية.
أبشيش: بشينين معجمتين بينهما ياء ساكنة: من
قرى مصر من ناحية السمنودية.
أبشية: وتعرف بأبشية الرمان: من قر
الفيوم بمصر.
أبضع وضبيع: ماءان لبني بكر، قالت امرأة
تزوجها رجل فحنت إلى وطنها:
ألا ليت لي من وطب أمي شربة
تشاب بماء ضبيع وأبضع
73

أبضة: بالضم ثم السكون والضاد معجمة: مائة لبني
العنبر. قال أبو القاسم الخوارزمي: أبضة ماء لطيئ،
ثم لبني ملقط منهم، عليه نخل، وهو على عشرة
أميال من طريق المدينة، قال مساور بن هند
يصف هذا المكان:
سائل تميما: هل وفيت؟ فإنني
أعددت مكر متي ليوم سباب
وأخذت جار بني سلامة عنوة
فدفعت ربقته إلى عتاب
وجلبته من أهل أبضة طائعا،
حتى تحكم فيه أهل إراب
إبط: بالكسر ثم السكون: قرية من قرى اليمامة من
ناحية الوشم، لبني امرئ القيس بن زيد مناة بن
تميم بن مر.
الأبطح: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والحاء مهملة:
وكل مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح. وقال ابن
دريد: الأبطح والبطحاء الرمل المنبسط على
وجه الأرض. وقال أبو زيد: الأبطح أثر المسيل
ضيقا كان أو واسعا. والأبطح يضاف إلى مكة
وإلى منى، لان المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما
كان إلى منى أقرب، وهو المحصب، وهو خيف بني
كنانة، وقد قيل إنه ذو طوى وليس به. وذكر
بعضهم أنه إنما سمي أبطح، لان آدم، عليه السلام،
بطح فيه، وقال حميد بن ثور الهلالي:
أقول لعبد الله بيني وبينه:
لك الخير، خبرني فأنت صديق
تراني إن عللت نفسي بسرحة،
على السرح، موجودا علي طريق
أبى الله إلا أن سرحة مالك،
على كل سرحات العضاء تروق
سقى السرحة المحلال والأبطح، الذي
به الشري، غيث مدجن وبروق
فقد ذهبت طولا فما فوق طولها،
من النخل، إلا عشة وسحوق
فيا طيب رياها! ويا برد مائها!
إذا حان، من حامي النهار، ودوق
حمى ظلها شكس الخليفة خائف،
عليها عرام الطائفين شفيق
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه،
ولا الفئ، من برد العشي، تذوق
وكان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قد أو عد
من يشبب بالنساء من الشعراء عقوبة، فأخذ حميد
يشبب بالسرحة تورية، وإنما يريد امرأة.
أبغر: بالفتح ثم السكون والغين المعجمة مفتوحة
وراء: من قرى سمرقند، وقيل هي ناحية بسمرقند
ذات قرى متصلة. منها أبو يزيد خالد بن كردة
الأبغري السمرقندي وأبو عبد الله محمد بن محمد بن
عمران الأبغري، كاتب إلا نشاء في أيام دولة السامانية،
وكان من البلغاء.
الا بكر: بضم الكاف: الا بكر والبكرات: قارات
في البادية.
الأبك: بتشديد الكاف: هو موضع، يقول
الراجز فيه:
جربة من حمر الأبك،
لا ضرع فيها ولا مذكي
الجربة: العانة من الحمير.
74

أبكن: بالنون وفتح الكاف: موضع بالبصرة له ذكر
في الاخبار.
الا بكين: بلفظ التثنية بفتح أوله وثانيه وتشديد
الكاف: هما جبلان يشرفان على رحبة الهدار
باليمامة.
الأبلاء: بالفتح ثم السكون والمد: هو اسم بئر.
أبلستين: بالفتح ثم الضم ولام مضمومة أيضا والسين
المهملة ساكنة وتاء فوقها نقطتان مفتوحة وياء ساكنة
ونون: هي مدينة مشهورة ببلاد الروم، وهي الآن
بيد المسلمين، وسلطانها ولد قلج أرسلان السلجوقي،
قريبة من أبسس مدينة أصحاب الكهف
الأبلق: بوزن الأحمر: حصن السموأل بن عادياء
اليهودي، وهو المعروف بالأبلق الفرد، مشرف
على تيماء بين الحجاز والشام على رابية من تراب فيه
آثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنها من
العظمة والحصانة، وهو خراب، وإنما قيل له الأبلق
لأنه كان في بنائه بياض وحمرة، وكان أول من بناه
عادياء أبو السموأل اليهودي، ولذلك قال السموأل:
بنى لي عاديا حصنا حصينا،
وماء كلما شئت استقيت
رفيعا تزلق العقبان عنه،
إذا ما نابني ضيم أبيت
وأوصى عاديا قدما: بأن لا
تهدم يا سموأل ما بنيت
وفيت بأدرع الكندي، إني
إذا ما خان أقوام وفيت
وكان يقال: أوفى من السموأل، وذلك أن امرأ
القيس بن حجر الكندي مر بالأبلق، وهو يريد
قيصر يستنجده على قتلة أبيه، وكان معه أدراع
مائة، فأودعها السموأل ومضى، فبلغ خبرها ملكا
من ملوك غسان، وقيل هو الحارث بن ظالم، ويقال
الحارث بن أبي شمر الغساني، فسار نحو الأبلق ليأخذ
الأدرع، فتحصن منه السموأل، وطلب الملك
منه تلك الأدرع، فامتنع من تسليمها، فقبض
على ابن له، وكان قد خرج للتصيد، وجاء به إلى تحت
الحصن، وقال: إن لم تعطني الأدرع وإلا قتلت
ابنك، ففكر السموأل وقال: ما كنت لأخفر
ذمتي، فاصنع ما شئت، فذبحه والسموأل ينظر
إليه. وقيل إن الذي طالبه بالأدرع الحارث بن ظالم،
وإنه لما امتنع من تسليم الأدرع إليه ضرب ابنه
بسيفه ذي الحيات فقطعه نصفين. وقيل إن ذلك
الذي أراد جرير بقوله للفرزدق:
بسيف أبي رغوان، سيف مجاشع،
ضربت، ولم تضرب بسيف ابن ظالم
ولم يدفع إليه السموأل الأدرع، وانصرف ذلك الملك
عند اليأس، فضربت العرب به المثل لوفائه.
هذا قول يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن السائب
الكلبي. قال الأعشى يذم رجلا من كلب:
بنو الشهر الحرام، فلست منهم،
ولست من الكرام بني العبيد
ولا من رهط حسان بن قرط،
ولا من رهط حارثة بن زيد
قال: وهؤلاء كلهم من كلب، فقال الكلبي: لا أبا لك،
أنا والله أشرف من هؤلاء كلهم. فسبه الناس كلهم
بهجاء الأعشى إياه، ثم أغار الكلبي المهجو على قوم قد
75

بات فيهم الأعشى، فأسر منهم نفرا فيهم الأعشى،
وهو لا يعرفه، ورحل الكلبي حتى نزل بشريح
ابن السموأل بن عادياء اليهودي صاحب تيماء، وهو
بحصنه الأبلق، فمر شريح بالأعشى فناداه الأعشى:
شريح! لا تتركني بعدما علقت
حبالك اليوم، بعد القد، أضفاري
قد جلت ما بين بانقيا إلى عدن،
وطال في العجم تسياري وتكراري
فكان أكرمهم جدا وأوثقهم
عهدا، أبوك بعرف غير إنكار
كن كالسموأل، إذ طاف الهمام به
في جحفل كهزيع الليل جرار
بالأبلق الفرد، من تيماء، منزله
حصن حصين وجار غير غدار
إذ سامه خطتي خسف، فقال له:
قل ما تشاء، فإني سامع حار
فقال: ثكل وغدار أنت بينهما،
فاختر فما فيهما حظ لمختار
فشك غير طويل، ثم قال له:
اقتل أسيرك إني مانع جاري
فاختار أدراعه كيلا يسب بها،
ولم يكن وعده فيها بختار
قال: فجاء شريح إلى الكلبي، فقال: هب لي هذا
الأسير المضرور. فقال: هو لك، فأطلقه وقال له:
أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك. فقال الأعشى:
من تمام صنيعتك إلي، أن تعطيني ناقة ناجية وتخليني
الساعة. فأعطاه ناقة فركبها، ومضى من ساعته، وبلغ
الكلبي أن الذي وهب لشريح هو الأعشى، فأرسل
إلى شريح: ابعث إلي الأسير الذي وهبت لك حتى
أحبوه وأعطيه، فقال: قد مضى. فأرسل الكلبي في
أثره فلم يلحقه. وقال الأعشى: وهو زعم أن سليمان
ابن داود هو الذي بنى الأبلق الفرد بعد أن ذكر
الملوك الذين أفناهم الدهر، فقال:
ولا عاديا لم يمنع الموت ماله،
وورد بتيماء اليهودي أبلق
بناه سليمان بن داود حقبة،
له أزج عال وطي موثق
يوازي كبيدات السماء، ودونه
بلاط، ودارات، وكلس، وخندق
له درمك في رأسه، ومشارب،
ومسك، وريحان، وراح تصفق
وحور كأمثال الدمى، ومناصف
وقدر، وطباخ، وصاع، وديسق
فذاك ولم يعجز من الموت ربه،
ولكن أتاه الموت لا يتأبق
وقال السموأل يصف نفسه وحصنه:
لنا جبل يحتله من نجيره
منيع، يرد الطرف وهو كليل
رسا أصله تحت الثرى وسما به
إلى النجم فرع، لا ينال، طويل
هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره،
يعز على من رامه، ويطول
الأبلة: بضم أوله وثانية وتشديد اللام وفتحها، قال
أبو علي: الأبلة، اسم البلد. الهمزة فيه فاء، وفعلة
76

قد جاء اسما وصفة، نحو حضمة وغلبة، وقالوا
قمد، فلو قال قائل: إنه أفعلة، والهمزة فيه
زائدة، مثل أبلمة وأسنمة، لكان قولا.
وذهب أبو بكر في ذلك إلى الوجه الأول، كأنه لما
رأى فعلة أكثر من أفعلة، كان عنده أولى من
الحكم بزيادة الهمزة، لقلة أفعلة، ولمن ذهب
إلى الوجه الآخر أن يحتج بكثرة زيادة الهمزة أولا.
وقالوا للفدرة من التمر الأبلة. قال الشاعر،
وهو أبو المثلم الهذلي:
فيأكل ما رض من زادنا،
ويأبى الأبلة لم ترضض
وهذا أيضا فعلة، من قولهم طير أبابيل، فسره
أبو عبيدة جماعات في تفرقة، فكما أن أبابيل
فعاعيل وليست بأفاعيل، كذلك الأبلة فعلة
وليست بأفعلة.
وحكي عن الأصمعي في قولهم الأبلة التي يراد بها
اسم البلد: كانت به امرأة خمارة تعرف بهوب
في زمن النبط، فطلبها قوم من النبط، فقيل لهم:
هوب لاكا، بتشديد اللام، أي ليست هوب ههنا،
فجاءت الفرس فغلظت، فقالت: هوبلت،
فعربتها العرب فقالت: الأبلة.
وقال أبو القاسم الزجاجي: الأبلة الفدرة من
التمر، وليست الجلة كما قال أبو بكر الأنباري. إن
الأبلة عندهم الجلة من التمر، وأنشد ابن الأنباري:
ويأبى الأبلة لم ترضض
وقرئ بخط بديع الزمان بن عبد الله الأديب
الهمذاني في كتاب قرأه على أبي الحسين أحمد بن
فارس اللغوي وخطه له عليه: سمعت محمد بن
الحسين بن العميد يقول سمعت محمد بن مضا يقول
سمعت الحسن بن علي بن قتيبة الرازي يقول سمعت
أبا بكر القاري يقول: الأبلة، بفتح أوله وثانيه،
والأبلة بضم أوله وثانيه، هو المجيع. وأنشد
البيت المذكور قبل، والمجيع: التمر باللبن.
والأبلة بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في
زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي
أقدم من البصرة، لان البصرة مصرت في أيام عمر
ابن الخطاب، رضي الله عنه، وكانت الأبلة حينئذ
مدينة فيها مسالح من قبل كسرى، وقائد، وقد
ذكرنا فتحها في سبذان.
وكان خالد بن صفوان يقول: ما رأيت أرضا مثل
الأبلة مسافة، ولا أغذى نطفة، ولا أوطأ
مطية، ولا أربح لتاجر، ولا أخفى لعائذ.
وقال الأصمعي: جنان الدنيا ثلاث: غوطة دمشق،
ونهر بلخ، ونهر الأبلة. وحشوش الدنيا خمسة:
الأبلة، وسيراف، وعمان، وأردبيل، وهيت.
وأما نهر الأبلة الضارب إلى البصرة، فحفره زياد.
وحكي أن بكر بن النطاح الحنفي مدح أبا دلف
العجلي بقصيدة، فأثابه عليها عشرة آلاف درهم،
فاشترى بها ضيعة بالأبلة، ثم جاء بعد مديدة،
وأنشده أبياتا:
بك ابتعت في نهر الأبلة ضيعة،
عليها قصير بالرخام مشيد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها،
وعندك مال للهبات عتيد
فقال أبو دلف: وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى؟
فقال: عشرة آلاف درهم، فأمر أن يدفع ذلك إليه،
فلما قبضها قال له: اسمع مني يا بكر، إن إلى جنب
77

كل ضيعة ضيعة أخرى، إلى الصين وإلى ما لا نهاية
له، فإياك أن تجيئني غدا، وتقول إلى جنب هذه الضيعة
ضيعة أخرى، فإن هذا شئ لا ينقضي.
وقد نسب إلى الأبلة جماعة من رواة العلم، منهم
شيبان بن فروخ الأبلي، وحفص بن عمر بن
إسماعيل الأبلي روى عن الثوري ومسعر بن كدام
ومالك بن أنس وابن أبي ذئب، وابنه إسماعيل بن
حفص أبو بكر الأبلي، وأبو هاشم كثير بن سليم
الأبلي من أهلها، وهو الذي يقال له كثير بن عبد الله
يضع الحديث على أنس ويرويه عنه لا تحل رواية
حديثه. وغير هؤلاء.
أبلى: بالضم ثم السكون والقصر بوزن حبلى،
قال عرام: تمضي من المدينة مصعدا إلى مكة،
فتميل إلى واد يقال له عريفطان معن، ليس له
ماء ولا مرعى، وحذاه جبال يقال لها أبلى، فيها
مياه منها بئر معونة، وذو ساعدة، وذو جماجم،
أو حماحم، والوسباء، وهذه لبني سليم، وهي
قنان متصلة بعضها إلى بعض، قال فيها الشاعر:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا
أروم، فآرام، فشابة، فالحضر
وهل تركت أبلى سواد جبالها،
وهو زال بعدي عن قنينته الحجر؟
وعن الزهري: بعث رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، قبل أرض بني سليم، وهو يومئذ ببئر
معونة بجرف أبلى. وأبلى بين الأرحضية وقران
- كذا ضبطه أبو نعيم.
أبلي: بالضم ثم السكون وكسر اللام وتشديد الياء:
جبل معروف عند أجاء وسلمى، جبلي طيئ،
وهناك نجل سعته أكثر من ثلاثة فراسخ. والنجل،
بالجيم، الماء النز، ويستنقع فيه ماء السماء أيضا،
وواد يصب في الفرات، قال الأخطل:
ينصب في بطن أبلي، ويبحثه
في كل منبطح منه أخاديد
فثم يربع أبليا، وقد حميت
منها الدكادك والاكم القراديد
يصف حمارا ينصب في العدو ويبحثه أي
يبحث عن الوادي بحافره. وقال الراعي:
تداعين من شتى ثلاث وأربع
وواحدة، حتى كملن ثمانيا
دعا لبها عمرو، كأن قد وردنه
برجلة أبلي، وإن كان نائيا
إبليل: بالكسر ثم السكون ولام مكسورة وياء
ساكنة ولام أخرى: قرية من قرى مصر بأسفل
الأرض، يضاف إليها كورة، فيقال كورة صان
وإبليل.
ابنا طمر: تثنية ابن وطمر بكسر الطاء والميم
وتشديد الراء: هما جبلان ببطن نخلة، وابنا
طمار ثنيتان.
ابنا عوار: بضم العين: قلتان في قول الراعي:
ماذا تذكر من هند، إذا احتجبت
بابني عوار، وأدنى دارها بلع
أبنبم: بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الباء
الموحدة وميم بوزن أفنعل من أبنية كتاب سيبويه
وروى يبنم بالياء، وذكر في موضعه، وأنشد
سيبويه لطفيل الغنوي يقول:
78

أشاقتك أظعان بحفر أبنبم؟
نعم! بكرا مثل الفسيل المكمم
ابن ماما: لا أعرفه في غير كتاب العمراني، وقال:
مدينة صغيرة ولم يزد.
ابن مدى: مدى الشئ غايته ومنتهاه، اسم واد
في قول الشاعر:
فابن مدى روضاته تأنس
أبند: بفتح أوله وثانيه وسكون النون: صقع
معروف من نواحي جند يسابور من نواحي الأهواز
عن نصر.
أبنود: بالفتح ثم السكون وضم النون وسكون الواو
ودال مهملة: قرية من قرى الصعيد دون قفط،
ذات بساتين، ونخل، ومعاصر للسكر.
أبنى: بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر بوزن
حبلى: موضع بالشام من جهة البلقاء، جاء
ذكره في قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لأسامة
ابن زيد حيث أمره بالمسير إلى الشام وشن الغارة على
أبنى. وفي كتاب نصر أبنى قرية بمؤتة.
الأبواء: بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة،
قال قوم: سمي بذلك لما فيه من الوباء، ولو كان
كذلك لقيل الأوباء إلا أن يكون مقلوبا. وقال
ثابت بن أبي ثابت اللغوي: سميت الأبواء لتبوء
السيول بها وهذا أحسن. وقال غيره: الأبواء
فعلاء، من الأبوة، أو أفعال، كأنه جمع بو،
وهو الجلد الذي يحشى ترأمه الناقة فتدر عليه
إذا مات ولدها، أو جمع بوى، وهو السواء، إلا
أن تسمية الأشياء بالمفرد ليكون مساويا لما سمي
به، أولى، ألا ترى أنا نحتال لعرفات وأذرعات،
مع أن أكثر أسماء البلدان مؤنثة، ففعلاء أشبه
به مع أنك لو جعلته جمعا لاحتجت إلى تقدير
واحده؟
وسئل كثير الشاعر: لم سميت الأبواء أبواء؟
فقال: لأنهم تبوأوا بها منزلا. والأبواء قرية من
أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما
يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. وقيل: الأبواء
جبل على يمين آرة، ويمين الطريق للمصعد إلى مكة
من المدينة، وهناك بلد ينسب إلى هذا الجبل،
وقد جاء ذكره في حديث الصعب بن جثامة
وغيره.
قال السكري: الأبواء جبل شامخ مرتفع ليس عليه
شئ من النبات غير الخزم والبشام، وهو لخزاعة
وضمرة. قال ابن قيس الرقيات:
فمنى، فالجمار من عبد شمس
مقفرات، فبلدح، فحراء
فالخيام التي بعسفان أقوت
من سليمى، فالقاع، فالأبواء
وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم النبي، صلى
الله عليه وسلم، وكان السبب في دفنها هناك أن عبد
الله والد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان قد
خرج إلى المدينة يمتار تمرا، فمات بالمدينة، فكانت
زوجته آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب،
تخرج في كل عام إلى المدينة، تزور قبره، فلما
أتى على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ست
سنين، خرجت زائرة لقبره، ومعها عبد المطلب
وأم أيمن حاضنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة، ماتت بها،
79

ويقال إن أبا طالب زار أخواله بني النجار بالمدينة
وحمل معه آمنة أم رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
فلما رجع منصرفا إلى مكة، ماتت آمنة بالأبواء.
أبوى: مقصور: اسم للقريتين اللتين على طريق البصرة
إلى مكة المنسوبتين إلى طسم وجديس، قال
المثقب العبدي:
ألا من مبلغ عدوان عني،
وما يغني التوعد من بعيد:
فإنك لو رأيت رجال أبوى،
غداة تسر بلوا حلق الحديد
إذا، لظننت جنة ذي عرين
وآساد الغريفة في صعيد
أبوى: بالتحريك مقصور: اسم موضع أو جبل بالشام،
قال النابغة الذبياني يرثي أخاه:
لا يهنئ الناس ما يرعون من كلا،
وما يسوقون من أهل ومن مال
بعد ابن عاتكة الثاوي على أبوى،
أضحى ببلدة لا عم ولا خال
سهل الخليقة، مشاء بأقدحه
إلى ذوات الذرى، حمال أثقال
حسب الخليلين نأي الأرض بينهما،
هذا عليها، وهذا تحتها بال
الأبواز: بالزاي: من جبال أبي بكر بن كلاب من
أطراف نملي.
الأبواص: بالصاد المهملة: موضع في شعر أمية بن أبي
عائذ الهذلي:
لمن الديار بعلي، فالأحراص،
فالسودتين، فمجمع الأبواص
قال السكري: ويروى الأنواص بالنون، وروى
الأصمعي القصيدة صادية مهملة.
أبوان: بالفتح ثم السكون وألف ونون: قرية بالصعيد
الأدنى من أرض مصرفي غربي النيل، ويعرف بأبوان
عطية. وأبوان أيضا مدينة كانت قرب دمياط من
أرض مصر أيضا، كان أهلها نصارى، ويعمل فيها
الشراب الفائق، فينسب إليها، فيقال له بوني على غير
لفظه، ويضاف إليها عمل فيقال لجميعه: الأبوانية.
وأبوان أيضا من قرى كورة البهنسا بالصعيد أيضا.
أبو خالد: هو كنية البحر الذي أغرق الله فيه
فرعون وجنوده، وهو بحر القلزم الذي يسلك
من مصر إلى مكة وغيرها، وهو من بحر الهند، وجاء
في التفسير أن موسى، عليه السلام، هو الذي كناه
أبا خالد لما ضربه بعصاه، فانفلق بإذن الله، ذكر
ذلك أبو سهل الهروي.
أبو قبيس: بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار:
وهو اسم الجبل المشرف على مكة، وجهه إلى قعيقعان
ومكة بينهما، أبو قبيس من شرقيها، وقعيقعان
من غربيها، قيل سمي باسم رجل من مذحج كان
يكنى أبا قبيس، لأنه أول من بنى فيه قبة.
قال أبو المنذر هشام: أبو قبيس، الجبل الذي بمكة،
كناه آدم، عليه السلام، بذلك حين اقتبس منه هذه
النار التي بأيدي الناس إلى اليوم، من مرختين نزلتا
من السماء على أبي قبيس، فاحتكتا، فأورتا نارا،
فاقتبس منها آدم، فلذلك المرخ إذا حك أحدهما
بالآخر، خرجت منه النار.
وكان في الجاهلية يسمى الأمين، لان الركن كان
80

مستودعا فيه أيام الطوفان وهو أحد الأخشبين.
قال السيد علي (بضم العين وفتح اللام): هما
الأخشب الشرقي والأخشب الغربي هو المعروف بجبل
الخط (بضم الخاء المعجمة) والخط من وادي إبراهيم.
وذكر عبد الملك بن هشام أنه سمي بأبي قبيس بن
شامخ، وهو رجل من جرهم، كان قد وشى بين
عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه مية، فنذرت أن
لا تكلمه، وكان شديد الكلف بها، فحلف
لأقتلن أبا قبيس، فهرب منه في الجبل المعروف به،
وانقطع خبره، فإما مات وإما تردى منه، فسمي
الجبل أبا قبيس لذلك، في خبر طويل ذكره ابن هشام
صاحب السيرة في غير كتاب السيرة.
وقد ضربت العرب المثل بقدم أبي قبيس، فقال عمرو
ابن حسان أحد بني الحارث بن همام وذكر الملوك
الماضية:
ألا يا أم قيس لا تلومي،
وأبقي، إنما ذا الناس هام
أجدك هل رأيت أبا قبيس،
أطال حياته النعم الركام
وكسرى، إذ تقسمه بنوه
بأسياف كما اقتسم اللحام
تمخضت المنون له بيوم
أني، ولكل حاملة تمام
وقال أبو الحسين بن فارس: سئل أبو حنيفة عن رجل
ضرب رجلا بحجر فقتله، هل يقاد به؟ فقال: لا،
ولو ضربه بأبا قبيس، قال: فزعم ناس أن أبا حنيفة،
رضي الله عنه، لحن، قال ابن فارس: وليس هذا
بلحن عندنا، لان هذا الاسم تجريه العرب مرة
بالاعراب فيقولون جاءني أبو فلان ومررت بأبي فلان
ورأيت أبا فلان، ومرة يخرجونه مخرج قفا وعصا،
ويرونه اسما مقصورا، فيقولون: جاءني أبا فلان،
ورأيت أبا فلان، ومررت بأبا فلان. ويقولون: هذه
يدا، ورأيت يدا، ومررت بيدا، على هذا المذهب.
وأنشدني أبي رحمه الله يقول:
يا رب سار بات ما توسدا
إلا ذراع العيس، أو كف اليدا
قال: وأنشدني علي بن إبراهيم القطان قال أنشدنا أحمد
ابن يحيى ثعلب أنشدنا الزبير بن أبي بكر قال أنشد
بعض الاعراب يقول:
ألا بأبا ليلى على النأي والعدى،
وما كان منها من نوال، وإن قلا
هذا آخر كلامه. ويمكن أن يقال إن هذه اللغة محمولة
على الأصل، لان أبو أصله أبو، كما أن عصا وقفا
أصله عصو وقفو، فلما تحركت الواو وانفتح ما
قبلها، قلبوها ألفا بعد إسكانها إضعافا لها، وأنشدوا
على هذه اللغة:
إن أباها وأبا أباها
قد بلغا، في المجد، غايتاها
وقالت امرأة ولها ولدان:
وقد زعموا أني جزعت عليهما،
وهل جزع إن قلت وا بأباهما
هما أخوا، في الحرب، من لا أخاله
إذا خاف يوما نبوة فدعاهما
فهذا احتجاج لابي حنيفة، إن كان قصد هذه اللغة
الشاذة الغريبة المجهولة، والله أعلم.
وأبو قبيس أيضا حصن مقابل شيزر معروف.
81

أبو محمد: بلفظ اسم نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم:
جبل في بحر القلزم يسكنه قوم ممن حرم التوفيق،
ليس لهم طعام إلا حب الخروع، وما يصيدونه من
السمك، وليس عندهم زرع ولا ضرع.
أبو منجوج: بفتح الميم وسكون النون وجيمين
بينهما واو ساكنة: قرية في كورة البحيرة قرب
الإسكندرية.
أبو هرميس: بكسر الهاء وسكون الراء وكسر
الميم وياء ساكنة وسين مهملة، قال ابن عبد الحكم: لما
مات بيصر بن حام دفن في موضع أبي هرميس،
قالوا: فهي أول مقبرة قبر فيها بأرض مصر.
أبويط: بالفتح ثم السكون وفتح الواو وياء ساكنة
وطاء مهملة: قرية قرب برد نيس في شرقي النيل من
أعمال الصعيد الأدنى من كورة الأسيوطية وأكثرما
يقال بغير همزة. وإليها ينسب البويطي الفقيه،
نذكره في باب الباء، إن شاء الله تعالى.
وأبويط أيضا: قرية قرب بوصير قوريدس، وقيل
إليها ينسب البويطي، والله أعلم.
أبهر: بالفتح ثم السكون وفتح الهاء وراء: يجوز أن
يكون أصله في اللغة من الأبهر، وهو عجس القوس،
أو من البهر وهو الغلبة، قال عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا: تحبها؟ قلت: بهرا
عدد القطر والحصى والتراب
ويقال ابتهر فلان بفلانة أي اشتهر، قال الشاعر:
تهيم حين تختلف العوالي،
وما بي إن مدحتهم ابتهار
وبهرة الوادي وسطه، فأبهر اسم جبل بالحجاز،
قال القتال الكلابي:
فإنا بنو أمين أختين حلتا
بيوتهما في نجوة، فوق أبهرا
وأبهر، أيضا، مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان
وهمذان من نواحي الجبل، والعجم يسمونها أو هر.
وقال بعض العجم: معنى أبهر مركب من آب، وهو
الماء، وهر، وهي الرحا، كأنه ماء الرحا، وقال
ابن أحمر:
أبا سالم! إن كنت وليت ما ترى
فأسجح، وإن لاقيت سكنى بأبهرا
فلما غسى ليلي وأيقنت أنها
هي الأربى، جاءت بأم حبو كرا
نهضت إلى القصواء، وهي معدة
لا مثالها عندي، إذا كنت أوجرا
وقال النجاشي الحارثي، واسمه قيس بن عمرو بن مالك
ابن معاوية بن خديج بن حماس:
ألج فؤادي اليوم فيما تذكرا،
وشطت نوى من حل جوا ومحضرا
من الحي، إذ كانوا هناك، وإذ ترى
لك العين فيهم مسترادا ومنظرا
وما القلب إلا ذكره حارثية
خوارية، يحيا لها أهل أبهرا
وقال عبد الله بن حجاج بن محصن بن جندب
الجحاشي الذبياني:
من مبلغ قيسا وخندف أنني
أدركت مظلمتي من ابن شهاب
82

هلا خشيت، وأنت عاد ظالم
بقصور أبهر، ثؤرتي وعقابي
إذ تستحل، وكل ذاك محرم،
جلدي، وتنزع ظالما أثوابي
باءت عرار بكحل فيما بيننا،
والحق يعرفه ذوو الألباب
وأما فتحها، فإنه لما ولي المغيرة بن شعبة الكوفة،
وجرير بن عبد الله البجلي همذان، والبراء بن عازب
الري، في سنة أربع وعشرين في أيام عثمان بن عفان،
رضي الله عنه، وضم إليه جيشا، فغزا أبهر، فسار
البراء، ومعه حنظلة بن زيد الخيل، حتى نزل على
أبهر، فأقام على حصنها، وهو حصن منيع، وكان
قد بناه سابور ذو الأكتاف، ويقال إنه بنى حصن
أبهر على عيون سدها بجلود البقر والصوف، واتخذ
عليها دكة، ثم بنى الحصن عليها، ولما نزل البراء
عليها قاتله أهل الحصن أياما، ثم طلبوا الأمان،
فآمنهم على ما آمن حذيفة بن اليمان أهل
نهاوند، ثم سار البراء إلى قزوين ففتحها. وبين أبهر
وزنجان خمسة عشر فرسخا وبينها وبين قزوين اثنا
عشر فرسخا، وينسب إليها كثير من العلماء والفقهاء
المالكية وكانوا على رأي مالك بن أنس، منهم أبو
بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح بن عمر بن
حفص بن عمر بن مصعب بن الزبير بن سعد بن كعب
ابن عباد بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث،
وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة
ابن تميم الأبهري التميمي المالكي الفقيه، حدث عن
أبي عروبة الحراني، ومحمد بن عمر الباغندي،
ومحمد بن الحسين الأشناني، و عبد الله بن زيدان
الكوفي، وأبي بكر بن أبي داود، وخلق سواهم،
وله تصانيف في مذهب مالك، وكان مقدم أصحابه
في وقته، ومن أهل الورع والزهد والعبادة، دعي
إلى القضاء ببغداد، فامتنع منه. روى عنه إبراهيم بن
مخلد، وابنه إسحاق بن إبراهيم، وأبو بكر البرقاني،
وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري،
وغير هم، وكان مولده في سنة 289 ومات في شوال
سنة 375. وأبو بكر محمد بن طاهر، ويقال عبد الله
ابن طاهر، و عبد الله أشهر أحد مشايخ الصوفية كان
في أيام الشبلي يتكلم في علوم الظاهر وعلوم الطريقة
والحقيقة، وكان له قبول تام، كتب الحديث الكثير
ورواه. وسعيد بن جابر صحب الجنيد وكان في
أيام الشبلي أيضا. قال أبو عبد الرحمن السلمي: هو
من أقران محمد بن عيسى، ومحمد بن عيسى الأبهري
كان مقيما بقزوين على الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، يكنى أبا عبد الله ويعرف بالصفار، صحب
أبا عبد الله الزراد وذكره السلمي. و عبد الواحد
ابن الحسن بن محمد بن خلف المقري الأبهري أبو نصر
روى عن الدارقطني. قال يحيى بن مندة: قدم أصبهان
سنة 443، كتب عنه جماعة من أهل بلدنا. وأبو علي
الحسين بن عبد الرزاق بن الحسين الأبهري القاضي، سمع
أبا الفرج عبد الحميد بن الحسن بن محمد، حدث عنه
شيوخنا. وغير هؤلاء كثير.
وأبهر أيضا: بليدة من نواحي أصبهان ينسب إليها
آخرون، منهم إبراهيم بن الحجاج الأبهري سمع أبا
داود وغيره. وإبراهيم بن عثمان بن عمير الأبهري،
روى عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي.
والحسن بن محمد بن أسيد الأبهري، سمع عمرو بن
علي ومحمد بن سليمان لوينا. ومحمد بن خالد بن
خداش وغيرهم، روى عنه أبو الشيخ الحافظ ومات
سنة 293، قاله ابن مردويه. وسهل بن محمد بن العباس
83

الأبهري ومحمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن
عجلان الأبهري أبو جعفر، تلقب بأبي الشبيخ، مات
ببغداد. ومحمد بن أحمد بن عمرو أبو عبد الله الأبهري
الأصبهاني. ومحمد بن أحمد بن المنذر الصيدلاني
الأبهري. وأبو سهل المرزبان بن محمد بن المرزبان،
روى عنه أحمد بن محمد بن علي الأبهري. ومحمد بن
عثمان بن أحمد بن الخصيب أبو سهل الأبهري، سمع
إبراهيم بن أسباط بن السكن، وروى عنه الحافظ أبو
بكر أحمد بن موسى بن مردويه وغيره، وكان ثقة.
وأبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد الأبهري المؤدب.
وإبراهيم بن يحيى الحزوري الأبهري مولى السائب
ابن الأقرع، والد محمد بن إبراهيم، روى عن أبي داود
وبكر بن بكار، روى عنه ابنه محمد بن إبراهيم.
وأبو زيد أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن
أحمد بن عمرو الأبهري المديني، حدث عن أبي بكر
محمد بن إبراهيم المقري وأبي سهل المرزبان بن محمد بن
المرزبان الأبهري، روى عنه محمد بن إسحاق بن مندة
وغيره. وأبو بكر الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد
ابن يونس الأبهري الأديب، سمع من أبي القاسم سليمان
ابن أحمد الطبراني، روى عنه يحيى بن مندة. وأبو العباس
أحمد بن محمد بن جعفر المؤدب الأبهري، حدث عن محمد
ابن الحسن بن المهلب والفضل بن الخصيب، وروى عنه
أحمد بن جعفر الفقيه اليزدي. وأبو علي الحسن بن محمد بن
عبد الله بن عبد السلام الأبهري، روى عن أبي بكر بن
جشنس عن يحيى بن صاعد، وقيل اسمه الحسين، والأصح
الحسن، روى عنه أحمد بن شمردان، توفي في رجب
سنة 423. وأبو مسلم عبد الواحد بن محمد بن
أحمد بن المرزباني الأبهري، روى عن جده. وعلي
ابن عبد الله بن أحمد بن جابر أبو الحسن الأبهري،
شيخ قديم، حدث عن محمد بن محمد بن يونس،
سمع منه أحمد بن الفضل المقري. وأبو العباس عبيد
الله بن أحمد بن حامد الأبهري المؤدب، حدث عن
محمد بن محمد بن يونس أيضا، روى عنه أبو طاهر
أحمد بن محمود الثقفي وأبو نصر إبراهيم بن محمد
الكسائي ومحمد بن أحمد بن محمد الآمدي. وأبو
منصور عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن
موسى بن زنجويه الأبهري الأديب، روى عن
عبد الله بن محمد بن جعفر أبي الشيخ الحافظ، روى
عنه محمد بن أحمد بن خالد الخباز ومحمد بن إبراهيم
العطار. وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن
فأدار الأبهري، حدث عن أبي عبد الله محمد بن
إسحاق بن منده الحافظ، قليل الرواية، كتب عنه
واصل بن حمزة في سنة 431.
قال يحيى بن عبد الوهاب العبدي وأبو علي أحمد
ابن محمد بن عبد الله بن أسيد الثقفي الأبهري الأصبهاني
الكتبي: يروي عن أبي متوبة والداركي وابن مخلد،
روى عنه أبو الحسين عبد الوهاب بن يوسف القزاز.
وأحمد بن الحسن بن وفادار أبو شكر الأبهري
الأصبهاني، حدث عن أحمد بن محمد بن المرزبان
الأبهري وغيره، وحديثه عند الأصبهانيين، مات في شعبان
سنة 455. وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن
الحسن بن ماجة الأبهري الأصبهاني، روى عن أبي
جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان جزء لوين عن
أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم عن أبي جعفر
لوين، وهو آخر من ختم به حديث لوين
بأصبهان، مات في صفر سنة 482 وقيل في ذي القعدة
سنة إحدى وثمانين، آخر من روى عنه محمود بن
عبد الكريم بن علي فروجة. وأبو طاهر أحمد بن
حمد بن أبي بكر الأبهري المقري، روى عنه أبو
بكر اللفتواني.
84

أبة: بضم أوله وتشديد ثانيه والهاء: اسم مدينة
بإفريقية، بينها وبين القيروان ثلاثة أيام، وهي من
ناحية الأربس، موصوفة بكثرة الفواكه وإنبات
الزعفران، ينسب إليها أبو القاسم عبد الرحمن بن
عبد المعطي بن أحمد الأنصاري الأبي، روى عن
أبي حفص عمر بن إسماعيل البرقي، كتب عنه أبو
جعفر أحمد بن يحيى الجارودي بمصر. وأبو العباس
أحمد بن محمد الأبي أديب شاعر سافر إلى اليمن،
ولقي الوزير العيدي، ورجع إلى مصر فأقام بها إلى
أن مات في سنة 598.
أبيار: بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ جمع البئر
مخفف الهمزة: اسم قرية بجزيرة بني نصر بين مصر
والإسكندرية، ينسب إليها أبو الحسن علي بن إسماعيل
ابن أسد الربعي الأبياري، حدث عن محمد بن علي بن
يحيى الدقاق، حدث عنه أبو طاهر أحمد بن محمد
السلفي بالإجازة، توفي سنة 518. وأبو الحسن علي بن
إسماعيل بن علي بن حسن بن عطية التلكاني، ثم الأبياري
فقيه المالكية بالإسكندرية، سمع من أبي طاهر بن
عوف وأبي القاسم مخلوف بن علي، ومولده تقريبا
سنة 557.
إبيان: بكسر أوله وتشديد ثانيه وفتحه وياء وألف
ونون: هي قرية قرب قبر يونس بن متى عليه السلام.
أبيدة: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ودال
مهملة: منزل من منازل أزد السراة. وقال ابن
موسى: أبيدة من ديار اليمانيين بين تهامة واليمن.
أبير: بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وراء، بلفظ
التصغير كأنه من الإبر وهو إصلاح النخل: عين بني
أبير من نواحي هجر دون الأحساء، يشرف عليها
والغ، واد بالبحرين.
وأبير أيضا موضع في بلاد غطفان، وقيل ماء لبني
القين بن جسر عن نصر.
الأبيض: وهو ضد الأسود، قال الأصمعي: الجبل
المشرف على حق أبي لهب، وحق إبراهيم بن محمد
ابن طلحة، وكان يسمى في الجاهلية المستنذر.
وقيل: الأبيض جبل العرج. والأبيض أيضا:
قصر الأكاسرة بالمدائن كان من عجائب الدنيا، لم
يزل قائما إلى أيام المكتفي في حدود سنة 290 فإنه
نقض وبني بشرافاته أساس التاج الذي بدار
الخلافة، وبأساسه شرافاته، كما ذكرناه في التاج،
فعجب الناس من هذا الانقلاب، وإياه أراد البحتري
بقوله:
ولقد رابني نبو ابن عمي،
بعد لين من جانبيه وأنس
وإذا ما جفيت، كنت حريا
أن أرى غير مصبح حيث أمسي
حضرت رحلي الهموم، فوجهت،
إلى أبيض المدائن، عنسي
أتسلى عن الحظوظ، وآسى
لمحل، من آل ساسان، درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي
ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظل عال
مشرف، يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه، على جبل القبق
إلى دارتي خلاط ومكس
حلل، لم تكن كأطلال سعدي،
في قفار من البسابس ملس
85

أبيط: بالفتح ثم الكسر: هو ماء من مياه بطن الرمة.
أبيم: بضم أوله وفتح ثانيه وياء مشددة: قيل أبيم
وأبام: شعبان بنخلة اليمانية لهذيل، بينهما جبل
مسيرة ساعة من نهار، قال السعدي:
وإن بذاك الجزع، بين أبيم
وبين أبام، شعبة من فؤاديا
أبين: يفتح أوله ويكسر بوزن أحمر ويقال
يبين، وذكره سيبويه في الأمثلة بكسر الهمزة،
ولا يعرف أهل اليمن غير الفتح، وحكى أبو حاتم،
قال: سألنا أبا عبيدة كيف تقول عدن أبين أو
إبين، فقال: أبين وإبين جميعا، وهو مخلاف
باليمن، منه عدن، يقال إنه سمي بأبين بن زهير بن
أيمن بن الهميسع بن حمير بن سباء، وقال الطبري:
عدن وأبين ابنا عدنان بن أدد، وأنشد الفراء:
ما من أناس بين مصر، وعالج،
وأبين، إلا قد تركنا لهم وترا
ونحن قتلنا الأزد أزد شنوءة،
فما شربوا بعدا على لذة خمرا
وقال عمارة بن الحسن اليمني الشاعر: أبين موضع
في جبل عدن، منه الأديب أبو بكر أحمد بن محمد
العيدي القائل منسوب إلى قبيلة يقال لها عيد،
ويقال عيدي بن ندعي بن مهرة بن عيدان، وهي
التي تنسب إليها الإبل العيدية، وأشار بعضهم
يقول:
ليت ساري المزن، من وادي منى،
بان عن عيني فيسقي أبينا
واستهلت بالرقيطا أدمع
منه، تستضحك تلك الدمنا
فكسا البطحاء وشيا أخضرا،
وأعاد الجو نوا أدكنا
أيمن الرمل، وما علقت من
أيمن الرملة إلا الأيمنا
وطن اللهو، الذي جر الصبى
فيه أذيال الهوى مستوطنا
تلك أرض لم أزل صبا، بها
هائما، في حبها مرتهنا
هي ألوت ما يمنيني الهوى،
برباها، لا اللوى والمنحنى
وإلى أبين ينسب الفقيه نعيم، عشري اليمن،
وإنما سمي عشري اليمن، لأنه كان يعرف عشرة
فنون من العلم، وصنف كتابا في الفقه في ثلاثة
مجلدات.
أبيورد: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وفتح
الواو وسكون الراء ودال مهملة: ذكرت
الفرس في أخبارها أن الملك كيكاووس أقطع
باورد بن جودرز أرضا بخراسان، فبنى بها مدينة
وسماها باسمه فهي: أبيورد، مدينة بخراسان بين
سرخس ونسا، وبئة، رديئة الماء، يكثر فيها
خروج العرق، وإليها ينسب الأديب أبو المظفر
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الأموي المعاوي
الشاعر، وأصله من كوفن، قرية من قرى
أبيورد، كان إماما في كل فن من العلوم، عارفا
بالنحو واللغة والنسب والاخبار، ويده باسطة في
البلاغة والانشاء، وله تصانيف في جميع ذلك،
وشعره سائر مشهور، مات بأصبهان في العشرين من
شهر ربيع الأول سنة 507، وقال أبو الفتح البستي:
86

إذا ما سقى الله البلاد وأهلها،
فخص بسقياها بلاد أبيورد
فقد أخرجت شهما نظير أبي سعد،
مبرا على الاقران كالأسد الورد
فتى قد سرت في سر أخلاقه العلى،
كما قد سرت في الورد رائحة الورد
وفتحت أبيورد على يد عبد الله بن عامر بن كريز
سنة 31. وقيل فتحت قبل ذلك على يد الأحنف
ابن قيس التميمي.
أبيوهة: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو
ساكنة وهاءين: قرية من قرى مصر بالأشمونين
بالصعيد، يقال لها أتنوهة، بالتاء، تذكر.
باب الهمزة والتاء وما يليهما
أتريب: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة
وباء: اسم كورة في شرقي مصر مسماة بأتريب بن
مصر بن بيصر بن حام بن نوح، عليه السلام، وقد
ذكرت قصته في مصر، وقصبة هذه الكورة عين
شمس، وعين شمس خراب لم يبق منها إلا آثار
قديمة، تذكر إن شاء الله تعالى.
إتريش: بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة
وشين معجمة: هو حصن بالأندلس من أعمال رية،
منها كانت فتنة ابن حفصونة، وإليها كان يلجأ عند
الخوف.
أتشند: بالضم ثم السكون وفتح الشين وسكون
النون ودال مهملة: قرية من قرى نسف بما وراء
النهر، منها أبو المظفر محمد بن أحمد بن حامد الكاتب
الأتشندي النسفي، سمع الحديث.
إتفيح: بالكسر ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة
وحاء مهملة: بلد بالصعيد، ذكر في إطفيح.
أتكو: بفتح الهمزة وسكون التاء وضم الكاف وواو:
بليدة قديمة من نواحي مصر قرب رشيد.
الأتلاء: بالفتح ثم السكون: قرية من قرى ذمار،
باليمن.
إتل: بكسر أوله وثانيه ولام بوزن إبل: اسم نهر
عظيم شبيه بدجلة في بلاد الخزر، ويمر ببلاد
الروس وبلغار. وقيل: إتل قصبة بلاد الخزر،
والنهر مسمى بها.
قرأت في كتاب أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد
ابن حماد، رسول المقتدر إلى بلاد الصقالبة، وهم
أهل بلغار: بلغني أن فيها رجلا عظيم الخلق جدا،
فلما سرت إلى الملك سألته عنه، فقال: نعم قد كان
في بلادنا ومات، ولم يكن من أهل البلاد، ولا من
الناس أيضا، وكان من خبره أن قوما من التجار
خرجوا إلى نهر إتل، وهو نهر بيننا وبينه يوم واحد،
كانوا يخرجون إليه، وكان هذا النهر قد مد وطغى
ماؤه، فلم أشعر إلا وقد وافاني جماعة، فقالوا:
أيها الملك قد طفا على الماء رجل، إن كان من أمة
تقرب منا، فلا مقام لنا في هذه الديار وليس لنا
غير التحويل. فركبت معهم حتى سرت إلى النهر
ووقفت عليه، وإذا برجل طوله اثنا عشر ذراعا
بذراعي، وإذا رأسه كأكبر ما يكون من القدور
وأنفه أكبر من شبر، وعيناه عظيمتان، وأصابعه
كل واحدة شبر، فراعني أمره وداخلني ما داخل القوم
من الفزع، فأقبلنا نكلمه وهو لا يتكلم ولا يزيد
على النظر إلينا، فحملته إلى مكاني، وكتبت إلى
أهل ويسو، وهم منا على ثلاثة أشهر، أسألهم عنه،
87

فعرفوني أن هذا رجل من يأجوج ومأجوج، وهم منا
على ثلاثة أشهر، يحول بيننا وبينهم البحر، وانهم
قوم كالبهائم الهاملة، عراة حفاة ينكح بعضهم
بعضا، يخرج الله تعالى لهم في كل يوم سمكة
من البحر، فيجئ الواحد بمدية، فيحتز منها بقدر
كفايته وكفاية عياله، فإن أخذ فوق ذلك، اشتكى
بطنه هو وعياله، وربما مات وماتوا بأسرهم، فإذا
أخذوا منها حاجتهم انقلبت وعادت إلى البحر، وهم
على ذلك، وبيننا وبينهم البحر، وجبال محيطة، فإذا
أراد الله إخراجهم انقطع السمك عنهم، ونضب
البحر، وانفتح السد الذي بيننا وبينهم.
ثم قال الملك: وأقام الرجل عندي مدة، ثم علقت
به علة في نحره، فمات بها، وخرجت فرأيت
عظامه، فكانت هائلة جدا.
قال المؤلف، رحمه الله تعالى: هذا وأمثاله هو الذي
قدمت البراءة منه، ولم أضمن صحته. وقصة ابن
فضلان وإنفاذ المقتدر له إلى بلغار مدونة معروفة
مشهورة بأيدي الناس، رأيت منها عدة نسخ، وعلى
ذلك فإن نهر إتل لاشك في عظمه وطوله، فإنه يأتي
من أقصى الجنوب فيمر على البغار والروس والخزر
وينصب في بحيرة جرجان، وفيه يسافر التجار إلى
ويسو ويجلبون الوبر الكثير: كالنقدز والسمور
والسنجاب. وقيل: إن مخرجه من أرض خرخيز
فيما بين الكيماكية والغزية، وهو الحد بينهما، ثم
يذهب مغربا إلى بلغار، ثم يعود إلى برطاس وبلاد
الخزر حتى يصب في البحر الخزري. وقيل: إنه
ينشعب من نهر إتل نيف وسبعون نهرا ويبقى عمود
النهر يجري إلى الخزر حتى يقع في البحر. ويقال:
إن مياهه إذا اجتمعت في موضع واحد في أعلاه إنه
يزيد على نهر جيحون، وبلغ من كثرة هذه المياه
وغزارتها وحدة جريها أنها إذا انتهت إلى البحر
جرت في البحر داخله مسيرة يومين. وهي تغلب
على ماء البحر حتى يجمد في الشتاء لعذوبته، ويفرق
بين لونه ولون ماء البحر.
الإتم: بكسر أوله وثانية: اسم واد.
الأتم: بالفتح ثم السكون: جبل حرة بني سليم.
وقيل: قاع لغطفان ثم اختصت به بنو سليم، وبين
المسلح، وهو من منازل حاج الكوفة، وبين
الأتم تسعة أميال. وقال ابن السكيت: الأتم
اسم جامع لقريات ثلاث: حاذة، ونقيا، والقيا. وقيل:
أربع: هذه والمحدث، قال الشاعر:
فأوردهن بطن الأتم شعثا،
يصن المشي كالحدإ التؤام
أتنوهة: من قرى مصر، من ناحية المنوفية من
الغربية. وتعرف بمسجد الخضر أيضا. وبمصر أيضا
أبيوهة، ذكرت قبل.
أتيدة: بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير: موضع
في بلاد قضاعة ببادية الشام، قال الشاعر:
نجاء كدر من حمير أتيدة،
يقابله والصفحتين ندوب
الكدر: الحمار الغليظ، ووجدته في شعر عدي
ابن زيد بخط ابن خلجان، بالثاء المثلثة، وهو قوله:
أصعدن في وادي أثيدة، بعدما
عسف الخميلة واحزأل صواها
الأتيم: بالضم ثم الفتح وياء مكسورة مشددة وميم:
هو ماء في غربي سلمى، أحد الجبلين اللذين لطيئ.
88

باب الهمزة والثاء المثلثة وما يليهما
الأثارب: كأنه جمع أثرب، من الثرب، وهو
الشحم الذي قد غشي الكرش. يقال: أثرب
الكبش إذا زاد شحمه، فهو أثرب لما سمي به
جمع جمع محض الأسماء، كما قال:
فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا
وهي قلعة معروفة بين حلب وإنطاكية، بينها وبين
حلب نحو ثلاثة فراسخ، ينسب إليها أبو المعالي محمد
ابن هياج بن مبادر بن علي الآثار بي الأنصاري.
وهذه القلعة الآن خراب وتحت جبلها قرية تسمى
باسمها فيقال لها الأثارب. وفيها يقول محمد بن نصر
ابن صغير القيسراني:
عرجا بالأثاربي،
كي أقضي مأربي
واسرقا نوم مقلتي
من جفون الكواعب
واعجبا من ضلالتي،
بين عين وحاجب
وحمدان بن عبد الرحيم الآثار بي الطبيب متأدب
وله شعر وأدب وصنف تاريخا كان في أيام طغندكين
صاحب دمشق بعد الخمسمائة وقد ذكرته في معراثا
بأتم من هذا.
أثافت: بالفتح والفاء مكسورة والتاء فوقها نقطتان:
اسم قرية باليمن ذات كروم كثيرة. قال الهمداني:
وتسمى أثافة بالهاء، والتاء أكثر. قال وخبرني
الرئيس الكباري من أهل أثافت قال: كانت تسمى
في الجاهلية درنا، وإياها أراد الأعشى بقوله:
أقول للشرب في درنا، وقد ثملوا:
شيموا، وكيف يشيم الشارب الثمل
وكان الأعشى كثيرا ما يتجر فيها وكان لها بها معصر
للخمر يعصر فيه ما جزل له أهل أثافة من أعنابهم.
قال الأصمعي: وقفت باليمن على قرية فقلت لامرأة:
بم تسمى هذه القرية؟ فقالت: أما سمعت قول
الشاعر الأعشى:
أحب أثافة ذات الكروم،
عند عصارة أعنابها
وأهل اليمن يسمونها ثافت بغير همزة، وبين أثافت
وصنعاء يومان.
الا ثالث: بلفظ الجمع: جبال في ديار ثمود بالحجر قرب
وادي القرى، فيها نزل قوله تعالى: وتنحتون من
الجبال بيوتا فارهين. وهي جبال يراها الناظر من بعد
فيظنها قطعة واحدة فإذا توسطها وجدها متفرقة
يطوف بكل واحد منها الطائف.
أثال: بضم أوله وتخفيف ثانيه وألف ولام: علم مرتجل،
أو من قولهم تأثلت بئرا إذا احتفرتها، قال
أبو ذؤيب:
وقد أرسلوا فراطهم، فتأثلوا
قليبا، سفاها للإماء القواعد
وهو جبل لبني عبس بن بغيض بينه وبين الماء الذي
ينزل عليه الناس إذا خرجوا من البصرة إلى المدينة
ثلاثة أميال، وهو منزل لأهل البصرة إلى المدينة بعد قو
وقبل الناجية. وقيل أثال حصن ببلاد عبس بالقرب
من بلاد بني أسد. وأثال أيضا موضع على طريق
الحاج بين الغمير وبستان ابن عامر، قال كثير:
89

نرمي الفجاج، إذا الفجاج تشابهت
أعلامها، بمهامه أغفال
بركائب، من بين كل ثنية،
سرح اليدين وبازل شملال
إذ هن، في غلس الظلام، قوارب
أعداد عين من عيون أثال
وأثال من أرض اليمامة لبني حنيفة. وأثال أيضا ماء
قريب من غمازة، وغمازة بالغين المعجمة والزاي،
وهي عين ماء لقوم من بني تميم ولبني عائذة بن مالك.
وأثال مالك أيضا قرية بالقاعة قاعة بني سعد ملك
لهم. وفي كتاب الجامع للغوري: أثال اسم ماء لبني
سليم وقيل لبني عبس وقيل هو جبل. وقال غيره:
أثال اسم واد يصب في وادي الستارة وهو المعروف
بقديد يسيل في وادي خيمتي أم معبد. وجميع
هذه المواضع مذكورة في الاخبار والاشعار. قال
متمم بن نويرة:
ولقد قطعت الوصل، يوم خلاجه،
وأخو الصريمة في الأمور المزمع
بمجدة عنس، كأن سراتها
فدن، تطيف به النبيط مرفع
قاظت أثال إلى الملا، وتربعت
بالحزن عازبة، تسن وتودع
حتى إذا لقحت وعولي فوقها
قرد، بهم به الغراب الموقع
قربتها للرحل، لما اعتادني
سفر أهم به وأمر مجمع
أثامد: بالضم: هو واد بين قديد وعسفان
أثاية: بفتح الهمزة وبعد الألف ياء مفتوحة، قال
ثابت بن أبي ثابت اللغوي: هو من أثيث به إذا
وشيت، يقال أثا به يأثو ويأثى أيضا إثاوة
وإثاية ولذلك رواه بعضهم بكسر الهمزة ورواه
بعضهم أثاثة بثاء أخرى وأثانة بالنون وهو خطأ،
والصحيح الأول، وتفتح همزته وتكسر، وهو
موضع في طريق الجحفة بينه وبين المدينة خمسة
وعشرون فرسخا.
الأثبجة: بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة
وجيم بصيغة جمع القلة كأنه جمع ثبج، والثبج من
كلى شئ ما بين كاهله وظهره، قال الشماخ:
على أثباجهن من الصقيع
ويقال ثبج كل شئ وسطه. قال أبو عبيد: ثبج
الرمل معظمه. والأثبجة صحراء لها جبال الأثبجة
لبني جعفر بن كلاب.
الأثبرة: بفتح أوله بصيغة جمع القلة أيضا جمع ثبير
مثل جريب وأجربة لان بمكة عدة جبال يقال
لكل واحد منها ثبير كذا وقد ذكرت في مواضعها.
وأصل الثبرة الأرض السهلة، وثبره عن كذا يثبره
ثبرا حبسه، يقال: ما ثبرك عن حاجتك؟ ومنه
ثبير قاله ابن حبيب. قال الفضل بن العباس بن عتبة
ابن أبي لهب:
هيهات منك قعيقعان وبلدح،
فجنوب أثبرة فبطن عساب
فالهاوتان فكبكب فجتاوب،
فالبوص فالأفراع من أشقاب
إثبيت: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة
وياء ساكنة وتاء فوقها نقطتان: هو ماء لبني المحل بن
90

جعفر بأود عن السكري في شرح قول جرير:
أتعرف أم أنكرت أطلال دمنة،
بإثبيت فالجونين، بال جديدها
ليالي هند حاجة لا تريحنا
ببخل، ولا جود فينفع جودها
لعمري لقد أشفقت من شر نظرة،
تقود الهوى من رامة ويقودها
ولو صرمت حبلي أمامة تبتغي
زيادة حب، لم أجد ما أزيدها
وقال نصر: إثبيت ماء لبني يربوع بن حنظلة ثم
لبني المحل منهم. وقال الراعي:
نثرنا عليهم يوم إثبيت، بعدما
شفينا غليلا بالرماح العواتر
أثرب: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وباء موحدة
لغة في يثرب: مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وسنستقصي خبرها في موضعها إن شاء الله تعالى.
أثلاث: بفتح أوله وكسره وسكون ثانيه وآخره ثاء
أخرى مثلثة كأنه جمع ثلث وأثلاث بالفتح: هو
الموضع المذكور في المثل في بعض الروايات: لكن
بالأثلاث لحم لا يظلل، قاله بيهس الملقب بنعامة
وهو من فزارة وكان سابع سبعة إخوة فأغار عليهم
ناس من أشجع فقتلوا منهم ستة وبقي بيهس
وكان يتحمق فأرادوا قتله ثم قالوا: وما تريدون
من قتل هذا يحسب عليكم برجل؟ فتركوه فصحبهم
ليتوصل إلى أهله فنحروا جزورا في يوم شديد الحر
فقالوا: ضللوا لحمكم لئلا يفسد. فقال بيهس: لكن
بالأثلاث لحم لا يظلل، فذهبت مثلا في قصة طويلة.
وأكثر الرواة يقولون بالأثلات جمع أثلة وهو
صنف من الطرفاء كبير يظلل بفيئه مائة نفس.
الأثل: بفتح الهمزة وسكون الثاء ولام: ذات الأثل
في بلاد تيم الله بن ثعلبة كانت لهم بها وقعة مع بني
أسد، ولعل الشاعر إياها عنى بقوله:
فإن ترجع الأيام، بيني وبينكم
بذي الأثل، صيفا مثل صيفي ومربعي
أشد بأعناق النوى، بعد هذه،
مرائر إن جاذبتها لم تقطع
وقال حضرمي بن عامر:
سلي إما سألت الحي تيما،
غداة الأثل، عن شدي وكري
وقد علموا غداة الأثل أني
شديد، في عجاج النقع، ضري
الأثلة: بلفظ واحد الأثل: موضع قرب المدينة في
قول قيس بن الخطيم:
والله ذي المسجد الحرام، وما
جلل من يمنة لها خنف
إني لأهواك، غير ذي كذب،
قد شف مني الأحشاء والشغف
بل ليت أهلي وأهل أثلة في
دار قريب، بحيث نختلف
كذا قيل في تفسيره والظاهر أنه اسم امرأة.
والأثلة أيضا قرية بالجانب الغربي من بغداد على
فرسخ واحد.
أثليدم: بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة
91

ودال مهملة مكسورة وميم: قرية من ناحية
الأشمونين بمصر.
إثمد: بالكسر ثم السكون وكسر الميم وهو الذي
يكتحل به: موضع في قول الشاعر حيث قال:
تطاول ليلك بالأثمد،
ونام الخلي ولم ترقد
وقال عامر بن الطفيل:
ولتسألن أسماء، وهي حفية،
نصحاءها: أطردت أم لم أطرد
قالوا لها: إنا طردنا خيله
قلح الكلاب، وكنت غير مطرد
ولئن تعذرت البلاد بأهلها،
فمجازها تيماء أو بالأثمد
فلأبغينكم قنا وعوارضا،
ولأقبلن الخيل لابة ضرغد
أثنان: بالضم ونونين: موضع بالشام، قال جميل
ابن معمر:
وعاودت من خل قديم صبابتي،
وأخفيت من وجدي الذي ليس خافيا
ورد الهوى أثنان حتى استفزني،
من الحب، معطوف الهوى من بلاديا
أثوا: مقصور: موضع مذكور في شعر عبد القيس
عن نصر.
الأثوار: كأنه جمع ثور: اسم رمل إلى سند
الأبارق التي أسفل الوتدات. وقال الحازمي: هو رمل
في بلاد عبد الله بن غطفان.
أثور: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وراء: كانت
الموصل قبل تسميتها بهذا الاسم تسمى أثور. وقيل
أقور بالقاف. وقيل هو اسم كورة الجزيرة بأسرها
وبقرب السلامية. وهي بليدة في شرقي الموصل بينهما
نحو فرسخ مدينة خراب يباب يقال لها أقور وكأن
الكورة كانت مسماة بها، والله أعلم.
أثول: بالضمتين وسكون الواو ولام: موضع في
أرض خوزستان له ذكر في الفتوح. قال سلمى بن
القين وكان في جيش أبي موسى الأشعري لما فتح
خوزستان:
أكلف أن أزير بني تميم
جموع الفرس، سيرا شوتريا
ولم أهلك ولم ينكل تميم،
غداة الحرب، إذ رجع الوليا
قتلناهم، بأسفل ذي أثول،
بخيف النهر، قتلا عبقريا
وقال حرملة بن مريطة العدوي في مثل ذلك:
شللنا الهرمزان بذي أثول،
إلى الأعراج أعراج الزوان
أشبههم، وقد ولوا جميعا
نظيما فضن عن عقد الجمان
فلم أر مثلنا فضلات موت،
أجد على جديدات الزمان
الأثيب: مويهة في رمل الضاحي قرب رمان في
طرف سلمى أحد الجبلين.
الأثيداء: بلفظ التصغير يجوز أن بكون تصغير الثاد
بنقل الهمزة إلى أوله وهو الثدا والثدي: وهو
92

مكان بعكاظ.
أثيدة: بلفظ التصغير أيضا: موضع في بلاد قضاعة
بالشام ويروى بالتاء المثناة من قوقها وقد ذكر
قبل، قال عدي بن الرقاع العاملي:
أصعدن في وادي أثيدة، بعدما
عسف الخميلة واحزأل صواها
أثير: كأنه تصغير أثر: صحراء أثير بالكوفة.
ينسب إلى أثير بن عمرو السكوني الطبيب الكوفي
يعرف بابن عمريا. قال عبد الله بن مالك:
جمع الأطباء لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه،
لما ضربه ابن ملجم، لعنه الله تعالى، وكان أبصرهم
بالطب أثير، فأخذ أثير رئة شاة حارة فتتبع
عرفا فيها فاستخرجه وأدخله في جراحة علي ثم
نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ
وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال: يا أمير
المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت. وفي صحراء
أثير حرق علي الطائفة الغلاة فيه.
الأثيرة: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وراء:
يجوز أن يكون من قولهم دابة أثيرة أي عظيمة
الأثر، وأن يكون تأنيث الأثير فعيل بمعنى مفعول
أي مأثورة تؤثر على غيرها أي يستخص بها ويستبد،
ومنه الأثيرة، وهي مائة بأعلى الثلبوت.
أثيفيات: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة والفاء مكسورة:
تصغير أثفيات جمع أثفية في القلة، وجمعها الكثير
الأثافي، وهي الحجارة التي توضع عليها القدر
للطبخ: موضع في قول الراعي:
دعونا قلوبنا بأثيفيات،
وألحقنا قلائص يعتلينا
وهو، والله أعلم، الموضع المذكور بعد هذا ولكنه
جمعه بما حوله وله نظائر كثيرة
أثيفية: بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وفاء
مكسورة وياء خفيفة تصغير أثفية القدر: قرية لبني
كليب بن يربوع بالوشم من أرض اليمامة
وأكثرها لولد جرير بن الخطفى الشاعر، وقال
محمد بن إدريس بن أبي حفصة: أثيفية قرية وأكيمات
وإنما شبهت بأثافي القدر لأنها ثلاث أكيمات وبها
كان جرير وبها له مال وبها منزل عمارة بن عقيل
ابن بلال بن جرير، فقال عمارة في بني نمير:
إن تحضروا ذات الأثافي، فإنكم
بها أحد الأيام عظم المصائب
وقال نصر: أثيفية حصن من منازل تميم، وقال
راعي الإبل:
دعونا قلوبنا بأثيفيات،
وألحقنا قلائص يعتلينا
آخر كلامه.. وقد دلنا على أن أثيفية وأثيفيات
وأثيفات وذات الأثافي: كله واحد. وذو أثيفية
موضع في عقيق المدينة.
أثيل: كأنه تصغير أثال وقد تقدم، قال ابن
السكيت في قول كثير:
إربع فحي معالم الاطلال،
بالجزع من حرض، فهن بوال
فشراج ريمة قد تقادم عهدها
بالسفح، بين أثيل فبعال
قال، شراج ريمة: واد لبني شيبة وأثيل منها
مشترك وأكثره لبني ضمرة. قال: وذو أثيل واد
93

كثير النخل بين بدر والصفراء لبني جعفر بن أبي طالب.
الأثيل: تصغير الأثل وقد مر تفسيره: موضع قرب
المدينة، وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب بين
بدر ووادي الصفراء، ويقال له ذو أثيل. وقد
حكينا عن ابن السكيت أنه بتشديد الياء. وكان
النبي، صلى الله عليه وسلم، قتل عنده النضر بن
الحارث بن كلدة عند منصرفه من بدر، فقالت
قتيلة بنت النضر ترثي أباها وتمدح رسول الله، صلى
الله عليه وسلم:
يا راكبا إن الأثيل مظنة،
من صبح خامسة، وأنت موفق
بلغ به ميتا، فإن تحية
ما إن تزال بها الركائب تخفق
مني إليه، وعبرة مسفوحة
جادت لمائحها وأخرى تخنق
فليسمعن النضر، إن ناديته،
إن كان يسمع ميت أو ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه،
لله أرحام هناك تشقق!
أمحمد! ولانت ضنء نجيبة
في قومها، والفحل فحل معرق
أو كنت قابل فدية، فلنأتين
بأعز ما يغلو لديك وينفق
ما كان ضرك لو مننت، وربما
من الفتى، وهو المغيظ المحنق
والنضر أقرب من أصبت وسيلة،
وأحقهم، إن كان عتق يعتق
فلما سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، شعرها رق لها
وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لو هبته لها.
والأثيل، أيضا: موضع في ذلك الصقع، أكثره لبني
ضمرة من كنانه.
الأثيل: بالفتح ثم الكسر بوزن الأصيل، يقال: مجد
مؤثل، وأثيل: موضع في بلاد هذيل بتهامة، قال
أبو جندب الهذلي:
بغيتهم ما بين حداء والحشا،
وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما
باب الهمزة والجيم وما يليهما
أجأ: بوزن فعل، بالتحريك، مهموز مقصور، والنسب
إليه أجثي بوزن أجعي: وهو علم مرتجل لاسم رجل
سمي الجبل به، كما نذكره، ويجوز أن يكون منقولا.
ومعناه الفرار، كما حكاه ابن الأعرابي، يقال: أجأ الرجل
إذا فر، وقال الزمخشري: أجأ وسلمى جبلان عن
يسار سميراء، وقد رأيتهما، شاهقان. ولم يقل عن
يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها، وقال أبو
عبيد السكوني: أجأ أحد جبلي طيئ وهو غربي
فيد، وبينهما مسير ليلتين وفيه قرى كثيرة، قال:
ومنازل طيئ في الجبلين عشر ليال من دون فيد
إلى أقصى أجإ، إلى القريات من ناحية الشام، وبين
المدينة والجبلين، على غير الجادة: ثلاث مراحل. وبين
الجبلين وتيماء جبال ذكرت في مواضعها من هذا
الكتاب، منها دبر وغريان وغسل. وبين كل جبلين
يوم. وبين الجبلين وفدك ليلة. وبينهما وبين خيبر
خمس ليال. وذكر العلماء بأخبار العرب أن أجأ
سمي باسم رجل وسمي سلمى باسم امرأة. وكان من
خبرهما أن رجلا من العماليق يقال له أجأ بن عبد
الحي، عشق امرأة من قومه، يقال لها سلمى. وكانت
لها حاضنة يقال لها العوجاء. وكانا يجتمعان في منزلها
94

حتى نذر بهما إخوة سلمى، وهم الغميم والمضل
وفدك وفائد والحدثان وزوجها. فخافت سلمى
وهربت هي وأجأ والعوجاء، وتبعهم زوجها وإخوتها
فلحقوا سلمى على الجبل المسمى سلمى، فقتلوها
هناك، فسمي الجبل باسمها. ولحقوا العوجاء على هضبة
بين الجبلين، فقتلوها هناك، فسمي المكان بها. ولحقوا
أجأ بالجبل المسمى بأجإ، فقتلوه فيه، فسمي به.
وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم، فسار كل واحد إلى مكان
فأقام به فسمي ذلك المكان باسمه، قال عبيد الله الفقير
إليه: وهذا أحد ما استدللنا به على بطلان ما
ذكره النحويون من أن أجأ مؤنثة غير مصروفة،
لأنه جبل مذكر، سمي باسم رجل، وهو مذكر.
وكأن غاية ما التزموا به قول امرئ القيس:
أبت أجأ أن تسلم العام جارها،
فمن شاء فينهض لها من مقاتل
وهذا لا حجة لهم فيه، لان الجبل بنفسه لا يسلم
أحدا، إنما يمنع من فيه من الرجال. فالمراد: أبت
قبائل أجإ، أو سكان أجإ، وما أشبهه، فحذف
المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، يدل على ذلك
عجز البيت، وهو قوله:
فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
والجبل نفسه لا يقاتل، والمقاتلة مفاعلة ولا تكون
من واحد، ووقف على هذا من كلامنا نحوي من
أصدقائنا وأراد الاحتجاج والانتصار لقولهم، فكان
غاية ما قاله: أن المقاتلة في التذكير والتأنيث مع
الظاهر وأنت تراه قال: أبت أجأ. فالتأنيث لهذا
الظاهر ولا يجوز أن يكون للقبائل المحذوفة بزعمك،
فقلت له: هذا خلاف لكلام العرب، ألا ترى إلى قول
حسان بن ثابت:
يسقون من ورد البريس عليهم
بردى، يصفق بالرحيق السلسل
لم يرو أحد قط يصفق إلا بالياء آخر الحروف لأنه
يريد يصفق ماء بردى، فرده إلى المحذوف وهو الماء،
ولم يرده إلى الظاهر، وهو بردى. ولو كان الامر
على ما ذكرت، لقال: تصفق، لان بردى مؤنث لم
يجئ على وزنه مذكر قط. وقد جاء الرد على المحذوف
تارة، وعلى الظاهر أخرى، في قول الله، عز وجل: وكم
من قرية أهكلناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون،
ألا تراه قال: فجاءها فرد على الظاهر، وهو القرية، ثم
قال: أو هم قائلون فرد على أهل القرية وهو محذوف،
وهذا ظاهر، لا إشكال فيه. وبعد فليس هنا ما يتأول
به التأنيث، إلا أن يقال: إنه أراد البقعة فيصير من
باب التحكم، لان تأويله بالمذكر ضروري، لأنه
جبل، والجبل مذكر، وإنه سمي باسم رجل با جماع
كما ذكرنا، وكما نذكره بعد في رواية أخرى، وهو
مكان وموضع ومنزل وموطن ومحل ومسكن. ولو
سألت كل عربي عن أجإ لم يقل إلا أنه جبل، ولم
يقل بقعة. ولا مستند إذا للقائل بتأنيثه البتة. ومع
هذا فإنني إلى هذه الغاية لم أقف للعرب على شعر
جاء فيه ذكر أجإ غير مصروف، مع كثرة
استعمالهم لترك صرف ما ينصرف في الشعر، حتى إن
أكثر النحويين قد رجحوا أقوال الكوفيين في
هذه المسألة، وأنا أورد في ذلك من أشعارهم ما بلغني
منها البيت الذي احتجوا به وقد مر، وهو قول امرئ
القيس: أبت أجأ، ومنها قول عارق الطائي:
ومن مبلغ عمرو بن هند رسالة،
إذا استحقبتها العبس تنضى من البعد
95

أبو عدني، والرمل بيتي وبينه
تأمل رويدا ما أمامة من هند
ومن أجإ حولي رعان، كأنها
قنابل خيل من كميت ومن ورد
قال العيزار بن الأخفش الطائي، وكان خارجيا:
ألا حي رسم الدار أصبح باليا،
وحي، وإن شاب القذال، الغوانيا
تحملن من سلمى فوجهن بالضحى
إلى أجإ، يقطعن بيدا مهاويا
وقال زيد بن مهلهل الطائي:
جلبنا الخيل من أجإ وسلمى،
تخب نزائعا خبب الركاب
جلبنا كل طرف أعوجي،
وسلهبة كخافية الغراب
نسوف للحزام بمرفقيها،
شنون الصلب صماء الكعاب
وقال لبيد يصف كتيبة النعمان:
أوت للشباح، واهتدت بصليها
كتائب خضر ليس فيهن نأكل
كأركان سلمى، إذ بدت أو كأنها
ذرى أجإ، إذ لاح فيه مواسل
فقال فيه ولم يقل فيها، ومواسل قنة في أجإ،
وأنشد قاسم بن ثابت لبعض الاعراب:
إلى نضد من عبد شمس، كأنهم
هضاب أجا أركانه لم تقصف
قلامسة ساسوا الأمور، فأحكموا
سياستها حتى أقرت لمردف
وهذا، كما تراه، مذكر مصروف، لا تأويل فيه لتأنيثه.
فإنه لو أنث لقال: أركانها، فإن قيل هذا لا حجة
فيه لان الوزن يقوم بالتأنيث، قيل قول امرئ القيس
أيضا، لا يجوز لكم الاحتجاج به لان الوزن يقوم
بالتذكير، فيقول: أبي أجأ لكنا صدقنا كم فاحتججنا،
ولا تأويل فيها، وقول الحيص بيص:
أجأ وسلمى أم بلاد الزاب،
وأبو المظفر أم غضنفر غاب
ثم إني وقفت بعد ما سطرته آنفا، على جامع
شعر امرئ القيس، وقد نص الأصمعي على ما قلته،
وهو: أن أجأ موضع، وهو أحد جبلي طيئ، والآخر
سلمى. وإنما أراد أهل أجإ، كقول الله، عز وجل:
واسأل القرية، يريد أهل القرية، هذا لفظه بعينه. ثم
وقفت على نسخة أخرى من جامع شعره، قيل فيه:
أرى أجأ لن يسلم العام جاره
ثم قال في تفسير الرواية الأولى: والمعنى أصحاب الجبل
لم يسلموا جارهم. وقال أبو العرماس: حدثني أبو
محمد أن أجأ سمي برجل كان يقال له أجأ، وسميت
سلمى بامرأة كان يقال لها سلمى، وكانا يلتقيان عند
العوجاء، وهو جبل بين أجاء وسلمى، فسميت هذه
الجبال بأسمائهم. ألا تراه قال: سمي أجأ برجل وسميت
سلمى بامرأة، فأنث المؤنث وذكر المذكر. وهذا
إن شاء الله كاف في قطع حجاج من خالف وأراد
الانتصار بالتقليد. وقد جاء أجا مقصورا غير مهموز
في الشعر، وقد تقدم له شاهد في البيتين اللذين على
الفاء، قال العجاج:
والامر ما رامقته ملهوجا
يضويك ما لم يج منه منضجا
96

فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا،
أو باللوى أو ذي حسا أو يأججا
وأما سبب نزول طيئ الجبلين، واختصاصهم
بسكناهما دون غيرهم من العرب، فقد اختلفت
الرواة فيه. وقال ابن الكلبي، وجماعة سواه: لما تفرق
بنو سبا أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا
أدد بن زيد بن الهميسع قلت: لا أعرف جابرا
وحرملة وفوق كل ذي علم عليم، وتبعهما ابن أخيهما
طيئ، واسمه جلهمة، قلت: وهذا أيضا لا أعرفه،
لان طيئا عند ابن الكلبي، هو جلهمة بن أدد بن
زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. والحكاية
عنه، وكان أبو عبيدة، قال زيد بن الهميسع: فساروا
نحو تهامة وكانوا فيما بينها وبين اليمن، ثم وقع بين
طيئ وعمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله
وماله وتتبع مواقع القطر، فسمي طيئا لطيه
المنازل، وقيل إنه سمي طيئا لغير ذلك، وأوغل
طيئ بأرض الحجاز، وكان له بعير يشرد في كل سنة
عن إبله، ويغيب ثلاثة أشهر، ثم يعود إليه وقد عبل
وسمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه، فقال لابنه
عمرو: تفقد يا بني هذا البعير فإذا شرد فاتبع أثره
حتى تنظر إلى أين ينتهي. فلما كانت أيام الربيع
وشرد البعير تبعه على ناقة له فلم يزل يقفر أثره حتى
صار إلى جبل طيئ، فأقام هنالك ونظر عمرو إلى بلاد
واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل والريف، فرجع
إلى أبيه وأخبره بذلك فسار طيئ بإبله وولده حتى
نزل الجبلين فرأهما أرضا لها شأن، ورأى فيها شيخا
عظيما، جسيما، مديد القامة، على خلق العاديين ومعه
امرأة على خلقه يقال لها سلمى، وهي امرأته وقد
اقتسما الجبلين بينهما بنصفين، فأجأ في أحد النصفين
وسلمى في الآخر، فسألهما طيئ عن أمرهما، فقال
الشيخ: نحن من بقايا صحار غنينا بهذين الجبلين عصرا
بعد عصر، أفنانا كر الليل والنهار، فقال له طيئ:
هل لك في مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون
لك مؤنسا وخلا؟ فقال الشيخ: إن لي في ذلك
رأيا فأقم فإن المكان واسع، والشجر يانع، والماء
طاهر، والكلأ غامر. فأقام معه طيئ بإبله وولده
بالجبلين، فلم يلبث الشيخ والعجوز إلا قليلا حتى
هلكا وخلص المكان لطيئ فولده به إلى هذه الغاية.
قالوا: وسألت العجوز طيئا ممن هو، فقال طيئ:
إنا من القوم اليمانيينا
إن كنت عن ذلك تسألينا
وقد ضربنا في البلاد حينا
ثمت أقبلنا مهاجرينا
إذ سامنا الضيم بنو أبينا
وقد وقعنا اليوم فيما شينا
ريفا وماء واسعا معينا
ويقال إن لغة طيئ هي لغة هذا الشيخ الصحاري
والعجوز امرأته. وقال أبو المنذر هشام بن محمد في
كتاب افتراق العرب: لما خرجت طيئ من أرضهم
من الشحر ونزلوا بالجبلين، أجإ وسلمى، ولم يكن بهما
أحد وإذا التمر قد غطى كرانيف النخل، فزعموا
أن الجن كانت تلقح لهم النخل في ذلك الزمان،
وكان في ذلك التمر خنافس، فأقبلوا يأكلون
التمر والخنافس، فجعل بعضهم يقول: ويلكم الميت
أطيب من الحي. وقال أبو محمد الأعرابي أكتبنا
أبو الندى قال: بينما طيئ ذات يوم جالس مع ولده
بالجبلين إذ أقبل رجل من بقايا جديس، ممتد القامة،
عاري الجبلة، كاد يسد الأفق طولا، ويفرعهم
باعا، وإذا هو الأسود بن غفار بن الصبور الجديسي،
97

وكان قد نجا من حسان تبع اليمامة ولحق بالجبلين،
فقال لطيئ: من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي؟
اخرجوا عنها وإلا فعلت وفعلت. فقال طيئ:
البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا، وإنما ادعيتها حيث
وجدتها خلاء. فقال الأسود: اضربوا بيننا وبينكم
وقتا نقتتل فيه فأينا غلب استحق البلد. فاتعدا
لوقت، فقال طيئ لجندب بن خارجة بن سعد بن
فطرة بن طيئ وأمه جديلة بنت سبيع بن عمرو
ابن حمير وبها يعرفون، وهم جديلة طيئ، وكان طيئ
لها مؤثرا، فقال لجندب: قاتل عن مكر متك.
فقالت أمه: والله لتتركن بنيك وتعرضن ابني
للقتل! فقال طيئ: ويحك إنما خصصته بذلك.
فأبت، فقال طيئ لعمرو بن الغوث بن طيئ:
فعليك يا عمرو الرجل فقاتله. فقال عمرو: لا
أفعل، وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر
في طيئ بعد طيئ:
يا طيئ أخبرني، ولست بكاذب، وأخوك صادقك الذي لا يكذب
أمن القضية أن، إذا استغنيتم
وأمنتم، فأنا البعيد الا جنب
وإذا الشدائد بالشدائد مرة،
أشجتكم، فأنا الحبيب الأقرب
عجبا لتلك قضيتي، وإقامتي
فيكم، على تلك القضية، أعجب
ألكم معا طيب البلاد ورعيها،
ولي الثماد ورعيهن المجدب
وإذا تكون كريهة أدعى لها،
وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
هذا لعمر كم الصغار بعينه،
لا أم لي، إن كان ذاك، ولا أب
فقال طيئ: يا بني إنها أكرم دار في العرب. فقال
عمرو: لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني
جديلة في الجبلين نصيب. فقال له طيئ: لك شرطك.
فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس
من حديد ونشاب من حديد فقال: يا عمرو إن
شئت صار عتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك.
فقال عمرو: الصراع أحب إلي فاكسر قوسك
لأكسرها أيضا ونصطرع. وكانت لعمرو بن الغوث
ابن طيئ قوس موصولة بزرافين إذا شاء شدها وإذا
شاء خلعها، فأهوى بها عمرو فانفتحت عن الزرافين
واعترض الأسود بقوسه ونشابه فكسرها، فلما
رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركبها وأوترها
وناداه: يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحب
إلي. فقال الأسود: خدعتني. فقال عمرو: الحرب
خدعة، فصارت مثلا، فرماه عمرو ففلق قبله
وخلص الجبلان لطيئ، فنزلهما بنو الغوث، ونزلت
جديلة السهل منهما لذلك. قال عبيد الله الفقير إليه:
في هذا الخبر نظر من وجوه، منها أن جندبا
هو الرابع من ولد طيئ فكيف يكون رجلا يصلح
لمثل هذا الامر؟ ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو
ابن الغوث، وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى
ثعلب وغير هما من الرواة الثقات لهانئ بن أحمر الكناني
شاعر جاهلي. ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا
تنفذ السهم إلا برجوعها؟ والحديد إذا اعوج لا
يرجع البتة. ثم كيف يصح في العقل أن قوسا بزرافين؟
هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر. وقد
روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو
أقرب إلى القبول من هذا، وهو أن الأسود لما أفلت
98

من حسان تبع، كما نذكره إن شاء الله تعالى في خبر
اليمامة، أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل أن
ينزلهما طيئ، وكانت طيئ تنزل الجوف من أرض
اليمن، وهي اليوم محلة همدان ومراد، وكان سيدهم
يومئذ أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيئ وكان
الوادي مسبعة وهم قليل عددهم فجعل ينتابهم بعير
في زمن الخريف يضرب في إبلهم، ولا يدرون أين
يذهب، إلا أنهم لا يرونه إلى قابل، وكانت الأزد قد
خرجت من اليمن أيام سيل العرم فاستو حشت
طيئ لذلك وقالت: قد ظعن إخواننا وساروا إلى
الأرياف، فلما هموا بالظعن، قالوا لأسامة: إن هذا
البعير الذي يأتينا إنما يأتينا من بلد ريف وخصب
وإنا لنرى في بعره النوى، فلو إنا نتعهده عند
انصرافه فشخصنا معه لعلنا نصيب مكانا خيرا من
مكاننا. فلما كان الخريف جاء البعير فضرب في إبلهم،
فلما انصرف تبعه أسامة بن لؤي بن الغوث وحبة بن
الحارث بن فطرة بن طيئ فجعلا يسيران بسير الجمل
وينزلان بنزوله، حتى أدخلهما باب أجإ، فوقفا من
الخصب والخير على ما أعجبهما، فرجعا إلى قومهما
فأخبراهم به فارتحلت طيئ بجملتها إلى الجبلين، وجعل
أسامة بن لؤي يقول:
اجعل ظريبا كحبيب ينسى،
لكل قوم مصبح وممسى
وظريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون فيه قبل الجبلين،
قال فهجمت طيئ على النخل بالشعاب على مواش
كثيرة، وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو
الأسود بن غفار، فهالهم ما رأوا من عظم خلقه
وتخوفوه، فنزلوا ناحية من الأرض فاستبرؤوها فلم يروا
بها أحدا غيره. فقال أسامة بن لؤي لابن له يقال له
الغوث: يا بني إن قومك قد عرفوا فضلك في الجلد
والبأس والرمي، فاكفنا أمر هذا الرجل، فإن كفيتنا
أمره فقد سدت قومك آخر الدهر، وكنت الذي
أنزلتنا هذا البلد. فانطلق الغوث حتى أتى الرجل،
فسأله، فعجب الأسود من صغر خلق الغوث، فقال له:
من أين أقبلتم؟ فقال له: من اليمن. وأخبره خبر البعير
ومجيئهم معه، وأنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه
وصغر هم عنه، فأخبرهم باسمه ونسبه. ثم شغله الغوث
ورماه بسهم فقتله، وأقامت طيئ بالجبلين وهم بهما إلى
الآن. وأما أسامة بن لؤي وابنه الغوث هذا فدرجا
ولا عقب لهما.
الأجاءة: أجاءة بدر بن عقال فيها بيوت من متن
الجبل ومنازل في أعلاه عن نصر، والله سبحانه
وتعالى أعلم.
أجارد: بفتح أوله كأنه جمع أجرد، قال أبو محمد
الأعرابي: أجارد بفتح أوله لا بضمه في بلاد تميم،
قال اللعين المنقري:
دعاني ابن أرض يبتغي الزاد، بعدما
ترامى حلامات به وأجارد
ومن ذات أصفاء سهوب، كأنها
مزاحف هزلى، بينها متباعد
وذكر أبياتا وقصة ذكرت في حلامات.
أجارد: بالضم، أفاعل، من جردت الشئ فأنا أجارد.
ومثله ضربت بين القوم فأنا أضارب: اسم موضع
في بلاد عبد القيس، عن أبي محمد الأسود. وفي كتاب
نصر، أجارد: واد ينحدر من السراة على قرية مطار
لبني نصر، وأجارد أيضا: واد من أودية كلب، وهي
أودية كثيرة تنشل من الملحاء، وهي رابية منقادة
99

مستطيلة، ما شرق منها هو الأوداة، وما غرب
فهو البياض.
أجان: بضم الهمزة، وتخفيف الجيم، وآخره نون: بليدة
بأذربيجان، بينها وبين تبريز عشرة فراسخ في طريق
الري. رأيتها وعليها سور، وبها سوق، إلا أن الخراب
غالب عليها.
الأجاول: بالفتح بلفظ الجمع جالا البير جانباها،
والجمع أجوال، والأجاول جمع الجمع، وهو موضع
قرب ودان، فيه روضة ذكرت في الرياض. وقال ابن
السكيت: الأجاول أبارق بجانب الرمل عن يمين
كلفي من شماليها، قال كثير:
عفا ميت كلفي بعدنا فالأجاول
الأجايين: بالفتح، وبعد الألف ياء ان، تحت كل واحدة
منهما نقطتان، بلفظ التثنية: اسم موضع كان لهم فيه
يوم من أيامهم.
الأجباب: جمع جب، وهو البير: قيل واد، وقيل
مياه بحمى ضرية معروفة، تلي مهب الشمال من
حمى ضرية، وقال الأصمعي: الأجباب من مياه بني
ضبينة وربما قيل له الجب، وفيه يقول الشاعر:
أبني كلاب، كيف ينفى جعفر،
وبنو ضبينة حاضرو الأجباب؟
أجبال صبح: أجبال جمع جبل، وصبح بضم الصاد
المهملة ضد المساء: موضع بأرض الجناب لبني حصن
ابن حذيفة، وهرم بن قطبة، وصبح رجل من عاد
كان ينزلها على وجه الدهر، قال الشاعر:
ألا هل إلى أجبال صبح بذي الغضا،
غضا الأثل، من قبل الممات، معاد؟
بلاد بها كنا، وكنا نحبها،
إذ الأهل أهل، والبلاد بلاد
أجد أبية: بالفتح، ثم السكون، ودال مهملة، وبعد
الألف باء موحدة، وياء خفيفة، وهاء، يجوز أن يكون،
إن كان عربيا، جمع جدب، جمع قلة. ثم نزلوه منزلة
المفرد لكونه علما، فنسبوا إليه، ثم خففوا ياء النسبة
لكثرة الاستعمال، والأظهر أنه عجمي: وهو بلد
بين برقة وطرابلس الغرب، بينه وبين زويلة نحو شهر
سيرا على ما قاله ابن حوقل. وقل أبو عبيد
البكري: أجد أبية مدينة كبيرة في صحراء أرضها
صفا وآبارها منقورة في الصفا، طيبة الماء، بها عين ماء
عذب، وبها بساتين لطاف، ونخل يسير، وليس بها من
الأشجار إلا الأراك. وبها جامع حسن البناء، بناه أبو
القاسم المسمى بالقائم بن عبيد الله المسمى بالمهدي، له
صومعة مثمنة بديعة العمل، وحمامات وفنادق كثيرة،
وأسواق حافلة مقصودة وأهلها ذوو يسار أكثرهم
أنباط، وبها نبذ من صرحاء لواتة، ولها مرسى على البحر
يعرف بالمادور، له ثلاثة قصور بينه وبينها ثمانية عشر
ميلا، وليس بأجدابية لدورهم سقوف خشب، إنما هي
أقباء طوب، لكثرة رياحها ودوام هبوبها، وهي راخية
الأسعار، كثيرة التمر، يأتيها من مدينة أو جلة أصناف
التمور. وقال غيره: أجد أبية مدينة كثيرة النخل
والتمور، وبين غربيها وجنوبيها مدينة أوجلة، وهي من
أعمالها، وهي أكثر بلاد المغرب نخلا وأجودها تمرا.
وأجدابية في الاقليم الرابع، وعرضها سبع وثلاثون
درجة، وهي من فتوح عمرو بن العاص، فتحها مع برقة
صلحا على خمسة آلاف دينار، وأسلم كثير من
بربرها. ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل
ابن أحمد بن عبد الله الطرابلسي يعرف بابن الأجدابي.
كان أديبا فاضلا، له تصانيف حسنة، منها كفاية المتحفظ
100

وهو مختصر في اللغة مشهور، مستعمل جيد، وكتاب
الأنواء وغير ذلك.
أجداد: بلفظ جمع الجد أبي الأب، وهو في الأصل
جمع جد بضم الجيم وهو البئر، وهو اسم موضع
بنجد في بلاد غطفان فيه روضة، قال النابغة:
أرسما جديدا من سعاد تجنب
عفت روضة الأجداد منها فيثقب
وقال أبو زياد: الأجداد مياه بالسماوة لكلب،
وأنشد يقول:
نحن جلبنا الخيل من مرادها
من جانبي لبنى إلى أنضادها
يفري لها الأخماس من مزادها
فصبحت كلبا على أجدادها
طحمة ورد ليس من أورادها
أجدت: بالفتح، ثم السكون، وضم الدال المهملة، والثاء
مثلثة، جمع جدث، جمع قلة، وهو القبر، قال
السكري: أحدث وأجدت بالحاء والجيم موضعان،
قال المنخل:
عرفت، بأجدث فنعاف عرق،
علامات كتحبير النماط
الأجدلان: بالدال المهملة: أبرقان من ديار عوف بن
كعب بن سعد من أطراف الستار، وهو واد لامرئ
القيس بن زيد مناة بن تميم حيث التقى هو وبيضاء الخط.
أجذال: بالفتح، ثم السكون، والذال معجمة، وألف ولام،
كأنه جمع جذل النخلة: وهو البريد الخامس من
المدينة لمن يريد بدرا.
أجراد: بالدال المهملة، جمع جرد وهي الأرض التي
لا نبات بها: وهو موضع بعينه، قال الراجز:
لا ري للعيس بذي الأجراد
أجراذ: مثل الذي قبله، إلا أن ذاله معجمة: موضع
بنجد، قال الراجز:
أتعرف الدار بذي أجراذ،
دارا لسعدى وابنتي معاذ
لم تبق منهم رهم الرذاذ،
غير أثافي مرجل جواذ
وأم أجراذ: بئر قديمة في مكة، وقيل: هي بالدال
المهملة.
أجراف: كأنه جمع جرف وهو جانب الوادي
المنتصب: موضع، قال الفضل بن العباس اللهبي:
يا دار أقوت بالجزع ذي الأخياف،
بين حزم الجزيز والأجراف
أجرب: بالفتح، ثم السكون، يقال: رجل جرب
وأجرب، وليس من باب أفعل من كذا أي إن هذا
الموضع أشد جربا من غيره، لأنه من العيوب،
ولكنه مثل أحمر: وهو اسم موضع يذكر مع
الأشعر من منازل جهينة بناحية المدينة. وأجرب:
موضع آخر بنجد، قال أوس بن قتادة بن عمرو
ابن الأخوص:
أفدي ابن فاختة المقيم بأجرب،
بعد الظعان وكثرة الترحال
خفيت منيته، ولو ظهرت له
لوجدت صاحب جرأة وقتال
الأجرد: بوزن الذي قبله، وهو الموضع الذي لا نبات
فيه: اسم جبل من جبال القبلية عن أبي القاسم محمود،
عن السيد علي العلوي، له ذكر في حديث الهجرة
101

عن محمد بن إسحاق. وقال نصر: الأشعر والأجرد
جبلا جهينة بين المدينة والشام
أجر: بالتحريك. قال أبو عبيد: يخرج القاصد من
القيروان إلى بونة، فيأخذ من القيروان إلى جلولاء
ومنها إلى أجر: وهي قرية لها حصن وقنطرة، وهي
موضع وعر كثير الحجارة، صعب المسلك، لا يكاد
يخلو من الأسد، دائم الريح العاصفة، ولذلك يقال: إذا
جئت أجر فعجل فإن فيه حجرا يبري، وأسدا يفري،
وريحا تذري. وحول أجر قبائل من العرب والبربر.
الاجر عين: بلفظ التثنية: علم لموضع باليمامة، عن محمد
ابن إدريس بن أبي حفصة، هكذا حكاه مبتدئا به.
أجزل: بالزاي واللام، قال قيس بن الصراع
العجلي:
سقى جدثا، بالأجزل الفرد فالنقا،
رهام الغوادي مزنة فاستهلت
أجشد: بالفتح، ثم السكون، وضم الشين المعجمة، ودال
مهملة، وهو علم مرتجل، لم تجئ، فيما علمت، هذه الثلاثة
الأحرف مجتمعة في كلمة واحدة على وجوهها الستة في
شئ من كلام العرب: وهو اسم جبل في بلاد قيس
عيلان، وهو في كتاب نصر: أجشر، بالراء، والله أعلم
بالصواب
أجش: بالتحريك، وتشديد الشين المعجمة، وهو في اللغة
الغليظ الصوت، قال أبو ذؤيب الهذلي:
وتميمة من قانص متلبب،
في كفه جش أجش وأقطع
الجش: القوس الخفيفة، يصف صائدا. وأجش: اسم
أطم من آطام المدينة، والأطم والأجم القصر كان
لبني أنيف البلويين عند البئر التي يقال لها لاوة.
الأجفر: بضم الفاء، جمع جفر، وهو البئر الواسعة لم
تطو: موضع بين فيد والخزيمية، بينه وبين فيد
ستة وثلاثون فرسخا نحو مكة. وقال الزمخشري:
الأجفر ماء لبني يربوع، انتزعته منهم بنو جذيمة.
إجلة: بالكسر ثم السكون: من قرى اليمامة عن الحفصي.
أجلى: بفتح أوله وثانيه وثالثه، بوزن جمزى محرك،
وآخره ممال، وهذا البناء يختص بالمؤنث اسما وصفة،
فالاسم نحو أجلى ودقرى وبردى، والصفة
بشكي ومرطي وجمزي: وهواسم جبل في شرقي
ذات الأصاد، أرض من الشربة. وقال ابن السكيت:
أجلى هضبات ثلاث على مبدأة النعم من الثعل
بشاطئ الجريب الذي يلقى الثعل، وهو مرعى لهم
معروف، قال:
حلت سليمى جانب الجريب
بأجلى، محلة الغريب،
محل لا دان، ولا قريب
وقال الأصمعي: أجلى بلاد طيبة مريئة، تنبت
الجلي والصليان، وأنشد: حلت سليمى. وقال
السكري في شرح قول القتال الكلابي:
عفت أجلى من أهلها فقليبها
إلى الدوم، فالرنقاء قفرا كثيبها
أجلى: هضبة بأعلى نجد. وقال محمد بن زياد الأعرابي:
سئلت بنت الحسن: أي البلاد أفضل مرعى وأسمن؟
فقالت: خياشيم الحزم أو جواء الصمان. قيل لها:
ثم ماذا؟ فقالت: أراها أجلى أنى شئت، أي متى
شئت بعد هذا. قال ويقال: إن أجلى موضع في
طريق البصرة إلى مكة.
102

أجم: بالتحريك: موضع بالشام قرب الفراديس من
نواحي حلب، قال المتنبي:
الراجع الخيل محفاة مقودة،
من كل مثل وبار، شكلها إرم
كتل بطريق، المغرور ساكنها
بأن دارك قنسرين والأجم
أجم: بضم أوله وثانيه: وهو واحد آجام المدينة،
وهو بمعنى الأطم، وآجام المدينة وآطامها حصونها
وقصورها، وهي كثيرة، لها ذكر في الاخبار. وقال
ابن السكيت: أجم حصن بناه أهل المدينة من حجارة،
وقال: كل بيت مربع مسطح فهو أجم، قال
امرؤ القيس:
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة،
ولا أجما إلا مشيدا بجندل
أجمة برس: بالفتح والتحريك، وبرس، بضم الباء
الموحدة، وسكون الراء، والسين مهملة: ناحية بأرض
بابل. قال البلاذري في كتاب الفتوح: يقال إن
عليا، رضي الله عنه، ألزم أهل أجمة برس أربعة
آلاف درهم، وكتب لهم بذلك كتابا في قطعة أدم.
وأجمة برس بحضرة الصرح، صرح نمروذ بن
كنعان بأرض بابل، وفي هذه الأجمة هوة بعيدة
القعر، يقال إن منها عمل آجر الصرح، ويقال إنها
خسفت، والله أعلم.
أجناد الشام: جمع جند، وهي خمسة: جند
فلسطين، وجند الأردن، وجند دمشق، وجند حمص،
وجند قنسرين. قال أحمد بن يحيى بن جابر:
اختلفوا في الأجناد، فقيل سمى المسلمون فلسطين
جندا، لأنه جمع كورا، والتجند: التجمع وجندت
جندا أي جمعت جمعا، وكذلك بقية الأجناد. وقيل:
سميت كل ناحية بجند كانوا يقبضون أعطايتهم فيه.
وذكروا أن الجزيرة كانت مع قنسرين جندا واحدا،
فأفردها عبد الملك بن مروان وجعلها جندا برأسه،
ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى
كان ليزيد بن معاوية، فجعل قنسرين وإنطاكية ومنبج
جندا برأسه، فلما استخلف الرشيد، أفرد قنسرين
بكورها، فجعلها جندا، وأفرد العواصم، كما نذكره في
العواصم إن شاء الله، وقال الفرزدق:
فقلت: ما هو إلا الشام تركبه،
كأنما الموت في أجناده البغر
والبغر: داء يصيب الإبل، تشرب الماء فلا تروى.
أجنادين: بالفتح، ثم السكون، ونون وألف، وتفتح
الدال فتكسر معها النون، فيصير بلفظ التثنية،
وتكسر الدال، وتفتح النون بلفظ الجمع، وأكثر
أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية، ومن المحصلين
من يقوله بلفظ الجمع: وهو موضع معروف بالشام
من نواحي فلسطين. وفي كتاب أبي حذيفة إسحاق
ابن بشير بخط أبي عامر العبدري: أن أجنادين من الرملة
من كورة بيت جبرين، كانت به وقعة، بين المسلمين
والروم، مشهورة. وقالت العلماء بأخبار الفتوح، شهد
يوم أجنادين مائة ألف من الروم، سرب هرقل أكثرهم،
وتجمع الباقي من النواحي، وهرقل يومئذ بحمص،
فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا، ثم إن الله تعالى هزمهم
وفرقهم، وقتل المسلمون منهم خلقا، واستشهد من
المسلمين طائفة، منهم عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف، وعكرمة بن أبي جهل،
والحارث بن هشام، وأبلى خالد بن الوليد يومئذ
بلاء مشهورا، وانتهى خبر الوقعة إلى هرقل فنخب
103

قلبه وملئ رعبا، فهرب من حمص إلى إنطاكية.
وكانت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى
سنة ثلاث عشرة قبل وفاة أبي بكر، رضي الله عنه،
بنحو شهر، فقال زياد بن حنظلة:
ونحن تركنا أرطبون مطردا،
إلى المسجد الأقصى، وفيه حسور
عشية أجنادين لما تتابعوا،
وقامت عليهم بالعراء نسور
عطفنا له تحت العجاج بطعنة،
لها نشج نائي الشهيق غزير
فطمنا به الروم العريضة، بعده
عن الشام أدنى ما هناك شطير
تولت جموع الروم تتبع إثره،
تكاد من الذعر الشديد تطير
وغودر صرعى في المكر كثيره،
وعاد إليه الفل، وهو حسير
وقال كثير بن عبد الرحمن:
إلى خير أحياء البرية كلها،
لذي رحم أو خلة متأسن
له عهد ود لم يكدر بريبة،
وناقول معروف حديث ومزمن
وليس امرؤ من لم ينل ذاك، كامرئ
بدا نصحه فاستوجب الرفد محسن
فإن لم تكن بالشام داري مقيمة،
فإن بأجنادين كني ومسكني
منازل صدق، لم تغير رسومها،
وأخرى بميا فارقين فموزن
أجنقان: بالفتح، ثم السكون، وكسر النون،
وقاف وألف ونون، ويروى بمد أوله، وقد ذكر
قبل، وهي من قرى سرخس. ويقال له:
أجنكان، بلسانهم أيضا.
أجول: يجوز أن يكون أفعل من جال يجول، وأن
يكون منقولا من الفرس الأجولي، وهو
السريع، والأصل أن الأجول واحد الأجاول:
وهي هضبات متجاورات بحذاء هضبة من سلمى
وأجإ فيها ماء. وقيل أجول واد أو جبل في ديار
غطفان، عن نصر،
أجوية: كأنه جمع جواء، وقد ذكر الجواء في
موضعه من هذا الكتاب: هو ماء لبني نمير بناحية
اليمامة.
أجياد: بفتح أوله وسكون ثانيه، كأنه جمع جيد،
وهو العنق. وأجياد أيضا جميع جواد من الخيل،
يقال للذكر والأنثى، وجياد وأجاويد، حكاه أبو
نصر إسماعيل بن حماد، وقد قيل في اسم هذا
الموضع جياد، أيضا، وقد ذكر في موضعه،
وقال الأعشى ميمون بن قيس:
فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا،
ولا لك حق الشرب من ماء زمزم
ولا جعل الرحمن بيتك، في العلا،
بأجياد غربي الصفا والمحرم
وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة:
هيهات من أمة الوهاب منزلنا،
لما نزلنا بسيف البحر من عدن
وجاورت أهل أجياد، فليس لنا
منها، سوى الشوق أو حظ من الحزن
104

وذكره في الشعر كثير. واختلف في سبب
تسميته بهذا الاسم، فقيل: سمي بذلك لان تبعا لما
قدم مكة ربط خيله فيه، فسمي بذلك، وهما
أجيادان: أجياد الكبير وأجياد الصغير. وقال أبو
القاسم الخوارزمي: أجياد موضع بمكة يلي الصفا.
وقال أبو سعيد السيرافي في كتاب جزيرة العرب،
من تأليفه: هو موضع خروج دابة الأرض.
وقرأت فيما أملاه أبو الحسين أحمد بن فارس، على
بديع بن عبد الله الهمذاني باسناد له: إن الخيل العتاق
كانت محرمة كسائر الوحش، لا يطمع في ركوبها
طامع، ولا يخطر ارتباطها للناس على بال، ولم
تكن ترى إلا في أرض العرب، وكانت مكرمة
ادخرها الله لنبيه وابن خليله إسماعيل بن إبراهيم، عليهم
السلام، وكان إسماعيل أول من ذللت له الخيل
العتاق، وأول من ركبها وارتبطها، فذكر أهل العلم
أن الله، عز وجل، أوحى إلى إسماعيل، عليه السلام:
إني ادخرت لك كنزا لم أعطه أحدا قبلك،
فاخرج فناد بالكنز، فأتى أجيادا، فألهمه الله تعالى
الدعاء بالخيل، فلم يبق في بلاد الله فرس إلا أتاه،
فارتبطها بأجياد، فبذلك سمي المكان أجيادا،
ويؤيد هذا ما قاله الأصمعي، في تفسير قول
بشر بن أبي خازم:
حلفت برب الداميات نحورها،
وما ضم أجياد المصلى ومذهب
لئن شبت الحرب العوان التي أرى،
وقد طال إبعاد بها وترهب
لتحتملن بالليل منكم ظعينة،
إلى غير موثوق من العز تهرب
قال أبو عبيدة المصلى: المسجد. والمذهب: بيت
الله الحرام. وأجياد، قال الأصمعي: هو الموضع الذي
كانت به الخيل التي سخرها لإسماعيل، عليه السلام.
وقال ابن إسحاق: لما وقعت الحرب بين الحارث بن
مضاض الجرهمي وبين السميدع بن حوثر، بالثاء
المثلثة، خرج ابن مضاض من قعيقعان فتقعقع
سلاحه فسمي قعيقعان. وخرج السميدع ومعه الخيل
والرجال من أجياد. فيقال إنه ما سمي أجياد أجيادا
إلا بخروج الخيل الجياد منه مع السميدع. وقال
السهيلي: وأما أجياد فلم يسم بأجياد الخيل كما
ذكر ابن إسحاق، لان جياد الخيل لا يقال فيها: أجياد،
وإنما أجياد جمع جيد. وذكر أصحاب الاخبار
أن مضا مضا ضرب في ذلك الموضع أجياد مائة رجل
من العمالقة، فسمي ذلك الموضع بأجياد، لذلك
قال: وكذا ذكر ابن إسحاق في غير كتاب السيرة.
قلت أنا: وقد قدمنا أن الجوهري حكى أن العرب
تجمع الجواد من الخيل على أجياد، ولا شك أن ذلك
لم يبلغ السهيلي فأنكره، ومما يؤيد أن هذا الموضع
مسمى بالخيل، أنه يقال فيه: أجواد وجياد، ثم اتفاق
الرواة أنها سميت بجياد الخيل، لا تدفعه الرواية المحمولة
من جهة السهيلي. وحدث أبو المنذر قال: كثرت
إياد بتهامة وبنو معد بها حلول، ولم يتفرقوا عنها،
فبغوا على بني نزار، وكانت منازلهم بأجياد من
مكة، وذلك قول الأعشى:
وبيداء تحسب آرامها
رجال إياد بأجيادها
الأجيادان: تثنية الذي قبله، وهما أجياد الكبير،
وأجياد الصغير، وهما محلتان بمكة. وربما قيل لهما
أجيادين اسما واحدا بالياء في جميع أحواله.
الأجيراف: كأنه تصغير أجراف: واد لطيئ فيه
105

تين ونخل، عن نصر.
أجيرة: كأنه تصغير أجرة. روي عن أعشى همدان
أنه قال: خرج مالك بن حريم الهمداني في الجاهلية
ومعه نفر من قومه، يريد عكاظ، فاصطادوا ظبيا
في طريقهم، وكان قد أصابهم عطش كثير، فانتهوا
إلى مكان يقال له أجيرة، فجعلوا يفصدون دم
الظبي ويشربونه من العطش، حتى أنفد دمه،
فذبحوه، ثم تفرقوا في طلب الحطب، ونام مالك
في الخباء، فأثار أصحابه شجاعا، فانساب حتى دخل
خباء مالك، فأقبلوا فقالوا: يا مالك، عندك الشجاع
فاقتله، فاستيقظ مالك وقال: أقسمت عليكم إلا
كففتم عنه! فكفوا. فانساب الشجاع فذهب،
فأنشأ مالك يقول:
وأوصاني الحريم بعز جاري،
وأمنعه، ليس به امتناع
وأدفع ضيمه، وأذود عنه
وأمنعه، إذا امتنع المناع
فدى لكم أبي، عنه تنحوا
لامر ما استجار بي الشجاع
ولا تتحملوا دم مستجير
تضمنه أجيرة، فالتلاع
فإن لما ترون خفي أمر
له، من دون أمركم، قناع
ثم ارتحلوا، وقد أجهدهم العطش، فإذا هاتف يهتف
بهم، يقول:
يا أيها القوم! لا ماء أمامكم،
حتى تسوموا المطايا يومها التعبا
ثم اعدلوا شامة، فالماء عن كثب،
عين رواء، وماء يذهب اللغبا
حتى إذا ما أصبتم منه ريكم،
فاسقوا المطايا، ومنه فاملأوا القربا
قال: فعد لوا شامة فإذا هم بعين خرارة، فشربوا
وسقوا إبلهم، وحملوا منه في قربهم. ثم أتوا
عكاظا، فقضوا أربهم، ورجعوا فانتهوا إلى موضع
العين، فلم يروا شيئا، وإذا بهاتف يقول:
يا مال عني، جزاك الله صالحة،
هذا وداع لكم مني، وتسليم
لا تزهدن في اصطناع العرف عن أحد،
إن الذي يحرم المعروف محروم
أنا الشجاع، الذي أنجيت من رهق
شكرت ذلك، إن الشكر مقسوم
من يفعل الخير لا يعدم مغبته
ما عاش، والكفر بعد العرف مذموم
الأجيفر: هو جمع أجفر، لان جمع القلة يشبه
الواحد، فيصغر على بنائه، فيقال في أكلب أكيلب،
وفي أجربة أجيربة، وفي أحمال أحيمال: وهو
موضع في أسفل السبعان من بلاد قيس، والأصمعي
يقول: هو لبني أسد. وأنشد لمرة بن عياش ابن عم
معاوية بن خليل النصري، ينوح بني جذيمة بن مالك
ابن نصر بن قعين، يقول:
ولقد أرى الثلبوت يألف بينه،
حتى كأنهم أولو سلطان
ولهم بلاد، طال ما عرفت لهم:
صحن الملا، ومدافع السبعان
106

ومن الحوادث، لا أبا لأبيكم:
إن الأجيفر، ماؤه شطران
قال: كان الأجيفر كله لهم، فصار نصفه لبني سواءة
من بني أسد.
باب الهمزة والحاء وما يليهما
أحارب: كأنه جمع أحرب، اسم نحو أجدل
وأجادل. أو جمع الجمع نحو أكلب وأكالب:
موضع في شعر الجعدي:
وكيف أرجي قرب من لا أزوره،
وقد بعدت عني صرار أحارب
الا حاسب: بفتح أوله وكسر السين المهملة، وآخره
باء موحدة، وهو جمع أحسب، وهو من البعران
الذي فيه بياض وحمرة. والأحسب من الناس الذي
في شعر رأسه شقرة. قال امرؤ القيس بن عابس
الكندي:
فيا هند! لا تنكحي بوهة،
عليه عقيقته أحسبا
يقول: كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ.
فإن قيل: إنما يجمع أفعل على أفاعل في الصفات إذا
كان مؤنثه فعلى، مثل صغير وأصغر وصغرى
وأصاغر، وهذا فمؤنثه حسباء، فيجب أن يجمع
على فعل أو فعلان، فالجواب أن أفعل يجمع على
أفاعل إذا كان اسما على كل حال، وههنا فكأنهم
سموا مواضع، كل واحد منها أحسب، فزالت
الصفة بنقلهم إياه إلى العلمية، فتنزل منزلة الاسم
المحض، فجمعوه على أحاسب، كما فعلوا بأحامر،
وبأحاسن، في اسم موضع يأتي عقيب هذا، إن شاء
الله تعالى، وكما جمعوا الأحوص، وهو الضيق العين
عند العلمية، على أحاوص، وهو في الأصل صفة،
قال الشاعر:
أتاني وعيد الحوص من آل جعفر،
فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا
فقال: الحوص نظرا إلى الوصفية، والأحاوص نظرا
إلى الاسمية، والأحاسب هي مسايل أودية تنصب
من السراة في أرض تهامة.
الأحاسن: كأنه جمع أحسن، والكلام فيه كالكلام
في أحاسب المذكور قبله: وهي جبال قرب
الأحسن، بين ضرية واليمامة، وقال أبو زياد:
الأحاسن من جبال بني عمرو بن كلاب، قال
السري بن حاتم:
كأن لم يكن من أهل علياء باللوى
حلول، ولم يصبح سوام مبرح
لوى برقة الخرجاء ثم تيامنت
بهم نية عنا، تشب فتنزح
تبصرتهم، حتى إذا حال دونهم
يحاميم، من سود الأحاسن، جنح
يسوق بهم رأد الضحى متبذل
بعيد المدى، عاري الذراعين، شحشح
سبتك بمصقول ترق غروبه،
وأسحم، زانته ترائب وضح
من الخفرات البيض، لا يستفيدها
دني، ولا ذاك الهجين المطرح
أحاليل: يظهر أنه جمع الجمع، لان الحلة هم القوم
النزول، وفيهم كثرة، وجمعهم حلال، وجمع
107

حلال أحاليل، على غير قياس، لان قياسه أحلال،
وقد يوصف بحلال المفرد فيقال حي حلال:
وهو موضع في شرقي ذات الإصاد، ومنه كان مرسل
داحس والغبراء.
أحامر البغيبغة: بضم الهمزة، كأنه من حامر
يحامر، فأنا أحامر من المفاعلة، ينظر أيهما أشد
حمرة. والبغيبغة، بضم الباء الموحدة، والغينان
معجمتان مفتوحتان، يذكر في موضعه، إن شاء الله
تعالى، وأحامر: اسم جبل أحمر من جبال حمى
ضرية، وأنشد ابن الأعرابي للراعي:
كهداهد كسر الرماة جناحه،
يدعو، بقارعة الطريق، هديلا
فقال: ليس قول الناس إن الهداهد، ههنا، الهدهد
بشئ، إنما الهداهد الحمام الكثير الهداهد، كما قالوا:
قراقر لكثير القراقر، وجلاجل لكثير الجلاجل.
يقال: حاد جلاجل إذا كان حسن الصوت، فأحامر،
على هذا، الكثير الحمرة، قال جميل:
دعوت أبا عمرو فصدق نظرتي،
وما إن يراهن البصير لحين
وأعرض ركن من أحامر دونهم،
كأن ذراه لفعت بسدين
أحامر قرى: قال الأصمعي: ومبدأ الحمتين من
ديار أبي بكر بن كلاب، عن يسارهما جبل أحمر
يسمى أحامر قرى. وقرى: ماء نزلته الناس قديما،
وكان لبني سعد من بني أبي بكر بن كلاب.
أحامرة: بزيادة الهاء: ردهة بحمى ضرية معروفة.
والردهة نقرة في صخرة يستنقع فيها الماء.
أحامرة: جمع أحمر، كما ذكرنا في أحاسب،
وألحقت به هاء التأنيث بعد التسمية، مائة لبني نصر
ابن معاوية، وقيل: أحامرة بلدة لبني شاس.
وبالبصرة مسجد تسميه العامة مسجد الأحامرة، وهو
غلط، إنما هو مسجد الحامرة، وقد ذكر في
موضعه.
أحباب: جمع حبيب: وهو بلد في جنب السوارقية
من نواحي المدينة، ثم من ديار بني سليم، له ذكر
في الشعر.
أحثال: بعد الحاء الساكنة ثاء مثلثة وألف ولام.
قال أبو أحمد العسكري: يوم ذي أحثال، بين تميم
وبكر بن وائل، وهو الذي أسر فيه الحوفزان بن
شريك قاتل الملوك وسالبها أنفسها، أسره حنظلة بن
بشر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم،
وقيل فيه:
ونحن حفزنا الحوفزان مكبلا،
يساق كما ساق الأجير الركائبا
الأحث: بالثاء المثلثة: من بلاد هذيل، ولهم فيه
يوم مشهور، قال أبو قلابة الهذلي:
يا دار أعرفها، وحشا منازلها
بين القوائم، من رهط فألبان
فدمنة، برحيات الأحث إلى
ضوجي دفاق، كسحق الملبس الفاني
وقال أبو قلابة أيضا:
يئست من الحذية أم عمرو،
غداة إذ انتحوني بالجناب
فيأسك من صديقك، ثم يأسا
ضحى، يوم الأحث من الإياب
108

أحجار الثمام: أحجار، جمع حجر، والثمام نبت
بالثاء المثلثة: وهي صخيرات الثمام، نزل بها رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، في طريقه إلى بدر قرب الفرش
وملل، قال محمد بن بشير يرثي سليمان بن الحصين:
ألا أيها الباكي أخاه، وإنما
تفرق يوم الفد فد الاخوان
أخي، يوم أحجار الثمام بكيته،
ولو حم يومي قبله لبكاني
تداعت به أيامه فاختر منه،
وأبقين لي شجوا بكل مكان
فليت الذي ينعى سليمان غدوة
دعا، عند قبري مثلها، فنعاني
أحجار الزيت: موضع بالمدينة قريب من الزوراء،
وهو موضع صلاة الاستسقاء، وقال العمراني:
أحجار الزيت موضع بالمدينة داخلها.
الأحدب: بفتح الدال والباء الموحدة: جبل في ديار
بني فزارة. وقيل: هو أحد الأثبرة، والذي
يقتضيه ذكره في أشعار بني فزارة، أنه في ديارهم،
ولعلهما جبلان يسمى كل واحد منهما بأحدب.
أحدث: مثل الذي قبله في الوزن، إلا أن الثاء
مثلثة: بلد قريب من نجد.
أحد: بضم أوله وثانيه معا: اسم الجبل الذي كانت
عنده غزوة أحد، وهو مرتجل لهذا الجبل، وهو جبل
أحمر، ليس بذي شناخيب، وبينه وبين المدينة
قرابة ميل في شماليها، وعنده كانت الوقعة
الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي، صلى الله
عليه وسلم، وسبعون من المسلمين، وكسرت
رباعية النبي، صلى الله عليه وسلم، وشج وجهه
الشريف، وكلمت شفته، وكان يوم بلاء
وتمحيص، وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام
من مهاجرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو في سنة
ثلاث، وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
يا سيد الظاعنين من أحد! حييت من منزل، ومن سند
ما إن بمثواك غير راكدة
سفع، وهاب، كالفرخ ملتبد
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
أحد جبل يحبنا ونحبه، وهو على باب من
أبواب الجنة. وعير جبل يبغضنا ونبغضه، وهو
على باب من أبواب النار. وعن أبي هريرة، رضي
الله عنه، أنه قال: خير الجبال أحد والأشعر
وورقان. وورد محمد بن عبد الملك النقعسي إلى
بغداد، فحن إلى وطنه وذكر أحدا وغيره من
نواحي المدينة، فقال:
نفى النوم عني، فالفؤاد كئيب،
نوائب هم، ما تزال تنوب
وأحراض أمراض ببغداد جمعت
علي، وأنهار لهن قسيب
وظلت دموع العين تمرى غروبها،
من الماء، دارات لهن شعوب
وما جزع من خشية الموت أخضلت
دموعي، ولكن الغريب غريب
ألا ليت شعري، هل أبيتن ليلة
بسلع، ولم تعلق علي دروب؟
وهل أحد باد لنا وكأنه
حصان، أمام المقربات، جنيب!
109

يخب السراب الضحل بيني وبينه،
فيبدو لعيني تارة، ويغيب
فإن شفائي نظرة، إن نظرتها
إلى أحد، والحرتان قريب
وإني لأرعى النجم، حتى كأنني،
على كل نجم في السماء، رقيب
وأشتاق للبرق اليماني، إن بدا،
وأزداد شوقا أن تهب جنوب
وقال ابن أبي عاصية السلمي، وهو عند معن بن
زائدة باليمن، يتشوق المدينة:
أهل ناظر من خلف غمدان مبصر
ذرى أحد، رمت المدى المتراخيا
فلو أن داء اليأس بي، وأعانني
طبيب بأرواح العقيق شفانيا
وكان الياس بن مضر قد أصابه السل، وكانت
العرب تسمي السل داء اليأس.
أحد: بالتحريك، يجوز أن يكون بمعنى أحد الذي
هو أول العدد، وأن يكون بمعنى أحد الذي هو
بمعنى كتيع وأرم وعريب، فتقول: ما بالدار
أحد، كما تقول: ما بالدار كتيع، ولا بالدار
عريب. قيل: هو موضع بنجد، وقيل الأحد،
بتشديد الدال: جبل له ذكر في شعرهم
أحراد: جمع حريد، وهو المنفرد عن محلة القوم،
وقيل: أحراد جمع حرد، وهي القطعة من السنام،
وكان هذا الموضع، إن كان سمي بذلك، فلانه
ينبت الشحم، ويسمن الإبل. والحرد: القطا
الواردة للماء، فيكون سمي بذلك، لان القطا
ترده، فيكون به أحراد، جمع حرد بالضم:
وهي بئر بمكة قديمة. روى الزبير بن بكار عن أبي
عبيدة في ذكر آبار مكة، قال: احتفرت كل قبيلة
من قريش في رباعهم بئرا، فاحتفرت بنو عبد العزى
شفية، وبنو عبد الدار أم أحراد، وبنو جمح
السنبلة، وبنو تميم بن مرة الجفر، وبنو زهرة
الغمر، قالت أميمة بنت عميلة، امرأة العوام بن
خويلد:
نحن حفرنا البحر أم أحراد،
ليست كبذر النزور الجماد
فأجابتها ضرتها صفية:
نحن حفرنا بذر،
نسقي الحجيج الأكبر،
وأم أحراد شر
أحراص: بصاد مهملة، ورواه بعضهم بالضاد المعجمة،
في قول أمية بن أبي عائذ الهذلي:
لمن الديار بعلي فالأحراص،
فالسودتين فمجمع الأبواص
قال السكري: يروى الأخراص، بالخاء المعجمة،
والأحراص، بالحاء المهملة، والقصيدة صادية مهملة.
أحراض: هذا بالضاد المعجمة، كذا وجدته بخط أبي
عبد الله محمد بن المعلى الأزدي البصري في شرحه
لقول تميم بن أبي بن مقبل:
عفا، من سليمى، ذو كلاف فمنكف
مبادي الجميع، القيظ والمتصيف
وأقفر منها، بعد ما قد تحله،
مدافع أحراض، وما كان يخلف
110

قال صاحب العين: يقال رجل حرض لا خير
فيه، وجمعه أحراض، وقال الزجاج: يقال رجل
حرض أي ذو حرض، ولذلك لا يثني ولا يجمع،
كقولهم رجل دنف أي ذو دنف، ويجوز أن يكون
أحراض جمع حرض وهو الأشنان.
أحرض: بالفتح، ثم السكون وضم الراء، والضاد
معجمة، واشتقاقه مثل الذي قبله: وهو موضع في
جبال هذيل، سمي بذلك لان من شرب من ماله
حرض أي فسدت معدته.
أحزاب: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي وألف
وباء موحدة: مسجد الأحزاب، من المساجد المعروفة
بالمدينة التي بنيت في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
والأصل في الأحزاب، كل قوم تشاكلت قلوبهم
وأعمالهم، فهم أحزاب، وإن لم يلق بعضهم بعضا
بمنزلة عاد وثمود، أولئك الأحزاب، والآية الكريمة:
كل حزب بما لديهم فرحون، أي كل طائفة هواهم
واحد. وحزب فلان أحزابا أي جمعهم، قال
رؤبة:
لقد وجدت مصعبا مستصعبا،
حين رمى الأحزاب والمحزبا
وحدث الزبير بن بكار قال: لما ولي الحسن بن
زيد المدينة، منع عبد الله بن مسلم بن جندب
الهذلي أن يؤم با لناس في مسجد الأحزاب، فقال
له: أصلح الله الأمير، لم منعتني مقامي، ومقام
آبائي وأجدادي قبلي؟ قال: ما منعك منه إلا يوم
الأربعاء، يريد قوله:
يا للرجال ليوم الأربعاء! أما
ينفك بحدث لي، بعد النهى، طربا؟
إذ لا يزال غزال فيه يفتني،
يأتي، إلى مسجد الأحزاب، منتقبا
يخبر الناس أن الاجر همته،
وما أتى طالبا أجرا ومحتسبا
لو كان يطلب أجرا ما أتى ظهرا،
مضمخا بفتيت المسك مختضبا
لكنه ساقه أن قيل ذا رجب،
يا ليت عدة حولي كله رجبا
فإن فيه، لمن يبغي فواضله،
فضلا، وللطالب. المرتاد مطلبا
كم حرة درة قد كنت آلفها،
تسد، من دونها، الأبواب والحجبا
قد ساغ فيه لها مشي النهار، كما
ساغ الشراب لعطشان إذا شربا
اخرجن فيه، ولا ترهبن ذا كذب،
قد أبطل الله فيه قول من كذبا
الأحساء: بالفتح والمد، جمع حسي، بكسر الحاء،
وسكون السين: وهو الماء الذي تنشفه الأرض
من الرمل، فإذا صار إلى صلابة أمسكته، فتحفر
العرب عنه الرمل فتستخرجه، قال أبو منصور:
سمعت غير واحد من تميم يقول: احتسينا حسيا أي
أنبطنا ماء حسي، والحسي الرمل المتراكم، أسفله
جبل صلد، فإذا مطر الرمل نشف ماء المطر،
فإذا انتهى إلى الجبل الذي تحته، أمسك الماء، ومنع
الرمل وحر الشمس أن ينشفا الماء. فإذا اشتد
الحر نبث وجه الرمل عن الماء فنبع باردا عذبا
يتبرض تبرضا. وقد رأيت في البادية أحساء
111

كثيرة على هذه الصفة، منها أحساء بني سعد بحذاء
هجر، والأحساء ماء لجديلة طيئ بأجإ، وأحساء
خرشاف، وقد ذكر خرشاف في موضعه، وأحساء
القطيف، وبحذاء الحاجر في طريق مكة أحساء في
واد متطامن ذي رمل، إذا رويت في الشتاء من
السيول، لم ينقطع ماء أحسائها في القيظ، وقال
الغطريف لرجل كان لصا، ثم أصاب سلطانا:
جرى لك بالأحساء، بعد بؤوسها،
غداة القشيريين بالملك تغلب
عليك بضرب الناس ما دمت واليا،
كما كنت في دهر الملصة تضرب
والأحساء: مدينة بالبحرين، معروفة مشهورة، كان
أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبو
طاهر سليمان بن أبي سعيد الجناني القرمطي، وهي إلى
الآن، مدينة مشهورة عامرة. وأحساء بني وهب،
على خمسة أميال من المرتمي، بين القرعاء وواقصة،
على طريق الحاج، فيه بركة وتسع آبار كبار وصغار.
والأحساء ماء لغني، قال الحسين بن مطير
الأسدي:
أين جيراننا على الأحساء؟
أين جيراننا على الأطواء؟
فارقونا، والأرض ملبسة نو
ر الأقاحي تجاد بالأنواء
كل يوم بأقحوان ونور،
تضحك الأرض من بكاء السماء
أحسن: بوزن أفعل، من الحسن ضد القبح: اسم
قرية بين اليمامة وحمى ضرية، يقال لها معدن الأحسن،
لبني أبي بكر بن كلاب، بها حصن ومعدن ذهب،
وهي طريق أيمن اليمامة، وهناك جبال تسمى
الأحاسن، قال النوفلي: يكتنف ضرية جبلان،
يقال لأحدهما وسط، وللآخر الأحسن، وبه
معدن فضة.
الأحسية: بالفتح، ثم السكون، وكسر السين
المهملة، وياء خفيفة، وهاء بوزن أفعلة، وهو من
صيغ جمع القلة، كأنه جمع حساء، نحو حمار
وأحمرة، وسوار وأسورة. وحساء جمع حسي،
نحو ذئب وذئاب، وزق وزقاق، وقد تقدم تفسيره
في الأحساء، وقال ثعلب: الحساء الماء القليل،
وهو موضع باليمن، له ذكر في حديث الردة، أن
الأسود العنسي طرد عمال النبي، صلى الله عليه وسلم،
وكان فروة بن مسيك على مراد، فنزل بالأحسية،
فانضم إليه من أقام على إسلامه.
الأحصبان: تثنية الأحصب، من الأرض الحصباء،
وهي الحصى الصغار، ومنه المحصب، موضع الجمار
بمنى، قال أبو سعد: هو اسم موضع باليمن، ينسب
إليه أبو الفتح أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين
الأحصبي الوراق نزل الأحصبين.
الأحص: بالفتح، وتشديد الصاد المهملة، يقال: رجل
أحص، بين الحصص أي قليل شعر الرأس،
وقد حصت البيضة رأسي إذا أذهبت شعره، وطائر
أحص الجناح، ورجل أحص اللحية، ورحم
حصاء كله بمعنى القطع، وقال أبو زيد: رجل أحص
إذا كان نكدا مشؤوما، فكأن هذا الموضع، لقلة
خيره، وعدم نباته، سمي بذلك. وبنجد
موضعان يقال لهما: الأحص وشبيث. وبالشام
من نواحي حلب موضعان يقال لهما: الأحص
وشبيث. فأما الذي بنجد، فكانت منازل ربيعة،
112

ثم منازل ابني وائل بكر وتغلب. وقال أبو
المنذر هشام بن محمد في كتابه في افتراق العرب.
ودخلت قبائل ربيعة ظواهر بلاد نجد والحجاز،
وأطراف تهامة، وما والاها من البلاد، وانقطعوا
إليها، وانتثروا فيها، فكانوا بالذنائب، وواردات،
والأحص، وشبيث، وبطن الجريب، والتغلمين،
وما بينها وما حولها من المنازل. وروت العلماء
الأئمة، كأبي عبيدة وغيره: أن كليبا، واسمه
وائل بن ربيعة بن الحارث بن مرة بن زهير بن جشم
ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن
وائل، قال يوما لامرأته، وهي جليلة بنت مرة
أخت جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن
عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وأم
جساس هبلة بنت منقذ بن سلمان بن كعب بن عمرو
ابن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانت أختها البسوس
نازلة على ابن أختها جساس بن مرة، قال لها: هل
تعرفين في العرب من هو أعز مني؟ قالت: نعم،
أخواي جساس وهمام، وقيل: قالت نعم، أخي
جساس وندمانه عمرو المزدلف بن أبي ربيعة
الحارث بن ذهل بن شيبان. فأخذ قوسه وخرج فمر
بفصيل لناقة البسوس فعقره، وضرب ضرع ناقتها
حتى اختلط لبنها ودمها، وكانا قد قاربا حماه، فأغمضوا
له على ذلك، واستغاثت البسوس، ونادت بويلها.
فقال جساس: كفي، فسأعقر غدا جملا هو أعظم
من عقر ناقة. فبلغ ذلك كليبا، فقال: دون
عليان خرط القتاد. فذهبت مثلا، وعليان
فحل إبل كليب. ثم أصابتهم سماء فمروا بنهر يقال
له شبيث، فأراد جساس نزوله، فامتنع كليب
قصدا للمخالفة. ثم مروا على الأحص، فأراد جساس
وقومه النزول عليه، فامتنع كليب قصدا للمخالفة.
ثم مروا ببطن الجريب، فجرى أمره على ذلك،
حتى نزلوا الذنائب، وقد كلوا وأعيوا وعطشوا،
فأغضب ذلك جساسا، فجاء وعمرو المزدلف معه،
فقال له: يا وائل، أطردت أهلنا من المياه حتى كدت
تقتلهم؟ فقال كليب: ما منعناهم من ماء إلا ونحن
له شاغلون، فقال له: هذا كفعلك بناقة خالتي،
فقال له: أو ذكرتها؟ أما إني لو وجدتها في غير إبل
مرة، يعني أبا جساس، لاستحللت تلك الإبل.
فعطف عليه جساس فرسه وطعنه بالرمح فأنفذه فيه.
فلما أحس بالموت، قال: يا عمرو اسقني ماء، يقول
ذلك لعمرو المزدلف، فقال له: تجاوزت بالماء
الأحص، وبطن شبيث. ثم كانت حرب ابني وائل،
وهي حرب البسوس، أربعين سنة، وهي حروب
يضرب بشدتها المثل. قالوا: والذنائب عن يسار
ولجة للمصعد إلى مكة، وبه قبر كليب. وقد حكى
هذه القصة بعينها النابغة الجعدي، يخاطب
عقال بن خويلد، وقد أجار بني وائل ابن معن،
وكانوا قتلوا رجلا من بني جعدة، فحذرهم مثل
حرب البسوس وحرب داحس والغبراء، فقال
في ذلك:
فأبلغ عقالا، إن غاية داحس
بكفيك، فاستأخر لها، أو تقدم
تجير علينا وائلا بدمائنا،
كأنك، عما ناب أشياعنا، عم
كليب لعمري كان أكثر ناصرا،
وأيسر جرما منك، ضرج بالدم
رمى ضرع ناب، فاستمر بطعنة
كحاشية البرد اليماني المسهم
113

وقال لجساس: أغثني بشربة،
تفضل بها، طولا علي، وأنعم
فقال: تجاوزت الأحص وماءة،
وبطن شبيث، وهو ذو مترسم
فهذا كما تراه، ليس في الشعر والخبر ما يدل على أنها
بالشام. وأما الأحص وشبيث بنواحي حلب،
وقد تحقق أمرهما، فلا ريب فيهما، أما الأحص
فكورة كبيرة مشهورة، ذات قرى ومزارع، بين
القبلة وبين الشمال من مدينة حلب، قصبتها خناصرة،
مدينة كان ينزلها عمر بن عبد العزيز، وهي صغيرة،
وقد خرجت الآن إلا اليسير منها. وأما شبيث،
فجبل في هذه الكورة أسود، في رأسه فضاء، فيه
أربع قرى، وقد خربت جميعها. ومن هذا الجبل
يقطع أهل حلب وجميع نواحيها حجارة رحيهم،
وهي سود خشنة، وإياها عنى عدي بن الرقاع بقوله:
وإذا الربيع تتابعت أنواؤه،
فسقى خناصرة الأحص وزادها
فأضاف خناصرة إلى هذا الموضع، وإياها عنى جرير
أيضا بقوله:
عادت همومي بالأحص وسادي،
هيهات من بلد الأحص بلادي
لي خمس عشرة من جمادى ليلة،
ما أستطيع على الفراش رقادي
ونعود سيدنا وسيد غيرنا،
ليت التشكي كان بالعواد
وأنشد الأصمعي، في كتاب جزيرة العرب، لرجل
من طيئ، يقال له الخليل بن قردة، وكان له ابن
واسمه زافر، وكان قد مات بالشام في مدينة
دمشق، فقال:
ولا آب ركب من دمشق وأهله
ولا حمص، إذ لم يأت، في الركب، زافر
ولا من شبيث والأحص ومنتهى ال‍
مطايا بقنسرين، أو بخناصر
وإياه عنى ابن أبي حصينة المعري بقوله:
لج برق الأحص في لمعانه،
فتذكرت من وراء رعانه
فسقى الغيث حيث ينقطع الأوعس
من رنده ومنبت بأنه
أو ترى ال‍؟ مثل ما نشر البر
د، حوالي هضابه وقنانه
تجلب الريح منه أذكي من المسك، إذا مرت الصبا بمكانه
وهذا، كما تراه، ليس فيه ما يدل على أنه إلا بالشام. فإن
كان قد اتفق ترادف هذين الاسمين بمكانين بالشام،
ومكانين بنجد، من غير قصد، فهو عجب. وإن
كان جرى الامر فيهما، كما جرى لأهل نجران
ودومة، في بعض الروايات، حيث أخرج عمر أهلها
منهما، فقدموا العراق، وبنوا لهم بها أبنية، وسموها
باسم ما أخرجوا منه، فجائز أن تكون ربيعة فارقت
منازلها، وقدمت الشام، فأقاموا بها، وسموا هذه
بتلك، والله أعلم. وينسب إلى أحص حلب، شاعر
يعرف بالناشي الأحصي، كان في أيام سيف الدولة
أبي الحسن علي بن حمدان، له خبر ظريف، أنا
مورده ههنا، وإن لم أكن على ثقة منه، وهو
114

أن هذا الشاعر الأحصي دخل على سيف الدولة،
فأنشده قصيدة له فيه، فاعتذر سيف الدولة بضيق
اليد يومئذ، وقال له: أعذر فما يتأخر عنا
حمل المال الينا، فإذا بلغك ذلك فأتنا لنضاعف
جائزتك، ونحسن إليك. فخرج من عنده فوجد على
باب سيف الدولة كلابا تذبح لها السخال وتطعم
لحومها، فعاد إلى سيف الدولة فأنشده هذه الأبيات:
رأيت بباب داركم كلابا،
تغذيها وتطعمها السخالا
فما في الأرض أدبر من أديب،
يكون الكلب أحسن منه حالا
ثم اتفق أن حمل إلى سيف الدولة أموال من بعض
الجهات على بغال، فضاع منها بغل بما عليه، وهو
عشرة آلاف دينار، وجاء هذا البغل حتى وقف
على باب الناشي الشاعر بالأحص، فسمع حسه،
فظنه لصا، فخرج إليه بالسلاح، فوجده بغلا موقرا
بالمال، فأخذ ما عليه من المال وأطلقه. ثم دخل
حلب ودخل على سيف الدولة وأنشده قصيدة له
يقول فيها:
ومن ظن أن الرزق يأتي بحيلة،
فقد كذبته نفسه، وهو آثم
يفوت الغنى من لا ينام عن السرى،
وآخر يأتي رزقه وهو نائم
فقال له سيف. الدولة: بحياتي! وصل إليك المال الذي
كان على البغل؟ فقال: نعم. فقال: خذه بجائزتك
مباركا لك فيه. فقيل لسيف الدولة: كيف عرفت
ذلك؟ قال عرفته من قوله:
وآخر يأتي رزقه وهو نائم
بعد قوله:
يكون الكلب أحسن منه حالا
الأحفار: جمع حفر.، والحفر في الأصل، اسم
المكان الذي حفر، نحو الخندق، والبئر إذا وسعت
فوق قدرها، سميت حفيرا وحفرا وحفيرة. والأحفار:
علم لموضع من بادية العرب، قال حاجب بن ذبيان
المازني:
هل رام نهي حمامتين مكانه،
أم هل تغير بعدنا الأحفار؟
يا ليت شعري غير منية باطل،
والدهر فيه عواطف أطوار
هل ترسمن بي المطية بعدها
يحدي القطين، وترفع الأخدار
الأحقاف: جم حقف من الرمل. والعرب تسمي
الرمل المعوج حقافا وأحقافا، واحقوقف الهلال
والرمل إذا اعوج، فهذا هو الظاهر في لغتهم، وقد
تعسف غيره. والأحقاف المذكور في الكتاب
العزيز: واد بين عمان وأرض مهرة، عن ابن
عباس، قال ابن إسحاق: الأحقاف رمل فيما بين
عمان إلى حضر موت، وقال قتادة: الأحقاف رمال
مشرفة على البحر بالشحر من أرض اليمن، وهذه
ثلاثة أقوال غير مختلفة في المعنى. وقال الضحاك:
الأحقاف جبل بالشام. وفي كتاب العين: الأحقاف
جبل محيط بالدنيا، من زبر جدة خضراء تلهب يوم
القيامة، فيحشر الناس عليه من كل أفق، وهذا
وصف جبل قاف. والصحيح ما رويناه عن ابن
عباس وابن إسحاق وقتادة: أنها رمال بأرض اليمن،
كانت عاد تنزلها، ويشهد بصحة ذلك ما رواه أبو المنذر
115

هشام بن محمد، عن أبي يحيى السجستاني، عن مرة
ابن عمر الأبلي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: إنا
لجلوس عند علي بن أبي طالب ذات يوم في خلافة
أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، إذ أقبل رجل من
حضرموت، لم أرقط رجلا أنكر منه، فاستشرفه
الناس، وراعهم منظره، وأقبل مسرعا جوادا حتى
وقف علينا، وسلم وجثا وكلم أدنى القوم منه
مجلسا، وقال: من عميدكم؟ فأشاروا إلى علي، رضي
الله عنه، وقالوا: هذا ابن عم رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، وعالم الناس، والمأخوذ عنه، فقام وقال:
اسمع كلامي، هداك الله من هاد،
وافرج بعلمك عن ذي غلة صاد
جاب التنائف من وادي سكاك إلى
ذات الا ما حل في بطحاء أجياد
تلفه الدمنة البوغاء، معتمدا
إلى السداد وتعليم بإرشاد
سمعت بالدين، دين الحق جاء به
محمد، وهو قرم الحاضر البادي
فجئت منتقلا من دين باغية،
ومن عبادة أوثان وأنداد
ومن ذبائح أعياد مضللة،
نسيكها غائب ذو لوثة عاد
فأدلل على القصد، واجل الريب عن خلدي
بشرعة ذات إيضاح وإرشاد
والمم بفضل، هداك الله عن شعثي،
وأهدني إنك المشهور في النادي
إن الهداية للاسلام نائبة
عن العمى، والتقى من خير أزواد
وليس يفرج ريب الكفر عن خلد
أفظه الجهل، إلا حية الوادي
قال: فأعجب عليا، رضي الله عنه، والجلساء شعره،
وقال له علي: لله درك من رجل، ما أرصن
شعرك! ممن أنت؟ قال: من حضرموت. فسر
به علي وشرح له الاسلام، فأسلم على يديه، ثم أتى به
إلى أبي بكر، رضي الله عنه، فأسمعه الشعر،
فأعجبه، ثم إن عليا، رضي الله عنه، سأله ذات
يوم، ونحن مجتمعون للحديث: أعالم أنت
بحضر موت؟ قال: إذا جهلتها لم أعرف غيرها. قال
له علي، رضي الله عنه: أتعرف الأحقاف؟ قال الرجل:
كأنك تسأل عن قبر هود، عليه السلام. قال علي،
رضي الله عنه: لله درك ما أخطأت! قال: نعم،
خرجت وأنا في عنفوان شبيبتي، في أغيلمة من
الحي، ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صيته فينا
وكثرة من يذكره منا، فسرنا في بلاد الأحقاف
أياما، ومعنا رجل قد عرف الموضع، فانتهينا إلى
كثيب أحمر، فيه كهوف كثيرة، فمضى بنا
الرجل إلى كهف منها، فدخلناه فأمعنا فيه طويلا،
فانتهينا إلى حجرين، قد أطبق أحدهما دون الآخر،
وفيه خلل يدخل منه الرجل النحيف متجانفا،
فدخلته، فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة،
طويل الوجه، كث اللحية، وقد يبس على
سريره، فإذ مسست شيئا من بدنه أصبته صليبا،
لم يتغير، ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية: أنا
هود النبي الذي أسفت على عاد بكفرها، وما كان
لامر الله من مرد. فقال لنا علي بن أبي طالب،
رضي الله عنه: كذلك سمعته من أبي القاسم رسول
الله، صلى الله عليه وسلم.
116

أحلى: بالفتح بوزن فعلى: وهو حصن باليمن.
إحليلي: بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء
ساكنة ولام أخرى مقصور ممال: اسم شعب لبني
أسد، فيه نخل لهم، وأنشد عرام بن الأصبغ يقول:
ظللنا بإحليلي، بيوم تلفنا،
إلى نخلات قد صوين، سموم
إحليلاء: مثل الذي قبله، إلا أنه بالمد: جبل، وهو
غير الذي قبله، قاله أبو القاسم الزمخشري، وأنشد
غيره لرجل من عكل:
إذا ما سقى الله البلاد، فلا سقى
شناخيب إحليلاء من سبل القطر
قالوا: والشناخيب جمع شنخوب وشنخاب،
وهو القطعة من الجبل العالية.
إحليل: مثل الذي قبله، لكنه ليس في آخره ألف
مقصورة ولا ممدودة: اسم واد في بلاد كنانة، ثم
لبني نفاثة منهم، قال كانف الفهمي:
فلو تسألي عنا، لنبئت أننا
بإحليل، لا نزوى ولا نتخشع
وأن قد كسونا بطن ضيم عجاجة،
تصعد فيه مرة وتفرع
وقال نصر: إحليل واد تهامي قرب مكة، وقد
قال بعض الشعراء: ظللنا بإحليلاء، للضرورة، كذا
رواه ممدودا وجعلهما واحدا.
أحمد أباذ: معناه عمارة أحمد، كما قدمنا: قرية من
قرى ريوند، من نواحي نيسابور قرب بيهق،
وهي آخر حدود ريوند. وأحمد أباذ أيضا: قرية
من قرى قزوين، على ثلاثة فراسخ منها، بناها أبو
عبد الله أحمد بن هبة الله الكموني القزويني.
الأحمدي: اسم قصر كان بسامراء، عمره أبو العباس
أحمد المعتمد على الله بن المتوكل على الله فسمي به،
وقال بعض أهل الأدب: اجتزت بسامراء فرأيت
على جدار من جدران القصر المعروف بالأحمدي
مكتوبا:
في الأحمدي لمن يأتيه معتبر،
لم يبق من حسنه عين ولا أثر
غارت كواكبه وانهد جانبه،
ومات صاحبه واستفظع الخبر
والأحمدي أيضا: اسم موضع بظاهر مدينة سنجار.
الأحمر: بلفظ الأحمر من الألوان: اسم جبل مشرف
على قعيقعان بمكة، كان يسمى في الجاهلية الأعراف.
والأحمر أيضا: حصن بظاهر بحر الشام، وكان
يعرف بعثليث. والأحمر: ناحية بالأندلس، ثم
من عمل سرقسطة، يقال له الوادي الأحمر.
الأحواز: بالزاي، من نواحي بغداد، من جهة
النهروان الأحواض: آخره ضاد معجمة، جمع حوض:
أمكنة تسكنها بنو عبد شمس بن سعد بن زيد مناة
ابن تميم.
الأحوران: تثنية الأحور، وهو سواد العين:
موضع في قول زيد الخيل:
أرى ناقتي قد اجتوت كل منهل
من الجوف، ترعاه الركاب ومصدر
فإن كرهت أرضا فإني اجتويتها،
وإن علي الذنب، إن لم أغير
117

وتقطع رمل الأحورين براكب
صبور على طول السرى والتهجر
الأحور: واحد الذي قبله: مخلاف باليمن.
أحوس: بوزن أفعل، بالسين المهملة: موضع في
بلاد مزينة، فيه نخل كثير، وفي كتاب نصر
أخوس، معجم الخاء: موضع بالمدينة به زرع، قال
معن بن أوس:
رأت نخلها من بطن أحوس، حفها
حجاب بماشيها، ومن دونها لصب
يشن عليها الماء جون مدرب،
ومحتجر يدعو، إذا ظهر الغرب
تكلفني أدما لدى ابن مغفل،
حواها له الجد المدافع والكسب
وقال أيضا:
وقالوا: رجال! فاستمعت لقيلهم،
أبينوا لمن مال بأحوس ضائع؟
ومنيت في تلك الأماني، إنني
لها غارس، حتى أمل، وزراع
الاحياء: جمع حي من أحياء العرب، أو حي ضد
الميت، قال ابن إسحاق: غزا عبيدة بن الحارث بن
المطلب الاحياء، وهو ماء أسفل من ثنية المرة. والاحياء
أيضا: قرى على نيل مصر من جهة الصعيد، يقال لها
أحياء بني الخزرج، وهو الحي الكبير، والحي
الصغير، وبينها وبين الفسطاط نحو عشرة فراسخ.
الأحيدب: تصغير الأحدب: اسم جبل مشرف على
الحدث، بالثغور الرومية، ذكره أبو فراس بن
حمدان، فقال في ذلك هذه الأبيات:
ويوم على ظهر الأحيدب مظلم،
جلاه ببيض الهند، بيض أزاهر
أتت أمم الكفار فيه يؤمها،
إلى الحين، ممدود المطالب كافر
فحسبي بها يوم الأحيدب وقعة،
على مثلها في العز تثنى الخناصر
وقال أبو الطيب المتنبي:
نثرتهم يوم الأحيدب نثرة،
كما نثرت فوق العروس الدراهم
الأحيسي: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وسين
مهملة والقصر، ثنية الأحيسي: موضع قرب العارض
باليمامة، قال:
وبالجزع من وادي الأحيسي عصابة
سحيمية الأنساب، شتى المواسم
ومنها طلع خالد بن الوليد على مسيلمة الكذاب.
باب الهمزة والخاء وما يليهما
أخا: بالضم، وتشديد الخاء، والقصر، كلمة نبطية: ناحية
من نواحي البصرة، في شرقي دجلة، ذات أنهار
وقرى.
الأخاديد: جمع أخدود، وهو الشق المستطيل في
الأرض: اسم المنزل الثالث من واسط للمصعد إلى
مكة، وهي ركايا في طريق البر، وفيها قباب،
وماؤها عذب، ثم منها إلى لينة، وهو المنزل الرابع،
وبين الأخاديد والغضاض يوم.
الأخابث: كأنه جمع أخبث، آخره ثاء مثلثة: كانت
بنو عك بن عدنان قد ارتدت بعد وفاة النبي، صلى
الله عليه وسلم، بالأعلاب من أرضهم، بين الطائف
118

والساحل، فخرج إليهم بأمر أبي بكر الصديق،
رضي الله عنه، الطاهر بن أبي هالة، فواقعهم بالأعلاب،
فقتلهم شر قتلة. وكتب أبو بكر، رضي الله عنه،
إلى الطاهر بن أبي هالة قبل أن يأتيه بالفتح: بلغني
كتابك تخبرني فيه مسيرك واستنفارك مسروقا وقومه
إلى الأخابث بالأعلاب، فقد أصبت، فعاجلوا هذا
الضرب، ولا ترفهوا عنهم، وأقيموا بالأعلاب حتى
تأمن طريق الأخابث، ويأتيكم أمري. فسميت
تلك الجموع من عك ومن تأشب إليهم،
الأخابث، إلى اليوم، وسميت تلك الطريق إلى اليوم،
طريق الأخابث، وقال الطاهر بن أبي هالة:
فوالله لولا الله، لا شئ غيره،
لما فض بالأجراع جمع العثاعث
فلم تر عيني مثل جمع رأيته،
بجنب مجاز، في جموع الأخابث
قتلناهم ما بين قنة خامر،
إلى القيعة البيضاء ذات النبائث
وفينا بأموال الأخابث عنوة،
جهارا، ولم نحفل بتلك الهثاهث
الا خارج: يجوز أن يكون في الأصل جمع خراج،
وهو الإتاوة، ويقال: خراج وأخراج وأخاريج
وأخارج: هو جبل لبني كلاب بن ربيعة بن عامر بن
صعصعة، وقال موهوب بن رشيد القريظي يرثي
رجلا:
مقيم ما أقام ذرى سواج،
وما بقي الا خارج والبتيل
الأخاشب: بالشين المعجمة، والباء الموحدة، والأخشب
من الجبال، الخشن الغليظ، ويقال: هو الذي لا
يرتقى فيه. وأرض خشباء وهي التي كانت حجارتها
منثورة متدانية، قال أبو النجم:
إذا علون الأخشب المنطوحا
يريد كأنه نطح. والخشب: الغليظ الخشن من كل
شئ، ورجل خشب: عاري العظم. والأخاشب:
جبال بالصمان، ليس بقربها جبال ولا آكام.
والأخاشب: جبال مكة وجبال منى. والأخاشب:
جبال سود قريبة من أجإ، بينهما رملة ليست
بالطويلة، عن نصر.
الأخباب: بلفظ جمع الخب أو الخبب: موضع
قرب مكة، وقيل: بلد بجنب السوارقية من ديار
بني سليم، في شعر عمر بن أبي ربيعة، كذا نقلته
من خط ابن نباتة الشاعر الذي نقله من خط
اليزيدي، قال:
ومن أجل ذات الخال، يوم لقيتها،
بمندفع الأخباب، أخضلني دمعي
وأخرى لدى البيت العتيق نظرتها،
إليها تمشت في عظامي ومسمعي
أخثال: بالثاء المثلثة كأنه جمع خثلة البطن: وهي ما
بين السرة والعانة، وقال عرام: الخثلة، بالتحريك،
مستقر الطعام، تكون للانسان كالكرش للشاة.
وقال الزمخشري: هو واد لبني أسد يقال له ذو
أخثال، يزرع فيه على طريق السافرة إلى البصرة،
ومن أقبل منها إلى الثعلبية، وذكر في شعر عنترة
العبسي، وضبطه أبو أحمد العسكري بالحاء المهملة،
وقد ذكرته قبل.
الأخراب: جمع خرب، بالضم، وهو منقطع الرمل.
قال ابن حبيب: الأخراب أقيرن حمر بين
119

السجا والثعل، وحولهما، وهي لبني الأضبط،
وبني قوالة، فما يلي الثعل لبني قوالة بن أبي ربيعة،
وما يلي السجا لبني الأضبط بن كلاب، وهما من
أكرم مياه نجد، وأجمعه لبني كلاب. وسجا بعيدة
القعر، عذبة الماء، والثعل أكثرهما ماء، وهو
شروب، وأجلى هضاب ثلاث على مبدأة من
الثعل، قال طهمان بن عمرو الكلابي:
لن تجد الأخراب أيمن من سجا
إلى الثعل، إلا الأم الناس عامره
وروي أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال
للراشد بن عبد رب السلمي: لا تسكن الأخراب،
فقال: ضيعتي لابد لي منها، فقال: لكأني أنظر
إليك تعي أمثال الذآنين حتى تموت، فكان كذلك.
وقيل: الأخراب في هذا الموضع اسم للثغور،
وأخراب غرور موضع في شعر جميل حين قال:
حلفت برب الواقصات إلى منى،
وما سلك الأخراب أخراب عزور
أخرب: بفتح الراء، ويروى بضمها، فيكون
أيضا جمعا للخرب المذكور قبل: وهو موضع في
أرض بني عامر بن صعصعة، وفيه كانت وقعة بني
نهد وبني عامر، قال امرؤ القيس:
خرجنا نريغ الوحش، بين ثعالة
وبين رحيات، إلى فج أخرب
إذا ما ركبنا، قال ولدان أهلنا
تعالوا، إلى أن يأتنا الصيد، نحطب
الأخرجان: تثنية الأخرج، من الخرج، وهو
لونان، أبيض واسود، يقال: كبش أخرج،
وظليم أخرج: وهما جبلان في بلاد بني عامر، قال
حميد بن ثور:
عفا الربع بين الأخرجين، وأوزعت
به حر جف تدني الحص وتسوق
وقال أبو بكر: ومما يذكر في بلاد أبي بكر مما
فيه جبال ومياه المردمة، وهي بلاد واسعة،
وفيها جبلان يسميان الأخرجين، قال فيهما ابن
شبل:
لقد أحميت، بين جبال حوضي
وبين الأخرجين، حمى عريضا
لحي الجعفري فيما جزاني،
ولكن ظل يأتل أو مريضا
الآتل: الخانس، وقال حميد بن ثور:
على طلي جمل وقفت ابن عامر،
وقد كنت تعلى والمزار قريب
بعلياء من روض الغضار، كأنما
لها الريم من طول الخلاء نسيب
أربت رياح الأخرجين عليهما،
ومستجلب من غيرهن غريب
الا خرج: جبل لبني شرقي، وكانوا لصوصا
شياطين.
الأخرجة: جمع قلة للخرج المذكور قبله: وهو ماء
على متن الطريق الأولى، عن يسار سميراء.
الأخرجية: الياء مشددة للنسبة: موضع بالشام، قال
جرير:
يقول، بوادي الأخرجية، صاحبي:
متى يرعوي قلب النوى المتقاذف؟
120

أخرم: بوزن أحمر، والخرم، في اللغة، أنف الجبل،
والمخارم جمع مخرم، وهو منقطع أنف الجبل،
وهي أفواه الفجاج، وعين ذات مخارم أي ذات
مخارج: وهو في عدة مواضع، منها جبل في ديار بني
سليم، مما يلي بلاد ربيعة بن عامر بن صعصعة.
قال نصر: وأخرم جبل قبل توز بأربعة أميال
من أرض نجد. والأخرم أيضا جبل في طرف
الدهناء، وقد جاء في شعر كثير، بضم الراء، قال:
موازيه هضب المضيح، واتقت
جبال الحمى والأخشبين بأخرم
وقد ثناه المسيب بن علس فقال:
ترعى رياض الأخرمين، له
فيها موارد، ماؤها غدق
الأخروت: بالضم، ثم السكون، وضم الراء، والواو
ساكنة، والتاء فوقها نقطتان: بخلاف باليمن، ولعله
أن يكون علما مرتجلا، أو يكون من الخرت،
وهو الثقب.
الا خروج: بوزن الذي قبله وحروفه، إلا أن آخره
جيم: مخلاف باليمن أيضا.
أخزم: بالزاي، بوزن أحمر، والأخزم في كلام
العرب الحية الذكر، وأخزم اسم جبل بقرب
المدينة، بين ناحية ملل والروحاء، له ذكر في أخبار
العرب، قال إبراهيم بن هرمة:
ألا ما لرسم الدار لا يتكلم
وقد عاج أصحابي عليه، فسلموا
بأخزم أو بالمنحنى من سويقة،
ألا ربما أهدى لك الشوق أخزم
وغيرها العصران، حتى كأنها،
على قدم الأيام، برد مسهم
وأخزم أيضا: جبل نجدي، في حق الضباب،
عن نصر،
أخسيسك: بالفتح، ثم السكون، وكسر السين
المهملة، وياء ساكنة، وسين أخرى مفتوحة، وكاف:
بلد بما وراء النهر، مقابل زم، بين ترمذ وفربر،
وزم في غربي جيحون، وأخسيسك في شرقيه،
وعملهما واحد، والمنبر بزم.
أخسيكث: بالفتح، ثم السكون، وكسر السين
المهملة، وياء ساكنة، وكاف وثاء مثلثة، وبعضهم
يقوله بالتاء المثناة، وهو الأولى، لان المثلثة ليست
من حروف العجم: اسم مدينة بما وراء النهر،
وهي قصبة ناحية فرغانة، وهي على شاطئ نهر
الشاش على أرض مستوية، بينها وبين الجبال
نحو من فرسخ على شمالي النهر، ولها قهندز أي
حصن، ولها ربض، ومقدارها في الكبر نحو ثلاثة
فراسخ، وبناؤها طين، وعلى ربضها أيضا سور،
وللمدينة الداخلة أربعة أبواب، وفي المدينة والربض
مياه جارية، وحياض كثيرة، وكل باب من أبواب
ربضها يفضي إلى بساتين ملتفة، وأنهار جارية لا تنقطع
مقدار فرسخ، وهي من أنزه بلاد ما وراء النهر.
وهي في الاقليم الرابع، طولها أربع وتسعون درجة،
وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف، وقد خرج
منها جماعة من أهل العلم والأدب، منهم: أبو الوفاء
محمد بن محمد بن القاسم الأخسيكثي، كان إماما في
اللغة والتاريخ، توفي بعد سنة 520، وأخوه أبو رشاد
أحمد بن محمد بن القاسم، كان أديبا فاضلا شاعرا،
وكان مقامهما بمرو وبها ماتا، ومن شعر أحمد يصف
121

بلده قوله:
من سوى تربة أرضي،
خلق الله اللئاما
إن أخسيكث أم
لم تلد إلا الكراما
وأيضا، نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو بن
الفضل بن العباس بن الحارث الفرغاني الأخسيكثي أبو
عصمة، قال شيرويه: قدم همذان سنة 415.
روى عن بكر بن فارس الناطفي، وأحمد بن محمد بن
أحمد الهروي، وغيرهما، حدثنا عنه أبو بكر
الصندوقي، وذكره الحافظ أبو القاسم، وقال: في حديثه
نكارة، وهو مكثر، وسمع بالعراق والشام
وخراسان.
الأخشبان: تثنية الأخشب، وقد تقدم اشتقاقه في
الأخاشب، والأخشبان: جبلان يضافان تارة إلى
مكة، وتارة إلى منى، وهما واحد، أحدهما: أبو
قبيس، والآخر قعيقعان. ويقال: بل هما أبو قبيس
والجبل الأحمر المشرف هنالك، ويسميان الجبجبين
أيضا. وقال ابن وهب: الأخشبان الجبلان اللذان
تحت العقبة بمنى، وقال السيد علي العلوي: الأخشب
الشرقي أبو قبيس، والأخشب الغربي هو المعروف
بجبل الخط، والخط من وادي إبراهيم. وقال
الأصمعي: الأخشبان أبو قبيس، وهو الجبل
المشرف على الصفا، وهو ما بين حرف أجياد الصغير
المشرف على الصفا إلى السويداء التي تلي الخندمة،
وكان يسمى في الجاهلية الأمين، لان الركن كان
مستودعا فيه عام الطوفان، فلما بنى إسماعيل، عليه
السلام، البيت نودي: إن الركن في مكان كذا وكذا.
والأخشب الآخر الجبل الذي يقال له الأحمر،
كان يسمى في الجاهلية الأعرف، وهو الجبل المشرف
وجهه على قعيقعان، قال مزاحم العقيلي:
خليلي! هل من حيلة تعلمانها،
يقرب من ليلى إلينا احتيالها؟
فإن بأعلى الأخشبين أراكة
عدتني عنها الحرب دان ظلالها
وفي فرعها، لو يستطاب جنابها،
جنى يجتنيه المجتني لو ينالها
ممنعة في بعض أفنانها العلا
يروح إلينا كل وقت خيالها
والذي يظهر من هذا الشعر أن الأخشبين فيه غير
التي بمكة، إنه يدل على أنها من منازل العرب التي
يحلونها بأهاليهم، وليس الأخشبان كذلك، ويدل
أيضا على أنه موضع واحد، لان الأراكة لا تكون
في موضعين، وقد تقدم أن الأخشبين جبلان،
كل واحد منها غير الآخر، وأما الشعر الذي قيل
فيهما، بلا شك، فقول الشريف الرضي أبي الحسن
محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم
ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب، رضي الله عنه:
أحبك ما أقام منى وجمع،
وما أرسى بمكة أخشباها
وما نحروا بخيف منى وكبوا
على الأذقان مشعره ذراها
نظرتك نظرة بالخيف كانت
جلاء العين أو كانت قذاها
ولم يك غير موقفنا وطارت
بكل قبيلة منا نواها
122

وقد تفرد هذه التثنية، فيقال لكل واحد منهما:
الأخشب، قال ساعدة بن جؤية:
أفي وأهديهم، وكل هدية
مما تثج لها ترائب تثعب
ومقامهن، إذا حبسن بمأزم،
ضيق ألف وصدهن الأخشب
يقسم بالحجاج والبدن التي تنحر بالمأزمين،
وتجمع على الأخاشب، قال:
فبلدح أمسى موحشا فالأخاشب
أخشنبة: بالفتح، ثم السكون، وفتح الشين المعجمة،
ونون ساكنة، وباء موحدة: بلد بالأندلس، مشهور
عظيم كثير الخيرات، بينه وبين شلب ستة أيام،
وبينه وبين لب ثلاثة أيام.
أخشن وخشين: جبلان في بادية العرب، أحدهما
أصغر من الآخر.
الإخشين: بالكسر، ثم السكون، وكسر الشين،
وياء ساكنة ونون: بلد بفارس.
الأخصاص: جمع خص: اسم لقريتين بالفيوم من
أرض مصر.
الأخضر: بضاد معجمة، بلفظ الأخضر من الألوان:
منزل قرب تبوك بينه وبين وادي القرى، كان
قد نزله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في مسيره
إلى تبوك، وهناك مسجد فيه مصلى النبي، صلى الله
عليه وسلم: وأخضر تربة: اسم واد تجتمع فيه السيول
التي تنحط من السراة، وقيل: نهي طوله مسيرة
ثلاث، وعرضه مسيرة يوم، ويقال: الأخضرين.
والأخضر: موضع بالجزيرة للنمر بن قاسط. ومواضع
كثيرة عربية وعجمية تسمى الأخضر.
أخطب: بلفظ خطب الخطيب يخطب، وزيد
أخطب من عمرو. وقيل: أخطب، اسم جبل بنجد،
لبني سهل بن أنس بن ربيعة بن كعب، قال ناهض
ابن ثومة:
لمن طلل بين الكثيب وأخطب،
حمته السواحي والهدام الرشائش
وجر السواقي، فارتمى قومه الحصى،
فدف النقا منه مقيم وطائش
ومر الليالي فهو، من طول ما عفا،
كبرد اليماني وشه الحبر نامش
وشه: أراد وشاه أي حبره، وقال نصر لطيئ:
الأخطب، لخطوط فيه سود وحمر.
أخطبة: بالهاء، من مياه أبي بكر بن كلاب، عن
أبي زياد.
أخلاء: بالفتح، ثم السكون والمد: صقع بالبصرة
من أصقاع فراتها، عامر، آهل.
الأخلفة: بالفتح، ثم السكون، وكسر اللام، والفاء،
الخلف خلف الناقة، والخلف القوم المخلفون، يجوز
أن يكون جمع قلة لأحدهما: وهو أحد محال
بولان بن عمرو بن الغوث بن طيئ بأجإ.
إخميم: بالكسر، ثم السكون، وكسر الميم،
وياء ساكنة، وميم أخرى: بلد بالصعيد في الاقليم
الثاني، طوله أربع وخمسون درجة، وعرضه أربع
وعشرون درجة وخمسون دقيقة، وهو بلد قديم
على شاطئ النيل بالصعيد، وفي غربيه جبل صغير،
من أصغى إليه بأذنه سمع خرير الماء، ولغطا شبيها
123

بكلام الآدميين، لا يدرى ما هو. وباخميم عجائب
كثيرة قديمة، منها البرابي وغيرها، والبرابي أبنية
عجيبة فيها تماثيل وصور، واختلف في بانيها،
والأكثر الأشهر أنها بنيت في أيام الملكة دلوكة،
صاحبة حائط العجوز، وقد ذكرت ما بلغني من
خبرها، وكيفية بنائها، والسبب فيه في البرابي من
هذا الكتاب، وهو بناء مسقف بسقف واحد، وهو
عظيم السعة، مفرطها، وفيه طاقات ومداخل، وفي
جدرانه صور كثيرة، منها صور الآدميين، وحيوان
مختلف، منه ما يعرف، ومنه ما لا يعرف، وفي
تلك الصور، صورة رجل لم ير أعظم منه، ولا
أبهى، ولا أنبل، وفيها كتابات كثيرة، لا يعلم
أحد المراد بها، ولا يدرى ما هي، والله أعلم بها.
وينسب إليها ذو النون بن إبراهيم الإخميمي المصري
الزاهد، طاف البلاد في السياحة، وحدث عن مالك بن
أنس، والليث بن سعد، وفضيل بن عياض، وعبد
الله بن لهيعة، وسفيان بن عيينة، وغيرهم، روى عنه
الجنيد بن محمد وغيره، وكان من موالي قريش،
يكنى أبا الفيض، قال: وكان أبوه إبراهيم نوبيا.
وقال الدارقطني: ذو النون بن إبراهيم روى عن
مالك أحاديث في أسانيدها نظر، وكان واعظا،
وقيل: إن اسمه ثوبان، وذو النون لقب له، ومات
بالجيزة من مصر، وحمل في مركب حتى عدي به
خوفا عليه من زحمة الناس على الجسر، ودفن في
مقابر المعافر، وذلك في ذي القعدة سنة 246، وله
أخ اسمه ذو الكفل، وإخميم أيضا: موضع بأرض
العرب، قال أبو عبد الله محمد بن المعلى بن عبد الله
الأزدي في شرحه لشعر تميم بن أبي بن مقبل، وذكر
أسماء جاءت على وزن إفعيل، فقال: وإخميم موضع
غوري نزله قوم من عنزة، فهم به إلى اليوم، قال
شاعر منهم:
لمن طلل عاف بصحراء إخميم،
عفا غير أوتاد وجون يحاميم
إخنا: بالكسر، ثم السكون، والنون، مقصور،
وبعض يقول: إخنو، ووجدته في غير نسخة من
كتاب فتوح مصر، بالجيم، وأحفيت في السؤال عنه
بمصر، فلم أجد من يعرفه إلا بالخاء. وقال القضاعي
وهو يعدد كور الحوف الغربي: وكورتا إخنا ورشيد،
والبحيرة، وجميع ذلك قرب الإسكندرية.
وأخبار الفتوح تدل على أنها مدينة قديمة ذات عمل
منفرد، وملك مستبد، وكان صاحبها يقال له في
أيام الفتوح طلما، وكان عنده كتاب من عمرو
ابن العاص بالصلح على بلده ومصر جميعها، فيما
رواه بعضهم. وروى الآخرون عن هشام بن أبي
رقية اللخمي: أن صاحب إخنا قدم على عمرو بن
العاص فقال له: أخبرنا بما على أحدنا من الجزية فنصبر
لها. فقال عمرو، وهو مشير إلى الركن كنيسة:
لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك بما
عليك، إنما أنتم خزانة لنا، إن كثر علينا كثرنا
عليكم، وإن خفف عنا خففنا عنكم. وهذا يدل على
أن مصر فتحت عنوة لا بصلح معين على شئ
معلوم، قال: فغضب صاحب إخنا وخرج إلى الروم
فقدم بهم فهزمهم الله وأسر صاحب إخنا، فأتي به
عمرو بن العاص، فقال له الناس: اقتله، فقال: لا،
بل أطلقه لينطلق فيجيئنا بجيش آخر.
أخناث: بالفتح، وآخره ثاء مثلثة، جمع خنث،
وهو التثني: موضع في شعر بعض الأزد، حيث قال:
شط، من حل باللوى الأبراثا،
عن نوى من تربع الأخناثا
124

الأخنونية: بالضم، ثم السكون، وضم النون،
وواو ساكنة، ونون أخرى مكسورة، وياء مشددة:
موضع من أعمال بغداد، قيل هي حربي.
الأخيان: بالضم، ثم الفتح، وياء مشددة، كأنه تصغير
تثنية أخ: وهو اسم جبلين في حق ذي العرجاء على
الشبيكة. وهو ماء في بطن واد فيه ركايا كثيرة.
أخي: واحد الذي قبله، تصغير أخ: ويوم أخي من
أيام العرب، أغار فيه أبو بشر العذري على بني مرة.
باب الهمزة والدال وما يليهما
أدامى: بالفتح، والقصر، قال أبو القاسم السعدي:
أدامى موضع بالحجاز، فيه قبر الزهري العالم الفقيه،
ولا أعرفه أنا. وفي كتاب نصر: الادامى من أعراض
المدينة، كان للزهري هناك نخل غرسه بعد أن أسن.
والأدامى أيضا من ديار قضاعة بالشام، وقيل بضم
الهمزة.
أدام: بالضم، كأنه من قولهم أدام زيد يديم فأنا
أدام. وقال محمود بن عمر: أدام وادي تهامة،
أعلاه لهذيل، وأسفله لكنانة. وقال السيد علي
العلوي: إدام بكسر أوله، وقال: فيه مائة يقال
لها بئر إدام، على طريق اليمن، لبني شعبة من كنانة.
أدام: بالفتح، قال الأصمعي: أدام بلد، وقيل: واد،
وقال أبو خازم: هو من أشهر أودية مكة، قال
صخر الغي الهذلي:
لعمرك، والمنايا غالبات،
وما تغني التميمات الحماما
لقد أجرى لمصرعه تليد،
وساقته المنية من أداما
إلى جدث بجنب الجوارس،
به ما حل، ثم به أقاما
الأداهم: جمع أدهم، كما قالوا: الأحاوص في جمع
أحوص، وقد تقدم تعليله: اسم موضع، في قول
عمرو بن خرجة الفزاري:
ذكرت ابنة السعدي ذكرى، ودونها
رحا جابر، واحتل أهلي الأداهما
الأداة: بالفتح، بلفظ واحدة الأدوات: اسم جبل.
الأدبر: بالباء الموحدة: موضع في عارض اليمامة،
يقال له: ثقب الأدبر.
أدبي: بفتح أوله وثانيه، وكسر الباء الموحدة، وياء
مشددة: جبل قرب العوارض، قال الشماخ:
كأنها، وقد بدا عوارض،
وأدبي في السراب غامض
والليل بين قنوين رابض،
بجيرة الوادي قطا نواهض
وقال نصر: أدبي، جبل في ديار طيئ، حذاء
عوارض، وهو جبل أسود في أعلى ديار طيئ،
وناحية دار فزارة.
أدرفركال: بفتح أوله وثانيه، وراء ساكنة، وفاء
مكسورة، وراء أخرى ساكنة، وكاف وألف
ولام: اسم ناحية بالمغرب من أرض البربر، على البحر
المحيط، من أعمال أغمات، دونها السوس الأقصى،
وفي غربيها رباط ماسة على نحر البحر، وبحذائها
من الجنوب لمطة، ودونها من الشرق تامدلت، ثم
شرقي السوس، وعلى سمتها أيضا، شرقا سجلماسة.
أدرنكة: بالضم، ثم السكون، وراء مضمومة،
125

ونون ساكنة، وكاف وهاء، من قرى الصعيد
فوق أسيوط، زرعها الكتان حسب.
إدريت: بالكسر، ثم السكون، وراء مكسورة،
وياء، وتاء مثناة، علم لموضع، عن العمراني.
إدريجة: بالكسر، ثم السكون، وكسر الراء،
وياء ساكنة، وجيم، وهاء: من قرى البهنسا من
صعيد مصر.
أدفاء: جمع دفء: اسم موضع.
أدفو: بضم الهمزة، وسكون الدال، وضم الفاء،
وسكون الواو: اسم قرية بصعيد مصر الأعلى، بين
أسوان وقوص، وهي كثيرة النخل، بها تمر لا
يقدر أحد على أكله حتى يدق في الهاون كالسكر،
ويذر على العصائد. قال ابن زولاق: منها أبو بكر
محمد بن علي الأدفوي، الأديب المقري صاحب
النحاس، له كتاب في تفسير القرآن المجيد في خمسة
مجلدات كبار، وله غير ذلك من كتب الأدب،
وقد استوفيت خبره في كتاب معجم الأدباء.
وأدفو أيضا قرية بمصر من كورة البحيرة، ويقال:
أتفو، بالتاء المثناة فيهما.
أدفة: بالفتح، ثم السكون، وفتح الفاء، والهاء: من
قرى إخميم بالصعيد من مصر.
أدقية: بالضم، ثم السكون، وكسر القاف، وياء
مشددة: جبل لبني قشير.
أدماء: بالضم والمد: موضع بين خيبر وديار طيئ،
ثم غدير مطرق.
أدماث: بالفتح، ثم السكون، وميم وألف، وثاء
مثلثة، كأنه جمع دمث: وهو مكان الرمل
اللين، وجمعه دماث وأدماث، والدماثة سهولة
الخلق، منه: وهو موضع.
أدمام: بالضم، ثم الفتح، وميم، وألف، وميم
أخرى: اسم بلد بالمغرب، وأنا، منه، في شك.
أدمان: بالضم، ثم السكون، وميم، وألف، ونون.
قال يعقوب: أدمان شعبة تدفع عن يمين بدر، بينها
وبين بدر ثلاثة أميال، قال كثير:
لمن الديار بأبرق الحنان،
فالبرق، فالهضبات من أدمان
أدم: بفتح أوله وثانيه، بلفظ الأدم من الجلود، وهو
جمع أديم، وأديم كل شئ ظاهر جلده، مثل
أفيق وأفق، وقد يجمع على آدمة، مثل رغيف
وأرغفة: وأدم موضع قريب من ذي قار، وإليه
انتهى من تبع فل الأعاجم يوم ذي قار، وهناك
قتل الهامرز. وأدم أيضا، ناحية قرب هجر من
أرض البحرين. وأدم أيضا، من نواحي عمان الشمالية
تليها شمليل، وهي ناحية أخرى من عمان، قريبة
من البحر. وأدم أيضا، بقرب العمق، قال نصر:
وأظنه جبلا. وأدم أيضا، أول منزل من واسط،
للحاج القاصد إلى مكة، وهو من العيون، إن لم
يكن الأول. وأدم من قرى اليمن، ثم من أعمال
صنعاء
أدم: بضم أوله ثانيه. والادم من الظباء البيض،
تعلوهن جدد، فيهن غبرة: من قرى الطائف.
أدمى: بضم أوله، وفتح ثانيه. قال ابن خالويه:
ليس في كلام العرب فعلى، بضم أوله، وفتح ثانيه،
مقصور، غير ثلاثة ألفاظ: شعبي اسم موضع، وأدمى
اسم موضع، وأربى اسم للداهية، ثم أنشد:
يسبقن بالأدمى فراخ تنوفة
126

فعلى هذا، وزن مختص بالمؤنث، وقال بعضهم:
أدمى اسم جبل بفارس. وفي الصحاح أدمى على
فعلى، بضم الفاء، وفتح العين: اسم موضع. وقال
محمود بن عمر: أدمى أرض ذات حجارة في بلاد
قشير، وقال القتال الكلابي:
وأرسل مروان الأمير رسوله
لآتيه، إني إذا لمضلل
وفي ساحة العنقاء، أو في عماية،
أو الادمي، من رهبة الموت موئل
وقال أبو سعيد السكري في قول جرير:
يا حبذا الخرج، بين الدام والأدمى،
فالرمث من برقة الروحان فالغرف
الدام والأدمى: من بلاد بني سعد، وبيت القتال
يدل على أنه جبل، وقال أبو خراش الهذلي:
ترى طالبي الحاجات يغشون بابه
سراعا، كما تهوي، إلى أدمى، النحل
قال في تفسيره: أدمى جبل بالطائف. وقال محمد
ابن إدريس: الادمي جبل، فيه قرية، باليمامة، قريبة
من الدام، وكلاهما بأرض اليمامة.
الأدميان: بالفتح، ثم السكون، وفتح النون،
وياء، وألف، ونون، كأنه تثنية الأدنى أي
الأقرب، من دنا يدنو: اسم واد في بلادهم.
الأدواء: كأنه جمع داء: موضع، وقال نصر:
الأدواء بضم الهمزة، وفتح الدال: موضع في ديار
تميم بنجد.
الأدهم: رعن ينقاد من أجإ مشرقا، والنعف رعن
بطرفه، عن الحازمي.
أديات: بالضم، ثم الفتح، وياء مشددة، كأنه جمع
أدية، مصغر: موضع بين ديار فزارة وديار كلب،
قال الراعي النميري:
إذا بتم بين الأديات ليلة،
وأخنستم من عالج كل أجرعا
أديم: بالفتح، ثم الكسر، وياء ساكنة، وميم. وأديم
كل شئ ظاهره: موضع في بلاد هذيل، قال أبو
جندب منهم:
وأحياء لدى سعد بن بكر
بأملاح، فظاهرة الأديم
أديم: بلفظ التصغير: أرض تجاور تثليث، تلي السراة،
بين تهامة واليمن، كانت من ديار جهينة وجرم
قديما. وأديم أيضا، عند وادي القرى من ديار
عذرة، كانت لهم بها وقعة مع بني مرة، عن نصر.
أديمة: بالضم، ثم الفتح، وياء ساكنة، وميم، كأنه
تصغير أدمة: اسم جبل، عن أبي القاسم محمود بن
عمر. وقال غيره: أديمة جبل بين قلهى وتقتد
بالحجاز.
باب الهمزة والذال وما يليهما
أذاخر: بالفتح، والخاء المعجمة مكسورة، كأنه
جمع الجمع، يقال ذخر وأذخر وأذاخر، نحو
أرهط وأراهط، قال ابن إسحاق: لما وصل رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، مكة، عام الفتح، دخل
من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة، وضربت هناك
قبته.
أذافر: بالفاء: جبل لطيئ لا نخل فيه ولا زرع
أذاسا: بالفتح، والسين المهملة: اسم لمدينة الرها
127

التي بالجزيرة. قال يحيى بن جرير الطبيب التكريتي
النصراني: في السنة السادسة من موت الإسكندر بنى
سلوقوس الملك في السنة السادسة عشرة من ملكه
مدينة اللاذقية، وسلوقية، وأفامية، وباروا وهي
حلب، وأذاسا وهي الرها، وكمل بناء أنطاكية.
أذبل: بالفتح، ثم السكون، وضم الباء الموحدة،
ولام، لغة في يذبل: جبل في طريق اليمامة من أرض
نجد، معدود في نواحي اليمامة، فيما قيل.
أذربيجان: بالفتح، ثم السكون، وفتح الراء،
وكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، وجيم، هكذا
جاء في شعر الشماخ:
تذكرتها وهنا، وقد حال دونها
قرى أذربيجان المسالح والجال
وقد فتح قوم الذال وسكنوا الراء، ومد آخرون
الهمزة مع ذلك. وروي عن المهلب، ولا أعرف
المهلب هذا، آذريبجان، بمد الهمزة، وسكون
الذال، فيلتقي ساكنان، وكسر الراء، ثم ياء
ساكنة، وباء موحدة مفتوحة، وجيم، وألف، ونون.
قال أبو عون إسحاق بن علي في زيحه: أذربيجان في
الاقليم الخامس، طولها ثلاث وسبعون درجة،
وعرضها أربعون درجة. قال النحويون: النسبة إليه
أذري، بالتحريك، وقيل: أذري بسكون الذال،
لأنه عندهم مركب من أذر وبيجان، فالنسبة إلى
الشطر الأول، وقيل أذربي، كل قد جاء. وهو
اسم اجتمعت فيه خمس موانع من الصرف: العجمة،
والتعريف، والتأنيث، والتركيب، ولحاق الألف
والنون، ومع ذلك، فإنه إذا زالت عنه إحدى هذه
الموانع، وهو التعريف، صرف، لان هذه الأسباب
لا تكون موانع من الصرف، إلا مع العلمية، فإذا
زالت العلمية بطل حكم البواقي، ولولا ذلك،
لكان مثل قائمة، ومانعة، ومطيعة، غير
منصرف، لان فيه التأنيث، والوصف، ولكان
مثل الفرند، واللجام، غير منصرف لاجتماع
العجمة والوصف فيه، وكذلك الكتمان، لان
فيه الألف والنون، والوصف، فاعرف ذلك. قال
ابن المقفع: أذربيجان مسماة باذرباذ بن إيران بن
الأسود بن سام بن نوح، عليه السلام، وقيل:
أذرباذ بن بيوراسف، وقيل: بل أذر اسم النار
بالفهلوية، وبايكان معناه الحافظ والخازن، فكأن
معناه بيت النار، أو خازن النار، وهذا أشبه بالحق
وأحرى به، لان بيوت النار في هذه الناحية
كانت كثيرة جدا. وحد أذربيجان من برذعة
مشرقا إلى أرزنجان مغربا، ويتصل حدها من جهة
الشمال ببلاد الديلم، والجيل، والطرم، وهو إقليم
واسع. ومن مشهور مدائنها: تبريز، وهي اليوم
قصبتها وأكبر مدنها، وكانت قصبتها قديما
المراغة، ومن مدنها خوي، وسلماس، وأرمية،
وأردبيل، ومرند، وغير ذلك. وهو صقع
جليل، ومملكة عظيمة، الغالب عليها الجبال، وفيه
قلاع كثيرة، وخيرات واسعة، وفواكه جمة، ما رأيت
ناحية أكثر بساتين منها، ولا أغزر مياها
وعيونا، لا يحتاج السائر بنواحيها إلى حمل إناء
للماء، لان المياه جارية تحت أقدامه أين توجه، وهو
ماء بارد عذب صحيح. وأهلها صباح الوجوه
حمرها، رقاق البشرة، ولهم لغة يقال لها: الا ذرية،
لا يفهمها غيرهم. وفي أهلها لين وحسن معاملة،
إلا أن البخل يغلب على طباعهم. وهي بلاد فتنة
وحروب، ما خلت قط منها، فلذلك أكثر مدنها
خراب، وقراها يباب. وفي أيامنا هذه، هي مملكة
128

جلال الدين منكبرنى بن علاء الدين محمد بن تكش
خوارزم شاه. وقد فتحت أولا في أيام عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه، وكان عمر قد أنفذ المغيرة بن
شعبة الثقفي واليا على الكوفة، ومعه كتاب إلى
حذيقة بن اليمان، بولاية أذربيجان، فورد الكتاب
على حذيفة وهو بنهاوند، فسار منها إلى أذربيجان
في جيش كثيف، حتى أتى أردبيل، وهي يومئذ
مدينة أذربيجان. وكان مرزبانها قد جمع المقاتلة من
أهل باجروان، وميمذ، والبذ، وسراو، وشيز،
والميانج، وغيرها، فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا
أياما. ثم إن المرزبان صالح حذيفة على جميع
أذربيجان، على ثمانمائة ألف درهم وزن، على أن لا
يقتل منهم أحدا، ولا يسبيه، ولا يهدم بيت نار،
ولا يعرض لأكراد البلاشجان، وسبلان، وميان
روذان، ولا يمنع أهل الشيز خاصة من الزفن
في أعيادهم، وإظهار ما كانوا يظهرونه. ثم إنه
غزا موقان، وجيلان، فأوقع بهم، وصالحهم على
إتاوة. ثم إن عمر، رضي الله عنه، عزل حذيفة،
وولى عتبة بن فرقد على أذربيجان،
فأتاها من الموصل، ويقال: بل أتاها من شهر زور
على السلق الذي يعرف بمعاوية الأذري،
فلما دخل أردبيل، وجد أهلها على العهد، وقد
انتقضت عليه نواح، فغزاها وظفر وغنم، فكان
معه ابنه عمرو بن عتبة بن فرقد الزاهد، وعن الواقدي:
غزا المغيرة بن شعبة أذربيجان من الكوفة، سنة
اثنتين وعشرين، ففتحها عنوة، ووضع عليها الخراج.
وروى أبو المنذر هشام بن محمد عن أبي مخنف، أن
المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان في سنة عشرين ففتحها،
ثم إنهم كفروا، فغزاهم الأشعث بن قيس الكندي،
ففتح حصن جابروان، وصالحهم على صلح المغيرة،
ومضى صلح الأشعث إلى اليوم. وقال المدائني:
لما هزم المشركون بنهاوند، رجع الناس إلى
أمصارهم، وبقي أهل الكوفة مع حذيفة، فغزا بهم
أذربيجان، فصالحهم على ثمانمائة ألف درهم، ولما استعمل
عثمان بن عفان، رضي الله عنه، الوليد بن عقبة على
الكوفة، عزل عتبة بن فرقد عن أذربيجان، فنقضوا،
فغزاهم الوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين، وعلى
مقدمته عبد الله بن شبيل الأحمسي، فأغار على أهل
موقان، والتبريز، والطيلسان، فغنم وسبا، ثم
صالح أهل أذربيجان على صلح حذيفة.
أذرح: بالفتح، ثم السكون، وضم الراء، والحاء
المهملة. وهو جمع ذريح، وذريحة جمعها الذرائح.
وأذرح، إن كان منه فهو على غير قياس، لان
أفعلا جمع فعل غالبا: وهي هضاب تنبسط على
الأرض حمر، وإن جعل جمع الذرح، وهو
شجر تتخذ منه الرحالة، نحو زمن وأزمن، فأصل
أفعل أن يجمع على أفعال، فيكون أيضا على غير
قياس، فأما أزمن فمحمول على دهر وأدهر، لان
معنا هما واحد: وهو اسم بلد في أطراف الشام من أعمال
الشراة، ثم من نواحي البلقاء. وعمان مجاورة
لأرض الحجاز. قال ابن الوضاح: هي من فلسطين.
وهو غلط منه، وإنما هي في قبلي فلسطين من ناحية
الشراة. وفي كتاب مسلم بن الحجاج: بين أذرح
والجرباء ثلاثة أيام. وحدثني الأمير شرف الدين
يعقوب بن الحسن الهذياني، قبيل من الأكراد ينزلون
في نواحي الموصل، قال: رأيت أذرح والجرباء
غير مرة، وبينهما ميل واحد وأقل، لان الواقف
في هذه، ينظر هذه، واستدعى رجلا من أهل تلك
الناحية ونحن بدمشق، واستشهده على صحة ذلك،
فشهد به. ثم لقيت أنا غير واحد من أهل تلك
129

الناحية وسألتهم عن ذلك، فكل قال مثل قوله،
وقد وهم فيه قوم فرووه بالجيم. وبأذرح إلى
الجرباء كان أمر الحكمين بين عمرو بن العاص
وأبي موسى الأشعري، وقيل: بدومة الجندل،
والصحيح أذرح والجرباء، ويشهد بذلك قول ذي
الرمة يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري:
أبوك تلافى الدين والناس، بعدما
تساءوا، وبيت الدين منقطع الكسر
فشد إصار الدين، أيام أذرح،
ورد حروبا قد لقحن إلى عقر
وكان الأصمعي يلعن كعب بن جعيل، لقوله في
عمرو بن العاص:
كأن أبا موسى عشية أذرح،
يطيف بلقمان الحكيم يواربه
فلما تلاقوا في تراث محمد
سمت بابن هند، في قريش، مضاربه
يعني بلقمان الحكيم عمرو بن العاص، وقال الأسود
ابن الهيثم:
لما تداركت الوفود بأذرح
وفي أشعري لا يحل له غدر
أدى أمانته ووفى نذره
عنه، وأصبح فيهم غادرا عمرو
يا عمرو إن تدع القضية تعرف
ذل الحياة وينزع النصر
ترك القران فما تأول آية،
وارتاب إذ جعلت له مصر
وفتحت أذرح والجرباء في حياة رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، سنة تسع، صولح أهل أذرح على
مائة دينار جزية.
أذرعات: بالفتح، ثم السكون، وكسر الراء،
وعين مهملة، وألف وتاء. كأنه جمع أذرعة،
جمع ذراع جمع قلة: وهو بلد في أطراف الشام،
يجاور أرض البلقاء وعمان، ينسب إليه الخمر،
وقال الحافظ أبو القاسم: أذرعات مدينة بالبلقاء.
وقال النحويون بالتثنية والجمع تزول الخصوصية عن
الاعلام، فتنكر وتجري مجرى النكرة من
أسماء الأجناس، فإذا أردت تعريفه، عرفته بما
تعرف به الأجناس، وأما نحو أبانين وأذرعات
وعرفات فتسمية ابتداء تثنية وجمع، كما لو
سميت رجلا بخليلان، أو مساجد، وإنما عرف
مثل ذلك بغير حرف تعريف، وجعلت أعلاما
لأنها لا تفترق، فنزلت منزلة شئ واحد، فلم يقع
إلباس، واللغة الفصيحة في عرفات الصرف،
ومنع الصرف لغة، تقول: هذه عرفات وأذرعات،
ورأيت عرفات وأذرعات، ومررت بعرفات
وأذرعات، لان فيه سببا واحدا، وهذه التاء التي
فيه للجمع لا للتأنيث لأنه اسم لمواضع مجتمعة،
فجعلت تلك المواضع اسما واحدا، وكان اسم كل
موضع منها عرفة وأذرعة، وقيل: بل الاسم جمع
والمسمى مفرد، فلذلك لم يتنكر، وقيل: إن التاء
فيه لم تتمحض للتأنيث ولا للجمع، فأشبهت التاء في
نبات وثبات، وأما من منعها الصرف فإنه يقول:
إن التنوين فيها للمقابلة التي تقابل النون التي في جمع
المذكر السالم، فعلى هذا غير منصرفة. وقد ذكرتها
العرب في أشعارها، لأنها لم تزل من بلادها في الاسلام
وقبله، قال بعض الاعراب:
130

ألا أيها البرق، الذي بات يرتقي
ويجلو دجى الظلماء، ذكرتني نجدا
وهيجتني من أذرعات وما أرى،
بنجد على ذي حاجة، طربا بعدا
ألم تر أن الليل يقصر طوله
بنجد، وتزداد الرياح به بردا؟
وقال امرؤ القيس:
ومثلك بيضاء العوارض طفلة
لعوب تنسيني، إذا قمت، سربالي
تنورتها من أذرعات، وأهلها
بيثرب، أدنى دارها نظر عال
وينسب إلى أذرعات أذرعي، وخرج منها طائفة من
أهل العلم، منهم إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بن هشام
ابن يعقوب بن إبراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد،
ويقال: ابن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي،
أحد الثقات من عباد الله الصالحين، رحل وحدث عن
محمد بن الخضر بن علي الرافعي، ويحيى بن أيوب بن
ناوي العلاف، وأبي زيد يوسف بن يزيد القراطيسي،
وأحمد بن حماد بن عيينة، وأبي زرعة، وأبي عبد
الرحمن النسائي، وخلق كثير غير هؤلاء. وحدث
عنه أبو علي محمد بن هارون بن شعيب، وتمام بن
محمد الرازي، وأبو الحسين بن جميع، و عبد الوهاب
الكلابي، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسن
الرازي وغيرهم، وقال أبو الحسن الرازي: كان
الأذرعي من أجلة أهل دمشق وعبادها وعلمائها،
ومات يوم عيد الأضحى سنة 344 عن نيف وتسعين
سنة، ومحمد بن الزعيزعة الأذرعي وغيرهما، ومحمد
ابن عثمان بن خراش أبو بكر الأذرعي. حدث عن
محمد بن عقبة العسقلاني، ويعلى بن الوليد الطبراني،
وأبي عبيد محمد بن حسان البسري، ومحمد بن عبد
الله بن موسى القراطيسي، والعباس بن الوليد بن
يوسف بن يونس الجرجاني، ومسلمة بن عبد الحميد.
روى عنه أبو يعقوب الأذرعي، وأبو الخير أحمد
ابن محمد بن أبي الخير، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن
أسد القنوي، وأبو الحسن علي بن جعفر بن محمد
الرازي وغيرهم. و عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن
أيوب بن المعمر بن قعنب بن يزيد بن كثير بن مرة
ابن مالك أبو نصر المري الامام الحافظ الشروطي
يعرف بابن الأذرعي وبابن الجبان. روى عن أبي
القاسم الحسن بن علي البجلي، وأبي علي بن أبي الزمام،
والمظفر بن حاجب بن أركين، وأبي الحسن الدارقطني
وخلق كثير لا يحصون. روى عنه أبو الحسن بن
السمسار، وأبو علي الأهوازي، و عبد العزيز
الكناني وجماعة كثيرة، وكان ثقة، وقال عبد
العزيز الكناني: مات شيخنا وأستاذنا عبد الوهاب
المري في شوال سنة 425، وصنف كتبا كثيرة،
وكان يحفظ شيئا من علم الحديث.
أذرع أكباد: بضم الراء، كأنه جمع ذراع:
موضع في قول تميم بن أبي بن مقبل:
أمست بأذرع أكباد، فحم لها
ركب بلينه، أو ركب بساوينا
أذرع: غير مضاف: موضع نجدي في قوله: وأوقدت
نارا للرعاء بأذرع.
أذرمة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الراء
والميم، قال أحمد بن يحيى بن جابر: أذرمة من
ديار ربيعة: قرية قديمة، أخذها الحسن بن عمر بن
الخطاب التغلبي من صاحبها، وبني بها قصرا وحصنها.
131

قال أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف في كتاب
له، ذكر فيه رحلة المعتضد إلى الرملة لحرب خمارويه
ابن أحد بن طولون، وكان السرخسي في خدمته،
ذكر فيه جميع ما شاهده في طريقه، في مضيه
وعوده، فقال: ورحل، يعني المعتضد، من برقعيد
إلى أذرمة، وبين المنزلين خمسة فراسخ، وفي أذرمة
نهر يشقها وينفذ إلى آخرها، وإلى صحرائها، يأخذ
من عين على رأس فرسخين منها، وعليه في وسط
المدينة قنطرة معقودة بالصخر والجص، وعليه رحى
ماء، وعليها سوران واحد دون الآخر، وفيها
رحبات وسوق قدر مائتي حانوت، ولها باب حديد،
ومن خارج السور خندق يحيط بالمدينة، وبينها وبين
السميعية قرية الهيثم بن المعمر فرسخ عرضا،
وبينها وبين مدينة سنجار في العرض عشرة فراسخ،
انتهى قول السرخي. وأذرمة اليوم من أعمال
الموصل من كورة تعرف ببين النهرين، بين كورة
البقعاء ونصيبين، ولم تزل هذه الكورة من أعمال
نصيبين. وأذرمة اليوم قرية ليس فيها مما وصف
شئ، وإليها ينسب أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد
ابن إسحاق الأذرمي النصيبيني، قال ابن عساكر:
أذرمة من قرى نصيبين. وكان عبد الله المذكور من
العباد الصالحين، انتقل إلى الثغر فأقام بأذرمة حتى
مات. وهو الذي ناظر أحمد بن أبي دؤاد في خلق
القرآن، فقطعه في قصة فيها طول. وكان سمع
سفيان بن عيينة وغندر وهشيم بن بشير
وإسماعيل بن عليه وإسحاق بن يوسف الأزرق.
روى عنه أبو حاتم الرازي، وأبو داود السجستاني،
و عبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وقدم بغداد وحدث بها. وقد غلط الحافظ
أبو سعد السمعاني في ثلاثة مواضع، أحدها أنه مد
الألف وهي غير ممدودة، وحرك الذال وهي
ساكنة، وقال: هي من قرى أذنة، وهي كما
ذكرنا، قرية بين النهرين، وإنما غره أن أبا عبد
الرحمن كان يقال له الاذني أيضا، لمقامه بأذنة.
أذرنت: مدينة بصقلية.
أذكان: بالفتح، ثم السكون، وكاف، وألف، ونون:
ناحية من كرمان، ثم من رستاق الروذان.
أذلق: بالفتح، ثم السكون، وفتح اللام، وقاف:
لسان ذلق، وهذا أذلق من هذا، أي أحد منه،
قال الخارزنجي: الأذلق حفر وأخاديد.
أذن: بلفظ الاذن حاسة السمع. أم أذن: قارة
بالسماوة تقطع منها الرحى، قال أبو زياد: ومن
جبال بني أبي بكر بن كلاب أذن، وإياها أراد جهم
ابن سبل الكلابي بقوله فسكن:
فيا كبدا طارت ثلاثين صدعة،
ويا ويحما لاقت مليكة حاليا
فتضحك وسط القوم أن يسخروا بنا،
وأبكي إذا ما كنت في الأرض خاليا
فأنى لأذن والستارين بعدما
غنيت لاذن والستارين قاليا 1
لباقي الهوى والشوق ما هبت الصبا،
وما لم يغير حادث الدهر حاليا
أذنه: بفتح أوله وثانيه، ونون بوزن حسنة.
وأذنة بكسر الذال، بوزن خشنة، قال
السكوني: بحذاء توز جبل يقال له الغمر شرقي
توز، ثم يمضي الماضي فيقع في جبل شرقيه أيضا،
يقال له أذنة، ثم يقطع إلى جبل يقال له حبشي،

(1) قوله غنيت: هكذا في الأصل، ولعلها غدوت.
132

وقال نصر: آذنة خيال من أخيلة حمى فيد، بينه
وبين فيد نحو عشرين ميلا، وقد جمع في الشعر،
فقيل آذنات. وأذنة أيضا بلد من الثغور قرب
المصيصة مشهور، خرج منه جماعة من أهل العلم،
وسكنه آخرون. قال بطليموس: طول أذنة ثمان
وستون درجة وخمس عشرة دقيقة، وهي في الاقليم
الرابع تحت إحدى وعشرين درجة من السرطان
وخمس وأربعين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي.
بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من
الميزان، قال أحمد بن يحيى بن جابر: بنيت أذنة
سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة، وجنود
خراسان معسكرون عليها بأمر صالح بن علي بن
عبد الله بن عباس، ثم بنى الرشيد القصر الذي عند
أذنة قريب من جسرها على سيحان في حياة أبيه
المهدي، سنة 165، فلما كانت سنة 193 بنى أبو
سليم فرج الخادم أذنة، وأحكم بناءها وحصنها
وندب إليها رجالا من أهل خراسان، وذلك بأمر
محمد الأمين بن الرشيد، وقال ابن الفقيه: عمرت
أذنة في سنة 190 على يدي أبي سليم، خادم تركي
للرشيد ولاه الثغور، وهو الذي عمر طرسوس،
وعين زربة، وقال أحمد بن الطيب: رحلنا من
المصيصة راجعين إلى بغداد إلى أذنة في مرج وقرى
متدانية جدا، وعمارات كثيرة، وبين المنزلين أربعة
فراسخ. ولأذنة نهر يقال له سيحان، وعليه قنطرة
من حجارة عجيبة بين المدينة وبين حصن، مما يلي
المصيصة، وهو شبيه بالربض، والقنطرة معقودة عليه
على طاق واحد، قال: ولأذنة ثمانية أبواب وسور
وخندق، وينسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم
أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود الكتاني
الاذني وغيره. وعدي بن أحمد بن عبد الباقي بن
يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله أبو عمير الاذني.
حدث عن عمه أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي الاذني،
وأبي عطية عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله بن محمد
الفزاري. روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الكريم
ابن يعقوب الحلبي، وأبو الطيب عبد المنعم بن عبد الله
ابن غلبون المغربي، وأبو حفص عمر بن علي بن
الحسن الأنطاكي، مات في سنة 337. والقاضي علي
ابن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن جبر أبو الحسن
الاذني قاضي أذنة، سمع بدمشق أبا بكر عبد الرحمن
ابن محمد بن العباس بن الذرفس وغيره. وبغيرها
أبا عروبة الحراني وعلي بن عبد الحميد الغضائري
ومكحولا البيروتي، وسمع بحران وطرسوس ومصر
وغيرها، روى عنه عبد الغني بن سعيد وغيره، وقال
الجبائي: مات سنة 385.
أذون: بالفتح، ثم الضم، وسكون الواو، وآخره
نون: قرية من نواحي كورة قصران الخارج من نواحي
الري. ينسب إليها أبو العباس أحمد بن الحسين بن بابا
الزيدي، سمع منه أبو سعد.
أذينة: بضم أوله، وفتح ثانيه، كأنه تصغير الاذن:
اسم واد من أودية القبلية، عن أبي القاسم عن علي
العلوي، وعلي هذا بضم العين وفتح اللام.
باب الهمزة والراء وما يليهما
إراب: بالكسر، وآخره باء موحدة: من مياه البادية،
ويوم إراب من أيامهم، غزا فيه هذيل بن هبيرة
الأكبر التغلبي بني رياح بن يربوع والحي خلوف،
فسبى نساءهم وساق نعمهم، قال مساور بن هند:
وجلبته من أهل أبضة طائعا،
حتى تحكم فيه أهل إراب
133

وقال منقذ بن عرفطة يرثي أخاه أهبان، وقتلته
بنو عجل يوم إراب:
بنفسي من تركت، ولم يوسد
بقف إراب، وانحدروا سراعا
وخادعت المنية عنك سرا،
فلا جزع تلان، ولا رواعا 1
وقال الفضل بن العباس اللهبي:
أتبكي إن رأيت لام وهب
مغاني، لا تحاورك الجوابا؟
أثافي لا يرمن، وأهل خيم
سواجد، قد خوين على إرابا
وبخط اليزيدي في شرحه: إراب ماء لبني رياح بن
يربوع بالحزن.
أر ابن: بالضم، وبعد الألف باء موحدة مكسورة،
ثم نون: اسم منزل على نقا مبرك ينحدر من جبل
جهينة على مضيق الصفراء قرب المدينة، قال كثير:
لما وقفت بها القلوص، تبادرت
حبب الدموع، كأنهن عزالي
وذكرت عزة إذ تصاقب دارها
برحيب، فأرابن، فنخال
الا رأسة: بالفتح، ثم السكون، وهمزة الألف
والسين مهملة: من مياه أبي بكر بن كلاب.
إرار: بكسر أوله: اسم واد في كتاب نصر.
أرار: آخره راء أيضا: من نواحي حلب عن الحازمي،
ولست منه على ثقة.
إراش: بالكسر والشين معجمة: موضع، في قول عدي
ابن الرقاع:
فلا هن بالبهمى، وإياه إذ شتى
جنوب إراش، فاللهاله، فالعجب
أراط: بالضم: من مياه بني نمير عن أبي زياد،
وأنشد بعضهم:
أنى لك اليوم بذي أراط،
وهن أمثال السرى الأمراط
تنجو، ولو من خلل الأمشاط،
يلحن من ذي لائب شرواط
وفي كتاب نصر: ذو إراط واد في ديار بني جعفر
ابن كلاب في حمى ضرية، ويقال بفتح الهمزة، وذو
أراط: واد لبني أسد عند لغاط، وذو أراط أيضا:
واد ينبت الثمام والعلجان بالوضح، وضح الشطون
بين قطيات، وبين الحفيرة، حفيرة خالد. وذو
أراط أيضا: واد في بلاد بني أسد، وأراط باليمامة.
أراطة: مثل الذي قبله وزيادة الهاء: اسم ماء لبني
غميلة شرقي سميراء، وقال نصر: الأراطة من مياه
غني، بينها وبين أضاخ ليلة.
أراطى: بألف مقصورة، ويقال أراط أيضا: وهو
ماء على ستة أميال من الهاشمية، شرقي الخزيمية
من طريق الحاج، وينشد بيت عمرو بن كلثوم
التغلبي على الروايتين:
ونحن الحابسون بذي أراطى،
تسف الجلة الخور الدرينا
ويوم أراطى من أيام العرب، وقال ظالم بن البراء

(1) تلان هكذا في الأصل.
134

الفقيمي:
ونحن غداة يوم ذوات بهدى
لدى الوتدات، إذ غشيت تميم
ضربنا الخيل بالابطال حتى
تولت، وهي شاملها الكلوم
فأشبعنا ضباع ذوي أراطى
من القتلى، وألجئت الغنوم
قتلنا، يوم ذلكم، ببشر،
فكان كفاء مقتله حكيم
أراظ: بالفتح والظاء معجمة، في كتاب نصر قال:
موضع ينبغي أن يكون حجازيا، قلت وأنا به
مرتاب: أظنه غلطا.
أراق: بالضم والقاف: موضع، في قول ابن أحمر:
كأن على الجمال أوان حفت
هجائن من نعاج أراق، عينا
وقال زيد الخيل الطائي:
ولما أن بدت لصفا أراق،
تجمع، من طوائفهم، فلول
كأنهم، بجنب الحوض أصلا،
نعام قالص عنه الظلول
أراك: بالفتح وآخره كاف: وهو وادي الأراك، قرب
مكة، يتصل بغيقة، قال نصر: أراك فرع من دون
ثافل قرب مكة، وقال الأصمعي: أراك جبل لهذيل،
وذو أراك في الاشعار، وقد قالت امرأة من غطفان:
إذا حنت الشقراء هاجت إلى الهوى،
وذكرني أهل الأراك حنينها
شكوت إليها نأي قومي وبعدهم،
وتشكو إلي أن أصيب جنينها
وقيل: هو موضع من نمرة، في موضع من عرفة،
يقال لذلك الموضع نمرة. وقد ذكر في موضعه،
وقيل: هو من مواقف عرفة، بعضه من جهة الشام،
وبعضه من جهة اليمن. والأراك في الأصل، شجر
معروف، وهو أيضا شجر مجتمع يستظل به.
الأراكة: واحدة الذي قبله. ذو الأراكة: نخل
بموضع من اليمامة لبني عجل، قال عمارة بن عقيل:
وغداة بطن بلاد كأن بيوتكم،
ببلاد أنجد، منجدون وغاروا 1
وبذي الأراكة منكم قد غادروا
جيفا، كأن رؤوسها الفخار
وقال رجل يهجو بني عجل، وكان قد نزل بهم فأساؤوا
قراه:
لا ينزلن بذي الأراكة راكب،
حتى يقدم قبله بطعام
ظلت بمخترق الرياح ركابنا
لا مفطرون بها، ولا صوام 2
يا عجل قد زعمت حنيفة أنكم
عتم القرى، وقليلة الآدام
أرال: با لفتح وآخره لام، قال الأصمعي: ولهذيل
جبل يقال له أرال، وأنشد غيره لكثير:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا
أرال، فصر ما قادم، فتناضب
إرام الكناس: بالكسر: رمل في بلاد عبد الله بن
كلاب. وقيل: الصحيح أرام.

(1) صدر هذا البيت مختل الوزن إلا إذا سكنت همزة كأن.
2 في هذا البيت اقواء.
135

أرانب: جمع أرنب من الدواب الوحشية. ذات
الأرانب: موضع، في قول عدي بن الرقاع العاملي:
فذر ذا ولكن هل ترى ضوء بارق
وميضا، ترى منه على بعده لمعا
تصعد في ذات الأرانب موهنا،
إذا هز رعدا خلت في ودقه شفعا
أران: بالفتح وتشديد الراء وألف ونون: اسم أعجمي
لولاية واسعة وبلاد كثيرة، منها جنزة، وهي التي
تسميها العامة كنجة، وبرذعة، وشمكور،
وبيلقان. وبين أذربيجان وأران نهر يقال له الرس،
كل ما جاوره من ناحية المغرب والشمال، فهو من
أران، وما كان من جهة المشرق فهو من أذربيجان،
قال نصر: أران من أصقاع إرمينية، يذكر مع
سيسجان، وهو أيضا اسم لحران، البلد المشهور
من ديار مضر، بالضاد المعجمة، كان يعمل بها
الخز قديما. وينسب إلى هذه الناحية الفقيه عبد
الخالق بن أبي المعالي بن محمد الأراني الشافعي، قدم
الموصل وتفقه على أبي حامد بن يونس، وكان
كثيرا ما ينشد قول أبي المعالي الجويني الامام:
بلاد الله واسعة فضاها،
ورزق الله في الدنيا فسيح
فقل للقاعدين على هوان:
إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا
وأران أيضا: قلعة مشهورة من نواحي قزوين.
أرباع: جمع ربع: وهو اسم موضع.
أربد: بالفتح، ثم السكون والباء الموحدة: قرية
بالأردن، قرب طبرية، عن يمين طريق المغرب،
بها قبر أم موسى بن عمران، عليه السلام، وقبور
أربعة من أولاد يعقوب، عليه السلام، وهم: دان،
وأيساخار، وزبولون، وكاد، فيما زعموا.
الأربس: بالضم ثم السكون والباء الموحدة مضمومة
وسين مهملة: مدينة وكورة بإفريقية، وكورتها واسعة،
وأكثر غلتها الزعفران، وبها معدن حديد، وبينها
وبين القيروان ثلاثة أيام من جهة المغرب، قال أبو عبيد
البكري: الأربس مدينة مسورة، لها ربض كبير،
ويعرف ببلد العنبر، واليها سار إبراهيم بن الأغلب،
حين خرج من القيروان في سنة 196، وزحف إليها
أبو عبد الله الشيعي ونازلها، وبها جمهور أجناد أفريقية،
مع إبراهيم بن الأغلب، ففر عنها في جماعة من القواد
والجند إلى طرابلس، ودخلها الشيعي عنوة، ولجأ
أهلها ومن بقي فيها من فل الجند إلى جامعها،
فركب بعض الناس بعضا، فقتلهم الشيعي أجمعين،
حتى كانت الدماء تسيح من أبواب الجامع، كسيلان
الماء بوابل الغيث، وكان في المسجد ألوف، وكان
ذلك من أول العصر إلى آخر الليل، وإلى هذا
الوقت، كانت ولاية بني الأغلب لإفريقية، ثم انقرضت،
وينسب إليها أبو طاهر الأربسي الشاعر من أهل مصر،
وهو القائل لابن فياض سليمان:
وقانا الله شرة لحية ليست
تساوي، في نفاق الشعر، بعره
ويعلى بن إبراهيم الأربسي شاعر مجود، ذكره ابن
رشيق في الأنموذج، وذكر ان وفاته كانت بمصر في
سنة 418، وقد أربى على الستين.
الأربعاء: بالفتح ثم السكون، وفتح الباء الموحدة،
والعين المهملة، والألف ممدودة، كذا ضبطه أبو بكر
محمد بن الحسن الزبيدي، فيما استدركه على سيبويه
136

في الأبنية، وقال: هو افعلاء بفتح العين، ولم يأت
بغيره على هذا الوزن، وأنشد لسحيم بن وثيل
الرياحي:
ألم ترنا بالأربعاء وخيلنا،
غداة دعانا قعنب والكياهم
وقد قيل فيه أيضا: الأربعاء، بضم أوله وسكون
الثاني، وضم الباء الموحدة، قلت: والمعروف سوق
الأربعاء: بلدة من نواحي خوزستان على نهر، ذات
جانبين، وبها سوق، والجانب العراقي أعمر، وفيه
الجامع.
أربق: بالفتح ثم السكون، وباء مفتوحة موحدة،
وقد تضم، وقاف، ويقال بالكاف مكان القاف،
وقد ذكر بعده: من نواحي رامهرمز من نواحي
خوزستان، ينسب إليها أبو طاهر علي بن أحمد بن
الفضل الرامهرمزي الأربقي، وقرأت في كتاب
المفاوضة لابي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب:
حدثني القاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الأربقي
بأربق، وكان رجلا فاضلا، قاضي البلد وخطيبه
وإمامه في شهر رمضان، ومن الفضل على منزلة،
قال: تقلد بلدنا بعض العجم الجفاة، والتف به
جماعة ممن حسدني وكره تقدمي، فصرفني عن
القضاء، ورام صرفي عن الخطابة والإمامة، فثار
الناس، ولم يساعده المسلمون، فكتبت إليه بهذه
الأبيات:
قل للذين تألبوا وتحزبوا:
قد طبت نفسا عن ولاية أربق
هبني صددت عن القضاء تعديا،
أأصد عن حذقي به وتحققي؟
وعن الفصاحة والنزاهة والنهى،
خلقا خصصت به، وفضل المنطق
أربك: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة، تضم
وتفتح، وآخره كاف، وهو الذي قبله بعينه، يقال
بالكاف والقاف من نواحي الأهواز: بلد وناحية ذات
قرى ومزارع، وعنده قنطرة مشهورة، لها ذكر في
كتب السير، وأخبار الخوارج وغيرهم. فتحها
المسلمون عام سبعة عشر في خلافة أمير المؤمنين عمر
ابن الخطاب، رضي الله عنه، قبل نهاوند، وكان أمير
جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني، وقد قال
في ذلك:
عوت فارس، واليوم حام أواره
بمحتفل بين الدكاك وأربك
فلا غرو إلا حين ولوا وأدركت
جموعهم خيل الرئيس ابن أرمك
وأفلتهن الهرمزان موابلا،
به ندب من ظاهر اللون أعتك
إربل: بالكسر ثم السكون، وباء موحدة مكسورة،
ولام، بوزن إثمد، ولا يجوز فتح الهمزة لأنه
ليس في أوزانهم مثل أفعل، إلا ما حكى سيبويه
من قولهم: أصبع وهي لغة قليلة غير مستعملة،
فإن كان إربل عربيا، فقد قال الأصمعي: الربل
ضرب من الشجر، إذا برد الزمان عليه وأدبر
الصيف تفطر بورق أخضر من غير مطر، يقال
تربلت الأرض، لا يزال بها ربل، فيجوز
تكون إربل مشتقة من ذلك. وقد قال الفراء
الريبال النبات الكثير الملتف الطويل، فيجوز أن تكون
هذه الأرض، اتفق فيها في بعض الأعوام من الخصب،
وسعة النبت ما دعاهم إلى تسميتها بذلك. ثم استمر،
137

كما فعلوا بأسماء الشهور، فإنهم سموا كل شهر بما
اتفق به في فصله، من حرر أو برد، فسقط جمادى
في شدة البرد وجمود المياه، والربيعان في أيام الصيف،
وصفر حيث صفرت الأرض من الخيرات، وكانت
تسميتها لذلك في أزمنة متباعدة، ولم يكن في عام
واحد متوال، ولو كان في عام واحد، كان من
المحال أن يجئ جمادى، وهم يريدون به جمود
الماء وشدة البرد، بعد الربيع، ثم تغيرت الأزمنة
ولزمها ذلك الاسم، وإربل: قلعة حصينة، ومدينة
كبيرة، في فضاء من الأرض واسع بسيط، ولقلعتها
خندق عميق، وهي في طرف من المدينة، وسور
المدينة ينقطع في نصفها، وهي على تل عالم من التراب،
عظيم واسع الرأس، وفي هذه القلعة أسواق ومنازل
للرعية، وجامع للصلاة، وهي شبيهة بقلعة حلب،
إلا أنها أكبر وأوسع رقعة. طول إربل تسع
وستون درجة ونصف، وعرضها خمس وثلاثون درجة
ونصف وثلث، وهي بين الزابين، تعد من أعمال
الموصل، وبينهما مسيرة يومين. وفي ربض هذه
القلعة، في عصرنا هذا، مدينة كبيرة، عريضة طويلة،
قام بعمارتها، وبناء سورها، وعمارة أسواقها وقيسارياتها،
الأمير مظفر الدين كوكبرى بن زين الدين كوجك
علي، فأقام بها، وقامت، بمقامه بها، لها سوق وصار
له هيبة، وقاوم الملوك ونابذهم بشهامته وكثرة
تجربته حتى هابوه، فانحفظ بذلك أطرافه، وقصدها
الغرباء، وقطنها كثير منهم، حتى صارت مصرا
كبيرا من الأمصار. وطباع هذا الأمير مختلفة
متضادة، فإنه كثير الظلم، عسوف بالرعية، راغب
في أخذ الأموال من غير وجهها، وهو مع ذلك
مفضل على الفقراء، كثير الصدقات على الغرباء، يسير
الأموال الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي
الكفار، وفي ذلك يقول الشاعر:
كساعية للخير من كسب فرجها،
لك الويل! لا تزني ولا تتصدقي
ومع سعة هذه المدينة، فبنيانها وطباعها بالقرى
أشبه منها بالمدن، وأكثر أهلها أكراد قد استعربوا،
وجميع رساتيقها وفلاحيها وما ينضاف إليها أكراد،
وينضم إلى ولايتها عدة قلاع، وبينها وبين بغداد
مسيرة سبعة أيام للقوافل، وليس حولها بستان، ولا
فيها نهر جار على وجه الأرض، وأكثر زروعها على
القني المستنبطة تحت الأرض، وشربهم من آبارهم
العذبة الطيبة المريئة، التي لا فرق بين مائها وماء
دجلة في العذوبة والخفة، وفواكهها تجلب من جبال
تجاورها، ودخلتها فلم أر فيها من ينسب إلى فضل
غير أبي البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب
ابن غنيمة بن غالب، يعرف بالمستوفي، فإنه متحقق
بالأدب، محب لأهله، مفضل عليهم، وله دين
واتصال بالسلطان، وخلة شبيهة بالوزارة، وقد
سمع الحديث الكثير ممن قدم عليهم إربل، وألف
كتبا، وقد أنشدني من شعره، وكتب لي بخطه
عدة قطع، منها:
تذكر نيك الريح مرت عليلة
على الروض مطلولا، وقد وضح الفجر
وما بعدت دار، ولا شط منزل،
إذا نحن أدنتنا الأماني والذكر
وقد كان اشتهر شعر نوشروان البغدادي، المعروف
بشيطان العراق الضرير، فيها سالكا طريق الهزل،
راكبا سنن الفكاهة، موردا ألفاظ البغداديين
والأكراد، ثم إقلاعه عن ذلك والرجوع عنه،
ومدحه لإربل، وتكذيبه نفسه، وأنا أورد مختار
138

كلمتيه هاهنا، قصدا لترويح الأرواح، والأحماض
بنوع ظريف من المزاح، وهي هذه:
تبا لشيطاني وما سولا،
لأنه أنزلني إربلا
نزلتها في يوم نحس، فما
شككت أني نازل كربلا
وقلت ما أخطأ الذي مثلا
بإربل، إذ قال: بيت الخلا
هذا، وفي البازار قوم إذا
عاينتهم، عاينت أهل البلا
من كل كردي حمار، ومن
كل عراقي، نفاه الغلا
أما العراقيون ألفاظهم:
جب لي جفاني جف جال الجلا
جمالك أي جعجع جبه تجي
تجب جماله، قبل أن ترجلا
هيا مخاعيطي الكشحلي، مشى
كف المكفني اللنك أي بو العلا
جفه بجعصه، انتفه مدة
يكفو به، أشفقه بالملا
عكلي ترى هواي قسيمه أعفقه،
قل له البويذ بخين كيف انقلا
هذي القطيعة هجعة الخط من
عندي تدفع، كم تحط الكلأ
والكرد لا تسمع إلا جيا،
أو نجيا أو نتوى زنكلا
كلا، وبوبو علكو خشتري
خيلو وميلو، موسكا منكلا
ممو ومقو ممكي ثم إن
قالوا: بو يركي تجي؟ قلت: لا
وفتية تزعق، في سوقهم
سردا، جليدا، صوتهم قد علا
وعصبة تزعق، والله تنفر
وشوترايم، هم سخام الطلا
ربع خلا من كل خير، بلى
من كل عيب، وسقوط ملا
فلعنة الله على شاعر
يقصد ربعا، ليس فيه كلا
أخطأت، والمخطئ في مذهبي
يصفع، في قمته، بالدلا
إذ لم يكن قصدي إلى سيدي
جماله، قد جمل الموصلا
ثم قال يعتذر من هجائه لإربل، ويمدح الرئيس مجد
الدين داود بن محمد، كتبت منها ما يليق بهذا
الكتاب، وألقيت السخف والمزح:
قد تاب شيطاني وقد قال لي:
لا عدت أهجو بعدها إربلا
كيف؟ وقد عاينت في صدرها
صدرا، رئيسا سيدا مقبلا
مولاي مجد الدين، يا ماجدا
شرفه الله، وقد خولا
عبدك نوشروان، في شعره،
ما زال للطيبة مستعملا
لولاك، ما زارت ربى إربل
أشعاره قط، ولا عولا
ولو تلقاك بها لم يقل:
تبا لشيطاني، وما سولا
139

هذا، وفي بيتي سئت، إذا
أبصرها غيري انثنى أحولا
تقول: فصل كازروني، وإنطاكي،
وألا ناطح الأيلا
فقلت: ما في الموصل اليوم لي
معيشة، قالت: دع الموصلا
واقصد إلى إربل وأربع بها،
ولا تقل ربعا قليل الكلأ
وقل: أنا أخطأت في ذمها،
وحط في رأسك خلع الدلا
وقل: أبي القرد، وخالي وأنا
كلب، وإن الكلب قد خولا
وعمتي قادت على خالتي،
وأمي القحبة رأس البلا
وأختي القلفاء شبارة،
ملاحها قد ركب الكوثلا
فربعنا ملآن من فسقنا،
وقط من ناكتنا ما خلا
وكل من واجهنا وجهه
سخم فيه، بالسخام، الطلا
يا إربلين اسمعوا كلمة،
قد قال شيطاني واسترسلا:
فالآن عنكم قد هجا نفسه،
بكل قول يخرس المقولا
هيج ذاك الهجو، عن ربعكم،
كل أخير ينقض الأولا
وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث،
منهم أبو أحمد القاسم بن المظفر الشهر زوري الشيباني
الأربلي وغيره. وإربيل أيضا: اسم لمدينة صيداء
التي بالساحل من أرض الشام عن نصر، وتلقنه عنه
الحازمي، والله أعلم.
أربنجن: بالفتح ثم السكون، وكسر الباء الموحدة،
وسكون النون، وفتح الجيم، وآخره نون: بليدة
من نواحي الصغد، ثم من أعمال سمرقند، وربما
أسقطوا الهمزة فقالوا ربنجن. منها أبو بكر أحمد بن
محمد بن موسى بن رجاء الأربنجني، كان فقيها حنفيا،
مات سنة 369، وغيره.
أربونة: بفتح أوله ويضم، ثم السكون، وضم الباء
الموحدة، وسكون الواو، ونون وهاء: بلد في
طرف الثغر من أرض الأندلس، وهي الآن بيد
الإفرنج، بينها وبين قرطبة، على ما ذكره ابن
الفقيه، ألف ميل، والله أعلم.
أربة: بالتحريك والباء الموحدة: اسم مدينة بالمغرب
من أعمال الزاب، وهي أكبر مدينة بالزاب، يقال
إن حولها ثلاثمائة وستين قرية.
أربيخ: بالفتح، ثم السكون، وكسر الباء الموحدة،
وياء ساكنة، وخاء معجمة: بلد في غربي حلب.
أرتاح: بالفتح ثم السكون، وتاء فوقها نقطتان،
وألف وحاء مهملة: اسم حصن منيع، كان من
العواصم من أعمال حلب، قال أبو علي: يجوز أن
يكون أرتاح افتعل من الراحة، وهمزته مقطوعة،
ويجوز أن يكون أرتاح أفعال كأنبار. وينسب إليه
الحسين بن عبد الله الأرتاحي، روي عن عبد الله بن
حبيق، وأبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن شواس
الكناني المقري المعدل أصله من أرتاح: مدينة من
أعمال حلب، وتولى الاشراف على وقوف جامع
140

دمشق. حدث غن الفضل بن جعفر، ويوسف بن
القاسم الميانجي، وأبي العباس أحمد بن محمد البرذعي،
روى عنه أبو علي الأهوازي وهو من أقرانه
وغيره، مات سنة 439، وفي تاريخ دمشق علي بن عبد
الواحد بن الحسن بن علي بن الحسن بن شواس أبو
الحسن بن أبي الفضل بن أبي علي المعدل أصلهم من
أرتاح. سمع أبا العباس بن قبيس وأبا القاسم بن أبي
العلاء والفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم، وكان أمينا على
المواريث ووقف الاشراف، وكان ذا مروءة، قال:
سمعت منه وكان ثقة لم يكن الحديث من صناعته،
توفي في ثالث عشر ربيع الآخر سنة 523، وأبو عبد
الله محمد بن أحمد بن حامد بن مفرج بن غياث
الأرتاحي من أرتاح الشام، وكان يقول: نحن من
أرتاح البصر لان يعقوب، عليه السلام، بها رد
عليه بصره، روى بالإجازة عن أبي الحسن علي بن
الحسين بن عمر الفراء وهو آخر من حدث بها في
الدنيا، مات سنة 601.
أرتامة: بالتاء فوقها نقطتان: من مياه غني بن أعصر،
عن أبي زياد.
أرتل: بضم التاء فوقها نقطتان ولام: حصن أو قرية
باليمن من حازة بني شهاب.
أرتيان: بالفتح ثم السكون، وتاء فوقها نقطتان
مكسورة، وياء وألف ونون: قرية من نواحي أستوا
من أعمال نيسابور، منها أبو عبد الله الحسن بن
إسماعيل بن علي الأرتياني النيسابوري، مات بعد
العشر والثلاثمائة.
الأرتيق: بالضم، والذي سمعته من أفواه أهل حلب،
الأرتيق بالفتح: كورة من أعمال حلب من جهة
القبلة.
ارثخشميثن: بالفتح ثم السكون، وثاء مثلثة مفتوحة،
وخاء معجمة مضمومة، وشين ساكنة معجمة، وميم
مكسورة، وثاء مثلثة مفتوحة، ونون، وربما
أسقطت الهمزة من أوله: مدينة كبيرة ذات أسواق
عامرة ونعمة وافرة، ولأهلها ظاهرة وهي في قدر
نصيبين، إلا أنها أعمر وآهل منها. وهي من أعمال
خوارزم من أعاليها، بينها وبين الجرجانية، مدينة
خوارزم، ثلاثة أثام، قدمت إليها في شوال سنة 616،
قبل ورود التتر إلى خوارزم بأكثر من عام،
وخلفتها على ما وصفت، ولا أدري ما كان من
أمرها بعد ذلك. وكنت قد وصلتها من ناحية مرو
بعد أن لقيت من ألم البرد، وجمود نهر جيحون على
السفينة التي كنت بها، وقد أيقنت أنا ومن في
صحبتي بالعطب، إلى أن فرج الله علينا بالصعود إلى
البر، فكان من البرد والثلوج في البر، ما لا يبلغ
القول إلى وصف حقيقته، وعدم الظهر الذي يركب،
فوصلت إلى هذه المدينة بعد شدائد، فكتبت على
حائط خان سكنته إلى أن تيسر المضي إلى
الجرجانية، واختصرت بعض الاسم ليستقيم الوزن:
ذممنا رخشميثن، إذا حللنا
بساحتها، لشدة ما لقينا
أتيناها، ونحن ذوو يسار
فعدنا، للشقاوة، مفلسينا
فكم بردا لقيت بلا سلام،
وكم ذلا، وخسرانا مبينا
رأيت النار ترعد فيه بردا،
وشمس الأفق تحذر أن تبينا
وثلجا تقطر العينان منه،
ووحلا يعجز الفيل المتينا
141

وكالأنعام أهلا، في كلام
وفي سمت، وأفعالا ودينا
إذا خاطبتهم قالوا: بفسا،
وكم من غصة قد جرعونا
فأخرجنا، أيا رباه! منها،
فإن عدنا، فإنا ظالمونا
وليس الشأن في هذا، ولكن
عجيب أن نجونا سالمينا
ولست بيائس، والله أرجو،
بعيد العسر، من يسر يلينا
قال هذه الأبيات وسطرها على ركاكتها وغثاثتها،
لان الخاطر لصداه، لم يسمح بغيرها، من نسبته
صحيحة الطرفين، سقيمة العين، أحد صحيحيها
ذلقي يمنع الإمالة، والآخر شفهي محتمل الاستحالة،
وقد لاقى العبر في وعثاء السفر، يخفى نفسه عفافا
ولينال الناس كفافا، وكتب في شوال سنة 616،
قلت: وأما ذمي لذلك البلد وأهله إنما كان نفثة
مصدور اقتضاها ذلك الحادث المذكور، وإلا فالبلد
وأهله بالمدح أولى، وبالتقريظ أحق وأحرى.
أرثد: بالفتح ثم السكون، وثاء مثلثة، ودال مهملة،
والرثد المتاع المنضود بعضه على بعض، والرثدة،
بالكسر، الجماعة من الناس يقيمون ولا يظعنون،
أرثد القوم أي أقاموا، واحتفر القوم حتى أرثدوا
أي بلغوا الثرى، وأرثد: اسم واد بين مكة
والمدينة في وادي الأبواء، وفي قصة لمعاوية رواها
جابر في يوم بدر، قال: فأين مقيلك؟ قال:
بالهضبات من أرثد، وقال الشاعر:
محل أولي الخيمات من بطن أرثدا
وقال كثير:
وإن شفائي نظرة، إن نظرتها
إلى ثافل يوما، وخلفي شنائك
وأن تبرز الخيمات من بطن أرثد
لنا، وجبال المرختين الدكائك
وقال بعضهم في الخيمات:
ألم تسأل الخيمات، من بطن أرثد
إلى النخل من ودان، ما فعلت نعم؟
تشوقني بالعرج منها منازل،
وبالخبت من أعلى منازلها رسم
فإن يك حرب بين قومي وقومها،
فإني لها في كل ثائرة سلم
أسائل عنها كل ركب لقيته،
ومالي بها من بعد مكتبنا علم
الأرجام: بالفتح ثم السكون، وجيم وألف وميم
جبل، قال جبيهاء الأشجعي:
إن المدينة لا مدينة، فالزمي
أرض الستار وقنة الأرجام
أرجان: بفتح أوله وتشديد الراء، وجيم وألف ونون،
وعامة العجم يسمونها أرغان، وقد خفف المتنبي
الراء فقال:
أرجان أيتها الجياد، فإنه
عزمي الذي يدع الوشيح مكسرا
وقال أبو علي: أرجان وزنه فعلان، ولا تجعله
أفعلان، لأنك إن جعلت الهمزة زائدة، جعلت الفاء
والعين من موضع واحد، وهذا لا ينبغي أن يحمل
على شئ لقلته. ألا ترى أنه لا يجئ منه إلا حروف
142

قليلة، فإن قلت إن فعلان بناء نادر، لم يجئ في
شئ من كلامهم، وأفعلان قد جاء نحو أنبخان
وأزونان، قيل: هذا البناء وإن لم يجئ في الأبنية
العربية، فقد جاء في العجمي بكم اسما، ففعلان مثله
إذا لم يقيد بالألف والنون، ولا ينكر أن يجئ
العجمي على ما لا تكون عليه أمثلة العربي. ألا ترى
أنه قد جاء فيه نحو سراويل في أبنية الآحاد، وإبريسم
وآجر ولم يجئ على ذلك شئ من أبنية كلام العرب؟
فكذلك أرجان، ويدلك على أنه لا يستقيم أن
يحمل على أفعلان، أن سيبويه جعل إمعة فعلة،
ولم يجعله إفعلة، بناء لم يجئ في الصفات وإن كان
قد جاء في الأسماء نحو إشفى وإنفحة وإبين،
وكذلك قال أبو عثمان في أما، في قولك: أما زيد
فمنطلق، إنك لو سميت بها لجعلتها فعلا ولم تجعلها
أفعل لما ذكرنا، وكذلك يكون على قياس قول
سيبويه وأبي عثمان: الإجاص والإجانة والإجار
فعالا، ولا يكون إفعالا. والهمزة فيها فاء الفعل،
وحكى أبو عثمان: في همزة إجانة الفتح والكسر،
وأنشدني محمد بن السري:
أراد الله أن يخزي بجيرا،
فسلطني عليه بأرجان
وقال الإصطخري: أرجان مدينة كبيرة كثيرة
الخير، بها نخيل كثيرة وزيتون وفواكه الجروم
والصرود، وهي برية بحرية، سهلية جبلية، ماؤها
يسيح بينها وبين البحر مرحلة، وبينها وبين شيراز
ستون فرسخا، وبينها وبين سوق الأهواز ستون
فرسخا، وكان أول من أنشأها، فيما حكته الفرس،
قباذ بن فيروز والد أنوشروان العادل، لما استرجع
الملك من أخيه جاماسب وغزا الروم، افتتح من ديار
بكر مدينتين: ميافارقين وآمد وكانتا في أيدي
الروم، وأمر فبني فيما بين حد فارس والأهواز
مدينة سماها أبزقباذ، وهي التي تدعى أرجان،
وأسكن فيها سبي هاتين المدينتين، وكورها كورة،
وضم إليها رساتيق من رامهرمز وكورة سابور
وكورة أردشير خره وكورة أصبهان، هكذا قيل.
وإن أرجان لها ذكر في الفتوح، ولا أدري أهي
غيرها أم إحدى الروايتين غلط، وقيل: كانت كورة
أرجان بعضها إلى أصبهان، وبعضها إلى إصطخر، وبعضها
إلى رامهرمز، فصيرت في الاسلام كورة واحدة
من كور فارس. وحدث أحمد بن محمد بن الفقيه،
قال: حدثني محمد بن أحمد الأصبهاني، قال: بأرجان
كهف في جبل ينبع منه ماء شبيه بالعرق من
حجارة، فيكون منه هذا الموميا الأبيض الجيد،
وعلى هذا الكهف باب من حديد وحفظة، ويغلق
ويختم بخاتم السلطان إلى يوم من السنة يفتح فيه،
ويجتمع القاضي وشيوخ البلد حتى يفتح بحضرتهم،
ويدخل إليه رجل ثقة عريان، فيجمع ما قد اجتمع
من الموميا، ويجعله في قارورة، فيصير ذلك مقدار
مائة مثقال أو دونها، ثم يخرج ويختم الباب بعد قفله
إلى قابل، ويوجه بما اجتمع منه إلى السلطان، وخاصيته
لكل صدع أو كسر في العظم يسقى الانسان
الذي قد انكسر شئ من عظامه مثل العدسة،
فينزل أول ما يشربه إلى الكسر فيجبره ويصلحه
لوقته، وقد ذكر البشاري والاصطخري: إن هذا
الكهف بكورة دارابجرد. وأنا أذكره إن شاء الله
هناك. ومن أرجان إلى النوبندجان نحو شيراز ستة
وعشرون فرسخا، وبينهما شعب بوان الموصوف
بكثرة الأشجار والنزهة، وسنذكره في موضعه إن
شاء الله تعالى. وينسب إلى أرجان جماعة كثيرة من
143

أهل العلم، منهم أبو سهل أحمد بن سهل الارجاني،
حدث عن أبي محمد زهير بن محمد البغدادي، حدث
عنه أبو محمد عبد الله بن محمد الإصطخري، وأبو عبد
الله محمد بن الحسن الارجاني، حدث عن أبي خليفة
الفضل بن الحباب الجمحي، حدث عنه محمد بن عبد
الله بن باكويه الشيرازي، وأبو سعد أحمد بن محمد
ابن أبي نصر الضرير الارجاني الجلكي الأصبهاني،
سمع من فاطمة الجوزدانية، ومات في شهر ربيع
الأول سنة 606، والقاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن
الحسين الارجاني الشاعر المشهور، كان قاضي تستر،
ولد في حدود سنة 460 ومات في سنة 544، وغيرهم.
أرجذونة: بالضم ثم السكون، وضم الجيم والذال
المعجمة، وسكون الواو، وفتح النون، وهاء: مدينة
بالأندلس، قال ابن حوقل: رية كورة عظيمة
بالأندلس مدينتها أرجذونة، منها كان عمرو بن
حفصويه الخارج على بني أمية.
أرجكوك: بالفتح ثم السكون، وفتح الجيم، وكاف
مضمومة، وواو ساكنة، وكاف: مدينة قرب
ساحل إفريقية، لها مرسى في جزيرة ذات مياه، وهي
مسكونة، وأرجكوك على واد يعرف بتافنا،
بينها وبين البحر ميلان.
إرجنوس: بالكسر ثم السكون، وفتح الجيم،
وتشديد النون وفتحها، وسكون الواو، وسين مهملة:
قرية بالصعيد من كورة البهنسا.
أرجونة: بالفتح ثم السكون، وجيم مضمومة وواو
ساكنة، ونون: بلد من ناحية جيان بالأندلس، منها
شعيب بن سهيل بن شعيب الأرجوني، يكنى أبا محمد،
عني بالحديث والرأي، ورحل إلى المشرق، فلقي جماعة
من أئمة العلماء، وكان من أهل الفهم بالفقه والرأي.
أرجيش: بالفتح ثم السكون، وكسر الجيم، وياء
ساكنة، وشين معجمة، مدينة قديمة من نواحي إرمينية
الكبرى قرب خلاط، وأكثر أهلها أرمن نصارى.
طولها ست وستون درجة وثلث وربع، وعرضها
أربعون درجة وثلث وربع، ينسب إليها الفقيه الصالح
أبو الحسن علي بن محمد بن منصور بن داود الأرجيشي،
مولده في خانقاه أبي إسحاق من أعمال أرجيش، تفقه
للشافعي وأقام بحلب متعبدا بمدرسة الزجاجين، قانعا
باليسير من الرزاق، فإذا زادوه عليه شيئا لم يقبله،
ويقول: في الواصل إلي كفاية، وكان مقداره اثني
عشر درهما، لقيته وأقمت معه في المدرسة فوجدته
كثير العبادة، ملازما للصمت، وقد ذكرته لما أعجبني
من حسن طريقته.
الأرحاء: جمع رحى التي يطحن بها: اسم قرية
قرب واسط العراق، وينسب إليها أبو السعادات علي
ابن أبي الكرم بن علي الأرحائي الضرير، سمع صحيح
البخاري ببغداد من أبي الوقت عبد الأول وروى،
ومات في سلخ جمادى الآخرة سنة 609، وسماعه
صحيح.
أرحب: بالفتح ثم السكون، وحاء مهملة مفتوحة،
وباء موحدة، وزن أفعل، من قولهم: بلد رحب
أي واسع، وأرض رحبة، وهذا أرحب من هذا
أي أوسع. وأرحب: مخلاف باليمن سمي بقبيلة
كبيرة من همدان، واسم أرحب مرة بن دعام
ابن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل
ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، وإليه
تنسب الإبل الأرحبية، وقيل: أرحب بلد على
ساحل البحر، بينه وبين ظفار نحو عشرة فراسخ.
الأرحضية: بالضاد المعجمة، وياء مشددة: موضع
قرب أبلى وبئر معونة، بين مكة والمدينة.
144

الأرخ: بفتح أوله وثانيه، والخاء معجمة: قرية في أجاء
أحد جبلي طيئ لبني رهم.
أرخس: بضم أوله وثانيه، وسكون الخاء المعجمة،
وسين مهملة: قرية من ناحية شاوذار من نواحي
سمرقند عند الجبال، بينها وبين سمرقند أربعة فراسخ،
ينسب إليها العباس بن عبد الله الأرخسي، ويقال
الرخسي.
أرخمان: بالفتح ثم السكون، وضم الخاء المعجمة،
وميم، وألف، ونون: بليدة من نواحي فارس من
كورة إصطخر.
أرد: بالضم ثم السكون ودال مهملة: كورة بفارس
قصبتها تيمارستان.
أرد: بالفتح ثم السكون، ودال مهملة: من قرى
فوشنج.
أردبيل: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال، وكسر
الباء، وياء ساكنة، ولام: من أشهر مدن أذربيجان،
وكانت قبل الاسلام قصبة الناحية، طولها ثمانون درجة،
وعرضها ست وثلاثون درجة وثلاث وثلاثون دقيقة،
طالعها السماك، بيت حياتها أول درجة من الحمل،
تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها
من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها
مثلها من الميزان، وهي في الاقليم الرابع، وقال
أبو عون في زيجه: طولها ثلاث وسبعون درجة
ونصف، وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وهي مدينة
كبيرة جدا، رأيتها في سنة سبع عشرة وستمائة،
فوجدتها في فضاء من الأرض فسيح، يتسرب في
ظاهرها وباطنها عدة أنهار كثيرة المياه، ومع ذلك
فليس فيها شجرة واحدة من شجر جميع الفواكه،
لا في ظاهرها ولا في باطنها، ولا في جميع الفضاء
الذي هي فيه، وإذا زرع أو غرس فيها شئ من
ذلك لا يفلح، هذا مع صحة هوائها وعذوبة مائها
وجودة أرضها، وهو من أعجب ما رأيته، فإنه
خفي السبب، وإنما تجلب إليها الفواكه من وراء
الجبل من كل ناحية مسيرة يوم وأكثر وأقل، وبينها
وبين بحر الخزر مسيرة يومين، بينهما غيضة أشبة،
إذا دهمهم أمر التجأوا إليها فتمنعهم وتعصمهم
ممن يريد أذاهم، فهي معقلهم، ومنها يقطعون
الخشب الذي يصنعون منه قصاع الخلنج والصواني،
وفي المدينة صناع كثيرة برسم إصلاحه وعمله،
وليس المجلوب منه من هذا البلد بالجيد، فإنه لا
توجد منه قط قطعة خالية من عيب مصلحة، وقد
حضرت عند صناعه والتمست منهم قطعة خالية
من العيب فعرفوني أن ذلك معدوم، إنما الفاضل
من هذا المجلوب من الري، فإني حضرت عند صناعه
أيضا فوجدت السليم كثيرا، ثم نزل عليها التتر
وأبادوهم بعد انفصالي عنها، وجرت بينهم وبين أهلها
حروب، ومانعوا عن أنفسهم أحسن ممانعة، حتى
صرفوهم عنهم مرتين، ثم عادوا إليهم في الثالثة فضعفوا
عنهم فغلبوا أهلها عليها وفتحوها عنوة، وأوقعوا
بالمسلمين وقتلوهم، ولم يتركوا منهم أحدا وقعت
عينهم عليه، ولم ينج منهم إلا من أخفى نفسه عنهم،
وخربوها خرابا فاحشا ثم انصرفوا عنها، وهي على
صورة قبيحة من الخراب وقلة الأهل، والآن عادت
إلى حالتها الأولى وأحسن منها، وهي في يد التتر،
قيل: إن أول من أنشأها فيروز الملك، وسماها
باذان فيروز، وقال أبو سعد: لعلها منسوبة إلى
أردبيل بن أرميني بن لنطي بن يونان، ورطلها كبير،
وزنه ألف درهم وأربعون درهما، وبينها وبين
سراو يومان، وبينها وبين تبريز سبعة أيام، وبينها
145

وبين خلخال يومان، ينسب إليها خلق كثير من
أهل العلم في كل فن.
أردستان: بالفتح ثم السكون، وكسر الدال المهملة،
وسكون السين المهملة، وتاء مثناة من فوقها، وألف،
ونون، قال الإصطخري: أردستان مدينة بين قاشان
وأصبهان، بينها وبين أصبهان ثمانية عشر فرسخا،
وهي على فرسخين من أزوارة، وهي على طرف
مفازة كركسكوه، وبناؤها آزاج، ولها دور
وبساتين نزهات كبار، وهي مدينة عليها سور، ولها
حصن في كل محلة، وفي وسط حصن منها بيت نار،
يقال إن أنوشروان ولد بها، وبها أبنية من بناء
أنوشروان بن قباذ، وأهلها كلهم أصحاب الرأي،
ولهم رساتيق كثيرة كبار، وترفع منها الثياب
الحسنة تحمل إلى الآفاق، وينسب إليها طائفة كثيرة
من أهل العلم في كل فن، منهم القاضي أبو طاهر
زيد بن عبد الوهاب بن محمد الأردستاني الأديب
الشاعر، قدم نيسابور وسمع من أصحاب الأصم،
روى عنه عبد الغافر الفارسي، وذكره في صلة
تاريخ نيسابور. وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن داود
ابن سليمان الأردستاني الأديب، حدث عن محمد
ابن عبيد النهر ديري وغيره، وكتب عنه أحمد بن
محمد الجراد بأصبهان، ومات في ذي القعدة سنة
415. وأبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن
بابويه الأردستاني نزيل نيسابور، توفي سنة 409.
أردشاط: في كتاب الفتوح: وسار حبيب بن مسلمة
من أرجيش فأتى أردشاط، وهي قرية القرمز،
فأجاز نهر الأكراد، ونزل مرج دبيل.
أردشير خره: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال
المهملة، وكسر الشين المعجمة، وياء ساكنة، وراء،
وخاء معجمة مضمومة، وراء مفتوحة مشددة، وهاء:
وهو اسم مركب معناه بهاء أردشير، وأردشير ملك
من ملوك الفرس، وهي من أجل كور فارس،
ومنها مدينة شيراز وجور وخبر وميمند
والصيمكان والبرجان والخوار وسيراف وكام فيروز
وكازرون، وغير ذلك من أعيان مدن فارس،
قال البشاري: أردشير خره كورة قديمة، رسمها
نمرود بن كنعان ثم عمرها بعده سيراف بن فارس،
وأكثرها ممتد على البحر، شديدة الحر كثيرة الثمار،
قصبتها سيراف. ومن مدنها: جور وميمند ونائن
والصيمكان وخبر وخوزستان والغندجان وكران
وشميران وزير باذ ونجيرم، وقال الإصطخري:
أردشير خره تلي كورة إصطخر في العظم، ومدينتها
جور، وتدخل في هذه الكورة كورة فناخره،
وبأردشير خره مدن هي أكبر من جور، مثل
شيراز وسيراف، وإنما كانت جور مدينة أردشير خره،
لان جور مدينة بناها أردشير، وكانت دار مملكته،
وشيراز وإن كانت قصبة فارس، وبها الدواوين ودار
الامارة، فإنها مدينة محدثة، بنيت في الاسلام.
أرد مشت: بضم الدال المهملة والميم، وسكون الشين
المعجمة، وتاء فوقها نقطتان: اسم قلعة حصينة قرب
جزيرة ابن عمر، في شرقي دجلة الموصل، على جبل
الجودي. وهو الآن لصاحب الموصل، وتحتها دير
الزعفران، وهي قلعة أيضا، وكان أهل أردمشت
قد عصوا على المعتضد بالله وتحصنوا بها، حتى قصدها
بنفسه ونزل عليها، فسلمها أهلها إليه فخربها، وعاد
راجعا. وهي التي تعرف الآن بكواشي، وليس لها
كبير رستاق، إنما لها ثلاث ضياع، فيقال: إن
المعتضد لما افتتحها بعد أن أعيت أصحابه، وشاهد قلة
دخلها، أمر بخرابها، وأنشد فيها:
146

إن أبا الوبر لصعب المقتنص
وهو إذا حصل ريح في قفص
ثم أعاد بناءها بعد أن خربها المعتضد ناصر الدولة أبو
تغلب أحمد بن حمدان، وهي في عصرنا عامرة في
مملكة صاحب الموصل، وهو بدر الدين لولو مملوك
نور الدين (أرسلان شاه) بن مسعود عز الدين بن قطب
الدين بن زنكي.
الأردن: بالضم ثم السكون، وضم الدال المهملة،
وتشديد النون، قال أبو علي: وحكم الهمزة إذا
لحقت بنات الثلاثة من العربي أن تكون زائدة حتى
تقوم دلالة تخرجها عن ذلك، وكذلك الهمزة في
أسكفة والأسرب، والأردن: اسم البلد وإن
كن معربات، قال أبو دهلب أحد بني ربيعة
ابن قريع بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم:
حنت قلوصي أمس بالأردن،
حني فما ظلمت ان تحني،
حنت بأعلى صوتها المرن،
في خرعب أجش مستجن،
فيه كتهزيم نواحي الشن
قال أبو علي: وإن شئت جعلت الأردن مثل
الأبلم، وجعلت التثقيل فيه من باب سبسب،
حتى إنك تجري الوصل مجرى الوقف، ويقوي
هذا انه يكثر مجيئه في القافية غير مشدد، نحو قول
عدي بن الرقاع العاملي:
لولا الاله وأهل الأردن اقتسمت
نار الجماعة، يوم المرج، نيرانا
قالوا: والأردن في لغة العرب النعاس، قال أباق
الزبيري:
وقد علتني نعسة الأردن،
وموهب مبر بها، مصن
هكذا يقول اللغويون: إن الأردن النعاس،
ويستشهدون بهذا الرجز، والظاهر أن الأردن الشدة
والغلبة فإنه لا معنى لقوله وقد علتني نعسة الأردن،
قال ابن السكيت: ولم يسمع منه فعل، قال: ومنه
سمي الأردن اسم كورة، وأهل السير يقولون: إن
الأردن وفلسطين ابنا سام بن ارم بن سام بن نوح،
عليه السلام، وهي أحد أجناد الشام الخمسة، وهي
كورة واسعة منها الغور وطبرية وصور وعكا وما
بين ذلك، قال أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف:
هما أردنان، أردن الكبير وأردن الصغير، فأما
الكبير فهو نهر يصب إلى بحيرة طبرية، بينه وبين
طبرية، لمن عبر البحيرة في زورق، اثنا عشر ميلا،
تجتمع فيه المياه من جبال وعيون فتجري في هذا
النهر، فتسقي أكثر ضياع جند الأردن مما يلي ساحل
الشام وطريق صور، ثم تنصب تلك المياه إلى
البحيرة التي عند طبرية، وطبرية على طرف جبل
يشرف على هذه البحيرة، فهذا النهر أعني الأردن
الكبير، بينه وبين طبرية البحيرة، وأما الأردن
الصغير فهو نهر يأخذ من بحيرة طبرية ويمر نحو
الجنوب في وسط الغور، فيسقي ضياع الغور،
وأكثر مستغلتهم السكر، ومنها يحمل إلى سائر
بلاد الشرق، وعليه قرى كثيرة، منها: بيسان
وقراوا وأريحا والعوجاء، وغير ذلك، وعلى هذا
النهر قرب طبرية قنطرة عظيمة ذات طاقات كثيرة
تزيد على العشرين، ويجتمع هذا النهر ونهر اليرموك
فيصيران نهرا واحدا، فيسقي ضياع الغور وضياع
147

البثنية، ثم يمر حتى يصب في البحيرة المنتنة في طرف
الغور الغربي. وللأردن عدة كور، منها: كورة
طبرية وكورة بيسان وكورة بيت رأس وكورة
جدر وكورة صفورية وكورة صور وكورة عكا
وغير ذلك مما ذكر في مواضعه. وللأردن ذكر
كثير في كتب الفتوح، ونذكر ههنا ما لابد منه،
قالوا: افتتح شر حبيل بن حسنة الأردن عنوة ما خلا
طبرية، فإن أهلها صالحوه على أنصاف منازلهم وكنائسهم،
وكان فتحه طبرية بعد أن حاصر أهلها أياما، فآمنهم
على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم الا ما جلوا عنه
وخلوه، واستثنى لمسجد المسلمين موضعا، ثم إنهم
نقضوا في خلافة عمر، رضي الله عنه، أيضا واجتمع إليهم
قوم من سواد الروم وغيرهم، فسير إليهم أبو عبيدة
عمرو بن العاص في أربعة آلاف ففتحها على مثل صلح
شرحبيل، وكذلك جميع مدن الأردن وحصونها على
هذا الصلح فتحا يسيرا بغير قتال، ففتح بيسان وأفيق
وجرش وبيت رأس وقدس والجولان وعكا
وصور وصفورية، وغلب على سواد الأردن وجميع
أرضها، إلا أنه لما انتهى إلى سواحل الروم، كثرت
الروم فكتب إلى أبي عبيدة يستمده، فوجه إليه أبو
عبيدة يزيد بن أبي سفيان، وعلى مقدمته معاوية أخوه،
ففتح يزيد وعمرو سواحل الروم، فكتب أبو عبيدة
إلى عمر، رضي الله عنه، بفتحها لهما، وكان لمعاوية
في ذلك بلاء حسن وأثر جميل، ولم تزل الصناعة من
الأردن بعكا إلى أن نقلها هشام بن عبد الملك إلى صور،
وبقيت على ذلك إلى صدر مديد من أيام بني العباس،
حتى اختلف باختلاف المتغلبين على الثغور الشامية،
وقال المتنبي يمدح بدر بن عمار، وكان قد ولي ثغور
الأردن والساحل من قبل أبي بكر محمد بن رائق:
تهنا بصور، أم نهنئها بكا،
وقل الذي صور، وأنت له لكا
وما صغر الأردن والساحل الذي
حبيت به، إلا إلى جنب قدركا
تحاسدت البلدان، حتى لو أنها
نفوس، لسار الشرق والغرب نحوكا
وأصبح مصر، لا تكون أميره،
ولو أنه ذو مقلة وفم، بكى
وحدث اليزيدي قال: خرجنا مع المأمون في
خرجته إلى بلاد الروم، فرأيت جارية عربية في
هودج، فلما رأتني قالت: يا يزيدي أنشدني شعرا
قلته حتى أصنع فيه لحنا، فأنشدت:
ماذا بقلبي من دوام الخفق،
إذا رأيت لمعان البرق
من قبل الأردن أو دمشق،
لان من أهوى بذاك الأفق،
ذاك الذي يملك مني رقي،
ولست أبغي ما حييت عتقي
قال: فتنفست تنفسا ظننت أن ضلوعها قد تقصفت
منه، فقلت: هذا والله تنفس عاشق، فقالت: اسكت
ويلك أنا أعشق؟ والله لقد نظرت نظرة مريبة،
فادعاها من أهل المجلس عشرون رئيسا ظريفا، وقد
نسبت العرب إلى الأردن حسان بن مالك بن مجدل؟
ابن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن
حارثة بن جناب بن هبل الكلبي، لأنه كان واليا
عليها وعلى فلسطين، وبه مهد لمروان بن الحكم
امره وهزم الزبيرية، وقتل الضحاك بن قيس الفهري
148

في يوم مرج راهط، وكانت ابنته ميسون بنت
حسان أم يزيد بن معاوية وإياه عنى عدي بن الرقاع
بقوله:
لولا الاله وأهل الأردن اقتسمت
نار الجماعة، يوم المرج، نيرانا
وإياه عنى كثير بقوله:
إذا قيل: خيل الله يوما ألا اركبي،
رضيت، بكف الأردني، انسحالها
ونسب إلى الأردن جماعة من العلماء وافرة، منهم:
الوليد بن مسلمة الأردني، حدث عن يزيد بن حسان
ومسلمة بن عدي، حدث عنه العباس بن الفضل
الدمشقي، ومحمد بن هارون الرازي، و عبد الله بن
نعيم الأردني، روى عن الضحاك بن عبد الرحمن بن
عرزب، روى عنه يحيى بن عبد العزيز الأردني،
وأبو سلمة الحكم بن عبد الله بن خطاف الأردني،
والعباس بن محمد الأردني المرادي، روى عن مالك
ابن أنس وخليد بن دعلج ذكره ابن أبي حاتم في
كتابه، وعبادة بن نسي الأردني، ومحمد بن سعيد
المصلوب الأردني مشهور وله عدة ألقاب يدلس
بها، وعلي بن إسحاق الأردني حدث عن محمد بن يزيد
المستملي، حدث أبو عبد الله بن مندة في ترجمة خشب
من معرفة الصحابة عن محمد بن يعقوب المقري عنه،
ونعيم بن سلامة السبائي، وقيل الشيباني، وقيل
الغساني، وقيل الحميري مولاهم الأردني، سمع ابن
عمرو سأله وروى عن رجل من الصحابة من بني سليم،
وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد
العزيز، وروى عنه أبو عبيد صاحب سليمان بن عبد
الملك، ورجاء بن حياة، والأوزاعي، وعطاء الخراساني،
ومحمد بن يحيى بن حبان، وعتبة بن حكيم أبو
العباس الهمداني الأردني، ثم الطبراني سمع مكحولا،
وسليمان بن موسى، وعطاء الخراساني، وعباس بن
نسي، وقتادة بن دعامة، و عبد الرحمن بن أبي ليلى،
وابنه عيسى بن عبد الرحمن، وابن جريج وغيرهم،
روى عنه يحيى بن حمزة الدمشقي، ومسلمة بن علي،
ومحمد بن شعيب بن شابور، وإسماعيل بن عباس،
وبقية بن الوليد، و عبد الله بن المبارك، و عبد الله
ابن لهيعة وغيرهم، وقال ابن معين: هو ثقة، وكذلك
أبو زرعة الدمشقي. ومات بصور سنة 147.
أردوال: بالفتح ثم السكون، وضم الدال المهملة،
وواو، وألف، ولام: بليدة صغيرة بين واسط والجبل
وبلاد خوزستان، وفيها مزارع كثيرة وخيرات،
وقد يقال أردوان بالنون.
أردهن: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال المهملة،
وهاء، نون: قلعة حصينة من أعمال الري، ثم من ناحية
دنباوند، بين دنباوند وطبرستان، بينها وبين الري
مسيرة ثلاثة أيام.
أرز: بالفتح ثم السكون، وزاي: بليدة من أول
جبال طبرستان من ناحية الديلم، وبها قلعة حصينة،
قال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه:
الأرز قلعة بطبرستان لا يوصف في الأرض حصن
يشبهها، أو يقاربها حصانة وامتناعا وانفساحا واتساعا،
وبها بساتين وأرحية دائرة وماء يزيد على الحاجة،
ينصب الفضل منه إلى أودية.
أرزكان: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي، وكاف
وألف، ونون: من قرى فارس على ساحل البحر
فيما أحسب، ينسب إليها أبو عبد الرحمن عبد الله بن
جعفر بن أبي جعفر الأرزكاني، سمع يعقوب بن
149

سفيان وشاذان والزياداباذي، وكان من الثقات الزهاد،
مات سنة 314.
أرزنان: بالفتح ثم السكون، وضم الزاي، ونون
وألف، ونون أخرى: من قرى أصبهان، قال أبو
سعد: هكذا سمعت شيخنا أبا سعد أحمد بن محمد
الحافظ بأصبهان، والمنتسب إليها أبو القاسم الحسن
ابن أحمد بن محمد الأرزناني المعلم الأعمى، مات سنة
453، وأبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن زياد
الأصبهاني الأرزناني الحافظ الثبت، توفي سنة 317،
وجده سمع بالشام، ورأس عين، سليمان بن المعافى،
وبصور أبا ميمون محمد بن أبي نصر، وبمصر يحيى بن
عثمان بن صالح، وبكر بن صالح الدمياطي، وبأصبهان
أحمد بن مهران بن خالد، وبالري الحسن بن علي
ابن زياد السري، وبخوزستان عبد الوارث بن إبراهيم،
وبمكة علي بن عبد العزيز، وبالعراق هشام بن علي
وغيره، وبدامغان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد
ابن ناصح، وبطرسوس أبا الدرداء عبد الله بن محمد
ابن الأشعث. وروى عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد
ابن جعفر، وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران
المقري وجماعة كثيرة، وكان موصوفا بالعلم والثقة
والاتقان والزهد والورع، رحمه لله تعالى.
أرزنجان: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي،
وسكون النون، وجيم وألف ونون، وأهلها
يقولون: أرزنكان، بالكاف: وهي بلدة طيبة
مشهورة نزهة كثيرة الخيرات والأهل، من بلاد
إرمينية بين بلاد الروم وخلاط، قريبة من أرزن
الروم، وغالب أهلها أرمن، وفيها مسلمون وهم
أعيان أهلها، وشرب الخمر والفسق بها ظاهر شائع،
ولا أعرف أحدا نسب إليها.
أرزنقاباذ: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي،
وسكون النون، وقاف، وبين الألفين باء موحدة،
وذال معجمة في آخره: من قرى مرو الشاهجان.
أرزن: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي، ونون،
قال أبو علي: وأما أرزن وأورم، فلا تكون الهمزة
فيهما إلا زائدة في قياس العربية، ويجوز في اعرابهما
ضربان، أحدهما أن يجرد الفعل من الفاعل فيعرب
ولا يصرف، والآخر أن يبقى فيهما ضمير الفاعل
فيحكى: وهي مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها
قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي إرمينية، وأما
الآن فبلغني أن الخراب ظاهر فيها، وقد نسب
إليها قوم من أهل العلم، منهم: أبو غسان عياش
ابن إبراهيم الأرزني، حدث عن الهيثم بن عدي
وغيره، ويحيى بن محمد الأرزني الأديب صاحب
الخط المليح والضبط الصحيح والشعر الفصيح، وله
مقدمة في النحو، وهو الذي ذكره ابن الحجاج في
شعره فقال:
مثبتة في دفتري
بخط يحيى الأرزني
وقد فتحت على يد عياض بن غنم بعد فراغه من
الجزيرة سنة عشرين صلحا على مثل صلح الرها،
وطولها ست وثلاثون درجة، وعرضها أربع وثلاثون
درجة وربع.
وأرزن الروم: بلدة أخرى من بلاد إرمينية
أيضا، أهلها أرمن، وهي الآن أكبر وأعظم
من الأولى، ولها سلطان مستقل بها مقيم فيها،
وولاية ونواح واسعة كثيرة الخيرات، وإحسان
صاحبها إلى رعيته بالعدل فيهم ظاهر، إلا أن الفسق
وشرب الخمور وارتكاب المحظور فيها شائع لا
150

ينكره منكر، ولا يستوحش منه مبصر.
وأرزن أيضا: موضع بأرض فارس قرب شيراز
ينبت، فيما ذكر لي، هذه العصي التي تعمل
نصبا للدبابيس والمقارع، وهو نزه أشب بالشجر،
خرج إليه عضد الدولة للتنزه والصيد، وفي صحبته
أبو الطيب المتنبي، فقال عند ذلك يصفه:
سقيا لدست الأرزن الطوال،
بين المروج الفيح والأغيال
فأدخل عليه الألف واللام، ولا يجوز دخولهما على اللواتي
قبل. وقد عد قوم الأرزن الأولى من أطراف
ديار بكر مما يلي الروم، وقوم يعدونها من نواحي
الجزيرة، قال أبو فراس الحارث بن حمدان يمدح
سيف الدولة:
ونازل منه الديلمي بأرزن
لجوج، إذا ناوى، مطول مغاور
والصحيح أنها من إرمينية، وقال ابن الفقيه: بين
نصيبين وأرزن ذات اليمين للمغرب سبعة وثلاثون
فرسخا.
أرزونا: من قرى دمشق، خرج منها أحمد بن
يحيى بن أحمد بن زيد بن الحكم الحجوري الأرزوني،
حكى عن أهل بيته حكاية، حكى عنه ابنه أبو بكر
محمد، قاله الحافظ أبو القاسم.
أرسابند: بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، وألف،
وباء موحدة مفتوحة، ونون ساكنة، ودال مهملة:
قرية بينها وبين مرو فرسخان، خرج منها طائفة من
أئمة العلماء، منهم: محمد بن عمران الأرسابندي،
وأبو الفضل محمد بن الفضل الأرسابندي، والقاضي
محمد بن الحسين الأرسابندي الحنفي قاضي مرو،
وكان من أجلاء الرجال ملكا في صورة عالم.
أرس: بالفتح ثم الضم، والسين المهملة مشددة:
موضع في قول مطير بن الأشيم:
تطاول ليلى بالأرس، فلم أنم،
كأني أسوم العين نوما محرما
تذكر ذكري لابن عم رزنته،
كأني أراني بعده عشت أجذما
فإن تك بالدهنا صرمت إقامة،
فبالله ما كنا مللناك علقما
أرسناس: بالفتح ثم السكون، وفتح السين المهملة
ونون، وألف، وسين أخرى، اسم نهر في بلاد الروم،
يوصف ببرودة مائه، عبره سيف الدولة ليغزو،
فقال المتنبي يمدح سيف الدولة ويصف خيله:
حتى عبرن بأرسناس سوابحا،
ينشرون فيه عمائم الفرسان
يقمصن، في مثل المدى، من بارد
يذر الفحول، وهن كالخصيان
والماء، بين عجاجتين، مخلص
تتفرقان، به وتلتقيان
أرسوف: بالفتح ثم السكون، وضم السين المهملة،
وسكون الواو، وفاء: مدينة على ساحل بحر الشام
بين قيسارية ويافا، كان بها خلق من المرابطين،
منهم: أبو يحيى زكرياء بن نافع الأرسوفي وغيره،
وهي في الاقليم الثالث، طولها ست وخمسون درجة
وخمسون دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة
ونصف وربع، ولم تزل بأيدي المسلمين إلى أن
فتحها كند فرى صاحب القدس في سنة 494، وهي
151

في أيديهم إلى الآن.
أرشذونة: بالضم ثم السكون، وضم الشين المعجمة،
والذال المعجمة، وواو ساكنة، ونون، وهاء: مدينة
بالأندلس معدودة في أعمال رية قبلي قرطبة،
بينها وبين قرطبة عشرون فرسخا.
أرشق: بالفتح ثم السكون، وفتح الشين المعجمة،
وقاف: جبل بأرض موقان من نواحي أذربيجان
عند البذ مدينة بابك الخرمي، قال أبو تمام يمدح أبا
سعيد محمد بن يوسف الثغري:
فتى هز القنا، فحوى سناء،
بها، لا بالأحاظي والجدود
إذا سفك الحياء الروع يوما،
وقى دم وجهه بدم الوريد
قضى من سندبايا كل نحب
وأرشق، والسيوف من الشهود
وأرسلها إلى موقان رهوا،
تثير النقع أكدر بالكديد
أرض عاتكة: خارج باب الجابية من دمشق، منسوبة
إلى عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب
أم البنين، وهي زوجة عبد الملك بن مروان، وأم
يزيد بن عبد الملك، وكان لعاتكة بهذه الأرض قصر،
وبها مات عبد الملك بن مروان. قال ابن حبيب:
كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية تضع خمارها
بين يدي اثني عشر خليفة، كلهم لها محرم، أبوها
يزيد بن معاوية، وأخوها معاوية بن يزيد، وجدها
معاوية بن أبي سفيان، وزوجها عبد الملك بن مروان،
وأبو زوجها مروان بن الحكم، وابنها يزيد بن عبد الملك،
وبنو زوجها الوليد وسليمان وهشام، وابن ابنها
الوليد بن يزيد، وابن ابن زوجها يزيد بن الوليد بن
عبد الملك، وإبراهيم بن الوليد المخلوع، وهو ابن ابن
زوجها أيضا، وعاشت إلى أن أدركت مقتل ابن
ابنها الوليد بن يزيد.
أرض نوح: الأرض معروفة، ونوح اسم النبي نوح،
عليه السلام: من قرى البحرين.
أرضيط: بالفتح ثم السكون، والضاد معجمة مكسورة،
وياء ساكنة، وطاء، كذا وجدته بخط الأندلسيين،
وأنا من الضاد في ريب، لأنها ليست في لغة غير
العرب: وهي من قرى مالقة، ولد بها أبو الحسن
سليمان بن محمد بن الطراوة السبائي النحوي المالقي
الأرضيطي، شيخ الأندلسيين في زمانه.
أرطاة: واحدة الأرطى: وهو شجر من شجر
الرمل، هو فعلى، تقول: أديم مأروط إذا دبغ
به، وألفه للالحاق لا للتأنيث، لان الواحدة أرطاة،
وقيل: هو أفعل، لقولهم أديم مرطي، فإن جعلت
ألفه أصلية نونته في المعرفة والنكرة جميعا، وإن
جعلتها للالحاق نونته في النكرة دون المعرفة، وهو
ماء للضباب يصدر في دارة الخنزرين، قال أبو
زيد: تخرج من الحمى، حمى ضرية، فتسير ثلاثة
ليال مستقبلا مهب الجنوب من خارج الحمى، ثم
ترد مياه الضباب، فمن مياههم الأرطاة.
أرطة الليث: حصن من أعمال رية بالأندلس.
أرعب: بالفتح ثم السكون، وعين مهملة، والباء
موحدة: موضع في قول الشاعر:
أتعرف أطلالا بميسرة اللوى
إلى أرعب، قد خالفتك به الصبا
152

فأهلا وسهلا بالتي حل حبها
فؤادي، وحلت دار شحط من النوى
أرعنز: بالفتح ثم السكون، وفتح العين المهملة،
ونون ساكنة، وزاي: أظنه موضعا بديار بكر،
ينسب إليه أحمد بن أحمد بن أحمد أبو العباس أحد
طلاب الحديث، سمع ببغداد مع أبي الحسن علي بن
أحمد العلوي الزيدي صاحب وقف الكتب بدار
دينار ببغداد من جماعة وافرة، وخرج من بغداد
وغاب خبره.
أرغيان: بالفتح، ثم السكون، وكسر الغين
المعجمة، وياء، وألف، ونون: كورة من نواحي
نيسابور، قيل إنها تشتمل على إحدى وسبعين قرية،
قصبتها الراونير، ينسب إليها جماعة من أهل العلم
والأدب، منهم: الحاكم أبو الفتح سهل بن أحمد بن
علي الأرغياني، توفي في مستهل المحرم سنة 499،
وغيره.
أرفاد: بالفتح ثم السكون، وفاء، وألف، ودال
مهملة، كأنه جمع رفد: قرية كبيرة من نواحي
حلب ثم من نواحي عزاز، ينسب إليها قوم،
منهم في عصرنا أبو الحسن علي بن الحسن الأرفادي
أحد فقهاء الشيعة، في زعمه، مقيم بمصر.
الأرفغ: بالفتح، ثم السكون، وفتح الفاء، والغين
معجمة: موضع، عن ابن دريد.
الأرفود: بالفتح ثم السكون، وضم الفاء،
وسكون الواو، ودال مهملة: من قرى كرمينية
من أعمال سمرقند على طريق بخارى، ينسب إليها
أبو أحمد محمد بن محفوظ الأرفودي، توفي قرابة
سنة 380.
ارقانيا: هو اسم لبحر الخزر، وله أسماء غير ذلك
ذكرت في بحر الخزر، وأرسطاطاليس يسميه ارقانيا،
كذا قال أبو الريحان.
أرقنين: بالفتح ثم السكون، وفتح القاف،
وكسر النون، وياء ساكنة، ونون: بلد بالروم غزاه
سيف الدولة بن حمدان، وذكره أبو فراس فقال:
إلى أن وردنا أرقنين نسوقها،
وقد نكلت أعقابنا والمخاصر
ورواه بعضهم بالفاء، والأول أكثر.
أركان: جمع ركن: ماء بأجإ أحد جبلي طيئ
لبني سنبس.
أرك: بالفتح ثم السكون، وكاف: اسم لأبنية
عظيمة بزرنج مدينة سجستان، بين باب كركويه
وباب نيشك، وكانت خزانة بناها عمرو بن الليث ثم
صارت دار الامارة والقلعة، وهي الآن تسمى بهذا الاسم.
أرك: بضم أوله وثانيه، وكاف: جبل، وقيل: أرك
اسم مدينة سلمى أحد جبلي طيئ. وقيل:
جبل لغطفان، ويوم ذي أرك من أيام العرب،
وهو واد من أودية العلاة بأرض اليمامة.
أرك: بفتحتين، وضم ابن دريد همزته: مدينة
صغيرة في طرف برية حلب قرب تدمر، وهي ذات
نخل وزيتون، وهي من فتوح خالد بن الوليد في
اجتيازه من العراق إلى الشام، وأرك أيضا طريق
في قفا حضن: جبل بين نجد والحجاز.
أركو: بالفتح، ثم السكون، وكاف، وواو
بلفظ مضارع ركوت الشئ أركوه إذا أصلحته:
قرية بإفريقية، بينها وبين قصر الإفريقي مرحلة.
153

أركون: بالفتح، ثم السكون، وضم الكاف،
وواو ساكنة، ونون: حصن منيع بالأندلس من
أعمال شنتمرية بيد المسلمين إلى الآن، فيما بلغني.
أرل: بضمتين، ولام، قال أبو عبيدة: أرل جبل
بأرض غطفان، بينها وبين عذرة، وأنشد للنابغة
الذبياني:
وهبت الريح من تلقاء ذي أرل،
تزجي مع الصبح، من صرادها، صرما
وقال نصر: أرل من بلاد فزارة بين الغوطة وجبل
صبح، على مهب الشمال من حرة ليلى، قال: وذو
أرل مصنع في ديار طيئ يجمل ماء المطر، وعنده
الشريفات والغرفات هي أيضا مصانع، وقال غيره:
والراء بعدها لام لم تجتمعا في كلمة واحدة إلا في أربع
كلمات: وهي أرل وورل وغرلة وأرض جرلة،
فيها حجارة وغلظ، ورواه بعضهم أرل بفتحتين.
أرماث: كأنه جمع رمث: اسم نبت بالبادية،
آخره ثاء مثلثة. كان أول يوم من أيام القادسية،
يسمونه يوم أرماث، وذلك في أيام عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه، وإمارة سعد بن أبي وقاص، ولا
أدري أهو موضع أم أرادوا النبت المذكور، قال
عمرو بن شاس الأسدي:
تذكرت إخوان الصفاء تيمموا
فوارس سعد، واستبد بهم جهلا
ودارت رحى الملحاء فيها عليهم،
فعادوا خيالا لم يطيقوا لها ثقلا
عشية أرماث، ونحن نذودهم
ذياد الهوافي، عن مشاربها، عكلا
وقال عاصم بن عمرو التميمي:
حمينا، يوم أرماث، حمانا،
وبعض القوم أولى بالجمال
أرمام: اسم جبل في ديار باهلة بن أعصر، وقيل:
أرمام واد يصب في الثلبوت من ديار بني أسد، وقيل:
أرمام واد بين الحاجر وفيد. يوم أرمام من أيام
العرب، قال الراعي:
تبصر خليلي! هل ترى من ظعائن
تجاوزن ملحوبا، فقلن متالعا
جواعل أرمام شمالا، وتارة
يمينا، فقطعن الوهاد الدوافعا
وفي كتاب متعة الأديب: أرمام موضع وراء فيد،
بين الحاجر وفيد، وهو واد، وقال نصر: أزمام،
بالزاي المعجمة، واد بين فيد والمدينة على طريق الجادة،
بينه وبين فيد دون أربعين ميلا.
أرمائيل: ذكر في أرمئيل، لأنه لغة فيه.
أرم خاست: بضم أوله، وفتح ثانيه، ورواه بعضهم
بسكون ثانيه، وخاست بالخاء المعجمة، وسين مهملة
ساكنة، يلتقي معها ساكنان، والتاء فوقها نقطتان:
أرم خاست الأعلى، وأرم خاست الأسفل: كورتان
بطبرستان، وقال أبو سعد أبو الفتح خسرو بن حمزة
ابن وندرين بن أبي جعفر الأرمي القزويني سكن
أرم: بلدة عند سارية مازندران له معرفة بالأدب.
إرم: بالكسر، ثم الفتح، والإرم في أصل اللغة
حجارة تنصب في المفازة علما، والجمع آرام
وأروم مثل ضلع وأضلاع وضلوع: وهو اسم
علم لجبل من جبال حسمى من ديار جذام،
154

بين أيلة وتيه بني إسرائيل، وهو جبل عال عظيم
العلو، يزعم أهل البادية أن فيه كروما وصنوبرا.
وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، قد كتب لبني
جعال بن ربيعة بن زيد الجذاميين، أن لهم إرما، لا
يحلها أحد عليهم لغلبهم عليها، ولا يحاقهم، فمن
حاقهم فلا حق له، وحقهم حق.
إرم ذات العماد: وهي إرم عاد، يضاف ولا
يضاف، أعني في قوله، عز وجل: ألم تر كيف فعل
ربك بعاد إرم ذات العماد. فمن أضاف لم يصرف
إرم، لأنه يجعله اسم أمهم، أو اسم بلدة، ومن لم
يضف جعل إرم اسمه ولم يصرفه، لأنه جعل عادا
اسم أبيهم. وإرم اسم القبيلة، وجعله بدلا منه.
وقال بعضهم: إرم لا ينصرف للتعريف والتأنيث،
لأنه اسم قبيلة، فعلى هذا يكون التقدير: إرم
صاحب ذات العماد، لان ذات العماد مدينة.
وقيل: ذات العماد وصف، كما تقول المدينة ذات
الملك. وقيل: إرم مدينة، فعلى هذا يكون التقدير
بعاد صاحب إرم. ويقرأ بعاد إرم ذات العماد،
الجر على الإضافة، فهذا إعرابها. ثم اختلف فيها
من جعلها مدينة، فمنهم من قال: هي أرض كانت
واندرست، فهي لا تعرف. ومنهم من قال: هي
الإسكندرية، وأكثرهم يقولون: هي دمشق، وكذلك
قال شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير:
لولا التي علقتني من علائقها،
لم تمس لي إرم دارا ولا وطنا
قالوا: أراد دمشق، وإياها أراد البحتري بقوله:
إليك رحلنا العبس من أرض بابل،
نجوز بها سمت الدبور ونهتدي
فكم جزعت من وهدة بعد وهدة،
وكم قطعت من فد فد بعد فد فد
طلبنك من أم العراق نوازعا
بنا، وقصور الشام منك بمرصد
إلى إرم ذات المعاد، وإنها
لموضع قصدي، موجفا، وتعمدي
وحكى الزمخشري أن إرم بلد منه الإسكندرية.
وروى آخرون أن إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها
في البلاد، باليمن بين حضرموت وصنعاء، من بناء
شداد بن عاد، ورووا أن شداد بن عاد كان جبارا،
ولما سمع بالجنة وما أعد الله فيها. لأوليائه من قصور
الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار،
والغرف التي من فوقها غرف، قال لكبرائه: إني
متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة، فوكل بذلك
مائة رجل من وكلائه وقهارمته، تحت يد كل رجل
منهم ألف من الأعوان، وأمرهم أن يطلبوا فضاء
فلاة من أرض اليمن، ويختاروا أطيبها تربة،
ومكنهم من الأموال، ومثل لهم كيف يعملون،
وكتب إلى عماله الثلاثة: غانم بن علوان، والضحاك
ابن علوان، والوليد بن الريان، يأمرهم أن يكتبوا
إلى عمالهم في آفاق بلدانهم أن يجمعوا جميع ما في
أرضهم من الذهب، والفضة، والدر، والياقوت،
والمسك، والعنبر، والزعفران، فيوجهوا به إليه.
ثم وجه إلى جميع المعادن، فاستخرج ما فيها من
الذهب والفضة. ثم وجه عماله الثلاثة إلى الغواصين
إلى البحار، فاستخرجوا الجواهر، فجمعوا منها
أمثال الجبال، وحمل جميع ذلك إلى شداد.
ثم وجهوا الحفارين إلى معادن الياقوت، والزبرجد،
وسائر الجواهر، فاستخرجوا منها أمرا عظيما. فأمر
155

بالذهب، فضرب أمثال اللبن. ثم بنى بذلك تلك
المدينة، وأمر بالدر، والياقوت، والجزع، والزبرجد،
والعقيق، ففصص به حيطانها، وجعل لها غرفا من
فوقها غرف، معمد جميع ذلك بأساطين الزبرجد،
والجزع، والياقوت. ثم أجرى تحت المدينة واديا،
ساقه إليها من تحت الأرض أربعين فرسخا، كهيئة
القناة العظيمة. ثم أمر فأجري من ذلك الوادي
سواق في تلك السكك، والشوارع، والأزقة،
تجري بالماء الصافي. وأمر بحافتي ذلك النهر وجميع
السواقي، فطليت بالذهب الأحمر، وجعل حصاه
أنواع الجواهر: الأحمر، والأصفر، والأخضر، فنصب
على حافتي النهر والسواقي أشجارا، من الذهب،
مثمرة. وجعل ثمرها من تلك اليواقيت، والجواهر،
وجعل طول المدينة اثني عشر فرسخا، وعرضها مثل
ذلك. وصير صورها عاليا مشرفا، وبنى فيها ثلاثمائة
ألف قصر، مفصصا بواطنها وظواهرها بأصناف
الجواهر. ثم بنى لنفسه في وسط المدينة، على شاطئ
ذلك النهر، قصرا منيفا عاليا يشرف على تلك
القصور كلها. وجعل بابها يشرع إلى الوادي، بمكان
رحيب واسع. ونصب عليه مصراعين من ذهب،
مفصصين بأنواع اليواقيت. وأمر باتخاذ بنادق من
مسك وزعفران، فألقيت في تلك الشوارع
والطرقات. وجعل ارتفاع تلك البيوت، في جميع
المدينة، ثلاثمائة ذراع في الهواء. وجعل السور مرتفعا
ثلاثمائة ذراع مفصصا خارجه وداخله بأنواع
اليواقيت وظرائف الجواهر. ثم بنى خارج سور
المدينة أكما يدور ثلاثمائة ألف منظرة بلبن الذهب
والفضة عالية مرتفعة في السماء، محدقة بسور المدينة،
لينزلها جنوده، ومكث في بنائها خمسمائة عام. وإن
الله تعالى أحب أن يتخذ الحجة عليه، وعلى جنوده،
بالرسالة والدعاء إلى التوبة والإنابة، فانتجب
لرسالته إليه هودا، عليه السلام، وكان من صميم
قومه وأشرافهم. وهو في رواية بعض أهل الأثر
هود بن خالد بن الخلود بن العاص بن عمليق بن عاد
ابن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام. وقال أبو المنذر:
هو هود بن الخلود بن عاد بن إرم بن سام بن نوح، عليه
السلام، وقيل غير ذلك ولسنا بصدده. ثم إن
هودا، عليه السلام، أتاه فدعاه إلى الله تعالى وأمره
بالايمان، والاقرار بربوبية الله، عز وجل،
ووحدانيته، فتمادى في الكفر والطغيان، وذلك
حين تم لملكه سبعمائة سنة. فأنذره هود بالعذاب،
وحذره وخوفه زوال ملكه، فلم يرتدع عما
كان عليه، ولم يجب هودا إلى ما دعاء إليه. ووافاه
الموكلون ببناء المدينة، وأخبروه بالفراغ منها. فعزم
على الخروج إليها في جنوده، فخرج في ثلاثمائة ألف
من حرسه وشاكريته ومواليه، وسار نحوها،
وخلف على ملكه بحضر موت وسائر أرض العرب
ابنه مرثد بن شداد. وكان مرثد، فيما يقال، مؤمنا
بهود، عليه السلام، فلما قرب شداد من المدينة،
وانتهى إلى مرحلة منها، جاءت صيحة من السماء،
فمات هو وأصحابه أجمعون، حتى لم يبق منهم
مخبر، ومات جميع من كان بالمدينة من الفعلة،
والصناع، والوكلاء، والقهارمة، وبقيت خلاء،
لا أنيس بها. وساخت المدينة في الأرض، فلم يدخلها
بعد ذلك أحد، إلا رجل واحد في أيام معاوية،
يقال له: عبد الله بن قلابة، فإنه ذكر في قصة طويلة
تلخيصها: أنه خرج من صنعاء في بغاء إبل له
ضلت، فأفضى به السير إلى مدينة صفتها كما
ذكرنا، وأخذ منها شيئا من بنادق المسك، والكافور،
وشيئا من الياقوت. قصد إلى معاوية بالشام، وأخبره
156

بذلك، وأراه الجواهر والبنادق. وكان قد اصفر
وغيرته الأزمنة، فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار،
وسأله عن ذلك، فقال: هذه إرم ذات العماد
التي ذكرها الله، عز وجل، في كتابه. بناها شداد
ابن عاد، وقيل: شداد بن عمليق بن عويج بن عامر
ابن إرم، وقيل في نسبه غير ذلك. ولا سبيل إلى
دخولها، ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا.
ووصف صفة عبد الله بن قلابة، فقال معاوية: يا
عبد الله! أما أنت فقد أحسنت في نصحنا، ولكن
ما لا سبيل إليه، لا حيلة فيه. وأمر له بجائزة
فانصرف. ويقال: إنهم وقعوا على حفيرة شداد
بحضرموت، فإذا بيت في الجبل منقور، مائة ذراع
في أربعين ذراعا، وفي صدره سريران عظيمان من
ذهب، على أحدهما رجل عظيم الجسم، وعند رأسه
لوح فيه مكتوب:
إعتبر يا أيها المغرور
بالعمر المديد
أنا شداد بن عاد،
صاحب الحصن المشيد
وأخو القوة والبأساء
والملك الحشيد
دان أهل الأرض طرا
لي من خوف وعيدي
فأتى هود، وكنا
في ضلال، قبل هود
فدعانا، لو أجبنا
ه، إلى الامر الرشيد
فعصيناه ونادى
ما لكم، هل من محيد؟
فأتننا صيحة، تهوي
من الأفق البعيد
قلت: هذه القصة مما قدمنا البراءة من صحتها وظننا
أنها من أخبار القصاص المنمقة وأوضاعها المزوقة.
إرم الكلبة: بلفظ الأنثى من الكلاب، وإرم
مثل الذي قبله: موضع قريب من النباج بين البصرة
والحجاز. والكلبة اسم امرأة ماتت ودفنت هناك،
فنسب إليها الإرم، وهو العلم. ويوم إرم الكلبة من
أيام العرب، قتل فيه بجير بن عبد الله بن سلمة بن
قشير القشيري، قتله قعنب الرياحي في هذا
المكان، قال أبو عبيدة: هذا اليوم يعرف بأمكنة
قرب بعضها من بعض، فإذا لم يستقم الشعر بذكر
موضع، ذكروا موضعا آخر قريبا منه يقوم به الشعر.
أرم: بالضم ثم الفتح، بوزن جرذ وزفر،
ويروى بسكون ثانية: بلدة قرب سارية من نواحي
طبرستان، أهلها شيعة، قال الإصطخري: وجبال
قاذوسيان من بلاد الديلم، وهي مملكة، رئيسهم
يسكن قرية تسمى أرم. وليس بجبال قاذوسيان
منبر، بينها وبين سارية مرحلة، ينسب إليها أبو
الفتح خسرو بن حمزة بن وندرين بن أبي جعفر بن
الحسين بن المحسن بن قيس بن مسعود بن معن بن
الحارث بن ذهل بن شيبان الشيباني المؤدب القزويني.
ذكره أبو سعد في التحبير، وقال: سكن أرم
وكان له معرفة بالأدب، وقد ذكرناه في أرم خاست،
وأظن الموضعين واحدا، والله أعلم، ورأيت في
بعض النسخ عن أبي سعد آرم بزنة أفعل، بضم العين،
في معجم البلدان، وقال: آرم بليدة من سارية
مازندران، وآرم برأت: من قرى سواحل
بحر آبسكون.
157

أرم: بالضم ثم السكون: صقع بأذربيجان،
اجتمع فيه خلق من الأرمن وغيرهم لقتال سعيد بن
العاصي لما غزاها، فبعث إليهم سعيد جرير بن عبد الله
البجلي، فهزمهم وصلب زعيمهم.
أرم: بالتحريك وتشديد الميم، قيل: موضع،
عن نصر.
أرملول: بلامين بينهما واو: مدينة في طرف
إفريقية، من جهة المغرب، قرب طبنة.
أرمناز: بالفتح ثم السكون، وفتح الميم والنون،
وألف، وزاي: بليدة قديمة من نواحي حلب، بينهما
نحو خمسة فراسخ، يعمل بها قدور وشربات جيدة
حمر طينية.
وقال أبو سعد: أرمناز من قرى بلدة صور، وصور
من بلاد ساحل الشام، ومن هذه القرية أبو الحسن علي
ابن عبد السلام الأرمنازي، كان من الفضلاء
المشهورين والشعراء، وابنه أبو الفرج غيث بن علي
كان ممن سمع الحديث الكثير، وأنس به وجمع فيه،
وسمع من أبي الحسن الأرمنازي أبو الفضل محمد بن
طاهر المقدسي الحافظ، قال أبو سعد: وروى لنا عن
ابنه غيث، صاحبنا أبو الحسن علي بن الحسن الدمشقي
الحافظ، قال عبيد الله المستجير به: لاشك في
أرمناز التي من نواحي حلب، فإن لم يكن أبو سعد،
رحمه الله، اغتر بسماع محمد بن طاهر من أبي الحسن
بصور ولم ينعم النظر، وإلا فأرمناز قرية أخرى
بصور، والله أعلم، على أن الحافظ أبا القاسم ذكر في
ترجمة علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الأرمنازي
أبي الحسن، فقال: والد غيث الصوري الكاتب، أصله
من أرمناز قرية من ناحية إنطاكية بالشام وله شعر
مطبوع، قال: قرأت بخط غيث الصوري سألت
والدي عن مولده، فقال في جمادى الأولى سنة 396
وتوفي في ثامن شهر ربيع الآخر سنة 478، وقال
الحافظ أبو القاسم: غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن
جعفر أبو الفرج بن أبي الحسن المعروف بابن الأرمنازي
الكاتب خطيب صور، قدم دمشق قديما في طلب
الحديث، فسمع بها أبا الحسن أحمد وأبا أحمد عبيد
الله ابني أبي الحديد وأبا نصر بن طلاب وأبا عبد الله
ابن الرضا وأبا العباس بن قبيس وأبا إسحاق إبراهيم بن
عقيل الكبرى وأبا الحسين الأكفاني ونجا بن أحمد
العطار وأبا عبد الله بن أبي الحديد وأبا القاسم بن أبي
العلاء، سمع بصور أبا بكر الخطيب وأبا الحسن علي
ابن عبيد الله الهاشمي ونصر بن إبراهيم المقدسي وسهل
ابن بشر الاسفرايني، وبتنبس رمضان بن علي، وسمع
بمصر والإسكندرية وغيرهما من البلاد، وسمع الكثير
وكتب الكثير بخطه الحسن، وجمع تاريخا لصور إلا
أنه لم يتمه، وكان ثقة ثبتا، روى عنه شيخه أبو بكر
الخطيب بيتين من شعره، وقدم علينا بآخره فأقام
عندنا إلى أن مات، سمعت منه، ومن جملة شعره:
عجبت وقد حان توديعنا،
وحادي الركائب في إثرها
ونار توقد في أضلعي،
ودمع تصعد من قعرها
فلا النار تطفئها أدمعي،
ولا الدمع ينشف من حرها
وكان مولده في تاسع عشر شعبان سنة 443، وتوفي
يوم الأحد الثالث والعشرين من صفر سنة 509،
ودفن بالباب الصغير.
أرمنت: بالفتح، والسكون، وفتح الميم، وسكون
158

النون، وتاء فوقها نقطتان: كورة بصعيد مصر بينها
وبين قوص في سمت الجنوب مرحلتان، ومنها إلى
مدينة أسوان مرحلتان.
أرمئيل: بالفتح ثم السكون، وفتح الميم، وهمزة
مكسورة، وياء خالصة ساكنة، ولام: مدينة كبيرة
بين مكزان والديبل من أرض السند، بينها وبين
البحر نصف فرسخ في الاقليم الثاني، طولها اثنتان
وتسعون درجة وخمس عشرة دقيقة، وعرضها من جهة
الجنوب خمس وعشرون درجة وست وأربعون
دقيقة.
إرميم: بالكسر ثم السكون، وياء ساكنة بين الميمين،
الأولى مكسورة: موضع.
أرمية: بالضم ثم السكون، وياء مفتوحة خفيفة،
وهاء، قال الفارسي: أما قولهم في اسم بلدة أرمية
فيجوز في قياس العربية تخفيف الياء وتشديدها، فمن
خففها كانت الهمزة على قوله أصلا وكان حكم الياء
أن تكون واوا للالحاق بيبرين ونحوه، إلا أن
الكلمة لما لم تجئ على التأنيث كعنصوة أبدلت ياء كما
أبدلت في جمع عرقوة إذا قالوا عرق، وقال:
حتى تقضى عرقي الدلي
ويجوز في الشعر أن تكون الياء للنسبة، وتخفف، كما قال
ابن الخواري العالي الذكر. ومن شدد الياء احتملت
الهمزة وجهين: أحدهما أن تكون زائدة إذا جعلتها
أفعولة من رميت، والآخر أن تكون فعلية إذا
جعلتها من أرم وأروم فتكون الهمزة فاء، وأما
قولهم في اسم الرجل إرميا فلا يكون في قياس العربية
إفعلا، ولا يتجه فيه ما يتجه في أرمية من كون
الياء منقلبة عن الواو، ألا ترى أن ما جاء وفيه الألف
من المؤمنات لا يكون إلا مبنيا عليها وليست مثل الياء
التي تبنى مرة على التأنيث ومرة على التذكير.
وأرمية: اسم مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين
البحيرة نحو ثلاثة أميال أو أربعة، وهي فيما يزعمون
مدينة زرادشت نبي المجوس، رأيتها في سنة 617، وهي
مدينة حسنة كثيرة الخيرات، واسعة الفواكه والبساتين،
صحيحة الهواء كثيرة الماء إلا أنها غير مرعية من جهة
السلطان لضعفه، وهو أزبك بن البهلوان بن إلدكز،
وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبينها وبين إربل سبعة
أيام، وأما بحيرة أرمية فتذكر، إن شاء الله،
في بحيرة أرمية، والنسبة إلى أرمية أرموي وأرمي،
وينسب إليها جماعة منهم: أبو عبد الله الحسين بن عبد
الله بن محمد بن الشويخ الأرموي، نزل مصر وتوفي بها
سنة 460، وأبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف
الأرموي البغدادي، سمع أبا الحسين محمد بن علي بن
المهتدي القاضي وأحمد بن محمد بن أحمد بن النفور
البزاز وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا
القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا القاسم
يوسف بن محمد المهرواني وغيرهم، وكان قد تفقه على
الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وولي القضا بمدينة
العاقول، ومات في رجب سنة 547، ومولده في سنة
459، وكان شافعي المذهب، ومظفر بن يوسف
الأرموي المؤدب، حدث عن أبي القاسم بن الحصين.
وأمثاله، وابنه يونس كان كاتبا فاضلا من حذاق
كتاب الديوان وولي اشراف الديوان ببغداد للناصر
لدين الله.
إرمينية: بكسر أوله ويفتح، وسكون ثانيه،
وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء
159

خفيفة مفتوحة: اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال،
والنسبة إليها أرمني على غير قياس، بفتح الهمزة
وكسر الميم، وينشد بعضهم:
ولو شهدت أم القديد طعاننا،
بمرعش، خيل الأرمني أرنت
وحكى إسماعيل بن حماد فتحهما معا، قال أبو علي:
أرمينية إذا أجرينا عليها حكم العربي كان القياس
في همزتها أن تكون زائدة، وحكمها أن تكسر
لتكون مثل إجفيل وإخريط وإطريح ونحو ذلك،
ثم ألحقت ياء النسبة، ثم ألحق بعدها تاء التأنيث،
وكان القياس في النسبة إليها أرميني، إلا أنها لما
وافق ما بعد الراء منها ما بعد الحاء في حنيفة حذفت
الياء كما حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء
النسبة مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا مجراها
في رومي وروم، وسندي وسند، أو يكون مثل
بدوي ونحوه مما غير في النسب، قال أهل السير:
سميت أرمينية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث
ابن نوح، عليه السلام، وكان أول من نزلها وسكنها،
وقيل: هما أرمينيتان الكبرى والصغرى، وحدهما
من برذعة إلى باب الأبواب، ومن الجهة الأخرى إلى بلاد
الروم وجبل القبق وصاحب السرير، وقيل: إرمينية
الكبرى خلاط ونواحيها وإرمينية الصغرى تفليس
ونواحيها، وقيل: هي ثلاث أرمينيات، وقيل:
أربع، فالأولى: بيلقان وقبلة وشروان وما انضم
إليها عد منها، والثانية: جرزان وصغد بيل وباب
فيروز قباذ واللكز، والثالثة: البسفرجان
ودبيل وسراج طير وبغروند والنشوى،
والرابعة وبها قبر صفوان بن المعطل صاحب رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، وهو قرب حصن زياد
عليه شجرة نابتة لا يعرف أحد من الناس ما هي،
ولها حمل يشبه اللوز يؤكل بقشره وهو طيب جدا،
فمن الرابعة: شمشاط وقاليقلا وأرجيش وباجنيس،
وكانت كور أران والسيسجان ودبيل والنشوى
وسراج طير وبغروند وخلاط وباجنيس في مملكة
الروم، فافتتحها الفرس وضموها إلى ملك شروان
التي فيها صخرة موسى، عليه السلام، التي بقرب عين
الحيوان، ووجدت في كتاب الملحمة المنسوب
إلى بطليموس: طول أرمينية العظمى ثمان وسبعون
درجة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة،
داخلة في الاقليم الخامس، طالعها تسع عشرة درجة
من السرطان، يقابلها خمس عشرة درجة من الجدي،
ووسط سمائها خمس عشرة درجة من الحمل، بيت
حياتها خمس عشرة درجة من الميزان، قال: ومدينة
أرمينية الصغرى طولها خمس وسبعون درجة وخمسون
دقيقة، وعرضها خمس وأربعون درجة، طالعها عشرون
درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي بيت
ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان،
ولها شركة في العواء وفي الدب الأكبر ولها شركة في
كوكب هوز، وهو كوكب الحكماء، وما يولد
مولود قط وكان طالعة كوكب هوز الا وكان حكيما،
وبه ولد بطليموس وبقراط وأوقليدس، وهذه
المدينة مقابلة لمدينة الحكماء، يدور عليها من كل بنات
نعش أربعة أجزاء، وهي صحيحة الهواء، وكل من سكنها
طال عمره، بإذن الله تعالى، هذا كله من كتاب
الملحمة. وفي كتب الفرس: أن جرزان وأران
كانتا في أيدي الخزر، وسائر أرمينية في أيدي الروم
يتولاها صاحبها أرميناقس وسمته العرب أرميناق،
فكانت الخزر تخرج فتغير، فربما بلغت الدينور،
فوجه قباذ بن فيروز الملك قائدا من عظماء
160

قواده في اثني عشر ألفا، فوطئ بلاد أران
ففتح ما بين النهر الذي يعرف بالرس إلى شروان،
ثم إن قباذ لحق به فبنى بأران مدينة البيلقان،
ومدينة برذعة، وهي مدينة الثغر كله، ومدينة قبلة،
ونفى الخزر ثم بنى سد اللبن في ما بين شروان
واللأن، وبنى على سد اللبن ثلاثمائة وستين مدينة،
خربت بعد بناء باب الأبواب. ثم ملك بعد قباذ ابنه
أنوشروان فبنى مدينة الشابران ومدينة مسقط ثم بنى
باب الأبواب، وإنما سميت أبوابا لأنها بنيت على
طرق في الجبل، وأسكن ما بنى من هذه المواضع
قوما سماهم السياسجين، وبنى بأرض أران أبواب
شكى والقميران وأبواب الدودانية، وهم أمة
يزعمون أنهم من بني دودان بن أسد بن خزيمة بن
مدركة بن الياس بن مضر بن معد بن عدنان، وبنى
الدرز وقية، وهي اثنا عشر بابا، على كل باب منها قصر
من حجارة، وبنى بأرض جرزان مدينة يقال لها
صغد بيل، وأنزلها قوما من الصغد وأبناء فارس
وجعلها مسلحة، بنى مما يلي الروم في بلاد جرزان
قصرا يقال له باب فيروز قباذ، وقصرا يقال له باب
لازقة، وقصرا يقال له باب بارقة، وهو على بحر
طرابزندة، وبنى باب اللان وباب سمسخى، وبنى
قلعة الجردمان وقلعة سمشلدى، وفتح جميع ما
كان بأيدي الروم من أرمينية، وعمر مدينة دبيل
ومدينة النشوي وهي نقجوان، وهي مدينة كورة
البسفرجان، وبنى حصن ويص وقلاعا بأرض
السبسجان، منها: قلعة الكلاب والشاهبوش وأسكن
هذه القلاع والحصون ذوي البأس والنجدة، ولم تزل
أرمينية بأيدي الروم حتى جاء الاسلام، وقد ذكر في
فتوح أرمينية في مواضعه من كل بلد، وذكر ابن
واضح الأصبهاني أنه كتب لعدة من ملوكها وأطال
المقام بأرمينية ولم ير بلدا أوسع منه ولا أكثر عمارة،
وذكر أن عدة ممالكها مائة وثماني عشرة
مملكة، منها: صاحب السرير ومملكته من اللان وباب
الأبواب وليس إليها إلا مسلكين، مسلك إلى بلاد
الخزر ومسلك إلى أرمينية، وهي ثمانية عشر ألف
قرية، وأران أول مملكته بأرمينية، فيها أربعة
آلاف قرية وأكثرها لصاحب السرير، وسائر
الممالك فيما بين ذلك تزيد على أربعة آلاف وتنقص
عن مملكة صاحب السرير، ومنها: شروان وملكها
يقال له شروان شاه. وسئل بعض علماء الفرس
عن الأحرار الذين بأرمينية لم سموا بذلك؟ فقال:
هم الذين كانوا نبلاء بأرض أرمينية قبل أن تملكها
الفرس، ثم إن الفرس أعتقوهم لما ملكوا وأقروهم
على ولايتهم، وهم بخلاف الأحرار من الفرس الذين
كانوا باليمن وبفارس فإنهم لم يملكوا قط قبل الاسلام
فسموا أحرارا لشرفهم، وقد نسب بهذه النسبة قوم
من أهل العلم، منهم: أبو عبد الله عيسى بن مالك بن
شمر الأرمني، سافر إلى مصر والمغرب.
أرمى: بالضم ثم الفتح والقصر: موضع، قالوا: وليس
في كلامهم على فعلى إلا أرمى وشعبى: موضعان،
وأربي: اسم للداهية.
أرمي: بالضم ثم السكون، وكسر الميم: هي أرمية
التي قدمنا ذكرها، وهذا لفظ الأعاجم.
إرمي: بالكسر ثم الفتح، وكسر الميم، وياء مشددة:
إرمي الكلبة، وهو إرم الكلبة الذي قدمنا ذكره:
وهو رمل قرب النباج وهناك قتل قعنب الرياحي
بجير بن عبد الله القشيري، هكذا حكاه أبو بكر
ابن موسى، يقال: ما بهذه الأرض إرمي أي علم
يهتدى به.
161

أرنبويه: بفتح أوله وثانيه، وسكون النون، ضم
الباء الموحدة، وسكون الواو، وياء مفتوحة، وهاء
مضمومة في حال الرفع، وليس كنفطويه وسيبويه:
من قرى الري مات بها أبو الحسن علي بن حمزة
الكسائي النحوي المقري ومحمد بن الحسن الشيباني
الفقيه صاحب أبي حنيفة في يوم واحد سنة 189،
ودفنا بهذه القرية، وكانا قد خرجا مع الرشيد فصلى
عليهما، وقال: اليوم دفنت علم العربية والفقه،
ويقال لهذه القرية: رنبويه بسقوط الهمزة أيضا،
وقد ذكرت.
الأرند: بضمتين، وسكون النون، ودال مهملة:
اسم لنهر إنطاكية، وهو نهر الرستن المعروف بالعاصي،
يقال له في أوله الميماس فإذا مر بحماة قيل له العاصي
فإذا انتهى إلى إنطاكية قيل له الأرند، وله أسماء
أخر في مواضع أخر، وقال أبو علي: الهمزة في أرند
اسم هذه النهر ينبغي أن تكون فاء، والنون زائدة
لا يجوز أن يكون على غير هذا لأنه لم يجئ في شئ،
وقد حكى سيبويه عرند، فهو مثله، قال: والقوس
فيها وتر عرند.
إرن: بالكسر ثم الفتح، والنون: موضع في ديار
بني سليم بين الأتم والسوارقية على جادة الطريق بين
منازل بني سليم وبين المدينة، قال العمراني، هو
إرن بكسرتين على وزن إبل.
أرن: بفتحين: أرن وشرز بلدان بطبرستان.
أرنم: بالنون مضمومة: واد حجازي، عن نصر،
قال: وقيل فيه أريم، بالياء تحتها نقطتان.
أرنيش: بالضم ثم السكون، وكسر النون، وياء
ساكنة، وشين معجمة: ناحية من أعمال طليطلة
بالأندلس.
أرنيط: بوزن الذي قبله إلا أن آخره طاء مهملة:
مدينة في شرقي الأندلس من أعمال تطيلة مطلة على
أرض العدو، بينها وبين تطيلة عشرة فراسخ، وبينها
وبين سرقسطة سبعة وعشرون فرسخا، قال ابن
حوقل: هي بعيدة عن بلاد الاسلام.
أرواد: بالفتح ثم السكون، وواو، والف، ودال
مهملة: اسم جزيرة في البحر قرب قسطنطينية، غزاها
المسلمون وفتحوها في سنة 54 مع جنادة بن أبي أمية
في أيام معاوية بن أبي سفيان وأسكنها معاوية، وكان
ممن فتحها مجاهد بن جبر المقري وتبيع ابن امرأة
كعب الأحبار، وبها أقرأ مجاهد تبيعا القرآن،
ويقال: بل أقرأه القرآن برودس.
أروان: بالفتح ثم السكون، وواو، وألف، ونون:
اسم بئر بالمدينة، وقد جاء فيها ذروان وذو أروان،
كل ذلك قد جاء في الحديث.
أروخ: بالخاء المعجمة: قلعة من نواحي الزوزان
لصاحب الموصل.
أروك: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو، وكاف،
ذو أروك: واد في بلادهم.
أرول: بوزن أحمر، آخره لام: أرض لبني مرة
من غطفان، عن نصر،
أروم: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو، وميم،
بلفظ جمع أرومة أو مضارع رام يروم فأنا أروم:
وهو جبل لبني سليم، قال مضرس بن ربعي
الأسدي:
قفا تعرفا، بين الدحائل والبتر،
منازل كالخيلان، أو كتب السطر
162

عفتها السمي المدجنات، وزعزعت
بهن رياح الصيف شهرا إلى شهر
فلما علا ذات الأروم ظعائن
حسان الحمول، من عريش ومن خدر
ورواه بعضهم بضم الهمزة في قول جميل:
لو ذقت ما أبقى أخاك برامة،
لعلمت أنك لا تلوم مليما
وغداة ذي بقر أسر صبابة،
وغداة جاوزن الركاب أروما
أروند: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، وسكون
النون، ودال مهملة: اسم جبل نزه خضر نضر
مطل على مدينة همذان، وأهل همذان كثيرا ما
يذكرونه في أحاديثهم وأسجاعهم وأشعارهم ويعدونه
من أجل مفاخر بلدهم، وكثيرا ما يتشوقونه في
الغربة وعلى سائر البلاد يفضلونه، وفيه يقول عين
القضاة عبد الله بن محمد الميانجي في رسالة كتبها إلى
أهل همذان وهو محبوس:
ألا ليت شعري! هل ترى العين، مرة،
ذرى قلتي أروند من همذان؟
بلاد بها نيطت علي تمائمي،
وأرضعت من عقانها بلبان
العقان: بقية اللبن في الضرع، وقال شاعر من أهل
همذان:
تذكرت من أروند طيب نسيمه،
فقلت لقلب بالفراق سليم:
سقى الله أروندا وروض شعابه،
ومن حله من ظاعن ومقيم
وأيامنا، إذا نحن في الدار جيرة،
وإذا دهرنا بالوصل غير ذميم
قالوا: ويقال إن أكثر المياه في الجبال من أسفلها
إلا أروند فإن ماءه من أعلاه ومنابعه في ذروته،
قال بعض شعرائهم يفضله على بغداد ويتشوقه:
وقالت نساء الحي: أين ابن أختنا؟
ألا خبرونا عنه، حييتم وفدا
رعاه ضمان الله! هل في بلادكم
أخو كرم يرعى، لذي حسب، عهدا؟
فإن الذي خلفتموه بأرضكم
فتى، ملا الأحشاء هجرانه وجدا
أبغداد كم تنسيه أروند مربعا؟
ألا خاب من يشري ببغداد أروندا
فدتهن نفسي! لو سمعن بما أرى
رمى كل جيد من تنهده عقدا
وحدت بعض أهل همذان قال: قدمت على أبي
عبد الله جعفر بن محمد الصادق، فقال لي: من أين أنت؟
فقلت: من الجبال، قال: من أي مدينة؟ قلت:
من همذان، قال: أتعرف جبلها الذي يقال له
راوند؟ فقلت: جعلني الله فداك، إنما يقال له
أروند، فقال: نعم، أما إن فيه عينا من عيون
الجنة. قال: فأهل البلد يرون أنها الجمة التي على
قلة الجبل وذلك أن ماءها يخرج في وقت من أوقات
السنة معلوم، ومنبعه من شق في صخرة، وهو ماء
عذب شديد البرودة، ولو شرب الشارب منه في
اليوم والليلة مائة رطل وأكثر ما وجد له ثقلا
بل ينتفع به، وفي رواية: لو شرب منه مائة رطل
ما روي، فإذا تجاوزت أيامه المعدودة التي يخرج
163

فيها، ذهب إلى وقته من العام المقبل لا يزيد يوما ولا
ينقص يوما في خروجه وانقطاعه، وهو شفاء للمرضى
يأتونه من كل وجه. ويقال إنه يكثر إذا كثر
الناس عليه ويقل إذا قلوا عنه، وقال محمد بن
بشار الهمذاني يصف أروند:
سقيا لظلك يا أروند من جبل،
وإن رميناك بالهجران والملل
هل يعلم الناس ما كلفتني، حججا،
من حب مائك، إذا يشفي من العلل؟
لا زلت تكسى من الأنواء أردية
من ناضر أنق، أو ناعم خضل
حتى تزور العذارى، كل شارقة،
أفياء سفحك يستصبين ذا الغزل
وأنت في حلل، والجو في حلل
والبيض في حلل، والروض في حلل
وقال محمد بن بشار أيضا يصف أروند:
تزينت الدنيا وطابت جنانها،
وناح على أغصانها ورشانها
وأمر عت القيعان واخضر نبتها،
وقام على الوزن السواء زمانها
وجاءت جنود من قرى الهند لم تكن،
لتأني إلا حين يأتي أوانها
مسودة دعج العيون، كأنما
لغات بنات الهند يحكي لسانها
لعمرك! ما في الأرض شئ نلذه
من العيش، إلا فوقه همذانها
إذا استقبل الصيف الربيع وأعشبت
شماريخ من أروند، شم قنانها
وهاج عليهم، بالعراق وأرضه،
هو اجر يشوي أهلها لهبانها
سقتك ذرى أروند، من سيح ذائب
من الثلج، أنهارا عذابا رعانها
ترى الماء مستنا على ظهر صخره،
ينابيع يزهي حسنها واستنانها
كأن بها شوبا من الجنة، التي
يفيض على سكانها حيوانها
فيا ساقي الكأس اسقياني مدامة،
على روضة يشفي المحب جنانها
مكللة بالنور تحكي مضاحكا،
شقائقها في غاية الحسن بأنها
كأن عروس الحي، بين خلالها،
قلائد ياقوت زهاها اقترانها
تهاويل من حمر وصفر، كأنها
ثنايا العذارى ضاحكا أقحوانها
وأشعار أهل همذان في أروند ووصفهم متنزهاتها
كثير، وفيما ذكرناه كفاية.
أرون: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو، ونون:
ناحية بالأندلس من أعمال باجة ولكتانها فضل على
سائر كتان الأندلس.
أروى: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، والقصر،
وهو في الأصل جمع أروية: وهو الأنثى من الوعل،
وهو أفعولة إلا أنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأدغموها
في التي بعدها وكسروا الأولى لتسلم الياء، وثلاث
أراوي فإذا كثرت فهي الأروى على أفعل،
بغير قياس، وبه سميت المرأة، وهذا الماء أيضا وهو
بقرب العقيق عند الحاجر يسمى مثلثة أروى: وهو
164

ماء الفزارة، وفيه يقول شاعرهم:
وإن بأروى معدنا، لو حفرته
لأصبحت غنيانا كثير الدراهم
وأروى أيضا قرية من قرى مرو على فرسخين،
ينسب إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن عميرة بن
عمرو بن يحيى بن سليم الأرواوي.
أرياب: بفتح أوله، وبعضهم يكسره، ثم السكون،
وياء، وألف، وباء موحدة: قرية باليمن من مخلاف
قيظان من أعمال ذي جبلة، قال الأعشى:
وبالقصر من أرياب، لو بت ليلة
لجاءك مثلوج، من الماء، جامد
الأريتاق: تصغير أرتاق جمع رتق، وهو ضد الفتق:
واد فيه أحساء وطليح في طريق الجبلين من فيد.
أريحا: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، والحاء مهملة،
والقصر، وقد رواه بعضهم بالخاء المعجمة، لغة
عبرانية: وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض
الأردن بالشام، بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس
في جبال صعبة المسلك، سميت فيما قيل بأريحا بن
مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السلام، وقد
حرك جرير الياء منه ومده، فقال:
فماذا راب عبد بني نمير،
فعلي أن أزيد هم ارتيابا
أعد لها مكاوي منضجات،
ويشفي حر شعلتي الجرابا
شياطين البلاد يخفن زأري،
وحية أريحاء لي استجابا
أريح: بالفتح ثم السكون، وياء مفتوحة، وحاء
مهملة، على أفعل بوزن أفيح: بلد بالشام، وهو لغة
في أريحا المذكور قبله، قال الهذلي:
فليت عنه سيوف أريح، إذا
باء بكفي ولم أكد أجد
أي فليت عن هذا السيف سيوف أريح، فلم أكد
أجد حتى باء بكفي أي رجع.
أريض: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وضاد معجمة:
موضع في قول امرئ القيس:
أصاب قطاتين، فسال لو أهما،
فوادي البدي، فانتحى لأريض
أريك: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وكاف،
الأريكة في كلامهم واحدة الأرائك: وهي السرير
المنجد، ويجوز أن يكون مذكره أريك كما يقال
قتيل وقتيلة بني فلان، ولا يقال امرأة قتيلة وإنما
هي قتيل مثل المذكر. وأريك: اسم جبل بالبادية
يكثرون ذكره في كلامهم، قال النابغة:
عفا ذو حسى من فرتنى، فالفوارع،
فشطا أريك، فالتلاع الدوافع
وقال أبو عبيدة في شرحه: أريك واد، وذو حسى
في بلاد بني مرة، وقال في موضع آخر: أريك إلى
جنب النقرة، وهما أريكان أسود وأحمر وهما
جبلان، وقال غيره: أريك جبل قريب من معدن
النقرة شق منه لمحارب، وشق لبني الصادر من بني
سليم وهو أحد الخيالات المحتفة بالنقرة، ورواه
بعضهم بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير، عن ابن
الأعرابي، وقال بعض بني مرة يصف ناقة:
إذا أقبلت قلت: مشحونة،
أطاع لها الريح قلعا جفولا
165

فمرت بذي خشب، غدوة،
وجازت فويق أريك أصيلا
تخبط بالليل حزانه،
كخبط القوي العزيز الذليلا
ويدل على أن أريكا جبل قول جابر بن حني
التغلي:
تصعد في بطحاء عرق، كأنها
ترقى إلى أعلى أريك بسلم
وقال عمرو بن خويلد أخو بني عمرو بن كلاب:
فكنا بني أم، جميعا بيوتنا،
ولم يك منا الواحد المتفرد
نفيل، إذا قيل اضعنوا قد أتيتم،
أقاموا وقالوا: الصبر أبقى وأحمد
كأن أريكا، والفوارع بيننا،
لثامنة من أول الشهر، موعد
أريكتان: تثنية الذي قبله في لغة من جعله مصغرا،
وزيادة تاء التأنيث: جبلان يقال لكل واحد منهما
أريكة إلى جنب جبال سود لابي بكر بن كلاب،
ولهما بئار.
أريكة: مصغر أحد الجبلين اللذين ذكرا قبل،
وقال الأصمعي: أريكة ماء لبني كعب بن عبد الله
ابن أبي بكر بقرب عفلان، وهو جبل ذكر في
موضعه، وقال أبو زياد: ومما يذكر من مياه بني
أبي بكر بن كلاب، أريكة وهي بغربي الحمى،
حمى ضرية، وهي أول ما ينزل عليه مصدق المدينة.
أريلية: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، ولام
مكسورة، وياء أخرى مفتوحة خفيفة، وهاء:
حصن بين سرتة وطليطلة من أعمال الأندلس،
بينها وبين كل واحدة منهما عشرة فراسخ، استولى
عليها الإفرنج في سنة 533.
أريم: بوزن أفعل نحو أحمد: موضع قرب المدينة،
قال ابن هرمة:
بادت كما باد منزل خلق،
بين ربي أريم فذي الحلفه
أرينبات: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، ونون
مكسورة، وباء موحدة، وألف، وتاء فوقها نقطتان:
موضع في قول عنترة:
وقفت وصحبتي بأرينبات،
على أقتاد عوج كالسمام
فقلت: تبينوا ظعنا أراها
تحل شواحطا، جنح الظلام
وقد كذبتك نفسك، فاصدقنها
لما منتك تغريرا قطام
الأرين: بالضم ثم الكسر، وياء ساكنة، ونون:
خيف الأرين، في حديث أبي سفيان أنه قال: أقطعني
خيف الأرين أملاه عجوة، والأرين: نبات
يشبه الخطمي ويجوز أن يكون جمع الأران،
وهي الجنازة والنشاط أيضا.
أرينة: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، ونون، وهاء:
من نواحي المدينة، قال كثير:
وذكرت عزة، إذ تصاقب دارها،
برحيب فأرينة فنخال
ويروى أر ابن، وقد ذكر قبل.
166

أرينبة: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، ونون
مكسورة، وباء موحدة مفتوحة، وهاء: اسم ماء
لغني بن أعصر بن سعد بن قيس، وبالقرب منها
الأودية.
أريوجان: لم يتحقق لي ضبطه، قال مسعر:
مدينة جيدة في كورة ماسبذان عن يمين حلوان
للقاصد إلى همذان في صحراء بين جبال كثيرة الأشجار
والحمات والكباريت والزاجات والبوارق والأملاح،
وماؤها يخرج إلى البندنيجين فيسقي النخل بها، وبين
هذه المدينة وبين الرذ التي بها قبر المهدي أمير المؤمنين
فراسخ قليلة، وهي قريبة من السيروان.
أريول: بالفتح ثم السكون، وياء مضمومة، وواو
ساكنة، ولام: مدينة بشرق الأندلس من ناحية
تدمير، ينسب إليها أبو بكر عتيق بن أحمد بن عبد
الرحمن الأزدي الأندلسي الأريولي، قدم الإسكندرية
ولقيه بها أبو طاهر أحمد بن سلفة الحافظ، ثم مضى إلى
مكة فجاور بها سنين يؤذن للمالكية، ثم رجع إلى
المغرب وكان آخر العهد به.
باب الهمزة والزاي وما يليها
أزاد مرد اباذ: أزاد مرد اسم رجل، ومعناه الرجل
الحر، وأباذ عمارة فكأن معناه عمارة أزادمرد:
وهو اسم قلعة حصينة من نواحي همذان.
أزاذوار: الذال معجمة، يلتقي عندها ساكنان،
وواو، وألف، وراء: اسم بليدة رأيتها، وهي
قصبة كورة جوين من أعمال نيسابور وأول هذه
الكورة لمن يجيئها من ناحية الري، وعهدي به عامر
آهل ذو سوق ومساجد، وبظاهره خان كبير عمره
بعض التجار من أهل السبيل، وينسب إليه جماعة
من أهل العلم، منهم: أبو عبد الله محمد بن حفص بن
محمد بن يزيد الشعراني النيسابوري الأزاذواري شيخ
ثقة، سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد
ابن رافع، وبالعراق نصر بن علي الجهضمي وأبا
كريب، وبالحجاز عبد الله بن محمد الزهري وعبد
الجبار بن العلاء وأقرانهم في هذه البلاد، روى عنه
يحيى بن منصور القاضي وأبو علي الحافظ والمشايخ،
وتوفي ببلده سنة 313. وأبو العباس محمود بن محمد بن
محمود الأزاذواري روى عن محمد بن حفص بن محمد
ابن قراد البغدادي عن مالك، كتب عنه أبو سعد الماليني
بأزاذوار وروى عنه بأماليه بمصر، كذا هو بخط أبي
طاهر السلفي سواء، وأبو حامد أحمد بن محمد بن
العباس الأزاذواري روى عن محمد بن المسيب
الأرغياني، روى عنه أبو سعد الماليني وكان قد كتب
عنه بأزاذوار.
الأزارق: جمع أزرق والقول فيه كالقول في
الأخاوص، وقد تقدم في الا حاسب: وهو ماء بالبادية،
قال عدي بن الرقاع:
حتى وردن من الأزارق منهلا،
وله على آثارهن سحيل
فاستفنه، ورؤوسهن مطارة،
تدنو فتغشى الماء ثم تحول
الأزاغب: بالغين المعجمة: موضع في قول الأخطل:
أتاني، وأهلي بالأزاغب، أنه
تتابع من آل الصريخ ثمالى
أزال: بالفتح، وروي بالكسر أيضا عن نصر، وآخره
لام: اسم مدينة صنعاء، وأزال: هو والد صنعاء
ابن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد،
167

وكان أول من بناها، ثم سميت باسم ابنه لأنه
ملكها بعده فغلب اسمه عليها، والله أعلم.
إزبد: بالكسر ثم السكون، وكسر الباء، والدال
مهملة: قرية من قرى دمشق بينها وبين أذرعات
ثلاثة عشر ميلا، فيها توفي يزيد بن عبد الملك بن مروان
الخليفة بعد عمر بن عبد العزيز في شعبان، وقيل في
رمضان سنة 105، واختلفوا في سبب مقامه هناك،
فقال أهل الشام: كان متوجها إلى بيت المقدس
فمرض هناك، وقال آخرون: بل خرج للنزهة
وانقصف كما ذكر في خبر وفاته الفظيع الشنيع،
فحمل على أعناق الرجال إلى دمشق فدفن في مقبرة
الباب الصغير أو باب الجابية، وقيل: بل دفن حيث
مات.
أزجاه: بالفتح ثم السكون، وجيم، وألف، وهاء
محضة: قرية من قرى خابران، ثم من نواحي
سرخس، ينسب إليها من المتأخرين أبو بكر
أصرم بن محمد بن أصرم الأزجاهي المقري، كان صالحا
ورعا، سمع الحديث من أبي طاهر أحمد بن محمد
ابن علي المالكي وأبي نصر أحمد بن محمد بن سعيد
القرشي، ومولده في حدود سنة 470، وأبو الفتح
محمد بن أحمد بن محمد بن معاوية الأزجاهي الخطيب
إمام جامع أزجاه، كان فقيها صالحا عفيفا مكثرا من
الحديث، تفقه بمرو على أبي الفتح الموفق بن عبد
الكريم الهروي، سمع بأزجاه أبا حامد وأبا الفضل
عبد الكريم بن يونس بن منصور الأزجاهي، وبمرو
أبا الفرج عبد الرحمن بن أحمد الرازي السرخسي،
كتب عنه أبو سعد بأزجاه، وتوفي بها في صفر سنة
543، ذكره أبو سعد في شيوخه وقال: مات في
رجب سنة سبع وأربعين بقرية أزجاه، وأبو الفضل
عبد الكريم بن يونس بن محمد بن منصور الأزجاهي
الفقيه الشافعي توفي سنة 486.
الأزج: بالتحريك، والجيم، باب الأزج: محلة
كبيرة ذات أسواق كثيرة ومحال كبار في شرقي
بغداد، فيها عدة محال كل واحدة منها تشبه أن
تكون مدينة، ينسب إليها الأزجي، والمنسوب
إليها من أهل العلم وغيرهم كثير جدا.
الأزرق: بلفظ الأزرق من الألوان: وادي الأزرق
بالحجاز، والأزرق، ماء في طريق حاج الشام دون
تيماء.
أزر ميدخت: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء،
وكسر الميم، وياء ساكنة، وضم الدال، وسكون
الخاء المعجمة، والتاء فوقها نقطتان: اسم ملكة من
أواخر ملوك الفرس وهي ابنة أبرويز، وليت
الملك بعد أختها بوران أربعة أشهر ثم سمت فمانت،
ولا يبعد أن يكون هذا البلد مسمى بها، وهو
بليد قرب قرميسين، وسمعت من يقول بتقديم الراء
على الزاي وكأنه أظهر.
أزقبان: بالفتح ثم السكون، وضم القاف والباء
الموحدة، وألف، ونون: موضع في قول الأخطل:
أزب الحاجبين بعوف سوء،
من النفر الذين بأزقبان
أراد أزقباذ، فلم يستقم له البيت فأبدل الذال نونا
لان القصيدة نونية، يقال: فلان بعوف سوء أي
بحال السوء.
أزم: بفتحتين. ناحية من نواحي سيراف ذات مياه
عذبة وهواء طيب، نسب إليها بحر بن يحيى بن بحر
الأزمي الفارسي، حدث عن عبد الكريم بن روح
168

المحدث البصري وغيره، والحسن بن علي بن عبد الصمد
ابن يونس بن مهران أبو سعيد البصري يعرف
بالأزمي، حدث ببغداد عن صهيب وبحر بن الحكم
وغير هما، وتوفي بواسط في رجب سنة 308. وأزم
أيضا: منزل بين سوق الأهواز ورامهرمز، منه محمد
ابن علي بن إسماعيل المعروف بالمبرمان النحوي،
وفيها يقول:
من كان يأثر عن آبائه شرفا،
فأصلنا أزم أصطمة الخوز
أزمورة: ثلاث ضمات متواليات، وتشديد الميم،
والواو ساكنة، وراء مهملة: بلد بالمغرب في جبال
البربر.
أزناو: بالفتح ثم السكون، ونون، وألف، وواو
معربة، ويقال أزناوه، بالهاء: قلعة من ناحية الاجم
من نواحي همذان، منها: أبو الفضل عبد الكريم بن
أحمد الأزناوي المعروف بالبئاري فقيه شافعي.
أزنري: بالفتح ثم السكون، وفتح النون، وكسر
الراء: من قرى نهاوند، قال أبو طاهر بن سلفة
محمد بن إبراهيم الأزنري النهاوندي: رأيناه بأزنري
من قرى نهاوند علقنا عنه حكايات.
أزنم: بالفتح ثم السكون، وضم النون، وميم،
كأنه جمع الزنمة: وهو شئ يقطع من الاذن فيترك
معلقا، وإنما يفعل ذلك بكرائم الإبل، يقال: بعير
زنم وأزنم. ومزنم، وجمعه في القلة أزنم
وزنمات: وهو موضع في قول كثير بن عبد
الرحمن:
تأملت من آياتها، بعد أهلها،
بأطراف أعظام فأذناب أزنم
محاني آناء كأن دروسها
دروس الجوابي، بعد حول مجرم
ويروى بالراء مكان الزاي، والأول أكثر.
أزن: بالفتح ثم السكون، ونون: قلعة في جبال
همذان.
أزنيك: بالفتح ثم السكون، وكسر النون، وياء
ساكنة، وكاف: مدينة على ساحل بحر القسطنطينية،
والمماطر الأزنيكية هي الغاية في الجودة.
أزوارة: بالضم ثم السكون، وواو، وألف،
وراء، وهاء: بليدة بنواحي أصبهان على طرف البرية،
ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي الأزواري،
سمع بقراءته على سعيد الصيرفي في سنة 531، وكان
شيخا جليل القدر ولي الرئاسة ببلده مدة ومارس
الأمور وكان أكثر مقامه بأصبهان، كتب عنه
أبو سعد.
الأزوران: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، وراء،
وألف، ونون: تثنية الأزور، وهو المائل، روضة
الأزورين ذكرت في الرياض، قال مزاحم
العقيلي:
فليت ليالينا، بطخفة فاللوى،
رجعن، وأياما قصارا بمأسل
فإن تؤثري بالود مولاك لا أقل
أسأت، وإن تستبدلي أتبدل
عذاري، لم يأكلن بطيخ قرية،
ولم يتجنين العرار بثهلل
لهن على الريان، في كل صيفة،
فما ضم ميث الأزورين، فصلصل
169

خيام إذا خب السفا، نصبت له
دعائم تعلى بالثمام المصلل
الأزهر: موضع على أميال من الطائف، فيه قال
العرجي:
يا دار عاتكة التي بالأزهر،
أو فوقه بقفا الكثيب الأعفر
لم ألق أهلك، بعد عام لقيتهم،
يا ليت أن لقاءهم لم يقدر
والأزهر أيضا: موضع باليمامة فيه نخل وزرع ومياه.
أزة: بالفتح، والتشديد: من بلاد فارس.
أزيلي: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، ولام، وياء
ساكنة أيضا: مدينة بالمغرب في بلاد البربر بعد
طنجة في زاوية الخليج الماد إلى الشام، عليها سور،
متعلقة على رأس جرف خارج في البحر، وهي
لطيفة، وشربهم من آبار عذبة، قال ابن حوقل:
الطريق من برقة إلى أزيلي على ساحل بحر الخليج
إلى فم البحر المحيط، ثم تعطف على البحر المحيط
يسارا.
أزيهر: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وكسر
الهاء، وراء: موضع باليمامة لبني وعلة الجرميين،
من جرم بن ربان من الحاف بن قضاعة، فيه
نخل كثير.
باب الهمزة والسين وما يليهما
الأساسان: قريتان صغيرتان بين الدثينة وبين مغرب
الشمس من بلاد سليم.
إساف: بكسر الهمزة، وآخره فاء: إساف ونائلة
صنمان كانا بمكة. قال ابن إسحاق: هما مسخان وهما
إساف بن بغاء ونائلة بنت ذئب، وقيل: إساف بن
عمرو ونائلة بنت سهيل وإنهما زنيا في الكعبة فمسخا
حجرين فنصبا عند الكعبة، وقيل: نصب أحدهما
على الصفا والآخر على المروة ليعتبر بهما، فقدم
الامر فأمر عمرو بن لحي الخزاعي بعبادتهما، ثم
حولهما قصي فجعل أحدهما بلصق البيت وجعل
الآخر بزمزم وكان ينحر عندهما وكانت الجاهلية
تتمسح بهما، قال أبو المنذر هشام بن محمد: حدثني
أبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن إسافا رجل
من جرهم يقال له إساف بن يعلى، ونائلة بنت
زيد من جرهم، وكان يتعشقها بأرض اليمن
فأقبلا حاجين فدخلا الكعبة فوجدا غفلة من
الناس وخلوة في البيت ففجر بها في البيت فمسخا،
فأصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما
موضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش ومن حج
البيت بعد من العرب. قال هشام: ولما مسخ
إساف ونائلة حجرين وضعا عند الكعبة ليتعظ بهما
الناس، فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام عبدا
معها، وكان أحدهما بلصق الكعبة فكانوا ينحرون
ويذبحون عندهما، فلهما يقول أبو طالب، وهو
يحلف بهما حين تحالفت قريش على بني هاشم:
أحضرت عند البيت رهطي ومعشري،
وأمسكت من أثوابه بالوصائل
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم
بمفضى السيول، من إساف ونائل
الوصائل: البرود، وقال بشر بن أبي خازم الأسدي
في إساف:
عليه الطير ما يدنون منه،
مقامات العوارك من إساف
170

فكانا على ذلك، إلى أن كسرهما رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، يوم الفتح فيما كسر من الأصنام،
وجاء في بعض أحاديث مسلم بن الحجاج: أنهما كانا
بشط البحر وكانت الأنصار في الجاهلية تهل لهما، وهو
وهم، والصحيح أن التي كانت بشط البحر
مناة الطاغية.
أسالم: بالضم، بلفظ مصارع، سالم يسالم، فأنا
أسالم: من جبال السراة، نزله بنو قسر بن عبقر
ابن أنمار بن نزار، والأعم الأشهر أنه قسر،
واسمه مالك بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن
الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن
يشجب بن يعرب بن قحطان.
أسالة: بالضم، والتخفيف: اسم مائة بالبادية.
أسانير: بالفتح، وبعد الألف نون مكسورة، وياء
ساكنة، وراء: اسم جبل ذكره ابن القطاع في
كتابة، في الأبنية.
أساود: بالفتح، جمع أسود، كما قلنا في الا حاسب:
اسم ماء على يسار الطريق للقاصد إلى مكة من
الكوفة، قال الشماخ:
تزاور عن ماء الأساود، إن رنت
به راميا، يعتام رفغ الخواصر
أساهم: بالضم، وكسر الهاء: موضع بين مكة
والمدينة، قال الفضل بن العباس اللهبي:
نظرت، وهرشى بيننا وبصاقها،
فركن كساب فالصوى من أساهم
إلى ضوء نار دون سلع، يشبها
ضعيف الوقود، فاتر غير سائم
بصاقها: بكسر الباء، عن اليزيدي، وقال:
هي حرة.
أساهيب: أجبال في ديار طيئ بها مرعى.
أسبار: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة، وألف،
وراء: قرية على باب حي مدينة أصبهان، ويقال لها
أسبارديس، منها: أبو طاهر سهل بن عبد الله بن
الفرخان الأسباري الزاهد، كان مجاب الدعوة، توفي
سنه 296.
أسبانبر: بالفتح ثم السكون، والباء الموحدة،
وألف، ونون مفتوحة، وباء موحدة ساكنة،
وراء: هو اسم أجل مدائن كسرى وأعظمها،
وهي التي فيها إيوان كسرى الباقي بعضه إلى الآن.
أسبانيكث: بالضم ثم السكون، وباء موحدة،
وألف، ونون مفتوحة أو مكسورة، وياء ساكنة،
وفتح الكاف، وثاء مثلثة: مدينة بما وراء النهر من
مدن أسبيجاب بينهما مرحلة كبيرة، ينسب إليها
أبو نصر أحمد بن زاهر بن حاتم بن رستم الأديب
الأسبانيكثي، كان فاضلا، مات بعد الستين وثلثمائة، وغيره.
أسبذ: بالفتح ثم السكون، ثم فتح الباء الموحدة،
وذال معجمة. في كتاب الفتوح: أسبذ قرية
بالبحرين وصاحبها المنذر بن ساوي، وقد اختلف
في الأسبذيين من بني تميم لم سموا بذلك، قال
هشام بن محمد بن السائب: هم ولد عبد الله بن زيد بن
عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد
مناة بن تميم، قال: وقيل لهم الأسبذيون لأنهم كانوا
يعبدون فرسا، قلت أنا: الفرس بالفارسية اسمه
أسب، زادوا فيه ذالا تعريبا، قال: وقيل كانوا
يسكنون مدينة يقال لها أسبذ بعمان فنسبوا إليها،
171

وقال الهيثم بن عدي: إنما قيل لهم الأسبذيون أي
الجماع، وهم من بني عبد الله بن دارم، منهم: المنذر
ابن ساوي صاحب هجر الذي كاتبه رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في شعر طرفة ما
كشف المراد وهو يعتب على قومه:
فأقسمت عند النصب: إني لهالك،
بملتفة، ليست بغبط ولا خفض
خذوا حذركم، أهل المشقر والصفا،
عبيد أسبذ، والقرض يجزى من القرض
ستصبحك الغلباء تغلب، غارة،
هنالك لا ينجيك عرض من العرض
وتلبس قوما، بالمشقر والصفا،
شآبيب موت، تستهل ولا تغضي
تميل على العبدي في جو داره،
وعوف بن سعد تخترمه عن المحض
هما أورداني الموت، عمدا، وجردا
على الغدر خيلا، ما تمل من الركض
قال أبو عمرو الشيباني في فسر ذلك: أسبذ اسم ملك
كان من الفرس، ملكه كسرى على البحرين فاستعبدهم
وأذلهم، وإنما اسمه بالفارسية أسبيدويه، يريد الأبيض
الوجه، فعربه فنسب العرب أهل البحرين إلى هذا الملك
على جهة الذم فليس يختص بقوم دون قوم، والغالب
على أهل البحرين، عبد القيس، وهم أصحاب المشقر
الصفا حصنين هناك، وقال مالك بن نويرة، يرد
على محرز بن المكعبر الضبي، كان قال شعرا ينتصر
فيه لقيس بن عاصم على مالك بن نويرة:
أرى كل بكر ثم غير أبيكم،
وخالفتم حجنا من اللوم حيدار
أبي أن يريم الدهر وسط بيوتكم،
كما لا يريم الأسبذي المشقرا
حميت ابن ذي الأيرين قيس بن عاصم،
مطرا، فمن يحمي أباك المكعبرا؟
أسبرة: ناحية بأقصى بلاد الشاش بما ورواء النهر، وهي
بلاد يخرج منها النفط والفيروزج والحديد والصفر
والذهب والآنك، وفيها جبل، سود حجارته تحترق
كما يحترق الفحم، يباع منها حمل بدرهم وحملان،
فإذا احترق اشتد بياض رماده فيستعمل في تبييض
الثياب ولا يعرف في بلدان الأرض مثل هذا،
قاله الإصطخري.
إسبسكث: بالكسر ثم السكون، وفتح الباء
الموحدة، وسكون السين أيضا، وفتح الكاف،
والثاء مثلثة: قرية على فرسخين من سمرقند، منها أبو
حامد أحمد بن بكر الإسبسكثي.
أسبهبذ: بالفتح ثم السكون، وفتح الباء الموحدة،
وسكون الهاء، وضم الباء أيضا، وذال معجمة:
وهو اسم يخص به ملوك طبرستان، وأكثر ما يقولونه
بالصاد، وهو ككسرى لملوك الفرس، وقيصر لملوك
الروم، وقد سموا به كورة بطبرستان، ولعلها
سميت ببعض ملوكهم.
إسبيذ رستاق: بكسر أوله، وسكون ثانيه،
وكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، وذال معجمة،
معناه الرستاق الأبيض: ناحية من أعمال قوهستان
من ناحية فهلو، فيها قرى ورساتيق، وفهلو يراد
به نواحي أصبهان، في زعم حمزة.
إسبيذروذ: معناه النهر الأبيض: وهو اسم لنهر
مشهور من نواحي أذربيجان، مخرجه من عند بارسيس،
172

ويصب في بحر جرجان، قال الإصطخري:
إسبيذروذ بين أردبيل وزنجان، وهو نهر يصغر عن
جريان السفن فيه، وأصله في بلاد الديلم وجريانه تحت
القلعة المعروفة بقلعة سلار، وهي سميران، قال
عبيد الله المستجير بكرمه: وقد رأيته في مواضع.
إسبيذهان: شطره مثل الذي قبله، ثم هاء، وألف،
ونون موضع قرب نهاوند.
أسبيرن: بالفتح ثم السكون، وكسر الباء الموحدة،
وياء ساكنة، وراء مفتوحة، ونون: مدينة مشهورة
من نواحي إرزن الروم بأرمينية.
إسبيل: بالكسر ثم السكون، وكسر الباء الموحدة،
وياء، ولام: حصن بأقصى اليمن، وقيل: حصن
وراء النجير، قال الشاعر يصف حمارا وحشيا:
بإسبيل كان بها برهة،
من الدهر، لم ينبحنه الكلاب
وهذا صفة جبل لا حصن، وقال ابن الدمينة:
إسبيل جبل في مخلاف ذمار، وهو منقسم بنصفين،
نصفه إلى مخلاف رداع ونصف إلى بلد عنس، وبين
إسبيل وذمار أكمة سوداء بها حمة تسمى حمام
سليمان والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب
وغير ذلك. حدث مسلم بن جندب الهذلي، قال:
إني لمع محمد بن عبد الله النميري ثم الثقفي بنعمان،
وغلام يشتد خلفه يشتمه أقبح شتم، فقلت له: من
هذا؟ فقال: الحجاج بن يوسف، دعه فإني ذكرت
أخته في شعري، فأحفظه ذلك، فلما بلغ الحجاج ما
بلغ، هرب منه إلى اليمن ولم يجسر على المقام بها فعبر
البحر، وقال:
أتتني عن الحجاج، والبحر دوننا،
عقارب تسري، والعيون هواجع
فضقت به ذرعا وأجهشت خيفة،
ولم آمن الحجاج، والامر فاظع
وجل به الخطب الذي جاءني به
سميع، فليست تستقر الأضالع
فبت أدير الرأي والامر، ليلتي،
وقد أخضلت خدي الدموع الدوافع
فلم أر خيرا لي من الصبر، إنه
أعف وخير إذ عرتني الفجائع
وما أمنت نفسي الذي خفت شره،
ولا طاب لي، مما خشيت، المضاجع
إلى أن بدا لي حصن إسبيل طالعا،
وإسبيل حصن لم تنله الأصابع
فلي عن ثقيف، إن هممت بنجوة،
مهامه تعمى بينهن الهجارع
وفي الأرض ذات العرض عنك، ابن يوسف،
إذا شئت منا، لا أبا لك، واسع
فإن نلتني، حجاج، فاشتف جاهدا،
فإن الذي لا يحفظ الله، ضائع
وكان عاقبة أمره أن عبد الملك بن مروان أجاره من
الحجاج في قصة فيها طول ذكرتها في كتاب معجم
الشعراء بتمامها.
إستا: بالكسر ثم السكون، والتاء مثناة من فوقها،
والنسبة إليها بزيادة النون، كذا ذكره أبو سعد:
من قرى سمرقند، ينسب إليها أبو شعيب صالح بن
العباس بن حمزة الخزاعي الإستاني.
أستاذبران: بالضم ثم السكون، والتاء فوقها نقطتان،
والذال معجمة ساكنة، والباء الموحدة مفتوحة،
173

وراء، وألف، ونون: من قرى أصبهان، منها:
أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الأستاذ براني،
روى عنه أبو بكر بن مردويه.
أستاذخرذ: بضم الخاء المعجمة، وفتح الراء،
وذال معجمة، وباقيه كالذي قبله: من قرى الري.
إستارقين: أظنه من قرى همذان، قال شيرويه أحمد بن
العباس بن فارس أبو جعفر الإستارقيني: روى عن إبراهيم
ابن سعيد الجوهري ومحمد بن هاشم البعلبكي، وذكر
جماعة من أهل الشام ومصر، وروى عنه القاسم بن
أبي صالح والفضل بن الفضل الكندي وغيرهما، وكان
صدوقا.
إستان البهقباذ الأسفل: إحدى كور السواد من
الجانب الغربي، ومن مشهور قراه وطساسيجه:
السيلحون ونستر.
إستان البهقباذ الأعلى: بالسواد أيضا بالجانب الغربي،
ومن طساسيجه: الفلوجة العليا والفلوجة السفلى
وعين التمر.
إستان البهقباذ الأوسط: بالسواد أيضا بالجانب
الغربي، ومن طساسيجه سورا، وسنذكر هذه
الإستانات في البهقباذ بأتم من هذا، إن شاء الله
تعالى.
إستان سو: قال حمزة بن الحسن: هو اسم للناحية
المسماة بالجبل على ما حكاه لي أبو السري سهل بن
الحكم، قال: وهي بضع عشرة كورة.
الإستان العال: كورة في غربي بغداد من السواد،
تشتمل على أربعة طساسيج، وهي: الأنبار وبادوريا
وقطر بل ومسكن، قال العسكري: الإستان
مثل الرستاق.
إستانة: ناحية بخراسان، أظنها من نواحي بلخ، وإلى
أحد هذه الإستانات ينسب أبو السعادات هبة الله بن
عبد الصمد بن عبد المحسن الإستاني، حدث عن علي
ابن أحمد البسري ولقي الشيخ أبا إسحاق الشيرازي،
قال الحافظ أبو طاهر السلفي: أنشدني أبو السعادات
الإستاني، قال: أنشدني الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن
علي الشيرازي لنفسه:
مررت ببغداد فأنكرت أهلها،
وسكانها تحت التراب رميم
كأن لم تكن بغداد في الأرض بلدة،
ولم يك فيها ساكن ومقيم
وأبو محمد مكي بن هبة الله بن عبد الصمد الإستاني
ذكره أبو سعد، حدث عن إسماعيل بن محمد بن ملة
الأصبهاني وأبو الحسن علي بن أسعد بن رمضان
الإستاني المقري الخياط، حدث عن أبي الفتح محمد
ابن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان، وتوفي في شهر ربيع
الأول سنة 602.
إستجة: بالكسر ثم السكون، وكسر التاء فوقها
نقطتان، وجيم، وهاء: اسم لكورة بالأندلس متصلة
بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة، وهي
كورة قديمة واسعة الرساتيق والأراضي على نهر سنجل،
وهو نهر غرناطة، بينها وبين قرطبة عشرة فراسخ
وأعمالها متصلة بأعمال قرطبة، ينسب إليها محمد بن
ليث الإستجي محدث ذكره أبو سعيد بن يونس في
تاريخه، مات سنة 328.
أستراباذ: بالفتح ثم السكون، وفتح التاء المثناة من
فوق، وراء، وألف، وباء موحدة، وألف، وذال
معجمة: بلدة كبيرة مشهورة أخرجت خلقا من أهل
174

العلم في كل فن، وهي من أعمال طبرستان بين سارية
وجرجان في الاقليم الخامس، طولها تسع وسبعون
درجة وخمسون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة
ونصف وربع، وممن ينسب إليها القاضي أبو نصر
سعد بن محمد بن إسماعيل المطر في الاستراباذي قاضي
أستراباذ، وكان صالحا حسن السيرة، ومات بآمل
طبرستان في حدود سنة 550. وأبو نعيم عبد الملك
ابن محمد بن عدي الاستراباذي أحد الأئمة له كتاب
في الجرح والتعديل، وهو أقدم من أبي أحمد بن
عدي الجرجاني صاحب كتاب الجرح والتعديل أيضا
وشيخه، وتوفي سنه 320 عن ثلاث وثمانين سنة،
والحسين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين
الاستراباذي أبو محمد القاضي سمع بدمشق أبا بكر
الميانجي، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد
ابن عدي ونعيم بن أبي نعيم الاستراباذي، وبخراسان
محمد بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل السراج وخلف
ابن محمد الخيام وأبا عمرو بن نجيد وغيرهم بعدة
بلاد، وروى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كان
صدوقا صالحا سافر الكثير ولقي الشيوخ الصوفية
وأقام ببغداد إلى أن مات بها سنة 412. وأستراباذ:
كورة بالسواد يقال لها كرخ ميسان. وأستراباذ:
كورة بنسا من نواحي خراسان، عن ابن البناء.
أسترسن: بالفتح ثم السكون، وفتح التاء المثناة،
وسكون الراء، وفتح السين الأخرى، ونون: بلدة
بين كاشغر وختن من بلاد الترك، ينسب إليها أبو
نصر أحمد بن محمد بن علي الأسترسني البازكندي،
قدم ببغداد في سنة 498 فيما ذكر القاضي أبو المحاسن
عمر بن أبي الحسن الدمشقي، قال: وحدث بها عن
أحمد بن عيسى بن عبيد الله الدلفي، وذكر أنه
سمع منه بأستراباذ، سمع منه جماعة، منهم: أبو الرضا
أحمد بن مسعود الناقد.
أستغداديزه: بالضم ثم السكون، وضم التاء المثناة،
وسكون الغين المعجمة، ودالان مهملان بينهما ألف،
وياء ساكنة، وزاي، وهاء: قرية على أربعة فراسخ
من نخشب بما وراء النهر، ينسب إليها جماعة، منهم:
أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عاصم بن رمضان
الأستغداديزي المعروف بالنخشبي أحد العلماء
الحفاظ، توفي بنخشب في سنة 459، وقيل: سنة
457.
أستناباذ: بالضم ثم السكون، وضم التاء المثناة،
ونون، وألف، وباء موحدة، وألف، وذال
معجمة: قلعة، بين الري وبينها عشرة فراسخ من ناحية
طبرستان، وهي أستوناوند، وسيأتي ذكرها بأتم
من هذا.
أستوا: بالضم ثم السكون، وضم التاء المثناة،
وواو، وألف: كورة من نواحي نيسابور، معناه
بلسانهم المضحاة والمشرقة، تشتمل على ثلاث وتسعين
قرية وقصبتها خبوشان، قاله أبو القاسم البيهقي،
وقال أبو سعد: أستوا ناحية من نواحي نيسابور
تشتمل على نواح كثيرة وقرى جمة وتقرن
بخوجان، فيقال: أستوا وخوجان، وهي من عيون
نواحي نيسابور وحدودها متصلة بحدود نسا، خرج
منها خلق من العلماء والمحدثين، منهم: أبو جعفر
محمد بن بسطام بن الحسن الاستوائي، ولي قضاء
نيسابور ودام له القضاء بها في أولاده، وتوفي بها سنة
432، وعمر بن عقبة الاستوائي النيسابوري من
أصحاب عبد الله بن المبارك، وقد روى عن
أصحاب ابن المبارك مثل وهب بن زمعة وسلمة بن
175

سليمان، حدث عنه محمد بن عبد الوهاب الفراء
ومحمد بن أشرس السلمي، قاله الحاكم أبو عبد الله
في تاريخ نيسابور.
أستوريس: بالضم: حصن من أعمال وادي الحجارة
بالأندلس أحدثه محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن
هشام الأموي صاحب الأندلس، عمره في نحر العدو.
أستوناوند: بالضم ثم السكون، والتاء المثناة،
والواو ساكنة، ونون، وألف، وواو مفتوحة،
ونون أخرى ساكنة، ودال مهملة، ومنهم من
يقول: أستناباذ، وقد تقدم، وهو اسم قلعة
مشهورة بدنباوند من أعمال الري ويقال جرهد
أيضا، وهي من القلاع القديمة والحصون الوثيقة، قيل إنها
عمرت منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف، وكانت في
أيام الفرس معقلا للمصمغان ملك تلك الناحية يعتمد
بكلية عليه، ومعنى المصمغان مس مغان، والمس
الكبير، ومغان المجوس، فمعناه كبير المجوس،
وحاصره خالد بن برمك حتى غلب على ملكه وقلع
دولته وأخذ بنتين له وقدم بهما بغداد فشراهما
المهدي وأولدهما، فإحداهما أم المنصور بن المهدي
واسمها البحرية، وأولد الأخرى ولدا آخر، ثم
خربت هذه القلعة مدة وأعيدت عمارتها مرة بعد
أخرى إلى أن كان آخر خرابها على يد أبي علي الصغاني
صاحب جيش خراسان في نحو سنة 350، ثم عمرها
علي بن كتامة الديلمي، وجمع فيها خزائنه، وذخائره،
ثم انتقلت إلى فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه
الديلمي بما فيها من الذخائر، ثم تملكها الباطنية مدة،
فأنفذ السلطان محمد بن جلال الدولة ملك شاه
السلجوقي في سنة 506 الأمير سنقر كنجك فحاصرها
وأطال حتى افتتحها وخربها، ولا علم بها بعد ذلك.
إستينيا: بالكسر ثم السكون، وكسر التاء، وياء
ساكنة، ونون مكسورة، وياء، وألف: قرية
بالكوفة، قال المدائني: كان الناس يقدمون على
عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فيسألونه أن يعوضهم
مكان ما خلفوا من أرضهم بالحجاز وتهامة ويقطعهم
عوضه بالكوفة والبصرة، فأقطع خباب بن الأرت
إستينيا، قرية بالكوفة.
أستيا: بالفتح ثم السكون، وكسر التاء، وياء،
وألف: من أشهر مدن الغور، بضم الغين المعجمة،
وهي جبال بين هراة وغزنة، تذكر في موضعها،
أفادنيها بعض أهل هذه المدينة.
أسحمان: يروى بفتح الهمزة، والحاء المهملة، بلفظ
تثنية الأسحم، وهو الأسود، ويروى بكسر هما:
وهو اسم جبل.
أسداباذ: بفتح أوله وثانيه، وبعد الألف باء موحدة،
وآخره ذال معجمة: بلدة عمرها أسد بن ذي السرو
الحميري في اجتيازه مع تبع، والعجم يسكنون
السين عجمة، وهي مدينة بينها وبين همذان مرحلة
واحدة نحو العراق، وبينها وبين مطابخ كسرى
ثلاثة فراسخ، وإلى قصر اللصوص أربعة فراسخ، وقد
نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم والحديث، منهم:
أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكرياء
ابن صالح بن إبراهيم الأسداباذي الحافظ، سمع
أبا يعلى الموصلي وغيره، وتوفي سنة 347. وأسداباذ
أيضا: قرية من أعمال بيهق ثم من نواحي نيسابور،
أنشأها أسد بن عبد الله القسري في سنة 120 حيث
كان على خراسان من قبل أخيه خالد في أيام هشام بن
عبد الملك.
أسر: بضمتين: بلد بالحزن أرض بني يربوع بن
حنظلة، ويقال فيه يسر أيضا، عن نصر.
176

أسروشنة: بالفتح ثم السكون، وضم الراء،
وسكون الواو، وفتح الشين المعجمة، ونون، كذا
ذكره أبو سعد بالسين المهملة بعد الهمزة، والأشهر
الأعرف أن بعد الهمزة شينا معجمة، وسنذكره
هناك بأتم مما ذكرناه هنا: وهي مدينة بما وراء
النهر.
أسطان: بالضم ثم السكون، وآخره نون: قلعة
مشهورة من نواحي خلاط بأرمينية.
أسطوان: بالضم ثم السكون، وضم الطاء المهملة،
وآخره نون: قلعة في الثغور الرومية من ناحية الشام،
غزاها سيف الدولة بن حمدان، فقال شاعره الصفري
ولا تسألا عن أسطوان، فقد سطا
عليها بأنياب له ومخالب
وأخاف أن تكون التي قبلها، والله أعلم.
أسطو خوذوس: زعم الأطباء أنه اسم جزيرة في البحر
من عدة جزائر، وينبت فيها هذا العقار فسمي العقار
باسمها.
أسفاقس: بالفتح ثم السكون، والفاء، وألف، وقاف
مضمومة، وسين مهملة: اسم مدينة من نواحي
إفريقية، إذا خرجت من قابس تريد الغرب جئتها
ومنها إلى المهدية، والغالب على غلتها الزيتون،
وهي منيعة ذات سور من حجر، بينها وبين المهدية
مرحلتان.
أسفانبر: بالفتح ثم السكون، وفاء، وألف،
ونون مكسورة، وباء موحدة ساكنة، وراء:
وهي اسبانبر المتقدم ذكرها، وهي إحدى السبع
التي سميت بها مدائن كسرى بالعراق، المدائن،
وأصلها اسفانبور، فعربت على اسبانبر.
أسفجين: بعد السين الساكنة فاء وجيم: وهي قرية
بهمذان من رستاق ونجر، بها منارة ذات الحوافر
كتب خبرها في باب الحاء.
إسفذن: بالكسر ثم السكون، وفتح الفاء،
وسكون الذال المعجمة، ونون: من قرى الري، ينسب
إليها أبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن
أبي بكر الاسفذني الرازي توفي ببغداد سنة 291،
حدث عن إبراهيم بن موسى القراء، وروى عنه
الطبراني، وذكره ابن ماكولا في الا سعدي فوهم
فيه.
أسفرايين " بالفتح ثم السكون، وفتح الفاء، وراء،
وألف، وياء مكسورة، وياء أخرى ساكنة،
ونون: بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف
الطريق من جرجان، واسمها القديم مهرجان،
سماها بذلك بعض الملوك لخضرتها ونضارتها،
ومهرجان قرية من أعمالها، وقال أبو القاسم البيهقي:
أصلها من أسبرايين، بالباء الموحدة، وأسبر
بالفارسية هو الترس وايين هو العادة فكأنهم عرفوا
قديما بحمل التراس فسميت مدينتهم بذلك، وقيل:
بناها اسفنديار فسميت به، ثم غير لتطاول الأيام،
وتشتمل ناحيتها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية،
والله أعلم. وقال أبو الحسن علي بن نصر الفندورجي
يتشوق أسفرايين وأهلها:
سقى الله في أرض إسفرايين عصبتي،
فما تنتهي العلياء إلا إليهم
وجربت كل الناس بعد فراقهم
فما ازددت إلا فرط ضن عليهم
وينسب إليها خلق كثير من أعيان الأئمة، منهم:
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني أحد حفاظ
177

الدنيا، سمع بالموصل من علي بن حرب الطائي،
وسافر في طلب الحديث إلى البلاد الشاسعة، توفي سنة
316، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم
الإسفراييني المشهور، توفي بنيسابور يوم عاشوراء سنة
418، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن
يزيد الإسفراييني الحافظ صاحب المسند المصحح المخرج
على كتاب مسلم أحد الحفاظ الجوالين، والمحدثين
المكثرين، طاف الشام ومصر والبصرة والكوفة
والحجاز وواسطا والجزيرة واليمن وأصبهان وفارس
والري، سمع بمصر يونس بن عبد الأعلى وأبا إبراهيم
المزني والربيع بن سليمان ومحمدا وسعدا ابني عبد الله بن
عبد الحكيم، وبالشام يزيد بن محمد بن عبد الصمد وغيره،
وبالعراق الحسن الزعفراني وعمر بن شبة، وبخراسان
محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج وأحمد بن سعيد
الدارمي، روى عنه خلق كثير، منهم: سليمان الطبراني
وأبو أحمد بن عدي، وحج خمس مرات، وكان من أهل
الاجتهاد والطلب والحفظ، ومات سنة 316، ومحمد بن
علي بن الحسين أبو علي الإسفراييني الواعظ يعرف بابن
السقاء، قال أبو عبد الله الحافظ أبو علي الإسفراييني
من حفاظ الحديث والجوالين في طلبه والمعروفين بكثرة
الحديث والتصنيف للشيوخ والأبواب وصحبة الصالحين
من أئمة الصوفية في أقطار الأرض، سمع بخراسان
والعراق والجزيرة والشام ومصر وواسط والكوفة
والبصرة، وكتب بالري وقزوين وجرجان وطبرستان،
وتوفي بأسفرايين في ذي القعدة سنة 372. وأبو حامد
أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه الامام الإسفراييني، أقام
ببغداد ودرس الفقه وانتهت إليه الرئاسة في مذهب
الشافعي، قيل: كان يحضر درسه سبعمائة فقيه، وكانوا
يقولون: لو رآه الشافعي، رضي الله عنه، لفرح
به، قال: ولدت سنة 344 وقدمت بغداد سنة 364،
ودرس الفقه من سنة 370 إلى أن مات سنة 406.
إسفرنج: بالكسر ثم السكون، وفتح الفاء
والراء، وسكون النون، وجيم: من قرى سغد
سمرقند، منها: أبو فيد محمد بن محمد بن إسماعيل
الإسفرنجي.
أسفزار: بفتح الهمزة، وسكون السين، والفاء
تضم وتكسر، وزاي، وألف، وراء: مدينة من
نواحي سجستان من جهة هراة، ينسب إليها أبو
القاسم منصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام
الاسفزاري المنهاجي، سمع عامة مشايخ وقته،
روى عن أبي عمرو بن عبد الواحد بن محمد المليحي
كتاب دلائل النبوة لابي بكر القفال الشاشي،
وكان وحيد عصره في حفظ شعائر الاسلام وأهله متبعا
للآثار واعظا حسن الكلام حلو المنطق بعيد الإشارة
في كلام الصوفية خادما لهم سخيا متواضعا كريم
الطبع خفيف الروح من أعيان أهل العلم، مؤمنا
بأهل الخرقة قائما بحوائج المظلومين والمساكين،
يدخل على السلاطين والجبابرة يذكرهم الله ويحثهم
على طاعته ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر،
لا يخاف من سطوتهم ولا يبالي بهم فيقبلون منه
أمره، قتل في همذان في السنة شهيدا على باب
خانقاه أبي بكر المقري وقت الاسفار في الرابع عشر
من شوال سنة 502.
إسفس: بالكسر ثم السكون، وفتح الفاء، وسين
أخرى: من قرى مرو قرب فاز، يقال لها اسبس
والقن، منها: خالد بن رقاد بن إبراهيم الذهلي
الإسفسي.
أسف: بفتحتين، وفاء: قرية من نواحي النهروان من
أعمال بغداد بقرب إسكاف، ينسب إليها مسعود بن
178

جامع أبو الحسن البصري الإسفي، حدث ببغداد
عن الحسين بن طلحة النعالي، سمع منه أبو محمد عبد
الله بن أحمد بن الخشاب النحوي في سنة 540.
إسفنج: بالكسر ثم السكون، وفتح الفاء، وسكون
النون، وجيم: قرية من كورة أرغيان من نواحي
نيسابور، يقال لها سبنسج، منها: عامر بن شعيب
الإسفنجي.
أسفونا: بالفتح ثم السكون، وضم الفاء، وسكون
الواو، ونون، وألف: اسم حصن كان قرب معرة
النعمان بالشام، افتتحه محمود بن نصر بن صالح بن
مرداس الكلابي، فقال أبو يعلى عبد الباقي بن أبي
حصن يمدحه ويذكره:
عداتك منك في وجل وخوف،
يريدون المعاقل أن تصونا
فظلوا حول أسفونا كقوم،
أتى فيهم فظلوا آسفينا
وذكر أبو غالب بن مهذب المعري في تاريخه: أن
محمود بن نصر رهن ولده نصرا عند صاحب
أنطاكية على أربعة عشر ألف دينار، وخراب حصن
أسفونا إذا ملك حلب وأخذها من عمه عطية، فلما
ملك حلب خرب حصن أسفونا وأخرج لذلك عزيز
الدولة ثابتا وشبل بن جامع، وجمعا الناس من معرة
النعمان وكفر طاب وأعمالهما حتى خرباه.
أسفيجاب: بالفتح ثم السكون، وكسر الفاء، وياء
ساكنة، وجيم، وألف، وباء موحدة: اسم بلدة
كبيرة من أعيان بلاد ما وراء النهر في حدود
تركستان، ولها ولاية واسعة وقرى كالمدن كثيرة،
وهي من الاقليم الخامس، طولها ثمان وتسعون درجة
وسدس، وعرضها تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة،
وكانت من أعمر بلاد الله وأنزهها وأوسعها خصبا
وشجرا ومياها جارية ورياضا مزهرة، ولم يكن
بخراسان ولا بما وراء النهر بلد لا خراج عليه إلا
أسفيجاب لأنها كانت ثغرا عظيما فكانت تعفي من
الخراج وذلك ليصرف أهلها خراجها في ثمن السلاح والمعونة
على المقام بتلك الأرض، وكذلك كان ما يصاقبها من
المدن نحو طراز وصبران وسانيكث وفاراب حتى
أتت على تلك النواحي حوادث الدهر وصروف
الزمان، أولا من خوارزم شاه محمد بن
تكش بن ألب أرسلان بن. آق سنقر بن محمد بن
أنوشتكين، فإنه لما ملك ما وراء النهر وأباد ملك
الخائنة، وكانوا جماعة قد حفظ كل واحد منهم طرفه،
فلما لم يبق منهم أحدا، عجز عن حفظ تلك البلاد
لسعة مملكتها فخرب بيده أكثر تلك الثغور وأنهبها
عساكره، فجلا أهلها عنها وفارقوها بأجياد ملتفتة
وأعناق إليها مائلة منعطفة، فبقيت تلك الجنان خاوية
على عروشها تبكي العيون وتشجي القلوب منهدمة
القصور متعطلة المنازل والدور، وضل هادي تلك
الأنهار وجرت متحيرة في كل أوب على غير اختيار،
ثم تبع ذلك حوادث في سنة 616 التي لم يجر منذ
قامت السماوات والأرض مثلها، وهو ورود التتر،
خذلهم الله، من أرض الصين الصين فأهلكوا من بقي هنالك
متماسكا فيمن أهلكوا من غيرهم، فلم يبق من تلك
الجنان المندرة والقصور المشرفة غير حيطان مهدومة
وآثار من أمم معدومة، وقد كان أهل تلك البلاد أهل
دين متين وصلاح مبين ونسك وعبادة، والإسلام
فيهم غض المجني حلو المعنى يحفظون حدوده
ويلتزمون شروطه، لم تظهر فيهم بدعة استحقوا
بها العذاب والجلاء، ولكن يفعل الله بعباده ما يشاء،
179

ويحكم ما يريد:
رمت بهم الأيام عن قوس غدرها،
كأن لم يكونوا زينة الدهر مره
وما زال جور الدهر يغشى ديارهم،
يكر عليهم كرة ثم كره
فأجلاهم عنها جميعا فأصبحت
منازلهم للناظر اليوم عبره
وقد خرج من أسفيجاب طائفة من أهل العلم في كل
فن، منهم: أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الله بن
أحمد المؤدب المقري الأسفيجابي، مات بعد الثمانين
وثلاثمائة، ولم يكن ثقة، تكلموا فيه.
أسفيذار: بالفتح ثم السكون، وكسر الفاء، وياء
ساكنة، وذال معجمة، وألف، وراء: اسم ولاية
على طرف بحر الديلم، تشتمل على قرى واسعة
وأعمال، وصاحبها عاص لا يعطي لاحد طاعة لأنها
جبال وعرة ومسالك ضيقة.
أسفيذاسنج: رستاق من نواحي هراة، له ذكر في
أخبار الدولة.
أسفيذبان: بالفتح ثم السكون، وكسر الفاء، وياء
ساكنة، وذال معجمة مفتوحة، وباء موحدة، وألف،
ونون: من قرى أصبهان، ينسب إليها عبد الله بن
الوليد الأسفيذباني، وأسفيذبان: من قرى نيسابور.
أسفيذجان: ناحية بالجبال من أرض ماه، قتل بها
زياد بن خراش العجلي الخارجي هو وأتباعه.
أسفيذدشت: شطره كالذي قبله، ثم دال مفتوحة
مهملة، وشين معجمة ساكنة، وتاء مثناة، معناه
الصحراء البيضاء: قرية من نواحي أصبهان، منها: أبو
حامد أحمد بن محمد بن موسى بن الصناج الخزاعي
الأسفيذدشتي الأصبهاني، مات سنة 297.
أسفيذ: مثل شطر الذي قبله، معناه الأبيض: مدينة
في جبال كرمان عامرة.
أسفيذروذبار: معناه ناحية النهر الأبيض، قال
شيرويه بن شهردار وذكر نظام الملك أبا علي الحسن بن
إسحاق، فقال: سمعت عليه في بلد أسفيذروذبار في
أيام الصبا بقراءة أبي الفضل القومساني لأجلنا عليه 1،
وأظنه موضعا بهمذان، محلة أو قرية من قراها.
أسفيذن: مثل شطر الذي قبله، وزيادة النون: من
قرى الري، ويقال أسفذن بإسقاط الياء، ينسب
إليها علي بن أبي بكر الرازي الأسفيذني، حدث عن
حماد بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك عن
النبي، صلى الله عليه وسلم: من حوسب عذب،
رواه عنه الحسن بن علي بن الحارث الهمذاني.
أسفيرة: بالفتح ثم السكون، وكسر الفاء، وياء
ساكنة، وراء، وهاء: من قرى حلب.
إسفينقان: بالكسر ثم السكون، وكسر الفاء، وياء
ساكنة، ونون مفتوحة، وقاف، وألف، ونون:
بليدة من نواحي نيسابور، منها: أبو الفتوح مسعود
ابن أحمد الإسفينقاني، يروي عن محمد بن عبد الله
ابن زيدة الضبي الأصبهاني.
أسفي: بفتحتين، وكسر الفاء: بلدة على شاطئ البحر
المحيط بأقصى المغرب.
أسقب: بالضم ثم السكون، وضم القاف، والباء
موحدة خفيفة: بلدة من عمل برقة، ينسب إليها أبو
الحسن يحيى بن عبد الله بن علي اللخمي الراشدي

(1) قوله: لأجلنا عليه: هكذا في الأصل.
180

الأسقبي، كتب عنه السلفي حكايات وأخبارا عن أبي
الفضل عبد الله بن الحسين بن بشر بن الجوهري الواعظ
وغيره، وقال: مات في رمضان سنة 535، وله
ثمانون سنة.
أسقف: بالفتح ثم السكون، وضم القاف، وفاء:
موضع بالبادية كان به يوم من أيامهم، قال عنترة:
فإن يك عز في قضاعة ثابت،
فإن لنا برحرحان وأسقف
أي لنا في هذين الموضعين مجد، وقال ابن مقبل:
وإذا رأى الوراد ظل بأسقف
يوما كيوم عروبة المتطاول
أسقفة: بالضم، وباقيه مثل الذي قبله وزيادة الهاء:
رستاق نزه بشجر نضر بالأندلس، وقصبته غافق.
إسكارن: بالكسر ثم السكون، ثم الكاف، وألف،
وراء مفتوحة، ونون، ويقال: سكارن بإسقاط
الهمزة: قرية بقرب دبوسية من نواحي الصغد من
قرى كشانية، منها: بكر بن حنظلة بن أنومرد
الإسكارني الصغدي وابنه محمد بن بكر، توفي بعد
السبعين وثلاثمائة.
إسكاف: بالكسر ثم السكون، وكاف، وألف،
وفاء: إسكاف بني الجنيد كانوا رؤساء هذه الناحية،
وكان فيهم كرم ونباهة فعرف الموضع بهم، وهو
إسكاف العليا من نواحي النهروان بين بغداد
وواسط من الجانب الشرقي، وهناك إسكاف السفلى
بالنهروان أيضا، خرج منها طائفة كثيرة من أعيان
العلماء والكتاب والعمال والمحدثين لم يتميزوا لنا،
وهاتان الناحيتان الآن خراب بخراب النهروان منذ
أيام الملوك السلجوقيين، كان قد انسد نهر النهروان
واشتغل الملوك عن إصلاحه وحفره باختلافهم وتطرقها
عساكرهم فخربت الكورة بأجمعها، وممن ينسب
إليها أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك
الإسكافي، روى عنه الدارقطني وأبو بكر بن مردويه،
ومات بإسكاف سنة 352، وكان ثقة، وأبو الفضل
رزق بن موسى الإسكافي حدث عن يحيى بن سعيد
القطان وأنس بن عياض الليثي وسفيان بن عيينة وشبابة
ابن سوار وسلمة بن عطية، روى عنه عبد الله بن
محمد بن ناجية ومحمد بن سليمان الباغندي ويحيى بن
صاعد والقاضي المحاملي، وكان ثقة، ومنهم: محمد
ابن عبد الله أبو جعفر الإسكافي، عداده في أهل بغداد
أحد المتكلمين من المعتزلة له تصانيف، فكان يناظر
الحسين بن علي الكرابيسي ويتكلم معه، مات في سنة
204، ومحمد بن يحيى بن هارون أبو جعفر الإسكافي
حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي وعبدة بن عبد الله
الصفار، روى عنه الدارقطني والمعافى بن زكرياء
الجريري، وذكر الدارقطني أنه سمع منه بإسكاف،
ومحمد بن عبد المؤمن الإسكافي الخطيب القاضي بها
حدث عن الحسن بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد
ابن المظفر وأبي بكر الأبهري، وكان ثقة متفقها في
مذهب مالك، روى عنه الخطيب وغيره، وإسماعيل
ابن المؤمل بن الحسين بن إسماعيل الإسكافي أبو غالف،
سمع منه أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك الجيلي المعروف
بشيذلة شيئا من شعره، وأبو الحسن أحمد بن عمر
ابن أحمد الإسكافي سمع منه أبو الحسن محمد بن أحمد
ابن محمد النحاس العطار وغيره، وغير هؤلاء
مذكورون في تاريخ بغداد.
أسكبون: بالفتح ثم السكون، وكسر الكاف،
وباء موحدة، وواو ساكنة، ونون: إحدى قلاع
فارس المنيعة من رستاق مائين، المرتقى إليها صعب
181

جدا ليست مما يمكن فتحها عنوة، وبها عين من
الماء حارة.
أسكر: بالفتح ثم السكون، وفتح الكاف، وراء:
قرية مشهورة نحو صعيد مصر، بينها وبين الفسطاط
يومان من كورة الإطفيحية، كان عبد العزيز بن
مروان يكثر الخروج إليها والمقام بها للنزهة وبها مات.
وقد أسقط نصيب الهمزة من أوله، فقال يرثي
عبد العزيز:
أصبت يوم الصعيد من سكر،
مصيبة ليس لي بها قبل
وقد زعم بعضهم أن موسى بن عمران، عليه السلام،
ولد بأسكر، وله بها مشهد يزار إلى هذه الغاية.
وبمصر قرية أخرى يقال لها أشكر، بالشين
المعجمة، تذكر.
إسكلكند: بالكسر ثم السكون، وكسر الكاف
الأولى، وسكون اللام، وفتح الكاف الثانية،
وسكون النون، ودال مهملة: مدينة صغيرة
بطخارستان بلخ كثيرة الخير ولها رساتيق وبها منبر،
وتسقط همزتها وستذكر في السين إن شاء الله.
إسكندرونة: بعد الدال راء، وواو ساكنة،
ونون، قال أحمد بن الطيب: هي مدينة في شرقي
أنطاكية على ساحل بحر الشام بينها وبين بغراس أربعة
فراسخ، وبينها وبين أنطاكية ثمانية فراسخ، ووجدت
في بعض تواريخ الشام أن إسكندرونة بين عكا
وصور.
الإسكندرية: قال أهل السير: إن الإسكندر بن
فيلفوس الرومي قتل كثيرا من الملوك وقهر هم،
ووطئ البلدان إلى أقصى الصين وبنى السد وفعل
الأفاعيل، ومات وعمره اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر،
لم يسترح في شئ منها، قال مؤلف الكتاب: وهذا
إن صح، فهو عجيب مفارق للعادات، والذي أظنه،
والله أعلم، أن مدة ملكه أو حدة سعده هذا
المقدار، ولم تحسب العلماء غير ذلك من عمره، فإن
تطواف الأرض بسير الجنود مع ثقل حركتها
لاحتياجها في كل منزل إلى تحصيل الأقوات والعلوفة
ومصابرة من يمتنع عليه من أصحاب الحصون يفتقر إلى
زمان غير زمان السير ومن المحال أن تكون له
همة يقاوم بها الملوك العظماء، وعمره دون عشرين
سنة، وإلى أن يتسق ملكه ويجتمع له الجند وتثبت
له هيبة في النفوس وتحصل له رياسة وتجربة وعقل
يقبل الحكمة التي تحكى عنه يفتقر إلى مدة أخرى
مديدة، ففي أي زمان كان سيره في البلاد
وملكه لها ثم إحداثه ما أحدت من المدن في كل
قطر منها واستخلافه الخلفاء عليها؟ على أنه قد جرى
في أيامنا هذه وعصرنا الذي نحن فيه في سنة سبع عشرة
وثماني عشرة وستمائة من التتر الواردين من أرض الصين
ما لو استمر لملكوا الدنيا كلها في أعوام يسيرة، فإنهم
ساروا من أوائل أرض الصين إلى أن خرجوا من باب
الأبواب وقد ملكوا وخربوا من البلاد الاسلامية ما
يقارب نصفها، لأنهم ملكوا ما وراء النهر وخراسان
وخوارزم وبلاد سجستان ونواحي غزنة وقطعة من
السند وقومس وأرض الجبل بأسره غير أصبهان
وطبرستان وأذربيجان وأران وبعض أرمينية وخرجوا
من الدربند، كل ذلك في أقل من عامين. وقتلوا أهل
كل مدينة ملكوها ثم خذلهم الله وردهم من حيث
جاؤوا، ثم إنهم بعد خروجهم من الدربند ملكوا
بلاد الخزر واللأن وروس وسقين وقتلوا القبجاق في
بواديهم حتى انتهوا إلى بلغار في نحو عام آخر فكأن
182

هذا عضد قصة الإسكندر، على أن الإسكندر كان
إذا ملك البلاد عمرها واستخلف عليها، وهذا يفتقر إلى
زمان غير زمان الخراب فقط، قال أهل السير: بنى
الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسماها كلها باسمه ثم
تغيرت أساميها بعده، وصار لكل واحدة منها اسم
جديد، فمنها الإسكندرية التي بناها في باورنقوس ومنها
الإسكندرية التي بناها تدعى المحصنة ومنها
الإسكندرية التي بناها ببلاد الهند ومنها الإسكندرية
التي في جاليقوس ومنها الإسكندرية التي في بلاد
السقوياسيس ومنها الإسكندرية التي على شاطئ النهر
الأعظم ومنها الإسكندرية التي بأرض بابل ومنها
الإسكندرية التي هي ببلاد الصغد وهي سمرقند، ومنها
الإسكندرية التي تدعى مرغبلوس وهي مرو، ومنها
الإسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند ومنها
الإسكندرية التي سميت كوش وهي بلخ، ومنها
الإسكندرية العظمى التي ببلاد مصر، فهذه ثلاث عشرة
إسكندرية نقلتها من كتاب ابن الفقيه كما كانت فيه
مصورة، وقرأت في كتاب الحافظ أبي سعد:
أنشدني أبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الإيادي
من لفظه بالإسكندرية قرية بين حلب وحماة، قال
الأديب الأبيوردي:
فيا ويح نفسي لا أرى الدهر منزلا
لعلوة، إلا ظلت العين تذرف
ولو دام هذا الوجد لم يبق عبرة
ولو أنني من لجة البحر أغرف
والإسكندرية أيضا: قرية على دجلة بإزاء الجامدة بينها
وبين واسط خمسة عشر فرسخا، ينسب إليها أحمد
ابن المختار بن مبشر بن محمد بن أحمد بن علي بن
المظفر أبو بكر الإسكندراني من ولد الهادي بالله
أمير المؤمنين، تفقه على مذهب الشافعي، رضي الله
عنه، وكان أديبا فاضلا خيرا قدم بغداد في سنة 510
متظلما من عامل ظلمه، فسمع منه أبو الفضل محمد بن
ناصر الحافظ وغيره أبياتا من شعره، قاله صاحب
الفيصل.
ومنها الإسكندرية قرية بين مكة والمدينة
ذكرها الحافظ أبو عبد الله بن النجار في معجمه
وأفادنيها من لفظه، وجميع ما ذكرنا من المدن
ليس فيها ما يعرف الآن بهذا الاسم إلا الإسكندرية
العظمى التي بمصر، قال المنجمون: طول الإسكندرية
تسع وستون درجة ونصف، وعرضها ست وثلاثون درجة
وثلث، وفي زيج أبي عون: طول الإسكندرية
إحدى وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة،
وهي في الاقليم الثالث، وذكر آخر أن الإسكندرية
في الاقليم الثاني، وقال: طولها إحدى وخمسون
درجة وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وثلاثون درجة،
واختلفوا في أول من أنشأ الإسكندرية التي بمصر
اختلافا كثيرا نأتي منه بمختصر لئلا نمل بالاكثار:
ذهب قوم إلى أنها إرم ذات العماد التي لم يخلق
مثلها في البلاد. وقد روي عن النبي، صلى الله عليه
وسلم، أنه قال: خير مسالحكم الإسكندرية.
ويقال: إن الإسكندر والفرما أخوان، بنى كل
واحد منهما مدينة بأرض مصر وسماها باسمه، ولما
فرغ الإسكندر من مدينته، قال: قد بنيت مدينة
إلى الله فقيرة، وعن الناس غنية، فبقيت بهجتها
ونضارتها إلى اليوم، وقال الفر ما لما فرغ من مدينته:
قد بنيت مدينة عن الله غنية وإلى الناس فقيرة، فذهب
نورها فلا يمر يوم إلا وشئ منها ينهدم، وأرسل الله
عليها الرمال فدمتها إلى أن دثرت وذهب أثرها.
وعن الأزهر بن معبد قال: قال لي عمر بن عبد
183

العزيز: أين تسكن من مصر؟ قلت: أسكن
الفسطاط، فقال: أف أم نتن! أين أنت عن الطيبة؟
قلت أيتهن هي؟ قال: الإسكندرية، وقيل: إن
الإسكندر لما هم ببناء الإسكندرية دخل هيكلا
عظيما كان لليونانيين فذبح فيه ذبائح كثيرة وسأل ربه
أن يبين له أمر هذه المدينة هل يتم بناؤها أم هل
يكون أمرها إلى خراب؟ فرأى في منامه كأن رجلا
قد ظهر له من الهيكل، وهو يقول له: إنك تبني
مدينة يذهب صيتها في أقطار العالم ويسكنها من
الناس ما لا يحصى عددهم، وتختلط الرياح الطيبة
بهوائها، ويثبت حكم أهلها وتصرف عنها السموم
والحرور وتطوى عنها قوة الحر والبرد والزمهرير
ويكتم عنها الشرور حتى لا يصيبها من الشياطين خبل
وإن جلبت عليها ملوك الأرض بجنودهم وحاصروها
لم يدخل عليها ضرر. فبناها وسماها الإسكندرية ثم
رحل عنها بعد ما استتم بناءها فجال الأرض شرقا وغربا،
ومات بشهرزور وقيل ببابل وحمل إلى الإسكندرية
فدفن فيها.
وذكر آخرون أن الذي بناها هو الإسكندر
الأول ذو القرنين الرومي، واسمه أشك بن
سلوكوس، وليس هو الإسكندر بن فيلفوس، وأن
الإسكندر الأول هو الذي جال الأرض وبلغ
الظلمات وهو صاحب موسى والخضر، عليهما السلام،
وهو الذي بنى السد، وهو الذي لما بلغ إلى موضع
لا ينفذه أحد صور فرسا من نحاس وعليه فارس
من نحاس ممسك يسرى بديه على عنان الفرس
وقد مد يمناه وفيها مكتوب: ليس ورائي
مذهب. وزعموا أن بينه وبين الإسكندر الأخير
صاحب دارا المستولي على أرض فارس وصاحب
أرسطاطاليس الحكيم الذي زعموا أنه عاش اثنتين
وثلاثين سنة دهر طويل وأن الأول كان مؤمنا
كما قص الله عنه في كتابه وعمر عمرا طويلا وملك
الأرض، وأما الأخير فكان يرى رأي الفلاسفة
ويذهب إلى قدم العالم كما هو رأي أستاذه أرسطاطاليس،
وقتل دارا ولم يتعد ملكه الروم وفارس. وذكر
محمد بن إسحاق أن يعمر بن شداد بن عاد بن عوض
ابن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، هو الذي
أنشأ الإسكندرية وهي كنيسة حنس، وزبر فيها: أنا
يعمر بن شداد أنشأت هذه المدينة وبنيت قناطرها
ومعابرها قبل أن أضع حجرا على حجر، وأجريت
ماءها لأرفق بعمالها حتى لا يشق عليهم نقل الماء،
وصنعت معابر لممر أهل السبيل وصيرتها إلى
البحر وفرقتها عند القبة يمينا وشمالا. وكان يعمل
فيها تسعون ألفا لا يرون لهم ربا إلا يعمر بن شداد،
وكان تاريخ الكتاب ألفا ومائتي سنة.
وقال ابن عفير: ان أول من بنى الإسكندرية جبير
المؤتفكي وكان قد سخر بها سبعين ألف بناء وسبعين
ألف مخندق وسبعين ألف مقنطر فعمرها في مائتي
سنة وكتب على العمودين اللذين عند البقرات
بالإسكندرية، وهما أساطين نحاس يعرفان بالمسلتين:
أنا جبير المؤتفكي عمرت هذه المدينة في شدتي وقوتي
حين لا شيبة ولا هرم أضناني، وكنزت أموالها في
مراجل جبيرية وأطبقته بطبق من نحاس وجعلته
داخل البحر، وهذان العمودان بالإسكندرية عند
مسجد الرحمة، وروي أيضا أنه كان مكتوبا عليهما
بالحميرية: أنا شداد بن عاد الذي نصب العماد وجند
الأجناد وسد بساعده الواد بنيت هذه الأعمدة في
شدتي وقوتي إذ لا موت ولا شيب، وكنزت
كنزا على البحر في خمسين ذراعا لا تصل إليه إلا أمة
هي آخر الأمم، وهي أمة محمد، صلى الله عليه وسلم.
184

ويقال: إنما دعا جبيرا المؤتفكي إلى بنائها أنه وجد
بالقرب منها في مغارة على شاطئ البحر تابوتا من نحاس
ففتحه فوجد فيه تابوتا من فضة، ففتحه فإذا فيه درج
من حجر الماس، ففتحه فإذا فيه مكحلة من ياقوتة
حمراء مرودها عرق زبرجد أخضر فدعا بعض
غلمانه فكحل إحدى عينيه بشئ مما كان في تلك
المكحلة فعرف مواضع الكنوز ونظر إلى معادن
الذهب ومغاص الدر، فاستعان بذلك على بناء
الإسكندرية وجعل فيها أساطين الذهب والفضة وأنواع
الجواهر حتى إذا ارتفع بناؤها مقدار ذراع أصبح وقد
ساخ في الأرض، فأعاده أيضا فأصبح وقد ساخ فمكث
على ذلك مائة سنة كلما ارتفع البناء ذراعا أصبح
سائخا في الأرض فضاق ذرعا بذلك، وكان من أهل تلك
الأرض راع يرعى على شاطئ البحر وكان يفقد في كل
ليلة شاة من غنمه إلى أن أضر به ذلك فارتصد ليلة،
فبينما هو يرصد إذا بجارية قد خرجت من البحر
كأجمل ما يكون من النساء فأخذت شاة من غنمه
فبادر إليها وأمسكها قبل أن تعود إلى البحر وقبض
على شعرها فامتنعت على ساعة ثم قهرها وسار بها إلى
منزله فأقامت عنده مدة لا تأكل إلا اليسير ثم واقعها
فأنست به وبأهله وأحبتهم ثم حملت وولدت فازداد
أنسها وأنسهم بها، فشكوا إليها يوما ما يقاسونه
من تهدم بنائهم وسيوخه كلما علوه وأنهم إذا خرجوا
بالليل اختطفوا، فعملت لهم الطلسمات وصورت لهم
الصور فاستقر البناء وتم أمر المدينة وأقام بها جبير
المؤتفكي خمسمائة سنة ملكا لا ينازعه أحد، وهو الذي
نصب العمودين اللذين بها ويسميان المسلتين. وكان
أنفذ في قطعهما وحملهما إلى جبل بريم الأحمر سبعمائة
عامل، فقطعوهما وحملوهما ونصبهما في مكانهما غلام
له يقال له قطن بن جارود المؤتفكي وكان أشد من
رؤي في الخلق، فلما نصبهما على السرطانين النحاس
جعل بإزائهما بقرات نحاس كتب عليها خبره وخبر
المدينة وكيف بناها ومبلغ النفقة عليها والمدة، ثم
غزاه رومان بن تمنع الثمودي فهزمه وقتل أصحابه
قتلا ذريعا وأقام عمودا بالقرب منهما وكتب عليه:
أنا رومان الثمودي صنفت أصناف هذه المدينة وأصناف
مدينة هرقل الملك بالدوام على الشهور والأعوام ما
اختلف ابنا سمير، وبقيت حصاة في ثبير، وأنا غيرت
كتاب جبير الشديد ونشرته بمناشير الحديد
وستجدون قصتي ونعتي في طرف العمود، فولد
رومان بزيعا فملك الإسكندرية بعده خمسين سنة لم
يحدث فيها شيئا، ثم ملك بعده ابنه رحيب، وهو
الذي بنى الساطرون بالإسكندرية وزبر على حجر
منه: أنا رحيب بن بزيع الثمودي بنيت هذه البنية
في قوتي وشدتي وعمرتها في أربعين سنة على رأس
ست وتسعين سنة من ملكي، وولد رحيب مرة،
وولد مرة موهبا ملك بعد أبيه مائتي سنة وغزا
أنيس بن معدي كرب العادي موهبا بالإسكندرية
وملكها بعده، ثم ملكها بعده يعمر بن شداد بن
جناد بن صياد بن شمران بن مياد بن شمر بن
يرعش فغزاه دفافة بن معاوية بن بكر العمليقي
فقتل يعمر وملك الإسكندرية، وهو أول من
سمي فرعون بمصر، وهو الذي وهب هاجر أم
إسماعيل، عليه السلام، إلى إبراهيم، عليه السلام،
وهذه أخبار نقلناها كما وجدناها في كتب العلماء، وهي
بعيدة المسافة من العقل لا يؤمن بها إلا من غلب عليه
الجهل، والله أعلم.
ولأهل مصر بعد إفراط في وصف الإسكندرية
وقد أثبتها علماؤهم ودونوها في الكتب، فيها
وهم، ومنها ما ذكره الحسن بن إبراهيم المصري
185

قال: كانت الإسكندرية لشدة بياضها لا يكاد
يبين دخول الليل فيها إلا بعد وقت، فكان
الناس يمشون فيها وفي أيديهم خرق سود خوفا
على أبصارهم، وعليهم مثل لبس الرهبان السواد،
وكان الخياط يدخل الخيط في الإبرة بالليل، وأقامت
الإسكندرية سبعين سنة ما يسرج فيها ولا يعرف
مدينة على عرضها وطولها وهي شطرنجية ثمانية شوارع
في ثمانية، قلت: أما صفة بياضها فهو إلى الآن موجود،
فإن ظاهر حيطانها شاهدناها مبيضة جميعها إلا اليسير
النادر لقوم من الصعاليك، وهي مع ذلك مظلمة نحو
جميع البلدان. وقد شاهدنا كثيرا من البلاد التي تنزل
بها الثلوج في المنازل والصحارى وتساعدها النجوم
بإشراقها عليها إذا أظلم الليل أظلمت كما تظلم جميع
البلاد لا فرق بينها، فكيف يجوز لعاقل أن يصدق
هذا ويقول به؟ قال: وكان في الإسكندرية سبعة
حصون وسبعة خنادق، قال: وكتب عمرو بن
العاص إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إني فتحت
مدينة فيها اثنا عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر
وأصبت فيها أربعين ألف يهودي عليهم الجزية. وروي
عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم لما ولي مصر وبلغه
ما كانت الإسكندرية عليه استدعى مشايخها، وقال:
أحب أن أعيد بناء الإسكندرية على ما كانت عليه
فأعينوني على ذلك وأنا أمدكم بالأموال والرجال.
قالوا: أنظرنا أيها الأمير حتى ننظر في ذلك. وخرجوا
من عنده وأجمعوا على أن حفروا ناووسا قديما
وأخرجوا منه رأس آدمي وحملوه على عجلة إلى المدينة،
فأمر بالرأس فكسر وأخذ ضرس من أضراسه فوجد
وزنه عشرين رطلا على ما به من النخر والقدم،
فقالوا: إذا جئتنا بمثل هؤلاء الرجل نعيد عمارتها على
ما كانت، فسكت.
ويقال: إن المعاريج التي بالإسكندرية مثل
الدرج كانت مجالس العلماء يجلسون عليها على
طبقاتهم فكان أوضعهم علما الذي يعمل الكيمياء
من الذهب والفضة، فإن مجلسه كان على الدرجة
السفلى. وأما خبر المنارة فقد رووا لها أخبارا هائلة
وادعوا لها دعاوى عن الصدق عادلة وعن الحق مائلة،
فقالوا: إن ذا القرنين لما أراد بناء منارة الإسكندرية
أخذ وزنا معروفا من حجارة ووزنا من آجر
ووزنا من حديد ووزنا من نحاس ووزنا من
رصاص ووزنا من قصدير ووزنا من حجارة الصوان
ووزنا من ذهب ووزنا من فضة وكذلك من جميع
الأحجار والمعادن، ونقع جميع ذلك في البحر حولا
ثم أخرجه فوجده قد تغير كله وحال عن حاله
ونقصت أوزانه إلا الزجاج فإنه لم يتغير ولم ينقص،
فأمر أن يجعل أساس المنارة من الزجاج، وعمل
على رأس المنارة مرآة ينظر فيها الناظر فيرى
المراكب إذا خرجت من أفرنجة أو من القسطنطينية
أو من سائر البلاد لغزو الإسكندرية، فأضر ذلك
بالروم فلم يقدروا على غزوها. وكانت فيها حمة
تنفع من البرص ومن جميع الأدواء، وكان على الروم
ملك يقال له سليمان فظهر البرص في جسمه فعزم
الروم على خلعه والاستبدال منه، فقال: أنظروني
أمض إلى حمة الإسكندرية وأعود فإن برئت وإلا
شأنكم وما قد عزمتم عليه، قال: وكان فعله هذا
من إظهار البرص بجسمه حيلة ومكرا، وإنما أراد
قلع المرآة من المنارة ليبطل فعلها، فسار إليها في
ألف مركب، وكان من شرط هذه الحمة أن لا يمنع
منها أحد يريد الاستشفاء بها، فلما سار إليها فتحوا
له أبوابها الشارعة إلى البحر فدخلها، وكانت الحمة
في وسط المدينة بإزاء المعاريج التي تجلس العلماء عليها،
186

فاستحم في مائها أياما. ثم ذكر أنه قد عوفي من دائه
وذهب ما كان به من بلوائه. ولما أشرف على هذه
الحمة وما تشفي من الأدواء وكان قد تمكن من
البلد بكثرة رجاله، قال: هذه أضر من المرآة. ثم
أمر بها فغورت وأمر أن تقلع المرآة ففعل وأنفذ
مركبا إلى القسطنطينية وآخر إلى أفرنجة وأمر من
أشرف على المنارة ونظر إلى المركبين إذا دخلا
القسطنطينية وأفرنجة وخرجا منها فأعلم أنهم لما بعدا
عن الإسكندرية يسيرا غابا عنه، فعاد إلى بلاده وقد
أمن غائلة المرآة.
وقيل: إن أول من عمر المنارة امرأة يقال
لها دلوكة بنت ريا، وسيأتي ذكرها في هذا
الكتاب في حائط العجوز وغيره. وقيل: بل
عمرتها ملكة من ملوك الروم، يقال لها قلبطرة،
وهي في زعم بعضهم التي ساقت الخليج إلى الإسكندرية
حتى جاءت به إلى مدينتها، وكان الماء لا يصل إلا إلى
قرية يقال لها كسا، والاخبار والأحاديث عن مصر
وعن الإسكندرية ومنارتها من باب حدث عن البحر
ولا حرج، وأكثرها باطل وتهاويل لا يقبلها إلا
جاهل، ولقد دخلت الإسكندرية وطوفتها فلم أر
فيها ما يعجب منه إلا عمودا واحدا يعرف الآن
بعمود السواري تجاه باب من أبوابها يعرف بباب
الشجرة، فإنه عظيم جدا هائل كأنه المنارة العظيمة،
وهو قطعة واحدة مدور منتصب على حجر عظيم
كالبيت المربع قطعة واحدة أيضا وعلى رأس العمود
حجر آخر مثل الذي في أسفله، فهذا يعجز أهل
زماننا عن معاجلة مثله في قطعه من مقطعه وجلبه
من موضعه ثم نصبه على ذلك الحجر ورفع الآخر إلى
أعلاه ولو اجتمع عليه أهل الإسكندرية بأجمعهم،
فهو يدل على شدة حامليه وحكمة ناصبيه وعظمة همة
الآمر به. وحدثني الوزير الكبير الصاحب العالم جمال
الدين القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف بن
إبراهيم الشيباني القفطي، أدام الله أيامه، ثم وقفت
على مثل ما حكاه سواء في بعض الكتب وهو كتاب
ابن الفقيه وغيره: أنه شاهد في جبل بأرض أسوان
عمودا قد نقر وهندم في موضعه من الجبل طوله
ودوره ولونه مثل هذا العمود المذكور، كأن
المنية عاجلت بالملك الذي أمر بعمله فبقي على حاله.
قال أحمد بن محمد الهمذاني: وكانوا ينحتون السواري
من جبال أسوان وبينها وبين الإسكندرية مسيرة شهر
للبريد ويحملونها على خشب الأطواف في النيل، وهو
خشب يركب بعضه على بعض وتحمل الأعمدة
وغيرها عليه، وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا
إكثارهم في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في
أمرها وكل ذلك كذب لا يستحي حاكيه ولا يراقب
الله رواية، ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل
عاد منا متعجبا من تخرص الرواة وذلك إنما هي
بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية،
ولقد رأيت ركنا من أركانها وقد تهدم فدعمه
الملك الصالح ابن رزيك أو غيره من وزراء المصريين،
واستجده فكان أحكم وأتقن وأحسن من الذي
كان قبله، وهو ظاهر فيه كالشامة لان حجارة هذا
المستجد أحكم وأعظم من القديم وأحسن وضعا
ورصفا، وأما صفتها التي شاهدتها فإنها حصن عال
على سن جبل مشرف في البحر في طرف جزيرة
بارزة في ميناء الإسكندرية، بينها وبين البر نحو شوط
فرس وليس إليها طريق إلا في ماء البحر الملح، وبلغني
أنه يخاض من إحدى جهاته الماء إليها، والمنارة مربعة
البناء ولها درجة واسعة يمكن الفارس أن يصعدها
بفرسه، وقد سقفت الدرج بحجارة طوال مركبة
187

على الحائطين المكتنفي الدرجة فيرتقى إلى طبقة عالية
يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع آخر،
كأنه حصن آخر مربع يرتقى فيه بدرج أخرى إلى
موضع آخر، يشرف منه على السطح الأول بشرفات
أخرى، وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان
وهذا شكلها:
وليس فيها، كما يقال، غرف كثيرة ومساكن
واسعة يضل فيها الجاهل بها، بل الدرجة مستديرة
بشئ كالبئر فارغ، زعموا أنه مهلك وأنه
إذا ألقي فيها الشئ لا يعرف قراره، ولم أختبره والله
اعلم به، ولقد تطلبت الموضع الذي زعموا أن المرآة
كانت فيه فما وجدته ولا أثره، والذي يزعمون أنها
كانت فيه هو حائط بينه وبين الأرض نحو مائة
ذراع أو أكثر، وكيف ينظر في مرآة بينها وبين
الناظر فيها مائة ذراع أو أكثر، ومن أعلى المنارة؟
فلا سبيل للناظر في هذا الموضع، فهذا الذي شاهدته
وضبطته وكل ما يحكى غير هذا فهو كذب لا
أصل له. وذكر ابن زولاق أن طول منارة
الإسكندرية مائتا ذراع وثلاثون ذراعا وأنها كانت
في وسط البلد وإنما الماء طفح على ما حولها فأخر به
وبقيت هي لكون مكانها كان مشرفا على غيره.
وفتحت الإسكندرية سنة عشرين من الهجرة في أيام
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على يد عمرو بن
العاص بعد قتال وممانعة، فلما قتل عمر وولي عثمان،
رضي الله عنه، ولى مصر جميعها عبد الله بن سعد بن
أبي سرح أخاه من الرضاع، فطمع أهل الإسكندرية
ونقضوا، فقيل لعثمان: ليس لها إلا عمرو بن العاص
فإن هيبته في قلوب أهل مصر قوية. فأنفذه عثمان
ففتحها ثانية عنوة وسلمها إلى عبد الله بن سعد بن أبي
سرح وخرج من مصر، فما رجع إليها إلا في أيام
معاوية. حدثني القاضي المفضل أبو الحجاج يوسف بن
أبي طاهر إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي عارض
الجيش لصلاح الدين يوسف بن أيوب، قال: حدثني
الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الأبي، وأبة من بلاد
إفريقية، قال: اذكر ليلة وانا أمشي مع الأديب
أبي بكر أحمد بن محمد العيدي على ساحل
بحر عدن، وقد تشاغلت عن الحديث معه فسألني: في
أي شئ أنت مفكر؟ فعرفته أنني قد عملت في
تلك الساعة شعرا، وهو هذا:
وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته،
لعل طرف الذي أهواه ينظره
فقال مرتجلا:
يا راقد الليل بالإسكندرية لي
من يسهر الليل، وجدا بي، وأسهره
ألاحظ النجم تذكارا لرؤيته،
وإن مرى دمع أجفاني تذكره
وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته،
لعل عين الذي أهواه تنظره
188

قلت: ولو استقصينا في أخبار الإسكندرية جميع
ما بلغنا لجاء في غير مجلد، وهذا كاف بحمد الله.
اسكونيا:
اسكيفغن:
أسلام: بالفتح، كأنه جمع سلم، وهو من شجر
العضاه، الواحدة سلمة: اسم واد بالعلاة من أرض
اليمامة.
أسلمان: بالفتح، وآخره نون: وهو نهر بالبصرة
لأسلم بن زرعة أقطعه إياه معاوية، وهذا
اصطلاح قديم لأهل البصرة إذا نسبوا النهر والقرية
إلى رجل زادوا في آخر اسمه ألفا ونونا، كقولهم
عبادان نسبة إلى عباد بن الحصين، وزيادان نسبة
إلى زياد، حتى قالوا: عبد اللان نسبة إلى عبد الله،
وكأنها من نسب الفرس لان أكثر أهل تلك
القرى فرس إلى هذه الغاية.
أسمند: بالفتح ثم السكون، وفتح الميم، وسكون
النون، ودال مهملة: من قرى سمرقند، ويقال لها
سمند، باسقاط الهمزة، ينسب إليها أبو الفتح محمد
ابن عبد الحميد بن الحسن الأسمندي.
إسميثن: بالكسر ثم السكون، وفتح الميم، وياء
ساكنة، وثاء مثلثة مفتوحة، ونون: من قرى
الكشانية، قريبة من سمرقند بما وراء النهر، والمشهور
بالنسبة إليها أبو بكر محمد بن النضر الأسميثني،
يروي عن أبي عيسى الترمذي، توفي قبل سنة 320.
إسنا: بالكسر ثم السكون، ونون، وألف مقصورة:
مدينة بأقصى الصعيد، وليس وراءها إلا أدفو وأسوان
ثم بلاد النوبة، وهي على شاطئ النيل من الجانب
الغربي في الاقليم الثاني، طولها من الغرب أربع
وخمسون درجة وأربع عشرة دقيقة، وعرضها أربع
وعشرون درجة وأربعون دقيقة، وهي مدينة عامرة
طيبة كثيرة النخل والبساتين والتجارة وقد نسب إليها
قوم، قال القاضي ولي الدولة أبو البركات محمد بن
حمزة بن أحمد التنوخي: لم أر أفصح من القاضي
أبي الحسن علي بن النضر الإسنائي قاضي الصعيد ولا
آدب منه ولا أكثر احتمالا، وكان يحفظ كتاب الله
وقرأ القراءات وسمع الصحاح كلها ويحفظ كتاب
سيبويه، وقرأ علوم الأوائل وكتاب أوقليدس وله
شعر وترسل، توفي بمصر سنة 505. وكان فلسفيا
يتظاهر بمذهب الإسماعيلية.
أسناف: بالفتح، وآخره فاء: حصن باليمن من
مخلاف سنحان.
أسنان: بالضم ثم السكون، ونونان بينهما ألف:
من قرى هراة.
أسنمة: بالفتح ثم السكون، وضم النون، وفتح
الميم، وهاء، ويروى بضم الهمزة، وهو مما استدركه
أبو إسحاق الزجاج على ثعلب في كتابه الفصيح،
فقال: وقلت أسنمة، بفتح الهمزة، والأصمعي يقوله
بضم الهمزة والنون، فقال ثعلب: هكذا رواه لنا
ابن الأعرابي، فقال له: أنت تدري أن الأصمعي
أضبط لمثل هذا. وقال ابن قتيبة: أسنمة جبل
بقرب طخفة، بضم الألف، قلت: وقد حكى بعض
اللغويين أسنمة وهو من غريب الأبنية لان سيبويه
قال: ليس في الأسماء والصفات أفعل، بفتح الهمزة،
إلا أن يكسر عليه الواحد للجمع نحو أكلب
وأعبد، وذكر ابن قتيبة أنه جبل، وذكر
صاحب كتاب العين أنه رملة، ويصدقه قول زهير:
وعرسوا ساعة في كثب أسنمة،
ومنهم بالقسوميات معترك
189

وقال غيرهما: أسنمة أكمة معروفة بقرب طخفة،
وقيل: قريب من فلج، يضاف إليها ما حولها
فيقال أسنمات، ورواه بعضهم أسنمة بلفظ جمع
سنام، قال: وهي أكمات، وأنشد لابن مقبل:
من رمل عرنان أو من رمل أسنمة
وقال التوزي: رمل أسنمة جبال من الرمل كأنها
أسنمة الإبل، وقيل: أسنمة رملة على سبعة أيام من
البصرة، وقال عمارة: أسنمة نقا محدد طويل كأنه
سنام، وهي أسفل الدهناء على طريق فلج وأنت
مصعد إلى مكة وعنده ماء يقال له العشر، وكان
أبو عمرو بن العلاء يقول: أسنمة، بضم الهمزة،
روى ذلك عنه الأصمعي، وقال ربيعة بن مقروم:
لمن الديار كأنها لم تحلل،
بجنوب أسنمة فقف العنصل
درست معالمها، فباقي رسمها
خلق كعنوان الكتاب المحول
دار لسعدى، إذ سعاد كأنها
رشأ غضيض الطرف رخص المفصل
وقرأت بخط أبي الطيب أحمد بن أحمد المعروف
بابن أخي الشافعي الذي نقله من خط أبي سعيد
السكري: أسنمة، بفتح أوله، وضم النون، وقال: هو
موضع في بلاد بني تميم، قال ذلك في تفسير قول جرير:
قال العواذل: هل تنهاك تجربة
اما ترى الشيب والاخوان قد دلفوا؟
أم ما نلم على ربع بأسنمة،
إلا لعينيك جار غربه يكف
ما كان، مذ رحلوا من أرض أسنمة،
إلا الذميل لها ورد، ولا علف
أسن: بضمتين: اسم واد باليمن، وقيل: واد في
بلاد بني العجلان، قال ابن مقبل:
زارتك دهماء وهنا، بعدما هجعت
عنها العيون، بأعلى القاع من أسن
وقال نصر: أسن واد باليمن، وقيل: من أرض بني
عامر المتصلة باليمن، وقال ابن مقبل أيضا:
قالت سليمى ببطن القاع من أسن:
لا خير في العيش بعد الشيب والكبر
لولا الحياء، ولولا الدين عبتكما
ببعض ما فيكما، إذ عبتما عوري
أسوارية: بفتح أوله ويضم، وسكون ثانيه،
وواو، وألف، وراء مكسورة، وياء مشددة،
وهاء: من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو المظفر
سهل بن محمد بن أحمد الأسواري، حدث عن أبي
عبد الله محمد بن إسحاق وأبي بكر الطلحي وأبي إسحاق
ابن إبراهيم النيلي وغيرهم، ومنها: أبو بكر شهريار بن
محمد بن أحمد بن شهريار أبو بكر الأسواري، سافر
إلى مكة والبصرة، وحدث عن أبي يعقوب يوسف بن
يعقوب النجيري وأبي قلابة محمد بن أحمد بن حمدان
إمام الجامع بالبصرة، وسمع بمكة أبا علي الحسن بن داود
ابن سليمان ابن خلف المصري، سمع منه عبد العزيز وعبد
الواحد ابنا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن قاذويه وعبد
الرحمن بن محمد بن إسحاق ومحمد بن علي الجوزداني
و عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري
أبو القاسم الأصبهاني، حدث عن أبي الشيخ الحافظ،
روى عنه قتيبة بن سعيد البغلاني، قاله يحيى بن
مندة، وعمر بن عبد العزيز بن محمد بن علي
الأسواري أبو بكر من أهل أصبهان حدث عن
أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله وأبي زفر الذهلي بن عبد
190

الله الجيراني الضبي، سمع منه محمد بن علي
الجوزداني وغيره، وأبو بكر محمد بن الحسين
الأسواري الأصبهاني حدث عن أحمد بن عبيد الله بن
القاسم النهر ديري، روى عنه يحيى بن مندة إجازة
في تاريخه، وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن علي
الأسواري حدث عن أبيه عن علي بن أحمد بن عبد
الرحمن الغزال الأصبهاني بالبصرة، كتب عنه أبو نصر
محمد بن عمر البقال، وأبو الحسين علي بن محمد بن
بابويه الأسواري الأصبهاني أحد الأغنياء ذو ورع
ودين، روى عن أبي عمران موسى بن بيان، روى عنه
أبو أحمد الكرخي، قاله يحيى، وأبو الحسن علي
ابن محمد بن الهيثم الأسواري الزاهد الصوفي مات في
سنة 437. كان كثير الحديث سمع أبا بكر أحمد
ابن عبيد الله النهر ديري وغيره، روى عنه عبد الرحمن
ابن محمد وإسحاق بن عبد الوهاب بن مندة، وأحمد
ابن علي الأسواري روى عنه الحافظ أبو موسى
الأصبهاني. فهؤلاء منسوبون إلى قرية بأصبهان كما
ذكرنا، وقد نسب بهذا اللفظ إلى الأسوار واحد
الأساورة من الفرس كانوا نزلوا في بني تميم بالبصرة
واختطوا بها خطة وانتموا إليهم، وقد غلط فيهم
أحد المتأخرين وجعلهم في بني تميم، وسنذكرهم في نهر
الأساورة من هذا الكتاب على الصواب ونحكي أمرهم
على الوجه الصحيح، إن شاء الله تعالى.
الأسواط: بلفظ جمع السوط: دارة الأسواط بظهر
الأبرق بالمضجع تناوحه حمة، وهي برقة بيضاء
لبني قيس بن جزء بن كعب بن أبي بكر بن كلاب،
والأسواط في الأصل مناقع الماء، والدارة كل أرض
اتسعت فأحاطت بها الجبال.
الأسواف: يجوز أن يكون جمع السوف وهو
الشم أو جمع السوف وهو الصبر، أو يجعل
سوف الحرف الذي يدخل على الأفعال
المضارعة اسما ثم جمعه، كل ذلك سائغ:
وهو اسم حرم المدينة، وقيل: موضع بعينه
بناحية البقيع وهو موضع صدقة زيد بن ثابت
الأنصاري، وهو من حرم المدينة، حكى ابن أبي
ذئب عن شرحبيل بن سعد، قال: كنت مع
زيد بن ثابت بالأسواف فأخذوا طيرا فدخل زيد
فدفعوه في يدي وفروا، قال: فأخذ الطير فأرسله
ثم ضرب في قفاي وقال: لا أم لك! ألم تعلم أن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حرم ما بين
لابتيها؟
أسوان: بالضم ثم السكون، وواو، وألف، ونون،
ووجدته بخط أبي سعيد السكري سوان بغير
الهمزة: وهي مدينة كبيرة وكورة في آخر صعيد
مصر وأول بلاد النوبة على النيل في شرقيه، هي في
الاقليم الثاني، طولها سبع وخمسون درجة، وعرضها
اثنتان وعشرون درجة وثلاثون دقيقة، وفي جبالها
مقطع العمد التي بالإسكندرية، قال أبو بكر
الهروي: وبأسوان الجنادل ورأيت بها آثار مقاطع
العمد في جبال أسوان وهي حجارة ماتعة، ورأيت
هناك عمودا قريبا من قرية يقال لها بلاق أو براق
يسمونها الصقالة، وهو ماتع مجزع بحمرة ورأسه قد
غطاه الرمل فذرعت ما ظهر منه فكان خمسة
وعشرين ذراعا، وهو مربع، كل وجه منه سبعة أذرع،
وفي النيل هناك موضع ضيق ذكر أنهم أرادوا أن
يعملوا جسرا على ذلك الموضع، وذكر آخرون
أنه أخو عمود السواري الذي بالإسكندرية، وقال
الحسن بن إبراهيم المصري: بأسوان من التمور
المختلفة وأنواع الارطاب، وذكر بعض العلماء أنه
191

كشف أرطاب أسوان فما وجد شيئا بالعراق إلا
وبأسوان مثله، وبأسوان ما ليس بالعراق، قال:
وأخبرني أبو رجاء الأسواني، وهو أحمد بن محمد الفقيه
صاحب قصيدة البكرة، أنه يعرف بأسوان رطبا
أشد خضرة من السلق. وأمر الرشيد أن تحمل
إليه أنواع التمور من أسوان من كل صنف تمرة
واحدة فجمعت له ويبة، وليس بالعراق هذا ولا
بالحجاز، ولا يعرف في الدنيا بسر يصير تمرا ولا
يرطب إلا بأسوان، ولا يتمر من بلح قبل أن يصير
بسرا إلا بأسوان، قال: وسألت بعض أهل أسوان
عن ذلك، فقال لي: كل ما تراه من تمر أسوان لينا
فهو مما يتمر بعد أن يصير رطبا، وما رأيته
أحمر مغير اللون فهو مما يتمر بعد أن صار بسرا،
وما وجدته أبيض فهو مما يتمر بعد أن صار بلحا،
وقد ذكرها البحتري في مدحه خمارويه بن طولون:
هل يلقيني إلى رباع أبي ال‍
جيش خطار التغوير، أو غرره
وبين أسوان والعراق زها
رعية، ما يغبها نظره
وقد نسب إلى أسوان قوم من العلماء، منهم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن أبي حاتم الأسواني
حدث عن محمد بن المتوكل بن أبي السري، روى عنه
أبو عوانة الإسفراييني وأبو يعقوب إسحاق بن إدريس
الأسواني من أهل البصرة، كان يسوق الحديث،
والقاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير
الغساني الأسواني الملقب بالرشيد صاحب الشعر
والتصانيف، ولي ثغر الإسكندرية وقتل ظلما في
سنة 563. كذا نسبه السلفي وكتب عنه، وأخوه
المهذب أبو محمد الحسن بن علي كان أشعر من أخيه
وهو مصنف كتاب النسب، مات سنة 561، وأبو
الحسن فقير بن موسى بن فقير الأسواني حدث بمصر
عن محمد بن سليمان بن أبي فاطمة، وحدث عن أبي
حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الأسواني عن
الشافعي بحكاية، حدث عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم
ابن المقري الأصبهاني في معجم شيوخه.
الأسود: قال عوام بن الأصبغ: بحذاء بطن نخل
جبل يقال له الأسود نصفه نجدي ونصفه حجازي،
وهو جبل شامخ لا نبت فيه غير الكلأ نحو الصليان
والغضور.
أسود الحمى: بكسر الحاء المهملة والقصر: جبل في
قول أبي عميرة الجرمي:
ألا ما لعين لا ترى أسود الحمى،
ولا جبل الأوشال إلا استهلت
غنينا زمانا باللوى ثم أصبحت
براق اللوى، من أهلها، قد تخلت
وقلت لسلام بن وهب، وقد رأى
دموعي جرت من مقلتي فدرت
وشدي ببردي حشوة ضبثت بها
يد الشوق في الأحشاء، حتى احزألت:
ألا قاتل الله اللوى من محلة،
وقاتل دنيانا بها كيف ولت
أسود الدم: اسم جبل، قيل فيه:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن
رحلن، بنصف الليل، من أسود الدم؟
أسود العشاريات: بضم العين المهملة، وشين
معجمة، وألف، وراء، وياء مشددة، وألف،
192

وتاء مثناة: جبل في بلاد بكر بن وائل، كانت
به وقعة من وقائع حرب البسوس، وكانت الدائرة
فيه على بكر، وقتل سعد بن مالك بن ضبيعة
وجماعة من وجوههم.
أسود العين: بلفظ العين الباصرة: جبل بنجد يشرف
على طريق البصرة إلى مكة، أنشد القالي عن ابن
دريد عن أبي عثمان:
إذا زال عنكم أسود العين كنتم
كراما، وأنتم، ما أقام، ألائم
والجبل لا يغيب، يقول: فأنتم لئام أبدا.
أسود النسا: النسا عرق يستبطن الفخذ: جبل لبني
أبي بكر بن كلاب مشرف على العكلية.
الأسورة: بفتح الواو: من مياه الضباب، بينه وبين
الحمى من جهة الجنوب ثلاث ليال بواد يقال له ذو
الجدائر، ذكر في موضعه.
أسيس: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وسين أخرى،
تصغير أس: موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة،
قال امرؤ القيس:
فلو اني هلكت بأرض قومي
لقلت الموت حق لا خلودا
ولكني هلكت بأرض قوم،
بعيدا من بلادهم، بعيدا
بأرض الروم لا نسب قريب،
ولا شاف فيسدو، أو يعودا
أعالج ملك قيصر كل يوم،
وأجدر بالمنية أن تعودا
ولو صادفتهن على أسيس
وخافة، إذ وردن بها ورودا
وقال ابن السكيت في تفسير قول عدي بن الرقاع:
قد حباني الوليد يوم أسيس
بعشار، فيها غنى وبهاء
أسيس: ماء في شرقي دمشق.
أسيس: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وسين أخرى:
حصن باليمن.
أسيلة: بلفظ التصغير: ماء بالقرب من اليمامة، عن
ابن أبي حفصة، لبني مالك بن امرئ القيس، وأسيلة
أيضا: مائة ونخل لبني العنبر باليمامة، عن الحفصي
أيضا، وقال نصر: الأسيلة ماء به نخل وزرع في
قاع يقال له الجثجاثة يزرعونه، وهو لكعب بن العنبر
ابن عمرو بن تميم.
أسيوت: بالفتح ثم السكون، وياء مضمومة، وواو
ساكنة، وتاء مثناة: جبل قرب حضر موت مطل
على مدينة مرباط ينبت الدادي الذي يصلح به النبيذ،
وفيه يكون شجر اللبان، ومنه يحمل إلى جميع الدنيا
ولا يكون في غيره قط، بينه وبين عمان، على ما
قيل، ثلاثمائة فرسخ.
أسيوط: بوزن الذي قبله: مدينة في غربي النيل من
نواحي صعيد مصر، وهي مدينة جليلة كبيرة، حدثني
بعض النصارى من أهلها أن فيها خمسا وسبعين كنيسة
للنصارى، وهم بها كثير، وقال الحسن بن إبراهيم المصري:
أسيوط من عمل مصر وبها مناسج الأرمني والدبيقي
المثلث وسائر أنواع السكر لا يخلو منه بلد
إسلامي ولا جاهلي، وبها السفرجل تزيد في كثرته
على كل بلد، وبها يعمل الأفيون، يعتصر من ورق
193

الخشخاش الأسود والخس ويحمل إلى سائر الدنيا،
قال: وصورت الدنيا للرشيد فلم يستحسن إلا كورة
أسيوط، وبها ثلاثون ألف فدان في استواء من
الأرض لو وقعت فيها قطرة ماء لانتشرت في جميعها
لا يظمأ فيها شبر، وكانت أحد متنزهات أبي
الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، وينسب إليها
جماعة منهم: أبو علي الحسن بن علي بن الخضر بن عبد
الله الأسيوطي، توفي سنة 372، وغيره.
باب الهمزة والشين وما يليهما
الإشاءة: بالفتح، وبعد الألف همزة مفتوحة، وتاء
التأنيث: موضع، أظنه باليمامة أو ببطن الرمة، قال
زياد بن منقذ العدوي:
يا ليت شعري عن جنبي مكشحة،
وحيث تبنى من الحناءة الأطم
عن الإشاءة هل زالت مخارمها،
أم هل تغير من آرامها إرم؟
قالوا: الحناءة الجص، والإشاءة في الأصل صغار النخل،
وقال إسماعيل بن حماد: الإشاءة همزته منقلبة عن
الياء لان تصغيره أشي، وقد رد ابن جني هذا
وأعظمه، وقال: ليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها
همزتان ولا عينها ولامها أيضا همزتان بل قد جاءت
أسماء محصورة فوقعت الهمزة فيها فاء ولاما وهي
أاءة وأجأ، وأخبرني أبو علي أن محمد بن حبيب حكى
في اسم علم أتاءة، وذهب سيبويه في قولهم ألاءة
وأشاءة إلى أنهما فعالة مما لامه همزة، فأما أباءة
فذكر أبو بكر محمد بن السري فيما حدثني به أبو
علي عنه أنها من ذوات الياء من أبيت فأصلها عنده
أباية ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعطاية
حتى صرن عباءة، وصلاءة وعطاءة في قول من همز،
ومن لم يهمز، أخرجهن على أصولهن وهو القياس اللغوي،
وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من
الياء وأصلها أباية المعنى الذي وجده في أباءة من أبيت
وذلك أن الأباءة هي الأجمة وهي القصبة، والجمع
بينها وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة بما ينبت فيها من
القصب وغيره من السلوك والتصرف، وخالفت
بذلك حكم البراح والبراز وهو النقي من الأرض،
فكأنها أبت وامتنعت على سالكها فمن ههنا حملها
عندي على أبيت، فأما ما ذهب إليه سيبويه أن
ألاءة وأشاءة مما لامه همزة، فالقول فيه عندي أنه عدل
بهما عن أن يكونا من الياء كعباءة وصلاءة وعطاءة
لأنه وجدهم يقولون عباءة وعباية وصلاءة وصلاية
وعطاءة وعطاية فيهن على أنها بدل الياء التي ظهرت
فيهن لاما، ولما لم يسمعهم يقولون أشاية ولا الآية
ورفضوا فيهما الياء البتة دله ذلك على أن الهمزة فيهما
لام أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء، ولو كانت
الهمزة فيهما بدلا لكانوا خلقاء أن يظهروا ما هو
بدل منه ليستدلوا به عليهما كما فعلوا ذلك في
عباءة وأختيها، وليس في ألاءة وأشاءة من الاشتقاق
من الياء ما في أباءة من كونها في معنى أبية، فلهذا
جاز لابي بكر أن يزعم أن همزتها من الياء وإن لم
ينطقوا فيها بالياء.
أشابة: موضع بنجد قريب من الرمل.
الأشافي: بلفظ جمع الأشفى الذي يخرز به: واد
في بلاد بني شيبان، قال الأعشى:
أمن جبل الامرار صرت خيامكم
على نبأ أن الأشافي سائل؟
هذا مثل ضربه الأعشى لان أهل جبل الامرار لا
194

يرحلون إلى الأشافي ينتجعونه لبعده إلا أن يجدبوا
كل الجذب ويبلغهم أنه مطر وسال.
أشاقر: كأنه جمع أشقر نحو أحوص وأحاوص:
جبال بين مكة والمدينة، وقد روي بضم أوله، وأنشد
أبو الحسين المهلبي لجر ان العود:
عقاب عقنباة ترى من حذارها
ثعالب أهوى، أو أشاقر تضبح
الأشأمان: بلفظ التثنية: موضع في قول ذي الرمة:
وإن ترسمت، من خرقاء، منزلة،
ماء الصبابات من عينيك مسجوم
كأنها، بعد أحوال مضين لها
بالأشأمين، يمان فيه تسهيم
أشاهم: بالضم، ويقال أشاهن بالنون: موضع في
شعر ابن أحمر.
أشبورة: بالضم ثم السكون، وضم الباء الموحدة،
وواو ساكنة، وراء، وهاء: ناحية بالأندلس من
أعمال طليطلة، ويقولون: أشبورة من أعمال إستجة،
ولا أدري أهما موضعان يقال لكل واحد منهما
أشبورة أم هو واحد؟
أشبونة: بوزن الذي قبله، إلا أن عوض الراء نون:
وهي مدينة بالأندلس أيضا يقال لها لشبونة، وهي
متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط يوجد على
ساحلها العنبر الفائق، قال ابن حوقل: هي على
مصب نهر شنترين إلى البحر، قال: ومن فم النهر
وهو المعدن إلى أشبونة إلى شنتره يومان، وينسب
إليها جماعة منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن
خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر
ويعرف بالزاهد الأشبوني، سمع محمد بن عبد الملك
ابن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما، وكان ضابطا لما
كتب ثقة، توفي سنة 360.
إشبيلية: بالكسر ثم السكون، وكسر الباء الموحدة،
وياء ساكنة، ولام، وياء خفيفة: مدينة كبيرة
عظيمة وليس بالأندلس اليوم أعظم منها تسمى حمص
أيضا، وبها قاعدة ملك الأندلس وسريره، وبها كان
بنو عباد، ولمقامهم بها خربت قرطبة، وعملها متصل
بعمل لبلة وهي غربي قرطبة بينهما ثلاثون فرسخا،
وكانت قديما، فيما يزعم بعضهم، قاعدة ملك الروم
وبها كان كرسيهم الأعظم وأما الآن فهو بطليطلة.
وإشبيلية قريبة من البحر يطل عليها جبل الشرف،
وهو جبل كثير الشجر والزيتون وسائر الفواكه،
ومما فاقت به على غيرها من نواحي الأندلس زراعة
القطن فإنه يحمل منها إلى جميع بلاد الأندلس
والمغرب، وهي على شاطئ نهر عظيم قريب في العظم
من دجلة أو النيل، تسير فيه المراكب المثقلة، يقال
له وادي الكبير، وفي كورتها مدن وأقاليم تذكر
في مواضعها، ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم،
منهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب الإشبيلي وهو
قاضيها، مات سنة 276.
أشتابديزة: بالضم ثم السكون، وتاء مثناة، وألف،
وباء موحدة مفتوحة، ودال مكسورة، وياء ساكنة،
وزاي، وهاء، محلة كبيرة بسمرقند متصلة بباب
دستان، ينسب إليها جماعة ويزيدون إذا نسبوا إليها
كافا في آخرها، فيقولون: أشتابديزكي، منها: أبو
الفضل محمد بن صالح بن محمد بن الهيثم الكرابيسي
الأشتابديزكي السمرقندي كان مكثرا من الحديث،
روى عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، توفي
سنة 322.
195

أشتاخوست: بالفتح ثم السكون، وتاء مثناة،
وألف، والخاء معجمة مفتوحة، والواو والسين يلتقي
فيها ساكنان خفيفان، وتاء مثناة أخرى: قرية بينها
وبين مرو ثلاثة فراسخ منها: أبو عبد الله الاشتاخوستي،
كان زاهدا صالحا.
أشترج: بالضم ثم السكون، وتاء مثناة مضمومة،
وراء ساكنة، وجيم: قرية في أعالي مرو، يقال لها
أشترج بالا معناه أشترج الأعلى، وهذا يري أن
هناك أشترج الأسفل، ينسب إلى أشترج بالا أبو القاسم
شاه بن النزال بن شاه السعدي الأشترجي، مات في
شهر رمضان سنة 301.
أشتر: بالفتح ثم السكون، وفتح التاء المثناة، وراء:
ناحية بين نهاوند وهمذان، قال ابن الفقيه: وعلى
جبال نهاوند طلسمان وهما صورة ثور وسمكة من
ثلج لا يذوبان شتاء ولا صيفا وهما ظاهران
مشهوران، ويقال: إنهما للماء حتى لا يقل بنهاوند،
ومن ذلك الجبل ينقسم نصفين يعني ماء عين فيه
نصف يأخذ في الغرب حتى يسقي رستاقا يعرف
برستاق الأشتر وأهله يسمونه ليشتر، وبين الأشتر
ونهاوند عشرة فراسخ ومنها إلى سابر خواست اثنا
عشر فرسخا، ينسب إليها جماعة منهم: أبو محمد
مهران بن محمد الأشتري البصري، ولم يتحقق لي هل
هو من هذا الموضع أم بعض أجداده كان يقال
له الأشتر؟
الأشتوم: بالضم ثم السكون، وتاء مثناة مضمومة،
والواو ساكنة، وميم: موضع قرب تنيس،
قال يحيى بن الفضيل:
حمار أتى دمياط، والروم وثب،
بتنيس منه رأي عين وأقرب
يقيمون بالأشتوم يبغون مثلما
أصابوه من دمياط، والحرب ترتب
وقال الحسن بن محمد المهلبي في كتابه العزيزي:
ومن تنيس إلى حصن الأشتوم، وفيه مصب ماء
البحيرة إلى بحر الروم، ستة فراسخ، ومن هذا الحصن
إلى مدينة الفرما في البر ثمانية أميال، وفي البحيرة ثلاثة
فراسخ، ثم قال عند ذكر دمياط: ومن شمالي دمياط
يصب النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم،
عرض النيل هناك نحو مائة ذراع وعليه من حافتيه
سلسلة حديد، وهذا غير الأول.
أشتون: مثل الذي قبله، إلا أن عوض الميم نون:
حصن بالأندلس من أعمال كورة جيان، وفي ديوان
المتنبي يذكر: وخرج أبو العشائر يتصيد بالأشتون،
أظنه قرب أنطاكية والله أعلم.
إشتيخن: بالكسر ثم السكون، وكسر التاء المثناة،
وياء ساكنة، وخاء معجمة مفتوحة، ونون: من
قرى صغد سمرقند، بينها وبين سمرقند سبعة فراسخ،
قال الإصطخري: وأما إشتيخن فهي مدينة مفردة في
العمل عن سمرقند ولها رساتيق وقرى، وهي على غاية
النزهة وكثرة البساتين والقرى والخصب والأشجار
والثمار والزروع، ولها مدينة وقهندز وربض وأنهار
مطردة وضياع، ومن بعض قراها عجيف بن عنبسة،
وبها قراه، إلى أن استصفاها المعتصم ثم أقطعها المعتمد
على الله محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، وينسب
إليها جماعة وافرة من أهل العلم منهم: أبو بكر محمد
ابن أحمد بن مت الإشتيخني كان من أئمة أصحاب
الشافعي، حدث بصحيح البخاري عن الفربري،
توفي في سنة 381، وقيل: سنة 388 وغيره.
196

أشداخ: بالفتح ثم السكون، وآخره خاء معجمة،
والشدخ كسر الشئ الأجوف، تقول، شدخت
رأسه فانشدخ: وهو موضع في عقيق المدينة، قال
أبو وجزة السعدي:
تأبد القاع من ذي العش فالبيد
فتغلمان فأشداخ فعبود
أشرف: بالفتح: موضع بالحجاز في ديار بني نصر
ابن معاوية.
ذو أشرق: بالقاف مضاف إليه ذو، فيقال ذو أشرق:
بلدة باليمن قرب ذي جبلة منها: أحمد بن محمد
الأشرقي الشاعر يمدح الملك المعز إسماعيل بن سيف
الاسلام طغتكين بن أيوب بقصيدة أولها:
بني العباس هاتوا ناظرونا
أراد، قبحه الله وأخزاه، أن يفضله عليهم، وكان
ذلك في أوائل ادعاء إسماعيل الخلافة والنسب في بني
أمية، وصنع على لسان إسماعيل ونحله إياه:
قسما بالمسومات العتاق،
وبسمر القنا وبيض الرقاق
وبجيش أجش يحسب بحرا،
موجه السابغات يوم التلاقي
لتد وسن مصر، خيلي ورجلي،
ودمشق العظمي وأرض العراق
ومن ذي جبلة كان أيضا الفقيه القاضي مسعود بن علي
ابن مسعود الأشرقي وكان قد ولي القضاء باليمن
بعد عزل صفي الدين أحمد بن علي بن أبي بكر
العرشاني، مات بذي أشرق في أيام أتابك سنقر مملوك
سيف الاسلام في حدود سنة 590، وصنف كتابا
سماه، كتاب الأمثال في شرح أمثال اللمع لابي
إسحاق الشيرازي، وسير إليه رجل يقال له سليمان
ابن حمزة من أصحاب عبد الله بن حمزة الخارجي من
بلاد بني حبيش عشر مسائل في أصول الدين، فأجاب
عنها بكتاب سماه الشهاب، وصنف كتابا في شروط
القضاء ومات ولم يتمه، وسير إليه الشريف عبد الله
ابن حمزة الخارجي مسائل في صحة إمامة نفسه فصنف
كتابا أبطل فيه جميع ما أورده من الشبه.
أشر وسنة: بالضم ثم السكون، وضم الراء،
وواو ساكنة، وسين مهملة مفتوحة، ونون، وهاء،
أورده أبو سعد، رحمه الله، بالسين المهملة، وهذا
الذي أوردته هاهنا هو الذي سمعته من ألفاظ أهل
تلك البلاد: وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد
الهياطلة بين سيحون وسمرقند، وبينها وبين سمرقند
ستة وعشرون فرسخا، معدودة في الاقليم الرابع،
طولها إحدى وتسعون درجة وسدس وعرضها ست
وثلاثون درجة وثلثان، قال الإصطخري: أشر وسنة
اسم الاقليم كما أن الصغد اسم الاقليم، وليس بها مكان
ولا مدينة بهذا الاسم، والغالب عليها الجبال، والذي
يطوف بها من أقاليم ما وراء النهر من شرقيها فرغانة،
ومن غربيها حدود سمرقند، وشماليها الشاش وبعض
فرغانة، وجنوبيها بعض حدود كش والصغانيان
وشومان وواشجرد وراشت، ومدينتها الكبرى يقال
لها بلسان الأشروسنة، ومن مدنها: بنجيكت وساباط
وزامين وديزك وخرقانة، ومدينتها التي يسكنها
الولاة بنجيكت، ينسب إلى أشر وسنة أمم من
أهل العلم منهم: أبو طلحة حكيم بن نصر بن خالج بن
جندبك، وقيل: جندلك الأشروسني.
إش: بالكسر، وتشديد الشين: من قرى خوارزم
197

أش: بالفتح، والشين مخففة، وربما مدت همزته:
مدينة الأشات بالأندلس من كورة البيرة وتعرف
بوادي أش، والغالب على شجرها الشاهبلوط،
وتنحدر إليها أنهار من جبال الثلج، بينها وبين غرناطة
أربعون ميلا، وهي بين غرناطة وبجانة، وفيها
يكون الإبريسم الكثير، قال ابن حوقل: بين
ماردة ومدلين يومان ومنها إلى ترجيلة يومان
ومنها إلى قصر أش يومان ومن قصر أش إلى مكناسة
يومان، قلت: ولا أدري قصر أش هو وادي أش
أو غيره.
أشطاط: بالفتح، والطاءان مهملان، يجوز أن يكون
جمع شط وهو البعد أو جمع الشطط وهو الجور،
ومجاوزة القدر، وغدير الأشطاط قريب من
عسفان، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
لم تكلم، بالجلهتين، الرسوم!
حادث عهد أهلها أم قديم؟
سرف منزل لسلمة،
فالظهران منا منازل، فالقصيم
فغدير الأشطاط منها محل،
فبعسفان منزل معلوم
صدروا ليلة انقضى الحج فيهم،
حرة زانها أغر وسيم
يتقي أهلها النفوس عليها،
فعلى نحرها الرقي والتميم
الأشعر: بالفتح ثم السكون، وفتح العين المهملة،
وراء: الأشعر والأقرع جبلان معروفان بالحجاز،
قال أبو هريرة: خير الجبال أحد والأشعر وورقان،
وهي بين مكة والمدينة، وقال ابن السكيت:
الأشعر جبل جهينة ينحدر على ينبع من أعلاه،
وقال نصر: الأشعر والأبيض جبلان يشرفان على
سبوحة وحنين، والأشعر والأجرد جبلا جهينة
بين المدينة والشام.
الأشفار: بالفاء كأنه جمع شفر، وهو الحد: بلد
بالنجد من أرض مهرة قرب حضر موت بأقصى اليمن،
له ذكر في أخبار الردة.
أشفند: بالفتح ثم السكون، وفتح الفاء، وسكون
النون، ودال مهملة: كورة كبيرة من نواحي
نيسابور قصبتها فرهاذجرد، أول حدودها مرج الفضاء
إلى حد زوزن واليوزجان، وهي ثلاث وثمانون قرية،
لها ذكر في خبر عبد الله بن عامر بن كريز أنه نزلها
في عسكره فأدركهم الشتاء فعادوا إلى نيسابور.
أشفورقان: من قرى مرو الروذ والطالقان، فيما
أحسب، منها: عثمان بن أحمد بن أبي الفضل أبو
عمرو الأشفورقاني الحصري كان إماما فاضلا حسن
السيرة جميل الامر وكان إمام جامع أشفورقان، سمع
أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب
السنجري وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني الفقيه
وأبا جعفر محمد بن محمد بن الحسن الشرابي، قال
أبو سعد: قرأت عليه بأشفورقان عند منصرفي من
بلخ، وكانت ولادته تقديرا سنة 471 ووفاته في
سنة 549.
الإشفيان: تثنية الإشفى الذي يخرز به: ظربان
يكتنفان ماء يقال له الظبي لبني سليم.
أشقاب: بالفتح ثم السكون، وقاف، وألف، وباء
موحدة: موضع في قول اللهبي:
فالهاوتان فكبكب فجتاوب
فالبوص فالأفراع من أشقاب
198

أشقالية: بالفتح، واللام مكسورة، وياء خفيفة:
إقليم من بطليوس من نواحي الأندلس.
أشقر: أشقر وشقراء؟: من قرى اليمامة لبني عدي
ابن الرباب.
الأشق: القاف مشددة: موضع في قول الأخطل
يصف سحابا:
باتت يمانية الرياح تقوده،
حتى استقاد لها بغير حبال
في مظلم غدق الرباب، كأنما
يسقي الأشق وعالجا بدوالي
أشقوبل: بالضم ثم السكون، وضم القاف، والواو
ساكنة، وباء موحدة مضمومة، ولام: مدينة في
ساحل جزيرة صقلية.
أشقة: القاف مفتوحة: مدينة مشهورة بالأندلس
متصلة الاعمال بأعمال بربطانية في شرقي الأندلس
ثم في شرقي سرقسطة وشرقي قرطبة، وهي مدينة
قديمة أزلية متقنة العمارة، هي اليوم بيد الإفرنج،
ولها حصون ومعاقل تذكر في مواضعها، إن شاء
الله تعالى.
أشكابس: بالفتح، وفتح الكاف، وبعد الألف باء
موحدة مضمومة، وسين مهملة: حصن بالأندلس من
أعمال شنتمرية.
إشكرب: بالكسر، وراء ساكنة، وباء موحدة:
مدينة في شرقي الأندلس، ينسب إليها أبو العباس
يوسف بن محمد بن فارو الإشكربي، ولد بإشكرب
ونشأ بجيان فانتسب إليها، وسافر إلى خراسان وأقام
ببلخ إلى أن مات بها في سنة 548.
أشكر: بالفتح وضم الكاف: قرية من قرى مصر
بالشرقية، وبمصر أيضا إسكر ذكرته.
إشكنوار: بالكسر، وفتح الكاف، وسكون
النون، وواو، وألف، وراء: بلد بفارس.
أشكوران: بالفتح، وضم الكاف، وواو ساكنة،
وراء، وألف، ونون: من قرى أصبهان، قال أبو
طاهر محمد أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن
إبراهيم بن إبروية الأشكوراني: قدم علينا أصبهان
وقرأت عليه وسألته عن مولده، فقال: سنة 417.
وتوفي سنة 493، قال: وأشكوران من ضياع
أصبهان، وقال: أخبرني جدي أبو أمي أبو نصر
منصور بن محمد بن بهرام.
أشكونية: بكسر النون، وياء مفتوحة: من
نواحي الروم بالثغر، غزاها سيف الدولة بن حمدان،
فقال شاعره أبو العباس الصغرى وشدد الياء
ضرورة:
وحلت بأشكونية كل نكبة،
ولم يك وفد الموت عنها بناكب
جعلت رباها للخوامع مرتعا،
ومن قبل كانت مرتعا للكواعب
إشكيذبان: بكسر أوله والكاف، وياء ساكنة،
وفتح الذال المعجمة، وباء موحدة، وألف، ونون:
قرية بين هراة وبوشنج، ينسب إليها الإمام أبو
العباس الإشكيذباني وأبو الفتح محمد بن عبد الله بن
الحسين الإشكيذباني، سمع بهمذان من أبي الفضل
أحمد بن سعد بن حمان، ومن أبي الوقت عبد
الأول الشجزى، ومات بمكة في حدود سنة 590.
199

أشكيشان: بالفتح، وكسر الكاف، وياء ساكنة،
وشين أخرى معجمة، وألف، ونون: من قرى
أصبهان، منها: أبو محمد محمود بن محمد بن الحسن بن
حامد الأشكيشاني، حدث عن أبي بكر بن رندة
وغيره.
أشلاء اللحام: أشلاء جمع شلو، وهي الأعضاء من
اللحم، وبنو فلان أشلاء في بني فلان أي بقايا فيهم،
واللحام بكسر اللام والحاء المهملة: اسم موضع.
الأشل: جبل في ثغور خراسان، غزاه الحكم بن عمرو
الغفاري.
إشليم: بالكسر ثم السكون، وكسر اللام، وياء
ساكنة، وميم: كورة أو قرية بحوف مصر الغربي.
أشمذان: بفتح أوله، والميم والذال معجمة مفتوحة،
وألف، ونون مكسورة، بلفظ التثنية، يقال:
شمذت الناقة بذنبها إذا رفعته، ويقال للنحل:
شمذ لأنهن يرفعن أذنابهن، وقيل في قول رزاح بن
ربيعة العذري أخي قصي لامه:
جمعنا من السر من أشمذين،
ومن كل حي جمعنا قبيلا
وقيل: أشمذان هاهنا جبلان، وقيل: قبيلتان، وقال:
نصر: أشمذان تثنية أشمذ: جبلان بين المدينة وخيبر
تنزلهما جهينة وأشجع.
إشمنت: بكسر الميم، وسكون النون، وتاء مثناة:
قرية بالصعيد الأدنى غربي النيل، وقيل: إنها إشنمت،
النون قبل الميم.
أشموم: بضم الميم، وسكون الواو: اسم لبلدتين
بمصر، يقال لإحداهما: أشموم طناح، وهي قرب
دمياط، وهي مدينة الدقهلية، والأخرى أشموم
الجريسات بالمنوفية، طناح: بفتح الطاء والنون،
والجريسات: بضم الجيم، وفتح الراء، وياء ساكنة،
وسين مهملة، وألف، وتاء مثناة.
أشمون: بالنون، وأهل مصر يقولون الأشمونين:
وهي مدينة قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية،
وهي قصبة كورة من كور الصعيد الأدنى غربي
النيل ذات بساتين ونخل كثير، سميت باسم عامرها
وهو أشمن بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح، قالوا:
قسم مصر بن بيصر نواحي مصر بين ولده فجعل لابنه
أشمن من أشمون فما دونها إلى منف في الشرق
والغرب، وسكن أشمن أشمون فسميت به، ينسب
إليها جماعة، منهم: أبو إسماعيل ضمام بن إسماعيل بن
مالك المعافري الأشموني، مات بالإسكندرية سنة
185، وهجنع بن قيس الحارثي، يروي عن حوثرة
ابن مسهر وعن حذيفة بن اليمان، روى عنه عبد
العزيز بن صالح وسعيد بن راشد و عبد الرحمن بن
رزين وخلاد بن سليمان، قال أبو سعيد عبد الرحمن
ابن أحمد بن يونس الحافظ وكان يعني هجنعا،
يسكن الأشمون من صعيد مصر، وأحسبه من ناقلة
الكوفة، وذكره أبو سعد السمعاني كما ذكره ابن يونس
سواء، إلا أنه وهم في موضعين: أحدهما أنه قال:
قيس بن حارث وإنما هو الحارثي، وقال: هو من أهل
أشموس، قال: آخره سين مهملة، هذا لفظة قرية من
صعيد مصر، وإنما هو أشمونين.
أشمونيث: بكسر النون، وياء ساكنة، وثاء مثلثة:
عين في ظاهر حلب في قبلتها، تسقي بستانا يقال
له الجوهري، وإن فضل منها شئ صب في قويق،
ذكره منصور بن مسلم بن أبي الخرجين يتشوق
200

حلب: أيا سائق الاظعان من أرض جوشن
سلمت ونلت الخصب حيث ترود
أبن لي عنها تشف ما بي من الجوى،
فلم يشف ما بي عالج وزرود
هل العوجان الغمر صاف لوارد؟
وهل خضبته بالخلوق مدود؟
وهل عين أشمونيث تجري كمقلتي
عليها، وهل ظل الجنان مديد؟
إذا مرضت ودت بأن ترابها
لها، دون أكحال الأساة، برود
ومن جرب الدنيا، على سوء فعلها،
يعيب ذميم العيش، وهو حميد
إذا لم تجد ما تبتغيه فخض بها
غمار السرى، أم الطلاب ولود
أشميون: الميم مكسورة، وياء مضمومة، وواو
ساكنة، ونون: من قرى بخارى، وقيل محلة
ينسب إليها أبو عبد الله حاتم بن قديد الأشميوني من
شيوخ محمد بن إسماعيل البخاري.
أشناذجرد: نون، وألف، وذال معجمة ساكنة،
وجيم مكسورة، وراء، ودال مهملة: قرية، نسب
إليها السلفي أبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن
علي الأشناذجردي، وقال: أنشدني بنهاوند:
فؤادي منك منصدع جريح،
ونفسي لا تموت فتستريح
وفي الأحشاء نار ليس تطفى،
كأن وقودها قصب وريح
أشنانبرت: الألف والنون الثانية ساكنتان، وباء
موحدة مكسورة، وراء ساكنة، وتاء مثناة: من
قرى بغداد، منها: أبو طاهر إسحاق بن هبة الله بن
الحسن الأشنانبرتي الضرير، حدث عن أبي إسحاق إبراهيم
ابن محمد الغنوي الرقي بالخطب النباتية وعن غيره،
وسكن دمشق إلى حين وفاته، روى عنه أبو المواهب
الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري التغلبي
الدمشقي في معجمه، وكان حيا في سنة 592.
الأشنان: بالضم، وهو الذي تغسل به الثياب. قنطرة
الأشنان: محلة كانت ببغداد، ينسب إليها محمد بن
يحيى الأشناني، روى عن يحيى بن معين، حدث عنه
سعيد بن أحمد بن عثمان الأنماطي وغيره، وهو الذي
في عداد المجهولين.
أشند: بفتحتين ثم السكون، ودال مهملة: قرية من
قرى بلخ.
أشنه: بالضم ثم السكون، وضم النون، وهاء
محضة: بلدة شاهدتها في طرف أذربيجان من جهة
إربل، بينها وبين أرمية يومان وبينها وبين إربل
خمسة أيام، وهي بين إربل وأرمية، ذات بساتين، وفيها
كمثرى يفضل على غيره، يحمل إلى جميع ما يجاورها
من النواحي، إلا أن الخراب فيها ظاهر، وكان
ورودي إليها مجتازا من تبريز سنة 617، نسب
المحدثون إليها جماعة من الرواة على ثلاثة أمثلة:
أشناني، كذا نسبوا أبا جعفر محمد بن عمر بن حفص
الأشناني الذي روى عنه أبو عبد الله الغنجاري، وهو منها،
قاله محمد بن طاهر المقدسي، قال: رأيتهم ينسبون إلى
هذه القرية الأشنهي، ولكن هكذا نسبه أبو سعد
الماليني في بعض تخاريجه، قال: وربما قالوا بالهمزة
بعد الألف، قالوا. الأشنائي على غير قياس، وإليها
201

ينسب الفقيه عبد العزيز بن علي الأشنهي الشافعي،
تفقه على أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزاباذي،
وسمع الحديث من أبي جعفر بن مسلمة، وصنف
مختصرا، في الفرائض، جوده.
إشنين: بالكسر، والنون أيضا، وياء ساكنة،
ونون أخرى، والعامة تقول إشني: قرية بالصعيد
إلى جنب طنبذي على غربي النيل، وتسمى هذه
وطنبذى العروسين لحسنهما وخصبهما، وهما من
كورة البهنسا.
أشوقة: بالضم ثم الضم، وسكون الواو، وقاف،
وهاء: بلدة بالأندلس، ينسب إليها أحمد بن محمد
ابن مرحب أبو بكر الأشوقي فقيه مفت، وله
سماع من أبي عبد الله بن دليم وأحمد بن سعد، ومات
سنة 370، قاله أبو الوليد بن الفرضي.
أشونة: بالنون مكان القاف: حصن بالأندلس من
نواحي إستجة، وعن السلفي: أشونة حصن من
نظر قرطبة، منه الأديب غانم بن الوليد المخزومي
الأشوني، وهو الذي يقول فيما ذكر السلفي:
ومن عجب أني أحن إليهم،
وأسأل عنهم من لقيت، وهم معي
وتطلبهم عيني، وهم في سوادها،
ويشتاقهم قلبي، وهم بين أضلعي
أشيح: بالفتح ثم السكون، وياء مفتوحة، وحاء مهملة:
اسم حصن منيع عال جدا في جبال اليمن، قال
عمارة اليمني: حدثني المقرئ سلمان بن ياسين وهو
من أصحاب أبي حنيفة، قال: بت في حصن أشيح
ليالي كثيرة وأنا عند الفجر أرى الشمس تطلع من
المشرق وليس لها من النور شئ، وإذا نظرت إلى تهامة
رأيت عليها من الليل ضبابا وطخاء يمنع الماشي من
أن يعرف صاحبه من قريب، وكنت أظن ذلك من
السحاب والبخار وإذا هو عقابيل الليل فأقسمت أن
لا أصلي الصبح إلا على مذهب الشافعي لان أصحاب
أبي حنيفة يؤخرون صلاة الصبح إلى أن تكاد الشمس
أن تطلع على وهاد تهامة، وما ذاك إلا لان المشرق
مكشوف لأشيح من الجبال لعلو ذروته.
وقال أبو عبد الله الحسين بن قاسم الزبيدي يمدح الراعي
سبأ بن أحمد الصلحي، وكان منزله بهذا الحصن:
إن ضامك الدهر فاستعصم بأشيحه،
أو نابك الدهر فاستمطر بنان سبا
ما جاءه طالب يبغي مواهبه،
إلا وأزمع منه فقره هربا
بني المظفر! ما امتدت سماء على،
إلا وألقيتم في أفقها شهبا
أشير: بكسر ثانيه، وياء ساكنة، وراء: مدينة في
جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل
بجاية في البر، كان أول من عمرها زيري بن مناد
الصنهاجي، وكان سيد هذه القبيلة في أيامه، وهو
جد المعز بن باديس وملوك إفريقية بعد خروج الملقب
بالمعز منها، وكان زيري هذا في بدء أمره يسكن
الجبال، ولما نشأ ظهرت منه شجاعة أو جبت له
أن اجتمع إليه طائفة من عشيرته فأغار بهم على من
حوله من زناتة والبربر، ورزق الظفر بهم مرة بعد
مرة فعظم جمعه وطالبته نفسه بالامارة، وضاق
عليه وعلى أصحابه مكانهم فخرج يرتاد له موضعا ينزله
فرأى أشير، وهو موضع خال وليس به أحد مع كثرة
عيونه وسعة فضائه وحسن منظره، فجاء بالبنائين
من المدن التي حوله، وهي: المسيلة وطبنة وغيرهما،
202

وشرع في إنشاء مدينة أشير، وذلك في سنة 324
فتمت إلى أحسن حال، وعمل على جبلها حصنا مانعا
ليس إلى المتحصن به طريق إلا من جهة واحدة
تحميه عشرة رجال، وحمى زيري أهل تلك الناحية
وزرع الناس فيها، وقصدها أهل تلك النواحي طلبا
للأمن والسلامة فصارت مدينة مشهورة، وتملكها
بعده بنو حماد وهم بنو عم باديس، واستولوا على
جميع ما يجاورها من النواحي، وصاروا ملوكا لا
يعطون أحدا طاعة، وقاوموا بني عمهم ملوك
إفريقية آل باديس، ومن أشير هذه الشيخ الفاضل
أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري إمام أهل الحديث
والفقه والأدب بحلب خاصة وبالشام عامة، استدعاه
الوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة
وزير المقتفي والمستنجد، وطلبه من الملك العادل نور
الدين محمود بن زنكي فسيره إليه، وقرأ كتاب ابن
هبيرة الذي صنفه وسماه الايضاح في شرح معاني
الصحاح، بحضوره، وجرت له مع الوزير منافرة في
شئ اختلف فيه، أغضب كل واحد منهما صاحبه،
وردف ذلك اعتذار من الوزير وبره برا وافرا،
ثم سار من بغداد إلى مكة ثم عاد إلى الشام، فمات في
بقاع بعلبك في سنة 561.
أشيقر: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وكسر القاف،
وراء: واد بالحجاز، قال الحفصي: الأشيقر جبل
باليمامة وقرية لبني عكل، قال مضرس بن
ربعي:
تحمل من وادي أشيقر حاضره،
وألوى بريعان الخيام أعاصره
ولم يبق بالوادي لأسماء منزل،
وحوراء إلا مزمن العهد داثره
ولم ينقص الوسمي حتى تنكرت
معالمه، واعتم بالنبت حاجره
فلا تهلكن النفس لوما وحسرة
على الشئ، سداه لغيرك قادره
الأشيمان: بالفتح ثم السكون، تثنية أشيم: موضعان،
وقيل: حبلان، بالحاء المهملة: من رمل الدهناء،
وقد ذكر هما ذو الرمة في غير موضع من شعره،
ورواه بعضهم الأشامان، وقد تقدم قول ذي الرمة:
كأنها، بعد أحوال مضين لها
بالأشيمين، يمان فيه تسهيم
وقال السكري: الأشيمان في بلاد بني سعد بالبحرين
دون هجر.
الأشيم: واحد الذي قبله، وياؤه مفتوحة، وهو في
الأصل الشئ الذي به شامة: وهو موضع غير الذي
قبله، والله أعلم.
أشي: بالضم ثم الفتح، والياء مشددة، قال أبو عبيد
السكوني: من أراد اليمامة من النباج سار إلى
القريتين ثم خرج منها إلى أشي، وهو لعدي الرباب،
وقيل: هو للأحمال من بلعدوية، وقال غيره:
أشئ: موضع بالوشم، والوشم: واد باليمامة فيه نخل،
وهو تصغير الأشاء وهو صغار النخل الواحدة أشاءة،
وقال زياد بن منقذ التميمي أخو المرار يذكره:
لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد،
ولا شعوب هوى مني ولا نقم
وحبذا، حين تمسي الريح باردة،
وادي أشي وفتيان به هضم
الواسعون، إذا ما جر غيرهم
على العشيرة، والكافون ما جرموا
203

والمطعمون، إذا هبت شآمية،
وباكر الحي في صرادها صرم
لم ألق بعدهم حيا، فأخبرهم،
إلا يزيدهم حبا إلي هم
وهي قصيدة شاعر في اختيار أبي تمام، أنا أذكرها
بمشيئة الله وتوفيقه في صنعاء، وقال عبدة بن الطبيب
هذه الأبيات، إن كنت تجهل مسعاتي، فقد علمت
بنو الحويرث مسعاتي وتكراري
والحي يوم أشي، إذ ألم بهم
يوم من الدهر، إن الدهر مرار
لولا يجودة والحي الذين بها،
أمسى المزالف لا تذكو بها نار
والمزالف ما دنا من النار، قال نصر بن حماد:
الإشاءة، همزته منقلبة عن ياء لان تصغيره أشي، بلفظ
اسم هذا الموضع، وقد خالفه سيبويه في ذلك،
وحكينا كلام أبي الفتح بن جني في ذلك في أشاءة
ونتبعه بحكاية كلامه في أشي ههنا، قال: قال لي
شيخنا أبو علي: قد ذهب قوم إلى أن أشياء من لفظ
أشي هذا، فهي على هذا فعلاء لا أفعال ولا أفعلاء
ولا لفعاء، ولامه مجهولة وهي تحتمل الحرفين الهمزة
والياء كأنها أغلب على اللام، ولا يجوز على هذا أن
يكون أشي من لفظ وشئت، بهمزة لامه، لانضمامها
كأجوه وأقنة لقولهم أشياء بالهمز، ولو كان منه
لوجب وشياء لانفتاح الهمزة، ولا تقيس على
أحد وأناة لقلته، وينبغي لأشي أن يكون مصروفا
فإن ظاهر أمره أن يكون فعيلا، وفعيل أبدا
مصروف عربيا كان أو عجميا، وقد روي أشي
هذا غير مصروف، ولا أدفع أن يكون هذا جائزا
فيه وهو أن يكون تحقير أفعل من لفظ شويت
حقر وهو صفة، فيكون أصله أشوى كأحوى
حقر فحذفت لامه كحذف لام أحوى، وأما
قياس قول عيسى فينبغي أن يصرف وإن كان تحقير
أفعل صفة، ولو كان من لفظ شويت لجاز فيه أيضا
أشيو كما جاز من أحا أحيو، غير أن ما فيه من علمية
يسجله فيحظر عليه ما يجوز فيه في حال إشاعته
وتنكيره، وقد يجوز عندي في أشي هذا أن يكون
من لفظ أشاءة، فاؤه ولامه همزتان، وعينه شين،
فيكون بناؤه من أشأ، وإذا كان كذلك احتمل أن
يكون مكبره فعلا كأنه أشأ أحد أمثلة الأسماء
الثلاثية العشرة، غير أنه حقر فصار تقديره أشئ
كأشيع ثم خففت همزته بأن أبدلت ياء
وأدغمت فيها ياء التحقير فصار أشي كقولكم في
تحقير كم مع تخفيف الهمزة كمي، وقد يجوز أن
يكون أشي من قوله وادي أشي تحقير أشياء أفعل
من لفظ شأوت أو شأيت، حقر فصار أشئ كأعيم
ثم خففت همزته فأبدلت ياء، وأدغمت ياء التحقير فيها
كقولك في تخفيف تحقير أرؤس أريس فاجتمعت معك
ثلاث ياءات: ياء التحقير، والتي بعدها بدلا من الهمزة،
ولام الفعل فصارت إلى أشي. ومن حذف من آخر تحقير
أحوى فقال: أحي مصروفا أو غير مصروف لم يحذف
من هذه الياءات الثلاث في أشي شيئا وذلك أنه ليس
معه في الحقيقة ثلاث ياءات. ألا تعلم أن الياء الوسطى
إنما هي همزة مخففة، والهمزة المخففة عندهم في حكم
المحققة؟ فكما لا يلزم الحذف مع تخفيف الهمزة في
أشي من قولك هذا أشي ورأيت أشيا كذلك لا
يحذف في أشي، أولا تعلم أنك إن حقرت براء
اسم رجل في قياس قول يونس في رد المحذوف
204

ثم خففت الهمزة لزمك أن تقول هذا بري فتجمع
بين ثلاث ياءات ولا تحذف منهن شيئا من حيث
كانت الوسطى منهن همزة مخففة، وقياس قول
العرب في تخفيف رؤيا رؤيا، وقول الخيل في تخفيف
فعل من أويت أوى، وقول أبي عثمان في تخفيف
الهمزتين معا من مثال افعوعلت من وأيت
إواويت أن تحذف حرفا من آخر أشي هذا،
فتقول: أشي مصروفا أو غير مصروف على خلاف
القوم فيه فجرى عليه غير اللازم مجرى اللازم،
وقد يجوز في أشي أيضا أن يكون تحقير أشأى وهو
فعلى كأرطى من لفظ أشأة حقر كأريط فصار
أشيئا ثم أبدلت همزته للتخفيف ياء فصار أشييا،
واصرفه في هذا البتة كما تصرف أريطا معرفة
ونكرة ولا تحذف هنا ياء كما لم تحذفها فيما قبل لان
الطريقين واحدة، لكن من أجاز الحذف على إجراء
غير اللازم مجرى اللازم أجاز الحذف هنا أيضا، قال:
وفيه ما هو أكثر من هذا ولو كانت مسألة مفردة
لوجب بسطها، وفي هذا ههنا كفاية إن شاء الله
تعالى.
باب الهمزة والصاد وما يليهما
الإصاد: بالكسر: اسم الماء الذي لطم عليه داحس
فرس قيس بن زهير العبسي، وكان قد أجراه مع
الغبراء فرس لحذيفة بن بدر الفزاري، كان قد أوقف له
قوما في الطريق فلما جاء داحس سابقا لطم وجهه حتى
سبق، فكان في ذلك حرب داحس والغبراء أربعين
عاما، وآخر ذلك قتل أولاد بدر الفزاري، قتلهم
أولاد مالك بن زهير وعشيرتهم، قال بدر بن مالك
ابن زهير يرثي أباه وكان قد اغتاله أولاد بدر في الليل
وقتلوه في جملة هذه الفتنة التي وقعت بينهم، فقال:
ولله عينا من رأى مثل مالك
عقيرة قوم، إن جرى فرسان
فإن الرباط النكد من آل داحس
أبين، فما يفلجن يوم رهان
جلبن بإذن الله مقتل مالك،
وطرحن قيسا من وراء عمان
لطمن على ذات الإصاد، وجمعكم
يرون الأذى من ذلة وهوان
سيمنع عنك السبق، إن كنت سابقا،
وتقتل إن زلت بك القدمان
فليتهما لم يشربا قط شربة،
وليتهما لم يرسلا لرهان
أحل به أمس جنيدب نذره،
فأي قتيل كان في غطفان
إذا سجعت بالرقمتين حمامة،
أو الرس، تبكي فارس الكتفان
الكتفان: اسم فرسه، وقال قيس بن زهير:
ألم يبلغك، والانباء تنمي
بما لاقت لبون بني زياد
كما لاقيت من حمل بن بدر
وإخوته، على ذات الإصاد؟
وقال أبو عبيد: ذات الإصاد ردهة في ديار عبس
وسط هضب القليب، وهضب القليب: علم أحمر
فيه شعاب كثيرة في أرض الشربة، وقال
الأصمعي: هضب القليب بنجد جبال صغار، والقليب
في وسط هذا الموضع يقال له ذات الإصاد، وهو اسم
من أسمائها، والردهة: نقيرة في حجر يجتمع
فيها الماء، وذكر ابن الفقيه: في أودية العلاة من أرض
205

اليمامة ذو الإصاد، ولا أدري أهو المذكور آنفا
أم غيره.
الأصاغي: بالغين المعجمة: موضع في شعر ساعدة
ابن جؤية الهذلي، قال:
ولو أنه إذ كان ما حم واقعا
بجانب من يحفى، ومن يتودد
لهن، بما بين الأصاغي ومنصح،
تعاو كما عج الحجيج الملبد
الأصافر: جمع أصفر محمول على أحوص وأحاوص،
وقد تقدم: وهي ثنايا سلكها النبي، صلى الله عليه
وسلم، في طريقه إلى بدر، وقيل: الأصافر جبال
مجموعة تسمى بهذا الاسم، ويجوز أن تكون سميت
بذلك لصفرها أي خلوها، وقد ذكرها كثير في
شعره، فقال:
عفا رابغ من أهله، فالظواهر،
فأكناف هر شئ قد عفت فالأصافر،
مغان، يهيجن الحليم إلى صبا،
وهن قديمات العهود دواثر
لليلى وجارات لليلى، كأنها
نعاج الملا تحدى بهن الأباعر
إصبع: بلفظ الإصبع من اليد، بكسر الهمزة،
وسكون الصاد، وفتح الباء، وفي إصبع اليد ثلاث
لغات جيدة مستعملة وهن إصبع ونظائره قليلة،
جاء منه إبرم: نبت، وإبين: اسم رجل نسبت
إليه عدن إبين وإشفى، وهو المخصف وإنفحة،
وإصبع نحو إثمد، وأصبع نحو أبلم، وحكى
النحويون لغة رابعة ردية وهي أصبع، بفتح الهمزة
ثم السكون ثم الكسر، وليس في كلام العرب على
هذا الوزن غيره، إصبع خفان: بناء عظيم قرب
الكوفة من أبنية الفرس، وأظنهم بنوه منظرة
هناك على عادتهم في مثله، وإصبع أيضا: جبل بنجد،
وذات الإصبع: رضيمة لبني أبي بكر بن كلاب،
عن الأصمعي، وقيل: هي في ديار غطفان،
والرضام: صخور كبار يرضم بعضها على بعض.
أصبغ: بالفتح، وآخره غين معجمة: اسم واد من
ناحية البحرين.
أصبهانات: جمع أصبهانة: وهي مدينة بأرض فارس.
إصبهانك: بكسر أوله ويفتح، وهو تصغير أصبهان
بلغة الفرس، وهم إذا أرادوا التصغير في شئ زادوا
في آخره كافا: وهي بليدة في طريق أصبهان.
أصبهان: منهم من يفتح الهمزة، وهم الأكثر،
وكسرها آخرون، منهم: السمعاني وأبو عبيد البكري
الأندلسي: وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام
المدن وأعيانها، ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا
حد الاقتصاد إلى غاية الاسراف، وأصبهان: اسم
للإقليم بأسره، وكانت مدينتها أولا جيا ثم صارت
اليهودية، وهي من نواحي الجبل في آخر الاقليم
الرابع، طولها ست وثمانون درجة، وعرضها ست
وثلاثون درجة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان،
يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من
الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، طول أصبهان
أربع وسبعون درجة وثلثان وعرضها أربع وثلاثون
درجة ونصف، ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف،
قال أصحاب السير: سميت بأصبهان بن فلوج بن
لنطي بن يونان بن يافث، وقال ابن الكلبي: سميت
بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح، عليه السلام،
206

قال ابن دريد: أصبهان اسم مركب لان الأصب
البلد بلسان الفرس، وهان اسم الفارس، فكأنه
يقال بلاد الفرسان، قال عبيد الله المستجير بعفوه:
المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس، وهان
كأنه دليل الجمع، فمعناه الفرسان والأصبهاني الفارس،
وقال حمزة بن الحسن: أصبهان اسم مشتق من الجندية
وذلك أن لفظ أصبهان، إذا رد إلى اسمه بالفارسية،
كان أسباهان وهي جمع أسباه، وأسباه: اسم للجند
والكلب، وكذلك سك: اسم للجند والكلب، وإنما
لزمهما هذان الاسمان واشتركا فيهما لان أفعالهما
لفق لأسمائهما وذلك أن أفعالهما الحراسة، فالكلب
يسمى في لغة سك وفي لغة أسباه، وتخفف، فيقال:
أسبه، فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين، وسموا بهما
بلدين كانا معدن الجند الأساورة، فقالوا لأصبهان:
أسباهان، ولسجستان: سكان وسكستان، قال: وذكر
ابن حمزة في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوام
الناس وهوامهم، قال: أصله أسباه آن أي هم جند
الله، قال: وما أشبه قوله هذا، باشتقاق عبد
الأعلى القاص حين قيل له: لم سمي العصفور؟
قال: لأنه عصى وفر، قيل له: فالطفشيل؟ قال:
لأنه طفا وشال. قالوا ولم يكن يحمل لواء ملوك
الفرس من آل ساسان إلا أهل أصبهان! قلت:
ولذلك سبب ربما خفي عن كثير من أهل هذا
الشأن وهو أن الضحاك المسمى بالازدهاق، ويعرف
ببيوراسب وذي الحيتين، لما كثر جوره على أهل
مملكته من توظيفه عليهم في كل يوم رجلين يذبحان
وتطعم أدمغتهما للحيتين اللتين كانتا نبتتا في كتفيه،
فيما تزعم الفرس، فانتهت النوبة إلى رجل حداد من
أهل أصبهان يقال له كأبي، فلما علم أنه لا بد من
ذبح نفسه أخذ الجلدة التي يجعلها على ركبتيه ويقي
النار بها عن نفسه وثيابه وقت شغله، ثم إنه رفعها على
عصا وجعلها مثل البيرق، ودعا الناس إلى قتل
الضحاك وإخراج فريدون جد بني ساسان من مكمنه
وإظهار أمره، فأجابه الناس إلى ما دعاهم إليه من
قتل الضحاك حتى قتله وأزال ملكه وملك فريدون،
وذلك في قصة طويلة ذات تهاويل وخرافات، فتبركوا
بذلك اللواء إذ انتصروا به وجعلوا حمل اللواء إلى
اهل أصبهان من يومئذ لهذا السبب، قال مسعر بن
مهلهل: وأصبهان صحيحة الهواء نفيسة الجو خالية
من جميع الهوام، لا تبلى الموتى في تربتها،
ولا تتغير فيها رائحة اللحم ولو بقيت القدر بعد
أن تطبخ شهرا، وربما حفر الانسان بها حفيرة
فيهجم على قبر له ألوف سنين والميت فيه على حاله
لم يتغير، وتربتها أصح تراب الأرض، ويبقى التفاح
فيها غضا سبع سنين ولا تسوس بها الحنطة كما تسوس
في غيرها، قلت أنا: وسألت جماعة من عقلاء أهل
أصبهان عما يحكى من بقاء جثة الميت بها في مدفنها؟
فذكروا لي أن ذلك بموضع منها مخصوص، وهو في
مدفن المصلى لا في جميع أرضها، قال الهيثم بن
عدي: لم يكن لفارس أقوى من كورتين، واحدة
سهلية والأخرى جبلية، أما السهلية فكسكر، وأما
الجبلية فأصبهان، وكان خراج كل كورة اثني عشر
ألف ألف مثقال ذهبا، وكانت مساحة أصبهان
ثمانين فرسخا في مثلها وهي ستة عشر رستاقا، كل رستاق
ثلاثمائة وستون قرية قديمة سوى المحدثة، وهي: جي
وماربانان والنجان والبراءان وبرخوار ورويدست
وأردستان وكروان وبرزاباذان ورازان وفريدين
وقهستان وقامندار وجرم قاشان والتيمرة الكبرى
والتيمرة الصغرى ومكاهن الداخلة، وزاد حمزة:
رستاق جابلق ورستاق التيمرة ورستاق أردستان
207

ورستاق أنارباذ ورستاق ورانقان، ونهر أصبهان
المعروف بزند روذ غاية في الطيب والصحة والعذوبة،
وقد ذكر في موضعه، وقد وصفته الشعراء،
فقال بعضهم:
لست آسى، من أصبهان، على شئ
ء، سوى مائها الرحيق الزلال
ونسيم الصبا، ومنخرق الريح،
وجو صاف على كل حال
ولها الزعفران والعسل الماذي،
والصافنات تحت الجلال
وكذلك قال الحجاج لبعض من ولاه أصبهان،
قد وليتك بلدة حجرها الكحل وذبابها النحل
وحشيشها الزعفران، وقال آخر:
لست آسى، من أصبهان على شئ
ء، فأبكي عليه عند رحيلي
غير ماء، يكون بالمسجد الجا
مع، صاف مروق مبذول
وأرض أصبهان حرة صلبة فلذلك تحتاج إلى الطعم،
فليس بها شئ أنفق من الحشوش فإن قيمتها عندهم
وافرة، وحدثني بعض التجار قال: رأيت بأصبهان
رجلا من الثناء يطعم قوما ويشرط عليهم أن
يتبرزوا في خربة له، قال: ولقد اجتزت به مرة
وهو يخاصم رجلا وهو يقول له: كيف تستخير أن
تأكل طعامي وتفعل كذا عند غيري ولا يكني؟
وقد ذكر ذلك شاعر فقال:
بأصبهان نفر، * خسئوا وخاسوا نفرا
إذا رأى كريمهم * غرة ضيف نفرا
فليس للناظر في * أرجائها، إن نظرا،
من نزهة تحيي القلوب * غير أوقار الخرى
ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان
مكتوب هذه الأبيات:
قبح السالكون في طلب الرز
ق، على أيذج إلى أصبهان
ليت من زارها، فعاد إليها،
قد رماه الاله بالخذلان
ودخل رجل على الحسن البصري فقال له: من أين أنت؟
فقال له: من أهل أصبهان، فقال: الهرب من بين
يهودي ومجوسي وأكل ربا، وأنشد بعضهم لمنصور
ابن باذان الأصبهاني:
فما أنا من مدينة أهل جي،
ولا من قرية القوم اليهود
وما أنا عن رجالهم براض،
ولا لنسائهم بالمستريد
وقال آخر في ذلك:
لعن الله أصبهان بلادا،
ورماها بالسيل والطاعون
بعت في الصيف قبة الخيش فيها،
ورهنت الكانون في الكانون
وكانت مدينة أصبهان بالموضع المعروف بجي وهو
الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة، فلما سار بخت
نصر وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها حمل معه
يهودها وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة
جي محلة ونزلوها، وسميت اليهودية، ومضت على
ذلك الأيام والأعوام فخربت جي وما بقي منها
إلا القليل وعمرت اليهودية، فمدينة أصبهان اليوم
208

هي اليهودية، هذا قول منصور بن باذان، ثم قال:
إنك لو فتشت نسب أجل من فيهم من الثناء والتجار
لم يكن بد من أن تجد في أصل نسبه حائكا أو
يهوديا، وقال بعض من جال البلدان: إنه لم ير
مدينة أكثر زان وزانية من أهل أصبهان، قالوا:
ومن كيموس. هواؤها وخاصيتها أنها تبخل
فلا ترى بها كريما، وحكي عن الصاحب أبي القاسم بن
عباد أنه كان إذا أراد الدخول إلى أصبهان، قال:
من له حاجة فليسألنيها قبل دخولي إلى أصبهان،
فإنني إذا دخلتها وجدت بها في نفسي شحا لا أجده في
غيرها. وفي بعض الاخبار أن الدجال يخرج من
أصبهان، قال: وقد خرج من أصبهان من العلماء
والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن،
وعلى الخصوص علو الاسناد، فإن أعمار أهلها تطول
ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث، وبها من
الحفاظ خلق لا يحصون، ولها عدة تواريخ، وقد فشا
الخراب في هذا الوقت وقبله في نواحيها لكثرة الفتن
والتعصب بين الشافعية والحنفية والحروب المتصلة بين
الحزبين، فكلما ظهرت طائفة نهبت محلة الأخرى
وأحرقتها وخربتها، لا يأخذهم في ذلك إل ولا
ذمة، ومع ذلك فقل أن تدوم بها دولة سلطان،
أو يقيم بها فيصلح فاسدها، وكذلك الامر في رساتيقها
وقراها التي كل واحدة منها كالمدينة. وأما فتحها
فإن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في سنة 19
للهجرة المباركة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد
الله بن عتبان وعلى مقدمته عبد الله بن ورقاء الرياحي
وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي، قال سيف:
الذين لا يعلمون يرون أن أحدهما عبد الله بن بديل
ابن ورقاء الخزاعي لذكر ورقاء فظنوا أنه نسب إلى
جده، وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء قتل
بصفين وهو ابن أربع وعشرين سنة فهو أيم صبي،
وسار عبد الله بن عتبان إلى جي والملك يومئذ
بأصبهان القاذوسقان، ونزل بالناس على جي فخرجوا
إليه بعد ما شاء الله من زحف، فلما التقوا قال
القاذوسقان لعبد الله: لا تقتل أصحابي ولا أصحابك
ولكن ابرز لي فإن قتلتك رجع أصحابك وإن قتلتني
سالمتك أصحابي، فبرز له عبد الله، فقال له: اما أن
تحمل علي واما ان أحمل عليك، فقال: أنا أحمل
عليك فاثبت لي، فوقف له عبد الله وحمل عليه
القاذوسقان فطعنه فأصاب قربوس السرج فكسره
وقطع اللبب والحزام فأزال اللبب والسرج، فوقف
عبد الله قائما ثم استوى على فرسه عريانا، فقال له:
أثبت، فحاجزه وقال له: ما أحب ان أقاتلك فإني قد
رأيتك رجلا كاملا، ولكني أرجع معك إلى عسكرك
فأصالحك وأدفع المدينة إليك على أن من شاء أقام وأدى
الجزية وأقام على ماله وعلى ان يجري من أخذتم أرضه
مجراهم، ومن أبى ان يدخل في ذلك ذهب حيث
شاء ولكم أرضه، قال: ذلك لك. وقدم عليه أبو
موسى الأشعري من ناحية الأهواز، وكان عبد الله
قد صالح القاذوسقان، فخرج القوم من جي ودخلوا
في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أصبهان لحقوا بكرمان،
ودخل عبد الله وأبو موسى جيا، وجي: مدينة أصبهان.
وكتب عبد الله بالفتح إلى عمر، رضي الله عنه،
فرجع إليه الجواب يأمره أن يلحق بكرمان مددا
للسهيل بن عدي لقتال أهلها، فاستخلف على أصبهان
السائب بن الأقرع ومضى، وكان نسخة كتاب صلح
أصبهان: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من
عبد الله للقاذوسقان وأهل أصبهان وحواليها، وانكم
آمنون ما أديتم الجزية، وعليكم من الجزية على قدر
طاقتكم كل سنة تؤدونها إلى من يلي بلدكم من كل حاكم،
209

ودلالة المسلم، وإصلاح طريقه، وقراه يومه وليلته،
وحملان الراجل إلى رحله، لا تسلطوا على مسلم،
وللمسلمين نصحكم وأداء ما عليهم، ولكم الأمان
بما فعلتم، فإن غيرتم شيئا أو غيره منكم مغير
ولم تسلموه فلا أمان لكم، ومن سب مسلما بلغ منه،
فإن ضربه قتلناه، وكتب: وشهد عبد الله بن
قيس و عبد الله بن ورقاء وعصمة بن عبد الله،
وقال عبد الله بن عتبان في ذلك:
ألم تسمع؟ وقد أودى ذميما،
بمنعرج السراة من أصبهان،
عميد القوم، إذ ساروا الينا
بشيخ غير مسترخي العنان؟
وقال أيضا:
من مبلغ الاحياء عني، فإنني
نزلت على جي وفيها تفاقم
حصرناهم حتى سروا ثمت انتزوا،
فصدهم عنا القنا والصوارم
وجاد لها القاذوسقان بنفسه،
وقد دهدهت بين الصفوف الجماجم
فثاورته، حتى إذا ما علوته،
تفادى وقد صارت إليه الخزائم
وعادت لقوحا أصبهان بأسرها،
يدر لنا منها القرى والدراهم
وإني على عمد قبلت جزاءهم،
غداة تفادوا، والعجاج فواقم
ليزكوا لنا عند الحروب جهادنا،
إذا انتطحت في المأزمين الهماهم
هذا قول أهل الكوفة يرون أن فتح أصبهان كان لهم،
وأما أهل البصرة وكثير من أهل السير فيرون أن أبا
موسى الأشعري لما انصرف من وقعة نهاوند إلى
الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياما ثم
افتتحها، ووجه الأحنف بن قيس إلى قاشان ففتحها
عنوة، ويقال: بل كتب عمر بن الخطاب، رضي
الله عنه، إلى أبي موسى الأشعري يأمره بتوجيه عبد
الله بن بديل الرياحي إلى أصبهان في جيش فوجهه،
ففتح عبد الله بن بديل جيا صلحا على أن يؤدي
أهلها الخراج والجزية، وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم
وأموالهم خلا ما في أيديهم من السلاح. ونزل
الأحنف بن قيس على اليهودية فصالحه أهلها على مثل
صلح أهل جي، قال البلاذري: وكان فتح أصبهان
ورساتيقها في بعض سنة 23 وبعض 24 في خلافة
عمر، رضي الله عنه، ومن نسب إلى أصبهان من
العلماء لا يحصون، إلا أنني أذكر من أعيان أئمتهم
جماعة غلبت على نسبهم فلا يعرفون إلا بأصبهاني،
منهم: الحافظ الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله
ابن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران سبط محمد
ابن موسى البناء الحافظ المشهور صاحب التصانيف،
منها: حلية الأولياء، وغير ذلك، مات يوم الاثنين
العشرين من محرم سنة 430 ودفن بمردبان، ومولده
في رجب سنة 330، قاله ابن مندة يحيى.
أصبهبذان: بسكون الهاء، وضم الباء الثانية،
وذال معجمة، وألف، نون: والأصبهبذان في
أصل كلام الفرس: لغة لكل من ملك طبرستان،
كما نعت ملك الفرس بكسرى، وملك الترك بخاقان،
وملك الروم بقيصر: وهي مدينة في بلاد الديلم،
كان يسكنها ملك تلك الناحية، وبينها وبين البحر
ميلان.
210

الاصدار: كأنه جمع الصدر ضد الورد: مواضع
بنعمان الأراك قرب مكة يجلب منها العسل،
والمراد بها صدور الوادي، عن الأصمعي.
اصطاذنة: ناحية بالمغرب غزاها عابس بن سعد، وجهه
مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل معاوية إليها
قبيل سنة 57.
إصطخر: بالكسر، وسكون الخاء المعجمة،
والنسبة إليها إصطخري وإصطخرزي بزيادة
الزاي: بلدة بفارس من الاقليم الثالث، طولها
تسع وسبعون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة،
وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها،
قيل: كان أوله من أنشأها إصطخر بن طهمورث
ملك الفرس، وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم، قال
جرير بن الخطفى يذكر ان فارس والروم والعرب
من ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل، عليه السلام:
ويجمعنا، والغر أبناء سارة،
أب لا نبالي بعده من تعذرا
وأبناء إسحاق الليوث، إذا ارتدوا
حمائل موت لابسين السنورا
إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم،
وكسرى، وعدو الهرمزان وقيصرا
وكان كتاب فيهم ونبوة،
وكانوا بإصطخر الملوك وتسترا
قال الإصطخري: وأما إصطخر فمدينة وسطة
وسعتها مقدار ميل، وهي من أقدم مدن فارس
وأشهرها، وبها كان مسكن ملك فارس حتى تحول
أردشير إلى جور. وفي بعض الاخبار ان سليمان بن
داود، عليه السلام، كان يسير من طبرية إليها من
غدوة إلى عشية، وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان،
عليه السلام. وزعم قوم من عوام الفرس ان
الملك الذي كان قبل الضحاك هو سليمان بن داود،
قال: وكان في قديم الأيام على مدينة إصطخر سور
فتهدم، وبناؤه من الطين والحجارة والجص على
قدر يسار الباني، وقنطرة خراسان خارجة عن
المدينة على بابها مما يلي خراسان، ووراء القنطرة أبنية
ومساكن ليست بقديمة، ولا زال بإصطخر وباء، إلا
أن خارج المدينة صحيح الهواء، وبين إصطخر
وشيراز اثنا عشر فرسخا، قال: ويرفع من جبال
إصطخر حديد، وبقرية من كورة إصطخر تعرف
بدارا بجرد معدن الزيبق، ويقولون: إن كور
فارس خمس، وقيل: سبع، أكبرها وأجلها
كورة إصطخر، وبها كانت قبل الاسلام خزائن
الملوك، وكان إدريس بن عمران يقول: أهل
إصطخر أكرم الناس أحسابا ملوك وأبناء ملوك،
ومن مشهور مدن كورتها البيضاء ومائين ونيرين
وابرقويه ويزد وغير ذلك، وطول ولايتها اثنا
عشر فرسخا في مثلها، والمنسوب إليها جماعة وافرة
من أهل العلم، منهم: أبو سعيد الحسن بن أحمد بن
يزيد بن عيسى بن الفضل الإصطخري القاضي أحد الأئمة
الشافعية وصاحب قول فيهم، مولده سنة 244
ووفاته في جمادى الآخرة سنة 328، وأبو سعيد
عبد الكريم بن ثابت الإصطخري ثم الجزري مولى
بني أمية وهو ابن حصيف، أصله من إصطخر
سكن حران، وأحمد بن الحسين بن داناج أبو العباس
الزاهد الإصطخري، سكن مصر وسمع إبراهيم بن
دحيم ومحمد بن صالح بن عصمة بدمشق، و عبد الله بن
محمد بن سلام المقدسي، ومحمد بن عبيد الله بن الفضل
الحمصي، وعبدان بن أحمد الأهوازي، وجعفر الفريابي،
211

و عبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسن بن سهل بن عبد
العزيز المجوز بالبصرة، وعلي بن عبد العزيز البغوي
بمكة، وأبا علي الحسن بن أحمد بن المسلم الطبيب
بصنعاء، وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد
ابن علي بن إبراهيم بن جابر التنيسي وأبو محمد بن
النحاس وغير هما، ومات بمصر لعشرين ليلة خلت
من شهر ربيع الأول سنة 336.
أصطفانوس: بالفتح، والفاء، وألف، ونون
مضمومة، وواو ساكنة، وسين مهملة: محلة
بالبصرة مسماة باسم كاتب نصراني قديم كان في أيام
زياد أو ما قاربها.
إصطنبول بسكون النون، وضم الباء الموحدة،
وسكون الواو، ولام: هو اسم لمدينة القسطنطينية،
وهناك يبسط القول فيها، إن شاء الله تعالى.
أصفون: بضم الفاء، وسكون الواو، ونون: قرية
بالصعيد الأعلى على شاطئ غربي النيل تحت إشني
وهي على تل عال مشرف.
إصمت: بالكسر، وكسر الميم، وتاء مثناة: اسم
علم لبرية بعينها، قال الراعي:
أشلى سلوقية باتت، وبات بها،
بوحش إصمت في أصلابها، أود
وقال بعضهم: العلم هو وحش إصمت، الكلمتان
معا، وقال أبو زيد: يقال لقيته بوحش إصمت
وببلدة إصمت أي بمكان قفر، واصمت منقول
من فعل الامر مجردا عن الضمير وقطعت همزته
ليجري على غالب الأسماء، وهكذا جميع ما يسمى
به من فعل الامر وكسر الهمزة من إصمت إما
لغة لم تبلغنا وإما أن يكون غير في التسمية به
عن أصمت بالضم الذي هو منقول في مضارع هذا
الفعل، وإما أن يكون مجردا مرتجلا وافق لفظ
الامر الذي بمعنى أسكت، وربما كان تسمية هذه
الصحراء بهذا الفعل للغلبة لكثرة ما يقول الرجل
لصاحبه إذا سلكها اصمت لئلا تسمع فنهلك
لشدة الخوف بها.
أصم: بفتحتين، وتشديد الميم، ضد السميع: أصم
الجلحاء وأصم السمرة في ديار بني عامر بن صعصعة
ثم لبني كلاب منهم خاصة، ويقال لهما الأصمان،
عن نصر.
الأصنام: جمع صنم: إقليم الأصنام بالأندلس
من أعمال شذونة، وفيه حصن يعرف
بطبيل في أسفله عين غزيرة الماء عذبة، اجتلب
الأوائل منها الماء إلى جزيرة قادس في خزر الصخر
المجوف أنثى وذكر، وشقوا به الجبال فإذا صاروا
إلى موضع المنخفضة والسباخ بنيت له فيه قناطر على
حنايا، كذلك حتى وصلوا إلى البحر، ثم دخلوا به
في البحر الملح ستة أميال في خزر من الحجارة، كما
ذكرنا، حتى أخرج إلى جزيرة قادس، وقيل: إن
أعلامها إلى اليوم باقية، وقد ذكر السبب الداعي إلى
هذا الفعل في ترجمة قادس.
الأصهبيات: بفتح الهاء، كسر الباء الموحدة،
وياء مشددة، وألف، وتاء، كأنه جمع الأصهبية
وهو الأشقر: ماء، وأنشد:
دعاهن من ثاج، فأزمعن ورده،
أو الأصهبيات العيون السوافح
الأصيغ: ياء مفتوحة، وغين معجمة: هو واد، وقيل: ماء.
أصيل: ياء ساكنة، ولام: بلد بالأندلس، قال
سعد الخير: ربما كان من أعمال طليطلة، ينسب إليه
212

أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي محدث متقن
فاضل معتبر، تفقه بالأندلس فانتهت إليه الرياسة،
وصنف كتاب الآثار والدلائل في الخلاف ثم مات
بالأندلس في نحو سنة 390. وذكر أبو الوليد بن
الفرضي في الغرباء الطارئين على الأندلس، فقال: ومن
الغرباء في هذا الباب عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي
من أصيلة يكنى أبا محمد، سمعته يقول: قدمت
قرطبة سنة 342 فسمعت بها من أحمد بن مطرف
وأحمد بن سعيد ومحمد بن معاوية القرشي وأبي بكر
اللؤلؤي وإبراهيم، ورحلت إلى وادي الحجارة إلى
وهب بن مسرة فسمعت منه وأقمت عنده سبعة
أشهر، وكانت رحلتي إلى المشرق في محرم سنة 351،
ودخلت بغداد وصاحب الدولة بها أحمد بن بويه
الأقطع، فسمعت بها من أبي بكر الشافعي وأبي
علي بن الصواف وأبي بكر الأبهري وآخرين،
وتفقه هناك لمالك بن أنس ثم وصل إلى الأندلس في
آخر أيام المستنصر فشوور، وقرأ عليه الناس
كتاب البخاري رواية أبي زيد المروزي وغير
ذلك، وكان حرج الصدر ضيق الخلق، وكان
عالما بالكلام والنظر منسوبا إلى معرفة الحديث،
وقد حفظت عنه أشياء ووقف عليها أصحابنا
وعرفوها، وتوفي لاحدى عشرة ليلة بقيت من ذي
الحجة سنة 392. ويحقق قول أبي الوليد أن الأصيلي من
الغرباء لا من الأندلس كما زعم سعد الخير ما ذكره
أبو عبيد البكري في كتابه في المسالك عند ذكره بلاد
البربر بالعدوة بالبر الأعظم، فقال: ومدينة أصيلة أول
مدينة العدوة مما يلي الغرب، وهي في سهلة من الأرض
حولها رواب لطاف، والبحر بغربيها وجنوبيها، وكان
عليها سور، ولها خمسة أبواب فإذا ارتج البحر بلغ الموج
حائط الجامع، وسوقها حافلة يوم الجمعة، وماء آبار
المدينة شروب، وبخارجها آبار عذبة وهي الآن
خراب، وهي بغربي طنجة بينهما مرحلة، وكان
والد أبي محمد الأصيلي إبراهيم أديبا شاعرا له شعر في
أهل فاس، ذكر في ترجمة فاس.
الأصيهب: بلفظ تصغير الأصهب وهو الأشقر: ماء
قرب المروت في ديار بني تميم ثم لبني حمان أقطعه
النبي، صلى الله عليه وسلم، حصين بن مشمت لما
وفد إليه مسلما مع مياه أخر.
باب الهمزة والضاد وما يليهما
الأضاء: بالفتح والمد: واد.
أضاخ: بالضم، وآخره خاء معجمة: من قرى اليمامة
لبني نمير، وذكره ابن الفقيه في أعمال المدينة، وقال
الأصمعي: ومن مياههم الرسيس ثم الأراطة، وبينها
وبين أضاخ ليلة. وأضاخ: سوق وبها بناء وجماعة
ناس، وهي معدن البرم، وقال أبو القاسم بن عمر:
أضاخ جبل، وقيل: وضاخ ولم يزد، ولوضاخ ذكر
في قصة امرئ القيس، قالوا: أتى امرؤ القيس قتادة
ابن الشؤم اليشكري وأخويه الحارث وأبا شريح،
فقال امرؤ القيس: يا حار أجز:
أحار ترى بريقا هب وهنا،
فقال الحارث:
كنار مجوس تستعر استعارا؟
فقال قتادة:
أرقت له ونام أبو شريح،
إذا ما قلت قد هدأ استطارا
فقال أبو شريح:
كأن هزيزه، بوراء غيث،
عشار وله لاقت عشارا
213

فقال الحارث:
فلما أن علا شرجي أضاخ،
وهت أعجاز ريقه فحارا
فقال قتادة: فلم يترك ببطن السر ظبيا،
ولم يترك بقاعته حمارا
فقال امرؤ القيس: إني لأعجب من بيتكم هذا كيف
لا يحترق من جودة شعركم! فسموا بني النار يومئذ.
وقد نسب الحافظ أبو القاسم إليها محمد بن زكرياء أبا غانم
النجدي، ويقال: اليمامي الأضاخي من قرية من
قرى اليمامة، سمع محمد بن كامل العماني بعمان
البلقاء والمقدام بن داود الرعيني المصري، روى عنه
أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر الفيروزاباذي
المقري وأبو الفهد الحسين بن محمد بن الحسن وأبو بكر
عتيق بن عبد الرحمن بن أحمد السلمي العباداني.
الأضارع: جمع أضرع: اسم بركة من حفر الاعراب
في غربي طريق الحاج، ذكرها المتنبي، فقال:
ومسى الجميعي دأداؤها،
وغادي الأضارع ثم الدنا 1
أضاعى: بالضم والقصر: واد في بلاد عذرة.
إضان: بالكسر، ورواه أبو عمرو: إطان، بالطاء المهملة،
وأنشد على اللغتين والروايتين، قول ابن مقبل:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن،
تحملن بالعلياء فوق إضان
أضاءة بني غفار: بعد الألف همزة مفتوحة،
والإضاءة: الماء المستنقع من سيل أو غيره، ويقال
هو غدير صغير، ويقال: هو مسيل الماء إلى الغدير.
وغفار قبيلة من كنانة: موضع قريب من مكة
فوق سرف قرب التناضب، له ذكر في حديث
المغازي.
أضاءة لبن: بكسر اللام، وسكون الباء الموحدة،
ونون: حد من حدود الحرم على طريق اليمن.
أضبع: بسكون ثانيه، وضم الباء الموحدة، والعين
المهملة، جمع ضبع جمع قلة: موضع على طريق
حاج البصرة بين رامتين وإمرة، عن نصر.
أضراس: كأنه جمع ضرس: موضع في قول
بعض الاعراب:
أيا سدرتي أضراس! لا زال، رائحا،
روي عروقا منكما وذراكما
لقد هجتما شوقا علي وعبرة،
غداة بدا لي بالضحى علما كما
فموت فؤادي أن يحن إليكما،
ومحياة عيني أن ترى من يراكما
أضرع: موضع في شعر الراعي:
فأبصرتهم، حتى رأيت حمولهم
بأنقاء يحموم، ووركن أضرعا
قال ثعلب: هي جبال أو قارات.
أضرعة: من قرى ذمار من نواحي اليمن.
إضم: بالكسر ثم الفتح، وميم، ذو إضم: ماء
يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة،
وقيل: ذو إضم جوف هناك به ماء وأماكن يقال
لها الحناظل، وله ذكر في سرايا النبي، صلى الله عليه
وسلم، وقال السيد علي: إضم واد بجبال تهامة،
وهو الوادي الذي فيه المدينة، ويسمى من عند
المدينة القناة، ومن أعلى منها عند السد يسمى
الشظاة، ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمى إضما

(1) لم نجد هذا البيت في ديوان المتنبي.
214

إلى البحر، وقال سلامة بن جندل:
يا دار أسماء بالعلياء من إضم،
بين الدكادك من قو فمعضوب
كانت لها مرة دارا، فغيرها
مر الرياح بسا في الترب مجلوب
قال ابن السكيت: إضم واد يشق الحجاز حتى
يفرغ في البحر، وأعلى إضم القناة التي تمر دوين
المدينة، وقيل: إضم واد لأشجع وجهينة، ويوم
إضم من أيامهم، وعن نصر: إضم أيضا جبل بين
اليمامة وضرية، وقال غيره: ذو إضم ماء بين مكة
واليمامة عند السمينة يطؤه الحاج.
أضم: بالضم ثم السكون: موضع في قول عنترة العبسي:
عجلت بنو شيبان مدتهم،
والبقع أسناها بنو لام
كنا، إذا نفر المطي بنا
وبدت لنا أحواض ذي أضم
نعطي، فنطعن في أنوفهم،
نختار بين القتل والغنم
الأضوج: بفتح أوله والواو ثم جيم: موضع قرب
أحد بالمدينة، قال كعب بن مالك الأنصاري يرثي
حمزة بن عبد المطلب:
نشجت، وهل لك بن منشج،
وكنت متى تذكر تلجج
تذكر قوم، أتاني لهم
أحاديث في الزمن الأعوج
بما صبروا تحت ظل اللواء،
لواء الرسول بذي الأضوج
غداة أجابت بأسيافها
جميعا بنو الأوس والخزرج
أضوح: بالحاء المهملة: حصن من حصون ناحية زبيد
باليمن، وزبيد بفتح الزاي: اسم البلد، والله
أعلم بالصواب.
باب الهمزة والطاء المهملة وما يليهما
إطان: بالكسر، وآخره نون، ويروى بالضاد
المعجمة، وقد تقدم، قال ابن مقبل:
تبصر خليلي! هل ترى من ظعائن
تحملن بالعلياء فوق إطان؟
فقال: أراها بين تبراك، موهنا،
وطلحام إذ علم البلاد هداني
وقد روي عن قول الأعشى:
كانت وصاة وحاجات لنا كفف،
لو أن صحبك إذ ناديتهم وقفوا
على هريرة، إذ قامت تودعنا،
وقد أتى من إطار دونها شرف
بالراء، ولا أدري أهو تصحيف أم هو موضع آخر.
أطايف: بالضم، وبعد الألف ياء، وفاء: موضع في
قول المرقش:
بودك ما قومي إذا ما هجوتهم،
إذا هب في المشتاة ريح أطايف
أطحل: بالفتح ثم السكون، وفتح الحاء المهملة،
ولام، والطحلة لون بين الغبرة والبياض، ورماد
أطحل وشراب أطحل إذا لم يكن صافيا: وهو
جبل بمكة يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أد بن
طابخة، فيقال له ثور أطحل، قال البعيث:
215

وجئنا بأسلاب الملوك، وأحرزت
أسنتنا مجد الأسنة والأكل
وجئنا بعمرو، بعد ما حل سربها
محل الذليل، خلف أطحل أو عكل
وإلى ثور أطحل ينسب سفيان بن سعيد الثوري،
مات في البصرة سنة 161.
أطد: بفتحتين: أرض قرب الكوفة من جهة البر،
نزلها جيش المسلمين في أول أيام الفتوح، قال
الزبرقان بن بدر:
سيروا رويدا، فإنا لن نفوتكم،
وإن ما بيننا سهل لكم جدد
إن الغزال، الذي ترجون غرته،
جمع يضيق به العتكان أو أطد
قال ابن الأعرابي: عتكان وأطد أودية لبني بهدلة.
أطرابزندة: بالفتح ثم السكون، وراء، وألف،
وباء موحدة مفتوحة، وزاي مضمومة، ونون ساكنة،
ودال مهملة، وهاء: مدينة من أعيان مدن الروم
على ضفة بحر القسطنطينية الشرقي، وهو المعروف
ببحر بنطس، وإلى هذه المدينة منتهى جبل
القبق ثم يقطعه البحر، وهي مشرفة على البحر،
وماؤه محيط بها كالخندق محفور حولها بأسرها،
وعليه قنطرة إذا دهمهم عدو قطعوها، ولها رستاق
واسع، ومقابلها مدينة كراسنده على ساحل هذا
البحر الغربي، وأكثر أهلها رهبان، وهي من
أعمال القسطنطينية، وولايتها كلها جبال وعرة.
أطرب: الباء موحدة، أفعل من الطرب، وهو
الخفة والسرور: موضع قرب حنين، قال سلمة
ابن دريد بن الصمة وهو يسوق ظعينة:
أنسيتني ما كنت غير مصابة،
ولقد عرفت غداة نعف الأطرب
إني منعتك، والركوب مجنب،
ومشيت خلفك غير مشي الأنكب
إذ فر كل مهذب ذي لمة،
عزامة، وخليله لم يعقب
أطرابلس: بضم الباء الموحدة واللام، والسين
مهملة: مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام بين
اللاذقية وعكا، وزعم بعضهم أنها بغير همز، قال
أبو الطيب المتنبي:
وقصرت كل مصر عن طرابلس
وقد بسط القول فيها. وفي المغربي في باب الطاء:
وقد خرج من أطرابلس هذه خلق من أهل العلم منهم:
معاوية بن يحيى الاطرابلسي يكنى أبا مطيع،
روى عن سعيد بن أبي أيوب وعن أبي الزناد وسليمان
ابن سليم وخالد الحذاء، روى عنه بقية بن الوليد
وهشام بن عمار ومحمد بن يوسف الفريابي و عبد الله
ابن يوسف التنيسي، قاله الحافظ أبو القاسم الدمشقي،
قال: ومعاوية بن يحيى أبو روح الصدفي الدمشقي
الاطرابلسي كان يلي بيت المال بالري للمهدي، حدث
عن مكحول والزهري، وذكر جماعة، روى عنه
عقيل بن زياد، وقال أبو بكر بن موسى عقيب
ذكره أبا مطيع: وفي الدمشقيين آخر يقال له معاوية
ابن يحيى الصدفي، وكان على بيت المال بالري، روى عن
الزهري روى عنه عقيل بن زياد أحاديث مستقيمة
كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بن يونس
وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه،
ولم يكنه ابن موسى ولا نسبه إلى أطرابلس،
وكناه ونسبه إليها الحافظ، وسعيد بن عجلان
216

الاطرابلسي سمع محمد بن شعيب بن شابور، روى
عنه أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين وإسماعيل بن
الحارث الاطرابلسي، روى عن يحيى بن صالح
الوحاظي، روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
عيسى المقري، و عبد الله بن إسحاق الاطرابلسي سمع
علي بن عبد العزيز البغوي وغيره، روى عنه محمد
ابن إسحاق بن مندة وجماعة، وخيثمة بن سليمان بن
حيدرة بن سليمان بن داود بن خيثمة القرشي
الاطرابلسي أحد حفاظ الشام والمكثرين منهم، سمع
الكثير ورحل في طلب الحديث فسمع بالشام واليمن
وبغداد والكوفة وواسط، وحديثه كثير مشهور في
العراقيين والشاميين والأصبهانيين، ومن أعلام
مشايخه عبد الله بن أحمد بن حنبل والعباس بن الوليد
ابن مزيد البيروني، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن
إبراهيم الدبري وغيرهم، روى عنه خلق كثير منهم:
أبو الحسين بن جميع ومحمد بن يوسف البغدادي
الأديب الاخباري وأبو حفص بن شاهين، سئل عنه
الخطيب فقال: ثقة ابن ثقة، تكنى الأكفاني بعبد العزيز
الكناني 1، ثم وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس:
توفي خيثمة بن سليمان في ذي القعدة سنة 343، وذكر
أنه سأله عن مولده، فقال: سنة 227، وقال غيره:
مولده سنة 217، وسمع بعد الستين ومائتين، وكان
ثقة مؤمنا من العباد، مات وهو ابن مائة وست
وعشرين سنة، وأخوه محمد بن سليمان الاطرابلسي روى
عنه محمد بن يوسف بن بحر وغيره، وأبو عبد الله
الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق الاطرابلسي ابن
أخت خيثمة بن سليمان سمع خاله، وحمزة بن عبد الله
ابن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي القاسم
ابن الشام الاطرابلسي الفقيه الأديب الشاهد، قدم
دمشق وحدث بها وبطرابلس عن أبي بكر يوسف
ابن القاسم الميانجي، وأبي القاسم عبد الوهاب بن عبيد
الله البغدادي، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن
خالويه وغيره هم، روى عنه علي بن أبي زوران
وعلي بن إبراهيم الجنابيان والقاضي أبو عبد الله
القضاعي وأبو علي الأهوازي وجماعة سواهم.
أطرابلس أيضا: مدينة في آخر أرض برقة وأول
أرض إفريقية، وصف أمرها أيضا في باب الطاء.
ومن أطرابلس هذه في الغرب أبو سليمان محمد بن
معاوية الاطرابلسي سمع مالك بن أنس، رضي الله
عنه، وغيره، روى عنه حبيب بن محمد الاطرابلسي.
وحبيب بن محمد الاطرابلسي رجل صالح فهم سمع
جماعة من أهل بلده، روى عنه أبو مسلم العجلي ووثقه،
و عبد الله بن ميمون الاطرابلسي، روى عن سليمان بن
داود القيرواني، روى عنه أبو سهل عبد الصمد بن
عبد الرحمن المروزي، وكان سليمان قدم مرو وحدث
بها، وبها سمع منه أبو سهل، وموسى بن عبد الرحمن
ابن حبيب العطار الاطرابلسي أبو الأسود روى عن
شجرة بن عيسى ومحمد بن سحنون وغيرهما، وعبد
الله بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي
الاطرابلسي، كان أبوه من أهل الكوفة نزل أطرابلس
الغرب، وولد عبد الله وأخوه يوسف بها فنسبا
إليها، وبها أولادهم، وحديثهم كثير مشهور، وبيتهم
بيت المعرفة والدراية والاكثار من الحديث، وأبو
الحسن علي بن أحمد بن زكرياء بن الخصيب المعروف
بابن زكرون الاطرابلسي الهاشمي، سمع أبا مسلم
صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، روى عنه الوليد
ابن بكر الأندلسي وغيره، وإبراهيم بن محمد الغافقي
الاطرابلسي قاضي أطرابلس، توفي سنة 253 بالمغرب،
عن ابن يونس، وإبراهيم بن القاسم الاطرابلسي روى

(1) هكذا في الأصل.
217

عن أبي جعفر القروي وغيره، روى عنه أبو
محمد بن حزم، قاله الحميدي.
أطرابنش: بكسر الباء الموحدة، والنون والشين
معجمة: بلدة على ساحل جزيرة صقلية، ومنها يقلع
إلى إفريقية.
أطرار: بالضم، وراءين مهملتين: اسم مدينة حصينة
وولاية واسعة في أول حدود الترك بما وراء النهر على
نهر سيحون قرب فاراب، وبعضهم يقول: أترار.
أطراف: بالفاء: واد في بلاد فهم بن عدوان.
أطرقا: بكسر الراء، وقاف، وألف، بلفظ الامر
للاثنين، ومن اطرق يطرق، قال الهذلي:
على أطرقا باليات الخيا
م، إلا الثمام وإلا العصي
وللنحويين كلام لهم فيه صناعة، قال أبو الفتح:
ويروى أطرقا جمع طريق، فمن أنث الطريق
جمعه على أطرق، مثل عناق وأعنق، ومن ذكر
جمعه على أطرقاء كصديق وأصدقاء، فيكون قد قصره
ضرورة، وقال أبو عمرو: أطرقا اسم لبلد بعينه من
فعل الامر، وفيه ضمير علامته الألف كأن سالكه
سمع نبوة فقال لصاحبيه: أطرقا، وقال
الأصمعي: كان ثلاثة نفر بهذا المكان فسمعوا
أصواتا، فقال أحدهم لصاحبيه: أطرقا، فسمي
بذلك، وأنشد البيت. وقال عبد الله بن أبي أمية
ابن المغيرة المخزومي يخاطب بني كعب بن عمرو بن
خزاعة، وكان يطالبهم بدم الوليد بن المغيرة أبي
خالد بن الوليد، لأنه مر برجل منهم يصلح سهاما
فعشر بسهم منها فجرحه فانقض عليه فمات:
إني زعيم أن تسيروا وتهربوا،
وان تتركوا الظهران تعوي ثعالبه
وان تتركوا ماء بجزعة أطرقا،
وان تسلكوا أي الأراك أطايبه
وإنا أناس لا تطل دماؤنا،
ولا يتعالى صاعدا من نحاربه
وقالوا في تفسير هذا: الجزعة والجزع بمعنى واحد
وهو معظم الوادي، وقال ابن الأعرابي: هو ما انثنى
منه، وأطرقا: اسم علم لموضع بعينه سمي بفعل
الامر كما قدمنا، وهذا يؤذن بان أطرقا موضع
من نواحي مكة لان الظهران هناك، وهي منازل
كعب من خزاعة، فيكون أطرقا من منازلهم بتلك
النواحي، وهي من منازل هذيل أيضا، وكذلك ذكروه في شعرهم والله أعلم.
أطرون: بضم الراء، وسكون الواو، ونون: بلد
من نواحي فلسطين ثم من نواحي الرملة.
أطط: ويقال أطد بفتحتين: بين الكوفة والبصرة
قرب الكوفة، قال: وهي خلف مدينة آزر أبي
إبراهيم، عليه السلام، قال أبو المنذر: إنما سميت
بذلك لأنها في هبطة من الأرض.
إطفيح: بالكسر في أوله والفاء، وياء ساكنة، وحاء
مهملة: بلد بالصعيد الأدنى من أرض مصر على شاطئ
النيل في شرقيه، وفي قبلته مقام موسى بن عمران، عليه
السلام، فيه موضع قدمه، وينسب إليه بعض العلماء.
أطسا: بالفتح: من قرى كورة الأشمون
بالصعيد.
أطلاح: بالحاء المهملة، ذات أطلاح: موضع من
وراء ذات القرى إلى المدينة، أغزاه رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، كعب بن عمير الغفاري،
فأصيب بها هو وأصحابه.
218

أطلحاء: بضم اللام والمد: ماء لبني جعدة بوادي
أطلحاء، عن نصر.
أطم الأضبط: الأطم: يقال بضمتين، وبضمة ثم
السكون، والأطم والأجم بمعنى واحد، والجمع آطام
وآجام: وهي الحصون، وأكثر ما يسمى بهذا الاسم
حصون المدينة، وقد يقال لغيرها أيضا، قال أوس
ابن مغراء:
بث الجنود لهم في الأرض يقتلهم،
ما بين بصرى إلى آطام نجرانا
وقال زيد الخيل الطائي:
أنيخت، بآطام المدينة، وأربعا
وعشرا، يعني فوقها الليل طائر
فلما قضى أصحابنا كل حاجة،
وخط كتابا في المدينة ساطر
شددت عليها رحلها وشليلها
من الدرس والشعراء، والبطن ضامر
وأما الأضبط: فهو الأضبط بن قريع بن عوف بن
كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان أغار على
أهل صنعاء فلما انتصف منهم وملكهم بنى بها أطما
نسب إليه، قال:
وشفيت نفسي، من ذوي يمن،
بالطعن في اللبات والضرب
قتلتهم، وأبحت بلدتهم،
وأقمت حولا كاملا أسبي
أطواء: بالفتح ثم السكون، كأنه جمع طوي،
وهو البئر المبنية: قرية بقر قرى من أرض اليمامة
ذات نخل وزرع كثير، قال أبو زياد: ومن مياه
عمرو بن كلاب الأطواء في جبل يقال له شراء.
أطواب: كأنه جمع طوب جمع قلة، وهو الآجر:
من قرى الفيوم، لها ذكر في ولاية عبد الله بن سعد
ابن أبي سرح على مصر، وذكر لي بمصر انهما من
عمل البهنسا من نواحي مصر، وهما متجاورتان.
أطهار: من حائل، وحائل: بين رملتين بين جراد
والأطهار.
أطيط: بالفتح ثم الكسر، صفا الأطيط: موضع في
قول امرئ القيس: لمن الديار عرفتها بسحام.
فعمايتين، فهضب ذي إقدام
فصفا الأطيط فصاحتين فعاشم،
تمشي النعام به مع الآرام
دار لهند والرباب وفرتنى
ولميس، قبل حوادث الأيام
باب الهمزة والظاء وما يليهما
أظايف: بالضم، وبعد الألف ياء مكسورة، وفاء،
ويروى بالفتح، وقد تقدم في الهمزة والطاء المهملة،
ولا أدري أأحدهما تصحيف أم هما موضعان؟ وبالظاء
المعجمة ذكره نصر، وقال: هو جبل فارد لطئ،
طويل أخلق أحمر على مغرب الشمس من تنغة،
وكان تنغة منزل حاتم الطائي.
أظفار: بالفتح ثم السكون، والفاء، بلفظ جمع
ظفر: موضع وهو أبيرقات حمر في ديار فزارة،
في قول صخر بن الجعد:
يسائل الناس هل أحسستم جلبا
محاربيا، أتى من دون أظفار؟
في أبيات وقصة ذكرت في بئر مطلب.
219

أظلم: أفعل، من الظلم أو الظلام، قال ابن السكيت
في تفسير قول كثير:
سقى الكدر فاللعباء فالبرق فالحما،
فلوذ الحصى من تغلمين، فأظلما
أظلم: جبل في أرض بني سليم، وأظلم أيضا:
جبل في أرض الحبشة به معدن صفر، وأظلم:
بالشعيبة من بطن الرمة، وقال الأصمعي عند
ذكره جبال مكة: أظلم الجبل الأسود من ذات
حبيس، قال الحصين بن حمام المري:
فليت أبا بشر رأى كر خيلنا
وخيلهم، بين الستار وأظلما
نطاردهم، نستنقذ الجرد بالقنا،
ويستنقذون السمهري المقوما
عشية لا تغني الرماح مكانها،
ولا النبل إلا المشرفي المصمما
باب الهمزة والعين وما يليهما
أعابل: بفتح الهمزة، وكسر الباء الموحدة، ولام،
كأنه جمع أعبل، نحو أصغر وأصاغر: اسم موضع
في قول شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير الأنصاري:
طربت وهاجتني الحمول الظواعن،
وفي الظعن تشويق لمن هو قاطن
وما شجن في الظاعنين عشية،
ولكن هوى لي في المقيمين شاجن
بمخترق الأرواح بين أعابل
فصنع، لهم بالرحلتين مساكن
الأعارف: جبال باليمامة، عن الحفصي.
أعامق: بضم الهمزة: اسم واد في قول الأخطل:
وقد كان منها منزل نستلذه،
أعامق برقاواته وأجاوله
أجاوله: ساحاته، وقال عدي بن الرقاع:
كمطرد طحل يقلب عانة،
فيها لواقح كالقسي وحول
نفشت رياض أعامق، حتى إذا
لم يبق من شمل النهار ثميل،
بسطت هواديها بها، فتكمشت،
وله على أكسائهن صليل
الأعبدة: بضم الباء الموحدة: من مياه بني نمير،
عن أبي زياد الكلابي.
الأعدان: في أخبار الخوارج قال قطري بن الفجاءة
المازني لأخيه الماحوز، وكان من أصحاب المهلب،
وكانا قد تواقفا في صفيهما: أرأيت إذ كنت أنا
وأنت نتدافع على ثدي أمنا بالأعدان؟
والأعدان: ماء لبني مازن بن تميم، وذكر قصة.
الاعراض: جمع عرض، وقد ذكر العرض في
موضعه، والاعراض: قرى بين الحجاز واليمن
والسراة، وقال الأزهري: قال الأصمعي: أخصب
ذلك العرض وأخصبت أعرض المدينة وهي قراها
التي في أوديتها. وقال شمر: أعراض المدينة هي
بطون سوادها حيث الزرع والنخل، وقال أعرابي:
لعرض من الاعراض تمسي حمامه
وتضحي، على أفنانه العين، تهتف
أحب إلى قلبي من الديك رنة،
وباب، إذا ما مال للغلق، يصرف
وقال الفضل بن العباس اللهبي:
220

ونحلل من تهامة كل سهب،
نقي الترب، أودية رحابا
أباطح من أباهر، غير قطع،
وشائظ ما يفارقن الذبابا
قال اليزيدي: لا نعرف الذباب هاهنا.
من الاعراض لا صدعت ذباب،
ولا كانت قوائهما شعابا
الأعراف: هي في الأصل ما ارتفع من الرمل،
الواحدة عرفة، قال أبو زياد: في بلاد العرب بلدان
كثيرة تسمى الأعراف، منها: أعراف لبنى
وأعراف غمرة، قال طفيل بن عوف الغنوي:
جلبنا من الأعراف أعراف غمرة،
وأعراف لبني، الخيل من كل مجلب
عرابا وحوا مشرفا حجباتها،
بنات حصان، قد تخير، منجب
بنات الأغر والوجيه ولاحق
أعوج، ينمي نسبة المتنسب
وأعراف نخل: هضبات حمر في أرض سهلة،
قال الراجز:
يامن لثور لهق طواف،
أعين مشاء على الأعراف
ويوم الأعراف من أيامهم، وقد ذكر عدة مواضع
يقال لها عرفة، في موضعها ذكرت، والأعرف: اسم
للجبل المشرف على قعيقعان بمكة.
الأعزلان: بالزاي: اسم لواديين يقال لأحدهما
الأعزل الريان لان به ماء، وللآخر الأعزل
الظمآن لأنه لا ماء به، قال أبو عبيدة: الأعزلان
واديان يقطعان أرض المروت في بلاد بني حنظلة بن
مالك، قال جرير:
هل رام جو سويقتين مكانه،
أم حل بعد محلة البردان؟
هل تونسان، ودير أروى دوننا
بالأعزلين، بواكر الاظعان؟
الأعزل: ماء في ديار بني كلب في واد لهم، ولا أبعد
أن يكون الذي قبله، وإنما ثناه في الشعر ضرورة،
كما قال: جو سويقتين، وإنما هو جو سويقة، وله نظائر
في شعرهم يثنون اسم الموضع ويجمعونه إذا اضطروا
إليه، قال جرير:
لمن الديار، كأنها لم تحلل،
بين الكناس وبين طلح الأعزل
الأعزلة: واد لبني العنبر بن عمرو بن تميم.
أعشار: بالشين المعجمة: موضع في عقيق المدينة،
قال الشاعر:
ظللت بأعشار لعينيك واشل،
على الصدر من ماء الشؤون يسيل
أعشاش: موضع في بلاد بني تميم لبني يربوع بن حنظلة،
قال الفرزدق:
عزفت بأعشاش، وما كدت تعزف،
وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف
ولج بك الهجران، حتى كأنما
ترى الموت في البيت الذي كنت تألف
وقال ابن نعجاء الضبي:
أيا أبرقي أعشاش لا زال مدجن
يجود كما، حتى يروى ثراكما
221

أراني ربي، حين تحضر منيتي،
وفي عيشة الدنيا، كما قد أراكما
وقيل: هو موضع بالبادية قريب من مكة مقابل
لطمية.
أعظام: موضع في شعر كثير قال:
عرج بأطراف الديار وسلم،
وان هي لم تسمع، ولم تتكلم
فقد قدمت آياتها وتنكرت،
لما مر من ريح وأوطف مرهم
تأملت من آياتها بعد أهلها،
بأطراف أعظام، فأذناب أزنم
محاني آناء، كأن دروسها
دروس الجوابي، بعد حول مجرم
أعفر: موضع في شعر امرئ القيس حيث قال:
تذكرت أهلي الصالحين، وقد أتت
على خملى، منا الركاب وأعفرا
الأعقة: جمع عقيق، قال السكري في قول أبي
خراش الهذلي:
دعا قومه، لما استحل حرامه،
ومن دونهم أرض الأعقة والرمل
الأعقة: رمل، وحرامه: جواره وعهده، وقال ابن
حبيب: الأعقة جمع عقيق بمكة، عن أبي عمرو،
وقال الأصمعي: الأعقة الأودية، وفي بلاد العرب
أربعة أعقة ذكرت في باب العقيق، وروى بعضهم
في هذا الاسم الأحفة بالفاء، وقيل هي مواضع من
الرمل في بلاد بني تميم، وهو جمع حفاف جمعه بما
حوله، والحفاف: جبل.
أعكش: بضم الكاف، والشين معجمة: موضع
قرب الكوفة، في قول المتنبي:
فيا لك ليلا، على أعكش،
أحم البلاد خفي الصوى
وردن الرهيمة في جوزه،
وباقيه أكثر مما مضى
الأعلاب: أرض لعك بن عدنان بين مكة والساحل،
لها ذكر في حديث الردة.
أعلاق أنعم: من مخاليف اليمن.
الأعلم: بلفظ الأعلم المشقوق الشفة: اسم كورة
كبيرة بين همذان وزنجان من نواحي الجبال،
والعجم يسمونها المر بفتح الهمزة واللام، وسكون
الميم والراء، والكتاب يكتبونها كما ذكرت لك،
وقصبة هذه الكورة دركزين، ينسب إليها الوزير
الدركزيني وزير السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه،
يذكر في دركزين إن شاء الله تعالى، وينسب إلى
الأعلم عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد
الأعلمي القومساني، فقيه مقيم بالموصل، روى شيئا
من الحديث.
الأعماق: جاء ذكره في فتح القسطنطينية، قال:
فينزل الروم بالأعماق وبدابق، ولعله جاء
بلفظ الجمع والمراد به العمق: وهي كورة قرب
دابق بين حلب وأنطاكية.
أعناز: بالنون والزاي: بلد بين حمص والساحل.
أعناك: بالنون والكاف: بليدة من نواحي حوران
من أعمال دمشق، يعمل فيها بسط وأكسية جيدة
تنسب إليها، ويقال: ينسب إليها أبو سعد.
222

أعواء: موضع في قوله:
بساحة أعواء وناج موائل
وقد قصره الآخر فقال:
بأعوى، ويوم لقيناهم
بأرعن ذي لجب مبهم
أي يحمل إليهم من الفرسان، ولا أدري أهما موضعان
أحدهما مقصور والآخر ممدود أم أصله المدة فقصر
ضرورة، على رأي الجماعة، أم أصله القصر فمد
على رأي الكوفيين خاصة؟
أعوص: بفتح الواو، والصاد المهملة: موضع قرب
المدينة جاء ذكره في المغازي، قال ابن إسحاق:
خرج الناس يوم أحد حتى بلغوا المنقى دون
الأعوص، وهي على أميال من المدينة يسيرة،
والأعوص: واد في ديار باهلة لبني حصن منهم،
ويقال: الأعوصين.
الأعوض: بالضاد المعجمة: شعب لهذيل بتهامة.
أعيار: بعد العين الساكنة ياء، وألف، وراء:
هضبات في بلاد ضبة، وأعيار أيضا: جبل في بلاد
غطفان، وأحسبه بين المدينة وفيد، وفيه قال
جرير:
رعت منبت الضمران من سبل المعا
إلى صلب أعيار، ترن مساحله
وقال السكري في قول مليح الهذلي:
لها بين أعيار إلى البرك مربع
ودار، ومنها بالقفا متصيف
أعيار: بلد والبرك: بلد، والقفا: موضع.
الأعيان: بالنون: موضع في قول عتيبة بن الحارث
ابن شهاب اليربوعي:
تروحنا من الأعيان عصرا،
فأعجلنا الإلاهة أن تؤوبا
هكذا رواه أبو الحسن العمراني، ورواه الأزهري:
تروحنا من اللعباء.
أعيب: بضم الهمزة، وسكون العين، وياء مفتوحة،
وباء موحدة، حكى بعضهم عن أبي الحسين بن
زنجي النحوي البصري أنه قال: ليس في كلامهم
كلمة على فعيل إلا أعيب: وهو موضع باليمن وما
أراه إلا وقد تصحف عليه أو اشتبه، والمعروف
على هذا الوزن عليب، وهو مشهور: موضع في
طريق اليمن، قال أبو دهبل:
فما ذر قرن الشمس حتى تبينت،
بعليب، نخلا مشرفا ومخيما
أعيرض: بضم أوله وفتح ثانيه: ماء بين جبلي طئ
وتيماء.
الأعيرف: جبل لطئ لهم فيه نخل يقال له الأفيق.
أعين: بالنون: قرية، وقيل: حصن باليمن، والله
الموفق للصواب.
باب الهمزة والغين وما يليهما
الأغدرة: جمع غدير الماء، وهو ما غادره السيل
في مستنقع من الأرض، نحو جريب وأجربة،
ونصيب وأنصبة، وهو من جموع القلة، أغدرة
السيدان: موضع وراء كاظمة بين البصرة والبحرين
يقارب البحر، قال المخبل السعدي:
223

ذكر الرباب وذكرها سقم،
فصبا، وليس لمن صبا حلم
وإذا ألم خيالها طرفت
عيني، فماء شؤونها سجم
وأرى لها دارا، بأغدرة
السيدان، لم يدرس لها رسم
إلا رمادا هامدا دفعت،
عنه الرياح، خوالد سحم
قال أبو خليفة الفضل بن الحباب: حدثني المازني،
قال: حدثني الأصمعي، قال: قرأت على أبي عمرو
ابن العلاء شعر المخبل السعدي، فلما بلغت إلى
قصيدته التي أولها:
ذكر الرباب وذكرها سقم
فمر فيها: وأرى لها دارا بأغدرة السيدان،
فقال أبو عمرو: قد رابني هذا، وكيف يكون
هذا للمخبل وأغدرة السيدان وراء كاظمة وهذه ديار
بكر بن وائل؟ ما أرى هذا الشعر إلا لطرفة،
قال الأصمعي: فلم يزل ذلك في نفسي حتى رأيت
أعرابيا فصيحا من بكر بن وائل ينشد من هذه
القصيدة أبياتا، منها هذه:
وتقول عاذلتي، وليس لها،
بغد ولا ما بعده، علمن الثراء هو الخلود،
وإن ‍ المرء يكرب يومه العدم
ولئن بنيت إلى المشقر في
هضب، تقصر دونه العصم
لتنقبن عني المنية، إن
الله ليس لحكمه حكم
أغذون: بفتح الهمزة، وسكون الغين، وضم
الذال المعجمة، وسكون الواو، ونون:
من قرى بخارى، منها: أبو عبد الرحمن حاشد
ابن عبد الله القصير بن عبد الله بن عبد الواحد
ابن محمد بن عبد الله بن أيمن الأغذوني، توفي سنة
250، وكان يزعم أنه من ولد الأحنف بن قيس،
وقد ذكر المدائني أن الأحنف لم يكن له ولد غير
بحر وأنه لا عقب له.
الأغران: تثنية الأغر: وهما حبلان من حبال رمل
البادية، قال الراجز:
وقد قطعنا الرمل غير حبلين:
حبلي زرود وكذا الأغرين
الأغر: بطن الأغر بين الخزيمية والأجفر على
طريق مكة من الكوفة، وهو على ثلاثة أميال من
الخزيمية وفيه حوض وقباب وحصن، وفي كتاب
اللصوص: الأغر أبرق أبيض بأطراف العلمين،
الدنيا التي تلي مطلع الشمس، وبقبلته سبخة ملح،
قال الشاعر:
فيا رب بارك في الأغر وملحه
وماء السباخ، إذ علا القطران
وقال طهمان:
سقيا لمرتبع توارثه البلى
بين الأغر وبين سود العاقر
لعبت بها عصف الرياح فلم تدع
إلا رواسي مثل عش الطائر
وقال نصر: الأغر جبل في بلاد طئ به ماء يسقي
نخيلا يقال لها المنتهب، في رأسه بياض.
224

أغزون: بالزاي: من قرى بخارى، منها: أبو عبد
الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله
ابن مرة بن الأحنف بن قيس الأغزوني، جد أبي
عبد الرحمن حاشد المذكور قبل في أغذون، بالذال
المعجمة، توفي في حدود سنة مائتين، ذكر هما معا
أبو سعد، ولا شك أنه لم يتحقق صحة أحدهما
فذكر هما معا أعني أغذون وأغزون، والله أعلم.
أغمات: ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب
مراكش، وهي مدينتان متقابلتان كثيرة الخير،
ومن ورائها إلى جهة البحر المحيط السوس الأقصى
بأربع مراحل، ومن سجلماسة ثماني مراحل نحو
المغرب، وليس بالمغرب، فيما زعموا، بلد أجمع لأصناف
من الخيرات ولا أكثر ناحية ولا أوفر حظا ولا
خصبا منها، تجمع بين فواكه الصرود والجروم،
وأهلها فرقتان يقال لإحداهما الموسوية من أصحاب
ابن ورصند، والغالب عليهم جفاء الطبع وعدم
الرقة، والفرقة الأخرى مالكية حشوية، وبينهما
القتال الدائم، وكل فرقة تصلي في الجامع منفردة بعد
صلاة الأخرى، كذا ذكر ابن حوقل التاجر الموصلي
في كتابه وكان شاهدها قديما بعد الثلاثمائة من الهجرة،
ولا أدري الآن كيف هي، فقد تداولنهم عدة
دول منها: دولة الملثمين، وكان فيهم جد وصلابة
في الدين، ثم عبد المؤمن وبنوه، ولهم ناموس يلتزمونه
وسياسة يقيمونها لا يثبت معها مثل هذه الاخلاط،
والله أعلم. وبين مدينة أغمات ومراكش ثلاثة
فراسخ هي في سفح جبل هناك، وهي للمصامدة،
يدبغ بها جلود تفوق جودة على جميع جلود الدنيا،
وتحمل منها إلى سائر بلاد المغرب ويتنافسون فيها،
وينسب إليها أبو هارون موسى بن عبد الله بن إبراهيم
ابن محمد بن سنان بن عطاء الأغماتي المغربي، رحل
إلى الشرق وأوغل حتى بلغ سمرقند، وكان فاضلا
وله شعر حسن منه:
لعمر الهوى إني، وإن شطت النوى،
لذو كبد حرى وذو مدمع سكب
فإن كنت في أقصى خراسان ثاويا،
فجسمي في شرق، وقلبي في غرب
وقال أبو بكر محمد بن عيسى المعروف بابن اللبانة
يذكر المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية، وكان لما
أزيل أمره وانتزع منه ملكه، حمل إلى أغمات
فحبس بها:
أنفض يديك من الدنيا وساكنها،
فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضي قد كتمت،
سريرة العالم العلوي، أغمات
أغناق: بلدة من نواحي تركستان بما وراء النهر،
تعد من أعمال بناكت، وربما قيل لها يغناق، في
أوله ياء.
أغواث: كان يقال لليوم الأول من أيام القادسية التي
قاتل فيها المسلمون الفرس يوم أرماث، ويقال لليوم
الثاني يوم أغواث، ويقال لليوم الثالث يوم عماس،
وكان اليوم الرابع يوم القادسية، وفيه كان الفتح
على المسلمين، ولا أدري أهذه الأسماء مواضع أم
هي من الرمث والغوث والعمس؟ وقال القعقاع بن
عمرو يذكر يوم أغواث، وكان أول يوم شهده
بعد رجوعه من الشام:
لم تعرف الخيل العراب سواءنا،
عشية أغواث بجنب القوادس
225

عشية رحنا بالرماح، كأنها،
على القوم، ألوان الطيور الرسارس.
باب الهمزة والفاء وما يليهما
أفاحيص: جمع أفحوص: ناحية باليمامة، عن محمد
ابن إدريس بن أبي حفصة.
الأفاعي: واد قرب القلزم من أرض مصر، ذكره
في حديث رواه هشام بن عمار: حدثنا البحتري
ابن عبيد قال هشام: وذهبنا إليه إلى القلزم في
موضع يقال له الأفاعي، حدثنا أبي قال: حدثنا أبو
هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
سموا أسقاطكم فإنها فرطكم، قال ابن عساكر:
قوله إلى القلزم تصحيف من عبد العزيز وإنما هو إلى
القلمون، قلت أنا: والصواب ما قاله عبد العزيز،
سألت عنه من رآه وعرفه.
أفاعية: بضم الهمزة: واد يصب من منى، وذكر
الحازمي أنه في طريق مكة عن يمين المصعد من
الكوفة.
أفاق: بضم أوله، وآخره قاف، أفاق وأفيق:
موضعان في بلاد بني يربوع قرب الخصي، كان
فيه يوم من أيام العرب قتل فيه عمر بن الجزور
فارس بكر، قتله معدان بن قعنب التميمي،
قال فيه شاعر:
وعمي، يا بن حقة، جاء قسرا
إليكم عنوة يا بن الجزور
وقال عدي بن زيد العبادي يصف سحابا:
أرقت لمكفهر، بات فيه
بوارق، يرتقين رؤوس شيب
تلوح المشرفية في ذراه،
ويجلو صفح دهدار قشيب
كأن مآتما بانت عليه،
خضبن ماليا بدم صبيب
سقى بطن العقيق إلى أفاق،
ففاثور، إلى لبب الكثيب
وقال لبيد:
ولدى النعمان مني موقف،
بين فاثور أفاق، فالذحل
الإفاقة: بضم الهمزة: موضع من أرض الحزن قرب
الكوفة، وقال المفضل: هو ماء لبني يربوع، وكان
النعمان بن المنذر يبدو إليه في أيام الربيع، ويوم
الإفاقة من أيامهم. وأغار بسطام بن قيس بن
مسعود الشيباني على بني يربوع بالإفاقة فأسروه وهزموا
جيشه، فقال العوام أخو الحارث بن همام:
قبح الاله عصابة من وائل،
يوم الإفاقة، أسلموا بسطاما
كانت لهم بعكاظ فعلة سئ،
جعلت على أفواهم أقداما
وكانت الإفاقة من منازل آل المنذر، فلذلك
قال لبيد:
ليبك على النعمان شرب وقينة
ومختبطات، كالسعالى، أرامل
له الملك في ضاحي معد، وأسلمت
إليه العباد، كلها، ما يحاول
ووصفه بأوصاف كثيرة، ثم قال:
فإن امرأ يرجو الفلاح، وقد رأى
سواما وحيا بالإفاقة، جاهل
226

غداة غدوا منها وآزر سربهم
مواكب، تحدى بالغبيط، وجامل
ويوم أجازت قلة الحزن منهم
مواكب، تعلو ذا حسا، وقنابل
وقال لبيد أيضا:
شهدت أنجية الإفاقة عاليا
كعبي، وأرداف الملوك شهود
وقال غيره:
ألا قل لدار بالإفاقة: أسلمي
بحي على شحط، وإن لم تكلمي
وقال آخر:
ونحن رهنا بالإفاقة عامرا،
بما كان بالدرداء، رهنا، وأبسلا
قلت: وربما صحفه قوم فقالوا الأفاقه، بفتح الهمزة
وإظهار الهاء مثل جمع فقيه.
أفامية: مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة
من كور حمص، قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله
المعري:
ولولاك لم تسلم أفامية الردى
ويسميها بعضهم فامية بغير همزة. وقرأت في
كتاب ألفة يحيى بن جرير المتطبب، فقال فيه:
بنى سلوقوس في السنة السادسة من موت الإسكندر
اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروا، وهي حلب.
الأفاهيد: قال ابن السكيت: الأفاهيد قنينات
يلق بقفار خرجان على موطئ طريق الربذة
من النخل، قال كثير:
نظرت إليها وهي تحدى عشية،
فأتبعتهم طرفي حيث تيمما
تروع بأكناف الأفاهيد عيرها
نعاما، وحقبا بالفدافد صيما
ظعائن يشفين السقيم من الجوى
به، ويخبلن الصحيح المسلما
الأفداغ: بالغين المعجمة: ماء عليه نخل في جبل
قطن شرقي الحاجر.
الأفراحون: بالحاء المهملة: بليدة من نواحي مصر
قرب سخا، وكانت قديما تسمى الأمراحون بالميم.
الأفراع: موضع حول مكة في شعر الفضل اللهبي:
فالهاوتان فكبكب فجتاوب
فالبوص فالأفراع من أشقاب
إفراغة: بكسر الهمزة، والغين معجمة: مدينة
بالأندلس من أعمال ماردة كثيرة الزيتون، تملكها
الإفرنج في سنة 543 في أيام علي بن يوسف بن
تاشفين الملثم، وهي السنة التي مات فيها مهديهم،
وهو محمد بن تومرت.
الأفراق: بفتح الهمزة عند الأكثرين، وضبطه بعضهم
بكسرها، وقال: الأفراق موضع من أعمال المدينة.
أفران: بفتح الهمزة، وسكون الفاء، وراء،
وألف، ونون: قرية من قرى نخشب، ينسب
إليها أبو بكر محمد بن أحمد الأفراني الحامدي،
حدث عنه محمد بن أحمد بن أفريقون الأفراني
النسفي من كتاب ابن نقطة.
أفرخش: بفتح الهمزة، وسكون الفاء، وفتح الراء،
وسكون الخاء المعجمة، والشين معجمة: من قرى
بخارى، منها: أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل
ابن إسحاق بن إبراهيم الأفرخشي البخاري، كان
227

رئيس العلماء ومقدمهم ويعرف بالإسماعيلي، توفي
في شهر رمضان سنة 384.
أفر: بعد الهمزة المفتوحة فاء مضمومة، وراء مشددة،
قال نصر: هو بلد في سواد العراق قريب من
نهر جوبر.
أفرع: موضع قرب اليمامة لبني نمير، ويقال له
الأقرع، قال الراعي:
يسوقها ترعية ذو عباءة،
بما بين نقب فالحبيس فأفرعا
أفرنجة: أمة عظيمة لها بلاد واسعة وممالك كثيرة،
وهم نصارى، ينسبون إلى جد لهم واسمه أفرنجش،
وهم يقولون فرنك، وهي مجاورة لرومية، والروم
وهم في شمالي الأندلس نحو الشرق إلى رومية، ودار
ملكهم نوكبردة، وهي مدينة عظيمة، ولهم
نحو مائة وخمسين مدينة، وقد كان قبل ظهور
الاسلام أول بلادهم من جهة المسلمين جزيرة رودس،
قبالة الإسكندرية في وسط بحر الشام.
أفرندين: موضع بين الري ونيسابور.
إفريقية: بكسر الهمزة: وهو اسم لبلاد واسعة
ومملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية، وينتهي آخرها
إلى قبالة جزيرة الأندلس، والجزيرتان في شماليها،
فصقلية منحرفة إلى الشرق والأندلس منحرفة عنها إلى
جهة المغرب. وسميت إفريقية بإفريقيس بن أبرهة
ابن الرائش، وقال أبو المنذر هشام بن محمد: هو
إفريقيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب
ابن قحطان وهو الذي اختطها، وذكروا أنه لما
غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب كثير
الماء، فأمر أن تبنى هناك مدينة فبنيت وسماها
إفريقية، اشتق اسمها من اسمه ثم نقل إليها الناس
ثم نسبت تلك الولاية بأسرها إلى هذه المدينة، ثم
انصرف إلى اليمن، فقال بعض أصحابه:
سرنا إلى المغرب، في جحفل،
بكل قرم أريحي همام
نسري مع أفريقيس، ذاك الذي
ساد بعز الملك أولاد سام
نخوض، بالفرسان، في مأقط
يكثر فيه ضرب أيد وهام
فأضحت البربر في مقعص،
نحوسهم بالمشرفي الحسام
في موقف، يبقى لنا ذكره
ما غردت، في الأيك، ورق الحمام
وذكر أبو عبد الله القضاعي أن إفريقية سميت بفارق
ابن بيصر بن حام بن نوح، عليه السلام، وأن أخاه
مصر لما حاز لنفسه مصر حاز فارق إفريقية، وقد
ذكرت ذلك متسقا في أخبار مصر، قالوا: فلما
اختط المسلمون القيروان خربت إفريقية وبقي اسمها
على الصقع جميعه، وقال أبو الريحان البيروتي إن أهل
مصر يسمون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب بلاد
المغرب، ولذلك سميت بلاد إفريقية وما وراءها
بلاد المغرب يعني أنها فرقت بين مصر والمغرب
فسميت إفريقية لا أنها مسماة باسم عامرها، وحد
إفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة والإسكندرية
إلى بجاية، وقيل: إلى مليانة، فتكون مسافة
طولها نحو شهرين ونصف، وقال أبو عبيد البكري
الأندلسي: حد إفريقية طولها من برقة شرقا إلى طنجة
الخضراء غربا، وعرضها من البحر إلى الرمال التي في
أول بلاد السودان، وهي جبال ورمال عظيمة متصلة
228

من الشرق إلى الغرب، وفيه يصاد الفنك الجيد،
وحدت رواة السيران عمر بن الخطاب، رضي الله
عنه، كتب إلى عمرو بن العاص: لا تدخل إفريقية
فإنها مفرقة لأهلها غير متجمعة، ماؤها قاس ما
شربه أحد من العالمين إلا قست قلوبهم، فلما
افتتحت في أيام عثمان، رضي الله عنه، وشربوا ماءها
قست قلوبهم فرجعوا إلى خليفتهم عثمان فقتلوه. وأما
فتحها فذكر أحمد بن يحيى بن جابر أن عثمان بن عفان،
رضي الله عنه، ولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح
مصر وأمره بفتح إفريقية، وأمده عثمان بجيش فيه
معبد بن العباس بن عبد المطلب، ومروان بن
الحكم بن أبي العاص، وأخوه الحارث بن الحكم،
وعبيد الله بن عمر، و عبد الرحمن بن أبي بكر،
و عبد الله بن عمرو بن العاص، و عبد الله بن الزبير
ابن العوام، والمسور بن مخرمة بن نوفل بن
أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وعبد
الرحمن بن زيد بن الخطاب، و عبد الله وعاصم ابنا
عمر بن الخطاب، وبسر بن أبي أرطأة العامري،
وأبو ذؤيب الهذلي الشاعر، وذلك في سنة 29
وقيل: سنة 28، وقيل: 27، ففتحها عنوة وقتل
بطريقها، وكان يملك ما بين أطرابلس إلى طنجة،
وغنموا واستاقوا من السبي والمواشي ما قدروا عليه،
فصالحهم عظماء إفريقية على ثلاثمائة قنطار من الذهب
على أن يكف عنهم ويخرج من بلادهم، فقبل ذلك
منهم، وقيل: إنه صالحهم على ألف ألف وخمسمائة
ألف وعشرين ألف دينار، وهذا يدل على أن القنطار
الواحد ثمانية آلاف وأربعمائة دينار، ورجع ابن أبي
سرح إلى مصر ولم يول على إفريقية أحدا، فلما
قتل عثمان، رضي الله عنه، عزل علي، رضي الله عنه،
ابن أبي سرح عن مصر وولى محمد بن أبي حذيفة بن
عتبة بن ربيعة مصر، فلم يوجه إليها أحدا، فلما
ولي معاوية بن أبي سفيان، وولى معاوية بن حديج
السكوني مصر، بعث في سنة 50 عقبة بن نافع بن
عبد القيس بن لقيط الفهري، فغزاها وملكها المسلمون
فاستقروا بها، واختط مدينة القيروان، كما نذكره
في القيروان إن شاء الله تعالى، ولم تزل بعد ذلك في
أيدي المسلمين، فوليها بعد عقبة بن نافع زهير بن
قيس البلوي في سنة 69، فقتله الروم في أيام عبد
الملك فوليها حسان بن النعمان الغساني فعزل عنها،
ووليها موسى بن نصير في أيام الوليد بن عبد الملك،
ثم وليها محمد بن يزيد مولى قريش في أيام سليمان بن
عبد الملك سنة 99، ثم وليها إسماعيل بن عبد الملك،
ابن عبد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم من قبل
عمر بن عبد العزيز، ثم وليها يزيد بن أبي مسلم مولى
الحجاج من قبل يزيد بن عبد الملك، ثم عزله وولى
بشر بن صفوان في أول سنة 103، ثم وليها عبيدة بن
عبد الرحمن السلمي ابن أخي أبي الأعور السلمي،
فقدمها في سنة 110 من قبل هشام بن عبد الملك،
ثم عزله هشام وولى مكانه عبيد الله بن الحبحاب مولى
بني سلول، ثم عزله هشام في سنة 123 وولى كلثوم
ابن عياض القشيري فقتله البربر، فولى هشام حنظلة
ابن صفوان الكلبي في سنة 124، ثم قام عبد الرحمن
ابن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري
وأخرج حنظلة عن إفريقية عنوة ووليها، وأثر بها
آثارا حسنة، وغزا صقلية، وكان الامر قد انتهى إلى
مروان بن محمد فبعث إليه بعهده وأقره على أمره،
وزالت دولة بني أمية و عبد الرحمن أمير، وكتب
إلى السفاح بطاعته، فلما ولي المنصور خلع طاعته،
ثم قتله أخوه الياس بن حبيب غيلة في منزلة وقام
مقامه، ثم قتل الياس وولي حبيب بن عبد الرحمن
229

فقتل، ثم تغلب الخوارج حتى ولى المنصور محمد
ابن الأشعث الخزاعي فقدمها سنة 144، فجرت بينه
وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور،
فولى المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد
الله بن عباد بن محرث، وقيل: محارب بن سعد
ابن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن
تميم، فقدمها في جمادى الآخرة سنة 148، وجرت
له حروب قتل في آخرها في شعبان سنة 150، وبلغ
المنصور فولى مكانه عمرو بن حفص بن عثمان بن
قبيصة بن أبي صفرة أخا المهلب المعروف بهزار مرد،
فقدمها في صفر سنة 151، وكانت بينه وبين البربر
وقائع قاتل فيها حتى قتل في منتصف ذي الحجة سنة
154، فولاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن
المهلب فصلحت البلاد بقدومه، ولم يزل عليها حتى
مات المنصور والمهدي والهادي، ثم مات يزيد بن
حاتم بالقيروان سنة 170 في أيام الرشيد، واستخلف
ابنه داود بن يزيد بن حاتم، ثم ولى الرشيد روح بن
حاتم أخا يزيد، فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى
مات بالقيروان سنة 174، فولى الرشيد نصر بن
حبيب المهلبي، ثم عزله وولى الفضل بن روح بن
حاتم، فقدمها في المحرم سنة 177، فقتله الخوارج
سنة 178، فكانت عدة من ولي من آل المهلب
ستة نفر في ثمان وعشرين سنة، ثم ولى الرشيد
هرثمة بن أعين فقدمها في سنة 179، ثم استعفى
من ولايتها فأعفاه، وولى محمد بن مقاتل العكي
فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها، وولى إبراهيم
ابن الأغلب التميمي المقدم ذكره، فأقام بها إلى أن
مات في شوال سنة 196، وولي ابنه عبد الله بن
إبراهيم ومات بها ثم ولي أخوه زيادة الله بن إبراهيم في
سنة 201 في أول أيام المأمون، ومات في رجب سنة
223، ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن إبراهيم،
ثم مات سنة 226، فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى
أن مات في محرم سنة 242، فولي ابنه أبو القاسم
إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 249،
فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 250،
فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261،
فولي أخوه إبراهيم بن أحمد، وكان حسن السيرة
شهما، فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي
القعدة سنة 289، فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن
أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة، فولي ابنه أبو
نصر زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم، فدخل أبو عبد الله
الشيعي فهرب منه إلى مصر، وهو آخر هم، في سنة 296،
فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي
عشرة سنة، وولي منهم أحد عشر ملكا، ثم انتقلت الدولة
إلى بني عبيد الله العلوية، فوليها منهم المهدي والقائم
والمنصور والمعز حتى ملك مصر، وانتقل إليها في
سنة 362، واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407،
ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكين
ابن زيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن
مات في ذي الحجة سنة 373، ووليها ابنه المنصور
إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386، ووليها
ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406،
ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة
المصريين عن إفريقية، وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة
من بغداد، وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة،
وذلك في سنة 435، وقتل من كان بإفريقية من
شيعتهم فسلط اليازوري وزير المستنصر العرب على
إفريقية حتى خربوها، ومات المعز في سنة 453،
وقد ملك سبعا وأربعين سنة، ووليها ابنه تميم
ابن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501، ووليها
230

ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 509، ووليها ابنه
علي بن يحيى إلى أن مات سنة 515، ووليها ابنه
الحسن بن علي، وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية
من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن
ابن علي، وملك الإفرنج بلاد إفريقية، وذلك في
سنة 543، وانتقضت دولتهم، وقد ولي منهم
تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة، وملك
الإفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن
فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555، وولى
عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه، ورتب
معه الحسن بن علي بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين
ورجع إلى المغرب، وهي الآن بيد الولاة من قبل
ولده، فهذا كاف من إفريقية وأمرها. وقد خرج
منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم،
منهم: أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم
الإفريقي قاضيها، وهو أول مولود ولد في الاسلام
بإفريقية، سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر
ابن سوادة، روى عنه سفيان الثوري و عبد الله بن
لهيعة و عبد الله بن وهب وغيرهم، تكلموا فيه،
قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد، قال: كنت
أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة
فأدخلني يوما منزله فقدم إلى طعاما ومريقة من
حبوب ليس فيها لحم، ثم قدم إلي زبيبا، ثم قال:
يا جارية عندك حلواء؟ قالت: لا، قال: ولا التمر؟
قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ هذه الآية: عسى
ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف
تعملون، قال: فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إلي
فقدمت عليه فدخلت، والربيع قائم على رأسه،
فاستدناني وقال: يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت
تفد إلى بني أمية؟ قلت: أجل، قال: كيف رأيت
سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا
حتى وصلت إلينا؟ قال: فقلت يا أمير المؤمنين رأيت
أعمالا سيئة وظلما فاشيا، ووالله يا أمير المؤمنين
ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظلم إلا
ورأيته في سلطانك، وكنت ظننته لبعد البلاد
منك، فجعلت كلما دنوت كان الامر أعظم،
أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدمت
إلى طعاما ومريقة من حبوب لم يكن فيها لحم ثم
قدمت زبيبا، ثم قلت: يا جارية عندك حلواء؟
قالت: لا، قلت: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر،
فاستلقيت ثم تلوت: عسى ربكم أن يهلك عدوكم
ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون؟ فقد
والله أهلك عدوك واستخلفك في الأرض، ما تعمل؟
قال: فنكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إلي
وقال: كيف لي بالرجال؟ قلت: أليس عمر بن عبد
العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب
إليها ما ينفق فيها، فإن كان برا أتوه ببرهم
وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم؟ فأطرق طويلا،
فأومأ إلى الربيع أن أخرج، فخرجت وما
عدت إليه، وتوفي عبد الرحمن سنة 156، وينسب
إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء
أصحاب مالك، جالس مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى
إفريقية فأظهره فيها، وتوفي سنة 240، وقيل:
سنة 241.
أفسوس: بضم الهمزة، وسكون الفاء، والسينان
مهملتان، والواو ساكنة: بلد بثغور طرسوس،
يقال: إنه بلد أصحاب الكهف.
أفشنة: بفتح الهمزة، وسكون الفاء، والشين
معجمة مفتوحة، ونون، وهاء: من قرى
بخارى.
231

أفشوان: بفتح الهمزة، وسكون الفاء، وفتح
الشين، وواو، وألف، ونون: من قرى بخارى
على أربعة فراسخ منها، والمشهور بالنسبة إليها أبو
نصر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أسد بن كامل بن
خالد الأفشواني.
الأفشولية: بفتح الهمزة، وسكون الفاء، وضم
الشين، وسكون الواو، وكسر اللام، وياء مشددة:
قرية في غربي واسط، بينها وبين البلد نحو ثلاثة
فراسخ، ينسب إليها حبشي بن محمد بن شعيب
أبو الغنايم النحوي الضرير، متأخر، مات في ذي القعدة
سنة 565.
إفشيرقان: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وكسر
الشين، وياء ساكنة، وراء، وقاف، وألف،
ونون: قرية بينها وبين مرو خمسة فراسخ، منها:
أبو الفضل العباس بن عبد الرحيم الإفشيرقاني الفقيه
الشافعي، كان عالما بالأنساب والكتابة.
الأفقوسية: اسم مدينة جزيرة قبرس، وهو تعريب
أفقديون بالرومية، معناه خير موضع، خبرني بذلك
رجل عربي من أهل قبرس.
أفكان: قالوا: هو اسم مدينة كانت ليعلى بن محمد،
ذات أرحية وحمامات وقصور.
الأفلاج: جمع فلج بالتحريك، وقد ذكر في
موضعه من هذا الكتاب مبسوطا، وهو باليمامة، قال
امرؤ القيس:
بعيني ظعن الحي لما تحملوا
على جانب الأفلاج، من بطن تيمرا
أفلاطنس: حصن عظيم عال مشرف جدا من أعمال
جبل وهرا، وهو من أعمال حلب الغربية.
أفلوغونيا: بفتح الهمزة، وسكون الفاء، وضم
اللام، وسكون الواو، وغين معجمة، وواو أخرى
ساكنة، ونون، وياء، وألف: مدينة كبيرة
من بلاد الأرمن من نواحي إرمينية، ولا يعرف
أنها خرج منها فاضل قط، ولهذه المدينة رستاق
وقلاع حصينة، منها: قلعة يقال لها وريمان في وسط
البحر على سن جبل لا يرام، وهناك نهر يغور في
الأرض يقال له نهر نصيبين، والجذام يسرع في
أهلها لان أكثر أكلهم الكرنب والغدد. فيهم
طبع وفيهم خدمة للضيف وقرى وحسن طاعة
لرهبانهم، حتى إنهم إذا حضرت أحدهم الوفاة أحضر
القس ودفع إليه مالا واعترف له بذنب ذنب
مما عمله، فيستغفر له القس ويضمن له الصفح
والعفو عن ذنوبه، ويقال: إن القس يبسط
كساء فكلما ذكر له المريض ذنبا بسط القس
كفيه فإذا فرغ من إقراره بالذنب ضم إحدى
يديه إلى الأخرى كالقابض على الشئ ثم يطرحه في
التراب، فإذا فرغ من اقراره بذنوبه جمع القس
أطراف كسائه وخرج، أي أنني قد جمعت ذنوبك
في هذا الكساء، ويذهب فينفض الكساء في الصحراء،
وهذه سنة عجيبة غريبة.
إفليج: بكسر الهمزة، والجيم: موضع أحسبه باليمن.
أفليلاء: بفتح الهمزة، قال ابن بشكوال: قرية
من قرى الشام ينسب إليها أبو القاسم إبراهيم بن محمد
ابن زكرياء بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله
ابن خالد بن سعد بن أبي وقاص الوزير الأديب الفاضل
الأندلسي، شرح ديوان أبي الطيب المتنبي، مات في
ذي القعدة سنة 441، ومولده في شوال سنة 352.
أفوى: مقصور، مفتوح الأول، ساكن الثاني: قرية
من قرى كورة البهنسا من نواحي الصعيد بمصر.
232

الأفهار: كأنه جمع فهر من الحجارة: موضع في
قول طفيل بن علي الحنفي:
فمنعرج الأفهار قفر بسابس،
فبطن خوي ما بروضته شفر
أفيح: بضم الهمزة، وفتح الفاء، بلفظ التصغير،
عن الأصمعي، وغيره يقوله بفتح أوله وكسر ثانيه:
موضع بنجد، قال عروة بن الورد:
أقول له: يا مال أمك هابل،
متى حبست على الأفيح تعقل
بديمومة ما إن يكاد يرى بها،
من الظمأ، الكوم الجلال تبول
تنكر آيات البلاد لمالك،
وأيقن أن لا شئ فيها يقول
وقال ابن مقبل:
وقد جعلن أفيحا عن شمائلها،
بانت مناكبه عنها، ولم يبن
أفيعية: بالضم ثم الفتح، والعين مهملة: منهل لسليم
من أعمال المدينة في الطريق النجدي إلى مكة من
الكوفة:
أفيق: بلفظ التصغير: موضع في بلاد بني يربوع،
يقال: أفاق وأفيق، قال أبو دواد الإيادي:
ولقد أغتدي يدافع ركني
صنتع الخد، أيد القصرات
وأرانا بالجزع، جزع أفيق،
نتمشى كمشية الناقلات
أفيق: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وقاف:
قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة
المعروفة بعقبة أفيق، والعامة تقول فيق، تنزل من
هذه العقبة إلى الغور، وهو الأردن، وهي عقبة
طويلة نحو ميلين، قال حسان بن ثابت:
لمن الدار أقفرت بمعان،
بين أعلى اليرموك فالصمان،
فقفا جاسم، فدار خليد،
فأفيق، فجانبي ترفلان
وفي كتاب الشام عن سعيد بن هاشم بن مرثد عن
أبيه، قال: أخبرونا عن منخل المشجعي، قال:
رأيت في المنام قائلا يقول لي: إن أردت أن تدخل
الجنة فقل كما يقول مؤذن أفيق، قال: فسرت إلى
أفيق، فلما أذن المؤذن قمت إليه فسألته عما يقول إذا
أذن، فقال: أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا
يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير، أشهد بها
مع الشاهدين، وأحملها عن المجاهدين، وأعدها ليوم
الدين، وأشهد أن الرسول كما أرسل، والكتاب كما
أنزل، وأن القضاء كما قدر، وأن الساعة آتية لا
ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، عليها أحيا
وعليها أموت وعليها أبعث، إن شاء الله تعالى.
أفي: بالضم ثم الفتح، والياء مشددة: موضع في شعر
نصيب:
ونحن منعنا يوم أول نساءنا،
ويوم أفي، والأسنة ترعف
باب الهمزة والقاف وما يليهما
الأقاعص: جمع أقعص: موضع في شعر عدي بن
الرقاع العاملي:
233

هل عند منزلة، قد أقفرت خبر،
مجهولة، غيرتها بعدك الغير؟
بين الأقاعص والسكران، قد درست
منها المعارف، طرا، ما بها أثر
أقتد: بضم التاء فوقها نقطتان: موضع في بلاد فهم،
قال قيس بن العيزارة الهذلي:
لعمرك! أنسى لو عتي يوم أقتد،
وهل تتركن نفس الأسير الروائع؟
الأقحوانة: بالضم ثم السكون، وضم الحاء المهملة،
وواو، وألف، ونون، وهاء: موضع قرب مكة،
قال الأصمعي: هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن
هشام، والأقحوانة أيضا: موضع بين البصرة والنباج،
قال الأزهري: موضع معروف في بلاد بني تميم
وقد نزلت به، وقال نصر: الأقحوانة ماء ببلاد
بني يربوع، قال عميرة بن طارق اليربوعي:
وكلفت ما عندي، من الهم، ناقتي،
مخافة يوم أن ألام وأندما
فمرت بجنب الزور، ثمت أصبحت
وقد جاوزت، للأقحوانة، مخرما
والأقحوانة موضع بالأردن من أرض دمشق على
شاطئ بحيرة طبرية، حدث هشام بن الوليد عن أبيه،
قال: خرج قوم من مكة نحو الشام، وكنت فيهم،
فبينما نحن نسير في بلاد الأردن من أرض الشام إذ
رفع لنا قصر، فقال بعضنا لبعض: لو ملنا
إلى هذا القصر فأقمنا بفنائه حتى نستريح، ففعلنا،
فبينما نحن كذلك إذا انفتح باب القصر، وانفرج عن
امرأة مثل الغزال العطشان، فرمقها كل واحد منا
بعين وامق وقلب عاشق، فقالت: من أي القبائل
أنتم ومن أي البلاد؟ قلنا: نحن أضاميم من ههنا
وهناك، فقالت: أفيكم من أهل مكة أحد؟
قلنا: نعم، فأنشأت تقول:
من كان يسأل عنا: أين منزلنا؟
فالأقحوانة منا منزل قمن
وإن قصري هذا ما به وطني،
لكن بمكة أمسى الأهل والوطن
إذ نلبس العيش صفوا ما يكدره
قول الوشاة، وما ينبو به الزمن
من كان ذا شجن بالشام ينزله،
فبالأباطح أمسى الهم والحزن
ثم شهقت شهقة وخرت مغشيا عليها،
فخرجت عجوز من القصر فنضحت الماء على
وجهها وجعلت تقول:
في كل يوم لك مثل هذا مرات
تالله للموت خير لك من الحياة
فقلنا: أيتها العجوز ما قصتها؟ فقالت: كانت
لرجل من أهل مكة فباعها، فهي لا تزال تنزع إليه
حنينا وشوقا، قال القاضي الشريف أبو طاهر الحلبي
صاحب كتاب الحنين إلى الأوطان عند فراغه من
هذا الخبر: والأقحوانة ضيعة على شاطئ بحيرة
طبرية، وقمن أي دان قريب، وعندي أن الجارية
أرادت الأقحوانة التي بمكة، وقمن بفتح الميم أي
خليق، تعني أن ذلك المنزل جدير أن أكون فيه،
ولم أر في كتب اللغة القمن بمعنى القرب، إنما قال
الأزهري: القمن بكسر الميم القريب والقمن
السريع.
234

إقدام: بالكسر ثم السكون، بلفظ مصدر أقدم
إقداما، ويروى بفتح أوله بلفظ جمع قدم:
وهو جبل في قول امرئ القيس:
لمن الديار عرفتها بسحام،
فعمايتين، فهضب ذي إقدام
الا قدحان: بلفظ التثنية: موضع في قول ذي
الرمة:
وآدم لباس، إذا وضح الضحى،
لأفنان أرطى الأقدحين المهدل
ويروى: إذا وقد.
أقر: بفتح أوله، وضم ثانيه، وتشديد الراء: موضع
أو جبل بعرفة.
أقر: بضم الهمزة والقاف، وراء: اسم واد لبني
مرة، عن أبي عبيدة، وأنشد للنابغة:
لقد نهيت بني ذبيان عن أقر،
وعن تربعهم في كل أصفار
وفي كتاب العزيزي تأليف أبي الحسن المهلبي: بين
الأخاديد وبين أقر ثلاثون ميلا، وهي بين البصرة
والكوفة بالبادية، وبينها وبين سلمان عشرون
فرسخا، وقال ابن السكيت: أقر جبل، وذو
أقر: واد لبني مرة إلى جنب أقر، وهو واد
نجل أي واسع مملوء حمضا كان النعمان بن
الحارث الأصغر الغساني قد حماه فاحتماه الناس،
فتربعته بنو ذبيان فنهاهم النابغة عن ذلك
وحذرهم غارة الملك النعمان، فعيروه خوفه من
النعمان وأبوا وتربعوه، فبعث النعمان بن الحارث
إليهم جيشا وعليه ابن الجلاح الكلبي، فأغار عليهم
بذي أقر فقتل وسبى ستين أسيرا وأهداهم إلى قيصر
الروم، فقال النابغة عند ذلك:
إني نهيت بني ذبيان عن أقر،
وعن تربعهم من بعد أصفار
وقلت: يا قوم إن الليث منقبض
على براثنه، لعدوة الضاري
وقال نصر: أقر: ماء في ديار غطفان قريب من أرض
الشربة، وقيل: جبل، وقيل: هو من عدنة،
وقيل جبال أعلاها لبني مرة بن كعب وأسفلها
لفزارة، وقال أبو نصر: أقر: جبل، وأنشد لابن
مقبل:
منا خناذيذ، فرسان وألوية،
وكل سائمة من سارح عكر
وثروة من رجال، لو رأيتهم
لقلت: إحدى حراج الجر من أقر
أقر: بضم الهمزة، وسكون القاف، وراء: اسم
ماء في ديار غطفان قريب من أرض الشربة،
قاله أبو منصور، وأنشد:
توزعنا فقير مياه أقر،
لكل بني أب منا فقير
فحصة بعضنا خمس وست،
وحصة بعضنا منهن بير
قال المخبل بن شر حبيل بن جمل البكري في
بني زهيرة، وقد منعوا سعد بن مسعود المازني من
التعدي في صدقات بكر، وكان يليها:
فدى لبني زهيرة يوم أقر،
وقد خذلوا بها، أهلي ومالي
فهم منعوا مظالم آل بكر
وقد وردوا لها قبل السؤال
235

الأقرع: جبل بين مكة والمدينة وبالقرب منه جبل
يقال له الأشعر، وقرأت بخط أبي عامر العبدري:
وأقبل أبو وعبيدة حتى أتى وادي القرى ثم أخذ عليهم
الأقرع والجنينة وتبوك وسروع ودخل
الشام.
أقرن: بضم الراء: موضع في قول امرئ القيس:
لما سما من بين أقرن فال‍
أحيال قلت له: فدى أهلي
أقريطش: بفتح الهمزة وتكسر، والقاف ساكنة،
والراء مكسورة، وياء ساكنة، وطاء مكسورة،
وشين معجمة: اسم جزيرة في بحر المغرب يقابلها من
بر إفريقية لوبيا، وهي جزيرة كبيرة فيها مدن
وقرى، وينسب إليها جماعة من العلماء، قال أحمد
ابن يحيى بن جابر: غزا جنادة بن أبي أمية الأزدي
بعد فتحه جزيرة أرواد في سنة 54 في أيام معاوية،
ثم غزا أقريطش، فلما كان في أيام الوليد فتح
بعضها ثم أغلق، وغزاها حميد بن معيوف
الهمداني في خلافة الرشيد ففتح بعضها، ثم غزاها، في
خلافة المأمون، أبو حفص عمر بن عيسى الأندلسي
المعروف بالأقريطشي فافتتح منها حصنا واحدا ونزله،
ثم لم يزل يفتح شيئا بعد شئ حتى لم يبق فيها من
الروم أحدا وخرب حصونهم، وذلك في سنة 210
في أيام المأمون، وقال غير البلاذري: فتحت
أقريطش في أول أيام المأمون، وقيل: فتحت بعد
250 على يد عمرو بن شعيب المعروف بابن الغليظ،
وكان من أهل قرية بطروح من عمل فحص
البلوط من الأندلس، وتوارثها عقبه سنين كثيرة،
وقال ابن يونس: كان أول من افتتحها شعيب
ابن عمر بن عيسى، وكان سمع يونس بن عبد الأعلى
وغير بمصر، ثم ندب لفتحها فسار إليها حتى افتتحها،
وكانت من أعظم بلاد المسلمين نكاية على الروم،
إلى أن أناخ عليها نقفور بن الفقاس الدمستق في
خلافة المطيع، وتملك أرمانوس بن قسطنطين في آخر
جمادى الأولى سنة 349، في اثنين وسبعين ألفا،
منهم خمسة آلاف فارس، ولم يزل محاصرا لها
حتى فتحها عنوة بالحرب والجوع في نصف المحرم
سنة 350، فقتل ونهب وسبى وأخذ صاحبها عبد
العزيز بن شعيب من ولد أبي حفص عمر بن عيسى
الأندلسي وأمواله وبني عمه، وحمل ذلك كله إلى
القسطنطينية، وقيل: إنه حمل إلى القسطنطينية من
أموالها وسبي أهلها نحوا من ثلاثمائة مركب، وهدموا
حجارة المدينة وألقوها في الميناء الذي دخلت مراكبهم
فيه لئلا يدخل فيه بعدهم عدو، وهي إلى الآن بيد
الإفرنج. ونسب إليها بعض الرواة منهم: محمد
ابن عيسى أبو بكر الأقريطثي، حدث بدمشق عن
محمد بن القاسم المالكي، روى عنه عبد الله بن محمد
النسائي المؤدب، قاله أبو القاسم.
أقساس: قرية بالكوفة أو كورة يقال لها: أقساس
مالك، منسوبة إلى مالك بن عبد هند بن نجم،
بالجيم بوزن زفر، ابن منعة بن برجان بن الدوس
ابن الديل بن أمية بن حذاقة بن زهر بن إياد بن
نزار، والقس في اللغة تتبع الشئ وطلبه، وجمعه
أقساس، فيجوز أن يكون مالك تطلب هذا
الموضع وتتبع عمارته فسمي بذلك، وينسب إلى
هذا الموضع أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد
ابن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الأقساسي، توفي سنة
نيف وسبعين وأربعمائة بالكوفة، وجماعة من العلويين
ينسبون كذلك إليها.
236

الأقصر: كأنه جمع قصر، جمع قلة: اسم مدينة
على شاطئ شرقي النيل بالصعيد الأعلى فوق قوص،
وهي أزلية قديمة ذات قصور، ولذلك سميت
الأقصر، ويضاف إليها كورة.
الأقطانتين: بلفظ التثنية، ولم نسمعه مرفوعا:
موضع كان فيه يوم من أيام العرب.
الأقعس: الأقعس المرتفع، ومنه عزة قعساء:
جبل في ديار ربيعة بن عقيل يقال له: ذو الهضبات،
وقال الحفصي: الأقعس نخل وأرض لبني الأحنف
باليمامة.
الأقفاص: كذا يتلفظ به العوام وينسبون إليه
الأقفاصي، وصوابه أقفهص: اسم بلد بمصر بالصعيد
من كورة البهنسا فيما أحسب.
أقفهس: هو الذي قبله بعينه.
الأقلام: بلفظ جمع قلم الذي يكتب به. قال
ابن حوقل: في إفريقية: جرماية وثاوران والحجا،
على نحر البحر، ودونها في البر مشرقا: الأقلام ثم
البصرة ثم كرت. وقال ابن رشيق في الأنموذج:
محمد بن سلطان الأقلامي من جبل ببادية فاس يعرف
بالأقلام، وهو إلى مدينة سبتة أقرب. وتأدب
بالأندلس، وهو شاعر مجود مضبوط الكلام.
أقلوش: بضم الهمزة، وآخره شين معجمة، قال
السلفي: موضع من عمل غرناطة بالأندلس، منه:
أحمد بن القاسم بن عيسى الأقلوشي أبو العباس
المقري، رحل إلى المشرق وحدث عن عبد الوهاب
ابن الحسن الكلابي الدمشقي، روى عنه محمد بن
عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني ووصفه بالصلاح.
إقليبية: بكسر الهمزة، وسكون القاف، وكسر
اللام، وياء ساكنة، وباء مكسورة، وياء خفيفة:
هو حصن منيع بإفريقية قرب قرطاجنة مطل على
البحر، قالوا: لما أرادوا بناءه نقبوا في الجبل
وجعلوا يقلبون حجارته في البحر من أعلى الجبل
فسمي إقليبية، وأثبته ابن القطاع بألف ممدودة فقال:
إقليبياء: بلد بإفريقية.
إقليد: بكسر الهمزة، وسكون القاف: اسم بلد
بفارس من كورة إصطخر، ولها ولاية ومزارع
تنسب إليها.
أقليش: بضم الهمزة، وسكون القاف، وكسر
اللام، وياء ساكنة وشين معجمة: مدينة بالأندلس
من أعمال شنت برية وهي اليوم للإفرنج، وقال
الحميدي: أقليش بليدة من أعمال طليطلة، ينسب
إليها أبو العباس أحمد بن القاسم المقري الأقليشي،
وأبو العباس أحمد بن معروف بن عيسى بن وكيل
التجيبي الأقليشي الأندلسي، قال أحمد بن سلفة
في معجم السفر: كان من أهل المعرفة باللغات والانحاء
والعلوم الشرعية، ومن جملة أسانيده أبو محمد بن
السيد البطليوسي، وأبو الحسن بن سبيطة الداني،
وأبو محمد القلني، وله شعر، وكان قد قدم علينا
الإسكندرية سنة 546 وقرأ علي كثيرا، وتوجه إلى
الحجاز، وبلغنا أنه توفي بمكة، و عبد الله بن يحيى
التجيبي الأقليشي أبو محمد يعرف بابن الوحشي أخذ
بطليطلة من المقامي المقري القراءة وسمع بها الحديث،
وله كتاب حسن في شرح الشهاب، واختصر كتاب
مشكل القرآن لابن فورك وغير ذلك، وتولى أحكام
بلده في آخر عمره، وتوفي سنة 502.
إقليم: بلفظ واحد الأقاليم: موضع بمصر، وإقليم
القصب بالأندلس، نسب إليه بعضهم، والإقليم:
ناحية بدمشق، منها: ظبيان بن خلف بن نجيم،
237

ويقال لجيم، ابن عبد الوهاب المالكي الفقيه الإقليمي
المتكلم من أهل الاقليم، سكن دمشق وسمع عبد
العزيز الكناني وأبا الحسن بن مكي، سمع منه
عمر بن أبي الحسن الدهستاني وغيث بن علي وأبو
محمد بن السمرقندي، وتوفي سنة 494.
إقليمية: مدينة كانت في بلاد الروم.
أقميناس: قرية كبيرة من أعمال حلب في جبل
السماق، أهلها إسماعيلية، ولها ذكر.
إقنا: بكسر الهمزة، وتسكين القاف، ونون: بلد
بالصعيد، بينها وبين قفط يوم واحد، يضاف إليها
كورة، وأهلها يسمونها: قنا، بغير ألف.
أقناب دثر: بعد القاف نون، وألف، وباء موحدة،
ودال مفتوحة، وثاء مثلثة ساكنة، وراء: حصن
باليمن في جبل قلحاح.
قور: بضم القاف، وسكون الواو، والراء: اسم
كورة بالجزيرة، أو هي الجزيرة التي بين الموصل
والفرات بأسرها.
الأقياع: بضم الهمزة، وفتح القاف، وياء مشددة:
موضع بالمضجع، عن الخارزنجي.
الأقير: بضم الهمزة، وفتح القاف، وياء ساكنة،
وراء: ذات الأقير: جبل بنعمان.
الأقيصر: تصغير أقصر: اسم صنم، قال أبو المنذر:
كان لقضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان صنم
في مشارف الشام يقال له: الأقيصر، وله يقول
زهير بن أبي سلمى:
حلفت بأنصاب الأقيصر جاهدا،
وما سحقت فيه المقاديم والقمل
وله يقول ربيع بن ضبيع الفزاري:
فإنني، والذي نعم الأنام له،
حول الأقيصر تسبيح وتهليل
وله يقول الشنفري الأزدي حليف فهم:
وإن امرأ قد جار عمرا ورهطه
علي، وأثواب الأقيصر تعنف
قال هشام: حدثني رجل يكنى ابا بشر يقال له عامر
ابن شبل من جرم، قال: كان لقضاعة ولخم
وجذام وأهل الشام صنم يقال له: الأقيصر، وكانوا
يحجون إليه ويحلقون رؤوسهم عنده، فكان كلما
حلق رجل منهم رأسه ألقى مع كل شعرة قرة من
دقيق، وهي قبضة، قال: وكانت هوازن تنتابهم في
ذلك الا بان، فإن أدركه الهوازني قبل أن يلقي
القرة على الشعر قال أعطنيه يعني الدقيق، فإني من
هوازن ضارع، وإن فاته أخذ ذلك الشعر بما فيه من
القمل والدقيق فخبزه وأكله، قال: فاختصمت جرم
وبنو جعدة في ماء لهم إلى النبي، صلى الله عليه وسلم،
يقال له: العقيق، فقضى به رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، لجرم، فقال معاوية بن عبد العزى بن ذراع
الجرمي:
وإني أخو جرم، كما قد علمتم،
إذا جمعت عند النبي المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه،
فإني بما قال النبي لقانع
ألم تر جرما أنجدت، وأبوكم
مع القمل في حفر الأقيصر شارع؟!
إذا قرة جاءت يقول: أصب بها
سوى القمل، إني من هوازن ضارع
فما أنتم من هؤلا الناس كلهم؟
بلى ذنب أنتم علينا وكارع!
238

فإنكما كالخنصرين أخستا،
وفاتتهما في طولهن الأصابع
الأقيلبة: بضم الهمزة، وفتح القاف، وياء ساكنة،
وكسر اللام، وباء موحدة: مياه في طرف سلمى،
أحد جبلي طئ، وهي من الجبلين على شوط
فرس، وهي لبني سنبس، وقيل: هي معدودة
في مياه أجإ، وفي كتاب الفتوح: ولما نزل سعد
بالقادسية أنزل بكر بن وائل القلب، وهي تدعى
الأقيلبة، فاحتفروا بها القلب بين العذيب وبين
مطلع الشمس.
باب الهمزة والكاف وما يليهما
الأكاحل: جمع كحل: موضع في بلاد مزينة،
قال معن بن أرس المزني:
أعاذل من يحتل فيفا وفيحة
وثورا، ومن يحمي الأكاحل بعدنا!
الأكادر: بوزن الذي قبله: جبل، وقال نصر:
الأكادر بلد من بلاد فزارة، قال الشاعر:
ولو ملأت، أعفاجها من رثية،
بنو هاجر، مالت بهضب الأكادر
إكام: بكسر الهمزة: موضع بالشام في قول امرئ
القيس يصف سحابا:
قعدت له وصحبتي، بين حامر
وبين إكام، بعد ما متأمل
الاكام: هكذا وجدته بخط بعض الفضلاء، ولا أدري
أأراد جبل اللكام أم غيره؟ إلا أنه قال: جبل
ثغور المصيصة، واللكام متصل به، ولا شك في أنهما
جبل واحد لان الجبال في موضع قد تسمى باسم
وتسمى في موضع آخر باسم آخر، وإن كان الجميع
جبلا واحدا، قال أحمد بن الطيب، ويكون
امتداد جبل الاكام نحو ثلاثين فرسخا وعرضه ثلاثة
فراسخ، وفيه حصون ورستاق واسع.
أكباد: قال الأزدي في قول ابن مقبل:
أمست بأذرع أكباد، فحم لها
ركب بلينة، أو ركب بساوينا
قال: أكباد الأرض، وأذرعها نواحيها.
أكبرة: بالفتح، وكسر الباء: من أودية سلمى،
الجبل المعروف لطئ، به نخل وآبار مطوية،
يسكنها بنو حداد وهم حداد بن نصر بن سعد
ابن نبهان.
أكتال: بالتاء فوقها نقطتان: موضع في قول وعلة
الجرمي:
كأن الخيل، بالأكتال هجرا
وبالخفين، رجل من جراد
تكر عليهم وتعود فيهم
فسادا، بل أجل من الفساد
عليها كل أروع من نمير،
أغر كغرة الفرس الجواد
كهيج الريح، إذ بعثت عقيما
مدمرة على إرم وعاد
أكدر: أفعل من الكدر: يوم أكدر من أيام
العرب: ولعله موضع.
اكرسيف: مدينة صغيرة بالمغرب بينها وبين فاس
خمسة أيام، لها سوق في كل يوم خميس يجتمع له
من حولها من القرى، وكذلك بينها وبين
تلمسان أيضا خمسة أيام.
239

أكسال: السين مهملة: قرية من قرى الأردن،
بينها وبين طبرية خمسة فراسخ من جهة الرملة ونهر أبي
فطرس، لها ذكر في بعض الاخبار، كانت بها وقعة
مشهورة بين أصحاب سيف الدولة بن حمدان وكافور
الإخشيدي فقتل أصحاب سيف الدولة كل مقتلة.
أكسنتلا: مدينة في جنوبي إفريقية، قال أبو الحسن
المهلبي: أكسنتلا مدينة عظيمة جليلة، وهي مملكة
لرجل من هوارة من البربر يقال له سهل بن
الفهري، مسلم وله سلطان عظيم على أمم من البربر
في بلاد لا تحصى كثرة، وتطيعه أحسن طاعة، قال:
وسمعت غير محصل يذكر أنه إذا أراد الغز وركب
في ألف ألف راكب فرس نجيب وجمل، قال:
وباكسنتلا أسواق ومجامع، وبظاهرها عمارة فيها
جميع الفواكه من الكروم وشجر التين، والأغلب
على ذلك النخل، وبها منبر ومسجد للجماعة وقوم
يقرأون القرآن، وزروعهم على المطر، قال: ومن
اكسنتلا طريقان، فطريق الشمال في حد المشرق،
وسمته إلى بلاد الكنز لآتيين من السودان، مسيرة
خمسة أيام.
أكشوثاء: الشين معجمة، والثاء مثلثة: حصن أظنه
بأرمينية، قال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري:
كل حصن، من ذي الكلاع وأكشوثاء،
أطلعت فيه يوما عصيبا
أكشونية: بفتح الهمزة، وسكون الكاف، وضم
الشين المعجمة، وسكون الواو، وكسر النون،
وياء خفيفة، مدينة بالأندلس يتصل عملها بعمل أشبونة،
وهي غربي قرطبة: وهي مدينة كثيرة الخيرات
برية بحرية، قد يلقي بحرها على ساحلها العنبر الفائق
الذي لا يقصر عن الهندي.
أكلب: من جبال بني عامر كأنه جمع كلب،
وقد أنشد الأصمعي:
صرمت، ولم تصرم لبانة عن قلى،
ولكنما قاس الصحابة قائس
من البيض، تضحي والخلوق يجيبها
جديدا، ولم يلبس بها النجس لابس
كأن خراطيم الحصير وأكلب
فوارس، نحت خيلها بفوارس 1
وقوله: ولكنما قاس الصحابة قائس، أي بقضاء وقدر
كان صبحها، فلا قدرة. على الزيادة والنقص،
والنجس والقذر واحد.، ولا بس: خالط،
ونحت أي قصدت، شبه أطراف الجبال بفوارس
قصد بعضها بعضا.
أكل: من قرى ماردين، ينسب إليها أبو بكر ابن
قاضي أكل، شاعر عصري مدح الملك المنصور
صاحب حماة بقصيدة أولها:
ما بال سلمى بخلت بالسلام،
ما ضرها لو حيت المستهام
الإكليل: اسم موضع في قول عدي بن نوفل، وقيل
إنه للنعمان بن بشير:
إذا ما أم عبد الا
ه لم تحلل بواديه
ولم تشفي سقيما
هيج الحزن دواعيه
غزال راعه القنا
ص، تحميه صياصيه
عرفت الربع بالإكليل، عفته سوافيه

(1) في هذا البيت إقواء.
240

بجو ناعم الحوذان،
ملتف روابيه
وما ذكري حبيبا لي،
قليلا ما أواتيه
أكمان: بالضم: من مياه نجد، عن نصر.
أكمة: بالتحريك: موضع يقال له أكمة
العشرق، بعد الحاجر بميلين، كان عندها البريد
السادس والثلاثون لحاج بغداد، وقال نصر: أكمة
من هضاب أجإ عند ذي الجليل، ويقال:
الجليل، وهو واد.
أكمة: بالضم ثم السكون: اسم قرية باليمامة بها
منبر وسوق لجعدة، وقشير تنزل أعلاها، وقال
السكوني: أكمة من قرى فلج باليمامة لبني
جعدة، كبيرة كثيرة النخل، وفيها يقول الهزاني،
وقيل القحيف العقيلي:
سلوا الفلج العادي عنا وعنكم
وأكمة، إذ سالت مدافعها دما
وقال مصعب بن الطفيل القشيري في زوجته العالية،
وكان قد طلقها:
أما تنسيك عالية الليالي،
وإن بعدت، ولا ما تستفيد
إذا ما أهل أكمة ذدت عنهم
قلوصي، ذادهم ما لا أذود
قواف كالجهام مشر دات،
تطالع أهل أكمة من بعيد 1
وقال أيضا يخاطب صاحبا له جعديا ومنزله بأكمة،
وكان منزل العالية بأكمة أيضا:
كأني، لجعدي إذا كان أهله
بأكمة، من دون الرفاق خليل
فإن التفاتي نحو أكمة، كلما
غدا الشرق في أعلامها، لطويل
الأكناف: لما ظهر طليحة المتنبي ونزل بسميراء،
أرسل إليه مهلهل بن زيد الخيل الطائي: إن معي
حدا لغوث فإن دهمهم أمر فنحن بالأكناف
بجبال فيد، وهي أكناف سلمي، قال أبو عبيدة:
الأكناف جبلا طئ: سلمى وأجأ والفرادخ.
الأكواخ: ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال
دمشق، ينسب إليها بعض الرواة، قال الحافظ
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن الحسين بن محمد أبو
أحمد الطبراني الزاهد ساكن أكواخ بانياس، حدث
عن أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي
وجمح بن القاسم، وذكر جماعة وافرة، روى عنه
تمام بن محمد الرازي ووثقه، و عبد الوهاب الميداني،
وهما من أقرانه، وذكر جماعة أخرى ولم يذكر
وفاته.
الأكوار: دارة الأكوار: ذكرت في الدارات.
الأكوام: قال الأصمعي: قال العامري: الأكوام
جمع كوم، وهي جبال لغطفان ثم لفزارة،
مشرفة على بطن الجريب، وهي سبعة أكوام، قال:
ولا تسمى الجبال كلها الأكوام، قال الراجز:
لو كان فيها الكوم أخرجنا الكوم،
بالعجلات والمشاء والفوم،
حتى صفا الشرب لأوراد حوم
وقال غيره: يسار عوارة، فيما بين المطلع:
الأكوام التي يقال لها أكوام العاقر، وهن أجبال،

(1) في البيت إقواء.
241

وأسماؤها: كوم حباباء والعاقر والصمعل وكوم
ذي ملحة، قال: وسئلت امرأة من العرب أن
تعد عشرة أجبال لا تتعتع فيها، فقالت: أبان
وأبان والقطن والظهران وسبعة أكوام وطمية
الاعلام وعليمتا رمان.
أكهى: جبل لمزينة يقال له: صخرة أكهى.
أكيم: بفتح أوله، وكسر ثانية: اسم جبل في شعر
طرفة، وتطلبته فيه فلم أجده.
أكيراح: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وراء،
وألف، وحاء مهملة، وقد صحفه أبو منصور
الأزهري فقال: بالخاء المعجمة، وهو غلط، وهي
في الأصل القباب الصغار، قال الخالدي: الأكيراح
رستاق نزه بأرض الكوفة، والاكيراح أيضا:
بيوت صغار تسكنها الرهبان الذين لا قلالي لهم،
يقال لواحدها كرح، بالقرب منها ديران، يقال
لأحدهما دير مر عبدا وللآخر دير حنة، وهو موضع
بظاهر الكوفة كثير البساتين والرياض، وفيه يقول
أبو نواس:
يا دير حنة من ذات الأكيراح!
من يصح عنك، فإني لست بالصاحي
يعتاده كل محفو مفارقه،
من الدهان، عليه سحق أمساح،
في فتية لم يدع منهم تخوفهم
وقوع ما حذروه غير أشباح
لا يدلفون إلى ماء بباطية،
إلا اغترافا من الغدران بالراح
وقرأت بخط أبي سعيد السكري: حدثني أبو جعفر
أحمد بن أبي الهيثم البجلي، قال: رأيت الأكيراح
وهو على سبعة فراسخ من الحيرة مما يلي مغرب الشمس
من الحيرة، وفيه ديارات فيها عيون وآبار محفورة
يدخلها الماء، وقد وهم فيه الأزهري فسماه
الأكيراخ، بالخاء المعجمة، وفيه قال بكر بن خارجة:
دع البساتين من آس وتفاح،
واقصد إلى الشيح من ذات الأكيراح
إلى الدساكر فالدير المقابلها،
لدى الأكيراح، أو دير ابن وضاح
منازل لم أزل حينا ألازمها
لزوم غاد، إلى اللذات، رواح
باب الهمزة واللام وما يليهما
ألاب: بالباء الموحدة، بوزن شراب، شعبة واسعة
في ديار مزينة قرب المدينة.
ألاآت بوزن فعالات وبلفظ علامات: ذكره في الشعر،
عن نصر.
ألات: بالتاء فوقها نقطتان، ألات الحب: عين بإضم
من ناحية المدينة، وألات ذي العرجاء، والعرجاء:
أكمة، وألاتها: قطع من الأرض حولها، قال أبو
ذؤيب:
فكأنها، بالجزع بين نبايع
وألات ذي العرجاء، نهب مجمع
ألاق: بالضم، وآخره قاف: جبل بالتيه من أرض
مصر من ناحية الهامة.
ألال: بفتح الهمزة واللام، وألف، ولام أخرى،
بوزن حمام: اسم جبل بعرفات، قال ابن دريد:
جبل رمل بعرفات عليه يقوم الامام، وقيل: جبل
242

عن يمين الامام، وقيل: ألال جبل عرفة نفسه،
قال النابغة:
حلفت، فلم أترك لنفسك ريبة،
وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع؟!
بمصطحبات من لصاف وثبرة،
يزرن ألالا، سيرهن التدافع
وقد روي إلال بوزن بلال، قال الزبير بن بكار:
إلال هو البيت الحرام، والأول أصح، وأما
اشتقاقه فقيل إنه سمي ألالا لان الحجيج إذا رأوه
ألوا أي اجتهدوا ليدركوا الموقف، وأنشدوا:
مهر أبي الحثحاث لا تسألي،
بارك فيك الله من ذي آل
وقيل: الال جمع الآلة وهي الحربة، وتجمع
على إلال مثل جفنة وجفان، وهذا الموضع اراده
الرضي الموسوي بقوله:
فأقسم بالوقوف على إلال،
ومن شهد الجمار ومن رماها
وأركان العتيق ومن بناها،
وزمزم والمقام ومن سقاها
لانت النفس خالصة، وإن لم
تكونيها، فأنت إذا مناها
ألال: بوزن أحمر ولفظ علعل: بلد بالجزيرة.
الآلة: بوزن علالة: موضع في قول الشاعر:
لو كانت بالطبسين أو بألالة
قال نصر: الألالة بوزن حثالة: موضع بالشام.
الألاهة: حدث المفضل بن سلمة قال: كان أفنون،
واسمه صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن عمرو بن
تغلب، سأل كاهنا عن موته، فأخبره أنه يموت بمكان
يقال له الألاهة، وكان أفنون قد سار في رهط إلى
الشام فأتوها ثم انصرفوا، فضلوا الطريق فاستقبلهم
رجل فسألوه عن طريقهم فقال: خذوا كذا
وكذا فإذا عنت لكم الألاهة، وهي قارة بالسماوة،
وضح لكم الطريق، فلما سمع أفنون ذكر الألاهة
تطير وقال لأصحابه: إني ميت! قالوا: ما عليك
بأس، قال: لست بارحا، فنهش حماره ونهق
فسقط، فقال: إني ميت! قالوا: ما عليك بأس،
قال: ولم ركض الحمار؟
فأرسلها مثلا، ثم قال
يرثي نفسه وهو يجود بها:
ألا لست في شئ فروحا معاويا،
ولا المشفقات إذ تبعن الحوازيا
فلا خير فيما يكذب المرء نفسه
وتقواله للشئ: يا ليت ذا ليا!
لعمرك ما يدري امرؤ كيف يتقي،
إذا هو لم يجعل له الله واقيا
كفى حزنا أن يرحل الركب غدوة،
وأصبح في عليا الألاهة ثاويا
وقال عدي بن الرقاع العاملي:
كلما ردنا شطا عن هواها،
شطنت ذات ميعة حقباء
بغراب إلى الألاهة، حتى
تبعت أمهاتها الاطلاء
ألبان: بالفتح ثم السكون، كأنه جمع لبن مثل
جمل وأجمال في شعر أبي قلابة الهذلي:
يا دار أعرفها وحشا منازلها،
بين القوائم من رهط فألبان
243

ورواه بعضهم: أليان، بالياء آخر الحروف، قال
السكري: القوائم: جبال منتصبة، وحش: ليس بها
أحد، ورهط: موضع.
ألبان: بالتحريك بوزن رمضان: اسم بلد على
مرحلتين من غزنين، بينها وبين كابل، وأهلة من
فل الأزارقة الذين شردهم المهلب، وهم إلى الآن
على مذهب اسلافهم إلا أنهم مذعنون للسلطان،
وفيهم تجار ومياسير وعلماء وأدباء يخالطون ملوك
الهند والسند الذين يقربون منهم، ولكل واحد من
رؤسائهم اسم بالعربية واسم بالهندية، عن نصر.
إلبيرة: الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل،
فهو بوزن إخريطة، وإن شئت بوزن كبريتة،
وبعضهم يقول يلبيرة، وربما قالوا لبيرة، وهي
كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة بأراضي
كورة قبرة، بين القبلة والشرق من قرطبة، بينها
وبين قرطبة تسعون ميلا، وأرضها كثيرة الأنهار
والأشجار، وفيها عدة مدن، منها: قسطيلية
وغرناطة وغيرهما، تذكر في مواضعها، وفي أرضها
معادن ذهب وفضة وحديد ونحاس، ومعدن حجر
التوتيا في حصن منها يقال له: شلوبينية. وفي جميع
نواحيها يعمل الكتان والحرير الفائق، وينسب إليها
كثير من أهل العلم في كل فن، منهم: أسد بن عبد
الرحمن الإلبيري الأندلسي، ولي قضاء إلبيرة، روى
عن الأوزاعي، وكان حيا بعد سنة خمسمائة، قال
أبو الوليد: ومنها إبراهيم بن خالد أبو إسحاق من أهل
إلبيرة، سمع من يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان،
ورحل فسمع من سحنون، وهو أحد السبعة الذين
سمعوا بإلبيرة في وقت واحد من رواة سحنون،
وهم: إبراهيم بن شعيب وأحمد بن سليمان بن أبي
الربيع وسليمان بن نصر وإبراهيم بن خالد وإبراهيم بن
خلاد وعمر بن موسى الكناني وسعيد بن النمر الغافقي،
وتوفي إبراهيم بن خلاد سنة 270، وتوفي أحمد بن سليمان
بإلبيرة سنة 287، ومنها أيضا: أحمد بن عمر بن
منصور أبو جعفر، إمام حافظ، سمع محمد بن سحنون
والربيع بن سليمان الجيزي و عبد الرحمن بن الحكم
وغير هم، مات سنة 312، ومنها: عبد الملك بن
حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن
مرداس السلمي، يكنى أبا مروان، وكان بإلبيرة
وسكن قرطبة، ويقال إنه من موالي سليم، روى
عن صعصعة بن سلام والغار بن قيس وزياد بن عبد
الرحمن، ورحل وسمع من أبي الماجشون ومطرف
ابن عبد الله وإبراهيم بن المنذر المغامي وأصبغ بن
الفرج وسدر بن موسى وجماعة سواهم، وانصرف إلى
الأندلس، وقد جمع علما عظيما. وكان يشاور مع
يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان، وله مؤلفات في
الفقه والجوامع، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب
غريب الحديث، وكتاب تفسير الموطأ؟، وكتاب
حروب الاسلام، وكتاب المسجدين، وكتاب سيرة
الامام، في مجلدين، وكتاب طبقات الفقهاء من الصحابة
والتابعين، وكتاب مصابيح الهدى، وغير ذلك من
الكتب المشهورة، ولم يكن له مع ذلك علم بالحديث
ومعرفة صحيحه من سقيمه، وذكر أنه كان يتسهل
في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته،
وقال ابن وضاح: قال لي إبراهيم بن المنذر المغامي:
أتاني صاحبكم الأندلسي عبد الملك بن حبيب بغرارة
مملوءة كتبا، وقال لي: هذا علمك تجيزه لي؟
فقلت: نعم، ما قرأ علي منه حرفا ولا قرأته عليه،
قال: وكان عبد الملك بن حبيب نحويا عروضيا
شاعرا حافظا للاخبار والأنساب والاشعار، طويل
244

اللسان متصرفا في فنون العلم، روى عنه مطرف بن
قيس وتقي بن مخلد وابن وضاح ويوسف بن يحيى
العامي، وتوفي سنة 238 بعلة الحصى عن أربع
وستين سنة.
ألتاية: ألفه قطعية مفتوحة، واللام ساكنة، والتاء
فوقها نقطتان، وألف، وياء مفتوحة: اسم قرية من
نظر دانية من إقليم الجبل بالأندلس، منها: أبو زيد
عبد الرحمن بن عامر المعافري الألتائي النحوي،
كان قرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله محمد بن
خلصة النحوي الكفيف الداني، وسمع الحديث عن
أبي القاسم خلف بن فتحون الأريولي وغيره، وكان
أوحد في الآداب، وله شعر جيد، ومن تلامذته ابن
أخيه أبو جعفر عبد الله بن عامر المعافري الألتائي،
وقرأ أبو جعفر هذا على أبي بكر اللبابي النحوي أيضا
وعلى آخرين، وهو حسن الشعر، قرأ القرآن بالسبع
على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني، وهو
يصلح للاقراء إلا أن الأدب والشعر غلبا عليه.
التي: بضم الهمزة، وسكون اللام، وتاء فوقها نقطتان:
قلعة حصينة ومدينة قرب تفليس، بينها وبين أرزن
الروم ثلاثة أيام.
ألجام: بوزن أفعال، جمع لجمة الوادي، وهو
العلم من أعلام الأرض: وهو موضع من أحماء
المدينة، جمع حمى، قال الأخطل:
ومرت على الألجام، ألجام حامر،
يثرن قطا لولا سواهن هجرا
وقال عروة بن أذينة:
جاء الربيع بشوطي، رسم منزلة،
أحب من حبها شوطي وألجاما
ألش: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وشين معجمة:
اسم مدينة بالأندلس من أعمال تدمير، لزبيبها فضل
على سائر الزبيب، وفيها نخيل جيدة لا تفلح في
غيرها من بلاد الأندلس، وفيها بسط فاخرة لا
مثال لها في الدنيا حسنا.
ألطا: موضع في شعر البحتري:
إن شعري سار في كل بلد،
واشتهى رقته كل أحد
أهل فرغانة قد غنوا به،
وقرى السوس وألطا وسدد
ألعس: اسم جبل في ديار بني عامر بن صعصعة.
أللان: بالفتح، وآخره نون: بلاد واسعة وأمة
كثيرة، لهم بلاد متاخمة للدربند في جبال القبق،
وليس هناك مدينة كبيرة مشهورة، وفيهم مسلمون،
والغالب عليهم النصرانية، وليس لهم ملك واحد
يرجعون إليه بل على كل طائفة أمير، وفيهم غلظ
وقساوة وقلة رياضة، حدثني ابن قاضي تفليس،
قال: مرض أحد متقدميهم من الأعيان، فسأل من
عنده عما به؟
فقالوا: هذا مرض يسمى الطحال وهو
أرياح غليظة تقوى على هذا العضو فتنفخه، فقال:
وددت لو رأيته. ثم تناول سكينا وشق في موضعه
واستخرج طحاله بيده ورآه، وأراد تخييط الموضع
فمات لوقته، وقال علي بن الحسين: بل مملكة صاحب
السرير مملكة أللان، وملكها يقال له كركنداح،
وهو الأعم من أسماء ملوكهم، كما أن فيلانشاه في
أسماء ملوك السرير. ودار مملكة أللان يقال لها: مغص،
وتفسير ذلك: الديانة، وله قصور ومتنزهات في غير
هذه المدينة ينتقل في السكنى إليها، وقد كانت
ملوك أللان، بعد ظهور الاسلام في الدولة العباسية،
245

اعتقدوا دين النصرانية، وكانوا قبل ذلك جاهلية،
فلما كان بعد العشرين والثلاثمائة رجعوا عما كانوا
عليه من النصرانية فطردوا من كان عندهم من الأساقفة
والقسوس، وقد كان أنفذهم إليهم ملك الروم. وبين
مملكة أللان وجبل القبق قلعة وقنطرة على واد عظيم،
يقال لهذه القلعة: قلعة باب أللان، بناها ملك من
ملوك الفرس القدماء يقال له: سندباذ بن بشتاسف
ابن لهراسف، ورتب فيها رجالا يمنعون أللان من
الوصول إلى جبل القبق، فلا طريق لهم إلا على هذه
القنطرة من تحت هذه القلعة، والقلعة على صخرة
صماء لا سبيل إلى فتحها ولا يصل أحد إليها إلا باذن
من فيها، ولهذه القلعة عين من الماء عذبة تظهر في
وسطها من أعلى الصخرة، وهي إحدى القلاع الموصوفة
في العالم، وقد ذكرتها الفرس في أشعارها، وقد
كان مسلمة بن عبد الملك وصل إلى هذا الموضع وملك
هذه القلعة وأسكنها قوما من العرب إلى هذه الغاية
يحرسون هذا الموضع، وكانت أرزاقهم تحمل إليهم
من تفليس، وبين هذه القلعة وتفليس مسيرة أيام. ولو
أن رجلا واحدا في هذه القلعة لمنع جميع ملوك
الأرض أن يجتازوا بهذا الموضع لتعلقها بالجو وإشرافها
على الطريق والقنطرة والوادي، وكان صاحب أللان
يركب في ثلاثين ألفا، هكذا ذكر بعض المؤرخين،
وأما أنا الفقير فسألت من طرق تلك البلاد فخبرني
بما ذكرته أولا.
ألقي: بالفتح ثم السكون، وكسر القاف، وياء:
قلعة حصينة من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل.
ألملم: بفتح أول وثانيه، يقال: يلملم، والروايتان
جيدتان صحيحتان مستعملتان: جبل من جبال تهامة
على ليلتين من مكة، وهو ميقات أهل اليمن، والياء
فيه بدل من الهمزة وليست مزيدة، وقد أكثر من
ذكره شعراء الحجاز وتهامة، فقال أبو دهبل يصف
ناقة له:
خرجت بها من بطن مكة، بعدما
أصات المنادي للصلاة وأعتما،
فما نام من راع ولا ارتد سامر،
من الحي، حتى جاوزت بي ألملما
ومرت ببطن الليث تهوي، كأنما
تبادر بالاصباح نهبا مقسما
وجازت على البزواء، والليل كاسر
جناحيه بالبزواء، وردا وأدهما
فقلت لها: قد بعت غير ذميمة،
وأصبح وادي البرك غيثا مديما
ألوذ: بالذال المعجمة: موضع في شعر هذيل، قال
أبو قلابة الهذلي:
رب هامة، تبكي عليك، كريمة
بألوذ، أو بمجامع الأضجان
وأخ يوازن ما جنيت بقوة،
وإذا غويت الغي لا يلحاني
ألوس: اسم رجل سميت به بلدة على الفرات، قال
أبو سعد: ألوس: بلدة بساحل بحر الشام قرب
طرسوس، وهو سهو منه، والصحيح أنها على الفرات
قرب عانات والحديثة، وقد ذكرت قصتها في عانات،
وإليها ينسب المؤيد الآلوسي الشاعر القائل:
ومهفهف يغني، ويغني دائما
في طوري الميعاد والايعاد
وهبت له الآجام، حين نشأ بها،
كرم السيول وهيبة الآساد
246

وله في رجل من أهل الموصل رافضي يعرف بابن زيد:
وأعور رافضي، لله ثم لشعري،
يدعونه بابن زيد، وهو ابن زيد وعمرو
واتفق للمؤيد الشاعر هذا الآلوسي قصة قل ما يقع
مثلها، وهو أن المقتفي لامر الله اتهمه بممالاة السلطان
ومكاتبته، فأمر بحبسه فحبس وطال حبسه، فتوصل له
ابن المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصة إلى المقتفي
يسأله فيها الافراج عنه، فوقع المقتفي: أيطلق المؤبد؟
بالباء الموحدة، فزاد ابن المهتدي نقطة في المؤيد
وتلطف في كشط الألف من أيطلق، وعرضها على وزير
فأمر بإطلاقه فمضى إلى منزله، وكان في أول النهار،
فضاجع زوجته فاشتملت على حمل ثم بلغ
الخليفة إطلاقه فأنكره وأمر برده إلى محبسه من يومه
وبتأديب ابن المهتدي، فلم يزل محبوسا إلى أن
مات المقتفي فأفرج عنه فرجع إلى منزله، وله ولد حسن
قد ربي وتأدب واسمه محمد، فقال عند ذلك
المؤيد الشاعر:
لنا صديق، يغر الأصدقاء ولا
تراه، مذ كان، في ود له، صدقا
كأنه البحر طول الدهر تركبه،
وليس تأمن فيه الخوف والغرقا
ومات المؤيد سنة سبع وخمسين وخمسمائة، ومن
شعر ابنه محمد:
أنا ابن من شرفت علما خلائقه،
فراح متزرا بالمجد متشحا
أم الحجى بجنين قط ما حملت
من بعده، وإناء الفضل ما طفحا
إن كنت نورا فنبت من سحابته،
أو كنت نارا فذاك الزند قد قدحا
وينسب إليها من القدماء محمد بن حصن بن خالد بن
سعيد بن قيس أبو عبد الله البغدادي الآلوسي
الطرسوسي، يروي عن نصر بن علي الجهضمي
ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي وأبي يعقوب
إسحاق بن إبراهيم الصواف وأبي بكر بن أبي الدنيا
والحسن بن محمد الزعفراني وغيرهم، روى عنه أبو
القاسم بن أبي العقب الدمشقي وأبو عبد الله بن مروان
وأبو بكر بن المقري وأبو القاسم علي بن محمد بن داود
ابن أبي الفهم التنوخي القاضي وسليمان بن أحمد
الطبراني وغيرهم، وهذا الذي غر أبا سعد حتى قال
ألوس من ناحية طرسوس والله أعلم.
ألومة: بوزن أكولة: بلد في ديار هذيل، قال
صخر الغي:
هم جلبوا الخيل من ألومة، أو
من بطن عمق كأنها البجد
البجد: جمع بجاد وهو كساء مخطط، وقيل: ألومة
واد لبني حرام من كنانة قرب حلي، وحلي:
حد الحجاز من ناحية اليمن.
ألوة: بفتح أوله، بوزن خلوة: بلدة في شعر ابن
مقبل، حيث قال:
يكادان بين الدونكين وألوة،
وذات القتاد السمر ينسلخان
والألوة: في اللغة، الحلفة.
ألهان: بوزن عطشان: اسم قبيلة وهو ألهان بن
مالك بن زيد بن أو سلة بن ربيعة بن الخيار بن زيد
247

ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان.
وألهان: هو أخو همدان سمي باسمه مخلاف
باليمن، بينه وبين العرف ستة عشر فرسخا وبينه
وبين جبلان أربعة عشر فرسخا.
وألهان: موضع قرب المدينة كان لبني قريظة.
ألهم: بوزن أحمد: بليدة على ساحل بحر طبرستان،
بينها وبين آمل مرحلة.
أليس: مصغر بوزن فليس، والسين مهملة، قال
محمود وغيره، أليس بوزن سكيت: الموضع الذي
كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض
العراق من ناحية البادية، وفي كتاب الفتوح: أليس
قرية من قرى الأنبار ذكرها في غزوة أليس الآخرة،
وقال أبو محجن الثقفي، وكان قد حضر هذا اليوم
وأبلى بلاء حسنا، وقال من قصيدة:
وما رمت حتى خرقوا برماحهم
ثيابي، وجادت بالدماء الا بأجل
وحتى رأيت مهرتي مزبئرة
من النبل، يرمى نحرها والشواكل
وما رحت، حتى كنت آخر رائح،
وضرج حولي الصالحون الأماثل
مررت على الأنصار وسط رحالهم،
فقلت ألا هل منكم اليوم قافل؟
وقربت رواحا وكورا وغرقة،
وغودر في أليس بكر ووائل
أليش: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وشين معجمة،
قال الخارزنجي: بلد، وأنا أخاف أن يكون الذي
قبله لكنه صحفه.
أليفة: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وفاء، بلفظ
التصغير: من ديار اليمانيين، عن نصر.
الأليل: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، ولام أخرى،
قال أبو أحمد العسكري: يوم الأليل وقعة كانت
بصلعاء النعام، يذكر في صلعاء.
أليل: بالفتح ثم السكون، وياء مفتوحة، ولام أخرى،
ويقال: يليل، أوله ياء: موضع بين وادي ينبع
وبين العذيبة، والعذيبة: قرية بين الجار وينبع،
وثم كثيب يقال له: كثيب يليل، قال كثير
يصف سحابا:
وطبق من نحو النجير، كأنه،
بأليل لما خلف النخل، ذامر
أليون: بالفتح ثم السكون، وياء مضمومة، وواو
ساكنة، ونون: اسم قرية بمصر كانت بها وقعة في
أيام الفتوح، وإليها يضاف باب أليون المذكور
في موضعه.
ألية: بالفتح ثم السكون، وياء مفتوحة، بلفظ إليه
الشاة: مائة من مياه بني سليم، وفي كتاب جزيرة
العرب للأصمعي: ابن ألية، قال:
ومن يتداع الجو بعد مناخنا
وأرماحنا، يوم ابن ألية، يجهل
كأنهم ما بين ألية، غدوة،
وناصفة الغراء، هدي مجلل
وقال عرام في حزم بني عوال: أبيار منها بئر
ألية: اسم ألية الشاة، هذا لفظه، وقال نصر:
أما ألية أبرق فمن بلاد بني أسد قرب الأجفر،
يقال له: ابن ألية، وقال: وألية الشاة ناحية قرب
الطرف، وبين الطرف والمدينة نيف وأربعون
248

ميلا، وقيل: واد بفسح الجابية، والفسح: واد
بجانب عرنة، وعرنة روضة بواد مما كان يحمى
للخيل في الجاهلية والإسلام، بأسفلها قلهى، وهي
ماء لبني جذيمة بن مالك.
ألية: بالضم ثم السكون، وياء مفتوحة: اسم إقليم
من نواحي إشبيلية، وإقليم من نواحي إستجة، كلاهما
بالأندلس، والإقليم هاهنا: القرية الكبيرة
الجامعة.
ألية: قال نصر بفتح الهمزة، وكسر اللام،
وتشديد الياء، جاء في الشعر، لا أعلم اسم موضع
أم كسرت اللام وشددت الياء للضرورة؟.
باب الهمزة والميم وما يليهما
الا ما حل: مضاف إليه ذات: موضع أراه قرب مكة،
قال بعض الحضريين:
جاب التنائف من وادي السكاك إلى
ذات الا ما حل، من بطحاء أجياد
أم العرب: في الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم،
قال: إذا افتتحتم مصر فالله الله في أهل الذمة، أهل المدرة
السوداء، والسحم الجعاد، فان لهم نسبا وصهرا، قال
مولى عفرة أخت بلال بن حمامة المؤذن: نسبهم
أن أم إسماعيل النبي، عليه السلام، منهم، يعني
هاجر، وأما صهرهم فإن النبي، صلى الله عليه وسلم،
تسرى منهم مارية القبطية، وقال ابن لهيعة: أم
إسماعيل هاجر من أم العرب: قرية كانت أمام
الفرما من أرض مصر، ورواه بعضهم: أم
العريك، وقيل: هي من قرية يقال لها ياق عند
أم دنين، وأما مارية القبطية أم إبراهيم بن رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، التي أهداها إليه المقوقس
فمن حفن من كورة أنصنا.
أم أذن: قارة بالسماوة تؤخذ منها الرحى.
الأمالح: جمع أملح، وهو كل شئ فيه سواد
وبياض كالأبلق من الخيل والغنم وغير ذلك، ومنه:
ضحى النبي، صلى الله عليه وسلم، بكبشين أملحين:
موضع.
أم أمهار: قال أبو منصور: هو اسم هضبة،
وأنشد للراعي:
مرت على أم أمهار، مشمرة،
تهوي بها طرق، أوساطها زور
أم أوعال: هضبة معروفة قرب برقة أنقد باليمامة،
وهي أكمة بعينها، قال ابن السكيت: ويقال لكل
هضبة فيها أوعال: أم أوعال، وأنشد:
ولا أبوح بسر كنت أكتمه،
ما كان لحمي معصوبا بأوصالي
حتى يبوح به عصماء عاقلة،
من عصم بدوة وحش أم أوعال
وقال العجاج:
وأم أوعال بها أو أقربا،
ذات اليمين غير ما أن ينكبا
وقيل: أو عال جمع وعل، وهو كبش الجبل.
الأمثال: بوزن جمع مثل: أرضون ذات جبال من
البصرة على ليلتين، سميت بذلك لأنه يشبه بعضها
بعضا.
أمج: بالجيم، وفتح أوله وثانيه، والأمج في اللغة
العطش: بلد من أعراض المدينة، منها: حميد
الأمجي، دخل على عمر بن عبد العزيز، وهو القائل:
249

شربت المدام فلم أقلع،
وعوتبت فيها فلم أسمع
حميد الذي أمج داره،
أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع
علاه المشيب على حبها،
وكان كريما فلم ينزع
وقال جعفر بن الزبير بن العوام، وقيل عبيد الله بن
قيس الرقيات:
هل بأذكار الحبيب من حرج،
أم هل لهم الفؤاد من فرج
ولست أنسى مسيرنا ظهرا،
حين حللنا بالسفح من أمج
حين يقول الرسول قد أذنت،
فأت على غير رقبة، فلج
أقبلت أسعى إلى رحالهم،
لنفحة نحو ريحها الأرج
وقال أبو المنذر هشام بن محمد: أمج وغران:
واديان يأخذان من حرة بني سليم ويفرغان في البحر،
قال الوليد بن العباس القرشي: خرجت إلى مكة في
طلب عبد آبق لي فسرت سيرا شديدا حتى وردت
أمج في اليوم الثالث غدوة فتعبت فحططت رحلي
واستلقيت على ظهري واندفعت أغني:
يامن على الأرض من غاد ومدلج!
أقري السلام على الأبيات من أمج
أقري السلام على ظبي كلفت به
فيها، أغن غضيض الطرف من دعج
يا من يبلغه عني التحية، لا
ذاق الحمام وعاش الدهر في حرج
قال فلم أدر إلا وشيخ كبير يتوكأ على عصا وهو
يهدج إلي، فقال: يا فتى أنشدك الله إلا رددت إلي
الشعر! فقلت: بلحنه؟ فقال: بلحنه، ففعلت
فجعل يتطرب، فلما فرغت قال: أتدري من قائل
هذا الشعر؟ قلت: لا، قال: أنا والله قائله منذ
ثمانين سنة، وإذا الشيخ من أهل أمج.
أم جحدم: اسم موضع باليمن، ينسب إليه الصبر
الجحدمي وهو النهاية في الجودة، عن أبي سهل
الهروي، وقال ابن الحائك: أم جحدم في آخر
حدود اليمن من جهة تهامة، وهي قرية بين كنانة
والأزد.
أم جعفر: حصن بالأندلس من أعمال ماردة.
أم حبوكرى: قال ابن السكيت: قال أبو صاعد:
أم جبو كرى بأعلى حائل من بلاد قشير بها
قفاف ووهاد، وهي أرض مدرة بيضاء، فكلما خرج
الانسان من وهدة سار إلى أخرى فلذلك يقال لمن
وقع في الداهية والبلية وقع في أم حبو كرى،
وحكى الفراء في نوادره: وقعوا في أم حبو كرى،
هذا وأم حبوكر وأم حبو كران، ويلقى
منه أم، فيقال: وقعوا في حبوكرى، وأصله الرملة
التي تضل فيها ثم صرفت إلى الدواهي.
أم حنين: بفتح الحاء المهملة، وتشديد النون
المفتوحة، وياء ساكنة، ونون أخرى: بلدة باليمن
قرب زبيد، ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن محمد
الأمحني، وربما قيل المحنني، شاعر عصري،
أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد الله الريحاني المكي
بالقاهرة في سنة 624، قال: أنشدني المحنني لنفسه:
يا ساهر الليل في هم وفي حزن،
حليف وجد، ووسواس، وبلبال
250

لا تيأسن، فإن الهم منفرج،
والدهر ما بين إدبار وإقبال
أما سمعت يبيت، قد جرى مثلا،
ولا يقاس بأشباه وأشكال:
ما بين رقدة عين وانتباهتها،
ويقلب الدهر من حال إلى حال؟
وكان سيف الاسلام طغتكين بن أيوب قد أنكر
من ولده إسماعيل أمرا أوجب عنده أن طرده
عن بلاد اليمن، ووكل به من أوصله إلى حلي،
وهي آخر حد اليمن من جهة مكة، فلقيه المحنني
هذا هناك بقصيدة، فلم يتسع ما في يده لارفاده،
فكتب على ظهر رقعته البيتين المشهورين:
كفي سخي، ولكن ليس لي مال
فكيف يصنع من بالقرض يحتال؟
خذ هاك خطي إلى أيام ميسرتي
دين علي، فلي في الغيب آمال
فلم يرحل عن موضعه حتى جاءه نعي والده، فرجع
إلى اليمن فملكها وأفضل على هذا الشاعر وقربه.
أم خرمان: بضم الخاء المعجمة، وسكون الراء،
وميم، وألف، ونون، والخرمان في اللغة:
الكذب، ويروى بالزاي أيضا: اسم موضع،
وحكى ابن السكيت في كتاب المثنى: قال أبو
مهدي: أم خرمان ملتقى حاج البصرة وحاج
الكوفة، وهي بركة إلى جنبها أكمة حمراء على رأسها
موقد، وأنشد:
يا أم خرمان ارفعي الوقودا
تري رجالا وقلاصا قودا
وقد أطالت نارك الخمودا
أنمت أم لا تجدين عودا؟
وأنشد الهذلي يقول:
يا أم خرمان ارفعي ضوء اللهب
إن السويق والدقيق قد ذهب
وفي كتاب نصر: أم خرمان جبل على ثمانية أميال
من العمرة التي يحرم منها أكثر حاج العراق، وعليه
علم ومنظرة، وكان يوقد عليها لهداية المسافرين،
وعنده بركة أوطاس، ومنه يعدل أهل البصرة عن طريق
أهل الكوفة.
أم خنور: بفتح أوله، وضم النون المشددة،
وسكون الواو، وراء: اسم لكل واحدة من
البصرة ومصر، وهي في الأصل: الداهية واسم
الضبع، وقيل: الخنور بالكسر الدنيا وأم
خنور اسم لمصر، وفي نوادر الفراء: العرب
تقول: وقعوا في أم خنور بالفتح وهي النعمة،
وأهل البصرة يقولون خنور بالكسر وفتح النون،
والعرب تسمي مصر أم خنور.
إمدان: بكسر الهمزة والميم وتشديدها: اسم موضع،
من أبنية كتاب سيبويه، وأما الإمدان، بكسر
الهمزة والميم، وتشديد الدال، فهو الماء النز على وجه
الأرض، قال زيد الخيل:
فأصبحن قد أقهين عني كما أبت
حياض الإمدان الظماء القوامح
أم دنين: بضم الدال، وفتح النون، وياء ساكنة،
ونون: موضع بمصر ذكره في أخبار الفتوح، قيل:
هي قرية كانت بين القاهرة والنيل اختلطت بمنازل
ربض القاهرة.
251

أمديزة: بالفتح ثم السكون، وكسر الدال المهملة،
وياء ساكنة، وزاي، وهاء: من قرى بخارى،
منها: أبو بشر بشار بن عبد الله الأمديزي البخاري،
يروي عن وكيع بن الجراح.
الأمراء: بلد من نواحي اليمن في مخلاف سنحان.
الأمراج: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والراء،
والألف، والجيم، موضع في شعر الأسود بن يعفر:
بالجو فالأمراج، حول مغامر،
فبضارج فقصيمة الطراد
الامرار: كأنه جمع مر: اسم مياه بالبادية،
وقيل: مياه لبني فزارة، وقيل: هي عراعر وكنيب
يدعيان الامرار لمرارة مائهما، قال النابغة:
إن الرميثة مانع أرماحنا
ما كان من سحم بها وصفار
زيد بن بدر حاضر بعراعر،
وعلى كنيب مالك بن حمار
وعلى الرميثة، من سكين، حاضر،
وعلى الدثينة من بني سيار
لا أعرفنك عارضا لرماحنا،
في جف تغلب، وادي الامرار
قال أبو موسى: أمرار واد في ديار بني كعب بن
ربيعة، ينسب إليه عجرد الشاعر الأمراري وهو أحد
بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، أنشد له أبو
العباس ثعلب أرجوزة أولها:
عوجي علينا واربعي يا ابنة جل،
قد كان عاذلي من قبلك مل
وقال قيس بن زهير العبسي:
ما لي أرى إبلي تحن، كأنها
نوح تجاوب موهنا أعشارا
لن تهبطي أبدا جنوب مويسل
وقنا قراقرتين، فالأمرارا
أمراش: الشين معجمة: موضع فيه روضة ذكرت في
الرياض.
أم رحم: بضم الراء، وسكون الحاء المهملة، وميم:
من أسماء مكة.
أمر: بلفظ الفعل من أمر يأمر معرب ذو أمر:
موضع غزاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال
الواقدي: هو من ناحية النخيل، وهو بنجد من ديار
غطفان، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خرج
في ربيع الأول من سنة ثلاث للهجرة لجمع بلغه أنه
اجتمع من محارب وغيرهم، فهرب القوم منهم إلى
رؤوس الجبال، وزعيمها دعثور بن الحارث المحاربي،
فعسكر المسلمون بذي أمر، قال عكاشة بن
مسعدة السعدي:
فأصبحت ترعى مع الوحش النفر،
حيث تلاقى واسط وذو أمر،
حيث تلاقت ذات كهف وغمر
والامر: في الأصل الحجارة تجعل كالاعلام، قال ابن
الأعرابي: الأروم واحدها إرم وهي أرفع من
الصوى، والامر أرفع من الأروم، الواحدة
أمرة، قال أبو زبيد:
إن كان عثمان أمسى فوقه أمر،
كراتب العون فوق القبة الموفي
وقال الفراء: يقال ما بها أمر أي علم، ومنه:
بيني وبينك أمارة أي علامة، وأمر: موضع بالشام،
252

قال الراعي فيه:
قب سماوية، ظلت محلاة
برجلة الدار فالروحاء فالامر
كانت مذانبها خضرا فقد يبست،
وأخلفتها رياض الصيف بالغدر
أمر: بفتح أوله وثانيه، وتشديد الراء، وهو أفعل
من المرارة: موضع في برية الشام من جهة الحجاز
على طرف بسيطة من جهة الشمال، وعنده قبر
الأمير أبي البقر الطائي، قال سنان بن أبي حارثة:
وبضرغد وعلى السديرة حاضر،
وبذي أمر حريمهم لم يقسم
وأنشد ابن الأعرابي:
يقول: أرى أهل المدينة أتهموا
بها ثم أكروها الرجال فأشأموا
فصبحن من أعلى أمر ركية
جلينا، وصلع القوم لم يتعمموا
أي من قبل طلوع الشمس، لان الأصلع حر
الشمس أشد عليه من البرد.
أمر: بتشديد الميم، بوزن شمر، بلفظ أمر الامام
تأميرا: موضع.
الأمرغ: بالغين المعجمة: اسم موضع.
أمرة: بالفظ المرة الواحدة من الامر: موضع في شعر
الشماخ وأبي تمام.
أمرة مفروق: وهو مفروق بن عمرو بن قيس بن
الأصم، وكان قد خرج مع بسطام بن قيس إلى بني
يربوع يوم العظالى فطعنته قعنب وأسيد طعنة
فأثقلته، حتى إذا كان بمرافض غبيط جرح مفروق من
القلة ومات، فبنوا عليه أمرة وهو علم، فهي
تسمي أمرة مفروق، وهي في أرض بني يربوع.
إمرة: بكسر الهمزة، وفتح الميم وتشديدها، وراء،
وهاء، وهو الرجل الضعيف الذي يأتمر لكل أحد،
ويقال: ماله إمر ولا إمرة، وهو اسم منزل في
طريق مكة من البصرة بعد القريتين إلى جهة مكة
وبعد رامة، وهو منهل، وفيه يقول الشاعر:
ألا هل إلى عيس بإمرة الحمى
وتكليم ليلى، ما حييت، سبيل؟
وفي كتاب الزمخشري: إمرة ماء لبني عميلة على
متن الطريق، وقال أبو زياد: ومن مياه غني بن
أعصر إمرة، من مناهل حاج البصرة، قال نصر:
إمرة الحمى لغني وأسد وهي أدنى حمى ضرية،
أحماه عثمان لابل الصدقة، وهو اليوم لعامر بن
صعصعة.
أم سخل: بفتح السين، والخاء معجمة، ولام:
جبل النير لبني غاضرة.
أم السليط: بفتح السين، وكسر اللام، وياء ساكنة،
وطاء: من قرى عثر باليمن.
أم صبار: بفتح الصاد المهملة، وباء موحدة مشددة،
وألف، وراء: اسم حرة بني سليم، قال الصير في:
الأرض التي فيها حصباء ليست بغليظة، ومنه قيل
للحرة أم صبار، وقال ابن السكيت: قال أبو صاعد
الكلابي: أم صبار قنة في حرة بني سليم، وقال
الفزاري: أم صبار حرة النار وحرة ليلى،
قال النابغة:
تدافع الناس عنها حين تركبها
من المظالم، تدعى أم صبار
253

ويروى: ندافع الناس، وقال الأصمعي: يريد ندفع
الناس عنها لا يمكن أن يغزوها أحد أي نمنعها عن
غزوها، لأنها غليظة لا تطؤها الخيل، وقوله: من
المظالم أي هي حرة سوداء مظلمة كما تقول: هو
أسود من السودان، قال ابن السكيت: تدعى
الحرة والهضمة أم صبار، وأم صبار أيضا:
الداهية.
أمعط: موضع في قول الراعي، ورواه ثعلب
بكسر الهمزة:
يخرجن بالليل من نقع له عرف،
بقاع أمعط، بين السهل والبصر
أم العيال: بكسر العين المهملة: قرية بين مكة
والمدينة في لحف آرة وهو جبل بتهامة، وقال
عرام بن الأصبغ السلمي: أم العيال قرية صدقة
فاطمة الزهراء بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
أم العين: بلفظ العين الباصرة: حوض وماء دون
سميراء للمصعد إلى مكة، رشاؤها عشرون ذراعا
وماؤها عذب.
أم غرس: بغين معجمة مكسورة، قال ابن السكيت:
قال الكلابي: أم غرس، بكسر الغين، ركية
لعبد الله بن قرة المنافي ثم الهلالي لا تنزع ولا
توارى، عراقيها دائمة على ذلك أبدا واسعة الشحوة
قريبة القعر، وأنشد:
ركية ليست كأم غرس
أم غزالة: هكذا وجدته مشدد الزاي بخط بعض
الأندلسيين، وقال: هو حصن من أعمال ماردة
بالأندلس.
أمغيشيا: بفتح أوله ويضم، وسكون ثانيه، والغين
معجمة مكسورة، وياء ساكنة، والشين معجمة،
وياء، وألف: موضع كان بالعراق كانت فيه وقعة
بين المسلمين، وأمير هم خالد بن الوليد، وبين الفرس،
فلما ملكها المسلمون أمر خالد بهدمها، وكانت مصرا
كالحيرة وكان فرات بادقلى ينتهي إليها وكانت
أليس من مسالحها، فأصاب المسلمون فيها ما لم
يصيبوا مثله قبله، فقال أبو مفزر الأسود بن قطبة:
لقينا، يوم أليس وأمغي
ويوم المقر، آساد النهار
فلم أر مثلها فضلات حرب
أشد على الجحاجحة الكبار
قتلنا منهم سبعين ألفا،
بقية حربهم نحب الإسار
سوى من ليس يحصى من قتيل،
ومن قد غال جولان الغبار
أم القرى: من أسماء مكة، قال نفطويه: سميت
بذلك لأنها أصل الأرض، منها دحيت، وفسر
قوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث
في أمها رسولا، على وجهين: أحدهما أنه أراد
أعظمها وأكثرها أهلا، والآخر أنه أراد مكة،
وقيل: سميت مكة أم القرى لأنها أقدم القرى التي
في جزيرة العرب وأعظمها خطرا، إما لاجتماع أهل
تلك القرى فيها كل سنة، أو انكفائهم إليها وتعويلهم
على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى،
وقال الحيقطان:
غزاكم أبو يكسوم في أم داركم،
وأنتم كقبض الرمل أو هو أكثر
254

يعني صاحب الفيل، وقال ابن دريد: سميت مكة
أم القرى لأنها توسطت الأرض، والله أعلم، وقال
غيره: لان مجمع القرى إليها، وقيل: بل لأنها
وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة عليها، وقال الليث:
كل مدينة هي أم ما حولها من القرى، وقيل سميت
أم القرى لأنها تقصد من كل أرض وقرية.
الأملاح: موضع جاء في شعر بعض الشعراء بالألف
واللام، كما قال:
عفا من آل ليلى السهب
فالأملاح فالغمر
وقال البريق الهذلي:
وإن أمس شيخا بالرجيع وولده،
ويصبح قومي دون دارهم مصر
أسائل عنهم كلما جاء راكب،
مقيما بأملاح، كما ربط اليعر
وقد تكرر ذكره في شعر هذيل فلعله من بلادهم،
وقال أبو ذؤيب:
صوح، من أم عمرو، بطن مر
فأكناف الرجيع فذو سدر فأملاح
الاملال: آخره لام، قال ابن السكيت في قول
كثير:
سقيا لعزة خلة، سقيا لها،
إذ نحن بالهضبات من أملال
قال: أراد ملل وهو منزل على طريق المدينة من
مكة وقد ذكر في موضعه، وقد جاء به هكذا
أيضا الفضل بن العباس بن عتبة اللهبي فقال:
ما تصابي الكبير بعد اكتهال،
ووقوف الكبير في الاطلال؟!
موحشات من الأنيس قفارا،
دارسات بالنعف من أملال
قال اليزيدي: أملال أرض.
الأملحان: بلفظ التثنية، قال أبو محمد بن الأعرابي
الأسود: الأملحان ماء ان لبني ضبة بلغاط،
ولغاط: واد لبني ضبة، قال بعضهم:
كأن سليطا في جواشنها الحصى،
إذا حل بين الأملحين وقيرها
أملس: موضع في برية انطابلس بإفريقية له ذكر في
كتاب الفتوح.
أملط: من مخاليف اليمن.
الأملول: من مخاليف اليمن أيضا: وهو الأملول بن
وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن
أيمن بن الهميسع بن حمير.
أم موسل: بفتح الميم، والسين مكسورة، وسكون
الواو، ولام: هضبة، عن محمود بن عمر.
أمن: بفتح الهمزة، وسكون الميم: ماء في بلاد
غطفان، وقد تقلب الهمزة ياء على عادتهم فيقال:
فيمن، وهو ماء لغطفان، قال:
إذا حلت بيمن أو جبار
أمول: مخلاف باليمن، في شعر سلمى بن المقعد
الهذلي:
رجال بني زبيد غيبتهم
جبال أمول، لا سقيت أموال
أمويه: بفتح الهمزة، وتشديد الميم، وسكون الواو،
وياء مفتوحة، وهاء: وهي آمل الشط، وقدم تقدم
ذكرها بما فيه غناء، قال المنجمون: هي في الاقليم
255

الرابع، طولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع،
وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان.
الأمهاد: جمع مهد، يوم الأمهاد من أيام العرب،
ويقال لها: أمهاد عامر كأنه من مهدت الشئ إذا
بسطته.
أمهار: بالراء، ذات أمهار: موضع بالبادية، والمهر
ولد الفرس، معروف، والجمع أمهار.
الأميرية: منسوبة إلى الأمير: من قرى النيل من
أرض بابل، ينسب إليها أبو النجم بدر بن جعفر
الضرير الشاعر، دخل واسطا في صباه وحفظ بها
القرآن المجيد وتأدب، ثم قدم بغداد فصار من شعراء
الديوان، وجعل له على ذلك رزق دار، وأقام بها
إلى أن مات في رمضان سنة 611، ومن شعره:
عذيري من جيل غدوا، وصنيعهم
بأهل النهى والفضل شر صنيع
ولؤم زمان لا يزال موكلا
بوضع رفيع، أو برفع وضيع
سأصرف صرف الدهر عني بأبلج،
متى آته لم آته بشفيع
الأميشط: بلفظ التصغير: موضع في شعر عدي
ابن الرقاع:
فظل بصحراء الأميشط يومه
خميصا، يضاهي ضغن هادية الصهب
الأميلح: تصغير الأملح وقد تقدم: ماء لبني ربيعة
الجوع، قال زيد بن منقذ أخو المرار من
القصيدة الحماسية:
بل ليت شعري متى أغدو تعارضني
جرداء سابحة، أو سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا،
بفتية فيهم المرار والحكم؟!
المرار والحكم: أخواه.
الأميلحان: تثنية الذي قبله: من مياه بلعدوية
ثم لبني طريف بن أرقم، منهم باليمامة أو نواحيها،
عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة.
أميل: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء، ولام:
جبل من رمل طوله ثلاثة أيام وعرضه نحو ميل،
وليس بعلم فيما أحسب وجمعه أمل وثلاثة آملة،
وقال الراعي:
مهاريس، لاقت بالوحيد سحابة
إلى أمل الغراف ذات السلاسل
وقال ذو الرمة:
وقد مالت الجوزاء، حتى كأنها
صوار تدلى من أميل مقابل
وقال أبو أحمد العسكري: يوم الأميل، الميم
مكسورة، هو يوم الحسن الذي قتل فيه بسطام
ابن قيس، قال الشاعر:
وهم على صدف الأميل تداركوا
نعما، تشل إلى الرئيس وتعكل
وقال بشر بن عمرو بن مرثد:
ولقد أرى حيا هنالك غيرهم،
ممن يحلون الأميل المعشبا
الأمين: ضد الخائن: المذكور في القرآن المجيد، فقال
جل وعلا: وهذا البلد الأمين، وهو مكة.
الأميوط: بلدة في كورة الغربية من أعمال مصر.
256

باب الهمزة والنون وما يليهما
أنا: بالضم، والتشديد: عدة مواضع بالعراق، عن نصر.
أنى: بالضم، والتخفيف، والقصر: واد قرب
السواحل بين الصلا ومدين يطؤه حجاج مصر،
وفيه عين يقال لها عين أنى، قال كثير:
يجتزن أدوية البضيع، جوازعا
أجواز عين أنى فنعف قبال
وبئر أنى بالمدينة من آبار بني قريظة، وهناك نزل
النبي، صلى الله عليه وسلم، لما فرغ من غزوة الخندق
وقصد بني نظير، عن نصر.
أناخة: بالخاء المعجمة: جبل لبني سعد بالدهناء.
أنار: بضم الهمزة، وتخفيف النون، وألف، وراء:
بليدة كثيرة المياه والبساتين من نواحي أذربيجان،
بينها وبين أردبيل سبعة فراسخ في الجبل، وأكثر
فواكه أردبيل منها، معدودة في ولاية بيشكين
صاحب أهر ووراوي، رأيتها انا.
أناس: بضم أوله: بلدة بكرمان من نواحي الروذان
وهي على رأس الحد بين فارس وكرمان.
أنبابة: بالضم، وتكرير الباء الموحدة: من قرى
الري من ناحية دنباوند، بالقرب منها قرية تسمى بها.
الأنبار: بفتح أوله: مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية
جوزجان وبها كان مقام السلطان، وهي على الجبل،
وهي أكبر من مرو الروذ وبالقرب منها، ولها مياه
وكروم وبساتين كثيرة، وبناؤهم طين، وبينها وبين
شبورقان مرحلة في ناحية الجنوب، ينسب إليها قوم
منهم: أبو الحسن علي بن محمد الأنباري، روى عن
القاضي أبي نصر الحسين بن عبد الله الشيرازي نزيل
سجستان، روى عنه محمد بن أحمد بن أبي الحجاج
الدهستاني الهروي أبو عبد الله، والأنبار أيضا
مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ،
وكانت الفرس تسميها فيروز سابور، طولها تسع
وستون درجة ونصف وعرضها اثنتان وثلاثون درجة
وثلثان، وكان أول من عمرها سابور بن هرمز ذو
الأكتاف، ثم جددها أبو العباس السفاح أول خلفاء
بني العباس وبنى بها قصورا وأقام بها إلى أن مات،
وقيل: إنما سميت الأنبار لان بخت نصر لما حارب
العرب الذين لا خلاق لهم حبس الاسراء فيها، وقال
أبو القاسم: الأنبار حد بابل سميت به لأنه كان
يجمع بها أنابير الحنطة والشعير وألقت والتين، وكانت
الأكاسرة ترزق أصحابها منها، وكان يقال لها
الأهراء، فلما دخلتها العرب عربتها فقالت الأنبار،
وقال الأزهري: الأنبار أهراء الطعام، واحدها نبر
ويجمع على أنابير جمع الجمع، وسمي الهري نبرا
لان الطعام إذا صب في موضعه انتبر أي ارتفع، ومنه
سمي المنبر لارتفاعه، قال ابن السكيت: النبر
دويبة أصغر من القراد يلسع فيحبط موضع
لسعها أي يرم، والجمع أنبار، قال الراجز يذكر
إبلا سمنت وحملت الشحوم:
كأنها من بدن وأبقار،
دبت عليها ذربات الأنبار
وأنشد ابن الأعرابي لرجل من بني دبير:
لو قد ثويت رهينة لمودأ
زلج الجوانب، راكد الأحجار
لم تبك حولك نبيها، وتفارقت
صلقاتها لمنابت الأشجار
257

هلا منحت بنيك، إذا أعطيتهم
من جلة أمنتك، أو أبكار
زلج الجوانب: أي مزل، يعني القبر، صلقاتها:
أي أنيابها التي تصلق بها، أمنتك: أي أمنت
أن تنحرها أو تهبها أو تعمل بها ما يؤذيها.
وفتحت الأنبار في أيام أبي بكر الصديق، رضي الله
عنه، سنة 12 للهجرة على يد خالد بن الوليد، لما
نازلهم سألوه الصلح فصالحهم على أربعمائة ألف درهم
وألف عباءة قطوانية في كل سنة، ويقال: بل صالحهم
على ثمانين ألفا، والله أعلم، وقد ذكرت في الحيرة شيئا
من خبرها، وينسب إليها خلق كثير من أهل
العلم والكتابة وغيرهم، منهم من المتأخرين: القاضي
أحمد بن نصر بن الحسين الأنباري الأصل أبو العباس
الموصلي يعرف بالديبلي فقيه شافعي، قدم بغداد
واستنابه قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى
الشهر زوري في القضاء والحكم بحريم دار الخلافة، وكان
من الصالحين ورعا دينا خيرا له أخبار حسان في
ورعه ودينه وامتناعه من امضاء الحكم فيما لا يجوز،
ورد أوامر من لا يمكن رد ما يستجرئ عليه،
وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم، وله عندي يد
كريمة، جزاه الله عنها ورحمه الله رحمة واسعة،
وذاك أنه تلطف في إيصالي إلى حق كان حيل بيني
وبينه من غير معرفة سابقة ولا شفاعة من أحد،
بل نظر إلى الحق من وراء سجف رقيق فوعظ
الغريم وتلطف به حتى أقر بالحق، ولم يزل على
نيابة صاحبه إلى أن عزل وانعزل بعزله ورجع إلى
الموصل، وتوفي بها سنة 598 رحمة الله عليه.
والأنبار أيضا: سكة الأنبار بمرو في أعلى البلد،
ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدويه
الأنباري، قال أبو سعد: وقد وهم فيه أبو كامل
البصيري، وهو المذكور بعد هذا، فنسبه إلى أنبار
بغداد وليس بصحيح.
أنبامة: قلعة قرب الري.
إنب: بكسرتين، وتشديد النون، والباء الموحدة:
حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب له ذكر.
أنبردوان: بالفتح ثم السكون، وفتح الياء الموحدة،
وسكون الراء، وضم الدال المهملة، وواو، وألف،
ونون: من قرى بخارى، ينسب إليها أبو كامل أحمد
ابن محمد بن علي بن محمد بن بصير البصيري الأنبردواني
الفقيه الحنفي، سمع أبا بكر محمد بن إدريس الجرجاني
وغيره، وجمع وصنف وكان كثير الوهم والخطأ،
ومات سنة 449.
إنبط: بالكسر ثم السكون، وكسر الباء الموحدة،
وطاء مهملة، بوزن إثمد، ورواه الخالع: أنبط بوزن
أحمد: موضع في ديار كلب بن وبرة، قال
ابن فسوة:
من يك أرعاه الحمى أخواته،
فمالي من أخت عوان ولا بكر
وما ضرها إن لم تكن رعت الحمى،
ولم تطلب الخير المنع من بشر
فإن تمنعوا منها حماكم، فإنه
مباح لها ما بين إنبط فالكدر
وقال ابن هرمة:
لمن الديار بحائل فالأنبط،
آياتها كوثائق المستشرط
وإنبط أيضا: من قرى همذان، بها قبر الزاهد
أبي علي أحمد بن محمد القومساني صاحب كرامات
يزار فيها من الآفاق، مات في سنة 387.
258

إنبطة: مثل الذي قبله وزيادة الهاء: موضع كثير
الوحش، قال طرفة يصف ناقة:
ذعلبة في رجلها روح،
مدبرة وفي اليدين عسر
كأنها، من وحش إنبطة،
خنساء تحبو خلفها جوذر
أنبل: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة مفتوحة،
ولام: إقليم أنبل بالأندلس من نواحي بطليوس.
أنبلونة: بالفتح ثم السكون، والباء موحدة مفتوحة،
واللام مضمومة، والواو ساكنة، والنون مفتوحة،
وهاء: مدينة قديمة على البحر المغربي بنواحي إفريقية
قريبة من تونس وهي من عمل شطفورة.
أنبير: بكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، وراء:
مدينة بالجوزجان بين مرو الروذ وبلخ من خراسان،
بها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب، رضي الله عنه، ولعلها الأنبار المقدم
ذكرها، والله أعلم.
إنتان: بعد النون الساكنة تاء فوقها نقطتان، وألف،
ونون: شعب الإنتان: موضع قرب الطائف كانت
به وقعة بين هوازن وثقيف كثر فيهم القتلى حتى
أنتنوا، فسمي لاجل ذلك شعب الإنتان.
أنتقيرة: بفتح التاء فوقها نقطتان، والقاف، وياء
ساكنة، وراء: حصن بين مالقة وغرناطة، قال أبو
طاهر: منها أبو بكر يحيى بن محمد بن يحيى الأنصاري
الحكيم الأنتقيري من أصحاب غانم، روى عنه
إبراهيم بن عبد القادر بن شنيع إنشادات، قال: كنا
مع العجوز الشاعرة المعروفة بابنة ابن السكان
المالقية، فمر علينا غراب طائر فسألناها أن تصفه،
فقالت على البديهة:
مر غراب بنا، * يمسح وجه الربى
قلت له مرحبا * يا لون شعر الصبى
أنجا فرين: بالجيم، والفاء مفتوحة، والراء مكسورة،
وياء، ونون، كذا ذكر أبو سعد، ثم قال:
أنجفارين، وقال في كل واحدة: هي من قرى
بخارى، ونسب إلى كل واحدة منهما أبا حفص عمر
ابن جرير بن داود بن خيدم، وزاد في أنجفارين ابن
شبيل بن جنارشير الأديب البخاري، مات في سنة
326، ونقول: هما، إن شاء الله تعالى، واحدة.
أنج: بالضم، والسكون، وجيم: ناحية من أعمال
زوزان بين الموصل وأرمينية.
أنجل: بالجيم، بوزن أفعل: موضع قريب من
معدن النقرة قريب من ماوان وأريك، ويروى
بكسر الهمزة، وياء، عن نصر كله.
أنحاص: بالحاء المهملة: موضع في شعر أمية بن أبي
عائذ الهذلي حيث قال:
لمن الديار بعلي فالأحراص،
فالسودتين فمجمع الأبواص؟
فضهاء أظلم فالنطوف فصائف،
فالنمر فالبرقات فالأنحاص
أنحاص مسرعة التي جازت إلى
هضب الصفا المتزحلف، الدلاص
أنحل: بالحاء المهملة، بوزن أضرب: بلد من ديار
بكر يذكر مع سعرت، بلد آخر هناك.
أنخل: بضم الخاء المعجمة، ذات أنخل: واد ينحدر
على ذات عرق أعلاه من نجد وأسفله من تهامة.
259

أندان: من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو القاسم
جابر بن محمد بن أبي بكر الأنداني، كان يسكن
محلة لبنان، سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحداد
وأبا شاكر أحمد بن علي الحبال وغير هما، وكتب
عنه أبو سعد.
أنداق: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة،
وألف، وقاف: قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند،
ينسب إليها أبو علي الحسن بن علي بن سباع بن نصر
البكري السمرقندي الأنداقي يعرف بابن أبي الحسن.
وأنداق أيضا: قرية بينها وبين مرو فرسخان.
أندامش: بكسر الميم، والشين المعجمة: مدينة بين
جبال اللور وجنديسابور، قال الإصطخري: من
سابور خواست إلى اللور ثلاثون فرسخا لا قرية فيها
ولا مدينة، ومن اللور إلى مدينة أندامش فرسخان،
ومن قنطرة أندامش إلى جنديسابور فرسخان.
أندجن: بكسر الدال، وجيم، ونون: قلعة كبيرة
مشهورة من ناحية جبال قزوين من أعمال الطرم.
أندخوذ: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال المهملة،
وضم الخاء المعجمة، وسكون الواو، وذال معجمة:
بلدة بين بلخ ومرو على طرف البر، وينسبون إليها
أنخذى ونخذى، وقد نسب إليها هكذا أبو يعقوب
يوسف بن أحمد بن علي اللؤلؤي النخذي، كان
من أهل العلم والفضل، تفقه ببخارى وسمع من أبي
عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله البرقي ببخارى،
والسيد أبي بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري،
وأبي حفص عمر بن منصور بن جنب البزاز، وأبي
محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحسين الأسبيري،
والشريف أبي الحسن علي بن محمد التميمي، أجاز
لابي سعد ومات بأندخوذ بعد سنة 533 بيسير.
أنددي: الدالان مهملتان، والأخيرة مكسورة:
من قرى نسف بما وراء النهر، ينسب إليها محمد بن
الفضل بن عمار بن شاكر بن عاصم الأنددي.
أندراب: الدال مهملة مفتوحة، وراء، وألف، وباء
موحدة: بلدة بين غزنين وبلخ وبها تذاب الفضة
المستخرجة من معدن بنجهير، ومنها تدخل القوافل
إلى كابل، ويقال لها أندرابة أيضا: وهي مدينة
حسنة نسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو
ذر أحمد بن عبد الله بن مالك الترمذي الأندرابي
من أهل ترمذ ولي القضاء بأندراب فنسب إليها،
يروي عن محمد بن المثنى وابن بشار.
أندرابة: بزيادة الهاء: قرية بينها وبين مرو
فرسخان، كان للسلطان سنجر بن ملك شاه بها آثار
وقصور باقية الجدران إلى الآن، وقد رأيتها خرابا،
وكذلك القرية خراب أيضا، ينسب إليها جماعة،
منهم: أحمد الكرابيسي الأندرابي، سمع أبا
كريب وغيره.
أندراش: في آخره شين معجمة، وباقيه نحو الذي
قبله: بلدة بالأندلس من كورة إلبيرة، ينسب إليها
الكتان الفائق.
اندزهل: موضع.
أندرين: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال،
وكسر الراء، وياء ساكنة، ونون، هو بهذه الصيغة
بجملتها: اسم قرية في جنوب حلب بينهما مسيرة يوم
للراكب في طرف البرية ليس بعدها عمارة، وهي
الآن خراب ليس بها إلا بقية الجدران، وإياها عنى
عمرو بن كلثوم بقوله:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا،
ولا تبقي خمور الأندرينا
260

وهذا مما لا شك فيه، وقد سألت عنه أهل المعرفة
من أهل حلب فكل وافق عليه، وقد تكلف جماعة
اللغويين لما لم يعرفوا حقيقة اسم هذه القرية،
وألجأتهم الحيرة إلى أن شرحوا هذه اللفظة من
هذا البيت بضروب من الشرح، قال صاحب الصحاح:
الأندر قرية بالشام إذا نسبت إليها تقول: هؤلاء
أندريون، وذكر البيت، ثم قال: لما نسب الخمر
إلى القرية اجتمعت ياءان فخففها للضرورة، كما قال
الآخر:
وما علمي بسحر البابلينا
وقال صاحب كتاب العين: الأندري ويجمع
الأندرين، يقال: هم الفتيان يجتمعون من مواضع
شتى، وأنشد البيت، وقال الأزهري: الأندر قرية
بالشام فيها كروم وجمعها الأندرين، فكأنه على
هذا المعنى أراد خمور الأندريين فخفف ياء النسبة كما
قال الأشعرين، وهذا حسن منهم، رحمهم الله
تعالى، صحيح القياس ما لم يعرف حقيقة اسم هذا
الموضع، فأما إذا عرف فلا افتقار إلى هذا التكلف،
بقي أن يقال: لو أن الامر على ما ذكرت وكان
الأندرين علما لموضع بعينه بهذه الصيغة لوجب أن لا
تدخلها الألف واللام كما لم تدخل على مثل نصيبين
وقنسرين وفلسطين ودارين وما أشبهها، قيل: إن
الأندر بلغة أهل الشام هو البيدر فكأن هذا
الموضع كان ذا بيادر، والبيادر هي قباب الأطعمة
فنظروا إلى تأنيثها ووجب أن تكون فيها تاء تدل
على تأنيثها فتكون كل واحدة منها بيدرة أو قبة،
فلما جمع عوض من التأنيث الياء والنون كما فعلوا
بأرضين ونصيبين وفلسطين وقنسرين، ومثله قيل
في عليين: جمع علي من العلو نظر فيه فدل
على الرفعة والنبوة، فعوض في الجمع الواو
والنون ثم ألزموه ما جمعوه به كما ألزموا قنسرين
ودارين وفعلوا ذلك به والألف واللام فيه فلزمته
كما لزمت الماطرون، قال يزيد بن معاوية:
ولها بالماطرون، إذا
أكل النمل الذي جمعا
وكما لزمت السيلحين، قال الأشعث بن عبد الحجر:
وما عقرت بالسيلحين مطيتي
وبالقصر، إلا خشية أن أعيرا
وله نظائر جمة، وأما نصبه في موضع الجر فهو تقوية
لما قلناه وأنهم أجروه مجرى من يقول هذه قنسرين،
ورأيت قنسرين، ومررت بقنسرين، والألف للاطلاق.
أندلس: بضم الدال المهملة، والسين مهملة أيضا:
مدينة على غربي خليج القسطنطينية بين جبلين، بينها
وبين القسطنطينية ميل في مستو من الأرض،
وبأندس مسجد بناه مسلمة بن عبد الملك في بعض
غزواته.
أندغن: بفتح الدال المهملة، والغين المعجمة، ونون:
من قرى مرو على خمسة فراسخ منها بأعلى البلد،
ينسب إليها عباد بن أسيد الأندغني، جالس ابن
المبارك وكان من الزهاد.
أندق: بالقاف، وفتح الدال: قرية بينها وبين
مدينة بخارى عشرة فراسخ، ينسب إليها أبو المظفر
عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس الأندقي، كان
فقيها فاضلا، مات في شعبان سنة 481.
أند كان: بضم الدال المهملة: وهي من قرى فرغانة،
ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن طاهر
الأندكاني الصوفي، كان شيخا مقريا عفيفا صالحا
عالما بالروايات، قرأ القرآن وخرج إلى قاشان،
261

وخذم الفقهاء بالخانقاه بها، وسمع ببخارى أبا الفضل
بكر بن محمد بن علي الزرنجري، وبمرو أبا
الرجاء المؤمل بن مسرور الشاشي، وأبا الحسن علي
ابن محمد بن علي الهراس الواعظ، سمع منه أبو سعد،
وقال: ولد بأندكان تقديرا في سنة 480، ونشأ
بفرغانة ودخل مرو سنة 504، ومات بقرية قاشان
في جمادى الأولى سنة 545.
وأندكان أيضا: من قرى سرخس بها قبر أحمد
الحمادي (وفي اللباب: الخماري) الزاهد.
الأندلس: يقال بضم الدال وفتحها، وضم الدال
ليس إلا: وهي كلمة عجمية لم تستعملها العرب في
القديم وإنما عرفتها العرب في الاسلام، وقد جرى على
الألسن أن تلزم الألف واللام، وقد استعمل
حذفهما في شعر ينسب إلى بعض العرب، فقال
عند ذلك:
سألت القوم عن أنس؟ فقالوا:
بأندلس، وأندلس بعيد
وأندلس بناء مستنكر فتحت الدال أو ضمت،
وإذا حملت على قياس التصريف وأجريت
مجرى غيرها من العربي فوزنها فعللل أو فعللل،
وهما بناءان مستنكران ليس في كلامهم مثل
سفرجل ولا مثل سفرجل، فإن ادعى مدع
إنها فنعلل فليس في أبنيتهم أيضا ويخرج عن حكم
التصريف لان الهمزة إذا كانت بعدها ثلاثة أحرف
من الأصل لم تكن إلا زائدة، وعند سيبويه
أنها إذا كان بعدها أربعة أحرف فهي من
الأصل كهمزة إصطبل وإصطخر، ولو كانت
عربية لحاز أن يدعى لها أنها أنفعل، وإن
لم يكن له نظير في كلامهم فيكون من الدلس
والتدليس، وإن الهمزة والنون زائدتان، كما زيدتا
في إنقحل وهو الشيخ المسن، ذكره سيبويه وزعم
أن الهمزة والنون فيه زائدتان، وأنه لا يعرف ما
في أوله زائدتان مما ليس جاريا على الفعل غيره، قال
ابن حوقل التاجر الموصلي، وكان قد طوف البلاد
وكتب ما شاهده: أما الأندلس فجزيرة كبيرة
فيها عامر وغامر، طولها نحو الشهر في نيف
وعشرين مرحلة، تغلب عليها المياه الجارية والشجر
والثمر والرخص والسعة في الأحوال، وعرض فم
الخليج الخارج من البحر المحيط قدر اثني عشر ميلا
بحيث يرى أهل الجانبين بعضهم بعضا ويتبينون
زروعهم وبيادرهم، قال: وأرض الأندلس من
على البحر تواجه من أرض المغرب تونس، والى
طبرقة إلى جزائر بني مزغناي ثم إلى نكور ثم إلى
سبتة ثم إلى أزيلي ثم إلى البحر المحيط، وتتصل
الأندلس في البر الأصغر من جهة جليقية وهي جهة
الشمال ويحيط بها الخليج المذكور من بعض مغربها
وجنوبها، والبحر المحيط من بعض شمالها وشرقها
من حد الجلالقة إلى كورة شنترين ثم إلى أشبونة ثم
إلى جبل الغور ثم إلى ما لديه من المدن إلى جزيرة جبل
طارق المحاذي لسبتة ثم إلى مالقة ثم إلى المرية فرضة بجاية
ثم إلى بلاد مرسية ثم إلى طرطوشة ثم تتصل ببلاد الكفر
مما يلي البحر الشرقي في ناحية أفرنجة، ومما يلي المغرب
ببلاد علجسكس، وهم جيل من الأنكبردة، ثم
إلى بلاد بسكونس ورومية الكبرى في وسطها ثم
ببلاد الجلالقة حتى تنتهي إلى البحر المحيط، ووصفها
بعض الأندلسيين بأتم من هذا وأحسن، وأنا أذكر
كلامه على وجهه، قال: هي جزيرة ذات ثلاثة
أركان مثل شكل المثلث قد أحاط بها البحران،
المحيط والمتوسط، وهو خليج خارج من البحر
262

المحيط قرب سلا من بر البربر، فالركن الأول
هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس،
وعنده مخرج البحر المتوسط الذي يمتد إلى
الشام وذلك من قبلي الأندلس، والركن الثاني
شرقي الأندلس بين مدينة أربونة ومدينة برديل،
وهي اليوم بأيدي الإفرنج بإزاء جزيرتي ميورقة
ومن ورقة المجاورة من البحرين المحيط والمتوسط،
ومدينة أربونة تقابل البحر المتوسط، ومدينة برديل
تقابل البحر المحيط، والركن الثالث هو ما بين الجوف
والغرب من حيز جليقية حيث الجبل الموفي على
البحر وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس، وهو البلد
الطالع على برباط، فالضلع الأول منها أوله حيث
مخرج البحر المتوسط الشامي من البحر المحيط، وهو
أول الزقاق في موضع يعرف بجزيرة طريف من
بر الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سلا في الغرب
الأقصى من البر المتصل بأفريقية وديار مصر، وعرض
الزقاق ههنا اثنا عشر ميلا ثم تمر في القبلة إلى
الجزيرة الخضراء من بر الأندلس المقابلة لمدينة سبتة،
وعرض الزقاق ههنا ثمانية عشر ميلا وطوله في هذه
المسافة التي ما بين جزيرة طريف وقصر مصمودة إلى
المسافة التي ما بين الجزيرة الخضراء وسبتة نحو العشرين
ميلا، ومن ههنا يتسع البحر الشامي إلى جهة المشرق
ثم يمر من الجزيرة الخضراء إلى مدينة مالقة إلى حصن
المنكب إلى مدينة المرية إلى قرطاجنة الخلفاء حتى
تنتهي إلى جبل قاعون الموفي على مدينة دانية ثم
ينعطف من دانية إلى شرقي الأندلس إلى حصن قليرة
إلى بلنسية، ويمتد كذلك شرقا إلى طركونة إلى
برشلونة إلى أربونة إلى البحر الرومي، وهو الشامي
وهو المتوسط، والضلع الثاني مبدؤه كما تقدم من
جزيرة طريف آخذا إلى الغرب في الحوز المتسع
الداخل في البحر المحيط فيمر من جزيرة طريف إلى
طرف الأغر إلى جزيرة قادس، وههنا أحد أركانها،
ثم يمر من قادس إلى بر المائدة حيث يقع نهر
إشبيلية في البحر ثم إلى جزيرة شلطيش إلى وادي
يانه إلى طبيرة ثم إي شنترة إلى شلب، وهنا
عطف إلى أشبونة وشنترين، وترجع إلى طرف
العرف مقابل شلب، وقد يقطع البحر من شلب
إلى طرف العرف مسيرة خمسين ميلا، وتكون
أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين من حوز
وطرف العرف، وهو جبل منيف داخل في
البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسة الغراب المشهورة،
ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمر
على حوز الريحانة وحوز المدرة وسائر تلك البلاد
مائلا إلى الجوف، وفي هذا الحيز هو الركن الثاني،
والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب
إلى الشرق فيمر على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي
إلى مدينة برديل على البحر المحيط المقابلة لأربونة على
البحر المتوسط، وهنا هو الركن الثالث، وبين
أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزهرة
الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى،
ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد، ولولا هذا
الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة
منقطعة عن البر فاعرف ذلك، فإن بعض من لا
علم لا يعتقد أن الأندلس يحيط بها البحر في جميع
أقطارها لكونها تسمى جزيرة، وليس الامر كذلك
وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب
وجزيرة أقور وغير ذلك، وتكون مسيرة دورها
أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيه ما يتصل بالبر إلا
مقدار يومين كما ذكرنا، وفي هذا الجبل المدخل
المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد
263

الإفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام، ولا يمكن
أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه، فذكر
بطليموس أن قلو بطرة، وهي امرأة كانت آخر
ملوك اليونان، أول من فتح هذه الطريق وسهلها
بالحديد والخل، وقلت: ولولا خوف الاضجار
والاملال لبسطت القول في هذه الجزيرة، فوصفها
كثير وفضائلها جمة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهاد،
ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان
لجميع ما يصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها
وصعوبة الانقياد، وفيها مدن كثيرة وقرى كبار،
يجئ ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب، حسب
ما يقتضيه الترتيب، إن شاء الله تعالى، وبه
العون والعصمة.
والأندلس أيضا: محلة كبيرة كانت بالفسطاط
في خطة المعافر، وقال محمد بن أسعد الجواني،
رحمه الله، في كتاب النقط من تصنيفه: ومسجد
الأندلس هو مصلى المعافر على الجنائز، وهو ما
بين النقعة والرباط، وكان دكة وعليه محاريب،
وقد ذكره القضاعي في كتابه، قال: وبنته
مكنون علم الآمرية أم بنيه ست القصور
مسجدا في سنة 526 على يد المعروف بابن أبي تراب
الصواف وكيلها، والرباط إلى جانب الأندلس في
غربيه، بنته مكنون أيضا سنة 526 رباطا
للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات،
وأجرت لهن رزقا، وفي سنة 594 بنى الحاجب
لؤلؤ العادلي، رحمه الله تعالى، في رحبة الأندلس
بستانا وحوضا ومقعدا، وجمع بين مصلى
الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دار
بقر للساقية التي تستقي الماء الذي يجري إلى البستان.
أندوان: قرية من قرى أصبهان في ناحية قهاب
قرب البلد كبيرة.
أندوشر: بالضم ثم السكون، والشين معجمة:
حصن بالأندلس بقرب قرطبة، منه: أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن سليمان اليحصبي الأندوشري،
كتب عنه السلفي شيئا من شعره بالإسكندرية،
وقال: كان من أهل الأدب والنحو أقام بمكة،
شرفها الله، مدة مديدة، وقدم علينا الإسكندرية
سنة 548، ومدحني وسافر في ركب إلى الشام
متوجها إلى العراق، وذكر لي أنه قرأ النحو بجيان
على أبي الركب النحوي المشهور بالأندلس وعلى
غيره، وكان ظاهر الصلاح.
أندة: بالضم ثم السكون: مدينة من أعمال بلنسية
بالأندلس كثيرة المياه والرساتيق والشجر وعلى
الخصوص التين فإنه يكثر بها، وقد نسب إليها كثير
من أهل العلم، منهم: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن
خيرون القضاعي الأندي، سمع من أبي عمر
يوسف بن عبد البر وحدث عنه الموطأ، ودخل
بغداد سنة 504، وسمع من أبي القاسم بن بيان وأبي
الغنائم بن النرسي ومن أبي محمد القاسم بن علي الحريري
مقاماته في شوال من هذه السنة وعاد إلى المغرب،
فهو أول من دخلها بالمقامات، قاله ابن الدبيثي،
وينسب إليها أيضا أبو الحجاج يوسف بن علي بن محمد
ابن عبد الله بن علي بن محمد القضاعي الأندي، مات
في سنة 542، قاله أبو الحسن بن المفضل المقدسي وأبو
الوليد يوسف بن عبد العزيز بن إبراهيم الأندي
المعروف بابن الدباغ، حدث عن أبي عمران بن أبي
تليد وغيره، وله كتاب لطيف في مشتبه الأسماء
ومشتبه النسبة، سمع منه الحافظ أبو عبد الله
محمد الأشبيري.
264

أنساباذ: بفتح أوله وثانيه: قرية من رستاق الأعلم
من أعمال همذان، بينها وبين زنجان، وهي قرب
دركزين، ويقال: إن الوزير الدركزيني من
أهلها، ونذكره في دركزين، إن شاء الله تعالى.
انسان: بلفظ الانسان ضد البهيمة، قال أبو زياد:
من بلاد جعفر بن كلاب، وقال: في موضع للضباب
في جبال طخفة بالحمى، حمى ضرية، انسان: وهو
ماء بالحمى إلى جنب جبل يسمى الريان، وإنسان
الذي يقول فيه الراجز:
خلية أبوابها كالطيقان،
أحمى بها الملك جنوب الريان،
فكبشات فجنوب انسان
أنسب: آخره باء بوزن أحمر: من حصون بني
زبيد باليمن.
الأنسر: بضم السين، بلفظ جمع النسر من الطير:
ماء لطئ دون الرمل قرب الجبلين، وعن نصر:
الأنسر رضمات صغار في وضح حمى ضرية وهو في
الاشعار بالنسار، وقال ابن السكيت: الأنسر
براق بيض بين مزعا والجثجاثة من الحمى، وليس
بين القولين خلاف، والرضمات جمع رضمة وهي
صخور يرضم بعضها على بعض.
أنشاج: آخره جيم: كأنه من نواحي المدينة، في
شعر أبي وجزة السعدي:
يا دار أسماء قد أقوت بأنشاج،
كالوشم أو كإمام الكاتب الهاجي
أنشاق: بالشين المعجمة، محلة أنشاق: من قرى
مصر بالدقهلية، وبمصر أيضا في كورة البهنسا:
أبشاق، بالباء الموحدة.
أنشام: بفتح أوله: واد في بلاد مراد، قال فروة
ابن مسيك المرادي:
إنا ركبنا، على أبيات إخوتنا،
بكل جيش شديد الرز رزام
حتى أذقنا، على ما كان من وجع،
أعلى وأنعم شرا يوم أنشام
وقال أبو النواح المرادي يرد على فروة بن
مسيك المرادي:
نحن صبحنا غطيفا في ديارهم
بالمشرفي، صبوحا، يوم أنشام
ولت غطيف، وفي أكنافها شعل،
زايلن بين رقاب القوم والهام
أنشميثن: بالفتح ثم السكون، وفتح الشين المعجمة،
والميم، وياء ساكنة، وثاء مثلثة مفتوحة، ونون:
من قرى نسف بما وراء النهر، ينسب إليها أبو
الحسن حميد بن نعيم الفقيه الأنشميثني، سمع
الحديث وكان رجلا صالحا.
أنصاب: ماء لبني يربوع بن حنظلة.
أنصنا: بالفتح ثم السكون، وكسر الصاد المهملة،
والنون مقصور: مدينة أزلية من نواحي الصعيد على
شرقي النيل، قال ابن الفقيه: وفي مصر في بعض
رساتيقها وهو الذي يقال له أنصنا: قرية كلهم مسوخ
منهم رجل يجامع امرأته حجر وامرأة تعجن و؟
ذلك، وفيها برابي وآثار كثيرة نذكرها في البرابي
قال المنجمون: مدينة أنصنا طولها إحدى وستون
درجة في الاقليم الثالث، وطالعها تسع عشرة درجة
من الجدي تحت ثلاث درجات من السرطان، يقابلها
مثلها من الجدي، بيت حياتها ثلاث درج من الحمل،
265

بيت عاقبتها ثلاث درج من الميزان، وقال أبو حنيفة
الدينوري: ولا ينبت اللبخ إلا بأنصنا، وهو
عود تنشر منه الألواح للسفن، وربما أرعف
ناشرها، ويباع اللوح منها بخمسين دينارا ونحوها،
وإذا اشتد منها لوح بلوح وطرح في الماء سنة
التأما وصارا لوحا واحدا، هذا آخر كلامه، وقد
رأيت أنا اللبخ بمصر وهو شجر له ثمر يشبه البلح في لونه
وشكله ويقرب طعمه من طعمه وهو كثير ينبت
في جميع نواحي مصر، وينسب إلى أنصنا قوم من
أهل العلم، منهم: أبو طاهر الحسين بن أحمد بن
حيون الأنصناوي مولى خولان، وأبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن سليمان بن هاشم الأنصناوي
المعروف بالطبري، روى عن أبي علي هارون بن عبد
العزيز الأنباري المعروف بالأوارجي، روى عنه أبو
عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد بمصر.
أنطابلس: بعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام
مضمومة أيضا، وسين مهملة: ومعناه بالرومية خمس
مدن، وهي مدينة بين الإسكندرية وبرقة، وقيل:
هي مدينة ناحية برقة، وقد ذكر أمرها في برقة.
أنطاق: ناحية قرب تكريت لها ذكر في الفتوح سنة
16، قال ربعي بن الأفكل:
وإنا سوف نمنع من يجازي
بحد البيض، تلتهب التهابا
كما دنا بها الأنطاق، حتى
تولى الجمع يرتجي الإيابا
أنطاكية: بالفتح ثم السكون، والياء مخففة، وليس
في قول زهير:
علون بأنطاكية، فوق عقمة
وراد الحواشي، لونها لون عندم
وقول امرئ القيس:
علون بأنطاكية، فوق عقمة،
كجرمة نخل أو كجنة يثرب
دليل على تشديد الياء لأنها للنسبة وكانت العرب إذا
أعجبها شئ نسبته إلى أنطاكية، قال الهيثم بن عدي:
أول من بنى أنطاكية انطيخس وهو الملك الثالث بعد
الإسكندر، وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي:
أن أول من بني أنطاكية انطيغونيا في السنة السادسة
من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس،
وهو الذي بنى اللاذقية وحلب والرها وأفامية،
وقال في موضع آخر من كتابه: بنى الملك أنطيغونيا
على نهر أورنطس مدينة وسماها أنطيوخيا وهي
التي كمل سلوقوس بناءها وزخرفها وسماها على اسم
ولده انطيوخوس وهي أنطاكية، وقال بطليموس:
مدينة أنطاكية طولها تسع وستون درجة وعرضها
خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة
درجة من السرطان وثلاثين دقيقة، يقابلها مثلها من
الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها
مثلها من الميزان، لها درجتان ونصف من الحوت،
تحكم فيه كف الخضيب وهي في الاقليم الرابع،
وقيل: إن أول من بناها وسكنها أنطاكية بنت
الروم بن اليقن (اليفز) بن سام بن نوح، عليه
السلام، أخت أنطالية، باللام، ولم تزل أنطاكية
قصبة العواصم من الثغور الشامية، وهي من
أعيان البلاد وأمهاتها، موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب
الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير.
وقال ابن بطلان في رسالة كتبها إلى بغداد إلى أبي
الحسن هلال بن المحسن الصابي في سنة نيف وأربعين
وأربعمائة، قال فيها: وخرجنا من حلب طالبين
266

أنطاكية، وبينهما يوم وليلة، فوجدنا المسافة التي
بين حلب وأنطاكية عامرة لا خراب فيها أصلا،
ولكنها أرض تزرع الحنطة والشعير تحت شجر
الزيتون، قراها متصلة ورياضها مزهرة ومياهها
منفجرة، يقطعها المسافر في بال رخي وأمن
وسكون. وأنطاكية: بلد عظيم ذو سور وفصيل،
ولسوره ثلاثمائة وستون برجا يطوف عليها بالنوبة
أربعة آلاف حارس ينفذون من القسطنطينية من
حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة، ويستبدل
بهم في السنة الثانية، وشكل البلد كنصف دائرة
قطرها يتصل بجبل، والسور يصعد مع الجبل إلى
قلته فتتم دائرة، وفي رأس الجبل داخل السور قلعه
تبين لبعدها من البلد صغيرة، وهذا الجبل يستر
عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية،
وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب، وفي
وسطها بيعة القسيان، وكانت دار قسيان الملك
الذي أحيى ولده فطرس رئيس الحواريين، وهو
هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون، وعليه
كنيسة على أساطين، وكان يدور الهيكل أروقة
يجلس عليها القضاة للحكومة ومتعلمو النحو واللغة،
وعلى أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل
ليلا ونهارا دائما اثنتي عشرة ساعة وهو من عجائب
الدنيا، وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمامات
وبساتين ومناظر حسنة تخر منها المياه، وعلة
ذلك أن الماء ينزل عليها من الجبل المطل على المدينة،
وهناك من الكنائس ما لا يحد كلها معمولة بالذهب
والفضة والزجاج الملون والبلاط المجزع، وفي البلد
بيمارستان يراعي البطريك المرضى فيه بنفسه
ويدخل المجذمين الحمام في كل سنة فيغسل شعورهم
بيده، ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويعينه
على خدمتهم الاجلاء من الرؤساء والبطارقة التماس
التواضع، وفي المدينة من الحمامات ما لا يوجد مثله
في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لان وقودها الآس
ومياهها تسعى سيحا بلا كلفة، وفي بيعة القسيان
من الخدم المسترزقة ما لا يحصى، ولها ديوان لدخل
الكنيسة وخرجها، وفي الديوان بضعة عشر كاتبا،
ومنذ سنة وكسر وقعت في الكنيسة صاعقة وكانت
حالها أعجوبة وذلك أنه تكاثرت الأمطار في آخر سنة
1362 للإسكندر الواقع في سنة 442 للهجرة، وتواصلت
أكثر أيام نيسان، وحدث في الليلة التي صبيحتها يوم
السبت الثالث عشر من نيسان رعد وبرق أكثر
مما ألف وعهد، وسمع في جملته أصوات رعد
كثيرة مهولة أزعجت النفوس، ووقعت في الحال
صاعقة على صدفة مخبأة في المذبح الذي للقسيان
فقلقت من وجه النسرانية قطعة تشاكل ما قد
نحت بالفأس والحديد الذي تنحت به الحجارة،
وسقط صليب حديد كان منصوبا على علو هذه
الصدفة وبقي في المكان الذي سقط فيه وانقطع من
الصدفة أيضا قطعة يسيرة، ونزلت الصاعقة من
منفذ في الصدفة وتنزل فيه إلى المذبح سلسلة فضة
غليظة يعلق فيها الثميوطون، وسعة هذا المنفذ
إصبعان، فتقطعت السلسلة قطعا كثيرة وانسبك
بعضها ووجد ما انسبك منها ملقى على وجه
الأرض، وسقط تاج فضة كان معلقا بين يدي مائدة
المذبح، وكان من وراء المائدة في غربيها ثلاثة كراس
خشبية مربعة مرتفعة ينصب عليها ثلاثة صلبان كبار
فضة مذهبة مرصعة، وقلع قبل تلك الليلة الصليبان
الطرفيان ورفعا إلى خزانة الكنيسة وترك
الوسطاني على حاله فانكسر الكرسيان الطرفيان
وتشظيا وتطايرت الشظايا إلى داخل المذبح وخارجه
267

من غير أن يظهر فيها أثر حريق كما ظهر في السلسلة،
ولم ينل الكرسي الوسطاني ولا الصليب الذي عليه
شئ، وكان على كل واحد من الأعمدة الأربعة
الرخام التي تحمل القبة الفضة التي تغطي مائدة المذبح
ثوب ديباج ملفوف على كل عمود فتقطع كل واحد
منها قطعا كبارا وصغارا، وكانت هذه القطع بمنزلة
ما قد عفن وتهرأ، ولا يشبه ما قد لامسته نار
ولا ما احترق، ولم يحلق المائدة ولا شيئا من هذه
الملابس التي عليها ضرر ولا بان فيها أثر، وانقطع
بعض الرخام الذي بين يدي مائدة المذبح مع ما تحته
من الكلس والنورة كقطع الفأس، ومن جملته
لوح رخام كبير طفر من موضعه فتكسر إلى
علو تربيع القبة الفضة التي تغطي المائدة وبقيت هناك
على حالها، وتطافرت بقية الرخام إلى ما قرب من
المواضع وبعد، وكان في المجنبة التي للمذبح بكرة
خشب فيها حبل قنب مجاور للسلسلة الفضة التي
تقطعت وانسبك بعضها معلق فيها طبق فضة كبير
عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله ولم ينطفئ
شئ من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من
الكرسيين الخشب ولا زال منها شئ وكان جملة
هذا الحادث مما يعجب منه، وشاهد غير واحد في
داخل أنطاكية وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من
شهر آب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه كوة
ينور منها نور ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس
يتحدثون بذلك، وتوالت الاخبار بعد ذلك بأنه
كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة غنجرة،
وهي داخل بلاد الروم على تسعة عشر يوما من أنطاكية،
زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم، وسقط منها أبنية
كثيرة وخسف موضع في ظاهرها، وكان هناك
كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر،
ونبع من ذلك الخسف ماء حار شديد الحرارة كثير
المنبع المتدفق، وغرق منه سبعون ضيعة، وتهارب
خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال
والمواضع المرتفعة فسلموا وبقي ذلك الماء على وجه
الأرض سبعة أيام، وانبسط حول هذه المدينة مسافة
يومين ثم نضب وصار موضعه وحلا، وحضر جماعة
ممن شاهد هذه الحال فحد ثوابها أهل أنطاكية على ما
سطرته، وحكوا أن الناس كانوا يصعدون أمتعتهم
إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتدحرج،
المتاع إلى الأرض، وفي ظاهر البلد نهر يعرف
بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو مثل
نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي،
آخر ما كتبناه من كتاب ابن بطلان، وبين أنطاكية
والبحر نحو فرسخين ولها مرسى في بليد يقال له
السويدية ترسو فيه مراكب الإفرنج يرفعون منه
أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية، وكان الرشيد
العباسي قد دخل أنطاكية في بعض غزواته فاستطابها
جدا وعزم على المقام بها، فقال له شيخ من أهلها:
ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين، قال:
وكيف؟ قال: لان الطيب الفاخر فيها يتغير حتى لا
ينتفع به والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعي
الهند، فصدقه في ذلك فتركها ودفع عنها. وأما فتحها
فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد
تحصن بها خلق كثير من أهل جند قنسرين فلما
صار بمهروية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه
جمع من العدو ففضهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر
أهلها من جميع نواحيها، وكان معظم الجيش على
باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر، ثم إنهم
صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهم وأقام بعض
منهم فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا،
268

ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم
وحبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول،
ويقال: بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين
فوجه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ورجع
ومكث يسيرا حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح،
ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة،
منهم: مسلم بن عبد الله جد عبد الله بن حبيب بن
النعمان بن مسلم الأنطاكي، وكان مسلم قتل على
باب من أبوابها فهو يعرف بباب مسلم إلى الآن،
وذلك أن الروم خرجت من البحر فأناخت على
أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر
فقتله، ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع
جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير
إليهم الفلثر بدينار ومدي قمح فعمروها،
وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية، والفلثر: مقدار
من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدان والجريب،
ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا
من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن
ملكوا الثغور المصيصة وطرسوس واذنة واستمرت في
أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش
السلجوقي جد ملوك آل سلجوق اليوم في سنة 477،
وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى
سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478، وكتب
سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب
أرسلان يخبره بفتحها فسر به وأمر بضرب البشائر،
فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:
لمعت، كناصية الحصان الأشقر،
نار بمعتلج الكثيب الأحمر
وفتحت أنطاكية الروم، التي
نشزت معاقلها على الإسكندر
وطئت مناكبها جيادك، فانثنت
تلقي أجثتها بنات الأصفر
فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن
ملكتها الإفرنج من واليها بغيسغان التركي بحيلة
تمت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن
قبل أن يصل إلى حلب، وذلك في سنة 491،
وهي في أيديهم إلى الآن، وبأنطاكية قبر حبيب
النجار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يزار،
ويقال إنه نزلت فيه: وجاء من أقصى المدينة
رجل يسعى، قال يا قوم اتبعوا المرسلين، وقد
نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم، منهم:
عمر بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد
ابن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف
ابن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران
ابن عتيك بن الأزد أبو حفص العتكي الأنطاكي
الخطيب صاحب كتاب المقبول، سمع أبا بكر
الخرائطي والحسن بن علي بن روح الكفر طابي ومحمد
ابن حريم وأبا الحسن بن جوصا، سمع منهم، ومن
غيرهم بدمشق، وقدم مرة أخرى في سنة 359
مستنفرا، فحدث بها وبحمص عن جماعة كثيرة،
روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدد بن علي
الأملوكي وغيرهما وكتب عنه أبو الحسين الرازي
وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو
عمرو محدث مشهور له رحلة، سمع بدمشق محمد بن
عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن
هشام بن يحيى ودحيما وهشام بن عمار وسعيد بن
كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فروخ
وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفان بن مسلم
وعلي بن الجعد وجماعة سواهم، روى عنه أبو حاتم
الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جوصا وأبو
269

عوانه الإسفراييني وخيثمة بن سليمان وغيرهم، وكان
من الحفاظ المشهورين، وقال أبو عبد الله الحاكم
عثمان بن خرداذ: ثقة مأمون، وذكر دحيم أنه
مات بأنطاكية في المحرم سنة 282، وإبراهيم بن
عبد الرزاق أبو يحيى الأزدي، ويقال العجلي الأنطاكي
الفقيه المقري، قرأ القرآن بدمشق على هارون بن
موسى بن شريك الأخفش، وقرأ على عثمان بن خرداذ
ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل
وغيرهما، وصنف كتابا يشتمل على القراءات الثماني،
وحدث عن آخرين، روى عنه أبو الفضل محمد بن
عبد الله بن المطلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع
وغيرهما، ومات بأنطاكية سنة 338، وقيل: في
شعبان سنة تسع.
أنطالية: بوزن التي قبلها وحروفها، الا ان هذه باللام
مكان الكاف: بلد كبير من مشاهير بلاد الروم
كان أول من نزله أنطالية بنت الروم بن اليقن بن سام
ابن نوح أخت أنطاكية فسمي باسمها، وقال البلخي:
إذا تجاوزت قلمية واللامس انتهيت إلى أنطالية
حصن للروم على شط البحر منيع واسع الرستاق
كثير الأهل، ثم تنتهي إلى خليج القسطنطينية.
أنطرطوس: بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر
أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص،
وقال أبو القاسم الدمشقي: من أعمال طرابلس مطلة
على البحر في شرقي عرقة بينهما ثمانية فراسخ ولها
برجان حصينان كالقلعتين، وقال أحمد بن يحيى بن
جابر: وفتح عبادة بن الصامت في سنة 17 بعد
فتح اللاذقية وجبلة أنطرطوس وكان حصنا، ثم
جلا عنه أهله، فبنى معاوية أنطرطوس وحصنها
وأقطع المقاتلة بها القطائع، وكذلك فعل بمرقية
وبليناس، وينسب إليها عمر بن داود بن سلمون بن
داود أبو حفص الأنطرطوسي، قدم دمشق
وحدث عن خيثمة بن سليمان والحسين بن محمد بن
داود بن مأمون ومحمد بن عبيد الله الرفاعي وأبي بكر
محمد بن الحسن بن أبي الذيال الحزامي الأصبهاني
وجماعة كثيرة، روى عنه أبو علي الأهوازي وأبو
الحسين بن الترجمان وأحمد بن الحسن الطيان، وكان
يقول: ختمت اثنين وأربعين ألف ختمة، ومولده
سنة 295، ومات سنة 390، قال: وتزوجت
بمائة امرأة واشتريت ثلاثمائة جارية، وعيسى بن يزيد
أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج حدث عن
الأوزاعي وأبي علي أرطاة بن المنذر، روى عنه
محمد بن مصفى الحمصي و عبد الوهاب بن الضحاك،
وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بقائم، و عبد الله
ابن محمد بن الأشعث أبو الدرداء الأنطرطوسي حدث
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، إبراهيم بن محمد
ابن عبيدة المددي الحمصي، روى عنه أبو جعفر محمد
ابن عبد الرحمن الضبي الأصبهاني المعروف بالأرزباني،
وسليمان بن أحمد الطبراني، قاله أبو القاسم الحافظ
الامام، وأنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن
السلام أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي، حدث
بدمشق سنة 289 عن عيسى بن سليمان الشيرازي
ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان
الرصافي المعروف بابن مطاعن وجماعة كثيرة، روى
عنه أبو القاسم بن أبي العقب وأبو الحسن بن جوصا
وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي
وغيرهم.
أنطليش: بالفتح ثم السكون، وفتح الطاء، وكسر
اللام، وياء ساكنة، والشين معجمة، قرية بالأندلس
ينسب إليها عبد البصير بن إبراهيم أبو عبد الله
270

الأنطليشي، سمع محمد بن وضاح والخشني
وغيرهما، حدث وتوفي وأحمد بن تقي على القضاء،
قاله ابن الفرضي.
الأنعمان: واديان، قيل: هما الأنعم وعاقل،
وقيل: موضع بنجد، وقيل: جبل لبني عبس،
وقال رجل من بني عقيل يتشوقه:
وإن بجنب الأنعمين أراكة،
عداني عنها الخوف، دان ظلالها
منعمة من فوق أفنانها العلى،
جنى طيب للمجتني لو ينالها
لها ورق لا يشبه الورق، الذي
رأينا، وحيطان يلوح جمالها
الأنعم: بفتح العين: جبل ببطن عاقل بين اليمامة
والمدينة عند منعج وخزاز، وهناك آخر قريب
منه يقال له الأنعمان ويصغر أنيعم، عن نصر.
الأنعم: بضم العين: موضع بالعالية، قال جرير:
حي الديار بعاقل فالأنعم،
كالوحي في رق الزبور المعجم
طل تجر به الرياح سواريا،
والمدجنات من الشمال المرزم
وقال نصر: الأنعم، بضم العين: جبل بالمدينة عليه
بعض بيوتها.
أنف: بالفتح ثم السكون، والفاء: بلد في شعر هذيل،
قال عبد مناف بن ربع الجربي ثم الهذلي:
إذا تجاوب نوح قامتا معه،
ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا
من الأسى أهل أنف، يوم جاءهم
جيش الحمار، فلاقوا عارضا بردا
كانوا غزوا ومعهم حمار فسماه جيش الحمار، وفي
أخبار هذيل: خرج المعترض بن حبواء الظفري
ثم السلمي لغز وبني هذيل فوجد بني قرد بأنف،
وهما داران إحداهما فوق الأخرى، بينهما قريب
من ميل وذكر قصة ذلك، وسماه ابن ربع الهذلي
أنف عاذ، فقال في هذا اليوم:
فدى لبني عمرو وآل مؤمل،
غداة الصباح، فدية غير باطل
هم منعوكم من حنين ومائه،
وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل
والمطاحل: موضع أضاف أنف عاذ إليه.
أنفة: بالتحريك: بليدة على ساحل بحر الشام شرقي
جبل صهيون بينهما ثمانية فراسخ.
أنقد: بالقاف: جبل تضاف إليه برقة، ذكر في
البرق.
أنقرة: بالفتح ثم السكون، وكسر القاف، وراء،
وهاء، وهو فيما بلغني: اسم للمدينة المسماة أنكورية،
وفي خبر امرئ القيس لما قصد ملك الروم يستنجده
على قتلة أبيه هويته بنت الملك، وبلغ ذلك
قيصر فوعده أن يتبعه الجنود إذا بلغ الشام
أو يأمر من بالشام من جنوده بنجدته، فلما كان
بأنقرة بعث إليه بثياب مسمومة فلما لبسها تساقط
لحمه، فعلم بالهلاك فقال:
رب طعنة مثعنجره،
وخطبة مسحنفره،
تبقى غدا بأنقره
وقال بطليموس: مدينة أنقرة طولها ثمان وخمسون
درجة وعرضها تسع وأربعون درجة وأربعون دقيقة،
طالعها العقرب اثنتا عشرة درجة منه بيت حياتها فيه
271

القلب وفي عاشرها قلب الأسد، وهي في الاقليم
السابع طالعها السماك، كان في أول الطول والعرض
به تحت خمس وعشرين درجة من السرطان وأربعين
دقيقة عاشرها جبهة الأسد، وكان المعتصم قد فتحها
في طريقه إلى عمورية، فقال أبو تمام:
يا يوم وقعة عمورية انصرفت
عنك المنى حفلا معسولة الحلب
جرى لها الفال نحسا يوم أنقرة
إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت
كان الخراب لها أعدى من الجرب
وأنقرة أيضا: موضع بنواحي الحيرة، في قول
الأسود بن يعفر النهشلي، قال الأصمعي: تقدم
رجل من بني دارم إلى القاضي سوار بن عبد الله
ليقيم عنده شهادة فصادفه يتمثل بقول الأسود بن
يعفر، وهي هذه الأبيات:
ولقد علمت، لو أن علمي نافعي،
أن السبيل سبيل ذي الأعواد
إن المنية والحتوف كلاهما
توفي المخارم ترميان فؤادي
ماذا أؤمل بعد آل محرق
تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم
ماء الفرات يجئ من أطواد
جرت الرياح على محل ديارهم
فكأنما كانوا على ميعاد
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة
في ظل ملك ثابت الأوتاد
فإذا النعيم وكل ما يلهى به
يوما يصير إلى بلى ونفاد
ثم أقبل على الدارمي فقال له: أتروي هذا الشعر؟
قال: لا، قال: أفتعرف قائله؟ قال: لا،
قال: هو رجل من قومك له هذه النباهة يقول
مثل هذه الحكم لا ترويها ولا تعرف قائلها يا
مزاحم؟ أثبت شهادته عندك فاني متوقف فيها
حتى أسأل عنه فاني أظنه ضعيفا، وقد ذكر بعض
العلماء أن أنقرة التي في شعر الأسود هي أنقرة التي
ببلاد الروم، نزلتها إياد لما نفاهم كسرى عن
بلاده، وهذا حسن بالغ ولا أرى الصواب إلا هذا
القول، والله أعلم.
أنقلقان: بالفتح ثم السكون، وضم القاف الأولى،
وسكون اللام، وألف، ونون، وبعضهم يقول:
أنكلكان: من قرى مرو، ينسب إليها مظهر بن
الحكم أبو عبد الله البيع الأنقلقاني، روى عنه
مسلم بن الحجاج.
الأنقور: قال الزبير: موضع باليمن، قال أبو دهبل:
متى دفعنا إلى ذي ميعة نتق
كالذيب فارقه السلطان والروح
وواجهتنا من الأنقور مشيخة
كأنهم حين لاقونا الربابيح
أنكاد: مدينة قرب تلمسان من بلاد البربر من
أرض المغرب، كانت لعلي بن أحمد قديما، ذات سور
من تراب في غاية الارتفاع والعرض، وواديها يشقها
نصفين، منها إلى تاهرت بالعرض مشرقا ثلاث
مراحل.
272

الأنكبردة: بالفتح ثم السكون، وفتح الكاف،
وضم الباء الموحدة، وسكون الراء، ودال مهملة،
وهاء: بلاد واسعة من بلاد الإفرنج بين القسطنطينية
والأندلس، تأخذ على طرف بحر الخليج من محاذاة
جبل القلال، وتمر على محاذاة ساحل المغرب
مشرقا إلى أن تتصل ببلاد قلورية.
إنكجان: بالكسر ثم السكون، وكسر الكاف،
وجيم، وألف، ونون: ناحية بالمغرب من بلاد
البربر، ثم من بلاد كتامة منهم، كان أكثر مقام أبي
عبد الله الشيعي بها، ويسميها دار الهجرة، وسمعت
بعضهم يقول: إيكجان بالياء.
انكفردر: من بلاد بخارى بما وراء النهر.
الأنواص: بالصاد المهملة: موضع في بلاد هذيل
يروى بالنون والباء، قال:
تسقى بها مدافع الأنواص
ورواه نصر بالضاد المعجمة.
الأنواط: ذات أنواط: شجرة خضراء عظيمة كانت
الجاهلية تأتيها كل سنة تعظيما لها فتعلق عليها أسلحتها
وتذبح عندها، وكانت قريبة من مكة، وذكر انهم كانوا
إذا أتوا يحجون يعلقون أرديتهم عليها
ويدخلون الحرم بغير أردية تعظيما للبيت، ولذلك
سميت أنواط، يقال: ناط الشئ ينوطه نوطا
إذا علقه.
أنور: بفتح الواو: حصن باليمن من مخلاف
قيظان.
الأنيس: بالضم ثم الفتح، وياء مشددة مكسورة،
وسين مهملة: جبل أسود في قول النابغة:
طلعوا عليك براية معروفة
يوم الأنيس إذ لقيت لئيما
أنيسون: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وسين
مهملة مضمومة، وواو، ونون: من قرى بخارى،
ينسب إليها أبو الليث نصر بن زاهر بن عمير بن
حمزة الأنيسوني البخاري.
الأنيعم: بلفظ التصغير: موضع، قال حضرمي بن
عامر الأسدي:
لقد شاقني، لولا الحياء من الصبا، لمية ربع بالأنيعم دارس
ليالي، إذ قلبي بمية موزع،
وإذ نحن جيران لها متلابس
وإذا نحن لا نخشى النميمة بيننا،
ولو كان شئ بيننا متشاكس
باب الهمزة والواو وما يليهما
الأوار: بالضم: موضع في شعر بشر بن أبي خازم:
كأن ظباء أسنمة عليها
كوانس، قالصا عنها المغار
يفلجن الشفاء عن أقحوان،
جلاه غب سارية قطار
وفي الاظعان آنسة لعوب،
تيمم أهلها بلدا فساروا
من اللائي غذين بغير بؤس،
منازلها القصيمة فالأوار
أوارة: بالضم: اسم ماء أو جبل لبني تميم، قيل:
بناحية البحرين، وهو الموضع الذي حرق فيه
عمرو بن هند بني تميم، وهو عمرو بن المنذر بن
273

النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر
ابن عمرو بن الحارث بن سعود بن مالك بن عمم بن
نمارة بن لخم بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد بن
كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان،
وأما أمه هند فهي بنت الحارث بن عمرو المقصور
ابن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور وهو كندة
الكندي الملك، وكان من حديث ذلك أن أسعد
ابن المنذر أخا عمرو بن هند كان مستودعا في
بني تميم فقتل فيهم خطأ فحلف عمرو بن هند
ليقتلن به مائة من بني تميم، فأغار عليهم في بلادهم
بأوارة فظفر منهم بتسعة وتسعين رجلا فأوقد
لهم نارا وألقاهم فيها، فمر رجل من البراجم فشم
رائحة حريق القتلى فظنه قتار الشواء فمال إليه،
فلما رآه عمرو بن هند قال: ممن أنت؟ قال:
رجل من البراجم، قال: إن الشقي وافد البراجم،
فأرسلها مثلا، وأمر به فألقي في النار وبرت
يمينه، فسمت العرب عمرو بن هند محرقا، والبراجم،
خمسة رجال من بني تميم: قيس وعمرو وغالب
وكلفة والظليم بنو حنظلة بن مالك بن زيد مناة
ابن تميم اجتمعوا وقالوا: نحن كبراجم الكف،
فغلب عليهم، قال الأعشى:
ها إن عجزة أمه،
بالسفح، أسفل من أواره
وقال زهير:
عداوية هيهات منك محلها،
إذا ما هي احتلت بقدس أوارة
وقال ابن دريد في مقصورته:
ثم ابن هند باشرت نيرانه،
يوم أوارة، تميما بالصلا
الأواشح: بالشين المعجمة، والحاء المهملة، بلفظ
الجمع: موضع قرب بدر، ذكره أمية بن أبي
الصلت في مرثيته: من قتل يوم بدر من
المشركين، فقال:
ماذا ببدر فالعقنقل
من مرازبة جحاجح
فمدافع البرقين فالحنان
من طرف الأواشح
أواق: بالضم، وآخره قاف: موضع كان فيه يوم
من أيام العرب وهو يوم يؤيؤ.
أوال: بالضم، ويروى بالفتح: جزيرة يحيط بها البحر
بناحية البحرين، فيها نخل كثير وليمون وبساتين،
قال توبة بن الحمير:
من الناعبات المشي نعبا، كأنما
يناط بجذع من أوال جريرها
وقال تميم بن أبي بن مقبل:
عمد الحداة بها لعارض قرية:
فكأنها سفن بسيف أوال
وقال السمهري العكلي:
طروح مروح فوق روح كأنما
يناط يجذع من أوال زمامها
وأوال أيضا: صنم كان لبكر بن وائل وتغلب بن وائل.
أوانا: بالفتح، والنون: بليدة كثيرة البساتين
والشجر نزهة، من نواحي دجيل بغداد، بينها
وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت وكثيرا
ما يذكرها الشعراء الخلعاء في أشعارهم، فحدث
بعض الظرفاء قال: حصلت يوما بعكبرا في
274

بعض الحانات فشربت أياما بها وكان فيها ابن خمار
يحكي الشمس حسنا فلم أزل من عنده حتى نفدت
نفقتي وبلغت الغرض الأقصى من عشرته،
فقرأت يوما على جدار البيت الذي كنا فيه:
حضر الفارغ المشغول، المغرم بحانات الشمول،
وهو لمن دخل إلى هذا الموضع يقول:
أيها المغرمون بالحانات،
والمعنون في هوى الفتيات!
ومن استنفدت كروم بزوغى،
فأوانا، أمواله، فالفرات
قد شربنا المدام في دير ماري،
ونكحنا البنين قبل البنات
وأخذنا من الزمان أمانا،
حيث كان الزمان طوعا مواتي
تحت ظل من الكروم ظليل،
وغريب من معجبات النبات
بادروا الوقت واشربوا الراح واحظوا
بعناق الحبيب، قبل الفوات
ودعوا من يقول: حرمت الخمر
علينا في محكم الآيات
وافعلوا مثل ما فعلنا سواء،
وأجيبوا عن هذه الأبيات
قال: فكتبت تحت هذه الأبيات بعد أن تحرفت
على إجابته ولم يكن الشعر من عملي: أما فلان بن
فلان فقد عرف صحة قولك وفعل مثل فعلك جزاك
الله عن إخوانك فلقد قلت فنصحت وحضضت
فنفعت.
وينسب إلى أوانا قوم من أهل العلم، منهم:
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الأواني الضرير
المعروف بالموصلي شيخ مستور، سمع أبا الحسن
علي بن أحمد الأنباري، كتب عنه أبو سعد
ببغداد وتوفي سنة 537، وأبو نصر محمد بن أحمد بن
الحسين بن محمود الأواني كاتب سديد وشاعر مجيدوله
رسائل مدونة وأشعار حسان، منها: رسالة في حسن
الربيع أجاد فيها، وله غير ذلك، ومات بأوانا سنة
557، وأبو زكرياء يحيى بن الحسين بن جميلة الأواني
المقري الضرير، سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي
وأبا غالب بن الداية وأبا محمد عبد الله بن علي المعروف
بابن بنت الشيخ أبي محمد وأبا الفضل بن ناصر وغيرهم،
وهو مكثر صحيح السماع، مات في صفر سنة 606.
أوان: بالفتح: قال ابن إسحاق في ذكر غزوة تبوك:
ثم أقبل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى نزل بذي
أوان، ويقال: ذات أوان، وكان بلدا بينه وبين
المدينة ساعة من النهار.
الأوانة: بالكسر: من مياه بني عقيل بنجد.
أوائن: بالفتح: موضع في شعر هذيل، قال
مالك بن خالد الهذلي:
لميثاء دار، كالكتاب بغرزة،
قفار، وبالمنحاة منها مساكن
يوافيك منها طارق، كل ليلة،
حثيث كما وافى الغريم المدائن
فهيهات ناس من أناس، ديارهم
دفاق ودار الآخرين الأوائن
أوب: بالفتح: موضع في بلاد طئ، قال زيد
الخيل:
عفا من آل فاطمة السليل،
وقد قدمت بذي أوب طلول
275

خلت وترجز القلع الغوادي
عليها، فالأنيس بها قليل
وقفت بها، فلما لم تجبني
بكيت ولم أخل أني جهول
أوبر: بالضم ثم السكون، والباء موحدة مفتوحة،
وراء مهملة: من قرى بلخ، ينسب إليها أبو حامد
أحمد بن يحيى بن هشام الأوبري، توفي في شوال
سنة خمس وثلاثمائة عن أربع وسبعين سنة.
أوبه: بالفتح ثم السكون: قرية من أعمال هراة
قريبة منها، ينسب إليها الفقيه عبد العزيز الأوبهي،
مات سنة 428، وأبو منصور الأوبهي مات سنة
403، وأبو عطاء إسماعيل بن محمد بن أحمد الهروي
الأوبهي، روى عنه أبو الحسن بشرى وذكر أنه
سمع منه بفيد، و عبد المجيد بن إسماعيل بن محمد
أبو سعد القيسي الهروي الحنفي قاضي بلاد الروم،
ولد بأوبه وتفقه بما وراء النهر على البرودي
والسيد الأشرف والقاضي فخر وغيرهم، وأخذ عنه
جماعة أئمة، وله مصنفات في الفروع والأصول
وخطب ورسائل وأشعار وروايات، ودرس
العلم ببغداد والبصرة وهمذان وبلاد الروم، ومات
بقيسارية في رجب سنة 537.
أوثنان: بالفتح ثم السكون، وثاء مثلثة مفتوحة،
ونون، وألف، ونون: جبل أسود لبني مرة بن عوف.
أو جار: بالفتح ثم السكون، وجيم، وألف، وراء:
قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن
وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
أوج: بالضم ثم السكون، وجيم: قرية صغيرة
للخرلخية، وهم صنف من الأتراك بما وراء سيحون.
أوجلة: بالفتح ثم السكون، وفتح الجيم، ولام،
وهاء: مدينة في جنوبي برقة نحو المغرب ضاربة إلى
البر، قال البكري: من مدينة أجد أبية إلى قصر زيدان
الفتى ثلاثة أيام، ثم تمشي أربعة أيام إلى مدينة أوجلة
وهي عامرة كثيرة النخل، وأوجلة: اسم للناحية واسم
المدينة: ارزاقية، وأوجلة: قرى كثيرة فيها نخل وشجر
كثير وفواكه، ولمدينتها أسواق ومساجد، ومنها
إلى تاجر فت أربعة أيام، ومن أوجلة إلى سنترية
لمن يريد واحات عشرة أيام في صحراء ورمال.
أوجلى: اسم موضع، قال علي بن جعفر السعدي:
أوجلى وأجفلى لم يجئ على هذا الوزن غيرهما،
ولعل أوجلى هذه هي التي قبلها لان أهل تلك
البلاد لا يتلفظون بالتاء.
الأوداء: بالمد: ماء ببطن فلج لبني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة.
الأودات: موضع معروف، قاله أبو القاسم محمود بن
عمر، وقال حيان بن قيس:
لعمري! لقد أمست إلي بغيضة
نوى، فرقت بيني وبين أبي عمرو
فإن أرهم لا أصدف الدهر عنهم،
سوى سفر حتى أغيب في القبر
إذا هبطوا الأودات، والبحر دوننا،
فقل في ثناء بيننا آخر الدهر
وقال نصر: الأوداة بالهاء مجتمع أودية بين الكوفة
والشام، وقد يقال للتي ببطن فلج الأوداة.
وأوداة: قلب بها أجارد.
وأودات كلب: أودية كثيرة تنسل من الملحاء
وهي رابية مستطيلة ما شرق منها فهو الأودات
وما غرب فهو البياض.
276

أود: بالضم ثم السكون، والدال مهملة: موضع
في ديار بني تميم ثم لبني يربوع منهم بنجد في أرض
الحزن، قال بعضهم:
وأعرض عني قعنب فكأنما
يرى أهل أود من صداء وسلهما
وقال ابن مقبل:
للمازنية مصطاف ومرتبع،
مما رأت أود فالمقرات فالجرع
رأت: أي قابلت، وقال آخر:
كأنها ظبية بكر أطاع لها
من حومل تلعات الجو أو أودا
كذا روي في هذه الأبيات بالضم، وقيل: هو
واد كان فيه يوم من أيام العرب.
أود: بالفتح، بوزن عود: موضع بالبادية، قاله أبو
القاسم محمود بن عمر، ووجدته في شعر الراعي المقروء
على ثعلب من صنعته في قوله:
فأصبحن قد وركن أود وأصبحت
فراخ الكيب طلعا وخرانقه
وخطة بني أود من محال الكوفة نسبت إلى أود
ابن سعد العشيرة، وقد ينسب إلى الخطة بعض
الرواة.
أودن: بالنون، قال أحمد بن الطيب: أودن
قرية كبيرة تحت جبل بين مرعش والفرات، وقال
أبو بكر بن موسى: أودن: بعد الهمزة المفتوحة واو
ساكنة، ثم دال مهملة، وآخره نون: قرية من
قرى بخارى، ينسب إليها أبو منصور أحمد بن محمد
ابن نصر الأودني البخاري، حدث عن عبد الرحمن
ابن صالح ويحيى بن محمد اللؤلؤي وموسى بن قريش
التميمي وغيرهم، حدث عنه داود بن محمد بن موسى
الأودني، توفي سنة 303.
أودنة: قال أبو سعد: بضم الألف، وسكون الواو،
وفتح الدال المهملة، والنون، والهاء: قرية من
قرى بخارى، منها: إمام أصحاب الحديث أبو بكر
محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر بن ورقاء الأودني
إمام أصحاب الشافعي في عصره، توفي ببخارى في شهر
ربيع الأول سنة 385، والفقيه أبو سليمان داود بن
محمد بن موسى بن هارون الأودني الحنفي يروي عن
عبد الرحمن بن أبي الليث وكان إماما، قلت: وأنا
احسب أن هذه والتي قبلها واحدة وإنما اختلف الرواية
في ضم الهمزة وفتحها.
الأودية: ماء لبني غني بن أعصر.
أوذ: بالضم ثم السكون، وذال معجمة: مدينة بناحية
أران من فتوح سلمان بن ربيعة، وقيل: أوذ من
قلاع قزوين مشهورة، قال نصر: والصواب أنها بواو
بعد الذال.
أوذغست: بالفتح ثم السكون، وفتح الذال المعجمة،
والغين المعجمة، وسكون السين المهملة، والتاء فوقها
نقطتان، قال ابن حوقل: دون لمطة من بلاد
المغرب تامدلت، وعلى جنوبها أوذغست مدينة،
وعلى سمتها في نقطة المغرب أو ليل، وبين
سجلماسة إلى أوذغست مسيرة شهرين على سمت
المغرب فتقع منحرفة محاذاة عن السوس الأقصى
كأنهما مع سجلماسة مثلث طويل الساقين أقصر
أضلاعه من السوس إلى أوذغست، وهي مدينة
لطيفة أشبه شئ بمكة، شرفها الله وحمامها، لأنها بين
جبلين، وقال المهلبي: أوذغست مدينة بين جبلين في قلب
277

البر جنوبي مدينة سجلماسة، بينهما نيف وأربعون
مرحلة في رمال ومفاوز على مياه معروفة وفي بعضها
بيوت البربر، وأوذغست بها أسواق جليلة وهي مصر
من الأمصار جليل، والسفر إليها متصل من كل
بلد، وأهلها مسلمون يقرأون القرآن ويتفقهون، ولهم
مساجد وجماعات أسلموا على يد المهدي عبيد الله
وكانوا كفارا يعظمون الشمس ويأكلون الميتة
والدم، وأمطارهم في الصيف يزرعون عليها القمح
والدخن والذرة واللوبياء، والنخل ببلدهم كثير،
وفي شرقيهم بلاد السودان وفي غربيهم البحر المحيط
وفي شماليهم منفتلا إلى الغرب بلاد سجلماسة وفي
جنوبيهم بلاد السودان.
اوراس: بالسين المهملة: جبل بأرض أفريقية فيه عدة
بلاد وقبائل من البربر.
أورال: آخره لام: أجبل ثلاثة سود في جوف الرمل
الواحد ورل، فيقال: الورل الأيمن والورل
الأيسر والورل الأوسط وحذاهن مائة لبني عبد الله
ابن دارم يقال لها الورلة، قال عبيد بن الأبرص:
وكأن أقتادي تضمن نسعها،
من وحش أورال، هبيط مفرد
باتت عليه ليلة رجبية،
نصبا تسح الماء أو هي أبرد
وكان يسكنها بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل.
أوربا: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء، والباء
موحدة، وهاء: مدينة بالأندلس وهي قصبة كورة
جيان وتسمى اليوم الحاضرة فيها عيون وينابيع،
كذا ذكر صاحب كتاب فرحة الأنفس في أخبار
الأندلس، وقال أبو طاهر الأصبهاني: أوربا من
قرى دانية بالأندلس، منها: أبو عبد الله محمد بن
عبد الرحمن بن غالب الحضرمي الأوربي حج وسمع
بمكة زاهر بن طاهر الشحامي، وعاد إلى الإسكندرية
وحدث بها عنه، وقد كتبت عنه أناشيد عن أبيه.
وأوربا: قبيلة من البربر مساكنهم قرب فاس.
أور: بالضم ثم السكون، وراء: من أصقاع رامهرمز
بخوزستان، فيه قرى وبساتين.
أور: بفتح الهمزة: جبل حجازي أو نجدي جعل
الشاعر أورا أوارا، للشعر، عن نصر، وقد ذكر
أوار.
أورفي: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء، والفاء
مشددة مكسورة، وياء، كذا وجدته بخط أبي
الريحان البيروتي مضبوطا محققا، وقال: إن اليونانيين
يقسمون المعمور من الأرض بثلاثة أقسام تصير أرض
مصر ونواحيها قسما وتسميها لوبية، وقد ذكرت
أنا حدودها في لوبية، ثم قال: وما مال عنها إلى
الشمال فاسمه أورفي، ويحدها من المغرب والشمال
بحر أوقيانوس ومن الجنوب بحر الشام والروم ومن
المشرق النهر الذي يخرج من بحيرة ما وطيس
إلى بحر نيطس وخليجه الذي يمر على القسطنطينية
وينصب إلى بحر الشام فتكون هذه القطعة كالجزيرة،
قال: وذكر أبو الفضل الهروي أن تفسير اسمها
الأير لازدحام أهلها، والقطعة الثالثة تسمى آسيا
وقد مر ذكرها في موضعها.
أورل: باللام، بوزن أحمر، ذو أورل: حصن
من حصون اليمامة عادي.
أورم: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وميم:
اسم لأربع قرى من قرى حلب وهي: أورم
الكبرى وأورم الصغرى وأورم الجوز وأورم
278

البرامكة، وقد ذكرها أبو علي الفسوي في بعض
مسائله فقال: أورم لا تكون الهمزة فيه إلا زائدة
في قياس العربية ويجوز في إعرابها ضربان أحدهما أن
يجرد الفعل من الفاعل فتعرب ولا تصرف،
والآخر أن يبقى فيه ضمير الفاعل فيحكى، وفي
أورم الجوز أعجوبة وهي أن فيها بنية كانت في
القديم معبدا فيرى المجاورون لها من أهل القرى
بالليل ضوء نار ساطعا فإذا جاؤوها لم يروا شيئا،
حدثني بذلك غير واحد من أهل حلب، وعلى هذه
الأبنية ثلاثة ألواح من حجارة مكتوب عليها بالخط
القديم ما استخرج وفسر فكان معنى ما على اللوح
القبلي: الاله الواحد. كملت هذه البنية في تاريخ
ثلاثمائة وثمان وعشرين سنة لظهور المسيح، عليه السلام.
وعلى اللوح الذي على وجه الباب: سلام على من
كمل هذه البنية، وعلى اللوح الشمالي: هذا الضوء
المشرق الموهوب من الله لنا في أيام البربر في الدور
الغالب المتجدد في أيام الملك إيناوس وإيناس
البحريين المنقولين إلى هذه البنية وقلاسس وحنا
وقاسورس وبلابيا في شهر أيلول في الثاني عشر من
التاريخ المقدم، والسلام على شعوب العالم والوقت
الصالح.
أوريشلم: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء
ساكنة، وشين معجمة مفتوحة، ولام مكسورة،
ويروى بالفتح، وميم: هو اسم للبيت المقدس
بالعبرانية إلا أنهم يسكنون اللام فيقولون أوريشلم،
وقد قال الأعشى:
وطوفت للمال آفاقه:
عمان فحمص فأوريشلم
أتيت النجاشي في داره،
وأرض النبيط وأرض العجم
وحكي عن رؤبة أن أوريسلم، بالسين المهملة،
وروي أوريشلوم وأوريشلم، بتشديد السلام،
وأوراسلم، بفتح الراء والسين، كذا حكاه أبو علي
الفسوي وأنشد عليه بيت الأعشى فقال فأورى سلم،
بكسر اللام، قال: وقال أبو عبيدة: هو عبراني معرب،
والقياس في الهمزة إذا كانت في اسم أن تكون فاء
مثل بهمى والألف للتأنيث ولا تكون للالحاق في
قياس قول سيبويه، وإذا كان كذلك لم ينصرف
في معرفة ولا نكرة، وجاء من هذه الحروف في كلام
العرب الأوار فقال:
كأن أوارهن أجيج نار
وقالوا في اسم موضع أوارة، وأنشد أبو زيد:
عداوية هيهات منك محلها
إذا ما هي احتلت بقدس أوارة
وروى بعض أصحابه:
إذا ما هي احتلت بقدس وآرت
وهذا من لفظه الأول إذا قدرت الألف منقلبة عن
الواو، قال الأعشى:
ها إن عجزة أمه
بالسفح أسفل من أواره
فإن قلت فهل يجوز أن يكون أورى أفعل فتكون
الهمزة زائدة من أوريت النار وما في التنزيل من
قوله تعالى: أفرأيتم النار التي تورون؟ قلت: ذلك
لا يمتنع في القياس لان الاعلام قد تسمى بما لا يكون
إلا فعلا نحو خضم وبذر، ألا ترى أنه ليس في
العربية شئ على وزن فعل؟
أوريط: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء،
وطاء مهملة: مدينة بالأندلس بين الشرق والجوف.
279

أورين: بالفتح ثم السكون، وكسر الراء، وياء
ساكنة، ونون: قريتان بمصر يقال لإحداهما أورين
نشرت، بكسر النون، وفتح الشين، وسكون
الراء، والتاء فوقها نقطتان: من كورة الغربية.
وأورين أيضا: قرية في كورة البحيرة.
أوريولة: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء
مضمومة، ولام، وهاء: مدينة قديمة من أعمال
الأندلس من ناحية تدمير، بساتينها متصلة ببساتين
مرسية، منها: خلف بن سليمان بن خلف بن محمد
ابن فتحون الأوريولي يكنى أبا القاسم، روى عن
أبيه وأبي الوليد الباجي وغيرهما، وكان فقيها أديبا
شاعرا مفلقا واستقضي بشاطبة ودانية، وله كتاب
في الشروط، وتوفي سنة 505، وابنه محمد بن خلف
ابن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون الأوريولي
أبو بكر روى عن أبيه وغيره، وكان معنيا بالحديث
منسوبا إلى فهمه عارفا بأسماء رجاله، وله كتاب
الاستلحاق على أبي عمر بن عبد البر في كتاب الصحابة
في سفرين، وهو كتاب حسن جليل، وكتاب آخر
أيضا في كتاب أوهام كتاب الصحابة المذكور،
وأصلح أيضا: أوهام المعجم لابن قانع في جزء، ومات
سنة 520، وقيل: سنة 519.
الأوزاع: بالفتح ثم السكون، وزاي، وعين مهملة:
قرية على باب دمشق من جهة باب الفراديس، وهو
في الأصل اسم قبيلة من اليمن سميت القرية باسمهم
لسكناهم بها فيما أحسب، وقيل: الأوزاع بطن من
ذي الكلاع من حمير، وقيل: من همدان، وقال
بعض النسابين: اسم الأوزاع مرثد بن زيد بن
سدد بن زرعة بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو
ابن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل
ابن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن
هميسع بن حمير نزلوا ناحية من الشام فسميت الناحية
بهم وعدادهم في همدان، ونهيك بن يريم الأوزاعي روى
عن مغيث بن سمي الأوزاعي، روى عنه أبو عمرو
الأوزاعي، وقال يحيى بن معين: نهيك بن يريم
الأوزاعي ليس به بأس يروى عنه، وقال
الأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو، وحدثني
نهيك بن يربم الأوزاعي: لا بأس به.
أوزكند: بالضم، والواو والزاي ساكنان: بلد بما
وراء النهر من نواحي فرغانة، ويقال: أوزجند،
وخبرت أن كند بلغة أهل تلك البلاد معناه القرية
كما يقول أهل الشام الكفر. وأوزكند آخر مدن
فرغانة مما يلي دار الحرب، ولها سور وقهندز
وعدة أبواب وإليها متجر الأتراك، ولها بساتين ومياه
جارية، ينسب إليها جماعة، منهم: علي بن سليمان بن
داود الخطيبي أبو الحسن الإوز كندي، قال شيرويه:
قدم همذان سنة 405، روى عن أبي سعد عبد
الرحمن بن محمد الإدريسي وأبي الحسن محمد بن القاسم
الفارسي وأبي سعد الخركوشي وأبي عبد الرحمن
السلمي وغيرهم.
الأوسج: من مياه أبي بكر بن كلاب، عن أبي زياد.
أوس: السين مهملة: قصر أوس بالبصرة، ذكر في
القصور من كتاب القاف، وأوس: اسم موضع أو
رجل في قول أبي جابر الكلابي حيث قال:
أيا نخلتي أوس عفا الله عنكما!
أجيرا طريدا خائفا في ذرا كما
ويا نخلتي أوس! حرام ذراكما
علي، إذا لاف اللئام جنا كما
280

الأوسية: بلد بمصر من ناحية أسفل الأرض يضاف
إليه كورة فيقال: كورة الأوسية والبجوم.
أوش: بضم أوله، وسكون ثانيه، وشين معجمة: بلد
من نواحي فرغانة كبير قريب من قبا، وله سور
وأربعة أبواب وقهندز، ملاصقة للجبل الذي عليه
مرقب الأحراس على الترك، وهي خصبة جدا،
ينسب إليها جماعة، منهم: عمر بن موسى الأوشي،
وفي كتاب ابن نقطة: عمران ومسعود ابنا منصور
الأوشي الفقيه، مات في ذي الحجة سنة 519، ومحمد
ابن أحمد بن علي بن خالد أبو عبد الله الأوشي سكن
بخارى وورد بغداد حاجا، وسمع منه أهلها في
سنة 612، وعاد إلى بخارى فمات بها في صفر سنة
613.
الأوطاس: يجوز أن يكون منقولا من جمع وطيس
وهو التنور نحو يمين وأيمان، وقيل: الوطيس
نقرة في حجر يوقد تحتها النار فيطبخ فيه اللحم،
ويقال: وطست الشئ وطسا إذا كددته
وأثرت فيه، وأوطاس: واد في ديار هوازن فيه
كانت وقعة حنين للنبي، صلى الله عليه وسلم،
ببني هوازن، ويومئذ قال النبي، صلى الله عليه وسلم:
حمي الوطيس وذلك حين استعرت الحرب وهو،
صلى الله عليه وسلم، أول من قاله، وقال ابن شبيب:
الغور من ذات عرق إلى أوطاس، وأوطاس على
نفس الطريق، ونجد من حد أوطاس إلى القريتين،
ولما نزل المشركون بأوطاس قال دريد بن الصمة
وكان مع هوازن شيخا كبيرا: بأي واد أنتم؟ قالوا:
بأوطاس، قال: نعم مجال الخيل لا حزن
ضرس ولا سهل دهس، وقال أبو الحسين أحمد
ابن فارس اللغوي في أماليه: أنشدني أبي رحمه الله:
يا دار أقوت بأوطاس، وغيرها،
من بعد مأهولها، الأمطار والمور
كم ذا لأهلك من دهر ومن حجج،
وأين حل الدمى والكنس الحور؟
ردي الجواب على حران مكتئب،
سهاده مطلق والنوم مأسور
فلم تبين لنا الاطلال من خبر،
وقد تجلي العمايات الأخابير
وقال أبو وجزة السعدي:
يا صاحبي انظرا! هل تؤنسان لنا
بين العقيق وأوطاس بأخداج؟
الأوعار: أرض بسماوة كلب.
أوعال: جمع وعل وهو كبش الجبل: اسم لجبال
بها بئر عظيمة قديمة، وقيل: إنها هضبة يقال لها ذات
أو عال، قال امرؤ القيس:
وتحسب ليلى لا تزال كعهدنا
بوادي الخزامي، أو على ذات أوعال
وقال نصر: أوعال جبل بالحمى يقال له أم أو عال وذو
أوعال، وقيل: أوعال أجبل صغار، وأم أوعال:
هضبة، ومن قال إنها جبال ينشد قول عمرو بن الأهتم:
قفا نبك من ذكرى حبيب وأطلال
بذي الرضم فالرمانتين فأوعال
أوقانيه: بالفتح ثم السكون، والقاف، وألف،
ونون مكسورة، وياء ساكنة، وهاء: جبل من
أعمال طليطلة بالأندلس من ناحية القاسم، فيه قرى
وحصون.
أوقح: بالقاف، والحاء المهملة: ماء بالشراج شراج
بني جذيمة بن عوف بن نصر، وقال أبو محمد الأعرابي:
281

نزلت أم الضحاك الضبابية بناس من بني نصر
فقر وها ضيحا، وذبحوا حمارا، وطبخوا لها
جردانه فأكلت وجعلت ترتاب بطعامها ولا
تدري ما هو، فأنشأت تقول:
سرت بي فتلاء الذراعين حرة
إلى ضوء نار، بين أوقح والغر
سرت ما سرت من ليلها ثم عرست
إلى كلفي، لا يضيف ولا يقري
قعدت طويلا ثم جئت بمذقة،
كما السلا، بعد التبرض والنزر
فقلت اهرقنها يا خبيث، فإنها
قرى مفلس بادي الشرارة والغدر
إذا بت بالنصري ليلا، فقل له:
تأمل أو انظر ما قراك الذي تقري
أرأس حمار أم فراسن ميتة،
وكل بزعم أن غيرك لا يدري؟
وقد كتبنا هذه الأبيات في الجزر على غير هذه
الرواية.
أو قضى: موضع.
أوقع: اسم شعب.
أوق: جبل لبني عقيل، قال الشاعر:
تمتع من السيدان والأوق نظرة،
فقلبك للسيدان والأوق آلف
وقال القحيف العقيلي:
ألا ليت شعري هل تحنن ناقتي،
بخبت، وقدامي حمول روائح
تربعت السيدان والأوق، إذ هما
محل من الأصرام والعيش صالح
وما يجزأ السيدان في ريق الضحى،
ولا الأوق إلا أفرط العين مائح
أوقيانوس: بالفتح ثم السكون، وقاف مكسورة،
وياء، وألف، ونون، وواو، وسين: هو اسم
البحر المحيط الذي على طرفه جزيرة الأندلس،
يخرج منه الخليج الذي يتصل بالروم والشام.
الأولاج: قال ابن إسحاق في غزوة زيد بن حارثة
جذام بنواحي حسمى: وأقبل جيش زيد بن
حارثة من ناحية الأولاج فأغار بالماقص من قبل
الحرة الرجلاء.
أولاس: حصن على ساحل بحر الشام من نواحي
طرسوس، فيه حصن يسمى حصن الزهاد.
أولب: قال أبو طاهر السلفي: أنشدني إبراهيم بن
المثقن بن إبراهيم السبتي بالإسكندرية، قال:
أنشدني أبو محمد إبراهيم بن صاحب الصلاة الأولبي
بحمص الأندلس لنفسه:
يزهى بخطهم قوم، وليس لهم
غير الكتاب الذي خطوه معلوم
والخط كالسلك، لا تحفل بجودته،
إن المدار على ما فيه منظوم
وأظنه موضعا بالأندلس، والله أعلم.
أول: بالفتح ثم السكون، ولام: موضع في بلاد
غطفان بين خيبر وجبلي طئ على يومين من ضرغد،
وأول أيضا، وهو عند بعضهم بضم الهمزة: واد بين
الغيل وأكمة على طريق اليمامة إلى مكة في شعر
نصيب حيث قال:
ونحن منعنا يوم أول نساءنا،
ويوم أفي، والأسنة ترعف
282

أو ليل: قال ابن حوقل: على سمت أوذغست
المتقدم ذكرها في نقطة المغرب أو ليل، وهو على
نحر البحر وآخر العمارة، وأوليل: معدن الملح
ببلاد المغرب بينها وبين أوذغست شهر، ومن أو ليل
إلى لمطة معدن الدرق خمسة وعشرون ميلا.
أومة: بفتح أوله وثانيه: اسم مدينة في آخر بلاد
زويلة السودان من جهة الفزان، بينها وبين زويلة
ثمانية أيام.
أون: بالفتح ثم السكون، والنون: موضع في قول
بعض الاعراب:
أيا أثلتي أون سقى الأصل منكما
مسيل الربي، والمدجنات رباكما
فلو كنتما بردي لم أكس عاريا،
ولم يلق من طول البلى خلقا كما
ويا أثلتي أون، إذا هبت الصبا،
وأصبحت مقرورا ذكرت فنا كما
أونبة: بالفتح ثم السكون، وفتح النون، وباء
موحدة، وهاء: قرية في غربي الأندلس على خليج
البحر المحيط، بها توفي أبو محمد أحمد بن علي بن
حزم الامام الأندلسي الظاهري صاحب التصانيف.
أو نيك: بالضم ثم السكون، ونون مكسورة، وياء
ساكنة، وكاف: قلعة حصينة في كورة باسين من
أرض أرزن الروم، عندها كانت الوقعة التي كسر
فيها ركن الدين بن قلج أرسلان.
أوه: بفتحتين: قرية بين زنجان وهمذان، منها الشيخ
الصالح الزاهد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف
الأوقي، لقيته بالبيت المقدس تاركا للدنيا مقبلا
على قراءة القرآن مستقبلا قبلة المسجد الأقصى،
وسمعت عليه جزءا وكتب عنه، وسألته عن
نسبه فقال: أنا من بلد يقال له أوه، فقال لي السلفي
الحافظ: ينبغي أن تزيد فيه قافا للنسبة، فلذلك
قيل لي: الأوقي، وسمع السلفي وغيره، ولقيته
في سنة 624.
أويش: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وشين معجمة،
قرية قرب سمنود على بحر دمياط من ديار مصر.
باب الهمزة والهاء وما يليهما
إهاب: بالكسر: موضع قرب المدينة ذكره في خبر
الدجال في صحيح مسلم، قال: بينهما كذا وكذا
يعني من المدينة، كذا جاءت الرواية فيه عن مسلم
على الشك، أو يهاب بكسر الياء عند الشيوخ كافة
وبعض الرواة، قال: بالنون نهاب، ولا يعرف
هذا الحرف في غير هذا الحديث.
إهالة: بكسر أوله: موضع في شعر هلال بن
الأشعر المازني:
فسقيا لصحراء الإهالة مربعا،
وللوقبى من منزل دمث مثر
في أبيات ذكرت في فليج.
أهجم: بضم الجيم: موضع.
الأهرام: جمع هرم: وهي أبنية عظيمة مربعة
الشكل كلما ارتفعت دقت تشبه الجبل المنفرد،
فيها اختلاف ذكر بباب الهاء من هذا الكتاب في هرم.
أهر: بالفتح ثم السكون، وراء: مدينة عامرة كثيرة
الخيرات مع صغر رقعتها، من نواحي أذربيجان
بين أردبيل وتبريز، ويقال لأميرها ابن بيشكين،
283

خرج منها جماعة من الفقهاء والمحدثين، وبينها وبين
وراوي، مدينة أخرى، يومان.
إهريت: بالكسر ثم السكون، وكسر الراء، وياء
ساكنة، وتاء فوقها نقطتان: اسم لقريتين بمصر
إحداهما في كورة البهنسا والأخرى في كورة
الفيوم.
إهريج: رأيت بعض الفصحاء من أهل أذربيجان وهو
يعمر بن الحسن بن المظفر المنشي الأديب، له
رسائل مدونة وقد سمى أهر في رسائله إهريج،
وأظنه كان منها، وكان له ولد اسمه عبد الوهاب مثله
في البلاغة والفضل.
أهلم: بضم اللام: بليدة بساحل بحر آبسكون من
نواحي طبرستان، ينسب إليها إبراهيم بن أحمد
الأهلمي، روى عن أحمد بن يوسف، يروي عنه
باكويه.
الأهمول: بالضم ثم السكون، وآخره لام: قرية من
ناحية زبيد باليمن، هكذا أخبر بعضهم.
أهناس: بالفتح: اسم لموضعين بمصر أحدهما اسم كورة
في الصعيد الأدنى يقال لقصبتها: أهناس المدينة،
وأضيفت نواحيها إلى كورة البهنسا، وأهناس هذه
قديمة أزلية وقد خرب أكثرها، وهي على غربي
النيل ليست ببعيدة عن الفسطاط، وذكر بعضهم أن
المسيح، عليه السلام، ولد في أهناس وأن النخلة
المذكورة في القرآن المجيد: وهزي إليك بجذع
النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، موجودة هناك، وأن
مريم، عليها السلام، أقامت بها إلى أن نشأ المسيح،
عليه السلام، وسارا إلى الشام، وبها ثمار وزيتون،
وإليها ينسب دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد
العزيز بن مروان بن الحكم، خرج منها على السلطان
وقصد ألواح وغيرها، ثم قتل سنة 169. وأهناس
الصغرى في كورة البهنسا أيضا: قرية كبيرة.
الأهواز: آخره زاي، وهي جمع هوز، وأصله
حوز، فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة
غيرتها حتى أذهبت أصلها جملة لأنه ليس في كلام
الفرس حاء مهملة، وإذا تكلموا بكلمة فيها حاء قلبوها
هاء فقالوا في حسن هسن، وفي محمد مهمد، ثم
تلقفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في
الاستعمال، وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيا
سمي به في الاسلام، وكان اسمها في أيام الفرس
خوزستان، وفي خوزستان مواضع يقال لكل واحد
منها خوز كذا، منها: خوز بني أسد وغيرها، فالأهواز
اسم للكورة بأسرها، وأما البلد الذي يغلب عليه هذا
الاسم عند العامة اليوم فإنما هو سوق الأهواز، وأصل
الحوز في كلام العرب مصدر حاز الرجل الشئ
يحوزه حوزا إذا حصله وملكه، قال أبو منصور
الأزهري: الحوز في الأرضين أن يتخذها رجل
ويبين حدودها فيستحقها فلا يكون لاحد فيها حق
فذلك الحوز، هذا لفظه، حكاه شمر بن حمدوية،
وقرأت بعد ما أثبته عن التوزي أنه قال:
الأهواز تسمى بالفارسية هرمشير، وإنما كان اسمها
الأخواز فعربها الناس فقالوا الأهواز، وأنشد
لاعرابي:
لا ترجعن إلى الأخواز ثانية
قعيقعان، الذي في جانب السوق
ونهر بط، الذي أمسى يؤرقني
فيه البعوض بلسب، غير تشفيق
وقال أبو زيد: الأهواز اسمها هرمز شهر وهي
الكورة العظيمة التي ينسب إليها سائر الكور، وفي
284

الكتب القديمة أن سابور بنى بخوزستان مدينتين سمى
إحداهما باسم الله عز وجل، والأخرى باسم نفسه ثم
جمعها باسم واحد وهي هرمزداد سابور، ومعناه عطاء
الله لسابور، وسمتها العرب سوق الأهواز يريدون
سوق هذه الكورة المحوزة، أو سوق الأخواز، بالخاء
المعجمة، لان أهل هذه البلاد بأسرها يقال لهم الخوز،
وقيل: إن أول من بني الأهواز أردشير وكانت تسمى
هرمز أردشير، وقال صاحب كتاب العين: الأهواز
سبع كور بين البصرة وفارس، لكل كورة منها
اسم ويجمعهن الأهواز ولا يفرد الواحد منها بهوز،
وأما طالعها فقال بطليموس: بلد الأهواز طوله أربع
وثمانون درجة وعرضه خمس وثلاثون درجة وأربع
دقائق تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وست
وخمسين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، وبيت عاقبتها
مثلها من الميزان، لها جزء من الشعرى الغميضاء،
ولها سبع عشرة دقيقة من الثور من أول درجة منه،
قال صاحب الزيج: الأهواز في الاقليم الثالث، طولها
من جهة المغرب خمس وسبعون درجة وعرضها من ناحية
الجنوب اثنتان وثلاثون درجة، والأهواز: كورة بين
البصرة وفارس، وسوق الأهواز من مدنها كما
قدمناه، وأهل الأهواز معروفون بالبخل والحمق
وسقوط النفس، ومن أقام بها سنة نقص عقله،
وقد سكنها قوم من الاشراف فانقلبوا إلى طباع أهلها،
وهي كثيرة الحمى ووجوه أهلها مصفرة مغبرة،
ولذلك قال مغيرة بن سليمان: أرض الأهواز نحاس،
تنبت الذهب وأرض البصرة ذهب تنبت النحاس،
وكور الأهواز: سوق الأهواز ورامهرمز وإيذج
وعسكر مكرم وتستر وجنديسابور وسوس
وسرق ونهر تيرى ومناذر، وكان خراجها ثلاثين
ألف ألف درهم، وكانت الفرس تقسط عليها
خمسين ألف ألف درهم، وقال مسعر بن المهلهل:
سوق الأهواز تخترقها مياه مختلفة، منها: الوادي
الأعظم وهو ماء تستر يمر على جانبها ومنه يأخذ
واد عظيم يدخلها، وعلى هذا الوادي قنطرة عظيمة
عليها مسجد واسع، وعليه أرحاء عجيبة ونواعير بديعة،
وماؤه في وقت المدود أحمر يصب إلى الباسيان
والبحر، ويخترقها وادي المسرقان وهو من ماء تستر
أيضا ويخترق عسكر مكرم، ولون مائه في جميع
أوقات نقصان المياه أبيض ويزداد في أيام المدود بياضا،
وسكرها أجود سكر الأهواز، وعلى الوادي
الأعظم شاذروان حسن عجيب متقن الصنعة
معمول من الصخر المهندم يحبس الماء على أنهار
عدة، وبإزائه مسجد لعلي بن موسى الرضا، رضي
الله عنه، بناه في اجتيازه به وهو مقبل من المدينة
يريد خراسان، وبها نهر آخر يمر على حافاتها من
جانب الشرق يأخذ من وراء واد يعرف بشوراب،
وبها آثار كسروية، قال: وفتحت الأهواز فيما
ذكر بعضهم على يد حر قوص بن زهير بتأمير
عتبة بن غزوان أيام سيره إليها في أيام تمصيره البصرة
وولايته عليها، وقال البلاذري: غزا المغيرة بن
شعبة سوق الأهواز في ولايته بعد أن شخص عتبة
ابن غزوان من البصرة في آخر سنة 15، أو أول
سنة 16، فقاتله البيروان دهقانها ثم صالحه على
مال، ثم نكث فغزاها أبو موسى الأشعري حين
ولاه عمر البصرة بعد المغيرة ففتح سوق الأهواز
عنوة، وفتح نهر تيرى عنوة، وولي ذلك بنفسه
في سنة 17، وسبى سبيا كثيرا، فكتب إليه عمر
أنه لا طاقة لكم بعمارة الأرض فخلوا ما بأيديكم
من السبي واجعلوا عليهم الخراج، قال: فرددنا
السبي ولم تملكهم، ثم سار أبو موسى ففتح سائر بلاد
285

خوزستان، كما نذكره في مواضعه، إن شاء الله تعالى،
وقال أحمد بن محمد الهمداني: أهل الأهواز ألام
الناس وأبخلهم، وهم أصبر خلق الله على الغربة
والتنقل في البلدان، وحسبك أنك لا تدخل بلدا
من جميع البلدان إلا ووجدت فيه صنفا من الخوز
لشحهم وحرصهم على جمع المال، وليس في الأرض
صناعة مذكورة ولا أدب شريف ولا مذهب محمود
لهم في شئ منه نصيب، وإن حسن أو دق أو
جل، ولا ترى بها وجنة حمراء قط، وهي قتالة
للغرباء، على أن حماها في وقت انكشاف الوباء
ونزوع الحمى عن جميع البلدان وكل محموم في
الأرض فان حماه لا تنزع عنه ولا تفارقه وفي
بدنه منها بقية، فإذا نزعت فقد وجد في نفسه منها
البراءة إلا أن تعود لما يجتمع في بطنه من الاخلاط
الرديئة، والأهواز ليست كذلك لأنها تعاود من
نزعت عنه من غير حدث لأنهم ليس يؤتون من
قبل التخم والا كثار من الأكل وإنما يؤتون من عين
البلدة ولذلك كثرت بسوق الأهواز الأفاعي في جبلها
الطاعن في منازلها المطل عليها، والجرارات في
بيوتها ومنازلها ومقابرها، ولو كان في العالم شئ شر
من الأفاعي والجرارات وهي عقارب قتالة تجر ذنبها
إذا مشت لا ترفعه كما تفعل سائر العقاب لما قصرت
قصبة الأهواز عنه وعن توليده، ومن بليتها أن من
ورائها سباخا ومناقع مياه غليظة، وفيها أنهار تشقها
مسايل كنفهم ومياه أمطارهم ومتوضآتهم، فإذا
طلعت الشمس طال مقامها واستمر مقابلتها لذلك
الجبل قبل تشبب الصخرية التي فيها تلك الجرارات،
فإذا امتلأت يبسا وحرا وعادت جمرة واحدة قذفت
ما قبلت من ذلك عليهم وقد انجرت تلك السباخ
والأنهار، فإذا التقى عليهم ما انجر من تلك السباخ
وما قذفه ذلك الجبل فسد الهواء وفسد بفساده كل
شئ يشتمل عليه ذلك الهواء، وحكي عن مشايخ
الأهواز أنهم سمعوا القوابل يقلن إنهن ربما قبلن
الطفل المولود فيجدنه محموما في تلك الساعة يعرفون
ذلك ويتحدثون به. ومما يزيد في حرها أن طعام أهلها
خبز الأرز ولا يطيب ذلك إلا سخنا، فهم يخبزون
في كل يوم في منازلهم فيقدرانه يسجر بها في كل يوم
خمسون ألف تنور، فما ظنك ببلد يجتمع فيه حر
الهواء وبخار هذه النيران؟ ويقول أهل الأهواز إن
جبلهم إنما هو من غثاء الطوفان تحجر وهو حجر
ينبت ويزيد في كل وقت، وسكرها جيد وثمرها
كثير لا بأس به، وكل طيب يحمل إلى الأهواز فإنه
يستحيل وتذهب رائحته ويبطل حتى لا ينتفع به،
وقد نسب إليها خلق كثير ليس فيهم أشهر من عبد
الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبي محمد الجواليقي
الأهوازي القاضي المعروف بعبدان أحد الحفاظ
المجودين المكثرين، ذكره أبو القاسم، وقال: قدم
دمشق نحو سنة 240 فسمع بها هشام بن عمار
ودحيما وهشام بن خالد وأبا زرعة الدمشقي،
وذكر غيرهم من أهل بغداد وغيرها، وروى عنه
يحيى بن صاعد والقاضي الحسين بن إسماعيل الضبي
وإسماعيل بن محمد الصفار، وذكر جماعة حفاظا
أعيانا، وكان أبو علي النيسابوري الحافظ يقول:
عبدان يفي بحفظ مائة ألف حديث وما رأيت من
المشايخ أحفظ من عبدان، وقال عبدان: دخلت
البصرة ثماني عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني
كلما ذكر لي حديث من حديثه رحلت إليها
بسببه، وقال أحمد بن كامل القاضي: مات عبدان
بعسكر مكرم في أول سنة 306، ومولده سنة
210، وكان في الحديث إماما.
286

أهوى: بالقصر: موضع بأرض هجر، قال الحفصي:
أهوى بأرض اليمامة ثم من بلاد قبشير، قال
الجعدي:
جزى الله عنا رهط قرة نظرة،
وقرة إذ بعض الفعال مزلج
تدارك عمران بن مرة ركضهم
بدارة أهوى، والخوالج تخلج
وقال نصر: أهوى وأصيهب ماءان لحمان وهما
من المروت، وأهل المروت بنو حمان، وهو جبل
فيه مياه ومراتع، وبين أهوى وحجر اليمامة أربع
ليال، وروى أحمد بن يحيى أهوى بفتح الهمزة
وكسرها، في قول الراعي:
تهانفت واستبكاك ربع المنازل
بقارة أهوى أو بسوقة حائل
وقال: أهوى مائة لبني قتيبة الباهليين، وقال
الراعي أيضا:
فإن على أهوى لألأم حاضر
حسبا، وأقبح مجلس ألوانا
الأهيل: بالفتح ثم السكون، وياء مفتوحة: موضع
في قول المتنخل الهذلي:
هل تعرف المنزل بالأهيل،
كالوشم في المعصم لم يخمل؟
أي ليس بخامل، والله أعلم.
باب الهمزة والياء وما يليهما
أياء: بالفتح والمد: ناحية أحسبها يمانية، قال الطفيل
الحارثي:
فرحت رواحا من أياء عشية
إلى أن طرقت الحي في رأس تختم
الإياد: بالكسر: موضع بالحزن لبني يربوع بين الكوفة
وفيد، قال جرير:
هل دعوة من جبال الثلج مسمعة
أهل الإياد وحيا بالنباريس؟
وقال جرير أيضا:
وأحمين الإياد وقلتيه،
وقد عرفت سنابكهن أود
الايأل: بوزن خيعل، ياؤه بين همزتين: واد.
أياير: بالضم، والياء الثانية مكسورة: منهل بأرض
الشام في جهة الشمال من أرض حوران، قال الرماح
ابن ميادة، وهو عند الوليد بهذا الموضع، وكان
يخرج إليه في أيام الربيع للنزهة:
لعمرك إني نازل بأياير
وضوء، ومشتاق وإن كنت مكرما
أبيت كأني أرمد العين ساهرا،
إذا بات أصحابي من الليل نوما
إيبسن: بالكسر ثم السكون، وفتح الباء الموحدة،
وسين مهملة ساكنة، ونون: قرية بينها وبين نخشب
فرسخ، ينسب إليها أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر
ابن أحمد بن يعقوب الأيبسني، توفي سنة 552.
إيج: بالجيم: بلدة كثيرة البساتين والخيرات في أقصى
بلاد فارس، كنت بجزيرة كيش وكانت فواكهها
الجيدة تجلب منها إلى كيش، وهي من كورة
دارا بجرد، وأهل فارس يسمونها إيك، منها: أبو
محمد عبد الله بن محمد الإيجي النحوي الأديب صاحب
ابن دريد، روى عن ابن دريد الكثير.
إيجلن: بفتح الجيم، وكسر اللام، ونون: قلعة
حصينة في بلاد المصامدة من البربر بالمغرب في جبل
287

درن، منها كان مخرج أبي عبد الله محمد بن تومرت
المصمودي الملقب بالمهدي صاحب عبد المؤمن بن علي
سلطان المغرب.
إيجلي: بوزن إفعلي: اسم موضع، قالوا: ولم يأت
عنهم على هذا الوزن غيره.
إيجلين: جيمه تشبه القاف والكاف، وياء ساكنة، ولام
مكسورة، وياء أخرى، ونون: جبل مشرف على مدينة
مراكش، ولا أدري لعله إيجلن المذكور قبل هذا،
والله أعلم.
أيد: بالفتح، ودال مهملة: موضع في بلاد مزينة،
قال معن بن أوس المزني:
فذلك من أوطانها فإذا شتت
تضمنها من بطن أيد غياطله
أيدم: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال، وميم: بلد
يمان، عن نصر.
إيذج: الذال معجمة مفتوحة، وجيم: كورة وبلد
بين خوزستان وأصبهان، وهي أجل مدن هذه
الكورة، وسلطانها يقوم بنفسه، وهي في وسط
الجبال، يقع بها ثلج كثير يحمل إلى الأهواز والنواحي،
وشربهم من عين شعب سليمان، ومزارعهم على
الأمطار، ولهم بطيخ كثير وهو في هوة،
وقنطرة إيذج من عجائب الدنيا المذكورة لأنها مبنية
بالصخر على واد يابس بعيد القعر، وإيذج كثيرة
الزلازل، وبها معادن كثيرة، وبها ضرب من القاقلى
تنفع عصارته النقرس، وبها بيت نار قديم كان يوقد
إلى أيام الرشيد، ودونها بفرسخين صور من الماء،
وهو مجمع أنهار، وكل ماء دائر يسمى صورا، بفتح
الصاد، يعرف هذا الموضع بفم البواب إذا وقع فيه
انسان أو دابة لا يزال يدور حتى يموت ثم يقذفه إلى الشط
من غير أن يغيب في الماء أو يركبه الموج، وهذا من
الأمور العجيبة لان الذي يقع فيه لا يرسب فيه ولا
يعلو ماؤه عليه، ويفتتح خراجها قبل النوروز
الفارسي بشهر، وهذا الرسم أيضا مخالف لرسوم
الخراج في سائر الدنيا، ومائية قصب سكرها
على سائر قصب سكر الأهواز أربعة في كل عشرة،
وفانيذها يعمل عمل المكراني والسنجري، ووجد
في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان:
قبح السالكون في طلب الرز
ق، على إيذج إلى أصبهان
ليت من زارها فعاد إليها
قد رماه الاله بالخذلان
وقال أبو سعد: إيذج في موضعين، أحدهما بلدة
من كور الأهواز وبلاد الخوز، ينسب إليها جماعة
من ولد المهدي بن المنصور، منهم: أبو محمد يحيى بن
أحمد بن الحسن بن فورك الإيذجي، والثاني إيذج
من قرى سمرقند، منها: أبو الحسين محمد بن الحسين
الإيذجي، توفي سنة 387، وقال أبو بكر محمد بن
موسى: إيذج من بلاد خوزستان، ينسب إليها أبو
القاسم الحسين بن أحمد بن الحسن الإيذجي، روى عن
أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، روى
عنه ابنه أبو العباس، وأحمد بن أبي حميد الإيذجي
شيخ ثقة، يروي عن أبي ضمرة المدني ويوسف بن
العرف والفرج بن عباد الواسطي، روى عنه جعفر
ابن أحمد بن فارس، قاله أبو أحمد العسال، وأحمد
ابن بهرام الإيذجي حدث عن إسحاق بن زياد العطار،
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو
العباس أحمد بن الحسين الإيذجي روى عن أبيه وغيره،
روى عنه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد
288

وغيره وآخرون كثير، قال: وإيذج من قرى
سمرقند عند الجبل، ينسب إليها محمد بن الحسين أبو
الحسين الإيذجي المذكور السمرقندي، كان جالس
أبا القاسم الترمذي الحكيم وأخذ عنه من كلامه
وحكمته، وقال: سمعت من أبي أحاديث أحمد
من الفضل البلخي القاضي، كذا قال الإدريسي في
تاريخ سمرقند.
إيذوج: بزيادة الواو على الذي قبله، قال أبو سعد:
هي قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند، منها أبو
الحسين الإيذوجي، قلت: وأبو الحسين هذا هو
محمد بن الحسين الذي ذكره في الإيذج قبل هذا،
إلا أن السمعاني كذا ذكر، والله أعلم.
إيران شهر: بالكسر، وراء، وألف ونون
ساكنتين، وفتح الشين المعجمة، وهاء ساكنة، وراء
أخرى، قال أبو الريحان الخوارزمي: إيران شهر
هي بلاد العراق وفارس والجبال وخراسان يجمعها
كلها هذا الاسم، والفرس تقول: إيران اسم أرفخشد
ابن سام بن نوح، عليه السلام، وشهر بلغتهم البلد
فكأنه اسم مركب معناه بلاد أرفخشد، وقال
يزيد بن عمر الفارسي: شبهوا السواد بالقلب وسائر
الدنيا بالبدن، ولذلك سموه دل إيران شهر أي
قلب إيران شهر، وإيران شهر: هو الاقليم المتوسط
لجميع الدنيا، وقال الأصمعي فيما حكاه عنه حمزة: كانت
أرض العراق تسمى دل إيران شهر، أي قلب بلدان
مملكة الفرس، فعربت العرب منها اللفظة الوسطى
يعني إيران، فقالوا العراق، وزعم الفرس أن
طهمورث الملك، وهو عندهم بمنزلة آدم، عليه السلام،
دل عليه كتابهم المعروف بالابستاق، أقطع الدنيا
لأكابر دولته، فأقطع أولاد إيران بن الأسود بن
سام بن نوح، عليه السلام، وكانوا عشرة، وهم:
خراسان وسجستان وكرمان ومكران وأصبهان
وجيلان وسندان وجرجان وأذربيجان وأرمنان،
وصير لكل واحد من هؤلاء البلد الذي سمي به
ونسب إليه، فهذا كله إيران شهر. وذكر آخرون
من الفرس أيضا أن أفريدون الملك قسم الأرض بين
بنيه الثلاثة، فملك سلم، وهو شرم، على
المغرب، فملوك الروم من ولده، وملك إيران، وهو
إيرج، على بابل والسواد، فسمى إيران شهر، ومعناه
بلاد إيران، وهي: العراق والجبال وخراسان
وفارس، فملوك الأكاسرة من ولده، وملك طوج،
وقيل: توج، وقيل: طوس، على المشرق فملوك الترك
والصين من ولده، وقال شاعر هم في هذه القسمة:
وقسمنا ملكنا، في دهرنا،
قسمة اللحم على ظهر الوضم
فجعلنا الروم والشام إلى
مغرب الشمس لغطريف سلم
ولطوج جعل الترك له،
فبلاد الترك يحويها برغم
ولإيران جعلنا، عنوة،
فارس الملك وفزنا بالنعم
وفي كتاب البلاذري: إيران شهر هي نيسابور
وقهستان والطبسين وهراة وبوشنج وباذغبس وطوس،
واسمها طابران.
إيران: هو شطر الذي قبله، وقد جاءت في بعض
الشعر هكذا، والمراد بها وبالتي قبلها واحد.
إيراياذ: ولفظ العجم بها إيراوه: قرية بينها وبين طبس
خمسة عشر فرسخا، على رأس جبل، ولها قلعة
حصينة، وحولها مزارع وبساتين ونخل وأعناب
289

وتفاح وأصناف من الفواكه، وفيها مياه جارية
عذبة وهي في غاية النزاهة والطيبة، وبها خانقاه
للصوفية، عندها مشهد عليه قبة فيها قبر الشيخ أبي
نصر الزاهد الإيراياذي، وكانت وفاته بعد الخمسمائة،
وأهل تلك الناحية يذكرون له كرامات منها: أن
أهل قريته سألوه أن يستسقي لها في محل أصابهم،
فسجد ودعا الله لهم، فنبعت عين من وسط الجبل
من الصخر الصلد، وتدفقت بماء عذب صاف وفارت
فورانا شديدا، فوضع الشيخ يده على الماء وقال
له: اسكن! فسكن بإذن الله. أخبرني بذلك كله
الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار البغدادي، وقال:
شاهدت العين وشربت من مائها وزرت قبر هذا
الشيخ مرارا ووجدت عنده روحا وقبولا تاما،
وعليه نور كثير، قال: وأنشدني محمد بن المؤيد
الدبوسي من لفظه وكتابه بقرية إيراياذ، وذكر أنها
لعيسى بن محفوظ الطرفي:
مدح الأنام وذمهم فحواهما
طمع، يردده لسان الذاكر
لولا فضول الحرص من يروي لنا
جود ابن مامة، أو دناءة مادر؟
إيراهستان: بكسر الهاء، وسكون السين، والتاء
المثناة من فوقها، وألف، ونون، قال حمزة:
الساحل اسمه بالفارسية إيراه، ولذلك سمواسيف
كورة أردشير خره من أرض فارس إيراهستان
لقربها من البحر، وسكانها الإيراهية، فعربت
العرب لفظة إيراه بالحاق القاف بآخره فقالوا: العراق.
إيرج: بالجيم: قلعة بفارس من أمنع قلاعها.
أير: بالتحريك: ناحية من المدينة يخرجون إليها
للنزهة.
إير: موضع بالبادية كانت به وقعة، قال الشماخ:
على أصلاب أحقب أخدري
من اللائي تضمنهن إير
وقيل: إير جبل بأرض غطفان، قال زهير:
ألا أبلغ لديك بني سبيع،
وأيام النوائب قد تدور
فان تك صرمة، أخذت جهارا
لغرس النخل أرزه الشكير
فان لكم مآقط غاشيات،
كيوم أضر بالرؤساء إير
وإير بني الحجاج: من مياه بني نمير.
إيرم: بفتح الراء: صقع أعجمي، عن نصر.
الأيسر: بالفتح، وفتح السين أيضا: موضع في قول
ذي الرمة:
وبحيث ناصى الأجرعين الأيسر
الأيسن: بالنون: اسم لبطن واد باليمامة لبني عبيد
ابن ثعلبة من بني حنيفة.
الإيغاران: بالكسر، والغين معجمة، وألف، وراء،
وألف أخرى للتثنية، ونون: اسم لعدة ضياع من
عدة كور أو غرت لعيسى ومعقل ابني أبي دلف
العجلي، رحمه الله تعالى، وقيل لها: الإيغاران أي
إيغارا هذين الرجلين، وهما الكرج والبرج،
والإيغار: اسم لكل ما حمى نفسه من الضياع وغيرها
ويمنع منه، تقول: أوغرت الدار إذا حميتها،
وأوغر صدر فلان إذا حماه ومنعه من بلوغ غرض
فامتلأ غضبا، ولا يسمى الإيغار إيغارا حتى يأمر
السلطان بحمايته فلا تدخله العمال لمساحة خراج
ولا مقاسمة غلة، فيكون الإيغار لعقبه من بعده
290

على ممر السنين، خلا الصدقات فإنها خارجة عنها
يحصيها المصدق ويأخذ الواجب عنها، ووجد بخط
ابن شريح: الإيغار: أن يقرر أمر الضيعة مثلا على
عشرة آلاف درهم، فيوغر لصاحبها بعشرة آلاف
درهم كل سنة، يؤديها في بيت المال أو في غير البلد
الذي الضيعة فيه، فتكون الضيعة موغرة محمية لا
تدخلها يد عامل أو متصرف، وهذين الإيغارين عنى
الحيص بيص في رقعته إلى أمير المؤمنين المسترشد
بالله أن الموصل والإيغارين، وهما اليوم إقطاع
ملكين سلجوقيين، كانتا جائزتين لشاعرين طائيين من
إمامين مرضيين، المعتصم بالله والمتوكل على الله،
وبناء المجلس أعظم، وخطره أشرف وأجسم،
وغمامه أسح وأرزم، فإلام الاهمال؟! قلت:
وقد وقفت على كثير من أخبار أبي تمام والبحتري
فلم أر فيها أن واحدا منهما أعطي واحدا من هذين
الموضعين، لكنه ورد أن أبا تمام مات وهو يتولى
بريد الموصل، تولى ذلك بعناية الحسن بن وهب.
أيغان: آخره نون: إحدى قرى بنج ده، منها: أبو
الفتح عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عثمان الأيغاني
العثماني، سمع جامع الترمذي من القاضي أبي سعيد
محمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدباس، وكان
مولده في حدود سنة 470، ووفاته في سنة 546 أو
547، وأبو عمر الفضل بن أحمد بن متويه بن
كاكويه الصوفي الأيغاني، روى عن أبي عامر الحسن
ابن محمد بن علي القومسي، روى عنه أبو الفتح مسعود
ابن محمد بن سعيد المسعودي سنة 561 بشاذياخ.
إيك: بالكسر، وآخره كاف: هو إيج الذي
تقدم ذكره.
أيك: بالفتح: موضع في قول أنس بن مدرك الخثعمي:
فتلك مخاضي بين أيك وحيدة،
لها نهر، فخوضه متغمغم
الأيكة: التي جاء ذكرها في كتاب الله، عز وجل،
" كذب أصحاب الأيكة المرسلين "، قيل: هي
تبوك التي غزاها النبي، صلى الله عليه وسلم، آخر
غزواته، وأهل تبوك يقولون ذلك ويعرفونه ويقولون
إن شعيبا، عليه السلام، أرسل إلى أهل تبوك،
ولم أجد هذا في كتب التفسير، بل يقولون:
الأيكة الغيضة الملتفة الأشجار، والجمع أيك،
وإن المراد بأصحاب الأيكة أهل مدين، قلت:
ومدين وتبوك متجاورتان.
إيلاق: آخره قاف، قال أبو علي: إن حمل إيلاق
لبعض بلدان الشاش على أنه عربي، فالياء التي بعد
الهمزة يجوز أن تكون منقلبة عن الواو والهمزة
والياء، وهو مثل إعصار، وليس مثل إيعاد، إلا
أن تجعله سمي بالمصدر، وإيلاق: مدينة من بلاد
الشاش المتصلة ببلاد الترك على عشرة فراسخ من مدينة
الشاش، أنزه بلاد الله وأحسنها، وهو عمل برأسه،
وكورته مختلطة بكورة الشاش، لا فرق بينهما،
وقصبتها تونكث، وبإيلاق معدن الذهب والفضة
في جبالها، ويتصل ظهر هذا الجبل بحدود فرغانة،
وقد نسب إليها قوم، منهم: أبو الربيع طاهر بن
عبد الله الايلاقي الفقيه الشافعي، كان إماما تفقه على
أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي، وأخذ
الأصول عن أبي إسحاق الإسفراييني، مات سنة
465 وله ست وتسعون سنة، وفي التحبير: محمد بن
داود بن أحمد بن رضوان الايلاقي الخطيب أبو عبد الله
من إيلاق فرغانة، أقام بمرو مدة وعلق الطريقة
على الحسن بن مسعود الفراء، ثم انتقل إلى نيسابور
291

وسكنها، وعلق الخلاف على محمد بن يحيى الجيزي،
وكان فقيها صالحا، سمع الحديث الكثير من الفراوي
وعبد المنعم القشيري وزاهر الشحامي وطبقتهم، ثم
قدم علينا مرو وأقام عندي في المدرسة العميدية إلى
أن مات في ربيع الأول سنة 539، إيلاق بليدة
من نواحي نيسابور، وإيلاق من قرى بخارى.
إيلان: آخره نون: موضع قرب مراكش بالمغرب
من بلاد البربر، ذكر في حروب عبد المؤمن
ابن علي.
أيلة: بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي
الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام،
واشتقاقها قد ذكر في اشتقاق إيلياء بعده، قال أبو
زيد: أيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير،
وهي مدينة لليهود الذين حرم الله عليهم صيد السمك
يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير، وبها
في يد اليهود عهد لرسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وقال أبو المنذر: سميت بأيلة بنت مدين بن
إبراهيم، عليه السلام، وقال أبو عبيدة: أيلة مدينة
بين الفسطاط ومكة على شاطئ بحر القلزم تعد
في بلاد الشام، وقدم يوحنة بن رؤبة على النبي،
صلى الله عليه وسلم، من أيلة وهو في تبوك فصالحه
على الجزية وقرر على كل حالم بأرضه في السنة دينارا
فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار، واشترط عليهم قرى من
مربهم من المسلمين وكتب لهم كتابا أن يحفظوا
ويمنعوا، فكان عمر بن عبد العزيز لا يزداد على أهل
أيلة عن الثلاثمائة دينار شيئا، وقال أحيحة بن
الجلاح يرثي ابنه:
ألا إن عيني بالبكاء تهلل،
جزوع صبور كل ذلك يفعل
فإن تعتريني بالنهار كآبة،
فليلي إذا أمسى أمر وأطول
فما هبرزي من دنانير أيلة،
بأيدي الوشاة، ناصع يتأكل
بأحسن منه يوم أصبح غاديا،
ونفسني فيه الحمام المعجل
الوشاة الضرابون، وناصع مشرق، ويتآكل أي
يأكل بعضه بعضا من حسنه، وقال محمد بن الحسن
المهلبي: من الفسطاط إلى جب عميرة ستة أميال،
ثم إلى منزل يقال له عجرود، وفيه بئر ملحة بعيدة
الرشاء، أربعون ميلا، ثم إلى مدينة القلزم خمسة
وثلاثون ميلا، ثم إلى ماء يعرف بثجر يومان،
ثم إلى ماء يعرف بالكرسي فيه بئر رواء مرحلة،
ثم إلى رأس عقبة أيلة مرحلة، ثم إلى مدينة أيلة مرحلة،
قال: ومدينة أيلة جليلة على لسان من البحر الملح
وبها مجتمع حج الفسطاط والشام، وبها قوم يذكرون
أنهم من موالي عثمان بن عفان، ويقال: إن بها
برد النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان قد وهبه
ليوحنة بن رؤبة لما سار إليه إلى تبوك، وخراج أيلة:
ووجوه الجبايات بها نحو ثلاثة آلاف دينار، وأيلة:
في الاقليم الثالث وعرضها ثلاثون درجة، وينسب إلى
أيلة جماعة من الرواة، منهم: يونس بن يزيد الأيلي
صاحب الزهري، توفي بصعيد مصر سنة 152،
وإسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى بن عبد الحميد بن
يعقوب الأيلي، روى عن سفيان بن عيينة وعن
عبد المجيد بن عبد العزيز بن رواد، حدث عنه
النسائي، مات بأيلة سنة 258، وحسان بن أبان
ابن عثمان أبو علي الأيلي ولي قضاء دمياط وكان يفهم
ما يحدث به، وتوفي بها سنة 322، وأيلة أيضا:
292

موضع برضوى وهو جبل، قال ابن حبيب: أيلة
من رضوى وهو جبل ينبع بين مكة والمدينة، وهو
غير المدينة المذكورة هذا لفظه، وأنشد غيره يقول:
من وحش أيلة موشي أكارعه
والوحش لا ينسب إلى المدن.
وقال كثير:
رأيت، وأصحابي بأيلة، موهنا،
وقد غار نجم الفرقد المتصوب
لعزة نارا ما تبوخ، كأنها
إذا ما رمقناها من البعد كوكب
تعجب أصحابي لها، حين أوقدت،
وللمصطليها آخر الليل أعجب
إذا ما خبت من آخر الليل خبوة
أعيد لها بالمندلي، فتثقب
ومما يدل على أن أيلة جبل، قول كثير أيضا:
ولو بذلت أم الوليد حديثها
لعصم برضوى، أصبحت تتقرب
تهبطن من أركان ضاس وأيلة
إليها، ولو أغرى بهن المكلب
إيلياء: بكسر أوله واللام، وياء، وألف ممدودة:
اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت الله،
وحكى الحفصي: فيه القصر وفيه لغة ثالثة، حذف الياء
الأولى فيقال: إلياء بسكون اللام والمد، قال أبو
علي: وقد سمي البيت المقدس إيلياء بقول الفرزدق:
وبيتان بيت الله نحن ولاته،
وقصر بأعلى إيلياء مشرف
فإيلياء: الهمزة في أولها فاء لتكون بمنزلة الجربياء
والكبرياء، وتكون الكلمة ملحقة بطرمساء
وجلخطاء وهي الأرض الحزن، والياء التي بعد
الهمزة لا تخلو من أن تكون منقلبة من الهمزة أو
من الواو، وقياس قول سيبويه أن تكون من
الواو ولا تكون منقلبة من الهمزة على هذا القول،
لان الهمزتين إذا لم تجتمعا حيث يكثر التضعيف نحو
شددت ورددت، فإن لم تجتمعا حيث يقل
التضعيف أجدر، ألا ترى أن باب ددن وكوكب
من القلة بحيث لا نسبة له إلى باب رددت ولم
تجتمع الهمزتان فيه كما اجتمع سائر حروف الحلق
في هذا الباب في قلة مهاه والبعاع والبعة ولج وسج
ونج، وإن جعلتها من الياء كأن من لفظة قولهم
في اسم البلد أيلة، هذا إن كان فعلة، وإن كان
مثل ميتة أمكن أن تكون من الواو، ومما جاء
على لفظة من ألفاظ العرب الإيل، وهو فعل مثل
الهيخ في الزنة، وكون العين ياء ومن بنائه الامر
ولد الضائن والقنف، وقالوا للبراق الإلق، وللقصير
دنب، ومجئ البناء في الاسم والصفة يدل على
قوته، فان قيل: هل يجوز أن تكون إيليا إفعلاء
فتكون الهمزة ليست بأصل كما كانت أصلا في الوجه
الأول؟ فالقول في ذلك: إنا لا نعلم هذا الوزن
جاء في شئ وإذا لم يجئ في شئ لم يسع حمل
الكلمة عليه، ولو جاء منه شئ لأمكن أن تكون
الياء الأولى منقلبة عن الواو أو منقلبة عن الهمزة
كالايمان ونحوه، ولم يجز أن يكون انقلابها عن الياء
لأنه لم يجئ من نحو سلس في الياء إلا يديت
وأيديت، وقيل: إنما سميت إيلياء باسم بانيها وهو
إيلياء بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وهو أخو
دمشق وحمص وأردن وفلسطين، قال بعض الاعراب:
فلو أن طيرا كلفت مثل سيره،
إلى واسط، من إيلياء لكلت
293

سما بالمهارى من فلسطين بعدما
دنا الفئ من شمس النهار فولت
فما غاب ذاك اليوم، حتى أناخها
بميسان قد حلت عراها وكلت
كأن قطاميا من الرحل طاويا،
إذا غمرة الظلماء عنه تجلت
الأيم: بالفتح: جبل أسود بحمى ضرية يناوح
الأكوام، وقيل: جبل أسود في ديار بني عبس
بالرمة وأكنافها، قال جامع بن عمرو بن مرخية:
تربعت الدارات دارات عسعس
إلى أجلى، أقصى مداها فنيرها
إلى عاقر الأكوام فالأيم فاللوى،
إلى ذي حسا روضا مجودا يصورها
أين: وهو يين، وقد ختم به هذا الكتاب، وفي
كتاب نصر: أين قرية قرب إضم وبلاد جهينة
بين مكة والمدينة وهي إلى المدينة أقرب، وهناك
عيون، وقيل: أين مدينة في أقصى المغرب،
وقيل بدله يين: وهو موضع قريب من الحيرة.
ايناون: نونان وواو مفتوحة: اسم واد.
الإيواز: بالكسر، وآخره زاي: جبل في أطراف
نملي، ونملى بالتحريك: جبال في وسط ديار
بني قريط، والإيواز: جبل لبني أبي بكر بن
كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
الإيوان: آخره نون: وهو إيوان كسرى، قال
النحويون: الهمزة في إيوان أصل غير زائدة ولو كانت
زائدة لو جب إدغام الياء في الواو وقلبها إلى الياء
كما في أيام، فلما ظهرت الياء ولم تدغم دل على
أن الياء عين وإن الفاء همزة وقلبت ياء لكسرة
الفاء وكراهية التضعيف، كما قلبت في ديوان وقيراط،
وكما أن الدال والقاف فاءان والياءين عينان كذلك
التي في إيوان.
وإيوان كسرى الذي بالمدائن، مدائن كسرى:
زعموا أنه تعاون على بنائه عدة ملوك، وهو من
أعظم الأبنية وأعلاها، رأيته وقد بقي منه طاق
الإيوان حسب، وهو مبني بآجر طول كل آجرة
نحو ذراع في عرض أقل من شبر وهو عظيم جدا،
قال حمزة بن الحسن: قرأت في الكتاب الذي نقله
ابن المقفع أن الإيوان الباقي بالمدائن هو من بناء سابور
ابن أردشير، فقال لي الموبذان، موبذان أميد
ابن أشوهست: ليس الامر كما زعم ابن المقفع، فان
ذلك الإيوان خربه المنصور أبو جعفر وهذا الباقي
هو من بناء كسرى أبرويز. وقد حكي أن المنصور
لما أراد بناء بغداد استشار خالد بن برمك في هدم
الإيوان وإدخال آلته في عمارة بغداد، فقال له: لا
تفعل يا أمير المؤمنين، فقال: أبيت إلا التعصب
للفرس! فقال: ما الامر كما ظن أمير المؤمنين
ولكنه أثر عظيم يدل على أن ملة ودينا وقوما
أذهبوا ملك بانيه لدين وملك عظيم، فلم يصغ
إلى رأيه وأمر بهدمه فوجد النفقة عليه أكثر من
الفائدة بنقضه فتركه، فقال خالد: الآن أرى يا أمير
المؤمنين أن تهدمه لئلا يقال إنك عجزت عن خراب ما
عمره غيرك ومعلوم ما بين الخراب والعمارة، فعلى
قول الموبذان: إنه خرب إيوان سابور بن أردشير،
وعلى قول غيره: إنه لم يلتفت إلى قوله أيضا وتركه.
وما زلت أسمع أن كسرى لما أراد بناء
إيوانه هذا أمر بشراء ما حوله من مساكن الناس
وإرغابهم بالثمن الوافر وإدخاله في الإيوان، وأنه
كان في جواره عجوز لها دويرة صغيرة فأرادوها
294

على بيعها فامتنعت وقالت: ما كنت لأبيع جوار
الملك بالدنيا جميعها، فاستحسن منها هذا الكلام
وأمر ببناء الإيوان وترك دارها في موضعها منه
وإحكام عمارتها، ولما رأيت الإيوان رأيت في
جانب منه قبة صغيرة محكمة العمارة يعرفها أهل
تلك الناحية بقبة العجوز، فعجبت من قوم كان هذا
مذهبهم في العدل والرفق بالرعية كيف ذهبت
دولتهم لولا النبوة التي شرفها الله تعالى وشرف بها
عباده، وقال ابن الحاجب يذكر الإيوان:
يا من بناه بشاهق البنيان!
أنسيت صنع الدهر بالإيوان؟
هذي المصانع والدساكر والبنا
وقصور كسرانا أنو شروان
كتب الليالي، في ذراها، أسطرا
بيد البلى وأنامل الحدثان
إن الحوادث والخطوب، إذا سطت
أودت بكل موثق الأركان
قلت: ومن أحسن ما قيل في الإيوان قول أبي
عبادة البحتري:
حضرت رحلي الهموم، فوجهت
إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ، وآسى
لمحل، من آل ساسان درس
ذكرتنيهم الخطوب التوالي،
ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظل عال
مشرف، يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه، على جبل القبق،
إلى دارتي خلاط ومكس
حلل، لم تكن كأطلال سعدي،
في قفار من البسابس ملس
ومساع لولا المحاباة مني،
لم تطقها مسعاة عنس وعبس
نقل الدهر عهدهن عن الجدة،
حتى غدون أنضاء لبس
فكأن الجرماز، من عدم الانس
وإخلاقه، بنية رمس
لو تراه، علمت أن الليالي
جعلت فيه مأتما، بعد عرس
وهو ينبيك عن عجائب قوم،
لا يشاب البيان فيهم بلبس
فإذا ما رأيت صورة أنطاكية
ارتعت بين روم وفرس
وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنوشروان
وقيصر ملك أنطاكية وهو يحاصرها ويحارب أهلها:
والمنايا مواثل، وأنوشروان
يزجي الصفوف تحت الدرفس
في اخضرار من اللباس، على أصغر
يختال في صبيغة ورس
وعراك الرجال، بين يديه،
في خفوت منهم، وإغماض جرس
من مشيح، يهوي بعامل رمح،
ومليح من السنان، بترس
تصف العين أنهم جد أحياء،
لهم، بينهم، إشارة خرس
يغتلي فيهم ارتيابي، حتى
تتقراهم يداي بلمس
295

قد سقاني، ولم يصرد، أبو الغوث،
على العسكرين، شربة خلس
من مدام، تقولها هي نجم
أضوء الليل، أو مجاجة شمس
وتراها، إذا أجدت سرورا
وارتياحا للشارب المتحسي
أفرغت في الزجاج، من كل قلب،
فهي محبوبة إلى كل نفس
وتوهمت أن كسرى أبرويز
معاطي، والبلهبذ أنسي
حلم مطبق على الشك عيني،
أم أمان غيرن ظني وحدسي؟
وكأن الإيوان من عجب الصنعة
جوب، في جنب أرعن جلس
يتظنى، من الكآبة، أن يبدو
لعيني مصبح أو ممس
مزعجا بالفراق عن أنس إلف،
عز، أو مرهقا بتطليق عرس
عكست حظه الليالي، وبات ال‍
مشتري فيه، وهو كوكب نحس
فهو يبدي تجلدا، وعليه
كلكل من كلاكل الدهر مرس
لم يعبه أن بز من بسط الديباج،
واستل من ستور الدمقس
مشمخر، تعلو له شرفات
رفعت في رؤوس رضوى وقدس
لابسات من البياض، فما تبصر
منها إلا فلائل برس
ليس يدرى: أصنع إنس لجن
سكنوه، أم صنع جن لأنس؟
غير أني أراه يشهد أن لم
يك بانيه، في الملوك، بنكس
فكأني أرى المراتب والقوم،
إذا ما بلغت آخر حسي
وكأن الوفود ضاحين حسرى،
من وقوف خلف الزحام، وخنس
وكأن القيان، وسط المقاصير،
يرجحن بين حو ولعس
وكأن اللقاء أول من أمس
ووشك الفراق أول أمس
وكأن الذي يريد اتباعا،
طامع في لحوقهم صبح خمس
عمرت للسرور دهرا، فصارت
للتعزي، رباعهم، والتأسي
فلها أن أعينها بدموع
موقفات على الصبابة حبس
ذاك عندي، وليست الدار داري،
باقتراب منها، ولا الجنس جنسي
غير نعمى لأهلها عند أهلي،
غرسوا من ذكائها خير غرس
أيدوا ملكنا وشدوا قواه
بكماة، تحت السنور، حمس
وأعانوا على كتائب أريا
ط بطعن على النحور، ودعس
وأراني، من بعد، أكلف بالاشراف
طرا، من كل سنخ وإس
296

واجتاز الملك العزيز جلال الدولة البويهي على إيوان
كسرى فكتب عليه بخطه من شعره:
يا أيها المغرور بالدنيا اعتبر
بديار كسرى، فهي معتبر الورى
غنيت زمانا بالملوك وأصبحت
من بعد حادثة الزمان كما ترى
أيهات: بوزن هيهات: موضع.
أيهب: بالباء الموحدة: موضع في بلاد بني أسد قليل
الماء، قال النابغة:
كأن قتودي والنسوع جرى بها
مصك يباري الجون جاب معقرب
رعى الروض حتى نشت الغدر والتوت،
بدجلاتها، قيعان شرج وأيهب
أيهم: بالميم: موضع في قول النابغة:
ألمم برسم الطلل الأقدم،
بجانب السكران فالأيهم
دار فتاة كنت ألهو بها،
في سالف الدهر عن الأخرم
قال نصر: ولطي الأيهم: وهي أودية لبني
موقع.
أية: بالفتح والتشديد: من أعمال الري.
297

ب
باب الباء مع الهمزة وما يليهما
البئر: مهموزة الوسط، وهي الجب، معروفة،
وجمعها بئار وأبئار، وتقلب فيقال آبار، وحافرها
بأر ويقال أبار، وبأرت بئرا إذا حفرتها،
واشتقاق ذلك من بأرت الشئ وابتأرته إذا
خبأته وادخرته. قال الأموي: ومنه قيل للحفرة
البؤرة، ويوم البئر من أيام العرب.
بئر أرما: بفتح الهمزة من أرما وسكون الراء،
وميم، وألف مقصورة: بئر على ثلاثة أميال من
المدينة، عندها كانت غزاة ذات الرقاع.
بئر أريس: بفتح الهمزة، وكسر الراء، وسكون
الياء آخر الحروف، وسين مهملة: بئر بالمدينة ثم
بقبا مقابل مسجدها، قال أحمد بن يحيى بن جابر:
نسبت إلى أريس رجل من المدينة من اليهود،
عليها مال لعثمان بن عفان، رضي الله عنه، وفيها
سقط خاتم النبي، صلى الله عليه وسلم، من يد عثمان
في السنة السادسة من خلافته، واجتهد في استخراجه
بكل ما وجد إليه سبيلا فلم يوجد إلى هذه الغاية،
فاستدلوا بعدمه على حادث في الاسلام عظيم، وقالوا:
إن عثمان لما مال عن سيرة من كان قبله كان أول
ما عوقب به ذهاب خاتم رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، من يده، وقد كان قبله في يد أبي بكر ثم
في يد عمر ثم في يد عثمان، رضي الله عنهم.
والأريس في لغة أهل الشام الفلاح وهو الأكار،
وجمعه أريسون وأرارسة وأرارس، في الأصل جمع
أريس، بتشديد الراء، وأظنها لغة عبرانية، وأحسب
أن الرئيس مقدم القرية تعريبه.
بئر الأسود: قال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب
مكة: بئر الأسود بمكة منسوبة إلى الأسود بن
سفيان بن عبد الأسد المخزومي، وهي في الأصل
ثنية أم قردان.
بئر ألية: بلفظ ألية الشاة: ذكرت في ألية.
بئر أنا: بفتح الهمزة، وتشديد النون، والقصر
هكذا ذكره ابن إسحاق، وقال عبد الملك بن هشام
النحوي: إنما هو بئر أني، بتشديد النون والياء، قال
ابن إسحاق: لما أتى رسول الله، صلى الله عليه
298

وسلم، بني قريظة نزل على بئر من آبارها وتلاحق
به الناس.
بئر بضاعة: بالضم، ويروى بالكسر: في دار بني
ساعدة وقد ذكرت في بضاعة.
بئر بني بريمة: بضم الباء الموحدة، كأنه تصغير برمة:
وبنو بريمة من بني عبد الله بن غطفان قرب معدن
البئر بنجد.
بئر جشم: بضم الجيم، وفتح الشين المعجمة: بالمدينة.
بئر جمل: بالجيم، بلفظ الجمل من الإبل: موضع
بالمدينة فيه مال من أموالها.
بئر حاء: بالحاء المهملة، ويقال بيرحا، بفتح الباء بغير
همزة، وبيرحاء بالمد وبيرحا بفتح الباء، والراء،
والقصر، وبريحا بفتح الباء وكسر الراء، وياء
ساكنة، وحاء مقصورة، كل ذلك قد روي في
اسم هذا الموضع: وهو أرض كانت لابي طلحة
بالمدينة قرب المسجد ويعرف بقصر بني جديلة،
وسنذكره بمشيئة الله وعونه بوجوهه ورواته في آخر
هذا الباب.
بئر حصن: منسوبة إلى حصن بن عوف بن معاوية
الأكبر بن كليب: كانت ببطن المروت طمها
بنو مرة بن حمان، وفيها يقول جرير:
وفي بئر حصن أدركتنا حفيظة
وقد رد فيها، مرتين حفيرها
بئر الدريك: كأنه تصغير الدرك: بالمدينة، قال
قيس بن الخطيم:
كأنا، وقد أجلوا لنا عن نسائهم،
أسود لها في غيل بيشة أشبل
ببئر الدريك، فاستعدوا لمثلها
وأصغوا لها آذانكم وتأملوا
وروى أبو عمرو: ببئر الدريق.
بئر ذروان: بفتح الذال المعجمة، وسكون الراء،
كذا يقوله رواة كتاب البخاري كافة، وكذا روي
عن ابن الحذاء، وفي كتاب الدعوات من كتاب
البخاري هي بئر في منازل بني زريق بالمدينة، وقال
الجرجاني ورواة مسلم كافة: هي بئر ذي أروان،
وقال الأصيلي: ذو أروان موضع آخر على ساعة
من المدينة وفيه بني مسجد الضرار، وقال الأصمعي:
وبعضهم يخطئ فيقول بئر ذروان، والذي صححه ابن
قتيبة: ذو أروان بالتحريك.
بئر رومة: بضم الراء، وسكون الواو، وفتح
الميم: وهي في عقيق المدينة، روي عن النبي، صلى
الله عليه وسلم، أنه قال: نعم القليب قليب
المزني، وهي التي اشتراها عثمان بن عفان فتصدق
بها، وروي عن موسى بن طلحة عن رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، أنه قال: نعم الحفير حفير
المزني، يعني رومة، فلما سمع عثمان ذلك ابتاع نصفها
بمائة بكرة وتصدق بها على المسلمين فجعل الناس
يستقون منها، فلما رأى صاحبها أن قد امتنع منه
ما كان يصيب منها باعها من عثمان بشئ يسير،
فتصدق بها كلها، وقال أبو عبد الله بن مندة:
رومة الغفاري صاحب بئر رومة روى حديثه عبد الله
ابن عمر بن أبان بن عبد الرحمن المحاربي عن ابن
مسعود عن أبي سلمة عن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه
قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكان
لرجل من بني غفار بئر يقال لها رومة، كان يبيع
منها القربة بالمد، فقال له رسول الله، صلى الله
299

عليه وسلم: بعنيها بعين في الجنة، فقال:
يا رسول الله ليس لي ولعيالي غيرها، لا أستطيع ذلك،
فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم،
الحديث كذا، قال رومة الغفاري ثم قال: عين
يقال لها رومة، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري
يذكر رومة ويتشوقها، وهو بالعراق:
أقول لثابت، والعين تهمي
دموعا ما أنهنهها انحدارا:
أعرني نظرة بقرى دجيل،
تحايلها ظلاما أو نهارا
فقال: أرى برومة أو بسلع
منازلنا معطلة، قفارا
وقال أهل السير: لما قدم تبع المدينة وكان منزله بقبا،
واحتفر البئر التي يقال لها بئر الملك وبه سميت
فاحتوى ماءها، فدخلت عليه امرأة من بني زريق
يقال لها فاكهة، فشكا إليها وباء بئره، فانطلقت
واستقت له من ماء رومة ثم جاءته به فشربه فأعجبه،
فقال لها: زيدي، فكانت تصير إليه مقامه بالماء من
رومة، فلما ارتحل قال لها: يا فاكهة ما معنا من
الصفراء ولا البيضاء شئ ولكن ما تركنا من
أزوادنا ومتاعنا فهو لك، فلما سار نقلت جميع ذلك،
فيقال: إنها وأولادها أكثر بني زريق مالا حتى جاء
الاسلام، وقال عبد الله بن الزبير الأسدي يرثي
يعقوب بن طلحة بن عبيد الله ومن قتل معه بالحرة:
لعمري! لقد جاء الكروس كاظما
على خبر، للمسلمين، وجيع
شباب ليعقوب بن طلحة، أقفرت
منازلهم من رومة وبقيع
بئر رئاب: بالمدينة، قال الشاعر:
أسل عمن سلا وصالك عمدا
وتصابى، وما به من تصاب
ثم لا تنسها على ذلك، حتى
يسكن الحي عند بئر رئاب
بئر الشعوبي: بفتح الشين المعجمة، والشعوب:
قرية من نواحي اليمن في مخلاف سنحان.
بئر شوذب: الذال معجمة مفتوحة، والباء موحدة:
بئر بمكة تنسب إلى مولى معاوية بن أبي سفيان يقال
له شوذب. وقد دخلت في المسجد، ويقال:
إن شوذب كان مولى لطارق بن علقمة بن عريج
ابن جذيمة بن مالك بن سعد بن عوف بن الحارث بن
عبد مناة بن كنانة، ويقال: بل كان مولى لنافع
ابن علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن جمل بن
شق الكناني خال مروان بن الحكم بن أبي العاص.
بئر عائشة: بالمدينة، منسوبة إلى عائشة بن نمير
ابن واقف رجل من الأوس، وليس هو اسم امرأة،
عن أحمد بن يحيى بن جابر.
بئر عروة: بعقيق المدينة، تنسب إلى عروة بن الزبير
ابن العوام، رضي الله عنه، قال علي بن الجهم:
هذا العقيق، فعد أيدي
العيس من غلوائها
وإذا أطفت ببئر عروة،
فاسقني من مائها
إنا، وعيشك، ما ذممنا
العيش في أفنائها
قال الزبير بن بكار: كان من يخرج من مكة وغيرها
300

إذا مر بالعقيق تزود من ماء بئر عروة، وكانوا
يهدونه إلى أهاليهم، ويشربونه في منازلهم، قال الزبير:
ورأيت أبي يأمر به فيغلى ثم يجعله في القوارير ويهديه
إلى الرشيد وهو بالرقة، قال السري بن عبد الرحمن
الأنصاري: كفنوني، إن مت، في درع أروى،
واجعلوا لي من بئر عروة مائي
سخنة في الشتاء باردة الصيف،
سراج في الليلة الظلماء
بئر عكرمة: بمكة، تنسب إلى عكرمة بن خالد
ابن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم.
بئر عمرو: بمكة، منسوبة إلى عمرو بن عبد الله بن
صفوان بن أمية بن خلف الجمحي وإليه أيضا ينسب
شعب عمرو بمكة.
بئر أبي عنبة: بلفظ واحدة العنب: بئر بينها وبين
مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مقدار ميل،
وهناك اعترض رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
أصحابه عند مسيره إلى بدر، وفي حديث: لقد
ربيته حتى سقاني من بئر أبي عنبة أو لفظ هذا معناه،
وقد جاء ذكرها في غير حديث.
بئر غدق: بالتحريك، أوله غين معجمة، وآخره
قاف، غدقت العين والبئر فهي غدقة أي عذبة،
وماء غدق أي عذب: وهي بئر بالمدينة وعندها
أطم البلويين الذي يقال له القاع.
بئر غرس: بسكون الراء، وسين مهملة: بئر
بالمدينة ذكرت في غرس.
بئر مرق: بفتح الميم وسكون الراء، وقاف،
ويروى بفتح الراء: بئر بالمدينة ذكرها في حديث
الهجرة.
بئر مطلب: بضم الميم، وفتح الطاء، وكسر اللام،
قال أحمد بن يحيى بن جابر: بئر المطلب على طريق
العراق، وهي منسوبة إلى المطلب بن عبد الله بن
حنظب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم،
هكذا يقول النسابون، حنظب، بضم الحاء المهملة
والظاء المعجمة، والمحدثون يفتحون الحاء ويهملون
الطاء، والحنطب: الذكر من الجدي، والحنظب
لا أدري ما هو، قيل: قدم صخر بن الجعد
الخضري المحاربي إلى المدينة فأتى تاجرا يقال له
سيار فابتاع منه بزا وعطرا، وقال له: تأتيني
غدوة فأقضيك، وركب من تحت ليلته وخرج إلى
البادية فلما أصبح سيار سأل عنه فعرف خبره،
فركب في جماعة من أصحابه في طلبه حتى أتوا بئر
مطلب، وهي على سبعة أميال من المدينة، وقد
جهدوا من الحر فنزلوا عليها وأكلوا تمرا كان معهم،
وأراحوا دوابهم وسقوها، حتى إذا أراحوا انصرفوا
راجعين، وبلغ الخبر صخرا فقال:
أهون علي بسيار وصفوته،
إذا جعلت صرارا دون سيار
إن القضاء سيأتي بعده زمن،
فاطو الصحيفة واحفظها من الفار
يسائل الناس: هل أحسستم أحدا
محاربيا أتى من دون أظفار؟
وما جلبت إليهم غير راحلة،
وغير قوس وسيف جفنه عار
301

وما أريتهم، إلا ليدفعهم
عني ويخرجني نقضي وإمراري
حتى استغاثوا بألوى بئر مطلب،
وقد تحرق منهم كل تمار
وقال أولهم نصحا لآخرهم:
ألا ارجعوا واتركوا الاعراب في النار
بئر معاوية: بين عسفان ومكة، منسوبة إلى أبي
عبيد الله معاوية بن عبد الله وزير المهدي، كان المهدي
أقطعه هذا الموضع فيما أقطعه لما استوزره،
فسميت به.
بئر معونة: بالنون، قال ابن إسحاق: بئر
معونة بين أرض بني عامر وحرة بني سليم،
وقال: كلا البلدين منها قريب إلا أنها إلى حرة بني
سليم أقرب، وقيل: بئر معونة بين جبال يقال لها
أبلى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة وهي
لبني سليم، قاله عرام. وقال أبو عبيدة في كتاب
مقاتل الفرسان: بئر معونة ماء لبني عامر بن صعصعة،
وقال الواقدي: بئر معونة في أرض بني سليم وأرض
بني كلاب، وعندها كانت قصة الرجيع، والله أعلم.
بئر الملك: بالمدينة، منسوبة إلى تبع، وقد ذكرت
في بئر رومة.
بئر أبي موسى: هو الأشعري، قال أبو عبد الله محمد
ابن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة من تصنيفه:
شلقان وكيل بغا مولى المتوكل هو الذي بني بئر
أبي موسى الأشعري بالمعلاة في سنة 242، بعد أن
كانت مدكوكة، وهي قائمة إلى اليوم على باب شعب
أبي دب بالحجون.
بئر ميمون: بمكة، منسوبة إلى ميمون بن خالد بن
عامر بن الحضرمي، كذا وجدته بخط الحافظ أبي
الفضل بن ناصر على ظهر كتاب، ووجدت في موضع
آخر أن ميمونا صاحب البئر هو أخو العلاء بن
الحضرمي والي البحرين، حفرها بأعلى مكة في
الجاهلية، وعندها قبر أبي جعفر المنصور، وكان
ميمون حليفا لحرب بن أمية بن عبد شمس، واسم
الحضرمي عبد الله بن عماد، قال الشاعر:
تأمل خليلي هل ترى قصر صالح،
وهل تعرف الاطلال من شعب واضح؟
إلى بئر ميمون إلى العيرة، التي
بها ازدحم الحجاج بين الأباطح
بئر يقظان: بالظاء المعجمة، أوله ياء: ماء لبني نمير،
وأكثر ما يقال لها: البئر، غير مضافة، قال أبو
زياد: وكان يقظان قد أهتر أي ذهب عقله.
باب الباء والألف وما يليهما
با أيوب: هو تخفيف أبي أيوب، هكذا جاء: قرية
كبيرة بين قرميسين وهمذان عن يمين الطريق للقاصد
من بغداد إلى همذان، منسوب فيما قيل إلى رجل
من جرهم يقال له أبو أيوب، وكانت بها أبنية
نقضت، وتعرف هذه القرية بالدكان،
وبالقرب منها بحيرة صغيرة في رأي العين، يقال
إنه غرق فيها بعض الملوك فبذلت أمه لمن يخرجه
الرغائب، فلما أعياها اخراجه عزمت على طمها،
فحشرت الناس وجاؤوا بالتراب وألقوه فيها فلم يؤثر
شيئا، فأيست من ذلك فجاءت أخيرا بحملة من التراب
واحدة، فأمرت بصبها على شفير البحيرة فكانت تلا
عظيما، فهو إلى الآن باق، وأرادت أن تعرف
الناس أنها لم تعجز عن شئ ممكن، وماء هذه البحيرة
يصب في واد وحياض تحتها.
302

بابان: باءان، وألف، ونون، بأي بابان: محلة بأسفل
مرو، ينسب إليها أبو سعيد عبدة بن عبد الرحيم
ابن حبان الباباني المروزي، سمع الكثير وسافر إلى
الشام والعراق ومصر، ومات بدمشق سنة 244.
الباب: ويعرف بباب بزاعة: بليدة في طرف
وادي بطنان من أعمال حلب، بينها وبين منبج
نحو ميلين، وإلى حلب عشرة أميال، وهي ذات
أسواق يعمل فيها كرباس كثير، ويحمل إلى
مصر ودمشق، وينسب إليها.
باب: جبل قرب هجر من أرض البحرين. وباب
أيضا: من قرى بخارى، حدث من أهلها أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي البابي، روى عنه
خلف الخيام، ونسبه قاله ابن طاهر، وقال أبو
سعد: بابة بالهاء، وستذكر إن شاء الله تعالى.
باب الأبواب: ويقال له الباب، غير مضاف، والباب
والأبواب: وهو الدربند دربند شروان، قال
الإصطخري: وأما باب الأبواب فإنها مدينة ربما
أصاب ماء البحر حائطها، وفي وسطها مرسى السفن،
وهذا المرسى من البحر قد بني على حافتي البحر
سدين، وجعل المدخل ملتويا، وعلى هذا
الفم سلسلة ممدودة فلا مخرج للمركب ولا مدخل
إلا بإذن، وهذان السدان من صخر ورصاص،
وباب الأبواب على بحر طبرستان، وهو بحر الخزر،
وهي مدينة تكون أكبر من أردبيل نحو ميلين في
ميلين، ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة إلا ما يحمل
إليهم من النواحي، وعلى المدينة سور من الحجارة
ممتد من الجبل طولا في غير ذي عرض، لا مسلك
على جبلها إلى بلاد المسلمين لدروس الطرق وصعوبة
المسالك من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين، ومع
طول السور فقد مد قطعة من السور في البحر شبه
أنف طولاني ليمنع من تقارب السفن من السور،
وهي محكمة البناء موثقة الأساس من بناء أنوشروان،
وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء
الذين حفوا بها من أمم شتى وألسنة مختلفة وعدد
كثير، وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب، يجمع
في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار،
إن احتاجوا إليه، ينذرون أهل أذربيجان وأران
وأرمينية بالعدو إن دهمهم، وقيل: إن في أعلى جبلها
الممتد المتصل بباب الأبواب نيفا وسبعين أمة لكل
أمة لغة لا يعرفها مجاورهم، وكانت الأكاسرة كثيرة
الاهتمام بهذا الثغر لا يفترون عن النظر في مصالحه
لعظم خطره وشدة خوفه، وأقيمت لهذا المكان
حفظة من ناقلة البلدان وأهل الثقة عندهم لحفظه،
وأطلق لهم عمارة ما قدروا عليه بلا كلفة للسلطان
ولا مؤامرة فيه ولا مراجعة حرصا على صيانته من
أصناف الترك والكفر والأعداء، فممن رتبوا هناك
من الحفظة أمة يقال لهم طبر سران، وأمة إلى جنبهم
تعرف بفيلان، وأمة يعرفون باللكز كثير عددهم
عظيمة شوكتهم، والليران وشروان وغيرهم،
وجعل لكل صنف من هؤلاء مركز يحفظه، وهم
أولو عدد وشدة رجالة وفرسان، وباب الأبواب
فرضة لذلك البحر، يجتمع إليه الخزر والسرير
وشنذان وخيزان وكرج ورقلان وزريكران
وغميك، هذه من جهة شماليها، ويجتمع إليه أيضا
من جرجان وطبرستان والديلم والجبل، وقد
يقع بها شغل ثياب كتان، وليس بأران وأرمينية
وأذربيجان كتان إلا بها وبرساتيقها، وبها زعفران،
ويقع بها من الرقيق من كل نوع، وبجنبها مما يلي
بلاد الاسلام رستاق يقال له مسقط، ويليه بلد اللكز،
303

وهم أمم كثيرة ذوو خلق وأجسام وضياع عامرة
وكور مأهولة فيها أحرار يعرفون بالخماشرة،
وفوقهم الملوك ودونهم المشاق، وبينهم وبين باب
الأبواب بلد طبرسران شاه، وهم بهذه الصفة من
البأس والشدة والعمارة الكثيرة، إلا أن اللكز أكثر
عددا وأوسع بلدا وفوق ذلك فيلان وليس بكورة
كبيرة، وعلى ساحل هذا البحر دون المسقط مدينة
الشابران، صغيرة حصينة كثيرة الرساتيق، وأما
المسافات فمن إتل مدينة الخزر إلى باب الأبواب اثنا
عشر يوما، ومن سمندر إلى باب الأبواب أربعة
أيام، وبين مملكة السرير إلى باب الأبواب ثلاثة أيام،
وقال أبو بكر أحمد بن محمد الهمداني: وباب
الأبواب أفواه شعاب في جبل القبق فيها حصون
كثيرة، منها: باب صول وباب اللان وباب
الشابران وباب لازقة وباب بارقة وباب سمسجن
وباب صاحب السرير وباب فيلانشاه وباب طارونان
وباب طبرسران شاه وباب إيران شاه، وكان السبب
في بناء باب الأبواب على ما حدث به أبو العباس
الطوسي، قال: هاجت الخزر مرة في أيام المنصور
فقال لنا: أتدرون كيف كان بناء أنوشروان الحائط
الذي يقال له الباب؟ قلنا: لا، قال: كانت الخزر
تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان والموصل،
فلما ملك أنوشروان بعث إلى ملكهم فخطب إليه
ابنته على أن يزوجه إياها ويعطيه هو أيضا ابنته
ويتوادعا ثم يتفرغا لأعدائهما، فلما أجابه إلى ذلك
عمد أنوشروان إلى جارية من جواريه نفيسة فوجه بها
إلى ملك الخزر على أنها ابنته وحمل معها ما يحمل
مع بنات الملوك، وأهدى خاقان إلى أنوشروان ابنته،
فلما وصلت إليه كتب إلى ملك الخزر: لو التقينا
فأوجبنا المودة بيننا، فأجابه إلى ذلك وواعده إلى
موضع سماه ثم التقيا فأقاما أياما، ثم إن أنوشروان
أمر قائدا من قواده أن يختار ثلاثمائة رجل من
أشداء أصحابه فإذا هدأت العيون أغار في عسكر
الخزر فحرق وعقر ورجع إلى العسكر في خفاء،
ففعل، فلما أصبح بعث إليه خاقان: ما هذا؟
بيت عسكري البارحة! فبعث إليه أنوشروان: لم
تؤت من قبلنا فابحث وانظر، ففعل فلم يقف على
شئ، ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث
مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث، فيبحث فلا
يقف على شئ، فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا
من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان، فلما
فعل أرسل إليه أنوشروان. ما هذا؟ استبيح
عسكري الليلة وفعل بي وصنع! فأرسل
إليه خاقان: ما أسرع ما ضجرت! قد فعل هذا
بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة
واحدة. فبعث إليه أنوشروان: هذا عمل قوم يريدون
أن يفسدوا فيما بيننا، وعندي رأي لو قبلته رأيت
ما تحب، قال: وما هو؟ قال: تدعني أن أبني
حائطا بيني وبينك وأجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك
إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب،
فأجابه إلى ذلك، وانصرف خاقان إلى مملكته،
وأقام أنوشروان يبني الحائط بالصخر والرصاص، وجعل
عرضه ثلاثمائة ذراع وعلاه حتى ألحقه برؤوس الجبال
ثم قاده في البحر، فيقال: إنه نفخ الزقاق وبني عليها
فأقبلت تنزل والبناء يصعد حتى استقرت الزقاق
على الأرض، ثم رفع البناء حتى استوى مع الذي على
الأرض في عرضه وارتفاعه، وجعل عليه بابا من
حديد، ووكل به مائة رجل يحرسونه بعد أن كان
يحتاج إلى مائة ألف رجل، ثم نصب سريره على الفند
الذي صنعه على البحر وسجد سرورا بما هيأه الله على
304

يده، ثم استلقى عل ظهره وقال: الآن حين استرحت،
قال: ووصف بعضهم هذا السد الذي بناه أنوشروان
فقال: إنه جعل طرفا منه في البحر فأحكمه إلى حيث
لا يتهيأ سلوكه، وهو مبني بالحجارة المنقورة المربعة
المهندمة لا يقل أصغرها خمسون رجلا، وقد
أحكمت بالمسامير والرصاص، وجعل في هذه السبعة
فراسخ سبعة مسالك على كل مسلك مدينة، ورتب
فيها قوم من المقاتلة من الفرس يقال لهم
الانشاستكين، وكان على أرمينية وظائف رجال
لحراسة ذلك السور مقدار ما يسير عليه عشرون رجلا
بخيلهم لا يتزاحمون. وذكر أن بمدينة الباب على
باب الجهاد فوق الحائط أسطوانتين من حجر، على كل
أسطوانة تمثال أسد من حجارة بيض، وأسفل منهما
حجرين على كل حجر تمثال لبوتين، وبقرب
الباب صورة رجل من حجر وبين رجليه صورة
ثعلب في فمه عنقود عنب، وإلى جانب المدينة
صهريج معقود له درجة ينزل إلى الصهريج منها إذا
قل ماؤه، وعلى جنبي الدرجة أيضا صورتا أسد من
حجارة يقولون إنهما طلسمان للسور. وأما حديثها
أيام الفتوح فإن سلمان بن ربيعة الباهلي غزاها في
أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وتجاوز
الحصنين وبلنجر، ولقيه خاقان ملك الخزر في
جيشه خلف نهر بلنجر، فاستشهد سلمان بن ربيعة
وأصحابه، وكانوا أربعة آلاف، فقال عبد الرحمن
ابن جمانة الباهلي يذكر سلمان بن ربيعة وقتيبة بن
مسلم الباهليين يفتخر بهما:
وإن لنا قبرين: قبر بلنجر،
وقبر بصين استان بالك من قبر
فهذا الذي بالصين عمت فتوحه،
وهذا الذي يسقى به سبل القطر
يريد أن الترك أو الخزر لما قتلوا سلمان بن ربيعة
وأصحابه، كانوا يبصرون في كل ليلة نورا عظيما على
موضع مصارعهم، فيقال إنهم دفنوهم وأخذوا سلمان بن
ربيعة وجعلوه في تابوت وسيروه إلى بيت عبادتهم،
فإذا أجدبوا أو أقحطوا أخرجوا التابوت وكشفوا عنه
فيسقون. ووجدت في موضع آخر أن أبا موسى
الأشعري لما فرغ من غزو أصبهان في أيام عمر
ابن الخطاب في سنة 19 أنفذ سراقة بن عمرو وكان
يدعى ذا النون إلى الباب، وجعل في مقدمته عبد
الرحمن بن ربيعة، وكان أيضا يدعى ذا النون،
وسار في عسكره إلى الباب ففتحه بعد حروب جرت،
فقال سراقة بن عمرو في ذلك:
ومن يك سائلا عني، فإني
بأرض لا يؤاتيها القرار
بباب الترك ذي الأبواب دار،
لها في كل ناحية مغار
نذود جموعهم عما حوينا،
ونقتلهم إذا باح السرار
سددنا كل فرج كان فيها
مكابرة، إذا سطع الغبار
وألحمنا الجبال جبال قبج،
وجاور دورهم منا ديار
وبادرنا العدو بكل فج
نناهبهم، وقد طار الشرار
على خيل تعادى، كل يوم،
عتادا ليس يتبعها المهار
وقال نصيب يذكر الباب، ولا أدري أي باب أراد:
ذكرت مقامي، ليلة الباب، قابضا
على كف حوراء المدامع كالبدر
305

وكدت، ولم أملك إليك صبابة،
أطير وفاض الدمع مني على نحري
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
كليلتنا، حتى أرى وضح الفجر!
أجود عليها بالحديث، وتارة
تجود علينا بالرضاب من الثغر
فليت إلهي قد قضى ذاك مرة،
فيعلم ربي عند ذلك ما شكري
وينسب إلى باب الأبواب جماعة، منهم: زهير بن
نعيم البابي، وإبراهيم بن جعفر البابي، قال عبد الغني
ابن سعيد: كان يفيد بمصر وقد أدركته وأظنهما،
يعني زهيرا وإبراهيم، ينسبان إلى باب الأبواب،
وهي مدينة دربند، والحسن بن إبراهيم البابي،
حدث عن حميد الطويل عن أنس عن النبي، صلى الله
عليه وسلم: تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر، روى
عنه عيسى بن محمد بن محمد البغدادي، وهلال بن
العلاء البابي، روى عنه أبو نعيم الحافظ وفي الفيصل:
زهير بن محمد البابي، ومحمد بن هشام بن الوليد بن
عبد الحميد أبو الحسن المعروف بابن أبي عمران البابي،
روى عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكندي،
روى عنه مسعر بن علي البرذعي، وحبيب بن فهد
ابن عبد العزيز أبو الحسن البابي، حدث عن محمد بن
دوستي عن سليمان الأصبهاني عن بختويه عن عاصم بن
إسماعيل عن عاصم الأحول، حدث عنه أبو بكر
الإسماعيلي، وذكر أنه سمع قبل السبعين ومائتين
على باب محمد بن أبي عمران المقابري، ومحمد بن أبي
عمران البابي الثقفي، واسم أبي عمران هشام، أصله
من باب الأبواب، نزل ببرذعة، روى عن إبراهيم بن
مسلم الخوارزمي.
باب البريد: بفتح الباء الموحدة، وكسر الراء، بلفظ
البريد وهو الرسول: اسم لاحد أبواب جامع دمشق،
وهو من أنزه المواضع، وقد أكثرت الشعراء من
ذكره ووصفه والتشوق إليه، فمن ذلك قول علي بن
رضوان الساعاتي، شاعر عصري:
ألمت سليمى، والنسيم عليل،
فخيل لي أن الشمال شمول
كأن الخزامي صفقت منه قرقفا،
فللسكر، أعناق المطي، تميل
تلاقت جفون، ما تلاقى، قصيرة
وليل مشوق بالغرام طويل
شديد إلى باب البريد حنينه،
وليس إلى باب البريد سبيل
ديار: فأما ماؤها فمصفق
زلال، وأما ظلها فظليل
نحلت، وما قولي نحلت تعجبا،
هل الحب إلا لوعة ونحول؟!
باب التبن: بلفظ التبن الذي تأكله الدواب: اسم
محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم
جعفر، وهي الآن خراب صحراء يزرع فيها، وبها
قبر عبد الله بن أحمد بن حنبل، رضي الله عنه،
دفن هناك بوصية منه، وذاك أنه قال: قد صح
عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا، ولان أكون في
جوار نبي أحب إلي من أن أكوان في جوار أبي،
وبلصق هذا الموضع مقابر قريش التي فيها قبر موسى
الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين
العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي
طالب، رضي الله عنهم، ويعرف قبره بمشهد باب
التبن، مضاف إلى هذا الموضع، وهو الآن محلة
306

عامرة ذات سور، مفردة.
باب توماء بضم التاء: أحد أبواب مدينة دمشق،
لما حاصر المسلمون دمشق في أيام أبي بكر، رضي
الله عنه، نزل أبو عبيدة من قبل باب الجابية، ونزل
خالد بن الوليد بدير يقال له دير خالد بالجانب الشرقي،
ونزل يزيد بن أبي سفيان بباب توماء، فقال عبد الرحمن
ابن أبي مسرح، وكان من أصحاب يزيد بن أبي سفيان:
ألا أبلغ أبا سفيان عنا بأننا
على خير حال كان جيش يكونها
وأنا على باب لتوماء نرتمي،
وقد حان من باب لتوما حيونها
باب الجنان: جمع جنة، وهي البستان: باب من
أبواب مدينة الرقة، وباب من أبواب مدينة حلب،
ذكره عيسى بن سعدان الحلبي، فلذلك ذكرناه، فقال:
يا لبرق كلما لاح على
حلب مثلها نصب عياني
بات كالمذبوب في شاطي قويق،
ناشر الطرة مسحوب الجران
كلما مرت به ناسمة،
موهنا، جن على باب الجنان
ليت شعري من ترى أرسله،
أنسيم البان أم رفع الدخان
باب الحجرة: بضم الحاء: موضع بدار الخلافة المعظمة
ببغداد، حرسها الله تعالى، وهي دار عظيمة الشأن
عجيبة البنيان، فيها يخلع على الوزراء، وإليها
يحضرون في أيام الموسم للهناء، وأول من أنشأها
الامام المسترشد بالله أبو منصور الفضل ابن الإمام
المستظهر بالله.
باب حرب: يذكر في الحربية إن شاء الله تعالى:
وهو حرب بن عبد الملك، أحد قواد أبي جعفر
المنصور، وفي مقبرة باب حرب أحمد بن حنبل وبشر
الحافي وأبو بكر الخطيب ومن لا يحصى من العلماء
والعباد والصالحين وأعلام المسلمين.
باب الخاصة: كان أحد أبواب دار الخلافة المعظمة
ببغداد، أحدثه الطائع لله تجاه دار الفيل وباب
كلواذا، واتخذ عليه منظرة تشرف على دار الفيل
وبراح واسع، واتفق أن كان الطائع يوما في هذه
المنظرة فجوزت عليه جنازة أبي بكر عبد العزيز بن
جعفر الزاهد المعروف بغلام الخلال، فرأى الطائع
منها ما أعجبه، فتقدم بدفنه في ذلك البراح الذي
تجاه المنظرة، وجعل دار الفيل وقفا عليه، ووسع
به في تلك المقبرة، وهي الآن على ذلك، إلا أن هذا
الباب لا أثر له اليوم، ويتلو هذا الباب من دار الخلافة
باب المراتب، ولهذه الأبواب ذكر في التواريخ.
باب دستان: بفتح الدال، والسين مهملة، والتاء
فوقها نقطتان: موضع معروف بسمرقند
، ينسب
إليه أبو الحسن علي بن الحسن بن نصر بن خراسان بن
عبد الله البابدستاني: فقيه حنفي فاضل ثقة، توفي
بسمرقند في صفر سنة 368.
بابرتى: بفتح الباء الثانية، وسكون الراء، والتاء
فوقها نقطتان مقصورة: قرية من أعمال دجيل بغداد،
ينسب إليها أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسن بن أبي
الأصابع الحربي البابرتي، ولد بقرية بابرتى ونشأ
بالحربية من بغداد، ذكره أبو سعد في شيوخه.
بابرت: بكسر الباء الثانية: قرية كبيرة ومدينة
حسنة من نواحي أرزن الروم، من نواحي أرمينية،
خبرني بها رجل من أهلها فقيه.
307

بابسير: بفتح الباء الثانية، وكسر السين المهملة، وياء
ساكنة، وراء: بلدة من نواحي الأهواز، منها:
أبو الحسن علي بن بحر بن بري البابسيري، روى عن
ابن عيينة، توفي سنة 234، قال أبو سعد عقيب:
هذا البابسيري نسبة إلى بابسير، وهي قرية من
قرى واسط، وقيل من قرى الأهواز، منها: أبو
بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري
ومحمد بن كامل البابسيري، روى عنه الحسن بن علي
ابن محمود بن شيرويه القاضي الشيرازي.
باب الشام: محلة كانت بالجانب الغربي من بغداد،
منها: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي
البابشامي، روى عن أبي نواس الشاعر.
بابش: بكسر الباء، والشين معجمة: من قرى
بخارى في ظن أبي سعد، ينسب إليها أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن جدير البابشي،
مات سنة 303.
باب الشعير: محلة ببغداد فوق مدينة المنصور، قالوا:
كانت ترفأ إليها سفن الموصل والبصرة، والمحلة التي
ببغداد اليوم، وتعرف بباب الشعير، هي بعيدة من
دجلة، بينها وبين دجلة خراب كثير والحريم وسوق
المارستان، وقد نسب إليها بعض الرواة.
باب شورستان: بضم الشين المعجمة، وسكون الواو،
وكسر الراء: محلة بمرو.
بابشير: الباء الثانية ساكنة، والشين مكسورة، وياء
ساكنة، وراء: قرية على مقدار فرسخ من مرو،
منها: إبراهيم بن أحمد بن علي البابشيري، مات
سنة 306.
باب الطاق: محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي:
تعرف بطاق أسماء، وقد ذكرت في موضعها،
واجتاز عبد الله بن طاهر بها فرأى قمرية تنوح فأمر
بشرائها وإطلاقها، فامتنع صاحبها أن يبيعها بأقل
من خمسمائة درهم، فاشتراها بذلك وأطلقها،
وأنشد يقول:
ناحت مطوقة بباب الطاق،
فجرت سوابق دمعي المهراق
كانت تغرد بالأراك، وربما
كانت تغرد في فروع الساق
فرمى الفراق بها العراق، فأصبحت
بعد الأراك تنوح في الأسواق
فجعت بأفراخها فأسبل دمعها،
إن الدموع تبوح بالمشتاق
تعس الفراق وبت حبل وتينه،
وسقاه من سم الأساود ساق
ماذا أراد بقصده قمرية،
لم تدر ما بغداد في الآفاق؟
بي مثل ما بك يا حمامة، فاسألي
من فك أسرك أن يحل وثاقي
وقد روي أن صاحب القصة في إطلاق القمرية هو
اليمان بن أبي اليمان البندنيجي، الشاعر الضرير مصنف
كتاب التفقيه، وقد ذكرته في كتاب معجم الأدباء.
بابغيش: الغين معجمة، وياء ساكنة، والشين معجمة:
ناحية بين أذربيجان وأردبيل يمر بها الزاب الأعلى.
بابقران: بفتح القاف والراء، وألف، ونون: من
قرى مرو، منها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى
البابقراني، سمع بالعراق الحسين بن إسماعيل المحاملي.
باب كس: بكسر الكاف، والسين مهملة: محلة
كبيرة بسمرقند، يقال لها بالفارسية دروازه كش،
308

ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر
ابن داود الزاهد البابكسي السمرقندي، توفي في
رمضان سنة 257.
باب كوشك: بضم الكاف وسكون الواو
والشين، وكاف أخرى: محلة كبيرة بأصبهان، ينسب
إليها أحمد بن إبراهيم البابكوشي، توفي في سنة 278.
بابلا: بكسر الباء، وتشديد اللام، مقصور: قرية
كبيرة بظاهر حلب، بينهما نحو ميل، وهي عامرة
آهلة في أيامناه هذه، وقد ذكرها البحتري فقال:
أقام كل ملث الودق رجاس
على ديار، بعلو الشام، أدراس
فيها لعلوة مصطاف ومرتبع،
من بانقوسا وبابلا وبطياس
منازل أنكرتنا بعد معرفة،
وأوحشت من هوانا بعد إيناس
وقال الوزير أبو القاسم بن المغربي:
حن قلبي، إلى معالم بابلا،
حنين الموله المشعوف
مطلب اللهو والهوى، وكناس
الخرد العين والظباء الهيف
حيث شطا قويق مسرح طرفي،
والأسامي مؤانسي وأليفي
ليس من لم يسل حنينا إلى الأوطان،
ان شتت النوى، بظريف
ذاك من شيمة الكرام، ومن عهد
الوفاء المحبب الموصوف
باب لت: بضم اللام، وتشديد التاء المثناة: قرية
بالجزيرة بين حران والرقة، ينسب إليها أبو سعيد
يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي مولى بني أمية،
وأصله من الري، وهو ابن امرأة الأوزاعي، سكن
حران وحدث عن الأوزاعي وابن أبي مريم ومالك
ابن أنس وجماعة كثيرة، ومات فيما ذكره القاضي
أبو بكر بن كامل، سنة 218، وهو ابن تسعين سنة.
بابل: بكسر الباء: اسم ناحية منها الكوفة والحلة،
ينسب إليها السحر والخمر، قال الأخفش: لا ينصرف
لتأنيثه، وذلك أن اسم كل شئ مؤنث إذا كان علما
وكان على أكثر من ثلاثة أحرف فإنه لا ينصرف في
المعرفة، وقد ذكرت فيما يأتي في ترجمة بابليون
معنى بابل عند أهل الكتاب، وقال المفسرون في
قوله تعالى: وما أنزل على الملكين ببابل
هاروت وماروت، قيل باب العراق، وقيل بابل
دنباوند، وقال أبو الحسن: بابل الكوفة، وقال
أبو معشر: الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل
في الزمن الأول، ويقال: إن أول من سكنها نوح،
عليه السلام، وهو أول من عمرها، وكان قد نزلها
بعقب الطوفان، فسار هو ومن خرج معه من السفينة
إليها لطلب الدفء، فأقاموا بها وتناسلوا فيها
وكثروا من بعد نوح، وملكوا عليهم ملوكا،
وابتنوا بها المدائن، واتصلت مساكنهم بدجلة
والفرات، إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر،
ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة، وموضعهم هو
الذي يقال له السواد، وكانت ملوكهم تنزل بابل،
وكان الكلدانيون جنودهم، فلم تزل مملكتهم قائمة
إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم، ثم قتل منهم خلق
كثير فذلوا وانقطع ملكهم، وقال يزدجرد بن
مهبندار: تقول العجم: إن الضحاك الملك الذي كان
له بزعمهم ثلاثة أفواه وست أعين، بنى مدينة بابل
العظيمة، وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا
309

ونصفا، وهو الذي أسره أفريدون الملك وصيره في
جبل دنباوند، واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس
عيدا، وهو المهرجان، قال: فأما الملوك الأوائل
أعني ملوك النبط وفرعون إبراهيم فإنهم كانوا نزلا
ببابل، وكذلك بخت نصر، الذي يزعم أهل السير
أنه ممن ملك الأرض بأسرها، انصرف بعدما
أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى بابل فسكنها، قال
أبو المنذر هشام بن محمد: إن مدينة بابل كانت اثني عشر
فرسخا في مثل ذلك، وكان بابها مما يلي الكوفة،
وكان الفرات يجري ببابل حتى صرفه بخت نصر إلى
موضعه الآن مخافة أن يهدم عليه سور المدينة، لأنه
كان يجري معه، قال: ومدينة بابل بناها بيوراسب
الجبار واشتق اسمها من اسم المشتري، لان بابل
باللسان البابلي الأول اسم للمشتري، ولما استتم بناؤها
جمع إليها كل من قدر عليه من العلماء وبنى لهم اثني
عشر قصرا، على عدد البروج، وسماها بأسمائهم،
فلم تزل عامرة حتى كان الإسكندر، وهو الذي
خربها. وحدت أبو بكر أحمد بن مروان المالكي
الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه: حدثنا
إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران، قالا: حدثنا
عمرو بن ناجية حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي
ابن أبي طالب عن أنس بن مالك، قال: لما حشر
الله الخلائق إلى بابل، بعث إليهم ريحا شرقية وغربية
وقبلية وبحرية، فجمعهم إلى بابل، فاجتمعوا يومئذ
ينظرون لما حشروا له، إذ نادى مناد: من جعل
المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره فاقتصد البيت
الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء، فقام يعرب
ابن قحطان 1 فقيل له: يا يعرب بن قحطان بن هود
أنت هو، فكان أول من تكلم بالعربية، ولم يزل
المنادي ينادي: من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا،
حتى افترقوا على اثنين وسبعين لسانا، وانقطع الصوت
وتبلبلت الألسن، فسميت بابل، وكان اللسان
يومئذ بابليا، وهبطت ملائكة الخير والشر وملائكة
الحياء والايمان وملائكة الصحة والشقاء وملائكة الغنى
وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء
وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس،
حتى انتهوا إلى العراق، فقال بعضهم لبعض: افترقوا،
فقال ملك الايمان: أنا أسكن المدينة ومكة، فقال
ملك الحياء: وأنا معك، فاجتمعت الأمة على أن
الايمان والحياء ببلد رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وقال ملك الشقاء: أنا أسكن البادية، فقال ملك
الصحة: وأنا معك، فاجتمعت الأمة على أن الشقاء
والصحة في الاعراب، وقال ملك الجفاء: أنا أسكن
المغرب، فقال ملك الجهل: وأنا معك، فاجتمعت
الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر، وقال ملك
السيف: أنا أسكن الشام، فقال ملك البأس: وأنا
معك، وقال ملك الغنى: أنا أقيم ههنا، فقال ملك
المروءة: وأنا معك، وقال ملك الشرف: وأنا
معكما، فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف
بالعراق. قلت: هذا خبر نقلته على ما وجدته،
والله المستعان عليه.
وقد روي أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،
سأل دهقان الفلوجة عن عجائب بلادهم، فقال:
كانت بابل سبع مدن، في كل مدينة أعجوبة ليست
في الأخرى، فكان في المدينة التي نزلها الملك بيت فيه
صورة الأرض كلها برساتيقها وقراها وأنهارها، فمتى
التوى أحد بحمل الخراج من جميع البلدان، خرق
أنهارهم فغرقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم
حتى يرجعوا عما هم به، فيسد بأصبعه تلك الأنهار

(1) هكذا في الأصل.
310

فيستد في بلدهم. وفي المدينة الثانية حوض عظيم،
فإذا جمعهم الملك لحضور مائدته حمل كل رجل ممن
يحصره من منزله شرابا يختاره، ثم صبه في ذلك
الحوض، فإذا جلسوا للشراب كل واحد شرابه
الذي حمله من منزله. وفي المدينة الثالثة طبل معلق
على بابها، فإذا غاب من أهلها انسان وخفي أمره
على أهله وأحبوا أن يعلموا أحي صاحبهم أم ميت،
ضربوا ذلك الطبل، فإن سمعوا له صوتا فإن الرجل
حي، وإن لم يسمعوا له صوتا فإن الرجل
قد مات.
وفي المدينة الرابعة مرآة من حديد، فإذا غاب الرجل
عن أهله وأحبوا أن يعرفوا خبره على صحته، أتوا
تلك المرآة فنظروا فيها فرأوه على الحال التي هو
فيها. وفي المدينة الخامسة أوزة من نحاس على عمود
من نحاس منصوب على باب المدينة، فإذا دخلها
جاسوس صوتت الأوزة بصوت سمعه جميع أهل
المدينة، فيعلمون أنه قد دخلها جاسوس. وفي المدينة
السادسة قاضيان جالسان على الماء، فإذا تقدم إليهما
الخصمان وجلسا بين أيديهما غاص المبطل منهما في
الماء. وفي المدينة السابعة شجرة من نحاس ضخمة
كثيرة الغصون لا تظل ساقها، فإن جلس تحتها واحد
أظلته إلى ألف نفس، فإن زادوا على الألف، ولو
بواحد، صاروا كلهم في الشمس. قلت وهذه
الحكاية كما ترى خارقة للعادات، بعيدة من المعهودات،
ولو لم أجدها في كتب العلماء لما ذكرتها. وجميع
أخبار الأمم القديمة مثله، والله أعلم.
بابليون: الباء الثانية مكسورة، واللام ساكنة،
وياء مضمومة، وواو ساكنة، ونون: هو اسم
عام لديار مصر بلغة القدماء. وقيل هو اسم لموضع
الفسطاط خاصة، فذكر أهل التوراة أن مقام آدم،
عليه السلام، كان ببابل، فلما قتل قابيل هابيل
مقت آدم قابيل فهرب قابيل بأهله إلى الجبال عن
أرض بابل فسميت بابل، يعني به الفرقة، فلما
مات آدم، عليه السلام، ونبئ إدريس، عليه
السلام، وكثر ولد قابيل في تلك الأرض، وأفسدوا
ونزلوا من جبالهم، وخالطوا أهل الصلاح، وفسدوا
بهم، دعا إدريس ربه أن ينقله إلى أرض ذات نهر
مثل أرض بابل، فأري الانتقال إلى أرض مصر، فلما
وردها وسكنها واستطابها اشتق لها اسما من معنى
بابل، وهو الفرقة، فسماها بابليون، ومعناها الفرقة
الطيبة، والله أعلم.
وذكر عبد الملك بن هشام صاحب السيرة في كتاب
التيجان في النسب من تصنيفه: بابليون كان ملكا
من سبأ، ومن ولده عمرو بن امرئ القيس، كان
ملكا على مصر في زمن إبراهيم الخليل، عليه السلام،
وقال أبو صخر الهذلي:
وماذا ترجي بعد آل محرق،
عفا منهم وادي رهاط إلى رحب
خلوا من تهامي أرضنا، وتبدلوا
بمكة بابليون والربط بالعصب
وقال كثير بن عبد الرحمن يرثي عبد العزيز بن
مروان:
فلست، طول الدهر، ما عشت ناسيا
عظاما، ولا هاما له قد أرمت
جرى بين بابليون، والهضب دونه،
رياح أسفت بالنقا وأشمت
سقتها الغوادي والروائح خلفة،
تدلين علوا والضريحة لمت
وقد أسقط عمران بن حطان منه الألف في قوله
يذكر قوما من الأزد نفاهم زياد ابن أبيه من البصرة،
311

وكان قد اتهمهم بممالاة عدوه، إلى مصر، فنزلوا
من الفسطاط بموضع يقال له الظاهر، فقال:
فساروا بحمد الله، حتى أحلهم
بيليون منها الموجفات السوابق
فأمسوا، بحمد الله، قد حال دونهم
مهامه بيد والجبال الشواهق
وحلوا، ولم يرجوا سوى الله وحده،
بدار لهم فيها غنى ومرافق
فأمسوا بدار لا يفزع أهلها،
وجيرانهم فيها تجيب وغافق
باب محول: بضم الميم، وفتح الحاء، وتشديد
الواو، ولام: محلة كبيرة من محال بغداد، كانت
متصلة بالكرخ، وهي الآن منفردة كالقرية المنفردة،
ذات جامع وسوق مستغنية بنفسها في غربي الكرخ،
مشرفة على السراة، والله الموفق.
باب المراتب: هو أحد أبواب دار الخلافة ببغداد،
كان من أجل أبوابها وأشرفها، وكان حاجبه عظيم
القدر ونافذ الامر، فأما الآن فهو في طرف من
البلد بعيد كالمهجور، لم يبق فيه إلا دور قوم من أهل
البيوتات القديمة، وكانت الدور فيه غالية الأثمان
عزيزة الوجود في أيام السلاطين ببغداد، لأنه كان
حرما لمن يأوي إليه، فأما الآن فليس للمساكن
فيه قيمة، ورأيت به دورا كثيرة احتاج أهلها
وأرادوا بيعها فلم تشتر منهم، فباعوا أنقاضها
وساحها ممن يعمر به موضعا آخر. والذي
أوجب ذكر ذلك كثرة مجئ ذكرها في التواريخ
والاخبار.
بابونيا: بضم الباء الثانية، وسكون الواو، وكسر
النون، وياء، وألف: من قرى بغداد، منها: أبو
الفضل موسى بن سلطان بن علي المقري الضرير البابوني،
دخل بغداد فسمع بها وقرأ القرآن بالروايات، روى
عن أبي الوقت السجزي وغيره، مات سنة 599
بابه: من قرى بخارى، منها: إبراهيم بن محمد بن
إسحاق الأسدي البخاري البابي، حدث عن نصر بن
الحسن، حدث عنه خلف بن محمد الخيام.
البابة: مثل الذي قبله، قال الأزهري: البابة
ثغر من ثغور الروم، وما أظنه أراد إلا البابة الذي
هو عند النصارى بمنزلة الخليفة الامام، يجب عليهم
طاعته، ومقامه بمدينة رومية، وحكمه سار في
جميع بلاد الفرنج ومن يقاربهم.
بابين: تثنية باب: موضع بالبحرين، وفيه قال
قائلهم:
أنا ابن برد بين بابين وجم،
والخيل تنحاه إلى قطر الاجم
وضبة الدعمان في رؤس الأكم،
مخضرة أعينها مثل الرخم
باتكرو: قرأت بخط الحافظ أبي عبد الله محمد بن
النجار صديقنا: قرأت بخط أبي الفوارس الحسن بن
عبد الله بن بركات بن شافع الدمشقي، قال: أخبرنا
القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن
عبد العزيز الباتكروي: الباتكرو قلعة حصينة
على شط جيحون بقراءتي عليه في جامعها الامام محمود
ابن يوسف بن عطاء، وذكر خبرا.
باجاخسرو: بالجيم ثم الخاء بعد الألف، مضمومة:
كورة من كور بغداد في شرقي دجلة، منها
النهروانات.
باجبارة: باء أخرى مشددة، وألف، وراء: قرية
في شرقي مدينة الموصل على نحو ميل، وهي كبيرة
312

عامرة، فيها سوق، وكان نهر الخوسر قديما يمر
بها تحت قناطرها، وهي باقية إلى هذه الغاية،
وجامعها مبني على هذه القناطر، رأيتها غير مرة.
الباج: بالجيم، قال أحمد بن يحيى بن جابر: مر علي
ابن أبي طالب، عليه السلام، بالأنبار فخرج إليه
أهلها بالهدايا إلى معسكرة، فقال: اجمعوا الهدايا
واجعلوها باجا واحدا، ففعلوا، فسمي موضع
معسكرة بالأنبار الباج إلى الآن.
باجخوست: بفتح الجيم، وضم الخاء المعجمة، وواو
ساكنة، وسين مهملة ساكنة أيضا، وتاء مثناة:
قرية كبيرة من قرى مرو، على فرسخين من مرو،
منها: أبو سهل النعمان الأكار الباجخوستي،
كان صالحا عابدا، ذكره أبو سعد في شيوخه وقال:
إنه مات في رمضان سنة 548.
باجدا: بفتح الجيم، وتشديد الدال: والقصر: قرية
كبيرة بين رأس عين والرقة. قال أحمد بن الطيب:
عليها سور، وكان مسلمة بن عبد الملك أقطع موضعها
رجلا من أصحابه يقال له أسيد السلمي، فبناها
وسورها، وفيها بساتين تسقيها عين تنبع من وسطها
يشرب منها الناس، وما فضل يسقي زروعها، وهي
قرب حصن مسلمة بن عبد الملك، منها: محمد بن أبي
القاسم الخضر بن محمد الحراني، يعرف بابن تيمية،
وهواسم لجدته، وكانت واعظة البلد، يعرف
بالباجداي، وكان شيخا معظما بحران وخطيبها
وواعظها ومفتيها، ولأهل حران فيه اعتقاد طاهر
صالح، وكان نافذ الامر فيهم مطاعا. سمع
الحديث ورواه، ولي منه إجازة، ورأيته غير
مرة، ومات سنة 621 وقد أسن.
وباجدا أيضا من قرى بغداد، ينسب إليها أبو
الحسين سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون السلمي
الباجداي، حدث ببغداد عن أبي يعلى الموصلي
وعلي بن عبد الحميد الغضائري وأبي عروبة الحراني،
روى عنه أبو الحسن بن رزقويه.
باجرا: بالراء: من قرى الجزيرة أيضا، ينسب إليها
أبو شهاب عبد القدوس بن عبد القاهر الباجراي، روى
عن سفيان بن عيينة، كذا ضبطه أبو سعد.
باجربق: بضم الجيم، وسكون الراء، وفتح الباء
الموحدة، وقاف: قرية من قرى بين النهرين، كورة
بين البقعاء ونصيبين.
باجرما: بفتح الجيم، وسكون الراء، وميم، وألف
مقصورة: قرية من أعمال البليخ قرب الرقة من
أرض الجزيرة.
باجرمق: بالقاف، في كتاب الفتوح: باجرمق كورة
قرب دقوقا.
باجروان: آخره نون: قرية من ديار مضر بالجزيرة،
من أعمال البليخ. وباجروان أيضا: مدينة من
نواحي باب الأبواب قرب شروان، عندها عين الحياة
التي وجدها الخضر، عليه السلام، وقيل هي القرية
التي استطعم موسى والخضر، عليهما السلام، أهلها.
باجسرى: بكسر الجيم، وسكون السين، وراء،
والقصر: بليدة في شرقي بغداد، بينها وبين حلوان،
على عشرة فراسخ من بغداد، وهي عامرة نزهة كثيرة
النخل والأهل. خرج منها جماعة من أهل العلم
والرواية، منهم أبو القاسم عبد الغني بن محمد بن حنيفة
الباجسراوي، كان صالحا، وله شعر حسن ورغبة
في الأدب، توفي سنة 531. وابنه أبو المعالي أحمد
روى قطعة من كتب الأدب.
وقال عبيد الله بن الحر يذكرها:
313

ويوم بباجسرى هزمت، وغودرت
جماعتهم صرعى لدى جانب الجسر
فولوا سراعا هاربين، كأنهم
رعيل نعام بالفلا شرد ذعر
ووجد على حائط مكتوب:
أقول، والنفس لهوف حسرى،
والعين من طول البكاء عبرى،
وقد أنارت في الظلام الشعرى،
وانحدرت بنات نعش الكبرى:
يا رب خلصني من باجسرى
وأبدل بها، يا رب دارا أخرى
باجميرى: بضم الجيم، وفتح الميم، وياء ساكنة،
وراء مقصورة: موضع دون تكريت. ذكر
الأخباريون أن عبد الملك بن مروان كان إذا هم
بقصد مصعب بن الزبير بالعراق، يخرج في كل سنة إلى
بطنان حبيب، وهي من أدنى قنسرين إلى الجزيرة،
فيعسكر بها، ويخرج مصعب بن الزبير إلى مسكن
فيعسكر بباجميري من أرض الموصل، كل واحد
منهما يرى صاحبه أنه يقصده، ولا يتم كل واحد
منهما قصده، فإذا اشتد الشتاء وارتج الثلج،
انصرف عبد الملك إلى دمشق ومصعب إلى الكوفة،
فكان عبد الملك يقول: إن مصعبا قد أبى
إلا جميراته، والله موقد هن عليه، فقال أبو الجهم
الكناني:
أكل عام لك باجميرى؟!
تغزو بنا ولا تفيد خيرا
باجنيس: بفتح النون، والسين مهملة، كذا
وجدته بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي
المعروف بابن برد الخيار مضبوطا: وهو بلد قديم
يذكر مع أرجيش من أعمال خلاط وهو من أرمينية
الرابعة، فتحها عياض بن غنم، وهي في الاقليم الخامس،
طولها سبعون درجة ونصف، وعرضها أربعون درجة
وسدس. وقال مسعر بن مهلهل: باجنيس بلد بني
سليم، بها معدن الملح الأندراني ومعدن مغنيسيا
ومعدن نحاس، وبها منبت الشيخ الذي يستخرج
الدود والحيات من الجوف، إلا أن التركي خير منه،
وبها أبسنتين وأستوخودوس.
باجوا: موضع ببابل من أرض العراق في ناحية
القف.
باجة: في خمسة مواضع، منها: باجة، بلد بإفريقية
تعرف بباجة القمح، سميت بذلك لكثرة حنطتها،
بينها وبين تنس يومان. وحدثني من أثق به أن
الحنطة تباع فيها كل أربعمائة رطل، برطل بغداد،
بدرهم واحد فضة. قال أبو عبيد البكري:
ومدينة باجة إفريقية مدينة كثيرة الأنهار، وهي
على جبال يقال له عين الشمس في هيئة الطيلسان يطرد
حواليها، وفيها عيون الماء العذب، ومن تلك العيون
عين تعرف بعين الشمس، هي تحت سور المدينة،
والباب هناك ينسب إليها، ولها أبواب غير هذا. وفي
داخل البلد عين أخرى عذبة، وحصنها أزلي مبني
بالصخر الجليل أتقن، بناء، يقال إنه من عهد عيسى،
عليه السلام، وفيها حمامات ماؤها من العيون،
وفنادق كثيرة، وهي دائمة الدجن و الغيم، كثيرة
الأمطار والانداء، قلما يصحى هواؤها، وبها يضرب
المثل في كثرة المطر، ولها نهر من جهة المشرق يجئ
من جهة الجنوب إلى القبلة على ثلاثة أميال منها،
وحولها بساتين عظيمة تطرد فيها المياه، وأرضها
سوداء مشققة، تجود فيها جميع الزروع، وبها
314

حمص وفول قلما يوجد مثله. وتسمى باجة هذه
هري إفريقية، لريع زرعها وكثرة أنواعه فيها،
ورخصه فيها، أمحلت البلاد أو أمرعت. وإذا كانت
أسعار القيروان نازلة لم يكن للحنطة بها قيمة، وربما
اشتري وقر البعير بها من تمر بدرهمين، ويردها في
كل يوم من الدواب والإبل العدد العظيم، الألف
والأكثر، لنقل الميرة منها، فلا يزيد في سعرها ولا
ينقص. وامتحن أهل باجة في أيام أبي يزيد مخلد
ابن يزيد بالقتل والسبي والحريق، وقال الراجز
في ذلك:
وبعدها باجة أيضا أفسدا،
وأهلها أجلى ومنها شردا
وهدم الأسوار والمعمورا،
والدور قد فتش والقصورا
ولم يزل الناس يتنافسون في ولاية باجة. وكان
المتداولون لذلك بني علي بن حميد الوزير، فإذا
عزل منهم أحد لم يزل يسعى ويتلطف ويهادي
ويتاحف حتى يرجع إليها، فقيل لبعضهم: لم ترغبون
في ولايتها؟ فقال: لأربعة أشياء، قمح عندة، وسفر جل
زانة، وعنب بلطة، وحوت درنة. وبها حوت
بوري ليس في الآفاق له نظير، يخرج من الحوت
الواحد عشرة أرطال شحم، وكان يحمل إلى عبيد
الله، يعني الملقب بالمهدي جد ملوك مصر، حوتها في
العسل فيحفظه حتى يصل طريا. وينسب إلى باجة
هذه أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي الأندلسي
أصله من باجة إفريقية، سكن إشبيلية، كذا نسبه
ونسب ابنه أبا عمر أحمد بن عبد الله، أبو موسى
محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني وأبو بكر الحازمي في
الفيصل، ونسبه أبو الفضل محمد بن طاهر إلى باجة
الأندلس، كذا قال أبو سعد. وقد رد ذلك عليه
أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الحافظ
الإشبيلي، وقال: إنه من باجة إفريقية، فأما الحافظ
عبد الغني بن سعيد فإنه قال في قرينة الناجي، بالنون،
وأبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الأندلسي من أهل
العلم، كتبت عنه وكتب عني، ووالد أبي عمر هذا
من أجلة المحدثين، كان يسكن إشبيلية ولم يزد. وقال
غيره: روى عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره، مات
قريبا من سنة أربعمائة. وأما أبو الوليد بن الفرضي
فإنه قال: عبد الله بن علي بن شريعة اللخمي المعروف
بالباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد سمع بإشبيلية
من محمد بن عبد الله بن الفوق وحسن بن عبد الله
الزبيدي وسيد أبيه الزاهد، وسمع بقرطبة عن محمد
ابن عمر بن لبانة وذكر غيره، ورحل إلى إلبيرة
فسمع بها من محمد بن فطيس كثيرا، وكان ضابطا
لروايته صدوقا حافظا للحديث بصيرا بمعانيه لم ألق
فيمن لقيته بالأندلس أحدا أفضله عليه في الضبط،
وأكثر في وصفه، ثم قال: وحدث أكثر من خمسين
سنة، وسمع منه الشيوخ إسماعيل بن إسحاق وأحمد
ابن محمد الجزار الإشبيلي الزاهد و عبد الله بن إبراهيم
الأصيلي وغيرهم، قال: وسألته عن مولده فقال:
ولدت في شهر رمضان سنة 291، ومات في السابع
عشر من شهر رمضان سنة 378، قال عبيد الله المستجير
بعفوه: فهذا الإمام ابن الفرضي ذكر أبا محمد هذا،
وهذا الامام عبد الغني ذكر ابنه أبا عمر ولم ينس
واحد من الامامين واحدا من الرجلين إلى باجة
إفريقية. وقد صرحا بأنهما من الأندلس، وفي هذا
تقوية لقول ابن طاهر، والله أعلم، والذي صحح لنا
نسبته إلى باجة إفريقية فأبو حفص عمر بن محمود بن
غلاب المقري الباجي، قال أبو طاهر السلفي: هو
315

من باجة إفريقية وكان رجلا من أهل القرآن صالحا،
قال: وسألته عن مولده فقال: في رجب سنة 434
بباجة القمح بإفريقية لا باجة الأندلس، وتوفي سنة
520 في صفر، قال: وكتبت عنه أشياء كثيرة،
وصحب عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي وعبد
الجليل بن مخلوق وغيرهما، وباجة الزيت بإفريقية
أيضا وقرأت بخط الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي
الشاعر الإفريقي، قال محمد بن أبي معتوج: من أهل
باجة الزيت بالساحل من كورة رصفة وبها نشأ وتأدب
وكان من تلاميذ محمد بن سعيد الأبروطي، وكان
بديهيا هجاء لا يتقي دائرة، وهو القائل في أبي حاتم
الزبني وكان مولعا بهجائه:
أبا حاتم سد، من أسفلك،
بشئ هو الشطر من منزلك
باحسيثا: بكسر السين المهملة، وياء ساكنة، وثاء
مثقلة، وألف: محلة كبيرة من محال حلب في
شماليها، ينسب إليها قوم وأهلها على مذهب السنة.
باحمشا: بسكون الميم، والشين معجمة: قرية بين
أوانا والحظيرة، وكانت بها وقعة للمطلب في أيام
الرشيد وهو المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي،
ينسب إليها من المتأخرين أحمد بن علي الضرير المقري
الباحمشي، سمع أبا محمد عبد الله بن هزارمرد
الصريفيني، وحدث عنه ومات في العشرين من ذي
الحجة سنة 525. وروى محمد بن الجهم السمري
عن الفراء أن أبا الحسن علي بن حمزة الكسائي المقري
النحوي الامام كان أصله من باحمشا هذه وأنه رحل
إلى الكوفة وهو غلام.
باخديدا: بضم الخاء المعجمة، وفتح الدال، وياء
ساكنة، ودال أخرى مقصور: قرية كبيرة كالمدينة
من أعمال نينوى في شرقي مدينة الموصل، والغالب
على أهلها النصرانية.
باخرز: بفتح الخاء، وسكون الراء، وزاي: كورة
ذات قرى كبيرة، وأصلها بادهرزه لأنها مهب الرياح
وهي باللغة البهلوية، تشتمل على مائة وثمان وستين
قرية قصبتها مالين، خرج منها جماعة كثيرة من
أهل الأدب والفقه والشعر، منهم: علي بن الحسن
الباخرزي صاحب كتاب دمية القصر، وأبوه كان
أديبا فاضلا، وهي بين نيسابور وهراة.
باخمرا: بالراء: موضع بين الكوفة وواسط وهو
إلى الكوفة أقرب. قالوا: بين باخمرا والكوفة
سبعة عشر فرسخا، بها كانت الوقعة بين أصحاب أبي
جعفر المنصور وإبراهيم بن عبد الله بن حسن بن علي بن
أبي طالب، عليه السلام، فقتل إبراهيم هناك فقبره
به إلى الآن يزار، وإياها عنى دعبل بن علي بقوله:
وقبر بأرض الجوزجان محله،
وقبر بباخمرا لدى الغربات
باخوخا: بخاءين: قلعة من أعمال زوزان لصاحب
الموصل.
باخة: من قرى مصر من ناحية الشرقية.
باداما: الدال مهملة: قرية من قرى حلب من ناحية
إعزاز، ذكرها في حديث آدم، عليه السلام.
بادران: بالراء، وألف، ونون: من قرى أصبهان ثم
من أعمال نائين، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله
ابن محمد البادراني، مات في ذي الحجة سنة 516.
بادرايا: ياء بين الألفين: طسوج بالنهروان، وهي
بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط،
منها يكون التمر القسب اليابس الغاية في الجودة
316

واليبس، ويقال: إنها أول قرية جمع منها الحطب
لنار إبراهيم، عليه السلام، وينسب إليها أبو المكارم
المبارك بن محمد بن المعمر البادرابي، حدث عن أبي
الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي الحسن علي بن
محمد بن العلاف وغيرهما، شيخ صالح صحيح السماع،
مات سنة 522، ويوسف بن سهل البادرابي روى
عنه أبو الفرج أحمد بن علي الحنوطي القاضي شيخ
القاضي أبي يعلى الواسطي، وجميل بن يوسف بن
إسماعيل أبو علي البادرابي نزيل أكواخ بانياس من
أرض دمشق، سمع بدمشق أبا القاسم بن أبي العلاء
وطاهر بن بركات الخشوعي، وحدت عن أبي الحسن
محمد بن محمد بن حامد القاضي البادرابي وأبي بكر
زكرياء بن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، سمع منه
غيث بن علي ببانياس وقدم دمشق سنة 465، ومات
بالأكواخ في شهر ربيع الآخر سنة 484، قال غيث:
حدثنا جميل بن يوسف المادرابي، حدثنا محمد بن
محمد بن حامد بن بنبق بمادرايا، كذا في كتاب
الحافظ تارة بالباء وتارة بالميم، وليست مادرايا وبادرايا
واحدا فلم يتحقق إلى أيهما ينسب هذا.
بادس: بكسر الدال المهملة، وسين غير معجمة: اسم
لموضعين بالمغرب، قال أبو طاهر أحمد بن محمد:
سمعت أبا الحجاج يوسف بن عبدون بن حفاظ
الزناتي بالإسكندرية يقول: سمعت أبا عبد الله البادسي
الفقيه وهو من بادس فاس لامن بادس الزاب، وبادس
فاس على البحر قرب فاس، قال: سألني أبو إسحاق
الحبال بمصر أن أسمع عليه الحديث، وقال: إني
كبير السن كثير السماع عالي الاسناد، و عبد الله بن
خالد أبو محمد البادسي روى عن أبي عبد الله محمد بن
محمد بن بسطام المجالس التي أملاها عبد الله بن محمد
ابن إبراهيم بن عبدوس، حدث عنه أبو بكر أحمد
ابن عبد الرحمن شيخ لابي عبد الله محمد بن سعدون
ابن علي القروي.
بادن: بفتح الدال، ونون: من قرى سمرقند، وقيل:
من قرى بخارى، منها: أبو عبد الله محمد بن الحسن
ابن جعفر بن غزوان البادني البخاري، توفي في صفر
سنة 267.
بادوريا: بالواو، والراء، وياء، وألف: طسوج
من كورة الإستان بالجانب الغربي من بغداد، وهو
اليوم محسوب من كورة نهر عيسى بن علي، منها:
النحاسية والحارثية ونهر أرما وفي طرفه بني بعض
بغداد، منه: القرية والنجمى والرقة، قالوا:
كل ما كان من شرقي السراة فهو بادوريا وما كان في
غربيها فهو قطربل، قال أبو العباس أحمد بن محمد
ابن موسى بن الفرات: من استقل من الكتاب
ببادوريا استقل بديوان الخراج ومن استقل بديوان
الخراج استقل بالوزارة، وذاك لان معاملاتها مختلفة
وقصبتها الحضرة، والمعاملة فيها مع الأمراء والوزراء
والقواد والكتاب والاشراف ووجوه الناس، فإذا
ضبط اختلاف المعاملات واستوفى على هذه الطبقات
صلح للأمور الكبار، وقال يذكر بادوريا فعربها
بتغييرين: كسرا الراء ومد الألف، فقال:
فداء أبي إسحاق نفسي وأسرتي،
وقلت له نفسي فداء ومعشري
أطبت وأكثرت العطاء مسمحا،
فطب ناميا في نضرة العيش وأكثر
وأديت، في بادورياء ومسكن،
خراجي وفي جنبي كنار ويعمر
وقد نسب المحدثون إليها أبا الحسن علي بن أحمد بن
سعيد البادوربي، حدث عن مقاتل عن ذي النون
317

المصري، روى عنه ابن جهضم، وكان قد كتب عنه
ببادوريا.
بادولي: روى بفتح الدال، وضمها: موضع في سواد
بغداد ذكره الأعشى فقال:
حل أهلي ما بين درتا فبادو
لي، وحلت علوية بالسخال
وقيل: باءولي موضع ببطن فلج من أرض اليمامة،
فمن قال هذا روى بيت الأعشى: درنا، بالنون، لأنه
موضع باليمامة.
البادية: ضد الحاضرة: من قرى اليمامة، ولتسميتها
بذلك سبب ذكرته في حجر اليمامة، وسميت البادية
في أصل الوضع بادية لبروزها وظهورها، وهو من
بدا لي كذا بدوا إذا ظهر.
باذان فيروز: بالذال المعجمة، وألف، ونون:
وهواسم أردبيل المدينة المشهورة بأذربيجان، أنشأها
فيروز أحد ملوك الفرس الأول.
باذبين: بكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، ونون:
قرية كبيرة كالبلدة تحت واسط على ضفة دجلة، منها
جماعة من التجار المثرين، ومنها جماعة من رواة
العلم، منهم: أبو الرضا أحمد بن مسعود بن الزقطر
الباذبيني، سمع من أبي البركات يحيى بن عبد الرحمن
ابن حبيش الفارقي قاضي المارستان، توفي سنة 592،
والزقطر: بالزاي، والقاف، والطاء المهملة، والراء
مشددة.
باذ: من قرى أصبهان، وقيل: من قرى جرباذقان،
ينسب إليها الحسن بن أبي سعد بن الحسن الفقيه الباذي،
مات بعد سنة ثلاث وستمائة.
باذغيس: بفتح الذال، وكسر الغين المعجمة، وياء
ساكنة، وسين مهملة: ناحية تشتمل على قرى من
أعمال هراة ومرو الروذ، قصبتها بون وبامئين،
بلدتان متقاربتان رأيتهما غير مرة، وهي ذات خير
ورخص يكثر فيها شجر الفستق، وقيل: إنها
كانت دار مملكة الهياطلة، وقيل: أصلها بالفارسية
باذخيز، معناه قيام الريح أو هبوب الريح، لكثرة
الرياح بها، نسب إليها جماعة من أهل الذكر، منهم:
أحمد بن عمرو الباذغيسي قاضيها، يروي عن ابن
عيينة.
باذن: بالنون: من قرى خابران من أعمال سرخس،
منها: أبو عبد الله الباذني شاعر مجود كان يمدح
البلعمي الوزير وغيره، وكان ضريرا، ذكره
الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور.
الباذنجانية: بلفظ الباذنجان الذي يطبخ: قرية من
قرى مصر من كورة قوسنيا، وإليها، فيما أحسب،
ينسب محمد بن الحسن الباذنجاني النحوي المصري،
كان في أيام كافور.
باذورد: بفتح الذال والواو، وسكون الراء،
ودال مهملة: اسم مدينة كانت قرب واسط بينها
وبين البصرة وقد خربت، وإلى هذه الغاية يسمون
دجلة البصرة العظمى باذورد تسمية بهذا الموضع،
والله أعلم.
باراب: بالراء، وألف، وباء موحدة: اسم لناحية
كبيرة واسعة وراء نهر جيحون، ويقال: فاراب
أيضا، بالفاء، وقد ذكر في موضعه، وإليها ينسب
أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري صاحب كتاب
الصحاح في اللغة، وخاله إسحاق بن إبراهيم صاحب
ديوان الأدب اللغويان، وأبو زكرياء يحيى بن أحمد
الأديب البارابي أحد أئمة اللغة، كذا قال أبو سعد،
ولا أعرفه أنا.
318

باران: بالنون: من قرى مرو ويقال لها: دزه باران،
منها: حاتم بن محمد بن حاتم الباراني.
بارجاخ: قيل: تل بينه وبين الشاش بما وراء النهر
في أطراف بلاد الترك أربعون فرسخا، حوله الف
عين تجئ من المشرق إلى المغرب، وتسمى بركوب
آب أي الماء المغلوب، يصاد فيه الدراج الأسود.
بارجان: بسكون الراء: من قرى خانلنجان من
أعمال أصبهان.
بارديزه: بكسر الدال المهملة، وياء ساكنة وزاي:
من قرى بخارى، منها: أبو علي الحسن بن الضحاك بن
مطر بن هناد البارديزي البخاري، مات في شعبان
سنة 326.
بار: من قرى نيسابور، ينسب إليها الحسن بن نصر
النيسابوري أبو علي الباري، حدث عن الفضل بن
أحمد الرازي، حدث عنه أبو بكر بن أبي الحسين
الحيري، ومات بعد سنة 330، وسوق البار: بلد
باليمن بين صعدة وعثر، وهو، على التحديد، بين
الخصوف والمينا، وقيل: البار بلد قبلي توراب
وشرقيها شامي، يسكنه بنو رازح من خولان
قضاعة، وقال الأمير أبو نصر بن ماكولا:
عبد الله بن محمد بن حباب بن الهيثم بن محمد بن الربيع
ابن خالد بن سعدان، يعرف بالباري، وليس من
بار نيسابور، وهو قرابة قحطبة بن شبيب.
بارسكث: بكسر الراء، وسكون السين المهملة،
وفتح الكاف، والثاء مثلثة: من مدن الشاش،
منها: أبو أحمد بن حماد الشاشي البارسكثي.
بارق: بالقاف: ماء بالعراق، وهو الحد بين القادسية
والبصرة، وهو من أعمال الكوفة، وقد ذكره
الشعراء فأكثروا، قال الأسود بن يعفر:
أهل الخورنق والسدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سنداد
وبارق أيضا في قول مؤرج السدوسي: جبل نزله
سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء
السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن
ابن الأزد، وهم إخوة الأنصار وليسوا من غسان،
وهو بتهامة أو اليمن، وقال ابن عبد البر: بارق ماء
بالسراة فمن نزله أيام سيل العرم كان بارقيا، ونزله
سعد بن عدي بن حارثة وابنا أخيه مالك وشبيب
ابنا عمرو بن عدي فسموا بارقا، وقال أبو المنذر:
كان غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن
نديما لربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم،
فشربا يوما فعدا ربيعة على غزية فقتله، فسألت قيس
خندف الدية، فأبت خندف فاقتتلوا فهزمت قيس
فتفرقت، فقال فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن
كنانة بن خزيمة:
أقمنا على قيس، عشية بارق،
ببيض حديثات الصقال بواتك
ضربنا هم حتى تولوا وخليت
منازل حيزت، يوم ذاك، لمالك
قال: فظعنت قيس من تهامة طالعين إلى نجد، فهذا
دليل على أن بارق موضع بتهامة نص، وقال هشام
في موضع آخر: وأقامت خثعم بن أنمار في منازلهم
من جبال السراة وما والاها أو قاربها من البلاد في
جبل يقال له شن وجبل يقال له بارق وجبال معهما،
حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ وتفرقهم
في البلدان، فقاتلوا خثعما فأنزلوهم من جبالهم
وأجلوهم عن مساكنهم، ونزلها أزد شنوءة غامد
وبارق ودوس، وتلك القائل من الأزد، فظهر
319

الاسلام وهو أهلها وسكانها.
وبارق الكوفة أراد أبو الطيب بقوله:
تذكرت ما بين العذيب وبارق،
مجر عوالينا ومجرى السوابق
وبارق: ركن من أركان عرض اليمامة وهو جبل.
وبارق: نهر بباب الجنة في حديث ابن عباس، رضي
الله عنه، ذكره أبو حاتم في التقاسيم والأنواع في
حديث الشهداء.
باركث: بسكون الراء، وفتح الكاف، والثاء مثلثة:
قرية من قرى أشر وسنة، ثم حولت إلى سمرقند،
منها: أبو سعيد أحيد بن الحكم بن خداش بن عرفج
المعلم الباركثي، سمع موسى بن هارون القروي.
بارما: بكسر الراء، وتشديد الميم: جبل بين
تكريت والموصل، وهو الذي يعرف بجبل حمرين،
يزعمون أنه محيط بالدنيا، قال أبو زيد: وجبل
بارما تشقه دجلة عند السن، والسن في شرقي
دجلة، فتجري بحافتيه وفي الماء منه عيون للقار والنفط.
وجبل بارما يمتد على وسط الجزيرة مما يلي المغرب
والمشرق حتى يتصل بكرمان، وهو جبل ماسبذان.
وبارما أيضا: قرية في شرقي دجلة الموصل واليها
نسب السن فيقال: سن بارما.
بارناباذ: بسكون الراء، ونون، وبين الألفين باء
موحدة، وذال معجمة في آخره: محلة بمرو عند
باب شورستان، منها: أبو الهيثم، وقيل: أبو القاسم
بزيع بن الهيثم البارناباذي، كان إمام محلته وكان
مولى الضحاك بن مزاحم يروي عن عكرمة وعمرو
ابن دينار.
بارنبار: الباء موحدة، وألف، وراء، هكذا
يتلفظ به عوام مصر، وتكتب في الدواوين
بيورنبارة: وهي بليدة قرب دمياط على خليج
أشموم والبسراط.
بارنجان: بكسر الراء، وسكون النون، وجيم،
وألف، ونون: بلد بالبحرين فتحه العلاء بن الحضرمي
سنة 13 أو 14 في أيام عمر بن الخطاب. وبارنجان:
قرية، وبها خان وعين قرب سنجار.
باروا: بفتح الراء، وتشديد الواو: وهو اسم مدينة
حلب بالسريانية، وقد ذكر في حلب.
باروذ: بضم الراء، وسكون الواو، والذال معجمة:
من قرى فلسطين عند الرملة، منها أبو بكر أحمد
ابن محمد بن محمد بن بكر الباروذي الأزدي.
باروس: بالسين المهملة: من قرى نيسابور على بابها،
ينسب إليها أبو الحسن سلم بن الحسن الباروسي،
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية
وقال: من قدماء الصوفية بنيسابور مجاب الدعوة
أستاذ حمدون القصاب.
باروسما: الواو والسين ساكنتان: ناحيتان من
سواد بغداد يقال لهما باروسما العليا وباروسما
السفلى من كورة الإستان الأوسط.
باروشة: الشين معجمة: مدينة من غربي سرقسطة
من نواحي الأندلس شرقي قرطبة بقرب من أرض
الفرنج، وهي اليوم في أيديهم ولها بسيط وحصون.
البارة: بليدة وكورة من نواحي حلب، وبها حصن،
وهي ذات بساتين ويسمونها زاوية البارة. والبارة
أيضا: إقليم من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس فيه
جبال شامخة، وثارت من أهله فتن قديما وحديثا،
وهو بلد ثمر لا بلد زرع.
بارين: بكسر الراء، وياء ساكنة، والنون، والعامة
320

تقول بعرين: مدينة حسنة بين حلب وحماة من
جهة الغرب.
باري: بكسر الراء: قرية من أعمال كلواذا من
نواحي بغداد، وكان بها بساتين ومتنزهات يقصدها
أهل البطالة، قال الحسين بن الضحاك الخليع:
أحب الفئ من نخلات باري،
وجو سقها المشيد بالصفيح
ويعجبني تناوح أركتيها
إلي، بريح حوذان وشيح
ولن أنسى مصارع للسكارى،
ونادبة الحمام على الطلوح
وكأسا في يمين عقيد ملك،
تزين صفاته غرر المديح
بازبدى: بفتح الزاي، وسكون الباء الموحدة،
مقصور: كورة قرب باقردى من ناحية جزيرة ابن
عمر، وبازبدى في غربي دجلة، وباقردى في
شرقيه، كورتان متقابلتان، وبازبدى: هو اسم
قرية في قبالة جزيرة ابن عمر سميت الكورة بأسرها
بها، وبالقرب منها جبل الجودي وقرية ثمانين، وهما؟
في قصة سفينة نوح، عليه السلام، ينسب إليها
أبو علي المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي
يعرف بالبازبداي جد أبي يعلى أحمد بن علي بن
المثنى، سكن بغداد وحدث بها، وتوفي في سنة
223، وقال بعض الشعراء يفضلها على بغداد:
بقردى وبازبدى مصيف ومربع،
وعذب يحاكي السلسبيل برود
وبغداد ما بغداد! أما ترابها
فحمى، وأما بردها فشديد
باز: من قرى مرو على ستة فراسخ منها، ينسب إليها
غير واحد، منهم: أبو إبراهيم زياد بن إبراهيم البازي
الذهلي المروزي. وباز أيضا: قرية بين طوس
ونيسابور، خرج منها جماعة أخرى، وتعرب
فيقال لها فاز، بالفاء، منها: أبو بكر محمد بن وكيع
ابن دواس البازي، وباز الحمراء: قلعة من نواحي
الزوزان التي للأكراد البختية، والزوزان: ناحية
ذكرت.
بازة: بزيادة هاء في آخرها: بلد بأرض السودان وراء
سواكن يذكر مع نافة، يجلب منه الحمام البازي
إلى مكة، شرفها الله.
بازفت: بكسر الزاي، وسكون الفاء، والتاء
فوقها نقطتان: من قرى أصبهان، وهي اليوم متصيف
سلطان إيذج، ينتقل إليها بعساكره ويقيم هناك أشهرا
في بيوت مبنية وأكواخ.
بازكل: الزاي ساكنة، والكاف مضمومة، واللام
مشددة، قال أبو سعد: بلدة على البحر بأسفل
البصرة، ولا أعرفها أنا، ونسب إليها أبا الحسن محمد
ابن يحيى الباز كلي المعروف بهلال الصيرفي، مات
بعد سنة 420، ومحمد بن عبد الرزاق البازكلي وأخاه
عليا من تلاميذ أبي إسحاق الشيرازي وهما فقيهان.
بازكند: بسكون الزاي، وفتح الكاف،
وسكون النون: بلدة بين كاشغر وختن من بلاد
الترك، منها: أحمد بن محمد بن علي أبو نصر
الأسترسني البازكندي: ذكره ابن الدبيثي
وذكر ما تقدم ذكره في أسترسن.
بازوغى: بضم الزاي، والغين معجمة، وهي بزوغى
في شعر بعضهم: وهي من قرى بغداد عند المزرفة،
ذكرت في بزوغى.
321

باسبيان: بكسر السين، وباء موحدة ساكنة، وياء،
وألف، ونون: من قرى بلخ، ينسب إليها أبو
القاسم الحسين بن محمد بن الحسين الباسبياني، يروي
عن إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري ببغداد.
الباسرة: بكسر السين، وراء: ماء لبني أبي بكر
ابن كلاب بأعالي نجد، عن الأصمعي.
باسلامة: من قرى بغداد، كانت بها وقعة بين الحسن
ابن سهل وابن أبي خالد وأبي الشوك أيام المأمون.
باسند: بفتح السين، وسكون النون، ودال: مدينة،
منها: أبو المؤيد مفتي بن محمد بن عبد الله الباسندي،
روى عن أبي الحسين محمد بن الحسن الأهوازي
الكاتب، روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني.
باسورين: ناحية من أعمال الموصل في شرقي دجلتها،
لها ذكر في أخبار حمدان.
باسيان: بكسر السين، وياء، وألف، ونون:
قرية بخوزستان، قال الإصطخري: من أرجان إلى
آسك مرحلتان ثم إلى دبران مرحلة، ودبران
قرية، وإلى الدورق مرحلة، ومن الدورق إلى
خان مردويه مرحلة، وهو خان تنزله السابلة ومنه
إلى باسيان، مدينة وسطة في الكبر عامرة يشق
النهر فيها فتصير نصفين مرحلة، ومن باسيان إلى
حصن مهدي مرحلتان، ويسلك من باسيان إلى
الدورق في الماء وكذلك إلى حصن مهدي، وهو
أيسر من البر.
باسين: حدثني الفقيه محمد بن صديق الباسيني ثم
الخانقاهي قال: باسين العليا وباسين السفلى كورتان
قصبتهما أرزن الروم.
باشان: الشين معجمة: من قرى هراة، منها: أبو
عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب كتاب الغريبين،
وأبو سعيد إبراهيم بن طهمان الخراساني من أهل هراة
من قرية باشان، لقي جماعة من التابعين، منهم:
عمرو بن دينار وغيره، ومات بمكة سنة 163،
وفاشان: من قرى مرو، بالفاء.
باشتان: بسكون الشين، والتاء فوقها نقطتان:
موضع بإسفرايين.
باشزى: بفتح الشين، وتشديد الزاي، ومقصور:
بليدة من كورة بقعاء الموصل قرب برقعيد، فيها
سوق وبازار، بين جزيرة ابن عمر ونصيبين، تنزلها
القوافل، وسوقها يقام في كل يوم خميس واثنين،
وهي في جنب تل وفيها نهر جار.
باشغرد: بسكون الشين، والغين معجمة، وبعضهم
يقول: باشجرد، بالجيم، وبعضهم يقول: باشقرد،
بالقاف: بلاد بين القسطنطينية وبلغار، وكان المقتدر
بالله قد أرسل أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد
ابن حماد مولى أمير المؤمنين ثم مولى محمد بن سليمان
إلى ملك الصقالبة، وكان قد أسلم هو وأهل بلاده
ليفيض عليهم الخلع ويعلمهم الشرائع الاسلامية فحكى
جميع ما شاهد منذ خرج من بغداد إلى أن عاد، وكان
انفصاله في صفر سنة 309، فقال عند ذكر
الباشغرد: ووقعنا في بلاد قوم من الأتراك يقال لهم
الباشقرد، فحذرناهم أشد الحذر، وذاك لأنهم شر
الأتراك وأقذرهم وأشدهم إقداما على القتل، يلقى
الرجل الرجل فيفرز هامته فيأخذها ويتركه،
وهم يحلقون لحاهم ويأكلون القمل، يتتبع الواحد منهم
دروز قرطقه فيقرص القمل بأسنانه، ولقد كان معنا
رجل منهم قد أسلم، وكان يخدمنا فرأيته يوما وقد
أخذ قملة من ثوبه فقصعها بظفره ثم لحسها، وقال لما
رآني: جيد، وكل واحد منهم قد نحت خشبة
322

على قدر الإكليل ويعلقها عليه فإذا أراد سفرا أو لقاء
عدو قبلها وسجد لها وقال: يا رب افعل بي كذا
وكذا، فقلت للترجمان: سل بعضهم ما حجتهم في
هذا ولم جعله ربه؟ فقال: لأني خرجت من مثله
فلست أعرف لنفسي موجدا غيره، ومنهم من يزعم
أن له ثلاثة عشر ربا: للشتاء رب وللصيف رب وللمطر
رب وللريح رب وللشجر رب وللناس رب وللدواب
رب وللماء رب ولليل رب وللنهار رب وللموت رب
وللحياة رب وللأرض رب، والرب الذي في السماء
هو أكبر هم إلا أنه يجتمع مع هؤلاء باتفاق ويرضى
كل واحد منهم ما يعمل شريكه، جل ربنا عما
يقول الظالمون والجائرون علوا كبيرا، قال:
ورأينا طائفة منهم تعبد الحيات وطائفة تعبد السمك
وطائفة تعبد الكراكي فعرفوني أنهم كانوا يحاربون
قوما من أعدائهم فهزموهم، وأن الكراكي صاحت
وراءهم فانهزموا بعدما هزموا، فعبدوا الكراكي
لذلك، وقالوا: هذه ربنا لأنها هزمت أعداءنا فعبدوها
لذلك، هذا ما حكاه عن هؤلاء، وأما أنا فإني
وجدت بمدينة حلب طائفة كثيرة يقال لهم الباشغردية،
شقر الشعور والوجوه جدا يتفقهون على مذهب أبي
حنيفة، رضي الله عنه، فسألت رجلا منهم استعقلته
عن بلادهم وحالهم، فقال: أما بلادنا فمن وراء
القسطنطينية في مملكة أمة من الإفرنج يقال
لهم الهنكر، ونحن مسلمون رعية لملكهم في
طرف بلاده نحو ثلاثين قرية، كل واحدة تكاد أن
تكون بليدة، إلا أن ملك الهنكر لا يمكننا أن
نعمل على شئ منها سورا خوفا من أن نعصي عليه،
ونحن في وسط بلاد النصرانية، فشمالينا بلاد الصقالبة
وقبلينا بلاد البابا يعني رومية، والبابا رئيس الإفرنج،
هو عندهم نائب المسيح، كما هو أمير المؤمنين عند
المسلمين، ينفذ أمره في جميع ما يتعلق بالدين في
جميعهم، قال: وفي غربينا الأندلس وفي شرقينا
بلاد الروم قسطنطينية وأعمالها، قال: ولساننا
لسان الإفرنج وزينا زيهم ونخدم معهم في الجندية
ونغزو معهم كل طائفة لأنهم لا يقاتلون إلا مخالفي
الاسلام، فسألته عن سبب اسلامهم مع كونهم في
وسط بلاد الكفر؟ فقال: سمعت جماعة من أسلافنا
يتحدثون أنه قدم إلى بلادنا منذ دهر طويل سبعة نفر
من المسلمين من بلاد بلغار، وسكنوا بيننا وتلطفوا
في تعريفنا ما نحن عليه من الضلال، وأرشدونا إلى
الصواب من دين الاسلام، فهدانا الله، والحمد لله،
فأسلمنا جميعا وشرح الله صدورنا للايمان، ونحن
نقدم إلى هذه البلاد ونتفقه، فإذا رجعنا إلى بلادنا
أكرمنا أهلها وولونا أمور دينهم، فسألته: لم تحلقون
لحاكم كم تفعل الإفرنج؟ فقال: يحلقها منا المتجندون
ويلبسون لبسة السلاح مثل الإفرنج، أما غيرهم فلا،
قلت: فكم مسافة ما بيننا وبين بلادكم؟ فقال: من
ها هنا إلى القسطنطينية نحو شهرين ونصف ومن
القسطنطينية إلى بلادنا نحو ذلك، وأما الإصطخري
فقد ذكر في كتابه: من باشجرد إلى بلغار خمس
وعشرون مرحلة، ومن باشجرد إلى البجناك، وهم
صنف من الأتراك، عشرة أيام.
باشك: شين مفتوحة، وكاف: ناحية بالأندلس من
أعمال طلبيرة.
باشمنايا: الشين مضمومة، والميم ساكنة، ونون،
وألف، وياء، وألف: من قرى الموصل من أعمال
نينوى في الجانب الشرقي، منها: عثمان بن معلى
الباشمناني سمع أبا بكر محمد بن علي الحناي
بالموصل سنة 557.
323

باشو: الشين مشددة مضمومة، والواو ساكنة،
قال ابن حوقل: وجزيرة شريك إقليم له مدينة تعرف
بمنزل باشو واسعة العمل خصيبة حصينة، ومنها إلى
القيروان مرحلة.
باشيا: بفتح الشين، وتشديد الياء، مقصور: قرية
في شعر البحتري.
باشينان: من قرى مالين من نواحي هراة، سكنها
عبد المعز بن علي بن عبد الله بن يحيى بن أبي ثابت
الفارسي أبو الفتح الهروي، سمع القاضي أبا العلاء
صاعد بن سيار بن يحيى الكناني، سمع منه أبو سعد
حديثا واحدا بقريثه، ومات في جمادى الأولى
سنة 549.
باصر: من قرى ذمار باليمن.
باصفرا: قرية كبيرة في شرقي الموصل في لحف الجبل،
كثيرة البساتين والكروم، يجئ عنبها في وسط
الشتاء.
باصلوخان: بالخاء المعجمة، واللام مفتوحة، وآخره
نون: مدينة قديمة كانت بين المدائن والنعمانية،
خربت منذ زمان طويل، إلا أن بعض آثارها باقية.
باضع: الضاد معجمة، والعين مهملة. جزيرة في بحر
اليمن، لها ذكر في حديث عبد الله وعبيد الله ابني
مروان بن محمد الحمار آخر ملوك بني مروان لما
دخلا النوبة، ونساء أهل باضع يخرقن آذانهن
خروقا كثيرة، وربما خرقت إحداهن عشرين خرقا،
وكلامهم بالحبشية، وتأتيهم الحبشة بأنياب الفيلة
وبيض النعام وغير ذلك مما يكون في بلادهم فيبيعونه
منهم ويشترون من أهل باضع القسط والأظفار
والأمشاط، وأكثر ما في بلادهم من الظرائف تأتيهم
من باضع، وباضع اليوم خراب، ذكرها أبو الفتح
نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الإسكندري في قصيدته
التي وصف فيها مراسي ما بين عدن وعيذاب، فقال:
فنقا مشاتيرى فصهريجي دسا
فخراب باضع، وهي كالمعمورة
باطرقان: بسكون الراء، وقاف، وألف، ونون:
من قرى أصبهان أكثر أهلها نساجون، ينسب إليها
جماعة، منهم: أبو بكر عبد الواحد بن أحمد بن
محمد بن عبد الله بن عباس الباطرقاني، كان إماما في
القراءة وروى الحديث، وقتل بأصبهان في فتنة
الخراسانية أيام مسعود بن محمود بن سبكتكين في
سنة 421، وجماعة من الأئمة سواه.
باطرنجى: بضم الطاء والراء، وسكون النون،
وجيم، والقصر: قرية قرب القفص من نواحي
بغداد، ذكرها أبو نواس فقال:
وباطرنجى فالقفص ثم إلى
قطربل مرجعي ومنقلبي
في أبيات ذكرت في القفص.
باعث: الثاء مثلثة، جفر باعث: في بلاد بكر بن
وائل منسوب إلى باعث بن حنظلة بن هانئ الشيباني.
باعجة: ويقال باعجة القردان: موضع معروف.
باعذرا: بالذال معجمة: من قرى الموصل.
باعربايا: بالراء الساكنة، والباء الموحدة، وبين
الألفين ياء: بلد من أعمال حلب من مضافات أفامية،
وباعربايا أيضا: من قرى الموصل.
باعشيقا: الشين معجمة مكسورة، وياء ساكنة،
وقاف مقصورة: من قرى الموصل، وهي مدينة
من نواحي نينوى في شرقي دجلة، لها نهار جار يسقي
بساتينها وتدار به عدة أرحاء، وبها دار
324

إمارة ويشق النهر في وسط البلد، والغالب على شجر
بساتينها الزيتون والنخل والنارنج، ولها سوق كبير
وفيه حمامات وقيسارية يباع فيها البز، وبها جامع
كبير حسن له منارة، وبها قبر الشيخ أبي محمد الراذاني
الزاهد، وبينها وبين الموصل ثلاثة فراسخ أو أربعة،
وأكثر أهلها نصارى، وإلى جنبها قرية أخرى كبيرة
ذات أسواق وبساتين متصلة.
باعقوبا: قال أبو سعد: قرية بأعلى النهروان، وكذا
قال الخطيب، قال: وظني أنها غير بعقوبا القرية
المشهورة التي على عشرة فراسخ من بغداد، فإن
كانت تلك فلعله ألحق فيها الألف، ونسب إليها أبو
هشام الباعقوبي روى عن عبد الله بن داود الخريبي.
باعيناثا: ياء ساكنة، ونون، وألف، وثاء مثلثة،
وألف أخرى: قرية كبيرة كالمدينة فوق جزيرة ابن
عمر لها نهر كبير يصب في دجلة، وفيها بساتين
كثيرة، وهي من أنزه المواضع تشبه بدمشق،
ذكرها أبو تمام في شعره فقال:
لولا اعتمادك كنت ذا مندوحة
عن برقعيد وأرض باعينانا
باغاية: الغين معجمة، وألف، وياء: مدينة كبيرة
في أقصى إفريقية بين مجانة وقسطنطينية الهواء، ينسب إليها
أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي
الباغايي المقري، يكنى أبا العباس، دخل الأندلس
سنة 376، وقدم للاقراء بالمسجد الجامع بقرطبة،
واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن
ثم عتب عليه فأقصاه ثم رقاه المؤيد بالله هشام بن
الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة
مكان أبي عمر الإشبيلي الفقيه، وكان من أهل العلم
والفهم والذكاء وكان لا نظير له في علوم القرآن والفقه
على مذهب مالك، روى بمصر عن أبي الطيب بن
غلبون وأبي بكر الأدفوبي، وتوفي لاحدى عشرة
ليلة خلت من ذي القعدة سنة 401، ومولده بباغاية
سنة 345، وقرأت في كتاب لابي بكر الخطيب
بإسناده إلى أبي بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجاني:
أنشدني الحسن بن علي الباغايي من أهل المغرب، قال:
أنشدني ابن حماد المغربي متنقصا لأصحاب الحديث:
أرى الخير في الدنيا يقل كثيره،
وينقص نقصا والحديث يزيد
فلو كان خيرا كان كالخير كله،
ولكن شيطان الحديث مريد
ولا بن معين في الرجال مقالة
سيسأل عنها، والمليك شهيد
فإن تك حقا، فهي في الحكم غيبة،
وإن تك زورا فالقصاص شديد
باغز: بكسر الغين المعجمة، والزاي: موضع.
باغش: بالشين المعجمة: من قرى جرجان في حسبان
أبي سعد، منها: أبو العباس أحمد بن موسى بن
عمران المستملي الباغشي الجرجاني، يروي عن أبي
نعيم الاستراباذي.
باغ: قرية بينها وبين مرو فرسخان، يقال لها: باغ
وبرزن، منها: إسماعيل الباغي، يروي عن
الفضل بن موسى.
باغك: بفتح الغين، وكاف: من محال نيسابور،
ينسب إليها أبو علي الحسين بن عبد الله بن محمد بن
مخلد الباغكي الحافظ النيسابوري، سمع أبا سعيد
الأشج.
باغناباذ: الغين ساكنة، والنون، وبين الألفين
باء موحدة: أحسبها من قرى مرو، منها: أبو
325

عمرو محمد بن عبد العزيز بن محمد الباغناباذي الزاهد.
باغند: بفتح الغين، وسكون النون، قال تاج
الاسلام: أظنها من قرى واسط، ينسب إليها أبو
بكر أحمد بن محمد بن سليمان الأزدي المعروف
بالباغندي، كان عارفا حافظا للحديث، توفي في
ذي الحجة سنة 312، وأخوه أبو عبد الله محمد بن
محمد حدث عن شعيب بن أيوب الصريفيني، روى
عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وذكر أنه
سمع منه بالموصل.
باغون: بضم الغين: بلدة من عمل بوشنج من
نواحي هراة، ذكرها في الفتوح، فتحها المسلمون
عنوة سنة 31.
باغة: مدينة بالأندلس من كورة إلبيرة بين المغرب
والقبلة منها، وفي قبلي قرطبة منحرفة عنها يسيرا،
ولمائها خاصية عجيبة فإنه ينعقد حجرا في حافات
جداوله التي يكثر فيها جريه ويوجد فيها الزعفران
ويحمل منها إلى البلدان، وبين باغة وقرطبة خمسون
ميلا، منها: عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف
عبد الرحمن قاضي الجماعة بقرطبة، قال ابن
بشكوال: أصله مين باغة استقضاه الخليفة هشام بن
الحكم بقرطبة في دولته الثانية سنة 402، وكان من
أفاضل الرجال، وكان قد عمل القضاء على عدة كور
من كور الأندلس، وكان محمود السيرة جميل
الطريقة، وكان الأغلب عليه الأدب والرواية، وكان
قليل الفقه ثم واصل الاستعفاء حتى أعفاء السلطان في
رجب سنة 403، ولزم العبادة حتى مات للنصف من
صفر سنة 407.
بافخارى: بالفاء، والخاء المعجمة مشددة: قرية من
أعمال نينوى في شرقي الموصل.
بافد: بسكون الفاء: بلدة بكرمان على طريق شيراز
من البلاد الحارة، روى أبو عبد الله إسماعيل بن عبد
الغافر الفارسي عن جماعة من أهلها.
باف: من قرى خوارزم، منها: أبو محمد عبد الله بن
محمد البافي الأديب الفقيه الشافعي، وقال الخطيب:
هو بخاري وله أدب وشعر مأثور، مات ببغداد
سنة 398، وهو القائل:
على بغداد معدن كل طيب
ومغنى نزهة المتنزهينا
سلام كلما جرحت بلحظ
عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها فلما
ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حب الديار بها، ولكن
أمر العيش فرقة من هوينا
وهو القائل أيضا:
ثلاثة ما اجتمعن في أحد
إلا وأسلمنه إلى الاجل
ذل اغتراب وفاقة وهوى،
وكلها سابق على عجل
يا عاذل العاشقين انك لو
أنصفت رفهتهم من العذل
فإنهم، لو عرفت صورتهم،
عن عذل العاذلين في شغل
بافكى: بفتح الفاء، وتشديد الكاف المفتوحة،
مقصور: ناحية بالموصل من أرض نينوى قرب الخازر
تشتمل على قرى يجمعها هذا الاسم، ومن قراها:
تل عيسى وهي قرية كبيرة، وبيت رثم والقادسية
والزراعة والسعدية.
326

باقدارى: بكسر القاف، ودال مهملة، وألف،
وراء مفتوحة، مقصور: من قرى بغداد قرب أوانا،
بينها وبين بغداد أربعون ميلا، وتعمل بها ثياب
من القطن غلاظ صفاق يضرب أهل بغداد بها المثل،
ينسب إليها أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد
الباقداري الضرير أحد الحفاظ، قدم بغداد في صباه
واستوطنها إلى أن مات بها، سمع أبا محمد سبط أبي
منصور الخياط المقري وأبا الفضل بن ناصر وأبا المعالي
الفضل بن سهل الحلبي وأبا الوقت وجماعة غيرهم،
وكان حريصا ذا همة في الطلب، سمع منه أقرانه
لحفظه وثقته ومعرفته، ومات في ذي الحجة سنة
575، ودفن في مقبرة باب البصرة قرب رباط
الزوزني، وابنه أبو عبد الله محمد بن محمد الباقداري،
سمع الكثير بإفادة والده، قيل: إن ثبت مسموعاته
كانت أربعة عشر جزءا، سمع ابن الخشاب ويحيى بن
ثابت البقال وأبا زرعة بن المقدسي، وكان خياطا
يسكن القرية بدار الخلافة، ولم يرزق الرواية، وتوفي
في جمادي الأولى سنة 604.
باقدرا: بفتح القاف، وسكون الدال، وراء،
مقصور: من قرى بغداد من نواحي طريق خراسان،
منها الحسين بن علي بن مهجل أبو عبد الله الضرير
الباقدراي المقري، سمع الحديث من البارع أبي
عبد الله الحسين بن محمد الدباس وأبي القاسم هبة الله
ابن محمد بن الحصين وغيرهما، وروى عنهما، وكان
صالحا، ومات في شهر ربيع الأول سنة 582.
باقرحا: بفتح القاف، وسكون الراء، والحاء مهملة:
من قرى بغداد من نواحي النهروان، نسب إليها
جماعة من رواة الحديث وغيرهم، منهم: أبو الحسن
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي
الناقد الصيرفي البغدادي، كان من أهل بيت علم
وحديث وقضاء وعدالة، مات في شهر رمضان سنة
481 عن أربع وثمانين سنة.
باقردى: بكسر القاف، وفتح الدال، وياء، ممال
الألف: كذا جاء اسمها في الكتب، وأهلها يقولون
قردى وينشدون:
بقردى وباز بدى مصيف ومربع
وقد وصفت في بازبدى.
الباقرة: من قرى اليمامة، وهما باقرتان.
باقسياثا: بضم القاف، وسكون السين، وياء،
وألف، وثاء مثلثة، وألف أخرى: ناحية بأرض
السواد من عمل بارسما، أوقع عندها أبو عبيد الثقفي
بالجالينوس صاحب جيش الفرس فهزمه، وذلك في
سنة 13 للهجرة، في أيام عمر بن الخطاب، رضي
الله عنه.
باقطايا: ويقال باقطيا: من قرى بغداد على ثلاثة
فراسخ من ناحية قطربل ينسب إليه الحسين بن
علي الكاتب الأديب، ذكرته في كتاب معجم
الأدباء.
باقطنايا: بضم القاف، وسكون الطاء، ونون،
وياء بين ألفين: أكبر محلة بالبندنيجين، وقد وصف
في البندنيجين.
باكسايا: بضم الكاف، وبين الألفين ياء: بلدة قرب
البندنيجين وبادرايا بين بغداد وواسط من الجانب
الشرقي في أقصى النهروان، قالوا: لما عمر قباذ
بلاده نقل الناس، وكان ممن نقله إلى بادرايا وباكسايا
الحاكة والحجامون، وإليها ينسب أبو محمد عباس
ابن عبد الله بن أبي عيسى الباكسائي ويعرف
بالترقفي أحد أئمة الحديث، توفي سنة 268.
327

باكلبا: من قرى إربل، منها: صديقنا الفقيه أبو
عبد الله الحسين بن شروين بن أبي بشر الجلالي الباكلبي
تفقه للشافعي وأعاد في عدة مدارس في الموصل
وحلب، وسمع الحديث من جماعة، وهو شاب
فاضل مناظر، والجلالي نسبة إلى قبيلة من الأكراد.
باكويه: بضم الكاف، وسكون الواو، وياء مفتوحة:
بلد من نواحي الدربند من نواحي الشروان فيه عين
نفط عظيمة، تبلغ قبالتها في كل يوم ألف درهم،
وإلى جانبها عين أخرى تسيل بنفط أبيض كدهن
الزيبق لا تنقطع ليلا ولا نهارا تبلغ قبالته مثل
الأول، وحدثني من أثق به من التجار أنه رأى
هناك أرضا لا تزال تضطرم نارا، وأحسب أن نارا
سقطت فيه من بعض الناس فهي لا تنطفئ لان
مادتها معدنية.
باكة: بتشديد الكاف: حصن بالأندلس من نواحي
بربشتر، وهو اليوم بيد الإفرنج.
بالا: من قرى مرو، والعجم يسمونها كوالا، والمشهور
بالنسبة إليها أبو الحسن عمارة بن عتاب البالاي صحب
ابن المبارك.
البالدية: نخل لبني غبر باليمامة، عن الحفصي.
بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقة، سميت فيما
ذكر ببالس بن الروم بن اليقن بن سام بن نوح، عليه
السلام، وكانت على ضفة الفرات الغربية، فلم يزل
الفرات يشرق عنها قليلا قليلا حتى صار بينهما في أيامنا
هذه أربعة أميال، قال المنجمون: طول بالس خمس
وستون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة، وهي
في الاقليم الرابع، قال البلاذري: سار أبو عبيدة
حتى نزل عراجين وقدم مقدمته إلى بالس، وبعث
جيشا عليه حبيب بن مسلمة إلى قاصرين، وكانت
بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم أقطعا
القرى التي بالقرب منهما وجعلا حافظين لما بينهما من
مدن الروم، فصالحهم أهلها على الجزية أو الجلاء،
فجلا أكثرهم إلى بلاد الروم وأرض الجزيرة وقرية
جسر منبج، ولم يكن الجسر يومئذ وإنما اتخذ في
زمن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، للصوائف،
ويقال: بل كان له رسم قديم، وأسكن بالس
وقاصرين قوما من العرب والبوادي ثم رفضوا قاصرين،
وبلغ أبو عبيدة إلى الفرات ثم رجع إلى فلسطين،
فكانت بالس والقرى المنسوبة إليها في حدها الأعلى
والأوسط والأسفل أعذاء عشرية. فلما كان مسلمة
ابن عبد الملك توجه غازيا إلى الروم من نحو الثغور
الجزرية عسكر ببالس فأتاه أهلها وأهل بويلس
وقاصرين وعابدين وصفين، وهي قرى منسوبة إليها،
فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي
أرضهم على أن يجعلوا له الثلث من غلاتهم بعد عشر
السلطان الذي كان يأخذه، فحفر النهر المعروف بنهر
مسلمة ووفوا له بالشرط، ورم سور المدينة وأحكمه،
فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته فلم
تزل في أيديهم حتى جاءت الدولة العباسية وقبض
عبد الله بن علي أموال بني أمية فدخلت فيها فأقطعها
السفاح محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس،
فلما مات صارت للرشيد فأقطعها ابنه المأمون فصارت
لولده من بعده، وقال مكحول: كل عشري بالشام
فهو مما جلا عنه أهله فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان
مواتا لا حق فيه لاحد فأحيوه بإذن الولاة، قال
ابن غسان السكوني:
أمن الله، بالمبارك، يحيى
خوف مصر إلى دمشق فبالس
وينسب إليها جماعة، منهم أبو المجد معدان بن كثير
328

ابن علي البالسي الفقيه الشافعي، كان تفقه على أبي
بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي ومدحه فقال:
قد قلت للمتكلفين لحاقه:
كفوا فما كل البحور تعام
غلست في طلب الرشاد وهجروا،
وسهرت في طلب المراد وناموا
يا كعبة الفضل افتنا: لم لم يجب
شرعا، على قصادك، الاحرام؟
ولمه يضمخ زائروك بطيب ما
تلقيه، وهو على الحجيج حرام
وكان لمعدان معرفة جيدة بالأدب واللغة، وممن ينسب
إلى بالس أيضا: الحسن بن عبد الله بن منصور بن
حبيب بن إبراهيم أبو علي الأنطاكي، يعرف بالبالسي،
حدث بدمشق ومصر عن الهيثم بن جميل، وإسحاق بن
إبراهيم الحنيني وغيرهم، وروى عنه جماعة، منهم:
أبو العباس بن ملاس وأبو الجهم بن طلاب ومكحول
البيروتي، وإسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن
هارون أبو الحسن الخيزراني، سمع خيثمة بن
سليمان بأطرابلس وبالرقة أبا الفضل محمد بن علي بن
الحسين بن حرب قاضي الرقة، وببالس أبا القاسم
جعفر بن سهل بن الحسن القاضي وأباه أحمد بن أيوب
الزيات وأبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر
البالسي وجماعة وافرة سواهم ببلدان شتى، روى
عنه أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي
النحوي وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وأحمد
ابن إبراهيم بن فيل أبو الحسن البالسي ثم الأنطاكي
نزل أنطاكية روى عن هشام بن عمار والمسيب بن
واضح وطبقتهما كثيرا، روى عنه أبو عبد الرحمن
النسائي في سننه وخيثمة وأبو عوانة الإسفراييني
وسليمان الطبراني وخلق كثير، ومات بأنطاكية
سنة 284.
بالعة: من قرى البلقاء من أرض دمشق، كان ينزلها
بلعام بن باعورا المنسلخ الذي نزل فيه قوله تعالى:
واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها.
بالقان: بفتح اللام والقاف، وألف، ونون: من
قرى مرو وخربت الآن وبقي النهر مضافا إليها،
فيقال: نهر بالقان، منها: أبو الفتح محمد بن أبي
حنيفة النعمان بن محمد بن أبي عاصم البالقاني المعروف
بأبي حنيفة، كان عالما متفننا إلا أنه كان يشرب
المسكر، حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي
سعد السمعاني.
بالك: آخره كاف، قال أبو سعد: أظنها من قرى
هراة أو نواحيها، منها: أبو معمر أحمد بن عبد
الواحد البالكي الهروي الفقيه وغيره.
بألوان: بفتح اللام: قرية من نواحي الدينور، قال
السلفي: بينها وبين بالوانة أربعة فراسخ، قال:
وهما من أعمال الدينور، قال: سمعت أبا زرعة
عمر بن محمد بن عمر بن صالح الأنصاري ببالوان،
وذكر خبرا.
بالوجوزجان: بضم الجيم، وسكون الواو، وفتح
الزاي، وجيم، وألف، ونون: من قرى سرخس
على طريق هراة، ينسب إليها بالوجي، منها: أبو
الحجاج خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي البالوجي
شهد أبوه مصعب صفين مع علي بن أبي طالب،
رضي الله عنه، وأدرك خارجة قتادة بن دعامة فلم
يكتب عنه، وروى عن يونس بن يزيد الأيلي وغيره.
بالوز: بالزاي: من قرى نسا على ثلاثة فراسخ
منها، ومنها كان أبو العباس الحسن بن سفيان بن
329

عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني
النسوي، ويقال النسائي، كان إمام عصره في
الحديث غير مدافع، مات في سنة 303، وقبره
ببالوز يزار.
بالو: قلعة حصينة وبلدة من نواحي أرمينية بين أرزن
الروم وخلاط، بها معدن الحديد.
بالة: موضع بالحجاز ويعده بعضهم في الحرم، وروي
عن بعضهم بالنون، أي ما ناله وقرب منه ومن
تخومه.
باماورد: بفتح الواو: ناحية بفارس، ينسب إليها
عبيد الله و عبد الرحيم ابنا المبارك بن الحسن بن طراد
الباماوردي، يكنى عبيد الله أبا القاسم بن أبي النجم،
ويعرفان بابني القابلة من ساكني قطيعة العجم بباب
الأزج من بغداد، سمعا أبا القاسم يحيى بن ثابت بن
بندار وغيره، وكان مولد عبيد الله في سنة 539
تقريبا، وتوفي سنة 615.
بامردني: بفتح الميم، والراء ساكنة، ودال مفتوحة،
ونون، مقصور: قرية من ناحية نينوى من أعمال
الموصل بالجانب الشرقي، وإليها، والله أعلم، ينسب
القاضي أبو يحيى أحمد بن محمد بن عبد المجيب
البامردني، سمع من أبي زكرياء يحيى بن علي
التبريزي كتاب تهذيب إصلاح المنطق، وكتبه بخط
حسن مضبوط وقرأه عليه.
بامردى: بغير نون: قرية من أعمال البليخ من
نواحي ديار مضر بين الرقة وحران بالجزيرة.
بامنج: هي بامئين المذكورة بعد هذا، ينسب إليها
البامنجي فلذلك أفردت.
بامهر: بكسر الميم: قرية بينها وبين الري مرحلة على
طريق طبرستان.
باميان: بكسر الميم، وياء، وألف، ونون: بلدة
وكورة في الجبال بين بلخ وهراة وغزنة، بها قلعة
حصينة، والقصبة صغيرة، والمملكة واسعة، بينها وبين
بلخ عشر مراحل وإلى غزنة ثماني مراحل، وبها بيت
ذاهب في الهواء بأساطين مرفوعة، منقوش فيه كل طير
خلقه الله تعالى على وجه الأرض ينتابه الذعار، وفيه
صنمان عظيمان نقرا في الجبل من أسفله إلى أعلاه،
يسمى أحدهما سرخبد والآخر خنكبد، وقيل: ليس
لهما في الدنيا نظير، خرج من هذه المدينة جماعة من
أهل العلم، منهم: أبو محمد أحيد بن الحسين بن علي بن
سليمان السلمي البامياني، يروي عن مكي بن إبراهيم،
وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد البامياني محدث
مكثر ثقة روى عن أبي بكر الخطيب وغيره، مات
سنة 390 في سلخ رجب.
بامئين: بعد الميم همزة، وياء ساكنة، ونون، والنسبة
إليها بامنجي: مدينة من أعمال هراة وهي قصبة
ناحية باذغيس رأيتها غير مرة، نسب إليها جماعة،
منهم: أبو الغنائم أسعد بن أحمد بن يوسف البامنجي
الخطيب، سمع منه أبو سعد ومات في صفر سنة
548، وأبو نصر إلياس بن أحمد بن محمود الصوفي
البامنجي سمع منه أبو سعد أيضا، ومات سنة 542،
وكان مولده سنة 460 أو قريبا منها.
بأناس: من أنهار دمشق وصفه في بردى، قال
الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة:
يا صاحبي سقى منازل جلق
غيث، يروي ممحلات طساسها
فرواق جامعها، فباب بريدها،
فمشارب القنوات من بأناسها
بانب: بفتح النون، والباء موحدة: من قرى بخاري،
ينسب إليها حلوان بن سمرة بن ماهان بن خاقان بن
330

عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن الحكم بن أبي العاص
ابن أمية أبو الطيب الباني البخاري، يروى عن القعنبي
وأبي مقاتل عصام النحوي وغيرهما، وروى عنه سهل
ابن شاذويه وكان من العباد، وأبو سفيان وكيع
ابن أحمد بن المنذر الهمداني البانبي البخاري حدث عن
إسرائيل بن السميدع، روى عنه خلف الخيام في
جماعة نسبوا إليها، ذكرهم الأمير.
بانبورا: بالراء: ناحية بالحيرة من أرض العراق،
صالح عليها خالد بن الوليد سنة 12، وكتب لأهلها
كتابا وأرسل إليها عاملا من قبله، قالوا: أرسل
خالد عماله فأنفذ بشير بن الخصاصية على النهرين فنزل
الكويفة ببانبورا.
بانقوسا: بالقاف: جبل في ظاهر مدينة حلب من
جهة الشمال، قال البحتري:
أقام كل ملث القطر، رجاس،
على ديار بعلو الشام أدراس
فيها لعلوة مصطاف ومرتبع
من بانقوسا، وبابلى، وبطياس
منازل أنكرتنا بعد معرفة،
وأوحشت من هوانا بعد إيناس
يا علو لو شئت أبدلت الصدود لنا
وصلا، ولان لصب قلبك القاسي
هل من سبيل إلى الظهران من حلب،
ونشوة بين ذاك الورد والآس؟
بانقيا: بكسر النون: ناحية من نواحي الكوفة ذكرها
في الفتوح، وفي أخبار إبراهيم الخيل، عليه السلام:
خرج من بابل على حمار له ومعه ابن أخيه لوط
يسوق غنما ويحمل دلوا على عاتقه حتى نزل بانقيا،
وكان طولها اثني عشر فرسخا، وكانوا يزلزلون في
كل ليلة فلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا، فقال لهم
شيخ بات عنده إبراهيم، عليه السلام: والله ما
دفع عنكم إلا بشيخ بات عندي فإني رأيته كثير
الصلاة، فجاؤوه وعرضوا عليه المقام عندهم وبذلوا له
البذول، فقال: إنما خرجت مهاجرا إلى ربي. وخرج
حتى أتى النجف، فلما رآه رجع أدراجه أي من
حيث مضى، فتباشروا وظنوا أنه رغب فيما بذلوا له،
فقال لهم: لمن تلك الأرض؟ يعني النجف، قالوا:
هي لنا، قال: فتبيعونيها؟ قالوا: هي لك فوالله
ما تنبت شيئا، فقال: لا أحبها إلا شراء،
فدفع إليهم غنيمات كن معه بها، والغنم يقال لها
بالنبطية نقيا، فقال: أكره أن آخذها بغير ثمن،
فصنعوا ما صنع أهل بيت المقدس بصاحبهم وهبوا له
أرضهم، فلما نزلت بها البركة رجعوا عليه، وذكر
إبراهيم، عليه السلام، أنه يحشر من ولده من ذلك
الموضع سبعون ألف شهيد، فاليهود تنقل موتاها إلى
هذا المكان، لهذا السبب. ولما رأى، عليه السلام،
غدرهم به تركهم ومضى نحو مكة في قصة فيها
طول، وقد ذكرها الأعشى فقال:
فما نيل مصر، إذا تسامى عبابه،
ولا بحر بانقيا، إذا راح مفعما
بأجود منه نائلا، إن بعضهم
إذا سئل المعروف صد وجمجما
وقال أيضا: قد سرت ما بين بانقيا إلى عدن،
وطال في العجم تكراري وتسياري
وأما ذكرها في الفتوح فقال أحمد بن يحيى: لما قدم
خالد بن الوليد، رضي الله عنه، العراق بعث بشير
ابن سعد أبا النعمان بن بشير الأنصاري إلى بانقيا فخرج
331

عليه فرخبنداذ في جيش فهزمهم بشير وقتل
فرخبنداذ، وانصرف بشير وبه جراحة فمات بعين
التمر، ثم بعث خالد جرير بن عبد الله إلى بانقيا
فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه وصالحه
على ألف درهم وطيلسان، وقال: ليس لاحد من
أهل السواد عهد إلا لأهل الحيرة وأليس وبانقيا،
فلذلك قالوا: لا يصلح بيع أرض دون الجبل إلا
أرض بني صلوبا وأرض الحيرة، وذكر إسحاق بن
بشير أبو حذيفة فيما قرأته بخط أبي عامر العبدري
بإسناده إلى الشعبي: أن خالد بن الوليد سار من
الحيرة حتى نزل بصلوبا صاحب بانقيا وسميا على ألف
درهم وزن ستة، وكتب لهم كتابا فهو عندهم إلى
اليوم معروف، قال: فلما نزل بانقيا على شاطئ
الفرات قاتلوه ليلة حتى الصباح، فقال في ذلك ضرار
ابن الأزور الأسدي:
أرقت ببانقيا، ومن يلق مثل ما
لقيت ببانقيا من الحرب يأرق
فلما رأوا أنه لا طاقة لهم بحربه طلبوا إليه الصلح
فصالحهم، وكتب لهم كتابا فيه: بسم الله الرحمن
الرحيم، هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن
بصبهري ومنزله بشاطئ الفرات، إنك آمن بأمان
الله على حقن دمك في إعطاء الجزية عن نفسك
وجيرتك وأهل قريتك بانقيا وسميا على ألف درهم
جزية، وقد قبلنا منك ورضي من معي من المسلمين
بذلك، فلك ذمة الله وذمة النبي محمد، صلى الله عليه
وسلم، وذمة المسلمين على ذلك، شهد هشام بن الوليد
وجرير بن عبد الله بن أبي عوف وسعيد بن عمرو،
وكتب سنة 13 والسلام، ويروى أن ذلك كان سنة
12، وبانقيا أيضا: من رستاق منبج على أميال من
المدينة.
بأنك: بضم النون، وكاف: من قرى الري، نسبوا
إليها بعض أهل العلم.
البان: قال الكندي: أسفل من صفينة في صحراء
مستوية عمودان طويلان لا يرقاهما أحد إلا أن يكون
طائرا، فيقال لأحدهما عمود البان، والبان:
موضع، والآخر عمود السفح، وهو من عن يمين طريق
المصعد من الكوفة على ميل من أفيعية وأفاعية.
وذو البان: جبل في ديار بني كلاب بحذاء مليحة ماء
هناك، وذو البان أيضا: في مصادر وادي المياه
لبني نفيل بن عمرو بن كلاب، وذو البان
أيضا: بأطراف الرقق لبني عمرو بن كلاب، وذو البان
أيضا: جبل من إقبال هضب النخل وراء ذلك، قاله
ابن السكيت، وفي رواية: ذو البان من ديار بني
البكاء، وقال أبو زياد: وذو البان هضبة تنبت
البان، وقال الطويق بن عاصم النميري:
عرفت لحبي، بين منعرج اللوى
وأسفل ذات البان، مبدى ومحضرا
إلى حيث فاض المذنبان، وواجها،
من الرمل ذي الأرطى، قواعد عقرا
بها كن أسباب الهوى مطمئنة،
ومات الهوى ذاك الزمان وأقصرا
قال: المذنبان واديان بذات البان، وبان: من
قرى مصر، وبان: من قرى نيسابور ثم من قرى
ارغيان، منها: سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن
الحسن الباني الأرغياني وابنه أبو بكر أحمد بن سهل.
بانوب: بضم النون، وسكون الواو، والباء
موحدة: اسم لثلاث قرى بمصر في الشرقية والغربية
والأشمونين.
332

باوجان: بكسر الواو: من قرى أصبهان، وهي
غير بارجان، ذكر هما الحافظ ابن النجار في معجمه.
باور: بفتح الواو، وراء: موضع باليمن، ينسب
إليه الحسين بن يوحن بن أبوية بن النعمان الباوري
أبو عبد الله اليمني، خرج من بلده يطلب العلم فطاف
البلدان ثم استقر بأصبهان، روى عن جماعة، منهم:
الفضل بن محمد النيلي وأبو الفضل الأرموي وابن
ناصر السلامي وغيرهم، كتب عنه محمد بن سعيد
الدبيثي الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد
الكريم الجزري وغيرهما، ومات بأصبهان في شهر
ربيع الأول سنة 587.
باورد: بفتح الواو، وسكون الراء، وهي أبيورد:
بلد بخراسان بين سرخس ونسا، ينسب إليها بهذا
اللفظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي،
كان معتزليا غاليا سكن أصبهان وروى بها الحديث،
ومات بعد سنة 420.
باوري وملندى: بكسر الراء: مدينتان متقاربتان
من بلاد الزنج، يجلب منهما العنبر.
باوشنايا: الشين معجمة ساكنة، ونون، وبين الألفين
ياء: قرية كبيرة من قرى الموصل قرب بلد من
أعمال البقعاء، خرج منها قوم من أهل العلم
والذكر.
بأول: نهر كبير بطبرستان.
بايان: سكة بنسف معروفة، نزلها محمد بن إسماعيل
البخاري، ينسب إليها أبو يعلى محمد بن أبي الطيب
أحمد بن ناصر الباياني، كان إماما في الأدب، توفي
سنة 367.
باي بابان: ذكر في بابان لان النسبة إليها باباني.
بآيات: آخره تاء فوقها نقطتان: من حصون صنعاء
اليمن.
باب الباء والباء أيضا وما يليهما
ببا: بالفتح: مدينة بمصر من جهة الصعيد على غربي
النيل، وبمصر عدة قرى تشتبه في الخط وتختلف في
اللفظ لا بأس بذكرها ههنا ليفرق بينها ثم نذكر
كل واحدة في موضعها، وهي ببا، بالفتح، وهي
المذكورة في هذا الباب من كورة البهنشا، وبنا،
بفتح الباء، ونون: من كورة السمنود، وتتا،
بتاءين مثناتين من فوقهما: من كورة المنوفية، وننا،
بنونين مفتوحتين: من كورة البهنسا أيضا، وبيا،
بباء موحدة، وياء: في كورة حوف رمسيس،
ويقال لها بياء الحمراء.
ببز: بالفتح ثم الضم مشدد، وزاي: قرية كبيرة على
نهر عيسى بن علي دون السندية وفوق الفارسية، وهي
وقف على ورثة الوزير رئيس الرؤساء، وكان لأهله
بها حصة رأيتها مرارا، ذكرها نصر في كتابه.
ببشتر: بالضم ثم الفتح، وسكون الشين المعجمة،
وفتح التاء فوقها نقطتان، وراء: حصن منفرد
بالامتناع من أعمال رية بالأندلس بينه وبين قرطبة
ثلاثون فرسخا، وربما أشبعوا الباء الثانية فنشأت ألفا
فقالوا بباشتر.
ببشى: بالفتح، ثم السكون، والشين مفتوحة، مقصور
ممال: بلد في كورة الأسيوطية بمصر.
ببق: قال الرهني وذكر خبيصا من بلاد كرمان
ثم قال: وبناحيتها خبق وببق ولا أدري ما هما.
ببليون: هي بابليون وقد تقدم ذكرها، جاءت بهذا
اللفظ في قول عمران بن حطان حيث قال:
333

فساروا بحمد الله، حتى أحلهم،
ببليون منها، الموجفات السوابق
ببمبم: بفتحتين، بوزن غشمشم: موضع أو جبل،
وكذا ذكره الأزهري والخارزنجي ولم تجتمع الباء
والميم في كلمة اجتماعهما في هذه الكلمة، ورواه بعضهم:
يبمبم، وقد روي على اللغتين قول حميد بن ثور
حيث قال:
إذا شئت غنتني بأجزاع بيشة
وبالرزن، من تثليث، أو من ببمبما
ببنة: بالفتح ثم السكون، ونون: مدينة عند بامئين
من أعمال باذغيس قرب هراة، افتتحها سالم مولى
شريك بن الأعور من قبل عبد الله بن عامر في سنة
31 عنوة، قال أبو سعد: ببنة هي بون، غير أنهم
قد نسبوا إليها ببني واشتهر بالنسبة هكذا جماعة،
منهم: أبو عبد الله محمد بن بشر بن علي الببني حدث
عن أبي بكر أحمد بن محمد البرديجي الحافظ حدث
عنه محمد بن أحمد بن الفضل.
ببة: بتشديد الثانية: دار ببة بمكة على رأس ردم
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.
ببيج: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وجيم: سبع
قرى بمصر، وهي في جزيرة بني نصر، وببيج قمن في
البوصيرية. وفي الفيوم خمسة ببيج: ببيج أندير وببيج
أنقاش وببيج أنشو وببيج غيلان وببيج فرح.
باب الباء والتاء وما يليهما
بتا: بالفتح، وتشديد الثاني، مقصور، وقد يكتب
بالياء أيضا: من قرى النهروان من نواحي بغداد،
وقيل: هي قرية لبني شيبان وراء حولايا، كذا
وجدته مقيدا بخط أبي محمد عبد الله بن الخشاب
النحوي، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
أنزلاني فأكرماني ببتا،
إنما يكرم الكريم الكريم
بتان: من نواحي حران، ينسب إليها محمد بن
جابر البتاني صاحب الزيج، ذكره ابن الأكفاني
بكسر الباء.
بتان: بالضم، والتخفيف: من قرى نيسابور من أعمال
طريثيث، منها: أبو الفضل البتاني ساكن طريثيث
أحد الزهاد الفضلاء من أصحاب الشافعي، ومحمد بن
عبد الرحمن البتاني من آل يحيى بن أكثم، يروي
عن علي بن إبراهيم البتاني من أصحاب ابن المبارك،
وقد ذكرنا في بنان ما قيل في علي بن إبراهيم البتاني.
البت: بالفتح ثم التشديد: قرية كالمدينة من أعمال
بغداد قريبة من راذان، وكان أهلها قد تظلموا قديما
إلى الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات من آفة لحقتهم
فولى عليهم رجلا ضعيف البصر، فقال شاعر منهم:
أتيت أمرا، يا أبا جعفر!
لم يأته بر ولا فاجر
أغثت أهل البت، إذ أهلكوا،
بناظر ليس له ناظر
وإليها ينسب أبو الحسن أحمد بن علي الكاتب البتي:
أديب كيس له نوادر حسنة، مات سنة 405، وكان
قد كتب للقادر بالله مدة، والبت أيضا: قرية بين
بعقوبا وبوهرز كبيرة، وبتة، بالهاء: قرية من
أعمال بلنسية، منها أبو جعفر البتي له أدب وشعر.
بتخذان: بالضم ثم السكون، وفتح الخاء المعجمة،
وذال معجمة، وألف، ونون: من قرى نسف،
منها: أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن
البتخذاني المقري النسفي، توفي بعد سنة 551.
334

البتراء: كأنه تأنيث الأبتر: موضع ذكره في
غزوة النبي، صلى الله عليه وسلم، لبني لحيان،
قال ابن هشام: سلك النبي، صلى الله عليه وسلم،
على غراب ثم على مخيض ثم على البتراء، وذكر ابن
إسحاق في مساجد النبي، صلى الله عليه وسلم، في
طريقه إلى تبوك فقال: ومسجد بطرف البتراء من
ذنب الكواكب.
بتران: بالضم: موضع في بلاد بني عامر، قال
المجنون أنشده أبو زياد:
وأشرفت من بتران أنظر: هل أرى
خيالا لليلى راية، وترانيا
فلم يترك الاشراف، في كل مرقب،
ولا الدمع من عيني إلا المآقيا
المآقي: جمع مأق.
بتر: أجبل من الشقيق مطلات على زبالة، قال
الشاعر:
رعين بين لينة والقهر،
فالنجفات فأميل البتر،
فغرفتي صارة بعد العصر
وقال ملك بن الصمصامة الجعدي: واجتازت به
صاحبته التي يهواها وأخوها حاضر فأغمي عليه، فلما
أفاق قال:
ألمت وما حيت، وعاجت فأسرعت
إلى جرعة بين المخارم، فالنحر
خليلي إن حانت وفاتي، فاحفرا
برابية بين المحاصر، فالبتر
لكيما تقول العبدلية كلما
رأت جدثي: حييت يا قبر من قبر
وقيل: البتر أكثر من سبعة فراسخ عرضا، وطولا
أكثر من عشرين فرسخا من بلاد بني عمرو بن كلاب،
وقال القتال الكلابي:
عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر،
فبرق نعاج من أميمة فالحجر
إلى صفرات الملح، ليس بجوها
أنيس، ولا ممن يحل بها شفر
شفر أي انسان، يقال: ما بها شفر ولا كتيع
ولا دبيج، والبتر أيضا: موضع بالأندلس،
ينسب إليه أبو محمد مسلمة بن محمد البتري
الأندلسي، روى عنه يوسف بن عبد الله بن عبد البر
الأندلسي الامام.
بترير: بالكسر ثم السكون، وكسر الراء، وياء
ساكنة، وراء أخرى: حصن من أعمال مرسية
بالأندلس.
بتسابور: بالضم، والسين مهملة: صقع من سواد
واسط الحجاج بالعراق.
بتعة: قال الأصمعي: وبجلذان موضع قرب
الطائف هضبة سوداء يقال لها بتعة، وفيها نقب
كل نقب قدر ساعة، كان يلتقط فيها السيوف العادية
والخرز، ويزعمون أن فيها قبورا لعاد وكانوا يعظمون
ذلك الجبل.
بتمار: بالفتح ثم التشديد، والكسر: قرية من قرى
بغداد، ينسب إليها أبو إبراهيم نصر الله بن أبي غالب
ابن أبي الحسن البتماري، ذكره أبو سعد في شيوخه
وقال: سمعت منه سنة 537، ومحمد بن مرجا بن
أبي العز بن مرجا البتماري أبو الوليد روى شيئا من
الحديث عن أبي علي الحسن بن إسحاق الباقرحي.
البتم: بالضم ثم الفتح والتشديد: اسم حصن ببلاد
فرغانة، وفيه قال الكميت:
335

أباحت حمى الصين والبتم
وقيل: البتم حصن منيع جدا وفيه معدن الذهب
والفضة والزاج والنوشاذر الذي يحمل إلى الآفاق،
وهو جبل فيه مثل الغار، قد بني عليه بيت يستوثق
من بابه وكوائه، يرتفع من هذا الموضع بخار يشبه
بالنهار الدخان وبالليل النار، فإذا تلبد هذا البخار كان
منه مثل النوشاذر فلا يتهيأ لاحد أن يدخل هذا
البيت لشدة حره إلا أن يلبس لبودا يرطبها بالماء
ثم يدخله كالمختلس فيأخذ ما يقدر من ذلك ويسرع
الخروج، وهذا البخار ينتقل من مكان إلى مكان فيحفر
عليه حتى يظهر، وإذا لم يكن عليه بناء يمنع البخار من
التفرق لم يضر من قاربه حتى إذا احتقن ومنع من
التفرق أحرق من يدخله من شدة الحر، والبتم:
جبال يقال لها البتم الأول والبتم الأوسط والبتم
الداخل، ومياه بخارى وسمرقند وجميع الصغد من
البتم الأوسط، يجري هذا الماء إلى برغر ثم إلى
منجيكث ثم إلى سمرقند، ونهر الصغانيان أيضا منه.
بتنين: بالضم ثم الفتح، وكسر النون، وياء ساكنة،
ونون أخرى: من قرى صغد سمرقند من ناحية
دبوسية، منها: جعفر بن محمد بن بحر البتنيني،
روى عنه ابنه القاسم، قاله أبو سعد ثم قال: بتيتن،
بتاءين مثناتين من فوق: من قرى دبوسية، ونسب
إليها القاسم بن جعفر بن محمد، ولا أدري ما الصواب
منهما.
بتيل: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، ولام: جبل
بنجد منقطع عن الجبال، وقيل: جبل يناوح دمخا،
وقال الحارثي: بتيل واد لبني ذبيان وجبل أحمر
يناوح دمخا من ورائه في ديار كلاب وهناك قليب
يقال له البتيلة، وبتيل حجر: بناء هناك عادي مرتفع
مربع الأسفل محدد الأعلى يرتفع نحو ثمانين ذراعا،
وقيل: بتيل اليمامة جبل فارد في فضاء، سمي بذلك
لانقطاعه عن غيره، وقال موهوب بن رشيد:
مقيم، ما أقام ذرى سواج،
وما بقي الا خارج والبتيل
وقال سلمة بن الخرشب الأنماري:
إذا ما غدوتم عامدين لأرضنا،
بني عامر! فاستظهروا بالمرائر
فإن بني ذبيان حيث عهدتم
بجزع البتيل، بين باد وحاضر،
يسدون أبواب القباب بضمر
إلى عنن، مستوثقات الموائر
وقال أبو زياد الكلابي: وفي دماخ، وهي بلاد بني
عمرو بن كلاب، بتيل وأنشد:
لعمري! لقد هام الفؤاد، لجاجة،
بقطاعة الأعناق أم خليل
فمن أجلها أحببت عونا وجابرا،
وأحببت ورد الماء دون بتيل
بتيلة: مثل الذي قبله، وزيادة هاء: ماء لبني عمرو
ابن ربيعة بن عبد الله رواء ببطن السر وهو إلى
جنب بتيل المذكور قبله، وفي كتاب نصر: بتيلة
قليب عند بتيل في ديار بني كلاب، وقال ابن دريد:
البتيلة ماء لهم رواء ببطن السر إلى جنب بتيل،
وبتيل جبل أحمر يناوح دمخا من ورائه، وقال
أبو زياد: خاصم عبيد الله بن ربيع قوم من بني أبي
بكر في ماء لهم يقال له بتيل فأطالوا لهم الخصومة،
وعلى المدينة رجل من قريش يقال له خالد، واستعمل
خالد رجلا يقال له عثمان على ضرية فكان عبيد الله
وأصحابه يختصمون إلى عثمان فجعل البكريون لعثمان
336

مالا على أن يقضي لهم على عبيد الله، فلما تخوف
عبيد الله ذلك ارتحل حتى وقع بين يدي خالد بالمدينة،
فقال:
إلى الله أشكو أن عثمان جائر
علي، ولم يعلم بذلك خالد
أبيت، كأني من حذار قضائه
بحرة عباد، سليم الأساود
تكلفت أجواز الفيافي وبعدها
إليك، وعظمي خشية الظلم بارد
وبيضاء إمليس، إذا بت ليلة
بها، زارني عاري الذراعين مارد
عوى، عند نضوي، يستغيث أليفه
بمنزلة لا تعتفيها العوائد
فلما رآني قد حنست لقتله
مبارزة، واشتد بالسيف ساعدي
فولى فتى شاكي السلاح، لو أنه
أخي لم أبعه من معد بواحد
فتى يكسب المعدوم، حتى رقيقه
مدل بشدات الكمي المناجد
إلى خالد، إما أموت فهين،
وإما طريد مستجير بخالد
فهل أنت من أهل البتيلة منقذي؟
فقد كدت عن لحمي بسيفي أجالد
أرادوا جلائي عن بلاد ورثتها
أبي، وإمام الناس والدين واحد
أما بعد أن يرموا بدلوي عن التي
ضربت برومي حديد الحدائد
فأمكنتها من منحر غير قاطع،
له نفيان طيب الطعم بارد
فإنكما يا ابني علية كنتما
يدا، وأخي يرجى قليل الفوائد 1
وقال ذروة بن جحفة الكلابي:
شهد البتيل على البتيلة أنها
زوراء فانية على الأوراد
منع البتيلة، لا يجوز بمائها
قمر تثور جحاشها بشراد
قبح الاله وخصهم بملامة
نفرا، يقال لهم بنو رواد
نفرا يقيم اللؤم وسط بيوتهم
والمخزيات كما يقيم نضاد
بتينق: بالفتح ثم التشديد، والكسر، وياء ساكنة،
ونون مفتوحة، وقاف: مدينة في ساحل جزيرة صقلية.
باب الباء والثاء وما يليهما
البثاء: بالفتح، والمد: موضع في بلاد بني سليم،
قال أبو ذؤيب يصف عيرا تحملت:
رفعت لها طرفي، وقد حال دونها
رجال وخيل بالبثاء تغبر
وقال أبو بكر: البثاء الأرض السهلة، واحدتها بثاءة،
وأنشد:
بميث بثاء تبطنته،
دميث به الرمث والحيهل
قال الأزهري: ولعل بثاء لماء في ديار بني سعد أخذ
من هذا، قال: وهو عين ماء عذب تسقي نخلا،
قال: ورأيتها في ديار بني سعد بالستارين فتوهمت
أنه سمي بذلك لأنه قليل ترشح فكأنه عرق يسيل،
وقال مالك بن نويرة وكان نزل بهذا الماء على بني سعد

(1) في هذه القصيدة كثير من الأقواء، لا يخفى على القارئ.
337

فسابقهم على فرس له يقال له نصاب فسبقهم فظلموه،
فقال:
قلت لهم والشنء مني باد:
ما غركم بسابق جواد
يا رب أنت العون في الجهاد،
إذ غاب عني ناصر الأرفاد،
واجتمعت معاشر الأعادي
على بثاء باهظ الأوراد
البثراء: بالفتح ثم السكون، وراء، وألف ممدودة:
اسم جبل، وقيل: شجر ذكر في غزوة الرجيع.
البثر: قال الأزهري: البثر القليل والبثر الكثير،
وأنشد لابي ذؤيب:
فافتنهن من السواء، وماؤه
بثر وعارضه طريق مهيع
وجعله السكري موضعا بعينه، فإنه قال: بثر هو
ماء معروف بذات عرق. وقال ذلك غيره، وأنشد
لابي جندب الهذلي:
ألا أبلغ معقلا عني رسولا،
مغلغلة، وواثلة بن عمرو
إلى أي نساق، وقد بلغنا
ظماء عن سميحة ماء بثر
بثرون: بالتحريك، والراء: حصن بين جبيل وأنفة
على ساحل بحر الشام.
البثنون: بالتحريك، وبين النونين واو ساكنة:
بليدة من نواحي مصر في كورة الغربية.
البثنة: بالفتح ثم السكون، ونون، قال ثعلب:
البثنة الزبدة والبثنة النعمة والبثنة الرملة اللينة والبثنة
المرأة الحسناء الغضة الناعمة: وهو اسم ناحية من
نواحي دمشق، وهي البثنية، وقيل: هي قرية
بين دمشق وأذرعات، عن الأزهري، وكان أيوب
النبي، عليه السلام، منها.
البثنية: بالتحريك، وكسر النون، وياء مشددة:
وهي التي قبلها بعينها، يقال: بثنة وبثنية، وفي
حديث خالد بن الوليد أنه خطب فقال: إن عمر
استعملني على الشام وهو له مهم، فلما ألقى الشام
بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيري،
يقال: إن البثنية حنطة منسوبة إلى بلدة معروفة
بالشام يقال لها البثنية، ويقال إن البثنية اللينة
وذلك أن الرملة اللينة يقال لها بثنة وتصغيرها بثينة.
قال الغنوي: بثنية الشام حنطة أو حبة مدحرجة،
قال ابن رويد الهذلي:
فأدخلتها لا حنطة بثنية،
تقابل أطراف البيوت، ولا حرفا
وقد نسب إليها قوم، منهم: النضر بن محرز بن
بعيث أبو الفرج الأزدي البثني من أهل البثنية من
نواحي دمشق، حدث عن محمد بن المنكدر وأبي
الزعزيقة وهشام بن عروة، روى عنه الوليد بن سلمة
الطبراني وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد العزيز ويقال
ابن عبد الله الفارسي وأبو العباس الوليد بن المهلب
الأزدي وسهيل بن عبد الرحمن العكي وأحمد بن
سليمان، قال ابن حبان: هو منكر الحديث حدا
لا يجوز الاحتجاج به.
بثينة: مصغرا بلفظ صاحبة جميل، وقد تقدم اشتقاقه:
هضبة على طريق السفر بين البحرين والبصرة.
باب الباء والجيم وما يليهما
البجادة: بالكسر: من مياه أبي بكر بن كلاب ثم
لبني كعب بن عبد بن أبي بكر، وفيها قال السري
338

ابن حاتم:
دعاني الهوى يوم البجادة قادني،
وقد كان يدعوني الهوى فأجيب
في أبيات ذكرت في العوقبين.
بجان: بالفتح ثم التشديد، وآخره نون: موضع بين
فارس وأصبهان، واللفظ بجيمه على مذهب الفرس
بين الجيم والشين.
بجانة: بالفتح ثم التشديد، وألف، ونون: مدينة
بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة، خربت وقد
انتقل أهلها إلى المرية، وبينها وبين المرية فرسخان
وبينها وبين غرناطة مائة ميل، وهي ثلاثة وثلاثون
فرسخا، منها: أبو الفضل مسعود بن علي بن الفضل
البجاني، روى عن أبي القاسم أحمد بن عبيدة، وأبو
الحسن علي بن معاذ بن سمعان بن موسى الرعيني
البجاني، سمع ببجانة من سعيد بن قحلون وعلي بن
الحسن المري ومسعود بن علي، وسمع بقرطبة من
قاسم بن أصبغ بن أبي دليم محمد بن عيسى الفلاس
ومحمد بن معاوية القرشي وغيرهم، وكان فصيحا
شاعرا عالما بالنسب طويل اللسان مفوها كثير
الاذكار سمع منه الناس ببجانة وقرطبة، قال ابن
الفرضي: وسمعت منه وكان يكذب، وقفت على
ذلك وعلمته، قال لي ولدت سنة 307.
بجاوة: بفتح الواو، قال الزمخشري: بجاوة أرض
بالنوبة، بها إبل فرهة وإليها تنسب الإبل
البجاوية منسوبة إلى البجاء، وهم أمم عظيمة بين
العرب والحبش والنوبة، مر ذكرهم قبل هذا،
بجاية: بالكسر، وتخفيف الجيم، وألف، وياء، وهاء:
مدينة على ساحل البحر بين إفريقية والمغرب، كان
أول من اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن
زيري بن مناد بن بلكين، في حدود سنة 457،
بينها وبين جزيرة بني مزغناي أربعة أيام، كانت
قديما ميناء فقط ثم بنيت المدينة، وهي في لحف جبل
شاهق وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بني حماد،
وتسمى الناصرية أيضا باسم بانيها، وهي مفتقرة إلى
جميع البلاد لا يخصها من المنافع شئ، إنما هي دار
مملكة، تركب منها السفن وتسافر إلى جميع
الجهات، وبينها وبين ميلة ثلاثة أيام، وكان السبب
في اختطاطها أن تميم بن المعز بن باديس صاحب إفريقية
أنفذ إلى ابن عمه الناصر بن علناس محمد بن البعبع
رسولا لاصلاح حال كانت بينهما فاسدة، فمر ابن
البعبع بموضع بجاية وفيه أبيات من البربر قليلة
فتأملها حق التأمل فلما قدم على الناصر غدر
بصاحبه واستخلى الناصر ودله على عورة تميم وقرر
بينه وبين الناصر الهرب من تميم والرجوع إليه،
وأشار عليه ببناء بجاية واستركبه وأراه المصلحة
في ذلك والفائدة التي تحصل له من الصناعة بها وكيد
العدو، فأمر من وقته بوضع الأساس وبناها ونزلها
بعسكره، ونمى الخبر إلى تميم فأرصد لابن البعبع
العيون فلما أراد الهرب قبض عليه وقتله وألحق به
عاقبة الغدر.
بج حوران: الجيم مشددة: من أعمال دمشق،
قال الحافظ أبو القاسم العساكري: محمد بن عبد الله
أبو عبد الله البجي من بج حوران، قرية كانت
على باب دمشق، حكى عن الأوزاعي روى عنه
العباس بن الوليد بن مزيد، ومنها أبو عبد الله جعفر
ابن محمد بن سعيد بن شعيب بن عبد الله بن عبد الغفار،
وقيل: ابن شعيب بن ذكوان بن أبي أمية العبدري
مولى بني عبد الدار، قال الحافظ أبو القاسم: من
أهل بج حوران من إقليم بأناس، حدث عن الفضل
339

ابن العباس وأبي علي الحسين بن محمد بن جعفر الحلبي،
المعروف بابن البطناني، وأبي محمد عبد الرحيم بن
علي بن محمد الأنصاري المؤذن وأحمد بن عبد
الوهاب بن نجدة وأبي عبد الملك بن البسري وزكرياء
ابن يحيى السجزي وأحمد بن أنس بن مالك وأبي
زرعة الدمشقي، روى عنه أبو مسلم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله بن مهران وأبو العباس محمد بن
موسى السمسار وأحمد بن عبد الله البرامي وإبراهيم
ابن محمد بن سنان وأبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد
وأبو الحسين الكلابي، مات في ربيع الأول سنة 329،
و عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله، ويقال: عبد
الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الحوراني، ويقال:
البج حوراني من بج حوران، روى عن أبيه
والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب ومروان الفزاري،
روى عنه القاسم بن عيسى العطار وأبو الحسن بن
جوصا وأحمد بن عامر البرقعيدي وأبو بشر
الدولابي وجماعة غير هؤلاء.
بجدان: بالضم ثم السكون: اسم جبل في طريق
مكة من المدينة، روي عن النبي، صلى الله عليه
وسلم، أنه كان على بجدان فقال: هذا بجدان
سبق المفردون، قالوا: ومن المفردون؟ قال:
الذاكرون الله كثيرا والذاكرات، كذا رواه
الأزهري بالضم ثم السكون والدال مهملة، وأكثر
الناس يرويه جمدان، وقد ذكر في موضعه.
البجرات: بالتحريك، وقيل البجيرات، بالتصغير:
مياه كثيرة من مياه السماء في جبل شوران المطل
على عقيق المدينة، يجوز أن يكون جمع بجرة،
وهو عظم البطن.
بجستان: بكسر أوله وثانيه، وسكون السين المهملة،
وتاء فوقها نقطتان، وألف، ونون: من قرى
نيسابور، منها أبو القاسم موفق بن محمد بن أحمد
البجستاني الميداني، من أهل نيسابور من أصحاب محمد
ابن كرام، كان له قبول عند العامة، سمع من أبي
القاسم بن الحصين نحو سنة 520.
البجسة: بالكسر: موضع باليمامة.
بجمزا: بالفتح ثم الكسر، وسكون الميم، والزاي،
وألف مقصورة: قرية من طريق خراسان، كانت
بها وقعة بين المقتفي لامر الله وكون خر ومسعود
البلال أصحاب السلطان محمد بن محمود، في سنة 549،
ويقال لهذه القرية بكمزا، وقد ذكرت.
بجوار: بالفتح: محلة كبيرة بمرو بأسفل البلد،
وإنما قيل لها بجوار لان على رأس السكة بجورا
للماء أي مقسما للماء، نسبت السكة إليها، منها أبو
علي الحسن بن محمد بن سهلان الخياط البجواري
الشيخ الصالح.
البجوم: بالضم: بلد يضاف إليه كورة من كور
أسفل الأرض بمصر، فيقال: كورة الأوسية والبجوم.
بجة: بالفتح، والتشديد: مدينة بين فارس وأصبهان،
والله الموفق.
باب الباء والحاء وما يليهما
بحار: بكسر أوله كأنه جمع بحر، قال الأصمعي:
البحار كل أرض سهلة تحفها جبال، وأنشد للنمر
ابن تولب:
وكأنها دقرى تخيل نبتها
أنف، يغم الضال نبت بحارها
الدقرى: الروضة الكثيرة الماء والندى.
وذو بحار: جبلان في ظهر حرة بني سليم، قاله
340

إسماعيل بن حماد، وقال نصر: ذو بحار ماء لغني
في شرقي النير وقيل فئ بلاد اليمن، وأنشد غيره
للنابغة الجعدي في يوم شعب جبلة:
ونحن حبسنا الحي عبسا وعامرا
بحسان وأبي الجون، إذ قيل أقبلا
وقد صعدت عن ذي بحار نساؤهم،
كإصعاد نسر لا يرومون منزلا
عطفنا لهم عطف الضروس فصادفوا،
من الهضبة الحمراء، عزا ومعقلا
وقال أبو زياد: ذو بحار واد بأعلى التسرير يصب
في التسرير، لعمرو بن كلاب، وأنشد:
عفا ذو بحار من أميمة فالهضب،
وأقفر، إلا أن يلم به ركب
ورواه الغوري بفتح الباء، وأنشد لبشر بن أبي خازم:
لليلى على بعد المزار تذكر،
ومن دون ليلى ذو بحار فمنور
بحار: بالضم، كذا رواه السكري في قول
البريق الهذلي: ومر على القرائن من بحار،
فكاد الوبل لا يبقي بحارا
وقال بشامة بن الغدير:
لمن الديار عفون بالجزع،
بالدوم بين بحار فالشرع
درست، قد بقيت على حجج،
بعد الأنيس، عفونها، سبع
إلا بقايا خيمة درست،
دارت قواعدها على الربع
بحت: بالضم ثم السكون، والتاء مثناة: وادي
البحت قريب من العذيب يطؤه الطريق بين الكوفة
والبصرة، قال الحازمي: ولا أحقه.
بحتر: بالضم: روضة في وسط أجاء أحد جبلي
طئ قرب جو، كأنها مسماة بالقبيلة، وهو بحتر
ابن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن
الغوث بن طئ.
بحران: بالضم: موضع بناحية الفرع، قال
الواقدي: بين الفرع والمدينة ثمانية برد، وقال ابن
إسحاق: هو معدن بالحجاز في ناحية الفرع، وذلك
المعدن للحجاج بن علاط البهزي، قال ابن إسحاق في
سيرة عبد الله بن جحش: فسلك على طريق الحجاز
حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل
سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا
يعتقبانه، وذكر القصة، كذا قيده ابن الفرات بفتح
الباء ههنا، وقد قيده في مواضع بضمها، وهو المشهور،
وذكره العمراني والزمخشري وضبطاه بالفتح، والله أعلم.
بحثر: بلد باليمن كانت لسبأ بن سليمان الخولاني،
سكن بها الفقيه أحمد بن مقبل الدثني، صنف كتابا
في شرح اللمع لابي إسحاق سماء المصباح، وهو
من مخلاف جعفر.
ذكر البحار
أما اشتقاق البحر فقال صاحب كتاب العين: سمي
البحر بحرا لاستبحاره، وهو سعته وانبساطه،
ويقال: استبحر فلان في العلم وتبحر الراعي في رعي
كثير وتبحر في المال إذا كثر ماله. والماء
البحر: هو الملح، وقد أبحر الماء إذا صار ملحا،
قال نصيب: وقد عاد ماء البحر ملحا، فزادني
إلى مرضي أن أبحر المشرب العذب
341

وأما ماء البحر فذكر مقاتل أنه فضلة ماء السماء
المنهمر منها في الطوفان، واحتج بقوله تعالى: وقيل
يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء
وقضي الامر واستوت على الجودي، فلما بلعت
الأرض ماءها بقي ماء السماء على وجهها، وهو ماء
البحر، قال: وإنما كان ملحا لأنه ماء سخط،
كذا نزل ولم يذكر أحد من المفسرين في هذا شيئا،
وهو قول حسن يتقبله القلب، وكذا قيل في الماء
الذي تبديه الأرض إلينا، وهو نبع من ماء السماء
أيضا، واحتج بقوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء
بقدر فأسكناه في الأرض، وقوله تعالى: ألم تر أن
الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض،
وأذكر ما يضاف إليه على حروف المعجم.
بحر بنطس: كذا وجدته بخط أبي الريحان بالباء
الموحدة ثم النون الساكنة، وضم الطاء، والسين
مهملة، قال: وفي وسط المعمورة بأرض الصقالبة
والروس بحر يعرف ببنطس عند اليونانيين، ويعرف
عندنا ببحر طرابزندة لأنها فرضة عليه، يخرج منه
خليج يمر بسور القسطنطينية ولا يزال مضايقا حتى
يقع في بحر الشام الذي في ساحله الجنوبي بلاد الشام
ومصر والإسكندرية وإفريقية.
بحر تولية: من البحار العظام وأظنه يستمد من
المحيط، قال الكندي: في طرف العمارة من ناحية
الشمال بحر عظيم تحت قطب الشمال، وبقربه مدينة
يقال لها تولية ليس بعدها عمارة، وأهلها أشقى خلق
الله ولم تقرب منها سفينة.
بحر الخزر: بالتحريك: وهو بحر طبرستان وجرجان
وآبسكون كلها واحد، وهو بحر واسع عظيم لا اتصال
له بغيره، ويسمى أيضا: الخراساني والجيلي، وربما
سماه بعضهم: الدوارة الخراسانية، وقال حمزة:
اسمه بالفارسية زراه أكفوده، ويسمى أيضا:
أكفوده درياو، وسماه ارسطاطاليس: أرقانيا، وربما
سماه بعضهم الخوارزمي، وليس به لان بحيرة خوارزم
غير هذا، تذكر في موضعها إن شاء الله، وعليه باب
الأبواب وهو الدربند كما وصفناه في موضعه، وعليه
من جهة الشرق جبال موقان وطبرستان وجبل
جرجان، ويمتد إلى قبالة دهستان وهناك آبسكون،
ثم يدور مشرقا إلى بلاد الترك، وكذلك في جهة
شماله إلى بلاد الخزر، وتصب إليه أنهار كثيرة
عظام، منها الكر والرس وإتل، وقال الإصطخري:
وأما بحر الخزر ففي شرقيه بعض الديلم وطبرستان
وجرجان وبعض المفازة التي بين جرجان وخوارزم،
وفي غربيه: اللان من جبال القبق إلى حدد السرير
وبلاد الخزر وبعض مفازة الغزية، وشمالية: مفازة
الغزية، وهم صنف من الترك بناحية سياه كوه،
وجنوبيه: الجيل وبعض الديلم، قال: وبحر الخزر
ليس له اتصال بشئ من البحور على وجه الأرض،
فلو أن رجلا طاف بهذا البحر لرجع إلى الموضع
الذي ابتدأ منه، لا يمنعه مانع إلا أن يكون نهر يصب
فيه، وهو بحر ملح لا مد فيه ولا جزر، وهو بحر
مظلم، قعره طين بخلاف بحر القلزم وبحر فارس،
فإن في بعض المواضع من بحر فارس ربما يرى قعره
لصفاء ما تحته من الحجارة البيض، ولا يرتفع من هذا
البحر شئ من الجواهر لا لؤلؤ ولا مرجان ولا غيرها
ولا ينتفع بشئ مما يخرج منه سوى السمك، ويركب
فيه التجار من أراضي المسلمين إلى أرض الخزر وما
بين أران والجيل وجرجان وطبرستان، وليس في هذا
البحر جزيرة مسكونة فيها عمارة كما في بحر
فارس والروم وغيرهما، بل فيه جزائر فيها غياض
342

ومياه وأشجار وليس بها أنيس، منها جزيرة سياه كوه
وقد ذكرت، وبحذاء نهر الكر جزيرة أخرى بها
غياض وأشجار ومياه يرتفع منها ألفوه ويحملون
إليها في السفن دواب فتسرح فيها حتى تسمن،
وجزيرة تعرف بجزيرة الروسية وجزائر صغار،
وليس من آبسكون إلى الخزر للآخذ على يمنى يديه
على شاطئ البحر قرية ولا مدينة سوى موضع من
آبسكون على نحو خمسين فرسخا يسمى دهستان
وبناء داخل البحر تستتر فيه المراكب في هيجان
البحر، ويقصد هذا الموضع خلق كثير من النواحي
فيقيمون به للصيد، وبه مياه، ولا أعلم غير ذلك،
فأما عن يسار آبسكون إلى الخزر فإنه عمارة متصلة
لأنك إذا أخذت من آبسكون يسارا مررت على
حدود جرجان وطبرستان والديلم والجيل وموقان
وشروان والمقسط وباب الأبواب ثم إلى سمندر أربعة
أيام ومن سمندر إلى نهر إتل سبعة أيام مفاوز، ولهذا
البحر من ناحية سياه كوه زنقة يخاف على المراكب
منها إذا أخذتها الريح إليها أن تنكسر، فإذا انكسرت
هناك لم يتهيأ جمع شئ منها من الأتراك لأنهم
يأخذونه ويحولون بين صاحبه وبينه، ويقال: إن
دوران هذا البحر ألف وخمسمائة فرسخ، وقطره
مائة فرسخ، والله أعلم.
بحر الزنج: هو بحر الهند بعينه، وبلاد الزنج منه في
نحو الجنوب تحت سهيل، وله بر وجزائر كثيرة
كبار واسعة فيها غياض كثيرة وأشجار لكنها غير
ذات أثمار وإنما هي نحو شجر الأبنوس والصندل
والساج والقنا، ومن سواحلهم يلتقط العنبر ولا
يوجد في غير سواحلهم، وهم أضيق الناس عيشا،
وحدثني غير واحد ممن شاهد تلك البلاد أنهم يرون
القطب الجنوبي عاليا يقارب أن يتوسط السماء،
وسهيل كذلك، ولا يرون الجدي قط ولا القطب
الشمالي أبدا ولا بنات نعش، وأنهم يرون في السماء
شيئا في مقدار جرم القمر كأنه طاقة في السماء أو
شبه قطعة غيم بيضاء لا يغيب قط ولا يبرح مكانه،
وسألت عنه غير واحد فاتفقوا على ما حكيته بلفظه
ومعناه، وله عندهم اسم لم يحضرني الآن، وأنهم لا
يدرون أيش هو، ولهم هناك مدن أجلها مقدسو،
وسكانها عرباء واستوطنوا تلك البلاد، وهم مسلمون،
طوائف لا سلطان لهم لكل طائفة شيخ يأتمرون له،
وهي على بر البربر، وهم طائفة من العربان غير الذين هم
في المغرب، بلادهم بين الحبشة والزنج، وسنذكرهم
بعد إن شاء الله تعالى، ثم يمتد بر البربر على ساحل
بحر الزنج إلى قرابة عدن، وأقصى هذا البحر يتصل
بالبحر المحيط.
بحر فارس: هو شعبة من بحر الهند الأعظم، واسمه
بالفارسية كما ذكره حمزة: زراه كامسير، وحده
من التيز من نواحي مكران على سواحل بحر فارس
إلى عبادان، وهو فوه دجلة التي تصب فيه،
وأول سواحله من جهة البصرة وعبادان أنك تنحدر
في دجلة من البصرة إلى بليدة تسمى المحرزة في
طرف جزيرة عبادان تتفرق دجلة عنده فرقتين:
إحداهما تأخذ ذات اليمين فتصب في هذا البحر عند
سواحل أرض البحرين، وفيه تسافر المراكب إلى
البحرين وبر العرب، وتمتد سواحله نحو الجنوب إلى
قطر وعمان والشحر ومرباط إلى حضر موت إلى
عدن، وتأخذ الفرقة الأخرى ذات الشمال وتصب
في البحر من جهة بر فارس، وتصير عبادان لانصباب
هاتين الشعبتين في البحر جزيرة بينهما، وعلى سواحل
بحر فارس من جهة عبادان من مشهورات المدن
مهروبان، قال حمزة: وههنا يسمى هذا البحر
343

بالفارسية زراه أفرنك، قال: وهو خليج منخلج
من بحر فارس متوجها من جهة الجنوب صعدا إلى
جهة الشمال حتى يجاوز جانب الأبلة فيمتزج بماء
البطيحة، آخر كلامه، ثم يمر من مهروبان نحو
الجنوب إلى جنابة بلدة القرامطة، ومقابلها في وسط
البحر جزيرة خارك، ثم يمر في سواحل فارس بسينيز
وبوشهر ونجيرم وسيراف ثم بجزيرة اللار إلى قلعة
هزو، ومقابلها في البحر جزيرة قيس بن عميرة تظهر
من بر فارس، وهي في أيامنا هذه أعمر موضع في بحر
فارس، وبها مقام سلطان البحر والملك المستولي
على تلك النواحي، ثم هرموز في بر فارس ومقابلها
في اللجة جزيرة عظيمة تعرف بجزيرة الجاسك ثم تيز
مكران على الساحل، فبحر فارس وبحر البحرين
وعمان واحد على ساحله الشرقي بلاد الفرس، وعلى
ساحله الغربي بلاد العرب، وطوله من الشمال إلى
الجنوب.
بحر القلزم: وهو أيضا شعبة من بحر الهند، أوله
من بلاد البربر والسودان الذين ذكرنا في بحر الزنج
وعدن ثم يمتد مغربا، وفي أقصاه مدينة القلزم قرب
مصر، وبذلك سمي بحر القلزم، ويسمى في كل موضع
يمر به باسم ذلك الموضع، فعلى ساحله الجنوبي بلاد
البربر والحبش، وعلى ساحله الشرقي بلاد العرب،
فالداخل إليه يكون على يساره أواخر بلاد البربر
ثم الزيلع ثم الحبشة، ومنتهاه من هذه الجهة بلاد
البجاء الذين قدمنا ذكرهم، وعلى يمينه عدن ثم
المندب، وهو مضيق في جبل كان في أرض اليمن
يحول بين البحر وامتداده في أرض اليمن، فيقال:
ان بعض الملوك القدماء قد ذلك الجبل بالمعاول
ليدخل منه خليجا صغيرا يهلك به بعض أعدائه، فقد
من ذلك الجبل نحو رمية سهمين أو ثلاثة ثم أطلق
البحر في أراضي اليمن فطفا ولم يمكن تداركه فأهلك
أمما كثيرة واستولى على بلدان لا تحصى وصار بحرا
عظيما، فهو يمر بساحله الشرقي على بلاد اليمن وجدة
والجار وينبع ومدين، مدينة شعيب النبي، عليه
السلام، وأيلة إلى القلزم في منتهاه، وهو الموضع الذي
غرق فيه قوم فرعون وفرعون أيضا، وبين هذا الموضع
وفسطاط مصر سبعة أيام، ثم يدور تلقاء الجنوب إلى
القصير، وهو مرسى للمراكب مقابل قوص، بينهما
خمسة أيام، ثم يدور في شبه الدائرة إلى عيذاب
وأرض البجاء ثم يتصل الحبش، فإذا تخيل
الخليج الضارب إلى البصرة والخليج الداخل إلى القلزم
كانت جزيرة العرب بين الخليجين يحيطان بثلاثة أرباع
بلاد العرب.
البحر المحيط: ومنه مادة سائر البحور المذكورة
ههنا غير بحر الخزر، وقد سماه أرسطاطاليس
في رسالته الموسومة ببيت الذهب: أوقيانوس،
وسماه آخرون: البحر الأخضر، وهو محيط بالدنيا
جميعها كإحاطة الهالة بالقمر، ويخرج منه شعبتان:
إحداهما بالمغرب والأخرى بالمشرق، فأما التي
بالمشرق فهي: بحر الهند والصين وفارس واليمن والزنج،
وقد مر ذكر ذلك، والشعبة الأخرى في المغرب:
تخرج من عند سلا فتمر بالزقاق الذي بين البر الأعظم
من بلاد بربر المغرب وجزيرة الأندلس وتمر بإفريقية
إلى أرض مصر والشام إلى القسطنطينية كما نذكره، وهذا
البحر المحيط لا يسلك شرقا ولا غربا إنما المسلك
في خليجيه فقط، واختلفوا هل الخليجان ينصبان في
المحيط أم يستمدان منه، فالأكثر أن الخليجين
يستمدان من المحيط وليس في الأرض نهر الا
وفضلته تصب إما في الشرقي أوفي الغربي الا في
مواضع تصب في بحيرات منقطعة، نحو: جيحون
344

وسيحون فإنهما يصبان في بحيرة تخصهما، والأردن
يصب في البحيرة المنتنة، كما نذكره ان شاء الله تعالى.
بحر المغرب: وهو بحر الشام والقسطنطينية،
مأخذه من البحر المحيط ثم يمتد مشرقا فيمر من
شماليه بالأندلس كما ذكرنا ثم ببلاد الإفرنج إلى
القسطنطينية فيمر ببنطس المذكور آنفا، ويمتد
من جهة الجنوب على بلاد كثيرة أولها سلا ثم سبتة
وطنجة وبجاية ومهدية وتونس وطرابلس
والإسكندرية ثم سواحل الشام إلى أنطاكية حتى
يتصل بالقسطنطينية، وفيه من الجزائر المذكورة:
الأندلس وميورقة وصقلية واقريطش وقبرص ورودس
وغير ذلك كثيرة، وقرأت في غير كتاب من أخبار
مصر والمغرب أنه ملك بعد هلاك الفراعنة ملوك من
بني دلوكة، منهم دركون بن ملوطس وزمطرة،
وكانا من ذوي الرأي والكيد والسحر والقوة، فأراد
الروم مغالبتهم على أرضهم وانتزاع الملك منهم،
فاحتالا أن فتقا البحر المحيط من المغرب، وهو بحر
الظلمات، فغلب على كثير من البلدان العامرة والممالك
العظيمة وامتد إلى الشام وبلاد الروم وصار حاجزا
بين بلاد الروم وبلاد مصر، وهذا هو البحر الذي
وصفناه قبل، وعلى هذا فبحر الأندلس وبحر المغرب
وبحر الإسكندرية وبحر الشام وبحر القسطنطينية وبحر
الإفرنج وبحر الروم جميعه واحد، ليس لهذا اتصال
ببحر الهند إلا أن يكون من جهة المحيط، وأقرب
موضع بين البحر الهندي وهذا البحر عند الفرما،
وهي على ساحل بحر المغرب والقلزم، وهو على
ساحل بحر اليمن سوى أربعة أيام.
ولو أراد مريد أن يسير من سلا إلى إفريقية ثم
سواحل مصر والشام ثم الثغور إلى طرابزندة ويقطع
جبل القبق ويدور من أطراف بلاد الترك إلى
القسطنطينية فيصير البحر على جهته الجنوبية بعد أن
كان من جهته الشمالية، ويمر بسواحل الإفرنج حتى
يدخل الأندلس فيقابل سلا التي بدأ بها من غير أن
يقطع بحرا أو يركب مركبا، ويمكنه ذلك إلا أن
المسافة بعيدة والمشقة في سلوكه صعبة لمروره بين
أمم مختلفة الأديان والألسنة وجبال مشقة وبواد
موحشة.
بحر الهند: وهو أعظم هذه البحار وأوسعها وأكثرها
جزائر وأبسطها على سواحله مدنا، ولا علم لاحد
بموضع اتصاله بالمحيط محدودا لعظم اتصاله به وسعته
وامتزاجه به، وليس كالمغربي لان اتصال المغربي من
المحيط ظاهر في موضع يقال له الزقاق، بين ساحله
الجنوبي الذي عليه بلاد البربر وساحله الشمالي الذي هو
بلاد الأندلس أربعة فراسخ بين كل ساحل من الآخر،
وليس كذلك الهندي، ويتشعب من الهندي خلجان
كثيرة إلا أن أكبرها وأعظمها بحر فارس والقلزم
اللذين تقدم ذكرهما. وقد كنا ذكرنا أن أول بحر
فارس التيز آخذا نحو الشمال، فأما أخذه نحو
الجنوب فهي بلاد الزنج، وينعطف من تيز الساحل
مشرقا متسعا فتمر سواحله بالديبل والقس
وسومنات، وهو أعظم بيوت العبادات التي بالهند،
جميعه هو عندهم بمنزلة مكة عند المسلمين، ثم كنباية
ثم خور يدخل منه إلى بروص، وهي من أعظم
مدنهم، ثم ينعطف أشد من ذلك حتى يمر ببلاد مليبار
التي يجلب منها الفلفل، من أشهر مدنهم: منجرور
وفاكنور ثم خور فوفل ثم المعبر، وهو آخر
بلاد الهند، ثم بلاد الصين، فأولها الجاوة يركب
إليها في بحر صعب المسلك سريع المهلك، ثم إلى
صريح بلاد الصين، وقد أكثر الناس في وصف هذا
البحر وطوله وعرضه، وقالوا فيه أقوالا متفاوتة
345

تقدح في عقل ذاكرها، وفيه من الجزائر العظام
ما لا يحصيه إلا الله، ومن أعظمها وأشهرها جزيرة
سيلان وفيها مدن كثيرة وجزيرة الزابج كذلك
وجزيرة سرنديب كذلك وجزيرة سقطرى
وجزيرة كولم وغير ذلك، وإنما أرسم لك صورة
المحيط وكيف تشعب البحار منه في الصورة التالية
لتعرفه ان شاء الله تعالى.
بحرة: موضع من أعمال الطائف قرب لية، قال
ابن إسحاق: انصرف رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
من حنين على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح
ثم على بحرة الرغاء من لية، فابتنى بها مسجدا فصلى
فيه فأقاد ببحرة الرغاء بدم وهو أول دم أقيد به في
الاسلام رجل من بني ليث قتل رجلا من هذيل
فقتله به. والبحرة أيضا: من أسماء مدينة الرسول،
صلى الله عليه وسلم، والبحيرة أيضا: من أسمائها،
والبحرة أيضا: من قرى البحرين لعبد القيس،
واشتقاقها يذكر في البحيرة.
البحرين: هكذا يتلفظ بها في حال الرفع والنصب
والجر، ولم يسمع على لفظ المرفوع من أحد منهم،
إلا أن الزمخشري قد حكى أنه بلفظ التثنية فيقولون:
هذه البحران وانتهينا إلى البحرين، ولم يبلغني من
جهة أخرى، وقال صاحب الزيج: البحرين في
الاقليم الثاني، وطولها أربع وسبعون درجة وعشرون
دقيقة من المغرب، وعرضها أربع وعشرون درجة
346

وخمس وأربعون دقيقة، وقال قوم: هي من الاقليم
الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجة، وهو اسم جامع
لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل
هي قصبة هجر، وقيل: هجر قصبة البحرين وقد
عدها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها.
وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة، ربما عد بعضهم
اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في
وسط الطريق بين مكة والبحرين.
روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحده
من عمان ناحية جرفار، واليمامة على جبالها وربما
ضمت اليمامة إلى المدينة وربما أفردت، هذا كان في
أيام بني أمية، فلما ولي بنو العباس صيروا عمان
والبحرين واليمامة عملا واحدا، قاله ابن الفقيه، وقال
أبو عبيدة: بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيام
وبين هجر مدينة البحرين والبصرة مسيرة خمسة
عشر يوما على الإبل، وبينها وبين عمان مسيرة
شهر، قال: والبحرين هي الخط والقطيف والآرة
وهجر وبينونة والزارة وجواثا والسابور ودارين
والغابة، قال: وقصبة هجر الصفا والمشقر، وقال
أبو بكر محمد بن القاسم: في اشتقاق البحرين وجهان:
يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب بحرت
الناقة إذا شققت أذنها، والبحيرة: المشقوقة الاذن
من قول الله تعالى: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة
ولا وصيلة ولا حام، والسائبة معناها: ان الرجل
في الجاهلية كان يسيب من ماله فيذهب به إلى سدنة
الآلهة، ويقال: السائبة الناقة التي كانت إذا ولدت
عشرة أبطن كلهن إناث سيبت فلم تركب ولم يجز
لها وبر وبحرت أذن ابنتها أي خرقت. والبحيرة:
هي ابنة السائبة، وهي تجري عندهم مجرى أمها في
التحريم، قال: ويجوز أن يكون البحرين من قول
العرب: قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه
منه داء، ويقال: قد أبحرت الروضة إبحارا إذا كثر
إنقاع الماء فيها فأنبت النبات، ويقال للروضة:
البحرة، يقال للدم الذي ليست فيه صفرة: دم
باحري وبحراني، قلت: هذا كله تعسف لا يشبه
أن يكون اشتقاقا للبحرين، والصحيح عندنا ما ذكره
أبو منصور الأزهري، قال: انما سموا البحرين لان
في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء، وقرى هجر
بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ، قال:
وقدرت هذه البحيرة ثلاثة أميال في مثلها، ولا يفيض
ماؤها، وماؤها راكد زعاق، وقال أبو محمد
اليزيدي: سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة
إلى البحرين والى حصنين لم قالوا حصني وبحراني؟
فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا حصناني لاجتماع
النونين، وانما قلت: كرهوا أن يقولوا بحري
فتشبه النسبة إلى البحر، وفي قصتها طول ذكرتها في
أخبار اليزيدي من كتابي في أخبار الأدباء، وينسب
إلى البحرين قوم من أهل العلم، منهم محمد بن معمر
البحراني بصري ثقة حدث عنه البخاري، والعباس
ابن يزيد بن أبي حبيب البحراني، يعرف بعباسوية،
حدث عن خالد بن الحارث وابن عيينة ويزيد بن
زريع وغيرهم، روى عنه الباغندي وابن صاعد
وابن مخلد، وهو من الثقات، مات سنة 258،
وزكرياء بن عطية البحراني وغيرهم. واما فتحها
فإنها كانت في مملكة الفرس وكان بها خلق كثير من
عبد القيس وبكر بن وائل وتميم مقيمين في باديتها،
وكان بها من قبل الفرس المنذر بن ساوي بن عبد الله
ابن زياد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن
مالك بن زيد مناة بن تميم، و عبد الله بن زيد هذا
هو الأسبذي، نسب إلى قرية بهجر، وقد ذكر
347

في موضعه. فلما كانت سنة ثمان للهجرة وجه رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، العلاء بن عبد الله بن عماد
الحضرمي حليف بني عبد شمس إلى البحرين ليدعو
أهلها إلى الاسلام أو إلى الجزية، وكتب معه إلى
المنذر بن ساوي والي سيبخت مرزبان هجر
يدعو هما إلى الاسلام أو إلى الجزية، فأسلما وأسلم
معهما جميع العرب هناك وبعض العجم. فأما أهل
الأرض من المجوس واليهود والنصارى فإنهم صالحوا
العلاء وكتب بينهم وبينه كتابا نسخته: بسم الله
الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه العلاء بن
الحضرمي أهل البحرين، صالحهم على أن يكفونا
العمل ويقاسمونا الثمر، فمن لا يفي بهذا فعليه لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين. وأما جزية الرؤوس
فإنه أخذ لها من كل حالم دينارا. وقد قيل: إن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجه العلاء حين
وجه رسله إلى الملوك في سنة ست. وروي عن
العلاء أنه قال: بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
إلى البحرين، أو قال: هجر، وكنت آتي الحائط بين
الاخوة، قد أسلم بعضهم، فآخذ من المسلم العشر
ومن المشرك الخراج. وقال قتادة: لم يكن بالبحرين
قتال، ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صالح العلاء على
أنصاف الحب والتمر. وقال سعيد بن المسيب: أخذ
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الجزية من مجوس
هجر، وأخذها عمر من مجوس فارس، وأخذها
عثمان من بربر. وبعث العلاء بن الحضرمي إلى رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، مالا من البحرين يكون
ثمانين ألفا، ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده، أعطى
منه العباس عمه. قالوا: وعزل رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، العلاء وولى البحرين أبان بن سعيد
ابن العاصي بن أمية، وقيل إن العلاء كان على ناحية
من البحرين منها القطيف، وأبان على ناحية فيها الخط،
والأول أثبت، فلما توفي رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، أخرج أبان من البحرين فأتى المدينة، فسأل
أهل البحرين أبا بكر أن يرد العلاء عليهم ففعل،
فيقال: إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة
20، فولى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي، ويقال:
ان عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء
توج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع
إلى البحرين فأقام هناك حتى مات، فكان أبو هريرة
يقول: دفنا العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنة فرفعناها
فلم نجد العلاء في اللحد. وقال أبو مخنف: كتب
عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى
عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان، فلما قدم
العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم
يصل إليها حتى مات، ودفن في طريق البصرة في
سنة 14 أو في أول سنة 15، ثم إن عمر ولى قدامة
ابن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة
الصلاة والاحداث، ثم عزل قدامة وحده على شرب
الخمر، وولى أبا هريرة الجباية مع الاحداث، ثم عزله
وقاسمه ماله، ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين
فمات عمر وهو واليهما، وسار عثمان إلى فارس ففتحها
وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه
مغيرة بن أبي العاصي. وروى محمد بن سيرين عن أبي
هريرة قال: استعملني عمر بن الخطاب على البحرين
فاجتمعت لي اثنا عشر ألفا، فلما قدمت على عمر قال
لي: يا عدو الله والمسلمين، أو قال: عدو كتابه، سرقت
مال الله، قال قلت: لست بعدو الله ولا المسلمين،
أو قال: عدو كتابه، ولكني عدو من عاداهما،
قال: فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال؟ قلت:
خيل لي تناتجت وسهام اجتمعت، قال: فأخذ مني
348

اثني عشر ألفا، فلما صليت الغداة قلت: اللهم اغفر
لعمر، قال: وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من
ذلك، حتى إذا كان بعد ذلك قال: ألا تعمل يا أبا
هريرة؟ قلت: لا، قال: ولم وقد عمل من هو خير
منك يوسف؟ قال اجعلني على خزائن الأرض اني
حفيظ عليم، قلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة
ابن أميمة وأخاف منكم ثلاثا واثنتين، فقال: هلا
قلت خمسا؟ قلت: أخشى أن تضربوا ظهري
وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي، وأكره أن أقول بغير
علم وأحكم بغير حلم. ومات المنذر بن ساوي بعد
وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، بقليل وارتد من
بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم
وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني
قيس بن ثعلبة، وارتد كل من بالبحرين من ربيعة
خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه،
وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له المنذر،
فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ربيعة
فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم،
فقاتلهم قتالا شديدا، ثم إن المسلمين لجؤوا إلى حصن
جواثا، فحاصرهم فيه عدوهم، ففي ذلك يقول عبد الله
ابن حذف الكلابي:
ألا أبلغ أبا بكر ألوكا،
وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لك في شباب منك أمسوا
أسارى في جواث محاصرينا
ثم إن العلاء عني بالحطم ومن معه وصابره وهما
متناصفان، فسمع في ليلة في عسكر الحطم ضوضاء،
فأرسل إليه من يأتيه بالخبر، فرجع الرسول فأخبره
أن القوم قد شربوا وثملوا، فخرج بالمسلمين فبيت
ربيعة فقاتلوا قتالا شديدا فقتل الحطم. قالوا: وكان
المنذر بن النعمان يسمى الغرور، فلما ظهر المسلمون
قال: لست بالغرور ولكني المغرور، ولحق هو
وفل ربيعة بالخط فأتاها العلاء وفتحها، وقتل المنذر
معه، وقيل: بل قتل المنذر يوم جواثا، وقيل:
بل استأمن ثم هرب فلحق فقتل، وكان العلاء كتب
إلى أبي بكر يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن
الوليد وهو باليمامة يأمره بالنهوض إليه، فقدم عليه
وقد قتل الحطم، ثم أتاه كتاب أبي بكر بالشخوص
إلى العراق فشخص من البحرين، وذلك في سنة 12،
فقالوا: وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى
الذي وجهه لقتل بني تميم حين عرضوا لعيره بالزارة،
وانضم إليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا
من أداء الجزية، فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها
في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر، وقتل
المكعبر، وانما سمي المكعبر لأنه كان يكعبر الأيدي،
فلما قتل قيل ما زال يكعبر حتى كعبر، فسمي
المكعبر، بفتح الباء، وكان الذي قتله البراء بن مالك
الأنصاري أخو أنس بن مالك. وفتح العلاء السابور
ودارين في خلافة عمر عنوة.
بحطيط: بالفتح ثم السكون، وكسر الطاء: قرية
في حوف مصر، بها قبة يقال إن فيها ذبحت بقرة بني
إسرائيل التي أمروا بذبحها.
بحير: بلفظ تصغير بحر، قال أبو الأشعث الكندي
في أسماء جبال تهامة: البحير عين غزيرة في يليل
وادي ينبع تخرج من جوف رمل من أغزر ما
يكون من العيون وأشدها جريا تجري في رمل،
ولا يمكن الزارعين عليها أن يزرعوا إلا في مواضع
يسيرة بين أحناء الرمل فيها نخيل، يزرع عليها البقول
والبطيخ، قال: ومنها شرب أهل الجار. والجار:
مدينة على ساحل بحر القلزم، قال كثير:
349

رمتك ابنه الضمري عزة، بعدما
أمت الصبا مما تريش بأقطع
فإنك عمري هل أريك ظعائنا،
غدون افتراعا بالخيط المودع
ركبن اتضاعا، فوق كل عذافر
من العيس نضاح المعد بن مرفع
جعلن أراحي البحير مكانه،
إلى كل قر يستطيل مقنع
بحير: بالفتح ثم الكسر: جبل.
بحيراباذ: من قرى مرو، ينسب إليها أبو المظفر
عبد الكريم بن عبد الوهاب البحيراباذي، حدثنا عنه
أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني عن أبي
العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد
المليحي التاجر.
بحيراباذ: بالضم ثم الفتح: من قرى جوين من
نواحي نيسابور، منها أبو الحسن علي بن محمد بن حمويه
الجويني، روى عن عمر بن أبي الحسن الرواسي
الحافظ، سمع منه أبو سعد السمعاني، ومات سنة
530 في نيسابور، وحمل إلى جوين فدفن بها. وهم
أهل بيت فضل وتصوف، ولهم عقب بمصر كالملوك،
يعرف أبوهم بشيخ الشيوخ.
ذكر البحيرات مرتب ما أضيفت البحيرة إليه على
حروف المعجم، والبحيرة تصغير بحرة، وهو المتسع من
الأرض، قال الأموي: البحرة الأرض والبلدة، ويقال:
هذه بحرتنا، ومنه الحديث المروي: لما عاد رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، سعد بن عبادة في مرضه
فوقف في مجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول، فلما
غشيت عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه ثم
قال: لا تغيروا علينا، فوقف رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، ودعاهم إلى الله وقرأ القرآن، فقال له
عبد الله: أيها المرء إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في
مجلسنا وارجع إلى أهلك فمن جاءك منا فقص عليه،
ثم ركب دابته حتى وقف على سعد بن عبادة فقال:
أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ قال كذا..
قال سعد: اعف عنه واصفح، فوالله لقد أعطاك الله
الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن
يتوجوه يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة، فلما رد الله
ذلك بالحق الذي جئت به شرق لذلك، فذلك فعل به ما
رأيت، فعفا عنه النبي، صلى الله عليه وسلم. فبحيرة
ليس بتصغير بحر، ولو كان تصغيره لكان بحيرا،
ولكنهم أرادوا بالتصغير حقيقة الصغر ثم ألحقوا به
التأنيث على معنى أن المؤنث أقل قدرا من المذكر،
أو شبهوه بالمتسع من الأرض، والله أعلم، والمراد
به كل مجتمع ماء عظيم لا اتصال له بالبحر الأعظم،
ويكون ملحا وعذبا.
بحيرة أرجيش: وهي بحيرة خلاط التي يكون فيها
الطريخ، قال ابن الكلبي: من عجائب أرمينية
بحيرة خلاط، فإنها عشرة أشهر لا يرى فيها ضفدع
ولا سمكة، وشهران في السنة يظهر بها حتى يقبض
باليد ويحمل إلى جميع البلاد حتى إنه ليحمل إلى بلاد
الهند، وقيل: إن قباذ الأكبر لما أرسل بليناس
يطلسم بلاده طلسم هذه البحيرة فهي إلى الآن عشرة
أشهر لا تظهر فيها سمكة، قلت: وهذا من هذيان
العجم وإنما هناك سر خفي. وفي كتاب الفتوح:
سار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان بن
عفان حتى نزل بأرجيش وأنفذ من غلب على
نواحيها وجبى جزية رؤوس أهلها وقاطعهم على
خراج أرضها، وأما بحيرة الطريخ فلم يعرض لها ولم
تزل مباحة حتى ولي محمد بن مروان بن الحكم الجزيرة
350

وأرمينية فحوى صيدها وأباحه.
بحيرة أرمية: أما أرمية فقد ذكرت، وبينها
وبين بحيرتها نحو فرسخين، وهي بحيرة مرة منتنة
الرائحة لا يعيش فيها حيوان ولا سمك ولا غيره،
وفي وسطها جبل يقال له كبوذان، وجزيرة فيها
أربع قرى أو نحو ذلك، يسكنها ملاحو سفن
هذا البحر، وربما زرعوا في الجزيرة زرعا ضعيفا، وفي
جبلها قلعة حصينة مشهورة، أهلها عصاة على ولاة
أذربيجان في أكثر أوقاتها، وربما خرجوا في سفنهم
وقطعوا على السابلة وعادوا إلى حصنهم فلا يكون
عليهم سبيل ولا لاحد إليهم طريق. وقد رأيت
هذه القلعة من بعد عند اجتيازي بهذه البحيرة قاصدا
إلى خراسان في سنة 617، وقيل: إن استدارتها
خمسون فرسخا، وربما قطع عرضها في المراكب
في ليلة. ويخرج منها ملح يشبه التوتيا بجلو، وعلى
ساحلها مما يلي المشرق عيون تنبع ويستحجر ماؤها
إذا أصابه الهواء، قاله مسعر.
بحيرة أريغ: بوزن أحمد، بالراء، وياء، وغين
معجمة: هذه تستمد من بحر المغرب، وهي صغيرة،
ترسى فيها المراكب الواردة من الأندلس وغيرها.
ومنها على مرحلة من جهة الجنوب: وادي فاس،
ومن ورائه إلى ناحية المشرق: برغواطة، وعلى بريد
منها: وادي سلة.
بحيرة الإسكندرية: هذه ليست بحيرة ماء، إنما
هي كورة معروفة من نواحي الإسكندرية بمصر،
تشتمل على قرى كثيرة ودخل واسع.
بحيرة أنطاكية: هذه بحيرة عذبة الماء، بينها وبين
أنطاكية ثلاثة أميال، وطولها نحو عشرين ميلا في
عرض سبعة أميال، في موضع يعرف بالعمق.
بحيرة الحدث: قرب مرعش من أطراف بلاد
الروم، أولها عند قرية تعرف بابن الشيعي، على
اثني عشر ميلا من الحدث نحو ملطية ثم تمتد إلى
الحدث. والحدث: قلعة حصينة هناك.
بحيرة خوارزم: إليها يصب ماء جيحون في موضع
يسكنه صيادون ليس فيه قرية ولا بناء، ويسمى
هذا الموضع: خلجان، وعلى شطه من مقابل خلجان
أرض الغزية من الترك. ودور هذه البحيرة فيما
بلغني نحو من مائة فرسخ، وماؤها ملح وليس لها
مغيض ظاهر، وينصب إليها نهر جيحون وسيحون،
وبين الموضع الذي يقع فيه جيحون والموضع الذي
يقع فيه سيحون سرى عدة أيام في هذه البحيرة،
ويصب فيها أنهار أخر كثيرة ومع ذلك فماؤها ملح
لا يعذب ولا يزيد فيها على صغرها، ويشبه، والله
أعلم، أن يكون بينها وبين بحر الخزر خروق
ونزوز تستمد ماءها. وبين البحرين نحو من عشر
مراحل على السمت دونهما رمال وسيع لا يمنع
من النز.
بحيرة زره: بالزاي، وراء خفيفة: بأرض سجستان
وهي بحيرة يتسع الماء فيها وينقص على قدر زيادة
الماء ونقصانه، وطولها نحو ثلاثين فرسخا من ناحية
كرين على طريق قوهستان إلى قنطرة كريهان على
طريق فارس، وعرضها مقدار مرحلة، وهي حلوة
الماء يرتفع منها سمك كثير وقصب، وحواليها
قرى إلا الوجه الذي يلي المفازة فليس فيه شئ.
بحيرة طبرية: قال الأزهري: هي نحو من عشرة
أميال في ستة أميال، وغور مائها علامة لخروج
الدجال، وروي أن عيسى، عليه السلام، إذا
نزل بالبيت المقدس ليقتل الدجال عندها يظهر يأجوج
ومأجوج، وهم أربع وعشرون أمة لا يجتازون بحي
351

ولا ميت من انسان إلا أكلوه ولا ماء إلا شربوه،
فيجتاز أولهم ببحيرة طبرية فيشربون جميع ما فيها
ثم يجتاز بها الأخير منهم، وهي ناشفة، فيقول:
أظن أنه قد كان ههنا ماء، ثم يجتمعون بالبيت المقدس
فيفزع عيسى ومن معه من المؤمنين فيعلو على
الصخرة ويقوم فيهم خطيبا فيحمد الله ويثني عليه ثم
يقول: اللهم انصر القليل في طاعتك على الكثير في
معصيتك، فهل من منتدب؟ فينتدب رجل من جرهم
ورجل من غسان لقتالهم ومع كل واحد خلق من
عشيرته، فينصر هم الله عليهم حتى يبيدوهم، ولهذا
الخبر مع استحالته في العقل نظائر جمة في كتب
الناس، والله أعلم. وأما بحيرة طبرية فقد رأيتها
مرارا وهي كالبركة، تحيط بها الجبال ويصب فيها
فضلات أنهر كثيرة تجئ من جهة بانياس والساحل
والأردن الأكبر، وينفصل منها نهر عظيم فيسقي
أرض الأردن الأصغر، وهو بلاد الغور، ويصب
في البحيرة المنتنة قرب أريحا. ومدينة طبرية في
لحف الجبل مشرفة على البحيرة، ماؤها عذب شروب
ليس بصادق الحلاوة ثقيل، وفي وسط هذه البحيرة
حجر ناتئ يزعمون أنه قبر سليمان بن داود، عليه
السلام، وبين البحيرة والبيت المقدس نحو من خمسين
ميلا، وقد ذكرت من وصفها في الأردن أكثر من
هذا، وإياها أراد المتنبي يصف الأسد:
أمعفر الليث الهزبر بسوطه!
لمن ادخرت الصارم المصقولا؟
وقعت على الأردن منه بلية،
نضدت لها هام الرفاق تلولا
ورد، إذا ورد البحيرة شاربا،
ورد الفرات زئيره والنيلا
بحيرة قدس: بفتح القاف، والدال المهملة، وسين
مهملة أيضا: قرب حمص، طولها اثنا عشر ميلا في
عرض أربعة أميال، وهي بين حمص وجبل لبنان،
تنصب إليها مياه تلك الجبال ثم تخرج منها فتصير نهرا
عظيما، وهو العاصي الذي عليه مدينة حماة
وشيزر، ثم يصب في البحر قرب أنطاكية.
بحيرة المرج: بسكون الراء والجيم: هي في شرقي
الغوطة، تنسب إلى مرج راهط، بينها وبين دمشق
خمسة فراسخ، تنصب إليها فضلات مياه دمشق.
البحيرة المنتنة: وهي بحيرة زغر، ويقال لها:
المقلوبة أيضا، وهي غربي الأردن قرب أريحا،
وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شئ ولا يتولد
فيها حيوان، ورائحتها في غاية النتن، وقد تهيج في
بعض الأعوام فيهلك كل من يقاربها من الحيوان
الانسي وغيره حتى تخلو القرى المجاورة لها زمانا
إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة
فيسكنوها، وإن وقع في هذه البحيرة شئ لم ينتفع
به كائنا ما كان، فإنها تفسده حتى الحطب فإن
الرياح تلقيه على ساحلها فيؤخذ ويشعل فلا تعمل
النار فيه. وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص
ولكنه لا يزال طافيا حتى يموت.
بحيرة هجر: قد ذكرت في البحرين، وفيها يقول
الفرزدق:
كأن ديارا، بين أسنمة الحمى
وبين هذاليل البحيرة، مصحف
وأسنمة كما ذكرنا: موضع بنجد قرب اليمامة، وفيه
تأييد لقول الأزهري في البحرين
بحيرة اليغرا: ياء مفتوحة، وغين معجمة ساكنة،
وراء، مقصور: بين أنطاكية والثغر، تجتمع إليها
مياه العاصي ونهر عفرين والنهر الأسود ومجيئهما من
352

ناحية مرعش، وتعرف ببحيرة السلور، وهو السمك
الجري، لكثرة هذا النوع من السمك فيها.
البحيرة: موضع من ناحية اليمامة، عن الحفصي بالفتح
ثم الكسر.
باب الباء والخاء وما يليهما
بخارى: بالضم: من أعظم مدن ما وراء النهر
وأجلها، يعبر إليها من آمل الشط، وبينها وبين
جيحون يومان من هذا الوجه، وكانت قاعدة ملك
السامانية، قال بطليموس في كتاب الملحمة: طولها
سبع وثمانون درجة، وعرضها إحدى وأربعون درجة،
وهي في الاقليم الخامس، طالعها الأسد تحت عشر
درج منه، لها قلب الأسد كامل تحت إحدى وعشرين
درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت
ملكها مثلها من الحمل بيت العاقبة مثلها من الميزان،
ولها شركة في العيوق ثلاث درج، ولها في الدب
الأكبر سبع درج، وقال أبو عون في زيجه: عرضها
ست وثلاثون درجة وخمسون دقيقة، وهي في الاقليم
الرابع. وأما اشتقاقها وسبب تسميتها بهذا الاسم
فإني تطلبته فلم أظفر به، ولا شك أنها مدينة قديمة
نزهة كثيرة البساتين واسعة الفواكه جيدتها عهدي
بفواكهها تحمل إلى مرو، وبينهما اثنتا عشرة
مرحلة، وإلى خوارزم، وبينهما أكثر من خمسة
عشر يوما، وبينها وبين سمرقند سبعة أيام أو سبعة
وثلاثون فرسخا، بينهما بلاد الصغد، وقال صاحب
كتاب الصور: وأما نزهة بلاد ما وراء النهر فإني
لم أر ولا بلغني في الاسلام بلدا أحسن خارجا من
بخارى لأنك إذا علوت قهندزها لم يقع بصرك
من جميع النواحي إلا على خضرة متصلة خضرتها
بخضرة السماء فكأن السماء مكبة خضراء مكبوبة
على بساط أخضر تلوح القصور فيما بينها كالنواوير
فيها، وأراضي ضياعهم منعوتة بالاستواء كالمرآة.
وليس بما وراء النهر وخراسان بلدة أهلها أحسن
قياما بالعمارة على ضياعهم من أهل بخارى ولا أكثر
عددا على قدرها في المساحة، وذلك مخصوص بهذه
البلدة لان متنزهات الدنيا صغد سمرقند ونهر الأبلة،
وسنصف الصغد في موضعه إن شاء الله تعالى. قال:
فأما بخارى واسمها بومجكث، فهي مدينة على
أرض مستوية وبناؤها خشب مشبك ويحيط بهذا
البناء من القصور والبساتين والمحال والسكك المفترشة
والقرى المتصلة سور يكون اثني عشر فرسخا في
مثلها يجمع هذه القصور والأبنية والقرى والقصبة،
فلا ترى في خلال ذلك قفارا ولا خرابا، ومن
دون هذا السور على خاص القصبة وما يتصل بها من
القصور والمساكن والمحال والبساتين التي تعد من
القصبة، ويسكنها أهل القصبة شتاء وصيفا، سور آخر
نحو فرسخ في مثله، ولها مدينة داخل هذا السور
يحيط بها سور حصين، ولها قهندز خارج المدينة متصل
بها ومقداره مدينة صغيرة، وفيه قلعة بها مسكن
ولاة خراسان من آل سامان، ولها ربض ومسجد
الجامع على باب القهندز، وليس بخراسان وما وراء
النهر مدينة أشد اشتباكا من بخارى ولا أكثر أهلا على
قدرها، ولهم في الربض نهر الصغد يشق الربض،
وهو آخر نهر الصغد، فيفضي إلى طواحين وضياع
ومزارع ويسقط الفاضل منه في مجمع ماء بحذاء
بيكند إلى قرب فربر يعرف بسام خاس،
ويتخللها أنهار أخر، وداخل هذا السور مدن
وقرى كثيرة، منها الطواويس، وهي مدينة
بومجكث وزندنة وغير ذلك.
أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب حدثنا الامام
353

العدل أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر
الحكمي حدثنا أبو اليسر إملاء حدثنا أبو يعقوب
يوسف بن منصور السياري الحافظ إملاء وذكر إسنادا
رفعه إلى حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: ستفتح مدينة بخراسان خلف نهر
يقال له جيحون تسمى بخارى، محفوفة بالرحمة ملفوفة
بالملائكة منصور أهلها النائم فيها على الفراش كالشاهر
سيفه في سبيل الله، وخلفها مدينة يقال لها سمرقند،
فيها عين من عيون الجنة وقبر من قبور الأنبياء
وروضة من رياض الجنة تحشر موتاها يوم القيامة مع
الشهداء، من خلفها تربة يقال لها قطوان،
يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في
سبعين ألفا من أهل بيته وعترته، قال فقال حذيفة:
لوددت أن أوافق ذلك الزمان فكان أحب إلي
من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد
الرسول أو المسجد الحرام. وكانت معاملة أهل
بخارى في أيام السامانية بالدراهم ولا يتعاملون بالدنانير
فيما بينهم، فكان الذهب كالسلع والعروض، وكان
لهم دراهم يسمونها الغطريفية من حديد وصفر وآنك
وغير ذلك من جواهر مختلفة، وقد ركبت فلا
تجوز هذه الدارهم إلا في بخارى ونواحيها وحدها،
وكانت سكتها تصاوير، وهي من ضرب الاسلام،
وكانت لهم دراهم اخر تسمى المسيبية والمحمدية
جميعها من ضرب الاسلام. ومع ما وصفنا من
فضل هذه المدينة فقد ذمها الشعراء ووصفوها
بالقذارة وظهور النجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم،
فقال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن
طاهر الطاهري:
بخارى من خرا لاشك فيه،
يعز بربعها الشئ النظيف
فإن قلت الأمير بها مقيم،
فذا من فخر مفتخر ضعيف
إذا كان الأمير خرا فقل لي!
أليس الخرء موضعه الكنيف؟
وقال آخر:
أقمنا في بخارى كارهينا،
ونخرج إن خرجنا طائعينا
فأخرجنا إله الناس منها،
فإن عدنا فإنا ظالمونا
وقال محمود بن داود البخاري وقد تلوث
بالسرجين:
باء بخارى، فاعلمن، زائده
والألف الوسطى بلا فائدة
فهي خرا محض وسكانها
كالطير في أقفاصها راكده
وقال أيضا:
ما بلدة مبنية من خرا،
وأهلها في وسطها دود
تلك بخارى من بخار الخرا،
يضيع فيها الند والعود
وقال أبو أحمد بن أبي بكر الكاتب:
فقحة الدنيا بخارى،
ولنا فيها اقتحام
ليتها تفسو بنا الآن،
فقد طال المقام
وأما حديث فتحها: فإنه لما مات زياد ابن أبيه، في
سنة ثلاث وخمسين، في أيام معاوية فوفد عبيد الله بن
زياد على معاوية، فقال له معاوية: من استخلف أخي
354

على عمله؟ فقال: استخلف خالد بن أسيد على الكوفة
وسمرة بن جندب على البصرة، فقال له معاوية:
لو استعملك أبوك لاستعملتك، فقال له: أنشدك الله
أن لا يقولها أحد بعدك، لو ولاك أبوك أو عمك
لوليتك، فعهد إليه وولاه ثغر خراسان،
وقيل: إن الذي ولي خراسان بعد موت
زياد من ولده عبد الرحمن، قال البلاذري:
لما مات زياد استعمل معاوية عبيد الله بن زياد
على خراسان، وهو ابن خمس وعشرين سنة، فقطع
النهر في أربعة وعشرين ألفا، وكان ملك بخارى
قد أفضى يومئذ إلى امرأة يسمونها خاتون، فأتى
عبيد الله بيكند، وكانت خاتون بمدينة بخارى
فأرسلت إلى الترك تستمد هم، فجاءها منهم دهم
فلقيهم المسلمون فهزموهم وحووا عسكرهم،
وأقبل المسلمون يخربون ويحرقون فبعثت إليهم
خاتون تطلب منهم الصلح والأمان، فصالحها على
ألف ألف ودخل المدينة وفتح زامين وبيكند،
وبينهما فرسخان، وزامين تنسب إلى بيكند
ويقال: إنه فتح الصغانيان وعاد إلى البصرة في
ألفين من سبي بخارى كلهم جيد الرمي
بالنشاب ففرض لهم العطاء، ثم استعمل معاوية
على خراسان سعيد بن عثمان بن عفان سنة 55،
فقطع النهر، وقيل: إنه أول من قطعه بجنده،
وكان معه رفيع أبو العالية الرياحي، وهو مولى
لامرأة من بني رياح، فقال رفيع وأبو العالية رفعة
وعلو، فلما بلغ خاتون عبوره حملت إليه الصلح،
وأقبل أهل الصغد والترك وأهل كش ونسف إلى
سعيد في مائة ألف وعشرين ألفا فالتقوا ببخارى
فندمت خاتون على أدائها الإتاوة ونقضت العهد،
فحضر عبد لبعض أهل تلك الجموع فانصرف بمن معه
فانكسر الباقون، فلما رأت خاتون ذلك أعطته
الرهن وأعادت الصلح، ودخل سعيد مدينة بخارى
ثم غزا سمرقند كما نذكره في سمرقند. ثم لم يبلغني
من خبرها شئ إلى سنة 87 في ولاية قتيبة بن مسلم
خراسان، فإنه عبر النهر إلى بخارى فحاصرها فاجتمعت
الصغد وفرغانة والشاش وبخاري فأحدقوا به أربعة
أشهر ثم هزمهم وقتلهم قتلا ذريعا وسبى منهم خمسين
ألف رأس، وفتحها فأصاب بها قدورا يصعد إليها
بالسلاليم، ثم مضى منها إلى سمرقند، وهي غزوته
الأولى، وصفت بخارى للمسلمين، وينسب إلى
بخارى خلق كثير من أئمة المسلمين في فنون شتى،
منهم: إمام أهل الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل
ابن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبه، وبردزبه مجوسي
أسلم على يد يمان البخاري والي بخارى، ويمان هذا
هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي الجعفي،
ولذلك قيل للبخاري: الجعفي نسبة إلى ولائهم،
صاحب الجامع الصحيح والتاريخ، رحل في طلب
العلم إلى محدثي الأمصار وكتب بخراسان والعراق
والشام والحجاز ومصر، ومولده سنة 194، ومات
ليلة عيد الفطر سنة 256، وامتحن وتعصب
عليه حتى أخرج من بخارى إلى خرتنك فمات
بها، ومنهم: أبو زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن
نصر بن إسحاق بن عمرو بن مزاحم بن غياث التميمي
البخاري الحافظ، سمع بما وراء النهر والعراق والشام
ومصر وإفريقية والأندلس، ثم سكن مصر وحدث
عن عبد الغني بن سعيد الحافظ وتمام بن محمد الرازي
وعمن يطول ذكرهم، وحكى عنه الفقيه أبو الفتح
نصر بن إبراهيم المقدسي أنه قال: لي ببخارى أربعة
عشر ألف جزء أريد أن أمضي وأجئ بها، وقال
أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطاب: سمع أبو
355

زكرياء البخاري ببخاري محمد بن أحمد بن سليمان
الغنجار البخاري وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو
السليماني البيكندي وذكر جماعة بعدة بلاد وقال:
سمع عبد الغني بن سعيد بمصر ودخل الأندلس وبلاد
المغرب وكتب بها عن شيوخها ولم يزل يكتب إلى
أن مات، وكتب عمن هو دونه، وفي مشايخه كثرة،
وكان من الحفاظ الاثبات، عندي عنه مشتبه النسبة
لعبد الغني، وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي في
كتابه تكملة الكامل في معرفة الضعفاء: قال عبد
الرحيم أبو زكرياء البخاري: حدث عن عبد الغني بن
سعيد بكتاب مشتبه النسبة قراءة عليه وأنا أسمع،
قال ابن طاهر: وفي هذا نظر، فإني سمعت الامام أبا
القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ يقول: لم يرو هذا
الكتاب عن عبد الغني غير ابن ابنته أبي الحسن بن
بقاء الخشاب، قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي:
وفي قول الزنجاني هذا نظر فإنه شهادة على نفي وقد
وجدنا ما يبطلها، وهو أنه قد روى هذا الكتاب
عن عبد الغني أيضا أبو الحسن رشاء بن نظيف المقري،
وكان من الثقات، وأبو زكرياء عبد الرحيم ثقة
ما سمعنا أن أحدا تكلم فيه، وذكر أبو محمد الأكفاني
أن أبا زكرياء البخاري مات بالحوراء سنة 461،
وقال غيره: سئل عن مولده فقال في شهر ربيع
الأول سنة 382، ومنهم: أبو علي الحسين بن عبد الله
ابن سينا الحكيم البخاري المشهور أمره المقدور قدره
صاحب التصانيف، تقلبت به أحوال أقدمته إلى
الجبال فولي الوزارة لشمس الدولة أبي طاهر بن فخر
الدولة بن ركن الدولة بن بويه صاحب همذان،
وجرت له أمور وتقلبت به نكبات حتى مات في
يوم السبت سادس شعبان سنة 428 عن ثمان وخمسين
سنة، وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن
حمدون بن بخار البخاري وأبوه أبو بكر من أهل
نيسابور فمنسوبان إلى جدهما، وأما أبو المعالي
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد البغدادي البخاري
فإنه كان يحرق البخور في جامع المنصور احتسابا،
فجعل أهل بغداد البخوري بخاريا وعرف بيته
في بغداد ببيت ابن البخاري، قالهما أبو سعد.
البخارية: سكة بالبصرة أسكنها عبيد الله بن زياد
أهل بخارى الذين نقلهم، كما ذكرنا، من بخارى إلى
البصرة وبنى لهم هذه السكة فعرفت بهم ولم تعرف به.
بخجرميان: بالفتح ثم السكون، وفتح الجيم،
وسكون الراء، وكسر الميم، وياء، وألف،
ونون: من قرى مرو قرب أندرابة،
كان ينزلها عسكر بلخ، كان يسكنها حفص بن
عبد الحليم البخجرمياني، رحل إلى الحجاز والعراق،
وذكر أبو زرعة السنجي هذه القرية فقال:
بغجرميان، بالغين معجمة، رواه حفص عن المقري.
البخراء: ممدودة كأنها تأنيث الأبخر، وهو نتن
الفم، وهي كذلك: مائة منتنة على ميلين من القليعة
في طرف الحجاز، قرأت بخط أبي الفضل العباس بن
علي الصولي، يعرف بابن برد الخيار، عن حكم
الوادي قال: بينما نحن مع الوليد بن يزيد بن عبد
الملك بالبخراء وهو يشرب إذ دخل عليه مولى له
مخرق ثيابه، فقال: هذه الخيل قد أقبلت،
فقال: هاتوا المصحف حتى أقتل كما قتل عمي عثمان،
فدخل عليه فقتل، فرأيت رأسه في طشت ملقى
ويده فم الكلب، ثم بعث برأسه إلى دمشق.
باب الباء والدال وما يليهما
بدا: بالفتح، والقصر: واد قرب أيلة من ساحل
البحر، وقيل: بوادي القرى، وقيل: بوادي عذرة
356

قرب الشام، قال بعضهم:
وأنت التي حببت شغبا إلى بدا
إلى، وأوطاني بلاد سواهما
حللت بهذا حلة ثم حلة
بهذا، فطاب الواديان كلاهما
وقال جميل العذري:
ألا قد أرى إلا بثينة ترتجى
بوادي بدا، فلا بحسمى ولا شغب
ولا ببراق قد تيممت، فاعترف
لما أنت لاق أو تنكب عن الركب
بداكر: بالفتح، وآخره راء: من قرى بخارى، منها
أبو جعفر رضوان بن سالم البداكري البخاري وغيره.
بدالة: بالضم: موضع في شعر عبد مناف بن ربع
الهذلي:
إني أصادف مثل يوم بدالة،
ولقاء مثل غداة أمس بعيد
البدائع: بالفتح، وياء: موضع في قول كثير:
بكى سائب لما رأى رمل عالج
أتى دونه، والهضب هضب متالع
بكى، إنه سهل الدموع، كما بكى
عشية جاوزنا نجاد البدائع
بدبد: بالفتح، والتكرير: ماء في طرف أبان
الأبيض الشمالي، قال كثير:
إذا أصبحت بالجلس في أهل قرية،
وأصبح أهلي بين شطب فبدبد
وقال قيس بن زهير يخاطب عروة بن الورد: أذنب علينا شتم عروة حاله
بقرة أحساء ويوما ببدبد
رأيتك ألافا بيوت معاشر،
تزال يد في فضل قعب ومرفد
بدخكث: بالضيم ثم الفتح، وخاء معجمة ساكنة،
وكاف مفتوحة، وثاء مثلثة: من قرى أسفيجاب
أو الشاش، منها أبو سعيد ميكائيل بن حنيفة
البدخكثي، قتل شهيدا في سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة.
بدر: بالفتح ثم السكون، قال الزجاج: بدر أصله
الامتلاء، يقال: غلام بدر إذا كان ممتلئا شابا
لحما، وعين بدرة، ويقال: قد بدر فلان
إلى الشئ وبادر إليه إذا سبق، وهو غير خارج عن
الأصل لان معناه استعمل غاية قوته وقدرته
على السرعة أي استعمل ملء طاقته، وسمي بيدر
الطعام بيدرا لأنه أعظم الأمكنة التي يجتمع فيها
الطعام، ويقال: بدرت من فلان بادرة أي سبقت
فعلة عند حدة منه في غضب بلغت الغاية في الاسراع،
وقوله تعالى: ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا،
أي مسابقة لكبرهم. وسمي القمر ليلة الأربعة عشر
بدرا لتمامه وعظمه. وبدر: ماء مشهور بين مكة
والمدينة أسفل وادي الصفراء بينه وبين الجار، وهو
ساحل البحر، ليلة، ويقال: إنه ينسب إلى بدر بن
يخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بل هو رجل
من بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم
غلب اسمه عليه، وقال الزبير بن بكار: قريش بن
الحارث بن يخلد، ويقال: مخلد بن النضر بن
كنانة، به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليلها
وصاحب ميرتها، فكانوا يقولون: جاءت عير قريش
وخرجت عير قريش، قال: وابنه بدر بن قريش،
به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة، لأنه كان
احتفرها، وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر
357

الله بها الاسلام وفرق بين الحق والباطل في شهر
رمضان سنة اثنتين للهجرة، ولما قتل من قتل من
المشركين ببدر وجاء الخبر إلى مكة ناحت قريش
على قتلاهم ثم قالوا: لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه
فيشمتوا بكم، وكان الأسود بن المطلب بن أسد بن
عبد العزى قد أصيب له ثلاثة من ولده: زمعة بن
الأسود، وعقيل بن الأسود، والحارث بن زمعة،
وكان يحب أن يبكي على بنيه، قال: فبينما هو
كذلك إذا سمع نائحة بالليل، فقال لغلام له وقد
ذهب بصره: انظر هل أحل النحيب وقد بكت
قريش على قتلاهم لعلي أبكي على أبي حكيمة،
يعني زمعة، فإن جوفي قد احترق، فلما رجع
الغلام إليه قال: إنما هي امرأة تبكي على بعير لها
أضلته، فقال حينئذ:
أتبكي أن يضل لها بعير،
ويمنعها من النوم السهود؟
فلا تبكي على بكر، ولكن
على بدر تقاصرت الجدود
على بدر سراة بني هصيص
ومخزوم ورهط أبي الوليد
وبكي إن بكيت على عقيل،
وبكي حارثا أسد الأسود
وبكيهم، ولا تسمي، جميعا،
وما لابي حكيمة من نديد
ألا قد ساد بعدهم رجال،
ولولا يوم بدر لم يسودوا
وبين بدر والمدينة سبعة برد: بريد بذات الجيش،
وبريد عبود، وبريد المرغة، وبريد المنصرف،
وبريد ذات أجذال، وبريد المعلاة، وبريد الأثيل،
ثم بدر وبدر الموعد وبدر القتال وبدر الأولى
والثانية: كله موضع واحد، وقد نسب إلى بدر
جميع من شهدها من الصحابة الكرام، ونسب إلى
سكنى الموضع أبو مسعود البدري، واسمه عقبة
ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن
جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، شهد العقبة
الثانية وكان أصغر من شهدها، وفي كتاب الفيصل:
أنه لم يشهد بدرا، وقال ابن الكلبي: شهد بدرا
والعقبة وولاه علي الكوفة حين سار إلى صفين.
وبدر: جبل في بلاد باهلة بن أعصر، وهناك أرمام
الجبل المعروف، وأحد جبلين يقال لهما: بدران
في أرض بني الحريش، واسم الحريش: معاوية بن
كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وبدر أيضا:
مخلاف باليمن، وهو غير الأول.
بدس: بالفتح، وتشديد ثانيه وفتحه، وبدس:
من قرى اليمن.
بدلان: بوزن قطران، ويقال بدلان: موضع
في قول امرئ القيس:
لمن طلل أبصرته فشجاني،
كخط زبور أو عسيب يمان
ديار لهند والرباب وفرتنى،
ليالينا بالنعف من بدلان
ليالي يدعوني الهوى فأجيبه،
وأعين من أهوى إلى روان
بدليس: بالفتح ثم السكون، وكسر اللام، وياء
ساكنة، وسين مهملة، ولا أعلم نظيرا لهذا الوزن
في كلام العرب غير وهبيل: اسم بطن من النخع،
وأما في العجم ففيه تفليس وتبريز: بلدة من نواحي
أرمينية قرب خلاط ذات بساتين كثيرة، وتفاحها
358

يضرب به المثل في الجودة والكثرة والرخص ويحمل
إلى بلدان كثيرة، وطولها خمس وستون درجة،
وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وقال أحمد بن يحيى بن
جابر: لما فرع عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب
فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى
إلى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب
بدليس خراج خلاط وجماجمها، ثم انصرف إلى الرقة
ومضى إلى حمص، ومات بها سنة 26 للهجرة، وفي
بدليس يقول أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف:
بدليس! قد جددت لي صبوة
بعد التقى والنسك والسمت
هتكت ستري في هوى شادن،
وما تحرجت ولا خفت
وكنت مطويا على عفة
مظنونة، يمشي بها وقتي
وإن تحاسبنا فقولي لنا:
من أنت يا بدليس من أنت؟
وأين ذا الشخص النفيس، الذي
يزيد في الوصف على النعت
من طبعك الجافي ومن أهله،
قد صرت بغداد على بخت
بدن: بالتحريك: لهيم البدن، يذكر في اللام.
بدن: بالضم: موضع في أشعار بني فزارة، عن نصر.
بدوتان: بفتح الواو، وتاء فوقها نقطتان، وألف،
ونون، بلفظ التثنية: دارة بدوتين لبني ربيعة بن
عقيل، وهما هضبتان بينهما ماء.
بدوة: واحدة الذي قبله: جبل بنجد لبني العجلان،
قال عامر بن الطفيل يرثي ابن أخيه عبد عمرو بن
حنظلة بن طفيل:
وهل داع فيسمع عبد عمرو
لأخرى الخيل، تصرعها الرماح
فلا وأبيك لا أنسى خليلي
ببدوة، ما تحركت الرياح
وكنت صفي نفسي دون قومي،
وودي دون حامله السلاح
وقال تميم بن أبي بن مقبل:
أأنت محيي الربع أم أنت سائله،
بحيث أفاضت في الركاء مسايله
وكيف تحيي الربع قد بان أهله،
فلم يبق إلا أسه وجنادله
وقد قلت من فرط الأسى، إذ رأيته
وأسبل دمعي مستهلا أوائله:
ألا يا لقومي للديار ببدوة،
وأنى مراح المرء والشيب شامله
بدهة: ناحية بالسند، وقد كتبت بالنون مشروحة
وأنا شاك فيها فليحقق.
بديانا: بعد الدال ياء، وألف، ونون: من قرى
نسف، ينسب إليها بديانوي، منها أبو سلمة
البديانوي الزاهد، له كلام في الرقائق.
بديع: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وعين مهملة،
قال الحازمي: بديع اسم بناء عظيم للمتوكل بسر من
رأى، وقال السكوني: بديع ماء عليه نخل وعيون
جارية بقرب وادي القرى، وقال الحازمي: أوله ياء،
وسنذكره في موضع.
البديعة: بزيادة هاء: مائة بحسمى، وحسمى جبل
بالشام.
359

بدين: تصغير بدن: اسم ماء.
البدية: بالفتح ثم الكسر، وياء مشددة: ماء على
مرحلتين من حلب بينها وبين سلمية، قال
أبو الطيب:
وأمست بالبدية شفرتاه،
وأمسى خلف قائمه الحيار
البدي: قال أبو زياد: كل ما كان في الجاهلية من
الركي ينسب عاديا، وأما ما حفر منذ كان الاسلام
محدثا في جديد الأرض فإنه ينسب إسلاميا، واحدته
البدي، وجماعته البديان: واد لبني عامر بنجد.
والبدي أيضا: قرية من قرى هجر بين الزرائب
والحوضي، قال لبيد:
غلب تشذر بالذحول، كأنها
جن البدي رواسيا أقدامها
وقيل: البدي في هذا البيت البادية، وقد ذكر
لبيد البدي في شعر آخر له فقال:
جعلن جراج القرنتين وعالجا
يمينا، ونكبن البدي شمائلا
فهذا موضع بعينه، ويقويه قول امرئ القيس:
أصاب قطاتين فسال لواهما،
فوادي البدي، فانتحى لأريض
باب الباء والذال وما يليهما
بذان: بالكسر، والنون: ناحية من أعمال الأهواز.
البذان: بالفتح، وتشديد الذال، تثنية البذ المذكور
بعد هذا، وقد يجئ في الشعر هكذا، قال أبو تمام:
كأن بابك، بالبذين بعدهم،
نؤي أقام خلاف الحي أو وتد
بذخشان: بفتحين، والخاء معجمة ساكنة، وشين
معجمة محركة، وألف، ونون، والعامة يسمونها
بلخشان، باللام: وهو الموضع الذي فيه معدن
البلخش المقاوم للياقوت، وهو فيما حدثني من شاهده:
عروق في جبلهم يكثر لكن الجيد منه قليل، رأيت
مع هذا المخبر منه مخلاة ملأى لا ينتفع به، وفي
جبلهم هذا أيضا معدن اللازورد الذي يزوق ويعمل
منه فصوص الخواتم، ومن هذا الموضع يدخل التجار
أرض التبت. وبذخشان: بلدة في أعلى طخارستان
متاخمة لبلاد الترك، بينها وبين بلخ ما حكاه
البشاري والاصطخري، ثلاث عشرة مرحلة، ومثلها
بينها وبين ترمذ، وبها رباط بنته زبيدة بنت جعفر
ابن المنصور أم محمد الأمين زوجة الرشيد، وبها
حصن عجيب من بنائها، قل ما رأى الناس مثله،
وفيها أيضا معدن البجادى: حجر كالياقوت غير
البلخش والبلور الخالص، كل ذلك عروق في
جبالها، وفيها أيضا حجر الفتيلة، وهو شئ يشبه
البردي والعامة تظنه ريش طائر يقال له الطلق، لا
تحرقه النار، يوضع في الدهن ثم يشعل بالنار فيقد كما
تقد الفتيلة فإذا اشتعل الدهن بقي على ما كان لم
يتغير شئ من صفته، وكذلك أبدا كلما وضع في
الدهن واشتعل، وإذا ألقي في النار المتأججة لا تحرقه،
وينسج منه مناديل غلاظ للخوان فإذا اتسخت
وأريد غسلها ألقيت في النار فيحترق ما عليها من
الدرن وتخلص وتطلع نقية كأن لم يكن بها درن
قط. وهناك حجر يجعل في البيت المظلم فيضئ شيئا
يسيرا، كل ذلك ذكره البشاري.
بذخش: هي التي قبلها بعينها، وقد نسب إليها بهذا
اللفظ أبو إسحاق إبراهيم بن هارون البذخشي البلخي،
حدث عن سليمان بن عيسى السجزي بمناكير، روى
عنه علي بن سعيد بن سنان، قاله يحيى بن مندة.
360

بذ: بتشديد الذال المعجمة: كورة بين أذربيجان
وأران، بها كان مخرج بابك الخرمي في أيام المعتصم،
قال الحسين بن الضحاك:
لم يدع بالبذ من ساكنه
غير أمثال، كأمثال إرم
وقال أبو تمام:
فالبذ أغبر دارس الاطلال،
ليد الردى أكل من الآكال
وقال أيضا:
وكم خبل بالبذ منهم هددته،
وغاو غوى حلمته لو تحلما
وقال البحتري:
لله درك يوم بابك فارسا
بطلا، لأبواب الحتوف قروعا
حتى ظفرت ببذهم، فتركته
للذل جانبه وكان منيعا
وقال مسعر الشاعر: بالبذ موضع تكسيره ثلاثة
أجربة، يقال إن فيه موقف رجل لا يقوم فيه
أحد يدعو الله إلا استجيب له، وفيه تعقد أعلام
المحمرة المعروفين بالخرمية، ومنه خرج بابك،
وفيه يتوقعون المهدي، وتحته نهر عظيم إن اغتسل
فيه صاحب الحميات العتقية قلعها، وإلى جانبه نهر
الرس، وبها رمان عجيب ليس في جميع الدنيا مثله،
وبها تين عجيب، وزبيبها يجفف في التنانير لأنه لا
شمس عندهم لكثرة الضباب، ولم تصح السماء عندهم
قط، وعندهم كبريت قليل يجدونه قطعا على الماء،
ويسمن النساء إذا شربنه مع الفتيت.
بذر: بفتح الذال، وراء، بوزن فعل، وهو وزن
عزيز لم تستعمل العرب منه في الأسماء إلا عشرة
ألفاظ، وهي: بذر موضع، وبقم للخشب الذي
يصبغ به، وشلم اسم للبيت المقدس، وعثر
موضع باليمن، وخضم اسم موضع واسم العنبر بن
عمرو بن تميم، وخود اسم موضع، وشمر اسم
فرس واسم قبيلة من طئ، ونطح اسم موضع
أيضا، فأما بذر فهو من التبذير، وهو التفريق،
وهو اسم بئر، فلعل ماءها قد كان يخرج متفرقا من
غير مكان، وهي بئر بمكة لبني عبد الدار، قال
الشاعر:
سقى الله أمواها عرفت مكانها:
جرابا وملكوما وبذر والغمرا
وذكر أبو عبيدة في كتاب الآبار: وحفر هاشم بن
عبد مناف بذر، وهي البئر التي عند خطم الخندمة
جبل على فم شعب أبي طالب، وقال حين حفرها:
أنبطت بذرا بماء قلاس،
جعلت ماءها بلاغا للناس
البذرمان: الذال ساكنة، والراء مفتوحة: قرية
كبيرة في غربي نيل الصعيد.
بذش: بالتحريك، وشين معجمة: قرية على فرسخين
من بسطام من أرض قومس، منها الإمام أبو
محمد نوح بن حبيب البذشي، يروي عن أبي بكر
ابن عياش مات في رجب سنة 242، وعلي بن محمد
ابن حاتم البذشي، روى عن أبي زرعة الرازي،
سمع منه أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر
الأزهري.
بذقون: بالتحريك، وضم القاف: كورة بمصر لها
ذكر في الفتوح، وهي من كورة الجوف الغربي.
بذندون: بفتحتين، وسكون النون، ودال مهملة،
وواو ساكنة، ونون: قرية بينها وبين طرسوس
361

يوم من بلاد الثغر، مات بها المأمون فنقل إلى
طرسوس ودفن بها. ولطرسوس باب يقال له باب
بذندون عنده في وسط السور قبر أمير المؤمنين
المأمون عبد الله بن هارون، كان خرج غازيا
فأدركته وفاته هناك، وذلك في سنة 218.
بذيخون: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وخاء
معجمة: من قرى بخارى، ينسب إليها أبو إبراهيم
إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد المكتب البذيخوني.
بذيس: السين مهملة: من قرى مرو، منها أبو عبد
الله عبد الصمد بن أحمد بن محمد البذيسي إمام مسجد
الصاغة بمرو، وتوفي في شعبان سنة 533.
باب الباء والراء وما يليهما
براءان: بالفتح، وألف، وهمزة، وألف أخرى،
ونون: قرية من نواحي أصبهان، منها أبو بكر
ذاكر بن محمد بن عمر بن سهل الجاري البراءاني.
والجار أيضا: من قرى أصبهان.
البرابي: بالفتح، وبعد الألف باء أخرى، وهو جمع
بربا، كلمة قبطية، وأظنه اسما لموضع العبادة أو
البناء المحكم أو موضع السحر، قيل: لما فرغت
دلوكة ملكة مصر بعد فرعون من بناء حائطها، كما
ذكرته في حائط العجوز، كانت بمصر عجوز يقال لها
تدورة ساحرة، وكان السحرة يقدمونها في العلم
والسحر، فبعثت إليها دلوكة الملكة وقالت: إنا
قد احتجنا إلى سحرك وفزعنا إليك في شئ تصنعينه
يكون حرزا لبلدنا ممن يرومه من الملوك إذ كنا
بغير رجال، فأجابتها إلى ما أرادت وصنعت البربا،
بنته بحجارة في وسط مدينة منف، وجعلت له أربعة
أبواب إلى أربع جهات وصورت فيه الخيل والبغال
والحمير والسفن والرجال، وقالت: قد عملت شيئا
يهلك به كل من أراد البلد بسوء، وهو يغنيكم عن
الحصون والسلاح ويقطع عنكم مؤونة من أتاكم من
أي جهة كان، فإنهم إن كانوا من البر راكبين خيلا
أو بغالا أو حميرا أو إبلا أو كانوا رجالة أو كانوا
في السفن تحركت الصور التي تشاكلهم وأومأت إلى
الجهة التي يجيئون منها فما فعلتم بالصور أصابهم مثل
ذلك في أنفسهم على ما تفعلونه بالصور.
ولما بلغ
الملوك الذين حولهم أن أمرهم قد صار إلى النساء
طمعوا فيهم وتوجهوا إليهم، فلما قربوا منهم تحركت
تلك الصور التي في البرابي وأومأت إلى الجهات التي
كان منها من يريدهم، فلما رأوا ذلك أقبلوا يقطعون
رؤوس الدواب وسوقها وأقفاءها وعيونها وبقروا
بطونها وفعلوا بالرجال أيضا ذلك فلم يفعلوا بتلك
الصوز شيئا إلا نال مثله القاصدين لهم، فلما تسامعت
الأمم بذلك تركوا قصدهم والتعرض لهم. قلت:
وبيوت هذه البرابي في عدة مواضع من صعيد مصر
في إخميم وأنصنا وغيرهما باقية إلى الآن والصور
الثابتة في الحجارة موجودة، وهذه القصة المذكورة
قل أن يخلو منها كتاب في أخبار مصر فلذلك
ذكرت وإن كانت بالخرافة أشبه، وقد ذكر في
إخميم ما فيها من ذلك، والله أعلم.
براثا: بالثاء المثلثة، والقصر: محلة كانت في طرف
بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول، وكان
لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره،
وكذلك المحلة لم يبق لها أثر، فأما الجامع فأدركت
أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت
في الأبنية، وفي سنة 329 فرغ من جامع براثا
وأقيمت فيه الخطبة، وكان قبل مسجدا يجتمع فيه
قوم من الشيعة يسبون الصحابة فكبسه الراضي
362

بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوى
به الأرض، وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير
الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه،
وكتب في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام
فيه إلى بعد الخمسين وأربعمائة ثم تعطلت إلى الآن.
وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا
مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في
موضع من الجامع المذكور، وذكر أنه دخل حماما
كان في هذه القرية، وقيل: بل الحمام التي دخلها
كانت بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا، وينسب
إلى براثا هذه أبو شعيب البراثي العابد، كان أول
من سكن براثا في كوخ يتعبد فيه، فمرت بكوخه
جارية من أبناء الكتاب الكبار وأبناء الدنيا كانت
ربيت في القصور فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت
حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له، فجاءت
إلى أبي شعيب وقالت: أريد أن أكون لك خادمة،
فقال لها: إن أردت ذلك فتعري من هيئتك
وتجردي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت،
فتجردت عن كل ما تملكه ولبست لبسة النساك
وحضرته فتزوجها، فلما دخلت الكوخ رأت قطعة
خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من الندى،
فقالت: ما أنا بمقيمة عندك حتى تخرج ما تحتك،
لأني سمعتك تقول: إن الأرض تقول يا ابن آدم
تجعل بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني، فرماها
أبو شعيب، ومكثت عنده سنين يتعبدان أحسن عبادة،
وتوفيا على ذلك، وأبو عبد الله بن أبي جعفر البراثي
الزاهد أستاذ أبي جعفر الكريني الصوفي، وله خبر مع
زوجته يشبه الذي قبله، وهو ما قال حليم بن جعفر:
كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد، وكان يسكن
براثا، وكان له امرأة متعبدة يقال لها جوهرة، وكان
أبو عبد الله يجلس على جلة خوص بحرانية وجوهرة
جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبلي القبلة في بيت
واحد، قال: فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض
وليست الجلة تحته، فقلنا: يا أبا عبد الله ما فعلت
الجلة التي كنت تجلس عليها؟ فقال: إن جوهرة
أيقظتني البارحة فقالت: أليس يقال في الحديث إن
الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك سترا وأنت
غدا في بطني؟ قال قلت: نعم، قالت: فأخرج
هذه الجلال لا حاجة لنا فيها، فقمت والله وأخرجتها.
قلت: وقد ذكر الرجلين والقصتين الحافظ أبو بكر
في تاريخه، ومحمد بن خالد بن يزيد بن غزوان أبو
عبد الله البراثي والد أبي العباس، كان من أهل الدين
والفضل والجلالة والنبل ذا حال من الدنيا حسنة
معروفا بالبر واصطناع الخير، وكان صديقا لبشر
ابن الحارث الحافي يأنس إليه في أموره ويقبل صلته،
قال أبو محمد الزهري: سمعت إبراهيم الحربي
يقول: والك يقع على أحد شئ من السماء، ولكن
كان لبشر صديق أشار إلى أنه كان يقبل منه الصلة
ونحوها، روى الحديث عن هاشم بن بشير، روى عنه
ابنه أبو العباس، وابنه أحمد بن محمد بن خالد أبو
العباس البراثي، سمع علي بن الجعد و عبد الله بن عون
الخراز وكامل بن طلحة ويحيى الحماني وأحمد بن
إبراهيم الموصلي وشريح بن يونس والحسن بن حماد
سجادة وأبا محمد بن خالد وإسماعيل بن علي الخطبي
ومحمد بن عمر الجعابي وأحمد بن جعفر بن مسلم،
وهو ثقة مأمون، قاله الدارقطني، وقال ابن قانع:
مات في سنة 300 وقيل سنة 302، وجعفر بن محمد
ابن عبد بقية أبو عبد الله المعروف بالبراثي، مروزي
الأصل، حدث عن أبي عمر حفص الربالي ومحمد
ابن الوليد البسري وإسماعيل بن أبي الحارث وزيد
363

ابن إسماعيل الصائغ وإبراهيم بن صالح الادمي وإبراهيم
ابن هانئ النيسابوري، روى عنه أبو حفص بن شاهين
والمعافي بن زكرياء الجريري وأحمد بن منصور
النوشري و عبد الله بن عثمان الصفار، وكان ثقة،
مات في سلخ جمادى الآخرة سنة 325، قاله ابن
قانع. وبراثا أيضا قال أبو بكر الحافظ: قرية من
سواد نهر الملك، منها أحمد بن المبارك بن أحمد أبو
بكر البراثي، براثا نهر الملك يعرف بأبي الرجال،
سمع بالبصرة من علي بن محمد بن موسى التمار
البصري، سمع من أبو بكر الخطيب وقال: كتبت
عنه في قريته وكان صالحا من أهل القرآن كثير
التعبد، ومات سنة 430.
برارجان: بالفتح، وبعد الألف راء أخرى، وجيم،
وألف، ونون: معناه بالفارسية روح الأخ، وربما
قيل برارقان، بالقاف: وهي سكة كبيرة بأعلى
الماجان من مرو، كان فيها جماعة من العلماء،
منهم أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن حمزة
البرارجاني، كان إماما حافظا عارفا بالحديث، وأبوه
أيضا من مشاهير المحدثين، توفي القاسم سنة 292.
براز الروز: بالزاي ثم ألف، ولام، وراء مضمومة،
وواو ساكنة، وزاي: من طساسيج السواد ببغداد
من الجانب الشرقي من إستان شاذقباذ، وكان
للمعتضد به أبنية جليلة.
براش: الشين معجمة: حصن باليمن من نواحي
أبين لابن العليم. وبراش أيضا: حصن مطل
على مدينة صنعاء على جبل نقم.
براعيم: جمع برعوم، وهو الزهر قبل أن ينفتح،
وكذلك البرعم، قال أبو بكر: براعيم الجبال
شماريخها، قيل: هو جبل في شعر ابن مقبل، وقيل:
هو أعلام صغار قريبة من أبان الأسود في شعر ذي
الرمة حيث قال:
بئس المناخ رفيع عند أخبية،
مثل الكلى عند أطراف البراعيم
براغيل: أمواه تقرب من البحر، الواحدة برغيل.
براقش: بالقاف، والشين المعجمة، والبرقشة:
اختلاف اللون، والبرقشة: التفرق. تركت
البلاد براقش أي ممتلئة زهرا مختلفة من كان لون،
وتبرقش الرجل أي تزين بألوان مختلفة، قال
الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء في قول عمرو بن
معدي كرب:
ينادي من براقش أو معين،
فأسمع فاتلاب بنا مليع
براقش ومعين: حصنان باليمن، كان بعض التبابعة
أمر ببناء سلحين فبني في ثمانين عاما وبني براقش
ومعين بغسالة أيدي صناع سلحين، قال: ولا ترى
لسلحين أثرا، وهاتان قائمتان، وقال الجعدي:
تستن بالضرو من براقش، أو
هيلان، أو يانع من العتم
يصف بقرا تستن بالشوك. والضرو: شجر يستاك
به، والعتم: شجر الزيتون، وقال فروة بن
مسيك المرادي:
أحل بحاجر جدي غطيفا،
معين الملك من بين البنينا
وملكنا براقش دون أعلى
وأنعم إخوتي وبني أبينا
وفيهما يقول علقمة:
وهل أسوي برقش، حين أسوى،
ببلقعة ومنبسط أنيق
364

وحلوا من معين يوم حلوا،
لعزهم لدى الفج العميق
ذكر البراق
البراق جمع برقة، وقد مر ذكره في أبراق.
براق بدر: ذكره كثير فقال:
فقلت، وقد جعلن براق بدر
يمينا، والعنابة عن شمال
براق: جبا براق: موضع بالجزيرة قتل عنده عمير
ابن الحباب السلمي. وجبا براق أيضا: موضع
بالشام، عن أبي عبيدة، ذكر هما معا نصر.
براق التين: بلفظ التين من الفواكه: جبل، قال
أبو محمد الخدامي:
ترعى إلى جد لها مكين
أكناف خو، فبراق التين
براق ثجر: قرب وادي القرى، قال عبد الله
ابن سلمة:
ولم أر مثل بنت أبي وفاء،
غداة براق ثجر أو أجوب
براق حورة: بفتح الحاء المهملة والراء: موضع
من ناحية القبلية، قال الأحوص:
فذو السرح أقوى فالبراق، كأنها
بحورة لم يحلل بهن عريب
براق خبت: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الباء،
وتاء فوقها نقطتان، وخبت: صحراء بين مكة
والمدينة، وقيل: خبت ماء لبني كلب، قال بشر:
فأودية اللوى فبراق خبت،
عفتها العاصفات من الرياح
وقال أيضا:
أتعرف من هنيدة رسم دار
بأعلى ذروة، وإلى لواها
ومنها منزل ببراق خبت،
عفت حقبا وغيرها بلاها
براق الخيل: بلفظ الخيل التي تركب: اسم
موضع قرب راكس، قال ضبعان بن عباد
النميري:
ألا حبذا البرق اليماني، وحبذا
جنوب أتانا بالغبيط نسيمها
أتتنا بريح من خزامى غريبة،
تمتع بيتا فاستقل عميمها
هي المسك أو أشهى من المسك نشوة،
إذا هي شمت لو ينال شميمها
بدور براق الخيل، أو بطن راكس،
سقاها بجود بعد عقر غيومها
براق سلمى: قال المفضل النكري:
صبحنا عامرا ببراق سلمى،
طعانا مثل أفواه المزاد
براق غضور: بفتح الغين المعجمة، وسكون الضاد
المعجمة: موضع كان فيه يوم من أيام العرب.
براق غول: بفتح الغين، وسكون الواو، ولام،
قال بعضهم:
فربى السلوطح فالكثيب فعاقل،
فبراق غول فاللوى المنخلل
براق اللوى: اللوى: منقطع الرمل، وقد ذكر
في موضعه، قال:
غنينا زمانا باللوى ثم أصبحت
براق اللوى، من أهلها، قد تخلت
365

براق لوى سعيد: قال الطر ماح:
بأبرق من براق لوى سعيد،
تأزر وارتدى بالأقحوان
براق النعاف: بكسر النون، قال المرقش
الأكبر:
لمن الظعن بالضحى طافيات،
شبهها الدوم أو خلايا سفين
جاعلات بطن الضباع شمالا،
وبراق النعاف ذات اليمين
البراق: مضاف إليها ذات: في بلاد كلاب، قال حكيم
ابن عياش:
فهل تبلغنيها، على نأي دارها
بذات البراق، اليعملات العرامس
البراق: يضاف إليها ذو، قال حميد:
أربت رياح الأخرجين عليهما،
ومستجلب من ذي البراق غريب
براق: بالضم: من قرى حلب بينهما نحو فرسخ،
حدثني غير واحد من أهل حلب أن بها معبدا يقصده
المرضى والزمني فيبتون فيه فيرى المريض من
يقول له شفاؤك في كذا وكذا، أو يرى شخصا يمسح
بيده على مرضه فيبرأ، وهذا مستفاض في أهل حلب،
والله أعلم، ولعل الأخطل إياه عنى بقوله:
وماء تصبح القلصات منه،
كخمر براق قد فرط الأجونا
براق: بالفتح، وتشديد الراء: جبل بين سميراء
والحاجر وعنده المشرف، كذا قالوا.
براقة: قرية عن يمين بلاد من أرض اليمامة.
براكد: بالفتح، والتخفيف، وفتح الكاف: من
قرى بخارى، منها أبو العباس الفضل بن محمد
بن سون البراكدي، يروي عن بجير بن النضر.
برام: يروى بكسر أوله وفتحه والفتح أكثر، قال
نصر: جبل في بلاد بني سليم عند الحرة من ناحية
البقيع، وقيل: هو على عشرين فرسخا من المدينة،
وذكر الزبير أودية العقيق فقال: ثم قلعة برام،
وفيها يقول المحرق المزني وهو ابن أخت معن بن
أوس المزني:
وإني لأهوى، من هوى بعض أهله،
براما وأجزاعا بهن يرام
وكان أوس بن حارثة بن لام الطائي قد أغار على
هوازن في بلادهم فسبى منهم سبيا، فقصده أبو براء
عامر بن مالك فيهم فأطلقهم له وكساهم، فقال أبو براء:
ألم ترني رحلت العيس، يوما،
إلى أوس بن حارثة بن لام
إلى ضخم الدسيعة مذحجي،
نماه من جديلة خير نام
وفي أسرى هوازن أدركتهم
فوارس طئ، بلوى برام
تقرب ما استطاع أبو بجير،
وفك القوم من قبل الكلام
فما أوس بن حارثة بن لام
بغمر، في الحروب، ولا كهام
وكان عبد الله بن الزبير قد نفى من المدينة من كان
بها من بني أمية، وكان فيهم أبو قطيفة عمرو بن
الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن
عبد شمس بن عبد مناف فلحق بالشام فحن إلى أوطانه
فقال أشعارا بتشوقه، منها:
366

ليت شعري، وأين مني ليت،
أعلى العهد يلبن فبرام
أم كعهدي العقيق أم غيرته،
بعدي، الحادثات والأيام
وبقومي بدلت لخما وعكا
وجذاما، وأين مني جذام؟
وتبدلت من مساكن قومي
والقصور، التي بها الآطام:
كل قصر مشيد ذي أواسي،
يتغنى على ذراه الحمام
أقر مني السلام إن جئت قومي،
وقليل لهم لدي السلام
أقطع الليل كله باكتئاب
وزفير، فما أكاد أنام
نحو قومي، إذ فرقت بيننا الدار،
وحادت عن قصدها الأحلام
خشية أن يصيبهم عنت الدهر
وحرب يشبب فيها الغلام
ولقد حان أن يكون، لهذا ال‍
بعد عنا، تباعد وانصرام
فبلغت هذه الأبيات وغيرها من شعره إلى عبد الله بن
الزبير فقال: حن أبو قطيفة، ألا من رآه فليبلغه
عني أني قد أمنته فليرجع. فرجع فمات قبل أن
يبلغ المدينة.
البرامكة: كأنه نسبة إلى آل برمك الوزراء
كالمهالبة والمرازبة: اسم محله ببغداد وقرية، قال أبو
سعد: منها أبو حفص عمر بن أحمد بن إبراهيم بن
إسماعيل البرمكي، سمع أحمد بن عثمان بن يحيى
الادمي وإسماعيل الخطبي وغيرهما، روى عنه ابنه
علي وكان ثقة صالحا، مات في جمادى الأولى سنة
389، وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي
البغدادي، قال أبو سعد: كان أسلافه يسكنون
محلة ببغداد تعرف بالبرامكة، وقيل: بل كانوا
يسكنون قرية يقال لها البرمكية، وكان صدوقا
أديبا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل، وله حلقة
للفتوى بجامع المنصور، روى عنه القاضي أبو بكر
محمد بن عبد الباقي قاضي البيمارستان وأبو بكر الخطيب
وغيرهما، ومات في سنة 441 وقيل سنة 45، ومولده
سنة 361، وأخوه علي بن عمر أبو الحسن البرمكي،
وهو الأصغر سنا، سمع أبا القاسم بن حبابة ويوسف
ابن عمر القواس والمعافي بن زكرياء الجريري، وكان
ثقة، درس فقه الشافعي على أبي حامد الإسفراييني،
روى عنه الخطيب ومن بعده، وكان مولده سنة 373،
ومات في ذي الحجة سنة 450، وأخوهما أبو العباس
أحمد بن عمر البرمكي، سمع أبا حفص بن شاهين
وغيره، روى عنه الخطيب وقال: كان صدوقا ومات
في سنة 441، وأحمد بن إبراهيم بن عمر أبو الحسين بن
أبي إسحاق بقية بيت البرامكة المحدثين، سمع أبا
الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وغيره،
روى عنه القاضي محمد بن عبد الباقي وغيره.
بران: بتشديد الراء، وآخره نون: من قرى بخارى
ويقال لها فوران، على خمسة فراسخ من بخارى،
منها أبو بكر محمد بن إسماعيل البراني الفقيه وابنه أبو
سهل محمود وابنه أبو المعالي سهل بن محمود بن محمد
البراني، كان إماما فاضلا واعظا اشتغل بالعلم
وحصل منه الكثير ثم انقطع إلى العبادة وتلاوة
القرآن، وسمع أباه أبا سهل البراني وأبا الفرج المظفر
ابن إسماعيل الجرجاني وغيرهما، روى عنه ابنه
وحمزة بن إبراهيم الخداباذي وغيرهما، ومات
367

ببخارى في جمادى الأولى سنة 524، كله عن أبي
سعد.
براوستان: من قرى قم، منها الوزير مجد الملك
أبو الفضل أسعد بن محمد البراوستاني وزير السلطان
بركيارق بن ملكشاه، كان غالبا عليه واتهمه
عسكره بفساد حالهم وشغبوا حتى سلمه إليهم
بشرط أن يحفظوا مهجته فلم يطيعوه وقتلوه،
وذلك في سنة 472.
براهان: بتخفيف الراء: قلعة من نواحي همذان
ويقال لها فرد جان أيضا.
البراهق: بالضم، والهاء مكسورة، وقاف: جبل
حوله رمل من جبال عبد الله بن كلاب في مجتاف
الرمل. المجتاف: الداخل في الأرض، قاله أبو زياد،
وأنشد لامرئ القيس:
تخطف حزان البراهق بالضحى،
وقد جحرت منه ثعالب أورال
برباط: بالفتح ثم السكون ثم باء موحدة، وألف،
وطاء مهملة: واد بالأندلس من أعمال شذونة، قال
ابن حوقل: وفي المغرب في أقصاه إذا عطفت على
البحر المحيط مدن كثيرة، منها مدينة يقال لها
برباط على شاطئ نهر سبة من شماليه.
بربخ: الخاء معجمة: موضع في قول الشاعر حيث
قال:
وقبر بأعلى مسحلان مكانه،
وقبر سقى صوب السحاب ببربخا
البربر: هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال
المغرب، أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر
المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان، وهم أمم
وقبائل لا تحصى، ينسب كل موضع إلى القبيلة التي
تنزله، ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر، وقد اختلف
في أصل نسبهم، فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب،
وهو بهتان منهم وكذب، وأما أبو المنذر فإنه قال:
البربر من ولد فاران بن عمليق، وقال الشرقي: هو
عمليق بن يلمع بن عامر بن اشليخ بن لاوذ بن سام
ابن نوح، وقال غيره: عمليق بن لاوذ بن سام بن
نوح، عليه السلام، والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم
بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى المغرب
فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على
شئ يأخذونه من أهل البلاد وأقاموا هم في الجبال
الحصينة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر: حدثني بكر
ابن الهيثم قال: سألت عبد الله بن صالح عن البربر
فقال: هم يزعمون أنهم من ولد بر بن قيس بن عيلان،
وما جعل الله لقيس من ولد اسمه بر وإنما هم من
الجبارين الذين قاتلهم داود وطالوت، وكانت منازلهم
على الدهر ناحية فلسطين، وهم أهل عمود، فلما
أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به
وأقاموا في جباله، وهذه من أسماء قبائلهم التي سميت
بهم الأماكن التي نزلوا بها، وهي: هوارة. أمتاهة.
ضريسة. مغيلة. ورفجومة. ولطية. مطماطة.
صنهاجة. نفزة. كتامة. لواتة. مزاتة.
ربوحة. نفوسة. لمطة. صدينة. مصمودة.
غمارة. مكناسة. قالمة. وارية. أتينة. كومية.
سخور. أمكنة. ضرزبانة. قططة. حبير.
يراثن واكلان. قصدران. زرنجى. بزغواطة.
لواطة. زواوة. كزولة. وذكر هشام بن محمد
أن جميع هؤلاء عمالقة إلا صنهاجة وكتامة، فإنهم
بنو افريقس بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا
معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى بلاده
تخلفوا عنه عمالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن
368

وتناسلوا. والبربر أجفى خلق الله وأكثر هم طيشا
وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم
لنمق الجهالة، ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك
الدماء قط، ولهم أحوال عجيبة واصطلاحات غريبة،
وقد حسن لهم الشيطان الغوايات وزين لهم
الضلالات حتى صارت طبائعهم إلى الباطل مائلة
وغرائزهم في ضد الحق جائلة، فكم من ادعى فيهم
النبوة فقبلوا، وكم زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به
فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا، وكم ادعى فيهم مذاهب
الخوارج فإلى مذهبه بعد الاسلام انتقلوا ثم سفكوا
الدماء المحرمة واستباحوا الفروج بغير حق ونهبوا
الأموال واستباحوا الرجال، لا بشجاعة فيهم معروفة
ولكن بكثرة العدد وتواتر المدد. وتحكى عنهم
عجائب، منهم ما ذكره ابن حوقل التاجر الموصلي
وكان قد طاف تلك البلاد وأثبت ما شاهد منهم
ومن غيرهم، قال: وأكثر بربر المغرب من سجلماسة
إلى السوس وأغمات وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى
تونس والمسيلة وطبنة وباغاية إلى اكزبال وازفون
ونواحي بونة إلى مدينة قسطنطينة الهواء وكتامة
وميلة وسطيف، يضيفون المارة ويطعمون الطعام
ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون
من طالب البتة بل لو طلب الضيف هذا المعنى من
أكبر هم قدرا وأكثرهم حمية وشجاعة لم يمتنع عليه،
وقد جاهدهم أبو عبد الله الشيعي على ذلك حتى بلغ
بهم أشد مبلغ فما تركوه، قال: وسمعت أبا علي
ابن أبي سعيد يقول: إنه ليبلغ بهم فرط المحبة في
إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل
الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه
وطره، ويرون ذلك كرما والاباء عنه عارا ونقصا،
ولهم من هذا فضائح، ذكر بعضها إمام أهل المغرب
أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي في كتاب له
سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقل، وقد
ذكرت ذلك في كتابي الذي رسمته بأخبار أهل
الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الاسلام.
وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى
أنس بن مالك قال: جئت إلى النبي، صلى الله عليه
وسلم، ومعي وصيف بربري، فقال: يا أنس ما
جنس هذا الغلام؟ فقلت: بربري يا رسول الله،
فقال: يا أنس بعه ولو بدينار، فقلت له: ولم
يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا
فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى
النساء فلم يتحسوه، فقال الله تعالى: لا اتخذت منكم
نبيا ولا بعثت فيكم رسولا، وكان يقال: تزوجوا
في نسائهم ولا تؤاخوا رجالهم، ويقال: إن الحدة
والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء في سائر
الخلق. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه
قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شر
من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله
أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري، قلت: هكذا
وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم
البيض، أنشدي أبو القاسم النحوي الأندلسي الملقب
بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال:
رأيت آدم في نومي فقلت له:
أبا البرية! إن الناس قد حكموا:
أن البرابر نسل منك، قال: أنا؟
حواء طالقة إن كان ما زعموا
بربرة: هذه بلاد أخرى بين بلاد الحبش والزنج
واليمن على ساحل بحر اليمن وبحر الزنج، وأهلها
سودان جدا ولهم لغة برأسها لا يفهمها غيرهم، وهم
بواد معيشتهم من صيد الوحش، وفي بلادهم وحوش
369

غريبة لا توجد في غيرها، منها الزرافة والببر
والكركدن والنمر والفيل وغير ذلك، وربما وجد
في سواحلهم العنبر. وهم الذين يقطعون مذاكير بعضهم
بعضا، وقد ذكرت ذلك وسنتهم فيه في الزيلع،
وذكر الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني
فقال: ومن الجزائر التي تجاور سواحل اليمن جزيرة
بربرة، وهي قاطعة من حد سواحل أبين ملتحقة
في البحر بعدن من نحو مطلع سهيل إلى ما شرق
عنها وفيما حاذى منها عدن وقابله جبل الدخان،
وهي جزيرة سقوطرا مما يقطع من عدن ثابتا على
السمت. وأما صفة صيدهم فحدثني غير واحد ممن
دخل بلادهم أن عندهم نوعا من النبت يشبه الخباز
يجمعونه ويطبخونه ويستخرجون ماءه ثم يطبخونه
حتى ينعقد ويصير كالزفت، فإذا أرادوا اختبار إحكامه
جرح أحدهم ساقه فإذا سال دمه أخذ من ذلك السم
قليلا وقربه من الدم في آخر سيلانه فإن كان قد
أحكم طبخه تراجع الدم يطلب الجرح فيبادر ويقطعه
قبل أن يصل إلى الجرح، فإنه إن دخل في الجرح
أهلك صاحبه، وإن لم يتراجع الدم عاود طبخه إلى
أن يرضاه، ثم يجعل منه شيئا في حق ويعلقه في
وسطه ويكمن للوحش في شجر أو غيره فإذا رأى
الوحش جعل على رأس نصله منه قليلا ثم يرمي
الوحش فحينما يخالط هذا السم دمه يموت، فيجئ
إليه فيأخذ جلده أو قرنه أو نابه فيبيعه ويأكل لحمه
فلا يضره. ويقال لبلاد هؤلاء سواحل بربرة.
بربروس: وبعضهم يقول بربريس: موضع في
شعر جرير:
طال الثواء ببربروس، وقد نرى
أيامنا بقشاوتين قصارا
بربسما: بكسر الباء الثانية، وسكون السين
المهملة: طسوج من كورة الإستان الأوسط من
غربي سواد بغداد، قال ابن كناسة: لقي عمر بن
أبي ربيعة مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري فأنشده
مالك من شعره، فقال: ما زلت أحبك من يوم
بلغني قولك:
إن لي عند كل نفحة ريحا
ن من الجل، أو من الياسمينا
نظرة والتفاتة، أترجى
أن تكوني حللت فيما يلينا
إلا أن أسماء القرى التي تذكرها في شعرك قبيحة،
قال له: مثل ماذا؟ قال: مثل قولك:
إن في الرفقة، التي شيعتنا
نحو بربيسما، لزين الرفاق
أشبع الكسرة فنشأت منها ياء، ويروى بربسميا
والصحيح هو المترجم به، قال ومثل قولك:
أشهدتنا أم كنت غائبة،
عن ليلتي، بحديثة القسب؟
ومثل قولك:
حبذا ليلتي بتل بونا،
حيث نسقى شرابنا ونغني
بربشتر: بضم الباء الثانية وسكون الشين المعجمة،
وفتح التاء المثناة من فوق: مدينة عظيمة في شرقي
الأندلس من أعمال بربطانية، وقد صارت للروم
في صدر سنة 452، حمل منها لصاحب القسطنطينية
في جملة الهدايا سبعة آلاف بكر منتخبة ثم استعادها
المسلمون في إمارة أحمد بن سليمان بن هود في سنة
57، بعد ذلك بخمسة أعوام، فغنموا فيما غنموا
عشرة آلاف امرأة ثم عادت إليهم، خذلهم الله. ولها
370

حصون كثيرة، منها حصن القصر وحصن الباكة
وحصن قصر مينوقش وغير ذلك، وينسب إليها
خلف بن يوسف المقري البربشتري أبو القاسم،
روى عن أبي عمرو المقري وأجاز له، وكان من
أهل القرآن والحديث والبراعة والفهم، وتوفي في شهر
رمضان سنة 451، ويوسف بن عمر بن أيوب بن
زكرياء التجيبي الثغري البربشتري أبو عمرو، وله
رحلة سمع فيها بمصر من الحسن بن رشيق وغيره،
وكان يسكن الإسكندرية وبها حدث، وسمع من
أبي صخر بمكة، قاله السلفي.
بربطانية: بفتح الباء الثانية، وطاء، وألف،
ونون مكسورة، وياء خفيفة، وهاء: مدينة كبيرة
بالأندلس أيضا، يتصل عملها بعمل لاردة، وكانت
سدا بين المسلمين والروم، ولها مدن وحصون وفي
أهلها جلادة وممانعة للعدو، وهي في شرقي الأندلس،
اغتصبها الإفرنج فهي اليوم في أيديهم.
بربعيص: العين مهملة مكسورة، وياء ساكنة،
وصاد مهملة، في قول امرئ القيس:
يذكرها أوطانها تل ماسح
منازلها من بربعيص وميسرا
قال ابن السكيت في شرح هذا البيت: تل ماسح
موضع، قلت أنا: هو من أعمال حلب بالشام.
وميسر: مكان، قال وقال أبو عمرو: كانت
ببربعيص وميسر وقعة قديمة فإني سألت عنها من
لقيت من العلماء فما أخبرني أحد عنها بشئ.
بربغ: اسم موضع.
بربيطياء: بكسر الباء الثانية، وياء ساكنة،
وكسر الطاء، وياء أخرى، وألف ممدودة: موضع،
ينسب إليه الوشي، ذكره ابن مقبل في شعره فقال:
خزامى وسعدان، كأن رياضها
مهدن بذي البربيطياء المهذب
وقال أبو عمرو: البربيطياء ثياب.
البرتان: الراء مشددة مفتوحة، تثنية برة: هضبتان
في ديار بني سليم، يجوز أن يكون من البر ضد
العقوق، كأن هذا الموضع يبر أهله بالخصب
والريع، وقال طهمان بن عمرو الكلابي:
لقد سرني ما جرف السيف هانئا،
وما لقيت من حد سيفي أنامله
ومتركه بالبرتين مجدلا،
تنوح عليه أمه وحلائله
وقال ابن حبيب: البرتان جبيلان بالمطلى أرض لبني
أبي بكر بن كلاب، وهي مختلطة فيها. والبرتان:
هضبتان حميراوان مقترنتان بأعلى خنثل من ديار
بني كلاب. والبرتان أيضا: رابيتان بالحجاز على ستة
أميال من الجار. والجار: فرضة على البحر بين ينبع
وجدة، وقال مطير بن الأشيم الأسدي يرثي قرة
وعلقمة ابني عمه:
أحقا أن قرة لا أراه؟
فما أنا بعده بقرير عين!
وعلقمة، الذي قد كان عزي،
وإن حفل المجالس كان زيني
إذا قال الخليل تعز عنهم،
ذكرت رئيس يوم البرتين
ألا لا خلد بعد كما، ولكن
ضحاء الورد بينكما وبيني
والبرتان: البرة العليا والبرة السفلى بالعارض من
أرض اليمامة، وهي التي ذكرها يحيى بن طالب في
شعره، وقد ذكرتا في البرة.
371

برت: بالكسر ثم السكون، والتاء فوقها نقطتان:
بليدة في سواد بغداد قريبة من المزرفة، ينسب إليها
القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر
البرتي، ولي قضاء بغداد وكان عراقي المذهب من
أصحاب يحيى بن أكثم، وتقلد قبل ذلك قضاء واسط
وقطعة من أعمال السواد، وكان دينا صالحا عفيفا،
روى الحديث وصنف المسند، حدث عن أبي الوليد
الطيالسي وأبي عمر الحوضي وأبي نعيم الفضل بن
دكين وغيرهم، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد
البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد، ومات سنة 280، وابنه
أبو حبيب العباس بن أحمد البرتي والقاسم بن محمد
البرتي أبو الفضل، حدث ببغداد عن حميد بن مسعدة،
حدث عنه الطبراني، وزيدان بن محمد بن زيدان
البرتي، حدث عن إبراهيم بن هانئ وزياد بن أيوب
دلوية، حدث عنه عمر بن أحمد بن شاهين في
معجمه، وأبو جعفر محمد بن إبراهيم البرتي الأطروش،
حدث عن أبي زيد عمر بن شبة النميري، حدث عنه
أبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري، وأحمد بن
القاسم البرتي، حدث عن محمد بن عباد المكي، حدث
عنه سليمان بن أحمد الطبراني، وقال الخطيب أحمد
ابن القاسم بن محمد بن سلميان أبو الحسين الطائي البرتي،
حدث عن بشر بن الوليد ومحمد وعثمان ابني أبي شيبة
وداود بن رشيد وعبيد بن جناد، حدث عنه ابن
قانع وأبو عمرو بن السماك و عبد الصمد بن علي
الطستي، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن مكرم بن
خالد البرتي، حدث عن علي بن المديني، حدث عنه
أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان الحافظ
الأصبهاني في معجمه.
برثان: بالفتح ثم السكون، والتاء المثلثة، وألف،
ونون: واد بين ملل وأولات الجيش، كان عليه
طريق النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى بدر وبه كان
أحد منازله.
برث: موضع ذكر في حديث نزول عيسى بن مريم،
عليهما السلام.
برثم: بضم أوله، وثاء مثلثة، وميم، قال عرام بن
الأصبغ: وبين أبلى من قبل القبلة جبل يقال له
برثم وجبل يقال له تعار، وهما جبلان عاليان لا
ينبتان شيئا، فيهما النمران كثيرة، وفي أصل برثم
ماء يقال له ذنبان العيص، وقال في موضع آخر:
يرثم، أوله ياء تحتها نقطتان، جبل شامخ كثير
النمور والا روى قليل النبات إلا ما كان من ثمام
وغضور وما أشبهه، وقال آدم بن عمرو بن عبد
العزيز وكان قدم الري فكرهها:
هل تعرف الاطلال من مريم،
بين سواس فلوى برثم
فذات أكناف فقيعانها،
فجزع مذفوراء فالأحزم
ما لي وللري وأكنافها،
يا قوم! بين الترك والديلم
أرض بها الأعجم ذو منطق،
والمرء ذو المنطق كالأعجم
وقال ابن السلاماني:
فلو شئت، إذا بالأمر يسر، لقلصت
برحلي فتلاء الذراعين عيهم
إذا ما انتحت ما بين لحج وبرثم،
وأين لإبراهيم لحج وبرثم
يريد إبراهيم بن العربي والي اليمامة لبني مرود.
برثة: بالفتح: موضع بنواحي الكوفة له ذكر في
الاخبار.
372

برجان: بالجيم: بلد من نواحي الخزر، قال
المنجمون: هو في الاقليم السادس، وطوله أربعون
درجة، وعرضه خمس وأربعون درجة، وكان
المسلمون غزوه في أيام عثمان، رضي الله عنه، فقال
أبو نجيد التميمي:
بدأنا بجيلان، فزلزل عرشهم
كتاب تزجي في الملاحم فرسانا
وعدنا لأشيان بمثل غداتهم،
فعادوا جوالي بين روم وبرجانا
البرج: من قرى أصبهان أو ناحيته، وهي إحدى
الإيغارين، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو الفرج
عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار الكاتب البرجي
الأصبهاني، حدث عن محمد بن عمر بن حفص
الجورجيري وأبي عمرو بن حكيم وعلي بن محمد بن
أبان، روى عنه أبو الربيع الاستراباذي وأحمد بن
جعفر الفقيه وأبو القاسم بن أبي بكر بن علي وسهل بن
محمد البرجي وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الوراق،
مات يوم عيد الفطر سنة 406، وشيبان بن عبد الله
ابن أحمد بن محمد بن شيبان بن محمد بن سمرة بن
الفضل بن قيس بن عدنان بن نزار بن حرب بن ربيعة
ابن الحسين بن المفضل الأسدي المحتسب أبو المعمر
البرجي، شيخ صالح صاحب سنة يعظ الناس في
نواحي أصبهان، سمع من أبي عبد الله محمد بن إسحاق
ابن مندة الحافظ إملاء وأخذا وكتب عن أبي بكر
ابن مردويه الحافظ وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني
وأبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن أبي علي وغيرهم،
روى عنه يحيى بن مندة وغيره، وسهل بن محمد بن
سهل البرجي، حدث عن جده أبي الفرج البرجي،
روى عنه الأصبهانيون، ذكره يحيى بن مندة وروى
عنه إجازة، ومحمد بن الحسن البرجي الأديب
الأصبهاني، وتوفي في محرم سنة 488، سمع وحدث،
ذكره يحيى بن مندة، ومنصور أبو سهل العروضي من
أصحاب أبي نعيم الحافظ، وكان يسمع الحديث إلى
أن مات في نصف جمادى الآخرة سنة 488، وكان
كثير السماع قليل الرواية، وأبو القاسم غانم بن أبي
نصر البرجي، سمع أبا نعيم وغيره، وأحمد بن سهل
ابن محمد بن عبد العزيز بن سهل البرجي، روى عن
أبي منصور عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله
الصحاف وغيره، روى عنه من أدركناه، وعبيد الله
ابن محمد بن عبيد بن قمن بن فيل البرجي أبو القاسم
الصوفي من أهل أصبهان، روى عن أبي الحسن علي
ابن أحمد بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الخرجاني،
روى عنه أبو علي الحداد وغيره، وعدنان بن عبد الله
ابن أحمد بن محمد بن شيبان المؤدب أبو الحسن
البرجي، روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى
ابن مردويه، روى عنه أبو علي أيضا، وأبو الفضل
محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن حامد بن
يوسف البرجي المؤدب، روى عن أبي بكر محمد
ابن إبراهيم بن المقري، روى عنه أبو علي الحداد وغير
هؤلاء كثير. والبرج أيضا: موضع بدمشق،
هكذا قال خليفة بن قاسم، وليس يعرف الآن ولعله
قد كان ودرس، ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن
سلمة البرجي الدمشقي، يروي عن محمد بن علي بن
مروان وغيره، روى عنه محمد بن الورد وجماعة
من الدمشقيين.
برج الرصاص: قلعة ولها رساتيق من أعمال حلب
قرب أنطاكية، وإياها عنى أبو فراس بقوله:
فأوقع في جلباط بالروم وقعة،
بها العمق واللكام والبرج فاخر
373

برج ابن قرط: بين بلنياس ومرقية، قتل عنده
عبد الله بن قرط الثمالي، وكان واليا على حمص،
وكان قد خرج يعس على شاطئ البحر فقتله الروم،
فهذا الموضع يسمى به ولعله الذي ذكره خليفة
ابن القاسم.
برج: بفتحتين: أطم من آطام المدينة لبني النضير
لبني القمعة منهم.
برجد: بضم أوله والجيم، والراء ساكنة: طريق
بين اليمامة والبحرين، ولعل قيس بن الخطيم الأنصاري
أراده بقوله:
فذق غب ما قدمت، إني أنا الذي
صبحتكم كأس الحمام ببرجد
برجلان: قال أبو سعد: من قرى واسط، منها
محمد بن الحسين البرجلاني سكن بغداد، يروي
الزهد والرقائق، قال وقال الخطيب: أبو بكر
محمد بن الحسين البرجلاني ينسب إلى محلة البرجلانية،
وهو صاحب كتب الزهد والرقائق، سمع الحسين
ابن علي الجعفي وزيد بن الحباب وغيره، روى عنه
ابن أبي الدنيا وغيره، سئل أحمد بن حنبل عن شئ
من الزهد فقال: عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني،
وسئل عنه إبراهيم الحربي فقال: ما عملت إلا خيرا،
توفي سنة 238، وقال: وأما أبو جعفر أحمد بن الخليل
ابن ثابت البرجلاني فكان يسكن محلة البرجلانية فنسب
إليها، توفي في شهر ربيع الأول سنة 277.
البرجلانية: ذكرت قبلها.
برجمة: حصن للروم في شعر جرير.
برجمين: بكسر الميم، وياء ساكنة، ونون: من
قرى بلخ في ظن أبي سعد، منها أبو محمد الأزهر بن
بلخ البرجميني، سافر إلى العراق والحجاز في طلب
العلم، روى عن وكيع، وله إخوة ثلاثة: الياس
ومكتوم وسعيد بنو بلخ البرجميني.
برجونية: بالفتح، والواو ساكنة، ونون مكسورة،
وياء خفيفة، وهاء: قرية من شرقي واسط قبالتها،
وهي نزهة ذات أشجار ونخل كثيرة، عندها عمر
النصارى الذي ذكره ابن الحجاج في قوله:
بالعمر من واسط، والليل ما انبسطت
فيه النجوم، وضوء الصبح لم يلح
وبها قبر يزعمون أنه قبر سعيد بن جبير الذي قتله
الحجاج، ومنها أبو العباس أحمد بن سالم البرجوني،
روى عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن
ماذويه البزاز المعروف بابن العجمي الواسطي.
برجة: مدينة بالأندلس من أعمال إلبيرة، ينسب
إليها أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الجذامي
المقري، قال أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز الأندي:
هو منسوب إلى برجة بلدة من أعمال المرية، سمع
من شيخنا أبي علي وقرأ القرآن على أصحاب أبي
عمرو عثمان بن سعيد الداني المقري، توفي بالمرية
سنة 506.
برحايا: بالضم ثم الفتح، والحاء مهملة، وألفان بينهما
ياء: اسم واد في قول تميم بن أبي بن مقبل حيث قال:
رآها فؤادي أم خشف خلالها،
بقور الوراقين، السراء المصنف
رعت برحايا في الخريف، وعادة
لها برحايا كل شعبان تخرف
هكذا رواه ابن المعلى الأزدي بكسر أوله على
أن اسم الموضع رحايا، والباء للجر، ثم قال: وكان
خالد يروي برحايا، يجعل الباء أصلا ويضمها.
برخوار: بالضم ثم السكون، وخاء معجمة مضمومة،
374

وواو، وألف، وراء: من نواحي أصبهان تشتمل
على عدة قرى، منها أبو سعيد عصام بن زيد بن
عجلان البرخواري البلومي.
برخشان: بالفتح، وخاء معجمة مضمومة، وشين
معجمة: من قرى ما وراء النهر، منها عبد الله بن
علي الفرغاني المرغيناني ولد ببرخشان.
برخو: بالفتح: قلعة من قلاع ناحية الزوزان
لصاحب الموصل.
برداد: بالدالين المهملتين: من قرى سمرقند على
ثلاثة فراسخ منها، ينسب إليها أبو سلمة النضر بن
رسول البردادي السمرقندي، يروي عن أبي عيسى
الترمذي وغيره.
البردان: بالتحريك: مواضع كثيرة، قال أبو
الحسن العمراني: أنشدني جار الله العلامة، يعني أبا
القاسم الزمخشري، وكنت أناوله الجمد المدقوق
فيشربه إذ دخل عليه بعض الكبراء فقال لي: إن
ذلك يضره، فذكرت له ذلك، فقال:
ألا إن في قلبي جوى، لا يبله
قويق ولا العاصي ولا البردان
قال هذا آخر ما سمعته من كلامه وإنشاده، وهذه
أسماء أنهار بالشام، تذكر إن شاء الله تعالى.
والبردان أيضا: عين بأعلى نخلة الشامية من أرض
تهامة، وبها عينان: البردان وتنضب، قال نصر:
البردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة،
وفيها قال ابن ميادة:
ظلت بروض البردان تغتسل،
تشرب منها نهلات وتعل
وقال الأصمعي: البردان ماء بنجد لبني عقيل
ابن عامر بينهم وبين هلال بن عامر، وقال أبو زياد:
البردان في أقصى بلاد بني عقيل وأول بلاد مهرة،
وأنشد:
ظلت بروض البردان تغتسل
والبردان أيضا: ماء لبني نصر بن معاوية بالحجاز
لبني جشم، فيه شئ قليل لبطن مهم يقال لهم
بنو عصيمة، يزعمون أنهم من اليمن وأنهم ناقلة في
بني جشم، وقال عميرة بن جعيل بن عمرو بن
مالك بن الحارث بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب:
ألا يا ديار الحي بالبردان!
خلت حجج بعدي لهن ثمان
فلم يبق منها غير نؤي مهدم،
وغير أوار، كالركي دفان
والبردان أيضا: ماء بالسماوة دون الجناب وبعد
الحني من جهة العراق. والبردان أيضا: ماء
للضباب قرب دارة جلجل، عن ابن دريد.
والبردان أيضا قال الأصمعي: من جبال الحمى
الذهلول ثم البردان، وهو ماء ملح، كثير النخل.
والبردان أيضا: من قرى بغداد على سبعة فراسخ
منها، قرب صريفين، وهي من نواحي دجيل،
وقال أبو المنذر هشام بن محمد: سميت البردان التي
فوق بغداد بردانا لان ملوك الفرس كانوا إذا أتوا
بالسبي فنفوا منه شيئا قالوا: برده أي اذهبوا به إلى
القرية، وكانت القرية بردان فسميت بذلك، كذا
قال. قلت أنا: وتحقيق هذا أن برده بالفارسية هو
الرقيق المجلوب في أول اخراجه من بلاد الكفر،
ولعل هذه القرية كانت منزل الرقيق فسميت
بذلك، لأنهم يلحقون الدال والألف والنون في
بعض ما يجعلونه وعاء للشئ، كقولهم لوعاء الثياب:
جامه دان، ولوعاء الملح، نمكدان، وما أشبه
ذلك، ثم وقفت على كتاب الموازنة لحمزة فوجدته
375

قد ذكر قريبا مما قلته، فإنه قال: البردان تعريب
برده دان، وكان بخت نصر لما سبى اليهود أنزلهم
هناك إلى أن ورد عليه أمر الملك لهراسف من بلخ
بما يصنع بهم، وفيه يقول جحظة:
إدفع ورود الهم عنك بقهوة
مخزونة في حانة الخمار
جازت مدى الأعمار، فهي كأنها
عند المذاق تزيد في الأعمار
يسعى بها خنث الجفون منعم،
في خده ماء النضارة جار
في رقة البردان بين مزارع،
محفوفة ببنفسج وبهار
بلد يشبه صيفه بخريفه،
رطب الأصائل بارد الأسحار
وينسب إليها جماعة، منهم: أبو الحسن محمد بن أحمد
ابن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي البرداني، توفي
في ذي القعدة سنة 469، وابنه أبو علي كان فاضلا،
توفي سنة 498. والبردان أيضا بالكوفة، وكان
منزل وبرة بن رومانس، وقال هشام: هو وبرة
الأصغر ابن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو
ابن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة
ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة
أخو النعمان بن المنذر لامه، فمات ودفن بهذا
الموضع، فلذلك يقول مكحول بن حرثة يرثيه:
ألا يا عين جودي، باندفاق،
على مردى قضاعة بالعراق
فما الدنيا بباقية لحي،
ولا حي على الدنيا بباق
لقد تركوا على البردان قبرا،
وهموا للتفرق بانطلاق
وقال ابن الكلبي: مات في طريقه إلى الشام فيجوز أن
يكون البردان الذي بالسماوة، وقد ذكر. والبردان
أيضا: نهر بثغر طرسوس مجيئه من بلاد الروم
ويصب في البحر على ستة أميال من طرسوس، ولا
أعرف بالشام موضعا أو نهرا يقال له البردان غيره،
فهو الذي عناه الزمخشري. والبردان أيضا: نهر
يسقي بساتين مرعش وضياعها، مخرجه من أصل
جبل مرعش ويسمى هذا الجبل الأقرع، وذكر هذين
النهرين أحمد بن الطيب السرخسي. والبردان
أيضا سيح البردان: موضع باليمامة فيه نخل، عن
ابن أبي حفصة.
البردان: بالضم ثم السكون، تثنية برد: غديران
بنجد بينهما حاجز، يبقى ماؤها شهرين وثلاثة،
وقيل: هما ضفيرتان من رمل، قال القتال الكلابي:
سمعت وأصحابي بذي النخل نازلا،
وقد يشعف النفس الشعاع حبيبها
دعاء بذي البردين من أم طارق،
فيا عمرو! هل تبدو لنا فتجيبها؟
ويوم البردين من أيام العرب، وهو يوم الغبيط
ظفرت به بنو يربوع ببني شيبان، فقال مالك بن
نويرة:
فأقررت عيني يوم ظلوا، كأنهم
ببطن الغبيط خشب أثل مسند
صريع عليه الطير، تنقر عينه،
وآخر مكبول بمال مقيد
لدن غدوة، حتى أتى الليل دونهم،
ولا تنتهي عن ملئها منهم يد
وأصبح منهم، بعد فل، لقاؤنا
بقيقاءة البردين، فل مطرد
376

برد: بفتحتين: موضع في قول بدر بن حزان
الفزاري:
ما اضطرك الحرز من ليلى إلى برد،
تختاره معقلا عن جش أعيار
وقال الفضل بن العباس اللهبي:
عوجا على ربع سعدي كي نسائله،
عوجا فما بكما غي ولا بعد
إني إذا حل أهلي، من ديارهم،
بطن العقيق وأمست دارها برد
تجمعنا نية، لا الخل واصلة
سعدي، ولا دارنا من دارهم صدد
ووجدت في أشعار بني أسد المقروء تصنيفها على أبي
عمرو الشيباني يروي بالفتح ثم الكسر في قول
المغترف المالكي حيث قال:
سائلوا عن خيلنا ما فعلت
ببني القين وعن جنب برد
وقال نصر: برد جبل في أرض غطفان يلي الجناب،
وقيل: هو ماء لبني القين، ولعلهما موضعان.
برد: بالضم، والسكون، قال نصر: برد صريمة
من صرائم رمل الدهناء في ديار تميم كان لهم فيه يوم.
برد: بالفتح ثم السكون: جبل يناوح رؤافا،
وهما جبلان مستديران بينهما فجوة في سهل من
الأرض غير متصلة بغيرهما من الجبال، بين تيماء
وجفر عنزة، وجفر عنزة في قبليهما، وقال نصر:
برد صقع يمان أحسب أنه أحد أبنيتهم. وبرد
أيضا: ماء قرب صفينة من مياه بني سليم ثم لبني
الحارث منهم.
بردرايا: بفتح الدال والراء، وبين الألفين ياء:
موضع أظنه بالنهروان من أعمال بغداد.
بردسير: بكسر السين، وياء ساكنة، وراء:
أعظم مدينة بكرمان مما يلي المفازة التي بين كرمان
وخراسان، وقال الرهني الكرماني: يقال إنها من
بناء أردشير بن بابكان، وقال حمزة الأصبهاني:
بردسير تعريب أردشير وأهل كرمان يسمونها
كواشير، وفيها قلعة حصينة، وكان أول من اختار
سكناها أبو علي بن الياس، كان ملكا بكرمان في
أيام عضد الدولة بن بويه، وبينها وبين السيرجان
مرحلتان وبينها وبين زرند مرحلتان، وقيل لي إن
فيها قلعتين: إحداهما في طرف البلد والأخرى في
وسطه، وشربهم من الآبار، وحولها بساتين تسقى
بالقني، وفيها نخل كثير، وينسب إليها جماعة، منهم
من المتأخرين: أبو غانم أحمد بن رضوان بن عبيد الله
ابن الحسن الشافعي الكرماني البردسيري، كان فاضلا
دينا، سمع أبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن
الرازي المقري وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد
الواحدي المفسر وغيره، ذكره في التحبير، ومات
ببردسير في صفر سنة 521، وأبو بكر عبد الرزاق
ابن علي بن الحسين بن عبد الرزاق البردسيري، ذكره في
التحبير أيضا، وقال: كان حيا في سنة 537، وقال
أبو يعلى محمد بن محمد البغدادي:
كم قد أردت مسيرا
من بردسير البغيضة
فرد عزمي عنها
هوى الجفون المريضة
بردنيس: بكسر النون، وياء ساكنة، وسين مهملة:
ناحية من أعمال صعيد مصر قرب أبويط في شرقي
النيل في كورة الأسيوطية.
بردون: بفتحتين، وتشديد الدال، وسكون
الواو، ونون: قرية من قرى ذمار من أرض اليمن.
377

برديا: بفتح الدال، وياء مشددة، وألف، وفي
كتاب التكملة للخارزنجي: بكسر الدال، وهو من
أغلاطه، قيل: هو نهر دمشق وقيل غير ذلك، وقال
أحمد بن يحيى في قول الراعي النميري:
وملن كالتين وارى القطن أسوقه،
واعتم من برديا بين أفلاج
برديا: نهر دمشق، ويقال له بردى أيضا، ولها نهر
آخر يقال له بأناس.
برديج: بسكون الراء، وكسر الدال، وياء
ساكنة، وجيم: مدينة بأقصى أذربيجان، بينها وبين
برذعة أربعة عشر فرسخا، والماء يحيط بها في نهر
يقارب دجلة في العظم يقال له الكر، ينسب إليها
الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي،
سمع نصر بن علي الجهضمي وبكار بن قتيبة وسعيد
ابن أيوب الواسطي وغيرهم، روى عنه جعفر بن أحمد
ابن سنان القطان وسليمان الطبراني وابن عدي وغيره،
وقال حمزة بن يوسف السهمي: سألت الدارقطني
عن أبي بكر البرديجي فقال: ثقة مأمون جبل،
مات في شهر رمضان سنة 301، وهو أحد أركان
الحديث.
برديس: السين مهملة: قرية بصعيد مصر من كورة
قوص على غربي النيل.
بردى: بثلاث فتحات، بوزن جمزى وبشكى،
قال جرير:
لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردى،
إذا تجوب عن أعناقها السدف
أعظم أنهر دمشق، وقال نفطويه: هو بردى ممال
يكتب بالياء، مخرجه من قرية يقال لها قنوا من
كورة الزبداني على خمسة فراسخ من دمشق مما يلي
بعلبك، يظهر الماء من عيون هناك ثم يصب إلى
قرية تعرف بالفيجة على فرسخين من دمشق،
وتنضم إليه عين أخرى ثم يخرج الجميع إلى قرية
تعرف بجمرايا فيفترق حينئذ فيصير أكثره في
بردى، ويحمل الباقي نهر يزيد، وهو نهر حفره يزيد
ابن معاوية في لحف جبل قاسيون، فإذا صار ماء
بردى إلى قرية يقال لها دمر افترق على ثلاثة أقسام،
لبردى منه نحو النصف، ويفترق الباقي نهرين، يقال
لاحد هما: ثورا في شمالي بردى، وللآخر بأناس في
قبليه، وتمتزج هذه الأنهر الثلاثة بالوادي ثم
بالغوطة حتى يمر بردى بمدينة دمشق في ظاهرها
فيشق ما بينها وبين العقيبة حتى يصب في
بحيرة المرج في شرقي دمشق، وهو أهبط
أنهار دمشق، وإليه تنصب فضلات أنهرها،
ويساوقه من الجهة الشمالية نهر ثورا، وفي شمال ثورا
نهر يزيد، إلى أن ينفصل عن دمشق وبساتينها، ومهما
فضل من ذلك كله صب في بحيرة المرج. وأما بأناس
فإنه يدخل إلى وسط مدينة دمشق فيكون منه
بعض مياه قنواتها وقساطلها وينفصل باقيه فيسقي
زروعها من جهة الباب الصغير والشرقي. وقد أكثر
الشعراء في وصف بردى في شعرهم وحق لهم، فإنه
بلا شك أنزه نهر في الدنيا، فمن ذلك قول ذي
القرنين أبي المطاع بن حمدان:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها،
فلي بجنوب الغوطتين شجون
وما ذقت طعم الماء إلا استخفني،
إلى بردى والنير بين، حنين
وقد كان شكي في الفراق يروعني،
فكيف يكون اليوم وهو يقين؟
378

فوالله ما فارقتكم قاليا لكم،
ولكن ما يقضى فسوف يكون
وقال العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني
الكاتب يذكر هذه الأنهر من قصيدة:
إلى ناس بأناس لي صبوة،
لها الوجد داع وذكري مثير
يزيد اشتياقي وينمو، كما
يزيد يزيد وثورا يثور
ومن بردى برد قلبي المشوق،
فها أنا من حره مستجير
وبردى أيضا: جبل بالحجاز في قول النعمان بن بشير:
يا عمرو لو كنت أرقي الهضب من بردى
أو العلى من ذرى نعمان أو جردا
وكل هذه مواضع بالحجاز.
بما رقيتك لاستهويت مانعها،
فهل تكونن إلا صخرة صلدا؟
وبردى أيضا: من قرى حلب من ناحية السهول.
وبردى أيضا: نهر بثغر طرسوس.
برذاور: بسكون الراء، والذال معجمة، والواو
مفتوحة، وراء: موضع بهمذان ولا أدري قرية
أو محلة.
برذعة: وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة، والعين
مهملة عند الجميع: بلد في أقصى أذربيجان، قال
حمزة: برذعة معرب برده دار، ومعناه بالفارسية
موضع السبي، وذلك أن بعض ملوك الفرس سبى
سبيا من وراء أرمينية وأنزلهم هناك، وقال هلال بن
المحسن: برذعة قصبة أذربيجان، وذكر ابن الفقيه
أن برذعة هي مدينة أران، وهي آخر حدود
أذربيجان، كان أول من أنشأ عمارتها قباذ الملك،
وهي في سهل من الأرض، عمارتها بالآجر والجص،
وقال صاحب كتاب الملحمة: مدينة برذعة طولها
تسع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس
وأربعون درجة في الاقليم السادس، طالعها الحوت
ثلاث عشرة درجة، كف الخضيب في درجة طالعها
وقلب العقرب في خامسها ويد الجوزاء في رابعها
وسرة الجوزاء في رابعها بالحقيقة، وذكر أبو عون في
زيجه: برذعة في الاقليم الخامس، طولها ثلاث وسبعون
درجة، وعرضها ثلاث وأربعون درجة، وقال
الإصطخري: برذعة مدينة كبيرة جدا أكثر من
فرسخ في فرسخ، وهي نزهة خصبة كثيرة الزرع
والثمار جدا، وليس ما بين العراق وخراسان بعد
الري وأصبهان مدينة أكبر ولا أخصب ولا أحسن
موضعا من مرافق برذعة، ومنها على أقل من فرسخ
موضع يسمى الاندراب ما بين كرنة ولصوب
ويقطان أكثر من مسيرة يوم، مشتبكة البساتين
والباغات، كلها فواكه، وفيها الفندق الجيد أجود
من فندق سمرقند، وبها شاه بلوط أجود من شاه
بلوط الشام، ولهم فواكه تسمى الروقال في تقدير
الغبيراء، حلو الطعم إذا أدرك، وفيه مرارة قبل
أن يدرك، وببرذعة تين يحمل من لصوب يفضل
على جميع أجناسه، ويرتفع منها من الإبريسم شئ
كثير مستحدث من توت مباح لا مالك له، يجهز
منه إلى فارس وخوزستان جهازا واسعا. وعلى ثلاثة
فراسخ من برذعة نهر الكر فيه الشور ما هي الذي
يحمل إلى الآفاق مملحا، وهو نوع من السمك،
ويرتفع من نهر الكر سمك أيضا يقال له الدواقن
والعشب، وهما سمكان يفضلان على أجناس السمك
بتلك النواحي. وببرذعة باب يسمى باب الأكراد
تقوم عنده سوق تسمى الكركي في يوم الأحد
379

يكون مقدارها فرسخا في فرسخ، يجتمع فيها الناس
كل يوم الأحد من كل أسبوع من كل وجه وأوب
حتى من العراق، وهو أكبر من سوق كورسره،
وقد غلب على هذا اليوم اسم الكركي حتى
إن كثيرا منهم إذا عد أيام الأسبوع قال:
الجمعة والسبت والكركي والاثنين والثلاثاء حتى
يعد أيام الأسبوع. وبيت ما لهم في المسجد
الجامع على رسم الشام، فإن بيوت الأموال
بالشام في مساجدها، وهو بيت مال مرصص السطح
وعليه باب حديد وهو على تسع أساطين، ودار
الامارة بجنب الجامع في المدينة والأسواق في
ربضها، قلت: هذه صفة قديمة فأما الآن فليس من
ذلك كله شئ، وقد لقيت من أهل برذعة بأذربيجان
من سألته عن بلده فذكر أن آثار الخراب بها كثيرة
وليس بها الآن إلا كما يكون في القرى ناس قليل
وحال مضطرب وصعلكة ظاهرة وضرباد ودور
متهدمة وخراب مستول عليهم، فسبحان من
يحيل ولا يحول ويزيل ولا يزول وله في خلقه تدبير
لا يظهر لاحد من خلقه سر المصلحة. ومن برذعة
إلى جنزة، وهي كنجة، تسعة فراسخ، وقال مسلم
ابن الوليد يرثي يزيد بن مزيد وكان قد مات ببرذعة
سنة 135:
قبر ببرذعة، استسر ضريحه
خطرا، تقاصر دونه الاخطار
أجل تنافسه الحمام، وحفرة
نفست عليها وجهك الأحجار
أبقى الزمان على معد، بعده،
حزنا، لعمر الدهر ليس يعار
نفضت بك الآمال أحلاس الغنى،
واسترجعت نزاعها الأمصار
سلكت بك العرب السبيل إلى العلى،
حتى إذا بلغ المدى بك حاروا
فاذهب، كما ذهبت غوادي مزنة
أثنى عليها السهل والأوعار
وأما فتحها فقد قالوا: سار سلمان بن ربيعة الباهلي
في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، بعد فتح
بيلقان إلى برذعة فعسكر على الثر ثور، وهو نهر
منها على أقل من فرسخ، فأغلق أهلها دونه أبوابها
فشن الغارات في قراها، وكانت زروعها مستحصدة
فصالحوه على مثل صلح البيلقان، فدخلها وأقام بها
ووجه خيله ففتحت بلادا أخر، وينسب إلى برذعة
جماعة من الأئمة، منهم مكي بن أحمد بن سعدويه
البرذعي أحد المحدثين المكثرين والرحالين المحصلين،
سمع بدمشق أحمد بن عمير ومحمد بن يوسف
الهروي وبأطرابلس أبا القاسم عبد الله بن الحسن بن
عبد الرحمن البزاز وببغداد أبا القاسم البغوي وأبا محمد
صاعدا وبغيرها أبا يعلى محمد بن الفضل بن زهير وأبا
عروبة وأبا جعفر الطحاوي وعبد الحكم بن أحمد
المصري ومحمد بن أحمد بن رجاء الحنفي ومحمد بن
عمير الحنفي بمصر وعرس بن فهد الموصلي، روى
عنه الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه والحاكم
أبو عبد الله وأبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد بن
يعقوب العطار الرسي، وكان نزل نيسابور سنة 330
فأقام بها ثم خرج إلى ما وراء النهر سنة 350،
وكتب بخراسان ما يتحير فيه الانسان كثرة، وتوفي
بالشاش سنة 354، وسعيد بن عمرو بن عمار أبو
عثمان الأزدي، سمع بدمشق أبا زرعة الدمشقي وأبا
يعقوب الجوزجاني وأبا سعيد الأشج ومسلم بن الحجاج
الحافظ ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا زرعة وأبا حاتم
الرازيين ومحمد بن إسحاق الصاغاني وغيرهم، روى
380

عنه محمد بن يوسف بن إبراهيم وأبو عبد الله أحمد
ابن طاهر بن النجم الميانجي وغيرهما، وقال حفص بن
عمر الأردبيلي: جلس سعيد بن عمرو البرذعي في
منزله وأغلق بابه وقال: ما أحدث الناس فإن الناس قد
تغيروا، فاستعان عليه أصحاب الحديث بمحمد بن
مسلم بن واره الرازي فدخل عليه وسأله أن يحدثهم،
فقال: ما أفعل، فقال: بحقي عليك إلا حدثتهم،
فقال: وأي حق لك علي؟ فقال: أخذت يوما
بركابك، فقال: قضيت حقا لله عليك وليس لك
علي حق، فقال: إن قوما اغتابوك فرددت عنك،
فقال: هذا أيضا يلزمك لجماعة المسلمين، قال:
فإني عبرت بك يوما في ضيعتك فتعلقت بي إلى
طعامك فأدخلت على قلبك سرورا، فقال: أما هذه
فنعم، فأجابه إلى ما أراد، و عبد العزيز بن الحسن
البرذعي الحافظ العابد أبو بكر من الرحالة، سمع
بدمشق محمد بن العباس بن الدرفس وبمصر محمد بن
أحمد الحافظ وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس
البغدادي المنجنيقي وبالموصل أحمد بن عمر الموصلي،
وأظنه أبا يعلى لأنه يروي عن غسان بن الربيع،
روى عنه أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ وأبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وأبو محمد
عبد الله بن سعيد الحافظ، وقال الحاكم أبو عبد الله في
تاريخه: عبد العزيز بن الحسن أبو بكر البرذعي
العابد، وهو من الغرباء الرحالة الذين وردوا على أبي
بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فأتمنه أبو بكر على
حديثه لزهده وورعه وصار المفيد بنيسابور في حياة
أبي بكر وبعد وفاته، ثم خرج سنة 318 من
نيسابور إلى رباط فراوة فأقام به مدة ثم سكن نسا
إلى أن توفي بها سنة 323. وجو برذعة: أرض
لبني نمير باليمامة في جوف الرمل، فيها نخل.
برذون: بكسر الباء، وسكون الراء، وفتح
الذال المعجمة، وواو ساكنة، ونون: بليدة من
نواحي خوزستان قرب بصنى تعمل فيها الستور
البصنية وتدلس بعمل بصنى.
برذيش: بالذال المعجمة مكسورة، وياء ساكنة،
وشين معجمة: من مدن قرمونة بالأندلس.
برزاباذان: بالضم، والسكون، وزاي، وألف،
وباء موحدة، وألف، وذال معجمة، وألف،
ونون: من قرى أصبهان، منا أبو العباس الفضل
ابن أحمد القرشي، قال ابن مردويه: هو ضعيف.
برزاط: بالطاء المهملة: من قرى بغداد في ظن أبي
سعد، منها أبو عبد الله محمد بن أحمد البرزاطي
البغدادي، حدث عن الحسن بن عرفة.
برزبين: بالفتح، وكسر الباء الثانية، وياء ساكنة،
ونون: قرية كبيرة من قرى بغداد على خمسة فراسخ
منها، إليها ينسب القاضي أبو علي يعقوب بن إبراهيم
العكبري البرزبيني الحنبلي قاضي باب الأزج، توفي
في شعبان سنة 486 عن ثمانين سنة.
برز: بالضم: من قرى مرو قرب كمسان على
خمسة فراسخ من مرو، ينسب إليها سليمان بن عامر
ابن عمير الكندي البرزي، حدث عن الربيع بن
أنس، روى عنه إسحاق بن راهويه وأبو يحيى القصير
وأبو حجر عمرو بن رافع، قال ابن أبي حاتم:
سمعت أبي يقول هو مستوي الحديث صدوق لو
أدرك شعبة هذا لكان يكتب كلامه، ألا ترى
كيف يتوقى لا يتجاوز ربيع بن أنس؟
البرزمان: بالفتح: قلعة من العواصم من نواحي حلب.
برزمهران: بالضم: بلد قرب جزيرة ابن عمر،
381

وفيه دير أبرن، يقول الشاعر:
سقى الله ذاك الدير غيثا، وخصه
وما قد حواه من قلال ورهبان
وإني إلى الثرثار والحضر حلتي،
ودارك دير ابون أو برزمهران
برزنج: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي،
وسكون النون، وجيم: مدينة من نواحي أران،
بينها وبين برذعة ثمانية عشر فرسخا في طريق باب
الأبواب، وفي برزنج المعبر الذي على نهر الكر
يعبر فيه إلى شماخي مدينة شروان.
برزند: الدال مهملة: بلد من نواحي تفليس من
أعمال جرزان من أرمينية الأولى، كان أول من
عمرها الأفشين وجعلها معسكرا له بعد أن كانت
خرابة، وقال الإصطخري: بين برزند وأردبيل
خمسة عشر فرسخا، وقول أبو سعد: برزند من
نواحي أذربيجان وقد ذكرنا أنها من أعمال تفليس
وعمارة الأفشين، وأظن أن الموضع الذي عمره
الأفشين برزنج أو موضع آخر يوافق اسمه اسم هذا،
والله أعلم فليحقق، منها أبو منصور صالح بن بديل
ابن علي البرزندي، روى عن أبي الغنائم عبد الصمد
ابن علي بن المأمون وأبي منصور بكر بن حيدر،
سمع منه أبو القاسم الرويدشتي، مات ببغداد في
شعبان سنة 493، وبديل بن علي بن بديل البرزندي
أبو القاسم الفقيه، روى عن أبي طالب العشاري وأبي
إسحاق البرمكي، وكان صدوقا، قاله شيرويه.
برز ما هن: هو موضع قصر شيرين بأرض الجبل،
قال الشاعر:
يا طالبي غرر الأماكن!
حيوا الديار ببرز ما هن
وسلوا السحاب تجودها،
وتسح في تلك الأماكن
برزن: من قرى مرو متصلة ببرماقان، منها أبو
إبراهيم أحمد بن عبد الواحد الكاتب البرزني. وبرزن:
قرية أخرى بمرو أيضا، يقال لها: باغ وبرزن، وهما
قريتان متصلتان على فرسخين من مرو، منها إسماعيل
البرزني، يروي عن الفضل بن موسى الشيباني.
برزه: بالهاء الصريحة: قرية من أعمال بيهق من
نواحي نيسابور، ينسب إليها أبو القاسم حمزة بن
الحسين البرزهي ثم البيهقي، له تصانيف في الأدب، منها
كتاب الفصول وكتاب محامد من يقال له محمد
وكتاب محاسن من يقال له أبو الحسن ذكره
الباخرزي في كتاب دمية القصر، مات في شهر
ربيع الأول سنة 488، قاله عبد الغافر.
برزة: بتاء التأنيث: قرية من غوطة دمشق، ينسب
إليها عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن علي
أبو القاسم البرزي المعيوفي المقري، سمع أبا محمد بن
أبي نصر، روى عنه طاهر الخشوعي وعمر الدهستاني
و عبد الله السمرقندي وغيرهم، مات في شوال سنة
462، ومنهم أيضا عبد الله بن محمود بن أحمد الخشبي
البرزي أبو علي، سمع أبا محمد بن أبي نصر وأبا القاسم
عبد العزيز بن عثمان القرقساني وأبا الحسن محمد بن
عوف بن أحمد المزني وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن
القطان، قاله الحافظ أبو القاسم وقال: سمع منه
شيخنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن علي بن أحمد
ابن عبد العزيز الأنصاري الأندلسي، قال لنا ابن
الأكفاني: وفيها، يعني سنة 466، توفي أبو علي البرزي
يوم الثلاثاء السادس عشر من شوال، وكان شافعي
المذهب يحفظ جميع مختصر المزني، ومحمد بن أحمد
382

ابن إسماعيل بن علي، ويقال: ان إسماعيل بن محمد
البرزي المقري الصوفي روى عن أبي سليمان محمد بن
عبد الله بن أحمد بن زيد، روى عنه أبو سعد إسماعيل
ابن علي السمان و عبد العزيز الكناني وعلي بن الخضر
وكنوه أبا عبد الله، وعلي الحنائي وكناه أبا بكر،
توفي في نصف المحرم سنة 415، وإياها عنى ابن منير
بقوله:
سقاها وروى، من النيربين
إلى الغيضتين وحموريه
إلى بيت لهيا إلى برزة،
دلاح مكفكفة الأوعية
وذكر بعضهم أن مولد إبراهيم الخليل، عليه السلام،
ببرزة وهو غلط، أجمعوا على أن مولده كان ببابل
من أرض العرق، وبرزة أيضا: رستاق بأذربيجان
في كتاب البلاذري في أيدي الأوديين.
برزة: بالضم: موضع كانت به وقعة تذكر في أيام
العرب، قال عبد الله بن جذل الطعان:
فدى لهم نفسي، وأمي فدى لهم،
ببرزة، إذ يخبطنهم بالسنابك
وفي يوم برزة قتل مالك بن خالد بن صخر بن
الشريد، وهو ذو التاج، كان بنو سليم بن منصور
توجوه ثم ملكوه عليهم، فغزا بني كنانة وأغار
على بني فراس بن مالك بموضع يقال له برزة،
ورئيس بني فراس عبد الله بن جذل الطعان فقتله عبد
الله، وهو يوم مشهور من أيام العرب، ووجدته
بخط بعض الأدباء بفتح الباء، قال وقال ابن حبيب:
برزة شعبة تدفع على بئر الرويثة العذبة، وقال ابن
السكيت: هما برزتان وهما شعبتان قريب من
الرويثة تصبان في درج المضيق من يليل، وقال
كثير: يعاندن في الأرسان أجواز برزة،
عتاق المطايا مسنفات جبالها
وبرزة أيضا، والعامة تقول برزى ممال: قرية من
نواحي واسط في أوائل نهر الغراف. وبرزة أيضا:
من قرى بغداد من نواحي طريق خراسان.
برزويه: بالفتح، وضم الزاي، وسكون الواو،
وفتح الياء، والعامة تقول برزيه: حصن قرب
السواحل الشامية على سن جبل شاهق، يضرب بها المثل
في جميع بلاد الإفرنج بالحصانة، تحيط بها أودية من
جميع جوانبها، وذرع علو قلعتها خمسمائة
وسبعون ذراعا، كانت بيد الإفرنج حتى فتحها الملك
الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 584.
برسانجرد: بالضم، والسين مهملة، وألف ونون
ساكنان، وجيم مكسورة، وراء، ودال: من
قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها، ينسب إليها خالد
ابن أبي برزة الأسلمي البرسانجردي من علماء التابعين،
سكن هذه القرية فنسب إليها.
برسان: من قرى سمرقند، ينسب إليها أحمد بن
خلف بن حسين البرساني، روى عن أحمد بن محمد
ابن شاهويه البلخي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن
الفضل بن سليمان العدوي.
برسحور: بالفتح، والسين مفتوحة، والحاء مهملة،
والواو ساكنة، وراء: من قرى الرها، منها
إبراهيم بن بديع أبو إسحاق البرسحوري، كان يقال
إنه من الابدال، ذكره أبو الحسن علي بن الحسن
ابن علان الحافظ في تاريخ الجزريين.
برسخان: بالفتح، وضم السين المهملة، وخاء معجمة،
والنسبة إليها برسخي: قرية من قرى بخارى على
383

فرسخين، منها أبو بكر منصور البرسخي صاحب
تاريخ بخارى، وابنه أبو رافع العلاء الفقيه الشافعي
الأصم.
برس: بالضم: موضع بأرض بابل به آثار لبخت
نصر وتل مفرط العلو يسمى صرح البرس، وإليه
ينسب عبد الله بن الحسن البرسي، كان من أجلة
الكتاب وعظمائهم، ولي ديوان بادوريا في أيام المعتضد
وغيره، وعاش إلى صدر أيام المقتدر، ولا أدري
هل أدرك غيره من الخلفاء أم لا.
برسف: بضم السين: قرية في طريق خراسان
من سواد بغداد بالجانب الشرقي، نسب إليها أبو
الحسن محمد بن بعار بن الحسن بن صالح بن
يوسف الضرير البرسفي، سمع أبا القاسم علي بن
السيد بن الصباغ وأبا الوقت السجزي ومحمد بن ناصر،
سمع منه جماعة من أقراننا، وكان شيخا صالحا،
سئل عن مولده فقال في سنة 528 ببرسف، ومات
سنة 605.
برسم: بالفتح، وكسر السين، وياء ساكنة، وميم:
زقاق بمصر، ينسب إليه عبد الله بن الحسن، وفي
كتاب أبي سعيد: عبد العزيز بن قيس بن حفص
البرسيمي، حدث عن يزيد بن سنان وبكار بن قتيبة
وغيرهما، توفي في سنة 332، وكان ثقة.
برشاعة: بالكسر، وشين معجمة، وعين مهملة:
منهل بين الدهناء واليمامة، عن الحفصي.
برشانة: بالفتح، وبعد الألف نون: من قرى إشبيلية
بالأندلس، منها أبو عمرو أحمد بن محمد بن هشام
ابن جمهور بن إدريس بن أبي عمرو البرشاني، روى
عن أبيه وعمرو بن القاسم بن سليمان الجبلي وأبي الحسن
علي بن عمر بن موسى الإيذجي وأبي بكر إسماعيل بن
محمد بن إسحاق بن غرزة وأبي القاسم السقطي وغيرهم،
روى عنه محمد بن عبد الله الخولاني.
برشليانة: بسكون اللام، وياء، وألف، ونون:
بلدة بالأندلس من أقاليم لبلة.
البرشلية: موضع بأران له ذكر في أخبار ملوك
الفرس.
برشهر: الهاء ساكنة، وراء: اسم لمدينة نيسابور
بخراسان، وهي أبرشهر، وقد ذكرت هناك،
قال الشاعر:
كفى حزنا أنا جميعا ببلدة،
ويجمعنا في أرض برشهر مشهد
وكل لكل مخلص الود وامق،
ولكننا في جانب عنه نفرد
نروح ونغدو لا تزاور بيننا،
وليس بمضروب لنا فيه موعد
فأبداننا في بلدة، والتقاؤنا
عسير، كأنا ثعلب والمبرد
برطاس: بالضم: اسم لامة لهم ولاية واسعة تعرف
بهم، تنسب إليها الفراء البرطاسية، وهم متاخمون
للخزر وليس بينهما أمة أخرى، وهم قوم مفترشون
على وادي إتل. وبرطاس: اسم للناحية والمدينة،
وهم مسلمون ولهم مسجد جامع، وبالقرب منها
مدينة تسمى سوارا فيها أيضا مسجد جامع، ولأهل
برطاس لسان مفرد ليس بتركي ولا خزري ولا
بلغاري، قال الإصطخري: وأخبرني من كان يخطب
بها ان مقدار الناس من المدينتين نحو عشرة آلاف
رجل لهم أبنية خشب يأوون إليها في الشتاء، وأما في
الصيف فإنهم يفترشون في الخركاهات، قال الخاطب:
وان الليل عندهم لا يتهيأ أن يسار فيه في الصيف
384

أكثر من فرسخ، ومن إتل مدينة الخزر إلى برطاس
مسيرة عشرين يوما ومن أول مملكة برطاس إلى آخرها
نحو خمسة عشر يوما.
برطلي: بالفتح، وضم الطاء، وتشديد اللام وفتحها،
بالقصر والإمالة: قرية كالمدينة في شرقي دجلة الموصل
من أعمال نينوى، كثيرة الخيرات والأسواق والبيع
والشراء، يبلغ دخلها كل سنة عشرين ألف دينار
حمراء، والغالب على أهلها النصرانية، وبها جامع
للمسلمين وأقوام من اهل العبادة والتزهد، ولهم
بقول وخس جيد يضرب به المثل، وشربهم من
الآبار.
برطوبة: بعد الواو الساكنة باء موحدة: بليدة
على الفرات مقابل رحبة مالك بن طوق من أعمال
الخابور قرب قرقيسياء، كان بها رغيبة المتزهد له
أتباع ولفيف، وهو في أيامنا هذه حي.
برعش: العين مهملة مفتوحة، والشين معجمة: قرية
قرب طليطلة بالأندلس، قال ابن بشكوال: سكنها
صادق بن خلف بن صادق بن كتيل الأنصاري الطليطلي،
له رحلة إلى الشرق، وسمع وروى، ومات بعد
سنة 470.
برع: بوزن زفر: جبل بناحية زبيد باليمن فيه
قلعة يقال لها حلبة، وهي قرب سهام، ويسكنه
الصنابر من حمير، وله سوق، وتفرق بين برع
وبين ضلع ريمة.
برع: بالفتح ثم السكون: حصن من حصون ذمار
باليمن.
برعة: من مخاليف الطائف.
برغث: بالغين المعجمة، والثاء المثلثة: موضع.
برغر: بالغين المعجمة المفتوحة، والراء، قال علي
ابن الحسين المسعودي: مدينة البرغر على ساحل بحر
مانطس، وهو بحر متصل بخليج القسطنطينية، وأرى
أنهم في الاقليم السابع، وهم نوع من الترك والقوافل متصلة
منهم إلى بلاد خوارزم وأرض خراسان ومن بلاد
خوارزم إليهم إلا أن ذلك بين بوادي غيرهم من الترك،
قال: وملك البرغر في وقتنا هذا، وهو سنة 332،
مسلم أسلم أيام المقتدر بعد العشر والثلاثمائة لرؤيا رآها،
وقد كان حج ولد له فورد بغداد وحمل معه المقتدر
لواء وسوادا ومالا، ولهم جامع، وهذا الملك يغزو
بلاد القسطنطينية في نحو خمسين ألف فارس فصاعدا
ويشن الغارات حولها إلى بلاد رومية والأندلس
وأرض برجان والجلالقة وأفرنجة، ومنه إلى
القسطنطينية نحو شهرين بين عمائر وغمائر. والبرغر:
أمة عظيمة شديدة البأس ينقاد إليها من جاورها من
الأمم ولا تمتنع القسطنطينية منهم إلا بأسوار،
وكذلك ما جاورها من البلدان، والليل في بلادهم
في غاية القصر في الصيف حتى إن أحدهم لا يفرغ من
طبخه حتى يأتيه الصبح. قلت أنا: هذه الصفة جميعها
صفة بلغار وما أظنهما إلا واحدا وأنهما لغتان فيه
للسانين، وليس فيه ما أنكرته إلا قوله إن البرغر
على ساحل بحر مانطس وما أظن بينه وبين ساحل
بحر مانطس إلا مسافة بعيدة، والله أعلم.
برغوث: بلفظ البرغوث من الحيوان: بلد بالروم
قريب من عمورية.
برفشخ: بالفتح ثم السكون، وفتح الفاء، والشين
معجمة ساكنة، وخاء معجمة: من قرى بخارى،
منها أبو حاتم فرينام بن جماهر البرفشخي البخاري،
روى عن علي بن خشرم.
385

ذكر البرقاء
مرتب ما أضيفت إليه على حروف المعجم،
والبرقاء تأنيث الأبرق، وهو اختلاف اللون، وقد
ذكر في أبراق فيما سلف.
برقاء: غير مضاف: قرية على شرقي النيل في الصعيد
الأدنى قرب أنصنا.
البرقاء: أيضا في البادية، قال الراجز:
يترك بالبرقاء شيخا قد ثلب
أي ساء جسمه وهزل، وقال الحسين بن مطير في
البرقاء وهي هذه:
ألا لا أبالي أي حي تفرقوا،
إذا ثمد البرقاء لم يخل حاضره
وبالبرق أطلال، كأن رسومها
قراطيس خط الحبر فيهن ساطره
أبت سرحة الأثماد إلا ملاحة
وطيبا، إذا ما نبتها اهتز ناضره
وقال أيضا:
يا صاح! هل أنت بالتعريج تنفعنا،
على منازل بالبرقاء منعرج
على منازل للطاووس قد درست،
تسدي الجنوب عليها ثم تنتسج
برقاء الأجدين: قال عمرو بن معدي كرب:
ويوما ببرقاء الأجدين، لو أتى
أبيا مقامي لانتهى أو لجربا
برقاء أعامق: قد ذكر أعامق في موضعه عن الأخطل.
برقاء جندب: قال الكميت:
وقد فاض غرب، عند برقاء جندب،
لعينيك من عرفان ما كنت تعرف
برقاء شمليل: قال الملك النعمان بن المنذر يخاطب
الربيع بن زياد العبسي:
شرد برحلك عني حيث شئت، ولا
تكثر علي، ودع عنك الأقاويلا
فقد رميت بداء لست غاسله،
ما جاوز النيل يوما أهل إبليلا
قد قيل ذلك إن صدقا وإن كذبا،
فما اعتذارك من قول إذا قيلا؟
وما اعتذارك منه، بعدما جزعت
أيدي المطايا به برقاء شمليلا؟
برقاء ذي ضال: قال جميل:
ومن كان في حبي بثينة يمتري،
فبرقاء ذي ضال علي شهيد
برقاء قرمد: قال البريق:
وقد هاجني منها، ببرقاء قرمد
وأجراع ذي اللهباء، منزلة قفر
برقاء اللهيم: قال النابغة:
ظلنا ببرقاء اللهيم، تلفنا
قبول نكاد من ظلالتها نمسي
برقاء مطرف: قال ذو الرمة:
لعمرك! إني، يوم برقاء مطرف،
لشوقي منقاد الجنيبة تابع
برقاء النطاع: قال الحارث بن حلزة:
لم يحلوا بني رزاح ببرقا
ء نطاع، لهم عليهم دعاء
برقاء هيج: قال العجير السلولي:
خليلي! عوجا أسعفاني وحييا،
ببرقاء هيج، منزلا ورسوما
386

برقان: بفتح أوله، وبعضهم يقول بكسره: من
قرى كاث شرقي جيحون على شاطئه، بينها وبين
الجرجانية مدينة خوارزم يومان، خربت برقان،
منها الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد
ابن غالب الخوارزمي البرقاني، سمع ببلده وورد
بغداد فسمع أبا علي الصواف وأبا بكر القطيعي
وسمع ببلاد كثيرة مثل جرجان وخراسان وغيرهما،
ثم استوطن بغداد، وكتب عنه أبو بكر الخطيب
الحافظ وغيره من الأئمة، قال الخطيب: وكان ثقة
ورعا متقنا مثبتا لم نر في شيوخنا أثبت منه، وصنف
تصانيف كثيرة وكان له كتب كثيرة، نقل من
الكرخ إلى قرب باب الشعير، وكان عدد أسفاط
كتبه ثلاثة وستين سفطا وصندوقين، وكان مولده
في آخر سنة 336، ومات سنة 425 ببغداد.
وبرقان أيضا: من قرى جرجان، نسب إليها
حمزة بن يوسف السهمي بعض الرواة ولست منها
على ثقة.
برقان: موضع بالبحرين قتل فيه مسعود بن أبي
زينب الخارجي، وكان غلب على البحرين وناحية
اليمامة بضع عشرة سنة حتى قتله سفيان بن عمرو
العقيلي سار إليه ببني حنيفة، فقال الفرزدق:
ولولا سيوف من حنيفة جردت
ببرقان، أمسى كاهل الدين أزورا
تركن، لمسعود وزينب أخته،
رداء وجلبابا من الموت أحمرا
البرقانية: بالضم: ماء لبني أبي بكر بن كلاب ثم
لبني كعب بن أبي بكر يقال لهم بنو برقان بقرب
حفيرة خالد.
برقتان: تثنية برقة: موضع، قال جواس بن
نعيم الضبي:
لتقارب الشعب المحاول شعبه،
ولما استحل ببرقتين حريم
البرقعة: ماء لبني نمير ببطن الشريف.
برقعيد: بالفتح، وكسر العين وياء ساكنة، ودال:
بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل
باشزى، قال أحمد بن الطيب السرخسي: برقعيد
بلدة كبيرة من أعمال الموصل من كورة البقعاء وبها
آبار كثيرة عذبة، وهي واسعة وعليها سور ولها ثلاثة
أبواب: باب بلد، وباب الجزيرة، وباب نصيبين،
وعلى باب الجزيرة بناء لأيوب بن أحمد وفيها مائتا
حانوت. قلت أنا: كانت هذه صفتها في قرابة سنة
300 بعد الهجرة، وكان حينئذ ممر القوافل من
الموصل إلى نصيبين عليها، فأما الآن فهي خراب
صغيرة حقيرة، وأهلها يضرب بهم المثل في اللصوصية،
يقال: لص برقعيدي، وكانت القوافل إذا نزلت
بهم لقيت منهم الامرين. حدثني بعض مجاوريها من
أهل القرى أن قفلا نزل تحت بعض جدرانها احترازا
وربط رجل من أهل القفل حمارا له تحت ذلك
الجدار خوفا عليه من السراق وجعل الأمتعة دونه
واشتغلوا بالعس وحراسة ما تباعد عن الجدار لأنهم
أمنوا ذلك الوجه، فصعد البرقعيديون على الجدار
وألقوا على الحمار الكلاليب وأنشبوها في برذعته
واستاقوه إليهم وذهبوا به ولم يدر به صاحبه إلى
وقت الرحيل، فلما كثرت منهم هذه الأفاعيل
تجنبتهم القوافل وجعلوا طريقهم على باشزى وانتقلت
الأسواق إلى باشزى. وبين برقعيد والموصل أربعة أيام
وبينها وبين نصيبين عشرة فراسخ، ومن برقعيد هذه
كان بنو حمدان التغلبيون سيف الدولة وأهله، وقال
387

شاعر يهجو سليمان بن فهد الموصلي مستطردا ويمدح
قرواش بن المقلد أمير بني عقيل:
وليل كوجه البرقعيدي، ظلمة،
وبرد أغانيه وطول قرونه
سريت، ونومي فيه نوم مشرد
كعقل سليمان بن فهد ودينه
على أولق فيه الهباب، كأنه
أبو جابر في خبطه وجنونه
إلى أن بدا ضوء الصباح، كأنه
سنا وجه قرواش وضوء جبينه
وقال الصولي: دخل رجل على أيوب بن أحمد ببرقعيد
فأنشده شعرا فجعل يخاطب جارية ولا يسمع له فخرج
وهو يقول:
أدب، لعمرك، فاسد
مما تؤدب برقعيد
من ليس يدري ما يريد
فكيف يدري ما نريد؟
من ليس يضبطه الحديد،
فكيف يضبطه القصيد؟
علم هنالك مخلق،
والجهل مقتبل جديد
وقد نسب إليها قوم من الرواة، منهم: الحسن
ابن علي بن موسى بن الخليل البرقعيدي، سمع
ببيروت أحمد بن محمد بن مكحول البيروتي
وبأطرابلس خيثمة بن سليمان و عبد الله بن إسماعيل
وبالرملة زيد بن الهيثم الرملي وبقيسارية أحمد بن عبد
الرحمن القيسراني وبالموصل عبد الله بن أبي سفيان
وأبا جابر زيد بن عبد العزيز وببلد أبا القاسم النعمان
ابن هارون وبحران أبا عروبة وبرأس عين أبا عبد
الله الحسين بن موسى بن خلف الرسعني وغير هؤلاء،
وأحمد بن عامر بن عبد الواحد بن العباس الربعي
البرقعيدي، سمع بدمشق أحمد بن عبد الواحد بن
عبود ومحمد بن حفص صاحب واثلة وشعيب بن
شعيب بن إسحاق والهيثم بن مروان العبسي وبغيرها
معروف بن أبي معروف البلخي ومحمد بن حماد بن
مالك ومؤمل بن إهاب وغيرهم، روى عنه أبو
أحمد بن عدي ومحمد بن أحمد بن حمدان
المروروذي وأبو محمد الحسن بن علي البرقعيدي
وغيرهم، وكان يسكن نصيبين، وقال أبو أحمد بن
علي: وكان شيخا صالحا.
برق: بلفظ البرق الذي يلمع من خلل السحاب:
وهي قرية قرب خيبر وأظن أن ابن أرطاة إياها
عنى بقوله:
لا تبعدن إداوة مطروحة،
كانت حديثا للشراب العاتق
حنت إلى برق، فقلت لها: فري
بعض الحنين فإن وجدك شائقي
بأبي الوليد وأم نفسي كلما
بدت النجوم، وذر قرن الشارق
ويوم برق: من أيامهم، وهو يوم للضب.
برقولش: بضم اوله والقاف، والواو ساكنة،
واللام مكسورة، والشين معجمة، حصن من أعمال
سرقسطة بالأندلس.
برقة: بفتح أوله والقاف: اسم صقع كبير يشتمل
على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية، واسم
مدينتها انطابلس وتفسيره الخمس مدن، قال
بطليموس: طول مدينة برقة ثلاث وستون درجة
وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشر دقائق تحت
388

تسع درج من السرطان وست وخمسين دقيقة يقابلها
مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها
مثلها من الميزان، وهي في الاقليم الثالث وقيل في
الرابع، وقال صاحب الزيج: طولها ثلاث وأربعون
درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة. وأرض برقة
أرض خلوقية بحيث ثياب أهلها أبدا محمرة لذلك،
ويحيط بها البرابر من كل جانب. وفي برقة فواكه
كثيرة وخيرات واسعة مثل جوز ولوز وأترج
وسفر جل، وفي مدينة برقة قبر رويفع صاحب النبي،
صلى الله عليه وسلم، وأهلها يشربون من ماء السماء
يجري في أودية ويفيض إلى برك بناها لهم الملوك،
ولها آبار يرتفق بها الناس، ولها ساحل يقال له اجية،
وهي مدينة بها سوق ومنبر وعدة محارس على ستة
أميال من برقة، وساحل آخر يقال له طلموية،
وبين الإسكندرية وبرقة مسيرة شهر، وقال أحمد
ابن محمد الهمداني: من الفسطاط إلى برقة مائتان
وعشرون فرسخا، وهي مما افتتح صلحا، صالحهم
عليها عمرو بن العاص وألزم أهلها من الجزية ثلاثة عشر
ألف دينار وأن يبيعوا أولادهم في عطاء جزيتهم،
وأسلم أكثر من بها فصولحوا على العشر ونصف العشر
في سنة إحدى وعشرين للهجرة، وكان في شرطهم
أن لا يدخلها صاحب خراج بل يوجهوا بخراجهم
في وقته إلى مصر إلى أن استولى المسلمون على البلاد
التي تجاورها فانتقض ذلك الرسم، فكانوا لهذه الحال
على خصب ودعة وأمن وسلامة، وكان عبد الله بن
عمرو بن العاص يقول: ما أعلم منزلا لرجل له عيال
أسلم ولا أعزل من برقة ولولا أموالي بالحجاز
لنزلت برقة. ومن برقة إلى القيروان مدينة إفريقية
مائتان وخمسة عشر فرسخا، وقد نسب إلى برقة
جماعة من أهل العلم، منهم: أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم بن سعيد بن زرعة الزهري البرقي أبو
بكر مولى بني زهرة، حدث بالمغازي عن عبد
الملك بن هشام وكان ثقة ثبتا وله تاريخ، وأخواه
محمد و عبد الرحيم ابنا عبد الله، رووا جميعا كتاب
السيرة عن ابن هشام، قاله ابن ماكولا وذكر ابن
يونس أحمد بن عبد الله في البرقيين وذكر محمدا في
المصريين وقال: إنه كان يتجر هو واخوته إلى برقة
فعرف بالبرقي، وهو من أهل مصر. وفي كتاب
الجنان لابن الزبير: أبو الحسن بن عبد الله البرقي
القائل في الحاكم، وقد حدثت بمصر زلزلة:
بالحاكم العدل أضحى الدين معتليا،
نجل الهدى وسليل السادة الصلحا
ما زلزلت مصر من كيد يراد بها،
وانما رقصت من عدله فرحا
قال: وقد رأيت هذا البيت منسوبا إلا أنه قيل في
كافور الإخشيدي، قال وقال البرقي في الحاكم وقد
غاب وجاء في عقيب ذلك مطر:
أذرى لفقدك يوم العيد أدمعه،
من بعد ما كان يبدي البشر والضحكا
لأنه جاء يطوي الأرض من بعد
شوقا إليك، فلما لم يجدك بكى
برقة: أيضا من قرى قم من نواحي الجبل، قال
أبو جعفر: فقيه الشيعة أحمد بن أبي عبد الله محمد بن
خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي، أصله
من الكوفة، وكان جده خالد قد هرب من عيسى
ابن عمر مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا
بها ونسبوا إليها، ولأحمد بن أبي عبد الله هذا
تصانيف على مذهب الإمامية وكتاب في السير
تقارب تصانيفه ان تبلغ مائة تصنيف، ذكرته في
389

كتاب الأدباء وذكرت تصانيفه، وقال حمزة بن
الحسن الأصبهاني في تاريخ أصبهان: أحمد بن عبد الله
البرقي كان من رستاق برق روذ، قال: وهو أحد
رواة اللغة والشعر واستوطن قم فخرج ابن أخته
أبا عبد الله البرقي هناك ثم قدم أبو عبد الله إلى أصبهان
واستوطنها والله الموفق.
برقة حوز: محلة أو قرية مقابل مدينة واسط
ذكرت في حوز.
ذكر برقة كذا في بلاد العرب
قد ذكرنا أن أصل البرقة في كلامهم الأرض ذات
الحجارة المختلفة الألوان، وقد أشبع القول في تفسيره
في ابراق فأغنى، وقد اجتمع لي من براق العرب
مائة برقة ما أظنها اجتمعت لغيري وقد أضيفت كل
برقة منها إلى موضع وقد ذكر ذلك في مواضعه من
الكتاب، وأنا أذكر ههنا ما أضيفت إليه على حروف
المعجم بشواهده، فمما جاء من ذلك غير مضاف:
برقة: بالضم: من نواحي اليمامة. وبرقة أيضا:
موضع بالمدينة من الأموال التي كانت صدقات رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، وبعض نفقاته على أهله
منها، وقيل: إن ذلك من أموال بني النضير، وقد
رواه بعضهم بفتح أوله. وبرقة أيضا: موضع كان
فيه يوم من أيام العرب أسر فيه شهاب فارس هبود
من بني تميم، أسره يزيد بن حرثة أو برد اليشكري
فمن عليه، وفي ذلك قال شاعرهم:
وفارس طرفه هبود نلنا،
ببرقة، بعد عز واقتدار
برقة أثماد: والأثماد جمع ثمد، وهو الماء القليل
الذي لا مادة له، قال رديح بن الحارث التميمي:
لمن الديار ببرقة الأثماد،
فالجلهتين إلى قلات الوادي
برقة الأجاول: جمع أجوال وأجوال جمع جول
وجال، وهو جدار البئر، وكل ناحية من البئر
أعلاها وأسفلها جول، قال ابن أحمر:
رماني بأمر كنت منه ووالدي
بريا، ومن جول الطوي رماني
وبرقة الأجاول ذكرها نصيب فقال:
عفا الحبج الأعلى فبرق الأجاول
وقال كثير:
عفا ميث كلفي بعدنا فالأجاول،
فأثماد حسنى فالبراق القوابل
برقة الأجداد: جمع جد أبي الأب أو جمع
جدد، وهي أرض صلبة، قال بعضهم:
لمن الديار ببرقة الأجداد،
عفت سواري رسمها وعوادي
برقة أجول: أفعل من الجولان أي الطواف،
قال المتنخل الهذلي:
هل هاجك الليل، كليل على
أسماء من ذي صبر مخيل
أنشأ في الفيقة، يرمي له
جوف رباب وبرة مثقل
فالتط بالبرقة شؤبوبه،
فالرعد حتى برقة الأجول
برقة أحجار: جمع حجر، قال بعضهم:
ذكر تك، والعيس العتاق كأنها
ببرقة أحجار قياس من القضب
برقة أحدب: قال زبان بن سيار:
390

تنح إليكم يا ابن كوز فإننا،
وإن ذدتنا، راعون برقة أحدبا
برقة أحواذ: جمع حاذ: وهو شجر تألفه بقر
الوحش، وقيل: هو من شجر الجنبة، قال
ابن مقبل:
وهن جنوح إلى حاذة،
ضوارب غزلانها بالجرن
وقال شاعر:
طربت إلى الحي الذين تحملوا،
ببرقة أحواذ، وأنت طروب
برقة أخرم: وقد ذكر أخرم خيم في موضعه،
قال ابن هرمة:
بلوى كفافة، أو ببرقة أخرم،
خيم على آلاتهن وشيع
في أبيات ذكرت في كفافة.
برقة أروى: واحدة الا راوي، وأروى: كبش،
جبل في بلاد بني تميم، قال حامية بن نصر الفقيمي:
لقد زعمت ظمياء أن بشاشتي،
لستة أحوال، سريع نقوضها
ذكرت، وبعض الذكر داء على الفتى،
خيال الصبا والعيس تجري عروضها
ببرقة أروى، والمطي كأنها
قداح نحاها باليدين مفيضها
ألم تر للفتيان قد ودعوا الصبا،
وللوحش لا يرمي بسهم مريضها؟
برقة أظلم: قال حسان:
ألم تسأل الربع الجديد التكلما،
بمدفع أشداخ فبرقة أظلما؟
برقة أعيار: جمع عير، وهو الحمار الوحشي،
قال عمر بن أبي ربيعة:
ببرقة أعيار فخبر إن نطق
برقة أفعى: قال زيد الخيل الطائي:
عفت أبضة من أهلها فالأجاول،
فجنبا بضيض فالصعيد المقابل
فبرقة أفعى، قد تقادم عهدها
فما إن بها إلا النعاج المطافل
برقة الأمالح: كأنه جمع أملح، وهو الذي فيه
سواد وبياض، وقيل: هو البياض الخالص، ومنه
ضحى النبي، صلى الله عليه وسلم، بكبشين أملحين،
قال كثير:
وقفت بها مستعجما لبيانها
سفاها، كحبسي يوم برق الأمالح
برقة الامهار: قال ابن مقبل:
ولاح ببرقة الامهار منها،
لعينك، ساطع من ضوء نار
إذا ما قلت زهتها عصي،
عصي الرند، والعصف السواري
وقال ابن مقبل أيضا:
لمن الديار بجانب الأحفار
فبتيل دمخ أو بسلع جرار؟
خلدت ولم يخلد بها من حلها
ذات النطاق فبرقة الامهار
برقة أنقد: الأنقد والأنقذ، بالدال وبالذال:
القنفذ، ومنه بات فلان بليلة أنقد إذا بات ساهرا،
قال الحفصي: أنقد جبل باليمامة، وأنشد للأعشى:
إن الغواني لا يواصلن امرأ
فقد الشباب، وقد يصلن الأمردا
391

يا ليت شعري! هل أعودن ثانيا
مثلي زمين هنا ببرقة أنقدا؟
هنا: بمعنى أنا، وزعم أبو عبيدة أنه أراد برقة القنفذ
الذي يدرج فكنى عنه للقافية إذ كان معناهما
واحدا، والقنفذ لا ينام الليل بل يرعى.
برقة الأوجر: قال الشاعر:
بالشعب من نعمان مبدأ لنا،
والبرق من حضرة ذي الأوجر
برقة الأودات: جمع أودة، وهو الثقل، قال
جرير:
عرفت ببرقة الأودات رسما
محيلا، طال عهدك من رسوم
برقة إير: بالكسر، قال بعضهم:
عفت أطلال مية من حفير،
فهضب الواديين فبرق إير
برقة بارق: وبارق: جبل لبعض الأزد بالحجاز،
وقد ذكر. وبارق أيضا: بالكوفة، قال:
ولقتله أودى أبوه وجده،
وقتيل برقة بارق لي أوجع
برقة ثادق: بالثاء المثلثة، وقد ذكر في موضعه،
قال الحطيئة:
وكأن رحلي فوق أحقب قارح
بالشيطين، نهاقه التعشير
جون يطارد سمحجا حملت له
بعوازب القفرات، فهي نزور
ينحو بها من برق عيهم طاميا
زرق الجمام، رشاؤهن قصير
وكأن نقعهما، ببرقة ثادق
ولوى الكثيب، سرادق منشور
برقة ثمثم: يقال ثمثم الرجل إذا غطى رأس
إنائه.
برقة الثور: قال أبو زياد: برقة الثور جانب
الصمان، وأنشد لذي الرمة:
خليلي! عوجا، بارك الله فيكما،
على دارمي من صدور الركائب
تكن عوجة يجزيكما الله عندها
بها الخير، أو نقضي بذمة صاحب
بصلب المعا أو برقة الثور لم يدع،
لها جدة، نسج الصبا والجنائب
قال الأصمعي: أسفل الوتدات أبارق إلى سندها
رمل يسمى الأثوار، ذكرها عقبة بن مضرب من
بني سليم، فقال:
متى تشرف الثور الأغر، فإنما
لك اليوم من إشرافه أن تذكرا
قال: إنما جعل الثور أغر لبياض كان في اعلاء.
برقة ثهمد: لبني دارم، قال طرفة بن العبد:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد،
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
برقة الجبا: ذكر الجبا في موضعه، قال كثير:
أيا ليت شعري! هل تغير بعدنا
أرال فصرما قادم فتناضب
فبرق الجبا، أم لا فهن كعهدنا
تنزى على آرامهن الثعالب
برقة الجنينة: تصغير الجنة وهي البستان، قال
جبلة بن الحارث:
كأنه فرد أقوت مراتعه،
برق الجنينة فالاخرات فالدور
392

جمع برقة برق مثل نقبة ونقب لأول ما يبدو من
الجرب، ومنه يضع الهناء موضع النقب.
برقة حارب: قال التنوخي:
لعمري! لنعم الحي من آل ضجعم
ثوى بين أحجار ببرقة حارب
برقة الحرض: قال النميري:
ظعنا، وكانوا جيرة خلطا
سوم الربيع ببرقة الحرض
برقة حسلة: موضع في قول القتال الكلابي:
عفا من آل خرقاء الستار،
فبرقة حسلة منها قفار
لعمرك! إنني لأحب أرضا
بها خرقاء، لو كانت تزار
برقة حسمى: قد ذكرت حسمى، بكسر الحاء،
في موضعها، وقال كثير:
عفت غيقة من أهلها فحريمها،
فبرقة حسمى قاعها فصريمها
ويروى: فبرقة حسنى، وفيه كلام ذكر في حسنى.
برقة الحصاء: في ديار أبي بكر بن كلاب، قال
عطاء بن مسحل:
فيا حبذا الحصاء فالبرق والعلى،
وريح أتانا من هناك نسيمها
برقة حليت: قد ذكر حليت في موضعه، قال
فذ بن مالك الوالبي:
تركت ابن معتم، كأن فناءه
ببرقة حليت مناه مجرب
وقال عامر بن الطفيل، وكان قد سابق على فرس
له يقال له كليب فسبق فقال:
أظن كليبا خانني، أو ظلمته
ببرقة حليت وما كان خائنا
وأعذره، إني خرقت مورعا،
لقيت أخاخف وصودفت بادنا
برقة الحمى: قد ذكر الحمى، قال الشاعر:
أضاءت له نار على برقة الحمى،
وعرض الصليب دونه فالأماثل
برقة حورة: بالحجاز، قال الأحوص:
فذو السرح أقوى فالبراق، كأنها
بحورة لم يحلل بهن عريب
برقة خاخ: قال الأحوص وقيل السري بن عبد
الرحمن بن عتبة بن عويمر بن ساعدة الأنصاري:
كفنوني إن مت في درع أروى،
واجعلوا لي من بئر عروة مائي
سخنة في الشتاء، باردة الصيف،
سراج في الليلة الظلماء
ولها مربع ببرقة خاخ،
مصيف بالقصر، قصر قباء
برقة الخال: قال القتال الكلابي:
يا صاحبي! أقلا بعض إملالي،
لا تعذلاني، فإني غير عذال
واستحييا أن تلوما أو ألومكما،
إن الحياء جميل أيما حال
إني اهتديت ابنة البكري من أمم،
من أهل عدوة أو من برقة الخال
برقة الخرجاء: تأنيث الأخرج، وهو السواد
والبياض كالأبلق، قال أبو زياد: الا خرج من الرمال
والجبال يكون مغطى أسفل الجبل بالرمل وأعلاه
393

خارج ليس عليه رمل أسود، قال كثير:
فأصبح يرتاد الحميم برابغ،
إلى برقة الخرجاء من ضحوة الغد
وقال السري بن حاتم الكلابي:
كأن لم يكن من أهل علياء باللوى
حلول، ولم يصبح سوام مروح
لوى برقة الخرجاء ثم تيامنت
بهم نية عنا، تشب فتنزح
تبصرتهم، حتى إذا حال دونهم
يحاميم من سود الأحاسن جنح
برقة الخنزير: وقد ذكرت في الدارات أيضا،
وقال الأعشى: فالسفح يجري فخنزير فبرقته،
حتى تدافع منه السهل والجبل
برقة خو: في ديار أبي بكر بن كلاب، أنشد
أبو زياد:
ما أنس في الأيام لا أنس نسوة
ببرقة خو والعصور الخواليا
رددن جمال الحي كل مخيس
جلال، ترى في مرفقيه تجافيا
سقى دار أهلينا، بمنعرج اللوى،
أغر سماكي يسح العزاليا
تروح غوريا وأصبح منجدا،
يغادر ماء طيب الطعم صافيا
برقة خينف: وقد ذكرت في خينف، قال
الأخطل:
وقد أقول لثور: هل ترى ظعنا
يحدو بهن حذارى مشفق شنق
كأنها بالرحى سفن ملججة،
أو حائش من جواثا ناعم سحق
يرفعها الآل للتالي، فيدركهم
طرف حديد وطرف دونهم غرق
حتى لحقن وقد زال النهار، وقد
مالت لهن بأعلى خينف البرق
برقة الدآث: وقد ذكر الدآث،
في موضعه، قال
أبو محمد:
أصدرها من برقة الدآث،
ينفذ ليل أخرس التبعاث
برقة دمخ: ودمخ: اسم جبل، ودمخه أي
شدخه، قال سعيد بن البراء الخثعمي:
وفرت، فلما انتهى فرها
ببرقة دمخ فأوطانها
برقة الرامتين: ذكرت الرامتان في موضعهما،
قال جرير:
لا يبعدن أنس تغير بعدهم،
طلل ببرقة رامتين محيل
ولقد تكون، إذا تحل بغبطة،
أيام أهلك بالديار حلول
ولقد تساعفنا الديار، وعيشنا
لو دام ذاك بما نحب ظليل
برقة رحرحان: ذكر رحرحان أيضا في موضعه،
قال مالك بن نويرة:
أراني الله ذا النعم المندي،
ببرقة رحرحان وقد أراني
حويت جميعه بالسيف صلتا،
ولم ترعد يداي ولا جناني
394

وقال آخر:
بحمد أبي جبيلة، كل شئ،
ببرقة رحرحان، رخي بال
برقة رعم: الرعم: الشحم، قال يزيد بن أبان:
ظعن الحي، يوم برقة رعم،
بغزال مزين مربوب
وقال مرقش:
وفيهن حور، كمثل الظباء
تقروا بأعلى السليل الهدالا
جعلن قديسا واعناءه
يمينا، وبرقة رعم شمالا
برقة الركاء: قال الراعي:
بميثاء سابت من عسيب، فخالطت
ببطن الركاء برقة وأجارعا
برقة رواوة: من جبال جهينة، قال كثير:
وغير آيات، ببرق رواوة،
تنائي الليالي والمدى المتطاول
برقة الروحان: روضة تنبت الرمث باليمامة،
عن الحفصي، قال عبيد بن الأبرص:
لمن الديار ببرقة الروحان،
درست لطول تقادم الازمان
فوقفت فيها ناقتي لسؤالها،
وصرفت والعينان تبتدران
وقال أوفى المازني:
أبلغ أسيد والهجيم ومازنا
ما أحدثت عكل من الحدثان
إن الذي يحمي ذمار أبيكم،
أمسى يميد ببرقة الروحان
يا قوم! إني لو خشيت مجمعا
رويت منه صعدتي وسناني
برقة سعد: قال:
أبت دمن بكراع الغميم،
فبرقة سعد فذات العشر
برقة سعر: قال مالك بن الصمصامة:
أتوعدني، ودونك برق سعر،
ودوني بطن شمطة فالغيام؟
برقة سلمانين: ذكر سلمانان، قال جرير:
قفا! نعرف الربعين بين مليحة
وبرقة سلمانين ذات الارجاع
سقى الغيث سلمانين فالبرق العلى،
إلى كل واد من مليحة دافع
برقة سمنان: ذكر سمنان في موضعه، قال أربد
ابن ضابي بن رجاء الكلابي يهجو ربيعة الجوع:
بسمنان بول الجوع مستنقعا به،
قد اصفر من طول الإقامة حائله
ببرقائه ثلث وبالخرب ثلثه،
وبالحائط الأعلى أقامت عيائله
برقة شماء: هضبة، قال الحارث بن حلزة
اليشكري:
بعد عهد لنا ببرقة شما
ء، فأدنى ديارها الخلصاء
برقة الشواجن: الشواجن: واد في ديار ضبة،
قال ذو الرمة:..
برقة صادر: من منازل بني عذرة، قال النابغة
يمدحهم:
وقد قلت للنعمان، يوم لقيته،
يريد بني حن ببرقة صادر
395

برقة الصراة: قال الحجاج العذري:
أحبك ما طاب الشراب لشارب،
وما دام في برق الصراة وعور
برقة الصفا: قال بديل بن قطيط:
ومشتي بذي الغراء، أو برقة الصفا
على همل أخطاره قد ترجعا
برقة ضاحك: باليمامة لبني عدي، قال أبو جويرية:
ولقد تركن غداة برقة ضاحك،
في الصدر، صدع زجاجة لا تشعب
وقال الأفوه الأودي:
فسائل حاجرا عنا وعنهم،
ببرقة ضاحك يوم الجناب
برقة ضارج: قال:
أتنسون أياما ببرقة ضارج،
سقيناكم فيها حراقا من الشرب؟
برقة طحال: وطحال: بلد وبه ماء يقال له بدر،
قال:
وكانت بها حينا كعاب خريدة
لبرق طحال، أو لبدر مصيرها
برقة عاذب: قال الخطيم العكلي اللص:
أمن عهد ذي عهد بحومانة اللوى،
ومن طلل عاف ببرقة عاذب
ومصرح خيم في مقام ومنتأى،
ورمد كسحق المرنباني كائب
المرنباني: الفرو وجلود الثعالب. وكائب: أراد
كائب اللون.
برقة عاقل: قال جرير:
إن الظعائن، يوم برقة عاقل،
قد هجن ذا خبل فزدن خبالا
برقة عالج: ذكر عالج في موضعه، قال المسيب
ابن علس الضبعي:
بكثيب خربة أو بحوملة
من دونه من عالج برق
برقة عسعس: ذكر، قال جميل:
جعلوا أقارح كلها بيمينهم،
وهضاب برقة عسعس بشمال
برقة ذي العلقي: قال العجير السلولي:
حي الاله وبياها ونعمها
دارا ببرقة ذي العلقي، وقد فعلا
برقة العناب: والعناب: جبل في طريق مكة،
قال كثير:
ليالي منها الواديان مظنة،
فبرق العناب دارها فالأمالح
برقة عوهق: قال ابن هرمة:
قفا ساعة، واستنطقا الرسم ينطق،
بسوقة أهوى أو ببرقة عوهق
برقة العيرات: قال امرؤ القيس المشهور:
غشيت ديار الحي بالبكرات،
فعارمة فبرقة العيرات
برقة عيهل: يروى برقة عيهم، قال بشر:
فإن الجزع، بين عريتنات
وبرقة عيهل، منكم حرام
سنمنعها، وإن كانت بلادا
بها تربو الخواصر والسنام
بها قرت لبون الناس عينا،
وحل بها عزاليه الغمام
أي هي حرام عليكم لا ترعوها ولا تنزلوها.
396

والعيهل: السريعة من الإبل، وامرأة عيهل: لا
تستقر نزقا تردد إقبالا وإدبارا، ويقال للناقة:
عيهل وعيهلة، ولا يقال للمرأة إلا عيهل، وأنشد
بعضهم:
ليبك أبا الجرعاء ضيف معيل،
أو امرأة تغشى الدواجن عيهل
وقال آخر:
فنعم مناخ ضيفان وثجر،
وملقى زفر عيهلة مجال
برقة عيهم: قال جواس بن نعيم للقعقاع بن معبد
ابن زرارة:
فما ردكم بقيا ببرقة عيهم
علينا، ولكن لم نجد متقدما
وقال أبو عبيدة: يقال ناقة عيهم وعيهل للسريعة،
وقال غيره: عيهم موضع بالغور من تهامة. ويقال
للفيل الذكر: عيهم، وقال الحطيئة:
ينجو بها من برق عيهم طاميا
زرق الجمام، رشاؤهن قصير
برقة ذي غان: الغان والغينة: الشجر الملتف في الجبل
وفي السهل بلا ماء، فإذا كان بماء فهي الغيضة، قال
أبو دواد:
نحن أنزلنا ببرقة ذي غان
برقة الغضا: الغضا: موضع بعينه، وهو شجر يشبه
الأثل إلا أن الأثل أعظم منه وأكبر، وحطبه
من أجود الحطب وناره كذلك، وأكثر ما ينبت في
الرمال، قال حميد الأرقط:
غداة قال الركب: أربع أربع!
ببرقة بين الغضا ولعلع
برقة غضور: ببلاد فزارة، قال نجبة بن ربيعة
الفزاري:
وباتوا على مثل الذي حكموا لنا،
غداة تلاقينا ببرقة غضورا
والغضور: نبت يشبه السبط.
برقة قادم: قال العلاء بن قرظة خال الفرزدق:
ونحن سقينا، يوم برقة قادم،
مصاد نفيل بالزعاق المسمم
برقة ذي قار: قال بعضهم:
لقد خبرت عيناك يوما بحبها،
ببرقة ذي قار، وقد كتم الصدر
برقة القلاخ: فعال من القلخ، وهو الضرب
باليابس على اليابس، قال أبو وجزة السعدي:
أجراع لينة، فالقلاخ فبرقها
فشواحط فرياضه فالمقسم
برقة الكبوان: بالتحريك في شعر لبيد حيث قال:
حتى إذا أفد العشي تروحا،
لمبيت ربعي النتاج هجان
طالت إقامته، وغير عهده
رهم الربيع ببرقة الكبوان
برقة لفلف: بين الحجاز والشام، قال حجر بن
عقبة الفزاري:
باتت مجللة ببرقة لفلف،
ليل التمام، قليلة الاطعام
برقة اللكاك: قد ذكر اللكاك، قال الراعي:
إذا هبطت روض اللكاك تجاوبت
به، ودعاها روضه وأبارقه
برقة اللوى: قال مصعب بن الطفيل القشيري:
397

ألا حبذا يا جفن أطلال دمنة،
بحيث سقى ذات السلام رقيبها
بناصفة العمقين، أو برقة اللوى،
على النأي والهجران شب شبوبها
بكى لي خلان الصفاء، ومسني
بلوم رجال لم تقطع قلوبها
برقة ماسل: قال الراعي:
تناهى المزن، وامتزجت عراه،
ببرقة ماسل ذات الأفان
برقة مجول: قال جميل العذري:
عجل الفراق وليته لم يعجل،
وجرت بوادر دمعك المتهلل
طربا، وشاقك ما لقيت، ولم تخف
بين الحبيب غداة برقة مجول
برقة المرورات: قال الطرماح:
ولست براء من مرورات برقة،
بها آل ليلى والجناب مريع
برقة مكتل: قال أبو زياد: برقة مكتل جبل،
وأنشد لرجل يرجز بركيه:
أحمي لها من برقتي مكتل،
والرمث من بطن الحريم الهيكل،
ضرب رياح قائما بالمعول،
بذي شباة من قساس مقصل،
في مثال ساق الحبشي الأعصل.
برقة ملحوب: قال ابن مقبل:
ولما ولجنا أمكنت من عنانها،
وأمسكت عن بعض الخلاط عناني
عشية قالت لي وقالت لصاحبي
ببرقة ملحوب: ألا تلجان؟
برقة منشد: ماء لبني تميم بني أسد، قال كثير:
وقال خليلي: قد وقعت بما ترى،
وأبلغت عذرا في البغاية فاقصد
فقلت له: لم تقض ما عمدت له،
ولم آت اصراما ببرقة منشد
برقة النجد: من نواحي اليمامة، قال نوبة واسمه
عبد الملك بن عبد العزيز السلولي اليمامي:
ما تزال الديار، في برقة النجد
لسعدى بقرقرى، تبكيني
قد تحيلت أن أرى وجه سعدي،
فإذا كل حيلة تعييني
قلت، لما وقفت في سدة البا
ب، لسعدى مقالة المسكين:
فافعلي بي يا ربة الخدر خيرا،
ومن الماء شربة فاسقيني
قالت: الماء في الركي كثير،
قلت: ماء الركي لا يرويني
طرحت دوني الستور وقالت:
كل يوم بعلة تأتيني
برقة نعاج: جمع نعجة، قال القتال:
عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر
فبرق نعاج، من أميمة، فالحجر
برقة نعمي: قال الزمخشري: واد بتهامة، وقال
النابغة:
أهاجك من أسماء ربع المنازل،
ببرقة نعمي فروض الأجاول؟
398

برقة النير: قال:
تربعت في السر من أوطانها،
بين قطيات إلى دعمانها،
فبرقة النير إلى جريانها
برقة واحف: قال لبيد:
وكنت، إذا الهموم تحضرتني
وصدت خلة بعد الوصال،
صرمت حبالها وصددت عنها،
بناجية تجل عن الكلال
كأخنس ناشط، جادت عليه،
ببرقة واحف، إحدى الليالي
برقة واسط: لم يحضرني شاهدها.
برقة واكف: قال الأفوه الأودي:
فسائل حاجرا عنا وعنهم
ببرقة واكف، يوم الجناب
ويروى ببرقة ضاحك، وقد تقدم.
برقة الوداء: والوداء: واد أعلاء لبني العدوية
والتيم وأسفله لبني كليب وضبة، قاله السكري في
شرح شعر جرير حيث قال:
عرفت ببرقة الوداء رسما
محيلا، طال عهدك من رسوم
عفا الرسم المحيل، بذي العلندى،
مساحج كل مرتجز هزيم
فليت الظاعنين به أقاموا،
وفارق بعض ذا الانس المقيم
فما العهد الذي عهدت إلينا
بمنسي البلاء، ولا ذميم
برقة هارب: قال النابغة الذبياني في بعض الروايات:
لعمري! لنعم المرء من آل ضجعم
نزور ببصرى، أو ببرقة هارب
فتى لم تلده بنت أم قريبة،
فيضوي، وقد يضوي رديد الأقارب
برقة هجين: كأنها بين الحجاز والشام، قال جميل:
قرضن شمالا ذا العشيرة كلها،
وذات اليمين البرق برق هجين
برقة هولى: قال العجير:
أبلغ كليبا بأن الفلج، بين صدى
وبين برقة هولي، غير مسدود
برقة يثرب: قال النمر بن تولب:..
برقة اليمامة: قال مضرس بن ربعي، وقيل
طليحة:
ولو أن غفرا في ذرى متمنع
من الضمر، أو برق اليمامة أو خيم
ترقى إليه الموت حتى يحطه
إلى السهل، أو يلقى المنية في العلم
بركاوان: ناحية بفارس، بالفتح، والسكون.
بركد: من قرى بخارى، ينسب إليها أبو جعفر
محمد بن أحمد بن موسى بن سلام البركدي القاضي،
مات في ذي الحجة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
برك الغماد: بكسر الغين المعجمة، وقال ابن
دريد: بالضم، والكسر أشهر، وهو موضع وراء
مكة بخمس ليال مما يلي البحر، وقيل: بلد باليمن
دفن عنده عبد الله بن جدعان التيمي القرشي، قال
الشاعر:
سقى الأمطار قبر أبي زهير،
إلى سقف، إلى برك الغماد
399

وقال ابن خالويه أنشدنا ابن دريد لنفسه فقال:
لست ابن عم القاطنين
لا ابن أم للبلاد
فاجعل مقامك، أو مقر
ك جانبي برك الغماد
وانظر إلى الشمس التي
طلعت على إرم وعاد
هل تؤنسن بقية
من حاضر منهم وباد؟
وفي حديث عمار: لو ضربونا حتى بلغوا بنا برك
الغماد لعلمنا اننا على الحق وانهم على الباطل. وفي
كتاب عياض: برك الغماد، بفتح الباء، عن
الأكثرين، وقد كسرها بعضهم وقال: هو موضع
في أقاصي أرض هجر، قال الراجز:
جارية من أشعر أو عك،
بين غمادي نبة وبرك،
هفهافة الأعلى رداح الورك،
ترج ودكا رجرجان الرك،
في قطن مثل مداك الرهك،
تجلو بحماوين، عند الضحك،
أبرد من كافورة ومسك،
كأن، بين فكها والفك،
فأرة مسك ذبحت في سك
وقال ابن الدمينة: في الحديث أن سعد بن معاذ
والمقداد بن عمرو قالا لرسول الله، صلى الله عليه
وسلم: لو اعترضت بنا البحر لخضناه ولو قصدت
بنا برك الغماد لقصدناه، وفي حديث آخر عن أبي
الدرداء: لو أعيتني آية من كتاب الله فلم أجد أحدا
بفتحها علي إلا رجل ببرك الغماد لرحلت إليه،
وهو أقصى حجر باليمن، قال: وقد ذكر برك
الغماد محمد أبان بن جرير الخنفري، وهو في بلد
الخنفريين في ناحية جنوبي منعج، فقال:
فدع عنك من أمسى يغور، محلها
ببرك الغماد بين هضبة بارح
قال: وهذه مواضع في منقطع الدمينة وحرازة من
سفلى المعافر، قال: والبرك حجارة مثل حجارة
الحرة خشنة يصعب المسلك عليها وعرة، وقال
الحارث بن عمرو الجزلي من جزلان:
فأجلوا مفرقا وبني شهاب،
وجلوا في السهول وفي النجاد
ونحو الخنفرين وآل عوف
لقصوى الطوق، أو برك الغماد
البرك: جمع بركة: سكة معروفة بالبصرة، ينسب
إليها يحيى بن إبراهيم البركي، كان ينزل سكة
بالبصرة، روى عنه أبو داود السجستاني وغيره.
برك: بوزن قرد: ناحية باليمن، وهو بين ذهبان
وحلي، وهو نصف الطريق بين حلي ومكة،
وإياه أراد أبو دهبل الجمحي بقوله يصف ناقته:
خرجت بها من بطن مكة، بعدما
أصات المنادي للصلاة وأعتما
فما نام من راع ولا ارتد سامر
من الحي، حتى جاوزت بي يلملما
ومرت ببطن الليث تهوي، كأنما
تبادر بالاصباح نهبا مقسما
وجازت على البزواء، والليل كاسر
جناحيه بالبزواء، وردا وأدهما
فما ذر قرن الشمس، حتى تبينت
بعليب نخلا مشرفا ومخيما
400

ومرت على أشطان روقة بالضحى،
فما جررت للماء عينا ولا فما
وما شربت حتى ثنيت زمامها،
وخفت عليها أن تجن تكلما
فقلت لها: قد بعت غير ذميمة،
وأصبح وادي البرك غيثا مديما
برك أيضا: ماء لبني عقيل بنجد. وبرك أيضا:
قرب المدينة، قال عرام بن الأصبغ: بحذاء شواحط
من نواحي المدينة السوارقية واد يقال له برك،
كثير النبات من السلم والعرفط، وبه مياه، قال
ابن السكيت في تفسير قول كثير:
قد جعلت أشجان برك يمينها،
وذات الشمال من مريخة أشأما
قال: الأشجان مسايل الماء، وبرك ههنا: نقب
يخرج من ينبع إلى المدينة، عرضه نحو من أربعة
أميال أو خمسة، وكان يسمى مبركا فدعا له النبي،
صلى الله عليه وسلم. وبرك أيضا، ويروى بفتح أوله:
واد لبني قشير بأرض اليمامة، يصب في المجازة،
وقيل: هو لهزان ويلتقي هو والمجازة بموضع يقال
له إجلة وحضوضى، فأما برك فيصب في مهب
الجنوب، قال الشاعر:
ألا حبذا، من حب عفراء، ملتقى
نعام وبرك حيث يلتقيان
قال نصر: برك ونعام واديان وهما البركان أهلهما
هزان وجرم، وبرك الترياع: موضع آخر.
وبرك النخل: موضع آخر، عن نصر.
بركوت: بالفتح، وضم الكاف، وسكون الواو،
وآخره تاء مثناة: من قرى مصر، ينسب إليها رياح
ابن قصير اللخمي البركوتي من أزدة بن حجر بن
جزيلة بن لخم، وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد
الرحمن بن سلمة الخولاني البركوتي المصري، يروي
عن يونس بن عبد الأعلى، مات في رجب سنة 329.
بركة أم جعفر: إنما سميت البركة بركة لإقامة الماء
فيها من بروك البعير، يقال: ما أحسن بركة هذا
البعير، كما يقال ركبة وجلسة. وأم جعفر هذه:
هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم محمد الأمين،
وهذه البركة في طريق مكة بين المغيثة والعذيب.
بركة الحبش: هي أرض في وهدة من الأرض
واسعة، طولها نحو ميل، مشرفة على نيل مصر
خلف القرافة، وقف على الاشراف، تزرع
فتكون نزهة خضرة لزكاء أرضها واستفالها واستضحائها
وريها، وهي من أجل متنزهات مصر، رأيتها
وليست ببركة للماء وإنما شبهت بها، وكانت تعرف
ببركة المعافر وبركة حمير، وعندها بساتين تعرف
بالحبش، والبركة منسوبة إليها، قال القضاعي:
ورأيت في شرط هذه البركة أنها محبسة على البئرين
اللتين استنبطهما أبو بكر المارداني في بني وائل بحضرة
الخليج والقنطرة المعروفة إحداهما بالعذق والأخرى
بالعقيق، وقال علي بن محمد بن أحمد بن حبيب
التميمي الكاتب:
أقمت بالبركة الغراء مرهفة،
والماء مجتمع فيها ومسفوح
إذا النسيم جرى في مائها اضطربت،
كأنما ريحه في جسمها روح
وهذا معنى غريب، أظنه سبق إليه يصفها إذا
امتلأت بماء النيل وقت زيادته، لان أكثر ما يحيط
بها عال عليه فإذا امتلأت بالماء أشبهت البركة، وقال
أمية بن أبي الصلت المغربي يصفها يتشوقها:
401

لله يرمي ببركة الحبش
والأفق، بين الضياء والغبش
والنيل تحت الرياض مضطرب،
كصارم في يمين مرتعش
ونحن في روضة مفوفة،
دبج بالنور عطفها ووشي
قد نسجتها يد الغمام لنا،
فنحن من نسجها على فرش
فعاطني الراح، إن تاركها،
من سورة الهم، غير منتعش
وأثقل الناس كلهم رجل
دعاه داعي الهوى، فلم يطش
بركة الخيزران: موضع قرب الرملة من أرض
فلسطين.
بركة زلزل: ببغداد بين الكرخ والسراة
وباب المحول وسويقة أبي الورد، وكان زلزل هذا
ضرابا بالعود يضرب به المثل بحسن ضربه، وكان
من الأجواد، وكان في أيام المهدي الهادي والرشيد،
وكان غلاما لعيسى بن جعفر بن المنصور، وكان في
موضع البركة قرية يقال لها سال بقباء إلى قصر الوضاح،
فحفر هناك بركة ووقفها على المسلمين، ونسبت
المحلة بأسرها إليه، فقال نفطويه النحوي في
ذلك:
لو أن زهيرا وامرأ القيس أبصرا
ملاحة ما تحويه بركة زلزل
لما وصفا سلمى ولا أم جندب،
ولا أكثرا ذكر الدخول وحومل
قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: كان برصوما الزامر
وزلزل الضارب من سواد الكوفة، قدم بهما أبي
سنة حج ووقفهما على الغناء العربي، وأراهما
وجوه النغم وثقفهما حتى بلغا المبلغ الذي بلغاه من
خدمة الخلفاء، وكان الرشيد قد وجد على زلزل
فحبسه سنين، وكانت أخت زلزل تحت إبراهيم الموصلي،
فقال فيه في قصة ذكرتها في أخبار إبراهيم من كتاب
أخبار الشعراء الذي جمعته، واسم زلزل منصور:
هل دهرنا بك عائد يا زلزل،
أيام يعيينا العدو المبطل
أيام أنت من المكاره آمن،
والخير متسع علينا مقبل
برلس: بفتحتين، وضم اللام وتشديدها: بليدة على
شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة الإسكندرية،
قال المنجمون: هي في الاقليم الثالث، طولها اثنتان
وخمسون درجة وأربع وعشرون دقيقة، وعرضها
إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة، وذكر أبو
بكر الهروي صاحب المدرسة والقبر بظاهر حلب أن
بالبرلس اثني عشر رجلا من الصحابة لا تعرف
أسماؤهم، وينسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود
البرلسي الأسدي، حدث عن أبي اليمان الحكم بن
نافع و عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي البصري،
روى عنه أحمد بن محمد بن سلامة أبو جعفر الطحاوي،
وكان حافظا ثقة، مات بمصر سنة 272، ويعرف
بابن أبي داود، أسدي من أسد بن خزيمة، وكان
سكن البرلس، ومولده بصور من بلاد السواحل،
وأبوه أبو داود من أهل الكوفة، ذكره ابن يونس
فقال: كان أبوه كوفيا ولزم هو البرلس من
أعمال مصر، ومولده بصور، وكان ثقة من حفاظ
الحديث، وذكر وفاته.
402

برماقان: بالفتح ثم السكون وقاف: من قرى مرو
الشاهجان.
برمس: بضم أوله والميم: من نواحي أسفرايين من
أعمال نيسابور.
البرمكية: محلة ببغداد، وقيل قرية من
قراها، يقال: هي المعروفة بالبرامكة، وقد
ذكرت فيما تقدم وذكر من نسب إليها.
برملاحة: بالفتح، والحاء مهملة: موضع في أرض
بابل قرب حلة دبيس بن مزيد شرقي قرية يقال
لها القسونات، بها قبر باروخ أستاذ حزقيل وقبر
يوسف الربان وقبر يوشع، وليس يوشع بابن نون،
وقبر عزرة، وليس عزرة بناقل التوراة الكاتب،
والجميع يزوره اليهود، وفيها أيضا قبر حزقيل
المعروف بذي الكفل يقصده اليهود من البلاد
الشاسعة للزيارة.
برم: بالضم: جبل بنعمان، قال أبو صخر
الهذلي:
لو أن ما حملت حمله
شعفات رضوى، أو ذرى برم
لكللن حتى يختشعن له،
والخلق من عرب ومن عجم
وقال الكناني:
تبغين الحقاب وبطن برم،
وقنع من عجاجتهن صار
ومعدن البرم: بين ضرية والمدينة، وهناك أضاخ:
موضع مشهور.
برم: هكذا صورته في كتاب الإصطخري فليحقق،
وقال: هو رستاق بسمرقند، زروعه مباخس غير
أن قراها أعمر وأكثر عددا من رستاق سمرقند،
وأموالهم المواشي، وبلغني أن القفيز الواحد ربما
أخرج زيادة على مائة قفيز، وأهلها أصح الناس
أجساما، وطول رستاق البرم نحو من مرحلتين، وربما
كان للقرية الواحدة من الحدود نحو الفرسخين أو
أكثر.
برمنش: بتشديد النون، والشين معجمة: إقليم
من أعمال بطليوس من نواحي الأندلس.
برمة: بكسر أوله: من بلاد سليم، قال ابن
حبيب: برمة عرض من أعراض المدينة قرب
بلاكث بين خيبر ووادي القرى، وسيأتي في
بلاكث بأتم من هذا، قال الراجز:
ببطن وادي برمة المستنجل
برمة: أيضا بليدة ذات أسواق في كورة الغربية من
أرض مصر في طريق الإسكندرية من الفسطاط،
رأيتها.
برندق: بالتحريك، وسكون النون، وفتح الدال،
وقاف: قرية كبيرة من واد بين قزوين وخلخال
من أعمال أذربيجان.
برنوذ: بضم أوله، وسكون الراء، وفتح النون،
وواو، وذال معجمة: من قرى نيسابور، ينسب
إليها أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر البرنوذي
الواعظ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله وقال: إنه
روى عن جماعة من مشايخ أبيه لم يدركهم وذكر
جماعة لا أحفظ منهم غير عتيق بن محمد الحرثي، قال:
وحملنا الشره على السماع منه عنهم، وعمر طويلا
مائة وست سنين، ومات في رمضان سنة 337، أو
كما قال: فإني كتبت من حفظي، وكان أبوه أيضا
محدثا ثقة.
403

برنوه: بضم النون، وسكون الواو: من قرى
نيسابور، منها بكر بن أحمد بن بابلوس البرنوي
الحاكم أبو بكر، روى عنه أبو بكر بن زكرياء.
برنيق: بالفتح ثم السكون، وكسر النون، وياء
ساكنة، وقاف: مدينة بين الإسكندرية وبرقة
على الساحل، منها علي بن البرنيقي الأديب، كان
بمصر، وله خط مضبوط متعارف.
برنيل: باللام: كورة من شرقي مصر، منها أبو
زرعة بلال التجيبي البرنيلي، قتل في فتنة القراء
بمصر سنة 217.
بروج: بفتح الواو، وجيم، ويقال بروص، بالصاد
المهملة: من أشهر مدن الهند البحرية وأكبرها
وأطيبها، يجلب منها النيل واللك، نسب إليها
السلفي أبا محمد هارون بن محمد بن المهلب البروجي
الهندي، لقيه بالإسكندرية، قال: وكان شيخا
صالحا لا يتمكن من تعبير ما في قلبه لا بالعربية
ولا بالفارسية إلا بعد جهد جهيد، وكان يؤذن في
مسجد من مساجد الإسكندرية، وكان قد حج.
بروجرد: بالفتح ثم الضم ثم السكون، وكسر
الجيم، وسكون الراء، ودال: بلدة بين همذان
وبين الكرج، بينها وبين همذان ثمانية عشر فرسخا
وبينها وبين الكرج عشرة فراسخ، وبروجرد
بينهما، وكانت تعد من القرى إلى أن اتخذ حمولة
وزير آل أبي دلف بها منبرا، اتخذها منزلا لما
عظم أمره واستبد بالجبال، وهي مدينة خصبة
كثيرة الخيرات تحمل فواكهها إلى الكرج وغيرها،
وطولها مقدار نصف فرسخ وهي قليلة العرض،
ينبت بها الزعفران، وقال بعضهم يهجو أهلها:
بروجرد في طيبها جنة،
وما عيبها غير سكانها
ولكن يغطي، على لؤمهم
وبخلهم، جود نسوانها
وقال أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن
نعيم النعيمي:
ودع بروجرد توديعا إلى الأبد،
واضرط عليها فما بالربع من أحد
فما بها أحد يرجى لنائبة،
ولا لجبران كسر من سماح يد
وقال أبو المظفر الأموي:
ببروجرد نزلنا * منزلا غير أنيق
وطوى، دون قراها، * كشحه كل صديق
وتوارى بحجاب، * يوحش الضيف، وثيق
والبروجردي، إن * صاحبته، شر رفيق
والنهاوندي أيضا، * من بنيات الطريق
وكلا الجنسين لا * يصلح إلا للحريق
ينسب إليها محمد بن هبة الله بن العلاء بن عبد الغفار
البروجردي أبو الفضل الحافظ من أهل بروجرد،
شيخ صالح عالم، صحب أبا الفضل محمد بن طاهر
المقدسي، وكان من المتميزين الفهيمين، سمع أبا محمد
عبد الرحمن بن أحمد الدوني وأبا محمد مكي بن بحير
الشعار ويحيى بن عبد الوهاب بن مندة ومحمد بن
طاهر المقدسي، قال أبو سعد: أول ما لقيته اني
كنت قاعدا في جامع بروجرد أنسخ شيئا من
الحديث فدخل شيخ ذو هيئة رثة فسلم وقعد،
فبعد ساعة قال لي: أيش تكتب؟ فكرهت جوابه
وقلت في نفسي: ما له ولهذا السؤال؟ ثم قلت متبرما:
الحديث، فقال: كأنك تطلب الحديث؟ قلت:
نعم، قال: من أين أنت؟ قلت: من مرو، قال:
عمن يروي البخاري الحديث من مرو؟ قلت: عن
404

عبدان وصدقة وعلي بن حجر وجماعة من هذه
الطبقة، قال: ما اسم عبدان؟ قلت: عبد الله بن
عثمان بن جبلة، قال لي: لم قيل له عبدان؟ فوقفت
فتبسم، فنظرت إليه بعين أخرى وقلت: يذكره
الشيخ، فقال: كنيته أبو عبد الرحمن واسمه عبد الله
فاجتمع في اسمه وكنيته العبدان فقيل له عبدان،
ففرحت بهذه الفائدة فقلت: عمن سمعت هذا؟
فقال: عن محمد بن طاهر المقدسي، ثم بعد ذلك كتبت
عنه أحاديث من أجزاء انتخبتها عليه.
البرود: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو، ودال
مهملة، قال يعقوب: البرود فيما بين ملل وبين
طرف جبل جهينة، قال: والبرود أيضا بطرف
حرة النار أودية يقال لهن البوارد، والبرود: واد
فيه بئر بطرف حرة ليلى، قال: والبرود قرب
رابغ ورابغ بين الجحفة وودان، قال كثير:
غشيت لليلى بالبرود منازلا
تقادمن، واستنت بهن الأعاصر
وأوحشن بعد الحي، إلا معالما
يرين حديثات، وهن دواثر
بروقة: بالفتح، وتشديد الراء وضمها، وسكون
الواو، وقاف، قال نصر: ناحية كوفية فيما أحسب.
بروقان: بالقاف، والنون: قرية من نواحي بلخ،
ينسب إليها محمد بن خاقان البروقاني.
برونجرد: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو،
وسكون النون، وكسر الجيم، وسكون الراء،
ودال مهملة: قرية كبيرة بمرو عند الرمل، وقد
خربت الآن، منها أبو محمد بن طاهر بن العباس
البرونجردي.
برونداس: بضم أوله وثانيه: اسم مقبرة بأوانا دفن
فيها بعض المحدثين، لها ذكر.
برونس: بفتحتين، وسكون الواو، وتشديد النون،
وسين مهملة: جزيرة كبيرة في بحر الروم يحيط بها
مائتا ميل، وأظنها اليوم للروم.
برووقتان: هكذا وجدته بخط بعض أئمة الأدب
بواوين الأولى مضمومة: وهو موضع قرب الكوفة،
وهو في شعر طخيم بن طخماء الأسدي حيث قال:
كأن لم يكن يوم، بزورة، صالح،
وبالقصر ظل دائم وصديق
ولم أرد البطحاء يمزج ماءها
شراب، من البرووقتين، عتيق
البروية: بفتحتين: ناحية باليمن تشتمل على قرى
كثيرة ومزارع.
برهوت: بضم الهاء، وسكون الواو، وتاء فوقها
نقطتان: واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار،
وقيل: برهوت بئر بحضرموت، وقيل: هو اسم
للبلد الذي فيه هذه البئر، ورواه ابن دريد برهوت،
بضم الباء وسكون الراء، وقيل: هو واد معروف،
وقال محمد بن أحمد: وبقرب حضر موت وادي
برهوت، وهو الذي قال فيه النبي، صلى الله عليه
وسلم: إن فيه أرواح الكفار والمنافقين، وهي بئر
عادية في فلاة واد مظلم، وروي عن علي، رضي
الله عنه، أنه قال: أبغض بقعة في الأرض إلى الله
عز وجل، وادي برهوت بحضر موت فيه أرواح
الكفار، وفيه بئر ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح
الكفار، وعنه أنه قال: شر بئر في الأرض بئر
بلهوت في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار، وحكى
الأصمعي عن رجل من حضرموت قال: إنا نجد من
ناحية برهوت الرائحة المنتنة الفظيعة جدا، فيأتينا بعد
405

ذلك أن عظيما من عظماء الكفار مات فنرى أن
تلك الرائحة منه، وعن ابن عباس، رضي الله عنه:
أن أرواح المؤمنين بالجابية من أرض الشام وأرواح
الكفار ببرهوت من حضرموت، وقال ابن عيينة:
أخبرني رجل أنه أمسى ببرهوت، قال: فسمعت
منه أصوات الحاج وضجيجهم، وذكر أبان بن تغلب
أن رجلا آواه المبيت إلى وادي برهوت، قال:
فكنت أسمع طول الليل يا دومة يا دومة فذكرت
ذلك لرجل من أهل الكتاب، فقال: إن الملك الذي
على أرواح الكفار يقال له دومة، وقال النعمان بن
بشير في بنت هانئ الكندية أم ولده وكان النعمان
قد ولي اليمن:
إني لعمر أبيك يا ابنة هانئ،
لو تصحبين ركائبي لشقيت
وتسر، أمك أننا لم نصطحب،
فدعي التبسط، للسفار نسيت
واقني حياءك واقعدي مكفية،
إن كنت للرشد المصيب هديت
ولعل ذلك أن يراد فتكرهي،
وهناك إن عفت السفار عصيت
أنى تذكرها وغمرة دونها؟
هيهات بطن قناة من برهوت
البرة: بلفظ مؤنث البر، وامرأة برة إذا كانت
بارة بأهلها حسنة العشرة لهم، وهو اسم الموضع
الذي قتل فيه قابيل أخاه هابيل، وبرة: من أسماء
زمزم، والبرة العليا والبرة السفلى، ويقال لهما
البرتان: قريتان باليمامة، وكانت البرة العليا منزل يحيى
ابن طالب الحنفي، وكان قد أثقله الدين فهرب
وقال أشعارا كثيرة يتشوق وطنه، وقد ذكرت
خبره في قرقرى، وقال يذكر البرة:
خليلي عوجا، بارك الله فيكما!
على البرة العليا صدور الركائب
وقولا، إذا ما نوه القوم للقرى:
ألا في سبيل الله يحيى بن طالب
بريانة: بالضم ثم الكسر، وياء شديدة، ونون:
مدينة بالأندلس في شرقي قرطبة من أعمال بلنسية.
بريث: كأنه تصغير برث، وهي الأرض السهلة
اللينة: موضع بالسواد.
بريث: بفتح أوله، وكسر ثانيه: موضع آخر من
السواد أيضا، كلاهما عن نصر.
البريت: بكسرتين، بوزن خريت: مكان بالبادية
كثير الرمل، وقال شمر: يقال الخريت والبريت
أرضان بناحية البصرة، وقال نصر: البريت من
مياه كلب بالشام.
البريدان: بالضم ثم الفتح، بلفظ التثنية، قال
الشماخ:....
بريدة: تصغير بردة: ماء لبني ضبينة وهم ولد
جعدة بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان
عبس وسعد أمهما ضبينة، بفتح الضاد وكسر
الباء، بنت سعد بن غامد من الأزد، غلبت عليهم،
ويوم بريدة من أيامهم.
البريراء: براءين، والمد: من أسماء جبال بني سليم
ابن منصور.
بريش: بفتحتين، وياء ساكنة، وشين معجمة:
حصن باليمن من أعمال صنعاء.
بريشو: بالفتح ثم الكسر والتشديد: اسم لنهر
الخازر الذي بين الموصل وإربل.
406

البريص: بالصاد المهملة: اسم نهر دمشق، قال أبو
اسحق النجيرمي في أماليه: العرب تقول: لا أبرح
بريصي هذا أي مقامي هذا، قال: ومنه سمي باب
البريص بدمشق لأنه مقام قوم يروون، قال
حسان بن ثابت الأنصاري:
لله در عصابة نادمتهم
يوما بجلق، في الزمان الأول
أولاد جفنة حول قبر أبيهم،
قبر ابن مارية الكريم المفضل
يسقون، من ورد البريص عليهم،
بردى يصفق بالرحيق السلسل
وقال وعلة الجرمي:
ولا سرطان أنهار البريص
وهذان الشعران يدلان على أن البريص اسم الغوطة
بأجمعها، ألا تراه نسب الأنهار إلى البريص؟
وكذلك حسان فإنه يقول يسقون ماء بردى،
وهو نهر دمشق، من ورد البريص، فأما اليريض،
بالضاد المعجمة، في شعر امرئ القيس، فهو بالياء
آخر الحروف.
البريقان: تثنية البريق، بالضم ثم الفتح، قال ابن
دريد في كتاب المجتني: أنشدنا الرياشي:
ألا قاتل الله الحمامة، غدوة،
على الفرغ ماذا هيجت، حين غنت
تغنت غناء أعجميا، فهيجت
جواي الذي كانت ضلوعي أجنت
نظرت بصحراء البريقين نظرة
حجازية، لو جن طرف لجنت
البريقة: بالقاف: قرية بالصعيد قرب أدرنكة
وبوتيج.
البريكان: تصغير تثنية بريك: يوم البريكين
من أيام العرب.
بريك: بلد باليمامة يذكر مع برك بلد آخر هناك،
وهما من أعمال الخضرمة، ولهما ذكر في أيام العرب
وأشعارهم. وبريك أيضا: موضع في طريق
عدن، وهو بين المنزل التاسع عشر العشرين لحاج
عدن، كذا ذكر في كتاب نصر.
بريل: بالكسر ثم السكون، وياء خفيفة، ولام
مشددة: أحسبها مدينة بالأندلس، ينسب إليها
خلف مولى يوسف بن البهلول، سكن بلنسية،
يكنى أبا القاسم، وكان فقيها، له كتاب اختصر فيه
المدونة وقرأ به على طلابه فقيل: من أراد أن
يكون فقيها من ليلته فعليه بكتاب البريلي، توفي
سنة 443، ومحمد بن عيسى البريلي من تطيلة، رحل
إلى المشرق وسمع، وقتل بعقبة البقر في
سنة 400.
بريم: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، قال
الأصمعي: لبني عامر بن ربيعة بنجد بريم، وهم
شركاء بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، فيه
قال ابن مقبل:
وأمست بأكناف المراح، وأعجلت
بريما حجاب الشمس أن يترجلا
وقال الراجز:
تذكرت مشربها من تصلبا،
ومن بريم قصبا مثقبا
بريم: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة: واد بالحجاز
قرب مكة، وقيل بريم، بالفتح أيضا.
برية: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وهاء: نهر
بريه بالبصرة من شرقي دجلة.
407

باب الباء والزاي وما يليهما
بزاخة: بالضم، والخاء معجمة، قال الأصمعي:
بزاخة ماء لطئ بأرض نجد، وقال أبو عمرو
الشيباني: ماء لبني أسد كانت فيه وقعة عظيمة في أيام
أبي بكر الصديق مع طليحة بن خويلد الأسدي،
وكان قد تنبأ بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، واجتمع
إليه أسد وغطفان فقوي أمره، فبعث إليه أبو بكر
خالد بن الوليد فقدم خالد أمامه عكاشة بن
محصن الأسدي حليف الأنصار، فلقيه ببزاخة ماء
لبني أسد فقتل عكاشة، وكان عيينة بن حصن مع
طليحة في سبعمائة من بني فزارة، وجاء خالد على
الأثر فلما رأي عيينة أن سيوف المسلمين قد استلحمت
المشركين قال لطليحة: أما ترى ما يصنع جيش أبي
الفضل، يعني خالد بن الوليد، فهل جاءك ذو النون
بشئ؟ قال: نعم قد جاءني وقال لي إن لك يوما
ستلقاه ليس لك أوله ولكن لك آخره، ورحى
كرحاه وحديثا لا تنساه، فقال: أرى والله أن لك
حديثا لا تنساه. يا بني فزارة هذا كذاب! وولى عن
عسكره فانهزم الناس وظهر المسلمون، وأسر عيينة
ابن حصن وقدم به المدينة فحقن أبو بكر دمه وخلى
سبيله، وهرب طليحة فدخل جباله فاغتسل وخرج
فركب فرسه وأهل بعمرة ومضى إلى مكة وأتى
مسلما، وقيل: بل أتى الشام فأخذه غزاة المسلمين
وبعثوا به إلى المدينة فأسلم وأبلى بعده في فتوح
العراق، وقيل: بل هو قدم على عمر بعد وفاة أبي
بكر مسلما فقبله وقال له عمر: أقتلت الرجل
الصالح عكاشة بن محصن؟ فقال: إن عكاشة سعد بي
وأنا شقيت به وأنا أستغفر الله، فقال له عمر: أنت
الكاذب على الله حين زعمت أنه أنزل عليك، إن الله لا
يصنع بتعفير وجوهكم وقبح أدباركم شيئا، فاذكروا
الله قياما فإن الرغوة فوق الصريح، فقال: يا أمير
المؤمنين، ذلك من فتن الكفر الذي هدمه الاسلام كله
فلا تعنيف علي ببعضه، فأسكت عمر، وقال القعقاع
ابن عمرو يذكر يوم بزاخة:
وأفلتهن المسحلان، وقد رأى
بعينيه نقعا ساطعا قد تكوثرا
ويوما على ماء البزاخة، خالد
أثار بها في هبوة الموت عثيرا
ومثل في حافاتها كل مثلة،
كفعل كلاب هارشت، ثم شمرا
وقال ربيعة بن مقروم الضبي:
وقومي، فان أنت كذبتني
بقولي، فاسأل بقومي عليما
بنو الحرب يوما، إذا استلأموا
حسبتهم في الحديد القروما
فدى ببزاخة أهلي لهم،
إذا ملؤوا بالجموع الحريما
وقال جحدر بن معاوية المحرزي اللص:
يا دار بين بزاخة فكثيبها
فلوى غبير سهلها، أو لوبها
سقت الصبا أطلال ربعك مغدقا،
ينهل عارضها بلبس جيوبها
أيام أرعى العين، في زهر الصبا،
وثمار جنات النساء وطيبها
بزار: بالضم، وآخره راء، قال أبو سعد البزاري:
هذه النسبة إلى أبزار، وهي قرية على فرسخين من
نيسابور تقول لها العامة بزار، والمنتسب إليها أبو
إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء الابزاري
408

الذي يقال له البزاري من هذه القرية، رحل إلى
العراق والجزيرة والشام وسمع الحديث الكثير، وكان
ثقة، توفي في سنة 364 في خامس رجب، وهو ابن
ست أو سبع وتسعين سنة.
البزاز: بزايين، الأولى مشددة: بليدة بين المذار
والبصرة على شاطئ نهر ميسان، رأيتها غير مرة.
بزاعة: سمعت من أهل حلب من يقوله بالضم
والكسر ومنهم من يقول بزاعا بالقصر، وعليه قول
شاعرهم:
لو أن بزاعا جنة الخلد ما وفى
رحيلي إليها بالترحل عنكم
وهي بلدة من أعمال حلب في وادي بطنان بين
منبج وحلب، بينها وبين كل واحدة منهما مرحلة،
وفيها عيون ومياه جارية وأسواق حسنة، وقد خرج
منها بعض أهل الأدب، منهم: أبو خليفة يحيى بن
خليفة بن علي بن عيسى بن عامر بن أحمد بن المحسن
ابن المغيث التنوخي البزاعي، يعرف بابن الفرس،
له شعر جيد منه:
حبيب جفاني لا لذنب أتيته،
على هجره أفديه بالمال والنفس
رضيت به فليهجر العام كله،
ويجعل لي يوما من الوصل والانس
وأبو فراس بن أبي الفرج البزاعي ذكرنا له شعرا في
دير سمعان ودير عمان، وحماد البزاعي شاعر
عصري وكان من المجيدين، ومن شعره في غلام اسم
أبيه عبد القاهر:
نفر نومي ظبي الحمى النافر،
ونام عما يكابد الساهر
يا ليلة بتها، وأولها
كأول الحب ما له آخر
أرعى نجوما ونت، وسائرها
أحير منه فليس بالسائر
مغرى بظبي المواصل من بني ال‍
مواصلين، وهو المقاطع الهاجر
صرت له أول اسم والده
الأول، إذ كان نصفه الآخر
بزاق: بالفتح، وتشديد الزاي: موضع قرب تل
فخار من أعمال واسط، وقد ذكر في بساق.
بزان: بالضم: من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو
الفرج عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله الأصبهاني
البزاني، روى عنه أبو بكر الخطيب.
بزانة من قرى أسفرايين.
بزدان: بسكون الزاي: من قرى الصغد.
بزدة: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال المهملة،
ويقال بزدوه، والنسبة إليها بزدي: قلعة حصينة على
ستة فراسخ من نسف، ينسب إليها أبو الحسن علي بن
محمد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن
مجاهد النسفي البزدي، ويقال البزدوي، الفقيه بما وراء
النهر، صاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة، روى
عنه صاحبه أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني
الخطيب بسمرقند، وابنه القاضي أبو ثابت الحسن
بن علي البزدي، كان أبوه من هذه القرية وولي القضاء
بسمرقند وكذلك ولي القضاء ببخارى ثم عزل
فانصرف إلى بزدة فسكنها، وسمع الحديث ورواه،
ومات بسمرقند سنة 557، ومولده سنة نيف وسبعين
وأربعمائة، وينسب إليها من المتقدمين عزيز بن
سليم بن منصور من أهل البصرة، قدم خراسان مع
409

قتيبة بن مسلم فسكن بزدة فنسب إليها.
بزديغرة: بضم الياء، وسكون الزاي، وكسر
الدال، وياء ساكنة، وغين معجمة مفتوحة، وراء:
من قرى نيسابور، منها الفقيه أبو عبد الله محمد بن
زياد بن يزيد النيسابوري البزديغري، كان زاهدا،
مات سنة 295.
بزرجسابور: بضمتين، وراء ساكنة، وجيم
مفتوحة: من طساسيج بغداد، وحده في أعلى
بغداد العلث قرب حربي من شرقي دجلة، قال
البحتري:
ضيعة للزمان عندي وعكس،
إذ تولى بزرجسابور حبس
بزرة: بالضم: ناحية على ثلاثة أيام من المدينة بينها
وبين الرويثة، عن نصر.
البز: بالفتح، والتشديد: من قرى العراق، وبز
النهر بكلام أهل السواد: آخره، ينسب إليها
عبد السلام بن أبي بكر بن عبد الملك الجماجمي
البزي، شيخ صالح، حدث عن أبي طالب المبارك بن
خضير الصيرفي.
بزغام: بالضم ثم السكون، والغين معجمة: من
قرى نسف بما وراء النهر، ينسب إليها أبو طاهر
حمزة بن محمد بن أسد البزغامي، توفي في شهر رمضان
سنة 412 شابا.
بزقباذ: هي أبزقباذ وقد ذكرت.
بزكوار: اسم بيت بناه المتوكل في قصر له بسر
من رأى، فقال بعضهم يذكره بعد خرابه وكتب
على حائطه:
هذي ديار ملوك دبروا زمنا
أمر البلاد، وكانوا سادة العرب
عصى الزمان عليهم بعد طاعته،
فانظر إلى فعله بالجوسق الخرب
وبزكوار وبالمختار قد خلوا
من ذلك العز والسلطان والرتب
بزليانة: بكسرتين، وسكون اللام، وياء،
وألف، ونون: بليدة قريبة من مالقة بالأندلس،
ينسب إليها أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن
ابن مسعود الجذامي البزلياني يكنى أبا عمر، كان
مخلفا للقضاء بإلبيرة وبجانة، وصحب أبا بكر بن
زرب وابن مفرج والزبيدي وابن أبي زمين
ونظائرهم، وكان من أهل العلم والفضل، حدث عنه
أبو محمد بن خزرج وقال: توفي مستهل جمادى الأولى
سنة 461، ومولده سنة 360، قاله ابن بشكوال.
بزماقان: بالضم، والقاف: من قرى مرو، منها
إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب البزماقاني،
مات بعد سنة ثلاثمائة.
بزنان: بالنونين: من قرى مرو قريبة من البلد حتى
صارت محلة منها، خربت الآن، ينسب إليها جماعة،
منهم: أحمد بن بندون بن سليمان البزناني، روى
الحديث، وكان الأدب غالبا عليه، يروي عن الأصمعي.
بزنر: بالفتح ثم السكون، ونون مفتوحة، وراء:
من ناحية الاقليم من قرى غرناطة بالأندلس، ينسب
إليها أبو الحسن هانئ بن عبد الرحمن بن هانئ
الغرناطي، قال السلفي: قدم علينا حاجا سنة 515،
وسمع مني كثيرا وعلقت عنه يسيرا، وكان قد
سمع بالأندلس وكان من كبارها.
بزنيروذ: بالضم ثم السكون، وكسر النون، وياء
ساكنة، وراء مضمومة، وواو ساكنة، وذال
معجمة: من نواحي همذان ذات قرى، منها وليداباذ
410

التي ينسب إليها عبد الرحمن بن حمدان الجلاب
الهمذاني.
البزواء: بالفتح، والمد، والبزا: خروج الصدر
ودخول الظهر، يقال: رجل أبزى وامرأة بزواء:
وهو موضع في طريق مكة قريب من الجحفة،
وقيل: البزواء قرب المدينة بلدة بيضاء مرتفعة من
الساحل بين الجار وودان وغيقة من أشد بلاد الله
حرا، يسكنها بنو ضمرة من بني بكر بن عبد مناة
ابن كنانة رهط عزة صاحبة كثير، قال كثير
يهجو بني ضمرة:
ولا بأس بالبزواء أرضا لو أنها
تطهر من آثارهم، فتطيب
إذا مدح البكري عندك نفسه،
فقل كذب البكري، وهو كذوب
هو التيس لؤما، وهو، إن راء غفلة
من الجار أو بعض الصحابة، ذيب
وأما قول أبي دهبل الجمحي:
وجازت على البزواء، والليل كاسر
جناحيه بالبزواء، وردا وأدهما
فما أراه أراد غير الأولى لأنه وصف مسيره إلى
اليمن في أبيات ذكرت في ألملم.
بزوغى: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو، والغين
معجمة، وألف ممالة: من قرى بغداد قرب المرزفة،
بينها وبين بغداد نحو فرسخين، وقد أكثر شعراء
بغداد من ذكرها، قال جحظة وهو أحمد بن
جعفر البرمكي:
وردنا بزوغى والغروب، كأنها
أهاضيب سود، في جوانبها زمر
فقام الينا البائعون، كأنهم
نجوم تهاوت من مطالعها زهر
فمن قائل: عندي شراب معتق،
ومن تائه بالخمر أسكره الفكر
وأنشد جحظة لنفسه في أماليه يذكر بزوغى:
شبيهك يا مولاي قدحان أن يبدو،
فهل لك أن تغدو، وفي الحزم أن تغدو،
على قهوة مسكية بابلية،
لها في أعالي الكأس من مزجها عقد
فقد أزعج الناقوس من كان وادعا،
وأهدى الينا طيب أنفاسه الورد
وهذي بزوغى والغروب وطائر
على الغصن لا يدري: أيندب أم يشدو
فقام وفضلات الكرى في جفونه،
وفي برده غصن يتيه به البرد
فناولته كأسا فأسرع شربها،
ولم يك لي من أن أساعده بد
فغنى، وقد غابت سمادير سكره:
ألا من لصب قد تحيفه الوجد؟
سقى الله أيامي برحبة هاشم
إلى دار شرشير، وإن قدم العهد
فقصر ابن حمدون إلى الشارع الذي
غنينا به، والعيش مقتبل رغد
منازل كانت بالملاح أنيسة،
فأضحت وما فيهن دعد ولا هند
فسبحان من أضحى الجميع بأمره
وتقديره أيدي سبا، وله الحمد!
ينسب إلى بزوغى جماعة، منهم: أبو يعقوب
إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل البزوغاني، وهو
411

ابن بنت أبي موسى محمد بن المثنى، حدث عن جده
لامه وغيره.
بزوفر: بفتحتين، وسكون الواو، وفتح الفاء:
قرية كبيرة من أعمال قوسان قرب واسط وبغداد
على النهر الموفقي في غربي دجلة.
بزيان: بالضم ثم السكون، وياء، وألف، ونون:
من قرى هراة، ينسب إليها أبو بكر عبد الله بن محمد
البزياني كرامي المذهب، توفي سنة 526.
بزيذى: بالفتح ثم الكسر، وذال معجمة: من قرى
بغداد، نزلها أبو مسلم جعفر بن باي الجيلي فنسب
إليها، يروي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقري
وأبي عبد الله بن بطة، وأقام بقرية بزيذى إلى أن مات
سنة 414.
بزيقيا: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وكسر
القاف، وياء، وألف: قرية قرب حلة بني مزيد
من أعمال الكوفة.
بزي: بالضم ثم الفتح، وتشديد الياء: جبل على
شط الجريب، وهو واد عريض يفرغ في الرمة.
باب الباء والسين وما يليهما
بسا: بالفتح، ويعربونها فيقولون فسا: مدينة بفارس
ذكرت في فسا، وذكر الأديب أبو العباس احمد
ابن علي بن بابه القاشي أن أرسلان البساسيري
منسوب إليها، قال: هكذا ينسب أهل فارس إلى
بسا بساسيري، وكان مولاه منها وكان من مما ليك
بهاء الدولة بن عضد الدولة، فلما ملك جلال الدولة
أبو طاهر وابنه الملك الرحيم أبو نصر قوي أمر
البساسيري وتقدم على أتراك بغداد وكثرت أمواله
وأتباعه، فلما قدم طغرل بك أول ملوك السلجوقية
إلى بغداد خرج الملك الرحيم إليه وهرب البساسيري
إلى رحبة مالك، وكان كاتب المستنصر صاحب مصر،
وانتسب إليه فقبله وأقطعه، واتفق أن إبراهيم إينال
أخا طغرل بك جمع جموعا وعصى على أخيه بنواحي
همذان، فجمع طغرل بك عساكره وقصده فخلت
بغداد من مدافع عنها، فرجع إليه أرسلان البساسيري
ومعه قريش بن بدران بن المقلد أمير بني عقيل،
فملكا بغداد ودار الخلافة، واستذم الوزير رئيس
الرؤساء إلى قريش للخليفة القائم بأمر الله ولنفسه،
وانتقل الخليفة إلى خيمة قريش وحمله إلى قلعة عانة
على الفرات وبها ابن عمه مهارش وسلم رئيس الرؤساء
إلى البساسيري فصلبه ومثل به، ملك دار الخلافة
واستولى على ذخائرها وأقام الخطبة ببغداد ونواحيها
سنة كاملة لصاحب مصر، أولها سادس عشر ذي القعدة
سنة 450، وأعيدت خطبة القائم في سادس عشر ذي
القعدة من سنة 451 إلى أن أوقع طغرل بك بأخيه
ورجع إلى بغداد وأوقع بالبسايري فقتله ورد القائم
إلى مقر عزه ودار خلافته، والقصة في ذلك طويلة
وهذا مختصرها. وببغداد من ناحية باب الأزج محلة
كبيرة يقال لها دار البساسيري نسب إليها بعض
الرواة.
بساء: بالضم، والتشديد، والمد: بيت بنته غطفان
وسمته بساء مضاهاة للكعبة، وهو من قولهم لا أفعل
ذلك ما أبس عبد بناقة، وهو طوفانه حولها ليحلبها،
وأبس بالإبل عند الحلب إذا دعا الفصيل إلى الناقة
يستدرها به، فكأنهم كانوا يستحلبون الرزق في
الطواف حوله.
بساسة: بالفتح ثم التشديد: من أسماء مكة في الجاهلية
لأنها كانت تبس من لا يتقي فيها، والبس أن تقول
412

في زجر الناقة: بس بس إذا أردت سوقها
وزجرها، قال الشاعر:
بساسة تبس كل منكر
بالبلد المحفوظ ثم المعشر
بساق: بالضم، وآخره قاف، ويقال بصاق، بالصاد:
جبل بعرفات، وقيل واد بين المدينة والجار، وكان
لامية بن حرثان بن الأسكر ابن اسمه كلاب اكتتب
نفسه في الجند الغازي مع أبي موسى الأشعري في خلافة
عمر، فاشتاقه أبوه وكان قد أضر فأخذ بيد قائده
ودخل على عمر وهو في المسجد فأنشده:
أعاذل قد عذلت بغير قدري،
ولا تدرين عاذل ما ألاقي
فإما كنت عاذلتي فردي
كلابا، إذ توجه للعراق
فتى الفتيان في عسر ويسر،
شديد الركن في يوم التلاقي
فلا وأبيك! ما باليت وجدي
ولا شغفي عليك ولا اشتياقي
وإيقادي عليك، إذا شتونا،
وضمك تحت نحري واعتناقي
فلو فلق الفؤاد شديد وجد،
لهم سواد قلبي بانفلاق
سأستعدي على الفاروق ربا،
له عمد الحجيج إلى بساق
وأدعو الله، محتسبا عليه،
ببطن الأخشبين إلى دفاق
إن الفاروق لم يردد كلابا
على شيخين، هامهما زواق
فبكى عمرو كتب إلى أبي موسى الأشعري في رد
كلاب إلى المدينة، فلما قدم دخل عليه فقال له عمر:
ما بلغ من برك بأبيك؟ فقال: كنت أوثره وأكفيه
أمره، وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له لبنا
إلى أغزر ناقة في إبله فأسمنها وأريحها وأتركها حتى
تستقر، ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم أحتلب
له فأسقيه. فبعث عمر إلى أبيه فجاءه، فدخل
عليه وهو يتهادى وقد انحنى، فقال له: كيف
أنت يا أبا كلاب؟ فقال: كما ترى يا أمير المؤمنين.
فقال: هل لك من حاجة؟ قال: نعم، كنت أشتهي
أن أرى كلابا فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت.
فبكى عمر وقال: ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله
تعالى. ثم أمر كلابا أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل
ويبعث بلبنها إليه، ففعل، وناوله عمر الاناء وقال:
اشرب هذا يا أبا كلاب! فأخذه فلما أدناه من فمه قال:
والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب!
فبكى عمرو قال: هذا كلاب عندك حاضر وقد جئناك
به. فوثب إلى ابنه وضمه إليه وقبله، فجعل عمر
والحاضرون يبكون وقالوا لكلاب: الزم أبويك،
فلم يزل مقيما عندهما إلى أن مات. وهذا الخبر وإن
كان لا تعلق له بالبلدان فإني كتبته استحسانا له
وتبعا لشعره.
بساق: أيضا: عقبة بين التيه وأيلة، قال أبو عمر
الكندي: التقى زهير بن قيس البلوي و عبد العزيز بن
مروان، وقد تقدم إلى مصر مع أبيه إلى عمال عبد
الله بن الزبير ببساق، وهو سطح عقبة أيلة، فانهزم زهير
ومن معه فقال نصيب:
ملكت بساقا والبطاح، فلم ترم
بطاحك لما أن حميت ذماركا
413

فساء الأولى ولوا عن الامر بعدما
أرادوا عليه، فاعلمن، اقتساركا
بساق: بالفتح، وتشديد السين، وآخره قاف: اسم
نهر بالعراق يسمونه البزاق، بالزاي، وكانوا يدعونه
بالنبطية بساق، ومعناه بكلامهم: الذي يقطع الماء
عما يليه ويجتره إلى نفسه، وهو نهر يجتمع إليه فضول
مياه السيب وما فضل من ماء الفرات: فقال الناس
لذلك البزاق.
بسان: بالنون: محلة بهراة.
بسبط: بالفتح ثم السكون، وضم الباء الثانية: جبل
من جبال السراة أو تهامة، عن نصر.
بسبة: بالفتح ثم السكون، وباء أخرى: من قرى
بخارى، ينسب إليها أحمد بن محمد بن أبي نصر
البسبي، حكاه السمعاني عن أبي كامل البصيري، وقال
الإصطخري: بسبة العليا وبسبة السفلى من أعمال
فرغانة، فأما بسبة العليا فهي أول كورة من كور
فرغانة إذا دخلت إليها من ناحية خجندة.
بستان إبراهيم: في بلاد بني أسد، وأنشد الأبيوردي
لبعضهم:
ومن بستان إبراهيم غنت
حمائم، تحتها فنن رطيب
بستان ابن عامر: هو بستان ابن معمر المذكور فيما بعد.
بستان الغمير: بالتصغير، كان يقال له الجاهلية
غمر ذي كندة، فاتخذ فيه ناس من بني مخزوم
أرضا فيقال له: بستان الغمير.
بستان ابن معمر: مجتمع النخلتين النخلة اليمانية والنخلة
الشامية، وهما واديان، والعامة يسمونه بستان ابن
عامر، وهو غلط، قال الأصمعي وأبو عبيدة وغيرهما:
بستان ابن عامر انما هو لعمر بن عبيد الله بن معمر
ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
ابن كعب بن لؤي بن غالب، ولكن الناس غلطوا
فقالوا بستان ابن عامر وبستان بني عامر، وإنما هو
بستان ابن معمر، وقوم يقولون: نسب إلى
حضرمي بن عامر، وآخرون يقولون: نسب إلى
عبد الله بن عامر بن كريز، وكل ذلك ظن وترجيم.
وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد البطليوسي في شرح
كتاب أدب الكاتب فقال: وقال، يعني ابن قتيبة:
ويقولون بستان ابن عامر وإنما هو بستان ابن معمر،
وقال البطليوسي: بستان ابن معمر غير بستان ابن
عامر وليس أحدهما الآخر، فأما بستان ابن معمر
فهو الذي يعرف ببطن نخلة، وابن معمر هو عمر بن
عبيد الله بن معمر التيمي، وأما بستان ابن عامر فهو
موضع آخر قريب من الجحفة، وابن عامر هذا هو
عبد الله بن عامر بن كريز، استعمله عثمان على البصرة،
وكان لا يعالج أرضا إلا أنبط فيها الماء، ويقال:
إن أباه أتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو صغير
فعوذه وتفل في فيه فجعل يمتص ريق رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله، صلى الله عليه
وسلم: إنه لمسقي، فكان لا يعالج أرضا إلا أنبط
فيها الماء.
بست: آخره تاء مثناة: واد بأرض إربل من ناحية
أذربيجان في الجبال.
بست: بالضم: مدينة بين سجستان وغزنين وهراة،
وأظنها من أعمال كابل، فإن قياس ما نجده من
أخبارها في الاخبار والفتوح كذا يقتضي، وهي من
البلاد الحارة المزاج، وهي كبيرة، ويقال لناحيتها
414

اليوم: كرم سير، معناه النواحي الحارة المزاج،
وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها
ظاهر، وسئل عنها بعض الفضلاء فقال: هي كتثنيتها
يعني بستان، وقد خرج منها جماعة من أعيان الفضلاء،
منهم: الخطابي أبو سليمان أحمد بن محمد البستي
صاحب معالم السنن وغريب الحديث وغير ذلك، وكان
من الأئمة الأعيان، ذكرت أخباره وأشعاره في كتاب
الأدباء من جمعي فأغنى، وإسحاق بن إبراهيم بن
إسماعيل أبو محمد القاضي البستي، سمع هشام بن عمار
وهشام بن خالد الأزرق وقتيبة بن سعيد وغيرهم،
روى عنه أبو جعفر محمد بن حيان وأبو حاتم احمد
ابن عبد الله بن سهل بن هشام البستيان وغيرهما،
مات سنة 307، وأبو الفتح علي بن محمد ويقال ابن
أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد العزيز البستي الشاعر
الكاتب صاحب التجنيس، سمع أبا حاتم بن حبان،
روى عنه الحاكم أبو عبد الله، مات ببخارى في سنة
400، وقال عمران بن موسى بن محمد بن عمران
الطولقي في أبي الفتح البستي:
إذا قيل: أي الأرض في الناس زينة؟
أجبنا وقلنا: أبهج الأرض بستها
فلو أنني أدركت يوما عميدها
لزمت يد البستي دهرا، وبستها
وقال كافور بن عبد الله الإخشيدي الخصي الليثي
الصوري:
ضيعت أيامي ببست، وهمتي
تأبى المقام بها على الخسران
وإذا الفتى في البؤس أنفق عمره،
فمن الكفيل له بعمر ثان؟
وأبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد
ابن شهيد التميمي، كذا نسبه أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن محمد البخاري المعروف بغنجار، ووافقه
غيره إلى معبد، ثم قال: ابن هدبة بن مرة بن سعد
ابن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك
ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مربن أد
ابن طابخة بن الياس بن مضر الامام العلامة الفاضل
المتقن، كان مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ،
عالما بالمتون والأسانيد، أخرج من علوم الحديث ما
عجز عنه غيره، ومن تأمل تصانيفه تأمل منصف
علم أن الرجل كان بحرا في العلوم، سافر ما بين الشاش
والإسكندرية، وأدرك الأئمة والعلماء والأسانيد
العالية، وأخذ فقه الحديث والفرض على معانيه
عن إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة، ولازمه
وتلمذ له، وصارت تصانيفه عدة لأصحاب الحديث
غير أنها عزيزة الوجود، سمع ببلده بست أبا أحمد
إسحاق بن إبراهيم القاضي وأبا الحسن محمد بن عبد الله
ابن الجنيد البستي، وبهراة أبا بكر محمد بن عثمان بن
سعد الدارمي، وبمرو أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن
عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي وأبا
يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني، وبقرية سنج أبا
علي الحسين بن محمد بن مصعب السنجي وأبا عبد الله
محمد بن نصر بن ترقل الهورقاني، وبالصغد بما وراء
النهر أبا حفص عمر بن محمد بن يحيى الهمداني، وبنسا
أبا العباس الحسن بن سفيان الشيباني ومحمد بن عمر بن
يوسف ومحمد بن محمود بن عدي النسويين، وبنيسابور
أبا العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج الثقفي
وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه
الأزدي، وبأرغيان أبا عبد الله محمد بن المسيب بن
إسحاق الأرغياني، وبجرجان عمران بن موسى بن
415

مجاشع وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان
الجرجانيين، وبالري أبا القاسم العباس بن الفضل بن
عاذان المقري وعلي بن الحسن بن مسلم الرازي،
وبالكرج أبا عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الحافظ
والحسين بن إسحاق الأصبهاني، وبعسكر مكرم
أبا محمد عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي المعروف
بعبدان الأهوازي، وبتستر أبا جعفر أحمد بن محمد بن
يحيى بن زهير الحافظ، وبالأهواز أبا العباس محمد بن
يعقوب الخطيب، وبالأبلة أبا يعلى محمد بن زهير
والحسين بن محمد بن بسطام الأبليين، وبالبصرة أبا
خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبا يحيى زكرياء
ابن يحيى الساجي وأبا سعيد عبد الكريم بن عمر
الخطابي، وبواسط أبا محمد جعفر بن أحمد بن سنان
القطان والخليل بن محمد الواسطي ابن بنت تميم بن
المنتصر، وبقم الصلح عبد الله بن قحطبة بن مرزوق
الصلحي، وبنهر سابس قرية من قرى واسط خلاد
ابن محمد بن خالد الواسطي، وببغداد أبا العباس حامد
ابن محمد بن شعيب البلخي وأبا أحمد الهيثم بن خلف
الدوري وأبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
البغوي، وبالكوفة أبا محمد عبد الله بن زيدان البجلي،
وبمكة أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري
الفقيه صاحب كتاب الاشراف في اختلاف الفقهاء،
وأبا سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي،
وبسامرا علي بن سعيد العسكري عسكر سامرا،
وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي
وهارون بن المسكين البلدي وأبا جابر زيد بن علي
ابن عبد العزيز بن حيان الموصلي وروح بن عبد
المجيب الموصلي، وببلد سنجار علي بن إبراهيم بن الهيثم
الموصلي، وبنصيبين أبا السري هاشم بن يحيى النصيبيني
ومسدد بن يعقوب بن إسحاق الفلوسي، وبكفرتوئا
من ديار ربيعة محمد بن الحسين بن أبي معشر السلمي،
وبسرغامرطا من ديار مضر أبا بدر أحمد بن خالد بن
عبد الملك بن عبد الله بن مسرح الحراني، وبالرافقة
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي، وبالرقة
الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، وبمنبج عمر بن
سعيد بن سنان الحافظ وصالح بن الأصبغ بن عامر
التنوخي، وبحلب علي بن أحمد بن عمران الجرجاني،
وبالمصيصة أبا طالب أحمد بن داود بن محسن بن هلال
المصيصي، وبأنطاكية أبا علي وصيف بن عبد الله
الحافظ، وبطرسوس محمد بن يزيد الدرقي وإبراهيم بن
أبي أمية الطرسوسي، وبأذنة محمد بن علان الاذني،
وبصيداء محمد بن أبي المعافى بن سليمان الصيداوي،
وببيروت محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي
المعروف بمكحول، وبحمص محمد بن عبيد الله بن
الفضل الكلاعي الراهب، وبدمشق أبا الحسن أحمد
ابن عمير بن جوصاء الحافظ وجعفر بن أحمد بن
عاصم الأنصاري وأبا العباس حاجب بن أركين الفرغاني
الحافظ، وبالبيت المقدس عبد الله بن محمد بن مسلم
المقدسي الخطيب، وبالرملة أبا بكر محد بن الحسن
ابن قتيبة العسقلاني، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن
شعيب بن علي النسائي وسعيد بن داود بن وردان
المصري وعلي بن الحسين بن سليمان المعدل وجماعة
كثيرة من أهل هذه الطبقة سوى من ذكرناهم،
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله
ابن مندة الأصبهاني وأبو عبد الله محمد بن أحمد
الغنجار الحافظ البخاري وأبو علي منصور بن عبد
الله بن خالد الذهلي الهروي وأبو مسلمة محمد بن محمد
ابن داود الشافعي وجعفر بن شعيب بن محمد السمرقندي
والحسن بن منصور الأسفيجابي والحسن بن محمد بن
سهل الفارسي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن
416

هارون الزوزني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد
الله بن خشنام الشروطي وجماعة كثيرة لا تحصى
أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن
أبي الفضل الأنصاري الحرستاني اذنا عن أبي القاسم
زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي عثمان سعيد البحتري
قال: سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: أبو
حاتم البستي القاضي كان من أوعية العلم في اللغة والفقه
والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال، صنف فخرج
له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه، وولي
القضاء بسمرقند وغيرها من المدن ثم ورد نيسابور
سنة 334، وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة فلما سألناه
الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغر هم سنا فقال:
استمل، فقلت: نعم، فاستمليت عليه، ثم
أقام عندنا وخرج إلى القضاء بنيسابور وغيرها وانصرف
إلى وطنه، وكانت الرحلة بخراسان إلى مصنفاته.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي شفاها قال:
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي اذنا عن
أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت كتابة قال: ومن
الكتب التي تكثر منافعها إن كانت على قدر ما
ترجمها به واضعها مصنفات أبي حاتم محمد بن حبان
البستي التي ذكرها لي مسعود بن ناصر السجزي
ووقفني على تذكره بأسمائها، ولم يقدر لي
الوصول إلى النظر فيها لأنها غير موجودة بيننا ولا
معروفة عندنا، وأنا أذكر منها ما استحسنته سوى
ما عدلت عنه وأطرحته: فمن ذلك كتاب الصحابة
خمسة أجزاء وكتاب التابعين اثنا عشر جزءا وكتاب
اتباع التابعين خمسة عشر جزءا وكتاب تبع
الاتباع سبعة عشر جزءا وكتاب تباع التبع عشرون
جزءا وكتاب الفصل بين النقلة عشرة أجزاء وكتاب
علل أوهام أصحاب التواريخ عشرة أجزاء وكتاب
علل حديث الزهري عشرون جزءا وكتاب علل
حديث مالك عشرة أجزاء وكتاب علل مناقب أبي
حنيفة ومثالبه عشرة أجزاء وكتاب علل ما استند
إليه أبو حنيفة عشرة أجزاء وكتاب ما خالف الثوري
شعبة ثلاثة أجزاء وكتاب ما انفرد فيه أهل المدينة
من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما انفرد به أهل
مكة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما عند شعبة
عن قتادة وليس عند سعيد عن قتادة جزآن وكتاب
غرائب الاخبار عشرون جزءا وكتاب ما أغرب
الكوفيون عن البصريين عشرة أجزاء وكتاب ما
أغرب البصريون عن الكوفيين ثمانية أجزاء وكتاب
أسامي من يعرف بالكنى ثلاثة أجزاء وكتاب كنى
من يعرف بالأسامي ثلاثة أجزاء وكتاب الفصل
والوصل عشرة أجزاء وكتاب التمييز بين حديث
النضر الحداني والنضر الخزاز جزآن وكتاب الفصل
بين حديث أشعث بن مالك وأشعث بن سوار جزآن
وكتاب الفصل بين حديث منصور بن المعتمر ومنصور
ابن راذان ثلاثة أجزاء وكتاب الفصل بين مكحول
الشامي ومكحول الأزدي جزء وكتاب موقوف ما
رفع عشرة أجزاء وكتاب آداب الرجالة جزآن
وكتاب ما أسند جنادة عن عبادة جزء وكتاب
الفصل بين حديث نور بن يزيد ونور بن زيد جزء
وكتاب ما جعل عبد الله بن عمر عبيد الله بن عمر
جزآن وكتاب ما جعل شيبان سفيان أو سفيان شيبان
ثلاثة أجزاء وكتاب مناقب مالك بن أنس جزآن
وكتاب مناقب الشافعي جزآن وكتاب المعجم على
المدن عشرة أجزاء وكتاب المقلين من الحجازيين
عشرة أجزاء وكتاب المقلين من العراقيين عشرون
جزءا وكتاب الأبواب المتفرقة ثلاثون جزءا وكتاب
الجمع بين الاخبار المتضادة جزآن وكتاب وصف
417

المعدل والمعدل جزآن وكتاب الفصل بين حدثنا
وأخبرنا جزء وكتاب وصف العلوم وأنواعها ثلاثون
جزءا وكتاب الهداية إلى علم السنن، قصد فيه إظهار
الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث والفقه، يذكر حديثا
ويترجم له ثم يذكر من يتفرد بذلك الحديث ومن
مفاريد أي بلد هو ثم يذكر كل اسم في إسناده من
الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده وموته
وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه ثم يذكر ما في ذلك
الحديث من الفقه والحكمة، فإن عارضه خبر ذكره
وجمع بينهما، وإن تضاد لفظه في خبر آخر تلطف
للجمع بينهما حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه
والحديث معا، وهذا من أنبل كتبه وأعزها، قال
أبو بكر الخطيب: سألت مسعود بن ناصر يعني
السجزي فقلت له: أكل هذه الكتب موجودة
عندكم ومقدور عليها ببلادكم؟ فقال: إنما يوجد منها
الشئ اليسير والنزر الحقير، قال: وقد كان أبو حاتم
ابن حبان سبل كتبه ووقفها وجمعها في دار رسمها
لها، فكان السبب في ذهابها مع تطاول الزمان ضعف
السلطان واستيلاء ذوي العيث والفساد على أهل تلك
البلاد، قال الخطيب: ومثل هذه الكتب الجليلة
كان يجب أن يكثر بها النسخ فيتنافس فيها أهل العلم
ويكتبوها ويجلدوها إحرازا لها، ولا أحسب المانع
من ذلك كان إلا قلة معرفة أهل تلك البلاد بمحل
العلم وفضله وزهدهم فيه ورغبتهم عنه وعدم بصيرتهم
به، والله أعلم، قال الامام تاج الاسلام: وحصل
عندي من كتبه بالاسناد المتصل سماعا كتاب التقاسيم
والأنواع خمسة مجلدات، قرأتها على أبي القاسم
الشحامي عن أبي الحسن النخاني عن أبي هارون
الزوزني عنه، وكتاب روضة العقلاء، قرأته على
حنبل السجزي عن أبي محمد النوني عن أبي عبد الله
الشروطي عنه، وحصل عندي من تصانيفه غير مسندة
عدة كتب: مثل كتاب الهداية إلى علم السنن من
أوله قدر مجلدين، وله، وهو أشهر من هذه كلها،
كتاب الثقات وكتاب الجرح والتعديل وكتاب شعب
الايمان وكتاب صفة الصلاة، أدرك عليه في كتاب
التقاسيم فقال: في أربع ركعات يصليها الانسان
ستمائة سنة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أخرجناها
بفصولها في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن نظمها
في هذا النوع من هذا الكتاب، قال أبو سعد: سمعت
أبا بكر وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح سمعت
أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي سمعت أبا بشر
عبد الله بن محمد بن هارون سمعت عبد الله بن محمد
الاستراباذي يقول: أبو حاتم بن حبان البستي كان على
قضاء سمرقند مدة طويلة، وكان من فقهاء الدين
وحفاظ الآثار والمشهورين في الأمصار والأقطار،
عالما بالطب والنجوم وفنون العلم، ألف كتاب
المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب الكثيرة
من كل فن، أخبر تني الحرة زينب الشعرية اذنا
عن زاهر بن طاهر عن أحمد بن الحسين الامام، سمعت
الحافظ أبا عبد الله الحاكم يقول: أبو حاتم بن حبان
داره التي هي اليوم مدرسة لأصحابه ومسكن للغرباء
الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة، ولهم
جرايات يستنفقونها داره، وفيها خزانة كتبه في يدي
وصي سلمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شئ منها في
الصفة من غير أن يخرجه منها، شكر الله له عنايته
في تصنيفها وأحسن مثوبته على جميل نيته في أمرها
بفضله ورأفته.
وأخبرني القاضي أبو القاسم الحرستاني في كتابه قال:
أخبرني وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح اذنا
سمعت الحسن بن أحمد الحافظ سمعت أبا بشر
418

النيسابوري يقول سمعت أبا سعيد الإدريسي يقول
سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري
الرجل الصالح بسمرقند يقول: كنا مع أبي بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة في بعض الطريق من نيسابور
وكان معنا أبو حاتم البستي، وكان يسأله ويؤذيه،
فقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة: يا بارد تنح عني
لا تؤذني، أو كلمة نحوها، فكتب أبو حاتم مقالته،
فقيل له: تكتب هذا؟ فقال: نعم أكتب كل
شئ يقوله، أخبرني الخطيب أبو الحسن السديدي
مشافهة بمرو قال: أخبرني أبو سعد اذنا أخبرنا أبو
علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي إجازة
سمعت والدي سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول:
سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ وذكر كتاب
المجروحين لابي حاتم البستي فقال: كان لعمر بن
سعيد بن سنان المنبجي ابن رحل في طلب الحديث
وأدرك هؤلاء الشيوخ وهذا تصنيفه، وأساء القول
في أبي حاتم، قال: الحاكم أبو حاتم كبير في العلوم
وكان يحسد لفضله وتقدمه، ونقلت من خط صديقنا
الامام الحافظ أبي نصر عبد الرحيم بن النفيس بن هبة
الله بن وهبان السلمي الحديثي، وذكر أنه نقله من
خط أبي الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني
البيكندي الحافظ من كتاب شيوخه، وكان قد
ذكر فيه ألف شيخ في باب الكذابين، قال: وأبو
حاتم محمد بن حبان أحمد البستي قدم علينا من
سمرقند سنة 330 أو 329، فقال لي: أبو حاتم سهل
ابن السري الحافظ لا تكتب عنه فإنه كذاب، وقد
صنف لابي الطيب المصعبي كتابا في القرامطة حتى
قلده قضاء سمرقند، فلما أخبر أهل سمرقند بذلك
أرادوا أن يقتلوه فهرب ودخل بخارى وأقام دلالا
في البزازين حتى اشترى له ثيابا بخمسة آلاف درهم إلى
شهرين، وهرب في الليل وذهب بأموال الناس،
قال: وسمعت السليماني الحافظ بنيسابور قال لي:
كتبت عن أبي حاتم البستي؟ فقلت: نعم، فقال.
إياك أن تروي عنه فإنه جاءني فكتب مصنفاتي وروى
عن مشايخي ثم إنه خرج إلى سجستان بكتابه في
القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله وقلده أعمال
سجستان فمات به، قال السليماني: فرأيت وجهه
وجه الكذابين وكلامه كلام الكذابين، وكان يقول:
يا بني اكتب: أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام
الأئمة، حتى كتبت بين يديه ثم محوته، قال أبو
يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب: سمعت أحمد
ابن محمد بن صالح السجستاني يقول: توفي أبو حاتم
محمد بن أحمد بن حبان سنة 354، وعن شيخنا أبي
القاسم الحرستاني عن أبي القاسم الشحامي عن أبي
عثمان سعيد بن محمد البحتري، سمعت محمد بن عبد
الله الضبي يقول: توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة
لثماني ليال بقين من شوال سنة 354، ودفن بعد
صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها بمدينة بست بقرب
داره، وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ
بخارى أنه مات بسجستان سنة 354، وقبره ببست
معروف يزار إلى الآن، فإن لم يكن نقل من
سجستان إليها بعد الموت وإلا فالصواب أنه مات
ببست.
بسترة: بالفتح: وهي مدينة، ويقال بستيرة.
بستيغ: بكسر التاء المثناة، وياء ساكنة، والغين
معجمة: قرية من قرى نيسابور، ينسب إليها أبو
سعد شبيب بن أحمد بن محمد بن خشنام البستيغي،
روى عنه الأمير أبو نصر بن ماكولا، وكان كراميا
غاليا، وسمع الحديث ورواه، وكان مولده سنة 393،
419

وقال عبد الغافر الفارسي: روى عن أبي نعيم
عبد الملك بن الحسن الإسفراييني وأبي الحسن محمد بن
الحسين بن داود العلوي، توفي سنة نيف وستين
وأربعمائة، وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد البستيغي،
حدث عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محسن الزيادي،
حدث عنه عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي وقال:
كان شيخا معروفا صالحا معتمدا سمع الحديث
غالبا، وهو من جملة الامناء، مات في المحرم
سنة 488.
البسراط: بكسر أوله: بلد التماسيح بمصر قرب دمياط
من كورة الدقهلية.
بسر: بالضم: اسم قرية من أعمال حوران من أراضي
دمشق بموضع يقال له اللحا، وهو صعب المسلك، إلى
جنب زرة التي تسميها العامة زرع، ويقال: إن بهذه
القرية قبر اليسع النبي، عليه السلام، وينسب إليها
أبو عبيد محمد بن حسان البسري الحساني الزاهد،
له كلام في الطريقة وكرامات، حدث عن سعيد بن
منصور الخراساني و عبد الغفار بن نجيح وآدم بن أبي
اياس وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي،
وذكر ابن نافع الأرسوفي وعمرو بن عبد الله بن
صفوان والد أبي زرعة وذكر غيره، وروى عنه
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان
الدمشقي ومحمد بن عثمان الأذرعي وأبو بكر محمد بن
عمار الأسدي وأبو زرعة عبد الرحمن بن واصل
الحاجب وابناه عبيد ونجيب وغيرهم، وابنه نجيب
ابن أبي عبيد البسري حكى عن أبيه، روى عنه
أبو بكر الهلالي وأبو العباس أحمد بن معز الصوري
الجلودي وأبو زرعة الحسيني ومعاذ بن أحمد الصوري
وأبو بكر محمد بن منصور بن بطيش الغساني وأبو
بكر بن معمر الطبراني، وحدث عن أبيه بكتاب
قوام الاسلام وبكتاب الطبيب، ذكره ابن ماكولا
في كتاب نجيب، ومحمد بن منصور بن بطيش أبو
بكر الغساني البسري من أهل قرية بسر من حوران،
قدم دمشق وحدث بها عن نجيب بن أبي عبيد، كتب
عنه أبو الحسين الرازي.
بسرفوث: حصن من أعمال حلب في جبال بني
عليم، له ذكر في فتوح الملك العادل نور الدين
محمود بن زنكي، وقد خرب وهو الآن قرية،
وهو بالتحريك، وسكون الراء، وضم الفاء،
وسكون الواو، والثاء المثلثة.
البسرة: بسكون السين: من مياه بني عقيل بنجد
بالأعراف أعراف غمرة، فإذا شرب الانسان من
مائها شيئا لم يرو حتى يرسل ذنبه، وليست ملحة
جدا ولكنها غليظة، قال أبو زياد الكلابي: وأخبرني
غير واحد أنهم يردونها فيستقبل أحدهم فرغ الدلو فلا
يروى حتى يرسل ذنبه ولا يملكه أي أنها تسهل البطن،
قال: وهي وهط من عرفط، والوهط: جماعة
العرفط، وهو محتضر لحياضها قريبا، وتشربه الإبل
والماشية فلا يضرها ولا يغيرها، فوردها قوم وهم
لا يدرون كنه مائها وهم عطاش، فوقعوا في الماء
يسقون ويشربون فنزل بهم أمر عظيم، فجعلوا يشربون
ولا يقر في بطونهم، فظلوا بيوم لم يظلوا بيوم مثله
قط، ثم راحوا واستقوا منها في أسقيتهم، فقال
أحدهم حين راحوا:
أسوق عيرا تحمل المشيا،
ماء من البسرة أحوزيا
تعجل ذا القباضة الوحيا
أن يرفع المبرز عنه شيا
420

المشي والمشو: الدواء الذي يسهل. والأحوزي:
السريع. وأهل ذلك الماء من أصح بني عقيل
وأحسنهم أجساما، وقد مرنوا عليه مرونا إلا أن
أحدهم إذا فقده أياما ثم عاد إليه فشرب منه أرسل
ذنبه مرة، وأهل هذا الماء بنو عبادة بن عقيل رهط
ليلى الأخيلية.
بس: بالضم، والتشديد: جبل في بلاد محارب بن
خصفة، وقيل بس: ماء لغطفان، وقيل بس: موضع
في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر.
وبس أيضا: بيت بنته غطفان مضاهأة للكعبة،
وقيل اسمه بساء، وقيل: بسح جبل قريب من ذات
عرق، قال الغوري: بس موضع كثير النخل،
وأنشد للعاهان:
بنون وهجمة كأشاء، بس،
صفايا كنة الآبار كوم
وقيل: بس أرض لبني نصر بن معاوية، وقال فيها
رجل من بني سعد بن بكر:
أبت صحف الغرقي أن تقرب اللوى
وأجراع بس، وهي عم خصيبها
أرى إبلي، بعد اشتمات ورتعة،
ترجع سجعا، آخر الليل، نيبها
وان تهبطي من أرض مصر لغائط،
لها بهرة بيضاء ريا قليبها
وان تسمعي صوت المكاكي بالضحى
بغيناء من نجد، يساميك طيبها
الغرقي: رجل كان على الصدقات. والاشتمات:
أول السمن، وإبل مشتمتة إذا كانت كذلك.
والبهرة: مكان في الوادي دمث ليس بجرل أي
ليس فيه حجارة ولا دمث. والغيناء: الروضة
الملتفة، وقال الحصين بن الحمام المري في ذلك:
فإن دياركم بجنوب بس
إلى ثقف إلى ذات العظوم
بسطام: بالكسر ثم السكون: بلدة كبيرة بقومس
على جادة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين،
قال مسعر بن مهلهل: بسطام قرية كبيرة شبيهة
بالمدينة الصغيرة، منها أبو يزيد البسطامي الزاهد، وبها
تفاح حسن الصبغ مشرق اللون يحمل إلى العراق
يعرف بالبسطامي، وبها خاصيتان عجيبتان: إحداهما
أنه لم ير بها عاشق من أهلها قط، ومتى دخلها انسان
في قلبه هوى وشرب من مائها زال العشق عنه،
والأخرى أنه لم ير بها رمد قط، ولها ماء مر ينفع
إذا شرب منه على الريق من البخر، وإذا احتقن به
أبرأ البواسير الباطنة، وتنقطع بها رائحة العود ولو أنه
من أجود الهندي، وتذكو بها رائحة المسك والعنبر
وسائر أصناف الطيب إلا العود، وبها حياة صغار
وثابات وذباب كثير مؤذ، وعلى تل بإزائها قصر
مفرط السعة على السور كثير الأبنية والمقاصير ويقال
إنه من بناء سابور ذي الأكتاف، ودجاجها لا يأكل
العذرة، قلت أنا: وقد رأيت بسطام هذه، وهي
مدينة كبيرة ذات أسواق إلا أن أبنيتها مقتصدة ليست
من أبنية الأغنياء، وهي في فضاء من الأرض،
وبالقرب منها جبال عظام مشرفة عليها، ولها نهر
كبير جار، ورأيت قبر أبي يزيد البسطامي، رحمه
الله، في وسط البلد في طرف السوق، وهو أبو يزيد
طيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد البسطامي،
ومنها أبو يزيد طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى
ابن علي الزاهد البسطامي الأصغر، ومن المتأخرين
421

أحمد بن الحسن بن محمد الشعيري أبو المظفر بن أبي
العباس البسطامي المعروف بالكافي سبط أبي الفضل محمد
ابن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي،
سمع جده لامه وأجاز لابي سعد، ومات في حدود
سنة 530، وكان عمر أنفذ إلى الري وقومس
نعيم بن مقرن وعلى مقدمته سويد بن مقرن وعلى
مجنبته عيينة بن النحاس، وذلك في سنة 19 أو 18،
فلم يقم له أحد، وصالحهم وكتب لهم كتابا، وقال
أبو نجيد:
فنحن، لعمري، غير شك قرارنا
أحق وأملى بالحروب وأنجب 1
إذا ما دعا داعي الصباح أجابه
فوارس منا كل يوم مجرب
ويوم ببسطام العريضة، إذ حوت،
شددنا لهم أوزارنا بالتلبب
ونقلبها زورا، كأن صدورها
من الطعن تطلى بالسني المتخضب
بسطة: بالفتح: مدينة بالأندلس من أعمال جيان،
ينسب إليها المصلبات البسطية. وبسطة أيضا بمصر:
كورة من أسفل الأرض يقال لها بسطة، وبعضهم
يقول بسطة، بالضم.
بسفرجان: بضم الفاء، وسكون الراء، وجيم،
وألف، ونون: كورة بأرض أران، ومدينتها
النشوي، وهي نقجوان، عمر ذلك كله أنوشروان
حيث عمر باب الأبواب، وقد عدوه في أرمينية
الثالثة.
بسكاس: من قرى بخارى، منها أبو أحمد نبهان من
إسحاق بن مقداس البسكاسي البخاري، سمع الربيع
ابن سليمان، توفي سنة 310.
بسكاير: بعد الألف ياء وراء: من قرى بخارى،
منها أبو المشهر أحمد بن علي بن طاهر بن محمد بن
طاهر بن عبد الله من ولد يزدجرد بن بهرام
البسكايري، كان أديبا فاضلا، رحل إلى خراسان
والعراق والحجاز، وسمع الحديث ولم تكن أصوله
صحيحة، روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزق
البزاز وغيره.
البسكت: بالكسر، والتاء فوقها نقطتان: بلدة من
بلاد الشاش، خرج منها جماعة من العلماء، منهم:
أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن النجم بن
ولاثة البسكتي الشاشي، كانت وفاته بعد الأربعمائة.
بسكرة: بكسر الكاف، وراء: بلدة بالمغرب
من نواحي الزاب، بينها وبين قلعة بني حماد مرحلتان،
فيها نخل وشجر وقسب جيد، بينها وبين طبنة
مرحلة، كذا ضبطها الحازمي وغيره، يقول:
بسكرة، بفتح أوله وكافه، قال: وهي مدينة
مسورة ذات أسواق وحمامات، وأهلها علماء على
مذهب أهل المدينة، وبها جبل ملح يقطع منه كالصخر
الجليل، وتعرف ببسكرة النخيل، قال أحمد بن
محمد المروذي:
ثم أتى بسكرة النخيل،
قد اغتدى في زيه الجميل
وإليها ينسب أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة بن
محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس
ابن هديد بن جمح بن حيان بن مستملح بن
عكرمة بن خالد، وهو أبو ذؤيب الهذلي ابن خويلد
البسكري، سافر إلى بلاد الشرق وسمع أبا نعيم
الأصبهاني وجماعة من الخراسانيين، وكان يفهم الكلام
والنحو، وله اختيار في القراءة، وكان يدرس النحو.

(1) في هذا البيت إقواء.
422

بسل: بالتحريك، ولام: واد من أودية الطائف،
أعلاء لفهم وأسفله لنصر بن معاوية، بينه وبين لية
بلد يقال له جلذان، يسكنه بنو نصر بن معاوية،
وعن أبي محمد الأسود: بسل، بسكون السين،
وضبطه بعضهم بالنون، وذكر في موضعه.
بسلة: بسكون السين: رباط يرابط به المسلمون.
بسوسا: موضع قرب الكوفة نزله مهران أيام الفتوح،
فسأل المثنى بن حارثة رجلا من أهل السواد ما يقال
للبقعة التي فيها مهران وعسكره؟ فقال: بسوسا،
فقال المثنى: أكدى مهران وهلك! نزل منزلا هو
البسوس.
بسومة: بتخفيف السين: ناحية بين الموصل، وبلد
يجلب منها حجارة الأرحاء العظام، عن نصر.
بسوى: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، والقصر:
بليدة في أوائل أذربيجان بين أشنو ومراغة قرب
خان خاصبك، رأيتها، أكثر أهلها حرامية.
بسيان: بالضم، قال الأصمعي: بس وبسيان جبلان
في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر بن
هوازن، قال ذو الرمة:
سرت من منى، جنح الظلام، فأصبحت
ببسيان أيديها مع الفجر تلمع
وحكى أبو بكر محمد بن موسى ثم وجدته في كتاب
نصر أن بسيان موضع فيه برك وأنهار على أحد
وعشرين ميلا من الشبيكة بينها وبين وجرة، وكانت
بها وقعة مشهورة، قال المساور بن هند:
ونحن قتلنا ابني طمية بالعصا،
ونحن قتلنا يوم بسيان مسهرا
وأنشد السكري عن أبي محلم لسليمان بن عياش
وكان لصا:
يقر بعيني أن أرى بين عصبة
عراقية، قد جز عنها كنابها،
وأن أسمع الطراق يلقون رفقة
مخيمة بالسبي، ضاعت ركابها
أتيح لها بالصحن، بين عنيزة
وبسيان، أطلاس جرود ثيابها
ذئاب تعاوت من سليم وعامر
وعبس، وما يلقى هناك ذيابها
ألا بأبي أهل العراق وربحهم
إذا فتشت بعد الطراد عيابها
وقال امرؤ القيس يصف سحابا:
على قطن بالشيم أيمن صوبه،
وأيسره على الستار فيذبل
وألقى ببسيان مع الليل بركة
فأنزل منه العصم من كل منزل
بسيطة: بلفظ تصغير بسطة: أرض في البادية بين
الشام والعراق، حدها من جهة الشام ماء يقال له
أمر، ومن جهة القبلة موضع يقال له قعبة العلم،
وهي أرض مستوية فيها حصى منقوش أحسن ما
يكون، وليس بهاء ماء ولا مرعى، أبعد أرض الله
من السكان، سلكها أبو الطيب المتنبي لما هرب من
مصر إلى العراق، فلما توسطها قال بعض عبيده وقد
رأى ثورا وحشيا: هذه منارة الجامع، وقال آخر
منهم وقد رأى نعامة: وهذه نخلة، فضحكوا،
فقال المتنبي:
بسيطة مهلا سقيت القطارا،
تركت عيون عبيدي حيارى
423

فظنوا النعام عليك النخيل،
وظنوا الصوار عليك المنارا
فأمسك صحبي بأكوارهم،
وقد قصد الضحك منهم وجارا
وقال الراجز:
أأنت يا بسيطة التي، التي
تهيبتك في المقيل صحبتي؟
وقال نصر: بسيطة فلاة بين أرض كلب وبلقين
بقفا عفر أو أعفر، وقيل: على طريق طئ إلى
الشام، وقد جاء في الشعر بسيطة وبسيط.
البسيطة: بفتح أوله، وكسر ثانيه: موضع في قول
الأخطل يصف سحابا حيث يقول:
وعلا البسيطة والشقيق بريق،
فالضوج بين روية وطحال
قالوا: البسيطة موضع بين الكوفة وحزن بني يربوع،
وقيل: أرض بين العذيب والقاع وهناك البيضة،
وهي من العذيب، وقال عدي بن عمرو الطائي:
لولا توقد ما ينفيه خطوهما
على البسيطة لم تدركهما الحدق
بسينة: بعد الياء نون: من قرى مرو على فرسخين
منها، ينسب إليها أبو داود سليمان بن إياس البسيني
المروزي، رحل إلى العراق وسمع الحديث.
بسي: بالضم ثم الفتح، وتشديد الياء: من جبال بني
نصر والجمد أيضا.
باب الباء والشين وما يليهما
بشاءة: بالفتح، وبعد الألف همزة، بوزن جماعة:
موضع في شعر خالد بن زهير الهذلي:
رويدا رويدا اشربوا ببشاءة،
إذا الجرف راحت ليلة بعذوب
بشار: بتشديد ثانيه: نهر بشار بالبصرة ينزع من
الأبلة، له ذكر في بعض الآثار.
بشام: بتخفيف ثانيه: جبل بين اليمامة واليمن ذات
البشام، قال السكري: واد من نبط من بلاد
هذيل، قال الجموح:
وحاولت النكوص بهم، فضاقت
علي برحبها ذات البشام
بشأن: بالضم، وآخره نون: من قرى مرو، منها
إسحاق بن إبراهيم بن جرير البشاني، كان شيخا صالحا،
توفي قبل الثمانين والمائتين.
بشائم: بالفتح، وبعد الألف ياء: واد يصب في
بشمي. وبشمى أيضا. واد أسفله لكنانة.
بشبراط: بالكسر، والباء موحدة بعد الشين: حصن
بالأندلس من أعمال شنتبرية في غرب الأندلس.
بشبق: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة، وقاف،
وربما سموها بشبه، والنسبة إليها بشبقي: من قرى
مرو، منها أبو الحسن علي بن محمد بن العباس بن
أحمد بن علي البشبقي التعاويذي، كان شيخا مسنا،
تفقه في شبابه، وكان يكتب التعاويذ، سمع أبا
القاسم محمود بن محمد بن أحمد التميمي وأبا عبد الله
محمد بن الفضل بن جعفر الخرقي وأبا الفضل محمد بن
أحمد بن أبي الحسن العارف النوقاني، قال أبو سعد:
كتبت عنه، وكانت ولادته سنة 453 بقرية بشبق،
وتوفي بها يوم الأحد ثاني عشر شوال سنة 544.
بشتان: بالفتح ثم السكون، وتاء مثناة من فوق،
وألف، ونون: من قرى نسف، خرج منها جماعة
424

من العلماء، منهم: بشر بن عمران البشتاني يروي
عن مكي بن إبراهيم.
بشت: بالضم: بلد بنواحي نيسابور، قال أبو الحسن
ابن زيد البيهقي: سميت بذلك لان بشتاسف الملك
أنشأها، وهي كورة قصبتها طريثيث، وقيل:
سميت بذلك لأنها كالظهر لنيسابور، والظهر باللغة
الفارسية يقال له بشت، تشتمل على مائتين وست
وعشرين قرية، منها كندر التي منها الوزير أبو نصر
الكندري، وزير طغرلبك السلجوقي، كان قبل نظام
الملك فقام نظام الملك مقام الكندري، وقد ذكرت،
وقد يقال لها أيضا: بشت العرب لكثرة أدبائها
وفضلائها، وقد ينسب إليها جماعة كثيرة في فنون
من العلم، منهم: إسحاق بن إبراهيم بن نصر أبو
يعقوب البشتي، سمع قتيبة بن سعيد وإبراهيم بن
المستمر وأبا كريب محمد بن العلاء ومحمد بن أبي عمرو
ومحمد بن المصطفى وهشام بن عمرو وحميد بن مسعدة
وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وغيرهم،
روى عنه أبو جعفر محمد بن هانئ بن صالح وأبو الفضل
محمد بن إبراهيم الموصلي وجماعة من الخراسانيين،
وحسان بن مخلد البشتي، سمع عبد الله بن يزيد
المقري وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى، روى عنه
جعفر بن محمد بن سوار وإبراهيم بن محمد المروزي،
مات في شعبان سنة 259، وسعيد بن شاذان بن محمد
النيسابوري، وهو سعيد بن أبي سعيد البشتي، سمع
محمد بن رافع وإسحاق بن منصور وحم بن نوح
وعيسى بن أحمد العسقلاني وغيرهم، روى عنه أبو
القاسم يعقوب، وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان
موسى بن عبد الرحمن البشتي، حدث عن الحسن بن
علي الحلواني، روى عنه بشر بن أحمد الإسفراييني،
وأبو سعيد أحمد بن شاذان البشتي، حدث عن الحسن
ابن سفيان وأحمد بن نصر الخفاف وابن أبي غيلان،
حدث عنه أبو سعد الإدريسي، وأحمد بن الخليل بن
أحمد البشتي، روى عن الليث بن محمد، روى عنه
أبو زكرياء يحيى بن محمد العنبري، ومحمد بن يحيى
ابن سعيد البشتي أبو بكر المؤدب، حدث عن عبد الله
ابن الحارث الصنعاني، روى عنه الحاكم أبو عبد الله
ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو سعيد البشتي، حدث
عن محمد بن المؤمل، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو
صالح البشتي النيسابوري، كان كثير الصلاة والعبادة،
سمع أبا زكرياء النيسابوري وأبا بكر الحيري، مات
بأصبهان سنة 483، وأبو علي الحسن بن علي بن العلاء
ابن عبدويه البشتي، روى عن أبي طاهر محمد بن
محمد بن محمش وغيره، وعبيد الله بن محمد بن نافع
البشتي الزاهد، وأحمد بن محمد البشتي الخارزنجي
اللغوي، ذكرته في كتاب الأدباء وغيرهم. وبشت
أيضا: من قرى باذغيس من نواحي هراة، منها أحمد
ابن صاحب البشتي، حدث عن أبي عبد الله المحاملي،
روى عنه أبو سعد الماليني وأخوه محمد بن صاحب
البشتي الباذغيسي.
بشترى: بالفتح ثم السكون، وفتح التاء المثناة،
والقصر: مدينة بإفريقية.
بشتنقان: بالضم ثم السكون، وفتح التاء المثناة،
وكسر النون، وقاف: من قرى نيسابور وأحد
متنزهاتها، بينهما فرسخ، منها أبو يعقوب إسماعيل
ابن قتيبة بن عبد الرحمن السلمي الزاهد البشتنقاني،
سمع أحمد بن حنبل وغيره، ومات في رجب سنة 284
بقريته، وبهذه القرية كانت وقعة يحيى بن زيد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب وعمرو بن زرارة
والي نيسابور من قبل نصر بن سيار، وأظن أبا نصر
425

إسماعيل بن حماد الجوهري إياها أراد بقوله وأسقط
النون فقال:
يا ضائع العمر بالأماني؟
أما ترى رونق الزمان
فقم بنا يا أخا الملاهي
تخرج إلى نهر بشتقان
لعلنا نجتني سرورا،
حيث جنى الجنتين دان
كأننا، والقصور فيها،
بحافتي كوثر الجنان
والطير، فوق الغصون، تحكي
بحسن أصواتها الأغاني
وراسل الورق عندليب،
كالزير والبم والمثاني
وبركة، حولها، أناخت
عشر من الدلب واثنتان
فرصتك اليوم فاغتنمها،
فكل وقت سواه فان
بشتنفروش: بالضم ثم السكون، وفتح التاء المثناة،
وسكون النون، وضم الفاء والراء، وسكون الواو،
وشين أخرى، ويقال: بشتفروش، بغير نون:
كورة من أعمال نيسابور أحدثها بشتاسف الملك،
بها مائة وست وعشرون قرية، ذكرها البيهقي.
بشتن: بالفتح، وتشديد النون: من قرى قرطبة
بالأندلس، ينسب إليها هشام بن محمد بن عثمان البشتني
من آل الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي،
يروي حكاية عن الوزير أحمد بن سعيد بن حزم،
رواها عنه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الطاهري.
بشتير: بالضم، والتاء المثناة المكسورة، وياء ساكنة:
موضع في بلاد جيلان، ينسب إليه الشيخ الزاهد
الصالح عبد القادر بن أبي صالح الحنبلي البشتيري،
قدم بغداد وتفقه على أبي سعد المخرمي في مدرسته
بباب الأزج، فلما مات قام عبد القادر ووسع
المدرسة، وكان قد أظهر من النسك والورع ما ينفق
به على عامة بغداد وخواصها نفاقا عظيما، وكان
يعظ الناس، ثم مات في ثامن عشر ربيع الأول
سنة 561 ودفن بمدرسته ولم يخرج منها خوفا من فتنة
تجري، وكان مولده سنة 470 عن إحدى وتسعين
سنة.
البشر: بكسر أوله ثم السكون، وهو في الأصل
حسن الملقى وطلاقة الوجه: وهو اسم جبل يمتد من
عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية،
وفيه أربعة معادن: معدن القار والمغرة والطين الذي
يعمل منه البواتق التي يسبك فيها الحديد، والرمل
الذي في حلب يعمل منه الزجاج، وهو رمل أبيض
كالاسفيداج، وهو من منازل بني تغلب بن وائل،
قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
أضحت رقية، دونها البشر
فالرقة السوداء فالغمر
بل ليت شعري! كيف مربها
وبأهلها الأيام والدهر
قال أبو المنذر هشام: سمي بالبشر بن هلال بن عقبة
رجل من النمر بن قاسط، وكان خفيرا لفارس قتله
خالد بن الوليد في طريقه إلى الشام، وكان من حديث
ذلك أن خالد بن الوليد لما وقع بالفرس بأرض العراق
وكاتبه أبو بكر بالمسير إلى الشام نجدة لابي عبيدة،
سار إلى عين التمر، فتجمعت قبائل من ربيعة نصارى
426

لحرب خالد ومنعه من النفوذ، وكان الرئيس عليهم
عفة بن أبي عقة قيس بن البشر بن هلال بن البشر بن
قيس بن زهير بن عقة بن جشم بن هلال بن ربيعة بن
زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن
النمر بن قاسط، فأوقع بهم خالد وأسر عقة وقتله
وصلبه، فغضبت له ربيعة وتجمعت إلى الهذيل بن
عمران، فنهاهم حر قوص بن النعمان عن مكاشفته
فعصوه، فرجع إلى أهله وهو يقول:
ألا يا أسقياني قبل جيش أبي بكر،
لعل منايانا قريب ولا ندري
ألا يا أسقياني بالزجاج، وكررا
علينا كميت اللون صافية تجري
أظن خيول المسلمين وخالدا
ستطرقكم، عند الصباح، على البشر
فهل لكم بالسير قبل قتالهم،
وقبل خروج المعصرات من الخدر
أريني سلاحي يا أميمة، إنني
أخاف بيات القوم، أو مطلع الفجر
فيقال: إن خالدا طرقهم وأعجلهم عن أخذ السلاح،
وضرب عنق حر قوص فوقع رأسه في جفنة الخمر،
والله أعلم. وكان بنو تغلب قد قتلت عمير بن الحباب
السلمي، فاتفق أن قدم الأخطل على عبد الملك بن
مروان، والجحاف بن حكيم السلمي جالس عنده،
فأنشده:
ألا سائل الجحاف: هل هو ثائر
بقتلى أصيبت من سليم وعامر
فخرج الجحاف مغضبا يجر مطرفه، فقال عبد الملك
للأخطل: ويحك أغضبته وأخلق به أن يجلب عليك
وعلى قومك شرا. فكتب الجحاف عهدا لنفسه من
عبد الملك ودعا قومه للخروج معه، فلما حصل
بالبشر قال لقومه: قصتي كذا فقاتلوا عن أحسابكم
أو موتوا. فأغاروا على بني تغلب بالبشر وقتلوا منهم
مقتلة عظيمة، ثم قال الجحاف يجيب الأخطل:
أيا مالك هل لمتني، إذا حضضتني
على الثأر، أم هل لامني فيك لائمي؟
متى تدعني أخرى أجبك بمثلها،
وأنت امرؤ بالحق لست بقائم
فقدم الأخطل على عبد الملك فلما مثل بين يديه
أنشأ يقول:
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة
إلى الله منها المشتكى والمعول
فإن لم تغيرها قريش بعدلها
يكن، عن قريش، مستماز ومرحل
فقال له عبد الملك: إلى أين يا ابن النصرانية؟ فقال:
إلى النار، فتبسم عبد الملك وقال: أولى لك، لو قلت
غير ذلك لقتلتك. والبشر أيضا: جبل في أطراف
نجد من جهة الشام، قال عطارد بن قران أحد
اللصوص:
ولما رأيت البشر أعرض وانثنت
لأعرافهم، من دون نجد، مناكب
كتمت الهوى من رهبة أن يلومني
رفيقاي، وانهلت دموع سواكب
وفي القلب من أروى هوى كلما نأت،
وقد جعلت دارا بأروى تجانب
وكان الصمة بن عبد الله القشيري يهوى ابنة عمه،
فتماكس أبوه وعمه في المهر ولج كل واحد منهما،
فتركها الصمة وانصرف إلى الشام وكتب نفسه في
427

الجند وقال:
ألا يا خليلي اللذين تواصيا
بلومي، إلا أن أطيع وأتبعا
قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى،
وقل لنجد عندنا أن تودعا
ولما رأيت البشر قد حال دونها،
وحالت بنات الشوق يحنن نزعا
تلفت نحو الحي، حتى وجدتني
وجعت من الاصغاء ليتا وأخدعا
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني
على كبدي من خشية أن تصدعا
وليست عشيات الحمى برواجع
عليك، ولكن خل عينيك تدمعا
وقال عبد الله بن الصمة:
ولما رأينا قلة البشر أعرضت
لنا، وطوال الرمل غيبها البعد
وأعرض ركن من سواج، كأنه
لعينيك في آل الضحى، فرس ورد
أصاب سقيم القلب تتييم ما به،
فخر ولم يملك أخو القوة الجلد
البشرود: بالتحريك، وضم الراء، وسكون الواو،
والدال مهملة: كورة من كور بطن الريف بمصر
من كور أسفل الأرض.
بشرى: بوزن حبلى: اسم قرية.
بشكان: بالسكر: من قرى هراة، منها القاضي
أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي البشكاني،
كان فقيها، اتصل بدار الخلافة وصار رسولا إلى
ملوك الأطراف وولي قضاء عدة ممالك، ثم قتل
بجامع همذان في شعبان سنة 518، وقد روى
الحديث.
بشكلار: بالضم، قال خلف بن عبد الملك بن
بشكوال: عبد الله بن محمد بن سعيد الأموي
يعرف بالبشكلاري، وهي من قرى جيان،
سكن قرطبة، يكنى أبا محمد، روى عن الأصيلي
وجماعة سواه، ومات بقرطبة في شهر رمضان سنة
461، ومولده سنة 377، وكان شافعي المذهب.
بشلاو: بالفتح، والواو معربة: قرية قبالة قوص في
غربي النيل من أعلى الصعيد.
بشمي: بالتحريك، والقصر، بوزن جمزى: واد
بتهامة يصب إليه بشائم، واد أيضا. قال ابن الأعرابي:
بشمي، يروى بالشين والسين، واد يصب في
عسفان أو أمج، وله نظائر خمس ذكرت في
قلهى.
بشم: بالفتح، وسكون الشين: موضع بين الري
وطبرستان، شديد البرد، قد بني على كل صيحة
كان يلجأ إليه يسمى جانبوذه. وبشم أيضا:
موضع ببلاد هذيل، قال أبو المورق الهذلي:
وكنت، إذا سلكت نجاد بشم،
رأيت على مراقبها الذئابا
البشمور: بالضم: كورة بمصر قرب دمياط، وفيها قرى
وريف وغياض، وفيها كباش ليس في
الدنيا مثلها عظما وحسنا وعظم الأليات، وذلك أن
الكبش لا يستطيع حمل أليته، فيعمل له عجلة تحمل
عليها أليته وتشد تلك العجلة بحبل إلى عنقه، فيظل
يرعى وهو بجر العجلة التي تحمل أليته، وهي ألية
فيها طول تشبه أليات الكباش الكردية، فإذا نزعت
428

العجلة أو انقطعت وسقطت أليته على الأرض ربض
الكبش ولم يمكنه القيام لثقلها، فإذا كان أيام السفاد
رفع الراعي ألية الأنثى حتى يضربها الفحل ضربة
خفيفة، ولا يوجد هذا النوع من الضأن في موضع
آخر من الدنيا، أخبرني بذلك جماعة من أهل مصر
والبشمور باتفاق لم يختلفوا في شئ منه.
بشواذق: بالضم، والذال المعجمة، وقاف: قرية
بأعلى مرو على خمسة فراسخ، كان فيها جماعة من
العلماء، منهم: سلمة بن بشار البشواذقي أخو القاضي
محمد بن بشار وغيرهما.
بشيت: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وتاء فوقها
نقطتان: من قرى فلسطين بظاهر الرملة، منها أبو
القاسم خلف بن هبة الله بن قاسم بن سماح البشيتي
المكي، مات سنة 463 بمكة، وابنه أبو علي الحسن
ابن خلف، روى عن أبيه خلف عن أبي محمد الحسن
ابن أحمد بن فراس العبقسي، كتب عنه السفلي بمكة
وأبو بكر محمد بن منصور السمعاني ومحمد بن أبي بكر
السبخي في محرم سنة 498.
بشير: بالراء: جبل أحمر من جبال سلمى أحد
جبلي طئ، وقلعة بشير من قلاع البشنوية
الأكراد من نواحي الزوزان.
بشيلة: باللام: قرية من قرى نهر عيسى بينها وبين
بغداد نحو أربعة أميال أو خمسة، رأيتها غير مرة،
منها الشيخ محمد البشيلي، شيخ صالح، صحب الشيخ
عبد القادر الجليلي وكان يتبرك به ويحسن الظن فيه،
وكان حسن السمت جميل الطريقة، مات في شعبان
سنة 594. وبشيلة أيضا: من أقاليم أكشونية
بالأندلس.
بشينى: بالنون: من قرى بغداد، قال شجاع بن
فارس الذهلي: قال لنا أبو البركات بن أبي الضوء
العلوي: كنت في قرية يقال لها بشينى وبها أبو محمد
الباقر وهناك ناعورتان للزروع فقال فيهما وأنا حاضر:
أنا عورتي شطي بشينة! إنني
نظير كما في الوجد والهيمان
أنينكما يحكي أنيني، وعبرتي
كمائكما من شدة الجريان
فلا زلتما في ظل عيش يمده
أمان من التفريق والحدثان
قال الشريف أبو البركات: فعملت أنا في الحال:
بشينى بها ناعورتان، كلاهما
تسح بدمع دائم الهملان
مخافة دهر أن يصيب بعينه
لإحداهما يوما، فيفترقان
باب الباء والصاد وما يليهما
بصاق: بالضم: موضع قريب من مكة، ويقال بساق،
بالسين أيضا، وقد ذكر في تفسير شعر كثير عزة
حيث قال:
فيا طول ما شوقي، إذا حال بيننا
بصاق، ومن أعلام صندد منكب
كأن لم يؤالف حج عزة حجنا،
ولم يلق ركبا بالمحصب أركب
إن بصاق جبل قرب أيلة فيه نقب.
البصر: بوزن الجرد، قال السكري: هي جرعات
من أسفل واد بأعلى الشيحة من بلاد الحزن في قول
جرير حيث قال:
429

إن الفؤاد مع الظعن التي بكرت
من ذي طلوح، وحالت دونها البصر
البصرة: وهما بصرتان: العظمى بالعراق وأخرى
بالمغرب، وأنا أبدأ أولا بالعظمى التي بالعراق،
وأما البصرتان: فالكوفة والبصرة، قال المنجمون:
البصرة طولها أربع وسبعون درجة، وعرضها إحدى
وثلاثون درجة، وهي في الاقليم الثالث، قال ابن
الأنباري: البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة،
وقال فطرب: البصرة الأرض الغليظة التي فيها
حجارة تقلع وتقطع حوافر الدواب، قال:
ويقال بصرة للأرض الغليظة، وقال غيره: البصرة
حجارة رخوة فيها بياض، وقال ابن الأعرابي:
البصرة حجارة صلاب، قال: وإنما سميت بصرة
لغلظها وشدتها، كما تقول: ثوب ذو بصر وسقاء
ذو بصر إذا كان شديدا جيدا، قال: ورأيت في
تلك الحجارة في أعلى المربد بيضا صلابا، وذكر
الشرقي بن القطامي أن المسلمين حين وافوا مكان البصرة
للنزول بها نظروا إليها من بعيد وأبصروا الحصى عليها
فقالوا: إن هذه أرض بصرة، يعنون حصبة،
فسميت بذلك، وذكر بعض المغاربة أن البصرة
الطين العلك، وقيل: الأرض الطيبة الحمراء،
وذكر أحمد بن محمد الهمداني حكاية عن محمد بن
شرحبيل بن حسنة أنه قال: إنما سميت البصرة
لان فيها حجارة سوداء صلبة، وهي البصرة،
وأنشد لخفاف بن ندبة:
إن تك جلمود بصر لا أؤبسه
أوقد عليه فأحميه فينصدع
وقال الطر ماح بن حكيم:
مؤلفة تهوي جميعا كما هوى،
من النيق فوق البصرة، المتطحطح
وهذان البيتان يدلان على الصلابة لا الرخاوة، وقال
حمزة بن الحسن الأصبهاني: سمعت موبذ بن
اسوهشت يقول: البصرة تعريب بس رآه، لأنها
كانت ذات طرق كثيرة انشعبت منها إلى أماكن
مختلفة، وقال قوم: البصر والبصر الكذان،
وهي الحجارة التي ليست بصلبة، سميت بها البصرة،
كانت ببقعتها عند اختطاطها، واحده بصرة وبصرة،
وقال الأزهري: البصر الحجارة إلى البياض، بالكسر،
فإذا جاؤوا بالهاء قالوا: بصرة، وأنشد بيت خفاف:
" إن كنت جلمود بصر "، وأما النسب إليها فقال
بعض أهل اللغة: إنما قيل في النسب إليها بصري،
بكسر الباء لاسقاط الهاء، فوجوب كسر الباء في
البصري مما غير في النسب، كما قيل في النسب إلى
اليمن يمان وإلى تهامة تهام وإلى الري رازي وما
أشبه ذلك من المغير، وأما فتحها وتمصيرها فقد روى
أهل الأثر عن نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وغيره
أن عمر بن الخطاب أراد أن يتخذ للمسلمين مصرا،
وكان المسلمون قد غزوا من قبل البحرين توج
ونوبندجان وطاسان، فلما فتحوها كتبوا إليه:
إنا وجدنا بطاسان مكانا لا بأس به. فكتب إليهم:
إن بيني وبينكم دجلة، لا حاجة في شئ بيني وبينه دجلة
أن تتخذوه مصرا. ثم قدم عليه رجل من بني سدوس
يقال له ثابت، فقال: يا أمير المؤمنين إني مررت
بمكان دون دجلة فيه قصر وفيه مسالح للعجم يقال له
الخريبة ويسمى أيضا البصيرة، بينه وبين دجلة
أربعة فراسخ، له خليج بحري فيه الماء إلى
أجمة قصب، فأعجب ذلك عمر، وكانت قد
جاءته أخبار الفتوح من ناحية الحيرة، وكان سويد
ابن قطبة الذهلي، وبعضهم يقول قطبة بن قتادة،
يغير في ناحية الخريبة من البصرة على العجم، كما كان
430

المثنى بن حارثة يغير بناحية الحيرة، فلما قدم خالد
ابن الوليد البصرة من اليمامة والبحرين مجتازا إلى
الكوفة بالحيرة، سنة اثنتي عشرة، أعانه على حرب
من هنالك وخلف سويدا، ويقال: إن خالدا لم
يرحل من البصرة حتى فتح الخريبة، وكانت مسلحة
للأعاجم، وقتل وسبى، وخلف بها رجلا من بني
سعد بن بكر بن هوازن يقال له شريح بن عامر،
ويقال: إنه أتى نهر المراة ففتح القصر صلحا. وكان
الواقدي ينكر أن خالدا مر بالبصرة ويقول: إنه حين
فرغ من أمر اليمامة والبحرين قدم المدينة ثم سار منها
إلى العراق على طريق فيد والثعلبية، والله اعلم. ولما
بلغ عمر بن الخطاب خبر سويد بن قطبة وما
يصنع بالبصرة رأى أن يوليها رجلا من قبله،
فولاها عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب،
أحد بني مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة، حليف
بني نوفل بن عبد مناف، وكان من المهاجرين
الأولين، أقبل في أربعين رجلا، منهم نافع بن
الحارث بن كلدة الثقفي وأبو بكرة وزياد ابن أبيه
وأخت لهم، وقال له عمر: إن الحيرة قد فتحت
فأت أنت ناحية البصرة وأشغل من هناك من
أهل فارس والأهواز وميسان عن إمداد إخوانهم.
فأتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبة فيمن معه من
بكر بن وائل وتميم.
قال نافع بن الحارث: فلما أبصرتنا الديادبة خرجوا
هرابا وجئنا القصر فنزلناه، فقال عتبة: ارتادوا
لنا شيئا نأكله. قال: فدخلنا الأجمة فإذا زنبيلان
في أحد هما تمر وفي الآخر أرز بقشره، فجذبناهما
حتى أدنينا هما من القصر وأخرجنا ما فيهما، فقال
عتبة: هذا سم أعده لكم العدو، يعني الأرز، فلا
تقربنه، فأخرجنا التمر وجعلنا نأكل منه، فإننا
لكذلك إذا بفرس قد قطع قياده وأتى ذلك الأرز
يأكل منه، فلقد رأينا أن نسعى بشفارنا نريد ذبحه
قبل أن يموت، فقال صاحبه: امسكوا عنه، أحرسه
الليلة فإن أحسست بموته ذبحته. فلما أصبحنا إذا
الفرس يروث لا بأس عليه، فقالت أختي: يا أخي
إني سمعت أبي يقول: إن السم لا يضر إذا نضج،
فأخذت من الأرز توقد تحته ثم نادت: الا انه يتفصى
من حبيبة حمراء، ثم قالت: قد جعلت تكون
بيضاء، فما زالت تطبخه حتى أنماط قشره فألقيناه في
الجفنة، فقال عتبة: اذكروا اسم الله عليه وكلوه،
فأكلوا منه فإذا هو طيب، قال: فجعلنا بعد نميط عنه
قشره ونطبخه، فلقد رأيتني بعد ذلك وأنا أعده
لولدي، ثم قال: إنا التأمنا فبلغنا ستمائة رجل وست
نسوة إحداهن أختي. وأمد عمر عتبة بهرثمة بن
عرفجة، وكان بالبحرين فشهد بعض هذه الحروب
ثم سار إلى الموصل، قال: وبنى المسلمون بالبصرة
سبع دساكر: اثنتان بالخريبة واثنتان بالزابوقة وثلاث
في موضع دار الأزد اليوم، وفي غير هذه الرواية أنهم
بنوها بلبن: في الخريبة اثنتان وفي الأزد اثنتان
وفي الزابوقة واحدة وفي بني تميم اثنتان، ففرق أصحابه
فيها ونزل هو الخريبة. قال نافع: ولما بلغنا ستمائة
قلنا: ألا نسير إلى الأبلة فإنها مدينة حصينة،
فسرنا إليها ومعنا العنز، وهي جمع عنزة وهي
أطول من العصا وأقصر من الرمح وفي رأسها زج،
وسيوفنا، وجعلنا للنساء رايات على قصب وأمرناهن
أن يثرن التراب وراءنا حين يرون أنا قد دنونا
من المدينة، فلما دنونا منها صففنا أصحابنا، قال:
وفيها ديادبتهم وقد أعدوا السفن في دجلة، فخرجوا
إلينا في الحديد مسومين لا نرى منهم إلا الحدق،
قال: فوالله ما خرج أحدهم حتى رجع بعضهم إلى
431

بعض قتلا، وكان الأكثر قد قتل بعضهم بعضا،
ونزلوا السفن وعبروا إلى الجانب الآخر وانتهى إلينا
النساء، وقد فتح الله علينا ودخلنا المدينة وحوينا
متاعهم وأموالهم وسألناهم: ما الذي هزمكم من غير
قتال؟ فقالوا: عرفتنا الديادبة أن كمينا لكم قد ظهر
وعلا رهجه، يريدون النساء في إثارتهن التراب. وذكر
البلاذري: لما دخل المسلمون الأبلة وجدوا خبز
الحوارى فقالوا: هذا الذي كانوا يقولون إنه يسمن،
فلما أكلوا منه جعلوا ينظرون إلى سواعدهم ويقولون:
ما نرى سمنا، وقال عوانة بن الحكم: كانت مع
عتبة بن غزوان لما قدم البصرة زوجته أزدة بنت
الحارث بن كلدة ونافع وأبو بكرة وزياد، فلما قاتل
عتبة أهل مدينة الفرات جعلت امرأته أزدة تحرض
المؤمنين على القتال، وهي تقول: إن يهزموكم يولجوا
فينا الغلف، ففتح الله على المسلمين تلك المدينة
وأصابوا غنائم كثيرة ولم يكن فيهم أحد يحسب
ويكتب إلا زياد فولاه قسم ذلك الغنم وجعل له في
كل يوم درهمين، وهو غلام في رأسه ذؤابة، ثم إن
عتبة كتب إلى عمر يستأذنه في تمصير البصرة وقال:
إنه لابد للمسلمين من منزل إذا أشتى شتوا فيه
وإذا رجعوا من غزوهم لجأوا إليه، فكتب إليه عمر
أن ارتد لهم منزلا قريبا من المراعي والماء واكتب
إلي بصفته، فكتب إلى عمر: إني قد وجدت أرضا
كثيرة القضة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع
فيها ماء وفيها قصباء. والقضة من المضاعف: الحجارة
المجتمعة المتشققة، وقيل: ارض قضة ذات حصى،
وأما القضة، بالكسر والتخفيف: ففي كتاب العين
أنها أرض منحفضة ترابها رمل، وقال الأزهري:
الأرض التي ترابها رمل يقال لها قضة، بكسر القاف
وتشديد الضاد، وأما القضة، بالتخفيف: فهو شجر
من شجر الحمض، ويجمع على قضين، وليس من
المضاعف، وقد يجمع على القضى مثل البرى، وقال أبو
نصر الجوهري: القضة، بكسر القاف والتشديد،
الحصى الصغار، والقضة أيضا أرض ذات حصى،
قال: ولما وصلت الرسالة إلى عمر قال: هذه أرض
بصرة قريبة من المشارب والمرعى والمحتطب،
فكتب إليه أن أنزلها، فنزلها وبنى مسجدها من
قصب وبنى دار إمارتها دون المسجد في الرحبة التي
يقال لها رحبة بني هاشم، وكانت تسمى الدهناء،
وفيها السجن والديوان وحمام الأمراء بعد ذلك
لقربها من الماء، فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب
ثم حزموه ووضعوه حتى يعودوا من الغزو فيعيدوا
بناءه كما كان. وقال الأصمعي: لما نزل عتبة بن
غزوان الخريبة ولد بها عبد الرحمن بن أبي بكرة،
وهو أول مولود ولد بالبصرة، فنحر أبوه جزورا
أشبع منها أهل البصرة، وكان تمصير البصرة في سنة
أربع عشرة قبل الكوفة بستة أشهر، وكان أبو
بكرة أول من غرس النخل بالبصرة وقال: هذه
أرض نخل، ثم غرس الناس بعده، وقال أبو المنذر:
أول دار بنيت بالبصرة دار نافع بن الحارث ثم دار
معقل بن يسار المزني، وقد روي من غير هذا الوجه
أن الله عز وجل، لما أظفر سعد بن أبي وقاص
بأرض الحيرة وما قاربها كتب إليه عمر بن الخطاب
أن ابعث عتبة بن غزوان إلى أرض الهند، فإن له
من الاسلام مكانا وقد شهد بدرا، وكانت الأبلة
يومئذ تسمى أرض الهند، فلينزلها ويجعلها قيروانا
للمسلمين ولا يجعل بيني وبينهم بحرا، فخرج عتبة من
الحيرة في ثمانمائة رجل حتى نزل موضع البصرة، فلما
افتتح الأبلة ضرب قيروانه وضرب للمسلمين أخبيتهم،
وكانت خيمة عتبة من أكسية، ورماه عمر بالرجال
432

فلما كثروا بنى رهط منهم فيها سبع دساكر من
لبن، منها في الخريبة اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي
بني تميم اثنتان، وكان سعد بن أبي وقاص يكاتب عتبة
بأمره ونهيه، فأنف عتبة من ذلك واستأذن عمر في
الشخوص إليه، فأذن له، فاستخلف مجاشع بن مسعود
السلمي على جنده، وكان عتبة قد سيره في جيش
إلى فرات البصرة ليفتحها، فأمر المغيرة بن شعبة أن
يقوم مقامه إلى أن يرجع، قال: ولما أراد عتبة
الانصراف إلى المدينة خطب الناس وقال كلاما في
آخره: وستجربون الأمراء من بعدي، قال الحسن:
فلقد جربناهم فوجدنا له الفضل عليهم، قال: وشكا
عتبة إلى عمر تسلط سعد عليه، فقال له: وما
عليك إذا أقررت بالامارة لرجل من قريش له صحبة
وشرف؟ فامتنع من الرجوع فأبي عمر إلا رده،
فسقط عن راحلته في الطريق فمات، وذلك في سنة
ست عشرة، قال: ولما سار عتبة عن البصرة بلغ
المغيرة أن دهقان ميسان كفر ورجع عن الاسلام
وأقبل نحو البصرة، وكان عتبة قد غزاها وفتحها،
فسار إليه المغيرة فلقيه بالمنعرج فهزمه وقتله،
وكتب المغيرة إلى عمر بالفتح منه، فدعا عمر عتبة
وقال له: ألم تعلمني أنك استخلفت مجاشعا؟ قال.
نعم، قال: فإن المغيرة كتب إلي بكذا، فقال:
إن مجاشعا كان غائبا فأمرت المغيرة بالصلاة إلى أن
يرجع مجاشع، فقال عمر: لعمري إن أهل
المدر لاولى أن يستعملوا من أهل الوبر، يعني
بأهل المدر المغيرة لأنه من أهل الطائف، وهي مدينة،
وبأهل الوبر مجاشعا لأنه من أهل البادية، وأقر
المغيرة على البصرة، فلما كان مع أم جميلة وشهد
القوم عليه بالزنا كما ذكرناه في كتاب المبدأ والمال
من جمعنا، استعمل عمر على البصرة أبا موسى
الأشعري، أرسله إليها وأمره بإنفاذ المغيرة إليه،
وقيل: كان أبو موسى بالبصرة فكاتبه عمر بولايتها،
وذلك في سنة ست عشرة وقيل في سنة سبع عشرة،
وولي أبو موسى والجامع بحاله وحيطانه قصب فبناه
أبو موسى باللبن، وكذلك دار الامارة، وكان المنبر
في وسطه، وكان الامام إذا جاء للصلاة بالناس تخطى
رقابهم إلى القبلة، فخرج عبد الله بن عامر بن كريز،
وهو أمير لعثمان على البصرة، ذات يوم من دار
الامارة يريد القبلة وعليه جبة خز دكناء، فجعل
الاعراب يقولون: على الأمير جلد دب، فلما
استعمل معاوية زيادا على البصرة قال زياد: لا ينبغي
للأمير أن يتخطى رقاب الناس، فحول دار الامارة
من الدهناء إلى قبال المسجد وحول المنبر إلى صدره،
فكان الامام يخرج من الدار من الباب الذي في حائط
القبلة إلى القبلة ولا يتخطى أحدا، وزاد في حائط
المسجد زيادات كثيرة وبنى دار الامارة باللبن وبنى
المسجد بالجص وسقفه بالساج، فلما فرغ من بنائه
جعل يطوف فيه وينظر إليه ومعه وجوه البصرة فلم
يعب فيه إلا دقة الأساطين، قال: ولم يؤت منها
قط صدع ولا ميل ولا عيب، وفيه يقول حارثة
ابن بدر الغداني:
بنى زياد، لذكر الله، مصنعه
بالصخر والجص لم يخلط من الطين
لولا تعاون أيدي الرافعين له،
إذا ظنناه أعمال الشياطين
وجاء بسواريه من الأهواز، وكان قد ولى بناءه
الحجاج بن عتيك الثقفي فظهرت له أموال وحال لم
تكن قبل، ففيه قيل:
يا حبذا الإمارة
ولو على الحجارة
433

وقيل: إن أرض المسجد كانت تربة فكانوا إذا
فرغوا من الصلاة نفضوا أيديهم من التراب، فلما رأى
زياد ذلك قال: لا آمن أن يظن الناس على طول
الأيام أن نفض اليد في الصلاة سنة، فأمر يجمع
الحصى وإلقائه في المسجد الجامع، ووظف ذلك على
الناس، فاشتد الموكلون بذلك على الناس وأروهم
حصى انتقوه فقالوا: ائتونا بمثله على قدره وألوانه،
وارتشوا على ذلك فقال:
يا حبذا الإمارة
ولو على الحجارة
فذهبت مثلا، وكان جانب الجامع الشمالي منزويا
لأنه كان دارا لنافع بن الحارث أخي زياد فأبى أن
يبيعها، فلم يزل على تلك الحال حتى ولى معاوية
عبيد الله بن زياد على البصرة، فقال عبيد الله بن زياد:
إذا شخص عبد الله بن نافع إلى أقصى ضيعة فاعلمني.
فشخص إلى قصر الأبيض، فبعث فهدم الدار وأخذ
في بناء الحائط الذي يستوي به تربيع المسجد، وقدم
عبد الله بن نافع فضج، فقال له: إني أثمن لك وأعطيك
مكان كل ذراع خمسة أذرع وأدع لك خوخة في
حائطك إلى المسجد وأخرى في غرفتك، فرضي فلم
تزل الخوختان في حائطه حتى زاد المهدي فيه ما زاد
فدخلت الدار كلها في المسجد، ثم دخلت دار
الامارة كلها في المسجد، وقد أمر بذلك الرشيد،
ولما قدم الحجاج خبر أن زيادا بنى دار الامارة فأراد
أن يذهب ذكر زياد منها فقال: أريد أن أبنيها
بالآجر، فهدمها، فقيل له: إنما غرضك أن
تذهب ذكر زياد منها، فما حاجتك أن تعظم النفقة
وليس يزول ذكره عنها، فتركها مهدومة، ولم يكن
للأمراء دار ينزلونها حتى قام سليمان بن عبد الملك
فاستعمل صالح بن عبد الرحمن على خراج العراقين،
فقال له صالح إنه ليس بالبصرة دار إمارة وخبره
خبر الحجاج، فقال له سليمان: أعدها، فأعادها بالجص
والآجر على أساسها الذي كان ورفع سمكها، فلما
أعاد أبوابها عليها قصرت، فلما مات سليمان وقام
عمر بن عبد العزيز استعمل عدي بن أرطاة على البصرة،
فبنى فوقها غرفا فبلغ ذلك عمر، فكتب إليه:
هبلتك أمك يا ابن عم عدي! أتعجز عنك مساكن
وسعت زيادا وابنه؟ فأمسك عدي عن بنائها، فلما
قدم سليمان بن علي البصرة عاملا للسفاح أنشأ فوق البناء
الذي كان لعدي بناء بالطين ثم تحول إلى المربد،
فلما ولي الرشيد هدمها وأدخلها في قبلة مسجد الجامع
فلم يبق للأمراء بالبصرة دار إمارة، وقال يزيد
الرشك: قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله
القسري فوجدت طولها فرسخين وعرضها فرسخين إلا
دانقا، وعن الوليد بن هشام أخبرني أبي عن أبيه وكان
يوسف بن عمر قد ولاه ديوان جند البصرة قال:
نظرت في جماعة مقاتلة العرب بالبصرة أيام زياد
فوجدتهم ثمانين ألفا ووجدت عيالاتهم مائة ألف
وعشرين ألف عيل ووجدت مقاتلة الكوفة ستين
ألفا وعيالاتهم ثمانين ألفا.
ذكر خطط البصرة وقراها
وقد ذكرت بعض ذلك في أبوابه وذكرت بعضه
هاهنا، قال أحمد بن يحيى بن جابر: كان حمران
ابن أبان للمسيب بن نجبة الفزاري أصابه بعين التمر
فابتاعه منه عثمان بن عفان وعلمه الكتابة واتخذه كاتبا،
ثم وجد عليه لأنه كان وجهه للمسألة عما رفع على
الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فارتشى منه وكذب
ما قيل فيه، ثم تيقن عثمان صحة ذلك فوجد عليه
434

وقال: لا تساكني أبدا، وخيره بلدا يسكنه غير
المدينة، فاختار البصرة وسأله أن يقطعه بها دارا
وذكر ذرعا كثيرا استكثره عثمان وقال لابن عامر:
اعطه دارا مثل بعض دورك، فأقطعه دار حمران
التي بالبصرة في سكة بني سمرة بالبصرة، كان صاحبها
عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب
ابن عبد شمس بن عبد مناف، قال المدايني: قال أبو بكرة
لابنه: بابني والله ما تلي عملا قط وما أراك تقصر
عن إخوتك في النفقة، فقال: إن كتمت علي أخبرتك،
قال: فإني أفعل، قال: فإني أغتل من حمامي هذا
في كل يوم ألف درهم وطعاما كثيرا. ثم إن مسلما
مرض فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة
وأخبره بغلة حمامه، فأفشى ذلك واستأذن السلطان
في بناء حمام، وكانت الحمامات لا تبنى بالبصرة
إلا بإذن الولاة، فأذن له واستأذن غيره فأذن له
وكثرت الحمامات، فأفاق مسلم بن أبي بكرة من
مرضه وقد فسد عليه حمامه فجعل يلعن عبد
الرحمن ويقول: ما له قطع الله رحمه! وكان لزياد
مولى يقال له فيل، وكان حاجبه، فكان يضرب المثل
بحمامه بالبصرة، وقد ذكرته في حمام فيل. نهر
عمرو: ينسب إلى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان. نهر
ابن عمير: منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن
مالك الليثي، كان عبد الله بن عامر بن كريز أقطعه
ثمانية آلاف جريب فحفر عليها هذا النهر، ومن
اصطلاح أهل البصرة أن يزيدوا في اسم الرجل الذي
تنسب إليه القرية ألفا ونونا، نحو قولهم طلحتان:
نهر ينسب إلى طلحة بن أبي رافع مولى طلحة بن عبيد
الله. خيرتان: منسوب إلى خيرة بنت ضمرة
القشيرية امرأة المهلب بن أبي صفرة. مهلبان:
منسوب إلى المهلب بن أبي صفرة، ويقال بل كان
لزوجته خيرة فغلب عليه اسم المهلب، وهي أم أبي
عيينة ابنه. وجبيران: قرية لجبير بن حية.
وخلفان: قطيعة لعبد الله بن خلف الخزاعي والد
طلحة الطلحات. طليقان: لولد خالد بن طليق بن
محمد بن عمران بن حصين الخزاعي، وكان خالد ولي
قضاء البصرة. روادان: لرواد بن أبي بكرة.
شط عثمان: ينسب إلى عثمان بن أبي العاصي الثقفي،
وقد ذكرته، فأقطع عثمان أخاه حفصا حفصان
وأخاه أمية أميان وأخاه الحكم حكمان وأخاه
المغيرة مغيرتان. أزرقان: ينسب إلى الأزرق بن
مسلم مولى بني حنيفة. محمدان: منسوب إلى محمد
ابن علي بن عثمان الحنفي. زيادان: منسوب إلى زياد
مولى بني الهجيم جد مونس بن عمران بن جميع بن
يسار بن زياد وجد عيسى بن عمر النحوي لأمهما.
عميران: منسوب إلى عبد الله بن عمير الليثي. نهر
مقاتل بن حارثة بن قدامة السعدي. وحصينان:
لحصين بن أبي الحر العنبري. عبد الليان: لعبد
الله بن أبي بكرة. عبيدان: لعبيد بن كعب
النميري. منقذان: لمنقذ بن علاج للسلمي. عبد
الرحمانان: لعبد الرحمن بن زياد. نافعان: لنافع
ابن الحارث الثقفي. أسلمان: لأسلم بن زرعة
الكلابي. حمرانان: لحمران بن أبان مولى عثمان بن
عفان. قتيبتان: لقتيبة بن مسلم. خشخشان:
لآل الخشخاش العنبري. نهر البنات: لبنات زياد،
أقطع كل بنت ستين جريبا، وكذلك كان يقطع
العامة. سعيدان: لآل سعيد بن عبد الرحمن بن
عتاب بن أسيد. سليمانان: قطيعة لعبيد بن نشيط
صاحب الطرف أيام الحجاج، فرابط به رجل من
الزهاد يقال له سليمان بن جابر فنسب إليه. عمران:
لعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي. فيلان: لفيل
435

مولى زياد. خالدان: لخالد بن عبد الله بن خالد بن
أسيد بن أبي العيص بن أمية. المسمارية: قطيعة
مسمار مولى زياد بن أبيه، وله بالكوفة ضيعة.
سويدان كانت لعبيد الله بن أبي بكرة قطيعة مبلغها
أربعمائة جريب فوهبها لسويد بن منجوف السدوسي،
وذلك أن سويدا مرض فعاده عبيد الله بن أبي بكرة
فقال له: كيف تجدك؟ فقال: صالحا إن شئت،
فقال: قد شئت، وما ذلك؟ قال: إن أعطيتني مثل
الذي أعطيت ابن معمر فليس علي بأس، فأعطاه
سويدان فنسب إليه. جبيران: لآل كلثوم بن
جبير. نهر أبي برذعة بن عبيد الله بن أبي بكرة.
كثيران: لكثير بن سيار. بلا لان: لبلال بن أبي
بردة، كانت قطيعة لعباد بن زياد فاشتراه. شبلان:
لشبل بن عميرة بن تيري الضبي.
ذكر ما جاء في ذم البصرة
لما قدم أمير المؤمنين البصرة بعد وقعة الجمل ارتقى
منبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل البصرة
يا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة يا جند المرأة، رغا فاتبعتم
وعقر فانهزمتم، أما إني ما أقول ما أقول رغبة ولا
رهبة منكم غير أني سمعت رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، يقول: تفتح أرض يقال لها البصرة، أقوم
أرض الله قبلة، قارئها أقرأ الناس وعابدها أعبد الناس
وعالمها أعلم الناس ومتصدقها أعظم الناس صدقة، منها
إلى قرية يقال لها الأبلة أربعة فراسخ يستشهد عند
مسجد جامعها وموضع عشورها ثمانون ألف شهيد،
الشهيد يومئذ كالشهيد يوم بدر معي، وهذا الخبر
بالمدح أشبه، وفي رواية أخرى أنه رقي المنبر فقال:
يا أهل البصرة ويا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة ويا جند
المرأة، رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم، دينكم نفاق وأحلامكم
دقاق وماؤكم زعاق، يا أهل البصرة والبصيرة
والسبخة والخريبة أرضكم أبعد أرض الله من السماء
وأقربها من الماء وأسرعها خرابا وغرقا، ألا إني سمعت
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: أما علمت
أن جبريل حمل جميع الأرض على منكبه الأيمن
فأتاني بها؟ ألا إني وجدت البصرة أبعد بلاد الله من
السماء وأقربها من الماء وأخبثها ترابا وأسرعها خرابا،
ليأتين عليها يوم لا يرى منها إلا شرفات جامعها
كجؤجؤ السفينة في لجة البحر، ثم قال: ويحك يا
بصرة ويلك من جيش لا غبار له! فقيل: يا أمير
المؤمنين ما الويح وما الويل؟ فقال: الويح والويل
بابان، فالويح رحمة والويل عذاب، وفي رواية أن
عليا، رضي الله عنه، لما فرغ من وقعة الجمل دخل
البصرة فأتى مسجدها الجامع فاجتمع الناس فصعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي، صلى
الله عليه وسلم، ثم قال: أما بعد، فان الله ذو رحمة
واسعة فما ظنكم يا أهل البصرة يا أهل السبخة يا أهل
المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله الرابعة يا جند
المرأة، ثم ذكر الذي قبله ثم قال: انصرفوا إلى
منازلكم وأطيعوا الله وسلطانكم، وخرج حتى صار
إلى المربد والتفت وقال: الحمد لله الذي أخرجني
من شر البقاع ترابا وأسرعها خرابا. ودخل فتى من
أهل المدينة البصرة فلما انصرف قال له أصحابه: كيف
رأيت البصرة؟ قال: خير بلاد الله للجائع والغريب
والمفلس، أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا
ينفق في شهر إلا درهمين، وأما الغريب فيتزوج
بشق درهم، وأما المحتاج فلا عليه غائلة ما بقيت
له استه يخرأ ويبيع، وقال الجاحظ: من عيوب
البصرة اختلاف هوائها في يوم واحد لأنهم يلبسون
القمص مرة والمبطنات مرة لاختلاف جواهر
436

الساعات، ولذلك سميت الرعناء، قال الفرزدق:
لولا أبو مالك المرجو نائله
ما كانت البصرة الرعناء لي وطنا
وقد وصف هذه الحال ابن لنكك فقال:
نحن بالبصرة في لو
ن من العيش ظريف
نحن، ما هبت شمال،
بين جنات وريف
فإذا هبت جنوب
فكأنا في كنيف
وللحشوش بالبصرة أثمان وافرة، ولها فيما زعموا
تجار يجمعونها فإذا كثرت جمع عليها أصحاب البساتين
ووقفهم تحت الريح لتحمل إليهم نتنها فإنه كلما
كانت أنتن كان ثمنها أكثر، ثم ينادى عليها فيتزايد
الناس فيها، وقد قص هذه القصة صريع الدلاء
البصري في شعر له ولم يحضرني الآن، وقد ذمتها
الشعراء، فقال محمد بن حازم الباهلي:
ترى البصري ليس به خفاء،
لمنخره من البثر انتشار
ربا بين الحشوش وشب فيها،
فمن ريح الحشوش به اصفرار
يعتق سلحه، كيما يغالي
به عند المبايعة التجار
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي:
لهف نفسي على المقام ببغداد،
وشربي من ماء كوز بثلج
نحن بالبصرة الذميمة نسقى،
شر سقيا، من مائها الأترنجي
أصفر منكر ثقيل غليظ
خاثر مثل حقنة القولنج
كيف نرضى بمائها، وبخير
منه في كنف أرضنا نستنجي
وقال أيضا:
ليس يغنيك في الطهارة بال‍
بصرة، إن حانت الصلاة، اجتهاد
إن تطهرت فالمياه سلاح،
أو تيممت فالصعيد سماد
وقال شاعر آخر يصف أهل البصرة بالبخل وكذب
عليهم:
أبغضت بالبصرة أهل الغنى،
إني لأمثالهم باغض
قد دثروا في الشمس أعذاقها،
كأن حمى بخلهم نافض
ذكر ما جاء في مدح البصرة
كان ابن أبي ليلى يقول: ما رأيت بلدا أبكر إلى
ذكر الله من أهل البصرة، وقال شعيب بن صخر:
تذاكروا عند زياد البصرة والكوفة فقال زياد: لو
ضلت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلني عليها، وقال
ابن سيرين: كان الرجل من أهل البصرة يقول لصاحبه
إذا بالغ في الدعاء عليه: غضب الله عليك كما غضب
على المغيرة وعزله عن البصرة وولاه الكوفة، وقال
ابن أبي عيينة المهلبي يصف البصرة:
يا جنة فاقت الجنان، فما
يعدلها قيمة ولا ثمن
437

ألفتها فاتخذتها وطنا،
إن فؤادي لمثلها وطن
زوج حيتانها الضباب بها،
فهذه كنة وذا ختن
فانظر وفكر لما نطقت به،
إن الأديب المفكر الفطن
من سفن كالنعام مقبلة،
ومن نعام كأنها سفن
وقال المدائني: وفد خالد بن صفوان على عبد الملك
ابن مروان فوافق عنده وفود جميع الأمصار وقد
اتخذ مسلمة مصانع له، فسأل عبد الملك أن يأذن
للوفود في الخروج معه إلى تلك المصانع، فأذن لهم،
فلما نظر إليها مسلمة أعجب بها فأقبل على وفد أهل
مكة فقال: يا أهل مكة هل فيكم مثل هذه المصانع؟
فقالوا: لا إلا أن فينا بيت الله المستقبل، ثم أقبل
على وفد أهل المدينة فقال: يا أهل المدينة هل فيكم
مثل هذه؟ فقالوا: لا إلا أن فينا قبر نبي الله المرسل،
ثم أقبل على وفد أهل الكوفة فقال: يا أهل الكوفة
هل فيكم مثل هذه المصانع؟ فقالوا: لا إلا أن فينا
تلاوة كتاب الله المرسل، ثم أقبل على وفد أهل
البصرة فقال: يا أهل البصرة هل فيكم مثل هذه المصانع؟
فتكلم خالد بن صفوان وقال: أصلح الله الأمير! إن
هؤلاء أقروا على بلادهم ولو أن عندك من له ببلادهم
خبرة لأجاب عنهم، قال: أفعندك في بلادك غير ما
قالوا في بلادهم؟ قال: نعم، أصلح الله الأمير! أصف
لك بلادنا؟ فقال: هات، قال: يغدو قانصنا
فيجئ هذا بالشبوط والشيم ويجئ هذا بالظبي والظليم،
ونحن أكثر الناس عاجا وساجا وخزا وديباجا
وبرذونا هملاجا وخريدة مغناجا، بيوتنا الذهب
ونهرنا العجب أوله الرطب وأوسطه العنب وآخره
القصب، فأما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه
كالزيتون عندكم في منابته، هذا على أفنانه كذاك على
أغصانه، هذا في زمانه كذاك في إبانه، من الراسخات
في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل يخرجن
أسفاطا عظاما وأقساطا ضخاما، وفي رواية: يخرجن
أسفاطا وأقساطا كأنما ملئت رياطا، ثم ينفلقن
عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الأبيض ثم تتبدل
قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الأخضر ثم تصير
ياقوتا أحمر وأصفر ثم تصير عسلا في شنة من سحاء
ليست بقربة ولا إناء حولها المذاب ودونها الجراب
لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب ثم تصير ذهبا في
كيسة الرجال يستعان به على العيال، وأما نهرنا
العجب فإن الماء يقبل عنقا فيفيض مندفقا فيغسل
غثها ويبدي مبثها، يأتينا في أوان عطشنا ويذهب
في زمان رينا فنأخذ منه حاجتنا ونحن نيام على
فرشنا فيقبل الماء وله ازدياد وعباب ولا يحجبنا عنه
حجاب ولا تغلق دونه الأبواب ولا يتنافس فيه من
قلة ولا يحبس عنا من علة، وأما بيوتنا الذهب
فإن لنا عليهم خرجا في السنين والشهور نأخذه في
أوقاته ويسلمه الله تعالى من آفاته وننفقه في مرضاته،
فقال له مسلمة: أنى لكم هذه يا ابن صفوان ولم تغلبوا
عليها ولم تسبقوا إليها؟ فقال: ورثناها عن الآباء
ونعمرها للأبناء ويدفع لنا عنها رب السماء ومثلنا
فيها كما قال معن بن أوس:
إذا ما بحر خندف جاش يوما
يغطمط موجه المتعرضينا
فمهما كان من خير، فإنا
ورثناها أوائل أولينا
438

وإنا مورثون، كما ورثنا
عن الآباء إن متنا، بنينا
وقال الأصمعي: سمعت الرشيد يقول: نظرنا
فإذا كل ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبلغ ثمن
نخل البصرة. وقال أبو حاتم: ومن العجائب، وهو
مما أكرم الله به الاسلام، أن النخل لا يوجد إلا في
بلاد الاسلام البتة مع أن بلاد الهند والحبش والنوبة
بلاد حارة خليقة بوجود النخل فيها، وقال ابن أبي
عيينة يتشوق البصرة:
فإن أشك من ليلي بجرجان طوله،
فقد كنت أشكو منه بالبصرة القصر
فيا نفس قد بدلت بؤسا بنعمة،
ويا عين قد بدلت من قرة عبر
ويا حبذاك السائلي فيم فكرتي
وهمي، ألا في البصرة الهم والفكر
فيا حبذا ظهر الحزيز وبطنه،
ويا حسن واديه، إذا ماؤه زخر
ويا حبذا نهر الأبلة منظرا،
إذا مد في إبانه الماء أو جزر
ويا حسن تلك الجاريات، إذا غدت
مع الماء تجري مصعدات وتنحدر
فيا ندمي إذ ليس تغني ندامتي!
ويا حذري إذ ليس ينفعني الحذر!
وقائلة: ماذا نبا بك عنهم؟
فقلت لها: لا علم لي، فاسألي القدر
وقال الجاحظ: بالبصرة ثلاث أعجوبات ليست في
غيرها من البلدان، منها: أن عدد المد والجزر في
جميع الدهر شئ واحد فيقبل عند حاجتهم إليه ويرتد
عند استغنائهم عنه، ثم لا يبطئ عنها إلا بمقدار هضمها
واستمرائها وجمامها واستراحتها، لا يقتلها غطسا ولا
غرقا ولا يغبطها ظمأ ولا عطشا، يجئ على حساب
معلوم وتدبير منظوم وحدود ثابتة وعادة قائمة،
يزيدها القمر في امتلائه كما يزيدها في نقصانه فلا يخفى
على أهل الغلات متى يتخلفون ومتى يذهبون ويرجعون
بعد أن يعرفوا موضع القمر وكم مضى من الشهر،
فهي آية وأعجوبة ومفخر وأحدوثة، لا يخافون
المحل ولا يخشون الحطمة، قلت أنا: كلام الجاحظ
هذا لا يفهمه إلا من شاهد الجزر والمد، وقد شاهدته
في ثماني سفرات لي إلى البصرة ثم إلى كيش ذاهبا
وراجعا، ويحتاج إلى بيان يعرفه من لم يشاهده،
وهو أن دجلة والفرات يختلطان قرب البصرة ويصيران
نهرا عظيما يجري من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب
فهذا يسمونه جزرا، ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال
ويسمونه مدا، يفعل ذلك في كل يوم وليلة مرتين،
فإذا جزر نقص نقصانا كثيرا بينا بحيث لو قيس
لكان الذي نقص مقدار ما يبقى وأكثر، وليست
زيادته متناسبة بل يزيد في أول كل شهر، ووسطه
أكثر من سائره، وذاك أنه إذا انتهى في أول الشهر
إلى غايته في الزيادة وسقى المواضع العالية والأراضي
القاصية أخذ يمد كل يوم وليلة أنقص من اليوم الذي
قبله، وينتهي غاية نقص زيادته في آخر يوم من
الأسبوع الأول من الشهر، ثم يمد في كل يوم أكثر
من مده في اليوم الذي قبله حتى ينتهي غاية زيادة
مده في نصف الشهر، ثم يأخذ في النقص إلى آخر
الأسبوع ثم في الزيادة في آخر الشهر هكذا أبدا لا
يختلف ولا يخل بهذا القانون ولا يتغير عن هذا
الاستمرار، قال الجاحظ: والأعجوبة الثانية ادعاء
أهل أنطاكية وأهل حمص وجميع بلاد الفراعنة
439

الطلسمات، وهي بدون ما لأهل البصرة، وذاك أن
لو التمست في جميع بيادرها وربطها المعوذة وغيرها
على نخلها في جميع معاصر دبسها أن تصيب ذبابة
واحدة لما وجدتها إلا في الفرط، ولو أن معصرة دون
الغيط أو تمرة منبوذة دون المسناة لما استبقيتها من
كثرة الذبان، والأعجوبة الثالثة أن الغربان القواطع
في الخريف يجئ منها ما يسود جميع نخل البصرة
وأشجارها حتى لا يرى غصن واحد إلا وقد تأطر
بكثرة ما عليه منها ولا كربة غليظة إلا وقد كادت
أن تندق لكثرة ما ركبها منها، ثم لم يوجد في جميع
الدهر غراب واحد ساقط إلا على نخلة مصرومة ولم
يبق منها عذق واحد، ومناقير الغربان معاول وتمر
الأعذاق في ذلك الا بان غير متماسكة، فلو خلاها الله
تعالى ولم يمسكها بلطفه لاكتفى كل عذق منها
بنقرة واحدة حتى لم يبق عليها إلا اليسير، ثم هي
في ذلك تنتظر أن تصرم فإذا أتى الصرام على آخرها
عذقا رأيتها سوداء ثم تخللت أصول الكرب فلا تدع
حشفة إلا استخرجتها، فسبحان من قدر لهم ذلك
وأراهم هذه الأعجوبة، وبين البصرة والمدينة نحو
عشرين مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة قرب معدن
النقرة، وأخبار البصرة كثيرة والمنسوبون إليها من
أهل العلم لا يحصون، وقد صنف عمر بن شبة وأبو
يحيى زكرياء الساجي وغيرهما في فضائلها كتابا في
مجلدات، والذي ذكرناه كاف.
والبصرة: أيضا: بلد في المغرب في أقصاه قرب
السوس، خربت، قال ابن حوقل وهو يذكر مدن
المغرب من بلاد البربر: والبصرة مدينة مقتصدة عليها
سور ليس بالمنيع، ولها عيون خارجها عليها بساتين
يسيرة، وأهلها ينسبون إلى السلامة والخير والجمال
وطول القامة واعتدال الخلق، وبينها وبين المدينة
المعروفة بالأقلام أقل من مرحلة، وبينها وبين مدينة
يقال لها تشمس أقل من مرحلة أيضا، ولما ذكر
المدن التي على البحر قال: ثم تعطف على البحر
المحيط يسارا وعليه من المدن، قريبة منه وبعيدة،
جرماية وساوران والحجا على نحر البحر، ودونها في
البر مشرقا: الأقلام ثم البصرة، وقال البشاري:
البصرة مدينة بالمغرب كبيرة، كانت عامرة وقد خربت،
وكانت جليلة، وكان قول البشاري هذا في سنة
378، وقرأت في كتاب المسالك والممالك لابي عبيد
البكري الأندلسي: بين فاس والبصرة أربعة أيام،
قال: والبصرة مدينة كبيرة، وهي أوسع تلك البلاد
مرعى وأكثرها ضرعا ولكثرة ألبانها تعرف ببصرة
الذبان وتعرف ببصرة الكتان، كانوا يتبايعون في
بدء أمرها في جميع تجاراتهم بالكتان، وتعرف أيضا
بالحمراء لأنها حمراء التربة، وسورها مبني بالحجارة
والطوب، وهي بين شرفين، ولها عشرة أبواب،
وماؤها زعاق، وشرب أهلها من بئر عذبة على باب
المدينة، وفي بساتينها آبار عذبة، ونساء هذه البصرة
مخصوصات بالجمال الفائق والحسن الرائق، ليس بأرض
المغرب أجمل منهن، قال أحمد بن فتح المعروف بابن
الخزار التيهرتي يمدح أبا العيش عيسى بن إبراهيم بن
القاسم:
قبح الاله الدهر، إلا قينة
بصرية في حمرة وبياض
الخمر في لحظاتها، والورد في
وجناتها، والكشح غير مفاض
في شكل مرجي ونسك مهاجر،
وعفاف سني وسمت إباض
تيهرت أنت خلية، وبرقة
عوضت منك ببصرة، فاعتاضي
440

لا عذر للحمراء في كلفي بها،
أو تستفيض بأبحر وحياض
قال: ومدينة البصرة مستحدثة أسست في الوقت الذي
أسست فيه أصيلة أو قريبا منه.
بصرى: في موضعين، بالضم، والقصر: إحداهما
بالشام من أعمال دمشق، وهي قصبة كورة حوران،
مشهورة عند العرب قديما وحديثا، ذكرها كثير في
أشعارهم، قال أعرابي:
أيا رفقة، من آل بصرى، تحملوا
رسالتنا لقيت من رفقة رشدا
إذا ما وصلتم سالمين، فبلغوا
تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا
وقولوا لهم: ليس الضلال أجازنا،
ولكننا جزنا لنلقاكم عمدا
وإنا تركنا الحارثي مكبلا
بكبل الهوى، من ذكركم، مضمرا وجدا
وقال الصمة بن عبد الله القشيري:
نظرت، وطرف العين يتبع الهوى،
بشرقي بصرى نظرة المتطاول
لأبصر نارا أوقدت، بعد هجعة،
لريا بذات الرمث من بطن حائل
وقال الرماح بن ميادة:
ألا لا تلطي الستر يا أم جحدر،
كفى بذرى الاعلام من دوننا سترا
إذا هبطت بصرى تقطع وصلها،
وأغلق بوابان من دونها قصرا
فلا وصل، إلا أن تقارب بيننا
قلائص يحسرن المطي بنا حسرا
فيا ليت شعري! هل يحلن أهلها
وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا
وهل تأتيني الريح تدرج موهنا
برياك، تعروري بها عقدا عفرا؟
ولما سار خالد بن الوليد من العراق لمدد أهل الشام
قدم على المسلمين وهم نزول ببصرى، فضايقوا أهلها
حتى صالحوهم على أن يؤدوا عن كل حالم دينارا
وجريب حنطة، وافتتح المسلمون جميع أرض
حوران وغلبوا عليها وقتئذ، وذلك في سنة 13.
وبصرى أيضا: من قرى بغداد قرب عكبراء،
وإياها عنى ابن الحجاج بقوله:
ولعمر الشباب! ما كان عني
أول الراحلين من أحبابي
إن تولى الصباء عني، فإني
قد تعزيت بعده بالتصابي
أيظن الشباب أني مخل
بعده بالسماع، أو بالشراب؟
حاش لي حانتي أوانا وبصرى
للدنان التي أرى والخوابي
إن تلك الظروف أمست خدورا
لبنات الكروم والأعناب
بشمول، كأنما اعتصروها
من معاني شمائل الكتاب
والمعاني إذا تشابهت الأجناس
تجري مجاري الأنساب
وإليها ينسب أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن
خلف البصروي الشاعر، قرأ الكلام على المرتضى
الموسوي، كتب عنه أبو بكر الخطيب من شعره
441

أقطاعا، منها:
ترى الدنيا وزهرتها، فتصبو،
ولا يخلو من الشهوات قلب
ولكن في خلائقها نفار،
ومطلبها بغير الحظ صعب
كثيرا ما نلوم الدهر مما
يمر بنا، وما للدهر ذنب
ويعتب بعضنا بعضا، ولولا
تعذر حاجة ما كان عتب
فضول العيش أكثرها هموم،
وأكثر ما يضرك ما تحب
فلا يغررك زخرف ما تراه،
وعيش لين الأعطاف رطب
فتحت ثياب قوم، أنت فيهم
صحيح الرأي، داء لا يطب
إذا ما بلغة جاءتك عفوا،
فخذها فالغنى مرعى وشرب
إذا اتفق القليل وفيه سلم،
فلا ترد الكثير وفيه حرب
ومات البصر وي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
البصل: بلفظ البصل من الخضر الذي يؤكل ويطبخ:
إقليم البصل من إشبيلية من جزيرة الأندلس. وكفر
بصل: من قرى الشام.
البصلية: منسوب: محلة في طرف بغداد الجنوبي
ومن الجانب الشرقي متصلة بباب كلواذى، ينسب
إليها قوم، منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي
ابن النعمان بن راشد البندار البصلاني، كان شيخا
ثقة، مات في شعبان سنة 311.
بصنا: بالفتح ثم الكسر، وتشديد النون: مدينة
من نواحي الأهواز صغيرة وجميع رجالهم ونسائهم
يغزلون الصوف وينسجون الأنماط والستور البصنية
ويكتبون عليها بصنى، وقد تعمل ببرذون
وكليوان وغيرهما من المدن المجاورة لبصنا وتدلس
بستور بصنى، والمعدن بصنى، ولهم نهر يسمونه
دجلة بصنى، فيه سبعة أرحية في السفن، والنهر منها على
رمية سهم.
بصيدا: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، ودال
مهملة، مقصور: من قرى بغداد، ينسب إليها أبو
محمد الحسن بن عبد الله بن الحسن البصيداي من أهل
باب الأزج، توفي في جمادى الأولى سنة إحدى
عشرة وخمسمائة.
بصير الجيدور: آخره راء، والجيدور: بالجيم،
وياء ساكنة، ودال مهملة مضمومة، وواو ساكنة،
وراء: قرية من نواحي دمشق، منها ضحاك بن أحمد
ابن محمد البصيري، كتب عنه أبو عبد الله محمد بن
حمزة بن أحمد بن أبي الصقر القرشي الدمشقي بيتي شعر
لغيره وأورده في معجمه ونسبه كذلك.
باب الباء والضاد وما يليهما
بضاعة: بالضم وقد كسره بعضهم، والأول أكثر:
وهي دار بني ساعدة بالمدينة وبئرها معروفة، فيها أفتى
النبي، صلى الله عليه وسلم، بأن الماء طهور ما لم يتغير،
وبها مال لأهل المدينة من أموالهم، وفي كتاب
البخاري تفسير القعنبي: لبضاعة نخل بالمدينة، وفي
الخبر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أتى بئر بضاعة
فتوضأ من الدلو وردها إلى البئر وبصق فيها
وشرب من مائها، وكان إذا مرض المريض في أيامه
442

يقول: اغسلوني من ماء بضاعة، فيغسل فكأنما أنشط
من عقال، وقالت أسماء بنت أبي بكر: كنا
نغسل المرضى من بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون،
وقال أبو الحسن الماوردي في كتاب الحاوي من
تصنيفه: ومن الدليل على أبي حنيفة ما رواه الشافعي
عن إبراهيم بن محمد بن سفيط بن أبي أيوب عن عبد الله
ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أن النبي،
صلى الله عليه وسلم، قيل له: إنك تتوضأ من بئر
بضاعة وهي تطرح فيها المحائض ولحوم الكلاب
وما ينحي الناس، فقال: الماء لا ينجسه شئ،
فلم يجعل لاختلاط النجاسة بالماء تأثيرا في نجاسته،
وهذا نص يدفع قول أبي حنيفة، اعترضوا على هذا
الحديث بسؤالين، أحدهما: أن بئر بضاعة عين جارية
إلى بساتين يشرب منها والماء الجاري لا تثبت فيه
النجاسة، والجواب عنه: أن بئر بضاعة أشهر حالا
من أن يعترضوا عليها بهذا السؤال، وهي بئر في بني
ساعدة، قال أبو داود في سننه: قدرت بئر بضاعة
بردائي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضه ستة أذرع،
وسألت الذي فتح لي البستان فأدخلني إليها: هل
غير بناؤها عما كانت عليه؟ فقال: لا، ورأيت
فيها ماء متغير اللون، ومعلوم أن الماء الجاري لا
يبقى متغير اللون، قال أبو داود: وسمعت قتيبة بن
سعيد يقول: سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها فقال:
أكثر ما يكون الماء فيها إلى العانة، قلت: إذا
نقص؟ قال: دون العورة، والسؤال الثاني أن قالوا:
لا يجوز أن يضاف إلى الصحابة أن يلقوا في بئر ماء
يتوضأ فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المحائض
ولحوم الكلاب، بل ذلك مستحيل عليهم وذلك بصيانة
وضوء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أولى، فدل
على ضعف هذا الحديث ووهائه، والجواب عنه:
أن الصحابة لا يصح إضافة ذلك إليهم ولا روينا
أنهم فعلوا، وإنما كانت بئر بضاعة قرب مواضع
الجيف والأنجاس وكانت تحت الريح وكانت الريح
تلقي ذلك فيها، قال: ثم الدليل عليه من طريق
المعنى أنه ماء كثير فوجب أن لا ينجس بوقوع نجاسة
لا تغيره قياسا على البعرة.
بضة: بالفتح، والتشديد. من أسماء زمزم، قال
الأصمعي: البض الرخص الجسد وليس من البياض
خاصة ولكن من الرخوصة، والمرأة بضة.
وبض الماء بيض بضيضا إذا سال قليلا قليلا.
والبضض: الماء القليل. وركية بضوض: قليلة الماء.
البضيض: بلفظ التصغير، والبضيض: الماء القليل،
كما ذكر قبل هذه الترجمة، وأظنه موضعا في أرض
طئ، قال زيد الخيل الطائي:
عفت أبضة من أهلها فالأجاول،
فجنبا بضيض فالصعيد المقابل
فبرقة أفعى قد تقادم عهدها،
فليس بها إلا النعاج المطافل
يذكرنيها، بعدما قد نسيتها،
رماد ورسم بالثتانة ماثل
وقال النبهاني:
أرادوا جلائي يوم فيد، وقربوا
لحى ورؤوسا للشهادة ترعس
سيعلم من ينوي جلائي أنني
أريب، بأكناف البضيض، حبلبس
الحبلبس: المقيم الذي لا يكاد يبرح المنزل.
البضيع: مصغر، ويروى بالفتح في شعر حسان بن ثابت:
أسألت رسم الدار أم لم تسأل،
بين الجوابي فالبضيع فحومل؟
443

ورواه الأثرم، البصيع، بالصاد المهملة، وقال:
هو جبل بالشام أسود، عن سعيد بن عبد العزيز عن
يونس بن ميسرة بن حلبس قال: إن عيسى بن مريم،
عليه السلام، أشرف من جبل البضيع، يعني جبل
الكسوة، على الغوطة فلما رآها قال عيسى للغوطة:
إن يعجز الغني أن يجمع بها كنزا فلن يعجز المسكين
أن يشبع فيها خبزا، قال سعيد بن عبد العزيز:
فليس يموت أحد في الغوطة من الجوع، وقال
السكري في شرح قول كثير:
منازل من أسماء لم يعف رسمها
رياح الثريا خلفة، فضريبها
تلوح بأطراف البضيع، كأنها
كتاب زبور خط لدنا عسيبها
قال: البضيع ظريب عن يسار الجار أسفل من عين
الغفاريين، واسم العين النجح.
البضيع: بالفتح ثم الكسر: جزيرة في البحر، قال
ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحابا:
أفعنك لا برق، كأن وميضه
غاب تشيمه ضرام مثقب
ساد، تخرم في البضيع ثمانيا،
يلوي بعيقات البحار ويجنب
قال الأزهري: ساد أي مهمل، وقال أبو عمرو:
السادي الذي يبيت حيث يمسي. تخرم أي قطع ثمانيا
بالبضيع، وهي جزيرة في البحر. يلوي بماء البحر
أي يحمله ليمطره ببلد.
باب الباء والطاء وما يليهما
البطاح: بكسر أوله، جمع بطحاء: وهي بطاح
مكة، ويقال لقريش الداخلة البطاح، وقال ابن
الأعرابي: قريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين
أحشبي مكة، وقريش الظواهر: الذين ينزلون خارج
الشعب، وأكرمهما قريش البطاح، والبطحاء في اللغة:
مسيل فيه دقاق الحصى، والجمع الأباطح والبطاح،
على غير قياس، وقال الزبير بن أبي بكر: قريش
البطاح بنو كعب بن لؤي، وقريش الظواهر ما فوق
ذلك سكنوا البطحاء والظواهر، وقبائل بني كعب هم:
عدي وجمح وتيم وسهم ومخزوم وأسد وزهرة وعبد
مناف وأمية وهاشم، كل هؤلاء قريش البطاح،
وقريش الظواهر: بنو عامر بن لؤي يخلد بن النضر
والحارث ومالك، وقد درجا، والحارث ومحارب ابنا
فهر وتيم الأدرم بن غالب بن فهر وقيس بن فهر
درج، وإنما سموا بذلك لان قريشا اقتسموا فأصابت
بنو كعب بن لؤي البطحاء وأصابت هؤلاء الظواهر،
فهذا تعريف للقبائل لا للمواضع، فإن البطحاويين
لو سكنوا بالظواهر كانوا بطحاويين وكذلك الظواهر
لو كانوا سكنوا البطحاء كانوا ظواهر، وأشرفهم
البطحاويون، وقال أبو خالد ذكوان مولى مالك
الدار:
فلو شهدتني من قريش عصابة:
قريش البطاح لا قريش الظواهر
ولكنهم غابوا وأصبحت شاهدا،
فقبحت من مولى حفاظ وناصر
وبلغت معاوية فقال: أنا ابن سداد البطحاء والله
إياي نادى، اكتبوا إلى الضحاك أنه لا سبيل لك
عليه واكتبوا إلى مالك واشتروا لي ولاءه، فلما جاء
الكتاب مالكا سأل عنه عبد الله بن عمر فقال: إن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نهى عن بيع الولاء
وهبته، وقال أبو الحسن محمد بن علي بن نصر
444

الكاتب قال: سمعت عوادة تغني في أبيات طريح
ابن إسماعيل الثقفي في الوليد بن يزيد بن عبد الملك
وكان من أخواله:
أنت ابن مسلنطح البطاح، ولم
تطرق عليك الحني والولج
الحني: ما انخفض من الأرض. والولج: ما اتسع
من الأودية، أي لم تكن بينهما فيخفى حسبك،
فقال بعض الحاضرين: ليس غير بطحاء مكة فما معنى
هذا الجمع؟ فثار البطحاوي العلوي فقال: بطحاء
المدينة وهو أجل من بطحاء مكة وجدي منه،
وأنشد له:
وبطحا المدينة لي منزل،
فيا حبذا ذاك من منزل
فقال: فهذان بطحاوان فما معنى الجمع؟ قلنا:
العرب تتوسع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين جمعا،
وقد قال بعض الناس: ان أقل الجمع اثنان وربما
ثنوا الواحد في الشعر وينقلون الألقاب ويغيرونها
لتستقيم لهم الأوزان، وهذا أبو تمام يقول في مدحه
للواثق:
يسمو بك السفاح والمنصور والمأمون والمعصوم
فنقل المعتصم إلى المعصوم حتى استقام له الشعر،
وبالأمس قال أبو نصر بن نباتة:
فأقام باللورين حولا كاملا،
يترقب القدر الذي لم يقدر
وما في البلاد إلا اللور المعروفة، وهذا كثير، وما
زادنا على الصحيح والحزر ولو كان من أهل الجهل
لهان ولكنه قد جس الأدب ومسه، ومما يؤكد أنها
بطحاوان قول الفرزدق:
وأنت ابن بطحاوي قريش، فإن تشأ
تكن في ثقيف سيل ذي أدب عفر
قلت أنا: وهذا كله تعسف، وإذا صح بإجماع أهل
اللغة أن البطحاء الأرض ذات الحصى، فكل قطعة
من تلك الأرض بطحاء، وقد سميت قريش
البطحاء وقريش الظواهر في صدر الجاهلية، ولم يكن
بالمدينة منهم أحد، وأما قول الفرزدق وابن نباتة
فقد قالت العرب: الرقمتان ورامتان، وأمثال ذلك
تمر كثيرا في هذا الكتاب، قصدهم بها إقامة الوزن
فلا اعتبار به، والله أعلم.
البطاح: بالضم، قال أبو منصور: البطاح مرض يأخذ
من الحمى، والبطاحي مأخوذ من البطاح، وهو
منزل لبني يربوع، وقد ذكره لبيد فقال:
تربعت الاشراف ثم تصيفت
حساء البطاح، وانتجعن السلائلا
وقيل: البطاح ماء في ديار بني أسد بن خزيمة، وهناك
كانت الحرب بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد
وأهل الردة، وكان ضرار بن الأزور الأسدي قد
خرج طليعة لخالد بن الوليد وخرج مالك بن نويرة طليعة
لأصحابه فالتقيا بالبطاح فقتل ضرار مالكا، فقال
أخوه متمم بن نويرة يرثيه:
تطاول هذا الليل ما كاد ينجلي،
كليل تمام ما يريد صراما
سأبكي أخي ما دام صوت حمامة
تؤرق، في وادي البطاح، حماما
وأبعث أنواحا عليه بسحرة،
وتذرف عيناي الدموع سجاما
وقال وكيع بن مالك يذكر يوم البطاح:
445

فلا تحسبا أني رجعت، وأنني
منعت، وقد تحنى علي الأصابع
ولكنني حاميت عن جل مالك،
ولاحظت حتى أكلحتني الأخادع
فلما أتانا، خالد بلوائه
تخطت إليه، بالبطاح، الودائع
بطان: بكسر أوله: منزل بطريق الكوفة بعد الشقوق
من جهة مكة دون الثعلبية، وهو لبني ناشرة من
بني أسد، قال شاعر:
أقول لصاحبي من التأسي،
وقد بلغت نفوسهما الحلوقا:
إذا بلغ المطي بنا بطانا،
وجزنا الثعلبية والشقوقا
وخلفنا زبالة ثم رحنا،
فقد، وأبيك، خلفنا الطريقا
وبطان أيضا: بلد باليمن من مخلاف سنحان.
البطانة: بزيادة الهاء: بئر بجنب قرانين، وهما
جبلان بين ربيعة والأضبط ابني كلاب و عبد الله بن
أبي بكر بن كلاب.
البطائح: نذكر حالها في البطيحة.
البطحاء: أصله المسيل الواسع فيه دقاق الحصى،
وقال النضر: الأبطح والبطحاء بطن الميثاء والتلعة
والوادي، وهو التراب السهل في بطونها مما قد جرته
السيول، يقال: أتينا أبطح الوادي، وبطحاءه
مثله، وهو ترابه وحصاه والسهل اللين، والجمع
الأباطح، وقال بعضهم: البطحاء كل موضع متسع،
وقول عمر، رضي الله عنه: بطحوا المسجد أي
ألقوا فيه الحصى الصغار، وهو موضع بعينه قريب
من ذي قار، وبطحاء مكة وأبطحها، ممدود،
وكذلك بطحاء ذي الحليفة، وقال ابن إسحاق: خرج
النبي، صلى الله عليه وسلم، غازيا فسلك نقب بني
دينار من بني النجار على فيفاء الخبار فنزل تحت
شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها ذات الساق، فصلى
تحتها فثم مسجده، صلى الله عليه وسلم، وآثار أثفية
قدره. وبطحاء أيضا: مدينة بالمغرب قرب تلمسان،
بينهما نحو ثلاثة أيام أو أربعة.
بطحان: بالضم ثم السكون، كذا يقوله المحدثون
أجمعون، وحكى أهل اللغة: بطحان، بفتح أوله
وكسر ثانيه، وكذلك قيده أبو علي القالي في كتاب
البارع وأبو حاتم والبكري وقال: لا يجوز غيره،
وقرأت بخط أبي الطيب أحمد بن أخي محمد الشافعي
وخطه حجة: بطحان، بفتح أوله وسكون ثانيه،
وهو واد بالمدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، وهي
العقيق وبطحان وقناة، قال غير واحد من أهل السير:
لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة فاستوخموها فأتوا
العالية فنزل بنو النضير بطحان ونزلت بنو قريظة
مهزورا، وهما واديان يهبطان من حرة هناك تنصب
منها مياه عذبة، فاتخذ بها بنو النضير الحدائق والآطام
وأقاموا بها إلى أن غزاهم النبي، صلى الله عليه وسلم،
وأخرجهم منها، كما نذكره في النضير، قال الشاعر
وهو يقوي رواية من سكن الطاء:
أيا سعيد! لم أزل بعدكم
في كرب للشوق تغشاني
كم مجلس ولى بلذاته،
لم يهنني إذ غاب ندماني
سقيا لسلع ولساحاتها،
والعيش في أكناف بطحان
446

أمسيت، من شوقي إلى أهلها،
أدفع أحزانا بأحزان.
وقال ابن مقبل في قول من كسر الطاء:
عفى بطحان من سليمى فيثرب،
فملقى الرحال من منى، فالمحصب
وقال أبو زياد: بطحان من مياه الضباب.
البطحة: بالفتح ثم السكون: ماء بواد يقال له الخنوقة،
وقال أبو زياد: من مياه غني البطحة.
بطروح: بضم أوله والراء: حصن من أعمال فحص
البلوط من بلاد الأندلس.
بطروش: بالكسر ثم السكون، وفتح الراء،
وسكون الواو، وشين معجمة: بلدة بالأندلس،
وهي مدينة فحص البلوط فيما حكاه عنهم السلفي، منها
أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروشي، فقيه
كبير حافظ لمذهب مالك، قرأ على أبي الحسن أحمد
ابن محمد وغيره، الفقه، وروى الحديث عن محمد بن
فروخ بن الطلاع وطبقته، وأخذ كتب ابن حزم
عن ابنه أبي رافع أسامة بن علي بن حزم الطاهري،
كان يوما في مقبرة قرطبة فقال: أخبرني صاحب
هذا القبر، وأشار إلى قبر أبي الوليد يونس بن عبد الله
ابن الصفار عن صاحب هذا القبر، وأشار إلى قبر أبي
عيسى عن صاحب هذا القبر، وأشار إلى قبر عبد الله
عن صاحب هذا القبر، وأشار إلى قبر أبيه يحيى بن
يحيى عن مالك بن أنس المديني، قال: فاستحسن
ذلك منه كل من حضر.
بطروش: مثل الذي قبله، إلا أن أوله وراءه
مضمومتان: بلد من أعمال دانية بالأندلس، منها أبو
مروان عبد الملك بن محمد بن أمية بن سعيد بن عتال
الداني البطروشي، سمع ابن سكرة السرقسطي
وشيوخ قرطبة وولي قضاء دانية، وكان من أهل
العلم والفهم، ذكرها والتي قبلها السلفي.
بطلس: بفتح أوله واللام: جبل.
بطليوس: بفتحتين، وسكون اللام، وياء مضمومة،
وسين مهملة، مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال
ماردة على نهر آنة غربي قرطبة، ولها عمل واسع
يذكر في مواضعه، ينسب إليها خلق كثير، منهم:
أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي النحوي
اللغوي صاحب التصانيف والشعر، مات في سنة 521،
وأبو الوليد هشام بن يحيى بن حجاج البطليوسي، سمع
بقرطبة ورحل إلى المشرق فسمع بمكة والشام ومصر
وإفريقية وغير ذلك وعاد إلى الأندلس فامتحن ببلده
بسعاية سعيت به فأسكن قرطبة فسمع منه
بها الكثير، وقال ابن الفرضي: وسمعت منه قبل
المحنة وبعدها، ومات في شوال سنة 385.
بطنان: بالضم ثم السكون، ونونان بينهما ألف،
وبطنان الأودية: المواضع التي يستريض فيها الماء
ماء السيل فيكرم نباتها، واحدتها بطن، عن
أبي منصور، وهو اسم واد بين منبج وحلب، بينه
وبين كل واحد من البلدين مرحلة خفيفة، فيه أنهار
جارية وقرى متصلة، قصبتها بزاعة، وقد ذكر
امرؤ القيس في شعره بعض قراه فقال:
ألا رب يوم صالح قد شهدته
بتاذف ذات التل، من بطن طرطرا
وفي كتاب اللصوص: بطنان حبيب بقنسرين،
نسب إلى حبيب بن مسلمة الفهري، وذلك أن
عياض بن غنم وجهة أبو عبيدة من حلب ففتح
447

حصنا هناك فنسب إليه، وفي الحماسة قطعة شعر
ذكرتها في الجابية، فنها:
فلو طاوعوني يوم بطنان، أسلمت
لقيس فروج منكم ومقاتل
وقال ابن السكيت في تفسير قول كثير:
وما لست من نصحي أخاك بمنكر
ببطنان، إذ أهل القباب عماعم
بطنان حبيب بأرض الشام، كان عبد الملك يشتو
فيه في حرب مصعب بن الزبير، ومصعب يشتو
بمسكن، قال وقال غيره: ولم يذكر القائل الأول
بطنان بأسفل قنسرين وبطنان حبيب وبطنان بني
وبر بن الأضبط بن كلاب بينهما روحة للماشي،
وأنشد ابن الأعرابي:
سقى الله حيا دون بطنان دارهم،
وبورك في مرد، هناك، وشيب
وإني وإياهم، على بعد دار هم،
كخمر بماء في الزجاج مشوب
وإلى بطنان ينسب أبو علي الحسن بن محمد بن جعفر
الحلبي، يعرف بابن البطناني، روى عنه جعفر بن
محمد بن سعيد بن شعيب بن النج حوراني العبدري.
بطن أعدا: البطن: الغامض من الأرض، وجمعه
بطنان مثل عبد وعبدان: وهو موضع له ذكر في
حديث الهجرة أنه سلك منه إلى مدلجة تعهن.
بطن أنف: من منازل هذيل نزل به قوم على أبي
خراش فخرج ليجيئهم بالماء فنهشته حية فمات،
وقال قبل موته:
لعمرك، والمنايا غالبات
على الانسان تطلع كل نجد
لقد أهلكت حية بطن أنف
على الأصحاب ساقا ذات فقد
وقال أيضا:
لقد أهلكت حية بطن أنف
على الأصحاب ساقا ذات فضل
فما تركت عدوا، بين بصرى
إلى صنعاء، يطلبه بذحل
بطن الإياد: في بلاد بني يربوع، عن بعض
بطن التين: بلفظ التين من الفواكه: في بلاد بني
ذبيان، قال شتيم بن خويلد الفزاري:
حلت أمامة بطن التين فالرقما،
واحتل أهلك أرضا تنبت الرتما
بطن الحر: ضد العبد: واد بنجد، قالت امرأة
زوجت في طئ:
لعمري! لقد أشرفت أطول ما أرى،
وكلفت نفسي منظرا متعاليا
وقلت: أنارا تؤنسين، وأهلها،
أم الشوق أدنى منك يا لبن دانيا؟
وقلت لبطن الحر حيث لقيته:
سقى الله أعلاك الذهاب الغواديا
بطن الحريم: بفتح الحاء، وكسر الراء: في بلاد
أبي بكر بن كلاب وفيه روضة ذكرت في الرياض.
بطن حليات: بضم الحاء المهملة، وفتح اللام، في
شعر عمر بن أبي ربيعة:
ألم تسأل الاطلال والمتربعا
ببطن حليات، دوارس بلقعا
لهند وأتراب لهند، إذا الهوى
جميع، وإذا لم نخش أن يتصدعا
448

بطن الذهاب: يروى بفتح الذال وضمها: لبني
الحارث بن كعب، كان فيه يوم من أيامهم.
بطن الرمة: بضم الراء، وتشديد الميم، وقد يقال
بالتخفيف، وقد ذكر في الرمة، وهو واد معروف
بعالية نجد، وقال ابن دريد: الرمة قاع عظيم بنجد
تنصب إليه أودية.
بطن رهاط: بالضم: في بلاد هذيل بن مدركة،
وقد ذكر في رهاط.
بطن ساق: موضع في قول زهير:
عفا من آل ليلى بطن ساق،
فأكثبة العجالز فالقصيم
بطن السر: واد بين هجر ونجد كان لهم فيه يوم،
قال جرير:
أأستقبل الحي بطن السر أم عسفوا،
فالقلب فيهم رهين أينما انصرفوا
بطن شاغر: الشين والغين معجمتان، قال الشاعر:
فإن على الأحساء، من بطن شاغر،
نساء يشبهن الضراء الغواديا
إذا كان يوم ذو خروج ورية،
يشبهن ذكران الكلاب المقاعيا
الضراء: الضارية. والغوادي: التي تغدو على الصيد.
بطن الضباع: قال المرقش:
لمن الظعن بالضحى طافيات
شبهها الدوم أو خلايا سفين؟
جاعلات بطن الضباع شمالا،
وبراق النعاف ذات اليمين
بطن ظبي: أرض لكلب، قال امرؤ القيس:
سما لك شوق بعدما كان أقصرا،
وحلت سليمى بطن ظبي فعرعرا
بطن العتك: بفتح العين، وسكون التاء فوقها
نقطتان، وكاف: من نواحي اليمامة.
بطن عرنة: ذكر في عرنة فأغنى.
بطن عنان: واد ذكر في عنان.
بطن اللوى: قال الأصمعي وقد ذكر بلاد أبي بكر
ابن كلاب فقال: لهم أريكتان ثم بطن اللوى صدره
لهم وأسفله لبني الأضبط وأسفل ذلك لفزارة، وهو
واد ضخم إذا سال سال أياما، قال ابن ميادة:
ألا ليت شعري! هل يحلن أهلها
وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا
بطن محسر: بضم الميم، وفتح الحاء، وتشديد
السين وكسرها: هو وادي المزدلفة، وفي كتاب
مسلم أنه من مني، وفي الحديث: المزدلفة كلها
موقف إلا وادي محسر، قال ابن أبي نجيح: ما
صب من محسر فهو منها وما صب منها في منى فهو
من منى، وهذا هو الصواب إن شاء الله.
بطن مر: بفتح الميم، وتشديد الراء: من نواحي
مكة، عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا
واحدا، وقد ذكر في نخلة وفي مر، وقال أبو
ذؤيب الهذلي:
أصبح من أم عمرو بطن مر، فأكناف
الرجيع فذو سدر فأملاح
وحشا، سوى أن فراد السباع بها،
كأنها من تبغي الناس أطلاح
بطن نخل: جمع نخلة: قرية قريبة من المدينة على
طريق البصرة، بينهما الطرف على الطريق، وهو
449

بعد أبرق العزاف للقاصد إلى مكة.
بطياس: بكسر الباء، وسكون الطاء، وياء:
وأهل حلب كالمجمعين على أن بطياس قرية من باب
حلب بين النيرب وبابلى، كان بها قصر لعلي بن
عبد الملك بن صالح أمير حلب، وقد خربت القرية
والقصر، وقال الخالديان في كتاب الديرة: الصالحية
قرية قرب الرقة وعندها بطياس ودير زكى، وقد
ذكرته الشعراء، قال أبو بكر الصنوبري:
إني طربت إلى زيتون بطياس،
بالصالحية ذات الورد والآس
من ينس عهد هما يوما فلست له،
وإن تطاولت الأيام، بالناسي
يا موطنا كان من خير المواطن لي
لما خلوت به ما بين جلاسي
وقائل لي أفق يوما فقلت له:
من سكرة الحب أو من سكرة الكاس؟
لا أشرب الكاس إلا من يدي رشأ
مهفهف كقضيب البان مياس
مورد الخد في قمص موردة،
له من الآس إكليل على الرأس
قل للذي لام فيه: هل ترى خلفا،
يا أملح الروض بل يا أملح الناس
وقال البحتري وهو يدل على أنها بحلب:
يا برق أسفر عن قويق فطرتي
حلب فأعلى القصر من بطياس
عن منبت الورد المعصفر صبغه،
في كل ضاحية ومجني الآس
أرض إذا استوحشت ثم أتيتها،
حشدت علي فأكثرت إيناسي
وقال أيضا:
نظرت وضمت جانبي التفاتة،
وما التفت المشتاق إلا لينظرا
إلى أرجواني من البرق، كلما
تنمر علوي السحاب تعصفرا
يضئ غماما فوق بطياس واضحا
يبص، وروضا تحت بطياس أخضرا
وقد كان محبوبا إلى لو أنه
أضاء غزالا عند بطياس أحورا
البطيحاء: تصغير البطحاء: رحبة مرتفعة نحو الذراع،
بناها عمر خارج المسجد بالمدينة.
البطيحة: بالفتح ثم الكسر، وجمعها البطائح،
والبطيحة والبطحاء واحد، وتبطح السيل إذا اتسع
في الأرض، وبذلك سميت بطائح واسط لان المياه
تبطحت فيها أي سالت واتسعت في الأرض:
وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة، وكانت
قديما قرى متصلة وأرضا عامرة، فاتفق في أيام
كسرى ابرويز أن زادت دجلة زيادة مفرطة وزاد
الفرات أيضا بخلاف العادة فعجز عن سدها، فتبطح
الماء في تلك الديار والعمارات والمزارع فطرد أهلها
عنها، فلما نقص الماء وأراد العمارة أدركته المنية،
وولي بعده ابنه شيرويه فلم تطل مدته، ثم ولي
نساء لم تكن فيهن كفاية، ثم جاء الاسلام فاشتغلوا
بالحروب والجلاء، ولم يكن للمسلمين درية بعمارة
الأرضين، فلما ألقت الحروب أوزارها واستقرت
الدولة الاسلامية قرارها، استفحل أمر البطائح
وانفسدت مواضع البثوق وتغلب الماء على النواحي،
ودخلها العمال بالسفن فرأوا فيها مواضع عالية لم
يصل الماء إليها، فبنوا فيها قرى، وسكنها قوم
450

وزرعوها الأرز، وتغلب عليها في أوائل أيام بني
بويه أقوام من أهلها، وتحصنوا بالمياه والسفن،
وجارت تلك الأرض عن طاعة السلطان، وصارت تلك
المياه لهم كالمعاقل الحصينة إلى أن انقضت دولة الديلم
ثم دولة السلجوقية، فلما استبد بنو العباس بملكهم
ورجع الحق إلى نصابه رجعت البطائح إلى أحسن
النظام، وجباها عمالهم كما كانت في قديم الأيام،
وقال حمدان بن السحت الجرجاني: حضرت الحسين
ابن عمرو الرستمي، وكان من أعيان قواد المأمون،
وهو يسأل الموبذان من خراسان ونحن في دار ذي
الرياستين عن النوروز والمهرجان وكيف جعلا
عيدا وكيف سميا، فقال الموبذان: أنا أنبئك عنهما:
إن واسطا كانت في أيام دارا بن دارا تسمى أفرونية
ولم تكن على شاطئ دجلة، وكانت دجلة تجري على
سننها في ناحية بطن جوخا، فانبثقت في أيام بهرام
جور وزالت عن مجراها إلى المذار وصارت تجري
إلى جانب واسط منصبة، فغرقت القرى والعمارات
التي كانت موضع البطائح، وكانت متصلة بالبادية ولم
تكن البصرة ولا ما حولها إلا الأبلة، فإنها من
بناء ذي القرنين، وكان موضع البصرة قرى عادية
مخوفا بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر إلا دجلة
الأبلة، فأصاب القرى والمدن التي كانت في موضع
البطائح، وهم بشر كثير، وباء فخرجوا هاربين على
وجوههم، وتبعهم أهاليهم بالأغذية والعلاجات فأصابوهم
موتى فرجعوا، فلما كان أول يوم فروردين
ماه من شهور الفرس أمطر الله تعالى عليهم مطرا
فأحياهم، فرجعوا إلى أهاليهم، فقال ملك ذلك الزمان:
هذا نوروز أي هذا يوم جديد، فسمي به، فقال
الملك: هذا يوم مبارك فإن جاء الله، عز وجل، فيه
بمطر وإلا فليصب الماء بعضهم على بعض، وتبركوا به
وصيروه عيدا، فبلغ المأمون هذا الخبر فقال: إنه
لموجود في كتاب الله تعالى، وهو قوله: ألم تر إلى
الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال
لهم الله موتوا ثم أحياهم، الآية.
باب الباء والعين وما يليهما
بعاث: بالضم، وآخره ثاء مثلثة: موضع في نواحي
المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية،
وحكاه صاحب كتاب العين بالغين المعجمة، ولم يسمع
في غيره، وقال أبو أحمد السكري: هو تصحيف،
وقال صاحب كتاب المطالع والمشارق: بعاث،
بضم أوله وعين مهملة، وهو المشهور فيه، ورواه
صاحب كتاب العين بالغين وقيده الأصيلي بالوجهين،
وهو عند القابسي بغين معجمة وآخره ثاء مثلثة بلا
خلاف، وهو موضع من المدينة على ليلتين، وقال
قيس بن الخطيم:
ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا
إلى نسب، من جذم غسان، ثاقب
وكان الرئيس في بعض حروب بعاث حضير الكتائب
أبو أسيد بن حضير، فقال خفاف بن ندبة يرثي حضيرا
وكان قد مات من جراحه:
فلو كان حي ناجيا من حمامه
لكان حضير يوم أغلق واقما
أطاف به، حتى إذا الليل جثه
تبوأ منه منزلا متناعما
وقال بعضهم: بعاث من أموال بني قريظة، فيها
مزرعة يقال لها قورا، قال كثير عزة بن
عبد الرحمن:
451

كأن حدائج أظعاننا،
بغيقة لما هبطن البراثا،
نواعم عم على ميثب،
عظام الجذوع أحلت بعاثا
كدهم الركاب بأثقالها
غدت من سماهيج، أو من جواثا
وقال آخر:
أرقت فلم تنم عيني حثاثا،
ولم أهجع بها إلا امتلاثا
فإن يك بالحجاز هوى دعاني،
وأرقني ببطن منى ثلاثا
فلا أنسى العراق وساكنيه،
ولو جاوزت سلعا، أو بعاثا
بعاذين: بالفتح، والذال معجمة مكسورة، وياء
ساكنة، ونون: من قرى حلب لها ذكر في الشعر،
قال أبو العباس الصفري من شعراء سيف الدولة بن
حمدان:
يا لأيامنا بمرج بعاذين،
وقد أضحك الربي نواره
وحكى الوشي، بل أبر على
الوشي بهاء، منثوره وبهاره
وكأن الشقيق، والريح تنفي الظلل
عنه، جمر يطير شراره
أذكرتني عناق من بان عني
شخصه باعتناقها أشجاره
وقال الصنوبري:
شربنا في بعاذين
على تلك الميادين
بعال: بالفتح: أرض لبني غفار قرب عسفان تتصل
بغيقة، قاله الحازمي ثم وجدته لنصر، وزاد أنه
موضع بالحجاز قرب عسفان، وهي شعبة لبني غفار
تتصل بغيقة، وقيل: جبل بين الأبواء وجبل جهينة
في واديه خلص، وأنشد لكثير:
عرفت الدار كالحلل البوالي،
بفيف الخايعان إلى بعال
وقال العمراني: هو بعال بوزن غراب، موضع
بالقصيبة، وأنشد:
ويسأل البعال أن يموجا
بعال: بالضم، قاله الحازمي ثم وجدته لنصر بعال،
بالضم أيضا، وهو جبل ضخم بأطراف أرمينية.
بعانيق: بالفتح، وبعد الألف نون، وياء ساكنة،
وقاف: واد بين البصرة واليمامة، عن نصر جاء به في
قرينة التعانيق.
بعدان: بالفتح ثم السكون، ودال مهملة، وألف،
ونون: مخلاف باليمن يقال لها البعدانية من مخلاف
السحول، قال الأعشى يمدح ذا فايش اليحصبي:
ببعدان أو ريمان أو رأس سلبة
شفاء، لمن يشكو السمائم، بارد
وبالقصر من أرياب لو بت ليلة
لجاءك مثلوج، من الماء، جامد
بعر: جفر البعر بين مكة واليمامة على الجادة: ماء
لبني ربيعة بن عبد الله بن كلاب، عن نصر.
بعرين: بوزن خمسين: بليد بين حمص والساحل،
هكذا تتلفظ به العامة، وهو خطأ، وإنما هو بارين.
بعطان: بالضم: واد لخثعم.
452

بعق: بالقاف: واد بالأبواء يقال له البعق، قاله أبو
الأشعث الكندي، قال الشاعر:
كأنك مردوع بشس مطرد،
يفارقه من عقدة البعق هيمها
بعقوبا: بالفتح ثم السكون، وضم القاف، وسكون
الواو، والباء موحدة، ويقال لها باعقوبا أيضا:
قرية كبيرة كالمدينة، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ،
من أعمال طريق خراسان، وهي كثيرة الأنهار
والبساتين، واسعة الفواكه متكاثفة النخل، وبها رطب
وليمون، يضرب بحسنها وجودتها المثل، وهي
راكبة على نهر ديالى من جانبه الغربي، ونهر
جلولاء يجري في وسطها، وعلى جنبي النهر سوقان،
وعليه قنطرة، وعلى ظهر القنطرة يتصل بين السوقين،
والسفن تجري تحت القنطرة إلى باجسرا وغيرها
من القرى، وبها عدة حمامات ومساجد، وينسب
إليها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو الحسن محمد بن
الحسين بن حمدون البعقوبي قاضيها، روى عنه الحافظ
أبو بكر الخطيب، وقتل بحلوان في شهر ربيع الأول
سنة 430، وبعقوبا هذه هي التي ذكرها سعد بن محمد
الصيفي، وهو الحيص بيص، في رسائله السبع يسأل
المسترشد أن يهبها منه وعوض عنها بمال فلم يقبله،
وقرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي أنشدني أبو
المظفر بن قرما الإسكافي قال: أنشدني المهدي البصري
لنفسه يهجو أهل بعقوبا:
ألا قل لمرتاد النوال تطوفا،
يقلقله هم عليه حريص:
تخاف ببعقوبا، إذا جئت معشرا
لهم يبيت الضيف، وهو خميص
أبو الشيص لو وافاهم بمجاعة
لأعوزه، بين الحدائق، شيص
ولو خوصة من نخلها قيل قد هوت،
لقيل عشار قد هوين وخوص
بعلبك: بالفتح ثم السكون، وفتح اللام، والباء
الموحدة، والكاف مشددة، مدينة قديمة فيها أبنية
عجيبة وآثار عظيمة وقصور على أساطين الرخام لا
نظير لها في الدنيا، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وقيل
اثنا عشر فرسخا من جهة الساحل، قال بطليموس:
مدينة بعلبك طولها ثمان وستون درجة وعشرون
دقيقة في الاقليم الرابع تحت ثلاث درج من الحوت،
لها شركة في كف الخضيب، طالعها القوس تحت
عشر درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي،
بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من
الميزان، قال صاحب الزيج: بعلبك طولها اثنتان
وستون درجة وثلث، وعرضها سبع وثلاثون درجة
وثلث، وهو اسم مركب من بعل اسم صنم وبك
أصله من بك عنقه أي دقها، وتباك القوم أي
ازدحموا، فإما أن يكون نسب الصنم إلى بك وهو
اسم رجل، أو جعلوه يبك الأعناق، هذا إن كان
عربيا، وإن كان عجميا فلا اشتقاق، ولهذا الاسم
ونظائره من المركبات أحكام، فإن شئت جعلت
آخر الأول والثاني مفتوحا بكل حال كقولك: هذا
بعلبك ورأيت بعلبك وجئت من بعلبك،
فهذا تركيب يقتضي بناءه، فكأنك قلت: بعل
وبك، فلما حذفت الواو أقمت البناء مقامه ففتحت
الاسمين كما قلت خمسة عشر، إن شئت أضفت
الأول إلى الثاني فقلت: هذا بعلبك ورأيت بعلبك
ومررت ببعلبك، أعربت بعلا وخفضت بكا
بالإضافة، وإن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح
وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف فقلت:
هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك،
453

وهذا هو التركيب الداخل في باب مالا ينصرف
الذي عدوه سببا من أسباب منع الصرف، فإنهم
أجروا الاسم الثاني من الاسمين اللذين ركبا مجرى
تاء التأنيث في أن آخر حرف قبلها مفتوح أبدا
ومنزل تنزيل الفتحة كالألف في نواة وقطاة، وآخر
الثاني حرف إعراب، إلا أن الاسم غير مصروف
للتعريف والتركيب لان التركيب فرع على الافراد
وثان له، كما أن التعريف ثان للتنكير، فعلى هذا
الوجه تقول: هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت
ببعلبك، فلو نكرته صرفته لبقاء علة واحدة
فيه هي التركيب، ويدلك على أن الاسم الثاني في
هذا الوجه بمنزلة التاء تصغير هم الأول من الاسمين
المركبين وتسليمهم لفظ الثاني فتقول: هذه
ببعلبك، كما تقول في طلحة طليحة، وتقول في
ترخيمه لو رخمته يا بعل كما تقول يا طلح، وتقول
في النسب إليه بعلي كما تقول طلحي، وأما من
قال بعلبكي فليس بعلبك عنده مركبة ولكنه
من أبنية العرب، فأما حضرمي وعبد ري وعبقسي
فإنهم خلطوا الاسمين واشتقوا منهما اسما نسبوا إليه،
وببعلبك دبس وجبن وزيت ولبن ليس في الدنيا
مثلها يضرب بها المثل، قال أعرابي:
قلت لذات الكعثب المصك،
ولم أكن من قولها في شك،
إذ لبست ثوبا دقيق السلك،
وعقد در ونظام سك:
غطي الذي أفتن قلبي منك!
قالت: فما هو؟ قلت: غطي حرك،
فكشفت عن أبيض مدك،
كأنه قعب نضار مكي،
أو جبنة من جبن بعلبك
يسمع منه خفقان الدك،
مثل صرير القتب المنفك
وقد ذكرها امرؤ القيس فقال:
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها،
ولا بن جريج في قرى حمص أنكرا
وقيل: إن بعلبك كانت مهر بلقيس وبها قصر
سليمان بن داود، عليه السلام، وهو مبني على أساطين
الرخام، وبها قبر يزعمون أنه قبر مالك الأشتر النخعي
وليس بصحيح، فإن الأشتر مات بالقلزم في طريقه
إلى مصر، وكان علي، رضي الله عنه، وجهه أميرا،
فيقال إن معاوية دس إليه عسلا مسموما فأكله
فمات بالقلزم، فقال معاوية: إن لله جنودا من
عسل، فيقال إنه نقل إلى المدينة فدفن بها وقبره
بالمدينة معروف، وبها قبر يقولون إنه قبر حفصة
بنت عمر زوجة النبي، صلى الله عليه وسلم، والصحيح
أنه قبر حفصة أخت معاذ بن جبل، لان قبر حفصة
زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، بالمدينة معروف،
وبها قبر الياس النبي، عليه السلام، وبقلعتها مقام
إبراهيم الخليل، عليه السلام، وبها قبر أسباط.
ولما فرغ أبو عبيدة بن الجراح من فتح دمشق في سنة
أربع عشرة، سار إلى حمص فمر ببعلبك فطلب أهلها
إليه الأمان والصلح، فصالحهم على أن أمنهم على
أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وكتب لهم كتابا أجلهم
فيه إلى شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى، فمن جلا
سار إلى حيث شاء ومن أقام فعليه الجزية، وقد
نسب إلى بعلبك جماعة من أهل العلم، منهم: محمد
ابن علي بن الحسن بن محمد بن أبي المضاء أبو المضاد
البعلبكي المعروف بالشيخ الدين، سمع بدمشق أبا
بكر الخطيب وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا محمد
454

الكناني، وببعلبك عمه القاضي أبا علي الحسن بن علي بن
محمد بن أبي المضاء، سمع منه أبو الحسين بن عساكر
وأجاز لأخيه أبي القاسم الحافظ، وكان مولده سنة
425 ومات في شعبان سنة 509، و عبد الرحمن بن
الضحاك بن مسلم أبو مسلم البعلبكي القاري ويعرف بابن
كسرى، روى عن سويد بن عبد العزيز والوليد بن
مسلم ومروان بن معاوية وبقية ومبشر بن إسماعيل
وسفيان بن عيينة و عبد الرحمن بن مهدي، روى عنه
أبو حاتم الرازي وأبو جعفر أحمد بن عمر بن إسماعيل
الفارسي الوراق وغيرهما، ومحمد بن هاشم بن سعيد
البعلبكي، روى عنه أحمد بن عمير بن جوصا
الدمشقي وغيره.
بعل: شرف البعل: جبل في طريق الشام من المدينة،
وأما بعل في قوله تعالى: أتدعون بعلا وتذرون
أحسن الخالقين، فهو صنم كان لقوم الياس النبي، عليه
السلام، وبه سمي بعلبك، وهو معظم عند
اليونانيين، كان بمدينة بعلبك من أعمال دمشق ثم
من كورة سنير، وقد كانت يونان اختارت لهذا
الهيكل قطعة من الأرض في جبل لبنان ثم في جبل
سنير فاتخذته بيتا للأصنام، وهما بيتان عظيمان أحدهما
أعظم من الآخر، وصنعوا فيهما من النقوش العجيبة
المحفورة في الحجر الذي لا يتأتى حفر مثله في الخشب،
هذا مع علو سمكها وعظم أحجارها وطول أساطينها.
البعوضة: بالفتح، بلفظ واحدة البعوض، بالضاد
المعجمة: مائة لبني أسد بنجد قريبة القعر، قال
الأزهري: البعوضة مائة معروفة بالبادية، قال
ابن مقبل:
أإحدى بني عبس ذكرت، ودونها
سنيح، ومن رمل البعوضة منكب
وبهذا الموضع كان مقتل مالك بن نويرة، لان خالد
ابن الوليد، رضي الله عنه، بعث إليهم وهم بالبطاح
فأقروا فيما قيل بالاسلام، فاستدعاهم إليه وهو نازل
على البعوضة فاختلفوا فيهم فمن المسلمين من شهد أنهم
أذنوا ومنهم من شهد أنهم لم يؤذنوا، فأمر خالد
بالاحتياط، وكانت ليلة باردة فقال خالد: أدفئوا
أسراكم، وادفئوا في لغة كنانة اقتلوا، فقتلوهم عن
آخرهم، فنقم عمر، رضي الله عنه، على خالد في قصة
طويلة، وكان فيمن قتل مالك بن نويرة اليربوعي،
فقال أخوه متمم بن نويرة:
لعمري! وما عمري بتأبين هالك
ولا جزع، والدهر يعثر بالفتى
لئن مالك خلى علي مكانه،
فلي أسوة إن كان ينفعني الأسى
كهول ومرد من بني عم مالك،
وأيفاع صدق قد تمليتهم رضى
على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي،
لك الويل! حر الوجه أو يبك من بكى
على بشر منهم أسود وذادة،
إذا ارتدف الشر الحوادث والردى
رجال أراهم من ملوك وسوقة،
جنوا بعدما نالوا السلامة والغنى
بعيقبة: تصغير بعقوبا: قرية بينها وبين بعقوبا
فرسخان، وهي التي أنعم بها فيما ذكر بعضهم المسترشد
بالله على الحيص بيص فلم يرضها، وبها كانت الوقعة
بين البقش كون خر والمقتفي لامر الله.
باب الباء والغين وما يليهما
بغاث: بالكسر، وآخره ثاء مثلثة: برق بيض في
أقصى بلاد أبي بكر بن كلاب.
455

بغانخذ: بالضم، والنون مكسورة، والخاء معجمة
مفتوحة، والذال معجمة، قال أبو سعد: أظنها
من قرى نيسابور، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
هاشم البغانخذي النيسابوري، سمع الزبير بن بكار.
بغاوزجان: الواو مكسورة، والزاي ساكنة،
وجيم، وألف، ونون: من قرى سرخس على أربعة
فراسخ، ويقال لها غاوزجان، خرج منها جماعة،
منهم أبو الحسن علي بن علي البغاوزجاني.
بغث: بالفتح ثم السكون، والثاء المثلثة: اسم واد
عند خيبر بقرب بغيث.
بغد خزرقند: هذا اسم مركب من ثلاثة بلاد،
ينسب إليه أبو روح عبد الحي بن عبد الله بن موسى
ابن الحسين بن إبراهيم السلامي البغدخزرقندي،
وكان أبوه يقول: إنما قيل لابني البغدخزرقندي لان
أباه بغدادي وأمه خزرية وولد بسمرقند، سمع أباه،
وتوفي بنسف في تاسع صفر سنة 421.
بغدل: أصلها باغ عبد الله: محلة بأصبهان، ينسب
إليها أبو عبد الله محمد بن سعيد بن إسحاق القطان
البغدلي الأصبهاني، روى عن يحيى بن أبي طالب
وغيره، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
حمزة الحافظ.
بغداد: أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري:
أصل بغداد للأعاجم، والعرب تختلف في لفظها إذ لم
يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم،
قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل، فباغ
بستان وداد اسم رجل، وبعضهم يقول: بغ اسم
للصنم، فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصي من
المشرق فأقطعه إياها، وكان الخصي من عباد الأصنام
ببلده فقال: بغ داد أي الصنم أعطاني، وقيل:
بغ هو البستان وداد أعطى، وكان كسرى قد وهب
لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به،
وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرب
عن باغ داذويه، لان بعض رقعة مدينة المنصور كان
باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه، وبعضها أثر مدينة
دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطها فاعتل فقالوا:
ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة؟ فقال:
هلدوه وروز أي خلوها بسلام، فحكي ذلك للمنصور
فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات:
بغداد وبغدان، ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ
في آخره الذال المعجمة، وقالوا: لأنه ليس في كلام
العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد
الرحمن بن إسحاق: فقلت لابي إسحاق إبراهيم بن
السري فما تقول في قولهم خرداذ؟ فقال: هو فارسي
ليس من كلام العرب، قلت أنا: وهذا حجة من
قال بغداذ فإنه ليس من كلام العرب، وأجاز
الكسائي بغداد على الأصل، وحكى أيضا مغداذ
ومغداد ومغدان، وحكى الخارزنجي: بغداد بدالين
مهملتين، وهي في اللغات كلها تذكر وتؤنث، وتسمى
مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء: فمدينة المنصور
خاصة، وسميت مدينة السلام لان دجلة يقال لها
وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي:
كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي رواد فأتاه رجل
فقال له: من أين أنت؟ فقال له: من بغداد، فقال:
لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطى، ولكن قل
مدينة السلام، فإن الله هو السلام والمدن كلها له،
وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل
الصين بتجاراتهم فيربحون الربح الواسع، وكان اسم
ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا:
بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه من عطية
456

الملك، وقيل إنما سميت مدينة السلام لان السلام هو
الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطليموس
في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها
خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة
داخلة في الاقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها
في الاقليم الثالث، قال: طالعها السماك الأعزل،
بيت حياتها القوس، لها شركة في الكف الخضيب ولها
أربعة أجزاء من سرة الجوزاء تحت عشر درج من
السرطان، يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من
الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت أنا: ولا شك
أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة
ولكني أظن أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال
صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة، وعرضها
ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وتعديل نهارها ست
عشرة درجة وثلثا درجة، وأطول نهارها أربع عشرة
ساعة وخمس دقائق، وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون
درجة وثلث، وظل الظهر بها درجتان، وظل العصر
أربع عشرة درجة، وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة
ونصف، وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة،
في الوجود ثلاثمائة درجة، هذا كله نقلته من كتب
المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد
ابن حنبل: بغداد من الصراة إلى باب التبن، وهو
مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر
ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي
ابن أبي طالب، ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى
والمخرم وقطربل، قال أهل السير، ولما أهلك الله
مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم
استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت
مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم
وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة
والفلاليج والإستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن
بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر
مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد، يقال
لها بغداد، وكذا كانت إذ ذاك، فأخذ المثنى على
البر حتى أتى الأنبار، فتحصن فيها أهلها منه، فأرسل
إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلمه بما يريد وجعل
له الأمان، فعبر المرزبان إليه، فخلا به المثنى وقال
له: أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث
معي أدلاء فيدلوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر
عليه الفرات، ففعل المرزبان ذلك، وقد كان قطع
الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه، فعبر المثنى مع
أصحابه وبعث معه المرزبان الادلاء، فسار حتى وافى
السوق ضحوة، فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ
المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا
على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار، ووافى معسكرة غانما
موفورا، وذلك في سنة 13 للهجرة، فهذا خبر
بغداد قبل أن يمصرها المنصور، لم يبلغني غير ذلك.
فصل
في بدء عمارة بغداد، كان أول من مصرها وجعلها
مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي
ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء،
وانتقل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد
اختطها أخوه أبو العباس السفاح قرب الكوفة وشرع
في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب
عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه
ذلك من فعلهم، فانتقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن
عياش: بعث المنصور روادا وهو بالهاشمية يرتادون
له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا
رافقا بالعامة والجند، فنعت له موضع قريب من
457

بارما، وذكر له غذاؤه وطيب هوائه، فخرج إليه
بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه، فرأى موضعا طيبا
فقال لجماعة، منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني
و عبد الملك بن حميد الكاتب: ما رأيكم في هذا
الموضع؟ قالوا: طيب موافق، فقال: صدقتم ولكن
لا مرفق فيه للرعية، وقد مررت في طريقي بموضع
تجلب إليه الميرة والأمتعة في البر والبحر وأنا راجع
إليه وبائت فيه، فإن اجتمع لي ما أريد من طيب
الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى
موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر،
وذلك في صيف وحر شديد، وكان في ذلك الموضع
بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا
فقال: هذا موضع صالح للبناء، فإن المادة تأتيه من
الفرات ودجلة وجماعة الأنهار، ولا يحمل الجند
والرعية إلا مثله، فخط البناء وقدر المدينة ووضع
أول لبنة بيده فقال: بسم الله والحمد لله والأرض
لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، ثم
قال: ابنوا على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن
المنصور استشار دهقان بغداد، وكانت قرية في المربعة
المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي، وما
زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما
يجاورها في البناء، فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين
أن تنزل في نفس بغداد، فإنك تصير بين أربعة
طساسيج: طسوجان في الجانب الغربي وطسوجان
في الجانب الشرقي، فاللذان في الغربي قطربل
وبادوريا، واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى، فإن
تأخرت عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا، وأنت
يا أمير المؤمنين على الصراة ودجلة، تجيئك بالميرة من
القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وتلك
البلدان، وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين
والبصرة وواسط في دجلة، وتجيئك ميرة أرمينية
وأذربيجان وما يتصل بها في تامرا، وتجيئك ميرة
الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل
إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة، فإذا قطعت
الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك، وأنت قريب
من البر والبحر والجبل، فأعجب المنصور هذا
القول وشرع في البناء، ووجه المنصور في حشر
الصناع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة
وواسط فأحضروا، وأمر باختيار قوم من أهل الفضل
والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة، فجمعهم
وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء، وكان ممن حضر
الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الامام، وكان أول العمل
في سنة 145، وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله
خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا، وأن يجعل
في البناء جرز القصب مكان الخشب، فلما بلغ السور
مقدار قامة اتصل به خروج محمد بن عبد الله بن
حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فقطع البناء حتى
فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن
ابن حسن.
وعن علي بن يقطين قال: كنت في عسكر
أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس
موضعا لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة
في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن
الناس يفكر، قال: وكان في الدير راهب عالم فقال
لي: لم يذهب الملك ويجئ؟ قلت: إنه يريد أن
يبني مدينة، قال: فما اسمه؟ قلت: عبد الله بن
محمد، قال: أبو من؟ قلت: أبو جعفر، قال:
هل يلقب بشئ؟ قلت: المنصور، قال: ليس هذا
الذي يبنيها، قلت: ولم؟ قال: لأنا قد وجدنا في
كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني
458

هذا المكان رجل يقال له مقلاص، قال: فركبت
من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه،
فقال لي: ما وراءك؟ قلت: خير ألقيه إلى أمير
المؤمنين وأريحه من هذا العناء، فقال: قل، قلت:
أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم، وقد أخبرني
راهب هذا الدير بكذا وكذا، فلما ذكرت له
مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ
سوطه وأقبل يذرع به، فقلت في نفسي: لحقه اللجاج،
ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد، فقلت
له: أظنك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب
وتكذيبه، فقال: لا والله ولكني كنت ملقبا
بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري، وذاك
أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال
التي تعلم، فكنت أنا ومن كان في مقدار سني من
عمومتي وإخوتي نتداعى ونتعاشر، فبلغت النوبة
إلى يوما من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل
أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت
لهم، فسرقته ثم وجهت به فبيع لي واشتري لي
بثمنه ما احتجت إليه، وجئت إلى الداية وقلت لها:
افعلي كذا واصنعي كذا، قالت: من أين لك ما
أرى؟ قلت: اقترضت دراهم من بعض أهلي، ففعلت
ما أمرتها به، فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث
طلبت الداية الغزل فلم تجده فعملت أني صاحبه،
وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور
بالسرقة، فجاءت إلى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني
فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت،
فلما ألحت وأنا لا أخرج قالت: اخرج يا مقلاص،
الناس يتحذرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في
البيت، فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب
ساعة ثم لم أسمع به إلا منك الساعة فعلمت أن أمر
هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه، ثم
وضع أساس المدينة مدورا وجعل قصره في وسطها
وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها، فكان
القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد
من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاصد من
المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس
والأهواز ووسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل
من باب البصرة.
قالوا: فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف
ألف دينار، وقال الخطيب في رواية: إنه أنفق على مدينته
وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن
فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين
ألف درهم، وذاك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل في
كل يوم بقيراط إلى خمس حبات والروزجاري
بجبتين إلى ثلاث حبات، وكان الكبش بدرهم والحمل
بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم، قال الفضل بن
دكين: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة
تسعون رطلا بدرهم، ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم،
والعسل عشرة أرطال بدرهم، قال: وكان بين كل
باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل، وفي كل
ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان
وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، وعن ابن
الشروي قال: هدمنا من السور الذي يلي باب
المحول قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة:
وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فوزناها فوجدناها كذلك.
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدورة وجعل
داره وجامعها في وسطها، وبنى القبة الخضراء فوق
إيوان، وكان علوها ثمانين ذراعا، وعلى رأس القبة
صنم على صورة فارس في يده رمح، وكان السلطان
إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد
459

الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك
الجهة، فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الاخبار
بأن خارجيا قد هجم من تلك الناحية، قلت أنا:
هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب
الفاحش، وإنما يحكى مثل هذا عن سحرة مصر
وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول
الازمان والتخيل أن المتقدمين ما كانوا بني آدم،
فأما الملة الاسلامية فإنها تجل عن مثل هذه الخرافات،
فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع
لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو
كان نبيا مرسلا، وأيضا لو كان كلما توجهت إلى
جهة خرج منها خارجي لوجب أن لا يزال خارجي
يخرج في كل وقت لأنها لابد أن تتوجه إلى وجه
من الوجوه، والله أعلم، قال: وسقط رأس هذه القبة
سنة 329، وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل، وكانت
هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني
العباس، وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون
سنة، وثقل المنصور أبوابها من واسط، وهي أبواب
الحجاج، وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط
تعرف بزند ورد، يزعمون أنها من بناء سليمان بن
داود، عليه السلام، وأقام على باب خراسان بابا
جئ به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة
بابا جئ به من الكوفة من عمل خالد القسري وعمل
هو بابا لباب الشام، وهو أضعفها، وكان لا يدخل أحد
من عمومة المنصور ولا غيرهم من شئ من الأبواب إلا
راجلا إلا داود بن علي عمه، فإنه كان متفرسا وكان
يحمل في محفة، وكذلك محمد المهدي ابنه، وكانت
تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج،
فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ
كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم
يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال
الروايا التي تصل إلى الرحاب، فقال: يا ربيع بغال
الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قني بالساج من
باب خراسان حتى تصل إلى قصري، ففعل ومد
المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة
من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرهما إلى
مدينته في عقود وثيقة، من أسفلها محكمة بالصاروج
والآجر من أعلاها، فكانت كل قناة منها تدخل
المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض، تجري
صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شئ من الأوقات، ثم
أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمروها وسميت
بأسمائهم، وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه
حسب ما قضى به ترتيب الحروف، وقد صنف في بغداد
وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر
الخطيب في صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية. لطالبه.
فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد
ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال:
أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع،
ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس،
فخبرته بما تدل النجوم عليه من طول بقائها وكثرة
عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت: وأخبرك
خلة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين، قال: وما
هي؟ قلت: نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة
أبدا حتف أنفه، قال: فتبسم وقال الحمد لله على
ذلك، هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل
العظيم، ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن
جرير بن الخطفى:
أعاينت في طول من الأرض أو عرض،
كبغداد من دار بها مسكن الخفض
460

صفا العيش في بغداد واخضر عوده،
وعيش سواها غير خفض ولا غض
تطول بها الأعمار، إن غذاءها
مرئ، وبعض الأرض أمرأ من بعض
قضى ربها أن لا يموت خليفة
بها، إنه ما شاء في خلقه يقضي
تنام بها عين الغريب، ولا ترى
غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض
فإن جزيت بغداد منهم بقرضها،
فما أسلفت إلا الجميل من القرض
وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى،
فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاج،
والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل فمات بماسبذان
بموضع يقال له الرذ، والهادي ابنه مات بعيساباد
قرية أو محلة بالجانب الشرقي من بغداد، والرشيد
مات بطوس، والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب
الشرقي، والمأمون مات بالبذندون من نواحي
المصيصة بالشام، والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر
وباقي الخلفاء ماتوا بسامرا، ثم انتقل الخلفاء إلى التاج
من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج، وتعطلت مدينة
المنصور منهم.
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء: بغداد جنة
الأرض ومدينة السلام وقبة الاسلام ومجمع الرافدين
وغرة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع
المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف،
وبها أرباب الغايات في كل فن، وآحاد الدهر في
كل نوع، وكان أبو إسحاق الزجاج يقول:
بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، وكان أبو
الفرج الببغا يقول: هي مدينة السلام بل مدينة
الاسلام، فإن الدولة النبوية والخلافة الاسلامية بها
عششتا وفرختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعهما،
وإن هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من
كل ماء، وإن نسيمها أرق من كل نسيم، وهي من
الاقليم الاعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل
بغداد موطن الأكاسرة في سالف الازمان ومنزل
الخلفاء في دولة الاسلام، وكان ابن العميد إذا طرأ
عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان
عقله سأله عن بغداد، فإن فطن بخواصها وتنبه على
محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدمة فضله وعنوان
عقله، ثم سأله عن الجاحظ، فإن وجد أثرا لمطالعة
كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض
القيام بمسائله قضى له بأنه غرة شادخة في أهل العلم
والآداب، وإن وجده ذاما لبغداد غفلا عما يحب
أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف
التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شئ من
المحاسن، ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن
العميد عنها، فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد،
فجعلها مثلا في الغاية في الفضل، وقال ابن زريق
الكاتب الكوفي:
سافرت أبغي لبغداد وساكنها
مثلا، قد اخترت شيئا دونه الياس
هيهات بغداد، والدنيا بأجمعها
عندي، وسكان بغداد هم الناس
وقال آخر:
بغداد يا دار الملوك ومجتنى
صنوف المنى، يا مستقر المنابر
461

ويا جنة الدنيا ويا مجتنى الغنى،
ومنبسط الآمال عند المتاجر
وقال أبو يعلى محمد بن الهبارية: سمعت الشيخ
الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزاباذي
يقول: من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع
معتدل مات بها أو بحسرتها، وقال عمارة بن عقيل
ابن بلال بن جرير:
ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين،
على تقلبها في كل ما حين
ما بين قطربل فالكرخ نرجسة
تندى، ومنبت خيري ونسرين
تحيا النفوس برياها، إذا نفحت،
وخرشت بين أوراق الرياحين
سقيا لتلك القصور الشاهقات وما
تخفي من البقر الانسية العين
تستن دجلة فيما بينها، فترى
دهم السفين تعالى كالبراذين
مناظر ذات أبواب مفتحة،
أنيقة بزخاريف وتزيين
فيها القصور التي تهوي، بأجنحة،
بالزائرين إلى القوم المزورين
من كل حراقة تعلو فقارتها،
قصر من الساج عال ذو أساطين
وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس
إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال: ما مررت
بطريق من طرق هذه المدينة إلا ظننت أن الناس
فد نودي فيهم، ووجد على بعض الأميال بطريق
مكة مكتوبا:
أيا بغداد يا أسفي عليك!
متى يقضى الرجوع لنا إليك؟
قنعنا سالمين بكل خير،
وينعم عيشنا في جانبيك
ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا:
فهل نحو بغداد مزار، فيلتقي
مشوق ويحظى بالزيارة زائر
إلى الله أشكو، لا إلى الناس، إنه
على كشف ما ألقى من الهم قادر
وكان القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر
المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر، فخرج
البغداديون يودعونه، وجعلوا يتوجعون لفراقه،
فقال: والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدا من
الباقلي ما فارقتكم، ثم قال:
سلام على بغداد من كل منزل،
وحق لها مني السلام المضاعف
فوالله ما فارقتها عن قلى لها،
وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضافت علي برحبها،
ولم تكن الارزاق فيها تساعف
وكانت كخل كنت أهوى دنوه،
وأخلاقه تنأى به وتخالف
ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق
وقال: أقول وقد جزنا زرود عشية،
وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا
462

على أهل بغداد السلام، فإنني
أزيد بسيري عن ديارهم بعدا
وقال ابن مجاهد المقري: رأيت أبا عمرو بن العلاء
في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: دعني مما
فعل الله بي، من أقام ببغداد على السنة والجماعة
ومات نقل من جنة إلى جنة، وعن يونس بن عبد
الأعلى قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي، رضي
الله عنه: أيا يونس دخلت بغداد؟ فقلت: لا،
فقال: أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس، وقال
طاهر بن المظفر بن طاهر الخازن:
سقى الله صوب الغاديات محلة
ببغداد، بين الخلد والكرخ والجسر
هي البلدة الحسناء، خصت لأهلها
بأشياء لم يجمعن مذ كن في مصر
هواء رقيق في اعتدال وصحة،
وماء له طعم ألذ من الخمر
ودجلتها شطان قد نظما لنا
بتاج إلى تاج، وقصر إلى قصر
ثراها كمسك، والمياه كفضة،
وحصباؤها مثل اليواقيت والدار
قال أبو بكر الخطيب: أنشدني أبو محمد الباقي قول
الشاعر:
دخلنا كارهين لها، فلما
ألفناها خرجنا مكر هينا
فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد، قيل وأنشد
لنفسه في المعنى وضمنه البيت:
على بغداد معدن كل طيب،
ومغنى نزهة المتنزهينا:
سلام كلما جرحت بلحظ
عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها، فلما
ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حب الديار بنا، ولكن
أمر العيش فرقة من هوينا
قال محمد بن علي بن حبيب الماوردي: كتب إلي
أخي من البصرة وأنا ببغداد:
طيب الهواء ببغداد يشوقني
قدما إليها، وإن عاقت معاذير
وكيف صبري عنها، بعدما جمعت
طيب الهواءين ممدود ومقصور؟
وقلد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن، فلما
أراد الخروج قال:
أيرحل آلف ويقيم إلف،
وتحيا لوعة ويموت قصف؟
على بغداد دار اللهو مني
سلام ما سجا للعين طرف
وما فارقتها لقلى، ولكن
تناولني من الحدثان صرف
ألا روح ألا فرج قريب،
ألا جار من الحدثان كهف
لعل زماننا سيعود يوما،
فيرجع آلف ويسر إلف
فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه، وقال شاعر يتشوق
بغداد:
ولما تجاوزت المدائن سائرا،
وأيقنت يا بغداد أني على بعد
463

علمت بأن الله بالغ أمره،
وأن قضاء الله ينفذ في العبد
وقلت، وقلبي فيه ما فيه من جوى،
ودمعي جار كالجمان على خدي:
ترى الله يا بغداد يجمع بيننا
فألقى الذي خلفت فيك على العهد؟
وقال محمد بن علي بن خلف النيرماني:
فدى لك يا بغداد كل مدينة
من الأرض، حتى خطتي ودياريا
فقد طفت في شرق البلاد وغربها،
وسيرت خيلي بينها وركابيا
فلم أر فيها مثل بغداد منزلا،
ولم أر فيها مثل دجلة واديا
ولا مثل أهليها أرق شمائلا،
وأعذب ألفاظا، وأحلى معانيا
وقائلة: لو كان ودك صادقا
لبغداد لم ترحل، فقلت جوابيا:
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم،
وترمي النوى بالمقترين المراميا
في ذم بغداد
قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهاد
والعباد، ووردت فيها أحاديث خبيثة، وعلتهم
في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف،
وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس
زماننا، فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحش
وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان
المقام، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن علي
من ذلك قدرا كافيا، وكان بعض الصالحين إذا
ذكرت عنده بغداد يتمثل:
قل لمن أظهر التنسك في
الناس وأمسى يعد في الزهاد:
إلزم الثغر والتواضع فيه،
ليس بغداد منزل العباد
إن بغداد للملوك محل،
ومناخ للقارئ الصياد
ومن شائع الشعر في ذلك:
بغداد أرض لأهل المال طيبة،
وللمفاليس دار الضنك والضيق
أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم،
كأنني مصحف في بيت زنديق
ويروى للطاهر بن الحسين قال:
زعم الناس أن ليلك يا بغداد
ليل يطيب فيه النسيم
ولعمري ما ذاك إلا لان
خالفها، بالنهار، منك السموم
وقليل الرخاء يتبع الشدة،
عند الأنام، خطب عظيم
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سر
من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد: كتبت من
بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها، فشاهد
اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن
عمرانها يطوى وخرابها ينشر، وقد تمزقت بأهلها
الديار، فما يجب فيها حق جوار، فحالها تصف
للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا، على أنها
وإن جفيت معشوقة السكنى، وحبيبة المثوى،
464

كوكبها يقظان، وجوها عريان، وحصباؤها جوهر،
ونسيمها معطر، وترابها أذفر، ويومها غداة، وليلها
سحر، وطعامها هنئ، وشرابها مرئ، لا كبلدتكم
الوسخة السماء، الومدة الماء والهواء، جوها غبار،
وأرضها خبار، وماؤها طين، وترابها سرجين،
وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم من شمسها من
محترق، وفي ظلها من عرق، صيقة الديار، وسيئة
الجوار، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم
محروم، ومالهم مكتوم، ولا يجوز إنفاقه، ولا
يحل خناقه، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزابل،
وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه
أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج
البؤس بالنعيم، وله من قصيدة:
كيف نومي وقد حللت ببغداد،
مقيما في أرضها، لا أريم
ببلاد فيها الركايا، عليهن
أكاليل من بعوض تحوم
جوها في الشتاء والصيف دخان
كثيف، وماؤها محموم
ويح دار الملك التي تنفح المسك،
إذا ما جرى عليه النسيم
كيف قد أقفرت وحاربها
الدهر، وعين الحياة فيها البوم
نحن كنا سكانها، فانقضى ذا
لك عنا، وأي شئ يدوم
وقال أيضا:
أطال الهم في بغداد ليلي،
وقد يشقى المسافر أو يفوز
ظللت بها، على رغمي، مقيما
كعنين تعانقه عجوز
وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري
فيها:
ود أهل الزوراء زور، فلا
تغترر بالوداد من ساكنيها
هي دار السلام حسب، فلا يطمع
منها، إلا بما قيل فيها
وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان
سئ الرأي فيها، فقال: هي يا أمير المؤمنين كما قال
عمارة بن عقيل:
ما أنت يا بغداد إلا سلح،
إذا اعتراك مطر أو نفح،
وإن جففت فتراب برح
وكما قال آخر:
هل الله من بغداد، يا صاح، مخرجي،
فأصبح لا تبدو لعيني قصورها
وميدانها المذري علينا ترابها
إذا شحجت أبغالها وحميرها
وقال آخر:
أذم بغداد والمقام بها،
من بعدما خبرة وتجريب
ما عند سكانها لمختبط
خير، ولا فرجة لمكروب
يحتاج باغي المقام بينهم
إلى ثلاث من بعد تثريب:
كنوز قارون أن تكون له،
وعمر نوح وصبر أيوب
465

قوم مواعيدهم مزخرفة
بزخرف القول والأكاذيب
خلوا سبيل العلى لغيرهم،
ونافسوا في الفسوق والحوب
وقال بعض الاعراب:
لقد طال في بغداد ليلي، ومن يبت
ببغداد يصبح ليله غير راقد
بلاد، إذا ولى النهار، تنافرت
براغيثها من بين مثنى وواحد
ديازجة شهب البطون، كأنها
بغال بريد أرسلت في مذاود
وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد جخجخ قال أبو
العالية:
ترحل فما بغداد دار إقامة،
ولا عند من يرجى ببغداد طائل
محل ملوك سمتهم في أديمهم،
فكلهم من حلية المجد عاطل
سوى معشر جلوا، وجل قليلهم
يضاف إلى بذل الندى، وهو باخل
ولا غرو ان شلت يد الجود والندى
وقل سماح من رجال ونائل
إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه
فليس عجيبا أن تفيض الجداول
وقال آخر:
كفى حزنا، والحمد لله أنني
ببغداد قد أعيت علي مذاهبي
أصاحب قوما لا ألذ صحابهم،
وآلف قوما لست فيهم براغب
ولم أثو في بغداد حبا لأهلها،
ولا أن فيها مستفادا لطالب
سأرحل عنها قاليا لسراتها،
وأتركها ترك الملول المجانب
فإن ألجأتني الحادثات إليهم
فأير حمار في حرام النوائب
وقال بعضهم يمدح بغداد ويذم أهلها:
سقيا لبغداد ورعيا لها،
ولا سقى صوب الحيا أهلها
يا عجبا من سفل مثلهم،
كيف أبيحوا جنة مثلها
وقال آخر:
إخلع ببغداد العذارا،
ودع التنسك والوقارا
فلقد بليت بعصبة
ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهود
ولا مجوس ولا نصارى
وقدم بعض الهجريين بغداد فاستوبأها وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة،
وأزداد من نجد وساكنه بعدا
ألا إن بغدادا بلاد بغيضة
إلي، وإن أمست معيشتها رغدا
بلاد ترى الأرواح فيها مريضة،
وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى
وقال أعرابي مثل ذلك:
ألا يا غراب البين ما لك ثاويا
ببغداد لا تمضي، وأنت صحيح؟
466

ألا إنما بغداد دار بلية،
هل الله من سجن البلاد مريح؟
وقال أبو يعلى بن الهبارية أنشدني جدي أبو الفضل
محمد بن محمد لنفسه:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية،
فلا سقى الله غيثا أرض بغداد
أرض بها الحر معدوم، كان لها
قد قيل في مثل: لا حر بالوادي
بل كل ما شئت من علق وزانية
ومستحد وصفعان وقواد
وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية: أنشدني معدان
التغلبي لنفسه:
بغداد دار، طيبها آخذ
نسيمه مني بأنفاسي
تصلح للموسر لا لامرئ
يبيت في فقر وإفلاس
لو حلها قارون رب الغنى،
أصبح ذا هم ووسواس
هي التي توعد، لكنها
عاجلة للطاعم الكاسي
حور وولدان ومن كل ما
تطلبه فيها، سوى الناس
بغراز: آخره زاي، وقال بعضهم: بطرسوس،
وأحسبه المذكور بعده.
بغراس: بالسين مكان الزاي: مدينة في لحف جبل
اللكام، بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ، على
يمين القاصد إلى أنطاكية من حلب، في البلاد المطلة
على نواحي طرسوس، قال البلاذري: وكانت أرض
بغراس لمسلمة بن عبد الملك ووقفها على سبيل البر،
وكانت بيد الإفرنج ففتحها صلاح الدين يوسف بن
أيوب في سنة 584، وقد ذكره البحتري في شعر
مدح به أحمد بن طولون:
سيوف لها في عمر كل عدى ردى،
وخيل لها في دار كل عدى نهب
علت فوق بغراس، فضاقت بما جنت
صدور رجال حين ضاق بها الدرب
ينسب إليها أبو عثمان سعيد بن حرب البغراسي، يروي
عن عثمان بن خرزاد الأنطاكي، وكان حافظا، وأحمد
ابن إبراهيم البغراسي، روى عن أبي بكر الآجري،
كتب عنه محمد بن بكر بن أحمد وغيره، وقال
الحافظ أبو القاسم محمد بن إبراهيم بن القاسم أبو بكر
البغراسي الحضرمي: قدم دمشق وحدث في سنة
414 عن أبي علي المحسن بن هبة الله الرملي، سمع منه
خلف بن مسعود الأندلسي.
بغروند: بفتح الواو، وسكون النون، والدال،
كذا وجدته مضبوطا بخط ابن برد الخيار: وهو بلد
معدود في أرمينية الثالثة.
بغشور: بضم الشين المعجمة، وسكون الواو، وراء:
بليدة بين هراة ومرو الروذ، شربهم من آبار عذبة،
وزروعهم ومباطخهم أعذاء، وهم في برية ليس عندهم
شجرة واحدة، ويقال لها بغ أيضا، رأيتها في شهور
سنة 616، والخراب فيها ظاهر، وقد نسب إليها
خلق كثير من العلماء والأعيان، منهم: أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور
ابن شاهنشاه ابن بنت أحمد بن منيع، بغوي الأصل،
ولد ببغداد، سمع علي بن الجعد وخلف بن هشام
467

البزاز وعبيد الله بن محمد بن عائشة وأحمد بن حنبل
وعلي بن المديني في خلق من الأئمة، روى عنه يحيى
ابن محمد بن صاعد و عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن عمر
الجعابي والدار قطني وابن شاهين وابن حيوية وخلق
كثير، وكان ثقة ثبتا مكثرا فهما عارفا، وقيل:
إنما قيل له البغوي لاجل جده أحمد بن منيع، وأما
هو فولد ببغداد وكان محدث العراق في عصره، وإليه
الرحلة من البلاد، وعمر طويلا، وكانت ولادته
سنة 213 ومات سنة 317، وأبو الأحوص محمد بن
حيان البغوي، سكن بغداد، روى عن مالك
وهشيم، روى عنه أحمد بن حنبل وغيره، وتوفي
سنة 227، والامام أبو محمد الحسين بن مسعود
الفراء البغوي الفقيه العالم المشهور صاحب التصانيف
التي منها التهذيب في الفقه على مذهب الشافعي وشرح
السنة وتفسير القرآن وغير ذلك، وكان يلقب محيى
السنة، وكان بمرو الروذ وبنج ده، مات في شوال
سنة 516، ومولده في جمادى الأولى سنة 433،
وأخوه الحسن، وكان أيضا من أهل العلم، ذكره
في التحبير وقال: كان، رحمه الله، رقيق القلب،
أنشد رجل:
ويوم تولت الاظعان عنا،
وقوض حاضر وأرن حادي
مددت إلى الوداع يدي، وأخرى
حبست بها الحياة على فؤادي
فتواجد الحسين والفراء وخلع ثيابه التي عليه، ومات
سنة 529.
بغ: هي التي قبلها، يقال لها بغ وبغشور، والنسبة
إليها بغوي على غير قياس على إحداهما، روي عن
أبي محمد الحسين بن بدر بن عبد الله مولى الموفق أنه
قال: قال لي عبد الله بن محمد البغوي أنا من قرية
بخراسان يقال لها بغاوة، قلت: وهذا ليس بصحيح
فإن بغاوة بخراسان لا تعرف، وقد رأيت بغشور
ورأيت أهلها، وهم ينتسبون بغويين.
بغلان: آخره نون، قال أبو سعد: بغلان بلدة بنواحي
بلخ، وظني أنها من طخارستان، وهي العليا والسفلى،
وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل بكثرة الأنهار
والتفاف الأشجار، وقيل: بين بغلان وبلخ ستة أيام،
منها قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله
أبو رجاء الثقفي مولاهم، قال أحمد بن سيار بن أيوب:
كان قتيبة مولى الحجاج بن يوسف، قال الخطيب:
إنه من أهل بغلان، قرية من قرى بلخ، ذكر ابن
عدي الجرجاني أن اسمه يحيى، ولقبه قتيبة، وقال أبو
عبد الله محمد بن مندة: اسمه علي، رحل إلى المدينة
ومكة والشام والعراق ومصر، سمع مالك بن أنس
والليث بن سعد و عبد الله بن لهيعة وحماد بن زيد
وأبا عوانة وسفيان بن عيينة وغيرهم، روى عنه
أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو بكر
ابن أبي شيبة والحسن بن عرفة وأبو زرعة وأبو حاتم
والبخاري ومسلم في صحيحيهما وخلق غير هؤلاء،
وقدم بغداد وحدث بها سنة 216، فجاء أحمد ويحيى،
وقال قتيبة: وكان أول خروجي سنة 172، وكنت
يومئذ ابن ثلاث وعشرين سنة، وكان قتيبة من الأئمة
والثقات والمكثرين من المال والبقر والغنم والإبل
والجاه وحسن الخلق، ثبتا فيما يروي، صاحب سنة
وجماعة، وكان قد كتب الحديث عن ثلاث طبقات،
وكل أثنى عليه بالجميل ووثقه، وكان ينشد:
لولا القضاء الذي لابد مدركه،
والرزق يأكله الانسان بالقدر
468

ما كان مثلي في بغلان مسكنه،
ولا يمر بها إلا على سفر
وقال عبد الله بن محمد البغوي: مات قتيبة بن سعيد
بخراسان بقرية من رستاق بلخ تدعى بغلان، وكان
أقام بها ونزل بلخ، وكانت وفاته في سنة 240 لليلتين
خلتا من شعبان، ومولده سنة 148، وقال غيره
سنة 150.
بغوخك: الخاء معجمة مفتوحة، وكاف: من قرى
نيسابور، منها أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن
سليمان البغوخكي النيسابوري، توفي سنة 329.
بغولن: بضم الغين، وسكون الواو، وفتح اللام،
ونون، قال أبو سعد: وظني أنها من قرى نيسابور،
منها أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد
البغولني من أصحاب أبي حنيفة وشيخهم في عصره،
درس بنيسابور فقه أبي حنيفة نيفا وستين سنة، سمع
بنيسابور والعراق، وتوفي في سابع عشر شهر رمضان
سنة 383.
بغيبغة: بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وباء موحدة
مكسورة، وغين أخرى، كأنه تصغير البغبغة،
وهو ضرب من الهدير، والبغيبغة: البئر القريبة
الرشاء، قال الراجز:
يا رب ماء لك بالأجبال،
بغيبغ ينزع بالعقال،
أجبال طي الشمخ الطوال،
طمى عليه ورق الهدال
وقال ابن الأعرابي: البغيبغ ماء كان قامة أو نحوها،
قال محمد بن يزيد في كتاب الكامل: رووا أن علي
ابن أبي طالب، رضي الله عنه، لما أوصى إلى ابنه
الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه،
وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة، قال: وهذا
غلط لان وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من
خلافته، قلت أنا: وسنذكر عين أبي نيزر في باب
العين من كتابنا هذا ونذكر صورة الكتاب الذي
كتب في وقفها، وتحدث الزبيريون أن معاوية كتب
إلى مروان ابن الحكم وهو والي المدينة: أما بعد فإن
أمير المؤمنين قد أحب أن يرد الألفة ويسل السخيمة
ويصل الرحم، فإذا وصل إليك كتابي فاخطب
إلى عبد الله بن جعفر ابنته أم كلثوم على يزيد ابن
أمير المؤمنين وارغب له في الصداق، فوجه مروان
إلى عبد الله بن جعفر فقرأ عليه كتاب معاوية وعرفه
ما في الألفة من إصلاح ذات البين، قال عبد الله:
إن خالها الحسين بينبع وليس ممن يفتأت عليه،
فأنظرني إلى أن يقدم، وكانت أمها زينب بنت علي
ابن أبي طالب، رضي الله عنه، فلما قدم الحسين
ذكر له ذلك عبد الله بن جعفر، فقام من عنده
ودخل على الجارية وقال: يا بنية إن ابن عمك القاسم
ابن محمد بن جعفر بن أبي طالب أحق بك، ولعلك
ترغبين في كثرة الصداق وقد نحلتك البغيبغات،
فلما حضر القوم للاملاك تكلم مروان فذكر معاوية
وما قصده من صلة الرحم وجمع الكلمة، فتكلم
الحسين وزوجها من القاسم بن محمد، فقال له مروان:
أغدارا يا حسين؟ فقال: أنت بدأت. خطب أبو
محمد الحسن بن علي عائشة بنت عثمان بن عفان فاجتمعنا
لذلك فتكلمت أنت وزوجتها من عبد الله بن الزبير،
فقال مروان: ما كان ذاك، فالتفت الحسين إلى محمد
ابن حاطب وقال: أنشدك الله أكان ذاك؟ فقال:
اللهم نعم، فلم تزل هذه الضيعة في يدي بني عبد الله بن
جعفر من ناحية أم كلثوم يتوارثونها حتى استخلف
469

المأمون، فذكر ذلك له فقال: كلا هذه وقف علي
ابن أبي طالب على ولد فاطمة، فانتزعها من أيديهم
وعوضهم عنها وردها إلى ما كانت عليه.
بغيث: بلفظ تصغير بغث، آخره ثاء مثلثة، والأبغث:
المكان الذي فيه رمل، وهو أيضا مثل الأغبر في
الألوان، وبغث وبغيث: اسم واديين في ظهر
خيبر، لهما ذكر في بعض الاخبار، وهناك قريتان
يقال لهما برق وتعنق في بلاد فزارة.
بغيديد: تصغير بغداد، في ثلاثة مواضع: أحدها من
نواحي بغداد فيما أحسب، كان منها شاعر عصري يقيم
بالحلة المزيدية والنيل وتلك النواحي، كان جيدا
في الهجاء. وبغيديد: بليد بين خوارزم والجند من
نواحي تركستان، مشهور عندهم، وبغيديد: من
قرى حلب.
بغية: كأنه تصغير البغية، وهي الحاجة: عين ماء.
باب الباء والقاف وما يليهما
بقابوس: بالفتح، وبعد الألف باء أخرى مضمومة،
وواو ساكنة، وسين مهملة: من قرى بغداد ثم من
نهر الملك، منها أبو بكر عبد الله بن مبادر بن عبد الله
الضرير البقابوسي إمام مسجد يأنس بالريحانيين ببغداد،
سمع عبد الخالق بن يوسف وسعيد بن البناء وأبا بكر
الزعفراني، سمع منه أقرانه، ومات سنة 604، وقد
نيف على السبعين.
بقار: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، يقال بقر الرجل
يبقر إذا حسر وأعيا، فكأن هذا المعنى يعني
سالكه، قيل: هو واد وقيل رملة معروفة وقيل
موضع برمل عالج قريب من جبلي طئ، قال لبيد:
فبات السيل يركب جانبيه
من البقار، كالعمد الثقال
وقال الحازمي: البقار رمل بنجد، وقيل: بناحية
اليمامة، قال الأعشى:
تصيف رملة البقار يوما،
فبات بتلك يضربه الجليد
وقال الأبيرد بن هرثمة العذري وكان تزوج امرأة
وساق إليها خمسين من الإبل:
وإني لسمح، إذ أفرق بيننا
بأكثبة البقار، يا أم هاشم
فأفنى صداق المحصنات إفالها،
فلم يبق إلا جلة كالبراعم
وقنة البقار: جبيل لبني أسد، وينشد:
.... كأنهم
تحت السنور قنة البقار
البقاع: جمع بقعة: موضع يقال له بقاع كلب،
قريب من دمشق، وهو أرض واسعة بين بعلبك
وحمص ودمشق، فيها قرى كثيرة ومياه غزيرة
نميرة، وأكثر شرب هذه الضياع من عين تخرج من
جبل، يقال لهذه العين: عين الجر، وبالبقاع هذه
قبر الياس النبي، عليه السلام، وفي ديوان الأدب
للغوري: بقاع أرض بوزن قطام.
البقال: بالتشديد: موضع بالمدينة، قال الزبير بن
بكار في ذكر طلحة بن عبد الرحمن القرشي من
ولد البحتري بن هشام، وكان في صحابة أبي العباس
السفاح، قال: وداره بالمدينة إلى جنب بقيع الزبير
بالبقال.
بقدس: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال، والسين
مهملة: مدينة بجزيرة صقلية.
470

بقران: بثلاث فتحات، وقد تكسر القاف، وربما
سكنت: من مخاليف اليمن لبني نجيد، يجتلب
منه الجزع البقراني، وهو أجود أنواعه، قالوا:
وقد يبلغ الفص منه مائة دينار، قلت: لعل هذا
كان قديما فأما في زماننا فما رأيت ولا سمعت فص
جزع بلغ دينارا قط ولو انتهت غايته في الحسن إلى
أقصى مداها، وقد ذكر في مخاليف الطائف بقران.
بقر: بالتحريك: موضع قرب خفان. وقرون
بقر: في ديار بني عامر المجاورة لبني الحارث بن
كعب، كانت فيه وقعة. وذو بقر: واد بين
أخيلة الحمى حمى الربذة، قال الشاعر:
إلا كدار كم بذي بقر الحمى،
هيهات ذو بقر من المزدار
وقال القحيف العقيلي:
فيا عجبا مني ومن طارق الكرى
إذا منع العين الرقاد وسهدا
ومن عبرة جاءت شآبيب، إن بدا
بذي بقر آيات ربع تأبدا
بقرة: بالتحريك: مائة عن يمين الحوأب لبني كعب
ابن عبد من بني كلاب، وعندها الهروة، وبها معدن
الذهب.
بقطاطس: من قرى حمص لها ذكر في التاريخ.
بقطر: بسكون القاف: قرية بالصعيد، من كورة
الأسيوطية.
بقطر: بضم أوله، والقاف: موضع بالصعيد، وهو
على شاطئ مدينة قفط على شرقي النيل.
بقعاء: بالمد، وأوله مفتوح، يقال: سنة بقعاء
أي مجدبة. وبقعاء: اسم قرية من قرى اليمامة، لا
تدخله الألف واللام، وقيل: بقعاء ماء مر لبني
عبس، وقال أبو عبيدة: البقعاء والجوفاء وتلعة
مياه لبني سليط، واسم سليط كعب بن الحارث بن
يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، قال
جرير:
وقد كان في بقعاء ري لشائكم،
وتلعة والجوفاء يجري غديرها
وتزوجت امرأة من بني عبس في بني أسد ونقلها
زوجها إلى ماء لهم يقال له لينة، وهو موصوف
بالعذوبة والطيب، وكان زوجها عنينا ففركته
واجتوت الماء، فاختلعت منه وتزوجها رجل من
أهل بقعاء فأرضاها، فقالت:
فمن يهد لي من ماء بقعاء شربة،
فإن له من ماء لينة أربعا
لقد زادني وجدا ببقعاء أنني
وجدت مطايانا بلينة ظلعا
فمن مبلغ تربي بالرمل أنني
بكيت، فلم أترك لعيني مدمعا
وبقعاء الموضع الذي خرج إليه أبو بكر الصديق،
رضي الله عنه، لتجهيز المسلمين لقتال أهل الردة، وهو
تلقاء نجد على أربعة وعشرين ميلا من المدينة، قال
الواقدي: وبقعاء هو ذو القصة. وبقعاء المسالح:
موضع آخر، ذكره ابن مقبل فقال:
رأينا ببقعاء المسالح دوننا
من الموت جون ذو غوارب أكلف
وقال مخيس بن أرطاة الأعرجي لرجل من بني
حنيفة يقال له يحيى وكان أبصر امرأة في قرية من قرى
471

اليمامة يقال لها بقعاء:
عرضت نصيحة مني ليحيى،
فقال عششتني والنصح مر
وما بي أن أكون أعيب يحيى،
ويحيى طاهر الأثواب بر
ولكن قد أتاني أن يحيى
يقال عليه في بقعاء شر
فقلت له: تجنب كل شئ
يعاب عليك، إن الحر حر
وقال أبو زياد في نوادره: ولبني عقيل بقعاء وبقيع
يخالطن مهرة في ديارها، قال: وبين ذنب الحليف
الذي سميت لك إلى بقعاء من بلاد مهر في بلاد
عقيل، لم يخالطها أحد في ديارها، مسيرة شهر ونصف،
وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة: ولبني نصر بن
معاوية بجانب ركبة بقعاء بين الحجاز وبين ركبة،
وهي من أرض ركبة. والبقعاء: كورة كبيرة من
أرض الموصل، وهي بين الموصل ونصيبين، قصبتها
برقعيد، فيها قرى كثيرة، بناؤها كلها قباب.
وبقعاء العيس: من كورة منبج، وهي من بداية
على الفرات إلى نهر الساجور. وبقعاء ربيعة: من
كور منبج أيضا، وهي من نهر الساجور إلى أن
تتصل بأعمال حلب، وقال أبو عبيد السكوني: بقعاء
قرية بأجإ لجديلة طئ ثم لبني قرواش منهم.
بقعان: بالضم، وآخره نون: اسم موضع، وقيل قرية،
وقال عدي بن زيد:
تصيف الحزن، فانجابت عقيقته
فيها خناف وتقريب بلا يتم
ينتاب بالعرق من بقعان معهده
ماء الشريعة، أو فيضا من الاجم
بقع: بالضم: موضع بالشام من ديار كلب بن وبرة،
وهناك استقر طليحة بن خويلد الأسدي المتنبئ لما
هرب يوم بزاخة. والبقع أيضا: اسم بئر بالمدينة،
وقال الواقدي: البقع من السقيا التي بنقب بني دينار،
كذا قيده غير واحد من الأئمة.
بقلار: بضم أوله وثانيه، وتشديد اللام، وراء:
موضع بثغر أذربيجان، قال أبو تمام:
ولم يبق في أرض البقلار طائر،
ولا سبع إلا وقد بات مؤلما
بقلان: بالضم ثم السكون، وآخره نون: صقع دون
زبيد، وحده من قباء إلى سهام من ناحية الكدراء،
وكان ابن الزبير قد ولى عبد الله بن عبد الرحمن بن
الوليد المخزومي، ويعرف بالأزرق، بلاد اليمن،
فوفد عليه أبو دهبل الجمحي فمدحه فأفضل عليه، ثم
بلغه أنه عزل فقال:
يا حار! إني لما بلغتني أصلا
مرنح، من ضمير الوجد، معمود
نخاف عزل امرئ كنا نعيش به،
معروفه، إن طلبنا العرف، موجود
حتى الذي بين عسفان إلى عدن
لحب، لمن يطلب المعروف، أخدود
إن تغد من منقلي بقلان مرتحلا،
يرحل عن اليمن المعروف والجود
بقنس: بثلاث كسرات، والنون مشددة: من
قرى البلقاء من أرض الشام، كانت لابي سفيان صخر
ابن حرب أيام كان يتجر إلى الشام ثم صارت لولده
بعده، كذا في كتاب نصر.
472

بقة: بالفتح، وتشديد القاف، واحدة البق: اسم
موضع قريب من الحيرة، وقيل: حصن كان على
فرسخين من هيت، كان ينزله جذيمة الأبرش ملك
الحيرة، وإياه أراد قصير، وقد استشاره جذيمة بعد
فوات الامر، وكان أشار عليه أن لا يمضي إلى الزباء،
فلم يطعه، فلما قرب منها وأحاط به عساكرها قال
جذيمة: ما الرأي يا قصير؟ فقال له: ببقة خلفت
الرأي، فضربت العرب ذلك مثلا، فقال نهشل بن حري:
ومولى عصاني واستبد برأيه،
كما لم يطع بالبقتين قصير
فلما رأى ما غب أمري وأمره،
وناءت بأعجاز الأمور صدور
تمنى نئيشا أن يكون أطاعني،
وقد حدثت، بعد الأمور أمور
يقال: فعل ذلك نئيشا أي أخيرا بعد ما فات،
والتنأش التأخر، قال عدي بن زيد:
ألا يا أيها المثري المزجى 1
ألم تسمع بخطب الأولينا؟
دعا بالبقة، الأمراء يوما،
جذيمة عام ينجوهم ثبينا
فلم ير غير ما ائتمروا سواه،
فشد لرحله السفر الوضينا
فطاوع أمرهم وعصى قصيرا،
وكان يقول: لو نفع اليقينا
وذكر قصة جذيمة والزباء بطولها.
بقيرة: بالفتح ثم الكسر: مدينة في شرقي الأندلس
معدودة في أعمال تطيلة، بينهما أحد عشر فرسخا.
وبقيرة أيضا: حصن من أعمال رية.
بقيع الغرقد: بالغين المعجمة، أصل البقيع في اللغة:
الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى، وبه
سمي بقيع الغرقد. والغرقد: كبار العوسج،
قال الراجز:
ألفن ضالا ناعما وغرقدا
وقال الخطيم العكلي:
أواعس في برث من الأرض طيب،
وأودية ينبتن سدرا وغرقدا
وهو مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة، قال
عمرو بن النعمان البياضي يرثي قومه وكانوا قد دخلوا
حديقة من حدائقهم في بعض حروبهم وأغلقوا بابها
عليهم ثم اقتتلوا فلم يفتتح الباب حتى قتل بعضهم بعضا،
فقال في ذلك:
خلت الديار فسدت غير مسود،
ومن العناء تفردي بالسودد
أين الذين عهدتهم في غبطة
بين العقيق إلى بقيع الغرقد؟
كانت لهم أنهاب كل قبيلة،
وسلاح كل مدرب مستنجد
نفسي الفداء لفتية، من عامر،
شربوا المنية في مقام أنكد
قوم هم سفكوا دماء سراتهم،
بعض ببعض فعل من لم يرشد
يا للرجال! لعثرة من دهرهم
تركت منازلهم كأن لم تعهد
وهذه الأبيات في الحماسة منسوبة إلى رجل من خثعم
وفي أولها زيادة على هذا، وقال الزبير: أعلى أودية
العقيق البقيع، وأنشد لابي قطيفة:

(1) ويروى أيضا. المرجى.
473

ليت شعري وأين مني ليت،
أعلى العهد يلبن فبرام
أم كعهدي العقيق أم غيرته
بعدي الحادثات والأيام؟
وبقيع الزبير: أيضا بالمدينة فيه دور ومنازل.
وبقيع الخيل: بالمدينة أيضا عند دار زيد بن ثابت.
وبقيع الخبجبة: بفتح الخاء المعجمة، والباء الموحدة،
وفتح الجيم، وباء أخرى: ذكره في سنن أبي داود.
والخبجبة: شجر عرف به هذا الموضع، قال ذلك
السهيلي في شرح السيرة، وهو غريب لم أجده لغيره،
والرواة على أنه بجيمين.
بقيع: بلفظ التصغير: موضع من ديار بني عقيل وراء
اليمامة متاخم لبلاد اليمن، له ذكر في أشعارهم. وبقيع
أيضا: ماء لبني عجل.
بقيقا: من قرى الكوفة، كانت بها وقعة للخوارج،
وكان مصعب قد استخلف على الكوفة الحارث بن
عبد الله بن أبي ربيعة القباع، فبلغه أن قطري بن
الفجاءة سار إلى المدائن، فخرج إليه القباع فكان
مسيرة من الكوفة إلى باجوا شهرا، فقال عند
ذلك بعض الشعراء:
سار بنا القباع سيرا ملسا،
بين بقيقا وبديقا خمسا
قال وفيما بينهما نحو ميلين، وقال أيضا:
سار بنا القباع سيرا نكرا،
يسير يوما ويقيم شهرا
باب الباء والكاف وما يليهما
بكار: بالفتح، وتشديد الكاف، كأنه نسبة صانع
البكر أو بائعها كعطار ونجار: قرية من قرى
شيراز من أرض فارس.
بكأس: بتخفيف الكاف: قلعة من نواحي حلب على
شاطئ العاصي، ولها عين تخرج من تحتها، بينها وبين
ثغورا المصيصة، تقابلها قلعة أخرى يقال لها الشغر،
بينهما واد كالخندق يقال له الشغر. وبكاس معطوف،
ولا يكادون يفردون واحدة منهما، وهي في أيامنا
هذه لصاحب حلب الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر
غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب.
بكراباذ: قال الإصطخري: جرجان قطعتان
إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ، وبينهما نهر يجري
يحتمل أن تجري فيه السفن، ينسب إليه البكراوي
والبكراباذي، منها أبو سعيد بن محمد البكراوي،
وفي الفيصل: سعيد بن محمد ويقال البكراباذي،
سمع يعقوب بن حميد بن كاسب، روى عنه الحافظ
أبو أحمد بن عدي، وأبو الفتح سهل بن علي بن
أحمد البكراباذي الجرجاني، وأبو جعفر كميل
ابن جعفر بن كميل الفقيه الجرجاني البكراباذي الحنفي
رأس أصحاب أبي حنيفة في زمانه، روى الحديث
عن أحمد بن يوسف البحيري وغيره، وتوفي سنة
336، وغيرهم.
البكرات: ذكرت مع البكرة بعد هذا.
البكران: بسكون الكاف: موضع بناحية ضرية،
وبين ضرية والمدينة سبع ليال.
بكرد: بالفتح ثم الكسر، وسكون الراء، ودال
مهملة: قرية من قرى مرو منها على ثلاثة فراسخ،
ينسب إليها سلام البكردي، توارى يزيد النحوي
في داره فأخرجه أبو مسلم منها وأمر بضرب عنقه مع
يزيد النحوي.
474

بكر: بسكون الكاف: واد في ديار طئ قرب
رمان.
بكر: بضمتين: من مشهور قلاع صنعاء، وبالقرب
منها قلعة يقال لها ظفر، وهما أبعد قلاع صنعاء عنها.
البكرة: بسكون الكاف: مائة لبني ذويبة من
الضباب وعندها جبال شمخ سود يقال لها البكرات،
وقال الأصمعي في قول امرئ القيس:
عرفت ديار الحي بالبكرات،
فعارمة فبرقة العيرات
أرانيها أعرابي فقال: هل لك في البكرات التي
ذكرها امرؤ القيس؟ فإذا قارات رؤوسها شاخصة،
قال الأصمعي: بين عاقل وبين هذه الأرضين أيام
وفراسخ ولم يعرفها ابن الكلبي، وقال ابن أبي حفصة:
البكرات ماء لضبة بأرض اليمامة، وهي قارات
بأسفل الوشم، قال جرير:
هل رام جو سويقتين مكانه
أو أبكر البكرات أو تعشار
بكسرائيل: بكسر أوله وثانيه، وسكون السين،
وراء، وألف، وهمزة، وياء، ولام: حصن من
سواحل حمص مقابل جبلة في الجبل.
بكمزة: بالفتح، والزاي: قرية بينها وبين بعقوبا
نحو فرسخين، كان بينها وبين بعيقبة الوقعة المشهورة
بين المقتفي لامر الله والبقش كون خر أحد الأمراء
من قبل السلطان أرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن
ملك شاه، فانهزم البقش وأرسلان شاه وحزبهم وغنم
عسكر المقتفي معسكرهم ورجع المقتفي إلى بغداد
غانما، وذلك في سنة 549، ويقال لها بجمزا وقد
ذكرت.
بكيون: لم يتحقق لنا ضبطه لكن أبا سعد كذا صوره
وقال: البكيوني هو أبو زكرياء يحيى بن جعفر بن
أعين الأزدي البيكندي البكري، سكن قرية
بكيون صاحب كتاب التفسير وغيره من المصنفات،
سمع سفيان بن عيينة وغيره، روى عنه محمد بن
إسماعيل البخاري وغيره.
بكة: هي مكة بيت الله الحرام، أبدلت الميم باء
وقيل بكة، بطن مكة، وقيل: موضع البيت
المسجد ومكة وما وراءه، وقيل: البيت مكة
وما ولاه بكة، وقال ابن الكلبي: سميت مكة لأنها
بين جبلين بمنزلة المكوك، وقال أبو عبيدة: بكة
اسم لبطن مكة، وذلك أنهم كانوا يتباكون فيه أي
يزدحمون، وروي عن مغيرة عن إبراهيم قال:
مكة موضع البيت وبكة موضع القرية، وقال
عمرو بن العاص: إنما سميت بكة لأنها تبك أعناق
الجبابرة، وقال يحيى بن أبي أنيسة: بكة موضع
البيت ومكة الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة
الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى، وهو بطن
مكة الذي ذكره الله تعالى في القرآن في سورة الفتح،
وفيل: بكة لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة.
بكيل: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، ولام:
مخلاف بكيل من مخاليف اليمن، يضاف إلى بكيل
ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، ومن
بطون بكيل ثور، واسمه زيد بن مالك بن معاوية بن
دومان بن بكيل، وأرحب واسمه مرة، ومرهبة.
وعميرة وذو الشاول بطون بنو دعام بن مالك
ابن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل، كل
هؤلاء بطون في بكيل، منهم: أبو السفر سعيد بن
محمد الثوري البكيلي، روى عن ابن عباس والبراء
475

ابن عازب وسعيد بن جبير وغيرهم، وينسب إلى
هذا المخلاف الأديب علي بن سليمان الملقب بحيدرة،
له تصانيف في النحو والأدب، عصري، مات في سنة
599، قال عمارة في تاريخه: ومن بلاد بكيل يبتاع
السم الذي يقتل به الملوك، وفي بلاد بكيل وحاشد
أقوام معروفون باتخاذه. تنبت شجرة في بقعة من
الأرض ليست إلا لهم وهي حصونهم، وهم يحتفظون بها
ويشحون عليها كما يحتفظ في الديار المصرية بالشجر الذي
منه دهن البلسان وأوفى، وكل من مات من ملوك
بني نجاح ووزرائهم فمن سمهم مات.
باب الباء واللام وما يليهما
بلاباذ: بالباء الأخرى: قرية في شرقي الموصل من أعمال
نينوى، بينها وبين الموصل رحلة خفيفة، تنزلها
القفول، وبها خان للسبيل، وهي بين الموصل
والزاب.
البلاثق: بالفتح، والثاء المكسورة مثلثة، وقاف:
موضع في بلاد بني سعد، قال مالك بن نويرة وكان
قد سابق بفرس يقال له نصاب، وكان سباقه في هذا
الموضع فقال:
جلا عن وجوه الأقربين غباره،
نصاب غداة النقع نقع البلاثق
بلاد: بوزن قطام وحذام، ورواه بعضهم بكسر
الباء: بلد قريب من حجر اليمامة، قال أبو عبيدة:
أجود السهام التي وصفها العرب في الجاهلية سهام
بلاد وسلام يثرب، بلدان عند اليمامة، وأنشد
للأعشى:
أنى تذكر ودها وصفاءها
سفها، وأنت بصوة الأثماد
منعت قياس الماسخية رأسه
بسهام يثرب، أو سهام بلاد
وقال الحفصي: بلاد محارث باليمامة، وقال عمارة.
وغداة بطن بلاد كان بيوتكم،
ببلاد أنجد، منجدون وغاروا
وبذي الأراكة منكم قد غادروا
جيفا، كأن رؤوسها الفخار
بلاساغون: السين مهملة، والغين معجمة: بلد عظيم
في ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر،
ينسب إليه جماعة، منهم: أبو عبد الله محمد بن موسى
البلاساغوني يعرف بالترك، تفقه ببغداد على القاضي
أبي عبد الله الدامغاني الحنفي وقصد الشام فولي قضاء
البيت المقدس ثم قضاء دمشق ولم تحمد سيرته، روى
عن القاضي الدامغاني، وكان غاليا في التعصب لمذهب
أبي حنيفة والوقيعة في مذهب الشافعي. قال الحافظ
أبو القاسم: سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يسئ
الثناء عليه ويقول: إنه كان يقول لو كان لي ولاية
لاخذت من أصحاب الشافعي الجزية، ومات بدمشق
سنة 506.
بلاسكرد: ويروى بالزاي مكان السين: قرية بين
إربل وأذربيجان.
بلاس: بالفتح، والسين مهملة: بلد بينه وبين دمشق
عشرة أميال، قال حسان بن ثابت:
لمن الدار أقفرت بمعان،
بين شاطئ اليرموك فالصمان
فالقريات من بلاس فدار
يا فسكاء فالقصور الدواني
وبلاس أيضا: ناحية بين واسط والبصرة، يسكنها
قوم من العرب لهم خيل موصوفة بالكرم والجودة.
476

بلاشجرد: الشين معجمة، والجيم مكسورة: من
قرى مرو بينهما أربعة فراسخ، أنشأها الملك بلاش
ابن فيروز أحد ملوك الفرس في الجاهلية.
بلاشكر: قرية بين البردان وبغداد، لها ذكر في
الشعر والاخبار.
بلاص: بالفتح، وتشديد اللام، والصاد مهملة: قرية
بالصعيد تجاه قوص من الجانب الغربي، ودير البلاص:
قرية إلى جانبها، كذا يروى.
البلاط: يروى بكسر الباء وفتحها، وهو في مواضع،
منها: بيت البلاط، من قرى غوطة دمشق، ينسب
إليها جماعة، منهم: أبو سعيد مسلمة بن علي البلاطي،
سكن مصر وحدث بها، ولم يكن عندهم بذاك في
الحديث، توفي بمصر قبل سنة 190، كان آخر من
حدث عنه محمد بن رمح، وقال الحافظ أبو القاسم في
تاريخه: مسلمة بن علي بن خلف أبو سعيد الخشني
البلاطي من بيت البلاط من قرى دمشق بالغوطة،
روى عن الأوزاعي والأعمش ويحيى بن الحارث ويحيى
ابن سعيد الأنصاري وذكر جماعة، روى عنه عبد
الله بن وهب المصري و عبد الله بن عبد الحكم المصري
وذكر جماعة أخرى، ويسرة بن صفوان بن حنبل
اللخمي البلاطي من أهل قرية البلاط، كذا قال أبو
القاسم ولم يقل بيت البلاط فلعلهما اثنتان من قرى
دمشق، روى عن إبراهيم بن سعد الزهري وعبد
الرزاق بن عمر الثقفي وأبي عمر حفص بن سليمان
البزاز وحديج بن معاوية وأبي عقيل يحيى بن المتوكل
و عبد الله بن جعفر المدائني وهشيم بن بشير وعثمان
ابن أبي الكتاب وفليح بن سليمان المدني وأبي معشر
السندي وشريك بن عبد الله النخعي وفرج بن فضالة،
روى عنه ابنه سعدان البخاري وأبو زرعة الدمشقي
ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وعباس بن عبد الله
الترقفي وموسى بن سهل الرملي وأبو قرصافة محمد
ابن عبد الوهاب العسقلاني وغيرهم، ومات في سنة
216 عن 104 سنين لان مولده في سنة 112، ومنها
البلاط: مدينة عتيقة بين مرعش وأنطاكية يشقها
النهر الأسود الخارج من الثغور، وهي مدينة كورة
الحوار خربت، وهي من أعمال حلب، ومنها
البلاط: موضع بالقسطنطينية، ذكره أبو فراس
الحمداني وغيره في أشعارهم لأنه كان محبس الاسراء
أيام سيف الدولة بن حمدان، وقد ذكره أبو العباس
الصفري شاعر سيف الدولة، وكان محبوسا وضربه مثلا:
أراني في حبسي مقيما كأنني،
ولم أغز، في دار البلاط، مقيم
ومنها بلاط عوسجة: حصن بالأندلس من أعمال
شنتبرية، ومنها البلاط: موضع بالمدينة مبلط
بالحجارة بين مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وبين سوق المدينة، حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي
عن سعيد بن عائشة مولى آل المطلب بن عبد مناف
قال: خرجت امرأة من بني زهرة في حق، فرآها
رجل من بني عبد شمس من أهل الشام فأعجبته،
فسأل عنها فنسبت له، فخطبها إلى أهلها فزوجوه على
كره منها، وخرج بها إلى الشام مكرهة، فسمعت
منشدا لقول أبي قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن
أبي معيط وهو يقول:
ألا ليت شعري! هل تغير بعدنا
جبوب المصلى أم كعهدي القرائن
وهل أدؤر، حول البلاط، عوامر
من الحي أم هل بالمدينة ساكن؟
إذا برقت نحو الحجاز سحابة،
دعا الشوق برقها المتيامن
477

فلم أتركها رغبة عن بلادها،
ولكنه ما قدر الله كائن
أحن إلى تلك الوجوه صبابة،
كأني أسير في السلاسل راهن
قال: فتنفست بين النساء ووقعت فإذا هي ميتة، قال
سعيد بن عائشة: فحدثت بهذا الحديث عبد العزيز بن
ثابت الأعرج فقال: أتعرفها؟ قلت: لا، قال:
هي والله عمتي حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن
عوف، وهذا البلاط هو المذكور في حديث عثمان أنه
أتي بماء فتوضأ بالبلاط، وقد ذكر هذا البلاط في
غير شعر ولعلي آتي بشئ منه في ضمن ما يأتي.
بلاطنس: بضم الطاء والنون، والسين مهملة: حصن
منيع بسواحل الشام مقابل اللاذقية من أعمال حلب.
بلاطة: بالضم: قرية من أعمال نابلس من أرض
فلسطين، يزعم اليهود أن نمرود بن كنعان فيها رمى
إبراهيم، عليه السلام، إلى النار، وبها عين الخضر،
وبها دفن يوسف الصديق، عليه السلام، وقبره بها
مشهور عند الشجرة، وأما إبراهيم والنمرود فالصحيح
عند العلماء أنه كان بأرض بابل من أرض العراق،
وموضع النار هناك معروف، والله أعلم.
بلاق: بالكسر، وآخره قاف: بلد في آخر عمل
الصعيد وأول بلاد النوبة كالحد بينهما.
بلاكث: بالفتح، وكسر الكاف، والثاء المثلثة،
قال محمد بن حبيب: بلاكث وبرمة عرض من
المدينة عظيم، وبلاكث قريب من برمة، قال يعقوب:
بلاكث قارة عظيمة فوق ذي المروة بينه وبين ذي
خشب ببطن إضم، وبرمة بين خيبر ووادي
القرى، وهي عيون ونخل لقريش، قال كثير:
نظرت، وقد حالت بلاكث دونهم
وبطنان وادي برمة وظهورها
وقال أيضا:
بينما نحن من بلاكث بالقا
ع سراعا، والعيس تهوي هويا
خطرت خطرة على القلب من
ذكراك، وهنا، فما استطعت مضيا
قلت لبيك، إذ دعاني لك
الشوق، وللحاديين حثا المطيا
البلاليق: جمع بلوقة، وهي فجوات في الرمل
تنبت الرخامي وغيره، وهو بقل: موضع بين
تكريت والموصل، ويقال لها البلايج، بالجيم
موضع القاف، والبلاليق أيضا: موضع فيه نخل
وروض من نواحي اليمامة، قال الفرزدق:
فرب ربيع بالبلاليق قد رعت،
بمستن أغياث بعاق، ذكورها
بلبال: بوزن سلسال: موضع.
بلبد: بالدال المهملة في آخره: مدينة بين برقة
وطرابلس حيث قتل محمد بن الأشعث أبا الخطاب
الأباضي، كذا عن نصر.
بلبل: بتكرار الباء مفتوحة، واللام: موقف من
مواقف الحاج، وقيل جبل.
بلبول: بوزن ملمول: جبل بالوشم من أرض
اليمامة، عن ابن السكيت، وفيه روضة ذكرت في
الرياض وشاهدها، وقال الحفصي: بلبول جبل،
وقال أبو زياد: بلبول جبل باليمامة في بلاد بني تميم،
ويوم بلبول من أيام العرب، قال النميري:
478

سخرت مني التي لو عبتها
لم تعد تسخر بعدي برجل
لو رأتني غاديا في صورتي،
بين بلبول فحزم المنتقل
ينفض العذرة بي ذو ميعة،
سلس المجدل كالذئب الأزل
بلبيس: بكسر الباءين، وسكون اللام، وياء،
وسين مهملة، كذا ضبطه نصر الإسكندري، قال:
والعامة تقول بلبيس: مدينة بينها وبين فسطاط
مصر عشرة فراسخ على طريق الشام، يسكنها عبس
ابن بغيض، فتحت في سنة 18 أو 19 على يد
عمرو بن العاص، قال المتنبي:
جزى عربا أمست ببلبيس ربها
بمسعاتها تقرر بذاك عيونها
كراكر من قيس بن عيلان ساهرا
جفون ظباها، للعلى، وجفونها
بلجان: بالفتح ثم السكون، وجيم، وألف، ونون:
قرية كبيرة بين البصرة وعبادان، رأيتها مرارا،
آخرها سنة 588 أو بعدها، وهي فرضة مراكب
كيش التي تحمل بضائع الهند، وبها قلعة ووال من
قبل ملك كيش ليس لمتولي البصرة معه فيها حكم،
ثم جرى بين صاحب كيش وصاحب البصرة خلف
أدى إلى تحويل أصحاب ملك كيش إلى بليد في طرف
جزيرة عبادان من جهة البصرة تسمى المحرزة،
وصارت فرضة المراكب، وهي باقية على ذلك إلى هذا
الوقت. وبلجان أيضا: من قرى مرو، ينسب
إليها يعقوب بن يوسف بن أبي سهل بن أبي سعيد بن
محمود البلجاني ثم الكمساني، وبلجان وكمسان:
قريتان متصلتان، كان فقيها واعظا صوفيا ظريفا،
صحب أبا الحسن البستي، سمع منه أبو سعد، توفي
في جمادى الأولى سنة 536 بقربة كمسان، ومحمد
ابن عبد الله البلجاني من بلجان مرو، مات سنة 276.
بلج: بالجيم أيضا: حمام بلج بالبصرة، كان مذكورا
بها، ينسب إلى بلج بن كشبة التميمي، وهو الذي
ينسب إليه الساج البلجي، وله ذكر. وبلج أيضا:
اسم صنم كانت العرب تعبده في الجاهلية، سمي ببلج
ابن المحرق، وكان في عميرة وغفيلة من عنزة بن
ربيعة، كذا وجدته ولم أجد عند ابن الكلبي في عنزة
عميرة ولا غفيلة، وإنما غفيلة بن قاسط بن هنب بن
أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
بلخاب: بوزن خزعال، بالخاء المعجمة: موضع.
بلخان: بوزن سكران: مدينة خلف أبيورد.
بلخ: مدينة مشهورة بخراسان، في كتاب الملحمة
المنسوب إلى بطليموس: بلخ طولها مائة وخمس
عشرة درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وهي
في الاقليم الخامس، طالعها إحدى وعشرون درجة
من العقرب تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان
يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل
عاقبتها مثلها من السرطان، وقد ذكرنا فيما أجملناه
من ذكر الاقليم أنها في الرابع، وقال أبو عون:
بلخ في الاقليم الخامس، طولها ثمان وثمانون درجة
وخمس وثلاثون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة
وأربعون دقيقة، وبلخ من أجل مدن خراسان
وأذكرها وأكثرها خيرا وأوسعها غلة، تحمل
غلتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم، وقيل:
إن أول من بناها لهراسف الملك لما خرب صاحبه
بخت نصر بيت المقدس، وقيل: بل الإسكندر
بناها، وكانت تسمى الإسكندرية قديما، بينها وبين
479

ترمذ اثنا عشر فرسخا، ويقال لجيحون: نهر بلخ،
بينهما نحو عشرة فراسخ، فافتتحها الأحنف بن قيس
من قبل عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن
عفان، رضي الله عنه، قال عبيد الله بن عبد الله
الحافظ:
أقول، وقد فارقت بغداد مكرها:
سلام على أهل القطيعة والكرخ
هواي ورائي والمسير خلافه،
فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ
وينسب إليها خلق كثير، منهم: محمد بن علي بن
طرخان بن عبد الله بن جياش أبو بكر، ويقال:
أبو عبد الله البلخي ثم البيكندي، سمع بدمشق
وغيرها محمد بن عبد الجليل الخشني ومحمد بن
الفضل وقتيبة بن سعيد ومحمد بن سليمان لوينا
وهشام بن عمار وزياد بن أيوب والحسن بن محمد
الزعفراني، روى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن منصور
الطوسي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن
الفارسي وابنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي وأبو
حرب محمد بن أحمد الحافظ، وكان حافظا للحديث
حسن التصنيف، رحل إلى الشام ومصر وأكثر
الكتابة بالكوفة والبصرة وبغداد، وتوفي في رجب
سنة 278، والحسن بن شجاع بن رجاء أبو علي البلخي
الحافظ، رحل في طلب العلم إلى الشام والعراق
ومصر وحدث عن أبي مسهر ويحيى بن صالح الوحاظي
وأبي صالح كاتب الليث وسعيد بن أبي مريم وعبيد الله
ابن موسى، روى عنه البخاري وأبو زرعة الرازي
ومحمد بن زكرياء البلخي وأحمد بن علي بن مسلم الابار.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لابي: يا أبت
ما الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل
خراسان وقد تفرقوا، قلت: ومن هم يا أبت؟
قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري وعبيد الله بن
عبد الكريم ذاك الرازي و عبد الله بن عبد الرحمن
ذاك السمرقندي والحسن بن شجاع ذاك البلخي،
فقلت: يا أبت من أحفظ هؤلاء؟ قال: أما أبو
زرعة الرازي فأسردهم وأما محمد بن إسماعيل فأعرفهم
وأما عبد الله بن عبد الرحمن فأتقنهم وأما الحسن
ابن شجاع فأجمعهم للأبواب، وقال أبو عمرو
البيكندي: حكيت هذا لمحمد بن عقيل البلخي
فأطرى ذكر الحسن بن شجاع فقلت له: لم لم
يشتهر كما اشتهر هؤلاء الثلاثة؟ فقال: لأنه لم يمتع
بالعمر، ومات الحسن بن شجاع للنصف من شوال
سنة 244، وهو ابن تسع وأربعين سنة.
بلخع: قال أبو المنذر هشام بن محمد: اتخذت حمير
صنما فسموه نسرا فعبدوه بأرض يقال لها بلخع.
بلدح: آخره حاء مهملة، والدال قبله، كذلك يقال:
بلدح الرجل إذا ضرب بنفسه الأرض، وربما
قالوا بلطح. وبلدح الرجل إذا أعيا وإذا وعد
ولم ينجز. وبلدح: واد قبل مكة من جهة
المغرب، وفيه المثل: لكن على بلدح قوم عجفى،
قاله بيهس الملقب بنعامة لما رأى قتلة إخوته وقد
نحروا ناقة وأكلوا وشبعوا فقال أحدهم: ما أخصب
يومنا هذا وأكثر خيره! فقال نعامة ذلك، فضرب
مثلا في التحزن بالأقارب، وفي قصته طول، قال
ابن قيس الرقيات:
فمنى فالجمار من عبد شمس
مقفرات، فبلدح فحراء
قال أبو الفرج الأصبهاني: حدثني أحمد بن عبيد الله
قال: قال أحمد بن الحارث حدثني المدائني حدثني أبو
صالح الفزاري قال: سمع على مياه غطفان كلها،
480

ليلة قتل الحسين صاحب فخ، هاتف يهتف ويقول:
ألا يا لقوم للسواد المصبح،
ومقتل أولاد النبي ببلدح
ليبك حسيتا كل كهل وأمرد
من الجن، إن لم تبك للانس نوح
فإني لجني، وإن معرسي
لبالبرقة السوداء من دون رحرح
بلد: بالتحريك، يقال لكر كرة البعير بلدة،
لأنها تؤثر في الأرض والبلادة التأثير، وأنشد
سيبويه: أنيخت، فألقت بلدة فوق بلدة،
قليل بها الأصوات إلا بغامها
وبذلك سميت البلدة لأنها موضع تأثير الناس.
وبلد في مواضع كثيرة، منها: البلد الحرام
مكة، وقد بسط القول في مكة. وبلد وربما قيل
لها بلط، بالطاء، قال حمزة: بلد اسمها بالفارسية
شهراباذ، وفي الزيج: طول بلد ثمان وستون درجة
ونصف وربع، وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث،
وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل، بينهما
سبعة فراسخ، وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون
فرسخا، قالوا: إنما سميت بلط لان الحوت
ابتلعت يونس النبي، عليه السلام، في نينوى مقابل
الموصل وبلطته هناك، وبها مشهد عمر بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقال عبد
الكريم بن طاوس: بها قبر أبي جعفر محمد بن علي
الهادي، باتفاق، وينسب إليها جماعة، منهم: محمد
ابن زياد بن فروة البلدي، سمع أبا شهاب الحناط
وغيره، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد
العزيز البغوي، وأحمد بن عيسى بن المسكين بن عيسى
ابن فيروز أبو العباس البلدي، روى عن هاشم بن
القاسم ومحمد بن معدان وسليمان بن سيف الحرانيين
وإسحاق بن زريق الرسعني والزبير بن محمد
الرهاوي، روى عنه أبو بكر الشافعي ومحمد بن
إسماعيل الوراق وعلي بن عمر الحافظ وأبو حفص بن
شاهين ويوسف بن عمر القواس، وكان ثقة كثير
الحديث، مات بواسط سنة 323، وأبو العباس أحمد
ابن إبراهيم يعرف بالامام البلدي، صاحب علي بن
حرب، كثير الحديث، روى عنه محمد وأحمد ابنا
الحسن بن سهل وجماعة من العراقيين وغيرهم، والحسن
وقيل الحسين والأول أصح ابن المسكين بن عيسى بن
فيروز أبو منصور البلدي، حدث عن أبي بدر شجاع
ابن الوليد ومحمد بن بشر العبدي ومحمد بن عبيد
الطنافسي وأسود بن عامر شاذان، روى عنه يحيى بن
صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي وعمر بن يوسف
الزعفراني وجماعة سواهم، وأبو منصور محمد بن الحسين
ابن سهل بن خليفة بن محمد يعرف بابن الصياح البلدي،
حدث عن أحمد بن إبراهيم أبي العباس الامام وسمع
أبا علي الحسن بن هشام البلدي في سنة 346، روى
عنه أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وأخوه أبو عبد
الله أحمد بن الحسين البلدي، روى عن علي بن حرب،
روى عنه أبو القاسم المصيصي أيضا، وماتا بعد
الأربعمائة، وأبو منصور محمد بن علي بن محمد بن
الحسن بن سهل بن خليفة بن الصياح البلدي، حدث عن
جده، روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف
الهكاري القرشي، وعلي بن محمد بن علي بن عطاء أبو
سعيد البلدي، روى عن جعفر بن محمد بن الحجاج
وثواب بن يزيد بن شوذب الموصليين عن يوسف
ابن يعقوب بن محمد الأزهري وغيرهم، روى عنه
محمد بن الحسن الخلال وجماعة سواه، وأبو الحسن
481

محمد بن عمر بن عيسى بن يحيى البلدي، روى عن
أحمد بن إبراهيم الامام البلدي ومحمد بن العباس بن
الفضل بن الخياط الموصلي، روى عنه أحمد بن علي
الحافظ، مات في سنة 410، وعلي بن محمد بن عبد
الواحد بن إسماعيل أبو الحسن البزاز البلدي، سمع
المعافى بن زكرياء الجريري، روى عنه أبو بكر
الخطيب وسأله عن مولده فقال: ولدت ببغداد سنة
373، قال: وولد أبي ببلد، ومات سنة 447، ومحمد
ابن زريق بن إسماعيل بن زريق أبو منصور المقري
البلدي، سكن دمشق وحدث بها عن أبي بعلى
الموصلي ومحمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، وأبو
علي الحسن بن هشام بن عمرو البلدي، روى عن أبي
بكر أحمد بن عمر بن حفص القطراني بالبصرة عن
محمد بن الطفيل عن شريك والصلت بن زيد عن
ليث عن طاووس عن أبي هريرة قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: أنتم الغر المحجلون، الحديث،
روى عنه محمد بن الحسين البلدي.
والبلد أيضا: يقال لمدينة الكرج التي عمرها أبو
دلف وسماها البلد، ينسب إليها بهذا اللفظ جماعة،
منهم: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد
الرحمن البلدي يعرف بعلان الكرجي، روى عن
الحسين بن إسحاق التستري وعبدان العسكري،
وسليمان بن محمد بن الحسين بن محمد القصاري البلدي
أبو سعد المعروف بالكافي الكرجي قاضي كرج،
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن باحة وأبا سهل غانم بن
محمد بن عبد الواحد وأبا المحاسن عبد الواحد بن
إسماعيل الروياني وغيرهم. والبلد: نسف بما وراء
النهر، ينسب إليها هكذا: أبو بكر محمد بن أبي
نصر أحمد بن محمد بن أبي نصر البلدي الامام المحدث
المشهور من أهل نسف، سمع أبا العباس جعفر بن
محمد المستغفري وغيره، روى عنه خلق كثير،
وحفيده أبو نصر أحمد بن عبد الجبار بن أبي بكر
محمد البلدي، كان حيا سنة 551، وأجداده يعرفون
بالبلدي، فإنما قيل لجده ذلك لان أكثر أهل نسف
زمن جده أبي نصر كانوا من القرى وكان أبو نصر
من أهل البلد فعرف بالبلدي، فبقي عليه وعلى أعقابه
من بعده.
والبلد أيضا: يراد به مرو الروذ، نسب إليها
هكذا: أبو محمد بن أبي علي الحسن بن محمد
البلدي، شيخ صالح من أهل بنج ده، قيل لوالده
البلدي لأنه كان من أهل مرو الروذ، وأهل
بنج ده هم أهل القرى الخمس، فلما سكنها قيل له
البلدي لذلك، مات سنة 548 أو 549، كذا قال أبو
سعد في النسب وقال في التحبير: محمد بن الحسن بن
محمد البلدي أبو عبد الله الصوفي من بلد مرو الروذ
سكن بنج ده، شيخ صالح راغب في الخير وأهله،
سمع القاضي أبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح
الدباس، كتبت عنه، مات سنة 550، ولعله هو
الأول فإنهما لم يختلفا إلا في الكنية والوفاة قريبة.
وبلد أيضا: بليدة معروفة من نواحي دجيل قرب
الحظيرة وحربي من أعمال بغداد، لا أعرف من
ينسب إليها.
بلد: بالفتح، وسكون اللام: جبل بحمى ضرية
بينه وبين منشد مسيرة شهر، كذا قال أبو الفتح
نصر، هذا كلام سقيم.
بلدود: موضع من نواحي المدينة فيها أحسب، قال
ابن هرمة:
هل ما مضى منك يا أسماء مردود،
أم هل تقضت، مع الوصل، المواعيد؟
482

أم هل لياليك ذات البين عائدة،
أيام يجمعنا خلص فبلدود؟
البلدة: في قوله تعالى: بلدة طيبة ورب غفور،
قالوا: هي مكة. وبلدة: من مدن ساحل بحر
الشام قريبة من جبلة من فتوح عبادة بن الصامت،
ثم خربت وجلا أهلها فأنشأ معاوية جبلة، وكانت
حصنا للروم، قال ذلك البلاذري.
بلدة: مدينة بالأندلس من أعمال رية وقيل من
أعمال قبرة، منها أبو عثمان سعيد بن محمد بن سيد
أبيه بن يعقوب الأموي البلدي، كان من الصالحين
متقشفا يلبس الصوف، رحل إلى المشرق في سنة
350 ودخل مكة في سنة 351، ولقي أبا بكر محمد
ابن الحسين الآجري وقرأ عليه جملة من تأليفه ولقي
أبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي قرأ عليه فضائل
الكعبة من تأليفه، وسمع بمصر الحسن بن رشيق
وضمرة بن محمد الكناني وغيرهما، وكان لقي بالقيروان
علي بن مسرور وتميم بن محمد، قال ابن بشكوال:
وكان مولده في سنة 328 ومات سنة 397.
بلرم: بفتح أوله وثانيه، وسكون الراء، وميم،
معناه بكلام الروم المدينة: وهي أعظم مدينة في
جزيرة صقلية في بحر المغرب على شاطئ البحر، قال
ابن حوقل: بلرم مدينة كبيرة سورها شاهق منيع
مبني من حجر وجامعها كان بيعة وفيها هيكل عظيم،
وسمعت بعض المنطقيين يقول: إن أرسطوطاليس
معلق في خشبة في هيكلها، وكانت النصارى تعظم
قبره وتستشفي به لاعتقاد اليونان فيه، فعلقوه توسلا
إلى الله به، قال: وقد رأيت خشبة في هذا الهيكل
معلقة يوشك أن يكون فيها، قال: وفي بلرم
والخالصة والحارات المحيطة بها ومن وراء سورها من
المساجد نيف وثلاثمائة مسجد، وفي محال كانت تلاصقها
وتتصل بها وبوادي عباس مجاورة المكان المعروف
بالمعسكر، وهو في ضمن البلد إلى المنزل المعروف
بالبيضاء قرية تشرف على المدينة من نحو فرسخ مائتا
مسجد، قال. وقد رأيت في بعض الشوارع من بلرم
على مقدار رمية سهم عشرة مساجد بعضها تجاه بعض
وبينها عرض الطريق فقط، فسألت عن ذلك فقيل
لي: إن القوم لشدة انتفاخ رؤوسهم وقلة عقولهم
يحب كل واحد منهم أن يكون له مسجد على حدة
لا يصلي فيه غيره ومن يختص به، وربما كان أخوان
وداراهما متلاصقتان وقد عمل كل واحد منهما
مسجدا لنفسه خاصا به يتفرد به عن أخيه والأب
عن ابنه، قال: ومدينة بلرم مستطيلة وسوقها قد
أخذ من شرقها إلى غربها، وهو سوق يعرف بالسماط
مفروش بالحجارة، وتطيف بالمدينة عيون من شرقها إلى
غربها، وماؤها يدير رحى، وشرب بعض أهلها
من آبار عذبة وملحة على كثرة المياه العذبة الجارية
عندهم والعيون، والذي يحملهم على ذلك قلة مروءتهم
وعدم فطنتهم وكثرة أكلهم البصل، فذاك الذي
أفسد أدمغتهم وقلل حسهم، وذكر يوسف بن إبراهيم
في كتاب أخبار الأطباء: قال بعض الأطباء وقد
قال له رجل إني إذا أكلت البصل لا أحس بملوحة
الماء، فقال: إن خاصية البصل إفساد الدماغ فإذا
فسد الدماغ فسدت الحواس، فالبصل إنما يقلل
حسك لملوحة الماء لما أفسد من الدماغ، قال:
ولهذا لا ترى في صقلية عالما ولا عاقلا بالحقيقة بفن
من العلوم ولا ذا مروءة ودين بل الغالب عليهم
الرقاعة والضعة وقلة العقل والدين، وقال أبو الفتح
نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الإسكندري:
483

وركب، كأطراف الأسنة، عرسوا
على مثل أطراف السيوف الصوارم
لامر على الاسلام فيه تحيف،
يخيف عليه أنه غير سالم
وقالوا: بلرم عند إبرام أمرهم،
فنجمت أن قد صادفوا جود حاتم
وقال:
قد سعى بي الوشاة نحو علاه،
فسعوا لي، فلا عدمت الوشاتا
حركوا لي الشباة منهم، وظنوا
أنهم حركوا علي الشباتا
فدعا من بلرم حجي فلبيت،
وكانت سرقوسة الميقاتا
بلست: بضمتين، وسكون السين المهملة، والتاء
فوقها نقطتان: من قرى الإسكندرية، منها حسان
ابن علوان البلستي، روى عنه فارس بن عبد العزيز
ابن أحمد البلستي حكاية رواها عنه السلفي.
بلس: بالتحريك: جبل أحمر في بلاد محارب بن
خصفة.
بلش: بالفتح، وتشديد اللام، والشين معجمة: بلد
بالأندلس، ينسب إليه يوسف بن جبارة البلشي رجل
من أهل الصلاح والعلم، ذكره ابن الفرضي.
بلشكر: من قرى بغداد ثم من ناحية الدجيل
قرب البردان، قال إبراهيم بن المدبر:
طربت إلى قطر بل وبلشكر،
وراجعت غيا لست عنه بمقصر
وقال البحتري يمدح ابن المدبر:
وقد ساءني أن لم يهج من صبابتي
سنا البرق في جنح من الليل أخضر
وأني بهجر للمرام، وقد بدا
لي الصبح من قطر بل وبلشكر
بلشند: بسكون اللام، وفتح الشين، وسكون
النون: من نواحي سرقسطة بالأندلس، وفيها حصن
يعرف ببني خطاب.
بلشيج: بكسر الشين، وياء ساكنة، وجيم: من
حصون لاردة بالأندلس.
بلطش: بفتح الطاء، والشين معجمة: بلد بالأندلس
من نواحي سرقسطة له نهر يسقي عشرين ميلا.
بلط: بالتحريك: اسم لمدينة بلد المذكورة آنفا فوق
الموصل، وإليها ينسب عثمان بن عيسى البلطي النحوي،
كان بمصر له تصانيف في الأدب، ومات بمصر في صفر
سنة 599، وهو مذكور في أخبار النحويين من جمعنا،
ذكر هشام عن أبيه قال: التقم الحوت يونس بن
متى، عليه السلام، في بحر الشام ثم أخرجه في بحر
مصر ثم إلى بحر إفريقية ثم أدخله في بحر المجاز عند
طنجة حتى سلك به في بحر الأصم ثم أخذ به مجرى
الدبور حتى سلك به في البحر الذي يسقي البحار التي
بالمشرق ثم خرج به في بحر البصرة حتى أدخله دجلة
ثم لفظه بمكان من الحصنين على سبعة فراسخ، فأبصره
سرياني فقال: افلط أي اخرج من بطن الحوت،
يقول: أفلت فسمي ذلك الموضع فلط ثم بلط
ثم بلد، قلت: وهذا خبر عجاب بعيد من الصحة
في العقل، والله أعلم، وقال: أبو العباس أحمد بن
عيسى التموزي وكان قد تزوج امرأة من أهل بلط:
عجبت من زلتي ومن غلطي،
لما رأيت الزواج في بلط
484

ومن حماة تزيد شرتها
على كريم حلف الكرام، وطي
سميت زهراء يا ظلام، ويا
تاركة الجار غير مغتبط
في وجهها ألف عقدة غضبا
على، حتى كأنني نبطي
بلطة: بالضم ثم السكون: قيل هو موضع معروف
بجبلي طئ، وهو كان منزل عمرو بن درماء
الذي نزل به امرؤ القيس بن حجر الكندي مستذما،
وقال:
نزلت على عمرو بن درماء بلطة،
فيا حسن ما جار ويا كرم ما محل
وقال امرؤ القيس أيضا:
وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة،
فإن لها شعبا ببلطة زيمرا
فعلى هذا نرى أن بلطة موضع يضاف إلى موضع
آخر يقال له زيمر، وقال الأصمعي في تفسيره:
بلطة هضبة بعينها، وقال أبو عمرو: بلطة أي
فجأة، قال أبو عبيد السكوني: بلطة عين ونخل
وواد من طلح لبني درماء في أجإ، وقد ذكرها
امرؤ القيس لما نزل بها على عمرو بن درماء فقال:
ألا إن في الشعبين شعب بمسطح،
وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا
وقال سلام بن عمرو بن درماء الطائي:
إذا ما غضبت أو تقلدت منصلي،
فلأيا لكم في بطن بلطة مشرب
فإنكم والحق لو تدعونه،
كما انتحلت عرض السماوة أهيب
كسنبسنا المدلين في جو بلطة،
ألا بئس ما أدلوا به وتقربوا!
وحدث أبو عبد الله نفطويه قال: قدمت امرأة من
الاعراب إلى مصر فمرضت فأتاها النساء يعللنها
بالكعك والرمان وأنواع العلاجات، فأنشأت تقول:
لأهل بلطة، إذ حلوا أجارعها،
أشهى لعيني من أبواب سودان
جاؤوا بكعك ورمان ليشفيني،
يا ويح نفسي من كعك ورمان!
بلعاس: كورة من كور حمص.
بلع: بوزن زفر: موضع في قول الراعي:
ماذا تذكر من هند، إذا احتجبت
بابني عوار، وأدنى دارها بلع
بلعم: بالفتح ثم السكون، وفتح العين المهملة، وميم:
بلد في نواحي الروم، كذا ذكروا في نسب أبي الفضل
محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
عيسى التميمي البلعمي وزير آل سامان بما وراء النهر
وخراسان، وكان من الأدباء البلغاء، ذكرته في
أخبار الوزراء.
بلغار: بالضم، والغين معجمة: مدينة الصقالبة ضاربة
في الشمال، شديدة البرد لا يكاد الثلج يقلع عن أرضها
صيفا ولا شتاء وقل ما يرى أهلها أرضا ناشفة، وبناؤهم
بالخشب وحده، وهو أن يركبوا عودا فوق عود
ويسمروها بأوتاد من خشب أيضا محكمة، والفواكه
والخيرات بأرضهم لا تنجب، وبين إتل مدينة الخزر
وبلغار على طريق المفاوز نحو شهر، ويصعد إليها
في نهر إتل نحو شهرين وفي الحدور نحو عشرين يوما،
ومن بلغار إلى أول حد الروم نحو عشر مراحل، ومنها
إلى كويابة مدينة الروس عشرون يوما، ومن بلغار
485

إلى بشجرد خمس وعشرون مرحلة، وكان ملك
بلغار وأهلها قد أسلموا في أيام المقتدر بالله وأرسلوا
إلى بغداد رسولا يعرفون المقتدر ذلك ويسألونه إنفاذ
من يعلهم الصلوات والشرائع، لكن لم أقف على
السبب في إسلامهم. قرأت رسالة عملها أحمد بن
فضلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى محمد بن
سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها
ما شاهده منذ انفصل من بغداد إلى أن عاد إليها،
قال فيها: لما وصل كتاب ألمس بن شلكى بلطوار
ملك الصقالبة إلى أمير المؤمنين المقتدر بالله يسأله فيه
أن يبعث إليه من يفقهه في الدين ويعرفه شرائع
الاسلام وبيني له مسجدا وينصب له منبرا ليقيم عليه
الدعوة في جميع بلدة وأقطار مملكته ويسأله بناء
حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين له، فأجيب
إلى ذلك، وكان السفير له نذير الحزمي، فبدأت
أنا بقراءة الكتاب عليه وتسليم ما أهدي إليه
والاشراف من الفقهاء والمعلمين، وكان الرسول من
جهة السلطان سوسن الرسي مولى نذير الحزمي، قال:
فرحلنا من مدينة السلام لاحدى عشرة ليلة خلت من
صفر سنة 309، ثم ذكر ما مر له في الطريق إلى خوارزم
ثم منها إلى بلاد الصقالبة ما يطول شرحه، ثم قال:
فلما كنا من ملك الصقالبة وهو الذي قصدنا له على
مسيرة يوم وليلة وجه لاستقبالنا الملوك الأربعة الذين
تحت يديه وإخوته وأولاده، فاستقبلونا ومعهم الخبز
واللحم والجاورس، وساروا معنا، فلما صرنا منه على
فرسخين تلقانا هو بنفسه فلما رآنا نزل فخر ساجدا
شكرا لله، وكان في كمه دراهم فنثرها علينا ونصب
لنا قبابا فنزلناها، وكان وصولنا إليه يوم الأحد لاثنتي
عشرة ليلة خلت من المحرم سنة 310، وكانت المسافة
من الجرجانية، وهي مدينة خوارزم، سبعين يوما،
فأقمنا إلى يوم الأربعاء في القباب التي ضربت لنا حتى
اجتمع ملوك أرضه وخواصه ليسمعوا قراءة الكتاب،
فلما كان يوم الخميس نشرنا المطردين الذين كانوا معنا
وأسرجنا الدابة بالسرج الموجه إليه وألبسناه السواد
وعممناه وأخرجت كتاب الخليفة فقرأته وهو قائم
على قدميه ثم قرأت كتاب الوزير حامد بن العباس
وهو قائم أيضا، وكان بدينا، فنثر أصحابه علينا
الدراهم، وأخرجنا الهدايا وعرضناها عليه ثم خلعنا
على امرأته وكانت جالسة إلى جانبه، وهذه سنتهم
ودأبهم، ثم وجه إلينا فحضرنا قبته وعنده الملوك
عن يمينه وأمرنا أن نجلس عن يساره وأولاده جلوس
بين يديه وهو وحده على سرير مغشى بالديباج الرومي،
فدعا بالمائدة فقدمت إليه وعليها لحم مشوي، فابتدأ
الملك وأخذ سكينا وقطع لقمة فأكلها وثانية وثالثة
ثم قطع قطعة فدفعها إلى سوسن الرسول فلما تناولها
جاءته مائدة صغيرة فجعلت بين يديه، وكذلك
رسمهم لا يمد أحد يده إلى أكل حتى يناوله الملك
فإذا تناولها جاءته مائدة ثم قطع قطعة وناولها الملك
الذي عن يمينه فجاءته مائدة، ثم ناول الملك الثاني
فجاءته مائدة وكذلك حتى قدم إلى كل واحد من
الذين بين يديه مائدة، وأكل كل واحد منا من
مائدة لا يشاركه فيها أحد ولا يتناول من مائدة
غيره شيئا، فإذا فرغ من الأكل حمل كل واحد منا
ما بقي على مائدته إلى منزله، فلما فرغنا دعا بشراب
العسل وهم يسمونه السجو فشرب وشربنا. وقد كان
يخطب له قبل قدومنا: اللهم أصلح الملك بلطوار ملك
بلغار، فقلت له: إن الله هو الملك ولا يجوز أن
يخطب بهذا لاحد سيما على المنابر، وهذا مولاك أمير
المؤمنين قد وصى لنفسه أن يقال على منابره في الشرق
والغرب: اللهم أصلح عبدك وخليفتك جعفرا الامام
486

المقتدر بالله أمير المؤمنين، فقال: كيف يجوز أن
يقال؟ فقلت: يذكر اسمك واسم أبيك، فقال: إن
أبي كان كافرا وأنا أيضا ما أحب أن يذكر اسمي
إذ كان الذي سماني به كافرا، ولكن ما اسم مولاي
أمير المؤمنين؟ فقلت: جعفر، قال: فيجوز أن
أتسمى باسمه؟ قلت: نعم، فقال: قد جعلت
اسمي جعفرا واسم أبي عبد الله، وتقدم إلى الخطيب
بذلك، فكان يخطب: اللهم أصلح عبدك جعفر بن عبد
الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين، قال: ورأيت في
بلده من العجائب ما لا أحصيها كثرة، من ذلك أن
أول ليلة بتناها في بلده رأيت قبل مغيب الشمس
بساعة أفق السماء وقد احمر احمرارا شديدا وسمعت
في الجو أصواتا عالية وهمهمة، فرفعت رأسي فإذا
غيم أحمر مثل النار قريب مني، فإذا تلك الهمهمة
والأصوات منه وإذا فيه أمثال الناس والدواب وإذا
في أيدي الأشباح التي فيه قسي ورماح وسيوف،
وأتبينها وأتخيلها وإذا قطعة أخرى مثلها أرى فيها
رجالا أيضا وسلاحا ودواب، فأقبلت هذه القطعة على
هذه كما تحمل الكتيبة على الكتيبة، ففزعنا من هذه
وأقبلنا على التضرع والدعاء وأهل البلد يضحكون
منا ويتعجبون من فعلنا، قال: وكنا ننظر إلى
القطعة تحمل على القطعة فتختلطان جميعا ساعة ثم
تفترقان، فما زال الامر كذلك إلى قطعة من الليل
ثم غابتا، فسألنا الملك عن ذلك فزعم أن أجداده
كانوا يقولون هؤلاء من مؤمني الجن وكفار هم يقتتلون
كل عشية، وأنهم ما عدموا هذا منذ كانوا في كل
ليلة. قال: ودخلت أنا وخياط كان للملك من أهل
بغداد قبتي لنتحدث، فتحدثنا بمقدار ما يقر الانسان
نصف ساعة ونحن ننتظر أذان العشاء، فإذا بالأذان
فخرجنا من القبة وقد طلع الفجر، فقلت للمؤذن:
أي شئ أذنت؟ قال: الفجر، قلت: فعشاء
الأخيرة؟ قال: نصليها مع المغرب، قلت: فالليل؟
قال: كما ترى وقد كان أقصر من هذا وقد أخذ
الآن في الطول، وذكر أنه منذ شهر ما نام الليل
خوفا من أن تفوته صلاة الصبح، وذلك أن الانسان
يجعل القدر على النار وقت المغرب ثم يصلي الغداة
وما آن لها أن تنضج، قال: ورأيت النهار عندهم
طويلا جدا، وإذا أنه يطول عندهم مدة من السنة
ويقصر الليل، ثم يطول الليل ويقصر النهار، فلما
كانت الليلة الثانية جلست فلم أر فيها من الكواكب
إلا عددا يسيرا ظننت أنها فوق الخمسة عشر كوكبا
متفرقة، وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا
يغيب بتة، وإذا الليل قليل الظلمة يعرف الرجل
الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم، قال: والقمر
إنما يطلع في أرجاء السماء ساعة ثم يطلع الفجر فيغيب
القمر، قال: وحدثني الملك أن وراء بلده بمسيرة
ثلاثة أشهر قوما يقال لهم ويسو، الليل عندهم أقل من
ساعة، قال: ورأيت البلد عند طلوع الشمس يحمر
كل شئ فيه من الأرض والجبال، وكل شئ ينظر
الانسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى
فلا تزال الحمرة كذلك حتى تتكبد السماء. وعرفني
أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار
وعاد النهار في قصر الليل، حتى إن الرجل منا ليخرج
إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ
وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع
الكواكب كلها حتى تطبق السماء، ورأيتهم
يتبركون بعواء الكلب جدا ويقولون: تأتي عليهم
سنة خصب وبركة وسلامة.
ورأيت الحيات عندهم كثيرة حتى إن الغصن من الشجر
ليلتف عليه عشر منها وأكثر، ولا يقتلونها ولا
487

تؤذيهم، ولهم تفاح أخضر شديد الحموضة جدا، تأكله
الجواري فيسمن، وليس في بلدهم أكثر من شجر
البندق، ورأيت منه غياضا تكون أربعين فرسخا في
مثلها، قال: ورأيت لهم شجرا لا أدري ما هو، مفرط
الطول وساقه أجرد من الورق ورؤوسه كرؤوس
النخل، له خوص دقاق إلا أنه مجتمع، يعمدون إلى
موضع من ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون
تحته إناء يجري إليه من ذلك الثقب ماء أطيب من
العسل، وإن أكثر الانسان من شربه أسكره كما تسكر
الخمر، وأكثر أكلهم الجاورس ولحم الخيل على أن
الحنطة والشعير كثير في بلادهم، وكل من زرع شيئا
أخذه لنفسه ليس للملك فيه حق غير أنهم يؤدون إليه من
كل بيت جلد ثور، وإذا أمر سرية على بعض البلدان
بالغارة كان له معهم حصة. وليس عندهم شئ من
الادهان غير دهن السمك، فإنهم يقيمونه مقام الزيت
والشيرج، فهم كانوا لذلك زفرين، وكلهم يلبسون
القلانس، وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا
أحد معه، فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلا قام
وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه، فإذا
جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم، وكذلك كل
من يدخل على الملك من صغير وكبير حتى أولاده
وإخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأخذون قلانسهم
فيجعلونها تحت آباطهم ثم يومئون إليه برؤوسهم
ويجلسون ثم يقومون حتى يأمرهم بالجلوس. وكل
من جلس بين يديه فإنما يجلس باركا ولا يخرج
قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من بين يديه فيلبسها
عند ذلك. والصواعق في بلادهم كثيرة جدا، وإذا
وقعت الصاعقة في دار أحدهم لم يقربوه ويتركونه حتى
يتلفه الزمان ويقولون: هذا موضع مغضوب عليه،
وإذا رأوا رجلا له حركة ومعرفة بالأشياء قالوا:
هذا حقه أن يخدم ربنا، فأخذوه وجعلوا في عنقه حبلا
وعلقوه في شجرة حتى يتقطع. وإذا كانوا يسيرون
في طريق وأراد أحدهم البول فبال وعليه سلاحه
انتهبوه وأخذوا سلاحه وجميع ما معه، ومن حط
عنه سلاحه وجعله ناحية لم يتعرضوا له، وهذه سنتهم،
وينزل الرجال والنساء النهر فيغتسلون جميعا عراة لا
يستتر بعضهم من بعض ولا يزنون بوجه ولا سبب،
ومن زنى منهم كائنا من كان ضربوا له أربع سكك
وشدوا يديه ورجليه إليها وقطعوا بالفأس من رقبته
إلى فخذه، وكذلك يفعلون بالمرأة، ثم يعلق كل
قطعة منه، ومنها على شجرة، قال: ولقد اجتهدت أن
تستتر النساء من الرجال في السباحة فما استوى لي
ذلك، ويقتلون السارق كما يقتلون الزاني، ولهم أخبار
اقتصرنا منها على هذا.
بلغي: بفتح أوله وثانيه، وغين معجمة، وياء مشددة،
كذا ضبطه أبو بكر بن موسى: وهو بلد بالأندلس
من أعمال لاردة ذات حصون عدة، ينسب إليها
جماعة، منهم: أبو محمد عبد الحميد البلغي الأموي،
قال أبو طاهر الحافظ: سمعت أبا العباس أحمد بن
البنني الأبدي بجزيرة ميورقة يقول: قدمت حمص
الأندلس فاجتمعت مع شعرائهم في مجلس فأرادوا
امتحاني، والقصة مذكورة في بنة، قال: وقدم
البلغي الإسكندرية فسألته عن مولده فقال: ولدت
سنة 487 في مدينة بلغي شرقي الأندلس، ثم انتقلت
إلى العدوة بعد استيلاء العدو على البلاد فصرت
خطيب تلمسان، وقرأت القرآن وسمعت الحديث،
وأعرف بابن بر بطير البلغي، ومحمد بن عيسى بن
محمد بن بقاء أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي البلغي
المقري أحد حفاظ القرآن المجودين، قدم دمشق
وقرأ بها السبعة على شيخه أبي داود سليمان بن أبي
488

القاسم نجاح الأموي البلنسي، قرأ عليه جماعة، وكان
شيخا قليل التكلف، وكان مولده سنة 454، ومات
بدمشق سنة 512.
البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي
القرى، قصبتها عمان وفيها قرى كثيرة ومزارع
واسعة، وبجودة حنطتها يضرب المثل، ذكر هشام
ابن محمد عن الشرقي بن القطامي أنها سميت البلقاء لان
بالق من بني عمان بن لوط، عليه السلام، عمرها،
ومن البلقاء: قرية الجبارين التي أراد الله تعالى بقوله: إن
فيها قوما جبارين، وقال قوم: وبالبقاء مدينة الشراة،
شراة الشام، أرض معروفة وبها الكهف والرقيم فيما
زعم بعضهم، وذكر بعض أهل السير أنها سميت
ببلقاء بن سويدة من بني عسل بن لوط، وأما اشتقاقها
فهي من البلق، وهي سواد وبياض مختلطان، ولذلك
قيل: أبلق وبلقاء، والبلق أيضا: الفسطاط،
وقد نسب إليها قوم من الرواة، منهم: حفص بن
عمر بن حفص بن أبي السائب كان على قضاء البلقاء،
سمع عامر بن يحيى، سمع منه الهيثم بن خارجة ويحيى
ابن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي، روى عن
زيد بن أسلم، روى عنه أبو طاهر موسى بن محمد
الأنصاري المقدسي، وموسى بن محمد بن عطاء بن أيوب
ويقال ابن محمد بن طاهر ويقال ابن محمد بن زيد أبو
طاهر الأنصاري ويقال القرشي البلقاوي ويعرف
بالمقدسي، يروي عن حجر بن الحارث الغساني الرملي
والوليد بن محمد الموقري وخالد بن يزيد بن صالح
ابن صبيح والهيثم بن حميد وأبي المليح الحسن بن
عمر الرقي ومالك بن أنس الفقيه وبقية بن الوليد
وجماعة كثيرة، روى عنه عياش بن الوليد بن صبيح
الخلال وموسى بن سهل الرملي ومحمد بن كثير
المصيصي، وهو أقدم من روى عنه، وغيرهم، وقال
عبد العزيز الكناني: موسى البلقاوي ليس بثقة.
بلقاء وبليق: ماءان لبني أبي بكر وبني قريط.
بلقطر: بفتح أوله وثانيه، وسكون القاف، وضم
الطاء: مدينة بمصر في كورة البحيرة قرب
الإسكندرية.
بلق: بالفتح ثم السكون وقاف: ناحية بغزته من
أرض زابلستان.
بلقينة: بالضم، وكسر القاف، وياء ساكنة،
ونون: قرية من حوف مصر من كورة بنا يقال
لها البوب أيضا.
بلكثة: تقدم ذكرها في بلاكث، وكلاهما
بالثاء المثلثة، فأغنى.
بلكرمانية: إقليم من كورة قبرة بالأندلس.
بلكيان: من قرى مرو على فرسخ، منها أحمد
ابن عتاب البلكياني، روى المناكير عن نوح بن
أبي مريم، روى عنه يعلى بن حمزة.
البلمون: بالتحريك: من قرى مصر من نواحي
الحوف الشرقي.
بلنياس: بضمتين، وسكون النون، وياء، وألف،
وسين مهملة: كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل
حمص على البحر ولعلها سميت باسم الحكيم بلنياس
صاحب الطلسمات.
بلنجر: بفتحتين، وسكون النون، وجيم مفتوحة،
وراء: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب،
قالوا: فتحها عبد الرحمن بن ربيعة، وقال البلاذري:
سلمان بن ربيعة الباهلي، وتجاوزها ولقيه خاقان في
جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو وأصحابه، وكانوا
أربعة آلاف، وكان في أول الامر قد خافهم الترك
489

وقالوا: إن هؤلاء ملائكة لا يعمل فيهم السلاح،
فاتفق أن تركيا اختفى في غيضة ورشق مسلما
بسهم فقتله، فنادى في قومه: إن هؤلاء يموتون كما
تموتون فلم تخافونهم؟ فاجترأوا عليهم وأوقعوهم حتى
استشهد عبد الرحمن بن ربيعة، وأخذ الراية أخوه
ولم يزل يقاتل حتى أمكنه دفن أخيه بنواحي بلنجر،
ورجع ببقية المسلمين على طريق جيلان، فقال عبد
الرحمن بن جمانة الباهلي:
وإن لنا قبرين قبر بلنجر،
وقبرا بصين أستان يا لك من قبر!
فهذا الذي بالصين عمت فتوحه،
وهذا الذي يسقى به سبل القطر
يريد أن الترك لما قتلوا عبد الرحمن بن ربيعة، وقيل
سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا ينظرون في كل ليلة
نورا على مصارعهم، فأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه
في تابوت، فهم يستسقون به إذا قحطوا. وأما الذي
بالصين فهو قتيبة بن مسلم الباهلي، وقال البحتري
يمدح إسحاق بن كنداجيق:
شرف تزيد بالعراق إلى الذي
عهدوه في خمليخ أو ببلنجرا
بلنز: بالزاي: ناحية من سر نديب في بحر الهند،
يجلب منها رماح خفيفة يرغب أهل تلك البلاد فيها
ويغالون في أثمانها، والفساد مع ذلك يسرع إليها،
قاله نصر.
بلنسية: السين مهملة مكسورة، وياء خفيفة: كورة
ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير،
وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برية بحرية
ذات أشجار وأنهار، وتعرف بمدينة التراب، وتتصل
بها مدن تعد في جملتها، والغالب على شجرها
القراسيا، ولا يخلو منه سهل ولا جبل، وينبت
بكورها الزعفران، وبينها وبين تدمير أربعة أيام
ومنها إلى طرطوشة أيضا أربعة أيام، وكان الروم
قد ملكوها سنة 487، واستردها الملثمون الذين
كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 95، وأهلها
خير أهل الأندلس يسمون عرب الأندلس، بينها وبين
البحر فرسخ، وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن
مقانا الأشبوني الأندلسي:
إن كان واديك نيلا لا يجاز به،
فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا؟
إن كان ذنبي خروجي من بلنسية،
فما كفرت ولا بدلت تبديلا
دع المقادير تجري في أعنتها،
ليقضي الله أمرا كان مفعولا
وقال أبو عبد الله محمد الرصافي:
خليلي ما للبلد قد عبقت نشرا،
وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا؟
هل المسك مفتوقا بمدرجة الصبا،
أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا؟
بلادي التي راشت قويدمتي بها
فريخا، وآوتني قرارتها وكرا
أعيذكم! أنى ننيب لبيتكم،
وكل يد منا على كبد حرى؟
نؤمل لقياكم، وكيف مطارنا
بأجنحة لا نستطيع لها نشرا؟
فلو آب ريعان الصبا ولقاؤكم،
إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرى
490

فإن لم يكن إلا النوى ومشيبنا،
فمن أي شئ بعد نستعتب الدهرا؟
وأنشدني بعض أهل بلنسية لابي الحسن بن حريق
المرسي:
بلنسية نهاية كل حسن،
حديث صح في شرق وغرب
فإن قالوا: محل غلاء سعر،
ومسقط دمنتي طعن وضرب
فقل: هي جنة حفت رباها
بمكروهين من جوع وحرب
وأنشد لابن حريق:
بلنسية بيني عن القلب سلوة،
فإنك زهر، لا أحن لزهرك
وكيف يحب المرء دارا تقسمت
على ضاربي جوع وفتنة مشرك؟
وأنشدني لابي العباس أحمد بن الزقاق يذكر أن
البساتين محفوفة بها:
كأن بلنسية كاعب،
وملبسها السندس الأخضر
إذا جئتها سترت وجهها
بأكمامها، فهي لا تظهر
وأنشدني لابن الزقاق:
بلنسية جنة عاليه،
ظلال القطوف بها دانيه
عيون الرحيق مع السلسبيل،
وعين الحياة بها جارية
وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللبيري يعرف بابن
السمسير:
بلنسية بلدة جنة،
وفيها عيوب متى تختبر
فخارجها زهر كله،
وداخلها برك من قذر
وذلك لان كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا
يحفرون له تحت التراب، وهو عندهم عزيز لاجل
البساتين، وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم
بكل فن، منهم: سعد الخير بن محمد بن سهل بن
سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي، فقيه صالح ومحدث
مكثر، سافر الكثير وركب البحر حتى وصل إلى
الصين وانتسب لذلك صينيا، وعاد إلى بغداد وأقام بها
وسمع فيها أبا الخطاب بن البطر وطراد بن محمد الزينبي
وغيرهما، ومات ببغداد في محرم سنة 541.
بلنوبة: بتشديد اللام وفتحة، وضم النون،
وسكون الواو، وباء موحدة: بليدة بجزيرة صقلية،
ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن وأخوه
عبد العزيز الصقلي البلنوبي القائل:
بحق المحبة لا تجفني،
فإني إليك مشوق مشوق
ولا تنس حق الوداد القديم،
فذلك عهد وثيق وثيق
وكن ما حييت شفيقا علي،
فإني عليك شفيق شفيق
ولا تتهمني فيما أقول،
فوالله إني صدوق صدوق!
بلوص: بضم اللام، وسكون الواو، وصاد مهملة:
جيل كالأكراد، ولهم بلاد واسعة بين فارس وكرمان
491

تعرف بهم في سفح جبال القفص، وهم أولو بأس
وقوة وعدد وكثرة، ولا تخاف القفص، وهم جيل
آخر ذكروا في موضعهم مع شدة بأسهم، من أحد
إلا من البلوص، وهم أصحاب نعم وبيوت شعر،
إلا أنهم مأمونو الجانب لا يقطعون الطرق ولا يقتلون
الأنفس كما تفعل القفص ولا يصل إلى أحد منهم أذى.
البلوط: بلفظ البلوط من النبات، فحص البلوط:
ناحية بالأندلس تتصل بجوف أوريط بين المغرب والقبلة
من أوريط، وجوف من قرطبة يسكنه البربر، وسهله
منتظم بجبال، منها جبل البرانس وفيه معادن الزيبق،
ومنها يحمل إلى جميع البلاد، وفيها الزنجفر الذي
لا نظير له، وأكثر أرضهم شجر البلوط، ينسب
إليها المنذر بن سعيد البلوطي القاضي بالأندلس، وكان
أحد أعيان الأماثل ببلاده زهدا وعلما وأدبا ولسانا
ومكانة من السلطان.
وقلعة البلوط: بصقلية، حولها أنهار وأشجار وأثمار
وأراض كريمة تنبت كل شئ.
بلوقة: بسكون الواو، وقاف، قيل: أرض يسكنها
الجن، قال أبو الفتح: بلوقة ناحية فوق كاظمة قريبة
من البحر، وقال الحفصي: بلوقة السرى وبلوقة
الزنج من نواحي اليمامة.
بلومية: بتخفيف اللام، وكسر الميم، وياء خفيفة: من
قرى برخوار من نواحي أصبهان، منها أبو سعيد عصام
ابن يوسف بن عجلان البلومي ويقال له البرخواري
أيضا، مولى مرة الطيب الهمداني، وعجلان جده من
سبي بلومية سباه الديلم، ولما وقع أبو موسى على
الديلم وسباهم سبى عجلان معهم، فوقع في سهم مرة
الهمداني فأسلم وأقام بالكوفة ثم رجع إلى بلده، روى
عن عصام الثوري وشعبة ومالك وغيرهم، روى عنه
ابناه محمد وروح عن أبي سعد.
بلو: بالكسر ثم السكون: من مياه العرمة باليمامة.
بلهيب: بالفتح ثم السكون، وكسر الهاء، وياء
ساكنة، وباء موحدة: من قرى مصر، كان عمرو بن
العاص حيث قدم مصر لفتحها صالح أهل بلهيب على
الخراج والجزية وتوجه إلى الإسكندرية، فكان أهل
مصر أعوانا له على أهل الإسكندرية إلا أهل بلهيب
وخيس وسلطيس وقرطسا وسخا، فإنهم أعانوا
الروم على المسلمين، فلما فتح عمرو الإسكندرية سبى
أهل هذه القرى وحملهم إلى المدينة وغيرها، فردهم
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى قراهم وصيرهم
وجميع القفط على ذمة، وينسب إليها أبو المهاجر
عبد الرحمن البلهيبي من تابعي أهل مصر، سمع معاوية
ابن أبي سفيان وجماعة من الصحابة، وفي كتاب موالي
أهل مصر قال: ومنهم أبو المهاجر البلهيبي واسمه عبد
الرحمن، وكان من سبي بلهيب حين انتقضت في أيام
عمر فأعتقه بنو الأعجم بن سعد بن تجيب، وكان من
مائتين من العطاء، وكان معاوية قد عرفه على موالي
تجيب، وهو الذي خرج إلى معاوية بشيرا بفتح خربتا،
ذكر ذلك قديد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال:
وبنى له معاوية دارا في بني الأعجم في الزقاق المعروف
بالبلهيبي، وكتب على الدار: هذه الدار لعبد الرحمن
سيد موالي تجيب، ووهب له معاوية سيفا لم يزل
عندهم، ولما ولي عبيد الله بن الحبحاب مصر قال لابي
المهاجر البلهيبي: لأستعملنك ثم لأولينك على قريتك
الخبيثة بلهيب، فقال البلهيبي: إذا أصل رحما
وأقضي ذماما.
البلياء: بعد اللام الساكنة ياء، وألف ممدودة: من
أودية القبلية، عن الزمخشري عن علي العلوي.
492

بليان: بالضم، وتشديد اللام وفتحها، وياء مخففة:
موضع في شعر زهير، ورواه أبو محمد الغندجاني:
بليان، بكسر أوله وثانيه، في قصة أبي سواج
الضبي، قالوا لصرد بن حمزة: من أين أقبلت؟ قال:
من ذي بليان وأريد ذا بليان وفي نعلي من است
بعض القوم شراكان.
البليح: بالفتح ثم الكسر، وياء، والحاء مهملة، قال
الأصمعي: هو جبل أحمر في رأس حزم أبيض لبني
أبي بكر بن كلاب قرب الستار.
البليخ: الخاء معجمة: اسم نهر بالرقة يجتمع فيه الماء
من عيون، وأعظم تلك العيون عين يقال لها الذهبانية
في أرض حران، فيجري نحو خمسة أميال ثم يسير
إلى موضع قد بنى عليه مسلمة بن عبد الملك حصنا،
يكون أسفله قدر جريب وارتفاعه في الهواء أكثر من
خمسين ذراعا، وأجرى ماء تلك العيون تحته، فإذا
خرج من تحت الحصن يسمى بليخا، ويتشعب من
ذلك الموضع أنهار تسقي بساتين وقرى ثم تصب في
الفرات تحت الرقة بميل، قال ابن دريد: لا أحسب
البليخ عربيا، ولكن يقال: بلخ إذا تكبر، قال
أبو نواس:
على شاطي البليخ وساكنيه
سلام مسلم لقي الحماما
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
حلق من بني كنانة حولي
بفلسطين، يسرعون الركوبا
ذاك خير من البليخ ومن صو
ت ذئاب، علي يدعون ذيبا
وقد جمعها الأخطل وسماها بلخا، قال:
أقفرت البلخ من عيلان فالرحب
فالمحلبيات فالخابور فالشعب
بليد: تصغير بلد: ناحية قرب المدينة بواد يدفع في
ينبع، وهي قرية لآل علي بن أبي طالب، رضي
الله عنه، قال كثير:
وقد حال من حزم الحماتين دونهم،
وأعرض من وادي بليد شجون
وقال أيضا:
نزول بأعلى ذي البليد، كأنها
صريمة نخل مغطئل شكيرها
وبليد أيضا: لآل سعيد بن عنبسة بن سعيد بن
العاص.
بليرة: بكسر اللام، وراء مهملة: حصن بالأندلس
من أعمال شنتبرية.
بليق: بالتصغير، وبلقاء: لبني أبي بكر وبني
قريط.
بليل: آخره لام أخرى: اسم لشريعة صفين في الشعر،
عن الحازمي.
بلينا: بسكون اللام، وياء مفتوحة، ونون،
والقصر: مدينة على شاطئ النيل من غربيه بصعيد
مصر، يقال إن بها طلسما لا يمر بها تمساح إلا
وينقلب على ظهره.
بليونش: بكسر أوله، وتسكين ثانيه، وياء
مضمومة، وشين معجمة: مدينة من نواحي سبتة
بالمغرب.
بلية: بالضم ثم الفتح، وياء مشددة: هضبة باليمامة في
قول جرير يرثي امرأته وكان دفنها أسفل هذه الهضبة:
493

لولا الحياء لعادني استعبار،
ولزرت قبرك، والحبيب يزار
نعم القرين وكنت علق مضنة،
وارى بنعف بلية الأحجار
وقال محمد بن إدريس: بلية فم واحد، وأنشد:
وازى بنعف بلية الأحجار
البليين: بالضم ثم الفتح، كأنه تثنية بلي المذكور
بعده، تثني الشعراء هذا وأمثاله كثيرا إما يعتقدون
ضمه إلى موضع آخر ثم يثنونه، كما قالوا: القمران
والعمران، وإما لإقامة وزن الشعر، قال إبراهيم بن
هرمة:
أهاجك ربع بالبليين داثر،
أضر به ساف ملث وماطر؟
بلي: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وتشديد الياء:
ناحية بالأندلس من فحص البلوط، وقال الحازمي
في حديث خالد بن الوليد: ذو بلى، بكسر الباء،
وليس باسم موضع بعينه وإنما يقال لكل من بعد
حتى لا يعرف موضعه: هو بذي بلى، بتشديد اللام
وقصر الألف، وإنما ذكرناه لرفع الالتباس.
بلي: بالضم ثم الفتح، وياء مشددة، في كتاب نصر:
البلي تل قصير أسفل حاذة بينها وبين ذات
عرق، وربما ثني في الشعر، وقال الحفصي: من
مياه عرمة بلو وبلي، قال الخطيم العكلي أحد
اللصوص:
ألا ليت شعري! هل أبيتن ليلة
بأعلى بلي ذي السلام وذي السدر؟
وهل أهبطن روض القطا غير خائف،
وهل أصبحن الدهر وسط بني صخر؟
وهل أسمعن يوما بكاء حمامة
تنادي حماما في ذرى قصب خضر؟
وهل أرين يوما جيادي أقودها
بذات الشقوق، أو بأنقائها العفر؟
وهل يقطعن الخرق بي عيدهية،
نجاة من العيدي تمرح للزجر؟
وقال عمر بن أبي ربيعة:
سائلا الربع بالبلي وقولا:
هجت شوقا لنا الغداة طويلا
باب الباء والميم وما يليهما
بمارش: بضم أوله، وكسر الراء، والشين معجمة:
حصن منيع من أعمال رية بالأندلس على ثمانية
عشر ميلا من مالقة.
بمجكث: بفتح الباء، وكسر الميم، وسكون
الجيم، وفتح الكاف، وثاء مثلثة: من قرى
بخارى، قال الإصطخري: وأما بخارى فاسمها
بومجكث، وقال في موضع آخر: أما بومجكث
فإنها على يسار الذاهب إلى الطواويس على أربعة
فراسخ من بخارى، بينها وبين الطريق نصف فرسخ،
فزاد الواو بعد الباء واختلف كلامه فيها، ونقلناه
نقلا وما أظنها إلا المترجم بها، والله أعلم، منها
أبو الحسن علي بن الحسن بن شعيب البمجكثي
الأديب، سمع أبا العباس الأصم، روى الحديث،
ومات ليلة الفطر سنة 386.
بملان: بالفتح ثم السكون: من قرى مرو على
فرسخ، منها أبو حامد أحمد بن محمد بن حيوية
الأنماطي، أكثر عن أبي زرعة الرازي، وكان ثقة،
والنعمان بن إسماعيل بن أبي حرب أبو حنيفة البملاني
494

المروزي، فقيه صالح تفقه على أبي منصور محمد بن
عبد الجبار وسمع منه الحديث ومن أبي مسعود
أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي، أجاز
لابي سعد، قال: وكانت ولادته في حدود سنة 430،
ومات سنة 510.
بم: بالفتح وتشديد الميم: مدينة جليلة نبيلة من
أعيان مدن كرمان، ولأهلها حذق، وأكثرهم
حاكة، وثيابها مشهورة في جميع البلدان،
وشربهم من القني المستنبطة تحت الأرض، وفي
مائهم بعض الملوحة، وفيها نهر جار، ولها بساتين
وأسواق حافلة، وبينها وبين جيرفت مرحلة،
قال الطرماح:
ألا أيها الليل الذي طال أصبح
ببم، وما الاصباح فيك بأروح
بلى إن للعينين في الصبح راحة،
لطرحهما طرفيهما كل مطرح
وممن ينسب إليها إسماعيل بن إبراهيم البمي، وزير
سنكري صاحب فارس، وغيره
باب الباء والنون وما يليهما
بنا: مخفف النون، مقصور: بلدة قديمة بمصر وتضاف
إليها كورة من فتوح عمير بن وهب، قال
الحسن المهلبي: من الفسطاط إلى بنها ثمانية عشر
ميلا، وإلى صنهشت بن زيد ثمانية أميال، وإلى
مدينة بنا، وهي مدينة قديمة جاهلية لها ارتفاع
جليل، ومنها إلى سمنود ميلان، وقد ذكرنا أن
بمصر أيضا: تتا وننا وببا وبيا فاعرفه. وبنا أيضا:
قرية من قرى اليمن، وإليها يضاف وادي بنا.
بنا: بكسر أوله: وتشديد ثانيه، والقصر: قرية
على شاطئ دجلة من نواحي بغداد، بينهما نحو
فرسخين، وهي تحت كلواذى، رأيتها. وفي
بغداد أيضا أخرى يقال لها بنا، لا أعرفها،
وإحداهما أراد أبو نواس حيث قال:
ما أبعد النسك من قلب تقسمه
قطربل فقري بنا فكلواذى
وقال أيضا:
سقيا لبنا ولا سقيا لعانات!
سقيا لقطر بل ذات اللذاذات!
فإن فيها نبات الكرم ما تركت
منها الليالي سوى باقي الحشاشات
كأنها دمعة في عين غانية
مرهاء، رقرتها مر المصيبات
بنات: كأنه جمع بنت: ماء لبني دهمان، وهي
أطراف نجد.
بنات قين: يفتح القاف، وسكون الياء، ونون:
اسم موضع بالشام في بادية كلب بن وبرة بالسماوة،
وهي عيون عدة، وسميت بذلك لان القين بن
جسر بن شيع الله بن أسد من وبرة بن تغلب بن
حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان ينزل بها
ويقول: هذه العيون بناتي، وقيل: سميت بقين
ينزل عليها، وكان إذا انكسرت ممن يستقي عليها
آلة دفعها إليه ليصلحها فيقول: هذه العيون بناتي
لأنهن يكسرن آلات فيجلبن لي الرزق. والأول
هو الصحيح، والله أعلم، قال الراعي:
فسيري واشربي ببنات قين
وما لك بالسماوة من معاد
وكانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا الماء في
495

أيام عبد الملك بن مروان وقعة مشهورة، فأصابت
فيهم على غرة، وذلك بعد وقعة أوقعتها بهم كلب
يوم العاه، كان حميد بن حريث بن بجدل الكلبي
اختلق سجلا على لسان عبد الملك بن مروان على
صدقات بني فزارة، فقدم عليهم بالعاه فقتلهم، فاجتمع
بنو فزارة فاغتروا كلبا على بنات قين فأكثروا القتل
فيهم، كذا ذكر ابن حبيب، قال القتال:
سقى الله حيا، من فزارة دارهم
بسبي، كراما، حيث أمسوا وأصبحوا
هم أدركوا في عبد ود دماءهم،
غداة بنات القين والخيل جنح
كأن الرجال الطالبين تراتهم،
أسود على ألبادها، فهي تمتح
وقال عويف القوافي:
صبحناهم، غداة بنات قين،
ململمة لها لجب طحونا
بنار: بكسر أوله، وآخره راء: من قرى بغداد
مما يلي طريق خراسان من ناحية براز الروذ، ينسب
إليها أبو إسحاق إبراهيم بن بدر البناري، حدث عن
سعد الخير الأنصاري، وسمع من أبي الوقت السجزي
وأبي المعمر الأنصاري، حدث عنه محمد بن أبي
المكارم البعقوبي، وكان سماعه في سنة 560.
بنارق: بالفتح، وكسر الراء، وقاف: قرية بين
بغداد والنعمانية مقابل دير قنى من أعمال نهر ماري
على دجلة، وهي الآن خراب، وكان السبب في
خرابها مداومة العساكر السلجوقية ومرورهم عليها
وتزولهم فيها، حدثني صديقنا أبو بكر عتيف بن أبي
بكر مظفر بن علي البنارقي المقري النحوي قال:
حدثني جدي لأمي أبو الحسن دنينة وزوجته مباركة
البنارقيان وجماعة كثيرة من أهل قريتنا بنارق أنه
لما استمر تطرق العساكر لقريتنا أجمعنا على
الرحيل عنها وإخلائها، ونهيأ لذلك إلى الليل،
وكان قد بلغنا قرب العساكر منا، فلما كان الليل
عبرنا دجلة لنجئ إلى دير قنى لأنه ذو سور منيع
إلى أن تتجاوزنا العساكر، ثم نمضي إلى حيث نريد
من البلاد، وقد استصحبنا ما خف من أمتعتنا على
أكتافنا ودوابنا، فتأملنا فإذا نيران عظيمة ومشاعل
جمة ملء البرية، فظنناها مشاعل العساكر، فندمنا
وقلنا: ما صنعنا شيئا، لو أقمنا بقريتنا كان أرفق
لنا لأنه كان يمكننا أن نخفي ما معنا هناك، فالآن
قد جئناهم بأموالنا وسلمناها إليهم بأيدينا، فبينما نحن
نتشاور وإذا تلك النيران قد دهمتنا وغشيتنا، فإذا
هي سائرة بنفسها لا نرى لها حاملا، وسمعنا من
خلالها أصواتا كالنياحة بأشجى صوت يقول:
فلا بثقهم ينسد ولا نهر هم يجري،
وخلوا منازلهم وساروا مع الفجر 1
وهم ملحون في موضعين، فعلمنا أنهم الجن، قال:
وكان الامر كما ذكرنا، فإن النهروان وأنهارا كثيرة
فسدت ولم تتفرغ الملوك لاصلاحها، فخربت البلاد
إلى الآن، قال: وبتنا بدير قنى ثم تفرقنا في البلاد،
فمنا من قصد بغداد ومنا من قصد واسط ومنا من
استوطن غيرهما، وكان ذلك في حدود سنة 545.
بناكت: بالفتح، وكسر الكاف، وآخره تاء فوقها
نقطتان: مدينة بما وراء النهر في الاقليم الرابع،
طولها أربع وتسعون درجة وربع، وعرضها ثمان
وثلاثون درجة وسدس، وهي مدينة كبيرة، خرج
منها طائفة من أهل العلم، منهم: أبو علي عبد الله بن
عبد الرحمن البناكتي السمرقندي، سمع أبا محمد عبد

(1) هذا البيت من نوع الموالي لذلك ليس له وزن.
496

الله بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الفارسي، روى
عنه أبو عصمة نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو
ابن الفضل بن العباس بن الحارث الاخسيكثي.
بنان: بالفتح مخفف، وآخره نون: موضع في ديار
بني أسد بنجد لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين،
قاله نصر، وقال غيره: البنانة ماء لبني جذيمة بطرف
بنان الذي قاله فيه الشاعر:
فقلت لصاحبي، وقل نومي:
أما يعنيكما ما قد عناني؟
أضاء البرق لي، والليل داج،
بنانا والضواحي من بنان
بنان: بالضم: قرية بمرو الشاهجان، ينسب إليها
جماعة مذكورون في تاريخها، منهم: أبو عبد الرحمن
علي بن إبراهيم البناني المروزي صاحب عبد الله بن
المبارك، سمع خالد بن صبيح وخالد بن مصعب،
وقال الحاكم أبو عبد الله: أخبرنا العباس السياري
بمرو، حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى المروزي،
حدثنا العباس بن مصعب قال: علي بن إبراهيم من
ناحية بنان ولقبه أبو طينوس، سمع من ابن المبارك
عامة كتبه، وكان ثقة، روى عنه أهل مرو القليل،
وأكثر ما رأيت يروى عنه بخوارزم، وقد روى
عنه أحمد بن حنبل، وورد نيسابور وسمع من
مشايخنا علي بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهاب
العبدي، آخر كلام الحاكم، وذكره أبو سعد السمعاني
المروزي فقال: وأما علي بن إبراهيم البناني صاحب
عبد الله بن المبارك، فقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي:
هو منسوب إلى ناحية بنان من نواحي مرو، وقال
أبو سعد: ولا أعرف هذه الناحية. وذكر الأمير
أبو نصر فقال: علي بن إبراهيم البتاني، الباء موحدة
مضمومة بعدها تاء فوقها نقطتان، وذكر معه رجلين
وقال: هي من قرى طريثيث، كما ذكرناه في
موضعه.
بنانة: بالهاء، سكة بنانة: من محال البصرة
القديمة اختطها بنو بنانة، وهي أم ولد سعد بن لؤي
ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وقال
الزبير: بنانة كانت أمة لسعد بن لؤي حضت بنيه
عمارا وعامرا ومجذوما بعد أمهم فغلبت عليهم،
وقد نسب إلى هذه السكة ثابت بن أسلم البصري
البناني العابد، تابعي، صحب أنس بن مالك أربعين
سنة، وتوفي سنة 127 وقيل سنة 126 وقيل سنة 123
عن ست وثمانين سنة، ومنها عبد العزيز بن صهيب
البناني تابعي، مشهور بالرواية عن أنس بن مالك.
بنانة: بالفتح، ذكر مع بنان آنفا، وقال نصر:
بنانة ماء لبني أسد بن خزيمة، وقال محمود: بنانة
ماء لبني جذيمة بطرف بنان، جبل قال فيه الشاعر:
بنانا والضواحي من بنان
وقال أبو عبيدة: البنانة أرض في بلاد غطفان،
وأنشد لنابغة بني شيبان:
أرى البنانة أقوت بعد ساكنها،
فذا سدير، وأقوى منهم أقر
بنبان: بالفتح ثم السكون، وباء أخرى، قال الحفصي:
بنبان منهل باليمامة من الدهناء به نخل لبني سعد،
وأنشد:
قد علمت سعد بأعلى بنبان
يوم الفريق، والفتى رغمان
بنبلى: بالفتح ثم السكون وكسر الباء الأخرى،
ولام، وألف مقصورة: أرض عند الخور نهر
السند، يعرفها البحريون، عن أبي الفتح.
497

بنبميرة: بفتح الباء الثانية، وكسر الميم، وياء
ساكنة، وراء، وهاء: قرية بالصعيد على شاطئ
غربي النيل.
البنتان: بالفتح، وتشديد النون، وتاء فوقها
نقطتان: موضع في قول الأخطل:
ولقد تشق بي الفلاة، إذا طفت
أعلامها وتغولت علكوم
غول النجاء، كأنها متوجس
بالبنتين، مولع موشوم
بنت: بالضم ثم السكون، وتاء مثناة: بلد بالأندلس
من ناحية بلنسية، ينسب إليها أبو عبد الله محمد
البنتي البلنسي الشاعر الأديب.
بنتا هيدة: بنتا تثنية بنت، وهيدة، بفتح الهاء
وياء ساكنة: هضبتان في بلاد بني عامر بن صعصعة،
قتل عندهما توبة بن الحمير الخفاجي، ومرت
به ليلى الأخيلية فعقرت عليه جمل زوجها وقالت:
عقرت على أنصاب توبة مقرما
بهيدة إذ لم تختفره أقاربه
بنج: بالفتح ثم الضم، وجيم: من قرى روذك من
نواحي سمرقند، وهي قصة ناحية روذك، من هذه
القرية كان أبو عبد الله الروذكي الشاعر.
بنج دية: بسكون النون: معناه بالفارسية الخمس
قرى، وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي
مرو الروذ ثم من نواحي خراسان، عمرت حتى
اتصلت العمارة بالخمس قرى وصارت كالمحال بعد أن
كانت كل واحدة مفردة، فارقتها في سنة 617 قبل
استيلاء التتر على خراسان وقتلهم أهلها، وهي من
أعمر مدن خراسان، ولا أدري إلى أي شئ آل
أمرها، وقد تعرب فيقال لها: فنج دية، وينسبون
إليها فنجديهي، وقد نسب إليها السمعاني خمقري
من الخمس قرى نسبة، وقد يختصرون فيقولون
بندهي، وينسب إليها خلق، منهم: أبو عبد الله
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن
الحسين بن مسعود المسعودي البنجديهي، كان فاضلا
مشهورا، له حظ من الأدب، شرح مقامات الحريري
شرحا حشاه بالاخبار والنتف، وكان معروفا
بطلب الحديث ومعرفته، سافر الكثير إلى العراق
والجبال والشام والثغور ومصر والإسكندرية، سمع
أباه ببلده ومسعودا الثقفي بأصبهان وأبا طاهر السلفي
بالإسكندرية، وكتب عن الحافظ أبي القاسم الدمشقي
وكتب هو عنه، ووقف كتبه بدمشق بدويرة
السميساطي، ومات بدمشق في تاسع عشر ربيع
الأول سنة 584، ومولده سنة 521.
بنجخين: بعد الجيم خاء معجمة مكسورة، وياء
ساكنة، ونون: محلة بسمرقند، ينسب إليها علي
ابن محمد بن حامد الكرابيسي الفقيه البنجخيني، يروي
عن عبد الله بن محمد بن الحسن بن القاسم السمرقندي
وغيره، توفي سنة 360.
بنجهير: الهاء مكسورة، وياء ساكنة، وراء:
مدينة بنواحي بلخ فيها جبل الفضة، وأهلها أخلاط،
وبينهم عصبية وشر وقتل، والدراهم بها واسعة
كثيرة لا يكاد أحدهم يشتري شيئا ولو جرزة بقل
بأقل من درهم صحيح، والفضة في أعلى جبل مشرف
على البلدة والسوق والجبل كالغربال من كثرة
الحفر، وإنما يتبعون عروقها يجدونها تدلهم على أنها
تفضي إلى الجواهر، وهم إذا وجدوا عرقا حفروا
أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة، فينفق أن للرجال منهم
498

في الحفر ثلاثمائة ألف درهم أو زائدا أو ناقصا، فربما
صادف ما يستغني به هو وعقبه وربما حصل له مقدار
نفقته وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك،
وربما يتبع رجل عرقا ويتبع آخر شعبة أخرى منه
بعينه فيأخذان جميعا في الحفر، والعادة عندهم أن من
سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق ذلك العرق وما
يفضي إليه، فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا
تعمله الشياطين، فإذا سبق أحد الرجلين ذهبت
نفقة الآخر هدرا، وإن استويا اشتركا، وهم يحفرون
أبدا ما حييت السرج واتقدت المصابيح، فإذا
صاروا في البعد إلى موضع لا يحيي السراج لم يتقدموا،
ومن تقدم مات في أسرع وقت، فالرجل منهم يصبح
غنيا ويمسي فقيرا أو يصبح فقيرا ويمسي غنيا، وينسب
إليها شاعر يعرف بالبنجهيري، معروف.
بنجيكت: بضم أوله، وسكون ثانيه، وكسر
الجيم، وياء ساكنة، وفتح الكاف، وتاء مثناة، قال
الإصطخري: بنجيكت أكبر مدينة بأشروسنة،
وهي التي يسكنها ولاة أشر وسنة، يقدر رجالها
بعشرين ألفا، ويشتمل خندقها على دور وبساتين
وكروم وقصور وزروع، وقال أبو سعد: بنجيكت
قرية من قرى سمرقند على ستة فراسخ، منها أبو مسلم
مؤمن بن عبد الله البنجيكتي، يروي عن محمد بن
نصر البلخي.
بندجان: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال، وجيم،
وألف، ونون: مدينة بفارس، ولست أدري أهو
النوبندجان أو غيرها، وموضعهما في الاخبار واحد.
بندسيان: من قرى نهاوند، بها قبر النعمان بن
مقرن، استشهد هناك يوم نهاوند، وهو أمير
الجيوش، وقبر عمرو بن معدي كرب الزبيدي، فيما
يزعم أهلها، والمشهور أن عمرو بن معديكرب
مات بروذه قرب الري.
بندكان: بضم أوله: من قرى مرو على خمسة
فراسخ منها، ينسب إليها أبو طاهر محمد بن عبد العزيز
العجلي البندكاني، كان إماما فاضلا مناظرا عارفا
بالتواريخ، تفقه على الامام أبي القاسم الفوراني
وروى الحديث عن الحسين بن الحسن بن عبد الله
الكاشغري، روى عنه أبو الحسن الشهرستاني بمكة
وأبو القاسم علي بن محمد، وحدثنا عنه أبو المظفر
السمعاني، رحمه الله، عن أبي سعد السمعاني.
البندنيجين: لفظه لفظ التثنية، ولا أدري ما بندنيج
مفرده، إلا أن حمزة الأصبهاني قال: بناحية
العراق موضع يسمي وندنيكان وعرب على
البندنيجين، ولم يفسر معناه: وهي بلدة مشهورة في
طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد،
يشبه أن تعد في نواحي مهرجانقذق، وحدثني
العماد بن كامل البندنيجي الفقيه قال: البندنيجين اسم
يطلق على عدة محال متفرقه غير متصلة البنيان، بل
كل واحدة منفردة لا ترى الأخرى لكن نخل الجميع
متصلة، وأكبر محلة فيها يقال لها باقطنايا، وبها سوق
ودار الامارة ومنزل القاضي، ثم بويقيا، ثم سوق
جميل، ثم فلشت، وقد خرج منها خلق من العلماء
محدثون وشعراء وفقهاء وكتاب.
بنديمش: بكسر الدال، وياء ساكنة، وميم مفتوحة،
وشين معجمة: من قرى سمرقند في ظن أبي سعد،
منها القاضي أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار
الحافظ البنديمشي، توفي في شعبان سنة 524.
بنزرت: بفتح الزاي، وسكون الراء، وتاء فوقها
نقطتان: مدينة بإفريقية، بينها وبين تونس يومان،
499

وهي من نواحي شطفورة مشرفة على البحر، وتنفرد
بنزرت ببحيرة تخرج من البحر الكبير إلى مستقر
تجاهها، يخرج منها في كل شهر صنف من السمك
لا يشبه السمك الذي خرج في الشهر الذي قبله إلى
انقضاء الشهر، ثم صنف آخر، ويضمنه السلطان بمال
وافر، بلغني أن ضمانته اثنا عشر ألف دينار، قال
أبو عبيد البكري: وبشرقي طبرقة على مسيرة يوم
وبعض آخر قلاع تسمى قلاع بنزرت، وهي حصون
يأوي إليها أهل تلك الناحية إذا خرج الروم غزاة
إلى بلاد المسلمين، فهي مفزع لهم وغوث، وفيها
رباطات للصالحين، قال وقال محمد بن يوسف في ذكر
الساحل: من طبرقة إلى مرسى تونس مرسى القبة عليه
مدينة بنزرت، وهي مدينة على البحر يشقها نهر كبير
كثير الحوت، ويقع في البحر، وعليها سور صخر،
وبها جامع وأسواق وحمامات، افتتحها معاوية بن
حديج سنة 41، وكان معه عبد الملك بن مروان.
بنسارقان: السين مهملة، وبعد الألف راء مفتوحة
وقاف: قرية من قرى مرو على فرسخين من مرو،
يسميها العامة كوسارقان، منها أبو منصور الطيب
ابن أبي سعيد بن الطيب الخلال البنسارقاني، كان
يسكن البلد، خرج إلى مكة وتوفي بهمذان في شعبان
سنة 532، وكان صالحا، سمع الحديث ورواه.
بنطس: بضم الطاء، والسين مهملة، كذا وجدته
بخط أبي الريحان البيروني، وقرأت بخط غيره: بنطس
كلمة يونانية، وهو خاص بالبحر الذي منه خليج
قسطنطينية، أوله في أطراف بلاد الترك في الشمال
ويمتد إلى ناحية المغرب والجنوب حتى يتصل ببحر
الشام، وقبل اتصاله ببحر الشام يسمى بنطس.
بنفزوة: بفتح أوله وثانيه، وسكون الفاء، وضم
الزاي، وفتح الواو: مدينة بإفريقية من نواحي
القيروان.
بنكت: بالكسر ثم السكون، وفتح الكاف،
والتاء فوقها نقطتان: قرية من قرى إشتيخن من
صغد سمرقند، منها أبو الحسن علي بن يوسف بن
محمد البنكتي، كان فقيها صالحا، سمع بمكة أبا محمد
عبد الملك بن محمد بن عبيد الله الزبيدي.
بنكث: هذه بالثاء المثلثة، ووجدته بخط البشاري
بيكث، بعد الباء ياء، وقال الإصطخري: بنكث
قصبة إقليم الشاش ولها قهندز ومدينة، وقهندزها
خارج عن المدينة، وللمدينة ربض عليه سور،
وطول البلد من السور الثالث إلى أن تقطع عرضه كله
مقدار فرسخ، وتجري في المدينة الداخلة والربض
جميعا المياه، وفي الربض بساتين كثيرة، ويمتد من
الجبل المعروف بسابلع حائط في وجه القلاص حتى
ينتهي إلى وادي الشاش يمنع الترك من الدخول،
بناه عبد الله بن حميد، فإذا جزت هذا الحائط
بمقدار فرسخ كان هناك خندق من الجبل إلى الوادي،
وينسب إليها أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح
ابن معقل الشاشي البنكثي، أصله من ترمذ وسكن
بنكث فنسب إليها، كان إماما حافظا رحالا أديبا،
قرأ الأدب على أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة
بغداد، روى عن عيسى بن أحمد العسقلاني وأبي
عيسى الترمذي، وغيرهما من أهل خراسان والجبال
والعراق، روى عنه أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد
الخزاعي، ومات بالشاش سنة 335، وله مسند في
مجلدين ضخمين سمعناه بمرو علي أبي المظفر عبد الرحيم
ابن أبي سعد الحافظ، رحمه الله.
بنة: بالفتح ثم التشديد: مدينة بكابل، وفي كتاب
500

الفتوح: غزا المهلب بن أبي صفرة في سنة 44 أيام
معاوية ثغر السند فأتى بنة ولاهور، وهما بين الملتان
وكابل، فلقيه العدو فقتله المهلب ومن معه، فقال
بعض الأزديين:
ألم تر أن الأزد، ليلة بيتوا
ببنة، كانوا خير جيش المهلب؟
بنة: بكسر أوله: قرية من قرى بغداد، وهي
بنة المقدم ذكرها. وبنة أيضا: حصن بالأندلس
من أعمال الفرج، عمره محمد بن عبد الرحمن بن
الحكم بن هشام، ينسب إليه أبو جعفر البني القائل
في صفة قنديل:
وقنديل، كأن الضوء فيه
محاسن من أحب وقد تجلى
أشار إلى الدجى بلسان أفعى،
فشمر ذيله خوفا وولى
وذكر أبو طاهر الحافظ بإسناده قال: أبو العباس أحمد
ابن البني الأبدي قال: قدمت حمص الأندلس،
يعني إشبيلية، فجمعني جماعة من شعرائها في مجلس
فأرادوا امتحاني فقال من بينهم أبو محمد عبد الله بن
سادة الشنتريني وكان مقدمهم:
هذي البسيطة كاعب أترابها،
حلل الربيع وحليها الأزهار
فقلت:
وكأن هذا الجو فيها عاشق،
قد شفه التعذيب والاضرار
فإذا شكا فالبرق قلب خافق،
وإذا بكى فدموعه الأمطار
فلأجل ذلة ذا وعزة هذه
يبكي الغمام، ويبسم النوار
بنورا: بالفتح ثم الضم، والواو ساكنة، وراء،
وألف مقصورة: قرية قرب النعمانية بين بغداد
وواسط، وبها كان مقتل المتنبي في بعض الروايات،
وحدثني الشريف أبو الحسن علي بن أبي منصور الحسن
ابن طاوس العلوي أن بنورا من نواحي الكوفة ثم
من ناحية نهر قورا قرب سورا، بينهما نحو فرسخ،
منها كان الشريف النسابة عبد الحميد بن التقي
العلوي، كان أوحد الناس في علم الأنساب والاخبار،
مات في سنة 597.
بنو عامر: من مخاليف اليمن.
بنو مغالة: بالغين معجمة: من قرى الأنصار
بالمدينة، قال الزبير: كل ما كان من المدينة عن
يمينك إذا وقفت آخر البلاد مستقبل مسجد رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، فهو بنو مغالة، والجهة
الأخرى فهو جديلة، وهم بنو معاوية.
بنو نجيد: مخلاف باليمن فيه معدن الجزع
البقراني، أجود أصناف الجزع.
بنها: بكسر أوله، وسكون ثانيه، مقصور: من
قرى مصر، يسمونها اليوم بنها، بفتح أوله، قال
أبو الحسن المهلبي: من الفسطاط إلى مدينة بنها،
وهي على شعبة من النيل، وأكثر عسل مصر
الموصوف بالجودة مجلوب منها ومن كورتها، وهي
عامرة حسنة العمارة، ثمانية عشر ميلا، وعن العباس
ابن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول:
روى الليث بن سعد بن ابن شهاب قال: بارك رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، في عسل بنها، قال
العباس: قلت ليحيى حدثك به عبد الله بن صالح؟
قال: نعم، قال يحيى: بنها قرية من قرى مصر.
501

بنيان: بالضم، كذا وجدته في شعر الأعشى،
ووجدته بخط الترمذي الذي نقله من خط ثعلب
بنيان، بالفتح، في قول الحطيئة:
مقيم على بنيان يمنع ماءه
وماء وشيع، ماء عطشان مرمل
وهي قرية باليمامة ينزلها بنو سعد بن زيد مناة بن تميم،
قال الأعشى:
أجدوا، فلما خفت أن يتفرقوا
فريقين: منهم مصعب ومصوب
طلبتهم تطوي، بي البيد، جسرة
شويقية النابين وجناء ذعلب
مضبرة حرف، كأن قتودها
تضمنه، من حمر بنيان، أحقب
شقا ناب البعير إذا طلع، وقال طفيل الغنوي:
وبنيان لم تورد، وقد تم ظمؤها
تراح إلى برد الحياض وتلمع
وبنيان أيضا: رستاق بين فارس وأصبهان
وخوزستان، وهو من نواحي خوزستان، وليس
في عملها عمل يعد من الصرود غيره، وهي متاخمة
للسردان.
بنيرقان: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، وراء
مفتوحة، وقاف، وألف، ونون: من قرى مرو،
منها عبد الله بن الوليد بن عفان البنيرقاني، سمع
قتيبة بن سعيد.
بننور: لفظه لفظ بني نور، بالنون في نور: قلعة
مشهورة ومدينة من نواحي مكران.
البنية: بالضم، وياء مشددة، بلفط التصغير، ويروى
البنينة، بنونين بينهما ياء: موضع في قول الحادرة.
بني: بلفظ تصغير الابن، قال أبو زياد: بني أجرع
من الرمل، لم أسمع شيئا من الرمل يسمى بنيا
غيره، وهو في جانب رمل عبد الله بن كلاب في الشق
الذي يلي مطلع الشمس، وأنشد لربيعة بن عمرو
ابن نفاثة:
ذهب الشباب وجاء شئ آخر،
وقعدت بعد ذهابه أتذكر
ولقد جلست على بني غدوة،
ونظرت صادرتي وماء أخضر 1.
ولقد سعيت على المكاره كلها،
وجمعت حربا لم يطقها عفزر
البنية: من أسماء مكة، حرسها الله تعالى.
باب الباء والواو وما يليهما
بواء: بالفتح، والمد: واد بتهامة، وقد قصره
بعض الشعراء.
بوادر: جمع بادرة: موضع في شعر سبيع بن
الخطيم حيث قال:
واعتادها لما تضايق شربها
بلوى بوادر مربع ومصيف
بوار: بالفتح، بلفظ البوار بمعنى الهلاك: بلد باليمن،
له ذكر في الاخبار، عن نصر.
بوازن: بعد الألف زاي مكسورة، ونون، قال
زيد الخيل الطائي:
قضت ثعل دينا ودنا بمثله،
سلامان كيلا وازنا ببوازن

(1) في هذا البيت إقواء.
502

فأمسوا بني حر كريم وأصبحوا
عبيد عنين رغم أنف ومازن
البوازيج: بعد الزاي ياء ساكنة، وجيم: بلد قرب
تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة،
ويقال لها بوازيج الملك، لها ذكر في الاخبار
والفتوح، وهي الآن من أعمال الموصل، ينسب
إليها جماعة من العلماء، منهم من المتأخرين: منصور
ابن الحسن بن علي بن عاذل بن يحيى البوازيجي البجلي،
فقيه فاضل حسن السيرة، تفقه على أبي إسحاق
الفيروزاباذي وسمع منه الحديث ورواه، وتوفي
سنة 501.
وبوازيج الأنبار: موضع آخر، قال أحمد بن يحيى
ابن جابر: فتح عبد الله بوازيج الأنبار وبها قوم من
مواليه إلى الآن.
بواط: بالضم، وآخره طاء مهملة: واد من أودية
القبلية، عن الزمخشري عن علي العلوي، ورواه
الأصيلي والعذري والمستملي من شيوخ المغاربة بواط،
بفتح أوله، والأول أشهر، وقالوا: هو جبل من
جبال جهينة بناحية رضوى، غزاه النبي، صلى الله عليه
وسلم، في شهر ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة
يريد قريشا، ورجع ولم يلق كيدا، قال بعضهم:
لمن الدار أقفرت ببواط
بواعة: بالعين المهملة: صحراء عندها ردهة القرينين
لبني جرم.
بوان: بالنون: ذو بوان: موضع بأرض نجد،
قال الزفيان:
ماذا تذكرت من الاظعان
طوالعا من نحو ذي بوان؟
وقد ذكر بعضهم أنه أراد بوانة المذكورة بعد،
فأسقط الهاء للقافية.
بوان: بالفتح، وتشديد الواو، وألف، ونون:
في ثلاثة مواضع، أشهرها وأسيرها ذكرا شعب
بوان بأرض فارس بين أرجان والنوبندجان،
وهو أحد متنزهات الدنيا، قال المسعودي، وذكر
اختلاف الناس في فارس فقال: ويقال إنهم من ولد
بوان بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح، عليه
السلام، وبوان هذا هو الذي ينسب إليه شعب بوان
من أرض فارس، وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة
بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع
الأطيار، قال الشاعر:
فشعب بوان فوادي الراهب،
فثم تلقى أرحل النجائب
وقد روي عن غير واحد من أهل العلم أنه من
متنزهات الدنيا، وبعض قال: جنان الدنيا أربعة
مواضع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوان
ونهر الأبلة، وقالوا: وأفضلها غوطة دمشق، وقال
أحمد بن محمد الهمداني: من أرجان إلى النوبندجان
ستة وعشرون فرسخا، وبينهما شعب بوان الموصوف
بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفق المياه، وهو
موضع من أحسن ما يعرف، فيه شجر الجوز
والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر، وعن
المبرد أنه قال: قرأت على شجرة بشعب بوان:
إذا أشرف المحزون، من رأس تلعة،
على شعب بوان استراح من الكرب
وألهاه بطن كالحريرة مسه،
ومطرد يجري من البارد العذب
503

وطيب ثمار في رياض أريضة،
على قرب أغصان جناها على قرب
فبالله يا ريح الجنوب تحملي،
إلى أهل بغداد، سلام فتى صب
وإذا في أسفل ذلك مكتوب:
ليت شعري عن الذين تركنا
خلفنا بالعراق هل يذكرونا
أم لعل الذي تطاول حتى
قدم العهد بعدنا، فنسونا؟
وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب
تظلل عينا جارية بشعب بوان:
متى تبغني في شعب بوان تلقني
لدى العين، مشدود الركاب إلى الدلب
وأعطي، وإخواني، الفتوة حقها
بما شئت من جد وما شئت من لعب
يدير علينا الكأس من لو رأيته
بعينك ما لمت المحب على الحب
وذكر لي بعض أهل فارس أن شعب بوان واد
عميق، والأشجار والعيون التي فيه إنما هي من
جلهتيه، وأسفل الوادي مضايق تجتمع فيها تلك
المياه وتجري، وليس في أرض وطيئة البتة بحيث
تبني فيه مدينة ولا قرية كبيرة، وقد أجاد المتنبي
في وصفه فقال:
مغاني الشعب، طيبا، في المغاني،
بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها،
غريب الوجه، واليد، واللسان
ملاعب جنة، لو سار فيها
سليمان لسار بترجمان
طبت فرساننا والخيل حتى
خشيت، وإن كرمن، من الحران
غدونا تنفض الأغصان فيها،
على أعرافها، مثل الجمان
فسرت وقد حجبن الحر عني،
وجئن من الضياء بما كفاني
وألقى الشرق منها، في ثيابي،
دنانيرا تفر من البنان
لها ثمر، تشير إليك منه
بأشربة، وقفن بلا أواني
وأمواه تصل بها حصاها
صليل الحلي، في أيدي الغواني
ولو كانت دمشق ثنى عناني
لبيق الثرد صيني الجفان
يلنجوجي، وما رفعت لضيف
به النيران، ندي الدخان
تحل به على قلب شجاع،
وترحل منه عن قلب جبان
منازل، لم يزل منها خيال
يشيعني إلى النوبنذجان
إذا غنى الحمام الورق فيها،
أجابته أغاني القيان
ومن بالشعب أحوج من حمام،
إذا غنى وناح إلى البيان؟
وقد يتقارب الوصفان جدا،
وموصوفاهما متباعدان
504

يقول بشعب بوان حصاني:
أعن هذا يسار إلى الطعان؟
أبوكم آدم سن المعاصي،
وعلمكم مفارقة الجنان
فقلت: إذا رأيت أبا شجاع
سلوت عن العباد، وذا المكان
وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق له يصف
شعب بوان: بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت إليك
من شعب بوان وله عندي يد بيضاء مذكورة، ومنة
غراء مشهورة، بما أولانيه من منظر أعدى على
الأحزان، وأقال من صروف الزمان، وسرح
طرفي في جداول تطرد بماء معين منسكب أرق من
دموع العشاق، مررتها لوعة الفراق، وأبرد من
ثغور الأحباب، عند الالتئام والاكتئاب، كأنها
حين جرى آذيها يترقرق، وتدافع تيارها يتدفق،
وارتج حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو
بحدق تولد قصب لجين في صفائح عقيان،
وسموط دربين زبرجد ومرجان، أثر على حكمة
صانعه شهيد، وعلم على لطف خالقه دليل إلى ظل
سجسج أحوى، وخضل ألمى، قد غنت عليه
أغصان فينانة، وقضب غيدانة، تشورت لها
القدود المهفهفة خجلا، وتقيلتها الخصور المرهفة
تشبها، يستقيدها النسيم فتنقاد، ويعدل بها فتنعدل،
فمن متورد يروق منظره، ومرتج يتهدل مثمره،
مشتركة فيه حمرة نضج الثمار، ينفحه نسيم النوار،
وقد أقمت به يوما وأنا لخيالك مسامر، ولشوقك
منادم، وشربت لك تذكارا، وإذا تفضل الله بإتمام
السلامة إلى أن أوافي شيراز كتبت إليك من خبري
بما تقف عليه إن شاء الله تعالى.
وبوان، أيضا، شعب بوان: واد بين فارس
وكرمان، يوصف أيضا بالنزاهة والطيب ليس بدون
الأول، أخبرني به رجل من أهل فارس. وبوان
أيضا: قرية على باب أصبهان، ينسب إليها جماعة،
منهم: القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليم البواني من أهل
هذه القرية، كان شيخا صالحا مكثرا، سمع الحافظ
أبا بكر مردويه بأصبهان والبرقاني ببغداد وغيرهما،
روى عنه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن
الفضل الأصبهاني وغيره، وولي القضاء ببعض نواحي
أصبهان، وتوفي في ذي القعدة سنة 484، وولد في
صفر سنة 401.
بوانة: بالضم، وتخيف الواو، قال أبو القاسم محمود
ابن عمر: قال السيد علي: بوانة هضبة وراء ينبع
قريبة من ساحل البحر وقريب منها مائة تسمى
القصيبة وماء آخر يقال له المجاز، قال الشماخ
ابن ضرار:
نظرت وسهب من بوانة دوننا،
وأفيح من روض الرباب عميق
وهذا يريك أنه جبل، وقال آخر:
لقد لقيت شول بجنب بوانة
نصيا، كأعراف الكوادن، أسحما
وفي حديث ميمونة بنت كردم أن أباها قال
للنبي، صلى الله عليه وسلم: إني نذرت أن أذبح
خمسين شاة على بوانة، فقال، صلى الله عليه وسلم:
هناك شئ من هذه النصب؟ فقال: لا، قال:
فأوف بنذرك، فذبح تسعا وأربعين وبقيت
واحدة فجعل يعدو خلفها ويقول: اللهم أوفي
بنذري، حتى أمسكها فذبحها، وهذا معنى الحديث
505

لا لفظه. وبوانة أيضا: ماء بنجد لبني جشم،
وقال أبو زياد: بوانة من مياه بني عقيل، وقال
وضاح اليمن:
أيا نخلتي وادي بوانة حبذا،
إذا نام حراس النخيل، جناكما
وحسناكما زادا على كل بهجة،
وزاد على طيب الغناء غناكما
البوباة: بالفتح ثم السكون، وباء أخرى: اسم
لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي
النخلة اليمانية، وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن،
قال رجل من مزينة:
خليلي بالبوباة عوجا، فلا أرى
بها منزلا إلا جديب المقيد
نذق برد نجد، بعد ما لعبت بنا
تهامة في حمامها المتوقد
وقال ابن السكيت في شرح قول المتلمس:
لن تسلكي سبل البوباة، منجدة،
ما عاش عمرو، وما عمرت قابوس
قال: البوباة ثنية في طريق نجد على قرن ينحدر
منها صاحبها إلى العراق فيقول: لا تأخذ بذلك
الطريق إلى نجد وأنت تريد إلى الشام. وأصل البوباة
والموماة: المتسع من الأرض.
البوب: بالضم ثم السكون، وباء أخرى: قرية بمصر
من كورة بنا من نواحي حوف مصر، ويقال لها
بلقينة أيضا.
بوته: بالتاء فوقها نقطتان: من قرى مرو، ينسب
إليها بوتقي، بزيادة القاف، وينسب إليها أبو
الفضل أسلم بن أحمد بن محمد بن فراشة البوتقي،
يروي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن محبوب
المحبوبي وغيره، روى عنه أبو سعيد النقاش، توفي
بعد سنة 350.
بوتيج: بكسر التاء، وياء ساكنة، وجيم: بليدة
بالصعيد الأدنى من غربي النيل، وهي عامرة نزهة
ذات نخل كثير وشجر وفير.
بورنمذ: يلتقي فيها ساكنان، وفتح النون والميم،
والذال معجمة: قرية بين سمرقند وأشروسنة،
وهي من أعمال أشر وسنة، منها أبو أحمد عبد الله
ابن عبد الرحمن البورنمذي الزاهد، سمع يحيى بن
معاذ الرازي، روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل
السمرقندي.
بورة: مدينة على ساحل بحر مصر قرب دمياط،
تنسب إليها العمائم البورية والسمك البوري، منها
محمد بن عمر بن حفص البوري، قال عبد الغني بن
سعيد: حدثونا عنه.
بورى: بالقصر: قرية قرب عكبراء، قال أبو
نواس:
ولا تركت المدام بين قرى الكر
خ فبورى فالجوسق الخرب
وببغداد جماعة من الكتاب وغيرهم ينسبون إليها،
ولشعر أبي نواس تمام ذكرته في القفص.
بوزانة: بالزاي، والألف، والنون: قرية من قرى
أسفرايين، منها أبو محمد عبد الله بن الحارث بن حفص
ابن الحارث بن عقبة القرشي الصنعاني ثم البوزاني من
أهل صنعاء وسكن بوزانة، وكان وضاعا للحديث
عن الأئمة، مثل عبد الرزاق وأحمد بن حنبل
وغيرهما.
506

بوزجان: بالجيم: بليدة بين نيسابور وهراة، وهي
من نواحي نيسابور، منها إلى نيسابور أربع مراحل
وإلى هراة ست مراحل، كان منها جماعة كثيرة
من أهل العلم، منهم: أبو منصور أحمد بن محمد بن
حمدون بن مرداس الفقيه البوزجاني، تفقه ببلخ على أبي
القاسم الصفار ثم سكن نيسابور خمسين سنة إلى أن
مات بها، سمع عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي
وأبا العباس الدغولي وغيرهما، سمع منه الحاكم أبو
عبد الله، وتوفي في ذي القعدة سنة 386.
بوزع: العين مهملة: اسم رملة في بلاد بني سعد بن
زيد مناة بن تميم، وفي قول جرير:
وتقول بوزع قد دببت على العصا
فهو اسم امرأة، قال الأزهري: وكأنه فوعل من
البزع وهو الظرف والملاحة.
بوزنجرد: الزاي والنون مفتوحتان، والجيم
مكسورة، والراء ساكنة، والدال مهملة: من
قرى همذان على مرحلة منها من جهة ساوه، منها
أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسن بن
وهرة الهمذاني البوزنجردي، كان إماما ورعا
متنسكا عاملا بعلمه، له أحوال وكرامات وكلام
على الخواطر، وإليه انتهت تربية المريدين، تفقه على
الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وسمع منه الحديث ومن
غيره من العراقيين، منهم أبو بكر الخطيب، سمع
منه أبو سعد وقال: توفي ببامئين قصبة باذغيس
سنة 535.
بوزنجرد: مثل الذي قبله، إلا أنه بسكون
النون والتي قبلها بفتحها، وذكرهما معا أبو سعد
وفرق بينهما بذلك، وهذا: من قرى مرو على
طرف البرية، منها أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن
عمرو بن سياوش الهاشمي البوزنجردي، وقيل ابن
زادان بدل سياوش، سمع علي بن الحسن بن شقيق
وغيره، روى عنه أحمد بن محمد بن العباس السوسقاني
وغيره، وتوفي سنة 289.
بوزن شاه: الشين معجمة: من قرى مرو أيضا،
خربت قديما، كانت على أربعة فراسخ من مرو،
ينسب إليها ضرار بن عمرو بن عبد الرحمن
البوزنشاهي من التابعين، روى عن ابن عمر، ومحمد
ابن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الخلوقي أبو عبد
الله الملكي الهلالي من أهل بوزن شاه الجديدة، كان
إماما عالما فاضلا حافظا للمذهب مفتيا من بيت العلم
والحديث، سمع الامام أبا عبد الله محمد بن الحسن
ابن الحسين المهربندقشاني والسيد أبا القاسم علي بن
موسى الموسوي العلوي وأبا المظفر السمعاني وأبا
الخير محمد بن موسى الصفار، وكتب عنه أبو سعد
بمرو وبقريته بوزن شاه، وكانت ولادته في صفر
سنة 453 ببوزن شاه، وبها توفي سنة 531 في سابع
شهر ربيع الأول، وبوزن شاه هذه غير الأولى.
بوزن: من قرى نيسابور من خط البحاثي، قال
أبو منصور الثعالبي عقيب ذكره قول السري الرفاء
يصف الموصل:
فمتى أزور قباب مشرفة الذري،
فأدور بين النسر والعيوق
وأرى صوامع في غوارب أكمها،
مثل الهوادج في غوارب نوق
ما نظرت إلى الصوامع في قرية بوزن من نيسابور
إلا تذكرت هذا البيت واستأنفت التعجب من
حسن هذا التشبيه وبراعته وفصاحته.
507

بوزوز: بالفتح ثم السكون، وزايين بينهما واو
ساكنة: مدينة في شرقي الأندلس، منها أبو القاسم
محمد بن عبد الله بن محمد الكلبي المقري الإشبيلي
يعرف بابن البوزوزي، كتب عنه السلفي شيئا من
شعره وقال: مقرئ مجود، قلت: وقدم البوزوزي
هذا حلب وأقام بها مدة يقرأ القرآن، وقرأ عليه
شيخنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش، ورحل إلى
الموصل وأقام بها، وبها توفي فيما أحسب، ولم يكن
مرضي الدين على شيخوخته وعلمه، وكان مشتهرا
بالصبيان، وأنشدني حسين بن مقبل بن أبي بكر
الموصلي البهائي نسبة إلى بهاء الدين أبي المحاسن يوسف
ابن رافع بن تميم القاضي بحلب قال: أنشدني البوزوزي
النحوي لنفسه في رجل يلقب بالدبيب وكان يتعشق
صبيا اسمه أبو العلاء واصطحبا على ذلك زمانا طويلا:
يئس الدبيب لفقره من أمرد،
وأبو العلاء لقبحه من عاشق
فكلاهما بالاضطرار موافق
لرفيقه، لا بالوداد الصادق
فالعلق لو ظفرت يداه بلائط
يوما، لما أضحى له بموافق
والدب لو ظفرت يداه بأمرد
لأباته ببيات أطلق طالق
بوس: بالفتح ثم السكون، والسين مهملة: قرية
بصنعاء اليمن يقال لها بيت بوس، ينسب إليها الحسن
ابن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبد الله البوسي الصنعاني
الأنباوي من أبناء فارس، يروي عن عبد الرزاق
ابن هشام، روى عنه الطبراني وغيره، وينسب إليها
جماعة غيره رأيتهم في أخبار اليمن.
بوسنج: بالضم ثم السكون، والسين مهملة، والنون
ساكنة، وجيم: من قرى ترمذ.
بوشان: الشين معجمة، وآخره نون: من مخاليف
اليمن.
بوش: كورة ومدينة بمصر من نواحي الصعيد الأدنى
في غربي النيل بعيدة عن الشاطئ، ينسب إليها أبو
الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله البوشي، حدث عن
أبي الفضل أحمد وأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم عبد
الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي، سمع منه أبو
بكر بن نقطة.
بوشنج: بفتح الشين، وسكون النون، وجيم:
بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي
هراة، بينهما عشرة فراسخ رأيتها من بعد ولم أدخلها
حيث قدمت من نيسابور إلى هراة، قال أبو
سعد: أنشدني أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل بن
سعيد بن علي البعقوبي الصوفي البوشنجي الواعظ ساكن
هراة، وكان من بيت العلم والحديث، كتب
الكثير منه بهراة ونيسابور، قال أنشدنا أبو سعد
العاصمي قال أنشدنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن
ابن محمد الداودي لنفسه يخاطب أبا حامد الإسفراييني
ببغداد فقال:
سلام، أيها الشيخ الامام،
عليك، وقل من مثلي السلام
سلام مثل رائحة الخزامي،
إذا ما صابها سحرا غمام
رحلت إليك من بوشنج أرجو
بك العز الذي لا يستضام
وقال أبو الفصل الدباغ الهروي يهجو بوشنج وأهلها:
508

إذا سقى الله أرض منزلة،
فلا سقى الله أرض بوشنج
كأنها، في اشتباك بقعتها،
أخربها الله، نطع شطرنج
قد ملئت فاجرا وفاجرة،
أكرم منهم خؤولة الزنج
كأن أصواتهم، إذا نطقوا،
صوت قمد يدس في فرج
وينسب إلى بوشنج خلق كثير من أهل العلم، منهم:
المختار بن عبد الحميد بن المنتضى بن محمد بن علي أبو
الفتح الأديب البوشنجي، سكن هراة، وكان
شيخا عالما أديبا حسن الخط كثير الجمع والكتابة
والتحصيل، جمع تواريخ وفيات الشيوخ بعدما جمعه
الحاكم الكتبي، سمع جده لامه أبا الحسن الداودي
وأجاز لابي سعد، ومات بإشكيذبان في الخامس عشر
من رمضان سنة 536.
بوصرا: بفتح الصاد المهملة، وراء: من قرى بغداد،
هكذا ذكره ابن مردويه فيما حكاه أبو سعد عنه،
ونسب إليها أبا علي الحسن بن الفضل بن السمح
الزعفراني المعروف بالبوصراني، روى عن مسلم بن
إبراهيم، روى عنه أبو بكر محمد بن محمد الباغندي،
وتوفي أول جمادى الآخرة سنة 280 وهو متروك
الحديث.
بوص: بالفتح، قال الأصمعي: بوص جبل حذاء
فيد، قال الفضل اللهبي:
فالهاوتان فكبكب فجتاوب
فالبوص فالأفراغ من أشقاب
بوصان: موضع بأرض حولان من ناحية صعدة
باليمن، أهله بنو شرحبيل بن الأصفر بن هلال بن
هانئ بن حولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
بوصلابا: بالضم، وبعد اللام ألف، وباء، وألف:
قرية على الفرات قرب الكوفة مسماة بمنشئها صلابة
ابن مالك بن طارق بن همام العبدي.
بوصير: بكسر الصاد، وياء ساكنة، وراء: اسم
لأربع قرى بمصر، بوصير قوريدس، وقال
الحسن بن إبراهيم بن زولاق: بها قتل مروان بن
محمد بن مروان بن الحكم الذي به انقرض ملك بني
أمية، وهو المعروف بالحمار، والجعدي قتل بها
لسبع بقين من ذي الحجة سنة 132، وقال أبو عمر
الكندي: قتل مروان ببوصير من كورة الأشمونين،
وقال لي القاضي المفضل بن الحجاج: بوصير قوريدس
من كورة البوصيرية، وإلى بوصير قوريدس ينسب
أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن غالب
ابن هاشم الأنصاري الخزرجي، كتب إلي أبو الربيع
سليمان بن عبد الله التميمي المكي في جواب كتاب
كتبته إليه من حلب أسأله عنه فقال: سألت ابن
الشيخ البوصيري عن سلفه ونسبه وأصله فأخبرني أنهم
من المغرب من موضع يسمى المنستير، قال وبالمغرب
موضعان يسميان المنستير، أحدهما بالأندلس بين
لقنت وقرطاجنة في شرق الأندلس والآخر بقرب
سوسة من أرض إفريقية، بينه وبينها اثنا عشر ميلا،
قال: ولم يعرفني والدي من أيهما نحن، وكان أول
قادم منا إلى مصر جد والدي مسعود، فنزل بوصير
قوريدس فأولد بها جدي عليا ودخل علي إلى مصر
فأقام بها فأولد بها أبي القاسم، ولم يخرج من
الاقليم إلى سواه إلى أن توفي في ليلة الخميس الثاني
من صفر سنة 598، أخبرني بالوفاة الحافظ الزكي عبد
509

العظيم المنذري، وسألته عن مولد أبيه فلم يعرفه إلا
أنه قال: مات بعد أن نيف على التسعين بسنتين أو
ثلاث، أخبرني الحافظ زكي الدين المنذري أنه ظفر
بمولده محققا بخط أبيه وأنه يظن أنه في سنة 505
أو 506
وبوصير السدر: بليدة في كورة الجيزة. وبوصير
دفدنو: من كورة الفيوم. وبوصير بنا:
من كورة السمنودية، ولا أدري إلى أيها ينسب أبو
حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه المالكي
وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن صدقة البوصيري،
مات سنة 519.
بوظة: هكذا وجدته بالظاء المعجمة، قال: هو
نقب في عارض اليمامة.
بوغ: الغين معجمة: من قرى ترمذ على ستة فراسخ
منها، ينسب إليها الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى
ابن سورة الترمذي البوغي الضرير، إمام عصره صاحب
كتاب الصحيح، ذكر في ترمذ.
بوقاس: بالقاف، آخره سين مهملة: بلد بين حلب
وثغر المصيصة، وربما قيل له بوقا بإسقاط السين.
بوقان: آخره نون، قال الحازمي: بوقان، بالباء،
من نواحي سجستان، ينسب إليها أبو عمر محمد بن
أحمد بن محمد بن سليمان البوقاني صاحب التصانيف
المشهورة، روى عن أبي حاتم بن حبان
وأبي يعلى
النسفي وأبي علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبي
سليمان الخطابي روى عنه ابنه أبو سعيد عثمان وغيره،
قلت: وهذا غلط لا ريب فيه، إنما هو النوقاتي،
بالنون في أوله والتاء المثناة من فوقها في آخره،
كذا قرأته بخط أبي عمر النوقاتي المذكور، وكذا
ضبطه أبو سعد في تاريخ مرو الذي قرأته بخطه،
وقد ذكر في موضعه. وأما بوقان فذكره في كتب
الفتوح، وهو بلد بأرض السند، قال أحمد بن يحيى
البلاذري: ولى زياد ابن أبيه المنذر بن الجارود
العبدي، ويكنى بأبي الأشعث، ثغر الهند فغزا
البوقان والقيقان فظفر المسلمون وغنموا، ثم ولى
عبيد الله بن زياد بن حري الباهلي ففتح الله تلك البلاد
على يده وقاتل به قتالا شديدا، وقيل: إن عبيد الله
ابن زياد ولى سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي وكان
حري بن حري معه على سراياه، وفي حري يقول
الشاعر:
لولا طعاني بالبوقان ما رجعت
منه سرايا ابن حري بأسلاب
وأهل البوقان اليوم مسلمون، وقد بنى عمران بن
موسى بن يحيى بن خالد البرمكي بها مدينة سماها
البيضاء في خلافة المعتصم، ولعل الحازمي بهذا اغتر.
بوق: بالقاف، نهر بوق: كورة بغداد نفسها في
بعضها، وقد ذكرت في نهر. ومشهد البوق قرب
رحبة مالك بن طوق، به مات شيخ الشيوخ عبد
الرحيم بن إسماعيل في سنة 580.
بوقة: من قرى أنطاكية، وفي كتاب الفتوح: بنى
هشام بن عبد الملك حصن بوقة من عمل أنطاكية
ثم جدد وأصلح حديثا، ينسب إليها أبو يعقوب
إسحاق بن عبد الله الجزري البوقي، روى عن مالك
ابن أنس وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة، روى
عنه هلال بن العلاء الرقي ومحمد بن الخضر مناكير،
قاله أبو عبد الله بن مندة ونسبه كذلك، وأبو سليمان
داود بن أحمد البوقي سكن أنطاكية، سمع أبا عبد
الرحمن معمر بن مخلد السروجي، ذكره أبو أحمد
في الكنى. وبوقة: من قرى الصعيد، عن الأمير
510

شرف الدين يعقوب الهذياني، أخبرني به من لفظه.
بولان: بفتح أوله: قاع بولان منسوب إلى بولان
ابن عمرو بن الغوث بن طئ، واسم بولان غصين،
ولعله فعلان من البول، وهذا الموضع قريب من
النباج في طريق الحاج من البصرة، وقال العمراني:
هو موضع تسرق فيه العرب متاع الحاج، وقال
محمد بن إدريس اليمامي: بولان واد ينحدر على منفوحة
باليمامة، وقال في موضع آخر: ومن مياه العرمة
باليمامة: بلو وبلي وبولان، وأنشد للأعشى:
فالعسجدية فالأبلاء فالرجل
وقال مالك بن الريب المازني بعد ما أوردناه في
رحا المثل:
إذا عصب الركبان، بين عنيزة
وبولان، عاجوا المنقبات النواجيا
ألا ليت شعري هل بكت أم ملك،
كما كنت لو عالوا نعيك باكيا!
إذا مت فاعتادي القبور فسلمي
على الرسم، أسقيت الغمام الغواديا
أقلب طرفي حول رحلي، فلا أرى
به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرمل منا نسوة، لو شهدنني،
بكين وفدين الطبيب المداويا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي،
وجارية أخرى تهيج البواكيا
فما كان عهد الرمل عندي وأهله
ذميما، ولا ودعت بالرمل قاليا
هذا آخر قصيدة مالك بن الريب وقد ذكرتها
بتمامها في هذا الكتاب متفرقة ونبهت في كل موضع
على ما يتلوه، وأولها في خراسان.
بولة: بالضم: موضع في قول أبي الجويرية حيث
قال:
فسفحا حرزم فرياض قو
فبولة، بعد عهدك، فالكلاب
بومارية: بعد الألف راء مكسورة، وياء مفتوحة
خفيفة: بليد من نواحي الموصل قرب تل يعفر.
بونا: بفتح أوله وثانيه، وتشديد نونه، والقصر:
ناحية قرب الكوفة يقال لها تل بونا، ذكرها في
الاشعار، وقد ذكرت في تل بونا.
البونت: بالضم، والواو والنون ساكنان، والتاء
فوقها نقطتان: حصن بالأندلس، وربما قالوا البنت،
وقد ذكر، ينسب إليه أبو طاهر إسماعيل بن
عمران بن إسماعيل الفهري البونتي، قدم
الإسكندرية حاجا، ذكره السلفي، وكان أديبا
أريبا قارئا، و عبد الله بن فتوح بن موسى بن أبي
الفتح بن عبد الله الفهري البونتي أبو محمد، كان من
أهل العلم والمعرفة وله كتاب في الوثائق والاحكام
وله أيضا رواية، توفي في جمادى الآخرة سنة 462.
بونفاط: بكسر النون، وفاء، وألف، وطاء
مهملة: مدينة في وسط جزيرة صقلية
بون: مدينة باليمن، زعموا أنها ذات البئر المعطلة
والقصر المشيد المذكورين في القرآن العظيم، قال
معن بن أوس:
سرت من بوانات فبون، فأصبحت
بقوران، قوران الرصاف، تواكله
وحدثني أبو الربيع سليمان المكي والقاضي المفضل
ابن أبي الحجاج أنهما بونان، وهما كورتان ذواتا
قرى: البون الأعلى والبون الأسفل، ولا يقوله
511

أهل اليمن الا بالفتح، قال اليمني يصف جبلا:
حتى بدت بسواد البون سامية،
يتبعن للحرب بوادا وروادا
بون: بفتحتين، ويروي بسكون الواو: بليدة بين
هراة وبغشور، وهي قصبة ناحية باذغيس، بينها
وبين هراة مرحلتان، رأيتها وسمعتهم يسمونها ببنة،
ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر الفقيه
البوني، يروي عن أبي جعفر بن طريف البوني وأبي
العباس الأصم وغيرهما.
بونة: بالضم ثم السكون: مدينة بإفريقية بين مرسى
الخرز وجزيرة بني مزغناي، وهي مدينة حصينة
مقتدرة كثيرة الرخص والفواكه والبساتين القرينة،
وأكثر فاكهتها من باديتها، وبها معدن حديد، وهي
على البحر، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو عبد
الملك مروان بن محمد الأسدي البوني، فقيه مالكي
من أعيان أصحاب أبي الحسن القابسي، له كتاب في
شرح الموطأ، وأصله من الأندلس انتقل إلى إفريقية
فأقام ببونة فنسب إليها، ومات قبل سنة 440،
ويطل على بونة جبل زغوغ.
بونة: بالضم ثم الفتح، وتشديد النون: وادي
بونة، ذكره نصر.
بوهرز: بالضم ثم الفتح، وسكون الهاء، كسر
الراء، وزاي: قرية كبيرة ذات بساتين، وبها جامع
ومنبر قرب بعقوبا، بينها وبين بغداد نحو ثمانية فراسخ،
روى بها قوم الحديث.
البويب: بلفظ تصغير الباب: نقب بين جبلين،
وقال يعقوب: البويب مدخل أهل الحجاز إلى
مصر، قال كثير عزة:
إذا برقت نحو البويب سحابة،
جرى دمع عيني لا يجف سجوم
ولست براء نحو مصر سحابة،
وإن بعدت إلا قعدت أشيم
فقد يوجد النكس الدني عن الهوى
عزوفا، ويصبو المرء وهو كريم
والبويب أيضا: نهر كان بالعراق موضع الكوفة،
فمه عند دار الرزق يأخذ من الفرات، كانت عنده
وقعة أيام الفتوح بين المسلمين والفرس في أيام أبي بكر
الصديق، وكان مجراه إلى موضع دار صالح بن علي
بالكوفة ومصبه في الجوف. العتيق، وكان مغيضا
للفرات أيام المدود ليزيدوا به الجوف تحصينا، وقد
كانوا فعلوا ذلك الجوف حتى كانت السفن البحرية
ترفأ إلى الجوف.
البويرة: تصغير البئر التي يستقى منها الماء، والبويرة:
هو موضع منازل بني النضير اليهود الذين غزاهم رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، بعد غزوة أحد بستة
أشهر، فأحرق نخلهم وقطع زرعهم وشجرهم،
فقال حسان بن ثابت في ذلك:
لهان، على سراة بني لؤي،
حريق بالبويرة مستطير
وفيه نزل قوله تعالى: ما قطعتم من لينة أو تركتموها
قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين، قال
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
يعز، على سراة بني لؤي،
حريق بالبويرة مستطير
فأجابه حسان بن ثابت:
أدام الله ذلكم حريقا،
وضرم في طوائفها السعير
512

هم أوتوا الكتاب فضيعوه،
وهم عمي عن التوراة بور
وقال جمل بن جوال التغلبي:
وأوحشت البويرة من سلام
وسعد وابن أخطب، فهي بور
والبويرة أيضا موضع قرب وادي القرى بينه وبين
بسيطة، مربها المتنبي وذكرها في شعره فقال:
روامي الكفاف وكبد الوهاد
وجار البويرة وادي الغضا
والبويرة موضع بحوف مصر. والبويرة: قرية
أو بئر دون أجاء، وفيها قال:
إن لنا بئرا بشرقي العلم،
عادية ما حفرت بعد إرم،
ذات سجال حامش ذات أجم
قال: واسمها اللقيطة.
بويط: بالضم ثم الفتح: قرية بصعيد مصر قرب
بوصير قوريدس، وكان قد خرج في أيام المهدي
دحية بن مصعب بن الإصبع بن عبد العزيز بن مروان
ابن الحكم ودعا إلى نفسه واستمر إلى أيام الهادي،
فولى مصر الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن
العباس فكاتبه، وكانت نعم أم ولد دحية تقاتل في
وقعة على بويط، فقال شاعرهم:
فلا ترجعي، يا نعم، عن جيش ظالم
يقود جيوش الظالمين ويجنب
وكري بنا طردا على كل سانح
إلينا، منايا الكافرين يقرب
كيوم لنا، لا زلت أذكر يومنا
بفأو، ويوم، في بويط، عصبصب
ويوم بأعلى الدير كانت نحوسه،
على فيئة الفضل بن صالح، تنعب
وبويط أيضا: قرية في كورة سيوط بالصعيد أيضا،
وإلى إحداهما ينسب أبو يعقوب يوسف بن يحيى
البويطي المصري الفقيه صاحب الشافعي، رضي الله
عنه، والمدرس بعده، سمع الشافعي و عبد الله بن
وهب، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن
إسحاق الحربي وقاسم بن مغيرة الجوهري وأحمد بن
منصور الرمادي والقاسم بن هاشم السمسار، وكان
حمل إلى بغداد أيام المحنة وانتدب إلى القول بخلق
القرآن فامتنع من الإجابة إليه، ولم يزل محبوسا
حتى توفي، وكان إماما ربانيا كثير العبادة والزهد،
ومات في سنة 231، ذكره الخطيب، وأما محمد
ابن عمر بن عبد الله بن الليث أبو عبد الله الشيرازي
الفقيه البويطي فليس من بويط ولكني أراه كان
يدرس كتاب البويطي، فنسب إليه.
البوين: بالنون: ماء لبني قشير، قال بشر بن
عمرو بن مرثد:
أبلغ لديك أبا خليد وائلا:
أني رأيت العام شيئا معجبا
هذا ابن جعدة بالبوين مغربا،
وبنو خفاجة يقترون الثعلبا
فأنفت مما قد رأيت ورابني،
وغضبت لو أني أرى لي مغضبا
بوينة: بضم الباء، وسكون الواو، وياء مفتوحة،
ونون: قرية على فرسخين من مرو يقال لها بوينك
أيضا، والنسبة إليها بوينجي، ينسب إليها جماعة،
منهم: أبو عبد الرحمن الحصين بن المثنى بن عبد
الكريم بن راشد البوينجي المروزي، رحل إلى
513

العراق وكتب بالري عن جرير بن عبد الحميد،
وبالكوفة عن وكيع بن الجراح، وحدث وروى
الناس عنه، توفي قبل سنة 300 في حدود سنة 250.
باب الباء والهاء وما يليهما
بهاباذ: بالفتح: من قرى كرمان، فيها وفي قرية
أخرى يقال لها كوبيان يعمل التوتيا ويحمل إلى
سائر البلدان.
بهاران: بالراء: من قرى أصبهان من ناحية قهاب،
ذات جامع ومنبر كبير.
بهار: من قرى مرو، ويقال لها بهارين أيضا،
ينسب إليها رقاد بن إبراهيم البهاري، مات سنة 246.
بهارزة: بتقديم الراء: من قرى بلخ، ينسب إليها
أبو عبد الله بكر بن محمد بن بكر بن عطاء البهارزي،
يروي عن قتيبة بن سعيد، مات في ذي الحجة
سنة 294.
بهاطية: من قرى بغداد.
بهائم: على وزن جمع بهيمة من الدواب: جبلان
بحمى ضرية، كلاهما على لون واحد، كذا قال
ثعلب، وقال غيره: البهائم جبال، وماؤها يقال له
المنبجس، وهي بئار في شعب، قال الراعي:
بكى خشرم لما رأى ذا معارك
أتى دونه والهضب هضب البهائم
بهجورة: بسكون الهاء، وضم الجيم: من قرى
الصعيد في غربي النيل، وبعيدة عن شاطئه، يكثر
فيها زرع السكر.
بهداذين: بكسر أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة،
وألف، وذال معجمة، وياء ساكنة، ونون، معناه
بالفارسية أجود عطاء: من قرى زوزان من أعمال
نيسابور، يقول فيها أبو الحسن العبدلكاني والد أبي
محمد عبد الله بن محمد العبدلكاني:
أشرف ببهداذين من قرية،
عن شائنات العيب في حرز
لكنها، من لؤم سكانها،
حطت من الذال إلى العز
ما إن ترى فيها سوى خامل
جلف، دني أصله، كز
لا تعجبوا منها ومن أهلها،
فالدر لا ينكر في الخرز
بهدى: بوزن سكرى، ويقال ذو بهدى: قرية
ذات نخل باليمامة، قال جرير:
وأقفر وادي ثرمداء، وربما
تدانى بذي بهدى حلول الأصارم
وقيل: هما موضعان متقاربان. ويوم ذي بهدى
من أيامهم، قال ظالم بن البراء الفقيمي:
ونحن غداة يوم ذوات بهدى
لدى الوتدات، إذ غشيت تميم
ضربنا الخيل بالابطال حتى
تولت، وهي شاملها الكلوم
بضرب يلقح الضبعان منه
طروقته، ويلجئه الأروم
بهرزان: بالكسر ثم السكون، وفتح الراء، ثم
زاي، وألف، ونون: بليدة بينها وبين شهرستان
فرسخان من جهة نيسابور، رأيتها في صفر سنة 617،
وهي عامرة ذات خير واسع، وعليها سور حصين،
وبها سوق حافل.
514

بهر سير: بالفتح ثم الضم، وفتح الراء، وكسر السين
المهملة، وياء ساكنة، وراء: من نواحي سواد
بغداد قرب المدائن، ويقال بهر سير الرومقان،
وقال حمزة: بهرسير إحدى المدائن السبع التي سميت
بها المدائن، وهي معربة من ده أردشير، وقال في
موضع آخر: معربة من به أردشير، كأن معناه
خير مدينة أردشير، وهي في غربي دجلة، وقد
خربت مدائن كسرى ولم يبق ما فيه عمارة غيرها،
وهي تجاه الإيوان لان الإيوان في شرقي دجلة وهي
في غريبه، رأيتها غير مرة، وبالغرب منها من جهة
الجنوب زريران ومن جهة الغرب صرصر، وقال
أبو مقرن أيام الفتوح:
تولى بنو كسرى وغاب نصيرهم
على بهر سير، فاستهد نصيرها
غداة تولت عن ملوك بنصرها
لدى غمرات، لا يبل بصيرها
مضي يزدجرد بن الأكاسر سادما،
وأدبر عنه بالمدائن خيرها
والشعر في ذكرها كثير. وفي كتاب الفتوح: لما فرغ
سعد بن أبي وقاص من القادسية سار حتى نزل بهر سير
ففتحها وأقام عليها تسعة أشهر، وقيل ثمانية، حتى
أكلوا الرطب مرتين، ثم عبر دجلة فهرب منهم
يزدجرد، وذلك في سنة خمس عشرة وست عشرة.
بهرة: بالفتح، والراء: مدينة بمكران.
بهرة: بالضم، قال محمد بن إدريس: البهرة أقصى
ماء يلي قرقرى لبني امرئ القيس بن زيد مناة
باليمامة، وقد ذكره ابن هرمة غير مرة في شعره، وما
أظنه أراد غير الذي باليمامة لأنها لم تكن بلاده، قال:
كم أخ صالح وعم وخال
وابن عم كالصارم المسنون
قد جلته عنا المنايا، فأمسى
أعظما تحت ملحدات وطين
رهن رمس ببهرة أو حزيز،
يا لقومي للميت المدفون!
وبهرة الوادي: وسطه، وأرى ابن هرمة إياه أراد
لا موضعا بعينه.
بهزان: بالكسر، والزاي، وألف، ونون: موضع
قرب الري، قالوا: وهناك كانت مدينة الري
فانتقل أهلها إلى موضعها اليوم، وخربت، وآثارها
إلى اليوم باقية، وبينها وبين مدينة الري ستة
فراسخ.
بهستان: بكسرتين، وسكون السين، وتاء مثناة،
وألف، ونون: قلعة مشهورة من نواحي قزوين.
بهستون: بالفتح ثم الكسر: قرية بين همذان
وحلوان، واسمها ساسانيان، بينها وبين همذان
أربع مراحل، وبينها وبين قرميسين ثمانية فراسخ،
وجبل بهستون عال مرتفع ممتنع لا يرتقى إلى ذروته،
وطريق الحاج تحته سواء، ووجهه من أعلاء إلى أسفله
أملس كأنه منحوت، ومقدار قامات كثيرة من
الأرض قد نحت وجهه وملس، فزعم بعض الناس
أن بعض الأكاسرة أراد أن يتخذ حول هذا الجبل
موضع سوق ليدل به على عزته وسلطانه، وعلى ظهر
الجبل بقرب الطريق مكان يشبه الغار وفيه عين ماء
جار، وهناك صورة دابة كأحسن ما يكون من
الصور، زعموا أنها صورة دابة كسرى المسماة شبديز
وعليها كسرى، وقد ذكرته مبسوطا في باب الشين.
515

بهسنا: بفتحتين، وسكون السين، ونون، وألف:
قلعة حصينة عجيبة بقرب مرعش وسميساط، ورستاقها
هو رستاق كيسوم مدينة نصر بن شبث الخارجي في
أيام المأمون، وقتله عبد الله بن طاهر، وهو على سن
جبل عال، وهي اليوم من أعمال حلب.
بهقباذ: بالكسر ثم السكون، وضم القاف، وباء
موحدة، وألف، وذال معجمة: اسم لثلاث كور
ببغداد من أعمال سقي الفرات، منسوبة إلى قباذ
ابن فيروز والد أنوشروان بن قباذ العادل، منها:
بهقباذ الأعلى سقيه من الفرات، وهو ستة طساسيج:
طسوج خطرنية وطسوج النهرين وطسوج عين التمر
والفلوجتان العليا والسفلى وطسوج بابل، والبهقباذ
الأوسط وهي أربعة طساسيج: طسوج سورا وطسوج
باروسما والجبة والبداة وطسوج نهر الملك، والبهقباذ
الأسفل خمسة طساسيج: الكوفة وفرات بادقلى
والسيلحين وطسوج الحيرة وطسوج نستر وطسوج
هرمزجرد.
بهلا: بلد على ساحل عمان.
بهلكجين: بالضم ثم الفتح، وسكون اللام، وفتح
الكاف، وكسر الجيم، وياء ساكنة، ونون: موضع،
وأنشد الخارزنجي:
أنعت، من حياة بهلكجين،
صل صفا داهية درخمين
بهمن أردشير: كورة واسعة بين واسط والبصرة، منها
ميسان والمذار، وتسمى فرات البصرة، والبصرة
منها تعد، قال حمزة الأصبهاني: بهمنشير تعريب
بهمن أردشير، وكانت مدينة مبنية على عبر دجلة
العوراء في شرقيها تجاه الأبلة، خربت ودرس أثرها
وبقي اسمها.
بهندف: بالفتحتين، ونون ساكنة، وبفتح الدال
المهملة، وتكسر، وفاء: بليدة من نواحي بغداد في
آخر أعمال النهروان بين بادرايا وواسط، وكانت تعد
من أعمال كسكر، وغزا المسلمون أيام الفتوح
بهندف، وكانت لهم بها وقعة في سنة 16، فقال
ضرار بن الخطاب وكان صاحب الجيش:
ولما لقينا في بهندف جمعهم
أناخوا وقالوا: اصبروا آل فارس
فقلنا جميعا: نحن أصبر منكم
وأكرم في يوم الوغى والتمارس
ضربنا هم بالبيض، حتى إذا انثنت
أقمنا لها مثلا بضرب القوانس
فما فتئت خيلي تقص طريقهم،
وتقتلهم بعد اشتباك الحنادس
فعادوا لنادينا، ودانوا بعهدنا،
وعدنا عليهم بالنهي في المجالس
وقال أبو مرجانة بن تباه واسمه عيسى يذكرها:
ودجلة والفرات جارية،
والنهروانات لسن في اللعب
والمشرف العالي المحيط على
بهندف ذي الثمار والحطب،
وقصر شيرين، حين ينظره،
بين عيون المياه والعشب
وينسب إليها أحمد بن محمد بن إبراهيم البهندفي،
يروي عن علي بن عثمان الحراني، روى عنه أبو حفص
عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ.
البهنسا: بالفتح ثم السكون، وسين مهملة مقصورة:
مدينة بمصر من الصعيد الأدنى غربي النيل وتضاف
516

إليها كورة كبيرة، وليست على ضفة النيل، وهي
عامرة كبيرة كثيرة الدخل، وبظاهرها مشهد يزار،
يزعمون أن المسيح وأمه أقاما به سبع سنين، وبها
برابي عجيبة، ينسب إليها جماعة من أهل العلم،
منهم: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد
العطار البهنسي، حدث عن يحيى بن نصر الخولاني،
توفي في شهر ربيع الأول سنة 314، وأبو الحسن علي
ابن القاسم بن محمد بن عبد الله البهنسي، روى عن
بكر بن سهل الدمياطي وغيره، روى عنه أبو مطر
علي بن عبد الله المعافري.
بهونة: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، والنون:
اسم لاحدى القرى من بنج دية، ينسب إليها أبو
نصر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
شمر البهوني، كان إماما فاضلا أديبا شاعرا، تفقه
على أسعد الميهني وأبي بكر السمعاني وأبي حامد
الغزالي، وسمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث
الشيرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن الحسن البشاري
السرخسي وأبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح،
واختل في آخر عمره، ومات سنة 544، ومولده
سنة 466.
به: بالكسر، والهاء محضة: من مدن مكران
مجاورة لأرض السند.
باب الباء وما يليهما
بيار: بالكسر: مدينة لطيفة من أعمال قومس بين
بسطام وبيهق، بينها وبين بسطام يومان، أسواقهم
بيوتهم وبياعوهم النساء، خرج منها جماعة من أعيان
العلماء، منهم من المتأخرين: أبو الفتح إدريس بن علي بن
إدريس الأديب الحنفي البياري من أهل نيسابور،
كان أديبا شاعرا مدرسا بمدرسة السلطان بنيسابور،
سمع أبا صالح يحيى بن عبد الله بن الحسين الناصحي
وأبا الحسن علي بن أحمد المؤذن وأبا الموفق علي بن
الحسين الدهان، ذكره أبو سعد في التحبير وقال:
مات في ذي الحجة سنة 540، وأبو الفضل جعفر بن
الحسن بن منصور بن الحسن بن منصور البياري
الكثيري المعبر، له شعر وبديهة، سمع أسعد البارع
الزوزني و عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري،
ذكره أبو سعد في التحبير، مولده في رجب سنة
471 ببيار، ومات ببخارى سنة 553، قال أبو سعد:
أنشدني أبو الفضل البياري من حفظه لنفسه ببخارى:
محن الزمان لها عواقب تنقضي،
لابد فاصبر لانقضاء أوانها
إن المحالة في إزالة شرها،
قبل الأوان، تكون من أعوانها
وبيار أيضا: من قرى نسا.
بياس: بالفتح، وياء مشددة، وألف، وسين مهملة:
مدينة صغيرة شرقي أنطاكية وغربي المصيصة بينهما،
قريبة من البحر، بينها وبين الإسكندرية فرسخان،
قريبة من جبل اللكام، منها أبو عبد الله أحمد بن
محمد بن دينار الشيرازي ثم البياسي، يروي عن الحسن
ابن أبي الحسن الأصبهاني، روى عنه محمد بن أحمد بن
جميع، قال البحتري:
ولقد ركبت البحر في أمواجه،
وركبت هول الليل في بياس
وقطعت أطوال البلاد وعرضها،
ما بين سندان وبين سجاس
بياس: بتخفيف الياء: نهر عظيم بالسند مفضاه إلى
المولتان.
517

بياسة: ياء مشددة: مدينة كبيرة بالأندلس معدودة
في كورة جيان، بينها وبين أبدة فرسخان،
وزعفرانها هو المشهور في بلاد الغرب، دخلها الروم
سنة 542، وأخرجوا عنها سنة 552، نسب إليها
الحافظ أبو طاهر أبا العباس أحمد بن يوسف بن تمام
اليعمري البياسي وقال: هو شاعر مفلق وأديب
محقق، وكان كثير الحفظ الشعر الأندلسيين المتأخرين
خاصة، وتزهد في آخر عمره، قال وسمعته بالثغر
يقول: سمعت فاخر بن فاخر القرطبي يقول: مدح
عبد الجليل بن وهبون المرسي المعروف بالدمعة المعتمد
ابن عباد بقصيدة فيها تسعون بيتا فأجازه بتسعين
دينارا، فيها دينار مقروض، فلم يعرف العلة في ذلك
حتى أطال تأمل قصيدته، وإذا هو قد خرج عن
عروض الطويل في بيت منها إلى عروض
الكامل
فعرف حينئذ السبب.
البياض: ضد السواد: موضع باليمامة في موضع
قريب من يبرين، وأنشد بعضهم:
ألم يكن أخبرني غلامي
أن البياض طامس الاعلام؟
والبياض أيضا: حصن باليمن من أعمال الحقل
قرب صنعاء. والبياض: أرض بنجد لبني كعب من
بني عامر بن صعصعة.
بيان: بالفتح، والتخفيف: صقع من سواد البصرة
في الجانب الشرقي من دجلة، عليه الطريق إلى حصن
مهدي، وهي قريبة منه، وهو من نواحي الأهواز،
أعني حصن مهدي.
بيان: بتشديد ثانيه: إقليم بيان من أعمال بطليوس
بالأندلس، ويقال له منت بيان، ينسب إليها قاسم
ابن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار البياني مولى
هشام بن عبد الملك، يعرف بصاحب الوثائق، أندلسي
محدث، شافعي المذهب، صحب المزني، روى عنه
محمد بن القاسم وأسلم بن عبد العزيز وأحمد بن خالد،
ذكر ابن يونس أنه توفي سنة 298.
بيانة: بزيادة الهاء: وهي قصبة كورة قبرة، وهي
كبيرة حصينة على ربوة، يكتنفها أشجار وأنهار،
بينها وبين قرطبة ثلاثون ميلا، منها قاسم بن أصبغ
ابن يوسف بن ناصح بن عطاء البياني أبو محمد إمام
مصنف، سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام،
الخشني وتقي بن مخلد، رحل إلى المشرق في سنة 274،
فسمع الحارث بن أبي أسامة وإسماعيل بن إسحاق
القاضي وأحمد بن أبي خيثمة وأبا محمد بن قتيبة وابن
أبي الدنيا وغيرهم، روى عنه ابن ابنه قاسم بن محمد
ابن قاسم و عبد الوارث بن سليمان بن حبرون، وكان
عاد إلى قرطبة وطال عمره فألحق الأصاغر بالأكابر،
وكان مولده في سنة 247، ومات في سنة 340.
البياو: قال الحسن بن يحيى الفقيه صاحب تاريخ صقلية:
أحد أضلاع صقلية الثلاثة يمر على ساحل البحر من
المغرب إلى المشرق يتيامن قليلا إلى جهة القبلة، وهذه
الناحية تنظر إلى جهة إفريقية، وفي هذا الموضع من
المواضع المشهورة أو قريبا منه مدينة البياو، وهذا
الموضع هو ذنب الجزيرة وأقلها خيرا، وكان سجنا.
بيبرز: بكسر أوله، وفتح ثانيه، وسكون الباء،
وفتح الراء، وزاي: محلة ببغداد، وهي اليوم مقبرة
بين عمارات البلد وأبنيته من جهة محلة الظفرية
والمقتدرية، بها قبور جماعة من الأئمة، منهم أبو إسحاق
إبراهيم بن علي الفيروزاباذي الفقيه الامام، ومنهم من
يسميها باب أبرز.
518

بيت الآبار: جمع بئر: قرية يضاف إليها كورة من
غوطة دمشق فيها عدة قرى، خرج منها غير واحد
من رواة العلم.
بيت الأحزان: جمع حزن ضد الفرح: بلد بين
دمشق والساحل، سمي بذلك لأنهم زعموا أنه كان
مسكن يعقوب، عليه السلام، أيام فراقه ليوسف،
عليه السلام، وكان الإفرنج عمروه وبنوا به حصنا
حصينا، قال النشو بن نقادة:
هلاك الفرنج أتى عاجلا،
وقد آن تكسير صلبانها
ولو لم يكن قد أتى حينها
لما عمرت بيت أحزانها
فنزل عليه الملك الناصر يوسف بن أيوب في سنة 575
ففتحه وأخربه، فقال أبو الحسن علي بن محمد الساعاتي
الدمشقي: أيسكن أوطان النبيين عصبة
تمين لدى أيمانها، حين تحلف؟
نصحتكم، والنصح في الدين واجب:
ذروا بيت يعقوب فقد جاء يوسف
بيت أرانس: بفتح الهمزة والراء، وبعد الألف
نون مكسورة وسين مهملة: من قرى الغوطة،
بقربها قبر أبي مرثد دثار بن الحصين من الصحابة،
قال الحافظ أبو القاسم في كتاب دمشق: محمد بن
المعمر بن عثمان أبو بكر الطائي من ساكني بيت
أرانس من قرى الغوطة، حدث عن محمد بن جعفر
الراموزي ومحمد بن إسحاق بن يزيد الصيني وعاصم بن
بشر بن عاصم، حدث عنه أبو الحسين الرازي وعبد
الوهاب بن الحسن وأبو الحسن محمد بن زهير بن محمد
الكلابيان، مات في سنة 321، وقال أيضا: محمد
ابن محمد بن طوق العسعس بن الجريش بن الوزير
اليعمري أبو عمرو بن أهل قرية من قرى دمشق
يقال لها بيت أرانس، حدث عنه أبو الحسن الرازي.
بيت أنعم: بضم العين: حصن قريب من صنعاء
اليمن، نازله الفارس قليب أتابك الملك المسعود بن
الملك الكامل بن الملك العادل بن أيوب مدة طويلة
حتى أمكنه أخذه. وبيت أنعم أيضا: حصن أو
قرية في مخلاف سنحان باليمن.
بيت البلاط: من قرى دمشق بالغوطة، وقد ذكر
في البلاط، منها مسلمة بن علي بن خلف أبو سعيد
الخشني، روى عن الأوزاعي ويحيى بن الحارث وزيد
ابن واقد والأعمش ويحيى بن سعيد الأموي وخلق
كثير، روى عنه خلق آخر كثير، منهم عبد الله بن
وهب و عبد الله بن عبد الحكم المصريان.
بيت بوس: قرية قرب صنعاء اليمن، بفتح الباء
الموحدة، وسكون الواو، وسين مهملة، وقد
نسب إليها بعضهم، وقد ذكرتها في بوس لان
النسبة إليها بوسي.
بيت بني نعامة: ناحية باليمن.
بيت جبرين: لغة في جبريل: بليد بين بيت المقدس
وغزة، وبينه وبين القدس مرحلتان، وبين غزة أقل
من ذلك، وكانت فيه قلعة حصينة خربها صلاح الدين
لما استنقذ بيت المقدس من الإفرنج، وبين بيت جبرين
وعسقلان واد يزعمون أنه وادي النملة التي خاطبت
سليمان بن داود، عليه السلام، وقد نسب إليها من
ذكرناه في جبرين.
البيت الحرام: هو مكة، حرسها الله تعالى، يذكر
في المسجد الحرام مبسوطا محدودا إن شاء الله تعالى.
519

بيت الخردل: بلفظ الخردل من النبات: بلد باليمن
من نواحي مخلاف سنحان.
بيت رأس: اسم لقريتين في كل واحدة منهما
كروم كثيرة، ينسب إليها الخمر، إحداهما بالبيت
المقدس، وقيل بيت رأس كورة بالأردن، والأخرى
من نواحي حلب، قال حسان بن ثابت:
كأن سبيئة من بيت رأس
يكون مزاجها عسل وماء
فنشربها، فتتركنا ملوكا
وأسدا ما ينهنهنا اللقاء
وقال أبو نواس:
دثار من غنية أو سليمى،
أو الدهماء أخت بني الحماس
كأن معاقد الأوضاح منها
بجيد أغن، نوم في كناس
وتبسم عن أغر، كأن فيه
مجاج سلافة من بيت رأس
بيت رامة: قرية مشهورة بين غور الأردن والبلقاء،
قرأت في الكتاب الذي ألفه أبو محمد القاسم بن أبي
القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ الدمشقي في
فضائل البيت المقدس: أنبأنا أبو القاسم المقري أنبأنا
إبراهيم الخطيب أنبأنا عبد العزيز النصيبيني إجارة أنبأنا
أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا عمر بن الفضل أنبأنا أبو
الوليد أنبأنا عبد الرحمن بن منصور بن ثابت بن
استنباد حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: كانت
الصخرة أيام سليمان بن داود، عليه السلام، ارتفاعها
اثنا عشر ذراعا، وكان الذراع ذراع الأمان، ذراع
وشبر وقبضة، وكانت عليها قبة من اليلنجوج، وهو
العود المندلي، وارتفاع القبة ثمانية عشر ميلا،
وفوق القبة غزال من الذهب بين عينيه درة حمراء
يقعد نساء البلقاء ويغزلن في ضوئها ليلا، وهي على
ثلاثة أيام منها، وكان أهل عمواس يستظلون بظل
القبة إذا طلعت الشمس، وإذا غربت استظل أهل
بيت الرامة وغيرها من الغور بظلها، هكذا وجدت
هذا الخبر كما تراه مسندا، وفيه طول، وهو أبعد من
السماء عن الحق، والله المستعان.
بيت ردم: من حصون صنعاء اليمن.
بيت ريب: حصن باليمن أيضا في جبل مسور،
قال ابن أفنونة، هو أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف
ابن أفنونة من أهل اليمن، وكان قد ولي القضاء
ببيت ريب:
يا ليت شعري! الأيام محدثة
من طول غربتنا يوما لنا فرجا
أم هل نرى الشمل يضحي، وهو ملتئم،
ويبهج الله صبا طالما حرجا؟
لا حبذا بيت ريب، لا ولا نعمت
عينا غريب يرى يوما بها بهجا
وحبذا أنت يا صنعاء من بلد
وحبذا عيشك الغض الذي درجا!
لولا النوائب والمقدور لم ترني
عنها، وعيشك، طول الدهر منزعجا
بيت سابا: بالباء الموحدة، قال الحافظ أبو القاسم في
كتاب دمشق: هشام بن يزيد بن محمد بن عبد الله
ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي كان يسكن
بيت سابا من إقليم بيت الآبار عند جرمانس، وكان
لجده يزيد بن معاوية، ذكره ابن أبي العجائز.
520

بيت سبطا: بالتحريك، والباء موحدة: من نواحي
اليمن من حازة بني شهاب.
بيت سوا: بالفتح، والقصر، قال الحافظ: سكنها
يحيى بن محمد بن زياد أبو صالح الكلبي البغدادي،
حدث عن عمرو بن علي القلاس ومحمد بن مثنى
والحسن بن عرفة، روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان
ابن سفيان بن يوسف الربعي وأبو سليمان بن زبر وأبو
محرز عبد الواحد بن إبراهيم العبسي، قال أبو سليمان
الربعي: مات أبو صالح يحيى بن محمد الكلبي البيت
سواني في رجب سنة 313، ومحمد بن حميد بن
معيوف بن بكر بن أحمد بن معيوف بن يحيى بن
معيوف أبو بكر الهمداني، سمع أبا بكر محمد بن
علي بن أحمد بن داود بن علان والمضاء بن مقاتل بإذنه
والقاسم بن عيسى العطار ومحمد بن حصن الآلوسي وأبا
الحسن بن جوصا وأبا الدحداح وغيرهم، روى عنه
أبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن السمسار وعبد
الوهاب الميداني وتمام بن محمد الرازي.
البيت العتيق: هو الكعبة، وقيل هو اسم من أسماء
مكة، سمي بذلك لعتقه من الجبارين أي لا يتجبرون
عنده بل يتذللون، وقيل بل لان جبارا لا يدعيه،
لنفسه، وقد يكون العتيق بمعنى القديم، وقد يكون
معنى العتيق الكريم، وكل شئ كرم وحسن
قيل له عتيق، وذكر عن وهب وكعب فيه
أخبار تذكر في الكعبة والعتيق وغيرهما.
بيت عذران: من نواحي صنعاء اليمن.
بيت العذن: بالذال المعجمة ساكنة، ونون: حصن
باليمن لحمير.
بيت عز: من حصون اليمن كان لعلي بن عواض.
بيت فارط: بالفاء، والطاء المهملة: قرية إلى جانب
الأنبار على شاطئ الفرات، بينها وبين الأنبار نحو
فرسخ.
بيت فايش: حصن باليمن لصعصعة أمير الحمريين
باليمن.
بيت قوفا: بضم القاف، وسكون الواو، وفاء،
مقصورة: من دمشق، نسب إليها بعضهم قوفانيا،
ذكرت في قوفا لذلك.
بيت لاها: حصن عال بين أنطاكية وحلب على جبل
ليلون، كان فيه ديدبان ينظر في أول النهار إلى أنطاكية
وفي آخره إلى حلب،
بيت لحم: بالفتح، وسكون الحاء المهملة: بليد
قرب البيت المقدس عامر حفل، فيه سوق وبازارات،
ومكان مهد عيسى بن مريم، عليه السلام، قال
مكي بن عبد السلام الرميلي ثم المقدسي: رأيت
بخط مشرف بن مرجا بيت لخم، بالخاء المعجمة،
وسمعت جماعة من شيوخنا يروونه بالحاء المهملة،
وقد بلغني أن الجميع صحيح جائز، قال البشاري:
بيت لحم قرية على نحو فرسخ من جهة جبرين بها ولد
عيسى بن مريم، عليه السلام، وثم كانت النخلة
وليس تر طب النخيل بهذه الناحية ولكن جعلت لها
آية، وبها كنيسة ليس في الكورة مثلها. ولما ورد
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى البيت المقدس أتاه
راهب من بيت لحم فقال له: معي منك أمان على
بيت لحم، فقال له عمر: ما أعلم ذلك، فأظهره
وعرفه عمر، فقال له: الأمان صحيح ولكن لابد
في كل موضع للنصارى أن نجعل فيه مسجدا، فقال
الراهب: إن ببيت لحم حنية مبنية على قبلتكم فاجعلها
مسجدا للمسلمين ولا تهدم الكنيسة، فعفا له عن
521

الكنيسة وصلى إلى تلك الحنية واتخذها مسجدا وجعل
على النصاري إسراجها وعمارتها وتنظيفها، ولم يزل
المسلمون يزورون بيت لحم ويقصدون إلى تلك الحنية
ويصلون فيها وينقل خلفهم عن سلفهم أنها حنية عمر
ابن الخطاب، وهي معروفة إلى الآن لم يغيرها الفرنج
لما ملكوا البلاد، ويقال إن فيها قبر داود وسليمان،
عليهما السلام.
بيت لهيا: بكسر اللام، وسكون الهاء، وياء،
وألف مقصورة، كذا يتلفظ به، والصحيح بيت
الإلاهة: وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق يذكرون
أن آزر أبا إبراهيم الخليل، عليه السلام، كان ينحت
بها الأصنام ويدفعها إلى إبراهيم ليبيعها فيأتي بها إلى
حجر فيكسرها عليه، والحجر إلى الآن بدمشق
معروف يقال له درب الحجر، قلت أنا: والصحيح
أن الخليل، عليه السلام، ولد بأرض بابل وبها كان
آزر يصنع الأصنام، وفي التوراة أن آزر مات بحران
وكان قد خرج من العراق فأقام بحران إلى أن مات
بها، ولم يرد في خبر صحيح أنه دخل الشام، والله
أعلم، وللشعراء في بيت لهيا أشعار كثيرة، منها قول
أحمد بن منير الاطرابلسي:
سقاها، وروى من النيرين
إلى الغيضتين وحموريه
إلى بيت لهيا إلى برزة،
دلاح مكفكفة الأوعية
والنسبة إليها بتلهي، وقد نسب إليها خلق كثير
من أهل الرواية، منهم: يحيى بن محمد بن عبد الحميد
السكسكي البتلهي، حدث عن أبي حسان الحسن
ابن عثمان الزيادي البصري ويحيى بن أكثم، روى عنه
ابنه أبو الفضل محمد بن يحيى، وعمرو بن مسلمة بن
الغمر أبو بكر السكسكي البتلهي، روى عن نوح
ابن عمر بن حوي السكسكي، روى عنه عبد الوهاب
الكلابي والحسين الرازي وقال: مات سنة 325،
وغيرهما كثير، وإسماعيل بن أبان بن محمد بن حوي
السكسكي البتلهي، روى عن أبي مسهر وأحمد بن
حنبل وأبي مصعب الزهري وخطاب بن عثمان ونوح
ابن عمر بن حوي وغيرهم، روى عنه أحمد بن
المعلى ومحمد بن جعفر بن ملاس وأبو الحسن بن
جوصا وأبو الجهم بن طلاب والعباس بن الوليد بن
مزيد، وهو من أقرانه، وغيرهم، ومات ببيت لهيا
لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 263.
بيت ماما: قرية من قرى نابلس بفلسطين، قال
صاحب الفتوح، وأهلها سامرة كانت الجزية على الرجل
منهم عشرة دنانير فشكوا ذلك إلى المتوكل فجعلها
ثلاثة دنانير.
بيت مامين: قرية من قرى الرملة، مات بها أبو
عمير عيسى بن محمد بن إسحاق ويقال ابن محمد بن
عيسى الرملي يعرف بابن النحاس، روى عنه أبو زرعة
وأبو حاتم الرازيان وتلك الطبقة، روى عنه يحيى
ابن معين، ومات يحيى قبله بثلاث وعشرين سنة،
وسئل عنه يحيى فوثقه، وكان من الصلحاء الأخيار،
وروى عنه البخاري أيضا، قال ابن زيد: ومات
سنة 256 في بيت مامين، وحمل إلى الرملة فدفن
بها لثمانية أيام مضت من المحرم.
بيت محرز: آخره زاي: حصن في جبل وضرة
من جبال اليمن.
بيت النار: قرية كبيرة من قرى أربل من جهة
الموصل، بينها وبين إربل ثمانية أميال، أنشدني عبد
الرحمن بن المستخف لنفسه فيها فقال:
522

إربل دار الفسق حقا، فلا
يعتمد العاقل تعزيزها
لو لم تكن دار فسوق لما
أصبح بيت النار دهليزها
بيت نوبا: بضم النون، وسكون الواو، وباء
موحدة: بليدة من نواحي فلسطين.
بيت نقم: بالتحريك: من حصون صنعاء، استحدثه
عبد الله بن حسن الزيدي الخارج باليمن في حدود
سنة ستمائة.
بيت يرام: من حصون اليمن أيضا.
بيجانين: بالفتح ثم السكون، وجيم، وألف،
ونون مفتوحة، وياء ساكنة، ونون أخرى: من
قرى نهاوند، منها أبو العلاء عيسى بن محمد بن
منصور الصوفي الهمداني البيجانيني، سكن بيجانين
فنسب إليها، وسمع الحديث من أبي ثابت بنجير
الصوفي الهمداني، ذكر في التحبير.
بيج: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وجيم: بليد
على ساحل النيل في شرقيه، أنشأ فيه الأمير بزكوج
الناصري في أيام الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب
معاصر للسكر، وكان يرتفع له منه ارتفاع وافر.
بيجن كرد: بالفتح، والنون: بلد وقلعة بين
قرص وأرزن الروم من أرض أرمينية.
بيحان: بالحاء مهملة: مخلاف باليمن معروف، منه
كان الفقيه البيحاني المقري نزيل مكة، وكان صالحا
دينا مقبولا، مات قرابة سنة 595 أو فيها.
البيداء: اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة، وهي
إلى مكة أقرب، تعد من الشرف أمام ذي الحليفة،
وفي قول بعضهم: إن قوما كانوا يغزون البيت فنزلوا
بالبيداء فبعث الله عز وجل جبرائيل فقال: يا بيداء
أبيديهم، وكل مفازة لا شئ بها فهي بيداء، وحكى
الأصمعي عن بعض العرب قال كانت امرأة تأتينا
ومعها ولدان لها كالفهدين فدخلت بعض المقابر فرأيتها
جالسة بين قبرين، فسألتها عن ولديها فقالت: قضيا
نحبهما وهناك والله قبراهما! ثم أنشأت تقول:
فلله جاراي اللذان أراهما
قريبين، مني والمزار بعيد
مقيمين بالبيداء لا يبرحانها،
ولا يسألان الركب أين تريد
أمر فأستقري القبور، فلا أرى
سوى رمس أحجار عليه لبود
كواتم أسرار تضمن أعظما
بلين رفاتا، حبهن جديد
بيدان: بوزن ميدان: ماء لبني جعفر بن كلاب،
وفي كتاب نصر: بيدان جبل أحمر مستطيل من
أخيلة حمى ضرية، قال جرير:
كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني،
وكاد يقتلني يوما ببيدانا
لا بارك الله فيمن كان يحسبكم
إلا على العهد، حتى كان ما كانا
وقال مالك بن خالد الخناعي ثم الهذلي:
جوار شظيات وبيدان أنتحي
شماريخ شما، بينهن ذوائب
بيدح: موضع في قول ابن هرمة:
قضى وطرا من حاجة فتروحا،
على أنه لم ينس سلمى وبيدحا
بيد: موضع بفارس. وبيد أيضا: من مدن
مكران.
523

بيدرة: بالراء، والهاء: من قرى بخارى، ينسب
إليها أبو الحسن مقاتل بن سعد الزاهد البيدري
البخاري، يروي عن عيسى بن موسى، روى عنه سهل
ابن شاذويه البخاري.
بيران: بالراء: قرية من نظر دانية بالأندلس، ينسب
إليها أبو حفص عمر بن الحسن بن عبد الرزاق البيراني
النفزي، قدم الشرق حاجا ولقي السلفي وأنشده
وقال: رأيت أبا الحسن علي بن عبد الغني الحصري
القيرواني بدانية من مدن الأندلس وطنجة من مدن
العدوة جميعا، ومات بطنجة، وسمع أبا حفص
كثيرا، وكان شيخا كبيرا، فألفه السلفي وقال:
نفزة قبيلة كبيرة من البربر.
بيران: بالكسر: من قرى نسف على فرسخ منها،
ينسب إليها عمر بن محمد بن عبد الملك بن بنكي بن
مذكور بن حفص البيراني الفرخوزديزجي النسفي من
أهل بيران، وقرية فرخوزديزه على فرسخ من نسف
خربت، ورد بخارى وسكنها، وكان شيخا صالحا عالما
متميزا جميل الامر، سمع بنسف أبا بكر محمد بن
أحمد بن محمد البلدي، سمع منه أبو سعد، وحدثنا
عنه ابنه أبو المظفر بن أبي سعد، وكانت ولادته
تقديرا في سنة 491 بقرية فرخوزديزه، وتوفي ببخارى
في سنة ست وخمسين وخمسمائة.
بيرجند: بكسر أوله، وفتح الجيم، وسكون النون:
أحسبها من قرى قوهستان، ينسب إليها الحسين بن
محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن منازل
البيرجندي أبو القاسم، وقيل أبو عبد الله القايني أديب
أصبهان، وكان يذكر بالصلاح، والعفة والسنة، كثير
الكتابة دقيق الخط، وكان يسمى الأصمعي الصغير.
بيرحا: بوزن خيزلى، قال أبو القاسم بن عمر:
ويقال بئر حاء، مضاف إليه ممدود، ويقال: بيرحا،
بفتح أوله والراء والقصر، ورواية المغاربة قاطبة
الإضافة وإعراب الراء بالرفع والجر والنصب، وحاء
على لفظ الحاء من حروف المعجم، قال أبو بكر
الباجي: وأنكر أبو بكر الأصم الاعراب في
الراء، وقيل إنما هو بفتح الراء على كل حال، قال:
وعليه أدركت أهل العلم بالمشرق. وقال أبو عبد الله
الصوري: إنما هو بفتح الباء والراء في كل حال، يعني
أنه كلمة واحدة، قال عياض: وعلى رواية الأندلسيين
ضبطنا هذا الحرف عن أبي جعفر في كتاب مسلم
بكسر الباء وفتح الراء وبكسر الراء وفتح الباء
والقصر، ضبطناه في الموطأ عن أبي عتاب وابن
حمدون وغيرهما، وبضم الراء وفتحها معا قيدناه
عن الأصيلي، وقد رواه مسلم من طريق حماد بن سلمة
بريحا، هكذا ضبطناه عن الخشني والأسدي والصدفي
فيما قيدوه عن العذري والسمرقندي وغيرهما، ولم أسمع
فيه من غيرهما خلافا، إلا أني وجدت أبا عبد الله
الحميدي الأندلسي ذكر هذا الحرف في اختصاره عن
حماد بن سلمة بيرحا، كما قال الصوري، ورواية الرازي
في حديث مسلم بن حديث مالك بن أنس بريحا وهم
إنما هذا في حديث حماد، وأما في حديث مالك
فهو بيرحا كما قيد الجميع على اختلافهم، وذكر أبو
داود في مصنفه هذا الحديث بخلاف ما تقدم فقال:
جعلت أرضي باريحا، وهذا كله يدل على أنها ليست
ببئر، وقيل: هي أرض لابي طلحة، وقيل: هو
موضع بقرب المسجد بالمدينة يعرف بقصر بني جديلة،
وذكر ابن إسحاق أن حسان بن ثابت لما تكلم في
الإفك بما تكلم به ونزل القرآن ببراءة عائشة، رضي
الله عنها، عدا صفوان بن المعطل على حسان فضربه
524

بالسيف، فاشتكت الأنصار إلى رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، فعل صفوان فأعطاه رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، عوضا عن ضربته بيرحاء، وهو
قصر بني جديلة اليوم بالمدينة، وكان مالا لابي طلحة
ابن سهل تصدق به إلى رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، فأعطاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
حسانا وأعطاه سيرين أمة قبطية فولدت له عبد
الرحمن بن حسان.
البير: ماء في ديار طئ وبير، بغير تعريف: بلد
حصين من نواحي شهرزور.
بيرمس: الياء والراء ساكنان، والميم مفتوحة،
والسين مهملة: من قرى بخارى، ينسب إليها أبو
محمد أحمد بن عمر البخاري البير مسي، يروي عن
محمد بن أبي الليث البخاري.
بيروت: بالفتح ثم السكون، وضم الراء، وسكون
الواو، والتاء فوقها نقطتان: مدينة مشهورة على
ساحل بحر الشام تعد من أعمال دمشق، بينها وبين
صيداء ثلاثة فراسخ، قال بطليموس: بيروت
طولها ثمان وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة،
وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، طالعها
العواء، بيت حياتها الميزان، وقال صاحب الزيج:
طولها تسع وخمسون درجة ونصف، وعرضها
أربع وثلاثون درجة في الاقليم الرابع، وقال الوليد
ابن يزيد بن عبد الملك بن مروان:
إذا شئت تصابرت،
ولا أصبر إن شيت
ولا والله لا لا يصبر،
في البرية، الحوت
ألا يا حبذا شخص،
حمت لقياه بيروت!
ولم تزل بيروت في أيدي المسلمين على أحسن حال
حتى نزل عليها بغدوين الإفرنجي الذي ملك القدس
في جمعه وحاصرها حتى فتحها عنوة في يوم الجمعة
الحادي والعشرين من شوال سنة 503، وهي في
أيديهم إلى هذه الغاية، وكان صلاح الدين قد استنقذها
منهم في سنة 583، وقد خرج منها خلق كثير من
أهل العلم والرواية، منهم: الوليد بن مزيد العذري
البيروتي، روى عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز
وإسماعيل بن عياش ويزيد بن يوسف الصنعاني وعبد
الرحمن بن يزيد بن جابر وأبي بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة القرشي وكلثوم بن زياد المحاربي ومحمد بن يزيد
المصري و عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون بن
لهيعة و عبد الله بن هشام بن الغاز و عبد الله بن
شوذب ومقاتل بن سليمان البلخي وعثمان بن عطاء
الحراني، روى عنه ابنه أبو الفضل العباس وأبو
مسهر وهشام بن إسماعيل العطار وأبو الحمار محمد
ابن عثمان و عبد الله بن إسماعيل بن يزيد بن حجر
البيروتي و عبد الغفار بن عفان بن صهر الأوزاعي
وعيسى بن محمد بن النحاس الرملي و عبد الله بن حازم
الرملي، وكان مولده سنة 126، وكان الأوزاعي
يقول: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب
الوليد بن مزيد، قال أبو مسهر: وكان الوليد بن
مزيد ثقة ولم يكن يحفظ، وكانت كتبه صحيحة،
مات سنة 203 عن سبع وسبعين سنة، وابنه أبو
الفضل العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، روى عن
أبيه وغيره، وكان من خيار عباد الله، ومات سنة
270، ومولده سنة 169، ومحمد بن عبد الله بن عبد
السلام بن أبي أيوب أبو عبد الرحمن البيروتي المعروف
525

بمكحول الحافظ، روى عن أبي الحسين أحمد بن
سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف ومحمد بن عبد الله بن
عبد الحكم والعباس بن الوليد وغيرهم كثير، روى
عنه جماعة أخرى كثيرة، ومات سنة 320 وقيل
سنة 321.
بيروذ: بالذال معجمة: ناحية بين الأهواز ومدينة
الطيب، ذكرها أبو عبد الله البشاري وقال: هي
كبيرة بها نخل كثير حتى إنهم يسمونها البصرة الصغرى،
ويقال: إنها كانت قصبة كورة قديما، رأيتها وأنا
سائر من المذار إلى بصنا، وينسب إليها أبو عبد
الله الحسين بن بحر بن يزيد البيروذي، حدث عن أبي
زيد الهروي وغالب بن جليس الكلبي وجبارة بن
مغلس، روى عنه أبو عروبة الحراني، وتوجه إلى
الغزو في النفير فتوفي بمدينة ملطية في رمضان سنة
إحدى وستين ومائتين.
بيروز كوه: بالكسر، وياء ساكنة، وراء، وواو
وزاي ساكنتين، وضم الكاف، وسكون الواو،
وهاء محضة، ومعناه بالفارسية جبل أزرق: اسم
لقلعتين حصينتين إحداهما في وسط جبال الغور بين
هراة وغزنة عمرها بنو سام ملوك الغورية وحصنوها
وجعلوها دار ملكهم ومعقل أموالهم، وذلك قبل
سنة 600. وبيروز كوه أيضا: قلعة قرب دنباوند
من أعمال الري مشرفة على بليدة يقال لها ويمة،
رأيتها في سنة 617 كالخراب، ومقابلها في الوطئ
سمنان.
البيرة: في عدة مواضع منها: بلد قرب سميساط
بين حلب والثغور الرومية، وهي قلعة حصينة ولها
رستاق واسع، وهي اليوم للملك الزاهر مجير الدين
أبي سليمان داود بن الملك الناصر يوسف بن أيوب،
أقطعه إياها أخوه الملك الظاهر غازي واستمرت بيده.
والبيرة: بين بيت المقدس ونابلس، خربها الملك
الناصر حين استنقذها من الإفرنج، رأيتها، وفي عدة
مواضع. وأما إلبيرة التي في الأندلس: فألفها أصل،
والنسبة الإلبيري، ذكر في حرف الألف.
بيرة: بالفتح، كذا ضبطه الحميدي وقال: هي
بليدة قريبة من ساحل البحر بالأندلس، ولها مرسى
ترسى فيه السفن ما بين مرسية والمرية، قال سعد
الخير: وأما الحميدي فإنه قال هي بالأندلس ولم يزد،
وقال ابن الفقيه: بيرة جزيرة فيها اثنتا عشرة مدينة،
وملكها مسلم يقال له في هذا الوقت سودان بن يوسف،
وهي في أيدي المسلمين منذ دهر، وأهلها يغزون
الروم والروم يغزونهم، ومنها يتوجه إلى القيروان،
هكذا قال، ولا أعرف هذه الجزيرة ولا سمعت لها
بذكر في غير هذا الموضع، وكان ابن الفقيه في حدود
سنة 340 ه‍.
بيرين: من قرى حمص، قال القاضي عبد الصمد بن
سعيد الحمصي في تاريخ حمص: كان النعمان بن بشير
الأنصاري زبيريا فحدث عن سليمان بن عبد الحميد
البهراني قال: لما صاح الناس في زمن ابن الزبير
بالنعمان بن بشير خرج هاربا على وجهه من حمص،
فلحقه خالد بن خلي في شببة من الكلاعيين حتى أتى
حربنفسا فقال: أي قرية هذه؟ فقالوا: حربنفسا،
فقال، حرب أنفسنا، ثم مضى حتى أتى بيرين فقال:
أي قرية هذه؟ فقالوا: بيرين، فقال: فيها برنا،
فقتله خالد بن خلي فيها في سنة 65.
بيزان: بالكسر، والزي: جيل من الفرنج، ولهم
بلاد يعرفونهم بها في بر رومية، وفيهم كثرة،
ورأيناهم بالشام تجارا ذوي ثروة.
526

بيزع: قرية بين دير العاقول وجبل، بها قتل أبو
الطيب المتنبي، نقلته من خط أبي بكر محمد بن هاشم
الخالدي الشاعر.
بيسان: بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، ونون:
مدينة بالأردن بالغور الشامي، ويقال هي لسان
الأرض، وهي بين حوران وفلسطين، وبها عين
الفلوس يقال إنها من الجنة، وهي عين فيها ملوحة
يسيرة، جاء ذكرها في حديث الجساسة، وقد ذكر
حديث الجساسة بطوله في طيبة، وتوصف بكثرة
النخل، وقد رأيتها مرارا فلم أر فيها غير نخلتين
حائلتين، وهو من علامات خروج الدجال، وهي
بلدة وبئة حارة أهلها سمر الألوان جعد الشعور
لشدة الحر الذي عندهم، وإليها فيما أحسب ينسب
الخمر، قالت ليلى الأخيلية في توبة:
جزى الله خيرا، والجزاء بكفه،
فتى من عقيل ساد غير مكلف
فتى كانت الدنيا تهون بأسرها
عليه، ولم ينفك جم التصرف
ينال عليات الأمور بهونة،
إذا هي أعيت كل خرق مشرف
هو الذوب، أو أري الضحا لي، شبته
بدرياقة من خمر بيسان قرقف
وينسب إليها جماعة، منهم: سارية البيساني، وعبد
الوارث بن الحسن بن عمر القرشي يعرف بالترجمان
البيساني، قدم دمشق وسمع أبا أيوب سليمان بن
عبد الرحمن وهشام بن عمار، ثم قدمها وحدث بها
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وأبي
حازم عبد الغفار بن الحسن وإسحاق بن بشر الكاهلي
وإسماعيل بن أويس وعطاء بن همام الكندي ومحمد
ابن المبارك الصوري وآدم بن أبي إياس ومحمد بن
يوسف الفريابي ويحيى بن حبيب ويحيى بن صالح
الوحاظي وجماعة، روى عنه أبو الدحداح وأبو
العباس بن ملاس وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان
ومحمد بن عثمان بن جملة الأنصاري وعامر بن خزيم
العقيلي، وإليها أيضا ينسب القاضي الفاضل أبو علي
عبد الرحيم بن علي البيساني وزير الملك الناصر يوسف بن
أيوب والمتحكم في دولته وصاحب البلاغة والانشاء
التي أعجزت كل بليغ، وفاق بفصاحته وبراعته
المتقدمين والمتأخرين، مات بمصر سنة 596. وبيسان
أيضا: موضع في جهة خيبر من المدينة، وإياه أراد
كثير بقوله لأنها بلاده:
فقلت ولم أملك سوابق عبرة:
سقى أهل بيسان الدجان الهواضب
وعن أبي منصور في الحديث: قال رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، في غزاة ذي قرد على ماء يقال له
بيسان فسأل عن اسمه فقالوا: يا رسول الله اسمه
بيسان وهو ملح، فقال، صلى الله عليه وسلم: بل
هو نعمان وهو طيب، فغير رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، الاسم وغير الماء، فاشتراه طلحة وتصدق
به، قال الزبير: وبيسان أيضا موضع معروف
بأرض اليمامة، والذي أراه أن هذا الموضع هو
الموصوف بكثرة النخل لأنهم إنما احتجوا على كثرة
نخل بيسان بقول أبي دواد الإيادي:
نخلات من نخل بيسان
أينعن جميعا ونبتهن تؤام
وتدلت على مناهل برد
وفليج من دونها وسنام
برد: قبيلة من إياد، ولم تكن الشام منازل إياد.
527

وفليج: واد يصب في فلج بين البصرة وضرية،
وعليه يسلك من يريد اليمامة. وسنام: جبل لبني
دارم بين البصرة واليمامة، وقد كانت منازل إياد
بأطراف العراق، وفليج وسنام بين العراق واليمامة،
فلذلك قال أبو دواد: وفليج من دونها وسنام.
وبيسان أيضا: قرية من قرى الموصل لها مزرعة كبيرة.
وبيسان أيضا: من قرى مرو الشاهجان. وبين البصرة
وواسط كورة واسعة كثيرة النخل والقرى يقال لها
ميسان، بالميم، تذكر في موضعها إن شاء الله تعالى.
بيست: بالفتح ثم الضم، وسكون السين المهملة،
وتاء مثناة: بلدة من نواحي برقة، قال السلفي:
أنشدني أبو عطية عطاء الله بن قائد بن الحسن بن عمر
ابن سعيد التميمي البيستي بالثغر أنشدني أبو داود
مفرج بن موسى التميمي ببيست من أرض برقة،
وبها مولد حاتم الطائي، وذكر شعرا لحاتم، وكان
يحفظ الاشعار، قال: وسمعت أبا الفتح فارس بن
عبد العزيز بن أحمد البيستي المالكي قال سمعت
حسان بن علوان البيستي يقول: كنت أنا وجماعة
من بني عمي في مسجد بيست ننتظر الصلاة فدخل
أعرابي وتوجه إلى القبلة وكبر ثم قال: قل هو الله
أحد قاعد على الرصد مثل الأسد لا يفوته أحد،
الله أكبر! وركع وسجد ثم قام فقال مثل مقالته
الأولى وسلم، فقلت: يا أخا العرب، الذي قرأته
ليس بقرآن وهذه صلاة لا يقبلها الله، فقال: حتى
يكون سفلة مثلك، إني آتي إلى بيته وأقصده
وأتضرع إليه ويردني خائبا ولا يقبل لي صلاة،
لا إن شاء الله لا إن شاء الله! ثم قام وخرج.
بيستي: بالكسر ثم السكون، قال أبو سعد: أظنها
من قرى الري، ينسب إليها أبو عبد الله أحمد بن
مدرك البيستي، روى عن عطاف بن قيس الزاهد.
بيس: بالفتح. ناحية بسرقسطة من نواحي الأندلس.
بيسكند: مدينة من وراء الشاش من نواحي
تركستان، وهي مجمع الأتراك.
بيش: بالشين المعجمة: من مخاليف اليمن، فيه عدة
معادن، وهو واد فيه مدينة يقال لها أبو تراب،
سميت بذلك لكثرة الرياح والسوافي فيها، وهي
ملك للشرفاء بني سليمان الحسنيين، وقال ربيعة
اليمني يمدح الصليحي:
قرنت إلى الوقائع يوم بيش،
فكان أجلها يوم السباق
بيش: بكسر أوله من بلاد اليمن قرب دهلك،
له ذكر في الشعر، قال أبو دهبل:
إسلمي أم دهبل قبل هجر،
وتفصي من الزمان ودهر
واذكري كري المطي إليكم،
بعدما قد توجهت نحو مصر
لا تخالي أني نسيتك لما
حال بيش، ومن به، خلف ظهري
إن تكوني أنت المقدم قبلي،
وضع مثواي عند قبرك قبري
وهذا الشعر يدل على أن بيشا موضع بين مكة ومصر،
أو تكون صاحبته المذكورة كانت باليمن، والله أعلم.
بيشك: بالكسر ثم السكون، وشين معجمة مفتوحة،
وكاف: قصبة كورة رخ من نواحي نيسابور،
وبها سوق إلا أنه ليس بها منبر، كذا قال البيهقي،
وإليها ينسب أبو منصور عبد الرحمن بن محمد البيشكي،
كان من أهل الرياسة والجلالة والعظمة والثروة،
528

وكان أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري اللغوي
صاحب كتاب الصحاح شريكه بنيسابور.
بيشة: بالهاء: اسم قرية غناء في واد كثير الأهل من
بلاد اليمن، وقال القاسم بن معن الهذلي: بئشة
وزئنة، مهموزتان، أرضان، وقال عقيل: وجميع
بني خفاجة يجتمعون ببئشة وزئنة، وهما واديان، بيشة
تصب من اليمن وزينة تصب من سراة تهامة، وبين
بيشة وتبالة أربعة وعشرون ميلا، وبيشة من جهة
اليمن. وعن أبي زياد: خير ديار بني سلول بيشة،
وهو واد يصب سيله من الحجاز حجاز الطائف ثم
ينصب في نجد حتى ينتهي في بلاد عقيل، وفي بيشة
بطون من الناس كثيرة من خثعم وهلال وسواءة بن
عامر بن صعصعة وسلول وعقيل والضباب وقريش،
وهم بنو هاشم لهم المعمل، نذكره في موضعه إن
شاء الله تعالى. وبيشة: من عمل مكة مما يلي اليمن
من مكة على خمس مراحل، وبها من النخل والفسيل
شئ كثير، وفي وادي بيشة موضع مشجر كثير
الأسد، قال السمهري:
وأنبئت ليلى بالغريين سلمت
علي، ودوني طخفة ورجامها
فإن التي أهدت، على نأي دارها،
سلاما لمردود عليها سلامها
عديد الحصى والأثل من بطن بيشة
وطرفائها، ما دام فيها حمامها
البيضاء: ضد السوداء، في عدة مواضع منها: مدينة
مشهورة بفارس، قال حمزة: وكان اسمها في أيام
الفرس در إسفيد فعربت بالمعنى، وقال الإصطخري:
البيضاء أكبر مدينة في كورة إصطخر، وإنما سميت
البيضاء لان لها قلعة تبين من بعد ويرى بياضها،
وكانت معسكرا للمسلمين يقصدونها في فتح إصطخر،
وأما اسمها بالفارسية فهو نسايك، وهي مدينة تقارب
إصطخر في الكبر، وبناؤهم من طين، وهي تامة
العمارة خصبة جدا، ينتفع أهل شيراز بميرتها، وبينها
وبين شيراز ثمانية فراسخ، وينسب إليها جماعة،
منهم: القاضي أبو الحسن محمد ابن القاضي أبي عبد الله
محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد البيضاوي الفقيه
الشافعي ختن أبي الطيب الطبري على ابنته، ولي
القضاء بربع الكرخ ببغداد، روى عنه الحافظ أبو
بكر الخطيب، وتوفي سنة 468، ومولده في شعبان
سنة 392، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن
إسحاق المقري أحد قراء فارس، سمع من أبي الشيخ
الحافظ وأبي بكر الجعابي و عبد الله بن محمد القتات،
مات في سنة 393، وهو ثقة، ومحمد بن علي بن الحسين
أبو عبد الله السلمي البيضاوي، روى عن أبي القاسم بن
أبي محمد الوزان، وعلي بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم
أبو الحسن الصوفي المعروف بالكردي البيضاوي، سمع
أبا الحسين أحمد بن محمد بن فادشاه وأبا بكر بن
رنده، ويوسف بن علي بن عبد الله بن يحيى البيضاوي
أبو يعقوب المقري الصوفي، روى عن أبي العباس
أحمد بن عبد الله بن محمد الشاعر، وأحمد بن محمد
ابن بهنور أبو بكر البيضاوي يلقب بلبل الصوفي،
كان من أصحاب أبي الأزهر بن حيان، قدم أصبهان
وسمع من أبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن
مردويه، روى عن محمد بن أحمد بن أبي المنى
البروجردي وغيره، وكان رحل إلى العراق والشام،
ومات بشيراز وحمل إلى البيضاء في سنة 455.
والبيضاء أيضا: كورة بالمغرب. والبيضاء: عقبة في
جبل المناقب، وقد ذكر المناقب في موضعه.
529

والبيضاء: ثنية التنعيم بمكة، لها ذكر في كتاب السيرة:
والبيضاء: ماء لبني سلول بالضمرين، وهما جبلان.
والبيضاء: اسم لمدينة حلب لبياض تربتها. والبيضاء:
دار عمرها عبيد الله بن زياد ابن أبيه بالبصرة، ولما تم
بناؤها أمر وكلاءه أن لا يمنعوا أحدا من دخولها وأن
يتحفظوا كلاما إن تكلم به أحد، فدخل فيها أعرابي
وكان فيها تصاوير ثم قال: لا ينتفع بها صاحبها ولا
يلبث فيها إلا قليلا، فأتي به ابن. زياد وأخبر بمقالته،
فقال له: لم قلت هذا؟ قال: لأني رأيت فيها أسدا
كالحا وكلبا نابحا وكبشا ناطحا، فكان الامر كما
قال، ولم يسكنها إلا قليلا حتى أخرجه أهل البصرة
إلى الشام ولم يعد إليها. وفي خبر آخر: أنه لما بنى
البيضاء أمر أصحابه أن يستمعوا ما يقول الناس،
فجاؤوه برجل فقيل له إن هذا قرأ وهو ينظر إليها:
أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم
تخلدون؟ فقال له: ما دعاك إلى هذا؟ فقال: آية
من كتاب الله عرضت لي، فقال: والله لأعملن بك
بالآية الثالثة: وإذا بطشتم بطشتم جبارين، ثم أمر
فبني عليه ركن من أركان القصر. والبيضاء أيضا:
عين ماء قريبة من بومارية بين الموصل وتل يعفر.
والبيضاء أيضا: بيضاء البصرة، وهو المخيس، قال
جحدر المحرزي اللص وهو حبس بها:
أقول للصحب في البيضاء: دونكم
محلة سودت بيضاء أقطاري
مأوى الفتوة للأنذال، مذ خلقت،
عند الكرام محل الذل والعار
كأن ساكنها من قعرها أبدا،
لدى الخروج، كمنتاش من النار
والبيضاء: اسم لأربع قرى بمصر، الأولى من كورة
الشرقية. والبيضاء ويقال لها منية الحرون قرب
المحلة من كورة جزيرة قوسنيا. والبيضاء: قرية
من كورة حوف رمسيس بين مصر والإسكندرية
في غربي النيل. والبيضاء أيضا: قرية من ضواحي
الإسكندرية. والبيضاء أيضا: مدينة ببلاد الخزر
خلف باب الأبواب، قال البحتري يمدح ابن
كنداجيق الخزري:
إن يرم إسحاق بن كنداجيق في
أرض، فكل الصيد في جوف الفرا
قد ألبس التاج المعاور لبسه
في الحالتين، مملكا ومؤمرا
لم تنكر الخزرات إلف ذؤابة
يحتل في الخزر الذوائب والذرى
شرف تزيد بالعراق إلى الذي
عهدوه بالبيضاء، أو ببلنجرا
ويروى عهدوه في خمليخ. والبيضاء: ماء لبني
عقيل ثم لبني معاوية بن عقيل، وهو المنتفق، ومعهم
فيها عامر بن عقيل، قال حاجب بن ذبيان المازني يرثي
أخاه معاوية بالبيضاء فقال:
تطاول بالبيضاء ليلي، فلم أنم،
وقد نام قساها وصاح دجاجها
معاوي، كم من حاجة قد تركتها
سلوبا، وقد كانت قريبا نتاجها!
السلوب في النوق: التي ألقت ولدها لغير تمام.
والبيضاء أيضا: أرض ذات نخل ومياه دون ثاج
والبحرين. والبيضاء أيضا: قريات بالرملة في
القطيف فيها نخل. والبيضاء: موضع بقرب حمى
530

الربذة، قال بعضهم:
لقد مات، بالبيضاء من جانب الحمى،
فتى كان زينا للمواكب والشرب
تظل بنات العم والخال عنده
صوادي، لا يروين بالبارد العذب
يهلن عليه بالأكف من الثرى،
وما من قلى يحثى عليه من الترب
بيضان: بالنون: جبل لبني سليم بالحجاز، قال
معن بن أوس المزني لبني الشريد من سليم:
وليلى حبيب، في بغيض، مجانب،
فلا أنت نائيه، ولا أنت نائله
فدع عنك ليلى قد تولت بنفعها،
ومن أين معروف لمن أنت قائله
لآل الشريد، إذا أصابوا لقاحنا
ببيضان، والمعروف يحمد فاعله
وفي شعر هذيل بيضان الزروب، ولا أدري أهي
الأولى أم غيرها، قال أبو سهم الهذلي:
فلست بمقسم لوددت أني،
غداتئذ، ببيضان الزروب
أسوق ظعائنا، في كل فج،
تبد مآبة الأجد الجنوب
البيضتان: تثنية بيضة: موضع بين الشام ومكة على
الطريق، قال الأخطل:
فهو بها سئ ظنا، وليس له،
بالبيضتين ولا بالغيض، مدخر
وفي كتاب نصر وعن أبي عمرو: البيضتان، بفتح
الباء، موضع فوق زبالة، وعن غيره: البيضتان،
بكسر الباء، ما حول البحرين من البرية، قال
الفرزدق:
أعيذكما الله الذي أنتما له،
ألم تسمعا بالبيضتين المناديا؟
بيض: بالفتح، ذو بيض: أرض بين جبلة وطخفة،
وقال السكري: ذو البيض جو من أسافل الدهناء،
والجو: المكان المنخفض، قال جرير:
ولقد يرينك، والقناة قويمة،
والدهر يصرف. للفتى أطوارا
أزمان أهلك، في الجميع، تربعوا
ذا البيض ثم تصيفوا دوارا
وبيض أيضا: من منازل بني كنانة بالحجاز، قال
بديل بن عبد مناة الخزاعي يخاطب بني كنانة:
ونحن منعنا بين بيض وعتود
إلى خيف رضوى من مجر القبائل
ونحن صبحنا بالتلاعة داركم
بأسيافنا، يسبقن لوم العواذل
وبيض أيضا: موضع في أول أرض اليمن يرحل منه
إلى الراحة، وأما قول أبي صخر الهذلي:
فبر ملتي فردي فذي عشر
فالبيض فالبردان فالرقم
فهو في كتاب أشعار هذيل من رواية السكري
بكسر الباء، ولعله غير الذي قبله.
بيضة: بفتح أوله وبكسر، ومنهم من يجعل المفتوح
غير المكسور، كما نحكيه عنهم، وقد روي بالفتح
531

في قول الفرزدق:
حبيب دعا، والرمل بيني وبينه،
فأسمعني، سقيا لذلك، داعيا
أعيذ كما الله الذي أنتما له،
ألم تسمعا بالبيضتين المناديا؟
قال أبو عبيدة: أراد البيضة فثنى، كما قالوا رامتان
وإنما هي رامة. والبيضة: بالصمان. لبني دارم، قاله
أبو سعيد، وقال غيره: البيضتان بكسر الباء، وقال:
هي أرض حول البحرين، وهي برية والسودة ما
حولها من النخل، قال أبو النجم:
تكسوه، بالبيضة من قسطا لها،
منتخل الترب ومن نخالها
وقال أبو محمد الأعرابي الأسود: البيضة، بكسر
الباء، ماء بين واقصة إلى العذيب متصلة بالحزن
لبني يربوع. والبيضة، بفتح الباء: لبني دارم، قال
الفرزدق:
ألم تسمعا بالبيضتين المناديا؟
وقال رؤبة:
مرت تناضي خرقها مروت
صحراء، لم ينبت بها تنبيت،
يمسي بها ذو الشرة السبوت
وهو من الأين حف نحيت،
كأنني سيف بها أصليت،
ينشق عني الحزن والبريت
والبيضة البيضاء والحبوت
وفي كتاب نصر: البيضة، بفتح الباء، موضع بجانب
الصمان من ديار بني دارم بن مالك بن حنظلة،
وأيضا عند ماوان قرب الربذة بئار كثيرة، من
جبالها أديمة والشقذان، وفي الشعر بالبيضتين، بكسر
الباء: جبل لبني قشير، وأيضا موضع بين العذيب
وواقصة في أرض الحزن من ديار بني يربوع بن حنظلة.
بيطرة: بالفتح، والطاء مهملة: اسم لثلاثة مواضع
بالأندلس، وبيطرة شلج، بالشين معجمة والجيم:
حصن منيع من أعمال أشقة، وهو اليوم بيد الفرنج.
وبيطرة لش: حصن آخر من أعمال ماردة.
وبيطرة: بلدة وحصن من أعمال سرقسطة.
بيعة خالد: منسوبة إلى خالد بن عبد الله القسري
أمير الكوفة، كان بناها لامه وكانت نصرانية،
وبنى حولها حوانيت بالآجر والجص، ثم صارت
سكة البريد.
بيعة عدى: هو عدي بن الدميك اللخمي: بالكوفة
أيضا.
بيغو: بكسر الباء، وسكون الياء، والغين معجمة:
بلدة بالأندلس من أعمال جيان، كثيرة المياه
والزيتون والفواكه، ينسب إليها أبو محمد يعيش بن
محمد بن سعيد الأنصاري البيغي، لقيه السلفي
بالإسكندرية قدمها طالبا للعلم والحج، وكان صالحا،
قرأ القرآن على محمد بن عمر البيغي ببيغو وكان قرأ
على أبي عبد الله المغامي صاحب أبي عمرو الداني.
بيقر: بفتح أوله والقاف، ذكر قوم أن قول امرئ
القيس حيث قال:
ألا هل أتاها، والحوادث جمة،
بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا؟
فقالوا: بيقر الرجل إذا أتى العراق، ويقال:
532

بيقر إذا ترك البدو وسكن الحضر، وقيل غير
ذلك.
بيكند: بالكسر، وفتح الكاف، وسكون النون:
بلدة بين بخارى وجيحون، على مرحلة من بخارى،
لها ذكر في الفتوح، وكانت بلدة كبيرة حسنة كثيرة
العلماء، خربت منذ زمان، قال صاحب كتاب
الأقاليم: كل بلدة بما وراء النهر لها مزارع وقرى إلا
بيكند فإنها وحدها، غير أن بها من الرباطات ما
لا أعلم ببلد من البلدان مما وراء النهر أكثر منها،
بلغني أن عددها نحو ألف رباط، ولها سور حصين
ومسجد جامع قد تنوق في بنائه وزخرف محرابه،
فليس بما وراء النهر محراب مثله ولا أحسن زخرفة
منه، وينسب إليها جماعة من الأعيان، منهم: أبو
أحمد محمد بن يوسف البيكندي، روى عن أبي
أسامة وابن عيينة، روى عنه البخاري، وأبو الفضل
أحمد بن علي بن عمر السليماني البيكندي، كان من
الحفاظ المكثرين، رحل إلى العراق والشام ومصر،
وله أكثر من أربعمائة مصنف صغار، مات سنة
412، وإسماعيل بن حمدويه أبو سعيد البيكندي،
قال أبو القاسم: قدم دمشق سنة 229، روى عن
أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وقبيصة بن عقبة
وأبي جابر محمد بن عبد الملك الواسطي و عبد الله بن
الزبير الحميدي ومحمد بن سلام البيكندي و عبد الله
ابن مسلمة القعنبي ومسدد وأبي نعيم الفضل بن
دكين وغيرهم، روى عنه أبو الحسن بن جوصا
وأبو الميمون بن راشد البجلي وأبو نعيم عبد الملك بن
محمد بن عدي الجرجاني وأحمد بن زكرياء بن يحيى
ابن يعقوب المقدسي وغير هؤلاء كثير، قال ابن
يونس: مات في سنة 273.
بيكنده: من قرى طبرستان على طرف بأول،
وهو نهر كبير.
بيلقان: بالفتح ثم السكون، وفتح القاف، وألف،
ونون: مدينة قرب الدربند الذي يقال له باب
الأبواب، تعد في أرمينية الكبرى قريبة من
شروان، قيل: إن أول من استحدثها قباذ الملك
لما ملك أرمينية، وقيل: إن أول من أنشأها بيلقان
ابن أرمني بن لنطى بن يونان وقد عدها قوم من
أعمال أران، قال أحمد بن يحيى بن جابر: سار
سلمان بن ربيعة في أيام عثمان بن عفان، ولم يضبط
التاريخ، إلى أران ففتح البيلقان صلحا على دمائهم
وأموالهم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم أداء الجزية
والخراج، ثم سار إلى برذعة، وجاءها التتر سنة 617،
فقتلوا كل من وجدوه بها قاطبة ونهبوها ثم أحرقوها،
فلما انفصلوا عنها تراجع إليها قوم كانوا هربوا عنها
وانضم إليهم آخرون، وهي الآن متماسكة، وقد
ينسب إليها قوم، منهم أبو المعالي عبد الملك بن أحمد
ابن عبد الملك بن عبد كان البيلقاني، رحل في
طلب الحديث إلى خراسان والعراق فسمع ببغداد
أبا جعفر بن المسلمة وغيره، وتوفي ببيلقان بعد سنة
496.
بيل: بالكسر، واللام، قال أبو سعد: ظني أنها من
قرى الري، وقال نصر: بيل ناحية بالري، ينسب
إليها عبد الله بن الحسن بن أيوب البيلي الزاهد الرازي،
سمع سهل بن زنجلة وغيره، روى عنه أبو عمرو بن
نجيد، وأحمد بن الحسن البيلي، روى عن محمد بن
حميد الرازي، روى عنه أبو جعفر العقيلي، وأبو
عبد الله محمد بن أحمد بن عمرويه الشاهدي
النيسابوري البيلي المعدل، سمع علي بن الحسن
533

الداربجردي ومحمد بن عبد الوهاب، روى عنه أبو
أحمد بن الفضل، وهو صهر أبي الحسن بن سهلويه
المزكي، ومات سنة 330، حكاه ابن ماكولا عن
الحاكم. وبيل أيضا: من قرى سرخس، عن
العمراني وأبي سعد، منها عصام بن الوضاح الزبيري
البيلي السرخسي، كان جليل القدر كبير الشأن، سمع
مالكا وابن عيينة وفضيل بن عياض وغيرهم، وتوفي
قبل سنة 300، وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد
ابن يزيد بن زياد النيسابوري البيلي المعروف بابن أبي
حاتم، كان من أعيان المحدثين الثقات الاثبات
الجوالين في الأقطار، سمع بخراسان والعراق والشام
والجزيرة، سمع محمد بن إسحاق الصاغاني ببغداد
وإسحاق بن سيار بالجزيرة ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا
زرعة وابن دارة وأبا حاتم والدوري ومحمد بن عوف
ويوسف بن سعيد بن مسلم وأبا أمية، وروى عنه علي
ابن جمشاد وأبو علي الحافظ ومحمد بن إسماعيل بن
مهران، وأبو علي الثقفي، توفي سنة 320 في ربيع
الآخر، وذكره الحاكم في تاريخ نيسابور.
بيلمان: بالفتح: موضع تنسب إليه السيوف
البيلمانية، ويشبه أين يكون من أرض اليمن، ينسب
إليه محمد بن عبد الرحمن البيلماني، حدث عنه عبيد
الله بن العباس بن الربيع النجراني نجران اليمن، وفي
كتاب فتوح البلدان للبلاذري: البيلماني من بلاد
السند والهند، تنسب إليها السيوف البيلمانية.
بيما: بالكسر ثم الفتح، والقصر، قال نصر: هو
صقع من بلاد الكفر متاخم لصعيد مصر، فتح في
دولة بني العباس في أيام المعتضد أو قبيلها.
بيمان: بسكون الثاني: من قرى مرو، ينسب
إليها صالح بن يحيى البيماني، كان عارفا بالنحو واللغة.
بيمند: وهو ميمند: بلد بكرمان، وقيل بفارس،
ذكر في الميم.
بين السورين: تثنية سور المدينة: اسم لمحلة كبيرة
كانت بكرخ بغداد، وكانت من أحسن محالها
وأعمرها، وبها كانت خزانة الكتب التي وقفها الوزير
أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد
الدولة، ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها،
كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة،
واحترقت فيما أحرق من محال الكرخ عند ورود
طغرل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد سنة
447، وينسب إلى هذه المحلة أبو بكر أحمد بن
محمد بن عيسى بن خالد السوري المعروف بالمكي،
حدث عن أبي العيناء وغيره، روى عنه أبو عمر بن
حيويه الخزاز والدار قطني، ومات سنة 322.
بين القصرين: اسم لمحلة كبيرة كانت ببغداد بباب
الطاق بالجانب الشرقي بين قصر أسماء بنت المنصور
وقصر عبد الله بن المهدي. وبين القصرين أيضا:
محلة بالقاهرة بمصر، وهي بين قصرين عمرهما الملوك
المتعلوية في وسط المدينة، خرب الغربي وجعل
مكانه سوق الصيارف ودور.
البين: بالفتح، ذات البين: موضع في شعر أبي صخر
الهذلي حيث قال:
لليلى بذات البين دار عرفتها،
وأخرى بذات الجيش، آياتها عفر
كأنهما م الآن لم يتغيرا،
وقد مر للدارين بعدهما عصر.
البين: بكسر الباء، وسكون الياء، والبين في لغة
العرب: قطعة من الأرض قدر مد البصر: موضع
534

قرب نجران، وأنشد أبو محمد الأعرابي للضحاك بن
عقيل الخفاجي:
مررت على ماء الغمار، فماؤه
نجوع، كما ماء السماء نجوع
وبالبين من نجران جازت حمولها،
سقى البين رجاف السحاب هموع
لقد كنت أخفي حب سمراء منهم،
ويعلم قلبي أنه سيشيع
إذا أمرتك العاذلات بهجرها،
هفت كبد عما يقلن صديع
أظل، كأني واجم لمصيبة
ألمت، وأهلي وادعون جميع
يقولون مجنون بسمراء مولع،
أجل زيد لي جن بها وولوع
وما زال بي حبيك، حتى كأنني،
من الأهل والمال التلاد، خليع
بين رما: موضع آخر في قول ابن مقبل حيث قال:
أحقا أتاني أن عوف بن عامر،
ببين رما، يهدي إلي القوافيا؟
وبين أيضا: موضع قريب من الحيرة، وأنشد قائله:
سار إلى بين بها راكب
وبين أيضا في قول نصر: واد قرب المدينة في حديث
إسلامها سلمة بن حبيش، قال: وقيل فيه بالتاء. ونهر
بين: من نواحي بغداد، ذكر في نهر.
بين النهرين: تثنية نهر: كورة ذات قرى ومزارع
من نواحي شرقي دجلة بغداد. وبين النهرين أيضا:
كورة كبيرة بين بقعاء الموصل، تارة تكون من
أعمال نصيبين وتارة من أعمال الموصل، وهي الآن
للموصل، ولها قلعة تسمى الجديدة على جبل، متصلة
الاعمال بأعمال حصن كيفا.
بينون: بضم النون، وسكون الواو، ونون أخرى:
اسم حصن عظيم كان باليمن قرب صنعاء اليمن، يقال
إنه من بناء سليمان بن داود، عليه السلام، والصحيح
أنه من بناء بعض التبابعة، وله ذكر في أخبار حمير
وأشعارهم، قال ذو جدن الحميري:
لا تهلكن جزعا في إثر من ماتا،
فإنه لا يرد الدهر ما فاتا
أبعد بينون لا عين ولا أثر،
وبعد سلحين يبني الناس أبياتا
وبعد حمير، إذا شالت نعامتهم،
حتتهم ريب هذا الدهر حتاتا
وقال ذو جدن أيضا واسمه علقمة من شعب ذي
رعين:
يا بنت قيل معافر لا تسخري،
ثم اعذريني بعد ذلك أوذري
أولا ترين، وكل شئ هالك،
بينون هالكة كأن لم تعمر؟
أولا ترين، وكل شئ هالك،
سلحين مدبرة كظهر الأدبر؟
أولا ترين ملوك ناعط أصبحوا
تسفي عليهم كل ريح صرصر
أوما سمعت بحمير وبيوتهم؟
أمست معطلة مساكن حمير
فابكيهم أوما بكيت لمعشر؟
لله درك حميرا من معشر!
535

وقال عبد الرحمن الأندلسي: بينون وسلحين
مدينتان أخربهما ارياط الحبشي المتغلب على اليمن من
قبل النجاشي، وحكي عن أبي عبيد البكري في
كتاب معجم ما استعجم: سميت بينونة لأنها كانت بين
عمان والبحرين، قلت أنا: وهم البكري، بينون من
أعمال صنعاء، إنما التي بين عمان والبحرين بينونة،
بالهاء، فهي إذا على قوله فعلون من البين، والياء
أصلية، وقياس النحويين يمنع هذا لان الاعراب إذا
كان في النون لزمت الياء الاسم في جميع أحواله،
كقنسرين وفلسطين، ألا ترى كيف قال في آخر
البيت وبعد سلحين؟ فكذلك كان القياس أن يقول
أبعد بينين، وعلى مذهب من جعله من المعرب في
الرفع بالواو وفي النصب والخفض بالياء يقول أيضا:
أبعد بينين، وليس يعرف فيه مذهب ثالث، فثبت
أنه ليس من البين إنما هو فيعول والياء زائدة من
أبن بالمكان وبن إذا أقام به، لكنه لا ينصرف
للتأنيث والتعريف، غير أن أبا سعد ذكر وجها
ثالثا للمعرب في التسمية بالجمع السالم فأجاز أن يكون
الاعراب في النون وتثبت الواو، " وقال في زيتون:
إنه فعلون من الزيت، وأجاز أبو الفتح بن جني أن
يكون الزيتون فيعولا لا من الزيت، ولكن من قولهم
زيت المكان إذا أنبت الزيتون، قلت أنا: وهذا من
قول أبي الفتح واه جدا، وذاك أنه لم يقل للموضع
زيت إلا بعد إنباته الزيتون، ولولا إنباته لم يصح
أن يقال له زيت، فكيف يقال إن الزيتون من
زيت والزيتون الأصل والمعلوم أن الفعل بعد الفاعل؟
قال: وفي المعروف من أسماء الناس وإن لم يكن
في كلام العرب القدماء سحنون وعبدون ودير
فيتون، غير أن فيتون يحتمل أن يكون فيعولا فلا
يكون من هذا الباب كما قلنا في بينون، وهو الأظهر،
وأما حلزون وهو دود يكون في العشب وأكثر
ما يكون في الرمث، فليس من باب فلسطين
وقنسرين، ولكن النون فيه أصلية كزرجون،
ولذلك أدخله أبو عبيد في باب فعلول وأدخله صاحب
كتاب العين في الرباعي فدل على أن النون عنده
أصلية وأنه فعلول بلامين، وقوله: وبعد سلحين
يقطع على أن بينون: فيعول على كل حال، لان
الذي ذكره السيرافي من المذهب الثالث إن صح فإنما
هي لغة أخرى من غير ذي جدن الحميري إذ لو كان
من لغته لقال: سلحون وأعرب النون مع بقاء
الواو، فلما لم يفعل علمنا أن المعتقد عندهم في بينون
زيادة الياء وأن النونين أصليتان، كما تقدم.
بينونة: بزيادة الهاء: موضع سمي بالمصدر، من
قولهم: بان يبين بينونة إذا بعد، وهو موضع بين
عمان والبحرين، وبينه وبين البحرين ستون فرسخا،
قاله أبو علي الفسوي النحوي وأنشد في الشيرازيات:
يا ريح بينونة لا تذمينا،
جئت بأرواح المصفرينا
يقال: ذمته الريح تذميه قتلته، وأصله أذهبت
ذماه، وهو بقية الروح، وقال الأصمعي: بينونة آخر
حدود اليمن من جهة عمان، وقال غيره: بينونة أرض
فوق عمان تتصل بالشحر، وقال الراعي في رواية
ثعلب:
عميرية حلت برمل كهيلة
فبينونة، تلقى لها الدهر مربعا
وقال في تفسيره: هما بينونتان، بينونة الدنيا
وبينونة القصوى في شق بني سعد. وأما أبو عبد الله
محمد بن عبد الله البينوني البصري قال أبو سعد: أظنه
536

منسوبا إلى قرية من قرى البصرة يقال لها بينون،
حدث ببغداد عن المبارك بن فضالة، روى عنه محمد
ابن غالب تمتام، قلت أنا: ولا يبعد أن يكون
منسوبا إلى بينون أو بينونة المقدم ذكرهما، سكن
البصرة، والله أعلم.
البينة: بالكسر ثم السكون، ونون، ومنهم من
رواه بتقديم النون على الياء: منزل على طريق حاج
اليمامة بين الشيخ وشقيراء.
بينة: بالفتح: موضع من الجي، والجي: وادي
الرويثة الذي ذهب بأهله وهم نيام، والرويثة:
متعشى بين العرج والروحاء، قال كثير:
أهاجك برق آخر الليل خافق،
جرى من سناه بينة فالأبارق؟
قعدت له حتى علا الأفق ماؤه،
وسال بفعم الوبل منه الدوافق
وقال أيضا:
أللشوق لما هيجتك المنازل
بحيث التقت، من بينتين، العياطل
تذكرت، فانهلت لعينك عبرة
يجود بها جار من الدمع وابل
بيوار: بالفتح ثم السكون، وآخره راء: مدينة
هي قصبة ناحية غرشستان ولاية بين غزنة وهراة
ومرو الروذ والغور في وسط الجبال، كذا كتبته
عن رجل من أهل هذه المدينة.
البيوان: بالتحريك: موضع يعرف برأس البيوان
في بحيرة تنيس على ميل منها، وهو موقف الملاحين،
وهي تنزع من بحر الشام، عن نصر.
بيورنبارة: بالكسر ثم الفتح، وسكون الواو
والراء، وفتح النون، والباء، وألف، وراء،
والعامة تقول بارنبارة: بليدة من نواحي مصر
قرب دمياط على نهر أشموم بين البسراط وأشموم،
يعمل فيها الشراب الفائق الجيد العريض.
بيوقان: بالكسر ثم السكون، وضم الواو وفتحها،
وقاف، وألف، ونون: من قرى سرخس، منها
أبو نصر أحمد بن أبي علي عبد الكريم البيوقاني
السرخسي، سمع الحاكم أبا عبد الله، روى عنه وعن
غيره، وتوفي سنة 466.
بيويط: بالفتح ثم السكون، وكسر الواو، وياء
ساكنة، وطاء: من قرى البصرة بالبحيرة، وليست
بويط ولا مسماة باسمها، فاعرف ذلك.
بيهق: بالفتح، أصلها بالفارسية بيهه يعنى بهاءين،
ومعناه بالفارسية الأجود: ناحية كبيرة وكورة
واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور
تشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين قرية بين نيسابور
وقومس وجوين، بين أول حدودها ونيسابور
ستون فرسخا، وكانت قصبتها أولا خسروجرد ثم
صارت سابزوار، والعامة تقول سبزور، وأول
حدود بيهق من جهة نيسابور آخر حدود ريوند إلى
قرب دامغان خمسة وعشرون فرسخا طولا، وعرضها
قريب منه، قال الحريش بن هلال السعدي يرثي
قطن بن عمرو بن الأهتم:
إذا ذكرت قتلى الكرام تبادرت
عيون بني سعد على قطن دما
أتاه نعيم يبتغيه، فلم يجد،
ببيهق، إلا جفن سيف وأعظما
537

وغير بقايا رمة لعبت بها
أعاصير نيسابور، حولا مجرما
وقد أخرجت هذه الكورة من لا يحصى من الفضلاء
والعلماء والفقهاء والأدباء ومع ذلك فالغالب على أهلها
مذهب الرافضية الغلاة، ومن أشهر أئمتهم: الإمام أبو
بكر أحمد بن الحسين بن علي بن علي بن عبد الله بن موسى
البيهقي من أهل خسروجرد صاحب التصانيف
المشهورة، وهو الامام الحافظ الفقيه في أصول الدين
الورع، أوحد الدهر في الحفظ والاتقان مع الدين المتين
من أجل أصحاب أبي عبد الله الحاكم والمكثرين عنه
ثم فاقه في فنون من العلم تفرد بها، رحل إلى العراق
وطوف الآفاق وألف من الكتب ما يبلغ قريبا من
ألف جزء مما لم يسبق إلى مثله، استدعي إلى نيسابور
لسماع كتاب المعرفة فعاد إليها في سنة 441 ثم عاد
إلى ناحيته فأقام بها إلى أن مات في جمادى الأولى من
سنة 454، ومن تصانيفه كتاب المبسوط وكتاب
السنن وكتاب معرفة علوم الحديث وكتاب دلائل
النبوة وكتاب مناقب الشافعي وكتاب البعث
والنشور وكتاب الآداب وكتاب فضائل الصحابة
وكتاب الاعتقاد وكتاب فضائل الأوقات وغيرها
من الكتب، وينسب إليها أيضا الحسين بن أحمد بن
علي بن الحسين بن فطيمة البيهقي من أهل خسروجرد
أيضا، وكان شيخا مسنا كثير السماع من تلاميذ
الامام أبي بكر بن الحسين المذكور قبله، وأصابته
علة في يده فقطع أصابعه، فكان يمسك بيده ويضع
الكاغد على الأرض ويمسك برجله ويكتب خطا
مقروءا وينسخ، ذكره أبو سعد في التحبير وقال:
قدم مرو وتفقه على والدي ثم مضى إلى كرمان وأثرى
بها ثم رجع إلى قريته وتولى بها القضاء، قال: ولقيته
في طريقي إلى العراق وقرأت عليه كثيرا من
مسموعاته، ورعى لي حق والدي وذكر خبره معه
بطوله، قال: وكان مولده في سنة 450، ومات
بخسروجرد في سنة 536.
البييضة: تصغير البيضة: اسم ماء في بادية حلب
بينها وبين تدمر، قال أبو الطيب:
وقد نزح العوير، فلا عوير،
ونهيا والبييضة والجفار
انتهى المجلد الأول حرف - الهمزة والباء
538