الكتاب: المعارف
المؤلف: ابن قتيبة
الجزء:
الوفاة: ٢٧٦
المجموعة: الأنساب ومعاجم مختلفة
تحقيق: دكتور ثروت عكاشة
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: القاهرة - دار المعارف
الناشر: دار المعارف
ردمك:
ملاحظات:

المعارف
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
الحمد لله رب العالمين و صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم
قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة
هذا كتاب جمعت فيه من المعارف ما يحق على من أنعم عليه بشرف المنزلة وأخرج بالتأدب عن طبقة الحشوة وفضل بالعلم والبيان على العامة أن يأخذ نفسه بتعلمه ويروضها على تحفظه إذ كان لا يستغنى عنه في مجالس الملوك إن جالسهم ومحافل الأشراف إن عاشرهم وحلق أهل العلم إن ذاكرهم فإنه قل مجلس عقد على خبرة أو أسس لرشد أو سلك فيه سبيل المروءة إلا وقد يجرى فيه سبب من أسباب المعارف إما في ذكر نبي أو ذكر ملك أو عالم أو مكررة أو سلف أو زمان أو يوم من أيام العرب فيحتاج من حضر إلى أن يعرف عين القصة ومحل القبيلة وزمان الملك وحال الرجل المذكور وسبب المثل المشهور
1

فإني رأيت كثيرا من الأشراف من يجهل نسبه ومن ذوى الأحساب من لم يعرف سلفه ومن قريش من لا يعلم من أين تمسه القربى من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله أو الرحم بالأعلام من صحابته ورأيت من أبناء ملوك العجم من لا يعرف حال أبيه وزمانه ورأيت من ينتمى إلى الفصيلة وهو لا يدرى من أي العمائر هي وإلى البطن وهو لا يدرى من أي القبائل هو ورأيت من رغب بنفسه عن نسب دق فانتمى إلى رجل لم يعقب كرجل رأيته ينتمى إلى أبي ذر الغفاري ولا عقب لأبى ذر وآخر ينتمي إلى حسان بن ثابت وقد أنقرض عقب حسان وكآخر دخل على المأمون فكلمه بكلام أعجبه فسأله عن نسبه فقال من طيئ من ولد عدى بن حاتم فقال له المأمون ألصلبه قال نعم فقال هيهات أضللت إن أبا طريف لم يعقب فكان سقوطه بجهله حال الرجل الذي أختاره لدعوته أقبح من سقوطه بالنسب الذي رغب عنه
2

وقد يكون الرجل متبوعا في الأدب قد سمق فيه وأخذ بالحظ الأوفى منه إلا أنه أغفل شيئا من الجليل كان أولى به من بعض ما حفظ فلحقته فيه النقيصة وترجع عليه منه الهجنة كطالب غوامض الفقه وقد أغفل أبواب الصلوات والفرائض وكطالب طرق الحديث وقد أغفل متونها ومعانيها وكطالب علل النحو وتصاريفه وهو يلحن في رقعة إن كتبها أو بيت شعر ينشده
وكتابي هذا يشتمل على فنون كثيرة من المعارف
أولها مبتدأ الخلق وقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأزمانهم وحلاهم وأعمارهم وأعقابهم وافتراق ذرأريهم ونزولهم في مشارق الأرض ومغاربها وأسياف البحار والفلوات والرمال إلى أن بلغت زمن المسيح عيسى عليه السلام والفترة بعده
3

ووصلت ذلك بذكر أنساب العرب مختصرا لذلك ومقتصرا على العمائر ومشهور البطون
ثم أتبعه أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسبه وذكر عمومته وعماته وخالاته وجداته لأبيه وأمه وأظآره وأزواجه وأولاده ومواليه وأحواله في مبعثه ومغازيه إلى أن قبض صلى الله عليه وسلم
وأخبار العشرة من المهاجرين رحمهم الله ثم الصحابة المشهورين ثم الخلفاء من لدن معاوية بن أبي سفيان إلى أحمد بن محمد بن المعتصم المستعين بالله والمشهورين من صحابة السلطان والخارجين عليهم من الخوارج ثم التابعين ومن بعدهم من حملة الحديث وأصحاب الرأي ومن عرف منهم بالرفض والتشيع والإرجاء والقدر وأصحاب القراءات من أهل الحجاز ومكة والعراقين والشام والنسابين وأصحاب الأخبار ورواة الشعر والغريب والنحو والمعلمين والمتهاجرين من الصحابة والتابعين وأول من أحدث شيئا بقي على مرور الأيام
4

وذكرت المساجد المشهورة كالكعبة وبيت المقدس ومسجد المدينة ومسجد البصرة ومسجد الكوفة ومسجد دمشق ومتى ابتنيت وعلى يدي من أسست
ودللت على جزيرة العرب وحدود السواد والجزيرة بين دجلة والفرات وحدود نجد والحجاز وتهامة
وأخبرت عن الفتوح ما كان منها عنوة وما كان منها عن صلح ومن جمع له العراقان
وعن فرق ما بين المهاجرين الأولين والمهاجرين الآخرين
وعن المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام
وعن سبب إضعاف الصدقة على نصارى بنى تغلب
وعن أديان العرب في الجاهلية
وعن صناعات الأشراف في الجاهلية
وعن أهل العاهات الذين كثرت فيهم كالبرص والعرج والصم والجدع والجذمى والحصر والزرق والفقم والكواسج والصلع والبخر والعور والمكافيف
وعن أشياء تتابعت في نسق واحد ليس لها مثيل
وعن الطوال المفرطى الطول وعن القصار المفرطى القصر
5

ومن حملت به أمه فوق وقت الحمل ومن قصرت به أمه عن وقت الحمل وعن المنسوبين إلى غير عشائرهم وآبائهم
وعن المسمين بكناهم
وعن ذكر الطواعين وأوقاتها
وعن الأيام المشهورة مثل يوم ذي قار والفجارين وحلف الفضول وحلف المطيبين وحرب بكر وتغلب وحرب داحس والغبراء
وعن قصص قوم جرى المثل بأسمائهم مثل قوس حاجب وحمق بأقل وقرطى مارية وخريم الناعم وحجام ساباط وشقائق النعمان بن المنذر وحديث خرافة وبرجان اللص وسحبان وائل وطفيل الذي ينسب إليه الطفيليون وكنز النطف وندامة الكسعى ومواعيد عرقوب وخفى حنين وعطر منشم وأشباه ذلك
وأخبرت عن ملوك الحيرة والردافة وملوك اليمن وعن ملوك فارس وغيرهم ملكا ملكا وعددهم ومددهم وجملة من سيرهم
وكان غرضي في جميع ما اقتصصت الإيجاز والتخفيف والقصد للمشهور من الأنباء دون المغمور ولما يجرى له سبب على ألسنة الناس دون ما لا يجرى له سبب ولو قصدت الاستقصاء لطال الكتاب حتى يعجز عن نسخه فضلا عن
6

حفظه ولاختلط الخفي بالجلى فمجته الآذان وملته النفوس والنفس إلى ما تعلم منه سببا أكثر تطلعا وأشد استشرافا وهو بها ألصق ولها ألزم
وقد شرطت عليك تعلم ما في هذا الكتاب وتعرفه ولو أطلته وذكرت ما بك عنه الغناء أكثر دهرك أتعبتك وكددتك وأحوجتك إلى أن تلتقط منه شيئا للمعرفة والحفظ وتترك شيئا فكفيتك ذلك واحتطت لك فيه بأبلغ الاحتياط وعايرت على نظري بنظر الحفاظ من إخواننا والنساب
وأرجو أن أكون قد بلغت لك منه منية النفس وثلج الفؤاد ولنفسي ما أملت في تبصيرك وإرشادك من توفيق الله وحسن الثواب
7

مبتدأ الخلق
قال أبو محمد
قرأت في التوراة في أول سفر من أسفارها أن أول ما خلق الله تعالى من خليقته السماء والأرض كانت الأرض خربة خاوية وكانت الظلمة على الغمر وكانت ريح الله تبارك وتعالى تزف على وجه الماء فقال الله ليكن النور فكان النور فرآه الله حسا فميزه من الظلمة وسماه نهارا وسمى الظلمة ليلا فكان مساء وكان صباح يوم الأحد
وقال الله عز وجل ليكن سقف وسط الماء فليحل بين الماء والماء فكان سقف وميز بين الماء الذي هو أسفل وبين الماء الذي هو أعلى فسمى الله ذلك السقف الأعلى سماء فكان مساء وكان صباح يوم الاثنين
وحدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى قال حدثنا مالك بن سعير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح
9

في قوله الله عز وجل * (والبحر المسجور) * قال كان علي رضي الله عنه يقول هو بحر تحت العرش
وهذا شبيه مما ذكر في التوراة من أن السماء بين ماءين
وعاد الخبر إلى التوراة
وقال الله عز وجل ليجتمع الماء كله الذي تحت السماء إلى مكان واحد فلير اليبس فكان ذلك كذلك فدعا الله اليبس الأرض وسمى ما اجتمع من المياه البحور
ثم قال الله عز وجل لتخرج الأرض زهرة العشب والشجر بالجمل كلا ليبوسته وأخرجت الأرض ذلك فرآه الله حسنا فكان مساء وكان صباح يوم الثلاثاء
و قال الله عز وجل ليكن نوران في سقف السماء ليميزا بين الليل والنهار وليكونا آيات للأيام والسنين فكان نوران الأكبر لسلطان النهار والأصغر لسلطان الليل فرآه الله حسنا فكان مساء وكان صباح يوم الأربعاء
وقال الله عز وجل ليحرك الماء كل نفس حيه وليطر الطير على الأرض في جو السقف وخلق الله عز وجل تنانين عظاما وحرك الماء كل نفس حية لجنسها وكل طائر لجنسه فرأى الله ذلك حسنا فبركهن وقال أثمروا وأكثروا وكان مساء وكان صباح يوم الخميس
10

ثم قال الله عز وجل نخلق بشرا بصورتنا فخلق آدم من أدمة الأرض ونفخ في وجهه نسمة الحياة وقال إن آدم لا يصلح أن يكون وحده ولكن أصنع له عونا مثله فألقى عليه السبات فأخذ أحد أضلاعه ولأمها وسمى الضلع آلتي أخذ أمرأه لأنها من المرء أخذت فقربها إلى آدم فقال آدم عظم من عظامي ولحم من لحمي ومن أجل ذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتبع زوجته ويكونان كلاهما جسما واحدا وتركهما الله عز وجل وقال اثمروا وأكثروا وأملئوا الأرض وتسلطوا على أنوان البحار وطير السماء والأنعام والدواب وعشب الأرض وشجرها وثمرها ورأى كل ما خلق فإذا هو حسن جدا وكان مساء وكان صباح يوم الجمعة
وكمل كل أعمال الله عز وجل التي عمل ثم استراح في اليوم السابع من خليقته وبركه وطهره وقدسه
قال أبو محمد
الاستراحة الإتمام والفراغ من الأمر وهو قوله * (سنفرغ لكم أيها الثقلان) * معناه سنقصد لكم لأنه عز وجل لا يشغله شأن عن شأن
11

ونصب ربنا الفردوس في عدن وبها نهر يسقى الفردوس فانقسم على أربعة رؤوس فيشون وهو محيط بأرض حويلا كلها وثم يكون أجود الذهب وحجارة البلور والفيروز ج واسم النهر الثاني جيحون وهو محيط بأرض كوش والحبش واسم النهر الثالث دجلة وهو الذي يذهب قبل أثور قال وهى الموصل والنهر الرابع الفرات
ونصب شجرة الحياة وسط الفردوس وشجرة علم الخير والشر وقال لآدم كل ما شئت من شجرة الفردوس ولا تأكل من شجرة علم الخير والشر فإنك يوم تأكل منها تموت
قال أبو محمد
يريد أنك تتحول إلى حال من يموت
وكانت الحية أعرم دواب الأرض فقالت للمرأة إنكما لاتموتان إن أكلتما منها ولكن أعينكما تنفتح وتكونان كالآلهة تعلمان الخير والشر فأخذت المرأة
12

من ثمرها فأكلت وأطمعت بعلها فانفتحت أبصارهما وعلما أنهما عريانان فوصلا من ورق التين واصطنعاه ازرا ثم سمعا صوت الله عز وجل في الجنة حين نور النهار فاختبأ آدم وامرأته في شجر الجنة فدعاهما الله تعالى فقال آدم سمعت صوتك في الفردوس ورأيتني عريانا فاختبأت منك فقال ومن أراك انك عريان ها لقد أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها فقال إن المرأة أطعمتني وقالت المرأة إن الحية أطعمتني فقال الله عز وجل للحية من أجل فعلك هذا أنت ملعونة وعلى بطنك تمشين وتأكلين التراب وسأغرى بينك وبين المرأة وولدها فيكون يطأ رأسك وتكونين أنت تلدغينه بعقبه وقال للمرأة وأنت فأكثر أوجاعك وأحبالك وتلدين الأولاد بالألم وتردين إلى بعلك فيكون مسلطا عليك وقال لآدم ملعونة الأرض من أجلك وتنبت الحسك والشوك وتأكل منها بالشقاء ورشح وجهك وجبينك حتى تعود إلى التراب من أجل أنك تراب
وسمى الله عز وجل امرأته حواء لأنها أم كل حي وألبسها وإياه سرابيل من جلود
13

وقال إن آدم قد علم الخير والشر فلعله يقدم يده ويأخذ من شجرة الحياة فيأكل منها فيعيش الدهر فأخرجه الله عز وجل من مشرق جنة عدن إلى الأرض التي منها أخذ
فهذا ما في التوراة
وأما وهب بن منبه فقد ذكر
أن الجن كانوا سكان الأرض قبل آدم فكفرت طائفة منهم فسفكوا الدماء فأمر الله عز وجل جندا من الملائكة من أهل السماء الدنيا منهم إبليس وكان رئيسهم فهبطوا إلى الأرض فأجلوا عنها الجان واستشهد على ذلك بقوله تعالى * (والجان خلقناه من قبل من نار السموم) * أي من قبل أن نخلق آدم فألحقوهم بأطراف التخوم وجزائر البحور وسكن إبليس والجند الذين معه عمران الأرض وأريافها وكان اسم إبليس عزازيل
ثم ذكر خلق الله تعالى آدم وقال ثم كساه لباسا من ظفر ويزداد اللباس جدة في كل يوم وحسنا فلما أكلا من الشجرة أنكشط عنهما اللباس وكان
14

له مثل شعاع الشمس حتى صار في أطراف أصابعهما من أيديهما وأرجلهما
قال وخلقه الله عز وجل يوم الجمعة ومكثا في الجنة ستة أيام فكان أول شئ أكلاه في الجنة العنب وكانت الشجرة التي نهيا عنها شجرة البر وكان الله عز وجل أخدم آدم في الجنة الحية وكانت أحسن خلق الله تعالى لها قوائم كقوائم البعير فعرض إبليس نفسه على دواب الأرض كلها أنها تدخله الجنة فكلها أبى ذلك عليه إلا الحية فإنها حملته بين نابين من أنيابها ثم أدخلته الجنة
قال ولما تاب الله عز وجل على آدم أمره يسير إلى مكة فطوى له الأرض وقبض عنه المفاوز فلم يضع قدمه في شئ من الأرض إلا صار عمرانا حتى انتهى إلى مكة وكان مهبطه من جنة عدن في شرقي أرض الهند وأهبط الله عز وجل حواء بحدة والحية بالبرية وإبليس على ساحل بحر الأبلة
وقال ابن إسحاق
يذكر أهل العلم أن مهبط آدم وحواء كان على جبل يقال له واسم من أرض الهند وهو جبل بين فرئ الهند اليوم بين الدهنج والمندل
15

قال أبو محمد
والعرب تنسب الطيب واليلنجوج إلى المندل قال الشاعر يذكر امرأة
(إذا برزت نادى بما في ثيابها
* ذكى الشذا والمندلى المطير))
المندلى العود والمطير المشقق
16

حلية آدم عليه السلام
قال وكان آدم أمرد وإنما نبتت اللحى لولده من بعده وكان طوالا كثير الشعر جعدا آدم أجمل البرية
ولما هبط إلى الأرض حرث وعزلت حواء الشعر وحاكته بيده
قال أبو محمد
وقرأت في التوراة أن آدم جامع امرأته حواء فولدت له قابيل فقالت استقدت لله رجلا ثم ولدت هابيل أخاه فكان قابيل حراثا وكان هابيل راعي غنم فقربا قربانا فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل فقتل أخاه هابيل
وقال وهب
إن آدم كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى وكان الرجل منهم يتزوج أي أخواته شاء إلا توأمته فأبى قابيل أن يزوج أخته التي هي توأمته أخاه هابيل وقال أنا أحق بأختي التي هي توأمتى فغضب آدم وقال اذهبا فتحاكما إلى الله بالقربان فأيكما قبل قربانه فهو أحق بها فقربا القربان بمعنى فمن ثم صار مذبح الناس إلى اليوم فنزلت نار فقبلت قربان هابيل فقتل قابيل أخاه هابيل رضخ رأسه بحجر واحتمل أخته حتى أتى واديا من أودية اليمن
17

في شرقي عدن فكمن فيه وبلغ ما صنع فوجد هابيل قتيلا وقد نشفت الأرض دمه فلعن آدم الأرض فمن أجل لعنة آدم صارت الأرض لاتنشف الدم وأنبتت الشوك
وقال أبو محمد
وفي التوراة إن آدم طاف على امرأته حواء فولدت له غلاما فسماه شيئا من أجل أنه خلف من عند الله مكان هابيل
وولد لآدم أربعون ولدا في عشرين بطنا فأنزل عليهم تحريم الميتتة والدم ولحم الخنزير وحروف المعجم في إحدى وعشرين ورقة وهو أول كتاب كان في الدنيا حد الله عليه الألسنة كلها
قال أبو محمد وحدثني زيد بن أخزم قال حدثني يحيى بن كثير قال حدثني عثمان بن سعد الكاتب عن الحسن عن عتى عن أبي
18

أن آدم عليه السلام لما أحتضر أشتهي قطفا من قطوف الجنة فانطلق بنوه ليطلبوه له فلقيتهم الملائكة فقالوا إلى أين تريدون يا بني آدم فقالوا إن أبانا اشتهى قطفا من قطوف الجنة فقالوا أرجعوا فقد كفيتموه فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلى عليه جبريل والملائكة خلف جبريل وبنوه خلف الملائكة ودفنوه وقالوا هذه سنتكم في موتاكم يا بني آدم
قال وهب بن منبه
وحفر له في جبل أبي قبيس في موضع يقال له غار الكنز فلم يزل آدم في ذلك الغار حتى كان زمن الغرق فاستخرجه نوح وجعله معه في تابوت في السفينة فلما نضب الماء وبدت الأرض لأهل السفينة رده نوح إلى مكانه
قال أبو محمد
ووجدت في التوراة أن جميع ما عاش آدم تسعمائة وثلاثون سنة
وقال وهب
عاش آدم ألف سنة
19

شيث بن آدم
قال وهب
وكان شيث بن آدم أجمل ولد آدم وأفضلهم وأشبههم به وأحبهم إليه وكان وصى أبيه وولى عهده وهو الذي ولد البشر كلهم وإليه انتهت أنساب الناس وهو الذي بنى الكعبة بالطين والحجارة وكانت هناك خيمة لآدم وضعها الله له من الجنة وأنزل الله على شيث بن آدم خمسين صحيفة وعاش شيث تسعمائة سنة واثنتي عشرة سنة
وولد لشيث أنوش وبنون وبنات وولد لأنوش قينان وولد لقينان مهلاييل وولد لمهلاييل اليارد وولد لليارد أخنوخ وهو إدريس عليه السلام
إدريس صلى الله عليه وسلم
قال وهب بن منبه
إن إدريس النبي عليه السلام كان رجلا طويلا ضخم البطن عريض الصدر قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس وكانت إحدى أذنيه أعظم من الأخرى وكانت في جسده نكتة بيضاء من غير برص وكان رقيق الصوت رقيق المنطق قريب الخطى إذا مشى وإنما سمى إدريس لكثرة ما كان يدرس من كتاب الله تعالى وسنن الإسلام وأنزل الله تعالى عليه ثلاثين
20

صحيفة وهو أول من خط بالقلم وأول من حاك الثياب ولبسها وكانوا من قبله يلبسون الجلود واستجاب له ألف إنسان ممن كان يدعوهم فلما رفعه الله اختلفوا بعده وأحدثوا الأحداث إلى زمن نوح وهو أبو جد نوح ورفع وهو ابن ثلاثمائة وخمس وستين سنة
وفي التوراة
إن أخنوخ أحسن خدام الله فرفعه الله إليه
وولد لإدريس النبي عليه السلام متوشلخ على ثلاثمائة سنة من عمره وولد لمتوشلخ لمك وولد للمك غلام فسماه نوحا
نوح صلى الله عليه وسلم
قال وهب
إن نوحا أول نبي نبأه الله بعد إدريس وكان نجارا إلى الأدمة ما هو دقيق الوجه في رأسه طول عظيم العينين غليظ العضدين دقيق الساقين كثير لحم الفخذين دقيق الساعدين ضخم السرة طويل اللحية عريضها طويلا جسيما وكان في غضبه وانتهاره شدة فبعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة فلبث فيهم ألف عام إلا خمسين سنة ثلاثة غير موجودة وقرون في قومه عايشهم وعمر فيهم فلا يجيبونه ولم يتبعه إلا القليل كما قال الله عز وجل
21

وفي التوراة إن الله عز وجل أوحى إليه أن أصنع الفلك وليكن طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسين ذراعا وارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعا وليكن بابها في عرضها وادخل الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك ومن كل شئ من اللحم اثنين اثنين ذكورا وإناثا فإني منزل المطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة فأتلف كل شئ
خلقته على الأرض وأن تعمل تابوتا تجعل فيه جسد آدم وتصنع التابوت من خشب الشمشار وتجعل معك زاد سنة ففعل نوح
فأرسل الله الطوفان على الأرض في سنة ستمائة من عمر نوح في سبعة عشر يوما من الشهر الثاني ولبث الفلك في الماء مائة وخمسين يوما ثم أرسل الله ريحا فغشيت الأرض فنشفت الأرض الماء وانسدت ينابيع الأرض وميازيب السماء واستقرت في الشهر السادس على جبل قردى وفي الشهر العاشر بانت رؤوس الجبال فلما كان في سنة ستمائة سنة وسنة في أول يوم من الشهر الأول
22

نضب الماء عن الأرض فكشف نوح غطاء الفلك فرأى وجه الأرض وفي سبعة وعشرين يوما من الشهر الثاني جفت الأرض
فهذا ما في التوراة
قال وهب بن منبه
ذكر لنا أن السفينة استقلت في عشر خلون من رجب وكانت في الماء مائة وخمسين يوما ثم استقرت على الجودى وهو جبل بأرض الجزيرة شهرا وخرج نوح إلى الأرض في عشر خلون من المحرم
وفي التوراة
إن الله أمر نوحا أن يخرج من الفلك هو ومن معه فخرجوا وابتنى نوح مذبحا لله وقرب وقربانا على المذبح فأنشأ الله على القربان ريح الراحة وبرك نوحا وبنيه وقال لهم أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض لتكن هيبتكم على دواب الأرض وكل طير السماء وحيتان البحار ولكن لا تأكلوا لحما فيه نفسه ومن يهريق دم البشر ففي البشر يهراق دمه من أجل أن آدم خلق على صورة الله عز وجل وقال لنوح إن آية ميثاقي الذي أوثقكم به ألا أفسد الأرض بالطوفان قوسي الذي جعلت في الغمام فإذا رأيتم ذلك فاذكروا ميثاقي
وذكر وهب بن منبه
أن نوحا دخل الفلك وولده الثلاثة سام وحام ويافث ونساؤهم وأربعون رجلا وأربعون امرأة من المسلمين فلما خرجوا بنوا قرية سموها
23

ثمانين لأنه كان فيها ثمانون بيتا لكل نفس ممن آمن معه بيت فهي اليوم تسمى سوق ثمانين وقرب قربانا وصام شهر رمضان وهو أول من صامه
قال وإنما سمى الماء طوفانا لأنه طفا فوق كل شئ
قال وكان بين موت آدم عليه السلام إلى أن غرقت الأرض ألفا سنة ومائتا واثنتا وأربعون سنة
وفي التوراة
أن نوحا عاش بعد الطوفان ثلاثمائة سنة وخمسين سنة فكان عمر نوح تسعمائة سنة وخمسين سنة
وقال وهب
كان نوح ألف سنة لأنه بعث إلى قومه وهو ابن خمسين سنة ولبث فيهم يدعوهم إلى أن مات بعد تسعمائة وخمسين سنة
ولد نوح عليه السلام
قال أبو محمد
وفي التوراة إنه ولد لنوح سام وحام ويافث بعد خمسمائة سنة من عمره وأما المختلف عنه الذي قال له يا بني أركب معنا فهو يام وهو الذي قال له يا بنى أركب معنا ولاتكن مع الكافرين ولم أرله في التوراة ذكرا فالناس جميعا من أولاد هؤلاء الثلاثة
24

قال حدثني سهل بن محمد عن الأصمعي عن مسلمة بن علقمة المازني أن عمر ابن الخطاب قال لكعب
لأي أبنى آدم كان النسل فقال ليس لواحد منهما نسل أما المقتول فدرج وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان والناس من بنى نوح ونوح من بنى شيث وشيث ابن آدم
وفي التوراة
إن نوحا لما خرج من السفينة غرس كرما ثم عصر من ممره خمرا فشرب وانتشى وتعرى في جوف قبته فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه فأطلع على ذلك أخويه فأخذ سام ويافت رداء فألقياه على عواتقهما ومشيا على أعقابهما فواريا عورة أبيهما وهما مدبران فاستيقظ نوح من نشوته وعلم ما فعل به أبنه الأصغر فقال ملعون أبو كنعان عبد عبيد يكون لأخويه وقال مبارك سام ويكثر الله أولاد يافث ويحل في مسكن سام ويكون أبو كنعان عبدا لهما
25

حام بن نوح
قال وهب بن منبه
إن حام بن نوح كان رجلا أبيض حسن الوجه والصورة فغير الله عز وجل لونه وألوان ذريته من أجل دعوة أبيه وإنه أنطلق وتبعه ولده فنزلوا على ساحل البحر فكثرهم الله وأنماهم وهم السودان وكان طعامهم السمك فحددوا أسنانهم حتى تركوها مثل الإبر لأن السمك كان يلصق بها ونزل بعض ولده المغرب فولد حام كوش بن حام وكنعان بن حام وقوط بن حام
فأما قوط بن حام فسار فنزل أرض الهند والسند فأهلها من ولده
وأما كوش وكنعان فأجناس السودان والنوبة والزنج والقزان والزغاوة والحبشة والقبط والبربر من أولادهما
يافث بن نوح
وأما يافث فمن ولده الصقالب وبرجان والأشبان وكانت منازلهم أرض الروم قبل الروم ومن ولده الترك والخزر ويأجوج ومأجوج
سام بن نوح
وأما سام بن نوح فسكن وسط الأرض الحرم وما حوله واليمن إلى حضرموت إلى عمان إلى البحرين إلى عالج ويبرين ووبار والدو والدهناء
26

فمن ولده إرم بن سام بن نوح وأرفخشذ بن سام بن نوح
ومن ولد أرفخشذ بن سام قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح وابنه يعرب بن قحطان أول من تكلم بالعربية ونزل أرض اليمن وهو أبو اليمن كلهم وهو أول من حياه ولده بتحية الملوك أنعم صباحا وأبيت اللعن
ومن ولد أرفخشذ يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ويقطن هو أبو جرهم وجرهم هو ابن عم يعرب وكانت جرهم ممن تسكن اليمن وتتكلم بالعربية ثم نزلوا مكة فكانوا بها وقطورا بنو عم لهم ثم أسكنها الله إسماعيل عليه السلام فنكح في جرهم فهم أخوال ولده
ومن ولد إرم بن سام بن نوح عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وكانوا ينزلون الأحقاف من الرمل فأرسل الله إليهم أخاهم هودا
ومن ولد إرم بن سام بن نوح ثمود بن عابر ويقال ثمود بن جاثر بن إرم ابن سام بن نوح وهو ابن عم عاد بن إرم وكانوا ينزلون الحجر فأرسل الله إليهم أخاهم صالحا عليه السلام
ومن ولد إرم بن سام طسم وجديس ابنا لاوذ بن إرم بن سام بن نوح ونزلوا اليمامة وأخوهما عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح نزل بعضهم الحرم وبعضهم الشام فمنهم العماليق أمم تفرقوا في البلاد ومنهم فراعنة مصر والجبابرة ومنهم ملوك فارس وأهل خراسان
وأخوهم أميم بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح نزل أرض فارس فأجناس الفرس كلهم من ولده
27

ومن ولد سام ماش بن إرم بن سام بن نوح نزل بابل فولد نمرود بن ماش وهو الذي بنى الصرح ببابل وملك خمسمائة سنة وفي زمانه فرق الله الألسنة فجعل في ولد سام تسعة عشر لسانا وفي ولد حام سبعة عشر لسانا وفي ولد يافث ستة وثلاثين لسانا
ويقال إن النبط من ولد ماش سموا نبطا لإنباطهم المياه
ويقال أيضا النبط من ولد شاروخ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ ابن أرفحشذ بن سام بن نوح وإن النمروذ هو أخو شاروخ بن أرغوا
والأنبياء كلهم عجميهم وعربيهم والعرب كلها يمينها ونزاريها من ولد سام بن نوح
هود عليه السلام
هو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح
قال وهب
هو هود بن عبد الله بن رياح بن حارث بن عاد بن عوص بن إرم بن سام ابن نوح وكان أشبه ولد إرم بإرم خلا يوسف وكان رجلا آدم كثير الشعر حسن الوجه وكانت عاد ثلاث عشرة قبيلة ينزلون الرمل وبلادهم أخصب البلاد وكثرتهم وديارهم بالدو والدهناء وعالج ويبرين ووبار إلى عمان إلى حضرموت إلى اليمن فلما سخط الله عز وجل رجل عليهم جعلها مفاوز وغيطانا ولما أهلك الله قومه لحق هود ومن آمن معه بمكة وأقاموا بها فلم يزالوا بها حتى ماتوا وكان هود رجلا تاجرا
28

صالح عليه السلام
قال وهب بن منبه
إن الله بعث صالحا إلى قومه حين راهق الحلم وكان رجلا أحمر إلى البياض سبط الشعر وكان يمشى حافيا ولا يتخذ حذاء كما يمشي المسيح ولا يتخذ مسكنا ولا بيتا ولا يزال مع ناقة ربه حيث توجهت
وهو صالح بن عبيد بن عابر بن إرم بن سام بن نوح وكانت منازل قومه بالحجر وبين الحجر وبين قرح ثمانية عشر ميلا وقرح هي وادي القرى ولما قال له قومه أئتنا بآية اتى بهم هضبة فلما رأته تمخضت كما تمخض الحامل وانشقت عن الناقة
وعاقر الناقة هو أحمر ثمود الذي يضرب به المثل في الشؤم واسمه قدار ابن سالف وكان أحمر أشقر أزرق سناطا قصيرا والعاقر الآخر مصدع ابن مهرج وكان رجلا نحيفا طويلا أهوج مضطربا ولما عقرت الناقة صعد فصيلها جبلا ثم رغا فأصابهم العذاب
وقال غير وهب
فلذلك تقول العرب رغا فوقهم سقب السماء إذا هلكوا
قال وهب بن منبه
فلما أهلكهم الله قال صالح لمن آمن معه يا قوم إن هذه دار قد سخط الله على أهلها فاظعنوا عنها وألحقوا بحرم الله وأمنه فأهلوا من ساعتهم بالحج
29

وأحرموا في العباء وارتحلوا قلائص حمراء مخطمة بحبال من ليف ثم انطلقوا يلبون حتى وردوا مكة فلم يزالوا بها حتى ماتوا فقبورهم في غربي الكعبة بين دار الندوة والحجر
وكان صالح رجلا تاجرا
إبراهيم الخليل عليه السلام
هو إبراهيم بن تارخ بن ناحوربن أسرغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ ابن أرفخشذ بن سام بن نوح
قال أبو محمد
هكذا قال وهب وقابلت بهذه النسبة ما في التوراة فوجدتها موافقة إلا أنى وجدت مكان أشرغ شاروغ
قال وهب
وإبراهيم أول من ضاف الضيف وأول من ثرد الثريد وأطعمه المساكين وهو أول من قص شاربه واستحد واختتن وقلم أظفاره واستاك وفرق شعره وتمضمض واستنثر واستنجى بالماء وهو أول من شاب وهو ابن مائة وخمسين سنة وذلك أن سارة لما ولدت إسحاق قال الكنعانيون أما تعجبون لهذا
30

الشيخ والعجوز وجدا غلاما لقيطا فتبنياه فصور الله إسحاق على صورة إبراهيم فلم يكن يفصل بينهما فوسم الله إبراهيم بالمشيب
ووجدت في التوراة أنه ولد لتارخ أبى إبراهيم ناحور وهاران فولد لهاران لوط وسارة وملكا ومات هاران في حياة أبيه تارخ في أرضه التي ولد بها فنكح إبراهيم سارة ابنة هاران ونكح ناحور ملكا بنت هاران وكانت سارة عقيما فساق تارخ أبنه إبراهيم ولوطا ابن ابنه وخرج معهم إلى أرض حران فحلوا بها ثم مات تارخ في أرض حران
قالت وهب
إن أول من بنى حران أخوان لإبراهيم يقال لهما هاران وبه سميت حران وناهر وهو أبو رفقا امرأة إسحاق
قال وهب
وكان بين نوح وإبراهيم ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة والذي حاج إبراهيم في ربه هو نمرود بن كنعان وهو أول من تجبر وقهر وغضب وسن سنن السوء وأول من لبس التاج ووضع أمر النجوم ونظر فيه وعمل به وأهلكه الله ببعوضة دخلت في خياشيمه فعذب بها أربعين سنة ثم مات
31

قال وهب بن منبه
ملك الأرض مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين وأما الكافران فنمرود وبختنصر وسيملكها من هذه الأمة خامس
قال ولما نجى الله عز وجل إبراهيم من النار خرج من أرض بابل وكان بكوثي إلى الأرض المقدسة وخرج بسارة وابن أخيه لوط وكان آمن له في رهط معه من قومه واتبعوه حتى وردوا حران فأقاموا بها زمانا ثم خرجوا إلى الأردن فدفعوا إلى مدينة فيها جبار من الجبابرة من القبط يقال له صادوف وهو الذي عرض له في سارة حتى منعها الله منه ومتع سارة بهاجر أم إسماعيل وكانت قبطية
وقال وهب
وخرج ذلك الجبار من تلك المدينة وورثها الله إبراهيم فأثرى بها وأنمى الله بها مآله فقاسم لوطا فأعطاه نصفها وأنزل الله على إبراهيم عشرين صحيفة
قال أبو محمد
وفي التوراة إن سارة زوجت إبراهيم هاجر وقالت إن الله قد حرمني الولد فأدخل بأمتي لعلنا أن نتعزى منها بولد
32

وقال وهب
وهبتها له
وفي التوراة إن هاجر ولدت إسماعيل وإبراهيم ابن ست وثمانين سنة وولدت سارة إسحاق وإبراهيم أبن مائة سنة وإن إبراهيم اختتن وهو ابن تسع وتسعين سنة وختن إسماعيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة وختن معه من أولاد الغرباء وإن سارة عاشت مائة سنة وسبعا وعشرين سنة وماتت في حبرون قرية الجبابرة في أرض كنعان
قال وهب
وتزوج إبراهيم امرأة من الكنعانين يقال لها قطورا فولدت له أربعة نفر وتزوج أخرى يقال لها حجورا فولدت له سبعة نفر فكان جميع ولد إبراهيم ثلاثة عشر رجلا وعاش إبراهيم مائة وخمسا وسبعين سنة
قال وهب
عاش مائتي سنة وقبر في مزرعة حبرون وكان اشتراها وفيها قبرت سارة
33

إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم
قال وأمر الله إبراهيم بالمسير إلى مكة بإسماعيل وأمه وأخبره أنه قد بوأه البيت الحرام وأنه يقضى على يديه عمارته وينبط لإسماعيل سقايته
فسار به وبأمه وتركهما هناك وجاءت رفقة من جرهم فنزلوا شعاب مكة وأعطوا إسماعيل سبعة أعنز فكانت أصل ماله
فنشأ إسماعيل مع أولادهم وتعلم الرمي ونطق بلسانهم ثم خطب إليهم فزوجوه امرأة منهم
قال ابن إسحاق
هي بنت مضاض بن عمرو الجرهمي
فولدت لإسماعيل اثنى عشر بطنا منهم قيدار ونبت والنساب يختلفون في نسب معد بن عدنان فبعضهم يقول هو من ولد قيدار وبعضهم يقول هو من ولد نبت
وكان بنت بكر إسماعيل وهو ولى البيت بعد أبيه ثم وليه بعد نبت مضاض بن عمروا الجرهمي جد نبت لأمة
ولما كثر ولد إسماعيل ضاقت عليهم مكة فانتشروا في البلاد فكانوا لا يدخلون بلدا إلا أظهرهم الله على أهله وهم نفوا العماليق
وعاش إسماعيل مائة وسبعا وثلاثين سنة ودفن في الحجر وفيه دفنت أمه هاجر
34

إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم
قال وإسحاق هو الذبيح على ذلك أكثر أهل العلم ووجدته في التوراة الذبيح
قال حدثني محمد بن خالد خداش قال حدثنا سلم بن قتيبة قال حدثنا علي بن المبارك قال حدثنا الحسن عن الأحنف عن العباس بن عبد المطلب قال
الذبيح إسحاق
قال حدثنا أبو الخطاب قال حدثنا أبو داود عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله قال
الذبيح إسحاق
35

قال وحدثنا أبو الخطاب قال حدثنا أبو داود عن يزيد بن عطاء عن سماك بن حرب عن محمد بن المنتشر عن مسروق قال
الذبيح إسحاق
وروى عمرو بن حماد عن أسباط عن السدى عن أبي مالك
وعن أبي صالح عن ابن عباس
وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود
وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة إبراهيم بطولها وتمامها
36

أن الذبيح إسحاق
وبلغنا عن عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان قال سمعت كعبا يحدث أبا هريرة
أن الذبيح إسحاق
ويقول قوم إن الذبيح إسماعيل
قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الشهيدي قال حدثنا يحيى بن يمان عن إسرائيل عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قال
الذبيح إسماعيل
وحدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا مسلم بن إبراهيم عن القاسم ابن الفضل عن الحجاج بن الحجاج عن الفرزدق الشاعر قال
37

سمعت أبا هريرة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أن الذبيح إسماعيل
وفي التوراة إن إسحاق توزج رفقا بنت ناحور بن تارخ وهي ابنة عمه
قال وهب هي رفقا ابنة باهر بن أزرا بنت عمه
فولدت له عيصو ويعقوب توأمين في بطن واحد خرج عيصو ثم يعقوب بعده ويده عالقة بعقبه فسمى يعقوب
وعاش إسحاق مائة وثمانين سنة فلما مات قبره ابناه في المزرعة التي اشتراها إبراهيم عند قبر إبراهيم صلى الله عليه وسلم
عيصور بن إسحاق بن إبراهيم
قال وكان عيصور رجلا أحمر شعر الجسد عليه خواتيم من شعر صاحب صيد وهو أبو الروم
وكان الروم رجلا جلدا أحمر أصفر في بياض شديد الصفرة فمن أجل ذلك سميت الروم بنى الأصفر
وتزوج عيصو ابنة عمه إسماعيل بن إبراهيم فولدت الروم بن عيصو وخمسة آخرين
38

فكل من بأرض الروم فهم من نسل هؤلاء الرهط وبعض الناس يزعمون أن الأسباط من ولده
وعمر عيصو مائة وسبعة وأربعين سنة وكذلك عمر يعقوب ودفنا في المزرعة عند قبر إبراهيم عليه السلام
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام
قال ويعقوب هو إسرائيل الذي ولد الأسباط كلهم وكان رجلا أزعر نحيفا رزينا لا يكاد يبرح القبة وكذلك قيل في التوراة
وكان إسحاق امرة إلا ينكح امرأة من الكنعانيين وأن ينكح امرأة من بنات خاله لابان بن ناهر بن آزر وكان مسكنه الفرات فتوجه إليه يعقوب فأدركه الليل في بعض الطريق فبات متوسدا حجرا فرأى فيما يرى النائم أن سلما منصوب إلى باب من أبواب السماء عند رأسه والملائكة تنزل منه وتعرج فيه فأوحى الله إليه (إنني أنا الله لا أله إلا إلهك وإله آبائك) وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة لك ولذريتك ولبنيك من بعدك وباركت فيهم وفيك وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوة ثم أنا معك أحفظك حتى أردك إلى هذا المكان وأجعله بيتا تعبدني فيه وذريتك فهو بيت المقدس
39

فسار إلى خاله فخطب إليه أبنته راحيل وكان له ابنتان لايا وهي الكبرى وراحيل وهي الصغرى فقال له هل لك مال أزوجك عليه فقال يعقوب لا إلا أني أخدمك أجيرا حتى تستوفي صداق أبنتك قال صداقها أن تخدمني سبع حجج قال يعقوب تزوجني راحيل وهي شرطي ولها أخدمك قال له خاله ذلك بيني وبينك فرعى له يعقوب سبع سنين فلما وفاه شرطه دفع إليه ابنته الكبرى لايا وأدخلها عليه ليلا فلما أصبح وجدها غير ما شرط فجاء وهو في نادي قومه فقال غررتني وخدعتني واستحللت عملي سبع سنين ودلست على غير امرأتي فقال له يا بن أختي أردت أن تدخل على خالك العار والشين والسبة وهو خالك ووالدك ومتى رأيت الناس يزوجون الصغرى قبل الكبرى فهلم وأخدمني سبع حجج أخرى وأزوجك أختها وكان الناس يومئذ يجمعون بين الأختين إلى أن بعث الله موسى وأنزل عليه التوراة فرعى له سبع سنين فدفع إليه راحيل فدخل براحيل
فولدت له لايا أربعة من الأسباط روبيل ويهوذا وشمعون ولاوى وولدت له راحيل يوسف وأخاه بنيامين وأخوات لهما
وكان لابان دفع إلى بنتيه حين جهزهما إلى يعقوب أمتين فوهبتا الأمتين ليعقوب فولدت منه كل واحدة منهما ثلاثة رهط من الأسباط
ثم فارق يعقوب خاله وعاد حتى نازل / 21 / أخاه عيصو
وعاش يعقوب في أرض مصر سبع عشرة سنة وكان عمره مائة وسبعا وأربعين سنة ودفن عند قبر إبراهيم صلوات الله عليهما
40

يوسف بن يعقوب عليهما السلام
وكان بين دخول يوسف مصر إلى أن دخلها موسى بن عمران أربعمائة سنة وعاش يوسف بعد موت أبيه ثلاثا وعشرين سنة
وفي التوراة إنه عاش مائة وعشر سنين
وولد ليوسف ابنان افرائم وهو جد يوشع بن نون بن افرائم والآخر ميشا
فولد لميشا ابن يقال له موسى فتنبأ قبل موسى بن عمران وزعم أهل التوراة أنه هو الذي طلب الحضر
شعيب وبلعم والخضر عليهم السلام
ذكر وهب بن منبه
أن شعيبا وبلعم كانا من ولد رهط آمنوا لإبراهيم يوم أحرق وهاجروا معه إلى الشام فزوجهم بنات لوط فكل نبي كان قبل بني إسرائيل وبعد إبراهيم من أولئك الرهط
وحدة شعيب هي بنت لوط
وإنما قيل له شعيب لأنه كان يدعو اللهم بارك لي في شعبي ويقال شعيب خطيب الأنبياء
41

وكان مسكن بلعم أريحا والشام وكان يعلم اسم الله الأعظم فلما دعى على موسى عليه السلام وعلى بني إسرائيل أنساه الله تعالى الاسم
قال وهب
ولم تكن مدين قبيلة شعيب من أصحاب الأيكة ولكنها أمة بعث إليهم
ولما أصاب قوم شعيب ما أصابهم لحق شعيب والذين آمنوا معه من أصحاب الأيكة إلى مكة فلم يزالوا بها حتى ماتوا
واسم الخضر بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح وكان أبوه ملكا عظيما جدا
أيوب عليه السلام
قال وهب
هو أيوب بن موص بن زغويل وكان أبوه ممن آمن بإبراهيم يوم أحرق وكان أيوب في زمن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وكان صهرة وكانت تحته بنت ليعقوب يقال لها إليا بنت يعقوب وهي التي ضربها بالضغث
وكانت أم أيوب ابنة لوط النبي صلى الله عليه وسلم وكانت له البثنية وهي مدينة بالشام
42

موسى وهارون عليهما السلام
قال وهب بن منبه
هو موسى بن عمران بن قاهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ولم يكن بين آل يعقوب وأيوب نبي حتى كان موسى
وكان موسى عليه السلام آدم جعدا طوالا كأنه من رجال شنوءة
وكان هارون أطول من موسى وأكنز لحما وأبيض جسما وأغلظ ألواحا وأسن من موسى بثلاث سنين
وكانت في جبهة هارون شامة وفي أرنبة أنف موسى شامة وعلى طرف لسانه شامة ولا يعرف أحد قبله ولا بعده كانت على طرف لسانه شامة غيره وهي العقدة التي ذكرها الله عز وجل
وكانت مريم أختهما أسن منهما وكانت تحت كالب بن يوفنا بن قارض ابن يهوذا بن يعقوب
قال وفرعون موسى هو فرعون يوسف عمر أكثر من أربعمائة سنة واسمه الوليد بن مصعب
وغيره ينكر هذا ويذكر أن ذاك غيره
واسم امرأة فرعون آسية بنت مزاحم
43

وقارون هو ابن صافر بن قاهث بن لاوى وهو ابن عم موسى بن عمران عليه السلام
والسامري هو موسى بن ظفر ويقال إنه من أهل باجرمى وكان من بني إسرائيل من بنى عم موسى بن عمران
قال وقبض هارون وهو ابن مائة سنة وسبع عشرة سنة وعمر موسى بعده ثلاث سنين ومات وهو في سنة يوم مات وخلفه يوشع بن نون وهو يوشع بن نون بن أفرائم بن يوسف بن يعقوب عليهم السلام
اشماويل بن هلقانا عليه السلام
وهو بالعربية إسماعيل واسم أمه حنه وهو من بني إسرائيل ولم يكن بينه وبين يوشع بن نون نبي وهو الذي ذكره الله جل ذكره في القرآن * (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا) *
44

طالوت
قال وهب
هو من سبط بنيامين بن يعقوب والأسباط من أولاد يعقوب بمنزلة القبائل من أولاد إسماعيل وكان مسكينا راعي حمير وخرج من قريته يطلب حمارين له فنزل بإشماويل وأعلمهم أنه ملكهم وأنه من سبط بنيامين فقالوا قد علمت أنه لم يكن من هذا السبط ملك ولا فيه نبوة فقال لهم إشماويل أو أنتم أعلم أم الله ألم تعلموا أن الله حين بعثه عليكم قد عرف نسبه
داود وسليمان وولده عليهم السلام
قال وهب بن منبه
ثم استخلف الله بعد إشماويل داود بن إيشا وكان سابع سبعة إخوه له هو أصغرهم وكان يرعى على أبيه وكان فيه قصر وزرق وقرع في ناحية من رأسه وكان تزوج ابنة طالوت وكان شرط ذلك على طالوت إن قتل جالوت فولدت له أبشالوم وهو بكره وهو الذي خرج على أبيه
45

وأراد نزعه من الملك ثم تزوج امرأة أوريا بن حنان بعد أن قتل فولدت له سليمان بن داود
ولم يزل الملك والنبوة بعد سليمان في ولده وأولادهم إلى الأعرج من ولد ولده وكان عرجه من عرق النسا فطمعت الملوك في بيت المقدس لزمانته وضعفه وأنه لم يكن نبيا فسار إليه ملك الجزيرة وكان يقال له ليقر ويسكن برية الثرثار وهي برية سنجار في مدينة يقال لها الحضر مبنية من حجارة وكان يعبد الزهرة فنذر لئن ظفر بيت المقدس ليذبحن ابنه للزهرة وكان بختنصر يومئذ كاتبه فأرسل الله عليه ريحا فأهلكت جيشه وأفلت هو وكاتبه حتى ورد الحضر فقتله ابنه وغضب له بختنصر فاغتره فقتله وملك بعده فكان ذلك أول ملك بختنصر وسار إليهم ملك الهند فأهلكه الله تعالى وانقرض ولد سليمان ونظراؤهم
سنحاريب وبختنصر وأرميا
وسار سنحاريب ملك الموصل وكان يسكن نينوى وملك أذربيجان إليهم وكان اسمه سلما عاشر وهو بالعربية سليمان الأعشر فاختلفا ووقعت الحرب بينهما حتى تفانوا وغنم بنو إسرائيل ما كان معهما
46

وسار إليهم ملك الروم ومعه الأشبان والصقالب وملك الأندلس فتشاجروا أيضا واقتتلوا فأهلك الله بعضهم ببعض
ثم أحدثوا وغيروا ورغب بعضهم عن بيت المقدس وضارعه بمسجد ضرارا فزلزل بهم ذلك المسجد وشدخوا بخشبة
ثم غزاهم بعد ذلك بختنصر فرغبوا إلى الله وتابوا فرده الله عنهم بعد أن فتحوا المدينة وجالوا في أسواقها
فهذه المرة الأولى التي ذكرها الله عز وجل فقال * (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم) *
ثم أحدثوا بعد ذلك أيضا فبعث الله أرميا النبي ليخبرهم بغضب الله عليهم فقام فيهم بوحي الله فضربوه وقيدوه وسجنوه فبعث الله عند ذلك بختنصر وهي الكرة الأخرى التي ذكرها الله عز وجل فقال * (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) *
فقتل منهم وصلب وأحرق وجدع وباع ذراريهم ونساءهم ومثل بهم كل مثله وصارت طائفة منهم إلى مصر ولجئوا إلى ملكها فسار بختنصر
47

إلى ملك مصر فاقتتلا فظفر به بختنصر فأسره وأسر بني إسرائيل وقتل جنوده ثم لحق بأرض باب
وأقام أرميا بأرض واتخذ جنينة وزرع فيها بقلا يعيش منه فأوحى الله إليه إن لك هما وشغلا عن الزرع والمقام بأرض مصر وكيف تسعك أرض أو تحمك مع ما تعلم من سخطي على بني إسرائيل فليحزنك هذا القضاء الذي قضيته على إيليا وأهلها وأنه ليس زمن العمران ولكنه زمن الخراب فاعمد إلى جنينتك هذه فاهدم جدارها وانتف بقلها وغور نهرها والحق بإيليا ولتكن بلادك حتى يبلغ كتابي أجله
فخرج أرميا مذعورا خائفا وذلك في زمان الثمار فركب أتانا له وتزود سلة فيها عنب وتين واتخذ سقاء جديدا فملأه ماء ثم قتل حبلا جديدا فرس به اتانه ثم انطلق حتى إذا رفع شخص بيت المقدس رأى خرابا عظيما لا يوصف فقال أني يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام
ثم ابتعث ملكا من ملوك فارس يقال له كوش فعمرها وأحياه الله وقيل له فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه
48

عزير ودانيال
قال وكان في الأسارى الذين في يد بختنصر عزير ودانيال
فأما دانيال فهو الذي عبر له رؤياه ونزل منه بأفضل المنازل وكان قبره بناحية السوس ووجده أبو موسى الأشعري فأخرجه وكفنه وصلى أبو موسى عليه ثم قبره
وكان قد عمل البلى في ناحية من لحيته وكان في بيت في جرن من حجارة وتحت الجرن ثلاثون جرة من نحاس مرصصة الرؤوس وتحت الجرار سفط في جرن من حجارة فلم يدر أبو موسى ما هو فسأل عنه فقالوا لا ندري ما هذا غير أنه كلما أظلنا عدو وحبس عنا القطر كشفنا عند رأس الجرن وكشفنا وجهه فكتب أبو موسى إلى عمر رضي الله عنهما بذلك فكتب إليه عمر إن الرجل هو دانيال فأدفنه حيث لا تمسه أيدي الخاطئين فكفنه وقطع نهر تستر ثم جعله في جرن حجارة ودفنه في النهر ثم أجرى عليه الماء
49

وأما عزيز فأقام لبنى إسرائيل التوراة بعد أن أحرقت يعرفونها حين عاد إلى الشام وقالت طائفة من اليهود هو ابن الله وهو الذي أكثر المناجاة في القدر فمحا الله اسمه من الأنبياء فلا يذكر فيهم وهو رسول
شعيا عليه السلام
قال ومكثت بنو إسرائيل زمانا يطيعون الله وأبتعث الله إليهم شعيا ابن أموص نبيا
ثم كثرت فيهم الأحداث والبدع فابتعث الله سنحاريب ملك بابل فأقبل حتى نزل بساحتهم فتابوا إلى الله وأنابوا فقبل الله توبتهم وسلط على عدوهم الطاعون فأصبحوا موتى فغنمهم الله عسكرهم بجميع ما فيه ولم يفلت منهم إلا سنحاريب ملكهم وخمسة نفر معه ثم أحدثوا بعد ذلك أحداثا ونبذوا كتاب الله وتنافسوا الملك فأمر الله شعيا أن يقوم فيهم مقاما بوحيه فلما فعل قتلوه فسلط الله عليهم عدوهم فشرد بهم وأفناهم وضرب عليهم الذلة والمسكنة ونزع منهم الملك والنبوة فليسوا في أمة من الأمم إلا وعليهم ذل وصغار إلى يوم القيامة
وشعيا هو الذي بشر بالنبي عليه السلام ووصفه وبشر بعيسى
50

حزقيل عليه السلام
هو حزقيل بن بوذي وهو الذي أصاب قومه الطاعون فخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم
إلياس عليه السلام
هو من سبط يوشع بن نون بعثه الله إلى أهل بعلبك وكانوا يعبدون صنما يقال له بعل وملكهم أحب وامرأته أزبيل وكان يستخلفها على ملكه إذا غاب فتحكم بين الناس وكانت قتالة للأنبياء قد قتلت منهم بشرا كثيرا وهي بنت ملك صيداء وعمرت عمرا طويلا وتزوجها سبعة من ملوك بني إسرائيل وهي التي قتلت يحيى بن زكريا وقال الله عز وجل لإلياس سلني أعطك فقال ترفعني إليك وتؤخر عني مذاقة الموت فرفعه الله إليه بعد أن كساه الريش وجعله أرضيا سماويا ملكيا يطير مع الملائكة
51

اليسع عليه السلام
وكان اليسع تلميذ الياس فدعا له الياس فنبأه الله بعده وأيده بمثل روح الياس
يونس بن متى عليه السلام
وبعث الله تبارك وتعالى من بعد اليسع يونس بن متى إلى أهل نينوى من بلاد الموصل
زكريا وعموان عليهما السلام
قال هو زكريا بن آذن وكان زكريا بن آذن وعمران بن ماثان بن اليعاقيم من ولد داود النبي عليه السلام من سبط يهوذا بن يعقوب وكانا في زمان واحد فتزوج زكريا أشياع بنت عمران أخت مريم بنت عمران واسم أم مريم حنة وكان يحيى وعيسى أبنى خالة وكان زكريا نجارا وأشاعت اليهود أنه ركب من مريم الفاحشة وقتلوه في جوف شجرة قطعوها وقطعوه معها
قال وهب
لما هرب دخل في جوف شجرة فوضعوا له المنشار على الشجرة للقطع فلما أن بلغ المنشار إلى بدنه أن فأوحى الله عز وجل إما أن تكف عن أنينك أو أقلب الأرض فسكت ولم يئن حتى قطع اثنين
52

عيسى ويحيى عليهما السلام
قال أما يحيى فإن أحب قتله بحيلة امرأته أزبيل في قتله
وأما عيسى فإن أمه لما ولدته هربت به من أحب صاحب أزبيل إلى مصر وحمله وأمه إلى هنالك يوسف النجار وكان يوسف هذا خطب مريم دونه وتزوجها فيما يذكر في الإنجيل فلما صارت إليه وجدها حبلى قبل أن يباشرها وكان رجلا صالحا فكره أن يفشى عليها وأضمر أن يسرحها خفية فتراءى له ملك في النوم فقال يا يوسف بن داود إن امرأتك مريم سوف تلد ابنا يسمى عيسى وهو ينجي أمته من خطاياهم
وفي الإنجيل إن الملك الذي خافته مريم على عيسى هو هرادس وكان عيسى ولد في بيت لحم يهوذا وهو بيت بالشام فلما مات هرادس رأى يوسف في النوم أن يذهب به وبأمه إلى أرض الخليل وهو موضع بالشام فانطلق فسكن في قرية تدعى ناصرة فلذلك قيل نصارى
53

أصحاب الكهف
قال وهب
هم فتية من الروم دخلوا الكهف قبل المسيح وضرب الله سبحانه على آذانهم فيه فلما بعث المسيح عليه السلام أخبر بخبرهم ثم بعثهم الله بعد المسيح في الفترة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم
ذو القرنين
قال وهب
وهو رجل من الإسكندرية اسمه الاسكندروس وكان حلم حلما رأى فيه أنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها فقص رؤياه على قومه فسموه ذا القرنين وكان في الفترة بعد عيسى عليه السلام
جرجيس عليه السلام
قال وجرجيس هو من أهل فلسطين وكان قد أدرك بعض الحواريين وبعث إلى ملك الموصل وهو بعد المسيح عليه السلام
54

لقمان الحكيم
وكان لقمان عبدا حبشيا لرجل من بني إسرائيل فأعتقه وأعطاه مالا وكان في زمن داود النبي عليه السلام واسم أبيه ثاران ولم يكن نبيا في قول أكثر الناس
وروى يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه قال كان لقمان النبي خياطا
قال وهب
قرأت من حكمته نحوا من عشرة آلاف باب لم يسمع الناس كلاما أحسن منه ثم نظرت فرأيت الناس قد أدخلوه في كلامهم واستعانوا به في خطبهم ورسائلهم ووصلوا به بلاغاتهم
ذو الكفل عليه السلام
وأما ذو الكفل فلم أجد له فيما نقله وهب ذكرا وهو من بني إسرائيل بعث إلى ملك كان فيهم يقال له كنعان فدعاه إلى الإيمان وتكفل له بالجنة وكتب له كتاب ذكر حق على الله عز وجل فآمن ذلك الملك وسمى ذا الكفل بالكفالة
55

عدد الرسل
ذكر وهب عن ابن عباس قال
أول المرسلين آدم وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين وكانت الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي الرسل منهم ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا ويقال ثلاثة عشر رسولا منهم خمسة عبرانيون وهو آدم وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم وخمسة من العرب وهم هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد وأول أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى عليهما السلام
قال والكتب التي أنزلت على الأنبياء مائة كتاب وأربعة كتب نزل على شيث خمسون صحيفة وعلى إدريس ثلاثون صحيفة وعلى إبراهيم عشرون صحيفة وعلى موسى التوراة وعلى داود الزبور وعلى عيسى الإنجيل وعلى محمد عليهما السلام القرآن
التاريخ
عاش آدم ألف سنة
وفي التوراة إنه عاش ألف سنة إلا سبعين عاما وكان بين موت آدم وبين الطوفان ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة وبين الطوفان وبين موت نوح
56

ثلاثمائة سنة وخمسون سنة واثنتان وبين نوح وإبراهيم ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة وبين إبراهيم وموسى سبعمائة عام وبين موسى وداود خمسمائة عام وبين داود وعيسى ألف عام ومائتا عام وبين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة عام وعشرون عاما
فهذا التاريخ على بعض الروايات
وقال وهب بن منبه
كان بين نوح وآدم عشرة آباء وبين إبراهيم ونوح عشرة آباء
وقال عكرمة
كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام
قال أبو محمد
وقرأت في الإنجيل أن عدة القرون من إبراهيم إلى داود أربعة عشر قرنا ومن داود إلى جالية بابل أربعة عشر قرنا ومن جالية بابل إلى المسيح أربعة عشر قرنا
قال أبو محمد
وجدت في كتب سير العجم أن بين الإسكندر وبين أردشير مدة ملوك الطوائف وهي أربعمائة وخمس وستون سنة ثم ملك أردشير ومن بعده من ملوكهم إلى يزد جرد المقتول في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت مدتهم أربعمائة سنة ونيفا وثلاثين سنة وكان بين الإسكندر وبين نبينا صلى الله عليه وسلم نحو من تسعمائة سنة
57

والإسكندر فيما ذكر وهب بعد المسيح وفي هذا مخالفة لقوله إن بين عيسى ومحمد ستمائة وعشرين عاما
وغيره يذكر أن الإسكندر قبل المسيح
والخبر في الإنجيل عن جالية بابل أنها كانت بعد داود بأربعة عشر قرنا وقبل المسيح بأربعة عشر قرنا
والنساب يذكرون أنها كانت قبل إبراهيم وفي هذا من الاختلاف والتفاوت ما ترى والله أعلم
ذكر من كان على دين قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم
رئاب بن البراء
وهو من عبد القيس من شن كان على دين المسيح وسمعوا قبيل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم مناديا ينادى خير أهل الأرض ثلاثة رئاب الشنى وبحيرى الراهب وآخر لم يأت يعنى النبي صلى الله عليه وسلم وكان لا يموت أحد من ولد رئاب فيدفن إلا رأوا طشا على قبره
58

ورقة بن نوفل
وهو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وهو ابن عم خديجة بنت خويلد ابن أسد بن عبد العزى زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان رغب عن عبادة الأوثان فتنصر وذكرت له خديجة شيئا من أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى
زيد بن عمرو بن نفيل
هو أبو سعيد بن زيد أحد العشرة المسمين للجنة وكان رغب عن عبادة الأوثان وطلب الدين فقتله النصارى بالشام وقال النبي صلى الله عليه وسلم يبعث أمة وحده وهو القائل في الجاهلية متقارب
* أسلمت وجهي لمن أسلمت
* له المزن تحمل عذبا زلالا
*
وله يقول ورقة بن نوفل لن أسد
* رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما
* تجنبت تنورا من النار حاميا
* بدينك ربا ليس رب كمثله
* وتركك جنان الجبال كما هيا
*
59

أمية بن أبي الصلت الثقفي
كان أمية قد قرأ الكتب ورغب عن عبادة الأوثان وكان يخبر بأن نبيا يبعث قد أظل زمانه فلما سمع بخروج النبي صلى الله عليه وسلم وقصته كفر حسدا له ولما أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره قال آمن لسانه وكفر قلبه
أسعد أبو كرب الحميري
وكان أسعد آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث بسبعمائة سنة وقال
* وجاهدت بالسيف أعداءه
* وفرجت عن صدره كل غم
* شهدت على أحمد أنه
* رسول من الله باري النسم
* فلو مد عمري إلى عصره
* لكنت وزيرا له و أبن عم
* و ألزم طاعته كل من
* على الأرض من عرب أو عجم
* و هو أول من كسا البيت الأنطاع و البرود
60

قس بن ساعدة الإيادى
كان موقنا بآيات الله وكان حكم العرب وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رآه يخطب بعكاظ على جمل أحمر واقتص أبو بكر قصته وأنشد شعره
أبو قيس صرمة بن أبي أنس
وهو من بني النجار وكان ترهب ولبس المسوح وفارق الأوثان وهم بالنصرانية ثم أمسك عنها ودخل بيتا له فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه طامث ولا جنب وقال أعبد رب إبراهيم فلما قدم رسول صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم وحسن إسلامه وهو القائل في رسول الله صلى الله عليه وسلم
* ثوى في قريش بضع عشرة حجة
* بمكة لا يلقى صديقا مواتيا
* فلما أتانا وأطمأنت به النوى
* وأصبح مسرورا بطيبة راضيا
* يقص لنا ما قال نوح لقومه
* وما قال موسى إذ أجاب المناديا
*
61

وهو القائل في الجاهلية
* سبحوا الله شرق كل صباح
* طلعت شمسه وكل هلال
* يا نبي الأرحام لاتقطعوها
* وصلوها قصيرة من طوال
* يا نبي التخوم لا تظلموها
* إن ظلم التخوم ذو عقال
*
خالد بن سنان بن غيث
هو من عبس بن بغيض
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك نبي أضاعه قومه ولما حضرته الوفاة قال لقومه إذا أنا دفنت فإنه ستجئ عانة من حمير يقدمها عير أقمر فيضرب قبرى بحافره فإذا رأيتم ذلك فانبشوا عنى فإني سأخرج فأخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة فلما مات رأوا ما قال فأرادوا أن يخرجوه فكره ذلك بعضهم وقالوا نخاف أن نسب بأنا نبشنا عن ميت لنا وأتت ابنته رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ * (قل هو الله أحد) * فقالت كان أبي يقول هذا
62

أنساب العرب
نسب عدنان
أختلف الناس في نسب عدنان
فقال بعضهم هو عدنان بن أدد بن يحثوم بن مقوم بن ناحور بن تارخ ابن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم
وقال بعضهم هو عدنان بن أدد بن أشجب بن أيوب بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم
وقال بعضهم هو عدنان بن ميدع بن متيع بن أدد بن كعب بن يشجب ابن يعرب بن الهميسع بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم
فولد عدنان عك بن عدنان ومعد بن عدنان
وولد معد بن عدنان ثمانية يذكر منهم أربعة تعرف أعقابهم قضاعة وأياد وقنص ونزار
فأما قضاعة فصارت إلى اليمن إلى حمير فهي تعد من اليمن
وأما قنص فيزعم قوم أن آل المنذر ملك الحيرة منهم
63

وأما أياد فينسبون إلى القبيل الأكبر ليست منهم قبيلة مشهورة ويذكر قوم أن ثقيفا منهم ويذكر قوم أن ثقيفا من قيس عيلان
وأما نزار فولده مضر وربيعة وأنمار
وأما أنمار فولده خثعم وبجيلة فصاروا باليمن
وأما مضر وربيعة فإليهما ينسب ولد نزار وهم الصريح من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم
فولد مضر بن نزار الياس بن مضر وعيلان بن مضر
فأما إلياس بن مضر فيقال لولده خندف لأن امرأة الياس كان يقال لها خندف فنسب ولد إلياس إليها وهي أمهم
وولده مدركة بن الياس وطابخة بن إلياس وقمعة بن الياس
فأما قمعة فيذكر بعض النسابين أن خزاعة من ولده ويزعم قوم أنهم من اليمن من ولد عمرو بن عامر ماء السماء
ورجعت خندف كلها إلى مدركة وطابخة
وأما عيلان بن مضر فهو قيس عيلان فمضر كلها ترجع إلى هذين الحيين خندف وقيس
مدركة بن إلياس
فأما بنو مدركة بن إلياس فهم هذيل وأسد وكنانة وقريش
فأما هذيل فهو هذين بن مدركة بن إلياس بن مضر وولده ثلاثة سعد ولحيان وعمير والعدد في سعد
64

فولد سعد بن هذيل تميم بن سعد وحريث بن سعد ومنعه بن سعد وخناعة بن سعد وجهام بن سعد وغنم بن سعد والعدد في تميم
فولد تميم معاوية بن تميم والحارث بن تميم والعدد في معاوية وأما الحارث فهو رهط عبد الله بن مسعود صاحب النبي صلى الله عليه وسلم
وأما أسد فهو أسد بن خزيمة بن مدركة بن ألياس بن مضر
وله أخوان كنانة بن خزيمة بن مدركة والهون بن خزيمة بن مدركة فولد أسد أربعة دودان بن أسد وكاهل بن أسد وعمرو بن أسد وحملة بن أسد فهؤلاء بنو أسد بن خزيمة
ومنهم تفرقت أسد كلها ومن بطونهم المشهورة بنو فقعس وبنو الصيداء وبنو نصر بن قعين وبنو الزنية وبنو غاضرة وبنو نعامة
وولد الهون بن خزيمة بن مدركة القارة بن الهون فمن القارة عضل والديش وهما قبيلة الهون بن خزيمة والقارة قوم رماه ولذلك قيل قد أنصف القارة من راماها
وأما كنانة فهو كنانة بن خزيمة
وكان خلف على امرأة أبيه بعده وهي برة بنت مر أخت تميم بن مر فولدت لكنانة النضر بن كنانة وأمه بره ومالك بن كنانة وملكان بن كنانة وعبد مناة وهو علي وربما قالوا مسعود
65

فأما بنو ملكان فلهم بقية وليس فيهم شرف بارع
وأما بنو مالك فمن قبائلهم بنو فقيم وبنو فراس
فأما بنو فقيم فهم نسأة الشهور
وأما بنو فراس فمنهم القعقاع بن حكيم الذي كان بالبصرة ومنهم بنو أبجر الأطباء بالكوفة
وأما عبد مناة فمنهم بنو مدلج القافة ومنهم بنو جذيمة الذين قتلهم خالد بن الوليد بالغميصاء فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم بنو ليث رهط عبيد بن عمير الليثي وعبد الله بن شداد ومنهم الدئل رهط أبى الأسود الدئلي
قال أبو محمد
ليس في كلام العرب أسم على فعل إلا الدئل إنما هذه بينة الأفعال مثل شتم وضرب
66

وأنشدني أبو حاتم قال أنشدني الأخفش
* جاءوا بجيش لو قيس معرسة
* ما كان إلا كمعرس الدئل
*
قال والدئل دابة تشبه ابن عرس
ومنهم بنو ضمرة رهط عمرو بن أمية الضمري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن ضمرة غفار رهط أبي ذر الغفاري
ومنهم بنو عريج وهم قليل وأبو نوفل بن أبي عقرب العريجي منهم
قريش
وأما النضر بن كنانة فهو أبو قريش وولده مالك والصلت فأما الصلت فصاروا إلي اليمن ويقول قوم إنه أبو خزاعة ورجعت قريش إلى مالك بن النضر فهو أبوها كلها
67

فولد مالك بن النضر فهرا والحارث أمهما جرهمية
فأما الحارث بن مالك فهم من المطيبين منهم أبو عبيدة بن الجراح ويقال إن الخلج منهم
ويقال كانوا من عدوان فألحقهم عمر بن الخطاب بالحارث وسموا خلجا لأنهم اختلجوا من عدوان وهم بالمدينة كثير
وأما فهر بن مالك فمنه تفرقت قبائل قريش فقيل لهم بنو فهر وولده غالب بن فهر ومحارب بن فهر
فأما محارب فمنهم ضرار بن الخطاب شاعر قريش في الجاهلية ومنهم الضحاك بن قيس الفهري الذي قتله مروان بن الحكم يوم مرج راهط وأما غالب بن فهر فولده لؤي بن غالب وتيم
فأما تيم فهو بنو الأدرم من أعراب قريش ليس منهم بمكة أحد وفيهم يقول الشاعر زجر
* إن بنى الآدرم ليسوا من أحد
* ليسوا إلى قيس وليسوا من أسد
*
ولا توفاهم قريش في العدد
*)
وأما لؤي فإلية ينتهى عدد قريش وشرفها وولده سبعة كعب بن لؤي وعامر بن لؤي وسامة بن لؤي وسعد بن لؤي وخزيمة بن لؤي والحارث ابن لؤي وعوف بن لؤي
68

فأما عامر فولده حسل ومعيص ومنهم ابن أم مكتوم وابن قيس الرقيات وخديجة بنت خويلد
ومن حسل سهل وسهيل والسكران بنو عمرو
وأما سامة بن لؤي فوقع بعمان فهلك بها فولده هناك
وأما سعد بن لؤي فهو أبو ولد بنانة رهط ثابت البناني ونسب ولده إليها وكانت تحته
وأما خزيمة بن لؤي فمنهم عائذة وهم في بنى شيان ومقاس العائذي الشاعر منهم
وأما كعب بن لؤي فولده مرة وهصيص وعدي
فأما بنو هصيص فمنهم بنو سهم وبنو جمح
وأما عدي فمنهم عمر بن الخطاب وزيد بن عمرو بن نفيل
69

وأما مرة فمنهم تيم بن مرة رهط أبى بكر الصديق وطلحة بن عبيد الله وعبيد الله بن معمر وآل المنكدر ومنهم مخزوم بن مرة
ومن بنى مخزوم أبو جهل بن هشام بن المغيرة وآل المغيرة وكان هشام بن المغيرة سيدا في قومه وفيه يقول الشاعر وافر
* وأصبح بطن مكة مقشعرا
* كأن الأرض ليس بها هشام
*
ومنهم كلاب بن مرة وولد كلاب زهرة بن كلاب و قصى بن كلاب وزهرة امرأة ينسب إليها ولدها دون الأب وهم أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما قصى بن كلاب فاسمه زيد وكان يسمى مجمعا وذلك أنه جمع قبائل قريش فأنزلها مكة وبنى دار الندوة وأخذ المفتاح من خزاعة
وولد قصى عبد مناف وعبد الدار وعبد العزى وعبدا
فأما عبد فبادوا
وأما عبد العزى فمنهم خويلد بن أسد بن عبد العزى جد الزبير وهو أبو خديجة بنت خويلد وأبو حزام بن خويلد
وأما عبد الدار فمنهم آل أبي طلحة بن عثمان بن عبد الدار وقتلوا جميعا يوم أحد إلا عثمان بن طلحة فإنه أسلم ودفع إليه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة وابنه شيبة بن عثمان وفي ولده المفتاح إلى يومنا هذا
70

وأما عبد مناف بن قصي فاسمه المغيرة وولده هاشم وعبدشمس والمطلب ونوفل وأبو عمرو
فأما أبو عمرو فلا عقب له
وأما نوفل فمنهم جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل
وأما المطلب بن عبد مناف فولده عشرة منهم الحارث وعباد ومخرمة وهاشم
نسب بني هاشم
أما هاشم بن عبد مناف فاسمه عمرو ومات بغزة من أرض الشام وولده عبد المطلب وأسد وغيرهما ممن لم يعقب
فأما أسد فولده حنين ولم يعقب وهو خال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفاطمة بنت أسد وهي أم علي بن أبي طالب
وليس في الأرض هاشمي إلا من ولد عبد المطلب بن هاشم لأنه كان لهاشم ذكور لم يعقبوا
وأما عبد المطلب فإنه سمى عبد المطلب لأنه كان بالمدينة عند أخواله فقدم به المطلب بن عبد مناف عمه فدخل مكة وهو خلفه فقالوا هذا
71

عبد المطلب فلزمه الاسم وغلب عليه وإنما اسمه عامر ويقال شيبة الحمد وبقى حتى كبر وعمى ومات بمكة ورسوله الله صلى الله عليه وسلم ابن ثمان سنين وشهرين عن عشرة بنين وست وبنات وقد ذكرتهم عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
نسب بنى أمية
فأما عبد شمس بن عبد مناف فولد أمية الأكبر وحبيبا وعبد العزى وسفيان وربيعة وثلاثة أولاد يسمون العبلات لأن أمهم اسمها عبلة وهم أمية الأصغر وعبد أمية مات وهو ابن ثمان سنين ونوفل
فأما سفيان فلا عقب له
وأما ربيعة فهو أبو عتبة وشيبة أبنى ربيعة وهند أم معاوية بنت عتبة
وأما عبد العزى فولده ربيع وربيعة جرو البطحاء
وأما ربيع فهو ابن أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عقب له من الذكور
72

وأما أمية الأصغر فمنهم الثريا التي شبب بها عمر بن أبي ربيعة وأما حبيب بن عبد شمس فولده ربيعة وهو جد عامر بن كريز ابن ربيعة وسمرة بن حبيب وكانت أمه سوداء تسمى زبيبة وأخوه لأمه أبو جمعة جد كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة الشاعر
وأما أمية بن عبد شمس الأكبر فولده حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان وعمرو وأبو عمرو وهؤلاء العنابس شبهوا بالأسد والعاصي والعيص وأبو العاصي والعيص وأبو العيص وهؤلاء الأعياص
وأما حرب بن أمية فهو أبو أبي سفيان بن حرب وأم جميل بنت حرب حمالة الحطب امرأة أبي لهب
وأما أبو العيص بن أمية فولده أسيد أبو عتاب بن أسيد وخالد بن أسيد وكان عتاب عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة
وأما العاصي بن أمية فولد أبا أحيحة واسمه سعيد
وأما أبو العاصي فمن ولده عفان بن أبي العاص أبو عثمان والحكم ابن أبي العاص أبو مروان بن الحكم
73

وأما أبو عمرو بن أمية فمن ولده أبو معيط أبو عقبة ابن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية
ولم يعقب عمرو بن أمية ولا أبو سفيان بن أمية ولا أبو حرب ابن أمية ولا العيص بن أمية
فهؤلاء ولد مدركة بن الياس
ولد طانجة
ثم ولد طانجة بن الياس أد بن طانجة
فولد أد مر بن أد وعبد مناة بن أد وضبة بن أد ومزينة بن أد وحميس بن أد
فأما عبد مناة بن أد فمنهم تيم بن عبد مناة وبطونها وعدى بن عبد مناة منهم ذو الرمة الشاعر وعكل وبطونها وهؤلاء الثلاثة من الرباب وثور بن عبد مناة وهم رهط سفيان الثوري والربيع بن خثيم
وأما ضبة بن أد فولده سعد وسعيد وباسل
فأما باسل فهو أبو الديلم ويذكر أن قوس باسل ورحله عند الديلم إلى هذه الغاية
وقتل سعيد ولا عقب له
74

وضبة كلها ترجع إلى سعد بن ضبة وهي جمرة من جمرات العرب وهي من الرباب
وولد سعد الذين تنسب إليهم ضبة بكر وثعلبة وصريم ومن بطونهم نصر ومازن والسيد وذهل وعائذة وتيم اللات واسمه حازم وذبيان وعوف وشييم
فمن ذهل بجالة وتيم وصبيح وضبيعة وكعب وهؤلاء بنو بجالة
ومن كعب ضرار بن عمرو وهو بيت ضبة وهو القائل من سرة بنوه ساءته نفسه وولد له ثلاثة عشر ذكرا وبنو صباح وهم معروفون بالصيد وشقرة وهلال
وأما مزينة بن أد فهم مزينة مضر منهم النعمان بن مقرن ومعقل ابن يسار وبكر بن عبد الله المزنى وزهير الشاعر
وأما حميس بن أد فهم قليل يكونون بالبصرة في بنى عبد الله بن دارم وبالكوفة في بنى مجاشع
وأما مر بن أد فولده ثعلبة بم مر وهم بنو ظاعنة نسبوا إلى أمهم وبكر بن مر وهم الشعيراء وأراشة بن مر ولحقوا باليمن فصاروا في جذام ولخم ويقال لهم جديس والغوث بن مر فصاروا في اليمن
75

ويقال لهم بنو صوفة وكانوا يفيضون بالناس قبل بنى صفوان وتميم بن مر وقبره بمران وولده زيد مناة بن تميم وعمرو بن تميم والحارث ابن تميم أمهم العوراء بنت ضبة
وأما الحارث بن تميم فمنهم شقرة
وأما عمرو بن تميم فولده العنبر بن عمرو والهجيم بن عمرو وأسيد ابن عمرو رهط أبى حاضر الأسيدى وأكثم بن صيفي وأبى هالة زوج خديجة والقليب بن عمرو والحارث بن عمرو وهو الحبط ويقال لولده الحبطات ومالك بن عمرو ومنهم مازن والحرماز وأبو عمرو ابن العلاء من مازن
وأما زيد مناة بن تميم فولده سعد بن زيد مناة وفيه العدد وعامر بن زيد مناة وهم قليل وامرؤ القيس بن زيد مناة منهم عدى ابن زيد الشاعر ومن قبائلهم بنو عصية
ومالك بن زيد مناة منهم ربيعة الجوع رهط علقمة بن عبدة الشاعر وعلقمة الخصي
76

ومنهم البراجم وهم عمرو وقيس وكلفة وظليم وغالب بنو حنظلة ابن مالك
ومنهم يربوع بن حنظلة وكليب بن يربوع رهط جرير ورياح ابن يربوع رهط الأحوص الشاعر وقعنب الرياحي وسحيم بن وثيل الرياحي وثعلبة بن يربوع رهط عتيبة بن الحارث بن شهاب وغدانة بن يربوع رهط وكيع بن أبي سود قاتل قتيبة بن مسلم الباهلي وحزام بن يربوع رهط سجاح التي تنبأت
ومنهم بنو دارم بن مالك بن حنظلة ومجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة ونهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة
ومنهم بنو العدوية نسبوا إلى أمهم وهم زيد بن مالك بن حنظلة وصدى بن مالك بن حنظلة ويربوع بن مالك بن حنظلة
ومنهم بنو طهية نسبوا إلى أمهم وهم أبو سود بن مالك بن حنظلة وعوف ابن مالك بن حنظلة وجشيش بن مالك بن حنظلة منهم أبو البلاد الطهوي
77

وأما سعد بن زيد مناة بن تميم فهو الفزر وفيه المثل المضروب كما تفرقت معزى الفزر
وولده كعب بن سعد وعمرو بن سعد والحارث بن سعد وعوافة ابن سعد وعبد شمس بن سعد واسمه مقروع وجشم بن سعد ومالك ابن سعد وعوف بن سعد وهبيرة بن سعد
فأما كعب بن سعد ففيهم العدد منهم مقاعس وهو الحارث بن عمرو ابن كعب
ومنهم بنو حمان بن كعب بن سعد
ومنهم بنو منقر بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب
ومنهم بنو مرة بن عبيد رهط الأحنف بن قيس وعكراش بن ذؤيب
ومنهم ربيعة بن كعب وهو أبو المستوغر بن ربيعة وعاش ثلاثمائة وعشرين سنة
78

ومن عوف بن كعب بهدلة رهط الزبرقان بن بدر وقريع رهط بنى أنف الناقة وهو أبو الأضبط بن قريع المتنقل في القبائل فلما لم يحمدهم رجع إلى قومه وقال بكل واد بنو سعد
ومنهم آل عطارد رهط أبى رجاء العطاردي وآل صفوان بن شجنة الذين كانت فيهم الإفاضة بالناس من عرفة ومن عطارد بنو عوف
انتهى ولد طابجة بن إلياس بن مضر
وأما قيس عيلان وهو الناس بن مضر فولده سعد وعكرمة واعصر وعمرو وحفصة
وبعض النساب يزعم أن عكرمة هو ابن خصفة وأعصر هو ابن سعد فاما عمرو بن قيس فولده فهم وعدوان
فمن فهم تأبط شرا ولا أعرف أفخاذهم
79

وأما عدوان فمن بطونهم بنو خارجة وبنو وابش وبنو يشكر وبنو عوف والدرعاء وبنو رهم وبنو ناج ومنهم الخلج فيما يقال
ومن عدوان عامر بن الظرب حكم العرب وأبو سيارة الذي كان يفيض بالناس
وعدوان انزلوا ثقيفا الطائف وكانت كثيرة السادة فتفرقوا ببغى بعضهم على بعض
وأما سعد بن قيس فولده غطفان وأمه تكمة بنت مر وأخوه لأمه سليم بن منصور واعصر بن سعد
فولد أعصر غنى بن أعصر ومعن بن اعصر وهو أبو باهلة وباهلة امرأة من همدان نسب ولد معن إليها ومنبه بن أعصر وهم الطفاوة
فأما غنى فمنهم بنو ضبينة وبنو بهثة وبنو عبيد وهم حلفاء في بنى كلاب
فأما الطفاوة فمنهم بنو حيى وبنو سنان وكانوا في بنى شيبان حلفاء
ومن الطفاوة الحبال وكانوا في الهجيم
80

وأما معن بن أعصر فولده قتيبة ووائل أمهما من فزارة وأود وجئاوة أمهما باهله امرأة من همدان وفراص وأبو عليم
وأما قتيبة بن معن فمن ولده غنم بن قتيبة
وولد غنم سهم بن غنم منهم بكر بن حبيب السهمي وعبد الله بن بكر السهمي ومنهم أبو أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن بنى قتيبة بنو صحب وهم ينزلون اليمامة
ومنهم عمرو بن عبد وأعبد وقعنب وسعد بن عبد عامر بن عبد
ومن بنى سعد بنو أصمع رهط الأصمعي
فأما وائل بن معن فمنهم بنو سلمة وبنو هلال بن عمرو بنو زيد وبنو عامر بن عوف وبنو عصية
فمن بنى هلال قتيبة بن مسلم الباهلي
ومن بنى وائل سحبان وائل الخطيب
وأما أود بن معن فمنهم أم الأحنف بن قيس ومنهم المؤذنون في المسجد الجامع بالبصرة
وأما فراص بن معن فمنهم ابن أحمر الشاعر وجئاوة لهم بقية يعنى من ولده
وأما بنو عليم فلهم عدد في الجزيرة منهم بكر بن معاوية صاحب ديوان الجند وكان من قواد أبى جعفر
81

وأما غطفان بن سعد فولده ريث وعبد الله
فولد ريث بغيضا وأشجع
فولد بغيض ذبيان وعبسا وأنمارا
فأما عبد الله بن غطفان فهم في بنى عبس
وأما أشجع بن ريث بن غطفان فمنهم بنو دهمان
وكانت أشجع ممن أعان على عثمان رضي الله عنه يوم الدار
وأما أنمار بن بغيض فهم قليل منهم فاطمة بنت الخرشب أم الربيع بن زياد وإخوانه الكملة
وأما عبس بن بغيض فولده قطيعة وورقة ومعم
والعدد والشرف في قطعية منهم الربيع بن زياد وإخوته الكملة
ومنهم زهير بن جذيمة وإخوته وولده قيس بن زهير وورقاء وغيرهم وقيس بن زهير هو صاحب حرب داحس والغبراء
واما ورقة ومعتم ابنا عبس فلا يعرف منهما أحد
وأما ذبيان بن بغيض فولده فزارة وسعد وهاربة البقعاء وقد بادت هاربة إلا بقية يسيرة في بنى ثعلبة بن سعد
82

وأما فزارة بن ذبيان فولده عدى وظالم ومازن وشمخ أمهم منولة
وأما ظالم بن فزارة فقد بادوا إلا قليلا منهم نعامة الذي كان يحمق واسمه بيهس
وأما شمخ بن فزارة فولده لأي وهلال
فمن بنى لأي سمرة بن جندب
وأما مازن بن فزارة فمنهم بنو العشراء
ومن بنى العشراء هرم بن قطبة بن سيار الذي تحاكم إليه عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة
وأما عدى بن فزارة فولده ثعلبة وسعد
فمن سعد عمرو بن هبيرة الفزاري
ومن ثعلبة عدي بن أرطأة ومنهم حذيفة بن بدر سيد غطفان وبيت قيس وكان يقال له رب معد وأخواه مالك بن بدر وحمل بن بدر وابنه حصن بن حذيفة أبوعيينة بن حصن
ومن بنى بدر بنو أم قرفة
83

ومن بنى فزازة بنو خالدة
وأما سعد بن ذبيان فولده ثعلبة وعوف
فمن ثعلبة بنو جحاش وبنو سييع وبنو حشور
وفي بنى سييع البيت والشرف
ومن بنى ثعلبة شماخ ومزرد أبنا ضرار الشاعران
فولد عوف بن سعد مرة وعيدا
فأما عيد فقليل منهم الرجل الذي قتله محلم بن جثامة الليثي وهو يقول لا إله إلا الله
وفي مرة بن عوف الشرف والسؤدد
فولد مرة بن عوف غيظ بن مرة ومالك بن مرة وصرمة وسهما وبنى ة صادر وغيرهم
فولد غيظ بن مرة نشبة ويربوعا
فمن يربوع الحارث بن ظالم ومنهم النابغة الذبياني ومنهم عقيل بن علفة
وأما نشبة بن غيظ فمن ولده هرم بن سنان الجواد الذي كان يمدحه زهير وأخوه خارجة بقير بنى غطفان لقب به لأنه استخرج من بطن أمه بعد ما هلكت وأخوه عوف بن سنان وابنه الحارث بن عوف صاحب الحمالة بين عبس وذبيان
84

وأما خصفة بن قيس عيلان فولده عكرمة ومحارب
وبعضهم يذكر أن عكرمة هو ابن قيس
وأما محارب بن خصفة فمنهم جسر وبنو الخضر
وبنو جسر حلفاء بنو عامر بن صعصعة
وأما عكرمة بن خصفة فولده عامر ومنصور وأبو مالك
فأما بنو أبى مالك بن عكرمة بن خصفة فهم في بنى تيم الله أربعمائة بيت
وأما عامر بن عكرمة بن خصفة فهم حشوة في بنى سليم بالبصرة ولهم بقية بالبادية
وأما منصور بن عكرمة فولده سليم وسلامان وهوازن ومازن
فأما مازن فمنهم عتبة بن غزوان الذي اختط البصرة
وأما سليم بن منصور فولده بهثة بن سليم
وولد بهثة أمرأ القيس وعوفا
ومن قبائل سليم بنو حرام وبنو خفاف وسمال ورعل وذكوان ومطرود وبهز وقنفذ ورفاعة وعصية وظفر وبجلة وحبيب بن مالك وبنو الشريد وبنو قتبة
فأما بجلة فخرجت من بنى سليم وصارت في بنى عقيل
وبنو الشريد بيت سليم منهم الخنساء وأخواها صخر بن عمرو ومعاوية بن عمرو
85

وأما هوازن بن منصور فولده بكر وسييع وحرب ومنبه ولا عقب لسييع وحرب ابني هوازن
وأما منبه فهو أبو ثقيف في قول بعضهم
وولد بكر بن هوازن سعد بن بكر ومعاوية بن بكر وزيد بن بكر
فأما زيد بن بكر فقتله أخوه معاوية وهو أول من فدى بالإبل
وأما سعد بن بكر فهم أظآر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيت هوازن فجاءته أخته من الرضاعة فأعتقهم أجمعين
وأما معاوية بن بكر فولده جشم ونصر وصعصعة وجسر والسباق وجحش وجحاش وعوف ودحوة ودحية
فأما دحوة ودحية وجحش وجحاش فلا نعلم لهم أعقابا
فأما عوف فيقال لهم الوقعة قال الشاعر
* يا أخت دحوة بل يا أخت إخوتهم
* من عامر أو سلول أو من الوقعة
*
وأما جشم ففيهم يقول الأخطل طويل
* ولا جشم شر القبائل إنهم
* كبيض القطا ليسوا بسود ولا حمر
*
ومنهم غزية رهط دريد بن الصمة
وأما بنو نصر فمنهم مالك بن عوف النصرى وكان على هوازن يوم حنين
86

وأما صعصعة بن معاوية فولده عامر ومرة غاضرة ومازن ووائلة
فأما بنو مرة فيعرفون بنى سلول وهي أمهم ومنهم أبو مريم السلولي ومنهم العجير السلولي الشاعر
وأما عامر بن صعصعة فولده هلال بن عامر رهط زينب بنت خزيمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وسواءة بن عامر
وفيهم يقول الأخطل البسيط
* وأدرك علمي في سواءة أنها
* تقيم على الأوتار والمشرب الكدر
*
ونمير بن عامر وهي جمرة من جمرات العرب منهم أبو حية النمبرى ومنهم الراعي الشاعر
وربيعة بن عامر وولده بنو مجد ينسبون إلى أمهم قال لبيد بن ربيعة الشاعر وافر
* سقى قومي بنى مجد وأسقى
* نميرا والقبائل من هلال
*
وهم عامر بن ربيعة وكعب بن ربيعة وكلاب بن ربيعة
فأما عامر بن ربيعة فمن ولده عمرو بن عامر فارس الضحياء
ومن ولد عمرو خداش بن زهير الشاعر ومن ولده بنو البكاء بن عامر ومن بنى البكاء خرقاء صاحبة ذي الرمة
87

وأما كلاب بن ربيعة فكان فيه نوك وولده جعفر ومعاوية وربيعة وأبو بكر وعمرو والوحيد وأبو رواس والأضبط وعبد الله وكعب بن كلاب جملتهم عشرة
فمن بنى أبى رواس وكيع بن الجراح
فمن بنى الوحيد أم البنين كانت عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولدت له العباس وجعفرا وعبد الله
وأما معاوية بن كلاب فمنهم الضباب وهم حسل وحسيل وضب بنو معاوية
وأما عمرو بن كلاب فلهم عدد كثير وفيهم قوم يقال لهم بنو دودان ومن ولد عمرو يزيد بن عمرو الصعق
وأما جعفر بن كلاب فولده الأحوص وخالد ومالك وعتبة بنو جعفر بن كلاب
وكان الأحوص يكنى أبا شريح وكان على بنى عامر يوم جبلة ومن ولده علقمة بن علاثة الذي نافر عامر بن إلى هرم بن قطبة الفزاري
وأما خالد بن جعفر فهو الذي قتل زهير بن جذيمة العبسي وقتله الحارث بن ظالم المرى
88

وأما مالك بن جعفر فولده عامر وطفيل وربيعة وعبيدة ومعاوية أمهم أم البنين وفي ذلك قال لبيد
رجز
((نحن بنى أم البنين الأربعة
*)
فجعلهم أربعة وهم خمسة للقافية
وأما معاوية فهو معوذ الحكماء
وأما ربيعة فهو أبو لبيد الشاعر
وأما الطفيل فهو أبو عامر بن الطفيل
وأما أبو بكر بن كلاب فمن ولده القرطات قرط وقريط ومقرط ومنهم الضحاك بن سفيان الذي استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنى سليم
ومنهم المحلق بن حنتم الذي قال فيه الأعشى الشاعر
طويل
(وبات على النار الندى والمحلق)
مضت كلاب
وأما كعب بن ربيعة فولده عقيل وقشير والحريش وجعدة وعبد الله وحبيب
89

فأما عبد الله بن كعب فمن ولده بنو العجلان بن عبد الله بن كعب رهط ابن مقبل الشاعر
وأما جعدة بن كعب فمنهم النابغة الجعدي
وأما الحريش بن كعب فمنهم مطرف بن عبد الله بن الشخير وزرارة ابن أوفى وعبد الله بن سبرة الحرشي الذي قطع يده اطريون الرومي
وأما قشير بن كعب فمنهم غطيف وغطفان
ومنهم مالك ذو الرقيبة
ومنهم بنو ضمرة ولهم عدد بالبصرة
وأما عقيل بن كعب فمنهم خفاجة وفيهم أشراف ومنهم الحلفاء
ومنهم بنو الأخيل رهط ليلى الأخيلية ومنهم المجنون الشاعر
ومنهم توبة بن الحمير صاحب ليلى الأخيلية
انقضى ولد بكر بن هوازن
90

ثقيف
وأما منبة بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان فولده قسى وهو ثقيف وثقيف قاتل أبى رغال وكان مصدقا فمر به ثقيف فقتله فقيل قسا عليه فسمى قسيا قال الشاعر
رجز
(نحن قسى وقسا أبونا
*)
فولد ثقيف جشم وعوفا والمسك
فأما المسك فتزوجها قاسط فولدت له وائلا أبا بكر بن وائل
وأما جشم فولد حطيطا فولد حطيط مالكا وغاضرة
وأما عوف فهم الأحلاف وذلك أنهم تحالفوا على بنى مالك وصارت غاضرة مع الأحلاف فثقيف فرقتان بنو مالك والأحلاف
فمن بنى مالك السائب بن الأقرع ومنهم بنو الحارث بن مالك ويقال لهم الأثرون
ومن الأحلاف المختار بن أبي عبيد والحجاج بن يوسف وأمية بن أبي الصلت الشاعر وأبو محجن الشاعر والحارث بن كلدة ومعتب غير وعتاب وأبو عتبة وعتبان
أنقضت مضر كلها
91

ربيعة بن نزار بن معد
فولد ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان أسد بن ربيعة وأكلب بن ربيعة وضبيعة بن ربيعة
فأما أكلب بن ربيعة فهم في خثعم منهم أنس بن مدرك الخثعمي قاتل سليك بن السلكة وهم قبائل وبطون كثيرة تنسب إلى خثعم
وأما ضبيعة بن ربيعة فولد أحمس والحارث ذا القلادة
فمن أحمس جماعة رهط المسيب بن علس الشاعر
ومنهم بهثه ودوفن رهط المتلمس الشاعر الحارث بن عبد الله ابن دوفن وكان سيد ضبيعة في الجاهلية
ومنهم بنو الكلبة ولهم عدد وجلد
ومنهم بنو شحنة
وأما أسد بن ربيعة فولد جديلة بن أسد أمه إيادية وعنزة ابن أسد وعميرة بن أسد أمهما برة بنت قيس عيلان
فأما عميرة بن أسد فهم في عبد القيس وولده مبشر ومنصور ومالك بنو عميرة
وأما عنزة بن أسد فاسمه عامر وسمى عنزة لأنه قتل رجلا بعنزة ويقال إن عنزة هو ابن أسد بن خزيمة فولد عنزة يدكر بن عنزة ويقدم بن عنزة
وأما جديلة بن أسد فولده دعمى بن جديلة وولد دعمى أفصى ابن دعمى فولد أفصى هنب بن أفصى وعبد القيس بن أقصى فولد
92

عبد القيس اللبوء بن عبد القيس أمة هند بن تميم بنت مر وأخواه لأمه تغلب وبكر وأفصى بن عبد القيس
فأما اللبوء فهم بالموصل وبتوج كثير
وأما أفصى بن عبد القيس فولده شن ولكيز
فمن شن الديل بن شن وولده سعد وجذيمة وعامر وحبيب
ومنهم بنو بهثة بن جذيمة بن الديل
وأما لكيز فولده نكرة وصباح ووديعة
فأما نكرة فهم خلفاء جذيمة ومنهم منبة بن نكرة وهم أهل البحرين وفيهم العدد والشرف منهم المثقب العبدي الشاعر والممزق الشاعر والمفضل بن عامر الشاعر صاحب القصيدة المنصفة وبعمان قوم من نكرة وباليمن قوم منهم
وأما وديعة فولده عمرو بن وديعة وغنم بن وديعة ودهن بن وديعة
فأما دهن بن وديعة فهم وائلة نسبوا إلى أمهم ومنهم عمار الدهني
وأما غنم بن وديعة فولد عمرو بن غنم وغوف بن غنم
وأما عمرو بن وديعة فولده أنمار وعجل ومحارب والديل والعوق وأمرؤ القيس
93

فمن ولد الديل أهل عمان منهم بنو صوحان ومصقلة بن رقبة الخطيب ومنهم آل المعذل بن عيلان بالبصرة
وأما العوق فهم العوقة وهم عمانيون قليل
وأما أنمار فمنهم عصر رهط الأشج العبدي ومنهم ظفر رهط صحار العبدي
ومن أنمار بنو جذيمة ومن جذيمة مهو الذي اشترى الفسو ببردى حبرة
وأما محارب بن عمرو فولده حطمة وظفر ابنا محارب
وأما هنب بن أفصى فولد قاسط بن هنب وعمرو بن هنب وجندب ابن هنب
فأما عمرو بن هنب فمنهم عتيب بن عمرو وهم في بنى شيبان ولعتيب عدد بالبصرة وجندب في بنى شيبان أيضا
وأما قاسط بن هنب فولده عمرو بن قاسط والنمر بن قاسط ووائل ابن قاسط وأمهم المسك بنت ثقيف
فأما عمرو بن قاسط فمنهم غفيلة ولهم عدد بالجزيرة في بنى تغلب
94

وأما النمر بن قاسط فولد تيم الله وأوس الله وعئذ الله وأمهم هند بنت تميم بن مر وإخواتهم لأمهم بكر وتغلب وأخوهم لأمهم أيضا اللبوء بن عبد القيس
فأما تيم الله فولده الخزرج والحريث
وولد الخزرج سعدا وولد سعد عامر بن سعد الضحيان لأنه كان يعقد لقومه في الضحى يقضى بينهم وكان صاحب مرباعهم وولد عامر ربيعة وربيعة ومن ولده هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عامر منهم أبو حوط الحظائر سمى حوط الحظائر لأن المنذر بن امرئ القيس كان جمع أسارى بكر في حظائر ليحرقهم فكلمة فيهم فشفعه
ومنهم كعب بن الحارث
ومنهم ابن الكيس النمري
ومنهم ابن القرية والقرية الحوصلة
وأما وائل بن قاسط فولد بكر بن وأئل وتغلب بن وأئل وعنز بن وائل أمهم هند بنت تميم بن مر
فأما عنز وائل فولد أراشة ورفيدة فمن أراشة أشجع وغضاضة
فأما تغلب بن وائل فولد غنم بن تغلب والأوس بن تغلب وعمران بن تغلب
95

فأما غنم بن تغلب فمنهم معاوية بن عمرو بن غنم وفيهم يقول الأخطل وافر
* إذا حلت معاوية بن عمرو
* على الأطواء خنقت الكلابا
*
ومنهم الأراقم وهم جشم ومالك وعمرو وثعلبة والحارث ومعاوية بنو بكر بن حبيب بن عمرو
ومن بنى تغلب عكب ومنهم بنو عدى بن أسامة ومنهم بنو كنانة يقال لهم قريش تغلب وهم بنو عكب
ومنهم جشم بن بكر
ومن بنى جشم بنو الحارث بن زهير رهط كليب بن ربيعة الذي يقال فيه أعز من كليب وائل وأخوه المهلهل وهو الذي هيج الحرب بين بكر وتغلب أربعين سنة
ومن بنى زهير بنو عتاب منهم عمرو بن كلثوم
ومن بنى جشم فدوكس رهط الأخطل الشاعر
بكر بن وائل
وولد بكر بن وائل علي بن بكر ويشكر بن بكر وبدن بن بكر أمهم هند بنت تميم بن مر ويقال لها أم القبائل
فأما يشكر بن بكر فولد كعب بن يشكر وكنانة بن يشكر وحرب ابن يشكر وفي كعب العدد والشرف
96

فمن ولد كعب بن يشكر حبيب والعتيك ومنهم بنو عنبر بن غنم ابن حبيب وثعلبة وجشم وعدى بن جشم
فهذه يشكر
وأما علي بن بكر بن وائل فولده صعب وولد صعب اللجيم ابن صعب وعكابة بن صعب ومالك بن صعب
فأما مالك فمنهم بنو زمان منهم الفند الزماني وعددهم في بنى حنيفة
وأما لجيم بن صعب فولده عجل بن لجيم وآخران لم يعقبا
فأما عجل فولده ربيعة وضبيعة وسعد وكعب
فأما سعد وضبيعة فقليل
وأما ربيعة فمنهم أبو النجم الراجز العجلي والعديل بن الفرج ومنهم دغة الحمقاء وكانت عند جندب بن العنبر فولدت له عدى بن جندب
وأما سعد بن عجل فالعدد في ولدهم منهم الأغلب الراجز ومنهم أبو دلف ومنهم الفرات بن حيان وكانت له صحبة
مضت عجل
وأما حنيفة بن لجيم فولده الدول بن حنيفة وعدى بن حنيفة وعامر بن حنيفة وعبد مناة بن حنيفة
فأما عبد مناة فقليل
وأما عدى بن حنيفة فمنهم مسيلمة الكذاب
وأما الدول فمنهم بنو هفان ومنهم هوذة بن علي الحنفي ذو التاج مضت حنيفة
97

وأما عكابة بن صعب فولد قيسا وثعلبة
فأما قيس بن عكابة فهم قليل وعددهم في بنى ذهل
وأما ثعلبة بن عكاية فيقال له الحصن قال الأعشى طويل
* فما ضرها لو خالطت في بيوتهم
* بني الحصن ما كان اختلاف القبائل
*
وولد ثعلبة ذهل بن ثعلبة وشيبان بن ثعلبة وقيس بن ثعلبة وتيم الله ابن ثعلبة وأتيد بن ثعلبة وضنة بن ثعلبة
فأما ضنة فلحقت باليمن فصارت في بني عذرة
وأما أتيد فهم في بني شيبان
وأما تيم الله بن ثعلبة فهم اللهازم وهم حلفاء بني عجل
فولد تيم الله بن ثعلبة مالكا والحارث وعامرا وهلالا وذهلا وزمان ومازنا وحاطبة وهؤلاء يقال لهم الأحلاف إلا الحارث وعامرا ومالكا ويسمى أولئك أحلافا لأنهم تحالفوا على هؤلاء
وأما قيس بن ثعلبة فولد ضبيعة وتيما وسعدا
وفي ضبيعة العدد منهم الأعشى ميمون بن قيس ومنهم ربيعة الجحدر وكان فارس بكر بن وائل يوم تحلاق اللمم ومنهم مرة بن عباد والحارث ابن عباد وجرير بن عباد الذي ينسب إليه الجريري المحدث
98

وأما تيم بن قيس و سعد بن قيس فهما الحرقتان
و أما ذهل بن ثعلبة بن عكابة فولد شيبان و عامرا
فأما عامر فيقال لهم الوخم
و أما شيبان بن ذهل فولده سدوس بن شيبان و فيه العدد و عمرو و مازن و علباء و مالك و عامر و زيد مناة
فأماء علباء بن شيبان فهم قليل
ومن عمرو بن شيبان القعقاع بن شور الذي يقول فيه الشاعر وافر
* وكنت جليس قعقاع بن شور
* ولا يشقى بقعقاع جليس
* ومنهم دغفل النسابة
أما سدوس بن شيبان فكانت له ردافة آكل المرار وكان له عشرة من الولد منهم الحارث بن سدوس وكان له أحد وعشرون ذكرا قال فيه الشاعر
(
* ولو شاء ربي كان أير أبيكم
* طويلا كأير الحارث بن سدوس)
وأما شيبان بن ثعلبة بن عكابة فولده ذهل وتيم وثعلبة وعوف
فأما عوف فلا عقب له
وأما ثعلبة فمنهم مصقلة بن هبيرة الشيباني
وأما تيم بن شيبان ففيهم سخاء وسؤدد ومن بني تيم الأصمعان يقال يوم الأصمعين في الجاهلية
99

وأما ذهل بن شيبان فولده مرة بن ذهل بن شيبان وفيه العدد والبيت وربيعة بن ذهل ومحلم بن ذهل والحارث بن ذهل أمهم رقاش
وعبد غنم بن ذهل وعوف بن ذهل وصبيح وشيبان وأمهم الورثة من بني يشكر وهم ينسبون إليها فيقال بنو الورثة
وعمرو وأمه جذرة سبية من اليمن فهم يدعون بنى الجذرة وهم قليل ومن الأشراف من بنى شيبان عوف بن محلم بن ذهل الذي قيل فيه لا حر بوادي عوف
ومنهم الضحاك بن قيس الشارى والبطين بن زيد الشارى وشبيب وقعنب الخارجيان
ومنهم هانئ بن مسعود صاحب يوم ذي قار وأخوه قيس بن مسعود
ومنهم جساس قاتل كليب
ومنهم سويد بن سليم الشارى والمثنى بن حارثة الذي افتتح السواد وهلك المثنى فتزوج سعد بن أبي وقاص امرأته سلمى فنظرت إلى أهل القادسية فقالت القوم أقران ولا مثنى لهم فلطم سعد عينها
ومنهم الحوفزان بن شريك ومطر بن شريك
ومن ولد مطر معن بن زائدة ويزيد بن مزيد
ومنهم قيس بن مسعود الشيباني سيد بكر بن وائل وابنه بسطام بن قيس
وأما ذهل بن شيبان فولده مرة بن ذهل بن شيبان وفيه العدد والبيت وربيعة بن ذهل ومحلم بن ذهل والحارث بن ذهل أمهم رقاش
وعبد غنم بن ذهل وعوف بن ذهل وصبيح وشيبان وأمهم الورثة من بني يشكر وهم ينسبون إليها فيقال بنو الورثة
وعمرو وأمة جذرة سبية من اليمن فهم يدعون بني الجذرة وهم قليل
ومن الأشراف من بني شيبان عوف بن محلم بن ذهل الذي قيل فيه لا حر بوادي عوف
ومنهم الضحاك بن قيس الشارى والبطين بن زيد الشاري وشبيب وقعنب الخارجيان
ومنهم هاني بن مسعود صاحب يوم ذي قار وأخوة قيس بن مسعود ومنهم جساس قاتل كليب
ومنهم سويد بن سليم الشاري والمثنى بن حارثة الذي افتتح السواد وهلك المثنى فتزوج سعد بن أبي وقاص امرأته سلمى فنظرت إلي أهل القادسية فقالت القوم أقران ولا مثنى لهم فلطم سعد عينها
ومنهم الحوفزان بن شريك ومطر بن شريك
ومن ولد مطر معن بن زائدة ويزيد بن مزيد
ومنهم قيس بن مسعود الشيباني سيد بكر بن وائل وأبنه بسطام بن قيس
100

ومنهم بنو الشقيقة نسبوا إلى أمهم وهؤلاء جميعا يرجعون إلى ذهل ابن شيبان
مضت نزار كلها
نسب اليمن
قال وأجمع النسابون على أن اليمن من ولد قحطان وقد ثبت نسبة فيما تقدم من الكتاب
قالوا ولد قحطان يعرب بن قحطان فولد يعرب يشجب بن يعرب فولد يشجب سبأ بن يشجب
وقال بعضهم أسم سبأ عامر
50 فولد سبأ حمير بن سبأ وكهلان بن سبأ وعمرو بن سبأ والأشعر بن سبأ وأنمار بن سبأ وعاملة بن سبأ ومر بن سبأ
فأما عمرو بن سبأ فولد عدى بن عمرو فولد عدى لخم بن عدي وجذام بن عدي
فمن لخم حدس بن لخم وهم قبائل كثيرة
ويقول قوم إنهم من ولد أراشة بن مر بن أد بن طابخة بن الياس وذلك أن أرأشة لحق باليمن وصار في جذام
ومن لخم غنم بن لخم وهم قبائل كثيرة
ويقول قوم إنهم من مضر
101

ومن لخم بنو الدار بن هانئ وهم الداريون كان منهم تميم الداري
ومن جذام حرام بن جذام وحشم بن جذام
فولد حرام غطفان بن حرام ومالك بن حرام
فمن غطفان نضله وبنو الأحنف وبنو الضبيب وبنو هدالة وبنو نفاثة وبنو ضليع وبنو عائذة وبنو شبرة وبنو عبد الله وبنو الخضراء وبنو سليم وبنو بجالة وبنو غنم وبنو فاكه
ويزعم قوم أن غطفان بن حرام من قيس عيلان وقعوا إلى اليمن
وولد مالك بن حرام بن جذام سعد بن مالك ووائل بن مالك
وبنو سعد بن مالك بطون كثيرة
منهم بنو عوف وبنو عائدة وبنو فهيرة وبنو صبحة وبنو الأخنس وبنو حي وغيرهم
وبنو وائل بن مالك بطون كثيرة
وولد حشم بن جذام خمسة أبطن منهم حطمة
ونساب مضر تزعم أنهم من بني أسد بن خزيمة
وأما الأشعر بن سبأ فولد الأشعريين رهط أبي موسى الأشعري وأما أنمار بن سبأ فولد ولدا فحالفوا خثعما وبجيلة
ونساب مضر تزعم أن خثعما وبجيلة ابنا أنمار بن نزار فجر أنمار بن سبأ نسبهم إلى سبأ باسم آيهم
وقالوا آخرون
102

خثعم وبجيلة آبنا عمرو بن الغوث أخي الأزد بن الغوث وبجيلة امرأة
ومن بطون بجيلة قسر رهط خالد بن عبد الله القسري وبنو أحمس رهط شبل بن معبد وبطونهم ليست بالمشهورة
وأما عاملة بن سبأ فولد قبائل اليمن وهم قليل
ويزعم نساب مضر انهم من ولد قاسط بن وائل قال الأعشى متقارب
(أعامل حتى متى تذهبين
* إلى غير والدك الأكرم)
(ووالدكم قاسط فارجعوا
* إلى النسب الأتلد الأقدم)
وأما حمير بن سبأ فولد مالك بن حمير وعامر بن حمير وسعد ابن حمير ووائلة بن حمير وعمرو بن حمير
فولد عامر بن حمير دهمان بن عامر وولد دهمان يحصب كلها
وولد سعد بن حمير السلف وأسلم
وولد عمرو بن حمير الحارث بن عمرو وولد الحارث ذارعين
وولد مالك بن حمير قضاعة بن مالك
ومن قبائل قضاعة كلب بن وبرة ومن بطونهم بنو عدى بن جناب وبنو عليم بن جناب وغيرهم ذكرهم زهير
ومنهم بنو العبيد قال الأعشى وافر
103

(بنو الشهر الحرام فلست منهم
* ولست من الكرام بني العبيد)
ومنهم رفيدة ومصاد وبنو القين وسليح وتنوخ وجرم بن ربان وراسب بن جرم وبهراء وبلى ومهرة وعذرة وسعد هذيم وكان هذيم عبدا حبشيا حضن سعدا فنسب إليه وضنة بن سعد وسلامان بن سعد وجهينة بن سعد ونهد بن سعد
ومن قضاعة التتابعة منهم ذو الكلاع وذو نواس وذو أصبح تنسب إليه السياط الأصبحية وذو جدن وذو فائش وذو يزن وجرش والشحول وبطون كثيرة
وولد وائلة بن حمير السكاسك بن وائلة والعدد من حمير في السكاسك
وأما كهلان بن سبأ فولد زيد بن كهلان وولد زيد مالك ابن زيد وأدد بن زيد
فولد أدد طيئ بن أدد والغوث بن أدد
فمن طيئ بنو نبهان بن عمرو وبنو ثعل بن عمرو وحاتم الطائي
ومنهم جرم بن عمرو وبنو سنبس قال الشاعر متقارب
((فصبحها القانص السنبسى
*)
104

وبنو تيم بن ثعلبة وفيهم يقول آمرؤ القيس بنو تميم مصابيح الظلام
وأفخاذ طيئ كثيرة غير أن جمهور النسب إلى طيئ الأب الأكبر
وولد مالك بن زيد بن كهلان يحابر بن مالك وهو مراد ومرتع ابن مالك وقرن بن مالك وخيار بن مالك
فولد مرتع بن مالك ثور بن مرتع
فولد ثور كندة بن ثور ويزيد بن ثور
فولد يزيد صداء بن يزيد
وولد كندة تجيب والسكون
وولد خيار بن مالك ربيعة بن خيار
وولد ربيعة بن خيار أوسلة بن ربيعة وهم همدان
ومن همدان السييع رهط أبي إسحاق السييعي ووداعة رهط مسروق بن الأجدع
وولد يحابر بن مالك مذحج بن يحابر
وولد مذحج مرادا وسعد العشيرة وخالدا وعنسا
فأما عنس فهم رهط عمار بن ياسر والأسود العنسي الذي تنبأ باليمن
105

وولد سعد العشيرة بن مذحج جعفى بن سعد وجنب بن سعد والحكم ابن سعد وعائذ الله بن سعد وعبد الله بن سعد واللبوء بن سعد وخارجة ابن سعد وأسد بن سعد وعمرو بن سعد وجمل بن سعد والصعب بن سعد
فأما جعفى بن سعد فمنهم مران وحريم ابنا جعفى قال لبيد كامل
(ولقد بلت يوم النخيل وقبله
* مران من أيامنا وحريم)
وأما الصعب بن سعد فمنهم زبيد بن الصعب رهط عمرو بن معد يكرب الزبيدي وأود بن صعب
وأما خارجة فمنهم جديلة بن خارجة وهي في طيئ
وأما عمرو بن سعد فهو أبو خولان بن عمرو
وأما الحكم فهم الذي قيل فيهم جاءوا الحكم
وأما جنب ففيهم يقول مهلهل مجزوء البسيط (أنكحها فقدها الأراقم في
* جنب وكان الحباء من أدم)
وأما جمل فمنهم هند بن عمرو الجملي وكان مع علي بن أبي طالب فقتل وقال قاتله
(قاتل علباء وهند الجملي
*)
106

وولد مراد بن مذحج أنعم بن مراد ويحابر بن مراد وكان لهم يغوث بجرش
وولد خالد بن مذحج علة بن خالد فولد علة عمرو بن علة فولد عمرو جسر بن عمرو وكعب بن عمرو
فأما جسر فهو أبو النخع بن جسر رهط إبراهيم النخعي
وأما كعب فمنهم بنو النار وبنو الحماس رهط النجاشي الشاعر وبنو قنان
وولد قرن بن مالك بن زيد بن كهلان واسمه نبت الغوث فولد الغوث الأزد فولد الأزد مازنا وعمرا ودوسا ونصرا ومالكا وقدارا والهنو وميدعان وزهران وعامرا وعبد الله
فأما مازن فهم غسان وغسان ماء نسبوا إليه
ومنهم بنو جفنة رهط الملوك وآل عنقاء وآل محرق وتنوخ وكعب رهط جبلة بن الأيهم الغساني
وكان يقال مازن غسان أرباب الملوك وحمير أرباب العرب وكندة كندة الملوك ومذحج مذحج الطعان وهمدان أحلاس الخيل والأزد أسد الناس
وأما ميدعان فمنهم سلامان
وأما زهران فمنهم دوس بن عدثان رهط أبي هريرة
107

ومنهم جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس صاحب الزباء وهو جذيمة الأبرش وجهضم بن مالك رهط الجهاضم منهم جرير ابن حازم الفقيه وسليمة بن مالك رهط أبي حمزه الخارجي وبنو هناءه ابن مالك رهط عقبه بن سلم ومعن بن مالك رهط مسعود بن عمرو
ومنهم بطن يقال لهم يحمد منهم الخليل بن أحمد صاحب العروض من فخذ يقال لهم الفراهيد يقال فلان الفرهودي
ومن زهران الغطاريف بنو يشكر والجدرة وأما عامر بن الأزد فمنهم بنو لهب بن عامر القافة
ومنهم غامد
وأما عبد الله بن الأزد فولده كثير منهم القسامل
ومنهم أزد العتيك رهط المهلب بن أبي صفرة
ومنهم بارق بن عوف وشهران بن بارق وطاحية بن سود وهداد
ومنهم عمرو مزيقياء بن عامر والأنصار من ولده وهم الأوس والخزرج ابنا حارثه بن ثعلبه العنقاء بن عمرو بن عامر
ومنهم عمران بن عمرو وخزاعة من ولد عمرو بن عامر
ومن خزاعة بطن يقال لهم بنو قمير رهط قبيصة بن ذؤيب ورهط عبد الله بن مالك
ومنهم بنو حليل رهط بنى كرز القافه
ومنهم بنو المصطلق وكعب ومليح وعدي وسعد وأسلم وجشم
108

نسب الأوس والخزرج
وهما الأوس والحزرج ابنا حارثه بن ثعلبه بن عمرو بن عامر بن حارثه بن امرئ القيس بن ثعلبه مازن بن عبد الله بن الأزد بن الغوث بن النبت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ وهما ابنا قيلة نسبا إلى أمهما وهما الأنصار
فولد الخزرج بن حارثه خمسه نفر جشم بن الخزرج وعوف بن الخزرج وهما الخرطومان وكان يقال رجزا
((إن سرك العز فجخجخ بجشم
*)
والحارث بن الخزرج وعمرو بن بن الخزرج وكعب بن الخزرج
فأما جشم بن الخزرج فمنهم بنو تزيد ومن بني تزيد بن جشم بنو سلمه وبطونها
ومن بنى جشم بنو بياضة وأما عوف بن الخزرج فمنهم بنو حبلى رهط عبد الله بن أبي ابن سلول
ومنهم القوافل كان يقال في الجاهلية للرجل إذا استجار بيثرب قيل له قوقل ثم قد أمنت
ومنهم بنو سالم
109

وأما عمرو بن الخزرج فمنهم النجار واسم النجار تيم اللات ابن ثعلبه سمى بذلك لأنه نجر وجه رجل بقدوم ويقال لأنه اختتن بقدوم
وأما كعب بن الخزرج فمنهم بطون ساعدة رهط سعد بن عبادة
نسب الأوس بن حارثه
قال وولد الأوس بن حارثه مالك بن الأوس فمن مالك تفرقت قبائل الأوس وبطونها كلها
فولد مالك بن الأوس عمرو بن مالك وهم النبيت وعبد الأشهل وبنو ظفر واسم ظفر كعب بن الخزرج وهؤلاء خزرج في الأوس وبنو حارثه بن الحارث بن الخزرج فهذه النبيت من الأوس
وعوف بن مالك ومنهم بنو عمرو بن عوف أهل قباء
ومنهم جحجبى
ومرة بن مالك وهم الجعادرة ويقال لهم أوس الله
110

وسالم بن مالك وهم بنو واقف
والسلم بن مالك وهم رهط سعد بن خيثمة
وعبد الله بن مالك وهم بنو خطمة
انفضت الأنساب
111

تسميه من خلف على امرأة أبيه بعده
برة كانت برة بنت مر أخت تميم بن مر تحت خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر فخلف عليها ابنه كنانة بن خزيمة فولدت له النضر بن كنانة و غيره من ولده إلا عبد مناة بن كنانة
ناجية وكانت ناجية بنت جرم بن ربان من قضاعة تحت سامة بن لؤي فولدت له غالب بن سامه ثم هلك عنها فخلف عليها ابنه الحارث بن سامه
واقدة وكانت واقده من بنى مازن بن صعصعة عند عبد مناف فولدت له نوفلا وأبا عمرو فهلك عنها وخلف عليها ابنه هاشم ابن عبد مناف فولدت له خالدة وضعيفة
آمنة وكانت امنه بنت أبان بن كليب عند أمية بن عبد شمس فولدت له الأعياص ثم هلك عنها فخلف عليها ابنه أبو عمرو بن أمية فولدت له أبا معيط
مليكة وكانت مليكة بنت سنان بن حارثة المرى أخت هرم بن سنان تحت زبان بن سيار بن عمرو الفزاري فتزوجها بعده ابنه منظور بن زبان فولدت له خولة بنت منظور وهاشم بن منظور فتزوج الحسن بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه خوله فولدت له الحسن بن الحسن ثم خلف عليها بعده محمد بن طلحة بن عبيد الله فجاءت بإبراهيم بن محمد وهو الأعرج
112

امرأة من الأنصار وهي امرأة إساف بن زيد بن إساف فخلف عليها اساف بعد أبيه
امرأة من فهم كانت تحت نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتزوجها عمرو بن نفيل من بعده فولدت له زيدا فأمه أم الخطاب وزيد هذا هو أبو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
الأسماء المتواطئة في القبائل
سدوس في ربيعة وهو سدوس بن شيبان من بكر بن وائل منهم سويد بن منجوف
وسدوس مرفوعة السين في تميم وهو سدوس بن دارم
محارب بن فهر بن مالك بن النضر في قريش
ومحارب بن خصفة في قيس عيلان
ومحارب بن عمرو بن وديعة في عبد القيس
غاضرة في بني أسد بن خزيمة
وغاضرة في بني صعصعة بن معاوية
وغاضرة أيضا في ثقيف
تيم بن مرة في قريش رهط أبي بكر
وتيم بن غالب بن فهر في قريش أيضا وهم بنو الأدرم
113

وتيم بن عبد مناة بن أد بن طابخة في مضر
وتيم في ضبة
وتيم في قيس بن ثعلبة
وتيم في شيبان
تيم الله بن ثعلبة في عكابة
وتيم الله في النمر بن قاسط
وتيم الله في ضبة
كلاب بن مرة في قريش
وكلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة في قيس
عدي بن كعب في قريش رهط عمر بن الخطاب
وعدي بن عبد مناة في الرباب رهط ذي الرمة
وعدي في فزارة
وعدي في بني حنيفة
ذهل بن مالك في ضبة
وذهل بن ثعلبة في عكابة
وذهل في بني شيبان
ضبيعة في بني ضبة
وضبيعة في بني عجل
وضبيعة في قيس بن ثعلبة وهم رهط الأعشى
114

الدول في حنيفة بن بكر بن وائل منهم قتادة بن مسلمة وهوذة ابن علي صاحب التاج الذي يمدحه أعشى بكر بن وائل
والدول في بني كنانة
الدئل في بني عبد القيس
وفيهم أيضا الدئل بن عمرو بن وديعة
والدئل في ضبيعة
والدئل في كنانة رهط أبي الأسود الدئلي
مازن في تيم
ومازن في قيس عيلان وهم رهط عتبة بن غزوان
ومازن في بني صعصعة بن معاوية
ومازن في بني شيبان
سهم في قريش
وسهم في باهلة
سعد في ذيبان
وسعد بن بكر أظآر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسعد في عجل
وسعد في زيد مناة بن تميم
جشم في معاوية بن بكر
وجشم في ثقيف
وجشم في الأراقم
115

بنو ضمرة في كنانة
وبنو ضمرة في قشير
دودان في بني أسد
ودودان في بني كلاب بن ربيعة
سليم في قيس عيلان
وسليم في جذام من اليمن
جديلة في ربيعة
وجديلة في طيئ
وجديلة في قيس عيلان
الخزرج في الأنصار
والخزرج في النمر بن قاسط
أسد ابن خزيمة بن مدركة
وأسد أبن ربيعة بن نزار
شقرة أبن ضبة
وشقرة في بني تميم
ربيعة الكبرى وهو ربيعة بن مالك بن زيد مناة ويلقب ربيعة الجوع
وربيعة الوسطى وهو ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة
وربيعة الصغرى وهو ربيعة بن مالك بن حنظلة
وكل واحد منهم عم الآخر
116

نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
وأختلف النساب فيما بعد عدنان وقد بينت ذلك في كتاب النسب
وأسم عبد المطلب عامر وأسم أبيه هاشم عمرو وسمى هاشما لهشم الثريد وإطعامه
وأسم عبد مناف المغيرة وأسم قصي زيد ويدعى مجمعا لأنه جمع قبائل قريش وأنزلها مكة
117

أبو النبي وعمومته وعماته صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد
كان لعبد المطلب بن هاشم من الولد لصلبة عشرة من الذكور ومن الإناث ست بنات أسماؤهم
عبد الله بن عبد المطلب وهو أبو النبي صلى الله عليه وسلم
والزبير بن عبد المطلب
وأبو طالب بن عبد المطلب وأسمه عبد مناف
والعباس بن عبد المطلب
وضرار بن عبد المطلب
وحمزة بن عبد المطلب
والمقوم بن عبد المطلب
وأبو لهب بن عبد المطلب وأسمه عبد العزى
والحارث بن عبد المطلب
والغيداق بن عبد المطلب وأسمه حجل
57 أسماء عماته صلى الله عليه وسلم
عاتكة بنت عبد المطلب
وأميمة بنت عبد المطلب
والبيضاء بنت عبد المطلب وهي أم حكيم
118

وبرة بنت عبد المطلب
وصفية بنت عبد المطلب
وأروى بنت عبد المطلب
الأمهات
وهؤلاء الذكور والإناث لأمهات ست أسماؤهن
فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وولدها منهم عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم والزبير وأبو طالب وعاتكة وأميمة والبيضاء وبرة سبعة
والنمرية أمرأه من النمر بن قاسط واسمها نتيله بنت كليب بن مالك ابن جناب وولدها منهم العباس وضرار اثنان
وهالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وولدها منهم حمزة والمقوم وصفية ثلاثة
ولبنى امرأة من خزاعة وولدها أبو لهب وحده
وصفية امرأة من بني صعصعة وولدها الحارث وأروى اثنان
وأخرى خزاعية لم يحفظ اسمها وولدها الغيداق وحده
وبلغني بعد أن اسمها ممتعة بنت عمرو
119

أخوال عمومته وأبيه صلى الله عليه وسلم
أما عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن له ولد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ولا أنثى وكان أخواله بالمدينة فأتاهم فهلك بها وهو شاب
وأما الزبير بن عبد المطلب فكان من رجالات قريش وكان يقول الشعر وهو القائل وافر
(ولولا الحمس لم تلبس رجال
* ثياب أعزة حتى يموتوا)
قال أبو محمد والحمس كنانة وقريش وكان يكنى أبا طاهر ومن ولده عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب أدرك الإسلام وأسلم ولم يعقب وضباعة بنت الزبير وهي التي كانت تحت المقداد وأم الحكم وكانت تحت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ولا عقب للزبير بن عبد المطلب من ذكور ولده
وأما أبو طالب بن عبد المطلب فولد له علي وجعفر وعقيل وطالب وأم هانئ واسمها فاختة وجمانة
وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف
وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين وأعقبوا إلا طالبا فإنه لم يعقب
وأسلمت أمهم فاطمة بنت أسد وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي
120

وتوفي أبو طالب قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين وأربعة أشهر
وأما العباس بن عبد المطلب فكان يكنى أبا الفضل وكانت له السقاية وزمزم دفعها إليه النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وكان يوم العقبة مع النبي صلى الله عليه وسلم فعقد له على الأنصار وقام بذلك الأمر ومات في خلافة عثمان بالمدينة وقد كف بصره وهو ابن تسع وثمانين سنة وكان ولد قبل الفيل بثلاث سنين فكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم وصلى عليه عثمان ودخل قبره عبد الله ابنه
وكان له من الولد عبد الله والفضل وعبيد الله وقثم ومعبد وعبد الرحمن وأم حبيب
وأمهم أم الفضل بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم واسم أم الفضل لبابة وتمام وكثير والحارث وآمنة وصفية لأمهات أولاد
فأما الفضل فكان يكنى أبا محمد وكان أكبر ولده وبه كان يكنى ومات بالشام في طاعون عمواس ولا عقب له إلا بنت يقال لها أم كلثوم وكانت عند أبي موسى الأشعري
وأما عبيد الله بن العباس فكان سخيا جوادا وكان له عبيد كثير وكان يقول لعبيده من أتاني منكم بضيف فهو حر
وكان عامل علي على اليمن وعمي في آخر عمره
121

فولد عبيد الله عبد الله والعباس وجعفرا
فأما عبد الله فولد الحسن والحسين أمهما أسماء بنت عبد الله بن العباس
وكانت عند عبيد الله بن العباس عائشة الحارثية فولدت له غلامين باليمن فوجه معاوية بسر بن أرطأة مكانه فهرب عبيد الله وأخذ بسر ابنيه فقتلهما وأمهما التي تقول بسيط
(يا من أحس بني اللذين هما
* كالدرتين تشظي عنهما الصدف
*
وأما معبد بن العباس فخرج في خلافة عثمان غازيا إلى إفريقية فقتل بها وأخذت سريته وهي حبلى فولدت جارية فاستنقذت الجارية وزوجت يزيد الحميري وولد معبد عبد الله بن معبد فولد عبد الله العباس والعباس والعباس ثلاثة سود أحدهم بالمدينة أيام قام أبو العباس فأخذها ولا عقب له
وأما الحارث بن العباس فله عقب منهم السري بن عبد الله والي اليمامة وأما قثم بن العباس فقتل بسمرقند
قال أبو صالح صاحب التفسير ما رأينا بني أم قط أبعد قبورا من بني العباس لأم الفضل مات الفضل بالشام ومات عبد الله بالطائف ومات عبيد الله بالمدينة ومات قثم بسمرقند وقتل معبد بإفريقية
122

وأما عبد الله بن العباس فكان يكنى أبا العباس وبلغ سبعين سنة وهلك بالطائف في فتنة ابن الزبير وقد كف بصره وصلى عليه محمد بن الحنفية وكبر عليه أربعا وضرب على قبره فسطاطا
قال الواقدي مات ابن عباس سنة ثماني وستين بالطائف وهو ابن اثنتين وسبعين سنة وكان يصفر لحيته
فولد عبد الله علي بن عبد الله وعباسا ومحمدا والفضل وعبد الرحمن وعبيد الله ولبابة وأمهم زرعة بنت مشرح الكندية وأسماء لأم ولد
وأما عبيد الله ومحمد والفضل فلا أعقاب لهم
وأما علي بن عبد الله فكان من أعبد الناس وأحلمهم وأكثرهم صلاة وكان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة ويكنى أبا محمد ومات بالشراة سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن ثمانين سنة
قال الواقدي ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب عليه السلام وتوفي سنة ثمان عشرة ومائة
123

قال ابن الكلبي كان الوليد ضرب علي بن عبد الله سبعمائة سوط بسبب تسليط وذكر قصته
فولد علي بن عبد الله محمد بن علي وأمه العالية بنت عبيد الله بن العباس وأمها عائشة بنت عبد المدان الحارثي وداود وعيسى لأم ولد وسليمان وصالح لأم ولد تسمى سعدى وإسماعيل وعبد الصمد لأم ولد ويعقوب لأم ولد وعبد الله وعبيد الله أمهما أم أبيها بنت عبد الله ابن جعفر وأمها ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي وأمينة وأم عيسى ولبابة لأمهات أولاد شتى
فأما محمد بن علي فكان من أجمل الناس وأعظمهم قدرا وكان بينه وبين أبيه أربع عشرة سنة
وكان علي يخضب بالسواد ومحمد بالحمرة فيظن من لا يعرفهما أن محمدا هو علي ومات سنة اثنتين وعشرين ومائة وفيها ولد المهدي ويقال مات سنة خمس وعشرين ومائة بالشراة من أرض الشام وهو ابن ستين سنة والخلفاء من ولده
وسنذكرهم ونذكر إخوته عند إفتتاحنا ذكرهم بعد ذكر خلفاء بني أمية إن شاء الله وأما ضرار بن عبد المطلب فمات قبل الإسلام ولا عقب له وكان يقول الشعر وأما حمزة بن عبد المطلب فكان يكنى أبا عمارة وأبا يعلي وهو أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم بدر شيبة بن ربيعة وطعيمة
124

ابن عدي وسباعا الخزاعي وقتل يوم أحد زرقه وحشي غلام طعيمة بحربة فمات وكان رضيع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي أرضعتهم امرأة من أهل مكة يقال لها ثويبة
وولد لحمزة ابن يقال له عمارة من امرأة من بني النجار ولم يعقب وبنت يقال لها أم أبيها أمها زينب بنت عميس الخثعمية وكانت تحت عمر ابن أبي سلمه المخزومي
وأما المقوم بن عبد المطلب فلم يدرك الإسلام ولا عقب له وكانت له بنت يقال لها هند تحت عبد الله بن أبي مسروح أخي بني سعد ابن بكر بن هوازن
وأما أبو لهب بن عبد المطلب فاسمه عبد العزي ويكنى أبا عتبة وكان أحول وقيل له أبو لهب لجماله أصابته العدسة فمات بمكة وهو سارق غزال الكعبة وكان الغزال من ذهب
وولده عتبة وعتيبة ومعتب وبنات أمهم أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب وهي أخت أبي سفيان بن حرب وعمه معاوية
فأما عتبة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه بنته رقيه فأمره أبو لهب أن يطلقها ففعل ودعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم سلط عليه كلبا من كلابك فأكله الأسد في بعض أسفاره وكان يكنى أبا واسعة وله عقب كثير من بنين وبنات
125

منهم إبراهيم بن أبي خداش بن عتبة والى مكة ومنهم الفضل بن العباس ابن عتبة بن أبي لهب الشاعر وهو القائل رمل (وأنا الأخضر من يعرفني
* اخضر الجلدة في بيت العرب
*
قال أبو محمد الخضرة السواد أراد الادمه
وكان الفضل معينا وله قصه في مداينة الناس قد ذكرناها في كتاب عيون الأخبار
وأما معتب فأس لم وشهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم وله عقب كثير
وأما عتيبة فتزوج أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم وفارقها قبل أن يدخل بها
وأما الحارث بن عبد المطلب فهو أكبر ولد عبد المطلب وشهد معه حفر زمزم وبه كان يكنى وولده أبو سفيان بن الحارث والمغيرة بن الحارث ونوفل بن الحارث وأروى وربيعه وعبد شمس
فأما أبو سفيان بن الحارث فكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعته حليمة بلبنها أياما وكان يألف رسول الله ص = فلما بعث عاداه وهجاه ثم أسلم عام الفتح وشهد يوم حنين وقال النبي ص = أرجو أن يكون خلفا من حمزة وقال فيه أيضا أبو سفيان سيد فتيان أهل الجنة ومات بالمدينة وكان سبب ذلك ثؤلولا كان في رأسه فحلقه الحلاق بمنى فقطعة فقال لأهله لا تبكوا على فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت وكانت وفاته سنة عشرين ودفن بالبقيع ولم يبق له عقب
126

وأما نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فكان أسن من أسلم من بني هاشم كان أسن من حمزة والعباس ومن جميع إخوته وأسر يوم بدر ففداه العباس وأسلم وهاجر أيام الخندق وله عقب كثير منهم عبد الله أبن الحارث بن نوفل ولقبه ببه وكان أصم وخرج مع أبن الأشعث فلما هزم هرب إلى عمان فمات بها
وأما عبد شمس بن الحارث فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ومات بالصفراء بعهد رسول الله ص = فدفنه النبي ص = في قميصه وعقبه بالشام يقال لهم الموزة لقلتهم ولأنهم لا يكادون يزيدون على ثلاثة
ومن ولد نوفل بن الحارث المغيرة وكان قاضي المدينة في خلافة عثمان وشهد مع علي عليه السلام صفين وأوصاه علي رضوان الله عليه أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص بعده وأمها زينب بنت رسول الله ص = وقال إني أخاف أن يتزوجها معاوية فتزوجها المغيرة فولدت له يحيى وبه كان يكنى وولد له من غيرها عبد الملك وعبد الواحد وسعيد وعبد الرحمن وفلان وفلان كل هؤلاء من غير أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فكانت له صحبة
وقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل ربيعة لو قصر من شعره وشمر من ثوبه
127

وكان شريك عثمان في التجارة
ولربيعة بنون وبنات منهم العباس بن ربيعة وكان له قدر وأقطعه عثمان رضي الله عنه دارا بالبصرة وأعطاه مائة ألف درهم وشهد صفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام وهو المذكور في حديث أبي الأغر التميمي وكانت تحته أم فراس بنت حسان بن ثابت فولدت له أولادا وعقبه كثير
وأما الغيداق بن عبد المطلب فهو حجل ولا عقب له
انقضى ذكر عمومة النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر عماته صلى الله عليه وسلم
أما عاتكة بنت عبد المطلب فكانت عند أبي أمية بن المغيرة المخزومي
وكانت أميمة بنت عبد المطلب عند جحش بن رئاب الأسدي
وكانت البيضاء بنت عبد المطلب عند كريز بن ربيعة بن حبيب أبن عبد شمس
وكانت برة بنت عبد المطلب عند عبد الأسد بن هلال المخزومي فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد الذي كانت أم سلمة عنده قبل أن تكون عند النبي ص = ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى من بني عامر بن لؤي فولدت له أبا سبرة بن أبي رهم
وكانت صفية بنت عبد المطلب عند الحارث بن حرب بن أمية ثم خلف عليها العوام بن خويلد وهي أم الزبير بن العوام
128

وكانت أروى بنت عبد المطلب عند عمير بن عبد بن قصي بن كلاب ولم تسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم إلا صفية أم الزبير وأختلف في أروى فقال بعضهم إنها أسلمت أيضا وتوفيت صفية في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أم النبي =
قال أبو محمد
وأما أم النبي صلى الله عليه وسلم فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف أبن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر
ولا نعلم أنه كان لآمنة أخ فيكون خالا للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن بنو زهرة يقولون نحن أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن آمنة منهم
جدات النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد
أما جدة النبي ص = لأبيه الأدنى فهي فاطمة بنت عمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم هذه أم عبد الله أبي النبي ص =
129

وأم عبد المطلب بن هاشم سلمى بنت عمرو من بني النجار وأمها منهم أيضا وكذلك أم أمها وكانت سلمى قبل أن يتزوجها هاشم بن عبد مناف تحت أحيحة بن الجلاح فولدت له عمرو بن أحيحة فهو أخو عبد المطلب لأمه وأم هاشم بن عبد مناف عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان من بني سليم
و ذكر أبي اليقظان أن أم عبد مناف حي بنت حليل الخزاعية
وكان مفتاح البيت في يد حليل الخزاعي فأخذه منه قصي بن كلاب
و أم قصي فاطمة بنت سعد من أزد السراة
و أم كلاب نعيم بنت سرير بن ثعلبة بن مالك بن كنانة
و أم مرة وحشية بنت شيبان بن محارب بن فهر
و أم كعب سلمى بنت محارب بنت فهر
و أم لؤي و حشية بنت مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة
و أم غالب سلمى بنت سعد بن هذيل بنت مدركة
و أم فهر جندلة بنت الحارث الجرهمي
و أم مالك هند بنت عدوان بن عمرو من قيس عيلان
و أم النضر برة بنت مر و هي أخت تميم بن مر و كانت تحت أبيه كنانة فخلف عليها بعد أبيه فتميم أخوال قريش لأن قريشا من النضر تقرشت
130

جدات النبي لأمه صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد
أمه آمنة بن وهب برة بنت عبد بن عثمان بن عبد الدار
و أم برة أم حبيب بنت أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة
و أمه أم حبيب برة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب أبن لؤي بن غالب
و أم برة بنت عوف قلابة بنت الحارث بن لحيان بن هذيل
و أم قلابه بنت الحارث هند بنت يربوع من ثقيف
و أما أم وهب جد النبي صلى الله عليه وسلم لأمه فهي عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان من سليم
و عبد مناف أبو وهب أمه زهرة و إليها ينسب ولدها دون الأب ولا أعرف أسم الأب وقد أقيمت في التذكير مقام الأب
و زهرة بن كلاب أخو قصي بن كلاب و أمهما فاطمة بنت سعد من أزد السراة
أظآر النبي صلى الله عليها وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسترضعا في بني سعد بن بكر أبن هوازن و كان أسم ظئره حليمة بنت أبي ذؤيب
و أسم أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث من سعد بن بكر
131

و أسم أبيه الذي أرضعه الحارث بن عبد العزي من سعد بن بكر و إخوته من الرضاعة عبد الله بن الحارث و جدامة بن الحارث و هي الشيماء لقب غلب على اسمها
و لبث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس سنين ثم رد على أمه و قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ونشأت في بني سعد بن بكر
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
أول أزواجه صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد ابن عبد العزي بن قصي
و أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم من بني عامر بن لؤي
و أمها هالة بن عبد مناف من بني الحارث من بني معيص
و خديجة أم أولاد النبي صلى الله عليه وسلم جميعا إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية
132

و كانت خديجة عند عتيق بن خالد المخزومي فولدت له جاريه ثم تزوجها بعده أبو هالة زرارة بن نباش الأسيدي تميمي من بني حبيب بن جروة و مات بمكة في الجاهلية و كانت ولدت له هند بن أبي هالة فتجوزها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ولم ينكح عليها امرأة حتى ماتت و ربي ابنها هندا وكان ربيبه و كان يقول أنا أكرم الناس أبا وأما وأخا وأختا أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم و أمي خديجة وأختي فاطمة و أخي القاسم
و ولد لهند ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبن سماه هندا أيضا وهلك في الطاعون الجارف
و كان صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنه و لم تزل معه إلى أن قبضت أربعا وعشرين سنة و شهورا و كانت وفاتها بعد وفاة أبي طالب عمه بثلاثة أيام
قال أبو محمد و تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة سودة بنت زمعة ابن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
و كانت تحت السكران بن عمرو و هو من مهاجري الحبشة فمات ولم يعقب
133

فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده وهي أول من تزوج من نسائه بعد خديجة
قال أبو محمد
ثم تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه بكرا ولم يتزوج بكرا غيرها وكان تزوجه إياها بمكة وهي بنت ست سنين ودخل بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين بعد سبعة أشهر من مقدمة المدينة وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثماني عشرة سنة وتكنى أم عبد الله
قال ابن قتيبة حدثني أبو الخطاب قال حدثني مالك بن سعير قال حدثني الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت تسع سنين تريد دخل بي وكنت عنده تسعا
وبقيت إلى خلافة معاوية وتوفيت سنة ثمان وخمسين وقد قاربت السبعين وقيل لها ندفنك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني قد أحدثت بعده فأدفنوني مع أخواتي فدفنت بالبقيع وأوصت إلى عبد الله بن الزبير
134

ومن موالى عائشة علقمة بن أبي علقمة وكان يروى عنه مالك بن أنس
وكان علقمة معلما يعلم النحو والعروض ومات في أول خلافة المنصور
ومن مواليها أبو السائب وقد روى عنه واسمه عثمان
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت تحت خنيس أخي عبد الله بن حذافة السهمي ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان خنيس رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ولا عقب له
وحفصة أخت عبد الله بن عمر لأمه وأبيه وماتت بالمدينة في خلافة عثمان رضي الله عنه
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني عبد مناف ابن هلال بن عامر بن صعصعة وكانت تحت عبيدة بن الحارث بن المطلب ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقال لها أم المساكين وماتت قبله
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر ابن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة
135

وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم أمها أميمة بنت عبد المطلب
وهي أول من مات من أزواجه بعد وفاته في خلافة عمر وهي أول من حمل في نعش وكانت خليفة فلما رأى عمر النعش قال نعم خباء الظعينة
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان أبن حرب وكانت تحت عبيد الله بن جحش الأسدي فتنصر وهلك بأرض الحبشة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده وكان السرير الذي حمل عليه النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها فهو باق بالمدينة عند مولى لها
وبقيت إلى خلافة معاوية
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة أبن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد وكانت لها منه زينب بنت أبي سلمة وعمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم
وكان عمر مع علي يوم الجمل وولاه البحرين وله عقب بالمدينة
وأم سلمة بنت عم أبى جهل وأخوها عبد الله بن أبي أمية كان من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم واستشهد يوم الطائف
وتوفيت أم سلمة سنة تسع وخمسين بعد عائشة وأيام
وكانت خيرة أم الحسن البصري مولاة أم سلمة
136

وكان شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب مولى أم سلمة وكان إمام أهل المدينة في القراءة في دهره ومن مواليها أبو ميمونة وكان نافع بن أبي نعيم قرأ عليه
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث وهي من ولد عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وبنى بها بسرف وسرف على عشرة أميال من مكة وتوفيت أيضا بسرف سنة ثمان وثلاثين فدفنت هناك وكانت قبل أن يتزوجها تحت أبي سبرة بن أبي رهم العامري
وكانت أم ميمونة امرأة من جرش يقال لها هند بنت عمرو
وولدت بنات من رجلين منهن ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم
ومنهن أم الفضل لبابة بنت الحارث وكانت عند العباس ابن عبد المطلب
وزينب بنت عميس الخشعمية وكانت عند حمزة
وسلمى بنت عميس وكانت تحت شداد بن الهاد
وأسماء بنت عميس الخثعمية وكانت عند جعفر بن أبي طالب ثم مات عنها جعفر وخلف عليها أبو بكر ثم خلف عليها علي وقد ولدت لهم جميعا
137

وكان يقال لأمهم الجرشية أكرم عجوز في الأرض أصهارا
وكان يسار مولى ميمونة وولده عطاء وسليمان ومسلم وعبد الملك كلهم فقهاء
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن أخطب النضيري أبن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير أبن النحام بن ينحوم من سبط هارون
وكانت تحت رجل من يهود خيبر يقال له سلام بن مشكم القرظي
ثم خلف عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنقه لأمر أحل دمه وسبى أهله وتزوجها
وتوفيت سنة ست وثلاثين
وتزوج صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة المصطلقي
138

وكان النبي أغار على بني المصطلق وهم غارون لا يشعرون بالجيش ونعمهم تسقى على الماء فكانت جويرية بنت الحارث مما أصاب فتزوجها
وتوفيت سنة ست وخمسين
قال أبو اليقظان
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة وهي من بني القرطات وهم من بني بكر بن كلاب فوصفها أبوها ثم قال وأزيدك أنها لم تمرض قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لهذه عند الله من خير وطلقها ولم بين بها
امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بها ثم طلقها من غير أن يطأها
139

قال أبو اليقظان
وكان تزوج أميمة بنت النعمان بن شراحيل الجونية فلما دخل عليها قال لها هبي لي نفسك قالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة فأهوى بيده ليضعها عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال لها لقد عذت بمعاذ
ثم سرحها ومتعها
وقيل إن التي قالت أعوذ بالله منك هي مليكة الليثية
وقال آخرون هي فاطمة بنت الضحاك وكان قد تزوجها بعد وفاة زينب ابنته
امرأة خطبها صلى الله عليه وسلم فرد عنها
قال أبو اليقظان
خطب رسول صلى الله عليه وسلم امرأة من بني مرة بن عوف ابن سعد بن ذيبان إلى أبيها فقال إن بها برصا وهو كاذب فرجع فوجدها برصاء
ويقال إن ابنها شبيب بن البرصاء بن الحارث بن عوف المرى صاحب الحمالة بين عبس وذيبان
قال أبو اليقظان
التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم هي خولة بنت حكيم السلمي
140

وقال غيره هي أم شريك الأزدية
ويقال هي فاطمة بنت من شريح من قريش ويقال هي غزية بنت دودان بن عوف بن عمرو بن خالد بن ضباب بن حجير بن عدي بن معيص ابن عامر بن لؤي أم شريك
أولاد النبي صلى الله عليه وسلم
وولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة القاسم وبه كان يكنى والطيب وفاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم
ومن مارية القبطية إبراهيم
فأما القاسم والطيب فماتا بمكة صغيرين
قال مجاهد
مكث القاسم سبع ليال ثم مات
وأما زينب فكانت عند أبي العاص بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس
واسم أبي العاص القاسم ويقال مقسم وأمه هالة بنت خويلد بن أسد ابن عبد العزي أخت خديجة بنت خويلد وأبو العاص بن الربيع ابن خالة زينب وهو زوجها وكان تزوجها وهو مشرك فقالت له قريش طلقها
141

ونزوجك بنت سعيد بن العاص فأبى وكان أبو العاص أسر يوم بدر فمن عليه رسول صلى الله عليه وسلم وأطلقه بغير فداء وأتت زينب الطائف ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقدم أبو العاص المدينة وأسلم وحسن إسلامه
وماتت زينب بالمدينة بعد مصير النبي صلى الله عليه وسلم إليها بسبع سنين وشهرين
وتزوج أبو العاص بنت سعيد بن العاص وهلك بالمدينة وأوصى إلى الزبير بن العوام
وكان له من زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت يقال لها أمامة تزوجها المغيرة بن نوفل فولدت له يحيى ولم يعقب
وأما رقية فتزوجها عتبة بن أبي لهب فأمره أبوه أن يطلقها فطلقها قبل أن يدخل بها وتزوجها عثمان بن عفان بمكة وماتت بها بعد مقدمه المدينة بسنة وعشرة أشهر وعشرين يوما وولدت لعثمان عبد الله وهلك صبيا لم يجاوز ست سنين وكان نقره ديك على عينه فمرض ومات
وأما كلثوم فتزوجها عتيبة بن أبي لهب وفارقها قبل أن يدخل بها وتزوجها عثمان بعد رقية وتوفيت لثمان سنين وشهرين وعشرة أيام بعد مقدمه المدينة
وأما فاطمة فتزوجها علي بن أبي طالب بالمدينة بعد سنة من مقدمه وأبتني بها بعد ذلك بنحو من سنة وماتت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
142

بمائة يوم وولدت ل علي الحسن والحسين ومحسنا وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى وسنذكرهم عند ذكر علي بن أبي طالب مع سائر ولده
وأما إبراهيم بن مارية القبطية فإنه ولد بالمدينة بعد ثمان سنين من مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وعاش سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام
وكانت أمه مارية هدية المقوقس ملك الإسكندرية إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد حدثني محمد بن زياد الزيادي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن بشير بن المهاجر الغنوي عن عبد الله بن بريدة الخصيب عن أبيه قال
أهدى أمير القبط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريتين أختين وبغلة فكان يركب البغلة بالمدينة واتخذ إحدى الجاريتين فولدت له إبراهيم ووهب الأخرى ل حسان بن ثابت
وقال غيره كان اسم الجارية سيرين وهي أم عبد الرحمن بن حسان
ويقال إن مارية أم ولده ماتت بعده بخمس سنين
143

موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد
زيد بن حارثة وأم أيمن امرأته
قال أبو محمد حدثني زيد بن أخزم الطائي قال سمعت عبد الله ابن داود يقول
أم أيمن مما ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه وكان اسمها بركة فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها عبيد الخزرجي بمكة فولدت له أيمن ثم إن خديجة ملكت زيد بن حارثة اشتراه لها حكيم بن حزام بسوق عكاظ بأربعمائة درهم فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تهب له زيد بن حارثة بعد أن تزوجها فوهبته فأعتقه وزوجه أم أيمن فولدت له أسامة بن زيد وأسامة وأيمن أخوان لأم وكان لأيمن ابن يقال له جبير
قال بعض أصحاب الأخبار
هو زيد بن حارثة بن شراحيل من كلب أدركه سباء فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقال له زيد بن محمد حتى نزلت أدعوهم لآبائهم وكان ممن أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجيش يوم مؤتة فاستشهد وكان يوم مؤتة في سنة ثمان
144

وكانت أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم امرأته وقتل وهو ابن خمس وخمسين سنة وكان قصيرا آدم شديد الأدمة في أنفه فطس ويكنى أبا أسامة
أسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان له إبنان يروى عنهما محمد بن أسامة والحسن بن أسامة
وأبو غزية محمد بن موسى من بني مازن بن النجار قد ولده أسامة بن زيد بن حارثة من قبل أمهاته
أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
اسمه أسلم أجمعوا على ذلك واختلفوا في قصته
فقال بعضهم كان للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فلما أسلم العباس بشر أبو رافع النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه فأعتقه وزوجه سلمى مولاته فولدت له عبيد الله بن أبي رافع فلم يزل كاتبا لعلي بن أبي طالب خلافته كلها
وقال آخرون كان لسعيد بن العاص إلا سهما من سهام فأعتقه سعيد واشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك السهم فأعتقه
وكان له إبنان عبيد الله وكان يكتب لعلي وقد روى عنه الحديث وعبد الله وكان شريفا
فلما ولى عمرو بن سعيد بن العاص المدينة أرسل إلى عبيد الله فقال له مولى من أنت فقال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه مائتي سوط ثم شفع فيه أخوه
145

وقال آخرون كان أبو رافع غلاما لسعيد بن العاص فورثه ولده فأعتق بعضهم في الإسلام وتمسك بعض فجاء أبو رافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه على من لم يعتق فكلمهم فيه فوهبوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه
سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان اسود من مولدي الأعراب واختلفوا في اسمه
فقال بعضهم كان اسمه مهران ويكنى أبا عبد الرحمن
وقال بعضهم كان اسمه رباحا وسماه رسول الله ص = سفينة وذلك أنه كان في سفر فكان كل من اعيا وكل ألقى عليه بعض متاعه ترسا كان أو سيفا حتى حمل من ذلك شيئا كثيرا فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنت سفينة
واختلفوا أيضا في قصته فقال بعضهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراه وأعتقه
وقال آخرون اشترته أم سلمة وأعتقته وشرطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ما عاش
حدثنا أحمد بن موسى حدثنا عاصم بن علي حدثنا حشرج ابن نباته حدثنا سعيد بن جمهان قال
146

قلت لسفينه لم سميت سفينة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فثقلت عليهم أمتعتهم فنزلت فقلت احملوا على ظهري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احمل فإنما أنت سفينة فلو حملت يومئذ حمل بعير بعيرين ما ثقل ذلك على بعد
ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يكنى أبا عبد الله وكان من أهل السراة
وذكروا انه من حمير أصابه سباء فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم وأعتقه ولم يزل معه حتى قبض صلى الله عليه وسلم ثم تحول إلى الشام فنزل حمص وله فيها دار صدقة ومات سنه أربع وخمسين في خلافه معاوية
يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يسار نوبيا أصابه في غزوة بني عبد بن ثعلبة فاعتقه وهو الذي قتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم وقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات وانطلقوا بالسرح فأدخل المدينة ميتا
شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
اسمه صالح ويقال أن أباه كان يقال له عدي
واختلفوا في قصته فقال بعضهم كان لعبد الرحمن بن عوف فابتاعه منه فأعتقه
147

وقال أبو محمد حدثني زيد بن أخزم قال سمعت عبد الله ابن داود يقول شقران ممن ورث النبي ص = عن أبيه
أبو كبشه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
اسمه سليم من مولدي أرض دوس ويقال من مولدي مكة
ابتاعه رسول صلى الله عليه وسلم فأعتقه
وتوفى أبو كبشة أول يوم استخلف فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أبو ضميره مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان مما أفاء الله على رسوله وكان من العرب فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا هو في يد ولده بالإيصاء به وبأهل بيته
ومن ولده حسين بن عبد الله بن ضميرة وفد على المهدي ومعه الكتاب فقبله المهدي ووضعه على عينيه ووصله بثلاثمائه دينار
مدعم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان مدعم عبدا لرفاعة بن زيد الجذامي فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ويقال هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يحط رحله فجاءه سهم عابر فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا إن الشملة التي غلها يوم خيبر تحترق عليه في نار جهنم
أبو مويهبة مولى النبي صلى الله عليه وسلم
كان أبو مويهبة مولدا من مولدي مزينة فاشتراه فأعتقه وهو الذي أنطلق به إلى البقيع و قال إني أمرت أن أستغفر لهم
148

النبية مولى النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبيه من مولدي السراة فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه فضالة مولى النبي صلى الله عليه وسلم
كان فضالة هذا مولى النبي صلى الله عليه وسلم نزل الشام
خيل رسول الله و مراكبه صلى الله عليه وسلم
كان فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد السكب و فرس أبي برده بن نيار يومئذ يقال له ملاوح
و المرتجز فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اشتراه من الأعرابي و شهد له خزيمة بن ثابت وحده فأجاز شهادته وحده
و كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يقال له لزاز و فرس يقال له الظرب و فرس يقال له اللحيف وفرس يقال له الورد
و كانت البغلة التي أهداها إليه المقوقس يقال لها دلدل وبقيت إلى زمن معاوية
و كان له حمار يقال له يعفور
و كان له من النوق القصواء و الجدعاء و العضباء
و كانت لقاحه التي أغار عليها عيينة بن حصن الفوازي بالغابة عشرون لقحة
149

أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم
في مولده و مبعثه و مغازيه و سراياه إلى أن قبض صلى الله عليه وسلم قالوا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل و بين عام الفيل وعام الفجار عشرون سنة
و دفعته أمه إلى أظآره من بني سعد بن بكر فلم يزل عندهم خمس سنين ثم ردوه عليها فأخرجته أمه إلى أخواله بالمدينة بعد سنة و توفيت بالأبواء
وردته أم أيمن حاضنته إلى مكة بعد موت أمه
و توفي عبد المطلب هو ابن ثمان سنين و شهرين
و خرج مع أبي طالب عمه إلى الشام في تجارة و هو ابن أثنتي عشر سنة
و شهد الفجار و هو أبن عشرين سنة
و خرج إلى الشام في تجارة لخديجة و هو ابن خمس و عشرين سنة و تزوجها بعد ذلك بشهرين و أيام
و بنيت الكعبة و رضيت قريش بحكمة فيها و هو أبن خمس وثلاثين سنة
و بعث صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة بعد بنيان الكعبة بخمس سنين
و رأت قريش النجوم يرمي بها بعد عشرين يوما من مبعثه
و توفى عمه أبو طالب وهو ابن تسع و أربعين سنة و ثمانية أشهر
150

و توفيت خديجة بعد أبي طالب بثلاثة أيام ثم خرج إلى الطائف و معه زيد بن حارثة بعد ثلاثة أشهر من موت خديجة فأقام بها شهرا ثم رجع إلى مكة في جوار مطعم بن عدي
و أسرى به إلى البيت المقدس بعد سنة ونصف من رجوعه إلى مكة ثم أمره الله تعالى بالهجرة و افترض عليه الجهاد فأمر أصحابه بالهجرة فخرجوا أرسالا و خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم و معه أبو بكر و عامر ابن فهيرة مولى أبي بكر و عبد الله بن أرقم و يقال أرقط و يقال أريقط الديلي و خلف علي بن أبي طالب عليه السلام على ودائع كانت للناس عنده حتى أداها ثم لحق به
و هاجر إلى المدينة وهو ابن ثلاث و خمسين سنة و قال من ذلك حسان ابن ثابت الأنصاري هكذا قال أبو اليقظان طويل
(ثوى في قريش بضع عشر حجة
* يذكر لو يلقى حبيبا مواتيا)
(و يعرض في أهل المواسم نفسه
* فلم ير من يؤوي و لم ير داعيا)
(فلما أتانا و أطمأنت به النوى
* فأصبح مسرورا بطيبة راضيا
*
قال فأما محمد بن إسحاق فذكر أن البيت الأول لصرمة بن أبي أنس الأنصاري
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لأثنتي عشرة خلت من ربيع الأول فكان التأريخ من شهر ربيع الأول فرد إلى المحرم لأنه أول شهور السنة
151

و نزل بقباء على كلثوم بن الهدم من بني عمرو بن عوف الأوسي ثم مات كلثوم فتحول إلى سعد بن خيثمة الأوسي فأقام شهرا وأربعة أيام إلى أن تمت صلاة المقيم
ثم آخى بين المهاجرين و الأنصار بعد خمسة أشهر من وقت إتمام الصلاة
ثم غزا غزاة ودان بعد ستة أشهر
ثم غزا عيرا لقريش بعد شهر وثلاثة أيام
ثم غزا في طلب كرز حتى بلغ بدرا بعد عشرين يوما
و وجهت القبلة إلى الكعبة
ثم غزا بدرا
غزوة بدر
قال أبو اليقظان كان بدر رجلا من غفار رهط أبي ذر الغفاري من بطن يقال لهم بنو النار نسب الماء إليه
و قال الشعبي بدر بئر رجل يدعي بدرا و لم ينسبه
قال وكان المشركون تسعمائة و خمسين رجلا و كان المسلمون ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا يعتقب النفر البعير الواحد الأنصار منهم مائتان و سبعون رجلا و الباقون من سائر الناس
152

وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض ورايته سوداء من مرط لعائشة مرحل
وكانت رايته مع علي ولواؤه مع مصعب بن عمير
قال ولم يبق من قريش بطن إلا نفر منهم ناس من المشركين إلا بنى عدي بن كعب فإنه لم يخرج منهم رجل واحد وكان قوم من زهره قد خرجوا فقام الأخنس بن شريق الثقفي فيهم وكان حليفا لهم فأشار عليهم بالرجوع فرجعوا ولم يشهد بدرا منهم أحد
وإنما سمى الأخنس لأنه خنس ببنى زهرة يوم بدر وهو ثقفي عداده في بني زهره ولم يسلم الأخنس
وقال أبو اليقظان عثمان البتي الفقيه بالبصرة من موالي
أسماء المتخلفين عن بدر
من المهاجرين والأنصار والمشهورين بالعذر
عثمان بن عفان تخلف عن بدر على رقية ابنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه فقال عثمان وأحرى يا رسول الله قال أجرك
153

وطلحة بن عبيد الله كان بالشام فتخلف عن بدر وقدم بعد أن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فضرب له بسهم قال وأجرى يا رسول الله قال وأجرك
وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كان أيضا بالشام فقدم بعد ما رجع رسول الله ص = من بدر فضرب له بسهمه فقال وأجري يا رسول الله قال وأجرك
وأبو لبابة والحارث بن حاطب الأنصاريان خرجا مع رسول الله ص = فردهما وأمر أبا لبابة على المدينة وضرب لهما بسهمين مع أصحاب بدر
أسماء المطعمين من قريش في غزوه بدر
العباس بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة والحارث بن عامر بن نوفل وطعمه بن عدي وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام والنضر بن الحارث ابن كلدة وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ومنبه ونبيه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو
فنزل فيهم * (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) *
154

عدة من قتل ومن أسر يوم بدر
وعدة من قتل من المشركين يوم بدر خمسون رجلا وأسر أربعة وأربعون رجلا
وكان فيمن أسر العباس بن عبد المطلب أسره أبو اليسر كعب أبن عمرو وعقيل بن أبي طالب وكانا خرجا مكرهين ونوفل بن الحارث ابن عبد المطلب
وكان في الأسارى عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث بن كلدة قتلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء
وروى أبن المبارك عن شعبة أبي بشر عن سعيد ابن جبير أنه قال
قتل النبي ص = ثلاثة صبرا يوم بدر عقبة بن أبي معيط وطعيمة بن أبي عدي والنضر بن الحارث
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس أفد نفسك وابني أخيك عقيلا ونوفلا وحليفك فإنك ذو مال فقال يا رسول الله إني كنت مسلما ولكن القوم استكرهونى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أعلم بإسلامك
155

إن يكن ما تقول حقا فالله يجزيك به وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فقال فإنه ليس لي مال قال فأين المال الذي وضعته عند أم الفضل بمكة حين خرجت وليس معكما أحد ثم قلت لها إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولعبد الله كذا قال العباس والذي بعثك بالحق نبيا ما علم بهذا أحد غيرها وإني لأعلم أنك رسول الله ففدى نفسه بمائة أوقية وكل واحد من ابني أخيه بأربعين أوقية
هكذا قال أبن إسحاق
وقال تركتني أسأل الناس بكفي
وأسلم العباس وأمر عقيلا فأسلم ولم يسلم من الأسارى غيرهما
وقتل علي بن أبي طالب يومئذ العاص بن سعيد بن العاص والوليد بن عتبة بن ربيعة وعامر بن عبد الله حليفا لهم من بني أنمار بن بغيض
وقتل علي أيضا نوفل بن خويلد أخا العوام بن خويلد
واختلف في طعيمة بن عدي فقال بعضهم قتله على
وقال بعضهم قتله حمزة وقال بعضهم قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم صبرا
وقتل عمر بن الخطاب خاله العاص بن هشام بن المغيرة
وقتل حمزة بن عبد المطلب شيبة بن ربيعة والأسود بن عبد الأسد ابن هلال المخزومي
156

وقتل عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب عتبة بن ربيعه
وقتل الزبير بن العوام عبيده بن سعيد بن العاص بن أمية
وقتل معاذ بن عمرو بن الجموح الأنصاري أبا جهل بن هشام ضربه بالسيف على رجله فقطعها وذفف عليه عبد الله بن مسعود
وقتل عمار بن ياسر علي بن أمية بن خلف
وسائر من قتل لا يعرف قاتلهم من الأنصار
ذكر من استشهد من المسلمين يوم بدر
واستشهد من المسلمين يوم بدر أربعة عشر رجلا منهم عبيدة بن الحارث ابن المطلب قاتل عتبة ومهجع مولى عمر بن الخطاب وذو الشمالين وعمير بن أبي وقاص الزهري وعاقل ابن البكير يقال له عاقل وغافل وصفوان بن البيضاء والباقون من الأنصار
157

وكانت وقعة بدر في شهر رمضان سنه اثنتين لسبع عشره ليله خلت منه
وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وتوفيت رقيه ابنته
وابتنى على بفاطمة بعد وفاة رقية بستة عشر يوما
وتزوج عثمان أم كلثوم ابنته وابتنى بها بعد ابتناء على بفاطمة بخمسة اشهر ونصف
ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بعد ذلك بشهرين ثم تزوج زينب بنت خزيمة بعدها بعشرين يوما
وولد الحسن بن علي بعد ذلك بخمسة أيام هذا في بعض الروايات وإن كان هذا صحيحا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم قبض والحسن ابن سبع سنين
وفي رواية ابن إسحاق فيما احسب أنها ولدت الحسن بعد خيبر سنة ست وأما الحسين فإنه ولد بعد الحسن بعشرة أشهر واثنين وعشرين يوما وكانت فاطمة رضي الله عنها حملت به بعد أن ولدت الحسن بشهر واثنين وعشرين يوما وأرضعته وهي حامل ثم أرضعتهما جميعا
غزوة أحد
قال ابن إسحاق
كانت غزوة أحد سنة ثلاث في شوال
قال ولما سارت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى نزلوا بيوت بني حارثة فأقاموا
158

بقية يومهم وليلتهم ثم خرج من غد في ألف رجل من أصحابه فلما كانوا ببعض الطريق إنخزل عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس وقال والله ما ندري علام نقتل أنفسنا وهمت بنو حارثة وبنو سلمة بالرجوع ثم عصمهم الله عز وجل ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذب فرس بذنبه فأصاب ذؤابة سيف فاستله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب السيف وكان يحب الفأل ولا يعتاف شم سيفك فإني أرى السيوف ستسل اليوم
وكانت قريش يومئذ ثلاثة آلاف ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة وظاهر يومئذ بين درعين وأخذ سيفا فهزه وقال من يأخذه بحقه فقال عمر بن الخطاب أنا فأعرض عنه وقال الزبير أنا فأعرض عنه فوجدا في أنفسهما فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال وما حقه يا رسول الله قال تضرب به حتى ينثني فقال أنا آخذه بحقه فأعطاه إياه
وكان على الرماة يومئذ عبد الله بن جبير أخو خوات بن جبير صاحب ذات النحيين وكانت على المشركين الدائرة حتى خالفت الرماة على ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثبوت بموضعها ومالت إلى الغنائم فأصيب المسلمون وانهزم منهم من انهزم
159

عدد من أستشهد من المسلمين يوم أحد
استشهد من المهاجرين يوم أحد أربعة نفر حمزة بن عبد المطلب وعبد الله ابن جحش ومصعب بن عمير وشماس بن عثمان بن الشريد
واستشهد من الأنصار واحد وستون رجلا
عدد من قتل من المشركين يوم أحد
قتل علي بن أبي طالب طلحة بن أبي طلحة بن عثمان بن عبد الدار مبارزة وكان صاحب لواء المشركين وأبا الحكم بن الأخنس بن شريف الثقفي حليف بني زهرة وأبا أمية
بن أبي حذيفة بن المغيرة
وقتل حمزة عثمان بن أبي طلحة وسباع بن عبد العزى
وقتل سعد بن أبي وقاص أبا سعد بن أبي طلحة
وقتل عاصم بن ثابت مسافع بن طلحة وكلاب بن طلحة والجلاس غبن طلحة والحارث بن طلحة
هذا قول بعضهم وأما ابن إسحاق فإنه يذكر أن جلاس والحارث قتلهما قزمان حليف بني ظفر
قال وقتل قزمان يومئذ أرطأة بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار وغلاما له حبشيا يقال له صؤاب والقاسط بن شريح بن هاشم
160

ابن عبد مناف بن عبد الدار وهشام بن أبي أمية بن المغيرة والوليد بن العاص بن هشام وخالد بن الأعلم وعبيدة بن جابر وشيبة بن مالك بن المضرب
وكان قزمان هذا منافقا وهو القائل والله إن قاتلت إلا حدبا على قومي
وجرح فإشتدت به جراحته فقتل نفسه وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
وقتل عبد الرحمن بن عوف أسيد بن أبي طلحة
فكان من قتل في هذا اليوم من بني عبد الدار عشرة نفر ومولى لهم ولم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم من بني عبد الدار بن قصي إلا مصعب بن عمير واستشهد في هذا اليوم وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال إن هذه الآية نزلت في بني عبد الدار إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون
يوم الخندق وما بعده
وكان يوم الخندق سنة أربع
ويوم بني المصطلق ويوم بني لحيان في شعبان سنة خمس
ويوم خيبر في سنة ست وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة وقدم عليه جعفر بن أبي طالب من عند النجاشي
161

وفيها صالحه أهل فدك على النصف من ثمارهم فكانت له خاصة لأنه لم يوجف عليها المسلمون بخيل ولا ركاب 3 وفيها خرج رسول الله معتمرا فصده المشركون وكان ساق معه من الهدى سبعين بدنة فمنعوه عن أن يبلغ محله فبايعه المسلمون تحت الشجرة بيعة الرضوان وكان الناس سبعمائة وهي عمرة الحديبية
قال وحدثني زيد بن أخزم قال حدثنا أبو داود قال حدثنا قرة بن خالد عن قتادة قال قلت لسعيد بن المسيب
كم كانوا في بيعة الرضوان قال خمس عشرة مائة قال قلت فإن جابر ابن عبد الله قال كانوا أربع عشرة مائة قال أوهم رحمه الله هو الذي حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة
وكان أول من بايع عبد الله بن عمر وكانت البيعة بسبب عثمان بن عفان رضي الله عنه وذلك أنه بعثه إلى مكة ليخبر قريشا أنه لم يأت لحرب فإحتبسته قريش عندها وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد قتل فدعا الناس إلى البيعة على مناجزة القوم ثم بلغه أن الذي ذكر في أمر عثمان باطل
162

وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثة إلى مؤتة في سنة ثمان وإسعمل عليهم زيد بن حارثة وقال إن أصيب زيد فجعفر وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس وكانوا ثلاثة آلاف
فقتل زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة وقام بأمر الناس بعدهما خالد بن الوليد فحاشى بهم يعني إتقى بهم
وفي سنة ثمان ولد له إبراهيم ومات النجاشي وماتت أم كلثوم ابنته
وفي سنة ثمان فتح الله عليه مكة في شهر رمضان فأقام بها خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة
ثم سار إلى حنين في شوال سنة ثمان واستخلف على مكة عتاب بن أسيد وحج الناس على منازلهم في الشرك ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع هوازن بحنين للنصف من شوال فهزمهم الله عز وجل ونفله أموالهم ونساءهم
163

وكان الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بعد هزيمة الناس علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب أخذبحكمة بغلته وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابنه والفضل بن العباس بن عبد المطلب وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته وقتل يومئذ هو وابن أبي سفيان ولا عقب لابن أبي سفيان وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب واسامه بن زيد بن حارثة وقال العباس بن عبد المطلب طويل
(نصرنا رسول الله في الحرب سبعة
* وقد فر من قد فر منهم فأقشعوا)
(وثامننا لاقى الحمام بسيفه
* بما مسه في الله لايتجوع)
يعني أيمن بن عبيد
ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حنين إلى الطائف فحاصرهم شهرا ثم انصرف ولم يفتحها فاعتمر من الجعرانة في ذي القعدة سنة ثمان
ثم انصرف راجعا إلى المدينة فدخلها وأقام بها إلى رجب سنة تسع
164

ثم سار إلى أرض الروم فكان أقصى أثره تبوك فأقام بها وبنى مسجدا هو بها إلى اليوم
وفتح الله عليه في سفره دومة الجندل بعث إليها خالد بن الوليد فأتاه بأكيدر صاحبها فصالحه على الجزية
ثم قدم المدينة فأقام إلى حضور الموسم سنة تسع فبعث أبا بكر أميرا على الحاج فأقام للناس حجهم وهي أول حجة كانت في الإسلام
وأنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة براءة بعد أن سار أبو بكر فبعث بها مع علي بن أبي طالب وأمره أن يقوم بها في الناس إذا فرغ أبو بكر من الحج
ثم صدر أبو بكر وعلي رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت سنة عشر فأقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وجاءته وفود العرب من كل وجه وبعث رسله إلى ملوك الأرض ودخل الناس في الإسلام أفواجا أفواجا وأنزلت عليه * (إذا جاء نصر الله والفتح) * فعلم أنه قد نعي إلى نفسه فلما حضر الموسم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس ليال بقين من ذي القعدة فأقام للناس حجهم وعرفهم مناسكهم ثم صدر إلى المدينة فأقام بها بقية ذي الحجة من سنة عشر والمحرم وصفر واثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة ثم قبضه الله إليه يوم الاثنين
وكان مقامه بالمدينة إلى أن قبض عشر سنين وقد بلغ من السن ثلاثا وستين سنة
165

ويقال إنه ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين وقبض يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء في حجرة عائشة وفيها قبض
فدخل القبر العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب والفضل ابن العباس بن عبد المطلب
ويقال أيضا دخل معهم قثم بن العباس
وقالت بنوزهرة نحن أخواله فأدخلوا منا رجلا فأدخلوا عبد الرحمن ابن عوف
ويقال دخل معه أسامة بن زيد
وقال المغيرة بن شعبة أنا أقربكم عهدا به وذلك أنه ألقى خاتمه في القبر فاستخرجه
وحدثني زيد بن أخزم قال حدثني عثمان بن فرقد قال سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه قال
الذي لحد قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طلحة والذي ألقى القطيفة تحته شقران
وقال جعفر أخبرني ابن أبي رافع قال سمعت شقران يقول أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر
166

أخبار أبي بكر الصديق رضي الله عنه
قال أبو محمد
اسم أبي بكر عبد الله واسم أبيه أبي قحافة عثمان وكان اسم أبي بكر في الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ولقبه عتيقا لجمال وجهه
ويقال إنه سمي عتيقا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أنت عتيق من النار وسمي صديقا لتصديقه خبر الإسراء
فهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنابة وينسب أبو بكر إلى تيم قريش فيقال التيمي وهو في القعدد مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يلتقي هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند مرة بن كعب وبين كل منها وبين مرة ستة آباء
أبو أبي بكر وأمه
قالوا أسلم أبو قحافة يوم فتح مكة وأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أقررتم الشيخ في بيته
167

حتى كنا نأتيه تكرمة لأبي بكر وأمرهم أن يغيروا شيبه وبايعه وأتى المدينة وبقي حتى مات في خلافة عمر
ومات أبو بكر قبله وورثه أبو قحافة السدس فرده على ولد أبي بكر
وكانت وفاته سنة أربع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب وله يوم قبض سبع وتسعون سنة
وأم أبي بكر سلمى بنت صخر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم وهي بنت عم أبي قحافة وتكنى أم الخير
وولد أبو قحافة أبا بكر وأم فروة وقريبة
فأما أم فروة فتزوجها رجل من الأزد فولت له جارية ثم تزوجها تميم الداري ثم تزوجها الأشعت بن قيس
وأما قريبة فكانت عند سعد بن قيس بن عبادة
إسلام أبي بكر
قال ابن إسحاق
أول من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به من أصحابه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو ابن تسع سنين ثم زيد بن حارثة ثم أبو بكر بن أبي قحافة
ثم أسلم رهط من المسلمين منهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله
168

وحدثني أبو الخطاب قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا سليمان أبو فاطمة عن معاذة بنت عبد الله العدوية قالت
سمعت علي بن أبي طالب على منبر البصرة وهو يقول أنا الصديق الأكبر آمنت قبل ان يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر
قال وحدثني أبو الخطاب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حبة العرني يقول
سمعت عليا يقول أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحدثني أبو الخطاب قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة قال حدثنا الجريري قال سمعت أبا نضرة يقول قال أبو بكر في الخلافة ومن أحق بها مني أو لست أول من أسلم
169

حيلة أبي بكر
وصفته عائشة رضي الله عنها فقالت كان أبيض نحيفا خفيف العارضين أجنأ لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع
وقالت أيضا كان يصبغ بالحناء والكتم
بيعة أبي بكر وخلافته ووفاته
وبويع أبو بكر في اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ثم بويع بيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وإرتدت العرب إلا القليل منهم بمنع الزكاة فجاهدهم حتى استقاموا وبعث عمر بن الخطاب فحج بالناس سنة إحدى عشرة وفتح اليمامة وقتل مسيلمة الكذاب والأسود بن كعب العنسي بصنعاء وحج أبو بكر بالناس سنة اثنتي عشرة ثم صدر إلى المدينة فبعث الجيوش إلى الشام فكانت أجنادين سنة ثلاث عشرة من جمادى الأولى
واختلفوا في سبب مرضه الذي مات فيه وفي اليوم الذي مات فيه
قال أبو اليقظان عن سلام بن أبي مطيع
إنه سم فمات يوم الاثنين في آخره
170

وقال غيره
كان سبب مرضه أنه اغتسل في يوم بارد فحم ومرض خمسة عشر يوما وكان عمر يصلي بالناس حين ثقل
وقال ابن إسحاق
توفى يوم الجمعة لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة
وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال وكان أوصى أن تغسله أسماء بنت عميس امرأته فلما مات حمل على السرير الذي كان ينام عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو سرير عائشة فاشتراه رجل من موالي معاوية بأربعة آلاف درهم فجعله للناس وهو بالمدينة وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل في حفرته عمر وطلحة وعثمان وعبد الرحمن بن أبي بكر ودفن مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها
وكان قال لعائشة أنظري يا بنية فما زاد في مال أبي بكر منذ ولينا هذا الأمر فرديه على المسلمين فوالله ما نابنا من أموالهم إلا ما أكلنا في بطوننا من جريش طعامهم ولبسنا على ظهورنا من خشن ثيابهم فنظرت فإذا بكر وجرد قطيفة لا تساوي خمسة دراهم وحشية
فلما جاء به الرسول إلى عمر رضي الله عنه قال عبد الرحمن بن عوف لعمر يا أمير المؤمنين أتسلب هذا ولد أبي بكر قال كلا ورب الكعبة لا يتأثم بها أبو بكر في حياته وأتحملها من بعد موته رحم الله أبا بكر فقد كلف من بعده تعبا
171

سن أبي بكر
اتفقوا على أن عمره ثلاث وستون سنة فكان رسول الله أسن من أبي بكر بمقدار سني خلافته
حدثني محمد بن زياد قال حدثني عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال
أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مردفا أبا بكر شيخا يعرف ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الذي بين يديك فيقول يهديني السبيل فيحسب الحاسب انه يهديه الطريق وإنما يعني سبيل الخير
وهذا الحديث يدل على أن أبا بكر كان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بمدة طويلة والمعروف عند أهل الأخبار ما حكيناه أولا
ولد أبي بكر لصلبه وأعقابهم
وولد أبو بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن أبي بكر وأسماء بنت أبي بكر أمهما قتيلة من بني عامر بن لؤي
172

وعبد الرحمن وعائشة أمهما أم رومان بنت عمير بن عامر من بني فراس بن غنم بن كنانة وكانت أم رومان تحت عبد الله بن الحارث بن سخبرة فولدت له الطفيل بن عبد الله بن الحارث فقدم أبو الطفيل من السراة فحالف أبا بكر ومعه امرأته أم رومان ثم مات فتزوجها أبو بكر فكان الطفيل أخا عائشة لأمها
ومحمد بن أبي بكر أمه أسماء بنت عميس
وأم كلثوم أمها بنت زيد بن خارجة من الأنصار
فأما عبد الله فإنه شهد يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم فجرح وبقي إلى خلافة أبيه وهلك في خلافته وترك سبعة دنانير فإستكثرها أبو بكر
وولد عبد الله إسماعيل فهلك ولا عقب له
وأما أسماء فهي ذات النطاقين وتزوجها الزبير بمكة فولدت له عدة فطلقها فكانت مع ابنها عبد الله بمكة حتى قتل وبقيت مائة سنة حتى عميت وماتت بمكة
173

وأما عائشة فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت قصتها في قصص أزواجه
وأما عبد الرحمن بن أبي بكر فشهد يوم بدر مع المشركين ثم أسلم وحسن إسلامه ومات فجأة سنة ثلاث وخمسين بجبل بقرب مكة فأدخلته عائشة بنت أبي بكر الحرم ودفنته وأعتقت عنه وكان شهد الجمل معها ويكنى أبا عبد الله
فولد عبد الرحمن محمدا وعبد الله وحفصة
فأما عبد الله بن عبد الرحمن فولد طلحة وأمه عائشة بنت طلحة ابن عبيد الله وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر وكان طلحة جوادا فولد طلحة محمدا وكان عاملا على مكة ولطلحة عقب كثير وهم ينزلون بالقرب من المدينة فكانت عائشة بنت محمد بن طلحة عند سليمان بن علي
وأما محمد بن عبد الرحمن فولد عبد الله بن محمد وله عقب يقال لهم آل أبي عتيق من بين ولد أبي بكر وذلك أن عدة من ولد أبي بكر تفاضلوا فقال أحدهم أنا ابن الصديق وقال الآخر أنا ابن ثاني اثنين وقال غيره أنا ابن صاحب الغار وقال محمد بن عبد الرحمن أنا ابن أبي عتيق فنسب إلى ذلك هو وولده إلى اليوم
174

وأما محمد بن أبي بكر فكان يكنى أبا القاسم وكان من نساك قريش وكان فيمن أعان على قتل عثمان ثم ولاه علي بن أبي طالب مصر فقاتله صاحب معاوية هناك وظفر به فقتله
فولد محمد بن أبي بكر القاسم لأم ولد وكان فقيها بالحجاز فاضلا وتوفي بقديد سنة ثمان ومائه
فولد القلسم بن محمد عبد الرحمن بن القاسم وأم فروة
فأما أم فروة فتزوجها محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فأولدها جعفراالصادق
واما عبد الرحمن فكان من أفضل قريش ويكنى أبا محمد 88 وله عقب بالمدينة ليسوا بالكثير
واما أم كلثوم بنت أبي بكر فخطبها عمر إلى عائشة فأنعمت له وكرهته أم كلثوم فاحتالت حتى امسك عنها وتزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له زكريا وعائشة ثم قتل عنها فتزوجها عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي ربيعه المخزومي
ومن رهط أبي بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن جدعان وكان جوادا سيدا في قومه ومات بمكة في الجاهلية
175

موالي أبي بكر وولده رضي الله عنه
بلال المؤذن وهو بلال بن رباح وأمه حمامة وكان من مولدي مكة لرجل من بني جمح فاشتراه أبو بكر بخمس أواق وأعتقه وكان يعذب في الله
وشهد بلال بدرا والمشاهد كلها وهو أول من أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أبا بكر فاستأذنه إلى الشام فأذن له فلم يزل مقيما بها و لم يؤذن بعد النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمر الشام لقيه فأمره أن يؤذن فأذن فبكى عمر و المسلمون و كان ديوانه في خثعم فليس بالشام حبشي إلا و ديوانه في خثعم و هلك هناك
قال الواقدي كان بلال من مولدي السراة فيما بين اليمن والطائف و كان يكنى أبا عبد الله و كان رجلا شديد الأدمة نحيفا طوالا أجنأ له شعر كثير خفيف االعارضين به شمط كثير و كان لا يغير شيبه و مات بدمشق سنة عشرين و هو ابن بضع وستين سنة و قبره بدمشق
عامر بن فهيرة ومن موالي أبي بكر عامر بن فهيرة كان للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان و أسلم عامر بن فهيرة فاشتراه أبو بكر فأعتقه و كان ممن يعذب في الله
176

حدثنا غير واحد منهم الرياشي أن أبا بكر أعتق سبعة كلهم يعذب في الله بلالا وعامر بن فهيرة و زنيرة و أم عبيس و جارية من بني عمرو بن مؤمل والنهدية و ابنتها
و كان عامر بن فهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة يخدمه وشهد بدرا وبئر معونة فاستشهد يومئذ
و من موالي أبي بكر صفية و هي أم محمد بن سيرين ومن موالي أبي بكر أبو نافع مولى عبد الرحمن بن أبي بكر و كان مكثرا من المال و إياه يعنى بهذا القول بخت كبخت أبي نافع و كان ينزل البصرة وله فيها دار مشهورة وفيه يقول ابن مفرغ الحميري طويل
(سقى الله أرضا لي ودارا تركتها
* إلى جنب دارى معقل بن يسار)
(أبو نافع جار لها وابن برثن
* فيا لك جاري ذلة وصغار)
وابن برثن مولى لبني ضبيعة فقيل لأبي نافع إنه هجاك قال فإذا هجاني أموت أو يموت ابني طلحة قالوا لا قال فلا أبالي
177

ومن موالي أبي بكر مرة بن أبي عثمان مولي عبد الرحمن ابن أبي بكر وكانت عائشة كتبت إلى زياد بن أبي سفيان بالوصاية به فسر بكتابتها وأكرمه وأقطعه نهر مرة
بالبصرة وإليه ينسب ذلك النهر وله عقب بالبصرة كثير
ومن موالى القاسم بن محمد سليمان بن بلال وكان بربريا جميلا وولى خراج المدينة وحمل عنه الحديث وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون الرشيد
178

أخبار عمر بن الخطاب رضي الله عنه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن قرط بن رياح بن عبد الله ابن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة وينسب عمر إلى عدي فيقال العدوي
أبو عمر وأمه وأخوه زيد وأمه
كان الخطاب بن نفيل من رجال قريش وأمه امرأة من فهم وكانت تحت نفيل فتزوجها عمرو بن نفيل بعد أبيه فولدت له زيدا فأمه أم الخطاب وزيد هذا هو أبو سعيد بن زيد أبن عمرو بن 90 نفيل أحد العشرة الذين بشرهم رسول الله ص = بالجنة
فولد الخطاب زيد بن الخطاب وعمر بن الخطاب
فأما زيد بن الخطاب فأمه أسماء من بني أسد بن خزيمة وكان إسلامه قبل إسلام عمر وشهد بدرا وبينه وبين عمر درع فجعل كل واحد منهما يقول والله لا يلبسها غيرك ثم شهد يوم أحد فصبر في أربعة أنفس ولم يهرب فيمن هرب وشهد يوم مسيلمة سنة اثنتي عشرة
179

فقتل ويقال إن قاتله أبو مريم الحنفي ويقال بل قتله سلمة أخو أبي مريم
وكان زيد يكنى أبا عبد الرحمن فولد زيد عبد الرحمن أمه بنت أبي لبابة الأنصاري وأسماء
فأما أسماء فتزوجها عبيد الله بن عمر وقتل عنها
وأما عبد الرحمن فولد عبد الحميد بن عبد الرحمن وكان أعرج وعبد الله وأمه فاطمة بنت عمر بن الخطاب
وكان عبد الحميد عاملا لعمر بن عبد العزيز
وولده إبراهيم وعبد الملك وعبد الكبير وعمر وزيد وعبد العزيز ومحمد
فأما إبراهيم فولد إسحاق الذي يعرف بالخطابي
وولده بالبصرة لهم أقدار وعدد وكان الباقون من ولد عبد الحميد يلون الولايات
وأما عمر بن الخطاب فيكنى أبا حفص وأمه حنتمة بنت هشام ابن المغيرة المخزومي
وكان يدعى الفاروق لأنه أعلن بالإسلام ونادى به والناس يخفونه ففرق بين الحق والباطل وكان المسلمون تسعة وثلاثين رجلا وامرأة بمكة فكملهم عمر أربعين
180

وقال أبن مسعود
ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر
حلية عمر رضي الله عنه
اختلفوا في لونه فروى بعض الحجازيين أنه كان أبيض أمهق طوالا أصلع تعلوه حمرة
وروى الكوفيون أنه كان آدم شديد الأدمة وكان يصفر لحيته بالحناء
وروى من غير وجه أنه كان أعسر يسرا وهو الذي يعمل بيديه جميعا وهو الأضبط
قال حدثني سهل بن محمد قال حدثنا الأصمعي قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب
أن عمر كان 91 أروح كأنه راكب والناس يمشون كأنه من رجال بني سدوس
والأروح الذي يتداني عقباه إذا مشى
181

خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال أبو محمد وعهد أبو بكر رضي الله عنه إلى عمر واستخلفه بعده ففتح الله عليه في سني ولايته بيت المقدس ودمشق صلحا على يد خالد بن الوليد وميسان ودستميسان وأبزقباد واليرموك
ثم كانت وقعة الجابية والأهواز وكورها على يد أبي موسى الأشعري وكانت وقعة جلولاء سنة تسع عشرة وأميرها سعد بن أبي وقاص الزهري
وفيها كانت وقعة قيسارية وأميرها معاوية بن أبي سفيان
ثم كانت وقعة باب بابليون سنة عشرين وأميرها عمرو بن العاص
182

وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين وأميرها النعمان ابن مقرن المزني
وكانت أرجان من الأهواز سنة اثنين وعشرين وأميرها المغيرة بن شعبة
وكانت إصطخر الأولى وهمذان سنة ثلاث وعشرين
فأما الرمادة وطاعون عمواس فكان سنة ثماني عشرة
وحج عمر بالناس عشر سنين متوالية ثم صدر إلى المدينة فقتله فيروز
أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة يوم الاثنين لأربع ليال بقين من ذي الحجة تتمة سنة ثلاث وعشرين
وقال الواقدي طعن عمر يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة ومكث ثلاثة أيام ثم توفي لأربع بقين من ذي الحجة وصلى عليه صهيب وقبر في حجرة عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر
قال ابن إسحاق كانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال
183

سن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
واختلفوا في سنه
فقال ابن إسحاق
قبض وهو ابن خمس وخمسين سنة
وهو قول أبى اليقظان
وذكر الواقدي عن قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال
توفي عمر بن الخطاب وهو ابن ثلاث وستين سنة ولا أرى هذا إلا غلطا والقول الصحيح هو الأول
وحدثني زيد بن أخزم قال حدثنا أبو قتيبة عن جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قتل عمر بن الخطاب وهو ابن خمس وخمسين سنة
ولد عمر بن الخطاب لصله وأعقابهم
ولد عمر بن الخطاب عبد الله وحفصة أمهما زينب بنت مظعون وعبيد الله وأمه ملكية بنت جرول الخزاعية وعاصما وأمه جميلة
184

بنت عاصم بن ثابت حمي الدبر وفاطمة وزيدا وأمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال إن اسم بنت أم كلثوم من عمر رقية وأن عمر زوجها إبراهيم بن نعيم النحام فماتت عنده ولم تترك ولدا ومجبرا واسمه عبد الرحمن وأبا شحمة وأسمه أيضا عبد الرحمن وفاطمة وبنات أخر
عبد الله بن عمر رضي الله عنه
فأما عبد الله فكان يكني أبا عبد الرحمن وأسلم مع إسلام أبيه بمكة وهو صغير وشهد المشاهد كلها بعد يوم بدر وأحد وبقي إلى زمن عبد الملك
قال أبو اليقضان
فيزعمو أن الحجاج دس له رجلا فسم زج رمحه فزحمه في الطريق وطعنه في ظهر قدمه فدخل عليه الحجاج فقال يا أبا عبد الرحمن من أصابك قال ولم تقول هذا رحمك الله قال حملت السلاح في بلد لم يكن يحمل فيه السلاح فمات فصلى عليه عند الردم ودفن في حائط حرماز
185

وقال غير أبي اليقظان
مات بمكة ودفن بفخ وهو ابن أربع وثمانين سنة
وكان يصفر لحيته وهو آخر من مات بمكة من الصحابة
ولد عبد الله بن عمر رضي الله عنهم
وولد عبد الله بن عمر عبد الله وأمه صفية بنت أبي عبيد أخت المختار وسالما وأمه أم ولد وعاصما وحمزة وبلالا 93 وواقدا وبنات كانت واحدة منهن عند عمرو بن عثمان بن عفان وأخرى منهن كانت عند عروة بن الزبير
فأما عبد الله بن عبد الله بن عمر فكان من رجالات قريش وكان وصي أبيه وله عقب بالمدينة
منهم عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر كان على كرمان للمهدى ثم أستعمله موسى على المدينة
ومنهم عبد الله بن عبد العزيز وكان من أزهد الناس وأعبدهم وأفضلهم وهلك في بادية بقرب المدينة
وأما سالم بن عبد الله فكان يكنى أبا عمرو وكان من خيار الناس وفقهائهم وكان أبوه يلام في حبه فيقول طويل
(يلومونني في سالم وألومهم
* وجلدة بين العين والأنف سالم)
186

قال الواقدي
كان سالم يكنى أبا المنذر وهلك بالمدينة سنة سنة ومائة وصلى عليه هشام بن عبد الملك
وأما عاصم بن عبد الله بن عمر فولد محمدا وله عقب بالكوفة
وأما واقد بن عبد الله بن عمر فوقع من بعيره وهو محرم فهلك فولد واقد عبد الله بن واقد وكان من رجال قريش وفيه يقول الشاعر طويل
(أحب من النسوان كل خريدة
* لها حسن عباد وجسم أبن واقد)
يعنى عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير
وأما بلال بن عبد الله بن عمر فكان أشج وكان عبد الله بن عمر يقول له يا بلال إني لأرجو أن تكون أشج بني عمر فهلك وهو صغير ولا عقب له
ة وأما عبيد الله بن عمر بن الخطاب فكان شديد البطش فلما قتل عمر جرد سيفه فقتل بنت أبي لؤلؤة وقتل الهرمزان وجفينة رجلا أعجميا وقال لا أدع أعجميا إلا قتلته فأراد علي قتله بمن قتل فهرب إلى معاوية وشهد معه صفين فقتل
وولد عبيد الله بن عمر أبا بكر وعثمان وأم عيسى وغيرهم
فولد أبو بكر أم سلمة وكانت تحت الحجاج
وولد عثمان أم عثمان وكانت تحت عمر بن عبد العزيز
94 وأما عاصم بن عمر بن الخطاب فكان فاضلا خيرا وتوفي سنة سبعين قيل قتل عبد الله بن الزبير ورثاه أخوه عبد الله فقال فيه شعرا طويل
(فليت المنايا كن خلفن عاصما
* فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا)
187

وولد عاصم حفصا وعمر وحفصة وأم عاصم وأم مسكين
فأما أم عاصم فتزوجها عبد العزيز بن مروان فولدت له عمر بن عبد العزيز وماتت عنده فتزوج أختها حفصة فلها يقال ليست حفصة من رجال أم عاصم وأما أم مسكين فتزوجها يزيد بن معاوية وطلقها فخلف عليها عبيد الله بن زياد
وأما حفص بن عاصم فولد عمر وأم عاصم وولد عمر بن حفص عبيد الله بن عمر العمري الذي يروى عنه الحديث
وأما أبو شحمة بن عمر بن الخطاب فضربه عمر الحد في الشراب فمات ولا عقب له
وأما زيد بن عمر بن الخطاب فرمى بحجر في حرب كانت بين بني عويج وبين بني رزاح فمات ولا عقب له ويقال أنه مات هو وأم كلثوم أمه في ساعة واحدة فلم يرث واحد منهما من صاحبه وصلى عليهما عبد الله بن عمر فقدم زيدا وأخر أم كلثوم فجرت السنة بتقديم الرجال
وأما مجبر بن عمر بن الخطاب فكان له ولد ثم بادوا ولم يبق منهم أحد
188

موالى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ومن موالى عمر بن الخطاب مالك الدار وكان عمر ولاه دارا وكان يقسم فيها بين الناس شيئا وأم ولده حبى وكانت قد أرضعت عثمان بن عفان وكانت مليحه فقال لها عثمان أريد أن أقطعك فأيما أحب إليك خمس من خمسة أخماس أو سدس من ستة أسداس قالت سدس فأقطعها فانتمى مالك الدار إلى اليمن
ومن موالى مالك الدار ذكوان وكان عظيم القدر قد ولى بعض الأعمال وهو الذي سار من مكة إلى المدينة في يوم وليلة
ومن موالى عمر بن الخطاب مهجع مولى عمر قتل يوم بدر
ومن مواليه أسلم
قال سعيد بن المسيب
أسلم حبشي بجاوى وكان يكنى أبا زيد اشتراه عمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة وفي تلك السنة قدم بالأشعث بن قيس على أبى بكر في الحديد قال أسلم فسمعته يكلم أبا بكر
وتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان وهو كثير الرواية عن عمر وابنه زيد بن أسلم كثير الرواية عن أبيه
ومن مواليه نافع مولى عبد الله بن عمر
189

وكان نافع يكنى أبا عبد الله وكان من أهل ابرشهر أصابه عبد الله بن عمر في غزاته وكان له من الولد أبو بكر وعبد الله وعمر وقد روى عنهم
ومن مواليه هنى
وهنى مولى عمر هو الذي روى أن أبا بكر لم يحم شيئا من الأرض إلا البقيع حماه للخيل التي يغزى عليها
ومن موالى عمر المبارك بن فضالة بن أبي أمية كان جده أبو أمية مكاتبا لعمر واسمه عبد الرحمن وحمل عن المبارك حديث كثير وتوفى سنة خمس وستين ومائة وللمبارك أخوان قد روى عنهما المفضل بن فضالة وعبد الرحمن بن فضالة
190

أخبار عثمان بن عفان رضي الله عنه
نسب عثمان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة ويكنى أبا عمرو وأبا عبد الله وأبا ليلى
أبو عثمان وأمه
كان عفان خرج في تجارة إلى الشام فمات هناك
ويقال إنه قتل بالغميصاء مع الفاكه بن المغيرة
وولد عفان عثمان وآمنه وأرنب أمهم أروى بنت كريز بن ربيعة ابن حبيب بن عبد شمس وأمها البيضاء بنت عبد المطلب فأم عثمان بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حلية عثمان وأخباره
قال الواقدي
كان عثمان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل حسن الوجه رقيق البشرة كثير اللحية عظيمها أسمر اللون كثير شعر الرأس وكان يشد أسنانه بالذهب
191

وزاد غيره كان أصلع أقنى له جمة أسفل من أذنيه ولكثرة شعر رأسه ولحيته كان أعداؤه يسمونه نعثلا
وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتيه رقية وأم كلثوم وكان محببا في قريش وفيه يقول قائلهم مجزوء الرجز
(أحبك والرحمن
* حب قريش عثمان)
(إذا دعا بالميزان)
وهو من المهاجرين الأولين وكان تزوج رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فهاجر بها إلى أرض الحبشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما لأول من هاجر إلى الله عز وجل بعد إبراهيم ولوط عليهما السلام ثم هاجر إلى المدينة فله هجرتان
واشترى بئر رومة وكانت ركية ليهودي يبيع ماءها للمسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يشترى رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله بها مشرب في الجنة فأتى عثمان اليهودي فساومه بها فأبى أن يبيعها كلها فاشترى نصفها بأثنى عشر درهم فجعله للمسلمين فقال عثمان إن شئت فلي يوم ولك يوم وإن شئت جعلت ع لي نصيبي قرنين قال اليهودي لي يوم ولك
192

يوم فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين فلما رأى ذلك اليهودي قال لعثمان أفسدت على ركيتى فاشتر النصف الآخر فاشتراه بثمانية آلاف درهم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد في مسجدنا فاشترى عثمان موضع خمس سواري فزاده في المسجد
وجهز عثمان جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرا وأتمها ألفا بخمسين فرسا
ولم يشهد بدرا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على رقية ابنته وكانت ثقيلة فماتت ودفنها
وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره
ولم يشهد بيعة الرضوان لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى مكة ليخبرهم أنه لم يجئ لقتال فبايع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله
193

وشهد يوم أحد فانهزم ومضى إلى الغابة مسيرة ثلاثة أيام ففيه وفي أصحابه نزلت الآية * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم) *
خلافة عثمان رضي الله عنه
وبويع عثمان غرة المحرم سنة أربع وعشرين وهو يومئذ ابن تسع وستين وكانت أول غزوة غزيت في خلافته الري وأمير الجيوش أبو موسى الأشعري ثم الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرس من سواحل بحر الروم واصطخر الآخرة وفارس الأولى ثم جور وفارس الآخرة ثم طبرستان ودار ابجرد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم إفريقية ثم حصون قبرس ثم ساحل الأردن ثم كانت مرو على يد عبد الله بن عامر سنة أربع وثلاثين
ثم حصر عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكان مما نقموا على عثمان أنه آوى الحكم بن أبي العاص وأعطاه مائة ألف درهم بزعمهم وقد سيره رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يؤوه أبو بكر ولا عمر
194

قالوا وتصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهزور موضع سوق المدينة على المسلمين فأقطعها عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان ابن الحكم وأقطع مروان فدك وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتتح إفريقية فأخذ الخمس بزعمهم فوهبه كله لمروان فقال عبد الرحمن ابن حنبل الجمحي وكان عثمان سيره وكان شاعرا متقارب
(أحلف بالله رب الأنام
* ما ترك الله شيئا سدى)
(ولكن خلقت لنا فتنة
* لكي نبتلى بك أو تبتلى)
(فإن الأمينين قد بينا
* منار الطريق عليه الهدى)
(فما أخذا درهما غيلة
* وما جعلا درهما في الهوى)
(وأعطيت مروان خمس العباد
* فهيهات شأوك ممن سعى)
وطلب إليه عبد الله بن خالد بن أسيد صلة فأعطاه أربعمائة ألف درهم بزعمهم
وسير أبا ذر إلى الربذة وسير عامر بن عبد القيس من البصرة إلى الشام فسار إليه قوم من أهل مصر فيهم محمد بن أبي حذيقة بن عتبة بن ربيعة
195

في جند وكنانة بن بشر التجيبى في جند وابن عديس البلو في جند ى ومن أهل البصرة حكيم بن جبلة العبدي وسدوس بن عبيس الشنى ونفر من أهل الكوفة منهم الأشتر بن الحارث النخعي فاستعتبوه فأعتبهم وأرضاهم
ثم وجدوا بعد أن انصرفوا يريدون مصر كتابا من عثمان بخط كاتبه عليه خاتمه إلى أمير مصر إذا أتاك القوم فاضرب أعناقهم فعادوا به إلى عثمان فحلف لهم أنه لم يأمر ولم يعلم فقالوا إن هذا عليك شديد يؤخذ خاتمك بغير علمك وداخلتك فإن كنت قد غلبت على أمرك فاعتزل فأبى أن يعتزل و أن يقاتلهم و نهى عن ذلك و أغلق بابه فحوصر أكثر من عشرين يوما وهو في الدار في ستمائة رجل
ثم دخلوا عليه من دار بني حزم الأنصاري فضربه نيار بن عياض الأسلمي بمشقص في وجهه فسال الدم على المصحف في حجره ثم أخد محمد بن أبي بكر بلحيته فقال دع لي لحيتي
و كان قتله في ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين
و أقام للناس الحج في تلك السنة عبد الله بن عباس وصلى بالناس علي ابن أبي طالب بالمدينة و خطبهم
و كان عثمان حج بالناس عشر سنين متوالية و اختلف في يوم قتله
196

قال ابن إسحاق قتل يوم الأربعاء بعد العصر و دفن يوم السبت قبل الظهر
و قال الواقدي قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وهو يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة
وقال هذا ما لا اختلاف فيه
ودفن بالبقيع ليلا وصلى عليه جبير بن مطعم وأخفوا قبره
قال أبو اليقظان
قتل يوم الجمعة سنة خمس وثلاثين ودفن بأرض يقال لها حش كوكب كان عثمان اشتراها فزادها في البقيع
والحش البستان وجمعها حشان وكوكب رجل من الأنصار
قال أبو محمد
وجدت الشعراء يذكرون أنه قتل يوم الأضحى وفي ذلك قال الفرزدق ابن غالب كامل
(عثمان إذ قتلوه وانتهكوا
* دمه صبيحة ليلة النحر
*
وقال آخر بسيط
(ضحوا بأشمط عنوان السجود به
* يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
*
197

وقال أيمن بن خريم بسيط
(تفاقد الذابحو عثمان ضاحية
* فأي ذبح حرام ويحهم ذبحوا)
(ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ولم
* يخشوا على مطمح الكفر الذي طمحوا)
(فأي سنة كفر سن أولهم
* وباب كفر على سلطانهم فتحوا)
(فاستوردتهم سيوف المسلمين على
* تمام ظمء كما يستورد النضح)
(ماذا أرادوا أضل الله سعيهم
* بسفك ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا
*
قال ابن إسحاق
كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلا اثنتي عشرة ليلة
ولد عثمان رضي الله عنه
فولد عثمان عبد الله الأكبر أمه فاختة بنت غزوان وعبد الله الأصغر أمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرا وأبانا وخالدا وعمر وسعيدا والوليد وأم سعيد والمغيرة وعبد الملك وأم أبان وأم عمرو وعائشة
198

فأما عمرو بن عثمان فكان أسن ولد عثمان وأشرفهم عقبا وهلك بمنى
وولده عثمان الأكبر وخالد وعبد الله الأكبر أمه حفصة بنت عبد الله ابن عمر بن الخطاب وعثمان الأصغر وعبد الله الأصغر وبكير والمغيرة وعنبسة والوليد
فأما عبد الله الأكبر فكان من أجمل الناس ولقب المطرف لجماله وفيه يقول مدرك بن حصن وافر
كأني إذا دخلت على ابن عمرو دخلت على مخبأة كعاب
فولد عبد الله بن عمرو الأكبر خالدا وعائشة وعبد العزيز وآمنة وأم عبد الله
وولد له من فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب محمد الأصغر والقاسم ورقية
ومن غيرها محمد الأكبر وعمر وسعدة
وكان محمد بن عبد الله بن عمرو الأصفر من أجمل الناس وكان يلقب بالديباج لجماله وكان له قدر ونبل وكان يقال فيه سمي النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذريته وزرع الخليفة المظلوم
وكان كثير التزوج كثير الطلاق فقالت امرأة من نسائه إنما مثله مثل الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها
وأخذه أبو جعفر مع الفاطميين ثم أمر به فضربت عنقه سرا وبعث برأسه إلى الهند وأظهر أنه رأس محمد بن عبد الله بن الحسن الفاطمي
199

ول محمد عقب ومن ولده امرأة أولدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وهي حفصة بنت محمد بن عبد الله ابن عمرو بن عثمان وأمها خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير وأم عروة أسماء بنت أبي بكر الصديق
وأم محمد فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وأم الحسين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم فاطمة بنت الحسين بن علي أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله وأم عبد الله بن عمرو بن عثمان حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب
وأما القاسم بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فلا عقب له
وأما القاسم بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فلا عقب له
وأما عمر بن عبد الله فولد عبد الله بن عمر وهو العرجي الشاعر
وكان ينزل العرج وهو موضع قبل الطائف وكان يهجو إبراهيم بن هشام المخزومي فأخذه فحبسه فهلك في السجن وهو القائل في السجن
(كأني لم أكن فيهم وسيطا
* ولم تك نسبتي في آل عمرو)
(أضاعوني وأي فتى أضاعوا
* ليوم كريهة وسداد ثغر)
200

فأما أبان بن عثمان فشهد الجمل مع عائشة فكان الثاني من المنهزمين وكانت أمة بنت جندب بن عمرو بن حممة الدرسي وكانت حمقاء تجعل الخنفساء في فمها وتقول
حاجيتك ما في فمي وهي أم عمرو بن عثمان أيضا
وكان أبان أبرص أحول يلقب بقيعا
وكانت عنده أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر خلف عليها بعده الحجاج
وعقبه كثير منهم عبد الرحمن بن أبان وكان عابدا يحمل عنه الحديث
وأما خالد بن عثمان فكان عنده مصحف عثمان الذي كان في حجره حين قتل ثم صار في أيدي ولده وقد درجوا
وأما عمر بن عثمان فولد زيدا وعاصما وأم أيوب وكانت أم أيوب عند عبد الملك بن مروان
وأما زيد بن عمر بن عثمان فكان تزوج سكينة بنت الحسين
وأما عاصم بن عمر فكان من أبخل الناس فهو الذي قيل فيه طويل
(سيرا فقد جن الظلام عليكم
* فباست الذي يرجو القرى عند عاصم)
(فما كان لي ذنب إليه علمته
* سوى أنني قد زرته غير صائم
*
201

وأما سعيد بن عثمان فكان أعور بخيلا وقتل وكان سبب قتله أنه كان عاملا لمعاوية على خراسان فعزله معاوية فأقبل معه برهن كانوا في يديه من أولاد الصغد إلى المدينة وألقاهم في أرض يعملون له فيها بالمساحي فأغلقوا يوما باب الحائط ووثبوا عليه فقتلوه فطلبوا فقتلوا أنفسهم
وأما الوليد بن عثمان فكان صاحب شراب وفتوة وقتل أبوه عثمان وهو مخلق في حجلته
وأما عبد الله بن عثمان وهو من رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم فهلك صبيا وذكروا أنه بلغ ست سنين فنقره ديك على عينيه فمرض ومات
وأما عبد الملك بن عثمان فهلك وهو غلام أيضا
موالى عثمان رضي الله عنه
ومن موالى عثمان كيسان أبو فروة وابنه عبد الله بن أبي فروة كان عظيم القدر وكان صاحب أمر مصعب بن الزبير فلما قتل مصعب حمل مما كان معه من المال عشرة آلاف درهم فذهب بها إلى المدينة وعددهم بالمدينة كثير وقدرهم عظيم
ومن موالى عثمان عمران بن أبان وولده وأبو الزناد وولده
202

أخبار علي بن أبي طالب رضي الله عنه
نسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو علي بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب ابن هاشم ويكنى أبا الحسن
أبوه وإخوته وأخواته
وولد أبو طالب عقيلا وجعفرا وعليا وطالبا وأم هانئ واسمها فاختة وجمانة
وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وأمها حبى بنت هرم ابن رواحة من قريش من بنى عامر بن لؤي
وأسلمت أمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي
فأما عقيل فكان يكنى أبا يزيد وأسر يوم بدر ففداه العباس بأربعة آلاف درهم فيما يذكر أبو اليقظان
وورث عقيل وطالب أبا طالب ولم يرثه على ولا جعفر لأنهما كانا مسلمين
وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين وجعفر أسن من علي بعشر سنين
203

وأسلم عقيل ولحق بمعاوية وترك أخاه عليا ومات بعدما عمى في خلافة معاوية وله دار بالبقيع واسعة كثيرة الأهل وكان عقيل قذف رجلا من قريش فحده عمر بن الخطاب
وولد عقيل مسلما وعبد الله ومحمدا ورملة وعبيد الله لأم ولد
وقال بعضهم
كانت أم مسلم بن عقيل نبطية من آل فرزندا
وعبد الرحمن وحمزة وعليا وجعفرا وعثمان وزينب وأسماء وأم هانئ لأمهات أولاد شتى
ويزيد وسعدا وجعفرا الأكبر وأبا سعيد
فأما أسماء فتزوجها عمر بن علي بن أبي طالب
وخرج ولد عقيل مع الحسين بن علي بن أبي طالب فقتل منهم تسعة نفر وكان مسلم بن عقيل أشجعهم وكان على مقدمة الحسين فقتله عبيد الله بن زياد صبرا قال الشاعر خفيف
(عين جودي بعبرة وعويل
* واندبي إن ندبت آل الرسول)
(سبعة كلهم لصلب على
* قد أصيبوا وتسعة لعقيل
*
فولد مسلم بن عقيل عبد الله بن مسلم وعلي بن مسلم أمهما رقية بنت علي بن إبى طالب ومسلم بن مسلم وعبد العزيز
وولد محمد بن عقيل القاسم بن محمد وعبد الله بن محمد وعبد الرحمن ابن محمد أمهم زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب
204

فأما عبد الله بن محمد بن عقيل فكان فقيها تروى عنه الأخبار وكان أحول
وأما عبد الله بن عقيل فولد محمدا ورقية وأم كلثوم أمهم ميمونة بنت علي بن أبي طالب
وأما أبو سعيد بن عقيل فولد محمدا
وأما عبد الرحمن بن عقيل فولد سعيدا أمه خديجة بنت علي بن أبي طالب
وأما جعفر بن أبي طالب فهو ذو الهجرتين وذو الجناحين وكان استشهد يوم مؤتة فقطعت يداه فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما في الجنة ووجدوا يومئذ في مقدمه أربعا وخمسين ضربة سيف وأربعين جراحة من طعنة رمح ورمية سهم
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحبشة يوم فتح خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدرى بأي الأمرين أنا أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر
واختط له رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة إلى جنب المسجد
وقال أبو هريرة
ما ركب الكور ولا احتذى النعال ولا وطئ التراب أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر
وكان يكنى أبا عبد الله فولد جعفر عبد الله بن جعفر وعون ابن جعفر ومحمد بن جعفر وأمهم أسماء بنت عميس الخثعمية
205

فأما محمد بن جعفر فولد القاسم بن محمد وطلحة وولد طلحة فاطمة أمها أم كلثوم بنت عبد اله بن جعفر وأمها زينب بنت علي وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتزوج فاطمة حمزة بن عبد الله بن الزبير ثم تزوجها طلحة بن عمر ابن عبيد الله ولا عقب له
واستشهد محمد بن جعفر بتستر
وأما عون بن جعفر فقتل بتستر أيضا ولا عقب له إلا أن رجلا كان يقال له المساور أتى عبد الله بن جعفر فقال أنا ابن عون فأقربه عبد الله بن جعفر وأعطاه عشرة آلاف درهم وذكروا أنه زوجه بنتا له كانت عمياء فلم تلد له ثم نفاه بنو عبد الله بعد ذلك وهم اليوم بالمدائن لايزوجهم شريف ولا يتزوج إليهم ولا يقال لهم أنتم من قريش
وأما عبد الله بن جعفر فكان يكنى أبا جعفر وولد بالحبشة وكان أجود العرب وتوفى بالمدينة وقد كبر
وقال غيره
هذا قول أبي اليقظان
توفى ودفن بالأبواء سنة تسعين ويقال إنه كان ابن عشر سنين حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ولد عام الهجرة ومات وهو ابن تسعين سنة وصلى عليه = سليمان بن عبد الملك
206

فولد عبد الله بن جعفر جعفرا الأكبر وعليا وعونا الأكبر وعباسا وأم كلثوم وأمهم زينب بنت علي وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمدا وعبيد الله وأبا بكر وأمهم الحوصاء بنت خصفة من بنى تيم الله بن ثعلبة وصالحا وموسى وهارون ويحيى وأم أبيها أمهم ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي خلف عليها بعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية وإسحاق وإسماعيل والقاسم لأمهات أولاد شتى والحسن وعونا الأصغر أمها جمانة بنت المسيب الفزارية وجعفرا
فأما أم كلثوم فكانت عند القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب ثم تزوجها الحجاج بن يوسف ثم تزوجها أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه
وأما أم أبيها فكانت عند عبد الملك بن مروان فطلقها ثم تزوجها علي بن عبد الله بن عباس فهلكت عنده وكان سبب طلاقها أنه عض على تفاحة ثم رمى بها إليها وكان ب بعبد الملك بخر فدعت بمدية فقال ما تصنعين قالت أميط عنها الأذى ففارقها
والعقب من ولد عبد الله بن جعفر لعلي ومعاوية وإسحاق وإسماعيل
فأما معاوية فكان يبخل وولد عبد الله بن معاوية ومحمد بن معاوية أمهما أم عون من ولد الحارث بن عبد المطلب ويزيد والحسن وصالحا أمهم فاطمة بنت الحسن بن الحسين بن علي وعليا لأم ولد
فاما عبد الله بن معاوية فطلب الخلافة وظهر بأصبهان وبعض فارس فقتله أبو مسلم ولا عقب له
207

وأما إسحاق بن عبد الله بن جعفر فكان عمر بن عبد العزيز جده الحد وهو وال على المدائن فقال لعمر بودك أنه ليس في الأرض قرشي إلا محدود وذلك أن أباه عبد العزيز كان حد
فولد إسحاق القاسم أمه أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال ابن إسحاق
إن عثمان لما قتل بويع علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيعة العامة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايع له أهل البصرة وبايع له بالمدينة طلحة والزبير وكانتعائشة خرجت من المدينة حاجة وعثمان محصور ثم صدرت عن الحج فلما كانت بسرف لقيها الخبر بقتل عثمان وبيعة على فانصرفت لراجعة إلى مكة ولحق بها طلحة والزبير ومروان بن الحكم وعبد الله ابن عامر بن كريز ويعلى بن منبه عامل اليمن فلما تتاموا بمكة تشاوروا فيما يريدون من الطلب بدم عثمان وهموا بالشام لمكان معاوية بها فصرفهم عبد الله بن عامر عن ذلك إلى البصرة فتوجهوا إليها فأخذوا عثمان بن حنيف عامل على بها فحبسوه وقتلوا خمسين رجلا كانوا معه على بيت المال وغير ذلك من أعماله وأحدثوا أحداثا فلما بلغ عليا سيرهم خرج مبادرا إليهم واستنجد أهل الكوفة ثم سار بهم إلى البصرة وهم بضعة عشر ألفا فخرج إليه طلحة والزبير وعائشة بأهل البصرة فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل طلحة
208

وهزم منكان معه ورجع الزبير فقتل بوادي السباع قتله عمرو بن جرموز وأحيط بعائشة فأخذت ودخل علي البصرة بمن معه فبايعه أهل البصرة وأطلق عثمان بن حنيف ولم يكن له بها كثير مقام حتى ا نصرف إلى الكوفة واستعمل على البصرة عبد الله بن عباس وتهيأ لحرب معاوية فسار بأهل العراق ومن تبعه من سائر الناس وأقبل معاوية في أهل الشام ومن اتبعه فكانت وقعة صفين ثم الحكمان ولم يزل في حرب حتى قتل عليه السلام ولم يحج في شئ من سنيه لشغله بالحرب وقتل ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان سنة أربعين وكانت ولايته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر وقتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي
وقال الواقدي
دفن ليلا وعمى قبره
قال أبو اليقظان
صلى عليه الحسن ودفن بالكوفة عند مسجد الجماعة في قصر الإمارة
حلية علي وسنه رضي الله عنه
واختلفوا في سنة
فقال ابن إسحاق
قتل وهو أبن ثلاث وستين سنة
وقال غيره
قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة
واختلفوا في حليته
209

فقال الواقدي
كان آدم شديد الأدمة عظيم البطن عظيم العينين أصلع إلى القصر ما هو
وروى قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن الحارث قال كان علي عليه السلام قصيرا أصلع حادرا ضخم البطن أفطس الأنف دقيق الذراعين ولم يصارع أحدا قط إلا صرعه شديد الوثب قوى الضرب
وقال غيره
ورأته امرأة فقالت من هذا الذي كأنه كسر ثم جبر
ولد علي رضي الله عنه
فولد علي الحسن والحسين ومحسنا وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى أمهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمدا أمه خولة بنت إياس بن جعفر جار الصفا وهي الحنفية ويقال هي خولة بنت جعفر بن قيس ويقال بل كانت أمة من بسى اليمامة فصارت إلى علي وأنها كانت أمة لبنى حنيفة سندية سوداء ولم تكن من أنفسهم وإنما صالحهم خالد بن الوليد على الرقيق ولم يصالحهم على أنفسهم وعبيد الله وأبا بكر أمهما ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي وعمر ورقية أمهما تغلبية وكان خالد بن الوليد سباها في الردة فاشتراها علي ويحيى أمه أسماء
210

بنت عميس وجعفرا والعباس وعبد الله أمهم أم البنين بنت حرام الوحيدية ورملة وأم الحسن أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي وأم كلثوم الصغرى وزينب الصغرى وجمانة وميمونة وخديجة وفاطمة وأم الكرام ونفيسة وأم سلمة وأمامة وأم أبيها لأمهات أولاد شتى
بنات علي رضي الله عنه
فأما زينب الكبرى بنت فاطمة فكانت عند عبد الله بن جعفر فولدت له أولادا قد ذكرناهم
وأما أم كلثوم الكبرى وهي بنت فاطمة فكانت عند عمر ابن الخطاب وولدت له أولادا قد ذكرناهم فلما قتل عمر تزوجها جعفر ابن أبي طالب فماتت عنده
وكانت سائر بنات علي عند ولد عقيل وولد العباس خلا أم الحسن فإنها كانت عند جعدة بن هبيرة المخزومي وخلا فاطمة فإنها كانت عند سعيد بن الأسود من بنى الحارث بن أسد
وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير
وأما الحسن بن علي فكان يكنى أبا محمد ولما قتل علي بويع له بالكوفة وبويع لمعاوية بالشام وبيت المقدس فسار معاوية يريد الكوفة وسار الحسن يريده فالتقوا بمسكن من أرض الكوفة فصالح الحسن معاوية وبايع له ودخل معه الكوفة ثم انصرف معاوية عن الكوفة إلى الشام واستعمل على الكوفة المغيرة بن شعبة وعلى البصرة عبد الله ابن عامر ثم جمعهما لزياد وانصرف الحسن إلى المدينة فمات بها
211

ويقال إن امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس سمته
وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وهو يومئذ ابن سبع وأربعين سنة وصلى عليه سعيد بن العاص وهو أمير المدينة
فولد الحسن حسنا أمه خولة بنت منظور بن زبان الفزارية وزيدا وأم الحسن أمهما بنت عقبة بن مسعود البدري وعمر وأمه ثقيفه والحسين الأثرم لأم ولد وطلحة وأمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله
وأم عبد الله لأم ولد
فأما الحسن بن الحسن بن علي فولد عبد الله والحسن وإبراهيم وجعفرا وداود ومحمدا
وكان عبد الله بن الحسن بن الحسن يكنى أبا محمد وكان خيرا فاضلا ورئى يوما يمسح على خفيه فقيل له تمسح فقال نعم قد مسح عمر ابن الخطاب ومن جعل عمر بن الخطاب بينه وبين الله فقد استوثق
وكان مع أبي العباس وكان له مكرما وبه آنسا
وأخرج يوما سفط جوهر فقاسمه إياه وأراه بناء قد بناه وقال له كيف ترى هذا فقال وافر
(أم تر حوشبا أمسى يبنى
* قصورا نفعها لبنى بقيله)
(يؤمل أن يعمر عمر نوح
* وأمر الله يحدث كل ليلة
*
فقال له أتمثل بهذا وقد رأيت صنيعي بك قال والله ما أردت بها سوءا ولكنها أبيات حضرت فإن رأى أمير المؤمنين أن يحتمل ما كان منى قال قد فعلت ثم رده إلى المدينة
212

فلما ولى أبو جعفر ألح في طلب ابنيه محمد وإبراهيم ابني عبد الله فتغيبا بالبادية فأمر أبو جعفر أن يؤخذ أبوهما عبد الله وإخوته حسن وداود وإبراهيم ويشدوا وثاقا ويبعثوا بهم إليه فوافوه في طريق مكة بالربذة مكتفين فسأله عبد الله أن يأذن له عليه فأبى أبو جعفر فلم يره حتى فارق الدنيا فمات في الحبس وماتوا وخرج ابناه إبراهيم ومحمد على أبى جعفر وغلبا على المدينة ومكة والبصرة فبعث إليهما عيسى بن موسى فقتل محمدا بالمدينة وقتل إبراهيم بباخمرا على ستة عشر فرسخا من الكوفة
وإدريس بن عبد الله بن الحسن أخوهما هو الذي صار إلى الأندلس والبربر وغلب عليهما
وأما الحسين بن علي بن أبي طالب فكان يكنى أبا عبد الله وخرج يريد الكوفة فوجه إليه عبيد الله بن زياد عمر بن سعد بن أبي وقاص فقتله سنان بن أبي أنس النخعي سنة إحدى وستين يوم عاشوراء وهو ابن ثمان وخمسين سنة ويقال ابن ست وخمسين سنة وكان يخضب بالسواد
وولد الحسين عليا وأمه بنت مرة عروة بن مسعود الثقفي وعليا الأصغر لأم ولد وفاطمة أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله وسكينة أمها الرباب بنت امرئ القيس الكلبية وفيها يقول الحسين وافر
(لعمرك إنني لأحب دارا
* تحل بها سكينة والرباب
*
فأما فاطمة فإنها كانت عند الحسن بن الحسن بن علي ثم خلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان
213

وأما سكينة فتزوجها مصعب بن الزبير فهلك عنها فتزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حرام فولدت له قرينا وله عقب
ثم تزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان وفارقها قبل أن يدخل بها
ثم تزوجها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها ففعل وماتت بالمدينة في خلافة هشام
هذا قول أبى اليقظان
وقال الهيثم بن عدي حدثني صالح بن حسان وغيره قالوا
كانت سكينة عند عمرو بن حكيم بن حزام ثم تزوجها بعده عمرو بن عثمان بن عفان ثم تزوجها بعده مصعب بن الزبير
وقال ابن الكلبي
أول أزواج سكينة الأصبغ بن عبد العزيز أخو عمر بن عبد العزيز ثم مات عنها بمصر ولم يرها ثم خلف عليها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ثم خلف هليها مصعب بن الزبير ثم خلف عليها عبد الله بن عثمان ابن عبد الله بن حكيم بن حزام فولدت له عثمان الذي يقال له قرين وكانت قد ولدت من مصعب جارية ثم خلف عليها إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف جد إبراهيم بن سعد الفقيه
وأما علي بن الحسين الصغر فليس للحسين عقب إلا منه ويقال إن أمة سندية يقال لها سلافة ويقال غزالة خلف عليها بعد الحسين زبيد
214

مولى الحسين بن علي فولدت له عبد الله بن زبيد فهو أخو علي بن الحسين لأمه
وروى علي بن محمد عن عثمان بن عثمان قال
زوج علي بن الحسين أمه من مولاه وأعتق جارية له وتزوجها فكتب إليه عبد الملك يعيره بذلك فكتب إليه علي قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة قد أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيى وتزوجها وأعتق زيد بن حارثة وزوجه ابنة عمته زينب بنت جحش
وتوفى علي بن الحسين بالمدينة سنة أربع وتسعين ويكنى أبا الحسن ودفن بالبقيع وكان خيرا فاضلا
فولد علي بن الحسين الحسن بن علي ومحمد بن علي وعلي بن علي وعبد الله بن علي أمهم أم عبد الله بنت الحسن بن علي وعمر وزيدا لأم ولد تسمى حيدان وخديجة لأم ولد وأم موسى وأم حسن وأم كلثوم لأمهات أولاد
فأما محمد بن علي فكان يكنى أبا جعفر وكان له فقه ومات بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة
فولد محمد جعفر بن محمد وعبد الله بن محمد أمهما أم فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر
فأما جعفر بن محمد فيكنى أبا عبد الله وإليه تنسب الجعفرية ومات بالمدينة سنة ست وأربعين ومائة وله عقب
وأما عبد الله بن محمد فهو الملقب بدقدق ومات بالمدينة وله عقب
215

وأما عبد الله بن علي بن الحسين بن علي فله عقب
وأما زيد بن علي بن الحسين فكان يكنى أبا الحسن وأمه سندية وخرج في خلافة هشام سنة اثنتين وعشرين ومائة فبعث إليه يوسف ابن عمر الثقفي العباس المرى فرماه رجل منهم بسهم فمات وصلب
فولد زيد يحيى أمه ريطة بنت أبي هاشم بن عبد الله بن محمد بن الحنفية وعيسى وحسينا ومحمدا لأمهات أولاد
فأما يحيى فقتل زمن نصر بن سيار بالجوزجان ولا عقب له
وأما عيسى بن زيد فمات بالكوفة وله عقب منهم أحمد بن عيسى
وأما حسين بن زيد فعمى وكانت بنته ميمونة عند المهدى وله ولد
وأما علي بن علي بن حسين فكان يلقب الأفطس وله عقب
وأما أم موسى بنت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فتزوجها داود بن علي بن عبد الله بن عباس وتزوج أم حسن أختها بعدها وتزوج أختها خديجة محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
وأما محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية فكان يكنى أبا القاسم وتحول إلى الطائف هاربا من عبد الله بن الزبير ومات بها سنة إحدى وثمانين وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة
فولد محمد بن علي بن أبي طالب الحسن وعبد الله وأبا هاشم وجعفرا الأكبر وحمزة وعليا لأم ولد وجعفرا الأصغر وعونا أمهما أم جعفر والقاسم وإبراهيم
216

فأما أبو هاشم فكان عظيم القدر وكانت الشيعة تتولاه فحضرته الوفاة بالشام فأوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وقال له أنت صاحب هذا الأمر وهو في ولدك ودفع إليه كتبه وصرف الشيعة إليه وليس لأبى هاشم عقب
وأما علي وحمزة فلا عقب لهما
وإبراهيم هو الملقب بشعره
وأما القاسم فكان مؤخذا عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدر أن يدخله
وأما عمر بن علي بن أبي طالب فقد حمل عنه الحديث وكان يروى عن عمر بن الخطاب
وولد محمدا وأم موسى أمهما أسماء بنت عقيل بن أبي طالب
فأما محمد فولد عمر وعبد الله وعبيد الله أمهم خديجة بنت علي بن الحسين بن علي وجعفرا أمه أم هاشم بنت جعفر بن جعدة ابن هبيرة المخزومي
ولعمر عقب بالمدينة
وأما العباس بن علي بن أبي طالب فقتل مع الحسين بن علي ابن أبي طالب فولد العباس عبيد الله أمه لبابة بنت عبيد الله ابن عباس وحسنا لأم ولد وله عقب
وأما عبيد الله فقتله المختار ولا عقب له
وأما جعفر بن علي بن أبي طالب فلا عقب له
217

موالى آل أبي طالب
قال أبو محمد
منهم يحيى بن أبي كثير الذي يروى عنه الأوزاعي وكان مولى علي بن أبي طالب ومات يحيى سنة تسع وعشرين ومائة
وقال أيوب السختياني
ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير
وكان ابنه عبد الله بن يحيى يروى عن أبيه
ومنهم أبو أسامة حماد بن أسامة مولى الحسن بن سعد مولى الحسن ابن علي بن أبي طالب فهو مولى مولى توفى بالكوفة سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين سنة
218

أخبار الزبير بن العوام رضي الله عنه
نسب الزبير
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا عبد الله
وكان خويلد قتل في الجاهلية فولد خويلد خديجة وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم وهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعمة الزبير بن العوام بن خويلد أمه من بنى مازن بن منصور
وقتل العوام يوم الفجار
وولد نوفل بن خويلد وكان يقال له أسد قريش وقتله علي بن أبي طالب يوم بدر ولا عقب له
وولد حزام بن خويلد وهو أبو حكيم بن حزام
وكان حكيم يكنى أبا خالد وشهد بدرا مع المشركين فلم يقتل ولم يؤسر ثم أسلم وحسن إسلامه وكان إذا حلف وشدد في اليمين قال والذي نجاني يوم بدر
وولد له عبد الله بن حكيم وهشام بن حكيم وكانت لهشام صحبة ولاعقب له
وأما عبد الله فقتل يوم الجمل مع عائشة فولد عثمان بن عبد الله وولد لعثمان عبد الله بن عثمان زوج سكينة بنت الحسين وولدت له ولدا يسمى قرينا وله عقب
219

وولد العوام بن خويلد الزبير والسائب وأم السائب أيضا صفية بنت عبد المطلب وكان السائب شهد أحدا والخندق وقتل يوم اليمامة وعبد الرحمن وأسود وأصرم ويعلي ولم يعقب أحد منهم غير الزبير
وكان الزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة الذين سموا للجنة وأحد أصحاب الشورى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه حضر فرسه فركب حتى أعيا فرسه فرمى بالسوط
وقتل يوم الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وهو يومئذ ابن أربع وستين سنة
هذا قول الواقدي وقال أبو اليقظان
قتل وهو ابن ستين سنة قتله ابن جرموز بوادي السابع وقبره هناك
حلية الزبير رضي الله عنه
قال الواقدي
كان الزبير رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير إلى الخفة ما هو خفيف اللحية أسمر اللون أشعر وكان لا يغير شيبه
وروى ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه
أن الزبير كان طويلا تخط رجلاه الأرض إذا ركب دابة أزرق أشعر ربما أخذت وأنا غلام بشعر كتفه حتى أقوم
220

ولد الزبير رضي الله عنه
فولد الزبير عبد الله وعاصما وعروة والمنذر وأم الحسن أمهم أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ومصعبا وحمزة ورملة وخالدا وعمرا وعبيدة وجعفرا وخديجة وعائشة وغيرهما تتمة تسع بنات
فأما رملة فكانت عند خالد بن يزيد بن معاوية وفيها يقول طويل
(تجول خلاخيل النساء ولا أرى
* لرملة خلخالا يجول ولا قلبا)
(أحب بنى العوام طرالحبها
* ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا
*
وأما جعفر بن الزبير فكان من فتيان قريش وكان ذا غزل وهو القائل
(ولمجلس القرشي حق واجب
* فانظرن في شأن الكريم الأروع)
(ما تأمرين بجعفر وبحاجة
* يستامها في خلوة وتضرع
*
وله عقب بالمدينة
وأما حمزة بن الزبير فقتل مع عبد الله بن الزبير بمكة ولا عقب له
وأما عمرو بن الزبير فكان يكنى أبا الزبير وكان له قدر وكرم وخالف أخاه عبد الله فقاتله ثم أتاه في جوار عبيدة أخيه فقتله وله عقب وابنه عمرو بن عمرو الذي يقول فيه الحزين الديلي وافر
(لو أن اللؤم مع الثريا
* تناول رأسه عمرو بن عمرو
*
221

وأما عبيدة بن الزبير فهو الذي قال لعمرو بن الزبير حين قاتل عبد الله اقصد معي إليه وأنت في جواري فإن أمنك وإلا رددتك إلى مأمنك فذهب معه فلم يجز عبد الله أمانه وأقص منه حتى مات ولعبيدة عقب
وأما خالد بن الزبير فاستعمله عبد الله على اليمن وله عقب
منهم خالد بن عثمان بن خالد بن الزبير وكان خرج مع محمد الحسنى وأخذه أبو حفص فصلبه
وأما عاصم بن الزبير فمات وهو غلام ولا عقب له
وأما عروة بن الزبير فكان فقيها فاضلا ويكنى أبا عبد الله وأصابته الإكلة في رجله بالشام وهو عند الوليد بن عبد الملك فقطعت رجله والوليد حاضر فلم يتحرك ولم يشعر الوليد أنها تقطع حتى كويت فوجد رائحة الكي وبقى بعد ذلك ثمان سنين واحتفر بالمدينة بئرا يقال لها بئر عروة ليس بالمدينة بئر أعذب منها وهلك في ضيعة له بقرب المدينة سنة ثلاث وتسعين ويقال مات سنة أربع وتسعين وكانت تلك السنة تدعى سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها
فولد عروة ومحمدا ويحيى وعثمان وعمرا وعبد الله ومصعبا وعبيد الله وهشاما وكانت أم هشام بن عروة أمة تسمى سارة
وأما عبد الله بن عروة فكان من أخطب الناس وأبلغهم وكان يشبه بخالد ابن صفوان في البلاغة وقيل له تركت المدينة دار الهجرة فلو رجعت لقيت
222

الناس ولقيك الناس فقال وأين الناس إنما الناس رجلان شامت بنكبة أو حاسد لنعمة
وعمى قبل موته وله عقب بالمدينة
وأما محمد بن عروة فكان من أجمل الناس ولا عقب له من الرجال
وأما عثمان فكان خطيبا جلدا وله عقب بالمدينة
وأما يحيى بن عروة فكان له علم بالنسب وأيام الناس فذكر إبراهيم ابن هشام عامل هشام بن عبد الملك على المدينة فأمر به هشام فضرب فمات بعد الضرب وله عقب بالمدينة
وأما عمرو بن عروة فقتل مع ابن الزبير ولا عقب له
وأما عبيد الله بن عروة فله عقب بالمدينة
وأما هشام بن عروة فكان فقيها وقدم الكوفة أيام أبى جعفر فسمع منه الكوفيون ومات بها سنة ست وأربعين ومائة وله عقب بالمدينة وبالبصرة وكان يكنى أبا المنذر
وأما المنذر بن الزبير فكان يكنى أبا عثمان وكان سيدا حليما وقتل مع ابن الزبير ومن ولده محمد بن المنذر وكان يقال له سيد قريش ويكنى أبا زيد وكان إذا مر في الطريق أطفئت النيران تعظيما له وانقطع يوما قبال نعله فقال برجله هكذا فنزع الأخرى ومضى وتركهما لم يعرج عليهما وهو القائل ما قل سفهاء قوم قط إلا ذلوا وله عقب
223

وأما مصعب بن الزبير فكان يكنى أبا عبد الله ويقال إنه كان يكنى أبا عيسى وكان أجود العرب وولاه أخوه عبد الله العراقين فسار إليه عبد الملك بن مروان ووجه أخاه محمد بن مروان على مقدمته فلقيه مصعب فقاتله فقتل مصعب
فولد مصعب عيسى وعكاشة وعمر وجعفرا وحمزة وسعدا ومصعبا ولقبه حصين ومحمدا
فأما عيسى فقتل مع أبيه ولا عقب له
وأما عكاشة فله عقب بالمدينة وابنه مصعب بن عكاشة قتل يوم قديد
وأما جعفر فتزوج مليكة بنت الحسن بن الحسن بن علي فولدت له نساء وله عقب من غيرها
وأما حمزة فقتل هو وأبنه عمارة يوم قديد وله بالمدينة عقب وكان شرب فأخذه بعض أمراء المدينة فجلده الحد وأقامه للناس
ويوم قديد يوم قتل فيه أبو حمزة الخارجي وكان خرج من اليمن فغلب على مكة والمدينة ثم توجه إلى الشام فقتل
وأما عبد الله بن الزبير فكان يكنى أبا بكر وأبا خبيب ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا
224

هذا قول الواقدي وقال أبو اليقظان
هو أول مولود ولد بالمدينة في الإسلام وبنى الكعبة وجعل لها بابين
وطلب الخلافة فظفر بالحجاز والعراق واليمن ومصر فمكث كذلك تسع سنين فسار إليه الحجاج فحاصره بمكة ثم أصابته رمية فمات منها
وكان بخيلا فقال الشاعر فيه طويل
(رأيت أبا بكر وربك غالب
* على أمره يبغى الخلافة بالتمر
*
وقتل وهو ابن ثلاث وستين سنة وصلب حيث أصيب
فولد عبد الله حمزة وخبيبا وثابتا وموسى وعبادا وقيسا وعامرا وعبد الله وبنات
225

فأما حمزة فكان أجود العرب وكان عامل أبيه على البصرة وله عقب بالمدينة
وأما خبيب فكان عقيما
وأما ثابت فكان بذيا لسنا بئيسا وله عقب ومن ولده الزبير ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت عامل هارون الرشيد على المدينة واليمن
وأما موسى فله عقب بالمدينة منهم صديق بن موسى بن عبد الله ابن الزبير وكان من سروات قريش
وأما عباد فله ولد بالمدينة
وقيس لا عقب له
وأما عامر بن عبد الله فكان أعبد من أهل زمانه وكان لا يزوج بناته وهو الذي سرقت نعله فحلف إلا يشتري نعلا مخافة أن يسرقها مسلم فيأثم في سرقته
وأما عبد الله بن عبد الله فكان أشبه القوم بأبيه
وزوج عبد الله بن الزبير بناته من بنى أخيه
موالى الزبير وآله
البهى الذي يروى عن عائشة هو مولى الزبير اسمه عبد الله ابن يسار ويكنى أبا محمد ونزل الكوفة فروى عنه الكوفيون
226

ومنهم حميد الأعرج القارئ وهو حميد بن قيس مولى آل الزبير وكان قارئ أهل الكوفة كثير الحديث فارضا حاسبا وقرأ على مجاهد
وأخوه عمر بن قيس يضعف في الحديث وكان مرة عبث بمالك ابن أنس فقال مرة يخطئ ومرة لا يصيب وذلك عند والى مكة فقال له مالك هكذا الناس ولم يفهمها وإنما
تغفله ثم نبه مالك على ذلك فقال لا أكلمه أبدا
وأما أبو الزبير الذي يروى عن جابر واسمه محمد بن مسلم فإنه مولى حكيم بن حزام بن خويلد ابن عم الزبيري
227

أخبار طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
نسب طلحة
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
ويكنى أبا محمد وكان يقال له طلحة الخير وطلحة الفياض وطلحة الطلحات
وليس هو طلحة الطلحات الذي يقال فيه وافر
(رحم الله أعظما دفنوها
* بسجستان طلحة الطلحات
*
بل ذلك من خزاعة
وكان طلحة من المهاجرين الأولين ومن العشرة المسمين للجنة وأحد أصحاب الشورى ولم يحضر يوم التشاور وكان غائبا وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ووقاه بيده يومئذ من ضربة قصد بها فشلت يده فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوجب طلحة
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن أبي وقاص وكان شديدا على عثمان بن عفان
228

وأمه الصعبة بنت الحضرمي و كانت قبل أن تكون عند عبيد الله تحت أبي سفيان بن حرب فطلقها ثم تتبعتها لنفسه فقال متقارب
(إني وصعبه فيما يرى
* بعيدان و الود ود قريب)
(فإن لم يكن نسب ثاقب
* فعند الفتاة جمال وطيب)
(فيا لقصى ألا واعجبوا
* للوبر صار الغزال الربيب
*
و لما قدم البصرة لقتال علي شهد يوم الجمل فنظر إليه مروان ابن الحكم وكان يحقد عليه ما كان منه من أمر عثمان رضي الله عنه فرماه بسهم فأصاب ساقه فشكها بجنب الفرس فاعتنق هادية يعنى عنق الفرس وقال تالله ما رأيت مصرع أشياخ أضيع ومات فدفن بقنطرة قرة
ثم رأت عائشة ابنته بعد موته بثلاثين سنة في المنام أنه يشكو إليها النز
فاستخرج طريا وتولى إخراجه عبد الرحمن بن سلامة التيمي ودفن في داره في الهجريين بالبصرة فقبره هناك مشهور
وكان لطلحة أخوان عثمان بن عبيد الله ومالك بن عبيد الله
فاما عثمان فكان له قدر في قريش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأخذ طلحة وأبا بكر فقرنهما بحبل فلذلك سميا القريين وقال بعض آل الزبير في رجل من ولد طلحة ولده أبو بكر
229

(يا طلح بابن القرينين اللذين هما
* مع النبي أذلا كل جبار)
(هذا المسمى بفعل الخير نافلة
* دون الأنام وهذا صاحب الغار
*
ولعثمان عقب ولمالك أيضا عقب بمكة
سن طلحة زحليته رضي الله عنه
اختلفوا في سن طلحة
فقال أبو اليقظان
قتل وهو ابن ستين سنة
وقال الواقدي
قتل وهو ابن أربع وستين سنة في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين
وروى عن بعض ولده أنه قتل وهو ابن اثنتين وستين وسنة
واختلفوا في حليته فقال بعضهم
كان آدم كثير الشعر ليس بالسبط ولا بالجعد القطط حسن الوجه دقيق العرنين إذا مشى أسرع وكان لا يغير شيبه
وقال موسى بن طلحة
كان أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا وهو إلى القصر أقرب رحيب الصدر عريض المنكبين إذ التفت التفت جميعا ضخم القدمين لا أخمص لهما وإذا كان الرجل لا أخمص لقدميه فهو أرح
230

وروى الفضل بن دكين عن قيس بن الربيع عن عمران ابن موسى بن طلحة عن أبيه قال
كان في يد طلحة خاتم من فضة فصه ياقوتة حمراء وكانت غلته كل يوم ألف درهم واف
ولد طلحة بن عبيد الله
ولد طلحة عشرة بنين وأربع بنات لأمهات مختلفات منهم محمد ابن طلحة وأمه حمنة بنت جحش وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم وكان عابدا يقال له السجاد ويكنى أبا لقاسم وشهد يوم الجمل فنهى عنه على فقال إياكم وصاحب البرنس فقتله رجل وأنشأ يقول طويل
(وأشعث قوام بآيات ربه
* قليل الأذى فيما ترى العين مسلم)
(شككت له بالرمح حضنى قميصه
* فخر قتيلا لليدين وللفم)
(على غير شيء غير أن ليس تابعا
* عليا ومن لا يتبع الحق يندم)
(يناشدني حم والرمح شاجر
* فهلا تلا حم قبل التقدم
*
231

فولد محمد بن طلحة إبراهيم وكان أصلع أعرج سيدا يسمى أسد الحجاز واستعمله عبد الله بن الزبير على خراج الكوفة ومات بمكة وهو محرم
فمن ولد إبراهيم عمران ويعقوب ابنا إبراهيم وأمهما بنت إسماعيل ابن طلحة وأمها لبابة بنت عبد الله بن العباس
وولد عمران محمد بن عمران قاضي المدينة لأبى جعفر وكان بخيلا وهو القائل حين عوتب في البخل إني لا أجمد عن الحق ولا أذوب في الباطل
ومنهم عمران بن طلحة وأمه حمنة وكانت عنده أم كلثوم بنت الفضل بن العباس ولا عقب له
ومنهم عيسى بن طلحة وكان ناسكا بخيلا وفد إلى عبد الملك بن مروان فكلمه في عزل الحجاج بن يوسف مع عمر بن عبد الرحمن بن عوف حتى عزله عن الحجاز وتوفى في خلافة عمر بن عبد العزيز وله عقب
ومنهم يحيى بن طلحة وكان من خيار ولد طلحة وكان ابنه إسحاق ابن يحيى بن طلحة يروى عنه الفقه وأم إسحاق بن يحيى أم إياس بنت أبي موسى الشعري
ومنهم إسماعيل بن طلحة وكان سريا وكانت عنده لبابة بنت عبد الله ابن عباس
ومنهم إسحاق بن طلحة وكان معاوية استعمله على خراسان شريكا لسعيد بن عثمان بن عفان ومات بالري ولولده عدد
ومنهم يعقوب بن طلحة قتل يوم الحرة وله عقب
ومنهم أبو يعرة عامل أبى جعفر على البحرين
232

ومنهم موسى بن طلحة وكان من خيار ولده وله قدر ونبل ومات بالكوفة سنة أربع ومائة وكان يكنى أبا عيسى وكان يشد أسنانه بالذهب ويخضب بالسواد وابنه محمد بن موسى كانت أمه بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
ووجهه عبد الملك بن مروان إلى شبيب الخارجي فقتله شبيب وعمران بن موسى أمه أم ولد وكان سخيا وله عقب
ومنهم زكريا بن طلحة وأمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وأخته لأبيه وأمه عائشة بنت طلحة وكان سخيا وله عقب
ومنهم صالح بن طلحة أمه تغلبية
ومن بناته
أم إسحاق بنت طلحة وكانت تحت الحسن بن علي فولدت له طلحة ابن الحسن وهلك وهو صغير ثم تزوجها الحسين بن علي فولدت له فاطمة بنت الحسين وهي أم عبد الله بن الحسن ثم تزوجها عبد الله ثم تزوجها عبد الله ابن محمد بن أبي عتيق فولدت له أمية
ومن بناته أيضا عائشة بنت طلحة وتزوجها عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي بكر ثم تزوجها مصعب بن الزبير فأعطاها ألف ألف درهم فقال أنس بن زنيم الديلي لأخيه كامل
(أبلغ أمير المؤمنين رسالة
* من ناصح لك لا يريد خداعا)
(بضع الفتاة بألف ألف كامل
* وتبيت سادات الجيوس جياعا
* لو لأبى حفص أقول مقالتي
* وأقص شأن حديثهم لارتاعا
*
233

يعنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما قتل مصعب تزوجها عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ولم تلد إلا ل عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي بكر
ومن بناته الصعبة لأمة ومريم لأمة
موالى طلحة رضي الله عنه
من مواليه مسلم بن يسار وكان لا يفضل عليه أحد في زمانه وكان إذا غضب واشتد غضبه قال فرق الله بيني وبينك فإذا قالها علموا أنه لم يبق بعد ذلك شئ
وكان يقول إني لأكره أن أمس فرجى بيميني وأنا أرجو أن آخذ بها كتابي ومر بمسجد وأذن المؤذن فرجع فقال له المؤذن ما ردك قال أنت رددتني
وكان لا يلعن شيئا فإذا غضب على البهيمة قال أكلت سما قاضيا
وتوفي سنة مائة أو أحدى ومائة
وابنه عبد الله بن مسلم بن يسار وقد روى عنه
ومن موالى طلحة بن عبيد الله أيضا أبو نعيم الفضل بن دكين بن حماد المحدث كان يروى عن الأعمش والثوري وتوفي بالكوفة سنة تسع عشرة ومائتين
وأما حميد الطويل فهو مولى طلحة الطلحات لا طلحة بن عبيد الله التيمي
234

أخبار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
نسب عبد الرحمن بن عوف
قال أبو محمد
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
وكان اسمه في الجاهلية عبد الحارث ويقال عبد عمرو فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وقتل أبوه عوف في الجاهلية بالغميصاء قتله بنو جذيمة
وكانت أمه تسمى الشفاء وهي زهرية أيضا
وكان لعبد الرحمن إخوة أحدهم عبد الله بن عوف من سروات قريش وابنه طلحة بن عبد الله بن عوف وله عقب بالمدينة والآخر الأسود بن عوف وكانت له صحبة ووجده عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمكة شاربا فأمر به فجلد الحد وشهد يوم الجمل مع عائشة فقتل وله عقب
وكان عبد الرحمن يكنى أبا محمد وهو أحد العشرة الذين سموا للجنة وأحد الستة الذين ذكروا للشورى وكان به برش فرخص له النبي صلى الله عليه وسلم في لبس الحرير لذلك
235

قال الواقدي
ولد عبد الرحمن بن عوف بعد الفيل بعشر سنين ومات سنة اثنتين وثلاثين هو يومئذ ابن خمس وسبعين سنة
قال أبو اليقظان
مات في خلافة عثمان وقسم ميراثه على ستة عشر سهما فبلغ نصيب كل امرأة له ثمانين ألف درهم وأعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا وأوصى أن يصلي عليه عثمان
حلية عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
قال الواقدي
كان رجلا طويلا حسن الوجه رقيق البشرة فيه جنأ أبيض مشربا حمرة لا يغير رأسه ولا لحيته
وقالت سهلة بنت عاصم بن عدي
كان أعين أفنى طويل الثنيتين العليين ربما أدمى بهما شفته جدا له جمة أسفل من أذنيه أعنق تنظر إلى صورة وجهه كأن فيها حباب الماء ضخم الكفين غليظ الأصابع
236

ولد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
فولد عبد الرحمن محمدا وإبراهيم وحميدا وزيدا أمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأبا سلمة الفقيه أمة تماضر بنت الأصبغ الكلبية ومصعبا أمة يمانية وسهيلا أمه يمانية وعثمان والمسور وعمر وغيرهم وبنات
فأما محمد بن عبد الرحمن فكان شديد الغيرة وولد عبد الواحد وله عقب
وأما إبراهيم بن عبد الرحمن فكان سيد القوم وكان قصيرا وتزوج سكينة بنت الحسين فلم يرض بذلك بنو هاشم فخلعت منه وكان يكنى أبا إسحاق ومات سنة ست وتسعين وهو ابن خمس وسبعين سنة
فولد إبراهيم سعد بن إبراهيم أمه بنت سعد بن أبي وقاص وكان قاضى المدينة زمن هشام وله عقب وقال فيه موسى شهوات خفيف
(يتقى الناس فحشه وأذاه
* مثل ما يتقون بول الحمار)
(لاتغرنك سجدة بين عينيه حذارى منها ومنها فرارى
*
وذكر أنه جلد رجلا دخل عليه فقال له الرجل في أي شئ جلدتنى فقال في السماجة فقال قائل بالمدينة في ذلك
(جلد الحاكم سعد
* ابن سلم في السماجه)
(فقضى الله لسعد
* من أمير كل حاجه
*
237

وتوفي سعد بالمدينة سنة سبع وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وابنه إبراهيم بن سعد أبو إسحاق كان ببغداد على بيت المال وكان عسرا في الحديث ومات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة
وأما حميد بن عبد الرحمن فكان له مال وجاه وحمل عنه الحديث وكان يكنى أبا عبد الرحمن ومن ولده عبد الرحمن بن حميد وكان من سروات قريش بالمدينة ومات بالمدينة سنة خمس وتسعين وهو ابن ثلاث وسبعين سنة
وقال بعضهم
مات سنة خمس ومائة
وأما أبو سلمة بن عبد الرحمن فكان فقيها يحمل عنه الحديث
واسمه عبد الله وابنه عمر بن أبي سلمة قتله أبو جعفر بالشام وكان عمر مع بنى أخت له من بنى أمية فقتله معهم
ومات أبو سلمة سنة أربع وتسعين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة
ويقال إنه مات سنة أربع ومائة
وأما مصعب بن عبد الرحمن فكان شجاعا
وقال عبد الملك لرجل من أهل الشام أي فارس لقيته قط أشد
قال مصعب
وقتل مع ابن الزبير وكان قبل ذلك مع مروان بن الحكم على شرطته في المدينة وفيه يقول ابن قيس الرقيات مجزوء الخفيف
(حال دون الهوى ودون
* سرى الليل مصعب)
(وسياط على أكف
* رجال تقلب
*
238

وقال الواقدي
قتل مصعب بن عبد الرحمن من أصحاب الحصين بن نمير بيده خمسة ثم رجع وسيفه منحن وهو يقول بسيط
(إنا لنوردها بيضا ونصدرها
* حمرا وفيها انحناء بعد تقويم
*
وكان الواقدي يذكر أنه توفى ولم يقتل
وأما سهيل بن عبد الرحمن فكان تزوج الثريا امرأة من بنى أمية الصغرى وهي التي يشبب بها عمر بن أبي ربيعة فقال خفيف
(أيها المنكح الثريا سهيلا
* عمرك الله كيف يلتقيان)
(هي شامية إذا ما استقلت
* وسهيل إذا استقل يماني
*
ولسهيل عقب بالمدينة منهم عتير بن سهيل وكان صاحب شراب وفيه يقول الشاعر طويل
(إذا أنت نادمت العتير وذا الندى
* جبيرا وعاطيت الزجاجة خالدا
*
وجبير هو ابن أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم وخالد هو ابن أبي أيوب الأنصاري
وأما عمر بن عبد الرحمن فكان من جلداء قريش وهو أحد من عمل في أمر الحجاج بن يوسف حتى عزله عبد الملك عن المدينة
239

ومن ولده محمد بن عبد العزيز قاضي أبي جعفر على المدينة وله عقب
وأما زيد بن عبج الرحمن فلا عقب له
وأما المسور بن عبد الرحمن فقتل يوم الحرة
وأما عثمان بن عبد الرحمن فله عقب بالبصرة
240

أخبار سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
نسب سعد
قال أبو محمد
هو سعد بن مالب بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ويكنى أبا إسحاق
وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس وله أخوان عتبة وعمير
فاما عتبة فمن ولده هاشم بن عتبة المرقال وكان أعور وكان مع علي يوم صفين وكان من أشجع الناس وهو القائل رجز
(أعور يبغى أهله محلا
* قد عالج الحياة حتى ملا)
(لا بد أن يغل أو يغلا
*
وأما عمير بن أبي وقاص فاستشهد يوم بدر
وكان سعد أحد العشرة الذين سموا للجنة وأحد أصحاب الشورى
وكان أرمى الناس ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم استجب دعوته وسدد رميته وجمع له النبي صلى الله عليه وسلم أبويه فقال أرم سعد فداك أبي وأمي وقال هذا خالي فليأت كل رجل بخاله
وولاه عمر بن الخطاب الكوفة وكان على الناس يوم القادسية وكان به علة من جراح كانت به فلم يشهد الحرب واستخلف خليفة ففتح الله على المسلمين فقال رجل من بجيلة
241

* ألم تر أن الله أظهر دينه
* وسعد بباب القادسية معصم
* فأبنا وقد آمت نساء كثيرة
* ونسوه سعد ليس منهن أيم
*
فقال سعد اللهم أكفنا يده ولسانه فأصابته رمية فخرس ويبست يده ثم شكا أهل الكوفة سعدا فعزله عمر ثم ولاه عثمان بعده الكوفة ثم عزله
واستعمل عليها الوليد بن عقبة فلما قدم عليه قال سعد للوليد يا أبا وهب أكست بعدنا أم حمقنا بعدك فقال الوليد ما كسنا يا أبا إسحاق ولا حمقت ولكن القوم استأثروا
ومات ف يقصرة بالعقيق على عشرة أميال من المدينة ودفن بالبقيع مع أصحابه وكانت ة فاته سنة خمس وخمسين وهو آخر العشرة موتا وصلى عليه مروان ابن الحكم وكان يومئذ وإلى المدينة لمعاوية وبلغ من السن بضعا وسبعين سنة أو بضعا وثمانين سنة وكان يقول أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة
242

حلية سعد رضي الله عنه
قال الواقدي
قالت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان أبى رجلا قصيرا دحداحا غليظا ذا هامة شئن الأصابع
وقال عامر بن سعد
كان سعد جعد الشعر أشعر الجسد أدهم طويلا وذهب بصرة في آخر عمره
ولد سعد
فولد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عمر ومحمدا وعامرا وموسى ومصعبا وعائشة وغيرهم من البنين والبنات
فأما عمر بن سعد فهو قاتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وكان عبيد الله بن زياد وجهه لقتاله
فلما كان أيام المختار بن أبي عبيد بعث إلى عمر بن سعد أباه عمرة
مولى بجيلة فقتله وحمل رأسه إليه وعنده حفص بن عمر بن سعد فقال له
243

المختار أتعرف هذا الرأس قال نعم هذا رأس أبى حفص قال المختار فألحقوا حفصا بأبى حفص فقتل ولعمر عقب بالكوفة
وأما محمد بن سعد فخرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج صبرا وكان ابنه إسماعيل بن محمد بن سعد من فقهاء قريش وذوى النبل منهم
وأما عامر بن سعد فكان يروى عنه الحديث ومات سنة أربع ومائة
وأما مصعب بن سعد فذكروا أنه بكى عند موت أبيه فقال له ما يبكيك يا بنى إني أقسم على ربي ألا يعذبني
ومات مصعب سنة ثلاث ومائة وقد روى عنه الحديث
وأما موسى بن سعد فله عقب منهم نجاد بن موسى
244

أخبار سعيد بن زيد رضي الله عنه
نسب سعيد
قال أبو محمد
هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن قرط بن رباح بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه ابن عم أبيه
وكان نفيل بن عبد العزى ولد عمرو بن نفيل والخطاب بن نفيل
وأم الخطاب امرأة من فهم فتزوج عمرو بن نفيل امرأة أبيه بعد موت أبيه فولدت له زيد بن عمرو فأمه أم الخطاب وكان زيد رغب عن عبادة الأوثان وطلب الدين حتى وقع على رجل بالجزيرة فوصف له دين إبراهيم عليه السلام وقال ارجع إلى بلادك فقد دنا خروج نبي فإذا خرج فاتبعه فبقى زيد حتى لقى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه حديثه وقال قد رجعت فما أرى شيئاص وذلك قبل أن يوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى الشام فقتله النصارى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه يبعث أمة وحده يوم القيامة وله يقول ورقة بن نوفل طويل
(رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما
* تجنبت تنورا من النار حاميا
*
وزيد بن عمرو هو القائل في الجاهلية طويل
(أسلمت وجهي لمن أسلمت
* له المزن تحمل عذبا زلالا)
245

فولد زيد سعيد بن زيد وعاتكة بنت زيد
فأما عاتكة فكانت عند عبد الله بن أبي بكر ثم خلف عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم خلف عليها الزبير
وأما سعيد بن زيد فكان يكنى أبا الأعور وكان من المهاجرين الأولين وأسلم قبل عمر وهو أحد العشرة الذين سموا للجنة وبقى إلى خلافة معاوية وعقبه بالكوفة كثير وكانت له بنت عند الحسن بن الحسن بن علي أبن أبى طالب وبنت عند المنذر بن الزبير بن العوام وبنت عند عاصم ابن المنذر
ومن ولده محمد بن عبد الله بن سعيد كان يقول الشعر وهو القائل ليزيد بن معاوية يوم الحرة خفيف
(لست منا وليس خالك منا
* يا مضيع الصلاة للشهوات))
حلية سعيد رضي الله عنه
قال الواقدي
كان سعيد بن زيد رضي الله عنه رجلا آدم طويلا أشعر
وتوفي سنة إحدى وخمسين وهو يومئذ ابن بضع وسبعين سنة وقبره بالمدينة ونزل في قبره سعد بن أبي وقاص
وقال غيره كان ممن سكن الكوفة وقبره بها
246

أخبار أبى عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
قال أبو اليقظان
هو أبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح ونسب إلى جده واسمه عامر وهو من بنى الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
وبنو فهر هم قريش ومن فهر تفرقت قبائلها
وأمه من بنى الحارث بن فهر وقد أسلمت وتزوجها أبو عبيدة في الإسلام
والحارث بن فهر من المطيبين وأبو عبيدة من عظماء أصحاب رسو الله صلى الله عليه وسلم
وقال رسو الله صلى الله عليه وسلم لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
وقال أبو بكر الصديق يوم سقيفة بنى ساعدة رضيت لكم أحد صاحبي أبا عبيدة أو عمر أما أبو عبيدة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح وأما عمر فسمعته يقول اللهم أيد هذا الدين بعمر أو بأبى جهل ومات أبو عبيدة بالشام في طاعون عمواس ولا عقب له
247

حلية أبى عبيدة رضي الله عنه
قال الواقدي
كان أبو عبيدة رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أجنأ أثرم الثنيتين وكان يخضب بالحناء والكتم
وقال غيره
كان سبب ثرمه أنه انتزع نصالا من جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بثنيتيه فسقطتا فما رئى أهتم كان أحسن من أبى عبيدة ابن الجراح
والأهتم هو الأثرم
وحكى الواقدي عن رجل من قومه
أنه شهد بدرا وهو ابن إحدى وأربعين سنة ومات سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وخمسين
248

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
كان عبد الله بن مسعود من هذيل ورهطه منهم بنو عمرو بن الحارث ابن تميم بن سعد بن هذيل وكان من حلفاء بنى زهرة ويكنى أبا عبد الرحمن وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وبيعة الرضوان وجميع المشاهد وكان على قضاء الكوفة وبيت مالها لعمر وصدرا من خلافة عثمان ثم صار إلى المدينة فتوفى بها سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن بضع وستين سنة ودفن بالبقيع
حلية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وكان رجلا نحيفا قصيرا يكاد الجالس يواريه من قصره وكان شديد الأمة وله شعر يبلغ ترقوته يجعله وراء أذنيه وكان لا يغير شيبه وكان يتختم بالحديد
ولد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
ومن ولد عبد الله بن مسعود عبد الرحمن بن عبد الله وعتبة بن عبد الله وأبو عبيدة بن عبد الله
فأما عبد الرحمن فولد القاسم بن عبد الرحمن وكان على قضاء الكوفة ومعن بت عبد الرحمن وولد معن القاسم بن معن وكان على قضاء الكوفة ولم يرتزق شيئا حتى مات وكان عالما بالفقه والحديث والشعر والنسب وأيام الناس وكان يقال له شعبى زمانه
وأما عتبة بن عبد الله فله عقب منهم أبو عميس عتبة ابن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ومات ببغداد وأخوه عبد الرحمن المسعودي اختلط في آخر عمره ومات ببغداد وهو المسعودي الأكبر وأما الأصغر فهو عبد الملك بن أبي عبيدة
249

عتبه بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وكان لعبد الله أخ يقال له عتبه بن مسعود لأبويه وكان قديم الاسلام ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ومات في خلافه عمر بن الخطاب وكان له ابن يقال له عبد الله ويكنى أبا عبد الرحمن ينزل الكوفة وتوفي بها في خلافة عبد الملك بن مروان وكان كثيرالحديث والفتيا فقيها
ومن ولده عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وكان عالما وهو الذي يروى عنه الزهري وكان الزهري يقوم له إذا خرج فلما ظن أنه استنفد ما عنده لم يقم له فقال له انك في العزاز فقم العزاز ما غلظ من الأرض يقول انك بعد في الأطراف ومات سنة ثمان وتسعين
ومن ولده عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وكان زاهدا عالما وكان أول أمره يقول بالإرجاء ثم رجع عن ذلك فقال وافر
(وأول ما نفارق غير شك
* نفارق ما يقول المرجئونا)
250

(وقالوا مؤمن دمه جلال
* وقد حرمت دماء المؤمنينا)
(وقالوا مؤمن من أهل جور
* وليس المؤمنون بجائرينا
*
وكان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز وله يقول جرير بسيط
(يا أيها القارئ المرخي عمامته
* هذا زمانك اني قد خلا زمني)
(أبلغ خليفتنا ان كنت لاقيه
* اني لدي الباب كالمشدود في قرن)
ولعون كلام كثير بليغ حسن وأوصى ابنه بوصية طويلة أولها يا بني كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين ونزاهة
وعوتب أخوه عبيد الله في قول الشعر فقال لا بد للمصدور من أن ينفث
251

أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
قال أبو اليقظان
اسمه جندب بن السكن ولقبه برير
وقال الواقدي
اسمه برير بن جنادة
وقال آخرون
جندب بن جنادة
قال وحدثني أبو الخطاب قال حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد قال أخبرنا عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن حنش بن المعتمر قال
جئت و أبو ذر آخذ بحلقه باب الكعبة وهو يقول أنا أبو ذر الغفاري من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا
252

وهو من غفار وغفار قبيلة من كنانة وهو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة
وأسلم أبو ذر بمكة ولم يشهد بدرا ولا أحدا ولا الخندق لأنه حين أسلم رجع إلى بلاد قومه فأقام فيها حتى مضت هذه المشاهد ثم قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عثمان سيره إلى الزبذة فمات بها سنة اثنتين وثلاثين وليس له عقب
وعبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر ويكنى أبا نصر
253

معاذ بن جبل رضي الله عنه
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس عائذ بن عدي وهو من الخزرج ويكنى أبا عبد الرحمن
وأمه هند بنت سهل من جهينة وأخوه لأمه عبد الله بن جرير بن قيس بدري
قال بعضهم لم يولد له قط
وقال آخرون كان له من الولد أم عبد الله وهي من المبايعات وابنان أحدهما عبد الرحمن ولم يسم الآخر وهلك هو وابناه في طاعون عمواس بعد أبى عبيدة بن الجراح ولا عقب له وكانت وفاته بناحية الأردن
واختلفوا في سنه
فروى عن سعيد بن المسيب أنه قال
مات معاذ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة
وقال الواقدي
شهد معاذ بدرا وهو ابن عشرين سنة أو إحدى وعشرين سنة ومات سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة
واختلفوا في لونه
قال الواقدي
كان أبيض طوالا حسن الشعر عظيم العينين جعدا قططا من أجمل الرجال
وقال غيره كان آدم جميلا براق الثنايا
254

عبادة بن الصامت رضي الله عنه
هو عبادة بن الصامت بن قيس من الخزرج ويكنى أبا الوليد وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة خزرجية وكان عبادة أحد النقباء الأثنى عشر وشهد بدرا والمشاهد كلها وشهد العقبة مع السبعين وأخوه أوس بن الصامت شهد بدرا وهو أول من ظاهر في الإسلام وكان به لمم فلاحى أمرأتة خولة في بعض صحواته فقال أنت على كظهر أمي ثم ندم القصة
وكان عبادة طويلا جميلا جسيما وتوفي بالرملة من الشام سنة أربع وثلاثين وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة
وابنه الوليد بن عبادة ولد في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان بالشام وكان ثقة قليل الحديث وله عقب
255

عمار بن ياسر رضي الله عنه
هوعمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن عنس وعنس بطن من مذحج من اليمن رهط العنسي الكذاب المتنبي
وهم إخوة مراد من مذحج وسعد العشيرة من مذحج
وكان ياسر قدم من اليمن وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي وزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وأبنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالإسلام فأسلم ياسر وعمار وسمية وأخوه عبد الله ابن ياسر وخلف على سمية بعد ياسر الأزرق وكان غلاما روميا للحارث بن كلدة وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت سمية للأزرق سلمة بن الأزرق وهو أخو عمار لأمه ثم ادعى ولد سلمة أنهم من غسان وأنهم حلفاء لبنى أمية وشرفوا بمكة
وتزوج الأزرق وولده في بنى أمية وكان لهم منهم أولاد
وسمية أم عمار أول شهيدة استشهدت في الإسلام وجأها أبو جهل بحربة فماتت
وشهد عمار صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتل ودفن هناك وصلى عليه علي ولم يغسله وكبر عليه أربعا
256

وحدثني الزيادي قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال حدثنا ربيعة ابن كلثوم بن جبر قال حدثني أبي قال حدثني أبو الغادية قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
قال أبو الغادية
وسمعت عمارا يذكر عثمان في المسجد قال وكان يدعى فينا جبانا ويقول إن نعثلا هذا يفعل ويفعل ويعيبه فلو وجدت عليه أعوانا يومئذ لوطئته حتى أقتله فبينما أنا يوم صفين إذا به أول الكتيبة فطعنه رجل في ركبته فانكشف المغفر عن رأسه فضربت رأسه فإذا رأس عمار قد ندر قال أبى فما رأيت شيخا أضل منه يروى أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما قال ثم ضرب عنق عمار
257

قال الواقدي
كان عمار رجلا آدم طويلا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين يكنى أبا اليقظان
وقال غيره
وقطعت أذن عمار يوم اليمامة وقتل سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة
وكان لعمار ابن يقال له محمد بن عمار قد روى عنه
وسعد القرظ مولى عمار كان يؤذن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر بقباء فلما ولى عمر أنزله المدينة فكان يؤذن في مسجد رسول اله صلى الله عليه وسلم فولده إلى اليوم يؤذنون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
258

سعد بن عبادة رضي الله عنه
هو سعد بن عبادة بن دليم من بنى ساعدة من الخزرج ويكنى أبا ثابت وكان يكتب في الجاهلية ويحسن العوم والرمي وكان يسمى الكامل ولم يشهد بدرا لأنه كان نهش ثم شهد المشاهد كلها
وخرج إلى الشام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفى بحوران لسنتين ونصف من خلافة عمر وكان سبب موته أنه جلس يبول في نفق فلدغ فمات من ساعته واخضر جلده
وقال رجل من ولده ما علمنا بموته بالمدينة حتى بلغنا أن غلمانا سمعوا قائلا يقول في بئر يقول مجزوء المديد
(قد قتلنا سيد الخز
* رج سعد بن عيادة)
(ورميناه بسهمين
* فلم نخط فؤاده
*
ويقال إنه نهش وهو الصحيح
ومن ولده قيس بن سعد ويكنى أبا عبد الملك وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث وتوفى بالمدينة في آخر خلافة معاوية
وسعيد بن سعد كانت تحته بنت أبي الدرداء وله منها أولاد
259

زيد بن ثابت رضي الله عنه
هو زيد بن ثابت بن الضحاك من الأنصار أحد بنى غانم بن مالك بن النجار ويكنى أبا سعيد ويقال كان يكنى أبا عبد الرحمن
قتل أبوه في وقعة بعاث وهو ابن ست سنين وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن إحدى عشرة سنة وكان آخر عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن على مصحفه وهو أقرب المصاحف من مصحفنا وقد كتب زيد لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ومات سنة خمس وأربعين وصلى عليه مروان
وكان له أخ يقال له يزيد بن ثابت
وابنه خارجة بن زيد ويكنى أبا زيد قال رأيت في المنام كأني بنيت سبعين درجة فلما فرغت منها تهورت وهذه السنة لي سبعين سنة قد أكملتها فمات فيها وهي سنة مائة بالمدينة
وقتل لزيد بن ثابت يوم الحرة سبعة أولاد لصلبه وله عقب بالمدينة
260

أبي بن كعب رضي الله عنه
وهو من الأنصار ويكنى أبا المنذر وكان يكتب في الجاهلية وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وكان دحداحا أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه
واختلف في وقت موته فقال قوم مات في خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين فقال عمر اليوم مات سيد المسلمين
وقال آخرون مات سنة ثلاثين في خلافة عثمان
وكان له أولاد منهم الطفيل بن أبي ومحمد بن أبي
261

المقداد بن الأسود رضي الله عنه
قال أبو اليقظان
هو المقداد بن عمر بن ثعلبة من اليمن
وكان الأسود بن عبد يغوث بن عبد مناف بن زهرة ادعاه لأنه كان حليفا له فنسب إليه ثم رجع إلى نسبه
وكان فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وكانت تحته ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم
وكان رجلا طوالا آدم ذا بطن كثير شعر الرأس يصفر لحيته أعين مقرونا أقنى ويكنى أبا معبد ومات بالجرف فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة سنة ثلاثين وهو
ابن سبعين سنة أو نحوها
262

حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
قال أبو اليقظان
هو حذيفة بن حسل بن جابر ويكنى أبا عبد الله وكان حسل يلقب اليمان
قال وهو من بنى عبس وعداده في بنى عبد الأشهل
وأسلم من بنى عبس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عاشرهم اليمان وأخطأ به المسلمون يوم أحد فقتلوه وحذيفة يقول أبى أبى
وقال غيره
هو حذيفة بن حسل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وجروة هو اليمان وكان أصاب دما في قومه فهرب إلى المدينة وحالف بنى عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية
وروى أشعث عن الحسن أنه قال
كان حذيفة رجلا من علس فخيره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن شئت كنت من المهاجرين وإن شئت كنت من الأنصار فقال من الأنصار قال فأنت منهم
ولحذيفة عقب في لأنصار ولم يشهد حذيفة بدرا وأخوه صفوان بن اليمان شهد أحدا ولم يشهد بدرا
وهلك حذيفة بالكوفة بعد مقتل عثمان
وقال الواقدي
مات بالمدائن سنة ست وثلاثين وجاءه نعى عثمان بن عفان ولم يدرك الجمل وكان الجمل لعشر ليال خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين
وأخته ليلى بنت اليمان أم سلمة بن ثابت بن وقش وأخته فاطمة بنت اليمان
263

صهيب بن سنان رضي الله عنه
هو صهيب بن سنان بن مالك بدري وجميع المدنيين يثبتون نسبه في النمر ابن قاسط وأمه سلمى من مازن تميم
وقال بعضهم كان أبوه سنان بن مالك عاملا لكسرى على الأبلة وكانت منازلهم بأرض الموصل وما يليها من الجزيرة فأغارت الروم على تلك الناحية فسبوا صهيبا وهو غلام صغير فنشأ في الروم فابتاعته كلب منهم ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان
ويقال إن ابن جدعان اعتقه وبعث به إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ويقول ولده إنه هرب من الروم فقدم مكة فحالف عبد الله ابن جدعان
قال وحدثني زياد بن يحيى قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا يونس عن الحسن قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبشة
264

وقال الواقدي
كان صهيب رجلا أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل ولا بالقصير وهو إلى القصر أقرب كثير شعر الرأس يخضب بالحناء والكتم وكان مزاحا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتأكل تمرا وبك رمد فقال يا رسول الله أنا أمضغ بالناحية الأخرى فضحك النبي صلى الله عليه وسلم
وتوفى بالمدينة سنة ثمان وثلاثين في شوال وهو ابن سبعين سنة فدفن بالبقيع
وأولاده حمزة وصيفي وعمارة بنو صهيب
265

أبو موسى الأشعري رضي الله عنه
هو عبد الله بن قيس من الأشعريين من اليمن
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من الأشعرين فأسلموا وأول مشاهده خيبر
وكان يقال لأمه طفية
قال أبو محمد الطفية خوصة المقل
وهي من عك وأسلمت أمه طفية وماتت بالمدينة
وكان لأبى موسى إخوة أسلموا منهم أبو عامر بن قيس قتل يوم أوطاس وأبو بردة بن قيس وأبو رهم بن قيس ولم يرو أبو رهم عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
وكان أبو موسى خفيف الجسم قصيرا ثطا والثط السناط حسن الصوت بالقرآن
وتوفى سنة اثنتين وخمسين ويقال سنة اثنتين وأربعين
وكان له أولاد منهم أبو بردة بن أبي موسى كان قاضيا وابنه بلال بن أبي بردة وكان قاضيا أيضا
واسم أبى بردة عامر بن عبد الله وتوفى أبو بردة سنة ثلاث ومائة ومنهم موسى بن موسى أمه أم كلثوم بنت الفضل بن العباس ابن عبد المطلب
ومنهم أبو بكر بن أبي موسى واسمه كنيته وكان أسن من أبى بردة
266

خالد بن الوليد رضي الله عنه
هو خالد بن الوليد بن المغيرة من بنى مخزوم وأمه لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة الكبرى وهي أم الفضل امرأة العباس بن عبد المطلب وأم عبد الله بن العباس والفضل وعبيد الله وغيرهم من ولده
ويكنى خالد أبا سليمان ولم يشهد بدرا ولا أحدا ولا الخندق وكان في ذلك كله مع المشركين وأسلم سنة ثمان هو و عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة
وخالد قتل مسيلمة الكذاب ومالك بن نويرة وهزم طليحة الكذاب وقتل بنى جذيمة وهم من كنانة بالغميصاء فدداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد
وافتتح عين التمر وعامة الشام وحمى المسلمين يوم مؤتة ومات بحمص سنة إحدى وعشرين
وكان له بالشام عدد كثير من الولد فقتل الطاعون منهم أربعين رجلا فبادوا
وكان خالد بن الوليد يقول لقد لقيت كذا وكذا زحفا فما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم وها انذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء
267

أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
هو سعد بن مالك منسوب إلى الخدرة وهم من اليمن
وأخوه لأمه قتادة بن النعمان وكان قتادة من الرماة المذكورين في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومات أبو سعيد سنة أربع وسبعين وفيها مات سلمة بن الأكوع
وكان له من الولد عبد الرحمن وسعيد وبشير
فأما عبد الرحمن فكان يكنى أبا محمد ومات سنة اثنتي عشرة ومائة بالمدينة
وولد لعبد الرحمن عبد الله وربيح وأسمه سعيد وهو ضعيف عند أصحاب الحديث ليس بثبت وحديثه كثير
أبو الدرداء رضي الله عنه
هو عويمر بن مالك ويقال عويمر بن زيد ويقال عويمر بن عامر من الحارث بن الخزرج وكان آخر أهل داره إسلاما وكان قبل إسلامه تاجرا ومات بالشام سنة اثنتين وثلاثين وعقبه بالشام
عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه
يكنى أبا عبد الله واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف فلم يزل عليها إلى أن مضت سنون من خلافة عمر واستعمله عمر
268

على عمان والبحرين وصار إلى توح فقاتل سهرك فقتل سهرك ونزل عثمان البصرة فأقطعه عثمان بن عفان أثنى عشر ألف جريب
ومات في خلافة معاوية وله عقب أشراف
محمد بن مسلمة رضي الله عنه
هو محمد بن مسلمة بن سلمة من بنى حارثة بن الحراث بن الخزرج حليف لبنى عبد الأشهل وكان يقال له فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلفه في غزوة قرقرة الكدر على المدينة
وكان أسود طويلا عظيما أصلع وشهد مع رسول اله صلى الله عليه وسلم بدرا والمشاهد كلها واتخذ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا من خشب وجعله في جفن ولم يشهد الجمل ولا صفين ولا حارب في فنة
وكان يكنى أبا عبد الرحمن ونزل بالمدينة ومات بها في صفر سنة ست وأربعين أو ثلاث وأربعين وصلى عليه مروان بن الحكم
وكان له من الولد عشرة ذكور وست بنات
269

أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه
هو مالك بن التيهان من بلى بن عمرو بن الحاف من قضاعة حليف لبنى عبد الأشهل
وقال بعضهم هو من الأوس أنفسهم وكان يخرص النخل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وذكر قوم أنه شهد صفين مع علي بن أبي طالب وليس يعرف ذلك أهل العلم ولا يثبتونه
وتوفى في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة سنة عشرين وليس له عقب باق
وأخوه عبيد بن التيهان يختلف في اسمه فيقول قوم عبيد ويقول قوم عتيك
سلمان الفارسي رضي الله عنه
كان يكنى أبا عبد الله
ويقول قوم إنه من أصبهان ويقول قوم إنه من فارس من رامهرمز وأصبهان تحاد فارس
ولم يشهد بدرا ولا أحدا لأنه كان في أوقاتهما عبدا
270

وأول غزاة غزاها الخندق سنة خمس من الهجرة وعمر عمرا طويلا ومات في أول خلافة عثمان
وفي بعض الروايات أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدائن
أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه
قال أبو محمد
هو زيد بن سهل وهو القائل رجز
(أنا أبو طلحة واسمى زيد
* وكل يوم في سلاحي صيد
*
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لصوت أبى طلحة في الجيش خير من ألف رجل
وكان من الرماة وقتل يوم حنين عشرين رجلا وأخذ أسلابهم
وكان آدم مربوعا لا يغير شيبه
ومات بالمدينة سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان
وأهل البصرة يروون أنه ركب البحر فمات فيه فدفنوه في جزيرة
وكانت أم سليم بنت ملحان تحت أبى طلحة وهي أم أنس ابن مالك وأخوها حرام بن ملحان
أبو دجانة الأنصاري رضي الله عنه
هو سماك بن خرشة وكان شهد يوم مسيلمة وشارك في قتل مسيلمة ثم قتل ذلك اليوم وله عقب بالمدينة والعراق
271

أبو أسيد الساعدي رضي الله عنه
هو مالك بن ربيعة
وكان قصيرا دحداحا كثير شعر الرأس أبيض الرأس واللحية وذهب بصره ومات وهو ابن ثمان وسبعين سنة وذلك سنة ستين وله عقب بالمدينة وبغداد
أبو حذيفة بن عتبة رضي الله عنه
قال أبو محمد
هو هشيم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا وولد له هناك
وكان أبو حذيفة طوالا حسن الوجه أثعل أحول
وقتل يوم اليمامة وكفل عثمان بن عفان محمد بن أبي حذيفة ولم يزل في نفقته فلما حصر عثمان كان محمد بن أبي حذيفة أحد من وثب به وأعان عليه وحرض أهل مصر حتى ساروا إليه
فلما قتل عثمان هرب إلى الشام فوجده رشدين مولى معاوية فقتله
وقد انقرض ولد أبى حذيفة فلم يبق منهم أ حد وانقرض ولد أبيه عتبة بن ربيعة إلا ولد المغيرة بن عمران بن عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة فإنهم بالشام
272

سالم
مولى أبي حذيفة بن عتبة رضي الله عنه
و يكنى أبا عبد الله و هو بدري
وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخر بينه و بين أبي بكر و كان ولاء سالم لامرأة أبى حذيفة وكانت أنصارية فجعلت ولاءه لأبى حذيفة
وقال بعضهم هو سالم بن معقل من أهل إصطخر كان مولى لبثينة الأنصارية فهو يذكر في الأنصار لعتقها له ويذكر في المهاجرين لموالاته لأبى حذيفة
وكانت بثينة تحت أبى حذيفة فأعتقته سائبة فتولى أبا حذيفة وتبناه والسائبة الذي لا يرجع إليه من أسبابه شئ
وزوجه أبو حذيفة بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة ويقول قوم إن المعتقة له امرأة أبى حذيفة كان اسمها سلمى من خطمة واستشهد يوم اليمامة ولا عقب له
عكاشة بن محصن رضي الله عنه
وهو عكاشة بن محصن بن حرثان من أسد بن خزيمة ويكنى أبا محصن و أخته أم قيس بنت محصن التي دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بآبن لها قد علقت عليه من العذرة و العذرة وجع الحلق
273

و كان عكاشة من أجمل الرجال و بشرة رسول الله صلى الله عليه وسلم و سلم بالجنة
و قتل ببزاخة في خلافة أبي بكر
وأخوه أبو سنان بن محصن شهد بدرا وأحدا والخندق وهو أول من بايع رسول صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان
وقال الواقدي
أول من بايعه بيعة الرضوان ابنه سنان بن أبي سنان الأسدي
ويقال عبد الله بن عمر
أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه
هو خالد بن زيد بن كليب
شهد مع علي رضي الله عنه حروراء وغزا مع يزيد بن معاوية ومات بالقسطنطينية فقبر بأصل سور المدينة وغبى قبره
قال مجاهد
أمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل عليه وتدبر حتى غبي فأشرف أهل قسطنطينية فقالوا لقد كان لكم الليلة شأن فقالوا نعم هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاما ودفناه حيث رأيتم والله لئن نبش لاضرب ناقوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة
274

قال مجاهد
فكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فأمطروا وله بالمدينة عقب
عتبة بن غزوان رضي الله عنه
هو عتبة بن غزوان بن الحارث بن جابر من بنى مازن أخي سليم ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان
وهو من المهاجرين الأولين وممن شهد بدرا وكان من الرماة المذكورين
وهو الذي فتح الأبلة واختط البصرة وأمر محجن بن الأدرع فاختلط مسجد البصرة
وكان رجلا طوالا قدم المدينة في الهجرة وهو ابن أربعين سنة وتوفى وهو ابن سبع وخمسين سنة في طريق مكة بمعدن بنى سليم في خلافة عمر سنة سبع عشرة
ومولاه خباب شهد بدرا
يعلى بن منية رضي الله عنه
هو يعلى بن منبة من المجاهدين وأمه منية نسب إليها وهي منية بنت الحارث بن جابر من بنى مازن بن منصور ومنية عمة عتبة بن غزوان
وكان اسم أبيه أمية بن أبي عبيدة من بنى زيد مالك بن حنظلة
275

وجاء يعلى بأبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايعه على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح
وولى أبو بكر رضي الله عنه يعلى على اليمن وتزوج بنت الزبير بن العوام وبنت أبى لهب
وقدم يعلى في خلافة عثمان وأتاه أبو سفيان بن حرب فأعطاه عشرة آلاف درهم ولما كان يوم الجمل حمل يعلى عائشة على جمل يقال له عسكر فهو جمل عائشة وجهز سبعين رجلا من ماله فقال على حين بلغه قدومهم البصرة بليت بأشجع الناس يعنى الزبير وأبين الناس يعنى طلحة وأطوع الناس للناس يعنى عائشة وأنض الناس أي أكثرهم مالا يعنى يعلى بن منية
وكان له ابن يقال له عبد الله بن يعلى وكان ينزل عليب بالقرب من مكة وكان شاعرا وهو القائل في زينب امرأته يرثيها طويل
(بوجهك عن مس التراب مضنة
* فلا تبعدى فكل حي سيذهب)
(تنكرت الأبواب لما دخلتها
* وقالوا ألا قد بانت اليوم زينب)
(أأذهب قد خليت زينب طائعا
* ونفسي معي لم ألقها حيث أذهب))
ومن موالى يعلى قوم باليمن يدعون بنى شهاب لهم خطر وقدر وكانوا عربا من خولان فسباهم يعلى فانتموا إلى اليمن
وفي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلى بن مرة من ثقيف وهو الذي أمره بقطع شجر الطائف
276

أبو هريرة رضي الله عنه
اختلفوا في اسمه وأكثروا
فقال الواقدي
هو عبد الله بن عمرو
وقال غيره
هو عبد عمرو بن عبد غنم ويقال عبد شمس ويقال عمير بن عامر ويقال سكين
وهو من قبيلة من اليمن يقال لها دوس وهو دوس بن عدثان ابن عبد الله بن زهران من الأزد
وأمه أميمة بنت صفيح بن الحارث من دوس وقد أسلمت أمه
وخاله سعد بن صفيح من أشد أهل زمانه
وقال أبو هريرة نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدو إذا ركبوا فزوجنيها الله فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة أماما
277

قال أبو هريرة وكنيت أبا هريرة بهرة صغيرة كنت ألعب بها
وكان قدومه المدينة سنة سبع والنبي صلى الله عليه وسلم يخيبر فسار إلى خبير حتى قدم مع النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
وكان أبو هريرة آدم بعيد ما بين المنكبين ذا ضفيرتين أفرق الثنيتين يصفر لحيته ويعفيها ويحفى شاربه وكان مزاحا
وروى عفان عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع قال
كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب حمارا قد شد عليه برذعة وفي رأسه خلبة من ليف فيسير فيلقى الرجل فيقول الطريق الطريق قد جاء الأمير وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب فلا يشعرون بشئ يلقى نفسه بيهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيفرون وربما دعاني إلى عشائه بالليل فيقول دع العراق للأمير فأنظر فإذا هو ثريد بزيت
وتوفي سنة تسع وخمسين ويقال سنة سبع وخمسين
278

عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه
يكنى أبا عمرو ويقال كنيته أبو حماد وأسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان يكثر الرمي لشئ سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات وترك سبعين قوسا بجعابها ونبالها
وشهد صفين مع معاوية وتحول إلى مصر فنزلها وبنى بها دارا وكان يصبغ بالسواد ويقول طويل
تغير أعلاها وتأبى أصولها
*)
وتوفي في آخر خلافة معاوية
زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه
يكنى أبا عبد الرحمن ويقال يكنى أبا طلحة واختلفوا في الموضع الذي مات فيه
فقال بعضهم مات بالمدينة سنة ثمان وسبعين وهو أبن خمس وثمانين سنة
وقال آخرون بل توفى بالكوفة في آخر خلافة معاوية
279

عبد الله بن أنيس الأنصاري رضي الله عنه
يكنى أبا يحيى ويعرف بالجهنى وليس بجهنى ولكنه من وبرة من قضاعة وجهينة أيضا من قضاعة حليف لبنى سلمة
شهد العقبة وأحدا واختلف في بدر أشهدها أم لم يشهدها
وكان منزله بأعراف على بريد من المدينة وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عصا وقال له هي آية بيني وبينك إن أقل الناس المتحضرون يؤمئذ وهو الذي يقال فيه ليلة الأعرابي وليلة الجهني وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن ينزل من باديت إلى مسجده فيصلى فيه ليلة ثلاث وعشرين إذا فكان يدخل مساء ليلة ثلاث وعشرين إذا صلى العصر ثم لا يخرج عنه إلا لحاجة حتى يصلى الصبح ثم يخرج إلى أهله فقيل ليلة الجهني
وهو الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر أنه قال ألتمسوها الليلة وكانت ليلة ثلاث وعشرين ومات بالمدينة في خلافة معاوية
280

الحارث بن هشام بن المغيرة رضي الله عنه
هو أخو أبى جهل بن هشام وشهد بدرا مع المشركين فانهزم ففيه يقول حسان بن ثابت كامل
(أن كنت كاذبة الذي حدثتني
* فنجوت منجى الحارث بن هشام)
(ترك الأحبة أن يقاتل دونهم
* ونجا برأس طمرة ولجام
*
(فاعتذر الحارث من فراره فقال
(الله يعلم ما تركت قتالهم
* حتى علوا فرسى بأشقر مزبد)
(وعلمت أنى أن أقاتل واحدا
* أقتل ولا يضرر عدوى مشهدي)
(فصددت عنهم والأحبة فيهم
* طمعا لهم بعقاب يوم مفسد
*
وأسلم يوم فتح مكة وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه وخرج في زمن عمر إلى الشام بأهله وماله فأتبعه أهل مكة يبكون فرق وبكى ثم قال أما لو أردنا أن نستبدل دارا برار وجارا بجار ما أردنا بكم بدلا
281

ولكنها النقلة إلى الله فلم يزل مجاهدا حتى مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة
وابنه عبد الرحمن بن الحارث وكان يكنى أبا محمد وكان أسمه إبراهيم فدخل على عمر بن الخطاب في ولايته حين أراد أن يغير أسماء المسلمين بأسماء الأنبياء فسماه عبد الرحمن فثبت أسمه إلى اليوم
وقالت عائشة رضي الله عنها لأن أكون قعدت في منزلي عن مسيري إلى البصرة أحب إلى من أن يكون لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة من الولد كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث وكان شهد معها الجمل وكان شريفا سخيا وتوفي في خلافة معاوية بالمدينة
وابنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام واسمه كنيته وكان يقال له راهب قريش لفضله وكثرة صلاته واستصغر يوم الجمل فرد هو و عروة بن الزبير وذهب بصره بعد ودخل مغتسله فمات فيه فجأة سنة أربع وتسعين بالمدينة وهي سنة الفقهاء
شداد بن الهادي الليثي رضي الله عنه
هو شداد بن اسامة سمى بالهادي لأنه كان يوقد النار ليلا لمن يسلك الطريق وكانت عنده سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس فولدت له عبد الله بن شداد وكان فقيها محدثا وهو ابن خالة عبد الله ابن عباس وخالد بن الوليد لأن أم عبد الله وأم خالد أختان لأسماء وسلمى ابنتي عميس
282

عتاب بن أسيد رضي الله عنه
هو عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية أسلم يوم فتح مكة ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين استعمله على مكة فلم يزل عليها حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم وفي خلافة أبي بكر ومات هو وأبو بكر في وقت واحد لم يعلم أحد منهما بموت الآخر
وأخوه خالد بن أسيد لأبويه أسلم يوم فتح مكة أيضا وكان فيه تيه شديد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم زده تيها فكان ذلك في ولده إلى اليوم
وله عقب
وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد هو يعسوب قريش شبه بيعسوب النحل وهو أميرها شهد الجمل مع عائشة فاحتملت عقاب كفه وأصيبت ذلك اليوم باليمامة فعرفت بخاتمه
العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه
وأسم أبيه الحضرمي عبد الله بن ضماد من حضرموت وكان حليفا لبني أمية وأخوه ميمون بن الحضرمي صاحب بئر ميمون التي بأبطح مكة وكان حفرها في الجاهلية
283

والعلاء هو الذي عبر إلى أهل دارين على فرسه فقاتلهم فقتلهم وسبي الذراري وافتتح أسيافا من فارس
وتوفي في خلافة عمر بتياس من أرض تميم ويقال إنه مستجاب الدعوة
سهيل بن عمرو رضي الله عنه
ويكنى أبا زيد من بني حسل بن عامر بن لؤي من قريش
خرج إلى حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على شركه وأسلم بالجعرانه وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه وخرج إلى الشام في خلافة عمر بن الخطاب مجاهدا فمات بها في طاعون عمواس وكان أعلم الشفه ولا عقب له من الرجال والأعلم المشقوق الشفه وكذا الأفلح وكان أخوه السكران بن عمرو من مهاجرة الحبشة
وكانت سوده تحته فلما مات تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وليس للسكران عقب أيضا وإنما العقب لاخيهما سهل بن عمرو بالمدينة
وكان سهل بن عمرو أسلم يوم فتح مكة وتوفي بالمدينة
284

جبير بن مطعم رضي الله عنه
هو جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي أسلم عام الفتح بالمدينة ويكنى أبا محمد
وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه وكان من ساده مسلمى الفتح بالمدينة ومات سنة تسع وخمسين وفيها مات أبو هريره في قول بعضهم
وابنه نافع بن جبير بن مطعم كان ذا كبر وجلس يوما في حلقة العلاء ابن عبد الرحمن الحرقي وهو يقرئ الناس فلما فرغ قال أتدرون لم جلست إليكم قالوا جلست لتسمع قال لا والله ولكني أردت التواضع لله بالجلوس إليكم
عمرو بن العاص رضي الله عنه
هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن هصيص ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانه
وكان أبوه العاص من المستهزئين وفيه نزلت * (إن شانئك هو الأبتر) * والأبتر الذي ليس له ولد فأراد أنه ينقطع ذكره وأمه النابغة من عنزه فولد العاص عمرو بن العاص وهشام بن العاص وكان هشام من خيار المسلمين وقتل في يوم من أيام اليرموك ولا عقب له وقيل لعمروأأنت أفضل أم هشام فقال أقول فاحكموا أمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة
285

وهي خالة عمر بن الخطاب وأمي عنزيه وكان أحب إلى أبي مني وبصر الوالد بولده ما قد علمتم وأسلم قبلي وأستبقنا إلى الله فاستشهد يوم اليرموك وبقيت بعده
وأما عمرو فكان يكنى أبا عبد الله وأسلم سنة ثمان مع خالد بن الوليد وولاه معاوية مصر ثلاث سنين ثم حضرته الوفاة قبل الفطر بيوم فقال اللهم لا براءة لي فأعتذر ولا قوة بي فانتصر أمرتني فعصيت ونهيتني فركبت اللهم هذه يدي إلى ذقني ثم أوصى فقال خدوا لي الأرض خدا وسنوا علي التراب سنا ثم وضع إصبعه في فمه حتى مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة فدفن يوم الفطر
وقد اختلف في وقت موته فقيل سنة اثنتين وأربعين وقيل سنة احدى وخمسين وصلى عليه عبد الله ابنه ثم صلى بالناس صلاة العيد
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
كان يكنى أبا محمد واسلم قبل أبيه وشهد مع أبيه صفين وكان يضرب بسيفين وكان مسكنه مكة ثم رحل إلى الشام فأقام بها
حتى توفي يزيد بن معاوية ثم توفي بمكة سنة خمس وستين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة ويقال توفي بمصر ودفن في داره الصغيرة
وكان بين عبد الله بن عمرو وبين أبيه اثنتا عشرة سنة في السن
286

قال أبو محمد
قال حدثنا إسحاق بن راهويه قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا الحسن بن صالح قال
كانت لنا جارية بنت إحدى وعشرين سنة وهي جدة
وكانت تحته عمرة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب فولدت له محمدا فولد محمد شعيبا فولد شعيب عمرو بن شعيب وكان سريا ربما قسم في المجلس الواحد من صدقة جده خمسين ألفا وشعيب بن شعيب وكان أيضا سريا
وكان عبد الله بن عمرو أحمر عظيم البطن طوالا وعمى في آخر عمره وكان يقرأ بالسريانية
وكان لعمرو ابن آخر يقال له محمد
ومن موالى عمرو وردان كان ذا رأى وفكر وله بمصر ولد وسوق تعرف بسوق وردان
287

أبو بكرة رضي الله عنه
هو نفيع بن الحارث بن كلدة منسوب إليه وكان الحارث بن كلدة طبيب العرب وكان عقيما لا يولد له وأسلم ومات في خلافة عمر
وأم أبى بكرة سمية من أهل زندورد وكان كسرى وهبها لأبى الخير ملك من ملوك اليمن فلما رجع إلى اليمن مرض بالطائف فداواه الحارث فوهبها له فلما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف قال أيما عبد نزل إلى فهو حر فنزل أبو بكرة وأسمه نفيع وأراد أخوه نافع أن يدلى نفسه فقال له الحارث أنت ابني فأقم فأقام فنسبا إليه جميعا وأمهما سمية هي أم زياد بن أبي سفيان وانتسبت أزدة بنت الحارث إلى الحارث وكانت تحت عتبة بن غزوان فلما ولى عتبة البصرة حملها فخرج معها إخوتها نافع ونفيع وزياد فلما أسلم أبو بكرة وحسن إسلامه ترك الانتساب إلى الحارث وكان يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهلك الحارث فلم يقبض أبو بكرة ميراثه وكان زوج سمية يسمى مسروحا
وتوفي أبو بكرة عن أربعين بين ذكر وأنثى فأعقب منهم سبعة عبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز ومسلم ورواد وعتبة
288

فأما عبد الرحمن بن أبي بكرة فهو أول مولود ولد بالبصرة وأول مولود ولد بالكوفة معاوية بن ثور من بنى البكاء من بنى عامر بن ربيعة
وأما عبيد الله فكان أجود الناس وأشجعهم وكان شديد السواد وأقطع عبيد الله عمر بن عبيد الله بن معمر سبعمائة جريب في دفعة فخلف عمر أن لا يراه أبدا إلا أخذ بركابه ولا يزوج ولدا حتى يكون عبيد الله يزوجه
وكان عبد الملك بن مروان يقول الأدغم سيد أهل المشرق يعنى عبيد الله ويقال الأدغم الدابة الديزج شبه به
وولاه الحجاج سجستان سنة ثمان وسبعين فغزا بلاد العدو فأصاب أصحابه جوع شديد وأخذ عليهم السغب فبلغ الرغيف سبعين درهما
فمات هنالك عبيد الله وهلك معه بشر كثير ولقوا مالم يلقه جيش قط فقال أعشى همدان كامل
(أسمعت بالجيش الذين تمزقوا
* وأصابهم ريب الزمان الأعوج)
(لبثوا بكابل يأكلون جيادهم
* في شر منزلة وشر معرج)
(لم يلق جيش في البلاد كما لقوا
* فلمثلهم قل للنوائح تنشج
*
289

عمرو بن عبسة رضي الله عنه
هو من بنى سليم ويكنى أبا نجيح وكان يقال له ربع الإسلام لأنه حين أسلم قيل للنبي صلى الله عليه وسلم من اتبعك على هذا الأمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حر وعبد فالحر أبو بكر والبعد بلال فكان عمرو بن عبسة يقول لقد رأيتني وإني لربع الإسلام
فلما أسلم عمرو رجع إلى بلاده أرض بنى سليم فلم يزل هناك حتى مضت بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن الشام بعده
ابن أم مكتوم الأعمى رضي الله عنه
يقول قوم اسمه عبد الله ويقول آخرون عمر
وهو ابن قيس من بنى عامر بن لؤي وأمه أم مكتوم واسمها عاتكة مخزومية
قدم المدينة مهاجرا بعد بدر بيسير وقد ذهب بصرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة يصلى بالناس في عامة غزواته
وشهد القادسية ومعه راية سوداء وعليه درع ثم رجع إلى المدينة فمات بها
290

سهل بن حنيف رضي الله عنه
هو من الأنصار من بنى عمرو بن عوف ويكنى أبا سعيد وشهد مع علي بن أبي طالب صفين وكان يسكن الكوفة ومات بها سنة ثمان وثلاثين وصلى عليه علي بن أبي طالب وكبر عليه ستا وقال إنه بدري
وابنه أبو أمامة بن سهل كثير الحديث واسمه أسعد سمى باسم جده أبى أمه أسعد بن زراة
ولسهل بنون غيره وعقب بالمدينة وبغداد
تميم الداري رضي الله عنه
هو تميم بن أوس من بنى الدار بن هانئ من لخم من اليمن ويكنى أبا رقية
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه نعيم بن أوس مع عدة من بنى الدار يقال كانوا عشرة سنة تسع فأسلموا
عمرو بن الحمق رضي الله عنه
هو من خزاعة بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وصحبه بعد ذلك وروى عنه حديثا
وكان من ساكن الكوفة ومن شيعة علي بن أبي طالب وكان ممن سار إلى عثمان وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده وأعان حجر بن
291

عدى ثم هرب إلى الموصل ودخل غازا فنهشته حية فقتلته وبعث إلى الغار في طلبه فوجدوه ميتا فأخذ عامل الموصل رأسه فحمله إلى زياد وبعث به زياد إلى معاوية وهو أول رأس حمل من بلد إلى بلد في الإسلام
جرير بن عبد الله رضي الله عنه
ويكنى أبا عمرو وهو من بجيلة
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر في رمضان وبايعه وأسلم
وكان عمر يقول جرير يوسف هذه الأمة لحسنه
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم على وجهه مسحة ملك
وكان طويلا يفتل في ذورة البعير من طوله وكانت نعله ذراعا ويخضب لحيته بزعفران من الليل ويغسلها إذا أصبح فتخرج مثل لون التبر
واعتزل عليا ومعاوية وأقام بالجزيرة ونواحيها حتى توفى بالشراة سنة أربع وخمسين في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة
وكان لجرير ابنان يروى عنهما إبراهيم وأبان ابنا جرير وعمر إبراهيم حتى لقيه شريك
وأبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي روى عن جده وعن أبي هريرة
وله ابن يقال له عمرو ولا يروى عنه
292

عمرو بن حريث رضي الله عنه
هو من بنى مخزوم
وتزوج بنت عدى بن حاتم على حكم عدى فحكم عدى بأربعمائة درهم وتزوج بنت جرير بن عبد الله البجلي
وله عقب بالكوفة وذكر عظيم
ومن مواليه عمرو بن العلاء
وكان جوادا شجاعا ولاه المهدى طبرستان وفيه يقول بشار
(إذا أرقتك جسام الأمور
* فنبه لها عمرا ثم نم)
(دعاني إلى عمر جوده
* وقول العشيرة بحر خضم)
(ولولا الذي زعموا لم أكن
* لأمدح ريحانة قبل شم
*
وكانت أم عمرو بن حريث بنت هشام بن خلف الكناني وكان هشام شريفا في الجاهلية وهو الذي بال على رأس النعمان بن المنذر وذلك أن النعمان كان على دين العرب فحج فلما صار بمكة رآه هشام فقال أهذا ملك العرب قالوا نعم فبال على رأسه ليذل فتحول عن دين العرب وتنصر
وكان لعمرو بن حريث أخ يقال له سعيد بن حريث
293

النعمان بن بشر رضي الله عنه
هو من الأنصار ويكنى أبا عبد الله وأمه عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة وفيها يقول الشاعر متقارب
(وعمرة من سروات النساء
* تنفح بالمسك أردانها
*
وسمع قائلا يقول هذا فأسكتوه فقال النعمان ما قال إلا حقا ولم يقل سوءا
وقتل غيلة بالشام فيما بين سلمية وحمص
المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
ويكنى أبا عبد الله وهو من ثقيف وعمه عروة بن مسعود الثقفي
وكان عروة أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا قومه إلى الإسلام فقتلوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا شبيه بمؤمن آل ياسين
294

وكان المغيرة صاحب قوما من المشركين إلى مصر فقتلهم غيلة وأخذ ما معهم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وشهد بيعة الرضوان وشهد اليمامة وفتوح الشام واليرموك والقادسية
وولاه عمر رضي الله عنه البصرة فافتتح ميسان وافتتح دستميسان وأبزقباذ وسوق الأهواز وهمذان وشهد فتح نهاوند وكان على ميسرة النعمان بن مقرن وهو أول من وضع ديوان البصرة ويقال إنه أحصن ثمانين امرأة وقيل لامرأة من نسائه إنه أعور ذميم فقالت هو والله عسله يمانية في ظرف سوء
ومات بالكوفة وهو أميرها بالطاعون سنة خمسين وقال حين حضرته الوفاة اللهم هذه يميني بايعت بها نبيك وجاهدت بها في سبيلك
وولد له عروة بن المغيرة ويكنى أبا يعقوب وكان أمير الكوفة وكان خيرا والعقار ويعفور وحمزة وقد روى عنهم جميعا
295

خالد بن سعيد بن العاص بن أمية رضي الله عنه
ذكر أبو اليقظان سخيم بن حفص بن قادم العجيفي وغيره
أنه أسلم قبل إسلام أبى بكر وذلك لرؤيا رآها واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بنى زبيد فصارتإليه الصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب فلم يزل عند آل سعيد بن العاص حتى اشتراه منهم المهدى بعشرين ألف درهم
وقتل خالد يوم اليرموك وأخوه العاص بن سعيد قتل مشركا يوم بدر وقاتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وكان أبنه سعيد غلاما فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبها سميت الثياب السعيدية
وكان سعيد أول من خش الإبل في العظم وولد له نحو عشرين ابنا وعشرين بنتا
ومن ولده عمرو بن سعيد الأشدق الذي قتله عبد الملك بن مروان
ومات سعيد بن العاص سنة تسع وخمسين فقال معاوية لأبنه عمر الأشدق وهو صغير إلى من أوصى بك أبوك فقال أوصى إلى ولم يوص بي
ومن ولد عمرو إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد كان يروى عنه الحديث ومات سنة أربعين ومائة
296

عبد الله بن مغفل رضي الله عنه
هو عبد الله بن مغفل بن عبد نهم وولد عبد نهم مغفلا وخزاعيا وعبد الله ذا النجادين لأم واسمها عبلة بنت معاوية بن معاوية المزنى
وهو من مزينة مضر ويقال لهم بنو عثمان وألفت مزينة يعنى صارت ألفا يوم فتح مكة وألفت سليم أيضا
ويكنى أبا عبد الرحمن
وروى محمد بن عبد الله بن خزاعي بن زياد بن عبد الله بن مغفل أن كنيته أبو سعيد
ومات بالبصرة في آخر خلافة معاوية في ولاية عبيد الله بن زياد وأوصى ألا يصلى عليه ابن زياد وأن يصلى عليه أبو برزة الأسلمي
وكان له من الولد عشرة منهم سعيد وحسان الأكبر وحسان الأصغر وزياد وطارق والمغيرة
معقل بن يسار رضي الله عنه
هو من مزينة مضر أيضا ويكنى أبا عبد الله وهو الذي فجر فوهة نهر معقل وكان زياد حفره فتيمن به لصحبته فأمره ففجره فنسب إليه وإليه ينسب الرطب المعقلى
297

وتوفي في آخر خلافة معاوية وله عقب بالبصرة
ومن مواليه حبيب المعلم وهو حبيب بن زيد مولى معقل ابن يسار
معقل بن سنان رضي الله عنه
هو من أشجع وشهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم وبقى إلى يوم الحرة فقتله مسلم بن عقبة يومئذ وتولى قتله نوفل بن مساحق لأنه سمعه قديما يذكر ويزيد بن معاوية بشرب الخمر ويطعن عليه فحقد ذلك عليه
عائذ بن عمرو رضي الله عنه
وهو من مزينة مضر أيضا وهو الذي قال له عبيد الله بن زياد أنك لمن حثالة أصحاب محمد فقال له عائذ وهل في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حثالة وله دار في البصرة في مزينة
بلال بن الحارث رضي الله عنه
يكنى أبا عبد الرحمن وهو من مزينة مضر أيضا
وهو الذي أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم معادن القبلية
ومات سنة ستين وسنة ثمانون
وابنه حسان بن بلال أول من أحدث الإرجاء بالبصرة
298

النعمان بن ل رضي الله عنه
هو من أوس وأوس من مزينة إلا أنهم ليسوا من ولد عثمان وعددهم قليل
وفتح نهاوند لعمر وقتل يومئذ وقبره هناك بموضع يقال له الأسفيذبان وقبره طلحة بن خويلد وقبره عمرو بن معد يكرب وقبور جماعة من المسلمين
وله أخوان سويد بن مقرن ومعقل بن مقرن وكلهم يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسكنهم الكوفة
و معقل بن مقرن وهو أبو عمرة المزني
حنظلة الكاتب
هو حنظلة بن ربيعة بن صيفي ابن أخي أكثم بن صيفي حكيم العرب من بنى تميم من بطن يقال لهم بنو شريف
وكان أكثم أدرك مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يوصى قومه بإتيانه والسبق إليه ولم يسلم وبلغ مائة وتسعين سنة فقال طويل
(وإن امرأ قد عاش تسعين حجة
* إلى مائة لم يسأم العيش جاهل
*
ولأكثم عقب بالكوفة ومات بالبادية
299

وأما حنظلة الكاتب فكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبقى إلى زمن معاوية ومات ولا عقب له
وقال بعضهم هو حنظلة بن الربيع وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم مرة كتابا فسمى بذلك الكاتب وكانت الكتابة في العرب قليلة وله صحبة
وأخوه رباح بن ربيعة بن صيفي كانت له صحبة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود يوم وللنصارى يوم فلو كان لنا يوم فنزلت سورة الجمعة
بريدة الأسلمي رضي الله عنه
هو بريدة بن الخصيب وكان رئيس أسلم ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بكراع الغميم وبريدة بها فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلموا ثم قدم بريدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو يبنى المسجد
ومات بريدة في خلافة يزيد بن معاوية بمرة
عبد الله بن سعد بن أبي سرح رضي الله عنه
وهو الذي كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيملى عليه النبي صلى الله عليه وسلم عزيز حكيم فيكتب غفور رحيم وفيه نزلت * (ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) * فهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم فتح مكة
300

وكان أخا عثمان من الرضاعة فجاء به عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزل به حتى أمنه
واستعمله عثمان على مصر وهو الذي افتتح إفريقية
وأبوه سعد من المنافقين
قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه
هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر ويكنى أبا علي
وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد أهل الوبر
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بنى تميم بعد فتح مكة فأسلم
وكان شريفا سيدا وفيه يقول الشاعر طويل
(فما كان قيس هلكه هلك واحد
* ولكنه بنيان قوم تهدما
*
وكان له من الولد طلبة والقعقاع وشماخ وغيرهم يقال إنهم كانوا ثلاثة وثلاثين ابنا
ومية ذي الرمة من ولد طلبة
301

الزبرقان بن بدر رضي الله عنه
كان اسمه حصين بن بدر بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد وسمى الزبرقان لجماله وكان يقال له قمر نجد
وولده عباس وكان يكنى به وعياش وأبو شذرة وبنات وعقبة بالبادية كثير
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل الزبرقان على صدقات قومه ولما توفى النبي صلى الله عليه وسلم أتى بها إلى أبى بكر وهي سبعمائة بعير
عيينة بن حصن رضي الله عنه
هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر وكان اسمه حذيفة فأصابته لقوة فجحظت عينه فسمى عيينة
ويكنى أبا مالك
وجده حذيفة بن بدر سيد غطفان
وكان يقال له رب معد
وكذلك ابنه حصن قاد أسدا وغطفان
وقتل بنو عبس حذيفة وقتل بنو عقيل حصنا
وخارجة بن حصن ابنه سيد أهل الكوفة
302

قال الواقدي
أجدبت بلاد بدر بن عمرو حتى ما أبقت لهم من مالهم إلا الشريد وذكرت لهم سحابة وقعت بتغلمين إلى بطن نخل فسار عيينة في آل بدر حتى أشرف على بطن نخل ثم هاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فورد المدينة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الإسلام فلم يبعد ولم يدخل فيه وقال إني أريد أن أدنو من جوارك فوادعنى فوادعة ثلاثة أشهر فلما انقضت المدة انصرف هو وقومه إلى بلادهم وقد أسمنوا وألبنوا وسمن الحافر من الصليان وأعجبهم مرآة البلد فأغار عيينة بذلك الحافر على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت بالغابة فقال له الحارث بن عوف بئس ما جزيت به محمدا أسمنت في بلاده ثم غزوته
قال هو ما ترى فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه الأحمق المطاع ثم أسلم فكان من المؤلفة قلوبهم وارتد حين ارتدت العرب ولحق بطليحة بن خويلد ين تنبأ وآمن به فلما هزم طليحة وهرب أخذ خالد بن الوليد عيينة بن حصن فبعث به إلى أبى بكر رضى الله تعالى عنه في وثاق فقدم به المدينة فجعل غلمان المدينة ينخسونه بالجريد ويضربونه ويقولون أي عدو الله لقد كفرت بالله بعد
303

إيمانك فيقول والله ما كنت آمنت فلما كلمه أبو بكر رجع إلى الإسلام فقبل منه وكتب له أمانا ودخل على عثمان في خلافته فقال له يأبن عفان سر فينا بسيرة عمر بن الخطاب فإنه أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا فقال له عثمان أما والله على ذلك ما كنت بالراضى بسيرة عمر هل لك إلى العشاء قال إني صائم قال أمواصل أنت قال وما الوصال قال تصوم يومك وليلتك حتى تمسى قال لا ولكني وجدت صيام الليل أيسر على من صيام النهار
وعيينه هو الذي أغار على سوق عكاظ فهو الفجار الثاني
وله عقب وعمى في آخر عمره
عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه
هو عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس وكان يسمى عبد كلال فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وقال له لاتطلب الإمارة فإنك إن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها وولاه عبد الله بن عامر سجستان فأفتتحها وهو افتتح كابل
وكان له أخ يقال له عمرو بن سمرة وقطعه النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة ولمها عقب ومنصور بن زاذان مولاه
305
سمرة بن جندب رضي الله عنه
ويكنى أبا سليمان وهو من بنى لأي بن شمخ بن فزارة وشهد أحدا وهو صغير
ويقال إنه من العشرة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم آخركم موتا في النار
وكان أحوال وكانت أمه سوداء
واستعمله زياد على البصرة ومات ب الكوفة سنة بضع وستين وعقبة بها
سمرة بن جنادة بن جندب رضي الله عنه
وفي الصحابة سمرة بن جنادة بن جندب فظن قوم أنه سمرة الول وليس كذلك
وهو أبو جابر بن سمرة السوائي من بنى عامر بن صعصعة
وكان ابنه جابر بن سمرة يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالكوفة في خلافة عبد الملك بن مروان
304

305
سمرة بن جندب رضي الله عنه
ويكنى أبا سليمان وهو من بنى لأي بن شمخ بن فزارة وشهد أحدا وهو صغير
ويقال إنه من العشرة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم آخركم موتا في النار
وكان أحول وكانت أمه سوداء
واستعمله زياد على البصرة ومات بالكوفة سنة بضع وستين وعقبة بها
سمرة بن جنادة بن جندب رضي الله عنه
وفي الصحابة سمرة بن جنادة بن جندب فظن قوم أنه سمرة الأول وليس كذلك
وهو أبو جابر بن سمرة السوائي من بنى عامر بن صعصعة
وكان ابنه جابر بن سمرة يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالكوفة في خلافة عبد الملك بن مروان
305

وكان سعد وهب له يوم المدائن غلامين من أبناء الأكاسرة أحدهما بذيمة وهو أبو علي بن بذيمة الذي يروى عنه والآخر هو أبو زهير وهو جد المطلب بن زياد بن أبي زهير فأعتقهما جابر
أبو محذورة رضي الله عنه
هو سلمان بن سمرة ويقال هو سمرة بن معير بن لوذان بن عويج ابن سعد بن جمح وأمه من خزاعة
وكان سمرة هذا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال له عمر حين أذن أما خشيت أن تنشق مريطاؤك والمريطاء أسفل البطن ما بين السرة إلى العانة
وكان له أخ يقال له أنيس بن معير قتل يوم بدر كافرا
وأسلم أبو محذورة بعد حنين وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالأذان بمكة فالأذان في ولده إلى اليوم في المسجد الحرام وتوفى في سنة تسع وخمسين
رافع بن خديج رضي الله عنه
هو من الأنصار من الأوس ويكنى أبا عبد الله وشهد أحدا والخندق وكان يحفى شاربه جدا كأنه الحلق ويحفى لحيته ويصفرها
306

ومات من جرح كان به من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتقض عليه سنة ثلاث وسبعين وهو ابن ست وثمانين سنة
وأخوه رفاعة بن خديج قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وعمه ظهير بن رافع وابنه أسيد بن ظهير قد رويا عن النبي صلى الله عليه وسلم
جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه
هو جابر بن عبد الله بن عمرو قتل أبوه يوم أحد وكان جابر يكنى أبا عبد الله
وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار وكان أصغرهم يومئذ ولم يشهد بدرا ولا أحدا وشهد ما بعد ذلك
وروى في بعض الحديث عنه أنه قال كنت منيح أصحابي يوم بدر
وهذا خطأ لأن أهل السيرة مجمعون على أنه لم يشهد بدرا
ومات بالمدينة سنة ثمان وسبعين وهو يومئذ ابن أربع وتسعسن سنة وكان قد ذهب بصره وصلى عليه أبان بن عثمان وهو يومئذ وإلى المدينة
وهو ممن تأخر موته من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وكان له ابنان يروى عنهما الحديث عبد الرحمن بن جابر ومحمد بن جابر وكلاهما يضعفه أهل الحديث
307

جابر بن عبد الله بن رباب رضي الله عنه
وفي الصحابة رجل آخر يقال له جابر بن عبجد الله بن رباب روى أحاديث يسيرة
أنس بن مالك رضي الله عنه
هو من الأنصار وأمه أم سليم بنت ملحان امرأة أبى طلحة
وأخوه البراء بن مالك قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت أم أنس قد أتت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وهو ابن ثمان سنين فخدمه إلى أن قبض عليه الصلاة والسلام ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم أرزقه مالا وولدا وبارك له
قال أنس فإني لمن أكثر الأنصار مالا وولدا
وخبرت أنه قد دفن من صلبه إلى مقدم الحجاج البصرة بضعة وعشرين ومائة ولد
قال الحرمازي
ثلاثة من أهل البصرة لم يموتوا حتى رأى كل رجل منهم من صلبه مائة ذكر خليفة بن بدر وأبو بكرة وأنس بن مالك
308

وعمر أنس عمرا طويلا وهو آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين ويقال سنة ثلاث وتسعين قبل موت الحجاج بسنتين
وروى الحديث من ولد أنس موسى بن أنس ومالك بن أنس والنضر ابن أنس وعبد الله بن أنس
وكان محمد بن سيرين مولى أنس كاتب أنس بن مالك بفارس وفيه يقول الشاعر كامل
(يأبى الجواب فما يراجع هيبة
* فالسائلون نواكس الأذقان)
(هدى التقى وعز سلطان التقى
* فهو المطاع وليس ذا سلطان
*
عمران بن حصين الخزاعي رضي الله عنه
يكنى أبا نجيد وأسلم قديما وتوفى في خلافة معاوية بالبصرة سنة اثنتين وخمسين
أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه
هو صدى بن عجلان وكان ممن شهد مع علي صفين ونزل بالشام وهو ممن يعد فيمن تأخر موته من الصحابة
وتوفى سنة ست وثمانين وهو ابن إحدى وتسعين سنة وكان يصفر لحيته وفي الأنصار أبو أمامة أسعد بن زرارة وأبو أمامة الحارثي ثعلبة بن سهل
309

عكراش بن ذؤيب رضي الله عنه
هو من بنى تميم من بنى النزال بن مرة بن عبيد بعث به بنو مرة بن عبيد يصدقة أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وشهد الجمل مع عائشة فقال الأحنف وهو من رهطه كأنهم وقد جئ به قتيلا أو به جراحة لا تفارقه حتى يموت فضرب ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة والضربة به
وكان يكنى أبا الصهباء فولد عبد الله وعبيد الله وعبد السلام وعبد الله هو الذي يروى الحديث عن أبيه في قدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبل كأنها عروق الأرطى وأنه أكل معه
وعبيد الله هو الذي يقول فيه أبو النضر مولى عبد الأعلى
(قل لسوار إذا ما
* جئته وابن علاثة)
(زاد في الصبح عبيد الله
* أوتارا ثلاثة
*
ولعبيد الله عقب بالبصرة وهو القائل زمن خؤون ووارث شفون فلا تأمن للخؤون وكن وارث الشفون
310

حكيم بن حزام رضي الله عنه
هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد أبن عم الزبير بن العوام وأبن أخي خديجة بنت خويلد بن أسد زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قال حكيم ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة سنة وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح أبنه عبد الله حين وقع نذره عليه وذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين
وشهد حكيم مع أبنه الفجار وقتل أبوه حزام في الفجار الآخر
وكان حكيم يكنى أبا خالد وأسلم يوم فتح مكة وأسلم أولاده يومئذ وهم هشام بن حكيم وخالد بن حكيم وعبد الله بن حكيم وكلهم قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه
وعاش حكيم بن حزام في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين وباع دارا له من معاوية بستين ألف دينار فقيل له غبنك معاوية فقال والله ما أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر أشهدكم أنها في سبيل الله فأنظروا أينا المغبون
حويطب بن عبد العزى رضي الله عنه
قال أبو محمد
هو عامر بن لؤي وعاش أيضا مائة وعشرين سنة وستين في الجاهلية وستين في الإسلام ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية وله عقب
311

وكان حويطب باع دارا له من معاوية بأربعين ألف دينار فقيل له يا أبا محمد أربعون ألف دينار فقال وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيال
وكان من المؤلفة بهم ثم حسن إسلامه
حسان بن ثابت بن المنذر رضي الله عنه
قال أبو محمد
هو من الأنصار ويكنى أبا الوليد وأمه الفريعة خزرجية
وهو متقدم في الإسلام ولم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدا لأنه كان جبانا وكانت له ناصية يسدلها بين عينيه وكان يضرب بلسانه روثة أنفه من طوله وعاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة
فكأنه لدة حكيم بن حزام وحويطب وكانت وفاته في وقت وفاتهما
وولد له عبد الرحمن بن حسان من أخت مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تسمى شيرين وكان عبد الرحمن شاعرا وابنه سعيد بن عبد الرحمن وانقرض ولده فلم يبق منهم أحد
وكان لحسان أخوان يقال لهما أوس بن ثابت وأبى بن ثابت
فأما أوس فهو أبو شداد ابن أوس الذي يروى عنه العلم ومات شداد بفلسطين سنة ثماني وخمسين عقبه ببيت المقدس ومنهم يعلى ابن شداد ثقة يروى عنه
312

وأما أبي بن ثابت فكان يعرف بأبى شيخ وقتل يوم بئر معونة ولا عقب له
قال الواقدي
ومن هذه الطبقة ممن مات سنة أربع وخمسين من المعمرين سعيد بن يربوع أبو هود بلغ مائة وعشرين سنة ومخرمة بن نوفل بلغ مائة وخمس عشرة سنة
عدى بن حاتم الطائي رضي الله عنه
كان يكنى أبا طريف وكان طويلا إذا ركب الفرس كادت رجلاه تخط في الأرض وقدم على عمر بن الخطاب فكأنه رأى منه جفاء فقال له
أما تعرفني قال بلى والله أعرفك أكرمك الله بأحسن المعرفة قد أسلمت إذ كفروا وعرفت إذ أنكروا ووفيت إذ غدروا وأقبلت إذ أدبروا فقال حسبي يا أمير المؤمنين حسبي
وشهد مع علي رضي الله عنه يوم الجمل ففقئت عينه وقتل ابنه محمد يومئذ وقتل ابنه الآخر مع الخوارج
وشهد مع علي صفين ومات في زمن المختار وله مائة وعشرين سنة وأوصى ألا يصلى المختار عليه
ولم يبق له من عقب إلا من قبل ابنتيه أسدة وعمرة وإنما عقب حاتم الطائي من ولده عبد الله بن حاتم وهم ينزلون بنهر كربلاء
313

عمرو بن المسيح الطائي رضي الله عنه
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أسلم و كان أرمي العرب كلهم وهو الذي يقول فيه أمرؤ القيس
(رب رام من بني ثعل
* مخرج كفيه من ستره) و عاش مائة و خمسين سنة و لست أدري أقبض قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أم بعده
نوفل بن معاوية رضي الله عنه
هو نوفل بن معاوية بن عمرو الدئلي و كان أبوه معاوية على بني الدئل يوم الفجار الأول و له يقول تأبط شرا ولا عامر ولا النفاثي نوفل
314

و كان أبنه أسلم بن نوفل أجود العرب
و عمر نوفل في الجاهلية ستين سنة و في الإسلام ستين سنة و أسلم و شهد ما بعد الخندق و روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث و مات بالمدينة في خلافة يزيد بن معاوية
عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه
هو عوف بن مالك أسلم وشهد يوم حنين و كانت معه راية أشجع يوم فتح مكة و تحول إلى الشام في خلافة أبي بكر رضي الله عنه فنزل حمص وبقي إلى أول خلافة عبد الملك و مات سنة ثلاث وسبعين و كان يكنى أبا عمرو
مالك بن عوف النصري رضي الله عنه
هو من نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن و كان رئيس المشركين يوم حنين ثم أسلم و أستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه و أعطاه مائة من الإبل و كان من المؤلفة قلوبهم وله عقب
الحارث بن عوف رضي الله عنه
هو من بني مرة بن نشبة و يكنى أبا أسماء و هو صاحب الحمالة في حرب داحس و كان أحد رؤساء المشركين يوم الأحزاب ثم أسلم بعد ذلك فحس إسلامه و بعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من
315

الأنصار في جواره يدعو قومه إلى الإسلام فقتلوا الأنصاري فبعث بدية الأنصاري سبعين بعيرا فدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ورثته وله عقب
معيقيب رضي الله عنه
هو معيقبب بن أبي فاطمة الدوسي من الأزد وكان ممن أسلم قديما بمكة ثم هاجر إلى أرض الحبشة ويقال بل رجع إلى بلده ثم قدم مع أبي موسى الأشعري والأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ب خيبر فشهدها وبقى إلى خلافة عثمان رضي الله عنه وكان على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب ل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان من أمنائه على بيت المال وأصابه الجذام
قال خارجة بن زيد
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمعيقيب وهو يأكل معه كل مما يليك فإن الذي بك لو كان بغيرك لم أكلمه إلا وبينى وبينه قدر رمح
خباب بن الأرت رضي الله عنه
هو من بنى سعد بن زيد مناة بن تميم ويكنى أبا عبد الله وكان أصابه سباء فبيع بمكة فاشترته أم أنمار وهي أم سباع الخزاعية من حلفاء بنى زهرة فأعتقته ويقال بل أم خباب وأم سباع ابن عبد العزى الخزاعي واحدة وكانت ختانة بمكة
316

وقال حمزة بن عبد المطلب لسباع بن عبد العزى وأمه أم أنمار هلم إلى يا بن مقطعة البظور فانضم خباب إلى آل سباع وادعى حلف بنى زهرة بهذا السبب
وكان خباب رجلا فتيا وكان ظهر به برص
وأبنه عبد الله بن خباب هو الذي قتلته الخوارج فسال دمه كأنه شراك نعل ما امذقر وبقروا بطن أم ولده وكان نازلا في قرية فبهذا السبب استحل علي رضي الله عنه قتالهم
قال الواقدي
وكان خباب يكنى أبا عبد الله ومات بالكوفة سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين سنة وهو أول من قبره علي بالكوفة وصلى عليه منصرفه من صفين
وله عقب
حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
قال أبو اليقظان
هو مولى لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن الأسود بن المطلب ابن أسد بن عبد العزى بن قصي كاتبه فأدى مكاتبته يوم الفتح وأصله من حي من الأزد يقال لهم النمر من لخم
317

وقتل عبيد الله بن حميد يوم بدر كافرا قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وقال الواقدي
هو من لخم حليف لبنى أسد بن عبد العزى
ويكنى أبا محمد ومات بالمدينة سنة ثلاثين وصلى عليه عثمان ابن عفان رضي الله عنه وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة
وكان خفيف اللحية أجنأ حسن الجسم
وقال غيره
كان حاطب تاجرا يبيع الطعام وغيره وترك يوم مات أربعة آلاف دينار ودراهم وغير ذلك
ومولاه سعد بن خولى مولى نعمة شهد بدرا وأحدا وقتل يوم أحد
وكان له ابن يقال له عبد الرحمن بن حاطب يحمل عنه الحديث ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر ومات بالمدينة سنة ثمان وستين وكان ثقة قليل الحديث
ولحاطب عقب بالمدينة
الوليد بن عقبة رضي الله عنه
قال أبو اليقظان
هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس
وكان أبو عمرو عبدا يسمى ذكوان فاستلحقه أمية وكناه أبا عمرو فخلف على امرأة أمية وهي آمنة بنت أبان أم الأعياص
318

وكان الوليد يكنى أبا وهب وهو أخو عثمان بن عفان لأمه أروى بنت كريز
وأسلم يوم فتح مكة وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا إلى بنى المصطلق فأتاه فقال منعوني الصدقة وكان كاذبا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح إليهم فأنزل الله عز وجل عليه * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة) *
ووقع بينه وبين علي بن أبي طالب كلام فقال لأنا أرد للكتيبة وأضرب لهامة البطل المشيح منك فأنزل الله عز وجل * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) *
وقال ابن الكلبي
كان أمية بن عبد شمس خرج إلى الشام فأقام بها عشر سنين فوقع على أمة ل لخم يهودية من أهل صفورية يقال لها ترنا وكان لها زوج من أهل صفورية يهودي فولدت له ذكوان فادعاه أمية واستلحقه وكناه أبا عمرو ثم قدم به مكة فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة يوم أمر بقتله إنما أنت يهودي من أهل صفورية ولاه عمر رضي الله عنه على صدقات بنى تغلب وولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص فصلى بأهلها وهو سكران وقال أزيدكم فشهدوا عليه بشرب الخمر عند عثمان فعزله وحده
319

ولم يزل بالمدينة حتى بويع علي فخرج إلى الرقة فنزلها واعتزل عليا ومعاوية
ومات بناحية الرقة وقبره على البليخ
وولده بالرقة وبالكوفة منهم محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة
وكان يقال له ذو الشامة ويرمى بالزندقة
وأخوه عمارة بن عقبة أسلم يوم فتح مكة ومن ولده مدرك بن عمارة الذي روى عنه إسماعيل بن أبي خالد
وأخوه خالد بن عقبة وكان من سرواتهم وأسلم يوم فتح مكة وشهد جنازة الحسن بن علي رضي الله عنهما من بين بنى أمية
عبد الله بن عامر رضي الله عنه
قال أبو اليقظان
هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس
وكان أبوه عامر بن كريز أسلم يوم فتح مكة وبقى إلى خلافة عثمان وقدم على أبنه عبد الله بن عامر البصرة وهو واليها لعثمان بن عفان رضي الله عنه
وكانت أم عامر البيضاء بنت عبد المطلب
وكان مضعوفا فأتى به عبد المطلب فمسه فقال وعظام هاشم ما في عبد مناف مولود أحمق منه
320

وأما عبد الله بن عامر فإن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه فتثاءب فتفل في فمه فازدرد ريقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنى لأرجو أن يكون متقيا
وكان يكنى أبا عبد الرحمن وهو افتتح عامة فارس وخراسان وسجستان وكابل واتخذ النباح وغرس فيها فهي تدعى نباح ابن عامر واتخذ القريتين وغرس بها نخلا وأنبط عيونا تعرف بعيون ابن عامر بينها وبين النباج ليلة على طريق المدينة وحفر الحفير ثم حفر السمينة واتخذ بقرب قباء قصرا وجعل فيه زنجا ليعلموا فيه فماتوا فتركه واتخذ بعرفات حياضا ونخلا واحتفر بالبصرة نهرين أحدهما في الشرق والآخر الذي يعرف بأم عبد الله وأم عبد الله أمه واسمها دجاجة بنت أسماء بنت الصلت السلمى وحوض أم عبد الله بالبصرة منسوب إليها وماتت بالبصرة
وعبد الله بن عامر حفر نهر الأبلة وكان يقول لو تركت لخرجت المرأة في حداجتها على دابتها ترد كل يوم على ماء وسوق حتى توافى مكة
ومات بمكة فدفن بعرفات وعقبة كثير وكانت وفاته سنة تسع وخمسين قبل وفاة معاوية بسنة وبلغني أنه لم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا من قتل دون ماله فهو شهيد
321

وأوصى إلى عبد الله بن الزبير وحضره ابن عمر عند وفاته فأثنى عليه بما أتخذ من الحياض بعرفات وبآثاره في الأرض فنظر إليهم فقال ابن عمر إذا طابت المكسبة زكت النفقة وسنرد فنعلم
ومن موالى آل كريز طويس مولى أروى بنت كريز أم عثمان بن عفان رضي الله عنه واسمه عبد الملك وكان يكنى أبا عبد النعيم ورئى طويس يرمي الحمار بسكر مزعفر فقيل له ما هذا فقال كانت للشيطان عندي يد فأحببت أن أكافئه عليها
ذو اليدين رضي الله عنه
هو عمير بن عبد عمرو من خزاعة ويكنى أبا محمد وكان يعمل بيديه جميعا فقيل له ذو اليدين ويقال له ذو الشمالين أيضا وقد يقال إن أسمه الخرباق وأنه كان طويل اليدين
وهذا هو الذي ذكر في الحديث الذي ذكر فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم بعد الصلاة ثم قضى ما فاته
ذو البجادين رضي الله عنه
هو عبد الله بن عبد نهم سمى ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت أمه بجادا لها وهو كساء باثنين فاتزر بواحد وارتدى بآخر
ومات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
322

عمير مولى آبى اللحم الغفاري رضي الله عنه
كان عمير مولى آبى اللحم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان آبى اللحم أبى أن يأكل ما ذبح على الأ نصاب فسمى أبى اللحم
وقال عمير شهدت حنينا وأنا عبد فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم سيفا ومن خرثى المتاع ولم يضرب لي بسهم
جهجاه الغفاري رضي الله عنه
هو جهجهاه بن سعيد الغفاري وكان من فقراء المهاجرين وأجيرا لعمر ابن الخطاب وتناول عصا عثمان وهو على المنبر فكسرها على ركبته فوقعت الإكلة في ركبته وكان أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر فأكثر ثم أكل معه وقد أسلم فأقل فقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
سلمة بن الأكوع الأسلمي رضي الله عنه
كان يكنى أبا إياس وكان من الرماة المذكورين ومات سنة أربع وسبعين وهو ابن ثمانين سنة
وأخوه أهبان بن الأكوع مكلم الذئب
323

قال الواقدي
مكلم الذئب أهبان بن أوس الأسلمي
وأسلم أهبان وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الكوفة وتوفى في خلافة معاوية بن أبي سفيان
وابنه إياس بن سلمة بن الأكوع يكنى أبا بكر توفى سنة تسع عشرة ومائة بالمدينة وهو ابن سبع وسبعين سنة
الفرات بن حيان رضي الله عنه
هو من عجل من بنى سعد رهط حنظلة بن ثعلبة بن سيار وكان أهدى الناس بالطريق وأعرفهم بها فكان يخرج في عيرات قريش إلى الشام وله يقول حسان بن ثابت طويل
(فإن نلق في تطوافنا والتماسنا
* فرات بن حيان يكن رهن هالك
*
وأسلم الفرات وحسن إسلامه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين حين أعطى المؤلفة قلوبهم إن من الناس ناسا نكلهم إلى إيمانهم منهم الفرات بن حيان
324

شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه
هو منسوب إلى أمه وأبوه عبد الله بن المطاع بن عمرو من اليمن حليف لبنى زهرة وكان يكنى أبا عبد الله
ومات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن أربع وستين سنة
عبد الله بن بحينة رضي الله عنه
هو منسوب إلى أمه بحينة بنت الحارث بن عبد المطلب وأبوه مالك من الأزد
خفاف بن ندبة رضي الله عنه
هو منسوب إلى أمه وكانت سوداء وخفاف أحد أغربة العرب لسواده وأبوه عمير بن الحارث بن الشريد السلمى وكان شاعرا
وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة ومعه لواء بنى سليم وبقى إلى زمان عمر
أبو لبابة الأنصاري رضي الله عنه
هو مكنى ببنت له يقال لها لبابة كانت تحت زيد بن الخطاب وقد ولدت له واسمه بشير بن عبد المنذر ويقال رفاعة بن عبد المنذر وتوفى أبو لبابة بعد قتل عثمان وقيل قبل علي
وله عقب من ابنه السائب
325

البراء بن عازب الأنصاري رضي الله عنه
يكنى أبا عمارة وكان البراء ابن أخت أبى بردة بن نيار واسم أبى بردة هانئ من قضاعة
ولأبى بردة عقب
وكان للبراء ابنان قد روى عنهما الحديث يزيد بن البراء وسويد ابن البراء
وكان سويد على عمان فكان كخير الأمراء
عاصم بن عدي رضي الله عنه
هو من العجلان من بنى قضاعة ومات وهو ابن مائة وخمس عشرة في خلافة معاوية
وأخوه معن بن عدي له عقب وقتل باليمامة
ومن ولد عاصم أبو البداح بن عاصم بن عدي العجلاني لقب غلب عليه وكان يكنى أبا عمرو وحمل عنه الحديث وتوفى سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة
أبو عبس بن جبر رضي الله عنه
اسمه عبد الرحمن من الخزرج وكان أبو عبس يكتب بالعربية قبل الإسلام ومات سنة أربع وثلاثين ودفن بالبقيع وكان يخضب بالحناء وعقبة بالمدينة وبغداد كثير
326

خوات بن جبير بن النعمان رضي الله عنه
هو من الخزرج ويكنى أبا صالح ويقال يكنى أبا عبد الرحمن وهو صاحب ذات النحيين في الجاهلية
ومات بالمدينة سنة أربعين وله عقب وأخوه عبد الله بن جبير أمير الرماة يوم أحد وقتل عبد الله يومئذ ولا عقب له
أبو اليسر رضي الله عنه
هو كعب بن عمرو من الأنصار وكان قصيرا ذا بطن وأسر العباس بن عبد المطلب يوم بدر فاتى به النبي صلى الله عليه وسلم وتوفى سنة خمسة وخمسين في خلافة
معاوية وله عقب ب المدينة
أبو مرثد الغنوي رضي الله عنه
هو كناز بن حصين من غنى وكان تربا لحمزة بن عبد المطلب وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبادة بن الصامت
وآخى بينه وبين ابنه مرثد وبين ابن الصامت أخي عبادة
وكان أبو مرثد طوالا كثير شعر الرأس ومات في خلافة أبى بكر رضي الله عنه سنة أثنتي عشرة وهو يومئذ ابن ست وستين سنة
وقتل ابنه مرثد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرجيع شهيدا وكان أمير السرية
327

مسطح بن أثاثة رضي الله عنه
هو مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف ويكنى أبا عباد شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها
وكان أبو بكر يجرى عليه وهو الذي قذف عائشة رضي الله عنها والذي قذفت به صفوان بن المعطل فبرأها الله تعالى من ذلك
سويبط رضي الله عنه
هو سويبط بن سعد بن حرملة من عبد الدار بن قصي كان من مهاجرة الحبشة وشهد بدرا واحدا وكان مزاحا وهو الذي ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قصته حولا وذلك أنه خرج مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تجارة إلى بصرى ومعهم نعيمان وكان نعيمان ممن شهد بدرا أيضا وكان على الزاد فقال له سويبط أطعمني فقال حتى يجئ أبو بكر فقال أما والله لأغيظنك فمروا بقوم فقال لهم سويبط تشترون منى عبدا قالوا نعم فقال إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا على عبدي قالوا بل نشتريه منك فاشتروه بعشر قلائص ثم جاءوا فوضعوا في عنقه حبلا فقال نعيمان إن هذا يستهزئ بكم وإني حر فقالوا قد عرفنا خبرك
328

وانطلقوا به فلما جاء أبو بكر أخبروه فأتبعهم ورد عليهم القلائص وأخذه فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه فضحك هو وأصحابه من ذلك حولا
وكان نعيمان أيضا مزاحا وجلده النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرات في الخمر ومر بمخرمة بن نوفل وقد كف بصره فقال ألا رجل يقودني حتى أبول فأخذ بيده نعيمان فلما بلغ مؤخر المسجد قال هاهنا فبل فبال فصيح به فقال من قادنى قيل نعيمان فقال لله على أن أضربه بعصاي هذه فبلغت نعيمان فأتاه فقال له هل لك في نعيمان قال نعم قال فقم فقام معه فأتى به عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يصلى فقال دونك الرجل فجمع يديه في العصا ثم ضربه فقال الناس أمير المؤمنين فقال من قادنى قالوا نعيمان قال لا أعود إلى نعيمان أبدا
دحية بن خليفة رضي الله عنه
هو دحية بن خليفة بن عامر من الخزرج وأسلم قديما ولم يشهد بدرا وكان يشبه بجبريل عليه السلام لجماله وحسنه وكان إذا قدم المدينة لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه وبقى إلى زمان معاوية
329

عرابة الأوسي رضي الله عنه
هو عرابة بن أوس القيظى وهو الذي مدحه الشماخ فقال وافر
(رأيت عرابة الأوسي يسمو
* إلى الخيرات منقطع القرين)
(إذا ما راية رفعت لمجد
* تلقاها عرابة باليمين
*
وشهد عرابة يوم أحد فاستصغر فرد
وحشى قاتل حمزة
هو وحشى بن حرب ويكنى أبا دسمة وكان من سودان مكة عبدا لجبير بن مطعم قتل حمزة وأتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم غيب وجهك عنى قال فكنت إذا رأيته في الطريق تقصيتها
وخرج إلى الشام فنزل حمص فكان يشرب الخمر ويلبس المعصفر وهو أول من حد بالشام في الخمر وله عقب بالشام
حمل بن مالك بن النابغة
هو من هذيل أسلم ثم رجع إلى بلاد قومه ثم تحول إلى البصرة وابتنى بها دارا في هذيل ثم صارت داره بعده لعمر بن مهران الكاتب
330

مجالد ومجاشع ابنا مسعود رضي الله عنهما
هما من سليم وكان بمجالد عرج شديد وأخوه مجامشع بن مسعود من المهاجرين
وجاء مجاشع بأخيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه بعد فتح مكة على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح
وكان لمجاشع فرس يقال لها الدبساء يسابق عليها ويقال إنه أخذ في غاية واحدة خمسين ألف ردهم
وشهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها فقتل وله عقب بالبصرة
علقمة بن علاثة رضي الله عنه
هو الذي نافر عامر بن الطفيل فقال فيه الأعشى سريع
(علقم ما أنت إلى عامر
* الناقض الأوتار والواتر
*
وكان وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم أرتد ولحق بقيصر ثم أنصرف وأسلم واستعمله عمر على حوران فمات بها
331

لبيد بن ربيعة الشاعر رضي الله عنه
هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب
قدم لبيد في وفد بنى كلاب على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وأسلموا ورجعوا إلى بلادهم ولم يقل بعد الإسلام شعرا ثم قدم الكوفة وبنوه فرجع بنوه إلى البادية أعرابا
وأقام لبيد إلى أن مات بها فدفن في صحراء بنى جعفر بن كلاب
وكانت وفاته ليلة نزل معاوية النخيلة لمصالحة الحسن بن علي رضي الله عنهما ويقال بل كانت بعد ذلك
ومات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة
وافد بن المنتفق
يقال هو لقيط بن صبرة ويقال هو لقيط بن عامر بن المنتفق من بنى عقيل ويكنى أبا رزين
وهم مجمعون على أنه من عقيل
332

مكنف بن زيد الخيل الطائي رضي الله عنه
كان مكنف أكبر ولد أبيه وبه كان يكنى وأسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد قتال الردة مع خالد بن الوليد وكذلك أخوه حريث بن زيد الخيل صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد قتال الردة
فأما زيد الخيل فإنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وسماه زيد الخير وقطع له أرضين
وكانت المدينة وبيئة فلما خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم قال لن ينجو زيد من أم ملدم فلما بلغ بلده مات
وحماد الراوية مولى مكنف
الأشعث بن قيس رضي الله عنه
اسمه معد يكرب بن قيس وسمى أشعث لشعث رأسه وهو من كندة وكانت مراد قتلت أباه فخرج ثائرا بأبيه فأسر ففدى نفسه بثلاثة آلاف بعير ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين رجلا من كندة فأسلم
ويكنى أبا محمد
333

ولما قبض رسول صلى الله عليه وسلم أبى أن يبايع أبا بكر رضي الله عنه فحاربه عامل أبى بكر حتى أستأمنه فاستأمنه على حكم أبى بكر وبعث به إليه فسأل أبا بكر أن يستبقيه لحربه ويزوجه أخته أم فروة ففعل ذلك أبو بكر
ومات سنة أربعين
وابنه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الذي خرج على الحجاج وخرج معه القراء والعلماء
عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه
أسلم بعد الفتح وقتل يوم اليرموك في خلافة أبى بكر رضي الله عنه ولا عقب له
حجر بن عدي رضي الله عنه
هو الذي قتله معاوية ويكنى أبا عبد الرحمن وكان وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وشهد القادسية وشهد الجمل وصفين مع علي فقتله معاوية بمرج عذراء مع عدة وكان له ابنان يتشيعان يقال لهما عبيد الله وعبد الرحمن قتلهما مصعب بن الزبير صبرا وقتل حجر سنة ثلاث وخمسين
334

عبد الله بن عوسجة البجلي رضي الله عنه
كان عبد الله بن عوسجة البجلي رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني حارثة بن عمرو بن قريط وكان كتابا معه متابا يدعوهم إلى الإسلام فأخذوا الصحيفة فغسلوها ورقعوا بها أسفل دلوهم وأبوا أن يجيبوه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالهم أذهب الله عقولهم فهم أهل رعدة وسفة وكلام مختلط
فيروز الديلمي
هو من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى إلى اليمن فنفوا الحبشة عنها وغلبوا عليها وفيروز هو الذي قتل الأسود بن كعب العنسي المتنبي باليمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله الرجل الصالح فيروز الديلمي
وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث يذكر فيها فيقال الديلمي الحميري وإنما قيل حميرى لنزوله في حمير
ومات فيروز في خلافة عثمان
335

العجلاني
الذي لاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين امرأته
هو عويمر بن الحارث
وقال عكرمة
رأيت ابن الملاعنة أميرا على مصر وما يدعى لأب
العباس بن مرداس السلمي
أسلم قبل فتح مكة وحضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة في تسعمائة ونيف بالقنا والدروع على الخيل وكان يرجع إلى بلاد قومه ولا يسكن مكة ولا المدينة
وابنه جلهمة قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه
هو عبد الله بن نضلة ويقال نضلة بن عبد الله
مات بخراسان غازيا
الخشخاش
هو الخشخاش بن خلف وكان أبوه يعرف بالمجفر من بنى العنبر
وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجن شمالك على يمينك
336

وكان له ابنان زائدة مالك وعبيد يليان الولايات ولمالك ابن يقال له حصين ولى لزياد ميسان وبقى عليها أربعين سنة وابن آخر يقال له الحر ومن ولده معاذ بن العنبري ولى قضاء البصرة للرشيد
ومن موالى آل الخشخاش فيروز أعظم مولى ببالعراق قدرا وقد ولى الولايات وخرج مع ابن الأشعث فقال الحجاج من جاءني برأس فيروز فله عشرة آلاف درهم فقال فيروز من جاءني برأس الحجاج فله مائة ألف درهم فلما هزم ابن الأشعث هرب إلى خراسان فأخذه يزيد بن المهلب فبعث به إلى الحجاج فقال له أظهرني على أموالك قال على أن تؤمنني قال لا فنادى ألا من كان لفيروز عنده مال فهو في حل منه فأمر به فشق له قصب ثم شد عليه وجعل يسله قصبة قصبة حتى قطع جسده ثم صب عليه الخل والملح حتى مات
عياض بن حمار
هو عياض بن حمار بن أبي حمار من ناجية بن عقال الدارمي وأبو حمار ابن ناجية بن عقال الدارمي هو أخو صعصعة بن ناجية جد الفرزدق الشاعر
وعياض هو الذي أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شركة فقال لا أقبل زاد المشركين
ولا نعلم له عقبا
337

الأشج العبدي
هو المنذر بن عائذ من عصر وكان عمرو بن قيس ابن أخته
وهو أول من أسلم من ربيعة وذلك أن الأشج بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم علمه فلما لقى النبي صلى الله عليه وسلم آمن به وأتى الأشج فأخبره بأخباره فأسلم الأشج وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن فيك خلقين يحبهما الله الحلم والحياء
الجارود العبدي
هو بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى من عبد القيس ويكنى أبا غياث وسمى الجارود لأنه فر بإبله إلى أخواله بنى شيبان وبإبله داء ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها فلذلك قال الشاعر طويل
(لقد جرد الجارود بكر بن وائل
*
وأسلم الجارود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولقى ب عقبة الطين فقتل بها فسميت عقبة الدارود
وابنه عبد الله بن الجارود وكان يلقب بطير العناق لقصره
وكان رأس عبد القيس واجتمعت عليه القبائل من أهل البصرة وأهل
338

الكوفة فولوه أمرهم برستقباذ فقاتلوا الحجاج فظفر بهم فأخذه الحجاج فصلبه
وابنه المنذر بن الجارود ولى إصطخر لعلي بن أبي طالب
وابنه الحكم بن المنذر سيد عبد القيس وفيه يقول الكذاب الحرمازي زجر
(يا حكم بن المنذر بن الجارود
* سرادق المجد عليك ممدود)
(أنت الجواد ابن الجواد المحمود
* نبت في الجود وفي بيت الجود)
(والعود قد ينبت في أصل العود
*)
ويكنى أبا غيلان ومات في حبس الحجاج الذي يعرف بالديماس
صحار بن العباس العبدي
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وكان من أخطب الناس وأبينهم وكان أحمر أزرق
وقال له معاوية يوما يا أزرق قال البازي أزرق قال يا أحمر قال الذهب أحمر
وكان عثمانيا وكانت عبد القيس تتشيع فخالفها
وهو جد جعفر بن زيد وكان خيرا فاضلا مجتهدا عابدا
وقد روى صحار عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة
339

خريم بن فاتك السدي
هو من بنى أسد صحب النبي صلى الله عليه وسلم فروى عنه
وابنه أيمن بن خريم الشاعر
وكان أبرص وكان مع بنى مروان يسامرهم ويؤاكلهم
حدثني سهل بن محمد قال حدثنا الأصمعي قال حدثنا زكريا الحبطي عن أبيه قال
قال عبد الملك بن مروان لأيمن بن خريم الأسدي إن أباك كانت له صحبة ولعمك فخذ هذا المال وانطلق فقاتل ابن الزبير فأبى وقال وافر
(ولست بقاتل رجلا يصلي
* على سلطان آخر من قريش)
(له سلطانه وعلى وزرى
* معاذ الله من سفه وطيش)
(أأقتل مؤمنا وأعيش حيا
* ولست بنافع ما عاشت عيشي
*
340

من تأخر موته من الصحابة رضي الله عنهم
قال أبو محمد قال الواقدي
آخر من مات بالكوفة من الصحابة عبد الله بن أبي أوفى توفى سنة ست وثمانين
وآخر من مات بالمدينة من الصحابة سهل بن سعد الساعدي سنة إحدى وتسعين ويقال وهو ابن مائة سنة
وآخر من مات بالبصرة من الصحابة أنس بن مالك سنة إحدى وتسعين وثمانين ويقال سنة ثلاث وتسعين
وآخر من مات بالشام من الصحابة عبد الله بن بسر سنة ثمان وثمانين
وممن تأخر موته وائلة بن الأسقع هلك بالشام سنة خمس وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة وهو من بنى ليث بن كنانة
أبو الطفيل الكناني رضي الله عنه
هو أبو الطفيل عامر بن وائلة رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكان آخر من رآه موتا
ومات بعد سنة مائة وشهد مع علي المشاهد كلها وكان مع المختار صاحب رأيته وكان يؤمن بالرجعة وهو القائل طويل
(وبقيت سهما في الكنانة واحدا
* سيرمى به أو يكسر السهم كاسره
*
341

وهو القائل طويل
(أيدعونني شيخا وقد عشت حقبة
* وهن من الأزواج نحوى نزائع)
(وما شاب رأسي من سنين تتابعت
* علي ولكن شيبتني الوقائع
*
أسماء المؤلفة قلوبهم
أبو سفيان بن حرب ومعاوية أبنه ثم حسن إسلامهما وحكيم ابن حزام ثم حسن إسلامه والحارث بن هشام أخو أبى جهل بن هشام ثم حسن إسلامه وصفوان بن أمية ثم حسن إسلامه وسهيل ابن عمرو ثم حسن إسلامه وحويطب بن عبد العزى ثم حسن إسلامه والعلاء بن حارثة الثقفي وعيينة بن حصن بن حذيفة ابن بدر والأقرع بن حابس ومالك بن عوف النصرى والعباس ابن مرداس السلمي ثم حسن إسلامه وقيس بن مخرمة ثم حسن إسلامه وجبير بن مطعم ثم حسن إسلامه
342

أسماء المنافقين
الذين أرادوا أن يلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثنية في غزوة تبوك
عبد الله بن أبي وسعد بن أبي سرح وهو أبو الذي كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكان غفور رحيم عزيز حكيم وأبو حاضر الأعرابي والجلاس بن سويد بن صامت ومجمع بن حارثة ومليح التيمي وهو الذي سرق طيب الكعبة وارتد عن الإسلام وانطلق فلا يدري أين ذهب وحصين بن نمير وهو الذي أغار على تمر الصدقة فسرقه وطعيمة بن أبيرق ومرة ابن ربيع
وكان أبو عامر رأسهم وله بنوا مسجد الضرار وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة
أسماء الثلاثة الذين خلفوا ونزل فيهم القرآن
كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية
343

أسماء الخلفاء
معاوية بن أبي سفيان
واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ابن كنانة
وكان أبو سفيان قد أسلم قبيل فتح مكة وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات الطائف وذهبت عينه مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المغازي ثم بقي إلى خلافة عثمان رضي الله عنه فعمى قبل أن يموت
ومات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة
وأم أبي سفيان صفية بنت الحارث من قيس عيلان وأم معاوية هند بنت عتبة بن ربيعة
ويقال إن إحدى عينيه ذهبت يوم الطائف والأخرى يوم اليرموك
وكان لأبى سفيان من الولد أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اسمها رملة وآمنة وعمرو وهند وصخرة ومعاوية وعتبة وجويرية وأم الحكم وهؤلاء الأربعة من هند بنت عتبة وحنظلة وعتبة ومحمد وزياد ويزيد ورملة الصغرى وميمونة
فأما عمرو بن أبي سفيان فأسر يوم بدر فلم يفده أبو سفيان وأسر رجلا من المسلمين فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم عمرا وأطلق أبو سفيان المسلم
ولا عقب لعمروا بن أبي سفيان
344

وأما حنظلة بن أبي سفيان فقتله علي بن أبي طالب يوم بدر و لاعقب له
وأما يزيد بن أبي سفيان فكان يقال له يزيد الخير واستعمله أبو بكر على الشام ثم أقره عمر بعد أبي بكر وكان أبو سفيان ابن حرب يقاتل تحت راية ابنه يزيد يوم اليرموك ومات يزيد بالشام وهو عامل عمر رضي الله عنه في طاعون عمواس وذلك سنة ثماني عشرة
وولى عمر أخاه معاوية ما كان يليه
ولا عقب ليزيد
وأما عنبسة بن أبي سفيان فجلده خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد الحد في الشراب ب الطائف
وكان له أولاد لم يعقب منهم إلا عثمان بن عنبسة
وأما محمد بن أبي سفيان فولد عثمان وكان عاملا بالمدينة ليزيد بن معاوية فنحس به أهلها ففي سببه كانت وقعة الحرة
وأما عتبة بن أبي سفيان فكان يضعف وشهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها وولاه معاوية مصر
وكان له أولاد منهم معاوية بن عتبة ولاه معاوية المدينة
ومنهم عمرو بن عتبة وكان خرج مع أبن الأشعث فقتل وعقب عتبة كثير
345

زياد بن أبي سفيان
وأما زياد بن أبي سفيان فكان يكنى أبا المغيرة وأمه أسماء بنت الأعور من بنى عبد شمس بن سعد
هذا قول أبي اليقظان
وقال غيره أمه سمية بنت أبي بكرة
وقد ذكرنا قصتها عند ذكر أبي بكرة
وولد زياد عام الفتح بالطائف وكان كاتب المغيرة بن شعبة ثم كتب لأبي موسى الأشعري ثم كتب لأبى عباس وكان زياد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولاه فارس فكتب إليه معاوية يتهدده فكتب إليه أتوعدني وبيني وبينك علي بن أبي طالب أما والله لئن وصلت إلي لتجدني أحمر ضرابا بالسيف ثم ولاه معاوية البصرة وأعمالها فلما مات المغيرة بن شعبة جمع له العراقين فكان أول من جمعا له فولى ثماني سنين خمسا منها على البصرة وأعمالها ومات ب الكوفة سنة ثلاث وخمسين
وحدثني سهل بن محمد قال حدثنا الأصمعي قال حدثنا جرير ابن حازم عن الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال
مر بنا زياد وهو أمير على البصرة ومعه رجل أو رجلان على بغلة قد طوى الحبل على عنقها تحت اللجام
346

فولد زياد عبد الرحمن والمغيرة ومحمدا وأبا سفيان وعبيد الله وعبد الله أمهما مرجانة وسلما وعثمان وعبادا والربيع وأبا عبيدة ويزيد وعنبسة وأم معاوية وعمرا والغصن وعتبة وأبانا وجعفرا وإبراهيم وسعيدا وثلاثا وعشرين بنتا
فاما عبيد الله بن زياد فكان يكنى أبا حفص وكان أرقط جميلا
وكان زياد زوج أمه مرجانة من شيرويه الأسوارى ودفع إليها عبيد الله فنشأ بالأساورة فكانت فيه لكنه فولى لمعاوية خراسان ثم ولى العراقين بعد أبيه ثماني سنين خمسا منها على البصرة وحدها وثلاثا على العراقين فلما مات يزيد خرج عليه أهل البصرة فأخرجوه عن داره فاستجار بمسعود بن عمرو الأزدي فلما قتل مسعود سار إلى الشام فكان مع مروان بن الحكم وكان يوم المرج على إحدى مجنبتيه
فلما ظفر مروان رده على العراق فلما قرب من الكوفة وجه إليه المختار إبراهيم بن الأشتر النخعي فالتقوا بقرب الزاب فقتل عبيد الله
ولا عقب له وكان قتله يوم عاشوراء سنة سبع وستين
وأما عبد الرحمن بن زياد فكان يكنى أبا خالد وولاه معاوية خراسان وله عقب بالبصرة
والمغيرة بن زياد لا عقب له أيضا وكذلك محمد بن زياد لا عقب له
وأبو سفيان بن زياد هرب من الطاعون الجارف إلى البادية فطعن في البادية فمات هنالك وله عقب بالبصرة
347

وعبد الله بن زياد عقبه بالبصرة كثير
وأما سلم بن زياد فكنيته أبو حرب وكان أجود بنى زياد
ولى خراسان ليزيد وفيه يقول ابن عرادة طويل
(عتبت على سلم فلما هجرته
* وخالطت أقواما بكيت على سلم
*
ومات بالبصرة وله عقب
وأما عباد بن زياد فكنيته أبو حرب وولى لمعاوية سجستان تسع سنين وفيه يقول ابن مفرغ سبق عباد وصلت لحيته
وله عقب بالشام والبصرة
وأما الربيع بن زياد فكان أعرج وله عقب بالبصرة قليل
وأما أبو عبيدة بن زياد فولاه سلم بن زياد كابل وأسر ففداه بسبعمائة ألف درهم وله عقب
ويزيد بن زياد ولاه أيضا سلم بن زياد سجستان فقتله العدو ولا عقب له
وعنبسة بن زياد مات في طريق مكة في الجارف ولا عقب له
وعتبة بن زياد له عقب كثير ب البصرة
ولم يعقب عمرو ولا الغصن ولا أبان ولا جعفر ولا إبراهيم ولا سعيد
348

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
وأما معاوية بن أبي سفيان فكان يكنى أبا عبد الرحمن وأسلم عام الفتح وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وولى الشام لعمر وعثمان عشرين سنة وولى الخلافة سنة أربعين وهو ابن اثنتين وستين سنة
وبلغه أن أهل الكوفة قد بايعوا الحسن بن علي فسار يريد الكوفة
وسار الحسن يريده فالتقوا بمسكن من أرض الكوفة فصالح الحسن معاوية وبايع له ودخل معه الكوفة ثم أنصرف معاوية إلى الشام واستعمل على الكوفة المغيرة بن شعبة وعلى البصرة عبد الله بن عامر ثم جمعهما لزياد وهو أول من جمعا له
وولى معاوية الخلافة عشرين سنة إلا شهرا وتوفى بدمشق سنة ستين وهو ابن اثنتين وثمانين سنة
وقال ابن إسحاق
مات وله ثمان وسبعون وكانت علته الناقبات يعنى الدبيلة
349

ولم يولد له في خلافته ولد وذلك أن البريك الصريمي ضربه على أليته فانقطع عنه الولد فولد معاوية عبد الرحمن بن معاوية لأم ولد ويزيد بن معاوية وأمه ميسون بنت بحدل الكلبية وعبد الله وهندا ورملة وصفية
فأما عبد الرحمن فلا عقب له
وأما عبد الله فكان ضعيفا ولقبه منقب ولا عقب له من الذكور
وكانت له بنت يقال لها عاتكة تزوجها يزيد بن عبد الملك وفيها قيل كامل
(يا بنت عاتكة التي أتعزل
* حذر العدا وبه الفؤاد موكل
*
350

يزيد بن معاوية
وأما يزيد بن معاوية فيكنى أبا خالد وولى الخلافة وأقبل الحسين بن علي رضى الله تعالى عنهما يريد الكوفة وعليها عبيد الله أبن زياد من قبل يزيد فوجه إليه عبيد الله عمر بن سعد بن أبي وقاص فقاتله فقتل الحسين رحمه الله تعالى عليه ورضوانه وهاجت فتنة ابن الزبير فأخرج من كان بالمدينة من بنى أمية فوجه يزيد مسلم بن عقبة المرى في جيش عظيم لقتال ابن الزبير فساربهم حتى نزل المدينة فقاتل أهلها وهزمهم وأباحها ثلاثة أيام فهي وقعة الحرة
ثم سار مسلم بن عقبة إلى مكة وتوفى بالطريق ولم يصل فدفن بقديد
وولى الجيش الحصين بن نمير السكوني فمضى بالجيش وحاصروا عبد الله بن الزبير وأحرقت الكعبة حتى أنهدم جدارها وسقط سقفها وأتاهم الخبر بموت يزيد فانكفئوا راجعين إلى الشام
فكانت ولاية يزيد ثلاث سنين وشهورا وهلك بحوارين من عمل دمشق سنة أربع وستين وهو ابن ثمان وثلاثين سنة
فولد يزيد بن معاوية خالدا وعبد الله الأكبر وأبا سفيان وعبد الله الأصغر وعمر وعاتكة وعبد الرحمن وعبد الله الذي يلقب بأصغر الأصاغر وعثمان وعتبة الأعور ويزيد ومحمدا وأبا بكر وأم يزيد وأم عبد الرحمن ورملة
351

فأما خالد بن يزيد فكان يكنى أبا هاشم وكان من أعلم قريش بفنون العلم وكان يقول الشعر وعقبة كثير بالشام
وأما عبد الله بن يزيد فكان من أفضل أهل زمانه وأعبدهم
وأما معاوية بن يزيد بن معاوية فولى الخلافة بعد يزيد وهو ابن سبع عشرة سنة أربعين يوما
وقال ابن إسحاق
وليها عشرين يوما
ثم مات وكان يكنى أبا ليلى وفيه يقول الشاعر بسيط
(إني أرى فتنا تغلى مراجلها
* فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
* 4
ولا عقب لمعاوية بن يزيد وعقب يزيد من غيره من ولده كثير
352

مروان بن الحكم
ولما مات معاوية بن يزيد بن معاوية بايع أهل الشام مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
وكان مروان يكنى أبا عبد الملك وأبوه الحكم بن أبي العاص كان طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم يوم فتح مكة ومات في خلافة عثمان وكان سبب طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه أنه كان يفشى سره فلعنه وسيره إلى بطن وج فلم يزل طريدا حياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلافة أبى بكر وعمر ثم ادخله عثمان وأعطاه مائة ألف درهم
وكان ل لحكم من الولد أحد وعشرون ذكرا وثمان بنات
وكان مروان ولد لسنتين خلتا من الهجرة وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين
وولى لعبد الله بن عامر رستاقا من أرد شير خرة ثم ولى البحرين لمعاوية ثم ولى له المدينة مرتين ثم بويع له بالخلافة
وكان معاوية استعمل على الكوفة بعد زياد الضحاك بن قيس الفهري من كنانة فلما ولى مروان صار الضحاك مع أبن الزبير فقاتل مروان يوم مرج راهط فقتله مروان
353

وكانت ولاية مروان عشرة أشهر ومات بالشام سنة خمس وستين وهو ابن ثلاث وستين سنة
ويقال إنه قال لخالد بن يزيد بن معاوية يا بن الرطبة وكانت أمه تحته وبلغها فقعدت على وجهه فقتلته فهو يعد فيمن قتلته النساء
فولد مروان عبد الملك ومعاوية وأم عمرو وعبيد الله وأبانا وداود وعبد العزيز وعبد الرحمن وأم عثمان وعمرا وأم عمرو وبشرا ومحمدا
فأما معاوية بن مروان فكان مضعوفا ويكنى أبا المغيرة
وولد عبد الملك والمغيرة وبشرا
ومعاوية القائل لأبى أمراته لقد نكحت ابنتك بعصبة ما رأت مثلها قط فقال له لو كنت خصيا ما زوجناك
ووقف على طحان وفي عنق حماره جلجل فقال له لم جعلت في عنقه جلجلا فقال الطحان ربما نعست فيقف فإذا لم أسمع صوت الجلجل صحت به فقال أرأيت إن قام وحرك رأسه ما علمك قال الطحان ومن له بمثل عقل الأمير
وأما أبان بن مروان فكان على فلسطين لعبد الملك أخيه وكان الحجاج على شرطه
فولد أبان عبد العزيز أبان
وأما عمرو بن مروان فلا أعلم له عقبا
354

وأما محمد بن مروان بن الحكم فكان أشد بنى مروان وهو قائل إبراهيم بن الأشتر ومصعب بن الزبير بدير الجاثليق بين الشام والكوفة وكان على الجزيرة وابنه مروان بن محمد آخر من ولى الخلافة من نبي أمية
وأما داود بن مروان بن الحكم فكان يكنى أبا سليمان وكان أعور وفيه قيل
(بدل أعور من ذات الدعج
*
وأما بشر بن مروان فكان يكنى أبا مروان وكان على الكوفة ثم ضمت إليه البصرة فشخص إليها وشرب الأذريطوس فمات بها وهو أول أمير مات بالبصرة وله عقب
وأما عبد العزيز بن مروان فيكنى أبا الأصبغ وولى العهد بعد عبد الملك ولكثير فيه مدائح وهو أبو عمر بن عبد العزيز وسنذكره مع إخواته في موضع خلافته إن شاء الله تعالى
عبد الملك بن مروان
وأما عبد الملك بن مروان فكان يكنى أبا الوليد ويلقب رشح الحجر لبخله ويكنى أبا ذبان لبخره
وكان معاوية جعله مكان زيد بن ثابت على ديوان المدينة وهو ابن ست عشرة سنة وولاه أبوه مروان هجر ثم جعله الخليفة بعده وكانت خلافته بعد أبيه سنة خمس وستين
355

وبويع ابن الزبير على الخلافة سنة خمس وستين وبنى الكعبة وبايعه أهل البصرة والكوفة
ووثب المختار بن عبيد بالكوفة سنة ست وستين في سلطان ابن الزبير وأخرج عن الكوفة عبد الله بن مطيع عامل ابن الزبير
ثم إن أهل الكوفة ثاروا بالمختار فاقتتلوا بجبانه السبيع فظفر بهم المختار وكان المختار أيضا وجه إلى البصرة الأحمر بن شميط لقتال مصعب ابن الزبير فقتله مصعب بالمدار وأقبل مصعب حتى حصر المختار في قصره بالكوفة ثم قتله سنة تسع وستين وسار عبد الملك لقتال مصعب ابن الزبير فالتقوا بأرض مسكن فقتل مصعب ودخل عبد الملك الكوفة وبايع له أهلها
وبعث الحجاج بن يوسف إلى عبد الله بن الزبير فقتل ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين وقد بلغ من السن ثلاثا وتسعين سنة فكانت فتنته منذ مات يزيد بن معاوية إلى أن قتل تسع سنين وثلاثة أشهر وأياما
وحج الحجاج بالناس تلك السنة ونقض بنيان ابن الزبير في الكعبة وبناه على تأسيسه الأول ثم رجع إلى المدينة لما فرغ من بناء الكعبة
356

ثم كتب عبد الملك إلى الحجاج بعهده على العراق فسار إليها سنة خمس وسبعين وضربت له الدنانير والدراهم بالعربية سنة ست وسبعين وكان سيل الحجاف الذي ذهب بالحجاج بمكة سنة ثمانين ويقال إن الحجفة سميت الحجفة تلك السنة لأن السيل بها ذهب بكثير من الحاج وأمتعتهم ورحالهم وكان اسمها مهيعة وكان ذلك يوم الاثنين قال أبو السنابل رجز
(لم تر عيني مثل يوم الثنين
* أكثر محزونا وأبكى للعين)
(وخرج المخبات يسعين
* ظواهرا في جبلين يرقين)
(وذهب السيل بأهل المصرين
*
وهاجت فتنة عبد الرحمن بن الأشعث سنة اثنتين وثمانين فكانت وقعة الزاوية بالبصرة سنة ثلاث وثمانين ووقعة دير الجماجم فيها أيضا
وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال
كان لأبن الأشعث أربع وقعات وقعة بالأهواز ووقعة بالزاوية ووقعة بدير الجماجم ووقعة بدجيل
قال وقال أبو عبيدة
إنما قيل دير الجماجم لأنه كان يعمل فيه الأقداح من خشب وبنى الحجاج واسطا سنة ثلاث وثمانين
وتوفى عبد الملك بدمشق سنة ست وثمانين وله اثنتان وستون سنة وقد شد أسنانه بالذهب
357

فولد عبد الملك بن مروان مروان الأكبر والوليد وسليمان وعائشة ويزيد ومروان الضغر وهشاما وأبا بكر وفاطمة ومسلمة وعبد الله وسعيدا والحجاج ومحمدا والمنذر وعنبسة وقبيصة
ولم يعقب المنذر ولا قبيصة ولم يكن ل عنبسة ولد غير الفيض بن عنبسة
وأما الحجاج بن عبد الملك فولد عبد العزيز وهو ولى قتل الوليد بن يزيد وكان تولى حصرة بالبخراء
وأما سعيد بن عبد الملك فكان يلقب سعيد الخير وكان مقيما بمكان يقال له نهر سعيد وله عقب وإليه ينسب نهر سعيد وكان غيضة فيها سباع فأقطعها وعمرها
وأما عائشة فكانت عند خالد بن يزيد بن معاوية
وكانت فاطمة عند عمر بن عبد العزيز
وأما عبد الله بن عبد الملك فولى مصر للوليد وله عقب
وأما مسلمة فكان يكنى أبا سعيد ويلقب الجرادة الصفراء لصفرة كانت تعلوه وكان شجاعا وافتتح فتوحا كثيرة بالروم منها طوانة وولى العراق أشهرا وله عقب كثير
وأما أبو بكر بن عبد الملك فكان اسمه بكارا وكان يحمق وهو القائل في باز كان له فطار أغلقوا أبواب المدينة لئلا يخرج البازي وله عقب
358

الوليد بن عبد الملك
وأما الوليد بن عبد الملك فكان يكنى أبا العباس وولى الخلافة بعد أبيه وكان خبيث الولاية ولى سنة ست وثمانين وفي سنة ثمان وثمانين كان فتح الطوانة من أرض الروم فتحها مسلمة أخوه وفيها بنى مسجد دمشق واستعمل الوليد عمر بن عبد العزيز على المدينة سبع سنين وخمسة أشهر
وتوفي الحجاج في خلافته بواسط في شهر رمضان سنة خمس وتسعين وقد بلغ من السن ثلاثا وخمسين سنة
وأستخلف أبنه عبد الملك بن الحجاج على الصلاة ويزيد بن أبي مسلم على الخراج فلما انتهى موت الحجاج إلى الوليد بعث يزيد بن أبي كبشة على الصلاة
وتوفي الوليد بن عبد الملك بدمشق سنة ست وسبعين وقد بلغ من العمر ثمانيا وأربعين سنة وكانت ولايته تسع سنين وثمانية أشهر
وولد الوليد أربعة عشر ذكرا منهم يزيد بن الوليد ولى الخلافة وسنذكره في موضعه ومنهم عمر بن الوليد وكان يقال له فحل بنى مروان وكان يركب معه ستون رجلا لصلبه وعقبه كثير ومنهم بشر بن الوليد عالم بنى الوليد ومنهم إبراهيم بن الوليد كان أخوه يزيد بن الوليد استخلفه فلما سار مروان بن محمد إليه خلع نفسه وسلمها إلى مروان ومنهم العباس بن الوليد فارس بنى مروان وكانت أمه نصرانية
359

سليمان بن عبد الملك
ثم بويع بعد الوليد بن عبد الملك لأخيه سليمان بن عبد الملك ويكنى أبا أيوب
وكان أبيض جعدا فصيحا نشأ بالبادية عند أخواله بنى عبس وكانت ولايته سنة ست وتسعين فافتتح بخير و ختم بخير لأنه رد المظالم إلى أهلها ورد المسيرين وأخرج المسجونين الذين كانوا بالبصرة واستخلف عمر بن عبد العزيز وأغزى مسلمة أخاه الصائفة حتى بلغ القسطنطينية فأقام بها حتى مات سليمان وفيه قال الشاعر رجز
(يا أيها الخليفة المهدي
* خليفة سمى بالنبي)
(ليأخذ الولي بالولي
* وهدم الديماس والمنسى)
(وأمن الشرقي والغربي
*
وفيه قال الفرزدق سريع
(أنا لنرجو أن يقيم لنا
* سنن الخلائف من بنى فهر
*
360

وكان حين ولى بايع لابنه أيوب بن سليمان وعزل يزيد بن أبي كبشة ويزيد بن أبي مسلم واستعمل يزيد بن المهلب على حرب العراق وصالح بن عبد الرحمن التميمي على خراجها
وتوفى سليمان بدابق سنة ثمان وتسعين وهو ابن خمس وأربعين سنة
فولد سليمان أربعة عشر ذكرا منهم أيوب وكان عفيفا أديبا وكان أبوه بايع له وجعله ولى عهده فهلك في حياة أبيه بالشام ولا عقب له
361

عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
وكان لعبد العزيز من الولد عشرة عمر وأبو بكر ومحمد وعاصم أمهم أم عاصم بنت عاثم بن عمر بن الخطاب والأصبغ وسهل وسهيل وأم الحكم وزبان وأم البنين
فأما عاصم فولد سفيان وتزوج سفيان آمنة بنت عمر بن عبد العزيز فولدت له الأصبغ وكان مخنثا
وأما الأصبغ بن عبد العزيز فكان عالما بخبر ما يكون وهلك بمصر قبل أبيه وله عقب ومن ولده دحية بنت مصعب بن الأصبغ كانت عالمة بما يكون
وأما عمر بن عبد العزيز فكان يكنى أبا حفص وهو أشج بنى أمية ضربته دابة في وجهه فلما رأى الأصبغ أخوه الأثر قال الله أكبر هذا أشج بنى مروان الذي يملك
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول إن من ولدى رجلا بوجهه أثر يملأ الأرض عدلا
حدثني عبد الرحمن عن الأصمعي قال
هو في كتاب دانيال الدردوق الأشج
فولى بعد سليمان بن عبد الملك عمر بعهده إليه فعزل يزيد بن المهلب وصالح بن عبد الرحمن عن العراق واستعمل على الكوفة
362

عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وعلى البصرة عدى ابن أرطاة الفزاري
وتوفي بدير سمعان من أرض حمص سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وثلاثين سنة
فولد عمر بن عبد العزيز أربعة عشر ذكرا منهم عبد الملك بن عمر ابن عبد العزيز وكان من أنسك الناس ومات قبل أبيه وهو ابن تسع عشرة سنة ونصف
ومنهم عبد الله بن عمر كان شجاعا جوادا ولى العراقين ليزيد ابن الوليد بن عبد الملك ستة أشهر فلما مات يزيد أراد أهل العراق أن يبايعوا له بالخلافة وهو الذي احتفر نهر ابن عمر بالبصرة وله عقب
363

يزيد بن عبد الملك
وبويع بعد عمر بن عبد العزيز يزيد بن عبد الملك ويكنى أبا خالد
وكان صاحب لهو ولذات وكان صاحب حبابة وسلامة وفي ولايته خرج يزيد بن المهلب بالبصرة فأخذ عدي بن أرطأة فأوثقة ثم خرج من البصرة يريد الكوفة فوجه إليه يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة وابن أخية العباس بن الوليد فالتقوا بالعقر من أرض بابل فقتل يزيد بن المهلب سنة اثنتين ومائة ثم رجع مسلمة إلى الشام واستعمل يزيد بن عبد الملك عمر بن هبيرة على العراقين
وتوفى يزيد بأرض حوران في شعبان سنة خمس ومائة وكانت ولايته أربع سنين وشهرا وقد بلغ من السن تسعا وعشرين سنة
وولد يزيد بن عبد الملك ثمانية ذكور منهم عبد الله بن يزيد ابن عبد الملك ولده سبعة خلفاء أبوه يزيد وأبو يزيد عبد الملك وأبو عبد الملك مروان وأم أبيه عاتكة بنت يزيد بن معاوية وأم عبد الله أم سعيد بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وأم عبد الله ابن عمرو بن عثمان ابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ومن ولده الوليد بن يزيد كان يكنى أبا العباس وكان ماجنا سفيها وولى الخلافة فقتل
364

هشام بن عبد الملك
وبويع بعد يزيد بن عبد الملك هشام بن عبد الملك ويكنى أبا الوليد وكان أحول وكان أحزمهم فعزل عمر بن هبيرة واستعمل على العراق خالد بن عبد الله القسري سنة ست ومائة ثم ولى يوسف بن عمر العراق سنة عشرين ومائة
وفي ولايته قتل زيد بن علي رحمة الله عليه وعلى آبائه الطاهرين قتله يوسف بن عمر سنة إحدى وعشرين ومائة بالكوفة
وفي ولايته واقع مسلمة بن عبد الملك خاقان ملك الترك فقتله وبنى الباب سنة ثلاث عشرة ومائة وتوفى هشام بالرصافة من أرض قنسرين في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة وقد بلغ من العمر ستا وخمسين وكانت ولايته عشرين سنة إلا شهرا
وولد هشام عشرة ذكور منهم معاوية بن هشام غلب ابنه عبد الرحمن بن معاويعة بن هشام على الأندلس ومات بها وولده هناك كثير
ومنهم سليمان بن هشام أدرك أبا العباس فأمنه وأتاه فأقعده إلى جنبه فقال سديف شاعر أبى العباس ومولاه خفيف
(لا يغرنك ما ترى من رجال
* إن تحت الضلوع داء دويا)
(فضع السيف وأرفع السوط حتى
* لا ترى فوق ظهرها أمويا
*
فقتله أبو العباس
ومنهم سعيد بن هشام وكانت أمه نصرانية
365

الوليد بن يزيد
بويع بعد هشام الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويكنى أبا العباس وكان ماجنا سفيها يشرب الخمر ويقطع دهره باللهو والغزل ويقول أشعار المغنين يعمل فيها الألحان فسار إليه يزيد بن الوليد بن عبد الملك فقتله وكان المتولى لذلك عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك
وكان قتله بالبخراء
وكانت ولايته سنة وشهرين ونيفا وعشرين ليلة وقد بلغ من السن اثنتين وأربعين سنة
وولد الوليد الحكم وعثمان ويقال لهما الحملان وكان بايع لهما فقتلا مع أبيهما
366

يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ودخل يزيد بن الوليد بن عبد الملك دمشق سنة ست وعشرين ومائة وبويع له وكان محمود السيرة مرضيا ويكنى أبا خالد وكان لقبه الناقص لأنه نقص الجند من أرزاقهم
وأستعمل منصور بن جمهور الكلبي على العراق فلما بلغ ذلك يوسف ابن عمر هرب إلى الشام
وتوفى يزيد بن الوليد في ذي الحجة سنة ست ومائة وقد بلغ من السن اثنتين وأربعين سنة وكانت ولايته من مقتل الوليد خمسة أشهر وله عقب كثير ولما ولى مروان نبش قبره واستخرجه وصلبه ويقال إنه مذكور في الكتب المتقدمة بحسن السيرة والعدل وفي بعضها يا مبدد الكنوز يا سجادا بالأسحار كانت ولايتك رحمة ووفاتك فتنة أخذوك فصلبوك
إبراهيم بن الوليد
وبويع إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك وعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بعده فلم يبايعه مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وطلب الخلافة لنفسه وكان سبب ذلك أن الحكم بن الوليد بن يزيد وكان ولى عهد أبيه قال وهو محبوس في حبس يزيد بن الوليد قبل أن يقتل
367

وافر
(ألا يا ليت كلبا لم تلدنا
* وكنا من ولادة آخرينا)
(أيذهب عامر بدمي وملكي
* فلا غثا أصبت ولا سمينا)
(فإن أهلك أنا وولى عهدي
* فمروان أمير المؤمنينا
*
وكان أخوه ولى عهده فمن أجل هذا طلب مروان الخلافة لنفسه وأقبل بأهل الجزيرة وأهل قنسرين وأهل حمص وبعث إبراهيم بن الوليد سليمان بن هشام بن عبد الملك في أهل الشام فالتقوا بأرض الغوطة فانهزم سليمان حتى لحق بإبراهيم وسار مروان حتى نزل بأرض الغوطة وبويع له بها وخلع إبراهيم نفسه ودخل في طاعة مروان وبايع له وكان ذلك كله في شهرين ونصف
ولما رأى عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك تفرق ا لناس عنهم بعث يزيد بن خالد بن عبد الله القسري إلى السجن فقتل يوسف بن عمر وكان يوسف بن عمر عذب خالدا أباه حتى قتله
وقتل يزيد أيضا عثمان والحكم ابني الوليد بن يزيد
368

مروان بن محمد بن مروان بن الحكم
وولى مروان سنة سبع وعشرين ومائة وكان يكنى أبا عبد الملك
وخرج عليه الضحاك بن قيس الشاري من شهر زور فيمن بايعه من الخوارج وتوجه إليه وأقبل مروان يريده فالتقوا بكفرتوثا سنة ثمان وعشرين ومائة في صفر فقتل الضحاك وقام مقامه الخيبري فاقتتلوا فهزم مروان ثم رجع وولى الخوارج شيبان فرجع بأصحابه إلى الموصل واتبعه مروان ينزل حيث نزل فقاتله شهرا ثم أنهزم شيبان ووجه مروان خلفه عامر بن ضبارة المرى واستعمل يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري على العراق فأقبل حتى قدم واسط وبها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز مخالفا لمروان فأخذه يزيد وأوثقه وبعث به إلى مروان فلم يزل في حبسه مع ابن له حتى مات في الحبس ولم يزل مروان في تشتت من أمره وأضطراب من كل النواحي عليه وهو مع ذلك يقيم للناس الحج إلى سنة ثلاثين ومائة فكان ذلك آخر ما أقام بنو أمية للناس حجهم وانقضت دولة بنى أمية
369

قصة أبى مسلم
وظهر أبو مسلم عبد الرحمن بخراسان يدعو إلى بني هاشم وبها نصر بن سيار عاملا لبنى أمية فواقعه أبو مسلم بمجموعة ومضى نصر هاربا حتى توفى بأرض ساوة من همذان
ولما ضبط أبو مسلم خراسان بعث قحطبة بن شبيب الطائي في جمع كثير قبل أهل العراق وجماعة بها من أصحاب مروان مع يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري فكان أول من لقى من جموعهم نباتة بن حنظلة الكلابي فقتله قحطبة وقتل ابنه وفض جموعهم ودخل جرجان وأصاب من أصاب من أهلها في ذي الحجة من سنة ثلاثين ومائة
ثم سار بعد مقتل نباتة حتى لقى عامر بن ضبارة بجابلق من أرض أصبهان فألتقيا في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة فقتله قحطبة وفض جموعه
ثم سار قحطبة حتى نزل نهاوند وبها جمع مروان من أهل الشام وأهل خراسان الذين كانوا خرجوا عن خراسان حين ظهر أبو مسلم وغيرهم من أهل العراق فحاصرهم شهرين ثم افتتحها في هلال ذي الحجة على أن يؤمن من بها من أهل الشام وأهل العراق إلا رهطا يعدون ويخلوا بينه وبين أهل خراسان فقتل من بها من أهل خراسان
370

ثم أقبل حتى لقى يزيد بن عمر بفم الزاب من أرض الفلوجة العليا في المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة فالتقوا ساعة ثم انهزم يزيد بن عمر فأقبل حتى دخل واسط فتحصنوا بها وقتل تلك الليلة قحطبة وقيل إنه غرق ولم يعلم بقتله ثم ولى الناس بعده ابنه الحسن بن قحطبة فسار بهم حتى دخل الكوفة فسلم الأمر إلى أبى سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع حي من همدان فولى أبو سلمة أمر الناس ووجه الجيوش إلى ابن هبيرة بواسط وعليهم الحسن بن قحطبة ومعه خازم بن خزيمة ومقاتل بن حكيم في قواد كثير فحاصروه بها وبعث بسام بن إبراهيم إلى عبد الواحد بن عمر بن هبيرة وكان عامل أخيه على الأهواز فقاتله حتى فض جمعه ولحق عبد الواحد بسلم ابن قتيبة وهو يومئذ عامل أخيه يزيد بن عمر على البصرة
371

أبو العباس السفاح
وبويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة
وأتاه أبو سلمة فبايعه وحمله حتى صلى بالناس 189 الجمعة في مسجد الكوفة الأعظم
وأمه ريطة حارثية
ولما ولى أبو العباس استعمل على الكوفة عمه داود بن علي وبعث جماعة من أهل بيته إلى القواد من أهل خراسان ببيعته واستعمل أخاه أبا جعفر على من بوأسط من
الناس مع الحسن بن قحطبة فلم يزل محاصرا ليزيد بن عمر حتى أفتتحها صلحا في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائة وكان حصاره تسعة أشهر ثم قتل أبو جعفر يزيد بن عمر وابنه داود ابن يزيد وكتب أبو العباس إلى عمه عبد الله بن علي يأمره بالمسير إلى مروان فزحف إليه مروان بمن معه فاقتتلوا فهزم مروان وفض جمعه واتبعه عبد الله بن علي حتى نزل بنهر أبى فطرس من أرض فلسطين واجتمعت إليه بنو أمية حين نزل النهر فقتل منهم بضعة وثمانين رجلا وخرج صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بعد مقتلهم في طلب مروان حتى لحقه في قرية من قرى الفيوم من أرض مصر يقال لها بوصير فقتله وكان الذي قتله رجل على مقدمة صالح يقال له عامر ابن إسماعيل من أهل خراسان وذلك في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة
372

وكان مروان قد بلغ من السن تسعا وخمسين سنة وكان لمروان ابنان عبد الله وعبيد الله
فأما عبيد الله فلا عقب له
وأما عبد الله فكان أبوه جعله ولى عهده بعده وأخذه أبو جعفر فمات ببغداد وله عقب
ثم تحول أبو العباس من الحيرة إلى الأنبار سنة أربع وثلاثين ومائة وتوفى بها في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة
ويقال إنه ولى الخلافة وهو ابن أربع وعشرين سنة ويقال ابن ثمان وعشرين سنة وكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر منذ بويع
وكان له ابن يقال له محمد مات ببغداد ولم يعقب وبنت يقال لها ريطة كانت عند المهدي
373

عمومة أبى العباس
داود وعيسى وسليمان وصالح وإسماعيل وعبد الصمد ويعقوب وعبد الله وعبيد الله هؤلاء جميعا بنو علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
فأما داود بن علي فكان خطيبا جميلا يكنى أبا سليمان وولى مكة والمدينة لأبى البعاس وأدرك من دولتهم ثمانية أشهر ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائة وله عقب
وأما عيسى فكنيته أبو البعاس وابنه إسحاق بن عيسى ويكنى أبا الحسن ولى المدينة والبصرة ومات عيسى في خلافة المهدي
وأما إسماعيل بن علي فولى لأبي جعفر فارس والبصرة
وابنه أحمد بن إسماعيل ولى فارس والمدينة ومكة ومصر لهارون وله عقب
وأما عبد الصمد فيكنى أبا محمد وولى الجزيرة لأبى جعفر وفلسطين ومكة والمدينة والبصرة وكان أقعد بني هاشم في عصره وهو في القعد بمنزلة عبد الله بن عمرو بن يزيد ابن معاوية ومات ببغداد وله عقب
374

وأما عبد الله بن علي فولى الشام لأبي العباس ثم خالف فبعث إليه أبو جعفر أبا مسلم فهزمه ثم حبسه أبو جعفر ومات في حبسه ببغداد وله عقب
وأما بربرية يقال لها هنادة
وأما يعقوب بن علي فلا عقب له
وأما صالح بن علي فولى الشام لأبي جعفر وتوفي هناك
ومن ولده عبد الملك بن صالح والفضل وعبد الله وإبراهيم
وصالح بن علي هو ترب أبي جعفر ولدا جميعا في عام واحد
وأما سليمان بن علي فولى البصرة وعمان والبحرين لأبى جعفر وتوفى بالبصرة سنة اثنتين وأربعين ومائة
فولد سليمان جعفرا ومحمدا وعائشة وزينب وأسماء وفاطمة وأم علي وأم الحسن أمهم أم الحسن بنت جعفر بن حسن بن حسن بن علي ابن أبي طالب وإبراهيم لأم ولد وهارون وموسى لأم ولد وعبد الرحمن وريطة وعبد الرحيم أمهم عائشة بنت محمد بن طلحة ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وأم سليمان وعبد الله وعبد السلام لأم ولد وعليا أمه من ولد عامر ملاعب الأسنة وهو أبو البراء وسعدى ولبابة والعالية لأمهات أولاد
375

فأما جعفر بن سليمان فكان يكنى أبا عبد الله ومات ب البصرة وترك من ولده لصلبه ثلاثة وأربعين ابنا وخمسا وثلاثين بنتا
منهم إسحاق بن سليمان ولى الولايات وكان فيه ضعف ومر بقارئ وهو يقول يتجرعه ولا يكاد يسيغه فقال اللهم أجعلنا ممن يتجرعه ويسيغه
وكل ولد سليمان أعقب إلا علي بن سليمان وعبد الرحمن بن سليمان ومحمد بن سليمان ولى البصرة والكوفة
إخوة أبي العباس
إبراهيم وموسى وأبو جعفر وعبد الله المنصور لأمهات أولاد شتى ويحيى أمه بنت عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب والعباس لأم ولد
أما إبراهيم بن محمد بن علي فمات بالشام وولد إبراهيم عبد الوهاب ومحمدا
فولى عبد الوهاب الشام ومات بها وله عقب
وولى محمد مكة والمدينة واليمن والجزيرة ومات ببغداد وله عقب
وأما موسى بن محمد بن علي فولد عيسى بن موسى وولى عيسى الأهواز والكوفة وكان يكنى أبا موسى ومات بالكوفة وولد عيسى موسى والعباس وإسماعيل وعبيد الله وغيرهم وقد ولوا الولايات
376

وأما يحيى بن محمد بن علي فولى الموصل وفارس لأبي جعفر وولد يحيى إبراهيم وهو حج بالناس عام هلك أبو جعفر ولا عقب له
وذكر بعض بني هاشم أن يحيى له عقب
وأما العباس بن محمد بن علي فولى الجزيرة ل أبي جعفر وكان يكنى أبا الفضل ومات ب بغداد
وولد له عبد الله والفضل وغيرهما
وأما عبد الله بن محمد بن علي فهو أبو جعفر المنصور ولى الخلافة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة وأمه بربرية يقال لها سلامة ومولده ب الشراة في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وكان سليمان بن حبيب ضربه بالسياط لسبب
وبويع له بالخلافة يوم مات أخوه أبو العباس ب الأنبار وولى ذلك والإرسال به في الوجوه عيسى بن علي عمه فلقيت أبا جعفر بيعته في الطريق ومضى أبو جعفر حتى قدم الكوفة وصلى بالناس وخطبهم وشخص حتى قدم الأنبار وقدم أبو مسلم عليه فقتله في شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة ب رومية المدائن وخرج أبو جعفر حاجا سنة أربعين ومائة وكان أحرم من الحيرة وكان قبل خروجه أمر بمسجد الكعبة أن يوسع في سنة تسع وثلاثين وكانت تلك السنة تدعى عام الخصب ثم وسعه ووسع مسجد المدينة المهدي سنة ستين ومائة
377

ولما قضى أبو جعفر حجة صدر إلى المدينة فأقام بها ما شاء الله ثم توجه إلى الشام حتى صلى ب بيت المقدس ثم أنصرف إلى الرقة ثم سلك الفرات حتى نزل المدينة الهاشمية ب الكوفة ثم شخص من الهاشمية إلى نهاوند ثم أنصرف منها فحضر الموسم سنة أربع وأربعين ومائة ثم تحول إلى بغداد سنة خمس وأربعين ومائة فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج محمد ابن عبد الله بن الحسن ب المدينة فلما بلغه خروجه انحدر إلى الكوفة مسرعا
فوجه الجيوش إلى المدينة مع عيسى بن موسى وعلى مقدمته حميد بن قحطبة فقتل محمد بن عبد الله في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة وكان أخوه إبراهيم بن عبد الله خرج إلى البصرة في أول يوم من شهر رمضان فلما انتهى إليه قتل أخيه خرج متوجها إلى الكوفة وأقبل عيسى بن موسى نحوه فالتقوا ب باجميرى من أرض الكوفة فقتل إبراهيم وأصحابه في سنة خمس وأربعين ومائة وخرج أبو جعفر إلى الزوراء وهي بغداد وأتم بناءها واتخذها منزلا سنة ست وأربعين وخرج يريد الحج بالناس سنة ثمان وخمسين ومائة فمات لست خلون من ذي الحجة على بئر ميمون وقد بلغ من السن ثلاثاص وستين سنة وشهورا وكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة وصلى عليه إبراهيم بن يحيى بن علي
وقال الهيثم
صلى عليه عيسى بن موسى بن محمد بن علي
وولد أبو جعفر المهدي واسمه محمد وجعفرا أمهما أم موسى بنت منصور بيرية وصالحا أمه أمة يقال أنها بنت ملك
378

ل الصغد وسليمان وعيسى ويعقوب أمهم فاطمة بنت محمد من ولد طلحة بن عبيد الله والعالية أمها من ولد خالد بن أسيد وجعفرا والقاسم وعبد العزيز والعباس
فأما جعفر بن أبي جعفر فولى الموصل لأبيه ومات ب بغداد
فولد جعفر إبراهيم وزبيدة وتكنى أم جعفر أمهما سلسبيل أم ولد وجعفر بن جعفر وعيسى بن جعفر وعبد الله وصالحا ولبابة
فأما إبراهيم فلا عقب له
وأما زبيدة فتزوجها هارون الرشيد
وأما لباية فكانت عند موسى بن المهدي
وأما عيسى بن جعفر فولى البصرة وكورها وفارس والأهواز واليمامة والسند ومات بدير بين بغداد وحلوان وكان يكنى أبا موسى وة له عقب باق
وأعقب الباقون من ولد أبى جعفر وولوا الولايات وصلوا بالناس بالمواسم
المهدي محمد بن أبي جعفر
ولما مات أبو جعفر بايع الناس ابنه محمدا المهدي ب مكة وأتاه ببيعته مولاه منارة البربري
وكان المهدي يكنى أبا عبد الله وأمه أم موسى بنت منصور الحميري واستخلف وهو ابن ثمان وثلاثين سنة وولى عشر سنين
379

وشهرا ومات بقرية يقال لها الرذ من ماسبذان في المحرم سنة تسع وستين ومائة وقد بلغ من السن ثمانيا وأربعين سنة وقبر هناك
وولد المهدي هارون وموسى والبانوقة وأمهم الخيزران أم ولد وعليا وعبيد الله وأمهما ريطة بنت أبي العباس والعباسة لأم ولد والعالية ومنصورا وسليمة أمهم البحترية بنت الأصبهبذ ويعقوب وإسحاق لأم ولد وإبراهيم لأم ولد
فأما البانوقة فماتت وهي صغيرة
وأما البعاسة فزوجها هارون من محمد بن سليمان فمات عنها فتزوجها إبراهيم بن علي بن صالح بن علي
وأما علي بن المهدي فحج بالناس غير مرة ومات ب بغداد وله ولد
وأما عبيد الله بن المهدي فولى الجزيرة
وأما منصور بن المهدي فولى فلسطين وغيرها والبصرة وحج بالناس
موسى الهادي
وأما موسى بن المهدي فولى الخلافة بعد أبيه وتولى له البيعة هارون أخوه ب بغداد وموسى ب جرجان وقدم عليه ببيعته نصير مولى المهدي ثم خرج ب المدينة الحسين بن علي الحسيني فغلب عليها ثم شخص يريد
380

مكة فقتل ب فخ على رأس فرسخ من مكة يوم التروية وكان الذي تولى قتله محمد بن سليمان وموسى بن عيسى والعباس بن محمد
وكانت ولاية موسى سنة وشهرا ويكنى أبا محمد وأمه الخيزران
وتوفى ب بغداد يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة وقد بلغ من السن خمسا وعشرين سنة وولده كثير
هارون الرشيد
هو هارون بن المهدي وأفضت إليه الخلافة سنة سبعين ومائة وبويع له في اليوم الذي توفى فيه موسى ب بغداد وولد له ابنه عبد الله المأمون في هذا اليوم
وكان يكنى أبا جعفر وأمه الخيزران وكان ينزل الخلد ب بغداد في الجانب الغربي
وكان يحيى بن خالد وزيره وابناه الفضل وجعفر ينزلون في رحبة الخلد ثم ابتنى جعفر قصره ب الدور ولم ينزله حتى قتل
وحج هارون بالناس ست حجج آخرها سنة ست وثمانين ومائة
وحج معه في هذه السنة ابناه ووليا عهده محمد الأمين وعبد الله المأمون وكتب لكل واحد منهما كتابا على صاحبه وعلقه في الكعبة
فلما أنصرف نزل ب الأنبار ثم حج بالناس سنة ثمان وثمانين ومائة
381

وقتل جعفر بن يحيى ب العمر وهو موضع بقرب الأنبار سنة سبع وثمانين ومائة آخر يوم من المحرم وبعث بجثته إلى بغداد
ولم يزل يحيى وابنه الفضل محبوسين حتى ماتا ب الرقة
وخرج الوليد بن طريف الشاري في خلافته وهزم غير عسكر فوجه إليه يزيد بن مزيد فظفر به وقتله
وخرج بعده خراشة الشاري أيضا
وقتل هارون أنس بن أبي شيخ وهو ابن أخي خالد الحذاء المحث
وكان أنس صديقا ل جعفر بن يحيى وصلبه ب الرقة وكان يرمى بالزندقة وكذا البرامكة كانوا يرمون بالزندقة إلا من عصم الله تعالى منهم وفيهم قال الأصمعي متقارب
(إذا ذكر الشرك في مجلس
* أضاءت وجوه بنى برمك)
(وإن تليت عندهم آية
* أتوا بالأحاديث عن مزدك
*
وغزا هارون سنة تسعين ومائة الروم فافتتح هرقلة وظفر ببنت بطريقها فاستخلصها لنفسه فلما أنصرف ظهر رافع بن ليث بن نصر ابن سيار ب طخارستان مباينا ل علي بن عيسى فوجه إليه هرثمة لمحاربته وإشحاص علي بن عيسى إليه فلما قدم عليه أمر بحبسه واستصفاء أمواله وأموال ولده
وتوجه هارون سنة اثنتين وتسعين ومائة ومعه المأمون نحو خراسان حتى قدم طوس فمرض بها ومات فقبره هناك
382

وكانت وفاته ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وقد بلغ من السن سبعا وأربعين سنة وكانت ولايته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوما
ومن ولد هارون محمد أمه زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر وعبد الله المأمون أمه أمة تسمى مراجل والقاسم المؤتمن وصالح وأبو عيسى وأبو إسحاق المعتصم وأبو يعقوب وحمدونة وغيرهم
383

محمد الأمين
وبويع الأمين محمد بن هارون بطوس وولى أمر البيعة صالح ابن هارون وقدم عليه بها رجاء الخادم للنصف من جمادى الآخرة فخطب الناس
وبويع ب بغداد وأخرج من الحبس من كان أبوه حبسه فأخرج عبد الملك بن صالح والحسن بن علي بن عاصم وسلم بن سالم البجلي والهيثم بن عدي
ومات إسماعيل بن علية وكان على مظالم محمد في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة فولى مظالمه محمد بن عبد الله الأنصاري من ولد أنس بن مالك والقضاء ب بغداد
وبعث إلى وكيع بن الجراح وأقدمه بغداد على أن يسند إليه أمرا من أموره فأبى وكيع أن يدخل في شئ وتوجه وكيع يريد مكة في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة فمات في طريقها
واتخذ الفضل بن الربيع وزيرا وجعل إسماعيل بن صبيح كاتبه وجعل العباس بن الفضل بن الربيع حاجبه
وأغرى الفضل بينه وبين المأمون فنصب محمد ابنه موسى ابن محمد لولاية العهد بعده وأخذ له البيعة ولقبه الناطق بالحق سنة أربع وتسعين ومائة وجعله في حجر علي بن عيسى وأمر عليا بالتوجه إلى خراسان لمحاربة المأمون في سنة خمس وتسعين ومائة فوجه
384

المأمون هرثمة من مرو وعلى مقدمته طاهر بن الحسين فالتقي علي بن عيسى وطاهر ب الري فاقتتلوا فقتل علي بن عيسى وجماعة من ولده في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة وظفر طاهر بجميع ما كان معه من الأموال والعدة والكراع فوجه محمد عبد الرحمن ابن جبلة الأنباري فالتقى هو وطاهر ب همذان فقتله طاهر ودخل همذان واجتمع طاهرة هرثمة فأخذ طاهر على الأهواز وأخذ هرثمة على الجادة طريق حلوان ووجه الفضل بن سهل زهير بن المسيب على طريق كرمان فأخذ كرمان ثم دخل البصرة ولما أتى طاهر الأهواز وجد عليها واليا من المهالبة ل محمد فقتله واستولى على الهواز ثم سار إلى واسط وسار هرثمة إلى حلوان ووثب الحسين ابن علي بن عيسى في جماعة ب بغداد فدخل على محمد وهو في الخلد وأخذه وحبسة في برج من أبراج مدينة أبي جعفر فتقوضت عساكر محمد من جميع الوجوه وتغيب الفضل بن الربيع يومئذ فلم يرله أثر حتى دخل المأمون بغداد فأرسل الحسين بن علي إلى هرثمة وطاهر يحثهما على الدخول إلى بغداد ووثب أسد الحربي وجماعة فاستخرجوا محمدا وولده واعتذروا إليه وأخذوا الحسين بن علي فأتوه به فعفا عنه بعد أن اعترف بذنبه وتاب منه وأقر أنه مخدوع مغرور فأطلقه فلما خرج من عنده وعبر الجسر نادى يا مأمون يا منصور وتوجه
385

نحو هرثمة وتوجهوا في طلبه فأدركوه بقرب نهر تير فقتلوه وأتوا محمدا برأسه وصار هرثمة إلى النهروان ثم زحف إلى نهر تيري ونزل طاهر باب الأنبار وصار زهير بن المسيب ب كلواذي ولم يزالوا في محاربة وكاتب طاهر القاسم المؤتمن بن هارون وكان نازلا في قصر جعفر بن يحيى ب الدوز وسأله أن يخرج إليه ففعل وسلم القصر إليه ولم يزل الأمر على محمد مختلا حتى لجأ إلى مدينة أبى جعفر وبعث إلى هرثمة إني أخرج إليك الليلة فلما خرج محمد صار في أيدي أصحاب طاهر فأتوا به طاهرا فقتله من ليلته فلما أصبح نصب رأسه على الباب الجديد ثم أنزله وبعث به إلى خراسان مع ابن عمه محمد ابن الحسن بن مصعب ودفنت جثته في بستان مؤنسة سنة ثمان وتسعين ومائة
386

عبد الله المأمور
وخلص الأمر ل عبد الله بن هارون المأمون سنة ثمان وتسعين ومائة وأمه أمة تسمى مراجل وكان أبوه حده في جارية من جواريه فقال الرقاشي يمدح أخاه محمدا ويعرض ب المأمون مجزوء الرمل
(لم تلده أمة تعرف
* في السوق التجارا)
(لا ولا حد ولا خان
* ولا في الجرى جارى
*
وكان أبو السرايا مع هرثمة من أصحابه فمنعوه أرزاقه فغضب وخرج حتى أتى الأنبار فقتل العامل بها ثم مضى لا يعرف أين يريد ولا يطلب ثم قدم علي بن أبي سعيد من قبل الفضل بن سهل فعزل هرثمة وطاهرا وولوا طاهرا على الجزيرة لمحاربة نصر بن شبث وأقبل الحسن بن سهل من خراسان على العراق ومعه حميد بن عبد الحميد وجمع كثير من القواد فلما دنا من بغداد خرج طاهر إلى الرقة
وتوجه هرثمة يريد خراسان وقدم الحسن ونزل الشماسية وظهر ابن طباطبا العلوي بالكوفة وانضم إليه أبو السرايا فغلب على الكوفة ووثب العلويون ب مكة والمدينة واليمن فغلبوا عليها فوجه طاهر زهير بن المسيب إلى أهل الكوفة فقاتلهم فهزمه أهل الكوفة واستباحوا عسكره ورجع إلى بغداد وسار طاهر إلى الرقة فالتقى هو ونصر بن شبث فقاتله نصر وأثخن في أصحابه
387

ولم تزل الحرب بينه وبينه إلى أن ورد المأمون بغداد فقدم عليه ووجه الحسن بن سهل عبدوس بن محمد بن أبي خالد إلى أبى السرايا فالتقوا فقتل عبدوس وأصحابه وأقبل أهل الكوفة حتى ساروا إلى نهر صرصر وأخذوا واسط والبصرة فبعث الحسن بن سهل السندي بن شاهك إلى هرثمة وهو ب حلوان فرده وبعث به فسار إلى نهر صرصر فكشفهم وأتبعهم فأدركهم بالقرب من قصر ابن هبيرة فواقعهم فقتل منهم خلقا كثيرا وانهزموا حتى دخلوا الكوفة ومات ابن طبطابا فنصب أبو السرايا مكانه فتى من العلويين يقال له محمد ابن محمد ولم يزل هرثمة يحاربهم وقد أثخنوا في أصحابه حتى ضعفوا وكاتبوه وهرب أبو السرايا ومعه العلوي ودخلها هرثمة فأقام بها أياما ثم استخلف عليها ثم رجع إلى بغداد ومضى إلى خراسان وظفر ب أبى السرايا والعلوي فقتل أبا السرايا ثم حمل العلوي إلى خراسان وحارب أهل بغداد الحسن بن سهل ورئيسهم محمد بن أبي خالد المروزي وبنوه عيسى وهارون وأبوزنبيل والحسن ب المدائن وصار الناس فوضى لا أمير عليهم فخرج سهل بن سلامة والمطوعة وبعث المأمون إلى علي بن موسى الذي يدعى الرضى فحمله إلى خراسان فبايع له بولاية العهد بعده وأمر الناس بلباس الخضرة وصار أهل بغداد إلى إبراهيم ابن المهدي فبايعوه بيعة الخلافة فخرج إلى الحسن بن سهل فألحقه
388

ب واسط وأقام إبراهيم ب المدائن ثم وجه الحسن بن سهل علي بن هشام وحميدا الطوسي فاقتتلوا فهزمهم حميد وجلس علي بن عيسى مكان سهل بن سلامة وأمره بالمعروف فاحتال حتى خذل من معه وظفر به ودفعه إلى إبراهيم بن المهدي فغيبه عنده ولم يعرف خبره حتى قرب المأمون من بغداد ووجه الحسن بن سهل هارون بن المسيب إلى الحجاز لقتال العلوية فاقتتلوا فهزمهم هارون بن المسيب وظفر ب محمد بن جعفر فحمله إلى المأمون مع عدة من أهل بيته فلم يرجع أحد منهم ومات الرضى ب خراسان ولما صار هرثمة إلى خراسان جرى بينه وبين الفضل بن سهل كلام بين يدي المأمون فأمر بحبسه فحبس بقية في دار المأمون فمكث فيها أياما ثم أخرج ميتا فلف في خيشة ودفن في خندق كان لأهل السجن ب مرو فلما بلغ حاتم بن هثمة وهو على أرمينية ما صنع بأبيه كاتب الأحرار هنالك والملوك ودعاهم إلى الخلاف فبينما هو كذلك أتاه الموت فيقال إن سبب خروج بابك كان ذلك فمكث بابك نيفا وعشرين سنة
وكان أبو إسحاق المعتصم مع الحسن بن سهل فهرب إلى إبراهيم ابن المهدي وكان يقاتل مع الحسن بن سهل وأصحابه ثم التقى هو ومهدي الشارى سنة ثلاث ومائتين فانهزم أبو إسحاق إلى بغداد ولم تزل الحرب بين أهل بغداد وبين الحسن بن سهل حتى ظفر بهم
389

الحسن وأسر منهم أسرى كثيرين وحملهم مع أحمد بن أبي خالد إلى خراسان فوافى خراسان وقد قتل الفضل بن سهل ب سرخس سنة ثلاث ومائتين فاتخذه المأمون وزيرا مكان الفضل واستخلف على خراسان غسان بن عباد وأقبل المأمون إلى بغداد فلما قرب منها أظهر إبراهيم بن المهدي سهل بن سلامة وقال له أدع الناس إلى محاربة المأمون ففعل ذلك ثم توارى إبراهيم ودخل المأمون بغداد يوم السبت لأربع ليال خلون من صفر سنة أربع ومائتين وعليه الخضرة فأحسن السيرة وتفقد أمور الناس وقعد لهم ثم أصابت الناس المجاعة ووجه إلى بابك يحيى بن معاذ وشبيبا البلخي إلى نصر ابن شبث فهزم يحيى وشبيب ووجه خالد بن يزيد بن مزيد إلى مصر لمحاربة عبيد الله بن السرى فظفر به عبيد وأخذه أسيرا فعفا عنه وعمن أسره من أصحابه وأطلقهم ثم وجه المأمون عبد الله ابن طاهر لمحاربة نصر بن شبث والزواقيل سنة سبع ومائتين وفيها مات طاهر أبوه واستأمن نصر فأمنه عبد الله ثم مضى إلى مصر فاستأمنه ابن السرى فأمنه وأشخصه إلى بغداد وظفر المأمون ب إبراهيم بن المهدي سنة عشر ومائتين فأمنه ونادمه
390

وفي هذة السنة بنى ب بوران وبعث المأمون إلى محمد بن علي بن موسى وهو ابن الرضى فأقدمه فزوجه ابنته وأذن له في حملها إلى المدينة فحملها ووجه محمد بن حميد لقتال بابك فالتقوا فقتل محمد بن حميد سنة أربع عشرة ومائتين وعقد المأمون ل عبد الله بن طاهر على الجبال وحرب الخرمية وأمر أخاه أبا إسحاق باتخاذ الأتراك وجلبهم وكتب إلى عبد الله بن طاهر وهو ب الدينور من أرض الجبل أن يتوجه إلى خراسان وبعث علي بن هشام لمحاربة بابك ثم توجه المأمون إلى طرسوس في المحرم سنة خمس عشرة ومائتين فغزا الروم وافتتح حصن قرة وخرشنة وصمالو ثم أنصرف إلى دمشق ثم مضى إلى مصر ثم عاد إلى دمشق ثم توجه إلى الروم سنة سبع عشرة ومائتين وفي هذه السنة قدم عليه عجيف ب علب بن هشام فقتله وأخاه وفيها مات عمرو بن مسعدة ب أذنة وفيها فتحت لؤلؤة وأمر ببناء طوانة ثم عاد المأمون فصار إلى الرقة ثم عاد إلى بلاد الروم فمات على نهر البذنذون لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين فحمل إلى طرسوس ودفن بها
وكانت خلافته منذ قتل محمد عشرين سنة وعقبه كثير
391

محمد المعتصم
هو محمد بن هارون يكنى أبا إسحاق وأمه ماردة أمه
وكان أبو إسحاق مع أخيه حين توفى في بلاد الروم والعباس بن المأمون فأراد الناس أن يبايعوا العباس فأبى العباس وسلم إلى أبي إسحاق الأمر فتوجه أبو إسحاق نحو بغداد مسرعا خوفا على نفسه من جماعة من القواد كانوا هموا به فوردها مستهل شهر رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين فأقام بها سنتين ثم مضى إلى سر من رأى سنة عشرين ومائتين بعد الفطر بأتراكه فابتنى بها وأتخذها دارا ومعسكرا ونزلت الروم زبطرة فتوجه أبو إسحاق غازيا في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين ومائتين ففتح عمورية في شهر رمضان من هذه السنة ثم أقبل منصرفا وأوقع ب العباس بن المأمون وب عجيف في طريقه ووافى سر من رأى في ذي الحجة من تلك السنة
وتوفى إبراهيم بن المهدي ب سر من رأى في شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائتين وصلب الافشين سنة ست وعشرين ومائتين
وتوفى أبو إسحاق لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وكانت خلافته ثمان سنين وثمانية أشهر وفي هذا الشهر توفى بشر بن الحارث الزاهد
392

هارون الواثق بالله ابن أبي إسحاق
وبويع لهارون الواثق بالله يوم قبض أبوه وأمه قراطيس أمة وماتت ب الحيرة وهي تريد مكة
وقتل أحمد بن نصر ب المحنة لليلتين بقيتا من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين
وتوفى هارون يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وأياما
جعفر المتوكل على الله ابن أبي إسحاق
وبويع ل جعفر يوم توفى الواثق وأمه أمة تسمى شجاع وأخذ البيعة لولده الثلاثة محمد المنتصر وأبى عبد الله المعتز وإبراهيم المؤيد في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين وقتل سنة سبع وأربعين ومائتين بعد الفطر بثلاثة أيام
محمد المنتصر
وبويع المنتصر ابنه محمد بن جعفر وتوفى بعد ستة أشهر
أحمد المستعين بالله
ثم بويع أحمد المستعين بالله بن بويع المنتصر ابنه محمد بن أبي إسحاق المعتصم بعده وخلع في آخر سنة إحدى وخمسين ومائتين وقتل سنة اثنتين وخمسين ومائتين
393

المعتز بالله
وهو الزبير بن جعفر وأخذت البيعة ل المعتز سنة اثنتين وخمسين ومائتين وقتل في رجب سنة خمس وخمسين ومائتين
محمد المهتدي
ثم استخلف بعده محمد بن هارون الواثق المهتدى سنة خمس وخمسين ومائتين وقتل في رجب سنة ست وخمسين ومائتين
المعتمد على الله أحمد بن جعفر المتوكل
ثم أستخلف أحمد بن جعفر المعتمد على الله ويكنى أبا العباس وأمه أم ولد يقال لها فتيان وبويع يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين ويقال إنه ولى وله خمس وعشرون سنة
394

المشهورون من الأشراف وأصحاب السلطان والخارجين عليهم
عبد الله بن مطيع بن الأسود
وهو من بنى عويج بن عدي بن كعب رهط عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان أبوه مطيع بن الأسود يسمى العاص فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مطيعا وكان عبد الله على ريش يوم الحرة ففر ثم سار مع ابن الزبير ب مكة فقاتل وهو يقول رجز
(أنا الذي فررت يوم الحرة
* فاليوم أجرى كرة بفرة
*
* وهل يفر الشيخ إلا مره
فلم يزل يقاتل حتى قتل ابن الزبير فجرح هو فمات من جراحته ب مكة فصلى عليه الحجاج وقال اللهم هذا عدو الله ابن مطيع كان مواليا لأعدائك ومعايا لأوليائك فاملأ عليه قبره نارا
وكان الشعبي كاتب عبد الله بن مطيع
الحجاج بن يوسف الثقفي
هو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب ابن مالك بن كعب من الأحلاف الثقفي
وكان الحكم جده ولد يوسف ويحيى وأيوب ومحمدا وسليمان فأما يوسف فولى ل عبد الملك بعض الولايات وكان معه بعض الألوية يوم قاتل الحنتف بن السجف جيش بن دلجة فأنهزم فقال يوسف بن توسعة العبدي
395

وافر
* ونجى يوسف الثقفي ركض
* وذلك بعد ما سقط اللواء
* ولو أدركنه لقضين نحبا
* به ولكل مخطئة وقاء
*
فمات يوسف والحجاج على المدينة فنعاه على المنبر
فولد يوسف الحجاج ومحمدا وزينب
فأما محمد بن يوسف فولاه عبد الملك اليمن فلم يزل واليا حتى مات بها فولد محمد بن يوسف يوسف بن محمد ومصعب بن محمد وعمر بن محمد وأم الحجاج
فأما يوسف بن محمد فولاه الوليد بن يزيد خلافته
وأما عمر بن محمد فكان تائها متكبرا فقال الوليد ل أشعث إن أضحكته فلك خلعتي فلم يزل يحدثه حتى أضحكه فأخذ خلعة الوليد
وأما أم الحجاج فهي أم الوليد بن يزيد بن عبد الملك
وعقب محمد بن يوسف ب الشام
وأما الحجاج بن يوسف فكان يكنى أبا محمد وكان أخفش دقيق الصوت وأول ولاية وليها تبالة فلما رآها احتقرها وأنصرف فقيل في المثل أهون من تبالة على الحجاج وولى شرط أبان بن مروان في بعض ولايات أبان فلما خرج ابن الزبير وقوتل زمانا قال الحجاج ل عبد الملك إني رأيت في منامي كأني أسلخ عبد الله بن الزبير فوجهني إليه
فوجهه في ألف رجل وأمره أن ينزل الطائف حتى يأتيه راية ثم كتب
396

إليه بقتاله وأمده فحاصره حتى قتله ثم أخرجه فصلبه وذلك في سنة ثلاث وسبعين فولاه عبد الملك الحجاز ثلاث سنين فكان يصلي بالموسم كل سنة ثم ولاه العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فوليها عشرين سنة وأصلحها وذلل أهلها
وروى أبو اليمان عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي عذبة الحضرمي قال
قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه رابع أربعة من أهل الشام ونحن حجاج فبينا نحن عنده أتاه خبر من العراق بأنهم قد حصبوا إمامهم فخرج إلى الصلاة ثم قال من هاهنا من أهل الشام فقمت أنا وأصحابي فقال يأهل الشام تجهزوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ ثم قال اللهم إنهم قد لبسوا على فالبس عليهم اللهم عجل لهم الغلام الثقفي الذي يحكم فيهم بحكم الجاهلية لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم
ولما حضرته الوفاة قال للمنجم هل ترى ملكا يموت قال نعم ولست به أرى ملكا يموت يسمى كليبا قال أنا والله كليب بذلك كانت سمتني أمي فاستخلف على الحراج يزيد بن أبي مسلم وعلى الحرب
397

يزيد بن أبي كبشة وأمر ابنه عبد الملك بن الحجاج أن يصلي بالناس وهلك ب واسط فدفن بها وعفى قبره وأجرى عليه الماء
وكانت وفاته سنة خمس وتسعين في شهر رمضان
فولد الحجاج محمدا وأبانا وعبد الملك والوليد وجارية
فمات محمد في حياة أبيه وعقبه ب دمشق وعقب عبد الملك ب البصرة ولا عقب ل أبان ولا ل الوليد
يوسف بن عمر
هو يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود ابن عم الحجاج بن يوسف يجمعه وإياه الحكم بن أبي عقيل وكان يكنى أبا عبد الله ولى اليمن ل هشام ثم ولاه العراق ومحاسبة خالد بن عبد الله القسري وعماله فعذبهم فمات خالد في عذابه ومات بلال بن أبي بردة في عذابه فلما قتل الوليد هرب فلحق ب الشام فأخذ ب الشام وحبس ثم قتل في الحبس وكان يزيد بن خالد بن عبد الله فيمن قتله بأبيه وعقبه ب الشام
خالد بن عبد الله القسري
هو خالد بن عبد الله القسري بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري وكان يزيد بن أسد جده وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ونزل ب الشام ثم اشترى خالد بن عبد الله لما ولى العراق خططا ب الكوفة وابتنى بها وله عقب بها كثير وعدد وكانت أمه نصرانية
وكان جده يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا رواه خالد
398

ذكر هيثم عن سيار أبى الحكم قال سمعت خالد بن عبد الله القسري يقول حدثني أبي عن جدي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا يزيد بن أسد أحبب للناس ما تحب لنفسك
المهلب بن أبي صفرة
هو المهلب بن أبي صفرة وأبو صفرة ظالم ابن سراق من أزد العتيك أزد دبا ودبا فيما بين عمان والبحرين
قال الواقدي
كان أهل دبا أسلموا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتدوا بعده ومنعوا الصدقة فوجه إليهم أبو بكر عكرمة بن أبي جهل فقاتلهم فهزمهم وأثخن فيهم القتل وتحصن فلهم في حصن لهم وحصرهم المسلمون ثم نزلوا على حكم عكرمة فقتل مائة من أشرافهم وسبى ذراريهم وبعث بهم إلى أبى بكر وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ فأعتقهم عمر رضي الله عنه وقال أذهبوا حيث شئتم فتفرقوا فكان أبو صفرة ممن نزل البصرة
وكان المهلب يكنى أبا سعيد وكان من أشجع الناس وحمى البصرة من الشراة بعد جلاء أهلها عنها إلا من كانت به قوة فهي تسمى بصرة المهلب ولم يكن يعاب إلا بالكذب وفيه قيل راح يكذب
399

وكان ولى خراسان فعمل عليها خمس سنين ومات ب مروالروذ سنة ثلاث وثمانين واستخلف ابنه يزيد بن المهلب ويزيد ابن ثلاثين سنة فعزله عبد الملك بن مروان برأي الحجاج ومشورته وولى قتيبة ابن مسلم وصار يزيد في يد الحجاج فعذبه فهرب من حبسه إلى الشام يريد سليمان وأتاه فتشفع له إلى الوليد بن عبد الملك فأمنه وكف عنه ثم ولاه سليمان خراسان حين أفضت إليه الخلافة فافتتح جرجان ودهستان وأقبل يريد العراق فتلقاه موت سليمان بن عبد الملك فصار إلى البصرة فأخذه عدى بن أرطاة فأوثقه وبعث به إلى عمر بن العزيز فحبسه عمر فهرب من حبسه واتى البصرة ومات عمر فخالف يزيد بن عبد الملك فوجه إليه مسلمة فقتله ولحق فل آل المهلب بنواحي كرمان وقندابيل
وكان ابنه مخلد بن يزيد سيدا شريفا على حداثته يقدم على أبيه
ويقال إنه وقع إلى الأرض من صلب المهلب ثلاثمائة ولد
المختار بن أبي عبيد
هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي من الأحلاف ويقال إن مسعودا جده هو عظيم القريتين فولد مسعود سعدا وأبا عبيد فكان سعد عامل علي بن أبي طالب رضى الله تعالى
400

عنه على المدائن وله عقب ب الكوفة وأما أبو عبيد فولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا فيهم رجال من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم فلقى خرزاذ الحاجب ب قس الناطق من الكوفة وهو على فيل فضرب أبو عبيد الفيل فوقع عليه الفيل فقتله
فولد أبو عبيد المختار وصفية وجبرا وأسيدا
فأما جبر فقتل مع أبيه يوم الفيل ولا عقب له
وأما صفية فكانت تحت عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وأما المختار فغلب على الكوفة زمن مصعب بن الزبير وكان يزعم أن جبريل يأتيه وتتبع قتلة الحسين بن علي رضي الله عنه
وقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص وابنه حفص بن عمر وقتل شمر بن ذي الجوشن الضبابي ووجه إبراهيم بن الأشتر فقتل عبيد الله ابن زياد وغيره وخرج نفر من أهل الكوفة فقدموا البصرة يستغيثون بهم ويستنصرونهم على المختار فخرج أهل البصرة مع مصعب فقاتلوه ب الكوفة فقتل المختار عبيد الله بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو لا يعرف في عسكر مصعب ومحمد بن الأشعث بن قيس ثم ظفر ب المختار فقتل قتله ضرار بن يزيد الحنفي وكانت ابنة سمرة بن جندب تحت المختار وله منها ابنان إسحاق ومحمد ومن غيرها بنون وعقبة ب الكوفة كثير
401

بنو صوحان
هم زيد بن صوحان وصعصعة بن صوحان وسيحان بن صوحان من بنى عبد القيس
فأما زيد فكان من خيار الناس وروى في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال زيد الخير الأجذم وجندب ما جندب فقيل يا رسول الله أتذكر رجلين فقال أما أحدهما فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاما وأما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل
فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء فقطعت يده وشهد مع علي يوم الجمل فقال يا أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولا قال وما علمك بذلك يا أبا سلمان قال رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني فقتله عمر بن يثربى وقتل أخاه سيحان يوم الجمل
وأما الآخر فهو جندب بن زهير الغامدي ضرب ساحرا كان يلعب بين يدي الوليد بن عقبة فقتله
وكان صعصعة بن صوحان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الجمل وكان من أخطب الناس
402

مصقلة بن هبيرة
هو من بنى شيبان وكان مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثم هرب إلى معاوية فهدم علي داره وقال مصقلة حين فارقه طويل
(قضى وطرا منها على فأصبحت
* إمارته فينا أحاديث راكب
*
ثم بعث مصقلة رجلا نصرانيا ليحمل عياله من الكوفة فأخذه علي فقطع يده وولاه معاوية طبرستان فمات بها فيقال في المثل حتى يرجع مصقلة من طبرستان وله عقب ب الكوفة ودار ب البصرة
مصقلة بن رقية
هو من عبد القيس وأمه جرمقانية وكان من أخطب الناس زمن الحجاج وبعده فولد مصقلة كرز بن مصقلة ورقبة بن مصقلة وكانا خطيبين وكانت ل كرز خطبة يقال لها العجوز
خالد بن صفوان
هو خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم واسمه سنان بن سمى بن سنان ابن خالد بن منقر بن عبيد بن تميم وسمى سنان الأهتم لأن قيس ابن عاصم المنقري ضربه بقوسه فهتم فمه وكان صفوان أبو خالد ولى رياسة بنى تميم أيام مسعود وكان خطيبا وشهد الحسن وصيته فأوصى بمائة ألف وعشرين ألف درهم وقال أعددتها لعض الزمان وجفوة
403

السلطان ومباهاة العشيرة فقال الحسن خلفتها لمن لا يحمدك وتقدم على من لا يعذرك ومات ب البصرة وعمر ابنه خالد إلى أن حادث أبا العباس وكان لسنا بينا خطيبا
بخيلا مطلاقا وهو القائل أربع لا يطمع فيهن عندي القرض والفرض والعرض وأن أسعى مع أحد في حاجة فقيل له وما يصنع بك بعد هذه يا أبا صفوان فقال الماء البارد وحديث لا ينادي وليده
وكان يقول ما من ليلة أحب من ليلة قد طلقت فيها نسائي فأرجع والستور قد قلعت ومتاع البيت قد نقل فتبعث إلى بنيتي بسلة فيها طعامي وتبعت إلى الأخرى بفراش أنام عليه
ومن رهطه شبيب بن شيبة الخطيب
ابن القرية
هو أيوب بن زيد بن قيس والقرية أمه وهو من بنى هلال ابن ربيعة بن زيد مناة بن عامر وكان لسنا خطيبا وكان مع الحجاج فقتله لسبب اتهمه فيه بميل إلى ابن الأشعث
404

مسيلمة الكذاب
هو مسيلمة بن حبيب من حنيفة بن لجيم ويكنى أبا ثمامة وكان صاحب نيرنجات وهو أو لمن أدخل البيضة في القارورة وأول من وصل جناح المقصوص من الطير فاتبعه على ذلك خلق كثير وقال بعض شعراء بنى حنيفة يرثيه مجزوء الكامل
* لهفى عليك أبا نمامة
* لهفى على ركنى تهامة
* كم آية لك فيهم
* كالشمس تطلع من غمامة
*
سجاح
وسجاح التي تنبأت هي من بنى يربوع وكان يقال لها صادر وتزوجها مسيلمة واتبعها قوم من بنى تميم وقال عطارد ابن حاجب بن زرارة بسيط
* أمست نبيتنا أنثى نطيف بها
* وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
*
وكان مؤذنها زهير بن عمرو من بنى سليط بن يربوع ويقال إن شبث بن ربعي أذن لها أيضا
405

قتيبة بن مسلم الباهلي
ويكنى أبا حفص وهو قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن أسيد بن زيد بن قضاعى من بنى هلال بن عمرو من باهلة وكان مسلم بن عمرو عظيم القدر عند يزيد بن معاوية ويكنى أبا صالح وفيه يقول الشاعر متقارب
* إذا ما قريش خلا ملكها
* فإن الخلافة في باهلة
* لرب الحرون أبى صالح
* وما تلك بالسنة العادلة
*
والحرون فرسه
فولد مسلم بشارا وزيادا وعبد الكريم وقتيبة وعبد الله وصالحا وعبد الرحمن وحمادا وزريقا وضرارا وعمرا ومعبدا والحصين
فأما بشار فكان أكبرهم وهو صاحب نهر بشار وكان سيد ولد مسلم حتى سبق عليه قتيبة ول بشار عقب
وأما زياد بن مسلم فقتل مع قتيبة ب خراسان وله عقب ول عبد الكريم عقب ب البصرة
406

وأما قتيبة بن مسلم فكان على خراسان عاملا ل الحجاج ومن قبل ذلك على الري ثم خلع فقتل ب فرغانة سنة سبع وتسعين وهو ابن خمس وأربعين سنة قتله وكيع بن أبي سود التميمي وكان على خراسان ثلاث عشرة سنة فافتتح خوارزم وسمرقند وبخارى وقد كانوا كفروا
فولد قتيبة مسلم بن قتيبة وقطن بن قتيبة وكثيرا والحجاج وعبد الرحمن وسلما وصالحا وعمرا ويوسف وغيرهم
فأما سلم فولى البصرة مرتين مرة ل ابن هبيرة ومرة ل أبى جعفر وكان سيد قومه ومات ب الري وكنيته أبو قتيبة فولد سلم جماعة منهم سعيد بن سلم ولى أرمينية و الموصل والسند وطبرستان وسجستان والجزيرة وولده كثير
وأما إبراهيم بن سلم فولى اليمن ل موسى
وولى عمرو بن سلم الري وبلخ
وولى كثير بن سلم سجستان
وأما قطن بن قتيبة بن مسلم فكان على سمرقند وغيرها من كور خراسان وله هناك عقب
وجميع ولد قتيبة سراة لهم أعقاب
407

وأما عبد الله بن مسلم بن عمرو فقتل مع أخيه قتيبة
ومن ولده المسور بن عبد الله وله عقب كثير وقتل معبد بن مسلم أيضا وله عقب كثير
ول الحصن بن مسلم عقب ب البصرة
وأما عمرو بن مسلم فكان شجاعا يلي الولايات ل قتيبة وعدى بن أرطأة وعقبة كثير
عمر بن هبيرة الفزاري
هو عمر بن هبيرة بن سعد بن عدي بن فزارة وجده من قبل أمه كعب بن حسان بن شهاب رأس بنى عدي في زمانه وفي منزلة اختلفت الرباب ولى العراقين ل يزيد بن عبد الملك ست سنين وكان يكنى أبا المثنى وفيه يقول الفرزدق ل يزيد وافر
* أوليت العراق ورافديه
* فزاريا أحذ يد القميص
* تفتق بالعراق أبو المثنى
* وعلم قومه أكل الخبيص
*
رافداه دجلة والفرات وقوله أحد يد القميص يزيد أنه خفيف اليد نسبه إلى الخيانة وكانت حبابة جارية يزيد بن عبد الملك سبية في ولاية العراقين وكانت تدعوه أبى
ومات بالشام فولد عمر يزيد بن عمر وسفيان وعبد الواحد
408

فأما يزيد فولى العراقين ل مروان بن محمد خمس سنين وكان شريفا يقسم على زواره في كل شهر خمسمائة ألف درهم ويعشى كل ليلة من شهر رمضان ثم يقضى للناس عشر حوائج لايجلسون بها وكان جميل المرآة عظيم الخطر وأمه سندية
فولد يزيد المثنى ومخلدا
فأما المثنى فولى اليمامة لأبيه وقتله أبو حماد المروزي بالبادية
وأما مخلد فكان شريف الولد ولهم بالشام قدر وعدد
وكان ل يزيد ابن يقال له داود وقتل مع يزيد أبيه وكان أبو جعفر المنصور حصر يزيد ب واسط شهورا ثم أمنه وافتتح البلد صلحا وركب يزيد إليه في أهل بيته فكان يقول أبو جعفر لايعزملك هذا فيه ثم قتله
نصر بن سيار
هو نصر بن سيار بن رافع من بنى جندع بن ليث من كنانة
وهم رهط عبيد بن عمير بن قتادة الليثي وكان سيار بن رافع مع مصعب ابن الزبير فسرق عيبه فقطع عبد الرحمن بن سمرة يده فكان يقال له الأقطع
وكان ابنه نصر يكنى أبا الليث ولاه هشام بن عبد الملك خراسان فلم يزل واليا عليها عشر سنين حتى وقعت الفتنة فخرج يريد العراق فمات في الطريق بناحية ساوة وله عقب ذو عدد
409

مرداس وعروة ابنا أدية
هما مرداس وعروة ابنا عمرو بن حدير من ربيعة بن حنظلة
وأدية جدة لهما من محارب نسبا إليها ويقال بل كانت ظئرا لهما
وكان مرداس يكنى أبا بلال وكان رأس كل حروري وكان عبيد الله ابن زياد وجه إليه عباد بن علقمة المازني فقتله ب توج فقال عمران بن حطان الخارجي يذكره بسيط
* أنكرت بعدك من قد كنت أعرفه
* ما الناس بعدك يا مرداس بالناس
*
وأما عروة فهو أول من حكم ب صفين وأخذه عبيد الله بن زياد فقتله وصلبه في مقبرة بنى حصن ب البصرة ولا عقب ل مرداس وإنما العقب ل عروة
شبيب الخارجي
هو شبيب بن يزيد بن نعيم من بنى شيبان ويكنى أبا الصحارى
وكان مع صالح بن مسرح رأس الصفرية فلما مات صالح ب الموصل أوصى إلى شبيب وقبر صالح هنالك لا يخرج إليه أحد منهم إلا حلق رأسه عنده فخرج شبيب ب الموصل وبعث إليه الحجاج خمسة قواد فقتلهم واحدا بعد واحد منهم موسى بن طلحة ابن عبيد الله وخرج من الموصل يريد الكوفة وخرج الحجاج من البصرة يريد الكوفة وطمع شبيب أن يلقاه قبل أن يصل إلى
410

الكوفة فأقحم الحجاج خيله فدخل الكوفة قبله ومر شبيب ب عتاب بن ورقاء فقتله شبيب ومر ب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فهرب منه وقدم الكوفة فلم يصل إلى الحجاج ثم خرج يريد الأهواز ف غرق في دجيل وهو يقول * (ذلك تقدير العزيز العليم) * وغزالة التي طلبت الحجاج هي امرأته وهو منهزم فقال الشاعر في الحجاج بن يوسف كامل
* أسد على وفي الحروب نعامة
* فتخاء تنفر من صفير الصافر
* هلا كررت على غزالة في الوغي
* بل كان قلبك في جناحي طائر
*
قال أبو محمد حدثني سهل بن محمد قال حدثني الأصمعي
قال حدثني العباس بن محمد الهاشمي قال
حدثني من رأى شبيبا دخل المسجد وعليه جبة طيالسة عليها نقط من أثر مطر وهو طويل أشمط جعد آدم فجعل المسجد يرتج له
قطري بن الفجاءة الخارجي
هو من بنى حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وكان يكنى أبا نعامة وخرج زمن مصعب بن الزبير فبقى عشرين سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة فوجه إليه الحجاج جيشا بعد جيش وكان آخرهم سفيان ابن الأبرد الكلبي فقتله وكان المتولى لذلك سورة بن أبجر البارقي ولا عقب ل قطري
411

الضحاك بن قيس الفهري
هو الضحاك بن قيس بن ثعلبة بن محارب بن فهر أستعمله معاوية على الكوفة بعد زياد ثم صار بعد ذلك مع عبد الله بن الزبير فقاتل مروان بن الحكم يوم المرج وهو على قيس كلها فقتله مروان بن الحكم فهو يوم مرج راهط وكان أبنه عبد الرحمن ابن الضحاك عاملا ل يزيد بن عبد الملك على المدينة
الضحاك بن سفيان الكلابي
وهذا آخر وهو رجل من بنى أبى بكر بن كلاب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على بنى سليم
الضحاك بن قيس الخارجي الشيباني
وهو آخر من كان خرج من ناحية الجزيرة في جمع من الخوارج حتى أتى الكوفة وبها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عاملا عليها فحاربه عنها فهزمه الضحاك وظفر ب الكوفة ثم سار إلى مروان ابن محمد وأقبل مروان إليه فالتقا ب كفر توثا سنة ثمان وعشرين ومائة في صفر فقتل الضحاك وخلف مكانه الخيبري فاقتتلوا فهزم مروان ثم رجع مروان وولى الخوارج شيبان فرجع بأصحابه إلى الموصل واتبعه مروان فقاتله شهرا ثم أنهزم شيبان ووجه مروان في طلبه عامر بن ضبارة المرى
412

المسيب بن زهير الضبي
هو من ولد ضرار بن عمرو الضبي وبنو ضرار من سادة ضبة وكان على شرط أبى جعفر وولاه المهدي خراسان وولى شرطة موسى وابنه عبد الله بن المسيب ولى مصر وفارس والجزيرة ومحمد بن المسيب ولى شرطة محمد الأمين والعباس ابن المسيب ولى شرطة المأمون وزهير بن المسيب ولى كرمان ل هارون
وكان ل المسسيب بن زهير أخ يقال له عمرو بن زهير ولى ل أبى جعفر الكوفة
يزيد بن مزيد الشيباني
هو يزيد بن مزيد بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك ابن عمرو الشيباني وكان زائدة أعرج والحوفزان بن شريك أعرج ومعن بن زائدة هو عم يزيد بن مزيد وكان معن أجود العرب وكان يقال حدث عن معن ولا حرج وكان مزيد يكنى أبا داود وقال فيه أخوه معن بن زائدة بسيط
* لا تسألن أبا داود خلعته
* عول على مزيد في الخبز واللبن
* وبالنبيذ إذا ما نحته عزرت
* فإنه بقرى الأضياف مرتهن
*
413

وكان سخيا على الطعام بخيلا بغيره وكان معن يكنى أبا الوليد
ويزيد هو قتل خراشة الخارجي والوليد بن طريف الشاري وولى أرمينية وابنه محمد بن يزيد بعده ساد وهو ابن عشرين سنة وشبيب الخارجي من رهطه
عباد بن الحصين الحبطي
كان يكنى أبا جهضم وكان فارس بن تميم وولى شرطة البصرة أيام ابن الزبير وكان مع مصعب أيام قتل المختار وكان مع عمر بن عبيد الله بن معمر على بنى تميم أيام أبى فديك وأبلي يومئذ ما لم يبله أحد وشهد فتح كابل مع عبد الله بن عامر فقال الحسن ما كنت أرى أن أحدا يعدل ألف فارس حتى رأيت عبادا
وأدرك فتنة ابن الأشعث وهو شيخ مفلوج فأشار عليه بأشياء فخاف الحجاج فهرب نحو كابل فقتله العدو هناك وكان ابنه جهضم مع ابن الأشعث فقتله الحجاج وابن ابنه المسور بن عمر بن عباد سيد بنى تميم في زمانه ورأسهم في فتنة ابن سهيل وفيه يقول الراجز رجز
* أنت لها يا مسور بن عباد
* إذا انتضين من جفون الأغماد
*
414

عتاب بن ورقاء الرياحي
كان يكنى أبا ورقاء وكان من أجود العرب وكان الفرخان صاحب الري كفر فوجه إليه عتاب فقتله وفتح الري وولى أصبهان في فتنة ابن الزبير ووجهه الحجاج على جيش أهل الكوفة في قتال الأزارقة ووجهه المهلب على جيش أهل البصرة في قتالهم وولى المدائن وناحيتها وبيته شبيب فتفرق عنه جيشه فقتل وكان ابنه خالد جوادا مر به طلحة الطلحات مقبلا من سجستان وهو على الري فأهدى إليه واستهداه شهدا فحمل إليه سبعمائة ألف درهم وكتب إليه قد بعثت إليك ثمن الشهد والشهد لم يكن في بيت المال أكثر منه وكتب إليه الحجاج إنك هربت من أبيك ليلة شبيب فكتب إليه قد علم من رأى أنى لم أهرب ولكنك وأباك قد هربتما يوم الربذة من الحنتف بن السجف وأنتما على بعير بقتب فالله أبوك أيكما كان ردف صاحبه ثم أتى عبد الملك بن مروان خوفا من الحجاج فلم يزل مقيما عنده حتى مات
وكيع بن حسان بن قيس بن أبي أسود
وكان يكنى أبا مطرف وكان سيد بنى تميم وافترض مع سلم بن زياد فجعل مكتنه ب سجستان وولى عبد العزيز عبد الله بن عامر سجستان فغضب على وكيع في شئ فأخذه فحبسه فمر ب وكيع
415

ابن ل عبد العزيز مع ظئر له فدعا به فأخذه ودعا بسكين فقال والله لأذبحنه أو لتخلين عنى فبلغ ذلك عبد العزيز فأتاه فقال خل عنه ونؤمنك فقال لا والله حتى يجئ عشرة من بنى تميم فتضمن لهم ثم يكونون هم الذين يطلقون عنى ففعل ذلك ثم تحول وكيع إلى خراسان فكان بها رأسا فكتب الحجاج إلى قتيبة يأمره بقتله وكان وكيع قد أبلى بلاء حسنا مع قتيبة في مغازيه ويوم الترك خاصة فعزل قتيبة وكيعا عن الرياسة فلما ملك الوليد وخلع قتيبة وسار بالناس نحو فرغانة أجتمع الناس على خلعه وبايعوا وكيعا فقتل قتيبة وأخذ رأسه فبعث به إلى سليمان ومكث وكيع بخراسان غالبا عليها تسعة أشهر ثم ولى يزيد بن المهلب خراسان
الحنتف بن السجف ابن سعد بن عوف بن زهير بن مالك
كان يكنى أبا عبد الله وكان دينا شريفا وله منزلة من عبيد الله ابن زياد ولما وقعت قتنة ابن الزبير سار حبيش بن دلجة القينى من قضاعة إلى المدينة يريد قتال ابن الزبير فعقد الحارث بن عبد الله المخزومي وهو أمير البصرة للحنتف لواء فسار في سبعمائة
416

وخرج إليه حبيش من المدينة فلقيهم ب الربذة فقتل الحنتف حبيشا وعبيد الله بن الحكم أخا مروان بن الحكم وانهزم الحجاج بن يوسف وأبوه يومئذ ثم سار الحنتف نحو الشام حتى إذا كان ب وادي القرى سم في طعامه فمات هناك
هريم بن أبي طحمة التميمي
وأسم أبى طحمة حارثة بن عدي وكان هريم شجاعا كيسا وكان مع المهلب في قتال الأزارقة ومع عدى بن أرطاة في قتال يزيد بن المهلب ولما كان يوم سورا أخذ اللواء ثم أقحم في خمسة فوارس فانهزم يزيد بن المهلب ثم كبر هريم فحول اسمه في أعوان الديوان ليرفع عنه الغزو فقيل له إنك لا تحسن أن تكتب فقال إن لم أكتب فإني أمحو الصحف وكان أبنه الترجمان على الأهواز وعلى بنى حنظلة في فتنة ابن سهيل
خازم بن خزيمة النهشلي
هو من صخر بن نهشل وكان من أم ولد ويكنى أبا هزيمة وولى خراسان وقتل العنزية وولى عمان ومات ب بغداد فعزى عنه أبو جعفر
وأبنه خزيمة بن خازم ويكنى أبا العباس وولى الولايات
وابنه إبراهيم بن خازم قتله الوليد بن طريف الشاري
417

عامر بن ضبارة
هو من بنى مرة وكان سيدا شريفا وبعثه يزيد بن عمر بن هبيرة إلى فارس ليقاتل عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر فهزم عبد الله بن معاوية ولم يزل مع مروان على جيوشه ومن عدده
نباتة بن حنظلة
هو من بنى أبى بكر بن كلاب وكان فارس أهل الشام وكان على المنجنيق يوم الكعبة وولى جرجان والري ل مروان فقتله قحطبة بها وقتل معه ابنه حية بن نباتة وكان له ابن يقال له محمد قتله يزيد بن عمر بن هبيرة صبرا
إسحاق بن مسلم بن ربيعة العقيلي
كان أثيرا عند أبي جعفر جليلا وعظيم القدر أيام مروان سالم فسالمت العرب وحارب فحاربت العرب وولى أرمينية
وإخوته بكار وعبد العزيز والحارث وعبد الله أشراف سادة وأعقابهم ب الجزيرة
عبد الله بن خازم السلمى
يكنى أبا صالح وأمه سوداء يقال لها عجلى وكان أشجع الناس وولى خراسان عشر سنين وافتتح الطيسين ثم ثار به أهل خراسان فقاتلوة فقتله وكيع بن الدورقية
418

مالك بن مسمع
هو مالك بن مسمع بن سيار من بكر بن وائل من ولد حجدر الذي فدى شعره يوم تحلاق اللمم بأول فارس يطلع وكان مسمع أبو مالك أتى النبي صلى الله عليه وسلم ثم أرتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقتل بال بحرين ويكنى أبا سيار وهو أبو المسامعة وكان مالك ابنه ابنه الناس وقال رجل ل عبد الملك لو غضب مالك لغضب معه مائة ألف لا يسألونه فيم غضب فقال عبد الملك وهذا وأبيك السؤدد ولم يل شيئا قط وهلك في أول خلافة عبد الملك بن مروان ب البصرة وعقبه كثير وعقب إخوته
طلحة الطلحات
هو طلحة بن عبد الله بن خلف من خزاعة وكان أبوه عبد الله كاتبا ل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ديوان الكوفة والبصرة وكان طلحة على سجستان ومات بها
وحميد الطويل الذي يروى عن أنس مولاه وزريق جد طاهر بن الحسين ذي اليمينين مولى عبد الله بن خلف والد طلحة
أبو فديك الخارجي
هو عبد الله بن ثور بن سلمة من بنى سعد بن قيس من بكر بن وائل
419

أبو العاج السلمى
هو كثير بن عبد الله وقيل له أبو العاج لثناياه وكان عامل يوسف بن عمر على البصرة
أبو مسلم صاحب الدعوة
هو عبد الرحمن بن مسلم ذكروا أن مولده سنة مائة واختلفوا في نسبه اختلافا كثيرا فقال بعضهم هو من أصبهان وقال بعضهم هو من خراسان وقيل من العرب وادعى هو أنه ابن سليط بن علي بن عبد الله بن عباس ونسبه أبو دلامة إلى الأكراد حيث يقول طويل
* أبا مجرم ما غير الله نعمة
* على عبده حتى يغيرها العبد
* أفي دولة المهدى حاولت غدرة
* ألا إن أهل الغدر آباؤك الكرد
* أبا مجرم خوفتنى القتل فانتحى
* عليك بما خوفتنى الأسد الورد
*
وكان منشؤه عند إدريس بن عيسى جد أبى دلف النازل في حد أصبهان وقتله أبو جعفر ب رومية المدائن سنة سبع وثلاثين ومائة
نوادر في المعارف
تفخر عبد القيس بأن من مواليها صالحا المرى وهو مولى بنى مرة من عبد القيس وكان من أهل الخير ويذهب إلى شئ من القدر ومات ب البصرة وعقبه بها
وبان من مواليها حسان بن أبي سنان القناد وكان من أورع أهل البصرة
420

وبأن من مواليها أبان بن أبي عياش الفقيه ويكنى أبا إسماعيل
ومن مواليها غالب القطان وكان دينا فاضلا
قال البجلي هو مولى آل عبد الله بن عامر بن كريز وهو غالب بن خطاف
ومن مواليهم عبد الواحد بن زياد المعروف بالثقفي وليس بثقفي وهو مولى ل عبد القيس
ومنهم رئاب بن البراء من أنفسهم كان على دين عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في الجاهلية
ومن أنفسهم هرم بن حيان
ولما أسلم الهرمزان سماه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عرفطة ذو الثدية اسمه ثرملة
ذو الكلاع اسمه سميفع بن ناكور من التابعين
جيشان من قضاعة منهم أبو وهب الجيشاني واسمه ديلم بن الهوشع
وصنابح من حمير منهم عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي
غافق من حمير منهم عبد الله بن زرير الغافقي
يزن من حمير من آل ذي يزن منهم أبو الخير مرئد بن عبد الله اليزني
421

أبو عبد الرحمن الحبلي من حمير واسمه عبد الله بن يزيد
أبو عشانة المعافري من اليمن واسمه حي بن يؤمن
الفضل بن موسى الذي يروى عنه وكيع هو السيناني من قرية من قرى مرو وممن كثر ولده جزء بن العلاء الذي يعرف ب الموقع وكان يقول لأمه وافر
* لعلك أم جزء أن تريني
* كثير الخير ذا أهل ومال
*
فأثري وبلغ بنوه أربعين فماتوا كلهم في الجارف فقال في ذلك وافر
* دفنت الدافعين الضيم عني
* برابية مجاورة سناما
* فلم أر مثلهم دفنوا جميعا
* ولم أر مثل هذا العام عاما
* أقول إذ ذركتهم جميعا
* بنفسي تلك أصداء وهاما
*
وهم من ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم
قيس بن جحدر الطائي جد الطرماح الشاعر وفد على النبي صلى الله عليه وسلم والطرماح ابن حكيم بن حكم بن نفر بن قيس بن جحدر
أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم راية حمزة بن عبد المطلب ويقال بل راية عبيدة بن الحارث
أول من مات من المسلمين بالمدينة عثمان بن مظعون بعد بدر وقبل أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا سلفكم فادفنوا إليه موتاكم فدفن في البقيع
422

التابعون ومن بعدهم الأحنف بن قيس
قال أبو اليقظان
هو صخر بن قيس بن معاوية بن حصن بن عباد بن مرة بن عبيد من تميم ورهطة بنو مرة بن عبيد الذين بعثوا بصدقات أموالهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عكراش بن ذؤيب
وقال وغيره
اسمه الضحاك بن قيس
وكان أبو الأحنف يكنى أبا مالك وقتله بنو مازن في الجاهلية وكان الأحنف يكنى أبا بحر وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا فقال الأحنف إنه ليدعوكم إلى الإسلام وإلى مكارم الأخلاق وينهاكم عن ملائمها فأسلموا وأسلم الأحنف ولم يفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان زمن عمر وفد إليه وشهد مع علي رضي الله عنه صفين ولم يشهد الجمل مع أحد من الفريقين
قال غيره
واسم أمه حبى بنت عمرو بن ثعلبة من بنى أود من باهلة
ويقال حبى بنت قرط وأخوها الأخطل بن قرط من الشجعان
وقال الأحنف يوم الجفرة ومن له خال مثل خالي
وولد الأحنف ملتصق الأليتين حتى شق ما بينهما وكان الأحنف أعور
423

قال أبو اليقظان
كان عم الأحنف يقال له المتشمس بن معاوية يفضل على الأحنف في حلمه
وقيل أتى هو و الأحنف مسيلمة الكذاب ليسمعا منه فلما خرجا قال الأحنف كيف تراه قال أراه كذابا قال وما يؤمنك أن أرجع إليه فأخبره بمقالتك قال أذن أخبره أنك قلت وأحالفك يريد أن أحلف وتحلف ثم أسلم المتشمس بعد ذلك وحسن إسلامه
وعمه الأصغر صعصعة بن معاوية كان سيد بنى تميم في خلافة معاوية وفرسه الطرة اشتراها بتسعين ألف درهم
وبقى الأحنف إلى زمن مصعب بن الزبير فخرج معه إلى الكوفة فمات بها وقد كبر جدا
قال الأصمعي
دفن الأحنف ب الكوفة بالقرب من قبر زياد بن أبي سفيان وقبر زياد عند الثوية
وولد الأحنف بحرا وكان مضعوفا قال يوما ل زبراء جارية أبيه يا فاعلة فقالت له لو كنت كما تقول أتيت أباك بمثلك
424

وقيل ما يمنعك أن تكون على بعض أخلاق أبيك فقال الكسل
فولد بحر جارية فماتت
ولا عقب ل لأحنف
وكان يقال ليس لبنى تميم حظ سيدهم ب الكوفة محمد بن عمير بن عطارد ابن حاجب بن زرارة ولا عقب له
وسيدهم ب البصرة الأحنف بن قيس ولا عقب له
وكان عمر وجهه إلى خراسان فبيتهم العدو ليلا فكان أول من ركب الأحنف وهو يقول رجز
* إن على كل رئيس حقا
* أن يخضب الصعدة أو تندقا
*
ثم حمل عليهم فقتل صاحب الطبل وانهزم القوم ومضوا في آثارهم حتى فتحوا مرو الروذ في خلافة عثمان رضى الله تعالى عنه
عبيدة السلماني
هو عبيدة بن قيس السلماني من مراد
قال ابن سيرين قال عبيدة
أسلمت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين فصليت ولم ألق رسول صلى الله عليه وسلم
ومات سنة اثنتين وسبعين وصلى عليه الأسود
425

عمرو بن ميمون
هو من أود وأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحج ستين من بين حجة وعمره ومات سنة أربع وسبعين
أبو عثمان النهدي
هو عبد الرحمن بن مل من قضاعة وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وتوفى في أول ولاية الحجاج العراق ب البصرة وكان من ساكنى الكوفة فلما قتل الحسين رضي الله عنه تحول إلى البصرة فنزلها وقال لا أسكن بلدا قتل فيه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو عثمان
صحبت سلمان اثنتيى عشرة سنة
وقال أيضا
أتت على ثلاثون سنة وما بقي شئ إلا وقد أنكرته إلا أملى فإني أجده كما هو
وشهد فتح القادسية وجلولاء وتستر ونهاوند واليرموك وأذربيجان
أبو عمرو الشيباني
هو سعد بن إياس وكان يقول أذكر أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة وعاش مائة وعشرين سنة
426

زر بن حبيش
ويكنى أبا مريم وكان أعرب الناس وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية وكان أسن من أبى وائل وعاش مائة وعشرين سنة
مالك بن أوس بن الحدثان
هو قديم ولكنه تأخر إسلامه ولم يبلغنا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولا روى عنه شيئا وقد روى عن عمر وعثمان
ومات بالمدينة سنة اثنتين وسبعين
سويد بن غفلة المذحجي
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد إليه فوجده قد قبض فصحب أبا بكر من بعده وشهد مع علي رضي الله عنه صفين ويكنى أبا أمية وتوفى ب الكوفة سنة اثنتين وثمانين وقد بلغ من السن مائة وسبعا وعشرين سنة وكان يقول أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت عام الفيل
أبو رجاء العطاردي
اسمه عمران بن تيم ويقال عطارد بن برذا ويقال عمران بن عبد الله
ولد قبل الهجرة بإحدي عشرة سنة وهو من عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناه بن تميم ويقال أيضا إنه مولى لهم
427

وقال أبو رجاء
لما بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ في القتل وهربنا فأصبنا شلو أرنب دفينا فاستثرناه وفصدنا عليه وألقينا عليه من بقول الأرض فلا أنسى تلك الأكلة
حدثنا الرياشي عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال قلت لأبى رجاء ما تذكر قال أذكر قتل بسطام بن قيس على الحسن والحسن جبل رمل
وأنشدني أبو محمد وافر
* وخر على الألاءة لم يوسد
* كأن جبينه سيف صقيل
*
ومات سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن مائة وثمان وعشرين سنة
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال حدثنا أبو الأشهب العطاري قال
أتت أبا رجاء امرأة في جوف الليل فقالت يا أبا رجاء إن لطارق الليل حقا وإن بنى فلان خرجوا إلى سفوان وتركوا شيئا من متاعهم
فأنتعل وأخذ الكتب فأداها وصلى بنا الفجر وهي مسيرة ليلة بالإبل
428

المسور بن مخرمة
هو المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة أمه أخت عبد الرحمن بن عوف وكان يعدل بالصحابة وليس منهم
وقد روى قوم عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو أن بنى هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا أبنتهم علي بن طالب فلا آذن ثم لا آذن
وكان المسور قال إن يزيد بن معاوية يشرب الخمر فبلغه ذلك فكتب إلى أمير المدينة فجلده الحد فقال المسور طويل
* أيشربها صرفا يفك ختامها
* أبو خالد ويجلد الحد مسور
*)
وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين ومات سنة أربع وستين وكان مع ابن الزبير بم كة فأصابه حجر فمات
فولد المسور عبد الرحمن بن المسور أمه بنت شرحبيل بن حسنة من حي من اليمن تحولوا في الإسلام إلى زهرة وكان يكنى أبا المسور ومات سنة تسعين
فولد عبد الرحمن أبا بكر بن عبد الرحمن وكان شاعرا وهو القائل خفيف
* بنيما نحن من بلا كث بالقاع
* سراعا والعيس تهوى هويا
*
429

* خطرت خطرة على القلب من ذكر أك
* وهنا فما استطعت مضيا
* قلت لبيك إذ دعاني لك الشوق
* وللحاديين كرا المطيا
*
ومخرمة بن نوفل أبو المسور بلغ من السن مائة وخمس عشرة سنة وكف بصره قبل موته
كعب الأحبار
هو كعب بن ماتع ويكنى أبا إسحاق وهو من حمير من آل ذي رعين وكان على دين اليهود وينزل اليمن فأسلم هناك ثم قدم المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى توفى بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه ونوف البكالي ابن امرأة كعب وتبيع أيضا ابن امرأته ويكنى أبا عبيد ويقال أبا عامر
كعب بن سور
هو من الأزد بعثه عمر رضي الله عنه قاضيا لأهل البصرة حين استحسن حكمه بين المرأة وزوجها وحكم لها في كل أربع ليال بليلة وخرج مع عائشة يوم الجمل ناشرا المصحف يمشى بين الصفين فجاءه سهم غرب فقتله وكان معروفا بالصلاح وليس له حديث
430

عبد الرحمن بن الأسود
هو عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الذي نسب إليه المقداد ابن الأسود بن عبد يغوث وكان عبد الرحمن من خيار المسلمين يعدل بالصحابة وليس منهم وكان أبوه الأسود من المستهزئين
وروى الهيثم عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أنه رفع إلى أبي بكر شئ عن الأسود ذكره ابنه عنه فقال أبو بكر أي مثله كانت في العرب أشد فقالوا الحرق بالنار فقتله أبو بكر ثم أحرقه فقال عبد الرحمن بن حسان لبعض ولده يعرض به طويل
* ما حرق الصديق جدي ولا وأبى
* إذا المرء ألهاه الخنا عن جلائلة
قال أبو محمد
يقال أنه كان مأبونا
الجشمي أبو الأحوص صاحب عبد الله بن مسعود
هو عوف بن مالك بن نضلة من جشم بن معاوية وقتلته الخوارج أصحاب قطري بن الفجاءة وقد روى أبوه مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
علقمة صاحب عبد الله
هو علقمة بن قيس من النخع رهط إبراهيم النخعي ويكنى أبا شبل ولم يولد له قط وأخوه يزيد بن قيس أبو الأسود بن يزيد صاحب عبد الله ومات علقمة سنة اثنتين وستين
قال الشعيى
كان الأسود صواما قواما وكان علقمة مع البطئ وهو يسبق السريع
431

الأسود صاحب عبد الله
هو الأسود بن يزيد بن قيس من النخع ويكنى أبا عبد الرحمن
ومات سنة أربع وسبعين ويقال سنة خمس وسبعين
وابنه عبد الرحمن بن الأسود من الخيار وهو صلى على إبراهيم النخعي وهو القائل في تلبيته لبيك أنا الحاج ابن الحاج وكان أبوه حج ثمانين ما بين حجة وعمرة
وكان ل لأسود بن يزيد أخ يقال له عبد الرحمن بن يزيد من الخيار وابنه محمد بن عبد الرحمن بن يزيد يكنى أبا جعفر ويقال له الكيس لتلطفه في العبادة
المعرور بن سويد
هو من بنى أسد وبلغ مائة وعشرين سنة ولم يشب
مسروق بن الأجدع
هو مسروق بن الأجدع من همدان ويكنى أبا عائشة
ومات سنة ثلاث وستين
وقال أبو عمرو بن العلاء
كان أبوه الأجدع بن مالك شاعرا وهو القائل في وصف الخيل رمل
* وكان صرعاها كعاب مقامر
* ضربت على شزن فهن شواعي
*
432

سلمان بن ربيعة الباهلي
هو أول قاض قضى ل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعراق وأول من ميز بين العتاق والهجن وشهد القادسية فقضى بها ثم قضى بالمدائن وقتل سلمان ب بلنجر من أرض الترك في خلافة عثمان رضي الله عنه ويقال إن بلنجر من أرمينية ويقال إن عظامه عند أهل بلنجر في تابوت إذا أحتبس عليهم المطر أخرجوه فاستسقوا به فسقوا قال ابن جمانة الباهلي طويل
* وإن لنا قبرين قبر بلنجر
* وقبرا بأعلى الصين يالك من قبر
* فهذا الذي بالصين عمت فتوحه
* وهذا الذي بالترك يسقى به القطر
*
وأرد بالقبر الذي ب الصين قبر قتيبة بن مسلم
قال أبو اليقظان
قبر قتيبة ب فرغانة فجعله الشاعر من الصين
شريح القاضي
هو شريح بن الحارث الكندي استقضاه عمر على الكوفة ولم يزل بعد ذلك قاضيا خمسا وسبعين سنة لم يتطعل فيها إلا ثلاث سنين امتنع فيها من القضاء في فتنة ابن الزبير فاستعفى شريح الحجاج من القضاء فأعفاه فلم يقض بين الناس حتى مات سنة تسع وسبعين ويقال سنة ثمانين وكان يكنى أبا أمية وعمر مائة وعشرين سنة
433

وكان مزاحا تقدم إليه رجلان في شئ فأقر أحدهما بما ادعى عليه الآخر وهو لا يعلم فقضى عليه شريح فقال له أتقضى على بغير بينة فقال قد شهد عندي ثقة قال من هو قال ابن أخت خالتك
وقال له آخر أين أنت أصلحك الله قال بينك وبين الحائط قال إني رجل من أهل الشام قال مكان سحيق قال وتزوجت امرأة قال بالرفاء والبنين قال وولدت غلاما قال ليهنك الفارس قال وشرطت لها دارا قال الشرط أملك قال أقض بيننا قال قد فعلت قال بم قال حدث امرأة حديثين فإن أبت فأربع
عبيد بن عمير الليثي
هو عبيد بن عمير بن قتادة من كنانة من بنى جندع بن ليث وكان قاضي أهل مكة وكان موته قريبا من موت ابن عباس سنة ثمان وستين ومات ابنه عبد الله بن عبيد بن عمير سنة ثلاث عشرة ومائة
أبو الأسود الدئلي
هو ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان بن كنانة وأمه من بنى عبد الدار ابن قصى وكان عاقلا حازما بخيلا وهو أول من وضع العربية وكان شاعرا مجيدا وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وولى البصرة ل ابن عباس وفلج ب البصرة ومات بها وقد أسن فولد عطاء وأبا حرب كان عطاء ويحيى بن يعمر العدواني بعجا العربية بعد أبي الأسود ولا عقب لعطاء
434

وأما أبو حرب بن أبي الأسود فكان عاقلا شاعرا وولاه الحجاج جوخا فلم يزل عليها حتى مات الحجاج
وقد روى عن أبي حرب الحديث وله عقب ب البصرة وعدد وهو القائل لولده لا تجاودوا الله فإنه أجود وأمجد ولو شاء أن يوسع على الناس كلهم حتى لا يكون محتاج لفعل ولا تجهدوا أنفسكم في التوسعة فتهلكوا هزالا
وسمع رجلا يقول من يعشى الجائع فعشاه ثم ذهب السائل ليخرج فقال هيهات على أن لا تؤذى المسلمين الليلة ووضع رجله في الأدهم
هرم بن حيان
هو من عبد القيس وكان من خيار الناس وولى الولايات زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان على عبد القيس ب توج يوم قتل شهرك زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حمران مولى عثمان
هو حمران بن أبان بن عبد عمرو ويكنى أبا زيد وكان سباه المسيب بن نجبة الفزاري زمن أبى بكر رضي الله عنه من عين التمر وأمير الجيش خالد بن الوليد فوجده مختونا وكان يهوديا
435

اسمه طويدا فاشترى ل عثمان ثم أعتقه وصار يكتب بين يديه ثم غضب عليه فأخرجه إلى البصرة فكان عامله بها وهو كتب إليه في عامر بن عبد القيس حين سيره ولما قتل مصعب وثب حمران فأخذ البصرة ولم يزل كذلك حتى قدم خالد بن عبد الله فعزله فلما قدم الحجاج البصرة آذاه وأخذ منه مائة ألف درهم فكتب إلى عبد الملك بن
مروان يشكوه فكتب عبد الملك إلى الحجاج إن حمران أخو من مضى وعم من بقي فأحسن مجاورته ورد عليه ماله
وتزوج حمران امرأة من بنى سعد وتزوج ولده في العرب
مطرف بن عبد الله
هو مطرف بن عبد الله بن الشخير من بني الحريش بن كعب بن ربيعة ويكنى أبا عبد الله وكانت لأبيه صحبة وكان ينزل ماء يقال له الشخير على ثلاث ليال من البصرة ويأتي البصرة يوم الجمعة فيقال إنه كان ينور له في سوطه
ومات عمر رضي الله عنه ومطرف ابن عشرين سنة فكأنه ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وله عقب ب البصرة وبرستاق من نيسابور يقال له خواف ومات في خلافة عبد الملك بن مروان بعد سنة سبع وثمانين
وأخوه يزيد بن عبد الله بن الشخير أبو العلاء مات سنة إحدى عشرة ومائة
436

سعيد بن المسيب
هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب من بنى عمران بن مخزوم
وأمه سلمة ويكنى أبا محمد وكان جده حزن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أنت سهل قال لا بل أنا حزن قال فأنت حزن ثلاثا قال سعيد فما زلنا نعرف تلك الحزونة فينا
وكان أبوه المسيب يتجر بالزيت ولم يزل سعيد مهاجرا لأبيه ولم يكلمه حتى مات
وكان سعيد أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس للرؤيا قال له رجل رأيت كأن عبد الملك بن مروان يبول في قبلة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرات فقال إن صدقت رؤياك قام من صلبه أربعة خلفاء
وقال له آخر رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلى الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد فقال ما أنت رأيتها ولكن رآها ابن الزبير ولئن صدقت رؤياه ليقتلنه عبد الملك بن مروان ويخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة
وقال له آخر رأيتني أبول في يدي فقال تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأته بينها وبينه رضاع
وكانت ابنه أبي هريرة تحت سعيد بن المسيب وكان جابر بن الأسود على المدينة فدعاه إلى البيعة ل أبن الزبير فأبى فضربه ستين سوطا وضربه أيضا هشام بن إسماعيل ستين سوطا وطاف به في المدينة
437

في تبان من شعر وذلك أنه دعاه إلى البيعة لل وليد وسليمان بالعهد فلم يفعل وكان مولد سعيد بن المسيب لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب ووفاته بالمدينة سنة أربع وتسعين
فولد سعيد محمدا وكان نسابة فنفى قوما من المخزوميين فرفع ذلك إلى الوليد فجلده الحد والذين نفاهم آل عنكثة
وكان ل سعيد أيضا غيره من الولد وله عقب باق بالمدينة
وبرد مولاه وقال له يا برد أياك أن تكذب على كما يكذب عكرمة على ابن عباس
وقال كل حديث حدثكموه برد ليس معه غيره مما تنكرونه فهو كذب
عامر بن عبد الله العنبري
هو عامر بن عبد الله بن عبد القيس من ولد كعب بن جندب من بنى العنبر ويكنى أبا عبد الله وكان خيرا فاضلا
ورآه عثمان يوما في دهليزه فرأى شيخا ثطا أشغى في عباءة فأنكر مكانه ولم يعرفه فقال يا أعرابي أين ربك فقال بالمرصاد
وسيره عبد الله بن عامر إلى الشام بأمر عثمان فمات هناك
ولا عقب له ورهطه أيضا قليل
438

وكان سبب تسييره أن حمران بن أبان كتب فيه أنه لا يأكل اللحم ولا يغشى النساء ولا يقبل الأعمال يعرض بأنه خارجي فكتب عثمان إلى أبن عامر أن أدع عامرا فإن كانت فيه هذه الخصال فسيره فسأله فقال أما اللحم فإني مررت بقصاب يذبح ولا يذكر أسم الله فإذا اشتهيت اللحم اشتريت شاة فذبحتها وأما النساء فإن لي عنهن شغلا وأما الأعمال فما أكثر من تجدونه سواي فقال له حمران لا أكثر الله فينا أمثالك فقال له عامر بل أكثر الله فينا من أمثالك كساحين وحجامين
أبو مسلم الخولاني
هو من أهل الشام واسمه عبد الله بن ثوب وهو الذي دخل على معاوية فقال له السلام عليك أيها الأمير وكلمه بكلام في الرعية
وتوفي في خلافة يزيد بن معاوية
حدثني أبو حاتم السجستاني قال حدثني الأ صمعي قال حدثني عمران بن حدير عن رجل من أهل الشام قال
قال كعب الأحبار لقوم من أهل الشام كيف رأيكم في أبى مسلم قالوا ما أحسن رأينا فيه وأخذنا عنه قال إن أزهد الناس في العالم أهله وإن مثل ذلك مثل الجنة تكون في القوم فيرغب فيها الغرباء ويزهد فيها القرباء فبينا ذلك إذا غار ماؤها فأصاب هؤلاء منفقها وبقى هؤلاء يتفكنون أي يتندمون
439

الحسن البصري
هو الحسن بن أبي الحسن واسم أبيه يسار مولى الأنصار واسم أمه خيرة مولاه ل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قالوا وكانت خيرة أمه ربما غابت فيبكى فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجئ أمه فيدر ثديها فيشربه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك
ونشأ الحسن بوادي القرى
وحدثني عبد الرحمن والرياشي عن الأصمعي عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان قال
ولد الحسن على العبودية
وحدثني عبد الرحمن عن الأصمعي عن قرة عن قتادة
أن أم الحسن كانت مولاة ل أم سلمة
وقال أبو اليقظان
أبو الحسن البصري وأبو محمد بن سيرين من سبى ميسان وكان المغيرة افتتحها زمن عمر بن الخطاب لما ولاه البصرة
440

وقال آخرون يسار من أهل نهر المرأة
وكان الحسن من أجمل أهل البصرة حتى سقط عن دابته فحدث بأنفه ما حدث
وحدثني عبد الرحمن عن الأصمعي عن أبيه قال
ما رأيت أعرض زندا من الحسن كان عرضه شبرا وكان تكلم في شئ من القدر ثم رجع عنه
وكان عطاء بن يسار قاصا ويرى القدر وكان لسانه يلحن فكان يأتي الحسن هو ومعبد الجهني فيسألانه ويقولان يا أبا سعيد إن هؤلاء الملوك يسفكون دماء المسلمين ويأخذون الأموال ويفعلون ويفعلون ويقولون إنما تجرى أعمالنا على قدر الله فقال كذب أعداء الله فتعلق عليه بهذا وأشباهه
وكان يشبه ب رؤبة بن العجاج في فصاحة لهجته وعربيته وكان مولده لسنتين بقيتا من خلافة عمر ومات سنة عشر ومائة وفيها مات محمد بن سيرين بعده بمائة يوم ولم يشهد ابن سيرين جنازته لشئ كان بينهما
وكان الحسن كاتب الربيع بن زياد الحارثي ب خراسان وقيل ل يونس بن عبيد أتعرف أحدا يعمل الحسن فقال والله لا أعرف أحدا يقول بقوله فكيف يعمل بعمله
ثم وصفه فقال كان إذا أقبل فكأنه أقبل من دفن حميمة وإذا جلس فكأنه أمر بضرب عنقه وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلا له
441

محمد بن سيرين
قالوا كان سيرين أبو محمد عبدا ل أنس بن مالك كاتبه على عشرين ألفا وأدى الكتابة وكان من سبى ميسان وكان المغيرة افتتحها
ويقال كان من سبى عين التمر وكانت أمه صفية مولاة أبى بكر الصديق رضي الله عنه طيبها ثلاث من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ودعون لها وحضر إملاكها ثمانية عشر بدريا فيهم أبي بن كعب يدعو وهم يؤمنون
وكان سيرين يكنى أبا عمرة وولد له ثلاثة وعشرون ولدا من أمهات أولاد شتى
وكانت ل سيرين أرض ب جرجرايا وصارت في يد محمد ويد أخ له يقال له يحيى
ومن ولده معبد بن سيرين وهو أسن من محمد ويحيى ومات ب جرجرايا وأنس بن سيرين وكان له أخوات منهن عمرة وحفصة وسودة بنات سيرين
وكان محمد بزازا ويكنى أبا بكر وحبس بدين كان عليه وكان أصم
وولد له ثلاثون ولدا من امرأة واحدة كان تزوجها عربية ولم يبق منهم غير عبد الله بن محمد وولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان
قال ذلك أنس بن سيرين قال وولدت أنا لسنة بقيت من خلافته وتوفى سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم وهو ابن سبع وسبعين سنة
442

وقضى عنه ابنه عبد الله ثلاثين ألف درهم فما مات عبد الله حتى قوم ماله سبعين ألف درهم
وكان محمد بن سيرين كاتب أنس بن مالك ب فارس
حدثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال
الحسن سيد سمح وإذا حدثك الأصم يعنى ابن سيرين بشئ فاشدد يديك به و قتادة حاطب ليل
أبو سعيد المقبري
اسمه كيسان وكان مملوكا لرجل من بنى جندع وكاتبه على أربعين ألفا وشاة لكل أضحى فأداها وكان منزلة عند المقابر فقيل له المقبري
وقد روى عن عمرو توفى سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز ويقال توفى ب المدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك
عطاء بن يزيد الليثي
يكنى أبا محمد وهو من كنانة أنفسهم روى عنه الزهري وتوفى سنة سبع ومائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة
443

عطاء بن أبي رباح
هو عطاء بن أسلم من ولد الجند وأمه سوداء تسمى بركة وكان نشأ ب مكة ووعلم الكتاب بها وكان مولى ل بنى فهر ويكنى أبا محمد وكان أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمى بعد ذلك ومات سنة خمس عشرة وهو ابن ثمان وثمانين سنة
وابنه يعقوب بن عطاء وكان حج سبعين حجة ودخل على عبد الملك بن مروان فأجلسه بين يديه فقال حاجتك يا أبا محمد فقال حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعاهده قال نعم ثم قال واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار فإن بهم بلغت هذه المنزلة فلا تقطع الأرزاق من هو ببابك ومن هو ناء عن بابك وأنت مسؤول عنهم قال أفعل ثم قام ولم يسأله لنفسه حاجة فقال عبد الملك هذا وأبيك الشرف والسؤدد
مجاهد بن جبر
هو مجاهد بن جبر وكان مولى ل قيس بن السائب المخزومي
وقال مجاهد في مولاي قيس بن السائب نزلت * (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) * فانظر وأطعم كل يوم مسكينا
444

وكان مجاهد يكنى أبا الحجاج ومات ب مكة وهو ساجد سنة ثلاث ومائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة
قال الأعمش
لو رأيتم مجاهدا ب توج قد ضل حماره
قال وكنت إذا رأيته تراه مغموما منكس الرأس فقيل له في ذلك
فقال أخذ عبد الله ثم قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي وقال لي يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
سعيد بن جبير
قال أبو اليقظان
هو مولى ل بني والبه من بنى أسد ويكنى أبا عبد الله وكان أسود وكتب ل عبد الله بن عتبة بن مسعود ثم كتب ل أبي بردة وهو على القضاء وبيت المال وخرج مع ابن الأشعث فلما انهزم أصحاب ابن الأشعث من دير الجماجم هرب سعيد بن جبير إلى مكة فأخذه خالد بن عبد الله القسري وكان والى الوليد بن عبد الملك على مكة فبعث به إلى الحجاج فأمر الحجاج فضربت عنقه فسقط رأسه إلى الأرض يتدحرج وهو يقول لا إله إلا الله فلم يزل كذلك حتى أمر الحجاج من وضع رجله على فيه فسكت
445

حدثني أبو الخطاب قال حدثنا أبو داود عن عمارة بن زاذان قال حدثنا أبو الصهباء قال
قال الحجاج ل سعيد بن جبير اختر أي قتلة شئت فقال له بل أختر أنت لنفسك فإن القصاص أمامك قال له يا شقى بن كسير ألم أقدم الكوفة وليس يؤم بها إلا عربى فجعلتك إماما قال بلى قال ألم أولك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا لا يصلح القضاء إلا لعربي فاستقضيت أبا بردة وأمرته ألا يقطع أمرا دونك قال بلى قال أو ما جعلتك في سمارى قال بلى قال أو ما أعطيتك كذا وكذا من المال تفرقه في ذوي الحاجة ثم لم أسألك عن شئ منه قال بلى قال فما أخرجك على قال كانت بيعة ل أبن الأشعث في عنقي فغضب الحجاج ثم قال كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك قبل والله لأقتلنك
وقتله الحجاج سنة أربع وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة وله ابنان عبد الله بن سعيد وعبد الملك بن سعيد يروى عنهما
أبو قلابة
هو عبد الله بن زيد الجرمي وكان ديوانه ب الشام ومات ب داريا سنة أربع ومائة أو خمس ومائة
446

حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن حماد بن زيد عن أيوب قال أوصى أبو قلابة أن تدفع إلى كتبه فجئ بها من الشام فدفعت إلى فخلطت على بعض ما سمعته منه
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال حدثني أصحاب أيوب عن أيوب قال
كان أبو قلابة يحثني على الإحتراف ويقول إن الغنى من العافية
بشر بن سعيد
هو مولى الحضرميين وكان عابدا متخليا وروى عن سعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وأبى سعيد الخدري وغيرهم ورافق الفرزدق فركبا في محمل فعجب الناس وكان يقول ما رأيت رفيقا خيرا من الفرزدق ويقول الفرزدق مثل ذلك فيه
ومات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة ولم يدع كفنا
قبيصة بن ذؤيب
هو من خزاعة ويكنى أبا إسحاق وكان على خاتم عبد الملك بن مروان وكان الزهري يروى عنه وهو أدخل الزهري على عبد الملك بن مروان فوصله وفرض له
وتوفي قبيصة ب الشام سنة ست وثمانين أو سبع وثمانين ولا أعلم له عقبا
447

يزيد بن شجرة
هو يزيد بن شجرة الرهاوي وقتل هو وأصحابه في البحر سنة ثمان وخمسين
شهر بن حوشب
هو من الأشعريين وكان ضعيفا في الحديث
حدثنا إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل قال
ذكر شهر عند ابن عون فقال إن شهرا تركوه
ومات سنة ثمان وتسعين ويقال سنة أثنتي عشرة ومائة ودخل بيت المال فأخذ خريطة خريطة فقال قائل طويل
* لقد باع شهر دينه بخريطة
* فمن يأمن القراء بعدك يا شهر
*
العوام بن حوشب
وأما العوام بن حوشب فإنه من شيبان ويكنى أبا عيسى ومات سنة ثمان وأربعين ومائة
ميمون بن مهران
كان ميمون مكاتبا ل بنى نصر بن معاوية فعتق وكان ابنه عمرو بن ميمون مملوكا لامرأة من الأزد من ثمالة يقال لها أم نمر فأعتقته فلم يزل ب الكوفة حتى كان هيج الجماجم فتحول إلى الجزيرة وكان ميمون واليا ل معمر بن عبد العزيز على خراج
448

الجزيرة وابنه عمرو بن ميمون على الديوان وكان ميمون بزازا فكان يجلس في حانوته وهو يتولى الخراج ومات سنة سبع عشرة ومائة
ومات عمرو ابنه سنة خمس وأربعين ومائة
أبو وائل
هو شقيق بن سلمة الأسدي وكانت أمه نصرانية وكان له خص يكون فيه هو وفرسه فكان إذا غزا نقضه وإذا رجع أعاده
روى حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود قال
أدركت أقواما يتخذون هذا الليل جملا وإن كانوا ليشربون الجر أي نبيذ الجر ويلبسون المعصفر لا يرون بذلك بأسا منهم أبو وائل وزر بن حبيش
ومات أبو وائل في زمن الحجاج بعد الجماجم
قال أبو محمد
الجر النبيذ
أبو نضرة
اسمه المنذر بن مالك من العوقة وهم بطن من عبد القيس وتوفى في ولاية عمر بن هبيرة وصلى عليه الحسن البصري
الشعبي
هو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي وهو من حمير وعداده في همدان ونسب إلى جبل ب اليمن نزله حسان بن عمرو الحميري هو وولده ودفن به فمن كان ب الكوفة منهم قيل لهم شعبيون ومن كان منهم بمصر
449

والمغرب قيل لهم الأشعبون ومن كان منهم ب الشام قيل لهم شعبانيون ومن كان منهم ب اليمن قيل لهم آل ذي شعبين
ويكنى الشعبي أبا عمرو وكان نحيفا ضئيلا
وقيل له ما لنا نراك نحيفا قال إني زوحمت في الرحم وكان ولد هو وأخ له في بطن واحد
وقيل لأبى إسحاق أنت أكبر أم الشعبي فقال هو أكبر مني بسنتين
حدثنا الرياشي عن الأصمعي
أن أم الشعبي كانت من سبى جلولاء قال وهي قرية بناحية فارس
وكان مولده لست سنين مضت من خلافة عثمان وكان كاتب عبد الله ابن مطيع العدوي وكانت عبد الله بن يزيد الخطمي وعامل ابن الزبير على الكوفة وكان مزاحا
حدثني أبو مرزوق عن زاجر بن الصلت الطلحي عن سعيد ابن عثمان
قال الشعبي لخياط مر به عندنا حب مكسور تخيطه فقال الخياط نعم إن كان عندك خيوط من ريح
قال أبو محمد وحدثني بهذا الإسناد
أن رجلا دخل عليه ومعه في البيت امرأة فقال أيكما الشعبي فقال هذه
450

قال الواقدي
مات سنة خمس ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة ويقال توفى سنة أربع ومائة
وقد روى عنه أيضا أنه قال ولدت سنة جلولاء فإن كان هذا صحيحا فإنه مات وهو ابن ست وثمانين سنة لأن جلولاء كانت سنة تسع عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه
أبو إسحاق الشيباني
هو سليمان بن أبي سليمان مولى لهم وتوفي سنة تسع وعشرين ومائة وكان يقول لو كان هذا الحديث من الخير لنقص
أبو إسحاق السبيعي
هو عمرو بن عبد الله من بطن من همدان يقال لهم السبيع
وقال شريك
ولد أبو إسحاق السبيعي في سلطان عثمان لثلاث سنين بقين منه ومات سنة سبع وعشرين ومائة وله خمس وتسعون سنة
حدثني عبد الرحمن عن عمه عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال رفعني أبى حتى رأيت علي بن أبي طالب يخطب على المنبر أبيض الرأس
451

واللحية وابنه يونس بن أبي إسحاق توفي سنة تسع وخمسين ومائة
وابنه عيسى بن يونس يكنى أبا عمرووتحول من الكوفة إلى الثغر فنزل ب الحدث ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائة
سالم بن أبي الجعد
هو مولى ل أشجع وكان له إخوة قد روى عنهم الحديث عبيد وعمران وزياد ومسلم بنو أبى الجعد
قالوا كان ل أبي الجعد ستة بنين فكان منهم اثنان يتشيعان واثنان مرجئان واثنان يريان رأى الخوارج فكان أبوهم يقول لهم يا بني لقد خالف الله بينكم
وتوفي سالم سنة مائة أو أحدى ومائة وكان مغيرة لا يعبأ بحديث سالم بن أبي الجعد ولا بحديث خلاس ولا بصحيفة عبد الله بن عمر وقال كانت له صحيفة يسميها الصادقة ما يسرني أنها لي بفلسين
مكحول الشامي
قال الواقدي
من من كابل مولى لامرأة من هذيل
452

وقال ابن عائشة
كان مكحول الشامي مولى لامرأة من قيس وكان سنديا لا يفصح
قال نوح بن قيس
سأله بعض الأمراء عن القدر فقال أساهر أنا يريد ساحرا وكان يقول بالقدر
وقال معقل بن عبد الأعلى القرشي
سمعته يقول لرجل ما فعلت تلك الهاجة يريد الحاجة ومات سنة ثلاث عشرة ومائة
مكحول الأزدي
حدثني سهل عن الأصمعي قال
كان مكحول وأبو العالية حميلين وكان هذا فصيحا يروى عن ابن عمر
جابر بن زيد
قال الواقدي
هو من الأزد ويكنى أبا الشعثاء
وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال
أبو الشعثاء جوفي من اليمن وكان أعور ومات سنة ثلاث ومائة
453

أبو بصير
قال أبو اليقظان
هو من بنى يشكر بن وائل وكانوا أتوا به مسيلمة وهو صبي فمسح وجهه فعمى فكنى أبا بصير على القلب كما قيل للغراب أعور لحدة بصره وكان يروى عنه وعمر حتى بقي إلى زمن خالد بن عبد الله القسري
أبو العالية
حدثني أبو عبد الله البجلي
أن أبا العالية كان مولى ل بني رياح أعتقته امرأة منهم واسمه رفيع وابنه حرب بن أبي العالية حج ستين حجة
ومات أبو العالية سنة تسعين
وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
كان أبو العالية ومكحول حميلين يعنى مكحولا الأزدي وكان أبو العالية مزاحا
حدثني أحمد بن الخليل قال حدثنا مسلم بن إبراهيم عن أبي خلدة قال
سألت أبا العالية عن قتل الذر فجمع منهن شيئا كثيرا وقال مساكين ما أكيسهن ثم قتلهن وضحك
454

طاووس
قال هو طاووس بن كيسان مولى بحير الحميري
وحدثني سهل عن الأصمعي قال
طاووس مولى لأهل اليمن وأمه مولاة ل حمير وكان يكنى أبا عبد الرحمن وتوفي بمكة سنة ست ومائة قبل التروية بيوم وصلى عليه هشام بن عبد الملك
وابنه عبد الله بن طاووس كان يروى عنه الحديث ومات في خلافة أبى العباس
عكرمة مولى ابن عباس
كان عبدا ل ابن عباس ومات ابن عباس وعكرمة عبد فباعه علي بن عبد الله بن عباس من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار فأتى عكرمة عليا فقال له ما خير لك بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار فاستقاله فأقاله وأعتقه
وكان يكنى أبا عبد الله
455

وروى جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة موثق على باب كنيف فقلت أتفعلون هذا بمولاكم قال إن هذا يكذب على أبى
حدثني ابن الخلال قال سمعت يزيد بن هارون يقول
قدم عكرمة البصرة فأتاه أيوب وسليمان التيمي ويونس فبينما هو يحدثهم إذ سمع صوت غناء فقال عكرمة اسكتوا فنسمع ثم قال قاتله الله لقد أجاد أو قال ما أجود ما غنى فأما سليمان ويونس فلم يعودا إليه وعاد إليه أيوب
قال يزيد
وقد أحسن أيوب
حدثني الرياشي عن الأصمعي عن نافع المدني قال
مات كثير الشاعر وعكرمة في يوم واحد
قال الرياشي وحدثني ابن سلام
أن الناس ذهبوا في جنازة كثير
456

وكان عكرمة يرى رأى الخوارج وطلبه بعض الولاة فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده ومات عكرمة سنة خمس ومائة وقد بلغ ثمانين سنة 4 بكر بن عبد الله المزني
هو من مزينة مضر وكانت أم بكر بن عبد الله موسرة ولها زوج كثير المال وكان بكر حسن اللباس جدا
وروى عفان عن معتمر عن أبيه
أن بكر بن عبد الله كانت قيمة كسوته أربعة آلاف درهم
وقال غيره
أشترى بكر طيلسانا بأربعمائة درهم فأراد الخياط أن يقطعه فذهب ليذر عليه ترابا علامة لموضع القطع فقال له بكر لا تعجل وأمر بكافور فسحق ثم ذرة عليه
ومات سنة ثمان ومائة وحضر الحسن جنازته وكان لجد بكر صحبة ولا عقب ل بكر باق
الضحاك بن مزاحم
هو من بنى عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة رهط زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم
457

ويكنى أبا القاسم ولد لسنتين وقد أثغر وكان معلما وأتى خراسان فأقام بها ومات سنة اثنتين ومائة
صفوان بن محرز
هو صفوان بن محرز بن زياد من غسان تميم وقد انقرضت غسان التي من تميم
وكان صفوان من أصحاب أبي موسى الأشعري ومات بالبصرة سنة أربع وسبعين في إمرة بشر بن مروان ولا عقب له وهو القائل إذا دخلت بيتي وأكلت رغيفي وشربت عليه من الماء فعلى الدنيا العفاء
محمد بن كعب القرظي
كان يكنى أبا حمزة
وروى عبد الله بن معتب عن أبي بردة عن أبيه عن جده قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد من بعده فكان يقال إنه محمد ابن كعب والكاهنان قريظة والنضير
458

حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
كتب محمد بن كعب فانتسب فقال القرظي فقيل له أو الأنصاري فقال أكره أن أمن على الله بما لم أفعل وكان يقص فسقط عليه وعلى أصحابه مسجده فقتلهم ويقال إنه مات سنة ثمان ومائة ويقال سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة ومائة
وهب بن منبه
هو من أبناء الفرس الذي بعث بهم كسرى إلى اليمن ويكنى أبا عبد الله وقال قرأت من كتب الله اثنين وسبعين كتابا
وكان له إخوة منهم همام بن منبه وكان أكبر من وهب وروى عن أبي هريرة ومات قبل وهب
ومنهم معقل بن منبه وعمر بن منبه وقد روى عنهما أيضا
ومات وهب ب صنعاء سنة عشر ويقال سنة أربع عشرة ومائة
عطاء بن يسار
قال أبو اليقظان
كان يسار مولى ميمونة الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم
وولد يسار عطاء وسليمان ومسلم وعبد الملك بنو يسار وكلهم فقهاء
وقال غيره
كان عطاء قاصا ويرى القدر
ويكنى أبا محمد ومات سنة ثلاث ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة
ومات سليمان سنة سبع ومائة وله ثلاث وسبعون سنة وكان يكنى أبا أيوب ومات عبد الملك سنة عشر ومائة
459

مقسم مولى ابن عباس
وهو مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
وإنما قيل له مولى ابن عباس للزومه إياه وانقطاعه إليه وروايته عنه
ويكنى أبا القاسم وقد روى أم سلمة سماعا منها رضى الله تعالى عنها
صالح مولى التوأمة
هو صالح بن أبي صالح مولى التوأمة وأسم أبى صالح تبهان والتوأمة هي ابنه أمية بن خلف الجمحي وولدت مع أخت لها في بطن فسميت تلك بأسم وسميت هذه التوأمة
وهي أعتقت أبا صالح وكان أبو صالح هذا قديما وروى عن أبي هريرة وبقى حتى توفى ب المدينة سنة خمس وعشرين ومائة وله أحاديث يسيرة وهو يضعف في حديثه
نافع مولى ابن عمر
يكنى أبا عبد الله وكان من أهل أبر شهر أصابه عبد الله في غزاته وهلك سنة سبع عشرة ومائة
وكان له من الولد عمر بن نافع وأبو بكر بن نافع وعبد الله بن نافع
وكلهم قد روى عنه
460

حدثني سهل قال حدثنا الأصمعي قال حدثنا العمري عن نافع قال
دخلت مع ابن عمر علي عبد الله بن جعفر فأعطاه بي أثني عشر ألف درهم فأبى أن يبيعني فأعتقني أعتقه الله تعالى
محمد بن المنكدر
هو محمد بن المنكدر بن هدير من بنى تيم قريش رهط أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه
وكان للمنكدر أخ يقال له ربيعة بن هدير من فقهاء الحجاز
وقيل له أي الأعمال أفضل قال إدخال السرور على المؤمن
وقيل له أي الدنيا أحب إليك قال الإفضال على الإخوان
ومات محمد بن المنكدر سنة ثلاثين ومائة أو إحدى وثلاثين ومائة وله عقب بالمدينة وكان لمحمد أخوان فقيهان عابدان أبو بكر بن المنكدر وعمر بن النمكدر
ومن موالى آل المنكدر الماجشون
461

الماجشون مولى آل المنكدر
هو الماجشون بن أبي سلمة واسمه يعقوب ينسب إلى ذلك ولده وبنو عمه فقيل لهم بنو الماجشون
وكان يعقوب الماجشون فقيها وابنه يوسف بن يعقوب وكان للماجشون أخ يقال له عبد الله بن أبي سلمة وابنه عبد العزيز بن عبد الله يكنى أبا عبد الله توفى ببغداد في خلافة المهدي وصلى عليه المهدي ودفنه في مقابر قريش وذلك في سنة أربع وستين ومائة ومن موالى آل المنكدر
ربيعة الرأي
وهو ربيعة بن أبي عبد الرحمن وسنذكره مع أصحاب الرأي والفتوى
قتادة
هو قتادة بن دعامة سدوسى وأبوه ولد ب الدعامية أعرابيا وأمه سرية من مولدات الأعراب قال الشاعر بسيط
* أمست دعامية الأنقاء موحشة
* وقد تكون عليها أم كلثوم
*
ويكنى قتادة أبا الخطاب ومات سنة سبع عشرة ومائة
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن شعبة قال
كان قتادة إذا حدث بالحديث الجيد ثم ذهب يجيئ بالثاني عدوت وراءه لئلا ينسى الأول لأنه كان يحفظ ولا يكتب
462

إبراهيم النخعي
هو إبراهيم بن يزيد من النخع من اليمن رهط علقمة والأسود
قال أبو سفيان بن العلاء
أختلفنا في إبراهيم النخعي عند محمد بن سليمان فأرسل يسأل عنه فقالوا هو مولى النخع
وقال أبو عبيدة عن يونس
وقد ولدته العرب وكان يكنى أبا عمران وحمل عنه العلم وهو ابن ثمان عشرة سنة ومات وهو ابن ست وأربعين
وكان مزاحا قيل له إن سعيد بن جبير يقول كذا قال قل له يسلك وادى النوكي
وقيل ل سعيد إن إبراهيم يقول كذا وقال قل له يقعد في ماء بارد
وقال الأعمش
عادني إبراهيم فرأى منزلي فقال أنك لتعرف في منزلك أنك لست ابن عظيم القريتين
ومات وهو ابن ست وأربعين سنة
463

حدثني سهل عن الأصمعي
أن إبراهيم مات سنة ست وتسعين في أشهر ابن أبي مسلم
قال وقال أبو عون
كنت في جنازة إبراهيم فما كان فيه إلا سبعة أنفس وصلى عليه عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد وهو ابن خاله
الحكم بن عتيبة
هو مولى ل كندة ويكنى أبا عبد الله ويقال أبا محمد وكان هو وإبراهيم النخعي ولدا في عام واحد وتوفى ب الكوفة سنة خمس عشرة ومائة
قال ابن إدريس
ولدت سنة مات الحكم بن عتيبة وكان له إخوة
حدثنا سهل قال حدثنا الأصمعي عن ابن عون قال
قال لي النخعي لا تجالس بنى عتيبة فإنهم كذابون يعنى إخوة الحكم
أبو الزناد
هو عبد الله بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة وكانت رملة تحت عثمان بن عفان رضي الله عنه
وكان أبو الزناد يكنى أبا عبد الرحمن فغلب عليه أبو الزناد
464

وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي عن أبي الزناد أنه قال أصلنا من همدان
وكان عمر بن عبد العزيز ولاه خراج العراق مع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
ومات أبو الزناد فجأة في مغتسلة في شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة وهو ابن ست وستين سنة
عبد الرحمن بن أبي الزناد
وابنه عبد الرحمن بن أبي الزناد يكنى أبا محمد ولى خراج المدينة وقدم بغداد ومات بها سنة أربع وسبعين ومائة وهو ابن أربع وسبعين سنة وأخوه أبو القاسم بن أبي الزناد قد روى عنه وابنه محمد بن عبد الرحمن كان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة وفي الوفاة إحدى وعشرون سنة وكان قد لقى رجال أبيه ولم يحدث عنهم حتى مات أبوه ومات ب بغداد أيضا ودفن هو وأبوه ب بغداد في مقابر باب التبن
الأعرج صاحب أبي هريرة
هو عبد الرحمن بن هرمز ويكنى أبا داود مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وخرج إلى الإسكندرية فأقام بها حتى توفى وكانت وفاته سنة سبع عشرة ومائة
465

أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
هو من الأنصار كنيته اسمه وتوفى ب المدينة سنة عشرين ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة
عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان
هو صاحب السير والمغازي توفى سنة عشرين ومائة وانقرض عقبه فلم يبق منهم أحد وكان جده قتادة بن النعمان من الصحابة ومن الرماة المذكورين وكان آخر من بقي من عقبه عاصم ويعقوب ابنا عمر بن قتادة ودرجوا فلم يبق لهم عقب
أبو مجلز
هو لاحق بن حميد بن سدوس بن شيبان وكان ينزل خراسان وعقب بها وكان عمر بن عبد العزيز بعث إليه فأشخصه ليسأله عنها
وقال قرة بن خالد
كان أبو مجلز عاملا على بيت المال وعلى ضرب السكة
وتوفى في خلافة عمر بن عبد العزيز قبل وفاة الحسن البصري
الربيع بن أنس
كان من أهل البصرة من بنى بكر بن وائل ولقى ابن عمر وجابرا وأنس بن مالك وهرب من الحجاج فأتى مرو
466

فسكن قرية منها ثم طلب ب خراسان حين ظهرت دعوة ولد العباس فتغيب فخلص إليه عبد الله بن المبارك وهو مستخف فسمع منه أربعين حديثا
وكان عبد الله يقول ما يسرني بها كذا وكذا لشئ سماه ومات في خلافة أبى جعفر
إياس بن معاوية
هو إياس بن معاوية بن قرة بن إياس من مزنية مضر رهط عبد الله بن مغفل ويكنى أبا وائلة وكان ل أياس جد أبيه صحبة
وولاه عم ربن عبد العزيز فضاء البصرة وكان صادق الظن لطيفا في الأمور وكان لأم ولد ومنزلة عند السى ومات بها سنة اثنتين وعشرين ومائة وله عقب ب البصرة وغيرها
وسئل معاوية بن قرة كيف ابنك لك فقال نعم الأبن كفاني أمر دنياي وفرغني لآخرتي
أبو الأعور السلمى
هو عمر بن سليمان من ذكوان سليم وأمه قرشية من بنى سهم
أبو حبرة
هو شيحة بن عبد الله بن قيس من ضبيعة بن ربيعة بن نزار وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومات ب البصرة هرما ولا عقب له
467

أبو جمرة صاحب ابن عباس
هو نصر بن عمران بن واسع من ضبيعة بن ربيعة بن نزار ومات ب البصرة وله بها عقب
أبو التياح
هو يزيد بن حميد من بنى بهثة وكان من فقهاء البصرة ومات ولا عقب له
طلق بن حبيب
هو من عنزة وكان في سجن الحجاج ثم أخرج بعد موت الحجاج وكان من رؤوس المرجئة ومات ب واسط ولا عقب له
خارجة بن مصعب
هو من بنى شجنة من ضبيعة وكان من أفقه أهل خراسان وأرضاهم عندهم وكان أبوه مصعب بن خارجة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعقبه ب خراسان
عمر بن دينار
هو مولى ابن باذان من فرس اليمن ويكنى أبا محمد ومات سنة خمس وعشرين ومائة
468

عبد الله بن أبي نجيح
هو مولى ل بنى مخزوم ويكنى أبا يسار وكان يقول بالقدر
وحدثنا البجلي قال
اسم أبى نجيح يسار وهو مولى ل ثقيف ومات أبو نجيح سنة تسع ومائة ومات عبد الله ابنه سنة اثنتين وثلاثين ومائة
أبو المليح الهذلي
هو عامر بن أسامة روى عنه أيوب وتوفى سنة أثنتيى عشرة ومائة فأما أبو المليح الفزاري فهو الحسن بن عمر مولى ل عمر ابن هبيرة ومولده الرقة ومات سنة إحدى وثمانين ومائة
أبو الجوزاء الربعي
هو أوس بن خالد
وقال
جاروت ابن عباس في داره اثنتي عشرة سنة ما في القرآن آية إلا وقد سألته عنها
وخرج مع ابن الأشعث فقتل بدير الجماجم سنة ثلاث وثمانين
469

مؤرق العجلي
هو مؤرق بن مشمرج ويكنى أبا المعتمر وكان من العباد وكان يفلى رأس أمه
وقال له رجل أكل أمرك صالح فقال وددت أن العشر منه كان صالحا
وقال له رجل أشكو إليك نفسي إني لا أستطيع أن أصلى ولا أصوم
فقال بئس ما أثنيت على نفسك أما إذ ضعفت عن الخير فأضعف عن الشر فإني أفرح بالنومة أنامها
وكان ربما دخل على بعض إخوانه فيضع عندهم الدراهم ويقول أمسكوها حتى أعود إليكم فإذا خرج قال أنتم منها في حل
وتوفى مؤرق في ولاية عمر بن هبيرة على العراق
مالك بن دينار
هو مولى لبنى سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ويكنى أبا يحيى وكان يكتب المصاحف بالأجرة ومات قبل الطاعون بيسير وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة
ابن شبرمة
هو عبد الله بن شبرمة من ضبة من ولد المنذر بن ضرار بن عمرو ويكنى أبا شبرمة وكان قاضيا ل أبى جعفر على سواد الكوفة وكان شاعرا حسن الخلق جوادا ربما كسا حتى يبين من ثيابه
470

وله ابنا أخ يقال لهما عمارة ويزيد ابنا القعقاع بن شبرمة قد روى عنهما
وكان ابن شبرمة يقول لابنه يا بنى لا تمكن الناس من نفسك فإن أجرأ الناس على السباع أكثرهم لها معاينة
أيوب السختياني
هو أيوب بن أبي تميمة واسم أبى تميمة كيسان وكان أيوب يكنى أبا بكر وهو مولى بنى عمار بن شداد وكان عمار مولى لعنزة فهو مولى مولى وكان يحلق شعره في السنة مرة فإذا طال فرقه قال حماد بن زيد
وكان قميص أيوب يشم الأرض هرويا جيدا وله شعر وارد وشارب واف وطيلسان كردى جيد وقلنسوة متركة لو استسقاكم على النسك شربه من ماء ما سقيتموه
وقد رأى أنس بن مالك ومات ب البصرة في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة وله يوم مات ثلاث وستون سنة وله عقب
عبد العزيز بن صهيب
كان عبد العزيز مملوكا وأبواه مملوكين وأجاز أياس بن معاوية شهادة عبد العزيز وحده
471

الزهري
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب
وكان أبو جده عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدرا وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلنه أو ليقتلن دونه وهم عبد الله بن شهاب وأبى بن خلف وابن قمئة وعتبة بن أبي وقاص
وكان أبوه مسلم بن عبيد الله مع ابن الزبير
ولم يزل الزهري مع عبد الله بن مروان ثم مع هشام بن عبد الملك وكان يزيد بن عبد الملك استقضاه
وتوفى في شهر رمضان سنة أربع وعشرين مائة ودفن بماله على قارعة الطريق ليمر مار فيدعو له والموضع الذي دفن به آخر عمل الحجاز وأول عمل فلسطين وبه ضيعته
وأخوه الزهري عبد الله بن مسلم كان أسن من الزهري ويكنى أبا محمد وقد لقى ابن عمر رضي الله عنه وروى عنه وعن غيره ومات قبل الزهري
رجاء بن حيوة
هو من كندة ويكنى أبا المقدام ويقال يكنى أبا نصر
472

وقال جرير بن حازم
رأيت رجاء بن حيوة ورأسه أحمر ولحيته بيضاء
ومات سنة أثنتى عشرة ومائة
محمد بن يحيى بن حبان
كان كثير الحديث ثقة وتوفى ب المدينة سنة إحدى وعشرين ومائة في خلافة هشام وهو ابن أربع وسبعين سنة
عبد الملك بن عمير
هو من لخم ويكنى أبا عمرو وكان يلقب القبطي على واستقضى الكوفة بعد الشعبي ثم أستعفى الحجاج بعد سنة فأعفاه واستقضى القاسم بن عبد الرحمن بعده
وعمر عبد الملك حتى بلغ مائة سنة وثلاث سنين وتوفى سنة ست وثلاثين ومائة
وقال الهيثم بن عدي
أنا ردف في جنازته
وكان قبيحا جدا وله شعر فلقبه المخنثون منفر الغيلان
473

حماد بن أبي سليمان
راوية إبراهيم النخعي ويكنى أبا إسماعيل وهو مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري
وأسم أبيه مسلم وكان ممن أرسل به معاوية إلى أبى موسى الأشعري وهو ب دومة الجندل
وكان حماد مرجئا وتوفى سنة عشرين ومائة
المغيرة راوية إبراهيم
هو المغيرة بن مقسم ويكنى أبا هشام وهو مولى ضبة وكان أعمى وتوفى سنة ست وثلاثين ومائة وفيها توفى عطاء بن السائب الثقفي ويكنى أبا زيد ولا عقب لل مغيرة وكان قد اختلط في آخر عمره
منصور بن المعتمر السلمى
يكنى أبا عتاب
قال ابن عيينة
كان قد عمش من البكاء وصام ستين سنة وقامها
وقال غيره
كان من الحبشة وكان يزيد بن عمر ولاة القضاء فقعد للناس وتقدموا إليه فجعل يقول لا أحسن إلى أن عزل
وتوفى سنة اثنتين وثلاثين ومائة
474

ابن أبي مليكة
هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان التيمي من قريش رهط أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه
واسم أبى مليكة زهير
وذكر أبو القيظان
أن عبد الله بن جدعان كان عقيما فادعى رجلا فسماه زهيرا وكناه أبا مليكة فولده كلهم ينسبون إلى أبى مليكة وفقد أبو مليكة فلم يرجع
وكان عمل عصيدة ثم خرج في حاجة فلم يرجع فقيل في المثل لا أفعل كذا حتى يرجع أبو مليكة إلى عصيدته
وله أخ يقال له أبو بكر بن عبيد الله قد روى عنه
وتوفى عبد الله بن أبي مليكة سنة سبع عشرة ومائة
وابن عمه علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة من فقهاء أهل البصرة ومات بموضع يقال له سيالة من بلاد ضبة ولا عقب له
سليمان التيمي
هو سليمان بن طهمان من موالى عمرو بن مرة بن عباد من ضبيعة ويكنى أبا المعتمر ونسب إلى بنى تيم لأن منزلة ومسجده فيهم
475

وكانت بنت الفضل بن عيسى الرقاشي القاضي تحته فولدت له المعتمر ابن سليمان ويكنى أبا محمد هذا قول أبى اليقظان
وأخبرني البجلي
أنه سليمان بن طرخان
قال
وكان طرخان مكاتبا ل بنى مرة وكانت امرأة طرخان مكاتبة ل بنى سليم وكانت أعتقت قبل طرخان وولدت سليمان وهي حرة فصار سليمان مولى ل بنى سليم
توفي سليمان ب البصرة سنة ثلاث وأربعين ومائة وولد المعتمر ابن سليمان سنة ست ومائة وتوفى سنة سبع وثمانين ومائة ب البصرة
حدثني سهل قال سمعت الأصمعي يقول
أعبد الأربعة سليمان وأفقههم أيوب وأشدهم في الدراهم يونس وأضبطهم للسانه ابن عون
ثابت البناني
هو ثابت بن أسلم وبنانة من قريش وهم بنو سعد بن لؤي
وكانت بنانة أمهم فنسبوا إليها وكان منهم من أنفسهم ويكنى أبا محمد وتوفى في ولاية خالد بن عبد الله على العراق
476

محمد بن واسع بن جابر
هو من الأزد وكان مع قتيبة بن مسلم بخراسان في جنده وكان لا يقدم عليه أحد في زمانه في زهده وعبادته ومات سنة عشرين ومائة
وآذى ابن له رجلا فقال له أبوه أتؤذيه وأنا أبوك وإنما اشتريت أمك بمائة درهم
وقيل له ألا تجلس متكئا فقال تلك جلسة الآمنين
وقال جعفر
كنت إذا أحسست من قلبي قسوة أتيت محمد بن واسع فنظرت إليه وكنت إذا رأيته حسبت وجهه وجه ثكلى
وقيل له إنك لترضى بالدون فقال إنما الراضي بالدون من رضى بالدنيا
ليث بن أبي سليم
هو مولى عنبسة بن أبي سفيان بن حرب ويكنى أبا بكر وكان أبوه أبو سليم من المجتهدين في العبادة في المسجد الجامع ب الكوفة فلما دخل شبيب الخارجي الكوفة أتى المسجد فبيت من فيه فقتلهم وقتل أبا سليم فترك الناس التهجد في المسجد منذ ذلك
وكان ليث رجلا صالحا عابدا غير أنه يضعف في حديثه وتوفى في أول خلافة أبى جعفر
477

وذكر عبد الرزاق عن معمر قال
قيل ل أيوب مالك لا تكتب عن طاووس قال كان بين ثقيلين قد أكتنفاه عبد الكريم بن أبي أمية وليث بن أبي سليم فلم يخف على أن أجلس إليه
أبو الأشهب العطاردي
هو جعفر بن حيان
وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
قال لي أبو الأشهب ولدت عام الجفرة وذلك سنة سبعين
قال
وتوفى ب البصرة سنة خمس وستين ومائة
أبو صالح السمان
اسمه ذكوان ويقال له أيضا الزيات وهو مولى جويرية امرأة من قيس وكان له ابنان عباد بن أبي صالح وسهيل بن أبي صالح قد روى عنهما وكان عباد أسنهما وقد روى سهيل عن أخيه عباد وتوفى سهيل في خلافة أبى جعفر
478

أبو صالح صاحب التفسير
هو أبو صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب واسمه باذام ويقال باذان وكان لا يحسن أن يقرأ القرآن
حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن أبيه قال
كان الشعبي يراه فيقعده ويقول له تفسر القرآن ولا تحسن أن تقرأه نظرا
أبو صالح الحنفي
اسمه ماهان الحنفي روى عنه إسماعيل بن أبي خالد
أبو حازم المدني
هو سلمة بن دينار مولى ل بنى ليث بن بكر بن عبد مناة وكان أعرج وكان يقص في مسجد المدينة وكان له حمار يركبه إلى المسجد
وتوفى في خلافة أبى جعفر بعد سنة أربعين ومائة
وابنه عبد العزيز بن أبي حازم يكنى أبا تمام ومات ب المدينة فجأة سنة أربع وثمانين ومائة
479

يحيى بن سعيد الأنصاري
يكنى أبا سعيد وقدم على أبى جعفر الكوفة وهو ب الهاشمية فاستقضاه ب الهاشمية ومات بها سنة ثلاث وأربعين ومائة
وأخوه عبد ربه بن سعيد توفى سنة تسع وثلاثين ومائة
وأخوه سعيد بن سعيد توفى إحدى وأربعين ومائة
إسماعيل بن أبي خالد
هو مولى ل بنى أحمس من بجيلة ويكنى أبا عبد الله وكان أصغر من إبراهيم النخعي بسنتين ورأى ستة ممن رأوا النبي صلى الله عليه وسلم منهم أنس بن مالك وعمرو بن حريث
وتوفي بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة
جابر الجعفي
هو جابر بن يزيد وكان ضعيفا في حديثه وهو من الرافضة الغالية الذين يؤمنون بالرجعة وكان صاحب شبهة ونيرنجات
وقد روى عنه الثوري وشعبة
وتوفى سنة ثمان وعشرين ومائة
480

يونس بن عبيد
هو من عبد القيس ويقال إنه مولى لهم ويكنى أبا عبد الله
ومات سنة ثمان وثلاثين ومائة ويقال سنة أربعين ومائة
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
أعطى أبو العباس ناسا من أهل البصرة فأصاب يونس من ذلك ألف درهم فقال يونس ما أرى من مالي شيئا أحل منها
حميد الطويل
هو حميد بن طرخان مولى طلحة الطلحات الخزاعي ويكنى أبا عبيدة ومات سنة اثنتين وأربعين ومائة
وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
كان إياس بن معاوية يقول حميد الطويل تمر ينتفع به العامة والحجاج الأسود زق من عسل
مسعر بن كدام
هو من بنى عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا مسلمة
وتوفى ب الكوفة سنة اثنتين وخمسين ومائة وكان يقول من أبغضني فجعله الله محدثا
481

داود بن أبي هند
هو مولى ل بنى قشير ويكنى أبا بكر واسم أبى هند دينار
وكان من أهل سرخس وبها عقبة
ومات في طريق مكة سنة تسع وثلاثين ومائة
الجريري
هو سعيد بن إياس من بنى جرير ويكنى أبا مسعود واختلط في آخر عمره
وتوفى سنة أربع وأربعين ومائة
بهز بن حكيم
هو من قشير بن كعب وكان من خيار الناس
عباد بن منصور الناجي
هو من بنى سامة وكان على قضاء البصرة زمن أبى جعفر وهو يضعف في حديثه
عمرو بن عبيد
هو عمرو بن عبيد بن باب مولى لآل عرادة بن يربوع بن مالك ويكنى أبا عثمان
482

وكان عبيد أبوه يختلف إلى أصحاب الشر ب البصرة فكان الناس إذا رأوا عمرا مع أبيه قالوا خير الناس ابن شر الناس فيقول عبيد صدقتم هذا إبراهيم وأنا آزر
وكان يرى رأى القدر ويدعو إليه واعتزل الحسن هو وأصحاب له فسموا المعتزلة
حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن عمرو بن النضر قال
مررت ب عمر بن عبيد فذكر شيئا من القدر فقلت هكذا يقول أصحابنا فقال ومن أصحابك قلت أيوب وابن عون ويونس والتيمى
فقال أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء
ومات عمرو في طريق مكة ودفن ب مران على ليلتين من مكة على طريق البصرة وصلى عليه سليمان بن علي ورثاه أبو جعفر المنصور بأبيات فقال كامل
* صلى الإله عليك من متوسد
* قبرا مررت به على مران
* قبرا تضمن مؤمنا متحنفا
* صدق الإله ودان بالفرقان
* فلو أن هذا الدهر أبقى صالحا
* أبقى لنا حيا أبا عثمان
*
483

غيلان الدمشقي
كان قبطيا قدريا لم يتكلم أحد في القدر قبله ودعا إليه إلا معبد الجهني
وكان غيلان يكنى أبا مروان وأخذه هشام بن عبد الملك فصلبه بباب دمشق وكانوا يرون أن ذلك بدعوة عمر بن عبد العزيز عليه
حدثني مهيار الراوي قال سمعت عبد الله بن يزيد الدمشقي يقول سمعت الأوزاعي يقول
أول من تكلم في القدر معبد الجهني ثم غيلان بعده
عمارة بن عبد الله بن صياد
يكنى ابا أيوب و كان أبوه حليفا لبني النجار و لا يدري ممن هو و كان مالك بن أنس لا يقدم عليه أحدا في الفضل و روى عنه
و كان عمارة يروي عن سعيد بن المسيب
و أبوه عبد الله بن صياد هو الذي قيل فيه إنه الدجال لأمور كان يفعلها
وأسلم عبد الله وحسن إسلامه وحج وغزا مع المسلمين وأقام ب المدينة
ومات ابنه عمارة في خلافة مروان بن محمد
484

مسلم الخياط
هو مسلم بن أبي مسلم روى عن ابن عمر وأبي هريرة
وبقى حتى لقيه سفيان بن عيينة وكان يسكن ب المدينة دار العطارين
عيسى بن أبي عيسى الخياط
هو مولى ل قريش ويكنى أبا محمد واسم أبيه ميسرة وكان يقول أنا خياط وحناط وخباط كلا قد عالجت
وسمع من سعيد بن المسيب وقدم الكوفة في تجارة ولقى الشعبي فسمع منه
وتوفى في خلافة المنصور
ابن أبي ذئب
هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب واسم أبى ذئب هشام بن شعبة وكان أبو ذئب أتى قيصر فسعى به فحبسه حتى مات في حبسه
وهو من بنى عامر بن لؤي من أنفسهم
هو أشعث صاحب الحسن
هو أشعث بن عبد الملك مولى حمران بن أبان ويكنى أبا هانئ
وتوفى سنة ست وأربعين ومائة قبل عوف وفي هذه السنة مات هشام بن حسان الفردوسي من الأزد
485

أشعث بن سوار
هو من ثقيف مولى لهم وكان يعالج الخشب
وتوفى في أول خلافة أبى جعفر
صالح بن كيسان
يكنى أبا محمد وولاؤه لامرأة مولاة معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي فهو مولى مولى
ومات بعد سنة أربعين ومائة
صالح بن حسان
كان يحدث عن محمد بن كعب القرظي وغيره وكان سريا يملأ المجلس إذا تحدث وكان عنده جوار مغنيات فهن وضعنه عند الناس
وقدم الكوفة فسمع منه الكوفيون وأدرك المهدي
قال الهيثم
سمعته يقول أفقه الناس وضاح اليمن في قوله طويل
* إذا قلت هاتي نوليني تبسمت
* وقالت معاذ الله من فعل ما حرم
* فما نولت حتى تضرعت عندها
* وأنبأتها ما رخص الله في اللمم
*
486

سليمان بن قتة
هو منسوب إلى أمه قتة وهو مولى ل تيم قريش
وكان مع روايته للحديث شاعرا وهو القائل طويل
* وقد يحرم الله الفتى وهو عاقل
* ويعطى الفتى مالا وليس له عقل
*
ابن عون
هو عبد الله بن عون بن أرطبان وكان أرطبان مولى ل ابن برزة المزنى ويقال مولى عبد الله بن مغفل المزنى مزينة مضر ويكنى عبد الله أبا عون و نكح عبد الله عربية فضربه بلال بن أبي بردة بالسياط
و عطاء بن فروخ هو ابن أخي ارطبان و كان فروخ أبن أخته و أم عون خراسانية
حدثني سهل بن محمد قال حدثني الأصمعي قال حدثني رجل كان يأتي أبن عون أنه قال بشر بي أبي ب هاطري من المذار و حين خرج مصعب لقتال المحتار و كان مصعب ب هاطري سنة ست و ستين
487

قال حماد بن زيد
ولد أبن عون قبل الجارف بثلاث سنين
و مات سنة إحدى و خمسين و مائة و قد رأى أنس بن مالك
أبن جريج
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ويكنى أبا الوليد و كان جريج عبدا لأم حبيب بنت جبير و كانت تحت عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد فنسب إلى ولائه
و ولد سنة ثمانين عام الحجاف والحجاف سيل كان بمكة و مات سنة خمسين و مائة
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي هلال قال
كان أبن جريج أحمر الخضاب
و روى الواقدي قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال شهدت أبن جريج جاء إلى هشام بن عروة فقال يا أبا المنذر الصحيفة التي أعطيتها فلانا هي حديثك قال نعم
قال الواقدي
فسمعت ابن جريج بعد هذا يقول حدثنا هشام بن عروة مالا أحصى
488

قال
وسألته عن قراءة الحديث على المحدث فقال ومثلك يسأل عن هذا إنما اختلف الناس في الصحيفة يأخذها ويقول أحدث بما فيها ولم يقرأها فأما إذا قرأها فهو والسماع واحد
أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة
كان يفتى ب المدينة ثم كتب إليه فقدم بغداد فولى قضاء موسى الهادي بن المهدي وهو ولى عهد
ومات ب بغداد سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهدي فلما مات استقضى أبو يوسف مكانه
قال الواقدي قال أبو بكر
قال لي ابن جريج اكتب لي أحاديث من أحاديثك جيادا فكتبت له ألف حديث ودفعتها إليه فما قرأها على ولا قرأتها عليه
قال الواقدي
ثم رأيت ابن جريج قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من حديثه يقول حدثني أبو بكر بن عبد الله يعنى ابن أبي سبرة
الأعمش
هو سليمان بن مهران ويكنى أبا محمد مولى ل بنى كاهل من بنى أسد
489

وذكروا أن أباه شهد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين بن علي وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين
وكان أبوه حميلا فمات أبوه فورثه مسروق منه
ومات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة
قال وكيع
راح الأعمش إلى الجمعة وقد قلب فروة جلدها على جلده وصوفها إلى خارج وعلى كتفيه منديل الخوان مكان الرداء
قال أبو بكر بن عياش
سمعت الأعمش يقول والله لا يأتون أحدا إلا حملوه على الكذب والله ما أعلم من الناس شرا منهم فأنكرت هذه فقال إنهم لايشبعون وذكر أبو بكر التدليس
محارب بن دثار
هو من بنى سدوس بن شيبان ويكنى أبا مطرف
ولى قضاء الكوفة ل خالد بن عبد الله القسري وتوفى في ولاية خالد ب الكوفة
العلاء بن عبد الرحمن
هو مولى الحرقة من جهينة وكانت له سن وبقى إلى أول خلافة أبى جعفر
490

قال مالك كانت عند العلاء صحيفة يحدث بما فيها فربما أراد الرجل أن يكتب بعضها فيقول له إما أن تأخذها جميعا أو تدعها جميعا وصحيفته ب المدينة مشهورة
أبو حزرة
هو يعقوب بن مجاهد ويكنى أبا يوسف أحسبه مولى ل بنى مخزوم وكان قاصا وتوفى ب الإسكندرية سنة تسع وأربعين ومائة أو خمسين ومائة
أبو وجزة السعدي
اسمه يزيد بن عبيد من بنى سعد بن بكر بن هوازن أظآر النبي صلى الله عليه وسلم
وكان شاعرا مجيدا كثير الشعر ولا يعلم فيمن حمل عنه الحديث مثله في الشعر
وتوفى ب المدينة سنة ثلاثين ومائة
محمد بن إسحاق
هو محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة بن عبد المطلب ابن عبد مناف ويذكرون أن يسارا كان من سبايا عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليد إلى أبى بكرب المدينة
491

وكان له أخوان يروى عنهما موسى بن يسار وعبد الرحمن بن يسار
وكان محمد أتى أبا جعفر ب الحيرة فكتب له المغازي فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب
وكان يروى عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير وهي امرأة هشام بن عروة فبلغ ذلك هشاما فأنكره وقال أهو كان يدخل على امرأتي
وحدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن المعتمر قال قال لي أبي
لا تأخذن من ابن إسحاق شيئا فإنه كذاب
وكان محمد بن إسحاق يكنى أبا عبد الله
عروة بن أذنية
كان مالك بن أنس يروى عنه الفقه
وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
كان عروة بن أذينة ثقة ثبتا
وقال قلوص
وعروة هو القائل مديد
* يا ديار الحي بالأجمة
* لم تبين دارها كلمة
*
الشعر له وهو وضع لحنه وهو القائل بسيط
* قالت وأبثثتها وجدي فبحت به
* قد كنت عهدي تحت الستر فاستتر
* ألست تبصر من حولي فقلت لها
* غطى هواك وما ألقى على بصري
*
492

ووقفت عليه امرأة فقالت أنت الذي يقال فيه الرجل الصالح وأنت تقول بسيط
* إذا وجدت أوار الحب في كبدي
* عمدت نحو سقاء القوم أبترد
* هبني بردت ببرد الماء ظاهرة
* فمن لنار على الأحشاء تتقد
والله ما قال هذا رجل صالح قط
493

أصحاب الرأي
ابن أبي ليلى
هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وكان اسم أبى ليلى يسارا وهو من ولد أحيحة بن الجلاح وكان ابن شبرمة القاضي وغيره يدفعونه عن هذا النسب قال عبد الله بن شبرمة متقارب
* وكيف ترجى لفصل القضاء
* ولم تصب الحكم في نفسكا
* وتزعم أنك لابن الجلاح
* وهيهات دعواك من أصلكا
*
وكان محمد بن عبد الرحمن ولى القضاء ل بنى أمية ثم وليه ل بنى البعاس وكان فقيها مفتيا بالرأي
وكان أبو عبد الرحمن يروى عن عمر وعلى وعبد الله وأبى وكان خرج مع ابن الأشعث وقتل ب دجيل
وقال محمد بن عبد الرحمن
لاأعقل من شأن أبى شيئا غير أني أعرف أنه كانت له أمرأتان وكان له حبان أخضران فينبذ عند هذه يوما وعند هذه يوما
ومات محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سنة ثمان وأربعين ومائة وهو على القضاء فجعل أبو جعفر المنصور ابن أخيه مكانه
494

أبو حنيفة صاحب الرأي
هو النعمان بن ثابت من موالي تيم الله بن ثعلبة وكان خزازا ب الكوفة ودعاه ابن هبيرة للقضاء فأبى فضربه أياما كل يوم عشرة أسواط
ويقال إن أبا حنيفة كان ربعيا مولى ل بنى قفل
ومات ب بغداد في رجب سنة خمسين ومائة وهويومئذ ابن سبعين سنة ودفن في مقابر الخيزران
فولد أبو حنيفة حماد بن أبي حنيفة وكان يكنى أبا إسماعيل وهلك ب الكوفة
فمن ولد حماد أبو حيان وإسماعيل وعثمان وعمر وولى إسماعيل بن حماد قضاء البصرة ل المأمون ومدحه مساور فقال وافر
* إذا ما الناس يوما قايسونا
* بآبدة من الفتيا طريفة
* أتيناهم بمقياس صحيح
* تلاد من طراز أبي حنيفة
* إذا سمع الفقيه بها وعها
* وأثبتها بحبر في صحيفة
*
فأجابه مجيب من أصحاب الحديث
* إذا ذو الرأي خاصم عن قياس
* وجاء ببدعة هنة سخيفة
* أتيناهم بقول الله فيها
* وآثار مبرزة شريفة
* فكم من فرج محصنة عفيف
* أحل حرامه بأبى حنيفة
*
495

ربيعة الرأي
هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن واسم أبى عبد الرحمن فروخ مولى آل المنكدر التيميين ويكنى أبا عثمان
وتوفى سنة ست وثلاثين ومائة ب الأنبار في مدينة أبى العباس وكان أقدامه للقضاء
وكان يكثر الكلام ويقول الساكت بين النائم والأخرس
وتكلم يوما وعنده أعرابي فقال ما العي فقال له الأعرابي الذي أنت فيه منذ اليوم
زفر صاحب الرأي
هو زفر بن الهذيل بن قيس من بنى العنبر ويكنى أبا الهذيل
وكان قد سمع الحديث وغلب عليه الرأي ومات ب البصرة
وكان أبو الهذيل على أصبهان
الأوزاعي
حدثني البجلي
أن اسمه عبد الرحمن بن عمرو من الأوزاع وهم بطن من همدان
496

وقال الواقدي
كان يسكن بيروت ومكتبه ب اليمامة فلذلك سمع من يحيى بن أبي كثير
ومات ب بيروت سنة سبع وخمسين ومائة وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة
سفيان الثوري
هو سفيان بن سعيد بن مسروق ويكنى أبا عبد الله ونسب إلى ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن ألياس بن مضر ويقال لثور ثور أطحل وهو جبل
ومن ثور الربيع بن خثيم يقال إنه كان في بنى ثور ثلاثون رجلا ليس منهم رجل دون الربيع بن خثيم وهم ب الكوفة وليس ب البصرة منهم أحد
ومات سفيان ب البصرة متواريا من السلطان ودفن عشاء فقال الشاعر طويل
* تحرز سفيان وفر بدينه وأمسى شريك مرصدا للدراهم
*
قال الواقدي
مات سنة إحدى وستين ومائة وهو ابن أربع وستين سنة وأخبرني أنه ولد سنة سبع وتسعين
497

قال وكيع
مات سفيان وله مائة وخمسون دينارا بضاعة فأوصى إلى عمارة ابن يوسف في كتبه فمحاها وأحرقها
ولم يعقب سفيان وكان له ابن فمات قبله فجعل كل شئ له لأخته وولدها ولم يورث أخاه المبارك بن سعيد شيئا
وتوفي أخوه المبارك بالكوفة سنة ثمانين ومائة
مالك بن أنس
هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر من حمير وعداده في بنى تيم بن مرة من قريش
وكان الربيع بن مالك عم مالك يروى الحديث وأبوه مالك ابن أبي عامر يروى عن عمر بن الخطاب وعثمان وطلحة وأبي هريرة وكان ثقة
وحمل ب مالك ثلاث سنين وكان شديد البياض إلى الشقرة طويلا عظيم الهامة أصلع يلبس الثياب العدنية الجياد ويكره حلق الشارب ويعيبه ويراه من المثلة ولا يغير شيبه
قال الواقدي
كان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويقضى الحقوق ويجلس في المسجد ويجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس في المسجد وكان يصلي ثم ينصرف إلى منزله ويترك حضور الجنائز
498

فكان يأتي أصحابها لعزيهم ثم ترك ذلك كله فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة ولا يأتي أحدا يعزيه ولا يقضى له حقا واحتمل الناس له ذلك حتى مات عليه وكان ربما كلم في ذلك فيقول ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره
وسعى به إلى جعفر بن سليمان وقالوا إنه لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشئ فغضب جعفر ودعا به وجرده فضربه بالسياط ومدت يده حتى أنخلعت كتفه وارتكب منه أمرا عظيما فلم يزل بعد ذلك الضرب في علو ورفعة وكأنما كانت تلك السياط حليا حلى به
ومات سنة تسع وسبعين ومائة وله يوم مات خمس وثمانون سنة ودفن ب البيقيع
أبو يوسف القاضي
هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة من بجيلة وكان سعد بن حبتة استصغر يوم أحد
ونزل الكوفة ومات بها وصلى عليه زيد بن أرقم وكبر عليه خمسا
وكان أبو يوسف يروى عن الأعمش وهشام بن عروة وغيرهما وكان صاحب حديث حافظا ثم لزم أبا حنيفة فغلب عليه الرأي وولى قضاء بغداد فلم يزل قاضيا بها إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين ومائة وفي خلافة هارون
وابنه يوسف ولى أيضا قضاء الجانب الغربي في حياة أبيه ثم توفى سنة اثنتين وتسعين ومائة
499

محمد بن الحسن الفقيه
يكنى أبا عبد الله وهو مولى ل شيبان
وقدم أبوه واسط فولد له محمد بها ونشأ ب الكوفة وطلب الحديث وسمع من مسعر ومالك بن مغول وعمر بن ذر والأوزاعي والثوري وأشباههم وجالس أبا حنيفة وسمع منه ونظر في الرأي فغلب عليه وعرف به وقدم بغداد فنزلها وسمع منه الحديث والرأي وخرج إلى الرقة فولاه هارون قضاء الرقة ثم عزله فقدم بغداد فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه فمات ب الري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة
500

أصحاب الحديث شعبة
وهو شعبة بن الحجاج بن الورد مولى الأشاقر عتاقة ويكنى أبا بسطام وكان أسن من الثوري بعشر سنين
وتوفي بالبصرة سنة ستين ومائة وهو أبن خمس وسبعين سنة
وكان يقول والله لأنا في الشعر أسلم مني في الحديث ولو أردت الله ما خرجت إليكم ولو أردتم الله ما جئتموني ولكنا نحب المدح ونكرة الذم
وكان ألثغ
خالد الحذاء
هو خالد بن مهران ويكنى أبا المبارك مولى ل قريش ل آل عبد الله بن عامر بن كريز
ولم يكن حذاء ولكنه يجلس إلى الحذائين
وقال فهد بن حيان
لم يحذ خالد قط وإنما كان يتكلم فيقول أحذ عني هذا الحديث فلقب ب الحذاء
وتوفي سنة إحدى وأربعين ومائة
501

أبو المهزم
هو يزيد بن سفيان
وكان شعبة يضعفه
وروى مسلم بن إبراهيم عن شعبة أنه قال
رأيت أبا المهزم في مسجد ثابت البناني مطروحا لو أعطاه رجل فلسين حدثه سبعين حديثا
جرير بن حازم
هو جرير بن حازم بن زيد الجهضمي من الأزد ويكنى أبا النضر
ولد سنة خمس وثمانين
ومات سنة سبعين ومائة
وابنه وهب بن جرير يكنى أبا العباس كان عفان يتكلم فيه ومات ب المنجشانية على ستة أميال من البصرة منصرفا من الحج فحمل ودفن ب البصرة
وأخوه يزيد بن حازم يكنى أبا بكر مات سنة سبع وأربعين ومائة ومن مواليهم حماد بن زيد
حماد بن زيد
هو حماد بن زيد بن درهم ويكنى أبا إسماعيل وكان عثمانيا
قال سليمان بن حرب
مات حازم أبو جرير بن حازم وزيد أبو حماد بن زيد مملوك له فأعتقه يزيد وجرير ابنا حازم
502

وتوفي يوم الجمعة في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة سنة مات مالك و الأحوص وصلى عليه إسحاق بن سليمان الهاشمي وهو يومئذ والى البصرة ل هارون
وأخوه سعيد بن زيد قد روى عنه ومات قبل حماد بن زيد
حماد بن سلمة
هو حماد بن سلمة بن دينار من موالى ربيعة الجوع بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهو أبن أخت حميد الطويل و حميد الطويل هو مولى طلحة الطلحات الحزاعي فأمه مولاة خزاعة
ومات ب البصرة سنة سبع وستين ومائة وفيها مات عبد العزيز بن مسلم
ويقال سنة أربع وستين ومائة
ويقال إن حماد بن سلمة كان عالما بالنحو والعربية وإن سيبويه النحوي استملى منه
أبو عوانة
أسمه الوضاح مولى يزيد بن عطاء البزار وكان يزيد بن عطاء يضعف في حديثه
قال أبن عائشة
كان أبو عوانة لرجل من أهل واسط بزار يقال له يزيد بن عطاء فجاء إليه يوما سائل يسأله فأعطاه درهمين أو ثلاثة فقال له يا أبا عوانة لأنفعنك فلما كان يوم عرفة قام السائل في الناس فقال أدعو ل يزيد بن عطاء البزاز فإنه مقرب إلى الله في هذا اليوم ب أبي عوانة وأعتقه
503

فلما أنصرف الناس مروا على بابه فجعلوا يدعون له ويشكرون وأكثروا
فقال من يقدر على رد هؤلاء هو حر لوجه الله
وكان أبو عوانة ب واسط فأنتقل إلى البصرة ومات بها سنة سبعين ومائة
253 هشام بن سعد
يكنى أبا عباد وهو مولى ل آل أبي لهب وكان صاحب محامل وكان شيعيا ل آل أبي طالب
ومات ب المدينة في أول خلافة المهدي
أبو معشر
هو نجيح وكان مكاتبا لامرأة من بني مخزوم فأدى وعتق واشترت أم موسى بنت منصور الحميرية ولاءه
ومات ب بغداد سنة سبعين ومائة
أبو معشر أيضا
هو زياد بن كليب من بني مالك بن زيد مناة بن تميم
وبعضهم يقول زيد بن كليب
وتوفي في ولاية يوسف بن عمر على العراق
504

ثور بن يزيد الكلاعي
يكنى أبا خالد من أهل حمص
وكان قدريا ثقة في حديثه وكان جده شهد صفين مع معاوية فقتل فكان ثور إذا ذكر عليا قال لا أحب رجلا قتل جدى
ومات ب بيت المقدس سنة ثلاث وخمسين ومائة
ويقال سنة خمس وخمسين ومائة
أبن لهيعة
هوعبدالله بن لهيعة بن عقبة بن لهيعة الحضرمي من أنفسهم
ويكنى أبا عبد الرحمن وكان ضعيفا في الحديث ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا ممن سمع منه بآخره وكان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت فقيل له في ذلك فقال وما ذنبي إنما يجيئون بكتاب يقرءونه ويقومون ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي
ومات ب مصر سنة أربع وسبعين ومائة
الليث بن سعد
هو مولى ل قيس ويكنى أبا الحارث وكان ثقة سريا سخيا يقال إن دخله كان في كل سنة خمسة آلاف دينار فكان يفرقها في الصلاة وغيرها
505

وقال منصور بن عمار
أتيت الليث فأعطاني ألف دينار وقال من بهذه الحكمة التي أتاك الله
ومات سنة خمس وسبعين ومائة
معمر صاحب عبد الرزاق
هو معمر بن راشد مولى الأزد وكان من أهل البصرة فأنتقل عنها إلى اليمن
وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة
ويكنى أبا عروة
هشيم
هو هشيم بن بشير ويكنى أبا معاوية مولى ل بني سليم
ولد سنة خمس ومائة ومات ب بغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة
254 سفيان بن عيينة
هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران مولى لقوم من ولد عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة رهط ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا محمد
506

وكان جده أبو عمران من عمال خالد بن عبد الله القسري فلما عزل خالد بن عبد الله عن العراق وولى يوسف بن عمر طلب عمال خالد فهرب منه إلى مكة فنزلها
وولد سفيان سنة سبع ومائة ومات سنة ثمان وتسعين ومائة
وفيها مات عبد الرحمن بن مهدي و يحيى بن سعيد
وكان أشد الناس اختصارا سئل عن قول طاووس في زكاة السمك والجراد فقال ذكاته صيده
إسماعيل بن علية
هو منسوب إلى أمه وكان من خيار الناس
وأبوه إبراهيم وكان على المظالم ب بغداد
ومات سنة ثلاث وتسعين ومائة
وكيع بن الجراح
هو من بني رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر ويكنى أبا سفيان
وكان الجراح أبوه على بيت مال المهدي شريك محمد بن علي ابن مقدم
وتوفي في طريق مكة ب فيد سنة سبع وتسعين ومائة
507

سعيد بن أبي عروبة
أسم أبي عروبة مهران و هو من موالي بني عدي بن يشكر يكنى أبا النصر و كان قدريا
و مات سنة ست أو سبع و خمسين ومائة و لا عقب له و يقال إنه لم يمس امرأة قط و اختلط في آخر عمره
يزيد بن زريع
هو يزيد بن زريع بن يزيد بن التوأم و يكنى أبا معاوية و مات بالبصرة سنة اثنتين و ثمانين و مائة
و كان زريع أبوه يلي خلافة صاحب الشرط بالبصرة له عقب
عاصم الأحول
هو عاصم بن سليمان و يكنى أبا عبد الله مولى له بني تميم
و كان على حسبة المكاييل و الموازين بالكوفة ثم أستقضاه أبو جعفر على المدائن فمات سنة إحدى أو اثنتين و أربعين و مائة
شريك
هو شريك بن عبد الله بن أبي شريك من النخع و يكنى أبا عبد الله و ولد ببخارى من أرض خراسان
508

و كان جده قد شهد القادسية
و توفي شريك بالكوفة سنة سبع و سبعين ومائة
و كان قاضيا على الكوفة قال فيه العلاء بن المنهال وافر
* فليت أبا شريك كان حيا
* فيقضي حين يبصره شريك
* و يترك من تذريه علينا
* إذا قلنا له هذا أبوك
* الحسن بن صالح بن حي الكوفي
يكنى أبا عبد الله و كان يتشيع و زوج عيسى بن زيد بن علي أبنته و أستخفى معه في مكان واحد حتى مات عيسى بن زيد و كان المهدي يطلبهما فلم يقدر عليهما
و مات الحسن بعد عيسى بستة أشهر
أبو الأحوص
هو سلام بن سليم مولى لبني حنيفة
و مات بالكوفة سنة تسع و سبعين و مائة
أبو بكر بن عياش
هو مولى واصل بن حيان الأحدب
و توفي بالكوفة سنة ثلاث و تسعين و مائة في الشهر الذي توفي فيه هارون بطوس
509

محمد بن فضيل
هو محمد بن فضيل بن غزوان و يكنى أبا عبد الرحمن و كان جده غزوان عبدا روميا لرجل من بني ضبة و شهد القادسية مع مولاه فأعتقه
و توفي محمد بن فضيل بالكوفة سنة خمس و تسعين و مائة
حفص بن غياث بن طلق
هو من النخع من مذحج و يكنى أبا عمرو و ولاه هارون القضاء ببغداد بالشرقية ثم ولاه قضاء الكوفة فمات بها سنة أربع وتسعين ومائه ومات ابنه عمر بن حفص بالكوفة سنة اثنتين وعشرين ومائتين
أبو معاوية الضرير
هو محمد بن حازم مولى لتميم
وتوفي بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائه وكان مرجئا وخرج يوما على أصحابه وهو يقول مجزوء الرمل
* وإذا المعدة جاشت
* فارمها بالمنجنيق
* بثلاث من نبيذ
* ليس بالحلو الرقيق
*
عبد الله بن إدريس بن يزيد
هو ابن مذحج ويكنى أبا محمد كان مريضا
وتوفي بالكوفة سنة اثنتين وتسعين ومائه
510

الزنجي بن خالد
هو مسلم بن خالد من أهل الشام مولى لمخزوم وكان أبيض مشربا حمرة وإنما الزنجي لقب غلب عليه لبياضه كما قيل للحبشي أبو البيضاء
وكان عابدا مجتهدا وتوفي سنة ثمانين ومائة
داود بن عبد الرحمن العطار
كان أبوه عبد الرحمن نصرانيا من أهل الشام يتطبب فقدم مكة فنزلها فولد له بها أولاد وأسلموا
وولد داود سنة مائة وهلك سنة أربع وسبعين ومائة
الفضيل بن عياض
يكنى أبا علي من تميم ولد بأبيورد من خراسان وقدم الكوفة وهو كبير فسمع من منصور بن المعتمر وغيره ثم تعبد وانتقل إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها سنة سبع وثمانين ومائة
عبد الله بن المبارك
يكنى أبا عبد الرحمن من أهل مرو وولد سنة ثمان عشرة ومائة ومات بهيت منصرفا من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة
511

أبو هلال الراسبي
هو محمد بن سليم وكان أعمى
وتوفي سنة خمس وستين ومائة
هشام الدستوائي
هو هشام بن أبي عبد الله وأسم أبي عبد الله سنبر مولى لبني سدوس يرمى بالقدر
ومات بعد سنة ثلاث وخمسين ومائة
عبد الوارث بن سعيد
يعرف بالتنوري ويكنى أبا عبيدة مولى لبني العنبر من بني تميم
توفي بالبصرة في المحرم سنة ثمانين ومائة
عباد بن عباد
هو عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة يكنى أبا معاوية وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة
معاذ بن معاذ
يكنى أبا المثنى من بنى العنبر
وولى قضاء البصرة ل هارون ثم عزل
وتوفى ب البصرة سنة ست وتسعين ومائة
512

بشر بن المفضل
يكنى أبا إسماعيل وهو مولى ل بني رقاش
وتوفي سنة ست وثمانين ومائة
أزهر السمان
هو أزهر بن سعد مولى لباهلة ويكنى أبا بكر وأوصى إليه ابن عون
وتوفي بالبصرة وهو ابن أربع وتسعين سنة
غندر صاحب شعبة
هو محمد بن جعفر مولى لهذيل ويكنى أبا عبد الله
ومات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة
عبد الواحد بن زياد الثقفي
هو مولى لعبد القيس ويعرف بالثقفي
ومات سنة سبع وسبعين ومائة
عبد الرحمن بن مهدي
يكنى أبا سعيد
وتوفي بالبصرة سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة
513

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي
ويكنى أبا محمد
ولد سنة ثمان ومائة وتوفي بالبصرة سنة أربع وتسعين ومائة
يحيى بن سعيد القطان
يكنى أبا سعيد وتوفي بالبصرة سنة ثمان وتسعين ومائة
يحيى بن سعيد
هو يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي من أهل الكوفة قدم بغداد فنزلها
وكان يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري و الأعمش وهشام ابن عروة
وتوفي ب بغداد سنة أربع وتسعين ومائة وقد بلغ من السن ثمانين سنة
أبو إسحاق الفزاري صاحب السير
هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة كان خيرا فاضلا غير أنه كان كثير الغلط في حديثه
ومات بالمصيصة سنة ثمان وثمانين ومائة
514

داود الطائي
هو داود بن نصير ويكنى أبا سليمان من طيئ من أنفسهم
وكان قد سمع الحديث وتفقه وعرف النحو وأيام الناس ثم تعبد فلم يتكلم في شئ من ذلك
وقال الفضل بن دكين
كنت إذا رأيت داود رأيت رجلا لا يشبه القراء عليه قلنسوة سوداء طويلة مما يلبس التجار وجلس في بيته عشرين سنة أو نحوها ومات فحضرت جنازته فما رأيتها من كثرة الخلق وكانت وفاته سنة خمس وستين ومائة
الدراوردي
هو عبد العزيز بن محمد مولى قضاعة وأصله من دراورد قرية من خراسان
وقال بعضهم
هو منسوب إلى درابجرد من فارس على غير قياس والقياس درابجردى ولكنه ولد بالمدينة ونشأ بها
وتوفي سنة سبع وثمانين ومائة
يزيد بن هارون
يكنى أبا خالد وهو مولى لبني سليم
ولد سنة ثمان عشرة ومائة ومات بواسط سنة ست ومائتين في خلافة المأمون
515

علي بن عاصم
هو علي بن عاصم بن صهيب مولى لبني تميم ويكنى أبا الحسن وكان يخطئ في حديثه فترك حديثه
وولد سنة تسع ومائة وتوفي بواسط سنة إحدى ومائتين في خلافة المأمون
وابنه عاصم بن علي يروى عنه وتوفي بواسط سنة إحدى وعشرين ومائتين
عبد الله بن بكر السهمي
هو منسوب إلى بطن من باهلة يقال لهم بنو سهم وهو من أهل البصرة ومات ببغداد سنة ثمان ومائتين
أبو البختري
هو وهب بن وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي
قدم بغداد فولاه هارون القضاء بعسكر المهدي ثم عزله فولاه مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد بكار بن عبد الله وجعل إليه حربها مع القضاء ثم عزل فقدم بغداد فتوفي بها سنة مائتين وكان ضعيفا في الحديث
يحيى بن آدم بن سليمان
هو مولى خالد بن عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط
توفي ب فم الصلح وصلى عليه الحسن بن سهل سنة ثلاث ومائة
516

أبو أسامة
هو حماد بن أسامة مولى الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم فهو مولى مولى
توفي بالكوفة سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين سنة
يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنا فسيان
هو يعلى بن عبيد بن أمية ويكنى أبا يوسف مولى أياد
وتوفي بالكوفة سنة تسع ومائتين وتوفي محمد أخوه قبله بالكوفة سنة أربع ومائتين
جعفر بن عون
ويكنى أبا عون وهو من مخزوم
وتوفي بالكوفة سنة سبع ومائتين
زيد بن الحباب العكلي
وهو يكنى أبا الخير
وتوفي بالكوفة سنة ثلاث ومائتين
أبو أحمد الزبيري
هو محمد بن عبد الله بن الزبير مولى ل بني أسد
توفي بالأهواز سنة ثلاث ومائتين
517

الواقدي
هو محمد بن عمر بن واقد مولى لبني سهم من اسلم ويكنى أبا عبد الله وتحول من المدينة فنزل ببغداد وولى القضاء لمأمون بعسكر المهدي أربع سنين
وتوفي وهو على القضاء سنة سبع ومائتين وصلى عليه محمد بن سماعة التميمي وهو 285 يومئذ على القضاء ببغداد في الجانب الغربي
وولد الواقدي في أول سنة ثلاثين ومائة
العوفي القاضي
هو الحسن بن الحسن بن عطية بن سعد يكنى أبا عبد الله
ولى قضاء الشرقية بعد جعفر بن غياث ثم نقل إلى عسكر المهدي في خلافة هارون ثم عزل
وتوفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين
وهو مولى لبني عوف بن سعد من قيس عيلان
وكان عطية بن سعد فقيها في زمن الحجاج وكان يتشيع
معاوية بن عمرو الأزدي
يكنى أبا عمرو وهو صاحب أبي إسحاق الفزاري وزائدة
توفي ببغداد سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ومائتين
هوذة
هو هوذة بن خليفة بن عبد الله بن أبي بكرة وأمه أيضا من ولد أبي بكرة ويكنى أبا الأشهب
ولد سنة خمس وعشرين ومائة وذهبت كتبه ولم يبق عنده الا شيء يسير
أخذ عن عوف و ابن عون وابن جريج وأشعث والتيمي
ومات ببغداد سنة عشر ومائتين
كان من عبس ويكنى أبا محمد وقرأ على عيسى بن عمر وعلى علي بن صالح بن حي وكان يقرأ القران في مسجده ويتشيع ويرمى في ذلك أحاديث منكرة فضعف بذلك عند كثير من الناس
ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين
أبو عبد الرحمن المقرى
هو عبد الله بن يزيد من أهل البصرة وانتقل إلى مكة
ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين
عبد الرزاق
هو عبد الرزاق بن همام بن نافع مولى لحمير ويكنى أبا بكر 3 وكان أبوه همام يروى عن سالم بن عبد الله وغيره
ومات عبد الرزاق باليمن سنة إحدى عشرة ومائتين
518

هوذة
هو هوذة بن خليفة بن عبد الله بن أبي بكرة وأمه أيضا من ولد أبي بكرة ويكنى أبا الأشهب
ولد سنة خمس وعشرين ومائة وذهبت كتبه ولم يبق عنده الا شيء يسير
أخذ عن عوف و ابن عون وابن جريج وأشعث والتيمي
ومات ببغداد سنة عشر ومائتين
عبيد الله بن موسى العبسي كان من عبس ويكنى أبا محمد وقرأ على عيسى بن عمر وعلى علي بن صالح بن حي وكان يقرأ القران في مسجده ويتشيع ويروى في ذلك أحاديث منكرة فضعف بذلك عند كثير من الناس
ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين
أبو عبد الرحمن المقرى
هو عبد الله بن يزيد من أهل البصرة وانتقل إلى مكة
ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين
عبد الرزاق
هو عبد الرزاق بن همام بن نافع مولى لحمير ويكنى أبا بكر وكان أبوه همام يروى عن سالم بن عبد الله وغيره
ومات عبد الرزاق باليمن سنة إحدى عشرة ومائتين
519

محمد بن عبد الله الأنصاري
هو من ولد أنس بن مالك وولى قضاء البصرة بعد معاذ بن معاذ ثم نقل إلى بغداد فولى قضاء عسكر المهدي بعد العوفي في آخر خلافة هارون فلما ولى محمد عزله عن القضاء وولى مكانه عون بن عبد الله المسعودي وولى محمد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل ابن عليه ثم ولاه قضاء البصرة ثانيه ثم عزله وولى مكانه يحيى بن أكثم فلم يزل الأنصاري بالبصرة يحدث بها إلى أن مات سنة خمس عشره ومائتين
عبد الله بن داود الخريبي
هو من همدان أنفسهم تحول من الكوفة إلى البصرة ونزل الخريبة
ومات سنة ثلاث عشره ومائتين
أبو عاصم النبيل
هو الضحاك بن مخلد من شيبان
ومات سنة اثنتي عشره ومائتين
أبو داود الطيالسي
هو سليمان بن داود
توفي بالبصرة سنة ثلاث ومائتين وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة وصلى عليه يحيى بن عبد الله ابن عم الحسن بن سهل وهو يومئذ والي البصرة
520

أبو عامر العقدي
هو عبد الملك بن عمرو مولى لبني قيس
توفي بالبصرة سنة أربع ومائتين
أبو الوليد الطيالسي
هو هشام بن عبد الملك
توفي بالبصرة سنة سبع وعشرين ومائتين وهو يومئذ أبن أربع وتسعين سنة
حبان بن هلال
يكنى أبا حبيب من باهله وكان قد امتنع من الحديث قبل موته
ومات بالبصرة سنة ست عشرة ومائتين
بشر بن عمر الزهراني
يكنى أبا محمد وكان راوية لمالك بن أنس
وتوفي بالبصرة سنة تسع ومائتين وصلى عليه يحيى بن أكثم
مطرق بن عبد الله راوية مالك بن أنس
كان به صمم
ومات بالمدينة سنة عشرين ومائتين
521

الحجاج الأنماطي
هو الحجاج بن المنهال ويكنى أبا محمد
وتوفى بالبصرة سنة سبع عشرة ومائتين
مسلم بن إبراهيم
هو مسلم بن إبراهيم مولى الأزد ويعرف بالشحام ويكنى أبا عمرو
ومات بالبصرة سنة اثنتين وعشرين ومائتين
موسى بن مسعود النهدي
يكنى أبا حذيفة وذكروا أن سفيان الثوري تزوج أمه حين قدم البصرة
وتوفي سنة عشرين ومائتين
عارم
هو عارم بن الفضل السدوسي ويكنى أبا النعمان وأسمه محمد وعارم لقبه
وتوفي بالبصرة سنة أربع وعشرين ومائتين وفيها مات عمرو بن مرزوق الباهلي
522

أبو سلمة
هو موسى بن إسماعيل النبوذكي
مات بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين
المعلي بن أسد العمى
يكنى أبا الهيثم وكان معلما
ومات بالبصرة سنة ثمان عشرة ومائتين
أبو عمرو الحوضي
هو حفص بن عمر
مات بالبصرة سنة خمس وعشرين ومائتين
ابن عائشة
هو عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي تيم قريش ويكنى أبا عبد الرحمن ويقال لابنه أيضا أبن عائشة
وتوفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين ومائتين
523

القعنبي
هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي يكنى أبا عبد الرحمن
سمعت أبا موسى الليثي يقول مات القعنبي بمكة يوم الخميس لست خلون من المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين
آدم العسقلاني
هو آدم بن أبي إياس من أهل مرو الروذ
طلب الحديث ببغداد وسمع من شعبة سماعا كثيرا ثم انتقل فنزل عسقلان ومات بها سنة عشرين ومائتين وكان وراقا وكان قصيرا
عبد الله بن صالح كاتب الليث
هو من جهينة
ومات بمصر سنة ثلاث وعشرين ومائتين
عفان بن مسلم الصفار
هو عفان بن مسلم بن عبد الله مولى عروة بن ثابت الأنصاري
ويكنى أبا عثمان
وتوفي ببغداد سنة عشرين ومائتين وصلى عليه عاصم بن علي ابن عاصم
524

خالد بن خداش بن عجلان
يكنى أبا الهيثم وهو مولى المهلب بن أبي صفرة
وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين
بشر الحافي
يكنى أبا نصر من أبناء خراسان من أهل مرو
وكان طلب الحديث وسمع من حماد بن زيد وشريك وعبد الله بن المبارك وهشيم وغيرهم سماعا كثيرا ثم اعتزل فلم يحدث إلى أن مات ببغداد سنة سبع وعشرين ومائتين
علي بن الجعد
هو مولى أم سلمة المخزومية امرأة أبي العباس أمير المؤمنين
ولد سنة ست وثلاثين ومائة ومات ببغداد سنة ثلاثين ومائتين
وفيها مات عبد الله بن طاهر
عبد المنعم
هو عبد المنعم بن إدريس بن سنان ابن ابنة وهب بن منبه
مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وقد بلغ من السن مائة سنة أو قاربها وعمي
525

أبو نعيم
هو الفضل بن دكين بن حماد مولى ل آل طلحة بن عبيد الله التيمي
وتوفي بالكوفة سنة تسع عشرة ومائتين
قبيصة بن عقبة
يكنى أبا عامر من بني عامر بن صعصعة
وتوفي بالكوفة سنة خمس عشرة ومائتين
الحميدي صاحب ابن عيينة
هو عبد الله بن الزبير المكي
مات بمكة سنة تسع عشرة ومائتين
سليمان بن حرب الواشحي
هو من الأزد أنفسهم ويكنى أبا أيوب ولي قضاء مكة ثم عزل فرجع إلى البصرة
وتوفي بها سنة أربع وعشرين ومائتين وهو ابن أربع وثمانين سنة
مسدد
هو مسدد بن مسرهد بن مسربل بن شريك الأسدي ويكنى أبا الحسن
وتوفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين ومائتين وفيها مات الحماني والعائشي
526

أبو الربيع الزهراني
هو سليمان بن داود
وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين وفيها توفي بالبصرة سليمان الشاذكوني وفيها مات علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المدني بسر من رأى
شبابة بن سوار الفزاري
هو مولى ل فزارة ويكنى أبا عمرو وكان مرجئا وهو من أهل بغداد من أبناء خراسان فتحول إلى المدائن فنزل بها واعتزل ثم خرج إلى مكة فأقام بها حتى مات
وكان شديدا على الرافضة كثير اللهج بذكرهم
مرحوم العطار
حدثني عبد الرحمن عن عمه قال
سألت مرحوما العطار كيف وقع أبوك بالشام فقال أهداه مسلم بن عمرو في وصفاء إلى معاوية
قال و حدثني عن أبيه عن سادن بيت المقدس عن عمر بن الخطاب أنه قال للمؤذن
إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاهدر
527

أصحاب القراءات
أبو جعفر المدني
هو يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عتاقة
وروي عن أبي هريرة و ابن عمر وغيرهما
وتوفي في خلافة مروان بن محمد
أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي
هو عبد الله بن حبيب من أصحاب علي
كان مقرئا ويحمل عنه الفقه
شيبة بن نصاح
هو شيبة بن نصاح المدني بن سرجس بن يعقوب مولى أم سلمة
ولا نعلم أحدا روى عن نصاح إلا ابنه شيبة
وكان شيبة إمام أهل المدينة في القراءة في دهره
نافع المدني
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم وكان قد قرأ على أبي ميمونة مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
حدثني سهل عن الأصمعي عن نافع القارئ أنه قال أصلى من أصبهان
528

طلحة بن مصرف
هو من همدان ويكنى أبا عبد الله
وكان قارئ أهل الكوفة فلما رأى كثرة الناس عليه كره ذلك ومشي إلى الأعمش فقرأ عليه فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة
ومات سنة اثنتي عشرة ومائة
الأعمش الكوفي
قد ذكرناه في أصحاب الحديث لأن الحديث كان أغلب عليه من القراءة
ومات سنة ثمان وأربعين ومائة
يحيى بن وثاب الكوفي
هو مولى لبني كاهل من بني أسد بن خزيمة
توفي بالكوفة سنة ثلاث ومائة
وذكروا أنه قرأ على عبيد بن نضلة صاحب عبد الله
حمزة الزيات
هو حمزة بن حبيب بن عمارة ويكنى أبا عمارة مولى ل آل عكرمة ابن ربعي التيمي وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة
ومات حمزة بحلوان سنة ست وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر
529

عاصم بن أبي النجود
هو عاصم بن بهدلة مولى لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد
ويكنى أبا بكر
وروى عنه القراءة أبو بكر بن عياش وأبو عمر البزاز واختلفا اختلافا شديدا في حروف كثيرة
وكان عاصم قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش
حميد الأعرج
هو حميد بن قيس مولى آل الزبير
وكان قارئ أهل الكوفة وكان كثير الحديث فارضا حاسبا وقرأ على مجاهد
وأخوه عمر بن قيس
يحيى بن الحارث الذماري
هو منسوب إلى ذمار وذمار مخلاف من مخاليف اليمن
وكان يحيى عالما بالقراءة يقرأ عليه وكان قرأ على عبد الله بن عامر اليحصبي
وكان قليل الحديث
ومات سنة خمس وأربعين ومائة
530

أبو عمرو بن العلاء
هو من أهل القراءة إلا أن الغريب والشعر كانا أغلب عليه فذكرناه مع أصحاب الغريب
عيسى بن عمر
هو من أهل القراءة إلا أن الغريب والشعر كان أغلب عليه فذكرناه معهم
العلاء بن عبد الرحمن الحرقي
هو من الحرقة وكان يقرئ الناس والأغلب عليه الحديث فذكرناه مع أصحاب الحديث
خلف بن هشام البزاز
سمع من شريك وأبي عوانة وحماد بن زيد حديثا كثيرا غير أنه كان في القراءة أشهر وقرأ على سليم صاحب حمزة وخالف حمزة في أشياء كثيرة ومات ببغداد سنة تسع وعشرين ومائتين وكان من أهل فم الصلح
أبو عبد الرحمن المقرئ
هو عبد الله بن يزيد وكان مشهورا بالحديث والقراءة فذكرناه في الموضعين
وكان من أهل البصرة فانتقل إلى مكة ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين
531

عبيد الله بن موسى العبسي
قرأ على عيسى بن عمرو وعلى علي بن صالح بن حي وكان يقرأ القرآن في مسجده والأغلب عليه الحديث فذكرناه مع أصحاب الحديث
ابن أبي إسحاق المقرئ
هو عبد الله بن أبي إسحاق وهو مولى الحضرميين
ومن ولده يعقوب الحضرمي المقرئ بالبصرة
وكان عبد الله أخذ قراءته عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم
هارون الأعور
هو هارون بن موسى وكان هارون يهوديا ثم أسلم
قال الأصمعي
قال لي هارون كنت أقرأ إيذام بالعبرانية يعني آدم
سلام القارئ
هو سلام بن سليمان ويكنى أبا المنذر
532

قراء الألحان
كان أول من قرأ بالألحان عبيد الله بن أبي بكرة وكانت قراءته حزنا ليست على شئ من ألحان الغناء ولا الحداء فورث ذلك عنه ابن ابنه عبيد الله ابن عمر بن عبيد الله فهو الذي يقال له قراءة ابن عمر
وأخذ ذلك عنه الإباضي وأخذ سعيد العلاف وأخوه عن الأباضي قراءة ابن عمر
وكان هارون الرشيد معجبا بقراءة سعيد العلاف وكان يحظيه ويعطيه ويعرف بقارئ أمير المؤمنين
وكان القراء كلهم الهيثم وأبان وابن أعين وغيرهم يدخلون في القراءة من ألحان الغناء والحداء والرهبانية فمنهم من كان يدس الشئ من ذلك دسا رفيقا ومنهم من كان يجهر بذلك حتى يسلخه فمن ذلك قراءة الهيثم * (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) * سلخه من صوت الغناء كهيئة بسيط
* أما القطاة فإني سوف أنعتها
* نعتا يوافق نعتي بعض ما فيها
*
وكان ابن أعين يدخل الشئ ويخفيه حتى كان الترمذي محمد بن سعد فإنه قرأ على الأغاني المولدة المحدثة سلخها في القراءة بأعيانها
533

النسابون وأصحاب الأخبار
دغفل النساب
هو دغفل بن حنظلة السدوسي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا ووفد على معاوية وأتاه قدامه بن جراد القريعي فنسبه دغفل حتى بلغ أباه الذي ولده فقال وولد جراد رجلين أما أحدهما فشاعر سفيه والآخر ناسك فأيهما أنت قال أنا الشاعر السفيه وقد أصبت في نسبتي وكل أمرى فأخبرني بأبي أنت متى أموت قال أما هذا فليس عندي
وقتلته الأزارقة
عبيد بن شرية الجرهمي
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا ووفد على معاوية فسأله عن الأخبار المتقدمة وملوك اليمن وسبب تبلبل الألسنة وافتراق الناس في البلاد وعمر عمرا طويلا
ومن النسابين
النسابة البكري
وهو الذي روى عنه رؤبة بن العجاج أنه قال إن للعلم هجنة ونكدا وآفة قال الأصمعي
وكان نصرانيا
534

ومن النسابين
ابن لسان الحمرة الناسب
وهو ورقاء بن الأشعر وكنيته أبو كلاب وكان أنسب العرب وأعظمهم بصرا
ومنهم
عمير بن ضمضم وصالح الحنفي وابن الكيس النمري
ومنهم
ابن الكواء الناسب وهو عبد الله بن عمرو من بني يشكر وكان ناسبا عالما كبيرا وفيه يقول مسكين الدارمي وافر
* هلم إلى بني الكواء تقضوا
* بحكمهم بأنساب الرجال
*
وقيل لأبيه الكواء لأنه كوى في الجاهلية
ومنهم
شبيل بن عروة الضبعي كان راوية ناسبا عالما بالغريب شاعرا و كان سبعين سنة رافضيا ثم صار بعد ذلك خارجيا و يكنى أبا عمرو
و مات بالبصرة و له بها عقب و منهم
الكلبي صاحب التفسير
و هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي و يكنى أبا النضر و كان جده بشر بن عمرو
و بنوه السائب و عبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل و صفين مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه
535

و قتل السائب مع مصعب بن الزبير و شهد محمد بن السائب الكلبي الجماجم مع ابن الأشعث و كان ناسبا عالما بالتفسير
و توفي بالكوفة سنة ست و أربعين و مائة
ابن الكلبي هشام بن محمد بن السائب
كان أعلم الناس بالأنساب
قال ابن الكلبي عن أبيه قال دخلت على ضرار بن عطارد من ولد حاجب بن زراره بالكوفة و إذا عنده رجل كأنه جرذ يتمرغ في الخز فغمزني ضرار فقال سله ممن أنت قال فقلت له ممن أنت فقال إن كنت نسابا فانسبني فأني من بني تميم فابتدأت أنسب تميما حتى بلغت إلى غالب أبيه فقلت و ولد غالب هماما فاستوى جالسا فقال و الله ما سماني به أبواي إلا ساعة من نهار فقلت أني و الله أعرف اليوم الذي سماك فيه أبوك الفرزدق قال و أي يوم قلت بعثك في حاجة فخرجت تمشي و عليك مستقة لك فقال و الله لكأنك فرزدق دهقان قرية قد سماها بالجبل فقال صدقت والله ثم قال لي أتروي شيئا من شعري فقلت لا ولكني أروى ل جرير مائة قصيدة فقال أتروي لأبن المراغة و لا تروى لي و الله لأهجون كلبا سنة أو تروي لي كما رويت لجرير
فجعلت أختلف إليه و أقرأ عليه النقائض خوفا منه ومالي في شيء منها حاجة
536

ومنهم
مجالد بن سعيد بن عمير
من همدان و يكنى أبا عمير
كان الهيثم بن عدي يروي عنه و يكثر و يروي مجالد عن الشعبي و عن مسروق و كان نسابا و الأغلب عليه رواية الأخبار و كان يضعف في حديثه
و توفي سنة أربع و أربعين و مائة
و كان عمير جد مجالد هو الذي يقال له ذو مران الهمداني كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم
و كان له ابن يقال له يزيد بن عمير قتله المختار يوم جابية السبيع
و كان مجالد يقول كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جدي عندنا و منهم
أبو مخنف الأزدي
و هو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم كان صاحب أخبار و أنساب و الأخبار عليه أغلب
و جده مخنف بن سليم قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم و روى عنه و منهم
أبن دأب
و هو عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب و هو من كنانة من بني الشداخ و يكنى أبا الوليد و له عقب بالبصرة
537

و أخوه يحيى بن يزيد و كان أبوهما يزيد أيضا عالما بأخبار العرب و أشعارها
و كان شاعرا أيضا و الأغلب على أل دأب الأخبار و منهم
العتبي
و هو محمد بن عبيد الله من ولد عتبة بن أبي سفيان بن حرب و الأغلب عليه الأخبار و أكثر أخباره عن بني أمية و أيامهم يرويها عن سعد القصير و سعد القصير مولاهم
و كان أبن الزبير قتله بمكة
و كان العتبي شاعرا و أصيب ببنين له فكان يرثيهم و كان مستهترا بالشراب و هو يقول الشعر في عتبة
ومات سنة ثمان وعشرين ومائتين
ومنهم
المدائني
ويكنى أبا الحسن وهو علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف والأغلب عليه رواية الأخبار
ومنهم
الهيثم بن عدي
من طيء وكان يرى رأي الخوارج وله عقب ببغداد
وولد قبل سنة ثلاثين ومائة
538

وقال أنا أردف في جنازة عبد الملك بن عمير ومات عبد الله في سنة ست وثلاثين ومائة ومات الهيثم سنة تسع ومائتين
ومنهم
ابن عياش
الذي يروي عنه الهيثم وهو عبد الله بن عياش ويعرف بالمنتوف لأنه كان ينتف لحيته وكان خاصا بأبي جعفر المنصور
ومنهم
الشرقي بن قطامي
حدثني سهل بن محمد قال حدثني الأصمعي قال حدثني بعض الرواة
قال
قلت للشرقي بن قطامي ما كانت العرب تقول في صلاتها على موتاها فقال لا أدري فأكدت له فقلت كانوا يقولون طويل
* ما كنت وكواكا ولا بزونك
* رويدك حتى يبعث الخلق باعثه
* قال فإذا أنا به يوم الجمعة يحدث به في المقصورة
539

رواة الشعر وأصحاب الغريب والنحو
ابن العلاء
أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان وأخوه أبو سفيان بن العلاء ابن عمار
أسماؤهما كناهما وهما من خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم
وفي أبي عمرو يقول الفرزدق بسيط
* ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها
* حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
*
ومات أبو عمرو بن العلاء سنة أربع وخمسين ومائة وكانت وفاته في طريق الشام وذلك أنه خرج إليها ليجتدي عبد الوهاب بن إبراهيم
وله ولأخيه أبي سفيان عقب بالبصرة
ومنهم
عيسى بن عمر
كان صاحب تقعير في كلامه واستعمال الغريب فيه وفي قراءته
وضربه يوسف بن عمر بن هبيرة بالسياط في سبب وهو يقول والله إن كانت إلا أثيابا في أسيفاط قبضها عشاروك
ومات سنة تسع وأربعين ومائة قبل أبي عمرو بخمس أوست سنين
540

ومنهم
يونس بن حبيب
مولى بني ضبة ويكنى أبا عبد الرحمن وكان النحو أغلب عليه
ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة وهو أبن ثمان وثمانين سنة
ودخل المسجد يوما وهو يتهادى بين اثنين من الكبر فقال له رجل كان يتهمه على مودتة بلغت ما أرى قال هو الذي ترى فلا بلغته ومنهم
حماد الراوية
وهو حماد بن هرمز وكان هرمز من سبي مكنف بن زيد الخيل وكان ديلميا يكنى أبا ليلى
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
جالست حمادا الراوية فلم أخذ عنه ثلاثمائة حرف ولم ارض روايته وكان قارئا
269 أبو البلاد الكوفي
كان من أروى أهل الكوفة واعلمهم وكان أعمى جيد اللسان وهو مولى لعبد الله بن غطفان وكان في زمن جرير والفرزدق
عباد بن كسيب
هو من بني عمرو بن جندب من بني العنبر يكنى أبا الخنساء
وكان راوية للشعر عالما بأخبار العرب وله عقب
الخليل بن أحمد
هو صاحب العروض وهو منسوب إلى يحمد من الأزد من فخذ يقال لهم الفراهيد وكان ذكيا لطيفا فطنا شاعرا
541

وأنشدنا ابن هانئ صاحب الأخفش قال أنشدني الأخفش له بسيط
* واعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي
* ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
*
وأنشدنا له أيضا متقارب
* كفاه لم تخلقا للندى
* ولم يك بخلهما بدعة
* فكف عن الخير مقبوضة
* كما نقصت مائة سبعة
* وكف ثلاثة آلافها
* وتسع مئين لها شرعة
* النضر بن شميل المروزي
هو من بني مازن وكان من أهل البصرة فأنتقل إلى مرو وكان صاحب غريب وشعر ونحو وحديث ومعرفة بأيام الناس وفقه
وتوفي بخراسان سنة ثلاث ومائتين
542

مؤرج
هو مؤرج بن عمرو سدوسي ويكنى أبا فيد
ومات سنة خمس وتسعين ومائة
ابن كناسة الكوفي
هو أبو يحيى محمد بن عبد الأعلى بن كناسة الأسدي من أنفسهم
وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزاهد وهو صاحب شعر وغريب وحديث وعلم بالنجوم على مذهب العرب قد ألف فيها كتابا وعلم بأيام الناس
وتوفي بالكوفة سنة سبع ومائتين
أبو عبيدة
هو معمر بن المثنى مولى لتيم قريش وكان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامهم وكان مع معرفته ربما لم يقم البيت إذ أنشده حتى يكسره ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا وكان يبغض العرب وألف في مثالبها كتابا وكان يرى رأي الخوارج
ومات سنة عشر ومائتين أو إحدى عشر ومائتين وقد قارب المائة
الأصمعي
هو عبد الملك بن قريب من باهلة من ولد آل الأصمع
وكان أبوه قد رأى الحسن وجالسه وكانت الرواية والمعاني أغلب عليه وكان شديد التوقي لتفسير القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم
543

ولا نعلم أنه كان يرفع إلا أحاديث يسيرة وكان صدوقا في غير ذلك من حديثه صاحب سنة ويكنى أبا سعيد وولد سنة ثلاث وعشرين ومائة وعمر نيفا وتسعين سنة وله عقب
خلف الأحمر
كان راوية عالما بالغريب وشاعرا جيد الشعر كثيره لم يكن في نظرائه أحد يقول مثل شعره
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
كان خلف الأحمر مولى أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أعتقه وأعتق أبويه وكانا فرغانيين
اليزيدي
هو عبد الرحمن بن المبارك وكان معلما قبالة دار أبي عمرو بن العلاء دهرا وله عقب
وقيل له يزيدي لأنه كان يؤدب ولد يزيد بن منصور الحميري
سيبويه
هو عمرو بن عثمان وكان النحو أغلب عليه وكان قدم بغداد فجمع بينه وبين أصحاب النحو فأستذل فرجع ومضى إلى بعض مدن فارس فهلك هناك وهو شاب
وحدثني أبو حاتم قال حدثني أبو زيد قال كان سيبويه غلاما يأتي مجلسي وله ذؤابتان قال وإذا سمعته يقول أخبرني من أثق بعربيته فإنما يريدني
544

أبو زيد الأنصاري
هو سعيد بن أوس بن ثابت من الأنصار وكانت اللغات والنوادر في الغريب أغلب عليه ويرى رأي القدر وعمر عمرا طويلا حتى قارب المائة
المفضل الضبي الراوية
هو المفضل بن محمد من ولد سالم بن أبي الضبي وكان كوفيا
الكسائي
هو علي بن حمزة ويكنى أبا الحسن وكان شخص مع الرشيد إلى الري في خرجته الأولى فمات هناك في السنة التي مات فيها محمد ابن الحسن الفقيه وكان مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة
الفراء
هو يحيى بن زياد وكان يكنى أبا زكريا ومات سنة سبع ومائتين في طريق مكة
أبو عمر الشيباني
هو إسحاق بن مرار من الرمادة بالكوفة وجاور شيبانيا فنسب إلى شيبان
الأخفش الأصغر النحوي
هو سعيد بن مسعدة والنحو أغلب عليه وكان أجلع والأجلع الذي شفته العليا ناقصة لا يقدر أن يضمها
545

و حدثنا الرياشي قال سمعت الأخفش يقول
كان سيبويه إذا وضع شيئا من كتابه عرضه على و هو يرى أني أعلم منه و كان أعلم مني و أنا اليوم أعلم منه
أبن الأعرابي
هو محمد بن زياد و يكنى أبا عبد الله و كان يذكر أنه ربيب المفضل الضبي و كانت أمه تحته
أبو مهديه الأعرابي
كان أعرابيا صاحب غريب يروي عنه البصريون
قال الأصمعي
هاجت به مرة فكنا نسقيه كل يوم قارورة خل فجاء خلف الأحمر يوما مع فتيان من قريش عليهم ثياب جياد فقال هات خلك يا أحمر فشربه ثم أمسك في فيه آخر القارورة فمجه فملأ ثيابهم ثيابه و قال أطلع النحويون في فمي فإذا له سعابيب و اطلعت في النار فرأيت الشعراء لهم كصيص و أني لأرجو أن يغفر الله لجرير بما رفع عن نسيات قيس إحسانا وعنى كذا من أمك يا شيطان
546

المعلمون
أبو صالح صاحب الكلبي
كان يعلم الصبيان و أبو عبد الرحمن السلمي وكان مكفوفا و معبد الجهني القدري
قال سفيان بن عيينة
كان الضحاك بن مزاحم و عبد الله بن الحارث يعلمان و لا يأخذان أجرا
و منهم
قيس بن سعد
و عطاء بن أبي رباح
و فبيصه بن ذؤيب
و عبد الكريم أبو أمية
و حسين المعلم و هو حسين بن ذكوان
و القاسم بن مخيمرة الهمداني
و منهم و الكميت بن زيد الشاعر
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن خلف الأحمر قال
رأيت الكميت في مسجد الكوفة يعلم الصبيان
547

و منهم
حبيب المعلم مولى معقل بن يسار
و منهم
عبد الحميد كاتب بني أمية
و أبو البيداء
و أبو عبد الله كاتب الرسائل
و منهم
الحجاج بن يوسف كان يعلم بالطائف واسمه كليب
و أبوه يوسف أيضا كان معلما
و قال مالك بن الريب في الحجاج طويل
* فماذا عسى الحجاج يبلغ جهده
* إذا نحن جاوزنا حفير زياد
* فلولا بنو مروان كان أبن يوسف
* كما كان عبدا من عبيد أياد
* زمان هو العبد المقر بذله
* يراوح غلمان القرى ويغادي
*
و قال آخر فيه متقارب
* أينسى كليب زمان الهزال
* و تعليمه سورة الكوثر
* رغيف له فلكة ما ترى
* و آخر كالقمر الأزهر
*
يريد أن خبز المعلم مختلف
548

ومن المعلمين
علقمة بن أبي علقمة مولى عائشة كان يروى عنه مالك بن أنس و كان له مكتب يعلم فيه العربية و النحو والعروض و مات في خلافة المنصور
ومن المعلمين
أبو معاوية النحوي و اسمه شيبان بن عبد الرحمن مولى لبني و كان يؤدب ولد داوود بن علي و كان محدثا
و منهم
أبو سعيد المؤدب و أسمة محمد بن مسلم بن أبي الوضاح من قضاعة ضمه المنصور إلى المهدي ثم ضمه بعده إليه سفيان أبن حسين و كان أبو سعيد يوى عن سالم الأفطس و خصيف و علي بن بذيمه و هشام بن عروة و الأعمش
ومن المعلمين
أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان وكان محدثا أيضا
ومنهم
أبو عبيد القاسم بن سلام مولى الأزد من أبناء أهل خراسان كان مؤدبا وولي قضاء طرطوس أيام ثابت بن نصر بن مالك و لم يزل معه و مع ولده و حج بعد قدومه بغداد و بعد أن صنف ما صنف من كتبه فتوفي بمكة سنة أربع و عشرين ومائتين
549

المتهاجرون
سعد بن أبي وقاص
كان مهاجرا ل عمار بن ياسر حتى هلكا وقال له سعد إن كنا لنعدك من أفاضل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق من عمرك إلا ظمء الحمار أخرجت ربقة الإسلام من عنقك ثم قال له أيما أحب إليك مودة على دخل أو مصارمة جميلة قال بل مصارعة جميلة فقال لله علي ألا أكلمك أبدا
وعائشة
كانت مهاجرة ل حفصة حتى ماتتا
وكان عثمان بن عفان مهاجرا ل عبد الرحمن بن عوف حتى ماتا
وكان طاووس مهاجرا ل وهب بن منبه إلى أن ماتا
وجرى بين الحسن و أبن سيرين شئ فمات الحسن ولم يشهد أبن سيرين جنازته
وسعيد بن المسيب هجر أباه فلم يكلمه حتى مات
وكان أبوه زياتا
وكان الثوري يتكلم في أبن أبي ليلى فمات أبن أبي ليلى فلم يشهد الثوري جنازته
550

الأوائل
حدثني زيد بن أخزم قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا شعبة قال حدثنا المغيرة قال سمعت سماك بن سلمة يقول أول من سلم عليه بالإمارة المغيرة بن شعبة
حدثنا زيد بن أخزم قال حدثنا كثير بن هشام عن فرات عن ميمون بن مهران قال
أول من مشت معه الرجال وهو راكب الأشعث بن قيس
قال أبن اليقظان وغيره
أول من سن الدية ماثة من الإبل أبو سيارة العدواني الذي كان يفيض بالناس من المزدلفة
ويقال إن أول من سن ذلك عبد المطلب فأخذت به قريش و العرب وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام
قالوا
و الوليد بن المغيرة أول من خلع نعليه لدخول الكعبة في الجاهلية فخلع الناس نعالهم في الإسلام
وأول من قضى بالقسامة في الجاهلية فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام
551

وأول من حرم الخمر على نفسه في الجاهلية
وأول من قطع في السرقة في الجاهلية فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام
وكانوا يقولون في الجاهلية لا وثوبي الوليد الخلق منهما والجديد
وقال وهب بن منبه
الحكم بالمقاسمة أوحاه الله تعالى إلى موسى في كل قتيل وجد بين قريتين أو محلتين فلم تزل بنو إسرائيل تحكم بها وقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال وهب
أول من خط بالقلم إدريس
وهو أول من خاط الثياب ولبسها وكان الناس من قبله يلبسون الجلود
وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي أو غيره قال
أول من كتب بالعربية مرامر بن مرة من أهل الأنبار ومن الأنبار انتشرت في الناس
قال وقال الأصمعي
ذكروا أن قريشا سئلوا من أين لكم الكتاب قالوا 274 من أهل الحيرة وقيل لأهل الحيرة من أين لكم الكتاب قالوا من الأنبار
552

وقال غيره
كان بشر بن عبد الملك العبادي علم أبا سفيان بن أمية و أبا قيس بن عبد مناف بن زهرة الكتاب فعلما أهل مكة
وقالوا
وأول من حكم في الخنثى باتباع المبال عامر بن الظرب العدواني فجرى في الإسلام وهو الذي قال لابنته إذا أنكرت من فهمي شيئا عند الحكم فاقرعي لي المجن بالعصا فقال المتلمس طويل
* لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا
* وما علم الإنسان إلا ليعلما
*
وقد يقال إن ذا الحكم صيفي أبو أكثم
وقيل عمرو بن حممة الدوسي وكان من المعمرين
قالوا
وأول من خضب بالسواد من أهل مكة عبد المطلب بن هاشم وكان رجل من حمير خضبه بذلك ب اليمن وزوده بالوسمة
وأول من عمل المحامل وحمل فيها الحجاج بن يوسف
وأول من اتخذ المقصورة في المسجد معاوية وذلك أنه أبصر على منبره كلبا
553

وأول من نقش بالعربية على الدراهم عبد الملك بن مروان
وأول من أرخ الكتب وختم على الطين عمر بن الخطاب
وأول من لبس طيلسانا بالمدينة جبير بن مطعم وأول من لبس الخفاف الساذجة بالبصرة وثياب الكان زياد بنأبي سفيان
وأول من لبس الخز وقور الطاروني من العرب عبد الله بن عامر
وأول من لبس الدراريع السود المختار بن أبي عبيد فقال الناس لبس الأمير جلد دب
وأول من عمل الصابون سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام
وأول من عمل القراطيس يوسف النبي عليه السلام
وأول من عمل الخبز الرقاق نمرود
وأول من حذا النعال جذيمة الأبرش بن مالك
وهو أول من وضع المنجنيق وأدلج من الملوك ورفع له الشمع وكان ينادم الفرقدين ذهابابنفسه وكان يشرب قدحا ويصب لكل نجم قدحا في الأرض حتى نادمه مالك وعقيل
وأول رأس حمل من بلد إلى بلد رأس عمرو بن الحمق الخزاعي وقد ذكرنا قصته
554

وقال مجاهد
رأى النبي صلى الله عليه وسلم ركبا ولهم حاد يحدو بهم فقال ممن القوم فقالوا من مضر فقال 265 ما لحاديكم فقال رجل منهم إن أول من حدا لنحن قال وما ذاك قال كان رجل منا في إبله أيام الربيع فأمر غلاما له ببعض أمره فاستبطأه فضربه بالعصا فجعل ينشد في الإبل ويقول يا يداه فقالوا له الزم الزم فاستفتح الناس الحداء مذ ذاك
وأول من عمل له النعش زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خليفة فقالت أسماء بنت عميس قد رأيت ب الحبشة نعوشا لموتاهم فعملت نعشا ل زينب فقال عمر لما رآه نعم خباء الظعينة
وكان الناس يهرولون في الجنائز فلما مات عثمان بن أبي العاص مشى في جنازته فهو أول من مشى في جنازته
وأول من قطع نهر بلخ من العرب سعيد بن عثمان بن عفان
وأكثر العرب فداء حاجب بن زرارة فدى نفسه بألف بعير
وكان مالك ذو الرقيبة القشيري أسره يوم جبلة وقيل له ذو الرقيبة لأنه كان أوقص
ثم من بعده الربيع بن مسعود الكلبي فدى نفسه بخمسمائة بعير وكان الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي أسره وقال من يفتخر من أهل اليمن الأشعث بن قيس أكثر العرب كلها فداء أسرته مذحج فأفتدى بثلاثة
555

آلاف بعير وإنما كان فداء الملوك ألف ناقة ففدى نفسه بديات ثلاثة ملوك
قال عمرو بن معد يكرب وافر
* فكان فداؤه ألفي قلوص
* وألفا من طريفات وتلد
*
وأول من ضرب بسيفه باب القسطنطينية وأذن في بلاد الروم عبد الله بن كليب من بني عامر بن صعصعة وكان مع مسلمة فأراد قيصر قتله فقال والله لئن قتلتني لا تبقى بيعة في بلاد الإسلام إلا هدمت
وأول امرأة قطعت يدها في السرقة ابنة سفيان بن عبد الأسد من بني مخزوم قطعها النبي صلى الله عليه وسلم وقال لو كانت فاطمة لقطعتها
ومن الرجال الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف سرق فقطعت يده ولا أدرى أهل أولهم أم لا
وقطع النبي صلى الله عليه وسلم أيضا عمرو بن سمرة وهو أخو عبد الرحمن بن سمرة في سرق
وأول من سمى يحيى بن زكريا عليهما السلام وأول من سمى في الإسلام عبد الملك عبد الملك بن مروان
ولم يكن قبل النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية أحد اسمه محمد إلا محمد بن أحيحة بن الجلاح وهو أخو عبد المطلب لأمه ومحمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم ومحمد بن سوأة بن جشم بن سعد
ولم يكن في الجاهلية أحد يكنى أبا علي غير قيس بن عاصم وعامر ابن الطفيل
556

قال أنس بن مالك
باع النبي صلى الله عليه وسلم حلسا وقدحا فيمن يزيد
وأول من قص عبيد الله بن بن عمير قتادة الليثي ب مكة
ويقال إن أول من قص الأسود بن سريع التميمي وكان من الصحابة وكان يقول في قصصه في الميت طويل
* إن تنج منها تنج من ذي عظيمة
* وإلا فإني لا إخالك ناجيا
*
فسرقه الفرزدق
وأول من جمع في الإسلام يوم الجمعة مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف أبن عبد الدار وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع المسلمين يوم الجمعة ب المدينة وكانوا أثنى عشر رجلا وذبح لهم يؤمئذ شاة
وروى أبو هلال عن أبي حمزة قال
أول من رأيناه ب البصرة يتوضأ بالماء عبيد الله بن أبي بكرة فقلنا أنظروا إلى هذا الحبشي يلوط أسته يعنى يستنجى بالماء
وأول مولود ولد ب البصرة عبد الرحمن بن أبي بكرة فنحروا يومئذ جزورا وهم ب الحريبة فأطعم أهل البصرة وكفتوا وكانوا يومئذ قدر ثلاثمائة
وأول مولود ولد ب الكوفة معاوية بن ثور من بني البكاء من بني عامر بن ربيعة
557

وأول من رشا في الإسلام المغيرة بن شعبة وقال ربما عرق الدرهم في يدي أرفعه ل يرفأ ليسهل إذني على عمر
أول من اتخذ الجمازات وحملها على الجمز أم جعفر
وأول رام في سبيل الله سعد بن أبي وقاص وقال
* وما يعتد رام في عدو
* بسهم يا رسول الله قبلي
*
وأول قاض قضى المدينة عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أبن هاشم بن عبد مناف وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو هريرة هذا أول قاض رأيته في الإسلام
وأول قاضي قضى بالعراق سلمان بن ربيعة بالمدائن
و أول قاضي قضى بالكوفة أبو قرة الكندي و أسمه كنيته اختط الناس بالكوفة و أبو قرة قاضيهم ثم أستقضى عمر شريح بن الحارث الكندي بعده فقضى خمسا و سبعين سنة
و أول قاض قضى على البصرة كعب بن سوار الأزدي استقضاه عمر
و أول قريه بنيت على الأرض بعد الطوفان قرية بقردى تسمى سوق ثمانين ابنتاها نوح عليه الصلاة والسلام و جعل لكل رجل آمن معه بيتا و كانوا ثمانين فهي إلى الأن تسمى سوق ثمانين
558

المساجد الكعبة ذكر وهب بن منبه
ان الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم إلى الأرض حزن واشتد بكاؤه على الجنة فعراه الله بخيمة من خيام الجنة فوضعها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة و كانت الخيمة ياقوتة حمراء من ياقوت الجنة فيها قناديل من ذهب من تبر الجنة و نزل معها الركن يومئذ و هو ياقوته بيضاء و كان كرسيا لآدم يجلس عليه فلما كان الغرق زمن نوح عليه السلام رفع ومكثت الأرض خرابا ألفي سنة حتى أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم أن يبني بيته فجاءت السكينة كأنها سحابة فيها رأس يتكلم له وجه كوجه الإنسان فقالت يا إبراهيم خذ ظلي فابن عليه فبنى هو وإسماعيل البيت ولم يجعل له سقفا وحرس الله آدم والبيت بالملائكة فالحرم مقام الملائكة يومئذ ولم تزل خيمة آدم عليه السلام إلى أن قبض ثم رفعها الله إليه وبنى بنو آدم من بعده في موضعها بيتا من الطين والحجارة ثم نسفه الغرق فعفى مكانه حتى ابتعث الله تعالى إبراهيم عليه السلام وحفر عن قواعده وبناه على ظل الغمامة فهو أول بيت وضع للناس
وأول من كساه الأنطاع والبرود اليمانية أسعد أبو كرب الحميري فقال خفيف
* وكسونا البيت الذي حرم الله
* ملاء معضدا وبرودا
*
559

وبنته قريش قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين
وبناه عبد الله بن الزبير بعد ما بويع له بالخلافة
فلما قتل ابن الزبير نقض الحجاج بنيان ابن الزبير وبناه على الأساس الأول
ثم وسع مسجد الكعبة أبو جعفر المنصور سنة ولي الخلافة ثم زاد فيه المهدي سنة ستين ومائة
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن عمر بن قيس قال
في البيت من الحجر سبع أذرع وأصابع أو قال وإصبعان
قال وقال الأصمعي قال أبو غزارة
الحجر الأسود على قدر الجدر يعنى ركن الكعبة الذي عند الملتزم
وحدثني عنه عن الأعمش عن مجاهد قال
المسعى ما بين دار عباد إلى بئر ابن مطعم ولكن الناس أخفوه بالبناء
قال غير واحد
ذرع الكعبة أربعمائة وتسعون ذراعا مكسرة
560

وذكر قوم
أن أبي بن سالم الكلبي ورد مكة وقريش تبني البيت وتشاجروا في إخراج النفقة فسألهم أن يولوه ركنا من أركانه فولوه الربع الذي فيه الركن اليماني فبناه فسمي اليماني وقال شاعرهم طويل
* لنا أيمن البيت الذي تعبدونه
* وراثة ما بقي أبي بن سالم
*
وأكثر الناس على أنه إنما سمي يمانيا لأنه من شق اليمن والمؤذنون فيه من ولد أبي محذورة
بيت المقدس
ذكر وهب
أن إسحاق بن إبراهيم النبي عليهما السلام أمر يعقوب ابنه ألا ينكح امرأة من الكنعانيين وأن ينكح من بنات خاله لا بابن ناهر بن آزر وكان مسكنه الفدان فتوجه إليه يعقوب فأدركه الليل في بعض الطريق فبات متوسدا حجرا فرأى فيما يرى النائم سلما منصوبا إلى باب من أبواب السماء عند رأسه والملائكة تنزل معه وتعرج فيه وأوحى الله تبارك وتعالى إليه إني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك وباركت فيك وفيهم وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوة ثم أنا معك حتى أردك إلى هذا المكان وأجعله بيتا تعبدني فيه وذريتك
561

فيقال إنه بيت المقدس
وبناه داود وأتمه سليمان عليهما السلام ثم أخربه بختنصر فمر به شعيا فرآه خرابا والقرية فقال أني يحيي الله هذه بعد موتها فأماته الله مائة عام
وإبتناه ملك من ملوك فارس يقال له كورش
مسجد المدينة
روى إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن نافع أن عبد الله بن علي أخبره
أن المسجد يعني مسجد المدينة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا بلبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر رضي الله عنه وزاد فيه عمر رضي الله عنه ثم غيره عثمان رضي الله عنه فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة وبالفضة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج
ووسعه المهدي سنة ستين ومائة
وزاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسعه
والمؤذنون فيه من ولد سعد القرظ مولى عمار بن ياسر
وقرأت على موضع زيادة المأمون أمر عبد الله بعمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة اثنتين ومائتين طلب ثواب الله وطلب جزاء الله وطلب كرامة الله فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخر وكان الله سميعا بصيرا
562

أمر عبد الله عبد الله بتقوى الله ومراقبته وبصلة الرحم والعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم ما صغر الجبابرة من حقوق الله وأحياء ما أماتوا من العدل وتصغير ما عظموا من العدوان والجور وأن يطاع الله ويطاع من أطاع الله ويعصى من عصى الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله والتسوية بينهم في فيئهم ووضع الأخماس مواضعها
البصرة ومسجدها وأنهارها
أول من مصر البصرة عتبة بن غزوان بن ياسر من الصحابة إختطها سنة أربع عشرة ومر بموضع المربد فوجد فيه الكدان الغليظ فقال هذا هو البصرة أنزلوها باسم الله فبنى المسجد الجامع بقصب بأمر عمر بن الخطاب
ثم بناه ابن عامر باللبن لعثمان
وبناه زياد بالآجر لمعاوية وبني جنبتية
وأتمه عبيد الله بن زياد
والمؤذنون فيه ولد المنذر بن حسان العبدي وكان مؤذن عبيد الله ابن زياد فبقي ولده يؤذنون في المسجد
ونهر معقل منسوب إلى معقل بن يسار من الصحابة
563

وشاطئ عثمان هو إقطاع عثمان بن عفان بن عثمان بن أبي العاص الثقفي فأحياه وإستخرجه
ونهر عدي منسوب إلى عدي بن أرطاه
ونهر ابن عمر منسوب إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وهو كان إحتقره
ونهر أم عبد الله منسوب إلى أم عبد الله بن عامر بن كرز
ونهر مرة منسوب إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق وكانت عائشة كتبت إلى زياد بالوصاة به فأقطعه ذلك النهر
قال يزيد الرشك
قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري فوجدت طولها فرسخين وعرضها فرسخين غير دانق
الكوفة ومسجدها
لما نزل المسلمون المدائن وطال بها مكثهم وآذاهم الغبار والذباب كتب عمر إلى سعد في بعثه روادا يرتادون منزلا بريا بحريا فإن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير فسأل من قبله عن هذه الصفة فأشار عليه من رأى العراق من وجوه العرب ب اللسان
564

وهو ظهر الكوفة وكانت العرب تقول أدلع البر لسانه في الريف فما كان يلي الفرات منه فهو الملطاط وما كان يلي الطين منه فهو النجاف فكتب عمر إلى سعد بأمر به وكان نزولهم الكوفة سنة سبع عشرة
فالبصرة أقدم منها بثلاث سنين وزياد بن أبي سفيان هو باني مسجد الكوفة
وروى في بعض الحديث أن من موضع مسجدها فار التنور
مسجد دمشق
وبنى مسجد دمشق الوليد بن عبد الملك سنة ثمان وثمانين
565

جزيرة العرب
قال الأصمعي
هي من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول واما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام
هكذا ذكر أبو عبيدة عنه
وحدثنا الرياشي عنه أنه قال
جزيرة العرب ما بين نجران والعذيب وقال أبو عبيدة
جزيرة العرب ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطول وفي العرض ما بين رمل يبرين إلى السماوة
السواد
هما سوادان سواد البصرة وسواد الكوفة
فأما سواد البصرة فالأهواز ودست ميسان وفارس
وأما سوادالكوفة فكسكرإلى الزاب وحلوان إلى القادسية
الجزيرة
ما بين دجلة والفرات والموصل من الجزيرة
566

نجد وتهامة والحجاز
حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال
إذا خلفت الحجاز مصعدا فقد أنجدت فلا تزال في نجد حتى تنحدر في ثنايا ذات عرق فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر
وإذا عرضت لك الحرار وأنت تنحدر فتلك الحجاز
وإذا تصوبت من ثنايا العرج واستقبلك الأراك والمرخ فقد أتهمت
وإنما سمى حجازا لأنه يحجز بين نجد وتهامة
وقال محمد بن عبد الملك الأسدي
حد الحجاز الأول بطن نخل وأعلى رمة وظهر حرة ليلى
والحد الثاني مما يلي الشام شغب وبدا
والحد الثالث مما يلي تهامة بدر والسقيا ورهاط وعكاظ
والحد الرابع ساية وودان ثم ينحدر إلى الحد الأول بطن نخل
567

الفتوح خراسان
أما خراسان فأفتتحت في خلافة عثمان بن عفان صلحا على يدي عبد الله بن عامر بن كريز وكان منتهى ما افتتح منها في خلافة عثمان مرو ومرو الروز
فأما ما وراءهما فإنه افتتح بعد عثمان على يدي سعيد بن عثمان ابن عفان لمعاوية صلحا سمرقند وكش ونسف وبخارى
وبعد ذلك على يدي المهلب بن أبي صفرة وقتيبة بن مسلم
طبرستان وجرجان والري
فأما الري فإن أبا موسى الأشعري افتتحها في خلافة عثمان ابن عفان صلحا
واما طبرستان ففتحها سعيد بن العاص في ولاية عثمان صلحا ثم فتحها عمرو بن العلاء والطالقان ودنباوند سنة سبع وخمسين ومائة
وأما جرجان فافتتحها يزيد بن المهلب في خلافة سليمان بن عبد الملك سنة ثمان وتسعين
كرمان وسجستان
وأما كرمان وسجستان ففتحهما عبد الله بن عامر بن كريز في خلافة عثمان صلحا
568

الجبل
وأما الجبل فإنه افتتح كله عنوة في واقعة جلولاء ونهاوند على يدي سعد والنعمان بن مقرن
الأهواز وفارس وأصبهان
واما الأهواز وفارس وأصبهان فافتتحت عنوة لعمر على يدي أبي موسى وعثمان بن أبي العاص وعتبة بن غزوان وكان فتح أصبهان على يدي أبي موسى خاصة
السواد
واما السواد فإنه افتتح كله عنوة على يدي سعد في خلافة عمر
الجزيرة
وأما الجزيرة فإنها فتحت صلحا على يدي عياض بن غنم
الشام
واما الشام فإن أجنادين منها افتتح صلحا في خلافة أبي يكر وافتتح عمر بن الخطاب بيت المقدس ومدن الشام كلها أفتتحت صلحا دون أراضيها لعمر وأما أرضوها فعنوة على يدي يزيد ابن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وأبي عبيدة وخالد بن الوليد
مصر
وأما مصر ففتحت صلحا على يدي عمرو بن العاص
569

المغرب
من المغرب ما إفتتحه عبد الله بن سعد بن أبي سرح لعثمان وهو إفريقية إفتتحها عنوة والثغور وقيسارية إفتتحها معاوية عنوة لعمر
الأندلس
إفتتحها طارق بن زياد مولى موسى بن نصير اللخمي سنة اثنتين وتسعين
هجر واليمامة والبحرين
أما هجر والبحرين فإنهم أدوا الجزية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك دومة الجندل وأذرح
وأما اليمامة فإفتتحها أبو بكر عنوة
الهند
وأما أرض الهند فإفتتحها القاسم بن محمد الثقفي في سنة ثلاث وتسعين
570

تسمية من ولي العراقين
أول من جمع له المصران الكوفة والبصرة زياد ثم ابنه عبيد الله ومصعب بن الزبير وبشر بن مروان والحجاج بن يوسف ويزيد بن المهلب ومسلمة بن عبد الملك وعمر بن هبيرة الفزاري وخالد بن عبد الله القسري ويوسف ابن عمر الثقفي وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز ويزيد بن عمر ابن هبيرة
ولم يجمع العراقان لأحد بعد هؤلاء
571

فرق ما بين المهاجرين الأولين والآخرين
حدثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال
المهاجرون الأولون من أدرك بيعة الرضوان
وسأل قتادة وأبو هلال سعيد بن المسيب عن فرق ما بين المهاجرين الأولين والآخرين فقال من صلى إلى القبلتين فهو من المهاجرين الأولين
572

معرفة المخضرمين
حدثني عبد الرحمن عن الأصمعي قال
أسلم قوم على إبل فقطعوا آذانها فسمي كل من أدرك الإسلام والجاهلية مخضرما وإنما يكون مخضرما إذا أدرك الإسلام وهو كبير فلم يسلم إلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
573

سبب إضعاف الصدقة على نصارى تغلب
قالوا
إنما أضعفت الصدقة على نصارى بني تغلب لأن عمر بن الخطاب أراد أخذ الجزية منهم فإنطلقوا هاربين فقال له زرعة بن النعمان أو النعمان بن زرعة التغلبي أنشدك الله فيهم فإنهم قوم عرب يأنفون من الجزية وهم قوم لهم نكاية فلا تعن عدوك عليك فأضعف عليهم الصدقة وشرط عليهم ألا ينصروا أولادهم
574

صناعات الأشراف
كان أبو طالب يبيع العطر وربما باع البر
وكان أبو بكر الصديق بزازا
وكان عثمان بزازا
وكان طلحة بزازا
وكان عبد الرحمن بن عوف بزازا
وكان سعد بن أبي وقاص يبري النبل
وكان العوام أبو الزبير خياطا
وكان الزبير جزارا
وكان عمرو بن العاص جزارا
وكان العاص بن هشام أخو أبي جهل حدادا
وكان عامر بن كريز جزارا
وكان الوليد بن المغيرة حدادا
وكان عقبة بن أبي معيط خمارا
وكان عثمان بن طلحة الذي دفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح البيت خياطا
وكان قيس بن مخرمة خياطا
وكان أبو سفيان بن حرب يبيع الزيت والأدم
575

وكان عتبة بن أبي وقاص أخو سعد نجارا
وكان أمية بن خلف يبيع البرم
وكان عبد الله بن جدعان نخاسا له جوار يساعين ويبيع أولادهن
وكان العاص بن وائل أبو عمرو بن العاص يعالج الخيل والإبل
وكان النضر بن الحارث بن كلدة يغني بالعود
وكان الحكم بن أبي العاص أبو مروان بن الحكم كذلك
وكذلك حريث بن عمرو أبو عمرو بن حريث
وكذلك قيس الفهري أبو الضحاك بن قيس
وكذلك معمر بن عثمان جد عمر بن عبيد الله بن معمر
وكذلك سيرين أبو محمد بن سيرين
قال أبو الحسن المدائني
كان يزيد بن المهلب اتخذ بستانا في داره بخراسان فلما ولي قتيبة بن مسلم جعله لإبله فقال له مرزبان مروان هذا كان بستانا وقد جعلته لإبلك فقال قتيبة إن أبي كان اشتربان يعني جمالا وأبو زيد كان بستانبان يعني بستانيا
وكان محمد بن سيرين بزازا
576

وكان مجمع الزاهد حائكا
وكان أيوب السختياني يبيع جلود السختيان فنسب إليها
وكان المسيب أبو سعيد بن المسيب زياتا
وكان ميمون بن مهران بزازا
وكان مالك بن دينار وراقا يكتب المصاحف وكان أبو حنيفة صاحب الرأي خزازا
577

أهل العاهات
عطاء بن أبي رباح
كان أسود أعور أشل أفطس أعرج ثم عمي بعد ذلك
أبان بن عثمان بن عفان
كان أصم شديد الصمم وكان أبرص يخضب مواضع البرص من يده ولا يخضبه في وجهه وكان مفلوجا ويقال في المدينة أصابك الله بفالج أبان وذلك لشدته وكان أحول
مسروق بن الأجدع
كان أحدب أشل من جراحة كانت أصابته يوم القادسية وفلج أيضا
الأحنف بن قيس
كان أعور ويقال ذهبت عينه بسمرقند ويقال بل ذهبت بالجدري
وكان أحنف الرجل يطأ على وحشيها متراكب الأسنان صعل الرأس مائل الذقن خفيف العارضين
أبو الأسود الدئلي
وكان أعرج مفلوجا أبخر
578

عمرو بن عمرو بن عدس
من بني دارم كان فارسهم وكان أبرص أبخر فيقال لولده أفواه الكلاب
الأقرع بن حابس
كان أعرج أقرع الرأس ولذلك يسمى الأقرع
عبيدة السلماني
كان أصم أعور
579

البرص
أنس بن مالك كان بوجهه برص
وذكر قوم أن عليا رضي الله عنه سأله عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال كبرت سني ونسيت فقال له علي رضي الله عنه إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة
قال أبو محمد
ليس لهذا أصل
بلعاء بن قيس
كان أبرص وكان يقول سيف الله جلاه
جذيمة الأبرش
وكني عن الأبرص بالأبرش
يربوع بن حنظلة بن مالك
كان أبرص ويقال لولده بنو الأبرص
قال الشاعر رجز
* كان بنو الأبرص فرسانها
* فأدركوا الأحدث والأقدما
*
580

السفاح التغلبي
كان أبرص وقام يخطب في حرب بكر بن وائل وتغلب فضرط فقال كل أبلق ضروط
المغيرة بن حبناء الشاعر
كان أبرص وهو القائل بسيط
* إني امرؤ حنظلي حين تنسبني
* لام العتيك ولا أخوالي العوق
* لا تحسبن بياضا في منقصة
* إن اللهاميم في أقرابها بلق
* الربيع بن زياد العبسي
كان أبرص وله قال لبيد رجز
* مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه
* إن استه من برص معلمه 5
قشير بن كعب
كان أبرص ولذلك قيل له قشير
سعد بن حارثة بن لأم الطائي
كان أبرص
ضمرة بن ضمرة بن جابر
كان أبرص وكان يقال له شقة بن ضمرة فسماه النعمان ضمرة
581

الأبيض بن مجاشع بن دارم
كان أبرص
الحارث بن حلزة الشاعر
كان أبرص
شمر بن ذي الجوشن الضبابي
أحد قتلة الحسين رضي الله عنه ولعن قاتله كان أبرص
عبد الرحمن بن عبد الله القشيري
عامل عمر بن عبد العزيز على خراسان وكان أبرص
أيمن بن خريم
كان مع عبد العزيز بن مروان وكان أبرص
الحسن بن قحطبة
كان أبرص
عبد الوارث بن سعيد المحدث
كان أبرص
عبد الله بن داود المحدث
كان أبرص
582

العرج
أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
معاذ بن جبل
الحوفزان بن شريك
عبد الله بن جدعان الليثي
عمرو بن الجموح
زياد بن خصفة
الربيع بن مسعود الكلبي
عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
علقمة بن قيس صاحب عبد الله بن مسعود
قال الشعبي
قاتل علقمة يوم صفين حتى عرج
رشيد الهجري
سعيد بن أبي عروبة
إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله
أبو حازم المدني
الغمر بن يزيد بن عبد الملك
عبد الله بن رجاء المحدث وكان ينزل مكة
مجالد بن مسعود من الصحابة
583

الصم
عبيدة السلماني
محمد بن سيرين
عبد الله بن يزيد بن هرمز مولى الدوسيين أصم شديد الصمم
الكميت الشاعر كان أصم أصلخ لا يسمع شيئا
الجدع
عمار بن ياسر قطعت يده يوم اليمامة
المرقش الأكبر أجدع الأنف أكل السبع أنفه
الجذمي
أبو قلابة كان مجذوما
ومعيقيب الذي كان على خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مجذوما
الحول
أبو جهل بن هشام
أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم
أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة
سمرة بن جندب
عروة بن المغيرة بن شعبة
أبو بكر بن أبي موسى الأشعري
584

هشام بن عبد الملك
زياد بن أبي سفيان وتكسر إحدى عينيه
عدي بن زيد الشاعر
يحيى بن سعيد المحدث
الزرق
الحسن البصري أزرق
عبد الرحمن بن عياش بن صحار أزرق أحمر
العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان
وفي بعض الروايات أن الزبير بن العوام كان أزرق
الصلع
عتبة بن أبي سفيان
عمر بن الخطاب
علي بن أبي طالب
عثمان بن عفان رضي الله عنهم
مروان بن الحكم ولم يكن بعده خليفة أصلع
الكواسج
شريح القاضي
قيس بن سعيد بن عمارة
585

الفقم
يزيد بن يزيد بن هشام بن عبد الملك
البخر
عمرو بن عمرو بن عدس من بني دارم كان أبخر ويقال لولده أفواه الكلاب
عبد الملك بن مروان كان أبخر ويكنى أبا ذبان لشدة بخره ويراد ان الذباب يسقط إذا قارب فاه من شدة رائحة فمه
أبو الأسود الدئلي
العور
أبو سفيان بن حرب ذهبت عينه يوم الطائف
الأشعث بن قيس ذهبت عينه يوم اليرموك
المغيرة بن شعبة ذهبت عينه يوم اليرموك
جرير بن عبد الله البجلي ذهبت عينه بهمذان وكان واليها لعثمان
عدي بن حاتم ذهبت عينه يوم الجمل
عتبة بن أبي سفيان ذهبت عينه يوم الجمل
قبيصة بن ذؤيب ذهبت عينه يوم الحرة
الأشتر النخعي ذهبت عينه يوم اليرموك
المحتار بن أبي عبيد ضرب عبيد الله بن زياد وجهه بالسوط فذهبت عينه
586

مالك بن مسمع ذهبت عينه بالجفرة
قيس بن مكشوح المرادي ذهبت عينه يوم اليرموك
إبراهيم النخعي
الحنتف بن السجف
علي بن الهيثم السدوسي
ابن أحمر الشاعر
ابن مقبل الشاعر
عبد الله بن عمير الليثي أخو عبيد الله بن عمير ذهبت عينه يوم جور وقطعت رجل أبيه يوم حنين وكان يقال لعبد الله سيد القراء
الأسود بن يزيد ذهبت إحدى عينيه من الصوم
الحارث الأعور صاحب علي
أبو مخلد السدوسي
حبيب بن أبي ثابت كان طوالا أعور
جابر بن زيد أبو الشعثاء
المكافيف
أبو قحافة أبو أبي بكر
أبو سفيان بن الحارث
البراء بن عازب
جابر بن عبد الله الأنصاري
587

كعب بن مالك الأنصاري
حسان بن ثابت
أبو سفيان بن حرب
عقيل بن أبي طالب
أبو أسيد الساعدي
قتادة بن النعمان
أبو عبد الرحمن السلمي
قتادة بن دعامة
المغيرة بن مقسم راوية إبراهيم
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
القاسم بن محمد بن أبي بكر ذهب بصره في آخر عمره
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
أبو العبيدين من أصحاب ابن مسعود واسمه معاوية بن سبرة
سعد بن أبي وقاص ذهب بصره في آخر عمره
عبد الله بن أبي أوفى ذهب بصره
علي بن زيد من ولد عبد الله بن جدعان ولد وهو أعمى
أبو هلال الراسبي
محل بن محرز الضبي أبو يحيى
588

ثلاثة مكافيف في نسق
عبد الله بن عباس
وأبوه العباس بن عبد المطلب
وأبوه عبد المطلب بن هاشم
قال
ولذلك قال معاوية لابن عباس أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم فقال ابن عباس وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم
ستة مقتولين في نسق
لا نعلم في العرب ستة مقتولين في نسق إلا في آل الزبير
قتل عمارة يوم قديد
وقتل أبوه حمزة أيضا يومئذ
وقتل أبوه مصعب في الحرب بينه وبين عبد الملك بن مروان
وقتل أبوه الزبير بوادي السباع
وقتل أبوه العوام يوم الفجار
وقتل أبوه خويلد في الجاهلية
ثلاثة قضاة في نسق
بلال بن أبي بردة كان قاضيا على البصرة
وأبوه أبو بردة بن أبي موسى كان قاضيا على الكوفة
589

وأبوه أبو موسى الأشعري كان قاضيا لعمر
وكذلك سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن كعب من بني العنبر قضي لأبي جعفر على البصرة سبع عشرة سنة وولي صلاة البصرة مرتين ومات وهو أميرها
وابنه عبد الله بن سوار
وابنه سوار بن عبد الله بن سوار
ثلاثة أسماء في نسق
أبو البختري القاضي وهو وهب بن وهب بن وهب
وفي ملوك فارس بهرام بن بهرام بن بهرام
وفي الطالبين حسن بن حسن بن حسن
وفي ملوك غسان الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر
خمسة موالي في نسق
داود بن خالد بن دينار
وأخواه سهل ويحيى ابنا خالد
وكلهم قد روى عنهم الحديث هم موالي آل حنين الذين منهم إبراهيم ابن عبد الله بن حنين وكان يروي عنه الزهري
وآل حنين موالي مثقب ومثقب مولى مسحل ومسحل مولى شماس وشماس مولى العباس بن عبد المطلب
590

أربعة رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسق
أبو قحافة
وابنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر
وابنه محمد بن عبد الرحمن
أربعة إخوة شهدوا بدرا
هم عاقل وإياس وخالد وعامر بنو البكير الليثيون وكان معاوية يفخر بهم على الأنصار ويقول لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدرا أربعة إخوة غيرهم
ثلاثة سادة في نسق
المهلب بن أبي صفرة
وابنه يزيد بن المهلب
وابنه مخلد بن يزيد ساد وهو صبي قال فيه حمزة بن بيض متقارب
* بلغت لسبع مضت من سنيك
* ما يبلغ السيد الأشيب
* فهمك فيها جسام الأمور
* وهم لداتك ان يلعبوا
*
591

وكذلك خارجة بن حصن ساد أهل الكوفة
وأبوه حصن بن حذيفة ساد أسدا وغطفان
وأبوه حذيفة بن بدر كان يقال له رب معد
ومنهم الحكم بن المنذر بن الجارود من عبد القيس ساد
وأبوه وجده
أخوان تفاوت ما بينهما في السن
موسى بن عبيدة الذي يروي عنه الحديث كان أخوه عبد الله بن عبيدة أسن منه بستين سنة وكان موسى يروي عن أخيه
أب و أبن تقارب ما بينهما في السن
عمرو بن العاص كان بينه و بين عبد الله أبنه أثنتا عشر سنة
الطوال
كان حبيب بن مسلمة الفهري كالمشرف على دابة لطوله
و كان عمر بن الخطاب كأنه راكب والناس يمشون لطوله
العباس بن عبد المطلب كان يمشي في الطوائف كأنه عمارية على ناقة و الناس كلهم دونه
و كان جرير بن عبد الله البجلي يتفل في ذروة البعير من طوله و كانت نعله ذراعا
592

و كان عدي بن حاتم طويلا إذا ركب الفرس كادت رجله تخط في الأرض
و كان قيس بن سعد طويلا جسيما و كتب ملك الروم إلى معاوية أرسل إلى سراويل أجسم أطول رجل عندك فقال معاوية ما أعلم إلا قيس بن سعد فقال لقيس إذا انصرفت فابعث إلى سراويلك فخلعها ورمى بها إليه فقال ألا بعثت بها من منزلك فقال طويل
* أردت لكيما يعلم الناس أنها
* سراويل قيس و الوفود شهود
* و ألا يقول الناس بالظن أنها
* سراويل عادي نمته ثمود
* و عبيد الله بن زياد كان طويلا لا يرى ماشيا إلى ظنوه راكبا من طوله
وكان علي بن عبد الله بن العباس طويلا جميلا وعجب قوم من طوله
فقال رجل يا سبحان الله كيف نقص الناس لقد أدركت العباس يطوف بهذا البيت و كأنه فسطاط أبيض فحدث بذلك على فقال كنت إلى منكب أبي و كان أبي إلى منكب جدي
و كان جبله بن الأيهم آخر ملوك غسان طوله اثنا عشر شبرا و إذا ركب مسحت قدمه الأرض و اسلم في خلافة عمر ثم تنصر بعد ذلك و لحق ببلاد الروم
و كان عمارة بن عقبة الحنفي الخارجي طويلا و آمنه الحجاج فمات بالبصرة ولما مات لم يجدوا سريرا يحملونه عليه فزادوا في السرير ألواحا
593

القصار
عبد الله بن مسعود كان شديد القصر يكاد الجلوس يوارونه من قصره إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف كان قصيرا و تزوج سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما فلم ترض به فخلعت منه وهو أبو سعد بن إبراهيم
وروى أبو زيد النحوي عن عمرو بن عبيد عن الحسن أنه قال
ما كان طول فرعون إلا ذراعا
الحطيئة الشاعر كان شديد القصر ولذلك لقب الحطيئة وكذلك ذو الرمة الشاعر والمرار الشاعر وهو القائل طويل
* ومنتظري صتما فقال رأيته
* نحيفا فقد أخزى من الرجل الصتم
* من حمل به أكثر من وقت الحمل
يقال إن الضحاك بن مزاحم ولد وهو ابن ستة عشر شهرا
شعبة بن الحجاج ولد لسنتين
594

محمد بن عجلان مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة حمل به أكثر من ثلاث سنين فلما ولد كانت قد نبتت أسنانه
مالك بن أنس حمل به أكثر من سنتين
قال الواقدي
سمعت نساء آل الجحاف من ولد زيد بن الخطاب يقلن ما حملت امرأة منا أقل من ثلاثين شهرا
وهرم بن حيان حمل به أربع سنين ولذلك سمي هرما
من قصر به عن وقت الحمل
المسيح عيسى عليه السلام ولد لثمانية أشهر ولذلك لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش
الشعبي ولد لسبعة أشهر توأما
جرير الشاعر ولد لسبعة أشهر
عبد الله بن مروان ولد لستة أشهر
595

المنسوبون إلى غير عشائرهم وآبائهم
الزنجي بن خالد كان أبيض مشربا حمرة وإنما الزنجي لقب له كما قيل للأبيض أبو الجون وللحبشي أبو البيضاء
إبراهيم بن يزيد الخوزي ممن حمل عنه الحديث مولى عمر بن عبد العزيز ولم يكن خوزيا وإنما لقب بذلك لأنه نزل شعب الخوز بمكة وكانت وفاته سنة إحدى وخمسين ومائة
مقسم مولى ابن عباس ليس هو مولى ابن عباس ولكنه مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وإنما نسب إلى ابن عباس للزومه إياه وإنقطاعه إليه وروايته عنه
خالد الحذاء لم يكن حذاء وإنما كان يجالس الحذائين فنسب إليهم
سليمان التيمي لم يكن من تيم ولا مولى لهم ولكنه كان ينزل في تيم وكان مسجده فيهم فنسب إليهم وهو مولى بني مرة بن عباد ابن ضبيعة
أبو سعيد المقبري كان منزله عند المقابر فقيل المقبري
عثمان البتي هو عثمان بن سليمان بن جرموز وكان من أهل الكوفة فانتقل إلى لبصرة وهو مولى لبني زهرة وكان يبيع البتوت فنسب إليها
السدي كان يبيع الخمر في سدة المدينة فنسب إليها واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن
596

إسماعيل بن مسلم المكي المحدث ليس من أهل مكة ولكنه نزل مكة حينا وكان بصريا فلما رجع إلى البصرة قيل له المكي
القاسم بن الفضل الحداني أبو المغيرة ولم يكن حدانيا ولكنه كان نازلا في بني حدان فنسب إليهم وهو من الأزد
عبد الواحد بن زياد الثقفي ليس من ثقيف وهو مولى لعبد القيس ونسب لثقيف
اليزيدي عبد الرحمن بن مبارك كان يؤدب ولد يزيد بن منصور الحميري فقيل يزيدي
ابن أم مكتوم وهو منسوب إلى أمه وأبوه قيس واسمه عبد الله ويقال عمرو
شرحبيل بن حسنة منسوب إلى أمه وأبوه عبد الله بن المطاع
عبد الله بن بحينة منسوب إلى أمه وأبوه مالك
خفاف بن ندبة منسوب إلى أمه وأبوه عمير بن الحارث السلمي
أبو لبابة وهو مكنى ببنت له يقال لها لبابة واسمه بشير
معاذ ومعوذ ابنا عفراء منسوبان إلى أمهما وأبوهما الحارث ابن رفاعة ولمعاذ عقب ولا عقب لمعوذ
فيروز الحميري قاتل الأسود العنسي هو من العجم من الديلم وقيل حميري لنزوله في حمير
597

إسماعيل بن علية منسوب إلى أمه وأبوه إبراهيم بن مقسم
عبيد الله بن عائشة منسوب إلى جدة له وكان أبوه أيضا يعرف ب ابن عائشة وهو عبيد الله بن محمد بن حفص التميمي
مرداس بن أدية منسوب إلى جدة له أو ظئر
ابن القرية منسوب إلى أمه وهو أيوب بن يزيد
ابن الإطنابة الشاعر منسوب إلى أمه وهو عمرو بن عامر
ابن الدمينة وابن ميادة منسوبان إلى أمهما
سليمان بن قتة منسوب إلى أمه وكان شاعرا يحمل عنه الحديث وهو مولى لتيم قريش
العماني الشاعر لم يكن من عمان ولكنه كان مصفر الوجه عظيم البطن فرآه دكين الراجز يمتح فقال من هذا العماني لأن أهل عمان صفر الوجوه عظام البطون
598

المسمون بكناهم
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم من الأنصار
أبو بكر بن عياش اسمه كنيته وقد قيل اسمه شعبة
أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة
أبو عمرو بن العلاء وأخوه أبو سفيان بن العلاء أسماؤهما كناهما
أبو قرة الكندي أول قاض قضى بالكوفة أسمه كنيته
أبو هبيرة بن الحارث من الأنصار أسمه كنيته
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي اسمه كنيته و يقال له راهب قريش
أبو بكر بن أبي موسى الأشعري أسمه كنيته
أبو أمية و أبو الخضرمي من تيم الرباب و اسمهما كنيتاهما
599

المكنون بكنيتين وثلاث
عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه يكنى أبا عبد الله و أبا عمرو و أبا ليلى
عبد الله بن الزبير يكنى أبا بكر و أبا حبيب و أبا عبد الرحمن
قطري بن الفجاءة يكنى أبا محمد و أبا نعامة و أبا حنظله
عبد العزي بن عبد المطلب و يكنى أبا لهب و أبا عتيبة
عامر بن الطفيل و يكنى أبا علي و أبا عقيل
قيس بن مكشوك يكنى أبا أسد و أبا حسان
حسان بن ثابت يكنى أبا الوليد و أبا الحسام
حمزة بن عبد المطلب يكنى أبا يعلي و أبا عمارة
صخر بن حرب يكنى أبا سفيان و أبا حنظلة
600

ذكر الطواعين و أوقاتها
قال أبو محمد حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال
أول طاعون في الإسلام طاعون عمواس بالشام فيه مات معاذ بن جبل وامرأتاه وابنه وأبو عبيدة بن الجراح
وطاعون شيرويه بن كسرى بالعراق في زمن واحد وكانا جميعا في زمن عمر بن الخطاب وبين طاعون شيرويه وبين طاعون عمواس مدة طويلة
ثم طاعون الجارف في زمن ابن الزبير سنة تسع وستين وعلى البصرة يومئذ عبيد الله بن عبد الله بن معمر
ثم طاعون الفتيات لأنه بدأ في العذارى والجواري بالبصرة وبواسط وبالشام وبالكوفة والحجاج يومئذ بواسط في ولاية عبد الملك بن مروان ومات فيه عبد الملك بن مروان أو بعده بقليل ومات فيه أمية بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد وعلي بن أصمع وصعصعة بن حصن وكان يقال له طاعون الأشراف
ثم طاعون عدي بن أرطأة سنة مائة
ثم طاعون غراب سنة سبع وعشرين ومائة وغراب رجل من الرباب وكان أول من مات فيه في ولاية الوليد بن يزيد ابن عبد الملك
601

ثم طاعون سلم بن قتيبة سنة إحدى وثلاثين ومائة في شعبان وشهر رمضان وأقلع في شوال ومات فيه أيوب السختياني
قال وقال الأصمعي مرة أخرى
وقع طاعون سلم بالعراق يوم الخروج يعني يوم العيد سنة إحدى وثلاثين وبالشام سنة خمس وثلاثين وكان إذا فتح أفرق منه صاحبه
وفي طاعون الأشراف يقول الشاعر طويل
* وما ترك الطاعون من ذي قرابة
* اليه إذا كان الإياب يؤوب
*
ولم يقع بالمدينة ولا بمكة طاعون قط
602

ذكر الأيام المشهورة في الجاهلية
يوم ذي قار
كان سببه أن النعمان بن المنذر حين هرب من أبرويز استودع هانئ بن مسعود بن عامر الشيباني عياله ومائة درع فبعث اليه أبرويز في الدروع وفي ابنيه فأبى أن يسلم ذلك فأغزاه جيشا فاقتتلوا بذي قار فظفرت بنو شيبان فكان أول يوم انتصرت فيه العرب من العجم
* الفجار الأول
كان الفجار الأول بين قريش ومن معها من كنانة وبين قيس عيلان وسبب ذلك أن رجلا من بني كنانة كان عليه دين لرجل من بني نصر بن معاوية فأعدم به الكناني فوافى النصري سوق عكاظ بقرد فوقفه في السوق فقال من يبتغي هذا بمالي على فلان الكناني فمر به رجل من كنانة فضرب بالسيف القرد فقتله فصرخ النصري في قيس وصرخ الكناني في كنانة فتجاوز الناس حتى كاد يكون بينهم حرب ثم اصطلحوا ولم يكن بينهم قتال وإنما كان القتال في الفجار الثاني
الفجار الثاني
كان حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو قاد أسد وغطفان كلها وابنه عيينة بن حصن من المؤلفة قلوبهم فأتى عيينة سوق
603

عكاظ فرأى الناس يتبايعون فقال أرى هؤلاء مجتمعين بلا عهد ولا عقد و لئن بقيت إلى قابل ليعلمن فغزاهم من قابل و أغار عليهم فهذا سبب الفجار الثاني و كانت الحرب فيه بين كنانة و قيس و الدائرة على قيس عيلان
حلف الفضول
سببه أن قريش كانت تتظالم بالحرم فقام عبد الله بن جدعان و الزبير بن عبد المطلب فدعوا قومهم إلى التحالف على التناصر و الأخذ للمظلوم من الظالم فأجابوهما و تحالفوا في دار عبد الله بن جدعان
حلف المطيبين
و المطيبون عبد مناف و زهرة و أسد بن عبد العزي و تيم والحارث أبن فهر سببه أن بني قصى أرادوا ينتزعوا بعض ما كان بأيدي بني عبد الدار من الرفادة واللواء و الندوة والحجابة و لم يكن لهم إلا السقاية فتحالفوا على حربهم و أعدوا للقتال ثم رجعوا عن ذلك و أقروا ما كان بأيديهم و الرفادة شيء كان فرضه قصي على قريش لطعام الحاج في كل سنة
يوم الوقيط
هو يوم كان في الإسلام بين بني تميم و بكر بن وائل
604

يوم شويحط
يوم كان بين اليمين و مضر في الجاهلية و كان على الناس يومئذ زرارة بن عدس
حرب بكر وتغلب أبني وائل بن ربيعة
سببها أن كليب بن ربيعة من تغلب وكان سيد ربيعة في دهره و هو الذي يقال له أعز من كليب وائل مرت به إبل جساس بن مرة أبن ذهل بن شيبان بن ثعلبة فرمى ناقة منها فانتظم ضرعها و كانت الناقة لبسوس خالة جساس فركب جساس ومعه عمرو بن الحارث بن ذهل إلى كليب فطعنا كليبا واحتزا رأسه فهاجت الحرب بينهم أربعين سنة وكانت لهم ستة أيام مشهورة و مهلهل أخو كليب القيم فيها
يوم عنيزة
وهو يوم تكافئوا فيه
يوم واردات
و كان لتغلب على بكر
يوم الحنو
و كان لبكر على تغلب
يوم القصيبات
و كان لتغلب على بكر فقتلوا بكرا أثخن القتل و فيه قتل همام بن مرة أخو جساس
605

يوم قضة و هو يوم الفصيل
يوم تحلاق اللمم
و فيه قتل وحجدر قتلته النساء و ذلك أنه لم يحلق شعره فلم يعرفنه
و لم يكن بعد هذا اليوم يوم مذكور و إنما كان بينهم تغاور و تطرف و لم يقتل جساس إلى أن انقضى ما بينهم
حرب داحس والغبراء
و هذه حرب كانت بين عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان و بين ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن بن سعد بن قيس عيلان وسببها أن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي و حذيفة بن بدر الذبياني تراهنا على خطر عشرين بعيرا أيهما سبقت خيله أخذها من صاحبه و جعلا الغاية مائة غلوة و المضمار أربعين ليلة و المجري من ذات الإصاد فأجرى قيس داحسا و الغبراء وأجرى حذيفة قرزلا ويقال الخطار والحنفاء فوضعت بنو فزارة رهط حذيفة كمينا على الطريق فردوا الغبراء ولطموها وكانت سابقة فقال قيس سبقت ودفعوه عن ذلك فوقع بينهم الشر فقال قيس أعطونا بعيرا واحدا ننحره لأهل الماء فقال حذيفة ما كنا لنقر لكم بالسبق فلما رأى ذلك قيس رحل عنهم مفارقا لهم ثم إن قيسا بعد ذلك بحين أغار عليهم فلقى عوف بن بدر أخا حذيفة
606

فقلته وفداه مائة ناقة عشراء وخرج مالك بن زهير يريد ناحية فلقيه حمل بن بدر فقتله فأرسل قيس إلى حذيفة أن أردد علينا إبلنا فقد قتلت مالك بن زهير بعوف بن بدر وكانت الإبل قد تناتجت عند حذيفة فدفعها دون أولادها وأبت بنو عبس إلا إبلهم وأولادها و هاجت الحرب بينهم إلى أن حمل الدماء بينهم الحارث ابن عوف المرى
607

قصص قوم المثل بأسمائهم
قوس حاجب
هو حاجب بن زرارة و كان أتى كسرى في جدب أصابهم بدعوة رسول الله = ص عليهم فسأله أن يأذن له ولقومه أن يصيروا إلى ناحية من نواحي بلده حتى يحيوا فقال له كسرى إنكم معشرالعرب قوم غدر حرصاء فإن أذنت لكم أفسدتم البلاد وأغرتم على الرعية وآذيتموهم قال حاجب فإني ضامن للملك ألا يفعلوا قال فمن لي بأن تفي أنت قال أرهنك قوسي فضحك من حوله فقال كسرى ما كان ليسلمها أبدا فقبلها منه وأذن لهم أن يدخلوا الريف وأحيا الناس بدعوة رسول الله = ص لهم وقد مات حاجب فارتحل عطارد بن حاجب إلى كسرى يطلب قوس أبيه فردها عليه و كساه حلة فلما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني تميم و أسلم أهدى الحلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها فباعها بأربعة آلاف درهم من رجل من اليهود
و قال أبو اليقظان القوس اليوم عند ولد جعفر بن عمير بن عطارد بن حاجب لأنهم أكبر ولده
بأقل الذي يضرب به المثل بعيه هو من بني قيس بن ثعلبة و كان أشترى عنزا بأحد عشر درهما فقالوا له بكم اشتريت العنز ففتح كفيه و فرق أصابعه و أخرج لسانه يريد أحد عشر فلما عيروه بذلك قال
608

متقارب
* يلومون في حمقه باقلا
* كأن الحماقة لم تخلق
* فلا تكثروا العذل في عيه
* فللعي أجمل بالأموق
* خروج اللسان و فتح البنان
* أحب إلينا من المنطق
* قرط مارية
يقال هي مارية بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي و أختها هند الهنود امرأة حجر آكل المرار الكندي و أبنها الحارث الأعرج الذي ذكره النابغة في قوله
و الحارث الأعرج خير الأنام
و إياها عنى حسان بن ثابت بقوله بسيط
* أولاد جفنة حول قبر أبيهم
* قبر أبن مارية الكريم المفضل
* خريم الناعم
هو خريم بن عمرو من بني مرة بن عوف بن سعد بن ذيبان و أبنه عدي بن خريم و أبناه عثمان و أبو الهند أم أبناء عمارة
و قيل له الناعم لأنه كان يلبس الخلق في الصيف و الجديد في الشتاء
أم خارجة
هي أم خارجة بنت قراد بنت بجيلة كانوا يقولون لها خطب فتقول نكح فقيل أسرع من نكاح أم خارجة و ولدت لبكر بن عبد مناة الليث والدول و عريجا و هي أم العنبر والهجيم و أسيد
609

و ولدت أيضا في بني القين من اليمن قوم يقال لهم بنو الحرة
و ولدت في بهراء
و خارجة أبنها و لا يعلم ممن هو
حجام ساباط
قال الأصمعي ساباط كسرى بالعجمية بلاش أباذ و بلاش أسم رجل و إنما ضربوا به المثل في الفراغ لأنه كانت تمر به الجيوش فيحجمهم من الكساد بنسيئة حتى يرجعوا
شقائق النعمان
قال أبو محمد شقائق النعمان منسوبة إلى النعمان بن المنذر و كان خرج إلى الظهر و قد أعتم نبته من بين أحمر وأخضر و أصفر و إذا فيه من هذه الشقائق شيء كثير فقال ما أحسنها احموها فحموها فسميت شقائق النعمان
حديث خرافة
حدثني أبو سفيان الغنوي قال حدثنا سعيد بن عبد الله السلمي قال حدثنا علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس بن مالك
610

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة إن أصدق الأحاديث حديث خرافة
و كان رجلا من بني عذرة سبته الجن فكان يكون معهم فإذا استرقوا السمع أخبروه فيخبر به أهل الأرض فيجدونه كما قال
برجان اللص
هو فضل بن برجان مولى لبني امرئ القيس و كان له صاحبان يقال لهما سهم و سهام فقتلهما مالك بن المنذر فقال خلف بن خليفة بسيط
* إن كنت لم تسألي سهما و صاحبه
* عن مالك فاسألي فضل بن برجان
* يخبرك عنه الذي أوفى على شرف
* حتى أناف على دور و بنيان
* سحبان وائل
هو منسوب إلى وائل باهلة و هو وائل بن معن بن أعصر و كان خطيبا فضرب به المثل قال الشاعر في ضيف نزل به طويل
* أتانا ولم نعدله سحبان وائل
* بيانا وعلما بالذي هو قائل
* فما زال عنه اللقم حتى كأنه
* من العي لما أن تكلم بأقل
*
و ابنه عجلان بن سحبان الذي يقول في طلحة الطلحات مجزوء الكامل
* منك العطاء فاعطني
* و على مدحك في المشاهد
*
611

طفيل الذي ينسب إليه الطفيليون
هو طفيل من أهل الكوفة من ولد عبد الله بن غطفان أبن سعد و كان يقال له طفيل العرائس لدخوله الأعراس و تتبعه لها
كنز النطف
تقول العرب لو كان فلان كنز النطف ما عدا هو رجل من بني يربوع كان فقيرا يحمل الماء على ظهره فينطف أي يقطر و كان أغار على مال بعث به باذان من اليمن إلى كسرى فأعطى منه يوما حتى غابت الشمس فضربته العرب مثلا
ندامة الكسعي
هو رجل رمى فأصاب فظن أنه أخطأ فكسر قوسه فلما علم ندم على كسر القوس فضرب به المثل في كل امر كان فيه ندم
مواعيد عرقوب
كان يعقوب رجلا من العماليق فأتاه أخ له يسأل شيئا فقال له عرقوب إذا أطلع نخلى فلما أطلع نخله اتاه فقال إذا أبلح فلما أبلح أتاه فقال إذا أزهى فلما أزهى أتاه فقال إذا أرطب فلما أرطب أتاه فقال إذا صار تمرا فلما صار تمرا أخذه من الليل و لم يعط أخاه شيئا فضربت به العرب المثل في الخلف قال الشاعر
612

طويل
* و عدت وكان الخلف منك سجية
* مواعيد عرقوب أخاه بيترب
*
هكذا قرأته في كتاب سيبويه بالتاء و فتح الراء
خفا حنين
كان حنين إسكافا من أهل الحيرة ساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه فارادأن يغيظ الأعرابي فلما ارتحل أخذ حنين أحد الخفين فألقاه ثم القى الاخر في موضع أخر من طريقة فلما مر الاعرابي بأحدهما قال ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الاخر لاخذته ومضى فلما انتهى إلى الاخر ندم على ترك الأول وأناخ راحلته فاخذه ورجع إلى الأول وقد كمن له حنين فعمد إلى راحلته فذهب بها وبما عليها واقبل الاعرابي ليس معه غير الخفين فقال له قومه ما الذي أتيت به قال بخفى حنين فضربته العرب مثلا لمن جاء خائبا
عطر منشم
قد اختلفوا في منشم وأحسن ما سمعت فيه أنها امرأة كانت تبيع الحنوط في الجاهلية فقيل للقوم إذا تحاربوا دقوا بينهم عطر منشم يراد طيب الموتى
613

حمام منجاب
هو ينسب إلى منجاب ابن راشد الضبي ولهج الناس بذكره لقول القائل البسيط
* يا رب قائله يوما وقد لغبت كيف الطريق إلى حمام منجاب
خليف
الذي تنسب اليه الفالوذجة الخليفية هو خليف بن عقبة من بنى ربيع ابن الحارث وهو مقاعس من بني تميم ويكنى أبا بكر كناه بذلك محمد بن سيرين وكان من أصحابه وكان من اظرف أهل البصرة وله بها عقب
299 سليم
الذي ينسب إليه اصفر سليم كان لعبد الله بن أبي بكرة ثلاثة وكلاء يقال لهم سليم الناصح وسليم الغاش وسليم الساحر وهذا هو الذي عمل اصفر سليم
سعيد
الذي تنسب إليه الثياب السعيدية هو سعيد بن العاص بن سعيد كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قتل أباه يوم بدر وابنه سعيد غلام فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة فبها سميت الثياب السعيدية
614

وكان سعيد أول من خش الإبل في العظم وولد له نحو من عشرين ابنا وعشرين بنتا
ومن ولده عمرو بن سعيد الأشدق الذي قتله عبد الملك بن مروانابن رغبان
الذي ينسب إليه المسجد ببغداد هو مولى حبيب بن مسلمة من قريش من محارب بن فهر وكان حبيب عظيم القدر بلى الولايات زمن عثمان ومعاوية وهو ممن يعد في المشهورين بالطول
302 رماة الحدق
قد اختلفوا فيهم فذكر بعضهم أنهم من طيء وقال آخرون هم النوبة وهم يرمون بالنبل عن قسى عربية فالعرب تسميهم رماة الحدق هم أصحاب إبل وغنم وبقر وخيل عتاق كالعرب
الجوائز
أصل الجائزة والجوائز أن قطن بن عبد عوف بن أصرم من بني هلال ابن عامر بن صعصعة ولى فارس لعبد الله بن عامر فمر به الأحنف بن قيس في جيشه غازيا إلى خراسان فوقف لهم على قنطرة الكر فجعل ينسب الرجل فيعطيه على قدر حسبه وكان يعطيهم مائة مائة
615

فلما كثروا عليه قال اجيزوهم فأجيزوا فهو أول من سن الجوائز قال الشاعر وافر
* فدى للأكرمين بني هلال 5 على علاتهم عمي وخالي
* هم سنوا الجوائز في معد
* فصارت سنة أخرى الليالي
* الأحابيش حلفاء قريش
هم بنو المصطلق و الحيا بن سعد بن عمرو و بنو الهون بن خزيمة اجتمعوا بذنب حبشي و هو جبل بأسفل مكة و تحالفوا بالله إنا ليد على غيرنا ما سجى ليل و وضح نهار و ما رسا حبشي مكانه فسموا أحابيش بأسم الجبل
و قال حماد الراوية سموا أحابيش لأجتماعهم والتجمع في كلام العرب هو التحبش
الحمس
هم قريش و من دان بدينهم من كنانة و إنما التحمس التشدد في الدين وكانوا لا يستظلون أيام منى ولا يسؤون السمن و لا يدخلون البيوت من أبوابها و هم محرومون و يقفون بالمشعر ولا يأتون عرفة ولا يلتقطون الجلة
616

القارظان
تقول العرب لأفعل كذا حتى يؤوب القارظان أما الأول فهو القارظ العنزي وهو يذكر بن عنزة و كان خزيمة بن نهد بن زيد يهوي ابنته فاطمة و هو القائل فيها متقارب
* إذا الجوزاء أردفت الثريا
* ظننت بآل فاطمة الظنونا
*
و أن أباها خرج يطلب القرظ فلقيه خزيمة فقتله فلم يرجع و لم تعرف قصته حتى قال خزيمة متقارب
* فتاة كأن رضاب العبير
* بفيها يعل به الزنجيل
* قتلت أباها على حبها
* فتبخل إن بخلت أو تنيل
* فلما قال هذبن البيتين تحاربوا
و القارظ الآخر هو أبو رهم رجل من عنزة و كان عشق ابنة عم له فالتقيا في أخذ القرظ فاحتملها على بعيره حتى وقع في بني ضابئ همدان وهم اليوم يدعون بني قارظ و لهما يقول أبو ذؤيب طويل
* و حتى يؤوب القارظان كلاهما
* و ينشر في القتلى كليب بن وائل
*
617

عمرو الذي يقال فيه شب عمرو عن الطوق
هو عمرو بن عدي بن نصر أبن أخت جذيمة الأبرش و هو الذي كان يقول إذا جنى الكماة بين يدي خالة و هو صبي رجز
* هذا جنى وخياره فيه
* و كل جان يده إلى فيه
*
و استهوته الجن حينا ثم ظهر فوجده مالك وعقيل فانتسب لهما فأتيا به جذيمة فسر به سرورا شديدا وحكمهما فحكما منادمته فهما ندماء جذيمه قال متمم بن نويرة التيمي يرثى أخاه طويل
* وعشنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
وقال أبو خراش الهذلي طويل
* ألم تعلمي ان تفرق قبلنا
* خليلا صفاء مالك و عقيل
*
و أن أمه نظفته و ألبسته ثياب الملوك و طوقته بطوق و أمرته بزيارة خالة
فلما رأى خاله لحيته و الطوق في عنقه قال شب عمرو عن الطوق و كانت الزباء قتلت خاله فأدرك عمرو و قصير ثأره فقتلاهما
الأكراد
تذكر العجم أن الأكراد فضل طعم بيوراسف و ذلك أنه كان يأمر ان يذبح له كل يوم إنسانان ويتخذ طعامه من لحومهما و كان له وزير يقال له أرمائيل و كان يذبح واحدا و يستحي واحدا و يبعث به إلى جبال فارس فتوالدوا في الجبال و كثروا
618

الخوز
ذكر الأصمعي قال
الخوز هم الفعلة الذين بنوا الصرح لفرعون واسمهم مشتق من اسم الخنزير يقال لهم بالفارسية خوك
304 اليهود
إنما سموا يهود لأنهم انتسبوا لبعض الملوك إلى يهود بن يعقوب لامر خافوه
النصارى
سموا نصارى باسم القرية التي نزل فيها المسيح وهي ناصرة من ارض الخليل قولهم
على يدي عدل
هو عدل بن فلان من سعد العشيرة وكان على شرطة تبع فإذا غضب على رجل دفعة اليه فقال الناس لكل شيء يخاف هلاكه هو على يدي عدل ويقال ان العدل هو العدل بين يدي المتراهنين في الرهن وإذا كان الشيء على يديه كان صاحبه على شرف غرم أو غنم
ومثله قولهم هو على خطر والحطر ما يجعله المتقامران بينهما للقامر
اكفر من حمار
هو رجل من بقايا عاد وكان حمى موضعا من ارض عاد يقال له الجوف ونزله وكان فيه شجر وماء وكان له بنون عشرة فماتوا كلهمفغضب وكفر كفرا عظيما وقتل كل من وجده من المسلمين فأقبلت نار من أسفل الجوف بريح عاصف حتى أحرقت الجوف كله واحرقتهومن كان معه فأصبح الجوف كأنه الليل وغاض ماؤه وصار ملعبا للجن وهابه كل من كان يسلكه فضربت العرب به المثل فقالوا واد كجوف العير وقالوا اكفر من حمار
أحمق من دغة
قال
اسمها مارية بنت ربيعة من عجل وكانت عند جندب بن العنبر فولدت له عدي بن جندب وكانت حمقاء حسناء ولها في حمقها اخبار
الطرة السكينية
هي تنسب إلى سكينه بنت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما
619

فغضب وكفر كفرا عظيما وقتل كل من وجده من المسلمين فأقبلت نار من أسفل الجوف بريح عاصف حتى احرفت الجوف كله واحرقته ومن كان معه فأصبح الجوف كأنه الليل وغاض ماؤه وصار ملعبا للجن وهابه كل من كان يسلكه فضربت العرب به المثل فقالوا واد كجوف الحمار وواد كجوف العير وقالوا أكفر من حمار
أحمق من دغة
قال
اسمها مارية بنت ربيعة من عجل وكانت عند جندب بن العنبر فولدت له عدي بن جندب وكانت حمقاء حسناء ولها في حمقها أخبار
الطرة السكينية
هي تنسب إلى سكينه بنت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما
620

أديان العرب في الجاهلية
كانت النصرانية في ربيعة وغسان وبعض قضاعة
وكانت اليهودية في حمير وني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة
وكانت المجوسية في تميم خفيف
منهم زرارة بن عدس التميمي وابنه حاجب بن زرارة وكان تزوج ابنته ثم ندم
ومنهم الأقرع بن حابس وكان مجوسيا وأبو سود جد وكيع ابن حسان كان مجوسيا
وكانت الزندقة في قريش اخذوها من الحيرة
وكان بنو حنيفة اتخذوا في الجاهلية الها من حيس فعبدوه دهرا طويلا ثم اصابتهم مجاعة فاكلوه فقال رجل من بني تميم
* أكلت ربها حنيفة من جوع قديم بها ومن إعواز
وقال اخر مجزوء الكامل
* أكلت حنيفة ربها زمن التقحم والمجاعه
* لم يحذروا من ربهم سوء العواقب والتباعه
621

الفرق
الأباضية
من الخوارج ينسبون إلى عبد الله بن إباض وهو من بنى مرة ابن عبيد من بني تميم رهط الأحنف بن قيس
الأزرق
من الخوارج ينسبون إلى نافع بن ألأزرق وهو من الدول ابن حنيفة ولا عقب له وقام بعده من الخوارج عبيد الله بن الماحوز فقتله المهلب بقرب الأهواز
البيهسيه
من الخوارج بنسبون إلى أبي بيهس من بني سعد بنضبيعه بن قيس واسمه هيضم بن جابر وكان عثمان بن حيان والى المدينة قطع يديه ورجليه
الخشبية
من الرافضة كان إبراهيم بن الأشتر لقي عبيد الله بن زياد وأكثر أصحاب إبراهيم معهم الخشب فسموا الخشبية
الكيسانية
من الرافضة هم أصحاب المختار بن أبي عبيد ويذكرون أن لقبه كيسان
السبئية
من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ وكان أول من كفر من الرافضة وقال على رب العالمين فأحرقه علي وأصحابه بالنار
622

المغيرية
من الرافضة ينسبون إلى المغيرة بن سعيد مولى بجيلة وكان سبئيا وكان يقول لو شاء علي لأحيا عادا وثمود والقرون بينهما وخرج على خالد بن عبد الله فقتله وصلبه بواسط عند قنطرة العاشر
المنصورية
من الرافضة هم منسوبون إلى أبي منصور الكسف وسمي كسفا لأنه قال لأصحابه في نزل قول الله تعالى وإن يروا كسفا من السماء ساقطا
ومنهم الخناقون
الخطابية
من الرافضة هم ينسبون إلى أبي الخطاب ولا أدري ممن هو غير أنه كان يأمر أصحابه أن يشهدوا على من خالفهم بالزور في الأموال والدماء والفروج وقال إن دماءهم ونساءهم لكم حلال
الغرابية
من الرافضة هؤلاء لم ينسبوا إلى رجل وإنما قيل لهم غرابية لأنهم ذكروا أن عليا كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الغراب بالغراب فغلط جبريل حين بعث إلى علي لشبه النبي صلى الله عليه وسلم به
الزيدية
هم منتسوبون إلى زيد بن علي المقتول وهم أقل الرافضة غلوا غير أنهم يرون الخروج مع كل من خرج
623

أسماء الغالية من الرافضة
أبو الطفيل
صاحب راية المختار وكان آخر من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا
والمختار وأبو عبد الله الجدلي وزرارة بن أعين وجابر الجعفي
الشيعة
الحارث الأعور وصعصعة بن صوحان والأصبع بن نباتة وعطية العوفي وطاووس وسليمان الأعمش وأبو إسحاق السبيعي وأبو صادق وسلمة بن كهبل والحكم بن عتيبة وسالم بن أبي الجعد وإبراهيم النخعي وحبة بن جوين وحبيب بن أبي ثابت ومنصور بن المعتمر وسفيان الثوري وشعبة ابن الحجاج وفطر بن خليفة والحسن بن صالح بن حي وشريك وأبو إسرائيل الملائي ومحمد بن فضيل ووكيع بن الجراح وحميد الرؤاسي وزيد بن الحباب والفضل بن دكين والمسعودي الأصغر وعبيد الله بن موسى
وجرير بن عبد الحميد وعبد الله بن داود وهشيم وسليمان التيمي وعوف الأعرابي وجعفر الضبعي ويحيى بن سعيد القطان وابن لهيعة وهشام بن عمار والمغيرة صاحب إبراهيم ومعروف بن خربوذ وعبد الرزاق ومعمر وعلي ابن الجعد
624

المرجئة
إبراهيم التيمي عمرو بن مرة در الهمداني طلق بن حبيب حماد بن أبي سليمان أبو حنيفة صاحب الرأي عبد العزيز بن أبي داود وابنه عبد الحميد خارجة بن مصعب عمرو بن قيس الماصر أبو معاوية الضرير يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أبو يوسف صاحب الرأي محمد بن الحسن محمد بن السائب مسعر بن كدام
القدرية
معبد الجهني عطاء بن ياسر عمرو بن عبيد غيلان القبطي الفضل الرقاشي عمرو بن فائد وهب بن منبه ثم رجع قتادة هشام الدستوائي سعيد بن أبي عروبة حميد الطويل عوف بن أبي جميلة إسماعيل بن مسلم المكي عثمان بن مقسم البري نصر بن عاصم ابن أبي نجيح خالد العبدي همام بن يحيى مكحول الشامي سعيد بن إبراهيم نوح بن قيس الطاحي وكان رافضيا أيضا غندر ثور بن زيد عباد بن منصور عبد الوارث التنوري صالح المري كهمس عباد بن صهيب خالد بن معدان محمد ابن إسحاق
625

كتاب الملوك ملوك اليمن قال أبو محمد
كان يعرب بن قحطان سار إلى اليمن في ولده وأقام بها وهو أول من نطق بالعربية من ولد آدم وأول من حياه ولد بتحية الملوك أبيت اللعن وأنعم صباحا
واليمن كلها من ولده وولد ليعرب يشجب بن يعرب وولد ليشجب سبأ بن يشجب وكانت الملوك في ولده ويقال إنه سمي سبأ لأنه أول من سبى السبي من ولد قحطان
فأول الملوك من ولده حمير بن سبأ ملك حتى مات هرما ولم يزل الملك في ولد حمير لا يعدو ملكهم اليمن ولا يغزو أحد منهم حتى مضت قرون وصار الملك إلى الحارث الرائش
الحارث الرائش
وكان الحارث أول من غزا منهم وأصاب الغنائم وأدخلها اليمن وبين الرائش وبين حمير خمسة عشر أبا فيما يقال وسمي الرائش لأنه أدخل اليمن الغنائم والأموال والسبي فراش الناس
وفي عصره مات لقمان صاحب النسور ولقمان هو الذي بعثته عاد في وفدها إلى الحرم ليستسقي لها فخير بقاء سبع بقرات سمر من أظب أو عفر في جبل وعر لا يمسها القطر أو بقاء سبعة أنسر كلما هلك منها نسر
626

خلف من بعده نسر فإختار أعمار النسور فكان آخر نسوره لبد وقد ذكرته الشعراء قال النابغة بسيط
* أضحت خلاءا وأضحى أهلها إحتملوا
* أخنى عليها الذي أخنى على لبد
*
وقال لبيد بن ربيعة العامري بسيط
* لما رأى لبد النسور تطايرت
* رفع القوادم كالفقير الأعزل
*
والشعراء تنسبه إلى عاد ويقال إنه عمر ألفي سنة وأربعمائة ونيفا وخمسين سنة وكان أقصى أثر الرائش في غزوه الأول الهند ثم غزا بعد ذلك الترك ب آذربيجان وما يليها وسبى الذرية ثم أقبل
وقد ذكر الرائش نبينا صلى الله عليه وسلم في شعر له ذكر فيه من يملك منهم ومن غيرهم فقال وافر
* ويملك بعدهم رجل عظيم
* نبي لا يرخص في الحرام
* يسمى أحمدا يا ليت أني
* أعمر بعد مخرجه بعام
*
وكان ملكة مائة سنة وخمسا وعشرين سنة
أبرهة بن الرائش
ثم ملك بعده ابنه أبرهة بن الرائش وكان يقال له ذو المنار لأنه أول من ضرب المنار على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إذا رجع وكان ملكه مائة وثلاثا وثمانين سنة
إفريقيس بن أبرهة
ثم ملك بعده ابنه إفريقيس بن أبرهة بن الرائش فغزا نحو المغرب في أرض بربر حتى إنتهى إلى طنجة ونقل البربر من أرض فلسطين
627

ومصر والساحل إلى مساكنهم اليوم وكانت البربر بقية من قتل يوشع بن نون
وإفريقيس هو الذي بنى إفريقية وبه سميت وكان ملكه مائة وأربعا وستين سنة
العبد بن أبرهة
ثم ملك بعده أخوه العبد بن أبرهة وهو ذو الأذعار سمي بذلك لأنه كان غزا بلاد النسناس فقتل منهم مقتله عظيمة ورجع إلى اليمن من سبيهم بقوم وجوههم في صدورهم فذعر الناس منهم فسمي ذا الأذعار وكان هذا في حياة أبيه فلما ملك أصابه الفالج فذهب شقه قبل غزوه وكان ملكه خمسا وعشرين سنة
هداد بن شرحبيل
ثم ملك بعده هداد بن شرحبيل بن عمرو بن الرائش وهو أبو بلقيس صاحبة سليمان عليه السلام ويقال إنه نكح امرأة من الجن فولدت له بلقيس فلم يلبث إلا يسيرا حتى هلك فلما حضرته الوفاة جعل الملك لها بعده
بلقيس
فملكت بلقيس وكانت من أفضل الناس في زمانها وأعقلهم وأحزمهم فكان من أمرها وأمر سليمان عليه السلام ما قصه الله عز وجل علينا في كتابه ويقال إن سليمان تزوجها فولدت له داود بن سليمان ومات في حياة أبيه
628

ويقال بل تزوجها رجل من المقاول وسرحها إلى ملكها وكان يأتي بلدها في كل شهر
ويقال إن مدة سليمان كانت في ملكه أربعين سنة ويقال أربعا وعشرين سنة
وماتت بلقيس بعده بمدة يسيرة
ياسر بن عمرو
ثم ملك بعدها ياسر بن عمرو بن يعفر بن عمرو بن شرحبيل ويعرف بياسر النعم لإنعامه على الناس ورد الملك إليهم بعد سليمان عليه السلام وكان شديد السلطان قويا في أمره وخرج غازيا نحو المغرب حتى أتى وادي الرمل الجاري فوجه جيشا في الرمل فهلكوا فيه ولم يعد منهم واحد فأمر بصنم نحاس فعمل وكتب عليه بالمسند ليس ورائي مذهب ورجع
وكان ملكه خمسا وثمانين سنة
شمر بن أفريقيش
ثم ملك بعده شمر بن إفريقيش بن أبرهة بن الرائش وهو الذي يدعى شمر يرعش وذلك لإرتعاش كان به وخرج في جيش عظيم حتى دخل أرض العراق ثم توجه يريد الصين فأخذ على طريق فارس وسجستان وخراسان فإفتتح المدائن والقلاع وقتل وسبي ودخل مدينة الصغد فهدمها فسميت شمر كند أي شمر أخربها وأعربها الناس فقالوا سمرقند ثم عاد وكان ملكه مائة وسبعا وثلاثين سنة
629

الأقرن بن شمر
ثم ملك بعده ابنه الأقرن بن شمر يرعش فغزا بلاد الروم وكان أهلها يومئذ يعبدون الأوثان ووغل فيها حتى بلغ وادي الياقوت فمات قبل أن يدخله ودفن هناك وكان ملكه ثلاثا وخمسين سنة
تبع بن الأقرن
ثم ملك بعده ابنه تبع بن الأقرن بن شمر يرعش وهو تبع الأكبر وأول التبابعة فأقام عشرين سنة لا يغزو وأتاه عن الترك ما كره فسار إليهم على جبلى طيئ ثم على الأنبار وهو الطريق الذي سلكه الرائش فلقيهم في حد أذربيجان فهزمهم وسبى منهم ورجع
ثم غزا الصين ثم رجع وخلف ب التبت جيشا عظيما رابطة فأعقابهم بالتبت يعرفون ذلك
وتبع هذا هو القائل كامل
* منع البقاء تقلب الشمس
* وطلوعها من حيث لا تمسى
* وطلوعها بيضاء صافية
* وغروبها صفراء كالورس
* تجرى على كبد السماء كما
* يجرى حمام الموت في النفس
* اليوم نعلم ما يجئ به
* ومضى بفصل قضائه أمس
*
وبعض الرواة يذكرون أن هذا الشعر لأسقف نجران وكان ملكه مائة وثلاثا وستين سنة
630

كليكرب بن تبع الأكبر
ثم ملك بعده كليكرب بن تبع الأكبر وكان ضعيفا صغير الهمة لم يغز حتى مات وكان ملكه خمسا وثلاثين سنة
تبع بن كليكرب
ثم ملك بعده ولده تبع بن كليكرب وهو أسعد أبو كرب وهو تبع الأوسط فأكثر الغزو ولم يدع مسلكا سلكه آباؤه إلا سلكه وكان يغزو بالنجوم ويسيربها ويمضى أموره بدلالتها وطالت مدته واشتدت وطأته وملته حمير وثقل عليهم ما كان يأخذهم به من الغزو فسألوا ابنه حسان بن تبع أن يمالئهم على قتله ويملكوه فأبى ذلك عليهم فقتلوه ثم ندموا على قتله فاختلفوا فيمن يملكون بعده حتى اضطرتهم الأمور إلى أن يملكوا أبنه حسانا فملكوه وأخذوا عليه موثقا ألا يؤاخذهم بما كان منهم في أبيه
ويقال إن تبعا هذا هو الذي آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وقال متقارب
* شهدت على أحمد أنه
* رسول من الله بارى النسم
* فلو مد عمري إلى عمره
* لكنت وزيرا له وأبن عم
*
وأنه كسا البيت الأقطاع
631

ويقال بل تبع الآخر فعل ذلك
وكان ملك تبع الأوسط ثلاثمائة وعشرين سنة
حسان بن تبع
ثم ملك ابنه حسان بن تبع وهو الذي بعث إلى جديس ب اليمامة فأبادها وكانت طسم وجديس تنزل اليمامة وكان لها ملك من طسم قد ساءت سيرته وكانوا لا يزوجون امرأة من جديس إلا بعث بها إليه ليلة إهدائها فافترعها قبل زوجها فوثبت جديس على طسم وهي غارة فقتلت منها مقتلة عظيمة وقتلت ذلك الملك ومضى رجل من طسم إلى حسان بن تبع يستصرخه فوجه حسان جيشا إلى اليمامة واسم اليمامة يومئذ جو وبها امرأة يقال لها اليمامة تبصر الركب من مسيرة ثلاثة أيام وباسمها سميت جو اليمامة فلما خافوا أن تبصرهم قطعوا الشجر وجعل كل رجل منهم بين يديه شجرة فنظرت اليمامة فقالت يا معشر جديس لقد سار إليكم الشجر ولقد أتتكم حمير قالوا ما ذاك قالت أرى في الشجر رجلا معه كتف يأكلها أو نعل يخصها فكذبوها فصبحتهم حمير وأوقعت بهم وقعة أفنتهم إلا يسيرا
وقد ذكرت الشعراء قصة المرأة قال الأعشى بسيط
* ما نظرت ذات أشفار كما نظرت
* يوما ولا نظر الذئبي إذ سجعا
*
632

* قالت أرى رجلا في كفه كتف
* أو يخصف النعل لهفى أية صنعا
* فكذبوها بما قالت فصبحهم
* ذو آل حسان يزجى السم والسلعا
* فاستنزلوا أهل جو من مساكنهم
* وهدموا رافع البنيان فأتضعا
*
ولم يزل حسان بن تبع يتجنى على قتلة أبيه فقتلهم واحدا واحدا وأخذهم بالغزو واشتد عليهم قأتوا أخاه عمرو بن تبع فبايعهم وبايعوه على قتل أخيه وتمليكه بعده خلا رجل من أشرافهم يقال له ذو رعين فإنه نهاه عن ذلك وحذره سوء العاقبة وأعلم أنه إن فعل ذلك منع منه النوم فلم يقبل منه فقتل أخاه حسانا
عمرو بن تبع
وملك عمرو بن تبع فمنع منه النوم فشكا ذلك فقيل له إن النوم لا يأتيك أو تقتل قتله أخيك فنادى في جميع أهل مملكته إن الملك يريد أن يعهد عهدا غدا فاجتمعوا وأقام لهم الرجال وقعد في مجلس الملك ثم أمرهم أن يدخلوا خمسة خمسة وعشرة عشرة فإذا دخلوا عدل بهم فقتلوا حتى أتى على عامة القوم وأدخل ذو رعين فلما رآه أذكره ما كان قال له وأنشد شعرا له يقول فيه وافر
* ألا من يشتري سهرا بنوم
* سعيد من يبيت قرير عين
* فإن تك حمير غدرت وخانت
* فمعذرة الإله لذي رعين
*
633

فأمر بتخليته وأكرمه وقربه وأختصه واضطربت عليه أموره وترك الغزو فسمى موثبان لقعوده والوثاب الفراش أرادوا انه لزم الفراش
وفي ملكة تزوج عمرو بن حجر الكندي جد امرئ القيس الشاعر بنت حسان بن تبع فولدت له الحارث بن عمرو بن حجر وكان عمرو ابن حجر سيد كندة وكان يخدم أباها حسان بن تبع وفي زمانه انتقل عمرو بن عامر مزيقياء وولده ومن أتبعه من أرض اليمن حين أحس ب سيل العرم وعمرو بن عامر هو أبو خزاعة وأبو الأوس و الخزرج وكان ملكه ثلاثا وثلاثين سنة
عبد كلال بن مثوب
ثم ملك بعده عبد كلال بن مثوب وكان مؤمنا على دين عيسى عليه السلام ويسر إيمانه وكان ملكه أربعا وسبعين سنة
تبع بن حسان
ثم ملك بعده تبع بن حسان بن تبع بن كليكرب بن تبع بن الأقرن وهو تبع الأصغر آخر التبابعة وكان مهيبا فبعث ابن أخته الحارث بن عمرو بن حجر الكندي وهو جد امرئ القيس الشاعر إلى معد وملكه عليهم وسار إلى الشام وملوكها غسان فأعطته المقادة واعتذروا من دخولهم إلى النصرانية وصاروا إلى ابن أخته الحارث بن عمرو وهو بالمشقر من ناحية هجر فأتاه قوم كانوا وقعوا إلى يثرب ممن خرج مع عمرو بن عامر مزيقياء وخالفوا اليهود بيثرب فشكوا اليهود وذكروا سوء مجاورتهم لهم ونقضهم الشرط الذي شرطوه لهم عند نزولهم ومتوا اليه بالرحم فأحفظه
634

ذلك فسار إلى يثرب ونزل في سفح أحد وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة وخمسين رجلا صبرا وأراد إخرابها فقام إليه رجل من اليهود قد أتت له مائتان وخمسون سنة فقال له أيها الملك مثلك لا يقتل على الغضب ولا يقبل قول الزور وأمرك أعظم من أن يطير بك نزق أو يسرع بك لجاج وإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية قال ولم قال لأنها مهاجر نبي من ولد إسماعيل يخرج من عند هذه البنية يعنى البيت الحرام فكف تبع عن ذلك ومضى يريد مكة ومعه هذا اليهودي ورجل آخر من اليهود عالم وهما الحبران فأتى مكة وكسا البيت وأطعم الناس وهو القائل خفيف
* فكسونا البيت الذي حرم الله
* ملاء معضدا وبرودا
*
ويقول قوم إن قائل هذا هو تبع الأوسط ثم رجع إلى اليمن ومعه الحبران وقد دان بينهما وآمن بموسى وما نزل في التوراة وبلغ ذلك أهل اليمن فاختلفوا عليه وامتنعوا عن متابعته على دينه فحاكمهم إلى النار بأن دخلها الحبران وقوم منهم فأحرقتهم وسلم الحبران والتوراة فانقادوا له وتابعوه فبذلك دخلت اليهودية اليمن
وتبع هذا هو الذي عقد الحلف بين اليمن و ربيعة
وكان ملكه ثمانيا وسبعين سنة
مرثد بن عبد كلال
ثم ملك بعده مرثد بن عبد كلال وهو أخو تبع لأمه وكان ذا رأى وبأس وجود وبعده تفرق ملك حمير فلم يعد ملكهم اليمن وأهلها
وكان ملكه إحدى وأربعين سنة
635

وليعة بن مرثد
ثم ملك بعده ولده وليعة بن مرثد وكان عاقلا حسن التدبير
وكان ملكه سبعا وثلاثين سنة
أبرهة بن الصباح
ثم ملك بعده أبرهة بن الصباح وكان عالما جوادا وكان يعلم أن الملك كائن في بني النضر بن كنانة فكان يكرم معدا
وملك ثلاثا وسبعين سنة
حسان بن عمرو بن تبع
ثم ملك حسان بن عمرو وهو الذي أتاه خالد بن جعفر بن كلاب العامري في أسارى قومه فأطلقهم ومدحه خالد
وكان ملكه سبعا وخمسين سنة
ذو شناتر
ثم ملك بعده رجل ليس من أهل بيت الملك ولكنه من أبناء المقاول يقال له ذو شناتر وكان غليظا فظا قتالا ولا يسمع بغلام قد نشأ من أبناء الملوك إلا بعث اليه فأفسده وأنه بعث إلى غلام منهم يقال له ذو نواس وكانت له ذؤابتان تنوسان على عاتقه بهما سمى ذو نواس فأدخل عليه ومعه سكين لطيفة فلما دنا منه يريده على الفاحشة شق بطنه واحتز رأسه
وكان ملك ذو شناتر سبعا وعشرين سنة
636

ذو نواس
ولما بلغ حمير ما فعل ذو نواس قالوا ما نرى أحدا أحق بالملك ممن أراحنا منه فملكوا ذو نواس وهو صاحب الأخدود الذي ذكره الله تعالى في كتابه وكان على اليهودية فبلغه عن أهل نجران أنهم قد دخلوا في النصرانية برجل أتاهم من قبل آل جفنة ملوك غسان فعلمهم إياها فسار إليهم بنفسه حتى عرضهم على أخاديد احتفرها في الأرض وملأها جمرا فمن تابعه على دينه خلى عنه ومن أقام على النصرانية قذفه فيها حتى أتى بآمرأة معها صبي له سبعة أشهر فقال لها يا أمة امضي على دينك فإنه لا نار بعدها فرمى بالمرأة وابنها في النار وكف ومضى رجل من اليمن يقال له ذو ثعلبان في البحر إلى ملك الحبشة وهو على النصرانية فخبره بما فعل ذو نواس بأهل دينه فكتب ملك الحبشة إلى قيصر يعلمه ذلك ويستأذنه في التوجه إلى اليمن فكتب اليه يأمره بأن يصير إليها وأعلمه بأنه سيظهر عليها وأمره أن يولي ذو ثعلبان أمر قومه ويقيم فيمن يقيم معه ب اليمن فأقبل ملك الحبشة في سبعين ألفا من الرجال فجمع له ذو نواس وحاربهم فهزموه وقتلوا بشرا كثيرا من أصحابه ومضى منهزما وهو في أثره حتى أتى البحر فاقتحم فيه فغرق هو وبقية أصحابه وكان آخر العهد به
ثم قام مكانه ذو جدن الحميري فقاتلوه وهزموه أيضا حتى ألجئوه إلى البحر فاقتحم فيه فغرق ومن تبعه من أصحابه
وكان ملك ذو نواس ثمانيا وستين سنة
637

ملوك الحبشة باليمن
وأقامت الحبشة ب اليمن مع أبرهة الأشرم وهو الذي أراد هدم الكعبة فسار إليها ومعه الفيل فأهلك الله جيشه بالطير الأبابيل ووقعت في جسده الأكلة فحمل إلى اليمن فهلك بها
وفي ذلك العصر ولد النبي صلى الله عليه وسلم
يكسوم بن أبرهة
وملك بعده يكسوم بن أبرهة وساءت سيرة الحبشة في اليمن وركبوا منهم العظائم فخرج سيف بن ذي يزن حتى أتى كسرى أنوشروان ابن قباذ في آخر أيام ملكه هكذا تقول الأعاجم في سيرها وأنا أحسبه هرمز بن أنوشروان على ما وجدت في التاريخ فشكا إليه ما هم فيه من الحبشة وسأله أن يبعث معه جندا لمحاربتهم فوجه معه قائدا يقال له وهرز في سبعة آلاف وخمسمائة رجل فساروا نحوهم في البحر وسمع أهل اليمن بمسيرهم فأتاهم منهم خلق كثير فحاربوا الحبشة فهزمزهم وقتلوهم ومرقوهم ولم يرجع منهم أحد إلى أرضهم وسبوا نساءهم وذراريهم
واختلفوا في مكث الحبشة في اليمن اختلافا متفاوتا
سيف بن ذي يزن
وأقام سيف بن ذي يزن ملكا من قبل كسرى يكاتبه ويصدر في الأمور عن رأيه إلى أن قتل وكان سبب قتله أنه كان أتخذ من أولئك الحبشة خدما فخلوا به يوما وهو في متصيد له فزرقوه بحرابهم فقتلوه
638

وهربوا في رؤوس الجبال وطلبهم أصحابه فقتلوهم جميعا وانتشر الأمر باليمن ولم يملكوا أحدا غير أن أهل كل ناحية ملكوا عليهم رجلا من حمير فكانوا كملوك الطوائف حتى أتى الله بالإسلام
ويقال إنها لم تزل في أيدي ملوك فارس وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بإذان عامل أبرويز عليها ومعه قائدان من قواد أبرويز يقال لهما فيروز وذادوية فأسلموا
639

ملوك الشام
قال أبو محمد
أول من دخل الشام من العرب سليح وهو من غسان ويقال من قضاعة فدانت بالنصرانية وملك عليها ملك الروم رجلا منهم يقال له النعمان بن عمرو بن مالك ثم ملك بعده ابنه مالك ثم أبنه عمرو ولم يملك منهم غير هؤلاء الثلاثة
فلما خرج عمرو بن عامر مزيقياء من اليمن في ولده وقرابته ومن تبعه من الأزد اتبعوا بلاد عك وملكهم يومئذ سملقة وسألوهم أن يأذنوا لهم في المقام حتى يبعثوا من يرتادون لهم المنازل ويرجعون إليهم فأذنوا لهم فوجه عمرو بن عامر ثلاثة من ولده الحارث بن عمرو ومالك بن عمرو وحارثة بن عمرو ووجه غيرهم روادا فمات عمرو بن عامر بأرض عك قبل أن يرجع إليه ولده ورواده واستخلف ابنه ثعلبة بن عمرو وأن رجلا من الأزد يقال له جذع بن سنان احتال في قتل سملقة ووقعت الحرب بينهم فقتلت عك أبرح قتل وخرجوا هاربين فعظم ذلك على ثعلبة بن عمرو فحلف ألا يقيم فسار ومن اتبعه حتى انتهوا إلى مكة وأهلها يومئذ جرهم وهم ولاة البيت فنزلوا بطن مر وسألوهم أن يأذنوا لهم في المقام معهم فقاتلتهم جرهم فنصرت الأزد عليهم فأجلوهم عن مكة ووليت خزاعة البيت فلم يزالوا ولاته واشتدت شوكتهم وعظم سلطانهم حتى أحدثوا أحداثا ونصبوا أصناما ثم سار قصى إلى مكة فحارب خزاعة بمن تبعه وأعانه قيصر
640

عليها وصارت ولاية البيت له ولولده فجمع قريشا وكانت في الأطراف والجوانب فسمى مجمعا وأقامت الأزد زمانا فلما رأوا ضيق العيش ب مكة شخصوا وانخرعت عنها خزاعة لولاية البيت فصار بعضهم إلى السواد فملكوا بها عليهم مالك بن فهم أبا جذيمة بن مالك الأبرش ومن تبعه
وصار قوم إلى يثرب فهم الأوس والخزرج وصار قوم إلى عمان وصار قوم إلى الشام فهم آل جفنة ملوك الشام
وصار جذع بن سنان قاتل سملقة إلى الشام أيضا وبها سليح فكتب ملك سليح إلى قيصر يستأذنه في إنزالهم فأذن له على شروط شرطها لهم وأن عامل قيصر قدم عليهم ليجيبهم فطالبهم وفيهم جذع فقال له جذع خذ هذا السيف رهنا أن نعطيك فقال له العامل اجعله في كذا وكذا من أمك فاستل جذع السيف فضرب به عنقه فقال بعض القوم خذ من جذع ما أعطاك فذهبت مثلا فمضى كاتب العامل إلى قيصر فأعلمه فوجه إليهم ألف رجل وجمع له جذع من الأزد من أطاعه فقاتلوهم فهزموا الروم وأخذوا سلاحهم وتقووا بذلك ثم انتقلوا إلى يثرب وأقام بنو جفنة ب الشام وتنصروا ولما صار جذع إلى يثرب وبها اليهود حالفوهم وأقاموا بينهم على شروط فلما نقضت اليهود الشروط أتوا تبعا الآخر فشكوا إليه ذلك فسار نحو اليهود حتى قتل منهم وقد تقدم ذكر هذا وخرجت طئ من بلاد اليمن بعد عمرو بن عامر
641

بمدة يسيرة فنزلت الجبلين أجأ وسلمى وحالفتها بنو أسد بعد إذلال من طئ لها وقهر
فأول من ملك الشام من آل جفنة
الحارث بن عمرو بن محرق
وقد اختلف النساب فيما بعد عمرو من نسبه وسمى محرقا لأنه أول من حرق العرب في ديارهم فهم يدعون آل محرق وهو الحارث الأكبر ويكنى أبا شمر
الحارث بن أبي شمر
ثم ملك بعده الحارث بن أبي شمر وهو الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر وأمه مارية ذات القرطين وكان خير ملوكهم وأيمنهم طائرا وأبعدهم مغارا وأشدهم مكيدة وكان غزا خيبر فسبا من أهلها ثم أعتقهم بعد ما قدم الشام وكان سار إليه المنذر بن ماء السماء في مائة ألف فوجه إليهم مائة رجل فيهم لبيد الشاعر وهو غلام وأظهر أنه إنما بعث بهم لمصالحته فأحاطوا برواقة فقتلوه وقتلوا من معه في الرواق وركبوا خيلهم فنجأ بعضهم وقتل بعض وحملت خيل الغسانيين على عسكر المنذر فهزموهم وكانت له بنت يقال لها حليمة وكانت تطيب أولئك الفتيان يومئذ وتلبسهم الأكفان والدروع وفيها جرى المثل ما يوم حليمة بسر وكان فيما أسر يومئذ أسارى من بنى أسد فأ تاه النابغة الذبياني فسأله إطلاقهم فأطلقهم وأتاه علقمة بن عبدة في أسارى من بنى تميم وفي أخيه شأش بن عبدة فأطلقهم وفيه يقول علقمة
642

طويل
* إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي
* بكلكلها والقصريين وجيب
* وفي كل حي قد خبطت بنعمة
* فحق لشأس من نداك ذنوب
*
فقال الحارث نعم وأذنبة الحارث بن الحارث بن الحارث
ثم ملك بعده الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر وكان له أخوة منهم النعمان بن الحارث وهو الذي قال فيه النابغة رجز
* هذا غلام حسن وجهه
* مستقبل الخير سريع التمام
* للحارث الأكبر والحارث الأصغر
* والحارث الأرعج خير الأنام
*
وله يقول النابغة أيضا وكان خرج غازيا طويل
* إن يرجع النعمان نفرح ونبتهج
* ويأت معدا ملكها وربيعها
* ويرجع إلى غسان ملك وسؤدد
* وتلك المنى لو أننا نستطيعها
*
وكان ل النعمان بن الحارث ثلاثة بنيم حجر بن النعمان وبه كان يكنى والنعمان بن النعمان وعمرو بن النعمان وفيهم يقول حسان بن ثابت مديد 5 من يغر الدهر أو يآمنه
* من قتيل بعد عمرو وحجر
* ملكا من جبل الثلج إلى
* جانبي أيله من عبد وحر
*
ومن ولد الحارث الأعرج أيضا عمرو بن الحارث الذي كان النابغة صار إليه حين فارق النعمان بن المنذر وله يقول النابغة طويل
* على بعمرو نعمة بعد نعمة
* لوالدة ليست بذات عقارب
*
643

وكان يقال ل عمرو أبو شمر الأصغر ومن ولده المنذر بن الحارث والأيهم بن الحارث والأيهم هذا أبو جبلة بن الأيهم وجبلة آخر ملوك غسان وكان طوله أثني عشر شبرا وكان إذا ركب مسحت قدمه الأرض وأدرك الإسلام فأسلم في خلافة عمر بن الخطاب ثم أرتد وتنصر بعد ذلك ولحق ب الروم وكان سبب تنصره أنه مر في سوق دمشق فأوطأ رجلا فرسه فوثب الرجل فلطمه فأخذه الغسانيون فأدخلوه على أبي عبيدة بن الجراح فقالوا هذا لطم سيدنا فقال أبو عبيدة بن الجراح البينة أن هذا لطمك قال وما تصنع بالبينة قال إن كان لطمك لطمته بلطمتك قال ولا يقتل قال لا قال ولا تقطع يده قال لا إنما أمر الله بالقصاص فهي لطمة بلطمة فخرج جبلة ولحق بأرض الروم وتنصر ولم يزل هناك إلى أن هلك
644

ملوك الحيرة
أول ملوك الحيرة
مالك بن فهم بن غنم بن دوس
من الأزد وكان قد خرج من اليمن مع عمرو بن عامر مزيقياء حين أحسوا بسيل العرم فلما صارت الأزد إلى مكة وغلبوا جرهم على ولاية البيت أقاموا زمانا ثم خرجوا إلا خزاعة فإنها أقامت على ولاية البيت فصار مالك بن فهم إلى العراق فأقام ملكا على العراق عشرين سنة ثم هلك وملك ابنه
جذيمة بن مالك الأبرش
وملك بعده ابنه جذيمة الأبرش وكان يقال له الأبرش والوضاح لبرص كان به وكان ينزل الأنبار ويأتي الحيرة ثم يرجع وكان لا ينادم أحدا ذهابا بنفسه وينادم الفرقدين فإذا شرب قدحا صب لهذا قدحا ولهذا قدحا
وهو أول من عمل المنجنيق وأول من حذيت له النعال وأول من رفع له الشمع
وكان له أخت يقال لها أم عمرو
وكان أخص خدمه به وأقربهم منه فتى من لخم يقال له عدي بن نصر ابن ربيعة اللخمي ويقال إن أباه نصرا هو نصر بن الساطرون ملك السريانيين صاحب الحصن وهو جرمقاني من أهل الموصل من رستاق يدعى باجرمى
645

وكان جبير بن مطعم يذكر
أنه من بني قنص بن معد بن عدنان وأنه زوج عدي بن نصر أخته أم عمرو وهو سكران وأدخله عليها فوطئها فلما صحا ندم على ذلك وأمر بعدي فضربت عنقه وحملت أخته بعمرو بن عدي فأحبه وعطف عليه وإن الجن قد استهوته فعظم فقده عليه وجعل لمن أتاه به حكمه فرده إليه بعد زمان مالك وعقيل واحتكما منادمته فيقال انهما نادماه أربعين سنة وحدثاه فما أعادا عليه فلما رداه طوقته أمه بطوق فلما رأى خاله الطوق واللحية قال شب عمرو عن الطوق فذهبت مثلا
وخطب جذيمة الزباء وكانت ابنة ملك الجزيرة وملكت بعد زوجها فأجابته فأقبل إليها فلما دخل عليها قتلته فطلب عمرو ابن أخته وقصير غلامه بثأره فقتلاها وخلفا في بلدها رجلا ورجعا بالغنائم فذلك أول سبى قسم في العرب من غنائم الروم وكان ملك جذيمة ستين سنة
عمرو بن عدي
وملك بعده عمرو بن عدي ابن أخته فعظمته الملوك وهابته لما كان من حيلته في الطلب بثأر خاله حتى أدركه
وكان ملكه نيفا وستين سنة
أمرؤ القيس
وملك أمرؤ القيس بن عمرو بن عدي ويقال بل ملك الحارث ابن عمرو بن عدي ويقال إنه هو الذي يدعى محرقا وفيهم يقول الأسود بن يعفر
646

كامل
* ماذا أؤمل بعد آل محرق
* تركوا منازلهم وبعد إياد
* أرض الخورنق والسدير وبارق
* والقصر ذي الشرقات من سنداد
*
النعمان بن امرئ القيس
ثم ملك بعده النعمان بن أمرؤ القيس وكان أعور وهو الذي بنى الخورنق وهو النعمان الأكبر ويقال إن أنو شروان بن قباذ هو الذي ملكه وأشرف يوما على الخورنق فنظر إلى ما حوله فقال أكل ما أرى إلى فناء وزوال قالوا نعم فأي خير فيما يفنى لأطلبن عيشا لا يزول فانخلع من ملكه ولبس المسوح وساح في الأرض وهو الذي ذكره عدي بن زيد فقال خفيف
* وتبين رب الخورنق إذا
* أشرف يوما وللهدي تفكير
* سره حاله وكثرة ما يملك
* والبحر معرضا والسدير
* فأرعوى قلبه وقال فما غبطة
* حي إلى الممات يصير
*
المنذر بن امرئ القيس
وملك أنو شروان بعده المنذر بن امرئ القيس أخاه وكانت أم المنذر من النمر بن قاسط يقال لها ماء السماء لجمالها وحسنها وأبوها عوف بن جشم فأما ماء السماء من الأزد فهو عامر أبو عمرو ابن عامر الخارج من اليمن وسمى عامر ماء السماء لأنه كان إذا قحط القطر احتبى فأقام ماله مقام القطر فسمى ماء السماء إذ أقام ماله مقامه
647

وقيل لابنه عمرو مزيقياء لأنه كان يمزق كل يوم حلتين يلبسهما ويكره أن يعود فيهما ويأنف أن يلبسهما غيره
قال
وذكرت هذا في هذا الموضع ليفرق بين ماء السماء التي هي امرأة وماء السماء الذي هو رجل
وكانت تحت المنذر بن امرئ القيس هند بنت الحارث بن عمرو الكندي آكل المرار وهي التي يقول فيها القائل
* يا ليت هندا ولدت ثلاثة
*
فولدت هند ثلاثة متتابعين عمرو بن هند مضرط الحجارة وقابوسا قينة العرس وكان فيه لين والمنذر بن المنذر ولم يزل المنذر ابن امرئ القيس على الحيرة إلى أن غزا الحارث بن أبي شمر الغساني وهو الحارث الأعرج فقتله الحارث الأعرج ب الحيار
المنذر بن المنذر بن امرئ القيس
ثم ملك أبنه المنذر بعده وخرج يطلب دم أبيه فقتله الحارث أيضا ب عين أباغ وقد سمعت أيضا من يذكر أن قاتله مرة بن كلثوم التغلبي أخو عمرو بن كلثوم
عمرو بن هبد
ثم ملك عمرو بن هبد مضرط الحجارة سمى بذلك لشدة وطأته وصرامته وهو محرق أيضا سمى بذلك لأنه أحرق ثمانية وتسعين رجلا من بنى دارم بالنار وكملهم مائة برجل من البراجم وبامرأة نهشلية ولهذا قيل إن الشقي وافد البراجم وكان رجل منهم قتل ابنا له خطأ وهو صاحب
648

طرفة والمتلمس وكان كتب لهما إلى عامله ب البحرين كتابا أوهمهما أنه أمر لهما فيه بصلة وكتب إليه يأمره بقتلهما
فأما المتلمس فإنه دفع صحيفته إلى رجل من أهل الحيرة فقرأها فلما عرف ما فيها نبذها في نهر بقرب الحيرة ورجع فقيل صحيفة المتلمس
وأما طرفة فمضى بصحيفته حتى أوصلها إلى العامل فقتله وقد ذكرت قصتهما في كتاب الشعراء بطولها وكمالها
النعمان بن المنذرن ثم ملك بعده النعمان بن المنذر بن المنذر بن امرئ القيس وكان يكنى أبا قابوس وهو صاحب النابغة الذبياني وصاحب الغريبن وهما طربالان يغريهما بدم من يقتله إذا ركب يوم بؤسه وكان له يومان يوم بؤس ويوم نعيم
وقتل عبيد بن الأبرص الشاعر يوم بؤسه وكان أتاه يمتدحه ولم يعلم أنه يوم بؤسه
وهو قاتل عدى بن زيد العبادي الشاعر وكان عدى ترجمان أبرويز وكاتبه بالعربية وهو وصف له النعمان وأشار عليه بتوليته واحتال في ذلك حتى ولاه من بين إخوته وكان أذمهم وأقبحهم ثم اتهمه النعمان فاحتال عليه حتى صار في يده فحبسه وكان عدى يقول الشعر في الحبس ثم قتله وتوصل ابنه زيد بن عدي إلى أبرويز حتى أحله محل أبيه فذكر زيد بن عدي ل أبرويز نساء المنذر ووصفهن بالجمال والأدب فكتب أبرويز يخطب إلى النعمان أخته أو ابنته
649

فلما قرأ النعمان الكتاب قال وما يصنع الملك بنسائنا وأين هو عن مها السواد والمها البقر يريد أين هو عن نساء السواد اللواتي كأنهن المها والعرب تشبه النساء بالمها فحرف زيد القول عنده وقال أين هو عن البقر لاينكحهن وطلب أبرويز النعمان فهرب النعمان منه حينا ثم بدا له أن يأتيه فأتاه ب المدائن فصف له أبرويز ثمانية آلاف جارية صفين فلما صار بينهن قلن له أما للملك فينا غناء عن بقر السواد فعلم النعمان أنه غير ناج منه فأمر به كسرى فحبس ب ساباط ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات قال الأعشى يذكر أبرويز طويل
* هو المدخل النعمان بيتا سماؤه
* نحور الفيول بعد بيت مسردق
*
إياس بن قبيصة
ثم خرج الملك عن آل المنذر وولى كسرى إياس بن قبيصة الطائي ثمانية أشهر وأضطرب أمر كسرى وشغلوا وجاء الله بالإسلام ومات إياس بن قبيصة ب عين التمر وفيه يقول زيد الخيل طويل
* فإن يك رب العين خلى مكانه
* فكل نعيم لا محالة زائل
*
650

الردافة
قال
ولم يكن في العرب أكثر غارة على ملوك الحيرة من بنى يربوع من تميم فصالحوهم أن يجعلوا لهم الردافة ويكفوا عن أهل العراق الغارة وكانت الردافة أن يجلس الملك ويجلس الردف عن يمينه فإذا شرب الملك شرب الردف قبل الناس وإذا غزا الملك جلس الردف موضعه وكان خليفته على الناس حتى ينصرف وإذا غارت كتيبة الملك أخذ الردف المرباع وكان جرير يذكر ذلك وهو من بنى يربوع ويقول طويل
* ربعنا وأردفنا الملوك فظللوا
* وطاب الأحاليب الثمام المنزعا
*
وكان أو لمن ردف منهم عتاب بن هرمى بن رباح اليربوعي ثم أبنه عوف بن عتاب ثم أبنه يزيد بن عوف على عهد المنذر بن ماء السماء فبعث المنذر بن ماء السماء جيشا إلى بنى يربوع عليه قابوس وحسان ابناه ويقال إن حسنا أخاه طلب انتزاع الردافة منهم فحاربتهم بنو يربوع وكان ملتقاهم ب طخفة فهزمت بنو يربوع جيش المنذر وأسروا ابنيه فبعث المنذر إليهم بألفي بعير فداء ابنيه وأقر الردافة فيهم قال جرير طويل
* ويوم أتى قابوس لم نعطه المنى
* ولكن صدعنا البيض حتى تهزما
*
651

ملوك العجم
قرأت في كتب سير العجم
أن الملوك الذين كانوا قبل ملوك الطوائف كان بعضهم ينزل بلخ من خراسان وكان بعضهم ينزل بابل وكان بعضهم ينزل فارس
فمن نزل فارس
جم وكان ملكه تسعمائة وستين سنة وهو عندهم سليمان النبي عليه السلام ومنهم
طهمورث ملك ألف سنة
ومنهم
بيوراسف ملك ألف سنة وقالوا هو الضحاك الحميري
وممن نزل خراسان
كشتاسف وهو الذي أتاه زرادشت بكتاب المجوس وكان ملكه تسعين سنة
ومنهم
بهمن بن اسفنديار
وهو الذي كان على عهد موسى عليه السلام فلما بلغه أن بناحية المغرب في أرض أوراشليم قوما أحدثوا دينا بعث إليهم قائدا من قواده يقال له بخت نرسى وهو عندهم بختنصر وأمره بقتلهم وسبى ذراريهم ففعل ذلك ونفاهم عن بيت المقدس وبددهم في البلاد
حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي
أهل مرو من أولاد الملوك الذين كانوا قبل الفرس ب خراسان وقيل ل كسرى أما ترى جمالهم وهيئتهم نحهم عنك فأنزلهم مرو ولم يزل الأمر مستقيما حتى انتهى إلى
652

دارا بن دارا
وكان ينزل بابل فخرج الإسكندر الرومي عليه وغصبه ملكه وقتله ثم دخل أرض فارس فأكثر من القتل والسبي والإخراب وأمر بإحراق كتب دينهم وأمر بهدم بيوت نيرانهم وخلف على كل ناحية وطائفة ملكا ممن كان أسر من أشراف أهل فارس فإمتنع كل امرئ منهم وحمى حوزته فهم ملوك الطوائف ولم يزل الأمر كذلك أربعمائة وخمسا وستين سنة وكان أرد شير بن بابك بن ساسان أحد ملوك الطوائف على أرض إصطخر وهم من أولاد الملوك المتقدمين قبل ملوك الطوائف فرأى أنه وارث ملكهم فكتب إلى من كان بقربه من ملوك فارس ومن نأى عنه من ملوك الطوائف يخبرهم بالذي أجمع عليه من الطلب بالملك لما فيه من صلاح الرعية وإقامة الدين والسنة وكتب كتابا صدره بسم الله ولي الرحمة بابكار من أرد شير المستأثر دونه بحقه المغلوب على تراث آبائه الداعي إلى قوام دين الله وسنته المستنصر بالله الذي وعد المحقين الفلج وجعل لهم العواقب إلى من بلغه كتابي هذا من ولاة الطوائف سلام عليكم بقدر ما تستوجبون من معرفة الحق وإنكار الباطل والجور
فمنهم من أقر له بالطاعة ومنهم من تربص به حتى قدم عليه ومنهم من عصاه فصار عاقبة أمره إلى القتل والهلاك حتى إستوثق له أمره وهو الذي افتتح الحصن وهو بإزاء مسكن وكان ملك السواد متحصنا فيه والعرب تسميه الساطرون قال أبو دواد
* وأرى الموت قد تدلى من الحضر
* على رب أهله الساطرون
*
653

وكانت ابنته قد هويت أزد شير فدلته على عورة في حصن المدينة وبنى مدينة جور بفارس ومدينة أزد شير بفارس وبهمن أرد شير وهي فرات البصرة وإستار أباد وهي كرخ ميسان وهي كور دجلة ومدينة سوق الأهواز ومدينة الأبلة وغير ذلك
وكانت مدة ملكه أربع عشرة سنة وستة أشهر
سابور بن أرد شير
ثم ملك بعده ابنه سابور بن أرد شير فأخذ بسيرة أبيه وبمذهبه في الصرامة والحزم وسار إلى نصيبين وفيها عدد كثير من جنود قيصر فحاصرهم حتى إفتتحها ثم وغل في أرض الروم فإفتتح من الشام مدائن ثم انصرف إلى مملكته وفرق ما كان معه من السبي في ثلاث مدائن جندي سابور وسابور التي بفارس وتستر التي بالأهواز
ولما حضرته الوفاة دعا ابنه هرمز فإستخلفه على ملكه وعهد إليه وكان جميع ما ملك ثلاثين سنة وشهرا واحدا
هرمز بن سابور
وملك بعده هرمز ابنه وهو الذي يقال له هرمز البطل وكان شبيها بأرد شير في صورته وجسمه ومضي جنانه غير أنه لم يكن له من أصالة الرأي ما كان لآبائه فسار بسيرة حسنة عادلة وبنى المدينة التي في دسكرة الملك
وكان ملكه سنة وعشرة أشهر
654

بهرام بن هرمز
ثم ملك بعده ابنه بهرام فقام في ملكه بأوفق سياسة وإتبع آثار آبائه وكان ملكه ثلاث سنين وثلاثة أشهر
بهرام بن بهرام
ثم ملك بعده ابنه بهرام بن بهرام فأحسن السيرة ووادع من يليه من الملوك وتاركهم
وكان ملكه سبع عشرة سنة
بهرام بن بهرام بن بهرام
ثم ملك بعده ابنه بهرام وهو الذي يقال له شاهان شاه
وكان ملكه أربعة أشهر
نرسي بن بهرام
ثم ملك بعده نرسي بن بهرام فسار فأحسن السيرة وكان من أحب ملوكهم إليهم
وكانت مدة ملكه تسع سنين
هرمز بن نرسي
ثم ملك بعده ابنه هرمز بن نرسي وكانت فيه غلطة وفظاظة قبل أن يملك فلما ملك نزع عن ذلك
فلبث في ملكه سبع سنين وخمسة أشهر
655

سابور بن هرمز ذو الأكناف
ولما هلك هرمز ولم يكن له ولد يجعلونه مكانه شق ذلك على الناس ثم سألوا عن نسائه فذكر لهم أن ببعضهن حملا فأرسلوا إليها أيتها المرأة أن المرأة التي قد قاست الحمل وتدبرت أمور النساء قد تعرف علامات الذكران وعلامات الإناث فأعلمينا الذي يقع عليه ظنك فيما في بطنك فأرسلت إليهم إني أرى من نضارة لونى وتحرك الجنين في شقى الأيمن مع يسير الحمل وخفته على ما أرجو أن يكون الجنين مع ذلك ذكرا فاستبشروا بذلك وعقدوا التاج على بطن تلك المرأة ولم يزالوا يتلومون حتى ولدت غلاما فسمى سابور وهو الملقب ب ذي الأكتاف ولم يزل الوزراء يدبرون أمور المملكة وينفذون الكتب إلى العمال ويجبون الخراج ويمضون الأعمال على ما كانت تجرى عليه وسابور طفل
وذاع الخبر في أطراف الأرض بذلك وطمع فيهم وأقبل من كان يليهم من العرب من نواحي عبد القيس وكاظمة والبحرين فتغلبوا على أرض أسياف فارس ونخلها وشجرها وأكثروا الفساد وتواكل الفرس فيما بينهم فلم يوجهوا إليهم أحدا ولم يزل ملكهم يزداد ضياعا حتى طمع فيهم جميع أعدائهم
فبينما سابور ذات ليلة نائم وقد أثغر وأيفع انتبه بأصوات الناس وضجتهم فسأل خدمة عن ذلك فأعلموه أن تلك أصوات من على الجسر من الناس وما يصرخ به المقبل منهم إلى المدبر ليتنحى له عن الطريق فقال وما دعاهم على احتمال هذه المشقة وهم يقدرون على حسم ذلك بأيسر المؤونة
656

ألا يجعلون لهم جسرين فيكون أحدهما للمقبلين والآخر للمدبرين يعنى الراجعين فلا يزحم الناس بعضهم بعضا فسر من حضر بمقالته ولطف فطنته على صغر سنه وعقدوا جسرا آخر
فلما أتت له ست عشرة سنة أمرهم أن يختاروا له ألف رجل من أهل النجدة ففعلوا فأعطاهم الأرزاق ثم سار بهم إلى نواحي العرب الذين كانوا يعيثون في أرضهم فقتل من قدر عليهم ونزع أكتافهم وغور مياههم ولم يأخذ منهم مالا ولا سلبا فلما فرغ من ذلك قال لمن معه من الجنود إني أريد الدخول إلى أرض الروم سرا لأعرفها ولأعرف قدر قوتهم وعدتهم ومسالك بلادهم فإذا بلغت من ذلك حاجتي انصرفت إلى بلدي فسرت إليهم بالجنود فحذروه التغرير بنفسه فلم يقبل قولهم وردهم وانطلق متنكرا حتى دخل أرضهم فلبث فيهم حينا فبينما هو كذلك إذ بلغه أن ابن قيصر أولم وليمة وأمر بالمساكين أن يجمعوا ليطعموا فانطلق سابور فتزيا بزى السؤال ثم شهد المجمع وحضر الطعام فأتى قيصر بإناء من آنية سابور منقوش فيها تمثال سابور فجعل خدمة يسقون به فلما انتهى الإناء إلى رجل من عظمائهم كان يعرف الفراسة نظر التمثال الذي فيه وقد كان قبل ذلك نظر إلى وجه سابور فأمسك الإناء وقال إني لأرى أمرا معجبا فقال قيصر وما ذاك فقال إني أرى في الجلساء صاحب هذه الصورة وأومأ إلى سابور فأمر قيصر بإدناء سابور منه فسأله عن أمره فاعتل عليه بضروب من العلل فقال لهم المتفرس لا تقبلوا منه فلم يزالوا به حتى أقر بأنه سابور فأمر به فيصر فجعل في تمثال بقرة أجوف من جلود البقر ثم أطبق عليه
657

وسار بجنوده إلى أرض فارس وهو معهم فأكثر القتل فيهم والخراب حتى انتهى إلى جندي سابور فوضع المجانيق عليها وثلم سورها وغفل المتوكلون بحراسة سابور عنه ليلة فلم يغلقوا الباب الذي كان يلقى فيه طعامه فخرج في جوف الليل واحتال في حل وثاقه والخروج إلى باب المدينة فلما رآه الحرس صرخوا فأشار إليهم أن يصمتوا وأخبرهم باسمه ففتحوا له باب المدينة ودخلها فاشتد سرورهم وقويت ظهورهم وقال لهم سابور استعدوا فإذا سمعتم صوت ناقوس الروم فاركبوا خيولكم فإذا سمعتم الثانية فاحملوا عليهم ففعلوا ذلك فقتلوا الروم أبرح قتل وأخذوا قيصر أسيرا واستباحوا عسكره وأمواله فقال له سابور إني مكافئك بما أوليتني ومستحييك كما استحييتني وآخذك بصلاح ما أفسدت فلم يفارقه حتى حمل التراب من أرض الشام فبنى به ما هدم
فكان مما بنى ما ثلم من سور جندي سابور فصار بعض السور بلبن وبعضه بآجر وجص وغرس مكان كل نخلة عقرها زيتونة ولم يكن في أرض فارس زيتون ثم أطلقه وسار سابور إلى أرض الروم فقتل وسبى
ثم بنى ب السوس مدينة سماها فيروز سابور وبنى نيسابور وبنى مدينة ب السند وأخرى ب سجستان سوى أنهار احتفرها وعقد قناطر وأنشأ قرى وعجل عليه الهرم وكثرت به العلل فبعث إلى ملك الهند يسأله أن يبعث إليه طبيبا فعالجه حتى اشتد عصبه وجلده وقوى بصره وهش للنساء وأطاق الركوب فأحسن إلى ذلك الطبيب وأمره أن يتخير من بلاده بلدا
658

ينزله فاختار مدينة السوس حتى هلك فورث طبه أهل السوس فصاروا أطباء أهل فارس لذلك ولما ورثوا عمن سكنها من سبى الروم
وكان جميع ما ملك سابور اثنتين وسبعين سنة وهو باني الإيوان ب بالمدائن
أردشير بن هرمز
ثم ملك بعده اردشير بن هرمز أخوه وكان أبنه سابور بن سابور يومئذ صغيرا فلم يزل حسن السيرة مرضى الولاية
وكان ملكه أربع سنين
سابور بن سابور
ثم ملك بعده سابور بن سابور بن هرمز وكان حسن السيرة عادلا على رعيته
وكان ملكه خمس سنين وأربعة أشهر
بهرام بن سابور
ثم ملك بعده بهرام بن سابور الذي يدعى كرمان شاه فقام في ملكه بسيرة قاصدة ونية حسنة وبنى مدينة كرمان
وكان ملكه إحدى عشرة سنة
يزدجرد بن بهرام
ثم ملك بعده يزدجرد بن بهرام
وكان فظا خشن الجانب شديد الكبر فعسف وخبط ولم يشاور في أموره فاجتمعوا ودعوا الله عليه وشكوا إليه ما هم فيه من الجور والظلم وسألوه تعجيل
659

الفرج لهم منه فذكروا أنهم رأوا فرسا أقبل حتى وقف على بابه فأطاف الناس به متعجبين من حسن صورته وأخبره صاحبه بذلك فقام ينظر إليه فأعجب به وأمر بإسراجه فلما أسرج مسح وجهه وناصيته واستدار حوله فرمحه رمحة أصاب به فؤاده فقتله ثم ملأ الفرس فروجه فلم يدرك
وكان ملكه إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وثمانية عشر يوما
بهرام جور بن يزدجرد
ثم ملكوا بعده ابنه بهرام جور بعد كراهة له ومحن كثيرة امتحنوه بها فأثر آثارا حسنة نعش بها الضعيف وعم نفعها ودخل أرض الهند متنكرا فمكث حينا لا يعرف حتى بلغه أن فيلا هائجا قد ظهر بها قد قطع السبيل وأهلك الناس فسألهم أن يدلوه عليه ليريحهم منه فرفع أمره إلى الملك وأرسل معه رسولا يدله عليه فلما انتهى إلى الفيل رقى الرسول على شجرة لينظر إلى ما يصنع بهرام فصرخ بالفيل فخرج إليه فرماه رمية ثبتت بين عينيه وتابع عليه بالسهام حتى أثبته ثم دنا منه فاجتذبه حتى خر واحتز رأسه وأقبل به إلى الملك فحباه الملك وسأله عن خبره فأعلمه أنه من أهل فارس لجأ إليه لأمر أحدثه فسخط عليه الملك وكان لذلك الملك عدو ممن حوله سار إليه فاشتد منه وجله فقال له بهرام لا يهولنك أمره فإني سأكفيكه بإذن الله فركب بهرام في سلاحه وقال لأساورة الهند أحرسوا ظهري ثم أنظروا إلى عملي فيما أمامي وكانوا قوما لايحسنون الرمي وأكثرهم رجالة فحمل عليهم حملة هدهم ثم جعل يأتي الرجل فيضربه على رأسه فيقطعه بنصفين ويأتي الفيل يضرب مشفرة فيكبه ويتناول من عليه فيقتلهم ويحمل الفارس
660

عن فرسه ثم يذبحه على قربوس سرجه ويتناول الأثنتين فيضرب أحدهما بالآخر حتى يقتلهما ويرمى فلا تسقط نشابة فولوا منهزمين مرعوبين
وحمل أصحاب بهرام عليهم فأكثروا القتل فيهم وغنموا أموالهم 3 فانصرف ملك الهند فأنكحه ابنته ونحله الديبل ومكران وملكها وما يليها من أرض السند وأشهد له بذلك
ثم انصرف بهرام إلى مملكته ولم يزل تحمل إليه أموال تلك البلاد إلى فارس ثم لقى ملك الترك وفي عدد كثير فاستباح بهرام عسكره على قلة من جنوده وولى أخاه نرسى خراسان
وملك ثلاثا وعشرين سنة
يزدجر بن بهرام
ثم ملكوا بعده يزدجرد بن بهرام وكان محمودا وملك ثمان عشرة سنة وخمسة أشهر غير أيام
فلما هلك يزدجر تنازع الملك بعده ابناه فيروز وهرمز ونشبت الحرب بينهما حتى قتل هرمز وثلاثة نفر من أهل بيته وغلب فيروز على الملك
فيروز بن يزدجرد
وولى فيروز الأمر فأسنت الناس في أول ولايته سبع سنين وقحطوا حتى أشرفوا على الهلاك ثم أغاثهم الله برحمته ولما استوثق له الأمر بنى ب كسكر مدينتين منسوبتين إليه ثم سار بجنوده نحو خراسان لغزو أخنشوار ملك الهياطلة ب بلخ فاحتال له ملك الهياطلة بمكيدة
661

حتى ظفر به على حال غرة وضعف منه ومن جنوده فسأله أن يطلقه على أن يعطيه موثقا على ألا يغزوه أبدا ففعل ذلك ملك الهياطلة فلما عاد إلى فارس أخذته الحمية
فجمع له وغزاه غادرا به فظفر ملك الهياطلة بعسكره فاستباحه وقتل رجاله وأسر من أولاده وقرابته وهلك فيروز فيمن هلك
وكان على سجستان رجل من أردشير يقال له سوخرا فشخص فيمن معه من أسورته نحو الهياطلة وجمع إليه جنود فيروز ثم بعث إلى ملك الهياطلة يخيره بين الحرب وبين التخلية عمن في يده من أسارى فارس فخلاهم ملك الهياطلة فشرفت منزلة شوخرا وانصرف إلى المدائن
وكان ملك فيروز سبعا وعشرين سنة
ثم تنازع الملك ابنا فيروز قباذ وبلاش فغلب بلاش عليه ونفاه عنه فهرب قباذ إلى خراسان ليسأل خاقان ملك الترك أن يعينه ويمده
بلاش بن فيروز
وملك بلاش ولم يزل حسن السيرة حريصا على العمارة وكانت مدة ملكه إلى أن مات أربع سنين
وكان قباذ حين سار إلى خراسان ونزل في طريقه على رجل من الأساورة وقد كانت نفسه تاقت إلى النساء فخطب بنت صاحب البيت فزوجه وهو لا يعرفه فبات بالمرأة فحملت منه ثم سار قباذ إلى خاقان
662

واستمده فدافعه بذلك أربع سنين ثم وجه معه جيشا فلما انصرف مر بالمنزل الذي كانت به المرأة فوجدها قد ولدت غلاما فانطلق بها وبالغلام وهو ابن ثلاث سنين فلما وصل المدائن لقى أخاه قد هلك
قباذ بن فيروز
فملك قباذ وبنى فيما بين فارس والأهواز مدينة أرجان فأسكن فيها سبى همذان وبنى مدينة حلوان مما يلي الماهاب وبنى مدينة يقال لها قباذ خره وكان ضعيفا في ولايته مهينا فوثب مردق وأصحاب له فقالوا إن الله تعالى جعل الأرض للعباد بالسوية فتظالم الناس واستأثر بعضهم على بعض فنحن قاسمون بين الناس ورادون على الفقراء حقوقهم في أموال الأغنياء فجعلوا يدخلون على الرجل فيغلبونه في منزله ونسائه وأمواله وأراد بعضهم قباذ على نسائه وبعضهم على دمه ليظهره وحملوه على قتل شوخرا فقتله ابن شوخرا بمن تابعه من الأشراف فقتل مردق وخلقا كثيرا من أصحابه وأعاد قباذ إلى ملكه ثم سعى به وغر منه حتى قتله قباذ فانتشر أمره وأدبر ولم تبق ناصية إلا خرج فيها خارج وهلك على ذلك
وكان ملكه ثلاثا وأربعين سنة
كسرى أنو شروان بن قباذ
ثم ملك بعده كسرى أنو شروان وهو ابن المراة التي ولدت له في طريقه إلى خراسان وكان رجلا شديدا فأعاد الأمور إلى أحوالها ونفى رؤوس المزادقة وعمل بسيرة أردشير وافتتح أنطاكية وكان فيها عظم جنود
663

قيصر وبنى رومية بناحية المدائن على صورة أنطاكية وأنزل فيها السبي وافتتح مدينة هرقل والإسكندرية وملك آل المنذر على العرب وسار نحو الهياطلة واستعان عليهم ب خاقان وكان قد صاهره حتى أدرك بوتر فيروز وأنزل جنوده بفرغانة فلما أنصرف من خراسان قدم عليه ابن ذي يزن يستنصره على الحبشة فبعث قائدا من قواده يقال له وهرز في جند من الديلم فافتتحوا اليمن ونفوا السودان وأقاموا هناك
وكان ملكه سبعا وأربعين سنة وسبعة أشهر
هرمز بن كسرى
ثم ملك ابنه هرمز فجار وعسف فخرج عليه خاقان ملك الترك فبعث إليه بهرام شوبينة في أثنى عشر ألف رجل فقتل خاقان واستباح عسكره ثم خالفه وخلع يده من طاعته لما يذكر من سوء مذهبه فوثب من كان بالعراق من جنود بهرام فسملوا عينيه ثم قتل
وكانت مدة ملكه إحدى عشرة سنة وسبعة أشهر
وكان لهرمز ابن يقال له أبرويز ب أذربيجان فلما بلغه خبر أبيه صار إلى الروم واستعان ب قيصر فقبله وأنكحه ابنته وبعث معه جندا فأقبل وسار إليه بهرام شوبينة فاقتتلوا فهزم شوبينة فلحق بالترك فلم يزل يدس عليه ويحتال حتى قتل هناك
664

أبرويز بن هرمز ويعرف ب كسرى
ثم ملك أبرويز فأقبل على رعيته بالعسف والخبط وقتل قتله أبيه وموبذان موبذ وأمسك عن الإنفاق وغزا الشام وبلغ مصر وحاصر ملك الروم ب قسطنطينية فحمل ذلك الملك خزائنه إلى البحر فعصفت الريح فألقاها ب الإسكندرية فظفر بها أصحابه فسماها خزائن الريح وطالت مدته حتى ضجر الناس منه فخلعوه بعد ثمان وثلاثين سنة من ملكه
شيرويه بن أبرويز
ثم جعلوا مكانه ابنه شيرويه وهو ابن بنت قيصر فأمر بأبيه فسملت عيناه وقتل من إخوته ثمانية عشر رجلا وهرب بقية أهل بيته وخفف المؤونة على الناس ورفع الخراج وظهر الطاعون فهلك فيمن هلك وكان ملكه خمس سنين وأشهرا من مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
وكان ملكه سبعة أشهر
أردشير بن شيرويه
ثم ملك ابنه أردشير بن شيرويه وكان ابن سبع سنين فقتل وكان ملكه خمسة شهور
665

خرهان
ثم ملك بعده رجل لم يكن من أهل بيت الملك فاحتالت له امراه من أهل بيت الملك يقال لها بوران فقتلته وكان ملكة اثنين وعشرين يوما
كسرى بن قباذ
ثم ملك بعده من ولد هرمز رجل يقال له كسرى بن قباذ وكان ولد بأرض الترك فقدم عندما بلغه من الاختلاف فوثب عليه ملك خراسان فقتله
وكان ملكه ثلاثة أشهر
بوران
ثم ملكت بوران بنت كسرى سنة وستة اشهر فلمتجب الخراج وفرقت 330 الأموال بين الجند والاشراف وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم أمرها فقال لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة
ثم ملك بعدها رجل من بني عم كسرى شهرين ثم قتل
ثم ملكت أرزميدخت بنت كسرى فسمت ثم ماتت وكان ملكها أربعة اشهر
ثم ملك بعدها رجل اخر شهرا ثم قتل فلما رأى أهل فارس ما هم فيه من الانتشار طلبوا ابن ابن لكسرى يقال له يزد حرد بن شهريار فملكوه عليهم وهو ابن خمس عشرة سنة فأقام بالمدائن على الانتشار ثماني سنوات
666

ووافى سعد بن أبي وقاص العذيب فأمر بأمواله وخزائنه أن تنقل إلى الصين وأقام في عدة يسيرة من الجنود وقلة من الأموال بنهاوند وخلف بالمدائن أخا لرستم وسرح رستم لقتال سعد فنزل القادسية وأقام بها حتى قتل وبلغ ذلك يزد جرد وعلم أن مدتهم قد تصرمت فسار إلى فارس ثم هرب إلى مرو في طريق سجستان فقتل هناك
وكان جميع ملكه عشرين سنة تم الكتاب بحمد الله وفضله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم كثيرا
667