الكتاب: كتاب المتوارين
المؤلف: عبد الغني الأزدي
الجزء:
الوفاة: ٤٠٩
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: ضبط نصه وعلق عليه : مشهور حسن محمود سلمان / دار القلم - دمشق
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٠ - ١٩٨٩ م
المطبعة: دار القلم - دمشق
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع : دمشق - حلبوني - ص ، ب : ٤٥٢٣ - هاتف : ٢٢٩١٧٧ . / بيروت - ص ، ب : ٦٥٠١ / ١١٣ .
ردمك:
ملاحظات:

كتاب المتوارين
الذين اختفوا خوفا من الحجاج بن يوسف
للحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي
توفي سنة 409 ه‍
ضبط نصه وعلق عليه
مشهور حسن محمود سلمان
دار القلم
دمشق
1

الطبعة الأولى
1410 ه‍ - 1989 م
حقوق الطبع محفوظة
دار القلم
للطباعة والنشر والتوزيع: دمشق - حلبوني - ص، ب: 4523 - هاتف: 229177.
بيروت - ص، ب: 6501 / 113.
2

مقدمة المحقق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل
فلن تجد له وليا مرشدا.
أما بعد:
فقد ذكر ابن خلكان وتبعه ابن العماد الحنبلي:
أنه كانت بين المصنف وبين أبي أسامة جنادة اللغوي وأبي علي
المقرئ الأنطاكي مودة أكيدة، واجتماع في دار الكتب ومذاكرات، فلما
قتلهما الحاكم صاحب مصر، استتر بسبب ذلك الحافظ عبد الغني خوفا أن
يلحق بهما، لاتهامه بمعاشرتهما، وأقام مستخفيا مدة، حتى حصل له
الامن، فظهر، والظاهر أنه دارهم بعد ذلك.
فكأن المصنف اعتذر من اختفائه وتواريه، فكتب كتابه الممتع هذا،
فذكر بسنده العلماء الذين اختفوا من الحجاج بن يوسف.
وفي اختفاء العلماء وتواريهم معان وعبر، جديرة بالتأمل طويلا،
وبالبحث والاستقصاء، فإنهم على الرغم من قولهم: لو أن لنا دعوة
مستجابة، ما صيرناها إلا في الامام إلا أنهم عند خروج الحكام عن
3

الجادة، كانوا يعظون ويذكرون، وكان شعارهم،: " من مجلس على وسادة
الأمير. فقد وجبت عليه النصيحة لله ولرسوله والجماعة المسلمين فكان
صلاح العباد والبلاد بالعلماء والامراء، كما روي عن المعصوم صلى الله عليه وسلم:
صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الامراء والفقهاء.
وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: اعلموا أن الناس لن يزالوا
بخير، ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم.
وكان القاسم بن مخيمرة يقول: إنما زمانكم سلطانكم، فإذا صلح
سلطانكم، صلح زمانكم، وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم.
ذلك لان مفسدة العلماء والامراء، بلاء عظيم، وشر مستطير، بل هو
علة السقم، وغصة الطعم.
4

ولم يقتصر العلماء على الموعظة والذكرى، بل كان بعضهم يأخذ
بالعزيمة، والشدة، فكان ينكر ويجاهر بإنكاره، بل وصل الامر ببعضهم إلى
القيام بحركات تغييرية انقلابية، مما أدى الامر إلى تواري بعضهم واختفائه،
خوفا على النفس تارة، ومحاولة للوصول إلى هدف ما تارة أخرى.
ولم يقتصر الاختفاء والتواري على عصر الحجاج، وإن كثرت هذه
الظاهرة فيه، مما جعل المصنف يجمعهم في هذه الرسالة، فحصل توار من
قبل غير واحد في عصر أبي جعفر المنصور، من مثل: تواري إبراهيم بن
عبد الله بن حسن منه، وتواري معن بن زائدة منه، وتواري أبي
محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان منه.
وكذلك حصل توار في عصر الواثق، من مثل: تواري الامامين
العظيمين أحمد بن حنبل وأحمد بن نصر الخزاعي منه.
والحاصل... أن للعلماء مواقف مشهودة مع الامراء، وفي هذه
الصور، أخي القاري - التي بين يديك، دليل على ما نقول، فعسى أن
تنتفع بها، وينفع الله بك، وما ذلك على الله بعزيز.
واعلم أن مثلك ومثل الامام، كمثل عين عظيمة صافية، طيبة الماء،
يجري منها إلى نهر عظيم، فيخوض الناس إلى النهر، فيكدرونه، ويعود
5

عليهم صفو العين، فإذا كان الكدر من قبل العين، فسد النهر. أو كمثل
فسطاط لا يستقيم إلا بعمود. ولا يقوم العمود إلا بأوتاد، فكلما نزع وتدا،
ازداد العمود وهنا. ولا يصلح الناس إلا الامام، ولا يصلح الامام إلا
بالناس.
وأخيرا... الله تعالى أسال، وبأسمائه وصفاته أتوسل، أن
يستخدمنا لدينه، فنعمل على نصرة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، جادين شادين
مشمرين مخلصين، متجردين عن الأهواء، بعيدين عن الأدواء، متوكلين
على رب الأرض والسماء، وأن يعصمنا في الأقوال والافعال، من تزيين
الشيطان لنا سوء الأعمال، وأن يعيذنا من اتباع الهوى، وركوب ما لا
يرتضى.
كتبه
مشهور حسن محمود سلمان
قبل ظهر يوم الاثنين 8 / صفر / 1409 ه‍
عمان - الأردن
6

المؤلف والمؤلف
المؤلف:
أولا: مصادر ترجمته.
ثانيا: ترجمته.
7

أولا: مصادر ترجمه
- سير أعلام النبلاء: (17 / 268) رقم (164).
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: (7 / 291 - 292).
- وفيات الأعيان في أنباء أبناء الزمان: (3 / 223 - 224) رقم (401).
- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: (4 / 244).
- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: (4 / 244).
- البداية والنهاية: (12 / 7 - 8).
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب: (3 / 188 - 189).
- الأنساب: (1 / 181).
- حسن المحاضرة: (1 / 165).
- التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد: (2 / 135) رقم (471).
- الكامل في التاريخ: (9 / 107).
- المختصر في أخبار البشر: (2 / 158).
- تذكرة الحفاظ: (3 / 1074) رقم (964).
- الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات: (ص 620).
- فهرس ابن عطية: (ص 94 - 95).
- طبقات الحفاظ: ص 411 - 412).
- برنامج الوادي آشي: (ص 267).
- فهرسة ابن خير الإشبيلي: (ص 216 و 217 و 219 و 224).
- العبر في خبر من غبر: (3 / 100).
9

- تاريخ التراث العربي: (1 / 372).
- كشف الظنون: (2 / 1637).
- هدية العارفين: (1 / 589).
- معجم المؤلفين: (5 / 273 - 274).
- الاعلام: (4 / 159).
- الوفيات: (ص 231) رقم (409) لابن الخطيب.
- موارد الخطيب.
- موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: (ص 401 - 402).
- تاريخ الأدب العربي: (3 / 230).
10

ثانيا: ترجمته
اسمه ونسبه:
هو أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن بشر بن
مروان بن عبد العزيز الأزدي الحجري ثم العامري، الحافظ المعدل.
مولده:
ولد في مصر في سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة (332 ه‍ - 944 م)
لليلتين بقيتا من ذي القعدة.
وكان أبوه سعيد فرضي مصر في زمانه، وتوفي سنة ثمان وثلاثين
وثلاث مائة، ولم يسمع منه ابنه عبد الغني شيئا.
شيوخه وطلبه للعلم ونشأته.
سمع أبو محمد من:
عثمان بن محمد السمرقندي، وهو أكبر شيخ له.
ومن أحمد بن إبراهيم بن عطية.
ومن أحمد بن بهزاد السيرافي، وسماعه منه في سنة اثنتين وأربعين
وثلاث مائة، وهذا يدل على طلب أبي محمد للعلم مبكرا.
وسمع من إسماعيل بن يعقوب بن الجراب.
ومن عبد الله بن جعفر بن الورد.
ومن أحمد بن إبراهيم بن جامع.
وطبقتهم بمصر.
11

ومن:
القاضي يوسف بن القاسم الميانجي
وأبي سليمان بن زبر.
والفضل بن جعفر المؤذن.
وطبقتهم بدمشق.
ولم تذكر لنا المصادر التي ترجمت له تفصيلا دقيقا عن حياته. ولكن
ذكرت أنه كان على مودة أكيدة مع علماء عصره. وكان يعترف لهم
بالفضل، ويحترمهم ويبجلهم.
واختفى أبو محمد من الحاكم بأمر الله مدة من الزمن - كما قدمنا - ومن
ثم اتصل ببني عبيد.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
اتصاله بالدولة العبيدية كان مداراة لهم، وإلا فلو جمح عليهم،
لاستأصله الحاكم خليفة مصر، الذي قيل: إنه ادعى الآلهية. وأظنه ولي
وظيفة لهم.
وقد كان من أئمة الأثر، نشأ في سنة واتباع، قبل وجود دولة الرفض.
واستمر هو على التمسك بالحديث. ولكنه داري القوم، وداهنهم،
فلذلك لم يحب الحافظ أبو ذر الاخذ عنه.
وكانت بين عبد الغني والدار قطني محبة واحترام، واعتراف كل منهما
للآخر بسعة العلم والاطلاع.
قال عبد الغني: ابتدأت بعمل كتاب المؤتلف والمختلف وقدم علينا أبو الحسن
12

الدارقطني، فأخذت عنه أشياء كثيرة، فلما فرغت من تصنيفه، سألني أن
أقرأه عليه ليسمعه مني. فقللت له: عنك أخذت أكثره؟
فقال لي: لا تقل هكذا، فإنك أخذته عني متفرقا، ولقد أوردته
مجموعا، وفيه أشياء كثيرة، أخذتها عن شيوخك.
فقال: فقرأته عليه.
تلاميذه:
حدث عن الحافظ عبد الغني بن سعيد:
الحافظ محمد محمد بن عي الصوري.
ورشأ بن نظيف المقرئ.
وعبد الكريم بن أحمد البخاري.
وابن بقاء الوراق.
والقاضي أبو عبد الله القضاعي.
وأبو إسحاق الحبال.
وخلق سواهم.
وبالإجازة أبو عمر بن عبد البر، وغيره.
مدحه وثناء الصوري:
قال الصوري: قال لي أبو بكر البرقاني: سألت الدارقطني بعد قدومه من مصر، هل
رأيت في طريقك من يفهم شيئا من العلم؟
فقال لي: ما رأيت في طول طريقي أحدا، إلا شابا بمصر، يقال
13

له: عبد الغني، كأنه شعلة نار، وجعل يفخم أمره، ويرفع ذكره.
وقال الصوري:
قال لي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي يزيد الأزدي قال لي
أبي:
خرجنا مع أبي الحسن الدارقطني من عند أبي جعفر مسلم الحسيني،
فلقينا عبد الغني بن سعيد، فسلم علي أبي الحسن. ووقفا ساعة يتحدثان.
ثم انصرف عبد الغني، فالتفت إلينا أبو الحسن، فقال:
يا أصحابنا، ما التقيت من مرة مع شابكم هذا، فانصرفت عنه إلا
بقائدة.
ولم يقتصر مدح الحافظ عبد الغني على الدارقطني، وإنما مدحه كل
من ترجم له.
فقال فيه الذهبي في تذكرة الحفاظ:
الحافظ الامام المتقن النسابة أبو محمد الأزدي المصري، مفيد تلك
الناحية.
وقال في السير:
الامام الحافظ الحجة النسابة محدث الديار المصرية.
وقال العتيقي فيه:
كان عبد الغني إمام زمانه في علم الحديث وحفظه، ثقة مأمونا، ما
رأيت بعد الدارقطني مثله.
وقال البرقاني:
ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني المصري.
وقال أبو عبد الله الصوري الحافظ:
14

ما رأت عيناي مثله في معناه.
وقال ابن كثير:
كان عالما بالحديث وفنونه، وله فيه المصنفات الكثيرة الشهيرة.
وقال ابن تغري بردي:
سمع الكثير، وبرع في علم الحديث، وكان عالما بأسامي الرجال
وعلل الحديث.
وقال فيه السيوطي:
الامام الحافظ المتقن النسابة، إمام زمنه في علم الحديث وحفظه.
وذكر النووي في الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات جماعة من
حفاظ الحديث، الذين اشتهرت مصنفاتهم، وعظم الانتفاع بهم، وذكر من
بينهم: الحافظ أبا محمد عبد الغنى بن سعيد.
وفاته:
لقد كانت لعبد الغني جنازة عظيمة، تحدث بها الناس، ونودي أمامها:
هذا نافي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت وفاته في سنة تسع وأربع مائة، في سابع صفر، ليلة الثلاثاء،
كما عند جمهور مؤرخي وفاته. وشذ السمعاني في الأنساب فقال:
توفي سنة نيف وعشرة وأربع مائة.
وقال ابن تغرى بردي: إن وفاته كانت في شوال (!!) وليست في
صفر.
ودفن بحضرة مصلى العيد في مصر، رحمه الله واسعة.
15

مؤلفاته
ذكرت المصادر بعض مصنفاته، وإليك ما وقفت عليه::
1 - المؤتلف والمختلف:
ذكره له الرافعي في التدوين في أخبار قزوين:
(1 / 343) والذهبي
في السير: (17 / 268) وتذكرة الحفاظ: (3 / 1049) وابن
نقطة في التقييد: (2 / 135) وابن تغري بردي في النجوم
الزاهرة: (4 / 244) وابن خلكان في وفيات الأعيان:
(3 / 223) وابن عطية في الفهرس: (ص 94) والسيوطي في
حسن المحاضرة: (1 / 165) وابن خير الإشبيلي في فهرسته:
(ص 216 - 217) وابن المعاد في شذرات الذهب: (3 / 188)
وحاجي خليفة في كشف الظنون: (2 / 1637).
وللكتاب مخطوطات كثيرة، ذكرها فؤاد سزكين في تاريخ التراث
العربي: (1 / 372 - 373) وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي:
(3 / 230).
وطبع هذا الكتاب في الهند، سنة 1332 ه‍، نشره محمد
الجعفري الزيتي سنة 1327 ه‍.
2 - مشتبه النسبة:
ذكره الرافعي في أخبار قزوين: (1 / 343) وابن حجر في
الإصابة: (2 / 73) وابن عطية في الفهرس: (ص 94) وابن
16

خير في فهرسته: (ص 217) ووقع فيه: مشتبه التسمية!! وابن
تغري بردي في النجوم الزاهرة: (ث / 244) والكتاني في الرسالة
المستطرفة: (ص 87) وسزكين في التاريخ العربي: (1 / 373)
وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي: (3 / 230) وفيهما أماكن وجود
مخطوطاته في مكتبات العالم.
وطبع مع الكتاب السابق في مجلد واحد.
3 - الغوامض والمبهمات:
ذكره له ابن حجر في الإصابة: (4 / 470) وفتح الباري:
(5 / 265) و (9 / 443) و (10 / 115 و 297 و 453) و (12 / 89) وابن
خير في فهرسته: (ص 219) والبغدادي في هدية العارفين:
(1 / 589) وسزكين في تاريخ التراث العربي: (1 / 374) وبروكلمان
في تاريخ الأدب العربي: (3 / 231) والألباني في فهرسة مخطوطات
الظاهرية: (ص 348) وكحالة في معجم المؤلفين: (5 / 273).
وانتهى محمد عزيز شمس من تحقيقه، كما جاء في نشرة أخبار
التراث العربي الصادرة عن معهد المخطوطات العربية، العدد التاسع
والعشرون، سنة 1407 ه‍.
4 - إيضاح الاشكال في الرواة:
ذكره له المزي في تهذيب الكمال: (ص 461 - مخطوط
مصور) وابن حجر في تهذيب التهذيب: (3 / 98) و (4 / 187)
وابن خير في فهرسته: (ص 219) وسزكين في تاريخ التراث
العربي: (1 / 374) وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي:
(3 / 231).
17

5 - الرباعيات في الحديث:
ذكره له الوادي آشي في برنامجه: (ص 267) وابن خير في
فهرسته: (ص 219) والسخاوي في فتح المغيث: (3 / 161)
وابن رشيد الفهري في ملء العيبة: (2 / 322) وابن حجر في
الفتح: (13 / 12) وسزكين في تاريخ التراث العربي:
(1 / 374) وذكر مخطوطاته.
وطبع في مجلة الجامعة السلفية في الهند، المجلد السادس
عشر، العدد الثالث / جمادى الأولى، سنة 1404 ه‍، بتحقيق محمد
عزيز شمس، كما في نشرة أخبار التراث العربي: العدد التاسع
والعشرون / سنة 1407 ه‍.
ومن ثم حققه أخونا علي حسن عبد الحميد معتمدا على نسخة
خطية، وهو من منشورات دار عمار / الأردن.
6 - الفوائد المنتقاة عن الشيوخ الثقاة من حديث أبي الحسين محمد بن
أحمد العباس الإخميمي ت 395 ه‍.
ذكره له فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي: (1 / 374).
7 - من روى من التابعين عن عمرو بن شعيب:
ذكره له فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي: (1 / 374).
7 - من روى من التابعين عن عمرو بن شعيب:
ذكره له السخاوي في الاعلان: (ص 604).
8 - كتاب في تاريخ القضاة:
ذكره له السخاوي في الاعلان: (ص 574).
9 - آداب المحدثين:
ذكره له عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين: (5 / 273).
وهو من مصادر ابن حجر في تغليق: كما في
مقدمته: (1 / 244).
18

10 - كتاب فيه مجلس من أوهام أبي عبد الله البخاري في تاريخه الكبير:
ذكره له ابن خير في فهرسته: (ص 244).
وهو مطبوع في آخر التاريخ الكبير.
11 - العلم:
نسبه له الذهبي في سير أعلام النبلاء: (17 / 273) وقال:
وهو جزآن.
12 - الأوهام التي في مدخل أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم
النيسابوري:
ذكره له جماعة، كما بينته في مقدمة تحقيقي له، وهو من
مطبوعات مكتب المنار، الزرقاء / الأردن.
13 - المتوارين الذين اختفوا خوفا من الحجاج بن يوسف.
كتابنا هذا، وسيأتي الكلام عليه مفصلا، إن شاء الله تعالى.
19

المؤلف
أولا: نسبته لمؤلفه.
ثانيا: وصف النسخة المعتمدة في التحقيق.
ثالثا: عملي في التحقيق.
21

أولا: نسبته لمؤلفه
هذه الرسالة صحيحة النسبة لمؤلفها، ويدلك على هذا أمران:
الأول:
ذكره للمؤلف جماعة من العلماء، منهم:
إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين: (1 / 589)
وفؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي: (1 / 374)
وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي: (3 / 231)
وعمر رضا كحالة في معجم المؤلفين: (5 / 273).
وغيرهم.
الثاني:
وجود السند الصحيح المتصل إلى المؤلف.
فقد رواها عن المصنف اثنان:
الأول: الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال.
وهو إمام حافظ متقن عالم.
قال الصدفي: ولد سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة، وسمع من
الحافظ عبد الغني بن سعيد في سنة سبع وأربع مائة، فكان آخر من سمع
منه.
وقد خرج لنفسه عوالي سفيان بن عينية، وكان يتجر في الكتب
ويخبرها.
23

وكانت الدولة الباطنية قد منعوه من التحديث، وأخافوه، وهددوه،
فامتنع من الرواية، ولم ينتشر له كبير شئ.
قال ابن ماكولا: كان الحبال ثقة، ثبتا، ورعا، خيرا.
وقال السلفي في مشيخة الرازي: كان الحبال من أهل المعرفة
بالحديث، ومن ختم به هذا الشأن بمصر، لقي بمكة جماعة، ولم يحصل
أحد في زمانه من الحديث ما حصله هو.
وقال ابن طاهر: رأيت الحبال، وما رأيت أتقن منه! كان ثبتا، ثقة،
حافظا.
مات رحمه الله تعالى في سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة، وله إحدى
وتسعون سنة. وقيل: مات في شوال. وقيل: في ذي العقدة.
انظر ترجمته في: الاكمال: (2 / 379) و دول الاسلام: (2 / 11)
والعبر: (3 / 299) وتذكرة الحفاظ: (3 / 1191 - 1196) وسير أعلام
النبلاء: (18 / 495) والوافي بالوفيات: (5 / 355) والنجوم الزاهرة:
(5 / 129) وحسن المحاضرة: (1 / 353) وشذرات الذهب: (3 / 366).
الثاني: أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو،
التميمي، البخاري.
وهو إمام حافظ جوال.
حدث عن جماعة، منهم: المصنف.
ولد سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة.
أكبر شيخ له، إبراهيم بن محمد بن يزداذ.
قال الرازي في مشيخته: دخل أبو زكريا بلاد المغرب، وبلاد الأندلس. وكتب بها، وفي شيوخه كثرة، وكان من الحفاظ الاثبات.
24

مات سنة إحدى وستين وأربع مائة.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء: (18 / 257) وتذكرة
الحفاظ: (3 / 1157) والنجوم الزاهرة: (5 / 84) ونفح
الطيب: (3 / 62) وشذرات الذهب: (3 / 309).
وعنهما:
أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي.
وهو شيخ عالم، ثقة محدث.
سمع من جماعة، منهم: الحافظ عبد الرحيم بن أحمد البخاري
والحبال.
حدث عنه السلفي وأبو القاسم البوصيري، وجماعة.
وبالإجازة أبو عبد الله الأرتاحي، وسمع منه البخاري.
قال السلفي: هو من ثقات الرواة، وأكثر شيوخنا بمصر سماعا،
أصوله أصول أهل الصدق، وقد انتخبت من أجزائه مائة جزء.
وقال:
ولد في سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة في أول يوم منها.
توفي في ربيع الآخر / سنة تسع عشرة وخمس مائة.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء: 19 / 500) والعبر:
(4 / 44) وشذرات الذهب: (4 / 59).
وعنه:
أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي.
كان صالحا متعففا.
سمع منه: لاحق بن عبد المنعم بن قاسم بن أحمد بن حمد، وابن
25

ابنته: الامام المقرئ أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد بن حامد
الأرتاحي. والأخير توفي سنة تسع وخمسين وست مائة.
قال ياقوت في أرتاح في معجم البلدان:
أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرج بن غياث الأرتاحي، من
أرتاح الشام... روى بالإجازة عن أبي الحسن علي بن الحسن بن عمر
الفراء هو آخر من حدث بها في الدنيا، مات سنة 601 ه‍ انتهى.
قلت: وولد سنة سبع وخمسمائة تخمينا.
قال المنذري:
كتب عنه جماعة من الحفاظ وغيرهم من أهل البلد، والواردين
عليها، وحدثوا عنه، وهو أول شيخ سمعت منه الحديث، ونعته بالشيخ
الاجل الصالح أبي عبد الله بن الشيخ الأجل الصالح أبي الثناء حمد. قال: وهو من بيت القرآن والحديث والصلاح، حدث من بيته غير واحد. وروى
عنه ابن خليل في معجمه ونعته بالصالح وبالامام. توفي في عشرين
شعبان بمصر، ودفن بسفح المقطم
انظر ترجمته في: شذرات الذهب: (5 / 6) وسير أعلام
النبلاء: (23 / 350) وتكملة إكمال الاكمال: (ص 19) و معجم
البلدان: مادة (أرتاح).
وعنه:
الشيخ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور
المقدسي، الامام العالم الحافظ الكبير الصادق القدوة العابد الأثري.
ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مائة، بجماعيل.
سمع الكثير بدمشق والإسكندرية وبيت المقدس، ومصر، وبغداد،
26

وحران، والموصل، وأصبهان، وهمدان، وكتب الكثير.
قال الكندي فيه: لم ير مثل نفسه. وقال أيضا: لم يكن بعد
الدارقطني مثل الحافظ عبد الغني.
مات رحمه الله سنة ست مائة.
انظر في ترجمته: مرآة الزمان: (8 / 519 - 522) وذيل
الروضتين: (46) وتذكرة الحفاظ: (4 / 1372 - 1381)
والعبر: (4 / 313) والسير: (21 / 443) والبداية
والنهاية: (13 / 38 - 39) وشذرات الذهب: (4 / 345 - 346).
27

ثانيا: وصف النسخة المعتمدة
في التحقيق
اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب علي نسخة خطية، من محفوظات
دار الكتب الظاهرية - ولا نعلم للكتاب سوى هذا المخطوط -، تحت رقم
(3807) من (ورقة 21 - 28)، فهي تقع في ثمان لوحات، في كل لوحة
صفحتان، في كل صفحة من (19 - 22) سطرا.
وخطها مقروء.
وعلى طرة غلافها:
وقف بالضيائية
وعليه أيضا بخط الحافظ يوسف بن عبد الهادي:
أخبرتنا به أسماء المهرانية عن [ابن] ناصر الدين. وكتب
يوسف بن عبد الهادي.
28

وعليه بخط الناسخ:
أحمد بن حنبل توارى أيام الواثق.
وشيخنا المزي توارى عند البرزالي.
وعليه:
سمعه نصر الله بن الصفار. عفى الله عنه.
وعلى هامش اللوحة الأولى:
إمام المتقين، محمد رسول الله توارى في الغار، ومعه الصديق أبو بكر.
وناسخه - ولم يرد ذكر لاسمه - قابله وصححه، إذ جاءت بعض
التصحيحات عليه، وعليه أيضا علامات المقابلة، فجاء في هامش اللوحة
الخامسة: بلغ.
وعلى اللوحة الأخيرة أربعة سماعات، هي:
السماع الأول: نصه:
بلغت قراءة لجميعه على الشيخ الصالح أبي عبد الله محمد بن
29

حمد بن حامد الأرتاحي فسمع الامام الحافظ المتقن ضياء الدين أبي
محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي والفقيه أبو الحرم مكي بن
عمر بن نعمة الحنبلي وأبو القاسم عبد الغني بن قاسم والشيخ عثمان بن
أحمد بن ثابت وعبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن وولده محمد.
وذلك يوم الأربعاء، الثامن من شهر الله رجب، سنة ثمان وتسعين
وخمسمائة، وصلى الله على محم وآله.
السماع الثاني: نصه:
قرأت هذا الجزء على الشيخ أبي عبد الله محمد بن حمد بن حامد
الأرتاحي بإجازته من الفراء. فسمعه أبو عبد الله بن عبد الرحمن العسقلاني
في يوم الأحد / سابع عشر من محرم / سنة ستمائة.
كتبه عبد الله بن عبد الغني المقدسي.
30

السماع الثالث: نصه:
سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الفقيه الامام الحافظ جمال الدين
أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي بسماعه
منه بقراءة الامام أبي موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك
الرعيني الامام الأوحد والشيخ نصر الله بن أبي العز بن أبي طالب الشيباني
الصفار وسيف الدولة أحمد بن حمدان بن مرزبان الهدناني وحسين بن
فادك الهدناني. وكاتب السماع إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن الحسن بن علي
القرشي عفى الله عنه. وذلك في يوم الخميس / خامس عشر من
شعبان / سنة ست وعشرين وستمائة، بمسجد المسمع، بمدينة دمشق.
والحمد لله، وصلاته على محمد وآله.
31

والسماع الأخير: نصه:
قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ ناصر الدين أبي عبد الله
محمد بن محمد بن داود بن حمزة المقدسي بإجازته من القاضي تقي الدين
سليمان بن حمزة بإجازته من الحافظ جمال الدين أبي موسى، يوم
الثلاثاء / سلخ الحجة / سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، بمنزل المسمع بدير
الحنابلة.
وكتب محمد بن عبد الرحمن بن محمد المقدسي.
32

ثالثا: عملي في التحقيق
يتلخص عملي في التحقيق، بما يلي:
أولا: قمت بنسخ المخطوط، ومقابلة المنسوخ على المخطوط مرة أخرى،
خوفا من التصحيف أو السقط.
ثانيا: ضبطت الألفاظ المشكلة فيه.
ثالثا: عرفت بالمصنف وبالرسالة.
رابعا: عرفت بالعلماء المتوارين. وذكرت مصادر ترجمتهم.
خامسا: خرجت أبيات الشعر الواردة فيه.
سادسا: وثقت الاخبار التي سردها المصنف.
وأخيرا.. الله تعالى أسال، أن أنال أجرين في كل ما فعلت، وذلك
من توفيقه ومنه علي، وأساله الاخلاص والاحسان في القول والعمل، إنه
خير مسؤول.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين.
33

صورة عن الغلاف
34

صورة عن اللوحة الأولى
35

صورة عن اللوحة الأخيرة
36

كتاب المتوارين
الذين اختفوا خوفا من الحجاج بن يوسف
للحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي
توفي سنة 409 ه‍
ضبط نصه وعلق عليه
مشهور حسن محمود سلمان
37

بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعين
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد قراءة عليه قال:
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء قال:
أنبأني الشيخان: أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال وأبو
زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري قالا:
أنبأ عبد الغني بن سعيد الحافظ قال:
39

هروب أبي عمرو بن العلاء
من الحجاج بن يوسف
وتواريه منه باليمن
حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد إملاء ثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي ثنا أبو حاتم سهل بن محمد بن
عثمان السجستاني ثنا الأصمعي عن أبي عمرو ابن علاء قال:
40

أخافني الحجاج فهربت إلى اليمن فولجت في بيت بصنعاء
فكنت أظهر بالليل على سطحه وأكمن بالنهار فيه.
قال: فإني لفي غدوة من الغدوات على سطح ذلك البيت إذ سمعت
رجلا ينشد:
ربما تجزع النفوس من الأمر * له فرجة كحل العقال
41

قال: فقلت: فرجة.
قال: فسررت بها.
قال: وقال آخر: مات الحجاج.
قال: فوالله ما أدري بأيهما كنت أسر بقوله: فرجة أبو بقوله: مات
الحجاج.
حدثنا أبو علي الحسن بن الخليل بن قوام الحميري ثنا أبو جعفر
42

أحمد بن محمد بن سلامة ثنا أحمد بن أبي عمران ثنا أبو نصر أحمد ابن حاتم
عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال:
استعمل الحجاج أبي علي بعض أعماله فنقم عليه فخرج أبي إلى
بادية قومه فتوارى بها وأنا معه.
فبينا نحن في سحر من الأسحار إذ أقبل راكب وهو يقول:
ربما تجزع النفوس من الأمر * له فرجة كحل العقال
قال: قلت: وما ذاك؟
قال: مات الحجاج.
فوالله ما أدري بأيهما / كنت أشد فرحا مات الحجاج أبو بقوله [ل ا / أ] فرجة.
43

ذكر تواري الحسن بن أبي الحسن البصري
من الحجاج بن يوسف
44

وكان تواري الحسن في منزل أبي خليفة الحجاج بن عتاب وكان
من التابعين وله ولد يحدث يقال له: عمر بن أبي خليفة يحدث عن
محمد بن زياد أبي الحارث الجمحي.
حدثنا هشام ثنا أبو جعفر الطحاوي ثنا أحمد بن داود ثنا ابن عائشة ثنا
45

حماد بن سلمة عن حميد قال: قرأت القرآن كله على الحسن وهو متوار
في بيت أبي خليفة ففسره لي على الأثبات.
وكان مالك بن دينار يغشى الحسن في ذلك التواري. يصدق ذلك:
حديث حدثني به: الوليد بن القاسم ثنا الحسن بن علي بن موسى النخاس
ثنا محمد ابن عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا جعفر بن سليمان الصبعي قال:
كنا عند الحسن - رحمة الله عليه - عند أبي خليفة العبدي قال: فجاءه
رجل فقال:
يا أبا سعيد رأيت على أبي حمزة جبة خز.
فقال الحسن:
لأن أقطع مسبخي فألبسه أحب إلي من أن ألبس جبة خز.
حدثنا محمد بن أحمد بن جابر الحجري ثنا إسحاق بن أحمد بن جعفر
القطان ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عيسى بن يونس ثنا العلاء بن المغيرة البندار قال:
بشرب الحسن بموت الحجاج فسجد.
حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد ثنا علي بن محمد بن حيون ثنا
محمد بن هشام ثنا سفيان بن عيينة عن أبي عثمان قال:
قال الحسن حين بلغه موت الحجاج:
اللهم أنت قتلته فاقطع سنته.
وكان يقول:
أتانا أخيفش أعيمش له حميمة يبغضها شقي من الأشقياء والله
ما عرق تحت ثيابه غيار قط في سبيل الله. [ل ا / ب]
قال عبد الغني: أبو عثمان هو: عمرو بن عبيد والله أعلم.
46

تواري عبد الله بن الحارث الهاشمي ببة
عن الحجاج بن يوسف
47

قال محمد بن سعد كاتب الواقدي:
عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هشام
يكنى أبا محمد وهو الذي لقبه أهل البصرة ببة هلك بعمان عند انقضاء فتنة
ابن الأشعت وكان خرج إليها هاربا من الحجاج وولد في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خطبته بالجابية.
48

تواري إبراهيم بن يزيد النخعي
أبو عمران الفقيه من الحجاج
حدثنا هشام بن محمد الرعيني ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن
سلامة ثنا محمد ابن علي بن داود أنبأ سعيد بن سليمان عن ابن شهاب
الزهري حدثني الحبر بن عمرو قال:
49

خبأنا إبراهيم في داره حين توارى من الحجاج وكان لا يصلي في
جماعة مخافة من الحجاج.
حدثنا هشام بن محمد ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة ثنا ابن
أبي داود ثنا سعيد بن منصور ثنا مهدي بن ميمون عن شعيب بن الحبحاب
قال: كان إبراهيم متواريا من الحجاج فتوفي فدفن ليلا فحضرت بالصلاة
عليه ثم أتيت الشعبي فقال: لقد توفي في هذه الليلة رجل ما ترك بعده
مثله. قلت: بالكوفة قال: لا بالكوفة ولا بالبصرة ولا بالمدينة ولا بمكة
وكان إذا تكلم سجع.
وفي مشافهة علي بن عمر إياي بإجازته لي عن عثمان بن أحمد بن
السماك عن حنبل عن محمد بن داود عن عيسى بن يونس عن الأعمش قال:
رأيت على إبراهيم خفان أو قباء أعدر كأنه نبطي قدم من
الرستاق.
/ قال: وذلك أن الحجاج كان يطلبه.
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سلم ثنا إسحاق بن أحمد بن
جعفر - هو القطان - ثنا زياد بن أيوب ثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون
50

قال: بشرت إبراهيم بموت الحجاج فبكى وما ظننت أحدا يبكى من
الفرح.
بين هذا أن موت إبراهيم كان بعد موت الحجاج وهو صحيح.
51

تواري مجاهد بن جبر أبي الحجاج
وأبي عياض من الحجاج
حدثتا أبو الطاهر السدوسي حدثني أبي حدثني أيوب بن الوليد ثنا
يحيى بن السكن أنبأ شعبة ثنا الحكم قال:
52

كان مجاهد وأبو عياض متواريين من الحجاج فلما كان يوم الفطر
أمهم أبو عياض.
53

تواري سليمان بن مهران
أبي محمد الأعمش من الحجاج
حدثنا محمد بن أحمد بن جابر ثنا إسحاق بن أحمد بن جعفر ثنا أبو
سعيد الأشج ثنا ابن فضيل عن الأعمش قال:
54

كنا نختبئ أيام الحجاج في الآجام فكنت في أجمة كثيرة الطير
فكنت أفرج القصب وأجد الصيد فأذبحه بالقصب فسألت إبراهيم والشعبي
عن ذلك فقالا:
لا يضرك بأي شئ ذبحت إذا ذكيت.
55

تواري سعيد بن جبير
من الحجاج وفراره منه إلى أن ظفر به
حدثنا أبو علي النرسي ثنا أحمد بن عبد الله بن شابور ثنا واصل
- وهو بن عبد الأعلى - ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال:
56

أتيت سعيد بن جبير بمكة. فقلت إن هذا الرجل قادم يعني
خالد بن عبد الله ولم يقدم. ولا آمنه عليك فأطعني واخرج.
قال: والله لقد فررت حتى / استحييت من الله عز وجل.
فقلت: والله إني لأراك كما سمتك أمك.
قال أبو بكر بن عياش: وأخبرني يزيد أبو عبد الله قال:
أتينا سعيد بن جبير حين جئ به فإذا هو طيب النفس وبنية له في
حجره فنظرت إلى القيد فبكت.
قال: فشيعناه عن إلى باب الحبس.
قال له الحرس: أعطنا كفلاء فإنا نخاف أن تغرق نفسك.
قال يزيد: فكنت فيمن كفل به.
قال أبو بكر: قال سليمان قال بعض أصحابنا قال:
قال الحجاج حين قتل سعيد بن جبير: أئتوني بسيف رغيب - يعني
عريضا - اضربوا قصاص المنكبين.
قال: ثم ركب ساعة ضرب عنقه فمر به رجل من قريش فطرح عليه
جذم حائط. يعني سعيد بن جبير.
حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد ثنا يحيى بن أيوب
وعبد الرحمن ابن معاوية العتبي قالا: حدثنا عمرو بن خلد قال سمعت عتاب بن بشير عن سالم الأفطس قال: أتى سعيد بن جبير إلى الحجاج وفي رجله
57

قيود فلما دخل عليه أمر بضرب عنقه. فما قام الحجاج من مجلسه حتى
خلط وجعل يقول قيودنا قيودنا.
حدثنا أبو الطاهر ثنا إبراهيم قال قيل لسعيد بن جبير:
ما يقول الحسن إذا أخذ الحجاج الرجل فيقول له: أكفر؟ فرخص له
أن يقول ذلك.
فقال سعيد بن جبير: يرحم الله الحسن تقية في الإسلام.
حدثنا الحسن بن رشيق ثنا علي بن سعيد ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان
[ل 3 / أ] عن سالم ابن أبي حفصة قال:
لما دخل سعيد بن جبير على الحجاج قال له ما: اسمك؟ قال:
سعيد بن جبير.. قال: شقي بن كسير. قال سعيد: إنني أعوذ منك بما
عاذت مريم بنت عمران بالرحمن إن كنت تقيا. قال: لأقتلنك. قال: أنا
إذا كما سمتني أمي.
فلما ذهب به للقتل قال: دعوني أصل ركعتين.
قال الحجاج: وجهوه لقبلة النصارى.
58

فلما وجه قال فأينما تولوا فثم وجه الله.
قال محمد بن عمر الواقدي في سنة أربع وتسعين كتب الحجاج إلى
خالد بن عبد الله أن ابعث إلى سعيد بن جبير وطلق بن حبيب فبعث بهما
إليه.
هذا في الكتاب الذي أعلمني علي بن عمر أنه سمعه من محمد بن
عبد الله المستعيني عن العباس بن عبد الله الباكستاني عن محمد بن محمد بن
عمر الواقدي عن أبيه عن عمر بن سعيد بن جبير عن ابن أبي مليكة.
قال: وحدثني ابن سبرة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال:
رأيت سعيد بن جبير وطلق بن حبيب يطوفان بالبيت في كبول حين
خرج بهما إلى الحجاج.
وقال: ثنا عبد الله بن جعفر عن زكريا بن عمرو قال:
أخذ خالد سعيد بن جبير فقال: أنت ممن يطلب أمير المؤمنين
وأنت مقيم في جواري فبعث به إلى الحجاج.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن محمد بن
أحمد بن خلاد التميمي الجوهري القاضي ابن بنت نعيم بن حماد ثنا
محمد بن زيان ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر أخبرني الزهري
قال: قال:
حججت مع عمر بن عبد العزيز وحج بالناس في خلافة الوليد فلما
كنا بمنى أتاني / سعيد بن جبير ليلا وهو متوار من الحجاج قال: فقال لي: [ل 3 / ب]
59

أتخاف على صاحبك هذا؟ قال: قلت: لا ولن آمن.
حدثنا أبو أحمد السعدي ثنا جعفر بن أحمد العبدي ثنا إسحاق بن أبي
إسرائيل قالا ثنا هشيم عن أبي بشر قال:
قال لي سعيد بن جبير: إن الحجاج قاتلي.
قال: قلت: ولم ذاك؟ قال رؤيا رأيتها.
حدثنا هشام بن خليفة [ثنا] محمد بن مرة الرعيني ثنا أبو جعفر
أحمد بن محمد ابن سلامة ثنا محمد بن جعفر بن حفص قال سمعت الرمادي
يقول سمعت مسددا يقول سمعت يحيى القطان يقول سمعت سفيان الثوري:
ذكر سعيد بن جبير فقال: ما أعدل به من التابعين أحدا. ما زال على
بصيرة من أمره حتى قتل ما أشبهه إلا بعمار.
حدثنا هشام ثنا أبو جعفر ثنا نوح بن الفرج ثنا عبد الله بن محمد
الفهمي ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن مالك بن أنس قال:
أخرج الحجاج سعيد بن جبير وطلق بن حبيب من الكعبة فذبحهما
ذبحا.
حدثنا الحسن بن رشيق ثنا أبو بشر الدولابي ثنا إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني ثنا الحسن بن نافع ثنا حمزة عن أبي شوذب قال:
أعظم الناس أخذ سعيد بن جبير بمكة. وكان القسري أخذه فصعد
المنبر وهو جانب الكعبة فقال:
لو أن أمير المؤمنين كتب إلى أن انقض هذا حجرا حجرا ووضع يده
على الكعبة لنقضته حتى أدعه غديرا ترده الإبل.
حدثنا الحسن ثنا أبو بشر ثنا إبراهيم بن يعقوب حدثني إبراهيم بن
موسى ثنا عيسى بن يونس ثنا أبي قال: سمعت شهر بن عطية يقول:
60

لما ثقل الحجاج جعل يقول /: مالي ولسعيد بن جبير
حدثنا أبو أحمد السعدي ثنا محمد بن أعين ثنا ابن أيوب
المقابري ثنا خلف ابن خليفة ثنا رجل من الحرس - يعني حرس الحجاج -
أن سعيد بن جبير لما سقط رأسه إلى الأرض. قال لا إله إلا الله
ثلاث مرات قال مرتين كلاما بينا. وقال الثالثة بلسان منكسر.
61

تواري عمران بن حطان السدوسي
من الحجاج بن يوسف
62

سألت أبا الحسن الحطابي عن خبره وكانت تمسه منه ولادة من قبل
بناته فكتب لي بخطه وقال فيه: ذكر بعض أهله:
64

أنه لما اشتد طلب الحجاج لعمران وأخاف قومه وداعهم بسببه
فاختلفوا عليه وذكروا له خوف عبد الملك وعماله والحجاج وغيره فارق
قومه وتنقل من حي إلى حي إلى أن نزل ب‍ (روح بن زنباع
الجذامي). فبينا (روح) ذات ليلة في سمر عبد الملك إذ قال عبد
الملك:
هل تدرون من يقول هذا البيت وفيمن قيل:
أكرم بقوم بطون الطير أقبرهم * لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا؟
هل تدرون من قاله؟ وهل أحد منكم يزيدنا عليه أبياتا؟ فقالوا: لا.
قال: فمن أتاني بعلم ذلك فله عندي ما سأل بعد الأشطط.
فخرج (روح) حتى أتى منزله فقال:
عمران يا عبد الله هل تدري من يقول هذا الشعر وأعاده.
فقال: عمران بن حطان وأنشد القصيدة بطولها.
65

فلما غدا (روح) على عبد الملك أنشده / الشعر الذي أنشده
[ل 4 / ب] عمران.
فقال له عبد الملك:
من أين أصبت هذا الشعر؟
فقال:
66

من ضيف لي ما رأيت أحفظ منه بشئ قط ما رويت له شيئا إلا
وسابقني هذه إليه وزادني منه ما لا أعرفه ورأيت... نعته... نعته...
ورأيت رجلا عابدا كثير الصلاة وإني لأظنه من الحرورية أهل العراق.
قال عبد الملك:
يا غلام ائتني بطوماد سنة الحجاج. فأتي به فإذا رقعة فقرأ حليته
فإذا حلية عمران.
فقال عبد الملك:
فانطلق فأتني بضيفك وأعلمه أنه آمن ليحدثني مجلسا واحدا.
فلما رجع (روح) إلى منزله قال له:
أيها الشيخ إن أمير المؤمنين استزارك فزره.
فقال: مالي وللأمير؟!.
قال:
إنه قد أحب ذاك.
قال:
فخذ لي كتاب أمان بخط يده أسكن إليه.
قال: نعم.
ثم اتى روح عبد الملك فقال:
يا أمير المؤمنين إنه قد أحب أن يكون معه كتاب أمان بخط يدك
وخاتمك.
67

قال عبد الملك:
هذه بعض خدع أهل العراق ذهب الرجل وتركك. أما. أني أراك
سترجع ولا تجده.
فانصرف روح إلى منزله وقد خرج عمران وخلف في منزله رقعة
فيها أبيات شعر وهي:
يا روح كم من أخي مثوى نزلت به * قد ظن ظنك من لخم وغسان
حتى إذا خفته زايلت منزله * من بعد ما قيل: عمران بن حطان
قد كنت ضيفك حينا لا يؤرقني * فيه طوارق من إنس ومن جان
68

حتى أردت بي العظمى فأوحشني * ما يوحش الناس من جود ابن مروان
فاعذر أخاك ابن زنباع فإن له * في الحادثات هنات ذات ألوان
يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن * وإن لقيت معديا فعدناني
لو كنت مستغفرا يوما لطاغية * كنت المقدم في سري وإعلاني
لكن أبت لي آيات مقطعة * عنك الولاة في طه وعمران
وسار حتى أتى زفر بن الحارث الكلابي فأقام عنده زمانا وهو
ينتسب إلى الأوزاع - حي من اليمن وهم أخوال زفر - وقدم رجل ممن
كان في ضيافة روح إلى زفر فلما رأي عمران عرفه فقال له زفر: أتعرف
هذا الرجل؟
قال: نعم.
69

قال: وأين عرفته؟.
قال: عند روح بن زنباع.
قال زفر: فممن هو؟
قال: رجل من أزد شنؤة.
قال: فإنه قد زعم أنه الأوزاع.
قال: فنظر إليه زفر متعجبا فقال:
أزدي مرة وأوزاعي مرة! لو صدقتنا عن خبرك أخبرنا ممن أنت؟
فإن كنت خائفا أمناك وإن كنت طريدا آويناك.
قال: فنظر إليه عمران فضحك فقال:
إن الله عز وجل هو المؤوي الساتر.
وأولع به فتيان زفر وشباب من بني عامر وكان كثير الصلاة وكان إذا
صلى يهزلون ويقولون: أخبرنا يرحمك الله فلما أكثروا عليه ارتحل
عنهم وقال:
إن التي أصبحت يعيا بها زفر * أعيا عياها على روح بن زنباع
ما زال يسألني حولا لأخبره * والناس ما بين مخدوع وخداع
حتى إذا انجذمت الرحمن مني حبائله * كف السؤال ولم يولع بإهلاع
فاكفف كما كف روح إنني رجل * إما صريع وإما فقعة القاع [ل 5 / ب]
واكفف لسانك عن شتمي ومنقصتي * ماذا تريد إلى شيخ لأوزاع
70

أكرم بروح بن زنباع وأسرته * حيا إذا ما دعاهم للهدى داع
جاورتهم سنة فيما ذعرت به * عرضي صحيح ونومي غير تهجاع
أما الصلاة فإني لست تاركها * كل امرئ بالذي يعنى به ساع
اعمل فإنك معني بحادثة * حسب اللبيب بهذا الشيب من داع
ثم خرج فنزل بالسراة بحي من الأزد يرون رأيه فسره ما
رأى عندهم وقال:
نزلت بحمد الله في خير أسرة * أسر [بما فيه من الأنس] والخفر
نزلت بحي يجمع الله شملهم * فليس لهم عود سوى الحق يعتصر
71

من الأزد إن الأزد أكرم أسرة * يمانية يوما إذا انتسب البشر
فأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر * أتوني فقالوا: من ربيعة أو مضر
أو الحي قحطان وتلكم سفاهة * كما سألني روح وصاحبه زفر
ونحن بنوا الإسلام والدين واحد * وأولى عباد الله بالله من شكر
وما منهم إلا يسر بنسبة * تقربني منه وإن كان ذا نفر
وهذا ما كان من خبره.
حدثنا أبو طاهر السدوسي قاضي مصر أخبرني محمد بن الحسن بن
دريد ثنا حاتم عن أبي عبيدة قال:
طرد الحجاج عمران بن حطان وكان ببلاد بكر بن وائل بين الكوفة
والبصرة يحرض ولا يشهد القتال فقدم بريد من الشام من عند عبد الملك
يريد الحجاج فصحبه عمران ببعض الطريق فرآه فصيحا عالما
فأعجب البريد فقال له:
إن لي ناحية من الأمير أفلك حاجة أكفيكها وأقوم لك بها؟
قال: نعم تبلغه هذا الكتاب.
وأعطاه كتابا.
فلما صار إلى الحجاج وقضى حوائجه اخبره خبر الرجل [ل 6 / أ]
و [قال] قد حملني كتابا فإذا فيه:
72

أسد علي وفي الحروب نعامة * فتخاء تفزع من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى * بل كان قلبك في جوانح طائر
ذعرت غزالة قلبه بفوارس * تركت فوارسه كأمس الغابر
73

فقال له الحجاج: أتدري من هو؟
قال: لا ولكن أعجبني ما رأيت من طرفة.
قال: ذاك عمران بن حطان.
74

هرب عون بن عبد الله
من الحجاج
ذكر محمود بن محمد الأديب في " تاريخه ":
أن هلال بن العلاء حدثهم ثنا سعيد بن سلم بن قتيبة قال:
خرج عون بن عبد الله مع أبي الأشعت
فطلبه الحجاج فهرب إلى
محمد بن مروان بالجزيرة فأجاره وضم إليه ابنه يزيد يؤدبه وسأله عنه
بعد حين فقال:
إن أنبته حجب وإن بعدت عنه عتب وإن عاتبته غضب وإن
جاوبته صخب.
75

ثم ولاه نصيبين وتزوج بها امرأة ثم قدم عليه فسأله: كيف
نصيبين؟.
قال: قليلة الأقارب كثيرة العقارب.
76

هرب بني العباس من بني أمية
قبل مصير الأمر إليهم
في كتاب محمود بن محمد الأديب الذي صنفه في " تاريخ أهل
الجزيرة ":
أن أبا وهب عبيد الله بني المثنى بن عبيد الله بن عمرو حدثه عن أبيه
عن جده قال:
أقبل أبو العباس وأبو جعفر وعمرو بهما من الحميمة يريدون
الكوفة فنزلوا بدير القاسم غربي الرقة خوفا من زائدة بن أبي يحيى
مولى الوليد وهو يوم تخلف عثمان بن سفيان بن حرب العامري / على [ل 6 / ب]
الرقة وكان متشددا على الهاشميين وشيعتهم فعلم بهم جماعة من أهل
الرقة.
قال:
فدفعوا إلي حلة وسألوني أن أؤديها إليهم واعتذر لهم في
77

التخلف فتشدد زائدة وكثر أنصاره بالرقة وانحرافهم عن بني هاشم.
ففعلت وحذرتهم أن يعلم بهم أحد وعرفتهم أن الحزم في سرعة
رحيلهم.
فسمعت أبا جعفر يقول لأبي العباس:
إن أفضى الأمر إلينا لم ينتفع بالجزيرة أو نبني إلى جانب الرقة
مدينة وأوما إلى موضع الرافقة فلما استخلف أبو جعفر بناها سنة خمس
وخمسين ومائة.
آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله.
78