الكتاب: أخبار القضاة
المؤلف: محمد بن خلف بن حيان
الجزء: ٢
الوفاة: ٣٠٦
المجموعة: الأنساب ومعاجم مختلفة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: بيروت - عالم الكتب
الناشر: عالم الكتب
ردمك:
ملاحظات:

((ذكر الحسن بن أبي الحسن البصري))
((وولايته قضاء البصرة دون ما سوى ذلك من أخباره وفقهه))
((فإنه كثير لا يحتمله هذا الكتاب))
حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري قلت: الحسن من أين كان أصله؟ قال: من ميسان.
((نسب الحسن البصري))
((مولد الحسن))
أخبرني الحارث بن محمد التميمي عن محمد بن سعد قال: الحسن بن أبي الحسن البصري واسمه يسار يقال: إنه من سبى ميسان وقع إلى المدينة فاشترته الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك فأعتقته قال: ويذكر عن الحسن أنه قال: كان أبواي لرجل من بني النجار؛ فتزوج امرأة من بني سلمة فساقهما إليها من مهرها فأعتقتهما ويقال: بل كانت أم الحسن مولاة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وولد بالمدينة لسنتين بقيتا من خلافة عمر. وذكر حاتم بن الليث عن زكريا بن عدي عن حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن أنه قال: ولد بالربذة ونشأ بالمدينة. وهكذا قال عبد الرحمن بن صالح عن أبي بكر بن عياش قال: مولد الحسن بالربذة ونشأ بالمدينة.
3

فحدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد السلام بن مطهر بن حسام بن الفضل؛ قال: حدثنا غاضرة بن فرهد العونى قال: كان أبو الحسن بن أبي الحسن مولى أبي اليسر الأنصاري.
حدثني أحمد بن الزهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي الحسن يسار.
وزعم حاتم عن يحيى بن معين عن الأصمعي قال: الحسن البصري من أهل نهر المرة قال يحيى: ويقولون: إنه نشأ بوادي القرى ويقولون: بالمدينة.
وقال مجالد عن الشعبي: أن عتبة بن عرفان لقى ميسان فقتلهم وحمل ذراريهم إلى عمر بن الخطاب وكان منهم أبو الحسن البصري وأهل بيته واسم الحسن أو أبى الحسن فيروذ.
حدثني أبو عوانة محمد بن الحسن الباهلي قال: ولد الحسن مملوكا. وقال أبو معاوية العلائي. إن مخبرا أخبره أن الحسن مولى قطبة.
حدثني قال العلائي: وهو غلط إنما امرأة إدريس بنت قطبة بن عامر
4

ابن حديدة من عمر وبنت عمر الأنصارية بنت أنس بن مالك خبرت عن أبي حميد عن سلمة عن سليمان بن خالد عن كثير بن زاذان أبي سهل عن الحسن قال: هو الحسن بن فروخ الأنصاري.
((أم المؤمنين أم سلمة ترضع الحسن))
((الصحابة يدعون الحسن))
حدثني أحمد بن زهير قال: أخبرنا محمد بن سلام قال: حدثنا أبو عمرو الشعاب قال: كانت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه تبعث أم الحسن في الحاجة فيبكى وهو صبي فتسكته بثديها. وقال: كانت تخرجه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وهو صغير وكانت منقطعة إليها فكانوا يدعون له فأخرجته إلى عمر بن الخطاب فدعا له وقال: اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس. أخبرني الحرث بن محمد عن محمد بن سعد قال: ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب.
((اسم أم الحسن))
وأخبرني الحارث عن العلائي عن يحيى أن أم الحسن اسمها خيرة. وهكذا قال الأصمعي أيضا.
((أبو الحسن يعلمان القرآن))
وحدثني الكراني قال: حدثني النضر بن عمرو قال: حدثني إسحاق ابن إبراهيم بن داجة قال: حدثني حميدة بنت حمزة عن أمها قالت: كانت أم الحسن صفية بنت الحارث من أهل اليمن وكان يسار يعلم القرآن في أول المسجد وكانت صفية تعلم القرآن في آخر المسجد.
((سن الحسن مولده ووفاته))
فحدثنا عباس الدوري قال: حدثنا روح قال: حدثنا أسامة ابن زيد عن أمه قالت: رأيت أم الحسن رجاء تقص على النساء.
5

وأخبرني الحارث بن شعبة عن أبي الرجاء قال: سألت الحسن كم أتى لك أيام صفين؟ قال: احتلمت قبلها عاما.
وأخبرني الحارث عن المدائني عن سلمة بن عثمان عن أبي عون قال: قال الحسن: قتل عثمان وأنا ابن عشرة سنة.
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حسان بن عبد الملك المصري قال: حدثنا البشرى بن يحيى قال: مات الحسن سنة مائة وعشرة وهو ابن تسع وثمانين سنة.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن زيد بن يحيى عن أبي عامر الجرار قال: سمعت الحسن قبل وفاته عاما يقول: أنا ابن ثمان أو تسع وثمانين ومات في يوم الجمعة سنة عشر ومائة.
((المحسن والحجاج))
أخبرني أحمد ابن أبي خيثمة قال: أخبرني المدائني عن طارق بن المبارك عمن أخبر أن الحجاج قال للحسن البصري: كم أمدك؟ قال: كذا وكذا قال روا: ولى أكبر من أمدك.
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال: لما ولى الحسن كانوا يدنون منه حتى يضعوا أيديهم على كتفيه فقال: ما يصلح هؤلاء الناس إلا وزعة.
((مجلس الحسن للقضاء))
أخبرني محمد بن الحسن الصغاني قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا
6

سليم بن أخضر عن ابن عون قال: لما استقضى الحسن ازدحموا عليه فقال ما يصلح الناس إلا وزعة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن عبد الصمد عن شعبة قال: رأيت الحسن وقال: فتكالبوا عليه فقال لا بد لهؤلاء من وزعة وكان يقعد إلى المنارة العتيقة في آخر المسجد قال: يعني للقضاء.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن موسى عن سلام بن مسكين قال: كنا ننتظر الحسن وهو عند عدي بن أرطأة وخرج علينا وهو كئيب حزين خبيث النفس فقال: إن هذا الرجل أجلسني للناس قاضيا فأعلمنه كبر سني وضعفي فإنه لا طاقة لي بالقضاء فقال: أعنى أياما حتى أقعد مكانك رجلا.
((خصمان بين يدي الحسن يرفعان صوتهما))
وبلغني عن زكريا بن عدي عن هشيم عن منصور بن زاذان قال: لما ولى الحسن القضاء أتاه خصمان فجلسا بين يديه فرفع أحدهما صوته على الآخر فبكى الحسن وقال: ارحمانى؟ فأنى شيخ كبير يعنى: إن رضيت فهو جور في الحكم.
أخبرني جعفر بن محمد؛ قال: حدثني ضمرة؛ قال: حدثنا ابن شوذب؛ قال: لما ولى عدي بن أرطأة عامل عمر بن عبد العزيز الحسن على القضاء بالبصرة فما قام له؛ يقول: لم يقو عليه.
حدثني أبو إبراهيم الزهري؛ قال: حدثنا عمرو بن خالد؛ قال: سمعته من زهير عن ابن إسحاق؛ قال: كان الحسن يشبه بأصحاب رسول الله صلى الله عليه.
((الحسن يشبه أصحاب رسول الله))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي والرمادى؛ قالا: أخبرنا سليمان ابن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال: كلمني رجل حيث استقضى الحسن فذهبت معه وكلمته أن يعطيه مالا ليتيم؛ فقال: أتعرفه؟ قلت: نعم فأعطاه وضمنه إياه فذكرت ذلك لمحمد فقال: وكذا أنت جرى على رأيك؟
7

((الحسن لا يحسب الفرائض))
وروى ضمرة عن ابن شوذب قال: كان الحسن إذا سئل عن فريضة أخبر بها فإن قيل له: أحسبها قال: إذهب إلى البقالين يحسبونها.
((الحسن لا يقبل شهادة الرجل على الهلال))
أخبرني عبد الله بن قريش عن إبراهيم بن سعيد عن موسى بن أيوب عن مخلد عن هشام عن الحسن؛ إنه كان لا يجيز شهادة الرجل على الهلال؛ قيل له: وإن كان سلم العلوي قال: وإن كان سلم العلوي.
أخبرني الحارث بن محمد عن محمد بن سعد عن معاذ بن معاذ عن عمر ابن أبي زائدة؛ قال: جئت بكتاب من قاضي الكوفة إلى أياس بن معاوية فجئت وقد عزل واستقضى الحسن فدفعت كتابي إليه فقبله ولم يسألني عن بينة.
((الحسن وكتاب من قاضى الكوفة))
حدثنا محمد بن علي بن عربى؛ قال: حدثنا الأصمعي قال: سمعت عمر ابن أبي زائدة يقول: جئت إلى إياس من قاضي الكوفة بكتاب فختمه ودفعه الينا ووضعه في كتبه فدفعناه إلى الحسن حين استقضى فأرسل معنا حرسا إلى العامل خذاها ولا تجمعهم.
((الحسن لا يقبل على القضاء أجرا))
أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثنا عمرو بن علي عن غسان بن مضر عن أبي سلمة؛ قال: أرسل عدى بن أرطأة إلى الحسن بمائتي درهم فردها فزاده فقال الحسن: إني لم أردها استقلالا لها ولكني لا آخذ على القضاء أجرا.
أخبرني جعفر؛ قال: حدثني نصر بن علي؛ قال: حدثني محمد بن مروان عن يونس بن أبي الفرات عن الحسن أنه قال: أكره أن آخذ على القضاء أجرا.
((قضاء الحسن))
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن أبي سلمة وغيره عن أبي هلال عن قتادة قال: كان الحسن قبل أن يستقضى أعلم بالقضاء منه بعد ما استقضى.
((شهادة المسلمين عند الحسن))
وذكر حاتم عن سويد؛ قال: قال معتمر عن أبيه: كان الحسن قاضيا فكان يجيز شهادة المسلمين بعضهم على بعض إلا من جرحه الخصم.
8

((الحسن يبكي في مجلس الحكم))
وقال حماد بن إسماعيل بن علية: حدثنا أبي؛ قال: حدثنا سوار بن عبد الله؛ قال: لما استعمل الحسن على القضاء رأيته يبكى في مجلس الحكم.
((الحسن يلي القضاء مرتين))
أخبرني جعفر بن الحسن؛ قال: حدثنا ابن عمار قال: حدثنا عفيف ابن سالم عن صالح المرى قال: ولى الحسن القضاء مرتين فحمد في الأولى وذم في الآخرة.
((الوصي يضارب في مال اليتيم))
وقال حاتم بن الليث: عن محمد بن أبي غالب عن هشيم عن ابن عون؛ قال: أتيت الحسن وهو قاض يومئذ فسألته عن الوصي يدفع مال اليتيم مضاربة قال: نعم إن شاء.
((الحسن لا يرى الحبس في الدين))
قال: حدثنا مسلم؛ قال: حدثنا (قال حدثنا) أبو هلال عن غالب القطان؛ قال شهدت الحسن وهو قاض أقر عنده رجل بدين فقال: احبسه لي قال: هل تعلم له مالا فتأخذه فنعطيك أو شيئا له يبيعه فندفع إليك ثمنه؟ قال لا قال: فإني لا أحبسه لك حتى يكد على نفسه وعياله.
((قصة للحسن مع خصمين))
قال: وحدثنا عاصم بن عمر عن علي عن أبيه؛ قال: حدثنا طلحة القصاب عن الحسن؛ أنه تقدم إليه حيث استقضى رجلان من ثقيف يختصمان إليه؛ فقال الحسن: وأنتما أيضا في أسنانكما وقرابتكما تختصمان؛ فقالا: يا أبا سعيد إنما أردنا الصلح قال: فنعم إذا فتكلما فوثب كل واحد منهما على صاحبه بالتكذيب قال: يقول الحسن: كذبتما ورب الكعبة قال الله: إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ما الصلح أردتما.
((لهجة الحسن))
حدثني أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري قال: حدثنا الأصمعي عن سليم بن أخضر عن ابن عون قال: كنت أشبه لهجة الحسن بلهجة رؤبة بن العجاج.
((بعض من لا يقبل الحسن شهادتهم))
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن الأنصاري عن أشعث عن الحسن أنه كان لا يجيز شهادة الولد للوالد ولا الزوج للمرأة ولا المرأة للزوج ويجيز شهادة الأخ لأخيه.
9

((رأي الحسن في جارية قد استكرهت))
وقال ابن علية عن سوار. أن الحسن أتى بامرأة قد جلا مرسها وجئ معها بعبد لقوم قد استكرهها فقضى لها الحسن بعقرها مائتي درهم في رقبة العبد وكتب لها بذلك على عامل الشرطة قال: وجعل الحسن يبكي يومئذ. وهو قاض.
وروى عمر بن عاصم عن حماد ابن سلمة عن يزيد الرشك قال: كان الحسن على القضاء وأتى بعبد استكره امرأة عجوزا حرة؛ فقلت. يا أبا سعيد خمسين جلدة وغرم خمسين درهما عقرها فجلدة خمسين وغرم خمسين درهما.
((الحسن لا يقضي بالشرط في الدار للمرأة))
وحدثني الصغاني؛ قال: حدثنا عفان بن مسلم عن محمد بن راشد عن عبد الكريم أبي أمية؛ قال. كان الحسن لا يقضي بالشرط في الدار للمرأة.
((الحسن يحلف في يمين طلاق))
حدثنا عباس بن محمد الدوري؛ قال: حدثنا أبو عاصم عن أمه عن حفصة أن أبا الهياج طلقها ثم جحدها فأتت به الحسن فاستحلفه ثم قال: لا إثم عليه.
((رأي الحسن فيمن لا يستطيع الدخول بزوجته))
أخبرني ابن الحسن عن النميري عن موسى عن ابن هلال عن أشعث قال: خاصمت إلى الحسن في بنت مؤذن لنا ادعت أن زوجها لا يقدر أن يدخل بها وقال هو: بلى قد دخلت بها فقال الحسن: فما ذنبي إن كان ما عندك مثل الهدبة فأجله سنة يتداوى.
((الحسن ومتقاضى))
((رأي الحسن في حضانة الغلام))
وحدثنا الصلت قال: حدثنا نوح بن قيس قال: حدثنا محمد بن نافع الطاخى قال: خاصمت إلى الحسن فقضى على فقلت له: يا أبا سعيد جرت على قال: نحن أضن بذلك. قال: حدثنا يونس بن عبد الله العمرى؛ قال: حدثنا أبو عتبة شريك أبي عونة قال: هلك أبي في طاعون فكفلته ظئرى حتى إذا قاربت جاء عمى فخاصمها في فارتفعنا إلى الحسن وهو على القضاء قاعد في المسجد
10

ظهره إلى المنارة فقال يا غلام هذا عمك وهذه ظئرك فاذهب مع أيهما شئت فذهبت مع ظئرى.
وحدثت عن يونس بن محمد عن سوار بن مسعود أبي سهل اليربوع قال: خاصمت إلى الحسن فجاء شهود فشهدوا علي منهم موسى بن سالم وصالح بن هرمان فقال الحسن: ما تقول في هؤلاء؟ فقال عدول مرضيون فقضى علي فقلت والله لقد قضيت على بجور قال: ذلك عملك بنفسك شهدت أنهم عدول مرضيون.
((الحسن لا يأخذ على القضاء أجر))
حدثنا أبو عوف المروزي عن عبد الرحمن بن مرزوق؛ قال: حدثنا زكريا بن عدي؛ قال: حدثنا غسان بن مضر؛ قال: حدثنا بعض أشياخنا وسعيد بن يزيد فيهم قالوا: استعمل عدى بن أرطاة الحسن على القضاء فبعث إليه برزقه فرده الحسن قال: فزاد عدي عليه فردها إلى الحسن؛ فقال الحسن: إني لم استقل ما بعثت إلي ولكني أكره أن آخذ على القضاء أجرا.
((من لا تجوز شهادته عند الحسن))
حدثني أحمد بن عبد الله الحداد؛ قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم؛ قال: حدثنا ابن عقيل قال: سمعت الحسن يقول: أربعة لا تجوز شهادتهم الخصم والشريك والمريب والدافع المغرم.
((للحسن يعزل عن قضاء البصرة))
حدثني محمد بن العباس الكابلي؛ قال حدثنا محمد بن حميد؛ قال: حدثنا جرير عن مغيرة؛ قال: ولى الحسن قضاء البصرة فشكا فعزل.
حدثني عبد الله ابن أحمد؛ قال: حدثنا شجاع بن مخلد؛ قال: حدثنا هشيم قال: أخبرني عمر بن أبي زائدة؛ قال: أتيت الحسن وهو قاض يومئذ بكتاب من بعض القضاة؛ قال: فقبله وقضى بما فيه ولم يذكر أنه سأله على الكتاب ببينة.
((الحسن لا يسأل البينة على كتاب القاضي))
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن؛ قال: حدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا سلم بن قتيبة عن عمر بن أبي زائدة قال: أخذت كتابا من ابن أشوع بالكوفة وهو على القضاء إلى إياس بن معاوية وهو على قضاء البصرة بحق لي على رجل فقدمت البصرة وقد عزل وقد قام الحسن
11

بالقضاء فدفعت كتابي إلى الحسن فأنفذ كتابي وأخذ لي بحقي.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا خراش بن مالك؛ قال: أقمت عند الحسن شهادة رجل وامرأة على حق لي بخرسان فاستحلفنى وكتب إلى قاضي خراسان وختمه ودفعه إلى ولم يشهد علي.
((وصف خلق الحسن البصري))
حدثني عرابى بن الحسين قال: حدثني عبد الله بن بكر السهمي؛ قال: حدثنا محمد بن ذكوان عن خالد بن صفوان؛ قال: لقيت مسلمة بن عبد الملك بالحيرة بعد هلاك ابن المهلب فقال: يا خالد أخبرني عن حسن أهل البصرة؛ قلت: جاره إلى جنبه وجليسه في حلقة حديثه وأعلم من قبلي به؛ كان أشبه الناس سريرة بعلانيته وأشبهه قولا بفعل إن قعد على أمر قام به كان أشبه الناس سريرة بعلانيته وأشبهه قولا بفعل إن قعد على أمر قام به أو قام بأمر قعد عليه فإن أمر بأمر كان أعمل الناس به وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له وجدته مستغنيا عن الناس ووجدت الناس محتاجين إليه؛ قال: حسبك! حسبك! كيف ضل قوم هذا فيهم؟ يعنى باتباعهم ابن المهلب.
حدثني أبو عوانة؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثني أبي؛ قال: لم أر أحدا أعرض ما بين يديه نحوا من شبر.
وحدثني أحمد بن علي؛ قال: حدثنا صلت بن مسعود؛ قال: حدثنا إبراهيم بن سعد؛ قال: سمعت خالد بن صفوان وسألوه عن الحسن؛ قال: أنا أهل خبرة به؛ كانت داره ملعبى صغيرا ومجلسى كبيرا؛ قالوا: فما عندك فيه؟ قال: أخذ الناس بما أمر به وما رأيته تزاحم على شيء من الدنيا قط.
((بلاغة الحسن))
حدثني محمد بن سعد الكرانى؛ قال: حدثني عبد الواحد بن غيات؛ قال: حدثني محمد بن معاوية بن أبان عن خالد بن صفوان؛ قال: ليس أحد يتكلم ألا وكلامه يحتاج بعضه إلى بعض إلا الحسن فإن الكلمة الواحدة منه تجزى؛ فقيل: يأبا صفوان الواحدة؟ قال: قوله: الموت فضح الدنيا.
12

حدثني الكراني قال: حدثني عبد الرحمن بن المتوكل؛ قال: حدثني سفيان بن عيينة قال: حدثني أبو أيوب؛ قال: ما سمع أحد كلام الحسن الأثقل عليه غيره.
((يرى الحسن عدالة المسلمين لا أن يجرحهم الخضم))
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن؛ قال: حدثني عبد الله بن معاذ؛ قال: حدثنا المعثمر بن سليمان عن أبيه أن الحسن كان قاضيا فكان يجيز شهادة المسلمين إلا أن يكون الخصم هو الذي يجرح شهادة الشاهد.
((رأي الحسن في عجوز استكرهت))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يزيد الرشك؛ قال: كان الحسن على القضاء فأتى بعبد استكره عجوزا حرة فقلت: يا أبا سعيد سواء جلدها وعقرها فجلده خمسين وغرمه خمسين.
((فقه الحسن))
حدثني المفضل بن الحسن المصري؛ قال: حدثنا أبو مسهر؛ قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول؛ قال: رحم الله الحسن قد فقه قبل أن أسبى من أرضى.
((أشبه الحسن عمر بن الخطاب))
أخبرنا محمد بن الحجاج بن جعفر بن إياس بن نذير الضبي؛ قال: حدثنا أبو أسامة عن جرير بن حازم عن حميد بن هلال؛ قال: قال أبو قتادة العدوي: عليكم بهذا الشيخ يعنى الحسن فما رأيت رجلا أشبه بعمر بن الخطاب منه.
((الحسن يشبه بأصحاب رسول الله))
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا يحيى بن آدم؛ قال: حدثنا زهير؛ قال: سمعت أبا إسحاق يقول: كان الحسن البصري يشبه بأصحاب رسول الله صلى الله عليه.
حدثنا يحيى بن مسلم الطوسي؛ قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا حماد عن يونس بن عبيد قال: رحم الله الحسن ما استخفه شيء ما استخفه القدر.
((عقيدة الحسن))
حدثنا علي بن مسلم؛ قال: حدثنا أبو داود؛ قال: حدثنا حماد؛ قال:
13

حدثني خالي حميد؛ قال: قيل للحسن بمكة: يا أبا سعيد من خلق الشيطان؟ قال: سبحان الله! الله خلق الشيطان وخلق الخير والشر.
((تفسير الحسن للقرآن))
وحدثنا علي بن مسلم؛ قال: حدثنا عبد الصمد؛ قال: حدثنا حماد ابن سلمة؛ قال: حدثنا حميد؛ قال: قرأت على الحسن في بيت أبي خليفة القرآن أجمع من أوله إلى آخره؛ فكان يفسره على الأثبات.
((هيئة الحسن))
حدثنا أبو سعيد الحارثي؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا أبو بكر ابن شعيب؛ قال: رأيت الحسن وهو يقضي بين الناس في خلافة عمر ابن عبد العزيز في رحبة بني سليم وعليه عمامة سوداء يرسل ذوائبها من ورائه قريبا من شبر وقباله يماني مصلب ورداؤه يماني ممشق وهو يضفر لحيته وبيده قضيب فوق الشبر ودون الذراع يتخصر به.
((أين كان يقضي الحسن))
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن؛ قال: حدثنا أبو بكر بن حلاد؛ قال: حدثنا عبد الرحمن عن المثنى بن سعيد؛ قال: رأيت الحسن يقضي في الرحبة خارجا من المسجد.
((ولاة البصرة وقضاتها في فتنة يزيد بن المهلب))
وقال بعض أهل العلم قدم يزيد بن المهلب سنة إحدى فخلع يزيد ابن عبد الملك وأسر عدى بن أرطأة واستقضى الحسن وخرج أيضا واستولى أخاه مروان بن المهلب على
البصرة فاستقضى مروان الحسن وخرج يريد بابل لقتال مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد فجلس الحسن في منزله وأظهر الوقيعة في يزيد ثم قدم مسلمة العراق سنة اثنتين ومائة فاستولى عن البصرة عبد الرحمن بن سليم العكلي فلم يستقض أحدا ثم عزل وولى
14

شريك بن معاوية الباهلي ويقال بل ولى سعيد بن عمر الحرشي ثم عزل وولى عبد الملك بن بشر بن مروان ثم عزل وولى عمر بن هبيرة فاستقضى ابن هبيرة عبد الملك بن يعلى فلم يزل قاضيا حتى مات يزيد سنة خمس ومائة.
((أربعة من قضاة البصرة ليس لهم نظير))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثنا شيبان؛ قال: حدثنا محمد ابن راشد؛ قال حدثنا عبد الكريم المعلم وهو أبو أمية قال: أربعة من قضاة البصرة ولم يقض بالبصرة مثلهم هشام بن هبيرة وابن أذينة العبدي والحسن بن الحسن البصري وإياس بن معاوية.
((الحسن يشبه الخليل إبراهيم))
أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثني أبي كنا وقوفا في سوق الرقيق ومعنا عبد الملك بن يعلى الليثي وذلك قبل أن يستقضى على البصرة إذ مر الحسن فنظر إليه عبد الملك فلم يزل يتبعه بصره حتى تغيب عنه ثم أقبل علينا؛ فقال: يخيل إلي أو لقد ألقى في روعى أني لم أر أحدا أشبه بما يوصف من أبينا إبراهيم من الحسن هذا
((عبد الملك بن يعلى))
((ما ورد في بيع الدار))
حدثنا محمد بن إشكاب بن إبراهيم بن الحر قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني محمد بن أبي المليح الهذلي عن عبد الملك بن يعلى؛ أن أبه يعلى باع داره بمائة ألف فمر عليه عمران بن حصين؛ فقال: يا يعلى بعت دارك؟ قال: قلت: نعم قال: فلا تبعها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: من باع عقدة داره سلط الله عليه تالفا يتلفها.
حدثنا محمد بن سهل النضري قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف قال: حدثنا بشير بن سريج البزار عن قبيصة بن الجعد عن أبي المليح الهذلي عن عبد الملك بن يعلى عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله
15

صلى الله عليه ما من عبد يبيع بالدار إلا سلط الله عليه تالفا.
حدثني الحسن بن علي بن الحجاج الأنصاري قال: حدثنا بشير بن آدم قال: حدثنا موسى بن أيوب بن عياض الليثي قال: حدثني أبي عن عبد الملك بن يعلى قاضي البصرة عن محمد بن عمران بن حصين قال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه قال: من باع عقدة من غير حاجة صب الله على ذلك المال تلفا.
حدثناه أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا جعفر بن أبي حرب الديلي قال: حدثنا محمد بن أبي المليح عن عبد الملك بن يعلى الليثي قاضي البصرة قال: جاء رجل من آل معقل بن يسار فاستفتاني في بيع دار باعها بمائة ألف فقال له عبد الملك ابن يعلى: بلغني عن نبي الله صلى الله عليه قال: أيما إنسان باع عقدة من
16

غير حاجة بعث الله عليه تالفا يتلفها فرد المال وارتد الدار.
((افتاء عبد الملك))
حدثني عبد الله بن الهيثم بن عثمان العبدي قال: حدثنا قريش بن أنس؛ قال: حدثنا حبيب بن الشهيد قال: قال لي إياس بن معاوية: إن أردت الفتيا فعليك بعبد الملك بن يعلى.
((ترد شهادة من ترك الجمعة ثلاثا))
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: حدثنا يزيد بن هارون عن سعد عن قتادة عن عبد الملك بن يعلى قال: وكان قاضي البصرة قال: من ترك ثلاث جمع من غير عذر لم تجز شهادته.
((قضية تعرض على عبد الملك بعد ما عرضت على الحسن))
حدثنا الصغاني عن روح عن سعيد مثله.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن موسى بن إسماعيل عن أبي هلال قال: حدثنا الأشعث قال: خاصمت إلى الحسن في بنت مؤذن لنا ادعت أن زوجها لا يقربها فأجله سنة فلما ذهبت السنة خاصمته إلى
17

عبد الملك بن يعلى فقلت: أصلحك الله إنه قد أجل سنة فقال: أو هو واجب على أن أؤجله سنة كما يجب الصلاة والصوم))
حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا حماد عن زياد الأعلم قال: قال الحسن في رجل شاتم رجلا فقال لغلامه: سبه فأنك حر مثله فقال الحسن: هو حر وقال عبد الملك بن يعلى خذ بيد غلامك.
((عبد الملك لا يرد الجارية لأكلها طينا))
أخبرني محمد بن موسى قال: حدثنا حسين بن محمد الدارع قال حدثنا المعتمر يعنى ابن سليمان عن إياس بن أبي مسعر قال: خاصمت إلى عبد الملك بن يعلى في جارية تأكل الطين فلم يرد منه وقال: لو شاءت لم تأكل منه.
((الحسن يشبه الخليل إبراهيم))
أخبرني محمد بن إسماعيل بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال: حدثنا عبد الله بن بكر قال: حدثنا أبي قال: كنا مع عبد الملك بن يعلى الليثي قبل أن يستقضى إذ نظر إلى الحسن فقال: ما رأيت أحدا أشبه بما يوصف من أبينا إبراهيم من الحسن هذا.
((كيف يؤخذ بالإقرار))
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن عبد الله بن حماد عن أبي عقبة المزنى أن رجلا ادعى على رجل ألف درهم ولم يكن له بينة فاختصما إلى عبد الملك بن يعلى فقال: له على ألف درهم فقضيته فقال الآخر: أصلحك الله قد أقر فقال عبد الملك: إن شئت أخذت بقوله أجمع وإن شئت أبطلته أجمع.
((حلم عبد الملك))
قال: وحدثنا سعيد بن عامر قال: حدثنا جويرية بن أسماء قال: قام عبد الملك بن يعلى من مجلس القضاء فركب بغلته ورجل يشتمه وهو ساكت
18

حتى بلغ داره فلما دخل قال: حسبك ساير اليوم.
قال سعيد: داره في مزينة دون اللحامين (ببحر) الطريق.
((عبد الملك يرد العيوب))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا عارم قال: حدثنا حماد ابن زيد عن عبد الخالق الشيباني أن عبد الملك بن يعلى كان يقضي؛ إن ظهر به جنون أو جذام أو برص قبل البينة أن يرده.
((تبرم عبد الملك حال القضاء وبعد عزله))
وبلغني عن عبد الجليل بن عامر بن عبيدة الباهلي عن أبيه قال: أتيت عبد الملك بن يعلى لما ولى القضاء فوجدت بابه مغلقا والناس مجتمعون فاستأذنت فأذن لي وهو يتململ كالمرأة الماخض فقلت له: مالك؟ فقال وليت القضاء فلما عزل أتيته وهو يتململ فقال: عزلت واشماتة الأعداء!
((عد الملك بكرم أن يسار دون الحاضرين))
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا عاصم بن سيار قال: سمعت موسى بن المهاجر أبا ياسين قال: كنت عند عبد الملك بن يعلى فجاء بكر فساره ثم قام فانطلق فقال: ردوا على بكرا فلما ردوه قال: أخبر القوم بما ساررتنى قال: سبحان الله قال: ما أنت بقائم حتى تخبرهم بما ذكرت لي قال: كلمته في أخي يضع عنه الحرس.
((عقوبة في شهادة الزور))
حدثنا محمد بن إسحاق الصعانى قال: حدثنا داود بن نوح الأشقر قال: حدثنا معاوية بن عبد الكريم قال: رأيت قوما شهدوا بزور وقد ضربهم عبد الملك ابن يعلى وكان قاضي البصرة في زمن عمر بن هبيرة الأكبر سنة ثلاث ومائة فرأيته قد حلق أنصاف رؤوسهم وسود وجوههم وضربهم ضربا غير مبرح قال: هؤلاء قوم شهدوا بزور والذي شهد له معهم.
((قضية نزاع حول دار أمام عبد الملك بن يعلى))
وزعم المدائني عن جويرية بن إسماعيل عن أبيه أن ربيعة انتقلت من البصرة إلى الكوفة أيام الجمل فقال رجل من بني ضبيعة أنزلني دارك فأنزله فيها ثم رجعت ربيعة إلى البصرة فكتب إلى الرجل أن فرغ دارى فأننى أريد الرجوع فكلمت الساكن في الدار وقلت له: إن صاحب الدار قد احتاج
19

إليها وهو قادم فانظر منزلا تتحول إليه فأبى وقال: الدار دارى وخطة جدى وكان جده اختطها ثم باعوها فقلت لأخت الرجل الغايب: خاصميه وأنا أسهل لك فخاصمته إلى عبد الملك بن يعلى فادعى الدار وجاء بقوم يشهدون له فشهد له أبو الخيرة شجة بن عبد الله الضبعي: أنها خطة أبيه وجده فقلت له: اتق الله يا أبا الخيرة قال باسما: شهدت بباطل؟ قال: لا ولكنك كتمت حقا وشهداهما ورجل من بني ضبيعة لصاحب الدار بالدار وأنه اشتراها فقضى عبد الملك على الساكن وأخرجه من الدار.
((فتوى في الوصية لغير القرابة ممن له ذو قرابة لا ترثه))
أخبرني الصغاني قال: حدثنا عبد الله بن عمر؛ قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن الحسين وجابر بن زيد وعبد الملك ابن يعلى أنهم قالوا في الرجل: يوصى لغير قرابته وله ذو قرابة ممن لا ترثه قالوا يجعل ثلثا الثلث لذوي قرابته وثلث الباقي لمن أوصى له.
((من مات ولم يغير وصيته التي كتبها في مرض برا منه))
((الشهادة على وصية لا يعلم الشاهدان ما بها))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا حميد أن عبد الملك بن يعلى قال في رجل أوصى بوصية في مرضه وكتبها فبرأ بعد ذلك ولم يغيرها حتى مات: قال: هي جائزة. وحدثنا الصغاني قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عبد الملك بن يعلى قاضي البصرة: في الرجل يكتب وصيته ثم يختمها ثم يقول: اشهدوا على ما فيها قال: جائزة.
((ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري))
ذكر أبو حسان عن أبي عبيدة قال: لما ولى هشام بن إسماعيل خالدا على العراق وعزل ابن هبيرة في سنة ست ومائة فأرسل إلى بكر بن عبد الله المزنى ليوليه القضاء فامتنع فولى ثمامة بن عبد الله.
((ثمامة يستشير ابن سيرين قبل أن يستقضى))
وروى الأنصاري عن أبيه قال: أرسل هشام إلى ثمامة فاستقضاه على البصرة وعليها يومئذ مالك بن المنذر ويقال: بل عليها أبان بن صبارة الكلاعي.
20

قال الأنصاري: وفد ثمامة إلى هشام فأجازه بستمائة درهم ورده قاضيا. وقيل إنه لما دعى للقضاء شاور محمد بن سيرين فأشار عليه ألا يقبل قال: لا أترك قال: أخبرهم أنك لا تحسن القضاء قال: أكذب قال: فجعل محمد يعجب منه ويحرك يديه.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال حدثنا عبد الله بن المثنى عن ثمامة قال: صحبت جدى أنس بن مالك ثلاثين سنة.
((تحليف الجار على دعوى الجار))
حدثني أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا فيض بن سالم عن أبي بكر الهذلي قال: كان ثمامة بن عبد الله بن أنس على القضاء بالبصرة وكان به وضح وكان مخلطا فاستعدت امرأة ثمامة بن عبد الله بن أنس على رجل وادعت عليه شيئا ولم يكن لها بينة فأراد استحلافه فقالت إنه رجل سوء يحلف فيذهب حقي ولكن استحلف إسحاق بن سويد فإنه جاره فأرسل إلى إسحاق بن سويد ليستحلفه.
((وصية بالثلث لغير القرابة))
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد بن سلمة عن حميد أن ثمامة بن عبد الله كتب إلى خاله عبد الله يسأله عن رجل أوصى بثلثه في غير قرابته فكتب أن أمضه كما قال قال: أمر أن يلقى في البحر وقال ابن سيرين: أما في البحر فلا ولكن يمضى كما قال.
((بلال بن أبي بردة يلي القضاء))
ويقال: إنه تنازعت إليه امرأتان فقال: أيكما الميتة.
وقال ثمامة: وقعت على باب من القضاء جسيم أدفع الخصوم حتى يصطلحوا فكتب بذلك بلال بن أبي بردة إلى خالد فعزله عن القضاء في سنة عشر ومائة وكان ولاه في سنة ست ومائة وولى بلال القضاء مع الأحداث فقال خلف ابن خليفة.
21

* وكنا قبل إمرته علينا
* من الشيخ المولع في عناء
*
يعني ثمامة وكان به وضح.
((ثمامة يقضي في المسجد))
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا نوح بن قيس قال رأيت ثمامة بن عبد الله يقضى في المسجد.
((ثمامة ينفذ قضاء الحسن))
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثنا محمد بن المثنى مرحوم العطار قال: سمعت أبي يقول: ذهب رجل إلى ثمامة الأنصاري وهو قاضي البصرة في قضاء قضاه الحسن فأرسل إلى كتب الحسن فنفد قضاءه.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: رأيت ثمامة بن عبد الله بن أنس يقضي ها هنا في المسجد.
((بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري))
((بلال يسأل عن بيت عامل جائر ويروى حديثا))
حدثني إبراهيم بن راشد صاحب الأدم قال: حدثنا عيسى بن مرحوم العطار قال: حدثنا أبي عن سهل الأعرابي عن أبي الفقماء قال: كنت عند بلال بن أبي بردة فأتاه رجل فقال: إن عاملك بالطف فعل كذا وكذا فقال بلال: اسئلوا لي عن بيت هذا فسألوا فوجدوه مغمورا عليه فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني أبي عن جدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يسعى على الناس إلا رجل مغمور عليه في نسبه أو ولدته أمه لغير رشدة.
حدثناه محمد بن أحمد بن إبراهيم السراج قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال: حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن سهل عن عطية عن أبي الوليد مولى لقريش قال: كنت مع مولاي عند بلال بن أبي بردة فذكر نحوه.
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا أحمد بن حرب بن محمد الطائي قال: حدثنا كريب بن عمرو بن بلال بن أبي بردة عن أبيه عن
22

جده عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
((حديث بين الحسن وبلال عن أبي بردة))
كتب إلى إسحاق بن يسار النضري قال: حدثني سعيد بن عبد الله أبو عمرو حلبس أن الوليد قال: حدثني أبي عبد الله بن عبد الله أنه شهد بلال بن أبي بردة في منزل الحسن فأقبل عليه الحسن فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فلان إني أريد أن أبعثك على قرية ولم يسم لي أية قرية قال: يا رسول الله خرلى قال: فأنى اختار لك أن تجلس وهو يعمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
((المصائب كفارة للذنوب))
قال بلال: حدثني أبي عن جدي الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه يقول: إنه ما من وصب يصيب العبد في دار الدنيا لا كان كفارة لذنب قد سلف منه ولم يكن الله عز وجل يعود في ذنب قد عاقب به.
أخبرنيه أحمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير قال: حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا جدى عبد الله بن الوازع قال: حدثني شيخ من بني مرة وأحسن إلينا قال: قدمت الكوفة فدخلت على بلال بن أبي بردة فقال: ممن أنت؟ قلت: من بني مرة قال: مرة بن عبد؟ قلت: نعم قال: حدثني أبي أنه سمع أباه أنه سمع النبي عليه السلام يقول: ما يصيب عبدا نكبة إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر قال: وقرأ. (وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
((أول من قال أما بعد))
حدثني حمدون بن أحمد بن مسلم وعبد الله بن شبيب قال؛ حدثنا إبراهيم بن المنذر قال؛ حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت عن ابن أبي الريان عن أبيه عن أبي موسى عن أبيه قال: ابن شبيب عن أبيه عن أبي موسى قال؛ أول من قال: أما بعد داود عليه السلام وهو فصل الخطاب.
((لا طلاق قبل نكاح))
كتب إلى الحسن بن نبهان الأهوازي قال: حدثنا الحسين بن كثير الطائي قال: حدثنا سهل بن عبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير قال: حدثنا
23

عبادة بن عمر عن ثابت بن أبي ثابت السلولي؛ قال: حدثني محمد بن المهاجر قاضي اليمامة قال: سأل أبي يحيى بن أبي كثير فقال: حدثني بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: لا طلاق قبل نكاح ولا عتق إلا بعد مالك
((المسلمان يلتقيان بسيفيهما))
حدثني جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي؛ قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم؛ قال: حدثنا هشام؛ قال: حدثنا قتادة؛ قال: قلت لبلال بن أبي بردة: إن الحسن حدثنا: أن أبا موسى كان له أخ يقال له: أبورهم وكان يسرع في الفتنة فقال: لولا ما أفضيت إلى ما حدثتك هذا الحديث سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول: سمعت رسول رسول الله صلى الله عليه يقول: ما من مسلمين تواجها بسيفيهما فقتل أحدهما الآخر إلا دخلا جميعا النار قلت: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه أراد أن يقتله.
((من طلب القضاء))
حدثني الحسن بن الحكم بن مسلم الحيري؛ قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل؛ قال: حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال ابن أبي بردة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه ومن طلب القضاء ولم يستعن عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده.
حدثني أحمد بن ملاعب؛ قال حدثنا أبو غسان؛ قال: حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال بن أبي موسى عن أنس عن النبي عليه السلام نحوه.
حدثني محمد بن الحرث قال: حدثنا الحرث بن منصور قال: حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال؛ قال: سمعت أنسا عن النبي نحوه.
24

حدثنا أبو يوسف الفلوسى يعقوب بن إسحاق؛ قال: حدثنا يحيى بن غيلان؛ قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن بلال بن مرداس عن خيثمة عن أنس عن النبي عليه السلام؛ قال: من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده.
((في جهنم واد للجبارين))
حدثنا الفضل بن سهل الأعرج ومحمد بن عمرو بن أبي مدعور قالا: حدثنا يزيد بن هارون؛ قال: أخبرنا أزهر بن سنان القرشي قال: حدثنا محمد بن واسع الأزدي قال: دخلت على بلال بن أبي بردة؛ فقلت له يا بلال إن أباك حدثني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: إن في جهنم واديا يقال له هبهب حقا على الله أن يسكنه كل جبار فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه.
((بلال يضرب خالد بن صفوان))
حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثنا علي بن مسلم الباهلي؛ قال: حدثنا قتادة أن بلال بن أبي بردة لما ولى البصرة بلغ ذلك خالد بن صفوان فقال: سحابة صيف عن قليل تقشع
فدعا بلال بخالد فقال: أنت القائل سحابة صيف عن قليل تقشع؟
أما والله لا تقشع حتى يصيبك منها شؤبوب برد فضربه مائة سوط.
((بلال يأخذ الكفلاء ليطلق خالد بن صفوان))
حدثنا أبو يعلى المنقري؛ قال: حدثنا الأصمعي والعلاء بن الفضل عن أبيه قال: كان خالد يأتي بلالا في ولايته ويغشاه في سلطانه ويغتابه إذا غاب عنه ويقول: ما في قلب بلال من الإيمان إلا مثل ما في بيت أبي الورد الحنفي وكان أبو الورد الحنفي مفلسا فأخذه بلال وخاف أن يقتله فسأله أن يطلقه فأبى بلال أن يطلقه إلا بعشر كفلاء منهم نعيم بن صفوان فكفلؤا به على أنه إن غاب فعليهم مائة ألف درهم إلا نعيما فإنه ليس عليه من المال شيء فهرب خالد فأخبرهم فأخذ بلال المائة ألف من التسعة الكفلاء فقال خالد:
* أتيح لنا من أرضه وسمائه
* بلال أراح الله منه فعجلا
*
* ومثلى إذا ما الدار يوما نبت به
* دعا بجمال البين ثم تحولا
*
25

((قصة لشبيب ابن شيبة مع المهدى))
أخبرني أحمد بن يحيى بن ثعلب عن عمر بن عبيدة عن معافى بن نعيم بن مورع العنبري؛ قال: غضب المهدى على شبيب بن شيبة في أمر ذكره فأمر بهجائه ثم رضى فأمر بالإذن له فقال شبيب: إنما مثلي ومثلك ما قال رؤبة لبلاد بن أبي بردة:
* إني وقد تعنى أمور تعتنى
* على طريق العذر إن عذرتنى
*
* فلا ورب الآمنات القطن
* يعمرن أمنا بالحرام المأمن
*
* بمحبس الهدى ورب البدن
* ورب وجه من حراء منحنى
*
* ما آيب سرك إلا سرني
* شكرا وإن عرك أمر عرنى
*
* ما الحفظ إما النصح إلا أنني
* أخوك والراعي لما استرعيتنى
*
* إني إذا لم ترني كأنني
* أراك بالغيب وإن لم ترني
*
((بخل بلال))
قال: وكان بلال بخيلا على المال والطعام يعمل له الطعام الكثير فإذا غرب الشمس أو تغرب وضع الموائد فإذا مد الناس أيديهم أذن المؤذن فقام وقام الناس وانتهبت الموائد فأصبح جيرانه يشترون ذلك الطعام ممن انتهبه.
حدثني عبد الله بن الهيثم بن عثمان العبدي؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: قيل لبلال بن أبي بردة: لم لا تستعمل ابن أبي شيخ بن الغرق؟
((قصة لبلال رواها الأصمعي للرشيد))
وحدثنا أبو يعلى قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثنا يونس عن ابن عمر؛ قال: كان أبو موسى استرضع ابنه أبا بردة في بني فقيم آل الغرق فقيل لبلال: لم لا تستعمل أبا العجوز بن أبي شيخ بن الغرق الفقيمي؛ قال: إني رأيت منه خلالا ثلاثة: رأيته يحتجم في بيوت الأخوات ورأيته يلبس المظلة في الظل ورأيته يسرع إلى بيضة البقيلة؛ قال الأصمعي فحدثت به هارون الرشيد؛ فقال: ما وضعت بين يدي بقيلة إلا ذكرت حديث ابن أبي شيخ الفقيمي فأحجمت عنها.
26

((بلال يبيع سمنا يستنفع فيه))
حدثنا أبو يعلى؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثنا هشام بن قحذم قال: كان بلال قد خاف الجذام فوصف له السمن يستنقع فيه فكان يفعل ثم يأمر بذلك السمن فيباع فتنكب الناس شراء السمن بالبصرة.
((بلال ورجل مراء))
وأخبرني طلحة بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل التيمي؛ قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود؛ قال: أخبرني علي بن محمد؛ قال: كتب خالد بن عبد الله القسري إلى بلال بن أبي بردة يأمره بتولية رجل قد سماه فبعث إليه بلال يدعوه فألفاه رسوله قائما يصلى؛ فقال: أجب الأمير فقال: أفرغ من صلاتي ثم آتيه فجاء الرسول إلى بلال فأخبره فقال: ارجع إليه فقل له: إن الأمر الذي كنت تصلي له قد أتاك فعجل المجيء يعني أنه كان يرائى ليولى قال وكان بلال أحد المرائين.
((رياء بلال واقعة في ذلك))
حدثنا أبو بكر الرمادي؛ قال: حدثنا يحيى بن عبد الله عن بكير المخزومي عن يعقوب بن عبد الرحمن القارى قال: قدم بلال بن أبي بردة على عمر بن عبد العزيز بخناصرة وعجب به عمر وبما رأى من سمته وصلاته وكان ذا عمامة سوداء يسد لها من بين يديه ومن خلفه فهم عمر أن يستعمله ثم خشي أن يكون باطنه خلاف ظاهره فدس إليه مزاحما مولاه وقال له: انظر لي إلى أمره واعرف خبره فأتاه مزاحم وآنسه وقال له: مالي عندك إن استعملك أمير المؤمنين على العراق؟ قال: مائة ألف أعجلها ومائة ألف درهم تأتيك من العراق فأتى مزاحم عمر فأخبره فأمر به عمر فنحى به من خناصرة وقال: لا يبيتن في عسكرى وكتب إلى عدى أحذرك بلالا بلال الشر فلا تستعمله ولا عيينة بن أسماء وحوشب بن يزيد فإنهم من بقايا الشر.
((بلال وكاتب))
وحدثني أبو يعلى المنقري؛ قال: حدثني الأصمعي قال: حدثني أبو عاصم النبيل وكتب إلى إسحاق بن يسار قال: حدثنا أبو عاصم؛ قال
27

حدثنا أبي قال: كان كاتب يكتب خلف بلال بن أبي بردة فأقطر على ثوبه؛ فقال: أتراني أحبك بعدها أبدا؟
أخبرنا محمد بن عبد الله بن موسى السامي؛ قال: حدثني خلد بن جنادة المسمعي؛ قال: حدثني جرثومة الباهلي؛ قال: رأيت بلال بن أبي بردة يجئ إلى الجمعة على عجل وحوله السمار وعلى رأسه برطلة.
((بلال وابن عون))
أخبرنا محمد بن عبد الله بن موسى؛ قال: حدثني خلد بن جنيدة؛ قال: حدثني جرثومة الباهلي؛ قال: كنا في دهليز بلال بن أبي بردة إذ أتى أبو عون فجاء قتادة فدخل فقال: يا أبا عون تزوجت إلى قوم من العرب ثم لم ترض حتى بخطاب إلى قومي بني ثعلبة ستعلم وصعد إلى بلال ثم اصعد بابن عون فقال له بلال: طلقها؛ فقال ابن عون: قد طلقتها تطليقة بتتها؛ فقال: تفقه على؟ فأنت عندي عبد وأنا قاض ابن قاض فأمر به فضرب؛ فقال قتادة: لو ضربته ألفا ما طلقها إلا السنة؛ انه ابن عون؛ فقال: إني قد طلقتها طلقة لا رجعة لي فيها.
حدثني موسى بن الحسن بن عباد الشيباني؛ قال: حل بنا صفوان ابن صالح؛ قال: حدثنا خمرة؛ قال: حدثنا أبو شوذب ورجاء بن أبي سلمة؛ قالا: كنا تحت ابن سيرين عربية وتزوج ابن عون عربية فلم نحمل له ما حمل لابن سيرين فأرسل إليه بلال بن أبي بردة فقال: طلقها قال: هي طالق قال: ثلاثا قال: أصلحك الله أن واحدة تبينها تغنيها قال: تغنيني أيضا قال: فضربه وفرق بينهما.
28

وأخبرنا أبو خالد المهلبي يزيد بن محمد؛ قال: أخبرني عبد الله بن زياد المنقري؛ قال: لما رفع قتادة إلى بلال خبر ابن عون فضربه حتى طلق السدوسية قيل لقتادة: ضرب الأمير ابن عون؛ قال: كان ينبغي أن يجبه (يحبسه).
وذكر ابن عباس الزينبي: أن رجلا من بني صبير قال: كنت حاضرا حين دخل قتادة إلى دهليز بلال فقام إليه ابن عون؛ فقال: يا أبا الخطاب اتق الله فقال: وجدتها بدار مضيعة:
* تعدو الذئاب على من لا كلاب له
* وتتقى سورة المستنفر الحامي
*
ثم دخل على بلال فأفتاه بضربه فضربه أربعة وأربعين سوطا ونحن نعدها وإني لأدلى له من إزار صغير كان عليه والدم يسيل.
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري أن قتادة لما ضرب ابن عون قال له: وأنت أيضا فتزوجها سدوسية ويقال: إن بلالا إنما يغضب لقتادة لأن بني سدوس انتقلوا في الجاهلية إلى بكر بن وائل وأصلهم من الأشعريين وفي ذلك يقول السرادق الذهلي ينتمى إليهم وينتفى من بكر بن وائل
* وقومي الأشعرون وإن نأونى
* أحن إلى لقائهم حنينا
*
* فلو أنى تطاوعنى سدوس
* لزرنا الأشعرين مغربينا
*
* مع الضحاك وهو إمام عدل
* تخيره أمير المؤمنينا
*
* نكاثر حي بكرما أتينا
* مكاشرة ونأخذ ما هوينا
*
* وإن عرضوا لنا ضيما أبينا
* ويممنا مناكب أولينا
*
* ولست ببائع قومي بقوم
* ولو أنا اعترينا أو حفينا
*
* فيا للناس كيف ألوم نفسي
* وأصلي من سراة الأشعرينا
*
فأخبرني أحمد بن علي صاحب الأوزان؛ قال: حدثني أحمد بن سنان قال: سمعت عامر بن سعيد الواسطي أبا إسماعيل قال أرسل بلال بن أبي بردة إلى ابن عون فدعاه فجعل كأنه يعتذر إليه وقال له: ما نمت الليلة فقال له
29

ابن عون: وأنا أصلح الله الأمير ما نمت الليلة قال: من الذي صنعت بك فأنت لم لم تنم. قال: كراهة أن يبيت أميري على ساخطا.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن خلاد بن يزيد قال: حدثني يونس بن حبيب قال: مر بلال فنودي الصلاة جامعة فرأيت ابن عون يزاحم على باب المقصورة وقد ضربه بلال وصنع به ما صنع فاعتطف عليه.
((بلال والفرزدق))
وذكر ابن أخي الأصمعي عن عمه عن شيخ؛ كان بلال بن أبي بردة واستأذن عليه الفرزدق فأذن له فلما رآه قال: هذا شيخ قليل العلم بكتاب الله وسنة رسوله ثم جاء فانتهى إليه فقال له بلال: يا أبا فراس؛ قلنا شيئا نكره أن يكون غيبة؛ قال: وما قال؟ قال: قلت حين رأيتك: هذا شيخ قليل العلم بكتاب الله وسنة رسوله قال: أخبرك عمن هو أقل مني علما بكتاب الله وسنة رسوله؟ قال: من هو؟ قال: شيخ من الأشعريين رأيته يطوف في البيت قد اكتنف صبيين له وعجوز ممسكة بثوبه وهو يقول
* أنت وهبت زايدا ومزيدا
* وشيخة أسلك فيها الأجردا
*
والعجوز تقول من خلفه إذا سعت؛ فذاك أقل علما مني بكتاب الله في حرم الله؛ فقال بلال: قبحك الله وقبح المتعرض لك.
((بلال وابن أبي علقمة))
وحدثني العباس بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان أبو الفضل الأشهلى قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو زيد الأنصاري سنة إحدى ومائتين؛ قال: كان في المسجد رجل أحسبه ابن أبي علقمة فلما ولى بلال بن أبي بردة أرسل إليه فلما وقف بين يديه قال له ابن أبي بردة: يا ابن أبي علقمة أتدري لم أرسلت إليك؟ قال: لا قال: أرسلت إليك؟ لأسخر بك؛ فقال له ابن أبي علقمة لئن قلت ذلك لقد سخر أحد الحكمين بصاحبه؛ قال: فلعنه ابن أبي
30

بردة وأمر به إلى الحبس فمكث فيه أياما ثم أخرجه يوم السبت فلما وقف بين يديه قال ابن أبي بردة: يا ابن أبي علقمة ما هذا في كمك؟ قال: طرف من طرف السجن قال: ألا تحب لنا منه شيئا؟ قال: هذا يوم لا نأكل فيه ولا نعطى وعرض بجدته أم أبي بردة كانت يهودية من أهل سورا.
حدثنا سليمان بن أيوب المديني عن أبي الحسن المدائني قال: دخل سدوسى على بلال؛ فقال: ادن فكل قال: أصلح الله الأمير أكلت قليل أرزفأ كثرت منه فضحك منه.
((بلال وخلف ابن خليفة))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن جعفر بن محمد بن جعفر المدائني قال: قال بلال بن أبي بردة في خلف بن خليفة الأقطع: بالله يا خلف حكت أو حجمت قط؟ قال: لا والله ولا والله ما رأيت أحسن صفة منك لها.
أخبرني محمد بن سعد الكرانى قال حدثنا سهل بن محمد؛ قال حدثنا الأصمعي؛ قال حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه؛ قال: عاتبت ابن أبي هريرة في بلال بن أبي بردة عتابا شديدا؛ وكان يغضبه؛ فقال: ويحك أو أدنيت هذا لقال لي كذا وأشار إلى كمه أي أدخلني كمه.
((بلال وشبيب ابن شيبة))
أخبرنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: حدثني المسعودي؛ قال: حدثني شبيب بن شيبة قال: أتيت بلال بن أبي بردة فجعلت أنازعه؛ فقال لي: يا شبيب أنت خطيب؛ ولكنك تردد الكلام في الحناجر؛ فقلت له خطيب يعنى لأردد الكلام في الحناجر.
31

أخبرني محمد بن القاسم؛ قال: زعم لي محمد بن سلام الجمحي؛ قال: جاء شبيب ابن شيبة يشكو رجلا إلى بلال بن أبي بردة؛ فقال: مالك لا تحضره؟ قال: قد استعديت عليك غير مرة كل ذلك يأبى على؛ قال: تقول بلال فالذنب إذن لكل.
((بلال ويحيى ابن نوفل))
أخبرني غير واحد منهم محمد بن موسى عن محمد بن صالح وعبد الله ابن الحسن عن أبي عبيدة وغيرهم؛ قالوا: قال يحيى بن نوفل: لو امتدحت أحدا لامتدحت بلالا؛ إذ كان يأتيهم على وجه الصداقة والزيارة فقال مرة وأتى بلالا:
* لكل زمان الفتى قد لبس
* ت خيرا وشرا وعدما ومالا
*
* فلا الفقر كنت له ضارعا
* ولا المال أظهر مني اختيالا
*
* وقد طفت للمال شرق البلاد
* وغربيها وبلوت الرجالا
*
* وزرت الملوك وأهل الندى
* أزول إلى ظلهم حيث زالا
*
* فلو كنت ممتدحا للنوال
* فتى لامتدحت عليه بلالا
*
* ولكنني لست ممن يريد
* بمدح الملوك عليه السؤالا
*
* سيكفى الكريم أخا الكريم
* ويقنع بالود منه نوالا
*
ثم نقضها بقوله:
* أما بلال فبئس البلال
* أراني به الله داء عضالا
*
* فلو أنه قد كساه الجذام
* فجلله من أذاه جلالا
*
* ولو قد جرى في عروق
* الشؤون فأورثه بحة أو سعالا
*
* لعاد بلال إلى أمه
* مقفعة ومخا خبالا
*
* هما المعجبان فأما العجوز
* فتؤتى النساء معا والرجالا
*
32

* فأما بلال فذاك الذي يميل
* مع الشرب حيث استمالا
*
* ويصبح مضطربا ناعسا
* فحال من السكر فيه أحولالا
*
* ويمشي يريف كمشى النزيف
* كأن به حين يمشي كسالا
*
وقال
* أقول لمن يسائل عن بلال
* وعبد الله عند ثنا الرجال
*
* بلال كان آلم من رأينا
* وعبد الله آلم من بلال
*
* هما أخوان أما ذا فجور
* وأما ذا فأصهب ذو سبال
*
* فحوبهما يشبه نسل حام
* وأمهم تشبه بالموالى
*
* وكان أبوهما فيما رأينا
* أسيل الوجه منسى الجمال
*
* فقد فضحا أبا موسى وشانا
* بنيه بالتهود والضلال
*
وقال
* تقول هشيمة فيما تقول
* مللت الحياة أبا معمر
*
* ومالي إذا لا أمل الحياة
* وهذا بلال على المنبر
*
* وهذا أخوه يقود الجيوش
* عظيم السرادق والعسكر
*
* دقيقين لا حرمة يعرفان
* لجار ولا سائل معترى
*
وقال
* أشبهت أمك يا بلال لأنها
* نزعتك والام اللئيمة تنزع
*
* أشبهتها شبه العبيد أمه
* أفمثل ما صنع العبيد تصنع
*
* ولدتك إذ ولدتك لا متكرما
* عفا ولا بجلال ربك تقنع
*
* ووليت مصرا لم تكن أهلاله
* ومن الولاية ما يضر وينفع
*
وكانت أم بلال أم ولد
((رؤبة يمدح بلال))
ومدحه رؤبة بن العجاج؛ فيما حدثني سليمان بن أيوب المدائني؛ عن محمد
33

ابن سلام عن يونس؛ قال: الناس مدح البيت وأنشد لرؤبة بن العجاج في بلال بن أبي بردة امدح بلالا غير ماموبن
وقال في قصيدة له:
* بلال يا ابن السرف والإنحاض
* وأنت يا ابن القاضيين قاض
*
* معتزم على الطريق ماض
* وبانت البعل على الرحاض
*
* أنت ابن كل سيد فياض
*
((قصة لبلال مع حماد الراوية))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ عن صالح ابن سليمان قال: قدم حماد الرواية على بلال بن أبي بردة فأنشده شعرا مدحه به وعند بلال ذو الرمة الشاعر فقال له بلال: كيف ترى هذا الشعر؟ قال حسدا: وليس هو قاله؛ قال: فمن يقوله؟ قال لا أدري؛ إلا أنه لم يقله هو فلما قضى بلال حوائج حماد فأجازه قال له: إن لي إليك حاجة؛ أنت قلت هذا الشعر؛ قال: لا؛ قال: فمن قاله؟ قال: هو شعر قديم لبعض القبائل ولا يرويه غيري.
فقال: فمن أين علم ذو الرمة أنه ليس من قولك؟ قال: عرف كلام أهل الجاهلية من كلام أهل الإسلام.
((مدح ذي الرمة لبلال))
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: قيل لذي الرمة لم خصصت بلال ابن أبي بردة بمدحك؟ قال: إنه أوطأ مضجعي وأكرم مجلسي فخوله إذ وضع معروفه عندي أن يستولي على شكري.
حدثني أبو قلابة الرقاشي قال: حدثنا حماد قال: حدثنا قريش
34

ابن أنس قال: حدثنا عمران بن حدير قال: قلت لأبي مخلف: شهدت عند بلال بن أبي بردة فأجاز شهادتي وحدى
((العروب من النساء))
حدثني محمد بن إسماعيل بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثني شعيب بن صحن قال: قال بلال بن أبي بردة لجلسائه: ما العروب من النساء؟ قال: فماجوا وأقبل إسحاق بن عبيد الله النوفلي فقال: قد جاءكم من يخبركم عنها فسألوه فقال الخفرة المتبذلة لزوجها وأنشد:
* يعربن عند بعولهن إذا خلوا
* وإذا هموا خرجوا فهن خفار
*
وقال ابن أخي الأصمعي عن عمه قال سامر أبو عمرو بن العلاء بلال ابن أبي برده ليلة فأنشده حتى أصبح على السنن فلما كان الصبح قال له ما تروى على السنن شيئا قال: يريد إن بلالا كان نائما.
((بلال وطول صلاته))
وقال المدائني: نظر رجل إلى بلال يطيل الصلاة فأرسل إليه والله لو صليت حتى تموت ما وليتك شيئا فقال بلال للرسول. قل له والله لئن وليتني لا تعزلنى أبدا فأرسل إليه فولاه.
((عش الدنيا في ثلاث))
أخبرني محمد بن زكريا بن دينار قال حدثنا ابن عائشة قال: قال بلال ابن أبي بردة: رأيت عيش الدنيا في ثلاث امرأة تسرك إذا نظرت إليها وتحفظ غيبتك إذا غبت عنها ومملوك لا تهتم بشيء معه قد كفاك مؤونة جميع ما لزمك فهو يعمل على ما تهوى كأنه قد علم ما في نفسك وصديق قد وضع مؤونة التحفظ عليك فيما بينك وبينه فهو لا يعمل في صداقتك ما يرصد به عداوتك يخبرك ما في نفسه بما في نفسك.
((بلال وحرف من القرآن))
حدثني عبيد الله بن علي بن الحسن الهاشمي؛ قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا أبو عمرو قال: اختلف بلال بن أبي بردة وداود بن أبي هند فقال بلال: ولكنا حملنا أمرارا؛ قال داود: ولكنا حملنا فتابعت بلالا وقرأ لي قراءة داود.
35

((بلال وداود ابن هند))
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن محمد بن أيوب عن عقيل قال: أمر بلال بن أبي بردة داود بن أبي هند أن يحضره عند تقدم الخصوم إليه فان حكم بخطأ رمي بحصاة ليرجع وكان داود يفعل فإذا أخطأ رمى بحصاة ليرجع بلال عن خطئه وينظر حتى يصيب فتقدم إليه مولى له ينازع رجلا فحكم لمولاه ظلما فرمى داود بحصاة فلم يرجع ثم عاد فرمى بحصاة حتى رمى بحصياته فقال له بلال: قد فهمت ما تريد ولكن ليس هذا مما يرمي له بالحصى هذا مولاي.
((بلال وقضية شفعه))
ويقال: قدم عليه رجل بكتاب شفاعة من بعض أصحاب خالد فحكم له على رجل بأرض واسعة ينتزعها من يد الرجل ظلما فمكثت في يد الشفيع عليه زمنا ثم أتى بلالا فقال: خذها لي بغلاتها؛ فقال: أما ترضى أن آخذ لك منه الأرض بغير حق ثبت لك عليه حتى تطالبه بغلاتها فانتزعها من يده وردها على الأول.
((جور بلال في الحكومة))
وقال أبو عبيدة: لما ولى خالد بلال بن أبي بردة القضاء جعل بلال ينفذ أقضيته إلى سعد بن حيان اليحمدى؛ قال: وكان بلال ظلوما ما يبالي ما صنع في الحكم وغيره.
قالوا وقدم رسول لخالد على بلال يريد السند فنظر الرسول إلى رجل قاعد قبالة دار بلال في ظل وعليه مظلة فأقبل على بلال فقال: أما ترى الرجل الجالس في الظل وعليه مظلة؟ قال: بلى. قال: فاني أحب أن تأمر بحبسه فأقام في السجن لا يسمع منه شيء حتى قدم الرسول من السند؛ فقال لبلال: ما فعل الرجل المحبوس؟ قال: على حاله فأرسل إليه؛ فقال: علام حبستني أصلحك الله؟ قال: لا أدرى والله سل هذا؛ فقال للرجل: لم حبستني؟ قال لأنك في الظل وعليك مظلمة
((بلال يحبس في بيته دابتين))
أخبرنا أبو خالد المهلبي يزيد بن محمد؛ قال: حدثني أبي عن بعض شيوخنا؛ قال: كان لبلال بن أبي بردة وهو على البصرة برذون وبغل
36

وكان يقول: لولا أن يقتل دابة رجل فيحتاج إلى واحدة غيرها ما اتخذت إلا واحدة.
((بلال وبكر بن حبيب الباهلي))
حدثني محمد بن علي بن حمزة العلوي؛ قال: حدثني فضل بن سعيد بن سلم قال: حدثني أبي؛ قال: أخبرني بكر بن حبيب الباهلي؛ قال: خاصمت إلي بلال وكلمته في حاجة فغاظه ما رأى من قضاء حاجتي؛ قال: وأنت والله على فصاحتك لا تنفلت بحاجتك اليوم؛ فقلت: لو علمت أن اللحن ينفعني لكنت ألحن من ابن الغرق - لرجل من بني فقيم - كان لحانة فلقيني الفقيمي بعد ذلك فقال: ما أردت إلى ابن عمك فاعتذر إليه.
وأخبرنا حماد بن إسحاق الموصلي عن الأصمعي؛ قال أخبرني عيسى ابن عمر - أو غيره - أن عيسى خاصم عند بلال فجعل لا يلحن؛ فقال بلال: لأن يذهب حق هذا أحب إلي من أن يلحن.
وذكر النميري عن أبي عاصم؛ قال: أخبرني أبي عن محمد بن واسع؛ أنه قال له: إن بلالا قدم فقضى دينه قال: ما كان قط أكثر دينا منه الساعة.
((بلال غير مرضى من الناس))
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا سيار؛ قال حدثنا جعفر؛ قال: سمعت مالك بن دينار لما ولى بلال بن أبي بردة: يا لك من أمة هلكت ضياعا ولى أمرك بلال.
((بلال وخالد بن صفوان))
وأخبرني عن محمد بن صالح العدوي قال: حدثني ابن داجة قال: اجتمع الناس على باب بلال بن أبي بردة وهو يومئذ أمير البصرة وقاضيها وكان يجلسهم الآذن فتصيبهم الشمس فيأتي الآذن فيقيمهم من البساط ويحولهم إلى الجانب الآخر إلى الظل فقال رجل من القوم: سبحان الله أما ههنا ورع ولا حرج فقال خالد بن صفوان: والله للحرج ههنا أعوز من الكبريت الأحمر في دار الورد الحنفي - رجل كان مملقا - فبلغت بلالا فتناول
37

خالدا وأسمعه وخاف أن يشخص فيه فحلفه وقال: والله لا يخرج من الحبس حتى يأتيني بمن يكفل به ثم يضمن كل واحد منهم ألفا إن لم يأتني به ففعل ثم عزل خالد القسري عن العراق وولى يوسف بن عمر فخرج خالد بن صفوان يتظلم منه وحمل بلال مقيدا فاجتمعا بين يدي يوسف فجعل خالد يتطاول عليه؛ فقال بلال: أيها الأمير أعزك الله إن هذا قد اعتز على بخلال ثلاث: هو طليق وأنا مقيد وأميره عليه راض وهو على ساخط وهو بأرضه وأنا غريب. فلما قال وأنا غريب فمضى خالد يفطن له يوسف فقال: ما له؟ ويله! هذا كوفي وهذا بصرى يقول له هذا بأرضه. فأخبرنا الخبر فقال قاتل الله بلالا ما أخبثه يريد أنه كان يقال إن الأصل الحيرة وهم أدعياء أمهم عفرة وأنشد لقيس بن عاصم:
* جاءت بكم عفرة من أرضها
* حيرية ليس كما يزعمون
*
* لولا دفاعي كنت أعبدا
* منزلها الحيرة والسيلحون
*
فزعم جعفر بن محمد العجلي عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: أنا عند يوسف بن عمر بالحيرة حين أتى بلال بن أبي بردة في الحديد ما بين عنقه إلى ركبتيه؛ قال: فقال له يا آلم الناس أولا وآخرا وأبا وأما ونفسا وفضيلة؛ فقال مه: يقال لأبي موسى هذا والله ما رضى من الأصهار إلا بالعباس ابن عبد المطلب وزيد بن الخطاب وقيس بن الوليد بن المغيرة وأبرهة ابن الصباح ولقد اختلفت العرب في حكم فما رضيت بحكم غيره وإن له
38

لسنا ما هو لأحد من الناس قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عامله وقبض عمر وهو عامله وقبض عثمان وهو عامله قال: لست أقول هذا لأبي موسى ولكني أقول لك. قال: فأنا أسير وأنت أمير وأنا بين يديك افعل ما بدا لك فقام خالد بن صفوان فقال: أصلح الله الأمير إن هذا حبسني وضربني والله ما نزعت يدا من الطاعة ولا فارقت الجماعة ولا وليت ولاية ولا حييت حياة. قال: فالتفت إليه كالمحتقر له؛ فقال: يا بن الأهتم إنك غلبتني بثلاث: الأمير معك وهو علي وأنت مطلق وأنا في صفاد وأنت في مسقط رأسك قال فأمر به يوسف فدفع فوقع على قفاه.
((بلال يحابي صديقا له))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: حدثنا عبد الرزاق؛ قال: أخبرنا معمر؛ أن رجلا من العرب صك وجه الخطاب بن قتادة فاستعدى عليه بلال ابن أبي بردة وهو على البصرة فلم يعده عليه لأن الرجل كان له صديقا فركب قتادة إلى خالد بن عبد الله وهو بواسط فذكر ذاك له فكتب خالد إلى بلال بغيظ وشتمه ويقول جاءك قتادة فلم ترفع به فإذا جاءك بكتابي هذا فأقده من صاحبه. فلما قرأ الكتاب أحضر الرجل واجتمع الناس فكلموا قتادة فأبى فقال له بلال: فدونك فمشى هو وابنه حتى وقف على الجبل وقال لابنه أي بني صك واشدد فلما رفع يده أمسكها وقال: فدعها الله
((بلال وعبد الملك ابن إسحاق الليثي))
أخبرنا ابن أبي خيثمة؛ قال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثني يونس؛ قال: جرد بلال عبد الملك بن إسحاق بن عبد الله بن عمير الليثي ليضربه وكان عبد الملك جميلا موسرا فإذا عليه إزار ملفق الطرفين وعبد الأعلى ابن عبد الله بن عامر بن كريز جالس عند بلال وأم عبد الله بن عامر وعبد الله بن عمير دجاجة بنت الصلت السلمية فجاء عبد الملك ينادى عبد الأعلى؛ نشدتك الله يأبا عبد الرحمن والرحم؛ فقال عبد الأعلى: ما أدرى الجبة كان على أو إزاره.
39

قال أبو جعفر أحمد بن الحرث الجزار قال أبو الحسين المدائني؛ قال سعد بن ثابت التميمي: وأصاب دما بالبصرة فهرب فهدم بلال داره؛ فقال: -
* عليكم بدارى فاهدموها فإنها
* بلاد كريم لا يراعى العواقبا
*
* إذا هم ألقى بين عينيه عزمه
* ونكب عن ذكر العواقب جانبا
*
* سأغسل عني العار بالسيف جالبا
* على قضاء الله ما كان جالبا
*
((بلال ويوسف ابن عمر))
وذكر أبو معمر الباهلي؛ قال: أخبرنا أبو الحسن المدائني؛ قال: لما حمل بلال إلى يوسف بن عمر فرض الرسول بالكوفة ودخل دارا لها بابان ولحق بالشام فاختفى بها فبعث غلاما يشوى له دجاجة فأحرقها فضربه أربعمائة فعثر به فأخذ فرد إلى يوسف فعذبه حتى قتله.
((بلال وسعد ابن ناشب))
حدثني محمد بن الأزهر بن عيسى؛ قال: حدثني أبو الحسين بن عمرو ابن خلف الضرير؛ قال: جنت جناة من بني مازن بن عمرو بن تميم فأخافهم بلال بن أبي بردة وهو على البصرة وتوعدهم فجاءوا فمثل بين يديه سعد بن ناشب فقال:
* فلا توعدنا يا بلال فإننا
* وإن نحن لم نشقق عصا الدين أحرار
*
* وإن لنا ما خشيناك مذهبا
* إلى حيث لا نخشاك والدهر أطوار
*
* فلا تحملنا بعد سمع وطاعة
* على حالة فيها الشقاق أو العار
*
* فإنا إذا ما الحرب ألقت قناعها
* بها حين يجفوها بنوها لأبرار
*
* ولسنا بمخليين دار هضيمة
* مخافة موت إن تباينت الدار
*
قال: فقال له: يا بلال ليس كل ما يقوله السلطان يفعله يا سعد.
40

((بلال وطالب حاجة))
أخبرني محمد بن سلام؛ عن أبيه؛ قال: أقام رجل بباب بلال بن أبي بردة أشهرا حتى أضر ذلك به فلم يمكنه ذلك فكتب رقعة ثم سأل الآذن أن يوصلها إليه ففعل فلما قرأها بلال استضحك ضحكا شديدا؛ فقال أصحابه: ما هذا الضحك؟ قال: كتب إلينا بهذه الرقعة فيها: حسن الآمال وثناء الرجال أوفدائى عليك والصبر مع العدم على المطالبة لون من ألوان الحرفة ومنتجع الكرام مراح الطالبين فإما عطاء جزيل أو رد جميل فأمر له بعشرة آلاف ووقع في رقعته: إذا بدت لك حاجة فاكتب بها تأتك معجلة إن شاء الله.
أخبرنا المبرد؛ قال: حدثنا أن ذا الرمة أنشد بلال بن أبي بردة:
* سمعت الناس ينتجعون غيثا
* فقلت لصيدح انتجعى بلالا
*
فقال: يا غلام قرب لها قثا ونوى. يصف ذا الرمة على أنه لا يحسن يمدح.
((عبد الله بن يزيد الأسلمي))
قال أبو عبيد معمر بن المثنى: عزل هشام خالد بن عبد الله عن العراق في سنة عشرين ومائة وولى يوسف بن عمر فولى يوسف أبا القارح كثير بن عبد الله السلمى البصرة فاستقضى كثير عبد الله بن يزيد الأسلمي فلم يزل على القضاء حتى عزل كثير.
وهو عبد الله بن يزيد بن شبيب بن قيس بن الهيثم وداره في قبلة مسجد حميد الطويل ويقال إنه ضرب عمرو بن عبيد الأنصاري جد عبد الملك ابن إسحاق العميرى فقتله.
أخبرت عن أبي عاصم النبيل قال: حدثني أبي عن خالد بن عبيد قال: بعثني أبي إلى عمرو بن عبيد الأنصاري أتعلم منه قال أبو عاصم: وكان عمرو هذا يتزوج الشيماء بنت عبد الله بن عمير وكانت الأنصار بقية فضرب سبعة منهم
41

الحد فيهم أسعد أبو سعيد بن أسعد فنازع يوما رجلا من آل ابن عمير فقال له: يا بن فلان فرفعه إلى كثير بن عبد الله السلمى فقال له: والله لقد علمت أن هذا ليس يضرب الحدود فقتله من ضربه.
((الفرزدق يهجو عمرو بن عيد))
ويقال أن عمرا تزوج قريبة بنت عبد الله بن عمير فتزاحم آل ابن عمير بالليل فجاء حجر فهشم قريبة فقال الفرزدق: -
* هشمت قريبة يا أخا الأنصار
* فاغضب لعرسك أو أقر بعار
*
* فلعمرها ثم في قريبة ظالما
* ما خاف مولد زوجها الثرثار
*
* متفحش در اللسان مفوه
* يهدى إلى عوابر الأشعار
*
* يبدي الوعيد ولا يحوط حريمه
* كالكلب ينبح من وراء جدار
*
فأتى الأزد فشهدوا عند بلال أن إسحاق بن عبد الملك رماها فضربه بلال
((ذكرى عامر بن عبيد الباهلي وولايته القضاء بالبصرة))
قال أبو حسان: عن أبي عبيدة قال: عزل يوسف بن عمر أبا العاج كثير ابن عبد الله عن البصرة وولى القاسم بن محمد الثقفي فولى القاسم القضاء عامر بن عبيدة الباهلي.
((الشهادة على شهادة))
قال أبو حسان: فحدثني أبو بكر بن قيس البكري قال: أشهدني الأشعث الحداني على شهادة فشهدت بها عند عامر بن عبيدة القاضي فأجازها وكان الأشعث أعمى.
((فتوى أنس في لبس الحرير))
حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا المغلس بن زياد العامري قال: حدثنا عامر بن عبيدة قال: ركبنا إلى أنس بن مالك نسأله عن الحرير فقال: ما أحد من أصحاب رسول الله قدر على الحرير إلا لبسه إلا ما كان من عمر وابنه ولقد خرج علينا رسول الله صلى الله عليه ذات يوم وعليه جبة ديباج فجعل الناس يلمسونها ويعجبون من حسنها فقال: أتعجبون من حسن هذه؟ والله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين منها وأحسن.
42

حدثني الأحوص بن المفضل بن حسان قال: حدثني أبي قال: قال أبي: كان يحيى بن سعيد يوثق عامر بن عبيدة الباهلي وولى البصرة وولاه يوسف بن عمر.
((أبيات هجو في عامر بن عبيدة))
أنشدني أحمد بن محمد بن بكر بن خالد قال: أنشدني أبو زيد في عامر ابن عبيدة.
* متى كان في أعراب باهلة التقى
* وفصل القضايا بعد طول التشاجر
*
* له لحية شابت دوائر وجهه
* كأن على أطرافه سلح طائر
*
وقال أبو عبيدة فلم يزل قاضيا حتى قتل الوليد ووقعت الفتنة فلزم بيته واعتزل القضاء.
((أول ما أنكر على عمر بن عبد العزيز))
وقد روى حماد بن زيد عن عامر بن عبيد.
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن عامر بن عبيدة الباهلي قال: أول ما أنكر من عمر ابن عبد العزيز أنه خرج في جنازة فجىء ببرد كان يلقى للخلفاء إذا خرجوا إلى جنازة يجلسون عليه فألقى فضربه برجله وقعد على الأرض.
((عباد بن منصور الناجي))
((كيف تولى عباد بن منصور))
قال أبو عبيدة: وولى يزيد بن الوليد منصور بن جمهور العراق وعزل يوسف سنة عشرين فلم يستقض أحدا ولم يلبث أن عزله يزيد وولى العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فولى جرير بن يزيد البصرة ثم لم يلبث أن عزله وولى عبد الله بن أبي عثمان فولى عبد الله بن أبي عثمان عباد أبن منصور القضاء.
ويقال إن ابن أبي عثمان أعاد عامر بن عبيدة فتنازع إليه رجلان في حق فحبس أحدهما لصاحبه فأخرج عبد الله بن أبي عثمان المحبوس فأتى خصمه عامر بن عبيدة فأخرج فجلس في بيته ونزل الحكم فأعاد عبد الله بن أبي عثمان
43

المحبوس إلى حبسه وأمر عامر بن عبيدة بالعودة إلى الحكم فأبى فولى عباد ابن منصور قال أبو عبيدة: ثم عزل عبد الله بن أبي عثمان عبد الله بن عمرو وولى عمرو بن سهيل بن عبد العزيز فأقر عمرو عبادا على القضاء فلم يزل قاضيا حتى مات يزيد بن الوليد وقام مروان بن محمد فكتب إلى المسور ابن عمرو بن عباد بن الحصين يأمره بقتال عمرو بن سهيل حتى ينفيه عن البصرة ثم هو والي أحداثها والصلاة مع القضاء إلى عباد بن منصور فلم يزل عباد يقضي ويصلى بالناس حتى قدم يزيد بن عمرو بن هبيرة واليا على العراق سنة سبع وعشرين ويقال سنة ثمان وعشرين فولى على البصرة سلم بن قتيبة فعزل سلم عبادا وولى على قضاء البصرة معاوية بن عمر بن غلاب أياما فاستعفى فأعفاه وأعاد سلم عبادا على القضاء فلم يزل عباد قاضيا حتى قام بنو العباس سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
((فولى أبو جعفر الحجاج بن أرطأة القضاء))
((حسن قضاء عباد))
حدثنا عبد الله بن الهيثم بن عثمان العبدي قال: حدثنا قريش بن أنس قال: حدثنا حبيب بن الشهيد قال: قال لي إياس بن معاوية: إن أردت القضاء فعليك بعباد بن منصور.
((عمرو يزيد في تفسير الحسن))
حدثني الأحوص محمد بن الهيثم قال: حدثنا أبو بكر بن الأسود قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عباد بن منصور قال: نظرت في تفسير لعمرو بن عبيد عن الحسن فقلت: ليس هذا تفسير الحسن فقال: أشياء زدناها نذكر بها أصحابنا.
((مكانة آل هرمز بالبصرة))
((سلمة بن عباد يغني))
((اهتمام أشراف البصرة بقضية حمادة الهرمزية))
قال أبو عبيدة: وولى أبو العباس سليمان بن علي على البصرة فعزل الحجاج ابن أرطأة وأعاد عباد بن منصور وكان السبب في ذلك ما أخبرني إبراهيم ابن أبي عثمان عن علي بن محمد بن سليمان الهاشمي قال: سمعت أبي يقول: كانت حمادة الهرمزية وهي من ولد عبد الله بن هرمز يتولى أبا سفيان بن حرب
44

وكان موالى أبي سفيان وموالى كل هاشمي بالعراق ضووا إلى عبد الله بن الحرث لمكانه من الهاشمية والسفيانية لأن أمه هند بنت أبي سفيان وأمها صفية بنت عمرو بن أمية فكان آل هرمز قد أعطوا بالبصرة شرفا ومالا وكانوا يعدون في موالى عبد الله بن الحارث فخطبها ابن عم لها وخطبها معروف بن سويد مولى سليمان بن علي فادعى كل واحد منهما أنها زوجته نفسها واختصما إلى عباد بن منصور وكان محمودا في القضاء وكان ابنه سلمة بن عباد يغنى وكان حسن الغناء مرتجلا من غير أن يكتسب بالغناء أو ينسب إليه وكان اتخذ غلاما أسود يسمى مسجحا فعلمه الغناء فقلب أشعار فارس وصيرها في أشعار العرب فكان يقال له مسجح الصغير لأن سعيد بن مسجح القديم كان مغنيا فاختصما إلى عباد يوجه القضاء لابن عمها على معروف بن سويد وكان القضاء إلى محمد بن سليمان وكان هو الذي ولى عبادا فأرسل إليه محمد بن سليمان: إن كنت عازما على أن تقضى على معروف فاعتزل القضاء. فاعتزل فمكث أياما ثم أرسل إليه إن أعدتك على القضاء أقاض أنت لمعروف؟ قال: نعم فرده على القضاء فاختصما إليه قال محمد بن سليمان الهاشمي: فلم يبق أحد من أشراف أهل البصرة إلا حضر مجلس عباد ذلك اليوم لشرف حمادة وكانت من أجمل النساء فلما تنازعا فيها قال لها عباد: ما تقولين؟ وهي كاشفة وجهها لتعرف فخاطبته فيما تقول يا عبد الله فضحك الناس بها حتى أخجلوها فحكم بها عباد لابن عمها فأبطل دعوى معروف فغضب من ذلك محمد بن سليمان وكره أن يعزله علانية فقال ابنه سهل بن عباد: -
* ألا يا أيها القاضي الذي الجور له عادة
*
* أعدناك لكي تقضى لمعروف بحمادة
*
فبلغ ذلك أباه فقال بدر داود شهر وبسر جيناكر
45

* أب قاضى البلد ابن مغنى
*
فجرت مثلا بالبصرة تفسيره أن أباه قاضي البصرة وابنه مغنيهم.
هذا حديث محمد بن سليمان النوفلي.
((سلمة بن عباد يهجو أباه))
وحدثني أبو يعلى المنقري؛ قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا ناهض ابن سالم قال: كان طلحة بن إياس لما ولى القضاء كلم في معروف بن سويد وحمادة الهرمزية فأبى أن يقضي لمعروف فأعيد عباد بن منصور ليقضى لمعروف بحمادة وكان الذي نازع معروف بن سويد في أمرها زهير بن سيار فعزل سليمان بن إياس وأعاد عباد بن منصور فقال سلمة بن عباد في أبيه: -
* ألا يا أيها القاضي الذي الجور له عادة
*
* أعادوك لكي تقضى
* لمعروف بحمادة
*
* فيرضى عامل البصر
* ويرضى الجند والقادة
*
* ولولا ذاك لم تقعد
* ولم تعد من السادة
*
* أبي طلحة أن يقضى
* فسألت به عواده
*
* فما زاد على فعلك بالأهواز قواده
*
قال أبو يعلى وحمادة جدة حصين بن إبراهيم بن رياح أم جدته
((شهادة أمام عباد))
فأخبرني محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثنا ابن عائشة قال: تقدم رجل إلى عباد بن منصور يشهد عنده بشهادة فقال له: من يعرفك؟ قال: سلمة ابنك قال: توأزاين ريس مايذه خازخاز - تفسيره: أنت من هذا الغزل قم قم -
وقال الأصمعي: تقدم رجل إلى عباد بن منصور فادعى حقا على رجل
46

فقال: ألك شاهد؟ قال نعم فصاح بشاهده: بايار سويه رنحة مناش يقول: لا يغنى
وقال علي بن محمد: كان عباد يمشى مع سليمان بن علي وزريع يمشى حيالهما فقال عباد شيئا كرهه زريع فقال زريع: -
* عرفنا قريشا بألوانها
* وأنكر قلبي بني ناجية
*
فقال عباد: أصابت رجله الطست فقال: طسه يعرض بزريع أنه مغنى.
((عباد يجزع لموت ابنه سلمة))
أخبرني محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثنا ابن عائشة قال عمرو بن الزبير قال: مات سلمة بن عباد بن منصور فاجتمعنا عند أبيه قال: وحزن أبوه حزنا شديدا فقال له رجل يا أبا سلمة: إن كنت حريا ألا يظهر منك هذا الجزع قال: إني والله ما أبكى على إلفه ولا على فراقه ولكنه مات على حالة كنت أحب أن يموت على حال أحسن منها فلما وضعه في قبره قال: أما والله يا بني لقد صرت إلى أرحم الراحمين فلما اجتمعنا عنده من الغد قال له رجل: يا أبا سلمة أريت سلمة البارحة فيما يرى النائم فقلت ما صنعت؟ قال غفر لي قلت لماذا قال مررت بمؤذن آل فلان وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فشهد معهم قال: فكأنه خفف حزنه.
((القضاء أن يؤخذ المظلوم من الظالم))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن ميسور بن بكر البصري عن أبيه أن عباد بن منصور كان قبل قاضي اليمامة.
قال أبو بكر وقد روى شعبة بن الحجاج عن عباد بن منصور.
وأخبرني محمد بن إسحاق الصغاني قال: أخبرنا عبد الأعلى بن سليمان الزراد قال: كان عباد بن منصور القاضي يخضب وكان ابن تسعين سنة.
أخبرني إبراهيم بن عثمان عن عامر بن ميمون قال: سمعت ابن عائشة
47

يقول: إني سمعت النبي يقول: إنما القضاء أن يؤخذ للمظلوم من الظالم قال: فحدث بهذا الحديث سليمان الشاذ كونى فقال: صدق ولكن ينبغي أن يعرف المظلوم من الظالم.
قال: حدثني يحيى بن سعيد عن سفيان ناظرت عباد بن منصور بمكة فإذا هو لا يحسن من الفقه شيئا فقلت: كيف تصنع إن وليت؟ قال: أوفق قال سليمان: فحدثت بهذا الأنصاري قال: ينبغي أن يولى قضايا شباه حتى يوفق.
قال الموصلي: تقدم مردويه ابن أبي فاطمة إلى عباد بن منصور ومعه امرأة فخاصمه في مهرها - وكانت جميلة - قال: كم مهرك؟ قالت: مائة درهم فقال ويحك يا مردويه ما أرخص ما تزوجتها! قال: أوليتها أصلحك الله؟
((معاوية بن عمرو بن غلاب البصري))
((ولى أياما بعد عباد بن منصور))
((صوم عاشوراء (
((كيف يبر المطلق في اليمين المعلقة))
روى عن معاوية بن عمر وحماد بن سلمة وروى عنه يحيى بن سعيد القطان.
حدثني أحمد بن الحسين قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن معاوية بن عمرو بن غلاب قال: حدثني الحكم بن الأعرج قال: أتيت ابن عباس في المسجد الحرام وهو متوسد بردائه فسألته عن صيام عاشوراء فقال: أعدد فإذا أصبحت يوم التاسع فأصبح صائما. قلت أكذلك كان محمد صلى الله عليه وسلم يصوم؟ قال: نعم كذلك كان يصوم.
وحدثني جعفر بن محمد بن شاكر قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء وزياد الأعلم عن الحسن ومعاوية ابن عمرو ابن غلاب عن الشعبي في رجل قال: قال: إن لم أضرب غلامي فامرأته طالق ثلاثا فأبق الغلام قالوا: هي امرأته حتى يجد الغلام فيضربه ويغشاها
48

ويتوارثان فإن مات العبد قبل أن يضربه فقد ذهبت امرأته قيل للشعبي: فإن مات الرجل قبل أن يضربه؟ فسكت.
حدثني الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو ابن خالد بن كلاب؛ قال: حدثني عمي محمد بن غسان؛ قال: حدثني خالد بن عمرو ومعاوية بن عمرو عن أبيه عن جده عن أبيه عمرو بن خالد؛ قال: قدمت البصرة في نفل أبي من أصبهان فسمعت قوما يقولون: كلاما فأتيت الأحنف بن قيس؛ فقال: من هذا معك؟ فقال: عمرو بن خالد؛ قال: ابن غلاب؟ قال: نعم؛ قال: أشهدت أنت أباك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وقد ذكر النبي أمر الفتن؛ فقال: يا رسول الله ادع الله أن يكفيني أمر الفتن فقال: اللهم اكفه الفتن ما ظهر منها وما بطن.
((شدة عبد الله ابن الزبير))
أخبرني هارون بن أبي جعفر عن محمد بن صلح عن أبي الحسين المدائني عن حفص بن عمر بن ميمون عن معاوية بن عمرو عن ابن سيرين قال: كان ابن الزبير أصلب أولاد المهاجرين وأصرمهم صرامة فدخل مع معاوية البيت الحرام وكانت للحسين حاجة فأبى معاوية أن يقضيها فأخذ ابن الزبير بيد معاوية فغمزها فقال: خلنى فقال لا والله تقضى حاجة حسين أو لأكسرن يدك قال: فقضاها فقال له ابن الزبير: يا أمير المؤمنين أكنت تراني كاسرا يدك؟ قال: ما كنت آمنك على ذلك.
حدثني الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل العلائي قال حدثنا أبي قال: حدثنا قريش بن أنس قال: حدثنا ابن عون قال: تقدمت إلى معاوية بن عمرو بن غلاب وهو قاضي البصرة في حق لي بالموصل وكلت غلاما لي وثبت عنده بالبينة فكتب إلى قاضى الموصل
49

فاستحلفني على شهادة شهودي فأبيت أن أحلف فكتب إلى قاضى الموصل فاستحلفني على شهادة شهودي فأبيت أن أحلف فكتب إلى قاضي الموصل؛ فإنه لم يحلف؛ وقال: فآتاني حقي ذلك.
((الحجاج بن أرطأة))
قال أبو عبيدة: ولى أبو جعفر بعد عباد بن منصور الحجاج بن أرطأة قضاء البصرة وأبو جعفر يومئذ بواسط في خلافة أبي العباس فقدم الحجاج فنزل دار ابن عمير فلم يزل على قضائها في ولاية سفيان بن معاوية وعمر بن حفص.
((أول من ولى القضاء لبني هاشم))
حدثني أبو قلابة الرقاشي؛ قال: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: أول من ولى القضاء لبني هاشم الحجاج بن أرطأة فجاء وعليه سواد إلى حلقة البتي؛ فقيل له: ارتفع أيها القاضي إلى الصدر؛ فقال: أنا صدر حيت كنت وأنا رجل حبب إلى الشرف.
((الشرف تقوى الله))
أخبرني عبد الله بن الحسن عن عمر بن عبيدة؛ أن الحجاج بن أرطأة قال لسوار: قتلني حب الشرف؛ فقال له سوار: اتق الله تشرف.
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا أبو سليمان الأشقر قال: حدثنا هشيم؛ قال: سمعت الحجاج بن أرطأة يقول: استفتيت وأنا ابن ستة عشر سنة.
((من هم الحواريون))
حدثني منصور بن محمد الأسدي؛ قال: حدثنا حماد بن يحيى؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: سمعت ابن أبي نجيح يقول: ما جاءنا من العراق مثل أبي أرطأة؛ زعم أبو أرطاة أن الحواريين هم الغسالون.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا علي بن عبد الله؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال؛ قال لي ابن أبي نجيح: لم يقدم علينا من كوفتكم مثل أبي أرطأة؛ يعني الحجاج بن أبي أرطاة.
50

أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: سمعت منصور بن أبي مزاحم يقول: سمعت أبا عبيد الله قال: قال لي الحجاج بن أرطاة: يا أبا عبيد الله قد قتلني حب الشرف وأحب أن تحملني على بغلتك بسرجها ولجامها ويخرج بها رسولك إلى الباب فيقول: يا أبا أرطاة هذه حملان أبي عبيد الله.
((حفظ الحجاج وفقهه))
حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان الصغدى؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب وحدثنا إسماعيل بن إسحاق وعبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث؛ قالا: حدثناه حماد بن زيد؛ قال: ما رأيت كوفيا قال أحدهما: أفقه وقال الآخر: أحفظ من الحجاج بن أرطاة.
حدثنا حماد بن مسلم بن وارة الرازي؛ قال: حدثنا علي بن المدائني عن ابن عيينة؛ قال: حدثني منصور بن المعتمر بحديث؛ فقلت: عمر قال أنا أخير لك من غير من حدثني حجاج بن أرطاة.
((الحجاج لا يملى))
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثني عمر بن حفص بن غياث؛ قال: سمعت أبي يقول: كان الحجاج بن أرطاة لا يمل علينا وكان يعقوب أبو يوسف يسأله فإذا قام الحجاج قال الناس إلى يعقوب فأملى عليهم عن ظهر قلبه قال حفص: وكنت لا أكتب إلا ما وقع في ألواحي.
((أول من أخذ الرشوة بالبصرة))
حدثنا أبو يعلى المنقري؛ قال: سمعت الأصمعي يقول: أول من أخذ الرشا بالبصرة من القضاة الحجاج بن أرطاة.
وقال سليمان بن عبد الحميد البهرائى حدثنا عبد العظيم بن حبيب بن رغبان؛ قال: أول من رأيت يمشى بين يديه بالكافركونات الحجاج بن أرطاة.
((الحجاج وابن شبرمة))
حدثني محمد بن القسم بن مهرويه؛ قال: حدثنا أبو زيد؛ قال: حدثنا
51

عاصم بن محمد بن عمارة ابن أخي ابن شبرمة؛ قال: كتب ابن شبرمة إلى الحجاج ابن أرطاة؛ ينادى له هل من خصم ودونه خصم كثير والربا قبيح.
((الحجاج والأعمش))
قال أبو عاصم: وكان الحجاج: ينادى من له حاجة والخصوم عنده لا يقدمهم. حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا محمد بن حميد؛ قال: حدثنا جرير قال: قال الحجاج للأعمش: يا أبا محمد احمد الله يأتيك الأشراف قال أما مثلك من الأشراف فلا أبالي ألا يأتيني.
((داود الطائي وابن أرطاة))
حدثنا علي بن حرب الموصلي؛ قال: حدثنا إسماعيل بن ريان الطائي قال: جلس داود الطائي إلى الحجاج بن أرطاة فذكر أمرا من النسك فقال الحجاج: أضحية فقال داود: أما هي أضحية فالتفت إليه الحجاج؛ فقال: أما اللسان فعربي وأما الوجه فوجه عبد فقال داود: أني لأوسط في قومي وأن العبد غيرى.
((ترك الصلاة في جماعة))
وحدثني عبد الله بن أبي مسلم قال قال ابن إدريس: سمعت الحجاج بن أرطاة يقول: لا يقتل الرجل حتى يترك الصلاة في جماعة.
أخبرنا الرمادي؛ قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: سمعت إدريس يقول: كنت آتى الحجاج بن أرطاة والمسجد على بابه فلم يكن يخرج للصلاة فتركه.
وحدثت أيضا أن أبا عبيد الله قال له أن لك دينا وأن لك علما وفقها قال: اغلا قلت إن لك الشرف أو ان لك قدرا وفقها فقال أبو عبيد الله أنك لتصغر ما عظم الله وتعظم ما صغر الله.
((غطرسة الحجاج))
حدثني محمد بن أحمد الجدوعى عن القاضي قال: حدثنا سليمان بن داود
52

المنقري؛ قال: زعم أبو بحر البكراوي؛ قال: دنوت من الحجاج بمنى إن شاء الله فقال لي: تنح نحن قوم نجالس هؤلاء الملوك ولا آمن أن يكون في ثوبك دابة فتقع على ثوبي.
حدثنا أبو يعلى المنقري وزكريا بن يحيى بن خلاد قالا: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثنا سلمة بن بلال عن مجالد بن سعيد قال: ولى الحجاج بن أرطاة شرطة منصور بن جمهور الكلبي ثم ولى العراق عبد الله بن عمر بن العزيز فأقر الحجاج على شرطة الكوفة ويقال: إن الحجاج بن أرطاة إنما ولى قضاء البصرة شهرا واحدا ثم قدم سليمان بن علي فاستقضى طلحة بن إياس.
وزعم أحمد بن محمود السروي عن أبيه عن سليمان مجالد أن الذي تولى الوقوف على خط بغداد الحجاج بن أرطاة وجماعة من أهل الكوفة.
((وفاة ابن أرطاة))
أخبرني الحرث بن محمد عن محمد بن سعد قال: الحجاج بن أرطاة بن ثور ابن هبيرة بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن جارية بن سعد بن مالك من النخع.
توفي بالري في خلافة أبي جعفر.
((تكبر ابن أرطاة))
حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا مجاهد أبو علي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو شهاب قال: قال لي شعبة: عليك بالحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق واكتم على في خالد وهشام.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن علية قال: قدم الحجاج بن أرطاة البصرة فأتيناه فوجدناه محتبيا بحمائل سيفه وكان متكلمنا أبو جرى فقال: يا أبا أرطاة اخوانك أتوك تحدثهم فقال: أحب الاخوان إلى لو كنت محدثا لحدثتهم ولم يحدثهم.
قال يحيى: لم يحدث حتى خرج من البصرة.
قال يحيى: وحدثني أبو عيسى النخعي قال: جاء سفيان الثوري إلى الحجاج؛
53

فسأله عن حديثين فحدثه بهما ثم قام فقال الحجاج: ما يظن أبو ثور إلا أنه قد أجازنا بجائزة قال يحيى: وحدثني من رأى الحجاج بن أرطاة ركبته على ركبة أبي جعفر المنصور مستخليا به:
قال ابن أبي شيخ: ولى الحجاج بن أرطاة شرطة الكوفة لعبد الله بن عمر ابن عبد العزيز.
((حديث الحجاج))
حدثني أحمد قال: حدثنا مجاهد عن يحيى بن آدم قال: سمعت حماد ابن زيد يقول: كان الحجاج أسرد للحديث من الثوري.
((يوم الحجامة))
حدثني محمد بن أبي داود المنادى قال: حدثنا حفص بن غياث قال: حدثنا الحجاج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان محتجما فليحتجم يوم السبت.
فأخبرني أحمد عن أبي خيثمة والدورى عن يحيى بن معين عن حفص قال: فحدثت به سفيان فدعا بالحجام فاحتجم.
((الحجاج صدوق))
قال أحمد: قال يحيى بن معين: والحجاج صدوق مدلس.
((لا يحدث الرجل حتى يرى الشيب في لحيته))
حدثني محمد بن عبد الله بن نوفل الكوفي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حفص بن غياث عن الحجاج بن أرطاة قال: كانوا يكرهون أن يحدث الرجل حتى يرى الشيب في لحيته.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو بكر بن خلاد قال: ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا منه في حجاج وسمعته يذكر أن حجاجا لم ير الزهري.
حدثنا المفضل بن يعقوب الرخامى؛ قال: حدثنا سعيد بن سلمة قال: رأيت الحجاج بن أرطاة يخضب بالسواد.
54

((عمر بن عامر السلمى))
((قاضيان يجلسان جميعا))
قال أبو عبيدة: لما عزل سليمان بن علي الحجاج بن أرطاة أعاد عباد بن منصور على قضاء البصرة ثم عزله في سنة سبع وثلاثين ومائة وولى عمر بن عامر السلمى وسوار بن عبد الله فكانا يجلسان جميعا. وكان عمر بن عامر يكلم الخصوم وسوار ساكت.
((رد جارية بعيب))
فأخبرني عبد الله بن الحسن عن أبي زيد عن أخيه معاذ عن قريش؛ قال أنس! ستقضى سليمان بن علي سوارا وعمر بن عامر جميعا فتنازع إليهما رجل في جارية إشتراها فردها بعيب فقضى عمر بن عامر بقضاء أهل المدينة ان الخراج بالضمان وقضى سوار أن يردها وما استغل منها فلما اختلفا عزل سليمان سوارا وأقر عمر بن عامر.
((لا شهادة إلا عن علم))
وقال أبو بكر بن خلاد: حدثنا زياد بن الربيع قال: شهدت عند عمر بن عامر على وصية مختومة. قال: أتدري ما فيها؟ قلت لا فأطرق طويلا ثم قال: أعوذ بالسميع العليم وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.
((يحكم العرف في العيوب))
وذكروا أن عمر بن عامر نوزغ إليه في جارية ليس على ركبتها شعر فثقل بها ولم يدر ما يحكم به ثم قال: يسأل عن ذاك أصحاب الرقيق فإن كان غشا عندهم رددت به.
ويقال: أن سوارا قال: كل أمر خالف أمر العامة فهو عيب يرد به.
((موت عمر))
وقال عمر بن شيبة: سمعت أبي يقول تقدم خالد بن يوسف التميمي إلى عمر بن عامر في منازعة وكان رجلا بادنا فأمر بإقامته فعنف به الذي أقامه فاظهر من جسده شيئا فأصبح ميتا فخرج بجنازته وتبعه صوارخ يصرخن واقتيل عمراه فجزع من ذاك جزعا فاحشا فجعل يدعو بالموت والراحة من القضاء فلم ينشب أن مات فجأة.
قال أبو بكر: ولعمر بن عامر حديث صالح وروى عنه الناس.
55

((طلحة بن إياس بن زهير بن حيان العدوي))
أخبرني زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري أبو يعلى؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثنا ناهض بن سالم؛ قال: كان طلحة بن إياس على قضاء البصرة وذلك بعد عمر بن عامر.
فأخبرني عبد الله بن الحسين عن النميري عن خلاد بن يزيد قال: لما مات عمر بن عامر شاور سليمان بن علي البتي في قاض يوليه فاستعفاه من المشورة فأعفاه ثم بلغ البتي أن سليمان يميل في وهب بن سوار بن زهدم الجرمي وفي آخر فأتاه: إنك كنت شاورتنى في رجل توليه فاستعفيتك من ذلك وكان واسعا لي وخيل لي أنه لا يسعني اليوم وذلك أنه بلغني أنك تميل في فلان وفلان فإن كنت لا بد موليا فعليك بطلحة بن إياس العدوي فإنه رجل قد ولى فحمد فلما كان بعد ذلك كلمه معروف بن سويد أو بعض خاصة سليمان في أمر من الحكم فخالفه فأتى البتي فقال: ما رأيت مثل ما لقيت منك لقيه جليس من جليس قال: وما ذاك؟ قال: أتخطى القبايل والمساجد وأتخطى حلق المسجد حتى أجلس إليك فأشرت فوليت ثم سئلت ما لا يحل لي قال: فما منعك أن تفعل؟ قال: الله يمنعني ومخافته قال: الله! فوالله لا يزيدونك على أن عزلوك فتعود إلى ما كنت عليه قال: فوالله لكأنما كشف عن وجهي غطاء فمضى لرأيه يعدل.
وكان طلحة بن إياس قد تولى قضاء اليمامة للمثنى بن يزيد بن عمر ابن هبيرة محمد.
ثم ولى عباد بن منصور الثانية بسبب ما ذكرنا من أمر حماد الهرمزية. ومعروف بن سويد فلم يزل قاضيا إلى أن قام أبو جعفر فأقر سليمان بن علي على البصرة وعزل عباد عن القضاء وولى سوار بن عبد الله في سنة أربعين ويقال: في سنة ثمان وثلاثين.
56

((سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن الحارث بن عمرو))
((بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم))
أملى علي معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري نسب سوار بن عبد الله على هذا النسب.
وأخبرني زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: شهد أبو عمرو بن العلاء عند سوار على نسب رجل؛ فقال له: كيف عرفته؟ قال: كما علمت أنك سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن نقب هو الحارث ابن عمرو بن الحرث وزادني غير معاذ في نسبه أنه نقب بن عمرو بن الحرث ابن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم يكنى سوار أبا عبد الله.
وقد روى عن عبد الله بن قدامة أبي سوار توبة العنبري.
((قصة عن أبي بكر))
حدثنا محمد بن إشكاب وعباس الدوري؛ قالا: حدثنا عمر بن عمر؛ قال: أخبرنا شعبة عن توبة العنبري عن أبي سوار وهو عبد الله بن قدامة كذا قال المخرمي عن عبد الملك بن الصباح عن شعبة عن أبي بردة؛ قال: سب أبا بكر رجل فقلت له: ألا أضرب عينه يا خليفة رسول الله فقال: لا ليست هذه لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسوار أول من ولى القضاء قبل الخلفاء منذ لدن عثمان بن عفان إلى وقته.
((سوار وفتنة الزنج))
حدثني أبو يعلى المنقري؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: خرج الزنج بباب دوما بفرات البصرة (؟) في أيام الحجاج وزياد بن عمر العتكي على البصرة خليفة الحجاج ثم خرج الزنج في خلافة أبي جعفر وسوار بن عبد الله على قضاء البصرة وتجمعوا عند دار عقبة بن سلم ونهر سليمان فوجه إليهم سوار جماعة فيهم شهاب بن عبد الملك فقال بعض الناس: قاتلهم وقال بعض: أخرجهم الجوع إلى أن تركوا قليلا تفرقوا فدعا سوار الحمس بن السرى الباهلي
57

وكلثوم بن عبد الله بن يحيى بن الحضين الرقاشي في جماعة من الجند فتلقوهم عند دار عقبة بن سلم فقتل من الزنج دون العشرة وحملت رؤوسهم إلى سوار وذلك في سنة ثلاث وأربعين ومائة.
((سوار يتصدق بثمن من قتل من الزنج))
فأخبرني أبو يعلى؛ قال: حدثني عبد الله بن سوار أن سوارا كان يتصدق في كل سنة بقيمة أثمان الزنج الذين قتلوا.
((قناعة سواد))
حدثني محمد بن إبراهيم بن الحسن؛ قال: حدثني عبد الله بن سوار القاضي؛ قال: قلت لأبي: يا أبت أينا أغنى نحن أو أمير المؤمنين؛ قال: أمير المؤمنين أكثر مالا ونحن أغنى أنفسا.
((ما سبق به سوار من عمل))
وكان سوار أول من تشدد في القضاء وعظم أمره واتخذ الأمناء وأجرى عليهم الأرزاق وقدم على القرعة وقبض الوقوف وأدخل على الأوصياء الأمناء وطول السجلات ودعا الناس بأسمائهم لم يكنهم فضم الأموال المجهول أربابها وسماها الحشريه وكان حليما بطيىء الغضب متحريا للخير.
((سوار وأبو جعفر))
وكان أبو جعفر المنصوري قد عرفه قبل أن يوليه وذلك أن المنصور هم أن يسكر نهر ابن عمر فوفد إليه وفد من أهل البصرة فيهم سوار وداود بن أبي هند وسعيد بن أبي عمرويه فكلموه فقال سوار: يا أمير المؤمنين إن أردت أن تقتل مائة ألف من الناس عطشا فاسكره ويا أمير المؤمنين إني أحذرك أهل البصرة فقال يا سوار: أتخونني بأهل البصرة؟ لهممت أن أوجه إليهم بقائد يجثم على أكبادهم حتى يأتي على آخرهم؛ قال: يا أمير المؤمنين لم أذهب حيث ذهبت ولكن خوفتك دعوة اليتيم والأرملة ومن لا حيلة له فأحسن الرجوع وأضرب عما كان عزم عليه.
وقال: اكتبوا عهد الأحمر على القضاء.
((سوار ورأيه في إطعام الناس))
وأخبرني أبو إبراهيم الزهري أحمد بن سعيد بن إبراهيم بن سعد؛ قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير؛ قال: حدثني ابن وهب قال: سمعت
58

مالك بن أنس يقول: كتب أبو جعفر إلى قاضي له يقال له: سوار وكان صالحا يطعم الناس فعمد إلى ذلك الذي أمره أن يطعم الناس ففرقه في القبائل فقيل له: لو أطعمت الناس كان أجمل بك يا سيد الناس؛ فقال: لا أريد أن يذهب رجل إلى أهله وبيده ريح الغمر ولم يطعم أهله شيئا.
((شدة سوار في الحق مع عقبة ابن سلم))
حدثني أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثني أبي أن عقبة بن سلم الهنائي عامل أبي جعفر على معونة البصرة وذكر من عتوه واجترائه على الله وإقدامه على دماء المسلمين وأموالهم أمرا منكرا وأنه أخذ رجلا قدم بجوهرة من البحر فأخذ منه الجوهرة وحبسه في السجن فجاءت زوجته إلى سوار بن عبد الله وهو قاضي أهل البصرة فقالت: أنا بالله ثم بالقاضي؛ أن الأمير عقبة بن سلم أخذ زوجي وقدم بجوهرة فاغتصبه إياها وحبسه في السجن فبعث إليه سوار يخبره بما رفعت المرأة عليه عنده فإن كان حقا فأطلق الرجل ورد جوهرته فلما أخبر عقبة ابن سلم برسالة سوار زجرهم وشتم سوارا شتما قبيحا فجاء الرسول إلى سوار فأخبره بجوابه فوجه إليه سوار بأمنائه ليسمعوا منه قوله وما يرد من الجواب فأتوه فرد عليهم من الرد والشتم أمرا قبيحا فأتوه فأخبرهم فأرسل إليه سوار فقال: والله لئن لم تطلق الرجل وترد عليه جوهرته لأتينك في ثياب بياض ماشيا ولأدمرن عليك بغير سلاح ولا رجال ولأقتلنك قتلة يتحدث الناس بها فلما سمع من بحضرته رسالة سوار قالوا له: أيها الأمير إنه يفعل بك ما أرسل به إليك وهو سوار قاضي أمير المؤمنين؛ وهو تميم ومضر وبلعنبر وكلها مسلحة له وأنت رجل من أهل اليمن وليس بالبصرة من كبير أحد فافعل
59

أمرك به فوجه إليه بالرجل وبالحوهرة ووجه إليه رجالا يشهدون عليه بقبض الرجل والجوهرة فصاح بهم سوار وقال: يا أبا عبد الله يشهدون على ماذا؟ يطلق الرجل وترد عليه جوهرته.
((سوار وأبو جعفر))
حدثني أبو يعلى؛ قال: حدثني الأصمعي؛ قال: كتب أبو جعفر أمير المؤمنين إلى سوار في شيء كان عنده خلاف الحق فلم ينفذ سوار كتابه وأمضى الحكم عليه فاغتاظ أمير المؤمنين عليه وتوعده فقيل له: يا أمير المؤمنين إنما عدل سوار مصاف إليك وتزيين خلافتك فأمسك.
((سوار والمنصور في فتنة الزنج))
أخبرني محمد بن القاسم بن مهرويه عن علي بن محمد بن سليمان؛ قال: حدثني أبي وعمى قالا: كتب أبو جعفر إلى سوار أن يوليه صلاة البصرة وشرطتها مع القضاء فحول إلى دار الامارة وجعل على شرطته شبيب بن شيبة وكان شبيب فصيحا من أخطر الناس فولى تسعة أيام خرج فيها عبيد من عبيد من أهل البصرة نحوا من عشرين عبدا وركبوا من دواب مواليهم وأتوا حوض داود (؟) وأجلبوا وأظهروا الخلع وإنما أرادوا أن يعفوا فأرادوا أن يخلطوا طمعا في ذلك فجلس سوار وأرسل إلى وجوه أهل البصرة فحضروه فأرسل إلينا وإلى أهلها فحضرناه وأمر الناس أن يجلسوا في المقصورة وقال لشبيب: اجلس في المقصورة مع الناس في السلاح ولا تحدثن شيئا حتى يأتيك أمرى وبعث يسأل عن العبيد فبينما نحن إذ جاءه شبيب مسرعا حتى وقف بين يديه فقال: أيها الأمير جاء من يخبر أنهم بلغوا مكان كذا وكذا وهو مرعوب: فقال يا شبيب أما أمرتك أن تقعد ولا تحدث شيئا حتى يأتيك أمرى ففعل ذلك ثلاثا فلما كان في الثالثة وأمر من كان بحضرته في السلاح أن يمضوا إليهم فيقاتلوا من غير أن يسألهم عن شيء ولا شيئا منهم فمضوا ونحن جلوس فما شعرنا إلا بتسعة رؤوس قد أتى بها من رؤوس العبيد وخبر أن باقيهم هرب فلم يكتب بذلك فتحا فبلغ ذلك المنصور فاستحسنه من
60

فعله ولم يلبث قبل ورود الخبر على المنصور أن أتاه العزل.
((سوار مع المنصور وقد أراد معرفة ما بيد الناس من أموال))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن شيخ من بني تميم يقال له يحيى قال: دخل سوار على المنصور؛ فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته؛ قال: وعليك السلام ورحمة الله ادن إبا عبد الله فقال: يا أمير المؤمنين أدنو على ما مضى عليه الناس أو ما أحدثوا؟ قال: بل على ما مضى عليه الناس فدنا فصافحه ثم جلس فقال: أبا عبد الله قد عزمت على أن أدعو أهل البصرة بسجلاتهم وأسرتهم فانظر فيها فقال: يا أمير المؤمنين أناشدك الله أن تعرض لأهل البصرة فقال: أيا سوار أباهل البصرة تهددني؟ والله لهممت أن أوجه إليهم من يأخذ بأفواه سككهم وطرقهم ثم يضع فيهم السيف حتى يفنيهم فقال: يا أمير المؤمنين ذهبت إلى غير ما ذهبت إليه إنما كرهت أن تعرض للأرملة واليتيم والشيخ الفاني والحدث الضعيف فقال: يا أبا عبد الله أنا للأرمل بعل ولليتيم أب وللشيخ أخ وللضعيف عم وإنما أريد أن أنظر في سجلاتهم وأسرتهم ليستخرج ما في أيدي الأغنياء مما أخذوه بقوتهم وجاههم من حقوق الضعفاء والفقراء فقال: وفقك الله لما يحب يا أمير المؤمنين وأرشدك لما يرضى.
((خلعة المنصور على سوار))
أخبرنا أبو خالد يزيد بن محمد بن المهلب قال: حدثني أبي قال قدم سوار ابن عبد الله على المنصور فخلع عليه جبة وشى وطيلسان أربا فقدم البصرة فقعد إلى مجلس القضاء ثلاثة أيام متوالية في الجبة الوشى ظاهرة.
((سوار لا يحابي))
أخبرني محمد بن سعد الكرانى؛ قال أخبرني النضر بن عمر قال: دخل سوار على أبي جعفر المنصور فجلس ولم يقبل يده وعطس أبو جعفر فلم يحمد الله فلم يشمته ثم عطس فحمد الله فشمته ثم نهض سوار فأتبعه أبو جعفر بصره
61

فقال: أتزعمون أن هذا يحابى؟ والله ما حابى في عطسة.
((خير القول ما صدقه العقل))
أخبرنا أبو سعيد الحارثي عبد الرحمن بن محمد؛ قال: حدثنا أبي قال: بشر بن المفضل قال: حدثنا سوار بن عبد الله قال: ما تركت في نفسي شيئا إلا كلمت به أبا جعفر قال: قلت له: يا أمير المؤمنين إن الحسن كان يقول: إن تصديق القول العمل فمن صدق عمله قوله فذاك ومن لا فقد هلك أو كما قال الحسن؛ فقال أبو جعفر: صدق الحسن.
((صلاته سوار في الحق))
أخبرني محمد بن القسم بن مهرويه عن علي بن محمد قال: سمعت جعفر ابن محمد الهاشمي يقول: كان خلف بن عقبة العدوي له ضياع بالأهواز وكان يغيب فيها كثيرا فخاصمه رجل في شيء فقدمه إلى سوار فذكر أنه على عجل قال: حر حر ما يلزمك ما لزمه من الحق؟ وذلك بعد قتل سوار العبيد فكتب إليه جريه يخبره أن خصمه قد بيت عنده شيئا وان سوارا أمره بتسليمه إليه يستأذنه في ذلك فكتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك تذكر لي ما ألزمك سوار وإن سوارا أحمر مشفى الدم (ولى جمعة فحس تسعة) فإذا ورد كتابي فأعطه ما سأل.
((سوار ينتصر لنفسه))
واستعدى نبطي على زينب بنت سليمان فأرسل سوار إليها يعلمها لتخضر فامتنعت فكتب إلى الهيثم بن معاوية فأمره باحضارها فكتب إليه الهيثم: إنها بنت سليمان بن علي فكتب إليه سوار: فهي أولى من أعطى الحق من نفسه إذ كانت بهذا الموضع السنى فلما ولى إسماعيل على البصرة أتاه سوار مسلما فعظمه إسماعيل ورفعه في المجلس فأقبل جعفر بن سليمان على إسماعيل فقال الابن التركية تعظم وترفع وقد أراد إثبات (؟) أختك على كذا وكذا وآذى سوارا فأقبل سوار على إسماعيل؛ فقال: أصلح الله
62

الأمير أنه ذكر أمي وقال: ابن التركية وإنا معشر العرب قدمنا من هذه البادية وفي ألواننا سواد وفي أبداننا نحف وقلة فنظرنا إلى هذه الأعاجم فإذا هي أمد منا أجساما وأشد منا بياضا وأظهر منا حالا فرغبنا فيهم فاتخذنا منهم السندية والهندية والخراسانية والبربرية فولدن فينا فمددن من أجسامنا وبيضن من ألواننا وحسن من وجوهنا ثم نهض فقال إسماعيل لجعفر: هذا عملك أنت أسمعتنى قد والله ذكر أمي وأم أبيك وأم أمير المؤمنين.
((ترفع سوار))
أخبرني أبو خالد المهلبي عن أبيه قال: بعث عقبة بن سلم إلى سوار بن عبد الله برزقه في كيس مكتوب عليه جباية السوق فرده فقال عقبة: لم رده؟ قيل لأن عليه جباية السوق فقال: يا غلام هات كيسا لا كتاب عليه فأتى به فقلبت الدراهم فيه فبعث بها إلى سوار فقبل.
((سوار ينصح أولياء اليتامى))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال حدثني بعض البصريين قال: كان سوار بن عبد الله إذ كان قاضيا على البصرة يقول لأولياء اليتامى: لا تشتروا لأولياء اليتامى حانوتا ولا أرضا (في هواردن) فإنه عندي بمنزلة العبد الآبق واشتروا لهم النخل فان العرق يسرى والعين نائمة.
((قضية طلاق عند سوار))
أخبرني فضل بن الحسن البصري قال: حدثني مثنى بن معاذ بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: شهدت سوارا تقدمت اليه امرأة فقالت: إن زوجي يطلقني في السر ويجحدني في العلانية فقال لها: ألك بينة؟ قالت: لا؟ قال: فاستحلفه ثم قال لها: ليس لك بينة وقد حلف؛ كان محمد بن سيرين يأمر مثلك أن يهرب.
((سوار يرد شهادة رجل حدني الفتنة))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن منصور الخزاعي قال: حدثنا محمد بن مودود التميمي قال: شهد عند سوار رجل فقال المشهود عليه إنه
63

محدود فقال الشاهد: إنما حدني عباد بن منصور على الفتنة فقال له سوار: وفي استقامة أنت؟ ذهبت الشورى منذ حين وأبطل شهادته.
وكان عباد قاضيا لإبراهيم بن عبد الله بن حسن.
((العرب تجتاز بالأعراب))
حدثني محمد بن القسم بن خلاد. قال: حدثني عبد الله بن سوار عن أبيه قال العرب تجتاز بالإعراب أحيانا.
((كلام القلب وكلام اللسان))
وأخبرني أبو يعلى المنقري قال: حدثنا عبد الله بن سوار عن أبيه قال: العرب تجتاز بالإعراب اجتيازا.
وأخبرني أبو يعلى المنقري؛ قال: حدثنا عبد الله بن سوار؛ قال: كان سوار ابن عبد الله يقول: كلام القلب يقرع القلب وكلام اللسان يمر على القلب صفحا.
أخبرنا الحسين بن بحر الأهوازي؛ قال: حدثنا عبد الله بن سوار؛ قال: حدثنا محمد بن يونس عن أبي رحمه الله؛ قال: قيل لمعاوية بن أبي سفيان: ما المروءة؟ قال: العفاف في الدين وإصلاح المعيشة.
((المروءة كما يراها معاوية))
((قضية عند سوار))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال حدثنا الصلت بن مسعود؛ قال: اختصم إلى سوار القاضي في جعفر بن سليمان فاختصم بنو ضبيعة وبنو حريش فقضى به سوار لضبيعة.
((رجل من قريش يخاصم مولاه عند سوار))
أخبرني أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي؛ قال: حدثني العتبى قال: تقدم رجل من قريش يخاصم مولى له في مال له عليه إلى سوار فقال له سوار: إنه مولاك فقال الشحيح أعذر من الظالم فقال سوار: اللهم أردد على قريش أخطارها.
((أبو عمرو بن العلاء وسوار))
أخبرني حماد بن إسحاق الموصلي عن الأصمعي؛ قال: أخبرني شيخ مسن قال: قال أبو عمرو بن العلا: شهدت بشهادة عند سوار فقلت: لو رأيت الملائكة لشهدت بها فقال سوار: لو رأيت الملائكة لسفلت عن ذلك.
64

((يهودي يسلم على يد سوار))
أخبرني أبو العيناء اليمامي؛ قال: أخبرنا أصحابنا البصريون؛ قال: جاء يهودي إلى سوار بن عبد الله؛ يريد الإسلام فأذن له فقال ألك رقعة فقال أهل المسجد: ويكفر بالله إلى أن يخرج اسمه فكانت هذه من سقطاته.
((سوار يشتم رجلا))
حدثني عبد الله بن قريش بن إسحاق؛ أن الزبير بن بكار حدثهم؛ قال: تقدم رجل إلى سوار (ابرنى عليه) بحضرتي يا بن اللخناء فقال له الرجل: ليس لك أن تشتمني فقال: إن هذا ليس بشتم؛ إنما اللخن عيب يكون في السقاء من اللبن قبل غيره: وضر يكون على السقاء من اللبن فقال: إن كان على ما تقول فأنا أشهدك أن خصمي هذا ابن اللخناء زاد غيره فإن كان يلزمك لي شيء فهو يلزمني له.
((سوار يستحلف من يتهم من الشهود))
حدثنا أبو قلابة قال: حدثني أبو عمرو الضرير قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرني من شهد مع عمرو بن عبيد عند سوار على شهادة فقال الشاهد: إني إذا اتهمت الشاهد استحلفته وإني قد اتهمتك فاحلف حتى أقبل شهادتك فأبى فرد شهادته.
((رأي سوار في أبي حنيفة))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني إسحاق الكوسج وحدثني محمد بن عبدوس بن كامل؛ قال: حدثنا سلمة بن شبيب قالا: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: سمعت سفيان الثوري يقول لسوار: لو نظرت لشيىء من كلام أبي حنيفة وقضاياه فقال: كيف أقبل من رجل لم يوفق في دينه وقال أحدهما: لم يهده الله إلى رشد قط؟
حدثني عبيد الله بن علي الهاشمي قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا أبو عبد الملك القرشي قال: تقدمت إلى سوار فجعلت أقول: كان كذا وكذا البتة فقال لي: كان الحسن وابن سيرين يكرهان أن يقول الرجل: البتة.
65

((الحسن وبان سيرين سيدا أهل البصرة))
حدثني أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن سلام الجمحي عن غير واحد أن سوار بن عبد الله قال: الحسن وابن سيرين سيدا أهل البصرة عربهم ومواليهم غضب من غضب ورضى من رضى.
((يزيد يأخذ بركاب الحسن))
وحدثني ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سلام عن شهم بن عبد الحميد؛ أن يزيد بن المهلب أخذ للحسن بركابه فقال: إن هذه لخبرة صدق في جبين يزيد.
حدثنا عبد الله بن الهيثم بن غنم العبدي قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا سوار قال: طلب رجل فجن وتحامق وركب قصبة واتبعه الصبيان.
وخطب رجل حتى أعيى فنذر أن يشاور أول من يلقاه فلقى القشعم فقال: إني نذرت أن أتزوج؛ قال: بكر لك ولا عليك ثيب لك وعليك ذات الجلاوز عليك ولا لك.
((خير النساء))
حدثنا عبد الله بن الهيثم بن عثمان العبدي قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا سوار قال: يستمتع من المرأة ما بين خمس عشرة إلى ثلاثين ما لم تتعلل أو تلد وخيرهم ذات التبريز.
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: سمعت أبا سلمة التبوذكى يقول: رد سوار شهادة رجل يقال له جويرية بن المثنى كان سابق الحجاج.
((ما كان الحجاج يقول بعد انقضاء رمضان))
حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد الوراق قال: حدثنا عاصم بن عمر بن علي المقدمي قال: حدثنا أبي عن سوار بن عبد الله بن القاضي قال: كان الحجاج بن يوسف إذا انقضى شهر رمضان قال: يا أيها الناس خذوا هذه العيون بتضميرها فإنها أعطى شيء لما سلب وأقبل شيء لما أعطيت قال: إن ضمرتموها في رمضان فضمروها في شوال حتى تعتاد الخير.
((الصدق والكذب))
حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا ابن علية قال: أخبرنا سوار قال: بلغني أن ميمون بن مهران كان جالسا وعنده رجل من
66

قرى أهل الشام فقال: إن الكذب في بعض المواطن خير من الصدق فقال الشامي: لا الصدق في كل موطن أحب؛ قال ميمون: أرأيت لو رأيت رجلا يسعى وآخر يتبعه بالسيف ودخل الدار فانتهى إليك فقال: أنت الرجل ما كنت قائلا؟ قال كنت أقول: لا قال: فذاك.
((أول من سأل البينة على كتاب القاضي إلى القاضي))
حدثني الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل قال: حدثني أبي قال: أخبرني أبي قال: أول من سأل البينة على كتاب القاضي إلى القاضي ابن أبي ليلى فأعجب ذلك سوارا وقال: قد كنت أذهب إلى هذا فكرهت أن أحدث شيئا لم يكن فأحدثه سوار.
((سوار يقضى بعلمه))
حدثني الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: حدثني أبو عبد الله يعنى الأنصاري؛ أن سوارا كان يقضى بعلمه فيما تقدم قبل أن يستقضى.
((الزبير يقول كلمة للرسول))
حدثني علي بن الحسن بن عبد الأعلى قال: حدثني أبو مسلم قال: حدثنا ابن علية عن سوار بن عبد الله عن الحسن البصري قال: دخل الزبير بن العوام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما الذي تعمدك جعلني الله فداك قال يا زبير: أما تترك أعرابيتك؟
((كراهة ابن سيرين لبعض القضايا))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثني أبي قال: حدثنا ابن علية عن سوار بن عبد الله عن ابن سيرين أنه كان يكره أن ترفع قضية لا يدرى ما فيها.
((يوم عرفة في مسجد البصرة))
حدثنا حماد بن علي الوراق قال حدثني أبو بكر بن دوير البصري قال: سمعت سوار بن عبد الله القاضي يقول: سمعت ابن سيرين يقول: كنا ندخل مسجد البصرة عشية عرفة فما ننكره من سائر الأيام.
((سالم بن عبد الله بن عمر والوليد بن عبد الملك))
حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ قال: حدثنا خالد القرني قال: حدثنا ابن علية عن سوار بن عبد الله عن عبد الواحد بن صبرة قال: سمعت سالم بن عبد الله وهو يحدث القاسم بن محمد قال: لما قدم علينا الوليد بن عبد الملك جاءت الجمعة فجمع بنا فلم يزل يخطب ويقول الكتب حتى ذهب
67

وقت الجمعة قال: قمت فصليت؟ قال: لا والله خشيت أن يقال رجل من آل عمر قال: فما قمت صليت قاعدا؟ قال: لا قال: فما أومأت؟ قال: لا فلم يزل يخطب ويقرأ الكتب حتى مضى وقت العصر قال: أفما قمت فصليت؟ قال: لا قال: أفما صليت قاعدا؟ قال: لا قال: أفما أومأت إيماءا؟ قال: لا.
((أصل اليمين مع الشاهد))
سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: قال ابن علية عن سوار قال: قلت لربيعة بن أبي عبد الرحمن: من أين أخذتم اليمين مع الشاهد؟ فقال: وجد في كتاب سعد بن عبادة.
حدثنيه خطاب بن إسماعيل بن خطاب قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة؛ قال: حدثنا ابن علية عن سوار مثله.
((لفظ من الطلاق))
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا هشام بن الملك بن الوليد قال: بشر بن المفضل حدثني قال: حدثني سوار بن عبد الله عن ثمامة العنبري وعجوز لنا أن كنانة بن نقب قال لامرأته ما فوق نطاقك على محرم فخاصمته إلى أبي موسى الأشعري قال الطلاق أردت قال نعم فأبانها منه حدثناه محمد بن شاذان قال حدثنا معلى بن منصور قال حدثنا بشر ابن المفضل قال حدثنا سوار قال حدثنا أبو ثمامة رجل منا وعجوز منا أن كنانة بن نقب كانت له امرأة قد ولدت في الجاهلية فقال: ما فوق نطاقك محرم فخاصمته إلى الأشعري فقال: أردت بما قلت الطلاق؟ قال: نعم قال: فقد أبناها منك.
((من ستر على معسر))
حدثني الحسن بن علي بن شبيب قال: حدثنا أزهر بن مروان قال: حدثنا محمد بن دينار قال: حدثني سوار بن عبد الله قال: سمعت الحسن يقول: من سره أن يفرج الله عنه غما يوم لا غم إلا غمه فليستر على معسر أو فليدع له.
((الأضحية المسروقة))
محمد بن عبد الله بن أبي داود المنادى قال: حدثنا يونس بن محمد قال:
68

حدثنا سوار قال سأل الحسن عن أضحية مسروقة فقال: لا تذبح ولا تسرق.
((قضاء سوار ورأي الناس فيه))
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني يوسف بن نوح النسائي قال: أخبرنا علي بن عاصم قال: قلت لسوار: إن الناس قد استطالوك في القضاء فقال لي: يا علي إن القصاب إذا لم يحسن يفصل كسر العظم.
حدثني موسى بن موسى قال: حدثنا خلف قال: حدثنا عفان قال: حدثنا شعبة عن يونس وسوار عن الحسن أن علي بن أبي طالب قضى في اللقيط أنه حر وقرأ: وشروه بثمن بخس دراهم معدودة.
حدثنا عباس الدوري قال حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد ابن سلمة عن سوار بن عبد الله عن محمد بن سيرين أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بني ضبة كان إذا أصاب من امرأته اغتسل فيكون أعود له.
((قصة لسوار في اطلاق سراح محبوس))
وأخبرت عن محمد بن سلام؛ قال: كان حماد بن موسى الغالب على أمر محمد ابن سليمان فحبس سوار رجلا فبعث حماد فأخرجه من الحبس فركب سوار حتى دخل على محمد بن سليمان وهو قاعد للناس والناس على مراتبهم فجلس حيث يراه محمد ثم دعا بقائد فقال: أسامع أنت مطيع؟ قال: نعم قال: اجلس ههنا فأقعده عن يمينه ثم دعا آخر ففعل ذلك بجماعة من القواد قال: انطلقوا إلى حماد بن موسى فضعوه في الحرس فنظروا إلى محمد فأشار إليهم أن افعلوا ما يأمركم فانطلقوا فوضعوا حماد بن موسى في الحبس فانصرف سوار فلما كان العشى أراد محمد بن سليمان الركوب إلى سوار فبلغه فقال: أنا أحق بالركوب إلى الأمير فركب إليه فقال: يا أبا عبد الله كنت على المجيء إليك فقال: أنا أحق أن أركب إليك فقال: قد بلغني ما صنع هذا الجاهل فأحب أن تهب له ذنبه قال: قد فعلت أن رد الرجل إلى الحبس قال: يرده بالصغار والقماء فوجه إلى الرجل فحبسه وأخرج حمادا وكتب بذلك إلى المهدى فكتب
69

إلى سوار يخبره بالخبر ويحمده على ما صنع وكتب إلى محمد بن سليمان بكلام غليظ يذكر فيه حمادا ويقول: الرافضي الرافضي والله لولا أن الوعيد أمام العقوبة ما أدبته إلا بالسيف ليكون عظة لغيره ونكالا يفتات على قاضى المسلمين في رأيه ويركب هواه لموضعه منك ويعرض بالأحكام استهانة بأمر الله وإقداما على أمير المؤمنين؛ وما قال إلا بك ولما أرخيت من رسنه وبالله لئن عاد إلى مثلها ليجدنى أغضب لدين الله وانتقم لأولياء الله من أعدائه والسلام.
((قصة لسوار مع اعرابي))
أخبرني بعض أصحابنا عن سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله قال: كان أعرابي له دار بالبصرة فغاب عنها فوثب جار له على داره فهدمها وبنى بها دارا فاستعدى عليه سوار بن عبد الله الأكبر وأنشأ الأعرابي يقول:
* اسمع هداك الله يا سوار
* الحق لا يبطله الجدار)
* إذا بناه الخانة الفجار
ثم قال: إنه والله استنهض الحائط بطينى.
((سوار والسيد الحميري))
حدثني إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان النخعي قال: حدثني معاذ بن سعيد الحصري قال: شهد السيد عند سوار بشهادة فقال له: لست إسماعيل بن محمد الذي يعرف بالسيد؟ قال: نعم قال: قم يا رافضي قال: والله ما شهدت الا بحق فأمر بوجئ عنقه فكتب رقعة فيها هجاء سوار فطرحها في الرقاع فأخذها سوار فلما قرأها خرج إلى أبي جعفر وكان قد نزل الجسر الأكبر وسبقه السيد فشكا إليه سوارا وأنشد:
* يا أمين الله يا منصور يا خير الولاة
*
* إن سوار بن عبد الله من شر القضاة
*
* نعثلى جملي
* لكم غير مواتى
*
* جده سارق عنز
* فجرة من فجرات
*
70

* والذي كان ينادى
* من وراء الحجرات
*
* يا هناه اخرج الينا
* أننا أهل هنات
*
* فاكفنيه لا كفاه الل
* ه شر الطارقات
* زادني غيره
* سن فينا سننا
* كانت مواريث الطغاة
*
* أطعم أموال اليتامى
* قومه والصدقات
*
وقال:
* قل للامام الذي ينجى بطاعته
* يوم القيامة من بحبوحة النار
*
* لا تستعين جزاك الله صالحة
* يا خير من دب في حكم بسوار
*
* لا تستعن بخبيث الرأي ذي صلف
* جم العيوب عظيم الكبر جبار
*
* يضحى الخصوم لديه من تجبره
* ما يرفعون اليه طرف أبصار
*
* زهوا وكبرا ولولا ما رفعت له
* من ضبعه كان عين الجائع العاري
*
* وقال جد له انى أرى رجلا
* فردا وحيدا ويعدو بين اطمار
*
* قالوا له فيما يدعى رجل
* يأتيه من ربه وحى بأخبار
*
* إنا لنحسب شعرا ما يجبي به
* وقول كاهنة أو قول سحار
*
* من أهل مكة خلته عشيرته
* عنها فآوى إلى خزر وأنصار
*
* له حلوب فمنها جل عيشته
* فقال أنى لكم في ذبحها سارى
*
* فاحتال كفوا عليه من تجبره
* واستق عنز رسول الخالق الباري
*
* واستل ملحفة من جوف حجرته
* فازداد خبثا ووقرا بعد أوقار
*
71

فضحك أبو جعفر وقال: بعثتك قاضيا وأصلح بينهما وقال: امتدحه كما هجوته فقال:
* اني امرؤ من حمير أسرتي
* بحيث تحوى سروها حمير
*
* اليت لا أمدح ذا نائل
* له شباب وله مفخر
*
* إلا من الغر بني هاشم
* إن لهم عندي يدا تكثر
*
* إن لهم عندي يدا شكرها
* حق وإن أنكرها منكر
*
* يا أحمد الخير الذي إنما
* كان علينا نعمة تنشر
*
* حمزة والطيار في جنة
* فحيثما ما شاء رعى جعفر
*
* منهم وهادينا الأمام الذي
* كان على أعدائه ينصر
*
* لما دجا الدين ورق الهدى
* وجار أهل الأرض واستكبروا
*
* ذاك علي بن أبي طالب
* ذاك الذي دانت له خيبر
*
* دانت وما دانت له عنوة
* حتى تدهدى عرشها الأكبر
*
* ويوم سلع إذ أتى عانيا
* عمرو بن عبد مصليا يخطر
*
* يخطر بالسيف على رأسه
* أبيض عضبا حده مبتر
*
* فخر كالجذع وأوداجه
* يبعث منها حلب أحمر
*
* يبعث من قان دما معجلا
* كأنما قاطره العصفر
*
فقال أبو جعفر: فامتدحنى أنا فقال:
* أنا الشاعر السيد الحميري
* أقد القوافي قدا سويا
*
* أقول فأحسن وصف النشيد
* ولا أنحل المدح إلا عليا
*
((شهادة السيد عنه سوار))
حدثنا إسحاق بن محمد النخعي؛ قال: حدثنا هاشم بن صيفي أبو زيد الأسدي عن الهيثم بن واقد قال: شهد السيد عند سوار بشهادة؟ فقال له سوار: تتجرأ تشهد عندي وأنا أعرف عداوتك السلف؟ فقال السيد.
72

أعاذني الله من ذلك وإنما هو شيء لزمني ثم نهض فنال: -
* وما تغنى الشهادة عند وغد
* جهول بالحكومة والخصام
*
* له بالمصر أعوام تباعا
* تمام العشر أو فوق التمام
*
* وما أجدى على أحد بخير
* ولا فصل القضاء بالانفصام
*
* إذا حضر الخصوم يغض طرفا
* وشنج وجهه فعل اللئام
*
* سموع للخصوم إذا لقوه
* ولا يقضى بحق في الذمام
*
* جهول بالقضاء حليف بول
* وكور للأثام وللحرام
*
* إذا لم يقض بين الخصم يوما
* وبين مخاصميه من الأنام
*
* فلم يأخذ عطا المنصور فيه
* عطاء من عطاياه العظام
*
* وأجزل في الذي يقضى على ما
* فعلت الضرب بالسيف الحسام
*
((هجاء السيد لسوار))
حدثني إسحاق بن محمد؛ قال: حدثني أبو زيد هانى بن صيفي عن إسماعيل ابن الساحر؛ قال: لما مات سوار دفن في موضع كان كنيفا مرة فعفا فلما حفروا طهروا الكنيف تبادروا به فدفنوه لعلة كانت به ومات بقربه عباد بن حبيب بن المهلب فهجاه السيد ودفع القصيدة إلى نوائح الأزد فحفظتها النوائح فكانوا إذا رثوا عباد بن حبيب أنشدوا هجاء سوار وهي: -
* عدى بسوار في أخلاق اطمار
* من داره ظاعنا عنها إلى النار
*
* يا شرحي ثوى في الأرض نعلمه
* ممن براه الاله الخالق الباري
*
* لا قدس الله روحا أنت هيكله
* وهل تقدس رجس بين كفار
*
* توى ببرهوت في بلهوت محتبسا
* ملعنا بين أطفاش وفجار
*
* أبان فيك إله الناس معجبة
* لما قضى ربنا فيكم بمقدار
*
* في جرم جسمك إذ دليت في رحم
* في بقعة بين أحشاش وأقذار
*
* في مخرج وكنيف قد أعد لكم
* فيه الثواء باذلال وإصغار
*
73

* تشنا عليا أمير المؤمنين ولا
* تقول فيه بقول الصادق الباري
*
* يوم الغدير ووكل الناس قد حضروا
* من كنت مولاه في سر وإجهار
*
* هذا أخي ووصيي في الأمور ومن
* يقوم فيكم مقامي عند تذكاري
*
* هذا وليي فوالوه على ثبت
* لا تفشلوا عن مواعيظى وتسطارى
*
* يا رب عاد الذي عاداه من بشر
* واركسه في دركات الخزي والعار
*
* فكنت أنت ومن واليت من أمم
* في خلع ما قال من نقض وادبار
*
* فالله يخزيك يا سوار مخزية
* في جاحم النار من غسلينها الجاري
*
* في كل من حاد عن دين المليك ومن
* نعا لأحمد الطهر من حي وأنشار
*
* مع ما خبثت بجمع المسلمين وما
* منعت من حقهم في حكمك الساري
*
* حكم لعمرك لا يرضاه خالقنا
* ولا الرسول لدى النزاع والجارى
*
* فاذهب عليك من الرحمن بهلته
* لما كسآل سواد الوجه كالقار
*
* لنعمت العترة الصيد المطهرة
* خير البرية أطهارا لأطهار
*
حدثني إسحاق بن محمد قال حدثني إبراهيم بن سليمان بن يعقوب النوفلي قال: أخبرني الحارث بن عبد الله الربعي قال: كنت جالسا في مجلس للمنصور وهو بالحبس الأكبر وسوار عنده والسيد ينشده: -
* إن الاله الذي لا شيء يشبهه
* آتاكم الملك للدنيا وللدين
*
* آتاكم الله ملكا لا زوال له
* حتى يقاد إليكم صاحب الصين
*
* وصاحب الهند مأخوذ برمته
* وصاحب الترك محبوس على هون
*
حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور فقال سوار: هذا يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه والله أن القوم الذين يدين بحبهم غيركم وأنه لينطوى على عداوتكم فقال السيد: والله إنه لكاذب وأنى في مدحيك لصادق ولكنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال وإن انقطاعي ومودتي لكم أهل البيت وخلافى لرأي أبويه ومعاندتى لهما لم تساير من أنصرف عنكم وإن هذا وقومه
74

لأعداوكم في الجاهلية والاسلام وقد أنزل الله عز وجل على نبيه عليه السلام في أهل بيته * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) * فقال المنصور: صدقت فقال سوار: إنه يقول بالرجعة فقال: أما قوله: إنه يقول بالرجعة فان الله عز وجل يقول * (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) * وقال: * (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) * وقال: * (فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) * إنما قلت مثل هذا ولكنه يرجع بعد الموت كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة لأنه متجبر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يحشر المتكبرون في صورة الذر يوم القيامة) وفي حديث آخر في صورة القردة والخنازير يغشاهم الذل من كل مكان ثم قال: -
* جاثيت سوارا أبا شملة
* عند الإمام الحاكم العادل
*
* فقال قولا خطل كله
* عند الورى الحافل والشاغل
*
* ما دب عما قلت من وصمة
* في أهله بل لج في الباطل
*
* وبان للمنصور صدقي حكما
* بان صدق الأبولى الجاهل
*
* بغض ذا العرش ومن يصطفى
* من غله بالبين الفاصل
*
* ويعتدى في الحكم في معشر
* أدوا حقوق الرسل للراسل
*
* فتبر الله من أوثقه
* فصار مثل الهائم الهامل
*
وأنشدني إسحاق بن محمد عن معاذ بن سعد في سوار: -
((أبوك ابن سارق عنز النبي
* وأنت ابن بنت أبي جحدر
*
* ونحن على رغمك الرافضون
* لأهل الضلالة والمنكر
*
حدثني إسحاق بن محمد؛ قال: حدثني أبو عثمان المازني قال: حدثني ثابت ابن يحيى النوفلي؛ عن إسماعيل الساحر قال لي السيد بن محمد لما بلغني خبر سوار وأنه تكلم في: قلت: -
75

((قولا لسوار أخي عضلة
* ياريسا في البول والعار
*
* ما قلت فيما قلت من مثلب
* حتى روى في جمع أخبار
*
* وأنت يا سوار رأس لهم
* في كل خزى خزى سوار
*
* تعيب من آزره أحمد
* من بين أصحاب وأحوار
*
فكتب سوار بهذا الشعر إلى أبي جعفر وهو على دجلة البصرة في موضع الجسر الأكبر فأحضرت فسألني فقلت يا أمير المؤمنين: البادى أظلم يكف عنى حتى أكف عنه؛ فكتب إليه أبو جعفر فتكلم بكلام فيه نصفة؛ لا تبدأه حتى لا يهجوك.
((سوار يطلب شهادة ليقضى على السيد))
وأخبرني إسحاق بن محمد قال حدثني أبو عثمان المازني عن الحرمازى عن الحارث بن صفوان قال: قال السيد: غاظ سوار بن عبد الله جودة شعري في قصيدة قلتها فقال: اطلبوا عليه شهادة بغير هذا لجناية في مال أو دفع حق؛ فإني رأيت هذا وأشار إلى أبي جعفر يدفع عنه لمثله إلى بني هاشم: فأنشدت أقول: -
* يالقوم لشوهة الأشرار
* ولأمر بداه من سوار
*
* قاضى العدل في الحساب لدى الن
* اس وتقويم حكمة الآثار
*
* جار في حكمهم على جهارا
* في شهود تعمدوا أوزارى
*
* حاد عن دينه ليبلغ منى
* لده والله لي خير جار
*
* قال: يا قومي فاطلبوا لي شهودا
* يشهدون الغداة عندي بعار
*
* فاقدمه للحكومة اقطع
* ه فيالذتى ظفرت بثارى
*
* هو أهل السراق بالأب والجد
* وأعمام شوهة أشرار
*
* سرقوا ملحف النبي وعنزا
* يحتلبها للضيف والزوار
*
* كيف لم يردد المظالم فيما
* قد جنى أولوه في الأدهار
*
76

* وهو مما جنوه في غاية العلم
* وحسب العرفان والتذكار
*
* جار فيهم ولاية الله بدأ
* وانثنى يعتدنى بحد الكبار
*
* يعتدى طالبا على لأنى
* حطت آل النبي بالمدح سار
*
* فتوقفت ثم قلت إلهي
* والعلا والسنا والإكبار
*
* وعلى وأحمد أوليانى
* وبنو أحمد خيار الجار
*
* وبهم اعتصمت من شر سوار
* أخي الفاحشات والأعوار
*
((سوار وقضية ميراث))
أخبرني عبد الله بن أبي مسلم عن النميري عن أحمد بن معاوية قال: حدثني بعض المحدثين قال: مات هميم بن عياض بن سعد العنبري وترك ثلاث بنين؛ من أم ولد له سقلابية وابنا من بنت عم له وابنة وكان ابن المهيرة يسمى عياضا وكان أكبرهم فقالوا له: اقسم بيننا أموالنا فقال لي نصيبان ولكم نصيب فأبوا واتوا سوارا فهو أول يوم جلس فيه للقضاء فقال أكبر الثلاثة وهو جهور:
* قولا لسوار بنى عنبر
* أنت امرؤ تقضى بفصل القضا
*
* مات أبونا وله لهوة
* من نعم دثر كبير وشا
*
* فاقسم هداك الله ميراثنا
* إن عياضا فاجر ذوعنا
*
* يظلمنا ميراثنا جهده
* وأنت قاضينا فماذا ترى
*
فقال له سوار: كم ترك أبوك من الولد؟ قال: ثلاثة لأم ولد وواحدا لمهيرة قال: فهل من وارث غيركم؟ قال: لا إلا ابنة له من أمة سوداء؛ فقال سوار: القسم بينكم سواء؛ للرجل مثل حظ الأنثى مرتين فقال عياض: بالله ما رأيت كاليوم قط يأخذ بنو الأمة كما آخذ؛ قال: بذلك نزل كتاب الله قال: وتأخذ بنت السوداء كما آخذ؟ فقال:
77

* نبئت سوارا قضى أنثى
* وجهورا فيما ورثنا سوا
*
* فقلت مهلا ليس ذا هكذا
* أخطأت يا سوار فهم القضا
*
* سيان حر أمه حرة
* وقينة أمهم مل أما
*
* أبى أبوهم وأبوهم أبى
* وخالهم أحمر عبد العصا
*
* نحن لا ميز فقل بيننا
* مقالة يرضى بها ذو التقى
*
* لا تجعلن من أمة حرة
* وخاله أبيض رحب الفنا
*
* كأحمر الخال قليل الجدا
* سقلالب تنميه إذا ما انتمى
*
* أخوالهم صفرلهم أوجه
* يكرهها الله وأهل السما
*
فقال له سوار: لم بنياه ولكن سمعته؛ انهض يا عياض فكتاب الله قضى عليك؛ قال: والله لا أرضى بما تقول وما في كتاب الله أن أجعل سواء وبنى الحمراء؛ قال: إيال إن تعدو ما آمرك به فأجعل السجن لك دارا؛ قال: والله ما رأيت قاضيا أشد تعصبا منك للحمرة والشقرة؛ فقال له جهور: ويلك يا عياض لو كان ذا تعصبا لم تعط بنت نسحة شيئا يعنى أختهم؛ قال: والله لا نعطيها شيئا ولو جهد جهدا وما نرى ذلك لها فقال جهور: بلى والله أليس كذاك قلت يا أخا بنى العنبر؟ قال: سوار: بلى والله قاله ثم أمر بعض إخوانه فقسم بينهم فقال عياض: -
* قضيت بغير الحق سوار بيننا
* وسويت بين الزنج والشقر والعرب
*
* نسيت قضاء الناس حين وليته
* وما شيت نصا صير الرأس كالذئب
*
* أسأت أيا سوار صيرت ماجدا
* كريم المحيا فاضل الرأي والأدب
*
* وأشقر صفيانا وسوداء جعدة
* محددة الأنياب مأفونة الحسب
*
* فوالله ما وفقت للحق في الذي
* قضيت ولكن جيت والله بالكذب
*
78

((سوار وجليلان))
وأخبرني محمد بن موسى القيسي عن محمد بن صالح العدوي؛ قال: حدثني شيخ من أهل البصرة كان يجالس سوار بن عبد الله كثيرا قال: كان رجل من هو يقال له جليلان وكان سوار القاضي قد صلى المغرب في مسجده فهو يريد أن يصير إلى منزله وقد جاءت السماء بالمطر وبينه وبين منزله غدير ماء فهو قائم على درجة المسجد يروى كيف يعبر وأقبل جليلان وهو سكران فلما نظر إليه قال: القاضي؟ فداك أبي أنت بعد إني أراك واقفا تريد العبور امرأته طالق ثلاثا إن جزت إلى الدار إلا وأنت على ظهري فقال له: مالك قبحك الله ثم أقبل علينا فقال: أفرق بينه وبين أهله؟ لا والله ما أرى ذلك تعال حتى أصعد فوق ظهرك؛ قال: فحبا وحمله فوق ظهره وأقبل يغوص الماء وترك طريق منزله فقال: ويحك أين تريد؟ قال أجنبك قليلا أصلحك الله قال: لا حاجة لي في هذا ويلك! البيت البيت قال الشيخ: فلو رأيتنا نناشده الله ويقول القاضي حتى أدخله منزله.
((قصة لسوار في طريقه لدار القضاء))
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن عبد الله بن سوار قال: كان أبي يغدو من داره فيصلى الغداة بأهل المسجد الجامع ثم يقيم في دار الأمارة ويصلى الصلوات بالناس حتى إذا صلى العتمة جاء إلى منزله فبات فيه ثم يغدو بغلس قال: فغدا يوما ومعه خادمه حيان فلما كان في زقاق الأزرق إذا هو برجل قد تغشى امرأة فلما غشيها وثب الرجل فسعى وسعى حيان في أثره ليأخذه فصاح به أبى فرده وقال: مالك؟ زلة ولعلها امرأته لعلها أمة لقوم قد شغلوها عنه فهو لا يقدر عليها إلا في هذا الوقت.
وبلغني عن سيار بن خياط عن عامر بن صالح قال: تقدم إلى سوار إعرابي تزوج امرأة من بنى العنبر وفرض لها سوار عليه نفقة فقال: -
* جزى الله سوار النساء ملامة
* كما منع الفتيان خير الحلائل
*
* تقول لي الفيجاء عجل بكاره
* مطينة مما تثير الغرابل
*
79

* يشرط عنها ملحفا وقطيفة
* وجزعا جديدا للحصان المراسل
*
* ألا ليت سوارا بأقصى مدينة
* من الصين يرعى كل سكاء حافل
*
وحكم سوار على أعرابي بحكم فجاءه يوما وهو جالس فقال:
* رأيت رؤيا ثم عبرتها
* وكنت للأحلام عبارا
*
* رأيتني أحبق في نومتى
* ضبا فكان الضب سوارا
*
((قصة لسوار مع أعرابي))
ثم انقض عليه ليخنقه فأخذ الأعرابي فلم يهجه سوار وبلغ خبره المغيرة ابن سفيان بن معاوية المهلبي وهو يومئذ خليفة أبيه على البصرة فأمر بالأعرابى فأتى به ليؤدبه وبلغ سوارا فأتاه بنفسه فسأله أن يصفح عنه؛ فقال: هذا شديد علي الأمر أن يكون له عاقبة أكرهها فلم يرض حتى عفا عنه وسلم إليه الأعرابي فأطلقه.
((ولاء البصرة وقضاتها في عهد المنصور))
((محاورة بين سوار وعباد ابن منصور))
وقال أبو عبيدة ولى أبو جعفر سوارا في سنة ثمان وثمانين ومائة وعزل سليمان بن علي عن البصرة فولى سفيان بن معاوية ثم عزله وولى عمر بن حفص ثم قدم أبو حفص ثم قدم أبو جعفر البصرة فصار إلى الجسر الأكبر فولى عمر بن حفص السند وولى البصرة عبد العزيز بن عبد الرحمن الأسدي وخرج إليه سوار بعد ذلك إلى الجسر وولى سوار بعد ذلك الأحداث والصلاة والقضاء ثم عزل سوار عن الصلاة والأحداث وأقر على القضاء وولى الأحداث والصلاة أبو الحمل عيسى بن عمر بن قيس السكوني ثم عزل وولى إسماعيل بن علي ثم عزل وولى سفيان بن معاوية ثم خرج إبراهيم بن عبد الله ابن حسن فلزم سوار بيته وولى عباد بن منصور ولايته الثالثة.
قال أبو عبيدة كنا في حلبة مؤنس فجاء بنا وزعة عباد فأقامونا فقال
80

الأعرابي:
* شالت نعامة عباد وأسرته
* كذاك شالت بعباد بن منصور
*
ثم قتل إبراهيم في سنة خمس وأربعين ومائة فأعاد المنصور سوارا على القضاء فذكر أنه رد قضايا عباد فأتاه عباد سرا فقال له: لم ترد أحكامى؟ قال: لأنك حكمت في الفتنة قال: فالذي حكمت في مخرجه أفضل أم يزيد بن المهلب؟ قال: بل هو أفضل قال فقد حكم الحسن في مخرج يزيد وأمضى سوار أحكامه.
((قصة لسوار بشأن هلال الفطر))
ثم ولى بعد قتل إبراهيم جعفر بن سليمان ثم سلم بن قتيبة ثم محمد بن أبي العباس ثم عقبة بن سلم ثم ابنه نافع بن عقبة ثم جابر بن تومة الكلابي.
فذكر أبو الوليد الكلابي عن أبي عدى النمري قال: رأينا هلال شوال فأتينا سوارا لنشهد عنده؛ فقال لنا حاجبه: مجانين أنتم؟ الأمير لم يختضب بعد ولم يتهيأ والله لئن وقعت عينه عليكم ليضربنكم مائتين مائتين فانصرفنا وصام الناس يوم الفطر.
((مات سوار أميرا وقاضيا))
ثم عزل جابر وولى عبد الملك بن أيوب النميري ويقال: بل عزل جابرا يزيد بن منصور خال المهدى ثم عزل وأعيد عيسى بن عمر ثم الهيثم بن معاوية ثم ولى المنصور سوارا الصلاة والأحداث بعد مع القضاء فلم يزل على ذلك حتى مات أميرا قاضيا.
((سوار وقضية مال لمالك مات في غيبته))
فأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن عبد الواحد بن غياث قال: حدثني يسار بن محدوج قال ضاربت سراجا النحوي وخرجت إلى الصين وكنت زوج أخته فادعى إلى العرب فقال لي ابنه وهو غائب بسيراف: إنه بلغني أن أبي ادعى إلى العرب فاكتب ما أملى عليك: أما بعد قد بلغني أنك ادعيت إلى العرب وأنا ابنك وفلان أبوك فمن أين جاءتك العربية لا بارك الله لك؟ قال يسار: فلما قدمت أتيت سوارا فصحت به أسأله أن يدعو أبي فدعاني فقال: ألست ابن محدوج؟ قلت: بلى؛ قال: فمالك؟ قلت: قدمت بمال
81

لسراج وقد مات وترك صبية صغارا فأردت أن تقبضه منى قال: كم هو أعشرة آلاف؟ قلت: أكثر فما زال يزيد حتى بلغ خمسين ألفا فقلت: أكثر؛ فقال: كم هو؟ فقلت سبعمائة ألف ففتح عينيه وقال: سبعمائة ألف؟ قلت: نعم؛ قال: نرى إلى غد حتى أدعو بك فتراءيت له من الغد فدعاني فقال: يا يسار لقد أسهرتنى الليلة وقد فكرت في هذا المال رأيتك ضربت به في كبد البحر ثم أتيت به بلدك فجئتنى ولا شاهد عليك تسألني أن أقبضه منك فلم أر أحدا أحق به منك فأمسكه ولكن ائتينى بابن أخيك صاحب الأذنين حتى أضمنه قال فجئته فضمنته وإياه ثم جعل يشترى به لولد سراج الأزضين حتى أنفده.
قال وحدثنا عفان عن معاذ بن معاذ؛ قال: قال سوار بن عبد الله: أنا لمن غلب على.
((سوار وأبو جعفر))
وزعم أبو الحسين المديني أن سوارا وعظ أبا جعفر فقال له أبو جعفر: نقضي عنك دينك؟ قال: لا دين على؛ قال: ونقطعك قطيعة؛ قال: في مالي غناء فلما خرج قال له محمد بن قريش: يعرض عليك أمير المؤمنين فلا تقبل؛ قال: انا إذن مثل سعيد بن الفضل وعظ هشاما ثم استقطعه فقال هشام: لهذا حزنى الحديث.
((كتاب سوار إلى زفر بن الهذيل))
قال النميري: وحدثني أبو يعمر؛ قال شهدت كتاب سوار إلى زفر بن الهذيل سلام عليكم فانى أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو وأوصيك بتقوى الله وكفى بالله حسيبا وجازيا ومثيبا.
((أعرابي وسوار))
قال: وحدثني محمد بن عبد الله بن حماد الثقفي؛ قال: قال أعرابي لسوار:
* لو كنت من لبن لكنت رثية
* أو كنت خبزا كنت خبز الكرنج
*
82

قال: فبلغني أنه كان أنشد سوارا فلم يقبل له شيئا.
((قصة الحر بن مالك مع سوار))
قال: وحدثني الحكم بن النضر؛ قال: حدثني الحر بن مالك بن الخطاب قال: دخلت على سوار وهو موجع من بطنه من طعام أكله فقلت له: عندي نبيذ بسر قد اشتد فقال: إيتنى منه بقدح فأتيته فقال: ضعه واخرج إلى الحكم فقل له: كذا وكذا فخرجت ثم دخلت والقدح فارغ فقلت له: أتيتك بقدح فبعثتنى في حاجة ثم رجعت والقدح فارغ وليس في البيت غيرك فمن شربه؟ فقال: أما أنت فلا تشهد على أنك رأيتني شربته.
((سوار لا يجيز شهادة من يشرب النبيذ))
وقال: قال أبو المنهال عيينة بن المنهال كان سوار لا يجيز شهادة من يشرب النبيذ وأنشد لبعضهم: -
* لا تشهدن على صك إذا حضروا
* من الشهادة إلا رهط عمار
*
* ويتركون رجالا في مجالسهم
* ذوى أناة وأحلام وأخطار
*
* أما النبيذ فانى لست تاركه
* ولا شهادة لي في حكم سوار
*
((سوار يبحث عن عدالة شاهد))
وزعم عبد الواحد بن غياث عن عمرو بن حيان؛ قال: صلينا المغرب في مسجد بلعنبر فإذا بغل سوار وحمار قد جاء به سوار معه؛ فقال: ادع لي معاذ بن معاذ فدعوته فركب الحمار ثم انطلق معه؛ قال: فحدثني معاذ بعده؛ قال: انطلقنا ناحية الأزد فأظلمنا قبل أن نبلغ حيث أراد ثم بلغنا إلى باب فأشار إليه فقال ادن فسل عن فلان فإذا خرج إليك فقل: ههنا رجل يريدك؛ قال: فخرج الرجل فقال له: ما تقول في فلان؟ قال: لا أعلم إلا خيرا فإني به لعالم فانصرف سوار ثم أتى بابا آخر ففعل برجل مثل ذلك ثم قال له: انظر فقد اختلف علينا فيه ففكر ثم قال: ما أعلم إلا خيرا فانصرفنا فلم نتباعد حتى رجع فناداني يا صاحب الحمار فالتفت فإذا الرجل؛ فقلت لسوار؛ فوقف فقال: إني فكرت فلم أعلم شيئا إلا أن له أرضا في الصدقة وأرضا في
83

الخراج فربما حول ممر أرضه التي في الخراج إلى أرض الصدقة فقال لي سوار: ما أشد ما طعن عليه.
((سوار يمشى بغير حرس))
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن محمد بن عبد الله بن حماد الثقفي؛ قال: كان سوار يمر علينا يمشى وهو أمير البصرة وقاضيها وحده عليه رداء يماني أسود ما معه عبد ولا جندي ولا أحد من الناس.
((بساطة سوار))
وقال إبراهيم رأيت سوارا على حصير محتبيا يقضى.
((مرض سوار ووفاته))
وقال عبد الله بن سوار: اغتسل أبى غداة يوم النحر وهو أمير قاض ثم خرج فإذا نفر من بنى تميم قد اجتمعوا ليركبوا معه فضربهم ثم قال: لو أردت هذا الأمر لأمرت ابن دعلج فسار بالحربة بين يدي فلم يركب معه إلا محمد بن قريش والحكم فلما كان بأعلى سكة بنى مازن غمره البول وكان به الحصاة فدخل دار أبى عمرو بن العلاء فبال فيها ثم مضى إلى المصلى وكان يأمر بفسطاط فيضرب هنالك ويجعل فيه قمقم من ماء فاغتسل وصلى بالناس وانصرف فاشتكى وكان النحر يوم السبت.
توفي يوم السبت الذي يليه لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة وهو أربع سبعون ولم يستخلف على البصرة أحدا وصلى عليه سعيد بن دعلج وكان سعيد بن أسعد الأنصاري إمام المسجد فلم يزل يصلى بالناس حتى جاء عهد عبيد الله بن الحسن على الصلاة والقضاء.
((رثاء سوار))
قال: وكان أعرابي لنا من بني العنبر يكنى أبا صفية يخبرنا أن معه رئيا من الجن ربما ظهر له ثم فقده حينا قال: فإني لبا الثقفي موضع باليمامة إذ ظهر لي فقال:
* ما كن إلا أربع وأربع
* حتى تناعاه العراق أجمع
*
قال: فقلت: مات والله حبيبي سوار وقال فيه:
* أنا مسكين وجلدى أجرب
* قد مات سوار فأين أذهب
*
84

وقال أبو صفية:
* إن يك سوار مضى لسبيله
* فقد كان أمنا للعراق من الذعر
*
* وإن يك سوار مضى لسبيله
* فقد كان فكاك العناة من الأيسر
*
* إن يك سوار مضى لسبيله
* فقد كان كنزا لليتامى من الفقر
*
وقال سلمة بن عباس بن نبيه: -
* جزى الله سوار بأحسن سعيه
* وثوبه عنا الجنان العواليا
*
* خبرنا وجربنا الولاة فلم نجد
* له مثل سوار من الناس واليا
*
* أعف وأرضى سيرة في رعية
* وأكرم معروفا وأحمد جاريا
*
* وأجدر أن يرضى ويسمع مثنيا
* عليه ولا يلفى له الدهر شاكيا
*
* سقى قيره نوء الربيع فجاده
* وأسقى لسقياه القبور الصواديا
*
وقال أبان بن عبد الحميد اللاحقى:
* نفر نومى الخبر الساري
* إذ صرح النعي بسوار
*
* هد له ركنى وكض الحشا
* كأنما يشعل بالنار
*
وقال:
* جاء البريد غداة السبت يخبرنا
* أن الأمير عبيد الله قد ماتا
*
ويقال: إنه لم يمت بالبصرة أمير قبل بشر بن مروان ثم على أثره سوار.
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل؛ قال: سمعت كلام ابن أبي مطيع قال: دخلت على سوار فجعلت أتوجع لما أرى منه وكانت به زمانة في البول؛ قال: فقال لي. يا سلام اذكر المطرحين في الطرق.
((المروءة في نظر سوار))
أخبرني محمد بن محمد بن عمر بن العطار قال: حدثني سوار بن عبد الله ابن سوار القاضي؛ قال: حدثني أبي؛ قال: جاء رجل إلى سوار الأكبر
85

بالبصرة؛ فقال: رجل جاء من خراسان يسألك عن مسألة ليس من حلال ولا حرام فأذن له فدخل فقال: اختلفنا في المروءة ما هي ونحن بخراسان فقالوا لي: أنت تريد الحج فاجعل طريقك بالبصرة وإيت سوار بن عبد الله فاسأله فقال له سوار بن عبد الله: قد سألت فإذا أردت الخروج فأتني فأتاه حين أراد الخروج وقال له. يا فتى أتعيينى؛ المروءة إنصافك الناس من نفسك.
أخبرني محمد بن محمد؛ قال: حدثنا أحمد بن شبويه؛ قال: بلغني عن ابن المبارك؛ قال: شهد سلام عند سوار؛ فقال: هل تعرف هذا؟ قال: عرفته قال: هذه من محناتك.
((حلول الدين بالموت))
أخبرني الصغاني؛ قال: حدثنا معاذ بن معاذ عن سوار بن عبد الله أنه كان يقول: قد حل إذا مات عليه دين.
أخبرني عبد الله بن المفضل قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد؛ قال: حدثنا سفيان بن عيينة؛ قال: قلت للحسين بن عمارة: إني لم أر سوار ابن عبد الله فأخبرني عنه؛ فقال: ما علمت كان يريد إلا الله عز وجل.
((سوار يستشير أصحابه))
أخبرني جعفر بن محمد؛ قال: حدثني عمرو بن علي؛ قال: حدثنا معاذ ابن معاذ؛ قال: سمعت سوار بن عبد الله يقول: لما وليت القضاء أرسلت إلى خير ما كنت أعرف فلم يجئنى منهم أحد ثم بعثت إلى الذين يلونهم فلم يجئنى منهم أحد فما تابعني على أمرى إلا شر من كنت أعرف.
((رزق سوار))
وأخبرني جعفر بن عباس العنبري؛ أنه سمع محمد بن عبد الله الأنصاري يقول: كان رزق سوار بن عبد الله مائتي درهم.
((شرب الرسول وهو قائم))
أخبرني بعض أصحابنا أنه وجد في كتابه عن محمد بن عبد الله بن عبيد ابن عقيل الهلالي؛ عن عاصم بن علي؛ قال: حدثنا سوار القاضي الأكبر عن
86

عاصم عن الشعبي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم.
((حب سوار للشرف))
ذكر أبو عمرو الباهلي؛ قال: حدثنا سوار بن عبد الله بن سوار قال: قيل لجدى سوار بن عبد الله: أما تتقى الله صرت بعد القضاء إلى السوط؟ فقال ان في قلبي من حب الشرف شيئا.
((سوار وشاهد))
أخبرني محمد بن سعد الكرانى قال: حدثنا أبو علي العميرى عن المدائني قال: شهد سوار عند بلال بن أبي بردة ومعه رجل آخر فقال بلال: يا سوار ما تقول في هذا؟ قال: إنما جئت شاهدا ولم أجئ مزكيا قال: أفحضر معك هذه الشهادة؟ قال: نعم فأجاز شهادته.
((الشهادة لله))
أخبرني الحسن بن إبراهيم بن سعدان عن أبيه عن الأصمعي قال: جاء شعبة إلى سوار ليشهد فقال: يا شعبة أتشهد بشهادة الله؟ فقال: شعبة: أشهد بشهادة نفسي؛ وانما أراد سوار يشهد بالشهادة التي تقام لله.
أخبرنا أبو عمرو الباهلي عن علي بن محمد قال حبس ابن دعلج وهو على البصرة رجلا من ولد الحسن البصري فأتاه سوار بن عبد الله فقال: أحبست ابن رجل لو أن يزيد بن المهلب في تيهه أدركه نزل حتى يأخذ بركابه فخلى عنه.
((سوار لا يقضى بالشاهد واليمين))
قال أبو علي أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه قال: وحدثني عفان بن مسلم قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: خاصم عمرو بن أبي زائدة إلى سوار بالبصرة وكان له شاهد واحد فأبى سوار أن يقضى بشاهد ويمين فغضب عمرو وهجاه فقال: -
* سفهنى ولم أكن سفيها
* ولا لقوم سفهوا شبيها
*
* لو كان هذا قاضيا فكيها
* لكان مثلي عنده وجيها
*
((سوار وامرأة))
وقال حماد وأحمد جميعا عن أبيهما عن عفان قال: تقدمت امرأة إلى سوار فجعل يقول: لها غطى يدك فتغطى ثم يقول أيضا: غطى فيبدو أطراف
87

أطراف أصابعها فأكثر فقالت: إنك أكثرت قال الله عز وجل: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وهو الوجه والكف فكشفت عن وجهها وحسرت عن كفها.
((سوار يعظ أبا جعفر يقول الحسن))
أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي قال: حدثنا بشر بن الفضل قال: حدثنا سوار بن عبد الله قال: ما تركت في نفسي شيئا إلا قد كلمت به أبا جعفر قلت: يا أمير المؤمنين أن الحسن كان يقول: إن تصديق القول العمل فمن صدق عمله قوله قال ومن لا فقد هلك أو كما قال فقال أبو جعفر: صدق الحسن.
((أخبار عبيد الله بن الحسن العنبري
*
((نسب العنبري عبيد الله))
أملي على معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري نسب عبيد الله بن الحسن قال: هو عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن أبي الحر وأبو الحر مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن مجفر بن كعب نب العنبر بن عمرو بن تميم بن مربن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر
((رواية الحديث))
ولعبيد الله بن الحسن قدر وشرف وله فقه كبير مأثور وما أقل ما روى من الآثار وأسند من الحديث.
((إذا تصافح المسلمان))
حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي قال: حدثنا عمر بن عامر أبو حفص اليماني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا التقى الرجلان المسلمان فسلم أحدهما على الآخر أحسنهما بشرا بصاحبه وإذا تصافحا نزلت بينهما مائة رحمة للبادي تسعون وللمصافح عشرة.
88

((خير العلم))
حدثني عبد الله بن محمد بن سنان السعدي؛ قال: حدثني حسن بن علي الخلال قال: حدثني عفان؛ قال: أتيت عبيد الله بن الحسن فقلت: أنت راوية عن الحريري فأخرجها إلى حتى أكتبها فقال لي: عليك بهلال بن حوقل فإنه أحفظ منى ثم قال: خير العلم مالكته بلسانك ووعاه قلبك.
((حديث لأم سلمة))
حدثني محمد بن عيسى بن أبي قماش الواسطي قال: حدثنا مثنى بن معاذ ابن معاذ عن أبيه عبيد الله بن الحسن عن خالد الحدا عن أبي قلابة؛ عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة؛ قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابني سلمة وقد غمر فأغمضه.
((من خرج مجاهدا))
حدثني عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثني عبد الواحد ابن عبد الله العتكي قال: حدثنا عبيد الله بن الحسن العنبري؛ عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد؛ عن الحسن عن ابن عمر؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكى عن ربه أنه قال: أيما عبد من عبادي خرج مجاهدا في سبيلي وابتغاء مرضاتي ضمنت إن رجعته رجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة وإن قبضته غفرت له ورحمته وأدخلته الجنة.
حدثني أحمد بن عثمان بن سعيد الأحول؛ قال حدثنا محمد بن المنهال؛ أخو حجاج؛ قال: حدثني عبد الله بن ثابت العنبري؛ عن عمرو بن دينار؛ عن ابن عباس؛ قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة فقال: يا غلام ألا
89

أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ فقلت: بلى يا رسول الله؛ قال: احفظ الله يحفظك احفظه تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله؛ وإذا استعنت فاستعن بالله؛ جف القلم بما هو كائن؛ فلو أن أهل السماوات جهدوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه؛ وإن النبي عليه السلام قال: اعمل باليقين؛ واعلم أن اليقين مع الصبر؛ وأن الفرج مع الكرب؛ وأن مع العسر يسرا؛ والذي نفسي بيده لا يغلب عسر يسرين.
((رواية عن علي في صلح))
حدثني أبو حمزة أنس بن خالد الأنصاري؛ وإبراهيم بن عبد الله بن مسلم؛ قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري؛ قال: حدثنا عبيد الله بن الحسن؛ عن داود بن أبي هند؛ عن الشعبي؛ أن عليا أتى في صلح؛ فقال: إنه يجوز ولولا أنه صلح لرددته.
((تلك الرؤيا))
حدثني أبو أيوب سليمان المديني؛ قال: حدثني محمد بن سلام الجمحي؛ قال: حدثنا عبيد الله بن الحسن القاضي عن إسماعيل المكي يرفعه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن ملكا في الهواء يقال له: الرها موكل بالرؤيا؛ لا يمر بأحد خير ولا شر إلا أريه في منامه حفظ من حفظ أو نسي من نسي.
((رجوع العنبري للصواب))
حدثني عبيد الله بن محمد بن سنان السعدي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود؛ قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي؛ قال: كنت عند عبيد الله بن الحسن فذكر حديثا فأخطأ فيه فقلت: ليس هو كما قلت؛ هو كذا وكذا؛ قال: إذن ارجع وأنا صاغر.
((كيف تحفظ الحديث))
حدثني زكريا بن محمد بن الحلفاي؛ قال: حدثني إبراهيم بن محمد التميمي؛
90

قال: حدثنا سعيد بن العلا وكانت أمه بنت عبيد الله بن الحسن؛ قال: قال عبيد الله بن الحسن: إن أردت أن تحفظ الحديث فأكثر من لوك شدقيك.
((متى ولى العنبري))
حدثني أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: ولى عبيد الله بن الحسن قضاء البصرة من قبل أبي جعفر؛ سنة ست وخمسين ومائة؛ فلما قدم المهدى البصرة في سنة ست وستين ومائة عزله.
وقال أبو عبيدة: ولاه أبو جعفر في المحرم سنة سبع وخمسين القضاء والصلاة وعلى الأحداث سعيد بن دعلج.
((ثناء على سوار))
أخبرني عبيد الله بن الحسن المؤدب؛ عن النميري؛ عن عبد الواحد بن غياث قال: حدثني جناب بن الخشخاش قال: حدثني سلام بن أبي خيرة قال: لما مات سوار ذكرناه عند عبيد الله بن الحسن فترحم عليه وأثنى عليه فقلنا: من للقضاء بعده؟ فقال: إن ذلك لبين أبو بكر بن الفضل العتكي فلما كان بعد ذلك جلسنا إلى أبي بكر فذكرنا سوارا فترحم عليه فقلنا من للقضاء بعده؟ قال: وهل يشك في ذلك ما هو إلا رجل واحد عبيد الله بن الحسن قال: فعجبنا من اتفاقهما.
((وصية المنصور للعنبرى))
وقال أحمد بن معاوية بن أبي بكر: لما ولاه المنصور قضاء البصرة فأوصاه يعنى في كتابه إليه فقال: إني قد قلدتك طوقا مما قلدنى الله طوقا فأغلقت في عنقك طرفه وأبقيت في عنقي ربقته وإني لم آل جهدا إذ وليتك لما ظهر لي منك من حسن فعلك وعلى الله إصلاح باطنك لا أعلم الغيب فلا أخطى ولا أدعى معرفة ما لم يعلمني ربي فاتق الله وأطعنى إذا لم أعد بطاعتى من فوقى ولا يحملنك خوفي واتباع محبتي على أن تطيعنى في معصية ربى فإني لا أغنى عنك من الله شيئا ولا تغنيه عنى إنك حجاب بين الله وبينى وأمانة منى على رعيتي قلدتك أحكامهم إن كنت أمامهم فلا يعدلن الحق عندك شيء ولا يكونن أحد أكرم عليك من نفسك سلط الله عليها عزمك قبل تسلطها عليك في حكمك قد أبلغتك وما على إلا الجهد.
91

((بصر العنبري في اللغة))
حدثني محمد بن إسماعيل بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن سلام قال: سمعت عبد الله بن الحسن يقول: رأيت في منامي كأن سوارا يريدنى على تزويج امرأة ويحملنى عليه قال: والمرأة أمر من أمر الدنيا فلم يلبث أن جاء عهده على البصرة فأرسل إلى قاذا هو في دار من دور الامارة وأنى معه فأرادنى على الشرط فتلكأت عليه قال ابن سلام: فأنكرت قوله تلكأت ولم أكن سمعتها فقلت لأبي عبيدة: تقول تلكأت فقال: لا تلكيت وتوكيت فرفعت أن عبيد الله لا يقول إلا بعلم فلقيت يونس فسألته فقال: تلكأت وتوكأت.
((قصة المهدى عم العنبري))
أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال: حدثني سوار بن عبد الله العنبري قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن يعنى الحارثي قال: كنت في منزل صالح صاحب الغسل فجاء يوما من عند أمير المؤمنين المهدى وكان نازلا في دار محمد بن سليمان فجعل ينتزع بثيابه ويقول: يا أهل البصر قد رأيت الخلفاء وسمعت كلام من بدخل عليهم لا والله ما رأيت مثل قاضيكم هذا قط عبيد الله بن الحسن قال: فلما رأى في وجهي القبول قال: أتعرفه؟ قلت: نعم صادقت بيني وبينه قلت ولم ذلك؟ قال: جاء إلى باب أمير المؤمنين وهو يعلم أنه عليه ساخط فتعتع وأنزل عن حماره ولقى عنتا وأذن له فدخل فسلم فما رد عليه السلام ولا أمره بالجلوس فكف عنه ساعة ثم رجع اليه ثانية فقال: يا عبيد الله ابن الحسين أنت الذي سميت صوافى أمير المؤمنين مظالم؟ قال: اتاني كتاب أمير المؤمنين أن أنظر في مظالم أهل البصرة وأسمع من نقبائهم وأكتب إليه بما ثبت عندي من ذلك ففعلت. قال: كذبت فسكت فقال يا عبيد الله بن الحسين أخبرني عن ماء دجلة وماء الخراج قال: يا أمير المؤمنين خليج من البحر
92

شرقية عجمي وغربية عربى ومجلس أمير المؤمنين على منابت العكرش قال: يا عبد الله بن الحسين أخبرني عن المرعاب معسكر المسلمين قال: يا أمير المؤمنين حيث نزل المسلمون فهو معسكرهم فإذا رحلوا فمن كان في يده شيء فهو أحق به قال: كذبت ثم قال: يا عبيد الله بن الحسين أخبرني عن المرعاب قال يا أمير المؤمنين من كان في يديه شيء فهو أحق به ومن ادعى شيئا كلف البينة عليه وزاد فهذا لا أسأل عنه من أين هو لي قال: كذبت فسكت عبيد الله ثم قام فخرج فزعم علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن أبيه وعن أهله أن أبا العباس أمير المؤمنين كان أقطع سليمان بن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث ابن نوفل أرضا في نهر معقل تنسب إلى جراباد خمس مائة جريب تشرع على نهر معقل ومسناة مصعب إلى جانب نهر أبي سبرة كان سليمان بن عبد الملك قبضها عن عبد الملك بن الحجاج يوسف فأتى بنو عبد الملك إلى عبيد الله في أيام المهدى فسألوه أن يحتال في ردها إليهم فقال: إيتونى بكتاب من أمير المؤمنين حتى أحتال لكم فخرجوا فرفعوا إلى المهدى قصة يذكرون فيها أن محمد بن سليمان بن عبيد الله غصبهم أرضا وحددوها فكتب لهم المهدى بكتاب نصه: إن كان محمد بن سليمان غصبهم كما ذكروا ردت إلى أيديهم إلا تكون عند محمد بن سليمان حجة يدفع بها ما ذكروه فقدموا بالكتاب على عبيد الله وقد ورد على محمد نسخة الكتاب فأرسل محمد بن سليمان إلى عبيد الله يسفر بينه وبينه فرآه متحاملا فانطلق محمد إلى صاحب البريد فقال له: إن هذا الرجل متحامل على فاحضر لتكتب بما تسمع وسأل ذلك سروات أهل البصرة فحضر أكثرهم فقال عبيد الله: قد ورد على كتاب أمير المؤمنين فهذا صاحب
93

خبره يأمر برد هذه الضيعة على هؤلاء القوم لأنك غصبتهم إياها قال: اقرأ كتاب أمير المؤمنين فهذا صاحب خبره وهؤلاء وجوه أهل المصر فقرأ الكتاب وترك إلا أن يكون عند محمد بن سليمان حجة تدفعهم بها فقال له محمد: لم تتم قراءة الكتاب؟ قال: قد قرأته قال: قلت الباطل ثم ضرب بيده إلى الكتاب فانتزعه من يد عبيد الله ثم قال يا صاحب الخبر وأنتم أيها الناس فانظروا ثم قرأ الكتاب فأراهم إياه؛ فقال له عبيد الله: أتفعل هذا بقاضى أمير المؤمنين وتجترىء عليه هذه الجرأة فقال له: يا محمد إنما كنت قاضيا لأمير المؤمنين إذ كنت له مطيعا فأما وأنت تستر من كتاب أمير المؤمنين ما فيه العدل والنصفة وتقرأ منه ما فيه الحمل على فلست بأهل أن توقر ولست له بقاض؛ فقال عبيد الله: والله لأضعن في عنقك طوقا من الحكم لا تفكه العيون أشهدكم أنى قد حكمت عليه لولد عبد الملك بن الحجاج وسلمت إليهم هذه الضبعة قال محمد: والله لتعلمن أن قضاءك لا يجاوز أذنيك أيها الناس وأنت يا صاحب الخبر اشهدوا أن الذي أدفع به ما أدعى هؤلاء القوم من غصب هذه الضيعة هذا السجل سجل أمير المؤمنين أبي العباس باقطاعه إياي هذه الضيعة ثم قرأ بمحضرهم وحج تلك السنة المهدى وحج محمد بن سليمان بن علي ووافى محمد ابن سليمان بن عبيد الله فبينا المهدى يطوف بالبيت ومعه محمد بن سليمان بن علي إذ عرض له محمد بن سليمان النوفلي فطاف معه واستعداه على عبيد الله وقص عليه ما صنع أجمع فوقف المهدي حتى استمع كلامه فغضب المهدي وقال أفرغ من طوافى واكتب في ذلك فلما فرغ دخل وأذن لمحمد بن سليمان ثم أذن للنوفلى فدخلت وهو جالس على كرسي فقال: أردد على كلامك فرددته فدعا بكاتب فقال: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم يا كذا وكذا فسب والله الذي لا إله إلا هو لتجلسن في مجلس الحكم ولتجمعن عليك الناس ثم لتخبرني أنك خالفت الحق وحكمت بغيره على محمد بن سليمان ولتردن
94

قضاءك أو لأرسلن من يأتيني برأسك فأنت نسبت أبى وعمى إلى الظلم والعدوان وزعمت أنهما أقطعا ما لا يحل إقطاعه لهما فقدمت بالكتاب وأمر محمد بن سليمان بن علي أن يجمع الناس فحضرهم المسجد فلم يتخلف أحد فدفعت الكتاب بحضرة صاحب الخبر فقال عبيد الله: أشهدكم أنى قد قبلت كتاب أمير المؤمنين وفسخت حكمي.
وكان محمد بن سليمان بن علي مغيظا على عبيد الله بن الحسن لأنه بلغه أنه وقف ببابه فاحتجب فقال:
* وما خير باب يكظم الغيظ دونه
* وإن نلته لم تنقلب بفتيل
*
((المهدي يأمر عبيد الله العنبري يحمل مال بيت المال إليه))
حدثني أبو زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: حدثنا أبو عاصم النبيل؛ قال: حدثني عمرو بن الزبير الصيرفي؛ قال: كنت مع عبيد الله بن الحسن في دار الديوان فأتاه رسول لابن دعلج في تسعة رهط من الجند وعبيد الله يتوضأ فسأله عنه فأخبرناه أنه يتوضأ فأقام حتى جاء عبيد الله وعليه دثار صغير قد توشح به فدفع القائد إليه كتاب ابن دعلج فقرأه فإذا فيه أن أمير المؤمنين يأمر بحمل الأموال التي لا تعرف أربابها إلى بيت المال فقرأ عبيد الله الكتاب ثم قال للرسول: انصرف فأنا أجيبه؛ قال: لست ببارح حتى تجيبه؛ فقال: اذهب فقل له: والله لو تسألني درهما ما أعطيتك؛ فقال الرسول: خالع والله لآتينه برأسك؛ قال: وتآمروا بينهم حتى أشفقنا على عبيد الله وهو ساكت وقد كادوا يوقعون به إلى أن فتح الله واحدا منهم؛ فقال: وما أنتم؟ فهذا إنما نحن رسل؛ فأبلغوا جواب الرجل فان أمرتم بعد بشيء تقدمتم له قال: فدفع الله وانصرف القوم فسألنا عبيد الله؛ فقال كنت بطلب أموال الحشرية ثم أرسل إلى عبد الله بن عثمان الحكم الثقفي فأتاه.
قال أبو عاصم؛ فأخبرني عثمان بن الحكم؛ قال: أتيته وهو مهموم؛ فقلت:
95

مالك؟ فقال: أتاني كتاب ابن دعلج بطلب أموال الحشرية؛ فقلت: لا والله ولا درهما؛ فقلت: أفرطت في الجواب؛ أفلا دافعتهم وألنت في القول؟ قال: فقد كان ذاك؛ فهل من حيلة؟ فخرجت حتى جئت ابن دعلج وهو مغيظ ويزفر فلما رأنى قال: ألم تر إلى هذا الخالع القاضي؟ فقلت: من هو وتجاهلت؛ قال: عبيد الله بن الحسين إليه فقال: كذا وكذا والله لأكتبن إلى أمير المؤمنين ولأفعلن ولأفعلن قلت: ذاك أشد عليك كتبت إلى أمير المؤمنين أتثنى عليه فلما ولاه تكتب تذمه إذن يقول لك أمير المؤمنين: ما أوقعني فيه غيرك؛ قال: صدقت والله فما الرأي؟ قلت: أن تحسن أمره وتدافع عنه؛ قال: ففعل وزال عن عبيد الله.
((قصة للعنبرى مع رجل قشيرى))
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن عبد الله بن أبي بحر؛ قال: فحدثني أحمد بن موسى صاحب اللؤلؤ قال: قضى عبيد الله بن الحسن على عبد المجيد مولى بني قشير بقضية وكان جلدا عضب اللسان فتظلم إلى أمير المؤمنين فكتب إلى عامل البصرة أن يجمع له الفقهاء فنظر في قضيته فان كانت صوابا أمضاها فنظروا فرأوها صوابا فأمضاها فكان عبد الحميد رجلا من عبيد الله يخافه فسألني أدخله عليه خاليا فأتيته يوما وقد أسرجت بغلته ولبس ثيابه فأستأذنت فأذن؛ وقال: ما كانت هذه من ساعاتك؛ فما بدا لك فقلت: عبد المجيد وقد ألح على يسألني أن أدخله عليك خاليا؛ فقال: أنا أعلم ما يريد فأبلغه ما أقوله لك فإنه سيقبل ويرضى هو رجل كثير الخصومات وقد فعل ما فعل فهو يخاف أن أحمل عليه وأجزيه بما فعل وبالله لقد جئت ذلك من نفسه فاستحللت أن أجلس مجلسي هذا يوما واحدا؛ فأبلغته فقبل.
((العنبري يقضي في أنهار البصرة))
حدثني أبو يعلى المنقري قال: حدثنا الأصمعي؛ قال: كتب المهدى إلى عبيد الله بن الحسن أن ينظر الأنهار التي كانت أيام عمر وعثمان فيأخذ الصدقة ويأخذ من الأنهار التي أحدثت بعد ذلك الخراج فلم ينفذ كتابه فتوعده فلما
96

بلغ الخبر عبد الله بن الحسن جمع أشراف أهل البصرة أهل العلم بالقضاء فأشهدهم أنه قضى لأهل الأنهار كلها التي في جزيرة العرب بالصدقة فلم يرد شيئا من القضاء.
((كتاب العنبري للمهدى))
أخبرني غير واحد منهم أبو عبد الله بن الحسن بن أحمد أن أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري دفع إليهم كتابا؛ ذكر أن أباه عبيد الله بن الحسن كتب به إلى المهدى وقرأه أحمد بن عبد الله عليهم بسر من رأى؛ بسم الله الرحمن الرحيم؛ أما بعد أصلح الله أمير المؤمنين ومد له في اليسر والعافية إني رأيت وإن كنت أعلم أن الله قد أعطى أمير المؤمنين وصالح وزرائه من العلم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما سلف من الأئمة ما قد استحق به الشكر له عليه والعمل له به وكنت أعلم أني بكثير من الأمور غير عالم ولا كفران لله بل لله على المن والفضل العظيم وله منى الشكر والحمد الكبير على كبير نعمه على أنى أذكره الذي علمه الله من ذلك وأنهى إليه النصيحة فيما علمت بأدبه منى إليه إن شاء الله بحق الله على في ذلك وحق أمير المؤمنين ونصيحته منى له وللرعية رجاء أن ينسى الله بذلك حسبا ويمحو عنى بذلك سببا وإياه أسأل ذلك وأرغب إليه فيه في توفيقه أمير المؤمنين وإياي لما يحب ويرضى وإن نسبة هذا الأمر الذي جعله الله سبيلا لإيمان المؤمنين وإسلامهم واجتماع جماعتهم وائتلاف ألفتهم وأمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليستتموا نعمة ربهم عليهم وليبلغوا تمام المدة التي وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون جرت بإذن الله بأعذاره بآياته إلى خلقه واستخلافه منهم أنبياءه ورسله المرسلين والخلفاء الراشدين والأئمة الفقهاء الصديقين منا من الله على عباده وإحسانا إليهم وعائدة منهم
97

وعطفا عليهم وإبلاغا منه بالحجة إليهم ليعبدوا الله لا يشركوا به شيئا وليشكروه ولا يكفروه وليستقيموا إليه ويستغفروه وليأخذوا ما آتاهم من ذلك بقوة ويجتمعوا عليه ولا يفترقوا فيه فجرب أصلح الله أمير المؤمنين سنة أولى ذلك الأمر ذلك بأنهم قاموا بنور الكتاب الذي أنزل الله وأمالهم على ألسنتهم وأيديهم ولمن يتبعهم عليه فنعم التابع ونعم المتبوع وهنيئا لهم أجرهم وجزاءهم بما كانوا يعملون وأنهم هم الهداة المهتدون والأئمة العائدون الأشراف الأكرمون والمتواضعون المرتفعون والعلماء الخلفاء المعتصم بهم والمعصومون وأنهم هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وكرم أولئك أئمة وأخوانا ورفقاء فإنهم هم أعز الله هذا الدين وأظهره وبهم أقام عموده وأنهج سبيله وبهم يقذف للناس أحكامه حتى أخذ لضعيفهم من قويهم ولمظلومهم من ظالمهم ولصغيرهم من كبيرهم ولبرهم من فاجرهم وحتى استقامت سبلهم وحيى فيهم ودرت حلوبتهم وسكنت البلاد واستقرت العباد وبهم ثبت الله ثغورهم ونفى عنهم عدوهم وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم يطئوها وكان الله على كل شيء قديرا فعظم بذلك على العباد حقهم وألزمهم بذلك محبتهم والنصيحة لهم والحفيظة من ورائهم ووجب لذلك عليهم موازينهم والسمع والطاعة لهم وما برحوا بذلك مقسطين في حكمهم منيبين إلى ربهم مقتصدين في سيرهم توابين من خطاياهم أوابين إلى خالقهم مستكينين له متضرعين إليه في فكاك رقابهم وفي عصمتهم والمغفرة لهم حتى رضى عنهم وأحسن الثناء عليهم أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون؛ قال: * (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) * حتى قال في آخر هذا الثناء * (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما) * في أي من القرآن كثير حتى قال: * (هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب) * ولعمرى ما فعل القوم ما فعلوا من ذلك عبثا ولا بطرا
98

ولا لعبا ولا لغوا ولكنهم نظروا فأبصروا وأبصروا فأنصفوا وأنصتوا وهربوا وأدركوا واداركوا فنجوا بعد ما شف الهرب والطلب أجسامهم وغبر ألوانهم وأسهر ليلهم وأحمض نهارهم وكف ألسنتهم وأسماعهم وأبصارهم وجوارحهم عن مظالم الناس وسائر معاصي الله وحتى قتل الهم والطلب كثيرا منهم على البيع الذي بايعهم الله به واشتروا به أنفسهم منهم فأحياهم بقتله إياهم فربحوا كثيرا وأنالوا جسيما وفازوا فوزا عظيما وانقلب باقيهم بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وابتعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم قرت العيون في ولايتهم وقوماتهم وعيشهم علينا وسكنت له النفوس فاطمأنت له القلوب وعز لذلك عند فراقهم فقدهم وحسب البلاد ومن بعدهم فطوبى لتلك الأرواح الطيبة أرواحا وطوبى لتلك الأجساد الطاهرة أجسادا وطوبى لمن تبعهم بمثل عملهم وكان لهم تابعا ووليا وطوبى لهم ما أحرص المسارعين إلى الخيرات على اتباعهم وأقل التابعين لهم بمثل هديهم وسيرتهم وأعزبهم فيمن هو بين ظهرانيه من الناس وأولئك كانت النوائب فيهم نوائب الدهر هي النوائب حق النوائب فأولئك عليهم من ربهم الصلوات والرحمة وأولئك هم المهتدون فبهداهم وسيرتهم فليقتد المقتدون وبهديهم فليهتد المهتدون.
وإن قيام أمير المؤمنين بهذه الخلافة وافق من الناس جهدا جاهدا وعظما كسيرا (وصحا تهتكا) ورأوا رجاء منهم عظيما وأملا له وتأميلا منهم فيه سديدا أن يكون لهم إماما عدلا وحكما مقسطا يهدى فيهم بمثل هدى أولئك ويسير فيهم بمثل سيرهم فيؤتى بمثل أجورهم أجل الفوز العظيم إلى الدرجات العلى في جنات النعيم وعاجلا من التمكين والنصر والفلاح والعافية والسلامة والمحبة من رعيته والنصيحة منهم بعطفه عليهم ورأفته بهم ورحمته لهم وإنصافه
99

إياهم وإشباعه عليهم حتى يجبر الله منهم العظم الكسير ويسد به حاجتهم وخلتهم وقد (بحمد الله) رأوا من ذلك تباشيره ما قرت به العيون وثلجت به الصدور ورجوا به تمام ذلك وتمام نعمه عليهم ولعمرى يا أمير المؤمنين فالأمر في هؤلاء الناس لمن وليهم العائد عليهم لنفعه السعيد هديه الذي لا مصرف له عنه إلى ما هو خير له منه في دينه ودنياه بل الذي لم يول أمورهم إلا بالعدل فيهم وإقامة الحق بينهم عليهم ولهم وما منزلته التي استخلفه الله لها فيهم إلا كمنزلة الوالد الرؤوف الرحيم لولده والحريص على رشدهم وريبهم العزيز عليه عيبهم وفسادهم العفو عن سببهم الساتر لعرورتهم الآخذ بما لا يجمل تركه وما منزلته فيهم التي يقوى بها على أمورهم إن شاء الله إلا منزلة من لا يقر به إليه ولا غنى به عنه وقد آتى الله أمير المؤمنين من سلطان النعمة لدينه والمعونة له والحجة عليه خصالا عظمت بها المنة عليه وعلى رعيته فيه من
السمع والطاعة والسكون والاستقامة وصلاح ذات البين وما يوسع الله به على يديه إن شاء الله على الجماعات والبيضة مع موضعه الذي وضعه الله من رسوله صلى الله عليه وسلم والخلفاء وأن ليس بالذي قصر به تقارب سر فلم يبق إلا الشكر وأن يأمر فيطاع وقد علم أمير المؤمنين أنه قد كان يقال: ليوم من إمام عدل خير من عبادة ستين سنة ففي مثل ذلك يا أمير المؤمنين فليتنافس المتنافسون من الولاة وقد علم أمير المؤمنين أن حمل عليه في هذه الرعية خصال أربع: الثغور والأحكام والفئ والصدقة وأن مما تصح بهذه الخصال الأربع بإذن الله خصلتان: فأما الثغور فقد علم أمير المؤمنين أن قوامها بإذن الله أهل النجدة والشجاعة من أهل الحنكة والتجربة وأن مما يصلح أولئك ما استعين بهم أن يسبغ عليهم وعلى جندهم من العطاء والأرزاق وأن لا يوكلوا إلى ما يصيبون من غنائمهم بل يجلب لهم ولجندهم عندما يحدث الله لهم وعلى أيديهم من ذلك العطاء والألطاف ويخص بجمال ذلك أهل النجدة والبأس
100

والنكاية في العدو منهم ويسمو بهم إلى أفضل غايتهم (ويعرف ذلك لهم ويذكرون به ويحفظ لهم ويحفظون به في أعقابهم من بعدهم بواجب حقهم وليتنافس في ذلك من سواهم وليستنصروا به ثم لا يحجب لهم بقبولها ولو طرق طروقا فقد بلغني أن بعض الفقهاء التابعين رفع الحديث؛ قال: لا يزال لهذه الأمة طعمة ما بيتت ثغورها فإذا بيتت من قبل ثغورها بينت طعمها أو انقطعت مدتها وهنالك يطعن الرجال فيهم فالثغور الثغور يا أمير المؤمنين ثم الثغور الثغور يا أمير المؤمنين فان الثغور حصون بإذن الله للعباد وسكن للبلاد وقرار لهذه الأمة ليبلغوا منافعهم وصلاحهم في دينهم ودنياهم ولتتم لهم مدة بقاء معالم دينهم آمنين مطمئنين وفي ذلك يا أمير المؤمنين بلاء من الله في نعمه عليهم وإحسانه إليهم عظيم والأجر في ذلك لمن ولاه إقامتهم والورد فيه على حسب ذلك فعصم الله أمير المؤمنين من سئ ذلك ووفقه لأحسنه.
وهذه الأحكام والحكام ولا يمنعني ما أنا بسبيله فلما أن أنهى إلى أمير المؤمنين بمبلغ علمي النصيحة له في ذلك فانى أعلم أن بقائي فيما أنا فيه قليل إما بفراق في الحياة وإما بموت فان أكبر ما أحض عليه من ذلك يكون لسواى فأما الأحكام فان الحكم بما في كتاب الله ثم بما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لم يوجد ذلك في كتاب الله ثم ما أجمع عليه الأئمة الفقهاء إن لم يوجد ذلك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اجتهاد الحاكم فإنه لا يألو إذا ولاه الامام ذلك مع مشاورة أهل العلم.
فأما الحكام فقد علم أمير المؤمنين إن شاء الله أدنى مأموله أن يكون في الحاكم الورع والعقل فان أحدهما إن أخطأه لم يقمه أهل العلم واختيار خيار ما يشار به عليه في ذلك فإن كان له مع ذلك فهم وعلم من الكتاب والسنة كان بالغا فإن كان مع ذلك ذا حكم وصرامة وفطنة بمذاهب الناس وغوامض أمورهم التي عليها يتظالمون فيما بينهم وبها يقارعونه عن دينه ودنياه كان ذلك هو الكامل
101

التام فإذا وجد أحد أولئك استعين به ثم ثبتت نعله وأعلى كعبه وشد ظهره وأزره وأنفذ حكمه وأسبغ عليه وعلى أعوانه وكتابه من الأرزاق فان الحكم مهيمن على سائر الأعمال مقدم بين يديها إمام لها وحكم عليها وقوام لها.
ومن ذلك هذا الفئ وأخذه من مواضعه بسنته وعدله على قدر ما يطلق أهله من التخفيف عنهم وحتى يترك لهم ما يصلحهم وأرضهم ومن تحت أيديهم من أعوانهم وعيالاتهم وحتى ينفق على فقيرهم وكذلك بلغني من السيرة فيهم كان يفعل ويذكر ذلك فيهم في عامهم لقابلهم؛ فان ذلك أعمر للبلاد وأدر للحلب وأكثر للخراج وأعدل في الرعية فان قليل ما يوجد منهم في التخفيف عليهم مع عمارة بلادهم وأنصبتهم أكبر أضعافا كبير ما يوجد منهم في إهلال أنفسهم وإخراب بلادهم وأن يوفى لموادعهم بشروطهم فانى أرى فيما قبلي ههنا عجبي من أمرين في شيء واحد أما أحدهما فانى آتى في بعض ما قبلنا الأرض التي هي منها وإلى جنبها وأربية من أرابيها يوفى لأهلها بالشروط وفي المزارعة ويقارب لهم الوفاء فيخرج من الخراج أكبر مما تخرج تلك الكور كلها وفي الأمر الآخر الذي كتب فيه أمير المؤمنين أبو جعفر إلى سوار بن عبد الله وهو يومئذ على قضاء البصرة انى قد أمرت بالوفاء للمزارعين المتقبلين بشروطهم فاعلم ذلك وأعلمه الناس قبلك ثم أرى الرجل من أولئك المزارعين يشكو أنه يؤخذ منه أضعاف ما قوطع عليه يا أمير المؤمنين (أبى جعفر) ثم يوضع هذا الفئ بعد استخراجه على سننه وعدله مواضعه فان أمير المؤمنين قد علم
102

إن شاء الله أن أهله ومواضعه أهل الآيات الأربع التي في سورة الحشر وآية الخمس التي في سورة الأنفال وهي الآيات الأربع التي أولاهن: * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) * إلى قوله * (شديد العقاب) * وقد عرف أمير المؤمنين إن شاء الله (أن) أهل هذه الآية ومواضعها ثم قال: للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ليس فيهم الأنصار ثم قال: * (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم) * الآية.
وقد عرف إن شاء الله أن أهل هذه الآية هم الأنصار ليس فيها من المهاجرين أحد قال: * (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا) * الآية وعرف إن شاء الله أن أهل هذه الجماعة من بقي من الإسلام ومن هو داخل فيه حتى تنقضى الدنيا.
وبلغني أن عمر بن الخطاب فسر هؤلاء الآيات الثلاث موضعا لهذا الفئ وكذلك بلغني عن عمر بن عبد العزيز ولا أظن بلغني ذلك إلا عن عمر بن الخطاب فتبعه فهذا الفئ كذلك بينهم وفيهم على ما يرى إمام العامة في قسمته بينهم من تفضيل بعضهم على بعض على مناقبهم وسابقتهم وولاية من ولى الله فتح أول ذلك على يديه منهم وحفظ أعقابهم من بعدهم وكذلك بلغني أنه كان يفعل.
والتسوية بين من استوت منازلهم ممن سواهم من الناس من ذلك وقد بلغني ولا أخال أمير المؤمنين أمتع الله به إلا قد علم ذلك وبلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من ذروة سنامى بعير بين أصبعه شعرات ثم قال: ما الأمير
103

ولا مأمور مما أفاء الله عليهم مثل هذا إلا الخمس والخمس مردود عليكم وقال: ولو كان ما أفاء الله عليكم مثل سمر تهامة نعما ما وجدتمونى فيه بخيلا ولا (أدابا).
وهذه الصدقات أخذها من واضعها لا يجاوز بشر فريضة إلى ما فوقها ولا يقتصر بها إلى ما دونها ولا يغلى عليها قيمتها ولا إخال أمير أمير المؤمنين إلا قد بلغه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: المعتدى بالصدقة كما نعها وأن يوجد من الحروب والثمار وسائر الأموال التي جرت فيها الصدقات على سننها التي قد علمها المسلمون وعملوا بها؛ وأن يؤخذ من تجار أهل الذمة ضعف ما يؤخذ من تجار المسلمين فكذلك بلغني أن عمر بن الخطاب أمر به في أموال تجار أهل الذمة وأنه أمر أن يؤخذ من تجار الحرب إذا قدموا على المسلمين كنحو ما يأخذ أهل الحرب من تجار المسلمين إذا قدموا عليهم ووضع هذه الصدقات في مواضعها من أهل الصدقة الذين أمر الله بهم في كتابه لا يجاوز بها إلى غيرهم ولا يقصر بها دونهم يوم تدلك الآية التي في براءة وهي * (إنما الصدقات للفقراء والمساكين (إلى) * (والله عليم حكيم) * تقسم بين هذه الآية على ما يرى الإمام من قسمتها بينهم على قدر قلة كل صنف منها وكثرته ولا يعدل صدقة عن أهل بلدها إلا أن يستغنوا عنها أو يستغنوا بما يقسم فيهم منها في عامهم ذلك إلى حين يقسم الصدقة فيهم من قابلهم فإذا كان كذلك عدلت عنهم عامهم ذلك إلى أدنى من يليهم من الفقراء على نحو من ذلك القسم
104

فهذه الخصال الأربع التي يعلم أمير المؤمنين أنها هي جمل الأعمال في رعيته ويعلم أن ليس لأحد في كتاب الله ولا في شيء من سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر رأي الا الانقياد له والمجاهدة عليه وما سوى ذلك من الأمور التي تبتلى بها الأئمة مما يؤتى فيه الناس مما لم يحكم القرآن ولا سنة النبي عليه السلام فإن ولى أمر المسلمين وإمام جماعتهم لا يقدم فيها بين يديه ولا يقضى فيه دونه بل على من دونه رفع ذلك اليه والتسليم لما قضى.
واما الخصلتان اللتان تصلحان بهم بإذن الله إن شاء الله؛ فالمسألة لأهل الذكر والأمانة عن قاضى عمال أمير المؤمنين ودانيهم ثم اللحاق بكل ما هو أهله من جزاء المحسن بإحسانه وتأديب المسىء منهم بإساءته أو عزله والاستبدال به على قدر ما يستحقون من التأديب والعزل.
ومما يصلح ذلك أصلح الله أمير المؤمنين ويقود به الوالي على أمره ألا يستكثر من الحسن شيئا عمل وإن كثر فإنه ليس شيء من حسن عمل به أمرؤ وإلا ونعمة الله عليه في ذلك خاصة أكثر وحق الله عليه فيه وفيما سواه أعظم وأوجب وليس العباد وإن حزموا وجدوا ما نعى كنه حق الله عليه إلا ما أعان الله ورحم وألا يستقل من الحسن شيئا فيدعه فان المحسن مسرور بما هو مفروض عليه من حسن عمله قليله وكثيره وإن الحسنة إلى الحسنة حسنات وإن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ولا يحقر مع ذلك من مسيء شيئا وإن تقال في عينه فإنه ليس شيء من السيء بقليل وليس شيء منه إلا وهو مخوف سر عاقبته إلا ما أعان الله وتجاوز ثم لا يؤخر عمل اليوم لغد فإنه إذا كان ذلك تدراكت الأعمال وشغل بعضها عن بعض ثم المبادرة بالعمل في العامة وفي خاصة النفس الخصال الست التي لا إخال أمير المؤمنين إلا وقد
105

علمهن وبلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمبادرتهن بالعمل طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض وخويصة أحدكم وأمر العامة فإنه لا يؤمن أحدها أن تصبح وتمسى وذلك ما لا أخاله ألا وقد بلغ أمير المؤمنين من قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت والساعة كهاتين؛ وجمع بين أصبعيه الوسطى والتي تليها وقوله: إن ما بقي من الدنيا فيما مضى منها كعابر يومكم هذا فيما مضى فيه والشمس حينئذ على رؤوس الجبال ومن آخر يومه ذلك وقوله: وكيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وقد حبا جبينه وأصغى بسمعه وقدم قدما وأخر قدما وينتظر متى يؤمر أن ينفخ فينفخ وقوله: إنما مثلي ومثل الساعة كقوم بعثوا ربيئة لهم يربأ العدو فأبصروا العدو فخاف أن يسبقوه إلى أصحابه والذي ينوبه ونادى يا صباحاه فكيف وقد أتى دون
106

هذا القول ما أتى من القرون والسنين فان رأى أمير المؤمنين أن يكون بحضرته قوم منتخبون من أهل الأمصار أهل صدق وعلم بالسنة أولو حنكة وعقول وورع لما يرد عليه من أمور الناس وأحكامهم وما يرفع اليه من مظالمهم فليفعل فان أمير المؤمنين؛ وإن كان الله قد أنعم عليه وأفضل بما أفاد من العلم بكتابة وسنته رد عليه أمور هذه الأمة أهل شرقها وغربها ودانيها وقاصيها فيشغله بعضها عن بعض ففي ذلك عون صدق على ما هو فيه إن شاء الله وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم والوحي ينزل عليه وهو خير وأبقى وأبر وأعلم ممن سواه من الناس * (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) * وقال للقوم وهو يصف حسن أعمالهم: * (وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون وذلك إلى ما قد سر الناس مما بلغهم من بروز أمير المؤمنين لهم وبحاجاتهم ورجوا أن يتم الله ذلك لأمير المؤمنين بمباشرته أمورهم وصبره نفسه على ذلك لهم وأن يزيده الله قوة ورغبة فيه ومواظبة عليه فان ذلك من أعلام العدل وآياته ومما يقوم به الوالي على أمر الرعية ويخلص به إلى التي يريد المبالغة فيها والمباشرة لها فتمم الله ذلك لأمير المؤمنين ويسره له وأرجو أن يكون طائره إلى ذلك علمه بعدله ودينه وقوته ونظره لنفسه واختياره لها خيار الأمور وأحسنها؛ وأنى قد عرف ما قيل في إغلاق الباب دون ذوى الحاجة والخلة والمسكنة أسأل الله لأمير المؤمنين رحمته وسعة فضله وأن يجعل ولايته ولاية معدلة ويرزقه معافاة وأن يلهمه العطف على الرعية والرأفة بهم والرحمة لهم وأن يرزقه منهم السمع والطاعة وأن يجمع كلمتهم ويلم شعثهم.
وكتب الحكم في صفر سنة تسع وخمسين ومائه.
أخبرني عبد الله بن الحكم عن النميري عن خلاد بن يزيد ومحمد بن عبد الله وحماد الثقفي أن المنصور أبا جعفر لما توفي خرج عبيد الله بن
107

الحسن إلى المهدي ليعزيه عن المنصور؛ ويهنئه بالخلافة؛ واستخلف على البصرة حمزه بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصري فلما قدم على المهدى قال له: كم رزقك؟ قال: مائتان فأضعفها له قال محمد بن عبد الله: فلربما سمعته ينادي وهو في بيته: يأخذ كل يوم ثلاثة عشر درهما ودانقين ولا يجلس لنا.
((بصر عبيد الله بالكلام والخطب))
قال خلاد: وأعد عبيد الله كلاما حسنا يكلم به المهدي؛ فلما تكلم به أعجب الناس كلامه فقال لشبيب بن شيبه: إني والله ما ألتفت إلى قول هؤلاء ولا إلى حمدهم كلامي فاسأل أبا عبيد الله فإنه يعقل ما يقول؛ فأتاه شبيب بن شيبه فقال: كيف رأيت تميمينا هذا؟ أحمدته؟ فقال: ما كان أحسن كلامه وأثبت مقامه. أخذ من مواعظ الحسن؛ ورسائل غيلان؛ فلقح منهما كلاما أحسن تأليفه والقيام به؛ فأخبر شبيب عبيد الله؛ فقال: والله ما كذب.
وقالوا: وكان عبيد الله بن الحسن فصيحا يتكلم بالغريب ويعرب.
((رقة عبيد الله مع الخصم))
حدثني أبو يعلى المنقري قال: حدثنا الآصمعي؛ قال حدثنا خالد بن الحارث؛ قال تقدمت امرأة إلى عبيد الله بن الحسن؛ فقالت أصلح الله القاضي إن زوجي لا يجامعني عندك أفأكفله؟ فقال لها المنادى: اسكتى لا تسفهى بين يدي القاضي؛ فقال له القاضي: اسكت ثم أقبل عليها فقال: إن لم يحضر معك عافاك الله فكفليه.
((قراءة لعبيد الله ابن الحسن))
حدثني عبيد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: سمعت عبيد الله بن الحسين صلى بنا الجمعة فقرأ فأصدق وأكون من من الصالحين.
108

((معرفة العنبري باللغة))
حدثني محمد بن القاسم بن خلاد قال: حدثني جناب بن الخشخاش العنبري؛ قال: نسي عبيد الله بن الحسن يوما قمطر القضاء وركب فقال له معاوية الضال ما فعلت؟ القمطر فقال: قمطر البنة قال: والله ما أدرى ما البنة قال: تعلم والله أنك جاهل باللغة أما سمعت قول ذي الرمة -
* بنة في ملعب
* من عذارى الحي مفصوم
*
أنى قد نبهتنا عليه قال: فشغلته والله بالآدب عن التوبيخ
أخبرني محمد بن القاسم قال: وزعم لي العتبى قال: تقدم رجل إلى عبيد الله بن الحسن يشهد على أخر هلال رمضان أوله وأخره فقال له عبيد الله: خافقا أو زاهقا قال: أما خافق فلا والله ما كان بي بول وأما زاهق فما أدرى؛ والخافق ما كان يلقاك والزاهق ما انعطف.
((انتصار العنبري))
أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال: حدثني أبو هشام الأموي قال: تقدم إلى عبيد الله بن الحسن العنبري رجل من أل المهلب فأمر به فأقيم بعنف فلما ولى ناداه المهلبي: ادع لي أصلحك الله فأمر به فرد اليه وظن أنه قد أغفل حجته فلما جلس بين يديه قال: أصلح الله القاضي لقد فعلت بي شيئا لو كنت من الحرماز ما زاد فقال له: وما بال الحرماز؟ هو المعروف النسب
109

غير المجهول هو الحر بن مالك بن عمرو بن تميم أهو شر من شك وذهبان وشر من طابخة وزهران وشر من الحت وعرمان؛ خذها وقم.
((خصم يضرب خصمه أمام سوار))
أخبرني محمد بن القاسم اليماني قال: زعم لي العتبى قال تقدم إلى عبيد الله بن الحسن القاضي أعرابي فادعى على رجل حقا فجحده فاستحلفه فلما حلف وثب عليه الأعرابي فضربه؛ قال: فنظرت إلى عبيد الله قد رفع حواشي ثوبه وهو يقول: -
* رأيت زهيرا تحت كلكل خالد
*
((تقصر العنبري))
حدثني عمرو بن محمد بن عبد الحكم أبو حفص؛ قال: حدثني محمد بن دينار عن مهدي بن سابق؛ قال: اشتكى عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة فبعث إلى ابن أعين الطبيب؛ فقال: يا أعين أنه أهدى إلى رغيدة في فلجة فأكلته فأصابني علوصة؛ فقال أعين: أصلح الله القاضي خذ حبقة ويقق ويفق؛ قال: ويلك ما حبق ويقق ويفق؛ قال أعين: وما رغيدة في فلجة فأصابتك علوصة؛ قال: أهدى لي زبد في سكرجة فأكثرت منه فأصابني مغص وثقلة قال: خذ صعترا وحب الرمان فهو جيد.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة عن عبد الله بن عايشة؛ قال حدثني رجل من بني ليث؛ قال: شهد عند عبيد الله بن الحسن رجل بشهادة فكتب اسمه ولم يحله ليخبره فجرى ذكر أبيات الأسود بن يعفر النهشلي: -
* ولقد علمت سوى الذي أنباتنى
* أن السبيل سبيل ذي الأعواد
*
* أن المنية والحتوف كلاهما
* توفى المخارم يرقبان سوادي
*
* لن يأخذا منى وقار هنية
* من دون نفسي طارفى وتلادى
*
* فعصيت أصحاب الصبابة والصبا
* وأطعت عاداتى وبعد قيادى
*
110

* ماذا أومل بعد آل محرق
* تركوا منازلهم وبعد إياد
*
* أهل الخورنق والسيدير وبارق
* والقصر ذي الشرفات من سنداد
*
الأبيات؛ فقال النهشلي: ومن يقول هذا الشعر؟ فقال عبيد الله بن الحسن: الأسود بن يعفر قال: ومن الأسود بن يعفر؟ قال: رجل من قومك له مثل هذا النبه وهذه الحكمة لا تعرفه يا حكم؛ خله حتى أسأل عنه؛ فأنى أراه ضعيفا.
((حوار لغوي بين العنبري ومعاوية))
أخبرني محمد بن القاسم بن خلاد؛ قال: حدثني جناب بن الخشخاش قال: تقدم معاوية الضال إلى عبيد الله بن الحسن في دم فقال: أو ما سمعت ما قال أخوك الأخطل: إلا دم القوم أنقل؛ فقال معاوية: الحمد لله الذي أظفر بك وكيف يكون رجل نصراني بدوي لي أخا فقال: تعلم والله أنك جاهل بكتاب الله أما سمعت الله يقول: * (واذكر أخا عاد وإلى ثمود أخاهم صالحا) *.
((كلمة في علم الكلام للعنبرى))
أخبرني أبو الهيثم خالد بن أحمد بن حماد بن عمرو الذهلي قال: حدثنا حامد بن عمرو البكراوي قاضي كرمان؛ قال: حدثنا محمد بن محرز الضبي عن عبيد الله بن الحسن العنبري؛ قال: أتيت الخليل بن أحمد؛ فقال من أنت؟ فقلت من الباطنية وإن الناس قد اختلفوا قبلنا في الكلام فقال: بعضهم: كلام الناس مخلوق وقال بعضهم: ليس بمخلوق فقال لي: هل تنصر الحق؟ قلت: نعم قال: فأي حرف في الكلام أخف؟ قلت: با لا يتكلم بها لسانك
111

أنما نحرك بها شفتيك قال: صدقت؛ فأي حرف في الكلام أثقل؟ فقلت: ها وتخرجها من جوفك؟ قال: صدقت فهل تستطيع أن تخرج با من موضع ها؛ وها من موضع با؟ قلت: لا قال: فاعلم أن كلام الناس خلق الله.
((عظة للعنبرى))
أخبرني أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد؛ قال: حدثنا الأصمعي؛ قال خطب عبيد الله بن الحسين بالبصرة على منبرها فأنشد في خطبته شعرا: _
* أين الملوك التي عن حظها غفلت
* حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
*
((تمثل العنبري في مجلسه))
أخبرني عبد الله بن شبيب؛ قال: حدثني أحمد بن حماد بن جميل قال: كان عبيد الله بن الحسن العنبري إذا جلس في مجلس القاء يقضى بين الناس تمثل:
* لنا مجلس طيب ريحه
* به الجل والأس والياسمين
*
((العنبري وابن عائشة))
حدثنا محمد بن يزيد الثمالي والنحوى؛ قال: كان بين عبيد الله بن الحسين وبين ابن عائشة شيئا؛ فلقيه ابن عائشة في طريق فقال: -
* طمعت بليلى أن تريغ وأنما
* تقطع أعناق الرجال المطامع
*
فقال عبيد الله بن الحسن: _
* وبايعت ليلى في خلاء ولم يكن
* شهود على ليلى عدول مقانع
*
((العنبري وابن الخشخاش))
وكان عبيد الله مزاحا شديد المزح مع الفضل والعلم.
أخبرني أحمد بن القاسم بن خلاد قال: حدثني جنانب بن الخشخاش قال: قلت لعبيد الله: أن وكيلا لي قد خاننى كيت وكيت قال أشعره لي بشاهدين أكفيك موونته.
((مزاح العنبري))
وأخبرني أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي قال: حدثني أبي قال: سأل عبيد الله ابن الحسن العنبري عن رجل فرمى بالغلمان فقال: أفارس أم رامح.
قال: وسأل عن بعض أمنائه وقد انقطع عنه فقالوا: اشتهر بغلام فقال أي غلام؛ قالوا: ابن فلان الذي يمر على بابهم بمكان كذا وكذا؛ قال: قد رأيته وهو بدال.
112

((ما كان يقوله العنبري دائما))
وذكر عمر بن شيبة عن أخيه معاذ بن شيبة قال: كان تنازع إلى عبيد الله ابن الحسن امرأة جميلة فأخبر أن كلثوم الدارع تزوجها فلما كان بعد ذلك تقدمت اليه أخرى جميلة في خصومة فأقبل على كلثوم فقال: شرطك يا كلثوم.
قال: وحدثني منصور بن عبد الله بن منصور عن أبيه قال: كان عبيد الله يكثر أن يقول في مجلسه للحصوم ده درين سعد القين فقال لرجل ذلك تقدم اليه قد طالت خصومته عنده فقال: لا أدرى ما ده درين سعد القين أنا أنازع إليك منذ سنتين ما قطعت شعرتين ولا فتت بعرتين.
((عبيد الله وواحد من ربيعة))
حدثني محمد بن سعد بن الحسن الكرانى قال: حدثني النضر بن عمرو
113

قال: أخبرنا شيخ من بلعنبر عن أبي المقرن العبدي الربعي قال: قال لي عبيد الله بن الحسن العنبري من الذي يقول؟: -
* بأي بلاء يا ربيع بن مالك
* وأنتم ذنابى لا يدين ولا صدر
*
قال: قلت ما يصنع بهذا؟ ولعلك أن تكون تعرفه من الذي يقول: -
* أكلت أسيد والهجيم ومازن
* أير الحصان وخصيتيه العنبر
*
قال: فقال العنبري: هذا بذاك والبادى أظلم.
((العنبري ورجل))
أخبرني محمد بن القاسم بن خلاد قال: أتى رجل عبيد الله بن الحسن فقال أيها القاضي افهم عني كلمتين قال: هات قال: أحسن القاضي أصلحه الله قال: هذه أربع كلمات.
((العنبري ومن سأله قضاء بعض حاجات له))
أخبرني محمد بن القاسم قال: حدثني بعض مشايخنا قال: سأل رجل عبيد الله ابن الحسن حاجة فقضاها ثم أخرى ثم أخرى فقال عبيد الله: أتدري ما مثلك؟ إن كسرى مر بشيخ كبير يغرس فسيلا فقال: يا شيخ كم أتت عليك؟ قال: ثمانين قال: أنت ابن ثمانين وتغرس فسيلا؟ قال: لو اتكل الآباء على هذا لأضاعوا الأبناء؛ قال: زه فأعطى أربعة ألف؛ قال: أيها الملك؛ فسيلى هذا يطعم في ثمان أو تسع سنين وفسيلى قد أطعمني في عامي هذا؛ قال: زه فأعطى أربعة ألف فقال: أيها الملك والفسيل يطعم في كل عام مرة وقد أطعمني فسيلى هذا في عام مرتين فقال: زه فأعطى أربعة ألف فقال كاتب كسرى لكسرى: إن نهضت عن هذا الشيخ وإلا فنى بيت مالك بحكمته.
((ابن مناذر وبكر ابن بكار))
وأخبرني محمد بن سعد الكرانى قال: أنشدني النضر بن عمر ولابن صادق في بكر بن بكر بن بكار المحدث: -
* أعوذ بالله من النار
* ومنك يا بكر بن بكار
*
* ما منزل أحد ثنيه رابعا
* معتزلا عن عرصة الدار
*
114

* يظل فيه الدهر مستخفيا
* يطرح حبا لخشنشار
*
* يا رجلا ما كان فيما مضى
* لدار حمران بزوار
*
قال بكر بن بكار: فتقدمت إلى عبيد الله بن الحسن فلما تسميت له وقلت: أنا بكر بن بكار قال:
* ما منزل أحد ثنيه رابعا
* معتزلا عن عرصة الدار
*
قال بكر بن بكار: وكنت أطالب عند عبيد الله بن الحسن حقا وأنا غلام وضىء الوجه فانى لأكلمه يوما وهو على دابته إذا بعض من مر ببابه من المجان يصيح: يا أبا بكر بن بكار صديق القاضي فقال عبيد الله: أما تسمع ما يقولون؟ قلت: هل ينفعني ذاك عندك؟
((العنبري وخصم))
أخبرني محمد بن القاسم بن خلاد قال: حدثني محمد بن الحكم البجلي قال: جاء عمر بن سليمان الكلابزى إلى عبيد الله بن الحسن فقال هلكت هلكت؛ قال وما أهلكك؟ قال: بلغني أن خصمي كان عندك ولست حاضرا قال: فهو ذا أنت عندي وليس خصمك حاضرا قال: فكأنما صب عليه ذنوبا.
((مزاح العنبري))
قال: وحدثني غير البجلي قال: أنى رجل عبيد الله بن الحسن فقال: كنا عند الأمير محمد بن سليمان اليوم فجرى ذكرك فذكرت بكل جميل فما استطاع مقبح أمرل يذكرك بشيء يعيبك به إلا المزاح فقال: ويحك والله أني لأمزح وما أقول إلا حقا فلو قلت لك الساعة: إن في دارى عيسى بن مريم أكنت تصدقني؟ قال: هذا من ذاك فقال لجصاص في داره: يا جصاص قال: لبيك قال: ما اسمك؟ قال: عيسى قال ما اسم أمك؟ قال: مريم قال: ويحك إذا اتفق لي مثل هذا فما صنع.
((كاتب العنبري))
قال: وعاتبه بشر بن المفضل في الحكم كاتبه وقال: إنه يشرب النبيذ
115

ويسمع الغناء وكان الحكم كاتب سوار قبله كان مجربا فلما أكثر بشر قال:
* أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
* من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
*
((العنبري وشارب نبيذ))
وقدم إلى عبيد الله رجل قد شرب نبيذ تمر فلم يعاقبه ولم يحدده وقال:
* نبيذ التمر محفشه طعام
* وما رقت حواشيه فبول
*
((العنبري ومحمد ابن مسعد))
أخبرني محمد بن القاسم بن خلاد قال: حدثني محمد بن مسعر أبو سفيان قال: تقدمت إلى عبيد الله بن الحسن وعلى جبة صوف فضرب بيده إليها وقال: أمن ماعز هذه أو خصى؟ فقلت: أيها القاضي: لا تك جاهلا فغضب فقلت: أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا: أتتخذنا هزوا؟ قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ألا ترى كيف جعل التهزيىء جهلا قال: فأعرض وقال: خصمه يا غلام.
((كيف ترك العبنرى المزاح))
ويروى أن امرأة تقدمت اليه فقال لها: لأضعن القضاء منك بموضع الخاتم من أهل الذمة يريد عنقها قالت له: إذا تخطىء به كذا وكذا تريد الفرج وأفصحت به فترك المزاح بعد ذلك.
((العبنرى حسن الصوت))
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا ابن سلام قال: حدثنا أبي قال: كان عبيد الله بن الحسن حسن الصوت وكان معي فكان ينشد: -
* إن الخليط أجد البين فانفرقا
*
((العنبري ورجل مملوك))
حدثنا عبد الله بن القاسم بن غنيم العبدي قال: جاء رجل إلى عبيد الله ابن الحسن مملوك فقال: ان هذا باعني عهدة الاسلام وتبع الاسلام وإني أمنته فذرنا قال: باعك مسلما لم يبعك كافرا.
((الحسن وحق مختوم))
أخبرنا عبيد الله بن الحسن عن النميري عن أبي بحر قال: حدثني عمرو بن حمزة القيسي قال: نظر عبيد الله بن الحسن إلى حق في الديوان فقال:
116

ائتني بذلك الحق فأتيته به فوجده مختوما ففض خاتمه فإذا جوهر فختمه قال: ورده موضعه فرددته.
((العنبري والمهدى))
أخبرني عبيد الله بن الحسن عن النميري قال: وحدثني الفضل بن جعفر بن سليمان قال: دخل المهدى دار الديوان وقد تهدمت وكثر التراب فيها فقال لعبيد الله بن الحسن: ما يصلح هذه الدار؟ فقال: جمل صمخد وما شقة ومهار فنهره الفضل بن الربيع وقال: لا تكلم أمير المؤمنين بمثل هذا الكلام قال: وكان المهدى قد طاف بالجزيرة ومضى في نهر الأبلة ثم في دجلة ثم رجع في نهر معقل فرأى أموالا عظاما فقال لعبيد الله: أرأيت رجلا أقطعناه قطيعة فوجدنا في يده أكثر مما أقطعناه؟ قال: يا أمير المؤمنين انما هذا بمنزلة ثوبي هذا لا أسأل عنه قال: كذبت.
((سوار وشهادة جليلان))
وقال: وحدثني أبو بحر عبد الواحد قال: سمعت عبيد الله بن الحسن وقال له: اصفح بن أسعر بن بحير: شهد جليلان من قريش عن سوار وقال له: إن صاحب الحق قد يرضى الشهادة عندك على حقه وهو أربعمائة درهم وقد حرصت على أن يقبلها منى ويعفينى وبالله ما شهدت إلا على حق؛ فقال له سوار: قد قبلت شهادتك وإياك أن تعود فقال عبيد الله ما كان هذا قط وما كان يحل لسوار أن يقبل شهادته إن كان لا يعد له.
((ما فعل الحسن يوم الهزيمة المهلب))
حدثني محمد بن إسماعيل بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثني قريش أبو أنس قال: أرسلني عبيد الله بن الحسن وهو يومئذ قاضى البصرة قال: سئل الربيع بن صبيح كيف صنع الحسن يوم أتتهم هزيمة المهلب قال: كان مروان بن المهلب خليفة يزيد على البصرة فاجتمع الناس للجمعة فأذن
117

المؤذنون ومروان في دار الامارة فأتاه خبر هزيمة أخيه فخرج من باب الحمام هاربا ونزل الناس فلما علموا هموا بالانصراف فقام أبو نضرة العبدي إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد أينصرف جماعة مثل هذه فيها مثلك بغير جمعة؟ فقام فرقى عتبات من المنبر فتكلم ثم نزل فصلى ركعتين.
((الحسن ومحمد ابن سليمان))
أخبرني محمد بن القاسم بن خلاد قال: حدثني بعض البصريين قال: بعث محمد بن سليمان إلى عبيد الله بن الحسن فأتاه فقيل له ازتقع الأمين فانصرف في حمارة القيظ فقال له رجل من أعدائه يتجمل له بالمودة: أعزز على أن تنصرف في هذا الوقت ولم أبلغه فقال له عبيد الله: لا عليك.
* أهين لهم نفسي لأكرمها بهم
* ولا تكرم النفس التي لا تهينها
*
((من أسعد الناس))
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب قال: حدثني ابن عائشة قال: حدثني إسماعيل بن ذكوان قال: قلت لعبيد الله بن الحسن: إن زيادا قال يوما لأصحابه: من أسعد الناس؟ قالوا: الأمير قال: كلا إن لصعود المنبر لروعات. ولكن أسعد الناس رجل له مسكن يملكه وله قوت من معاش لا يعرفنا ولا نعرفه فأنا إن عرفناه أضررنا به وبدينه ودنياه وأسهرنا ليله وأتعبنا نهاره فقال عبيد الله بن الحسن: من أراد أن يسمع كلاما من در فليستمع هذا الكلام.
قال أبو بكر: لم نذكر فقه عبيد الله لأنه كثير وليس هذا موضعه وإنما ذكرنا أخباره وما تأدى ألينا من قضاياه.
((فضل ابن عون))
حدثني محمد بن إبراهيم بن الحسن؛ قال: حدثنا زياد بن يحيى؛ قال: حدثنا حيان بن معاوية عن عبيد الله بن الحسن العنبري؛ قال: ما أفضل على ابن عون الا أهل بدر.
((قصة للعنبرى مع خلاد ابن كثير))
حدثني عبيد الله بن الحسن عن النميري عن ابن بحر قال: مر عبيد الله ابن الحسن بخلاد بن كثير وهو يؤذن في مسجد قد أظهره من داره؛ فقال:
118

الله يا خلاد أم لك؟ يعنى المسجد؛ فقال له: ما كنت أراك إلا قد سبقت الشهادة تريد أن أقر أنه لله فتشهد على.
((أوصى لبني فلان))
قال: حدثني جناب بن الخشخاش قال: سمعت عبيد الله بن الحسن سئل عن رجلي أوصى بثلثه لبنى عمير بن يزيد فقال: فهو للرجال دون النساء فان قال: أوصى بثلثه لبنى يزيد بن عمير فقال: هو للرجال والنساء بنو يزيد قبيلة وعمير بن يزيد أهل بيت.
((كفن الميت))
حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا علي بن نصر قال: حدثنا عارم قال حدثنا خالد بن الحرث أن عبيد الله بن الحسن كان إذا تنافس الورثة في الكفن كفن الميت في مثل ما كان يلبس.
((الرغوة ليس من اللبن))
حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا عارم قال: حدثنا خالد بن الحارث عن عبيد الله بن الحسن قال: الرغوة ليس من اللبن قال الله: فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس.
((كتاب القاضي))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: أخبرني عن يزيد بن مرة أن عبيد الله بن الحسن كان يقبل كتاب قاضى الأبلة والأهواز.
((شراء الوكيل))
أخبرنا الرمادي؛ قال: حدثنا عارم؛ قال: حدثنا خالد بن الحارث؛ قال: سمعته يقول: يعنى عبيد الله بن الحسن في رجل كان له عند رجل مال أمره أن يشترى له أرضا أو شيئا؛ قال المشترى: لم أرد أن أبلغ هذا الثمن فرأى أن ما اشترى له جريه جائز عليه إلا أن يتفاحش ذاك والذي يتفاحش عنده لا يكون عند الأمر ثمن ما اشترى له؛ فقال أرأيت إن أشترى له ثمن خمسة ألف بعشرة ألف؛ قال: قد أساء أراه جائزا عليه.
((بصر العنبري باللغة))
وقال: حدثنا عارم؛ قال: حدثنا خالد؛ قال سمعته يعنى عبيد الله بن الحسن يقول في قول عبيد الله بن عتبة المتلد أحق؛ قال: المتلد الأقدم.
قال: سمعته يقول في قول شريح الماتح أحق من الغارف؛ قال: يده أولى.
119

((باع نخلا واستثنى شيئا منها))
وقال: حدثنا عارم؛ قال: حدثنا خالد بن الحارث عن عبيد الله بن الحسن قال: سمعته يقول في رجل باع نخلا واستثنى سكرها رأى ذلك جائزا أو ضربا من النخل فرآه جائزا.
قال: وسمعته يقول: إذا استثنى الرجل خيار النخل أو من أواسطه فأستحسن أن أجيزه.
قال: وسمعته يقول في الجارية الخماسية ولها أم إذا اشتهت ذلك هي وأمها لم ير به بأسا يعنى إذا بيعت.
((الثياب المعيبة))
وقال: حدثنا أبو النعمان؛ قال: حدثنا خالد؛ قال: سمعته يعنى عبيد الله بن الحسن يقول في رجل اشترى ثيابا ثم وجد منها ثوبا معيبا قال: تقوم الثياب كلها ثم يرد المعيب بقيمته.
قال: وسمعته يقول في امرأة تباع ولها زوج أو العبد يباع وله امرأة: إنما يردان من ذلك.
((باع ثوبا مرابحة))
قال: وسمعته يقول في رجل ابتاع ثوبا من رجل قال: أخذته بخمسة عشر فأربحه فيه درهمين ثم وجده إنما أخذه بعشرة قال: يكون لهذا المشترى باثني عشر.
وتمى إلى عن هلال الرأي؛ قال: تقدم إبراهيم المحلمى إلى عبيد الله ابن الحسن وكان من نساك البصرة فقال له: اتق الله وانظر في أمورنا فإنك لست تفعل فيها شيئا من حين فقال له: ومن أنت حتى تقول هذا القول؟ فقال المحلمى: إلى تقول هذا: -
* ومحلم يمشون تحت لوائهم
* والموت تحت لواء آل محلم
*
قال: ثم ندم فألزق خده بالأرض وقال أعوذ بالله أن أعتز بغير الله وازداد في الخضوع فأعجب ذاك عبيد الله منه فقال: كفيتك ونصير إلى ما أمرت به.
120

((العنبري ويونس ابن حبيب))
أنشدنا محمد بن يزيد النحوي المبرد قال: أنشدنا الرياشي لأبي عبد الرحمن يونس بن حبيب في عبيد الله بن الحسن القاضي: -
* تحاجى أبو زيد ومد نخاعه
* وكان إذا ما مر يوما مقنعا
*
* أظن أبا زيد تمثل إذ قضى
* محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا
*
قال: فاعتذر اليه عبيد الله وقال.
((سلمة بن عياش والعنبرى))
وقال سملة بن عياش لما ولى عبيد الله بن الحسن بعد سوار: -
* وقد عوض الله الرعية واليا
* تقيا فأمسى للرعية راعيا
*
* كفانا عبيد الله إذ بان فقده
* ولولا عبيد الله لم نلق كافيا
*
* فقام بأمر الله فينا ولم يكن
* عن الحق لما قام بالأمر وانيا
*
* فأصبح وجه الحق نهجا نخاله
* إذا ما بدا ضوءا من الصبح باديا
*
* إذا جار قاض أو أمير وجدته
* بأمر سبيل الحق والعدل هاديا
*
* تداركنا رب البرية رحمة
* به بعد ما خفنا الأمورالد واهيا
*
* إذا نسيت يوما تميم وحصلت
* وجدت له منها الذرى والنواصيا
*
* قان بك سوار مضى وهو سابق
* حميد فقد برزت بالسبق ثانيا
*
* حباك بأسناها الخليفة بعدما
* تمنى رجال في الخلاء الأمانيا
*
وقال سلمة: -
* عبيد الله وهو إمام عدل
* جزاه الله جنات النعيم
*
* بمن يلقى إذا الحكام جاروا
* على نهج الصراط المستقيم
*
وقال أبو صفية: -
* نادى المنادى عبيد الله سيدها
* عند الخليفة عدلا بعد سوار
*
((زرق والعنبرى))
أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثني عباس العنبري قال: سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري يقول: كان رزق عبيد الله بن الحسن مائتي درهم.
121

((بعض قضاة البصري للمهدى))
قال أبو بكر: لم يزل عبيد الله بن الحسن على الصلاة مع القضاء والأحداث إلى سعيد بن دعلج حتى ولى المهدى عبد الملك بن أيوب النميري الصلاة والأحداث وأقر عبيد الله على القضاء ثم عزل المهدى عبد الملك وولى محمد ابن سليمان بن علي ثم عزله وولى صالح بن داود وقدم المهدى وصالح على البصرة فلما وجد على عبيد الله في أمر القطائع هم بعزله فلم يعزله حتى قدم بغداد فكتب بحمل خالد بن طليق وعبد الله بن أسيد الكلابي فحملا إليه فولى خالد بن طليق وعزل عبيد الله.
((قصة تولية المهدى خالد بن طليق القضاء))
فذكر خلاد الأرقط أن المهدى كتب بحملهما على خمس من دواب البريد فسبقه خالد فركب أربعا وترك له دابة فأرسل الكلابي إلى صاحب البريد يحلف بأنه لا يريم حتى يؤمر بدابتين ونصف هكذا قال وحلف عليه فكتب صاحب البريد يأمر بحبس خالد حيثما أدركه الكتاب ليقتسم الخمسة بينهما قال الأرقط فحدثني الكلابي؛ قال: فجلس حتى أدركته فكنا إذا حضرت الصلاة لم يتلعثم أن يتقدمني فغاظنى ذلك منه حتى قدمنا الرصافة فأقام المؤذن فتقدم خالد فصلى ركعتين وقال: أتموا أنا قوم سفر فسرى عنى وعلمت أنه لم يردني باستخفاف وأحجم أهل المسجد عنه لأنهم لم يعرفوه ولا خبروه فلما عرفوه سبوه سبا فاحشا ودخل على المهدى فدفع الكلابي القضاء عن نفسه وذكر شربه للنبيذ فولى المهدى خالدا وعزل عبيد الله بن الحسن.
((علي بن حسين وسعيد بن جبير يتناشد أن الشعر في الطواف))
وقد روى عن الحسن بن الحصين أبي عبد الله الحديث؛ وروى عن جده الحصين بن أبي الحر أكثر مما روى عن أبيه فأما أبوه فلم أسمع منه حديثا إلا ما حدثني محمد بن أحمد بن معدان عن عبد الرحمن بن سوار عن عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا الحسن بن الحصين أبو عبيد الله بن الحسن
122

قال: رأيت علي بن حسين وسعيد بن جبير يتناشدان الشعر وهما يطوفان البيت. وأخبرني عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي قال: حدثني أبي قال حدثنا عثمان بن عثمان الغطفاني قال: سمعت الحسن أبا عبيد الله القاضي يقول: مر بالرأسين بمكة فرأى الرؤوس والسرج فخر مغشيا عليه.
وأما الحصين فإنه قد روى عنه أحاديث مسندة وغيرها.
((موت العنبري))
وقال أبو عثمان المقدمي: سمعت محمد بن محبوب يقول: مات عبيد الله بن الحسن سنة ثمان وستين وصلى عليه عيسى بن سليمان.
((أخبار خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الحارثي))
ولاه المهدى قضاء البصرة بعد عبيد الله بن الحسن العنبري؛ وما أقل ما روى عنه من الحديث.
((حديث عمران في شأن علي))
حدثني عبد الرحمن بن خلف بن الحصين الضبي ابن بنت مبارك بن فضالة قال: حدثنا عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: مرض عران بن حصين مرضة له فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا أبا نجيد أتى لآنس لك من وجعك قال يا رسول الله: إن أحبه إلى أحبه إلى الله قال: فمسح يده على رأسه وقال: لا بأس عليك يا عمران وعوفى من مرضه ذاك وخرج من عنده فلقيه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: عدت أخاك أبا نجيد؟ قال: لا قال: عزمت عيك لتأتينه قال: فجاء حتى دخل عليه فلم يزل ينظر إليه مقبلا فلما أتبعه بصره قال له بعض أصحابه: يا أبا نجيد. لم نرك تنظر إلى أحد نظرك إلى علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: النظر إلى على عبادة.
123

((حديث عمران في شأن المتعة))
وأخبرني محمد بن القاسم بن مهرويه عن علي بن محمد بن سليمان بن عبيد الله ابن الحارث قال: حدثني عمى عبد الرحمن بن سليمان قال: أتانا خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين يعزينا عن ميت لنا وقد كف بصره ومعه ابنه حصين فأقبل يتحدث يقول: حدثني أبي عن جدى أن عمر بن الخطاب قال وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل بهما على عهد من بعده أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما فقام اليه عمران بن حصين فقال:
إن أمرين كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل بها على عهده ومن بعده ليرى أمرؤ بعد ذلك برأيه ما شاء فقال له ابنه حصين: يا أبه لو أمسكت عن متعة النساء فقال: يا بنى لا أحدث إلا كما سمعت.
((من أكرم أمر الله))
أخبرني الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين؛ قال: حدثنا مالك بن معول عن الشعبي قال: من أكرم أمر الله فأنما أكرم الله.
((قضية مال عند شريح))
حدثني محمد بن إسماعيل بن يعقوب؛ قال؛ حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال: حدثني خالد بن طليق عن هشام عن ابن سيرين قال: ادعى رجل على رجل مالا عند شريح؛ فقال له المدعى عليه: إنه قد ترك لي منها كذا وكذا قال: بينتك أنه قد ترك ولو شاء أن يأخذ أخذ.
حدثني أبو قلابة؛ قال: حدثني شيبان بن فروخ قال: حدثني خالد بن طليق؛ قال: حدثنا شعبة قال: كنا بالأهواز فأتانا كتاب عمر بن عبد العزيز أن اجتمعوا بالأهواز.
124

((عبيد الله بن الحسين يأمر ينسخ كتب قضاتيه من صورتين))
حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن النميري عن خالد بن عبد العزيز قال: رأيت خالد بن طليق يوم جلس للقضاء مقدمه من بغداد جلس في صحن المسجد عند الطست وأمر بعبيد الله بن الحسن فأحضر وأمر مناديه أن ينادى أين عبيد الله بن الحسن فدعا الناس على خالد فلما قعد بين يديه قال: هذه الكتب فمن يتسلمها فقد كان من قبلي يسلمونها وقد رأيت أن أجعلها نسختين بمحضر من شهود عدول فتأخذ واحدة ويكون عندي واحدة وعلى غرامة ذلك فابعث من الشهود من يعدل ومن الكتاب من أحببت ثم قام ودعا له الناس ونسخ الكتب على نسختين لئلا يغير شيئا من أحكامه.
((نزاهة خالد وترفعه))
قال: وكان عفيفا عن الأموال لا يأخذ على القضاء درهما.
قال عبد الواحد بن عتاب: باع أرضا له فأنفق ثمنها في أيام ولايته.
((خالد يحيى أموال الوقوف))
قال خالد بن عبد العزيز: وكان يطلب الأموال التي في أيدي الناس من الوقوف والصدقات حتى جعل لمن دله على شيء من ذلك عشر العشر فأخبر عن مال عبد الوهاب بن عبد المجيد فأرسل إليه فسأله عنه فأقر له به وقال: هو من وقوف في يدي فأمر بتثبيت الوقوف فأحيا الوقوف بما أمر به في تثبيتها وحمد ذلك منه.
((خالد يحبس شاهد زور))
قال عيد الواحد بن عتاب: رأيته تقدم اليه بعض الخصوم ومعه شاهد يدعى حصينا كان يبيع الخلقان فقال بعض قرابتنا. هذا شاهد زور فسمع ذلك رجل كان منا قريبا فأتى خالدا فساره فأرسل خالد إلى صاحبنا فسأله عن ذلك فأخبره فأمر به فحبس.
((صرامة خالد في الحق))
أخبرني هارون بن أبي جعفر عن علي بني يحيى عن محمد بن سلام قال: كان سلمة بن عياش يخاصمه رجل من مواليه من ولد سهل بن عمرو أخي سهيل
125

ابن عمرو العامري فلما استقضى خالد بن طليق خاف أن يقضى عليه فقال:
* قل لشهود الزور والجا لبيتهم
* خذوا حذركم من خالد بن طليق
*
* فما لمريب عنده من هوادة
* ولا لذوي قربى ولا لصديق
*
فعزل خالد وكان قد وحه القضا على سلمة.
((وصية حماد بن سلمة لخالد))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن أبي عمر الخطابي قال: مر حماد بن سلمة في المسجد وخالد بن طليق جالس يقضى فقال خالد للذي رأسه: ادع لي أبا سلمة فدعاه فجاء فقال له خالد: جفوتنا يا أبا سلمة وقعدت عنا وعلينا في هذا بعض الشيء فقال له حماد: فما يصنع؟ فجلس على وسادتين واحدة على الأخرى قال: إني أريد أن يهابنى الخصم وشاهد الزور فقال حماد: اتق الله يعزك والسلام عليكم وقام.
((هجاء بن مناذر لخالد))
قالوا وغلب عليه ابناه عمران وطليق: فقال ابن مناذر:
* ليت شعري أي البلية قاضي
* نا أعمران أم أخوه طليق
*
* أم أبوهم أبو المجانين أم ك
* ل لديه من القضاء فريق
*
* فترى الحكم عند آل طليق
* مستكينا كأنه مسروق
*
وقال:
* أصبح الحاكم بالن
* اس من آل طليق
*
* ضحكة يحكم في النا
* س بحكم الجاثليق
*
* يدع القصد ويهوى
* في ثنيات الطريق
*
* أي قاض أنت للنق ض وتعطيل الحقوق
*
126

* أبدل الدهر وما
* الدهر علينا بشفيق
*
* من عبيد الله ذي الأيد
* ي وذى الرأي الرشيق
*
* حكما يخلط في المجل
* س من عى وموق
*
* يا أبا الهيثم ما كن
* ت لهذا بخليق
*
* لا ولا أنت لما حمل
* ت منه بمطيق
*
* أنت في المجلس كالكر
* كي ذي الرأس الخفوق
*
وقال:
* ان كنت للسخطة عاقبتنا
* يا خالد فهو أشد العقاب
*
* يا عجبا من خالد كيف لا
* يخطئ فينا مرة بالصواب
*
* أصم أعمى عن طريق الهدى
* قد ضرب البول عليه الحجاب
*
* كان قضاء الناس فيما مضى
* من رحمة الله وهذا عذاب
*
قال أبو بكر وكيع: وكان خالد تائها جاهلا بالقضاء.
أخبرني عبد الله الحسن عن النميري عن محمد بن عبيد الله بن حماد عن عبد الوهاب الثقفي قال: قال لي محمد بن سليمان الأموي: ما يكون من هذا الجاهل من العجائب؟ قال: فقلت له: إن هذا ينسى فوكل به من يحفظه ويكتبه ويحصيه عليه قال فوكل به جماعة يكتبون عجائبه التي يحكم بها فكان مما حفظوا عنه أنه شهد عنده رجل عدله وثلاثة لا يعرفهم فقال العدل: يبقى بمكانه والثلاثة برجل آخر عدل فحكم بشهادتهم.
وكان نهى الذراع أن يذرعوا إلا بخاتم يدفعه إليهم ويأذن في ذلك فأتاه عاصم بن عبيد الله بن الوادع الكلابي وهو أبو عمر بن عاصم الكلابي المحدث بسورجى قد كسح له أرضا فقال: أصلحك الله إن هذا كسح لي
127

أرضا وأنا أريد أن أذرعها عليه فأقبل السورجى؛ فقال: أنت كسحتها؟ قال: نعم؛ قال: لك بينة؟ فقام إليه بعض من حضر؛ فقال: إنما هو أجير لهذا فقال للسورجي: أكذاك؟ قال: نعم قال: فهي له إذا ثم أذن له في ذرعها.
((خالد يطلب دليلا على قرض الموكل))
وقال عبد الواحد بن غياث: شهد عليه حصين الذي كان حبسه أنه لا يقبل جريا من حاضر لا من رجل ولا امرأة إلا أن يكون مريضا فشهد عنده قوم على جراية رجل عن امرأة مريضة فقال ايتونى ببولها.
((عزل خالد وسببه))
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال: سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري وخلاد بن يزيد وعبد الرحمن بن عثمان بن الربيع يحدث عن أبيه ومحمد بن عبد الله بن حماد ومن لا أحصى يخبرون خبر خالد بن طليق وخبر الوفد الذين خرجوا في أمره ولا أخلص حديث بعضهم من بعض أن أخبار خالد وعجائبه انتهت إلى المهدى وكان محمد بن سليمان لا يألو ما أنهى ذلك إليه وكان عبد الله بن مالك يقوم بأمره للجراية عنه فخرج محمد إلى المهدى في بعض خرجاته فأكب على المهدى يسأله عزله حتى أجابه إلى ذلك فقد محمد البصرة ووجده جالسا في المسجد يحكم قال ابن حماد: فحدثني محبوب بن هلال صاحب الديوان قال: قال لي محمد: ائت خالدا فانهه عن الجلوس فقد عزله أمير المؤمنين؛ قال: فأتيته فأبلغته ذلك عن محمد فقال: أمعه رسالة؟ قال: فأتيت محمدا فأخبرته؛ فقال: لهفى على قاضي كذا أنا أحمل إليه رسالة؛ أيا عمير انطلق حتى تسحب برجله من المسجد فسبق الخبر إليه عميرا فدخل داره ثم خرج مغذا إلى المهدى فوجه محمد في أثره عثمان بن الربيع الثقفي وإسحاق بن إبراهيم الخطابي ومحمد بن عبد الله الأنصاري ويوسف ابن خالد السمنى ويزيد بن عوانة الكلبي وعيسى بن حاصر الباهلي وقد كان أمرهم قبل خروجهم أن يسمعوا من كل من شكا أو شهد عليه بشيء.
128

وقال بعضهم: إن المهدى أمر محمدا بذلك فجمعوا ذلك كله في كتاب ثم خرجوا فركب كل رجلين منهم في سفينة فكان الخطابي وعيسى بن حاضر في سفينة والأنصاري ويزيد بن عوانة في سفينة وعثمان بن أبي الربيع ويوسف بن خالد في سفينة وخرجوا من البصرة ليلا لكثرة الناس حتى انتهوا إلى بغداد؛ قال بعضهم: وقد كان خالد رد على عمله فلما بلغه سيرهم إلى بغداد قال: لا أبرح حتى أفضحهم فأقام.
وقال بعضهم: لم يردد على عمله وأمر بالمقام حتى يجمع بينهم؛ قال حماد: فحدثني أبو يعقوب الخطابي قال: قال لي محمد بن سليمان: قد أعياني الأنصاري إن بحثت إلى المعونة على خالد قلت له: أطمعه في القضاء فأطمعه فكان أشدنا عليه؛ قالوا: فصرنا إلى باب المهدى فلم نصل في أول يوم فعدنا من الغد فجلس لنا ودخلنا عليه بكرة فلم نزل بين يديه إلى قريب من الظهر فكان أول من تكلم الخطابي فأثنى على أمير المؤمنين ثم ذكر خالدا وكان خالد قد ساء بصره وكان تائها مستكبرا؛ فقال: من
المتكلم؟ فقيل له إسحاق بن إبراهيم الخطابي؛ قال: إن هذا قدم علينا من الجزيرة طارئا مختلا فولى قسم مال فاختار أكثره وبنى دار بحضرة المسجد فحمل على طريق المسلمين وأدخل في داره منه أذرعا منه فهدمت عليه داره وردت في طريق المسلمين ما أخذ منه فتكلم عثمان ابن أبي الربيع؛ فقال: من هذا؟ قيل عثمان بن أبي الربيع؛ فقال: ليس هذا من مجالسى هذا يا أمير المؤمنين هذا صاحب سخط ولهو وباطل؛ هذا قيض على هر حمار بدرهم فقال المهدى: دعوا الفحش. واقصدوا لما جئتم له فقال عثمان: يا أمير المؤمنين إلى يقول هذا؟ فإذا لم يكن هذا من مجالسى؛ من يكون؟ فوالله إني لعالم وإنه لجاهل وسترى مصداق ما أقول يا أمير المؤمنين فلنبحث في رجل ترك ثلاث بنات وأوصى بمثل نصيب إحداهن فسكت فقال المهدى: أجب؛ فقال: لم أجيبه يا أمير المؤمنين هذا إنما بحسبه الذراع فتبسم المهدى
129

وعلم ألا علم له فقال الأنصاري: يا أمير المؤمنين وما يصلح هذا لولاية سوق من الأسواق فقال السمنى: صدق با أمير المؤمنين ما أعلمه يصلح لسوق من الأسواق فقال خالد: يا أمير المؤمنين أما الأنصاري فرجل حقود كان يتولى وقفا من وقوف أهله فكان سئ الأثر فيه فإذا فأدخلت معه رجلا فحسن أثر الرجل فحقد ذلك وأما ذاك فيدعى السمنى وليس بالسمنى ولكنه السبتي يخلق شاربه ويبيع الكنائس والبيع؛ يخاصم اليهود والنصارى فقال يوسف: نعم إني لأخاصمهم. فأرد كثيرا عن ضلالهم وكفرهم فقال له المهدى: ولم تخلق شاربك؟ قال: السنة يا أمير المؤمنين قال: ليست بالسنة ولو كانت السنة كنا أعلم بها؛ حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس؛ قال إحفاء الشارب الأخذ منه على أطرته.
ولم يكن في القوم أحد أشد عليه من عثمان بن أبي الربيع لأنه كان يظهر جهله وقال: يا أمير المؤمنين إن هذا سأله سائل عن اسم أم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدر ما اسمها فكتب له بعض من يعنى به في الأرض آمنة فقال: أمية فصحف في اسمها فلما كثر كلام القوم قال لهم عبد الله بن مالك وهو قائم على رأس المهدى: قد غممتم أمير المؤمنين بلغطكم فكفوا واسكتوا فنظر أمير المؤمنين إلى عيسى بن حاضر وكان صامتا لا يتكلم بشيء فظن عيسى أنه يستطمعه الكلام؛ فقال: أدن أن أمير المؤمنين (أن أدنو) فدنا حتى قرب منه؛ فقال: يا أمير المؤمنين اصطنعته وشرفته ورفعته فان رأيت أن تستره فافعل فقال: نعم أستره وأصرفه وقام عيسى إلى مجلسه وقال: يا أمير المؤمنين أني خلفت رجلا مريضا دنفا فان رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فعل؛ قال: قد أذنت لكم جميعا وأمر لكل رجل منهم بثمانية ألف درهم؛ وقال بعضهم: خرجوا وقد أقام صاحب الشرط الصلاة للظهر فتقدم إليه خالد فصلى
130

ركعتين وقال: أتموا الصلاة فأنا سفر ويقال: لقد قال وهو في المجلس وهم يختصمون من ههنا؟ كأنه يريد أن يأمر ببعض خاصته؛ قال: فكان المهدى يقول: ندمت ألا (أن) أقول: أنا ههنا فما تأمر؟ وقال بعضهم: خرجوا مرعوبين لم يتبين لهم في أمر خالد شيء فذهبوا فخرج عليهم المعلى؛ فقالوا له: هل ظهر لك رأي أميرا المؤمنين في صاحبنا فقال: أنتم عيون أهل مصركم تسألونني عن أمر سره أمير المؤمنين عنكم ليخبركم بسره ثم خرج عليهم ليث أخ المعلى فسألوه فقال: مثل ذاك ثم خرج عليهم الفضل بن الربيع فقاموا إليه فبدأهم فقال: قد عزله أمير المؤمنين عنكم فاختاروا رجلا نوليه عليكم؛ فقال له السمنى: إن قام هذا أشرت يعنى: الأنصاري؛ قال يوسف: هذا عفيف شريف فقيه؛ فقال عثمان بن أبي الربيع: صدق هو كما قال ولكنه لم يصب في المشورة به هذا رجل يأتم بأبي حنيفة ويميل إلى رأيه ولنا في بلدنا أحكام يبطلها أبو حنيفة لا يصلحنا غيرها فان حكم فينا بغير أحكامنا بطلت وذهبت أموالنا كأنه يذهب إلى الوقوف وانصرفوا عن الأنصاري وولى المهدى عمر بن عثمان التيمي ويقال: أن خالد أنشد يومئذ بين يدي المهدى: -
* إذا القرشي لم يضرب بسهم
* خزاعي فليس من الصميم
*
((حال خالد بن طليق))
فهم به المهدى ثم أضرب عنه وتمثل: -
* إذا كنت في أرض وحاولت غيرها
* فدعها وفيها أن أردت معاد
*
وكان خالد بن طليق لا يزول عن مقامه إلا إذا أقيمت له الصلاة فربما كان الصف أمامه. فقال له رجل مرة استو بالصف؛ فقال: بل يستوى الصف بي.
وقال محمد بن مناذر في الذي كان بين يدي المهدى: -
131

* لما التقوا عند إمام الهدى
* أفحم بين الستة الوافد
*
* وصار كالكركى لما انبرت
* له غزاة كلها صائد
*
* يأخذه ذا مرة ثم ذا
* كأخذ عبد آبق فاسد
*
* باراه منهم حليف التقى
* ذو الأرب وإلا كرومة الماجد
*
* أبا يعقوب أهل الحجا
* نعم لعمري الكهل والوافد
*
* ثم انبرى عثمان في قوله
* ذاك الأديب السيد الراشد
*
* فقال يا خالد ماذا ترى
* في ميت يفقده الفاقد
*
* خلى بنات كلهم عالة
* يرحمهن الصادر الوارد
*
* وقال أعطوا ذا الفتى مثل ما
* يأخذ بنت إن مضى الوالد
*
* قال أخو الأنصار هذا الذي
* تاه وما أرشده الراشد
*
* قل له عيسى وما إن أسا
* لا يكذبن أصحابك الرائد
*
* استره يا خير بني هاشم
* سرك ربي الصمد الواحد
*
* فقال أني عازل خالدا
* إذا لم يكن منكم له حامد
*
((معاذ بن معاذ وخالد))
ودخل معاذ بن معاذ المسجد وهو يومئذ قاض فرأى خالدا جالسا قد كف بصره فعدل إليه وسلم وقال: كيف: صحبت يا أبا الهيثم؟ فعرف صوته فقال: أمعاذ؟ قال: نعم قال؛ اشدد يدك بالأوصياء فإنهم أكلة أموال اليتامى فعجب معاذ من تيهه وكبره وقال: لا سلمت على هذا أبدا.
((المصعى وخالد))
رأيت في كتابي عن إبراهيم بن أبي عثمان عن محمد بن سلام قال: نازع مولى لقريش مولى الأنصار فزعم الأنصاري أن المصعبى الذي كان يسكن دربه أعان عليه القرشي فكتب إليه خالد بن طليق من البصرة: إنك تعربت بعد الهجرة ودخلت بين القرشي والأنصاري وتحاملت على الأنصاري وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الأنصار ما قال فكتب إليه المصعبى وهو محمد بن جعفر بن مصعب بن الزبير كتبت إلى تعظنى قد أخطأت السنة في
132

غير موضع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر كبر وأنا أكبر منك فبدأت بنفسك وأما قولك الأنصاري والقرشى فلست من واحد منهما في شيء أنا أولى بالأنصار منك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار وأما قولك: إني تعربت فانى أقرب إلى مهاجر رسول الله منك وقد روى أبوه الحديث.
((لا يفرق بين الوالد وولده))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل عن طليق بن عمران عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يفرق بين الوالد وولده وبين الأخ وأخيه. قال محمد بن إشكاب: ليس يروى هذا الحديث بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه.
قال: حدثناه يزيد بن هارون قال: أخبرنا سليمان التيمي عن طليق بن محمد بن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يفرق بين الوالد وولده.
((عثمان بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي))
ولاه المهدى بعد خالد بن طليق فلم يزل حتى توفى المهدى وموسى وقام بالأمر هارون ومحمد بن سليمان عامل على البصرة.
قال أبو بكر: وقد حمل عنه الحديث وعن أبيه.
حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني إبراهيم بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وابن أخته يحيى بن محمد بن طلحة عن عثمان ابن عمر بن موسى العمرى عن الزهري عن عروة قال: سمعت عائشة تقول
133

ما أحببت أحدا حبي عبد الله بن الزبير لا أعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبوي.
((ابن عائشة والتيمر))
وحدث ابن عائشة؛ قال: قلت لعمر بن عثمان بن عمر بن موسى التيمي. وهو قاضي البصرة ما فعلت ضيعتك التي بالسيالة فأنشأ يقول:
* وقد تتلف الحاجات يا أم مالك
* كرائم من رب بهن ضنين
*
قال: فعلمت أنه قد باعها.
((التيمي يترك القضاء ليقيم بالمدينة))
حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك عن الزبير بن أبي بكر؛ أن عمر بن عثمان بن موسى بن عبيد الله بن معمر كان من وجوه قريش وبلغائها وفصحائها وعلمائها ولى قضاء البصرة فخرج حاجا ثم لم يرجع إلى القضاء وأقام بالمدينة فأعفاه هارون من القضاء ولم يزل بالمدينة حتى مات.
((كيف يكون من يلي القضاء))
((القطوب ليس من الدين))
قال زبير: فحدثني بعض أهل البصرة قال: كان عمر بن عثمان يسترسل معهم ولا يستكبر فقال له بعض من يستنصح له: أيها القاضي ينبغي أن تمسك نفسك؛ وتتكبر على أهل عملك؛ فقال له عمر: إنكم إذا وليتم القضاء وضعتموه هاهنا وأشار إلى رأسه؛ ونحن إذا وليناه وضعناه ها هنا وأشار إلى تحت قدميه وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن هارون بن عبد الله أبي يحيى الزهري؛ قال: حدثني عمر بن الحارث قال: قلت لعمر بن عثمان: إنك تهزل والقضاة لا تهزل. كان سوار لا يكنى أحدا فقال: أتدري ما قال الغاضرى؟ قلت: وما قال الغاضرى؟ قال: قال لو كان القطوب من الدين لأحببت أن يباع الخل بين عيني.
((حال أهل البصرة في خصوماتهم))
قال هارون بن عبد الله: كان عمر بن عثمان يحكي أهل البصرة في خصوماتهم فيقول: كان أحدهم يجيئني فيبتدىء فيقول: إن الله خلق آدم فكان من أمره كيت وكيت فيقول له: اقصد لحاجتك؛ فيقول: أتقطعنى عن حجتي؟ فأقول
134

فهات. فيقول: وخلق من أمره كيت وكيت؛ فأقول له افصد لحاجتك فيقول إن هذا استعار مني سرجا فلم يرده.
((حلم التيمي))
أخبرني هارون بن محمد عن زبير قال: خاصم بعض القرشيين عمر بن عثمان بالمدينة عند بعض ولد محمد بن إبراهيم وهو خليفة ابنة بالمدينة فأسرع القرشي إليه فقال له عمر: على رسلك فإنك سريع الانتقال وشيك الصريمة وإني والله ما أنا بمكافيك دون أن تبلغ عاية التعدي وأبلغ غاية الأعذار.
((التيمي وشاهده))
أخبرني إسحاق بن محمد النخعي قال: سمعت ابن عائشة يقول: شهد جماعة عند عمر بن عثمان التيمي بشهادة فكان فيهم رجل قد شهده في بعض المشاهد فلما نهضوا أجلسه فقال: تجترىء تشهد عندي وقد شهدتك في مجلس فيه غناء وشراب فقال الرجل: شهدتك في مجلس أنت المغنى وأنا المستمع؛ جاز أن تلى القضاء فلا يجوز أن أكون أنا شاهدا؟ قال: بلى فأجاز شهادته.
((التيمي والشعراء))
وأنشد أبو يحيى الزهري لأبي حفص التيمي في عمر بن عثمان:
* يا أبا حفص أخا الثيم ابن عثمان الظلوم
*
* فلقد أحيا بك الله لنا قاضي سدوم
*
* أنت بالضرب كفيل
* مع بنا دور وشوم
*
* كنت أحرى منك أن
* تحكم في مال يتيم
*
ومدحه أبو حية النميري فقال: -
* إليك أبا حفص تدارعت العلى
* بنا العيس من سار فسيح وذابل
*
* إلى عمر الوهاب حيث تنعمت
* ببابك أطلاح دقاق الكواهل
*
* روين بنيل فيض كفيك بعدما
* ظمئن وكلت كل وجناء بازل
*
135

* وأي فتى من أهل عثمان بلغت
* بنا عنك درع المرزح المتحامل
*
فكان يسلك في أحكامه طريق أهل المدينة؛ مر برجلين يتنازعان في ساباط فوقف حتى حكم بينهما ثم سار.
وقال لعبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة أيا عبد الملك قبست أباك ومالك فلم أر شيئا.
((الرشيد ومعاوية الضال))
أخبرني إسحاق بن محمد النخعي. قال: سمعت أبا عثمان المازني يقول: حج هارون سنة سبعين ومائة وقد استأذن عمر بن عثمان في الحج فأذن له فخرج واستخلف على قضاء البصرة معاوية بن عبد الكريم الضال وهو يتولى ابن بكرة وكان ضل وهو صبي فسمى الضال. فاستعفى الرشيد فأبى فقال: يا أمير المؤمنين تكتب قضية قد تسيئنى بالقضاء فأعفاه وكان فصيحا.
وقال يوما لبعض من دخل عليهما وهو نازل في سكة قريش: أسهرنا جاركم هذه الليلة بصوته يغنيه يخطئ فيه.
((جارية اشتراها التيمي))
أخبرني إسحاق بن محمد النخعي قال: سمعت ابن عائشة يقول: اشترى عمر بن عثمان وهو قاض البصرة جارية: فباتت عنده وأصبح الناس فأتوه يسألونه عن مبيتها؛ فقال: فيها خصلتان من الجنة واسعة باردة.
((التيمي وقضاء دين))
أخبرني إسحاق بن محمد النخعي؛ قال: حدثني أبو عثمان المكي عن أبي قدامة الدلال قال: أدان رجل من أهل البصرة ديونا كثيرة ومات ولم يخلف قضاء فثبت أهل الديون ديونهم عند عمر بن عثمان وهو قاضي البصرة فثبتت فقال: هل خلف هذا الرجل قضاء؟ قالوا: خلف جارية مغنية قال: ائتوا بها فأتوا بها فقال لي: يا أبا قدامة ناد عليها فبلغت مائتي ألف درهم فقال لها القاضي: تغنين؟
136

* عفت الرداد خلافه فكأنما
* نسي الشواطب بينهن حصيرا
*
قالت: أي والله وأجيده قال: غنى فتغنت فأجادت فقال: يا أبا قدامة هي خير من ذلك ناد عليها فبلغت اثنى عشر ألفا.
((التيمي وقضية نفقة))
أخبرت أن امرأة تقدمت إلى عمر بن عثمان تستعدى على زوجها ففرض لها ولولدها ثمانين درهما في كل شهر فقالت: لا يسعني فزدني قال: اقتصري عليها فان فيها نفعا فأتم لها مائة وقال لها: والله لا أزيدك فقالت: لا يسعني قال فجعل يضرب يده اليمنى على اليسرى ويقول: -
* إرضى بما قسم الإله فإنما
* قسم المعائش بيننا قسمامها
*
((أرزاق التيمي))
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا مصعب قال: رأى عمر بن عثمان التيمي في النوم عثمان بن عفان وكان عثمان يقول: والله ما كانت إلا اثنتا عشر درهم أصبتها من مالهم في سنتي التي وليت كأنه يعنى أرزاقه.
((معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري))
حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال: حدثنا معاذ بن معاذ أبو المثنى العنبري وأملى على معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ نسبه؛ قال: هو معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الحسحاس بن جناب ابن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمر بن تميم بن مر بن أد بن طابخة ابن إلياس بن نضر.
137

((حال العنبري معاذ))
حدثني أحمد بن عبد الله بن زياد الحداد؛ قال: حدثنا علي بن عبد الله؛ قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان؛ قال: جلست إلى معاذ بن معاذ خمسين سنة فما أخذت عليه كلمة أنكرها.
حدثني الأحوص بن المفضل؛ قال. حدثني أبي عن أبيه؛ قال: قال لي وكيع أدخل معاذ بن معاذ في القضاء؟ قلت: نعم يا أبا سفيان؛ قال: لقد كنت أذهب به عن ذلك.
حدثني عبد الله بن محمد بن مرزوق العتكي عن عبد الواحد بن غياث أو آخر غيره ذهب عنى أنا اسمه؛ قال: دخلت دار الموريانى فسمعت قائلا يقول:
* أف للدنيا وتف
* كل من فيها يلف
*
فأجابه آخر:
* لم تقل والله شيئا
* إن فيها من يعف
*
* منهم القاضي ويحيى
* والهجيمى المحف
*
القاضي معاذ بن معاذ ويحيى بن سعيد القطان وخالد بن الحارث الهجيمي.
أخبرنا الرمادي؛ قال: حدثنا عبيد الله بن عمر؛ قال: قال يحيى بن سعيد: صحبت معاذ بن معاذ خمسين سنة لا والله إن بلغني عنه شيء أكرهه قط ما علمته كان يسبق إلى قلبه شيء من الجبن فبلغت إليه وما تقدمني قط في طريق وكان يحيى أسن من معاذ بسنة.
((معاذ العنبري يجلس للقضاء في يوم مطير))
قال: وقال معاذ بن معاذ لابنه في يوم مطير أي بني امضى بنا نجلس للناس فقال له ابنه: يا أبت هذا يوم مطير لا يجيء فيه الناس فقال: يا بنى امض بنا فبم نستحل أن نأخذ كل يوم كذا وكذا درهما وخرج فجلس.
وزعم بندار بن يسار قال لما ولى معاذ أتاه المعتمر بن سليمان فقال:
138

يا أبا المتنى أوليت القضاء؟ فلم يكلمه حتى أدخله بيته فنظر إلى فراشه في الشتاء فوجده حصيرا وإلى دثاره فوجده كساء وسمل قطيفة فاغرورقت عيناه وخرج.
((معاذ والرشيد))
وقال عفان: وسمعت يحيى بن سعيد يقول: قيل للكوفيين تحيون بمثل معاذ. وقال بعض البصريين: لما أعفى الرشيد عمر بن عثمان اليتميى عن القضاء كتب إلى محمد بن سليمان بن علي باختيار رجل للقضاء فسمى له عبد الوهاب بن عبد الحميد ومعاذ بن معاذ ومحمد بن عبد الله الأنصاري فقال: ومن معاذ بن معاذ؟ فقيل: ابن عمر سوار وعبيد الله فقال: هذا فأرسل اليه فقال: إني أريد توليتك القضاة فقال: لا أحسنه قال: لابد لكم من ولايته قال: انى والله ما أحسنه وما يحل لك أن تولينيه صادقا كنت أو كاذبا: قال: أسألك بقرابتك من رسول الله إما اعفيتنى قال: قد سأل سوار أبا أيوب بن سليمان ابن علي بمثل ما سألتني فأعفاه ثم ظهر منه على مثل ما ظهر عليه فولاه فولى.
((اقتصاد معاذ))
قال: وكان معاذ بن معاذ إذا جاءته غلته من أرض كانت له قسمها على شهور السنة فجعل لكل شهر شيئا معلوما ثم لا يزيد من شهر على شهر شيئا فان كثرت الغلة فعلى حسب ذلك وان قلت فعلى قدر ذلك.
((معاذ وابنه))
وأخبرنا أبو خالد المهلبي يزيد بن محمد بن المهلب قال أبي: كان معاذ يؤتى كل يوم ظهرا بثريد ولحم وله ابن أهوج يأكل معه فكان إذا فرغ من الطعام أخذ وسط رغيف فجمع عليه ما وجد من لحم وبصل وغير ذلك ثم يلفه ويعتزل ناحية هذا زادي؛ فيقول معاذ نحن أشقى من ذاك.
((صلابة معاذ))
وقال بعض البصريين: كان معاذ صليبا في ولايته الأولى اعترض عليه حماد بن موسى في شيء؛ فقال: وما أنت يا حماد وللكلام في الحكم؟
وأدخل على أبي بكر بن محمد بن واسع المسلمى في وقف في يديه فنازعه
139

أبو بكر حتى خرجا إلى أمر غليظ؛ فقال له معاذ: أنت ترسل بثمره هذا الوقت إلى حماد بن موسى وأصحاب محمد بن سليمان فنمى ذلك أبو بكر إلى محمد ابن سليمان فثقل على محمد.
وقدم إليه قوم سنان بن المحدث العنبزى وكان على عمل بفارس قد ادعى عليه القوم أنه قتل ابنه هناك فأقام عليه شهودا فأمر معاذ بحبسه فأخرجه محمد من الحبس فقعد معاذ في بيته فثقل على محمد فعزله وولى عبد الرحمن بن محمد المخزومي وكانت ولاية معاذ هذه سنة.
* وهو عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عبيد الله
*
* ابن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي
*
وإنما ولاه محمد بن سليمان مبادرا وخاف أن يولى هارون رجلا.
((تولية المخزومي))
فأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال: حدثني عبد الواحد وأبو بحر قال: حدثني صقر صاحب النجايب؛ قال: والله إني لعند محمد بن سليمان يكلمني في أمر النجايب؛ إذ دخل عليه محمد بن منصور؛ فقال: هذا عبد الرحمن المخزومي؛ قال: أدخله فأدخله وجلس فقال له محمد: إني قد أردت أن أرفعك وأشرفك فقد وليتك القضاء؛ قال: إني والله ما أحسنه وما أصلح له فقال محمد: هذا كلام قد تعلمتوه ولابد من أن تقولوه انهض فإني غير معفيك فقال: إذن والله لأفتضحن فقال محمد بن منصور: انظر منذرا على الباب فقال: قد انصرف فقال لو كان حاضرا لأمرته أن يأخذ بيدك فيقعدك في مقعدك فقال: إني أسألك بحق أبي أيوب إلا أعفيتني فقال والله لا أعفيتك فقام وانصرف فأتى أباه وكان شيخا سهلا سمحا في أخلاق قريش يجلس على بابه فإذا حضر وقت غذائه دعا بخوانه فإن كان عنده لحم أكل وإلا اجتزى بما حضر فأكل ويأكل معه الرجل والرجلان من جلسائه فأتاه ابنه فقال: يا أبه أرانا والله قد افتضحنا قال: وما ذاك يا بني نعوذ بالله من الفضيحة قال: قد عزم هذا على توليتي القضاء
140

ووالله لئن وليته لافتضحن قال: قال: فهناك الله ماولاك ركبت البغلة الشهباء وتساندت إلى الأسطوانة ووضعت إحدى رجليك على الأخرى وقلت: قال أبو حنيفة وقال زفر طلبا لهاذا الأمر وقد بلغته فهناك الله قال: يا أبه أنا أعلم بنفسي والله لئن وليت لافتضحن فقال: يا بنى أعوذ بالله من الفضيحة والله ما قلت لك ما قلت إلا مازحا فأما إذا كان هذا منك الجد فسأبلغ جهدي إن شاء الله قال صقر: فوالله إني لعند محمد بن منصور وهو يلقى الباب بوجهه إذ قال: هذا المخزومي فدخل عليه فقال: استأذن لي على الأمير فقال: إن الأمير يريد الدخول فقال: والله إن مؤنتى عليه لخفيفة فتذمم منه وقام فاستأذن له فأذن له فقال: اصلح لله الأمير إن لنا أنك وليته القضاء وإني لأعلم أنك لم ترد إلا خيرا وقد حلف لي أنه لا يضبط ما وليته ولئن تممت على رأيك فيه ليفتضحن فانى رأيت ألا تهتك أستارنا فافعل فقال: والله ما أردت إلا تشريفكم ورفعكم فإذا كان هذا رأيك ورأي ابنك قد أعفيته قال عبد الواحد فكر عليه فالتزمه فقبله قال عبد الواحد فأقام شيئا يسيرا.
وكان هو يكتب شهادة الشهود بيده فيكتب ما يملى عليه ثم يسأل هو عن الشهود بنفسه ويقول: إن الذراع لا يكون إلا الشهادة القاطعة حتى ربما اضطروا الشاهد إلى أن يحور شهادته.
((أول حنفي ولى قضاء البصرة))
ثم استعفى فأعفى؛ قال عبد الواحد: فحدثني خلف بن عمرو أخو رياح العنسي قال: كنت أبالغ في أمر من الأمور إلى القضاء فنازعت فيه إلى ثلاثة كلهم يعزل قبل أن يقطعه وكنت أشاور فيه المخزومي وكان به عالما فلما ولى نازعت إليه فيه قال: فوالله أنه لجالس يوما ينظر بين الخصوم إذ نظر إلى قائما فصاح فأتيته؛ فقال: أوه قد عزل ثلاثة من القضاة قبل أن يقطعوا أمرك وقد ضرب إلى فيه والله إني لأرجو أن أعزل قبل أن ينقطع على يدي؛ قال: فوالله ما أتى عليه إلا أسبوع حتى عزله وما قطعه.
141

وإنما ولى أربعة أشهر وكان أول من قضى على البصرة ممن يقول بقول أبي حنيفة.
((مشورة الفقهاء))
أخبرني الأحوص بن المفضل بن غسان؛ قال: حدثني أبي قال: حدثني حفص بن عثمان قال: رأينا امرأة عرضت لعبد الرحمن بن محمد المخزومي وهو قاضي البصرة فاستبطأته في أمرها فوقف عليها فقال: إن أمرك قد أشكل على ولو أقف منه على ما يحق عندي حقا ولا يبطل عندي باطلا فاصبى فان أحببت أن أذكر ذلك للأمير فيجتمع لك فقهاء أهل البصرة فعلت وإن أحببت كتبت إلى أمير المؤمنين فأسأل عن أمرك من عنده من فقهاء المسلمين.
حدثني الأحوص بن المفضل عن أبيه قال: قال عبد الوهاب الثقفي: ما رأيت رجلا ولى القضاء كنا نرى الزهد فيه والكرامة لما وفى فيه من عبد الرحمن بن محمد.
((ولاية عمر بن حبيب العدوي))
ولاه هارون فقال ليحيى بن قارب: إنكم تبعثونى إلى ملك جبار لا آمنة فبعث يحيى معه قائدا في مائة فكان إذا جلس للقضاء قام الجند عن يمينه وشماله سماطين فلم يكن قاض أهيب منه وكان لا يكلم في طريق وقد واليه الصدقة من العشور من الضياع وما تقدم من البحر فأتى محمد بن سليمان أو ابنه فسلم عليه فقال: ماذا جئت به؟ قال: أنا عاملك أيها الأمير ثم دخل عليه دخلة ثانية فدفع إليه الكتاب بولايته الصدقة فقال: أراجع في هذا أمير المؤمنين فكلمه حماد بن موسى فسلم إليه الصدقة ثم دفع إليه الكتاب بولايته العشور فغضب وأبى أن يسلم ثم سلم ولم يلبث محمد بن سليمان أن توفى في رجب سنة ثلاث وسبعين ومائة فولى سليمان بن أبي جعفر ثم وال بعد وال.
((نزاع حول الولاية بالبصرة))
فأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال: أخبرني الفضل بن جعفر
142

قال: حرج أمير المؤمنين هارون حاجبا ووجه بخزيمة بن خازم رابطة بالبصرة وعلى البصرة يومئذ عيسى بن جعفر وخليفته بها المهلب بن المغيرة فلما حضرت الجمعة أرسل خزيمة إلى المهلب؛ بأمرن بالاعتزال فأرسل اليه المهلب أجئتنى بكتاب أعتزل؟ فأرسل خزيمة شعبة بن ظهير أحمد بنى عمه فقال: إن دنا المهلب من المسجد فاضرب عنقه وأقبل المهلب يريد الجمعة قال الفضل: فأرسل إلى عمر بن حبيب وهو يومئذ قاضى البصرة فأتاه فقال له: إلق المهلب فقل له إن مثل المهلب لا يسأل كتابا بولايته فلقيه عمر وهو مقبل إلى المسجد فرده وصلى خزيمة وشكا عمر بن حبيب إلى الرشيد ونصب له أبو عمرو بن حميد السعافى فكتب الرشيد إلى عيسى بن جعفر وأمره أن يجمع عشرة من أهل الحجا من أهل البصرة فيسألهم عنه فأحضر محمد بن حفص وإسحاق بن إبراهيم الخطابي وبكار بن محمد بن واسع السلمى ومعاذ ابن معاذ ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الرحمن بن محمد المخزومي وبشر ابن المفضل بن لاحق وعثمان بن أبي الربيع وعثمان بن الحكم الثقفيين وآخر ذهب عن أبي بكر اسمه فسألهم عنه فقال المخزومي: لا أعرف خيرا ولا شرا وقال الأنصاري: خير له أن يترك مجلسه فقد سمعت من يشكوه.
وخرج عثمان إلى الحيرة وبها الرشيد بغير إذنه فغضب عليه ثم رضى عنه وأمره بالرجوع وقد حج واستخلف عثمان بني عثمان الغطفاتى خال أبي عبيدة النحوي.
((خير أعمال عمر بالبصرة))
فأخبرت عن خالد بن عبد العزيز الثقفي أن يحيى بن خالد ابتاع من الرشيد السبخ وبعث القصبي في حيازتها فقدم فسكن أنهار الشط وادعى ليحيى نحوا من شطر أموال الناس وأحضر أربعة نفر شهدوا على جرايته من يحيى فأنفذ ععر جرايته بشهادتهم ثم أحضرهم بأعيانهم في نحو من ستين
143

فشهدوا أن آخر حقوق الناس مسناة الوحش وهي مسناة كان الناس سنوها على عماراتهم ليحولوا بين الوحش وبين خراب ما عمروا وكانت على نحو ميل من دجلة وكانت حقوق الناس وراءها إلى نهر يدعى الحاجز؛ كان أبو جعفر أمر بحفره للحول بين الناس وبين الدخول في السباح فيأخذوا أكثر من قطائعهم فكان الحاجز محفورا من نهر الأساورة بالبصرة إلى دير خائل.
قال خالد: فانا يومئذ من الشهود فشهدنا فقبل عمر شهادتنا ورد شهادة أصحاب القصبي فغضب يحيى بن خالد على عثمان وقال: كيف قبلت شهادتهم على الجراية ورددتها في هذا فقال عمر ليس الجراية كهذا قد شهدوا على أمر قد علم أنه باطل فكان هذا من أحسن ما عمله عمر بالبصرة.
ويقال: أن يحيى بن خالد أرسل إلى عثمان بن حبيب بماله فقال: اقسمه بين أهل السر والعدالة فقسمه بين قوم فجاء بهم القصبي يشهدون له فرد شهادتهم فقال له القصبي: هو لأهل العدالة الذين قسمت المال بينهم على السير ن فلما جمعت أمرهم رددت شهادتهم وقال عمر: لقد توقيت أن أحكم بشهادة من كنت أعدل خوفا من أن يأتي بهم القصبي فيشهدوا له ورد أكثر من ثمانين شاهدا فقال له يحيى بن خالد: أما كان بالبصرة رجلان عدلان يقطع بشهادتهما؟ فقال: قد كنت أسأل عنهم فلا يعدلون فما كنت
صانعا؟
((عزل عمر))
وقال أبو بحر: كتب الرشيد أن يوجه إليه نفرا من أهل البصرة ليشهدهم على توكيله في أمر السباخفخرج عمر بن النضر وإسماعيل بن سدوس وإبراهيم ابن حبيب بن الشهيد فقال عمر بن حبيب: إني لا آمن عمرو بن النضر وإن أمكنه في شيء أن يقدح في فلما خرج معهم قال أبو بحر: قال أخبرني عمرو
144

ابن النضر قال: دخلنا على الرشيد فكان أول ما سألنا عنه أن قال: ما تقولون في قاضيكم؟ فقلت: رجل لعاب يا أمير المؤمنين ليس من رجال القضاء؛ فقال: اشهدوا أنى قد عزلته فمن تسمون؟ قالوا: عمرو فأردت أن أقول: بشر بن المفضل فبدرنى همام فقال: معاذ بن معاذ فغاظنى حين سابقني وكرهت أن أخالفه فإذا وقع الاختلاف أقر عمر إلى أن نتفق فسكت.
وكان ببغداد رجل يقال: له فرخ الشيطان أسفه الناس فقلت له: إن هماما قد غاظنى فاشفنى منه فدخل علينا ونحن نزول في ديار رياح بن شبيب فقال أيكم همام بن سعيد؟ فقيل: هذا فما ترك سوء إلا رماه به في نفسه فلم يجبه بحرف.
((قصة توكيل من الرشيد))
ويقال: إن يحيى بن خالد قال لعمر: إختر رجالا ترسلهم معي ليشهدوا على وكالتي من أمير المؤمنين وليكونوا من ثقاتك؛ فانى لا آمن أن يسألهم أمير المؤمنين عنك وقد كان شكا فوجه إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وإسماعيل ابن سدوس وهمام بن سعيد وعبد الرحمن بن حبيب الطفاوي ومحمد بن محبوب الضبي فدخلوا على الرشيد وعنده يحيى بن خالد وأبو يوسف؛ فقال له أبو يوسف: تشهدهم يا أمير المؤمنين على توكيلك الفيض بن أبي صالح؟ قال: نعم أشهدوا أني قد وكلته في بيع السباخ بالبصرة فقالوا نشهد أنك وكلت الفيض ابن أبي صالح الكاتب في سباخك بالبصرة يبيع ويقارض وما صنع من شيء فهو جائز؛ فقال ما أشدكم يا أهل البصرة! اكتب لهم يا أبا يوسف كتابا بتوكيلى كما يريدون فخرجوا قليلا ثم قال يحيى: يا أمير المؤمنين قاضيهم قد شكى فلو أبدلتهم غيره فردوا؛ فقال لهم الرشيد: قد شكى قاضيكم فمن تختارون حتى نوليه عليكم؟ فقالوا: معاذ بن معاذ وخاف أن يسمى الأنصاري وكان الذي بينهما متباعدا فسأل القوم فقالوا: معاذ بن معاذ فقال: قد عزلت عنكم عمر بن حبيب ووليت معاذ بن معاذ فولى عمر بن حبيب البصرة نحوا من
145

تسع سنين وولى سنة ثلاث وسبعين وعزل سنة إحدى وثمانين.
وقد مدح وهجى؛ قال أبو عون يمدحه: -
* يا بن حبيب بأبى أبا عمر
* يا زين يا زين البوادي والحضر
*
* يا قرم يا قرم تميم ومضر
*
* إليك أشكو ما مضى وما غبر
* إن لم تعنى فلها عندي الحجر
*
* إن أبا عزة في دارى انجحر
* فاطرده عنى بشبيب يمتطر
*
* يا بن الكرام وابن جلاء العثر
*
وقال له:
* يا بن حبيب سيد الرباب
* يا بن المحامين عن الأحساب
*
* أما تراني فارغا جرابى
*
وقال بعض الشعراء:
* إن الاله لأهل المصر قد نظرا
* رب السماء فولى أمرهم عمرا
*
* ولاه بدر عدى وابن بدرهم
* والحاكم الفيصل الماضي إذا نظرا
*
* فأصبح الجور مدفوعا براحته
* في حمأة الأرض منفشا قد انجحرا
*
* وأصبح الناس مرتاشين كلهم
* بفعله ومنار العدل قد ظهرا
*
* أروى وأشبع من جوع ومن عدم
* ولاءم الكسر من ذي الكسر فانجبرا
*
* حتى لقد بلغت من لين عيشته
* أمنية الحي لوقد عاش من قبرا
*
وقال آخر يهجوه:
* أبلغ خليفتنا هارون همتنا
* ان قد بلينا بإحدى المصمئلات
*
* بحاكم ووزير جل همته
* ضم اللجين وأخذ العسجديات
*
* قاض البصيرة قاض لا خلاق له
* من الرباب سدومى القضيات
*
((التيمي وابن حبيب النحوي))
حدثني محمد بن سعد الكرانى قال حدثني إبراهيم بن عمر قال: حدثني
146

إبراهيم بن عمر بن حبيب القاضي؛ قال: كلم يونس بن حبيب النحوي أبي في حاجة فأبطأ عليه فقعد له على الطريق فقال: -
* وتعزل يوم تعزل لا تساوى
* صنيعك في صديقك نصف مد
*
فقضى أبي حاجته فقعد له يوما آخر فقال له لما مر به: -
* وما استخبأت في رجل خبيئا
* كدين الصدق أو حسب عتيق
*
* ذوو الأحساب أكرم مجبرات
* وأصبر عند نائبة الحقوق
*
((ولاية معاذ بن معاذ (الثانية)))
((اللاحقي ومعاذ ابن معاذ))
وولى معاذ في رجب سنة إحدى وثمانين ومائة.
اللاحق بمعاذ بن معاذ أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن خالد بن عبد العزيز الثقفي قال: لما ولى معاذ بن معاذ قال أبان بن عبد الحميد اللاحقى: -
* يا معاذ بن معاذ الخير يا خير حكيم
*
* اتق الله فقد أصبحت في أمر عظيم
*
* لا تولى الدهر من أنت به جد عليم
*
* قد تهيا اللاحقيون وابنا تميم
*
* شمروا القمص وحلوا موضع السجد بثوم
*
* لزموا مسجدنا مع ضيعته أي لزوم
*
* صام من أجلك من لم يك منهم ليصوم
*
* وهو ذئب يرقب الغرة في الليل البهيم
*
* كلهم يأمل أن يودعه مال يتيم
*
وقال آخر لما عزل بن حبيب وولى معاذ:
* يا من لدهر أتى بحاجتنا
* أعقبنا ريبه ومنقلبه
*
* أعقبنا من قضاتنا رجلا
* كالثور مسترسل له غببة
*
147

* كنا نشق الجيوب من عمر
* حتى ابتلينا بمن خلا عجبه
*
* يا شوم قوم أتوا خليفتنا
* هم أشاروا به وهم سببه
*
* ما وفقوا للسداد فيه ولا
* أفلح من ساقه ومن جلبه
*
* أحول مثل البعير جثته
* لا عقله يرتجى ولا أدبه
*
وطالت ولاية معاذ وتخونته السن وساء بصره فغلب عليه الذراع فكان إذا جلس أمر بهم فدعوا فجلسوا عن يمينه وعن يساره منهم محمد بن عدي بن أبي عمارة النميري وعبد الرحمن بن حبيب الطفاوي وسليمان ابن الأحمر مولى باهلة والحارث بن حسين وهم شيوخ جلة علما فيتكلمون في الحكم ويناظرون الخصوم.
((أعرابية تسب معاذا))
فأخبرني محمد بن سعد بن الحسن الكرانى قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الوهاب النميري قال: وقفت امرأة من الأعراب على معاذ بن معاذ وقد حبس ابنا لها فقالت: قد اكتنفك هذان الذئبان يكتبان ويمليان وأنت جالس تتثاءب كأنك حمار أو كأنك آكل حيسة قد ختم سمنها على فؤادك فأنت أهيم لا تفقه والله ولا تنقه خبرني عن ابني فيم حبسته؟ فوالله ما كان يشرب الزينبية ولا يأتي الأبله ولا يلعب بالنرد بين أنثييه بعبيد الله ابن الحسن الأقيحب البشتبان:
((بشر بن شبيب يهجو معاذا))
وقال بشر بن شبيب يذكر اكتناف الذراع:
* سليمان يقضى ثم يمضى قضاؤه
* وليس لقاضينا قضاء سوى الخثم
*
* إذا جاءه الخصمان حرك رأسه
* وروح إبطيه وبحث في الحكم
*
* يحد الذي يزنى بقطع يمينه
* ويقضى على اللص المثبت بالرجم
*
((الشعراء يهجون معاذا بضعفه))
وقال آخر:
* عاق السجل دنانير مهيأة
* صبت من الجعل للذراع ستونا
*
* ظللت يا بن على حين تبصرها
* من حبها ساجدا حيران مفتونا
*
148

* قنعت أخرة القاضي مخائله
* بالهرقليات مما حاز اليونا
*
* فالحاكم الغمر بالقرنين مشتغل
* والجالبون من الذراع مليونا
*
وقال آخر:
* أكثروا في ابن المثنى عليا أو أقللوا
*
* ليس يا قوم يعقل
* أي رجليه أطول
*
* لا ولا بين تمرتين لدى الحكم يفصل
*
* ابتلى وابتلى به الناس والأمر معضل
*
* من يكن للقضا وللحاكم ممن يعجل
*
* فمعاذ والحمد لله ممن يطول
*
* قل لقسامنا هنيا هنيا لكم كلوا
*
* لكم الشأن كله
* فانظروا أن تأثلوا
*
* أسرعوا فيه أسرعوا
* بادروا قبل يعزل
*
* قد نرى من يلي مسائله قد تمولوا
*
وقال آخر:
* إذا رأوا هامة الشيخ أسود كلهم ضارى
*
* سليمان شبيه القر
* د منهم وابن سيار
*
* وذاك البيدق الجرمي عفر من الأعفار
*
* فذا يقضى وذا يقضى
* وقاضينا بذي قار
*
((بعض الشعراء))
وكثرت شكاية الناس لمعاذ وسعت عليه المعتزلة وكان قد رد شهادتهم ورفع عليه عند أمير المؤمنين فكتب يأمر بإشخاصه وإشخاص نفر معه
149

منهم محمد بن حرب الهلالي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعمر بن حبيب وعبد الله بن سوار فشخصوا فظن الناس أنهم أشخصوا ليختار منهم رجلا للقضاء فوافوا أمير المؤمنين بالنهروان وهو يريد خراسان فرد معاذا قاضيا وأجازه وكان الفضل بن الربيع يقوم بأمره ويحوطه فقال بعض الشعراء:
* قد قلت في الخمس الأولى ظعنوا
* أمسى ليختار منهمو رجل
*
* قولا سيرويه عدة عرفوا
* تصديق قولي وعدة جهلوا
*
* أما الهلالي فالثغور به
* أولى إذا ما تحصل العمل
*
* مجرب سيد له شرف
* لكل ما حملوه محتمل
*
* ولست أخشى عليه أن فحصوا
* جهلا بحكم إذا هم سئلوا
*
* وابن حبيب وليس في عمر
* عيب ولا فيه ان ولى فشل
*
* لكنه مترف مجانبه اللي
* ن إذا ما تقدم الجدل
*
* فان يعد عاد قاضيا مرنا
* له رجال جماعة نبل
*
* وهو أهل لها لسابقة
* كانت له في القضاء إن فعلوا
*
* فإن ينلها محمد فهم أنصار دين الاله لم يزلوا
*
* وهو على كل ما يريد من العلم بفصل الأحكام مشتمل
*
* ولا عيى بفصل عرفهم
* والجهل في الحكم ليس يحتمل
*
* لكنا قد نخاف حدته
* والحد فيه الفساد والخبل
*
* وحبه قومه يخوفنا
* فكلنا مشفق له وجل
*
* والعنبرى الذي بوالده
* سوار في الناس يضرب المثل
*
* إن لم يعب عائب حداثته
* صار اليه القضاء والجدل
*
* وحق فيه لقومه أمل
* وربما أخطأ الفتى الأمل
*
* فان ينلها ينال ذو فهم
* من معسر طالما بلوا وولوا
*
150

* أما معاذ فليس من أحد
* إلا به القلب منه مشتغل
*
* أما محب يحب رجعته
* أو مبغض شامت ومبتهل
*
* فان تعد والقضاء مضطرب
* حتى يوافى بموته الأجل
*
* فهذه حالهم في الصفات حالهم
* فانظر إلى من تصيران رحلوا
*
* وسوف يأتيك بعد عاشره
* أنباء أخبارهم إذا وصلوا
*
* وخلفوا سادسا قد أكرمه الله ولو كان فيهمو بطلوا
*
* أعنى ابن بكر عبد الاله أخا
* سهم فثم القصاب والنبل
*
((الفقهاء يشكون معاذ للرشيد))
يقال: إن البيتين الأخيرين لخلاد بن يزيد فقط وسائر القصيدة لشاعر يدعى حمزة فصار القوم إلى بغداد وقد شخص أمير المؤمنين إلى النهروان ليلقى علي بن عيسى وقد أقبل من خراسان فصار معاذ إلى الفضل بن الربيع فذكره صنيعة عنده وسأله استتمامها فأرسل الفضل إلى القوم فقال: أحب ألا تذكروا معاذا بسوء فجلسوا ينتظرون الإذن فخرج عليه معاذ قد أذن له قبلهم فقال: خرجت من عند أبر الناس وأعطفهم أمير المؤمنين أطال الله بقاءه وقد ردني على عملي وأمر لي بعشرين ألفا وعشرين ثوبا فقال له الأنصاري: إن كان قد ردك فاتق الله فان أصحابك قد غابوا وأذن للقوم فدخلوا فأقبل أمير المؤمنين على الأنصاري فقال: من أنت؟ قال محمد بن عبد الله الأنصاري قال: أنت فقيه البصرة قال: قد قال ذا بعضهم فأقبل على محمد ابن حرب فقال: فأنت؟ قال أنا محمد بن حرب الهلالي وبنو هلال أخوالك يا أمير المؤمنين وقد كان آباؤه وسلفه يرعون ذلك ويحفظونه قال: صدقت ثم أقبل على عمر بن حبيب فقال: أما أنت فأعرفك فما خلفك عن باب أمير المؤمنين قال الضيعة يا أمير المؤمنين والعيال: قال: فالزم باب أمير المؤمنين ثم أقبل على ابن سوار فقال: فأنت من أنت؟ فقال: عبد الله بن سوار قال:
151

يرحم الله سوارا ثم قال: إني وليت معاذا على الاختيار له ثم بلغني عنه أمور أحببت لها أن أسأل عنه فأخبروني عنه فأومأ إلى الأنصاري فقال: خير له وللمسلمين ألا يلي عليهم وقال ابن حرب: قد كان على ما ذكر أمير المؤمنين ثم ظهرت له بطانة أفسدته وقال عمر بن حبيب: يا أمير المؤمنين القاضي بين حامد له وذام فأقبل على ابن
سوار فقال: ما تقول أنت في ابن عمك؟ فقال: على ما ذكر أمير المؤمنين حتى ظهرت له أشياء من أصحابه وفساد في بصره مع سنه فقال: إن فساد البصيرة قد يكون في الرجل الشاب فقال: أجل يا أمير المؤمنين فنحتمل ذلك في غير القضاء فأما في القضاء فلا فقال: صدقت ثم أقبل على الفضل فقال ادفع إلى كل رجل منهم خمسة ألف درهم ونهضوا فقال الأنصاري يا أمير المؤمنين إني خلفت ضيعة وعيالا يحتاجون إلى قربى منهم فان رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فقال: قد أذنت لك فقال الفضل: ولجماعتهم يا أمير المؤمنين قال: ولجماعتهم فقال لهم الفضل: انحدروا حتى يلحق بكم جوائزكم فانحدروا وخلف معاذ محمد بن عمر بن جبلة على جائزته حتى قبضها ودخل القوم على الفضل بن الربيع لوداعه ومعاذ عنده فأقبل الفضل على معاذ فقال: قد والله ذمك القوم جميعا وودع الفضل الجماعة وانحدروا ومعاذ معهم حتى صاروا إلى البصرة فقال أبان بن عبد الحميد يرد على الشعراء الذين هجوا معاذا:
((اللاحقى ينتصر لمعاذ))
* يا أيها الشعراء لا تتعرضوا
* لليث دون عرينه المتشمر
*
* من رام عرض أبي المثنى فاعلموا
* أنى له مثل الشجا في الحنجر
*
* من قال خيرا فليقله مصدقا
* والشيخ بالشتم الكذوب المفترى
*
* عندي لكم إن شئت عدة شاعر
* فطن بأبواب النجاة مظفر
*
* كذبت ظنون المرجفين وصرحت
* عن فاضح مثل الصباح المشهر
*
* خابوا وفاز أبو المثنى دونهم
* بالجاه عند وجوه أهل العسكر
*
152

* وأتاه من عند الإمام المصطفى
* بالبكت للأعداء كل مبشر
*
* يدعى بباب الفضل أول داخل
* ويخلف الباقون أخبث مؤخر
*
* وحباه هارون الامام بكسوة
* وحباه منه بألف جعد أصفر
*
* ورآه أولى حين قيس أمره
* بالحكم ممن ذمه في المنحر
*
* فقفى برغم يا قبائل واعلمى
* أن الحكومة بيتها في العنبري
*
((معاذ ومؤنس ابن عمران))
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن قثم بن جعفر بن سليمان قال: كان معاذ سئ الرأي في مؤنس بن عمران قد هم أن يمنعه من دخول المسجد الجامع فكلم مؤنس بنجاب أن يجعل أرزاقه إليه فكانت تجرى من تحت يدي مؤنس لابتياعه الطعام فأدرها مؤنس عليه فحسن رأيه في مؤنس حتى كان يقول مؤنس مؤنس ويضمنه الأموال.
قال: فحدثني فضل بن عبد الوهاب؛ قال: كنت أتوكل لمؤنس بن عمران فلما قدم معاذ بغداد أمرني مؤنس بإقامة النزل له ولخاصته فقمت بذلك ولم يكلف شيئا حتى انحدر.
((معاذ يرد شهادة))
حدثني أبو الأحوص بن المفضل بن غسان؛ قال: حدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن داود؛ قال: سمعت معاذ بن معاذ سأل خالد بن الحارث ويحيى ابن سعيد القطان عن رجل شهد عنده بشهادة فجاءت مسألته أنه يدخل الحمام بغير مئزر فأجمعنا على أن نرد شهادته.
حدثني أبو علي أحمد بن عبد الله بن منصور العطارالذي كان يشهد عند القضاء قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن ورد؛ قال: حدثني خلف بن سالم؛ قال: حدثني عفان بن مسلم؛ قال أمرني معاذ بن معاذ أن أسأل عن بعض من شهد عنده فسألت عنه فرمى بالغلمان؛ فقلت لمعاذ: فقال أفارس أم رامح؟ قلت: فارس؛ قال: آه آه.
153

((معاذ وشاهد))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان؛ قال: العباس بن ميمون؛ قال: زعم بجير ابن صالح العتكي وكان والله من المصلين المحزنين؛ قال شهد رجل من الزيدية عند معاذ بن معاذ بشهادة فأدناء منه؛ فقال: أليس خرجت مع إبراهيم؛ قال: وأنت قد خرجت معه؛ قال: أنا خرجت على غير دابة وأنت خرجت على دابة فقال له الرجل: فأنت أسوأ حالا مني بل سفكت دماء المسلمين على غير دابة؛ فقال له معاذ: استرها فإنها هفوة وأجاز شهادته.
((قضاء البصرة بعد معاذ))
وعزل هارون الرشيد معاذ بن معاذ في رجب سنة إحدى وتسعين ومائة فولى عيسى سنتين وقد كان حكم على عمارة بن حمزة البكراوي وابتاع جزورا وأطافه في قبائل البصرة ونحره يشكر الله (زعم) على عزله وغسل الحصى في الموضع الذي كان معاذ يجلس فيه وولى بعده محمد بن عبد الله الأنصاري؛ قال عبد الرحمن: سمعت أبا يوسف وذكر معاذ بن معاذ قال: من رجالي قضاة أهل البصرة ولست تاركه حتى أعزله.
((ولاية محمد بن عبد الله الأنصاري الأولى))
وهو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك يكنى أبا عبد الله وولى سنة إحدى وتسعين ومائة فأحسن السيرة في عمله الأول ورد على الأيتام أموالهم التي كان معاذ قد ولاها عليهم وحجر على معاذ بن معاذ وتغيب معاذ منه وخرج إلى بغداد وعزل الأنصاري في سنة اثنتين وتسعين ومائة وولى الرشيد عبد الله بن سوار بن عبد الله في تلك السنة.
أخبرني من سمع إبراهيم بن هاشم يقول: سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري يقول: لي تسع وتسعون وعاش جدى أنس مائة وعشرا وعاش الأنصاري بعد هذا الكلام سنة.
154

حدثني أحمد بن علي؛ قال: حدثني محمد بن يحيى بن فياض قال: مات الأنصاري سنة خمس عشر ومائتين وولد في شوال سنة ثمان عشرة ومائة وهذا خلاف ما حكاه إبراهيم بن هاشم عنه.
((عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة))
((ابن عنزة العنبري يكنى أبا سوار))
((معاذ وابن سوار))
فيما أخبرني معاذ بن المثنى العنبري ولاه الرشيد سنة اثنين وتسعين ومائة ولما قدم معاذ إلى بغداد عمل في رد أمواله عليه فكتب له إلى عبد الله بن سوار فقدم معاذ البصرة فقال لابن سوار: أليس من العجب أن تحذر على مالي وتفك الحجر عن كسكاب رجل كان سفيها رد الأنصاري عليه ماله؛ فقال له ابن سوار: فكيف رأيت الله أعقبك.
((عقل عبد الله بن سوار وفهمه))
وكذا أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن العباس بن ميمون؛ قال: سمعت هلال الرأي يقول: ولينا عبد الله بن سوار وما يحسن شيئا ولكن كان ذا عقل وفهم فكان يشاور فلم ير من القضاة أحدا هو أصح سجلات منه لأنه لم يكن ينفذ شيئا إلا بمشورة.
قال أبو العيناء: ليس أحد ولى القضاء قليل الفقه قد تم القضاء بعقله إلا عبد الله ابن سوار وقال أبو خالد المهلبي: كان سوار يتأنى وكان عبد الله بن سوار فيه عجلة وتمت في أيامه شهادات زور ما عملت قبله وكان ينسب إلى العصبية وكان عفيفا.
((ابن سوار وابن حرب الهلالي))
وولى عبد الله بن سوار صدقة البصرة مع القضاء وأشرك بينه وبين محمد ابن حرب الهلالي في ولايتها وجعل لهما الثمن فاعتقدا جميعا من ذلك الثمن عقدة على قدر ما صار لهما منه.
155

((ابن عنبسة الشاعر وابن سوار))
أنشدني الحارث بن أبي أسامة قال: أنشدني الحضرمي قال: أنشدني عبد الله بن سوار: -
* سأشكر إن الشكر حظ من التقى
* وما كل من أوليته نعمة يقضى
*
* ونوهت باسمي ثم ما كان خاملا
* ولكن بعض الذكر أرفع من بعض
*
وقال عبد الله بن محمد بن أبي عنبسة يذكر عبد الله بن سوار:
* لبئس ما ظن ابن سوار
* أن ظن أن أقعد عن ثاري
*
* أو ظن أن أترك دارى له
* وهو على الأحكام في الدار
*
* أم ظن أن تنفذ أحكامه
* بعدى على قيمة دينار
*
* قد عرفته نفسي أنني
* طلاب أوتار وآثار
*
* اقتحم الموت على هوله
* وأوثر النار على العار
*
((عزل ابن سوار))
فلم يزل عبد الله بن سوار قاضيا إلى أن توفى هارون سنة ثلاثة وتسعين وإسحاق بن عيسى على الصلاة والأحداث فخطب عبد الله بن سوار خطبة تناول فيها المأمون وقرظ محمدا فكان ذلك مما أضغن المأمون عليه وقتل محمد بن هارون ليلة الخميس لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة وخلص الأمر للمأمون وولى إسماعيل بن جعفر ففوض عزل عبد الله بن سوار إليه فعزله عزلا غليظا ختم عليه كتبه ثم حولها عنه وخافه ابن سوار في أكثر ما صنع واجتمعت إليه عشيرته ففرقهم عن نفسه ولم يزد إسماعيل في صرفه على ما صنع من ختمه عليه وتحويله كتبه عن داره.
((الفضل بن الربيع وابن سوار))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن العباس بن ميمون قال: سمعت محمد بن عمر العنبري يقول: كتب الفضل بن الربيع إلى عبد الله بن سوار ليشترى له ضيعة فكتب إليه: أن القضاء لا يدنس بالوكالة.
156

((ولاية محمد بن عبد الله الأنصاري الثانية))
حدثني أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خالد قال: حدثنا أبو زيد؛ قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: كانت الفارعة بنت المثنى بن حارثة الشيباني عند أنس بن مالك فولدت عبد الله فولد عبد الله المثنى وبه سمى ثمامة.
أخبرني أبو حمزة أنس بن خالد الأنصاري قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت من داود بن هند كتابا فيه نحو من أربع مائة حديث فاستعاره مني رجل
فحبسه على فتركت أن أحدث منه بشيء.
أخبرنا أبو حمزة قال: حدثنا الأنصاري قال: رأيت أبا أيوب السختياني وله وفرة تضرب شحمة أذنيه ورأيت قميصه يضرب ظهر قدمه.
ولما عزل المأمون عبد الله بن سوار كتب إلى إسماعيل بن جعفر في اختيار قاض فكان يشاور في ذاك ووجه إليه العهد مكتوبا إلا اسم القاضي ترك أبيض وكان الكاتب ذلك إليه طاهر بن الحسين فقال: إن خاصة إسماعيل كتبوا إليه إن رأى طاهر في الأنصاري لا يجب أن يولى غيره حتى فلان سميت غيره ولم ينفذ لك وقيل بل فوض الأمر إليه.
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال: سمعت يزيد بن عبد الملك النميري يقول: شاورنى إسماعيل في رجل يوليه؛ فأشرت عليه بتولية أبي عاصم الضحاك بن مخلد فاعتل بعلة وقال: إن أصحابك من العرب يكرهونه لهذه العلة قلت لكني: لا أكرهه لها فمكث زمنا يشاور ثم أرسل إلى الأنصاري يوما فأتاه في نفر يسير فقال له: قد عزمت على توليتك فامتنع عليه واستعفى وشكا إليه الضعف قال: فأخرج الينا العهد مكتوبا إلا موضع اسم القاضي
157

وأمره باثبات اسمه بين يديه فأبيت فانصرف الأنصاري من عنده في جمع كثير حتى أتى منزله فقال له ابن أبي عنبسة في عزل ابن سوار وولاية الأنصاري:
((شعر لابن عنبسة في عزل سوار))
* أتانا عن البصرة المخبرون
* بما سر ذا النعل والحافيا
*
* بعزل ابن سارق عبد النبي
* وصار ابن خادمة قاضيا
*
* فلا رضى الله عن كل من
* لحاليهما لم يكن راضيا
*
* فقد سكن الناس واستوسقوا
* وأصبح أمرهم هاديا
*
* فكم للأمير من المسلمين والمسلمات بها داعيا
*
* بأن يعلى الله كعب الأمير
* ولا يزال لنا واليا
*
((القضاء في عهد المبيضة))
فكان الأنصاري قاضيا إلى أن ظهرت المبيضة في سنة تسع وتسعين ومائة فلزم الأنصاري بيته والقائم على البصرة يومئذ من قبل المبيضة العباس بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر فأكره عبيد الله بن محمد بن حفص ابن عائشة وأخرجه إلى المسجد الجامع فصلى ركعتين في مجلس القاضي ثم انصرف على أن يعود فاختفى ولم يعد ولم يحكم على البصرة حاكم حتى انقضى أمر المبيضة فعاد الأنصاري يحكم بينهم وكان في عمله الأول أحمد منه في العمل الثاني غلب عليه ابنه وموليان له وعدة من أعوانه فقال أبو الأحوص العنبري يهجوه:
* قل لأبي ريشة يا ذا الذي
* أصبح في الأحكام جوارا
*
* لو كنت ذا علم بأحكامنا
* أشبهت في الأحكام سوارا
*
158

((الأنصاري وإسماعيل بن محمد))
وكتب إلى إسماعيل بن جعفر في عزله فأرسل رسولا فقال له: إن وجدته جالسا في المسجد فأحمل القمطر على رأسه وائتني به فبلغ الأنصاري درو من قوله فبادر فدخل داره وأرسل اليه إسماعيل بن محمد بن حرب وكان على شرطه وأمره أن لا يفارقه إلا تكفلا فأبى الأنصاري أن يعطيه كفيلا فأقام معه حتى ذهب من الليل هوى ثم انصرف ابن حرب ووكل به من يحرسه في داره وأخذ جبلة بن خالد بن جبلة وكان على أصحابه مزينة فانطلق به وطلب ابنه فلم يجده وطلب صيرفيا كان خليطا لابنه كان يضع المال عنده فهرب منه وأرسل إلى ثمن لمؤنس بن عمران فأخذه وباعه وأحسبه تصدق بثمنه فزعم الأنصاري أن سبب غضب إسماعيل عليه انه كان يسأله أن يسجل له سجلا بمقام الوصي المأمون في وقوف جعفر ومحمد ابني سليمان فلم يجبه إلى ذلك قال: وغضب على أنه ذكر لي أن كتاب وقف أم أبيها بنت جعفر وكان عرض عليه وفيه أنها جعلت لإسماعيل بن محمد ستين ألف درهم وبأكثر منها في كل سنة ثم شرطت في كتابها أن لها أن تخرج من شاءت ممن سمت وتدخل من شاءت ممن لم تسم إلا إسماعيل بن جعفر فإنه ليس لها أن تخرجه ثم أعادت في كتابها هذه الشريطة فقالت: ولها أن تخرج من شاءت ممن سمت ولم تستثن إسماعيل قال الأنصاري: إنا جعلت ذلك في وقفها لتكون في أمر إسماعيل بالخيار وأن ذلك من أسباب غضب إسماعيل عليه.
((الأنصاري وابنه في أمر المبيضة))
وقال النوفلي علي بن محمد: لما قربت المبيضة من البصرة وقرب أمرها كتب الأنصاري إلى ابنه كتابا فوهمه فيه أن أمر المبيضة سيتم وأن عنده في ذلك
159

رواية وكتب اليه بشيء من شعره قال على رويتهما ولا حفظتهما إلا من كتاب الأنصاري ويسأله في كتابه أن يمهد له عند المبيضة ليقره على القضاء والشعر: -
* حتى إذا منعت سماء قطرها
* ومضى الشتاء وزال كل زوال
*
* فهناك فانظر في جمادى وقعة
* بقرى السواد تشيب كل قذال
*
((عزل الأنصاري))
يزيد الوقعة التي أوقعها أبو السرايا إبراهيم بن المسيب وكانت في جمادى بعد انقطاع من الأمطار ولما انقضى أمر المبيضة دخل الحسن بن سهل العراق وصار إلى مدينة السلام عزل الأنصاري عن القضاء وولى يحيى بن أكثم قضاء البصرة.
((الأنصاري وأموال الحشرية))
فأخبرني أبو خالد المهلبي؛ قال: حدثني أبي عن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن يزيد قال: سمعت الأنصاري يقول أيام المبيضة: أني لأحسب كل ما يصنع هؤلاء في عنق فلان قال أبو خالد: وبلغ الأنصاري أن ابن أبي عنبسة قال لما عزل عبد الله بن سوار وولى الأنصاري:
* نعب الغراب ومن ينفض رأسه
* في الحر بين مصوب ومصعد
*
* يمضى على سنن الشمال مغردا
* ويروح حين يروح غير مغرد
*
* فزجرته إن قلت يقعد عالم
* بالحكم يصرف جاهلا عن مقعد
*
* عزل ابن سارق عنز أحمد واستوى
* في مجلس الحكم ابن خادم أحمد
*
* سيان هذا وذا إن فضلا
* في العلم والتقوى وطيب المحتد
*
* لا يبعد القوم الذين تجردوا
* بعد ابن سوار لغسل المسجد
*
قال أبو خالد فضمنه الأنصاري من الأموال الحشرية ألف دينار ثم زعم قوم أنه بعث بكتاب الضمان اليه.
((الشهادة على الشهادة في حد))
أخبرني إبراهيم بن عثمان عن عباس بن ميمون قال: سمعت الأنصاري
160

يقول: قيل لسوار في أربعة شهدوا على رجل بالزنا وشهد أربعة على الأربعة فلم يدر ما يقول فقال لي: ما تقول يا أبا عبد الله؟ فقلت: حدثني زفر عن أبي حنيفة أن هذا تهاتر لا يقبل شهادة أحد منهم.
((ولاية يحيى بن أكثم قضاء البصرة))
وكان قدومه إياها يوم الأربعاء لخمس خلون من شهر رمضان سنة اثنتين ومائتين.
وكان يحيى قاهر الأمر شديد الأشراف عليه سائسا لأصحابه صارما في القضاء لا يطعن عليه فيه؛ على أنه قرف بأمور لا يعرف بها القضاة.
((أحمد بن حنبل يزكي يحيى))
أخبرني السرى بن مكرم قال: كتب المتوكل إلى أحمد بن حنبل يسأله عن رجلين أحدهما يحيى بن أكثم فكتب إليه: أما فلان فلا ولا كرامة وأما يحيى بن أكثم فقد ولى القضاء فما طعن عليه فيه.
((يحيى بن أكثم يأمر القاضي أن لا يحكم في أكثر من عشرين درهما))
وكان على البصرة حين قدمها يحيى محمد بن حرب بن قطر بن قبيصة بن المخارق الهلالي خليفة لصالح بن الرشيد فاستعمل محمد بن حرب بن علي أحكام الجامع عبد الله بن عبد الله بن أسد الكلابي فكان يحكم في الشيء من الديون ويفرض للمرأة على زوجها وما صغر قدره من الأحكام فأرسل إليه يحيى بن أكثم: لا تحكمن في أكثر من عشرين درهم فألزمك ذلك في مالك فأرسل إليه عبيد الله يخبره: أنه لا يلتفت إلى ما أرسل إليه فأمر يحيى بن أكثم من ينادى على رأسه في مقعده فشد عبد الله قمطره وأشرف إلى محمد بن حرب فأعلمه فوجد محمد بن حرب جماعة من أعوانه وأمرهم أن يأتوا بمن وجدوا من أمناء يحيى وذراعه فانتهوا إلى المسجد الجامع وقد قام يحيى فوجدوا الصلت بن مسعود القيسي وإسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد فجاءوا بهم إلى محمد بن حرب فحكوا عن إسحاق بن إسماعيل كلاما فيه بعض الغلظة ولم يحكوا عن الآخرين شيئا فلما صاروا إلى محمد سل الأعوان صلتا
161

نحو داره لجواره وقدم الآخران فشتم إسحاق وأمر به فحبس حتى كلم فيه فأطلقه وقال: لم نجد ليحيى شكرا وذلك أن أبا سلمة الداعية قدم قبل ذلك في أمر يحيى يطالبه وغيره من أهل البصرة بأموال ليحيى بن خاقان ادعى عليهم أنهم أودعوها فحبسهم أبو سلمة ليطالبهم بذلك المال وعلى البصرة يومئذ يحيى بن عبد الله أخو دينار بن عبد الله وقد كتب اليه يأمر بإنفاذ أمر أبي سلمة فاستوحش الناس لما صنع أبو سلمة وكاد أمر الصيارفة ينكشف فكلم محمد بن حرب يحيى بن عبد الله وأبو سلمة حاضر فقال: هذا الرجل قد مد يده إلى قاضي البلد ووجوه صيارفته حتى أعطب أموال الناس وودائعهم عند الصيارفة وفي هذا فساد أموال الناس ويكشف أحوالهم ولم يؤسر بهذا كله ولا يرضاه السلطان الذي فوقه ونحو من هذا الكلام فقال أبو سلمة ليحيى بن عبد الله: ألم آتك بكتاب السلطان يأمرك بإنفاذ أمري؟ قال: بلى قال: فانى آمرك بحبس هذا فقد أتلف أموال السلطان وزين لهؤلاء الخونة الخيانة وكسر ما في أيديهم فراجعه يحيى بن عبد الله وقال: إن مثل هذا لا يحبس وقدره يرتفع عما أمرت به فيه قال: أنت أعلم فاكتب بهذا فأقبل يحيى على ابن حرب فقال: يا أبا قبيصة أحب أن تتحول من مقعدك هذا إلى غيره فقام فتحول فأقبل يحيى بن عبد الله ومن يحضره فيهم محمد بن عبد الله العتبى وغيره من وجوه البصرة وقد كانوا تواطئوا قبل ذلك على الكلام مع ابن حرب ثم حبسوا فأقبلوا على أبي سلمة فقالوا: إن الذي أمرت به من حبس هذا الرجل أعظم مما يذهب اليه إن حبسه لا يسوغ لك ولا يؤمن أن ينبعث عليك منه ما تكره؛ فلم يزالوا يجيبونه ويهشونه حتى أقلع عن رأيه؛ وانصرف محمد بن حرب إلى منزله؛ وكان من أشد الناس إقبالا على أبي سلمة ونصرة ليحيى بن أكثم فلم ير جعفر بن سليمان قال قثم: فكان يحيى بن أكثم يسألني الثبوت عنده؛ وكان أبو سلمة توعده وكان يعلم مكانتى من الحسن بن سهل وكان لي هاشا مطيعا قائما؛ قال ابن حرب:
162

لم نجد ليحيى شكرا يعنى أنه جادل عنه أبا سلمة حين أمر بحبسه.
وكان يحيى بن أكثم يرمى بأمر غليظ في غير باب الحكم فأما في الحكم فهيهات أن يرام.
((حال يحيى وما أشاع الناس عنه))
أخبرني محمد بن الجهم السمرى صاحب الفراء؛ قال: كان في سنة خمس ومائتين على قضاء البصرة يحيى بن أكثم وعلى الشرطة محمد بن حرب الهلالي وعلى الصلاة عبد الله بن جعفر بن سليمان وعلى كورة حلة عمرو بن زياد الدهقان. فقال سهل بن هارون الكاتب:
* أثبنا الخمس والمائتين بالشبهات والغلط
*
* بلوطى على الأحكا
* م مأمون على الشرط
*
* وصار على صلاة القصر
* أحدب كوسج علطى
*
* وصاحب دجلة الغورا
* ء كشحان من النبط
*
وقال بعض الشعراء:
* يا ليت يحيى لم تلده أكثمه
* ولم تطأ أرض العراق قدمه
*
وأخبرني محمد بن سعد الكرانى قال: حدثني إبراهيم بن عمر بن حبيب؛ قال: دخلت بيت نخاس ببغداد أعرض جارية ومعي إنسان فمازح الجارية؛ فشتمته فقال:
* اسكتى لا تكملى
* با قبوحية الفم
*
* ليس خلق بمشتر
* يك على ذا بدرهم
*
* قد جرت سنة اللواط
* بيحيى بن أكثم
*
أخبرني أبو العيناء؛ قال: حدثني ابن الشاذكوني قال: ذكر يحيى بن أكثم عمار بن مسلم وأثنى عليه؛ فقلت: أتوثقه؟ فقال: نعم قلت: فوالله الذي لا إله إلا هو لقد سمعته يرمى حاكما من حكام المسلمين بأمر يجب عليه فيه حد من حدود الله قال: ومن ذلك الحاكم؟ قال: دع ذا عنك فقد علمت الذي أردت.
163

وأخبرني أبو العيناء قال: حدثني أبو العالية الشاعر الحسن بن مالك قال: كنت عند يحيى بن أكثم فأقبل قرص المرد بوجوه كالدنانير عليهم تلك الأسورة فقلت: والله ما رأيت المرد أكثر منهم ههنا فقال حمدان بن يحيى الباهلي: كفى بالغلاء جالبا.
وأخبرني أبو العيناء قال: حدثني ابن الشاذكوني قال: قال لي صباح بن خاقان إذا أردت أن تعرف طلبة يحيى بن أكثم فانظر خلاف نظره فان كانت طلبته يمنة نظر يسرة وإن كانت يسرة نظر يمنة.
وأخبرني عبد الله بن عمر بن أبي سعد قال: حدثني يونس بن زهير بن المسيب قال: كان ابن زيد أن الكاتب بين يدي يحيى بن أكثم يكتب فقرص خده فخجل وغضب وأحمر وجهه ورمى بالقلم فقال يحيى: خذ القلم واكتب:
* أيا قمرا جمشته فتغضبا
* فأصبح لي من تيهه متجنبا
*
* أما كنت للتجميش والعشق كارها
* فكن أبدا يا سيدي متنقها ولا تظهر الأصداغ للناس فتنة وتجعل منها فوق خديك عقربا
*
* فتقتل معشاقا وتفتن ناسكا
* وتترك قاضي القوم صبا معذبا
*
قال لي أبو خازم القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز: كان يحيى بن أكثم لا يدع العبث والنظر فأما ما وراء ذلك فلا والحمد لله لقد أخبرني بعض البصريين أن غلاما كان بالبصرة موصوفا وسماه أبو خازم فلقيه يحيى وهو يريد المسجد وبين يديه القمطر؛ فوقف معه وساءله وقال: أمالك حاجة عندنا ومضى.
((يحيى وصديق له))
أخبرني محمد بن علي بن الفرار أبو بكر وراق المخزومي قال: حدثني قاسم ابن الفضل قال: قرأت كتابا ليحيى بن أكثم بخطه إلى صديق له:
* جفوت وما فيما مضى كنت تفعل
* وأغفلت من لم تلفه عنك يغفل
*
* وعجلت قطع الوصل في ذات بيننا
* بلا حدث أو كدت في ذاك تعجل
*
* وأصبحت لولا أنني ذو تعطف
* عليك بودى صابر متحمل
*
164

* أرى جفوة أو قسوة من أخي ندى
* إلى الله فيها المشتكى والمعول
*
* فاقسم لولا أن حقك واجب
* على وأنى بالوفاء موكل
*
* لكنت عزوف النفس عن كل مدبر
* وبعض عزوف النفس عن ذاك أجمل
*
* ولكنني أرعى الحقوق وأستحى
* وأحمل من ذي الود ما ليس يحمل
*
* فإن مصاب المرء في أهل وده
* بلاء عظيم عند من كان يعقل
*
((يحيى وأعرابي))
قال أبو بكر قال ابن ابنه حسين: إن هذا الشعر ليحيى
أنشدني محمد بن الحسين؛ أعرابي قال: أنشدنا أبو نعيم الفضل بن دكين في يحيى بن أكثم: -
* لا تغتر بالدهر
* وإن كان مواتيكا
*
* كما أضحك الدهر
* كذاك الدهر يبكيكا
*
((ذكر يحيى عند المتوكل))
حدثني إبراهيم بن إسحاق الصالحي قال: لما قدم أحمد بن المعدل على المتوكل قصده يحيى بن أكثم؛ وقضيته عند المتوكل فرجع أحمد قال: ذكر ليلة يحيى ابن أكثم
بحضرة أحمد بن المعدل فقال بعض القوم: ذاك صاحب غلمان قال: فستر أحمد وجهه بثوبه وقال: سبحانك هذا بهتان عظيم.
((يحيى يذكر عند المأمون))
وذكر أبو زيد عن سعيد بن مريم قال: كنا عند المأمون فجلسنا عنده فذكر يحيى بن أكثم فقال: كأنك به قد جيء به فضرب فقلت يا أمير المؤمنين إن الذي تعرف به يحيى بن أكثم لو كان مما يعرف به القضاة من حبور أو ما يشبهه ذلك كان مقالا قد قيل مثله في القضاة فأما غير ذلك فمن الباطل والزور؛ فلما قمنا قال لي سهل بن هارون: فدتك نفسي قد بالغت في ابن عمك اليوم قال: هذا قليل لا حتى يبذل الرجل دمه.
((يحيى وقص وقف))
وذكر أبو خالد يزيد بن محمد قال: قال لي أحمد بن المعدل: سألني يحيى بن أكثم وقد قرأ وقف روح بن حاتم؛ فقال: ما يعنى روح في وقفه بقوله: ولا ليشعر
165

ببيع فإذا هو قد صحف وذهب إلى الشعر فقلت: إنما قال روح: ولا يشعر ببيع كما تشعر البدنة تشهر بذاك توسم به.
((شعر عمارة في يحيى))
وكان يحيى كثير المزاح لا يدع الهزل في مجلسه له طرائف في الهزل؛ فأنشدت لعمارة بن عقيل في يحيى بن أكثم:
* إذا كنت ترجو در مولى كلالة
* له ثروة المال والمنزل الضخم
*
* فال ترج دار الأكثمى فإنه
* كثير العقود لا عظام ولا لحم
*
* وخروعة الوادي يطول فجاءة
* وليس لها عود صليب ولا طعم
*
((يحيى وأعرابي))
قال أبو هفان: جاء أعرابي من بني تميم إلى يحيى بن أكثم فمدحه فحرمه فقال:
* قل لابن أكثم يحيى خبت من رجل
* يرى إلى أقبح الأفعال منسوبا
*
* فسقا وبخلا وأخلاقا مذممة
* إن كنت في الجنب ركابا ومركوبا
*
* لا تفخرن فلولا عظم ما اجترحت
* أيدي البرية ما أصبحت محجوبا
*
* اني لراج سريعا أن أراك به
* في الدين والمال محزونا ومسلوبا
*
فما مضى عليه شهر حتى أوقع به المتوكل.
وأنشدت لأحمد بن المعدل:
* وقالت سل المعروف يحيى بن أكثم
* فقلت سليه رب يحيى بن أكثم
*
((زهير البناني ويحيى))
أخبرني أبو مالك الأيادى؛ قال: قال لي يحيى بن أكثم في سنة أحدى وأربعين: لي خمس وسبعون سنة ومات في آخر سنة اثنتين وأربعين بالربذة.
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني محمد بن يحيى قال:
166

سمعت زهير بن نعيم البناني عابد أهل البصرة وقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن قاضينا هذا - يعنى يحيى بن أكثم - ليس يكاد يقطع أمرا فقال: لعله ثبت في أمر دينه ثم أطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال: كذب زهير كذب زهير لو ثبت في أمر دينه لحق رؤوس الجبال.
أخبرني أبو خالد المهلبي؛ قال: سأل يحيى بن أكثم رجلا عن أخبار الناس فقال: ولى بغا الكبير حرب دمشق. وجعل له أنه أمير كل موضع دخل فيه فقال: يحيى؛ ولذلك أن دخل من حيث خرج.
((إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة))
عزل المأمون يحيى بن أكثم عن قضاء البصرة وولى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.
قدم البصرة في شهر ربيع الآخر يوم الجمعة لثمان مضين منه. سنة عشر ومائتين.
((ولاء أبي حنيفة في العرب))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان؛ قال: حدثني أبو خالد الأسلمي يزيد بن يحيى قال: أخبرني هزان التيمي؛ قال: حدثني أبي؛ قال: رأيت ثابتا أبا أبي حنيفة شيخا جنديا من مولد السند نجارا قال: وهو مولى امرأة منا صحيح الولاء.
أخبرني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد. قال: حدثني إبراهيم بن المنذ الحزامي؛ قال: أبو عبد الرحمن المقبري عبد الله بن يزيد؛ قال لي أبو حنيفة: ممن أنت؟ قلت: من أهل جوجستان قال: فما عليك أن تنتمى إلى بعض هذه العرب فانى كنت رجلا من أهل الأرض فانضممت إلى هذا الحي من بكر بن وائل فوجدتهم قوم صدق.
قالوا: وكان إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة سلفيا صحيحا.
مر رجل يعلن شرب النبيذ وكان معه رجل يدعى عليا وكان كاتبه وأمينه غير أنه قد غلب عليه فقال بعض الشعراء:
167

((شاعر وإسماعيل ابن حماد))
* إذا ما قال صدقه على
* فتابعه إلى سيل دحاض
*
* فليتك يا ابن حماد مقيم
* بأرضك قاضيا أو غير قاض
*
* ويا ليت ابن أكثم كان فينا
* على ما كان فيه من عضاض
*
((القضاة لا يفتون))
أخبرنا محمد بن القاسم بن خلاد قال: لما ولى إسماعيل بن حماد قضاء البصرة فدس إليه الأنصاري إنسانا يسأله عن مسألة فقال إنما الله القاضي رجل قال لامرأته فقطع عليه إسماعيل وقال: قل للذي دسك القضاة لا تفتى.
((إسماعيل بن حماد وقضية زواج))
وأخبرني أبو مالك الإيادى؛ وقال: حدثني القاسم بن محمد الثقفي؛ قال: قال إسماعيل بن حماد: وما ورد على مثل امرأة تقدمت إلى فقالت: أيها القاضي إن عمى زوجني من هذا ولم أعلم فلما علمت رددت قال: فقلت لها: ومتى رددت؟ قالت: وقت علمت قلت لها: ومتى علمت؟ قالت: وقت رددت! فما رأيت مثلها.
((الأمناء يسمون الكمناء))
أخبرني أبو العيناء محمد بن القاسم؛ قال: كان إسماعيل بن حماد يسمى الأمناء الكمناء.
وأخبرني أبو العيناء قال: قال رجل لإسماعيل بن حماد: قد ذهب نصفك فقال: لو بقيت مني شعرة لبقى مني ما يقضى عليك.
أخبرني أبو العيناء؛ قال: وجه إسماعيل بن حماد حكما على أبي الواسع المازني فقال: يا أبا الواسع اتسع الخرق على الراقع.
((حال إسماعيل))
قال: وحدثني من سمع إسماعيل بن حماد ينشد في مجلس القضاء:
* وما نلت منها محرما غير أنها
* إذا هي بالت بلت حيث تبول
*
* إذا ذكرت جن الفؤاد بذكرها
* وظل عمود الخصيتين يحول
*
((إسماعيل بن حماد وابن صاعد
*
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال: قال لي إسماعيل ابن حماد: كان عبد المؤمن بن صاعد لي صديقا وكان يأتيني فجاء الغلام يوما فقال: عبد المؤمن بن صاعد بالباب؛ فقلت لمن عندي: الآن يتكلم في بني سوار فأذنت له فدخل فتحدث ساعة ثم قام لينصرف فلما قام على رجليه يريد
168

أن يولى قال: أصلحك الله بنو سوار فقال: قد قلت لأصحابنا إنك ستتكلم لئن بلغني أنك مررت بالدرب الذي فيه دارى لأذهبن بك إلى الحبس اذهب الآن.
((إسماعيل ويزيد بن يحيى))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني يزيد بن يحيى بن يزيد أبو خالد الأسلمي قال: دخلت على إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يوما وأنا غلام يشهد عنده بشهادة فقال لي: ألا بعد؟ قلت: ولم؟ قال: رأيتك في زقاق المحجل شاربا قلت: شبهت أصلحك الله فقال: أنا أعرف بك من ابنك فكان إذا لقيني يقول بيده متى عهدك فأقول أمس اليوم.
((مروان وآل المهلب))
أخبرني ابن أبي عثمان قال: حدثني سليمان بن منصور قال: حدثني إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: أنشدت محمد بن عباد لحماد عجرد:
* مروان بيت الشام غير مدافع
* وبيت العراقيين آل المهلب
*
((شعر ينشده إسماعيل))
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال: أنشدني إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة:
* يا ويح بيت لم يبكه أحد
* أجل ولم يفتقده مفتقد
*
* لا أم أولاده بكته ولم
* يبك عليه لفرقة ولد
*
* ولا ابن أخت بكى ولا ابن أخ
* ولا قريب رقت له كبد
*
* بل زعموا أن أهله فرحا
* لما أتاهم نعيه سجدوا
*
((إسماعيل وجعفر ابن يحيى))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن منصور قال: حدثني إسماعيل ابن حماد قال: أتيت جعفر بن يحيى بالكوفة حين خرج إلى الأنبار مع هارون فقلت له: أتيتك مودعا فقال نعم غير مودع.
((إسماعيل وجنازة امرأة))
أخبرني إبراهيم بن عثمان عن سليمان بن منصور الخزاعي؛ قال: حضر إسماعيل بن حماد جنازة امرأة من العلويين بالكوفة وهو قاضيها إذ ذاك فازدحم الناس عليها وتمسحوا بها فدنا من إسماعيل رجل فقال: أصلحك الله
169

أما ترى ما يصنع هؤلاء الجهال؟ فقال له إسماعيل: اسكت لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لعزى بهذه.
((صور إقرار))
حدثني الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثني قيس بن بصير الأسدي قال: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: قال رجل لشيخ: هذا أبي لا بل هذا؛ قال: يكون الأول أباه؛ وإن قال: هذا أخي لا بل هذا قال: يكون الأخير أخاه لأنه إنما أقر على أبيه وان قال: هذا ابني لا بل هذا قال: يكونان جميعا ابنيه
((ما ولى القضاء مثل إسماعيل ابن حماد))
أخبرني إبراهيم ابن أبي عثمان قال: حدثني العباس بن ميمون؛ قال: سمعت محمد بن عبد الله الأنصاري يقول: ما ولى القضاء من لدن عمر بن الخطاب إلى يوم الناس أعلم من إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ولو وليكم وهو صحيح لفرغ من أحكامه في سنة فقال أبو بكر الجنى: يا أبا عبد الله ولا الحسن بن أبي الحسن قال: ولا الحسن.
((إسماعيل لا يرد شهادة أهل الأهواء))
قال: وحدثني العباس بن ميمون قال: حدثني محمد بن عمر العنبري وغيره من أهل المسجد؛ قالوا: حضرنا إسماعيل بن حماد حين قدم على قضاء البصرة عند وجوه أهلها فقال له أبو عمر الخطابي: أصلح الله القاضي إن رأيت ألا تجيز شهادة أصحاب الأهواء قال: ولم؟ قال: لإحداثهم قال: فلو شهدت أهل الجمل ما كنت تجيز شهادتهم وهم يقتل بعضهم بعضا؟ قال: فأفحم والله.
قال: وحدثني العباس قال: لما عزل إسماعيل عن البصرة منعوه فقالوا: عففت عن أموالنا وعن دمائنا قال: وعن أبنائكم يعرض بيجي بن أكثم.
((عيسى بن أبان بن صدقة))
((إسماعيل وشخص وجبئت عنقه))
ولى القضاء بالبصرة في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشر ومائتين.
وكان عيسى سهلا فقيها سريع الانقاذ للأحكام وكان من أواخر قضاة البصرة أحكاما من رجل به جد شديد ربما أسرع به إلى ما لا يشبه القضاة
170

أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني أبو عبد الله الحوارى قال: كان عيسى ابن أبان قليل الكتاب عن محمد بن الحسن ولم يخبرني إنسان أنه رآه عند أبي يوسف وقيل لي إن الأحاديث التي ردها على الشافعي أخذها من كتاب سفيان بن سحبان وكان عيسى قد أمر بوجئ عنق رجل من عمال المسجد الجامع مذكور في أهله يدعى علي بن أبان الجبلي ينسب إلى جبلة بن عبد الرحمن وهو ابن عمهم فشخص إلى مدينة السلام فاستخرج كتابا إلى عبد الله بن محمد بن حفص بن عائشة فلما بلغ عبد الله بن عائشة أنه مكتوب اليه في ذلك كرهه وقال: إن جاءني الكتاب في ذلك استعفيت من النظر بينهما وعمل نسخة يستعفى فيها ويذكر أن عيسى قاض على بلدة ليس بمعروف وأنه لا يأمن من أن يعود عليه بما يكره ثم رجع عن رأيه حين جاءه الكتاب ووعد علي بن أبان النظر بينهما واتعدوا لذلك يوما معلوما؛ فأرادوا عيسى أن يتحول من مجلسه الذي كان يجلس فيه للحكم؛ فأبى أن يفعل فسئل أن يدخل المقصورة ليحول بين العوام وبينهم لكثرة الناس واجتماعهم فأبى أن يفعل فصار ابن عائشة اليه في مجلسه فجلس إلى جنبه وجلس ابن أبان بين أيديهما فسأل ابن عائشة على أن يجلسه معه فأراد ابن عائشة عيسى على ذلك فأبى فنظر بينهما على حالهما في مجلسهما فادعى على عيسى أشياء؛ منها أنه أمر بوجئ عنقه فأقر عيسى أن قد فعل وأنه استوجب الأدب عندي فأمرت بوجئ عنقه فقال ابن عائشة: فليس من تأديب للقضاة وجئ الأعناق فما كان يؤمنك أن يتلف؟ فربما غلب من ذلك بعض من يؤمن به فقال: قد كان ذلك ولم أفعله إلا عند استحقاق منه للأدب وتفرقوا ولم يلزمه ابن عائشة حكما ثم سأل على ابن عائشة العودة للنظر بينهما فأرسل ابن عائشة إلى عيسى بعده فأبى عيسى أن يفعل فقال لم تؤمر أن تجعلني خصما أناظره كلما أراد إنما أمرت بالنظر بينتا فنظرت.
((عفة عيسى))
وكان عيسى سخيا عفيفا ولى القضاء عشر سنين وكان ذا مال قبل ولايته
171

فمات وما ورث ولده شيئا وقال: لو وليت على رجل يفعل في ماله ما أفعل في مالي حجرت عليه.
((وفاة عيسى))
ومات في المحرم سنة عشرين ومائتين وصلى عليه قشم بن جعفر بن سليمان.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن عباس بن ميمون قال: سمعت هلال الرأي يقول: لقد كتب عيسى بن أبان سجلات لآل جعفر بن سليمان مواريث مناسخة وحسب حسابها وكتب ذلك في الكتب بأمر يصير به المفتى فصلا عن القضاة قال هلال: هل والله لو سكت عن ذلك التفصيل لضقت ذرعا به؛ قال عباس بن ميمون سمعت أهل المسجد والأجرياء يقولون: أحدث عيسى في القضاء شيئا لم يحدثه أحد لعلمه بحساب الدور وكان الرجل يلقى الرقعة فيخرج في يوم من الأيام ليحسب السنة إلى آخرها ثم يكتب له رقعة يتقدم في كل أسبوع في ذلك اليوم؛
فقال: ولقد كان يكتب السجل يمليه اهلاء في مجلسه فينتظم أسماء الشهور والشروط وما يحتاج اليه في نحو من عشرين حرفا.
((خبرة عيسى بتنظيم السجلات))
((عيسى متنعم))
قال عباس: وكان عيسى متنعما جدا بمليه؛ لقد رأيته يحكم في منزله بالبصرة؛ وهو على فرش طبري متساند إلى وسائد طبري وعليه قميص ورداء قصب وبين يديه الريحان.
وكان يقول: لو أن رجلا فعل في ماله ما أفعل لحجرت عليه.
((الحسن بن عبد الله بن الحسن العنبري))
((ابن أخي عبد الله بن الحسن))
ولى القضاء وجلس يوم السبت لاثنتي عشرة سنة خلت من شهر رمضان؛ سنة إحدى وعشرين ومائتين.
172

وكان صحيحا سئ الظن بالناس.
((خصال العنبري))
أخبرني أبو خالد المهلبي يزيد بن محمد قال: قال أبو صفوان القديدى نصر ابن قديد: قلت للحسن بن عبيد الله العنبري: لقد عففت قال: لا يعف رجل له في أرض العرب ثلاثمائة جريب ينفق في الشهر كذا فقلل قال: فقلت له ويح واعيتك وأنا أعرف من له في أرض العرب خمسمائة جريب يشف للقلنسوة والعد؛ وأتت العنبري خمسون ألفا أو أربعون ألفا أو نحوها لحياض وسقايات تعمل بالبصرة فلم يأمر عليها أحدا وراجع وماطل حتى بطلت.
((العنبري وشاعر))
أخبرني أبو العيناء محمد بن القاسم قال: كان الحسن بن عبد الله بن الحسن العنبري قاضيا عندنا في الفتنة وكان عابسا صامتا فتقدمت إليه جارية لبعض أهل البصرة تخاصمه في الميراث. وكانت حسنة الوجه فتبسم إليها وكلمها فقال في ذلك عبد الصمد:
* ولما سرت عنها القناع متيم
* يروح منها العنبري متيما
*
* رأى ابن عبيد الله وهو محكم
* عليها لها طرفا عليه محكما
*
* وكان قديما عابس الوجه كالحا
* فلما رأى منها السفور تبسما
*
* فان تصب قلب العنبري فقبله
* صبا باليتامى قلب يحيى بن أكثما
*
((كيف ولى العنبري القضاء))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني العباس بن ميمون قال: حدثني محمد بن عمر العنبري قال: سألت حسن بن عبد الله بن الحسن أيام ولى قضاء البصرة في خلافة المعتصم فقلت: ابن أبي دواد كان أشار بك؟ قال: لا ما كان له في ذلك أمر ولا نهى قلت: فما كان سببه؟ قال: وليت مظالم فارس
173

أيام المأمون وعلى خراجها محمد بن الجهم فظلم الناس فتظلموا إلى فنظرت في أمره وكتبت إلى المأمون فيما صح عندي وكان منقطعا إلى المعتصم في أمره فأمر المأمون بإشخاصى اليه ليشافهنى وأشخص محمد بن الجهم فلقيني المعتصم بين السترين وأنا أدخل إلى المأمون فقال: إن محمد بن الجهم منقطع إلى فأحسن فيما بينك وبينه فقلت: إن لم أسأل عنه فليس عندي في أمره إلا الصدق قال: وكأنما فقأت في وجهه حب الرمان فدخلت على المأمون فقال: ما تقول في محمد بن الجهم؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ظلم الناس وأخذ أموالهم قال: يعزل وينصف الناس منه.
قال محمد بن عمرو: فحدثني بعض من أثق به أن المعتصم قال لمحمد بن الجهم: ما منعك أن ترضى هذا الأعرابي؟ قال: ربما كنت أرضيه حملت له ثلاثمائة ألف درهم فلم يقبلها قال الحسن بن عبد الله: فلما مات عيسى بن أبان دخل ابن دؤاد على المعتصم يعزيه عليه فقال له المعتصم: التمس للبصرة رجلا قاضيا وعجل قال: ليس عندي رجل أوليه بالعجل؛ قال: فما فعل الأعرابي العنبري الذي كان على مظالم فارس؟ قال: هو عليها. قال: قد وليته قال: خار الله لأمير المؤمنين.
((صلابة العنبري في الحق))
قال محمد بن عمر: فلما صار الحسن إلى البصرة أراد ابن أبي دؤاد أن يخبره ويغمزه فكتب اليه: أن عندك صكاكا هي في ديوانك هي لقوم من أهل بغداد فاحملها مع
نفر من قبلك لتسلمها إلى قاضي بغداد يكون أهون على أهلها في التثبت فكتب جواب الكتاب: إن هذه الصكاك لقوم قبلي قد شرعوا فيها وأقاموا البينة عندي ولم أكن لأخرجها عن يدي فيبطل حق من حقوقهم فإن شئت أن تبعث أنت إلى الديوان فتأخذها كان ذلك إليك فأما أنا فلم أكن لأتقلد ذاك فغضب ابن أبي دؤاد فدخل على المعتصم فاستخرج كتابه جزما بحمل الصكاك فلما وردت الصكاك عليه بعث إلى فقهاء البصرة وفيهم هلال الرأي
174

فشاورهم؛ فقال له هلال: كأنهم عزلوك عن هذه الصكاك نفسها فوجهها إليهم فلما خرجوا قال لي: ما تقول؟ قال: قلت: عوذك الله وأهلك من رد كتب الخلفاء بما لا يستقيم خيرا قال: أجل وفقك الله اكتب يا غلام فكتب؛ ورد على كتاب أمير المؤمنين أعزه الله حزما ولم يكن القضاة يكتب إليها حزما وهذه الكتب كنت أوطئ أمير المؤمنين فيها العثرة وهي لقوم قبلي ولم أكن لأتقلد إثم ابطال حقوقهم والديوان ديوان أمير المؤمنين فإن أحب أن يرسل فيأخذها فذاك اليه فلما ورد الكتاب على ابن أبي دؤاد ظن أنه قد افترسه فادخل الكتاب إلى المعتصم فقال: كيف قد رأيت فراستي فيه؟ والله لوددت أن مكان كل شعرة منه قاض على بلد من البلدان.
((أحمد بن رباح))
((مناظرة ابن رباح للمعتزلة))
ولى البصرة بعد الحسن بن عبد الله العنبري ومات العنبري في المحرم سنة ثلاث وعشرين ومائتين ليومين مضيا منه وولى بعده أحمد بن رياح ثم ضمت اليه الصلاة والمظالم وغرف الحريم شكته المعتزلة وقد ولى غير واحد منهم الأمانة فأمر بالشخوص ليتناظر خصماه من المعتزلة فشخص وشخص معه وجوه أهل البصرة منهم أبو الربيع الزهراني وحسين بن محمد الذارع وخليفة بن خياط وغيرهم فجمع الواثق بالله بينهم وكان أحمد بن أبي دؤاد أكثرهم له خصومة ابن رياح فلم يتعلقوا عليه بشيء ولم تستبن عليه حجة فقالوا: إنه مضروب بالسياط فأمر أن ينظر اليه فقال: والله لا يوصل إلى ذلك الا على المغتسل أو كلاما نحوه.
فحدثني جعفر بن محمد بن الفرج عبد الله بن محمد بن سليمان الزينبي قال: قال الواثق لأحمد بن أبي دؤاد: يا أحمد لم تولى قضاءنا من لا يذهب مذهبنا؟ فقال له أحمد: يا أمير المؤمنين أنت تعلم أن التحقق في أمرنا لا نرى أن يكلمنا فرده قاضيا.
وشكا تحامل جعفر بن القاسم عليه فعزله ووجه معه راشد المغرانى ليكون له
175

عونا لزحاف سببا فلم يزل على القضاء إلى سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وكان في كلامه لين.
((أحمد بن رياح وشاعر))
أخبرني محمد بن يزيد المبرد أن أحمد بن رياح كان يلقب نقش الغضار في صغره فقال فيه عبد العزيز بن عبد الحميد أبو أبي حازم القاضي وكان أحد ذراع البصرة
* قل لنقش الغضار ورد البهار
* يا شبيه النسرين والجلنار
*
* قد تصرفت في القضاء علينا
* وتشبهت بالنساء الكبار
*
* أصبح الحكم يشتكى ما يلاقى
* حين يقضى على الرجال الحوارى
*
((قضية أمام ابن رياح))
أخبرني عبد الله بن أبي داود عن أحمد بن رياح قال: ما رأيت أحمق من هاشميين تقدما إلى قثم بن جعفر بن سليمان وابن أخ له فقال ابن الأخ لي: أعز الله القاضي في يد عمى هذا ستة ألف دينار لي وقد امتنع عن دفعها إلى فقلت لعمه: ما تقول؟ قال: صدق ولكن يسأله القاضي من أين له هذا المال له عندي؟ فقال: أما أنت فقد أقررت له بالمال وعليه ان سئل أن يجيب أو يمتنع فقال ابن الأخ: هو أعز الله القاضي برئ من مالي إن لم إقم عندك البينة العادلة عليه فقلت: وأنت فقد أبرأته إن لم تصح لك شهادة فقاما على غير شيء.
((إسحاق بن العباس يعزى ابن رياح))
أخبرني أبو العيناء محمد بن القاسم الضرير قال: أصيب أحمد بن أبي رياح فأتاه إسحاق بن العباس معزيا له فقال: والله أن أفقد مثله في موالى وأهلي ولكن أمر الله لا محيص عنه ولا اختصار دونه فأحسن الله لك العوض والذخر وأعظم لك المثوبة والأجر.
176

وكان أحمد عييا فقال: يا سيدي لا أعدمنيك الله فقال اسحق: والله لسوء الخلف أعظم من فقد السلف.
((ابن رياح لا يحسن رواية الحديث))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني العباس بن ميمون قال: زعم لي عمرو بن رافع قال: قدم علينا أحمد بن رياح وما يحسن قليلا ولا كثيرا فكان يأمر بالشيء اليوم ويأمر بنقضه من الغد فقلت له غير مرة فقال لي: إنه كما يجيء قال العباس: فحدثت بهذا الحديث عمرو بن يحيى أخا هلال الرأي؛ فقال لي: كنت أحاضره يوم الفقهاء فتمر المسألة فيها أحاديث مسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعرف منها واحدا فأحدثه بها فيلتفت إلى كردان فيقول: كذاك؟ يقول: نعم قال: فاضطررناه إلى طلب الحديث حتى كان يأتي أبا الوليد ومسدد فيستمع منهم وكان ذلك سببا لإدنائه علي بن المديني فكتب عنه.
((ابن رياح وهلال الرأي))
قال: قال لي هلال: قال لي أحمد بن رياح: ان مجلسك يذكر فيه عيوب القضاة قال هلال: فخفته والله وقلت: هذا مقام قد أقدم على جعفر بن القاسم فلا آمن أن يكتب إلى صاحبه فيقدم على مكروه قال: فقلت وأنت أعزك الله في علمك ينبغي أن تسمع من السعاة؟ إن الناس إذا جلسوا في مجالسهم انبسطوا وتكلموا فربما عاب الرجل أخاه وابن عمه وإنما تبلغنا النادرة والشيء عن الحاكم فنتكلم في ذلك لا أنا نقصد لأحد بعداوة.
((ابن رياح وقصة لجعفر بن القاسم))
أخبرني محمد بن زكريا العلائي؛ قال: لما قدم جعفر بن القاسم إلى راشد فجاء به إلى أحمد بن رياح وعليه ثياب السفر وهو راكب فلما صار عند دار كهمس لقيه أبو الديشى فقال: الحمد لله الذي أمكن منك يا فاسق فتناول مقرعة من بعض المغاربة وقام في الركاب وجعل يتبع أبا الديشى ثم قال: يا سبحان الله! أتفعل هذا بنا في عملكم فجار تجار يقنع أبا الديشى قال:
177

ما أنت وهو؟ وكان أول من تقدم إلى أحمد بن رياح الديشى وقد سوى سواده فشكا اليه فدعا أحمد بن رياح فقال: لم تخرج من ظلامات الناس حتى ابتدأت في ظلم رجل آخر فقال: أيها الحاكم: إنه يلقاني على حين هيجان من البلغم وطفوح من المرة وسكون من الدم يكلمني بكلام ارتفع من أسفل عروق رجلي حتى ضرب أعالي عرق وجهي فعندها قمت في الركاب ثم أومأت بيدي فما كان أكثر من سوط أو اثنين قال: ولما جئ به في ذلك اليوم أحضر أحمد بن رياح جعفر بن جعفر وجماعة من الهاشميين فجاء جعفر فجلس فنظر اليه جعفر بن جعفر وجعل يبكى فقال له عمر: ما يبكيك؟
أن الذي بدلنا بالرخاء شدة سيعقب بعد الشدة رخاء
* فيوما ترانا في الخزوز نجرها
* ويوما ترانا في الحديد عوابسا
*
قال العلائي: ونظرت إليه شد على السارية ثم حل وهو يتمثل:
* عسى الدهر والأيام أن ينصف الفتى
* فنقضي الذي أولاه في سالف الدهر
*
قال: ورأيته أطلق عنه في المربد وهو على فرس والناس يهنئونه وهو يتمثل:
* كأنما كان إذا ما انقضى
* حكم وما حل كان لم يرك
*
((ابن رياح وجعفر بن القاسم))
قال العلائي: ورأيته يوما في المسجد من ناحية جالسا وأخرج رجل من السجن يقال له الكرماني فقال له أحمد بن رياح: ما تدعى؟ قال: لست أدعى على جعفر شيئا ولكن على موسى بن شيبان خليفته ومر علي وأنا رجل من التجار فأخذ متاعي وكل شيء أملكه وضربني وحبسنى فقال: يحضر موسى ابن شيبان فوجه خلف موسى فلما جئ بموسى قال جعفر لسليمان الذي ينادى على رأس أحمد بن رياح: يا سليمان قم أحضر صاحبكم موسى بن شيبان قال: ادعى عليه الكرماني فوثب فصار قبالتهما فقال أحمد: جئت من غير أن تدعى قال فيم: أحضرت موسى قال: ادعى عليه هذا؛ قال: أما علمت أن موسى
178

كان صاحب شرطتى فان كل ما فعله فأنا فعلته لا موسى فقال أحمد للكرمانى: ما تدعى؟ قال: ومر على موسى فأخذ مالي وضربني فقال جعفر: نعم أمرت موسى قد مر عليه فأخذت معه متاع التجار وأحسنت أدبه وحبسته قال أحمد: لست أسأل عن حبسه ولا أدابه ولكن أسأل عن متاعه قال: دمرت عليه وأخذت معه متاع التجار فعرفته فعرف كل ذي حق حقه وأقام عليه بينة فدفعته إليهم أفأنت جرى للصوص؟
((يوم قضاء خاص ببني هاشم))
قال: وأمر ابن رياح أن يحضر جعفر بن القاسم كل يوم فقال له ذات يوم وقد تفرق الناس عنه وهو جالس في محفة: أيها الحاكم إنه يحضرنا رعاع من رعاع الناس وشواظ من شواظهم ومن ليست له الينا حاجة فان رأي الحاكم أن يجعل لنا في الأسبوع مجلسا أو مجلسين نحضر ويحضر خصومنا فمن ادعى حقا قمنا به أو باطلا دفعناه
فقال له: أما يشغلك مرضك عن هذا الكلام؟ فقال: أيشغلنى مرضى عن طبعي وهكذا خلقت وهكذا أحيا وهكذا أموت ثم وثب قائما وهو يقول:
((أنا ابن النبي المصطفى وابن بنته
* وجدى على والحسين مع الحسن
*
* وحمزة عمي والمفضل والدي
* وعمى وخالي جعفر ثم قد قرن
*
((إبراهيم بن محمد التيمي))
جعل أمر القضاة إلى إسحاق بن إبراهيم فأشخص من أهل البصرة نفرا منهم محمد بن عبد الله بن أبي الشوارب ويحيى بن عبد الرحمن الزهري وإبراهيم بن محمد التيمي وغيرهم يقول: أحمد ابن رياح فدعا محمد بن عبد الملك إلى القضاء وجهد به فأبى فولى إبراهيم بن محمد التيمي في شوال سنة تسع وثلاثين ومائتين
((شاعر يمدح التيمي))
قال بعض الشعراء:
* بنو تيم رأيناهم.......
* شأن من الشأن
*
179

* ففي السلم أبو بكر
* وفي الشرك ابن جدعان
*
* وقاضينا أبو اسحا
* ق ما فيهم له ثان
*
((ابن المعدل يهجو التيمي))
وقال عبد الصمد بن المعدل يهجوه:
* أبو إسحاق صاحبه معنى
* يروح ويغتدى في غير معنى
*
* وينظر في القضاء بغير علم
* وأجهل ما يكون إذا تأنى
*
وقال فيه:
* ما لقينا من أخي تيم
* ومن إرجاف قومه
*
* كلما جئناه قالوا
* شغل القاضي بصومه
*
* يجلس الخصم لدي
* ه وهو في أطيب نومه
*
((قصة يرويها التيمي))
حدثني محمد بن موسى القيسي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد التيمي قال: كنا في جنازة في بنى عقيل فحضرها شيخ كبير السن له شعر موفر فحدث بأحاديث فمنها ما حفظت قال: مر رجل بقبر فإذا قائل يقول من القبر:
* أنعم الله بالخالين عينا
* وبمسراك يا أميم الينا
*
* عجب ما عجبت من عجب الده
* ر ومغداك يا حبيب الينا
*
قال: قلت: لا أبرح حتى أعلم فصليت الغداة وأقمت حتى أصبح فإذا نفس قد طلع فسألت عنه فقال: هذه بنت صاحب القبر.
((الخلفاء ثلاثة))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن عباس بن ميمون قال: حدثني محمد بن عمر الصيرفي قال: سمعت التيمي يقول: الخلفاء ثلاثة أبو بكر وعمر والمتوكل قال: فقلت: من عمر؟ قال: عمر بن عبد العزيز فقلت: كيف تخطيت من أبي بكر إلى عمر بن عبد العزيز قال: إن أبا بكر قاتل أهل الردة وأن عمر بن عبد العزيز رد المظالم وأن المتوكل رد إلى الناس السنة وقد بلغ من ورعه أنه صيدت سمكة فلما ألقيت في النار تحركت فبعث يسأل أيحل أكلها أم لا؟
((صلاح المتوكل))
قال: وحدثني بعض مشيخة المسجد أنهم سمعوا التيمي يقول: ندمت ألا أكون قلت للمتوكل: تدعو لي فان دعاء الإمام مستجاب.
180

ولم يزل التيمي على قضاء البصرة إلى أن قتل المتوكل على الله في شوال سنة سبع وأربعين ومائتين واستخلف المنتصر بالله فأمر بالكتاب إلى إبراهيم بن محمد التيمي يمسك عن الحكم فأمسك عن الحكم حتى توفى المنتصر بالله واستخلف المستعين بالله فأمر بالكتاب إلى إبراهيم بن محمد أن يجلس للحكم فلم يزل قاضيا إلى أن توفى في العشر الأواخر من ذي الحجة سنة خمس ومائتين.
((العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب))
ولى القضاء في سنة اثنتين وخمسين ومائتين استقضاه المعتز بالله وله أخبار.
((أحمد بن وزير))
ولى القضاء في أيام المهتدى بالله في سنة خمس وخمسين ومائتين.
((أحمد بن محمد أبو سهل الرازي))
ولى القضاء في سنة ست وخمسين ومائتين استقضاه المعتمد على الله وكان رجلا هينا جميلا سريا عظيم المروءة مطعاما للطعام يبارى في اللباس والمركب والاطعام يذهب مذاهب أهل العراق ثم حفظ من الحديث قطعة صالحة توفى في سنة إحدى وثمانين ومائتين وخلف عليه نحو ثلاثين ألف دينار فتوليت أنا بيع ميراثه ومصالحته الغرماء فصالحتهم على العشر لأنه كل شيء خلف فمنهم من أخذ ومنهم من أبى أن يأخذ ومنهم من أحله مما له عليه ثم وقعت الفتنة بالبصرة ودخلها الزنج في سنة ثمان وخمسين ومائتين وخربت.
ثم خرج إليها الموفق بالله ولي العهد فعسكر في ناحيتها فاستقضى على من رجع من الناس وعلى عسكره رجلا من أهل البصرة يقال له عبد الرحمن بن محمد ويلقب بنيرج ثم توفى نيرج فاستقضى محمد بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد وكان شابا عفيفا ثريا قد كتب علما كئيرا وفهما وضم إليه
181

قضاء واسط وكور دجلة وكان يلزم الموفق بالله حيث كان فيستخلف على البصرة محمد بن أسيد رجلا من أهل البصرة.
ثم توفى محمد بن حماد في سنة ست وسبعين ومائتين فاستقضى على البصرة وسائر عمل محمد بن حماد أبو محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد وكان مقيما ببغداد واستخلف على البصرة محمد بن جعفر بن أحمد بن العباس بن عبد الله بن الهيثم بن بسام وكان فقيها ثريا عالما مفتيا وعف وحسن أثره.
ثم توفي محمد بن جعفر في سنة اثنتين وتسعين ومائتين فاستخلف يوسف بن يعقوب على قضاء البصرة إبراهيم بن المنذر بن محمد الجارودى ثم استخلف بعده أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ثم صرفه واستخلف رجلا آخر يقال له أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحر فلم يزل عليها إلى أن صرف يوسف بن يعقوب سنة ست وتسعين ومائتين في شهر ربيع الآخر فقلد قضاء البصرة أبو أمية الأحوص بن المفضل غسان بن المفضل العلائي وكان تقدم له من مدينة السلام واستخلف على البصرة رجلا يقال له سعيد بن محمد الصفار ثم صرف أبو أمية الأحوص بن المفضل عن البصرة في سنة تسع وأربعين ومائتين في ذي الحجة وكان سبب صرفه أنه كان رجلا ليس من هذا الشأن في شيء فلما ولى علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات الوزارة للمقتدر بالله عزله حرمة بينه وبينه قديمة فقلده البصرة ثم قلده واسطا وبادرانا وباتسانا ثم قلده الأهواز بأسرها وكان يعادى آل أبي الشوارب وكانوا على قضاء بغداد فلما أخذ ابن الفرات وولى محمد بن عبد الله بن يحيى بن خاقان مال إلى آل أبي الشوارب
لعداوته لابن الفرات فوشوا به إليه فصرفه وولى محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أمواله كلها وطولب الأحوص بأمواله وبأرزاقه التي ارتزقها وحبس فمات في الحبس بعد أشهر من صرفه وكان بليدا لا يحسن الفقه ولكنه قد كان كتب من الحديث شيئا وكان أبوه من أهل العلم وجده وأهل بيته.
182

ولى محمد بن عبد الله قضاء البصرة وواسط وكور دجلة وطريق الفرات إلى الرقة ومكة والمدينة قبل ذلك والأهواز وبادرايا وباكسايا وكان يخلف أباه على قضاء بغداد وسر من رأى وطريق الموصل وطريق خراسان والرادفين في سنة تسع وتسعين ومائتين في ذي الحجة وصرف عن هذه الأعمال التي وليها في صفر سنة إحدى وثلاثمائة عند قدوم أبي الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح من مكة وتقلده الوزارة فلم يبق في يديه إلا خلافة أبيه على سر من رأى وطريق الموصل وعكبرا وطريق خراسان وأن استخلف على البصرة مولى لهم يقال له: قانع ثم صرفه واستخلف رجلا يقال له: عمر بن زاذان.
183

((ذكر قضاة الكوفة))
((حين مصرها عمر بن الخطاب رحمة الله عليه))
قال أبو بكر: اختلف الناس في أول قاض على الكوفة؛ فقال الشعبي فيها حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا الحسن بن صالح عن الأشعث بن سليم عن الشعبي قال: أول من قضى بالكوفة عروة بن الجعد البارقي كذا قال: عروة بن الجعد قال أبو بكر: وهو عروة بن أبي الجعد واسمه عياض وسلمان بن ربيعة.
وأخبرني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا عبد الله بن سعد قال: حدثنا ابن إدريس عن أبيه ومالك بن معول عن الحكم قال: أول من قضى على الكوفة هو: سلمان بن ربيعة الباهلي جلس أربعين يوما لا يأتيه خصم.
وأخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل أن عثمان بن أبي شيبة حدثهم عن إسماعيل بن أبان الوراق عن القاسم بن معن عن مجالد؛ عن الشعبي قال: أول من قضى بالكوفة عبد الله بن مسعود.
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن الحسن بن محمد النخعي عن ابن الأجلح عن أبيه قال: أول من قضى بين أهل الكوفة جبر بن القشعم الكندي بالقادسية ثم قضى بينهم بالكوفة سلمان بن ربيعة.
جبر هو بن القشعم بن يزيد بن الأرقم وقال الهيثم بن عدي عن ابن عباس عن الشعبي: أن أول من قضى بالعراق سلمان بن ربيعة الباهلي شهد
184

القادسية فقضى بها ثم قضى بينهم بالمدائن قال الشعبي: ثم عزله عمر واستقضى شرحبيل بن جبر وجبر هو القشعم الكندي على المدائن ثم عزله عمر واستقضى أبا قرة الكندي وهو اسمه فاختط الناس بالكوفة وقاضيهم أبو قرة.
قال ابن الأجلح عن أبيه أول قاض جبر بن القشعم بالمدائن ثم أبو قرة واسمه سلمة بن معاوية بن وهب الكندي بالقادسية ثم سلمان بن ربيعة بالكوفة وقال عبد العزيز بن أبان: من قضى بينهم بالكوفة أبو قرة الكندي ثم سليمان ابن ربيعة.
وقال حسان الزيادي ثم استقضى عمر بن الخطاب عبد الله بن مسعود فهذا ما جاء في أول من قضى على الكوفة. قال أبو بكر:
((فأما سليمان بن ربيعة))
((سلمان لا يحسن فريضة))
قال محمد بن إشكاب: حدثنا أبو نعيم: قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مرة قال: جئ إلى سليمان بن ربيعة فسئل عن فريضة فأخطأ فيها فقال له عمرو: والقضاء فيها كذا وكذا. قرأه كتابه فرفع ذلك إلى أبي موسى فقال: يا سلمان ما كان ينبغي لك أن تغضب وقال: يا عمرو: ما كان ينبغي لك أن تشاوره في أذنه؟
وحدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مرة قال: أتى سليمان بن ربيعة في فريضة فأخطأ فيها فقال عمرو بن شرحبيل: القضاء فيها كذا وكذا فغضب سلمان فرفع إلى أبي موسى فقال: أما أنت يا سلمان فما كان ينبغي أن تغضب وأما أنت يا عمرو ما كان ينبغي لك أن تشاوره في أذنه.
حدثني علي بن مسلم الطوسي قال: حدثنا أبو أحمد الزهري قال: حدثنا سفيان عن أيوب الهجيمي عن عمه؛ قال: شهدت سلمان بن ربيعة أتى في حد فضربه ثم أضجعه فجعل يضرب ساقيه.
185

((من يضمن نفح الدابة))
حدثت عن إبراهيم بن عبد الله الهروي عن ابن أبي زائدة عن الحجاج ابن أرطأة عن القاسم؛ قال: ضرب رجل دابة رجل فنفحت رجلا فقطعت أذنه فاختصموا إلى سلمان بن ربيعة وهو على القضاء في القادسية فقضى أن الضمان على الراكب فبلغ ذلك ابن مسعود فقضى أن الضمان على الضارب لأنه إنما أصابه نفحة ضربته.
أخبرني الحارث بن محمد عن أبي نعيم عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي قال: بعث سلمان بن ربيعة على القضاء فمكث أربعين يوما أعدها يوما يوما ما يرد لي إلى أهلي إلى الظهيرة ما تقدم إليه فيه اثنان.
قال أبو بكر: قتل سلمان بن ربيعة وكان على قضاء الكوفة خمسين يوما في مجلس قضائه فلم يأته أحد.
((وأما عررة البارقي))
فإنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما حدثنا علي بن حرب عن أبي فضيل عن حصين عن الشعبي عن عروة البارقي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
وروى عن حذيفة بن اليمان ويقال: ابن الجعد وابن أبي الجعد وهو الصحيح واسمه عياض.
186

((ضمان عين الدابة))
حدثنا عبد الله ابن أيوب المخرمي؛ قال: حدثنا أسباط بن محمد؛ قال: حدثنا أشعث عن الشعبي عن شريح عن عروة البارقي قال: كتب إلى عمر وكنا نقضي في عين الدابة بالشطر كما نقضي في عين الإنسان فكتب إلى إذا أتاك كتابي هذا فاقض فيها بالربع.
وعروة البارقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا سعدان بن نصر؛ قال: حدثنا سفيان بن عينة عن شبيب بن غرقدة؛ سمع قومه يحدثون عن عروة البارقي أن النبي عليه السلام أعطاه دينارا: يشترى له شاة للأضحية فاشترى له شاتين فباع أحدهما بدينار فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم بالشاة ودينار فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في بيعه فكان لو اشترى التراب لربح فيه.
((وأما أبو قرة الكندي))
فإنه روى عن سليمان حديثا مسندا حدثنا أبو قلابة الرقاشي قال: حدثنا عبد الله بن رجاء؛ قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن ابن قرة الكندي عن سليمان قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بشيء وضعته بين يديه يعنى أنه كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة.
187

((عبد الله بن مسعود))
((مضى عليهم زمن لا يحسفون القضاء))
قال: الحارث بن أبي أسامة: حدثني قال: حدثني سعيد بن عامر عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن مجاز؛ أن عمر بن الخطاب بعث عمار بن ياسر على صلاة أهل الكوفة؛ وبعث عبد الله بن مسعود على بيت المال والقضاء.
وأخبرني أبو قلابة الرقاشي؛ قال: حدثنا أبو زيد صاحب الهروي قال: حدثنا شعبة عن الأعمش عن عثمان بن عمار عن ظهير بن حريث كذا قال شعبة قال: قال عبد الله بن مسعود: أنى علينا حين لا نقضي ولا نحسن القضاء ثم قدر الله ما ترون.
((وصية عمر لابن مسعود))
أخبرني محمد بن سعد الشامي قال: حدثنا سهل بن محمد قال: حدثنا العتبى؛ قال: حدثنا أبو إبراهيم قال: لما وجه عمر ابن مسعود على الكوفة قال: إني وجهتك معلما ليس لك سوط ولا عصا فاقتصر على كتاب الله فإنه كفاك وإياهم ولا تقبل الهدية وليست بحرام ولكني أخاف عليك القالة.
((عمر يقر فقه ابن مسعود))
وخبرني محمد بن إسماعيل بن يعقوب؛ قال: حدثني محمد بن سلام الجمحي قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا الأعمش القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه؛ قال: أتى عبد الله بن مسعود برجل من قريش وجد مع امرأة في ملحفتها ولم تقم البينة على غير ذلك فضربه عبد الله أربعين وأقامه للناس فانطلق قوم إلى عمر بن الخطاب فقالوا: فضح منا رجلا فقال عمر لعبد الله: بلغني أنك ضربت رجلا من قريش فقال: أجل أتيت به قد وجد مع امرأة في ملحفتها ولم تقم البينة على غير ذلك فضربته أربعين وعرفته للناس قال: أرأيت ذلك؟ قال: نعم قال: نعم ما رأيت قالوا جئنا نستعديه عليه فاستفتاه.
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن سلمة عن حبة العرني قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة أنتم رأس العرب وجماعتها وأنتم سهمهم الذي أرمى به إذا خشيت من ها هنا وها هنا
188

وقد بعثت إليكم عبد الله بن مسعود خيره لكم وآثرتكم به على نفسي.
((شريح بن الحرث الكندي))
قضى شريح بعد عبد الله بن مسعود.
((سبب استقصاء شريح))
وكان السبب في ذلك ما حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب بن شيخ المخرمي؛ قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا شعبة قال: سمعت سيارا قال: سمعت الشعبي: أن عمر بن الخطاب أخذ من رجل فرسا على سوم يحمل عليه رجلا فعطب الفرس فقال عمر: اجعل بيني وبينك رجلا فقال الرجل: صاحب بيني وبينك شرحا العراقي فأتيا شريحا فقال: يا أمير المؤمنين أخذته صحيحا سليما على سوم فعليك أن ترده سليما كما أخذته قال: فأعجبه ما قال ثم بعثه قاضيا ثم قال: ما وجدت في كتاب الله فالزم السنة فإن لم يك في السنة فاجتهد رأيك.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا هشيم عن زكريا عن الشعبي بنحو حديث سيار إلا أنه قال: ذكر في حديثه: إن الأعرابي قال لعمر: اجعل بيني وبينك رجلا من المسلمين شريحا العراقي قال عمر: ما أعرفه قال: أنا آتيك به قال: فجاءه فضمنه ثمن الفرس وقال: انك أخذتها على ثمن فأنت لها ضامن حتى تردها عليه قال له عمر قضيت ثمن الحق.
((نصيحة عمر لشريح))
حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب قال: حدثنا روح قال: حدثنا ابن عيينة عن أبي إسحاق عن الشعبي قال كتب عمر إلى شريح: ما في كتاب الله وقضاء النبي عليه السلام فاقض به فإذا أتاك ما ليس في كتاب الله ولم يقض به النبي عليه السلام فما قضى به أئمة العدل فأنت بالخيار ان شئت أن تجتهد رأيك وإن شئت تؤامرنى ولا أرى في مؤامرتك إياي إلا أسلم لك.
حدثنيه أبو عمرو أحمد بن حازم بن يونس الغفاري من ولد قيس بن أبي عروة قال: حدثنا قبيصة أن عقبة قال: حدثنا سفيان عن الشيباني؛ عن الشعبي عن
189

شريح كان عمر كتب إليه؛ إذا جاءك أمر فاقض فيه بما في كتاب الله فان جاءك ما ليس في كتاب الله فاقض بما سن رسول الله فان جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله فاقض بما أجمع عليه الناس فان جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يسنه رسول الله ولم يتكلم به أحد فاختر أي الأمرين شئت فان شئت فتقدم واجتهد رأيك وإن شئت فأخره ولا أرى التأخير إلا خيرا لك.
حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني قال: حدثنا أسباط قال: حدثنا النسائي عن الشعبي عن شريح قال: كتب إلى عمر: إذا أتاك قضاء فاقض بما في كتاب الله فان أتاك ما ليس في كتاب الله فاقض بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان أتاك ما ليس في سنة نبي الله فاقض بما يجتمع فيه رأي المسلمين فان أتاك ما لم يجتمع فيه رأي المسلمين فاختر إحدى اثنتين إن شئت فاجتهد رأيك وتقدم وإن شئت فتأخر وأن تأخر خير لك.
أخبرني عبد الله بن الحسن المؤدب عن النميري عن حاتم بن قبيصة المهلبي عن شيخ من كنانة قال: قال عمر لشريح حين استقضاء: لا تشار ولا تضار ولا تشتر ولا تبع ولا ترتش فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين: -
* إن القضاة إن أرادوا عدلا
* ورفعوا فوق الخصوم فضلا
*
* وزحزحوا بالعلم عنهم جهلا
* كانوا كغيث قد أصاب محلا
*
قال أبو بكر: أهل المدينة ينكرون أن عمر استقضى شريحا قالوا: والدليل على ذلك أنا لم نسمع له في أيام عثمان ذكرا وقالوا كيف: يوله على المهاجرين ولم يعرفه قط ومن الحجة عليهم أنهم يروون هم أن عمر استقضى يزيد بن أخت النمر على المهاجرين واستقضى سلمان بن ربيعة على أهل القادسية وكعب بن سور على البصرة وأبا مريم الحنفي وهؤلاء كلهم مثل شريح.
190

((كتب عمر بن الخطاب إلى شريح وروايته عن عمر رحمة الله عليه))
((من أقر بولد))
أخبرنا أبو عثمان سعدان بن نصر بن منصور البزاز قال: حدثنا أبو معاوية الضرير عن المجالد عن الشعبي عن شريح عن عمر قال: إذا أقر الرجل بولده طرفة عين فليس له أن ينفيه.
((أمر المرأة في مالها))
حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن فضيل بن معاذ عن أبي جرير عن الشعبي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى شريح: لا تجيزن لامرأة في مالها أمرا حتى يحول عليها حول عند زوجها أو تلد ولدا.
أخبرنا حميد بن الربيع قال: حدثنا هشيم. قال إسماعيل بن أبي خالد: أخبرنا عن الشعبي عن شريح قال: عهد إلى عمر بن الخطاب: لا أجيز لجارية مملكة عطية حتى تحول في بيت زوجها حولا أو تلد ولدا.
وحدثنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن أبي السفر وجابر وإسماعيل عن الشعبي عن شريح قال: قال لي عمر: لا تجز لمملكة حتى يحول عليها عند زوجها الحول أو تبلغ إنا ذلك.
قال: وأخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا زكريا عن عامر قال: عهد عمر إلى شريح مثله
((لا يرث حمل))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا محاضر قال: حدثنا مجالد عن عامر قال: كتب عمر إلى شريح لا يورث حملا.
الصغاني قال: حدثنا هاشم ويحيى بن أبي بكير قال: حدثنا شعبة عن مجالد عن الشعبي أن عمر كتب إلى شريح: لا تورث الحميل شيئا وقال يحيى إلا ببينة.
191

حدثنا حمدون بن عباد قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا أشعث بن سوار عن الشعبي كتب عمر إلى شريح لا تورث الحمل إلا ببينة وإن جاءت به في جوفها.
((ما يقرأ في الصلاة))
حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا ابن الأصفهاني قال: حدثنا أبو معاوية قال: ذكر الشيباني عن الشعبي عن شريح قال: كتب إلى عمرا قرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة وفي الأخريين بفاتحة الكتاب.
((الشفعة للجار))
حدثني أحمد قال: حدثنا مالك أبو غسان قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن حفص قال: كتب عمر إلى شريح: اقض للجار يعنى بالشفة.
حدثنيه عبد الله عن ابن عوف عن أبي النضر الدمشقي عن رشيد عن ابن لهيعة ومعاوية بن صالح عن خالد بن يزيد عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن حفص أنه سمع شريحا الكندي يقول: أمرني عمر بن الخطاب أن أقضى للجار بالشفعة.
((كتاب عمر لشريح))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن يزيد عن مجالد عن الشعبي أن عمر كتب إلى شريح: أن اقض بعين الدابة إذا فقئت بربع ثمنها ولا تجيزن لامرأة هبة شبى حتى تلد بطنا أو يحول عليها حول وهي في بيت زوجها ولا تورث حميلا.
حدثنا إسحاق بن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي أن عمر أمر شريحا أن لا يورث حميلا.
أخبرنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن شريح: أن رجلين وقعا على جارية في طهر واحد فاتت بولد فادعاه كلاهما فكتب بذلك شريح إلى عمر فكتب: إنه ابنهما يرثهما ويرثانه ولو بينا لبين لهما وللباقى منهما ولكنهما لبسا فلبس عليهما فهو للباقي منهما.
192

((ميراث المطلقة في مرض الموت))
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا يحيى معين قال: قال شعبة قال مغيرة: هذه لم أسمعها من إبراهيم؛ أخبرني بها عبيدة عن إبراهيم قال: كان هذا في الكتاب إلى شريح إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا وهو مريض إنما ترثه ما دامت في عدته.
((كتاب عمر لشريح))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن شريح قال: كتب إلى عمر: بخمس من صوافي الأمراء إن الأسنان سواء والأصابع سواء وفي عين الدابة ربع ثمنها وان الرجل يسأل عند موته عن ولده فأصدق ما يكون عند موته وجراحة الرجال والنساء سواء إلى ثلث دية الرجل.
((شيء من الربا))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا حماد عن أبي صالح عن شريح أن عمر بن الخطاب سئل عن الدرهم بالدرهمين فقال: فضل ما بينهما ربا.
((حكم الهدية))
وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أسد بن المعلى أخو بهز قال: حدثنا أبو معاذ قال: حدثنا أبو جرير عن الشعبي قال: كتب شريح إلى عمر في رجل أهدى إلى رجل هدية فماتا جميعا فكتب إليه عمر: إن كانت الهدية فضلت والمهدى إليه حي فهي لورثة المهدى له وإن لم تفضل فهي لورثة المهدى.
أخبرنا عمر بن بشر النيسابوري قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: حدثنا أشعث عن الشعبي قال: كتب عمر إلى شريح ألا يورث الحمل إلا ببينة.
((عمر والقسامة))
أخبرنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم؛ قال: حدثني عمي قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن شبرمة أن قتيلا أصيب في وادعة من همدان ولا يعلم له قاتل فكتب فيه شريح بن الحارث إلى عمر بن الخطاب فكتب
193

عمر: أن خذ من وادعة خمسين رجلا الخبر والخبر ثم استحلفهم بالله ما قتلوا ولا يعلمون له قاتلا ففعل ذلك ففعلوا فكتب إليه شريح: أنهم قد حلفوا فكتب اليه عمر: بهذا برئوا من الدم فما الذي يخرجهم من العقل؟ ضع عليهم عقله.
((ما يقرأ في الصلاة))
أخبرني محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن الشعبي عن شريح قال: كتب إلى عمر: أن أقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة وفي الأخريين بفاتحة الكتاب.
أخبرنا علي بن مسلم قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن محمد بن سالم عن الشعبي عن شريح قال: قال عمر: لو طلب مني سؤال ليس عندي لحلفت ما هو عندي.
((الولاء يجر به))
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال: حدثنا الحجاج قال: حدثني وبرة بن عبد الرحمن قال: كان شريح لا يجر بالولاء حتى حدثه الأسود بن يزيد عن عمر بن الخطاب أنه جر بالولاء فجر به.
((أخباره مع علي بن أبي طالب عليه السلام))
حدثني الحارث بن محمد التميمي قال: حدثني بشر بن عمر الزهراني قال: حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: سأل على شريحا عن رجل طلق امرأته. فحاضت في شهر ثلاثا قال: فقال: إن شهد أربعة من نسائها فقد بانت. قال على (قالون) بالرومية أصبت.
((شهادة الابن للأب لا تجوز))
حدثني علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح بن الحرث القاضي قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح قال: لما رجع على من قتال معاوية وجد درعا له افتقده بيد يهودي يبيعها فقال على: درعى لم أبع ولم أهب
194

فقال اليهودي: درعى وفي يدي فاختصما إلى شريح فقال له شريح: حين ادعى: هل لك بينة؟ قال: نعم قنبر والحسن ابني فقال شريح: شهادة الابن لا تجوز للأب قال: سبحان الله رجل من أهل الجنة.
((شهادة المولى لمن هو عنده ولا تجوز))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا مجالد عن الشعبي قال: وجد على عند ابن قفل التميمي درع رجل قتل يوم الجمل فأخذها منه فقال: إني اشتريتها من رجل بأربعة ألف درهم فاختصما إلى شريح فلما جلسا بين يديه قال علي: أني أصبت عند هذا درع رجل أصيب يوم الجمل فقال للآخر: ما تقول؟ قال: ابتعتها من رجل أصيب يوم الجمل فقال لعلى: بينتك فجاء بعبد الله بن جعفر ومولى له فشهدا فكأن شريحا لم يجز شهادة المولى على من عنده وقال: اتبع بيعك بالثمن الذي دفعت إليه وقال: في أي كتاب لله وجدت أن شهادة المولى لا تجوز.
أخبرنا أبو إبراهيم الزهري؛ قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا أحمد بن بشير قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن ابن إسحاق؛ قال: لما قدم على الكوفة اجتمع عليه أصحاب عبد الله يسألونه وعلى يجيبهم ثم سأله شريح عن مثل ما سألوه عنه وأكثر فقال له على: هل حفظت كل ما سألت عنه؟ قال: نعم قال: فأعده على فأعاده عليه فقال له على: اذهب فأنت أقضى العرب
((شهادة على لشريح))
حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا قيس عن أبي إسحاق عن هبيرة بن مريم قال: لما قدم على أتاه أهل الكوفة يسألونه قال: فجثا شريح على ركبتيه فجعل يسأل فقال له على: قم فأنك أقضى العرب أو من أقضى العرب.
((من بيده عقدة النكاح))
حدثنا محمد بن محمد المروزي قال: حدثنا حيان بن موسى قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم؛ قال: حدثنا عيسى بن عاصم. قال: سمعت شريحا يقول: قال لي علي بن أبي طالب: من الذي بيده عقدة النكاح
195

قلت الولي قال: لا بل هو الزوج.
((قضية ميراث بين علي وشريح))
أخبرني عمرو بن بشير قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: أخبرنا عبد الله قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا أوس بن ثابت عن حكم بن عقال أن شريحا أتى في امرأة تركت ابني عمها أحدهما زوجها والآخر أخوها لأمها فقال شريح: للزوج النصف؛ وللأخ من الأم ما بقي فارتفعوا إلى علي عليه السلام فقالوا: إن شريحا قال: كذا وكذا قال: ادعوا لي العبد؟ فأتاه فقال: أفي كتاب الله وجدت هذا أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: في كتاب الله قال الله * (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) * قال: أفهو هذا؟ قال علي: للزوج النصف وللأخ السدس وما بقي بينهما.
((علي يتفقد الأسواق ويراقب القصاص))
حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح قال: حدثني أبي عن أبيه عن ميسرة عن شريح قال: مررت مع علي بن أبي طالب عليه السلام في سوق الكوفة وفي يده الدرة وهو يقول: يا معشر التجار خذوا الحق وأعطوا الحق تسلموا لا تمنعوا قليل الربح فتحرموا كثيرا. حتى انتهى إلى قاص يقص ونحن حديثو عهد برسول الله صلى الله عليه وسلم أما أني أسألك عن مسألتين إن خرجت منهما وإلا أوجعتك ضربا قال: فاسأل يا أمير المؤمنين قال: ما ثبات الايمان وزواله؟ قال: ثبات الايمان الورع وزواله الطمع قال: قص فمثلك يقص.
((كلمة علي وقد زار المقابر))
حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية. قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح قال: مررت مع علي بن أبي طالب على المقابر فقال: يا أهل المقابر أما الديار فقد سكنت وأما الأموال فقد اقتسمت وأما الذراري فقد نسكحت هذا خبر ما عندنا هاتوا خبر ما عندكم ثم التفت إلى فقال: لو أذن لهم في الجواب لقالوا: تزودوا فان خير الزاد التقوى.
196

((قضية خنثى مشكل يقضي فيها على بعد قضاء شريح))
حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح: قال: تقدمت إلى شريح امرأة فقالت: أيها القاضي أنى جئتك مخاصمة فقال لها: وأين خصمك؟ قالت: أنت خصمي فأخلى المجلس قال لها تكلمي قالت: إني امرأة لي إحليل ولي فرج قال: قد كان لأمير المؤمنين في هذا قضية ورث من حيث
يجيء البول قالت: إنه يجيء منهما جميعا قال فانظري من أين يسبق قالت ليس شيء منهما يسبق صاحبه إنما يجيئان في وقت وينقطعان في وقت قال: إنك لتخبرينى بعجيب قالت: وأخبرك بأعجب من ذلك تزوجني ابن عم لي فأخذ مني خادما فوطئتها فأولجتها وإنما جئتك لما ولد لي لتفرق بيني وبين زوجي فقام من مجلس القضاء فدخل علي عليه السلام فأخبره فقال علي: على بالمرأة فأدخلت فقال: أحق ما يقول القاضي؟ قالت: هو كما قال: قال فدعا بزوجها فقال: هذه امرأتك وابنة عمك؟ قال: نعم قال: فعلمت ما كان؟ قال: نعم قال: أخدمتها خادما فوطئتها فأولدتها ثم وطئتها أنت بعد؟ قال: نعم قال: لأنت أحسن من خاصي أسد علي بدينار الخادم وامرأتين فجئ بهم فقال: خذوا هذه المرأة إن كانت امرأة فادخلوها بيتا وألبسوها ثيابا وعدوا أضلاع جنبيها ففعلوا فقال: عدد الجنب الأيمن أحد عشر وعدد الأيسر اثنا عشر؛ فقال علي: الله أكبر فأمر لها برداء وحذاء وألحقها بالرجال. فقال زوجها: يا أمير المؤمنين زوجتي وابنة عمي فرقت بيني وبينها فألحقتها بالرجال؛ عمن أخذت هذه القصة؟ قال: إني أخذتها عن أبي آدم صلى الله عليه وسلم. إن الله عز وجل خلق حواء ضلع من أضلاع آدم فأضلاع الرجال أقل من أضلاع النساء بضلع ثم أمر بهم فأخرجوا.
((على وسائل في المسجد))
أخبرني الرمادي أبو بكر أحمد بن منصور؛ قال: حدثنا علي بن عبد الله الشريحى من ولد شريح القاضي وهو الذي كتبت أنا عنه قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح قال: كنت مع علي بن أبي طالب
197

في المسجد جالسا فجاء رجل فشكا إليه الحاجة وكثرة العيال فقال: يا عبد الله أما كان من رقعة تستر بها وجهك؟
حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا علي ابن القاسم الكندي قال: حدثني عبد الجبار الهمداني عن أبي إسحاق الهمداني عن هبيرة بن مريم قال: لما قدم على الكوفة جاءه فقهاء الناس وجاءه شريح فجثا على ركبتيه فجعل يقول: ما القول في كذا وكذا؟ فجعل على يجيبه فقال علي: هذا أقضى العرب.
أخبرني جعفر بن محمد عن أبي يسار وابن البيتى عن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن هبيرة.
((نسب شريح وسنه))
وهو شريح بن الحارث ويقال: شريح بن عبد الله ويقال: شريح بن شراحيل وقالوا: شريح بن هانى وليس هذا شريح بن هانى الحارثي. كذا روى سعيد بن محمد الوراق عن مجالد عن الشعبي قال: قرأت عند شريح من عبد الله أمير المؤمنين إلى شريح بن هانى إلا أن رجلا من ولده أملى علي قال: أنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرايش ويقال ليس بالكوفة من بني الرائش غيره ويقال إنهم من أبناء فارس الذين وجههم كسرى إلى بلاد اليمن في محاربة الحبشة.
أخبرني الحارث بن محمد عن ابن سعيد عن هشام بن محمد بن السائب قال: شريح القاضي بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش ابن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرضع بن كندة وليس بالكوفة من بني الرئش غيرهم وسائرهم بهجر وحضرموت لم يقدم الكوفة غير شريح.
198

وأخبرني أحمد بن عمرو بن بكير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الهيثم بن عدي عن ابن أبي ليلى أن خاتم شريح كان فيه شريح بن الحارث.
وأخبرني أبو حيان عن أيوب بن جابر عن أبي حصين قال: كان شريح إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: ممن أنعم الله عليه بالاسلام عديد كندة.
وحدثنا عبد الله بن محمد الحنفي قال: حدثنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان عن أبي السفر عن الشعبي قال: جاء أعرابي إلى شريح فقال: ممن أنت قال: من أنعم الله عليهم وعدادى كندة ويقال: إنه إنما خرج إلى المدينة أن أمه تزوجت بعد أبيه من ذلك فخرج.
أخبرني عبد الله بن خلف قال: محمد بن إسماعيل قال: حدثنا المحاربي قال: زعم أشعب بن سوار أن شريحا مات وهو ابن مائة وعشرة سنين.
حدثنيه علي بن الحسن بن عدوية الخراز قال: قال حدثني أبو الحور الأحول جعفر بن أبي سلم قال: مات شريح وهو ابن مائة وعشرين سنة. وهكذا رواه إبراهيم الزهري عن أبي سعيد الجعفي.
وأخبرني الحارث بن محمد عن محمد بن سعد عن أبي نعيم قال: بلغ شريح مائة وثمان سنين.
أخبرني الحارث بن محمد عن سند عن محمد بن عمر عن أبن أبي سمرة عن عيسى عن الشعبي قال: توفى شريح سنة ثمانين أو تسع وسبعين قال أبو نعيم: سنة ست وسبعين وقال غيره: سنة ثمان وسبعين.
أخبرنا الكرانى عن سهل عن الأصمعي قال: ولد لشريح وهو ابن مائة سنة وقال أبو إبراهيم وغيره سنة ست وثمانين وقال: حدثني يوسف بن عدي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال: ترك شريح الرزق في آخر عمره وكان يشرك له في الشيء.
وأخبرني جعفر بن حسن عن أحمد بن سنان عن إسماعيل بن أبان
199

قال: سمعت علي بن صالح قال: قيل لشريح: كيف أصبحت يا أبا أمية؟ قال: أصبحت ابن ست ومائة سنة قضيت منها ستين سنة.
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني عمر بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن برد بن أبي زياد قال: رأيت شريحا كأنه يتشبب له طاقات في لحيته.
((ما روى عن شريح القاضي من المسند))
حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح بن الحارث القاضي قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح قال: لما توجه علي عليه السلام إلى
قتال معاوية افتقد درعا له فلما رجع وجدها في يد يهودي يبيعها بسوق الكوفة فقال: يا يهودي الدرع درعي لم أهب ولم أبع فقال اليهودي: درعي وفي يدي فقال بيني وبينك القاضي قال: فأتياني فقعد على إلى جنبي واليهودي بين يدي وقال: لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اصغروا بهم كما أصغر الله بهم ثم قال: هذه الدرع درعى لم أبع ولم أهب فقال لليهودي: ما تقول؟ قال: درعي وفي يدي وقال شريح: يا أمير المؤمنين هل من بينة؟ قال: نعم الحسن ابني وقنبر يشهدان أن الدرع ردعي قال شريح: يا أمير المؤمنين شهادة الابن للأب لا تجوز فقال على: سبحان الله! رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل أهل الجنة فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه وقاضيه يقضى عليه أشهد أن هذا الدين على الحق وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين سقطت معك ليلا وتوجه مع علي يقاتل معه بالنهروان فقتل.
200

حدثنيه سعيد بن أحمد أبو عثمان القارئ قال: حدثنا جعفر بن محمد بن إسحاق بن يوسف الأزرق قال: حدثنا حكيم بن حزام عن الأعمش عن إبراهيم عن شريح عن علي نحوه.
((مهور النساء))
حدثنا محمد بن إبراهيم مربع قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا القاسم بن مالك المزنى عن أشعث عن الشعبي عن شريح عن عمر قال: لا تغالوا بصدقات النساء فإنها لو كانت مكرمة عند الله أو تقوى كان أحقكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما أصدق رسول الله أحدا من نسائه ولا أصدق أحد من بناته أكثر من اثني عشر أوقية.
((أصحاب الأهواء))
وحدثنا محمد بن إبراهيم مربع قال: حدثنا محمد بن مصفى قال: حدثنا بقية ابن الوليد عن شعبة عن مجالد عن الشعبي عن شريح عن عمر أن النبي عليه السلام قال لعائشة: إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة؛ يا عائشة. إن لصاحب ذنب توبة غير أصحاب الأهواء والبدع ليس لهم من توبة أنا منهم برئ.
حدثني محمد بن حماد بن سفيان القاضي قال: حدثنا الربيع سليمان الجيزي قال: حدثنا أصبغ قال: حدثنا علي بن عابس عن أشعب عن محمد ابن سيرين عن شريح قال: باع ابن مسعود من أشعث بن قيس رقيقا فقال عبد الله بن مسعود: إني سأقضي فيها ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا اختلف البيعان والبيع قائم بعينه فالقول ما قال البائع أو يترادان البيع
201

حدثني محمد بن محمد قال: حدثني أحمد بن الحسن السكرى قال: حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا علي بن عابس عن أشعب ابن سوار عن محمد بن سيرين عن شريح القاضي عن عبد الله بن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اختلف البيعان فالقول ما قال البائع.
حدثني محمد بن عبد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن جابر عن يزيد بن مرة الجعفي عن شريح العراقي عن عائشة قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع شيئا من الوتر إلا أن يستاك ويصلى ركعتين خفيفتين.
حدثناه عباس بن محمد الدوري قال: حدثنا ابن الأصبهاني قال: حدثنا أبو نملة عن أبي حمزة عن جابر عن يزيد بن مرة عن شريح العراقي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: أخبرنا شعبة عن أبي وائل عن شريح قال: حدثني رجل من أصحاب النبي عليه السلام قبل أن تلطخ الأحاديث أن الله عز وجل يقول: قم إلى أمش إليك
202

وامش إلى أهرول إليك.
((المتقرب إلى الله))
حدثناه أبو سعيد حمد بن محمد بن يحيى سعيد القطان قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا جرير بن حازم عن واصل عن أبي وائل عن شريح قال: حدثني رجل من أصحاب النبي عليه السلام قبل أن تلطخ الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عز وجل يقول: يا ابن آدم قم إلى أمش إليك وامش إلي أهرول إليك.
((الواجب في عين الدابة))
حدثنا مربع محمد بن إبراهيم قال: حدثنا معاوية بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير قال: حدثنا سلام أبو المنذر القارى قال: حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن عبد الواحد الشيباني عن خلاس بن عمرو قال: كتب شريح إلى هشام بن هبيرة أشهد أن فلان ابن فلان الهاشمي يعنى عليا حدثني أن عمر ابن الخطاب فضى في عين الدابة بربع ثمنها.
((الجر بالولاء))
حدثنا عباس بن محمد قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا عبد الواحد يعنى ابن زياد قال: حدثنا الحجاج قال: حدثني وبرة بن عبد الرحمن قال: كان شريح لا يجر بالولاء فجر به.
203

((التحريم بالرضاع))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا عبد الله بن بكر قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: كتبنا إلى إبراهيم نسأله عن الرضاع ونحن لا ندري ألنخعى هو أو التيمي؟ فقال مطر: هو النخعي قال: فكتب إلينا إنه سمع شريحا يحدث أن عليا وابن مسعود قالا: يحرم قليله وكثيره.
((جراحة الرجال والنساء))
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن شريح قال: أخبرني عبد الكريم ابن مروان عن قبيصة بن ذويب عن زيد بن ثابت أنه قال في جراحات الرجال والنساء: يستويان إلى الثلث ثم هن إلى النصف.
((أخبار شريح ونوادره وشعره))
حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال: حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب بن محمد قال: كان محمد شاعرا وكان قائفا وكان كوسجا.
((صفات شريح))
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش قال: قال إبراهيم: كان شريح شاعرا معجبا.
أخبرني أحمد بن زهير أنه رأى في كتاب أحمد بن المديني قال يحيى بن سعيد: قال رجل لأم داود الوانسية: أكان شريح يخضب لحيته؟ قال: قالت أكانت أمك تخضب؟ أي شريحا كان يخضب.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني عثمان بن محمد قال: حدثنا جرير عن برد بن أبي زياد أخي يزيد قال: رأيت شريحا كأنه يتشبب له طاقات في لحيته.
204

((شعر لشريح))
حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد وإسحاق بن إبراهيم بن سفيان قالا: حدثنا محمد بن حسان السمتى قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدثنا مجالد عن الشعبي. قال: كان شريح يقول الشعر ومن قوله: -
* تضوبن واستصعدن حتى كأنما
* يطأن برضراض الحصى جاحم الجمر
*
الأبيات فيما أخبرني عبد الله بن الحسين النميري عن ابن عائشة: -
* ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت
* مروته يفدى حبيب بنى فهر
*
* همام يقود الخيل حتى يزيرها
* حياض المنايا لا تبيت على وتر
*
* تهبطن واستبعدن حتى كأنما
* بطأن برضراض الحصى جاحم الجمر
*
فزعم ابن الكلبي عن أبيه أن شريحا قال هذه الأبيات: لما بعث معاوية حبيب بن سلكة الفهري لنصرة عثمان فلم يدركه حتى قتل.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي أن شريحا قال: -
* تصوبن واستصعدن حتى كأنما
* يطأن برضراض الحصى جاحم الجمر
*
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد قال: قال شريح يوما: -
* وزوجين من سبى رأيت تناتجا
* بزوج عقيم فهو صنف سواهما
*
حدثنا عبد الله بن عمرو وإسحاق بن إبراهيم قالا: حدثنا محمد بن حسان السمتى. قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي قال: من قول شريح: -
* رأيت رجالا يضربون نساءهم
* فشلت يميني يوم أضرب زينبا
*
وسبب قوله هذا البيت ما حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا صلت بن مسعود قال: حدثنا سفيان بن موسى الحرمى قال: حدثني
205

سيار أبو الحكم عن الشعبي عن شريح قال: تزوجت امرأة من بني تميم بكرا يقال: لها زينب فلما تزوجتها أسقط في يدي فقلت: جفاء بني تميم وأكباد الحمر؛ فلما كان ليلة البناء فقمت إلى المحراب لأصلى ركعتين فنظرت في أقفاي فقلت: إحدى الدواهي فصليت ركعتين فلما سلمت استقبلني ولائدها بملحفة تكاد تقوم قياما من الصبغ فلبستها ثم جلست إلى جنبها فمددت يدي إليها فحمدت الله وأثنت عليه وشهدت بشهادة الحق ثم قالت: أما بعد فإنه كان في قومك منا كح وكان في قومي مثل ذلك وإنك نكحتني بأمانة الله يقول الله عز وجل (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) أحب أن تخبرني بكل شيء تحبه فأتبعه) وبكل شيء تكرهه فأجتنبه أقول قولي هذا ويغفر الله لي ولك فحمدت الله وأثنيت عليه وشهدت شهادة الحق ثم قلت: أما بعد فإنك قد تكلمت بكلام إن تتمى عليه يكن حظا لك ونصيبا وإلا تتمى عليه يكن عليك حجة نحن جميعا فلا نفترق ما سمعت من حسنة فأفشيها وما سمعت من سيئة فادفنيها أقول قولي هذا ويغفر الله لي ولك ثم مددت يدي إليها فقالت: على رسلك أخرى لم أذكرها في خطبتي ولم أسمعك ذكرتها هل تحب زيارة الأهل؟ فقلت ما أحب أن تملنى أختانى فأرسلت إلى أمها عزمت عليك لا تأتيني إلى رأس الحول من هذه الليلة قال: فبينا أنا ذات يوم راجعا من عند الأمير إذا أنا بامرأة إلى جنبها تأمر وتنهى قلت: من هذه؟ قالت: أمي والله ما علمت أن لها أما حتى قمت في مقامي هذا قالت: كيف رأيت أهلك؟ قلت: قد أحسنتم الأدب وكفيتم الرياضة فبارك الله عليكم قالت: وأنت: إن رأيت منها شيء فعليك بالسوط.
((شر النساء))
حدثنا أبو بكر الرمادي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا عبد الله ابن يونس الثقفي عن سنان بن الحكم قال: تزوج شريح امرأة وقال في آخره وعليك بالسوط فإن شر من أدخل الرجل الورهاء المحمقة لم يذكر الرمادي
206

الشعبي في حديثه.
حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا أبو عوانة قال حدثنا أبو ثلج قال: حدثني رجل من أشجع عن شريح قال: قال شريح لاخ له في الله: أتدلنى على المرأة أتزوجها؟ قال: نعم أخت لي في الله فإن كان لها بنت فقد رضيتها لك قال: فانطلق فانطلقنا حتى دخلنا عليها قالت: مرحبا بأخي قال: رحبت عليك ثم قال لها: هل لك بنت؟ قالت. نعم قال أما والله لا أبالي أي بنت كانت إذا ربيتها أنت قالت. هي بنت خرجت من بطني وأدبتها فقال شريح أنكحتنيها؟ وقال صاحبه أنكحته فأرسلت مكانها إلى الناس فجاءوا فأنكحته فلما كانت ليلة البناء قالت لابنها: سر مع أختك حيث تراها حيث بلغت الدار فلا ترجع عودك إلى بدئك ولكن استقم كأنك عابر سبيل فإنه قبيح بالرجل أن يزف أخته فلما دخلت على قمت فصليت ركعتين ثم ذكر نحو حديث يسار أبي الحكم وزاد فيه فجاء بها أمها فحمدت العجوز الله وأثنت عليه ثم قالت: أنه ليس من امرأة إلا ولها خناقان متى ما يسترخى أحدهما يحدث خلقا غير خلقه فان رآبك من هذه الجارية شيء فأوجع قرينها بالسوط قال: بارك الله ما الخناقان؟ قالت. إذا مكثت عند زوجها سنة اعتادت خلقا غير خلقها فإذا ولدت قال: من أنت يرحمك الله؟. قالت: أنا أمها قال: بارك الله فيك وفي بنتك ألا زرتينا قالت: الشرط الأول.
((قصة لشريح مع معلم ولده))
حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة أنه اتخذ ابنا له فبعث في طلبه فأتى به الرسول فقال: أين أصبته؟ قال. يهارش بالكلاب فقال: خذ بيده واذهب به إلى المعلم وقل له: -
* ترك الصلاة لأكلب يسعى بها
* طلب الهراش مع الغواة النحس
*
207

* فإذا أتاك فعضه بملامة
* وعظه عظة الأديب الاكيس
*
* وإذا هجمت بضربة فبدره
* وإذا ضربت بها ثلاثا فاحبس
*
* فلتأتينك عامدا بصحيفة
* نكداء مثل صحيفة المتلمس
*
* واعلم بأنك ما فعلت فنفسه
* مهما بجرعنا أعز الأنفس
*
وأخبرني غيره أن شريحا كتب بهذه الأبيات مع الصبي إلى المعلم فضربه المعلم شيئا فقال له شريح: كم فعلت؟ فقال: ثلاث لأمرك وثلاث لحمله صحيفة لا يدرى ما فيها.
حدثنا علي بن عبد الله الشريحى قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح قال تقدمت اليه امرأة معها ابن لها بعد موت الأب وتزويج الأم وقالت:
* أبا مية أتيناك
* وأنت المرء يأتيه
*
* أتاك ابني وأماه
* وكلتانا تفديه
*
* غلام هالك الوال
* د أرجو أن أربيه
*
* تزوجت فهاتيه
* ولا يذهب بك التيه
*
* فلو كنت تأيمت
* له نازعتها فيه
*
* ألا أيها الحاك
* م هذى قصتي فيه
*
فقالت الأم:
* ألا أيها الحاكم
* قد قالت لك الجدة
*
208

* مقالا فاستمع منى
* ولا ترهقني رده
*
* غلام هالك الوالد يتيم ضائع الوحدة
*
* تزوجت رجاء الخير من يحسن لي رفده
*
* فكيف الصبر عن ابني
* وكبدى حملت كبده
*
فقال شريح:
* قد سمع الحاكم ما قد قلتما
* ثم قضى بينكما ثم فصل
*
* وبقضاء جائز بينكما
* إن على الحاكم جهدا إن عقل
*
* أيتها الجدة بيني بالصبي
* ثم خذي ابنك من ذات العلل
*
* فإنها لو صبرت كان لها
* من بعد دعواها يمين البدل
*
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا أبو عوانة عن أشعث بن سليمان: أن جده وأمه اختصما إلى شريح في صبي فقالت الجدة:
* أبامية أتيناك
* وأنت المرء نأتيه
*
* أتاك ابني وأماه
* وكلتانا تفديه
*
* فلو كنت تأيمت
* لما نازعتك فيه
*
* تزوجت فهاتيه
* ولا يذهب به التيه
*
* ألا يا أيها القاضي
* هذي قصتي فيه
*
فقالت الأم:
* ألا يا أيها القاضي
* قد قالت لك الجدة
*
* مقالا فاستمع منى
* ولا تنظرني رده
*
209

* أعزى النفس عن ابني
* وكبدى حملت كبده
*
* فلما كان في حجري
* يتيما ضائعا وحده
*
* تزوجت رجاء الخير
* من يكلف لي رفده
*
* ومن يظهر لي الود
* ومن يكفيني فقده
*
فقال شريح:
* قد سمع الحاكم ما قد قلتما
* ثم قضى بينكما ثم فصل
*
* هذا قضاء جائز بينكما
* إن على القاضي لجهدا إن عقل
*
* فقال للجدة بيني بالصبي
* ثم خذي ابنك من ذات العلل
*
* فإنها لو صبرت كان لها
* من قبل دعواه يتبعها البدل
*
((شريح والشعر))
حدثنا عبد الله بن خلف بن عبد الله؛ قال: حدثنا صلت بن مسعود؛ قال: حدثنا محمد بن الحسن الهمداني قال: حدثنا مجالد عن الشعبي؛ قال: كان شريح ربما سئل عن الشعر فقال يوما:
* أبر على الدنيا الملامة إنه
* حريص على استخلاصها من يلومها
*
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي؛ قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: كان شريح يقرأ: بل عجبت ويسخرون وإنما يعجب من لا يعلم فبلغ ذلك إبراهيم فقال: إن شريحا كان شاعرا معجبا أهو كان أعلم أم عبد الله؟ كان عبد الله: يقرأ بل عجبت ويسخرون.
210

((كان شريح قائفا))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا محمد بن منيب العدنى قال: حدثنا السرى بن يحيى عن محمد بن سيرين قال كان شريح قائفا قاضيا شاعرا.
قال: حدثنا عباس؛ قال: حدثنا كثير بن هشام؛ قال: حدثنا جعفر بن برقان: قال: سمعت ميمونا يقول: قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزبير ما سألت فيها ولا أخبرت وقال جعفر: وبلغنى أنه كان يقول. وأنا أخاف إلا أن أكون نجوت.
((نصيحة شريح لمن يدعو
*
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود؛ قال: رأى شريح رجلا شاخصا بصره فقال: إنك لن تراه ولن تناله ادع هكذا وأشار بأصبعه المسبحة.
((حظ المقرض))
قال أبو بكر في كتابي عن جعفر بن عون عن مسعر عن علي ابن الأقمر عن شريح؛ قال: ما اقترض رجل إلا كان المقرض أعظم أجرا من المقترض وإن أحسن القضاء.
((ما يعنى هياج الريح))
أخبرنا الرمادي؛ قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشعث قال: حدثنا يعقوب وهو القمي قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس عن سعيد
211

ابن جبير عن شريح؛ قال: قال شريح: ما هاجت ريح قط إلا بسقم صحيح أو بشفاء سقيم.
((إحرام شريح))
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن منصور قال: كان شريح إذا أحرم كأنه حية صماء
((شريح في السوق))
حدثنا حمدان بن علي الوراق قال: حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا قال: حدثنا محمد بن أبي إسماعيل عن تميم ابن مسلمة قال: كان شريح إذا دخل السوق يقوم عند درج المسجد فيقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثم ينصرف.
((رأي شريح في قضائه))
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي.
قال: حدثنا أبي؛ قال: كان شريح يطوف فجاء إليه رجل فقال: كيف القضاء في كذا وكذا؟ قال: كذا وكذا فورب هذه البنية لقد قضيت على بخلاف هذا! قال: فانتزع يده من يده وقال: لئن رأيت أنى لا أخطئ لبئس ما رأيت:
قال أبو جعفر: قيل لمحمد بن عبيد وأدرك أبوك شريحا؟ قال: ينبغي.
((كان شريح يشرب الطلاء))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: سمعت الأعمش عن الحكم عن شريح أنه كان يشرب الطلاء الشديد يعنى المنصف.
212

((أشياخ يجالسون شريحا على القضاء))
حدثني عبد الله؛ قال: حدثنا سويد؛ قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن ابن أبي خالد؛ قال: رأيت شريحا وعنده أبو عمرو الشيباني وأشياخ نحوه يجالسونه على القضاء
((شريح يزوج مسروقا))
حدثني عبد الله؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا معاوية بن هشام؛ قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي هند؛ أن شريحا زوج مسروقا ولم يخطب.
((شريح يأكل وهو متكئ))
حدثني الصغاني؛ قال: حدثنا عمرو بن محمد؛ قال: حدثنا زيد؛ قال: حدثني حماد بن سلمة؛ عن ليث؛ قال: أخبرني من رأى شريحا يأكل وهو متكئ
((شريح ينهى عن اللعب يوم العيد))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني ابن يمين؛ قال: حدثنا حفص ووكيع عن الأعمش عن شريح أنه مر على قوم يلعبون يوم عيد؛ فقال: ما بهذا أمر الفارغ.
حدثني عبد الله قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا داود الحشك؛ قال: سمعت شريحا يقول: طينة خير من طينة
((قضاء وشريح))
حدثنا إسحاق بن حسن بن ميمون؛ قال: حدثنا أبو حذيفة؛ قال: حدثنا سفيان عن الشيباني عن الشعبي؛ قال: قضى شريح على رجل بقضاء فأتاه وهو يطوف البيت فقال: غير ما قضى قال: إنك قضيت
213

بغير هذا؛ قال: ما أستطيع أن أشق الشعرة بشعرتين.
((شريح يطلب الأثر))
حدثني محمد بن ماهان السمسار ربيعة؛ قال: حدثني عمير بن إبراهيم العابد أبو يحيى؛ قال: حدثنا عبد الله بن داود عن إسحاق بن عيسى الطباع؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن شريح قال: إنما أفتقر الأثر فما وجدت قد سبقكم حدثتكم.
((شريح والضحاك ابن قيس))
حدثني أحمد بن عمر بن بكير بن ماهان قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا الهيثم بن عدي؛ قال: حدثني شيخ من كندة عند ابن أبي ليلى؛ قال: حدثني أبي؛ قال: شهدت شريحا ودخل على الضحاك بن قيس الفهري؛ قال: وكان ابن عباس يقول: لم يل العراق أحد إلا بنى في هذا القصر بناء يعرف به وينسب إليه فبنى الخورنق الضحاك الذي كان يحبس فيه عيسى بن موسى فدخل شريح على الضحاك فقال: يا شريح هل رأيت بناء قط أحسن من هذا؟ قال: نعم قد رأيت ما هو أحسن من هذا؛ قال: كذبت والله يا شريح؛ قال شريح: سبحان الله! وأين السماء وما بناها؛ قال: أقسم بالله لتسبن أبا تراب - علي بن أبي طالب؛ قال: أقسم بالله لا أفعل؛ قال: لم؟ قال
: لأنا لا نسب أموات قريش ولا نعصى أحياها؛ قال: جزاك الله خيرا.
((شريح ورجل من بارق))
حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب؛ قال: حدثنا روح بن عبادة؛ قال: حدثنا هشام عن محمد؛ أن رجلا من بارق قال لشريح: أكل الناس قضيت له قضية وهذا البارقي يحوم؟ فقال له شريح: فلعلك تارك للحق ساخط مظلوم.
214

((شريح يرد مع الهدية شيئا))
حدثني محمد بن الجهم السمرى؛ قال: حدثنا خالد بن يزيد الطبيب؛ قال: حدثنا إسرائيل عن ليث عن شريح؛ قال: ما جاءته هدية إلا رد معها شيئا.
وحدثني عبد الله قال: حدثني أبو حميد الحمصي؛ قال: حدثنا معاوية بن حفص؛ قال: حدثنا قيس عن ليث عن مجاهد؛ قال: كان شريح يقبل الهدية ويثيب عليها.
حدثني عبد الله بن أحمد؛ قال: حدثنا أبي؛ قال: حدثنا أسود ابن عامر؛ عن شريك عن ليث عن مجاهد؛ قال: ما رد مثله.
((كان إبراهيم جلواز لشريح))
حدثني محمد بن سليمان القصير؛ قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي قال: حدثنا بقية عن شعبة عن ابن عون عن إبراهيم عن شريح؛ قال: كان جلوازا له يعنى أنه إبراهيم كان جلوازا لشريح.
حدثنيه أحمد بن عبد الله بن زياد الحداد؛ قال: حدثني حجاج؛ قال: حدثني عون بن مسلم عن شعبة عن ابن عون قال: كان إبراهيم جلوازا لشريح.
((شريح يدفن ابنه ليلا))
حدثنا محمد بن عيسى القطان؛ قال: حدثنا أبو أحمد الزبيدي قال: حدثنا إسرائيل وشريك عن ابن إسحاق عن شريح أنه دفن ابنه ليلا.
أخبرني محمد بن سعد الكرانى؛ قال: حدثنا سهل بن محمد؛ قال: حدثني الأصمعي؛ قال: مات ابن شريح فلم يشعر بموته ولم تصرخ عليه صارخة؛ فقيل له: يا أبا أمية كيف ابنك؛ قال: قد سكن علزه ورجاه أهله وما كان منذ أسكن أسكن منه الليلة.
215

((شريح والأشعث ابن قيس))
أخبرني أحمد بن عمر بن بكير؛ قال: حدثنا أبي؛ قال: حدثنا الهيثم عن الأجلح يحيى بن عبد الله عن الشعبي؛ قال: جاء الأشعث ابن قيس إلى شريح في مجلس القضاء فقال: مرحبا بشيخنا وسيدنا هاهنا هاهنا فأجلسه معه فإذا رجل جالس بين يدي شريح فقال: مالك يا عبد الله؟ قال: جئت أخاصم الأشعث بن قيس؛ قال: قم مع خصمك؛ قال: وما عليك أن تقضى وأنا هاهنا؛ قال: قم قبل أن تقام فقام وهو مغضب؛ فقال: عهدي بك يا بن أم شريح وإن بثيابك السوس؛ قال: أنت رجل تعرف نعمة الله على غيرك وتنساها من نفسك.
((أخر لشريح يشهد))
ذكر محمد بن إسحاق الكندي عن خالد بن شبيب عن زكريا الأحمر أن امرأة أتت شريحا ولم يخرج شريح وأخوه شاهد؛ فقال: إيت القاضي فقال أخوه؛ وكان بطالا؛ أنا؟ فقالت: أصحك الله إن رجلا مات وترك أبويه وامرأته وولده ورهطه فقال: نعم: أما أبواه فلهما الثكل وأما امرأته فلها الخلف والبدل؛ وأما ولده فله اليتم وأما رهطه فلهم القلة والذلة وأما المال فاحمليه إلينا.
((شريح يبدأ بالسلام))
حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحسن؛ قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي؛ قال: حدثنا خالد بن عبد الله بن حصين؛ قال: كنت مع الشعبي فلقى ركبانا فسلم عليهم؛ فقلت: تبدأهم؟ فهم كانوا أحق أن يبدءوك فقال: رأيت شريحا يبدؤهم.
((شريح والفتنة))
حدثنا حمدان بن علي الوراق قال: حدثنا أبو سلمة قال: وأخبرنا حماد بن سلمة؛ قال: حدثنا ابن عوف عن إبراهيم أن شريحا قال
216

في الفتنة: ولا أخبرت؛ أخبر بذلك محمد فقال: لما قال شريح: ما انتقلت في الفتنة أستخبر فيها ولا أخبر.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عوف عن إبراهيم نحوه.
((ابن لشريح))
وذكر محمد بن يحيى الحبشي عن خالد بن عمرو القرشي عن هشام ابن المغيرة عن أبيه أن ابنا لشريح مات فدفنه ليلا فلما أصبح وجلس في مجلس القضاء قيل له يا أبا أمية؛ قال: هدأت العروق وسكن الأنين وما أتى عليه يوم قط خير من يوم نصبح فيه.
((كلمة شريح))
حدثني الحسن بن محمد البجلي قال: حدثنا محمد بن العلا قال: حدثنا ابن إدريس؛ قال: سمعت عمى قال: كانت كلمة شريح: إنما نحن بالله وله.
((شريح يعتم بكور واحد))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة؛ قال: حدثنا شريك عن إسماعيل بن أبي خالد؛ قال: رأيت شريحا يعتم بكور واحد.
((ملبس شريح))
حدثني عبد الله؛ قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا ابن عيينة؛ قال: حدثنا ابن أبي خالد؛ قال: رأيت علي بن أبي أوفى وشريحا على ذا برنس وعلى ذا ثوب من خز.
((شريح يزوج مسروقا))
حدثني عبد الله بن أحمد؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا معاوية ابن هشام؛ قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد؛ أن شريحا زوج مسروقا ولم يخطب.
217

((شريح والفتنة))
وحدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا جعفر بن سليمان؛ قال: سمعت هشاما قال: حدثني محمد بن سيرين عن شريح؛ قال: كانت الفتنة فما أخبرت ولا استخبرت وما سلمت؛ قالوا: كيف؟ قال: ما التقت فئتان إلا وهواي مع أحدهما.
حدثنا محمد بن علي بن عربي النحوي؛ قال حدثنا محمد بن كناسة؛ قال: حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح قال: ما تخيرت ولا تخبرت يعنى في الفتنة ولا كلمت مسلما ولا معاهدا منذ وقعت الفتنة فقلت: لو كنت مثلك لسرنى أن أموت الآن قال: فما تأمرني بما في قلبي ولم يلتق فئتان إلا سرني أن يغلب إحداهما.
((شريح يقضي في برنس))
حدثني الصغاني؛ قال: حدثنا يعلى بن عبيد وحدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا محمد بن كناسة؛ قال: حدثنا إسماعيل بن خالد؛ قال: رأيت شريحا يقضي في برنس.
((شريح يتنزه))
وحدثنا أحمد بن أبي خيثمة؛ قال: حدثنا محمد بن يزيد قال: حدثنا أبي براد عن ابن إدريس عن عمه؛ قال: خرج شريح يتنزه وعليه برنس له فنظر إليه ثعلب فشخص ينظر إليه فأدخل العنزة تحت البرنس ثم انسل من تحت البرنس فاستدار فأخذ برجل الثعلب والثعلب ينظر إلى شخصه.
((شريح يكره زعموا))
حدثنا أحمد بن أبي خيثمة؛ قال: حدثنا أبي؛ قال: حدثنا وكيع
218

عن الأعمش عن شريح كره أن يقول: زعموا ويقول: كنية الكذب.
((خاتم شريح))
حدثني هندام بن قتيبة بن سعيد؛ قال: حدثنا يزيد بن خيرة المدايني أبو خالد؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن واصل مولى أبي عنبسة قال: على خاتم شريح الحلم خير من الظن السوء.
حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا المنهال بن بحر؛ قال: حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية؛ قال شريح: طينة خير من طينة
حدثنا أبو قلابة؛ قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة عن جابر عن الشعبي؛ قال: كان نقش خاتم شريح أسد بين شجرتين.
حدثني محمد بن عيسى الأفواهى؛ قال: حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث؛ قال: حدثنا شعبة عن سيار عن ابن هبيرة عن شريح؛ أنه كره أن ينقش على الخاتم شيئا فيه الروح.
((سلام شريح))
حدثنا محمد بن حسان الأزرق؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن إسحاق عن شريح أنه كان إذا قيل له السلام عليكم؛ قال: السلام عليكم.
((مطل الغنى))
حدثنا عبد الله بن أيوب قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا
219

شعبة قال: سمعت أبا إسحق يقول: سمعت شريحا يقول: مطل الغنى ظلم.
حدثنا فضل بن سهل الأعرج قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن شريح؛ قال: ما شددت على عضد خصم قط ولا لقنت خصما قط بحجة.
((شريح والخصوم))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن إبراهيم قال خلف شريح يكلمه باليمانية: ما شددت على لهوات خصم قط.
((شريح لا يؤذى المسلمين في طريقهم))
حدثنا علي بن شعيب بن عدي؛ قال: حدثنا شبابة بن سوار؛ قال: حدثنا شعبة عن يحيى بن سعيد يعنى التيمي؛ عن أبيه؛ قال: كان شريح لا يجعل ميزابه إلا في داره وكان إذا مات له سنور دفنه في داره ولم يطرحه.
حدثنا محمود بن محمد المروزي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال وحامد بن آدم قالا: حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن ابن حيان عن أبيه عن شريح مثله.
((من يبدأ بالسلام))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عن ابن عون عن الشعبي أن شريحا قال: ما التقى رجلان قط إلا بدأ بالسلام أولاهما بالله.
((رد شريح على من يلقاه))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان؛ قال: حدثنا حماد عن الشعبي قال: كان شريح إذا لقيه الرجل فقال: كيف أنتم؟ قال: بنعمة الله ومواهبه.
((جيد المتاع))
حدثنا إسماعيل؛ قال: حدثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري؛
220

قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال: كان شريح يقول: يعجبني جيد المتاع ولكن أراه يأخذ ثمنا.
((البكاء من الخصم))
حدثنا أحمد بن عمر بن بكير؛ قال: حدثنا أبي؛ قال: حدثنا الهيثم عن مجالد عن الشعبي قال: شهدت شريحا وجاءته امرأة تخاصم رجلا فأرسلت عينيها فبكت فقلت: يا أبا أمية ما أظن هذه البائسة إلا مظلومة؛ فقال: يا شعبى: إن إخوة يوسف جاءوا أباءهم عشاءا يبكون.
((تندر شريح))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو نوح قال: حدثنا هشام بن سعيد عن معبد بن خالد قال: لقيني شريح فقال: قد أكلت اليوم لحما قد أتى عليه عشر سنين قال: فقلت إنك لا تزال تأتينا بالعجائب؛ فقال: كانت عندي ناقة منذ عشر سنين فنحرتها اليوم فأكلتها.
((شريح يعود زيادا))
أخبرنا هارون بن محمد بن عبد الملك؛ قال: حدثني إبراهيم بن سعدان عن الأصمعي؛ قال: أخبرنا أن شريحا خرج من عند زياد وهو مريض فقلت له: كيف تركت الأمير؟ قال: تركته يأمر وينهى فقالوا: إن شريحا صاحب عويص فسلوه ماذا أراد فسألوه فقال: تركته يأمر بالوصية وينهى عن النوح.
((شريح وآية))
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو عاصم يعنى الثقفي؛ قال: حدثني الشعبي قال: قال شريح: أرأيتم لو جاءكم ملك بوحي من السماء حتى إذا كان بحيث يسمعكم الصوت افترش أجنحته ثم قال: يا أيها الناس لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة إلى آخر الآية أما كنتم فاعلين قالوا: كنا والله متناهين
221

فقال: فقد جاءكم بها ملك أكرم ملائكة الله عليكم إلى أكرم أهل الأرض عليه.
((شريح وقاض لمعاوية))
أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثنا مهدي بن سابق عن عطاء بن مصعب قال: تقدم شريح إلى قاض لمعاوية بالشام يطلب رجلا بحق له فقال القاضي لشريح: أرى حقك هذا قديما؛ قال شريح: الحق أقدم منك ومنه؛ فقال: إني أظنك ظالما؛ قال: ما على ظنك رحلت من العراق؛ قال: ما أظنك تقول الحق؛ قال: لا إله إلا الله فنمى الخبر إلى معاوية فأمر أن يفرغ من أمره ورده إلى العراق.
((هدية شريح))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا شاذان عن شريك عن ليث عن مجاهد؛ قال: كان شريح إذا أهدى إليه شيء لم يرد الطبق إلا وعليه شيء.
((وصية شريح))
حدثني أبو حفص الشيباني عمر بن محمد بن عبد الحكم؛ قال: حدثني أحمد بن محمد النسائي عن عمر بن حفص الأبلى قال: حدثنا يزيد ابن إبراهيم الحورى؛ أن شريحا كان إذا جلس للقضاء يجلس وعلى رأسه سيامان فجاءته امرأة برجل تزوجها لها ولد من غيره يطلب النفقة وكان شريح كوسجا سمح الوجه فلما جلس بين يديه ضحك فقال له شريح: أتضحك منى لا أم لك؟ فقال: أصلحك الله ما مثلك يضحك منه ولكن أضحك من وصية أوصاني بها والدي فخالفته إلى غيره؛
222

فقال: ما أوصاك به أبوك؟ قال: أوصاني ألا أتزوج بذات الجلاوزة؛ فقال شريح: فإذا كان في العشى فرح إلى حتى أوصيك بوصايا تصلها إلى وصية أبيك؛ قال: أوصني هاهنا؛ قال: إني لم أجلس هاهنا للحديث فلما كان العشى راح إليه فقال له شريح: إياك والحنانة إياك والمنانة إياك والأنانة إياك والنقارة إياك والرقراقة إياك والربور ربوق إياك وذات الجلاوزة فقال له: أصلحك الله فسره لي؛ قال: أما الحنانة فالمرأة التي كان لها زوج فهي تحن إليه وأما المنانة فهي التي تمن على زوجها بمالها وأما الأنانة فهي التي تئن عند الجماع وأما النقارة فهي التي إذا رآها زوجها تكون فوق سطحها وأما الرقراقة فهي الصغيرة التي تفشي سر زوجها وأما الرنق ورنوق فهي الرسحاء وأما ذات الجلاوزة. فهي التي لها أولاد من غيره قال: فأشر على قال عليك بالزرق فإن لهن يمنا.
223

((شريح ينظر إلى خلق حسن))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثنا أبي؛ قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم بن عربى؛ قال: رأيت شريحا جالسا على درج المسجد وهو ينظر؛ قال: قلت: يا أبا أمية ما تنظر؟ قال: انظر إلى خلق حسن.
حدثني عبد الله قال: حدثني أبو حميد الحمصي؛ قال: حدثنا معاوية ابن حفص عن قيس وشريك عن أبي إسحاق؛ قال: كان شريح يقول لنا: قوموا بنا ننظر إلى الإبل
كيف خلقت.
((مجيء شريح للجمعة))
حدثني عبد الله؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا وكيع؛ قال: حدثنا سفيان؛ عن توبة العنبري عن الشعبي عن شريح أنه كان يجيء يوم الجمعة والإمام يخطب.
((نصيحة شريح للمكثر))
حدثني عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا علي بن إسحاق قال: حدثنا عبد الله يعنى ابن المبارك؛ قال: أخبرنا سفيان عن الأعمش أن شريحا كان إذا سمع الرجل يكثر قال أمسك عليك نفقتك.
((شريح يبيع ناقة))
حدثني عبد الله بن عمرو عن أبي سعد؛ قال حدثني محمد بن عبد الله ابن حميد بن ميمون؛ قال: حدثنا أسباط بن محمد؛ قال: حدثنا عبد الله ابن شبرمة عن الشعبي؛ قال: خرج شريح القاضي إلى الكناسة يبيع له فأطاف بها أعرابي فقال: تبيع أيها الشيخ؟ قال: كذلك أخرجناها قال: بكم؟ قال: بأربع مائة قال: كيف السدرة؟ قال: هذا الحائط؛ قال: كيف السير؟ قال ارحل رحلك وأعلق سوطك؛ قال: كيف
224

الحلب؟ قال: حلب يديك؟ قال: قد أخذتها فلما انتقد شريح الثمن قال: يا عبد الله إن رضيت وإلا فسل كندة ثم سل عن شريح بن الحارث ابن أمية فانصرف الأعرابي فإذا أخبث ما سخر فأقبل يسأل عن كندة ثم سأل عن شريح فقبل في المسجد؛ فعقل الناقة على باب المسجد ثم دخل فإذا هو بشريح يقضي فقال: ألا أزال دبابا؟ فقال له شريح: أرضيت؟ قال: لا قال: يا ميسرة خذ ناقتك وأعطه أربعمائة.
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: محمد بن سابق قال: حدثنا شريك عن ابن المختار قال: سمعت شريحا يقول: إذا رأيتموني أقضى في داري فأنكروا عقلي قال: ثم رأيته بعد ذلك يقضي في داره.
حدثني عبد الله قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن الجعد بن ذكوان عن شريح أنه كان يوم الفطر يقضي في داره.
حدثني عبد الله؛ قال: حدثني عمر الناقد والقواريرى قال:
225

حدثنا ابن داود عن طالوت قال: رأيت شريحا يقضي في المسجد.
((هدية شريح للأسود))
حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني قال: حدثني أبو يحيى الحماني قال: حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير قال: أهدى شريح وهو على القضاء إلى الأسود ناقة فقبلها.
((شيح يشرب الطلاء))
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو بكر بن خلاد قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت إسماعيل يحدث عن مجالد عن الشعبي قال: شربت الطلاء مع شريح.
حدثني القاسم بن محمد بن حماد قال: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا الحسن بن عطية عن قيس عن الأعمش قال: كان في نقش خاتم شريح أسدان.
((زوج يخاصم امرأته لشريح))
وذكر أبو عمر الباهلي عن المدائني قال: خاصم رجل امرأته إلى شريح قال: إنها بنت قصار فقال له تزويجك بنت قصار أقعدك هذا المقعد.
((شريح يقضي بحضرة أشياخ))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني سويد بن سعيد؛ قال: أخبرني يحيى بن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت شريحا جالسا يقضي وعنده أبو عمرو الشيباني وأشياخ يجالسونه على القضاء.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو حميد الحمصي
226

قال: حدثنا معاوية بن حفص السبعى قال: حدثنا عيسى بن المسيب عن الشعبي عن شريح أنه كان يأخذ على القضاء خمس مائة درهم كل شهر ويقول: أستوفى منهم وأوفيهم.
((رزق شريح))
حدثني حمدان بن علي الوراق والرمادى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن عيسى يعنى ابن المغيرة عن الشعبي قال: قال شريح: أجلس لهم على القضاء وأحبس عليهم نفسي ولا أرزق؟
حدثني عبد الله بن أحمد قال: حدثني منصور بن أبي مزاحم قال: حدثنا أبو شيبة عن ابن أبي ليلى أن عليا كان يرزق شريحا على القضاء خمسمائة في كل شهر.
حدثنا أبو بكر محمد بن صالح قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا حسين بن صالح قال: بلغنا أن عليا رزق شريحا على قضاء الكوفة خمس مائة درهم.
((ذكر قضايا شريح وفقهه))
((شريح وابن مسعود))
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن عمران الأخنسى قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل قال لم نكن نرى شريحا عند عبد الله بن مسعود فقال أبو وائل: كنا نرى
227

أنه قد استغنى عنه. حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن أبي وائل قال: كان شريح يقل غشيان عبد الله قال: فقلت أو فقيل: لم؟ قال: من الاستعفار.
((علماء الكوفة))
في كتابي عن محمد بن عبد الله المخرمي عن شاذان عن إسرائيل عن قرة عن ابن سيرين قال: قدمت الكوفة وعلماؤها خمسة عبيدة وعلقمة ومسروق وشريح والحارث الأعور.
((قضاء شريح))
حدثنا حمدان بن علي قال: حدثنا وليد بن شجاع عن وليد بن مسلم عن تميم بن عطية؛ قال: سمعت مكحولا يقول: قدمت الكوفة فاختلفت إلى شريح ستة أشهر ما أسأله عن شيء؛ اكتفي بما يقضي.
((شريح يشاور مسروقا))
حدثني أحوص بن مفضل بن غسان؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا
228

الموصلي؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا ابن أبحر عن الشعبي قال: كان شريح يشاور مسروقا.
((ما رواه عامر بن شراحيل الشعبي))
((من قضايا شريح وفقهه))
((الخصومة في نظر شريح))
حدثنا علي بن حرب الموصلي؛ قال: حدثنا ابن إديس عن عمر ابن زائدة عن الشعبي؛ قال: كان شريح يقول: خصمك داؤك وشهودك شفاؤك ولا نعنت الشهود ولا نفهم الخصوم ولم نسلط على إشعاركم ولا إبصاركم إنما سلطنا أن نقضي بينكم فمن سلم لقضائنا فيها ونعمت ومن لا أمرنا به إلى السجن حتى يسلم لقضائنا.
حدثنا علي بن مسلم؛ قال: حدثنا هشيم؛ قال: أخبرنا ابن عون عن الشعبي عن شريح قال: من حضر الجمعة بوقارها وحقها وخطبتها غفر له فكان إذا خرج الإمام أقبل عليه بوجهه ولا يلتفت يمينا ولا شمالا حتى يفرغ الإمام من خطبته.
وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني؛ قال: حدثنا أسباط؛ قال: حدثنا الشيباني عن الشعبي؛ عن شريح قال: الرهن بما فيه.
229

((الرهان بما فيها))
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا عبد الأعلى عن داود عن عامر عن شريح قال: الرهن بما فيه.
حدثنا إبراهيم قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا ابن فضيل عن حصين عن عامر عن شريح؛ قال: ذهب الرهن بما فيه.
حدثني إبراهيم قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا يحيى عن إسماعيل عن عامر عن شريح: ذهب الرهن بما فيه.
((المدبر من الثلث))
حدثني عبد الله بن محمد بن أيوب قال: حدثنا علي بن عاصم عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن شريح قال: المدبر من الثلث.
((رأي شريح في الرجوع في الهيئة))
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أسباط بن محمد؛ قال: حدثنا مطرف عن عامر عن شريح؛ في رجل وهب لامرأته هبة ووهبت له هبة قال أقيلها فيما وهبت إن رجعت ولا أقيله فيما وهب إن رجع لأنهن يخدعن.
((بيع الأمة طلاقها))
حدثنا الزعفراني؛ قال: حدثنا أسباط؛ قال: حدثنا مطرف عن عامر؛ قال: ذكر شريح قول عبد الله بيع الأمة طلاقها فقال شريح: إني لأكره أن أقع على جارية وجدت معها رجلا لم أستطع أن أجلده.
((شهادة سائق الحاج))
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثني سعيد بن سليمان؛ قال: حدثنا
230

إبراهيم بن رستم الخراساني عن أبي عصمة عن مجالد عن الشعبي أن شريحا كان لا يجيز شهادة سائق الحاج.
حدثني محمد بن أحمد بن روح البزار؛ قال: حدثنا عبد الملك ابن عبد ربه الطائي قال: حدثنا داود بن علبة عن مطرف عن عامر عن شريح؛ أنه كان يستخلف على العيب الظاهر البتة والباطن عليه
((صلح المرأة عن ثمنها))
حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: حدثنا سفيان ابن عيينة عن إسماعيل عن عامر عن شريح؛ قال: إذا صولحت المرأة من ثمنها على شيء ولم يتبين لها ما ترك زوجها فتلك الريبة كل الريبة.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي؛ قال: حدثنا يزيد بن هارون عن إسماعيل عن عامر أن شريحا كان يعوض الغرماء شيئا.
((طلاق البتة))
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني؛ قال: حدثنا أسباط بن محمد؛ قال: حدثنا الشيباني عن الشعبي؛ قال: أتى برجل إلى عروة بن المغيرة طلق امرأته البتة فسأل عنها عبد الله بن شداد بن الهاد فشهد أن عمر بن الخطاب
231

جعلها واحدة وهو أحق برجعتها وشهد الرياش بن النعمان عليا جعلها ثلاثا فأرسل إلى شريح فسأله عنها فقال: قد كبرت لا علم لي بها فعزم عليه؛ فقال شريح: قد بين الله الطلاق وقد طلق البتة وألبتة بدعة فنقفه عند بدعته له ما نوى إن نوى واحدة فواحدة بائنة وإن نوى ثلاثا فثلاث.
((شريح يحبس رجلا في مهر ابنته))
حدثني الأحوص بن المفضل بن غسان؛ قال: حدثني أبي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الشيباني عن الشعبي أن شريحا حبس رجلا في مهر ابنته.
((شريح يرد اليمين))
قال: وحدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن داود قال: حدثنا شيبان عن جابر عن الشعبي أن شريحا كان يرد اليمين ويأخذ اليمين مع الشهود.
((حبس الرجل في مهر ابنته))
حدثني إسحاق بن حسن بن ميمون؛ قال: حدثنا أبو حذيفة؛ قال: حدثنا سفيان؛ عن الشيباني عن الشعبي؛ قال: رأيت شريحا حبس رجلا بمهر ابنته ستمائة درهم.
حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا محمد بن كثير عن سفيان؛ وقال ثمانمائة درهم يعنى أنه حال دونها.
حدثني إسحاق بن الحسين قال: حدثنا أبو حذيفة؛ قال: حدثنا سفيان؛ عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان يأخذ اليمين مع الشهود ويرد اليمين.
232

((التسوية بين الابن وابن الابن في الولاء))
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أسباط: عن الشيباني عن الشعبي قال: مات مولى للأشعث بن قيس فاختصم فيه بنو الأشعث وبعض بني ولد الأشعث فجعلهم شريح في الميراث سواء.
((شريح يأمر رجلا بشراء وصيف له))
في كتابي عن علي بن مسلم عن عباد بن العوام عن داود بن أبي هند عن الشعبي وحدثني بشر بن موسى قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا داود عن الشعبي قال: بعث شريح مع رجل تسعمائة درهم إلى نهر بلخ يشترى له بها وصيفا فوجده بمثل ما يجده بالكوفة؛ فقال: اشتريه ههنا وأنفق عليه وأكترى له لو اشتريت له متاعا فربح فيه ثم اشتريت بالكوفة كان خيرا له ففعل فلما قدم الكوفة اشترى له وصيفا وجارية؛ فقال شريح للغلام: كيف وجدت صحبة صاحبك؛ فقال الغلام ما اشترانى إلا ههنا فأرسل إليه فأخبره القصة فقال رد إلينا رأس مالنا وخذ غلامك فقال له الرجل في ذلك؛ فقال شريح: فكيف بالضمان من وراء نهر بلخ؟
((رجل يستفتى شريحا في صيد))
حدثني بشر؛ قال: حدثنا الحميدي؛ قال حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا داود عن الشعبي؛ قال: جاء رجل إلى شريح فقال: إني أصبت صيدا؛ فقال له شريح: هل أصبت قبل هذا شيئا؟ قال: لا قال: لو أخبرتني أنك أصبت قبل هذا شيئا ما حكمت عليك ولوكلتك إلى الله عز وجل حتى يكون هو ينتقم منك.
233

((إجازة الورثة تصرف المورث في حياته))
حدثنا بشر قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا داود ومطرف عن الشعبي قال: إذا استأذن الرجل ورثته فأوصى بأكثر من الثلث فأجازوا قال شريح: هم بالخيار إذا نفضوا أيديهم من القبر.
حدثني بشر قال: حدثنا الحميدي؛ قال: حدثنا داود وعاصم وابن أبي خالد عن الشعبي؛ وجاء ابن أبي ربيعة إلى عروة بن المغيرة فذكر نحو حديث أسباط عن الشيباني في طلاق ألبته وقال: رياش ابن عدي الطائي وقال الشيباني رياش بن النعمان.
((ليس على مداو ضمان))
حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا عباد بن العوام عن محمد بن سالم عن الشعبي عن شريح؛ قال: ليس على مداو ضمان.
((شهادة النسوة))
حدثني عيسى بن عفان بن مسلم الصفار؛ قال: حدثنا أبي؛ قال: عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا مجالد بن سعيد قال: حدثنا الشعبي قال: كان مسروق وشريح يجيزان شهادة النسوة في استهلال الصبى.
((المتعة))
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثنا نعيم عن سفيان عن داود ابن أبي هند عن الشعبي عن شريح أنه متع بخسمائه
((الوصية))
حدثنا الحسن بن سعيد الأصم قال: حدثنا إسماعيل بن علية عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: قال شريح من أصاب الحق في وصيته من صغير أو كبير أجزنا وصيته.
((شرط الخلاص في المبيع))
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أسباط بن محمد؛ قال: حدثنا مطرف عن الشعبي عن شريح؛ قال: لا يشترط الخلاص
234

إلا أحمق سلم بعت أو رد كما أخذت.
((الرجعة))
حدثنا الزعفراني؛ قال: حدثنا أسباط؛ قال؛ حدثنا مطرف عن عامر؛ عن عمير بن يزيد؛ قال: كنت عند شريح فجاء رجل وامرأته يختصمان؛ فقالت المرأة: طلقني ولم يعلمني الرجعة حتى انقضت العدة فتزوجت رجلا ودخل عليها زوجها؛ فقال: ألا أعلمتها الرجعة كما أعلمتها الطلاق؟ ولم يردها عليه.
قال أبو بكر: دخل الشعبي بينه وبين شريح في هذا الحديث عمير ابن يزيد.
((اشتهار العيب في المبيع))
حدثنا إسحاق بن حسن بن ميمون؛ قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح قال: إذا قال الرجل: إن الناس يعلمون ذلك قل: فأتني برجلين من الناس أنه باعه وبه هذا الداء.
((المكاتب))
حدثنا إسحاق بن حسين قال: حدثنا أبو حذيفة؛ قال: حدثنا سفيان عن الشيباني عن الشعبي أن شريحا قال: في المكاتب إذا مات وعليه دين قال: يضرب مواليه بما حل من نجومهم.
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن الشعبي عن شريح؛ إذا اشترى الرجل العبد فأستغله ثم وجد به عيبا رده بالعيب وكان الغلة بالضمان.
حدثنا إسحاق بن حسين قال: حدثنا أبو حذيفة؛ قال: حدثنا سفيان. عن الشيباني عن الشعبي أن شريحا قال في رجل اشترى من رجل
235

عبدا فاغتل عليه ثم وجد به عيبا قال: يرد العبد بعيبه وعليه للمشترى بضمانه.
حدثنا إسحاق بن حسين قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان يقضي بقضاء عبد الله في المرأة والرجل؛ قال: يستويان في السن والموضحة وهما فيما سوى ذلك على النصف.
((هبة المرأة))
حدثنا محمد بن حسان الأزرق؛ قال: حدثنا وكيع: حدثنا سفيان عن مطرف عن الشعبي عن شريح؛ قال: أقيلها ولا أقيله.
((الاستحلاف على الحق في الميراث))
حدثني محمد بن الوليد البسرى؛ قال: حدثنا محمد بن جعفر غندر؛ حدثنا شعبة عن مغيرة عن الشعبي؛ أن شريحا كان يقول في الرجل إذا ورث حقا على أن يستحلفه البتة أن الحق عليه.
((الإيلاء))
حدثنا محمد بن الوليد البسرى قال: حدثنا محمد؛ قال: حدثنا شعبة عن مغيرة أنه سمع الشعبي يحدث أنه شهد شريحا وسأله رجل عن الآيلاء فقال: للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر وقرأ عليه الآيتين؛ قال فقمت من عنده فأتيت مسروقا فقلت: يا أبا عائشة وأخبرته بقول شريح فقال: يرحم الله أبا أمية لو أن الناس كلهم قال مثل هذا فمن كان يفرح مثل هذا ثم قال: إذا مضت أربعة أشهر واحدة بائنة ويخطبها زوجها إن شاء في عدتها ولا يخطبها غيره.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال:
236

حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي فذكر نحوه ورأه فرجعت إلى شريح فأخبرته فقال: أتعرف الرجل؟ قلت: نعم قال: فاذهب فأتني به فذهبت به فجئت فأفتاه بما قال مسروق.
((صدقة القريب))
حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن الشعبي عن شريح في الرجل يتصدق على ذي قرابته ثم يرثه قال: أحب إلى أن يجعله في مثله من ذي قرابته.
((تسليم الدار بعد الإجازة))
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن شريح؛ قال: إذا استأجر الرجل الدار سنة فبداله فألقى المفاتيح فقد برأ منها.
((دعوى ذي اليد))
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن شريح؛ أن قوما اختصموا إليه في مهر وأقام كل واحد من الفريقين البينة أنه مهرهم أنتجوه عندهم وهو في يد أحد الفريقين فقضى به شريح أنه الذي في أيديهم وقال الآخرون أولى بالشبهة.
((ضمان صاحب الكلب العقور))
حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري قال: حدثنا شعبة عن هشيم عن مطرف عن الشعبي عن شريح قال: صاحب الكلب العقور يضمن.
((تزكية الخصم للمشاهد))
محمد بن علي السرخسي؛ قال: حدثنا بكر بن خداش قال: حدثنا شريك عن جابر عن الشعبي؛ قال: كان شريح يسأل الخصم عن الشاهد فإن قال: هو رضا أجازه عليه.
237

((نفقة الحامل))
حدثنا سعدان بن نصر قال حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن الشعبي عن شريح قال: ينفق على الحامل المتوفى عنها زوجها من جميع المال.
((الإقرار بولد الأمة))
أخبرنا حفص بن عمر الريالى؛ قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن مجالد عن الشعبي عن شريح قال: من أقر بولد من أمته على فراشه ثم أنكر بعد ذلك فليس ذاك له قال شريح: هذا قضاء عمر.
((الشاهد يصبح قاضيا))
حدثنا حفص قال: حدثنا يحيى عن مجالد عن الشعبي عن شريح قال تستأمر الثيبة في نفسها ورضاها أن تسكت. أخبرنا حفص الريالى؛ قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا ابن شبرمة؛ قال: سألت عامرا عن رجلين كانت عندهما شهادة فمات أحدهما واستقضى الآخر فقال: شهدت شريحا أتى فيها فقال: إيت الأمير أشهد لك قال: يا أبا أمية أذكرك الله أن يذهب حقي وأنت تعلم؛ قال إيت الأمير ولأشهد لك حدثنا إسحاق بن الحسين؛ قال: حدثنا أبو حذيفة. قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي عن شريح مثله.
((نفي الولد))
أخبرنا أحمد بن بديل قال حدثنا المحاربي عن الشيباني عن الشعبي عن شريح قال: الرجل ينفى ولده عند الموت قال: هو أصدق ما يكون فإن كان من سرية فقد برئ منه وإن كان من حرة لاعن فإن شاء أكذب نفسه وضرب الحد.
((لا ضمان على مداو))
أخبرنا أحمد بن بديل قال: حدثنا مفضل بن صالح قال: حدثنا جابر عن عامر عن شريح قال: ليس على مداو ضمان.
238

((صلاة العبد))
أخبرنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن يزيد قال: حدثنا مجالد عن الشعبي قال: كنا نعدو مع شريح يوم الفطر إلى المصلى فلا نصلى قبل ولا بعد فإذا رجع رجعنا معه إلى منزله فدعا بغدائه فتغدينا ثم انصرفنا فقلت لابنه: ما نصنع بعدها قال: نصلى ركعتين.
((صلاة شريح في البرنس))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن مجالد عن الشعبي قال: كان شريح يصلى في البرنس فيضع يديه فيه ويسجد على العمامة.
((شهادة المختبئ))
أخبرنا أبو السائب سلم بن جنادة السوائي قال: حدثنا حفص قال حدثنا الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان يجيز شهادة المختبى وكان عمر بن حريث يجيزها وكان الشعبي يجيزها.
((الطلاق قبل الدخول))
أخبرنا أبو السائب قال حدثنا حفص عن إسماعيل عن الشعبي عن شريح في الرجل يطلق فيقول لم أدخل وتقول لم يدخل بي قال لها نصف الصداق.
((دعوى بين أخوين))
أخبرنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا سليمان قال أخبرنا حماد عن الأشعث الأفرق عن الشعبي أن رجلا مات وعلى ابن له حلى فجاءه أخوه من أبيه من غير أمه يخاصم فيه إلى شريح فقال هو حيث وضعه أبوك.
((الربا))
أخبرنا إسماعيل قال حدثنا سليمان قال حدثنا حماد عن ابن عون عن الشعبي أن شريحا قال: دع الربا والريبة.
239

((صلاة شريح الجمعة))
وعن ابن عون عن الشعبي أن شريحا كان إذا خرج الإمام يوم الجمعة أقبل عليه بوجهه فلم يقل: كذا ولا كذا حتى ينصرف.
أخبرنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن ابن عون عن الشعبي أن شريحا قال: توجب عليه أربعة ألف ولا توجب عليه غرفة من ماء يعنى الأكسال.
((متى تعتق الأمة بالولادة))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن فضيل بن ميسرة عن أبي جرير عن الشعبي قال: أتى شريح في رجل تزوج أمة فولدت أولادا ثم اشتراها قال فأرسل بها شريح إلى عبيدة قال: إنما تعتق إذا ولدتهم أحرارا.
((القصاص الشين))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن الفضيل عن أبي جرير عن الشعبي أن رجلا قطع أذن رجل فأتى به شريح فقطع أذنه فأخذها فألزقها بدمها فأتى شريحا فقال خذها فأدلكها بالتراب ثم قال إنما جعل القصاص الشين
((الوصية بما زاد على الثلث))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي؛ أن رجلا استأذن ورثته بأن يوصى بأكثر من الثلث فأذنوا له ثم اختصموا إلى شريح فقال: هم بالخيار إذا نفضوا أيديهم من تراب قبره.
((إصابة الصيد))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن داود عن
240

الشعبي أن شريحا سأل عن رجل أصاب قبله؟ قالوا: لا قال: لو كان أصاب قبله لم أحكم عليه ولوكلته إلى الله حتى يكون الله منه ينتقم.
((ضمان الرهن))
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحربي قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا عنبر عن أشعث عن الشعبي عن شريح قال: إذا كان الرهن بأقل مما رهن قال: أنت رضيت به من حقك وإذا كان أكثر قال أنت أغلقته.
((القضاء على الناس))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عوانة عن إسماعيل يعنى ابن سالم عن عامر أن شريحا سأله رجل كيف أنت يا أبا أمية؟ قال: صباح من رجل نصف الناس عليه غضاب قيل له وما غضبهم عليك؟ قال من قضيت عليه فهو غضبان.
((امرأة تخاصم زوجها إلى شريح))
أخبرني محمود بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا حيان بن موسى؛ قال: حدثنا ابن المبارك؛ قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي؛ قال: جاءت امرأة تخاصم زوجها إلى شريح في مهرها وقد كانت قالت لزوجها: طلقني ولك ما عليك ففعل فقالت: لا حتى تطلقني ثلاثا ففعل فقال جلساء شريح: أما امرأتك فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجا غيرك ولا نرى مالك إلا قد ذهب؛ فقال شريح: لم ترون ذلك؟ والله إن الإسلام إذا أضيق من حد السيف؛ أما امرأتك فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجا غيرك وأما مالك فلك.
((رد المعيب مع غلته))
الجرجاني قال: أخبرنا عبد الرزاق؛ قال: أخبرنا الثوري عن إسحاق
241

الشيباني عن الشعبي عن شريح قال: ابتاع رجل غلاما فاستغله ثم وجد به عيبا فرده وكان ما استغل له بضمانه.
((الرهن بما فيه))
حدثني إبراهيم الحربي؛ قال: حدثنا محمد بن الوليد اليسرى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن منصور الأشل سمع الشعبي سمع شريحا يقول: الرهن بما فيه.
((آخر الجزء الثاني من الأصل والحمد لله وحده))
يتلوه في الجزء الثالث حدثنا الحسن بن علي بن الوليد؛ قال: حدثنا سعيد بن سليم؛ قال: حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي؛ قال: كان شريح يورث الأسير.
242

((الجزء الثالث من الأصل من كتاب أخبار القضاة))
((تأليف القاضي أبي بكر محمد بن خلف بن حيان بن صدقة وكيع))
((فيه تمام أخبار شريح بن الحارث الكندي تمام ما رواه الشعبي من قضاء شريح. ما رواه الحكم بن عيينة عن شريح. ما رواه أبو إسحاق السبيعي عن شريح ما رواه إبراهيم النخعي عن شريح. ما رواه أبو الضحى سلم بن صبيح من قضايا شريح. ما رواه سائر أهل الكوفة عن شريح من قضاياه وفقهه منهم أبو حصين القاسم بن عبد الرحمن عباس العامري يحيى الطائي))
243

ما رواه البصريون عن شريح ما رواه سائر الناس عن شريح بن الحارث. منهم محمد بن سيرين أيوب عن محمد أنس بن سيرين خلاس بن عمرو
أخبار عبيدة السمانى عبيد الله بن عتبة بن مسعود عبد الرحمن ابن أبي ليلى أبو بردة بن أبي موسى سعيد بن جبير عامر بن شراحيل عبد الملك بن عمر اللخمي القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود الحسن بن الحسن الكندي سعيد بن أشوع الهمذاني عيسى بن المسيب البجلي الحكم بن عيينة بن النهاس والمغيرة بن عيينة عبد الله بن نوف السامي محارب بن دثار السدوسي عبد الله بن شبرمة بن الطفيل.
244

((بسم الله الرحمن الرحيم))
تمام ما رواه الشعبي من قضايا شريح.
((شريح يورث الأسير))
حدثنا الحسن بن علي بن الوليد قال: حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال كان شريح يورث الأسير ويقول: إنه أحوج ما يكون إلى نصيبه في الميراث إذا كان أسيرا في يد العدو فإما أن يفادوه حتى يجيء ما جاء.
((قضية على دار بيعت))
حدثنا الجرجاني قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جابر عن الشعبي عن شريح قال: اختصم إليه رجلان في دار باعها أحدهما صاحبها فرد البيع فقال الرجل: أين غلة دارى فقال شريح وأين ربح مثله؟
((شهادة ترد))
((امرأة وابنها عند شريح))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن أيوب بن واقد عن أشعث عن الشعبي أن رجلا شهد عند شريح فلما قام قال للمشهود عليه: كيف رأيت؟ قال فرد عليه شريح شهادته حدثنا أحمد بن عبد الجبار أبو عمرو الدارمي قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي أن امرأة استعدت على ابنها في ستمائة درهم أصابها من صداقها فحبسه شريح على أدائها.
((شريح يرد شهادة ويجيزها آخر))
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا يزيد بن عمر بن خيرة المدائني قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد؛ قال: حدثنا الشيباني؛ قال: حدثنا الشعبي؛ قال: كان لرجل على رجل دين وكان يجحده في العلانية
245

فأقعد له قوما فأشهدهم عليه في السر؛ فاختصموا إلى شريح فأبطل شهادتهم؛ وقال: لو كانوا ما جلسوا ذلك المجلس قال الشيباني: وحدثني الحكم بن عيينة بعد عن أبي ثابت إنهم اختصموا إلى عمر بن حريث فأجاز شهادته وقال: كذلك يفعل بالكاذب الفاجر.
((بيع المبيع من صاحبه بأقل من ثمن الشراء))
أخبرنا محمد بن شاذان الجوهري قال: أخبرنا معلى بن منصور قال: حدثنا محمد بن دينار قال: حدثنا داود عن الشعبي أن شريحا كان يقول في الرجل يبيع الشيء حالا ولا ينتقد ثمنه ثم يشتريه من صاحبه الذي باعه منه بأقل من ذلك الثمن قال: إذا تغيرت السوق فلا بأس.
((زيادة العطايا))
وقال حدثنا المعلى؛ قال: حدثنا هشيم؛ قال: أخبرنا الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه لم ير بأسا ما من الزيادة في العطايا بالعرض.
((البيعان بالخيار))
((الرجل يوصى بأكثر ماله))
أخبرنا عبد الله بن محمد الحنفي؛ قال: حدثنا عبدان؛ قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي السفر عن الشعبي عن شريح؛ قال: البيعان بالخيار مالم يفترقا حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا روح بن عبادة؛ قال: حدثنا أشعث عن داود عن شريح؛ قال: هم بالخيار إذا مات يعنى في الرجل يوصى فتطيب أنفس الورثة ثم يرجعون.
أخبرنا الصغاني: قال؛ حدثنا حجاج بن المنهال؛ قال: حدثنا حماد
246

عن داود عن الشعبي عن شريح؛ قال: إذا نفضوا أيديهم عن قبره هم بالخيار إن شاءوا أمضوا وإن شاءوا ردوا.
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا هاشم بن القاسم؛ قال: حدثنا شعبة عن داود؛ قال: سمعت الشعبي يحدث عن شريح نحوه.
((عتق العبد في مرض الموت))
وقال: حدثنا يعلى بن عبيد؛ قال: حدثنا إسماعيل عن عامر قال: أعتق رجل عبدا له عند الموت لم يكن له مال غيره فقال مسروق: شيء جعله لله أجيزه برأسه وقضى فيه شريح فأجاز ثلثه وقال: يستسعى في الباقين
((ميراث من ماتوا جميعا))
قال عامر: مسروق أعجبهما إلى فتيا وشريح أعجبهما إلى قضاء.
حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا قيس عن ابن حصين عن الشعبي عن شريح أنه ورث قوما ماتوا جميعا فورث بعضهم من بعض.
((ميراث الحميل))
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير؛ قال: حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن شريح أنه كان لا يورث الحميل إلا بينة
((ميراث ذي الرحم))
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير؛ قال: حدثنا هريم عن أشعث عن الشعبي عن شريح أنه كان يورث الرحم الموصولة المعروفة.
((الصداق المؤجل))
((من بيده عقدة النكاح))
حدثنا الصغاني قال: أخبرنا عفان؛ قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد؛ قال: سمعت داود بن أبي هند يذكر الشعبي قال: كان شريح
247

يقول في الصداق الآجل إلى موت أو طلاق أخبرنا الصغاني قال: أخبرنا يعلى قال: حدثنا إسماعيل عن عامر قال: كان شريح يجعل الذي بيده عقدة النكاح الزوج. إن شاء أتم لها الصداق وإن شاء عفت عن الذي لها فتركته.
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا عبد الوهاب عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن شريح؛ قال: هو الزوج قاله أخيرا فعيب ذلك عليه.
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا: قبيصة قال: حدثنا سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان لا يرى ببيع الزيادات بالعروض بأسا وكرهه الشعبي وقال: هو غرر.
((عقر الكلب الداخل بغير إذن))
الصغاني؛ قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير؛ قال: حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن شريح قال: إذا دخل رجل دار قوم بغير إذنهم فعقره كلبهم فلا شيء عليهم.
((ضمان المودع))
الصغاني قال: حدثنا قبيصة؛ قال: حدثنا سفيان عن مطرف؛ قلت لعامر: إن كان شريح يضمن المستودع؛ قال لا: إلا أن يرى ريبة.
((ربح المضاربة))
((الشفعة))
الصغاني قال: حدثنا يعلى؛ قال: حدثنا حفص قال: حدثني الشيباني عن الشعبي عن شريح في المضاربة قال الوضيعة على المال والربح على ما اصطلحوا عليه حدثنا محمد بن شاذان؛ قال: أخبرنا معلى قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا عاصم عن الشعبي عن شريح؛ قال الخليط أحق من الشفيع والشفيع أحق من الجار والجار أحق ممن سواه.
248

((رد المعيب))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا يعلى؛ قال: حدثنا أبو عوانة عن جابر عن عامر عن شريح؛ قال: إذا اشترى الرجل السلعة وبها داء فماتت في يده قال: ردها بدائها.
((تحليف الرجل على دين ابنه))
الصغاني قال: أخبرنا حسن بن الربيع قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن مغيرة عن الشعبي أن شريحا كان يحلف الرجل إذا كان يدعى على ابنه دين بالله ما هذا على ابنك قال إسحاق: وقال مغيرة: لا يعجبنا هذا ولكن يحلف بالله ما يعلم على ابنه.
((لا شفعة لأعرابي))
الصغاني وابن شاذان قالا: حدثنا معلى بن منصور قالا: حدثنا يحيى بن القطان عن مجاهد عن الشعبي عن شريح أنه كان لا يرى لأعرابى شفعة.
((لا شفعة لغير مسلم على مسلم))
الصغاني وابن شاذان قالا: حدثنا معلى قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا مجالد عن الشعبي عن شريح أنه قال لا شفعة ليهودي ولا نصراني ولا لمجوسى على مسلم.
((الشفعة بالجوار))
الصغاني قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن شريح قال: الشفعة للحيطان.
((النكاح بولي))
الصغاني قال: حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا مجالد عن الشعبي قال: قال علي وعبد الله وشريح: لا نكاح إلا بولي إلا لامرأة يعضلها وليها فتأتي السلطان أو القاضي فيزوجها أو يأمر رجلا فيزوجها.
((إيصاء الحامل والمسافر))
الصغاني قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن
249

جابر عن الشعبي عن شريح قال: للحامل وصية.
الصغاني قال: حدثنا معاوية عن أبي إسحاق عن سفيان عن جابر عن الشعبي عن شريح قال: ما صنعت الحبلى والمسافر إذا وضع رحله في الغرز فهو من الثلث.
((الإقرار لوارث ولغيره))
الصغاني قال: أخبرني إبراهيم قال: حدثنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن شريح إذا أقر في مرضه عند موته لوارث لم يجز إلا ببينة وإذا أقر لغير وارث فهو جائز.
الصغاني قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثنا شعبة عن عاصم قال: سمعت الشعبي قال: قال شريح: ما سمعت الله ذكر سترا ولا بابا.
((امرأة وزوجها عند شريح))
الصغاني قال: حدثنا معلى قال: حدثنا محمد بن دينار قال: أخبرنا داود عن عامر أن امرأة وزوجها اختصما إلى شريح طلقها زوجها تطليقة وقد خلى بينه وبينها فأقرت أنه لم يصل إليها فقال شريح: نصدقك عن نفسك فلك نصف الصداق ونكذبك في العدة فعليك العدة.
((ما يوجب المهر يوجب الغسل))
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن ابن عون عن ابن سيرين عن شريح قال: توجب أربعة ألف ولا توجب قدحا من ماء؟ يعنى إذا التقى الختانان.
((صلاة شريح الجمعة))
الرمادي قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن توبة العنبري عن الشعبي عن شريح أنه كان يحتبى يوم الجمعة ولا يلتفت يمينا ولا شمالا والإمام يخطب يستقبل الإمام قال: وكان يجيء فإن كان خرج لم يصل
250

وإن كان لم يخرج صلى ركعتين ثم جلس.
((شريح يجلس للقضاء في برنس))
حدثنا الدوري قال: حدثنا عصمة بن سليمان الخراز؛ قال: حدثنا عرفة أبو زيد العامري عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي؛ قال: كان شريح يجلس للناس للقضاء في برنس خز.
((الصلح عن غير معرفة))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال أخبرنا عبد الله؛ قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن شريح قال: أيما امرأة صولحت من ثمنها من غير أن تعلم ما ترك زوجها فهي الريبة كلها.
((شهادة الأعمى))
حدثني محمد بن عبد الله المخرمي فقال: حدثنا مؤنس بن محمد قال: حدثنا حماد بن زيد عن المجالد عن الشعبي؛ قال: كان شريح يجيز شهادة الأعمى مع الرجل البصير إذا عرف الصوت.
((مسروق وشريح))
محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا روح بن عبادة؛ قال: حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق قال: شيء جعله الله هو من جميع المال قال: وقال شريح: هو من الثلث قلت للشعبي: أيهما أحب إليك؟ قال إن شريحا كان أقضاهما وكان مسروق أقتاهما
((العنين))
حدثنا المخرمي قال حدثنا أبو عامر عن شعبة عن ليث بن أبي سليمان عن الشعبي قال: اختصم إلى شريح في رجل لم يستطع أن يأتي امرأته وقد كانت معه شهرين فقال شريح أقضى فيها بكتاب الله لها نصف الصداق.
((إجازة الورثة))
المخرمي قال: حدثنا أبو الوليد؛ قال حدثنا شعبة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن شريح؛ قال إذا نفضوا أيديهم من التراب إن شاءوا
251

أجازوا وإن شاءوا لم يجيزوا.
((شجة عبد))
المخرمي قال: حدثنا أبو السرى؛ قال: حدثنا أبو سفيان عن سفيان عن عبد الملك عن الشعبي عن شريح في عبد شج نفرا قال: فقضى به للآخر.
المخرمي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن الشيباني عن الشعبي أن رجلا أخذ من مهر ابنته ستمائة فحبسه شريح في السجن.
((قضاء لشريح))
حدثنا المخرمي قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان يجيز العروض.
((شهادة الأخ))
المخرمي قال: حدثنا أبو داود عن سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان يجيز شهادة الأخ لأخيه.
((مخالفة الوكيل بالشراء))
حدثنا المخرمي؛ قال: حدثنا أبو عامر عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان أعطى رجلا دراهم وأمره أن يشترى وصيفين فدفعه إلى وكيل له من وراء نهر بلخ فلم يفعل وجاء بهما فقال شريح أمن الضمان وأخذ رأس ماله.
((رد اليمين))
المخرمي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان يرى رد اليمين.
((شهادة المختبى))
حدثنا المخرمي؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه رد شهادة المختبى.
((الضمان))
أخبرني هارون بن محمد عن علي بن نصر عن سهل بن حماد عن
252

شعبة عن شيبان عن الشعبي أن رجلا شق فرق رجل فقال شريح: رقعة مكان رقعة.
أخبرني الجرجاني قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: حدثنا الثوري عن جابر عن الشعبي عن شريح قال: في الجنب الأول فالأول يعنى بالجدر.
((الشفعة))
وعن شريح قال: لا شفعة إلا في عقار أو أرض.
حدثنا محمد بن حسان الأزرق قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن مطرف عن الشعبي عن شريح في المرأة تعطى زوجها العطية قال: أقيلها ولا أقيله.
((هبة الزوجين والرجوع منها))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن سليمان عن الشيباني قال: حدثني أبو الضحى أن امرأة خاصمت زوجها في شيء أعطته إلى شريح فرأى شريح أن ترجع فيه وقال: لو طابت نفسا لم ترجع فيه.
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد العبدي؛ قال: حدثنا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن الحكم عن شريح أن للمرأة أن ترجع فيما أعطت لزوجها وليس للرجل أن يرجع فيما أعطاها.
((قضية بين زوجين))
الرمادي قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن سليمان التيمي عن أبي جعفر قال: رأيت شريحا جاءته امرأة وزوجها ادعى أنها
253

أبرأته من صداقها وأتى ببينة فلم يجز ذلك شريحا قال: حتى تروا الدراهم.
((نفش الغنم))
الرمادي قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن شريح؛ قال: كان يضمن ما أفسدت الغنم بالليل ولا يضمن ما كان بالنهار ويتلو هذه الآية وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ويقول كان النفش بالليل.
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا عفان قال: حدثنا شعبة عن عاصم؛ قال: سمعت الشعبي قال: قال شريح: ما سمعت الله ذكر سترا ولا بابا.
((رجل وامرأته عند شريح))
الصغاني قال حدثنا قال: حدثنا محمد بن دينار؛ قال: أخبرنا داود عن عامر أن امرأة وزوجها اختصما إلى شريح؛ طلقها زوجها تطليقة وقد خلى بينه وبينها فأقرت أنه لم يصل إليها؛ فقال لها: نصدقك على نفسك فلك نصف الصداق؛ ونكذبك في العدة فعليك العدة.
((شريح والشهود))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا النصر؛ قال: حدثنا عيسى يعنى ابن المسيب البجلي؛ قال: حدثنا الشعبي عن شريح أنه كان يقول للشاهدين؛ إذا أبهما أو طعن فيهما الخصم ما أنا دعوتكما وما أنا بمانعكما أن تشهدا ولئن رجعتكما لم أردكما وما يقضى بهذا القضاء غيركما فإني متق بكما فاتقيا لا أتعنت الشهود ولا ألقن الخصوم ولا أنا أشد على
254

الخصم من الشاهدين فيما أسمع منه؛ من أبدى لنا زيا حسنا أحسنا به الظن فيما غاب به عنا ومن أبدى لنا زيا سيئا أسأنا به الظن فيما غاب به عنا.
((العدة))
الرمادي قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي؛ قال: حدثنا زهير أبو معاوية عن ليث عن عامر عن شريح؛ قال: إذا طلقت المرأة وهي حائض أمهلت حتى إذا طهرت اعتدت ثلاث حيض.
((نفى ولد الأمة عند الموت))
أخبرنا محمد بن شاذان قال: أخبرنا المعلى بن منصور؛ قال: حدثنا خالد عن الشيباني عن عامر قال: أتى شريح في رجل انتفى من ولد سريته عند موته وقد كان أقربه
؛ قال: أصدق ما يكون عند موته.
((النكاح بولي))
أخبرنا محمد بن شاذان؛ قال أخبرنا المعلى؛ قال: حدثنا يعنى عبد الواحد ابن زياد؛ قال: حدثنا مجالد عن الشعبي قال: كان مسروق وشريح يقولان: لا نكاح إلا بولي إلا امرأة يعضلها وليها فتأتي السلطان أو القاضي فيزوجها أو يأمر رجلا من أهلها فيزوجها.
((شريح وأعرابي))
أخبرني جعفر بن حسن قال: حدثني أبو كريب قال: حدثنا عبد الله ابن إدريس؛ قال: حدثنا أبي عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال: خاصم أعرابي إلى شريح فجعل يتناوله بيده فقال له شريح: لسانك أطول من يدك؛ فقال: أسامرى فلا تمس فقال له شريح: أقبل قبل شأنك؛ فقال: ذاك أعجلنى إليك فلما قام قال شريح: لم أرد بكلامي هذا لك مساءة؛ قال: فقال الأعرابي: ولا احترمت إليك؛ فقال فما علمنا أحدا انتصف من شريح إلا ذلك الأعرابي.
255

أخبرني جعفر؛ قال: حدثنا قتيبة؛ قال: أخبرنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم أو عامر أن شريحا قضى فيه؛ فقال رجل: والله لقد قضيت على بغير الحق فقال شريح ما أنا بشاق الشعرة شعرتين.
((شهادة غير المسلم على المسلم))
أخبرني عبد الله بن محمد بن حسن؛ قال: حدثنا أبو كامل؛ قال: حدثنا عبد الواحد؛ قال: حدثنا مجالد عن الشعبي قال: كان شريح يجيز شهادة كل ملة على ملتها ولا يجيز شهادة اليهودي على النصراني ولا النصراني على اليهودي إلا المسلمين فإنه كان يجيز شهادتهم على الملل كلها.
((الاستحلاف على العيب))
أخبرني عبد الله بن حمد قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله؛ قال: حدثنا هشيم عن مطرف عن الشعبي عن شريح أنه كان يستحلف على الداء الظاهر البتة وعلى الباطن بالعلم.
((العبد أبق وبه داء))
أخبرني عبد الله؛ قال: وحدثنا وهب بن بقية؛ قال: حدثنا خالد عن الشيباني عن عامر عن شريح في الذي اشترى عبدا وبه داء فأبق من عنده قال: رده بدائه فقلت لعامر: ما ترى؟ قال: أرى أن يتبع المشترى البائع بالثمن ويبيع البائع عبده من ماله.
وعن خالد بن مطرف عن عامر قال: خوصم إلى شريح في عبد اشتراه رجل فأبق وقد كان أبق عند الأول فقال له شريح: غررته وكذبته رد إليه ماله واطلب غلامك.
((المسلمون عند شروطهم))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قال حدثنا سفيان: قال: حدثنا أشعث؛ عن الشعبي عن شريح؛ قال: المسلمون عند شروطهم ما لم يعص الله.
256

((رد العبد بالعيب))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه قال في رجل باع عبدا من رجل فأغل عليه ثم وجد بالعبد عيبا قال شريح: يرده بعيبه وغلته له بضمانه.
حدثنا محمد بن شاذان قال: حدثنا عبد الواحد قال؛ حدثنا مجالد قال: حدثنا الشعبي أن شريحا كان لا يجيز نكاحا إلا ببينة.
((نسب ولد أمام شريح))
حدثنا محمد بن محمد بن عبد العزيز؛ قال: حدثنا حسان بن موسى قال: أخبرنا ابن المبارك؛ قال: حدثنا مجالد عن الشعبي عن شريح أن امرأة أتته وولدها فقالت: إني ولدت هذا من سيدي فاعترف ثم هو الآن ينكره؛ فقامت البينة فألزمه الولد.
((قربان الأمة المعيبة))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا الأشعث عن الشعبي عن شريح مثل قول إبراهيم إذا ابتاعها وبها داء فوقع عليها وهي بكر ردها ورد معها عشر ثمنها فإن كانت ثيبا رد نصف العشر.
((شرط الخلاص))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه قال في رجل باع عبدا من رجل فأغل عليه ثم وجد بالعبد عيبا قال شريح: يرده بعيبه وغلته له بضمانه
حدثنا محمد بن شاذان قال: حدثنا عبد الواحد قال؛ حدثنا مجالد قال: حدثنا الشعبي أن شريحا كان لا يجيز نكاحا إلا ببينة
((نسب ولد أمام شريح))
حدثنا محمد بن محمد بن عبد العزيز؛ قال: حدثنا حسان بن موسى قال: أخبرنا ابن المبارك؛ قال: حدثنا مجالد عن الشعبي عن شريح أن امرأته أتته وولدها فقالت: إني ولدت هذا من سيدي فاعترف ثم هو الآن ينكره؛ فقامت البينة فألزمه الولد
((قربان الأمة المعيبة))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا الأشعث عن الشعبي عن شريح مثل قول إبراهيم إذا ابتاعها وبها داء فوقع عليها وهي بكر ردها ورد معها عشر ثمنها فإن كانت ثيبا رد نصف العشر
((شرط الخلاص))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا مطرف عن الشعبي عن شريح أنه قال: من اشترط الخلاص فهو أحمق؛ سلم ما بعت أو رد ما اشتريت ليس الخلاص بشيء.
((بيع طوق من ذهب فيه فصوص))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا ابن أبي
257

السفر عن الشعبي عن شريح أنه سئل عن طوق من ذهب فيه فصوص قال: انزع الفصوص فبعه كيف شئت.
حدثنا الحنفي قال: حدثنا عبدان عن ابن المبارك عن شعبة عن ابن أبي السفر عن الشعبي عن شريح: مثل حديث الطوق.
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه لم يكن يرى بأسا ببيع الزيادة في العطاء بالعروض.
حدثنا ابن زنجويه قال: حدثنا الفريابي عن سفيان عن الشيباني عن الشعبي عن شريح مثله.
((الداء القديم بالمبيع))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا الأشعث عن ابن مدرك؛ أن الضحاك بن قيس اختصم إليه في سلعة وجد بها الدبيلة وهو داء قديم فعرف أنه ليس مما يحدث فقضى به على البائع؛ قال: وكان شريح يسأل البينة أنه ابتاعه وبه ذلك الداء وقول الضحاك أحب إلي.
258

الرمادي قال حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن سليمان الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه قيل له: إن الناس يعلمون ذلك قال: فأتني برجلين من الناس أنه باعك وبه ذلك الداء.
((ميراث المكاتب))
الرمادي قال: وحدثنا يزيد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي أن شريحا كان يقضى في المكاتب بقضاء عبد الله يعنى إذا ترك مالا وترك ورثة وهو مكاتب عليه بقية من كتابته؛ قال: يعطى مواليه بقية مكاتبته وما بقي كان لورثته.
الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان عن سليمان الشيباني عن الشعبي عن شريح مثل ذلك يعنى في المكاتب إذا مات وعليه دين تضرب مواليه بما حل من نجومهم.
((الدين وبدل الكتابة))
الرمادي قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان عن شعبة بن الحجاج عن قتادة بن دعامة عن سعيد بن المسيب أنه ذكر قول شريح في المكاتب يضرب مواليه بما حل من نجومهم مع الغرماء قال: أخطأ شريح وإن كان قاضيا قال زيد بن ثابت: هو للغرماء دون الموالى.
((ضمان ما أفسدت الغنم))
الرمادي قال: حدثنا يزيد قال حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن شريح قال: كان يضمن ما أفسدت الغنم بالليل ولا يضمن ما كان بالنهار وكان يتأول هذه الآية إذ نفشت فيه غنم القوم ويقول كان النفش بالليل.
((المهر بعد الخلوة))
الرمادي قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي
259

خالد والمغيرة عن الشعبي عن شريح أن رجلا تزوج امرأة فأغلق الباب وأرخى الستر ثم طلقها ولم يمسها فقضى له شريح بنصف الصداق؛ قال: سفيان: بلغنا أن شريحا قال: عليها العدة.
((شجة العبد))
حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: قرئ علي عبد الرزاق عن سفيان عن عبد الملك عن الشعبي عن شريح أن عبدا شج نفرا فقضى به شريح للآخر قال سفيان: ونحن نقول إذا لم يتبع وهو بينهم سواء.
((البينة بعد الجحود))
عن حماد وغيره من أصحابنا حدثنا أبو بكر بن زنجويه قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن سليمان الشيباني عن بعض أصحابنا عن شريح أنه كان يقبل البينة بعد الجحود.
((الإقرار بالولد))
حدثنا ابن زنجويه قال: حدثنا محمد قال: أخبرنا سفيان عن سليمان الشيباني عن الشعبي عن شريح قال: ينتقى من ولده متى شاء قال سفيان: إذا أقر به مرة فهو ولده.
((ضمان ما تصدق إذا وقع))
ابن زنجويه؛ قال: حدثنا محمد قال: حدثنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن شريح قال: إذا كان متصدعا وأشهد عليهم فوقع على إنسان ضمنوا.
((البيعان بالخيار))
حدثنا سعدان بن نصر؛ قال: حدثنا غسان بن عبيد؛ قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن شريح أنه قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا.
260

حدثنا سعدان؛ قال: حدثنا غسان عن سفيان ذكره عن ابن حصين عن الشعبي قال: سمعت شريحا يقول: ذهب الرهان بما فيها كذا قال أبو بكر هكذا قال: عن أبي حصين عن الشعبي قال: حدثناه في الجامع حدثناه الصغاني قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي حصين؛ قال: سمعت شريحا يقول: قال أبو بكر: هذا هو الصواب رواه جماعة عن أبي حصين عن شريح نفسه.
((ضمان خمر الذمي))
أخبرني محمد بن عبد الله المسروقي؛ قال: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثني حفص بن غياث عن مجالد عن الشعبي عن شريح أنه ضمن رجلا من المسلمين خمرا أهراقها لذمي.
((بعض العيوب))
أخبرني محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا معلى؛ قال: أخبرنا شريك عن جابر عن عامر؛ قال: كان شريح يرد من الشامة الشائنة ومن الشيب إذا واراه.
((الطلاق فوق الثلاث))
أخبرني محمد بن شاذان قال: أخبرنا يعلى قال حدثنا أبو زبيد
261

أن إسماعيل بن أبي خالد حدثهم عن عامر قال: جاء رجل إلى شريح فقال: يا أبا أمية إني طلقت امرأتي مائة تطليقة فقال: أما ثلاث فلك وأما سبع وتسعون فإسراف ومعصية.
ابن شاذان؛ قال: أخبرنا معلى؛ قال: حدثنا ابن المبارك؛ قال: حدثني مجالد عن الشعبي عن شريح ومسروق قالا: الفيء الجماع.
((الربا والريبة))
حدثنا عبد الله بن محمد الحنفي قال: أخبرنا عبدان قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا ابن عون عن الشعبي عن شريح قال: دعوا الربا والريبة.
((من بيده عقدة النكاح))
أخبرني محمود بن محمد المروزي؛ قال: حدثنا حيان بن موسى قال: أخبرنا ابن المبارك؛ قال أخبرنا إسماعيل عن الشعبي قال: كان شريح يقضى زمانا أن الذي بيده عقدة النكاح الولي ثم رجع فقال: هو الزوج.
((المتعة))
أخبرني محمود قال: حدثنا حيان؛ قال: حدثنا عبد الله عن داود وجابر عن الشعبي عن شريح أنه متع بخمسمائة درهم.
((الرجوع في الهبة))
((شروط المسلمين))
أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثنا مزاحم بن سعيد قال:
262

أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أيضا يعنى سفيان عن فراس عن الشعبي عن شريح؛ أنه كان يقول: ترجع المرة إذا كان زوجها حيا؛ فإذا مات فلا رجوع أخبرني جعفر قال حدثنا مزاحم قال حدثنا عبد الله قال: حدثنا أشعث بن سوار عن الشعبي عن شريح قال: المسلمون عند شروطهم ما لم يعص الله.
((ميراث الأسير))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان عن داود عن الشعبي عن شريح أنه كان يورث الأسير ويقول: هذا أحوج إلى ماله.
أخبرني عمرو بن بشر؛ قال: أخبرنا الحسن بن عيسى قال: أخبرنا عبد الله؛ قال: أخبرنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن شريح أنه كان لا يورث الأسير.
حدثنا الجرجاني قال: حدثنا عبد الرازق عن الثوري عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن شريح قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا.
263

((السلام على الراكب))
عبد الله بن محمد الحنفي قال حدثنا عبدان؛ قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان عن حصين عن الشعبي أنه لقى راكبا فسلم عليه فقال له: ما هذا؟ قال: كان شريح يفعل ذلك.
((رجوع الورثة فيما أوصى به المورث))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: حدثنا ابن المبارك قال: أخبرنا هشام عن داود عن الشعبي عن شريح أنه كان يقول: إذا نفضوا أيديهم عن قبره ورجعوا فهم بالخيار.
كذا قال أبو بكر في أصل الكتاب هشام عن داود وأظنه هشيم.
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: أخبرني جرير عن مطرف عن الشعبي قال: أتى شريح في رجل أوصى عند موته لولد ولده بأكثر من الثلث؛ وأذن له ولده في ذلك؛ فلما مات أبي ولده ولم يجيزوا ذلك وقالوا: كرهنا أن نغضب أبانا؛ فأجزنا حياته فقال شريح: إن شاءوا أجازوا وإن شاءوا لم يجيزوا.
((وصية الصغير والكبير تجوز))
أخبرني عمرو بن بشر قال: أخبرنا الحسن بن عيسى قال: أخبرنا ابن المبارك؛ قال: أخبرنا عاصم؛ عن الشعبي؛ قال: أجيز وصية الصغير والكبير؛ إذا كانت عدلا ولا أجيز وصية صغير ولا كبير إذا كانت حيفا.
((شريح ورجل قضى عليه))
أخبرني ابن أبي الدنيا؛ قال: حدثنا محمد بن بكار؛ قال: حدثنا قيس بن الربيع عن أشعث؛ عن الشعبي قال: قال رجل لشريح: ما خاصمت إليك قط إلا حكمت على؛ قال: ذاك أحرى أن لا تكون ظالما.
264

((ما روى الحكم بن عيينة عن شريح))
((الرهن بما فيه))
حدثنا محمد بن الوليد البسري قال: حدثنا محمد بن جعفر غندر قال: شعبة عن الحكم عن شريح أنه قال: الرهن بما فيه فقلت للحكم: وإن كان أقل أو أكثر؟ قال: نعم قال أبو بكر: كل ما عن الحكم قد سمعته من البسرى عن غندر عن شعبة.
((العتق من الثلث))
وعن شريح قال: المعتق عن دبر من الثلث.
وعن الحكم أنه رأى شريحا يصلى في برنس.
وعن الحكم أن شريحا ذبح فرسا له فأكل منه.
((نفقة المتوفى عنها زوجها))
وعن الحكم عن شريح؛ قال: المتوفى عنها زوجها وهي حامل لها النفقة من جميع المال.
وكان ابن عباس يقول: ليس لها شيء.
((الحوالة))
وعن الحكم عن شريح في الذي يحيل الرجل على الرجل فيفلس المحال عليه قال: يرجع إلى الأول. وعن الحكم أن شريحا والحسن أهلا بالحج والعمرة جميعا ثم لم يحل منهما شيء دون النحر ولم يسوقا هديا.
((القرآن في الحج))
وعن الحكم أن رجلا من بني أسد تزوج امرأة من كندة يقال لها: أم عبد الله بنت زيد بن شيبان وشرط لها إن هو تركها في دارها فصداقها ألفا درهم وإن هو أخرجها فصداقها أربعة ألف فأخرجها يخاصمها إلى
265

شريح فقضى لها بأربعة ألف.
وعن الحكم أن رجلا طلق امرأته فخاصمته إلى شريح وقرأ هذه الآية وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين وقال: إن كنت من المتقين فعليك المتعة ولم يقض به قال شعبة: وجدته مكتوبا عندي عن أبي الضحى.
((المتعة))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا أبو النصر قال: حدثنا شعبة قال: الحكم أخبرني أن رجلا خاصم إلى شريح في متعة امرأة فقال شريح: وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين فإن كنت من المتقين فعليك متعة ولم يقض.
((الاختلاف في الشهادة))
حدثنا محمد بن الوليد البسرى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم أن رجلين شهد الرجل على رجل بحق فقال أحدهما: أشهد أن عليه ألفا ومائتي درهم أو ثلاثمائة وقال الآخر أشهد أن عليه ألف درهم فقضى له شريح بألف درهم؛ فقال الرجل: تقضى على وقد اختلفا؟ فقال: إنهما قد اجتمعا على ألف.
266

((فصل الخطاب))
وعن الحكم رأيت شريحا يمشي أمام الجنازة ثم يجلس حتى تجيء. وعن الحكم عن شريح في هذه الآية. وفصل الخطاب قال: الشهود والأيمان.
حدثنا ابن عرفة عن ابن فضيل عن أشعث عن الحكم عن شريح مثله.
((العنين))
حدثنا البسرى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن شريح قال: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا. وعن الحكم عن شريح في الرجل يتزوج امرأة فلا يقدر عليها
قال: يؤجل سنة.
((الدين وبدل الكتابة))
وعن الحكم عن شريح في مكاتب مات وترك بقية من كتابته وعليه دين قال يبدأ بالدين.
((هدم الطلاق))
وعن الحكم قال: سأل ابن زياد عمران بن حصين عن رجل طلق امرأته تطليقة أو اثنتين فبانت ثم تزوجها آخر ثم طلقها ثم تزوجها الأول فقال: عمران هي على ما بقي وقال شريح: ثلاث.
وعن الحكم قال: كتب عبد الملك في الجارية إذا كانت بكرا فبيعت فغشيها سيدها فوجد بها داء قال: يردها وعشر ثمنها وإن كانت ثيبا فنصف العشر.
((الفرار من الطاعون))
عن الحكم قال: خرج شريح إلى النجف فرأى أخبية وفساطيط فسأل: فقيل: فرارا من الطاعون فقال شريح: إنا وإياهم لعلى بساط واحد.
حدثنا عباس بن محمد الدوري قال: أخبرني خيثمة بن مرزوق؛ قال
267

حدثنا شعبة عن الحكم عن شريح قال: العنين الذي لا يستطيع أن يأتي امرأته يؤجل سنة.
((ما يبدأ به في الوصايا))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة؛ قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن شريح قال: يبدأ بالعتاقة في الوصايا.
أخبرنا خطاب قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا حفص عن أشعث وحجاج عن الحكم عن شريح؛ قال: يبدأ بالعتاقة.
((خيار الصغير إن زوجه ولى))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن شريح قال: يبدأ بالعتاقة في الوصايا.
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا معلى؛ قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن مطرف عن الحكم عن شريح قال: إذا زوج الغلام أبوه أو الجارية أبوها فلا خيار لهما إذا شبا.
((تعليق الطلاق على النكاح))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا النضر؛ قال حدثنا شعبة عن أبي بكر عن سعيد بن جبير قال: أرسل أمير مكة إلى سعيد يسأله عن رجل قال: يوم أتزوج فلانة فهي طالق قال: لا طلاق قبل النكاح قال شعبة: فسألت عنها الحكم فقال: كان شريح يقول إذا أتى ذا طرق النوكى فليهم معهم.
((الموضحة))
قال: أخبرني عبيد الله بن عمر قال: حدثنا عبد الرحمن عن حماد بن سلمة عن الحجاج عن الحكم عن شريح قال الموضحة في الوجه مثل الموضحة في الرأس.
268

حدثني محمد بن عبد الله المسروقي قال: حدثنا عبيد الله بن يعيش قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا بن صالح عن أشعث عن الحكم قال: كانت لشريح أرض من أرض الحيرة اشتراها.
((متى يجب البيع))
أخبرنا محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا المعلى بن منصور قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن الحكم عن شريح قال: إذا تكلم بالبيع فقد وجب البيع وإن لم يتفرقا.
((الشفعة للجار))
أخبرني محمد بن شاذان قال حدثنا المعلى قال: حدثنا هشيم قال أخبرنا أشعث عن الحكم عن شريح أنه كان يقضي بالشفعة للأيمن والأيسر والذي يليه الباب.
ابن شاذان قال: حدثنا المعلى؛ قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن مطرف عن الحكم عن شريح قال: كان شريح يقول: إذا زوج الغلام أبوه أو الجارية أبوها فلا خيار لهما إذا شبا.
((العمرى))
أخبرني جعفر بن محمد؛ قال: حدثنا مزاحم بن سعيد قال: حدثنا ابن المبارك قال حدثنا شعبة عن الحكم قال: أتاني ابن أخت لشريح من بني قيس بن ثعلبة بكتاب من شريح إني جعلتها لك عمرى وإن العمرى ليست كالسكنى.
قال: وأخبرنا أيضا يعنى ابن المبارك عن سفيان عن عبد الكريم الجزري عن الحكم بن عيينة عن شريح: أن المرأة ترجع فيما أعطاها.
((شريح يشرب المنصف))
حدثنا عبد الله بن محمد الحنفي قال: أخبرنا عبدان قال حدثنا شعبة عن
269

الحكم عن شريح أنه كان يسلم على من لقى ابن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: سمعت الأعمش عن الحكم عن شريح أنه كان يشرب الطلاء الشديد يعنى المنصف.
((ما رواه أبو إسحاق السبيعي عن شريح من قضاياه وفقهه))
حدثنا محمد بن حسان الأزرق قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن شريح قال: الذي بيده عقدة النكاح الزوج.
((حكم الآمة والجائفة))
حدثنا محمد بن حسان؛ قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق قال: قضى فينا شريح بشهادة غلمان أو صبيان في أمة أو جائفة بأربعة ألف.
حدثنا محمد بن حسان قال حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق؛ أن شريحا قال: إن كنت من المتقين فمتع في التي قد دخل بها.
((حكم شريح في قتيل))
حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحق أن قتيلا وجد في قوم فادعوه على غيرهم فأبراهم شريح وسألهم البينة على الآخرين.
((وصية الصغير))
حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا ابن مهدي وحدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا أبو نعيم وقبيصة عن سفيان عن أبي إسحق قال: أوصى
270

جار لي صبي حين ثغر لظئر له من أهل الحيرة بأربعين درهما فقال شريح: من أصاب الوصية أجزنا قال قبيصة: اسم الغلام مرثد.
((عثرة الدابة المبيعة))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا أبو داود الحفرى عن سفيان عن أبي إسحاق قال: شهدت شريحا وخوصم إليه في دابة تعثر فقال: كل الدواب تعثر فأجاز البيع.
حدثنا محمد بن حسان؛ قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان وشعبة عن أبي إسحاق؛ قال: شهدت عند شريح في وصية وحدي فأجاز شهادتي.
((شهادة الفرد في الوصية والميراث))
حدثنا فضل الأعرج؛ قال: حدثنا يزيد بن هارون؛ قال أخبرنا شريك عن أبي إسحاق؛ قال: شهدت عند شريح وأقر بعض الورثة فأجازه.
حدثنا محمد بن حسان؛ قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق؛ قال: شهدت شريحا خاصموا إليه في حمار عثور؛ قال فقال: كل الدواب تعثر؛ قال ابن مهدي: قال ابن سفيان إذا كانت عادة بينة رد.
((شهادة غير المسلم))
حدثنا محمد بن حسان؛ قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق قال: شهدت شريحا شهد عنده يهودي أو نصراني؛ فقال: أشهد بدينك أشهد بدينك.
وحدثني إبراهيم بن أحمد الهمداني؛ قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن الهمداني؛ قال: حدثنا قيس عن أبي إسحاق؛ قال: شهد نصراني عند شريح فذكر مثله.
271

((مخالفة الوكيل بالبيع))
حدثنا محمد بن حسان؛ قال حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق؛ قال بعث جدى أبو أمي مع عبد له بقطيفتين؛ فقال: تبيعهما بمأتين فباعهما بمأئة فأتوا شريحا فقصوا عليه القصة؛ فقال: الله لو باعهما بثلاثمائة كنت مجيزها؟ قال: نعم؛ قال: هو تاجرك فأجاز بيعه.
((ميراث الجد مع الأخ))
حدثنا محمد بن حسان قال؛ حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحق أتينا شريحا في زوج وأم وأخ وجد؛ فقال: للزوج النصف وللأم الثلث ثم سكت فأتينا عبيدة؛ فقسمها من ستة قال: هكذا قسمها ابن مسعود للزوج النصف ثلاثة وللجد سهم وللأم سهم وللأخ سهم.
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان مثله وزاد فيه فذهب؛ أراد شريحا: فقال الذي يقوم على رأسه أنه لا يقول في الجد شيئا.
((السلم في العبيد))
حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق قال: سمعت مسروقا يقول: أسلم أو قال: أسلف شريح في عبدين فصيحين صبيحين بألف درهم؛ قال: فجاء بهما الرجل؛ فقال: من يبتاعهما منى؟ قال: فباعهما بألف وأربع مائة فأخذ الألف والأربع مائة على صاحب العبدين.
272

((قضاء شريح في الجائفة))
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق؛ قال: قضى شريح في الجائفة بأربعة ألف بالكوفة.
((نقطة امرأة الأب))
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن سفيان عن أبي إسحاق؛ أن شريحا أجبر رجلا على أبيه وامرأة أبيه؛ على خمسة عشر درهما.
((النفقة على اليتامى))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحق؛ قال: جاء رجل منا يقال له نمير إلى شريح فقال: في حجري يتامى فكيف أنفق عليهم؟
فقال: أسبغ عليهم فإن عاشوا فسيرزقهم الله وإن ماتوا فقد أكلوا رؤس أموالهم.
حدثنا حمدان بن علي؛ قال: حدثنا محمد بن سابق؛ قال: حدثنا إسرائيل؛ عن أبي إسحق عن أبي زهير قال: سألت شريحا عن النفقة على اليتامى؛ فقال: أسبغ عليهم فإن أكلوا فهم أحق به وإن عاشوا فسيرزقهم الله.
((إقرار العبد بالسرقة))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان؛ عن أبي إسحق عن شريح؛ في عبد أقر على نفسه بالسرقة فلم يقطعه.
273

((قسمة المال بين الورثة))
حدثني محمد بن إشكاب قال؛ حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثني يحيى بن سعيد عن سفيان؛ قال: حدثني أبو إسحق عن مرة عن هذيم؛ قال: قلت لشريح: إني قد رأيت أن أقسم مالي بين ولدى قال: بئسما رأيت دعهم إلى من هو خير لهم منك.
حدثني جعفر بن محمد قال: حدثنا مزاحم بن سعيد قال: حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن أبي إسحاق عن مرة قال جاء هذيم بن عبد الله إلى شريح؛ فقال: إني رأيت من الرأي أن أقسم مالي بين ولدى فقال: بئسما رأيت دعهم إلى قسمة من هو خير لهم منك.
((شهادة الأوصياء))
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا ابن نمير عن حجاج عن أبي إسحق أن شريحا كان يجيز شهادة الأوصياء.
((أخذ شريح بالتهمة))
حدثني عبد الملك بن خلف قال؛ حدثنا محمد بن العلاء؛ قال أخبرنا يونس ابن بكير عن يونس بن أبي إسحق عن أبيه؛ أن قوما اتهموا فرفعوا إلى شريح فجعل يتهددهم فقالوا: يا أبا أمية أتأخذ بالتهمة؟ قال إذا ذهب كبد الجزور فمن يسأل عنه إلا الجازر.
((مطل الغنى ظلم))
حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب قال: حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت شريحا قال: مطل الغنى ظلم
274

((التنفل بعد العصر))
حدثنا يحيى بن جعفر قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال: رأيت مسروقا وشريحا وعمرو بن ميمون والأسود بن يزيد يصلون بعد العصر ركعتين.
((ميراث الأخ مع الجد))
وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا أبو إسحق الهمداني عن شريح قال: للبعل الشطر وللأم النصف ثم سكت قال: فأتينا عبيدة السلماني في زوج وأم وأخ وجد فقسمها عبيدة من ستة أسهم وقال: هكذا قسمها ابن مسعود للزوج النصف وللأم السدس وللجد السدس وللأخ سهم.
أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثنا مزاحم بن سعيد؛ قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك قال: أخبرنا زكريا عن أبي إسحق قال: مسألة الرجل امرأته وعبد.
((النفقة على اليتيم))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا الحسن بن عيسى؛ قال: أخبرنا عبد الله؛ قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحق عن شريح في يتيم جار له؛ قال: أسبغوا عليه إسباغا ولا تقولوا: له مال يذهب.
((شهادة الفرد))
حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي؛ قال: سمعت أبا إسحاق الهمداني يقول: شهدت شريحا فأجاز شهادتي وحدى وكان يعرفني.
275

((الإقرار بالإكراه))
حدثنا الصغاني؛ قال حدثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي؛ قال: حدثنا ابن أبي زائدة؛ قال: حدثني أبي عن أبي إسحق؛ قال: انطلقت مع يزيد بن هانى إلى شريح في غلام له ضربه أستاذه حتى أقر أنه سرق منه فقال: إنما هو أجيرك. ولا أجيز اعترافه فشاهدان على أنه خانك شيئا.
((خلاف الوكيل))
حدثني الحسن بن العباس قال: حدثنا محمد بن حميد؛ قال: حدثنا الحكم بن بشر بن سلمان عن عمرو بن قيس الملائي عن أبي إسحق الهمداني قال: بعث أبي أو جدى غلاما له بقطيفتين؛ فقال: بع كل واحد منهما بمائتين فباعهما جميعا بمائتين فبلغه ذلك فأتى المشترى فقال: إنما كنت أمرته أن يبيع كل واحدة منهما بمائتين فأبى المشترى أن يزيد عليه فاختصما إلى شريح فقال له: أرأيت لو باعهما بأفضل مما أمرته أرضيت؟ قال: نعم قال لا إنما هو تاجرك.
((شهادة الابن للأب))
أخبرنا عبد الله بن أيوب المخرمي؛ قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عثمان بن أبي عثمان عن شريح إنه كان يجيز شهادة الابن للأب.
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن؛ قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عثمان ابن أخي شريح عن شريح أنه كان يجيز شهادة
الابن علي كذا قال: على لم يقل: غيره.
((وصية أبي ميسرة))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا
276

وكيع عن سفيان؛ عن أبي إسحق أن أبا ميسرة أوصى أن يصلى عليه شريح قاضي المسلمين.
حدثنا الصغاني قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا محمد ابن سابق قال حدثنا مالك بن مغول عن أبا إسحق؛ رأيت شريحا راكبا في جنازة أبي ميسرة.
حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق؛ عن شريح أنه دفن ابنه ليلا.
((ما رواه إبراهيم النخعي عن شريح))
((جلواز شريح))
حدثني محمد بن سليمان القصير؛ قال: حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي؛ قال: حدثنا بقية؛ عن شعبة عن ابن عون عن إبراهيم؛ عن شريح؛ قال: كان جلوازا له يعنى أن إبراهيم كان جلوازا لشريح.
حدثني حجاج قال حدثنا عون بن مسلم عن شعبة عن ابن عون؛ قال: كان جلوازا لشريح.
وزعم محمد بن عبد الله المخرمي؛ عن علي بن الحسن عن شعبة عن ابن عون عن إبراهيم أن شريحا أقاد من رجل ضرب رجلا وكان جلوازا له.
277

((الولاء مثل المال))
حدثني محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا محمد بن يوسف؛ قال: حدثنا سفيان عن مغيرة؛ عن إبراهيم عن شريح أنه يجرى الولاء مجرى المال قال سفيان: يعنى من ورث المال جعل له الولاء.
((الصبي يولد حيا))
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا شعبة عن منصور؛ عن إبراهيم؛ قال: اختصم إلى شريح في صبي ولد حيا؛ فقال الحي يرث الميت ولم يورثه لأنه لم يستهل.
حدثنا محمد بن الوليد البسرى؛ قال: حدثنا محمد بن جعفر؛ غندر: قال: حدثنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان شريح إذا سئل عن الرجل يتزوج أم امرأته ولم يدخل بها قال سلوا عن ذلك بني شمخ.
278

((الأمة المعيبة))
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن شريح قال: إذا اشترى الرجل الجارية فوقع عليها ثم وجد بها عيبا ردها بالعيب وإن كانت ثيبا رد نصف عشر قيمتها وإن كانت بكرا رد عشر ثمنها.
((المدبر من الثلث))
أخبرنا إسماعيل بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن شريح قال: المدبر من الثلث.
((عقدة النكاح))
أخبرنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن شريح قال الذي بيده عقدة النكاح هو الزوج.
((نفقة اليتيم))
أخبرني عمرو بن بشر؛ قال: حدثنا الحسن بن عيسى؛ قال: أخبرنا عبد الله ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن شريح أنه كان يقول: أسبغوا على اليتامى أسباغا.
((حبس من عليه الحق))
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أن شريحا قضى على رجل فحبسه في السجن وأرسل إليه بشر بن مروان أن خل عن الرجل؛ فقال شريح: السجن سجنك؛ والبواب بوابك؛ وأما أنا فإني رأيت عليه الحق؛ فحبسته لذلك وأبى أن يخلى عنه.
279

أخبرني الحارث بن محمد التميمي قال: حدثنا إسماعيل بن حاتم عن ابن عون عن إبراهيم قال: أتى شريح رجلان فقال لأحدهما: شهد عليك ابن أخت خالتك.
قال: وقال محمد قال: قال شريح: شهد عليك ابن أخت خالتك.
((قضية طلاق))
أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا حكام بن سلم الرازي عن سعيد الزبيدي قال: وقع بيني وبين امرأة لي معاتبة فقلت لها: كل امرأة لي طالق سبعين غيرك فكأني وجدت في نفسي من ذلك فسألت إبراهيم فقال: كان شريح يرى أن الطلاق قد وقع؛ فقلت له: فما ترى فيها أنت؟ قال: إن كان شريح لرضا فسأل سعيد بن جبير فقال: قد استثناها - أخبرنا محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا وهب؛ قال: حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن شريح في الحامل المتوفى عنها زوجها؛ النفقة
في جميع المال.
((القران))
أخبرنا الجوجانى؛ قال: أخبرنا عبد الرزاق؛ قال: حدثنا الثوري عن منصور عن إبراهيم عن زياد بن لبيد؛ قال: قال لي شريح: إذا قرنت بين الحج والعمرة فلا تحل منك حراما دون يوم النحر وإن أجلبت عليك أهل مكة.
((استهلال الصبي))
حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا محمد بن يوسف؛ قال: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: شهدت عند شريح نساء أنه (يجلح) يعنى يحرك ولم يشهدن بالاستهلال فقال شريح: يرث الحي الميت ولم يجز شهادتهن.
280

حدثنا محمد بن شاذان الجوهري؛ قال حدثنا: معلى بن منصور قال: قال أبو عوانة: عن مغيرة عن إبراهيم عن شريح؛ قال: في العنين عليه نصف الصداق.
((شهادة غير المسلم على المسلم))
حدثنا أبو بكر بن زنجويه؛ قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن شريح؛ قال: لا تجوز شهادة النصراني واليهودي على المسلم إلا في وصية ولا يجوز في وصية إلا أن يكون مسافرا.
((الطلاق المعلق))
حدثنا ابن زنجويه قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن شريح أنه كان يقول إذا بدأ بالطلاق وقع وإن بر يعنى في الرجل يقول: أنت طالق إن فعلت كذا وكذا ثم بر.
((السلم في الخر))
حدثنا محمد بن عبد الله المسروقي؛ قال: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا يحيى بن آدم عن مفضل بن مهلهل عن مغيرة عن إبراهيم عن شريح أن نصرانيا أسلم إلى نصراني في خمر حديث فقضى له بحديث سنة.
((الصرف))
حدثنا محمد بن شاذان قال: حدثنا أبو زبيد عن مغيرة عن إبراهيم؛ أن شريحا كره التخيير في الصرف.
((الطلاق فوق الثلاث))
أخبرني محمد بن شاذان؛ قال: أخبرنا المعلى قال: حدثنا محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم؛ أخبره أن رجلا أتى شريحا فقال: إني طلقت امرأتي عدد النجوم؛ قال: قد بانت منك فقال الرجل: فما ترى؟
281

فإني لم أطلقها العدة قال: فإني آمرك أن تشد راحلتك ثم تركب حتى إذا أتيت وادى النوكى فحل به.
((طلاق للفار))
حدثنا محمد بن شاذان قال: حدثنا معلى؛ قال: حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن شريح؛ قال: كان فيما جاء به عروة البارقي في الذي طلق امرأته ثلاثا وهو مريض ترثه ما كانت في العدة.
أخبرني محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا معلى؛ قال: حدثنا حماد بن يزيد عن أبي هاشم عن إبراهيم عن شريح؛ في الرجل يطلق امرأته ثلاثا وهو مريض قال: ترثه ما دامت في العدة.
((متعة من لم يدخل بها))
أخبرني محمود بن محمد المروزي؛ قال: حدثنا حيان بن موسى؛ قال: أخبرنا عبد الله؛ قال: أخبرنا المسعودي عن الحكم بن عتيبة قال: قلت لإبراهيم: رجل طلق امرأته ولم يدخل بها وقد فرض لها فقال: قال شريح: أن لها في النصف متاعا.
وعن شعبة عن الحكم مثله.
((ضمان العارية))
حدثنا علي بن سهل بن المغيرة؛ قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثنا شعبة؛ قال: الحكم أخبرني عن إبراهيم ومنصور وهذا حديث الحكم؛ قال: ما رأيت شريحا يضمن عارية قط إلا أن امرأة استعارت خاتما فوضعته في مغتسلها فضاع فضمنها شريح.
282

((عاقبة الظلم))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن يزيد عن شعيب عن إبراهيم قال: كان شريح إذا اجتمع الخصوم قال: سيعلم الظالم حظ من نقص إن الظالم ينتظر العقاب وإن المظلوم ينتظر النصر.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن يزيد عن ابن عون عن إبراهيم قال: خلف شريح يكلمه باليمانية ما شددت على لهوات
خصم قط.
قال: قال شريح: ما استخبرت في فتنة ولا أخبرت.
((إذا اتهم الشاهد))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو حميد الحمصي؛ قال: حدثنا معاوية بن حفص قال: حدثنا قيس عن ابن حمزة عن إبراهيم؛ قال: كان شريح إذا اتهم الشاهد لم يكلمه حتى يقوم.
((شريح يقيد من جلواز))
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني أبي: قال حدثنا وكيع؛ قال: حدثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أن شريحا أقاد من جلواز ضرب بسوط.
((الرجوع عن القضاء))
حدثنا محمد بن الوليد اليسرى؛ قال: حدثنا محمد بن جعفر غندر قال: حدثنا شعبة؛ عن الحكم عن إبراهيم أن شريحا لم يكن يرجع عن قضاء حتى حدثه الأسود أن عمر قضى في عبد كانت تحته حرة فولدت له أولادا؛ ثم إن العبد أعتق قال: الولاء لعصبة أمهم فأخذه شريح.
((عقدة النكاح))
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا قبيصة؛ قال حدثنا
283

سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن شريح: الذي بيده عقدة النكاح الزوج.
((وجد غير ما اشترى))
الصغاني قال: أخبرنا معلى قال: أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم أن رجلا اشترى زقاقا من سمن فجاء به فوجد فيه ربا فخاصمه إلى شريح فقال: أعطه مكان الرب سمنا.
((شهادة القاذف))
الصغاني قال: حدثنا أبو النصر قال: حدثنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم عن شريح؛ قال: قضاء من الله لا يجوز شهادة قاذف فتوبته فيما بينه وبين الله.
الصغاني قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة؛ قال: حدثنا ابن إدريس عن مطرف عن ابن عثمان عن شريح قال: يجوز شهادته إذا تاب.
أخبرنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا منصور عن إبراهيم عن شريح أن رجلا شهد عنده وقد ضرب في القذف فقال شريح: قم قد عرفناك فلم يجز شهادته.
((التسوية بين الخصوم))
أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: أخبرنا هشيم قال: حدثنا مغيرة عن إبراهيم؛ قال: بينما التستري بن وقاص جالس عند شريح إذ جاء رجل يستعدى عليه فقال لشريح اعدنى على هذا الجالس إلى جنبك فقال شريح: قم فاجلس مع خصمك فقال التستري: إني أسمع من مكاني قال: فأجلسه معك.
((نفقة الحبلى))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن شريح قال: النفقة والرضاع من جميع المال
284

إذا مات الرجل وترك امرأته حبلى.
((ما رواه أبو الضحى مسلم بن صبيح))
((من قضايا شريح وفقهه))
((الهبة بين الزوجين))
حدثنا: أبو صالح زاج أحمد بن منصور الحنظلي قال أخبرنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن امرأة وهبت لزوجها ثم رجعت فيما وهبت له فخاصمته إلى شريح فقال أليس الله يقول فإن طين لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا هي ذه إن طابت نفسا فخذه.
حدثنا إسحاق بن الحسن؛ قال: حدثنا حذيفة قال: حدثنا سفيان عن الشيباني عن أبي الضحى أن امرأة خاصمت إلى شريح في شيء أعطته زوجها فرأى شريح أن يرجع فيه وقال لو طابت نفسا لم تجيء تطلبه فلم يجزه له.
((إجارة المنزل))
حدثنا: أبو بكر بن زنجويه قال: حدثنا الفريابي عن سفيان عن الحسن بن عبد الله عن أبي الضحى عن شريح في الرجل يستأجر البيت إن شاء أخرجه وإن شاء خرج.
((هبة الأب لفرعه))
حدثنا: الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أسباط بن محمد قال: حدثنا الشيباني عن مسلم بن صبيح قال: كنت جالسا عند شريح إذ جاءه رجل يخاصم أختا له في طوق في عنقها فقالت أعطانيه
285

أبي في حياته فجعلته في عنقي فقال شريح: هذا موضع أبيك الذي وضعه فهات ما يخرجه.
((الإجازة إلى سنة))
حدثنا: أبو قلابة قال: حدثنا بشر بن عمرو بن وهب بن جرير قال: حدثنا شعبة عن الحسن بن عبد الله عن أبي الضحى أن مسروقا وشريحا كانا يقولان في الرجل يؤاجر الرجل بيته سنة إن شاء أخرجه قبل ذلك.
حدثنا الصغاني قال: حدثنا معلى قال: حدثنا حفص عن الحسن ابن عبيد الله عن أبي الضحى عن شريح مثل معناه.
((شريح يسجد في برنس))
حدثنا: سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن مسلم بن صبيح قال: رأيت شريحا يسجد في برنس قد حالت فضوله بين جبهته وبين الأرض.
((بيع الزيادة في العطاء بالعروض))
حدثنا: إسحاق بن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن الشيباني عن أبي الضحى عن شريح أن رجلا أتاه يخاصم في صبية حلاها أبوها فقال له شريح: إن أباها وضعه ههنا ويأمرني أن أنزعه وكان لا يرى بأسابيع الزيادة في العطاء بالعروض.
((المتعة))
حدثنا: محمود بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا حيان بن موسى قال: حدثنا عبد الله؛ قال: أخبرنا شعبة؛ عن الحكم عن أبي
286

الضحى أن رجلا طلق امرأته فخاصمته إلى شريح فقرأ شريح هذه الآية وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين إن كنت من المتقين فعليك المتعة ولم يقض لها.
((ما رواه سائر أهل الكوفة عن شريح من قضاياه وفقهه))
((الرهن بما فيه))
حدثنا الحسين بن أبي زيد الدباغ؛ قال: حدثنا أبو بكر بن عياش؛ قال: حدثنا أبو حصين عن شريح قال: غرقت الرهان بما فيها.
حدثنا الصغاني قال: حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن أبي حصين قال: سمعت شريحا يقول: ذهبت الرهان بما فيها.
حدثنا إبراهيم؛ قال: حدثنا أبو بكر؛ قال: حدثنا شريك عن أبي حصين قال: سمعت شريحا مثله.
((المكاتب إذا مات))
حدثنا علي بن حرب الموصلي؛ قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي عن سفيان عن أبي حصين قال: خاصمت إلى شريح في مكاتب مات وترك مالا وولدا أحرارا قال خذ بقية مالك مما ترك وما بقي فولده والولاء لك.
((التروح في الصلاة))
حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا سفيان عن أبي حصين أن شريحا كان يكره التراوح في الصلاة.
((القضاء جمر))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا
287

وكيع؛ قال: حدثنا مسعر عن أبي حصين عن شريح قال: إنما القضاء جمر فادفع الجمر عنك بعودين يعنى الشاهدين.
((من بيده عقدة النكاح))
حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن شريح أن يعفون المرأة تترك الصداق أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح الزوج فتمم لها الصداق.
((يضمن الأسفل الأعلى))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم؛ قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي حصين عن شريح في الرجل يسقط على الرجل أنه كان يضمن الأسفل الأعلى.
((شاهد الزور))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان عن أبي حصين أن شريحا كان يؤتى بشاهد الزور فيطاف في أهل المسجد وسوقه ويقول: إنا قد دفعنا شهادته.
((شهادة من قطعت يده في سرقة))
الرمادي قال: حدثنا يزيد العبدي قال: حدثنا سفيان عن أبي حصين أن شريحا أجاز شهادة رجل منا قطعت يده: ورجله في السرقة فسأل عنه فذكر فيه خير فأجاز شهادته.
((طلاق البتة))
حدثنا أبو أيوب سليمان بن الحسن المعافى قال: حدثنا أبو أسامة عن مالك يعنى ابن مغول قال: حدثني أبو حصين قال: سأل الضحاك ابن قيس شريحا عن البتة قال: قد
كبرت ونسيت؛ قال: لتقولن قال أما الطلاق فسنة وأما البتة فبدعة نقفه على بدعته فإن شاء تقدم على الله وإن شاء تأخر.
((القضاء على الغائب))
288

حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد قال حدثنا سفيان عن أبي حصين عن شريح أنه كان لا يقضى على الغائب.
((المكاتب يترك مالا))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا سفيان عن أبي حصين قال: خاصمت إلى شريح في مكاتب ترك مالا وبقى عليه من مكاتبته بقية فأعطاني شريح ما بقي عليه من كتابته؛ وجعل لابنيه الثلثين وجعل أبا حصين عصبته فورثه ما بقي.
((لا يضمن البربط))
حدثنا عبد الله بن محمد الحنفي قال؛ أخبرنا عبدان قال؛ أخبرنا عبد الله؛ قال: حدثنا سفيان عن أبي حصين عن شريح أنه جاءه رجل في بربط كسر فلم يقض له بشيء.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي؛ قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا مسعر عن أبي حصين عن شريح قال: إنما القضاء جمر فادفع الجمر بعودين يعنى الشاهدين.
((الطلاق البتة))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا أبو خالد قال: حدثنا مالك ابن مغول عن أبي حصين قال: قال الضحاك لشريح: قل في البتة قال: قد كبرت قال: قل فيها قال: قوله أنت طالق فهي طالق أما قوله البتة فأقفه عند بدعته فإما أن يبقى وإما أن يطلق.
((الإقرار بالصداق عند الموت))
الصغاني قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا معمر بن سليمان الرقى عن حجاج عن أبي حصين عن شريح قال: إذا أقر الرجل لامرأته ببعض صداقها عند موته أجزناه لها.
289

((عباس العامري))
((شهادة العبد))
حدثني محمد بن سعد بن محمد الحداثى قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا شريح؛ قال: ذكره عباس العامري عن شريح أنه كان لا يجيز شهادة العبد
((الكفالة بحد))
حدثني محمد بن سعد؛ قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير؛ قال: حدثنا شريك عن عباس العامري عن شريح؛ قال: لا نكفل صاحب الحد.
حدثنا محمد بن شاذان قال: أخبرنا معلى؛ قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن إسماعيل عن قيس؛ قال: قال رجل لشريح: ابتعت من هذا شاء فلم أجد لها لبنا؛ فقال شريح: لعلها تحب أن تحلب في ربانها ثم تحلب ما لا تحلب في آخر شأنها.
((ما اتفق عليه الشاهدان))
أخبرنا الصغاني؛ قال: أخبرنا جعفر بن عون؛ قال: أخبرنا مسعر عن عمرو بن عبيد الله بن وائلة المكي قال: خاصمت إلى شريح فشهد لي شاهدان فشهد أحدهما بأقل من شهادة صاحبه فأجاز شهادتهما على الأقل.
((شريح لا يرد على الزوج))
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا أبو النصر؛ قال: حدثنا شعبة؛ قال: أوس أخبرني قال: سمعت رجلا من الأنصار؛ قال: سمعت حكيم بن عقال القرشي يحدث أن شريحا أتى في ابني عم أحدهما أخ لأم والآخر زوج؛ فقال شريح للزوج النصف وما بقي للأخ من الأم
290

فرفع ذلك إلى علي فقال لم قلت هذا؟ قال: لأني رأيت هذا قال: للزوج النصف وللأخ للأم السدس وما بقي بينهما.
حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا وكيع عن مسعر عن معن بن عبد الرحمن؛ قال: كان شريح يقول للشاهدين: إني لم أدعكما ولا أنا مانعكما إن قمتما وإنما يقضى أنتما وإني متحرز بكما فتحرزا لأنفسكما.
((القاسم بن عبد الرحمن))
((ميراث الولاء))
حدثنا الصغاني قال: حدثني أبو نعيم قال: حدثني مسعر عن أبي عون قال مسعر: أراه أن بنى الأشعث اختصموا إلى شريح في الولاء فأشرك بين عم وابن أخ في الولاء؛ أنزله منزلة أخيه.
((كلمات لشريح))
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني؛ قال: حدثنا أسباط بن محمد؛ قال: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن شريح؛ قال السجن كره والقيد كره والضرب كره والوعيد كره.
الرمادي قال: حدثنا يزيد العبدي؛ قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن ابن عبد الله عن القاسم بن عبد الرحمن عن شريح بن الحارث مثله.
((البناء في حق الغير))
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني؛ قال: حدثنا أسباط قال: حدثنا المسعودي عن القاسم عن شريح قال من بنى في حق قوم بإذنهم فأرادوا أن يخرجوه فله نفقته وإن بنى في حق قوم بغير إذنهم فأرادوا
291

أن يخرجوه فإنما له نقضه.
حدثني أبو صالح المطرز؛ قال: حدثنا عبد الله بن رجاء عن المسعودي مثله.
حدثني الصغاني عن يحيى بن أبي بكير عن المسعودي مثله.
((العيب بالشاة المبيعة))
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله؛ قال: حدثنا هشيم عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن أن رجلا اشترى من رجل شاة فوجدها تأكل الذبان فخاصمه إلى شريح؛ فقال: لبن طيب وعلف بالمجان.
حدثني: مسروق البلخي أبو هاشم قال: حدثنا يحيى بن عمرو عن المسعودي مثله.
((عقدة النكاح))
أخبرنا علي بن عبد العزيز الوراق قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا المسعودي عن القاسم قال: إن كان أشياخ الكوفة ليأتون شريحا فيخاصمونه حتى يجثو على ركبتيه في الذي بيده عقدة النكاح فيقول شريح: إنه للزوج إنه للزوج.
((الشفعة))
حدثنا الصغاني قال حدثنا أبو النصر قال: حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر والقاسم بن عبد الرحمن؛ قال: سمعنا شريحا يقول ليس الشفعة إلا في دار أو عقار.
أخبرنا محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا المعلى؛ قال: حدثنا شريك عن جابر عن القاسم؛ قال: قال شريح: الشفعة شفعتان شفعة شركة وشفعة جوار.
292

فإن لم يكن شركة فالجوار.
((القبض في الهبة))
حدثني جعفر بن محمد؛ قال: حدثنا مزاحم بن سعيد؛ قال أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان عن جابر عن قاسم قال كان شريح لا يجيز الهبة حتى تقبض.
((الشفعة في الدار والعقار))
حدثنا محمد بن شاذان قال حدثنا: معلى قال: حدثنا أبو عوانة عن جابر عن القاسم بن عبد الرحمن وعامر؛ أنهما سمعا شريحا يقول: ليس شفعة إلا في دار أو عقار.
((فتح الباب على الجار))
حدثنا: المخرمي قال: حدثني أبو عبد الله؛ مولى جعفر بن سليمان؛ قال: حدثنا أبو بحر عن شعبة عن جابر؛ عن القاسم بن عبد الرحمن؛ عن شريح؛ قال: أنت أملك بحائطك تفتح بابك حيث شئت ما لم يضر بجارك.
((يحيى الطائي))
((أوسط الطعام))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا أحمد بن يونس؛ قال: حدثنا زائدة عن يحيى الطائي؛ قال: سألت شريحا عن أوسط طعام أهلي قال: من الخبز والزيت والخل قلت: اللحم قال: ذلك أرفع طعام أهلك والناس.
((شريح يقضي ويفتي))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني الصلت بن مسعود؛ قال: حدثنا القاسم بن مالك الكوفي؛ قال: حدثنا أبو هلال يعنى يحيى بن حيان الطائي قال: رأيت شريحا يقضي ويفتي.
293

حدثنا الفضل بن سهل الأعرج قال: حدثنا يزيد بن هارون؛ قال: أخبرنا شعبة عن أبي قيس أن شريحا أجاز شهادته وحده في مصحف.
حدثنا أبو قلابة؛ قال: حدثنا بشر بن عمرو عن شعبة مثله.
((الشفعة على الملك))
حدثنا أبو حمزة أنس بن خالد الأنصاري قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري؛ قال: حدثنا محمد شعبة عن عيسى بن الحارث قال: الشفعة على الذرع.
((رجل يشكو عمه))
حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الطائي قال: حدثنا علي بن عاصم قال: حصين أخبرني قال: دخلت المسجد فإذا أنا بشريح يقضي بين الناس فجئت حتى قعدت إليه فجاء شاب قد اجتمع قعد بين يديه فقال له: يا أبا أمية إن أبي توفى وترك مالا عند عمي وأنه يمنعنيه أن أنتفع به فجاء عمه فقعد بين يدي
شريح فقال له شريح: ما لابن أخيك يشكوك يقول: إن عندك ما لا تمنعه أن ينتفع به قال: يا أبا أمية إنه يكثر أكل السكر قال علي: يعنى أنه يشرب النبيذ؛ فقال: اتق الله وأحسن إلى ابن أخيك ولم يأمره أن يدفع إليه ماله.
أخبرنا الصغاني ومحمد بن شاذان قالا: حدثنا معلى؛ قالا: حدثنا هشيم قال حدثنا حصين؛ قال: شهدت شريحا وأتاه رجل قد خرجت لحيته بعم له فذكر معناه.
((شريح وخصم))
أخبرنا سعدان بن نصر؛ قال: حدثنا أبو معاوية؛ قال: حدثنا
294

الأعمش عن تميم قال جاء ابن أبي عصيفير إلى شريح فخاصم فجلس مع شريح على الطنفسة؛ فقال شريح: قم فاجلس مع خصمك فإن مجلسك يريبه فقال: تعلمني بك يا بن أم شريح قال شريح: إني لأدع النصرة وإني عليها لقادر.
((رأي شريح في الوقف))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد؛ قال: حدثنا عطاء بن السائب؛ قال: سألت شريحا؛ قال: فقلت: يا أبا أمية أفتني؛ قال: إني لست أفتي ولكن أقضى؛ قلت رجل حبس داره على ولده قال: لا حبس عن فرائض الله.
((النفقة على اليتامى))
حدثنا إسماعيل؛ قال: حدثنا سليمان؛ قال: حدثنا حماد؛ قال: حدثنا عطاء بن السائب أن شريحا قال: أوسعوا على اليتامى في أموالهم؛ فإن الله إنما أمركم أن تكرموهم في أموالهم.
((شريح وأعرابي))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا عارم قال: حدثنا حماد عن عطاء بن السائب أن أعرابيا أتى شريحا يوما فقال: ممن أنت؟ قال: إنما أنا ممن أنعم الله عليه بالإسلام فخرج الأعرابي: وهو يقول: والله ما رأيت قاضيكم يدرى ممن هو.
((إبراز الخشية في الطريق))
وحدثنا إسماعيل قال: حدثنا عارم قال: حدثنا حماد عن عطاء بن السائب أن شريحا قال: أيما أهل دار أخرجوا من دارهم حجرا أو خشبة أو أيما قال بنى ظلة في الطريق فأصاب شيئا فهم له ضامنون.
((الرهن بسلف))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا عارم قال: حدثنا حماد عن
295

عطاء بن السائب أن شريحا أعطى رجلا دراهم فدخل بيته فرأى آنية فقال: ما هذه الآنية؟ قال: ترتهنها في السلف؛ قال: رد إلينا رأس مالنا.
((الحوالة على مفلس))
حدثنا إسماعيل؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد عن علي بن الحكم عن رجل من أهل الكوفة أنه خاصم إلى شريح في رجل أحال رجلا على رجل فأفلس المحال عليه فأقام البينة أنه أحاله يوم أحاله وهو يعلم أنه مفلس فلم يرده.
((شريح والشهود))
حدثنا عبد الله بن محمد بن حصين قال: حدثنا أبو كريب؛ قال: حدثنا هشام بن علي عن الأعمش عن تميم بن سلمة؛ قال: كان شريح لا يدعو الشاهدين يدعوهما الخصم؛ فيقول لهما: إني لم أدعكما ولست أمنعكما أن ترجعا وإنما يقطع على هذا شهادتكما وأنا متق بكما فاتقيا.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير أن رجلا استعدى شريحا على رجل كان بينه وبين شريح سبب أو خاص في دين فأمر بحبسه ومر به شريح؛ فقال: أتحبسني؟ قال: أنا لم أحبسك ولكن الحق حبسك.
((لا نكاح إلا بولي))
حدثنا محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا: معلى؛ قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن شريح؛ قال: لا نكاح إلا بولي.
((شريح يقضي في مولى مات))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني قال: جاء قوم
296

إلى شريح مات مولاهم وترك أخا له مملوكا فوجدوا عليه خمس مائة درهم مضاربة؛ فقال: رحمك الله إنه كان أخي وأنا إنسان مسكين؛ فقال: هم أحق بالدراهم فقضى عليه قال أبو عمرو: قلت له: ألك ولد؟ قال: نعم ابن؛ قلت: حر أم مملوك؟ قال: لا بل حر؛ قلت: يا أبا أمية ألا أعجبك من هذا له ولد حر! قال: ردوهم قال: لك ولد حر؟ قال: نعم؛ قال فأعطوه كل شيء أخذتموه من ماله.
((تزويج الوصي))
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا المفضل بن دكين؛ قال: حدثنا شريك عن مغيرة عن سماك عن شريح أنه أجاز نكاح وصى
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا معاذ بن معاذ وحدثنا الصغاني قال: حدثنا هاشم بن القاسم؛ قال: حدثنا شعبة؛ عن المغيرة عن سماك ابن سلمة الضبي قال: رأيت شريحا أجاز نكاح وصى والأولياء ينكرون ذلك.
حدثنا الصغاني قال: وأخبرنا سعيد بن عامر عن شعبة عن مغيرة عن سماك بن سلمة أنه شهد شريحا أجاز نكاح وصى والأولياء كارهون.
حدثنا سعدان بن نصر؛ قال: حدثنا معاذ بن معاذ عن أبي عوانة عن مغيرة عن سماك بن سلمة أن شريحا أجاز نكاح وصى وصى وصى قالها ثلاثا.
حدثنا الصغاني قال: حدثنا معلى؛ قال: حدثنا هشيم قال:
297

أخبرنا مغيرة عن سماك بن سلمة أنه شهد شريحا أجاز نكاح وصى وصى وصى في ناس من الأنصار.
((قضاء شريح في الموضحة))
أخبرنا علي بن إشكاب قال: حدثنا معاذ بن معاذ عن سفيان الثوري عن حكيم بن ديلم؛ قال: خاصمت إلى شريح في موضحة فقضى فيها بخمس قلائص من الإبل.
((مدة المسح على الخفين))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق؛ قال: حدثنا ابن جريج؛ قال: أخبرنا أبان بن صالح أن عمير بن شريح أخبره أن شريحا كان يقول في المسح على الخفين: للمقيم يوم إلى الليل وللمسافر ثلاث ليال.
((شريح يرد شهادة))
أخبرنا سعدان بن نصر؛ قال: حدثنا أبو معاوية؛ قال: حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير؛ قال: جاء إلى شريح شاهدان؛ فقال: أحدهما: أشهد عليه بكذا وكذا وأشهد أنه ظالم؛ فقال له شريح: قم فلا شهادة لك؛ وما يدريك أنه ظالم.
((شريح وقسامة))
أخبرنا سعدان بن نصر؛ قال: حدثنا أبو معاوية عن الحجاج بن أرطأة عن شريح أن قتيلا وجد عند دار البراء بن عازب فادعى أولياؤه على النمر بن قاسط فبرأ شريح القوم الذين وجد فيهم القتيل لأن الأولياء ادعوا على غيرهم وبرأ النمر بن قاسط.
((لا يضمن مستكر))
أخبرنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن الحجاج عن عثمان بن شريح قال: ليس على مستكرى ضمان
298

((القود في اللطمة))
حدثنا أبو قلابة قال: حدثني سليمان بن داود قال: حدثنا ابن يمان عن سفيان عن جابر عن شريح أنه أقاد من لطمة.
((الرهن بمافيا))
حدثني إبراهيم الحربي قال: حدثني عبد الله بن عمر قال: حدثنا ابن فضل عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن جابان عن شريح قال الرهن بما فيه.
حدثني إبراهيم قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن يزيد عن عيسى بن جابان أن رجلا رهن خاتما فيه (وهذا أبو سعيد القواريري) أكثر من ما رهن به فقال شريح الرهن بما فيه.
حدثني إبراهيم قال: حدثنا شجاع قال: حدثنا هشيم عن سيار عن أبي سبرة سمع شريحا يقول: ذهبت الرهان بما فيها.
((العيب في المبيع))
أخبرنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن حسان بن الأشرس قال: جاء رجل إلى شريح يخاصم رجلا قال: إن هذا باعني جارية ملتوية العنق فقال شريح: بينتك أنه باعك ذا وإلا فيمينه بالله ما باعك ذا.
((شريح والشهود))
أخبرنا سعدان بن نصر قال: حدثنا معاوية عن الأعمش عن حسان قال: كان شريح إذا جاءه شاهدان قال: ألا تريان يا هذين أني لم أدعكما ولست أمنعكما أن ترجعا؟ وإنما يقضي على هذا أنتما وإني متق بكما فاتقيا
أخبرنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش
299

عن حسان أبي الأشرس؛ قال: جاء إلى شريح شاهد؛ فقال: أشهد أنه اتكأ عليه بمرفقه حتى مات فقال شريح: قم فلا شهادة لك.
((لا يضمن أجير))
حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي؛ قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا شعبة؛ قال: سمعت إسماعيل بن خالد يقول: سمعت قيس ابن أبي حازم يقول: كذا قال: كان معه أجير له فبعثه يسقى دابة فغرقت فخاصمه إلى شريح فلم يضمنه.
((شريح يرد شهادة))
أخبرنا سعدان بن نصر قال: حدثنا أبو معاوية؛ قال: حدثنا الأعمش عن يحيى بن وثاب قال: جاء إلى شريح شاهد وعليه قباء مخروط الكمين فقال له شريح: أتحسن
تتوضى؟ قال: نعم فقال: احسر عن ذراعيك؛ فذهب يحسر فلم يستطع أن يخرج يده فقال شريح: قم فلا شهادة لك.
((شريح يرد شهادة))
حدثنيه عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال حدثنا وكيع قال حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن حسان أبي الأشرس؛ قال: اشتريت ناقة من الكناسة فجاء رجل من أهل البصرة فادعاها. فخاصمه إلى شريح فأقام البينة فقضى له بها فرأى شريح أحد الشاهدين كمه ضيق فقال احسر عن ذراعيك فحسر فلم يستطع فقال؛ ائتني بشاهد غير هذا.
أخبرني محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا محمد بن سابق قال: حدثنا كامل وقال: سمعت أبا أشرس قال: اختصم إلى شريح رجلان
300

فأقام أحدهما شاهدين فشهدا فقضى على الذي شهد عليه فقاما من عنده فدعوا الذي قضى عليه فرجع إلى شريح يكلمه فأبصر أحد الشاهدين فقال بيده: هكذا يدفعه فدعى الذي شهد له فقال ائتني بشاهد غيره لا أبغى هذا.
((الأضراس بالثنايا))
قال: حدثنا: أبو بكر بن زنجويه قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن الأزهر عن محارب بن دثار أن رجلين اقتتلا فكسر أحدهما ثنية صاحبه وكسر الآخر ضرسه فجعل أحدهما بالآخر.
((القضاء بالتضامن في الدين))
حدثنا الجرجاني؛ قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري عن أبي الجهم قال: خاصمت إلى شريح وكتبت على قوم أيهم شئت أخذت بحقي فقضانى رجل منهم وقال: إنما على حصني فقال شريح: خذ أيهم شئت؛ فأخذت أيسرهم فكان هو أيسرهم.
((ضمان الأجر))
الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الهيثم؛ قال: حملت كاريا على حمال بأجر فانكسر فضمنه شريح.
علي بن مسلم قال: حدثنا أبو داود؛ عن شعبة؛ قال: أبو الهيثم أخبرني قال: اشتريت دهنا وكانت القارورة تبلغ خمسمائة فاستأجرت على قارورة منها حمالا فانكسرت فاختصمنا إلى شريح فقال: إنما أعطاك الأجر لتبلغها فضمنه شريح.
301

((كفالة العبد))
حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا محمد بن الفريابي قال: حدثنا قيس بن الربيع قال: حدثنا عباس العامري قال: سمعت شريحا يقول: لا كفالة للعبد إلا أن يأذن سيده.
حدثنا ابن زنجويه قال: حدثنا محمد قال: حدثنا سفيان عن أبي الجهم قال: خاصمت إلى شريح في حق كان لي على قوم منهم الموسر ومنهم غير الموسر فكتبت عليهم أيهم شئت أخذت بحقي قال: خذ أيهم شئت.
((شريح يتقى إيذاء المسلمين))
حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدثنا جعفر بن عون قال أخبرنا أبو حيان يعنى التيمي عن أبيه قال كان شريح لا يشرع مثعبا له إلا في داره ولا يموت سنور له إلا دفنه في داره اتقاء أذى المسلمين.
((يبدأ بالعتاقة))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا سليمان بن حرب عن حماد عن أشعث عن الحكمي عن شريح قال يبدأ بالعتاقة.
((البيع مع الشرط))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن أبيه أن امرأة أتت شريحا فقالت: يا أبا أمية إني أعتقت جاريتي قال: هو ذا أسمع قالت واشترطت خدمتها قال: هو ذا إن شئت فعلت.
حدثنا علي بن شعيب قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن تيم الرباب عن أبيه عن شريح أن رجلا
302

أعتق جارية واشترط خدمتها قال ها هي ذه إن رضيت كأنه لا يرى الشرط شيئا.
((حديث بين شريح وخصم))
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا معمر بن سليمان الرقى عن حجاج بن أرطأة عن علي بن ثابت؛ قال: تزوجت امرأة وشرطت لها دارها وأردت أن أنتقل بها فخاصمت إلى شريح؛ فقلت: إني تزوجت امرأة قال: بالرفاء والبنين؛ قلت إنها ولدت غلاما؛ قال: بارك الله لك قلت: إني شرطت لها دارها قال: لها شرطها قلت اقض بيننا؛ قال: قد فرغت.
حدثنا الفضل بن سهل الأعرج قال: حدثنا علي بن عاصم عن عمر بن قيس الماضر قال: دخلت المسجد فإذا أنا بشريح يقضي بين الناس فجئت حتى سلمت وقعدت إليه فجاء رجل حتى قعد بين يديه هيئته كهيئة أهل الشام فقال: يا أبا أمية إني رجل من أهل الشام قال: مرحبا بالفقيه؛ قال: وإني تزوجت امرأة قال: بالرفاء والبنين قال:
وإني اشترطت لها دارها قال: المسلمون عند شروطهم قال: له اقض بيننا قال: قد فرغت قال علي بن عاصم: فحدثت به في مجلس البتي فقال لي: أولئك المشيخة أن عدى بن أرطأة حدثهم أنه كان ذلك الرجل.
حدثنا الرمادي قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا همام عن قتادة قال: جاء عدي بن أرطأة إلى شريح فقال له من أين أنت؟
303

فقال: فيما بينك وبين الحائط. قال: إني رجل من أهل الشام قال بعيد سحيق قال: تزوجت امرأة قال: بالرفاء والبنين قال إني اشترطت لها دارها قال: الشرط أملك قال: اقض بينا قال: قد فعلت.
((شريح يضمن القصار))
حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا شعبة عن علي ابن الأقمر قال: خاصمت إلى شريح في قصار احترق بيته قال: فضمنه شريح فقال: تضمنى؟ قال له شريح أرأيت لو احترق بيت هذا أكنت تأخذ أجرك؟
((ترفع الجذوع عن حائط الجار))
حدثني الحسن بن العباس الحمال قال: حدثني محمد بن حميد قال: حدثنا الحكم بن بشير عن عمر بن قيس عن علي بن الأقمر قال جاء رجل إلى شريح برجل فقال إن هذا أعارني حائطه فجعلت جذوعي عليه وإنه يطلبه فقال له شريح: ارفع راحلتك عن راحلته.
حدثني الحسن بن العباس قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا الحكم بن بشير عن عمر بن قيس عن علي بن الأقمر قال كنت عند شريح إذ جاءه رجل يخاصم قصارا فقال: إن هذا دفعت إليه ثوبا وإنه زعم أنه هلك فقال القصار: صدق احترق بيتي وثوبه فيه قال فاغرم له ثوبه.
أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال حدثنا سفيان؛ عن علي بن الأقمر قال خاصمت إلى شريح في ثوب دفعته إلى صباغ
304

فاحترق منه فضمنه؛ فقال: احترق بيتي فقال شريح: أرأيت لو أنه احترق بيته أكنت تدع له أجرة؟ قال: لا قال: فاغرم له ثوبه.
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمر عن شريح أنه كان يشرك.
((فضل المقر))
عبد الله بن محمد قال: أخبرنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا المسعودي عن علي بن الأقمر عن شريح قال: ما اقترض من رجل قرضا ولا مالا إلا كان المقرض أعظم أجرا وإن قضاه فأحسن قضاءه.
((من أحق بشفعته))
حدثنا الصغاني قال: أبو بكر قال: حدثنا حميد عن حسين بن صالح عن مطرف عن شريح في الدار تباع ولها شفيع غائب أو صغير قال: الغائب أحق بالشفعة حتى يرجع والصغير حتى يكبر.
((الوصي بسهم))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا زائدة بن موسى الهمداني قال: حدثني بشار ابن أبي كرب أن رجلا أتى شريحا فسأله عن إنسان أوصى لإنسان بسهم من ماله فقال: يحسب للفريضة فما بلغت سهامها أعطى الموصى سهما كأحدها.
((رجل وعمه))
أخبرني عمرو بن بشر قال حدثنا الحسن بن عيسى قال: أخبرنا جرير عن حصين؛ قال: كنت عند شريح وأنا ورجل وعم له فقال الرجل: إن عمى هذا قد غلبني على مالي فقال عمه: أنه يكثر أكل
305

السكر يعرض بالشراب فقال شريح: أنفق عليه بالمعروف.
((المتعة قبل الدخول بمن لم يسهم لها مهر))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا أبو خالد القرشي وحدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قالا: حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي عن زيد بن الحارث أن شريحا أجبر رجلا قبل أن يدخل على المتعة.
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثني يعقوب الدورقي قال: حدثنا ابن مهدي؛ قال: حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي عن زيد ابن الحارث قال: شهدت شريحا أجبر رجلا على المتعة طلق امرأته ولم يدخل بها ولم يفرض لها.
حدثنا محمود المروزي قال: حدثنا حيان بن موسى عن ابن المبارك عن سفيان مثله.
حدثني الحسن بن محمد بن أبي معشر المدني قال: حدثنا محمد بن ربيعة الكلابي عن فرات بن أحنف عن أبيه؛ قال: قال شريح لا أقضى في السنانير ولا في الخصام.
((شريح ورجل))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال: حدثنا فرات بن أحنف؛ قال: حدثني أبي قال شهدت شريحا وقضى على رجل فقال له الرجل: اسمع مني ولا تعجل على؛ قال: فتركه حتى فرغ من كلامه ثم قال: ادعه وأكثر وانطلق وأئتني ببينة عدل على ما تقول.
306

((شريح لا يقبل الصحف))
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا فرات بن أحنف قال: حدثني أبي أنه شهد شريحا وجاءه رجل فأعطاه قصة فأبى أن يقبلها؛ وقال لا أقرأ الصحف.
حدثني أحمد بن عمر بن مكين قال: حدثني أبي قال: حدثنا الهيثم عن الفرات بن أحنف عن أبيه قال: شهدت شريحا وكان لا يقوم حتى ينادى هل من خصم؟
((منادى شريح))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: أخبرنا عن خالد الواسطي عن عمرو بن قيس الماضي قال: رأيت رجلا كان يقوم على رأس شريح وكان إذا تقدم إليه خصمان فيقول: أيكما المدعى فليتكلم.
حدثني عبد الله بن خلف قال: حدثنا محمد بن حاتم الرمي قال: حدثنا القاسم بن مالك عن فرات بن أحنف العبدي عن أبيه قال: كان شريح إذا جلس للقضاء لم يقم حتى: ينادى: هل من خصم أو مستثبت؟ وقال غيره: أو مستفتى.
((شريح لا ينظر في قصة))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا القاسم بن مالك عن فرات بن أحنف عن أبيه قال: كان شريح لا ينظر في قصة.
307

((شهادة صاحب الحمام والحمام))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو تميلة يحيى ابن واضح عن الحسين بن واقد؛ قال: حدثني أبو المبارك ابن أخي شريح؛ قال: إن شريحا كان لا يجيز شهادة صاحب حمام ولا حمام.
حدثنا إسحاق بن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة؛ قال: حدثنا سفيان عن الحجاج عن عثمان بن المبارك الرقاشي عن شريح أنه قال: ليس على مستكرى ضمان.
((شهادة الصبيان))
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: حدثنا علي بن عاصم عن أبيه عاصم بن صهيب؛ قال: رماني غلام فكسر ثبتي فشهد صبيان عند شريح فكتب شهادتهم وقال يستثبتون.
((شريح يأمر بحبس ابنه))
حدثنا الأحوص بن المفضل؛ قال: حدثني أبي قال: حدثنا هشام ابن عبد الملك قال: حدثنا موسى بن محمد الأنصاري قال: حدثنا الجعد بن ذكوان؛ قال: كان شريح يحبس في الدين قال: ورأيت شريحا وجاءه رجل فقال: إن ابنك كفل لي برجل فأمر به إلى السجن فلما قام من مجلس القضاء قال يا غلام اذهب إلى عبد الله بقطيفة ومرفقة أو فراش.
((شريح يأبى طاعة الأمير في رجل))
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن منصور عن إسماعيل ابن حماد؛ قال حبس شريح رجلا؛ فقال له عبد الله بن زياد أخرجه فقال له شريح: أيها الأمير السجن سجنك والعامل عاملك وتأمر فتطاع وأبى شريح أن يخرجه هو.
308

حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن الجعد بن ذكوان قال: شهدت شريحا خفق شاهد زور خفقات.
((شاهد الزور يضربه شريح))
حدثني عبد الله قال حدثنا محمد بن جعفر الوركانى وهناد قالا: وحدثنا شريك عن الجعد يعنى ابن ذكوان عن شريح أنه ضرب شاهد زور عشرين سوطا.
((شريح يرد شهادة))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن حسن بن صالح بن جعفر بن ذكوان قال: شهدت شريحا ودعا رجل بشاهد له فقال: ابن ربيعة الكويفر فجاء فقال شريح: أقررت بالكفر فلا شهادة لك.
((شريح لا يحب الرهن))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة؛ قال: حدثنا سفيان؛ عن الجعد بن ذكوان؛ عن أبيه؛ قال أسلف دهاقين فارتهن؛ فقال له شريح: خذ مالك ولا ترتهن؛ إلا أن يكون قرضا.
((الصلح بين الخصوم))
حدثني أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: حدثنا يعقوب بن إسماعيل ابن حماد بن زيد؛ قال حدثنا أبو أحمد عن سفيان عن الجعد بن ذكوان عن شريح؛ أنه كان يقول للخصوم اصطلحوا.
((شاهد الزور))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا سفيان عن جعد بن ذكوان؛ قال: أتى بشريح بشاهد زور؛ فنزع عمامته؛ وخفقه خفقات؛ وعرفه أهل المسجد.
309

((اليمين والشاهد))
حدثني أبو الأحوص محمد بن الهيثم قال: حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن ابن عجلان عن ثور بن يزيد عن أبي الزناد عن ابن أبي صفية عن شريح أنه قضى بالكوفة باليمين مع الشاهد.
حدثنا علي بن الحسن الخراز؛ قال: حدثنا محمد بن عباد؛ قال: حدثنا حاتم عن ابن عجلان عن ابن أبي الزناد عن رجل من أهل الكوفة عن شريح أنه قضى باليمين من الشاهد.
((نوع من ضمان العبد))
ذكر علي بن موسى قال: حدثنا عباد بن العوام؛ قال: أخبرنا الحجاج عن عمران بن عمير؛ أن شريحا كان يضمن العبد الصباغ ما استدان في عصفر أو مائه أو أجرانه.
((البينة بعد الجحود))
محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن الشيباني عن حسان بن مخارق عن شريح أنه كان يقبل البينة بعد الجحود.
المخرمي قال: حدثنا يحيى بن آدم؛ قال: حدثنا سفيان عن عبد الله ابن عمير عم شريح أنه كان يشرك يعنى في المشتركة.
310

حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الجعد بن ذكوان: أن شريحا كان يجيز بيع ده دوازده.
حدثنا محمد بن شاذان قال: حدثنا المعلى بن منصور قال: حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن جعد بن ذكوان أن شريحا أجاز يازده وده دوازده.
((تمليك منافع الخادم))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائي؛ قال: حدثتني جدتي أن أباها أخدمها خادما لها فتزوج بها وأنها خاصمته إلى شريح فقضى لها بالخادم وقضى على ابنها قيمة الخادم.
((الكفالة بالثمن))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد العبدي قال: حدثنا سفيان ابن عبد العزيز بن رفيع قال: بعت سلعة من رجل فلما بعته إياه
311

بلغني أنه مفلس فأتيت به شريحا فقلت: خذ لي منه كفيلا فقال شريح: مالك حيث وضعته؛ فأبى أن يأخذ لي منه كفيلا قال: قلت: فإني شرطت عليه أن يبيعها نفسي فأنا أحق بها؛ قال شريح: قد أقررت بالبيع فبينتك على شرطك.
((شراء العطاء))
حدثنا محمد بن شاذان قال: حدثنا المعلى؛ قال: حدثنا أبو عوانة عن يحيى بن قيس قال: أرسلت أمي أم يزيد بنت حجر جاريتها إلى شريح تسأله عن شراء المائة في العطاء فسألته؛ فقال: إن كنت مشتريه فاشتريها بحيوان ولا تشتريها بورق.
((شريح وقضية))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا عباس بن غالب قال: حدثنا أبو معاوية؛ قال: حدثنا الشيباني عن ابن عون عن شريح: قال: نفخ رجل بقمع معه عند عقب رجل فضرب الرجل برجله فدق ثنيتى النافخ فخاصمه إلى شريح فأبطل شريح ثنية النافخ وقال: إنما أنت بمنزلة الكلب.
((غلام يهبه رجل لأمه))
حدثني جعفر بن محمد قال: حدثنا مزاحم بن سعيد؛ قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا أبو عوانة عن المغيرة عن الحارث العكلي أن رجلا تصدق على أمه بغلام ثم ساقه إلى امرأته فاختصموا إلى شريح؛ فقالت المرأة: غلام ساقه إلى مهرى وقالت الأم: تصدق من قبل أن يسوقه إليها فقال شريح: إن ابنك لم يهبك صدقته.
312

((المكاتب يعجز عن كتابته))
حدثني أحمد بن علي قال: حدثنا أحمد الطاهرى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن شبيب بن غرقدة؛ قال: شهدت شريحا رد مكاتبا في الرق عجز عن مكاتبته.
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا سويد؛ قال: حدثنا شريك عن أبي المختار قال: رأيت شريحا يقضى في داره.
((رد المعيب))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن منصور عن بعض أصحابه عن شريح؛ قال: لا يبرأ حتى يضع يده على الداء.
((العثر في الدابة))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا قبيصة عن سفيان عن عبد الأعلى عن شريح أنه كان يرد من العثر.
((شهادة الصبيان))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الله بن واقد عن شريك عن عبد الأعلى عن شريح كان يجيز شهادة الصبيان في السن والموضحة
ويستأنى بهم فيما سوى ذلك.
((شريح يحبس في الدين))
حدثني عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا علي بن صالح عن عبد الأعلى قال: شهدت شريحا حبس رسيما في دين.
((السلم في الحيوان))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا وكيع عن الحسن بن صالح عن عبد الأعلى قال: شهدت شريحا رد السلم في الحيوان.
((رد بعض المعيب))
أخبرني الصغاني قال: حدثنا معلى قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن شريح في رجل اشترى متاعا فوجد ببعضه عيبا فقال: يرده كله أو يأخذه كله.
313

((المتعة))
أخبرني محمد بن محمد المروزي قال: أخبرنا حيان بن موسى قال: أخبرنا ابن المبارك؛ قال: حدثنا الحسن بن صالح عن عبد الأعلى عن شريح في قوله وللمطلقات متاع بالمعروف قال: الدرع الخمار الجلباب المنطق والإزار.
((رد بعض المعيب))
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا منصور بن وردان عن علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن شريح؛ قال: كنت جالسا إلى جنبه إذ جاءه خصمان يختصمان؛ فقال أحدهما: إني ابتعت من هذا حريرا فوجدت ببعضه عيبا؛ فقال البائع: إنه قد باع بعضه وبقى عنده بعضه؛ فقال شريح: إما أن يقبله كله وإما أن يرده جميعا.
((ضمان الأجير بالتعدى))
حدثنا محمد بن ماهان السمسار زنبقة قال: حدثنا شاذان قال: حدثنا شريك عن أزهر عن أبي عون: أن شريحا كان يضمن الكرى لما جاوز.
حدثناه محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شريك عن أزهر عن أبي عون عن شريح في رجل استأجر دابة فجاوز بها الوقت فعيبت الدابة فضمنه الأجر إلى الوقت وضمنه الدابة فيما جاوز.
((شريح يساوم على جارية))
حدثنا أحمد بن الحسين قال: حدثنا أبو موسى إسحاق بن موسى؛ قال: حدثنا أحمد بن بشير عن مسعر عن حبيب بن أبي ثابت؛ قال: خرج شريح وأبو بردة إلى السوق فساوما بجارية فسأل شريح صاحبها فأخبر
314

بثمنها؛ فقال له أبو بردة: أي شيء قال لك؟ قال: أما رأيته يسارنى دونك.
((شريح يرد شهادة))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا عبد العزيز بن سبلة عن حبيب بن أبي ثابت قال شهد رجلان عند شريح لرجل فلما قاما دفع أحد الشاهدين المشهود عليه بمنكبه؛ فقال شريح ائتني بشاهد غير هذا.
((ضمان عدوان الكلب))
حدثني محمد بن عبد الله المخرمي؛ قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال: حدثنا أبو سعيد يعنى المؤدب عن طارق الأحمسي قال: جاء سائل إلى شريح؛ قال: إني دخلت دارا فعدى علي كلهم يخمش على ساقى وخرق على سلفى فقال: إن كنت دخلت بإذنهم فقد ضمنوا وإن دخلت بغير إذنهم فلا ضمان عليهم.
((وصية صبي))
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا شعبة عن طارق بن عبد الرحمن عن الشعبي عن شريح قال: إذا أصاب الحق أجزناه وإذا بعد الحق لم نجزه يعنى في وصية الصبي.
((ضمان السمع))
حدثنا أحمد بن علي المخرمي؛ قال: حدثنا أحمد بن أبي الحوارى؛
315

قال: حدثنا حفص بن غياث عن أشعث أن شريحا قال: فيمن ادعى أن سمعه قد ذهب؛ قال يعقل ثم يحلب عليه.
((من بيده عقدة النكاح))
حدثنا أبو قلابة: قال حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت عيسى بن عاصم يحدث عن شريح؛ قال: الذي بيده عقدة النكاح الزوج.
((شريح يقصى في المسجد وفي داره))
حدثنا أبو بكر بن محمد بن حسن قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد؛ قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت شريحا يقضى في المسجد.
قال: وحدثني عبد الرحمن عن سفيان عن الجعد بن دكوان؛ قال: فإذا كان يوم مطر جلس يقضى في داره.
((الشفعة على قدر الانصباء))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة؛ قال: حدثنا غندر عن شعبة عن أبي شيبة عن عيسى بن الحارث عن شريح: أنه قال الشفعة على قدر الأنصباء.
((ما يؤخذ به المفلس))
أخبرنا عبد الله بن أيوب المخرمي؛ قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا الحسن بن صالح عن منصور عن شريح في المفلس قال للغرماء ما فوق الإزار.
((الشهود))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن مسعر عن معن بن عبد الرحمن قال: كان شريح يقول للشاهدين إني لم أدعكما ولا أنا مانعكما بل أقمتما وإنما يقضي أنتما وإني متحرز بكما فتحرزا لأنفسكما.
316

((الشاهد باليمين))
أخبرني أبو الحسن الكنسى قال حدثني عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن حبيب بن سنان؛ قال: كان يقوم على رأس شريح فيقول: شاهداك أو يمينه فقال رجل: من لا يحسن هذا؟ شاهداك أو يمينه لكل من يتقدم الناس؟ يقولون شريح ويعجبون به فسمعها شريح فقال لرجل إلى جنبه يعيب على قضاء داود؟
((شريح يحبس ابنه في كفالة))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: حدثنا أبو داود الطيالسي؛ قال: حدثنا شعبة عن سليمان الشيباني؛ قال: حدثني حبيب المقدم؛ وكان تقدم إلى شريح؛ قال: كنت عند شريح فجاءه رجل فقال اعدني علي عبد الله بن شريح؛ قال: وماله؟ قال كفل لي بنفس رجل؛ قال: فدعى بعبد الله فسأله فاعترف فحبسه له في السجن وقال لي شريح: يا حبيب ائت عبد الله في السجن بفراش وطعام.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن الصباح البزاز؛ قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا عن سليمان الشيباني عن حبيب الذي كان يقوم على رأس شريح نحوه.
((أيمان القسامة))
أخبرنا الصغاني: قال حدثنا أبو الجواب؛ قال: حدثنا عمار عن الحجاج بن أرطأة؛ عن حسان بن وبرة قال: كنت جالسا عند شريح فجاء قوم يدعون قتيلا فأحلفه شريح وأحلف بعده خمسين رجلا من قومه بالله ما قتلت ولا علمت قاتلا قال القوم: خذ أيماننا بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا؛ قال: لا ولكن يحلف كل رجل منكم عن نفسه.
317

أخبرنا الرمادي؛ قال: حدثنا أبو حذيفة: قال: حدثنا سفيان عن أبي هاشم عن أبي البختري؛ قال: تبع شريحا رجل حتى بلغ بابه فقال له: ما هذا الذي أحدثت يا أبا أمية؟ قال: إن الناس قد أحدثوا وأحدثت.
((ضمان شاة))
أخبرنا الرمادي؛ قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن عمران الأسدي أبي جمرة قال: بعثت بشاة إلى التياس؛ فذهبت الشاة فخاصمت إلى شريح فقلت ذهبت بشاتى إلى هذا فذهبت منه؛ فقال التياس لم تأت بالشاة فقال شريح: ائتني بتيسك؛ فقلت: لي بينة فقال للتياس: احلف؛ فقلت: إذا يحلف ويذهب بشاة؛ فقال شريح: أتنفس عليه النار؟
حدثني العباس الدرودى؛ قال: حدثنا عبد الله بن موسى؛ قال: أخبرنا إسرائيل عن زيادة بن فياض أنه شهد شريحا وسأله عن الخبز؛ فقال: أنه ينقى وأنا أنقيه؛ فقال شريح: لا تنقه اذكر اسم الله وكل.
((الوصية بسهم))
أخبرنا محمد بن خلف الصغاني؛ قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثني ابن المبارك؛ قال: حدثني زائدة بن موسى الهمداني قال: حدثني
318

بشار بن أبي كرب أن رجلا أتى شريحا فسأله عن رجل أوصى لرجل بسهم من ماله قال: تحسب الفريضة فما بلغت سهامها أعطى الموصى له سهما كأحدها.
((بيع العطاء))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة: قال: حدثنا سفيان عن يحيى ابن قيس؛ قال: كان بيني وبين رجل مائة فأرسلتني جدتي إلى شريح فقال: ابتاعوها بعرض ولا تبتاعوها بوزن؛ فابتعناها بسبعين أو بتسعين نعجة.
((الربح بالضمان))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن فضل بن عمرو عن شريح؛ قال: من ضمن مالا فله ربحه.
((وطء الجارية المشتركة))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا حفص عن حجاج عن عبدة عن شريح أنه درأ عنه الحد وضمنه يعنى في رجل وطأ جارية له فيها شريك.
حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا عباد بن العوام قال: حدثنا الحجاج بن أرطأة عن عبدة بن أبي لبابة أن شريكا له خاصم إلى شريح في جارية كانت بينه وبين رجل وطئها أحدهما فحملت فقضى شريح على الواطئ نصف قيمتها ولم يذكر عقرا ولا غيره.
((من مات وعليه دين))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا أبو الجواب قال: حدثنا عمار عن أبي إسحاق عن عمر بن ميمون عن مرة عن شريح قال: من مات وعليه دين أخذ من حسناته فأعطيها غريمه فإن لم يكن له حسناته حمل عليه من سيئاته.
319

محمد بن الجهبذ النحوي قال: حدثنا خالد بن يزيد الطبيب قال حدثنا إسرائيل عن ليث عن شريح قال: ما جاءته هدية إلا زاد معها شيئا.
((شرطي شريح))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن قدامة بن شهاب المازني؛ قال: حدثتني أم داود الوانسية قالت: رأيت شريحا على رأسه شرطي بيده سوط.
حدثني جعفر بن محمد قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: كان شريح إذا قيل له كيف أصبحت؟ قال أصبحت ونصف الناس على غضاب.
((بدل خدمة المدين))
حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا مزاحم بن سعيد قال أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مسافر عن الحجاج بن أرطأة قال: حدثني داود بن أبي حريت الأسدي؛ قال: شهدت شريحا أتى في مدبر اشترى خدمته من مولاه على نجوم معلومة فأعطى بعضا وبقي بعض ومات المولى فخاصم ورثة المولى المدبر إلى شريح فيما كان بقي عليه؛ فقال شريح: أما ما كان قبض صاحبكم في حياته فهو له وأما ما بقي فلا شيء لكم إن مات صاحبكم.
((شريح يقول بالمشركة))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثني حسن بن عيسى قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان عن عبد الملك بن عمير أن عثمان وشريحا كانا يشر كان
((ذوو الأرحام))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا حسن بن عيسى قال: حدثنا
320

عبد الله؛ قال: أخبرنا ابن عون عن عيسى بن الحارث؛ قال كانت لأخ شريح بن الحارث جارية فولدت جارية فشبت فزوجها فولدت غلاما وماتت الجدة فاختصم أخو شريح والغلام إلى شريح القاضي فجعل شريح يقول: ليس له ميراث في كتاب الله إنما هو ابن بنت؛ فقضى للغلام وقال: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله قال: فركب ميسرة بن يزيد إلى ابن الزبير فحدثه بالذي قضى شريح قال: فكتب ابن الزبير إلى شريح: إن ميسرة حدثني أنك قضيت كذا وكذا وقلت: كذا وكذا وقرأت عند ذلك وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وإنما كانت الآيات بالعصبات في الجاهلية يعاقد الرجل الرجل فيقول ترثني وأرثك فأنزلت هذه الآية في ذلك فقدم الكتاب على شريح فقرأه فقال: إنما أعتقها جنان بطنها وأبى أن يرجع عن قضائه.
((عدوان الغنم))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا محمد أبو الجواب قال: حدثنا عمار عن أشعث بن أبي الشعثاء؛ قال: شهدت شريحا وأتاه رجلان؛ فقال أحدهما: كنت أسوق غنما لي عظيمة وكنت في آخرها والله ما كان أولها يدري وإن شاة منها دخلت بيت هذا فقطعت غزله فقال شريح: بهيمة عجماء جبار؛ ثم قال: إن نفشت
321

فيه غنم القوم؛ قال نفشت فيه ليلا ولم يضمنه.
((ضمان المستأجر))
أخبرنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو الجواب قال: حدثنا عمران عن الأشعث؛ قال: كنت جالسا عند شريح فجاءه رجلان يختصمان في دابة استكراها أحدهما من صاحبه فعطبت فقال شريح: بينتك أنه استكراها إلى وقت فجاوزه أو خالفه إلى غيره أو بغى عليها.
((غاصب الأرض بالبناء))
أخبرني محمد بن عبد الله المسروقي؛ قال: حدثنا عبد الله بن يعيش قال: حدثنا يحيى بن آدم؛ قال: حدثنا قيس وإسرائيل عن أشعث
322

ابن أبي الشعثاء عن شريح فيمن بنى في أرض بإذنهم فله قيمة بنائه.
((شريح وابن عمر))
حدثنا محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا المعلى؛ قال: حدثنا شريك عن أشعث بن سليمان؛ قال: اشترى ابن عمر عبدا له؛ قال: فاختصما إلى شريح فانطلقت معه فقضى بالمال للبائع.
((زواج المتعة))
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد؛ قال: حدثنا العلاء بن المسيب قال: حدثنا خالد بن دينار قال: قال رجل لشريح: إني تزوجت امرأة سرا ولم أشهد عليها؛ فقال شريح أما كانت ترفية؟ قلت: لا قال: أما كانت دفوف؟ قلت: لا؛ قال: أما كان سكر وريحان؟ قلت: لا؛ قال: هذا الذي يقول الناس هو زنا قال: أخبرني عنك ما تقول؟ قال: ما أنا إلا من الناس.
((بيع جزاف))
حدثنا: أبو بكر بن زنجويه؛ قال: حدثنا الفريابي عن سفيان عن واصل الأسدي عن رجل عن شريح في رجل ابتاع وقرا من حناء جزافا فوجد فيه أقداحا فقضى بوزن
الأقداح.
((بينة على الإذن بالبيع))
أخبرني الحارث بن محمد التميمي قال: حدثنا إسماعيل ابن حاتم أبو حاتم؛ قال ابن عون حدثنا عن محمد قال: عرف رجل حمارا في يد رجل يشيات وكان فيه حصر فجعل يقول: حماري هو أذن في بيعه فقال شريح: شهودك أنه أذن في بيعه.
323

((عين الدابة))
((ضمان القائد والراكب))
وأخبرني الحرث بن محمد؛ قال: حدثنا أشهل عن ابن عون عن محمد؛ قال: قضى شريح في عين الدابة بالشروي فإن ضربها صاحبها فإن له ربع الثمن. وعن محمد؛ قال: أتى شريحا رجل فقال: إن هذا كسر بعيري؛ فقال لآخر: كنت واقفا بالكناسة فمر بعيران مقرونان؛ فقالوا: لو رددتهما فخرجت على فرسى لأردهما فكسر أحدهما فقال: إنما أراد أن يحبس لا يغرم إلا قائد أو راكب إنما أراد أن يحبس.
((إذن العبد))
وعن محمد؛ قال: قال شريح في الرجل يشترى العبد وعليه دين فقال: دينه على من أذن له في البيع وأكل ثمنه.
وعن محمد قال: سألت شريحا عما يشترط أهل البحر بينهم؛ فقال: إذا كان أول البيع حلالا فسنتهم بينهم.
((الشركة في المشترى))
وعن محمد قال؟ سألت شريحا عن الرجل يقول: اشتر متاعا فأشركى؛ قال: فان اشتراه فأشركه ثم أقاله قبل أن يعلمه فهو جائز وإن اشتراه فأشركه ثم أعلمه ثم أقاله فلا يجوز.
((بيع بلا توكيل))
وعن محمد قال: أتى شريحا رجل؛ فقال: أنا أقيم البينة أنه ولى وباع على جارية لها وأنها رضيت وطيبت وأخذت الدراهم فجعلها في حجرها فجاء رجل فشهد بهذا وجاء رجل آخر فقال أشهد أنها سخطت ونكرت وظلت عامة يومها في الشمس؛ ولكنه باع نظرا لها؛ فقال شريح: شهودك أنه باع عليها مجبرة.
324

((وصية))
وعن محمد قال: أتى شريح بصبية فيهم جارية كعاب فأراد الوصي أن يقبضهم قال: وجعلوا ينزعون إلى أهل بيت كانوا عندهم؛ فقال شريح: هم هم مع من ينفعهم من مالهم ما يصلحهم.
((عفو الزوج والزوجة))
وعن محمد قال: قال شريح في هذه الآية: أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح؛ قال: إن شاء الزوج عفا أو أعطاها الصداق كله وإن شاءت المرأة عفت وتركت له الصداق كله.
((الاعتكاف في رجب))
وسأل رجل شريحا عن امرأة نذرت أن نعتكف رجب ذلك العام في المسجد؛ قال: وكان زياد وابن زياد نهى النساء أن يعتكفن رجب ذلك العام في المسجد فقال شريح: لا أقول: إنه في كتاب الله منزل أو في سيرة ماضية إنما هو رأي تصوم رجب ذلك العام فإذا أفطرت أفطر معها كل ليلة مسكين أو أطعمت كل ليلة مسكينا ينسكان بنسك واحد يفعل الله ما يشاء ينسكان بنسك واحد يفعل الله ما يشاء.
((الغرامة بالظن))
محمد قال: أتى رجل شريحا؛ فقال: إني رأيت غنمك التي اشتريتها من فلان فباعنيها قال: وهي ليست بالغنم التي تلفت فقال شريح: تأمرني أن أغرمه ظنا ظننتها؟
((الشرط في الكراء))
وعن محمد؛ قال اكترى رجل من رجل ظهرا؛ فقال ائتني به يوم كذا وكذا فإن لم أخرج معك فلك ما تشاء دراهم فأتاه بالظهر فلم يخرج معه فأتى شريحا فقال: من شرط على نفسه شرطا غير مكره فهو عليه.
325

وعن محمد؛ قال: قال رجل لرجل: إن لم آتك يوم كذا وكذا فدارى لك فأتى شريحا؛ فقال: إن أخطأت يده رحله غرم.
((ولد المكاتبة))
وعن محمد قال: قال شريح لولد المكاتبة ترق ما رق منها.
((ما رواه البصريون عن شريح))
((محمد بن سيرين))
((العمرى))
حدثنا: علي بن اشكاب؛ قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الزرقي قال: حدثنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين قال: اختصم إلى شريح في عمرى فقضى بها شريح للذي أعمر فكأن الرجل لم يفهم فقال: كيف قضيت يا أبا أمية فقال لم أقض لك ولكن قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ملك شيئا حياته فهو لوارثه من بعده
326

((القبلة في الصيام))
حدثنا علي بن إشكاب قال: حدثنا إسحاق الأزرق عن ابن عون أنه سئل عن رجل يقبل وهو صائم قال: يتقى الله ولا يعود.
((الأضحية))
حدثنا علي بن إشكاب؛ قال: حدثنا إسحاق الأزرق عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين وشريح قال أحدهما: أن أضحي بجذعة أحب إلى من أضحى بهرم الله أحق بالغنا والكرم وقال الآخر أحبه إلى أن أضحى به أحبه إلى أن افتنى.
((وجد المبيع خلاف ما اشترى))
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا سعيد بن عامر عن هشام وابن عون جميعا عن ابن سيرين أن رجلا اشترى عكة من سمن فوجد فيها ربا؛ فخاصمه إلى شريح فقضى له بكيل الرب سمنا؛ فقال له الرجل: إنما اشتراها حكرة؛ فقال شريح وإن كان اشتراها حكرة فإن له بكيل الرب سمنا.
((المتعة للمطلقة))
أخبرني الحرث بن محمد؛ قال: حدثني أشهل بن حاتم عن ابن عون عن محمد؛ قال: قال شريح في هذه الآية * (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) * قال: لا تأب أن تكون من المحسنين لا تأب أن تكون من المتقين.
حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا علي بن المسعد؛ قال: حدثنا شعبة عن ابن عون وحبيب بن الشهيد عن ابن سيرين عن شريح قال لا تأب أن تكون من المتقين لا تأب أن تكون من المحسنين.
327

((بيعتين في بيعة))
حدثنا عبد الله بن محمد الحنفي قال: حدثنا عبدان؛ قال أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن عون وهشام عن ابن سيرين عن شريح من باع بيعتين في بيعة فله أو كسهما أو الربا.
((من كسر عودا))
حدثني إبراهيم بن عبد الله بن مسلم؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن خيثمة؛ قال: حدثنا ابن عون عن محمد عن شريح أنه قال: في رجل نزع في قوس فكسرها فاختصما إلى شريح فقال من كسر عودا فهو له وعليه مثله.
حدثنا محمد بن سعد العوفي قال: حدثنا أبو يونس الحفرى قال: حدثنا حماد بن يزيد عن ابن عون عن ابن سيرين عن شريح أنه كان يرد من الكذب.
حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق أبو عمارة الرازي عن ابن عون عن ابن سيرين عن شريح أن رجلا خاصم رجلا دعى عليه وأقام البينة فقال ذاك الرجل: استحلفه على ما يقول فأبى أن يحلف فقال له شريح بئسما تثنى على شهودك.
((عفو أحد الزوجين))
أخبرنا محمد بن إسحاق والصغاني قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ابن عون عن ابن سيرين عن شريح أنه قال: إلا أن تعفو المرأة فتدع بعض نصف صداقها أو يعفو الزوج فيكمل لها الصداق.
أخبرني الحرث بن محمد قال: حدثنا أشهل بن حاتم عن ابن عون
328

قال: كان لرجل على رجل دراهم قال: فأتى أهله يأخذها قبل حلها فأتى شريحا فقال له: قد حلت الآن قال: نعم قال فخذها فأمسكها قدر ما تعجلها.
((خلاف على نتاج دابة))
وعن محمد قال: أتى رجل شريحا فقال: إني اشتريت من هذا برذونه وزعم أنها نتوج فلم أجدها نتوجا فاستحلفه بالله؛ لقد بعتها وما تعلمها إلا نتوجا واستحلف الآخر ما زلفت عندك؛ فقال: أحلف كما حلفت؛ قال: إن الدابة تعار فتركب فتزلق.
((دين العبد))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد أن شريحا سئل عن رجل باع عبدا وعليه دين قال: إن دينه على من أذن له في البيع وأكل ثمنه.
((البيع الحلال))
حدثنا إسماعيل؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عن ابن عون عن محمد أن شريحا؛ كان مما يقول: إذا قالوا سنتنا بيننا يقول: سنتكم بينكم إذا كان البيع حلالا.
وعن ابن عون عن محمد قال كان شريح يرد من الريبة ولا يرد من الكذب.
((مارد به المبيع))
((هبة الأب للصبي))
حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا مزاحم قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا ابن عون عن ابن سيرين قال: قلت لشريح ما ينبغي للصبي من نحل أبيه قال: يهب له ويشهد قلت أفرأيت أن وليه قال: أوليس أحق من وليه؟
329

((خصومة في أرض خراج))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قرأت على أبي يحيى بن زكريا ابن زائدة قال: حدثنا ابن عون عن محمد قال: كان شريح إذا أراد أن يحبس الرجل قال: اربطه حتى أقوم.
حدثني محمد بن عبد الله المسروقي قال: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو حمادة عن سفيان عن ابن عون عن ابن سيرين عن شريح أن رجلين اختصما في أرض خراج فلم يقض بينهما بشيء.
حدثني محمد بن شاذان الجوهري قال: أخبرنا محمد بن يسار قال: حدثنا حسين قال: حدثنا ابن عون عن محمد عن شريح قال: عهدة المسلم وإن لم يشترط الأداء ولا غائلة ولا خبثة فلما كان بعد ذلك أتاه رجلا اشترى سلعة بها شجة قد واراه بالقلنسوة فقال: واريت الشين وكتمته عهدة المسلم وإن لم يشترط (لا داء ولا غائلة ولا خبثة) ولا شين.
((العيب في المبيع))
((الوصية))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد عن أيوب عن هشام وحبيب عن محمد بن سيرين أن شريحا قال: من أصاب الحق أجزنا وصيته.
330

((أيوب عن محمد))
((ضمان المستعير والمستودع))
حدثني السرى عن عاصم أبو سهل الهمداني؛ قال: حدثنا إسماعيل ابن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين عن شريح قال ليس على المستعير غير المغل ضمان ولا على المستودع غير المغل ضمان.
حدثنا السرى بن عاصم قال: فحدثني عبد الرحمن بن ثابت عن حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن شريح مثله.
((الغلول))
قال حماد: سألت أبا عمرو بن العلاء عن قول شريح في الغلول فدعا لجارية له سوداء عليها قميص من تحته غلالة فقال لها أبو عمرو؛ ما هذا تحت قميصك؟ فأخرجت كم الغلالة فقال أبو عمرو هو المستخفى به والمغلول منه.
حدثنا ابن المنادى قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا حماد عن أيوب ويونس وحبيب وقتادة عن ابن سيرين عن شريح قال: ليس على المستودع غير المغل ضمان ولا على المستعير غير المغل ضمان.
وحدثنا الصغاني قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا شربك عن أشعب؛ عن ابن سيرين عن شريح قال: ليس على المستودع غير المغل ضمان.
331

((شرط النتاج في الدابة))
حدثني جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثنا وهيب عن أيوب عن محمد أن رجلا اشترى دابة وشرط أنها نتوج فاختصما إلى شريح فقال للبائع: احلف بالله لقد بعتها وما تعلمها إلا نتوجا؛ وقال للمشترى: أحلف بالله ما خرجت من عندك؛ قال: وأنا أحلف مثل ما حلف عليه؛ قال لا بل تعريها وتركبها وأن الدابة قد تزلق وما يرى بها دم.
((الكفيل غارم))
حدثني جعفر بن محمد الصائغ قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثنا وهيب؛ قال: حدثنا أيوب عن محمد عن شريح؛ قال: الكفيل غارم وإذا أدى إليه الكفيل فقد برئ.
((شريح يجيز بيع وصى))
أخبرني جعفر بن محمد بن شاكر؛ قال: حدثنا عفان؛ قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا أيوب عن محمد أن جارية زمنة جاءوا بها إلى شريح وكان أبوها نحلها عبدا فجئ بها حتى وضعت بين يدي شريح فباع الوصي العبد فكأن شريحا رحمها؛ فقال: زمنه فقال المشترى: فإنها قد أذنت وطيبت وأخذت الثمن فوضعته في حجرها؛ قال وجئ
332

برجال يشهدون فإذا جاء الشاهد قال شريح: أتشهد أنها قد أذنت وطيبت ووضعت الثمن في حجرها؛ فجعلوا يأبون أن يشهدوا حتى جاء رجل ذو ثبت؛ فقال له شريح: أتشهد أنها قد أذنت وطيبت وأخذت الثمن ووضعته في حجرها؛ قال: لا ولكني أشهد أنها قد كرهت وسخطت وظلت عامة ذلك اليوم في الشمس ولكنه باعه نظرا لها
فقال: أتشهد أنه مجيز قال: نعم؛ فقال شريح: هلم رجلا يشهد معك مثل شهادتك قال محمد: فأظنه جئ ببعض أولئك الشهود فشهدوا بمثل شهادته فأجازه شريح.
((شرى ثوبا بصفة))
حدثنا بشر بن موسى؛ قال: حدثنا الحميدي؛ قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا أيوب عن محمد أن رجلا كان معه ثوب مصبوغ صباغ الهروي فجاء رجل فاشتراه منه فخاصمه إلى شريح فقال الرجل اشتريته وأنا أظنه هرويا وقال البائع: لم أشترط له أنه هروى؛ فقال شريح لو استطاع أن يحسن سلعته بأحسن من هذا فعل وأجاز البيع.
((لا يضمن إلا قائد أو سائق))
حدثنا بشر قال: حدثنا الحميدي؛ قال: حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد؛ قال: رأيت رجلا من النخاسين جلدا جاء برجل إلى شريح فقال: إن هذا قتل بعيري أشرا وبطرا فقال الرجل: خرجت من الفسطاط يعنى القرية فوجدت بعيرين باديين مقرونين فظننت أنهما لرجل مسلم فأردت أن يأجرنى الله فذهبت أعطفهما فاختنقا فماتا فقال شريح: إنما أردت أن تحبس وإنه لا يضمن إلا قائد أو سائق.
((ميراث الجدة))
حدثنا الصغاني قال حدثنا يحيى بن أيوب قال: حدثنا ابن عيينة
333

عن أيوب عن ابن سيرين أن شريحا ورث الجدة مع ابنها.
أخبرنا الجرجاني قال: حدثنا عبد الرازق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح قال: قال رجل: إن هذا باعني جارية بها داء قال: ردها بدائها قال: إنها قد ماتت قال بينتك إن ذلك الداء هو قتلها.
((رد المعيب والتحليف على المعيب))
وعن ابن سيرين قال اختصم إلى شريح نفر في جارية قال أحدهما باعني هذا جارية بها داء وقال الآخر اشتريت من هذا وبعت من هذا؛ فقال شريح لك مثل الذي عليك ثم أخذ يمينه بالله لقد باعها وما يعلم بها هذا الداء وما دلست فأعلمته فحلف الرجل على ذلك وما كنت لادلس لمسلم داء؛ فقال شريح: ذلك خير لك ثم ردها على الأول لأن الأول كان باعها وبها ذلك الداء.
((البراءة من العيب))
وعن شريح قال: سمعته يقول: من شرط أن ليس له عيب فإنه يرد إذا شاء بالعيب.
وعن شريح أنه كان يرد البغلة إذا كانت حمارة تقبع الحمر وتدع الحمل إذا لم يبن ذلك صاحبها ويعده عيبا.
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا يحيى بن أيوب؛ قال: حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن محمد بن سيرين أن شريحا ورث الجدة مع ابنها.
أخبرنا الجرجاني قال: حدثنا عبد الرزاق؛ قال: حدثنا معمر
334

عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح؛ قال: بينتك أنك تقاضيته فأقر.
((قضية ضمان))
وعن ابن سيرين؛ قال: اختصم إلي شريح في رجل قال لرجل: ادفع إلى فلان خمسين درهما وأنا لها ضامن فزعم الرجل أنه قد دفعها وقال شريح: بينتك أنك قد دفعت وإلا فيمينه بالله ما أعلمه دفع شيئا إليه فكأن الرجل هاب اليمين فقال شريح: فأنا أحلف بالله ما أعلمه دفع إليه فقال خصمه: لقد عريته من يمين ما كان ليقدم عليها.
((وجد الشيء على غير ما اشتراه))
حدثنا بشر قال: حدثنا الحميدي قال؛ حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا أيوب؛ عن محمد؛ عن شريح؛ قال: اشترى رجل من رجل بغلة فوجدها حمارة؛ فخاصمه إلى شريح؛ فقال اجعلوها في دار مع بغال وحمير فأيهم اتبعت فهي منهم؛ فاتبعت الحمير فردها؛ ورأى أنها حمارة.
((متى يجوز عطية المرأة))
قال حدثنا بشر؛ قال: حدثنا الحميدي؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا أيوب؛ عن محمد؛ عن شريح؛ قال: لا يجوز لمرأة عطية حتى تلد أو تبلغ إناء ذلك.
((شريح والشهود))
حدثنا بشر قال: حدثنا الحميدي؛ قال حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا أيوب عن محمد؛ عن شريح؛ أنه يقول للشاهدين: إني لم أدعكما؛ وإن قمتما لم أمنعكما؛ وإني لمتق بكما؛ فاتقيا؛ وإنما يقضى على هذا المرء المسلم أنتما.
((خصومة أمام شريح))
حدثنا أبو حازم القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز؛ قال: حدثنا عبد الواحد ابن غياث؛ قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد؛ قال: اختصم إلى شريح رجلان أحسبه قال؛ في دابة أو بعير فأقام المدعى البينة؛
335

وقال المدعى عليه لشريح: استحلفه أن الذي يدعى كما يدعى؛ قال شريح للطالب: تحلف؛ فقال: يستحلفني وقد أقمت عندك البينة؛ فقال: بئس ما أثنيت على شهودك.
((الناتج))
أخبرنا عبد الله بن أيوب المخرمي قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد عن شريح قال: الناتج أحق من المعارف
((فقهاء الكوفة))
حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين؛ قال: قدمت الكوفة فقعدت إلى شريح وأنا أرى أنه أعلمهم حين استقضى؛ فكان الرجل إذا جاءه يسأله عن الشيء لا يدرى قال سلوا عنها عبيدة فأنيت عبيدة فجلست إليه وأنا أرى أنه أفقههم فكان إذا أتى في شيء لا يدرى ما هو: قال سلوا علقمة.
((قضاء شريح))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان شريح يقضي بالعشى ولا يمسى عنده أحد قال: فنظن أنه قد استراح فإذا أصبحوا على بابه قال: ما شأنكم تظالمون بالليل.
((قضاء شريح في الثوب المعيب))
((قضاء عثمان في الثوب المعيب))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق؛ قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: خاصم رجل إلى شريح في ثوب باعه فوجد فيه صاحبه خرقا
336

وقد كان لبسه فقال الذي اشترى الثوب: قضى عثمان أمير المؤمنين من وجد في ثوب عوارا أن يرده فأجازه عليه شريح فقال الرجل حين خرج من عنده: إن قاضيكم هذا يزعم أن قضاء أمير المؤمنين فسل رذل وأن قضاءه صواب عدل قال: فلقيه شريح فقال: إذا لقيتني لقيت بي إماما جائرا وإذا لقيت بك لقيت رجلا فاجرا أظهرت الشكاة وكتمت القضاء.
((من باع بيعتين))
حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا أحمد بن إسحاق والحضرمي قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا أيوب عن محمد عن شريح؛ قال: من باع بيعتين فله أوكسهما أو الربا.
337

حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد عن شريح مثله.
((الحكم في الصيد))
حدثني الصغاني قال: حدثنا حجاج بن المنهال؛ قال: حدثنا حماد عن أيوب عن محمد؛ قال: قال شريح: لو كان معي ذو عدل لحكمت في الثعلب جديا؛ وجدى خير من ثعلب.
((الزنا عيب))
أخبرني محمد بن شاذان؛ قال: أخبرنا معلى قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن شريحا رد من الزنا.
((ولد المكاتبة))
حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا مزاحم بن سعيد؛ قال: أخبرنا ابن المبارك عن سفيان عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح؛ قال: ولد المكاتبة بمنزلة أمهم يعتقون بعتق أمهم ويرقون برقها.
((الأب والأم))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبيد الله بن عمر؛ قال: حدثنا حماد بن زيد؛ عن أيوب؛ عن محمد أن شريحا قال: الأب أحق والأم أرفق.
338

((الإقالة في البيع بعوض))
الجرجاني قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين شهدت شريحا وجاءه رجلان باع أحدهما صاحبه بعيرا قال: أقلني ولك ثلاثون درهما فقال: حتى أسأل شريحا فسأله فلا أدرى ما رد عليه غير أني سمعت الرجل يقول: قد قبلت بعيري وقبلت الثلاثين.
((الدين في ثقة))
وعن شريح قال: إذا جعلوا الدين في ثقة فهو الذي أجله.
((باعه مثل الثوب))
وعن ابن سيرين؛ قال: شهدت شريحا وجاءه رجلان فقال أحدهما إن هذا باعني مثل هذا الثوب بكذا وكذا فجاءنى به وإنما اشتريت منه مثله ولم اشتره منه؛ فقال شريح: هل تجد شيئا أشبه به منه فأجازه عليه
((الخلاف على بيع))
وعن شريح؛ قال: شهدته يختصم إليه في رجل اشترى من رجل متاعا فقال: إني لم أرضه فقال الآخر: بلى قد رضيت فقال: بينتك أنكما تصادرتما عن رضى بعد
البيع أو خيار وإلا فيمينه بالله ما تصادرتما عن رضى بعد البيع ولا خيار.
((قضاء الدين قبل الأجل))
وعن ابن سيرين عن شريح؛ قال: جاءه رجل فقال: إن هذا كان يسألني حقا إلى أجل فجاء إلى أهلي فاقتضاهم فأخذه قبل محله فقال شريح: اردده حتى ينتفع به بقدر ما انتفعت به.
((الاضطهاد لإسقاط الحق))
وعن شريح؛ قال: سمعته يقول في رجل يضع من حقه ثم يرجع فيه قال: سمعته يقول للذي ترك له الحق: بينتك أنه تركه وهو يقدر على أن يأخذه ولا يجوز الاضطهاد ولا الضغطة.
((الشرط واجب))
وعن شريح؛ قال: اختصموا إليه في رجل اكترى من رجل ظهره
339

فقال: إن لم أخرج في يوم كذا وكذا فلك زيادة كذا وكذا في كرائك فلم يخرج يومئذ وحبسه فقال: من شرط على نفسه شرطا طائعا غير مكره أجزناه عليه.
((الخليط والشفيع))
وعن شريح؛ قال: الخليط أحق من الشفيع والشفيع أحق ممن سواه.
((لا يجوز الغش))
وعن معمر عن أيوب عن عمر بن قدامة أن رجلا جلب نارجيلا من البصرة إلى الكوفة فوجدوا بعضه فاسدا فخاصموه إلى شريح؛ فقال: لا يجوز الغش.
وعن معمر والثوري عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح؛ قال: من باع بيعتين في بيعة فله أو كسهما أو الربا.
((وطء الجارية المعيبة))
وعن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح سمعت شريحا يسأل وهو بالبصرة عن رجل اشترى جارية فوطئها ثم وجد بها عيبا؛ فقال للمشترى: أتحب أن تقول زنيت ثم قضى بعد ذلك وهو بالكوفة بالعقر.
((الرد بالزنى))
وعن شريح؛ قال: اختصم إليه في أمة زنت فقال الزنى يرد منه فقال الرجل: إنها أعجمية فقال شريح: من شاء رد من الزنى.
عن شريح؛ قال: عهدة المسلم على أخيه وإن لم يشترط ألا داء ولا غائلة ولا شين ولا خبئة والخبئة: المسروق.
((المبيعة وبها داء))
وعن شريح أنه اختصم إليه رجلان؛ فقال أحدهما: إن هذا باعني
340

جارية فلما وجب البيع قال: إن بها داء فقال شريح: اذهب بها فإن وجدت بها الذي قال فقد شهد على نفسه.
((كتمان العيب))
وعن شريح أنه اختصم إليه في رجل باع عبدا وبه كبة في جبهته في أصل الشعر فألبسه قلنسوة ولم يعلم بذلك صاحبه؛ فقال شريح: كتمت الداء واريت الشين فرده عليه.
((قضاء ابن جلدة))
حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي؛ قال: حدثنا سليمان ابن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن جارية أسرت فاشتراها رجل من المسلمين فخاصمه صاحبها إلى شريح؛ فقال: المسلم أحق من رد على أخيه؛ قال: إنها قد ولدت؛ قال: أعتقها قضاء الأمير وإن كان كذا وكذا؛ فقال رجل: هذا أعلم بعويص القضاء من ابن جلدة رجل - ربما كان قضى بالكوفة -.
((القول في الشهود))
ورأيت هذه الأحاديث في كتاب عن إسماعيل بن إسحاق ليس عليها إجازة السماع إلى موضع البلاغ وقد أجاز لنا إسماعيل ما كان من أحاديثه صحيحا قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن يزيد عن أيوب عن محمد عن شريح أنه كان يقول: لا أجيز عليك شهادة خصم ولا شريك ولا أجير ولا دافع مغرم وأنت فسل عنه فإن قالوا: الله أعلم الله أعلم فلا نجيز شهادتهم لأنهم يعرفون يقولون: إنه رجل سوء وإن قالوا: هو ما علمنا لا بأس به جازت شهادته.
((الإقرار أمام القاضي))
وعن محمد أن قوما جاءوا بإنسان إلى شريح ادعوا
341

أنه شج آخر فتهددوه فأقر فرفعوه إلى شريح وجاؤوا عليه بالبينة بإقرار فقال شريح: ها هو الآن إن شاء أقر.
((حكم نتف الشعر))
وعن محمد أن شريحا سئل عن الرجل ينتف لحية الرجل؛ فقال: الشعر في الميزان فإن لم يف فمن الرأس.
((البينة العادلة))
عن محمد كان شريح يقول تصير لك الآن يمينه فإذا جاءت البينة فالبينة العادلة الحق أو خير من اليمين الفاجرة.
((عهدة المسلم))
عن محمد قال: قال شريح: عهدة المسلم فإن لم يشترط لا داء ولا غائلة ولا خبثة وقد قال مرة: ولا تنكير.
((المكاتبة))
وعن محمد أن رجلا قال لشريح امرأة مكاتبة اشترى ولدها فأعتقه؟ قال: هو منها إن عتقت عتقوا وإن رقت رقوا.
((البيع إلى يوم كذا))
عن محمد أن رجلا باع من رجل بيعا؛ فقال: إن لم أجئ يوم كذا وكذا فالبيع بيني وبينك فلم يأته لذلك الوقت وجاء بعد ذلك فخاصمه إلى شريح؛ فقال: أنت أخلفته.
342

((بيع لم يكن على الوصف))
وعن محمد أن رجلا كان بيده ثوب مصبوغ لون الهروي فجاء رجل فقال: بكم الهروية؟ قال: بكذا وكذا فباعه فوجده بعد ليس بهروى فخاصمه إلى شريح؛ فقال: لو استطاع زينه بأحسن من ذاك.
((المتعة))
وعن محمد شهدت شريحا وأتوه في متاع؛ فقال لا تأب أن تكون من المتقين؛ قال: إني محتاج قال: لا تأب أن تكون من المحسنين.
((عفو أحد الزوجين))
وعن محمد سئل شريح عن هذه الآية * (إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) * قال: إلا أن تعفو المرأة فلا تأخذ شيئا أو يعفو الزوج فيعطيها الصداق كله.
((شرط أن لا عيب))
وعن محمد عن شريح؛ قال: من اشترط ألا عيب فهو بالخيار أيا في عيبه.
((دع ما يريبك))
وعن محمد؛ قال: كان شريح يقول: يا هذا دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فوالله لا تجد فقد شيء تركته ابتغاء وجه الله.
((إذن العبد))
وعن محمد؛ قال: كان شريح يقول: شاهداك على أنه كان يبيع ويبتاع
343

يعلم بذلك مواليه فيقرونه ففي رقبته ثم يمين مواليه بالله ما كان يبيع ويبتاع إلا أن يعطوه الدرهم ويقولون اشتر به لنا كيت وكيت.
وعن محمد أن شريحا أجاز شهادة رجل واحد ويمين الطالب.
((الرد من الزنى))
قال: حدثنا حجاج بن المنهال وسليمان بن أيوب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وعن محمد عن شريح؛ قال: إن شاء رد من الزنى.
((عدم الرضا بالنقد))
قال: وحدثنا حجاج قال: حماد بن أيوب عن أيوب عن محمد أن غلاما باع من رجل ترسا بأربعة دراهم فنقده نقدا لم يرضه فخاصمه إلى شريح فقال شريح: أرضه كما أرضاك.
قال حدثنا سليمان؛ قال: حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن شريح مثله ولم يقل بأربعة دراهم.
((المجاوزة في الإجازة))
قال: وحدثنا سليمان؛ قال: حدثنا حماد عن أيوب عن محمد أن رجلا استأجر حمالا إلى مكان فجاوز به فخاصمه إلى شريح فقال له بالذرع.
((وجد زوجه على خلاف الوصف))
حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد عن زيد عن أيوب عن محمد أن رجلا أتى شريحا وامرأته وأمها فقال: زوجوني هذه المرأة وشرطوا أنها أحسن الناس فأتوني بها عشاء؛ فقالت أمها: زوجتها على حكم مولاها يربوع برأس فقال شريح: كان دلس لك ذا فلا يجوز.
344

((الهبة للابن))
وعن محمد؛ قلت لشريح: ما يتبين الصبى من نحل أبيه قال إن تهبه ونشهد عليه؛ قال قلت: فإنه يليه قال: هو أحق من وليه.
وعن محمد أن شريحا قال: الرهن بما فيه.
وعن محمد عن شريح أنه قال من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا.
وعن محمد؛ قال: كان شريح ينظر ما يقول المدعى ويقول: بينتك على ما تقول ويأخذه به.
((هبة الأب لابنته عند الزواج))
وعن محمد؛ قال: شهدت شريحا وأتاه رجل وامرأته وأمها فقال الرجل: زوجني هذا ابنته على ثلاثة آلاف وترك لي منها ألفا فقالت المرأة: خذ لي بحقي فقال شريح للأب أما أنت فنجيز هبتك ومعروفك فهي أحق بثمن رقبتها.
((الخلاف بين البيعين))
وعن شريح أنه قال: إذا اختلف البيعان والبيع قايم بعينه فأيهما أقام البينة فهو أحق به وإن لم يكن استحلفا فإن حلف أحدهما ونكل الآخر كان له وإن حلفا جميعا ترادا البيع وإن نكلا جميعا ترادا البيع.
((هبة المرأة لزوجها))
وعن شريح في المرأة تعطى زوجها من مهرها أو مما على ظهره من صداقها كان يقول للرجل: شاهدان ذوا عدل أنه طابت نفسها من غير كره ولا هوان ثم يمينها بالله ما طابت بها نفسها من بعد كره أو هوان ثم هو أحق به.
345

وعن محمد عن شريح أنه قال: في عين الدابة له شرواها فإن رضي صاحبها جبرها فله ربع ثمنها.
((قصة كفالة))
وعن محمد؛ قال: بعث برذونة لي من رجل وتكفل لي غلام لعبد الله بن زياد وأفلس المشتري فأخذت غلام عبيد الله فذهبت معه إلى عبيد الله؛ فقال: إني كنت حجرت عليه ورفع صوته علي فرفعت صوتي عليه؛ نحرا مما رفع صوته على فدعا مولى له يقال له حديد فساره بشيء لم أفهمه ثم بعثنا إلى شريح فانطلقت معه فما استزدت دون أن أقص القصة؛ فقلت: كعيلي حيل دونه فاقضى مالي مني واقتسم مالي على غريمي دوني؛ فقال شريح: إن كان مخيرا أو تكمل به غرم وإن كان اقتضى ماله فسمى فهو له وإن كان قسم ماله عن غريمي دونه فله بحصته فأقمت البينة أنه كان مخيرا يوم تكفل فأخذت مالي منه.
((دابة معيبة استعملها المشترى))
وعن محمد أن رجلا اشترى من رجل دابة فسافر عليها فوجد بها عيبا فخاصمه إلى شريح؛ فقال الرجل: إنه قد سلم عليها قال أنت أذنت له في ظهرها.
((عيب المبيع))
وعن محمد أن رجلا باع من رجل غلاما وعلته كهبة وفي قصاص شعره شجة أو قال كبة فخاصمه إلى شريح فقال: ورأيت الشين وكتمته
346

وعن محمد أن شريحا كان إذا قضى على الرجل قال: ليس أنا قضيت عليك هذان الرجلان المسلمان.
((مقدار العيب بالجارية))
وعن محمد أن رجلا اشترى من رجل جارية فوطئها ثم وجد بها عيبا فخاصمه إلى شريح بالكوفة فقال: ردها عليه ورد معها مائة. قال محمد يوضع عندما يضع العيب منها.
((بيع المعيب رضا))
وعن محمد عن شريح أنه قال: إذا اشترى الرجل الجارية فوطئها ثم وجد بها عيبا ثم عرضها على البيع فقد وجبت عليه بدائها.
((شهادة التسامع بالتزويج))
وعن محمد أن قوما زوجوا امرأة من رجل ثم خرجوا فمروا بمجلس فيه قوم فأخبروهم بالصهر والتزويج فقامت البينة واحتاجت المراة إلى البينة فجاء أهل ذلك المجلس إلى شريح فقالوا: مر بنا القوم فأخبرونا بالتزويج فقضى بشهادتهم فقالوا يقضى علينا بالنبأ فقال شريح: نعم القرآن نبأ * (قل هو نبأ عظيم) *.
((بيع السنانير))
وعن محمد قال: سئل عن بيع السنانير فقال: كانت قضية في بين السنانير وقضية في سوق الدجاج فقضى فيها عريف سوق الدجاج وعريف سوق السنانير فأصاب عريف سوق السنانير فجمع له شريح السوقيين.
((بيع مثل الشيء))
وعن محمد؛ أن رجلا رأى رجلا يبيع ثوبا فقال له رجل: أنا
347

أبيعك مثله فاشترى ذلك الثوب ثم أتاه به فقال الرجل: إنا أردت مثله فخاصمه إلى شريح فقال: إنك لا تجد شيئا أشبه به منه.
((شهادة الله بالحق))
وعن محمد؛ قال: كان شريح إذا أتاه فقال: اشهد بشهادة الله؛ فإن الله لا يشهد إلا بالحق ولكن اشهد بشهادتك.
((الوصية بمال))
وعن محمد أن رجلا أوصى لأمه التي أرضعته بأربعين درهما فأجازه شريح.
((العيب المجهول))
وعن محمد أن رجلا اشترى من رجل غلاما له أبق وقد كان علم منه علما فوجده بعد فعلم الرجل بعد أنه قد كان علم منه علما فخاصمه إلى شريح فقال: لا حتى يعلم منه الذي علم.
وعن محمد أن رجلا باع من رجل شاة بعشرين درهما وشاركه فيها فباعها بربح درهم وهو شاهد فذهب الدراهم فخاصمه إلى شريح فقال أردت ربا فلم ترب ذلك وإنما كان شريكا في الدراهم.
((الغلام أحق بنفسه))
وعن محمد؛ قال: اختصم إلى شريح فريقان في غلام فجعل ينزع إلى أحد الفريقين؛ فقال: هو أحق بنفسه.
قال: واختصم إليه في جوار جئن من السواد فيهن جارية كعاب فقال: خيروهن.
قال: وسمعت شريحا يقول: الأب أحق والأم أرفق.
وعن محمد؛ قال اختصم إلى شريح في يتيمة ضائعة فضمها رجل إليه ليس بوليها فجاء وليها فخاصم فيها وقال: إن أمي أقسمت على فقال شريح: هي مع من ينفعها.
348

وعن محمد؛ قال: رفع إلى شريح يتامى فقال: هم مع أمهم ومعهم من مالهم ما يعينهم فنظروا فإذا غنيمة يسيرة؛ فقال: ما أرى في هذا فضلا عنهم؛ قالوا: إنها تنتجع بهم؛ قال: إذا كانت الدار واحدة.
((خلاف على متاع))
وعن محمد أن رجلا طلق امرأته فخاصمها إلى شريح في بساط ووسائد فشهد لها أربع نسوة؛ فقال: لواحدة منهن: يا فلانة تشهدين لأخبرن ابن زياد أنك حرورية فأمر شريح فأخذ على فيه حتى شهدت؛ فقال الرجل: أنا أجئ بالبينة أنه من مالي؛ قال شريح: وعقرها من مالك.
((الغبن في العين))
وعن محمد أن رجلا اشترى من امرأة شيئا فخاصمها إلى شريح فقال أنها غبنتني فقال شريح: ذاك أرادت قال وأراه أراد أن يقول أني غبنت.
وعن محمد؛ قال: أتى شريحا قوم ومعهم رجل وامرأة فقالوا: هذه بنت هذا: زوجها وهو ابن أخيه ثم أنه أوثقه ثم أطلقه على أنه إن أحدث حدثا في الإسلام اشترى بغلا بدرهم إلى حمام أعين فأتى به أصبهان فباعه فشرب بثمنه فقال: يشهدون أنه طلقها ثلاثا فلم يزدهم على ذلك.
((هبة المرأة))
وعن محمد قال: قال شريح لا يجوز لامرأة عطية حتى تلد أو تبلغ إنا ذلك.
349

((شاهدان عند شريح))
وعن محمد أن رجلين أتيا شريحا وعلى أحدهما عمامة يشهدان؛ فقال له الرجل: هذا فلان أحب الطعام إليه الخبز واللحم وهذا فلان: قال: رجل أرى شريحا كان يعرفه فقال شريح بيده: هكذا ووصف؛ أي قوما فقاما.
قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد؛ قلت لشريح: أتوضى كلما قمت إلى الصلاة؟ قال لا أعلم عليك بأسا بأن يرمى بك لكن لست عن هذا أسألك؛ قال: فاصنع كما يصنع الناس.
((جعل الآبق))
قال وحدثنا مسلم قال: حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن شريح أن رجلا أتاه أخذ آبقا فأتى به أمله يريد الجعل فقال: غلامنا ليس بأبق قال: اذهب؛ فإذا وجدت حلوما وغفلة فأرسله فأتى مواليه.
((قضاء شريح في المضاربة))
وعن أيوب عن محمد كان شريح لا يقضي في المناجرة أو قال المضاربة إلا قضاءيين كان يقول لرب المال شاهداك؛ أن أمينك خانك وإلا فيمينه بالله ما خانك وكان مما يقول للمضارب شاهداك على مصيبة بعد ربها.
((من باع ما ليس له))
وعن محمد قال شريح: الثلث جائز وهو جهد وعن محمد قال:
350

شريح من باع ما ليس له؛ فهو لصاحبه وعليه شرواه.
وقال: حدثنا سليمان بن أيوب قال: حدثنا حماد عن أيوب وهشام عن محمد أن قوما من الغزالين اختصموا إلى شريح فقالوا سنتنا بيننا كذا وكذا قال: سنتكم بينكم.
((موت المبيع المعيب))
وعن محمد أن رجلا اشترى من رجل سلعا فوجد بها عيبا ثم ماتت فجاء يخاصمه إلى شريح فقال شريح: ردها بدائها ردها بدائها فقال: إنها قد ماتت فقال شاهدان ذوا عدل أن الذي كان بها هو قتلها.
وعن أيوب عن محمد أن رجلا وهب هبة فجاء يخاصم إلى شريح؛ فقال: تجود بمالك وأبخل به أنا.
وأن شريحا استحلف قسامة فجعل يستحلف رجلا رجلا بالله ما قتلت ولا علمت قاتلا؛ فقال رجل من أهل المقتول: استحلفه بالله ما قتلنا فقال شريح لا أوثمهم وأنا أعلم ولكن أحلف بالله ما قتلت ولا علمت قاتلا فنقصت العدة فرد بعض الذين حلفوا حتى تمت الخمسون.
هذا آخر المجلدة الأولة ويتلوه في الثانية بقية خبر أيوب عن محمد وعن هشام؛ قال وذكره أيوب عن محمد أن رجلا دفع إلى رجل شاة ليمسكها فأفلتت منه فخاصمه إلى شريح قال: إنها فاتتني وأنا أطلبها قال شاهدان: إنها فاتتك وأنت تطلبها والحمد لله رب العالمين وصلاته على سيدنا محمد الأمين وسلامه.
351

روى لنا أن الملك العزيز كتب إلى القاضي أبي الطيب الطبري:
* يا أيها العالم ماذا ترى
* في عاشق ذاب من الوجد
*
* من حب ظبي أهيف أغيد
* سهل المحيا حسن القد
*
* فهل ترى تقبيله جائزا
* في النحر والعينين والخد
*
* من غير ما فحش ولا ريبة
* بل بعناق جائز الحد
*
* إن أنت لم تفت فإني إذا
* أصيح من وجدي واستعدى
*
فأجابه:
* يا أيها السائل إني أرى
* تقبيلك العين مع الخد
*
* يفضى إلى ما بعده فاجتنب
* تقبيله بالجد والجهد
*
* فإن من يرتع في روضة
* لا بد أن يجنى من الورد
*
* وإن من تحسبه ناسكا
* يغلب عند الأنس بالمرد
*
* فاستعمل العفة واعص الهوى
* يسلم لك الدين مع الود
*
352

* تغنيك عنه كاعب ناهد
* تضمه بالملك وبالعقد
*
* تبلغ منها كلما تشتهى
* من غير ما فحش ولا رد
*
* هذا جوابي لقتيل الهوى
* فلا تكن في الحق تستعدى
* هو الحق...............
أنهاه مطالعة العبد الفقير إلى رحمة ربه القدير الراجي منه عفوه وغفرانه إبراهيم بن محمد بن إبراهيم...........
وسبعمائة رحم الله من دعا له ولوالديه ولصاحب الكتاب بالمغفرة - بمقام بغداد -
((الجزء الثاني من كتاب أخبار القضاة))
((تأليف أبي بكر محمد بن خلف بن صدقة وكيع))
صار بحكم الشرى لعبد الكريم بن الشهرزوري في شعبان سنة ثلاث وستين............
نفعه الله بالعلم ووفقه لمراضيه.
353

((بسم الله الرحمن الرحيم))
((دفع شاة إلى رجل يمسكها))
عن هشام؛ قال: وذكره أيوب عن محمد أن رجلا دفع إلى رجل شاة يمسكها فأفلتت منه فخاصمه إلى شريح؛ قال إنها فاتتني فأنا أطلبها قال: شاهدان أنها فاتتك وأنك تطلبها.
((من شرط على نفسه شرطا))
قال: وحدثنا سليمان بن حرب؛ قال: وحدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن رجلا اكترى من رجل إبلا فقال: متى أرد عليك إبلي؟ قال: يوم كذا وكذا قال: فإن لم تخرج يوم كذا وكذا؛ قال: فإن لم أخرج يوم كذا وكذا؛ قال: فلك مائة درهم فجاء الرجل بإبله فلم يخرج ذلك اليوم فخاصمه إلى شريح؛ فقال: من شرط على نفسه شرطا طائعا غير مكره أجزناه.
وعن محمد أن رجلا لزم غريما له بحق له عليه فقال: له أقضيك يوم كذا وكذا؛ قال: فإن لم تقض يوم كذا وكذا قال: فإن لم أقضك يوم كذا وكذا فدارى لك بكذا وكذا فلم يقضه ذلك اليوم فخاصمه إلى شريح؛ فقال: إن أخطت يده رحله غرم.
((تلف الدابة المكتراة))
وعن محمد أن رجلا اكترى دابة فأكلها الأسد فخاصمه إلى شريح فقال: هو كان أحوج إلى ظهرها.
((شرح يقضي لمن ادعى))
وعن محمد أن شريحا كان إذا ادعى رجل قال: أنه قضى لي؛ قال: إني لا أدرى ما كان قبلي ويقضي.
354

وعن محمد أن رجلا أقام البينة عند شريح على رجل؛ فقال: خذ لي يمينه فتلكأ فقال شريح بئسما تثنى على شهودك.
((البينة على المدعى))
وعن محمد عن شريح؛ قال: البينة على المدعى واليمين على على المدعى عليه قيل لمحمد: فلم رد عليه اليمين؟ قال: فقد أنصفه وزاده قيل لأيوب؛ فإن لم يحلف؛ قال: فإن لم يحلف؛ فلا حق له.
((نقد الناس في الإجازة))
وعن شريح أنه قال: في نقد الناس إذا استأجروا قال خذ الجيد والحسن والطيب فإن ذهب الأعلى فدع الأسفل.
((مال الغريم بعد الإفلاس))
وعن شريح أنه قال من اقتسم مال غريمه بعد إفلاس فله بحظه.
((الناتج وذو اليد))
((قول شريح في الضمان))
وعن محمد أن رجلين اختصما إلى شريح في دابة فأقام كل واحد منهما البينة أنها له وأنه نتجها فقال شريح للذي هي في يده: الناتج أحق من العارف فإن شريحا كان يقول من كسر عودا فهو له
355

وعليه مثله قال إنه أذن لي؛ قال: إلا بإذنه ومن شق ثوبا فهو له وعليه مثله قال: أو ثمنه؛ قال: إنه قد اختاره يوم اشتراه على ثمنه قال: فان رضى قال: إذا لا أشجر بينكما.
((الكفيل))
وعن محمد قال: كان شريح يقول: القبيل أو الكفيل غارم؛ قال: وإذا أدى القبيل أو الكفيل فقد برى.
((بيع ما لم يره))
وعن محمد أن رجلا مر بغنم؛ فقال: لمن هذه؟ فقالوا له الآن اشتراها من فلان؛ فأتاه؛ فقال: بعني غنمك التي اشتريت من فلان فباعه ثم اختصم إلى شريح فقال: إني مررت بغنم كذا وكذا وجعل يصفها؛ فقال الرجل: هذا أتاني فقال: بعني غنمك التي اشتريت من فلان فبعته غنمي؛ فقال شريح: فله غنمك التي اشتريت من فلان.
((شرط الولاء في المكاتبة))
وعن محمد أن رجلا كاتب غلاما واشترط ولاءه وميراثه وداره وعقبه فأدى مكاتبته ثم مات فخاصمه ورثته إلى شريح فقضى شريح بالميراث لأهله فقال الرجل: ما يعني شرطي منذ عشرين سنة؟ فقال شريح: شرط الله قبل شرطك شرط على لسان نبيك مذ خمسون سنة.
356

((شريح وقضية بيع))
وعن محمد أن رجلا دان من جارية شيئا فباع خادما لها عليها فكرهت ذاك فخاصمه إلى شريح فقال الرجل: أنا أقيم البينة أنها طيبت ورضيت وأخذت الدراهم فوضعتها في حجرها فجعل الشهود يمرون فيشهدون فمر رجل وبنت قال فشهد أنها رضيت وطيبت؟ قال: بل أشهد أنها كرهت وسخطت وظلت في الشمس تبكي ولكني أشهد أنه باع نظرا لها فدعا رجلا من أولئك فقال: تشهد أنه باع نظرا لها؟ قال: نعم فأجازه.
((من أعطى في معروف))
أخبرنا الرمادي؛ قال: حدثنا زيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح أنه قال: من أعطى شيئا في قرابة أو صلة أو معروف أو حق فعطيته جائزة والجانب المستغزر يثاب من هبته ترد إليه.
((شهادة العبد لسيده))
الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق؛ قال: حدثنا معمر وابن جريح أنهما سمعا أيوب يحدث عن ابن سيرين أنه سمع شريحا يقول: لا تجوز
357

شهادة العبد لسيده ولا الأجير لمن استأجره.
أخبرنا الرمادي؛ قال: حدثنا عبد الرزاق؛ قال: حدثنا معمر عن أيوب عن محمد؛ قال: قضى شريح أن الصبي مع أبيه إذا كانت الدار واحدة ويكون معهم من البقية ما يصلهم.
حدثنا جعفر بن محمد عن مزاحم عن ابن المبارك عن هشام عن ابن سيرين عن شريح؛ مثل حديث الجانب المستغزر.
((شريح لا يرد قضاء من قبله))
حدثنا أبو بكر بن زنجويه؛ قال: حدثنا الفريابي؛ قال: حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان شريح يقول: لا أرد قضاء من كان قبلي.
((مبيع على غير ما وصف))
حدثنا ابن زنجويه؛ قال: حدثنا الفريابي؛ قال: حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح في رجل باع سمنا فوجد فيه ربا فقال بكيل الرب سمن.
((البيع على شرط))
حدثنا عبد الله بن محمد الحنفي قال: حدثنا عبدان قال: أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح أنه قضى في رجل قال لرجل: إن لم آتك في يوم كذا وكذا فليس بيني وبينك بيع فجاءه من الغد فقال: أنت أخلفته.
((من سمع فليشهد))
أخبرني أحمد بن علي؛ قال: حدثنا أبو الطاهر؛ قال: حدثنا ابن
358

وهب قال: أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد بن سيرين عن شريح الكندي أنه قال إذا قال: القوم لرجل اسمع منا ولا تشهد علينا فلا يسمع منهم فإن سمع منهم فليشهد عليهم.
((شريح يشهد))
وعن ابن سيرين أن رجلا خاصم إلى شريح وعند شريح له شهادة فقال شريح للرجل: خاصمه للأمير حتى أشهد لك.
((اعتراف بالدين لوارث))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: حدثنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح قال: لا يجوز اعتراف لوارث عند الموت بدين إلا ببينة.
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح وابن طاوس عن أبيه وإلا جعلوا الدين في ثقة يعنى الورثة فهو إلى أجله.
((علم شريح بالقضاء))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن جارية أسرت فاشتراها رجل من المسلمين فخاصم صاحبها إلى شريح؛ فقال: المسلم أحق من رد على أخيه؛ فقال: إنها قد ولدت؛ فقال: أعتقها قضاء الأمير وإن كان كذا وكذا وإن كان كذا وكذا؛ فقال رجل: هذا أعلم بعويص القضاء من ابن جلدة رجل كان ربما قضى بالكوفة.
((امرأة تقبل شهادتها ويقضي بها))
وعن محمد أن رجلين اختصما إلى شريح وادعيا شهادة امرأة ورضيا بقولها وأرسل إليها وجئ بها فسألها فقضى بينهما بقولها.
359

((نذر اعتكاف في المسجد))
وعن محمد أن امرأة من عدى نذرت أن تعتكف في المسجد الجامع شهرا وقد كان زياد بلغه عن النساء شيء فنهى النساء أن يعتكفن في المسجد وأتى زيادا رهط من بنى عدي فذكروا له فضل المرأة فقال: إني لأحسبها كما تقولون ولكن أكره أن أكون نهيت النساء عن شيء ثم أرجع فيه فأتوا شريحا فذكروا له: أمرها؛ فقال إن شئتم قلت فيها برأي؛ قالوا: قل يا أبا أمية قال: إنما أقول برأيي؛ قالوا قل يا أبا أمية قال: إن شاءت صامت ذلك الشهر وإذا أفطرت تعشى عندها مساكين بشكار بنسك أو قال بشكار وبنسك إن شاء الله قبله وإن شاء لم يقبله.
وعن محمد؛ قال: اختصم إلى شريح رجلان شاب وشيخ في دين؛ فقال * (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) * فقال: إنما كان ذلك في شأن الربا وكان عظمه في الأنصار ثم تلا * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) * أدوا الأمانة إلى أهلها لا والله لا يأمر الله بشيء ثم يعذبنا عليه ثم أمر بحبسه.
وعن محمد قال: كان شريح إذا أتاه رجل فشهد على شهادة رجل قال: قل أشهدني ذو عدل.
((البينة على الهبة في الحياة))
وعن محمد أن رجلا ادعى دارا وأنها وهبت له؛ فقال لشريح: أنا أقيم البينة أنه أتوني بها في حياته وفي صحته فقال: هات البينة أتوك بها في حياته وصحته.
360

((التنفل قبل المغرب))
وعن محمد أن شريحا رأى رجلا يصلى عند المغرب؛ فقال: قم إلى هذا فانهه فإنه لا يحل له أن يصلى الآن.
((أرض الجزية))
وعن محمد أن رجلا اشترى من رجل أرضا من أرض الجزية فقال: له المشترى: ادفع إلى الأرض؛ فإني أريد بيعها إليه فرفعه إلى شريح؛ فقال: إني اشتريت من هذا أرضا وإني سألته أن يدفع إلى الأرض فأبى أن يدفعها إليه؛ فقال الرجل: إنها أرض الجزية فلم يقل شريح فيها شيئا حتى قاما.
((خرزة تنازعها اثنان))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان؛ قال: حدثنا حماد عن أيوب وهشام عن محمد أن رجلا دفع إلى رجل خرزة فجاء يطلبها منه فأبى أن يدفعها إليه فخاصمه إلى شريح فقال: إني دفعت إلى هذا خرزة وإنه أبى أن يردها إلى؛ فقال الرجل: إنها خرزة إذا نظرت إليها الحامل ألقت ما في بطنها وقال ابن عون: وإذا ألقيت في الخل صارت كذا فلم يقل لهما شريح شيئا حتى قاما.
361

((قضية حولا))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان؛ قال: حدثنا حماد عن أيوب وهشام عن محمد أن رجلا أحال رجلا على رجل فأفلس المحول عليه فخاصمه إلى شريح فقال: شاهداك أنك أذنته وأدى عنك؛ قال: يا أبا أمية أني أحلته ورضى وأبرأني؛ قال: شاهداك أنه يعزر إفلاسا وخلها قد علمه.
((قضية بعير معيب))
وعن محمد أن رجلا اشترى من رجل بعيرا فوجد به عيبا فخاصمه إلى شريح فقصا عليه القصة فسمعته يقول: أنا أقيله ويبين.
((قضية دين))
وعن محمد أن رجلا كان يطلب رجلا بحق فصالحه ثم خاصمه إلى شريح فقال: شاهدان ذوا عدل أنه تركه ولو شاء أديته.
((قضية عمري))
وعن محمد أن رجلا ضريرا أعمر وليده خاصم إلى شريح فقال شريح: العمرى ميراث لأهلها فقام الرجل فقال: يا أبا أمية ما قضيت لي.
قال: ليس أنا قضيت لك ولكن قضى لك النبي صلى الله عليه وسلم ومن ملك شيئا في حياته فهو لورثته إذا مات.
((التفرق في البيع))
وعن محمد أن شريحا كان يقول: شاهدان أنكما تفرقتما عن تراض بعد بيع ولا تخاير.
362

((وجد السمن ربا))
وعن محمد أن رجلا اشترى من رجل عكة من سمن فوجد فيها ربا؛ فخاصمه إلى شريح؛ فقال: يكيل الرب سمنا؛ فقال: يا أبا أمية إنما احتكرة حكرة فقال: له يكيل الرب سمنا.
((وجد العلف قصبا))
وعن محمد أن رجلا اشترى من رجل علفا فوجد فيه قصبا فقال شريح: له بوزن القصب علف.
((الدين المؤجل إذا عجل))
وعن محمد أن رجلا كان له على رجل دراهم؛ فقال المطلوب: فجاء غريمه فأخذها من أهله قبل الحل فلما قدم خاصمه إلى شريح فقال: أما أنك أديت فقال خذ لي ثمن الحق أو قال: خذ لي بحقي؛ فقال: خذها فاحبسها بقدر ما تعجلها.
((الشاهدان))
وعن شريح أنه كان يقول للشاهدين: إني لم أدعكما وإن قمتما لم أمنعكما وإنما يقضي على هذا أنتما؛ وإني متق بكما فاتقيا.
((خصمان يصلح بينهما شريح))
حدثنا إسماعيل؛ قال: حدثنا سليمان بن أيوب؛ قال: حدثنا حماد عن أيوب عن محمد أن رجلا استودع امرأة ثمانين درهما فخافت شيئا فحولتها فهلكت فخاصمها إلى شريح فكأن شريحا رأى أنها قد ضمنت فقال: أتتهمها؟ قال: لا؛ قال: إن شئت أخذت منها خمسين وما رأيته مصلحا بين اثنين غير هذين.
((القضاء لا يحل ما حرم الله))
وعن محمد أن شريحا كان مما يقول للرجل: إني لأقضى لك وإني لأظنك ظالما ولكن لا أقضى بالظن وإنما أقضى بما يحضرني من البينة وإن قضائي لا يحل لك شيئا حرم الله عليك.
363

((قضية ميراث))
وعن محمد أن رجلا أتى شريحا؛ فقال: إن امرأتي توفيت ولم تدع ولدا. فمالي من مالها فقال: لك النصف؛ قال: وكانت الفريضة عالت إلى غيره فأعطاه ثلثه من غيره وكان يشكوه فقال لو لقاضيكم هذا أتيته فسألته فقلت: إن امرأتي ماتت ولم تدع ولدا فقال: لك النصف والله ما أعطاني النصف ولا الثلث فكان يقول: إذا رأيتني ذكرت بي حكما جائرا وإذا ذكرتك ذكرت بك خصما فاجرا يظهر الشكوى ويكتم القضاء.
((ضمان المستعير والمستودع))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن أيوب عن محمد أن شريحا كان يقول: ليس على المستعير غير المغل ضمان ولا على المستودع غير المغل ضمان.
وعن محمد؛ قال: قال زياد: يا مستعير القدر لا تردها قال: وقال شريح: يا مستعير القدر ردها قال محمد فلا أدرى كيف كانت القصة إلا أن شريحا أصوبهما.
((قبلة الصائم))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان بن أيوب؛ قال حدثنا حماد عن أيوب وهشام عن محمد أن رجلا سأل شريحا عن رجل قبل امرأته في رمضان؛ قال يتقي الله ولا يعود.
364

وعن ابن أيوب عن محمد؛ أن شريحا سئل ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضا قال: دون سرتها.
((الهبة على الثواب))
وعن محمد عن شريح أنه كان يقول: من أعطى في صلة أو قرابة أو حق فعطيته حاضرة؛ والجانب المستغزر يثاب من عطيته أو ترد عليه.
((الشهادة على الشهادة))
وأن شريحا كان يقول للرجل: إذا شهد على شهادة آخر قل: أشهدني ذو عدل قال هشام: قل: أشهدني به أشهدني ذو عدل قال ابن عون: كان يجلس رجالا يقولون: قل: أشهدني ذو عدل.
وعن محمد أن شريحا كان يرد من الإدفار من السبي ولا يرد من الإباق والناب إذا نزع إلى أرضه قال: ذاك أعقل له.
((شريح يطلق))
حدثنا إسماعيل؛ قال: حدثنا سليمان؛ قال: حدثنا حماد عن أيوب قال؛ ذكروا عند محمد: أن شريحا طلق امرأته وكتمها الطلاق حتى انقضت العدة فقال: أنا أنكر هذا أن يطلق شريح امرأته ويكتمها الطلاق.
((الدين المؤجل))
أخبرنا الصغاني؛ قال: أخبرنا معلى بن منصور قال: حدثنا حماد ابن حميد؛ قال: قال معفر وقال أيوب عن ابن سيرين عن شريح إذا جعلوا المال في ثقة فهو إلى أجله يعنى في الرجل يكون له مال إلى أجل.
((ولد المكاتبة))
الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان
365

عن أيوب عن محمد عن شريح أنه سئل عن ولد المكاتبة فقال: ولدها منها إن عتقت عتق وإن رقت رق.
((الهبة للولد))
وعن شريح أنه قال: من أعطى شيئا في قرابة أو صلة أو معروف أو حق فعطيته جائزة والجانب المستغزر يثاب من هبته أو ترد إليه.
وعن ابن سيرين قال: قلت لشريح ما يجوز للرجل من نجل والده؟ قال: أن يهب له ويشهد؛ قلت: فإنه يليه قال: هو أحق من وليه.
قال: وحدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن ابن سيرين عن شريح قلت له: ما يجوز للرجل من نجل والده؟ قال: ما أعلم؛ قلت: فإنه يليه قال: هو أحق من يليه.
وعن سفيان عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح أنه سئل عن بيع ولد المكاتبة فقال: ولدها منها؛ إن أعتقت أعتق وإن رقت رق.
((ضمان الرديف))
الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح؛ قال: يضمن الرديف مع صاحبه.
((الثعلب صيد))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن شريح؛ قال: لو كان معي حكم حكمت في الثعلب جديا؛ قال معمر: فذكرته لابن أبي حجيج؛ فقال ما أراه جعله إلا صيدا وما كنا نعده إلا سبعا.
366

((كلمة طلاق))
حدثنا الدقيقي؛ قال حدثنا يزيد؛ قال: أخبرنا عاصم الأحول عن ابن سيرين عن شريح؛ قال: لو قالها لأهل الأرض جميعا وكن نساء حرمن عليه يعنى في رجل قال لامرأته: أنت طالق ثمانيا.
((شهادة المضطهد))
حدثنا علي بن حرب؛ قال: حدثنا محاضر؛ قال: حدثنا عاصم الأحول عن ابن سيرين أن شريحا كان لا يجيز شهادة المضطهد.
حدثنا إسحاق؛ قال: حدثنا أبو حذيفة؛ قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن ابن سيرين عن شريح؛ قال: قلت له ما يجوز للصبي من نحل والده؛ قال: ما قلتم أنه يليه؟ قال: هو أحق من وليه.
حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي قال: حدثنا علي بن عاصم عن خالد وهشام عن محمد عن شريح أنه سئل ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؛ فقال: كلمة بالحبشية ما فوق سررها أو ما فوق سرتها.
((متى تجوز هبة المرأة))
حدثنا عبد الله بن أيوب؛ قال: حدثنا علي بن عاصم عن خالد وهشام عن محمد بن سيرين عن شريح؛ قال: لا يجوز لامرأة عطية إلا بأمر زوجها حتى تلد ويحول عليها حول قلت لشريح: وإن كانت قد عنست؛ قال: يجوز لها.
((ضمان القصار))
حدثنا عبد الله بن أيوب؛ قال: حدثنا عبد الله بن أيوب؛ قال: حدثنا علي بن عاصم عن خالد وهشام عن محمد بن سيرين أن رجلا دفع إلى قصار ثوبا فأحرقه فخاصمه إلى شريح؛ فقال شريح: من
367

أحرق ثوبا فهو له وعليه مثله.
حدثنا عبد الله بن أيوب قال: حدثنا علي عن خالد عن محمد؛ قال: كان شريح يضمن القصار.
((شريح يرد القسامة ويكمل))
حدثني إبراهيم بن عبد الله بن مسلم؛ قال: حدثنا عثمان بن الهيثم قال: حدثنا هشام عن محمد أن شريحا استحلف يوما في قسامة فقال لرجل أشهد بالله ما قتلته ولا علمت قاتلا؛ قال الذين استحلفهم بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا فاستحلفهم فلم يكملوا خمسين فرد الأول الأول حتى كملوا خمسين وكان رأي محمد أيضا.
حدثنا بشر بن موسى؛ قال: حدثنا الحميدي؛ قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا هشام؛ عن محمد عن شريح أنه حلف قوما في قسامة فقيل لما حلفهم ما قتلنا ولا علمنا قاتلا؛ فقال شريح أحلفهم وأنا أعلم فأحلفهم بالله ما قتلت ولا علمت قاتلا.
((من لا تجوز شهادته))
حدثنا بشر؛ قال: حدثنا الحميدي؛ قال: حدثنا سفيان عن هشام عن محمد قال: قال شريح: لا خير في شهادة خصم ولا دافع مغرم ولا المريب ولا الشريك لشريكه ولا الأجير لمن استأجره ولا العبد لسيده وأنت فسل عنه فإن قالوا الله أعلم فالله أعلم لا تجوز شهادته.
((شهادة العبد))
حدثنا بشر؛ قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان عن هشام عن محمد أن شريحا كان يجيز شهادة العبد إذا كان مرضيا.
((دعوى ترك شيء من الدين))
أخبرني محمد بن إسماعيل بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن سلام
368

قال: أخبرني خالد بن طليق عن هشام عن ابن سيرين؛ قال: ادعى رجل على رجل مالا عند شريح؛ فقال المدعى عليه: إنه قد ترك لي منها كذا وكذا؛ قال: بينتك أنه تركها ولو شاء أن يأخذ أخذه.
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثنا روح بن عبادة؛ قال: حدثنا هشام عن محمد أن رجلا خاصم إلى شريح أم ولد ابنه في حلى كان حلاه أبوه وولده منها فقال شريح: هو حيث وضعه أبوه.
((ضمان الحايك))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد العبدي؛ قال: حدثنا سفيان عن هشام عن محمد: قال: كان شريح يضمن الحايك.
((ضمان الدابة))
وعن هشام عن ابن سيرين قال: جاءه رجل فقال اكتريت من هذا دابة فأكلها السبع؛ قال: هو كان أحوج إليها منك.
الرمادي قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا جعفر بن زياد الأحمر عن هشام عن ابن سيرين؛ قال: أول من سأل في السر شريح فقيل له يا أبا أمية أحدثت فقال: أحدثتم فأحدثنا.
((الصلاة عند طلوع الشمس))
حدثنا يحيى بن جعفر؛ قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا هشام بن حسان عن ابن سيرين أن شريحا رأى رجلا يصلى حين أشرقت الشمس فقال لرجل: قم إلى هذا فانهه فإنه لا يحل له الصلاة في هذه الساعة.
((شهادة على بيع بخير))
حدثنا عبد الله بن أيوب؛ قال: حدثنا روح بن عبادة؛ قال: حدثنا هشام عن محمد أن امرأة زمنة أتت شريحا وكان نحلها أبوها غلاما
369

فقال شريح: رحم الله أباك؛ قال: وكان باع عليها وصى فجاءت تخاصم المشترى؛ فقال للمشترى: ابعث إلي البينة أنها طيبت فأجازت وأخذت الثمن فوضعته في حجرها وجاء معه بشهود من قومه يشهدون له فجعل شريح يقول: اشهد أنها أذنت وطيبت فأخذت الثمن فوضعته في حجرها فقال: لا حتى مر رجل مجتمع الفؤاد فقال له شريح: اشهد أنها أذنت وطيبت وأخذت الثمن ووضعته في حجرها فقال الرجل: لا ولكن أشهد أنها كرهت وسخطت وبكت وظلت عامة يومها في الشمس ولكنه باع عليها بخير فقال شريح: هلم آخر مثل هذا فرقا من أولئك رجل فشهد بمثل ما شهد صاحبه فأجاز شريح البيع وأمضاه عليها.
((شريح والفتنة))
أخبرنا عبد الرحمن بن منصور؛ قال: حدثنا جعفر بن سليمان؛ قال: سمعت هشاما قال: حدثني محمد بن سيرين عن شريح؛ قال: كانت الفتنة فما أخبرت ولا استخبرت ولا سلمت؛ قالوا: كيف؟ قال: ما التقت فئتان إلا وهواي في موضع أحدهما.
((الصلاة في النعل))
أخبرنا أحمد بن بديل؛ قال: حدثنا حفص بن غياث عن محمد عن شريح قال: كان يقال ما من شيء يراد به الله إلا لم يوجد فقده.
((الصلاة في النعل))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد ابن زيد عن هشام عن محمد قال: فقلت لشريح أصلى في نعلي فلم ير بأسا
370

((قطع ذنب الدابة))
وعن محمد أن شريحا كان يقول في الدابة إذا قطع ذنبها ربع ثمنها.
((قضية على دين))
وعن محمد أن رجلا استسلف من رجل خمسين درهما؛ فقال لرجل: أعطه إياها وهي لك على فأعطاه الرجل فجعل يتقاضاه فجاء المعطى فحلف ما أعطاه شيئا؛ فقال الذي أعطى للذي أمر يخلف ما يعلمني أعطيته شيئا فاستحلفه شريح فهاب اليمين قال محمد: أراه أخذ افتد يمينك وإن كنت صادقا؛ قال شريح: وأنا أحلف بالله ما أعلمه أعطاه شيئا فحلف الرجل ما يعلمه أعطاه شيئا.
((حكم السن))
وعن محمد أن شريحا كان لا يقضي في السن بشيء حتى يحول عليه الحول فإن اسودت قضى فيه بالدية وإن لم تسود قضى فيها بقدر ما نقص.
((تفسير الملامسة))
وعن محمد سألت شريحا عن قول الله عز وجل: أو لامستم النساء فلوى بيده حتى عرفت ما يعنى نحو الفرج.
((كسر القوس))
عن محمد أن إنسانا كان يرمي بقوس جلاهق فأخذها إنسان فكسرها؛ فقال له شريح أما كان لك من الصنيعة غير هذا اربطه حتى يغرمها.
((جيد المتاع))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن أيوب قال: حدثنا حماد عن هشام عن محمد؛ قال: كان شريح يقول يعجبني جيد المتاع ولكن أراه يأخذ ثمنا.
وعن محمد أن شريحا كان لا يجيز الغلط.
371

وعن هشام وأيوب عن محمد أن قوما من الغزالين اختصموا إلى شريح في شيء؛ فقالوا: سنتنا بيننا كذا وكذا؛ فقال: سنتكم بينكم.
((جعل الآبق))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان بن أيوب قال: حدثنا حماد عن هشام عن محمد عن شريح في العبد الآبق قال: ما وجد بالمصر بعشرة وما وجد بعد المصر فأربعين.
((الناتج أحق من العارف))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال: حدثنا حماد عن هشام عن محمد أن رجلين اختصما إلى شريح في دابة فأقام هذا البينة أنه نتجها وأقام الآخر البينة أنه عرفها فقال شريح الناتج أحق من العارف.
((عين الدابة))
وعن شريح أنه كان يقول: إذا استؤصل ذنب الدابة فربع ثمنها. وعن شريح في عين الدابة إذا فقئت شرواها فإن أبطأ جبرها بربع ثمنها.
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن هشام عن محمد عن شريح قال: الثلث جهد وهو جائز.
((الجدة وابنها))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح أنه ورث جدة مع ابنها.
((من بيده عقدة النكاح))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن هشام
372

عن ابن سيرين عن شريح قال: هو الزوج يعني الذي بيده عقدة النكاح.
((الرهن بما فيه))
حدثنا الصغاني؛ قال: أخبرنا عبد الوهاب قال: حدثنا هشام ابن حسان عن ابن سيرين؛ أن شريحا قال: هو بما فيه يعني الرهن.
((الشفعة لمن))
قال: حدثنا قبيصة؛ قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح قال: الخليط أحق من الشفيع والشفيع أحق ممن سواه.
((تزويج المجبرين))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح قال: إذا نكح المجبران فهو للأول منهما.
((الثعلب صيد))
حدثنا سفيان الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين سئل شريح عن الثعلب قال: جدي أخت الرمئة ولو كنت لم أحكم حتى تكون مع عدل.
((البينة بعد يمين المدعى عليه))
حدثنا ابن زنجويه؛ قال: حدثنا الفريابي عن سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح في الرجل يدعى قبل الرجل فيحلفه ثم يأتي بالبينة قال قد كان يقبلها.
((البينة بعد القضاء))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح قال: من ادعى قضائي فهو عليه حتى يأتي ببينة؛ الحق أحق من قضائي الحق مسلم الحق أحق من اليمين الفاجرة.
((تحالف البيعين ونكولهما))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا هشام عن ابن سيرين عن شريح أنه قال: في البيعين إذا
373

اختلفا حلفا ورد البيع وإن نكلا عن اليمين يرد البيع فإن نكل أحدهما جاز البيع على الذي نكل وإن حلفا رد البيع.
حدثنا محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا المعلى؛ قال: حدثنا هشيم وحجاج بن أبي عثمان عن ابن سيرين عن شريح في البيعين إذا اختلفا والمبيع قائم بعينه فسألهما البينة أيهما أقام البينة قضى له وإن لم يكن لهما بينة استحلفهما فأيهما حلف فإن حلفا جميعا رد البيع.
((دفع شيء للإقالة))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال حدثنا هشام عن ابن سيرين أن رجلا باع بعيرا من رجل؛ فقال: اقبل مني بعيرك وثلاثين درهما فسألوا
شريحا فلما سألوا شريحا لم ير بذلك بأسا.
((بيع الجارية المعيبة))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا هشام عن ابن سيرين عن شريح أنه قال: من ابتاع جارية وبها داء فوقع عليها وقد علم بالداء فقد جازت عليه أو عرضها على البيع فهو الرضا وقد جازت عليه.
((أي المجبرين أولى))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان؛ قال: حدثنا هشام عن ابن سيرين عن شريح قال: إذا باع المجبران فهو الأول وإذا نكح المجبران فهو الأول.
((الجارية على خلاف الوصف))
((البليدة المولدة))
حدثنا الرمادي قال حدثنا سفيان قال: حدثنا هشام عن ابن سيرين عن شريح عن رجل اشترى جارية على أنها
374

مولدة وكانت بليدة فرد البيع.
قال سفيان: البليدة التي تجلب والمولدة التي تولد في البلد.
((رد الحمارة والفرس بالعيوب))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح؛ أنه كان يرد الحمارة من الخيل وكذلك الفرس إذا كان يتبع الحمر فرده شريح.
((ضمان الحائك))
الرمادي قال: حدثنا يزيد عن سفيان عن هشام عن محمد؛ قال: كان شريح يضمن الحائك.
((ضمان ما هلك في يده))
وعن محمد عن شريح؛ قال: جاءه رجل فقال اكتريت من هذا دابة فأكلها السبع قال: هو كان أحوج إليها منك.
((المتاع بالمعروف))
قال: حدثنا يزيد؛ قال: حدثنا سفيان عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن شريح أنه قال لرجل فارق لا تأب أن تكون من المتقين لا تأب أن تكون من المتقين.
((النقد الجيد))
حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح في الصك يكتب فيه الورق الخيار الحسان الطيبة فإن لم يكن الأعلى فدع الأسفل وخذ الوسط.
ابن زنجويه قال: حدثنا محمد قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين أنه كان لا يجيز الغلط.
((القول قول البائع))
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا غسان بن عبد قال ذكره سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن شريح؛ قال إذا اختلف البيعان؛ فأقاما البينة فالقول قول البائع إذا أقام البينة على الفضل.
375

((عرض البيع في مدة الخيار))
حدثنا محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا المعلى؛ قال: حدثنا هشيم عن هشام عن ابن سيرين عن شريح في رجل أخذ متاعا فهو فيه بالخيار فيعرضه على البيع قال إذا عرضه على البيع لزمه.
((العمرى))
حدثني جعفر عن محمد؛ قال: حدثنا مزاحم بن سعيد؛ قال: حدثنا عبد الله بن المبارك؛ قال: أخبرنا هشام بن حسان عن ابن سيرين أن رجلا خاصم إلى شريح في عمرى أعمرها وأحسبها جارية فلما قام وكان رجلا ضرير البصر قال: يا أبا أمية كيف قضيت؟ قال: لست أنا قضيت لك ولكن الله قضى على لسان محمد صلى الله عليه وسلم؛ العمرى ميراث لأهلها ومن ملك شيئا حياته فهو لورثته إذا مات.
((عرض الجارية على البيع))
أخبرنا الجرجاني قال حدثنا عبد الرزاق؛ قال: سمعت هشاما عن محمد بن سيرين عن شريح؛ قال إذا عرض الرجل سلعته على البيع وهو يعلم أن بها عيبا جازت عليه.
((قضية بين امرأة وزوجها وأبيها))
حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا حسين بن محمد؛ قال حدثنا جرير ابن حازم عن محمد قال: أتى شريحا رجل وامرأته وأبو امرأته فقال الرجل: إن هذا زوجني ابنته على أربعة آلاف ونزل إلى ألفين وقالت: المرأة صداقى؛ فقال الأب: نجيز هبتك ومعروفك وهو أحق بثمن رقبتها؛ فقضى للمرأة على زوجها وقضى للزوج على أبيها.
((التضحية بالجذع))
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال حدثنا حسين بن محمد المروزي؛ قال: حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين؛ قال: سئل شريح عن الجذع أيضحى به؟ قال أحبه إلى أن أضحى به أحبه إلى أن أقتنيه.
376

((شهادة الصبي))
حدثني جعفر بن هاشم قال: حدثنا عارم؛ قال: حدثنا هشيم؛ قال: حدثنا منصور بن زادان قال: عن محمد بن سيرين عن شريح في شهادة الصبيان قال يستثبتون.
((الشاهد يحلف إذا اتهم))
حدثنا أبو قلابة؛ قال: حدثني أبو عمر الضرير؛ قال: حدثني حماد ابن سلمة؛ قال: كان شريح إذا اتهم الشاهد حلفه.
((المتاع بالمعروف))
حدثنا محمد بن إشكاب؛ قال: حدثنا أبو النصر؛ قال: حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ابن سيرين؛ قال: كان شريح يقول: لا تأب أن تكون من المتقين لا تأب أن تكون من المتقين.
((كسر اليد))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أشعث بن سوار عن محمد أنه رفع إلى شريح رجل انكسرت يده فقال أجر المجبر ثم قال ما يتبقى؟ قد عادت كأشد ما كانت.
((مهر السر والعلانية))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا معلى الرازي قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا خالد عن ابن سيرين عن شريح أنه قال: في الصداق السر إذا أعلن أكثر منه أجاز السر وأبطل العلانية.
حدثنا محمود المروزي قال: حدثنا حيان بن موسى قال: حدثنا ابن المبارك عن وهب بن خالد نحوه.
الصغاني قال: حدثنا أبو خيثمة عن هشيم عن حجاج عن محمد بن عبد الله الثقفي عن شريح أنه كان يقول ذلك.
377

((الشفعة بالجوار))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا سلم بن قادم قال: حدثنا سالم بن نوح عن قتادة عن محمد بن سيرين أن شريحا كان يقضي بالجوار يعنى بالشفعة.
((رجوع الورثة بعد موت المورث))
حدثنا خطاب قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد عن ابن سيرين عن شريح قال: إذا أوصى الرجل في مرضه بأكثر من الثلث أو لوارث بإذن الورثة ثم مات فلهم أن يرجعوا.
((امرأة على خلاف ما وصفت))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا معلى قال: حدثنا عبد العزيز بن مختار قال: حدثنا خالد عن محمد عن شريح أن رجلا تزوج امرأة واشترطوا له أنها أحسن الناس عينين فوجدوها عمشاء فخاصمهم إلى شريح فلم يجز نكاحها ولم يكن دخل بها.
((إقرار الرجل عند الموت بدين لوارث))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا خالد عن ابن سيرين عن شريح أنه كان لا يجيز إقرار الرجل عند موته بدين لوارث.
((إجازة وصية الصبي إن أصاب الحق))
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا روح وهوذة قالا: حدثنا عوف ابن عمر عن محمد قال: اختصم إلى شريح في وصية غلام أعتق فيها فأجاز وقال: من أصاب الحق أجزناه.
((بيع الوصي بخير))
وقال حدثنا شريح بن يونس قال: حدثنا معتمر عن حميد عن محمد أن وصيا باع والموصى عليه كان وإنما باع نظرا فأجاز شريح إن باع نظرا.
378

((بيع أرض الجزية))
حدثني محمد بن عبد الله المسروقي قال: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا يحيى بن آدم؛ قال: حدثنا حفص عن أشعث عن ابن سيرين عن شريح أن رجلين اختصما فقال أحدهما: إن هذا اشترى مني أرضا من أرض الجزية وقبض مني وصرها يعنى كتابها قال: فلا يرد إلى الوصر ولا يعطيني الثمن قال: فلم يجبهما بشيء حتى قاما.
((الصلاة الوسطى))
حدثني محمود بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال قال: حدثنا عبد الله قال: حدثناه عاصم عن ابن سيرين عن شريح في قوله * (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) * قال: حافظ عليهن كلهن تصبها.
((الشهادة على الشهادة))
أخبرني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثني أبو الحرث؛ قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الحجاج بن أبي عثمان الصواف؟ عن محمد بن سيرين؛ قال: قال شريح: لا نجيز شهادة رجل يشهد على شهادة حتى يقول: أشهدني فلان وأشهد أنه كان ذا عدل.
((مهر السر والعلانية))
حدثنا محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا المعلى؛ قال: أخبرنا هشيم قال: أخبرنا خالد عن ابن سيرين عن شريح؛ أنه قال؛ في صداق السر إذا أعلن أكثر منه فأجاز السر وأبطل العلانية.
((امرأة على غير ما وصفت))
وعن ابن سيرين أن امرأة ذكرت لرجل وذكروا منها جمالا
379

فتزوجها فوجدها عمشاء فخاصمهم إلى شريح؛ فقال شريح: إن دلس لك لم يجز.
((إقالة))
حدثني عبد الله بن محمد الحنفي؛ قال: حدثنا عبدان؛ قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا عبد العزيز بن قرير عن ابن سيرين عن شريح أنه أتاه رجل فقال: بعت هذا بعيرا فألزمه إياه وخفى عنه ثم رجعا فقال: إنه رده على وأعطاني ثلاثين درهما قال: خذه أو قال لا بأس له
((المعتق عن دين))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثني الحسن بن عيسى قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا الأشعث عن ابن سيرين عن شريح قال هي وصية يعنى المعتق عن دين.
((شريح يسلم على الخصوم))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا خالد بن عبد الرحمن عن ابن سيرين عن شريح أنه كان يسلم على الخصوم.
((أيمان القسامة))
حدثنا علي بن مسلم الطوسي قال: حدثنا محمد بن سهل الواسطي قال: حدثنا أبو هلال الراسبي عن محمد بن سيرين قال: كان شريح يستحلف القسامة بالله ما قتلت ولا علمت قاتلا ولا يستحلفهم بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا.
((جزاء الثعلب))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن يحيى ابن عيسى عن محمد قال: قال شريح: لو كان معي حكم عدل لحكمت
380

في الثعلب جديا جدي خير منه.
((شريح يرد بالأدفان))
حدثني إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن يحيى ابن عتيق عن محمد قال: قال شريح: قفوه عند بدعته أي ما نوى؛ وعن شريح كان يرد من الإدفان ولا يرد من الإباق البات والإدفان أن يذهب من دار إلى دار ومن حي إلى حي والإباق أن يذهب إلى أرضه ويقول: ذاك أطرف له.
((البراءة من الداء))
وعن أيوب ويحيى عن محمد عن شريح أنه لم يبرى من الداء حتى يضع يده عليه فإذا سمى وأكثر ليس هو فيه مما يدخل بين ظهراني ذلك داء هو فيه فقال: برئت من كل داء وبرئت من كذا؛ قال يبرأ حتى يريه إياه ويضع يديه عليه.
((شريح يجيز شهادة لم يتأك من إسلام صاحبها))
وعن أيوب ويحيى عن محمد أن رجلا كان يقال له رزين وعلة وكان أميرا على قوم فغصب رجلا برذونا فأتى شريحا وجاء معه قوم يشهدون عليهم ثياب سود وعليهم خفاف معقبة وكأنهم من الأكراد وكأنهم ليسوا مسلمين ولم يذكر فأجاز شريح شهادتهم عليه.
((من باع ما ليس له))
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان؛ قال: حدثنا حماد عن مسلمة بن علقمة عن محمد أن شريحا قال: من باع ما ليس له فهو رد على صاحبه وعليه شرواه.
381

((أنس بن سيرين))
((الجدة ترث مع ابنها))
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني؛ قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن أنس بن سيرين عن شريح قال يرث مع ابنها يعنى الجدة.
((بيع المبيع المعيب))
حدثنا علي بن إشكاب؛ قال: حدثنا إسحاق الأزرق؛ قال: أخبرنا عوف عن أنس يعنى ابن سيرين أن شريحا كان يقضى أنه من اشترى سلعة فذهب بها فوجد بها بعض ما يرد منه ثم عرضها على البيع فقد جازت عليه فإن كانت جارية فوطئها فقد جازت عليه.
((الوديعة تودع الغير المودع))
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد العدوي؛ قال: حدثنا سفيان عن عوف وحدثنا علي بن إشكاب؛ قال: حدثنا إسحاق الأزرق؛ قال: حدثنا عوف عن أنس بن سيرين أن شريحا كان يقضى أنه من استودع وديعة فأودعها غيره بغير إذن أهلها فقد ضمن.
((شريح يسأل في المسعى))
أخبرني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا حجاج بن محمد؛ قال: حدثنا شعبة عن عوف عن محمد؛ قال: رأيت شريحا واجتمع الناس حوله يسألونه؛ قال: فنزع عمامته عن رأسه وسعى.
((التصرف في الوديعة))
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا عفان عن سفيان بن عوف عن أنس بن سيرين عن شريح؛ قال: إن استودعها رجلا بغير إذن أهلها فقد ضمن.
382

((وصية الصبي))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد؛ قال: حدثنا أنس بن سيرين أن شريحا كان يجيز وصية الصبي إذا أصاب الحق.
حدثنا أحمد بن موسى الحمار؛ قال: حدثنا حسن بن الربيع عن حماد بن زيد مثله.
((ميراث الجدة))
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا حماد بن سلمة؛ قال: حدثنا أنس بن سيرين أنه سأل شريحا عن رجل ترك جدته أم أبيه وابنها وأم أمه فقال: بينهما السدس.
((خلاس بن عمرو))
((أسئلة يجيب عنها شريح))
حدثنا محمد بن إبراهيم مربع قال: حدثنا معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير؛ قال: حدثنا سلام أبو المنذر العاري؛ قال: حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن عبد الواحد البناني عن خلاس بن عمرو؛ قال: كتب هشام بن هبيرة إلى شريح. إني استعملت على حداثة سني وقلة علمي ولا بد لي أن أسالك إذا أشكل على أمر فأسألك أن تخبرني عن رجل طلق امرأته في صحة أو سقم وامرأة تركت ابني عمها أحدهما زوجها وعن مكاتب مات وترك دينا وبقية من مكاتبته وترك مالا وعن رجل شرب خمرا لم يعلم منه بعد ذلك إلا خير وهل تقبل شهادته؛ فقال شريح: كتبت تسألني عن رجل طلق
383

امرأته في صحة أو سقم ثلاثا فإن كان طلقها في صحة منه فقد بانت منه ولا ميراث له بينهما وإن كان طلقها في مرضه فرارا من كتاب الله فإنها ترثه ما دامت في العدة وكتبت إلى تسألني عن مكاتب مات وترك مالا وترك دينا وبقية من مكاتبته فإن كان ترك وفاء وإن لم يكن ترك وفاء فإن سيده غريم من الغرماء ويأخذ بحصته وكتبت إلى تسألني عن رجل شرب خمرا لم يعلم منه بعد ذلك إلا خير قال: الله يقول في كتابه * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباد ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) * وكتبت إلى تسألني عن الأصابع هل يفضل بعضها عن بعض فإني لم أسمع أحدا من أهل الحجا والرأي يفضل بعضها عن بعض وكتبت إلى تسألني عن رجل فقأ عين دابة وأن فلان بن فلان الهاشمي يعني عليا حدثني أن عمر بن الخطاب قضى فيها بربع ثمنها.
حدثنا محمد بن سعد بن محمد؛ قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي؛ قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن خلاس أنه قال: كتب هشام بن هبيرة إلى شريح يسأله عن رجل طلق امرأته ثلاثا في مرضه أو صحته وعن امرأة توفيت وتركت ابني عمها أحدهما زوجها وعن مكاتب مات وبقيت عليه بقية من مكاتبته وعليه دين سوى ذلك وعن رجل جلد في الخمر وأنس منه الصلاح ورشد أتقبل شهادته؟ قال: فقدم جواب كتاب شريح فكان في كتابه أما الذي طلق امرأته ثلاثا في مرضه قرارا من كتاب الله فإن لها الميراث ما كانت في العدة وأما الذي طلق
384

امرأته ثلاثا في صحة فلا ميراث بينهما وأما المرأة التي تركت ابني عمها أحدهما زوجها فإن لزوجها النصف وهو شريك لصاحبه فيما بقي وأما المكاتب فإن ترك وفاءا فلكل وفاء ولكل حق وإن لم يترك وفاءا فلكل إنسان بحساب ماله وأما الذي جلد في الخمر ثم آنسوا منه صلاحا ورشدا فإن الله عز وجل يقول * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) * الآية كأنه أجاز شهادته؛ قال قتادة: فذكرت قول شريح في المكاتب لسعيد بن المسيب؛ فقال: أخطأ شريح وكان قاضيا قضى ابن ثابت أن الدين أحق ما بدىء به.
((من العدل))
حدثنا أبو سعيد الراشدى؛ قال: حدثنا المعافى بن سليمان؛ قال: حدثنا موسى بن أعين عن مضاد بن عقبة؛ قال: حدثنا عنبسة بن الراسي؛ قال: حدثنا المعافى بن سليمان؛ قال: حدثنا موسى بن أعين عن مضاد عن الأزهر عن نصير عن ابن أبي مجلز قال: قلت لشريح: من العدل؟ قال: الذي يجلس مجالس قومه ويشهد معهم الصلوات لا يطعن عليه في فرج ولا بطن.
((الإشهاد على قبض الصداق))
وفي كتاب هذا الحديث عن علي بن حرب؛ في ثلاثة مواضع ففي موضعين قال: حدثنا القاسم بن زيد الحرمى قال: حدثنا سفيان عن سليمان التيمي عن أبي جعفر عن
شريح أنه كان لا يجيز البينة حتى ينظروا وذلك في امرأة أشهدت أنها قبضت صداقها من زوجها؛ قال سفيان ما أراه إلا جائزا.
385

وفي موضع عن سليمان التيمي عن أبي جعفر عن شريح هكذا منقط مصحح والصواب أبو جعفر.
((ميراث المكاتب وولاؤه))
حدثني أبو محمد بن إسماعيل بن يعقوب؛ قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي جهضم قال: خاصمت إلى شريح في مكاتب لي مات وترك مالا وولدا أحرارا قال: خذ بقية مالك مما ترك وما بقي فلولدهما والولاء ذلك.
((قضية ميراث))
حدثني محمد بن حمزة العلوي؛ قال: حدثني أبو عثمان المازني قال: حدثنا أبو زيد عن سعيد عن أوس بن ثابت قال أتى شريح في ابني عم أحدهما زوج والآخر أخ لأم؛ فقال شريح: المال للزوج فخبر بذلك علي بن أبي طالب؛ قال: أخطأ العبد الأبطن للأخ للأم السدس وللزوج النصف وما بقي فبينهما نصفان.
((كل امرأة يتزوجها فهي طالق))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال أن امرأة أتت شريحا ومعها زوجها فقالت: إنها تزوجت ابن عم لها ثم تزوجت ابن عم لها فمات قال: ويحك أفنيت عشيرتك قالت: وإن هذا تزوجني وأخذ مالي وجعل لي كل امرأة يتزوجها فهي طالق فقال: إن يتزوج فقد أحل الله من النساء له مثنى وثلاث ورباع وإن طلقك أخذنا منه مالك.
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني؛ قال: حدثنا معلى؛ قال: حدثنا يزيد ابن بديع قال: وزعم خالد الحذاء عن حميد بن هلال عن شريح قال:
386

إن طلقك أخذنا من ماله أربعة آلاف فأعطينا كما يعني في الصداق العاجل والآجل.
((عدة الحائض ومعرفتها))
حدثنا محمد بن سعد الحدائي قال: حدثنا عبد الله بن بكر؛ قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن عمرو أن امرأة طلقها زوجها فحاضت في خمس وثلاثين ليلة ثلاث حيض فرفعت إلى شريح فلم يقل فيها شيئا فرفعت إلى علي عليه السلام فقال: سلوا عنها جاراتها فإن كان حيضها هكذا فقد انقضت عدتها وإلا فأشهر ثلاثة.
((الإسرار بالرجعة))
حدثنا محمد بن سعد قال: حدثنا عبد الله بن بكر قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن عروة عن الحسن أن شريحا قال: إن أعلم الطلاق وأسر الرجعة أجزنا طلاقه ولا رجعة عليها له.
((تأجيل العنين))
أخبرنا محمد بن شاذان قال: حدثنا المعلى قال: حدثنا إسماعيل ابن عباس قال: حدثني حجاج عن إبراهيم وعن قتادة عن شريح في العنين يؤجله الإمام سنة من يوم يرفع إليه فإن وصل إليها وإلا فرق بينهما.
((الرهن بما فيه))
حدثنا الصغاني؛ قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء؛ قال: سئل سعيد عن الرهن إذا قال الذي هو عنده قد ضاع فأخبرنا عن قتادة أن شريحا قال: هو بما فيه.
((نفقة الحامل على الزوج))
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحصري؛ قال: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن شريح وابن العالية وخلاس والحجاج عن الشعبي أنهم قالوا: المختلعة الحامل نفقتها على زوجها.
387

((العوض في الإقالة))
أخبرنا الصغاني؛ قال: حدثنا عبد الوهاب؛ قال: حدثنا سعيد عن قتادة أن رجلا باع بعيرا فندم المشترى فرده ورد معه ثلاثين درهما فأمره شريح أن يقبله وكان ذلك رأي قتادة.
حدثني محمد بن سعد العوفي قال: حدثني عبد الله بن بكر؛ قال: حدثنا سعيد عن قتادة أن شريحا وأبا العالية وخلاسا؛ قالوا: في المختلعة: لها النفقة.
((شد السن))
حدثنا الجرجاني؛ قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان شريح يقول: إذا أجبرت فليس لها شيء حينئذ إذا شد سنا وقال: بم تأخذ مال أخيك وقد صارت أشد من الأخرى كأنه لم ير فيها بأسا.
((ما رواه سائر الناس عن شريح))
((وطء الجارية المعيبة))
حدثنا أبو إبراهيم الزهري أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عنبسة بن خالد؛ قال: حدثنا يونس عن ابن شهاب قال: قضى شريح الكندي في الرجل يبتاع الجارية ثم يطؤها يجد بها عيبا قال: إن كانت ثيبا فنصف العشر وإن كانت بكرا قال عشر.
((الخلية والبرية))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن شاذان قالا حدثنا علي ابن منصور الرازي قال: حدثنا ابن المبارك عن الحسن بن يحيى عن الضحاك عن شريح في الخلية والبرية والبائن وألبتة إن نوى ثنتين فثلثين زاد بن شاذان وإن نوى واحدة فواحدة وإن لم يكن له نية
388

فهي تطليقة بائنة وهو خاطب إن شاء تزوجها في العدة.
((الشعفة لنصراني))
أخبرني محمد بن شاذان قال: أخبرني المعلى قال: وأخبرني وكيع أن جرير بن حازم حدثهم عن المقداد بن أبي فروة أن شريحا قضى لنصرانى بالشفعة.
((طالق عدد النجوم))
أخبرني محمد بن شاذان؛ قال: حدثنا معلى قال: أخبرنا خالد عن داود بن أبي هند عن عبيد الله بن عبد الله عن شريح أنه سئل عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد النجوم: يكفيه رأس الجوزاء.
((طلاق المريض))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي هاشم الواسطي عن إبراهيم وشريح قالا في الرجل يطلق امرأته وهو مريض قالا: ترثه ما دامت في العدة.
((هدم الزوج))
قال إسماعيل: أخبرنا سليمان قال: حدثنا حماد عن أبي هاشم الواسطي عن إبراهيم وشريح أنه قال في رجل طلق امرأته واحدة أو ثنتين فبانت منه فتزوجها رجل طلقها وتزوجها زوجها الأول قالا: هي عنده على ثلاث يهدم الزوج الثلاث ولا يهدم الواحدة والثنتين.
((الإقرار بالحق))
حدثنا الدوري قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا جرير بن عطية قال: كان لي على رجل دين فخاصمته إلى شريح فقلت: إن لي على هذا دينا فإذا كان في الخلاء أقر وإذا كان في العلانية جحد ولي عليه بينة فاحبسه حتى أجيء ببينتي وهذه بينتي عندك فقال له شريح: اجلس حتى يجيء ببينته
389

فلما قمت دعاني فأقر لي بحقي فقال شريح: قد أقر لك بحقك فإن شئت حبسته وإن شئت تركته.
((قضية بيع معيب))
حدثنا العباس الدوري قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا عبد الواحد ابن زيد قال: حدثنا جرير بن عطية قال: بعت من رجل بغلا فمكث عنده خمسة أشهر ثم خاصمني إلى شريح فقال: إني اشتريت من هذا بغلا وإنه جرب فقلت ما كان ببغلي جرب فقال شريح: بينتك أنه باعك هو وبه جرب وإلا أحلفته أنه باعه وليس به جرب فأحلفه فحلف فألزمه البغل.
((نكاح السيد وطلاقه))
حدثنا محمد بن شاذان قال: حدثنا معلى؛ قال: حدثنا شريك عن سعيد بن مسروق عن المسيب عن شريح قال: النكاح بيد السيد والطلاق بيد العبد))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا معلى الرازي قال: حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم قال: أخبرني مسلم مولى أبي الرجال قال قلت لسعيد ابن مسيب: إنا أصحاب ركبان نأخذ من الرجل السلعة ثم نقيمها على قيمة ثم أقول: ما ازددت فلى قال لا بأس بذلك فإن لم تجد إلا ما أمرك فلم تبعه فأنت خائن.
390

حدثنا الصغاني؛ قال: أخبرنا معلى؛ قال: حدثنا هشيم قال: وأخبرنا يونس بن عبيد عن عتبة بن مطرف عن أبيه أنه سمع شريحا: رخص في ذلك ولم ير فيه بأسا.
((ضمان من جاوز بالدابة))
حدثنا الصغاني قال: حدثنا معلى قال: حدثنا هشيم؛ قال: أخبرنا أبو حمزة قال: شهدت شريحا اختصم إليه رجلان تكارى أحدهما من الآخر دابة إلى مكان معلوم فرجع وليس معه الدابة؛ فقال له: دابتي فقال: نفقت؛ قال: فقبل صاحب الدابة قوله وأخذ منه الأجر فبلغه بعد؛ أنه كان جاوز فخاصمه إلى شريح فضمنه قيمة الدابة.
((رد جارية رعناء))
حدثني علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح بن الحارث القاضي؛ قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح؛ قال: تقدم إلى شريح رجلان يختصمان في جارية رعناء فقال: للبائع بعت رعناء قال: لا فقال: يا جارية أدنى فدنت فقال: اجلسي فجلست فقال لها: اعجنى فعجنت الأرض فألزم البائع الرد.
((استعفاء شريح من القضاء))
((قضاء الشعبي))
حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية السريجى؛ قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة قال: قال شريح استقبلى رجل على باب المسجد فقال: أيها الشيخ كبرت سنك
ورق عظمك واختلط عليك أمرك وارتشى ابنك فقال شريح: لا اسمعها من أحد بعدك ثم التفت
391

فلم أر أحدا فدخل علي الحجاج فقال: أيها الأمير: كبرت سني ورق عظمي واختلط علي أمري فأعفني أعفني قال شريح: فخطر على قلبي أبو بردة بن أبي موسى فأشرت به ثم ذكرت سعيد بن جبير فقلت يكونان جميعا يتشاوران ثم خرجت من عنده فاستقبلني الشعبي؛ فقال لي ما صنعت؟ فقلت استعفيته فأعفانى وقال لي: أشر علي فأشرت عليه بأبي بردة بن أبي موسى؛ فقال: ما منعك أن تشير بي فقال: دع أبا بردة يشتفى بها فإنه الحجاج؛ فأول قضية قضى بها أبو بردة أخطأ فيها فعزل وولى الشعبي.
فلما أراد قتل سعيد بن جبير احتج عليه؛ فقال: هل وليت أحدا من الموالى القضاء غيرك؟
((جلوس شريح للقضاء))
حدثني علي بن عبد الله السريجي قال: حدثني أبي عن أبيه عن معاوية عن ميسرة قال كان شريح إذا جلس للقضاء ينادي مناد من جانبه يا معشر القوم اعلموا أن المظلوم ينتظر النصر وأن الظالم ينتظر العقوبة فتقدموا رحمكم الله وكان يسلم على الخصوم.
((قول شريح للشهود))
وحدثنا علي بن عبد الله السريجي قال: حدثنا أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة قال: كان شريح يقول للشاهدين إذا جلسا يشهدان: إني لم أدعكما ولا إن قمتما منعتكما وإنما أقضى بكما وأنا متق بكما فاتقيا.
((قضية في هرة وجراء))
حدثني علي بن عبد الله السريجي؛ قال: حدثني أبي عن أبيه
392

معاوية عن ميسرة عن شريح قال: لما ولاني عمر توجهت إلى الكوفة فاستقبلني القاضي الذي كان قبلي بالقادسية فقلت له: ما عندك؟ فقال: أنا جالس منذ شهرين ما تقدم إلى أحد قال شريح: فجئت فجلست فأول من تقدم إلى امرأتان تختصمان في هرة وجراء فسألتهما بينة فلم تكن فقلت لصاحبة الهرة سيبي الهرة على الجراء فإن هي قرت ودرت واستقرت فالجراء أجراءها وإن هي هرت وفرت واقشعرت فليس الجراء أجراها فسيبنها عليه فقرت ودرت فقضيت بها لصاحبة الجراء.
((حيلة شريح في قضية))
وتقدمت إلى امرأتان تختصمان في كبة فسألتها بينة فلم تكن فقلت للتي في يدها الكبة على أي شيء كببتها قالت: على جوزة وقلت للأخرى على أي شيء كببتيها قالت على لقيمة فأمرت الحائك فنشر وكانت على جوزة فقضيت بها لصاحبة الجوزة.
((البيع عن تراض))
حدثنا عبد الله بن محمد بن زيد الحنفي؛ قال: أخبرنا ابن المبارك؛ قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خليد عن محمول مولى عمار؛ قال: بعت برد بن واشترطت أن ينشر أحدهما فإن نشرهما كليهما وجب عليه البيع فنشرهما كليهما فخاصمته إلى شريح فقال شريح: إنما البيع عن تراض لك الرضى وليس له.
((قضية أخرى))
حدثنا الحنفي قال: حدثنا عبدان؛ قال: حدثنا عبد الله؛ قال: حدثنا حماد بن سلمة؛ قال: حدثني مطرف الخراز إن أباه سلف مولى
393

لهند بنت أسماء في طعام كثير فأخذ بعضه فربح فيه ربحا كبيرا؛ فقال لي: إنك قد ربحت على ربحا كثير فأقلني ما بقي وخذ رأس مالك ففعل فقال: الله أكبر ارتبت؛ فخاصمه إلى شريح؛ فقال شريح: إحسانك ومعروفه يفسد بيعه فأمضى ذلك وأجازه.
((البينة على الشرط))
حدثنا الحنفي؛ قال: حدثنا عبدان: قال: حدثنا عبد الله؛ قال: أخبرنا سفيان: عن عبد العزيز بن رفيع عن شريح بينتك على الشرط.
((قضية بيع بخيار عند شريح))
حدثنا الحنفي قال: أخبرنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله؛ قال: أخبرنا شريك عن عبد العزيز بن رفيع قال: بعث قدامة بن جعدة جارية لي شيباء فقلت أنا عليك فيها بالخيار خمسة عشر إن نقشت وقال: نعم فلما أتيت أهلي قيل لي: إنه لا يقضيك في حق قلت: فإني قد رجعت فيها فجاءني رسوله؛ فقال: قال لك قدامة: أرسل بالجارية إن لم تكن نفشت فيها فأخبرتها فساقني رسوله إلى شريح وقدامة في السجن فقصصت عليه قصتي فقال: قد أقررت بالبيع فبعتك على أنه جعل لك الخيار قلت رسوله الذي أرسله إليك يشهد؛ فقال: أتشهد؟ قال: لا فقال: ادفع إلى الرجل بيعه قلت إنه لا يقضيني الثمن قال: حقك حيث وضعته قلت: خذ لي كفيلا منه إلى أجل قال: لا حقك حيث وضعته؛ قلت: والله لا أعطيه أحدا وإن قضيت علي فقال لجلوازه: اذهب بهذا إلى قدامة إلى السجن فاستحلفه بالله إنه لم يجعل هذا بالخيار فإن حلف فاجعله معه في السجن أو ادفع إليه الجارية فذهب إليه
394

فحلف فدفعت إليه الجارية.
((شهادة مقطوع في السرقة))
حدثني أحمد بن علي قال: حدثنا أبو الطاهر قال: حدثنا أبو وهب عن عبد الله بن زيد ومحمد بن عمرو عن شريح أنه أجاز شهادة أقطع اليد والرجل من سرقة فسأل عنه
فأثنى عليه خيرا فقال له: أتجيز وأنا أقطع؟ قال: نعم وأراك لهذا أهلا.
((متاع المرأة))
أخبرني عمرو بن بشر قال: حدثنا الحسن بن عيسى؛ قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك؛ قال: أخبرنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد؛ قال: حدثني رجل أدرك شريحا قضى في المرأة إذا مات عنها زوجها فقال: لها ما أغلقت عليه بابها إلا سلاح الرجل ومتاعه.
وكان ابن أبي ليلى يجعل الدار والخدم للرجل.
وقال سفيان: وأعجب إلينا أن يكون نصفين.
((من استقضى بعد شريح))
قال أبو بكر اختلف الناس فيمن ولى قضاء الكوفة بعد شريح؛ فقال علي بن محمد المدائني: استقضى علي بن أبي طالب عليه السلام على الكوفة محمد بن يزيد بن خليدة الشيباني فاشترى رجل عبدا من أرض العدو فأخذه رجل وقال: عبدي وأنا آخذه بالقيمة وخاصمه إلى محمد بن يزيد فلم ير له حقا وقال شريح: المسلم يرد على المسلم بالقيمة فعزل على محمدا ورد شريحا على القضاء.
((قضاء ابن خليدة))
وأخبرنا إسماعيل ابن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سليم أن جارية أسلمت
395

فاشتراها رجل من المسلمين فخاصمه صاحبها إلى شريح فقال: المسلم أحق من يرد على أخيه قال: إنها قد ولدت قال أعتقها قضاء الأمير وإن كان كذا وكذا وإن كان كذا وكذا فقال رجل لهذا أعلم بعويص القضاء من ابن خليدة بكذا قال: رجل كان ربما قضى بالكوفة.
قال أبو بكر وزيد بن خليدة من أصحاب بن مسعود.
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: سألت يحيى بن محمد بن مطيع ابن طالب بن زيد بن خليدة عن كنية زيد بن خليدة فقال أبو الحماس ومات وخلف ألف عبد.
((الأزواج))
وأخبرنا محمد بن شاذان قال: حدثنا معلى بن منصور قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن إسرائيل عن أبي حصين عن محمد بن زيد بن خليدة قال: كتبت بنت أبي الدرداء فكتبت إليها والله ما كنت أبالي إذا كنت مؤمنا أسود كان أم أحمر في التزويج.
((قضاء الكوفة))
وقال أبو حيان الرشادي؛ عن الهيثم بن علي قال: لما قدم علي عليه السلام الكوفة ولى سعيد بن نمران الهمذاني ثم عزله وولى مكانه عبيدة السلماني ثم عزله وولى شريحا.
أخبرني محمد بن شاذان الجوهري؛ قال: حدثنا معلى بن منصور؛ قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن إسرائيل عن أبي حصين عن محمد ابن زيد بن خليدة؛ قال: كتبت بنت أبي الدرداء فكتبت إليها والله ما أبالي إذا كان مؤمنا أسود كان أو أحمر يعنى في التزويج.
396

((قضاء شريح وعزله))
ورأيت في كتاب محمد بن سعد كاتب الواقدي عن الهيثم بن عدي عن ابن عباس عن الشعبي أن شريحا استقضى بعد أبي قرة الكندي فقضى سبعا وخمسين سنة إلا أن زيادا أخرجه إلى البصرة واستقضى مسروق بن الأجدع سنة ثم قدم شريح فأعاده حتى أدركه فلم يقض في الفتنة وفي زمن بن الزبير قعد في بيته فاستقضى ابن الزبير سعيد ابن نمران الهمذاني فقضى ثلاث سنين ثم استقضى عبد الله بن عتبة ابن مسعود فلما قتل ابن الزبير أعيد شريح على القضاء وقال أبو حسان لما ولى على الكوفة عبد الله بن مطيع من قبل ابن الزبير أقر شريحا فلما غلب المختار أقره؛ فقال الشيعة: هذا عثماني شهد علي حجر فعزله وولى مكانه عبد الله بن مالك الطائي.
ثم قدم عبد الملك الكوفة فولى شريحا ويقال بل ولى بشر بن مروان فولى بشر شريحا.
وقال أبو هشام الرفاعي لما جلس شريح عن القضاء أيام ابن الزبير ولى ابن الزبير عبد الله بن زيد الحطمى فاستقضى سعيد بن نمران الناعطى وكان كاتب علي بن أبي طالب ثم ولى عبد الله بن مطيع فعزله سعيد ابن نمران واستقضى عبد الله بن عتبة فلما قدم عبد الملك النخيلة سنة اثنين وسبعين؛ قال: ما فعل شريح العراقي؟ قيل حي قال: على به؛ فجاءه فقال: ما منعك من القضاء فقال: ما كنت لأقضي بين اثنين في فتنة؛ قال: وفقك الله عد إلى قضائك فقد أمرنا لك بعشرة آلاف
397

درهم وثلاثمائة جريب فأخذها بالفلوجة وقضى إلى سنة ثمان وسبعين.
((وفاة شريح))
ويقال: إن شريحا توفي سنة ثمان وسبعين وهو ابن مائة وثمان سنين.
((وفاة مسروق))
فأما مسروق بن الأجدع فإنه توفي في سنة ثلاث وستين فيما ذكر أبو نعيم وقد قيل إن شريحا كان يستخلفه على قضاء الكوفة إذا خرج مع زياد إلى البصرة.
((مسروق لا يأخذ رزقا على القضاء))
حدثنا أبو بكر الرمادي؛ قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن قمير امرأة مسروق؛ قالت: كان مسروق لا يأخذ على القضاء رزقا.
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا يعلى بن عبيد عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان مسروق لا يأخذ على القضاء أجرة.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثنا أبو صالح الحكم ابن موسى؛ قال: حدثنا ابن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن الميسر عن أبيه وعن أشياخه قال كان مسروق لا يأخذ على القضاء أجرا.
((كلمة مسروق))
حدثنا أحمد بن موسى الخمار؛ قال: حدثنا حسن بن الربيع قال: حدثنا ربيع قال: حدثنا حماد بن زيد عن محارب عن الشعبي أن مسروقا قال لأن أقضي يوما فأقول فيه الحق أحب إلي من أن أرابط سنة في سبيل الله.
398

((عبيدة السلماني))
((اقضوا كما كنتم تقضون))
وأما عبيدة السلماني فإن محمد بن حمزة بن زياد الطوسي حدثني؛ قال؛ حدثنا شعبة عن أيوب عن محمد بن سليمان عن عبيدة السلماني قال: قال علي: اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف حتى يكون للناس جماعة إني أموت كما مات أصحابي فكان ابن سيرين يرى عامة ما يروون عن أبي بكر.
حدثني جعفر بن محمد قال: حدثنا قتيبة بن سعيد؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن عبيدة قال: أرسل على إلى وإلى شريح اقضوا كما كنتم تقضون فإني أبغض الاختلاف.
((أمهات الأولاد))
وحدثني أبو بكر الأعشى حفص بن عمر قال: حدثنا سيف عبيد الله الجرمي؛ قال: حدثنا سرار بن محسن عن أيوب عن محمد عن عبيدة قال: قال علي: اقضوا في الفتنة كما كنتم تقضون في الجماعة حتى يكون الأمر لي أو علي.
وأخبر أبو صالح زاج قال: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي عن أبي عوانة؛ قال: حدثني المغيرة عن الشعبي عن عبيدة؛ قال: سمعت عليا عليه السلام يخطب؛ فقال: إن عمر شاورني في أمهات الأولاد فاجتمع رأيي ورأيه على أن يعتقن فقضى عمر بذلك ثم ولى عثمان فقضى بذلك حياته ثم وليت فرأيت أن أرقهن فقال له عبيدة
399

رأي عدلين في الفرقة.
((عبيدة الفتيا))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا محمد بن حسان السهلى؛ قال: حدثنا هشيم عن منصور بن زادان عن ابن سيرين قال: كنت أجالس شريحا فربما أرسل إلى عبيدة يسأله فقلت: من عبيدة هذا؟ قالوا هذا رجل من بني سلمان من أجرأ الناس على الفتيا فأتيته فإذا هو أجبن الناس عما لا يعلم.
((لا هدية للميت))
حدثنا جعفر بن محمد؛ قال: حدثنا مزاحم بن سعيد؛ قال: أخبرنا ابن المبارك عن الفضل عن أبي جرير عن الشعبي أن شريحا أتى في هذا فأرسل إلى عبيدة يسأله عن رجل أهدى إلى رجل وقد مات فقال: إن كان هذا يوم أهدى له حيا فهو له وإلا فإن الميت لا يهدى إليه ترد إلى المهدى.
((عبيدة لم ير الرسول))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان عن أيوب صاحب البصري قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد عن عبيدة أنه صلى قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ولكنه لم ير النبي عليه السلام.
((القضايا في الجد))
حدثنا علي بن عبد العزيز الوراق؛ قال حدثنا أبو نعيم؛ قال: حدثنا سعيد أخو ابن حرة؛ قال: حدثنا محمد بن سيرين عن عبيدة؛ قال: يعنى ابن أروى عن عمر مائة قضية في الجد.
400

قال كان عبيدة عريف قومه.
((شريح وعبيدة))
وأخبرني جعفر بن حسن قال: حدثنا عثمان بن محمد قال: حدثنا ابن إدريس عن عمه عن الشعبي قال: قال لي: ألا أخبرك عن القوم كأنك شاهدتهم؟ كان شريح أعلم بالقضاء وكان عبيدة يوازى شريحا في الفضاء
((عبيدة وصلح))
حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا محمد بن محبوب قال حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال حدثنا عاصم الأحول عن محمد بن سيرين أن قوما أتوا عبيدة يختصمون إليه ليصلح بينهم فقال لا حتى تومروني كأنه يرى للأمير شيئا ليس للقاضي ولا غيره.
قال أبو بكر: وهو أبو عبيدة بن قيس وقالوا عبيدة بن عمر وقالوا عبيدة بن قيس بن عمر ويكنى أبا مسلم ويقال أبو عمرو.
أخبرت عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن أبي زيد المرادي عن عبيدة لما حضره الموت دعا بكتب له فيها علم فأتى بها فغسله بالماء.
((المختار يصلي على عبيدة))
قال إسحاق أبو زيد المرادي هو النعمان بن قيس أخبرت عن أبي داود عن شعبة عن أبي حسين قال أوصى عبيدة أن يصلى عليه المختار فبادر فصلى عليه.
أخبرت عن ابن علية عن ابن عوف عن ابن سيرين قال: لما ذكر عبيدة السلماني بهذا الرأي استدركت الحديث عنده حتى أتيت على ذكر زيد الناشي فقال: عبيدة كان في باحة الكون ولم يكن بخير الناس ولا شرهم ولا يبعثه الله إلا مع الناس يوم القيامة.
((صلاة عبيدة خلف زياد))
وحدثه إبراهيم بن إسحاق بن صالح قال: حدثنا ابن الوليد قال:
401

حدثنا محمد بن طلحة عن الهجيج بن قيس قال: صلى زياد وخلفه عبيدة فلما سلم قال: لا إله إلا الله رفع صوته فقال عبيدة: ما له لعنه الله نعارا بالبدع
وحدث به معاوية بن عمرو عن زائدة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري أن مصعبا فعل ذلك فقال عبيدة: ماله قاتله الله إنه لنعار بالبدع.
((عبيدة لا يموت))
أخبرنا إسماعيل قال: حدثنا عارم قال: حدثنا حماد عن ابن عون عن محمد قال: قلت لعبيدة: أكتب ما أسمع منك؟ قال: لا قلت: فإن وجدت كتابا اقرأه عليك؟ قال: لا.
((عبيدة يفتي في ميراث))
أخبرت عن أبي الوليد عن زهير عن أبي إسحاق قال: دخلت على شريح وعنده عامر وإبراهيم بن عبد الله فسألته عن فريضة امرأة منا تركت زوجها وابنها وأخاها لأمها وجدها فقال: هل من أخت؟ قال: لا قال: للبعل الشطر وللأم الثلث فجهدت أن يجيبني فلم يجبني إلا بذلك.
فقال إبراهيم وعبد الرحمن وعامر: فما جاء أحد بفريضة أغفل من فريضة جئت بها قال أبو إسحاق: فأتيت عبيدة وكان يقال ليس بالكوفة أحد أعلم بفريضة من عبيدة والحارث وكان عبيدة يجلس في المسجد فإذا وردت على شريح فريضة فبها جد دفعهم إلى عبيدة ففرض فيها فسألته عنها؛ فقال: إن شئتم أنبأتكم بفريضة عبد الله بن مسعود في هذه وأنا شاهد جعل للزوج النصف ستة أسهم وللأم ثلث ما بقي من رأس المال وللأخ سهم وللجد سهم قال أبو إسحاق: الجد أبو الأب.
((عبد الله بن عتبة بن مسعود))
((الرسول يدعو لعبد الله ابن عتبة))
فأما عبد الله بن عتبة بن مسعود فإن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي
402

أخبرني أن حمزة وفضلا ابني عون بن عبد الله بن عون بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود حدثاه؛ قالا: حدثتنا (حديث) أم عبد الله بنت حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن جدتها وكانت أم ولد قالت: قلت لسيدي عبد الله بن عتبة: أي شيء تذكر من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر أني غلام خماسي أو سداسي أجلسني النبي عليه السلام في حجره ومسح على وجهي ودعا لي ولذريتي بالبركة.
أخبرنيه إبراهيم بن أبي عثمان؛ قال: حدثني أبو يعلى حمزة بن عون؛ قال سمعت جدتي أم أبي واسمها عبيدة وتكنى أم عبد الله وهي بنت حمزة بن عبد الله بن عتبة تذكر عن أمها عن جدها عبد الله بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقعده في حجره ومسح على رأسه.
وكذا حدث به موسى بن عون المسعودي قال: عن أبيها عن جدها عبد الله بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقعده في حجره ومسح على رأسه وكذا حدث به موسى بن عون المسعودي قال عن أبيها عن جدها بلغني عن ابن أخي رشد بن عبد.
((الأمة وابنتها يجمع بينهما))
وحدثني محمد بن عبد الرحمن الصيرفي؛ قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عيينة عن عمه عن أبيه أن عمر سئل عن الأمة وابنتها يجمعهما رجل فقال: ما أحب أن أشرك فيهما.
قال الزهري: قال عبيد الله: قال: إني كنت أحب أن يكون من عمر في هذا أشد منه.
403

وأخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا سعيد بن داود قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثنا أبو حصين قال: كتب يعني ابن الزبير إلى عبد الله بن عتبة أن الأسود بن زيد شهد عندي أن معاذا أعطى المال الكلالة فاقض به.
((ميراث الكلالة))
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: أخبرني أبي عن بكر بن عياش عن أبي حصين قال: كنت عند عبد الله بن عتبة فأتاه رجلان يختصمان في لآلىء في يد أحدهما وأقام كل واحد منهما البينة أنها له فقال عبد الله: هي للمتملك يعني المالك الأول.
((نفقة الرضاع))
وقرأ علينا إسماعيل بن إسحاق القاضي حديث حماد بن زيد عن سليمان بن حرب عن حماد عن أيوب عن محمد قال: أتى عبد الله ابن عتبة في رضاع صبي فقضاه في
مال الغلام وقال: لو لم يكن له مال لألزمنك ألا ترى (وعلى الوارث مثل ذلك))
(ميراث من اشتبه في تاريخ وفاتهم))
وعن محمد شهدت عبد الله بن عتبة فأتاه قوم يختصمون فجعلوا يقصون عليه ولا يفهم فانطلق رجل يكتب فكتب فكهة بنت سمعان المتوفاة فلان بن فلان بن سمعان أخوها لأبيها وفلان بن فلان بن سمعان أخوها لأمها وأبيها فلما قرأه فهم فقال: حدثني الضحاك بن قيس قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب زمن طاعون عمواس وكانت القبيلة تموت حتى يرثها أحدهم في النسب إذا كان من قبل الأب سواء بينوا فبنو الأب أحق وأيهم كان أقرب في باب الحق.
404

((الأجير ضامن))
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قال: حدثنا سفيان عن منصور عن خالد عن عبد الله بن عتبة؛ قال: الأجير ضامن لما استودع مضمون له أجره.
((الجد أب))
حدثنا الرمادي قال حدثنا يزيد بن أبي حكيم؛ قال: حدثنا سفيان عن فرات الفراق عن سعيد بن جبير قال: كتب ابن الزبير إلى عبد الله بن عتبة أن أبا بكر جعل الجد أبا.
((أبو بكر))
أخبرني الحارث قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا الحسن ابن فرات الفراق قال: حدثني أبي عن سعيد بن جبير؛ قال: قرأت كتاب ابن الزبير إلى عبد الله بن عتبة أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت متخذا خليلا عند ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي في الغار.
((وصية الصغير))
حدثنا الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن هشام عن ابن سيرين عن عبد الله بن عتبة أنه أتى في جارية صغيرة أوصت فجعلوا يصغرونها فقال: من أصاب الحق أجزناه.
((المراة ترضع ابنها من زوج آخر برضاء الزوج))
وحدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن سليمان الشيباني عن ابن عتبة بن مسعود وهو قاضي الكوفة أن امرأة تزوجت ولها ابن فأرادوا أن ترضعه فمنعها زوجها أن ترضعه فرأى عبد الله بن عتبة ألا ترضعه إلا إن شاء زوجها وقضى بذلك للزوج.
حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا غسان بن عبيد عن سفيان عن أبي الزعراء عن عبد الله بن عتبة أن قوما غرقوا جميعا فورث بعضهم من بعض.
((عشر الأموال أهل الذمة))
أخبرني محمد بن عبد الله المسروقي قال: حدثني عبيد بن يعيش قال:
405

حدثنا يحيى ابن آدم؛ قال حدثنا ابن مبارك عن معمر؛ عن الزهري عن السائب عن ابن يزيد قال: كنت أعشر مع عبد الله بن عتبة زمن عمر فكان يأخذ من أهل الذمة أنصاف عشور أموالهم.
((شر النكاح والبيع))
حدثنا محمد بن شاذان الجوهري؛ قال: حدثنا معلى بن منصور قال: حدثنا ابن مهدي قال: حدثنا سفيان عن زياد بن وقاص قال: سمعت عبد الله بن عتبة يقول: شر النكاح نكاح السر وشر البيع بيع السر.
وعن محمد قال: رفع إلى عبد الله بن عتبة رجل حكم بين اثنين فتكلم أحدهما فقال: نرد حكمك وأنت أسعد بذلك.
وقال رفع إلى عبد الله بن عتبة وصية غلام حقروه وصغروه؛ فقال من أصاب الحق أجزناه.
((ابن عتبة والقضاء))
وعن محمد قال: كنا عند عبد الله بن عتبة وبين يديه كانون وعليه جمر؛ فجاء رجل يساره فقال له عبد الله: إن لي إليك حاجة؛ قال: ما هي؟ قال: تضع أصبعك في هذا الجمر فقال: سبحان الله! قال: تبخل علي بأصبع من أصابعك في دار الدنيا وتسألني جثماني كله في نار جهنم؟ فظننا أنه كلمه في شيء من أمر الحكم.
((عبد الرحمن بن أبي ليلى))
وقد قيل إن عبد الرحمن بن أبي ليلى استقضاه الحجاج لما قدم من الكوفة قبل أبي بردة (بن أبي بردة) بن أبي موسى.
406

أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن رجاء بن سلمة عن أبيه عن قيس عن أبي حصين قال: لما قدم الحجاج الكوفة وولى عبد الرحمن ابن أبي ليلى القضاء قال له حوشب بن يزيد بن زريق: إن أردت أن ترى أبا تراب فول هذا؛ فعزله.
((سعيد بن جبير يجلس مع ابن أبي ليلى))
حدثنيه أبو قلابة؛ قال: حدثني رجاء بن سلمة؛ قال: حدثنا أبي عن قيس بن الربيع عن أبي حصين قال: لما قدم الحجاج العراق استعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء ثم عزله واستعمل أبا بردة بن أبي موسى وأقعد معه سعيد بن جبير قال أبو بكر: وآل عبد الرحمن بن أبي ليلى ينسبون إلى أحيحة بن الجلاح ويكنى عبد الرحمن
بن عيسى.
((ابن أبي ليلى يقتل مع ابن الأشعث))
أخبرني أحمد بن زهير قال: حدثنا سليمان بن زياد الثقفي عن أخيه يحيى بن زياد قال: قرأت في ديوان الحجاج فيمن قتل مع ابن الأشعث
407

عبد الرحمن بن أبي ليلى مولى الأنصار.
((أبو بردة بن أبي موسى))
حدثني أحمد بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيح قال: ولى الحجاج أبا بردة بن أبي موسى عامر بن عبد الله بن قيس.
((شريح يستعفى الحجاج من القضاء))
حدثني عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح قال: حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح؛ قال: أتاه رجل فقال أيها القاضي كبرت سنك ورق عظمك وقل فهمك وارتشى ابنك فدخل على الحجاج فقال: أيها الأمير اعفني قال: لم؟ قال كبرت سني ورق عظمي وارتشى ابني فعزله وولى أبا بردة بن أبي موسى وأقعد معه سعيد بن جبير.
أخبرت عن أبي بكر بن أبي الأسود عن الهيثم بن عدي عن أبي بردة قال: اسم أبي بردة بن عبد الله بن قيس: عامر بن عبد الله بن قيس قتل يوم اليمامة وسمى أبو بردة بن أبي موسى عامرا باسم عمه.
فزعم المدائني أن الحجاج قال: لأدعون رجلا لا يعرفه الناس ابن عامر ابن عبد الله فقام أبو بردة بن أبي موسى وإنما كناه أبوه أبا بردة لأن الفرق كساه بردين فلما رآه أبوه قال: أنت أبو بردة وكان أبو موسى استرضع له في بني نعم في آل الفرق.
حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال سمعت أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين؛ يقولان: اسم أبي بردة بن أبي موسى: عامر.
408

((ابن أبي بردة يفاخر))
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن أحمد بن معاوية قال: كان عمر بن السائب بن الأقرع الثقفي وأبو بردة بن أبي موسى في الحمام فتفاخروا فلطمه عمر فأمر غلامه فشجه فتنافر قيس واليماني ثم اصطلحوا فقال عتيبة الأسدي:
* لا يضرب الله اليمين التي لها
* بوجهك يا بن الأشعري ندوب
*
* تناولها من قيس عيلان ماجد
* طويل نجاد السيف غير هيوب
*
* فما أنا من حداث أمك في الضحى
* ولا من يزكيها بظهر مغيب
*
* وأنت امرؤ في الأشعرين مقاتل
* وفي البيت والبطحاء أنت غريب
*
((معاوية وأبو بردة))
وأخبرني محمد بن خلف أبو بكر الحداد؛ قال: حدثنا هيثم بن عدي؛ قال: حدثنا عبد الله بن عباس المشرف والهمذاني عن أبيه؛ قال: دخل أبو بردة بن أبي موسى إلى معاوية؛ فقال: إن عتيبة الأسدي آذاني وهجاني وطردني كل مطرد؛ فقال له معاوية: ماذا قال؟ قال: تنحى عن البطحاء لست من أهلها
((من هاجر إلى أرض فهو منها))
فقال صدق؛ أنت رجل من أهل اليمن مالك وللبطحاء؟ قال إن أبي هاجر إلى البطحاء ومن هاجر إلى أرض فهو منها قال: ما أعلم عليه في هذا شيئا هل قال غير هذا شيئا؟ قال: نعم قال:
* وما أنا من حداث أمك في الضحى
* ولا من يزكيها بظهر مغيب
*
قال وما عليه ألا يزكيها؛ فإنك تصيب غيره؛ هل قال غير هذا؟ قال: لا أفيذهب سفري خائبا؛ قال معاوية: فما قال لي أسد؟ قال:
409

وما قال لك؟ قال:
* معاوى إننا بشر فأسجح
* فلسنا بالجبال ولا الحديد
*
* أخذتم أرضنا فجردتموها
* فهل من قائم أو من حصيد
*
* فهبها أمة ذهبت ضياعا
* يزيد أميرها وأبو يزيد
*
قال فكما صنعت به قال: هل لك أن نرفع أيدينا فندعو عليه؟ قال لو أردت هذا دعوت عليه في بيتي ولم أرحل إليك مسيرة شهرين:
((من كان على بيت المال))
أخبرت عن يعقوب الحضرمي عن أبي عوانة عن مهاجر؛ قال كان أبو وائل وأبو بردة على بيت المال
وقال أبو نعيم مات أبو بردة سنة أربع ومائة.
فذكر العباس بن محمد السامعانى عن علي بن الصباح عن هشام ابن الكلى قال سمعت غير واحد قال: قاسم الأفسر الأسدي امرأته إلى أبي بردة فقضى لها فقال:
* قل لأبي موسى على نأي داره
* رميت أبا موسى بداهية الدهر
*
* رميت بعضو من لؤي بن غالب
* ففعلك في تيار ذي حدث غمر
*
* أليس عجيبا لم ير الناس مثله
* أخو أشعر يدعى ليحكم في الأمر
*
* وهل كنت إلا فقع وفاع بقرقر
* حليف رباع لا يريش ولا يبرى
*
* فأصبحت قياد الجيوش كأنما
* يرى بك فينا حاجبا أو بني بدر
*
((قضية في متاع الزوجة))
أخبرني أبو إبراهيم الزهري قال حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال حدثنا النعمان بن بشير قال: خاصمت إياسا إلى أبي بردة
410

وكانت امرأة توفى عنها زوجها وترك متاعا كثيرا في البيت قال: وكان أبو بردة قال: ما كان في بيتها وعلى عقدها فهو لها قلت: أصلحك الله إن صاحبتنا كانت تتحرج من الكثير وأنه جعل جل ماله في المتاع والآنية وهذا المقر فقال أبو بردة: ما أقامت عليه البينة أنه جعله لها فهو لها وما سوى ذلك ميراث.
((مصحف أبي بردة))
حدثنا علي بن حرب الموصلي الطائي؛ قال: حدثنا أبو معاوية عن يزيد بن مردابنه قال رأيت أبا بردة على دابة في رحاله عليها قطيفة ومعه المصحف لا يكاد يفارقه.
((سعيد بن جبير يكنى أبا عبد الله))
((شهادة ابن عمر لسعيد بن جبير))
كذا أخبرني أحمد بن زهير عن موسى بن إسماعيل عن ربيعة ابن كلثوم عن أبيه: قال: قلت لسعيد بن جبير يا أبا عبد الله.
وحدثني أحمد أيضا؛ قال: أخبرنا ابن الأصفهاني قال: حدثنا يحيى ابن يمان قال: حدثنا علي بن أسلم المنقري عن سعيد بن جبير أن ابن عمر سئل عن فريضة فقال: سلوا سعيد بن جبير فإنه أعلم مني.
((الحجاج وسعيد ابن جبير))
حدثني أبو البختري العنبري قال: حدثنا حسين الجعفي عن عبد الملك ابن أبجر؛ قال: دخل سعيد بن جبير على الحجاج فقال: أنت شقي ابن كسير؛ فقال: أنا سعيد بن جبير؛ قال: إني قاتلك؛ قال: قد أصابت أمي إذا اسمى.
411

حدثني أحمد بن أبي خيثمة؛ قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ؛ قال: حدثني سليمان بن زياد عن أخيه يحيى بن زياد؛ قال: قدم سعيد بن جبير في شعبان فقتله ومات الحجاج في شهر رمضان يعنى سنة خمس وستين.
حدثني ابن أبي خيثمة قال: حدثني أبي قال: حدثنا حرب عن واصل بن سليم عن عبد الله بن سعيد بن جبير قال: قتل سعيد بن جبير وهو ابن تسع وأربعين.
حدثني عبد الله بن أحمد عن هيثم بن خارجة عن جرير عن واصل عن عبد الملك بن سعيد مثله.
وقال: مات أبو بردة في سنة أربع ومئة.
((الأشدان))
وقال ابن عيينة قال عمر بن عبد العزيز لأبي بردة: كم أني لك؟ قال: أشدان يعني أربعين وأربعين.
وحدثني أحمد بن زهير؛ قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يقال إن أبا بردة مات سنة ثلاث ومئة.
((أبو بردة يقضي في داره))
حدثني عباس الدوري؛ قال: حدثني أبو يحيى الحماني قال: حدثنا يزيد أن أبا بردة كان يقضي في داره.
وقد اختلف في القاضي بعد أبي بردة؛ فأخبرني أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي شيح؛ قال: ثم عزله الحجاج واستعمل أبا بكر بن أبي موسى
412

وكذا أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن أبي داود عن سليمان ابن معاذ عن أبي إسحاق أن الحجاج عزل أبا بردة وجعل أخاه مكانه.
وحدثني أحمد بن زهير قال: حدثني الأخنسى قال حدثنا عبد السلام ابن حرب؛ قال: حدثنا عطاء بن السائب قال: أتيت الشعبي فسألته عن شيء فقال ائت أبا بكر بن أبي موسى وهو يومئذ قاض.
((عامر بن شراحيل الشعبي))
أخبرني أحمد بن زهير بن حرب قال: حدثنا أبي؛ قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: استقضى عامر الشعبي في إمارة عمر بن عبد العزيز فشكى.
وأخبرني أحمد بن سليمان بن شيح قال: ثم استقضى عمر بن عبد العزيز عامر الشعبي وقد ذكر المدائني عن إسماعيل بن مجالد عن أبيه أن الحجاج جعل الشعبي مكان أبي بردة وقال أبو حسان عن عبد العزيز بن أبان مثل ذلك.
وقال ابن سعيد عن الهيثم بن عدي أن أبا بردة قضى ثلاث سنين ثم استعفى الحجاج فأعفاه واستعمل أبا بكر بن أبي موسى فلم يزل قاضيا حتى ولى عمر بن عبد العزيز.
((الحجاج يستعفى الشعبي))
قال الهيثم فحدثني عبد الله بن عباس قال استقضى عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب عامرا الشعبي فأمر عمر بن عبد العزيز فقضى سنة ثم استعفاه فأعفى.
413

وأخبرني عبد الله بن عمر بن أبي سعد قال: حدثنا إسحاق بن منذر قال: حدثنا هارون بن أبي الطيب عن رجل قال أرسل الحجاج ابن يوسف إلى الشعبي يستقضيه فجعل الريش في لحيته ولعب بالشطرنج.
وقد ذكر أن ابن هبيرة ولاه القضاء فيما ذكره أبا معمر عن ابن عيينة عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: قال لي هبيرة حين ولاني القضاء أحب تقطن عندي قال: قلت بالنهار الفصل وبالليل السمر؛ أفردني لأحدهما.
حدثني محمد بن سهل الضرير المقرى قال: حدثنا علي بن الحسين بن سليمان أبو النعساء الحضرمي قال: حدثني الأشجعي عن مالك بن مغول عن أبي حصين قال: كنت عند الشعبي يعني في مجلس القضاء فجاءه خصمان فقال لي: قل فيما يقول هؤلاء؛ فقلت: لا أقول فأقبل يقضي بينهما؛ قال: ما أدري أصبت أم أخطأت؛ ولكن لم أكن لغير الله أرغب في غير هذا المجلس.
((الشعبي وسائل في المسجد))
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو سلمة؛ قال: حدثنا أبو عوانة عن طارق بن عبد الرحمن قال: جاء سائل من السؤال الذين يكونون في المسجد إلى عامر؛ وهو قاض؛ فقال: إنك ظلمتنى قال: بأي شيء؟ قال جلست في المجلس الذي كنت أجلس فيه قال: عامر هذا مجلس شريح الذي كان يقضي فيه فأنا أحق به.
((القضاة لا يستغنون عن العلماء في مجلس القضاء))
حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن أبي عمرو قال:
414

حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: كنت عند الشعبي فقضى بين اثنين فبصر به فرجع إلى قولي قال سفيان: كانت القضاة لا تستغني أن يجلس إليهم بعض العلماء يقومهم إذا أخطئوا.
((شهادة اليهودي على النصراني))
أخبرنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عيسى بن أبي عزة قال: شهدت الشعبي أجاز شهادة نصراني على يهودي أو يهودي على نصراني.
((الإقرار والبينة))
أخبرنا أحمد بن بديل قال: حدثنا أيوب بن هاني بن أيوب الجعفي قال: حدثنا أبي قال: كان لي غلام وكانت له امرأة حرة وكانت له بنت من غيره فادعى أولياء الجارية أن غلامي قطع أذن الجارية فقدموني إلى الشعبي فسأل الغلام؛ فأقر فقال لهم: بنتكم ولم ير إقرار الغلام شيئا.
((الحد في المسجد))
أخبرنا حفص بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن شبرمة قال: رأيت عامرا أقام على رجل الحد في المسجد.
((قذف النصراني للمسلم))
حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي؛ قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي قال: حدثنا سفيان عن طارق بن عبد الرحمن؛ أن الشعبي أتى بنصراني قذف مسلما وقذف المسلم النصراني فجلد النصراني للمسلم مائتين ولم يجلد المسلم للنصراني شيئا وقال فيك أعظم من ذلك الشرك.
((حلف النصارى))
((تزكية الشهود))
أخبرنا حمدان بن علي الوراق قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسحاق بن ميسرة بنو الغصين قال جاء مسلم بنصراني إلى الشعبي
415

فقال النصراني: أنا أحلف فقال الشعبي: اذهب فأدخله البيعة ثم أحلفه بما يحلف به أهل دينه فأخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن قال: حدثنا حسن بن صالح بن عيسى ابن أبي عزة قال: كان الشعبي يسأل الشاهد أن يجيء بمن يزكيه قال لم يزل ذلك بعد.
((الكتاب المختوم))
قال: وكان الشعبي يجيز الكتاب المختوم يأتيه من القاضي.
((استحلاف الرجل مع شاهديه))
حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا عمرو قال: حدثنا شريك عن مالك بن مغول عن الشعبي أنه قال يستحلف الرجل مع شاهديه.
((نفقة الناشز))
حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحارثي قال: حدثنا عبد الله بن داود عن سفيان عن موسى الجهني عن الشعبي قال: ليس لعاصية نفقة.
((الشعبي والبارقى))
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي؛ قال: حدثنا أبي قال: حدثني أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب قال: حدثنا شعيب قال: اختصم البارقي وامرأة إلى الشعبي فقضى على البارقي وأنشأ يقول:
* بنت عيسى بن جواد
* ظلم الخصم لديها
*
* فتن الشعبي لما
* رفع الطرف إليها
*
* فتنته بحديث
* وبياض معصميها
*
* فقضى جورا على الخصم ولم يقض عليها
*
حدثني أبو بكر زكريا بن يحيى بن عاصم الكوفي قال: حدثنا عثمان
416

ابن محمد قال: حدثنا جرير عن القعقاع قال ابن عبدل في الشعبي:
* فتن الشعبي لما
* رفع الطرف إليها
*
* فتنته بقوام
* ويخطى حاجبيها
*
* وبنان كالمدارى
* وبحسن مقلتيها
*
* كيف لو أبصر منها
* نحرها أو ساعديها
*
* نصبا حتى تراه
* ساجدا بين يديها
*
* بنت عيسى بن جراد
* ظلم الخصم لديها
*
* فقضى جورا علينا
* ثم لم يقض عليها
*
* قال للجلواز قدمها
* وأحضر شاهديها
*
قال: كانت امرأة بالسواد لها ديون على قوم بالسواد فخافت أن يكسروها عليها فاستغاثت بابن عبدل وقالت: إني امرأة ليس لي زوج وعرضت له بالتزويج فخرج معها فأقام في ديونها حتى قضاها وانحدرت إلى أهلها فكتبت إليه بهذين البيتين:
417

* سيخطيك الذي حاولت مني
* فقطع حبل وصلك من حبالي
*
* كما أخطأك معروف ابن بشر
* وكنت بعيد ذلك رأس مالي
*
((ابن عبدل))
قال: وكان ابن عبدل يدخل على ابن بشر فيقول ابن بشر: أخمسمائة أحب إليك اليوم أم ألف في قابل؟ فإذا كان قابل؛ قال: له ألف أحب إليك العام أم ألفان؟ فيقول: ألفان حتى مات بشر.
((عبد الملك ابن مروان))
أخبرني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن نصر بن وليد حدثنا علي بن طعان عن إسحاق بن عمر العائذي قال أني: الشعبي إلى قصر عبد الملك بن مروان فقرع الباب فقال الآذن: من هذا؟ فقال: الشعبي...... فقال:
* فتن الشعبي لما
* رفع الطرف إليها
* فقال الآذن: فتنته بقوام. قال الشعبي: وبخطى حاجبيها قال الآذن: كيف لو أبصر منها قال الشعبي: خصرها أو معصميها
418

قال الآذن: لصبا حتى تراه. قال الشعبي: ساجدا بين يديها قال الآذن: تلكم بنت جراد. قال الشعبي: ظلم الخصم لديها قال الآذن: قال للجلواز قدمها قال الشعبي: وأحضر شاهديها قال الآذن: فقضى جورا علينا قال الشعبي: ثم لم يقض عليها ثم ضحك الشعبي: حتى استلقى ثم قال: والله ما كان من هذا شيء قط.
((الشعبي وامرأة تنشد شعرا فيه))
حدثنا أبو بكر الرمادي ومحمد بن علي بن عربي قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة قال: حدثتني امرأة ابن عمرو الأصم قالت: مر الشعبي بامرأة وهي تقول فتن الشعبي لما فلما رأت الشعبي استحيت.
فقال الشعبي: لما رفع الطرف إليها.
وفتح لها البيت.
حدثنا الرمادي قال: حدثنا محمد بن حسان السمتى قال: حدثنا أبو تميلة عن عبد الحميد بن حميد قال: كانت بالكوفة امرأة يقال لها أسماء بنت جراد من أجمل النساء فخاصمت زوجها إلى الشعبي فقضى عليها فقال: هذا الشعر.
419

((أناس يغتابون الشعبي))
حدثني أبو البختري العنبري قال: حدثنا حصين بن علي الجنفي عن عبد الملك بن أبجر قال: انتهى الشعبي إلى مفرق طريقين عليهما رجلان يغتابانه ويقعان فيه فأنشأ يقول:
* هنيئا مريئا غير داء مخامر
* لعزة من أعراضنا ما استحلت))
حدثنا أبو العباس بن محمد الدوري حدثنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن عمرو بن سعيد قال: كنت مع الشعبي بواسط قال لي: يا أصلع قال: قلت وما أقول؟ قال: قل كما قال كثير عزة:
((هنيئا مريئا غير داء مخامر
* لعزة من أعراضنا ما استحلت
*
((الشعبي والشعر))
حدثني عبد الله بن عمرو بن سعد قال: حدثنا محمد بن حسان السمتى قال: حدثنا سفيان عن الحارث بن نوفل؛ قال: سئل الشعبي عن عين لطمت فشرقت واغرورقت فقال:
* لها أمرها حتى إذا ما تبوأت
* بأخفافها مأوى تبوأ مضجعا
*
حدثني محمد بن بكر بن خالد قال: حدثنا محمد بن صالح قال: حدثنا عون بن كهمس قال: حدثنا صالح بن مسلم العجلي عن الشعبي؛ قال: ما أنا بشيء من العلم أقل رواية مني للشعر؛ ولو شئت أن أنشد شهرا كل يوم لا أعيد قصيدة لفعلت.
((ذاكرة الشعبي))
أخبرني الحسن بن جعفر الترجمى قال: حدثني يزيد بن مهران قال: حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء قط ولا حدثني رجل بحديث فأحببت أن يعيده على
420

((حلقة الشعبي))
حدثنا أبو بكر الخطمي قال: حدثنا سحاب بن الحارث قال: أخبرنا ابن مسهر عن أشعث عن ابن سيرين قال: قدمت الكوفة وللشعبى حلقة عظيمة وأصحاب رسول الله يومئذ كثير.
((الناس ثلاثة))
محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا عبد الرزاق قال سمعت ابن عيينة يقول: الناس ثلاثة: ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه.
((الشعبي وابن عمر))
حدثني محمد بن عبد الواحد الأزدي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمر؛ قال: مر ابن عمر علي الشعبي وهو يحدث بها بالمغازى فقال ابن عمر: لهذا أحفظ لها منى وقد شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
((الشعبي ينشد الشعر))
أخبرنا علي بن حرب قال: حدثنا ابن ريان أو غيره قال: قيل للأعمش لم لم تكبر عن الشعبي؟ قال: كان يحقرني وكنت آتية مع إبراهيم فيرحب به ثم يقول لي: أقعد قم أيها العبد ثم يقول:
* يرفع العبد فوق سيده
* ما دام فينا بأرضنا شرف
*
أخبرني علي بن عبد العزيز الوراق قال: حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن؛ قال: رأيت الشعبي ينشد الشعر في مسجد الكوفة عليه ملحفة حمراء وإزار أصفر.
((الشعبي يؤدب ولد عبد الملك))
أخبرني محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا طاهر بن أبي أحمد قال حدثنا معن قال: حدثني عمر بن سلام قال: دفع عبد الملك ولده
421

إلى الشعبي يؤدبهم.
أخبرني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن صالح؛ قال حدثنا أبو عبيدة الحداد عن سعد بن بويه الكاتب؛ قال سمعت الشعبي يقول:
* أنت الغنى كل الغنى
* لو كنت تصدق ما تقول
*
* لا خير في كذب الجوا
* د وحبذا صدق البخيل
*
حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن معن قال كان الشعبي إذا جلس ابتدر ما كذا وما كذا.
((الشعبي يسأل عن مسألة))
أخبرني محمد بن مهاجر بن موسى قال حدثنا شقير عن ابن عيينة عن ابن شبرمة قال: سئل الشعبي عن مسألة فقال: نحن في العيوق ولسنا في السوق وبادات وتر لا ينساق ولا ينقاد ولو سئل عنها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأعضلتهم.
((الشعبي وتوقفه في الإجابة))
حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثني أبو صالح زاج قال: سمعت أبا وهب محمد بن مزاحم يقول: قيل للشعبي أما تستحي من كثرة ما تسأل فتقول لا أدرى قال: أكثر ملائكة الله المقربين لم يستحيوا حيث سئلوا عما لا يعلمون أن قالوا: لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
((الشعبي والأثر))
حدثنا القاسم بن محمد بن عباد بن عبد المهلبي قال حدثنا عبد الله بن داود عن متجل عن ابن عوف قال: إن كنا نتذاكر الشيء ما نرى
422

أن فيه أثرا فيحدثنا الشعبي فيه بحديث.
حدثنا أحمد بن محمد بن سواد حسيس قال: حدثنا يزيد بن الحباب عن مالك بن مغول؛ قال سمعت الشعبي يقول: ليتني لم أكن علمت من هذا العلم شيئا.
((خلال القاضي الخمس))
حدثني أحمد بن عمر بن بكير بن ماهان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الهيثم عن ابن حباب قال: أخبرني الوليد بن سريع قال وجهني عبد الحميد بن عبد الرحمن إلى عمر بن عبد العزيز بتقدير ديوان أهل الكوفة؛ فقال: من قاضيكم اليوم؟ قلت: عامر الشعبي قال: أصاحب عبد العزيز بن مروان؟ قلت: نعم قال: إن القاضي ينبغي أن يكون فيه خلال خمس فإن نقصت واحدة كانت وصمة العلم بما قبله والحكم عند الخصم والتنزهة عند المطمع والاحتمال للأئمة ومشاورة ذوى العلم.
((عدل الشعبي))
حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا أبو بكر بن عياش؛ عن الأودي قال: عجل الشعبي على خصم فضربه سوطا ثم مشى إليه فقال اقتص
((الشهادة على الشهادة))
أخبرني عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية عن عمرو بن عبد الله قال: قلت للشعبي إني أشهد على الشهادة أوتى بالصك فاعرف الخاتم قال: لا تشهد إلا أن تذكر.
((بول الدابة))
أخبرنا أحمد بن الربيع قال: حدثنا القسم بن مالك المزنى قال:
423

أخبرنا ابن شبرمة؛ قال: مررت مع الشعبي ببول دابة فجعلت أتوقى فدفعني عليه.
((الشعبي يصف دواء لإبل جربى))
أخبرني أبو العيناء قال: حدثني بعض أهل العلم قال مر الشعبي بإبل قد أسرع فيها الجرب فقال يا فتيان: ألا ترون إبلكم هذه؟ قالوا: إن لنا عجوزا نتكل على دعائها؛ قال: أحب أن تضيفوا إلى دعائها شيئا من القطران.
((قصة للشعبي))
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن أبي زائدة قال: حدثني مجالد عن عامر الشعبي قال: وجدت غما بي يؤودني فشكوت ذلك إلى سعيد بن أبي زائدة قال: حدثني حيان بن الحر؛ قال: امش ما بينك وبين دير اللج؛ قال فمشيت إليها ثم أقبلت وقد عبيت فإذا شيخ من جهينة جالس في بعض أفنيتهم فجلست إليه؛ فطرحت نفسي فنظر إلى الشيخ فقال لي: أمعي أم عاجز؟ قلت: كلاهما قال مجالد: قال لي الشعبي: إن ما ترى من ضعفي أني زوحمت في الرحم وكان توءما.
424

((يضمن الحذاء))
حدثني الحسن بن جعفر الترجمي قال: حدثني نوفل قال حدثنا أحمد ابن بشير عن ابن شبرمة عن الشعبي في حذاء حذا نعلا فافسدها قال: يضمن.
((ترحم العلماء على الشعبي))
حدثني محمد بن الجهم النحوي قال: حدثنا جعفر بن عون قال: حدثنا عبد الله بن أشعب بن سوار عن أبيه قال: لما مات الشعبي انطلقت إلى البصرة فدخلت على الحسن فقال: يا أبا سعيد: مات الشعبي فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون والله إن كان لقديم السن كبير العلم وإن كان من الإسلام لبمكان ثم أتيت ابن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي فقال إنا لله وإنا إليه راجعون والله إن كان لقديم السن كثير العلم وإن كان من الإسلام لبمكان.
((ولادة الشعبي))
حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال: حدثنا سفيان عن السرى بن إسماعيل قال: سمعت الشعبي يقول: ولدت عام جلولاء.
أخبرني جعفر بن أحمد بن عمران قال: حدثنا حسين بن عمرو العنقزى قال: حدثني أبي عن إسماعيل بن أبي خالد؛ قال: كانت أم الشعبي من جلولاء من سبى عمر.
عباس الدوري عن يحيى بن أبي بكر عن ابن عيينة عن إسماعيل ابن أبي خالد عن الشعبي؛ قال: ولدت عام جلولاء.
أخبرني محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا منجاب قال: حدثنا علي بن مسهر عن عاصم قال: ولد الشعبي لأربع بقين من خلافة عمر
425

قال أبو نعيم: مات الشعبي في سنة أربع ومئة.
((موت الشعبي فجأة))
وحدثت عن هارون بن معروف عن هارون الفزاري؛ عن إسماعيل ابن أبي طالب قال: مر على الشعبي ذات يوم وهو راكب على إكاف ثم دخل بيته فمات فجأة.
((حلية الشعبي))
وقال ابن حميد عن أبي تميلة عن الحسن بن واقد قال: رأيت الشعبي في مسجد مريم شيخا أحمر الرأس واللحية عليه سيف محلى قدم على البريد بعث به ابن هبيرة إلى مسلم بن سعيد.
وأخبار الشعبي أكثر من أن يحاط بها وإنما كتبت طرفا منها.
حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عثمان بن زفر قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز التميمي عن أبي حيان التميمي قال: قال مزاحم ابن زفر للشعبي: يا أبا عمر.
حدثني ابن أبي خيثمة قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن العلاء بن هارون قال: ولى الشعبي القضاء فما قام له ولا قوى عليه.
((أدرك الشعبي))
حدثنا أحمد قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة عن منصور عن عبد الرحمن الغدانى قال سمعت الشعبي يقول: أدركت خمسمائة أو أكثر من خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
((جمهرة من الصحابة))
وحدثنا فضل بن سهل الأعرج قال: حدثني يحيى بن معين قال: حدثنا ابن إدريس عن شعبة قال سألت أبا إسحاق أنت أكبر أم الشعبي؟ فقال: الشعبي أكبر بسنتين أو سنة.
قال أحمد بن حنبل؛ مات الشعبي وأبو بردة وموسى بن طلحة سنة أربع ومئة.
426

أخبرني أحمد بن أبي خيثمة أنه سمعه يقوله وأخبرني أحمد بن أبي خيثمة أنه سمع يحيى بن معين يقول مات الشعبي سنة ثلاث وأربعمائة.
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة أنه سمعه يقوله.
وأخبرني أحمد بن أبي خيثمة أنه سمع يحيى بن معين يقول: مات الشعبي سنة ثلاث وأربعمائة.
((علم الشعبي بالسنة))
حدثنا عباس الدوري قال حدثنا الهيثم بن خارجة قال: حدثنا أيوب بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت مكحولا يقول ما رأيت أحدا أعلم بالسنة الماضية من الشعبي.
((الشعبي ورجل قضى عليه))
أخبرني جعفر بن محمد؛ قال: حدثنا صالح بن سهيل؛ قال: حدثنا يحيى ابن أبي زائدة عن الفرات بن الأحنف؛ قال: قضى الشعبي على رجل من الحي بقضية فأتى أبي فأخبره؛ فقال ما أظنه فهم عنك فانصرف بنا إليه وانطلق معه فانطلقت معهما؛ فلما نظر إليه الشعبي عرف أمره الذي جاء له؛ فقال: ويحك يا شيخ ما عناك بالغزل قال: إنما جئتك رحمك الله لأفهمك قال: لا فهمت إن لم أفهم حتى تفهمني قال: فاقض بينهما بما أراك الله؛ قال: لست برأي ربي أقضي إنما أقضي برأيي.
((الشعبي يقضي في المسجد))
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثنا أبو بكر بن طالب قال: حدثنا عبد الرحمن عن الأسود بن شيبان قال: رأيت الشعبي يقضي في المسجد.
((الشهادة كما قال الله))
أخبرني الحسن بن محمد البجلي؛ قال حدثنا محمد بن عون المسعودي؛ قال حدثنا الوليد بعني ابن القاسم؛ قال: حدثنا عيسى بن نعيم مولى سليمان الأعمش؛ قال: خاصمت إلى عامر الشعبي فقلت: لي شاهد واحد ويمين
427

فقال: لا ألا شاهدين كما قال الله.
أخبرني الحضرمي؛ محمد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن إسحاق أبو بهز الرازي؛ قال حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي؛ قال حدثنا عمر ابن أبي زائدة عن الشعبي قال دخلنا الرحبة ونحن صبيان فرآنا على وقال: اخرجوا اخرجوا.
((علي والصبيان))
أخبرنا الحضرمي قال: حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة قال: سمعت منصور بن عبد الرحمن قال: سمعت الشعبي يقول: أدركت خمسمائة أو أكثر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرني الحضرمي قال: حدثنا عبد الله بن الحكم قال: حدثنا جعفر ابن عون قال سمعت ابن أبي ليلى يقول: كان الشعبي صاحب آثار.
الحسن بن أبي الربيع الجرجاني قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري عن صالح بن عبد الرحمن ومطرف بن طريف قالا كنا عند الشعبي فرفع إليه رجلان: مسلم ونصراني قذف كل واحد منهما صاحبه فضرب النصراني للمسلم مئتين وقال للنصراني: ما فيك أعظم من قذف هذا فتركه. فرفع ذلك إلى عبد الحميد فكتب فيها إلى عمر بن عبد العزيز فذكر ما صنع الشعبي
((تقاذف مسلم ونصراني
428