الكتاب: مناقب علي بن أبي طالب (ع) وما نزل من القرآن في علي (ع)
المؤلف: أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني
الجزء:
الوفاة: ٤١٠
المجموعة: الأنساب ومعاجم مختلفة
تحقيق: جمعه ورتبه وقدم له : عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤٢٤ - ١٣٨٢ش
المطبعة: دار الحديث
الناشر: دار الحديث
ردمك: ٩٦٤-٧٤٨٩-٠٨-٠
ملاحظات: دار الحديث - قم - شارع معلم - رقم ١٢٥ / هاتف : ٧٧٤٠٥٢٣ ، فاكس : ٧٧٤٠٥٧١ / ص . ب ٤٤٦٨ - ٣٧١٨٥

مناقب
علي بن أبي طالب
وما نزل من القرآن في علي
لملك الحفاظ
الإمام أبي بكر أحمد بن موسى
ابن مردويه الإصفهاني
المتوفى سنة 410 ه‍
جمعه ورتبه وقدم له
عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين
1

ابن مردويه، أحمد بن موسى، 323 - 410 ق.
مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام وما نزل من القرآن في علي / الإمام أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني، جمعه ورتبه وحققه: عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين. - قم: دار الحديث، 1422 ق / 1380 ش.
423 ص.
المصادر: ص 405 - 418: أيضا بالهامش.
1. علي بن أبي طالب عليه السلام، الإمام الأول 23 قبل الهجرة - 40 ق. - الفضائل. 2. أحاديث أهل السنة - القرن 4 ق. 3. تفاسير أهل السنة - القرن 4 ق. ألف. العنوان. ب. حرز الدين، عبد الرزاق محمد حسين، 1340 -، المحقق.
8 م الف / 4 / 37 BP 951 / 297
شابك: 0 - 08 - 7489 - 964 ISBN: 964 - 7489 - 08 - 0
مؤسسة دار الحديث الثقافية
مركز الطباعة والنشر
قم - شارع معلم - رقم 125 / هاتف: 7740523. فاكس: 7740571 / ص. ب 4468 - 37185
مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام
وما نزل من القرآن في علي
تأليف: الإمام أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني
تحقيق: عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين
تقويم النص: تحسين پور سماوي
مقابلة النص: محمود سپاسي، مصطفى أوجي
نضد الحروف: سيد علي موسوي كيا، فخر الدين جليلوند
الناشر: دار الحديث
الطبعة: دار الحديث
عدد النسخة: 2500 تومان
* جميع الحقوق محفوظة للناشر *
2

بسم الله الرحمن الرحيم
3

الإهداء
إلى من هما أوجب حقا علي
وأقدم إحسانا إلي
وأعظم منة لدي
إلى والدي
اللهم اجعله حطة لذنوبهما
وزيادة في حسناتهما
ووسيلة لنجاتهما
عبد الرزاق حرز الدين
23 / شوال / 1420
4

قالوا في الإمام ابن مردويه
قال أبو بكر الذكواني الأصبهاني (ت 419 ه‍): هو أكبر من أن ندل عليه وعلى فضله
وعلمه وسيره، وأشهر بالكثرة والثقة من أن يوصف حديثه.
سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 309.
وقال الذهبي (ت 748 ه‍): الحافظ المجود العلامة، محدث أصبهان، كان من فرسان
الحديث، فهما يقظا متقنا، كثير الحديث جدا، ومن نظر في تواليفه عرف محله من
الحفظ.
سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 308.
وقال الصفدي (ت 764 ه‍): الحافظ العلامة، خرج حديث الأئمة، وسمع الكثير
بأصبهان والعراق.
الوافي بالوفيات، ج 8، ص 801.
وقال ابن تغري بردى (ت 874 ه‍): كان إماما حافظا ثقة سمع الكثير.
النجوم الزاهرة، ج 4، ص 245.
وقال الداودي (ت 945 ه‍): الحافظ الكبير، الثبت العلامة، عمل المستخرج على
صحيح البخاري، وكان قيما بهذا الشأن، بصيرا بالرجال، طويل الباع، مليح
التصانيف.
طبقات المفسرين، ج 1، ص 94.
وقال ابن العماد الحنبلي (ت 1089 ه‍): كان إماما في الحديث، بصيرا بهذا الشأن.
شذرات الذهب، ج 3، ص 190.
وقال ابن الغزي (ت 1167 ه‍): أحمد بن موسى بن مردويه. الإمام الحبر، البحر
الحجة، الحافظ أبو بكر الأصبهاني.
ديوان الإسلام، ج 4، ص 271.
5

تصدير
لا ريب في أن الجهود التي بذلها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان لها بالغ الأثر في
نشر الإسلام وتحقيق غاياته. ومن الطبيعي أن بعضهم كانت لهم تضحيات أكثر من
غيرهم وكان لهم فضل الأسبقية في دخول الإسلام، وقد سمى الرسول الكريم تلك
التضحيات " فضائل "، وطفق يثني على أصحابها بآيات المدح والتكريم.
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) أول من آمن بالرسول (صلى الله عليه وآله) ووقف إلى جانبه منذ البداية
متحملا ألوان الأذى والمشقة، وبقى ظهيرا له في جميع المواقف والشدائد. ومن
الطبيعي والحالة هذه أن يكون أكثر أصحاب الرسول فضلا، وهذا ما صرح به
الرسول في مواقف شتى، حيث قال (صلى الله عليه وآله): " هذا علي أقدمكم سلما وإسلاما ". (1)
يتضح لنا بكل جلاء من خلال دراسة الأحاديث الواردة عن رسول الله في
فضائل ومناقب الصحابة أن أيا منهم لا يتحلى بمثل هذه الفضائل جملة.
وعلى الرغم من محاولات خلفاء بني أمية وبني العباس منع نشر الأحاديث
الواردة في ذكر فضائله، غير أن الكثير منها بقي في المصادر الحديثية لدى الشيعة

1. راجع: الحديث 42، ومع اختلاف يسير في: شواهد التنزيل، ج 2، ص 357 (ح 1003).
7

والسنة، وهذا القدر ينم بحد ذاته عن حقائق مهمة بشأن شخصيته، بحيث لا تكاد
تجد كتابا من الكتب الجامعة للأحاديث إلا وفيه شيئا من تلك الأحاديث، بل حتى
أن بعضها خصص لذكر فضائله.
شخصيات سنية مهمة كالنسائي جعلت مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) موضوعا
لكتاب أفرد لهذا الغرض وجاء تحت عنوان " خصائص أمير المؤمنين ". وهذا ما
يعكس إغفالهم لمزايا أمير المؤمنين (عليه السلام).
وكذلك دون الحافظ المحدث أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني
(ت 410 ه‍) خصائص أمير المؤمنين وما ورد في مدحه من أحاديث الرسول
وكلمات الصحابة. ولكن مما يبعث على الأسف هو أن هذا الكتاب مفقود حاليا ولم
يبق منه إلا ما نقلته عنه كتب السنة والشيعة من روايات وأخبار.
والكتاب الذي بين يديك عبارة عن جهود بذلت في سبيل اقتطاف ما ورد من
مناقبه في المصادر الحديثية المختلفة، وتمت بذلك إعادة تدوين الكتاب المفقود.
وجرى أيضا جمع بعض الروايات التي تنص على أن بعض الآيات القرآنية نزلت
في شأن أمير المؤمنين (عليه السلام) تحت عنوان " ما نزل من القرآن في علي " ويبدو أن هذا
الموضوع يمثل بابا من أصل كتاب " مناقب علي بن أبي طالب " لابن مردويه.
تبنى مهمة جمع هذه الأحاديث الأخ الفاضل عبد الرزاق محمد حسين
حرز الدين، وكتب مقدمة شرح فيها سيرة المؤلف. ولا يسعنا هنا إلا أن نتقدم له
بوافر الشكر والتقدير، متمنين له الموفقية والنجاح.
مركز البحوث في دار الحديث
8

مقدمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
وبعد، في أثناء مطالعاتي لاستخراج " تفسير أبي حمزة ثابت بن دينار
الثمالي "، وما أوردته من شواهد في هوامش الكتاب، تكرر لي الوقوف على
قبسات مما رواه الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه المناقب، وما
فيه من شهادات في أفضلية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ونصوص بأحقيته، وعلمت بعد
حين أن الكتاب كباقي كتبه، من المصادر التي أخنى عليها الدهر وضيعت، فرأيت
حينها تدوين ما عثرت عليه من نقول عن كتاب المناقب.
ثم عقدت العزم بعد ذلك - بتوفيق الله وتسديده - على إحياء ما قام به هذا
الحافظ الكبير، واستخراج بقايا سفره القيم، وجمع شوارده من بطون الكتب، ليضع
الكتاب نفسه من جديد في مكانه بين المصادر الحديثية، وأصبح بعد جهد - وله
تعالى الحمد - كتاب ثري المحتوى، وجمع فأوعى.
على أن الكتاب الذي بين أيدينا مؤلف مما حظي من كتاب المناقب بالبقاء إلى
يومنا هذا وتهيأ لنا جمعه، وما ألحقناه به - مما روي عن ابن مردويه في شأن
مناقب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) - برجاء وجودها في الكتاب الأصل.
وقد عمدت في تبويب الكتاب إلى إنشاء الفصول وفروعها بما يتلائم وطبيعة
9

الأحاديث المستخرجة، غير مبتعد عن أساليب المتقدمين في تأليفاتهم، وكذا
أدرجت أحاديث الفصل الواحد بما ينسجم وتسلسلها معنى أو زمنا.
ومع وجود أكثر من مضمون للحديث الواحد تجنبت تكرار الحديث في فصول
الكتاب، وأوردته ضمن الفصل الأبرز أهمية.
ثم إني ألحقت بكتاب المناقب ما نزل من القرآن في شأن أمير المؤمنين (عليه السلام)،
وجعلتها مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف.
ونقلت في هوامش الكتاب ما أمكنني استقصاءه مما رواه الحفاظ والمحدثون
من شواهد، تعضيدا لأحاديث المتن.
وقد التزمت بإثبات كافة النصوص عن مصادرها كما هي دون حذف أو
إضافة، سوى ما أشرت له.
راجيا أن ينتفع بكتابي هذا أهل العلم ومحبو أهل بيت النبوة (عليهم السلام)،
وخدمتهم (عليهم السلام) قصدت، وشفاعتهم أملت، والله من وراء القصد.
عبد الرزاق حرز الدين
23 / شوال / 1420
10

ترجمة ابن مردويه
ولد أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه (1) بن فورك بن موسى بن جعفر سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمئة.
ذكر ذلك الذهبي (ت 748 ه‍) (2)، والداوودي (ت 945 ه‍) (3)، وسزكين (4)،

1. في هامش الإكمال (ج 1، ص 473): أما أبو مسلم يوسف بن محمد بن آدم بن عيسى بن بزدويه. أراه بناء على
طريقة اللغويين في مثله مما ختم ب‍ " ويه " ينطقونه بفتح ما قبل " ويه " ثم بفتح الواو، وسكون التحتية، وكسر
الهاء. وطريقة أهل الحديث، ضم ما قبل " ويه " ثم إسكان الواو، وفتح الياء.
وقال ابن حجر في تبصير المنتبه (ج 1، ص 111): " بويه " هو مثل الأول، جد ملوك العجم " بويه "، إلا أن
المحدثين يكرهون قول " ويه " فقالوا بدل " بويه ": " بويه " كما قالوا في راهويه: راهويه، وهذا الاسم إنما
يوجد في المتأخرين بعد الثلاثمئة. انتهى.
قلت: وليس كما قال ابن حجر بأن " الاسم إنما يوجد في المتأخرين بعد الثلاثمئة "، فعمرو بن عثمان بن قنبر
سيبويه توفي عام 188 ه‍.
وفي المعجم الفارسي المسمى ب‍ " لغتنامه دهخدا ": (ج 49، ص 284) قال ما ترجمته:
" ويه " تلحق بالكلمة للدلالة على معان عدة وهي كما يلي:
ألف. التصغير. مثل بالويه [بال: حوت خطير من حيتان البحر].
ب. الشبيه أو المثيل. مثل سيبويه، مشكويه [سيب: تفاح. مشك: المسك].
ج. ذو أو صاحب. مثل برزويه، دادويه [برز: الجمال. داد: العدل].
قلت: ولما كانت كلمة " مرد " تعني: الرجل والشجاع والبطل، فيستفاد من ذلك أن كلمة " مردويه " تعني:
شبيهه، أو مثيله.
2. سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 308؛ تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 1050.
3. طبقات المفسرين، ج 1، ص 94.
4. تاريخ التراث العربي، ج 1، ص 462.
11

والزركلي. (1)
مكانته وأقوال العلماء فيه
ذكر أصحاب التراجم بعض أحوال ابن مردويه وآثاره.
فتحدث الذهبي عن مبلغ شيوخ ابن مردويه وقال: " وقل من يبلغ ما بلغه
الطبراني، وشيوخه نحو من ألف، وكذا الحاكم وابن مردويه ". (2)
بل ذهب بعضهم إلى القول بتقدم ابن مردويه على الحاكم النيسابوري فيما بلغه.
حكى الذهبي عن أبي موسى في ترجمة ابن مردويه أنه قال: " لو كان ابن
مردويه خراسانيا، كان صيته أكثر من صيت الحاكم ". (3)
وأشارت المصادر إلى نباهة ابن مردويه، وتورعه في الرواية، وتثبته في النقل،
وإتقانه وضبطه.
قال الذهبي في ترجمة الحافظ الطبراني:
" سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني، الحافظ الثبت المعمر،
أبو القاسم، لا ينكر له التفرد في سعة ما روى. لينه الحافظ أبو بكر بن مردويه لكونه
غلط أو نسي، فمن ذلك أنه وهم، وحدث بالمغازي عن أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم بن البرقي، وإنما أراد عبد الرحيم أخاه، فتوهم أن شيخه عبد الرحيم
اسمه أحمد، واستمر على هذا يروي عنه ويسميه أحمد، وقد مات أحمد قبل
دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو أكثر ". (4)
وقال حفيده أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه: " رأيت من أحوال
جدي من الديانة في الرواية ما قضيت منه العجب من تثبته وإتقانه. واهدي له،

1. الأعلام، ج 1، ص 261.
2. سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 36.
3. المصدر السابق، ص 308.
4. ميزان الإعتدال، ج 2، ص 195.
12

فقال: إن قبلتها فلا آذن لك بعد في دخول داري، وإن ترجع تزد علي كرامة ". (1)
وحكى الذهبي عمن سمع أبا بكر بن مردويه أنه قال: " ما كتبت بعد العصر
شيئا قط - وقال -: عميت قبل كل أحد - يعني: من أقرانه -، وسمع أنه كان يملي
حفظا بعد ما عمي ". (2)
وكغيره ممن عشق الحديث النبوي الشريف رحل ابن مردويه في طلبه، وتذكر
لنا المصادر التاريخية أنه قدم العراق لأجل ذلك.
قال (رحمه الله): " دخلت بغداد، وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن
هارون، وروح بن عبادة... ". (3)
وأشاد العلماء والمترجمون بجهود ابن مردويه في جمع التفاصيل عن الأخبار
والروايات والأحاديث المختلفة، وأسبغوا عليه من النعوت والألقاب ما يبرز مكانته
العلمية.
قال أبو نعيم (ت 430 ه‍) في ترجمته: " أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ،
جمع حديث الأئمة والشيوخ والتفسير، وله المصنفات ". (4)
ووصفه الذهبي (ت 748 ه‍) ب‍ " الحافظ الثبت العلامة ". (5) وب‍ " الحافظ المجود
العلامة، محدث أصبهان ". (6)
ونقل عن أبي بكر بن أبي علي أنه قال: " هو أكبر من أن ندل عليه وعلى فضله
وعلمه وسيره، وأشهر بالكثرة والثقة من أن يوصف حديثه ". (7)
وقال الذهبي: " كان من فرسان الحديث، فهما يقظا متقنا، كثير الحديث جدا،

1 و 2. سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 308.
3. لسان الميزان، ج 3، ص 75.
4. تاريخ أصبهان، ج 1، ص 206.
5. تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 1050.
6. سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 308.
7. المصدر السابق.
13

ومن نظر في تواليفه عرف محله من الحفظ. ومن تصانيفه كتاب المستخرج على
صحيح البخاري بعلو في كثير من أحاديث الكتاب حتى كأنه لقي البخاري ". (1)
وقال الصفدي (ت 764 ه‍) في ترجمته: " الحافظ العلامة... خرج حديث
الأئمة، وسمع الكثير بأصبهان والعراق ". (2)
وقال ابن تغري بردى (ت 874 ه‍): " كان إماما حافظا ثقة سمع الكثير ". (3)
وقال الداوودي (ت 945 ه‍) في ترجمته: " أحمد بن موسى بن مردويه
الأصبهاني، الحافظ الكبير، الثبت العلامة، عمل المستخرج على صحيح البخاري،
وكان قيما بمعرفة هذا الشأن، بصيرا بالرجال، طويل الباع، مليح التصانيف ". (4)
وقال ابن العماد الحنبلي (ت 1089 ه‍): " كان إماما في الحديث، بصيرا بهذا
الشأن ". (5)
وقال ابن الغزي (ت 1167 ه‍): " أحمد بن موسى بن مردويه. الإمام الحبر،
البحر الحجة، الحافظ أبو بكر الأصبهاني ". (6)
وقال فؤاد سزكين في وصفه: " كان محدثا ومفسرا ومؤرخا وجغرافيا ". (7)
وتتضح منزلة ابن مردويه من بين أقرانه من الحفاظ والمحدثين مما قاله ابن قيم
الجوزية (ت 751 ه‍) عقب إيراده حديث بني المنتفق، قال:
" هذا حديث كبير جليل، تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من
مشكاة النبوة، لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمان بن المغيرة بن عبد الرحمان

1. سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 308.
2. الوافي بالوفيات، ج 8، ص 801.
3. النجوم الزاهرة، ج 4، ص 245.
4. طبقات المفسرين، ج 1، ص 94.
5. شذرات الذهب، ج 3، ص 190.
6. ديوان الإسلام، ج 4، ص 271.
7. تاريخ التراث العربي، ج 1، ص 462.
14

المدني، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وهما من كبار علماء المدينة، ثقتان
محتج بهما في الصحيح، أحتج بهما إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري،
ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم، وتلقوه بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم
يطعن أحد منهم فيه ولا في أحد من رواته. فممن رواه:
الإمام ابن الإمام، أبو عبد الرحمان عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه،
وفي كتاب السنة.
ومنهم: الحافظ الجليل أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب
السنة له.
ومنهم: الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان العسال في
كتاب المعرفة.
ومنهم: حافظ زمانه، ومحدث أوانه، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني في كثير من كتبه.
ومنهم: الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني في
كتاب السنة.
ومنهم: الحافظ بن الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن
مندة، حافظ أصبهان.
ومنهم: الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.
ومنهم: حافظ عصره، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني.
وجماعة من الحفاظ سواهم يطول ذكرهم ". (1)
وتتضح منزلة ابن مردويه أيضا من كلام لتاج الدين السبكي (ت 771 ه‍) حول
أهمية الأسانيد، وذكر فيه طبقات الصحابة والتابعين ومن بعدهم، قال:
"... وقال الأوزاعي: ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد.

1. زاد المعاد، ج 3، ص 677.
15

وقال يزيد بن زريع: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.
فرضي الله عنهم، هم القوم، بهم كمل الله النعماء. فأين أهل عصرنا من حفاظ هذه
الشريعة: أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذو النورين، وعلي
المرتضى؟!...
ومن طبقة أخرى من التابعين: أويس القرني، وعلقمة بن قيس... - إلى أن
قال -: وأبي عبد الله بن مندة، وأبي عبد الله بن الحسين بن أحمد بن بكير، وأبي
عبد الله الحاكم، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وأبي بكر بن مردويه... فهؤلاء مهرة
هذا الفن. وقد أغفلنا كثيرا من الأئمة، وأهملنا عددا صالحا من المحدثين، وإنما
ذكرنا من ذكرناه لننبه بهم على من عداهم، ثم أفضى الأمر إلى طي بساط الأسانيد
رأسا، وعد الإكثار منها جهالة ووسواسا ". (1)
ألقابه
نقل الموفق الخوارزمي (ت 568 ه‍) (2) والأمر تسري (3) وصف ابن مردويه ب‍ " طراز (4)
المحدثين ". وابن طاووس (ت 664 ه‍) (5) ودرويش برهان (ق 10 ه‍) (6) ب‍ " ملك
الحفاظ، طراز المحدثين ". والعلامة الحلي (ت 726 ه‍) (7) ب‍ " سند الحفاظ ".
الاشتراك في كنيتيه
يكنى أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك، ب‍ " ابن مردويه " نسبة إلى جده

1. طبقات الشافعية الكبرى، ج 1، ص 314.
2. المناقب، ص 68، 89، 117....
3. أرجح المطالب، ص 6.
4. الطراز: الجيد من كل شيء. (لسان العرب)
5. اليقين، ص 9.
6. در بحر المناقب، ص 5، 90.
7. نهج الحق، ص 358.
16

الأول، وب‍ " ابن فورك " نسبة إلى جده الثاني.
الاشتراك الأول
يكنى أحمد بن موسى بن مردويه ب‍ " ابن مردويه الكبير "، أما " الصغير " فهو حفيده
أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه. (1)
الاشتراك الثاني
وهو لثلاثة محدثين، وهم:
1. أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك (ت 410 ه‍) (2)، وهو صاحب الترجمة.
2. أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الإصفهاني، توفي قبل الحاكم بسنة
واحدة (ت 405 ه‍). (3)
3. أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك بن عطاء الإصفهاني القباب
(ت 370 ه‍). (4)
مؤلفاته
يعد أبو بكر بن مردويه من المحدثين المكثرين في التأليف، والمتضلعين في
التصنيف في مختلف العلوم.
فقد صنف في علوم التفسير، والحديث، والرجال، والطب، والجغرافيا، وغير
ذلك.
ومن المؤسف حقا أن نرى جميع كتبه قد ضاعت بمرور الزمن، ولم يصل

1. تذكرة الحفاظ، ج 4، ص 1212؛ الرسالة المستطرفة، ص 21.
2. سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 308.
3. المصدر السابق، ج 7، ص 214.
4. نفس المصدر، ج 16، ص 257.
17

لوقتنا الحاضر سوى صحائف من كتابه معجم البلدان و " ثلاثة مجالس " من أماليه
الثلاثمئة تحتفظ بها بعض مكتبات العالم.
وبعد استقصائنا للمصادر أمكننا تدوين ثبت بمؤلفاته وهي:
1. تفسير القرآن (التفسير المسند للقرآن)، في سبعة مجلدات.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 17، ص 308)، والداوودي في طبقات
المفسرين (ج 1، ص 94)، وابن الغزي في ديوان الإسلام (ج 4، ص 271)، ونقل عنه ابن
حجر في الإصابة كثيرا، وفي تهذيب التهذيب (ج 8، ص 192) قال: "... وجدت
الحديث في تفسير ابن مردويه ".
2. الأمالي (الثلاثمئة مجلس).
ذكره السمعاني في الأنساب (ج 5، ص 600). وقال في ترجمة الوزير أبي الفتح
أحمد بن علي نظام الملك: " سمعت منه مجلسا من أمالي أبي بكر بن مردويه ".
وذكره سزكين في تاريخ التراث العربي (ج 1، ص 462). (1)
3. المستخرج على صحيح البخاري.
أورد ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 7، ص 308). والداوودي في طبقات
المفسرين (ج 1، ص 94).
4. كتاب الصحيح.
ورد ذكره في هامش الإكمال: (ج 6، ص 33) نقلا عن كتاب الاستدراك لابن نقطة،
قال: "... حدث عنه الدارقطني...، وأحمد بن موسى بن مردويه في صحيحه ".
قال العلامة الطباطبائي في كتابه أهل البيت في المكتبة العربية (ص 577): " لعله
هو المستخرج على صحيح البخاري ".

1. قال سزكين: يوجد في المكتبة الظاهرية برقم: 108 / 8 (ثلاثة مجالس فقط، من 182 م - 192 م، في القرن
السادس الهجري).
و " مختارات من الأمالي " لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني (ت 408 ه‍).
18

5. مسند في الحديث.
ذكره الزركلي في الأعلام (ج 1، ص 261).
6. حديث الطير.
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 354) قال: " وقد جمع الناس في هذا
الحديث - يعني حديث الطير - مصنفات مفردة، منهم: أبو بكر بن مردويه... ".
7. التشهد طرقه وألفاظه (في مجلد صغير).
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 17، ص 308).
ونقل عنه ابن حجر في تلخيص الحبير (ج 3، ص 515) قال: "... رواه أبو بكر بن
مردويه في كتاب التشهد ".
8. جزء فيه انتقاء من حديث أهل البصرة.
ذكره سزكين في تاريخ التراث العربي (ج 1، ص 462). (1)
9. كتاب الأربعين.
ذكره زين الدين البياضي (ت 877 ه‍) في كتابه الصراط المستقيم: (ج 1، ص 6).
قال (ص 275): " روى ابن مردويه في كتاب الأربعين ".
10. حديث رد الشمس.
ذكره البياضي في الصراط المستقيم (ج 1، ص 6 و 153).
11. كتاب المتون.
ذكره البياضي في الصراط المستقيم (ج 1، ص 9).
قال (ص 153): " أسند ابن مردويه في كتاب المتون... ".
12. كتاب السيرة.
ذكره الحطاب الرعيني (ت 954 ه‍) في مواهب الجليل (ج 4، ص 189)، قال: " ثم

1. قال سزكين: يوجد في المكتبة الظاهرية، مجموع 85 (من 110 م - 126 ب، في القرن السابع الهجري).
19

رأيت ابن مردويه أخرج في السيرة... ".
13. حديث السبيل.
قال ابن كثير في تفسيره (ج 1، ص 394): " وقد اعتنى الحافظ أبو بكر بن مردويه
بجمع طرق هذا الحديث ". وهو حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين سئل عن قول الله عز وجل:
(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) (1) فقيل: ما السبيل؟ قال:
الزاد والراحلة.
14. كتاب مسانيد الشعراء.
ذكره ابن كثير في تفسيره (ج 4، ص 257)، قال: "... رواه ابن مردويه في مسانيد
الشعراء ".
15. كتاب الدعاء.
ذكره محمد بن أبي بكر عمر الإصفهاني في الزيادات على الأنساب المتفقة
(ص 196)، قال: " أحمد بن إسحاق السالمي: حديثه في كتاب الدعاء لابن
مردويه.... وزكريا بن إسماعيل الزيدي في كتاب الدعاء لابن مردويه ".
16. كتاب العلم.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 20، ص 47): " وكتاب العلم لابن مردويه
سمعه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية الإصفهاني من الحلاوي
- وهو الحافظ محمد بن الفضل الحلاوي - عنه ".
وذكره ابن حجر في الإصابة (ج 6، ص 341)، قال: "... أخرجه ابن مردويه في
كتاب العلم ".
17. الأبواب.
ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات (ج 8، ص 801).

1. سورة آل عمران، الآية 97.
20

18. كتاب الفرائد.
ذكره الأمر تسري في أرجح المطالب (ص 468)، قال: " أخرج... وأبو بكر بن
مردويه في فرائده ".
19. كتاب الأمثال.
ورد ذكره في هامش الإكمال (ج 4، ص 263، و ج 5، ص 27)، قال: "... حدث عنه
ابن مردويه في كتاب الأمثال ".
20. الشيوخ.
ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات: (ج 8، ص 801).
21. أولاد المحدثين.
منه نقول كثيرة في هامش الإكمال. قال (ج 1، ص 380): "... ذكره ابن مردويه
في أولاد المحدثين ".
وقال ابن حجر في تقريب التهذيب (ج 6، ص 355): " ذكر ابن مردويه في كتاب
أولاد المحدثين... ".
22. المعجم.
ذكره ابن الغزي في ديوان الإسلام (ج 4، ص 271).
أقول: لعله الآتي.
23. معجم البلدان.
ذكره سزكين في تاريخ التراث العربي (ج 1، ص 462). (1)
24. التاريخ.
ذكره الذهبي في العبر (ج 3، ص 104). والصفدي في الوافي بالوفيات (ج 8،
ص 801). وابن حجر في لسان الميزان (ج 1، ص 117)، قال: " قال ابن مردويه في

1. قال سزكين: يوجد في مكتبة آصفية: ج 1، ص 590، جغرافيا 1 (100 ورقة، في القرن الثاني عشر
الهجري)، جامعة طهران، مشكاة، 12 / 2961، رقم 3965 (135 ورقة في القرن الثالث عشر الهجري).
21

تاريخه... ".
وفي هامش الإكمال (ج 1، ص 66): " زاد ابن نقطة... قاله ابن مردويه في
تاريخه... ذكره ابن مردويه في تاريخه ".
أقول: لعله الآتي.
25. تاريخ أصبهان.
ذكره ابن حجر في لسان الميزان (ج 3، ص 421)، قال:... أورده ابن مردويه في
تاريخ أصبهان. والسمعاني في الأنساب (ج 4، ص 407)، قال: "... ذكره - ابن مردويه -
في تاريخ أصبهان ".
26. الجامع المختصر في الطب.
ذكره إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين (ج 5، ص 71).
27. فضائل أبي بكر.
ذكره محمد بن أبي بكر عمر الإصفهاني في الزيادات على الأنساب المتفقة
(ص 195)، قال: "... الفضل بن محمد بن رومي، روى الحديث في فضائل أبي بكر،
لابن مردويه ".
28. ما نزل من القرآن في علي.
ذكره المحقق الطباطبائي في كتابه أهل البيت في المكتبة العربية (ص 134).
أقول: وهو جزء من كتاب المناقب كما صرح بذلك غير واحد، ومن المحتمل
أن ابن مردويه أفرده في كتاب مستقل بعد تصنيفه كتاب المناقب، كما هو الحال في
حديث الطير، وحديث رد الشمس.
قال درويش برهان بعد نقله للآيات النازلة في أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في كتابه
در بحر المناقب (ص 94): "... هذه آخر آية نقلتها من كتاب مناقب ابن مردويه ".
29. كتاب المناقب.
يعتبر كتاب المناقب للحافظ أحمد بن موسى بن مردويه مصدرا قيما، ومرجعا
22

مهما، يعتمده الذين صنفوا وكتبوا في أهل البيت (عليهم السلام) وفي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) خاصة.
وممن صرح بالوقوف على كتاب المناقب هذا والرواية عنه:
1. أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 ه‍) في كتابه
مناقب آل أبي طالب.
عده من مصادر كتابه، وذكر إسناده إليه في " ج 1، ص 10 "، قال: " إسناد
مناقب ابن مردويه: عن الأديب أبي العلاء، عن أبيه، عن أبي الفضل الحسن بن
زيد، عن أبي بكر بن مردويه الإصفهاني ".
وأورد ابن شهرآشوب نقولا منه في كتابه مثالب النواصب.
2. رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن طاووس (ت 664 ه‍) في كتابه
الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف.
قال (ص 137): " ولقد تصفحت شيئا يسيرا من كتاب أبي بكر بن مردويه،
وهو من أعيان المذاهب الأربعة، فوجدت فيه مئة واثنتين وثمانين منقبة رواها عن
النبي (صلى الله عليه وآله) في علي بن أبي طالب (عليه السلام)... ثم ظفرت بأصل لكتاب المناقب لابن
مردويه، فوجدت ثلاثة مجلدات، وهي عندي ". (1)
وفي كتابه الآخر اليقين في إمرة أمير المؤمنين قال (ص 9): " فيما نذكره عن
الحافظ أحمد بن مردويه المسمى ملك الحفاظ طراز المحدثين من كتاب المناقب
الذي صنفه واعتمد عليه ".
3. أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي (ت 693 ه‍) في كتابه
كشف الغمة في معرفة الأئمة.
قال يصف الكتاب (ج 1، ص 325): " وابن مردويه كان قد جمع كتابا في
مناقبه (عليه السلام) اجتهد وبالغ فيما أورده ".

1. أشير للكتاب برقم: 442 في فهرس مكتبة ابن طاووس. لاحظ مجلة المجمع العراقي، المجلد 12، 1384 ه‍ -
1965 م.
23

وقال - بعد إيراده أحاديث في نزول آية التطهير - (ج 1، ص 317): " وقد أورد
الحافظ أبو بكر بن مردويه ذلك من عدة طرق لعلها تزيد على المئة، فمن أرادها
فقد دللته على الكتاب ".
4. علي بن إبراهيم الملقب بدرويش برهان (ق 10 ه‍) في كتابه در بحر
المناقب.
قال (ص 94): "... هذه آخر آية نقلتها من كتاب مناقب ابن مردويه ".
قلت: ودرويش برهان هو آخر من عثرنا عليه مصرحا بالنقل عن كتاب مناقب
ابن مردويه، فيستفاد من ذلك أن كتاب المناقب قد بقي متداولا ما يقرب من خمسة
قرون على الأقل قبل تواريه وفقده.
هذا، وقد اعتمد كتاب المناقب آخرون، وعدوه من مصادر كتبهم دون التصريح
بالوقوف على أصل الكتاب أو النقل عنه بالواسطة، منهم:
1. عماد الدين الحسن بن علي الطبري (ت بعد 701 ه‍) في كتابه تحفة الأبرار
في مناقب الأئمة الأطهار.
2. الحسن بن يوسف بن المطهر، العلامة الحلي (ت 726 ه‍) في كتابه كشف
اليقين في فضائل أمير المؤمنين.
3. السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري (ت 1019 ه‍) في كتابه إحقاق
الحق وإزهاق الباطل.
4. السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل البحراني (ت 1107 ه‍) في كتابه غاية
المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام.
5. العلامة محمد باقر المجلسي (ت 1111 ه‍) في كتابه بحار الأنوار.
ثم إن الظاهر من إطلاق كلمة المناقب في قول ابن شهرآشوب وابن طاووس
ودرويش برهان، أن كتاب المناقب قد صنفه ابن مردويه في فضائل عدد من صحابة
النبي (صلى الله عليه وآله)، وأفرد لكل منهم كتابا مستقلا.
24

ويدعم ما استظهرناه من قولهم، ما صرح به الإربلي: بأن ابن مردويه قد جمع
كتابا في مناقب علي بن أبي طالب، مع ما تقدم منا إيراده في ثبت مؤلفاته، بوجود
كتاب له بعنوان فضائل أبي بكر.
مذهبه
مع أن أبا بكر بن مردويه من أعلام علماء ومحدثي أهل السنة والجماعة، إلا أنه لم
يرد ذكره في كتب طبقات المذاهب المعروفة، ولم تشر النصوص التاريخية وكتب
الرجال والترجمة إلى انتسابه لأي من تلك المذاهب، أو ما يظهر منه ميله
لأي منها.
ويظهر هذا المعنى في سعة ما رواه ابن مردويه في مجالي الحديث والتفسير،
وتحريه مختلف الآثار والأقوال، وبراعته في الجمع والتوفيق بينها، وقد أصبحت
آثاره نتيجة لذلك مرجعا لعلماء المذاهب الإسلامية على اختلافها، ومنهلا للذين
صنفوا وكتبوا عبر القرون.
أسرته
نشأ ابن مردويه في بيت علم وفضل، وكان لذلك أثر واضح في تمهيد السبيل له
لاكتناز المعارف، والتقدم في مراحل حياته العلمية ومكانته بعد إذ.
والده: أبو عمران، موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الفوركي،
ذكره ابنه أبو بكر ابن مردويه في تاريخ أصبهان وقال: " والدي (رحمه الله) كان يجالس
إبراهيم بن متويه، وسمع منه الكثير، لم أحفظ منه إلا حديثا واحدا، قرأته عليه
لفظا، مات سنة ست وخمسين وثلاثمئة ". (1)
قال أبو نعيم في ترجمة أبي عمران موسى بن مردويه: " حدث عن إبراهيم

1. الأنساب، ج 4، ص 407.
25

ابن متويه بحديث أنس في الصيام: صمت أذناي إن لم أكن سمعت من
رسول الله (صلى الله عليه وآله)... ". (1)
أخوه: أبو عبد الله محمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر
الفقيه الأصبهاني الفوركي.
ذكره أحمد بن مردويه في تاريخ أصبهان وقال: " أخي (رحمه الله) كان يدرس بأصبهان
ويفتي بها ثلاثين سنة. وكان درس على أبي حامد المروزي بالبصرة، وسمع بها
الحديث الكثير من أبي عبد الله بن داسة، ومحمد بن أحمد بن محمود العسكري،
وأحمد بن عبيد الصفار وغيرهم، سمع بأصبهان الكثير من العباس بن حمدان
المافروخي، وأبي الحسن اللبناني، وأبي عمرو ممك، وأبي الحسن المظالمي، وأبي
علي عاصم، وعبد الله بن جعفر وغيرهم ". (2)
حفيده: ابن مردويه الصغير.
ترجم له الذهبي وقال: " الشيخ الإمام المحدث العالم، أبو بكر أحمد بن محمد
ابن الحافظ الكبير أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى
الإصفهاني، ولد سنة تسع وأربعمئة. قاله يحيى بن مندة. قال السلفي: كتبنا عنه
كثيرا، وكان ثقة جليلا، سمعته يقول: كتبوا عني في مجلس أبي نعيم الحافظ.
وكان أبو بكر يفهم الحديث، رأيت له جزءا فيه طرق " طلب العلم فريضة " يدل
على معرفته، ولم يدرك السماع من جده. سمع أبا منصور محمد بن سليمان
الوكيل، وأبا علي غلام محسن، وعمر بن عبد الله بن الهيثم الواعظ، وأبا بكر بن
علي الذكواني، والحسين بن إبراهيم الجمال، وعبد الله بن أحمد بن قولويه التاجر،
وأحمد بن إبراهيم الثقفي الواعظ، وأبا نعيم الحافظ، وأبا الحسين بن فاذشاه،

1. تاريخ أصبهان، ج 2، ص 314.
2. الأنساب، ج 4، ص 407.
26

والناس، ولم يرحل.
وروى عنه السلفي، وإسماعيل بن غانم، وجماعة، وحفيده علي بن عبد الصمد
ابن أحمد.
مات ب‍ " سوذرجان " من قرى أصبهان، سنة ثمان وتسعين وأربعمئة وله تسع
وثمانون سنة.
ومات حفيده علي بن عبد الصمد بن أحمد سنة سبعين وخمسمئة ". (1)
تاريخ وفاته
امتد بابن مردويه العمر حتى قارب التسعين، وتوفي في شهر رمضان لست بقين منه
من سنة عشر وأربعمئة. ذكر ذلك جمع من الأعلام، كأبي نعيم (2)، وابن الجوزي (3) (ت
597 ه‍)، والذهبي (4)، وابن تغري بردى (5)، والداوودي (6)، وابن العماد الحنبلي (7)،
وغيرهم.
اشتباه وتوهم
1. قال الإربلي (ت 693 ه‍) في ترجمته: " وقد رأيت مدحه من كتاب معجم البلدان
لياقوت بن عبد الله الحموي، في ترجمة " إسكاف " هذا لفظه: وممن ينسب إليها

1. سير أعلام النبلاء، ج 19، ص 207.
2. تاريخ أصبهان، ج 1، ص 206.
3. المنتظم، ج 7، ص 294.
4. سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 308؛ تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 1050.
5. النجوم الزاهرة، ج 4، ص 245.
6. طبقات المفسرين، ج 1، ص 94.
7. شذرات الذهب، ج 3، ص 190.
27

أبو بكر بن مردويه، ومات بإسكاف سنة اثنين وخمسين وثلاثمئة، وكان ثقة ". (1)
وتبع الإربلي على هذا السيد البحراني. (2) والشيخ عباس القمي. (3)
قلت: والصواب غير ذلك، فقد ذكر ياقوت الحموي في ترجمة " إسكاف "
ما نصه:
" وممن ينسب إليها أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي،
روى عنه الدارقطني، وأبو بكر بن مردويه، ومات بإسكاف سنة 352 ه‍ ". (4)
فهو كما ترى تاريخ وفاة الإسكافي لا ابن مردويه.
2. قال العلامة السيد المرعشي (رحمه الله) في ترجمته: " الحافظ أبو بكر أحمد بن
موسى الإصفهاني العلامة في الحديث والرجال، الشهير بابن مردويه المتوفى سنة
410 ه‍، فما عن بعض الأجلة من ضبط وفاته " 352 ه‍ " نشأ من الشركة في الاسم،
واشتباهه بأحمد بن موسى الإصفهاني المحدث المتوفى سنة " 352 ه‍ " صاحب
كتاب مغازي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ". (5)
قلت: ولم نعثر بعد استقصاء المظان من كتب الرجال والتراجم على من ذكره
العلامة المرعشي (رحمه الله) في تصويبه ما نسبه لبعض الأجلة، وفي مراده احتمالان:
الأول: إنه عنى بذلك أحمد بن محمد بن موسى المروزي، أبو العباس السمسار
المعروف بمردويه (ت 235 ه‍)، وربما نسب إلى جده فيقال: أحمد بن موسى. (6)
الثاني: أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي (ت 352 ه‍).
وقد ذكرناه سالفا في تصحيح قول الإربلي والبحراني رحمهما الله.

1. كشف الغمة، ج 1، ص 340.
2. غاية المرام، ج 1، ص 76.
3. الكنى والألقاب، ج 1، ص 406.
4. معجم البلدان، ج 1، ص 252، ط ألمانيا؛ و ج 1، ص 181، ط بيروت.
5. ملحقات إحقاق الحق، ج 3، ص 293 (الهامش).
6. تهذيب الكمال، ج 1، ص 473؛ تاريخ الإسلام، ص 13؛ الكاشف، ج 1، ص 27.
28

شيوخه في الرواية
1. أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم اليمابرتي.
راجع: الأنساب، ج 5، ص 704.
2. أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرقاعي.
راجع: الأنساب، ج 3، ص 83.
3. أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة بن حمزة بن يسار بن
عبد الرحمان بن حفص - حفص أخو أبي مسلم صاحب الدولة - الحافظ
(ت 353 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 15؛ سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 85؛
تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 910.
4. أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفاخر السرنجاني المدني الفقيه
(ت 358 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 3، ص 251.
5. أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أحمد الكيال المؤدب (ت 344 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 5، ص 121.
6. أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن يزيد بن بندار التميمي الأفرجي
الضرير. راجع: الأنساب، ج 1، ص 196.
7. أبو عبد الله أحمد بن بندار بن إسحاق الأصبهاني الشعار الظاهري (ت
359 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 62.
8. أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد الأصبهاني السمسار
(ت 346 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 519.
29

9. أبو جعفر أحمد بن جعفر بن محمد المديني، يعرف بالدشتكي.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 478.
10. أبو عمرو أحمد بن الحسن.
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 14.
11. أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل البغدادي الحنبلي النجاد
(ت 348 ه‍).
راجع: لسان الميزان، ج 1، ص 180؛ تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 868؛
سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 504.
12. أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن أحمد بن دليل الدليلي (ت 338 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 491؛ أسد الغابة، ج 3، ص 378.
13. أبو علي أحمد بن عثمان بن أحمد الأبهري الخصيب (ت 338 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 1، ص 79.
14. أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو بن بيان البزاز العطشي،
المعروف بالأدمي (ت 349 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 4، ص 410.
15. أحمد بن علي بن حبيش الوازمي.
راجع: الموضوعات، ج 1، ص 257.
16. أحمد بن كامل بن خلف.
راجع: الموضوعات، ج 1، ص 220؛ أسد الغابة، ج 4، ص 58.
17. أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني الحكيمي مولى
بني هاشم، المعروف بابن ممك (ت 333 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 245.
18. أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن عقبة بن المضرس الأرجاني.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 106.
30

19. أبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر بن عيسى الضرير الوذنكاباذي.
راجع: الأنساب، ج 5، ص 583.
20. أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين بن كوشيذ الخرجاني المعافري.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 341.
21. أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن السري بن أبي دارم التميمي
الكوفي، محدث الكوفة (ت 352 ه‍).
راجع: تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 884؛ سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 578.
22. أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الكراني (ت 339 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 5، ص 45؛ أسد الغابة، ج 3، ص 217.
23. أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد.
راجع: أسد الغابة، ج 4، ص 63.
24. أبو حامد أحمد بن محمد بن علي بن رستة الصوفي الرستي الأصبهاني،
يعرف بالحمال.
راجع: الأنساب، ج 3، ص 64.
25. أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن متة الطيرايي.
راجع: الأنساب، ج 4، ص 96؛ معجم البلدان، ج 4، ص 54.
26. أبو الفضل أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف السمسي البلخي.
راجع: الأنساب، ج 3، ص 298.
27. أبو محمد جعفر بن محمد بن جعفر الأردبيلي.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 107.
28. أبو محمد جعفر بن محمد بن جعفر الرقاعي (ت 379 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 3، ص 83.
29. أبو محمد الحسن بن عبد الرحمان بن خلاد الفارسي الرامهرمزي
31

(ت حدود 360 ه‍).
راجع: تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 906.
30. أبو عبد الله حمزة بن الحسين المؤدب الأصبهاني (ت قبل 360 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 1، ص 175.
31. أبو منصور خرزاد بن أشتة بن العباس التاني.
راجع: الإكمال، ج 1، ص 91 (الهامش).
32. دعلج بن أحمد.
راجع: أسد الغابة، ج 3، ص 217.
33. أبو محمد سعيد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال (ت 383 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 14.
34. أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني
(ت 360 ه‍).
راجع: تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 912؛ سير أعلام النبلاء، ج 6، ص 119.
35. أبو الحسن سهل بن أحمد بن العباس الأبهري.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 79.
36. أبو عبد الله طاهر بن أحمد بن حمدان الرازي اللاسكي.
راجع: الأنساب، ج 5، ص 666.
37. أبو الحسن عباد بن العباس بن عباد الطالقاني - والد الصاحب إسماعيل
ابن عباد الوزير - (ت 334 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 4، ص 30.
38. عبد الباقي بن قانع.
راجع: الموضوعات، ج 1، ص 84؛ الأربعين البلدانية، ص 41.
39. عبد الحميد بن عبد الرحمان.
راجع: الموضوعات، ج 1، ص 231.
32

40. أبو مسلم عبد الرحمان بن بشير بن نمير بن أشتة المؤدب الاشتي.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 161.
41. أبو القاسم عبد الرحمان بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد
الأسدي الهمداني.
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 15.
42. أبو مسلم عبد الرحمان بن عبد الله بن محمد بن نصير المديني المعدل
النصيري (ت 383 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 5، ص 500.
43. أبو مسلم عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن سياه المذكر الدشتي
(ت 346 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 480.
44. أبو مسلم، وقيل: أبو محمد عبد الرحمان بن محمد بن عمرو بن يحيى
القرطمي المؤذن (ت 348 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 4، ص 473.
45. أبو علي عبد الرحيم بن محمد بن مسلم بن عبد الرحيم بن أسيد المديني
(ت 343 ه‍).
راجع: الإكمال، ج 1، ص 66. البداية والنهاية، ج 1، ص 195.
46. أبو بكر عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أسيد المديني المعدل.
راجع: الإكمال، ج 1، ص 66 (الهامش).
47. أبو الحسين عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن مسلم المؤذن، المعروف
بابن حفصويه (ت 375 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 238.
33

48. أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن أيوب الصالحاني.
راجع: الأنساب، ج 3، ص 511.
49. عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم.
راجع: أسد الغابة، ج 2، ص 244، ج 4، ص 68.
50. أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله الوكيل (ت 341 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 5، ص 614.
51. أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني (ت 346 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 554. الأنساب، ج 1، ص 175.
52. أبو محمد عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم التيمي الراراني.
راجع: الأنساب، ج 3، ص 23.
53. أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الطاذي المؤدب.
راجع: الأنساب، ج 4، ص 27.
54. أبو مسعود عبد الله بن محمد بن أحمد بن يزيد الزهري النقاط المؤدب.
راجع: الأنساب، ج 5، ص 519.
55. أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري المعروف بأبي
الشيخ (ت 369 ه‍).
راجع: تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 946.
56. أبو أحمد عبد الله بن محمد بن علي بن شريس المعدل الجوزداني.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 118.
57. أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب المديني
(ت 345 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 367.
58. أبو محمد عبد الله بن محمد بن منصور الجوزداني.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 117.
34

59. عبد الله بن محمود بن محمد بن كوفي الأصبهاني.
راجع: الأنساب، ج 5، ص 109.
60. أبو أحمد عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العطار.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 39؛ معجم البلدان، ج 2، ص 118.
61. أبو عبد الله عبيد الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار الأردستاني التاجر.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 109.
62. أبو زرعة عبيد الله بن محمد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم
ابن راشد المديني المعداني (ت بعد 342 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 5، ص 340.
63. أبو صالح عبيد الله بن محمد بن أحمد بن فيار الجوزداني الفياري.
راجع: الأنساب، ج 4، ص 415.
64. أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن المحدث إسحاق بن إبراهيم بن محمد
ابن جميل الأصبهاني (ت 386 ه‍).
راجع: الأنساب: ج 2 ص 88؛ سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 535.
65. عثمان بن محمد العثماني.
راجع: أدب الإملاء، ص 82.
66. أبو الحسن علي بن إسحاق بن ماقولة السيني.
راجع: الأنساب، ج 3، ص 366.
67. علي بن الحسن بن علي.
راجع: البداية والنهاية، ج 1، ص 324.
68. أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن عمران الفرساني.
راجع: الأنساب، ج 4، ص 364.
69. أبو الحسن علي بن محمد البديهي، الشاعر من أهل بغداد.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 299.
35

70. أبو بكر عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن سهل التميمي الجيراني
(ت 377 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 141.
71. عمر بن عبد الله بن الهيثم الواعظ.
راجع: تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 341.
72. أبو حاتم غانم بن عمر بن محمد بن أحمد بن مسلم الجروا آني.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 50.
73. أبو علي غسان بن محمد بن غسان بن موسى العكلي.
راجع: الأنساب، ج 4، ص 225.
74. أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني الخازن،
المشهور بابن المقرئ (ت 381 ه‍).
راجع: تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 973.
75. أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الأستاذ براني.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 129؛ معجم البلدان، ج 1، ص 173.
76. أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الأصبهاني العسال
صاحب التصانيف (ت 349 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 8؛ تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 888.
77. أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن حمزة الهيساني
(ت 358 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 5، ص 661.
78. أبو مسلم محمد بن أحمد بن شيرويه التاجر الدورقي.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 503؛ معجم البلدان، ج 2، ص 483.
79. أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سابور الأسواري
36

الأصبهاني (ت 342 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 477.
80. محمد بن أحمد بن موسى بن الوليد العسكري.
راجع: تهذيب الكمال، ج 10، ص 92.
81. محمد بن الحسن الأنباري.
راجع: لسان الميزان، ج 6، ص 31.
82. أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد بن دكة المعدل الدكي.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 487.
83. محمد بن سفيان بن إبراهيم.
راجع: أسد الغابة، ج 4، ص 64.
84. محمد بن سليمان المالكي.
راجع: أسد الغابة، ج 3، ص 221.
85. أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي الشافعي البزاز
السفار (ت 354 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 39.
86. أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إسحاق المفسر المقرئ.
راجع: أسد الغابة، ج 3، ص 376.
87. أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن مندة المفتولي.
راجع: الأنساب، ج 5، ص 356.
88. أبو سهل محمد بن عثمان بن أحمد بن الخصيب الأبهري.
راجع: معجم البلدان، ج 1، ص 84.
89. أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي.
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 16، ص 37.
37

90. محمد بن علي بن محمد بن شبويه الأصبهاني.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 108.
91. أبو الحسين محمد بن علي بن يحيى الطبيب القنادري الأصبهاني.
راجع: الأنساب، ج 4، ص 545؛ معجم البلدان، ج 4، ص 400.
92. أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء بن سبرة بن سيار
التميمي، المعروف بابن الجعابي، قاضي الموصل.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 66.
93. أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي (ت 352 ه‍).
راجع: معجم البلدان، ج 1، ص 181.
94. محمد بن محمد بن عمرو بن زيد.
راجع: الموضوعات، ج 1، ص 221.
95. أبو أحمد محمد بن محمد بن يوسف المكي الجرجاني.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 41.
96. أبو عبد الله مكي بن بندار بن مكي بن عاصم الزنجاني.
راجع: الأنساب، ج 3، ص 169.
97. ميمون بن إسحاق بن الحسن الحنفي.
راجع: أسد الغابة، ج 3، ص 217.
98. أبو يوسف يعقوب بن شاذة بن إسحاق بن إبراهيم المزين الأصبهاني.
راجع: الأنساب، ج 5، ص 281.
99. أبو يوسف يعقوب بن محمد بن يعقوب الرازي المعروف بالأقليدسي.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 201.
100. إبراهيم بن أبان بن رستة المديني.
روى عنه كما في الحديث 282.
راجع: الاكمال، ج 4، ص 74.
38

101. عثمان بن محمد البصري.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 283.
102. عبد الله بن محمد بن معدان.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 422.
103. إسحاق بن محمد بن علي بن خالد.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 450.
104. أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن فوران المروزي
الفقيه الكبير (ت 461 ه‍).
روى عنه كما في الحديث 530.
105. محمد بن أحمد بن سالم.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 573.
106. إسماعيل بن علي بن رزين الواسطي.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 157 (الهامش).
107. محمد بن سعيد بن داوود.
راجع: دلائل النبوة، ص 39.
108. إبراهيم بن علي البصري.
راجع: دلائل النبوة، ص 121.
109. محمد بن الحسين الدقاق البغدادي.
روى عنه كما في الحديث 144. لعله محمد بن الحسين أبو جعفر الدقاق، أو
هو محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم أبو بكر الدقاق.
راجع: تاريخ بغداد، ج 2، ص 231 و 241.
110. أبو الحسن علي بن إبراهيم بن حماد الأزدي (ت 356 ه‍).
روى عنه كما في الحديث 166.
111. الحسن بن محمد السكوني.
39

روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 170.
112. محمد بن أحمد بن أبي الحارث البزاز.
روى عنه كما في الحديث 203.
113. محمد بن أحمد بن علي.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 238.
114. محمد بن محمد بن ماسن الهروي.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 253.
115. أحمد بن محمد الخياط المقرئ الكوفي.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 257.
116. محمد بن عبد الله بن سعيد.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 241.
117. عبد الرحمان بن محمد بن حماد.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 44، لعله عبد الرحمان بن محمد بن
حامد بن متويه أبو القاسم الزاهد البلخي (ت 355 ه‍).
118. أحمد بن عبد الله بن الحسين.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 45، لعله أحمد بن عبد الله بن الحسين
أبو بكر البزاز (ت 403 ه‍).
119. أحمد بن إسحاق بن منجاب.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 51.
120. أحمد بن محمد بن الصباح النيسابوري.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 57، كأنه أحمد بن محمد بن الصباح
المزني الدولابي.
راجع: تاريخ بغداد: ج 4، ص 34؛ الثقات: ج 8، ص 41.
40

121. عبد الرحمان بن محمد بن مسلم.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 59.
122. عبد الخالق بن محمد بن مروان.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 64.
123. أحمد بن محمد بن سليمان المالكي.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 138.
124. فهد بن إبراهيم البصري.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 168.
125. سليمان بن أحمد بن منصور سجادة.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 3.
126. عبيد الله بن جعفر.
روى عنه بهذا العنوان في الحديث 5. لعله عبيد الله بن جعفر بن محمد بن
أعين (ت 359 ه‍).
127. أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي
(ت 379 ه‍).
روى عنه كما في الحديث 13.
128. أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي.
روى عنه كما في الحديث 51.
129. الحسن بن الحكم الخيري.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 18.
130. محمد بن عبد الرحمان بن الحسين الأسدي.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 20.
131. أحمد بن محمد بن عثمان الصيدلاني.
41

روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 29.
132. أحمد بن القاسم بن صدقة المصري.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 26 و 249.
133. محمد بن القاسم بن أحمد.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 31.
134. محمد بن عبد الله بن الحسين.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 34 و 204 و 422. لعله محمد بن
عبد الله بن الحسين أبو عبد الله الجعفي القاضي الكوفي، المعروف بابن الهرواني (ت
402 ه‍).
135. مكي بن بندار الزنجاني.
راجع: دلائل النبوة، ص 150.
136. أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني المعروف ببادويه.
راجع: خصائص مسند الإمام أحمد، ص 11.
137. عبد الله بن سعد بن يحيى.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 201.
138. أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي الكوفي.
روى عنه بهذا العنوان كما في الحديث 290.
139. أبو القاسم إسماعيل بن عباد الطالقاني (1)، المعروف بالصاحب.
راجع: الأنساب، ج 4، ص 30.
الرواة عنه
1. أبو الفضل أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الجلودي المفسر.
راجع: تهذيب الكمال، ج 10، ص 92.

1. قال السمعاني في ترجمته: " اشتهر ذكره وشعره ومجموعاته في النظم والنثر في الآفاق، وسمع الحديث من
الأصبهانيين والبغداديين والرازيين، وحدث، وكان يحث على طلب الحديث وكتابته. حدثنا أبو المناقب
حمزة بن إسماعيل العلوي، أخبرنا سليمان بن إبراهيم الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
الحافظ، سمعت الصاحب أبا القاسم إسماعيل بن عباد يقول: من لم يكتب الحديث، لم يجد حلاوة الإسلام ".
42

2. أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر محمد بن أبي علي أحمد
الهمداني الذكواني (ت 484 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 3، ص 10، 215؛ الموضوعات، ج 1، ص 257.
3. أحمد بن الفضل الباطرقاني.
راجع: أدب الإملاء، ص 82.
4. أبو الفوارس أحمد بن الفضل بن أحمد بن علي بن محمد العنبري الأديب.
راجع: الأنساب، ج 4، ص 249.
5. أبو طالب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن دينار القرشي
الكندلاني (ت 493 ه‍).
6. أبو بكر أحمد بن محمد بن المظفر التميمي الأصبهاني القصاب.
راجع: تاريخ بغداد، ج 5، ص 106.
7. أحمد بن محمد بن بهنور أبو بكر البيضاوي، الملقب بلبل الصوفي
(ت 455 ه‍).
راجع: معجم البلدان، ج 1، ص 529.
8. أبو علي الحسن بن عمر بن حسن بن يونس الأصبهاني (ت 466 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 337.
9. أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان الملنجي الحافظ
(ت 486 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 5، ص 382؛ سير أعلام النبلاء، ج 19،
ص 23؛ تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 1199.
10. شيبان بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن شيبان الأسدي المحتسب
أبو المعمر البرجي.
راجع: معجم البلدان، ج 1، ص 373.
43

11. أبو القاسم عبد الرحمان بن الحافظ الكبير أبي عبد الله محمد بن إسحاق
ابن محمد بن يحيى بن مندة العبدي الأصبهاني.
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 349.
12. أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن
عبد الرحمان بن محمد بن سليمان الحسناباذي (ت 484 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 219.
13. أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد الرقاعي
(ت 445 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 3، ص 83.
14. أبو عمرو عبد الوهاب بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن الحافظ
محمد بن يحيى بن مندة العبدي الأصبهاني (ت 475 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 440.
15. أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان بن محمد بن سليمان
الحسناباذي، المعروف بابن أبي عيسى (ت بعد 460 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 2، ص 220.
16. أبو القاسم الفضل بن محمد، يعرف بتافه الأصبهاني.
راجع: الإكمال، ج 1، ص 490.
17. أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي
الأصبهاني (ت 489 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 19، ص 9.
18. أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الجوباري (ت 453 ه‍).
راجع: معجم البلدان، ج 2، ص 176.
19. أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني المستملي العطار
(ت 466 ه‍).
راجع: تذكرة الحفاظ، ج 3، ص 116؛ سير أعلام النبلاء، ج 18، ص 339.
44

20. أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون،
المعروف بابن ررا (ت 482 ه‍).
راجع: الأنساب، ج 3، ص 23.
21. أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليم
البواني المعلم.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 407؛ معجم البلدان: ج 1، ص 505.
22. أبو منصور محمد بن زكريا بن الحسن بن زكريا بن ثابت بن عامر بن
حكيم، مولى الأنصار السيني الأديب.
راجع: معجم البلدان، ج 3، ص 301؛ الأنساب، ج 3، ص 366.
23. أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن أحمد بن زكريا الضبي،
الناسخ، المجلد، الصحاف، الملقب بالمصري (ت 497 ه‍).
راجع: سير أعلام النبلاء، ج 19، ص 177.
24. أبو بكر محمد بن علي بن خولة الأبهري.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 21.
25. أبو نصر محمد بن عمر بن محمد بن عبد الرحمان الخرجاني المقرئ،
المعروف بابن تانة.
راجع: معجم البلدان، ج 2، ص 356؛ الأنساب، ج 1، ص 443.
26. أبو الفضل محمد بن الفضل الحلاوي الحافظ.
راجع: الأنساب، ج 2، ص 294.
27. أبو الفضل محمد بن الفضل القرشي.
راجع: الموضوعات، ج 1، ص 257.
28. أبو نصر محمود بن عمر بن إبراهيم بن أحمد الطهراني.
راجع: معجم البلدان، ج 4، ص 52؛ الأنساب، ج 4، ص 86.
29. أبو طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري.
راجع: المناقب، الخوارزمي، ص 271.
45

30. أبو يعقوب يوسف بن محمد بن سعيد بن موسى المنادي الأبهري.
راجع: الأنساب، ج 1، ص 79.
31. سليمان بن إبراهيم الأصبهاني.
روى عن ابن مردويه بهذا العنوان كما في الحديث 3.
32. أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني.
روى عن ابن مردويه بهذا العنوان كما في الحديث 3.
33. أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون.
لعله أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الريوندي المعروف بابي بكر الشافعي.
راجع: دلائل النبوة، ص 39.
34. محمد بن أحمد بن علي الفقيه.
راجع: دلائل النبوة، ص 96.
35. أبو القاسم إسماعيل بن محمد.
راجع: خصائص مسند الإمام أحمد، ص 11.
36. أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي الأصبهاني.
راجع: تعزية المسلم عن أخيه، ص 57.
37. علي بن الحسن المطالبي. لعله علي بن الحسن أبو الحسن المظالمي.
راجع: تعزية المسلم عن أخيه، ص 57؛ طبقات المحدثين
بأصبهان، ج 4، ص 202.
46

الفصل الأول
في أنه (عليه السلام) أول من أسلم
1. ابن مردويه، عن علي (عليه السلام) قال: أنا أول من أسلم، وأول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم). (1)
2. ابن مردويه، عن أبي ذر أنه قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " إن الملائكة صلت علي وعلى علي
سبع سنين قبل أن يسلم بشر ". (2)

1. الجامع الكبير، ج 16، ص 338، ح 8228.
روى ابن عبد البر في " ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) " من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج 3، ص 31)،
قال: روى شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني، قال: سمعت عليا يقول: أنا أول من صلى مع رسول
الله (صلى الله عليه وآله).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 58، ح 85)، قال: أخبرنا
أبو القاسم ابن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، قالا: أنبأنا أبو محمد الصريفيني، أنبأنا
أبو القاسم بن جبابة.
حيلولة: وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين ابن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، عن سلمة بن
كهيل، قال: سمعت حبة بن جوين العرني يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: أنا أول رجل صلى - أو
أسلم - مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وفي حديث ابن حبابة: سمعت حبة العرني يقول: سمعت عليا يقول: أنا أول من أسلم - أو صلى - مع رسول
الله (صلى الله عليه وآله).
[قال ابن عساكر: و] تابعه النضر بن شميل، عن شعبة.
2. مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 291.
ورواه ابن الأثير في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أسد الغابة (ج 4، ص 18)، قال: أنبأنا ذاكر بن
كامل الخفاف، أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقرجي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد
ابن يوسف المقري العلاف، أنبأنا أبو علي مخلد بن جعفر بن مخلد الباقرجي، حدثنا محمد بن جرير الطبري،
حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمان بن الأسود، عن محمد بن عبيد الله بن
أبي رافع، عن عبد الله بن عبد الرحمان، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لقد صلت
الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذاك أنه لم يصل معي رجل غيره ".
47

3. ابن مردويه، حدثني سليمان بن أحمد بن منصور سجادة، حدثني سهل بن صالح
المروزي، حدثنا محمد بن عبد الرحمان، حدثنا الحسن بن علي البصري،
وحدثني كامل بن طلحة، قالا: حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر، قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " صلت الملائكة علي وعلى
علي بن أبي طالب سبع سنين، وذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى
السماء إلا مني ومن علي ". (1)
4. ابن مردويه، عن حبة بن جوين، قال: قال علي (رضي الله عنه): عبدت الله مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبع
سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة. (2)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 53، ح 18. قال: أخبرنا الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن
عبد الله بن الحسن الهمداني، المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان - قال: أخبرني الحافظ أبو علي
الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه - أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى
عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرني الإمام الحافظ، طراز
المحدثين، أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بأصبهان. قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني: وأخبرنا
بهذا الحديث عاليا الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني، في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين
وأربعمئة، عن أبي بكر بن مردويه...
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 81، ح 114) قال: أخبرنا
أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم ابن مسعدة، أنبأنا عبد الرحمان بن محمد الفارسي، أنبأنا أبو أحمد
ابن عدي، أنبأنا محمد بن دبيس بن بكار، أنبأنا السري بن زيد، أنبأنا سهل بن صالح، أنبأنا عباد بن
عبد الصمد، عن أنس قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلى علي الملائكة وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين، ولم
يصعد - أو لم يرتفع - شهادة أن لا إله إلا الله من الأرض إلى السماء إلا مني ومن علي بن أبي طالب ".
2. كنز العمال، ج 13، ص 122، ح 36390.
ورواه ابن مردويه كما في جامع الأحاديث (ج 16، ص 244، ح 7816).
ورواه الحاكم في المستدرك (ج 3، ص 112)، قال: شعيب بن صفوان، عن الأجلح، عن سلمة بن كهيل، عن
حبة بن جوين، عن علي (رضي الله عنه) قال: عبدت الله مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة.
48

5. ابن مردويه، حدثنا عبيد الله بن جعفر، حدثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدثنا
بشر بن مهران، حدثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبد الله
بن مسعود، قال: إن أول شيء علمته من أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أني قدمت مكة في عمومة
لي، فأرشدونا على العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم
فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده، إذ أقبل رجل من باب الصفا تعلوه حمرة، له
وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه، أقنى الأنف، براق الثنايا، أدعج العينين، كث
اللحية، دقيق المسربة، شثن الكفين، حسن الوجه، معه مراهق أو محتلم،
تقفوه امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه، ثم استلم
الغلام، ثم استلمته المرأة، ثم طاف بالبيت سبعا، والغلام والمرأة يطوفان معه،
فقلنا: يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شيء حدث؟
قال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله، والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة
امرأته خديجة بنت خويلد، ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا
الدين إلا هؤلاء الثلاثة. (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 56، ح 21. قال: أخبرني سيد الحفاظ شهرداد بن شيرويه الديلمي إجازة، أخبرنا
عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا الشريف أبو طالب، حدثنا ابن مردويه....
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 222) قال: روى الطبراني عن ابن مسعود قال: أول شيء علمت من
أمر رسول الله، وذكر مثله.
وروى النسائي في خصائص الإمام علي بن أبي أبي طالب (عليه السلام) (ص 36، ح 5): قال: أخبرنا محمد بن عبيد بن
محمد الكوفي، حدثنا سعيد بن خثيم، عن أسد بن وداعة، عن أبي يحيى بن عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف،
قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس بن عبد المطلب
- وكان رجلا تاجرا - فأنا عنده جالس حيث أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس في السماء فارتفعت وذهبت،
إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء، ثم قام مستقبل الكعبة، ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاء غلام فقام على
يمينه، ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب
فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة. فقلت: يا عباس، أمر عظيم؟! قال العباس: نعم أمر
عظيم. أتدري من هذا الشاب؟ قلت: لا. قال: هذا محمد بن عبد الله ابن أخي. أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي
ابن أبي طالب ابن أخي. أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته. إن ابن أخي هذا أخبرني أن
ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير
هؤلاء الثلاثة.
49

6. ابن مردويه، عن بريدة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة: " إن زوجك خير أمتي، أقدمهم
سلما، وأكثرهم علما ". (1)
7. ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي، أنت أول
المسلمين إسلاما، وأنت أول المؤمنين إيمانا ". (2)
8. ابن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الطبري، حدثنا علي بن دينار،
حدثنا زيد بن إسماعيل، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا أبو العلاء خالد بن
طهمان، عن نافع، عن معقل بن يسار، قال: بينا أنا أوضئ النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال:
أريد أن أعود فاطمة. فقام وتوكأ علي، فلما دخل عليها، قال لها: " كيف أنت
يا بنية؟ قالت: طال سقمي، واشتدت فاقتي. فقال: أما ترضين أن زوجتك
أقدم أمتي سلما وأحكمهم علما؟! " (3)

1. أرجح المطالب، ص، 589.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 106، ح 111)، قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن
علي بن محمد الهمداني - نزيل بغداد -، أنبأنا محمد بن علي بن ميمون النرسي، حدثنا محمد بن علي بن
عبد الرحمان، حدثنا محمد بن الحسين بن النحاس، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا محمد بن إسماعيل
الأحمسي، حدثنا مفضل، حدثنا جابر، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قم بنا يا
بريدة نعود فاطمة "، فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها، دمعت عيناها، قال: " ما يبكيك يا بنتي؟ " قالت: قلة
الطعم، وكثرة الهم، وشدة السقم، قال لها: " أما والله، ما عند الله خير مما ترغبين إليه، يا فاطمة، أما ترضين إن
زوجك خير أمتي! أقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأفضلهم حلما، والله إن ابنيك لسيدا شباب أهل الجنة ".
2. أرجح المطالب، ص 45.
ورواه الديلمي في الفردوس (ج 5، ص 315، ح 8299) عن عمر بن الخطاب أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: " يا علي،
أنت أول المسلمين إسلاما، وأنت أول المؤمنين، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ".
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 13، ص 124، ح 36395).
3. الأربعون حديثا، ص 52. قال فيه: أخبرنا السيد أبو علي شرف شاه بن عبد المطلب بن جعفر الحسيني
الأفطسي الأصبهاني بها، أخبرنا جدي من قبل أمي أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمان بن محمد الذكواني،
حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ....
ورواه أحمد بن حنبل في المسند (ج 5، ص 26)، قال: حدثنا أبو أحمد، حدثنا خالد - يعني ابن طهمان - عن
نافع بن أبي نافع، عن معقل بن يسار، قال: وضأت النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم فقال: " هل لك في فاطمة - رضي الله
عنها - تعودها؟ " فقلت: نعم. فقام متوكئا علي، فقال: " أما إنه سيحمل ثقلها غيرك، ويكون أجرها لك "، قال:
فكأنه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة (عليها السلام)، فقال لها: " كيف تجدينك؟ " قالت: " والله، لقد اشتد
حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي ". قال أبو عبد الرحمان: وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا
الحديث: قال: " أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما ".
50

9. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، حدثنا عمران الأشقر، حدثنا
قيس، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب: أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
مرض مرضة فأتته فاطمة تعوده، فلما رأت ما برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الجهد
والضعف استعبرت فبكت حتى سالت الدموع على خديها، فقال لها رسول
الله (صلى الله عليه وسلم): " يا فاطمة، إن لكرامة الله عز وجل إياك زوجك من أقدمهم سلما، وأكثرهم
علما، وأعظمهم حلما. إن الله تعالى أطلع إطلاعة إلى أهل الأرض فاختارني
منهم، فبعثني نبيا مرسلا، ثم أطلع إطلاعة فاختار منهم بعلك، فأوحى إلي أن
أزوجه إياك، وأتخذه وصيا ". (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 112، ح 121. قال فيه: أخبرني شهردار بن شيرويه الديلمي إجازة، أخبرني
عبدوس هذا كتابة، حدثنا أبو طالب، حدثنا ابن مردويه....
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 101، ح 144) قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد
ابن سهل النحوي (رحمه الله) إذنا، أن أبا الفتح محمد بن الحسن البغدادي حدثهم، قال: قرئ على أبي محمد جعفر بن
نصير الخلدي وأنا أسمع: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا حسين الأشقر،
عن قيس، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرض مرضة،
فدخلت عليه فاطمة - صلى الله عليها - تعوده، وهو ناقة من مرضه، فلما رأت ما برسول الله من الجهد والضعف
خنقتها العبرة حتى خرجت دمعتها، فقال لها: " يا فاطمة، إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض إطلاعة فاختار منها أباك
فبعثه نبيا، ثم اطلع إليها ثانية فاختار منها بعلك، فأوحى إلي، فأنكحته واتخذته وصيا. أما علمت يا فاطمة، أن
لكرامة الله إياك زوجك أعظمهم حلما! وأقدمهم سلما! وأعلمهم علما! "، فسرت بذلك فاطمة (عليها السلام)
واستبشرت....
51

الفصل الثاني
في كناه
10. ابن مردويه، في حديث أن عليا (عليه السلام) غضب على فاطمة (عليها السلام) وخرج، فوجده
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " قم أبا تراب، قم أبا تراب ". (1)
11. ابن مردويه، أنه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد: سب عليا، فأبى، فقال: أما
إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب، فقال: والله، إنه إنما سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله)
بذلك، وهو أحب الأسماء إليه. (2)

1. بحار الأنوار، ج 35، ص 60. قال فيه: البخاري، والطبري، وابن مردويه، وابن شاهين، وابن البيع، في
حديث....
2. بحار الأنوار، ج 35، ص 60. قال فيه: البخاري، ومسلم، والطبري، وابن البيع، وأبو نعيم، وابن مردويه، أنه
قال بعض الأمراء....
روى مسلم في صحيحه (ج 7، ص 123) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز (يعني ابن أبي حازم)
عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، استعمل على المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن
يشتم عليا، قال: فأبى سهل، فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه
من أبي التراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها. فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب؟ قال: جاء رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت. فقال: " أين ابن عمك؟ " فقالت: " كان بيني وبينه شيء فغاضبني
فخرج، فلم يقل عندي ". فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لإنسان: " انظر أين هو؟ " فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد
راقد. فجاءه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسحه عنه
ويقول: " قم أبا التراب، قم أبا التراب ".
53

الفصل الثالث
في ألقابه
أ. أمير المؤمنين
12. ابن مردويه، عن سالم مولى حذيفة بن اليمان، قال: أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن نسلم
على علي بن أبي طالب ب‍ " يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ". (1)
13. ابن مردويه، حدثنا محمد بن المظفر بن موسى، قال: حدثنا محمد بن الحسين
بن حفص الخثعمي، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، قال: حدثنا
يحيى بن سالم، قال: حدثنا صباح المزني، عن العلاء بن المسيب، عن أبي
داوود، عن بريدة، قال: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نسلم على علي (عليه السلام)
بأمير المؤمنين. (2)

1. مناقب سيدنا علي، ص 18.
2. اليقين، الباب 3، ص 10.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 15)؛ وكشف اليقين (ص 272).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 259، ح 784) قال:
أخبرنا أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد في كتابه، أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، قال: أنبأنا
أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنبأنا أبو العباس الأصم، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن مستورد، أنبأنا
يوسف بن كليب المسعودي، أنبأنا يحيى بن سلام، عن صباح، عن العلاء بن المسيب، عن أبي داوود، عن
بريدة الأسلمي، قال: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نسلم على علي بإمرة المؤمنين ونحن سبعة، وأنا أصغر القوم
يومئذ.
وأورد التفتازاني في شرح المقاصد (ج 5، ص 259 المبحث الرابع من الفصل الرابع) قوله (صلى الله عليه وآله): سلموا عليه (أي:
على علي) بإمرة المؤمنين.
55

14. ابن مردويه، عن سالم مولى علي، أن أبا بكر وعمر دخلا على علي وقالا:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. (1)
15. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي دارم، قال: حدثنا المنذر بن محمد،
قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبان بن تغلب،
عن أبي غيلان، قال: حدثني أبو سعد - وهو رجل ممن شهد صفين - قال:
حدثني سالم المنتوف - مولى علي - قال: كنت مع علي (عليه السلام) في أرض يحرثها
حتى جاء أبو بكر وعمر، فقالا: سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله
وبركاته. فقيل: كنتم تقولون في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!
فقال عمر: هو أمرنا بذلك. (2)
16. ابن مردويه، حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق
العطار، قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا جعفر الأحمر،
قال: حدثنا مهلهل العبدي، عن كريرة الهجري، قال: لما مر علي بن أبي طالب (عليه السلام)
قام حذيفة بن اليمان، فتعصب مريضا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس من
سره أن يلحق بأمير المؤمنين حقا حقا فليلحق بعلي بن أبي طالب.
فأخذ الناس برا وبحرا، فما جاءت الجمعة حتى مات حذيفة. (3)
17. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن إسحاق الطيبي، قال: حدثنا إبراهيم بن... (4) قال:

1. مناقب سيدنا علي، ص 20.
2. اليقين، الباب 4، ص 11.
ورواه ابن مردويه كما في در بحر المناقب (ص 71). وكما في أرجح المطالب (ص 15).
3. اليقين، الباب 11، ص 15.
4. كذا في الأصل.
56

حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثنا تليد بن سلمان، عن أبي
الحجاف، عن معاوية بن ثعلبة الليثي، قال: مرض أبو ذر (رضي الله عنه) مرضا شديدا
حتى أشرف على الموت، فأوصى إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقيل له: لو
أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان أجمل لوصيتك من علي!
فقال أبو ذر: أوصيت والله إلى أمير المؤمنين حقا حقا، وإنه لربى الأرض
الذي يسكن إليها وتسكن إليه، ولو قد فارقتموه لأنكرتم الأرض وأنكروكم. (1)
18. ابن مردويه، حدثنا الحسن بن الحكم الخيري، قال: حدثنا سعد بن عثمان
الخراز، قال: حدثنا أبو مريم، قال: حدثني داوود بن أبي عوف، قال:
حدثني معاوية بن ثعلبة الليثي، قال: ألا أحدثك بحديث لم يختلط؟ قلت:
بلى. قال: مرض أبو ذر فأوصى إلى علي (عليه السلام)، فقال بعض من يعوده: لو
أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي (عليه السلام)!
قال: والله، لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين. والله، إنه للربيع
الذي يسكن إليه، ولو قد فارقكم لقد أنكرتم الناس، وأنكرتم الأرض.
قال: قلت: يا أبا ذر، إنا لنعلم أن أحبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحبهم إليك.
قال: أجل.
قلنا: فأيهم أحب إليك؟
قال: هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه، يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام). (2)
19. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، قال: حدثنا عمر بن
عبد الرحيم، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي، قال: حدثنا يحيى بن يمان،
قال: حدثنا سفيان الثوري، قال: حدثنا داوود بن أبي عوف، قال: حدثنا

1. اليقين، الباب 13، ص 16.
ورواه ابن مردويه إلى قوله: " حقا حقا " كما في أرجح المطالب (ص 18).
2. اليقين، الباب 12، ص 15.
ورواه ابن مردويه كما في در بحر المناقب (ص 72).
57

معاوية بن ثعلبة، قال: دخلنا على أبي ذر (رضي الله عنه) نعوده في مرضه الذي مات
فيه، فقلنا: أوص يا أبا ذر.
قال: قد أوصيت إلى أمير المؤمنين.
قال: قلنا: عثمان!
قال: لا، ولكن إلى أمير المؤمنين حقا، أمير المؤمنين والله، إنه لربى الأرض،
وإنه لرباني هذه الأمة، ولو قد فقدتموه لأنكرتم الأرض ومن عليها. (1)
ب. سيد المسلمين، إمام المتقين، ولي المتقين، قائد الغر المحجلين إمام الغر
المحجلين، خير الوصيين، خاتم الوصيين، أولى الناس بالمؤمنين، سيد ولد آدم
20. ابن مردويه، حدثنا محمد بن عبد الرحمان بن الحسين الأسدي، قال: حدثنا
يحيى بن العلاء الرازي، قال: حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان، عن عبد الله
ابن زرارة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أوحي إلي في علي ثلاث: إنه سيد
المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ". (2)
21. ابن مردويه، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ليلة
أسري بي انتهيت إلى ربي عز وجل، فأوحى إلي في علي بثلاث: إنه سيد
المسلمين، وولي المتقين، وقائد الغر المحجلين ". (3)

1. اليقين، الباب 15، ص 16.
2. اليقين، الباب 186، ص 182.
ورواه الطبراني في المعجم الصغير (ج 2، ص 88)، قال: حدثنا محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري
الأصبهاني، حدثنا مجاشع بن عمرو بهمدان سنة (235) خمس وثلاثين ومئتين، حدثنا عيسى بن سوادة
الرازي، حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان، عن عبد الله بن عكيم الجهني، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله عز وجل
أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري، إنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين ".
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 18).
3. أرجح المطالب، ص 19.
ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 70)، قال: عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" ليلة أسري بي انتهيت إلى ربي عز وجل، فأوحى إلي - أو أمرني (شك الراوي في أيهما) - في علي ثلاثا، أنه سيد
المسلمين، وولي المتقين، وقائد الغر المحجلين ". أخرجه المحاملي، وأخرجه الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
من حديث علي وزاد: " ويعسوب الدين ".
58

22. ابن مردويه، عن أنس، قال: بينما أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" الآن يدخل سيد المسلمين "، فإذا طلع علي. (1)
23. ابن مردويه، عن أنس، قال: بينما أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" الآن يدخل سيد المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيين "، إذ طلع علي
ابن أبي طالب. (2)
24. ابن مردويه، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: " يا أنس، أول من يدخل عليك من
هذا الباب، فهو أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وخاتم الوصيين ". (3)
25. ابن مردويه، حدثنا محمد بن علي بن دحيم، قال: حدثنا الحسن بن
الحكم الخرزي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا صباح بن يحيى
المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أنس، أسكب لي وضوء - أو ماء - "، فتوضى وصلى، ثم
انصرف. فقال: " يا أنس، أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين، وسيد
المسلمين، وخاتم الوصيين، وإمام الغر المحجلين ". فجاء علي (عليه السلام) حتى
ضرب الباب. فقال: " من هذا يا أنس؟ ". قلت: هذا علي. قال: " افتح له ".
فدخل. (4)

1. أرجح المطالب، ص 19.
2. أرجح المطالب، ص 24، قال فيه: أخرجه الديلمي وأبو بكر بن مردويه.
ورواه ابن مردويه على ما رواه العيني ما في مناقب سيدنا علي (ص 16).
3. مناقب سيدنا علي، ص 61.
4. اليقين، الباب 25، ص 10.
ورواه ابن مردوية كما في أرجح المطالب (ص 15).
وروى ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 259، ح 783)، قال:
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن سليمان بن المعدل
العريني النصيبي بها، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد،
أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا إبراهيم بن محمد، أنبأنا علي بن عائش، عن الحارث بن
حصيرة، عن القاسم بن جنيدب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أسكب إلي ماءا - أو وضوءا - "
[قال: فسكبت له] فتوضأ، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: " يا أنس، أول من يدخل من هذا الباب
أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وسيد المؤمنين علي ".
59

26. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري، قال: حدثنا أحمد بن
رشدين المصري، قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثنا
عبد الكريم الجعفي، قال: سمعت جابر الجعفي يذكر عن أبي الطفيل، عن
أنس بن مالك، قال: كنت خادما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فبينا أنا يوم أوضيه، إذ قال:
" يدخل رجل، وهو أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وأولى الناس
بالمؤمنين، وقائد الغر المحجلين ".
قال أنس: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فإذا هو علي بن
أبي طالب (عليه السلام). (1)
27. ابن مردويه، عن أنس، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: " مرحبا بسيد المسلمين، وإمام
المتقين ". (2)
28. ابن مردويه، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا جعفر بن محمد
العلوي، قال: حدثنا محمد بن الحسين العلكي، قال: حدثنا أحمد بن
موسى الخراز الدوقي، قال: حدثنا بليد بن سليمان، عن جابر الجعفي، عن
محمد بن علي، عن أنس بن مالك، قال: بينما أنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال:
" يطلع الآن "، قلت: فداك أبي وأمي من ذا؟ قال: " سيد المسلمين،

1. اليقين، الباب 7، ص 12.
2. مناقب سيدنا علي، ص 53.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 619، ح 33009): أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: " مرحبا بسيد
المسلمين، وإمام المتقين ". (أبو نعيم في حلية الأولياء).
60

وأمير المؤمنين، وخير الوصيين، وأولى الناس بالنبيين "، قال: فطلع علي (عليه السلام)
ثم قال لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟! ". (1)
29. ابن مردويه، عن أحمد بن محمد بن عثمان الصيدلاني، قال: حدثنا المنذر بن
محمد بن المنذر، قال: حدثنا أحمد بن موسى الخزاز، قال: حدثنا بليد بن
سليمان أبو إدريس، عن جابر، عن محمد بن علي، عن أنس بن مالك، قال:
بينا أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " الآن يدخل سيد المسلمين، وأمير المؤمنين،
وأولى الناس بالنبيين "، إذ طلع علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يمسح العرق من جبهته ووجهه ويمسح به وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
ويمسح العرق من وجه علي (عليه السلام) ويمسح به وجهه، فقال له علي (عليه السلام): " يا
رسول الله، نزل في شيء؟ " قال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى؟! إلا إنه لا نبي بعدي، أنت أخي، ووزيري، وخير من أخلف بعدي،
تقضي ديني، وتنجز وعدي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي، وتعلمهم من
تأويل القرآن ما لم يعلموا، وتجاهدهم على التأويل، كما جاهدتهم على
التنزيل ". (2)

1. اليقين، الباب 10، ص 14.
2. اليقين، الباب 7، ص 13.
ورواه ابن مردويه على ما رواه الأمرتسري في أرجح المطالب (ص 17)، وفيه: " الآن يدخل سيد المسلمين،
وأمير المؤمنين، وخير الوصيين "، إذ طلع علي. فقال (صلى الله عليه وآله): " والي والي "، فجلس بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمسح
العرق من جبهته....
وروى قريبا منه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 1، ص 63)، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي، حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا علي بن عياش، عن الحارث بن حصيرة،
عن القاسم بن جندب، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يا أنس، إسكب لي وضوءا "، ثم قام فصلى ركعتين،
ثم قال: " يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين
وخاتم الوصيين ". قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، وكتمته. إذ جاء علي فقال: " من هذا يا
أنس؟ ". فقلت: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه.
قال علي: " يا رسول الله، قد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل؟! ". قال: " وما يمنعني وأنت تؤدي عني،
وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ". رواه جابر الجعفي، عن أبي الطفيل، عن أنس نحوه.
عنه رواه الخوارزمي في المناقب.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 486، ح 1014)، قال:
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، وذكر مثل ما ذكره أبو نعيم سندا ومتنا.
61

30. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن السري الكوفي، قال: حدثنا المنذر بن
محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبان بن
تغلب، عن جابر بن إبراهيم، عن إسحاق، عن عبد الله، قال: دخل علي (عليه السلام)
على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده عائشة، فجلس بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين عائشة.
فقالت عائشة: ما كان لك مجلس غير فخذي! فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على
ظهرها.
فقال: " مه! لا تؤذيني في أخي. فإنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد
الغر المحجلين. يوم القيامة يقعد على الصراط، يدخل أولياءه الجنة، ويدخل
أعداءه النار ". (1)
31. ابن مردويه، حدثني محمد بن القاسم بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن سليمان الباغندي، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثنا
محمد بن القيم الكوفي، عن إسماعيل بن زياد البزاز، عن أبي إدريس، عن
أبي رافع - مولى عائشة - قال: كنت غلاما أخدمها، فكنت إذا كان رسول
الله (صلى الله عليه وآله) عندها أكون قريبا أعاطيها. فبينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها ذات يوم، إذ
جاء جاء فدق الباب. قال: فخرجت إليه، فإذا جارية معها إناء مغطى. قال: فرجعت
إلى عائشة فأخبرتها. قالت: " أدخلها "، فدخلت، فوضعته بين يدي عائشة،
فوضعته عائشة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجعل يأكل، وخرجت الجارية.

1. اليقين، الباب 5، ص 11.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 16). ومناقب مرتضوي (ص 154). وكشف اليقين (ص 271).
62

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليت أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وإمام المتقين،
عندي يأكل معي! ". فجاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه، فإذا هو علي بن
أبي طالب (عليه السلام) قال: فرجعت، فقلت: هذا علي. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أدخله ".
فلما دخل قال النبي (صلى الله عليه وآله): " مرحبا وأهلا، لقد تمنيتك مرتين، حتى لو أبطأت
علي لسألت الله عز وجل أن يأتي بك، أجلس فكل معي ". (1)
32. ابن مردويه، حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد، حدثنا محمد بن أبي يعلى،
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز
البصري، حدثنا مندل بن علي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الغداة - وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد -، فدخل وإذا النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن
الدار، وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي.
فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله؟
قال: بخير يا أخا رسول الله.
قال له علي: جزاك الله عنا أهل البيت خيرا.
قال له دحية: إني أحبك، وإن لك عندي مدحة أزفها إليك:
أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا
النبيين والمرسلين، ولواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع
محمد وحزبه إلى الجنان، زفا زفا، قد أفلح من تولاك، وخسر من عاداك،
بحب محمد أحبوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله)، أدن مني صفوة
الله.
فأخذ رأس النبي فوضعه في حجره وذهب. فرفع رسول الله رأسه فقال: " ما

1. اليقين، الباب 9، ص 13.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 17).
63

هذه الهمهمة؟ " فأخبره الحديث.
فقال: " يا علي، لم يكن دحية الكلبي، كان جبرئيل، سماك باسم سماك الله
به. وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين، ورهبك في صدور
الكافرين ". (1)
ج. يعسوب المؤمنين، الصديق الأكبر، الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل،
باب النبي الذي يؤتى منه
33. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك،
حدثنا محمد بن ضريس، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد ابن عمر،
قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين ". (2)
34. ابن مردويه، حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني علي بن موسى

1. المناقب، الخوارزمي، ص 322، ح 329، قال: أخبرني شهردار بن شيرويه الديلمي إجازة، أخبرنا عبدوس
هذا إجازة، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد الجعفري، عن الحافظ ابن مردويه.
ورواه ابن مردويه بنفس الإسناد أعلاه كما في اليقين (الباب 1، ص 9) وفيه: " قال ابن عباس: كان رسول
الله (صلى الله عليه وآله) في صحن الدار وإذا رأسه...، " وفيه أيضا: " وخسر من تخلاك، محبوا محمد محبوك، ومبغضوا محمد
مبغضوك ".
ورواه الأمرتسري في أرجح المطالب (ص 31)، قال: أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس، وذكر مثل ما ذكره
ابن طاووس.
2. اليقين، الباب 202، ص 193.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 260، ح 785) قال:
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبد الله بن
عدي، أنبأنا محمد بن أحمد بن هلال، أنبأنا محمد بن يحيى بن ضريس، أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن
عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " علي يعسوب
المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين ".
64

الرضا، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني
أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي
الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام): قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي، إنك سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين،
ويعسوب المؤمنين ". (1)
35. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، قال: حدثنا عمران بن
عبد الرحيم، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح بن أبي الصلت، قال: حدثنا
علي بن هاشم بن البريد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي
رافع مولى النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن أبي ذر (رضي الله عنه)، قال:
سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " أنت أول من آمن بي وصدقني، وأنت أول من
يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين
الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة ". (2)
36. ابن مردويه، حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل، قال: حدثنا عباد بن يعقوب،
قال: حدثنا علي بن هاشم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن
أبي ذر (رضي الله عنه)، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي:
" أنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الأعظم
تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفرة ". (3)
37. ابن مردويه، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل، قال: أخبرنا أحمد بن عمرو
ابن عبد الخالق، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن

1. اليقين، الباب 198، ص 190.
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 65، ح 93) قال: وبإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" يا علي، إنك سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين ".
2. اليقين، الباب 205، ص 194.
3. اليقين، الباب 203، ص 193.
65

أبي رافع، عن أبي ذر، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي:
" أنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق
تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار ". (1)
38. ابن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن داهر، قال:
حدثني أبي، عن الأعمش، عن عبادة الأسدي، عن ابن عباس، قال:
ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين، كتاب الله وعلي بن أبي
طالب (عليه السلام)، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وهو آخذ بيد علي بن أبي
طالب: " هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق
هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب
الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتى منه ". (2)
د. صفوة الله، ولي الله، حجة الله
39. ابن مردويه، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): " علي صفوة الله ". (3)

1. اليقين، الباب 214، ص 199. قال فيه: " فيما نذكره من كتاب سنة الأربعين لفضل الله الراوندي، قال: أخبرنا
أبو النور الباقي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو بكر بن
مردويه... ".
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 102)، قال: عن أبي ذر وسلمان، قالا: أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد علي فقال:
" إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة
يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين ".
رواه الطبراني والبزاز عن أبي ذر وحده وقال فيه: " أنت أول من آمن بي "، وقال فيه: " والمال يعسوب الكفار ".
2. اليقين، الباب 204، ص 194.
ورواه ابن حجر في لسان الميزان (ج 2، ص 414)، قال: قال ابن عباس: ستكون فتنة فمن أدركها فعليه
بخصلتين: كتاب الله وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول وهو آخذ بيد علي: " هذا أول من
آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، فهو يعسوب
المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو خليفتي من بعدي ".
3. مناقب سيدنا علي، ص 37.
66

40. ابن مردويه، حدثني جدي، حدثني محمد بن علي، حدثني علي بن شهمرد،
حدثني جعفر بن أحمد، حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن
أبيه، عن جده موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن
علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا
بالذهب: لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن
والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله ". (1)
41. ابن مردويه، بإسناده عن أنس، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " أنا وعلي حجة الله على
عباده ". (2)

1. مقتل الحسين، ص 108، قال فيه: " أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله إجازة، أخبرنا الشريف أبو طالب
المفضل بن محمد الجعفري، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه... ".
ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في ذيل اللئالئ (ص 66)، قال: " قال الديلمي: كتب إلينا أبو بكر بن
مردويه، أنبأنا جدي، وذكر مثله سندا ومتنا ".
وروى نظيره ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، ج 4، ص 194، قال: قال الخطيب: حدثنا هلال الحفار،
حدثني علي بن أحمد بن حموية الحلواني المؤدب، حدثنا محمد بن إسحاق المقرئ، حدثنا علي بن حماد
الخشاب، حدثنا علي بن المديني، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، حدثنا جابر، عن مجاهد بن خير، عن ابن
عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا قال: " لما عرج بي رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول
الله، علي حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله ".
2. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 13.
ورواه الذهبي في ميزان الإعتدال، (ج 2، ص 76)، قال: أحمد بن خثيم، حدثنا عبد الله بن موسى، عن عطاء،
عن أنس، مرفوعا: " أنا وعلي حجة الله على عباده ".
67

الفصل الرابع
في محبة النبي إياه وتحريضه على محبته وولايته
ونهيه عن بغضه وأذاه
أ. في أنه (عليه السلام) أحب الخلق إلى النبي (صلى الله عليه وآله)
42. ابن مردويه، بإسناده إلى عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر (رضي الله عنه)، قال: دخلنا على
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلنا: من أحب أصحابك إليك؟ فإن كان أمر كنا معه، وإن
كانت نائبة كنا دونه.
قال: " هذا علي، أقدمكم سلما وإسلاما ". (1)
43. ابن مردويه، عن عمرة، قالت: قالت لي معاذة الغفارية:
كنت أنيسا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخرج معه في الأسفار، أقوم على المرضى، وأداوي
الجرحى.
فدخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببيت عائشة وعلي خارج من عندها، فسمعته
يقول لعائشة: " إن هذا أحب الرجال إلي، وأكرمهم علي. فاعرفي لي حقه،

1. الطرائف، ص 23، ح 2.
ورواه ابن مردويه كما في نهج الحق (ص 214).
69

واكرمي مثواه ". (1)
44. ابن مردويه، حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن حماد، حدثنا القاسم بن علي
ابن منصور الطائي، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا عبد الله بن مسلم
الملائي، عن أبيه، عن إبراهيم، عن علقمة، عن الأسود، عن عائشة قالت:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - وهو في بيتي لما حضره الموت -: " ادعوا لي حبيبي "،
فدعوت أبا بكر، فنظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم وضع رأسه، ثم قال: " ادعوا لي
حبيبي "، فقلت: ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب، فوالله ما يريد غيره، فلما
رآه استوى جالسا، وفرج الثوب الذي كان عليه، ثم أدخله فيه، فلم يزل
يحتضنه حتى قبض ويده عليه. (2)

1. الإصابة، ج 4، ترجمة ليلى الغفارية، ص 403.
ورواه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة (ج 5، ص 547)، قال: أخبرنا أبو موسى كتابة قال: أخبرنا أبو سعد
محمد بن عبد الله المعداني، أخبرنا أبو الحسين بن أبي القاسم، أخبرنا أحمد بن موسى، حدثني محمد بن علي،
أخبرنا جعفر بن أحمد بن رزين الموصلي، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا حارثة بن
أبي الرجال، عن عمرة قالت: قالت لي معاذة الغفارية: كنت أنيسا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخرج معه في الأسفار، أقوم
على المرضى وأداوي الجرحى، فدخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببيت عائشة وعلي - رضي الله عنهما - خارج من
عنده، فسمعته يقول: " يا عائشة، إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم علي، فاعرفي له حقه، وأكرمي مثواه "،
وذكر الحديث في " النظر إلى علي عبادة ". أخرجها أبو موسى.
ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 62).
2. المناقب، الخوارزمي، ص 68، ح 41. قال: " أخبرني أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسين الهمداني،
أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان، أخبرنا الشيخ أبو يعلى عبد الرزاق بن
عمر الطهراني، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه... ".
قال أبو النجيب: " وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني عن ابن مردويه ".
ورواه ابن مردويه على ما رواه شهاب الدين الأيجي الشافعي في توضيح الدلائل (ص 178). وابن طاووس في
الطرائف (ص 154، ح 241).
ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 72)، قال: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) - لما حضرته الوفاة -: " ادعوا لي حبيبي "، فدعوا له أبا بكر (رضي الله عنه) فنظر إليه، ثم وضع رأسه فقال: " ادعوا
لي حبيبي "، فدعوا له عمر (رضي الله عنه)، فلما نظر إليه وضع رأسه، ثم قال: " ادعوا لي حبيبي "، فدعوا له عليا (رضي الله عنه)، فلما
رآه أدخله معه في الثوب الذي كان عليه، فلم يزل يحتضنه حتى قبض (صلى الله عليه وسلم) ". أخرجه الرازي.
70

ب. في تحريض النبي (صلى الله عليه وآله) على محبته (عليه السلام) وولايته
45. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين، حدثنا عبد العزيز بن يحيى
البصري أبو أحمد، حدثنا مغيرة بن محمد المهلبي، حدثنا عبد الرحمان بن
صالح الأزدي، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، حدثنا جابر الجعفي، عن
صالح بن ميثم، عن أبيه، قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: " من لقي الله تعالى وهو جاحد ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) لقي الله
وهو عليه غضبان، لا يقبل الله منه شيئا من أعماله، فيوكل به سبعون ملكا
يتفلون في وجهه، ويحشره الله تعالى أسود الوجه أزرق العينين ".
قلنا: يا بن عباس، أينفع حب علي بن أبي طالب في الآخرة؟
قال: قد تنازع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حبه حتى سألنا رسول الله، فقال:
" دعوني حتى أسأل الوحي "، فلما هبط جبرئيل (عليه السلام) سأله، فقال: " أسأل
ربي عز وجل عن هذا "، فرجع إلى السماء ثم هبط إلى الأرض، فقال:
" يا محمد، إن الله تعالى يقرأ عليك السلام وقال: أحب عليا، فمن أحبه فقد
أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، يا محمد، حيث تكن يكن علي، وحيث
يكن علي يكن محبوه وإن اجترحوا ". (1)

1. الطرائف، ص 156، ح 243.
ورواه درويش برهان في در بحر المناقب (ص 64)، قال: " وبالإسناد يرفعه إلى ابن عباس قال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " من مات ولقى الله وهو جاحد لولاية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، لقيه وهو غضبان عليه
ساخط، لا يقبل الله من أعماله شيئا، ويوكل الله عليه سبعين ألف ملك يتفلون في وجهه، ويحشره الله وهو أسود
الوجه أزرق العينين ".
قلنا: يا بن عباس، أينفع حب علي بن أبي طالب في الآخرة؟
قال: قد تنازعوا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: " دعوني حتى أسأل ربي "، فنزل جبرئيل (عليه السلام) وقال له: " حبيبي
جبرئيل إعرج إلى ربي فاقرأه مني السلام، واسأله عن حب علي بن أبي طالب؟ ".
قال: فعرج جبرئيل (عليه السلام) إلى السماء ثم هبط وقال: " يا محمد، إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: أحب علي بن أبي
طالب، فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، يا محمد، حيث يكون علي يكون محبوه، وإن
جرحوا ".
71

46. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: أقبلت ذات يوم قاصدا إلى رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي: " يا أبا سعيد "، فقلت: لبيك يا رسول الله، قال:
" إن لله عمودا تحت العرش يضيئ لأهل الجنة كما تضيئ الشمس لأهل
الدنيا، لا يناله إلا علي ومحبوه ". (1)
47. ابن مردويه، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: " قال الله تعالى: ولاية علي بن أبي طالب
حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي ". (2)
48. ابن مردويه، عن أبي هارون العبدي، قال: كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي
غيره، حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري فسمعته يقول: أمر الناس بخمس
فعملوا بأربع وتركوا واحدة، فقال له رجل:
يا أبا سعيد، ما هذه الأربع التي عملوا بها؟
قال: الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم - صوم شهر رمضان -.
قال: فما الواحدة التي تركوها؟
قال: ولاية علي بن أبي طالب.
قال: وإنها مفترضة معهن؟
قال: نعم.

1. مفتاح النجا، ص 61.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 527)، وفيه: " لا يدنيه " بدل " لا يناله ".
2. تحفة الأبرار، ص 136.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 130، ح 177)، قال:
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ جملة [كذا]، قال: حدثني عبد العزيز بن نصر الأيوبي، حدثنا سليمان بن
أحمد الحصي، حدثنا أبو عمارة البغدادي، حدثنا عمر بن خليفة أخو هوذة، عن عبد الرحمان بن أبي بكر
المليكي، عن محمد بن شهاب الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قال لي جبرئيل: قال
الله تعالى: ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي ".
72

قال: فقد كفر الناس!!
قال: فما ذنبي! (1)
49. ابن مردويه، بالإسناد عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال:
" يا علي، لو أن عبدا عبد الله مثل ما دام نوح في قومه، وكان له مثل جبل
أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه،
ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما، ثم لم يوالك يا علي، لم يشم رائحة الجنة
ولم يدخلها ". (2)
50. ابن مردويه، أخبرنا عبد الباقي بن قانع، أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار،
أخبرنا عمير بن عمران، أخبرنا سليمان بن عمرو النخعي، عن ربعي بن
خراش، عن حذيفة، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد الحسين بن علي
فقال: " أيها الناس، جد الحسين أكرم على الله من جد يوسف بن يعقوب، وإن
الحسين في الجنة، وأباه في الجنة، وأمه في الجنة، وأخاه في الجنة، ومحبهم
في الجنة، ومحب محبهم في الجنة ". (3)

1. كشف الغمة، ج 1، ص 319.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب مرتضوي (ص 39).
2. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 2.
ورواه الخطيب الخوارزمي في المناقب (ص 67، ح 40). قال: أخبرني شهردار هذا - إجازة -، أخبرني
أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني - كتابة -، أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة
من مسند زيد بن علي، حدثنا الفضل بن العباس، حدثنا أبو عبد الله محمد بن سهل، حدثنا محمد بن عبد الله
الباكري، حدثني إبراهيم بن عبد الله بن العلا، حدثني أبي، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعلي (عليه السلام): " يا علي، لو أن
عبدا عبد الله عز وجل مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله، ومد في عمره حتى حج
ألف عام على قدميه، ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما، ثم لم يوالك يا علي، لم يشم رائحة الجنة، ولم
يدخلها ".
3. مقتل الحسين، ص 67. قال الخوارزمي: وبه [أي: بالإسناد المتقدم في كتابه، قال: عن محيي السنة هذا،
أخبرنا الشريف المفضل بن محمد الجعفري بأصبهان في سكة الخوز، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى
ابن مردويه...].
روى أحمد بن حنبل في مسنده (ج 1، ص 77). قال: حدثنا عبد الله، حدثني نصر بن علي الأزدي، أخبرني
علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، حدثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن علي بن حسين (رضي الله عنه)، عن أبيه، عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ بيد حسن وحسين - رضي الله عنهما -
فقال: " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة ".
73

ج. قوله (صلى الله عليه وآله): النظر إلى علي (عليه السلام) عبادة
51. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب، حدثنا محمد بن يونس بن
موسى، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، حدثنا عبد الله بن عبد ربه
العجلي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن حميد بن عبد الرحمان، عن أبي سعيد
الخدري، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " النظر إلى علي
عبادة ". (1)
52. ابن مردويه، عن عمرة، قالت: قالت لي معاذة الغفارية: كنت أنيسا
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخرج معه في الأسفار، أقوم على المرضى، وأداوي الجرحى.
فدخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببيت عائشة وعلي خارج من عندها، فسمعته
يقول - في حديث - لعائشة: " النظر إلى علي عبادة ". (2)

1. الموضوعات، ج 1، ص 361.
ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في اللئالئ المصنوعة (ج 1، ص 345).
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 141)، قال: حدثنا دعلج بن أحمد السجزي، حدثنا علي
ابن عبد العزيز بن معاوية، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، حدثنا عبد الله بن عبد ربه العجلي، حدثنا شعبة،
عن قتادة، عن حميد بن عبد الرحمان، عن أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" النظر إلى علي عبادة ". هذا صحيح الإسناد، وشواهده عن عبد الله بن مسعود صحيحة.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 361، ح 673 - 375).
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 211، ح 254).
ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 172). قال: أخرج الطبراني، والحاكم، عن ابن مسعود (رضي الله عنه): إن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال: " النظر إلى علي عبادة ". إسناده حسن. وأخرجه الطبراني، والحاكم أيضا من حديث عمران بن حصين،
وأخرجه ابن عساكر من حديث أبي بكر الصديق، وعثمان بن عفان، ومعاذ بن جبل، وأنس بن مالك، وثوبان،
وجابر بن عبد الله، وعائشة...
2. الإصابة، ج 4، ترجمة ليلى الغفارية، ص 403.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 2، ص 182). قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني النيسابوري،
قال: حدثنا الحسن بن موسى السمسار، قال: حدثنا محمد بن عبدك القزويني، قال: حدثنا عباد بن صهيب،
قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " النظر إلى
علي عبادة ".
ورواه ابن المغازلي بأسانيد مختلفة في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 206، ح 245). قال: أخبرنا القاضي
أبو جعفر العلوي، أخبرنا أبو محمد بن السقاء، حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن صابر، حدثنا وكيع، عن هشام
ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " النظر إلى علي عبادة ".
74

53. ابن مردويه، بإسناده إلى عائشة: كان أبو بكر يديم النظر إلى علي. فقيل له في
ذلك، فقال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " النظر إلى علي عبادة ". (1)
54. ابن مردويه، من طريق محمد بن القاسم الأسدي، عن شعبة، عن قتادة، عن
أنس، قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " النظر إلى وجه علي عبادة ". (2)
55. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - في حديث -: " ذكر
علي عبادة ". (3)

1. الصراط المستقيم، ج 1، ص 153.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 362، ح 375). قال: وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم
محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، أخبرني الأستاد الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي،
أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بدر الكرخي
بقراءتي عليه، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد العطار، حدثنا أبو الحسن علي بن سراج المصري،
حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان أبو بكر يديم النظر إلى علي،
فقيل له في ذلك، فقال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " النظر إلى علي (عليه السلام) عبادة ".
وروى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 2، ص 51). قال: وأخبرنا علي، قال: أنبأنا محمد، قال: نبأنا
محمد بن أيوب، قال: نبأنا هوذة بن خليفة، قال: نبأنا ابن جريح، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: رأيت
معاذ بن جبل يديم النظر إلى علي بن أبي طالب، فقلت: ما لك تديم النظر إلى علي كأنك لم تره؟ فقال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " النظر إلى وجه علي عبادة ".
2. الموضوعات، ج 1، ص 360.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 358): روي من حديث أبي بكر الصديق، وعمر، وعثمان بن عفان،
وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وعمران بن حصين، وأنس، وثوبان، وعائشة، وأبي ذر، وجابر، أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " النظر إلى وجه علي عبادة ".
3. أرجح المطالب، ص 428. قال فيه: أخرج الطبراني، وابن مردويه، عن ابن عباس....
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 206، ح 243). قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر
ابن أحمد العطار الفقيه الشافعي (رضي الله عنه) بقراءتي عليه فأقر به، قلت: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان
المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي (رحمه الله) قال: حدثني محمد بن علي بن معمر الكوفي، حدثنا حمدان بن
المعافي، حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ذكر علي عبادة ".
ورواه الديلمي في الفردوس (ج 2، ص 244، ح 3151). قال: عن عائشة، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " ذكر علي
عبادة ".
ورواه السيوطي في الجامع الصغير (ج 1، ص 665، ح 4332). والمتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص
601، ح 32894).
75

د. في بغضه (عليه السلام)
56. ابن مردويه، عن الحكيم بن بهز، عن أبيه، عن جده، أنه قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
لعلي: " من مات من أمتي وهو يبغضك مات يهوديا أو نصرانيا ". (1)
57. ابن مردويه، عن أحمد بن محمد بن الصباح النيسابوري، عن عبد الله بن أحمد
بن حنبل، عن أحمد، قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس
يقول: قال أنس بن مالك: ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه إلا ببغض علي
ابن أبي طالب. (2)

1. مناقب سيدنا علي، ص 49.
ورواه ابن المغازلي الشافعي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 50، ح 74). قال: أخبرنا أحمد بن المظفر بن
أحمد العطار الفقيه الشافعي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ
الواسطي، قال: حدثني محمد بن علي بن هاشم الموصلي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد المؤدب قال:
حدثنا محمد بن الحارث المصري قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده
- وجده معاوية بن حيدة القشيري - قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " يا علي، لا يبالي من مات وهو
يبغضك مات يهوديا أو نصرانيا ".
قال يزيد بن زريع: فقلت لبهز بن حكيم: أحدثك أبو ك عن جدك عن النبي؟! قال: الله! حدثني أبي عن جدي،
وإلا فأصم الله أذني بصمام من نار.
2. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 10.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 224، ح 729). قال:
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن علي
المطرز، أنبأنا عبد الرحمان بن عمر بن محمد المعدل بمصر، أنبأنا محمد بن الحرث بن الأبيض القرشي، أنبأنا
عبد السلام بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن صالح أبو صالح، أنبأنا مالك بن أنس، عن محبوب بن أبي الزناد، قال:
قالت الأنصار: إن كنا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب.
ورواه ابن عساكر بإسناد آخر في الحديث 737.
76

58. ابن مردويه، عن أنس - في حديث -: كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده
على عاتقه، ثم يقف على طريق علي (عليه السلام) فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه: يا بني،
تحب هذا الرجل؟ فإن قال: نعم، قبله. وإن قال: لا، طرق به الأرض وقال
له: إلحق بأمك. (1)
59. ابن مردويه، حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن مسلم، حدثنا خصيب بن النفيل
ابن مسلم الحنفي، حدثنا بكر بن أحمد، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، عن
شريك، عن سلام، قال: قال الشعبي: ما ندري ما نصنع بعلي، إن أحببناه
افتقرنا، وإن أبغضناه كفرنا! (2)
60. ابن مردويه، قال نافع بن الأزرق لعبد الله بن عمر: إني أبغض عليا، قال: فقال:

1. الغدير، ج 4، ص 322.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق (ج 2، ص 224، ح 738).
قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمان بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد وأبو الحسن علي بن عساكر بن
سرور الخشاب، قالا: أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد، أنبأنا المسدد بن علي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن
القاسم الحلبي، أنبأنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري
بصنعاء سنة إحدى وسبعين ومئتين، أنبأنا عبد الرزاق، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس - في حديث -
قال: وكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه، ثم يقف على طريق علي، وإذا نظر إليه يوجهه
بوجهه تلقاءه وأومأ بإصبعه: أي بني، تحب هذا الرجل المقبل؟ فإن قال الغلام: نعم، قبله. وإن قال: لا، حرف
به الأرض وقال له: إلحق بأمك، ولا تلحق أبيك بأهلها [كذا]، فلا حاجة لي فيمن لا يحب علي بن أبي طالب.
2. المناقب، الخوارزمي، ص 330، ح 350، قال: أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله
ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان -، أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن
أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن في الرواية عنه - قال: أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق
ابن عمر بن إبراهيم الطهراني، سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر
أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي،
وأخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصفهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثلاث
وثمانين وأربعمئة، عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه....
77

أبغضك الله! أتبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها. (1)
61. ابن مردويه، حدثنا عبد الرحمان بن محمد، حدثنا أحمد بن محمد بن
عبد الرحمان، حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمان الأزدي الطحان،
حدثني أبي، حدثني أحمد بن إبراهيم الهلالي، عن عمرو بن حريث الأزدي،
عن أبيه حريث بن عمرو، قال: حضر معاوية الحسن بن علي، وعبد الله بن
جعفر، وعقيل بن أبي طالب، وعمرو بن العاص، وسعيد، ومروان، ومن
حضر من الناس وفيهم أبو الطفيل الكناني والشاميون يشيرون إليه ويقولون:
" هذا صاحب علي "، إذ قال معاوية: " يا أخا كنانة، من أحب الناس إليك؟ "
فبكى أبو الطفيل ثم قال:
ذاك إمام الأمة وقائدها، وأشجعها قلبا، وأشرفها أبا وجدا، وأطولها باعا،
وأرحبها ذراعا، وأكرمها طباعا، وأشمخها ارتفاعا.
فقال معاوية الباغي - قبحه الله -: يا أبا الطفيل، ما هذا أردنا كله.
قال: ولا أنا قلت العشر من أفعاله، ثم أنشأ يقول:
صهر النبي بذاك الله أكرمه * إذ اصطفاه وذاك الصهر مدخر
فقام بالأمر والتقوى أبو حسن * بخ بخ، هنا لك فضل ماله خطر
لا يسلم القرن منه إن ألم به * ولا يهاب وإن أعداؤه كثروا
من رام صولته، وافى منيته * لا يدفع الثكل عن أقرانه الحذر
وقال فيه أبياتا أخرى، ثم نظر إلى معاوية والحسن إلى جنبه وقال:
كيف يزكى من جده رسول الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله، وخاله القاسم بن

1. مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 288.
ورواه ابن أبي شيبة في كتاب المصنف (ج 6، ص 160). قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن أبي هارون، قال:
كنت مع ابن عمر جالسا إذ جاءه نافع بن الأزرق، فقام على رأسه، فقال: والله، إني لأبغض عليا. قال: فرفع إليه
ابن عمر رأسه، فقال: أبغضك الله! تبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 20، ح 12).
78

رسول الله، وخالته زينب بنت رسول الله؟! ومن أحبه أحب رسول الله، ومن
أبغضه أبغض رسول الله، ومن أبغض رسول الله أبغض الله، ومن أبغض الله
كفر! (1)
62. ابن مردويه، عن الزهري: كنت عند الوليد بن عبد الملك ليلة من الليالي وهو
يقرأ سورة النور مستلقيا، فلما بلغ هذه الآية: (إن الذين جآءو بالإفك
عصبة منكم) (2) - حتى بلغ - (والذي تولى كبره) (3) جلس، ثم قال: يا
أبا بكر من تولى كبره منهم؟ أليس علي بن أبي طالب؟
قال: فقلت في نفسي: ماذا أقول؟ لئن قلت: لا، لقد خشيت أن ألقى منه
شرا. ولئن قلت: نعم، لقد جئت بأمر عظيم، قلت في نفسي: لقد عودني الله
على الصدق خيرا.
قلت: لا.
قال: فضرب بقضيبه على السرير، ثم قال: فمن، فمن؟ حتى ردد ذلك مرارا.
قلت: لكن عبد الله بن أبي. (4)

1. المناقب، الخوارزمي، (ص 332، ح 355). قال: أخبرني الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن
الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان -، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن
الحداد بأصبهان - فيما أذن في الرواية عنه -، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم
الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن
مردويه الأصبهاني، وحدثنا أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني، أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ
سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، عن أبي بكر أحمد بن
موسى بن مردويه.
وروى قريبا منه معنى أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (ج 15، ص 149).
2 و 3. سورة النور، الآية 11.
4. فتح الباري، ج 7، ص 336.
في الدر المنثور (ج 5، ص 32): أخرج البخاري، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل،
عن الزهري، قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال: (والذي تولى كبره منهم) علي؟
فقلت: لا، حدثني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود، كلهم سمع عائشة تقول: (والذي تولى كبره) عبد الله بن أبي.
قال: فقال لي: فما كان جرمه؟
قلت: حدثني شيخان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمان بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمان بن الحارث بن
هشام، أنهما سمعا عائشة تقول: كان مسيئا في أمري.
79

63. ابن مردويه، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: " يحشر الشاك في علي من
قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمئة شعلة، على كل شعلة شيطان يلطخ
وجهه حتى يوقف موقف الحساب ". (1)
ه‍. في حساده (عليه السلام)
64. ابن مردويه، قال: حدثنا عبد الخالق بن محمد بن مروان، قال: حدثنا أبي،
قال: حدثنا مسيح بن محمد، قال: حدثني سلام بن أبي عمرة، عن ابن
سيرين، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من حسد عليا فقد حسدني،
ومن حسدني فقد كفر ". (2)
و. في أذاه وسبه
65. ابن مردويه، بإسناده عن الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب
- وهو آخذ بشعرة منه -: إن جدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ بشعرة منه وقال: " من
آذى شعرة منك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه الله

1. توضيح الدلائل، ص 195.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 329، ح 347). قال: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" يحشر الشاك في علي من قبره وفي عنقه طوق من نار، فيه ثلاثمئة شعلة، على كل شعلة شيطان يلطخ وجهه
حتى يوقف موقف الحساب ".
وفي رواية: يكلح في وجهه.
2. العلل المتناهية، ج 1، ص 211، ح 334.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 11، ص 626، ح 33050) ومفتاح النجا (ص 63) وأرجح المطالب
(ص 512) ومناقب سيدنا علي (ص 50)؛ وآل محمد (ص 432).
80

ملء السماوات والأرض ". (1)
66. ابن مردويه، بالإسناد عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن جابر الأنصاري عن
عمر بن الخطاب، قال: كنت أجفو عليا، فلقيني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " إنك
آذيتني يا عمر! ".
فقلت: أعوذ بالله ممن آذى رسوله!
قال: " إنك قد آذيت عليا، ومن آذى عليا فقد آذاني ". (2)
67. ابن مردويه، بإسناده عن ابن عباس، أنه مر بعد ما حجب بصره بمجلس من
مجالس قريش، وهم يسبون عليا، قال: فردني إليهم، فرده.
فقال: أيكم الساب لرسول الله؟

1. توضيح الدلائل، ص 193.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 328، ح 344). قال: روى عمرو بن خالد، قال: حدثني يزيد بن
علي - وهو آخذ بشعرة -، قال: حدثني علي بن الحسين - وهو آخذ بشعرة -، قال: حدثني الحسين بن علي
- وهو آخذ بشعرة -، قال: حدثني علي بن أبي طالب - وهو آخذ بشعرة -، قال: حدثني رسول الله - وهو آخذ
بشعرة -، قال: يا علي، من آذى شعرة منك فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، من آذى الله لعنه ملء
السماوات وملء الأرض.
ورواه السيوطي - إلى قوله: " فقد آذى الله " في الجامع الصغير (ج 2، ص 547، ح 8267).
2. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 13.
ورواه ابن سيد الكل في الأنباء المستطابة (ص 64). قال: ومن ذلك ما روي عن جابر، عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)
قال: كنت أجفو عليا (رضي الله عنه)، فلقيني النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " آذيتني يا عمر! "
قلت: بأي شيء يا رسول الله؟!
قال: " تجفو عليا! من آذى عليا فقد آذاني! "
فقلت: لا أجفوه أبدا.
ورواه عبد الكريم بن محمد الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (ج 3، ترجمة علي بن عمر بن محمد بن يزيد
القزويني الصيدناني المزكي، ص 389)، قال: حدث الشيخ أبو منصور ناصر بن أحمد بن الحسين الفارسي،
عن محمد بن عيسى بن حربويه، حدثنا أبو القاسم علي بن عمر الصيدناني، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله
الحضرمي، حدثنا إبراهيم بن عيسى، حدثنا يحيى بن معلى، عن عبد الله بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر،
عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، قال: كنت أجفو عليا (رضي الله عنه)، فلقيني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " آذيتني يا عمر! "
فقلت: بأيش يا رسول الله؟!
قال: " تجفو عليا! من آذى عليا فقد آذاني! ".
قلت: والله، لا أجفو عليا أبدا.
81

فقالوا: سبحان الله! من سب رسول الله فقد كفر.
فقال: أيكم الساب لعلي بن أبي طالب؟
قالوا: قد كان ذاك.
فقال لهم: فاشهدوا، لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " من سب عليا فقد
سبني، ومن سبني فقد سب الله ". (1)
68. ابن مردويه، أن معاوية لعن عليا (عليه السلام) على المنبر وكتب إلى عماله أن يلعنوه
على منابرهم، ففعلوه. (2)

1. ملحقات إحقاق الحق، ج 6، ص 431.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 136، ح 154). قال:
أخبرنا الإمام الأجل شمس الأئمة أخي أبو الفرج محمد بن أحمد المكي - أدام الله سموه -، أخبرنا الشيخ الإمام
الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل، حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسن يحيى بن
الموفق بالله، أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المكفوف، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان، حدثنا أبو سعيد الثقفي، عن جندل بن والق، عن حماد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن جبير قال: بلغ
ابن عباس أن قوما يقعون في علي (عليه السلام)، فقال لابنه علي بن عبد الله: خذ بيدي فاذهب بي إليهم.
فأخذ ولده بيده حتى انتهى إليهم، فقال: أيكم الساب لله؟
فقالوا: سبحان الله! من سب الله فقد أشرك.
فقال: أيكم الساب رسول الله؟!
فقالوا: من سب رسول الله فقد كفر.
فقال: أيكم الساب لعلي؟!
قالوا: قد كان ذاك.
فقال لهم: فاشهد، لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن
سب الله كبه الله على وجهه في النار... ".
ورواه محب الدين الطبري في الرياض النضرة (ج 3 ص 122) قال: " عن ابن عباس، أنه مر بعد ما حجب بصره
بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون عليا، فقال لقائده: ما سمعت هؤلاء يقولون؟
قال: سبوا عليا.
قال: فردني... ". وذكر نحو ما ذكره الخوارزمي.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 602، ح 32903)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " من سب عليا فقد سبني،
ومن سبني فقد سب الله "، (أحمد بن حنبل، الحاكم - عن أم سلمة).
2. مثالب النواصب، ج 3، ص 72، قال:
روى ابن عبد ربه في العقد، وأبو بكر بن مردويه في كتابه، وأبو الحسن الجرجاني في صفوة التاريخ: أن معاوية....
82

الفصل الخامس
في ايمانه وورعه
69. ابن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن يوسف بن بشر
الهروي، حدثنا عبيد الله بن الفضل بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن
عباس، حدثنا إسحاق بن أيوب بن سويد، حدثني أبو أيوب، عن سويد، عن
أبي حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي عبيد - صاحب سليمان بن
عبد الملك قال: بلغ عمر بن عبد العزيز أن قوما تنقصوا علي بن أبي
طالب (عليه السلام)، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله)، وذكر
عليا وفضله وسابقته، ثم قال:
حدثني عراك بن مالك الغفاري، عن أم سلمة، قالت: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)
عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه، فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضاحكا، فلما سرى عنه
قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما أضحكك؟. فقال: " أخبرني جبرئيل
أنه مر بعلي (عليه السلام) وهو يرعى ذودا (1) له، وهو نائم قد أبدى بعض جسده قال:
" فرددت عليه ثوبه، فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي " ". (2)

1. الذود: القطيع من الإبل ما بين الثلاث إلى التسع (لسان العرب).
2. المناقب، الخوارزمي، ص 129، ح 144، قال:
أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان -،
أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه -، أخبرنا
الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام
الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه....
83

70. ابن مردويه، أخبرني سليمان بن أحمد، أخبرني أحمد بن رشدين المصري،
أخبرني أحمد بن إبراهيم العوفي، أخبرني أحمد بن أبي الحكم، عن شريك
ابن عبد الله النخعي، عن أبي الوقاص، عن محمد بن حماد بن ثابت، عن
أبيه، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول:
" إن حافظي علي ليفخران على سائر الحفظة، لكينونتهما مع علي؛ وذلك
أنهما لم يصعدا إلى الله عز وجل بشيء منه يسخطه ". (1)

1. مقتل الحسين، ص 37. قال الخوارزمي: " أخبرني الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه
الديلمي - فيما كتب إلي من همدان -، أنبأني أبو علي الأديب، أخبرني الحافظ أبو بكر بن مردويه... ".
ورواه الخوارزمي عن ابن مردويه في المناقب (ص 315، ح 315)، وذكر مثله سندا ومتنا.
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 14، ص 49). قال:
حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شريك، عن أبي الوقاص العامري، عن محمد بن
عمار بن ياسر، عن أبيه عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن حافظي علي بن أبي طالب ليفخران على
سائر الحفظة؛ لكينونتهما مع علي بن أبي طالب؛ وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بعمل يسخطه ".
[قال الخطيب]: وأخبرنيه علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب
ابن ماسي البزاز، حدثنا جعفر بن علي الحافظ، حدثنا محمد بن الحسين الكوفي، حدثنا محمد بن
عبد الرحمان بن خشيش الرؤاسي، حدثنا أحمد بن إبراهيم العوفي، عن شريك، عن أبي الوضاح، عن محمد
ابن عمار بن ياسر، عن أبيه، أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: " إن حافظي علي بن أبي طالب ليفخران على جميع
الحفظة؛ لكونهما معه؛ وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بشيء يسخطه منه قط ".
ورواه ابن المغازلي بأسانيد مختلفه في مناقب علي بن أبي طالب (ص 127 - 128، ح 167، 168، 169).
84

الفصل السادس
في علمه (عليه السلام)
أ. قوله (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعلي بابها (1)
71. ابن مردويه، عن علي وابن عباس، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " أنا مدينة العلم وعلي
بابها ". (2)

1. في كتاب فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي (ص 164):
قال العلامة السيوطي: " كنت أجيب دهرا عن هذا الحديث بأنه حسن إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير
لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس، فاستخرت الله تعالى وجزمت بارتقاء
الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحيح ".
قلت: وقد ألف الإمام المحدث أحمد بن محمد بن الصديق الحسيني المغربي كتابين أسماهما: فتح الملك العلي
بصحة حديث باب مدينة العلم علي، وسبل السعادة وأبوابها بصحة حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها، خاض
فيهما المؤلف (رحمه الله) بحثا مستفيضا حول صحة الحديث. وقد أبدى براعته من مضمار علمي " الحديث والرجال "
لإثبات صحته.
2. مناقب سيدنا علي، ص 25. قال فيه:
رواه عبد الرزاق والحاكم والمغازلي والبزاز والطبراني في الأوسط وابن شاهين وابن عدي والخطيب عن جابر.
ورواه الترمذي وابن جرير وأحمد بن حنبل والحاكم وابن شاذان وابن مردويه وأبو نعيم والخطيب وابن
المغازلي عن علي.
ورواه الحاكم والمزي وأحمد والطبراني في الكبير، وأبو الشيخ وابن شاهين وابن مردويه والبيهقي والخطيب
وابن المغازلي عن ابن عباس.
ورواه الطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي والديلمي عن عبد الله بن عمر.
85

72. ابن مردويه، عن الحسن بن علي، عن أبيه مرفوعا: " أنا مدينة العلم وعلي
بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب ". (1)
73. ابن مردويه، من حديث الحسن بن عثمان، عن محمود بن خداش عن أبي
معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها ". (2)
74. ابن مردويه، من طريق الحسن بن محمد، عن جرير، عن محمد بن قيس، عن
الشعبي، عن علي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أنا دار الحكمة وعلي بابها ". (3)
75. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
" أنا دار الحكمة وعلي بابها ". (4)
ب. في أنه (عليه السلام) أعلم الصحابة
76. ابن مردويه، عن أبي عبد الله الحافظ، عن محمد بن يعقوب، عن العباس
ابن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن

1. اللئالئ المصنوعة: ج 1، ص 329.
ورواه الحاكم في المستدرك (ج 3، ص 126). قال:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، حدثنا أبو الصلت عبد السلام
ابن صالح، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب ".
2. الموضوعات، ج 1، ص 353.
3. اللئالئ المصنوعة، ج 1، ص 329.
ورواه الترمذي في الجامع الصحيح (ج 5، ص 637، ح 3723) قال:
حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا محمد بن عمر بن الرومي، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن
غفلة، عن الصنابجي، عن علي (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا دار الحكمة وعلي بابها ".
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 459، ح 990).
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 1، ص 64).
4. مناقب سيدنا علي، ص 25. قال فيه: " الترمذي، وأبي نعيم، وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري... ".
86

سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ما كان في أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أحد يقول:
" سلوني " غير علي. (1)
77. ابن مردويه، عن سفيان أنه قال: ما حاج علي (عليه السلام) أحدا إلا حجه. (2)
78. ابن مردويه، عن مسروق، قال: شاممت أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) فوجدت علمهم
انتهى إلى عمر، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وأبي الدرداء، ومعاذ بن جبل،
وزيد بن ثابت، ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى اثنين: علي
وعبد الله، فشاممت، فتفرد به علي. (3)
79. ابن مردويه: عن عمر بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن جده قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " علي أعلم الناس بالله، وأشد الناس حبا وتعظيما لأهل لا
إله إلا الله محمد رسول الله ". (4)
80. ابن مردويه، عن علي (عليه السلام)، قال: كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت. (5)

1. توضيح الدلائل، ص 211.
ورواه ابن عبد البر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج 3، ص 40). قال:
قال أحمد بن زهير: وأخبرنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد
ابن المسيب قال: ما كان أحد من الناس يقول: " سلوني " غير علي بن أبي طالب.
ورواه ابن عساكر بسنده في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 31، ح 1054).
2. مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 324.
3. توضيح الدلائل، ص 215.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 65، ح 1093)، قال:
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو الفضل ابن البقال، أنبأنا أبو الحسين ابن بشران، أنبأنا أبو عمرو ابن
السماك، أنبأنا حنبل بن إسحاق، أنبأنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، أنبأنا جرير، عن منصور، قال: قال
مسروق: ساممت أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدت علمهم انتهى إلى ستة نفر منهم: عمر وعلي وعبد الله وأبي
الدرداء وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، ثم ساممت هؤلاء فوجدت علمهم انتهى إلى رجلين، إلى علي وعبد الله.
4. توضيح الدلائل، ص 212.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 614، ح 32980)، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " علي بن أبي طالب أعلم
الناس بالله، وأعظم الناس حبا وتعظيما لأهل لا إله إلا الله ". (أبو نعيم - عن علي)
5. مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 323.
ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (ص 223، ح 120)، قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال:
حدثنا أبو معاوية [الضرير محمد بن خازم] قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري [سعيد
ابن فيروز الطائي]، عن علي (رضي الله عنه) قال: كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت.
ورواه النسائي في الحديث " 121 " بإسناد آخر.
وروى نحو الحديث الترمذي في صحيحه (ج 13، ص 170) والحاكم النيشابوري في مستدركه (ج 3،
ص 125).
87

81. ابن مردويه، قال: نابت أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) نائبة، فجمعهم عمر، فقال
لعلي (عليه السلام): تكلم، فأنت خيرهم وأعلمهم. (1)
82. ابن مردويه، عن أبي بن كعب، قال: إن عمر كان يقول: لا عاش عمر لمعضلة
ليس لها أبو الحسن، يعني: عليا. (2)
83. ابن مردويه، قال: وفي رواية يقول - أي عمر -: لولا علي لهلك عمر. (3)

1. ملحقات إحقاق الحق، ج 8، ص 233.
وقريبا منه معنا رواه المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 81)، قال: وعن موسى بن طلحة، أن عمر اجتمع
عنده مال، فقسمه ففضل منه فضلة، فاستشار أصحابه في ذلك الفضل فقالوا: " نرى أن تمسكه، فإذا إحتجت
إلى شيء كان عندك "، وعلي في القوم لا يتكلم. فقال عمر: " مالك لا تتكلم يا علي؟ ". قال: " قد أشار عليك
القوم ". قال: " وأنت فأشر ". قال: " فاني أرى أنك تقسمه "، ففعل.
2. ملحقات إحقاق الحق، ج 8، ص 194.
روى المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 82)، قال:
وعن سعيد بن المسيب، قال: " كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن ". أخرجه أحمد وأبو عمرو. وعن
أبي سعيد الخدري أنه سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شيء فأجابه: " أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه
يا أبا الحسن ".
وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 1، ص 457)، قال:
أخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العدل - من أصل كتابه -، حدثنا محمد بن صالح الكليليني،
حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمرو العدني، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، عن أبي هارون العبدي،
عن أبي سعيد الخدري، قال: [وذكر حديثا] فقال عمر: " أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن ".
3. ملحقات إحقاق الحق، ج 8، ص 182.
ورواه ابن عبد البر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج 3، ص 39)، قال:
قال أحمد بن زهير: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان الثوري، عن
يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: " كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن، وقال في أمر
المجنونة التي أمر برجمها، وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر رجمها، فقال له علي: إن الله تعالى يقول:
(وحمله وفصله ثلثون شهرا)، الحديث، وقال له: " إن الله رفع القلم عن المجنون " الحديث، فكان عمر
يقول: لولا علي لهلك عمر ".
ورواه الموفق الخوارزمي في بيان غزارة علمه (عليه السلام) من كتاب المناقب (ص 80، ح 65).
88

84. ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: قال عمر (رضي الله عنه): أما الحمد
فقد عرفناه، فقد يحمد الخلائق بعضهم بعضا، وأما لا إله إلا الله فقد عرفناها،
فقد عبدت الآلهة من دون الله، وأما الله أكبر، فقد يكبر المصلي، وأما سبحان
الله فما هو؟
فقال رجل من القوم: الله أعلم. فقال عمر (رضي الله عنه): قد شقي عمر إن لم يكن يعلم:
إن الله يعلم.
فقال علي (رضي الله عنه): يا أمير المؤمنين، اسم ممنوع أن ينتحله أحد من الخلائق،
وإليه يفزع الخلق، وأحب أن يقال له.
فقال: هو كذاك. (1)
85. ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سألت علي بن أبي
طالب (رضي الله عنه): لم لم تكتب في براءة: بسم الله الرحمن الرحيم؟
قال: لأن " بسم الله الرحمن الرحيم " أمان، وبراءة نزلت بالسيف. (2)
86. ابن مردويه، عن سليم بن عامر: أن عمر بن الخطاب قال: العجب من رؤيا
الرجل! إنه يبيت فيرى الشيء لم يخطر له على بال، فتكون رؤيا كآخذ
باليد، ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئا!
فقال علي بن أبي طالب: " أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين؟ يقول الله
تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك

1. الدر المنثور، ج 5، ص 154. قال: " أخرج ابن ماجة في تفسيره، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن
عباس... ".
2. الدر المنثور، ج 3، ص 209، قال: " أخرج أبو الشيخ، وابن مردويه، عن ابن عباس... ".
89

التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) (1)، فالله يتوفى
الأنفس كلها، فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة، وما رأت
إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء، فكذبتها وأخبرتها
بالأباطيل، فكذبت فيها ". فعجب عمر من قوله. (2)
87. ابن مردويه، عن عبد الله بن نجي، قال: شهدت عليا وأتاه أسقف نجران فسأله
عن أصحاب الأخدود، فقص عليه القصة، فقال علي:
أنا أعلم بهم منك، بعث نبي من الحبشة إلى قومه - ثم قرأ علي -: (ولقد
أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص
عليك) (3) فدعاهم، فتابعه الناس، فقاتلهم، فقتل أصحابه، وأخذ فأوثق،
فانفلت، فأنس إليه رجال - يقول: اجتمع إليه رجال (4) - فقاتلهم، فقتلوا، وأخذ
فأوثق، فخدوا أخدودا في الأرض، وجعلوا فيه النيران، فجعلوا يعرضون
الناس، فمن تبع النبي رمي به فيها، ومن تابعهم ترك، وجاءت امرأة في آخر
من جاء، معها صبي لها، فجزعت، فقال الصبي: يا أمة اطمري ولا تماري،
فوقعت. (5)
ج. في أنه (عليه السلام) أقضى الصحابة
88. ابن مردويه، أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود،
حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة سمع أبا البختري يقول: حدثني من سمع
عليا (رضي الله عنه) يقول:

1. سورة الزمر، الآية 42.
2. الدر المنثور، ج 5، ص 329. قال: " أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن سليم بن قيس... ".
3. سورة غافر، الآية 78.
4. الظاهر أن العبارة من عبد الله بن نجي أو ابن مردويه.
5. الدر المنثور، ج 6، ص 333.
90

لما بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، تبعثني وأنا رجل
حديث السن، لاعلم لي بكثير من القضاء!
قال: فضرب يده في صدره وقال: " إن الله سيثبت لسانك، ويهدي قلبك "، فما
أعياني قضاء بين اثنين. (1)
89. ابن مردويه، أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داوود،
حدثنا شريك وزائدة وسليمان بن معاذ، قالوا: حدثنا سماك بن حرب، عن
حنش بن المعتمر، عن علي، قال:
لما بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن، قلت: تبعثني وأنا حديث السن! لاعلم لي
بكثير من القضاء! فقال لي: " إذا أتاك الخصمان فلا تقض للأول حتى تسمع
ما يقول الآخر، فإنك إذا سمعت ما يقول الآخر عرفت كيف تقضي، إن الله عز وجل
سيثبت لسانك، ويهدي قلبك "، قال علي: فما زلت قاضيا بعد. (2)
90. ابن مردويه، بطرق كثيرة، عن زيد بن أرقم، أنه قيل للنبي (صلى الله عليه وآله): أتى إلى علي

1. السنن الكبرى، ج 10، ص 86.
ورواه النسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 93، ح 34). قال: أخبرنا محمد بن
المثنى قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي (رضي الله عنه)، قال:
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أهل اليمن لأقضي بينهم فقلت: يا رسول الله، لاعلم لي بالقضاء!
فضرب بيده على صدري وقال: " اللهم اهد قلبه وسدد لسانه "، فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست
مجلسي هذا.
ورواه النسائي بلفظ قريب منه في الحديثين 32، 33.
2. السنن الكبرى، ج 10، ص 141.
ورواه أحمد بن حنبل في المسند (ج 1، ص 149): عبد الله، حدثني أبو الربيع الزهراني، وحدثنا علي بن
حكيم الأودي، وحدثنا محمد بن جعفر الوركاني، وحدثنا زكريا بن يحيى زحمويه، وحدثنا عبد الله بن عامر
ابن زرارة الحضرمي، وحدثنا داوود بن عمرو الضبي، قالوا: حدثنا شريك، عن سماك، عن حنش، عن
علي (رضي الله عنه)، قال: بعثني النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن قاضيا، فقلت: تبعثني إلى قوم وأنا حدث السن! ولا علم لي بالقضاء!
فوضع يده على صدري، فقال: " ثبتك الله وسددك. إذا جاءك الخصمان فلا تقض للأول حتى تسمع من الآخر؛
فإنه أجدر أن يبين لك القضاء "، فما زلت قاضيا.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 494، ح 1026).
91

باليمن ثلاثة نفر يختصمون في ولدهم، كلهم يزعم أنه وقع على أمه في طهر
واحد، وذلك في الجاهلية، فقال علي (عليه السلام):
" إنهم شركاء متشاكسون "، فقرع على الغلام باسمهم فخرجت لأحدهم،
فألحق الغلام به، وألزمه ثلثي الدية لصاحبيه، وزجرهما عن مثل ذلك.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن
داوود (عليه السلام). (1)
91. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه)، أن الشراب كانوا يضربون في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)
بالأيدي والنعال والعصي حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فكانوا في خلافة
أبي بكر (رضي الله عنه) أكثر منهم في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال أبو بكر: لو فرضنا لهم
حدا، فتوفى نحوا مما كانوا يضربون في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فكان أبو بكر
يجلدهم أربعين حتى توفي.
ثم كان عمر (رضي الله عنه) من بعده، فجلدهم كذلك أربعين، حتى أتي برجل من
المهاجرين الأولين، فشرب، فأمر به أن يجلد.
فقال: لم تجلدني؟ بيني وبينك كتاب الله.
فقال عمر: وفي أي كتاب تجد أن لا أجلدك؟
فقال: إن الله تعالى يقول في كتابه: (ليس على الذين ء‌امنوا وعملوا

1. مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 176.
ورواه الحميدي في المسند (ج 2، ص 345، ح 785). قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الأجلح بن عبد الله بن
حجية الكندي، عن الشعبي، عن عبد الله بن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم، قال: أتى علي بن أبي طالب باليمن
في ثلاثة نفر وقعوا على جارية لهم في طهر واحد فجاءت بولد، فقال علي لاثنين منهم:
" أتطيبان به نفسا لصاحبكما؟ " قالا: لا.
ثم قال للآخرين: " أتطيبان به نفسا لصاحبكما؟ " قالا: لا.
فقال علي: " أنتم شركاء متشاكسون، إنني مقرع بينكم فأيكم أصابته القرعة ألزمته الولد، وأغرمته ثلثي قيمة
الجارية لصاحبيه ". فلما قدمنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكرنا ذلك له، فقال:
" ما أعلم فيها إلا ما قال علي ".
92

الصلحت جناح) (1) الآية، فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا
وآمنوا، ثم اتقوا وأحسنوا. شهدت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدرا وأحدا والخندق
والمشاهد.
فقال عمر: ألا تردون عليه ما يقول؟
فقال ابن عباس: إن هذه الآية أنزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين،
فعذر الماضين أنهم لقوا الله قبل أن تحرم عليهم الخمر، وحجة على الباقين؛
لأن الله تعالى قال: (يأيها الذين ء‌امنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلم رجس من عمل الشيطن فاجتنبوه) (2) الآية - ثم قرأ حتى أنفد
الآية - فإن كان من الذين (ء‌امنوا وعملوا الصلحت ثم اتقوا وء‌امنوا ثم
اتقوا و أحسنوا) (3) فان الله قد نهى أن تشرب الخمر.
فقال: صدقت فماذا ترون؟
قال علي (رضي الله عنه): نرى أنه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى،
وعلى المفتري ثمانون جلدة. فأمر عمر فجلد ثمانين. (4)

1. سورة المائدة، الآية 93.
2. سورة المائدة، الآية 90.
3. سورة المائدة، الآية 93.
4. الجامع الكبير، ج 15، ص 6360، ح 406.
93

الفصل السابع
زهده وأمانته
92. ابن مردويه، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا
أبو زرعة، حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا أبو معاذ صالح بن ميثم، عن
الحارث بن حصيرة قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما علمنا أن أحدا كان في
هذه الأمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) أزهد من علي بن أبي طالب (عليه السلام). (1)
93. ابن مردويه، عن أبي مريم السلوي: قال رسول الله لعلي (عليه السلام):
" يا علي، إن الله قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة هي أحب إلى الله منها:
الزهد في الدنيا، وجعلك لا تنال من الدنيا شيئا ولا تنال الدنيا منك شيئا،

1. المناقب، الخوارزمي، ص 117، ح 128. قال: أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني
المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان -، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد
بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه -، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم
الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه....
روى ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 252، ح 1269). قال:
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر، أنبأنا محمد بن علي بن الفتح، أنبأنا محمد بن أحمد بن إسماعيل بن
سمعون، أنبأنا عمر بن الحسن بن علي بن الشيباني، أنبأنا حسين بن فهم، أنبأنا يحيى بن معين، أنبأنا علي بن
الجعد، عن حسن بن صالح قال: تذاكروا الزهاد عند عمر بن عبد العزيز فقال قائلون: فلان. وقال قائلون:
فلان. فقال عمر بن عبد العزيز: أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب.
95

ووهب لك حب المساكين، فرضوا بك إماما ورضيت بهم أتباعا ". (1)
94. ابن مردويه، أنه لما أقبل علي (عليه السلام) من اليمن تعجل إلى النبي واستخلف على
جنده الذين معه رجلا من أصحابه، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من
القوم حلة من البز الذي كان مع علي، فلما دنى جيشه خرج علي ليتلقاهم،
فإذا هم عليهم الحلل. فقال: " ويلك! ما هذا؟ " قال: كسوتهم ليتجملوا إذا
قدموا في الناس. قال: " ويلك! من قبل أن ينتهي إلى رسول الله "، قال:
فانتزع الحلل من الناس وردها في البز، وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم. (2)
95. ابن مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى، أنبأنا مسدد، أنبأنا
عبد الله بن داوود، عن زيد بن أسامة، عن سعيد الرجاني، قال: اشترى علي
قميصين سنبلانيين انبجانيين بسبعة دراهم، فكسا قنبر أحدهما، فلما أراد أن
يلبس قميصه فإذا إزاره مرقوع برقعة من أديم. (3)
96. ابن مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى، أنبأنا مسدد، أنبأنا
عبد الوارث، عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه، قال: خطب علي وقال: أيها
الناس والله الذي لا إله إلا هو، ما رزأت من مالكم قليلا ولا كثيرا إلا هذه

1. ملحقات احقاق الحق، ج 4، ص 490.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 1، ص 71). قال: حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدثنا محمد بن
جرير، حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا مخول بن إبراهيم، حدثنا علي بن حزور، عن الأصبغ بن نباتة
قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يا علي، إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة
أحب إلى الله تعالى منها، هي زينة الأبرار عند الله عز وجل: الزهد في الدنيا. فجعلك لا تزرأ من الدنيا شيئا، ولا تزرأ
الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعا، ويرضون بك إماما ".
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 212، ح 715).
ورواه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (ص 105، ح 148).
2. مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 377.
3. ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق، ج 3، ص 239، ح 1256. قال: أخبرنا أبو القاسم
إسماعيل بن محمد، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه....
96

- وأخرج قارورة من كم قميصه فيها طيب فقال: - أهداها إلي دهقان. (1)
97. ابن مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى، أنبأنا مسدد، أنبأنا
عبد الله بن داوود، عن ربح [كذا]، عن أبي موسى، عن عبد الله بن أبي سفيان
قال: أهدى إلي دهقان من دهاقين السواد بردا وإلى الحسن والحسين بردا
مثله، فقام علي يخطب بالمدائن يوم الجمعة فرآه عليهما، فبعث إلي وإلى
الحسن والحسين فقال: " ما هذان البردان؟ " قال: " بعث إلي وإلى الحسين
دهقان من دهاقين السواد ". قال: فأخذهما فجعلهما في بيت المال. (2)

1. ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق، ج 3، ص 232، ح 1242. قال: أخبرنا أبو القاسم
إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه....
2. ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق، ج 3، ص 230، ح 1238. قال: أخبرنا أبو القاسم
إسماعيل بن محمد ابن الفضل، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه....
97

الفصل الثامن
في أنه (عليه السلام) أقرب الناس من رسول الله (صلى الله عليه وآله) والخليفة بعده
أ. توسط بيته (عليه السلام) بيوت النبي (صلى الله عليه وآله)
98. ابن مردويه، قال رجل لابن عمر: حدثني عن علي بن أبي طالب.
قال: تريد أن تعلم ما كانت منزلته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فانظر إلى بيته من
بيوت رسول الله، هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي. (1)
ب. قوله (صلى الله عليه وآله): علي أخي، رفيقي، خير إخوتي، أخي في الدنيا والآخرة
سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى
ببعض في كتب الله) (2) وقوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل

1. مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 60، قال فيه: " البخاري، وابن مردويه... ".
روى النسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 204، ح 107) قال: " أخبرنا
إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل قال: حدثني أبو موسى - وهو محمد بن موسى بن عين - قال: حدثني أبي،
عن عطاء، عن سعد بن عبيدة، قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن علي (رضي الله عنه)، فقال: لا تسألني عن علي ولكن
انظر إلى بيته من بيوت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ".
قال [الرجل]: فإني أبغضه. قال [ابن عمر]: أبغضك الله عز وجل.
2. سورة الأنفال، الآية 75، لاحظ ص 250، سورة الأحزاب، الآية 6، لاحظ ص 299.
99

إخونا على سرر متقبلين). (1)
99. ابن مردويه، عن زيد بن أرقم، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لعلي: " أنت أخي
ورفيقي ". (2)
100. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " خير إخوتي علي،
وخير أعمامي حمزة ". (3)
101. ابن مردويه، عن حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه)، قال: آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين المهاجرين
والأنصار، كان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثم أخذ بيد علي فقال: " هذا أخي ".
قال حذيفة: فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب
العالمين الذي ليس له شبه ولا نظير، وعلي أخوه! (4)
102. ابن مردويه، عن جابر، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: " مكتوب على باب الجنة: محمد
رسول الله، علي بن أبي طالب أخو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يخلق السماوات
والأرض بألفي عام ". (5)

1. سورة الحجر، الآية 47، لاحظ ص 270.
2. مناقب سيدنا علي، ص 40.
سيأتي مثل الحديث في نزول قوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقبلين)
[الحجر، الآية 47].
3. أرجح المطالب، ص 428.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 138). قال: " أخبرنا
أبو سعد [المطرز] محمد بن محمد، وأبو علي الحسن بن أحمد في كتابيهما، قالا: أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا مخلد بن
جعفر، أنبأنا الحسن بن علي الآدمي، أنبأنا صهيب بن محمد بن عباد، أنبأنا إسماعيل بن عمرو الكوفي، عن
عمرو بن ثابت، عن عبد الرحمان بن عابس، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " خير إخوتي علي، وخير أعمامي
حمزة " ".
4. أرجح المطالب، ص 424. وقال فيه: " أخرجه أحمد في المناقب، وابن مردويه ".
5. توضيح الدلائل، ص 208.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 7، ص 256). قال: " حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وسليمان بن أحمد
ومحمد بن علي بن سهل والحسن بن علي بن الخطاب، قالوا: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا
زكريا بن يحيى بن سلم، حدثنا أشعث ابن عم الحسن بن صالح - وكان يفضل على الحسن - حدثنا مسعر، عن
عطية، عن جابر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أخو
رسول الله " قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ".
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 7، ص 387). وابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص
91، ح 134).
100

103. ابن مردويه، بإسناده عن ابن عمر، أن عليا قال: " يا رسول الله، قد آخيت بين
أصحابك فمن أخي؟ " قال: " أما ترضى أن أكون أخاك "، قال: " بلى ". قال:
" أنا أخوك في الدنيا والآخرة ". (1)
104. ابن مردويه، بإسناده عن أم أيمن، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لها: " يا أم أيمن، ادعي لي
أخي ".
قالت: من أخوك يا رسول الله؟
قال: " علي ". قالت: وأخوك فزوجته ابنتك؟!
قال: " نعم، أم والله، قد زوجتها كفوا شريفا في الدنيا والآخرة ". (2)
ج. قوله (صلى الله عليه وآله): علي صاحبي، وزيري، وصيي، خليلي، صفيي وأميني، خليفتي،
موضع سري، خير من أخلف بعدي، يقضي ديني، ينجز عداتي
105. ابن مردويه، عن ربيعة، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: " أنت أخي وصاحبي

1. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 33.
ورواه الترمذي في سننه (ج 5، ص 636، ح 7320). قال: " حدثنا يوسف بن موسى القطان البغدادي، حدثنا
علي بن قادم، حدثنا علي بن صالح بن حي، عن حكيم بن جبير، عن جميع بن عمر التيمي، عن ابن عمر قال:
آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: " يا رسول الله، آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ
بيني وبين أحد "، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أنت أخي في الدنيا والآخرة ".
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 14).
2. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 33.
روى الحاكم النيسابوري في مستدركه (ج 3، ص 159). قال: " أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان البزاز،
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، حدثنا صالح بن حاتم بن وردان، حدثني أبي، حدثني أيوب، عن أبي
يزيد المدني، عن أسماء بنت عميس، قالت: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما أصبحنا جاء
النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الباب فقال: " يا أم أيمن ادعي لي أخي "، فقالت: هو أخوك وتنكحه؟ قال: " نعم يا أم أيمن "... ".
101

ووزيري ". (1)
106. ابن مردويه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أخي ووزيري
وخير من أخلف بعدي علي بن أبي طالب ". (2)
107. ابن مردويه، عن أنس، قال: حدثني سلمان الفارسي، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول: " إن أخي ووزيري ووصيي وخير من أخلف بعدي علي بن أبي
طالب ". (3)
108. ابن مردويه، بإسناده عن البراء بن عازب، قال النبي (عليه السلام): " إن عليا أخي
وخليلي ". (4)
109. ابن مردويه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن خليلي ووزيري،
وخليفتي وخير من أترك بعدي، يقضي ديني، وينجز موعدي علي بن
أبي طالب ". (5)
110. ابن مردويه، أخبرنا محمد بن علي بن دحيم، أخبرنا أحمد بن حازم الغفاري،
أخبرنا نصر بن مزاحم، أخبرنا أبو خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن

1. مناقب سيدنا علي، ص 29. قال: " أحمد، والنسائي، وابن مردويه، عن ربيعة ".
سيأتي نحو هذا الحديث وما بعده في نزول قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) [214 / الشعراء: 26].
2. در بحر المناقب، ص 67.
3. مفتاح النجا، ص 34.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 24).
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 112 ح 121). قال: " وأخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرنا عبدوس
بن عبد الله هذا كتابة، حدثنا أبو منصور، حدثنا علي بن القاسم، حدثنا إبراهيم، حدثنا الحكم بن سليمان
الجبلي، أخبرنا أبو محمد، حدثنا علي بن هاشم، عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس بن مالك يقول: حدثني
سلمان الفارسي أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) " ".
4. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 44.
5. در بحر المناقب، ص 67.
ورواه القاضي عضد الدين الأيجي في المواقف (ص 409). قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أخي ووزيري، وخير من
أترك بعدي، يقضي ديني، وينجز وعدي علي بن أبي طالب ".
102

آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يا علي، أنت الوزير والخليفة والوصي في الأهل
والمال، وفي المسلمين في كل غيبة ". (1)
111. ابن مردويه، أخبرنا محمد بن علي بن دحيم، أخبرنا أحمد بن حازم، أخبرنا
يحيى بن الحاى [كذا]، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهار، عن
محمد بن إبراهيم، عن نافع بن عجير، عن أبيه، عن علي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال
له: " أما أنت فصفيي وأميني "، قال: رضيت يا رسول الله. (2)
112. ابن مردويه، عن سلمان، قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " هل تدري من كان وصي
موسى "؟ قلت: يوشع بن نون. قال: فقال: " وصيي في أهلي، وخير من
أخلفه بعدي علي بن أبي طالب ". (3)
113. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، عن سلمان الفارسي، قال: قلت يا
رسول الله، لكل نبي وصي فمن وصيك؟
فقال: " هل تعلم من وصي موسى؟ "، قلت: نعم، يوشع بن نون.
قال: " لم؟ "، قلت: لأنه كان أعلمهم.
قال: " فإن وصيي، وموضع سري، وخير من أترك بعدي، وينجز عدتي،

1. المصدر السابق، ص 25.
2. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 25.
ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (ص 585، ح 1330). قال: " حدثنا محرز بن سلمة وأبو مروان العثماني
قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن عبد الله بن الهادي، عن محمد بن نافع بن عجير، عن أبيه نافع بن
عجير، عن علي بن أبي طالب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له: أما أنت يا علي، فصفيي وأميني ".
3. مفتاح النجا، ص 64.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 24).
وروى ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 48). قال: " وقال أحمد في الفضائل: حدثنا الهيثم بن خلف،
حدثنا محمد بن أبي عمر الدوري، حدثنا شاذان، حدثنا جعفر بن زياد، عن مطر، عن أنس، قال: قلنا لسلمان
الفارسي: سل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من وصيه؟ فسأل سلمان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: " من كان وصي موسى بن عمران؟ "
فقال: يوشع بن نون، قال: " إن وصيي ووارثي ومنجز وعدي علي بن أبي طالب " ".
103

ويقضي ديني علي بن أبي طالب ". (1)
114. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، عن سلمان (رضي الله عنه)، قال: قلت يا
رسول الله، لكل نبي وصي فمن وصيك؟ فسكت عني، فلما كان الغد أتى
فقال: " يا سلمان "، فأسرعت إليه وقلت: لبيك.
قال: " هل تعلم من وصي موسى؟ ".
قلت: نعم، يوشع بن نون.
قال: " لم؟ "، قلت: لأنه أعلمهم.
قال: " فإن وصيي، وموضع سري، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي،
ويقضي ديني علي بن أبي طالب ". (2)
115. ابن مردويه، عن أنس بن مالك، عن سلمان، قال: قلت يا رسول الله، عمن
نأخذ بعدك وبمن نثق؟ فسكت عني حتى سألت عشرا، ثم قال:
" يا سلمان، إن وصيي، وخليفتي، وأخي، ووزيري، وخير من أخلف بعدي،
علي بن أبي طالب، يؤدي عني، وينجز موعدي ". (3)
116. ابن مردويه، حدثني جدي، حدثنا أحمد بن محمود بن خرزاذ، أخبرنا
أبو حصين القاضي، حدثنا عبد الرحمان بن دبيس بن حميد، حدثني محمد

1. أرجح المطالب، ص 24. قال فيه: " أخرجه أبو بكر بن مردويه، والطبراني في الكبير في مسند سلمان ف
الفارسي ".
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 610، ح 32952)، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن وصيي، وموضع
سري، وخير من أترك بعدي، وينجز عدتي، ويقضي ديني علي بن أبي طالب ". (الطبراني - عن أبي سعيد و
سلمان).
2. أرجح المطالب، ص 589.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 113): وعن سلمان، قال: قلت يا رسول الله، إن لكل نبي وصيا فمن
وصيك؟ فسكت عني فلما كان بعد، رآني فقال: " يا سلمان "، فأسرعت إليه، قلت: لبيك، قال: " تعلم من وصي
موسى؟ " قال: نعم، يوشع بن نون، قال: " لم؟ " قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ، قال: " فإن وصيي، وموضع
سري، وخير من أترك بعدي، وينجز عدتي، ويقضي ديني علي بن أبي طالب ". رواه الطبراني.
3. در بحر المناقب، ص 67.
104

ابن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن مطير، عن أنس، عن سلمان، قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي بن أبي طالب (عليه السلام) ينجز عداتي، ويقضي ديني ". (1)
117. ابن مردويه، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي،
حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر، حدثني أبي، حدثنا عمي الحسين بن
يوسف بن سعيد بن أبي الجهم، حدثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن علي بن
محمد بن المنكدر، عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) - وكانت ألطف نسائه،
وأشدهن له حبا - وقال: وكان لها مولى يحضنها ورباها، وكان لا يصلي
صلاة إلا سب عليا وشتمه، فقالت له: يا أبة ما حملك على سب علي؟
قال: لأنه قتل عثمان وشرك في دمه!
فقالت له: أما إنه لولا أنك مولاي وربيتني، وأنك عندي بمنزلة والدي،
ما حدثتك بسر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولكن اجلس حتى أحدثك عن علي وما
رأيته.
قد أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان يومي - وإنما نصيبي في تسعة أيام يوم واحد -
فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) وهو مخلل أصابعه في أصابع علي، واضعا يده عليه، فقال:
" يا أم سلمة أخرجي من البيت، وأخليه لنا "، فخرجت، وأقبلا يتناجيان
وأسمع الكلام ولا أدري ما يقولان، حتى إذا أنا قلت: قد انتصف النهار!
أقبلت فقلت: السلام عليكم، ألج؟
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " فلا تلجي "، فرجعت فجلست مكاني، حتى إذا أنا قلت: قد
زالت الشمس، الآن يخرج إلى الصلاة فيذهب يومي، ولم أر قط أطول منه،

1. المناقب، الخوارزمي، ص 67، ح 38. قال: " أخبرني شهردار إجازة، أخبرني عبدوس بن عبد الله الهمداني
بهمدان إجازة، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن محمد الجعفري، أخبرنا الحافظ أبو بكر بن مردويه....
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 64)؛ وكنز العمال (ج 13، ص 611، ح 32956)؛ ومناقب سيدنا
علي (ص 39).
105

أقبلت أمشي حتى وقفت على الباب.
فقلت: السلام عليكم، ألج؟
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " نعم، فلجي "، فدخلت وعلي واضع يده على ركبتي
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أدنى فاه من أذن النبي (صلى الله عليه وآله)، وفم النبي (صلى الله عليه وآله) على أذن علي
يتساران، وعلي يقول: " أفأمضي وأفعل؟ " والنبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " نعم "،
فدخلت، وعلي معرض وجهه حتى دخلت وخرج.
فأخذني النبي (صلى الله عليه وآله) في حجره فالتزمني، فأصاب مني ما يصيب الرجل من
أهله من اللطف والاعتذار، ثم قال لي:
" يا أم سلمة، لا تلوميني، فإن جبرئيل أتاني من الله تعالى يأمر أن أوصي به
عليا من بعدي، وكنت بين جبرئيل وعلي، وجبرئيل عن يميني، وعلي عن
شمالي، فأمرني جبرئيل أن آمر عليا بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة،
فاعذريني ولا تلوميني، إن الله عز وجل اختار من كل أمة نبيا، واختار لكل نبي
وصيا، فأنا نبي هذه الأمة، وعلي وصيي في عترتي وأهل بيتي، وأمتي من
بعدي ".
فهذا ما شهدت من علي الآن يا أبتاه، فسبه أو دعه.
فأقبل أبو ها يناجي الليل والنهار ويقول: " اللهم اغفر لي ما جهلت من أمر
علي، فإن وليي ولي علي، وعدوي عدو علي "، فتاب المولى توبة نصوحا،
وأقبل فيما بقي من دهره يدعو الله تعالى أن يغفر له. (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 146، ح 171. قال:
وبهذا الإسناد: [أي: إسناد الحديث 170 المتقدم في كتابه، قال: أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار
الديلمي إجازة، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا الشريف أبو طالب
الجعفري، حدثنا ابن مردويه الحافظ].
عنه رواه الجويني في فرائد السمطين (ج 1، ص 270، ح 211). قال: " أنبأني العدل تاج الدين علي بن أنجب
- المعروف: بابن الساعي -، فيما رواه عن الحافظ محب الدين ابن النجار البغدادي بإجازته، عن الإمام برهان
الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي بروايته، عن الموفق بن أحمد المكي الخطيب، وذكر مثله سندا
ومتنا ".
106

د. قوله (صلى الله عليه وآله): علي مني بمنزلة رأسي من بدني.
118. ابن مردويه، حدثنا جدي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا هيثم بن خلف،
حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم - مولى بني هاشم - حدثنا حسين
الأشقر، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم وليث، عن مجاهد، عن ابن
عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي مني مثل رأسي من بدني ". (1)
119. ابن مردويه، حدثني محمد بن الحسين، حدثنا هيثم بن خلف، حدثنا أحمد
ابن محمد بن يزيد بن سليم - مولى بني هاشم - حدثنا حسين الأشقر، حدثنا
قيس بن الربيع، عن أبي هاشم وليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي مني منزلة رأسي من بدني ". (2)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 144، ح 167، قال: أخبرني شهردار بن شيرويه - إجازة -، أخبرنا عبدوس بن
عبد الله، أخبرنا أبو طالب الفضل الجعفري، حدثنا ابن مردويه....
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 468). قال: أخرج الخطيب في تاريخه، وأبو بكر بن مردويه في
فرائده، والديلمي في الفردوس، عن ابن عباس....
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 92، ح 135). قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن
أحمد الفقيه الشافعي (رحمه الله) بقراءتي عليه فأقر به، قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني
الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي (رحمه الله)، قال: حدثنا الهيثم بن خلف الدوري، قال: حدثني أحمد بن محمد بن
يزيد بن سليم مولى بني هاشم، قال: حدثني حسين الأشقر، حدثنا قيس، عن أبي هاشم، وليث عن مجاهد،
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " علي مني مثل رأسي من بدني ".
ورواه بإسناد آخر في الحديث 136، عن ابن عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " علي مني كرأسي من بدني ".
2. المناقب، الخوارزمي، ص 148، ح 174. قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 173، وهو أخبرني
شهردار بن شيرويه بن شهردار إجازة، أخبرنا عبدوس إجازة، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن
طاهر الجعفري بأصبهان] عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه....
ورواه ابن مردويه على ما رواه العيني في مناقب سيدنا علي (ص 36). قال: الديلمي عن عائشة، والملاء عن
البراء، والخطيب وابن مردويه عن ابن عباس.... وليس فيه: " من بدني ".
ورواه السيوطي في الجامع الصغير (ج 2، ص 177، ح 5596)، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " علي مني بمنزلة رأسي من
بدني ".
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 603، ح 32914)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " علي مني بمنزلة رأسي
من بدني ". (الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، عن البراء. والديلمي في مسند الفردوس، عن ابن عباس).
107

ه‍. قوله (صلى الله عليه وآله): علي كنفسي
120. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، حدثنا الحسين
ابن الهيثم الكسائي، حدثنا محمد بن الصباح الجرجاني، حدثنا هيثم، عن
حجاج ابن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن جده، قال: قالت عائشة: من
خير الناس بعدك يا رسول الله؟ قال: " أبو بكر "، قلت: فمن خير الناس بعد
أبي بكر؟ قال: " عمر "، فقالت فاطمة: يا رسول الله لم تقل في علي شيئا؟
قال: " علي نفسي، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئا ". (1)
121. ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله، قال: بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) الوليد بن عقبة إلى بني
وليعة، وكان بينهم شحناء في الجاهلية، فلما بلغ بني وليعة استقبلوه لينظروا
ما في نفسه، قال: فخشي القوم، فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: إن بني وليعة
أرادوا قتلي ومنعوا الصدقة.
فلما بلغ بني وليعة الذي قال عنهم الوليد لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فقالوا: يا رسول الله، لقد كذب الوليد، ولكنه قد كانت بيننا وبينه شحناء،
فخشينا أن يعاقبنا بالذي كان بيننا.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لتنتهن يا بني وليعة، أو لأبعثن إليكم رجلا عندي
كنفسي، يقتل مقاتليكم، ويسبي ذراريكم، وهو هذا خير من ترون " -
وضرب على كتف علي بن أبي طالب -، فأنزل الله تعالى في الوليد بن عقبة:
(يأيها الذين ء‌امنوا إن جآءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما

1. المناقب، الخوارزمي، ص 148، ح 173. قال: أخبرني شهردار بن شيرويه إجازة، أخبرنا عبدوس إجازة،
عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بأصبهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن
مردويه....
108

بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم ندمين) (1). (2)
و. قوله (صلى الله عليه وآله): علي خير البشر، خير البرية، خير الأمة بعد نبيها
122. ابن مردويه، حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل، وأحمد بن محمد بن عمرو
ابن سعيد الأخمس، قال: حدثنا عبيد بن كثير العامري، قال: حدثنا محمد
ابن علي الصيرفي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل اليشكري، عن شريك،
عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة اليماني، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ". (3)

1. سورة الحجرات، الآية 6.
2. مفتاح النجا، ص 29.
وروى قريبا منه النسائي في خصائص الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 140، ح 72). قال: أخبرنا العباس بن
محمد الدوري قال: حدثنا الأحوص بن جواب، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد
ابن يثيغ، عن أبي ذر (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لينتهن بنو وليعة أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي، ينفذ فيهم
أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرية ". قال أبو ذر: فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي، فقال: من
يعني؟ قلت: ما إياك يعني ولا صاحبك. قال: فمن يعني؟ قلت: خاصف النعل. قال: وكان علي يخصف النعل.
وروى المتقي الهندي في كنز العمال (ج 4، ص 441، ح 31311)، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " لينتهين بنو رابعة أو
لأبعثن إليهم رجلا كنفسي فيمضي فيهم أمري، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية ". (ابن أبي شيبة والروياني،
وسعيد بن منصور، عن أبي ذر).
3. الطرائف، ص 87، ح 122.
ورواه ابن مردويه كما في در بحر المناقب (ص 65). وكما في مفتاح النجا (ص 49). ومناقب سيدنا علي
(ص 38)، قال: رواه أحمد والخطيب عن جابر، وابن مرويه عن حذيفة، والحاكم عن ابن مسعود، وابن شاذان
عن علي. وفي كشف اليقين (ص 291).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 444، ح 962). قال:
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه، أنبأنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنبأنا تمام بن محمد،
أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حرارة النهمي، أنبأنا الحسن بن سعيد النخعي
ابن عم شريك، أنبأنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة بن اليمان،
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " علي خير البشر، من أبى فقد كفر ".
ورواه ابن عساكر بإسناد آخر في الحديث 963.
ورواه ابن شيرويه الديلمي في الفردوس (ج 3، ص 62، ح 4175)، عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
" علي خير البشر من شك فيه فقد كفر ".
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 625، ح 33045)، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " علي خير البشر، فمن
أبى فقد كفر ". (الخطيب - عن جابر).
109

123. ابن مردويه، عن سالم بن أبي الحميد، قال: تذاكروا فضل علي عند جابر
ابن عبد الله، قال: كان خير البشر. (1)
124. ابن مردويه، عن عطية بن سعد، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله وهو شيخ
كبير، فقلنا: أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب؟ فرفع حاجبيه ثم
قال: " ذاك من خير البشر "، فقيل له: ما تقول في رجل يبغض عليا؟ فقال:
" ما يبغض عليا إلا كافر ". (2)
125. ابن مردويه، عن عطا، قال: سئلت عائشة عن علي (عليه السلام)؟ فقالت: ذاك من خير
البرية! ولا يشك فيه إلا كافر! (3)

1. در بحر المناقب، ص 66.
ورواه ابن حجر في لسان الميزان (ج 3، ص 166). قال: حدثنا الحسين بن علي السلولي الكوفي، حدثنا
محمد بن الحسين السلولي، حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن عطية قال: قلت لجابر: كيف كان
منزلة علي (رضي الله عنه) فيكم؟ قال: كان خير البشر.
2. مفتاح النجا، ص 63.
ورواه ابن مردويه - إلى قوله: " خير البشر " - كما في در بحر المناقب (ص 66).
ورواه الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (ج 1، ص 394). قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن
موسى الصيرفي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، ويعرف
بالقصار بالكوفة، أخبرنا وكيع، عن الأعمش، عن عطية بن سعد، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله وهو شيخ
كبير، فقلنا: أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب؟ قال: فرفع حاجبيه بيديه فقال: ذاك من خير البشر.
ورواه علي بن شهاب الدين في مودة القربى (ص 43). قال: روي عن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر:
حدثني عن علي، قال: كان من خير البشر، قال: قلت: يا جابر، ما تقول فيمن يبغض عليا؟ قال: ما يبغضه إلا
كافر.
3. در بحر المناقب، ص 66.
ورواه ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة (ص 148). قال: حدثنا محمد بن عقدة، قال: حدثنا أحمد بن
يحيى، عن عبد الرحمان بن شريك، عن أبيه، عن الأعمش، عن عطاء قال: سألت عائشة عن علي صلوات الله
عليه؟ فقالت: ذاك خير البشر، لا يشك فيه إلا كافر!
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 448، ح 972). قال:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، وأبو بكر محمد بن شجاع، قالا: أنبأنا أبو محمد التميمي، أنبأنا
أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل الصفار، أنبأنا محمد بن عبيد بن عتبة، أنبأنا عبد الرحمان بن شريك،
حدثني أبي، عن الأعمش، عن عطاء قال: سألت عائشة عن علي - رضي الله عنهما - فقالت: ذاك خير البشر،
لا يشك فيه إلا كافر!
110

126. ابن مردويه، سئل حذيفة عن علي (عليه السلام)؟ فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها،
ولا يشك فيه إلا منافق. (1)
127. ابن مردويه، عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خير من يمشي
على الأرض بعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) ". (2)
128. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال سلمان: رآني رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فناداني، فقلت: لبيك. فقال: " أشهدك اليوم علي بن أبي طالب خيرهم
وأفضلهم ". (3)
129. ابن مردويه، عن أبي رافع، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " أنت
خير أمتي في الدنيا والآخرة ". (4)

1. در بحر المناقب، ص 66.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 588).
2. در بحر المناقب، ص 66.
ورواه أبو بكر بن الطيب الباقلاني في مناقب الأئمة، على ما في ملحقات إحقاق الحق (ج 15، ص 212): روي
عن أبي سعيد الخدري: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " خير من مشى على الأرض بعدي علي بن أبي طالب ".
3. در بحر المناقب، ص 66.
4. المصدر السابق.
ورواه ابن مردويه على ما في مناقب سيدنا علي (ص 28). وأرجح المطالب (ص 588).
111

ز. قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى (1)
130. ابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص: أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) خرج مع
النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى جاء ثنية الوداع يريد تبوك، وعلي يبكي ويقول: تخلفني مع
الخوالف. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا النبوة "؟! (2)

1. قال ابن عبد البر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج 3، ص 34): وروى
قوله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحها. رواه
عن النبي (صلى الله عليه وسلم): سعد بن أبي وقاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدا، قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره. ورواه
ابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد الله، وجماعة يطول ذكرهم.
وقال الخوارزمي في مقتل الحسين (ج 1، ص 48): وروى حديث: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه
لا نبي بعدي " من الصحابة: علي، وعمر، وعامر بن سعد، وسعد بن أبي وقاص، وأم سلمة، وأبو سعيد، وابن
عباس، وجابر، وأبو هريرة، وجابر بن سمرة، وحبشي بن جنادة، وأنس، ومالك بن الحويرث، وأبو أيوب،
ويزيد بن أبي أوفى، وأبو رافع، وزيد بن أرقم، والبراء، وعبد الله بن أبي أوفى، ومعاوية بن أبي سفيان، وابن
عمر، وبريدة بن الحصيب، وخالد بن عرفطة، وحذيفة بن أسيد، وأبو الطفيل، وأسماء بنت عميس، وفاطمة
بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهم.
وقال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (الباب 70، ص 283): قال الحاكم النيسابوري: هذا الحديث دخل في
حد التواتر.
وقال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 152): هذا هو حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم
يقول: خرجته بخمسة آلاف إسناد.
2. الدر المنثور، ج 3، ص 266.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 307، ح 336)، قال:
أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا القاضي أبو الطيب الطبري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي،
أنبأنا محمد بن محمد الباغندي، أنبأنا أحمد بن منيع البغوي، أنبأنا أبو أحمد الزبيري، أنبأنا عبد الله بن حبيب
ابن أبي ثابت، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
غزوة تبوك وخلف عليا، فقال له علي: أتخلفني؟ قال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا
أنه لا نبي بعدي؟!
ورواه ابن حجر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من الإصابة (ج 2، ص 509)، قال: أخرج الترمذي
بسند قوي، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية سعدا فقال له: ما يمنعك أن تسب أبا
تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من أن يكون لي حمر
النعم، فلن أسبه. سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول - وقد خلفه في بعض المغازي، فقال له علي: يا رسول الله،
تخلفني مع النساء والصبيان؟! فقال له: - " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة
بعدي... ".
112

131. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أراد أن يغزو غزاة له، فدعا جعفرا
فأمره أن يتخلف على المدينة فقال: لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبدا.
فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعزم علي لما تخلفت قبل أن أتكلم، فبكيت، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ما يبكيك يا علي؟ " قلت: يا رسول الله، يبكيني خصال غير
واحدة، تقول قريش غدا: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، ويبكيني
خصلة أخرى، كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله لأن الله يقول:
(ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار) (1)... إلى آخر الآية، فكنت أريد أن
أتعرض للأجر، ويبكيني خصلة أخرى، كنت أريد أن أتعرض لفضل الله.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أما قولك: تقول قريش: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه
وخذله، فان لك بي أسوة، قالوا: ساحر وكاهن وكذاب، وأما قولك: أتعرض
للأجر من الله، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي؟! وأما قولك: أتعرض لفضل الله، فهذان بهاران من فلفل جاءنا من
اليمن، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يؤتيكم الله من فضله، فإن المدينة
لا تصلح إلا بي أو بك ". (2)
ح. قوله (صلى الله عليه وآله): علي مع الحق والحق مع علي، علي مع القرآن والقرآن مع علي
132. ابن مردويه، عن عبد الرحمان بن سعيد، قال: كنا جلوسا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) في نفر

1. سورة التوبة، الآية 120.
2. كنز العمال، ج 13، ص 171، ح 36517. قال فيه: البزاز، وأبو بكر العاقولي في فوائده، وابن مردويه.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 439).
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 110).
113

من المهاجرين، ومر علي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الحق مع ذا ". (1)
133. ابن مردويه، عن أبي موسى الأشعري، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي: " أنت مع الحق،
والحق معك ". (2)
134. ابن مردويه، عن أبي اليسر الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
" الحق مع علي وعلي، مع الحق ". (3)
135. ابن مردويه، عن ابن حبان التيمي، عن أبيه، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " رحم الله عليا،
اللهم أدر الحق معه حيث دار ". (4)
136. ابن مردويه، عن أبي ذر، أنه سئل عن اختلاف الناس، فقال: عليك بكتاب

1. أرجح المطالب، ص 598.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7، ص 234). قال: عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا عند بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في
نفر من المهاجرين والأنصار فقال: " ألا أخبركم بخياركم؟ " قالوا: بلى، قال: " الموفون المطيبون. إن الله يحب
الحفي التقي "، قال: ومر علي بن أبي طالب، فقال: " الحق مع ذا، الحق مع ذا ". رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.
مثل هذا رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 153، ح 1171).
2. مناقب سيدنا علي، ص 29.
ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 18، ص 24). قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعلي (عليه السلام) -: " أنت مع
الحق والحق معك ".
3. مناقب سيدنا علي، ص 15.
روى أبو قتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة (ج 1، ص 78)، قال: وأتى محمد بن أبي بكر، فدخل على أخته
عائشة، قال لها: أما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: علي مع الحق، والحق مع علي، ثم خرجت تقاتلينه بدم
عثمان؟!
4. أرجح المطالب، ص 599.
ورواه الترمذي في صحيحه (ج 5، ص 633، ح 3714). قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري،
حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد، حدثنا المختار بن نافع، حدثنا أبو حيان التيمي، عن أبيه، عن علي قال:
قال (صلى الله عليه وسلم) - في حديث -: " رحم الله عليا، اللهم أدر الحق معه حيث دار ".
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 124). قال: أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا
أبو قلابة، حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد، حدثنا المختار بن نافع التميمي، حدثنا أبو حيان التيمي، عن أبيه،
عن علي (رضي الله عنه)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رحم الله عليا، اللهم، أدر الحق معه حيث دار ".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.
114

الله، والشيخ علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإني سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي مع الحق،
والحق مع علي وعلى لسانه، والحق يدور حيثما دار علي ". (1)
137. ابن مردويه، عن عائشة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " الحق مع علي، يزول معه حيث
ما زال ". (2)
138. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان المالكي، حدثنا محمد بن
إبراهيم بن مهدي السيرافي، حدثنا الحسن بن كثير، عن يحيى بن أبي كثير
اليمامي، حدثنا عباد بن صهيب، حدثنا منصور بن دينار، عن أبي عثمان
النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: أشهد أن الحق مع علي، ولكن مالت
الدنيا بأهلها، ولقد سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " يا علي، أنت مع الحق، والحق
بعدي معك، لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق " وإنا لنحبه، ولكن
الدنيا تغر بأهلها! (3)
139. ابن مردويه، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: كان علي على الحق، من
اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق. عهد معهود قبل يومه هذا. (4)
140. ابن مردويه، عن عائشة: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " الحق مع علي، وعلي مع

1. الغدير، ج 3، ص 178.
2. مفتاح النجا، ص 65.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 598). ومناقب سيدنا علي (ص 15).
3. الأربعون حديثا، ص 42. قال منتجب الدين بن بابويه الرازي: أخبرنا أبو سعد محمد بن الهيثم بن محمد،
بقراءتي عليه بأصبهان في داره، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمان الزكواني، حدثنا أبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه الحافظ....
ورواه ابن مردويه - إلى قوله: والحق بعدي معك - كما في أرجح المطالب (ص 599).
ورواه البدخشي في مفتاح النجا (ص 66). قال: روي عن أبي موسى الأشعري أنه قال: أشهد أن الحق مع علي،
ولكن مالت الدنيا بأهلها، ولقد سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول له: " يا علي، أنت مع الحق، والحق بعدي معك ".
4. أرجح المطالب، ص 598.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 134). قال: عن أم سلمة أنها كانت تقول: " كان علي على الحق، من
اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق. عهد معهود قبل يومه هذا "، رواه الطبراني.
115

الحق، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ". (1)
141. ابن مردويه، عن أبي ذر الغفاري، عن أم سلمة، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول: " إن عليا مع الحق، والحق معه، لن يزولا حتى يردا علي الحوض ". (2)
142. ابن مردويه، عن عبيد الله بن عبد الله الكندي، قال: حج معاوية، فأتى المدينة
وأصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) متوافرون، فجلس في حلقة بين عبد الله بن عباس
وعبد الله بن عمر - الخليفة المقتول -، فضرب بيده على فخذ ابن عباس، ثم
قال: أما كنت أحق وأولى بالأمر من ابن عمك؟ قال ابن عباس: وبم؟ قال:
لأني ابن عم الخليفة المقتول ظلما، قال: هذا يعني: " ابن عمر " أولى بالأمر
منك؛ لأن أباه قد قتل قبل ابن عمك.
فأعرض عن ابن عباس وأقبل على سعد بن أبي وقاص، وقال: وأنت يا
سعد، الذي لم يعرف حقنا من باطل غيرنا، فيكون معنا أو علينا، قال سعد:
إني لما رأيت الظلمة قد غشيت الأرض، قلت لبعيري: هنخ، فأنخته حتى إذا
أسفرت مضيت.

1. مفتاح النجا، ص 67.
ورواه ابن مردويه كما في الطرائف (ص 102، ح 105). قال: أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب المناقب من
عدة طرق: فمنها بإسناده إلى محمد بن أبي بكر، قال: حدثتني عائشة....
ورواه ابن مردويه كما في نهج الحق (ص 225).
2. أرجح المطالب، ص 598.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيدنا علي (ص 19).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 153، ح 1172). قال:
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو الحسن بن سعيد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن علي بن
عبد الله المقرئ، أنبأنا أحمد بن الفرج بن منصور الوراق، أنبأنا يوسف بن محمد بن علي المكتب سنة ثمان
وعشرين وثلاثمئة، أنبأنا الحسن بن أحمد بن سفيان السراج، أنبأنا عبد السلام بن صالح، أنبأنا علي بن هاشم
ابن البريد، عن أبيه، عن أبي سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: دخلت على أم سلمة فرأيتها
تبكي وتذكر عليا، وقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " علي مع الحق، والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا
علي الحوض يوم القيامة ".
116

قال: والله، لقد قرأت في المصحف يوما بين الدفتين وما وجدت فيه هنخ؟
فقال: أما إذا أبيت فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعلي: " أنت مع الحق،
والحق معك ".
قال: لتجئني بمن سمعه معك أو لأفعلن!!
قال: أم سلمة، قال: فقام وقاموا معه حتى دخل على أم سلمة، قال: فبدأ
معاوية في الكلام، فقال: يا أم المؤمنين، إن الكذابة قد كثرت على رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) بعده، فلا يزال قائل يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لم يقل، وإن سعدا روى
حديثا زعم إنك سمعتيه منه، قالت: ما هو؟
قال: زعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي: " أنت مع الحق، والحق معك ".
قالت: صدق، في بيتي قاله.
فأقبل على سعد فقال: الآن ألزم ما كنت عليه. والله، لو سمعت هذا من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما زلت خادما لعلي حتى أموت! (1)
143. ابن مردويه، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ". (2)
144. ابن مردويه، حدثنا محمد بن الحسين الدقاق البغدادي، حدثنا محمد بن عثمان
بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي، حدثنا يحيى بن

1. أرجح المطالب، ص 600.
ورواه باختصار الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7، ص 233). قال: روي عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن سعد
في حديث، قال سعد لمعاوية: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " علي مع الحق، أو الحق مع علي حيث كان "،
قال: من سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت أم سلمة. قال: فأرسل إلى أم سلمة فسألها، فقالت: " قد قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في بيتي "، فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن! فقال: ولم؟ قال: " لو سمعت هذا من النبي (صلى الله عليه وسلم) لم
أزل خادما لعلي حتى أموت! " رواه البزاز.
ورواه البدخشي في مفتاح النجا (ص 66). قال: وأخرج عن عبيد الله بن عبد الله الكندي قال، وذكر مثله.
2. أرجح المطالب، ص 597.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيدنا علي (ص 38). والطرائف (ص 103، ح 152).
117

يعلى، حدثنا عمر بن يزيد، حدثنا عبد الله بن حنظلة، حدثني شهر بن
حوشب، قال: كنت عند أم سلمة، فسلم رجل، فقيل من أنت؟ قال: أنا
أبو ثابت مولى أبي ذر. قالت: مرحبا بأبي ثابت ادخل، فدخل فرحبت به،
فقالت: أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها؟ قال: مع علي بن أبي
طالب (عليه السلام) قالت: وفقت. والذي نفس أم سلمة بيده لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: " علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض "، ولقد بعثت ابني عمر وابن أخي عبد الله بن أبي أمية، وأمرتهما أن
يقاتلا مع علي من قاتله، ولولا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرنا أن نقر في حجالنا أو
في بيوتنا، لخرجت حتى أقف في صف علي. (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 176، ح 214. قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه
الديلمي، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، عن الشريف أبي طالب الفضل بن
محمد بن طاهر الجعفري بأصبهان، عن الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه....
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 219). وأرجح المطالب (ص 597).
وروى قريبا منه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 124). قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله
الحفيد، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر، حدثنا عمرو بن طلحة القناد الثقة المأمون، حدثنا علي بن هاشم بن
البريد، عن أبيه، قال: حدثني أبو سعيد التيمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: كنت مع علي (رضي الله عنه) يوم الجمل،
فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع
أمير المؤمنين، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة، فأتيت أم سلمة فقلت: إني والله، ما جئت أسأل طعاما ولا شرابا،
ولكني مولى لأبي ذر، فقالت: مرحبا، فقصصت عليها قصتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟
قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس، قالت: أحسنت، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " علي مع
القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ". هذا صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو
عقصاء ثقة مأمون، ولم يخرجاه.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 603، ح 32912)، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " علي مع القرآن
والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ". (الحاكم في المستدرك والطبراني في الأوسط، عن
أم سلمة).
118

ط. قوله (صلى الله عليه وآله): علي أولى الناس بكم بعدي، وليكم بعدي
145. ابن مردويه، عن وهب بن حمزة، قال: قدم بريدة من اليمن، وكان خرج مع
علي بن أبي طالب فرأى منه جفوة، فأخذ يذكر عليا، وينقص من حقه، فبلغ
ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له: " لا تقل هذا، فهو أولى الناس بكم بعدي ". (1)
146. ابن مردويه، من عدة طرق عن بريدة، قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعثين على
أحدهما علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم
فعلي على الناس، وإذا افترقتما فكل واحد منكما على جنده. فلقينا بني زيد
من اليمن فاقتتلنا فظفر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا
الذرية، فاصطفى علي (عليه السلام) من السبي امرأة لنفسه.
قال بريدة: وكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخبره بذلك، فلما
أتيت النبي دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول
الله، فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ بك، بعثتني مع رجل وأمرتني أن
أطيعه، ففعلت ما أرسلت به.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا بريدة، لا تقع في علي، فإنه مني، وأنا منه، وهو
وليكم بعدي.
إيه عنك يا بريدة! فقد أكثرت الوقوع بعلي، فوالله إنك لتقع برجل هو أولى
الناس بكم بعدي ".
قال بريدة: يا رسول الله استغفر لي.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " حتى يأتي علي "، فلما جاء علي طلب بريدة أن يستغفر

1. أرجح المطالب، ص 548. قال فيه: أخرجه الطبراني في الكبير، وابن مندة، وأبو نعيم، وابن مردويه، وابن
الأثير في أسد الغابة، والسيوطي في جمع الجوامع، والمتقي في كنز العمال.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 612، ح 32961). أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لبريدة: " لا تقل هذا، فهو
أولى الناس بكم بعدي " - يعني عليا. (الطبراني، عن وهب بن حمزة).
119

له، فقال النبي لعلي: " إن تستغفر له، أستغفر له " فاستغفر له. (1)
وفي الحديث زيادة: أن بريدة امتنع من مبايعة أبي بكر بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)،
وتبع عليا لأجل ما كان سمعه من نص النبي بالولاية بعده.
147. ابن مردويه، بإسناده عن زيد بن أرقم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ألا أدلكم على ما
إن سالمتم عليه لم تهلكوا؟! إن وليكم وإمامكم علي بن أبي طالب ". (2)
ي. حديث الغدير (3)
سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) (4)،

1. الطرائف، ص 66، ح 72.
ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 166، ح 90). قال: أخبرنا واصل بن عبد
الأعلى الكوفي، عن محمد بن فضيل بن غزوان، عن الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة، قال: بعثنا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليا (رضي الله عنه) على جيش آخر وقال: " إن التقيتما فعلي - كرم الله
وجهه - على الناس، وإن تفرقتما فكل واحد منكما على جنده ".
قال بريدة: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، وظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية،
فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمرني أن أنال منه، قال:
فدفعت الكتاب إليه ونلت من علي (رضي الله عنه)، فتغير وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقلت: هذا مكان العائذ بك يا رسول الله،
بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته، فبلغت ما أرسلت به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لي: " لا تقعن يا بريدة في علي، فإن
عليا مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي ".
2. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 25.
روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 3، ص 98). قال: وروى ابن ديزيل، قال: حدثنا يحيى بن
زكريا، قال: حدثنا علي بن القاسم، عن سعيد بن طارق، عن عثمان بن القاسم، عن زيد بن أرقم، قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ألا أدلكم على ما إن تساءلتم عليه لم تهلكوا؟! إن وليكم الله، وإن إمامكم علي بن أبي طالب،
فناصحوه وصدقوه، فإن جبريل أخبرني بذلك.
3. روى حديث الغدير نحو من المئة وعشرين من الصحابة، والفت المصنفات في طرقه وألفاظه يجدها الباحث
في كتاب الغدير في الكتاب والسنة للعلامة الأميني، وكتاب ملحقات إحقاق الحق للعلامة السيد المرعشي
وغيرها.
وقد أحصى السيد عبد العزيز الطباطبائي (رحمه الله) في كتابه الغدير في التراث الإسلامي ما صنف من كتب في واقعة
الغدير منذ القرن الثاني وحتى يومنا هذا.
4. سورة المائدة، الآية 3. لاحظ ص 231.
120

وقوله تعالى: (يأيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك). (1)
148. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " اللهم من كنت مولاه
فعلي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وابغض
من بغضه ". (2)
149. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) مرفوعا: " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره،
وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه ". (3)
150. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من كنت
مولاه فعلي مولاه " يوم غدير خم، قال حسان بن ثابت: أفتأذن يا رسول الله
أن أقول أبياتا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " قل على بركة الله "، فقال حسان:
يا معشر قريش، اسمعوا شهادة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ووليكم؟ * فقالوا، ولم يبدوا هناك معاديا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن في ذلك اليوم عاصيا
فقال له: قم يا علي، فأنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا: اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا
فخص بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المؤاخيا (4)

1. سورة المائدة، الآية 67. لاحظ ص 239.
2. أرجح المطالب، ص 564.
3. مفتاح النجا، ص 58.
ورواه ابن مردويه كما في القول المستحسن (ص 299).
4. أرجح المطالب، ص 570، قال فيه: أخرجه أبو بكر بن مردويه وأبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي،
وأخطب خوارزم في المناقب، وسبط بن الجوزي في تذكرة الخواص، والسيوطي في كتابه المسمى أزهار فيما
عقده الشعراء من الأشعار، ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، والحمويني في فرائد
السمطين، والنطنزي في الخصائص العلوية.
121

151. ابن مردويه، عن زيد بن علي، عن أبيه (عليه السلام): إن أبا ذر لقيه علي (عليه السلام)، فقال
أبو ذر: أشهد لك بالولاء والرخاء والوصية. (1)
152. ابن مردويه، عن سلمان والمقداد وعمار، مثله. (2)
153. ابن مردويه، عن حبيب بن يسار، عن أبي رميلة، أن ركبا أربعة أتوا عليا (عليه السلام)
حتى أناخوا بالرحبة، ثم أقبلوا إليه، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين
ورحمة الله وبركاته، قال: " وعليكم السلام، أنى أقبل الركب؟ "، قالوا: أقبل
مواليك من أرض كذا وكذا، قال: " أنى أنتم موالي؟ " قالوا: سمعنا رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه ". (3)
154. ابن مردويه، قال رياح بن الحرث: كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ أقبل
ركب يسيرون حتى أناخوا بالرحبة، ثم أقبلوا يمشون حتى أتوا عليا (عليه السلام)
فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، قال: " من القوم؟ "
قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين، قال: فنظرت إليه وهو يضحك ويقول: " من
أين وأنتم قوم عرب! " قالوا: سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم وهو آخذ
بعضدك يقول: " أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قلنا: بلى يا
رسول الله، فقال: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وعلي مولى من كنت
مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "، فقال: " أنتم تقولون ذلك؟ "،
قالوا: نعم، قال: " وتشهدون عليه؟ "، قالوا: نعم، قال:

1. مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 247.
2. المصدر السابق.
3. كشف الغمة ج 1، ص 318.
122

" صدقتم "، فانطلق القوم وتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من أنتم يا عبد الله؟ قالوا: نحن رهط من
الأنصار، وهذا أبو أيوب صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله). فأخذت بيده، فسلمت عليه
وصافحته. (1)
ك. إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بما يجري عليه (عليه السلام) بعد وفاته (صلى الله عليه وآله)
155. ابن مردويه، بإسناده عن عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا، عن ابن مسعود، قال:
كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) وقد تنفس الصعداء، فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال:
" نعيت إلى نفسي يا بن مسعود "، قلت: استخلف، قال: " من؟ "، قلت:
أبا بكر، فسكت، ثم مضى ساعة ثم تنفس، فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟
قال: " نعيت إلى نفسي "، قلت: فاستخلف، قال: " من؟ "، قلت: علي بن أبي
طالب، فسكت، ثم قال: " والذي نفسي بيده، لئن أطاعوه ليدخلن الجنة
أجمعين أكتعين ". (2)
156. ابن مردويه، بإسناده إلى ابن عباس، قال: خرجت أنا والنبي (صلى الله عليه وآله) وعلي، فرأيت
حديقة، فقلت: ما أحسن هذه يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)! فقال: " حديقتك في الجنة
أحسن منها "، ثم مررنا بحديقة، فقال علي: " ما أحسن هذه يا رسول

1. كشف الغمة ج 1، ص 318.
2. مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 262. قال: كتابي أبي بكر بن مردويه ومحمد السمعاني بإسنادهما
عن عبد الرزاق....
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (ج 10، ص 67، ح 9970). قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، حدثنا
عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا، عن عبد الله بن مسعود قال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ليلة وفد الجن، فتنفس، فقلت:
مالك يا رسول الله؟ قال: " نعيت إلى نفسي يا بن مسعود "، قلت: استخلف، قال: " من؟ " قلت: أبو بكر، قال:
فسكت، ثم مضى ساعة ثم تنفس، فقلت: ما شأنك بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: " نعيت إلى نفسي يا بن
مسعود "، قلت: فاستخلف، قال: " من؟ " قلت: عمر، فسكت، ثم مضى ساعة ثم تنفس، فقلت: ما شأنك، قال:
" نعيت إلى نفسي يا بن مسعود "، قلت: فاستخلف، قال: " من؟ " قلت: علي بن أبي طالب، قال: " أما والذي
نفسي بيده، لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين ".
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 95، ح 1124).
123

الله! "، قال: حتى مررنا بسبع حدائق، فقال: " حدائقك في الجنة أحسن منها "، ثم
ضرب بيده على رأسه ولحيته وبكى، حتى علا بكاؤه، قال علي (عليه السلام):
" ما يبكيك يا رسول الله؟ " قال: " ضغائن في صدور قوم، لا يبدونها لك حتى
يفقدوني ". (1)
157. ابن مردويه، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد السري بن يحيى التميمي، حدثنا
المنذر بن محمد بن المنذر، حدثنا أبي، حدثنا عمي الحسين بن يوسف بن
سعيد بن أبي الجهم، حدثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن مسلم، قال:
سمعت أبا ذر والمقداد بن الأسود وسلمان الفارسي، قالوا: كنا قعودا عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما معنا غيرنا، إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين،
فقال رسول الله: " تفترق أمتي بعدي ثلاث فرق، فرقة أهل حق لا يشوبونه
بباطل، مثلهم كمثل الذهب كلما فتنته بالنار ازداد جودة وطيبا، وإمامهم هذا
أحد الثلاثة، وهو الذي أمر الله به في كتابه (إماما ورحمة) (2)، وفرقة أهل
باطل لا يشوبونه بحق، مثلهم كمثل خبث الحديد، كلما فتنته بالنار ازداد

1. نهج الحق، ص 330، قال: ومن كتاب المناقب لأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ بإسناده إلى ف
ابن عباس....
ورواه ابن مردويه على ما رواه الكركي في نفحات اللاهوت (ص 113).
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 12، ص 398) قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الله بن
إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن كثير الدورقي - أبو العباس - وأحمد بن زهير، قالا:
حدثنا الفيض بن وثيق بن يوسف بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص، حدثنا الفضل بن عميرة، حدثني ميمون
الكردي - مولى عبد الله بن عامر، أبو نصير - عن أبي عثمان النهدي، عن علي بن أبي طالب، قال: " مررت مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحديقة، فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها! "، قال: " لك في الجنة خير منها "، حتى مررت بسبع
حدائق - وقال أحمد بن زهير: بتسع حدائق - كل ذلك أقول له، ويقول: " لك في الجنة خير منها ". قال: " ثم
جذبني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبكى. فقلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟! " قال: " ضغائن في صدور رجال عليك، لن
يبدوها لك، للأمر بعدي ". فقلت: " بسلامة من ديني؟ " قال: " نعم، بسلامة من دينك ".
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 65، ح 35).
2. سورة هود، الآية 17.
124

خبثا، وإمامهم هذا أحد الثلاثة، وفرقة أهل ضلالة مذبذبين بين ذلك لا إلى
هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وإمامهم هذا أحد الثلاثة ". قال: فسألته عن أهل الحق
وإمامهم.
فقال: " هذا علي بن أبي طالب، إمام المتقين "، وأمسك عن الاثنين فجهدت
أن يسميهما فلم يفعل. (1)
158. ابن مردويه، بإسناده عن عقبة بن عامر، قال: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) ظهيرة، فقال لي:
" ما جاء بك يا جهني في هذا الوقت؟ "، قال: قلت: أمر عرض لي. فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " وما ذاك يا جهني؟ "، قال: قلت: يا رسول الله، ما تقول في
هؤلاء القوم الذين يقاتلون معك؟ منهم من يقول: أبو بكر خير هذه الأمة من
بعدك، ومنهم من يقول: عمر خير هذه الأمة من بعدك، فإن حدث بك حدث
اتبعناه؟ فقال: " اتبعوا من اختاره الله من بعدي، ومن اشتق له من أسمائه،
ومن زوجه الله ابنتي من عنده، ومن وكل به ملائكته يقاتلون معه عدوه "،
قلت: ومن هو يا رسول الله؟ قال: " علي بن أبي طالب ". (2)

1. الطرائف، ص 241، ح 346.
ورواه ابن مردويه كما في اليقين (الباب 185، ص 182)، قال فيه: الإمام الحافظ ملك الحفاظ طراز المحدثين
أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه المناقب: حدثني إسماعيل بن علي بن رزين الواسطي، قال: حدثنا الهيثم
ابن عدي الطائي، قال: حدثنا حماد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن هاشم، قال: حدثني أبي هاشم بن البريد
وابن أذينة، عن أبان بن تغلب، وذكر تمام السند وذكر مثله.
روى الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 317، ح 318)، قال: وبهذا الإسناد عن الإمام محمد بن أحمد بن
علي بن الحسن بن شاذان هذا، حدثني أحمد بن محمد بن سليمان، عن جعفر بن محمد، عن يعقوب بن يزيد،
عن صفوان بن يحيى، عن داوود بن الحصين، عن عمر بن أذينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن
الحسين، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا علي، مثلك في أمتي مثل المسيح عيسى بن مريم، افترق قومه
ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا من الإيمان، وإن
أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق: فرقة شيعتك وهم المؤمنون، وفرقة أعداؤك وهم الناكثون، وفرقة غلوا فيك
وهم الجاحدون الضالون. فأنت يا علي وشيعتك في الجنة، ومحبوا شيعتك في الجنة، وعدوك والغالي فيك في
النار ".
2. الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين، ص 74.
125

159. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، قال: حدثنا عمران بن
عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن علي بن الحكيم، قال: حدثنا محمد بن
سعد أبو الحسين، عن الحسن بن عمارة، عن الحكيم بن عتبة، عن عيسى بن
طلحة بن عبيد الله، قال: خرج عمر بن الخطاب إلى الشام وأخرج معه
العباس بن عبد المطلب، قال: فجعل الناس يتلقون العباس ويقولون: السلام
عليك يا أمير المؤمنين، وكان العباس رجلا جميلا فيقول: هذا صاحبكم،
فلما كثر عليه، التفت إلى عمر فقال: ترى أنا والله أحق بهذا الأمر [منك،
فقال عمر: اسكت! أولى والله بهذا الأمر] (1) مني ومنك رجل خلفته أنا وأنت
بالمدينة، علي بن أبي طالب. (2)
160. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، قال: حدثنا عمران بن
عبد الرحيم، قال: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن
عبد الله بن محمد بن علي، عن أبيه عن ابن عباس، قال: كنت أسير مع عمر
ابن الخطاب في ليلة، وعمر على بغل وأنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر
علي بن أبي طالب، وقال: أم والله يا بني عبد المطلب، لقد كان صاحبكم
أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر. فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلتك،
فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين، وأنت وصاحبك اللذان وثبتما
وانتزعتما منا الأمر دون الناس، فقال: إليكم يا بني عبد المطلب، أما إنكم
أصحاب عمر بن الخطاب - وتأخرت وتقدم هنيئة - فقال: سر لا سرت،
فقال: أعد علي كلامك، فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت جوابه، ولو سكت
سكتنا، فقال: والله، إنا ما فعلنا عداوة، ولكن استصغرناه، وخشينا أن لا

1. ما بين المعقوفتين سقط من النسخة المطبوعة، وأثبتناه من المخطوطة.
2. اليقين، الباب 220، ص 206.
126

تجتمع عليه العرب وقريش لما وترها. فأردت أن أقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره، [فتستصغره] (1) أنت وصاحبك،
فقال: لا جرم، فكيف ترى؟! والله ما نقطع أمرا دونه، ولا نعمل شيئا حتى
نستأذنه. (2)
ل. حديث المناشدة
161. ابن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثني علي بن سعيد الرازي، حدثني
محمد بن حميد، حدثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد، عن أبي
الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات
بينهم، فسمعت عليا (عليه السلام) يقول: بايع الناس أبا بكر وأنا والله، أولى بالأمر
وأحق به، فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس كفارا، يضرب بعضهم
رقاب بعض بالسيف، ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا والله، أولى بالأمر منه،
فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس كفارا، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا
عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع، إن عمر جعلني في خمس نفر أنا سادسهم.
لأيم الله، لا يعرف لي فضل في الصلاح ولا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع
سواء. وأيم الله، لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربهم ولا عجمهم ولا
المعاهد منهم ولا المشرك أن يرد خصلة منها.
ثم قال: أنشدكم الله أيها الخمسة، أمنكم أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا:
لا.
قال: أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين، يطير مع الملائكة في
الجنة؟ قالوا: لا.

1. ما بين المعقوفتين أثبتناه من النسخة المخطوطة.
2. اليقين، الباب 220، ص 205.
127

قال: أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد
رسوله غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد له ابن عم مثل ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، سيدة
نساء هذه الأمة؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الأمة، ابني
رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا لا.
قال: أمنكم أحد صلى القبلتين غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري؟
قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قرب إليه الطير فأعجبه، فقال:
" اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير "، فجئت وأنا لا
أعلم ما كان من قوله، فدخلت فقال: " والي يا رب، والي يا رب " غيري؟
قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد كان أقتل للمشركين عند كل شديدة تنزل برسول الله مني؟
قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مني حتى اضطجعت على
فراشه، ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري؟ قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير زوجتي فاطمة؟ قالوا: لا.
128

قال: أمنكم أحد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري؟ قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حتى سد النبي أبو أب المهاجرين
وفتح بابي إليه حتى قام إليه عماه: حمزة والعباس فقالا: يا رسول الله،
سددت أبو ابنا وفتحت باب علي؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ما أنا فتحت بابه
ولا سددت أبو أبكم، بل الله فتح بابه وسد أبو أبكم "، قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء حين قال: (فات ذا القربى
حقه) (1) غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أفيكم أحد ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ست عشر مرة غيري حين قال:
(يأيها الذين ء‌امنوا إذا نجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة) (2)؟ قالوا: اللهم لا.
قال: هل فيكم أحد ولي غمض رسول الله غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال أفيكم أحد آخر عهده برسوله (صلى الله عليه وآله) حين وضعته في حفرته غيري؟
قالوا: لا. (3)

1. سورة الروم، الآية 38.
2. سورة المجادلة، الآية 12.
3. المناقب، الخوارزمي، ص 31، ح 31، قال: أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب
سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان - أخبرنا الحافظ أبو علي
الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه - أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى
عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني - سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة - أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين
أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله
الهمداني، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصفهاني - في كتابه إلي من أصبهان
سنة ثمان وثمانين وأربعمئة - عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه....
ورواه ابن مردويه على ما رواه ابن طاووس في الطرائف (ص 411).
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 112، ح 155). قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن
علي بن محمد البيع البغدادي، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدثنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي
حدثنا نصر - وهو ابن مزاحم - حدثنا الحكم بن مسكين، حدثنا أبو الجارود وابن طارق، عن عامر بن واثلة،
وأبو ساسان وأبو حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة، قال: كنت مع علي (عليه السلام) في البيت يوم
الشورى فسمعت عليا يقول لهم: " لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغير ذلك ". ثم قال:
" أنشدكم بالله أيها النفر جميعا! أفيكم أحد وحد الله قبلي؟ "، قالوا: اللهم لا. قال: " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد
له أخ مثل أخي جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة غيري؟ "، قالوا: اللهم لا. ثم ساق (عليه السلام) 27 فقرة من مناشداته.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 113، ح 1140).
129

162. ابن مردويه، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم، قال: حدثنا
المنذر بن محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي،
عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة، قال: كنت على الباب يوم الشورى
وعلي (عليه السلام) في البيت فسمعته يقول: استخلف أبو بكر وأنا في نفسي أحق بها
منه، فسمعت وأطعت، وأنتم تريدون أن تستخلفوا عثمان إذن لا أسمع ولا
أطيع. جعلني عمر في خمسة أنا سادسهم، ولا يعرف لهم علي فضل فنحن
سواء، أما والله لأحاجنهم بخصال لا تستطيع عربهم ولا عجمهم، المعاهد
منهم والمشرك أن ينكر منها خصلة واحدة.
ثم قال: أنشدكم بالله أيها النفر جميعا أمنكم من أمنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أيها النفر جميعا أمنكم أحد وحد الله عز وجل قبلي؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أيها النفر جميعا أمنكم أحد هو المصلي القبلتين قبلي؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أيها النفر جميعا أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن
عبد المطلب أسد الله وأسد رسول الله غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم من سيد الشهداء عمه غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم من له ابن عم مثل ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قالوا: اللهم لا.
130

قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله
سيدة نساء هذه الأمة غيري؟ قالوا: لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه
الأمة ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري؟ قالوا:
اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قرب اليه الطائر المشوي
فأعجبه: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير " غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أحد كان أقتل للمشركين عند كل شديدة نزلت برسول الله (صلى الله عليه وآله)
مني؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أحد له مثل الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أحد كان أعظم عناء مني عن رسول الله حتى اضطجعت على
فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له دمي؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قالوا:
اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم من كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري؟
قالوا: اللهم لا.
131

قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد يظهر بابه غيري حين سد النبي (صلى الله عليه وآله) أبو أب
المهاجرين جميعا وفتح بابي حتى قام إليه عماه حمزة والعباس فقالا: يا
رسول الله، سددت أبو ابنا وفتحت باب علي فقال (صلى الله عليه وآله): " ما أنا فتحت بابه،
ولا أنا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسد أبو أبكم "؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد تمم الله تعالى نوره من السماء حتى قال (فات
ذا القربى حقه) (1) غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد ناجى الله ست عشرة مرة غيري حين قال:
(يأيها الذين ء‌امنوا إذا نجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة) (2)؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد ولي تغميض رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا:
اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد تولى دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وضعه في
روضته غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال أنشدكم بالله أمنكم من نصبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم للولاية
غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم من جعله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من نفسه كهارون من موسى
غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم من أعطاه النبي (صلى الله عليه وآله) الراية، ففتح الله على يده خيبر
غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أحد نادى عليه جبرئيل (عليه السلام): أن لا فتى إلا علي ولا سيف إلا
ذو الفقار غيري؟ قالوا: اللهم لا.

1. سورة الروم، الآية 38.
2. سورة المجادلة، الآية 12.
132

قال: أمنكم أحد أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووزيره غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو مني وأنا منه غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أحد أنزل الله تعالى فيه: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) (1) غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أحد هو قسيم الجنة والنار غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أمنكم أول وارد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الحوض غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم أحد يشري نفسه ابتغاء مرضات الله غيري؟ قالوا:
اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم المؤدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم من نزل فيه: (والسابقون السابقون * أولئك
المقربون) (2) فكنت سابق هذه الأمة تدرون غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم من يقضي دين رسول الله (صلى الله عليه وآله) غيري؟ قالوا: اللهم
لا.
قال: أنشدكم بالله أمنكم من نزل فيه: (وكفى الله المؤمنين القتال) (3) قال:
بعلي بن أبي طالب هل تدرون ذلك غيري؟ قالوا: اللهم لا.
قال: أنشدكم بالله هل تعلمون تفسير هذه الآية: (أفمن كان مؤمنا كمن كان
فاسقا) (4) فالفاسق الوليد بن عتبة والمؤمن أنا غيري؟ قالوا: اللهم لا. (5)

1. سورة المائدة، الآية 55.
2. سورة الواقعة، الآية 11.
3. سورة الأحزاب، الآية 25.
4. سورة السجدة، الآية 18.
5. الدر النظيم، ج 1، الورقة 111، قال: حدث أبو المظفر عبد الواحد بن حمد بن محمد بن شيدة المقري، قال:
حدثنا عبد الرزاق بن عمر الطهراني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ....
133

م. الخطبة الشقشقية
163. ابن مردويه، عن سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرنا أحمد بن علي الأبار،
أخبرنا إسحاق بن سعيد أبو سلمة الدمشقي، أخبرنا خليد بن دعلج، عن
عطا بن أبي رباح، عن ابن عباس: كنا مع علي (عليه السلام) بالرحبة، فجرى ذكر
الخلافة ومن تقدم عليه فيها، فقال: أما والله، لقد تقمصها فلان، وإنه ليعلم أن
محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إلي الطير.
فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد
جذاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير،
ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه. فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى،
فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهبا، حتى مضى
الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده.
شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر
فيا عجبا! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشد
ما تشطرا ضرعيها، فصيرها في حوزة خشناء، يغلظ كلمها، ويخشن مسها،
ويكثر العثار فيها والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة، إن أشنق لها
خرم، وإن أسلس لها تقحم. فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس، وتلون
واعتراض.
فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في
جماعة زعم أني أحدهم. فيالله وللشورى! متى اعترض الريب في مع الأول
منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر! لكنني أسففت إذ أسفوا، وطرت إذ
طاروا. فصغا رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن. إلى أن
قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون
134

مال الله خضم الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث فتله، وأجهز عليه عمله،
وكبت به بطنته.
فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي، ينثالون علي من كل جانب، حتى
لقد وطئ الحسنان وشق عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم.
فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، ومرقت أخرى، وقسط آخرون، كأنهم لم
يسمعوا الله تعالى يقول: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا
في الأرض ولا فسادا والعقبة للمتقين). (1)
بلى والله، لقد سمعوها ودعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم
زبرجها.
أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود
الناصر، وما أخذ الله تعالى على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب
مظلوم لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم
دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز.
قالوا: وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته،
فناوله كتابا، فأقبل ينظر فيه، فلما فرغ من قراءته، قال ابن عباس - رحمة
الله عليه -: يا أمير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث أفضيت!
فقال: هيهات! يا بن عباس، تلك شقشقة هدرت ثم قرت.
قال ابن عباس: فوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام ألا
يكون أمير المؤمنين بلغ منه حيث أراد. (2)

1. سورة القصص، الآية 83.
2. منهاج البراعة، ج 1، ص 132، قال: عن الشيخ أبي نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليونارتي، عن الحاجب
أبي الوفا محمد بن بديع وأبي الحسين أحمد بن عبد الرحمان الذكواني، عن الحافظ أبي بكر بن مردويه
الإصفهاني....
ورواها ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 117)، قال: خطبة أخرى تعرف بالشقشقية، ذكر بعضها صاحب
نهج البلاغة وأخل بالبعض، وقد أتيت بها مستوفاة: أخبرنا بها شيخنا أبو القاسم النفيس الأنباري بإسناده عن
ابن عباس قال: لما بويع أمير المؤمنين بالخلافة ناداه رجل من الصف وهو على المنبر: ما الذي أبطأ بك إلى
الآن؟ فقال - بديها -: " أما والله، لقد تقمصها فلان وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني
السيل، ولا يرقى إلي الطير... " إلى آخر الخطبة.
قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار (ج 29، ص 506): رواها [أي: الشقشقية] ابن الجوزي في مناقبه، وابن عبد
ربه في الجزء الرابع من العقد الفريد، وأبو علي الجبائي في كتابه، وابن الخشاب في درسه - على ما حكاه بعض
الأصحاب -. والحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري في كتاب المواعظ والزواجر - على ما ذكره صاحب
الطرائف -. وفسر ابن الأثير في النهاية لفظ الشقشقة، ثم قال: ومنه حديث علي (عليه السلام) في خطبة له: " تلك شقشقة
هدرت ثم قرت ". وشرح كثيرا من ألفاظها وقال الفيروزآبادي في القاموس - عند تفسيرها -: والخطبة
الشقشقية العلوية لقوله لابن عباس: هيهات! تلك شقشقة هدرت ثم قرت.
أقول: وقد حذفتها الأيدي الأمينة على أسفار الدين والأدب من طبعات العقد الفريد اللاحقة! وإليه تعالى
المشتكى.
135

الفصل التاسع
اختصاصه (عليه السلام) بنجوى النبي (صلى الله عليه وآله)
164. ابن مردويه، عن أنس، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا عليا يوم الطائف فانتجاه، وقال: " ما
انتجيته، ولكن الله انتجاه ". (1)
165. ابن مردويه، بإسناده إلى جابر، قال: ناجى النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الطائف عليا (عليه السلام)
فأطال نجواه، فقال أحد الرجلين للآخر: لقد أطال نجواه مع ابن عمه. (2)

1. مناقب سيدنا علي، ص 34، قال فيه: الترمذي، والنسائي، عن جابر، وابن مردويه عن أنس.
ورواه الترمذي في مناقب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) من سننه (ج 5، ص 639). قال: حدثنا علي بن المنذر
الكوفي، حدثنا محمد بن فضيل، عن الأجلح، عن الزبير، عن جابر، قال: دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا يوم الطائف
فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ما انتجيته، ولكن الله انتجاه ".
2. مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 222.
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 125، ح 164). قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد
بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار بقراءتي عليه فأقر به، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن محمد بن
الحسين العلوي العدل الواسطي، حدثنا محمد بن محمود، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عمار بن خالد، حدثنا
مخول بن إبراهيم النهدي، حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن عمار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله
قال: ناجى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا يوم الطائف فطال نجواه، فقال أحد الرجلين: لقد أطال نجواه لابن عمه! فلما بلغ
ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " ما أنا انتجيته، ولكن الله انتجاه ".
137

الفصل العاشر
حديث الطير (1)
166. ابن مردويه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن حماد، قال: حدثنا محمد بن خليد
بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن طريف، قال: حدثنا مفضل بن صالح، عن
الحسن بن الحكم، عن أنس بن مالك: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أتي بطير، فقال: " اللهم
ائتني بأحب خلقك إليك ثلاثا "، فدق الباب علي، فقال: " يا أنس، افتح له "
فدخل. (2)
167. ابن مردويه، عن أنس بن مالك، قال: أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) طائر فوضع بين
يديه، فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك، يأكل معي من هذا الطائر "، فجاء
علي فدق الباب، فقلت: من ذا؟ قال: أنا علي، قلت: النبي على حاجة،
فرجع ثلاث مرات كل ذلك يجيئ، قال: فضرب برجله فدخل، فقال

1. قال ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 354): وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة، منهم:
أبو بكر بن مردويه، والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان، فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذهبي، ورأيت
فيه مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ.
وقال الموفق الخوارزمي في مقتل الحسين (ص 46): أخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمئة وعشرين
إسنادا. قال أبو عبد الله الحافظ: " صح حديث الطير، وإن لم يخرجاه "، يعني: البخاري ومسلما.
2. العلل المتناهية، ج 1، ص 234، ح 372.
139

النبي (صلى الله عليه وسلم): " من حبسك؟ "، قال: قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يقول: النبي (صلى الله عليه وسلم)
على حاجة، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " ما حملك على ذلك؟ "، قال: كنت أحب أن
يكون رجلا من قومي. (1)
168. ابن مردويه، قال: حدثنا فهد بن إبراهيم البصري، قال: حدثنا محمد بن زكريا،
قال: حدثنا العباس بن بكار الضبي، قال: حدثنا عبد الله بن المثنى
الأنصاري، عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك، أن أم سلمة
[قالت]: ضيف لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) طيرا أو ضباعا، فبعث إليه، فلما وضع بين يديه
قال: " اللهم جئني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير "، فجاء علي
ابن أبي طالب، فقال له أنس: إن رسول الله على حاجة، فرجع علي، واجتهد
النبي (صلى الله عليه وسلم) في الدعاء، قال: " اللهم جئني بأحب خلقك إليك، وأوجههم
عندك "، فجاء علي، فقال له أنس: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حاجة، قال أنس:
فرفع علي يده، فركز في صدري، ثم دخل، فلما نظر إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قام
قائما، فضمه إليه، وقال: " يا رب وال، يا رب وال، ما أبطأ بك يا علي؟ "،
قال: يا رسول الله، قد جئت ثلاثا كل ذلك يردني أنس. قال أنس: فرأيت
الغضب في وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقال: " يا أنس، ما حملك على رده؟ ".
قلت: يا رسول الله، سمعتك تدعو، فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار،
قال: " لست بأول رجل أحب قومه، أبى الله يا أنس، إلا أن يكون علي بن
أبي طالب ". (2)
169. ابن مردويه، قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن عبد الرحمان، قال: حدثني علي بن الحسن السمالي، قال: حدثني
محمد بن الحسن بن الجهم، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن

1. العلل المتناهية، ج 1، ص 232، ح 367.
2. المصدر السابق، ص 234، ح 373.
140

أبيه، عن أنس، قال: أهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طائر فأعجبه، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):
" اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلي! يأكل معي من هذا الطير "، قال أنس
قلت: اللهم اجعله رجلا منا حتى نشرف به. قال: فإذا علي، فلما رأيته
حسدته، فقلت: النبي (صلى الله عليه وسلم) مشغول، فرجع، قال: فدعى النبي (صلى الله عليه وسلم) الثانية، فأقبل
علي كأنما يضرب بالسياط، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " افتح افتح "، فدخل فسمعته
يقول: " اللهم وال "، حتى أكل معه من ذلك الطير. (1)
170. ابن مردويه، قال: حدثنا الحسن بن محمد السكوني، قال: حدثنا الحسن
ابن علي النسوي، قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، قال: حدثنا
علي بن مسهر، عن مسلم أبي عبد الله، عن أنس، قال: أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
طير مشوي، فوضع بين يديه، فقال: " اللهم أدخل علي من تحبه وأحبه! "،
فجاء علي فاستأذن، فقلت له: إنه على حاجة، رجاء أن يجئني رجل من
الأنصار، ثم استأذن الثانية، فقلت: إنه على حاجة، فلما أن كانت الثالثة سمع
النبي (صلى الله عليه وسلم) صوته، فقال: " ادخل "، فدخل. فأمره فطعم. (2)
171. ابن مردويه، من حديث مسلم الملائي، عن أنس، فذكره. (3)
172. ابن مردويه، من طريق خالد بن طهمان، عن إبراهيم بن مهاجر، فذكره. (4)
173. ابن مردويه، أخبرنا محمد بن الحسن، أخبرنا أحمد بن محمد بن
عبد الرحمان، أخبرنا جعفر بن محمد بن سعيد، أخبرنا مخول بن إبراهيم،
أخبرنا أبو داوود الطبري، أخبرنا عبد الأعلى التغلبي، عن أنس، قال: أتي
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطائر فوضع بين يديه، فقال: " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك

1. العلل المتناهية، ص 235، ح 374.
2. نفس المصدر، ح 375.
3. نفس المصدر، ص 236، ح 376.
4. نفس المصدر، ح 377.
141

يأكل معي من هذا الطير "، فقرع الباب، فقلت: اللهم اجعله رجلا من
الأنصار، فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقلت: سبحان الله! سأل نبي الله
ربه أن يأتيه بأحب خلقه إليه، قال: ففتحت الباب، فلما دخل مسح رسول
الله وجهه، ثم مسحه رسول الله بوجه علي، ثم مسح وجه علي فمسحه
بوجهه، فعل ذلك ثلاث مرات، فبكى علي، ثم قال: ما هذا يا رسول الله؟
فقال: " ولم لا أفعل بك هذا! وأنت تسمع صوتي، وتؤدي عني، وتبين لهم
ما اختلفوا فيه من بعدي ". ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اللهم إني سألتك أن تأتيني
بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئت به، اللهم وإنه أحب خلقك
إلي ". (1)

1. مقتل الحسين، ص 46، قال الخوارزمي: أخبرنا شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني - فيما كتب
إلي من همدان -، أنبأنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو يعلى الأديب الطبراني، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن
موسى ابن مردويه...
142

الفصل الحادي عشر
حديث سد الأبواب (1)
سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى: (والنجم إذا هوى). (2)
174. ابن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن يحيى،
حدثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا سلمة بن حفص، حدثنا أبو حفص
الكندي، عن كثير النوا، عن عطية، عن أبي سعيد: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي:

1. قال الكتاني في كتابه نظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص 250): وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات
حديث: " سد باب علي "، مقتصرا على بعض طرقه، وأعله ببعض من تكلم فيه من رواته، وليس ذلك بقادح،
وأعله أيضا بمخالفته للأحاديث الصحيحة في باب أبي بكر، وزعم أنه من وضع الرافضة، قابلوا به حديث أبي
بكر في الصحيح.
قال الحافظ ابن حجر: وقد أخطأ في ذلك خطأ شنيعا؛ لرده الأحاديث الصحيحة بتوهم المعارضة مع إمكان
الجمع، وفي اللئالئ المصنوعة للسيوطي قال شيخ الإسلام في القول المسدد في الذب عن مسند أحمد: قول
ابن الجوزي في هذا الحديث: " أنه باطل، وأنه موضوع "، دعوى لم يستدل عليها إلا بمخالفة الحديث الذي في
الصحيحين، وهذا إقدام على رد الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، ولا ينبغي الإقدام على حكم بالوضع إلا
عند عدم إمكان الجمع، ولا يلزم من تعذر الجمع في الحال أنه لا يمكن بعد ذلك، لأن فوق كل ذي علم عليم،
وطريق الورع في مثل هذا أن لا يحكم على الحديث بالبطلان، بأن يتوقف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهر له،
وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور، له طرق متعددة، كل طريق منها على انفرادها لا تقصر عن رتبة
الحسن، ومجموعها مما يقطع بصحته، على طريقة كثير من أهل الحديث.
2. سورة النجم، الآية 1، لاحظ ص 326.
143

" إنه لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ". (1)
175. ابن مردويه، عن حذيفة بن أسيد الغفاري (رضي الله عنه)، قال: لما قدم أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
المدينة لم يكن لهم بيوت، وكانوا يبيتون في المسجد. فقال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم):
" لا تبيتوا في المسجد، فتحتلموا ". ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد،
وجعلوا أبو أبها إلى المسجد. ثم إن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادى
أبا بكر فقال: إن رسول الله يأمرك أن تسد بابك الذي في المسجد، ولتخرج
منه، فقال: سمعا وطاعة. ثم أرسل إلى حمزة فسد بابه، وقال: سمعا وطاعة
لله ولرسوله، وعلي متردد لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان
النبي (صلى الله عليه وسلم) قد بنى له في المسجد بيتا بين أبياته. فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): " اسكن
طاهرا مطهرا ". فبلغ حمزة قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لعلي، فقال: يا محمد، أخرجتنا
وتمسك غلمانا من بني عبد المطلب! فقال له: " لو كان الأمر لي ما جعلت
دونكم من أحد. والله ما أعطاه إياه إلا الله، وإنك لعلى خير من الله
ورسوله ". (2)

1. اللئالئ المصنوعة، ج 1، ص 353.
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 29، 34)، قال: الترمذي، وأبو يعلى، وابن مردويه، والبيهقي، عن
أبي سعيد....
ورواه الترمذي في سننه (ج 5، ص 639)، قال: حدثنا علي بن المنذر، حدثنا محمد بن فضيل، عن سالم بن
أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " يا علي، لا يحل لأحد يجنب في هذا
المسجد غيري وغيرك ".
ورواه محمد بن خلف في أخبار القضاة. (ج 3، ص 149).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق. (ج 1، ص 292، ح 331، 332)
2. أرجح المطالب، ص 415، قال فيه: أخرجه الفقيه أبو الحسن بن المغازلي، وأبو بكر بن مردويه.
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 253، ح 303)، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن
عثمان، حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن
الربيع، حدثنا جعفر بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا سلام بن أبي عمرة، عن
معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: لما قدم أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة لم
يكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا.
[وذكر مثل الحديث، وقال في آخره:] أبشر! فبشره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقتل يوم أحد شهيدا.
144

الفصل الثاني عشر
حديث رد الشمس (1)
176. ابن مردويه، عن أبي هريرة، قال: نام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورأسه في حجر علي (رضي الله عنه)،
ولم يكن صلى العصر حتى غربت الشمس، فلما قام النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا له، فردت
عليه الشمس حتى صلى، ثم غابت ثانية. (2)
177. ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس وأبي هريرة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يوحى إليه
ورأسه في حجر علي (رضي الله عنه)، وهو لم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال له

1. في كتاب شرح معاني الآثار (ج 1، ص 46)، قال محقق الكتاب محمد زهري النجار - ضمن الفائدة الحادية
عشر -: وقد قال خاتمة الحفاظ السيوطي وكذا السخاوي: أن ابن الجوزي في موضوعاته تحامل تحاملا
كثيرا، حتى أدرج فيه كثيرا من الأحاديث الصحيحة، كما أشار إليه ابن الصلاح. وهذا الحديث [أي حديث رد
الشمس] صححه المصنف - رحمه الله تعالى - وأشار إلى أن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته، وقد صححه
قبله كثير من الأئمة، وأخرجه ابن شاهين وابن مندة وابن مردويه والطبراني في معجمه وقال: إنه حسن،
وصنف السيوطي في هذا الحديث رسالة مستقلة سماها كشف اللبس عن حديث رد الشمس، وقال: إنه سبق
بمثله لأبي الحسن الفضلي، أورد طرقه بأسانيد كثيرة، وصححه بما لا مزيد عليه...، وبهذا أيضا سقط ما قاله
ابن تيمية وابن الجوزي من أن: هذا الحديث موضوع، فإنه مجازفة منهما.
2. الخصائص الكبرى، ج 2، ص 137.
145

رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أصليت يا علي؟ " قال: لا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " اللهم إنه
كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس ". قالت أسماء: فرأيتها
غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت ووقفت. (1)
178. ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس، وأم سلمة، وجابر بن عبد الله الأنصاري،
وأبي سعيد الخدري، والحسين بن علي - رضي الله عنهم -: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان
ذات يوم في منزله وعلي بين يديه إذ جاء جبرئيل يناجيه عن الله عز وجل، فلما
تغشى الوحي توسد فخذ علي، ولم يرفع حتى غابت الشمس، فصلى العصر
جالسا إيماء، فلما أفاق قال لعلي: " فاتتك العصر؟ ". فقال: صليتها إيماء.
فقال: " ادع الله يرد عليك الشمس حتى تصليها قائما في وقتها، فإنه يجيبك
لطاعتك الله ورسوله ". فسأل الله في ردها، فردت عليه حتى صارت في
موضعها من السماء وقت العصر، فصلاها ثم غربت. والله، لقد سمعنا بها عند
غروبها كصرير المنشار. (2)

1. وسيلة النجاة، ص 167. قال: أخرج ابن شاهين، وابن المنذر كلهم عن أسماء بنت عميس، وابن مردويه عنها
وعن أبي هريرة....
ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (ج 2، ص 8)، قال: حدثنا أبو أمية، حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي، حدثنا
الفضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة ابنة الحسين، عن أسماء ابنة عميس، قالت: كان رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوحى إليه ورأسه في حجر علي، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صليت
يا علي؟ "، قال: لا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس ".
قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت.
عن الطحاوي رواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج 6، ص 282).
2. أرجح المطالب، ص 686.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيدنا علي (ص 14).
146

الفصل الثالث عشر
تشبيهه بالأنبياء والصالحين
سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا
قومك منه يصدون). (1)
179. ابن مردويه، عن الحارث الأعور، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " من أراد أن ينظر إلى آدم
في علمه، ونوح في فهمه، وإبراهيم في حلمه، ويحيى في زهده، وموسى
في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ". (2)
180. ابن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا الحسين بن علي بن

1. سورة الزخرف، الآية 57، لاحظ ص 319.
2. مناقب سيدنا علي، ص 49. قال فيه: الطبراني، والحاكم، والقزويني، والخطيب، والحاكمي، والملا، عن أبي
الحمراء وابن عباس. وابن مردويه، عن الحارث الأعور. وابن شاهين، والديلمي، عن أبي سعيد الخدري.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 280، ح 811)، قال:
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على سعيد بن محمد البجيري، أنبأنا أبو نصر النعمان بن محمد
الجرجاني، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سعيد، أنبأنا محمد بن مسلم بن وارة، أنبأنا عبيد الله بن موسى
العنسي، أنبأنا أبو عمرو الأزدي، عن أبي راشد الحبراني، عن أبي الحمراء، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من أراد أن
ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى
موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ".
ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 93)، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 9، ص 168).
147

الحسين السلولي، حدثنا سويد بن مسعر بن يحيى بن حجاج النهدي، حدثنا
أبي، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، صاحب راية
علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: بلغنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان في جمع من أصحابه
فقال: " أريكم آدم في علمه، ونوحا في فهمه، وإبراهيم في حكمته؟ "، فلم
يكن بأسرع من أن طلع علي، فقال أبو بكر: يا رسول الله، أقست رجلا
بثلاثة من الرسل؟ بخ بخ لهذا الرجل، من هو يا رسول الله؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله):
" ألا تعرفه يا أبا بكر؟ "، قال: الله ورسوله أعلم. قال: " أبو الحسن علي بن أبي
طالب ". فقال أبو بكر: بخ بخ لك يا أبا الحسن! وأين مثلك يا أبا الحسن. (1)
181. ابن مردويه، عن سالم بن أبي الجعد، قال: سئل علي عن ذي القرنين أنبي
هو؟ فقال: " سمعت نبيكم (صلى الله عليه وسلم) يقول: هو عبد - وفي لفظ -: رجل ناصح الله
فنصحه، وإن فيكم لشبهه أو مثله ". (2)
182. ابن مردويه، عن أبي الطفيل، أن ابن الكواء سأل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن ذي
القرنين أنبيا كان أم ملكا؟ قال: لم يكن نبيا ولا ملكا، ولكن كان عبدا
صالحا، أحب الله فأحبه، ونصح لله فنصحه، بعثه الله إلى قومه فضربوه على
قرنه فمات، ثم أحياه الله لجهادهم، ثم بعثه إلى قومه فضربوه على قرنه
الآخر فمات، فأحياه الله لجهادهم، فلذلك سمي ذا القرنين، وإن فيكم مثله. (3)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 88، ح 79. قال: أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - إجازة‍، أخبرنا
أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني - إجازة -، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن
طاهر الجعفري بأصبهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني.
ورواه ابن مردويه على ما رواه الأمر تسري في أرجح المطالب (ص 455)، قال: عن الحارث الأعور، وذكر
مثله. وفيه: " أيكم " بدل " أريكم "، وليس فيه: وأين مثلك يا أبا الحسن.
2. الجامع الكبير، ج 15، ص 300، ح 5848.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 42).
3. الجامع الكبير، ج 15، ص 300، ح 5849. قال فيه: ابن أبي الحكم في فتوح مصر، وابن مردويه، وابن
المنذر، وابن أبي حاتم.
148

الفصل الرابع عشر
جهاده زمن الدعوة
أ. في وقعة بدر
183. ابن مردويه، عن أبي الطفيل، أن ابن الكواء سأل عليا: من الذين بدلوا نعمة الله
كفرا (1)؟ قال: هم الفجار من قريش. كفيتهم يوم بدر. (2)
184. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: إن المشركين من قريش لما خرجوا
لينصروا العير ويقاتلوا عليها، نزلوا على الماء يوم بدر، فغلبوا المؤمنين عليه،
فأصاب المؤمنين الظمأ، فجعلوا يصلون مجنبين ومحدثين، فألقى الشيطان
في قلوب المؤمنين الحزن فقال لهم: أتزعمون أن فيكم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأنكم
أولياء الله، وقد غلبتم على الماء، وأنتم تصلون مجنبين ومحدثين! حتى
تعاظم ذلك في صدور أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأنزل الله من السماء ماء حتى سال
الوادي، فشرب المؤمنون، وملؤا الأسقية، وسقوا الركاب، واغتسلوا من
الجنابة، فجعل الله في ذلك طهورا وثبت أقدامهم. وذلك أنه كانت بينهم وبين

1. إشارة إلى قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار). (سورة إبراهيم،
الآية 28).
2. كنز العمال، ج 2، ص 444، ح 4454. قال: عبد الرزاق، والفاريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن
مردويه، والبيهقي في الدلائل.
149

القوم رملة، فبعث الله المطر عليها فلبدها حتى اشتدت وثبت عليها الأقدام،
ونفر النبي (صلى الله عليه وسلم) بجميع المسلمين وهم يومئذ ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا، منهم
سبعون ومئتان من الأنصار، وسائرهم من المهاجرين.
وسيد المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة - لكبر سنه -، فقال عتبة: يا معشر
قريش، إني لكم ناصح، وعليكم مشفق، لا أدخر النصيحة لكم بعد اليوم،
وقد بلغتم الذي تريدون، وقد نجا أبو سفيان فارجعوا، وأنتم سالمون، فإن
يكن محمد صادقا فأنتم أسعد الناس بصدقه، وإن يك كاذبا فأنتم أحق من
حقن دمه.
فالتفت إليه أبو جهل فشتمه وفج وجهه وقال له: قد امتلأت أحشاؤك رعبا.
فقال له عتبة: سيعلم اليوم من الجبان المفسد لقومه!
فنزل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة حتى إذا كانوا قرب أسنة المسلمين
قالوا: ابعثوا إلينا عدتنا منكم نقاتلهم، فقام غلمة بني الخزرج، فأجلسهم
النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال: " يا بني هاشم أتبعثون إلى أخويكم - والنبي منكم - غلمة
بني الخزرج؟ " فقام حمزه بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن
الحارث، فمشوا إليهم في الحديد.
فقال عتبة: تكلموا نعرفكم، فان تكونوا أكفاءنا نقاتلكم، فقال حمزة (رضي الله عنه): أنا
أسد الله وأسد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال له عتبة: كفؤ كريم، فوثب إليه شيبة فاختلفا
ضربتين فضربه حمزة فقتله. ثم قام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) إلى الوليد بن
عتبة، فاختلفا ضربتين فضربه علي (رضي الله عنه) فقتله. ثم قام عبيدة فخرج إليه عتبة،
فاختلفا ضربتين فجرح كل واحد منهما صاحبه، وكر حمزة على عتبة فقتله.
فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: " اللهم ربنا، أنزلت علي الكتاب وأمرتني بالقتال ووعدتني
النصر ولا تخلف الميعاد "، فأتاه جبريل (عليه السلام) فأنزل عليه: (ألن يكفيكم أن
يمدكم ربكم بثلاثة آلف من الملائكة منزلين) (1)، فأوحى الله إلى الملائكة

1. سورة آل عمران، الآية 124.
150

(أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب
فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان) (1) فقتل أبو جهل في تسعة
وستين رجلا، وأسر عقبة ابن أبي معيط، فقتل صبرا فوفى ذلك سبعين، واسر
سبعون. (2)
185. ابن مردويه، من حديث عمار ابن أخت سفيان، عن طريق الحنظلي، عن أبي
جعفر محمد بن علي، قال: نادى مناد من السماء يوم بدر يقال له رضوان:
لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي بن أبي طالب. (3)
ب. في وقعة أحد
186. ابن مردويه، من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن عكرمة، عن
ابن عباس، قال: صاح صائح يوم أحد من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار،
ولا فتى إلا علي بن أبي طالب. (4)

1. سورة الأنفال، الآية 12.
2. الدر المنثور، ج 3، ص 171.
3. الموضوعات، ج 1، ص 382.
ورواه الخوارزمي في المناقب (ص 167، ح 200)، قال: وبهذا الإسناد، عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا
أبو عبد الله الحافظ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الأموي ببخارى، حدثنا أبو أيوب سليمان بن
أحمد بن يحيى الثغري بحمص، حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد بن يزيد بن المهتدي، حدثنا عبد الجبار بن
عبد الله، حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يوم بدر: " هذا رضوان، ملك من ملائكة الله ينادي: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي ".
ورواه ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 158، ح 197). قال: أنبأنا
أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، وأخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي وأبو سليمان
داوود بن محمد عنه، أنبأنا أبو الحسن ابن مخلد، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، أنبأنا الحسن بن عرفة،
حدثني عمار بن محمد، عن سعيد بن محمد الحنظلي، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: نادى مناد في السماء
يوم بدر يقال له رضوان: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.
4. الموضوعات، ج 1، ص 382.
ورواه ابن هشام في السيرة النبوية (ج 2، ص 100)، قال: وحدثني بعض أهل العلم أن ابن أبي نجيح، قال:
نادى مناد يوم أحد
لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي
ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 30)، قال: وذكر أحمد في الفضائل أيضا أنهم سمعوا تكبيرا من
السماء في ذلك اليوم (أي: يوم أحد):
وقائل يقول:
لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي
فاستأذن حسان بن ثابت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن ينشد شعرا، فأذن له، فقال:
جبريل نادى معلنا * والنقع ليس بمنجلي
والمسلمون قد أحدقوا * حول النبي المرسل
لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي
وفي تذكرة الخواص (ص 31): قال ابن عباس: لما قتل علي (عليه السلام) طلحة بن أبي طلحة حامل لواء المشركين،
صاح صائح من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار.
151

187. ابن مردويه، عن أبي رافع (رضي الله عنه)، قال: كانت راية النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد مع علي،
وحمل راية المشركين سبعة ويقتلهم علي، ثم سمعنا صائحا في السماء
يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. (1)
ج. في وقعة الخندق
188. ابن مردويه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال يوم الخندق: " اللهم إنك أخذت مني عبيدة
ابن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد، وهذا علي بن أبي

1. مفتاح النجا، ص 25.
روى الطبري في تاريخه (ج 2، ص 514). قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا
حبان بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، قال: لما قتل علي بن أبي طالب
أصحاب الألوية، أبصر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: " احمل عليهم "، فحمل عليهم،
ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي. قال: ثم أبصر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جماعة من مشركي قريش، فقال
لعلي: " احمل عليهم "، فحمل عليهم، ففرق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي، فقال
جبريل: يا رسول الله، إن هذه للمواساة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إنه مني وأنا منه "، فقال جبريل: وأنا منكما، قال:
فسمعوا صوتا:
لا سيف إلا ذو الفقار * لا فتى إلا علي
152

طالب فمتعني به، ولا تدعني فردا وأنت خير الوارثين ". (1)
د. في فتح مكة
189. ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم) (2) الآية، قال: نزلت في رجل كان مع
النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة من قريش، كتب إلى أهله وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سائر إليهم، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بصحيفته، فبعث علي بن
أبي طالب (رضي الله عنه) فأتاه بها. (3)
190. ابن مردويه، عن علي قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنا والزبير والمقداد، فقال:
" انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها
فأتوني به "، فخرجنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي
الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قلنا: لتخرجين الكتاب أو لتلقين الثياب،
فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي (صلى الله عليه وسلم)، فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة
إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم):
" ما هذا يا حاطب؟! " قال: لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرؤا
ملصقا من قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم
قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأجبت إذ فاتني ذلك من النسب
فيهم، أن أصطنع إليهم بدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا ولا

1. توضيح الدلائل، ص 178.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 10، ص 456، ح 30105؛ و ج 11، ص 623، ح 33034)، أن
النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " اللهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطلب يوم أحد،
وهذا علي فلا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ". (الديلمي - عن علي).
2. سورة الممتحنة، الآية 1.
3. الدر المنثور، ج 6، ص 203.
153

إرتدادا عن ديني، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " صدق "، فقال عمر: دعني يا رسول الله،
فأضرب عنقه، فقال: " إنه شهد بدرا! وما يدريك! لعل الله أطلع على أهل
بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "، ونزلت فيه: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة). (1)
191. ابن مردويه، من طريق ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمان
ابن حاطب بن أبي بلتعة، وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن
العوام من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، قد شهد بدرا، وكان بنوه وإخوته بمكة، فكتب
حاطب وهو مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم
فيه، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا والزبير فقال لهما: " انطلقا حتى تدركا امرأة معها
كتاب، فخذا الكتاب فأتياني به "، فانطلقا حتى أدركا المرأة بحليفة بني
أحمد، وهي من المدينة على قريب من اثني عشر ميلا، فقالا لها: أعطينا
الكتاب الذي معك، قالت: ليس معي كتاب، قالا: كذبت. قد حدثنا رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) أن معك كتابا. والله، لتعطين الكتاب الذي معك أو لا نترك عليك ثوبا
إلا التمسنا فيه، قالت: أولستم بناس مسلمين؟ قالا: بلى، ولكن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) قد حدثنا أن معك كتابا. حتى إذ ظنت أنهما ملتمسان كل ثوب معها
حلت عقاصها، فأخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها، كانت قد
اعتقصت عليه، فأتيا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة
إلى أهل مكة، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حاطبا، قال: " أنت كتبت هذا الكتاب؟ "
قال: نعم، قال: " فما حملك على أن تكتب به؟ " قال حاطب: أما والله، ما
ارتبت منذ أسلمت في الله عز وجل، ولكني كنت امرؤا غريبا فيكم أيها الحي من

1. الدر المنثور، ج 6، ص 202. قال: أخرج أحمد، والحميدي، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم وأبو داوود،
والترمذي، والنسائي، وأبو عوانه، وابن حبان، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه،
والبيهقي، وأبو نعيم معا في الدلائل، عن علي....
154

قريش، وكان لي بنون وإخوة بمكة، فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكي
أدفع عنهم. فقال عمر: ائذن لي يا رسول الله أضرب عنقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" دعه، فإنه قد شهد بدرا، وإنك لا تدري! لعل الله أطلع على أهل بدر فقال:
اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم ما عملتم! " فأنزل الله في ذلك: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) (1) حتى بلغ:
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر) (2). (3)
192. ابن مردويه، عن أنس (رضي الله عنه) قال: أمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس يوم الفتح إلا أربعة:
عبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح،
وأم سارة، فذكر الحديث قال: وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فشكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئا، ثم أتاها رجل فبعث معها
بكتاب إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم لحفظ عياله، وكان له بها عيال،
فأخبر جبريل النبي (صلى الله عليه وسلم) بذلك، فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن
أبي طالب - رضي الله عنهما -، فلقياها في الطريق ففتشاها، فلم يقدرا على
شيء معها، فأقبلا راجعين، ثم قال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا،
ارجع بنا إليها، فرجعا إليها فسلا سيفهما فقالا: والله، لنذيقنك الموت أو
لتدفعي إلينا الكتاب، فأنكرت، ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقبلا ذلك منها، فحلت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من
قرن من قرونها، فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدفعاه إليه، فدعا
الرجل فقال: " ما هذا الكتاب؟! " فقال: أخبرك يا رسول الله، إنه ليس من

1. سورة الممتحنة، الآية 1.
2. سورة الأحزاب، الآية 21.
3. الدر المنثور، ج 6، ص 203.
155

رجل ممن معك إلا وله بمكة من يحفظ عياله، فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا
لي في عيالي، فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم
أولياء...) الآية. (1)
193. ابن مردويه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة لعلي (عليه السلام):
" أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: " فأحملك
فتناوله "، قال: بل أنا أحملك يا رسول الله، فقال: " لو أن ربيعة ومضر جهدوا
أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا، ولكن قف يا علي "، قال: فضرب
رسول الله بيده إلى ساقي علي (عليه السلام) فوق القربوس، ثم اقتلعه من الأرض بيده
فرفعه حتى تبين بياض إبطيه، ثم قال له: " ما ترى يا علي؟ " قال: أرى أن
الله عز وجل قد شرفني بك حتى لو أردت أن أمس السماء بيدي لمسستها، فقال
له: " تناول الصنم يا علي "، فتناوله ثم رمى به. (2)

1. المصدر السابق، ص 204.
2. الطرائف، ص 80، ح 113.
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 202، ح 240). قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى
ابن الطحان إجازة، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي، حدثنا محمد
ابن الحسن الحساني، حدثنا محمد بن غياث، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد بن
جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب يوم فتح مكة: " أما
ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: " فأحملك فتناوله " فقال: بل أنا أحملك يا رسول
الله، فقال (صلى الله عليه وآله): " والله، لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا، ولكن قف يا علي "،
فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده إلى ساقي علي فوق القربوس، ثم اقتلعه من الأرض بيده، فرفعه حتى تبين بياض
إبطيه، ثم قال له: " ما ترى يا علي "، قال: أرى أن الله عز وجل قد شرفني بك حتى أني لو أردت أن أمس السماء
لمسستها، فقال له: " فتناول الصنم يا علي " فتناوله ثم رمى به.
وقال العلامة المجلسي بعد إيراده الحديث في البحار (ج 38، ص 86): رواه أحمد بن حنبل وأبو يعلى
الموصلي في مسنديهما، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد، ومحمد بن صباح الزعفراني في الفضائل، والحافظ
أبو بكر البيهقي، والقاضي أبو عمرو عثمان بن أحمد في كتابيهما، والثعلبي في تفسيره، وابن مردويه في
المناقب، وابن مندة في المعرفة، والنطنزي في الخصائص، والخطيب الخوارزمي في الأربعين، وأبو أحمد
الجرجاني في التاريخ، وقد صنف في صحته أبو عبد الله الجعل، وأبو القاسم الحسكاني، وأبو الحسن شاذان
مصنفات.
156

ه‍. بعثه (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) إلى اليمن وفي سرية
194. ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما نزلت (يا أيها النبي
إنآ أرسلناك شهدا ومبشرا ونذيرا) (1) وقد كان أمر عليا ومعاذا أن يسيرا
إلى اليمن، فقال: " انطلقا فبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، فإنه قد أنزل علي
(يا أيها النبي إنآ أرسلناك شهدا ومبشرا ونذيرا) قال: شاهدا على
أمتك، ومبشرا بالجنة، ونذيرا من النار، وداعيا إلى شهادة لا إله إلا الله بإذنه،
وسراجا منيرا بالقرآن ". (2)
195. ابن مردويه، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه، أن النبي (صلى الله عليه وآله) بعث عليا (عليه السلام)
في سرية، قال: فرأيته رافعا يديه يقول: " اللهم، لا تمتني حتى تريني
عليا ". (3)

1. سورة الأحزاب، الآية 45.
2. الدر المنثور، ج 5، ص 206، قال: أخرج ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر،
عن ابن عباس....
3. مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 61. قال فيه: جامع الترمذي، وإبانة العكبري، ومسند أحمد، وفضائله،
وكتاب ابن مردويه....
ورواه الترمذي في مناقب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) من سننه (ج 5، ص 643). قال: حدثنا محمد بن بشار
ويعقوب بن إبراهيم، عن أبي الجراح، حدثني جابر بن صبيح قال: حدثتني أم شراحيل، قالت: حدثتني أم
عطية، قالت: بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) جيشا فيهم علي، قالت: فسمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو رافع يديه يقول: " اللهم، لا تمتني
حتى تريني عليا ".
157

الفصل الخامس عشر
جهاده بعد زمن الدعوة
أ. قتاله المحدثين في الدين
سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى: (ألم * أحسب الناس أن يتركوا
أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) (1) وقوله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم
منتقمون) (2) وقوله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح). (3)
196. ابن مردويه، عن أنس بن مالك قال: أغفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إغفاءة، فرفع رأسه
متبسما، فقال: " إنه نزلت علي آنفا سورة "، فقرأ: (بسم الله الرحمن
الرحيم * إنآ أعطيناك الكوثر) (4) حتى ختمها، قال: " هل تدرون ما
الكوثر؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " هو نهر أعطانيه ربي في الجنة،
عليه خير كثير، ترده أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد
منهم، فأقول: يا رب، إنه من أمتي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك ". (5)

1. سورة العنكبوت، الآية 2، لاحظ ص 296.
2. سورة الزخرف، الآية 41، لاحظ ص 318.
3. سورة النصر، الآية 1، لاحظ ص 351.
4. سورة الكوثر، الآية 1.
5. الدر المنثور، ج 6، ص 401، قال: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد ومسلم، وأبو داوود، والنسائي، وابن ف
جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن أنس بن مالك....
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 3، ص 102) قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن المختار بن فلفل، قال:
سمعت أنس بن مالك يقول: أغفى النبي (صلى الله عليه وسلم) إغفاءة، فرفع رأسه متبسما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إنه أنزلت علي آنفا
سورة "، فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر الكوثر)، حتى ختمها، قال: " هل
تدرون ما الكوثر؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثير، يرد عليه
أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم، فأقول: يا رب، إنه من أمتي! فيقال لي: إنك لا تدري
ما أحدثوا بعدك! ".
159

197. ابن مردويه، عن أم سلمة: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لي: " اشهدي إن عليا وصيي، وإنه
وليي في الدنيا والآخرة، وإنه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ". (1)
198. ابن مردويه، حدثنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا أحمد بن حازم، أخبرنا
شهاب بن عباد، حدثني جعفر بن سليمان، عن أبي هارون، عن أبي سعيد
قال: ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) ما يلقى من بعده، قال: فبكى، وقال: أسألك
بحق قرابتي وبحق صحبتي إلا دعوت الله لي أن يقبضني الله، قال: " يا علي،
تسألني أن أدعو الله لأجل مؤجل ". قال: فقال: يا رسول الله، على ما أقاتل
القوم؟ قال: " على الإحداث في الدين ". (2)
199. ابن مردويه بطرق كثيرة عن علي (عليه السلام): أمرت بقتال الناكثين والقاسطين
والمارقين. (3)

1. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 25.
2. المناقب، الخوارزمي، ح 211، ص 175. قال: أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله
ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان - أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد
ابن الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه - أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر
ابن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن
موسى ابن مردويه الأصبهاني، وقال أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي،
وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في كتابه إلي من إصفهان - سنة ثمان
وثمانين وأربعمئة - عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه....
3. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 18. قال: أبو يعلى الموصلي، والخطيب والتاريخي، وأبو بكر بن مردويه
بطرق كثيرة عن علي....
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 203، ح 1211). قال:
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد الله، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن موسى، أنبأنا أبو العباس ابن عقدة، أنبأنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمان الكندي، أنبأنا
بكار بن بشر، أنبأنا حمزة الزيات، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن علي، وعن أبي سعيد التيمي،
عن علي، قال: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
ورواه بأسانيد مختلفة في الأحاديث: 1206 - 1213.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 305).
160

200. ابن مردويه، حدثنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا أحمد بن حازم،
حدثنا عثمان بن محمد، حدثنا يونس بن أبي يعقوب، حدثنا حماد بن
عبد الرحمان الأنصاري، عن أبي سعيد التميمي، عن علي (عليه السلام) قال: عهد إلي
رسول (صلى الله عليه وآله) أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. فقيل له: يا أمير المؤمنين
من الناكثون؟ قال: الناكثون أصحاب الجمل، والمارقون الخوارج،
والقاسطون أهل الشام. (1)
201. ابن مردويه، أخبرنا عبد الله بن سعد بن يحيى، أخبرنا أبو يوسف الصندلاني،
أخبرنا فياض، عن حمزة بن عبد الكريم، عن إسماعيل بن رجاء، عن عطية
وأبي الودال، عن أبي سعيد الخدري: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الحجرة
فانقطع شسعه، فرمى بها إلى علي (عليه السلام)، فجلس إلينا وكأن على رؤوسنا الطير.

1. المناقب، الخوارزمي، ص 176، ح 212. قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 211 المتقدم] عن أبي بكر
أحمد بن موسى بن مردويه....
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 202، ح 1209). قال:
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه، وأبو نصر أحمد بن علي بن محمد بن إسماعيل، قالا:
أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف، أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن
أحمد بن تميم الحنظلي بقنطرة برذان، أنبأنا محمد بن سعد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، حدثني أبي،
حدثني عمي عمرو بن عطية بن سعد، عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد، حدثني جدي سعد بن جنادة، عن
علي، قال: أمرت بقتال ثلاثة: القاسطين والناكثين والمارقين، فأما القاسطون فأهل الشام،
وأما الناكثون فذكرهم، وأما المارقون فأهل النهروان، يعني: الحرورية.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 305).
161

قال: " ليضربنكم رجل من بعدي على تأويل القرآن كما ضربتم على
تنزيله ". فقال أبو بكر: أنا. فقال: " لا ". فقال عمر: أنا. فقال: " لا، ولكنه
خاصف النعل، يخرج عليكم من الحجرة ". قال: فخرج علينا علي وبيده
نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلحها. (1)
ب. في حرب الجمل
202. ابن مردويه، أن عائشة لما سمعت نباح الكلاب قالت: أي ماء هذا؟ فقالوا:
الحوأب، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون. إني لهيه! قد سمعت رسول الله
وعنده نساؤه يقول: " ليت شعري! أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ " (2)
203. ابن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد البزاز، حدثنا جدي محمد بن الخطاب،
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن عمار
الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، قال: ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) خروج بعض أمهات
المؤمنين، فضحكت عائشة، فقال: " انظري يا حميرا، لا تكونين هي "، ثم

1. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 28.
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 3، ص 33). قال: حدثنا وكيع، حدثنا قطر، عن إسماعيل بن رجاء، عن
أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله "، قال: فقام
أبو بكر وعمر، فقال: " لا، ولكن خاصف النعل "، وعلي يخصف نعله.
ورواه أحمد بنحو آخر (ج 3، ص 82).
2. بحار الأنوار، ج 32، ص 18. قال: ذكر الأعثم في الفتوح، والماوردي في أعلام النبوة، وشيرويه في
الفردوس، وأبو يعلى في المسند، وابن مردويه في فضائل أمير المؤمنين، والموفق في الأربعين، وشعبة والشعبي
وسالم بن أبي الجعد في أحاديثهم، والبلاذري والطبري في تاريخيهما، أن عائشة....
روى أحمد بن حنبل في مسنده (ج 6، ص 97). قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل
ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أن عائشة لما أتت على الحوأب، سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظنني
إلا راجعة. إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنا: " أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ " فقال لها الزبير: ترجعين، عسى الله عز وجل
أن يصلح بك بين الناس.
وروى المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 334، ح 31671): عن طاووس، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنسائه:
" أيتكن التي تنبحها كلاب كذا وكذا؟ إياك يا حميراء! " (نعيم بن حماد في الفتن، وسنده صحيح).
162

التفت إلى علي بن أبي طالب فقال: " يا أبا الحسن، إن وليت من أمرها شيئا
فارفق بها ". (1)
204. ابن مردويه، حدثني محمد بن عبد الله بن الحسين، حدثنا علي بن الحسين بن
إسماعيل، حدثني محمد بن الوليد العقيلي، حدثني قثم بن أبي قتادة
الحراني، حدثنا وكيع، عن خالد النواء، عن الأصبغ بن نباتة، قال: لما
أصيب زيد بن صوحان يوم الجمل أتاه علي (عليه السلام) وبه رمق، فوقف عليه
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يتألم لما به فقال: رحمك الله يا
زيد، فوالله ما عرفناك إلا خفيف المؤنة كثير المعونة، قال: فرفع إليه رأسه
فقال: وأنت يرحمك الله، فوالله ما عرفتك إلا بالله عالما، وبآياته عارفا، والله
ما قاتلت معك من جهل، ولكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره،
مخذول من خذله، ألا وإن الحق معه ويتبعه، ألا فميلوا معه ". (2)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 176، ح 213، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 211 - المتقدم في كتابه -،
قال: أخبرني الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي، أخبرنا
الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أخبرنا الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني،
أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه].
ورواه ابن شهرآشوب في مثالب النواصب (ج 3، ص 13) قال: ذكر أحمد البلادي في التاريخ، وأبو بكر بن
مردويه في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، والموفق الخوارزمي في الأربعين: قال سالم بن أبي الجعد....
2. المناقب، الخوارزمي، ص 177، ح 215، قال:
أخبرني أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي هذا فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا عبدوس هذا
كتابة، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بأصبهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن
موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني....
ورواه ابن مردويه كما في الطرائف (ص 103، ح 151).
وروى الحاكم النيسابوري ذيل الحديث في المستدرك (ج 3، ص 129)، قال: حدثني أبو بكر محمد بن علي
الفقيه الإمام الشاشي ببخارى، حدثنا النعمان بن هارون البلدي، حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد
الحراني، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمان بن
عثمان، قال: سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو آخذ بضبع علي بن
أبي طالب (رضي الله عنه) وهو يقول: " هذا أمير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله "، ثم مد بها
صوته.
قال الحاكم: هذا صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
163

205. ابن مردويه، عن عائشة، أنها لما عقر جملها ودخلت دارا بالبصرة فقال لها
أخوها محمد: أنشدك الله أتذكرين يوم حدثتني عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: " الحق
لن يزال مع علي، وعلي مع الحق لن يختلفا ولن يفترقا؟! " قالت: نعم. (1)
ج. في حرب صفين
206. ابن مردويه، عن سعيد بن المسيب (رضي الله عنه) قال: رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بني أمية على
المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله: إنما هي دنيا أعطوها، فقرت عينه، وهي
قوله (وما جعلنا الرءيا التي أرينك إلا فتنة للناس) (2) يعني: بلاء للناس. (3)
207. ابن مردويه، من حديث الحسين بن علي رفعه: إني رأيت كأن بني أمية
يتعاورون منبري هذا! فقيل: هي دنيا تنالهم، ونزلت هذه الآية: (وما جعلنا
الرءيا التي أرينك إلا فتنة للناس). (4)
208. ابن مردويه، عن عائشة، أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول لأبيك وجدك: " إنكم الشجرة الملعونة في القرآن ". (5)

1. مفتاح النجا، ص 65.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 599).
وفي كتاب مودة القربى (ص 43)، قال: وعن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن الله قد عهد إلي أن
من خرج على علي فهو كافر في النار وأجدر بالنار ". قيل: لم خرجت عليه؟ قالت: أنا نسيت هذا الحديث يوم
الجمل حتى ذكرته بالبصرة، وأنا استغفر الله.
2. سورة الأسراء، الآية 60.
3. الدر المنثور، ج 4، ص 191، قال: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر،
عن سعيد بن المسيب....
4. فتح الباري، ج 8، ص 302.
5. الدر المنثور، ج 4، ص 191.
164

209. ابن مردويه، عن يوسف بن مازن الرؤاسي، قال: قام رجل إلى الحسن ابن علي
بعد ما بايع معاوية فقال: سودت وجوه المؤمنين، فقال: لا تؤنبني رحمك
الله، فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) رأى بني أمية يخطبون على منبره فساءه ذلك، فنزلت:
(إنآ أعطيناك الكوثر) يا محمد، يعني: نهرا في الجنة، ونزلت: (إنآ
أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف
شهر) يملكها بعدك بنو أمية يا محمد، قال القاسم: فعددنا فإذا هي ألف
شهر، لا تزيد يوما ولا تنقص يوما. (1)
210. ابن مردويه، عن عبد الرحمان بن عوف، قال: قال لي عمر: ألسنا كنا نقرأ فيما
نقرأ: (وجهدوا في الله حق جهاده) (2) في آخر الزمان كما جاهدتم في
أوله؟ قلت: بلى، فمتى هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء،
وبنو المغيرة الوزراء. (3)
211. ابن مردويه، عن علي في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله
كفرا). (4) قال: هما الأفجران من قريش، بنو أمية وبنو المغيرة، فأما بنو
المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين. (5)
212. ابن مردويه، عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا

1. الدر المنثور، ج 6، ص 371، قال: أخرج الترمذي، وابن جرير، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في
الدلائل، عن يوسف بن مازن الرؤاسي....
2. سورة الحج، الآية 78.
3. الدر المنثور، ج 4، ص 371.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج 6، باب ذكر إخباره (صلى الله عليه وآله) عن الفتن الواقعة في آخر أيام عثمان، وخلافة
علي بن أبي طالب، ص 215)، قال: وقال عبد الرزاق، أخبرنا ابن عيينة، أخبرني عمرو بن دينار، عن ابن أبي
مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال عمر لعبد الرحمان بن عوف: أما علمت أنا كنا نقرأ: (وجهدوا في الله
حق جهاده) في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله؟ فقال عبد الرحمان بن عوف: ومتى ذلك يا
أمير المؤمنين؟ قال: إذا كان بنو أمية الأمراء، وبنو المغيرة الوزراء.
4. سورة إبراهيم، الآية 28.
5. كنز العمال، ج 2، ص 444، ح 4453، قال فيه: ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
165

نعمت الله كفرا) قال: هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية، فأما
بنوا المغيرة فكفيتموهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين. (1)
213. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) أنه سئل عن الذين بدلوا نعمة الله كفرا، قال: بنو أمية
وبنو مخزوم رهط أبي جهل. (2)
214. ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال لعمر (رضي الله عنه): يا
أمير المؤمنين هذه الآية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا)؟ قال: هم
الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم
بدر، وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين. (3)
215. ابن مردويه، عن أبي رافع، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " يا أبا رافع، كيف أنت وقوم
يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل؟! يكون حقا في الله
جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم بلسانه، فمن لم يستطع
بلسانه فيجاهدهم بقلبه ليس وراء ذلك شيء "، قال: ادع لي إن أدركتهم أن
يعينني ويقويني على قتالهم. فلما بايع الناس علي بن أبي طالب وخالفه
معاوية، قلت: هؤلاء القوم الذين قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فباع أرضه بخيبر،
فخرج مع علي بجميع أهله وولده، وكان معه حتى استشهد علي، فرجع إلى
المدينة مع الحسن (عليه السلام). (4)
216. ابن مردويه، بخمسة عشر طريقا، أن أمير المؤمنين قال في حرب صفين:

1. الدر المنثور، ج 4، ص 84. قال: أخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، عن
عمر بن الخطاب....
2. المصدر السابق.
3. نفس المصدر.
4. أرجح المطالب، ص 400.
وروى المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 613، ح 32971)، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا أبا رافع، سيكون
بعدي قوم يقاتلون عليا، حق على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه
فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء. (الطبراني - عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده).
166

والله، ما وجدت من القتال بدا، أو الكفر بما انزل على محمد (صلى الله عليه وآله). (1)
217. ابن مردويه، عن حبة العرني، قال: قلت لحذيفة بن اليمان: حدثنا، فإنا نخاف
الفتن، فقال: عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية! فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " تقتله
الفئة الباغية ". (2)
218. ابن مردويه، قال ابن أبي حازم التميمي وأبو وائل: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): انفروا
إلى بقية الأحزاب أولياء الشيطان، انفروا إلى من يقول: كذب الله ورسوله. (3)
219. ابن مردويه، بأسانيده عن موسى بن صفوان، وعن زكريا بن يحيى، وعن
حبيب بن ثابت، وعن عبد الله بن يزيد، كلهم عن سويد بن غفلة أنه قال:
كنت مع أبي موسى على شاطي الفرات، فقال: سمعت رسول الله يقول: " إن

1. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 18.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 220، ح 1222)، قال:
أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح الفقيه، وأبو نصر أحمد بن علي الطوسي، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا
أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أحمد بن كامل بن خلف القاضي، أنبأنا العباس بن أحمد البرئ، أنبأنا سعيد بن يحيى
ابن الأزهر، أنبأنا محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن مارق العبدي، قال: قال علي بن أبي طالب:
ما وجدت من قتال القوم بدا، أو الكفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم).
ورواه ابن عساكر بإسناد آخر عن الأصبغ بن نباتة في الحديث 1223.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 173، ح 210).
2. أرجح المطالب، ص 622.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 351، ح 31719): عن حذيفة قال: عليكم بالفئة التي فيها ابن
سمية! فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " تقتله الفئة الباغية ". (ابن عساكر).
وروى نصر بن مزاحم المنقري في وقعه صفين (ص 343)، قال: وقد كان ذو الكلاع يسمع عمرو بن العاص
يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعمار بن ياسر: " تقتلك الفئة الباغية، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن ".
3. بحار الأنوار، ج 32، ص 570.
ورواه ابن أبي الحديد في شرح خطبة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في استنفار الناس إلى أهل الشام من شرح نهج
البلاغة (ج 2، ص 194)، قال: وروى الأعمش عن الحكم بن عتيبة، عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت
عليا (عليه السلام) على منبر الكوفة، وهو يقول: يا أبناء المهاجرين، انفروا إلى أئمة الكفر، بقية الأحزاب وأولياء
الشيطان. انفروا إلى من يقاتل على دم حمال الخطايا....
167

بني إسرائيل اختلفوا، ولم يزل الاختلاف بينهم حتى بعثوا حكمين ضالين
ضال من اتبعهما، ولا ينفك أمركم يختلف حتى تبعثوا حكمين يضلان
ويضلان من اتبعهما ". فقلت: أعيذك بالله أن تكون أحدهما. قال: فخلع
قميصه وقال: " برأني الله من ذلك كما برأني من قميصي ". (1)
د. في حرب الخوارج
220. ابن مردويه، عن أبي غالب، أنه سئل عن هذه الآية: (إن الذين فرقوا دينهم
وكانوا شيعا) (2). فقال: حدثني أبو أمامة، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنهم الخوارج. (3)
221. ابن مردويه، عن أبي أمامة: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا)، قال: هم
الحرورية. (4)
222. ابن مردويه، عن أبي أمامة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله تعالى: (فأما الذين في
قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه) (5) قال: هم الخوارج. (6)
223. ابن مردويه، عن علي، أنه سئل عن هذه الآية: (قل هل ننبئكم بالأخسرين

1. مثالب النواصب، ج 3، ص 97.
ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 13، فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه، ص 315)، قال:
روي عن سويد بن غفلة، قال: كنت مع أبي موسى على شاطئ الفرات في خلافة عثمان، فروى لي خبرا عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سمعته يقول: " إن بني إسرائيل اختلفوا، فلم يزل الاختلاف بينهم حتى بعثوا حكمين ضالين
ضلا وأضلا من اتبعهما، ولا ينفك أمر أمتي حتى يبعثوا حكمين يضلان ويضلان من اتبعهما ". فقلت له: إحذر يا
أبا موسى أن تكون أحدهما! قال: فخلع قميصه وقال: أبرأ إلى الله من ذلك كما أبرأ من قميصي هذا.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، فصل في اجتماع الحكمين أبي موسى وعمرو بن العاص، ص 285).
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 1، ص 217، ح 1088، و 1، ص 377، ح 1642).
2. سورة الأنعام، الآية 159.
3. الدر المنثور، ج 3، ص 63، قال: أخرج ابن أبي حاتم، والنحاس، وابن مردويه، عن أبي غالب....
4. المصدر السابق، قال: أخرج عبد بن حميد، وأبو الشيخ وابن مردويه، عن أبي أمامة....
5. سورة آل عمران، الآية 7.
6. الدر المنثور، ج 2، ص 5، قال: أخرج عبد الرزاق، وأحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم،
والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن أبي أمامة....
168

أعملا) (1)؟ قال: لا أظن إلا أن الخوارج منهم. (2)
224. ابن مردويه، من طريق القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل، عن علي في هذه
الآية، قال: أظن أن بعضهم الحرورية. (3)
225. ابن مردويه، من طريق مصعب بن سعد، قال: سألت أبي: (قل هل ننبئكم
بالأخسرين أعملا) (4) أهم الحرورية (5)؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى. أما
اليهود فكذبوا محمدا (صلى الله عليه وسلم)، وأما النصارى فكذبوا بالجنة وقالوا: لاطعام فيها
ولا شراب. والحرورية (الذين ينقضون عهد الله منم بعد ميثاقه) (6)، وكان
سعد يسميهم الفاسقين. (7)
226. ابن مردويه، عن مصعب، قال: قلت لأبي: (قل هل ننبئكم بالأخسرين
أعملا) الحرورية هم؟ قال: لا، ولكنهم أصحاب الصوامع، والحرورية قوم
زاغوا، فأزاغ الله قلوبهم. (8)
227. ابن مردويه، عن أبي الطفيل، أن ابن الكواء سأل عليا: من (الذين ضل

1. سورة الكهف، الآية 103.
2. الدر المنثور، ج 4، ص 253. قال: أخرج عبد الرزاق، والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه،
عن علي....
3. فتح الباري، ج 8، ص 323.
4. سورة الكهف، الآية 103.
5. الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء - بالمد والقصر -، وهو موضع قريب من الكوفة، كان أول
مجتمعهم وتحكيمهم فيها، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي - كرم الله وجهه -. (النهاية: ج 1، ص 366).
6. سورة البقرة، الآية 27.
7. الدر المنثور، ج 4، ص 253. قال: أخرج عبد الرزاق، والبخاري، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن
أبي حاتم، وابن مردويه من طريق مصعب بن سعد....
ورواه ابن كثير في ذيل الآية من تفسيره (ج 1، ص 114). قال: وقال شعبة: عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن
سعد، قال: سألت أبي فقلت: قوله تعالى: (الذين ينقضون عهد الله منم بعد ميثاقه...) إلى آخر الآية، فقال:
هم الحرورية.
8. الدر المنثور، ج 4، ص 253. قال: أخرج عبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي
حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن مصعب....
169

سعيهم في الحيوة الدنيا) (1)؟ قال: منهم أهل حروراء. (2)
228. ابن مردويه، عن زكريا بن يحيى صاحب القضيب، قال: سألت أبا غالب (رضي الله عنه)
عن هذه الآية: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) (3)؟ فقال: حدثني
أبو أمامة (رضي الله عنه)، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز الله
عن المسلمين وعن الأمة والجماعة، قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين! (4)
229. ابن مردويه، عن مسروق، قال: دخلت على أم المؤمنين عائشة - رضي الله
عنها -، فقالت لي: " من قتل الخوارج؟ "، قلت: قتلهم علي. فسكتت، فقلت
لها: يا أم المؤمنين، إني أنشدك بالله وبحق نبيه إن كنت سمعت من رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا فأخبرينه، قال: فقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " هم شر
الخلق والخليقة ". (5)
230. ابن مردويه، عن مسروق، قال: دخلت على أم المؤمنين عائشة، فقالت لي:
" من قتل الخوارج؟ " فقلت: قتلهم علي، قال: فسكتت. قال: فقالت: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " هم شر الخليقة، يقتلهم خير الخلق وأعظمهم عند الله
تعالى يوم القيامة وسيلة ". (6)

1. سورة الكهف، الآية 104.
2. كنز العمال، ج 2، ص 444، ح 4454. قال فيه: عبد الرزاق، والفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن
مردويه.
3. سورة الحجر، الآية 2.
4. الدر المنثور، ج 4، ص 94. قال: أخرج ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، عن زكريا بن يحيى صاحب
القضيب....
5. أرجح المطالب، ص 638.
روى مسلم في صحيحه (ج 3، ص 116)، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا
حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن بعدي من أمتي - أو سيكون
بعدي من أمتي - قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم
لا يعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة ".
6. أرجح المطالب، ص 589.
170

231. ابن مردويه، عن أبي الحسن الأنصاري، عن أبيه، قال: دخلت على أم
المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، فقالت: " من قتل الخوارج؟ " قال: قلت:
قتلهم علي بن أبي طالب، قالت: " ما يمنعني الذي في نفسي على علي أن
أقول الحق، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " يقتلهم خير أمتي من بعدي "،
وسمعته يقول: " علي مع الحق، والحق مع علي " ". (1)
232. ابن مردويه، عن مسروق، قال: قالت لي أم المؤمنين عائشة - رضي الله
عنها -: " يا مسروق، إنك أكرم بني علي وأحبهم إلي، فهل عندك علم من
المخدج؟ "، قال: قلت: نعم. قتله علي على نهر يقال لأسفله: تأمر، وأعلاه
النهروان، بين أخافيق وطرفا. قال: فقالت: " ائتني معك من يشهد ". قال:
فأتينا سبعين رجلا، فشهدوا عندها أن عليا قتله على نهر يقال لأسفله:
تأمر، وأعلاه النهروان، بين أخافيق وطرفا. قالت: " قاتل الله عمرو بن
العاص فإنه كتب إلي أنه قتلهم على نيل مصر ". قال: قلت: يا أم، أخبريني
أي شيء سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فيهم؟ قالت: " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول: " هم شر الخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة، وأقربهم عند الله وسيلة
يوم القيامة " ". (2)

1. مفتاح النجا، ص 74.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 589).
2. أرجح المطالب، ص 590.
روى الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 6، ص 235)، قال: وعن عبيد الله بن عياض بن عمرو القارئ، أنه جاء
عبد الله بن شداد بن الهاد فدخل على عائشة - ونحن عندها جلوس -، مرجعه من العراق ليالي قتل علي بن أبي
طالب (رضي الله عنه)، فقالت له: " يا بن شداد بن الهاد، هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ حدثني عن هؤلاء القوم الذين
قتلهم علي "، قال: ومالي لا أصدقك، قالت: " فحدثني عن قصتهم "، قال: فإن علي بن أبي طالب لما كاتب
معاوية وحكم الحكمان، خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس، فنزلوا بأرض يقال لها: حروراء من جانب
الكوفة.... قال: فقالت له عائشة: " يا بن شداد فقد قتلهم؟ ". قال: فوالله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل،
وسفكوا الدماء واستحلوا الذمة، فقالت: " والله؟ "، قال: والله، الذي لا إله إلا هو لقد كان. قالت: " فما شيء
بلغني عن أهل العراق يتحدثونه يقولون: ذا الثدية؟ " مرتين. قال: قد رأيته، وقمت مع علي معه على القتلى
فدعا الناس، فقال: أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول: رأيته في مسجد بني فلان يصلي، ولم يأتوا فيه بثبت
يعرف إلا ذاك، قالت: " فما قول علي حين قام عليه، كما يزعم أهل العراق؟ "، قال: سمعته يقول: صدق الله
ورسوله، قالت: " فهل رأيته قال غير ذلك؟ "، قال: اللهم لا، قالت: " أهل صدق الله ورسوله، يرحم الله عليا إنه
كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه إلا قال: صدق الله ورسوله، فيذهب أهل العراق فيكذبون عليه، ويزيدون في
الحديث ". رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.
171

233. ابن مردويه، عن مسروق، قال: سألتني أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -
عن أصحاب النهروان وعن ذي الثدية؟ فأخبرتها، فقالت: " يا مسروق،
أتستطيع أن تأتيني بأناس ممن يشهد ". فأتيتها من كل سبع برجل، فشهدوا
أنهم رأوه.
فقالت: " يرحم الله عليا إنه كان على الحق، ولكني كنت امرأة من
الأحماء ". (1)
234. ابن مردويه، قال: قرئ على أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا
أبو الحسن أحمد بن مسعود المقدسي، حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن
الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمان، أخبرنا أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه)،
قال: بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - وهو يقسم قسما - أتاه ذو الخويصرة،
وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل! فقال: " ويحك! ومن
يعدل إذا لم أعدل فقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ". فقال عمر بن
الخطاب: يا رسول الله، ائذن لي فيه أضرب عنقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " فإن
له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرأون
القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية
ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد
فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم. آيتهم

1. أرجح المطالب، ص 599.
172

رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر در، يخرجون
على خير فرقة من الناس ".
قال أبو سعيد: فأشهد إني سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأشهد إن علي بن
أبي طالب (رضي الله عنه) قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فأتي به حتى
نظرت إليه على نعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي نعته. (1)

1. دلائل النبوة، ص 116، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أخبرنا أبو بكر بن مردويه....
ورواه البخاري في صحيحه (ج 7، كتاب الأدب، باب ما جاء في قول الرجل ويلك، ص 111).
173

الفصل السادس عشر
فيمن غير الله حالهم وأهلكهم ببغضه وإنكار حقه
235. ابن مردويه، عن زيد بن أرقم، قال: قال علي: أنشد الله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "،
فقام اثني عشر بدريا من جانب الأيسر ومن جانب الأيمن فشهدوا بذلك،
قال زيد بن أرقم: كنت فيمن سمع ذلك فكتمته، فذهب الله ببصري، وكان
يندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر. (1)
236. ابن مردويه، عن طلحة بن عمير، أن عليا أنشد الناس من سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" من كنت مولاه، فعلي مولاه! " فشهد اثنا عشر رجلا من الأنصار، وأنس بن
مالك في القوم لم يشهد، فقال له أمير المؤمنين: " يا أنس، ما منعك أن تشهد
وقد سمعت واسمعوا "، قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال أمير المؤمنين:

1. أرجح المطالب، ص 580، قال فيه: أخرجه أبو بكر بن مردويه، والفقيه ابن المغازلي، وأخرجه الطبراني في
المعجم الكبير في مسند زيد بن أرقم.
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 23، ح 33)، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن
عبد الله بن شوذب، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حدثني أحمد بن يحيى
ابن عبد الحميد، حدثنا أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم، قال: نشد
علي (عليه السلام) الناس في المسجد، قال: أنشد الله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال
من والاه، وعاد من عاداه. وكنت أنا ممن كتم، فذهب بصري.
175

" اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض - أو بوضح - لا تواريه العمامة ".
قال طلحة بن عمير: فأشهد بالله لقد رأيته بيضاء بين عينيه. (1)
237. ابن مردويه، عن طلحة بن عمير، قال: شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس وهم حول المنبر وعلي على
المنبر اثنا عشر بدريا من الأنصار والمهاجرين، فقال علي: ناشدتكم بالله
هل سمعتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". فقاموا كلهم
وأنس بن مالك في القوم لم يشهد، فقال له أمير المؤمنين: ما منعك يا أنس
أن تشهد وقد سمعت ما سمعوا؟، قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال
أمير المؤمنين: اللهم إن كان كاذبا فاضربه بوضح لا تواريه العمامة. فقال
طلحة بن عمير: أشهد بالله لقد رأيته بيضاء بين عينيه. (2)
238. ابن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن علي، حدثنا موسى بن يوسف بن
موسى بن راشد القطان، حدثنا وهب بن بقية، حدثني هشيم، عن إسماعيل
ابن سالم، عن عمار الحضرمي، عن زاذان أبي عمر، أن علي بن أبي
طالب (عليه السلام) سأل رجلا بالرحبة عن حديث فكذبه، فقال علي: إنك قد
كذبتني! فقال: ما كذبتك، قال: ادعوا الله عليك إن كذبتني أن يعمي بصرك؟

1. أرجح المطالب، ص 680.
رواه ابن قتيبة الدينوري في المعارف (فصل في البرص من أهل العاهات ص 580)، قال: أنس بن مالك كان
بوجهه برص، وذكر قوم أن عليا (رضي الله عنه) سأله عن قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال:
كبرت سني ونسيت، فقال علي: إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة.
ورواه ابن أبي الحديد (ج 19، ص 217)، قال: المشهور أن عليا ناشد الناس الله في الرحبة بالكوفة فقال:
" أنشدكم الله رجلا سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لي وهو منصرف من حجة الوداع: من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "، فقام رجال فشهدوا بذلك، فقال (عليه السلام) لأنس بن مالك: " لقد حضرتها فما
بالك؟ " فقال: يا أمير المؤمنين، كبرت سني وصار ما أنساه أكثر مما أذكره، فقال له: " إن كنت كاذبا فضربك الله
بها بيضاء لا تواريها العمامة ". فما مات حتى أصابه البرص.
2. أرجح المطالب، ص 579، قال فيه: أخرجه أبو نعيم، وابن مردويه....
176

قال: ادع الله، فدعا الله عليه، فلم يخرج من الرحبة حتى قبض بصره. (1)
239. ابن مردويه، عن ابن عمير، أن أمير المؤمنين قال على المنبر: أنا عبد الله وأخو
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ورثت نبي الرحمة، ونكحت سيدة أهل الجنة، وأنا سيد
الوصيين، وآخر أوصياء النبيين، لا يدعي ذلك غيري إلا أصابه سوء. فقال
رجل من عبس: من لا يحسن أن يقول هذا: أنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فلم يبرح من مكانه حتى تخبطه الشيطان، فجر برجله إلى باب المسجد،
فسألنا قومه هل يعرفون به عرضا قبل هذا؟ قالوا: اللهم لا. (2)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 378، ح 396، قال: أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار
الديلمي - فيما كتب إلي من همدان - أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، أخبرنا
أبو طالب الجعفري، حدثنا ابن مردويه الحافظ....
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 256، ح 1273)، قال:
أخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان،
أنبأنا ابن أبي الدنيا، حدثني شريح بن يونس، أنبأنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن عمار الحضرمي، عن
زاذان أبي عمر، أن رجلا حدث عليا بحديث، فقال: " ما أراك إلا قد كذبتني ". قال: لم أفعل. قال: " أدعو عليك
إن كنت كذبت ". قال: ادع. فدعا، فما برح الرجل حتى عمي. ورواه ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة (ص 19).
2. أرجح المطالب، ص 680.
روى النسائي في خصائص أمير المؤمنين (ص 135، ح 67)، قال: أخبرنا زكريا بن يحيى السجستاني، قال:
حدثنا عثمان بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن
الحارث بن حصيرة، عن أبي سليمان زيد بن وهب الجهني، قال: سمعت عليا على المنبر يقول: أنا عبد الله
وأخو رسوله، لا يقولها غيري إلا كذاب مفتر.
قال: فقال رجل: أنا عبد الله وأخو رسوله - مستهزءا - فخنق فحمل.
ورواه ابن أبي الحديد في شرح خطبة له (عليه السلام) في تخويف أهل النهروان من شرح نهج البلاغة (ج 1، فصل في
إخباره بالمغيبات، ص 208)، قال: وروى عثمان بن سعيد، عن عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، قال:
خطب علي (عليه السلام) فقال في أثناء خطبته: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلا كذاب، ورثت
نبي الرحمة، ونكحت سيدة نساء هذه الأمة، وأنا خاتم الوصيين. فقال رجل من عميس: من لا يحسن أن يقول
مثل هذا. فلم يرجع إلى أهله حتى جن وصرع، فسألوهم: هل رأيتم به عرضا قبل هذا؟ قالوا: ما رأينا به قبل
هذا عرضا.
177

الفصل السابع عشر
في فضائل له شتى
240. ابن مردويه، عن ابن عمر (رضي الله عنه)، قال: ثلاث كن لعلي، لو كانت لي واحدة منهن
كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطاءه الراية، وآية
النجوى. (1)
241. ابن مردويه، حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد، حدثنا عبد الله بن أحمد
ابن عامر، حدثني أبي أحمد بن عامر الطائي، حدثني علي بن موسى،
حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي
محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين، حدثني
أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي، أعطيت ثلاث
خصال "، فقلت: فداك أبي وأمي ما أعطيت؟ قال: " أعطيت صهرا مثلي،

1. أرجح المطالب، ص 81.
ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 27)، قال: وكان ابن عمر يقول: كانت لعلي (عليه السلام) ثلاث لو كانت لي
واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى.
وروى أحمد بن حنبل في المسند (ج 2، ص 26)، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن
ابن عمر في حديث، قال: ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر
النعم: زوجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 120).
179

وأعطيت زوجة مثل فاطمة، وأعطيت ولدين مثل الحسن والحسين صلوات
الله عليهم أجمعين ". (1)
242. ابن مردويه، حدثني جدي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا محمد بن جرير
ابن يزيد، حدثنا سليمان بن الربيع البرجمي، حدثنا كادح بن رحمة، عن
زياد بن المنذر، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): " حق علي بن أبي طالب على هذه الأمة كحق الوالد على ولده ". (2)
243. ابن مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى، أنبأنا مسدد، أنبأنا
يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن جرير بن كليب قال: رأيت عليا يأمر
بالمتعة، - قال -: ورأيت عثمان بن عفان ينهى عنها، فقلت لعلي: إن بينكما
شرا، فقال: ما بيننا إلا خيرا، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين. (3)

1. مقتل الحسين، ص 109، قال الخوارزمي: قال أبو منصور - جزاه الله عني خيرا - وأخبرنا أبو الفتح بن عبد الله
- كتابة -، أخبرنا المفضل الجعفري، حدثنا أبو بكر بن مردويه.
ورواه الخوارزمي أيضا في المناقب (ص 294، ح 285)، قال: وبهذا الإسناد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يا
علي، إنك أعطيت ثلاثا، قلت: فداك أبي وأمي وما أعطيت؟ قال: أعطيت صهرا مثلي، وأعطيت مثل زوجتك
فاطمة، وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين.
2. المناقب، الخوارزمي، (ص 309، ح 306)، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 305 وهو: أخبرني
الشيخ الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان،
أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبد الله بن عبدوس التاني بهمدان - إجازة -، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن
محمد الجعفري بأصبهان] عن أحمد بن مردويه.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 271، ح 797)، قال:
أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأنا أبو الطيب المنادي،
أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، أنبأنا سليمان بن الربيع النهدي، أنبأنا كادح بن رحمة، أنبأنا زياد بن
المنذر، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): حق علي بن أبي طالب على هذه الأمة كحق الوالد
على ولده.
ورواه ابن عساكر في الحديثين 798، 799.
ورواه ابن المغازلي في المناقب (ص 47، ح 70).
3. ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق، ج 3، ص 87، ح 1118، قال ابن عساكر: أخبرنا
أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه....
وروى أحمد بن حنبل في المسند (ج 1، ص 136)، قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن الحكم، عن
علي بن الحسين، عن مروان بن الحكم أنه قال: شهدت عليا وعثمان بين مكة والمدينة، وعثمان ينهى عن
المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى ذلك علي أهل بهما فقال: لبيك بعمرة وحج معا، فقال عثمان: تراني أنهى
الناس عنه وأنت تفعله؟ قال: لم أكن أدع سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقول أحد من الناس.
وروى أحمد أيضا في مسنده (ج 1، ص 136)، قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة،
عن سعيد بن المسيب، قال: اجتمع علي وعثمان بعسفان، فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة، فقال علي:
ما تريد إلى أمر فعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تنهى عنهما؟ فقال عثمان: دعنا عنك.
وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 20، ص 28)، قال: وقال جرير بن كليب: رأيت عمر ينهى عن
المتعة، وعلي (عليه السلام) يأمر بها، فقلت: إن بينكما لشرا، فقال علي (عليه السلام): ليس بيننا إلا الخير، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا
الدين....
180

244. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: جاء علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال: بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه،
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن
وينفع الله بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك "، قال: أجل يا رسول
الله فعلمني، قال: " إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل
الأخير فإنه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب
لبنيه (سوف أستغفر لكم ربي) (1) يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم
تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات تقرأ
في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة
الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة،
وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد
فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصل علي وعلى سائر النبيين، واستغفر
للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر
ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما

1. سورة يوسف، الآية 98.
181

لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات
والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمان،
بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن
أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا
الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمان، بجلالك ونور
وجهك أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي،
وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك،
لا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا أبا الحسن، تفعل
ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا بإذن الله تعالى، والذي بعثني بالحق ما
أخطأ مؤمنا قطع ".
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: فوالله، ما مكث علي (رضي الله عنه) إلا خمسا أو
سبعا حتى جاء رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مثل ذلك المجلس فقال: يا رسول
الله، إني كنت فيما خلا آخذ الأربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن على نفسي
تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها فإذا قرأتها على نفسي فكأنما
كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم
أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عند ذلك: " مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن ". (1)
245. ابن مردويه، قال: سأل معاوية عبد الله بن عباس فقال: ما تقول في علي بن أبي
طالب؟
فقال: صلوات الله على أبي الحسن، كان والله علم الهدى، وكهف التقى،
ومحل الحجى، وبحر الندى، وطود النهى، علما للورى، ونورا في ظلم

1. الدر المنثور، ج 4، ص 36. قال: أخرج الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن
ابن عباس....
182

الدجى، وداعيا إلى المحجة العظمى، ومستمسكا بالعروة الوثقى، وساميا إلى
الغاية القصوى، وعالما بما في الصحف الأولى، وعاملا بطاعة الملك الأعلى،
وعارفا بالتأويل والذكرى، ومتعلقا بأسباب الهدى، وحائدا عن طرقات
الردى، وساميا إلى المجد والعلى، وقائما بالدين والتقوى، وسيد من تقمص
وارتدى بعد النبي المصطفى، وأفضل من صام وصلى، وأفضل من ضحك
وبكى، وصاحب القبلتين، فهل يساويه مخلوق يكون أو كان، كان والله،
للأسد قاتلا، ولهم في الحرب حائلا، على مبغضيه لعنة الله ولعنة العباد إلى
يوم التناد. (1)
246. ابن مردويه، عن ضرار نحو حديث ابن عباس في مدح علي بن أبي طالب، أو
أبلغ من ذلك. (2)

1. الطرائف، ص 507.
2. نفس المصدر، ص 508.
روى حديث ضرار عدد غفير من أئمة الحديث والأدب، منهم: أبو علي القالي في أماليه (ج 2، ص 143)، وابن
عبد البر في الإستيعاب المطبوع بهامش الإصابة (ج 3، ص 44)، والزمخشري في ربيع الأبرار (ج 1، ص 835)،
وأبو نعيم في حلية الأولياء (ج 1، ص 84)، واللفظ له، قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية، فقال
له: صف لي عليا. فقال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين، قال: لا أعفيك. قال: أما إذا لابد فإنه كان والله، بعيد
المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه،
يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله، غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه،
ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب، كان والله كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا
إذا سألناه، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين
ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه
وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، يميل في محرابه قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي
بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا - يتضرع إليه - ثم يقول للدنيا: إلي تغررت، إلي
تشوفت، هيهات هيهات، غري غيري، قد بتتك ثلاثا، فعمرك قصير، ومجلسك حقير، وخطرك يسير، آه آه من
قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق.
فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم بالبكاء. فقال: كذا كان
أبو حسن (رحمه الله)! كيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال: وجد من ذبح واحدها في حجرها، لا ترقأ دمعتها، ولا يسكن
حزنها. ثم قام فخرج.
183

الفصل الثامن عشر
درجته (عليه السلام) عند قيام الساعة
247. ابن مردويه، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي برزة وأنا أسمع: " يا أبا
برزة، علي أميني غدا يوم القيامة ". (1)
248. ابن مردويه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي برزة وأنا أسمع:
" يا أبا برزة، إن الله عز وجل عهد إلي في علي بن أبي طالب أنه أميني غدا في
القيامة، وصاحب رايتي، ومفاتيح رحمة ربي، وهو الكلمة التي ألزمتها
المتقين ". (2)

1. أرجح المطالب، ص 37.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيدنا علي (ص 63).
2. أرجح المطالب، ص 29.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 1، ص 66)، قال: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا علي بن سراج المصري،
حدثنا محمد بن فيروز، حدثنا أبو عمرو لاهز بن عبد الله، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن هشام بن
عروة، عن أبيه، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: بعثني النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي برزة الأسلمي فقال له - وأنا أسمع -:
" يا أبا برزة، إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال: إنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام
أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي في
القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي ".
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 311، ح 311).
185

249. ابن مردويه، قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري، قال: حدثنا
محمد بن أحمد الواسطي، قال: حدثنا إسحاق بن الصيف، قال: حدثنا
محمد بن يحيى المأربي، حدثنا سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم الجدلي،
عن عليم الكندي، عن سلمان، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: " أول هذه الأمة ورودا
على الحوض، أولها إسلاما علي بن أبي طالب ". (1)
250. ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)، قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتذاكر [نا]
أصحاب الجنة، فقال (صلى الله عليه وسلم): " إن أول أهل الجنة دخولا إليها علي بن
أبي طالب ". (2)
251. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له: " يا علي، إن لك كنزا في الجنة،
وإنك ذو قرنيها، فلا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك
الآخرة ". (3)

1. العلل المتناهية، ج 1، ص 211، ح 333.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 82، ح 115)، قال:
أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمان بن محمد الفارسي،
أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي، أنبأنا محمد بن جعفر بن بريد، أنبأنا إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، أنبأنا
أبو معاوية الزعفراني عبد الرحمان بن قيس، أنبأنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن
سلمان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أولكم ورودا على الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب ".
ورواه ابن عساكر بأسانيده في الحديثين 116، 118.
ورواه الديلمي في الفردوس (ج 1، ص 41، ح 93).
2. أرجح المطالب، ص 661.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيدنا علي، ص 30.
3. الجامع الكبير، ج 15، ص 405، ح 6354.
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 123)، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا
الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا عبد الله بن نمير، أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، حدثنا
أبو عصمة سهل بن المتوكل البخاري، حدثنا عفان وسليمان بن حرب قالا: حماد بن سلمة، عن محمد بن
إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن سلمة بن أبي الطفيل أظنه عن أبيه، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال لي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا علي، إن لك كنزا في الجنة، وإنك ذو قرنيها، فلا تتبعن النظرة نظرة، فإن لك الأولى،
وليست لك الآخرة ". هذا حديث صحيح الإسناد، ورواه المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 3، ص 183).
186

252. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ألا أبشرك؟ " قلت: بلى.
قال: " إن لك لكنزا في الجنة، وإنك لذو قرني هذا الكنز، لا تتبع النظرة
النظرة، لك الأولى، وعليك الآخرة ". (1)
253. ابن مردويه، أخبرنا محمد بن محمد بن ماسن الهروي، حدثنا وكيع، عن
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن ابن مسعود، قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لعلي بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنة، من تعلق بها
دخل الجنة ". (2)
254. ابن مردويه، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يا علي، أما ترضى إنك معي في الجنة،
والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا وأشياعنا
وشمائلنا ". (3)
255. ابن مردويه، عن ابن عباس، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي: " إنك ستقدم على الله
وشيعتك راضين مرضيين ". (4)

1. الجامع الكبير، ج 15، ص 405، ح 6353.
2. المناقب، الخوارزمي، ص 324، ح 331، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 329 وهو: أخبرني شهردار
إجازة، أخبرنا عبدوس إجازة، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بأصبهان] عن
الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه....
3. مناقب مرتضوي، ص 101.
ورواه الطبراني في ترجمة أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المعجم الكبير (ج 1، ص 319، ح 950)، قال:
وبإسناده أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي: " إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف
ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ".
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 12، ص 98، ح 34166)، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام): " إن أول من
يدخل الجنة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين، قال علي: فمحبونا؟ قال: من ورائكم ". (الحاكم وتعقب -
عن علي).
4. مناقب سيدنا علي، ص 25، قال فيه: ابن مردويه، وأبي نعيم، والديلمي، عن ابن عباس، والطبراني، عن علي.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 131)، قال: وعن عبد الله بن أبي نجي أن عليا أتي يوم النضير
بذهب وفضة فقال: " ابيضي واصفري وغري غيري، غري أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك ". فشق قوله ذلك
على الناس. فذكر ذلك له، فأذن في الناس، فدخلوا عليه، قال: إن خليلي (صلى الله عليه وسلم) قال: " يا علي، إنك ستقدم على
الله وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليك عدوك غضاب مقمحين "، ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الأقماح.
رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 13، ص 156، ح 36483).
187

256. ابن مردويه، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عيسى، أخبرنا الحسين بن معاذ بن
حرب، أخبرنا عبد الحميد بن بحر، أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن
الحارث، عن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " في الجنة درجة تدعى
الوسيلة، فإذا سألتم الله تعالى فاسألوا لي الوسيلة "، قالوا: يا رسول الله، من
يسكن فيها معك؟ قال: " علي وفاطمة والحسن والحسين ". (1)
257. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد الخياط المقرئ الكوفي، قال: حدثنا
الخضر بن أبان الهاشمي، قال: حدثنا أبو هدبة إبراهيم، قال: حدثني أنس
ابن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي "،
فهبت أن أسأله من هم، فأتيت أبا بكر فقلت له: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن الجنة
مشتاقة إلى أربعة من أمتي "، فسله من هم، فقال: أخاف أن لا أكون منهم

1. مقتل الحسين، ص 67.
ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في مسند علي بن أبي طالب (ج 1، ص 350) ومسند فاطمة (عليها السلام)
(ص 69) والجامع الكبير (ج 16، ص 305، ح 8070).
ورواه ابن مردويه على ما رواه ابن كثير في تفسيره المطبوع بهامش فتح البيان (ج 3، ص 341)، قال: روى ابن
مردويه من طريقين، عن عبد الحميد بن بحر، وذكر تمام السند أعلاه وذكر مثله.
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 247، ح 295)، قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى
الطحان إجازة، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي الخيوطي إذنا، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين
الزعفراني، حدثنا مصر بن محمد، حدثنا عبد الحميد أبو سعيد وهو ابن بحر، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق،
عن الحارث، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " في الجنة درجة تسمى الوسيلة، وهي لنبي، وأرجو أن أكون
أنا، فإذا سألتموها فاسألوها لي "، فقالوا: من يسكن معك فيها يا رسول الله؟ قال: " فاطمة وبعلها والحسن
والحسين (عليهم السلام) ".
188

فيعيرني به بنو تيم، فأتيت عمر فقلت له مثل ذلك، فقال: أخاف أن لا أكون
منهم فيعيرني به بنو عدي، فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك، فقال: أخاف أن
لا أكون منهم فيعيرني به بنو أمية، فأتيت عليا (عليه السلام) وهو في ناضح له فقلت: إن
النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي " فاسأله من هم، فقال:
والله، لأسألنه فإن كنت منهم لأحمدن الله عز وجل، وإن لم أكن منهم لأسألن الله أن
يجعلني منهم وأودهم، فجاء وجئت معه إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فدخلنا على
النبي (صلى الله عليه وآله) ورأسه في حجر دحية الكلبي، فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه،
فقال: خذ برأس ابن عمك يا أمير المؤمنين فأنت أحق به، فاستيقظ
النبي (صلى الله عليه وآله) ورأسه في حجر علي (عليه السلام)، فقال له: " يا أبا الحسن ما جئتنا إلا في
حاجة "، قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، دخلت ورأسك في حجر دحية
الكلبي فقام إلي وسلم علي وقال: خذ برأس ابن عمك فأنت أحق به مني،
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): " عرفته؟ " فقال هو دحية الكلبي، فقال له: " ذاك
جبرئيل ". فقال له: بأبي وأمي يا رسول الله، أعلمني أنس أنك قلت: إن
الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي، فمن هم؟ فأومى إليه بيده فقال: " أنت والله
أولهم، أنت والله أولهم "، أنت والله أولهم - ثلاثا - فقال له: بأبي وأمي فمن
الثلاثة؟ فقال له: " المقداد وسلمان وأبو ذر رضوان الله عليهم ". (1)

1. اليقين، الباب 15، ص 17.
قريبا منه رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 117)، قال: وعن أنس، قال: جاء جبريل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال: إن الله تبارك وتعالى يحب ثلاثة من أصحابك يا محمد، ثم أتاه فقال: يا محمد، إن الجنة لتشتاق إلى
ثلاثة من أصحابك. قال أنس: فأردت أن أسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهبته، فلقيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر، إني كنت
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن جبريل (صلى الله عليه وسلم) قال: يا محمد، إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة، فلعلك أن تكون منهم، ثم لقيت عمر بن
الخطاب فقلت له مثل ذلك، ثم لقيت علي بن أبي طالب فقلت له كما قلت لأبي بكر وعمر، فقال علي: أنا أسئله
إن كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى، وإن لم أكن منهم حمدت الله تبارك وتعالى، فدخل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال: يا رسول الله، إن أنسا حدثني أن جبريل (صلى الله عليه وسلم) أتاك فقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك، فإن كنت
منهم حمدت الله تبارك وتعالى، وإن لم أكن منهم حمدت الله عز وجل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أنت منهم، أنت منهم،
وعمار بن ياسر، وسيشهد مشاهد بين فضلها، عظيم أجرها، وسلمان منا أهل البيت فاتخذه صاحبا ". (روى
الترمذي طرفا منه، رواه البزاز).
189

الفصل التاسع عشر
شهادته (عليه السلام)
سيأتي ما يدل عليه في نزول قوله تعالى: (إذ أم نبعث أشقاها). (1)
258. ابن مردويه، عن عمار، قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة ذي
العشيرة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ " قلنا:
بلى يا رسول الله؟ قال: " أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا
علي على هذا - يعني: قرنه - حتى تبل هذه "، يعني: لحيته -. (2)
259. ابن مردويه، أنه قال عمار: خرجنا مع النبي في غزوة العشيرة فلما نزلنا منزلا
نمنا، فما نبهنا إلا كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " يا أبا تراب - لما رآه ساجدا
معفرا وجهه في التراب - أتعلم من أشقى الناس؟ أشقى الناس اثنان: أحيمر
ثمود الذي عقر الناقة، وأشقاها الذي يخضب هذه "، ووضع يده على
لحيته -. (3)

1. سورة الشمس، الآية 12، لاحظ ص 345.
2. الجامع الكبير، ج 16، ص 255، ح 7864.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 13، ص 140، ح 36442).
3. بحار الأنوار، ج 35، ص 61. قال: الطبري، وابن إسحاق، وابن مردويه أنه قال عمار....
ورواه النسائي مطولا في خصائص الإمام علي بن أبي أبي طالب (عليه السلام) (ص 279، ح 152)، قال: أخبرنا محمد بن
وهب بن عمر بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا ابن إسحاق، عن يزيد بن محمد بن خثيم،
عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم، عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في
غزوة العشيرة من بطن ينبع، فلما نزلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أقام بها شهرا، فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة
فوادعهم، فقال لي علي (رضي الله عنه): هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء النفر من بني مدلج الذين يعملون في عين لهم،
فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت. فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي
حتى اضطجعنا في ظل صور من النخل وفي دقعاء من التراب فنمنا. فوالله ما أهبنا إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحركنا برجله،
وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي (رضي الله عنه): " يا أبا تراب - لما كان يرى عليه من
التراب - ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس؟ " قال: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: " أحيمر ثمود الذي عقر الناقة،
والذي يضربك يا علي على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه "، وأخذ بلحيته.
ورواه أحمد بن حنبل في المسند (ج 4، ص 263). والهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 136)، قال: ورجال
الجميع موثقون.
191

260. ابن مردويه، بإسناده عن جابر بن سمرة، أنه قال النبي (صلى الله عليه وآله): " يا علي، أشقى
الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين قاتلك ". (1)
261. ابن مردويه، حدثنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا
أحمد بن صبيح القرشي، حدثنا يحيى بن يعلى، عن إسماعيل البزاز، عن أم
موسى - سرية لعلي -، قالت: قال علي لأم كلثوم: يا بنية ما أراني إلا وقل ما
أصحبكم، قالت ولم يا أبة؟ قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) البارحة في المنام
وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول: " إلي يا علي، لا عليك قضيت ما
عليك ". (2)

1. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 93.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 351، ح 1401)، قال:
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد الفقيه، أنبأنا أبو منصور عبد الرحمان بن محمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا علي بن
القاسم البصري، أنبأنا علي بن إسحاق المادرائي، أنبأنا محمد بن إسحاق، أنبأنا إسماعيل بن أبان الوراق، أنبأنا
ناصح بن عبد الله الملحمي، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " من أشقى الأولين؟ "
قال: عاقر الناقة. قال: " فمن أشقى الآخرين؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: " قاتلك ".
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 324).
2. المناقب، الخوارزمي، ص 387، ح 402، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو النجيب سعد بن عبد الله بن
الحسن الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان -، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن
الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه -، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن
إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن
مردويه الأصبهاني. قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني: وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن
إبراهيم الأصبهاني في كتابة إلي من إصفهان سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه.
192

الفصل العشرون
فضائل زوجته فاطمة (عليها السلام)
أ. منزلتها عند الله
262. ابن مردويه، بإسناده عن أبي هريرة، أن النبي (عليه السلام) قال: " [إن] ملكا استأذن الله
في زيارتي، وأخبرني (فبشرني) أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ". (1)
263. ابن مردويه، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن الله اصطفى على نساء
العالمين أربعة: آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت

1. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 43.
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 151)، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا
الحسن بن علي بن عفان العامري، حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، حدثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب،
عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " نزل ملك من السماء
فاستأذن الله أن يسلم علي - لم ينزل قبلها -، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ".
ورواه مطولا الترمذي في مناقب الحسن والحسين (عليهما السلام) من صحيحه (ج 5، ص 660، ح 3781).
ورواه ابن حنبل في مسنده (ج 5، ص 391).
193

خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وسلم) ". (1)
264. ابن مردويه، من طريق عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن ثابت، عن أنس، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية امرأة
فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد رسول الله ". (2)
265. ابن مردويه، بإسناده إلى عباد بن راشد اليماني، حدثني سنان بن شفعلة
الأوسي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " حدثني جبريل، أن الله تعالى لما زوج
فاطمة عليا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى، فحملت رقاقا بعدد محبي آل
بيت محمد (صلى الله عليه وسلم) ". (3)
266. ابن مردويه، بالإسناد عن سنان الأوسي: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " حدثني جبرئيل، أن
الله تعالى لما زوج فاطمة عليا (عليهما السلام) أمر رضوان فأمر شجرة طوبى، فحملت
رقاعا لمحبي أهل بيت محمد، ثم أمطرها ملائكة من نور بعدد تلك الرقاع،
فأخذ تلك الملائكة الرقاع، فإذا كان يوم القيامة واستوت بأهلها أهبط الله
الملائكة بتلك الرقاع، فإذا لقى ملك من تلك الملائكة رجلا من محبي آل
بيت محمد دفع إليه رقعة براءة من النار ". (4)

1. الدر المنثور، ج 2، ص 23.
ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 43)، قال: وعن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " أربع نسوة سيدات
سادات عالمهن، مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وأفضلهن
عالما فاطمة ".
خرجه الحافظ الثقفي الأصبهاني.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 12، ص 145، ح 34411).
2. البداية والنهاية، ج 2، ص 71.
3. الإصابة، ج 2، ترجمة سنان الأوسي، ص 81، قال: روى أبو موسى من طريق ابن مردويه....
ورواه ابن مردويه كما في ينابيع المودة (ص 177).
4. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 109.
وروى قريبا منه توفيق أبو علم في كتابه أهل البيت (ص 148)، قال: وعن بلال بن حمامة، قال: طلع علينا
النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر، فقام عبد الرحمان بن عوف فقال: يا رسول الله ما هذا النور؟
فقال: " بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي، فإن الله زوج عليا من فاطمة، وأمر رضوان خازن
الجنان فهز شجرة طوبى، فحملت رقاعا - يعني: صكاكا - بعدد محبي أهل بيتي، وأنشأ من تحتها ملائكة من
النور، ودفع إلى كل ملك صكا، فإذا استوت القيامة بأهلها، نادت الملائكة في الخلائق، فلا تلقى محبا لنا أهل
البيت إلا دفعت له صكا فيه فكاكه من النار، فأخي وابن عمي وابنتي بهم فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من
النار ".
194

267. ابن مردويه، حدثني محمد بن إبراهيم، حدثني إبراهيم بن إسماعيل، حدثني
محمد بن خلف، حدثني محمد بن أبي السري، حدثني عبد الرزاق بن
معمر، عن الزهري عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " بينما أهل الجنة في
الجنة ينعمون، وأهل النار في النار يعذبون، إذ لأهل الجنة نور ساطع فيقول
بعضهم لبعض: ما هذا النور؟ لعله رب العزة أطلع فنظر إلينا! فيقول لهم
رضوان: لا، ولكن علي (عليه السلام) مازح فاطمة (عليها السلام)، فتبسمت فأضاء ذلك النور من
ثناياها ". (1)
ب. حب النبي (صلى الله عليه وآله) إياها وحبها له
268. ابن مردويه، عن أبي هريرة، قال: قال علي: يا رسول الله، أيما أحب إليك أنا
أم فاطمة؟ قال: " فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها ". (2)
269. ابن مردويه، عن أسامة بن زيد (رضي الله عنه)، قال: جاء العباس وعلي بن أبي طالب إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقالا: يا رسول الله، جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب إليك؟
قال: " أحب أهلي إلي فاطمة ". قالا: ما نسألك عن فاطمة، قال: " فأسامة

1. مقتل الحسين، ج 1، ص 70، قال الخوارزمي: أخبرنا سيد الحفاظ الديلمي - فيما كتب إلي من همدان -،
أخبرنا الحسن بن محمد المقري - إذنا -، أخبرنا عبد الرزاق بن عمر، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن
مردويه....
2. مفتاح النجا، ص 29.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 202)، قال: وعن أبي هريرة قال: قال علي: يا رسول الله، أيما
أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال: " فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها ".
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 12، ص 109، ح 34225).
195

ابن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه "، قال علي (رضي الله عنه): ثم من يا رسول
الله، قال: " ثم أنت، ثم العباس "، فقال العباس (رضي الله عنه): يا رسول الله، جعلت
عمك آخرا، قال: " إن عليا سبقك بالهجرة ". (1)
270. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى
حقه) (2)، دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطمة، فأعطاها فدكا. (3)
271. ابن مردويه، قال: حدثت عن جعفر بن محمد بن مروان، أخبرنا أبي، أخبرنا
سعيد بن محمد الجرمي، أخبرنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن حبة، عن
علي (عليه السلام)، قال: غسلت النبي في قميصه، فكانت فاطمة تقول: أرني القميص،
فإذا شمته غشي عليها، فلما رأيت ذلك غيبته. (4)
ج. تزويجها بعلي (عليه السلام)
272. ابن مردويه، بالإسناد عن أنس بن مالك، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن الله تعالى
أمرني أن أزوج فاطمة من علي (عليه السلام) ". (5)

1. الدر المنثور، ج 5، ص 201، قال: أخرج البزاز، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن أسامة
ابن زيد....
2. سورة الإسراء، الآية 26.
3. روح المعاني، ج 15، ص 58.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 338)، قال: حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد، حدثنا عمر
ابن أحمد بن عثمان ببغداد شفاها قال: أخبرني عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أخبرنا جعفر بن محمد
الأحمسي، أخبرنا حسن بن حسين، أخبرنا أبو معمر سعيد بن خيثم، وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن
يعلى، وعلي بن مسهر، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى
حقه) أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة فدكا.
ورواه ابن مردويه كما في نهج الحق (ص 358).
4. مقتل الحسين، ج 1، ص 77، قال الخوارزمي: أخبرني الإمام شهاب الإسلام أبو النجيب سعد بن عبد الله
الهمداني، أخبرني الحافظ سليمان بن إبراهيم، أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.
5. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 126.
ورواه الخطيب الخوارزمي في حديث طويل في المناقب (ص 336، ح 357)، قال: وبهذا الإسناد، عن أحمد
ابن الحسين هذا، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الفضل بن أبي نصر العطار، حدثنا أبو أحمد بن عبد الله
ابن محمد بن عبد الله القطان، حدثنا محمد بن أحمد بن هارون الدقاق، حدثنا علي بن محيا، حدثني
عبد الملك بن حباب بن عمر بن يحيى بن معين، حدثنا محمد بن دينار - من أهل الساحل الدمشقي -، حدثنا
هشيم، عن يونس، عن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) فغشيه الوحي، فلما
أفاق قال لي: " يا أنس، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم،
قال: " أمرني أن أزوج فاطمة من علي... ".
ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 276)، قال: وقال أحمد في الفضائل: حدثنا أبو عمر محمد بن
محمود الأصبهاني، حدثنا علي بن خشرم المروزي، أنبأنا الفضل بن موسى الشيباني، عن الحسين بن واقد،
عن عبد الله بن بريدة، قال: خطب أبو بكر (رضي الله عنه) فاطمة (عليها السلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إنها وإني أنتظر بها القضاء "، فلقيه
عمر فأخبره، فقال: ردك، ثم خطبها عمر فرده، ثم خطبها علي (عليه السلام) فزوجه إياها وقال: " إن الله أمرني أن أزوج
عليا فاطمة ". فباع علي (عليه السلام) بعيرا وبعض متاعه وتزوجها.
196

273. ابن مردويه، قال ابن سيرين: قال عبيدة: إن عمر بن الخطاب ذكر عليا فقال:
ذاك صهر رسول الله، نزل جبرئيل على رسول الله فقال: إن الله يأمرك أن
تزوج فاطمة من علي. (1)
274. ابن مردويه، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): " تكلم خطيبا لنفسك "، فقال: الحمد لله
الذي قرب من حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنة من يتقيه، وأنذر بالنار
من يعصيه، نحمده على قديم إحسانه وأياديه، حمد من يعلم أنه خالقه
وباريه، ومميته ومحييه، ومسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونؤمن
به ونستكفيه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تبلغه
وترضيه، وأن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وآله)، صلاة تزلفه وتحظيه، وترفعه
وتصطفيه، والنكاح ما أمر الله به ويرضيه، واجتماعنا مما قدره الله وأذن فيه،
وهذا رسول الله زوجني ابنته فاطمة على خمسمئة درهم، وقد رضيت،

1. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 124.
ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 31)، قال: " وعن عمر (رضي الله عنه) وقد ذكر عنده علي، قال: ذلك صهر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نزل جبرئيل فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي ". أخرجه ابن السماك
في الموافقة.
197

فاسألوه واشهدوا. (1)
275. ابن مردويه - في حديث -، فمكث علي تسعة وعشرين ليلة، فقال له جعفر
وعقيل: سله أن يدخل عليك أهلك، فعرفت أم أيمن ذلك وقالت: هذا من
أمر النساء، فخلت به أم سلمة فطالبته بذلك، فدعاه النبي وقال: " حبا
وكرامة "، فأتى الصحابة بالهدايا، فأمر بطحن البر وخبز، وأمر عليا بذبح
البقر والغنم، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) يفصل، ولم ير على يده أثر دم. فلما فرغوا من
الطبخ أمر النبي أن ينادى على رأس داره: أجيبوا رسول الله، وذلك كقوله:
(وأذن في الناس بالحج) (2) فأجابوا من النخلات والزروع، فبسط النطوع
في المسجد وصدر الناس، وهم أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء
المدينة، ورفعوا منها ما أرادوا ولم ينقص من الطعام شيء، ثم عادوا في اليوم
الثاني وأكلوا، وفي اليوم الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيوب، ثم دعا رسول
الله (صلى الله عليه وآله) بالصحاف، فملئت ووجه إلى منازل أزواجه، ثم أخذ صحفة وقال:
" هذا لفاطمة وبعلها "، ثم دعا فاطمة، وأخذ يدها فوضعها في يد علي وقال:

1. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 127.
وروى هذه الخطبة بنحو آخر الشيخ أبو نصر محمد بن عبد الرحمان الحنفي في السبعيات (ص 78)، قال: قال
علي (رضي الله عنه): الحمد لله المتوحد بالجلال، المتفرد بالكمال، خالق بريته، ومحسن صفات خليقته، الذي ليس كمثله
شيء، ولا يكون كمثله إلا هو خالق العباد والبلاد، وألهمهم بالثناء عليه، فسبحوه بحمده وقدسوه، وهو الله الذي
لا إله إلا هو، أمر عباده بالنكاح فأجابوه، والحمد لله على نعمه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه
وترضيه، وتميز قائله وتقيه (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصحبته وبنيه * لكل امرئ منهم
يومئذ شأن يغنيه) [عبس: 34]، وصلى الله على النبي محمد وآله الذي اجتباه لوحيه، صلاة تبلغه زلفى
وتعطيه، ورحمة الله على آله وأصحابه ومحبيه، والنكاح مما قضاه الله تعالى وأذن فيه، وإني عبد الله وابن أمته،
الراغب إلى الله، الخاطب فاطمة خير نساء العالمين، وقد بذلت لها من الصداق أربعمئة درهم عاجلة غير آجلة،
فهل تزوجنيها يا أيها الرسول النبي الأمي على سنتك وسنة من مضى من المرسلين؟
فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: " قد زوجت فاطمة منك يا علي، وزوجك الله تعالى ورضيك
واختارك... ".
2. سورة الحج، الآية 27.
198

" بارك الله لك في ابنة رسول الله، يا علي، نعم الزوج فاطمة، ويا فاطمة، نعم
البعل علي ". (1)
276. ابن مردويه، بإسناده عن علي بن الجعد، عن ابن بسطام، عن شعبة بن
الحجاج، وعن علوان، عن شعبة، عن أبي حمزة الضبعي، عن ابن عباس
وجابر، أنه لما كانت الليلة التي زفت فاطمة إلى علي كان النبي أمامها،
وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك من خلفها،
يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر. (2)
277. ابن مردويه، أن النبي (صلى الله عليه وآله) سأل ماء، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها، ثم مجها
في القعب، ثم صبها على رأسها، ثم قال: " أقبلي "، فلما أقبلت نضح بين
ثدييها، ثم قال: " أدبري "، فلما أدبرت نضح من بين كتفيها، ثم دعا لهما. (3)
278. ابن مردويه، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما
شبليهما ". (4)
279. ابن مردويه، بإسناده عن علقمة، قال: لما تزوج علي فاطمة (عليها السلام)، تناثر ثمار
الجنة على الملائكة. (5)
د. سيرتها وفضائل لها شتى
280. ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله، قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على فاطمة، وهي

1. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 129.
وروى أحاديث زواج فاطمة (عليها السلام) النسائي في خصائص أمير المؤمنين (ص 228، ح 123 - 125) والخوارزمي
في المناقب (الفصل العشرون، ص 335، ح 356 - 364) وغيرهم.
2. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 130، قال فيه: تاريخ الخطيب، وكتاب ابن مردويه، وابن المؤذن، وابن
شيرويه الديلمي، بأسانيدهم عن علي بن الجعد....
3. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 131.
4. المصدر السابق.
5. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 124.
199

تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل، فلما نظر إليها قال: " يا فاطمة،
تعجلي، فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا "، فأنزل الله: (ولسوف
يعطيك ربك فترضى) (1). (2)
281. ابن مردويه، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يا فاطمة، قومي
فاشهدي إضحيتك، فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه،
وقولي: (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين * لا
شريك له وبذ لك أمرت وأنا أول المسلمين) (3) "، قلت: يا رسول الله، هذا
لك ولأهل بيتك خاصة، فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامة؟ قال: " بل
للمسلمين عامة ". (4)
282. ابن مردويه، أخبرنا إبراهيم بن أبان بن رسته، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله،
أخبرنا عبد الرحمان بن حماد، أخبرنا أبو عبد الرحمان المدني، عن محمد
ابن علي، عن أبيه (عليهما السلام) أنه ذكر تزويج فاطمة (عليها السلام)، ثم ذكر أن فاطمة سألت
من رسول الله (صلى الله عليه وآله) خادما - إلى أن قال -: ثم غزا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساحل
البحر، فأصاب سبيا فقسمه، فأمسك امرأتين أحدهما شابة، والأخرى امرأة
قد دخلت في السن ليست بشابة، فبعث إلى فاطمة، وأخذ بيد المرأة
فوضعها في يد فاطمة وقال: " يا فاطمة، هذه لك ولا تضربيها، فإني رأيتها
تصلي، وإن جبرئيل نهاني أن أضرب المصلين "، وجعل رسول الله يوصيها
بها، فلما رأت فاطمة ما يوصيها بها التفتت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالت: يا
رسول الله علي يوم وعليها يوم، ففاضت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالبكاء وقال:

1. سورة الضحى، الآية 5.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 361، قال: أخرج العسكري في المواعظ، وابن مردويه، وابن لآل، وابن النجار، عن
جابر بن عبد الله....
3. سورة الأنعام، الآية 162 - 163.
4. الدر المنثور، ج 3، ص 66، قال: أخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي، عن عمران بن حصين....
200

" (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (1) و (ذرية بعضها من بعض والله
سميع عليم) (2) ". (3)
283. ابن مردويه، أخبرنا عثمان بن محمد البصري، حدثنا محمد بن الحسين،
سمعت الحسن بن عبد العزيز، سمعت عبيد الله القواريري يقول: اختلف
أصحابنا - يعني: يحيى بن سعيد وعبد الرحمان بن مهدي - في عائشة
وفاطمة أيتهما أفضل؟ فأرسلوني إلى عبد الله بن داوود الخريبي، فسألته
فقال: أما فاطمة فإن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إنما فاطمة بضعة مني "، ولم أكن أفضل
على بضعة من رسول الله أحدا. (4)
ه‍. خطبتها (عليه السلام) في مجلس أبي بكر
284. ابن مردويه، أخبرنا عبد الله بن إسحاق، أخبرنا محمد بن عبيد، أخبرنا محمد
ابن زياد، أخبرنا شرقي بن قطامي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة أنها قالت: لما بلغ فاطمة أن أبا بكر أظهر منعها فدكا،

1. سورة الأنعام، الآية 124.
2. سورة آل عمران، الآية 34.
3. مقتل الحسين، ج 1، ص 69، قال الخوارزمي: وأخبرني أبو النجيب فيما كتب إلي بإسناده عن الحافظ ف
أبي بكر بن مردويه....
4. المصدر السابق، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث المتقدم] عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن
مردويه....
أقول: والحديث صحيح ثابت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مخرج في الصحاح والسنن بألفاظ مختلفة منها: قوله (صلى الله عليه وآله):
" فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها ". رواه أحمد في المسند (ج 4، ص 5) والترمذي في
صحيحه (ج 13، ص 247) والحاكم في المستدرك (ج 3، ص 159) وقوله (صلى الله عليه وآله): " فاطمة بضعة مني يريبني ما
أرابها، ويؤذيني ما آذاها ".
رواه مسلم في صحيحه (ج 7، ص 140) والنسائي في خصائص أمير المؤمنين (ص 245، ح 133).
وقوله (صلى الله عليه وآله): " فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها ".
رواه الحاكم في المستدرك (ج 3، ص 154) والهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 203).
201

لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها
ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى دخلت على أبي
بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة،
ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، ثم أمهلت هنيهة حتى إذا سكنت
فورتهم افتتحت كلامها بحمد الله، والثناء عليه، ثم قالت: (لقد جآءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف
رحيم) (1) فان تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي، دون
رجالكم، فبلغ الرسالة، صادعا بالنذارة، مائلا عن مدرجة المشركين، ضاربا
لحدتهم، يجذ الأصنام، وينكث الهام، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة
والموعظة الحسنة، حتى تفرى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضه،
ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وتمت كلمة الإخلاص
(وكنتم على شفا حفرة من النار) (2)، نهزة الطامع، ومذقة الشارب، وقبسة
العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد، أذلة خاسئين،
حتى استنقذكم الله ورسوله بعد اللتيا والتي، وبعد أن مني ببهم الرجال،
وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب، كلما أوقدوا نارا للحرب، وفغرت
فاغرة، قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفي حتى يطأ صماخها بأخمصه،
ويطفئ عادية لهبها بسيفه، وأنتم في رفاهية آمنون وادعون، حتى إذا اختار
الله لنبيه دار أنبيائه، أطلع الشيطان رأسه، فدعاكم فألفاكم لدعوته
مستجيبين، وللغرة ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم غضابا، فوسمتم غير
إبلكم، ووردتم غير شربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما

1. سورة التوبة، الآية 128.
2. سورة آل عمران، الآية 103.
202

يندمل، إنما زعمتم خوف الفتنة (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة
بالكافرين) (1)، ثم لم تلبثوا حيث تسرون حسوا في ارتغاء، ونصبر
منكم على مثل حز المدى، وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا، (أفحكم
الجهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (2)، يا
معشر المسلمين، أأبتز إرث أبي؟! أبى الله أن ترث أباك ولا أرث أبي!
لقد جئت شيئا فريا، فدونكها مرحولة مخطومة، تلقاك يوم حشرك،
فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر
المبطلون.
ثم انكفأت إلى قبر أبيها تقول:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
فلما فرغت من مقالتها، حمد الله أبو بكر وصلى على نبيه ثم قال: يا خير
النساء، ويا ابنة خير الأنبياء، والله ما تجاوزت رأي أبيك رسول الله،
ولا خالفت أمره، إن الرائد لا يكذب أهله، إني أشهد الله وكفى به شهيدا أني
سمعت رسول الله يقول: " إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا
ولا عقارا، وإنما نورث الكتاب والحكمة والنبوة ". (3)

1. سورة التوبة، الآية 49.
2. سورة المائدة، الآية 50.
3. بقية الحديث مزيدة، ففي السند شرقي بن قطامي، طعن فيه ابن حجر في ميزان الاعتدال (ج 2، ص 268)،
وقال: ضعفه ابن زكريا الساجي، وذكره ابن عدي في كامله.
وقد روى البخاري في صحيحه (ج 8، كتاب الفرائض، باب قول النبي (صلى الله عليه وآله) لا نورث، ص 3): أن فاطمة (عليها السلام)
هجرت أبا بكر ولم تكلمه حتى توفيت.
كما روى هذه الخطبة - بغير الزيادة - أبو الفضل ابن طيفور في بلاغات النساء (ص 12، ص 14). وابن أبي
الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 16، ص 211).
203

قالت: فلما سمعت فاطمة ذلك رضيت وانصرفت.
قالوا: ولما أفضى الأمر إلى علي (عليه السلام) تكلم معه أن يرد فدكا، فقال: " معاذ الله،
إني لأستحيي أن أرد شيئا منع منه أبو بكر وأمضاه عمر "، وأبى أن يردها. (1)
و. وفاتها (عليها السلام)
285. ابن مردويه، عن جابر، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي قبل موته بثلاثة
أيام: " سلام الله عليك يا أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن
قليل ينهد ركناك، والله خليفتي عليك "، فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال علي:
" هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "، قال: فلما ماتت فاطمة قال
علي: " هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ". (2)
286. ابن مردويه، عن أم حبيبة، قالت: لما نزلت: (إذا جاء نصر الله والفتح) (3) قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن الله لم يبعث نبيا إلا عمر في أمته شطر ما عمر النبي
الماضي قبله، وأن عيسى بن مريم كان أربعين سنة في بني إسرائيل، وهذه
لي عشرون سنة وأنا ميت في هذه السنة "، فبكت فاطمة - رضي الله تعالى

1. مقتل الحسين، ج 1، ص 77، قال الخوارزمي: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث المتقدم في كتابه، قال:
أخبرني أبو النجيب فيما كتب إلي بإسناده عن الحافظ أبي بكر بن مردويه....]
2. مفتاح النجا، ص 50.
ورواه ابن مردويه على ما رواه الأمر تسري في أرجح المطالب (ص 12).
وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب (ج 3، ص 136)، وليس فيه: بثلاثة أيام.
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 3، ص 201)، قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد وأبو محمد بن الحسن، قالا:
حدثنا محمد بن يونس الشامي، حدثنا حماد بن عيسى الجهني، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جابر، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه -: " سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك
بريحانتي من الدنيا خيرا، فعن قليل ينهد ركناك، والله خليفتي عليك ". قال: فلما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) قال علي: هذا
أحد الركنين الذي قال النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما ماتت فاطمة - رضي الله تعالى عنها - قال علي (رضي الله عنه): هذا الركن الذي قال
النبي (صلى الله عليه وسلم).
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 625، ح 33044).
3. سورة النصر، الآية 1.
204

عنها -، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أنت أول أهلي بي لحوقا "، فتبسمت. (1)
287. ابن مردويه، من رواية هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله
عنهما -، قال: لما نزلت: (إذا جآء نصر الله والفتح) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فاطمة فقال لها: " إنه قد نعيت إلي نفسي "، فبكت، فقال لها: " اصبري، فإنك
أول أهلي لحوقا بي ". فقال لها بعض أزواج النبي (صلى الله عليه وآله)... الحديث. (2)
288. ابن مردويه، بإسناده عن سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن عائشة، قالت:
توفيت فاطمة، فدفنها علي (عليه السلام) ليلا وصلى عليها، ولم يأذن أبا بكر. (3)

1. الدر المنثور، ج 6، ص 406.
ورواه ابن مردويه كما في الفتح والبيان (ج 10، ص 354).
روى الدارمي في سننه (ج 1، ص 37)، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن هلال بن
خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما نزلت (إذا جآء نصر الله والفتح) دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطمة
فقال: " قد نعيت إلي نفسي " فبكت، فقال: " لا تبكي، فإنك أول أهلي لحاقا بي " فضحكت، فرآها بعض أزواج
النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلن: يا فاطمة، رأيناك بكيت ثم ضحكت، قالت: " إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه، فبكيت، فقال
لي: لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي، فضحكت ".
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 23).
2. الكافي الشاف، ج 4، ص 812، قال: أخرج البيهقي في أواخر الدلائل، وابن مردويه من رواية هلال بن
خباب...، ثم قال: وشاهده في الصحيحين من حديث عائشة، من رواية مسروق عنها مطولا.
في صحيح مسلم (ج 7، ص 142)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وحدثنا عبد الله بن نمير، عن زكرياء، ح،
وحدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا زكرياء، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: اجتمع
نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " مرحبا
بابنتي "، فأجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا، فبكت فاطمة، ثم إنه سارها فضحكت أيضا.
فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن.
فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحديثه دوننا ثم تبكين، وسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم). حتى إذا قبض سألتها، فقالت: إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة، وإنه
عارضه به في العام مرتين، ولا أراني إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك،
فبكيت لذلك، ثم إنه سارني، فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة،
فضحكت لذلك.
3. مثالب النواصب، ج 1، ص 162.
ورواه البخاري في صحيحه (ج 5، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، ص 82)، قال: حدثنا يحيى بن بكير،
حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة (عليها السلام) بنت النبي (صلى الله عليه وسلم) أرسلت إلى أبي
بكر تسأله ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خيبر - إلى أن قال: -
فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلمه حتى
توفيت، وعاشت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر....
ورواه البيهقي في السنن الكبرى (ج 6، كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب بيان مصرف أربعة أخماس الفيء بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ص 300).
ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه (ج 2، ص 448).
205

الفصل الحادي والعشرون
فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام)
أ. حب النبي (صلى الله عليه وآله) إياهما
289. ابن مردويه، عن بريدة (رضي الله عنه)، قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يخطب، فأقبل الحسن والحسين
- رضي الله عنهما - عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) من المنبر، فحملهما واحدا من ذا الشق وواحدا من ذا الشق، ثم صعد
المنبر فقال: " صدق الله! قال: (إنمآ أموالكم وأولادكم فتنة) (1)، إني لما
نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران، لم أصبر أن قطعت كلامي
ونزلت إليهما ". (2)
290. ابن مردويه، عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بينما هو يخطب الناس
على المنبر خرج الحسين بن علي (رضي الله عنه)، فوطأ في ثوب كان عليه فسقط
فبكى، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن المنبر، فلما رأى الناس، أسرعوا إلى
الحسين (رضي الله عنه) يتعاطونه، يعطيه بعضهم بعضا حتى وقع في يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،

1. سورة التغابن، الآية 15.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 228، قال فيه: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، وابن
ماجة، والحاكم، وابن مردويه، عن بريدة....
207

فقال: " قاتل الله الشيطان، إن الولد لفتنة، والذي نفسي بيده ما دريت أني
نزلت عن منبري ". (1)
ب. فضائل لهما شتى
291. ابن مردويه، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي الكوفي، أنبأنا إبراهيم
ابن إسحاق بن أبي العنس الزهري، أنبأنا محمد بن كناسة، عن إسماعيل بن
أبي خالد، عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والحسن بن علي
يشبهه. (2)
292. ابن مردويه، حدثنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي، حدثنا
أبو خيثمة، حدثنا ابن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي
بكرة (رضي الله عنه)، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح
به بين فئتين من المسلمين ". قال أبو خيثمة: يعني الحسن (رضي الله عنه). (3)
293. ابن مردويه، بإسناده عن ابن عباس، قال: كنت مع علي بن أبي طالب في

1. الدر المنثور، ج 6، ص 228.
ورواه ابن مردويه كما في الفتح والبيان (ج 9، ص 388).
2. ترجمة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق، ص 32، قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن
طلحة الصالحاني، وأبو طاهر عبد المنعم بن أحمد بن إبراهيم الصالحاني، وأبو الفتوح زكريا، وأبو مطيع لوطا
ابنا علي بن محمد بن عمر الباغبان، وأبو إسحاق إبراهيم بن سهل بن محمد بن عثمان بن مندويه الصباغ، وأم
الضياء عنتمة بنت إسماعيل بن عبد الرزاق، قالوا: أنبأنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري،
أنبأنا أحمد بن موسى بن مردويه إملاءا....
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 4، ص 307)، قال: حدثنا يزيد، أخبرنا إسماعيل - يعني: ابن أبي خالد -،
حدثني أبو جحيفة، أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان أشبه الناس به الحسن بن علي.
3. دلائل النبوة، ص 112، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أخبرنا أبو بكر بن مردويه....
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ص 83)، قال: أخبرنا
أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو نصر بن موسى، أنبأنا أبو زكريا الجويني [الحربي]، أنبأنا عبد الله بن محمد بن
الحسن، أنبأنا عبد الله بن هاشم، أنبأنا وكيع، أنبأنا سفيان، عن داوود بن أبي هند، عن الحسن، قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للحسن بن علي: " إن ابني هذا سيد، ويصلح الله به بين فئتين من المسلمين ".
208

خروجه إلى صفين، فلما نزل بنينوى - وهو شط الفرات - قال بأعلى صوته:
يا بن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت: نعم. قال: لو عرفته كمعرفتي لم تكن
تجوزه حتى تبكي كبكائي. قال: فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته، وسالت
الدموع على صدره، وبكينا معه، وهو يقول: أوه أوه! مالي ولآل أبي
سفيان؟ مالي ولآل حرب! حزب الشيطان، وأولياء الكفر، صبرا أبا عبد الله،
فقد لقى أبو ك مثل الذي تلقى منهم.
ثم دعا بماء، فتوضأ وضوء الصلاة، فصلى ما شاء الله أن يصلي. ثم ذكر نحو
كلامه الأول، إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته ساعة، ثم انتبه فقال: يا بن
عباس، فقلت: ها أنا ذا.
قال: ألا أحدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟
قلت: نامت عيناك ورأيت خيرا، قال: رأيت كأني برجال بيض قد نزلوا من
السماء، معهم أعلام بيض قد تقلدوا سيوفهم وهي بيض تلمع، وقد خطوا
حول هذه الأرض خطة. ثم رأيت كأن هذه النخيل وقد ضربت بأغصانها
الأرض، وهي تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين سخلي وفرخي
وبضعتي، قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، وكأن الرجال البيض الذين نزلوا
من السماء ينادونه، ويقولون: صبرا آل الرسول فإنكم تقتلون على أيدي
شرار الناس، وهذه الجنة يا أبا عبد الله، إليك مشتاقة. ثم يعزونني ويقولون:
يا أبا الحسن، أبشر فقد أقر الله به عينك يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب
العالمين. ثم انتبهت هكذا، والذي نفسي بيده، لقد حدثني الصادق المصدق
أبو القاسم (صلى الله عليه وآله) أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا. وهذه أرض
كرب وبلاء يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا كلهم من ولدي وولد
فاطمة، وأنها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة
الحرمين، وبقعة بيت المقدس.
209

ثم قال: يا بن عباس، اطلب لي حولنا بعر الظباء، فوالله ما كذبت ولا كذبت
ولا كذبني قط، وهي مصفرة، لونها لون الزعفران.
قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة، فناديته: يا أمير المؤمنين قد
أصبتها على الصفة التي وصفتها. فقال علي: صدق الله وصدق رسوله. ثم
قام يهرول إلينا فحملها وشمها، فقال: هي هي بعينها، أتعلم يا بن عباس ما
هذه الأباعر؟ هذه قد شمها عيسى بن مريم، وقال: هذا الطيب لمكان
حشيشها - وتكلم بكل ما قدمناه إلى أن قال: - اللهم فابقها أبدا حتى يشمها
أبو ه فتكون له عزاء.
قال: فبقيت إلى يوم الناس هذا، ثم قال علي: اللهم يا رب عيسى بن مريم،
لا تبارك في قتلته، والحامل عليه، والمعين عليه، والخاذل له. ثم بكى
طويلا، فبكينا معه حتى سقط لوجهه مغشيا عليه.
ثم أفاق وأخذ البعر وصره في ردائه، وأمرني أن أصرها كذلك. ثم قال: إذا
رأيتها تنفجر دما عبيطا فاعلم أن أبا عبد الله قد قتل بها ودفن.
قال ابن عباس: لقد كنت أحفظها، ولا أحلها من طرف كمي، فبينا أنا في
البيت نائم وقد خلا عشر المحرم إذ انتبهت فإذا تسيل دما، فجلست وأنا باك
فقلت: قتل الحسين، وذلك عند الفجر، فرأيت المدينة كأنها ضباب، ثم
طلعت الشمس وكأنها منكسفة، وكأن على الجدران دما، فسمعت صوتا
يقول وأنا باك:
اصبروا آل الرسول * قتل الفرخ البجول
نزل الروح الأمين * ببكاء وعويل
ثم بكى وبكيت، ثم حدثت الذين كانوا مع الحسين، فقالوا:
210

لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة. فكنا نرى أنه الخضر (عليه السلام). (1)

1. الخرائج والجرائح، ج 3، ص 1144.
روى الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 187)، قال: وعن نجي الحضرمي، أنه سار مع علي (رضي الله عنه) وكان صاحب
مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: إصبر أبا عبد الله، إصبر أبا عبد الله بشط الفرات.
قلت: وما ذاك. قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان. قلت: يا نبي الله، أغضبك أحد! ما شأن
عينيك تفيضان؟ قال: " بل قام من عندي جبريل (عليه السلام) "، قال: " فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات ". قال:
فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: " نعم ". قال: " فمد يده، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك
عيني أن فاضتا ".
رواه أحمد وأبو يعلى، والبزاز، والطبراني، ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا.
وروى نصر بن مزاحم المنقري في وقعة صفين (ص 140)، قال: حدثني مصعب بن سلام، قال أبو حيان
التميمي، عن أبي عبيدة، عن هرثمة بن سليم، قال: غزونا مع علي بن أبي طالب غزوة صفين، فلما نزلنا
بكربلاء صلى بنا صلاة، فلما سلم، رفع إليه من تربتها فشمها، ثم قال: واها لك أيتها التربة! ليحشرن منك قوم
يدخلون الجنة بغير حساب.
وروى نصر (ص 141)، قال: مصعب بن سلام، قال: حدثنا الأجلح بن عبد الله الكندي، عن أبي جحيفة قال:
جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب، فسأله وأنا أسمع، فقال: حديث حدثتنيه عن علي بن أبي طالب. قال:
نعم، بعثني مخنف بن سليم إلى علي، فأتيته بكربلاء، فوجدته يشير بيده ويقول: هاهنا هاهنا، فقال له رجل:
وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: ثقل لآل محمد ينزل هاهنا، فويل لهم منكم! وويل لكم منهم! فقال له الرجل:
ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال: ويل لهم منكم تقتلونهم. وويل لكم منهم يدخلكم الله بقتلهم
إلى النار.
211

الفصل الثاني والعشرون
فضائل أهل البيت (عليهم السلام)
294. ابن مردويه، عن علي - قال على المنبر -: نحن أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يقاس
بنا أحد. (1)
295. ابن مردويه، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " خمسة منا معصومون: أنا، وعلي، وفاطمة،
والحسن، والحسين ". (2)
296. ابن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي،
حدثنا جندل بن والق، حدثنا محمد بن حبيب عن إبراهيم بن حسن، عن
زياد بن المنذر، عن عبد الرحمان بن مسعود، عن عويم، عن سلمان، قال:
انزلوا آل محمد بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العين من الرأس، فإن

1. أرجح المطالب، ص 330.
ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 17). قال: عن أنس (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " نحن أهل
بيت لا يقاس بنا أحد ". أخرجه الملا.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 12، ص 104، ح 34201).
2. تحفة الأبرار، ص 79، 130.
روى القندوزي في ينابيع المودة (ص 445، 487)، قال: وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون ". أخرجه
الحمويني.
ورواه الهمداني في مودة ذوي القربى (ص 95).
213

الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعين. (1)
297. ابن مردويه، من حديث علي وابن عباس، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " مثل أهل بيتي
مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق ". (2)
298. ابن مردويه، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي: والله، إن مثلنا في هذه
الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح، وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة
في بني إسرائيل. (3)

1. مقتل الحسين، ج 1، ص 111، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث المتقدم في كتابه ص 110، قال:
أخبرنا شهاب الإسلام أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني - فيما كتب إلي من همدان -، أخبرنا سليمان بن
إبراهيم الحافظ - فيما كتب إلي من أصبهان -، حدثنا الحافظ أبو بكر بن مردويه].
ورواه الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في إتحاف أهل الإسلام، على ما في ملحقات إحقاق الحق (ج 18،
ص 542)، قال: عن أبي ذر، وسمعته يقول: " اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين
من الرأس، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين ".
2. الأساس في مناقب بني العباس (مخطوط) على ما في خلاصة عبقات الأنوار (ج 4، ص 82).
ورواه السيوطي في ذيل الآية من تفسيره الدر المنثور (ج 3، ص 334)، قال: أخرج الحاكم، عن أبي ذر (رضي الله عنه)
قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق ".
3. القول المستحسن في فخر الحسن، ص 342.
214

ما نزل من القرآن في علي
لملك الحفاظ
الإمام أبي بكر أحمد بن موسى
ابن مردويه الإصفهاني
المتوفى سنة 410 ه‍
جمعه ورتبه وقدم له
عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين
215

ما نزل من القرآن في علي (عليه السلام)
299. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي. (1)
300. ابن مردويه، عن ابن عباس: نزلت في علي ثلاثمئة آية. (2)
301. ابن مردويه، عن مجاهد، قال: نزل في علي سبعون آية. (3)
302. ابن مردويه، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال علي: أنزل القرآن أرباعا، فربع

1. مفتاح النجا في مناقب آل العبا، ص 37.
ورواه ابن مردويه كما في در بحر المناقب (ص 79) ومناقب سيدنا علي (ص 48) وأرجح المطالب (ص 51)
وكشف اليقين (ص 36) وكشف الغمة (ج 1، ص 314).
ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص 127)، قال: أخرج ابن عساكر عن ابن عباس، قال: ما نزل في أحد
من كتاب الله تعالى ما نزل في علي.
ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 171).
2. مناقب مرتضوي، ص 32.
ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص 127)، قال: أخرج ابن عساكر عن ابن عباس، قال: نزل في علي
ثلاثمئة آية.
ورواه السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 172).
3. مفتاح النجا، ص 37.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 51) وكشف الغمة (ج 1، ص 314) وكشف اليقين (ص 360).
ورواه الطالقاني - على ما في البحار (ج 36، ص 92) - عن الجلودي، عن المغيرة بن محمد، عن عبد العزيز بن
الخطاب، عن بليد بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد قال: نزلت في علي (عليه السلام) سبعون آية، ما شركه في فضلها
أحد.
217

فينا، وربع في عدونا، وربع سير وأمثال، وربع فرائض وأحكام، ولنا كرائم
القرآن. (1)

1. توضيح الدلائل، ص 152.
ورواه ابن مردويه كما في در بحر المناقب (ص 79) وكما في مفتاح النجا (ص 6) وأرجح المطالب (ص 51)
وكشف الغمة (ج 1، ص 314) وكشف اليقين (ص 359).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 43، ح 58)، قال: أخبرنا أبو القاسم الفارسي، أخبرنا
أبي، أخبرنا أبو الحسن الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله المحاربي، أخبرنا محمد بن الحسن السلولي، عن صالح بن
أبي الأسود، عن حميد [جميل] بن عبد الله النخعي، عن زكريا بن ميسرة، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال
علي (عليه السلام): نزل القرآن أرباعا: فربع فينا، وربع في عدونا، وربع تفسير سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام، فلنا
كرائم القرآن.
ورواه الحكم بن الحسين الحبري في تفسيره (ص 233، ح 2)، وفيه: " حلال وحرام " بدل " سير وأمثال ".
ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص 126)، قال: وفي المناقب عن الأصبغ بن نباتة، وذكر مثله سواء.
218

1 / قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا)
303. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: ما في القرآن آية وفيها (يا أيها الذين
آمنوا) إلا وعلي رأسها وقائدها. (1)
304. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: ما نزلت (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلي
أميرها وشريفها. (2)
305. ابن مردويه، عن ابن عباس: ما ذكر الله في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا
وعلي شريفها وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في آي من القرآن،
وما ذكر عليا إلا بخير، ولقد أمرنا بالاستغفار له. (3)
306. ابن مردويه، عن ابن عباس: ما ذكر الله في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا

1. مفتاح النجا، ص 37.
ورواه ابن مردويه كما في در بحر المناقب (ص 79) وكما في كشف الغمة (ج 1، ص 317) وكشف اليقين (ص
359).
2. توضيح الدلائل، ص 152.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 317).
3. كشف اليقين، ص 576.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 317)، وليس فيه " ولقد أمرنا بالاستغفار له ".
روى ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 430، ح 939)، قال:
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر الشامي، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أنبأنا أبو يعقوب بن الدخيل،
أنبأنا أبو جعفر العقيلي، أنبأنا محمد بن موسى، أنبأنا علي بن عبد الله الدهان، أنبأنا عيسى بن راشد، عن علي
ابن بذيمة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما ذكر الله في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلي شريفها
وأميرها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في آي من القرآن، وما ذكر عليا إلا بخير.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 112) وابن حجر في الصواعق المحرقة (ص 127) والسيوطي في
تاريخ الخلفاء (ص 171).
219

كان علي رأسها وأميرها، ولقد أمرنا بالاستغفار له. (1)
307. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: ليس من آية في القرآن (يا أيها الذين
آمنوا) إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد
في القرآن، وما ذكر عليا إلا بخير. (2)
308. ابن مردويه، عن حذيفة بن اليمان، قال: ما نزلت (يا أيها الذين آمنوا) إلا
كان علي لبها ولبابها. (3)
309. ابن مردويه، عن مجاهد: ما نزل في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا ولعلي
سابقة ذلك؛ لأنه سبقهم إلى الإسلام. (4)

1. در بحر المناقب، ص 79.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 317).
2. توضيح الدلائل، ص 152.
ورواه ابن مردويه كما في در بحر المناقب (ص 79).
ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 89) قال: وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ليس من
آية في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها، فلقد عاتب الله أصحاب محمد في
القرآن وما ذكر عليا إلا بخير. ذكره أحمد في المناقب.
3. توضيح الدلائل، ص 152.
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 37) وكما في در بحر المناقب (ص 89) وأرجح المطالب (ص 51)
وكشف الغمة (ج 1، ص 317).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 48، ح 67)، قال: حدثناه أبو زكريا بن إسحاق، حدثنا
عبد الله بن إسحاق، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، قال: حدثني أبي نوح بن محمد القرشي، عن
الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة أن أناسا تذاكروا فقالوا: ما نزلت آية في القرآن [فيها]: (يا أيها الذين
آمنوا) إلا كان في أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله)، فقال حذيفة: ما نزلت في القرآن: (يا أيها الذين آمنوا) إلا كان لعلي
لبها ولبابها.
ورواه الحاكم بإسنادين آخرين وذكر مثله سواء.
4. توضيح الدلائل، ص 152.
ورواه ابن مردويه كما في در بحر المناقب (ص 89) وكشف الغمة (ج 1، ص 317).
روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 54، ح 84)، قال: أخبرني أبو بكر الحافظ، قال: أخبرنا
أبو محمد الحافظ [أحمد (خ)] الحافظ، قال: أخبرنا محمد بن الحسين الخثعمي، عن عبد الله بن سعيد، عن
عبد الله بن الخراش، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، قال: ما كان في القرآن: (يا أيها الذين آمنوا) فإن
لعلي سابقة ذلك وفضيلته.
وروى بإسناد آخر في الحديث " 85 " عن مجاهد، قال: كل شيء في القرآن: (يا أيها الذين آمنوا) فان لعلي
سبقه وفضله.
220

سورة الفاتحة
2 / قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) [الآية: 1].
310. ابن مردويه، عن علي - كرم الله وجهه -، قال: إن الصراط المستقيم محبتنا أهل
البيت. (1)

1. مناقب مرتضوي، ص 49.
ورواه الحاكم الحسكاني بأسانيد وألفاظ مختلفة في شواهد التنزيل (ج 1، ص 57)، قال (ح 87): أخبرنا عقيل
ابن الحسين الفسوي، أخبرنا علي بن الحسين بن قيدة الفسوي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، أخبرنا
أبو أحمد محمد بن عبيد ببغداد، أخبرنا عبد الله بن أبي الدنيا، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا سفيان
الثوري، عن أسباط ومجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم) قال: يقول: قولوا
معاشر العباد: إهدنا إلى حب النبي وأهل بيته.
وروى الأمر تسري في أرجح المطالب (ص 85، 319): الثعلبي وصاحب التنزيل عن مسلم بن حيان قال:
سمعت أبا بريدة (رضي الله عنه) يقول في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم): صراط محمد وآله (صلى الله عليه وسلم).
وروى أبو بكر بن شهاب الدين الحضرمي في رشفة الصادي (ص 25)، قال: (اهدنا الصراط المستقيم *
صراط الذين أنعمت عليهم) قال أبو العالية: هم آل رسول الله (صلى الله عليه وآله).
221

سورة البقرة
3 / قوله تعالى: (وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة واركعوا مع الر كعين)
[الآية: 43].
311. ابن مردويه، عن ابن عباس: نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) خاصة، وهما
أول من صلى وركع. (1)
4 / قوله تعالى: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم
قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون) [الآية: 14].
312. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه)، أن عبد الله بن أبي وأصحابه خرجوا،
فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه:
انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم، فأخذ بيد علي فقال: مرحبا يا ابن
عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وختنه، وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال علي:
يا عبد الله، اتق الله ولا تنافق، يا شر خلق الله، فقال: مهلا يا أبا الحسن،
إن إيماننا كإيمانكم، ثم تفرقوا، فقال ابن أبي لأصحابه: كيف رأيتم ما
فعلت؟ فأثنوا عليه خيرا، ونزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (وإذا لقوا الذين

1. كشف الغمة، ج 1، ص 325.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب مرتضوي (ص 53).
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 280، ح 274)، قال: وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا،
أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد،
حدثنا محمد هو ابن عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا منجاب بن الحارث، حدثنا حسين بن أبي هاشم، حدثنا
حيان بن علي، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: (واركعوا مع
الر كعين) أنها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي خاصة، وهما أول من صلى وركع.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 85، ح 124).
222

آمنوا) الآية. (1)
5 / قوله تعالى: (وبشر الصبرين * الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا
إنا لله وإنا إليه راجعون) [الآيات: 155 - 156].
313. ابن مردويه، بإسناده عن ابن عباس، قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما وصل إليه
ذكر قتل عمه حمزة (رضي الله عنه) قال: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، فنزلت هذه
الآية: (وبشر الصبرين...) الآية وهو القائل عند تلاوتها: (إنا لله) إقرار
بالملك (وإنا إليه راجعون) إقرار بالهلاك. (2)
6 / قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله)
[الآية: 207].
314. ابن مردويه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وعلي بن الحسين، قالا: ليلة
بات علي بن أبي طالب على فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم). (3)

1. أرجح المطالب، ص 81.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 278، ح 266)، قال: روى أبو صالح، عن ابن عباس، أن عبد الله بن
أبي وأصحابه خرجوا، فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: انظروا كيف
أرد ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيد بني هاشم خلد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال علي (عليه السلام): يا أبا عبد الله اتق الله ولا تنافق،
فإن المنافق شر خلق الله، فقال: مهلا يا أبا الحسن، والله إيماننا كإيمانكم، ثم تفرقوا، فقال عبد الله بن أبي
لأصحابه: كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه خيرا، ونزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله): (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون).
ورواه الحاكم الحسكاني عن محمد بن الحنفية بنحو آخر في شواهد التنزيل (ج 1، ص 72، ح 112).
2. تأويل الآيات الظاهرة، ج 1، ص 82.
ورواه العلامة الحلي في نهج الحق (ص 209).
3. توضيح الدلائل، ص 153.
قال النيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 2، ص 291): يروى أنه لما نام على فراشه قام
جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك
الملائكة، ونزلت الآية.
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره (ج 2، ص 118): نزلت في علي حين خلفه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة؛ لقضاء
ديونه، ورد الودائع، وأمره بمبيته على فراشه ليلة خرج مهاجرا (صلى الله عليه وسلم).
وذكر القرطبي في تفسيره (ج 3، ص 21) القول أنها نزلت في علي (رضي الله عنه) حين تركه النبي (صلى الله عليه وسلم) على فراشه ليلة خرج
إلى الغار.
223

315. ابن مردويه، عن علي بن الحسين، قال: أول من شرى نفسه ابتغاء مرضات
الله عز وجل علي بن أبي طالب، كان المشركون يطلبون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقام عن
فراشه، وانطلق هو، وأبو بكر، واضطجع علي على فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
مكانه، فجاء المشركون فوجدوا عليا ولم يجدوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم). (1)
7 / قوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا وعلانية)
[الآية: 274].
316. ابن مردويه، عن ابن عباس، أنها نزلت في علي بن أبي طالب. (2)
317. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: إن علي بن أبي طالب كان يملك أربعة
دراهم، فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية،
فأنزل الله سبحانه فيه (الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا وعلانية)
الآية. (3)

1. توضيح الدلائل، ص 154.
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 4)، قال: قد حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو، حدثنا
عبيد بن قنفذ البزاز، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا حكيم بن جبير، عن
علي بن الحسين، قال: إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 101).
والموفق الخوارزمي في المناقب (ص 127، ح 141).
2. تفسير ابن كثير، ج 1، ص 326.
3. مفتاح النجا، ص 39. قال فيه: أخرج ابن مردويه، والعلامة أبو الحسن علي بن أحمد، والواحدي في تفسيره،
عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص 364) وكشف الغمة (ج 1، ص 315)، وفيه: فتصدق بالليل والنهار
سرا وعلانية.
ورواه الواحدي النيسابوري في أسباب النزول (ص 57)، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن مالك الضبي، قال:
حدثنا محمد بن إسماعيل الجرجاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه،
عن ابن عباس في قوله: (الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا وعلانية) قال: نزلت في علي بن أبي
طالب، كان عنده أربعة دراهم، فأنفق بالليل واحدا، وبالنهار واحدا، وفي السر واحدا، وفي العلانية واحدا.
224

318. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: نزلت في علي بن أبي طالب، كانت له أربعة
دراهم فأنفق بالليل درهما، وبالنهار درهما، ودرهما سرا، ودرهما
علانية. (1)
319. ابن مردويه، عن ابن عباس في هذه الآية، قال: كان لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)
أربعة دنانير، فتصدق بدينار نهارا، وبدينار ليلا، وبدينار سرا، وبدينار
علانية، فأنزل الله تعالى هذه الآية. (2)

1. فتح القدير، ج 1، ص 294.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 65) وتوضيح الدلائل (ص 153) وفي آخره: فقال له رسول
الله (صلى الله عليه وآله): ألا لك ذلك فنزلت.
2. توضيح الدلائل، ص 153.
قريبا منه رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 114، ح 163)، قال: قرئ على أبي محمد
الحسن بن علي الجوهري ببغداد، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني، أخبرنا
أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ، قال: حدثني الحسين بن حكم الحبري، حدثنا حسن بن حسين،
عن حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار
سرا وعلانية) نزلت في علي خاصة في أربعة دنانير كانت له، تصدق بعضها نهارا، وبعضها ليلا، وبعضها سرا،
وبعضها علانية.
225

سورة آل عمران
8 / قوله تعالى: (فمن حآجك فيه منم بعد ما جآءك من العلم فقل تعالوا ندع
أبنآءنا وأبنآءكم ونسآءنا ونسآءكم وأنفسنا وأنفسكم
ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين) [الآية: 61].
320. ابن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن داوود المكي، حدثنا
بشر بن مهران، حدثنا محمد بن دينار، عن داوود بن أبي هند، عن الشعبي،
عن جابر قال: قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) العاقب والطيب، فدعاهما إلى الملاعنة،
فواعداه على أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأخذ بيد علي
وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا، وأقرا له بالخراج
قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " والذي بعثني بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم
الوادي نارا ". قال جابر: وفيهم نزلت (تعالوا ندع أبنآءنا وأبنآءكم
ونسآءنا ونسآءكم وأنفسنا وأنفسكم) قال جابر: (أنفسنا) رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) وعلي بن أبي طالب، (وأبنآءنا) الحسن والحسين، (ونسآءنا)
فاطمة. (1)

1. تفسير ابن كثير، ج 1، ص 370.
قلت: وقد أجمع المفسرون على نزول الآية في حق الخمسة الأطهار من أهل البيت (عليهم السلام).
وروى مسلم في صحيحه (ج 7، ص 120)، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا:
حدثنا حاتم، وهو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر
معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت، ثلاثا قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم - إلى أن قال: - ولما نزلت هذه الآية: (فقل
تعالوا ندع أبنآءنا وأبنآءكم) دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
226

321. ابن مردويه، عن الشعبي، عن جابر، قال: قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) العاقب والطيب،
أفدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا يا محمد، فقال (صلى الله عليه وسلم): " كذبتما! إن شئتما
أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام "، قالا: هات أنبئنا، قال (صلى الله عليه وسلم): " حب
الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير "، قال: فتلاحيا وردا عليه،
فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه على أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)، فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما، فأبيا أن
يجيبان وأقرا له بالخراج. قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " والذي بعثني بالحق نبيا
لو قالا: لا، لأمطر عليهما الوادي نارا ".
قال جابر: فنزلت فيهم (ندع أبنآءنا) أي: الحسن والحسين، (ونسآءنا)
فاطمة، (وأنفسنا) النبي وعلي. (1)
322. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: لما قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية على وفد
نجران ودعاهم إلى المباهلة، قالوا له: حتى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك
غدا، فخلا بعضهم إلى بعض، فقالوا للعاقب وكان ديانهم: يا عبد المسيح ما
ترى؟ فقال: والله، لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل، ولقد
جاءكم بالفضل من عند ربكم، والله ما لاعن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم
ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكن، وإن أبيتم إلا الف دينكم والإقامة
على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى
بلادكم، فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد غدا رسول الله محتضنا للحسن وآخذا بيد
الحسين، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها، وهو يقول لهم: " إذا أنا
دعوت فأمنوا ". فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إني لأرى وجوها

1. توضيح الدلائل، ص 154.
ورواه ابن مردويه كما في الدر المنثور (ج 2، ص 38) وفتح القدير (ج 1، ص 347). وفيهما: " السيد " بدل
" الطيب " و " لو فعلا " بدل " لو قالا "، وليس فيهما " فتلاحيا وردا عليه ".
227

لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله من مكانه، فلا تبتهلوا فتهلكوا، ولا يبقى
على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
فقالوا: يا أبا القاسم قد رأينا ألا نلاعنك، وأن نتركك على دينك، ونثبت
على ديننا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أبيتم المباهلة فأسلموا، يكن لكم ما
للمسلمين وعليكم ما عليهم "، فاتوا، فقال: " فإني أنابذكم الحرب ". فقالوا:
مالنا بحرب العرب طاقة، ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا
ولا تردنا عن ديننا، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة: ألف في صفر
وألف في رجب، فصالحهم النبي (صلى الله عليه وآله) على ذلك. (1)
9 / قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [الآية: 103].
323. ابن مردويه، من تسعة وثمانين طريقا، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إني مخلف فيكم
الثقلين؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ". (2)
324. ابن مردويه، من مئة وثلاثين طريقا، أن العترة علي وفاطمة والحسنان. (3)
10 / قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت

1. الطرائف، ص 45.
2. الصراط المستقيم، ج 2، ص 102.
روى السيوطي في ذيل الآية من تفسيره الدر المنثور (ج 2، ص 60)، قال: أخرج أحمد، عن زيد بن ثابت
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني تارك فيكم خليفتين؛ كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي
أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
وروى ابن حنبل في مسنده (ج 3، ص 14)، قال: حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا أبو إسرائيل - يعني: - إسماعيل
ابن أبي إسحاق الملائي، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر
من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على
الحوض.
3. الصراط المستقيم، ج 2، ص 102.
228

وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم
تكفرون * وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله
هم فيها خلدون) [الآيات: 106 - 107].
325. ابن مردويه، عن أبي أمامة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه
وتسود وجوه) قال: " هم الخوارج ". (1)
11 / قوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا
بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا
رضوان الله والله ذو فضل عظيم) [الآيات: 173 - 174].
326. ابن مردويه، بسنده عن محمد بن عبد الله الرافعي، عن أبيه، عن جده أبي رافع،
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وجه عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان، فلقيهم أعرابي من
خزاعة فقال: إن القوم قد جمعوا لكم، فقالوا: (حسبنا الله ونعم الوكيل).
فنزلت فيهم هذه الآية. (2)

1. الدر المنثور، ج 2، ص 5، قال: أخرج عبد الرزاق، وأحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم،
والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن أبي أمامة....
ورواه القرطبي في ذيل الآية من تفسيره (ج 4، ص 167)، قال: أبو أمامة الباهلي، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): " هي في
الحرورية ".
2. تفسير ابن كثير، ج 2، ص 162.
ورواه ابن مردويه كما في الدر المنثور (ج 2، ص 103) وكما في توضيح الدلائل (ص 155) ومفتاح النجا
(ص 40) وكشف الغمة (ج 1، ص 317) وكشف اليقين (ص 377).
229

سورة النساء
12 / قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) [الآية: 59].
327. ابن مردويه، عن النعمان بن بشير، أن عليا تلاها - يعني -: (أولي الأمر
منكم) وقال: أنا منهم. (1)
328. ابن مردويه، عن عبد الغفار بن القاسم، قال: سألت جعفر بن محمد عن أولي
الأمر في قوله تعالى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)،
فقال: كان والله علي منهم. (2)

1. أرجح المطالب، ص 85.
وذكر الفخر الرازي القول في تفسيره (ج 10، ص 144) أن المراد به الأئمة المعصومون.
وذكر أبو حيان الأندلسي أيضا في تفسيره المسمى بالبحر المحيط (ج 3، ص 278)، أن الآية نزلت في علي
والأئمة من أهل البيت.
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 148، ح 202)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي،
أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، قال: حدثني بشر بن المفضل النيسابوري، عن
عيسى بن يوسف الهمداني، عن أبي الحسن بن يحيى، قال: حدثني أبان بن أبي عياش، قال: حدثني سليم بن
قيس الهلالي، عن علي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم: (يا أيها
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) الآية، فان خفتم تنازعا في أمر فارجعوه إلى الله والرسول
وأولي الأمر "، قلت: يا نبي الله من هم؟ قال: " أنت أولهم ".
2. مفتاح النجا، ص 38.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 323) وكشف اليقين (ص 393).
230

سورة المائدة
13 / قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم الإسلام دينا) [الآية: 3].
329. ابن مردويه، من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أنها نزلت
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم حين قال لعلي: " من كنت مولاه، فعلي
مولاه ". (1)
330. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نصب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا يوم
غدير خم فنادى له بالولاية، هبط جبرئيل عليه بهذه الآية: (اليوم أكملت
لكم دينكم). (2)
331. ابن مردويه، عن أبي هريرة، قال: لما كان يوم غدير خم - وهو يوم ثماني عشر
من ذي الحجة - قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فأنزل الله:
(اليوم أكملت لكم دينكم). (3)

1. تفسير ابن كثير، ج 2، ص 14.
2. الدر المنثور، ج 2، ص 259، قال فيه: أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري.
3. المصدر السابق، قال فيه: أخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة.
ورواه مفصلا ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 350)، قال: قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: حدثنا
عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، أخبرنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب
الخلال، حدثنا علي بن سعيد الرملي، حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن
شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو
يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد علي بن أبي طالب فقال: " ألست ولي المؤمنين؟ " قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". فقال عمر بن الخطاب: " بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي
ومولى كل مسلم "، فأنزل الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم).
مثل هذا رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 158، ح 213).
231

332. ابن مردويه، عن مجاهد، قال: نزلت هذه الآية بغدير خم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، والولاية
لعلي ". (1)
333. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا الناس في غدير خم،
وأمر بما تحت الشجرة من شوك فقم، كان ذلك يوم الخميس، فدعا عليا
فأخذ بضبعيه، فرفعها حتى نظر الناس لبياض إبطي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال:
" من كنت مولاه فعلي مولاه "، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: (اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب
برسالتي، وبالولاية لعلي بن أبي طالب ". (2)
334. ابن مردويه، حدثني جدي، حدثني عبد الله بن إسحاق البغوي، حدثني الحسن
بن عليل العنزي، حدثنا محمد بن عبد الرحمان الذراع، حدثنا قيس ابن
حفص، حدثني علي بن الحسن أبو الحسن العبدي، عن أبي هارون
العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا الناس في غدير خم، أمر
بما كان تحت الشجرة من شوك فقم، وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى
علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطه، ثم لم يفترقا حتى
نزلت هذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي

1. توضيح الدلائل، ص 155.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 157، ح 211)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي،
أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، عن أحمد بن عمار بن خالد، عن يحيى بن عبد الحميد
الحماني، عن قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزلت عليه هذه
الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم) قال: " الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي،
وولاية علي بن أبي طالب من بعدي ". ثم قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من
عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ".
2. مفتاح النجا، ص 41.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب، ص 67.
232

ورضيت لكم الإسلام دينا).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب
برسالاتي، والولاية لعلي، ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه،
وانصر من نصره واخذل من خذله ". فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا
رسول الله أن أقول أبياتا.
قال: " قل ببركة الله تعالى "، فقال حسان بن ثابت: يا معشر مشيخة قريش،
اسمعوا شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع مناديا
بأني مولاكم نعم ونبيكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا
فقال له: قم يا علي، فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا (1)
14 / قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون * ومن يتول الله
ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)
[الآية: 55].
335. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: (إنما وليكم الله ورسوله) الآية، قال:
نزلت في علي بن أبي طالب. (2)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 135، ح 152؛ مقتل الحسين (ج 1، ص 47)، قال: أخبرني سيد الحفاظ
أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني -
كتابة، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل الجعفري بأصبهان، أخبرني أبو بكر بن مردويه ورواه ابن مردويه كما
في الطرائف (ص 146، ح 221)، وفيه: ثم قال: " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه... ".
وفي آخر الحديث: قال: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب! أصبحت وأمسيت
مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
2. الدر المنثور، ج 2، ص 293، قال: أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وأبو الشيخ، وابن
مردويه، عن ابن عباس....
ورواه البلاذري في ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من أنساب الأشراف (ج 1، ص 163، ح 151)، قال: وحدثت عن
حماد بن سلمة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: نزلت في علي: (إنما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة).
قال العلامة الطباطبائي عند بحثه الروائي لهذه الآية في تفسيره (ج 6، ص 25): والروايات في نزول الآيتين في
قصة التصدق بالخاتم كثيرة، وقد اشترك في نقلها عدة من الصحابة، كأبي ذر وابن عباس وأنس بن مالك وعمار
وجابر وسلمة بن كهيل وأبي رافع وعمرو بن العاص، وعلي والحسين، وكذا السجاد والباقر والصادق والهادي
وغيرهم من أئمة أهل البيت (عليهم السلام). وقد اتفق على نقلها من غير رد أئمة التفسير المأثور، كأحمد والنسائي
والطبري والطبراني وعبد بن حميد وغيرهم من الحفاظ وأئمة الحديث، وقد تسلم ورود الرواية المتكلمون،
وأوردها الفقهاء في مسألة الفعل الكثير من بحث الصلاة، وفي مسألة: " هل تسمى صدقة التطوع زكاة؟ " ولم
يناقش في صحة انطباق الآية على الرواية فحول الأدب من المفسرين كالزمخشري في الكشاف وأبي حيان
في تفسيره، ولا الرواة النقلة وهم أهل اللسان. فلا يعبأ بما ذكره بعضهم: أن حديث نزول الآية في قصة الخاتم
موضوع مختلق، وقد أفرط بعضهم كشيخ الإسلام ابن تيمية فادعى إجماع العلماء على كون الرواية موضوع!!
وهي من عجيب الدعاوي! وقد عرفت ما هو الحق في المقام في البيان المتقدم.
233

336. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: كان علي بن أبي طالب قائما يصلي فمر
سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه فنزلت: (إنما وليكم الله ورسوله)
الآية. (1)
337. ابن مردويه، عن علي بن أبي طالب، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في بيته: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) إلى آخر الآية. فخرج
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدخل المسجد، وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم
يصلي، فإذا سائل، فقال: " يا سائل، هل أعطاك أحد شيئا؟ " قال: لا، إلا
ذاك الراكع - لعلي بن أبي طالب - أعطاني خاتمه. (2)

1. الدر المنثور، ج 2، ص 294.
ورواه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (ج 2، ص 297).
2. الدر المنثور، ج 2، ص 293، قال فيه: أخرج أبو الشيخ، وابن مردويه، عن علي....
ورواه ابن مردويه كما في مسند علي بن أبي طالب (ج 1، ص 415) وكنز العمال (ج 13، ص 165).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 409، ح 915)، قال:
أنبأنا أبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله
ابن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو علي الحداد، قالوا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا
عبد الرحمان بن محمد بن سالم الرازي، أنبأنا محمد بن يحيى بن ضريس العبدي، أنبأنا عيسى بن عبد الله بن
عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: نزلت هذه الآية على
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم
راكعون) فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فدخل المسجد، والناس يصلون بين راكع وقائم يصلي، فإذا سائل، فقال رسول
الله: " يا سائل، هل أعطاك أحد شيئا؟ " فقال: لا، إلا ذاك الراكع - لعلي - أعطاني خاتمه.
234

338. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: وقف على علي بن أبي طالب سائل - وهو
راكع في تطوع - فنزع خاتمه، فأعطاه السائل، فنزلت: (إنما وليكم الله
ورسوله) الآية. (1)
339. ابن مردويه، عن عمار بن ياسر، قال: وقف بعلي - سائل وهو راكع في
صلاة تطوع - فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعلمه ذلك،
فنزلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) فقرأها رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) على أصحابه، ثم قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من
والاه، وعاد من عاداه ". (2)
340. ابن مردويه، من طريق محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن
عباس قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المسجد والناس يصلون بين راكع
وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال:
" أعطاك أحد شيئا؟ " قال: نعم. قال: " من؟ " قال: ذلك الرجل القائم. قال:
" على أي حال أعطاكه؟ " قال: وهو راكع، قال: " وذلك علي بن أبي
طالب "، قال: فكبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند ذلك وهو يقول: (ومن يتول الله

1. لباب النقول في أسباب النزول، ص 90.
2. الدر المنثور، ج 2، ص 293، قال فيه: أخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه، عن عمار بن ياسر....
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7، ص 17)، قال: روى الطبراني في الأوسط عن عمار بن ياسر، قال: وقف
على علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) سائل وهو راكع في تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعلمه
بذلك، فنزلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنما وليكم الله ورسوله) الآية.
235

ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون). (1)
341. ابن مردويه، عن أبي رافع، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو نائم يوحى
إليه، فإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أثب عليها فأوقظ النبي (صلى الله عليه وسلم)،
وخفت أن يكون يوحى إليه، فاضطجعت بين الحية وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) لئن كان
منها سوء كان في دونه، فمكثت ساعة، فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول:
" (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة
ويؤتون الزكوة وهم راكعون) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه، وهنيئا لعلي
بفضل الله إياه ". (2)
342. ابن مردويه، عن ابن عباس، أن عبد الله بن سلام ونفرا ممن آمن معه أقبلوا إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالوا: إن منازلنا بعيدة، لا نجد أحدا يجالسنا ويخالطنا دون
هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم
أظهروا العداوة، وقد أقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا، فشق ذلك علينا.
فبيناهم يشكون إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - وكان علي قد تصدق بخاتمه في
الصلاة - نزلت: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) ولما رأوه قد أعطى الخاتم كبروا،

1. تفسير ابن كثير، ج 2، ص 597.
ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في الحاوي للفتاوي (ص 119).
2. الدر المنثور، ج 2، ص 294. قال فيه: الطبراني، وابن مردويه وأبو نعيم، عن أبي رافع....
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (ج 1، ص 320، ح 955)، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا
يحيى بن الحسن بن فرات، حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، حدثنا عون بن عبد الله
ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حية في
جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقضه، فاضطجعت بينه وبين الحية فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ
وهو يتلو هذه الآية: " (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا...) - الآية، قال -: الحمد لله ". فرآني إلى
جانبه فقال: " ما أضجعك ههنا؟ " قلت: لمكان هذه الحية، قال: " قم إليها فاقتلها ". فقتلتها، فحمد الله. ثم أخذ
بيدي فقال: " يا أبا رافع، سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا، حقا على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم
فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء ".
236

وقال النبي: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم
الغالبون). (1)
343. ابن مردويه، من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: أتى
عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله (صلى الله عليه وسلم) عند الظهر، فقالوا: يا
رسول الله، إن بيوتنا قاصية، لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا
المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا
العداوة، وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا، فشق ذلك علينا، فبيناهم
يشكون ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون
الزكوة وهم راكعون). ونودي بالصلاة - صلاة الظهر - وخرج رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المسجد، والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا
مسكين يسأل، فدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " أعطاك أحد شيئا؟ " قال: نعم.
قال: " من؟ " قال: ذاك الرجل القائم، قال: " على أي حال أعطاكه؟ " قال:
وهو راكع. قال: " وذاك علي بن أبي طالب ". فكبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند ذلك
وهو يقول: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم
الغالبون). (2)
344. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه
ممن قد آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: يا رسول الله، إن منازلنا بعيدة، ليس لنا
مجلس دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه،
رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا، فشق

1. مفتاح النجا، ص 39.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 315).
2. الدر المنثور، ج 2، ص 293.
237

ذلك علينا، فقال لهم النبي: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون).
ثم إن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج من المسجد والناس بين قائم وراكع، فرأى سائلا فقال
له النبي (صلى الله عليه وسلم): " هل أعطاك أحد شيئا؟ " فقال: نعم، خاتم، فقال (صلى الله عليه وسلم): " من
أعطاك؟ " قال: ذلك القائم، وأومى بيده إلى علي، فقال (صلى الله عليه وسلم): " على أي حال
أعطاك؟ " قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، ثم قرأ: (ومن يتول الله
ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) فأنشأ حسان بن
ثابت:
أبا حسن تفديك روحي ومهجتي * وكل بطيء في الهدى والمسارع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * فدتك نفوس الخلق يا خير راكع
بخاتمك الميمون يا خير سيد * يا خير ساجد ثم يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية * فبينها في محكمات الشرائع
وقال أيضا:
من ذا بخاتمه تصدق راكعا * وأسره في نفسه إسرارا
من كان بات على فراش محمد * ومحمد أسري يوم الغارا
من كان في القرآن سمي مؤمنا * في تسع آيات تلين غرارا (1)

1. أرجح المطالب، ص 78.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 264، ح 246)، قال: أخبرنا الإمام الأجل شمس الأئمة سراج
الدين أبو الفرج محمد بن أحمد المكي - أدام الله سموه - أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن
علي بن إسماعيل، حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله، أخبرنا أبو أحمد
محمد بن علي المؤدب - المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر،
أخبرني الحسين بن محمد بن أبي هريرة، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا محمد بن الأسود، عن مروان
ابن محمد، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من
قومه ممن قد آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله، إن منازلنا بعيدة، وليس لنا مجلس، ولا متحدث دون هذا
المجلس، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقنا، رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يؤاكلونا
ولا يناكحونا ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا، فقال لهم النبي (صلى الله عليه وآله): (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون). ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم
وراكع، وبصر بسائل فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): " هل أعطاك أحد شيئا؟ " قال: نعم، خاتما من ذهب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
" من أعطاك؟ " قال: ذلك القائم، وأومى بيده إلى علي (عليه السلام)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " على أي حال أعطاك هو؟ " قال:
أعطاني وهو راكع، فكبر النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قرأ: (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم
الغالبون) فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك:
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطيء في الهدى ومسارع
أيذهب مدحيك والمحبر ضائعا * وما المدح في حب إلاله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * فدتك نفوس القوم يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية * فبينها في محكمات الشرائع
238

15 / قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما
بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [الآية: 67].
345. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية: (يا أيها الرسول
بلغ مآ أنزل إليك من ربك) على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم في علي بن
أبي طالب. (1)
346. ابن مردويه، عن ابن مسعود، قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يا أيها
الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك - إن عليا مولى المؤمنين - وإن لم تفعل

1. الدر المنثور، ج 2، ص 298، قال فيه: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سعيد
الخدري....
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 567)، وفيه: في فضل علي بن أبي طالب وكما في روح المعاني
(ج 4، ص 172).
ورواه الواحدي النيسابوري في أسباب النزول (ص 135)، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصفار، قال:
أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي، قال: أخبرنا محمد بن حمدون بن خالد، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم
الخلوتي، قال: حدثنا الحسن بن حماد سجادة، قال: حدثنا علي بن عابس، عن الأعمش وأبي حجاب، عن
عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك) يوم غدير
خم في علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
239

فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس). (1)
347. ابن مردويه، عن أبي الجارود، عن أبي حمزة قال: (يا أيها الرسول بلغ مآ
أنزل إليك من ربك) نزلت في شأن الولاية. (2)
348. ابن مردويه، عن زيد بن علي، قال: لما جاء جبرئيل (عليه السلام) بأمر الولاية، ضاق
النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك ذرعا، وقال: " قومي حديثوا عهد بجاهلية "، فنزلت. (3)
349. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: لما أمر الله رسوله (صلى الله عليه وآله) أن يقوم بعلي (عليه السلام)
فيقول له ما قال، فقال (صلى الله عليه وآله): " يا رب، إن قومي حديثوا عهد بجاهلية "، ثم
مضى بحجه، فلما أقبل راجعا نزل بغدير خم أنزل الله عليه: (يا أيها
الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) فأخذ
بعضد علي، ثم خرج إلى الناس، فقال: " أيها الناس ألست أولى بكم من
أنفسكم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله. قال: " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، واخذل من خذله،
وانصر من نصره، وأحب من أحبه وابغض من أبغضه "، قال ابن عباس:
فوجبت والله في رقاب القوم. وقال حسان بن ثابت:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم واسمع بالرسول مناديا
يقول: فمن مولاكم ووليكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولم تر منا في الولاية عاصيا

1. الدر المنثور، ج 2، ص 298.
ورواه ابن مردويه كما في روح المعاني (ج 6، ص 172) وأرجح المطالب (ص 67، وص 566) وكشف الغمة
(ج 1، ص 319) وكشف اليقين (380).
ورواه أبو الطيب صديق بن حسن - ملك مدينة بهوبال - في تفسيره المسمى فتح البيان (ج 3، ص 89)، قال:
وعن ابن مسعود قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك - إن عليا
مولى المؤمنين - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).
2. توضيح الدلائل، ص 157.
3. كشف الغمة، ج 1، ص 317.
240

فقال له: قم يا علي، فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا (1)
16 / قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبت مآ أحل الله لكم) [الآية: 87].
350. ابن مردويه، عن ابن عباس، أنها نزلت في علي وأصحاب له. (2)
351. ابن مردويه، عن قتادة، أن عليا وجماعة من أصحابه منهم عثمان بن مظعون
أرادوا أن يتخلوا عن الدنيا ويتركوا النساء ويترهبوا فنزلت: (يا أيها الذين
آمنوا لا تحرموا طيبت مآ أحل الله لكم). (3)
352. ابن مردويه، من طريق الحسن العدني، كان علي في أناس ممن أرادوا أن
يحرموا الشهوات فنزلت. (4)

1. المصدر السابق، ص 318.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 570)، وليس فيه: وأعن من أعانه.
2. مفتاح النجا، ص 40.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 319) وكشف اليقين (ص 381).
3. مفتاح النجا، ص 40.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 319) وكشف اليقين (ص 381).
رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 194)، قال: أخبرنا أبو سعد الصفار المعادني، أخبرنا
أبو الحسين الكهيلي، أخبرنا أبو جعفر الحضرمي، عن محمد بن العلاء، عن زيد بن الحباب، عن موسى بن
عبيدة، عن محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي، أن عليا وعثمان بن مظعون ونفرا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
تعاقدوا أن يصوموا النهار، ويقوموا الليل، ولا يأتوا النساء، ولا يأكلوا اللحم، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأنزل
الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبت مآ أحل الله لكم).
وفي تذكرة الخواص (ص 182)، أورد ابن الجوزي خطبة الحسن (عليه السلام) - حين غصب معاوية الخلافة - وفيها: إنه
- أي: علي (عليه السلام) - حرم على نفسه الشهوات، وامتنع من اللذات حتى أنزل الله فيه: (يا أيها الذين آمنوا
لا تحرموا طيبت مآ أحل الله لكم).
4. فتح الباري، ج 9، ص 85.
241

سورة الأنعام
17 / قوله تعالى: (من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها) [الآية: 160].
353. ابن مردويه، عن علي في قوله تعالى: (من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها)،
قال: الحسنة حبنا أهل البيت، والسيئة بغضنا، من جاء بها أكبه الله على
وجهه في النار. (1)

1. مفتاح النجا، ص 6.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 321) وكشف اليقين (ص 385).
ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص 98)، قال: أبو نعيم الحافظ، والحمويني والثعلبي في قوله عز وجل: (من جآء
بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) أخرجوا بأسانيدهم عن أبي عبد الله الجدلي قال: قال
لي علي - كرم الله وجهه -: يا أبا عبد الله، ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة، والسيئة التي من
جاء بها أكبه الله في النار ولم يقبل معها عملا؟ قلت: بلى. قال: الحسنة حبنا والسيئة بغضنا. قال: وروى في
المناقب عن محمد بن زيد بن علي، عن أبيه قال: سمعت أخي محمد الباقر (عليه السلام) يقول: دخل أبو عبد الله الجدلي
على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا أبا عبد الله، ألا أخبرك قول الله عز وجل: (من جآء بالحسنة - إلى قوله - كنتم
توعدون) قال: بلى جعلت فداك. قال: الحسنة حبنا أهل البيت، والسيئة بغضنا أهل البيت.
242

سورة الأعراف
18 / قوله تعالى: (ونادى أصحب الجنة أصحب النار أن قد وجدنا ما
وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم
فأذن مؤذن بينهم) [الآية: 44].
354. ابن مردويه، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: هو علي (عليه السلام). (1)
19 / قوله تعالى: (ونادى أصحب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم)
[الآية: 48].
355. ابن مردويه، عن علي، قال: نحن أصحاب الأعراف من عرفناه بسيماه أدخلناه
الجنة. (2)

1. كشف الغمة، ج 1، ص 321.
ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص 386).
ورواه الآلوسي في روح المعاني (ج 8، ص 107)، قال: ورواية ابن عباس أنه علي كرم الله وجهه.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 202)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا
أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، أخبرنا المغيرة بن محمد، أخبرنا عبد الغفار بن محمد، أخبرنا
مصعب بن سلام، عن عبد الأعلى التغلبي، عن محمد بن الحنفية، عن علي قال: (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة
الله على الظالمين) فأنا ذلك المؤذن.
2. مفتاح النجا، ص 38.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 84) وكشف الغمة (ج 1، ص 324) وكشف اليقين (ص 400).
ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص 102)، قال: - روى - الحاكم بسنده عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنت عند
علي (رضي الله عنه)، فأتاه ابن الكواء فسأله عن هذه الآية فقال: ويحك يا بن الكواء! نحن نقف يوم القيامة بين الجنة
والنار، فمن أحبنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فدخل النار.
ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص 167)، قال: أخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى: (وعلى الأعراف
رجال يعرفون كلام بسيماهم) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط،
عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين.
243

20 / قوله تعالى: (وممن خلقنآ أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) [الآية: 181].
356. ابن مردويه، حدثني أحمد بن محمد بن السري، حدثنا المنذر بن محمد بن
المنذر، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين بن سعيد، حدثني أبي، عن أبان
ابن تغلب، عن فضيل، عن عبد الملك الهمداني، عن زاذان، عن علي (عليه السلام):
تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة
في الجنة وهم الذين قال الله عز وجل: (وممن خلقنآ أمة يهدون بالحق وبه
يعدلون)، وهم أنا وشيعتي. (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 331، ح 351، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 350 وهو: أخبرني الشيخ
الإمام شهاب الدين سعد بن عبد الله الهمداني، أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرني
الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني] عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه....
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 158) ومفتاح النجا (ص 42) وأرجح المطالب (ص 83) وكشف
الغمة (ج 1، ص 321) وتأويل الآيات الظاهرة (ج 1، ص 190).
رواه السيوطي في الدر المنثور (ج 3، ص 149)، قال: أخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب قال: لتفترقن
هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة، يقول الله: (وممن خلقنآ أمة يهدون بالحق وبه
يعدلون) فهذه هي التي تنجو من هذه الأمة.
ورواه بنحو آخر في ج 3، ص 136.
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 204)، قال: أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن
الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا أبو بكر محمد بن سليمان العطاردي بالبصرة، أخبرنا أبو معاوية،
عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله عز وجل: (وممن خلقنآ أمة) قال: يعني من أمة محمد أمة، يعني
علي بن أبي طالب. (يهدون بالحق) يعني: يدعون بعدك يا محمد إلى الحق. (وبه يعدلون) في الخلافة
بعدك. ومعنى الأمة: العلم في الخير، نظيرها: (إن إبر هيم كان أمة) [النحل: 120] يعني: علما في الخير،
معلما للخير.
244

سورة الأنفال
21 / قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما
يحييكم) [الآية: 24].
357. ابن مردويه، عن أبي جعفر الباقر - رضوان الله عليه - قال: إلى ولاية علي
ابن أبي طالب - كرم الله وجهه -. (1)
22 / قوله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة واعلموا
أن الله شديد العقاب) [الآية: 25].
358. ابن مردويه، من ثمانية طرق، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال للزبير: أما تذكر يوما
كنت مقبلا بالمدينة تحدثني إذ خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فرآك معي وأنت تتبسم
إلي، فقال لك: " يا زبير، أتحب عليا؟ " فقلت: وكيف لا أحبه وبيني وبينه
من النسب والمودة في الله ما ليس لغيره، فقال: " إنك ستقاتله وأنت له ظالم
له!! "، فقلت: أعوذ بالله من ذلك. (2)

1. مناقب مرتضوي، ص 56.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 321) وكشف اليقين (ص 386) وتأويل الآيات الظاهرة (ج 1،
ص 191).
2. بحار الأنوار، ج 32، ص 173.
قال النيسابوري في ذيل الآية الكريمة من تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 9، ص 143): روي أن
الزبير كان يسامر النبي (صلى الله عليه وسلم) يوما إذ أقبل علي فضحك إليه الزبير، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " كيف حبك لعلي؟ " فقال: يا
رسول الله، بأبي أنت وأمي، إني أحبه كحبي لولدي أو أشد حبا، قال: " فكيف أنت إذا سرت إليه تقاتله؟! "، ثم
ختم الآية بقوله: (واعلموا أن الله شديد العقاب) [وقال النيسابوري:] وعن الحسن: نزلت في علي وعمار
وطلحة والزبير، وهو يوم الجمل خاصة على ما قال الزبير: نزلت فينا، وقرأناها زمانا، وما رأينا إنا من أهلها،
فإذا نحن المعنيون بها.
وروى المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 329، ح 31651) عن قتادة قال: لما ولى الزبير يوم الجمل
بلغ عليا فقال: لو كان ابن صفية يعلم أنه على الحق ما ولى! وذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال:
" أتحبه يا زبير؟ " قال: وما يمنعني؟ قال: " فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له؟! " قال: فيرون أنه إنما ولى لذلك
(البيهقي في الدلائل).
وفي (ج 11، ص 196، ح 21202): أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال للزبير: " أتحبه؟ أما إنك ستخرج عليه وتقاتله وأنت له
ظالم! " (الحاكم في المستدرك - عن علي وطلحة).
245

359. ابن مردويه، بإسناده عن عبد الله بن مسعود، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " يا بن مسعود،
إنه قد نزلت في علي آية: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم
خآصة) وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة، لكن لا أقول واعيا
وعني له مؤديا، من ظلم عليا مجلسي هذا فهو كمن جحد نبوتي، ونبوة من
كان قبلي ".
فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمان، أسمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال:
نعم. قلت له: كيف وأتيت الظالمين؟! قال: لاجرم، جنيت عقوبة عملي،
وذلك أني لم استأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان، وأنا
استغفر الله وأتوب إليه. (1)
23 / قوله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) [الآية: 30].
360. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) في قوله [تعالى]: (وإذ يمكر بك الذين كفروا

1. إختيار معرفة الرجال، ج 1، ص 179.
ورواه باختصار الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 206)، قال: حدثني محمد بن القاسم بن
أحمد، حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن صالح القزويني، حدثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم،
حدثنا أبو سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر، عن إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن
سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، قال: لما نزلت: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة) قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي ".
246

ليثبتوك) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه
بالوثاق - يريدون النبي (صلى الله عليه وسلم) - وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل
أخرجوه. فأطلع الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) على ذلك، فبات علي (رضي الله عنه) على فراش النبي (صلى الله عليه وسلم)،
وخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا (رضي الله عنه)
يحسبونه النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوه عليا (رضي الله عنه) رد الله
مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا، قال: لا أدري. فاقتصوا أثره، فلما بلغوا
الجبل، اختلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فرأوا على بابه نسج العنكبوت،
فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث
ليال. (1)
24 / قوله تعالى: (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا
حجارة من السمآء أو ائتنا بعذاب أليم) [الآية: 32].
361. ابن مردويه، عن سفيان بن عيينة، أنه سئل عن قول الله عز وجل (سأل سآئل بعذاب
واقع) (2) فيمن نزلت؟ فقال للسائل: سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد
قبلك. حدثني جعفر بن محمد عن آبائه: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما كان

1. الدر المنثور، ج 3، ص 179. قال: أخرج عبد الرزاق، وأحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والطبراني،
وأبو الشيخ، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل، والخطيب، عن ابن عباس....
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 1، ص 348) قال: حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر، قال: وأخبرني عثمان
الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك)،
قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقال بعضهم: بل
اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله عز وجل نبيه على ذلك، فبات علي على فراش النبي (صلى الله عليه وسلم) تلك الليلة،
وخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما أصبحوا ثاروا إليه،
فلما رأوا عليا رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا، قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط
عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن نسج
العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال.
2. سورة المعارج، الآية 1.
247

بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي وقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "،
فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ناقة له، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها، فقال: يا محمد،
أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا
أن نصلي خمسا فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا
فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك
تفضله علينا! وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من
الله عز وجل؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): " والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله عز وجل "، فولى
الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله
محمد حقا، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل
إلى راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره
فقتله، وأنزل الله عز وجل: (سأل سآئل بعذاب واقع * للكافرين ليس لهو
دافع). (1)
25 / قوله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول

1. توضيح الدلائل، ص 158.
وروى القرطبي في تفسير قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع) من تفسيره (ج 18، ص 278)، قال: إن
السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري. وذلك أنه لما بلغه قول النبي (صلى الله عليه وسلم) في علي (رضي الله عنه): " من كنت مولاه فعلي
مولاه ". ركب ناقته، فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح، ثم قال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله
وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأن نصلي خمسا فقبلناه منك، ونزكي أموالنا فقبلناه منك، وأن نصوم شهر
رمضان في كل عام فقبلناه منك، وأن نحج فقبلناه منك، ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا! أفهذا
شيء منك أم من الله؟! فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " والله الذي لا إله إلا هو ما هو إلا من الله "، فولى الحارث وهو يقول: اللهم
إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فوالله ما وصل إلى ناقته حتى
رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله، فنزلت: (سأل سائل بعذاب واقع) الآية.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2 ص 286).
ورواه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 24).
248

ولذي القربى واليتامى والمسكين وابن السبيل) [الآية: 41].
362. ابن مردويه، عن علي قال: قلت يا رسول الله، ألا توليني ما خصنا الله به من
الخمس، فولانيه. (1)
363. ابن مردويه، عن زيد بن أرقم قال: آل محمد (صلى الله عليه وسلم) الذين أعطوا الخمس؛ آل علي،
وآل العباس، وآل جعفر، وآل عقيل. (2)
26 / قوله تعالى: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) [الآية: 62].
364. ابن مردويه، أخبرنا محمد بن علي بن دحيم، أخبرنا أحمد بن حازم، أخبرنا
إبراهيم بن إسحاق الصيني، أخبرنا عمرو بن أبي المقدام - وهو عمرو بن
ثابت - عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء - خادم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - أنه قال: سمعت رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يقول:

1. الدر المنثور، ج 3 ص 187، قال: أخرج ابن أبي شيبة، وابن مردويه عن علي....
2. نفس المصدر، ج 3، ص 186.
روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 218)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر
الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري قال: حدثني محمد بن سهل، حدثنا عمرو بن عبد الجبار بن عمرو،
حدثني أبي، عن علي بن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن
الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب في قول الله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من شئ) الآية. قال: لنا
خاصة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيبا، كرامة أكرم الله تعالى نبيه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي
المسلمين.
[قال الحاكم:] وأخبرنا أبو عبد الله السفياني قراءة، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله بن عبيد الله بن
العباس، عن عكرمة، عن فاطمة (عليها السلام) قالت: لما اجتمع علي والعباس وفاطمة وأسامة بن زيد عند النبي (صلى الله عليه وآله)
فقال: " سلوني "، فقال العباس: أسألك كذا وكذا من المال، قال: " هو لك ". وقالت فاطمة: أسألك مثل ما سأل
عمي العباس، فقال: " هو لك ". وقال أسامة: أسألك أن ترد علي أرض كذا وكذا، أرضا كان له انتزعه منه،
فقال: " هو لك ". فقال لعلي: " سل "، فقال: أسألك الخمس، فقال: " هو لك "، فأنزل الله تعالى: (واعلموا أنما
غنمتم من شئ فأن لله خمسه) الآية. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " قد نزلت في الخمس كذا وكذا ". فقال علي: فذاك
أوجب لحقي. فأخرج الرمح الصحيح والرمح المنكسر، والبيضة الصحيحة والبيضة المكسورة، فأخذ رسول
الله أربعة أخماس وترك في يده خمسا.
249

" رأيت ليلة أسري [بي] إلى السماء على ساق العرش مكتوبا: لا إله إلا الله
محمد رسول الله صفوتي من خلقي، أيدته بعلي ونصرته به ". (1)
27 / قوله تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله إن الله
بكل شئ عليم) [الآية: 75].
365. ابن مردويه، قيل: ذلك علي (عليه السلام)؛ لأنه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم. (2)
366. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آخى بين المسلمين من
المهاجرين والأنصار. فآخى بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن
حارثة، وبين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء، وبين الزبير بن العوام
وعبد الله بن مسعود، وبين أبي بكر الصديق وطلحة بن عبيد الله، وبين
عبد الرحمان بن عوف وسعد بن الربيع، وقال لسائر أصحابه: " تآخوا، وهذا
أخي علي بن أبي طالب "، قال: فأقام المسلمون على ذلك حتى نزلت
سورة الأنفال، وكان مما شدد الله به. (3)

1. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 12.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 419، ح 926)، قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن
سليمان العوفي النصيبي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المهري، أنبأنا خالد بن أبي عمرو الأسدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: مكتوب على
العرش: لا إله إلا الله وحدي لا شريك لي، ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي، وذلك قوله في كتابه: (هو الذي
أيدك بنصره وبالمؤمنين) علي وحده.
وعن ابن عساكر رواه السيوطي في ذيل الآية من تفسيره الدر المنثور (ج 3، ص 199).
2. كشف الغمة، ج 1، ص 322.
3. الدر المنثور، ج 3، ص 205.
قلت: وقد احتج أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بهذه الآية في كتاب له إلى معاوية بن أبي سفيان. قال (عليه السلام):... وأنى
يكون ذلك! ومنا النبي ومنكم المكذب، ومنا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف، ومنا سيدا شباب أهل الجنة ومنكم
صبية النار، ومنا خير نساء العالمين ومنكم حمالة الحطب، في كثير مما لنا وعليكم.
فإسلامنا قد سمع، وجاهليتنا لا تدفع، وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا، وهو قوله سبحانه وتعالى: (وأولوا
الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله) [الأنفال، 75]، وقوله تعالى: (إن أولى الناس بإبراهيم للذين
اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين) [آل عمران، 68]، فنحن مرة أولى بالقرابة، وتارة
أولى بالطاعة.
250

سورة التوبة
28 / قوله تعالى: (وأذن من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن
الله برئ من المشركين ورسوله) [الآية: 3].
367. ابن مردويه، عن أنس (رضي الله عنه) قال: بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ببراءة مع أبي بكر (رضي الله عنه)، ثم دعاه
فقال: " لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي "، فدعا عليا، فأعطاه
إياه. (1)
368. ابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه): إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث أبا بكر (رضي الله عنه)
ببراءة إلى أهل مكة، ثم بعث عليا (رضي الله عنه) على أثره فأخذها منه، فكان
أبا بكر (رضي الله عنه) وجد في نفسه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " يا أبا بكر، إنه لا يؤدي عني إلا أنا
أو رجل مني ". (2)

1. الدر المنثور، ج 3، ص 209، وقال فيه: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والترمذي وحسنه، وأبو الشيخ، وابن
مردويه عن أنس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 2، ص 334).
قلت: وقد روى المفسرون وأصحاب الصحاح والسنن أحاديث إبلاغ سورة براءة بطرق كثيرة وبألفاظ مختلفة،
ذكر العلامة المرعشي ثبتا بما وقف عليه من تلك المصادر في ملحقات الإحقاق (ج 3، ص 427؛ و ج 14،
ص 644؛ و ج 20، ص 62).
2. الدر المنثور، ج 3، ص 209.
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 2، ص 334).
251

369. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي (صلى الله عليه وسلم)
دعا أبا بكر (رضي الله عنه) ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني فقال لي: " أدرك أبا بكر
فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه "، ورجع أبو بكر (رضي الله عنه)، فقال: يا رسول الله،
نزل في شيء؟ قال: " لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا
أنت أو رجل منك ". (1)
370. ابن مردويه، عن أبي رافع (رضي الله عنه) قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر ببراءة إلى
الموسم، فأتى جبريل (عليه السلام) فقال: " إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك "،
فبعث عليا (رضي الله عنه) على أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة، فأخذها فقرأها على
الناس في الموسم. (2)
371. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر يؤدي
عنه براءة، فلما أرسله بعث إلى علي (رضي الله عنه) فقال: " يا علي، إنه لا يؤدي عني
إلا أنا أو أنت "، فحمله على ناقته العضباء، فسار حتى لحق بأبي بكر (رضي الله عنه)
فأخذ منه براءة، فأتى أبو بكر النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون
قد أنزل فيه شيء، فلما أتاه قال: مالي يا رسول الله؟ قال: " خير، أنت أخي
وصاحبي في الغار، وأنت معي على الحوض، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو
رجل مني ". (3)
372. ابن مردويه، عن جابر (رضي الله عنه): أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث أبا بكر على الحج، ثم أرسل
عليا (رضي الله عنه) ببراءة، فقرأها على الناس في موقف الحج حتى ختمها. (4)

1. الدر المنثور، ج 3، ص 209، قال فيه: أخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند، وأبو الشيخ، وابن
مردويه، عن علي....
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 2، ص 422).
2. الدر المنثور، ج 3، ص 210.
3. المصدر السابق، ص 209، قال فيه: أخرج ابن حبان، وابن مردويه، عن أبي سعيد....
4. المصدر السابق، ص 210، قال فيه: أخرج إسحاق بن راهويه، والدارمي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن
حبان، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن جابر....
252

373. ابن مردويه، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استعمل أبا بكر
على الحج، ثم أرسل عليا (رضي الله عنه) ببراءة على أثره، ثم حج النبي (صلى الله عليه وسلم) العام
المقبل، ثم خرج فتوفي.... (1)
374. ابن مردويه، عن ابن عباس: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث أبا بكر (رضي الله عنه) وأمره أن ينادي
بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا (رضي الله عنه) وأمره أن ينادي بها، فانطلقا فحجا، فقام
علي (رضي الله عنه) في أيام التشريق فنادى: " إن الله بريء من المشركين ورسوله،
فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن
بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن "، فكان علي (رضي الله عنه) ينادي بها. (2)
375. ابن مردويه، عن زيد بن يثيع (رضي الله عنه) قال: سألنا عليا (رضي الله عنه): بأي شيء بعثت مع أبي
بكر في الحج؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف
بالبيت عريان، ولا يجتمع مؤمن وكافر بالمسجد الحرام بعد عامه هذا، ومن
كان بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله
أربعة أشهر. (3)
376. ابن مردويه، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: كنت مع علي (رضي الله عنه) حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
بعث عليا (رضي الله عنه) بأربع: لا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع المسلمون
والمشركون بعد عامهم، ومن كان بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد فهو إلى

1. نفس المصدر، ص 209.
2. نفس المصدر، ص 210، قال فيه: أخرج الترمذي وحسنه، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه،
والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس....
3. نفس المصدر، ص 210، قال فيه: أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة، وأحمد والترمذي وصححه، وابن
المنذر، والنحاس والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن زيد بن يثيغ....
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 2، ص 422).
253

عهده، وأن الله بريء من المشركين. (1)
377. ابن مردويه، عن أبي هريرة قال: كنت مع علي (رضي الله عنه) حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى
أهل مكة ببراءة، فكنا ننادي: إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ولا يطوف بالبيت
عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد فإن أمره أو أجله إلى أربعة
أشهر، فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله،
ولا يحج هذا البيت بعد العام مشرك. (2)
378. ابن مردويه، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: بعثني أبو بكر (رضي الله عنه) في تلك الحجة في
مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد هذا العام مشرك،
ولا يطوف بالبيت عريان. ثم أردف النبي (صلى الله عليه وسلم) بعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فأمره أن
يؤذن ببراءة، فأذن معنا علي (رضي الله عنه) في أهل منى يوم النحر ببراءة: أن لا يحج
بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. (3)
29 / قوله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل
مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلوة وآتوا الزكوة فخلوا
سبيلهم إن الله غفور رحيم) [الآية: 5].
379. ابن مردويه، أخبرنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا
عبيد الله بن موسى، حدثنا طلحة بن جبير، عن عبد المطلب بن عبد الله، عن
مصعب بن عبد الرحمان بن عوف، عن أبيه عبد الرحمان، قال: لما افتتح

1. نفس المصدر، ص 209، قال فيه: أخرج أحمد، والنسائي، وابن المنذر، وابن مردويه، عن أبي هريرة....
2. نفس المصدر.
3. نفس المصدر، ج 3، ص 210، قال فيه: أخرج البخاري، ومسلم، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في
الدلائل، عن أبي هريرة....
ورواه ابن مردويه من طريق شعيب كما في فتح الباري (ج 7، ص 317).
254

رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة انصرف إلى الطائف، فحاصرهم سبع عشرة، أو ثماني
عشرة، فلم يفتحها، ثم أوغل غدوة، أو روحة، ثم نزل فهجر، فقال: " أيها
الناس إني لكم فرط، وأوصيكم بعترتي خيرا، وإن موعدكم الحوض، والذي
نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو
كنفسي، فليضربن أعناق مقاتليكم، وليسبين ذراريكم ".
قال: فرأى الناس أبا بكر وعمر، فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: " هو هذا ".
قال: فقلت: ما حمل عبد الرحمان بن عوف على ما فعل؟ قال: من ذاك أعجب (1)!
30 / قوله تعالى: (وإن نكثوا أيمنهم منم بعد عهدهم وطعنوا في دينكم
فقتلوا أئمة الكفر إنهم لآ أيمن لهم لعلهم ينتهون)
[الآية: 12].
380. ابن مردويه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: والله، ما قوتل أهل هذه الآية منذ
أنزلت: (وإن نكثوا أيمنهم منم بعد عهدهم) الآية. (2)

1. الأربعون حديثا، ص 25، قال منتجب الدين: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أبي الطيب العباس بن علي بن
الحسن الرستمي بإصبهان، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمان محمد الزكواني، أخبرنا أحمد بن موسى
ابن مردويه الحافظ....
ورواه السيوطي في ذيل الآية من تفسيره الدر المنثور (ج 3، ص 213)، قال: أخرج الحاكم وصححه عن
مصعب بن عبد الرحمان، عن أبيه (رضي الله عنه) قال: افتتح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة، ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو
سبعة، ثم ارتحل غدوة وروحة، ثم نزل، ثم هجر، ثم قال: " يا أيها الناس إني لكم فرط، وإني أوصيكم بعترتي
خيرا، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا مني أو
كنفسي، فليضربن أعناق مقاتلهم، وليسبين ذراريهم ". فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر - رضي الله عنهما -
فأخذ بيد علي (رضي الله عنه) فقال: " هذا ".
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 134).
2. الدر المنثور، ج 3، ص 215.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 209، ح 280)، قال: حدثنا محمد بن الفضل، عن هشام
ابن بكير الطويل، عن أبي إسحاق، عن أبي عثمان النهدي قال: رأيت عليا يوم الجمل وتلا هذه الآية: (وإن
نكثوا أيمنهم منم بعد عهدهم) فحلف علي بالله ما قوتل أهل هذه الآية منذ أنزلت إلا اليوم.
255

381. ابن مردويه، عن حذيفة (رضي الله عنه) أنهم ذكروا عنده هذه الآية، فقال: ما قوتل أهل
هذه الآية بعد. (1)
31 / قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحآج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن
بالله واليوم الأخر وجهد في سبيل الله لا يستوون عند
الله والله لا يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا
وهاجروا وجهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم
درجة عند الله وأولئك هم الفائزون) [الآيات: 19 - 20].
382. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) في الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب
والعباس - رضي الله عنهما -. (2)
383. ابن مردويه، عن الشعبي (رضي الله عنه) قال: كانت بين علي والعباس - رضي الله عنهما -
منازعة، فقال العباس لعلي (رضي الله عنه): أنا عم النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنت ابن عمه، وإلي سقاية
الحاج وعمارة المسجد الحرام، فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحآج) الآية. (3)

1. الدر المنثور، ج 3، ص 214، قال: أخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن
حذيفة (رضي الله عنه)....
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 210، ح 282)، قال: وبه [أي: وبإسناد الحديث 281
وهو: أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن سلمة، أخبرنا مطين، عن عباد بن
يعقوب] أخبرنا علي بن عابس، عن حبيب بن حسان، عن زيد بن وهب، قال: سمعت حذيفة يقول: والله،
ما قوتل أهل هذه الآية: (وإن نكثوا - إلى قوله - فقتلوا أئمة الكفر).
2. الدر المنثور، ج 3 ص 218.
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 2، ص 349)، وأرجح المطالب (ص 64).
3. الدر المنثور، ج 3 ص 218.
روى الواحدي في أسباب النزول (ص 164)، قال: وقال الحسن والشعبي والقرظي: نزلت الآية في علي
والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإلي ثياب بيته،
وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال علي: " ما أدري ما تقولان! لقد صليت ستة أشهر قبل
الناس، وأنا صاحب الجهاد "، فأنزل الله هذه الآية.
256

384. ابن مردويه، عن عبد الله بن عبيدة (رضي الله عنه) قال: قال علي (رضي الله عنه) للعباس لو هاجرت
إلى المدينة، قال: أو لست في أفضل من الهجرة؟! ألست أسقي الحاج،
وأعمر المسجد الحرام، فنزلت هذه الآية يعني قوله: (أعظم درجة) قال:
فجعل الله للمدينة فضل درجة على مكة. (1)
32 / قوله تعالى: (والسابقون الأولون) [الآية: 100].
385. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: (والسابقون الأولون) علي وسلمان. (2)
386. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: (والسابقون الأولون) قال: سبق
يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسبق علي بن
أبي طالب إلى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم). (3)

1. الدر المنثور، ج 3، ص 218. قال فيه: أخرج ابن أبي شيبة، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن عبد الله
ابن عبيدة (رضي الله عنه)....
ورواه الواحدي في أسباب النزول (ص 164). قال: وقال ابن سيرين ومرة الهمداني: قال علي للعباس: ألا
تهاجر، ألا تلحق بالنبي (صلى الله عليه وسلم)؟ فقال: ألست في أفضل من الهجرة؟ ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد
الحرام؟ فنزلت هذه الآية: (أجعلتم سقاية الحآج).
2. در بحر المناقب، ص 94.
روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 254، ح 342). قال: أخبرنا أبو يحيى ابن زكريا بن
محمد بقراءتي عليه في الجامع من أصله العتيق، أخبرنا يوسف بن أحمد العطار بمكة، أخبرنا أبو جعفر محمد
ابن عمرو الحافظ، أخبرنا محمد بن عبدوس بن كامل، أخبرنا إسماعيل بن موسى، أخبرنا الحسن بن علي
الهمداني، عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمان بن عوف، في قوله تعالى: (والسابقون الأولون)
قال: هم ستة من قريش، أولهم إسلاما علي بن أبي طالب.
3. أرجح المطالب، ص 74.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 102). قال: روى الطبراني، عن ابن عباس قال: السبق ثلاثة:
السابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد علي بن أبي
طالب (رضي الله عنه).
257

33 / قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين)
[الآية: 119].
387. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: مع علي بن أبي طالب. (1)
388. ابن مردويه، عن أبي جعفر قال: مع علي. (2)
389. ابن مردويه، عن ابن عباس: كونوا مع علي؛ لأنه سيد الصادقين. (3)
390. ابن مردويه، عن ابن عباس: كونوا مع علي وأصحابه. (4)

1. الدر المنثور، ج 3، ص 290.
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 159) ومفتاح النجا (ص 40) وروح المعاني (ج 11، ص 41)
وفتح القدير (ج 2، ص 414) وكشف الغمة (ج 1، ص 315) وكشف اليقين (ص 364).
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 280، ح 273)، قال: وأنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار
الهمداني إجازة، أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن أحمد بن
علي بن مخلد، أخبرنا محمد بن عثمان، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا محمد بن مروان، عن
محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس [في قوله تعالى:] (اتقوا الله وكونوا مع الصدقين) قال:
هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
2. أرجح المطالب، ص 60.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 421، ح 930)، قال:
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو العباس بن عقدة،
أنبأنا يعقوب بن يوسف بن زياد، أنبأنا حسين بن حماد، عن أبيه، عن جابر عن أبي جعفر في قوله [تعالى]:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين) قال: مع علي بن أبي طالب.
3. أرجح المطالب، ص 45، و 101.
ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 25)، قال: قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصدقين) قال علماء السير معناه: كونوا مع علي (عليه السلام) وأهل بيته.
قال ابن عباس: علي (عليه السلام) سيد الصادقين.
4. مناقب مرتضوي، ص 42.
258

سورة يونس
34 / قوله تعالى: (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) [الآية: 2].
391. ابن مردويه، عن جابر قال: نزلت هذه الآية في ولاية علي بن أبي طالب. (1)

1. توضيح الدلائل، ص 159.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 83) وكشف الغمة (ج 1، ص 322) وكشف اليقين (ص 391).
قال الزمخشري في تفسيره الكشاف (ج 2، ص 224): قوله تعالى: (قدم صدق عند ربهم) أي: سابقة وفضلا
ومنزلة رفيعة. فإن قلت: لم سميت السابقة قدما؟ قلت: لما كان السعي والسبق بالقدم، سميت المسعاة الجميلة
والسابقة: قدما، كما سميت النعمة يدا؛ لأنها تعطى باليد، وباعا؛ لأن صاحبها يبوع بها فقيل: لفلان قدم في
الخير، وإضافته إلى صدق، دلالة على زيادة فضل، وأنه من السوابق العظيمة.
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 74، ح 113)، قال: حدثونا عن القاضي أبي الحسين
قالوا: حدثنا محمد بن عثمان بن الحسن بن عبد الله النصيبي ببغداد، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح
السبيعي بحلب، حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن مخلد الدهان ببغداد، وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن
الحسن الجصاص بالكوفة قالا: حدثنا الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري، حدثنا أبو عبد الله حسن بن حسين
الأنصاري العابد، حدثنا أبو علي العرني، حدثنا حبان بن علي العنزي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن
عباس قال: مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلي وأهل بيته من سورة البقرة: (وبشر الذين...)
الآية، نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.
وروى مثل هذا الحبري في تفسيره (ص 235، ح 4).
259

سورة هود
35 / قوله تعالى: (ويؤت كل ذي فضل فضله) [الآية: 3].
392. ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: إن المعني به علي بن أبي طالب. (1)
393. ابن مردويه، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: هو علي. (2)
394. ابن مردويه، عن موسى الكاظم (عليه السلام) قال: نزلت في علي. (3)
36 / قوله تعالى: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن
يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جآء معه ملك إنمآ أنت نذير
والله على كل شئ وكيل) [الآية: 12].
395. ابن مردويه، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: سبب نزول هذه الآية أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ذات يوم، فقال لعلي (عليه السلام): " يا علي، إني سألت الله الليلة
بأن يجعلك وزيري ففعل، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل، وسألته أن
يجعلك خليفتي في أمتي ففعل "، فقال رجل من أصحابه المنافقين: " والله،
لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه. ألا سأله ملكا
يعضده، أو مالا يستعين به على ما فيه، ووالله ما دعا ربه إلى حق أو باطل

1. تأويل الآيات الظاهرة، ج 1، ص 223.
2. أرجح المطالب، ص 86.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 317).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 271، ح 367)، قال: في كتاب فهم القرآن: عن الإمام
جعفر بن محمد في قوله تعالى: (ويؤت كل ذي فضل فضله) قال: قال الباقر: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
3. در بحر المناقب، ص 94.
260

إلا أجابه "، فأنزل الله على رسوله: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك
وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جآء معه ملك إنمآ
أنت نذير والله على كل شئ وكيل). (1)
37 / قوله تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) [الآية: 17].
396. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بينة من ربه، وأنا شاهد
منه. (2)

1. مناقب مرتضوي، ص 57. قال: في تفسير علي بن إبراهيم، وعلي بن عيسى، والفخر الرازي، ومناقب ابن
مردويه، عن جعفر الصادق (عليه السلام)....
قلت: أورد مؤلف الكتاب نص الحديث بالفارسية، ونقلناه - كما أشار إليه - عن تفسير علي بن إبراهيم (ج 1، ص
324)، ومن أراد الاطمئنان فقد دللته على الكتابين.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 272)، قال: قرأت في التفسير العتيق الذي عندي:
حدثنا محمد بن سهل أبو عبد الله الكوفي، عن عثمان بن يزيد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني سألت ربي مؤاخاة علي ومودته، فأعطاني ذلك ربي، فقال رجل من قريش: والله،
لصاع من تمر أحب إلينا مما سأل محمد ربه، أفلا سأل ملكا يعضده، أو ملكا يستعين به على عدوه، فبلغ ذلك
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فشق عليه ذلك فأنزل الله تعالى عليه: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق بهى
صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جآء معه ملك إنمآ أنت نذير والله على كل شئ وكيل). ورواه
أبو الجارود، عن أبي جعفر مثله. [وقال الحاكم الحسكاني:] حدثنا أبو الفضل علي بن الحسين الحافظ، عن
القاضي أبي الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي، وقال: حدثني أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح
السبيعي، عن علي بن جعفر بن موسى، عن جندل بن والق، عن محمد بن عمر، عن عبادة، عن جعفر بن
عبادة، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " سألت ربي خلاص قلب علي وموازرته ومرافقته فأعطيت ذلك "، فقال
رجل من قريش: لو سأل محمد ربه شيئا فيه صاع من تمر كان خيرا له مما سأله! فبلغ ذلك النبي فشق عليه،
فأنزل الله تعالى: (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك).
2. الدر المنثور، ج 3، ص 324.
ورواه ابن مردويه على ما رواه السيوطي في مسند علي بن أبي طالب (ج 1، ص 202).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 420، ح 928)، قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو بكر [محمد بن عبد الله بن
محمد بن زكريا] الجوزقي، أنبأنا عمر بن الحسن بن علي، أنبأنا أحمد بن الحسن الحرار، أنبأنا أبي، أنبأنا
حصين بن مخارق، عن ضمرة، عن عطاء، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بينة
من ربه، وأنا شاهد منه.
وروى ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 25)، قال: قوله تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه
شاهد منه) ذكر الثعلبي في تفسيره، عن ابن عباس أنه علي (عليه السلام). ومعنى (ويتلوه شاهد منه) أنه أقرب الناس
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
261

397. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أفمن كان على بينة من
ربه) أنا (ويتلوه شاهد منه) قال: علي. (1)
398. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من
القرآن، فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود: (أفمن كان
على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه). رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بينة من ربه،
وأنا شاهد منه. (2)
399. ابن مردويه، عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: سمعت عليا يقول وهو على
المنبر: ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية أو آيتان. فقال رجل
ممن تحته: فما نزل فيك أنت؟ فغضب ثم قال: أما إنك لو لم تسألني على
رؤوس الأشهاد ما حدثتك، ويحك! هل تقرأ سورة هود، ثم قرأ: (أفمن
كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بينة من ربه،
وأنا شاهد منه. (3)

1. الدر المنثور، ج 3، ص 324.
ورواه ابن مردويه كما في روح المعاني (ج 12، ص 25).
2. الدر المنثور، ج 3، ص 324، قال فيه: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة، عن
علي....
ورواه ابن مردويه كما في مسند علي بن أبي طالب (ج 1، ص 202) وروح المعاني (ج 12، ص 25).
ورواه الطبري في تفسيره (ج 12، ص 11)، قال: حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: حدثنا رزيق بن
مرزوق، قال: حدثنا صباح الفراء، عن جابر، عن عبد الله بن يحيى، قال: قال علي (رضي الله عنه): ما من رجل من قريش
إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان، فقال له رجل: فأنت فأي شيء نزل فيك؟ فقال علي: أما تقرأ الآية التي نزلت
في هود: (ويتلوه شاهد منه).
3. مفتاح النجا، ص 40.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 102).
262

400. ابن مردويه، عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: بينا أنا وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه)
في الرحبة إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية: (أفمن كان على بينة من
ربه ويتلوه شاهد منه)، فقال: ما من رجل من قريش جرت عليه
المواسي إلا قد نزلت فيه طائفة من القرآن، والله والله، لأن تكونوا تعلمون ما
سبق لنا على لسان النبي (صلى الله عليه وسلم) أحب إلي من أن يكون لي ملء هذه الرحبة
ذهبا وفضة، والله إن مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح، وإن
مثلنا في هذه الآية كمثل باب حطة في بني إسرائيل. (1)

1. مسند علي بن أبي طالب، ج 1، ص 426.
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 160) وليس فيه: " فقال: ما من رجل من قريش جرت عليه
المواسي الا وقد نزلت فيه طائفة من القرآن ". وفيه: " ما سبق لنا أهل البيت على لسان النبي ".
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 2، ص 434)، وفيه: (ما سبق لنا أهل البيت على لسان النبي).
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 270، ح 318)، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي
ابن محمد البيع مكاتبة، حدثنا أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدثنا أبو العباس ابن عقدة الحافظ، حدثنا
يحيى بن زكريا، حدثنا علي بن يوسف بن عمير، حدثنا أبي، قال: أخبرني الوليد بن المسيب، عن أبيه، عن
المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا يقول: ما نزلت آية في كتاب الله - جل وعز - إلا وقد
علمت متى نزلت؟ وفيم أنزلت؟ وما من قريش رجل إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى جنة أو نار.
فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين فما نزلت فيك؟ فقال: لولا أنك سألتني على رؤسي الملأ ما حدثتك، أما
تقرأ: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه)؟ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه، وأنا الشاهد منه
أتلوه وأتبعه. والله، لأن تعلمون ما خصنا الله عز وجل به أهل البيت أحب إلي مما على الأرض من ذهبة حمراء أو
فضة بيضاء.
263

سورة يوسف
38 / قوله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني) [الآية: 108].
401. ابن مردويه، عن أبي جعفر (عليه السلام): (أنا ومن اتبعني) علي بن أبي طالب وآل
محمد. (1)
402. ابن مردويه، عن موسى الكاظم (عليه السلام): (أنا ومن اتبعني) هو علي بن
أبي طالب. (2)

1. كشف الغمة، ج 1، ص 317.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 285)، قال: فرات، عن إسماعيل بن إبراهيم، ومحمد بن
الحسين بن خطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن نجم، عن أبي جعفر قال: سألته
عن قول الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)؟ قال: (ومن اتبعني)
علي بن أبي طالب.
[وقال الحاكم:] أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد الحسني بن علي بن يزيد الجعفري قال: حدثني سعيد بن
الحسن بن مالك، عن بكار، عن إسماعيل بن أمية بن غورك [كذا] عن عبد الحميد، عن أبي جعفر قال: لا نالتني
شفاعة جدي إن لم يكن هذه الآية نزلت في علي خاصة (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا
ومن اتبعني وسبحن الله ومآ أنا من المشركين) لفظا واحدا.
2. در بحر المناقب، ص 94.
264

سورة الرعد
39 / قوله تعالى: (وفي الأرض قطع متجاورات وجنت من أعناب وزرع
ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بمآء وحد) [الآية: 4].
403. ابن مردويه، عن جابر: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " يا علي، الناس من شجر
شتى، وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة "، ثم قرأ النبي (صلى الله عليه وسلم): (وجنت من
أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان). (1)
404. ابن مردويه، عن ابن عباس، أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: " الناس من شجر شتى،
وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة "، ثم قرأ (صلى الله عليه وسلم): (وفي الأرض قطع
متجاورات) حتى بلغ: (يسقى بمآء وحد). (2)
40 / قوله تعالى: (إنمآ أنت منذر ولكل قوم هاد) [الآية: 7].
405. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: لما نزلت (إنمآ أنت منذر ولكل قوم

1. الدر المنثور، ج 4، ص 44، قال فيه: أخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه، عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)....
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 161) ومفتاح النجا (ص 40) وأرجح المطالب (ص 457)
وكشف الغمة (ج 1، ص 316) وكشف اليقين (ص 369).
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 2، ص 241)، قال: أخبرني الحسين بن علي التميمي، حدثنا
أبو العباس أحمد بن محمد، حدثنا هارون بن حاتم، أنبأنا عبد الرحمان بن أبي حماد، حدثني إسحاق بن
يوسف، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي: " يا
علي، الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة "، ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (وجنت من أعناب وزرع
ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بمآء وحد) هذا صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 11، ص 608، ح 32944).
2. توضيح الدلائل، ص 123.
265

هاد) وضع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده على صدره فقال: " أنا المنذر - وأومأ بيده إلى
منكب علي (رضي الله عنه) فقال -: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من
بعدي ". (1)
406. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أنا المنذر وعلي
هادي - وأشار بيده إلى علي وقال -: بك يهتدي المهتدون ". (2)
407. ابن مردويه، عن أبي برزة الأسلمي (رضي الله عنه): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " (إنمآ
أنت منذر) - ووضع يده على صدر نفسه، ثم وضعها على صدر علي
ويقول: (لكل قوم هاد) ". (3)
408. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) في الآية، قال: " رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المنذر، والهادي
علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ". (4)

1. الدر المنثور، ج 4، ص 45، قال فيه: أخرج ابن جرير، وابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة، والديلمي، وابن
عساكر، وابن النجار، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 39) وأرجح المطالب (ص 58) وروح المعاني (ج 13، ص 97) وفتح
القدير (ج 3، ص 70) وكشف الغمة (ج 1، ص 315).
ورواه الطبري في تفسيره (ج 3، ص 72)، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا الحسن بن الحسين
الأنصاري، قال: حدثنا معاذ بن مسلم، حدثنا الهروي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس قال: لما نزلت: (إنمآ أنت منذر ولكل قوم هاد) وضع (صلى الله عليه وسلم) يده على صدره فقال: " أنا المنذر (ولكل قوم
هاد) - وأومأ بيده إلى منكب علي فقال -: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون بعدي ".
ورواه فخر الدين الرازي في تفسيره (ج 9، ص 14) وابن كثير في تفسيره (ج 4، ص 70).
2. أرجح المطالب، ص 57.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 416، ح 923)، قال:
وأخبرناه أبو طالب، أنبأنا أبو الحسن، أنبأنا أبو محمد، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنبأنا أبو العباس الفضل بن
يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفي، أنبأنا الحسن بن الحسين الأنصاري في هذا المسجد - وهو مسجد حبة
العرني - أنبأنا معاذ بن مسلم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما نزلت: (إنمآ
أنت منذر ولكل قوم هاد) قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " أنا المنذر، وعلي الهادي، بك يا علي، يهتدي المهتدون ".
3. الدر المنثور، ج 4، ص 45.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 57) وفتح القدير (ج 3، ص 70).
4. الدر المنثور، ج 4، ص 45.
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 160).
266

409. ابن مردويه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: " رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المنذر، وأنا
الهادي ". وفي لفظ: " والهادي رجل من بني هاشم "، يعني: نفسه. (1)
41 / قوله تعالى: (أفمن يعلم أنمآ أنزل إليك من ربك الحق) [الآية: 19].
410. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: (أفمن يعلم أنمآ أنزل إليك من ربك الحق)
هو علي بن أبي طالب. (2)
411. ابن مردويه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: هو علي. (3)
42 / قوله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله
تطمئن القلوب) [الآية: 28].
412. ابن مردويه، عن علي، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما نزلت هذه الآية: (ألا بذكر الله
تطمئن القلوب) قال: " ذاك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي

1. الدر المنثور، ج 4، ص 45، وقال فيه: أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن أبي حاتم، والطبراني
في الأوسط، والحاكم وصححه، وابن مردويه، وابن عساكر، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)....
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 416، ح 922)، قال:
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمان، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد
ابن الأعرابي، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمان بن محمد بن منصور المحاربي، أنبأنا حسين بن علي الأشقر، أنبأنا
منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد بن عبد الله، عن علي، قال في قوله تعالى: (إنمآ
أنت منذر ولكل قوم هاد) قال علي: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المنذر، وأنا الهاد وقال (في ح 920): أخبرنا أبو علي بن
السبط، أنبأنا أبو محمد الجوهري حيلولة: وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، قالا:
أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد الله بن أحمد، حدثني عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا مطلب بن زياد [عن السدي]
عن عبد خير، عن علي في قوله: (إنمآ أنت منذر ولكل قوم هاد) قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المنذر، والهادي رجل من
بني هاشم.
2. تأويل الآيات الظاهرة، ج 1، ص 231.
3. كشف الغمة، ج 1، ص 317.
267

صادقا غير كاذب ". (1)
413. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما نزلت هذه الآية: (ألا بذكر الله
تطمئن القلوب) قال: " ذاك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي
صادقا غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا، ألا بذكر الله يتحابون ". (2)
43 / قوله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب) [الآية: 29].
414. ابن مردويه، عن محمد بن سيرين قال: [طوبى] هي شجرة في الجنة أصلها في
حجرة علي، وليس في الجنة إلا وفيها غصن من أغصانها. (3)
44 / قوله تعالى: (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيد ما
بيني وبينكم ومن عنده علم الكتب) [الآية: 43].
415. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن عنده علم الكتب) قال:
هو علي بن أبي طالب. (4)
416. ابن مردويه، عن أبي جعفر في قوله تعالى: (ومن عنده علم الكتب) قال:
علي بن أبي طالب. (5)

1. أرجح المطالب، ص 87.
2. الدر المنثور، ج 4، ص 58.
3. توضيح الدلائل، ص 145.
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 40) وأرجح المطالب (ص 83) وكشف الغمة (ج 1، ص 323)
وكشف اليقين (ص 394).
ورواه القرطبي في تفسيره (ج 9، ص 317)، قال: وقال ابن عباس: " طوبى " شجرة في الجنة أصلها في دار
علي، وفي دار كل مؤمن غصن.
ورواه السيوطي في الدر المنثور (ج 4، ص 59)، قال: أخرج ابن أبي حاتم، عن ابن سيرين (رضي الله عنه) قال: شجرة في
الجنة أصلها في حجرة علي، وليس في الجنة حجرة إلا ومنها غصن من أغصانها.
4. مفتاح النجا، ص 40.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 324).
5. توضيح الدلائل، ص 161. ف
روى القرطبي في تفسيره (ج 9، ص 236)، قال: وقال عبد الله بن عطاء: قلت لأبي جعفر بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -: زعموا أن الذي عنده علم الكتاب " عبد الله بن سلام "، فقال: إنما ذلك
علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). وكذلك قال محمد بن الحنفية.
قال: وذكر الثعلبي: وكيف يكون عبد الله بن سلام وهذه السورة مكية؟ وابن سلام ما أسلم إلا بالمدينة؟!
268

سورة إبراهيم
45 / قوله تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها
ثابت وفرعها في السمآء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرن) [الآية: 24 - 25].
417. ابن مردويه، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن الحسين بن حفص،
حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن بشار الكندي، عن عمرو بن
إسماعيل الهمداني، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، وعن عاصم
ابن ضمرة عن علي مرفوعا: " مثلي مثل شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها،
والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورثتها، فأي شيء يخرج من الطيب إلا
الطيب! ". (1)

1. اللئالئ المصنوعة، ج 1، ص 379.
روى الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 160)، قال: حدثنا أبو بكر بن حيوية بن المؤمل الهمداني،
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أخبرنا عبد الرزاق بن همام، حدثني أبي، حدثني أبي، عن ميناء بن أبي
ميناء مولى عبد الرحمان بن عوف قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: " أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة
في جنة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة ".
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 311، ح 428)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي،
أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد البصري، قال: حدثني المغيرة بن محمد، قال: حدثني جابر بن
سلمة، قال: حدثني حسين بن حسن، عن عامر السراج، عن سلام الخثعمي قال: دخلت على أبي جعفر محمد
ابن علي (عليه السلام) فقلت: يا بن رسول الله، قول الله تعالى: (أصلها ثابت وفرعها في السمآء)؟ قال: يا سلام،
الشجرة محمد، والفرع علي أمير المؤمنين، والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن
الأئمة من ولد فاطمة، والورق شيعتنا ومحبونا أهل البيت، فإذا مات من شيعتنا رجل تناثر من الشجرة ورقة،
فإذا ولد لمحبينا مولود إخضر مكان تلك الورقة ورقة. فقلت: يا بن رسول الله، قول الله تعالى: (تؤتي أكلها كل
حين بإذن ربها) ما يعني؟ قال: يعني الأئمة، تفتي شيعتهم في الحلال والحرام في كل حج وعمرة.
وروى الحاكم الحسكاني بأسانيد مختلفة نحو هذا الحديث.
269

سورة الحجر
46 / قوله تعالى: (وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبو ب لكل باب
منهم جزء مقسوم) [الآية: 43 - 44].
418. ابن مردويه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لجهنم باب لا يدخل منه إلا
من أخفرني (1) في أهل بيتي، وأراق دماءهم من بعدي ". (2)
47 / قوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر
متقبلين) [الآية: 47].
419. ابن مردويه، عن زيد بن أرقم (رضي الله عنه) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " إني
مؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة - ثم قال لعلي -: أنت أخي
ورفيقي "، ثم تلا هذه الآية: (إخوانا على سرر متقبلين). (3)

1. أخفره: نقض عهده وغدر به.
2. الدر المنثور، ج 4، ص 100.
3. أرجح المطالب، ص 424.
روى السيوطي في الدر المنثور، (ج 4، ص 371)، قال: أخرج البغوي في معجمه والبارودي وابن قانع
والطبراني وابن عساكر عن زيد بن أبي أوفى - أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام) في حديث -: " أنت معي في قصري في
الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي - ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الآية -: (إخوانا على سرر متقبلين)،
الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض ".
270

420. ابن مردويه، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن موسى، أخبرنا الحسن
بن كثير، أخبرنا سليمان بن عقبة، أخبرنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن
أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام):
يا رسول الله، أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال: " فاطمة أحب إلي منك،
وأنت أعز علي منها، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وأن
عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء، وأني وأنت والحسن والحسين
وفاطمة وعقيلا وجعفرا في الجنة، إخوانا على سرر متقابلين، لا ينظر
أحدهم في قفا صاحبه ". (1)
421. ابن مردويه، عن الحسن البصري قال: قال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه):
فينا والله أهل بدر نزلت: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على
سرر متقبلين). (2)

1. مقتل الحسين، ص 68، قال فيه: أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله - فيما كتب إلي من
همدان -، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد الحداد - إذنا -، أخبرنا الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر
الطبراني، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني....
وروى النسائي شطر الحديث في خصائص الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (ص 260، ح 145)، قال: أخبرني
زكريا بن يحيى [السجزي] قال: حدثنا ابن أبي عمر [محمد بن يحيى العدني] قال: حدثنا سفيان [بن عيينة] عن
ابن أبي نجيح [عبد الله بن يسار] عن أبيه، عن رجل قال: سمعت عليا (رضي الله عنه) على المنبر بالكوفة يقول: خطبت إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطمة (عليها السلام) فزوجني فقلت: يا رسول الله أنا أحب إليك أم هي؟ قال: " هي أحب إلي منك، وأنت أعز
علي منها ".
ورواه ابن مردويه عن أبي هريرة كما في كشف الغمة (ج 1، ص 325).
2. الدر المنثور، ج 4، ص 101، قال فيه: أخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، عن
الحسن البصري....
271

سورة النحل
48 / قوله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم)
[الآية: 18].
422. ابن مردويه، حدثني محمد بن عبد الله بن الحسين، حدثنا علي بن الحسين بن
إسماعيل، حدثنا محمد بن الوليد العقيلي، حدثني إبراهيم بن عبد الله
الخوارزمي، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس
قال: استقبل النبي (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: " يا أبا الحسن، ما أول
نعمة أنعم الله عليك؟ "، قال: خلقني ذكرا ولم يخلقني أنثى. قال: " فما
الثانية؟ " قال: هداني لدينه وعرفني نفسه. قال: " فما الثالثة؟ " فقال: (وإن
تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، فقال النبي: " بخ بخ، يا أبا الحسن، حشيت
حكما وعلما، أدن اليتيم وآو الغريب وارحم المسكين، فإنه لا يبغضك من
العرب إلا دعي، ولا من الأنصار إلا يهودي، ولا من سائر الناس إلا
شقي ". (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 323، ح 330، قال: وبهذا الإسناد [أي إسناد الحديث 329 المتقدم في كتابه، قال:
أخبرني شهردار بن شيرويه الديلمي إجازة، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني، عن الشريف أبي
طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بإصبهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه
الأصبهاني].
ورواه الحاكم الحسكاني في ذيل الآية الكريمة من كتابه شواهد التنزيل (ج 1، ص 329، ح 455)، قال:
أخبرونا عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن الجراح المروزي، أخبرنا أبو رخاء محمد بن حمويه السبخي، أخبرنا
الحسن بن هارون الهمداني، أخبرنا عبد الله بن واقد الحراني، عن عثمان بن سعيد، عن مجاهد، عن ابن عباس،
قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في دار الندوة إذ قال لعلي: " أخبرني بأول نعم أنعمها [الله] عليك ". قال: أن خلقني
ذكرا ولم يخلقني أنثى. قال: " فالثانية "، قال: الإسلام. قال: " فالثالثة "، قال: فتلا علي هذه الآية: (وإن تعدوا
نعمة الله لا تحصوها)، فضرب النبي (صلى الله عليه وآله) بين كتفيه وقال: " لا يبغضك إلا منافق ".
272

49 / قوله تعالى: (وأقسموا بالله جهد أيمنهم لا يبعث الله من يموت)
[الآية: 38].
423. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) في قوله: (وأقسموا بالله جهد أيمنهم لا يبعث الله
من يموت)، قال: نزلت في. (1)
50 / قوله تعالى: (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شئ
وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي
هو ومن يأمر بالعدل وهو على صر ط مستقيم) [الآية: 76].
424. ابن مردويه، عن عطاء، عن أبي جعفر قال: علي بن أبي طالب يأمر بالعدل،
وهو على صراط مستقيم. (2)
51 / قوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآى ذي القربى)
[الآية: 90].
425. ابن مردويه: قوله عز وجل: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) فالعدل رسول الله،
والإحسان علي. (3)

1. الدر المنثور، ج 4، ص 118.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 332، ح 457) قال: أخبرنا أبو يحيى الحيكاني، أخبرنا
أبو يعقوب الصيدلاني بمكة، أخبرنا أبو جعفر العقيلي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد المروزي، أخبرنا
الفضل بن سهل، أخبرنا عبد العزيز بن أبان، أخبرنا شعبة، عن أبي جمرة، قال: سمعت بريد بن أصرم قال:
سمعت عليا يقول: (وأقسموا بالله جهد أيمنهم لا يبعث الله من يموت) قال: قال علي: في نزلت.
2. توضيح الدلائل، ص 161.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 324)، ذكر القول بأن المراد منه علي بن أبي طالب (عليه السلام).
3. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 13.
روى ابن حجر في لسان الميزان (ج 6، ص 76)، قال: حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، سمعت المغيرة بن
سعيد يقول: (إن الله يأمر بالعدل): علي (والإحسان): فاطمة (وإيتآى ذي القربى): الحسن
والحسين....
وروى القمي في تفسيره (ج 1، ص 388)، قال: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآى ذي القربى) العدل
شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والإحسان أمير المؤمنين....
273

سورة الإسراء
52 / قوله تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم
بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما
يعدهم الشيطان إلا غرورا) [الآية: 64].
426. ابن مردويه، حدثني عبيد الله بن محمد بن معدان، حدثنا أبو بكر بن أبي
الأزهر ببغداد، حدثنا إسحاق بن إسرائيل، حدثنا حجاج بن محمد، عن
أبي جريح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: بينما نحن بفناء الكعبة
ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بحذانا، إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم،
كأعظم ما يكون من الفيلة. قال: فتفل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: لعنت، أو قال:
خزيت - شك إسحاق - قال: فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول الله؟
فقال: " أو ما تعرفه يا علي؟ " قال: الله ورسوله أعلم، قال: " هذا إبليس ".
فوثب علي (عليه السلام) وجذبه، فأزاله عن موضعه وقال: يا رسول الله أقتله؟ قال:
" أو ما علمت يا علي، أنه قد أجل إلى الوقت المعلوم ". قال: فتركه من يده،
فوقف ناحية ثم قال: مالي وما لك يا بن أبي طالب؟ والله، ما أبغضك أحد
إلا وقد شاركت أباه فيه. (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 324، ح 332. قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 329 وهو: أخبرني شهردار
ابن شيرويه إجازة، أخبرنا عبدوس، عن الشريف أبي طالب المفضل محمد بن طاهر الجعفري بإصبهان، عن
الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه].
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 226، ح 739)، قال:
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو الحسن علي بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر
الخطيب، أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي وأحمد بن عمر بن روح النهرواني، قالا: أنبأنا المعافا
ابن زكريا، أنبأنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر البوسنجي، أنبأنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أنبأنا حجاج بن
محمد، عن ابن جريح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدثنا إذ خرج
علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة، قال: فتفل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال: " لعنت - أو
قال: خزيت " - شك إسحاق - قال: فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول الله؟ قال: " أو ما تعرفه يا علي؟ "
قال: الله ورسوله أعلم. قال: " هذا إبليس "، فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه، فأزاله عن موضعه وقال: يا
رسول الله أقتله؟ قال: " أو ما علمت أنه أجل إلى الوقت المعلوم؟ " قال: فتركه من يده فوقف ناحية ثم قال:
مالي ولك يا ابن أبي طالب؟ والله، ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه، إقرأ ما قال الله تعالى: (وشاركهم
في الأموال والأولاد).
ورواه ابن عساكر بإسناد آخر في الحديث 470.
وقريبا منه معنى روى الحاكم الحسكاني في ذيل الآية الكريمة ثلاثة أحاديث من كتابه شواهد التنزيل (ج 1،
ص 343، ح 475، 476، 478).
274

سورة مريم
53 / قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم
الرحمن ودا) [الآية: 96].
427. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب: (إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) قال: محبة في
قلوب المؤمنين. (1)
428. ابن مردويه، عن البراء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي (رضي الله عنه): " قل: اللهم اجعل لي
عندك عهدا، واجعل لي عندك ودا، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة "،

1. الدر المنثور، ج 4، ص 287، وقال فيه: أخرج الطبراني، وابن مردويه، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 3، ص 354).
275

فأنزل الله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن
ودا) قال: فنزلت في علي. (1)
429. ابن مردويه، عن البراء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي - كرم الله وجهه -: " قل:
اللهم اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في صدور المؤمنين ودا "، فأنزل الله
سبحانه هذه الآية. (2)
430. ابن مردويه، عن البراء بن عازب قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " قل: اللهم اجعل لي
عندك عهدا، وفي صدور عبادك ودا، واجعل لي في صدور المؤمنين
مودة ". قال: فنزلت: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم
الرحمن ودا). (3)

1. الدر المنثور، ج 4، ص 287، قال فيه: أخرج الديلمي، وابن مردويه، عن البراء....
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 41) وفتح القدير (ج 3، ص 354) وأرجح المطالب (ص 69)، وليس
فيه: " واجعل لي عندك ودا ".
وكشف الغمة (ج 1، ص 315) وكشف اليقين (ص 360).
2. روح المعاني، ج 16، ص 130.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب، ص 69.
ورواه الزمخشري في الكشاف (ج 2، ص 425)، قال: روي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي (رضي الله عنه): " يا علي، قل: اللهم
اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة "، فأنزل الله هذه الآية.
وروى ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 26)، قال: قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
سيجعل لهم الرحمن ودا) قال ابن عباس: هذا الود جعله الله لعلي في قلوب المؤمنين.
وقد روى أبو إسحاق الثعلبي هذا المعنى مسندا في تفسيره إلى البراء بن عازب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لعلي (عليه السلام): " قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة "، فأنزل الله هذه الآية.
ورواه القرطبي في تفسيره (ج 11، ص 161). والنيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 16،
ص 74).
وروى المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 89)، قال: روي عن ابن الحنفية في قوله تعالى: (سيجعل لهم
الرحمن ودا) قال: لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته. أخرجه الحافظ السلفي.
3. توضيح الدلائل، ص 161.
276

سورة طه
54 / قوله تعالى: (قال رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة
من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي *
هرون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري *
كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * إنك كنت بنا بصيرا)
[الآيات: 25 - 35].
431. ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس، قالت: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " اللهم أقول كما
قال موسى بن عمران: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي علي بن أبي
طالب ". (1)
432. ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول:
" اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري، وأن تيسر
لي أمري، وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من
أهلي عليا أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا،
ونذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا ". (2)

1. تحفة الأبرار، ص 212، قال: القطان، والصالحاني، وابن مردويه، والشيرازي، عن أسماء بنت عميس....
2. أرجح المطالب، ص 445.
ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 63)، قال: وعن أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - قالت:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " اللهم إني أقول كما قال أخي موسى: واجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليا اشدد به
أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ". أخرجه أحمد في المناقب.
وروى أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي (ص 138، ح 37). قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا
الهيثم بن خلف، قال: حدثنا أحمد بن موسى، قال: حدثنا الحسن بن ثابت بن عمرو المدني، قال: حدثني
أبي، عن شعبة، عن الحكم، عن عكرمة، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي بن أبي طالب ونحن
بمكة وبيدي، وصلى أربع ركعات، ثم رفع يده إلى السماء فقال: " اللهم إن موسى بن عمران سألك وأنا محمد
نبيك أسألك أن تشرح لي صدري، وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي علي بن
أبي طالب أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري ". قال ابن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا محمد، قد
أوتيت ما سألت.
277

433. ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس قالت: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإزاء ثبير وهو
يقول: " أشرق ثبير، أشرق ثبير، اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى أن
تشرح لي صدري، وأن تيسر لي أمري، وأن تحل عقدة من لساني يفقهوا
قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في
أمري، كي نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ". (1)
55 / قوله تعالى: (وأمر أهلك بالصلوة) [الآية: 132].
434. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت (وأمر أهلك بالصلوة)
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يجيء إلى باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول: " الصلاة
رحمكم الله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) ". (2)

1. الدر المنثور، ج 4، ص 295. قال: أخرج ابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر، عن أسماء بنت عميس....
2. الدر المنثور، ج 4، ص 313.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 381). قال: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد (رحمه الله) أن أبا
حفص أخبرهم ببغداد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، أخبرنا أحمد بن الحسن الخزاز، أخبرنا
حصين، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده قال: قال أبو الحمراء خادم النبي (صلى الله عليه وآله): لما نزلت هذه الآية:
(وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها) كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتي باب علي وفاطمة عند كل صلاة فيقول: " الصلاة
رحمكم الله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ".
278

سورة الأنبياء
56 / قوله تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون *
لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم
خلدون) [الآية: 101 - 102].
435. ابن مردويه، عن النعمان بن بشير، أن عليا قرأ: (إن الذين سبقت لهم منا
الحسنى أولئك عنها مبعدون) فقال: أنا منهم.... (1)
436. ابن مردويه، عن أبي سعيد في قوله تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا
الحسنى) قال علي بن أبي طالب: أنا منهم. (2)
437. ابن مردويه، عن النعمان بن بشير، أن عليا تلا ليلة: (إن الذين سبقت لهم منا
الحسنى أولئك عنها مبعدون) وقال: أنا منهم، وأقيمت الصلاة، فقام وهو
يقول: (لا يسمعون حسيسها). (3)

1. نفس المصدر، ج 4، ص 339، قال: أخرج ابن أبي حاتم، وابن عدي، وابن مردويه، عن النعمان بن بشير....
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 2، ص 668).
ورواه أبو حيان الأندلسي في تفسيره المسمى بالبحر المحيط (ج 6، ص 342)، قال: روي أن عليا - كرم الله
وجهه - قرأ هذه الآية ثم قال: أنا منهم.
2. توضيح الدلائل، ص 162.
3. مفتاح النجا، ص 38.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 320) وكشف اليقين (ص 384).
ورواه ابن كثير في تفسيره (ج 4، ص 598)، قال: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن أبي شريح،
حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن عم النعمان بن بشير، عن نعمان
ابن بشير قال: وسمر مع علي ذات ليلة فقرأ: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) قال:
أنا منهم... قال: وأقيمت الصلاة، فقام وأظنه يجر بثوبه وهو يقول: (لا يسمعون حسيسها).
279

سورة الحج
57 / قوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت
لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم * يصهر
به ما في بطونهم والجلود * ولهم مقمع من حديد * كلمآ
أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب
الحريق) [الآيات: 19 - 22].
438. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: لما بارز علي وحمزة وعبيدة وعتبة وشيبة
والوليد، قالوا لهم: تكلموا نعرفكم، قال: أنا علي وهذا حمزة وهذا عبيدة،
فقالوا: أكفاء كرام. فقال علي: أدعوكم إلى الله وإلى رسوله. فقال عتبة: هلم
للمبارزة. فبارز علي شيبة، فلم يلبث أن قتله، وبارز حمزة عتبة فقتله،
وبارز عبيدة الوليد، فصعب عليه فأتى علي فقتله، فأنزل الله: (هذان
خصمان) الآية. (1)
439. ابن مردويه، عن أبي ذر (رضي الله عنه)، أنه كان يقسم قسمان أن هذه الآية: (هذان
خصمان اختصموا في ربهم) نزلت في الثلاثة. والثلاثة الذين تبارزوا

1. الدر المنثور، ج 4، ص 348.
روى البخاري في كتاب المغازي من صحيحه (ج 5، ص 6)، قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: كتبت عن يوسف
ابن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده في بدر، يعني: حديث ابني عفراء، حدثني محمد بن
عبد الله الرقاشي، حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي
طالب (رضي الله عنه) أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة. وقال قيس بن عباد: وفيهم أنزلت:
(هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر، حمزة وعلي وعبيدة بن الحرث،
وشيبة ابن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
280

يوم بدر، وهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلي بن أبي
طالب، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. (1)
440. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: فينا نزلت هذه الآية: (هذان خصمان
اختصموا في ربهم) في الذين بارزوا يوم بدر، حمزة وعلي وعبيدة بن
الحارث، وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. (2)
441. ابن مردويه، عن مجاهد قال: نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث حين
بارزوا عتبة وشيبة والوليد. (3)
58 / قوله تعالى: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنت
تجري من تحتها الأنهر يحلون فيها من أساور من ذهب
ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) [الآية: 23].
442. ابن مردويه، عن مجاهد قال: في علي وأصحابه نزلت: (إن الله يدخل الذين
آمنوا وعملوا الصالحات) الآية. (4)
443. ابن مردويه، عن مجاهد، قوله تعالى: (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا

1. الدر المنثور، ج 4 ص 348، قال فيه: أخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والبخاري،
ومسلم، والترمذي، وابن ماجة، وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل،
عن أبي ذر....
ورواه مسلم في صحيحه (ج 8، ص 245) قال: حدثنا عمرو بن زرارة، حدثنا هشيم، عن أبي هاشم، عن أبي
مجلز، عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما أن: (هذان خصمان اختصموا في ربهم) أنها نزلت
في الذين برزوا يوم بدر، حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.
2. مسند علي بن أبي طالب، ج 1، ص 162.
ورواه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه (ج 5، ص 7)، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، حدثنا
يوسف بن يعقوب، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: قال علي (رضي الله عنه): فينا نزلت هذه
الآية: (هذان خصمان اختصموا في ربهم).
3. مفتاح النجا، ص 38.
4. نفس المصدر.
281

الصالحات جنت تجري من تحتها الأنهر) نزلت في علي وحمزة
وعبيدة حيث قاتلوا مع عتبة وشيبة. (1)
59 / قوله تعالى: (وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
والصابرين على مآ أصابهم والمقيمي الصلوة ومما
رزقناهم ينفقون) [الآيات: 34 - 35].
444. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: منهم علي (عليه السلام) وسلمان. (2)

1. مناقب مرتضوي، ص 53.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 395، ح 447). قال: أخبرنا حسن بن علي الجوهري،
أخبرنا محمد بن عمران، أخبرنا علي بن محمد الحافظ قال: حدثني الحسين بن الحكم الحبري، حدثنا حسن
ابن حسين، حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: (إن الله يدخل الذين آمنوا
- إلى قوله - ولباسهم فيها حرير) قال: هم علي وحمزة وعبيدة.
2. در بحر المناقب، ص 94.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 320).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 397، ح 550)، قال: حدثونا عن أبي بكر محمد بن
الحسين بن صالح السبيعي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن عفير الأنصاري، أخبرنا الحجاج
ابن يوسف، أخبرنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى: (وبشر
المخبتين) قال: نزلت في علي وسلمان.
282

سورة المؤمنون
60 / قوله تعالى: (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون)
[الآية: 74].
445. ابن مردويه، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين علي في قول الله عز وجل: (عن
الصراط لناكبون) قال: عن ولايتي. (1)
446. ابن مردويه، عن علي في قوله تعالى: (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن
الصراط لناكبون) قال: ناكبون عن ولايتنا. (2)

1. توضيح الدلائل، ص 162.
ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص 114)، قال: أخرج الحمويني بسنده عن الأصبغ بن نباتة، عن علي
- كرم الله وجهه - في هذه الآية قال: الصراط ولايتنا أهل البيت.
ورواه محمد صالح الكشفي الترمذي في مناقب مرتضوي (ص 49)، قال: عن المحدث الحنبلي في قوله تعالى:
(وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) إن الصراط هو محمد وآل محمد.
2. مفتاح النجا، ص 41.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 324).
283

سورة النور
61 / قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح لهو
فيها بالغدو والآصال) [الآية: 36].
447. ابن مردويه، عن أنس بن مالك وبريدة قال: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الآية (في
بيوت أذن الله أن ترفع) فقام إليه رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله؟
قال: " بيوت الأنبياء "، فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها؟
- لبيت علي وفاطمة - قال: " نعم من أفاضلها ". (1)
62 / قوله تعالى: (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق
منهم منم بعد ذلك ومآ أولئك بالمؤمنين * وإذا دعوا إلى
الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون)
[الآية: 47 - 48].
448. ابن مردويه، عن ابن عباس، أنها نزلت في علي (عليه السلام) ورجل من قريش
ابتاع منه أرضا. (2)

1. الدر المنثور، ج 5، ص 50.
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 162) وروح المعاني (ج 18، ص 157) وأرجح المطالب (ص
75) وكشف الغمة (ج 1، ص 319) وكشف اليقين (ص 380).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 410، ح 567)، قال: حدثني أبو الحسن الصيدلاني
وأبو القاسم بن أبي الوفاء العدناني، قالا: حدثنا أبو محمد بن أبي الشيباني، حدثنا أبو بكر بن أبي دارم
بالكوفة، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم، حدثنا أبي، حدثنا عمي أبان بن تغلب، عن
بقيع بن الحرث، عن أنس بن مالك، وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الآية: (في بيوت أذن الله - إلى
قوله - والأصال) فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، أي بيوت هذه؟ قال: " بيوت الأنبياء ". فقام إليه أبو بكر
فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ - لبيت علي وفاطمة - قال: " نعم من أفضلها ".
2. در بحر المناقب، ص 94.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 322).
ورواه النيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 18، ص 105)، قال: عن الضحاك نزلت في
المغيرة بن وائل، كان بينه وبين علي بن أبي طالب أرض، فتقاسما، فدفع إلى علي منها ما لا يصيبه الماء إلا
بمشقة، فقال المغيرة: بعني أرضك، فباعها منه وتقابضا. فقيل للمغيرة: أخذت سبخة لا ينالها الماء. فقال لعلي:
اقبض أرضك، فأبى ودعا المغيرة إلى محاكمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فقال المغيرة: أما محمد فلست آتيه، ولا أحاكم
إليه، فإنه يبغضني، وأنا أخاف أن يحيف علي.
284

سورة الفرقان
63 / قوله تعالى: (وهو الذي خلق من المآء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان
ربك قديرا) [الآية: 54].
449. ابن مردويه، عن كثير بن كلثمة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: هو علي وفاطمة (عليهما السلام). (1)
450. ابن مردويه، عن علي، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله
تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك
النور جزئين، فجزء أنا وجزء علي ". (2)

1. توضيح الدلائل، ص 163.
وروى نزول الآية في علي (عليه السلام) القرطبي في تفسيره (ج 13، ص 61)، وأبو حيان الأندلسي في تفسيره (ج 6،
ص 507)، قالا: وقال ابن سيرين: نزلت هذه الآية في النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلي (رضي الله عنه)؛ لأنه جمعه معه نسب وصهر.
2. مناقب سيدنا علي، ص 21. قال: أحمد بن حنبل وابنه عبد الله عن سلمان، وابن مردويه عن علي، والخطيب
عن ابن عباس، والعاصمي عن أنس، وابن عساكر والديلمي والطالبي عن سلمان عن النبي (صلى الله عليه وسلم)....
ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص 118). قال: تفسير: (وهو الذي خلق من المآء بشرا فجعله نسبا
وصهرا). أبو نعيم الحافظ وابن المغازلي أخرجا بسنديهما عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله
عنهما - قال: نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العبا، ثم قال: المراد من الماء نور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كان قبل خلق
الخلق، ثم أودعه في صلب آدم (عليه السلام)، ثم نقله من صلب إلى صلب إلى أن وصل صلب عبد المطلب، فصار
جزئين، جزء إلى صلب عبد الله فولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجزء إلى صلب أبي طالب فولد عليا، ثم ألف النكاح فزوج
عليا بفاطمة فولدا حسنا وحسينا - رضي الله عنهم -.
أيضا الثعلبي وموفق بن أحمد الخوارزمي أخرجاه عن أبي صالح، عن ابن عباس.
أيضا ابن مسعود وجابر والبراء وأنس وأم سلمة - رضي الله عنهم - قالوا: نزلت في الخمسة أهل العبا.
285

451. ابن مردويه، حدثنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد، حدثنا أحمد بن
زكريا، حدثنا ابن طهمان، حدثنا محمد بن خالد الهاشمي، حدثنا الحسن
ابن إسماعيل بن حماد، عن أبيه، عن زياد بن المنذر، عن محمد بن علي بن
الحسين، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كنت أنا وعلي نورا
بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق
الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب
إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب، فقسمه قسمين: قسما في
صلب عبد الله، وقسما في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه
لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه ". (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 145، ح 170. ومقتل الحسين (ص 50)، قال الخوارزمي: أخبرني شهردار بن
شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا
الشريف أبو طالب الجعفري، حدثنا ابن مردويه الحافظ.
ورواه ابن مردويه على ما رواه الأمر تسري في أرجح المطالب (ص 459).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 151، ح 186)، قال:
أخبرنا أبو غالب ابن البناء، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشى، أنبأنا
أبو سعيد العدوي الحسن بن علي، أنبأنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعث [السمرقندي الزاهد] أنبأنا
الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان قال: سمعت حبيبي رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة
عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب
عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي ".
عنه رواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (الباب 87، ص 315)، قال: أخبرنا أبو إسحاق الدمشقي، أخبرنا
أبو القاسم الحافظ، أخبرنا أبو غالب بن البناء... وذكر تمام السند، وذكر مثله.
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 78، ح 130 - 132).
286

سورة الشعراء
64 / قوله تعالى: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) [الآية: 84].
452. ابن مردويه، عن علاء بن فضيل قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عن
هذه الآية؟ قال: (لسان صدق) هو علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). إن إبراهيم (عليه السلام)
عرضت ولايته عليه فقال: " اللهم اجعله من ذريتي ". ففعل الله ذلك. (1)
65 / قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) [الآية: 214].
453. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: لما نزلت: (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم): علي يقضي ديني، وينجز بوعدي. (2)
454. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال:
أمر الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) أن ينذر قومه ويبدأ بأهل بيته وفصيلته. قال: (وكذب بهى
قومك وهو الحق). (3)
455. ابن مردويه، عن ربيعة بن ناجد، أن رجلا قال لعلي: يا أمير المؤمنين لم ورثت
ابن عمك دون عمك؟
قال: لما أنزلت: (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال:

1. توضيح الدلائل، ص 163.
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 41) وأرجح المطالب (ص 71) وكشف الغمة (ج 1، ص 320)
وكشف اليقين (ص 382).
2. الجامع الكبير، ج 16، ص 260، ح 7883.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 13، ص 150، ح 36466).
3. الدر المنثور، ج 5، ص 97.
287

" يا علي، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فاصنع لنا صاعا من
الطعام، واجعل عليه رجل شاة، وعسا من لبن، ثم اجمع لي بني
عبد المطلب وأبلغهم ما أمرت به ".
فصنعت كما أمرني، ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا فيهم أعمامه:
أبو طالب وحمزة وعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي
صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قال: " خذوا بسم
الله ". فأكل القوم حتى مالهم بشق حاجة، وما أرى إلا موضع أيديهم، وأيم
الله الذي نفسي بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم،
ثم قال: " اسق القوم "، فجئت بذلك العس، فشربوا حتى رووا وبقي الشراب
كأنه لم يشرب.
فقال: " يا بني عبد المطلب، إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة، وقد
رأيتم من فضل الله الآيات ما قد رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي
وصاحبي! " فلم يقم إليه أحد. قال: فقمت إليه، وكنت أصغر القوم سنا،
قال: " اجلس "، ثم قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه وهو يقول:
" اجلس "، حتى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي ثم قال: " أنت أخي
وصاحبي ووزيري "، فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي. (1)

1. أرجح المطالب، ص 430.
رواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 133، ح 66)، قال: أخبرنا الفضل بن
سهل، قال: حدثني عفان بن مسلم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة
ابن ناجد، أن رجلا قال لعلي: يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك [رسول الله] دون عمك [العباس]؟ قال: جمع
رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم - أو قال: دعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم - بني عبد المطلب
فصنع لهم مدا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس! ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا
وبقي الشراب كأنه لم يمس - أو لم يشرب - فقال: " يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم بخاصة وإلى الناس
بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي ووزيري؟ "
فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه، وكنت أصغر القوم سنا، فقال: " إجلس "، ثم قال ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه
فيقول: " إجلس "، حتى [إذا] كان في الثالثة فضرب بيده على يدي، ثم قال: " أنت أخي وصاحبي ووارثي
ووزيري ". فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي.
288

456. ابن مردويه، عن علي قال: لما نزلت هذه الآية: (وأنذر عشيرتك الأقربين)
دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) بني عبد المطلب، وصنع لهم طعاما ليس بالكثير، فقال: " كلوا
بسم الله من جوانبها، فإن البركة تنزل من ذروتها "، ووضع يده أولهم، فأكلوا
حتى شبعوا، ثم دعا بقدح فشرب أولهم، ثم سقاهم فشربوا حتى رووا، فقال
أبو لهب: لقد سحركم! وقال: " يا بني عبد المطلب إني جئتكم بما لم يجيء
به أحد قط، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وإلى الله، وإلى كتابه "،
فنفروا وتفرقوا، ثم دعاهم الثانية على مثلها، فقال أبو لهب كما قال المرة
الأولى، فدعاهم، ففعلوا مثل ذلك، ثم قال لهم - ومد يده -: " من يبايعني
على أن يكون أخي، وصاحبي، ووليكم من بعدي؟ "، فمددت يدي وقلت:
أنا أبايعك - وأنا يومئذ أصغر القوم، عظيم البطن، فبايعني على ذلك. قال:
وذلك الطعام أنا صنعته. (1)
457. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (وأنذر
عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " يا علي، إن الله أمرني أن
أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني مهما أناديهم بهذا
الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليها حتى جاءني جبريل

1. الجامع الكبير، ج 16، ص 259، ح 7882.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 13، ص 149، ح 36465).
روى أحمد بن حنبل في مسنده (ج 1، ص 111)، قال: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن الأعمش،
عن المنهال، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي (رضي الله عنه)، قال: لما نزلت هذه الآية: (وأنذر عشيرتك
الأقربين) قال: جمع النبي (صلى الله عليه وسلم) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، قال: فقال لهم: " من يضمن عني
ديني ومواعيدي؟ ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ " فقال رجل - لم يسمه شريك -: يا رسول
الله، أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال الآخر قال: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي (رضي الله عنه): أنا.
289

فقال: " يا محمد، إنك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك "، فاصنع لي صاعا
من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واجعل لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني
عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به "، ففعلت ما أمرني به، ثم
دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم
أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني
بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به، فلما وضعته تناول النبي (صلى الله عليه وسلم) جشب حزبة
من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصفحة، ثم قال: " كلوا بسم
الله "، فأكل القوم حتى نهلوا عنه، ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله إن كان
الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم! ثم قال: " اسق القوم يا
علي "، فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا جميعا! وأيم الله، إن كان
الرجل منهم ليشرب مثله! فلما أراد النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى
الكلام فقال: لقد سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما
كان الغد قال: " يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول
فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام
والشراب ثم اجمعهم لي "، ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقربته،
ففعل به كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا، ثم تكلم النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقال: " يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه
بأفضل ما جئتكم به! إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة! وقد أمرني الله أن
أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على أمري هذا؟ "، فقلت - وأنا أحدثهم سنا،
وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا -: أنا يا نبي الله أكون
وزيرك عليه! فأخذ برقبتي فقال: " إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم
فاسمعوا له وأطيعوا "، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك
290

أن تسمع وتطيع لعلي. (1)
458. ابن مردويه، عن البراء بن عازب قال: لما نزلت هذه الآية: (وأنذر عشيرتك
الأقربين) جمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بني عبد المطلب، وهم يومئذ أربعون رجلا
منهم العشرة يأكلون المسنة ويشربون العس، وأمر عليا برجل شاة صنعها
لهم، ثم قربها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذ منها بضعة، فأكل منها، ثم تتبع بها
جوانب القصعة، ثم قال: " ادنوا بسم الله "، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا
حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن، فجرع منها جرعة فناولهم فقال:
" اشربوا بسم الله "، فشربوا حتى رووا عن آخرهم، فقطع كلامهم رجل فقال
لهم: ما سحركم مثل هذا الرجل! فأسكت النبي (صلى الله عليه وسلم) يومئذ فلم يتكلم، ثم
دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب، ثم بدرهم بالكلام فقال:
" يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله والبشير، قد جئتكم بما لم
يجيء به أحد، جئتكم بالدنيا والآخرة، فأسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا ". (2)

1. مسند علي بن أبي طالب، ج 1، ص 149، قال: ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه،
وأبو نعيم.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 13، ص 131، ح 36419).
ورواه الطبري في تفسيره (ج 19، ص 74) وابن كثير في تفسيره: (ج 5، ص 211).
2. الدر المنثور، ج 5، ص 97.
291

سورة النمل
66 / قوله تعالى: (من جآء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جآء بالسيئة فكبت وجوههم في النار)
[الآية: 89 - 90].
459. ابن مردويه، عن أبي عبد الله الجدلي قال: قال علي: أتدري ما معنى هذه الآية
يا أبا عبد الله؟ الحسنة حبنا، والسيئة بغضنا. (1)

1. توضيح الدلائل، ص 163.
ورواه ابن مردويه - من قوله: الحسنة - كما في مفتاح النجا (ص 6) وأرجح المطالب (ص 83) وكشف الغمة
(ج 1، ص 324) وكشف اليقين (ص 400).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 425، ح 581)، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد،
أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله
عبد الرحمان (خ) بن الفضل، قال: حدثني جعفر بن الحسين، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن زيد،
عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر يقول: دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له: يا أبا عبد الله، ألا
أخبرك بقول الله تعالى: (من جآء بالحسنة - إلى قوله - تعملون)؟ قال: بلى جعلت فداك. قال: الحسنة حبنا
أهل البيت، والسيئة بغضنا، ثم قرأ الآية.
ورواه الحاكم بإسناد آخر، وذكر نحو الحديث.
292

سورة القصص
67 / قوله تعالى: (سنشد عضدك بأخيك) [الآية: 35].
460. ابن مردويه، عن ابن عباس، بينا هو جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) إلا قال الرجل: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال ابن عباس: سألتك بالله من
أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال: أيها الناس! من عرفني فقد عرفني،
أنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بهاتين
وإلا فصمتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول عن علي: إنه " قائد البررة وقاتل
الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله "، أما إني صليت مع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يوما من الأيام الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئا،
وكان علي في الصلاة راكعا، فأومى إليه بخنصره اليمنى، وكان متختما
خاتما، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلك بمرأى من النبي (صلى الله عليه وسلم)
وهو يصلي، فلما فرغ النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: " اللهم
إن أخي موسى سألك فقال: (رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري *
واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلي *
هرون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري) (1)، فأنزلت عليه
قرآنا ناطقا: (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا فلا يصلون
إليكما بئاياتنآ). اللهم، وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم، فاشرح لي
صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري ".

1. طه: 25 - 35.
293

قال أبو ذر: فما استتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلامه حتى نزل جبرئيل (عليه السلام) من
عند الله عز وجل فقال: يا محمد، اقرأ، فأنزل الله عليه: (إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم
راكعون). (1)
68 / قوله تعالى: (أفمن وعدنه وعدا حسنا فهو لقيه كمن متعناه متع
الحيوة الدنيا ثم هو يوم القيمة من المحضرين) [الآية: 61].
461. ابن مردويه، عن مجاهد: نزلت في علي وحمزة. (2)

1. مفتاح النجا، ص 38. قال فيه: أخرج ابن مردويه، والثعلبي في تفسيره، عن ابن عباس....
ورواه الشبلنجي في نور الأبصار (ص 86)، قال: نقل أبو إسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره عن أبي ذر
الغفاري (رضي الله عنه) قال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما من الأيام الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد
شيئا، فرفع السائل يديه إلى السماء وقال: اللهم إني سألت في مسجد نبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يعطني أحد شيئا،
وكان علي (رضي الله عنه) في الصلاة راكعا، فأومأ إليه بخنصره اليمنى وفيها خاتم، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره
وذلك بمرأى من النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في المسجد، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طرفه إلى السماء وقال: " اللهم، إن أخي موسى
سألك فقال: (رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل
لي وزيرا من أهلي * هرون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري)، فأنزلت عليه قرآنا: (سنشد
عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا فلا يصلون إليكما). اللهم وإني محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي
صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا، أشدد به ظهري. قال أبو ذر (رضي الله عنه): فما استتم دعاءه
حتى نزل جبرئيل (عليه السلام) من عند الله عز وجل وقال إقرأ: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) ".
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 435، ح 598)، قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ،
أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن العقيقي ببغداد، سنة اثنتين وأربعين، حدثني
أبو الحسين يحيى، حدثني أحمد بن يحيى الأودي، حدثني عمرو بن حماد العباد، حدثني عبد الله بن المهلب
البصري، عن المنذر بن زياد الضبي، عن ثابت البنائي، والمنذر عن أبان، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: بعث
النبي مصدقا إلى قوم، فعدوا على المصدق فقتلوه، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فبعث عليا، فقتل المقاتلة وسبى الذرية،
فبلغ ذلك النبي فسره، فلما بلغ علي أدنى المدينة تلقاه رسول الله، فاعتنقه وقبل بين عينيه وقال: " بأبي أنت
وأمي من شد الله عضدي به كما شد عضد موسى بهارون ". كذا ورد في الآثار للعقيقي.
2. كشف الغمة، ج 1، ص 325.
ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص 404).
ورواه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 88)، قال: عن مجاهد في قوله تعالى: (أفمن وعدنه وعدا
حسنا فهو لقيه) الآية، نزلت في علي وحمزة، وكان الممتع أبو جهل.
ورواه الحاكم الحسكاني بأسانيد مختلفة في شواهد التنزيل (ج 1، ص 436، ح 599، 600، 601).
294

69 / قوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض
ولا فسادا والعقبة للمتقين) [الآية: 83].
462. ابن مردويه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): أنه كان يمشي في الأسواق وحده
وهو وال، يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبقال والبيع، فيفتح عليه
القرآن ويقرأ: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض
ولا فسادا) ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع في الولاة،
وأهل القدرة من سائر الناس. (1)

1. الدر المنثور، ج 5، ص 139، قال: أخرج ابن مردويه، وابن عساكر، عن علي بن أبي طالب....
رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 249، ح 1267)، قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن الواحدي، أنبأنا أبو بكر الحاري [كذا] أنبأنا
أبو الشيخ الحافظ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد الجمال.
حيلولة وحدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاءا، أنبأنا الفضل بن محمد المؤدب، أنبأنا
أبو القاسم بن أبي بكر، أنبأنا أبو الشيخ، أنبأنا أبو العباس الجمال، أنبأنا إسماعيل بن يزيد، أنبأنا قتيبة بن
مهران، عن أبي هاشم، عن زاذان، عن علي أنه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال، يرشد الضال، ويعين
الضعيف، ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في
الأرض ولا فسادا) ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة، وأهل القدرة من سائر الناس.
وروى قريبا منه لفظا أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ج 1، ص 345، ح 497؛ ج 2، ص 621،
ح 1064).
295

سورة العنكبوت
70 / قوله تعالى: (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم
لا يفتنون) [الآية: 2].
463. ابن مردويه، عن علي قال: قلت: يا رسول الله، ما هذه الفتنة؟ قال: " يا علي،
بك فإنك تخاصم، فأعد للخصومة ". (1)
464. ابن مردويه، عن علي قال: قلت: يا رسول الله، ما هذه الفتنة؟ قال: " يا علي،
إنك مبتلى ومبتلى بك، وإنك مخاصم فأعد للخصومة ". (2)

1. أرجح المطالب، ص 86.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 316) وكشف اليقين (ص 373).
2. توضيح الدلائل (ص 163).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 438، ح 602)، قال: حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد (رحمه الله)،
حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، أخبرنا أحمد بن
الحسن الخزاز، عن أبي حضيرة بن مخارق، عن عبيد الله بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن
علي، عن علي (عليه السلام) قال: لما نزلت: (ألم * أحسب الناس) الآية، قلت: يا رسول الله، ما هذه الفتنة؟ قال: يا
علي، إنك مبتلى ومبتلى بك.
وقال: حدثني أبو سعد السعيدي، حدثني أبو الحسن الركابي، حدثنا مطين، حدثنا عتبة بن أبي هارون
المقري، حدثنا أبو يزيد خالد بن عيسى العكلي، عن إسماعيل بن مسلم، عن أحمد بن عامر، عن أبي معاذ
البصري، قال: لما افتتح علي بن أبي طالب البصرة صلى بالناس الظهر، ثم التفت إليهم فقال: سلوا. فقام عباد
بن قيس فقال: حدثنا عن الفتنة، هل سألت رسول الله عنها؟ قال: نعم. لما أنزل الله: (ألم * أحسب الناس أن
يتركوا - إلى قوله - الكاذبين) جثوت بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت: بأبي أنت وأمي فما هذه الفتنة التي تصيب
أمتك من بعدك؟
قال: " سل عما بدا لك "، فقلت: يا رسول الله، على ما أجاهد من بعدك؟ قال: " على الإحداث يا علي ". قلت: يا
رسول الله، فبينها لي. قال: " كل شيء يخالف القرآن وسنتي ".
296

سورة السجدة
71 / قوله تعالى: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) [الآية: 18].
465. ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله: (أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا) قال: أما المؤمن فعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وأما الفاسق
فالوليد بن عقبة بن أبي معيط؛ وذلك لسباب كان بينهما، فأنزل الله ذلك. (1)
466. ابن مردويه، من رواية سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة
لعلي بن أبي طالب: أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا، وأملأ للكتيبة
منك. فقال له علي: اسكت يا فاسق، فإنما أنت فاسق فنزلت: (أفمن كان
مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون). (2)
467. ابن مردويه، من رواية الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: مثله. (3)
468. ابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال الوليد بن عقبة لعلي
ابن أبي طالب (رضي الله عنه): أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا، وأملأ للكتيبة
منك.
فقال له علي (رضي الله عنه): اسكت فإنما أنت فاسق. فنزلت: (أفمن كان مؤمنا كمن
كان فاسقا لا يستوون)، يعني بالمؤمن: عليا، وبالفاسق: الوليد بن

1. الدر المنثور، ج 5، ص 178، قال فيه: أخرج ابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 4، ص 255).
2 و 3. الكشاف، ج 3، ص 514 (الهامش)
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 163)، وفيه: " أنا أبسط منك لسانا، أحد منك سنانا " بتقديم
وتأخير.
297

عقبة بن أبي معيط. (1)

1. الدر المنثور، ج 5، ص 177، قال: أخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني، والواحدي، وابن عدي،
وابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر من طرق، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 4، ص 255).
298

سورة الأحزاب
72 / قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم
وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله من
المؤمنين والمهجرين) [الآية: 6].
469. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: ذلك علي؛ لأنه كان مؤمنا مهاجرا
ذا رحم. (1)
470. ابن مردويه، عن زيد بن علي قال: كان ذاك علي بن أبي طالب، كان مؤمنا
مهاجرا ذا رحم. (2)
73 / قوله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من
قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) [الآية: 23].
471. ابن مردويه، عن أبي الورد، عن أبي جعفر قال: (رجال صدقوا) حمزة وعلي
وجعفر. (فمنهم من قضى نحبه) أي: عهده، وهو حمزة وجعفر.
(ومنهم من ينتظر) قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام). (3)

1. أرجح المطالب، ص 83.
2. توضيح الدلائل، ص 158.
3. نفس المصدر، ص 164.
ورواه ابن الجوزي في فضائل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) من تذكرة الخواص (ص 26)، قال: ومنها قوله تعالى:
(فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)، قال عكرمة: الذي ينتظر أمير المؤمنين (عليه السلام).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 1)، قال: أخبرنا أبو العباس المحمدي، أخبرنا ابن قيدة
الفسوي، أخبرنا أبو بكر بن مؤمن، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبيد الله الدقاق ببغداد، أخبرنا عبد الله بن ثابت
المقري، قال: حدثني أبي، عن الهذيل، عن مقاتل، عن الضحاك، عن عبد الله بن عباس في قول الله تعالى:
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه) يعني: عليا وحمزة وجعفر. (فمنهم من قضى نحبه)
يعني: حمزة وجعفرا (ومنهم من ينتظر) يعني: عليا (عليه السلام) كان ينتظر أجله، والوفاء لله بالعهد، والشهادة في
سبيل الله، فوالله لقد رزق الشهادة.
ورواه الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 279، ح 270).
299

472. ابن مردويه، عن عكرمة قال: سئل علي وهو على منبر الكوفة (من المؤمنين
رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه)؟
فقال: اللهم عفوا، هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة
ابن الحارث، فإنه قضى نحبه يوم بدر. فأما عمي حمزة فإنه قضى نحبه يوم
أحد، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه - وأشار إلى لحيته
ورأسه، وقال: - عهد عهده إلي أبو القاسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم). (1)
74 / قوله تعالى: (وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا) [الآية: 25].
473. ابن مردويه، عن ابن مسعود (رضي الله عنه) أنه كان يقرأ هذا الحرف: وكفى الله المؤمنين
القتال بعلي بن أبي طالب. (2)
474. ابن مردويه، عن ابن عباس: كنا نقرأ على عهد رسول الله: كفى الله المؤمنين
القتال بعلي. (3)
75 / قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) [الآية: 33].

1. أرجح المطالب، ص 60، قال فيه: أخرجه ابن مردويه، وسبط بن الجوزي، وابن حجر في الصواعق المحرقة.
2. الدر المنثور، ج 5، ص 192، قال فيه: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، عن ابن مسعود....
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 164) ومفتاح النجا (ص 41) وروح المعاني (ج 21، ص 156)
وكشف الغمة (ج 1، ص 317) وكشف اليقين (ص 377).
3. كشف اليقين، ص 402.
300

475. ابن مردويه، من أزيد من مئة طريق أنها في محمد وعلي وفاطمة والحسن
والحسين (عليهم السلام). (1)
476. ابن مردويه، عن سعد قال: نزل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوحي، فأدخل عليا
وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال: " اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي ". (2)
477. ابن مردويه، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: في بيتي نزلت: (إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وفي البيت فاطمة وعلي والحسن
والحسين. فجللهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكساء كان عليه ثم قال: " هؤلاء أهل بيتي
فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". (3)
478. ابن مردويه، عن أم سلمة قالت: أنزلت هذه الآية في بيتي وأنا جالسة على
باب البيت. فقلت: يا رسول الله، ألست من أهل البيت؟
قال (صلى الله عليه وآله): " أنت على خير. إنك من أزواج النبي "، قالت: وفي البيت رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، وعلي وفاطمة، والحسن والحسين. (4)
479. ابن مردويه، عن أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: إن هذه الآية:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)، نزلت في بيتي، وأنا
جالسة عند الباب، وفي البيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعلي وفاطمة، وحسن
وحسين. فجللهم بكساء وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي، وخاصتي، أذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". فقالت: وأنا معهم يا رسول الله؟

1. مناقب مرتضوي، ص 55.
2. الدر المنثور، ج 5، ص 199، قال فيه: أخرج ابن جرير، والحاكم، وابن مردويه، عن سعد....
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 199).
3. الدر المنثور، ج 5، ص 198، قال فيه: أخرج الترمذي وصححه، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه،
وابن مردويه، والبيهقي في سننه من طرق، عن أم سلمة....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 4، ص 279).
4. توضيح الدلائل، ص 164.
301

قال: " إنك على خير ". (1)
480. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: كان يوم أم سلمة أم المؤمنين
- رضي الله عنها - فنزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بهذه الآية: (إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قال: فدعا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحسن وحسين وفاطمة وعلي، فضمهم إليه ونشر عليهم
الثوب، والحجاب على أم سلمة مضروب. ثم قال:
" اللهم هؤلاء أهل بيتي. اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ".
قالت أم سلمة: فأنا معهم يا نبي الله؟
قال: " أنت على مكانك، وإنك على خير ". (2)
481. ابن مردويه، عن أم سلمة - رضي الله عنها -: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان ببيتها على
منامة له، عليه كساء خيبري، فجاءت فاطمة (عليها السلام) ببرمة فيها خزيرة، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" ادعي زوجك وابنيك حسنا وحسينا ". فدعتهم، فبينما هم يأكلون إذ نزلت
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا)، فأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بفضلة إزاره فغشاهم إياها، ثم أخرج
يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي
وخاصتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "، قالها ثلاث مرات.
قالت أم سلمة: فأدخلت رأسي في الستر فقلت: يا رسول الله، وأنا معكم؟
فقال: " إنك إلى خير " مرتين. (3)

1. أرجح المطالب، ص 52.
2. الدر المنثور، ج 5، ص 198، قال فيه: أخرج ابن مردويه، والخطيب، عن أبي سعيد الخدري....
3. المصدر السابق، قال فيه: أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، عن
أم سلمة....
302

482. ابن مردويه، عن عمر بن أبي سلمة قال: نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وسلم): (إنما
يريد الله... تطهيرا) في بيت أم سلمة، وأنا في بيت أم سلمة، فدعا
النبي (صلى الله عليه وسلم) فاطمة وعليا وحسنا وحسينا فجللهم بكساء، ثم قال: " اللهم
هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". وقالت أم سلمة:
أنا معهم يا رسول الله؟
قال: " أنت على مكانك، أنت على الخير ". (1)
483. ابن مردويه، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: نزلت هذه الآية في بيتي:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، وفي
البيت سبعة: جبريل وميكائيل (عليهما السلام)، وعلي وفاطمة، والحسن والحسين
- رضي الله عنهم - وأنا على باب البيت. يا رسول الله، ألست من أهل
البيت؟
قال: " إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) ". (2)
484. ابن مردويه، عن أم سلمة قالت: كان جبرئيل في الكساء معهم كما قال
الحسين (عليه السلام). (3)
485. ابن مردويه، عن الحسن بن علي - رضي الله عنها - قال: نحن أهل البيت الذين
قال الله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا). (4)
486. ابن مردويه، عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يمر بباب فاطمة (عليها السلام) إذا خرج إلى
صلاة الفجر ويقول: " الصلاة يا أهل البيت، الصلاة (إنما يريد الله ليذهب

1. أرجح المطالب، ص 52.
2. الدر المنثور، ج 5، ص 198.
3. ينابيع المودة، ص 108.
4. أرجح المطالب، ص 55، قال فيه: أخرجه سعد، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والسيوطي
في الدر المنثور.
303

عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ". (1)
487. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: لما دخل علي (رضي الله عنه) بفاطمة - رضي
الله عنها - جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) أربعين صباحا إلى بابها يقول: " السلام عليكم أهل
البيت ورحمة الله وبركاته. الصلاة رحمكم الله (إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) أنا حرب لمن حاربتم، أنا سلم لمن
سالمتم ". (2)
488. ابن مردويه، عن أنس بن مالك، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يمر بباب فاطمة ستة
أشهر، إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول: " الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ". (3)
489. ابن مردويه، عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي (رضي الله عنه)
وفاطمة - رضي الله عنها - فقال: " الصلاة الصلاة (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ". (4)
490. ابن مردويه، عن أبي الحمراء (رضي الله عنه) قال: صحبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثمانية أشهر،
فكان إذا أصبح أتى باب فاطمة وهو يقول: " أهل البيت يرحمكم الله (إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ". (5)
491. ابن مردويه، عن أبي الحمراء (رضي الله عنه) قال: حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثمانية أشهر

1. الدر المنثور، ج 5، ص 199، قال فيه: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والترمذي وحسنه، وابن جرير، وابن
المنذر، والطبراني، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن أنس....
2. نفس المصدر.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 53).
3. أرجح المطالب، ص 54.
4. فتح القدير، ج 4، ص 280، قال فيه: أخرج ابن جرير، وابن مردويه، عن أبي الحمراء....
ورواه ابن مردويه - من قوله: " رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " كما في تحفة الأحوذي (ج 4، ص 164).
5. أرجح المطالب، ص 54.
304

بالمدينة، ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي (رضي الله عنه)،
فوضع يده على جنبتي الباب، ثم قال: " الصلاة الصلاة. (إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ". (1)
492. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: شهدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسعة أشهر، يأتي كل
يوم باب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عند وقت كل صلاة، فيقول: " السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا)، الصلاة رحمكم الله "، كل يوم خمس مرات. (2)
493. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن الله قسم الخلق
قسمين، فجعلني في خيرهما قسما، فذلك قوله: (وأصحب اليمين)
(وأصحب الشمال). فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين.
ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرهما ثلثا، فذلك قوله: (فأصحب
الميمنة مآ أصحب الميمنة * وأصحب المشمة مآ أصحب المشمة
* والسابقون السابقون). فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين. ثم جعل
الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله: (وجعلناكم شعوبا
وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وأنا أتقى ولد آدم،
وأكرمهم على الله تعالى، ولا فخر. ثم جعل القبائل بيوتا، فجعلني في
خيرها بيتا، فذلك قوله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا). فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب ". (3)

1. الدر المنثور، ج 5، ص 199، قال فيه: أخرج ابن جرير، وابن مردويه، عن أبي الحمراء....
2. المصدر السابق.
3. نفس المصدر، قال فيه: أخرج الحكيم الترمذي، والطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 4، ص 280) وكنز العمال (ج 2، ص 44)، وفيه: " جعل القسمين بيوتا،
فجعلني في خيرها بيتا ". وليس فيه: " فأنا وأهلي مطهرون من الذنوب ".
305

76 / قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما) [الآية: 56].
494. ابن مردويه، يرفعه بسنده، عن ابن عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " اللهم هؤلاء آل
محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ". (1)
495. ابن مردويه، حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا يحيى بن
هاشم، حدثنا زياد بن المنذر، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: إن
لكل شيء ذروة وإن ذروة الجنان الفردوس في بطنان العرش، فيها قصران
من لؤلؤتين: واحدة بيضاء، وواحدة صفراء، وإن في البيضاء لسبعين ألف
قصر، مسكن محمد وآل محمد، وإن في الصفراء لسبعين ألف قصر، مسكن
إبراهيم وآل إبراهيم، فإذا صليتم على محمد وآل محمد فصلوا على إبراهيم
وآل إبراهيم. (2)
496. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: قلت: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال:
قولوا: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل
إبراهيم، إنك حميد مجيد ". (3)
497. ابن مردويه، عن طلحة بن عبيد الله قال: قلت: يا رسول الله، كيف الصلاة

1. آل محمد، ص 65.
2. مقتل الحسين، ص 110. قال: أخبرنا شهاب الإسلام أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني - فيما كتب إلي من
همدان -، أخبرنا سليمان بن إبراهيم الحافظ - فيما كتب إلي من إصبهان - حدثنا الحافظ أبو بكر بن
مردويه....
3. الدر المنثور، ج 5، ص 217.
306

عليك؟ قال: قل: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ". (1)
498. ابن مردويه، من طريق الأجلح، عن الحكم بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة،
قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال:
قولوا: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم،
إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ". (2)
499. ابن مردويه، عن كعب بن عجرة (رضي الله عنه) قال: لما نزلت: (إن الله وملائكته
يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قلنا:
يا رسول الله، قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا:
" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت
على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد ". (3)
500. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قلنا يا رسول الله، هذا السلام
عليك قد علمناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا: " اللهم صل على محمد
عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل
محمد كما باركت على آل إبراهيم ". (4)

1. المصدر السابق، ص 216، قال فيه: أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن أبي عاصم، والهيثم
ابن كليب الشاشي، وابن مردويه، عن طلحة بن عبيد الله....
2. فتح الباري، ج 8، ص 432.
ورواه ابن مردويه كما في الدر المنثور (ج 5، ص 216) وروح المعاني (ج 22، ص 72).
3. الدر المنثور، ج 5، ص 215، قال: أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن
كعب بن عجرة....
4. المصدر السابق، ص 216، قال: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، والنسائي، ف
وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري.
307

501. ابن مردويه، عن زيد بن خارجة، قال: قلت: يا رسول الله، قد علمنا كيف
السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ فقال: " صلوا علي واجتهدوا، ثم قولوا:
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل
إبراهيم، إنك حميد مجيد ". (1)
502. ابن مردويه، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " من سره أن يكتال بالمكيال
الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت، فليقل: اللهم صل على محمد النبي
وأزواجه وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد
مجيد ". (2)
503. ابن مردويه، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنهم سألوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): كيف نصلي عليك؟
قال: قولوا: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين،
إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم ". (3)
504. ابن مردويه، عن أبي مسعود الأنصاري، أن بشير بن سعد، قال: يا رسول الله،
أمرنا الله أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك؟ فسكت، حتى تمنينا أنا لم
نسأله، ثم قال: قولوا: " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت
على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
في العالمين، إنك حميد مجيد. والسلام قد علمتم ". (4)
505. ابن مردويه، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف السلام

1. الدر المنثور، ج 5، ص 218، قال: أخرج ابن سعد، وأحمد، والنسائي، وابن مردويه، عن زيد بن أبي
خارجة....
2. المصدر السابق، ص 216، قال: أخرج أبو داوود، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن أبي هريرة....
3. نفس المصدر، ص 217، قال: أخرج عبد بن حميد، والنسائي، وابن مردويه، عن أبي هريرة....
4. نفس المصدر، أخرج مالك، وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي،
وابن مردويه، عن أبي مسعود الأنصاري....
308

عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: " اللهم اجعل صلواتك وبركاتك
على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ". (1)
506. ابن مردويه، عن بريدة، قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك،
فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك
على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على إبراهيم، إنك حميد مجيد ". (2)
507. ابن مردويه، عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: إذا صليتم على النبي فأحسنوا الصلاة
عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، قالوا: فعلمنا. قال: قولوا:
اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين،
وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول
الرحمة. اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون. اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك
حميد مجيد. (3)
508. ابن مردويه، عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: قلنا يا رسول الله، قد عرفنا كيف السلام
عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: " اللهم صل على محمد وأبلغه
درجة الوسيلة من الجنة. اللهم اجعل في المصطفين محبته، وفي المقربين
مودته، وفي عليين ذكره وداره، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. اللهم
صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد ". (4)

1. الدر المنثور، ج 5، ص 217.
2. المصدر السابق، ص 218، قال: أخرج أحمد، وعبد بن حميد وابن مردويه، عن بريدة....
3. نفس المصدر، ص 219، قال: أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن ماجة، وابن مردويه، عن ابن
مسعود....
4. نفس المصدر.
309

77 / قوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتنا وإثما مبينا) [الآية: 58].
509. ابن مردويه، عن مقاتل بن سليمان قال: إنها نزلت في علي بن أبي طالب.
وذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه. (1)

1. مفتاح النجا، ص 42.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 82) وكشف الغمة (ج 1، ص 322) وكشف اليقين (ص 389).
ورواه الواحدي في أسباب النزول (ص 244)، قال: وقال مقاتل: نزلت في علي بن أبي طالب، وذلك أن أناسا
من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه.
ورواه البغوي في تفسيره (ج 3، ص 543)، قال: وقال مقاتل: نزلت في علي بن أبي طالب، كانوا يؤذونه
ويشتمونه.
310

سورة فاطر
78 / قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا) [الآية: 32].
510. ابن مردويه، عن علي في هذه الآية، قال: نحن هم. (1)
511. ابن مردويه، عن علي قال: نحن أولئك. (2)

1. توضيح الدلائل، ص 164.
روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 104، ح 782)، قال: حدثونا عن أبي بكر محمد بن
الحسين بن صالح السبيعي، قال: حدثني الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصاص، حدثني الحسين بن الحكم،
حدثني عمرو بن خالد، حدثني أبو جعفر الأعشى، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين، قال: إني
لجالس عنده إذ جاءه رجلان من أهل العراق فقالا: يا بن رسول الله، جئناك كي تخبرنا عن آيات من القرآن.
فقال: وما هي؟ قالا: قول الله تعالى: (ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا).
فقال: يا أهل العراق، وأيش يقولون؟ قالا: يقولون إنها نزلت في أمة محمد (صلى الله عليه وسلم).
فقال علي بن الحسين: أمة محمد كلهم إذا في الجنة!! قال: فقلت: من بين القوم يا بن رسول الله، فيمن نزلت؟
فقال: نزلت والله فينا أهل البيت - ثلاث مرات - قلت: أخبرنا من فيكم الظالم لنفسه؟
قال: الذي استوت حسناته وسيئاته، وهو في الجنة. فقلت: والمقتصد؟
قال: العابد لله في بيته حتى يأتيه اليقين. فقلت: السابق بالخيرات؟
فقال: من شهر سيفه، ودعا إلى سبيل ربه.
وقال الحاكم: وبه حدثنا الحسين بن الحكم، حدثنا حسين بن حسن، عن يحيى بن مساور، عن أبي خالد، عن
زيد بن علي في قوله: (ثم أورثنا الكتب) - وساق الآية إلى آخرها وقال: - الظالم لنفسه المختلط منا
بالناس، والمقتصد العابد، والسابق الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه.
2. أرجح المطالب، ص 86.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 317) وكشف اليقين (ص 371).
ورواه الآلوسي في روح المعاني (ج 23، ص 74)، قال: عن ابن جبير عن ابن عباس: يسئلون عن ولاية علي
- كرم الله وجهه -، وأيضا عن أبي سعيد الخدري مثله.
311

سورة الصافات
79 / قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) [الآية: 24].
512. ابن مردويه، عن ابن عباس، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (وقفوهم إنهم مسؤولون) عن
ولاية علي بن أبي طالب. (1)
513. ابن مردويه، عن مجاهد في الآية قال: يعني مسؤولون عن ولاية علي بن أبي
طالب. (2)
80 / قوله تعالى: (سلم على إل ياسين) [الآية: 130].
514. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: (سلم على إل ياسين) قال: نحن آل
محمد آل ياسين. (3)

1. مفتاح النجا، ص 41.
ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص 149)، قال: أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري: إن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال: (وقفوهم إنهم مسؤولون) عن ولاية علي.
2. توضيح الدلائل، 164.
روى ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 26)، قال: قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) قال مجاهد:
عن حب علي (عليه السلام).
3. الدر المنثور، ج 5، ص 286، قال فيه: أخرج ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 4، ص 412) وروح المعاني (ج 23، ص 129) وأرجح المطالب
(ص 73).
ورواه القرطبي في تفسيره (ج 15، ص 119)، قال: إنهم آل محمد (صلى الله عليه وسلم). قاله ابن عباس.
ورواه ابن كثير في تفسيره (ج 6، ص 34)، قال: (سلم على إل ياسين) يعني: آل محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأورده ابن حجر في الصواعق المحرقة (ص 148)، قال: نقل جماعة من المفسرين، عن ابن عباس - رضي الله
عنهما - أن المراد بذلك سلام على آل محمد، وكذا قاله الكلبي.
312

515. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: آل ياسين، آل محمد (صلى الله عليه وسلم). ونحن كباب حطة
بني إسرائيل. (1)

1. مفتاح النجا، ص 6.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 324) وكشف اليقين (ص 401).
313

سورة الزمر
81 / قوله تعالى: (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه
أليس في جهنم مثوى للكافرين) [الآية: 32].
516. ابن مردويه، عن علي (عليه السلام) قال: الصدق، ولايتنا أهل البيت. (1)
517. ابن مردويه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه في قوله تعالى: (فمن أظلم ممن
كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه) قال: هو من رد قول رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) في علي. (2)
82 / قوله تعالى: (والذي جآء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون)
[الآية: 33].
518. ابن مردويه، عن أبي هريرة: (والذي جآء بالصدق) قال: رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
(وصدق به) قال: علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). (3)

1. در بحر المناقب، ص 91.
2. مفتاح النجا، ص 40.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 317) وكشف اليقين (ص 377) وتأويل الآيات الظاهرة (ج 2،
ص 516).
3. الدر المنثور، ج 5، ص 328.
ورواه ابن مردويه كما في روح المعاني (ج 24، ص 3) وأرجح المطالب (ص 60).
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 269، ح 317)، قال: أخبرنا علي بن الحسين - إذنا -،
قال: حدثنا علي بن محمد بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد الحافظ، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا محمد
ابن الحسن، حدثنا عمر بن سعيد، عن ليث، عن مجاهد في قوله تعالى: (والذي جآء بالصدق وصدق به)
قال: جاء به محمد (صلى الله عليه وآله)، وصدق به علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ورواه القرطبي في تفسيره (ج 15، ص 256)، قال: عن مجاهد أن المراد بالذي جاء بالصدق: النبي، وأن المراد
بمن صدق به: علي (عليه السلام).
ورواه أبو حيان الأندلسي في تفسيره المسمى بالبحر المحيط (ج 7، ص 428)، قال: وقال أبو الأسود ومجاهد
وجماعة: الذي صدق به علي بن أبي طالب.
314

519. ابن مردويه، عن مجاهد في الآية قال: (وصدق به) علي بن أبي طالب. (1)
520. ابن مردويه، عن أبي جعفر (عليه السلام): (الذي جآء بالصدق) محمد (صلى الله عليه وآله). والذي
(وصدق به) علي بن أبي طالب. (2)

1. توضيح الدلائل، ص 165.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب مرتضوي (ص 51).
2. كشف الغمة، ج 1، ص 324.
ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص 399).
315

سورة الشورى
83 / قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) [الآية: 23].
521. ابن مردويه، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه
الآية: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله،
من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال: " علي وفاطمة وولداها ". (1)
522. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: لما نزلت هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين
وجبت علينا مودتهم؟ قال: " علي وفاطمة وولدهما، وأبنائها ". (2)
523. ابن مردويه، من طريق ابن المبارك، عن ابن عباس في قوله: (إلا المودة في

1. الدر المنثور، ج 6، ص 7، قال فيه: أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه من طريق
سعيد بن جبير، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 4، ص 536) وروح المعاني (ج 25، ص 29) وكشف الغمة (ج 1،
ص 324) وكشف اليقين (ص 398) وفي آخر حديث الأخيرين: " قالها ثلاث مرات "، وفيهما: " ابناهما " بدل
" ولداها ".
ورواه الزمخشري في تفسيره الكشاف (ج 3، ص 402)، قال: روي أنها لما نزلت، قيل: يا رسول الله، من
قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما.
عنه رواه الفخر الرازي في تفسيره (ج 27، ص 166).
ورواه أبو حيان الأندلسي في تفسيره (ج 7، ص 516)، قال ابن عباس: قيل: يا رسول الله، من قرابتك الذين
أمرتنا بمودتهم؟ فقال علي وفاطمة وابناهما.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 168).
2. إحياء الميت، ص 25، قال فيه: أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس....
ورواه ابن حجر في الكافي الشاف (ص 145)، قال: أخرج الطبراني، وابن أبي حاتم، والحاكم في مناقب
الشافعي من رواية حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قيل:
يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين وابناهما.
316

القربى) قال: تحفظوني في قرابتي. (1)
524. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال - في حديث -: فينا في الرحم آية لا يحفظ
مودتنا إلا كل مؤمن، ثم قرأ: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى). (2)
525. ابن مردويه، من طريق سعيد بن جبير قال: قالت الأنصار فيما بينهم: لولا
جمعنا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) مالا يبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد، فقالوا:
يا رسول الله، إنا أردنا أن نجمع لك من أموالنا. فأنزل الله: (قل لا أسألكم
عليه أجرا إلا المودة في القربى). فخرجوا مختلفين. فقالوا: لمن ترون ما
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فقال بعضهم: إنما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم.
فأنزل الله: (أم يقولون افترى على الله كذبا - إلى قوله - وهو الذي يقبل
التوبة عن عباده) (3). فعرض لهم بالتوبة، إلى قوله: (ويستجيب الذين
آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله) (4) هم الذين قالوا هذا إن
يتوبوا إلى الله ويستغفرونه. (5)

1. الدر المنثور، ج 6، ص 24.
2. الجامع الكبير، ج 15، ص 264، ح 5668.
3. سورة الشورى، الآية 24 - 25.
4. سورة الشورى، الآية 26.
5. الدر المنثور، ج 6، ص 6، قال فيه: أخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه... من طريق سعيد بن جبير....
317

سورة الزخرف
84 / قوله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) [الآية: 41].
526. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: (فإما نذهبن بك فإنا منهم
منتقمون) قال: بعلي. (1)
527. ابن مردويه، من طريق محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر
بن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون)
" نزلت في علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين
والمارقين بعدي ". (2)
528. ابن مردويه، عن عبد الرحمان بن مسعود العبدي قال: قرأ علي بن أبي
طالب (رضي الله عنه) هذه الآية: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) قال: ذهب
نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وبقيت نقمته في عدوه. (3)

1. مفتاح النجا، ص 41.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 323) وكشف اليقين (ص 395).
ورواه النيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 25، ص 65)، قال: عن جابر أنه قال: لما
نزلت: (فإنا منهم منتقمون) قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " بعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ". أورده في تفسير اللباب.
ورواه القندوزي في ينابيع المودة (ص 98)، قال: أبو نعيم بسنده عن ذر بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه)
قال: قوله تعالى: (فإنا منهم منتقمون) بعلي.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 18.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 74).
3. الدر المنثور، ج 6، ص 18.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 2، ص 501، ح 4597).
318

85 / قوله تعالى: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) [الآية: 57].
529. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: في نزلت هذه الآية: (ولما ضرب ابن مريم
مثلا إذا قومك منه يصدون). (1)
530. ابن مردويه، حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن محمد، حدثنا أحمد
ابن الحسن، حدثنا أبي، حدثنا حصين، عن سعيد، عن الأصبغ، عن
علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " يا علي، إن فيك مثلا من عيسى، أحبه قوم
فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فهلكوا فيه "، فقال المنافقون: أما رضي له مثلا إلا
عيسى. فنزلت: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون). (2)

1. الجامع الكبير، ج 15، ص 315، ح 5906.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 2، ص 501).
2. المناقب، الخوارزمي، ص 324، ح 333، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 329 وهو: أخبرني شهردار
- إجازة‍، أخبرنا عبدوس - إجازة‍، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري، عن الحافظ
أبي بكر بن مردويه].
ورواه البخاري في ترجمة ربيعة بن ناجذ، تحت الرقم " 966 " من التاريخ الكبير (ج 3، ص 281)، قال: قال
مالك ابن إسماعيل: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ،
عن علي: دعاني النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: " يا علي، إن لك من عيسى مثلا، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته
النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به ".
ورواه أحمد بن حنبل في المسند (ج 1، ص 160) والنسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
(ص 196، ح 103) وابن حجر في الصواعق المحرقة (ص 123).
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 165) ومفتاح النجا (ص 42) وكشف الغمة (ج 1، ص 321)
وكشف اليقين (ص 387).
319

سورة محمد
86 / قوله تعالى: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعملهم *
والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على
محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح
بالهم) [الآية: 1 - 2].
531. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: سورة محمد (صلى الله عليه وسلم) آية فينا وآية في بني أمية. (1)
87 / قوله تعالى: (ولو نشآء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في
لحن القول والله يعلم أعملكم) [الآية: 30].
532. ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى: (ولتعرفنهم في لحن
القول) قال: ببغضهم علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). (2)

1. الدر المنثور، ج 6، ص 46.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 171، ح 876)، قال: حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ
- إملاء وقراءة‍، حدثنا أبو الحسين علي بن الحسين الرصافي في بغداد، قال: أخبرني أبو عبد الله العباس بن
عبد الله بن الحسن بن سعيد بن عثمان الخزاز، عن جده الحسن بن سعيد، عن حصين بن مخارق، عن صباح
المزني، عن الحرث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي (عليه السلام) قال: سورة محمد آية فينا،
وآية في بني أمية.
2. نفس المصدر، ص 66، قال فيه: أخرج ابن مردويه، وابن عساكر، عن أبي سعيد الخدري....
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 165) ومفتاح النجا (ص 41).
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 315، ح 359)، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن
عبد الوهاب - إذنا -، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا جعفر بن محمد بن نصير - وهو
الخلدي -، حدثنا عبد الله بن أيوب بن زاذان الخزاز، حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا علي بن قادم، عن رجل،
عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري في قوله عز وجل: (ولتعرفنهم في لحن القول) قال: ببغضهم علي
ابن أبي طالب.
وفتح القدير (ج 5، ص 40) وكشف اليقين (ص 385) وكشف الغمة (ج 1، ص 320).
320

533. ابن مردويه، عن ابن مسعود قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إلا ببغضهم علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). (1)
88 / قوله تعالى: (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشآقوا الرسول
منم بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط
أعملهم) [الآية: 32].
534. ابن مردويه، عن أبي جعفر في قوله تعالى: (وشآقوا الرسول منم بعد ما
تبين لهم الهدى) قال: في أمر علي. (2)

1. نفس المصدر.
ورواه ابن مردويه كما في روح المعاني (ج 26، ص 71).
ورواه ابن عساكر بأسانيده عن ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعبادة بن الصامت، في
ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 218، ح 721 - 735). قال في (ح 723):
أخبرنا أبو القاسم ابن مندويه، أنبأنا علي بن محمد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمد الأهوازي، أنبأنا أبو العباس
ابن عقدة، أنبأنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك، أنبأنا إسحاق بن يزيد، أنبأنا فضيل بن يسار، وإسماعيل بن
زياد، ويونس بن أرقم، وجعفر بن زياد، وعلي بن داوود، وربعي الأشجعي، عن أبي هارون، عن أبي سعيد،
قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا ببغضهم عليا.
ورواه ابن الأثير في جامع الأصول (ج 9، ص 473، ح 6486): قال أبو سعيد الخدري: " إنا كنا لنعرف
المنافقين - نحن معاشر الأنصار - ببغضهم علي بن أبي طالب ". أخرجه الترمذي.
ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (ج 4، ص 29)، قال: حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا قتيبة، حدثنا جعفر بن
سليمان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم
علي بن أبي طالب.
ورواه ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة (ص 174)، قال: أخرج أحمد، والترمذي، عن جابر: ما كنا
نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا.
2. مفتاح النجا، ص 41.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب مرتضوي (ص 61) وكما في أرجح المطالب (ص 85) وكشف الغمة (ج 1،
ص 317).
321

سورة الفتح
89 / قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) [الآية: 1].
535. ابن مردويه، عن أنس، في قوله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)، قال: فتح
خيبر. (1)
536. ابن مردويه، عن علي قال: لما أخذت الراية يوم خيبر قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" امض بها فجبريل معك، والنصر أمامك، والرعب مبثوث في صدور القوم،
واعلم يا علي، إنهم يجدون في كتبهم أن الذي يدمر عليهم اسمه إيليا، فإذا
لقيتهم فقل: أنا علي، فإنهم يخذلون إنشاء الله تعالى ".
فقال علي: فمضيت بها حتى أتيت الحصن، فقال لي حبر من أحبارهم: من
أنت؟ فقلت له: أنا علي بن أبي طالب. فقال: قد علوتم، وما أنزل على
موسى إفكا. (2)

1. الدر المنثور (ج 6، ص 68)، قال: أخرج بن أبي شيبة، وابن المنذر، والحاكم، وابن مردويه عن أنس.
ورواه القرطبي في ذيل الآية من تفسيره (ج 16، ص 261) قال: وقال مجاهد والعوفي: هو فتح خيبر.
2. أرجح المطالب، ص 48.
روى أحمد زيني دحلان في السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية (ج 2، ص 200)، قال: وعن حذيفة (رضي الله عنه) قال:
لما تهيأ علي (رضي الله عنه) يوم خيبر للحملة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يا علي، والذي نفسي بيده إن معك من لا يخذلك، هذا
جبريل عن يمينك بيده سيف، لو ضرب به الجبال لقطعها، فأبشر بالرضوان والجنة، يا علي، إنك سيد العرب،
وأنا سيد ولد آدم ".
وفي رواية: ألبسه درعه الحديد، وشد ذا الفقار - الذي هو سيفه - في وسطه، وأعطاه الراية، ووجهه إلى
الحصن، فخرج علي (رضي الله عنه) يهرول حتى ركزها تحت الحصن، فأطلع عليه يهودي من رأس الحصن فقال: من
أنت؟ قال: علي بن أبي طالب. قال اليهودي: علوتم والتوراة التي أنزل الله على موسى.
322

90 / قوله تعالى: (تراهم ركعا سجدا) [الآية: 29].
537. ابن مردويه، عن ابن عباس - في حديث -: (تراهم ركعا سجدا) علي. (1)
538. ابن مردويه، عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) في قوله تعالى: (تراهم ركعا
سجدا) أنها نزلت في علي. (2)
91 / قوله تعالى: (فاستوى على سوقه) [الآية: 29].
539. ابن مردويه، عن الحسن [البصري] قال: استوى الإسلام بسيف علي (عليه السلام). (3)
540. ابن مردويه، عن جعفر بن محمد، والحسن [البصري]، أن هذه الكلمة في شأن
أمير المؤمنين علي؛ لأن دين الإسلام استوى بسيفه. (4)
92 / قوله تعالى: (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) [الآية: 29].
541. ابن مردويه، عن ابن عباس: (ليغيظ بهم الكفار) بعلي (رضي الله عنه). (5)

1. الدر المنثور، ج 6، ص 83، قال فيه: أخرج ابن مردويه، والقلظي، وأحمد بن محمد الزهري في فضائل
الخلفاء الأربعة، والشيرازي في الألقاب، عن ابن عباس....
2. مفتاح النجا، ص 40.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 86) وكشف الغمة (ج 1، ص 322) وكشف اليقين (ص 389).
3. كشف الغمة، ج 1، ص 316.
ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص 368) وتأويل الآيات الظاهرة (ج 2، ص 600).
ورواه أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي (ص 230، ح 62)، قال: حدث أحمد بن منصور، حدثنا سلمة بن
سليمان، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن [البصري] في قوله تعالى: (فاستوى على سوقه) قال: استوى
الإسلام بسيف علي بن أبي طالب.
وروى الزمخشري في الكشاف (ج 4، ص 551)، قال: عن عكرمة قال - في حديث -: (فاستوى على
سوقه) بعلي.
وروى مثل هذا النيسابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 26، ص 64).
4. توضيح الدلائل، ص 165.
5. الدر المنثور، ج 6، ص 83، قال فيه: أخرج ابن مردويه والقلظي وأحمد بن محمد الزهري في فضائل
الخلفاء الأربعة، والشيرازي في الألقاب عن ابن عباس... وأخرجه ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن
ابن عباس.
ورواه ابن مردويه كما في روح المعاني (ج 26، ص 117).
323

542. ابن مردويه، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام). (1)

1. كشف الغمة، ج 1، ص 325.
ورواه ابن مردويه كما في كشف اليقين (ص 405).
324

سورة ق
93 / قوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) [الآية: 24].
543. ابن مردويه، عن عباية بن ربعي، أن المأمورين بالإلقاء النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلي. (1)

1. توضيح الدلائل، ص 165.
روى الخوارزمي في جامع مسانيد أبي حنيفة (ج 2، ص 284): دخل أبو حنيفة على سليمان بن مهران الأعمش
ومعه ابن أبي ليلى وابن شبرمة في مرضه الذي مات فيه، فقال له أبو حنيفة: يا أبا محمد، إنك في أول يوم من
أيام الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا، فقد كنت تحدث عن علي بن أبي طالب أحاديث إن سكت عنها كان
خيرا، فقال الأعمش: ألمثلي يقال هذا؟ أسندوني أسندوني. حدثني أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى لي ولعلي: أدخلا الجنة من
أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما وذلك قوله تعالى: (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد...) الآية. فقال
أبو حنيفة: قوموا لا يجيئ بأعظم من هذا.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 189) والقندوزي في ينابيع المودة (ص 85).
325

سورة النجم
94 / قوله تعالى: (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق
عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى) [الآيات: 1 - 4].
544. ابن مردويه، عن حبة العرني قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث أمر بسد الأبواب عن
المسجد إلا باب علي قال بعضهم: أخرج عباسا وأبا بكر وعمر وعثمان
وغيرهم، وأحل محله ابن عمه.
فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك، صلى جامعة، ثم خطب وقرأ: (والنجم إذا
هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى). (1)
545. ابن مردويه، عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا: أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن تسد
الأبواب التي في المسجد. فشق عليهم.
قال حبة: إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء
وعيناه تذرفان وهو يقول: أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت
ابن عمك. فقال رجل يومئذ: ما يألوا برفع ابن عمه! قال: فعلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنه قد شق عليهم، فدعا الصلاة جامعة. فلما اجتمعوا، صعد المنبر، فلم
يسمع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا. فلما فرغ
قال: " يا أيها الناس، ما أنا سددتها، ولا أنا فتحتها، ولا أنا أخرجتكم
وأسكنته ". ثم قرأ: (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما
ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى). (2)

1. مناقب مرتضوي، ص 50.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 122.
ورواه ابن مردويه عن حبة العرني كما في كشف الغمة (ج 1، ص 320) وكشف اليقين (ص 382).
326

سورة القمر
95 / قوله تعالى: (إن المتقين في جنت ونهر * في مقعد صدق عند مليك
مقتدر) [الآية: 54 - 55].
546. ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتذاكر أصحابنا
الجنة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أول أهل الجنة دخولا إليها علي بن أبي
طالب " (عليه السلام).
فقال أبو دجانة الأنصاري: يا رسول الله، أخبرتنا أن الجنة محرمة على
الأنبياء حتى تدخلها، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك؟
قال: " بلى يا أبا دجانة، أما علمت أن لله لواء من نور، وعمودا من ياقوت،
مكتوب على ذلك النور: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، آل محمد خير
البرية، صاحب اللواء إمام القيامة. وضرب بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ".
قال: فسر رسول الله بذلك عليا، فقال: الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك.
فقال له: " أبشر يا علي، ما من عبد ينتحل مودتك إلا بعثه الله معنا يوم
القيامة ". ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله): (في مقعد صدق عند مليك مقتدر). (1)

1. در بحر المناقب، ص 87.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 82) وكشف الغمة (ج 1، ص 321) وكشف اليقين (ص 386).
ورواه مختصرا الموفق الخوارزمي في المناقب (ص 276، ح 259)، قال: روى السيد أبو طالب بإسناده عن
جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: " من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا "، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن
المتقين في جنت ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
327

سورة الرحمان
96 / قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأي آلاء
ربكما تكذبان * يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)
[الآيات: 19 - 22].
547. ابن مردويه، عن أنس بن مالك في قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان) قال:
علي وفاطمة - رضي الله عنهما - (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) قال:
الحسن والحسين - رضي الله عنهما -. (1)
548. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: (مرج البحرين يلتقيان) قال: علي
وفاطمة - رضي الله عنهما -. (بينهما برزخ لا يبغيان) قال: النبي (صلى الله عليه وسلم). (يخرج
منهما اللؤلؤ والمرجان) قال: الحسن والحسين - رضي الله عنهما -. (2)

1. الدر المنثور، ج 6، ص 143.
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 166) وكشف الغمة (ج 1، ص 323) وكشف اليقين (ص 396).
ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 212)، قال: ذكر الثعلبي في تأويل قوله تعالى: (مرج البحرين
يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان) عن سفيان الثوري وسعيد بن جبير: أن البحرين عليا وفاطمة، والبرزخ
محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله). (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) الحسن والحسين (عليهما السلام).
2. الدر المنثور، ج 6، ص 142.
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 13) وتوضيح الدلائل (ص 166) وكشف الغمة (ج 1، ص 323)
وكشف اليقين (ص 396).
ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين (ج 1، ص 112)، قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه
الديلمي - فيما كتب إلي من همدان -، حدثنا الرئيس أبو الفتح ابن عبد الله الهمداني - كتابة -، حدثنا الإمام
عبد الله بن عبد ان، حدثنا أبو عبد الله نافع بن علي، حدثنا علي بن إبراهيم القطان، حدثنا أحمد بن حماد
الكوفي، حدثنا محمد بن زيدان الهاشمي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان الموصلي، حدثنا محمد بن يوسف
الفريابي، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى: (مرج
البحرين يلتقيان) قال: علي وفاطمة. (بينهما برزخ لا يبغيان) قال: ود لا يتباغضان. (يخرج منهما اللؤلؤ
والمرجان) قال: الحسن والحسين.
328

سورة الواقعة
97 / قوله تعالى: (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) [الآية: 10 - 11].
549. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن قوله تعالى:
(والسابقون السابقون) فقال (صلى الله عليه وسلم): " قال لي جبرئيل: ذلك علي ". (1)
550. ابن مردويه، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " السبق ثلاثة؛ فالسابق إلى
موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى
محمد (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ". (2)
551. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: (والسابقون السابقون) قال:
يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى، وعلي بن
أبي طالب (رضي الله عنه) سبق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم). (3)

1. أرجح المطالب، ص 81.
روى ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 26) قال: قوله تعالى: (والسابقون السابقون) روى سعيد بن
جبير، عن ابن عباس: أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي (عليه السلام)، وفيه نزلت هذه الآية.
2. الدر المنثور، ج 5، ص 262، قال فيه: أخرج الطبراني، وابن مردويه، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في الصواعق المحرقة (ص 125) وكنز العمال (ج 11، ص 601، ح 32896، ومفتاح
النجا (ص 22) وآل محمد (ص 77) ومناقب سيدنا علي (ص 35).
ورواه ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة (ص 125)، قال: أخرج الديلمي عن عائشة، والطبراني عن ابن
عباس، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " السبق ثلاثة؛ فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس،
والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب ".
3. نفس المصدر، ج 6، ص 154، قال فيه: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 5، ص 151) وكشف الغمة (ج 1، ص 323) وكشف اليقين (ص 391).
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (ص 320، ح 365)، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن
عبد الوهاب - إجازة -، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا محمد بن أحمد بن منصور، حدثنا أحمد بن
الحسين، حدثنا زكريا، حدثنا أبو صالح ابن الضحاك، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد،
عن ابن عباس في قول الله تعالى: (والسابقون السابقون) قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق
صاحب يس إلى عيسى، وسبق علي إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ورواه ابن كثير في تفسيره (ح 6، ص 509)، قال: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس (والسابقون
السابقون) قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى، وعلي بن أبي طالب سبق
إلى محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ورواه ابن أبي حاتم، عن محمد بن هارون الغلاس، عن عبد الله بن إسماعيل المدائني البزاز، عن سفيان بن
الضحاك المدائني، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح به.
329

552. ابن مردويه، عن مجاهد، عن ابن عباس في هذه الآية: يوشع بن نون سبق إلى
موسى بن عمران، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى بن مريم، وعلي بن
أبي طالب سبق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكل رجل منهم سابق أمته، وعلي
أفضلهم. (1)
553. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: (والسابقون السابقون) قال:
نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار الذي ذكر في يس،
وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وكل رجل سابق أمته، وعلي أفضلهم سبقا. (2)

1. توضيح الدلائل، ص 166.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 154.
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 4، ص 151) وروح المعاني (ج 27، ص 114)، وليس فيه كلمة:
" سبقا ".
330

سورة الحديد
98 / قوله تعالى: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) [الآية: 19].
554. ابن مردويه، أخبرنا جدي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن
يحيى، حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد، حدثنا الحسن بن عبد الرحمان بن
أبي ليلى، حدثنا أبي، عن أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي
ليلى، عن أبيه، عن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الصديقون ثلاثة:
حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزبيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي
طالب الثالث، وهو أفضلهم ". (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 310، ح 307، قال: وبهذا الإسناد [أي إسناد الحديث 305، قال: أخبرني الشيخ
الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب إلي من همدان -،
أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبد الله بن عبدوس التاني بهمدان - إجازة -، أخبرنا الشريف أبو طالب المفضل بن
محمد الجعفري بأصبهان، أخبرنا الحافظ أبو بكر بن مردويه].
ورواه أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي (ص 246، ح 67)، قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا
محمد بن يونس. وحدثنا إبراهيم بن [أحمد بن] أبي حصين قالا: حدثنا عبيد بن غنام، قال: حدثنا الحسن بن
عبد الرحمان الأنصاري، قال: حدثنا عمر بن جميع، عن [ابن] أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمان بن
أبي ليلى، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزبيل مؤمن
آل فرعون، وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم ".
عنه رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 282، ح 812)، قال:
أنبأنا أبو سعد المطرز، وأبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن
أبي حصين. وذكر تمام السند، وذكر مثله سواء.
ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 245، ح 293) والرازي في تفسيره (ج 27، ص 57)
والسيوطي في الجامع الصغير (ج 2، ص 115، ح 5148) وابن حجر في الصواعق المحرقة (ص 125).
331

سورة المجادلة
99 / قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي
نجواكم صدقة) [الآية: 12].
555. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت، وما كانت
إلا ساعة. يعني: آية النجوى. (1)
556. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي،
ولا يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم
الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)، كان عندي دينار فبعته بعشرة
دراهم. فكنت كلما ناجيت النبي (صلى الله عليه وسلم) قدمت بين يدي درهما. ثم نسخت، فلم
يعمل بها أحد، فنزلت: (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقت
فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وأطيعوا
الله ورسوله والله خبير بما تعملون). (2)

1. الدر المنثور، ج 6، ص 185، قال فيه: أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن
مردويه، عن علي....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 4، ص 191).
روى ابن كثير في ذيل الآية من تفسيره (ج 6، ص 588)، قال: روى عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن
مجاهد، قال علي: ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت، وأحسبه قال: وما كانت إلا ساعة.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 185، قال فيه: أخرج سعيد بن منصور، وابن راهويه، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد،
وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم وصححه، عن علي....
ورواه ابن مردويه كما في مسند علي بن أبي طالب (ج 1، ص 10) وفتح القدير (ج 4، ص 191).
ورواه الطبري في تفسيره (ج 28، ص 15)، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثا
عن مجاهد قال: قال علي (رضي الله عنه): آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار
فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) تصدقت بدرهم، فنسخت فلم يعمل بها أحد قبلي (يا أيها
الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة).
332

557. ابن مردويه، عن مجاهد قال: لقد نزلت آية ما عمل بها أحد قبل علي، وما
عمل بها أحد بعده: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول).
كان عنده دينار، فصرفه بعشرة دراهم، فكان كلما ناجى النبي (صلى الله عليه وسلم) تصدق
بدرهم حتى نفذت. ثم نسخت. (1)
558. ابن مردويه، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي (عليه السلام) قال: لما نزلت آية
المناجاة، قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما تقول في دينار؟ " قلت:
لا يطيقونه. قال: " فكم؟ " قلت: شعيرة. قال: " إنك لزهيد ". ونزلت:
(ءأشفقتم) الآية. قال علي (عليه السلام): بي خفف الله تعالى عن هذه الأمة، فلم
تنزل في أحد قبلي ولا بعدي. (2)
559. ابن مردويه عن علي (رضي الله عنه) قال: لما نزلت: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم
الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) الآية، قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): " ما
ترى؟ دينارا ". قلت: لا يطيقونه. قال: " فنصف دينار؟ " قلت: لا يطيقونه.
قال: " فكم؟ " قلت: شعيرة. قال: " إنك لزهيد ". قال: فنزلت: (ءأشفقتم أن
تقدموا بين يدي نجواكم صدقت) الآية. قال: فبي خفف الله عن هذه
الأمة. (3)

1. توضيح الدلائل، ص 166.
2. الطرائف، ح 36، ص 41، قال فيه: روى ابن مردويه في كتاب المناقب في تفسير آية النجوى من أربع طرق
هذه أحدها يرفعه إلى سالم بن أبي الجعد عن علي....
3. الدر المنثور، ج 6، ص 185، قال فيه: أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والترمذي وحسنه، وأبو يعلى،
وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والنحاس، عن علي....
ورواه ابن مردويه كما في مسند علي بن أبي طالب (ج 1، ص 161) وفتح القدير (ج 5، ص 191).
ورواه النسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ص 276، ح 151)، قال: أخبرني
محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا قاسم الجرمي، عن سفيان [الثوري]، عن عثمان - وهو ابن المغيرة -،
عن سالم [بن أبي الجعد]، عن علي بن علقمة [الأنماري]، عن علي (رضي الله عنه) قال: لما نزلت: (يا أيها الذين آمنوا
إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي (رضي الله عنه): " مرهم أن يتصدقوا " قال:
بكم يا رسول الله؟ قال: " بدينار ". قال: [قلت:] لا يطيقون، قال: " فبنصف دينار "، قال: لا يطيقون. قال:
" فبكم؟ " قال: بشعيرة. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إنك لزهيد ". فأنزل الله عز وجل: (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي
نجواكم صدقت) الآية، وكان علي (رضي الله عنه) [بعد ذلك] يقول: بي خفف الله عن هذه الأمة.
333

سورة الصف
100 / قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن
مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون
نحن أنصار الله) [الآية: 14].
560. ابن مردويه، بثلاثة طرق، عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين، عن
جعفر بن محمد (عليهم السلام) قال: أشهد لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده الحسين
ابن علي (عليهم السلام) قال: لما جاءت الأنصار تبايع رسول الله على العقبة قال: " قم
يا علي "، فقال علي: على ما أبايعهم يا رسول الله؟ قال: " على أن يطاع الله
فلا يعصى، وعلى أن يمنعوا رسول الله وأهل بيته وذريته مما يمنعون منه
أنفسهم وذراريهم "، ثم إنه كان الذي كتب الكتاب بينهم. (1)

1. مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 305.
روى الطبري في تفسيره (ج 28، ص 59)، قال: حدثني بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد عن قتادة:
(يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال
الحواريون نحن أنصار الله) قال: قد كانت لله أنصار من هذه الأمة تجاهد على كتابه وحقه. وذكر لنا أنه
بايعه ليلة العقبة اثنان وسبعون رجلا من الأنصار، ذكر لنا أن بعضهم قال: هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل،
إنكم تبايعون على محاربة العرب كلها أو يسلموا. ذكر لنا أن رجلا قال: يا نبي الله، اشترط لربك ولنفسك
ما شئت، قال: " أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني [وأهل بيتي وذريتي]
مما منعتم منه أنفسكم وأبناءكم ". قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا يا نبي الله؟ قال: " لكم النصر في الدنيا، والجنة في
الآخرة ". ففعلوا، ففعل الله.
قلت: وما بين المعقوفتين أثبتناه من حديث الهيثمي. ولا يخفى عليك أيها القارئ أنها أسقطت وأخلت باستواء
سياق الحديث. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 6، باب ابتداء أمر الأنصار والبيعة على الحرب، ص 49):
وعن حسين بن علي قال: جاءت الأنصار تبايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على العقبة، فقال: " يا علي، قم يا علي، فبايعهم ".
فقال: على ما أبايعهم يا رسول الله؟ قال: " على أن يطاع الله ولا يعصى، وعلى أن تمنعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته
وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم ". رواه الطبراني في الأوسط من طريق عبد الله بن مروان.
334

سورة التحريم
101 / قوله تعالى: (وإن تظهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصلح
المؤمنين) [الآية: 4].
561. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: (وصلح المؤمنين) قال: هو
علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). (1)
562. ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " (وصلح
المؤمنين) علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ". (2)

1. الدر المنثور، ج 6، ص 244، قال فيه: أخرج ابن مردويه، وابن عساكر، عن ابن عباس....
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 5، ص 246) وروح المعاني (ج 28، ص 135) وأرجح المطالب (ص
23، 35).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 425، ح 932)، قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحافظ، أنبأنا أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري، أنبأنا عبد الرحمان بن عمر المسلي، أنبأنا أبو قتيبة المسلم بن الفضل،
أنبأنا محمد بن يونس الكديمي، أنبأنا أحمد بن معمر الأسدي، أنبأنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن ابن
عباس في قوله عز وجل: (وصلح المؤمنين) قال: هو علي بن أبي طالب.
ورواه ابن عساكر بإسناد آخر عن حذيفة بن اليمان في الحديث " 933 ".
2. الدر المنثور، ج 6، ص 244.
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (167).
ومفتاح النجا (ص 40) وفتح القدير (ج 5، ص 246) وكشف الغمة (ج 1، ص 316) وكشف اليقين (ص 368).
ورواه أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي (ص 257، ح 71)، قال: حدثنا أحمد بن جعفر النسائي، قال:
حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا الحسين بن الحكم، قال: حدثنا حسن - يعني: ابن حسين - قال: حدثنا
حفص بن راشد، عن يونس بن أرقم، عن إبراهيم بن حيان، عن أم جعفر بنت عبد الله بن جعفر، عن جدتها
أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ هذه الآية: " (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح
المؤمنين) قال: (صالح المؤمنين) علي بن أبي طالب ".
335

102 / قوله تعالى: (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) [الآية: 8].
563. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم (عليه السلام)،
لخلته من الله تعالى، ثم محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ لأنه صفوة الله، ثم علي يزف بينهما إلى
الجنان زفا. ثم قرأ: (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه). (1)
564. ابن مردويه، حدثنا جدي، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا محمد بن جرير
ابن يزيد، حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني، حدثنا محمد بن حسان، عن
أبي الأحوص، عن زبيد الأيامي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم؛ لخلته، ثم أنا؛
لصفوتي، ثم علي بن أبي طالب يزف بيني وبين إبراهيم زفا إلى الجنة ". (2)

1. توضيح الدلائل، ص 168.
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 40) وأرجح المطالب (ص 75) وكشف الغمة (ج 1، ص 316) وفي
آخر حديث الأخيرين: " وقال: علي وأصحابه ".
ورواه أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي (ص 262، ح 72)، قال: وفيما أخبرني به إبراهيم بن محمد
- إجازة - قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن دينار، قال: حدثنا حي بن خالد الهاشمي، قال: حدثنا سلام
الطويل، عن زبيد اليمامي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: أول من يكسى من حلل الجنة
إبراهيم (عليه السلام)، لخلته من الله، ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ لأنه صفوة الله، ثم علي (عليه السلام) يزف بينهما إلى الجنان. ثم قرأ ابن عباس:
(يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) قال: علي وأصحابه.
2. المناقب، الخوارزمي، ص 309، ح 305، قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي،
أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبد الله التاني، أخبرنا الشريف أبو طالب، أخبرنا ابن مردويه....
336

سورة الحاقة
103 / قوله تعالى: (لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن وعية) [الآية: 12].
565. ابن مردويه، عن بريدة قال: لما نزلت: (وتعيها أذن وعية) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" يا علي، فأنت واعية ". (1)
566. ابن مردويه، عن بريدة، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " إن الله أمرني أن أدنيك
ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي، وحق لك أن تعي ". فنزلت هذه الآية:
(وتعيها أذن وعية). (2)
567. ابن مردويه، عن بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " أمرني ربي أن
أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تسمع وتعي ". قال: فنزلت: (وتعيها
أذن وعية). قال علي: فما سمعت من نبي الله كلاما إلا وعيته وحفظته،

1. مناقب سيدنا علي، ص 55، قال فيه: ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن بريدة وأبو نعيم عن ابن
عباس....
ورواه السيوطي في الدر المنثور (ج 6، ص 260)، قال: أخرج أبو نعيم في الحلية عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم): " يا علي، إن الله أمرني أن أدنيك، وأعلمك لتعي " - فأنزلت هذه الآية - فأنت أذن واعية لعلمي ".
2. الدر المنثور، ج 6، ص 260، قال: أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والواحدي، وابن مردويه، عن
بريدة....
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 40) وكما في كشف الغمة (ج 1، ص 322) وكشف اليقين (ص
388).
ورواه الطبري في تفسيره (ج 29، ص 31)، قال: حدثني محمد بن خلف، قال: حدثنا بشر بن آدم، قال: حدثنا
عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا عبد الله بن رستم، قال: سمعت بريدة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعلي: " يا
علي، إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي، وحق على الله أن تعي "، قال: ونزلت: (أذن
وعية).
337

فلم أنسه. (1)
568. ابن مردويه، عن مكحول قال: لما نزلت: (وتعيها أذن وعية) قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم): " سألت ربي أن يجعلها أذن علي ". قال مكحول: فكان علي (رضي الله عنه)
يقول: ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا فنسيته. (2)
569. ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) في قوله: (وتعيها أذن وعية) قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم): " سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ". فما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
شيئا فنسيته. (3)
570. ابن مردويه، عن مكحول قال: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذه الآية: (وتعيها أذن
وعية) ثم أقبل على علي فقال: " إني سألت الله أن يجعلها أذنك ". وكان
علي يقول: ما سمعت من نبي الله (صلى الله عليه وسلم) كلاما إلا وعيته وحفظته، فلم أنسه (4).
104 / قوله تعالى: (فأما من أوتى كتبه بيمينه) [الآية: 19].
571. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) في قوله: (فأما من أوتى كتبه بيمينه) هو

1. توضيح الدلائل، ص 168.
2. الدر المنثور، ج 6، ص 260، قال فيه: أخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم،
وابن مردويه، عن مكحول....
ورواه الطبري في تفسيره (ج 29، ص 31)، قال: حدثنا علي بن سهل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن علي
ابن حوشب قال: سمعت مكحولا يقول: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (وتعيها أذن وعية) ثم التفت إلى علي فقال:
" سألت الله أن يجعلها أذنك ". قال علي (رضي الله عنه): فما سمعت شيئا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنسيته.
3. مسند علي بن أبي طالب (ج 1، ص 187)، قال فيه: ابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 13، ص 177، ح 36526).
ورواه الزمخشري في الكشاف (ج 4، ص 151)، قال: وعن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لعلي (رضي الله عنه) عند نزول هذه الآية:
" سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي ". قال علي (رضي الله عنه): فما نسيت شيئا بعد، وما كان لي أن أنسى.
وروى مثل هذا الرازي في تفسيره (ج 30، ص 107). والنيشابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري
(ج 29، ص 301).
4. مفتاح النجا، ص 41.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 322).
338

علي بن أبي طالب. (1)
572. ابن مردويه، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) في قوله تعالى: (فأما من أوتى كتبه
بيمينه) قال: هو علي بن أبي طالب. (2)

1. أرجح المطالب، ص 85.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 324) وتأويل الآيات الظاهرة (ج 2، ص 717).
2. در بحر المناقب، ص 94.
339

سورة المعارج
105 / قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع) [الآية: 1].
573. ابن مردويه، عن سفيان بن عيينة، أنه سئل عن قول الله عز وجل (سأل سائل بعذاب
واقع) (1) فيمن نزلت؟ فقال للسائل: سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد
قبلك. حدثني جعفر بن محمد عن آبائه: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما كان بغدير
خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي وقال: " من كنت مولاه فعلي
مولاه "، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ناقة له، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها، فقال: يا محمد،
أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن
نصلي خمسا فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا،
وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله
علينا! وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله عز وجل؟
فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): " والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله عز وجل "، فولى الحارث بن
النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا،
فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إلى راحلته
حتى رماه الله عز وجل بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل
الله عز وجل: (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع). (2)

1. سورة المعارج، الآية 1.
2. توضيح الدلائل، ص 158.
تقدمت الإشارة لشواهد هذا الحديث ص 246 (الهامش).
340

سورة الإنسان
106 / قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)
[الآية: 8].
574. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)
وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم). (1)
575. ابن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن سالم، حدثني إبراهيم بن أبي طالب
النيشابوري، حدثنا محمد بن النعمان بن شبل، حدثنا يحيى بن أبي زوق
الهمداني، عن أبيه، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) قال: نزلت هذه
الآية في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ظلا صائمين
حتى إذا كان آخر النهار واقترب الإفطار قامت فاطمة (عليها السلام) إلى شيء من
طحين كان عندها فخبزته قرص ملة، وكان عندها " نحي " فيه شيء من
سمن قليل، فأدمت القرصة الملة شيء من السمن ينتظران بها إفطارهما،
فأقبل مسكين رافع صوته ينادي: المسكين الجائع المحتاج، فهتف على
بابهم فقال علي (عليه السلام) لفاطمة: عندك شيء تطعمينه هذا المسكين؟

1. الدر المنثور، ج 6، ص 299.
ورواه ابن مردويه كما في روح المعاني (ج 29، ص 157) وفتح البيان (ج 10، ص 137).
قال الفخر الرازي في ذيل الآية من تفسيره (ج 30، ص 243): ذكر الواحدي في كتاب البسيط: أنها نزلت في
حق علي (رضي الله عنه).
وقال القرطبي في تفسيره (ج 19، ص 130): قال أهل التفسير: نزلت في علي وفاطمة - رضي الله عنهما -
وجارية لهما اسمها فضة. ذكره الثعلبي. وقال القرطبي: وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري، وغير واحد من
المفسرين في قصة علي وفاطمة وجاريتهما حديثا....
341

قالت فاطمة: هيأت قرصا، وكان في النحي شيء من سمن، فجعلته فيه
أنتظر به إفطارنا.
فقال لها علي (عليه السلام): آثري به هذا المسكين الجائع المحتاج.
فقامت فاطمة (عليها السلام) بالقرص مأدوما فدفعته إلى المسكين، فجعله المسكين
في حضنه وخرج به متوجها من عندهما يأكل من حضن نفسه، فأقبلت
امرأة معها صبي صغير تنادي: اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم، ولا
أحد، فلما رأت المرأة التي معها اليتيم المسكين يأكل من حضن نفسه،
أقبلت باليتيم فقالت: يا عبد الله، أطعم هذا اليتيم المسكين مما أراك تأكل،
فقال لها المسكين: لا لعمرك والله، ما كنت لأطعمك من رزق ساقه الله تعالى
إلي ولكني أدلك على من أطعمني، فقالت: فادللني عليه؟ فقال لها: أهل
ذلك البيت الذي ترين، - وأشار إليه من بعيد - فإن في ذلك المنزل رجلا
وامرأة أطعمانيه. قالت المرأة: فان الدال على الخير كفاعله. قال المسكين:
وإني لأرجو أن يطعما يتيمك كما أطعماني.
فأقبلت باليتيم حتى ضربت على علي ونادت: يا أهل المنزل، أطعموا اليتيم
المسكين الذي لا أب له ولا أم، من فضل ما رزقكم الله.
فقال علي (عليه السلام) لفاطمة: عندك شيء؟
فقالت: فضل طحين عندي فجعلته حريرة، وليس عندنا غيره، وقد اقترب
الإفطار.
فقال لها علي: آثري به هذا المسكين اليتيم (وما عند الله خير أبقى) (1).
فقامت فاطمة (عليها السلام) بالقدر بما فيه فكبتها في حضن المرأة، فخرجت المرأة
تطعم الصبي اليتيم مما في حضنها، فلم تجز بعيدا حتى أقبل أسير من اسراء

1. سورة القصص، الآية 60.
342

المشركين ينادي: الأسير الغريب المسكين الجائع، فلما نظر الأسير إلى
المرأة تطعم الصبي من حضنها، أقبل إليها فقال: يا أمة الله أطعميني مما أراك
تطعمينه هذا الصبي.
قالت المرأة: لا لعمرك والله، ما كنت لأطعمك من رزق رزق الله هذا اليتيم
المسكين، ولكني أدلك على من أطعمني كما دلني عليه سائل قبلك.
قال لها الأسير: وأن الدال على الخير كفاعله.
فقالت له: أهل ذلك المنزل الذي ترى فيه رجلا وامرأة، أطعما مسكينا
سائلا وهذا اليتيم.
فانطلق الأسير إلى باب علي وفاطمة (عليهم السلام)، فهتف بأعلى صوته: يا أهل
المنزل، أطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل ما رزقكم الله تعالى.
فقال علي لفاطمة: أعندك شيء؟
قالت: ما عندي طحين، أصبت فضل تميرات، فخلصتهن من النوى،
وعصرت النحي فقطرته على التمرات، ودققت ما كان عندي من فضل
الإقط، فجعلته حيسا، فما فضل عندنا شيء نفطر عليه غيره.
فقال لها علي (عليه السلام): آثري به هذا الأسير المسكين الغريب.
فقامت فاطمة إلى ذلك الحيس فدفعته إلى الأسير، وباتا يتضوران على
الجوع من غير إفطار ولا عشاء ولا سحور، ثم أصبحا صائمين حتى أتاهما
الله سبحانه برزقهما عند الليل، فصبرا على الجوع، فنزل في ذلك:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) أي: على شدة
شهوتهم له (مسكينا) قرص ملة، (ويتيما) حريرة، (وأسيرا) حيسا،
(إنما نطعمكم) يخبر عن ضميرهما (لوجه الله) يقول إرادة ما عند الله من
الثواب. (لا نريد منكم) في الدنيا (جزاء)، يعني: ثوابا (ولا شكورا)
يقول: ثناء يثنون به علينا (إنا نخاف) يخبر عن ضميرهما، (من ربنا يوما
343

عبوسا قمطريرا) قال: العبوس: تقبض ما بين العينين من أهواله وخوفه،
والقمطرير: الشديد (فوقاهم الله شر ذلك) يقول: خوف ذلك (اليوم
ولقاهم نضرة) يقول: بهجات الجنة (وسرورا) يقول: سرهما من قرة
العين بالجنة، (وجزاهم) يقول: وأثابهم، (بما صبروا) على الجوع حتى
آثروا بالطعام لإفطارهم اليتيم والمسكين والأسير، حيسا وحريرا (متكئين
فيها على الأرائك) الأرائك: الأسرة المرمولة بالدر والياقوت والزبرجد في
عليين، مضروبة عليها الحجال. (لا يرون فيها شمسا) يؤذيهم حرها (ولا
زمهريرا) يقول: لا يؤذيهم برده، (ودانية): قريبة (عليهم ظللها وذللت
قطوفها) يقول: قربت الثمار منهم (تذليلا): يأكلونها قياما وقعودا
ومتكئين ومستلقين على ظهورهم، ليس القائم بأقدر عليها من المتكي،
وليس المتكي بأقدر عليها من المستلقي، (ويطوف عليهم ولدان): من
الوصفاء (مخلدون) قال: مسورون بأسورة الذهب والفضة، وقال:
مخلدون لم يذوقوا طعم الموت قط، وإنما خلقوا خدما لأهل الجنة، (إذا
رأيتهم حسبتهم) من بياضهم وحسنهم (لؤلؤا منثورا): لكثرتهم، فشبه
بياضهم وحسنهم بالؤلؤ، وكثرتهم بالمنثور. (1)

1. المناقب، الخوارزمي، ص 271، ح 252، قال:
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب إلي من
همدان -، أخبرنا الشيخ الإمام عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني - إجازة -، أخبرنا الشريف أبو طالب
المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره بأصبهان في سكة الخوز، أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني....
344

سورة الشمس
107 / قوله تعالى: (إذ انبعث أشقاها) [الآية: 12].
576. ابن مردويه، أنه قال سعيد بن المسيب: كان علي يقرأ: (إذ انبعث أشقاها)
قال: فوالذي نفسي بيده، لتخضبن هذه من هذا، وأشار إلى لحيته ورأسه. (1)
577. ابن مردويه، عن علي قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يا علي، من أشقى
الأولين؟ "
قلت: عاقر الناقة.
قال: " صدقت ".
قال: " فمن أشقى الآخرين؟ "
قلت: لا أدري.
قال: " الذي يضربك على هذه، كما أن عاقر الناقة أشقى بني فلان من
ثمود ". ونسبه (صلى الله عليه وسلم) إلى فخذه الأدنى دون ثمود، أو كما قال (صلى الله عليه وسلم). (2)

1. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 92.
قريبا منه رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 339)، قال: وبهذا الإسناد [أي: الإسناد المتقدم
في كتابه] قال الحسن بن علي الحلواني: أخبرنا الهيثم بن الأشعث، أخبرنا أبو حنيفة اليماني، عن عمير بن
عبد الملك قال: خطب علي (عليه السلام) على منبر الكوفة فأخذ بلحيته ثم قال: متى ينبعث أشقاها! حتى يخضب هذه
من هذه.
2. الجامع الكبير، ج 16، ص 288، ح 7996.
ورواه ابن مردويه كما في كنز العمال (ج 13، ص 140، ح 36442).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 342، ح 1389)، قال:
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد الله، أنبأنا محمد بن هارون،
أنبأنا محمد بن إسحاق، أنبأنا سعيد بن عفير، أنبأنا ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن عثمان بن صهيب، عن أبيه، أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي بن أبي طالب: " من أشقى الأولين؟ "، قال: عاقر الناقة، قال: " فمن أشقى الآخرين؟ "،
قال: لا أدري. قال: " الذين يضربك على هذا " - وأشار إلى رأسه -. قال: فكان علي يقول: يا أهل العراق،
ولوددت أن لو قد انبعث أشقاها فخضب هذه من هذا.
345

سورة البينة
108 / قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) [الآية: 7].
578. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: (إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي (رضي الله عنه):
" هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ". (1)
579. ابن مردويه، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية، قال (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " هو أنت
وشيعتك. تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيين. ويأتي عداك
غضابا مقمحين ". فقال علي: يا رسول الله من عدوي؟ قال: " من تبرأ منك
ولعنك ". ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من قال: رحم الله عليا رحمه الله ". (2)
580. ابن مردويه، عن ابن عباس، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: لعلي: " جاء خير البرية، أنت

1. الدر المنثور، ج 6، ص 379.
ورواه ابن مردويه كما في فتح القدير (ج 5، ص 477) وروح المعاني (ج 30، ص 207) ومناقب سيدنا علي
(ص 32).
ورواه الطبري في تفسيره (ج 30، ص 171)، قال: حدثنا ابن حميد، حدثنا عيسى بن فرقد، عن أبي الجارود،
عن محمد بن علي: (أولئك هم خير البرية) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): أنت يا علي، وشيعتك.
2. توضيح الدلائل، ص 169.
ورواه ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة (ص 161)، قال: قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات أولئك هم خير البرية) أخرج الحافظ الزرندي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن هذه الآية
لما نزلت قال (صلى الله عليه وسلم) لعلي: " هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوك غضابا
مقمحين "، قال: ومن عدوي؟ قال: " من تبرأ منك ولعنك ".
346

وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ". (1)
581. ابن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن السري، حدثنا المنذر بن محمد
ابن المنذر، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن
إسماعيل بن زياد البزاز، عن إبراهيم بن مهاجر، حدثني يزيد بن شراحيل
الأنصاري - كاتب علي (عليه السلام) - قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: حدثني رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري فقال: " أي علي! ألم تسمع قول الله تعالى:
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)! أنت
وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جثت الأمم للحساب تدعون
غرا محجلين ". (2)

1. مناقب سيدنا علي، ص 32.
روى السيوطي في الدر المنثور (ج 6، ص 379)، قال: أخرج ابن عساكر، عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند
النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقبل علي، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة "، ونزلت: (إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) فكان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أقبل علي قالوا: جاء
خير البرية.
2. المناقب، الخوارزمي، ص 265، ح 247، قال فيه: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن
شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان - إجازة -، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر
الجعفري (رضي الله عنه) وأرضاه في داره بأصبهان في سكة الخوز، أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن
مردويه بن فورك الأصبهاني....
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 42) وكشف الغمة (ج 1، ص 316) وكشف اليقين (ص 366).
ورواه من قوله: " ألم تسمع قول الله "، كما في الدر المنثور (ج 6، ص 379) وروح المعاني (ج 30، ص 207)
وأرجح المطالب (ص 529).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 356)، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالإسناد المرفوع
إلى يزيد بن شرحبيل الأنصاري - كاتب علي - قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا مسنده إلى
صدري فقال: " يا علي، ألم تسمع قول الله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)!
هم شيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا اجتمع الأمم للحساب، تدعون غرا محجلين ".
347

سورة العصر
109 / قوله تعالى: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات) [الآيات: 1 - 3].
582. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: (والعصر * إن الإنسان لفي
خسر) يعني: أبا جهل بن هشام. (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)
عليا وسلمان. (1)
110 / قوله تعالى: (وتواصوا بالصبر) [الآية: 3].
583. ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: (وتواصوا بالصبر) نزلت في

1. الدر المنثور، ج 6، ص 392.
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 170) ودر بحر المناقب (ص 94) ومفتاح النجا (ص 38) وأرجح
المطالب (ص 71) وكشف الغمة (ج 1، ص 320) وكشف اليقين (ص 383).
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 372)، قال: حدثني أبو الحسن الفارسي، حدثني
الحسين بن علي بن جعفر، حدثني عبد الله بن محمد بن عبد الله، حدثني أحمد بن عثمان، حدثني محمد بن
سران، حدثني علي بن المغيرة، حدثني إبراهيم بن الحسين المدائني، حدثني نعيم بن حماد، حدثني ضمرة بن
ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عمرو بن عبد الله، عن أبي أمامة قال: حدثني أبي بن كعب، قال:
قرأت على النبي (صلى الله عليه وسلم): (والعصر * إن الإنسان لفي خسر) أبو جهل ابن هشام (إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) علي بن أبي طالب.
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 374)، قال: حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن ابن
جريح، عن عطاء، عن ابن عباس قال: جمع الله هذه الخصال كلها في علي (إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات) وكان أول من صلى وعبد الله من أهل الأرض مع رسول الله (وتواصوا) وأوصاه رسول الله (صلى الله عليه وآله)
بقضاء دينه، وبغسله بعد موته، وأن يبني حول قبره حائطا؛ لئلا يؤذيه النساء بجلوسهن على قبره، وأوصاه
بحفظ الحسن والحسين، فذلك قوله: (وتواصوا بالصبر).
348

علي بن أبي طالب. (1)

1. أرجح المطالب، ص 86.
ورواه ابن مردويه كما في كشف الغمة (ج 1، ص 320) وكشف اليقين (ص 384).
ورواه القرطبي في تفسيره (ج 20، ص 180): قال أبي بن كعب: قرأت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (والعصر) ثم
قلت: ما تفسيرها يا نبي الله؟ قال: "... (وتواصوا بالصبر) علي (رضي الله عنه) ".
349

سورة الكوثر
111 / قوله تعالى: (إنآ أعطيناك الكوثر) [الآية: 1].
584. ابن مردويه، عن أنس، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " قد أعطيت
الكوثر ".
قلت: يا رسول الله، ما الكوثر؟
قال: " نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه
أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيتشعث أبدا، لا يشرب منه من أخفر
ذمتي، ولا من قتل أهل بيتي ". (1)

1. الدر المنثور، ج 6، ص 402.
ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 376)، قال: حدثني الماوردي قال: حدثني أبو عبد الله
الحسين بن علي بن جعفر الأصبهاني، حدثني سليمان بن أحمد اللخمي، حدثني روح بن الفرج، حدثني
يوسف بن عدي، حدثني حماد المختار، عن عطية العوفي، عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله
فقال: " قد أعطيت الكوثر ". قلت: وما الكوثر؟ قال: " نهر في الجنة، عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب،
لا يشرب أحد منه فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد أبدا فيشعث، لا يشربه إنسان خفر ذمتي، ولا من قتل أهل بيتي ".
350

سورة النصر
112 / قوله تعالى: (إذا جآء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله
أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) [الآيات: 1 - 3].
585. ابن مردويه، عن علي قال: لما نزلت هذه السورة على النبي (صلى الله عليه وسلم) (إذا جآء نصر
الله والفتح) أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى علي فقال: " يا علي، إنه قد جاء نصر الله
والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبحت ربي بحمده،
واستغفرت ربي إنه كان توابا، إن الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة
من بعدي ".
قالوا: يا رسول الله، وكيف نقاتلهم وهم يقولون قد آمنا؟
قال: " على إحداثهم في دينهم، وهلك المحدثون في دين الله ". (1)

1. كنز العمال، ج 2، ص 559، ح 4726.
ورواه ابن مردويه كما في الجامع الكبير (ج 15، ص 328، ح 5969).
351

فهرس الآيات الواردة في كتاب المناقب
الآية رقم الآية الصفحة
سورة البقرة
1 / (الذين ينقضون عهد الله منم بعد...) 27 169
سورة آل عمران
2 / (فأما الذين في قلوبهم زيغ...) 7 168
3 / (ولله على الناس حج البيت...) 97 20
4 / (وكنتم على شفا حفرة من النار...) 103 202
5 / (ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم...) 124 150
353

سورة المائدة
6 / (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي...) 3 120
7 / (أفحكم الجهلية يبغون ومن أحسن...) 50 203
8 / (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين...) 55 133
9 / (يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن لم...) 67 121
10 / (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات...) 93 92 - 93
11 / (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر...) 90 93
سورة الأنعام
12 / (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا...) 159 168
13 / (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي...) 162 200
سورة الأنفال
14 / (أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي...) 12 151
15 / (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في...) 75 99
سورة التوبة
16 / (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة...) 49 203
17 / (لقد جاءكم رسول من أنفسكم...) 128 202
18 / (ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار...) 120 113
354

سورة هود
19 / (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه...) 17 124
سورة يوسف
20 / (سوف أستغفر لكم ربي...) 98 181
سورة إبراهيم
21 / (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله...) 28 149 - 165 - 166
سورة الحجر
22 / (ربما يود الذين كفروا...) 2 170
23 / (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على...) 47 99
سورة الإسراء
24 / (وآت ذا القربى حقه...) 26 196
25 / (وما جعلنا الرءيا التي أرينك...) 60 164
سورة الكهف
26 / (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعملا) 103 168 - 169
27 / (الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا...) 104 169
سورة الحج
28 / (وأذن في الناس بالحج يأتوك...) 27 198
355

29 / (وجهدوا في الله حق جهاده هو...) 78 165
سورة النور
30 / (إن الذين جآءو بالإفك عصبة...) 11 79
سورة القصص
31 / (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون...) 83 135
سورة العنكبوت
32 / (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا...) 2 159
سورة الروم
33 / (فات ذا القربى حقه والمسكين) 38 129 - 132
سورة السجدة
34 / (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) 18 133
سورة الأحزاب
35 / (لقد كان لكم في رسول الله أسوة...) 21 155
36 / (وكفى الله المؤمنين القتال) 25 133
37 / (يا أيها النبي إنآ أرسلناك شهدا...) 45 157
356

سورة الزمر
38 / (الله يتوفى الأنفس حين موتها...) 42 89
سورة غافر
39 / (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك...) 78 90
سورة الزخرف
40 / (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) 41 159
41 / (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه...) 57 147
سورة الحجرات
42 / (يا أيها الذين آمنوا إن جآءكم...) 6 108
سورة النجم
43 / (والنجم إذا هوى...) 1 143
سورة الواقعة
44 / (والسابقون السابقون) 11 133
سورة المجادلة
45 / (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا...) 12 129 - 132
357

سورة الممتحنة
46 / (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي...) 1 153 - 155
سورة التغابن
47 / (إنمآ أموالكم وأولادكم فتنة...) 15 207
سورة الشمس
48 / (إذ انبعث أشقاها) 12 191
سورة الضحى
49 / (ولسوف يعطيك ربك فترضى) 5 200
سورة القدر
50 / (إنآ أنزلناه في ليلة القدر) 1 165
سورة الكوثر
51 / (إنآ أعطيناك الكوثر) 1 159 - 165
سورة النصر
52 / (إذا جآء نصر الله والفتح...) 1 159 - 205
358

فهرس الآيات النازلة في أمير المؤمنين (عليه السلام)
الآية رقم الآية الصفحة
1 / (يا أيها الذين آمنوا) في كثير من السور 219
سورة الفاتحة
2 / (اهدنا الصراط المستقيم) 6 221
سورة البقرة
3 / (وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة واركعوا مع...) 43 222
4 / (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى...) 76 222
5 / (وبشر الصبرين * الذين إذآ أصبتهم مصيبة...) 155 223
6 / (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) 207 223
7 / (الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا وعلانية) 274 224
سورة آل عمران
8 / (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) 102 228
9 / (فمن حآجك فيه منم بعد ما جآءك من العلم فقل...) 61 226
10 / (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين...
وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله...) 106 - 107 229
359

11 / (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم...
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم...) 173 - 174 229
سورة النساء
12 / (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) 59 230
سورة المائدة
13 / (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي...) 3 231
14 / (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين...) 55 233
15 / (يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن لم...) 67 239
16 / (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبت مآ أحل الله لكم) 87 241
سورة الأنعام
17 / (من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها) 160 242
سورة الأعراف
18 / (ونادى أصحب الجنة أصحب النار أن...) 44 243
19 / (ونادى أصحب الأعراف رجالا يعرفونهم...) 48 243
20 / (وممن خلقنآ أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) 181 244
سورة الأنفال
21 / (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا...) 24 245
360

22 / (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة) 25 245
23 / (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو...) 30 246
24 / (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك...) 32 247
25 / (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه...) 41 248
26 / (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) 62 248
27 / (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في...) 75 250
سورة التوبة
28 / (وأذن من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج...) 3 251
29 / (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين...) 5 254
30 / (وإن نكثوا أيمنهم منم بعد عهدهم وطعنوا في...) 12 255
31 / (أجعلتم سقاية الحآج وعمارة المسجد الحرام...
الذين آمنوا وهاجروا وجهدوا في سبيل الله...) 19 - 20 256
32 / (والسابقون الأولون) 100 257
33 / (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع...) 119 258
سورة يونس
34 / (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق...) 2 259
سورة هود
35 / (ويؤت كل ذي فضل فضله) 3 260
36 / (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق...) 12 260
37 / (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه...) 17 261
361

سورة يوسف
38 / (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة...) 108 264
سورة الرعد
39 / (وفي الأرض قطع متجاورات وجنت من أعناب...) 4 265
40 / (إنمآ أنت منذر ولكل قوم هاد) 7 265
41 / (أفمن يعلم أنمآ أنزل إليك من ربك الحق) 19 267
42 / (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا...) 28 267
43 / (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم...) 29 268
44 / (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى...) 43 268
سورة إبراهيم
45 / (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة...
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله...) 24 - 25 269
سورة الحجر
46 / (وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة...) 43 270
47 / (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على...) 47 270
سورة النحل
48 / (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوهآ إن الله...) 18 272
49 / (وأقسموا بالله جهد أيمنهم لا يبعث...) 38 273
50 / (وضرب الله مثلا رجلين أحدهمآ أبكم...) 76 273
362

51 / (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآي...) 90 273
سورة الإسراء
52 / (واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب...) 64 274
سورة مريم
53 / (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات...) 96 275
سورة طه
54 / (قال رب اشرح لي صدري... إنك كنت بنا بصيرا) 25 - 35 277
55 / (وأمر أهلك بالصلوة) 132 278
سورة الأنبياء
56 / (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها...
لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت...) 101 - 102 279
سورة الحج
57 / (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين...
كلمآ أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها...) 19 - 22 280
58 / (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا...) 23 281
59 / (وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر الله وجلت...) 34 - 35 282
سورة المؤمنون
60 / (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط...) 74 283
363

سورة النور
61 / (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) 36 284
62 / (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم...
وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم...) 47 - 48 284
سورة الفرقان
63 / (وهو الذي خلق من المآء بشرا فجعله نسبا...) 54 285
سورة الشعراء
64 / (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) 84 287
65 / (وأنذر عشيرتك الأقربين) 214 287
سورة النمل
66 / (من جآء بالحسنة فله خير منها وهم من...
ومن جآء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل...) 89 - 90 292
سورة القصص
67 / (سنشد عضدك بأخيك) 35 293
68 / (أفمن وعدنه وعدا حسنا فهو لقيه كمن...) 61 294
69 / (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون...) 83 295
سورة العنكبوت
70 / (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا...) 2 296
364

سورة السجدة
71 / (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) 18 297
سورة الأحزاب
72 / (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه...) 6 299
73 / (من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله...) 23 299
74 / (وكفى الله المؤمنين القتال) 25 300
75 / (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل...) 33 300
76 / (إن الله وملائكته يصلون على النبي) 56 306
77 / (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير...) 58 310
سورة فاطر
78 / (ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا) 32 311
سورة الصافات
79 / (وقفوهم إنهم مسؤولون) 24 312
80 / (سلم على إل ياسين) 130 312
سورة الزمر
81 / (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق...) 32 314
82 / (والذي جآء بالصدق وصدق به) 33 314
365

سورة الشورى
83 / (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) 23 316
سورة الزخرف
84 / (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) 41 318
85 / (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه...) 57 319
سورة محمد
86 / (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل...
والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا...) 1 - 2 320
87 / (ولو نشآء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم...) 30 320
88 / (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشآقوا...) 32 321
سورة الفتح
89 / (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) 1 322
90 / (تراهم ركعا سجدا) 29 323
91 / (فاستوى على سوقه) 29 323
92 / (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) 29 323
سورة ق
93 / (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) 24 325
سورة النجم
94 / (والنجم إذا هوى... إن هو إلا وحى يوحى) 1 - 4 326
366

سورة القمر
95 / (إن المتقين في جنت ونهر * في مقعد صدق...) 54 - 55 327
سورة الرحمان
96 / (مرج البحرين يلتقيان... فبأي آلاء ربكما تكذبان) 19 - 22 328
سورة الواقعة
97 / (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) 10 - 11 329
سورة الحديد
98 / (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم...) 19 331
سورة المجادلة
99 / (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا...) 12 332
سورة الصف
100 / (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال...) 14 334
سورة التحريم
101 / (وإن تظهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل...) 4 335
102 / (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) 8 336
سورة الحاقة
103 / (لنجعلها لكم تذكرة وتعيهآ أذن وعية) 12 337
367

104 / (فأما من أوتى كتبه بيمينه فيقول...) 12 338
سورة المعارج
105 / (سأل سائل بعذاب واقع) 19 340
سورة الإنسان
106 / (ويطعمون الطعام على حبه) 18 341
سورة الشمس
107 / (إذ انبعث أشقاها) 12 345
سورة البينة
108 / (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم...) 7 346
سورة العصر
109 / (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين...) 1 - 3 348
110 / (وتواصوا بالصبر) 3 348
سورة الكوثر
111 / (إنآ أعطيناك الكوثر) 1 350
سورة النصر
112 / (إذا جآء نصر الله والفتح... إنه كان توابا) 1 - 2 351
368

فهرس الأعلام
الصفحة
حرف الألف
آدم (عليه السلام) آسية بنت مزاحم 193 - 194
أبان بن تغلب
56 - 62 - 105 - 124 - 130 - 244
إبراهيم (عليه السلام)
147 - 306 - 307 - 308 - 309 - 336
إبراهيم بن أبان بن رستة
200
إبراهيم بن أبي طالب النيشابوري 341
إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنس الزهري
208
إبراهيم بن إسحاق الجعفي 74
إبراهيم بن إسحاق الصيني 250
إبراهيم بن إسماعيل 195
إبراهيم بن إسماعيل الشكري 109
إبراهيم بن حسن 213
إبراهيم بن الحسن التغلبي 117
إبراهيم بن عبد الله 200
إبراهيم بن عبد الله الخوارزمي 272
إبراهيم بن محمد 208
إبراهيم بن مهاجر 141 - 347
إبراهيم بن مهدي الصيصي 141
ابن أبي حازم التميمي 167
ابن بسطام 199
ابن حبان التيمي 114
ابن سمية 167
ابن سيرين 80 - 197
ابن شهاب 154
ابن طهمان 286
ابن عباس 63 - 66 - 71 - 75 - 80 - 81 - 85
- 86 - 89 - 92 - 93 - 100 - 107
- 121 - 123 - 126 - 134 - 135
- 149 - 151 - 157 - 166 - 181
- 182 - 183 - 187 - 199 - 205
385

- 208 - 209 - 210 - 213 - 214
- 217 - 219 - 220 - 222 - 223
- 224 - 225 - 227 - 233 - 334
- 235 - 237 - 240 - 241 - 246
- 250 - 253 - 255 - 257 - 258
- 260 - 265 - 266 - 268 - 272
- 274 - 275 - 280 - 284 - 287
- 293 - 294 - 297 - 299 - 300
- 305 - 306 - 312 - 313 - 316
- 323 - 328 - 329 - 330 - 335
- 336 - 338 - 341 - 346 - 348
ابن عيينة 208
ابن الكواء 148 - 149 - 169
ابن المبارك 316
أبو الأحوص 336
أبو إدريس 62
أبو إسحاق 148 - 188 - 269
أبو أمامة 168 - 170 - 279
أبو أيوب 83 - 123 - 198
أبو البختري 90
أبو برزة الأسلمي 185 - 266
أبو بكر 56 - 62 - 75 - 88 - 92 - 108
- 120 - 123 - 125 - 126 - 127
- 130 - 144 - 148 - 162 - 188
- 201 - 202 - 203 - 204 - 224
- 250 - 251 - 253 - 254 - 255
- 284 - 326
أبو بكر بن أبي الأزهر 274
أبو بكرة 208
أبو بكر الشافعي 96 - 97 - 170
أبو تراب 53
أبو ثابت - مولى أبي ذر 118
أبو الجارود 240
أبو جحيفة 208
أبو جريح 274
أبو جعفر الباقر (عليه السلام)
243 - 245 - 258 - 260 - 264 - 267
- 268 - 273 - 285 - 315 - 321
أبو جهل 150 - 151 - 166 - 299 - 348
أبو الحجاف 57
أبو الحسن الأنصاري 171
أبو حصين القاضي 104
أبو حفص الكندي 142
أبو الحمراء 249 - 304 - 326
أبو حمزة الثمالي 240 - 249
أبو حمزة الضبعي 199
أبو خالد الواسطي 102
أبو خيثمة 208
أبو داوود 55 - 90 - 91
أبو داوود الطبري 141
أبو دجانة الأنصاري 327
386

أبو الدرداء 87
أبو ذر الغفاري
47 - 57 - 58 - 65 - 66 - 69
- 114 - 116 - 122 - 124
- 189 - 270 - 280
أبو رافع
62 - 111 - 152 - 166 - 229 - 236 - 252
أبو رميلة 122
أبو الزبير 180
أبو زرعة 95
أبو سعد - رجل ممن شهد صفين. 56
أبو سعيد 160
أبو سعيد التميمي 161
أبو سعيد الخدري 72 - 74 - 103 - 111 - 121
- 143 - 146 - 161 - 172 - 173
- 176 - 196 - 231 - 232 - 239
- 252 - 278 - 279 - 302 - 304
- 307 - 320
أبو سفيان 150 - 229
أبو سلمة 271
أبو سلمة بن عبد الرحمان 172
أبو صالح 235 - 237 - 272 - 297 - 318
أبو الصلت الهروي 57
أبو طالب 286 - 288 - 290
أبو الطفيل عامر بن واثلة
60 - 78 - 127 - 148 - 149 - 169
أبو عبد الرحمان المدني 200
أبو عبد الله الجدلي 292
أبو عبد الله الحافظ 86
أبو عبيد - صاحب سليمان بن عبد الملك 83
أبو عثمان النهدي 115
أبو عمرو بن العلاء 96
أبو غالب 168 - 170
أبو غيلان 56
أبو لهب 288 - 289 - 290
أبو ليلى 332
أبو مريم 57
أبو مريم السلوي 95
أبو مسعود الأنصاري 308
أبو معاذ صالح بن ميثم 95
أبو معاوية 86
أبو موسى 97 - 208
أبو موسى الأشعري 114 - 115 - 167
أبو هارون العبدي 72 - 231 - 232
أبو هارون 160
أبو هاشم 107
أبو هدبة إبراهيم 188
أبو هريرة
145 - 176 - 193 - 195 - 230 -
253 - 254 - 271 - 308 - 314
أبو وائل 109 - 167
أبو الودال 161
387

أبو الورد 299
أبو الوقاص 84
أبو اليسر الأنصاري 114
أبو اليمان 172
أبو يوسف الصندلاني 161
أبي بن كعب 88
الأجلح 307
أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي 208
أحمد بن إبراهيم العوفي 84
أحمد بن إبراهيم الهلالي 78
أحمد بن إبراهيم بن يوسف 126
أحمد بن أبي الحكم 84
أحمد بن إسحاق الطيبي 56 - 64
أحمد بن إسحاق بن بنجاب 74
أحمد بن حازم
102 - 103 - 160 - 161 - 192
- 249 - 254
أحمد بن الحسن 319
أحمد بن حنبل 76
أحمد بن خالد 36
أحمد بن داوود المكي 226
أحمد بن رشدين المصري 60 - 84
أحمد بن زكريا 286
أحمد بن صبيح القرشي 192
أحمد بن عامر الطائي 179
أحمد بن عبد الله بن الحسين 71
أحمد بن عبيد بن إسحاق العطار 56
أحمد بن علي 208
أحمد بن علي الأبار 134
أحمد بن عمرو بن الضحاك 63
أحمد بن القاسم بن صدقة المصري
60 - 186
أحمد بن كامل 109
أحمد بن محمد بن إبراهيم 173
أحمد بن محمد بن أبي دارم 56 - 130
أحمد بن محمد الخياط المقرئ الكوفي
188
أحمد بن محمد بن السري بن يحيى
62 - 105 - 124 - 244 - 331 - 347
أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي 62
أحمد بن محمد بن سليمان المالكي 115
أحمد بن محمد بن الصباح النيسابوري 76
أحمد بن محمد بن عاصم 51 - 57 - 65
أحمد بن محمد بن عبد الرحمان
78 - 140 - 141
أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد 108
أحمد بن محمد بن عثمان الصيدلاني 61
أحمد بن محمد بن عمرو بن سعيد 109
أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم - مولى بني
هاشم 107
أحمد بن محمود بن خرزاذ 104
أحمد بن مسعود المقدسي 172
388

أحمد بن موسى الخزاز 60 - 61
أسامة بن زيد 195
إسحاق بن إبراهيم بن شاذان 63
إسحاق بن إسرائيل 274
إسحاق بن إسماعيل 77
إسحاق بن أيوب بن مؤيد 83
إسحاق بن سعيد أبو سلمة الدمشقي 134
إسحاق بن الصيف 186
إسحاق بن الفيض 143
إسحاق بن محمد بن علي بن خالد 286
أسماء بنت عميس
145 - 146 - 279 - 278 - 335
إسماعيل بن أبان 59 - 70
إسماعيل بن أبي خالد 187 - 208
إسماعيل بن إسحاق الراشدي 55
إسماعيل البزاز 192
إسماعيل بن رجاء 161
إسماعيل بن زياد البزاز 62 - 347
إسماعيل بن سالم 176
إسماعيل بن موسى 95
الأسود 70
الأصبغ بن نباتة
163 - 218 - 283 - 306 - 319
الأعمش 51 - 63 - 66 - 86 - 109 - 272
أم أيمن 101 - 198
أم حبيبة 204
أم سارة - مولاة لقريش 155
أم سلمة
83 - 105 - 106 - 115 - 116 -
117 - 140 - 146 - 160 - 301
- 302 - 303
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) 192
أم موسى - سرية لعلي (عليه السلام) 192
أنس بن مالك
48 - 59 - 60 - 61 - 67 - 75 - 76
- 77 - 80 - 102 - 104 - 105
- 137 - 139 - 140 - 141 - 155
- 159 - 175 - 176 - 185 - 188
- 193 - 194 - 195 - 196 - 251
- 284 - 303 - 304 - 322 - 324
- 350
إيليا 320
البراء بن عازب 273 - 274 - 289
حرف الباء
بريدة
50 - 55 - 119 - 120 - 207
- 284 - 309 - 337
بشر بن مهران 49 - 226
بشير بن سعد 308
بكر بن أحمد 77
بليد بن سليمان 60 - 61
389

حرف التاء
تليد بن سلمان 57
حرف الثاء
ثابت 194
ثمامة بن عبد الله 140
حرف الجيم
جابر بن إبراهيم 62
جابر الجعفي 60 - 71
جابر بن سمرة 192
جابر بن عبد الله الأنصاري
50 - 61 - 81 - 100 - 108 - 110
- 132 - 146 - 180 - 186 - 199
- 204 - 226 - 227 - 252 - 259
- 265 - 318 - 327
جرير 86
جرير بن كليب 180
جعفر بن أبي طالب 113 - 198 - 271 - 299
جعفر بن أحمد 66
جعفر الأحمر 56
جعفر بن سليمان 160
جعفر بن محمد بن سعيد 141
جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)
65 - 67 - 140 - 179 - 230
- 247 - 260 - 287 - 323
- 324 - 334 - 339 - 340
جعفر بن محمد العلوي 60
جعفر بن محمد بن مروان جندب بن جنادة 246 - 294
جندل بن والق 213
حرف الحاء
الحارث بن الأعور الهمداني
147 - 148 - 188 - 269
الحارث بن حصيرة 59 - 95
الحارث بن النعمان الفهري 248 - 340
حاطب بن أبي بلتعة 153 - 154
حبة بن جوين العرني
48 - 167 - 196 - 326
حبشي بن جنادة 111
حبيب بن ثابت 167
حبيب النجار 330 - 331
حبيب بن يسار 122
حجاج بن أرطاة 108
حجاج بن محمد 274
حذيفة بن أسيد الغفاري 144
حذيفة بن اليمان
56 - 73 - 100 - 109 - 111
- 163 - 167 - 220 - 256
390

حريث بن عمرو 78
حزقيل 330
حسان بن ثابت 121 - 233 - 240
الحسن بن إسماعيل بن حماد 286
الحسن البصري 271 - 323
الحسن بن الحكم 139
الحسن بن الحكم الخرزي 59
الحسن بن الحكم الخيري 57
الحسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى 331
الحسن بن عبد العزيز 201
الحسن بن عثمان 86
الحسن العدني 241
الحسن بن علي بن أبي طالب
78 - 86 - 97 - 128 - 131 - 165
- 166 - 180 - 187 - 207 - 208
- 213 - 226 - 227 - 228 - 271
- 301 - 302 - 303 - 328
الحسن بن علي البصري 48
الحسن بن عليل العنزي 232
الحسن علي النسوي 141
الحسن بن عمارة 126
الحسن بن كثير 115 - 271
الحسن بن محمد 86 - 95
الحسن بن محمد السكوني 141
حسين الأشقر 107
الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) 334
الحسين بن سعيد 244 - 347
الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)
65 - 67 - 73 - 79 - 97 - 128
- 131 - 146 - 164 - 179 - 180
- 187 - 207 - 209 - 213 - 226
- 227 - 228 - 271 - 301 - 302
- 303 - 328 - 334
الحسين بن علي بن الحسين السلولي 147
الحسين بن معاذ بن حرب 188
الحسين بن الهيثم الكسائي 108
الحسين يوسف بن سعيد بن أبي الجهم
105 - 124
حصين 319
الحكم بن أبي ليلي 307
الحكم بن ظهير 126
الحكيم بن بهز 76
الحكيم بن عتبة 126
حماد بن عبد الرحمان الأنصاري 161
حمزة بن عبد الكريم 161
حمزة بن عبد المطلب
128 - 129 - 130 - 132 - 144
- 150 - 152 - 223 - 250 - 280
- 281 - 282 - 288 - 290 - 295
- 299 - 326
391

حميد بن عبد الرحمان 74
حنش بن المعتمر 91
حرف الخاء
خالد بن طهمان 50 - 141
خالد النواء 163
خالد بن الوليد 119
خديجة بنت خويلد 49 - 193 - 194
خصيب بن النفيل بن مسلم الحنفي 77
الخضر (عليه السلام) 211
الخضر بن أبان الهاشمي 188
خليد بن دعلج 134
حرف الدال
داوود (عليه السلام) 92
داوود بن أبي عوف 57
داوود بن أبي هند 226
دحية الكلبي 63 - 64 - 189
حرف الذال
ذو الثدية 172
ذو الخويصرة 172
ذو القرنين 148
حرف الراء
ربعي بن خراش 73
ربيعة 101
ربيعة بن ناجذ 287
رياح بن الحرث 122
حرف الزاء
زائدة 91
زاذان 176 - 244
زافر بن سليمان 127
زبيد الأيامي 336
الزبير بن العوام 245 - 250
زكريا بن يحيى 167
زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز البصري 63
زكريا بن يحيى صاحب القضيب 170
الزهري 79 - 172 - 195 - 201 - 205
زياد بن المنذر 180 - 213 - 286 - 306
زيد بن أرقم
91 - 100 - 120 - 175 - 249 - 270
زيد بن أسامة 96
زيد بن إسماعيل 50
زيد بن ثابت 87
زيد بن حارثة 250
392

زيد بن خارجة 308
زيد بن صوحان 163
زيد بن علي بن الحسين
73 - 102 - 122 - 240 - 300
زيد بن وهب 49
زيد بن يثيع 253
زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) 79
حرف السين
سالم بن أبي الجعد 148 - 162 - 333
سالم بن أبي الحميد 110
سالم المنتوف - مولى علي (عليه السلام) 56
سالم مولى حذيفة بن اليمان 55
سعد بن أبي وقاص
112 - 116 - 117 - 169 - 251 - 301
سعد بن الربيع 250
سعد بن عثمان الخزاز 57
سعيد بن جبير
63 - 223 - 249 - 297 - 316 - 317 - 336
سعيد الرجاني 96
سعيد بن محمد الجرمي 196
سعيد بن المسيب 87 - 164 - 345
سفيان 87 - 205
سفيان الثوري 57 - 146
سفيان بن عيينة 86 - 247 - 340
سلام 77
سلام بن أبي عمرة 80
سلمان الفارسي
102 - 103 - 104 - 105 - 111 -
122 - 124 - 186 - 189 - 243 -
246 - 257 - 282 - 348
سلمة بن حفص 143
سليم بن عامر 89
سليمان بن أحمد 66 - 83 - 84 - 127
سليمان بن أحمد الطبراني
134 - 213 - 226 - 269 - 271
سليمان بن أحمد بن منصور سجادة 48
سليمان بن الربيع البرجمي 180
سليمان بن عقبة 271
سليمان بن عمرو النخعي 73
سليمان بن معاذ 91
سماك بن حرب 91
سنان بن شفعلة الأوسي 194
سهل بن سعد 53
سهل بن صالح المروزي 48
سويد 83
سويد بن غفلة 167
سويد بن معسر بن يحيى بن حجاج النهدي
148
393

حرف الشين
شرقي بن قطامي 201
شريك بن عبد الله النخعي
49 - 77 - 84 - 91 - 109 - 148 - 188
شعبة 74 - 75 - 90 - 180 - 199
الشعبي 77 - 86 - 226 - 227 - 256
شعيب 172
شهاب بن عباد 160
شهر بن حوشب 118
شيبة بن ربيعة 150 - 280 - 281 - 282
حرف الصاد
صالح بن كيسان 201
صالح بن ميثم 71
صباح بن يحيى المزني 55 - 59
حرف الضاد
الضحاك 341
ضرار 183
حرف الطاء
طلحة بن جبير 254
طلحة بن عبيد الله 250 - 306
طلحة بن عمير 175 - 176 - 177
الطيب 226 - 227
حرف العين
عائشة بنت أبي بكر
62 - 79 - 70 - 74 - 75 - 108
- 110 - 114 - 115 - 162
- 164 - 170 - 171 - 172
- 201 - 205
عاصم بن ضمرة 269
العاقب 22
عامر بن واثلة 130
عباد بن راشد اليماني 194
عباد بن صهيب 115
عباد بن عبد الصمد أبو معمر 48
عباد بن عبد الله الأسدي 214 - 262 - 263
عباد بن يعقوب 65 - 269
عبادة الأسدي 66
العباس بن بكار الضبي 140
العباس بن عبد المطلب
126 - 129 - 132 - 195 - 196
- 256 - 257 - 288 - 290 - 326
العباس بن محمد الدوري 86
عباية بن ربعي 51 - 325
394

عبد الأعلى التغلبي 141
عبد الباقي بن قانع 73
عبد الجبار بن العباس 162
عبد الحميد بن بحر 188
عبد الخالق بن محمد بن مروان 80
عبد الرحمان بن أبي ليلى 157
عبد الرحمان بن حاطب بن أبي بلتعة 154
عبد الرحمان بن حماد 200
عبد الرحمان بن دبيس بن حميد 104
عبد الرحمان بن سعيد 113
عبد الرحمان بن صالح الأزدي 71
عبد الرحمان بن عوف
165 - 250 - 254 - 354
عبد الرحمان بن محمد 78
عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن محمد
319
عبد الرحمان بن محمد بن حماد 70
عبد الرحمان بن محمد بن مسلم 77
عبد الرحمان بن مسعود العبدي 213 - 318
عبد الرحمان بن مهدي 201
عبد الرزاق 123
عبد الرزاق بن معمر 195
عبد السلام بن صالح بن أبي الصلت 65
عبد العزيز بن محمد 103
عبد العزيز بن يحيى البصري 71
عبد الغفار بن القاسم 230
عبد الكريم الجعفي 60
عبد الله بن أبي 79 - 222
عبد الله بن أبي جعفر الرازي 194
عبد الله بن أبي سفيان 97
عبد الله بن أحمد بن حنبل 76
عبد الله بن أحمد بن عامر 64 - 179
عبد الله بن إسحاق 201
عبد الله بن إسحاق البغوي 232
عبد الله بن أسعد بن زرارة 58
عبد الله بن جعفر 78 - 90 - 91
عبد الله بن حنظلة 118
عبد الله بن خطل 155
عبد الله بن داهر 66
عبد الله بن داوود 96 - 97
عبد الله بن داوود الخريبي 201
عبد الله بن زرارة 58
عبد الله بن سعد بن أبي سرح 155
عبد الله بن سعد بن يحيى 161
عبد الله بن سلام 236 - 237
عبد الله بن الصامت 69
عبد الله بن عباس 116
عبد الله بن عبد ربه العجلي 74
عبد الله بن عبد المطلب 286
عبد الله بن عبيدة 257
عبد الله بن عمر بن الخطاب
77 - 99 - 101 - 116 - 179 - 207
395

عبد الله بن المثنى الأنصاري 140
عبد الله بن محمد بن جعفر 60 - 95
عبد الله بن محمد بن علي 126
عبد الله بن محمد بن عيسى 188
عبد الله بن محمد بن يزيد 63
عبد الله بن مسعود 49 - 87 - 246 - 250
عبد الله بن مسلم الملائي 70
عبد الله بن ميمون 140
عبد الله بن نجي 90
عبد الله بن يزيد 167
عبد المطلب 286 - 288 - 289 - 291
عبد المطلب بن عبد الله 254
عبد الملك الهمداني 244
عبيدة بن الحارث
150 - 152 - 280 - 281 - 282 - 300
عبيد الله بن جعفر 49
عبيد الله بن عبد الله الكندي 116
عبيد الله بن الفضل بن عبد الله بن صالح 83
عبيد الله القواريري 201
عبيد الله بن كثير العامري 109
عبيد الله بن محمد بن معدان 273
عبيد الله بن موسى 253
عتبة بن ربيعة 50 - 280 - 281 - 282
عثمان بن عفان 58 - 326
عثمان بن محمد 161
عثمان بن محمد البصري 201
عثمان بن مضعون 241
عثمان بن المغيرة 49
عراك بن مالك الغفاري 83
عروة 201
عروة بن الزبير 154
عطاء 110 - 273
عطاء بن أبي رباح 134
عطية 143 - 161
عطية بن سعد 110
عقبة بن أبي معيط 151
عقبة بن عامر 125
عقيل بن أبي طالب 78 - 198 - 271
عكرمة 151 - 205 - 300
عكرمة بن عمار 171
علاء بن فضيل 286
العلاء بن المسيب 55
علقمة 70 - 199
علوان 199
علي بن إبراهيم بن حماد 139
علي بن أبي طالب (عليه السلام)
47 - 48 - 49 - 50 - 53 - 55 - 56
- 57 - 58 - 59 - 60 - 61 - 62 - 63
- 64 - 65 - 66 - 67 - 69 - 70 - 71
- 72 - 73 - 74 - 75 - 76 - 77 - 78
- 79 - 80 - 81 - 82 - 83 - 84 - 85
- 86 - 87 - 88 - 89 - 90 - 91 - 92
396

- 93 - 95 - 96 - 99 - 100 - 101
- 102 - 104 - 105 - 106 - 107
- 108 - 109 - 110 - 111 - 112
- 113 - 114 - 115 - 116 - 117
- 118 - 119 - 120 - 121 - 122
- 123 - 125 - 126 - 127 - 132
- 133 - 134 - 137 - 139 - 140
- 141 - 142 - 143 - 144 - 145
- 146 - 147 - 148 - 149 - 150
- 151 - 152 - 153 - 154 - 155
- 156 - 157 - 159 - 160 - 161
- 162 - 163 - 164 - 166 - 167
- 168 - 169 - 170 - 171 - 172
- 173 - 175 - 176 - 177 - 179
- 180 - 181 - 182 - 183 - 185
- 186 - 187 - 188 - 189 - 191
- 192 - 194 - 195 - 196 - 197
- 198 - 199 - 204 - 205 - 207
- 208 - 209 - 210 - 213 - 214
- 217 - 218 - 219 - 220 - 221
- 222 - 223 - 224 - 225 - 226
- 227 - 228 - 229 - 230 - 231
- 232 - 233 - 234 - 235 - 236
- 237 - 238 - 239 - 240 - 241
- 242 - 243 - 244 - 246 - 247
- 248 - 249 - 250 - 251 - 252
- 253 - 254 - 255 - 256 - 257
- 258 - 259 - 260 - 261 - 262
- 263 - 264 - 265 - 266 - 267
- 268 - 269 - 270 - 271 - 272
- 273 - 274 - 275 - 276 - 277
- 278 - 279 - 280 - 281 - 282
- 283 - 284 - 285 - 286 - 287
- 288 - 289 - 291 - 292 - 293
- 294 - 295 - 296 - 297 - 299
- 300 - 301 - 302 - 303 - 304
- 305 - 306 - 310 - 311 - 312
- 314 - 315 - 316 - 317 - 318
- 319 - 320 - 321 - 322 - 323
- 324 - 325 - 326 - 327 - 328
- 330 - 331 - 332 - 333 - 335
- 336 - 337 - 338 - 339 - 340
- 341 - 342 - 343 - 345 - 346
- 347 - 348 - 349 - 351
علي بن الجعد 199
علي بن الحسن السمالي 140
علي بن الحسن العبدي 232
علي بن الحسين بن إسماعيل 163 - 272
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)
65 - 67 - 179 - 223 - 224
علي بن دينار 50
علي بن سعيد الرازي 127
علي بن شهمرد 67
علي بن محمد بن المنكدر 105
علي بن مسهر 141
علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 64 - 179
397

علي بن هاشم بن البريد 65 - 71
عليم الكندي 186
عمار ابن أخت سفيان 151
عمار الحضرمي 176
عمار الدهني 162
عمار بن ياسر 122 - 191 - 235 - 246
عمر بن أبي سلمة 303
عمر بن الخطاب
56 - 57 - 81 - 87 - 88 - 89 - 92
- 93 - 108 - 125 - 126 - 127
- 154 - 155 - 162 - 165 - 166
- 172 - 189 - 197 - 204 - 250
- 255 - 326
عمر بن عبد الرحيم 57
عمر بن عبد العزيز 83 - 95
عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
87
عمر بن يزيد 118
عمران الأشقر 51
عمران بن حصين 74 - 200
عمران بن عبد الرحيم 65 - 126
عمرة 69 - 74
عمرو بن أبي المقدام 249
عمرو بن إسماعيل الهمداني 269
عمرو بن ثابت عمرو بن حريث الأزدي 78
عمرو بن شعيب 108
عمرو بن العاص 78 - 171
عمرو بن مرة 90
عمير بن عمران 73
عويم 213
عيسى (عليه السلام) 257 - 329 - 330
عيسى بن طلحة بن عبيد الله 126
عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى 331
عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر 64
حرف الفاء
فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
50 - 53 - 78 - 108 - 128 - 131
- 180 - 193 - 194 - 195 - 196
- 197 - 198 - 199 - 200 - 201
- 204 - 205 - 209 - 213 - 226
- 227 - 228 - 271 - 284 - 385
- 301 - 302 - 303 - 304 - 316
- 328 - 341 - 342 - 343
الفضل بن دكين 162
فضيل 244
فهد بن إبراهيم البصري 140
فياض 161
حرف القاف
القاسم بن أبي بزة 169
القاسم بن جندب 59
398

القاسم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) 78
القاسم بن علي بن منصور الطائي 70
قتادة 74 - 75 - 180 - 241
قثم بن أبي قتادة الحراني 163
قيس بن أبي حازم 187
قيس بن حفص 232
قيس بن الربيع 107
قيس بن مسلم الجدلي 186
حرف الكاف
كادح بن رحمة 180
كامل بن طلحة 48
كثير بن كلمة 285
كثير النوا 143
كريرة الهجري 56
كعب بن عجرة 307
الكلبي 297 - 318
حرف الميم
مالك بن إسماعيل أبو غسان 56
مالك بن أنس 76
مجاهد
86 - 107 - 217 - 220 - 232
- 274 - 281 - 295 - 312
- 315 - 330 - 333
محمد بن إبراهيم 103 - 195
محمد بن إبراهيم بن الفضل 65
محمد بن إبراهيم بن مهدي السيرافي 115
محمد بن أبي بكر 164
محمد بن أبي السري 195
محمد بن أبي يعلي 63
محمد بن أحمد بن إبراهيم 143 - 147
محمد بن أحمد البزاز 162
محمد بن أحمد بن سالم 341
محمد بن أحمد بن عبد الله الطبري 50
محمد بن أحمد بن علي 176
محمد بن أحمد الواسطي 186
محمد بن إدريس الشافعي 76
محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي 105
محمد بن جرير بن يزيد 180 - 336
محمد بن حبيب 213
محمد بن حسان 336
محمد بن الحسن 141
محمد بن الحسن بن الجهم 140
محمد بن الحسين
107 - 140 - 180 - 201 - 335
محمد بن الحسين بن حفص 55 - 269
محمد بن الحسين الدقاق البغدادي 117
محمد بن الحسين العلكي 60
محمد بن حماد بن ثابت 84
محمد بن حميد 127
399

محمد بن خالد الهاشمي 286
محمد بن الخطاب 162
محمد بن خلف 195
محمد بن خليد بن الحكم 139
محمد بن دينار 224
محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) 47 - 48 - 49 - 50 - 53 - 55 - 56
- 57 - 58 - 59 - 60 - 61 - 62 - 63
- 64 - 65 - 66 - 67 - 69 - 70 - 71
- 72 - 73 - 74 - 75 - 76 - 78 - 79
- 80 - 81 - 82 - 83 - 84 - 85 - 86
- 87 - 91 - 92 - 95 - 96 - 100
- 101 - 102 - 104 - 105 - 106
- 107 - 108 - 109 - 110 - 111
- 112 - 113 - 114 - 115 - 116
- 117 - 118 - 119 - 120 - 121
- 122 - 123 - 124 - 125 - 127
- 128 - 129 - 131 - 133 - 134
- 137 - 139 - 140 - 141 - 142
- 143 - 144 - 145 - 146 - 147
- 148 - 149 - 150 - 152 - 153
- 154 - 155 - 156 - 157 - 159
- 160 - 161 - 162 - 163 - 164
- 165 - 166 - 167 - 168 - 169
- 170 - 171 - 172 - 173 - 175
- 176 - 177 - 179 - 180 - 181
- 182 - 185 - 186 - 187 - 188
- 189 - 191 - 192 - 193 - 194
- 195 - 196 - 197 - 198 - 199
- 200 - 201 - 202 - 203 - 204
- 205 - 206 - 208 - 209 - 210
- 213 - 214 - 219 - 220 - 223
- 224 - 225 - 226 - 227 - 228
- 229 - 231 - 232 - 233 - 234
- 235 - 236 - 237 - 238 - 239
- 240 - 246 - 247 - 248 - 249
- 250 - 251 - 252 - 253 - 254
- 255 - 256 - 257 - 260 - 261
- 262 - 263 - 265 - 266 - 267
- 268 - 270 - 271 - 272 - 274
- 275 - 276 - 277 - 278 - 280
- 284 - 285 - 286 - 287 - 288
- 289 - 290 - 291 - 293 - 294
- 296 - 300 - 301 - 302 - 303
- 304 - 305 - 306 - 307 - 308
- 309 - 314 - 315 - 316 - 317
- 318 - 319 - 321 - 322 - 325
- 326 - 327 - 328 - 329 - 330
- 331 - 332 - 333 - 334 - 335
- 336 - 337 - 338 - 340 - 341
- 345 - 346 - 347 - 350 - 351
محمد بن زكريا 140
400

محمد بن زكريا بن دينار 73
محمد بن زياد 201
محمد بن السائب الكلبي 235 - 237
محمد بن سالم بن عبد الرحمان الأزدي
الطحان 78
محمد بن سعد أبو الحسين 126
محمد بن سيرين 268
محمد بن الصباح الجرجاني 108
محمد بن ضريس 64
محمد بن طريف 139
محمد بن عبد الخالق 65
محمد بن عبد الرحمان 48
محمد بن عبد الرحمان بن الحسين الأسدي
58
محمد بن عبد الرحمان الذراع 232
محمد بن عبد الله 306
محمد بن عبد الله الأنصاري 81
محمد بن عبد الله بن الحسين
64 - 163 - 272
محمد بن عبد الله الحضرمي 213
محمد بن عبد الله الرافعي 229
محمد بن عبد الله بن سعيد 179
محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع
65
محمد بن عبيد 201
محمد بن عثمان بن أبي شيبة 117
محمد بن عثمان بن سعيد 331
محمد بن علي 56 - 67
محمد بن علي الباقر (عليه السلام)
60 - 61 - 65 - 67 - 151
- 179 - 200 - 286
محمد بن علي بن الحكيم 126
محمد بن علي بن خلف 62
محمد بن علي بن دحيم
59 - 102 - 103 - 160 - 161
- 192 - 227 - 249
محمد بن علي الصيرفي 109
محمد بن عيسى الدامغاني 336
محمد بن القاسم بن أحمد 62
محمد بن القاسم الأسدي 75
محمد بن قيس 86
محمد بن القيم الكوفي 62
محمد بن كناسة 208
محمد بن محمد بن ماسن الهروي 187
محمد بن مروان 318
محمد بن مظفر بن موسى 55
محمد بن موسى 271
محمد بن النعمان بن شبل 341
محمد بن الوليد العقيلي 163 - 172
محمد بن يحيى المأربي 186
محمد بن يعقوب 86
محمد بن يوسف بن بشر الهروي 83
محمد بن يونس بن موسى 74
401

محمود بن خداش 86
مخول بن إبراهيم 141
مروان بن الحكم 78 - 164
مسدد 96 - 97 - 180
مسروق 87 - 170 - 171 - 172
مسلم أبو عبد الله 141
مسلم الملائي 141
مسيح بن محمد 80
مصعب بن سعد 169
مصعب بن عبد الرحمان بن عوف 254
مطير 105
معاذة الغفارية 69 - 74
معاذ بن جبل 87 - 144 - 157
معاذ بن عفراء 250
معاذ بن المثنى 96 - 97 - 180
معاوية بن أبي سفيان
78 - 82 - 116 - 165 - 182
معاوية بن ثعلبة الليثي 57 - 58
معاوية بن هشام 50
معقل بن يسار 50
معمر 205
مغيرة بن محمد المهلبي 71
مفضل بن صالح 139
مقاتل بن سليمان 310
المقداد بن الأسود 122 - 124 - 153 - 180
مقيس بن صبابة 155
مكحول 338
مندل بن علي 63
المنذر بن محمد بن المنذر
56 - 61 - 62 - 105 - 124
- 130 - 244 - 347
مريم بنت عمران 193 - 194
منصور بن دينار 115
مهلهل العبدي 56
موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر 67
موسى بن جعفر الكاظم
65 - 67 - 179 - 260 - 264 -
314 - 323
موسى بن صفوان 167
موسى بن عمران
103 - 132 - 147 - 257 - 277
- 322 - 329 - 330
موسى بن يوسف بن موسى القطان 176
مينا 123
حرف النون
نافع 50
نافع بن الأزرق 77
نافع بن عجير 103
نصر بن مزاحم 102
النعمان بن بشير 279 - 290
نوح (عليه السلام) 214
402

حرف الهاء
هارون (عليه السلام) 132
هشيم 176
هلال بن أبي حميد الوزان 58
هلال بن خباب 205
هيثم بن خلف 107
حرف الواو
وكيع 163 - 187 - 272
الوليد بن عبد الملك 79
الوليد بن عتبة 150 - 280
الوليد بن عقبة 108 - 297
وهب بن بقية 176
وهب بن حمزة 119
حرف الياء
يحيى (عليه السلام) يحيى بن أبي زوق الهمداني 341
يحيى بن أبي كثير اليمامي 115 - 271
يحيى بن بشار الكندي 269
يحيى بن حاتم العسكري 49
يحيى بن الحاى 103
يحيى الحماني 126
يحيى بن سالم 54
يحيى بن سعيد 86 - 201
يحيى بن سلمة بن كهيل 151
يحيى بن سليمان الجعفي 57 - 60
يحيى بن العلاء الرازي 58
يحيى بن معين 86
يحيى بن هاشم 306
يحيى بن يعلى 118 - 192
يحيى بن يمان 57
يزيد بن شراحيل الأنصاري 347
يزيد بن الهار 103
يوسف بن يعقوب (عليه السلام) 73
يوشع بن نون
103 - 104 - 257 - 329 - 330
يونس بن أبي يعقوب 161
يونس بن حبيب 90 - 91
يونس بن ميسرة بن حلبس 83
403

فهرس المصادر والمراجع العامة
1. القرآن الكريم
2. آل محمد (صلى الله عليه وآله)، حسام الدين المردي الجراحي الخلوتي، نسخة مصورة في مركز إحياء
التراث الإسلامي برقم " 343 "، عن النسخة الخطية في مكتبة السيد أحمد الأشكوري، قم.
3. إحياء الميت في فضائل آل البيت، جلال الدين السيوطي (ت 911 ه‍)، دراسة وتحقيق:
مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الجيل، 1407 ه‍ - 1987 م.
4. اختيار معرفة الرجال، أبو جعفر محمد بن الحسن الشيخ الطوسي (ت 460 ه‍)، تحقيق:
محمد الحسيني الإسترآبادي، قم: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، 1404 ه‍. ق.
5. الأربعون حديثا، منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي (ق 6 ه‍)، تحقيق: مؤسسة
الإمام المهدي، قم، 1408 ه‍. ق، ط 1.
6. الأربعين البلدانية عن أربعين من أربعين لأربعين في أربعين، أبو القاسم علي بن الحسن
بن هبة الله بن عساكر (ت 571 ه‍)، تحقيق: مركز جمعة الماجد، بيروت: دار الفكر، 1413
ه‍. ق، ط 1.
7. الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين، محمد طاهر القمي الشيرازي (ت 1098 ه‍)، تحقيق:
مهدي الرجائي، 1418 ه‍ ق، ط 1.
8. الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر النمري القرطبي (ت 463 ه‍)، طبع بهامش
كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، مصر: 1328 ه‍، طبع مطبعة السعادة، ط 1.
405

9. الإصابة في تمييز الصحابة، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن
علي الكناني العسقلاني (المعروف بابن حجر ت 852 ه‍)، القاهرة، 1328 ه‍، ط 1.
10. الأعلام، خير الدين الزركلي، بيروت: دار العلم للملايين، 1984 م، ط 6.
11. الأغاني، أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (ت 976 ه‍)، بيروت: دار إحياء التراث العربي
.
12. الإكمال في رفع الإرتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والألقاب،
علي بن هبة الله أبي نصر بن ماكولا (ت 475 ه‍)، بيروت: دار الكتب العلمية، 1411 ه‍ -
1990 م، ط 1.
13. الأنباء المستطابة في فضل الصحابة والقرابة، بهاء الدين أبو القاسم هبة الله بن عبد الله
(المعروف بابن سيد الكل القفطي، ت 697 ه‍)، نسخة مصورة في مكتبة السيد المرعشي
النجفي برقم 921 عن النسخة الخطية في مكتبة جيستربتي - دبلن برقم " 3908 ".
14. الأنساب المتفقة، أبو الفضل محمد بن طاهر (المعروف بابن القيسراني، ت 507 ه‍).
15. الأنساب، أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني (ت 562 ه‍)، تقديم
وتعليق: عبد الله البارودي، دار الجنان، سنة 1988 م، ط 1.
16. أرجح المطالب في عد مناقب أسد الله الغالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،
عبيد الله الأمرتسري، الهند - لاهور.
17. أسباب النزول، أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت 468 ه‍)، بيروت: دار
الكتب العلمية، 1400 ه‍. ق - 1980 م.
18. أسد الغابة في معرفة الصحابة، عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن
عبد الكريم الشيباني (المعروف بابن الأثير)، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
19. ألقاب الرسول وعترته، أبو الحسين سعيد بن هبة الله (المشهور بالقطب الراوندي،
ت 573 ه‍)، طبع ضمن كتاب المجموعة النفيسة، قم: مكتبة السيد المرعشي النجفي،
1406 ه‍. ق.
20. أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ق 3 ه‍)، حققه وعلق عليه: محمد باقر
406

المحمودي، بيروت: مؤسسة الأعلمي، 1394 ه‍ - 1974 م، ط 1.
21. أهل البيت في المكتبة العربية، عبد العزيز الطباطبائي، قم: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء
التراث، 1417 ه‍. ق، ط 1.
22. بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي (ت 1111 ه‍)، بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 ه‍ -
1983 م.
23. البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت 774 ه‍)، حققه ودقق أصوله وعلق
عليه: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، 1408 ه‍ - 1988 م، ط 1.
24. بلاغات النساء، أبو الفضل أحمد بن أبي الطاهر (المعروف بابن طيفور، ت 380 ه‍)، النجف
الأشرف: المكتبة الحيدرية.
25. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد
الذهبي (ت 748 ه‍)، حققه وضبط نصه: بشار عواد معروف وشعيب الأرنؤوط وصالح
مهدي عباس، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1408 ه‍ - 1988 م، ط 1.
26. تاريخ التراث العربي، فؤاد سزكين، نقله إلى العربية: محمود فهمي حجازي، راجعه: عرفة
مصطفى وسعيد عبد الرحيم، قم: مكتبة السيد المرعشي النجفي، 1412 ه‍، ط 2.
27. تاريخ الخلفاء، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه‍)، تحقيق: محمد
محي الدين عبد الحميد، مصر: مطبعة السعادة، 1371 ه‍ - 1952 م، ط 1.
28. تاريخ الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه‍)، تحقيق: محمد أبو الفضل
إبراهيم، بيروت: دار سويدان.
29. التاريخ الكبير، أبو عبد الله إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري (ت 256 ه‍)، بيروت: دار
الكتب العلمية.
30. تاريخ أصبهان، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني (ت 430 ه‍)،
تحقيق: سيد كسروي حسن، بيروت: دار الكتب العلمية، 1410 ه‍ - 1990 م، ط 1.
31. تاريخ بغداد، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ه‍)، بيروت: دار الكتب
العلمية.
407

32. تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، شرف الدين علي الحسيني
الإسترآبادي النجفي (ق 10)، تحقيق: مدرسة الامام المهدي (عليه السلام)، قم، 1407 ه‍، ط 1.
33. تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني
(المعروف بابن حجر، ت 852 ه‍)، تحقيق: علي محمد البجاوي، مراجعة: محمد علي
النجار، بيروت: المكتبة العلمية.
34. تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، عماد الدين حسن بن علي الطبري (ت بعد 701
ه‍)، تصحيح وتحقيق: مهدي جهرمي، قم: الميراث المكتوب، ط 1.
35. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، أبو العلى محمد بن عبد الرحمان بن عبد الرحيم
المباركفوري الهندي (ت 1353 ه‍)، بيروت: دار الكتاب العربي.
36. التدوين في أخبار قزوين، عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (ق 6 ه‍)، ضبط نصه
وحقق متنه: عزيز الله العطاردي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1408 ه‍ - 1987 م.
37. تذكرة الحفاظ، أبو عبد الله شمس الدين محمد الذهبي (ت 748 ه‍)، بيروت: دار الكتب
العلمية.
38. ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق، أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة
الله الشافعي (المعروف بابن عساكر، ت 571 ه‍)، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت:
مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، 1398 ه‍ - 1978 م.
39. تعزية المسلم عن أخيه، قاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله (ت 600 ه‍)، تحقيق: مجدي
فتحي السيد، جدة: مكتبة الصحابة - 1411 ه‍، ط 1.
40. تفسير ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت 774 ه‍)، بيروت: دار
المعرفة، 1402 ه‍ - 1982 م.
41. تفسير البحر المحيط، محمد بن يوسف (الشهير بأبي حيان الأندلسي، ت 749 ه‍)، دار
الفكر، 1403 ه‍ - 1983 م، ط 2.
42. تفسير البغوي، أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي (ت 516 ه‍)، إعداد
وتحقيق: خالد عبد الرحمان العك - مروان سوار، بيروت: دار المعرفة، 1407 ه‍ - 1987
م، ط 2.
408

43. تفسير الحبري، أبو عبد الله الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري (ت 286 ه‍)، تحقيق: محمد
رضا الحسيني، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) 1408 ه‍ - 1987 م، ط 1.
44. تفسير العياشي، أبو النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي، صححه وحققه
وعلق عليه: هاشم الرسولي المحلاتي، طهران: المكتبة العلمية.
45. تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
(ت 671 ه‍)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1966 م.
46. التفسير الكبير، الفخر الرازي، طهران: دار الكتب العلمية، ط 2.
47. تلخيص الحبير، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد العسقلاني
(المعروف بابن حجر، ت 852 ه‍).
48. توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل، شهاب الدين أحمد بن عبد الله الشيرازي الأيجي
الحسيني الشافعي (آخر ق 9)، نسخة مصورة في مكتبة السيد المرعشي النجفي عن
النسخة الخطية في مكتبة " ملى "، إيران - شيراز.
49. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي (ت 742 ه‍)،
حققه وضبط نصه وعلق عليه: بشار عواد معروف، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1403 ه‍ -
1983 م، ط 2.
50. الثقات، محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي (ت 354 ه‍)، مراجعة: شرف الدين أحمد،
بيروت: دار الفكر، 1975 م - 1395 ه‍.
51. جامع الأصول من أحاديث الرسول، أبو السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري (ت
606 ه‍)، حققه: محمد حامد الفقي، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1400 ه‍ - 1980 م
ط 2.
52. الجامع الصحيح (سنن الترمذي)، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة، تحقيق وشرح:
أحمد محمد شاكر، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
53. الجامع الكبير، جلال الدين عبد الرحمان السيوطي (ت 911 ه‍)، جمع وترتيب: عباس أحمد
صقر - أحمد عبد الجواد، بيروت: دار الفكر، 1994 م - 1414 ه‍.
409

54. جامع المسانيد، أبو المؤيد محمد بن محمود الخوارزمي (ت 665 ه‍)، بيروت: دار الكتب
العلمية.
55. الخرائج والجرائح، أبو الحسين سعيد بن هبة الله (المشهور بقطب الدين الراوندي،
ت 573 ه‍)، تحقيق: مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام)، قم، 1419 ه‍، ط 1.
56. خصائص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب
النسائي (ت 303 ه‍)، حققه وعلق عليه: محمد باقر المحمودي، 1403 ه‍ - 1983 م، ط
1.
57. الخصائص الكبرى، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه‍)، بيروت:
دار الكتب العلمية، 1405 ه‍ - 1985 م، ط 1.
58. خصائص مسند الإمام أحمد، محمد بن عمر بن أحمد المديني (ت 581 ه‍)، الرياض:
مكتبة التوبة، 1410 ه‍.
59. خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار، علي الحسيني الميلاني، طهران: مؤسسة
البعثة - قسم الدراسات الإسلامية، 1406 ه‍.
60. الدر المنثور في التفسير بالمأثور، جلال الدين عبد الرحمان السيوطي (ت 911 ه‍)، قم:
مكتبة السيد المرعشي النجفي، 1404 ه‍.
61. الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي (ق 7)، نسخة
مصورة في مكتبة السيد المرعشي النجفي (رحمه الله) برقم " 38، 39 "، عن النسخة الخطية في
مكتبة ميرزا محمد شريف العسكري الطهراني، تاريخ النسخ سنة 734 ه‍.
62. در بحر المناقب في تفضيل علي بن أبي طالب، علي بن إبراهيم (الملقب بدرويش
برهان، ق 10 ه‍)، نسخة مصورة في قم: مركز إحياء التراث الإسلامي برقم " 1 - 191 "،
عن النسخة الخطية في مكتبة الفاضلي برقم " 123 "، إيران - خوانسار، نسخ محمد سعيد
الويري سنة 1081 ه‍.
63. ديوان الإسلام، شمس الدين أبو المعالي محمد بن عبد الرحمان ابن الغزي (ت 1167 ه‍)،
تحقيق: كسروي حسن، بيروت: دار الكتب العلمية، 1411 ه‍ - 1990 م، ط 1.
410

64. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري، بيروت: دار
المعرفة، 1974 م عن نسخة دار الكتب المصرية ونسخة الخزانة التيمورية.
65. ذيل اللئالي المصنوعة، جلال الدين عبد الرحمان السيوطي (ت 911 ه‍)، طبع قديم، الهند -
لكنهو.
66. ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق: سليم النعيمي، رئاسة
ديوان الأوقاف - إحياء التراث الإسلامي.
67. الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، محمد بن جعفر الكتاني، بيروت:
دار الكتب العلمية، 1400 ه‍، ط 2.
68. رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي، أبو بكر بن عبد الرحمان بن محمد
الحسيني الشافعي الحضرمي (ت 1341 ه‍)، القاهرة: المطبعة الإعلامية، 1303 ه‍.
69. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، أبو الفضل شهاب الدين محمود
الآلوسي البغدادي (ت 1270 ه‍)، القاهرة، ط 1.
70. الرياض النضرة في مناقب العشرة، أبو جعفر أحمد (الشهير بالمحب الطبري)، بيروت: دار
الكتب العلمية.
71. زاد المسير في علم التفسير، أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمان بن علي بن محمد الجوزي
القرشي البغدادي (ت 597 ه‍)، بيروت: المكتب الإسلامي، 1407 ه‍ - 1987 م، ط 4.
72. زاد المعاد في هدي خير العباد، أبو قيم الجوزية (ت 751 ه‍)، حقق نصوصه وخرج
أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط - عبد القادر الأرنؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة،
1408 ه‍ - 1988 م، ط 16.
73. السبعيات، أبو نصر محمد بن عبد الرحمان الحنفي الهندي، إسلامبول: جمال أفندي.
74. سنن الدارمي، أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمان بن الفضل بن بهرام الدارمي (ت 255 ه‍)،
دار إحياء السنة النبوية.
75. السنن الكبرى، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه‍)، بيروت: دار المعرفة.
411

76. سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 ه‍)، حققه وخرج
أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم العرقسوسي، بيروت: مؤسسة الرسالة،
1403 ه‍ - 1983 م، ط 1.
77. السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية، أحمد زيني دحلان، بيروت: المكتبة الإسلامية.
78. شذرات الذهب في أخبار من ذهب، أبو الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت 1089
ه‍)، بيروت: دار الفكر.
79. شرح المقاصد، سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني (ت 793 ه‍)، تحقيق
وتعليق: عبد الرحمان عميرة، بيروت: دار الكتب العلمية، 1409 ه‍ - 1989 م، ط 1.
80. شرح معاني الآثار، أحمد بن محمد بن سلمة الأزدي (ت 321 ه‍)، تحقيق: محمد زهري
النجار، دار الكتب العلمية، 1416 ه‍ - 1996 م، ط 3.
81. شرح نهج البلاغة، عبد الحميد بن هبة الله المدائني (الشهير بابن أبي الحديد)، تحقيق: محمد
أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء التراث العربي.
82. شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، عبيد الله بن عبد الله بن أحمد (المعروف بالحاكم
الحسكاني، ق 5)، حققه وعلق عليه: محمد باقر المحمودي، بيروت: مؤسسة الأعلمي،
1393 ه‍ - 1974 م، ط 1.
83. صحيح البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري الجعفي (ت 256 ه‍)،
استانبول: دار الفكر - أوفسيت - عن طبعة دار الطباعة.
84. صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (ت 261 ه‍)،
بيروت: دار المعرفة.
85. الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، زين الدين أبو محمد علي بن يونس العاملي
البياضي النباطي (ت 877 ه‍)، تحقيق: محمد باقر البهبودي، المكتبة المرتضوية، 1384
ه‍، ط 1.
86. الصواعق المحرقة، أحمد بن حجر الهيثمي المكي (ت 974 ه‍)، مصر: مكتبة القاهرة،
1385 ه‍ - 1965 م، ط 2.
412

87. طبقات الشافعية الكبرى، تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي السبكي (ت 771 ه‍)،
تحقيق: محمود محمد الطناحي - عبد الفتاح الحلو، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية.
88. طبقات المفسرين، شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي (ت 945 ه‍)، بيروت:
دار الكتب العلمية، 1403 ه‍ - 1983 م، ط 1.
89. الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن طاووس
الحسني الحسيني (ت 664 ه‍)، قم: طبع مطبعة الخيام، 1400 ه‍.
90. العبر في خبر من غبر، أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه‍)، تحقيق: فؤاد سيد،
الكويت، 1984 م، ط 2.
91. العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، أبو الفرج عبد الرحمان بن الجوزي (ت 597 ه‍)،
قدم له وضبطه: خليل الميس، بيروت: دار الكتب العلمية، 1403 ه‍ - 1983 م، ط 1.
92. الغدير في الكتاب والسنة والأدب، عبد الحسين الأميني النجفي، بيروت: دار الكتاب
العربي، 1403 ه‍ - 1983 م، ط 5.
93. فتح الباري في شرح صحيح البخاري، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد
العسقلاني (المعروف بابن حجر، ت 852 ه‍)، بيروت: دار المعرفة، ط 2.
94. فتح البيان في مقاصد القرآن، أبو الطيب صديق بن حسن القنوجي البخاري، مصر - بولاق:
المطبعة الميرية، 1301 ه‍، ط 1.
95. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي الشوكاني
(ت 1250 ه‍)، بيروت: دار الفكر، 1401 ه‍ - 1981 م.
96. فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام)، إبراهيم بن
محمد بن المؤيد بن عبد الله الجويني الخراساني (ت 730 ه‍)، حققه وعلق عليه: محمد باقر
المحمودي، بيروت: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، 1398 ه‍ - 1978 م، ط 1.
97. الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة، علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي (الشهير
بابن الصباغ، ت 855 ه‍)، النجف الأشرف: مكتبة دار الكتب التجارية.
413

98. فضائل الصحابة، أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه‍)، مراجعة: وصي الله محمد
عباس، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1403 ه‍ - 1983 م.
99. القول المستحسن في فخر الحسن، أبو علي محمد بن القاسم، الهند - حيدر آباد: طبع
مطبعة محمد عزيز الدين، 1312 ه‍، ط 2.
100. الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت
748 ه‍)، بيروت: دار الكتب العلمية، 1403 ه‍ - 1983 م، ط 1.
101. الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (المطبوع في هامش الكشاف عن حقائق
غوامض التنزيل)، شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني (المعروف
بابن حجر، ت 852 ه‍) بيروت: دار الكتاب العربي.
102. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، أبو القاسم
جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (ت 538 ه‍)، بيروت: دار المعرفة.
103. كشف الغمة في معرفة الأئمة، أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي (ت 693 ه‍)،
علق عليه: السيد هاشم الرسولي المحلاتي، طبعه سيد علي بني هاشمي.
104. كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد
القرشي الكنجي الشافعي (ت 658 ه‍)، تحقيق وتصحيح وتعليق: محمد هادي الأميني،
النجف الأشرف: المطبعة الحيدرية 1390 ه‍ - 1970 م، ط 2.
105. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري (ت 975 ه‍)، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1399 ه‍ - 1979 م.
106. الكنى والألقاب، عباس القمي (ت 1359 ه‍) طهران: مكتبة الصدر.
107. اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، جلال الدين عبد الرحمان السيوطي
(ت 911 ه‍)، بيروت: دار المعرفة، 1403 ه‍ - 1983 م.
108. لباب النقول في أسباب النزول، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي
(ت 911 ه‍)، مكتبة الرياض الحديثة، ط 2.
414

109. لسان الميزان، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه‍)،
الهند - حيدر آباد، 1329 ه‍، ط 1.
110. لغة نامه، علي أكبر دهخدا (ت 1956 م)، طهران: جامعة طهران - كلية الآداب، طبع بمطبعة
سيروس، 1968 م.
111. ما نزل من القرآن في علي (عليه السلام)، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الإصبهاني
(ت 430 ه‍)، جمعه ورتبه وقدم له: محمد باقر المحمودي، إيران - قم: مطبعة وزارة
الإرشاد الإسلامي، 1406 ه‍، ط 1.
112. مجابي الدعوة، أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، الهند - بمباي: الدار القيمة، 1972 م -
1391 ه‍.
113. مجلة المجمع العلمي العراقي، العدد 12، بغداد، 1384 ه‍ - 1965 م.
114. مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر، هاشم بن سليمان البحراني،
تحقيق: عزة الله المولائي الهمداني، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1413 ه‍.
115. المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله محمد بن عبد الله (المعروف بالحاكم النيسابوري،
ت 405 ه‍)، طبع الهند - حيدرآباد.
116. مسند الحميدي، أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219 ه‍)، حقق أصوله وعلق عليه:
حبيب الرحمان الأعظمي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1409 ه‍ - 1988 م، ط 1.
117. مسند علي بن أبي طالب، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه‍)،
إعتنى بتصحيحه والتعليق عليه ونشره: عزيز بيك، الهند - حيدر آباد، 1406 ه‍ - 1986 م،
ط 1.
118. مسند فاطمة الزهراء، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه‍)، إعتنى
بتصحيحه والتعليق عليه ونشره: عزيز بيك، الهند - حيدر آباد، 1406 ه‍ - 1986 م، ط 1.
119. مشكل الآثار، أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الطحاوي الأزدي المصري (ت
321 ه‍)، الهند - حيدر آباد، 1333 ه‍، ط 1.
415

120. المصنف في الأحاديث والآثار، عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، بيروت: دار الكتب
العلمية، 1416 ه‍ - 1995 م، ط 1.
121. المعارف، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 213 ه‍)، حققه وقدم له: ثروت عكاشة،
مصر: دار المعارف، ط 2.
122. معجم البلدان، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي، بيروت: دار
إحياء التراث العربي، 1399 ه‍ - 1979 م وطبع ألمانيا، 1873 م.
123. معجم البلدان، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي، طبع ألمانيا، 1873 م.
124. المعجم الصغير، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني (ت 360 ه‍)،
بيروت: دار الكتب العلمية، 1403 ه‍ - 1983 م.
125. مفتاح النجا في مناقب آل العبا، ميرزا محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي، قم:
المكتبة العامة للسيد المرعشي النجفي برقم " 4842 "؛ نسخة خطية (1126 ه‍).
126. مقتل الحسين (عليه السلام)، أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت 568 ه‍)، تحقيق:
محمد السماوي، قم: مكتبة المفيد.
127. ملحقات إحقاق الحق، شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي، قم: مكتبة آية الله
المرعشي، 1409 ه‍، طبع مطبعة الخيام، ط 1.
128. مناقب آل أبي طالب، أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 ه‍)،
قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدة نسخ خطية لجنة من أساتذة النجف الأشرف،
المكتبة الحيدرية، 1376 ه‍ - 1956 م.
129. مناقب المرتضوي، محمد صالح بن المير عبد الله الكشفي الترمذي، (فرغ من تأليفه سنة
1037 ه‍)، طبع بمطبعة محمدي، الهند - بمباي، 1269 ه‍.
130. المناقب، أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت 568 ه‍)، تحقيق: مالك
المحمودي، قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1411 ه‍، ط 2.
131. مناقب سيدنا علي، العيني، طبع في الهند - حيدرآباد، 1352 ه‍.
416

132. مناقب علي بن أبي طالب، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الواسطي الجلابي الشافعي
(الشهير بابن المغازلي، ت 483 ه‍)، حققه وعلق عليه: محمد باقر البهبودي، طهران:
المكتبة الإسلامية 1394 ه‍. ق.
133. المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، أبو الفرج عبد الرحمان بن علي بن محمد بن علي بن
الجوزي (ت 597 ه‍) الهند - حيدر آباد، 1358 ه‍، ط 1.
134. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت
573 ه‍)، تحقيق: عبد اللطيف الكوهكمري، قم: مكتبة السيد المرعشي النجفي، 1406
ه‍.
135. المواقف في علم الكلام، عبد الرحمان بن أحمد الأيجي، بيروت: عالم الكتب، القاهرة:
مكتبة المتنبي.
136. مواهب الجليل، حطاب الرعيني (ت 954 ه‍)، بيروت: دار الكتب العلمية، 1416 ه‍، ط 1.
137. الموضوعات، أبو الفرج عبد الرحمان بن علي بن الجوزي القرشي البغدادي (ت 597 ه‍)،
ضبط وتحقيق وتقديم: عبد الرحمان محمد عثمان، 1386 ه‍ - 1966 م، ط 1.
138. ميزان الاعتدال في نقد الرجال، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 ه‍)،
تحقيق محمد علي البجاوي، بيروت: دار المعرفة.
139. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي
الأتابكي (ت 874 ه‍)، مصر.
140. نصب الراية لأحاديث الهداية، جمال الدين الزيلعي (ت 762 ه‍)، تحقيق: أيمن صالح
شعباني، القاهرة: دار الحديث، 1415 ه‍ - 1995 م، ط 1.
141. نظم المتناثر من الحديث المتواتر، أبو عبد الله سيدي محمد بن أبي الفيض الحسيني
الإدريسي (الشهير بالكتاني)، بيروت: دار الكتب العلمية، 1407 ه‍ - 1987 م، ط 2.
142. نفحات اللاهوت، علي بن عبد العال (المعروف بالمحقق الكركي)، طهران: مكتبة نينوى
الحديثة.
417

143. نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار، مؤمن بن حسن الشبلنجي (ق 12 ه‍)،
بيروت: دار الفكر، 1399 ه‍ - 1979 م.
144. النهاية في غريب الحديث والأثر، أبو السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري (ت
606 ه‍)، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي - محمود محمد الطناحي، بيروت: دار الفكر، 1399
ه‍ - 1979 م، ط 2.
145. نهج الحق وكشف الصدق، حسن بن يوسف بن علي (المعروف بالعلامة الحلي، ت 726
ه‍)، علق عليه: فرج الله الحسيني، بيروت: دار الكتاب اللبناني، 1982 م.
146. الوافي بالوفيات، صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، بيروت: دار صادر، 1402 ه‍ -
1982 م، ط 2.
147. وسيلة النجاة، محمد مبين صاحب الحنفي، طبع في الهند - لكنهو.
148. وقعة صفين، نصر بن مزاحم المنقري (ت 212 ه‍)، تحقيق وشرح: عبد السلام محمد
هارون، القاهرة: المؤسسة العربية الحديثة، 1382 ه‍، ط 2.
149. هدية العارفين، إسماعيل باشا البغدادي، بيروت: دار الفكر، 1402 ه‍ - 1982 م.
150. اليقين في إمرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى
بن جعفر بن طاووس الحسني (ت 664 ه‍)، النجف الأشرف: المطبعة الحيدرية، 1369
ه‍ - 1950 م، ونسخة خطية نسخ هداية الله بن عناية الدزفولي سنة 1016 ه‍، قم: المكتبة
العامة للسيد المرعشي النجفي برقم " 6882 ".
151. ينابيع المودة، سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي، استانبول، ط 1.
418