الكتاب: معجم البلدان
المؤلف: الحموي
الجزء: ٣
الوفاة: ٦٢٦
المجموعة: الأنساب ومعاجم مختلفة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٣٩٩ - ١٩٧٩ م
المطبعة:
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

معجم البلدان
للشيخ الامام شهاب الدين أبى عبد الله ياقوت بن عبد الله
الحموي الرومي البغدادي
الجزء الثالث
دار احياء التراث العربي
بيروت لبنان
1

1399 ه‍ - 1979 م
2

* (ذ) *
باب الذال والألف وما يليهما
ذات أبواب: قالوا في قول زهير:
عهدي بهم يوم باب القريتين وقد
زال الهماليج بالفرسان واللجم
باب القريتين التي بطريق مكة فيها ذات أبواب:
وهي قرية كانت لطسم وجديس، قال الأصمعي:
حدثني أبو عمرو بن العلاء قال: وجدوا في ذات
أبواب دراهم في كل درهم ستة دراهم من دراهمنا
ودانقان، فقلت: خذوا مني بوزنها وأعطونيها،
فقالوا: نخاف السلطان لأنا نريد ان ندفعها إليهم،
والله اعلم.
ذات المنار: موضع في أول ارض الشام من جهة
الحجاز نزله أبو عبيدة في مسيره إلى الشام.
ذاذيخ: بذالين معجمتين، وياء باثنتين من تحت،
وآخره خاء معجمة: قرية قرب سرمين من أعمال
حلب، كانت بها وقعة لسيف الدولة بيونس المؤنسي.
ذاقن: بعد الألف قاف، وآخره نون: موضع،
وذقن الانسان: مجمع اللحيين.
ذاقنه: موضع في قول عمرو بن الأهتم:
محاربيين حلوابين ذاقنة،
منهم جميع ومنهم حولها فرق
باب الذال والباء وما يليهما
ذباب: ذكره الحازمي بكسر أوله وباءين وقال:
جبل بالمدينة له ذكر في المغازي والاخبار، وعن
العمراني: ذباب بوزن الذباب الطائر جبل بالمدينة.
وروضات الذباب: موضع آخر.
الذبابة: بلفظ واحدة الذباب: موضع بأجإ.
ذبذب: ركية في موضع يقال له مطلوب في ديار أبى
بكر بن كلاب، قال بعضهم:
لولا الجذوب ما وردت ذبذبا
ولا رأيت خيمها المنصبا
ولا تهنيت عليه حوشبا
قال: حوشب رب الركية، وتهنيت: ترفقت.
3

ذبل: بفتح أوله، وسكون ثانية: جبل، قال:
إلى مؤنق من جنبه الذبل راهن
راهن أي دائم.
ذبوب: حصن باليمن من عمل علي بن أمين.
ذبيان: بكسر أوله، وسكون ثانيه، بلفظ القبيلة:
بلد قاطع الأردن مما يلي البلقاء.
باب الذال والحاء وما يليهما
الذحل: بلفظ الوتر: موضع، قال الشاعر:
عفا الذحل من مي فعفت منازله
وفي رواية علي بن عيسى قال مالك بن الريب:
أتجزع أن عرفت ببطن قو
وصحراء الأديهم رسم دار
وأن حل الخليط، ولست فيهم،
مراتع بين ذحل إلى سرار
إذا حلوا بعائجة خلاء
يقطف نور حنوتها العرار
باب الذال والخاء وما يليهما
ذخيرة: بلفظ واحدة الذخائر: موضع ينسب إليه
التمر.
ذخكث: بفتح أوله، وسكون ثانيه: من قرى
أسفيجاب، قال أبو سعد: هي قرية بالروذبار وراء
نهر سيحون وراء بلاد الشاش، منها أبو نصر أحمد
ابن عثمان بن أحمد المستوفي الذخكثي أحد الأئمة،
سكن بسمرقند، حدث بها عن الشريف محمد بن
محمد الزينبي البغدادي، روى عنه أبو حفص عمر
ابن محمد بن أحمد النسفي الحافظ، مات ستة
506 بسمرقند.
ذخينوى: بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعد الياء
المثناة من تحت نون وواو، مقصور: قرية على ثلاثة
فراسخ من سمرقند، منها أبو محمد عبد الوهاب بن
الأشعث بن نصر بن سورة بن عرفة الحنفي الذخينوي،
رحل وروى عن أبي حاتم الرازي والحسين بن عرفة،
ومات قبيل الثلاثمائة.
باب الذال والراء وما يليهما
ذراح: بفتح أوله: حصن من صنعاء اليمن.
ذراعان: بلفظ تثنية الذراع: هضبتان، وقالت
امرأة من بني عامر بن صعصعة:
سقيا ورعيا لأيام تشوقنا
من حيث تأتي رياح الهيف أحيانا
تبدو لنا من ثنايا الضمر طالعة
كأن أعلامها جللن سيجانا
هيف يلذ لها جسمي إذا نسمت
كالحضرمي هفا مسكا وريحانا
يا حبذا طارق وهنا ألم بنا
بين الذارعين والأخراب من كانا
شبهت لي مالكا، يا حبذا شبها
إما من الانس أو ما كان جنانا!
ماذا تذكر من أرض يمانية
ولا تذكر من أمسى بجوزانا
عمدا أخادع نفسي عن تذكركم،
كما يخادع صاحي العقل سكرانا
الذرانح: بعد الألف نون، وآخره حاء مهملة،
أظنه مرتجلا: موضع بين كاظمة والبحرين، قال
المثقب العبدي:
4

لمن ظعن تطالع من صبيب
كما خرجت من الوادي لجين
مررن على شراف فذات رجل،
ونكبن الذرانح باليمين
هكذا وجدته وأنا شاك فيه، ولعل الذرايح جمع
ذريحة وهي الهضبة.
ذراة: حصن في جبل جحاف باليمن.
الذرائب: جمع ذريبة أو جمع ذريب، وهو الحاد:
وهو موضع بالبحرين.
ذربان: بفتح الذال، وسكون الراء، والباء موحدة،
وألف، ونون: موضع في قوله:
أجل لو رأى دهماء يوم رأيتها
بذربان وعل الحالق المتألس
أخو حلب لا يبرح الدهر عاقلا
على رأس نيق عارد القرن أحلس
يحك بروقيه البشام كأنما
قفاه وذفراه بدهن مدنس
لأقبل يمشي مطرقا لا يرده
ضراء ولا ذو وفرة متحلس
الضراء: الكلاب، والمتحلس: الشهواني للصيد،
والمتألس: الخائف.
الذربة: من مياه بني عقيل بنجد، عن أبي زياد.
ذرعينة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والعين مهملة:
من قرى بخارى، منها أبو زيد عمران بن موسى بن
غرامش الذرعيني البخاري، روى عن إبراهيم بن فهد
روى عنه أبو بكر بن أحمد بن سعد بن نصر الزاهد.
ذروان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وواو، وآخره
نون: بئر لبنى زريق بالمدينة يقال لها ذروان، وفي
الحديث: سحر النبي، صلى الله عليه وسلم، بمشاطة
رأسه وعدة أسنان من مشطه ثم دس في بئر لبنى
زريق يقال لها ذروان، وكان الذي تولى ذلك لبيد
ابن الأعصم اليهودي، قال القاضي عياض: ذروان
بئر في بني زريق، كذا جاء في الدعوات عن
البخاري، وفي غير موضع: بئر أروان، وعند
مسلم: بئر ذي أروان، وقال الأصمعي: هو
الصواب وقد صحف بذي أوان، وقد ذكر في
بابه، وذو ذروان في شعر كثير:
طاف الخيال لآل عزة موهنا
بعد الهدو فهاج لي أحزاني
فألم من أهل البويب خيالها
بمعرس من أهل ذي ذروان
وذروان أيضا: حصن وباليمن من حصون الحقل
قريب من صنعاء.
ذروة: بفتح أوله ويكسر، وذروة كل شئ أعلاه،
قال نصر: ذروة مكان حجازي في ديار غطفان،
وقيل: ماء لبنى مرة بن عوف، وعن الأزهري:
ذروة، بكسر أوله، اسم أرض بالبادية، وعن
بعضهم: ذروة اسم جبل، وأنشد لصخر بن الجعد:
بليت كما يبلى الرداء ولا أرى
جنانا ولا أكناف ذروة تخلق
وذروة: بلد باليمن من أرض الصيد، قال الصليحي
من قصيدة يصف خيله:
وطالعت ذروة منهن عادية،
وانصاعت الشيعة الشنعاء شرادا
ذرو: قال ابن الفقيه: ذات ذرو، من غير هاء، من أودية
العلاة باليمامة، وقال الصمة بن عبد الله القشيري:
5

خليلي قوما أشرفا القصر فانظرا
بأعيانكم هل تؤنسان لنا نجدا
وإني لأخشى إن علونا علوه
ونشرف أن نزداد، ويحكما! بعدا
نظرت وأصحابي بذروة نظرة،
فلو لم تفض عيناي أبصرتا نجدا
إذا مر ركب مصعدين فليتني
مع الرائحين المصعدين لهم عبدا
ذرود: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو،
وآخره دال مهملة: اسم جبل، عن الجوهري، قال
ابن القطاع: ولم يأت على هذا الوزن إلا ذرود
اسم جبل، وعتود اسم واد، وخروع اسم نبت.
ذرة: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، قال عرام بن
الأصبغ السلمي: ثم يتصل بخلص آرة ذرة، وهي
جبال كثيرة متصلة ضعاضع ليست بشوامخ، في
ذراها المزارع والقرى، وهي لبني الحارث بن بهشة
ابن سليم، وزروعها أعذاء، ويسمون الأعذاء
العثري، وهو الذي لا يسقى، وفيها مدر، وأكثرها
عمود، ولهم عيون في صخور لا يمكنهم أن يجروها
إلى حيث ينتفعون بها، ولهم من الشجر العفار والقرظ
والطلح، والسدر بها كثير، وتطيف بذرة قرية من
القرى يقال لها جبلة في غربيه والستارة قرية تتصل
بجبلة واديهما واحد يقال له لحف، ويزعمون أن
جبلة أول قرية اتخذت بتهامة، وبجبلة حصون منكرة
مبنية بالصخر لا يرومها أحد.
ذريح: اسم لصنم كان بالنجير من ناحية اليمن قرب
حضرموت.
باب الذال والعين وما يليهما
ذعاط: بضم أوله: موضع، والذعط: الذبح.
باب الذال والفاء وما يليهما
ذفران: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم راء مهملة،
وآخره نون: واد قرب وادى الصفراء، قال ابن
إسحاق في مسير النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى
بدر: استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين، ترك
الصفراء يسارا وسلك ذات اليمين على واد يقال له
ذفران. والذفر: كل ريح ذكية من طيب أو نتن.
باب الذال والقاف وما يليهما
ذقان: بكسر أوله: موضع، وقيل: جبل، والذفن:
أصل اللحية، وقال أبو زياد: ذقانان جبلان في بلاد
بني كعب، وإياهما عنى الشاعر حيث قال:
أللبرق بالمطلا تهب وتبرق،
ودونك نيق من ذقانين أعنق؟
قال أبو حفص الكلابي:
ولولا بنو قيس بن جزء لما مشت
بجنبي ذقان صرمتي وأدلت
فأشهد ما حلت به من ظعينة
من الناس إذ أو منت حين حلت
باب الذال واللام وما يليهما
ذلقامان: واديان باليمامة إذا التقى سيلهما فصارا
واحدا سمي ملتقاهما الريب.
باب الذال والميم وما يليهما
ذمي: بفتح أوله، وتشديد ثانيه والفتح والقصر: من
قرى سمرقند، ينسب إليها أحمد بن محمد السقر
الدهقان، يروى عن محمد بن الفضل البلخي، روى
عنه محمد بن مكي الفقيه.
6

ذمار: بكسر أوله وفتحه، وبناؤه على الكسر
وإجراؤه على إعراب ما لا ينصرف، والذمار: ما
وراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه، فيقال: فلان
حامي الذمار، بالكسر والفتح، مثل نزال بمعنى
انزل وكذلك ذمار أي احفظ ذمارك، قال البخاري:
هو اسم قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء، ينسب
إليها نفر من أهل العلم، منهم: أبو هشام عبد الملك
ابن عبد الرحمن الذماري ويقال عبد الملك بن محمد،
سمع الثوري وغيره، وقال أبو القاسم الدمشقي:
مروان أبو عبد الملك الذماري القاري يلقب مزنة،
زاهد دمشق، قرأ القرآن على زيد بن واقد ويحيى
ابن الحارث وحدث عنهما وولى قضاء دمشق، روى
عنه محمد بن حسان الأسدي وسليمان بن عبد الرحمن
ونمران بن عتبة الذماري، قال ابن مندة: هو
دمشقي، روى عن أم الدرداء، روى عنه ابن أخيه
رباح بن الوليد الذماري، وقيل الوليد بن رباح،
وقال قوم: ذمار اسم لصنعاء وصنعاء كلمة حبشية
أي حصين وثيق، قاله الحبش لما رأوا صنعاء حيث
قدموا اليمن مع أبرهة وارياط، وقال قوم:
بينها وبين صنعاء ستة عشر فرسخا، وأكثر ما يقوله
أصحاب الحديث بالكسر، وذكره ابن دريد بالفتح،
وقال: وجد في أساس الكعبة لما هدمتها قريش في
الجاهلية حجر مكتوب عليه بالمسند: لمن ملك ذمار
لحمير الأخيار، لمن ملك ذمار للحبشة الأشرار، لمن
ملك ذمار لفارس الأحرار، لمن ملك ذمار لقريش
التجار، ثم حار محار، أي رجع مرجعا.
ذمرمر: من حصون صنعاء اليمن.
ذموران: قرية باليمن لها خبر ذكر مع دلان.
ذمون: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وسكون الواو،
وآخره نون: هو الموضع الذي كان فيه امرؤ القيس
يشرب فجاءه الوصاف رجل بنعي أبيه، فقال
امرؤ القيس:
تطاول الليل على ذمون
ذمون إنا معشر يمانون
وإننا لأهلنا محبون
ثم قال: ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا، لا صحو
اليوم ولا سكر غدا، اليوم خمر وغدا أمر، فذهبت مثلا.
باب الذال والنون وما يليهما
الذناب: بكسر أوله، وهو في اللغة عقب كل شئ،
وذنابة الوادي: الموضع الذي ينتهي إليه سيله،
وكذلك ذنبة، وذنابة أكثر من ذنبة، وقيل: هو
واد لبني مرة بن عوف كثير النخل غزير الماء،
وهو اسم مكان في قول بعضهم:
إذا حلوا الذناب فصرخدا
الذنابة: بكسر أوله أيضا: موضع باليمن.
الذنابة: بالضم: موضع بالبطائح بين البصرة وواسط،
بالضم سمعتهم يقولونه، والله أعلم.
الذنائب: جمع أذنبة، وأذنبة جمع ذنوب، وهي
الدلو الملأى ماء، وقيل قريبة من الملء: ثلاث
هضبات بنجد، قال: وهي عن يسار فلجة مصعدا
إلى مكة وفي شرح قول كثير:
أمن آل سلمى دمنة بالذنائب
إلى الميث من ريعان ذات المطارب
الذنائب: في أرض بني البكاء على طريق البصرة
إلى مكة، والمطارب: الطرق الصغار.
يلوح بأطراف الأجدة رسمها
بذي سلم أطلها كالمذاهب
7

ذو سلم: واد ينحدر على الذنائب. وسوق الذنائب:
قرية دون زبيد من أرض اليمن وبه قبر كليب وائل،
قال مهلهل يرثي أخاه كليبا:
أليلتنا بذي حسم أنيري،
إذا أنت انقضيت فلا تحوري
فإن يك بالذنائب طال ليلي،
فقد أبكي من الليل القصير
فلو نبش المقابر عن كليب
فتخبر بالذنائب أي زير
بيوم الشعثمين أقر عينا،
وكيف لقاء من تحت القبور
وإني قد تركت بواردات
بجيرا في دم مثل العبير
فلولا الريح أسمع من بحجر
صليل البيض تقرع بالذكور
وقال أبو زياد: الذنائب من الحمى حمى ضرية من
غربي الحمى، والله أعلم.
ذنبان: بفتح أوله وثانيه ثم باء موحدة، بلفظ تثنية
الذنب إلا أنه أعرب إعراب ما لا ينصرف: ماء
بالعيص، وقد ذكر العيص.
ذنب الحليف: من مياه بني عقيل.
ذنب سحل: يوم ذنب سحل: من أيام العرب.
الذنبة: بالتحريك: مائة بين إمرة وأضاخ لبني
أسد، وعن نصر: كانت لغني ثم لتميم. وذنبة
أيضا: موضع بعينه من أعمال دمشق. وفي البلقاء
ذنبة أيضا.
الذنوب: بفتح أوله، الدلو الملأى: وهي موضع
بعينه، قال عبيد:
أقفر من أهله ملحوب
فالقطبيات فالذنوب
وقال بشر بن أبي خازم:
أي المنازل بعد الحي تعترف،
أم هل صباك وقد حكمت مطرف
كأنها بعد عهد العاهدين بها
بين الذنوب وحزمي واهب صحف
باب الذال والواو وما يليهما
ذوال: وادى ذوال: باليمن، أم بلاده القحمة بليد
شامي وزبيد، بينهما يوم وفشال بينهما.
ذورة: بفتح الذال، وسكون الواو: موضع، عن
ابن دريد وصاحب التكملة، وأنشدا لمزرد:
فيوم بأرمام ويوم بذورة،
كذاك النوى حوساؤها وعنودها
أي ما استقام منها وما جار، كذا ذكره العمراني،
وقال نصر: ذورة، بتقديم الواو على الراء، ناحية
من شمنصير، وهو جبل بناحية حرة بنى سليم،
وقيل: واد يفرغ في نخل ويخرج من حرة النار
مشرقا تلقاء الحرة فينحدر على وادي نخل، وقال ابن
الأعرابي، ذورة ثماد لبني بدر وبني مازن بن فزارة،
وقال ابن السكيت: ذورة واد ينحدر من حرة
النار على نخل فإذا خالط الوادي شدخا سقط اسم
ذورة وصار الاسم لشدخ، قال كثير:
كأن فاها لمن توسمها،
أو هكذا موهنا ولم تنم،
بيضاء من عسل ذورة ضرب
شجت بما في الفلاة من عرم
ذوفة: بالضم، والفاء قال نصر: موضع في شعر اللص.
8

الذؤيبان: تثنية دؤيب: ماءان لبني الأضبط حذاء
الجثوم، وهو ماء يصدر في دارة بيضاء ينبت
الصليان والنصي، والله أعلم.
الذؤيب: ماء ينجد لنبي دهمان بن نصر بن معاوية،
قال عدي بن الرقاع:
ألمم على طلل عفا متقادم
بين الذؤيب وبين غيب الناعم
بمجر غزلان الكناس تلفعت
بعدي بمنكر تربها المتراكم
باب الذال والهاء وما يليهما
الذهاب: بضم أوله، وآخره باء موحدة، وقرأت
بخط ابن نباتة السعدي الشاعر في شعر لبيد: الذهاب،
بكسر أوله، والضم أكثر: وهو غائط من أرض
بني الحارث بن كعب أغار عليهم فيه عامر بن الطفيل
وعلى أحلافهم من اليمن، قال لبيد:
حتى نهجر في الرواح وهاجها
طلب المعقب حقه المظلوم
إني امرؤ منعت أرومة عامر
ضيمي وقد حنقت علي خصوم
منها حوي والذهاب وقبله
يوم ببرقة رحرحان كريم
ذهبتان: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة، وآخره
نون، قال ابن السكيت: ذهبان جبل لجهينة أسفل
من ذي المروة بينه وبين السقيا، قال: وذهبان
أيضا قرية بالساحل بين جدة وبين قديد، قال
كثير: وأعرض من ذهبان معرورف الذرى،
تربع منه بالنطاف الحواجر
وذهبان أيضا: قرية من قرى الجند باليمن.
ذهبان: بالتحريك: موضع قريب من البحرين قريب
من الراحة، والراحة: قرية بينها وبين حرض يوم،
وهي من نواحي زبيد باليمن، وقد جاء في شعرهم
مسكنا، قال:
القائد الخيل من صنعاء مقربة،
يقطعن للطعن أغوارا وأنجادا
يخالها ناظروها حين ما جزعت
ذهبان والغرة السوداء أطوادا
الذهبانية: موضع قرب الرقة فيه مشهد يزار وينذر
له وعليه وقوف، وعنده عين نهر البليخ الذي يجري
في بساتين الرافقة.
الذهلول: بضم أوله، وتكرير اللام: اسم جبل
أسود، وأنشد الأصمعي:
إذا جبل الذهلول زال كأنه
من البعد زنجي عليه جوالق
والذهلول: موضع يقال له معدن الشجرتين ماؤه
البردان وهو ملح.
ذهوط: بوزن قسور: موضع، عن ابن دريد.
ذهيوط: بوزن عذيوط: موضع، قال النابغة:
فداء ما تقل النعل مني
لما أعلى الذؤابة للهمام
ومغزاه قبائل غائظات
على الذهيوط في لجب لهام
باب الذال والياء وما يليهما
ذياد: ماء بدمخ لبني عمرو بن كلاب يلي مهب الشمال،
وهو وشل، وروي أنه من خيار مياه هذا الجبل.
9

ذيال: آخره لام في شعر عبيد بن الأبرص حيث
قال:
تغيرت الديار بذي الدفين
فأودية اللوى فرمال لين
فخرجي ذروة فلوى ذيال
يعفي آية سلف السنين
ذيالة: أنشد أبو عبد الله بن الأعرابي في نوادره:
ألا إن سلمى مغزل بتبالة
ورد عليه أبو محمد الأسود وقال: إنما هو بذيالة،
وقال: ذيالة خلاة من خلاء الحرة بين نخل وخيبر
لبنى ثعلبة، وأعيار أيضا خليات لهم، والخلاة
أضخم من القنة، وأنشد باقي الشعر:
ألا إن سلمى مغزل بذيالة
خذول تراعي شادنا غير توأم
متى تستثره من منام ينامه
لترضعه تنعم إليه وتنغم
هي الأم ذات الود أو يستزيدها
من الود والرئمان بالأنف والفم
الذئب: موضع في بلاد كلاب، قال القتال:
فأوحش بعدنا منها حبر
ولم توقد لها بالذئب نار
ذيبدوان: بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة
مفتوحة، ودال مهملة، وآخره نون: من قرى
بخارى، منها أبو أحمد عبد الوهاب بن عبد الواحد
ابن أحمد بن أبي نوش الذيبدواني، سمع أبا عمرو عثمان
ابن إبراهيم بن محمد الفضلي، ذكره أبو سعد في شيوخه.
الذئبة: تأنيث الذئب: ماء لبني ربيعة بن عبد الله،
وقال أبو زياد: هي ماء من مياه أبي بكر بن كلاب،
وهي في رملة ينزلها بنو ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر.
الذئبين: بلفظ تثنية الذئب من السباع، قال النابغة
الجعدي:
أنامت بذي الذئبين في الصيف جؤذرا
ذيمون: بفتح أوله، وآخره نون: قرية على فرسخين
ونصف من بخارى، ينسب إليها أبو القاسم عبد العزيز
ابن أحمد بن محمد بن عبد الله بن زيد بن محمد بن
عبد الله بن مرثد بن مقاتل بن حيان النبطي البخاري
الذيموني الفقيه الشافعي، كان فاضلا، سمع أبا عمرو
محمد بن صابر وجماعة، سمع منه أبو محمد النخشبي
وغيره، والله أعلم.
10

* (ر) *
باب الراء والألف وما يليهما
رابخ: بعد الألف باء موحدة مكسورة، وآخره
خاء معجمة: موضع بنجد في حسبان ابن دريد،
ويقال: مشى حتى تربخ أي استرخى.
رابخ: بعد الألف باء موحدة، وآخره غين معجمة:
واد يقطعه الحاج بن البزواء والجحفة دون عزور،
قال كثير:
أقول وقد جاوزن من صدر رابغ
مهامه غبرا يفرع الأكم آلها:
أألحي أم صيران دوم تناوحت
بتريم قصرا واستحثت شمالها
أرى حين زالت عير سلمى برابغ
وهاج القلوب الساكنات زوالها
كأن دموع العين لما تخللت
مخارم بيضا، من تمني، جمالها
تمني: موضع، وقال ابن السكيت: رابغ بين
الجحفة وودان، وقال في موضع آخر: رابغ واد
من دون الجحفة يقطعه طريق الحاج من دون عزور،
وقال الحازمي: بطن رابغ واد من الجحفة له ذكر
في المغازي وفي أيام العرب، وقال الوقدي: هو
على عشرة أميال من الجحفة فيما بين الأبواء والجحفة،
قال كثير:
ونحن منعنا يوم مر ورابغ
من الناس أن يغزى وأن يتكنفا
يقال: أربغ فلان إبله إذا تركها ترد أي وقت
شاءت من غير أن يجعل لها ظما معلوما، وهي إبل
مربغة أي هاملة، والرابغ: الذي يقيم على أمر
ممكن له، والرابغ: العيش الناعم.
رابغة: بعد الألف باء موحدة مكسورة، وغين
معجمة: من منازل حاج البصرة، وهو متعشى بين
إمرة وطخفة، وقيل: رابغة ماء لنبي الحليف من
بجيلة جيران بني سلول. ورابغة أيضا: جبل لغني،
وقد ذكرت لغته في الذي قبله، وروي رايغة،
بالياء تحتها نقطتان وغين معجمة.
رابة: بعد الألف باء موحدة مخففة: بلدة في وسط
جزيرة صقيلة.
11

راتج: بعد آلاف تاء مثناة من فوق مكسورة،
وجيم: أطم من آطام اليهود بالمدينة وتسمى الناحية
به، له ذكر في كتب المغازي والأحاديث، قال
قيس بن الخطيم:
ألا إن بين الشرعبي وراتج
ضرابا كتجذيم السيال المصعد
قال ابن حبيب: الشرعبي وراتج ومزاحم آطام
بالمدينة وهو لبني زعورا بن جشم بن الحارث بن
الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس.
والمراتج: الطرق الضيقة، وأرتجت الباب أي
أغلقته، والرتاج: الباب المغلق.
راجل: بلفظ واحد الرجالة: واد بنجد، وقيل:
حرة راجل بين السر ومشارف حوران. وراجل:
واد ينحدر من حرة راجل حتى يدفع في السر.
الراحة: موضع في أوائل أرض اليمن أظنها قرية.
وراحة فروع: موضع في بلاد خزاعة لبني المصطلق
منهم كان فيه وقعة لهم مع هذيل، فقال الجموع،
رجل من بني سليم:
رأيت الألى يلحون في جنب مالك
قعودا لدينا يوم راحة فروع
تخوت قلوب القوم من كل جانب
كما خات طير الماء ورد ملمع
فإن تزعموا أني جبئت فإنكم
صدقتم، فهلا جئتم يوم ندعي
عجبت لمن يلحاك في جنب مالك
وأصحابه حين المنية تلمع (1)
راح: قاع في طريق اليمامة إلى البصرة بين بنبان
والجرباء، والجرباء: مائة لبني سعد بن زيد مناة بن تميم.
راخ: حصن باليمن من عمل الجند.
رادس: قال أبو عبيد البكري: البحر الذي على ساحله
تونس بإفريقية يقال له رادس، وبذلك سمى ميناؤها
ميناء رادس، وخبرني رجل من أهل تونس أن
رادس اسم موضع كالقرية يتعبد فيه قوم.
زاران: بتكرير الراء المهملة، وآخره نون: قرية
من قرى أصبهان، ينسب إليها جماعة من الرواة،
منهم: أبو الحسين وقيل أبو الخير أحمد بن محمد بن
عبد الله الراراني، حدث عن عبد الله بن جعفر وأبي
القاسم الطبراني، روى عنه سعيد بن محمد بن عبدان،
ومن المتأخرين أبو الرجاء بدر بن ثابت بن روح بن
محمد بن عبد الواحد الصوفي الراراني من بيت
الحديث، سمع الحديث ورواه، ذكره أبو سعد في
شيوخه وقال: مات سنة 532، وميلاده في نيف
وستين وأربعمائة.
راذان: بعد الألف ذال معجمة، وآخره نون،
راذان الأسفل وراذان الأعلى: كورتان بسواد
بغداد تشتمل على قرى كثيرة، وقد نسب إليها
قوم من المتأخرين، وقال عبيد الله بن الحر:
أقول لأصحابي بأكناف جازر
وراذانها: هل تأملون رجوعا؟
وقال مرة بن عبد الله النهدي في راذان المدينة فيما
أحسب:
أيا بيت ليلى إن ليلى مريضة
براذان لا خال لديها ولا عمم
ويا بيت ليلى لو شهدتك أعولت
عليك رجال من فصيح ومن عجم
ويا بيت ليلى لا بئست ولا تزل
بلادك يسقيها من الواكف الديم

(1) في هذا البيت إقواء.
12

وراذان أيضا، قرية بنواحي المدينة جاءت في حديث
عبد الله بن مسعود، وينسب إلى راذان العراق
جماعة، منهم: أبو عبد الله محمد بن الحسن الراذاني
الزاهد، مات سنة 480، وإلى راذان المدينة ينسب:
أبو سعيد الوليد بن كثير بن سنان المدني الراذاني،
سكن الكوفة وهو مدني الأصل، روى عن ربيعة
ابن أبي عبد الرحمن، روى عنه زكرياء بن عدي.
راذكان: قرية من قرى طوس، وقيل: بليدة،
بعد الألف ذال معجمة، وآخره نون، خرج منها
جماعة وافرة من أهل العلم، ويقال: إن الوزير
نظام الملك كان منها، ينسب إليها أبو محمد عبد الله
ابن هاشم الطوسي الراذكاني، سكن نيسابور، روى
عن يحيى بن سعيد القطان ووكيع وغيرهما، روى
عنه عبد الله بن محمد بن شيرويه وكان ثقة،
والحسن بن أحمد بن محمد الراذكاني أبو الأزهر.
الطوسي من أهل الطابران قصبة طوس، كان فقيها
فاضلا عفيفا منقطعا، سمع أبا الفضل بن محمد بن أحمد
ابن أحسن العارف وأبا علي الفضل بن محمد علي
الفارمذي، قرأ عليه أبو سعد في داره بالطابران،
قال: وصلت إليه بعد جهد جهيد، وكانت ولادته
قبل سنة 470، ووفاته في سنة نيف وثلاثين
وخمسمائة.
رازان: بعد الألف زاي، وآخره نون: قرية من
قرى أصبهان بحومة التجار، ينسب إليها أبو عمرو
خالد بن محمد الرازاني، حدث عن الحسن بن عرفة
وغيره، روى عنه أبو الشيخ الحافظ. ورازان أيضا:
محلة ببروجرد، ينسب إليها أبو النجم زيد بن
صالح بن عبد الله الرازاني من أهل الفقه، سمع أبا نصر
عبد السيد بن محمد بن عبد الأحد بن الصباغ وغيره،
ذكره أبو سعد في شيوخه وقال: مات غرة المحرم
سنة 547.
رأس الانسان: قال الأصمعي: الجبل الذي بين أجياد
الصغير وبين أبى قبيس.
رأس الحمار: مدينة بحضرموت قريبة منها، والله
الموفق للصواب.
راسب: أرض في شعر القطامي، ومعناه رسب
الشئ في الماء إذا سفل فيه، فهو راسب، وقال
عرام: بين مكة والطائف قرية يقال لها راسب
لخثعم.
رأس صليع: بفتح الصاد، وكسر اللام، وآخره
عين مهملة: لعله موضع كان فيه يوم من أيام
العرب، والله أعلم.
رأس عين: ويقال رأس العين، والعامة تقوله
هكذا، ووجدتهم قاطبة يمنعون من القول به، وقد
جاء في شعر لهم قديم قاله بعض العرب في يوم كان
برأس العين بين تميم وبكر بن وائل، قتل فيه فارس
بكر بن وائل معاوية بن فراس، قتله أبو كآبة جزء
ابن سعد، فقال شاعرهم:
هم قتلوا عميد بني فراس
برأس العين في الحجج الخوالي
روى ذلك أبو أحمد، وقال الأسود بن يعفر:
فإن يك يومي قد دنا وإخاله
لوارده يوما إلى ظل منهل
فقبلي مات الخالدان كلاهما
عميد بني جحوان وابن المظلل
وعمرو بن مسعود وقيس بن خالد
وفارس رأس العين سلمى بن جندل
13

وأسبابه أهلكن عادا وأنزلت
عزيزا يغني فوق غرفة موكل
وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين
حران ونصيبين ودنيسر، وبينها وبين نصيبين خمسة
عشر فرسخا وقريب من ذلك بينها وبين حران،
وهي إلى دنيسر أقرب، بينهما نحو عشرة فراسخ،
وفي رأس عين عيون كثيرة عجيبة صافية تجتمع كلها
في موضع فتصير نهر الخابور، وأشهر هذه العيون
أربع: عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين
الهاشمية، وفيها عين يقال لها خسفة سلامة، فيها سمك
كبار ينظره الناظر كأن بينه وبينه شبرا ويكون
بينه وبينه مقدار عشر قامات، وعين الصرار: هي
التي نثر فيها المتوكل عشرة آلاف درهم ونزل أهل
المدينة فأخذوها لصفاء الماء ولم يفقد منها شئ، فإنه
يبين مع عمقها ما في قعرها للناظر من فوقها، وعمقها
نحو عشرة أذرع، وربما أخذ منها الشئ اللطيف
لصفائها، كذا قال أحمد بن الطيب لكني اجتزت أنا
برأس عين ولم أر هذه الصفة، وتجتمع هذه العيون
فتسقى بساتين المدينة وتدير رحيها ثم تصب في
الخابور، وقال أحمد بن الطيب أيضا: وفيها عين مما
يلي حران تسمى الزاهرية، كان المتوكل نزلها وبنى
بها بناء، وكانت الزواريق الصغار تدخل إلى عين
الزاهرية وإلى عين الهاشمية، وكان الناس يركبون
فيها إلى بساتينهم وإلى قرقيسياء إن شاؤوا، قلت أنا:
أما الآن فليس هناك سفينة ولا يعرفها أهل رأس عين
ولا أدرى ما سبب ذلك، فإن الماء كثير وهو
يحمل سفينة صغيرة كما ذكروا، ولعل الهمم قصرت
فعدم ذلك، قال: وبالقرب من عين الزاهرية عين
كبريت يظهر ماؤها أخضر ليس له رائحة فيجرى في
نهر صغير وتدور به ناعورة يجتمع مع عين الزاهرية
في موضع واحد فيصبان جميعا من موضع واحد في
نهر الخابور، والمشهور في النسبة إليها الرسعني،
وقد نسب إليها الراسي، فممن اشتهر بذلك أبو
الفضل جعفر بن محمد بن الفضل الراسي، يروى عن أبي
نعيم، روى عنه أبو يعلى الموصلي وغيره، وهو
مستقيم الحديث، وقال أبو القاسم الحافظ: جعفر بن
محمد بن الفضل أبو الفضل الرسعني، سمع بدمشق أبا
الجماهير محمد بن عثمان التنوخي وسليم بن عبد
الرحمن الحمصي ومحمد بن حميد وعلي بن عياش
وأبا المغيرة الحمصيين وإسحاق بن إبراهيم الحنيني
ومحمد بن كثير المصيصي وسعيد بن أبي مريم المصري
ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني و عبد الله بن
يوسف التنيسي وجماعة سواهم، روى عنه عبد الله
ابن أحمد بن حنبل وأبو بكر الباغندي وزكرياء بن
يحيى السجزي وأبو جعفر أحمد بن إسحاق البهلول
وأبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان بن عيسى
الوراق الرسعني ومحمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني
الحافظ وغيرهم، قال علي بن الحسن بن علان الحراني
الحافظ: هو ثقة، وقال البشاري: لبس القول.
رأس ضان: بالضاد المعجمة: جبل في بلاد دوس له
ذكر في حديث أبي هريرة.
رأس القنطرة: قد ذكر في القنطرة لان النسبة إليه
قنطري.
رأس الكلب: جبل باليمامة، ويقال: إنما هي قارات
تسمى رأس الكلب وقلعة بقومس أيضا تسمى رأس
الكلب على يسار القاصد إلى نيسابور.
رأس كيفا: من ديار مضر بالجزيرة قرب حران،
كان عبرته على السلطان ثلاثمائة ألف وخمسين ألف
درهم، فتحها عياض بن غنم على مثل صلح الرها بعد
14

أن غلب على أرضها في أيام عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه، وكان هشام بن عبد الملك قد أقطع
ابنته عائشة قطيعة برأس كيفا تعرف بها قبضت أيام
بنى العباس.
رأس وريسان: حصن في جبل وصاب من أعمال
زبيد باليمن.
رأسك: مدينة من أشهر مدن مكران ولها رستاق
يقال له الخروج، وهي جروم حارة.
راسة: من قرى اليمن
راشت: بالشين المعجمة، وآخره تاء: بلد بأقصى
خراسان، وهو آخر حدود خراسان، بينه وبين
ترمذ ثمانون فرسخا، وهي بين جبلين، وكان منها
مدخل الترك إلى بلاد الاسلام للغارة عليهم فعمل
الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك هناك بابا محكما.
راشتينان: الشين معجمة ثم التاء المثناة من فوقها،
وياء آخر الحروف ساكنة، ونون، وآخره نون:
من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد
ابن جعفر بن أحمد بن إسحاق بن حماد، سمع أبا
القاسم الحسن بن موسى الطبري بتستر وله أمالي،
ومنها أيضا أبو طاهر إسحاق بن أبي بكر أحمد بن
محمد بن جعفر الراشتيناني ولعله ولد الذي قبله، والله
أعلم، روى عنه الحافظ أبو موسى الأصبهاني.
الراشدية: قرية من قرى بغداد.
راطية: موضع، إن كان مأخوذا من الأرطى فهو
نبت وإلا فهو مرتجل.
راعب: تنسب إليها الحمام الراعبية.
راغسرسنة: بعد الألف غين معجمة، والسين مهملة
مكررة، وراء ونون: من قرى نسف.
راغن: بعد الألف غين معجمة مفتوحة، وآخره نون:
من قرى صغد سمرقند من الدبوسية، والله اعلم.
الرافدان: تثنية الرافد، وهو العطية والحباء: دجلة
والفرات، وقيل البصرة والكوفة.
راف: بعد الألف فاء: اسم رملة، قال بعضهم:
وتنظور من عيني لياح تصيفت
مخارم من أجواز أعفر أو رافا
أي تنظر فأشبع الضم فتولد منه واو، والرأف
والرأفة في لغتهم الرحمة.
الرافقة: الفاء قبل القاف، قال أحمد بن الطيب:
الرافقة بلد متصل البناء بالرقة وهما على ضفة الفرات
وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع، قال: وعلى الرافقة
سوران بينهما فصيل، وهي على هيئة مدينة السلام،
ولها ربض بينها وبين الرقة وبه أسواقها، وقد خرب
بعض أسوار الرقة، قلت: هكذا كانت أولا فأما الآن
فإن الرقة خربت وغلب اسمها على الرافقة وصار اسم
المدينة الرقة، وهي من أعمال الجزيرة مدينة كبيرة
كثيرة الخير، قال أحمد بن يحيى: لم يكن للرافقة
أثر قديم إنما بناها المنصور في سنة 155 على بناء مدينة
بغداد، ورتب بها جندا من أهل خراسان، وجرى
ذلك على يد المهدى وهو ولى عهده، ثم إن الرشيد
بنى قصورها، وكان فيما بين الرقة والرافقة فضاء
وأرض مزارع، فلما قام علي بن سليمان بن علي واليا
على الجزيرة نقل أسواق الرقة إلى تلك الأرض، وكان
سوق الرقة الأعظم فيما مضى يعرف بسوق هشام
العتيق، فلما قدم الرشيد الرقة استزاد في تلك
الأسواق، وكان يأتيها ويقيم بها فعمرت مدة طويلة.
والرافقة: من قرى البحرين، عن نصر، وقد خرج
منها جماعة من أهل العلم ولهم تاريخ، منهم: محمد
15

ابن خالد بن بجيلة الرافقي كان ينزلها، ويقال: إن
محمد بن إسماعيل البخاري روى عن الرافقي هذا في
الصحيح، روى عنه عبد الله بن موسى.
راكسة: من مياه عمرو بن كلاب، عن أبي زياد.
راكس: واد، وقال العباس بن مرداس السلمي:
لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا
وأوحش إلا رحرحان فراكسا
وقال داود بن عوف أخو بنى عامر بن ربيعة:
وإنا ذممنا الأعلم بن خويلد
وحلم عقال إذ فقدنا أبا حرب
إذا ما حللتم بالوحيد وراكس
فذلك نصر طائش عن بنى وهب
راكة: موضع أغارت فيه خثعم ومسلية على بنى
عك فهزمتهم عك، فقال حوذان العكي
صبرنا يوم راكة حين شالت
علينا خثعم ركنا صليبا
لقيناهم بكل أفل عضب
تخال شهابه قبسا ثقيبا
رالان: اسم جبل، وأنشدوا فيه:
أو ما أقام مكانه رالان
قال أبو الفتح: من همز رألان فهو فعلان من لفظ
الرال، ومن لم يهمز احتمل أمرين: أحدهما أن
يكون تخفيف رألان كقولك في تخفيف رأس رأس،
والآخر أن يكون فعلان من رولت الخبز في
السمن ونحوه إذا أشبعته منه، وكان قياسه رولان
كالجولان غير أنه أعل على ما جاء من نحو داران
وماهان.
رام أردشير: قال حمزة: هي مدينة تج التي بين
أصبهان وخوزستان في الجبال.
راماشاه: من قرى مرو الشاهجان.
رامان: آخره نون: ناحية من بلاد الفرس بالأهواز.
رامتين: هو تثنية رامة يثنى كما قيل عمايتين وهو
واحد، وهو رامة بعينه، وقد ذكرناه بعد،
قال جرير: يجعلن مدفع عاقلين أيامنا،
وجعلن أمعز رامتين شمالا
وعاقلين أيضا أراد به عاقلا، وفي هذا الموضوع جاء:
تسألني برامتين سلجما
رامجرد: بعد الميم جيم مكسورة، وآخره دال
مهملة: قرية من قرى فارس قتل بها عبد الله بن معمر،
وكان قدمها غازيا مع عبد الله بن معمر،
وكان قدمها غازيا مع عبد الله بن عامر بن كريز
فدفن في بستان من بساتينها.
رامح: من منازل إياد بالعراق، قال أبو دؤاد الإيادي:
أقفر الدير فالأجارع، من قو
مى، فروق فرامح فخفيه
كلها نحو الحيرة من أرض العراق.
رامران: بفتح الميم ثم راء مهملة، وآخره نون: قرية
على فرسخ من نسا من خراسان.
رام: مهموز ويخفف، والرأم في الأصل البو أو
ولد ظأرت عليه غير أمه، قال بعضهم: كأمهات الرأم أو مطافلا
وهو جبل باليمامة تقطع منه الأرحاء، قال الشاعر:
كأن حفيف الخصيتين على استها
حفيف رحى رامية ضاع بوقها
وهذا الجبل معترض مطلع اليمامة يحول بينها وبين
16

يبرين والبحرين والدهناء.
رامس: بالسين المهملة: موضع في ديار محارب،
ورامس، فاعل من الرمس: وهو التراب تحمله
الريح فترمس به الآثار أي تعفوها. حدث عبد الملك
ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن
جده عمرو بن حزم قال: كتب رسول الله، صلى
الله عليه وسلم: هذا كتاب من محمد رسول الله
لعظيم بن الحارث المحاربي أن له الجمعة من رامس
لا يحاقه أحد، وكتب الأرقم.
رامش: بضم الميم، وآخره شين: قرية من أعمال
بخارى، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم الرامشي،
يروى عن أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري
وغيره، روى عنه أبو محمد النخشبي.
رامشهرستان: قال الإصطخري: ويقال إن المدينة
القديمة بسجستان في أيام العجم الأول كانت فيما بين
كرمان إلى ثلاث مراحل من زرنج وأبنيتها وبعض
بيوتها قائمة إلى هذه الغاية، واسم هذه المدينة رام
شهرستان، ويقال إن نهر سجستان كان يجرى عليها
فانقطع ثبق كان سكر من هندمند فانخفص
الماء عنها ومال فتعطلت فتحول الناس عنها وبنوا
زرنج، فهي اليوم مدينة سجستان.
رامشين: أظنها من قرى همذان، قال شيرويه:
مظفر بن الحسن بن الحسين بن منصور الرامشيني
الشافعي، روى عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن
محمد الأبهري الصفار، سمع منه المعداني، وكان
صدوقا، وأميري بن محمد بن منصور بن أبي أحمد
ابن جيك بن بكير بن أخرم بن قيصر بن يزيد بن
عبد الله بن مسرور أبو المعالي الرامشيني، قال شيرويه:
قدم علينا مرارا، روى عن أبي منصور المقومي
وأبى الفضائل عبد السلام الأبهري وأبى محمد الحسن
ابن محمد بن كاكا الأبهري المقرى، وكان فقيها
أديبا فاضلا فهما متورعا صائما، وكان خادم الفقراء
برامشين صدوقا اسمه أميري.
رامن: بليدة بينها وبين همذان سبعة فراسخ وبينها
وبين بروجرد أحد عشر فرسخا.
رامني: بعد الميم المفتوحة نون مكسورة، بلفظ نسبة
اللفظ إلى نفسك من رام يروم: قرية على فرسخين
من بخارى عند خنبون، وقد خربت الآن، وقد
نسب إليها قوم من العلماء منهم: أبو أحمد بن
حكيم بن لقمان الرامني، روى عن أبي عبد الله بن
حفص البخاري وغيره، روى عنه أبو الحسن علي بن
الحسن بن عبد الرحيم القاضي.
راموسة: من ضياع حلب على فرسخين تلقاء قنسرين.
رامهرمز: ومعنى رام بالفارسية المراد والمقصود،
وهرمز أحد الأكاسرة، فكأن هذه اللفظة مركبة
معناها: مقصود هرمز أو مراد هرمز، وقال
حمزة: رامهرمز اسم مختصر من رامهرمز أردشير،
وهي مدينة مشهورة بنواحي خوزستان، والعامة
يسمونها رامز كسلا منهم عن تتمة اللفظة بكمالها
واختصارا، ورامهرمز من بين مدن خوزستان
تجمع النخل والجوز والاترنج، وليس ذلك يجتمع
بغيرها من مدن خوزستان، وقد ذكرها الشعراء
فقال ورد بن الورد الجعدي:
أمغتربا أصبحت في رامهرمز؟
ألا كل كعبي هناك غريب
إذا راح ركب مصعدون فقلبه
مع المصعدين الرائحين جنيب
17

وإن القليب الفرد من أيمن الحمى
إلى، وإن لم آته، لحبيب
ولا خير في الدنيا إذا لم تزر بها
حبيبا ولم يطرب إليك حبيب
وقال كعب الأشقري يذكر وفاة بشر بن مروان:
حتى إذا خلفوا الأهواز واجتمعوا
برامهرمز من وافى به الخبر
نعى بشر فحال القوم وانصدعوا
إلا بقايا إذا ما ذكروا ذكروا
رامة: قد ذكرت لغتها في رام: وهي منزل بينه
وبين الرمادة ليلة في طريق البصرة إلى مكة ومنه
إلى إمرة، وهي آخر بلاد بنى تميم، وبين رامة
وبين البصرة اثنتا عشرة مرحلة، وفيها جاء المثل:
تسألني برامتين سلجما
وقيل: رامة هضبة، وقيل: جبل لبنى دارم،
قال جرير:
حي الغداة برامة الأطلالا
رسما تحمل أهله فأحالا
إن السواري والغوادي غادرت
للريح مخترقا به ومجالا
لم ألق مثلك بعد عهدك منزلا،
فسقيت من سبل السماك سجالا
أصبحت بعد جميع أهلك دمنة
قفرا وكنت مربة محلالا
ورامة أيضا: من قرى البيت المقدس، بها مقام
إبراهيم الخليل، عليه السلام، وقال بشر بن أبي خازم:
عفت من سليمى رامة فكثيبها،
وشطت بها عنك النوى وشعوبها
وغيرها ما غير الناس قبلها،
فبانت وحاجات النفوس نصيبها
وقال الحرمازي: سألت امرأة من أهل البادية
زوجها فقالت: أطعمني سلجما، فقال: من أين
سلجم هناك؟ وأنشأ يقول:
تسألني برامتين سلجما
يا هند لو سألت شيئا أمما
جاء به الكرى أو تيمما
فنمى هذا الكلام إلى محمد بن سليمان فأمر، بالرامتين
فزرعتا عن آخرهما سلجما.
راميثن: بكسر الميم، وسكون الياء، وثاء مثلثة،
وآخره نون: قرية ببخارى، ينسب إليها روح بن
المستنير أبو إبراهيم الراميثني البخاري، روى عن
المختار بن سابق وغيره، روى عنه محمد بن هاشم بن
نعيم، وذكرها العمراني بالزاي.
رامي: بلفظ واحد الرماة: جزيرة في بحر شلاهط
في أقصى بلاد الهند عظيمة، يقولون إنها ثمانمائة
فرسخ وبها عدة ملوك لا يدين بعضهم لبعض،
ولعلها الجزيرة المعروفة بسيلان، فإن سيلان
خبرت بمثل هذه الصفة.
الران: مدينة بين مراغة وزنجان، قيل: فيها معدن
ذهب ومعدن الا سرب، قال مسعر: واستعملت
منه مرداسنجا فحصل لي من كل منا دانق ونصف
فضة، ووجدت فيه اليبروح كثيرا عظيم الخلقة
يكون الواحد منه عشرة أذرع وأكثر من ذلك،
وفي هذه المدينة نهر من شرب منه أمن الحصاة أبدا،
وبها حشيشة تضحك من تكون معه حتى يخرج به
الضحك إلى الرعونة وإن سقطت منه أو شئ منها
اعتراه حزن لذلك وبكاء، وبها حجارة بيض غير
18

شفافة تقيم الرصاص، ويقع بها من السحاب دويبة
تنفع من داء الثعلب باللطوخ، هكذا ذكره مسعر
ابن مهلهل، والذي عندي أن الآن وأران واحد،
وهي ولاية واسعة من نواحي أرمينية، قال عمر بن
محمد الحنفي يمدح محمد بن عبد الواحد اليمامي:
حتى أتى بجبال الران منتجعا
من وابل غيث جود ينعش البشرا
وأحكم الران حتى نام صاحبها
أمنا وشرد عنها من بغى أشرا
وقال أيضا:
يا ويح نفس سرت طوارقها
بالهم فالهم لا يفارقها
وويح نجدية منعمة
أضحى مقيما بالران وامقها
فكم أتى الآن دون مطلبها من عرض قد بدت مهارقها
ومن جبال بالران قد قرنت
إلى جبال أخرى تساوقها
فليت عيني ترى، إذا نظرت،
نجدا وقد أينعت حدائقها
والران: حصن ببلاد الروم في الثغر قرب ملطية،
وبالقرب منه حصن كركر، ذكره المتنبي في
مدح سيف الدولة حيث قال:
وبتن بحصن الران رزحى من الرجى،
وكل عزيز للأمير ذليل
وقال أيضا:
فكأن أرجلها بتربة منبج
يطرحن أيديها بحصن الران
رانني: بنونين: اسم موضع.
رانوناء: بعد الألف نون، وواو ساكنة، ونون أخرى،
وهو ممدود قال ابن إسحاق في السيرة: لما
قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة أقام بقباء
أربعة أيام وأسس مسجده على التقوى وخرج منها
يوم الجمعة فأدركت رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، الجمعة في بنى سالم بن عوف وصلاها في
المسجد الذي في بطن الوادي وادى رانوناء، فكانت
أول جمعة صلاها بالمدينة، وهذا لم أجده في غير
كتاب ابن إسحاق الذي لخصه ابن هشام، وكل
يقول صلى بهم في بطن الوادي في بنى سالم، ورانوناء
بوزن عاشوراء وخابوراء.
راور: بتكرير الراء، وفتح الواو: مدينة كبيرة
بالسند من فتوح محمد بن القاسم الثقفي.
راوسان: بسين مهملة، وآخره نون: من قرى نيسابور.
رؤوس الشياطين: قال ابن قتيبة في المشكل: هو جبل
بالحجاز متشعب شنع الخلقة.
راونج: ويقال ريونج، وقد ذكرت هناك.
الراوندان: قلعة حصينة وكورة طيبة معشبة مشجرة
من نواحي حلب.
راوند: بفتح الواو، ونون ساكنة، وآخره دال
مهملة: بليدة قرب قاشان وأصبهان، قال حمزة:
وأصلها راهاوند، ومعناه الخير المضاعف، قال بعضهم:
وراوند مدينة بالموصل قديمة بناها راوند الأكبر بن
بيوراسف الضحاك، وذكر أن رجلين من بنى أسد
خرجا إلى أصبهان فآخيا دهقانا بها في موضع يقال له
راوند ونادماه فمات أحدهما وبقي الأسدي الآخر
والدهقان، فكانا ينادمان قبره ويشربان كأسين
19

ويصبان على قبره كأسا، ثم مات الدهقان فكان
الأسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنم بهذا الشعر، وقال
بعضهم: إن هذا الشعر لقس بن ساعدة الإيادي
في خليلين كانا له وماتا، وقال آخرون: هذا الشعر
لنصر بن غالب يرثى أوس بن خالد وأنيسا:
نديمي هبا طالما قد رقدتما،
أجدكما لا تقضيان كراكما
أجدكما ما ترثيان لموجع
حزين على قبريكما قد رثاكما
ألم تعلما ما لي براوند كلها
ولا بخزاق من صديق سواكما
جرى النوم بين العظم والجلد منكما
كأنكما ساقى عقار سقاكما
أصب على قبريكما من مدامة،
فإلا تذوقاها ترو ثراكما
ألم ترحماني أنني صرت مفردا
وأنى مشتاق إلى أن أراكما
فإن كنتما لا تسمعان فما الذي
خليلي عن سمع الدعاء نهاكما؟
أقيم على قبريكما لست بارحا
طوال الليالي أو يجيب صداكما
وأبكيكما طول الحياة، وما الذي
يرد على ذي عولة إن بكاكما؟
وينسب إلى راوند زيد بن علي بن منصور بن علي بن
منصور الراوندي أبو العلاء المعدل من أهل الري،
سمع أبا القاسم إسماعيل بن حمدون بن إبراهيم
المزكى الرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد
القاضي وأبا محمد عبد الواحد بن الحسن بن الصفار
وأجازه السمعاني، وكان مولده في سنة 472.
راون: بفتح الواو، وآخره نون: بليدة من نواحي
طخارستان شرقي بلخ ليست بالكبيرة، كانت ليحيى
ابن خالد بن برمك، كثيرة الخير، ليس يسلم على
أهلها وال، قال الكعبي أبو القاسم البلخي: ونحن
ممن ابتلى بهم ولكن سلم الله منهم، ينسب إليها
عبد السلام بن الراوني، ولى القضاء براون، وكان
فقيها مناظرا، سمع أبا سعد أسعد بن الظهير، ذكره
أبو سعد في شيوخه.
راونسر: بفتح الواو، وسكون النون، وسين مهملة
مفتوحة، وآخره راء: من قرى أرغيان، ينسب
إليها محمد بن عبد الله الراونسري.
راونير: الواو مفتوحة، وآخره راء مهملة: من قرى
أرغيان كبيرة، وقد نسب إليها قوم من العلماء،
منهم: عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله
الخطيب الأرغياني أبو العباس من أهل راونير إحدى
قرى أرغيان أخو الامام أبى نصر الأرغياني الأكبر
منه، كان فقيها صالحا سديدا حسن السيرة كثير
الخير، ورد نيسابور وتفقه على الامام أبى المعالي
الجويني وأقام بها مدة ثم رجع إلى الناحية وسمع
الأستاذ أبا القاسم القشيري وأبا الحسن علي بن أحمد
الواحدي وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزهري وأبا
نصر أحمد بن محمد بن محمد بن المسيب الأرغياني وأبا
القاسم المطهر بن محمد البحيري وأبا بكر محمد بن القاسم
الصفار، كتب عنه أبو سعد وأبو القاسم
الدمشقي، وتوفى بنيسابور في الثاني والعشرين من
شهر رمضان سنة 534.
راوية: بكسر الواو، وياء مثناة من تحت مفتوحة،
بلفظ راوية الماء: قرية من غوطة دمشق بها قبر أم
كلثوم وقبر مدرك بن زياد الفزاري صحابي، قدم
20

الشام مع أبي عبيدة فمات بدمشق فدفن براوية،
وهو أول مسلم دفن بها، عن ابن عساكر، والمصا
ابن عيسى الكلاعي الزاهد كان يسكن راوية من
قرى دمشق وصحب سليمان الخواص وحدث عن
شعبة، حكى عنه القاسم بن عثمان الجوعى وأحمد بن أبي
الحوارى وعبيد بن عصام الخراساني.
راهص: قال أبو زياد الكلابي: راهص من جبال أبى
بكر بن كلاب، وأنشد أبو الندى:
رويت جريرا يوم أذرعة الهوى
وبصرى وقادتك الرياح الجنائب
سقى الله نجدا من ربيع وصيف،
وخص بها أشرافها فالجوانب
إلى أجلى فالمطلبين فراهص،
هناك الهوى لو أن شيئا يقارب
وفى كتاب الأصمعي: ولبنى قريط بن عبد بن أبي
بكر بن كلاب راهص أيضا، وهي حرة سوداء،
وهي آكام منقادة تسمى نعل راهص ثم الجفر جفر
البعر.
راهط: بكسر الهاء، وطاء مهملة: موضع في الغوطة
من دمشق في شرقيه بعد مرج عذراء إذا كنت في
القصير طالبا لثنية العقاب تلقاء حمص فهو عن
يمينك، وسماها كثير نقعاء راهط، قال:
أبوكم تلاقى يوم نقعاء راهط
بنى عبد شمس وهي تنفى وتقتل
راهط: اسم رجل من قضاعة، ويقال له مرج راهط،
كانت به وقعة مشهورة بين قيس وتغلب، ولما كان
سنة 65 مات يزيد بن معاوية وولى ابنه معاوية بن
يزيد مائة يوم ثم ترك الامر واعتزل وبايع الناس
عبد الله بن الزبير، وكان مروان بن الحكم بن أبي
العاصي بالشام فهم بالمسير إلى المدينة ومبايعة عبد الله
ابن الزبير، فقدم عليه عبيد الله بن زياد فقال له:
استحييت لك من هذا الفعل إذ أصبحت شيخ
قريش المشار إليه وتبايع عبد الله بن الزبير وأنت
أولى بهذا الامر منه؟ فقال له: لم يفت شئ، فبايعه
وبايعه أهل الشام وخالف عليه الضحاك بن قيس
الفهري وصار أهل الشام حزبين: حزب اجتمع إلى
الضحاك بمرج راهط بغوطة دمشق كما ذكرنا،
وحزب مع مروان بن الحكم ووقعت بينهما الواقعة
المشهورة بمرج راهط قتل فيها الضحاك بن قيس
واستقام الامر لمروان، وقال زفر بن الحارث الكلابي
وكان فر يومئذ عن ثلاثة بنين له وغلام فقتلوا:
لعمري لقد أبقت وقيعة راهط
لمروان صدعا بيننا متنائيا
أريني سلاحي، لا أبا لك! إنني
أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا
أبعد ابن عمرو وابن معن تتابعا
ومقتل همام أمنى الأمانيا
وتذهب كلب لم تنلها رماحنا،
وتترك قتلى راهط هي ما هيا
فلم تر منى نبوة قبل هذه،
فراري وتركي صاحبي ورائيا
عشية أجرى بالقرينين لا أرى
من الناس الامن على ولا ليا
أيذهب يوم واحد إن أسأته
بصالح أيامى وحسن بلائيا؟
فلا صلح حتى تنحط الخيل بالقنا
وتثأر من نسوان كلب نسائيا
فقد ينبت المرعى على دمن الثرى
وتبقى حزازات النفوس كما هيا
21

قال ابن السكيت: فراقد هضبة حمراء بالحرة بواد
يقال له راهط.
راهون: رستاق بالسند مجاورة للمنصورة وزروعها
مباجس قليلة الثمر إلا أن لهم مواشي كثيرة.
رايان: بلفظ تثنية رأى بجبل بالحجاز. ورايان:
من قرى ناحية الأعلم من نواحي همذان، قال
شيرويه: مطهر بن أحمد بن عمر بن محمد بن صالح
أبو الفرج روى عن أبي طالب بن الصباح وهرون بن
طاهر وعامة مشايخنا، وكان ثقة صدوقا حسن السيرة
فاضلا، مات برايان الأعلم في جمادى الآخرة سنة 500
رائس: بعد الألف ياء مثناة من تحت، كأنه فاعل
من الرياسة: بئر لبنى فزارة وجبل في البحر الشامي،
قال النعمان بن بشير:
كيف أرعاك بالمغيب ودوني
ذو ضفير فرائس فمغان؟
وقال النعمان أيضا:
أمن أن ذكرت ديار الحبيب
عاد لعينيك تسكابها
فبت العميد ونام الخلي
واعتاد نفسك أطرابها
إذا ما دمشق قبيل الصبا
ح غلق دونك أبوابها
وأمست ومن دونها رائس،
فأيان من بعد تنتابها؟
رائح: يقال: فرس رائع أي جواد، وشئ رائع
أي حسن كأنه يروع لحسنة أي يبهت ويشغل عن
غيره: وهو فناء من أفنية المدينة
الرائعة: تأنيث الذي قبله، دار رائعة: موضع
بمكة فيه مدفن آمنة بنت وهب أم رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل دفنت بالأبواء بين
مكة والمدينة، وقيل: بمكة في شعب أبى دب،
وقيل: رائعة ماء على متن الطريق لبنى عميلة، وقال
السكوني: الرائعة منزل في طريق البصرة إلى مكة
بعد إمرة وقبل ضرية، وقد ذكرناه فيما تقدم.
الرائغة: بالغين المعجمة، قال الحفصي: الرائغة نخل
لبنى العنبر باليمامة، وبالغين المعجمة والباء الموحدة
رواية فيه، وهو غلط يحتاج إلى كشف، وفي كتاب
أبى زياد: الرايغة، بالياء والغين معجمعة، ماء لبنى
غنى بن أعصر بعد إمرة وسواج جبل لهم، والرائغة
تنسب إلى سواج.
الراية: هي محلة عظيمة بفسطاط مصر، وهي المحلة
التي في وسطها جامع عمرو بن العاص، إنما سميت
الراية لان عمرو بن العاص لما نزل محاصرا للحصن،
كما ذكرنا في الفسطاط، وكان في صحبته قبائل كثيرة
من العرب واختطت كل قبيلة خطة بأرض مصر هي
معروفة بهم إلى الآن وكان في صحبته قوم من قريش
والأنصار وخزاعة وغفار وأسلم ومزينة وأشجع
وجهينة وثقيف ودوس وعبس وجرش والليث بن
بكر بن عبد مناة بن كنانة والعنقاء فلم يكن لكل
بطن من هؤلاء من العدد ما ينفرد بدعوة في الديوان،
وكره كل بطن أن يدعى باسم قبيل غيره وتشاحوا
في ذلك، فقال عمرو بن العاص: فأنا أجعل راية
ولا أنسبها إلى واحد منكم ويكون موقفكم تحتها
وتسمون منزلكم بها، فأجابوه إلى ذلك، فكانت
الراية لهم كالنسب الجامع وكان ديوانهم عليها واختطوا
كلهم في موضع واحد، فسميت هذه الخطة بهم لذلك.
وراية القلزم: كورة منكور مصر القبلية. وراية:
22

موضع في بلاد هذيل، قال قيس بن العيزارة الهذلي وهو في أسرهم:
وقال نساء: لو قتلت نساءنا،
سواكن ذو البث الذي أنا فاجع
رجال ونسوان بأكناف راية
إلى حشن، تلك العيون الدوامع
باب الراء والباء وما يليهما
الربا: بضم أوله، وتخفيف ثانيه، مقصور، جمع
ربوة، وهو ما علا من الأرض: وهو موضع بين
الأبواء والسقيا من طريق الجادة بين مكة والمدينة،
وفى شعر كثير:
وكيف ترجيها ومن دون أرضها
جبال الربا تلك الطوال البواسق؟
رباب: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وتكرير الباء
الموحدة، وهو في اللغة السحاب الأبيض، وقيل:
السحاب الذي تراه كأنه دون السحاب قد يكون
أبيض وقد يكون أسود: وهو موضع عند بئر
ميمون بمكة. ورباب أيضا: جبل بين المدينة وفيد
على طريق كان يسلك قديما يذكر مع جبل آخر
يقال له خولة مقابل له، وهما عن يمين الطريق ويساره.
رباب: بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وتكرير الباء
أيضا، وهو في اللغة جمع ربى، وهي الشاة إذا
ولدت، وهو ما بين الولادة إلى شهرين، وقال
الأصمعي: جمع الربى رباب، قال بعضهم:
خليل خود غرها شبابه،
أعجبها إذ كبرت ربابه
ويقال: كان ذلك في ربى شبابه وربانه وربانه
أي أوله: وهو أرض بين ديار بنى عامر وبلحارث
ابن كعب، قيل: الرباب في ديار بنى عامر في منتهى
سيل بيشة وغيرها من الأودية في نجد، وقال عبد الله
ابن العجلان النهدي:
ألا إن هندا أصبحت عامرية،
وأصحبت نهديا بنجدين نائيا
تحل الرياض في نمير بن عامر
بأرض الرباب أو تحل المطاليا
وقال جابر بن عمرو المري:
كأن منازلي وديار قومي
جنوب قنا وروضات الرباب
وهذه منازل مرة بن غطفان بنواحي الحجاز، وقال:
وحلت روض بيشة فالربابا
رباح: بفتح أوله، وآخره حاء مهملة، الربح والربح،
مثل شبه وشبه: اسم ما ربحه التاجر وكذلك
الرباح بالفتح، والرباح: دويبة كالسنور،
ورباح في قول الشاعر:
هذا مقام قدمي رباح
فهو اسم ساق، وأما المقصود ههنا فهو قلعة رباح:
مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة استولى عليها
الإفرنج منذ سبعين سنة أو نحوها، وهي غربي طليطلة
وبين المشرق والجوف من قرطبة، ولها عدة قرى
ونواح ويسمونها الاجزاء يقوم مقام الاقليم كما
ذكرنا في اصطلاحهم في لفظة الاقليم في أول الكتاب
منها جزء البكريين وجزء اللخميين وغير ذلك، وقد
نسب إلى هذه المدينة قوم، منهم: محمد بن سعد الرباحي
صاحب نحو ولغة وشعر ويقال له الجياني
أيضا نسب إلى مدينة جيان، والفقيه المحدث محمد
ابن أبي سهلويه الرباحي، وقاسم بن الشارح الرباحي
المحدث الفقيه.
23

رباع: بكسر أوله، وآخره عين مهملة، جمع
ربع: موضع، عن ابن دريد.
الربان: بضم أوله، وتشديد ثانيه، وآخره نون،
وربان الشئ: أوله. ومنه ربان الشباب: وهو
ههنا ركن ضخم من أركان أجإ.
الربانية: بالضم: من مياه بنى كليب بن يربوع بأرض
اليمامة: عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة.
الربايض: جمع ربيضة. كأنه واحدة مرابض الإبل
والغنم: وهو وادى ربايض في شعر عبدة بن الطيب.
الربايع: جمع ربيعة، وهي بيضة الحديد، والربيعة
أيضا: الحجر يرتبع أي يشال، قال السكوني: إذا
صدرت عن سميراء تقاودت لك أعلام يقال لها الربايع
شرقي الطريق مصعدا، وقال الأسود: الربايع أكناف
من بلاد بنى أسد، قال: وأنشدنا أبو الندى:
وبين خوين زقاق واسع
زقاق بين التين والربايع
وقالت امرأة:
لعمرك للغمران غمرا مقلد
فذو نجب غذنه ودوافعه
وخو إذا خو سقته ذهابه
وأمرع منه تينه وربايعه
أحب إلينا من فراريج قرية
تزاقى ومن حي تنق ضفادعه
وقال الأصمعي: الربايع بينه وبين حبشي، وهو
جبل يشترك فيه الناس.
ربب: بباءين موحدتين: واد بنجد من ديار عمرو
ابن تميم، وقيل: من بلاد عذرة مما يلي الشام من
وراء أيلة، عن نصر.
ربخ: آخره خاء معجمة، وهو بوزن زفر، وهو
معدول من رابخ، وهي المرأة التي يغشى عليها عند
الجماع أي تفتر حواسها، ولعل الماشي في هذا
الموضع يتعب حتى يربخ: وهو جبل.
ربذ: بالتحريك، والذال معجمعة: جبل عند الربذة،
قالوا: وبه سميت الربذة.
الربذة: بفتح أوله وثانيه، وذال معجمة مفتوحة
أيضا، قال أبو عمرو: سألت ثعلبا عن الربذة اسم
القرية فقال ثعلب: سألت عنها ابن الأعرابي فقال:
الربذة الشدة، يقال: كنا في ربذة فانجلت عنا، وفي
كتاب العين: الربذ خفة القوائم في المشي وخفة الأصابع
في العمل، تقول: إنه لربذة، والربذات: العهون
التي تعلق في أعناق الإبل، الواحدة ربذة، وقال
ابن الكلبي عن الشرقي: الربذة وزرود والشقرة بنات
يثرب بن قانية بن مهليل بن إرم بن عبيل بن أرفخشد
ابن سام بن نوح، عليه السلام. والربذة: من قرى
المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق
الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبهذا الموضع
قبر أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، واسمه جندب
ابن جنادة، وكان قد خرج إليها مغاضبا لعثمان بن
عفان، رضي الله عنه، فأقام بها إلى أن مات في سنة
32، وقرأت في تاريخ أبى محمد عبيد الله بن عبد
المجيد بن سيران الأهوازي قال: وفي سنة 319
خربت الربذة باتصال الحروب بين أهلها وبين ضرية
ثم استأمن أهل ضرية إلى القرامطة فاستنجدوهم عليهم
فارتحل عن الربذة أهلها فخربت، وكانت من أحسن
منزل في طريق مكة، وقال الأصمعي يذكر نجدا:
والشرف كبد نجد، وفي الشرف الربذة، وهي
الحمى الأيمن، وفى كتاب نصر: الربذة من منازل
24

الحاج بين السليلة والعمق، وينسب إلى الربذة قوم،
منهم: أبو عبد العزيز موسى بن عبيدة بن نشيط
الربذي، وأخواه محمد و عبد الله، روى عبد الله
عن جابر عن عقبة بن عامر، روى عنه أخوه موسى،
وقتله الخوارج سنة 130، وغيره، وفي تاريخ دمشق:
عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي مولى بنى عامر بن
لؤي، وفد على عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه،
وروى عنه وعن عبيد الله بن عتبة وعن جابر بن عبد
الله مرسلا، روى عنه عمر بن عبد الله بن أبي الأبيض
وصالح بن كيسان وأخوه موسى بن عبيدة، قال
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: وروى موسى
ابن عبيدة الربذي، وهو ضعيف الحديث جدا وهو
صدوق، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، وهو ثقة وقد
أدرك غير واحد من الصحابة، كذا فيه سواء ضعيف
الحديث ثم قال صدوق.
الربض: بالتحريك، وآخره ضاد معجمة، وهو في
الأصل حريم الشئ، ويقال لزوجة الجل ربضه
وربضه، قال أبو منصور: الربض فيما قال بعضهم
أساس المدينة والبناء، والربض ما حوله من خارج،
الأول مضموم والثاني بالتحريك، وقال بعضهم:
هما لغتان، الأرابض كثيرة جدا وقل ما تخلو
مدينة من ربض، وإنما نذكر ما أضيف فصار
كالعلم أو نسب إليها أحد من العلماء.
ربض أبى عون: واسمه عبد الملك بن يزيد: ببغداد
في شارع دار الرقيق في الدرب النافذ إلى دار عبد
الله بن طاهر، وكان أبو عون من موالي المنصور،
وكان يتولى له مصر ثم عزل عنها.
ربض أصبهان: ويقال له ربض المدينة، ينسب إليه
أبو شكر أحمد بن محمد بن علي الربضي، سمع
الأصبهانيين، حدث عنه سليمان بن أحمد الأصبهاني.
ربض أبي حنيفة: محلة كانت ببغداد قرب الحريم
الطاهري بالجانب الغربي تتصل بباب التين من مقابر
قريش، ينسب إلى أبي حنيفة أحد قواد المنصور
وليس بصاحب المذهب.
ربض حرب: هي المحلة المعروفة اليوم بالحربية،
وقد ذكرت.
ربض حمزة بن مالك بن الهيثم الخزاعي: بالجانب
الغربي كانت وخربت.
ربض حميد بن قحطبة الطائي: ببغداد متصل بالنصرية
والنصرية اليوم عامرة، وربض حميد خراب ويتصل
به ربض الهيثم بن سعيد بن ظهير، وكان حميد أحد
النقباء في دولة بنى العباس.
ربض الخوارزمية: يتصل بربض القرس بالجانب
الغربي، كان ينزلها الخوارزمية من جند المنصور،
وفى هذا الربض درب النجارية أيضا.
ربض الدارين: بحلب أمام باب أنطاكية في وسطه
قنطرة على قويق، قال أحمد بن الطيب الفيلسوف:
كان محمد بن عبد الملك بن صالح بناه وبنى فيه دارا،
أعني الربض، ولم يستتمه وأتمه سيما الطويل ورم ما
كان استهدم منه وصير عليه باب حديد حذاء باب
أنطاكية أخذه من قصر بعض الهاشميين بحلب يسمى
قصر البنات وسمى الباب باب السلامة وبنى سيما
فيه دارا أيضا مقابلة لدار عبد الملك بن صالح فسمى
ربض الدارين لذلك.
ربض الرافقة: قد نسب إليه، وهو الذي يسمى
الرقة، وهو كان ربضا للرافقة فغلب الآن على اسم
المدينة.
25

ربض رشيد: متصل بربض الخوارزمية ببغداد،
ورشيد مولى للمنصور، وهو والد داود بن رشيد
المحدث.
ربض زياد: بشيراز، ينسب إليه أحمد بن إبراهيم بن
أحمد بن عثمان بن المثنى أبو المثنى الباهلي الشيرازي،
كان ينزل ربض شيراز فنسب إليه، روى عنه سلمة
ابن شبيب وطبقته.
ربض سعيد بن حميد: متصل بربض رشيد الذي قبله.
ربض زهير بن المسيب: متصل أيضا بربض سعيد
ابن حميد ببغداد.
ربض سليمان بن مجالد: أحد موالي المنصور، وقد
ولى له الولايات الجليلة.
ربض عثمان بن نهيك: متصل بربض الخوارزمية،
وكان عثمان بن نهيك على حرس المنصور.
ربض قرطبة: محلة بها، قال الحميدي: يوسف بن
مطروح منسوب إلى الربض المتصل بقرطبة فقيه
مذكور من فقهاء مذهب مالك.
ربض مرو: ينسب إليه أحمد بن بكر بن يونس بن
خليل أبو بكر المؤدب الربضي، مروزي الأصل،
حدث عن علي بن الجعد وغيره.
ربض نصر بن عبد الله: وهو الشارع النافذ إلى
دجيل من شارع باب الشام، هكذا كانت صفته
أولا، وأما الآن فأمامه، بينه وبين الدجيل ثلاث
محال: چهار سوج العتابيين ومحلة أخرى وعن يمينه
قطائع السرجسية، وهو المعروف اليوم بالنصرية،
عامرة إلى الآن.
ربض هيلانة: بين باب الكرخ وباب محول، وهيلانة
إحدى حظايا الرشيد.
الربعة: من حصون ذمار باليمن للعبيد.
ربق الداهية: من مياه بنى عدى بن عبد مناة
باليمامة، عن ابن أبي حفصة.
الربو: بلفظ الربو ضيق النفس: موضع.
ربوة: بضم أوله وفتحه وكسره، والضم أجود،
وأصله ما ارتفع من الأرض، وجمعها ربى، قال
المفسرون في قوله عز وجل: وآويناهما إلى ربوة
ذات قرار ومعين، إنها دمشق، وذات قرار أي
قرار من العيش، وبدمشق في لحف جبل على فرسخ
منها موضع ليس في الدنيا أنزه منه لأنه في لحف جبل
تحته سواء نهر بردى، وهو مبنى على نهر ثوري،
وهو مسجد عال جدا وفى رأسه نهر يزيد يجرى
ويصب منه ماء إلى سقايته وإلى بركة، وفى ناحية
ذلك المسجد كهف صغير يزار يزعمون أنه المذكور
في القرآن وأن عيسى، عليه السلام، ولد فيه.
الربة: بلفظ واحدة الرباب، عين الربة: قرية في
طرف الغور بين أرض الأردن والبلقاء، قال ابن
عباس، رضي الله عنه: لما خرج لوط، عليه السلام،
من دياره هاربا ومعه ابنتاه يقال لإحداهما ربة
وللأخرى زغر فماتت الكبرى، وهي ربة، عند
عين فدفنت عندها وسميت العين باسمهما عين ربة
وبنيت عليها فسميت ربة، وماتت زغر بعين زغر
فسميت بها.
ربيخن: بفتح أوله وثانيه، وياء ساكنة، وخاء معجمة
ونون، وقيل أربيخن: بلية من صغد سمرقند.
الربيع: بلفظ ربيع الأزمنة: موضع من نواحي المدينة،
قال قيس بن الخطيم:
ونحن الفوارس يوم الربيع
قد علموا كيف فرسانها
26

قال ابن السكيت: يوم الربيع يوم من الأيام الأوس
والخزرج، والربيع: الجدول الصغير.
ربيعة: قرية بنى ربيعة في أقصى الصعيد بين أسوان
وبلاق، وهي قرية كبيرة جامعة.
ربيق: واحد الأرباق، وهي عرى تكون في حبل
يشد فيها البهم، وأم الربيق الداهية: وهو
واد بالحجاز، والله أعلم بالصواب.
باب الراء والتاء وما يليهما
رتم: بالتحريك: موضع في بلاد غطفان، والرتم
جمع رتمة: وهو ضرب من الشجر، وكان الرجل
إذا أراد سفرا عمد إلى شجرة منها فشد غصنين منها
فإن رجع ووجدهما على حالهما قال إن أهله لم تخنه
وإلا فقد خانته، قال الراجز:
هل ينفعنك اليوم إن همت بهم
كثرة من توصى وتعقاد الرتم؟
باب الراء والجيم وما يليهما
رجا: مقصور، والرجا جمعه أرجاء: نواحي البئر
وحافاتها، وكل ناحية رجا: وهو موضع قريب من
وجرة والصرائم. والرجا أيضا: قرية من قرى
سرخس، ينسب إليها عبد الرشيد بن ناصر الرجائي
واعظ نزل أصبهان، قاله أبو موسى الأصبهاني الحافظ.
الرجاز: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وآخره زاي،
والرجز، بكسر الراء وسكون الجيم: القذر،
والرجز والرجز، بالفتح والتحريك: داء يصيب
الإبل في أعجازها فإذا قامت الناقة ارتعشت فخذاها
ساعة ثم تنبسط، قالوا: ومنه سمى الرجز من
الشعر، والرجاز ههنا يجوز أن يكون فعاذ من كل
واحد منهما: وهو اسم واد بعينه بنجد عظيم،
وأنشد ابن دريد:
أسد تفر الأسد من عروائه
بمدافع الرجاز أو بعيون
الرجاز: بكسر أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره زاي،
بوزن القتال: موضع آخر، وأصله جمع رجازة،
وهو مركب من مراكب النساء أصغر من الهودج،
وقيل: كساء تجعل فيه أحجار تعلق في أحد جانبي
الهودج إذا مال.
رجام: بكسر أوله وتخفيف ثانيه، وهي في لغتهم
حجارة ضخام دون الرضام وربما جمعت على القبر
فسنهم بها، والرجام: حجر يجعل في عرقوة الدلو
فتكون أسرع لانحدارها، والرجام: حبل طويل
أحمر يكون له رداه في أعراضه، نزل به جيش أبى
بكر، رضي الله عنه، يريدون عمان أيام الردة،
ويوم الرجام: من أيامهم، وقال الضبابي: أنشدني
الأصمعي فقال:
وغول والرجام وكان قلبي
يحب الراكزين إلى الرجام
الراكزين: الذين هم نزول ثم يركزون أرماحهم،
وقال آخر:
كأن فوق المتن من سنامها
عنقاء من طخفة أو رجامها
مشرفة النيق على أعلامها
وقال العامري: الرجام هضبات حمر في بلادنا نسميها
الرجام وليست بحبل واحد، وأنشد:
وطخفة ذلت والرجام تواضعت
ودعسقن حتى ما لهن جنان
دعسقن أي وطئن أي عزتهم الخيل فدعسقت
27

تلك المواضع أي حتى لم يبق لهن شئ ولم يتحنن
عليهن أحد، قال الأصمعي: وقال آخر الرجام جبال
بقارعة الحمى حمى ضرية، قال لبيد:
عفت الديار محلها فمقامها
بمنى تأبد غولها فرجامها
وقال أيضا: فتضمنتها فردة فرخامها
رجان: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وآخره نون،
يجوز أن يكون فعلان من الرج، وهو الحركة والزلزلة،
فلا ينصرف على هذا، وأن يكون فعالا من رجن
بالمكان رجونا إذا أقام به، فهو على هذا منصرف:
وهو واد عظيم بنجد. ورجان أيضا: بلدة ينسب
إليها نفر من الرواة، وأظنها أرجان التي بين الأهواز
وفارس، فإنه يقال: الرجان وأرجان على الادغام
كما قالوا الأرض والرض.
الرجراجة: بفتح أوله، وتكرير الجيم: قرية لعبد
القيس بالبحرين، وأصله من الرجرجة وهو
الاضطراب.
الرجلاء: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والمد: ماء
إلى جنب جبل يقال له المردة لبنى سعيد بن قرط
يسمى صلب العلم، قال أبو منصور: حرة رجلاء
مستوية الأرض كثيرة الحجارة، وقال أبو الهيثم في
قولهم حرة رجلاء: الحرة أرض حجارتها سود،
والرجلاء الصلبة الخشنة لا تعمل فيها خيل ولا إبل
ولا يسلكها إلا راجل.
الرجل: بكسر أوله، وفتح ثانيه: موضع بشق
اليمامة، قال الأعشى:
قالوا نمار فبطن الخال جادهما
فالعسجدية فالأبلاء فالرجل
قال الحفصي: يريد رجلة الشعور ورجلة أخرى
لا أدرى لمن هي.
رجل: بكسر أوله، بلفظ إحدى القدمين، ذات
رجل: موضع في ديارهم، قال المثقب العبدي:
مررن على شراف فذات رجل،
ونكبن الذرانح باليمين
وقال نصر: رجل موضع قرب اليمامة. وذو الرجل:
صنم حجازي. وذات رجل: من أرض بكر بن
وائل من أسافل الحزن. وذو الرجل: موضع من
ديار كلب.
رجلة أحجار: موضع كأنه ببادية الشام، قال
الراعي:
قوالص أطراف المسوح كأنها
برجلة أحجار نعام نوافر
رجلتا بقر: بأسفل حزن بنى يربوع، وبها قبر بلال
ابن جرير بن الخطفى، والرجل جماعة رجلة:
وهي مسايل المياه في الأودية، قال جرير:
ولا تقعقع الحي العيس قاربة
بين المزاج ورعني رجلتي بقر
رجلة التيس: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وأما
المضاف إليها فهو بلفظ فحل الشاة: وهو موضع بين
الكوفة والشام، والرجلة واحدة الرجل، وهي مسايل
المياه، والرجلة: بقلة الحمقاء نفسها، وقال الحفصي:
الرجل في بيت الأعشى المذكور آنفا هي رجلة الشعور
ورجلة أخرى لا أدرى لمن هي.
رجمان: بفتح أوله، فعلان من الرجم: قرية
بالخابور من نواحي الجزيرة.
28

رجم: بالتحريك، وهو القبر بلغتهم، قال زهير:
أنا ابن الذي لم يخزني في حياته،
ولم أخزه حتى تغيب في الرجم
وهو جبل بأجإ أحد جبلي طئ لا يرقى إليه أحد
كثر النمران.
رجيج: تصغير رج أي تحرك: موضع في بلاد العرب.
رجيع: على فعيل، ورجيع الشئ: رديئه،
والرجيع: الروث، والرجيع من الدواب: ما
رجعته من سفر إلى سفر وهو الكال، وكل شئ
يردد فهو رجيع لان معناه مرجوع، والرجيع:
هو الموضع الذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة
نفر الذين بعثهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
معهم، منهم: عاصم بن ثابت حمى الدبر وخبيب
ابن عدى ومرثد بن أبي مرثد الغنوي، وهو ماء
لهذيل، وقال ابن إسحاق والواقدي: الرجيع ماء
لهذيل قرب الهدأة بين مكة والطائف، وقد ذكره
أبو ذؤيب فقال:
رأيت، وأهلي بوادي الرجيع
من أرض قيلة، برقا مليحا
وبه بئر معاوية وليس ببئر معونة، بالنون، هذا
غير ذاك، وذكر ابن إسحاق في غزاة خيبر أنه، عليه
الصلاة والسلام، حين خرج من المدينة إلى خيبر سلك
على عصر فبنى له فيها مسجد ثم على الصهباء ثم أقبل
حتى نزل بواد يقال له الرجيع فنزل بينهم وبين غطفان
ليحول بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر فعسكر به،
وكان يروح لقتال خيبر منه، خلف الثقل بالرجيع
والنساء والجرحى، وهذا غير الأول لان ذاك قرب
الطائف وخيبر من ناحية الشام خمسة أيام عن المدينة
فيكون بين الرجيعين أكثر من خمسة عشر يوما،
وبئر معاوية قد ذكرت في الابار، وقال حسان
ابن ثابت:
أبلغ بنى عمرو بأن أخاهم
شراه أمرؤ قد كان للشر لازما
شراه زهير بن الأغر وجامع،
وكانا قديما يركبان المحارما
أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم،
وكتم بأكناف الرجيع لها ذما
فليت خبيبا لم تخنه أمانة،
وليت خبيبا كان بالقوم عالما
وقال حسان بن ثابت أيضا:
صلى الاله على الذين تتابعوا
يوم الرجيع فأكرموا وأثيبوا
رأس السرية مرثد وأميرهم
وابن البكير إمامهم وخبيب
وابن لطارق وابن دثنة منهم
وافاه ثم حمامه المكتوب
والعاصم المقتول عند رجيعهم
كسب المعالي، إنه لكسوب
منع المقادة أن ينالوا ظهره
حتى يجالد، إنه لنجيب
إنما ذكرت هذه القطعة وإن كانت ساقطة لان ذكر
أصحاب الرجيع جميعهم فيما.
الرجيعة: تأنيث الذي قبله: ماء لبنى أسد.
الرجيلاء: تصغير رجلاء: في بلاد بنى عامر، قال
بعضهم:
فأصبحت بصعنبى منها إبل
وبالرجيلاء لها نوح زجل
29

رجينة: بضم أوله، وكسر ثانيه، وبعد الياء المثناة
من تحت الساكنة نون: إقليم من أقاليم باجة بالأندلس،
والإقليم ههنا هو الذي ذكرنا في تفسير الاقليم
باب الراء والحاء وما يليهما
رحا: بلفظ الرحا التي يطحن فيها: جبل بين كاظمة
والسيدان عن يمين الطريق من اليمامة إلى البصرة،
قال حميد بن ثور:
وكنت رفعت الصوت بالأمس رفعة
بجنب الرحا لما اتلاب كؤودها
ونزل بالراعي النميري رجل من بنى عمرو بن كلاب
ليلا في سند مجدبة وقد عزبت عن الراعي بله فنحر
لهم نابا من رواحلهم وصبحت الراعي إبله فأعطى
رب الناب نابا مثلها وزاده ناقة ثنية وقال:
عجبت من السارين، والريح قرة،
إلى ضوء نار بين فردة فالرحا
إلى ضوء نار يشتوي القد أهلها،
وقد يكرم الأضياف والقد يشتوى
فلما أتونا واشتكينا إليهم
بكوا وكلا الحيين مما به بكى
بكى معوز من أن يلام وطارق
يشد من الجوع الازار على الحشا
فأرسلت عيني هل أرى من سمينة
تدارك فيها ني عامين والصرى
فأبصرتها كوماء ذات عريكة
هجانا من اللاتي تمتعن بالصوى
فأومأت إيماء خفيا لحبتر
ولله عينا حبتر أيما فتى
وقلت له: الصق بأيبس ساقها،
فإن يجبر العرقوب لا يرقأ النسا
فيا عجبا من حبتر! إن حبترا
مضى غير منكوب ومنصله انتضى
كأني وقد أشبعتهم من سنامها
جلوت غطاء عن فؤادي فانجلى
فبتنا وباتت قدرنا ذات هزة
لنا قبل ما فيها شواء ومصطلى
فقلت لرب الناب: خذها ثنية،
وناب عليها مثل نابك في الحيا
وقال معاوية بن عادية الفزاري وهو لص حبس في
المدينة على إبل أطردها:
أيا واليي أهل المدينة رفعا
لنا غرفا فوق البيوت تروق
لكيما نرى نارا يشب وقودها
بحزم الرحا أيد هناك صديق
تورثها أم البنين لطارق
عشى السرى بعد المنام طروق
يقول برى وهو مبد صبابة:
ألا إن إشراف البقاع يشوق
عسى من صدور العيس تنفخ في البرى
طوالع من حبس وأنت طليق
ورحا: موضع بسجستان، ينسب إليه محمد بن أحمد
ابن إبراهيم الرحائي السجستاني، روى عن أبي بشر
أحمد بن محمد المروزي والحسن بن نفيس بن زهير
السجزي وغيرهما.
رحاب: بالضم: من عمل حوران، قال كثير:
سيأتي أمير المؤمنين، ودونه
رحاب وأنهار البضيع وجاسم
30

ثنائي تنميه على ومدحتي
سمام على ركبانهن العمائم
الرحاب: هي ناحية بأذربيجان ودربند، وأكثر
أرمينية كلها يشتملها هذا الاسم.
رحا بطان: موضع في بلد هذيل، وأنشدوا
لتأبط شرا:
ألا من مبلغ فتيان قومي
بما لاقيت عند رحا بطان؟
فإني قد لقيت الغول تهوى
بسهب كالصحيفة صحصحان
فقلت لها: كلانا نضو دهر
أخو سفر، فخلى لي مكاني
فشدت شدة نحوي فأهوى
لها كفى بمصقول يماني
فأضربها بلا دهش فخرت
صريعا لليدين وللجران
فقالت: عد، فقلت لها: رويدا
مكانك إنني ثبت الجنان
فلم أنفك متكئا لديها
لأنظر مصبحا ماذا أتاني
إذا عينان في رأس قبيح
كرأس الهر مشقوق اللسان
وساقا مخدج وشواة كلب،
وثوب من عباء أو شنان
رحا البطرق: ببغداد على الصراة، حدث أبو
زكرياء، ولا أعرفه، قال: دخلت على أبي العباس
الفضل بن الربيع يوما فوجدت يعقوب بن المهدى عن
يمينه ومنصور بنا لمهدي عن يساره ويعقوب بن الربيع
عن يمين يعقوب بن المهدى وقاسما أخاه عن يسار
منصور بن المهدى، فسلمت فأومأ بيده إلى
بالانصراف، وكان من عادته إذا أراد أن يتغدى
معه أحد من جلسائه أو أهل بيته أمر غلاما له يكنى
أبا حيلة أن يرده إلى مجلس في داره حتى يحضر غداؤه
ويدعو به، قال: فخرجت فردني أبو حيلة فدخلت
فإذا عيسى بن موسى كاتبه قاعد فجلسنا حيث حضر
الغداء فأحضرني وأحضر كتابه وكانوا أربعة: عيسى
ابن موسى بن أبيروز و عبد الله بن أبي نعيم الكلبي
وداود بن بسطام ومحمد بن المختار، فما أكلنا جاؤوا
بأطباق الفاكهة فقدموا إلينا طبقا فيه رطب فأخذ
الفضل منه رطبة فناولها ليعقوب بن المهدى وقال له:
إن هذا من بستان أبى الذي وهبه له المنصور، فقال
له يعقوب: رحم الله أباك فإني ذكرته أمس وقد
اجتزت على الصراة برحا البطريق فإذا أحسن موضع
فإذا الدور من تحتها والسوق من فوقها وماء غزير
حاد الجرية، فقال له: فمن البطريق الذي نسبت
هذه الرحا إليه، أمن موالينا هو أم من أهل دولتنا
أم من الغرب؟ فقال له الفضل: أنا أحدثك حديثه:
لما أفضت الخلاقة إلى أبيك المهدى، رضي الله عنه،
قدم عليه بطريق كان قد أنفذه ملك الروم مهنئا
له فأوصلناه إليه وقربناه منه فقال المهدى للربيع:
قل له يتكلم، فقال الربيع للترجمان ذلك، فقال
البطريق: هو برى من دينه وإلا فهو حنيف مسلم
إن كان قدم لدينار أو لدرهم ولا لغرض من أغراض
الدنيا ولا كان قدومه إلا شوقا إلى وجه الخليفة،
وذلك أنا نجد في كتبنا أن الثالث من آل بيت
النبي، صلى الله عليه وسلم، يملاها عدلا كما ملئت
جورا فجئنا اشتياقا إليه، فقال الربيع للترجمان:
تقول له قد سرني ما قلت ووقع منى بحيث أحببت
31

ولك الكرامة ما أقمت والجباء إذا شخصت وبلادنا
هذه بلاد ريف وطيب فأقم بها ما طابت لك ثم
بعد ذلك فالاذن إليك، وأمر بالربيع بانزاله وإكرامه،
فأقام أشهرا ثم خرج يوما يتنزه ببراثا وما يليها،
فلما انصراف اجتاز إلى الصراة فلما نظر إلى مكان
الأرحاء وقف ساعة يتأمله، فقال له الموكلون به:
قد أبطأت فإن كانت لك حاجة فأعلمنا إياها،
فقال: شئ فكرت فيه، فانصرف، فلما كان
العشى راح إلى الربيع وقال له: أقرضني خمسمائة
ألف درهم، قال: وما تصنع بها؟ قال أبنى
لأمير المؤمنين مستغلا يؤدى في السنة خمسمائة ألف
درهم: فقال له الربيع: وحق الماضي، رحمه الله،
وحياة الباقي، أطال الله بقاءه، لو سألتني أن أهبها
لغلامك ما خرجت إذ ومعه، ولكن هذا أمر لا بد من
إعلام الخليفة إياه وقد علمت أن ذاك كذلك.
ثم دخل الربيع على المهدى وأعلمه فقال: ادفع إليه
خمسمائة ألف وخمسمائة ألف وجميع ما يريد بغير
مؤامرة، قال: فدفع ذلك الربيع إليه فبنى الأرحاء
المعروفة بأرحاء البطريق، فأمر المهدى أن تدفع غلتها
إليه، وكانت تحمل إليه إلى سنة 163، فإنه مات
فأمر المهدى أن تضم إلى مستغله، وقال: كان اسم
البطريق طارات بن الليث بن العيزار بن طريف بن
القوق بن مروق، ومروق كان الملك في أيام
معاوية، وقال كاتب من أهل البندنيجين يذم مصر
بأبيات ذكرت في مصر وبعدها:
يا طول شوقي واتصال صبابتي،
ودوام لوعة زفرتي وشهيقي
ذكر العراق فلم تزل أجفانه
تهمي عليه بمائها المدفوق
ونعيم دهر أغفلت أيامنا
بالكرخ في قصف وفى تفنيق
وبنهر عيسى أو بشاطئ دجلة
أو بالصراء إلى رحا البطريق
سقيا لتلك مغانيا ومعارفا
عمرت بغير البخل والتضييق
ما كان أغناه وأبعد داره
عن أرض مصر ونيلها الممحوق
لا تبعدن صريم عزمك بالمنى،
ما أنت بالتقييد بالمخفوق
فز بالرجوع إلى العراق وخلها،
يمضى فريق بعد جمع فريق
رحا جابر: موضع ذكر في جابر، وأنشد أبو الندى:
ذكرت ابنة السعدي ذكر ودونها
رحا جابر واحتل أهلي الأداهما
الرحابة: بضم أوله، وبعد الألف باء موحدة: أطم
بالمدينة ومخلاف باليمن، والرحاب: الواسع،
وقدر رحاب أي واسعة، بالضم.
رحا عمارة: محلة بالكوفة تنسب إلى عمارة بن
عقبة بن أبي معيط.
رحا المثل: موضع، قال مالك بن الريب بعد ما
أوردنا في الشبيك من قصيدته المشهورة:
فيا ليت شعري هل تغيرت الرحا،
رحا المثل، أو أمست بفلج كما هيا
إذا القوم حلوها جميعا وأنزلوا
بها بقرا حم العيون سواجيا
رعين وقد كاد الظلام يجنها،
يسفن الخزامي غضه والأقاحيا
32

وهل ترك العيس المراسيل بالضحى
تعاليها تعلو المتان القواقيا
وما بعد هذه الأبيات من هذه القصيدة يذكر في
بولان.
رحايا: قال ابن مقبل:
رعت برحايا في الخريف وعادة
لها برحايا كل شعبان تخرف
قال ابن المعلى الأزدي: رحايا موضع، قال: وكان
خالد يروى برحايا يعنى أنه لم يجعل الباء زائدة للجر.
رحب: موضع في بلاد هذيل، قال ساعدة بن جؤية:
فرحب فأعلام القروط فكافر،
فنخلة تلى طلحها فسدورها
وفى قول أبى صخر الهذلي حيث قال:
وماذا ترجى بعد آل محرق،
عفا منهم وادى رهاط إلى رحب
مضبوط بالضم.
رحبة: بضم أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة:
ماء لبنى فرير بأجإ. والرجبة أيضا: قرية بحذاء
القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحجاج إذا
أرادوا مكة، وقد خربت الآن بكثرة طروق العرب
لأنها في ضفة البر ليس بعدها عمارة، قال السكوني:
ومن أراد الغرب دون المغيثة خرج على عيون طف
الحجاز فأولها عين الرحبة، وهي من القادسية على
ثلاثة أيام، ثم عين خفية، والرحب، بالضم، في
اللغة: السعة، والرحب، بالفتح: الواسع. ورحبة:
قرية قريبة من صنعاء اليمن على ستة أيام منها، وهي
أودية تنبت الطلح وفيها بساتين وقرى، لها ذكر
في حديث العنسي. والرحبة: ناحية بين المدينة والشام
قريبة من وادى القرى، عن نصر، وقال لي الصاحب
الأكرم، أحسن الله رعايته: في طرف اللجاة من
أعمال صلخد قرية يقال لها الرجبة.
رحبة حامر: يوم رحبة حامر، وقد ذكر حامر
في موضعه.
رحبة خالد: بدمشق، تنسب إلى خالد بن أسيد بن أبي
العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
الأموي، ذكر ذلك الحافظ ابن عساكر في تاريخ
دمشق.
رحبة خنيس: محلة بالكوفة: تنسب إلى خنيس
ابن سعد أخي النعمان بن سعد جد أبى يوسف يعقوب
ابن إبراهيم بن حبيب بن خنيس القاضي، والأصل في
الرحبة الفضاء بين أفنية ا لبيوت أو القوم والمسجد،
ويقال رحبة أيضا، وقيل: رحبة اسم ورحبة
نعت، وبلاد رحبة: واسعة، ولا يقال رحبة،
بالتحريك، وقال ابن الأعرابي: الرحبة ما اتسع من
الأرض، وجمعها رحب، وهذا يجئ نادرا في باب
الناقص وأما السالم فما سمعت فعلة جمعت على
فعل، وابن الأعرابي ثقة لا يقول إلا ما سمعه،
قال ذلك أبو منصور رحمه الله.
رحبة دمشق: قرية من قراها، قال الحافظ أبو
القاسم الدمشقي: محمد بن يزيد أبو بكر الرحبي من
أهل دمشق، والرحبة: قرية من قرى دمشق فخربت،
وروى عن أبي إدريس وأبى الأشعث الصنعاني وعروة
ابن رويم ومغيث بن سمى وأبى خنيس الأسدي
وعمر بن ربيعة وسعد بن عبد العزيز و عبد الرحمن بن
ثابت بن ثوبان والهيثم بن حميد ومحمد بن المهاجر
وإسماعيل بن عياش و عبد الرحمن بن سليمان بن أبي
الجون مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأيوب
ابن حيان، وعمرو بن مرثد ويقال عمرو بن أسماء
33

أبو أسماء الرحبي من أهل دمشق، روى عن ثوبان
وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وشداد بن أوس
وأوس بن أوس الثقفي وأبى ثعلبة الخشني وعمر
البكالي، روى عنه أبو قلابة الحرمي وأبو الأشعث
الصنعاني وأبو سلام الأسود وربيعة بن يزيد، قال أبو
سليمان بن زبر: أبو أسماء الرحبي من رحبة دمشق
قرية بينها وبين دمشق يوم، رأيتها عامرة.
رحبة صنعاء: سميت باسم صاحبها الرحبة بن الغوث
ابن سعد بن عوف بن حمير، وقال الكلبي: رحبة بن
زرعة بن سبأ الأصغر، وجعلها رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، للحاملة والعاملة ثم للشاء، وقد روى
أنه نهى عن عضد عضاهها، وكان قدماء المسلمين
يتوقون ذلك ثم انهمك الناس في قطعها، وهي على
ستة أيام من صنعاء، وهي أودية تنبت الطلح وفيها
بساتين وقرى، ذكرها في حديث العنسي.
رحبة مالك بن طوق: بينها وبين دمشق ثمانية أيام
ومن حلب خمسة أيام وإلى بغداد مائة فرسخ وإلى
الرقة نيف وعشرون فرسخا، وهي بين الرقة وبغداد
على شاطئ الفرات أسفل من قرقيسيا، قال البلاذري:
لم يكن لها أثر قديم إنما أحدثها مالك بن طوق بن
عتاب التغلبي في خلاقة المأمون، قال صاحب الزيج:
طولها ستون درجة وربع، وعرضها ثلاث وثلاثون
درجة، قد ذكر من لغة هذه اللفظة في الترجمة قبله
ويزيد ههنا، قال النصر بن شميل: الرحاب في
الأودية، الواحدة رحبة، وهي مواضع متواطئة ليستنقع
الماء فيها وما حولها مشرف عليها، وهي أسرع الأرض
نباتا، تكون عند منتهى الوادي في وسطه وتكون
في المكان المشرف ليستنقع الماء فيها، وإذا كانت في
الأرض المستوية نزلها الناس وإذا كانت في بطن المسيل
لم ينزلها الناس وإذا كانت في بطن الوادي فهي أقنة
أي حفرة تمسك الماء ليست بالقعيرة جدا وسعتها
قدر غلوة، والناس ينزلون في ناحية منها، ولا تكون
الرحاب في الرمل وتكون في بطون الأرض
وظواهرها، وقد نسبت إلى مالك بن طوق كما ترى.
وفى التوارة في السفر الأول في الجزء الثاني: إن
الرحبة بناها نمرود بن كوش، حدث أبو شجاع عمر
ابن أبي الحسن محمد بن أبي محمد عبد الله البسطامي فيما
أنبأنا عنه شيخنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد
عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن منصور السمعاني
المروزي بإسناد له طويل أوصله إلى علي بن سعد
الكاتب الرحبي رحبة مالك بن طوق قال: سألت
أبى لم سميت هذه المدينة رحبة مالك بن طوق ومن
كان هذا الرجل، فقال: يا بنى اعلم أن هارون
الرشيد كان قد اجتاز في الفرات في حراقة حتى بلغ
الشذا ومعه ندماء له أحدهم يقال له مالك بن طوق،
فلما قرب من الدواليب قال مالك بن طوق: يا أمير
المؤمنين لو خرجت إلى الشط إلى أن تجوز هذه البقعة،
فقال له هارون الرشيد: أحسبك تخاف هذه الدواليب،
فقال مالك: يكفى الله أمير المؤمنين كل محذور
ولكن إن رأى أمير المؤمنين ذلك رأيا وإذ فالامر
له، فقال الرشيد: قد تطيرت بقولك، وقدم السفينة
وصعد الشط، فلما بلغت الحراقة موضع الدواليب
دارت دورة ثم انقلبت بكل ما فيها، فعجب من
ذلك هارون الرشيد وسجد لله شكرا وأمر باخراج
مال عظيم يفرق على الفقراء في جميع المواضع، وقال
لمالك: وجبت لك على حاجة فسل، فقال: يقطعني
أمير المؤمنين في هذا الموضع أرضا أبنيها مدينة تنسب
إلى، فقال الرشيد: قد فعلت، وأمر أن يعان في
بنائها بالمال والرجال، فلما عمرها واستوسقت له
34

أموره فيها وتحول الناس إليها أنفذ إليه الرشيد يطلب
منه مالا فتعلل عليه بعلة ودافعه عن حمل المال ثم
ثنى الرسول إليه وكذلك راسله ثالثا وبلغ هارون
الرشيد أنه قد عصى عليه وتحصن فانفذ إليه الجيوش
إلى أن طالت بينهما المحاربة والوقائع ثم ظفر به
صاحب الرشيد فحمله مكبلا بالحديد فمكث في
حبس الرشيد عشرة أيام لم يسمع منه كلمة واحدة
وكان إذا أراد شيئا أومأ برأسه ويده، فلما مضت
له عشرة أيام جلس الرشيد للناس وأمر باخراجه
فأخرج من الجس إلى مجلس أمير المؤمنين والوزراء
والحجاب والأمراء بين يدي الرشيد، فلما مثل بين
يديه قبل الأرض ثم قام قائما لا يتكلم ولا يقول شيئا
ساعد تامة، قال: فدعا الرشيد النطع والسيف
وأمر بضرب عنقه، فقال له يحيى: ويلك يا مالك لم
لا تتكلم؟ فالتفت إلى الرشيد فقال: السلام عليك
يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته! الحمد لله الذي
خلق الانسان من سلالة من طين. يا أمير المؤمنين جبر
الله بك صدع الدين ولم بك شعث المسلمين وأخمد
بك شهاب الباطل وأوضح بك سبل الحق! إن
الذنوب تخرس الألسنة وتصدع الأفئدة. وأيم الله
لقد عظمت الجريرة فانقطعت الحجة فلم يبق إلا
عفوك أو انتقامك. ثم أنشأ يقول:
أرى الموت بين السيف والنطع كامنا
يلاحظني من حيث ما أتلفت
وأكثر ظني أنك اليوم قاتلي،
وأي امرئ مما قضى الله يفلت
وأي امرئ يدلى بعذر وحجة
وسيف المنايا بين عينيه مصلت؟
يعز على الأوس بن تغلب موقف
يهز على السيف فيه وأسكت
وما بي خوف أن أموت وإنني
لأعلم أن الموت شئ موقت
ولكن خلفي صبية قد تركتهم
وأكبادهم من خشية تتفتت
كأني أراهم حين أنعى إليهم
وقد خمشوا تلك الوجوه وصوتوا
فإن عشت عاشوا خافضين بغبطة
أذود الردى عنهم، وإن مت موتوا
وكم قائل: لا يبعد الله داره،
وآخر جذلان يسر ويشمت
قال: فبكى الشيد بكاء تبسم ثم قال: لقد سكت
على همة وتكلمت على علم وحكمة وقد وهبناك
للصبية فارجع إلى مالك ولا تعاود فعالك، فقال:
سمعا لأمير المؤمنين وطاعة! ثم انصرف من عنده
بالخلع والجوائز، وقد نسب إلى رحبة مالك جماعة،
منهم: أبو على الحسن بن قيس الرحبي، روى عن
عكرمة وعطاء، روى عنه سليمان التيمي، ومن
المتأخرين أبو عبد الله محد بن علي بن محمد بن الحسن
الرحبي الفقيه الشافعي المعروف بابن المتفننة، تفقه على أبي
منصور بن الرزاز البغدادي ودرس ببلده وصنف
كتبا ومات بالرحبة سنة 577 وقد بلغ ثمانين سنة،
وابنه أبو الثناء محمود، كان قد ورد الموصل وتولى
بها نيابة القضاء عن القاضي أبى منصور المظفر بن عبد
القاهر بن الحسن بن علي بن القاسم الشهرزوري وبقي
مدة ثم صرف عنها وعاد إلى الرحبة، وكان فقيها
عالما، وكان أسد الدين شيركوه ولى الرحبة يوسف
ابن الملاح الحلبي وآخر معه من بعض القرى فكتب
إليه يحيى بن النقاش الرحبي:
35

كم لك في الرحبة من لائم،
يا أسد الدين، ومن لاح
دمرتها من حيث دبرتها
برأى فلاح وملاح
وله فيه:
يا أسد الدين اغتنم أجرنا،
وخلص الرحبة من يوسف
تغزو إلى الكفر وتغزو به
الاسلام، ما ذاك بهذا يفي
رحبة الهدار: باليمامة، قال الحفصي: الا بكين
جبلان يشرفان على رجبة الهدار ثم تنحدر في النقب،
وهو الطريق في الجبل، فإذا استويت تل الرحبة
فهي صحراء مستوية وفى أطرافها قطع جبل يدعى
زغرب والمردغة وذات أسلام والنوطة وغيطلة،
قال مخيس بن أرطاة:
تبدلت ذات أسلام فغيطلة
ثم تمضى حتى تخرج من الرحبة فتقع في العقير.
رحبة يعقوب: ببغداد منسوبة إلى يعقوب بن داود
مولى بنى سليم وزير المهدى بن المنصور، يقول فيه
الشاعر:
بنى أمية هبوا طال نومكم،
إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا
خليفة الله بين الناي والعود
رحبى: بضم أوله، وفتح ثانيه، بوزن شعبي: موضع.
رحرحان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتكرير
الراء والحاء المهملة، وآخره نون، وشئ رحراح
أي فيه سعة ورقة، وعيش رحراح أي واسع،
ورحرحان: اسم جبل قريب من عكاظ خلف
عرفات قيل هو لغطفان، وكان فيه يومان للعرب
أشهرهما الثاني، وهو يوم لبنى عامر بن صعصعة على
بنى تميم أسر فيه معبد بن زرارة أخو حاجب بن
زرارة رئيس بنى تميم، وكان سببه أن الحارث بن
ظالم قتل خالد بن جعفر ثم أتى بنى فزارة بن عدس
فاستجارهم فأجاره معبد بن زرارة فخرج الأحوص
ابن جعفر ثائرا بأخيه خالد فالتقوا برحرحان فهزم
بنو تميم، وقال عوف بن عطية التميمي:
هلا فوارس رحرحان هجرتهم
عشرا تناوح في سرارة وادى
يعنى لقيط بن زرارة وكان قد انهزم عن أخيه يومئذ،
قال جرير:
أتنسون يومى رحرحان كليهما،
وقد أشرع القوم الوشيج المؤمرا
تركتم بوادي رحرحان نساءكم،
ويوم الصفا لاقيتم الشعب أوعرا
سمعتم بنى مجد دعوا يا ل عامر،
فكنتم نعاما بالحزيز منفرا
وأسلمتم لابني أسيدة حاجبا،
ولاقى لقيطا حتفه فتقطرا
وأسلمت القلحاء للقوم معبدا
يجاذب مخموسا من القد أسمرا
ومعبد أسر يوم رحرحان الثاني فمات في أيدي بنى
عامر أسيرا لم يفلت، فعيرت العرب حاجبا وقومه
لذلك.
رحيضة: بالتصغير: ماء في غربي ثهلان وهو من
جبال ضرية، ويقال بفتح الراء وكسر الحاء.
36

الرحضية: بالكسر ثم السكون، وضاد معجمة،
وياء مشددة: من نواحي المدينة قرية للأنصار وبنى
سليم من نجد، وبها آبار عليها زرع كثير ونخيل،
وحذاءها قرية يقال لها الحجر.
رحقان: بالضم ثم السكون، وقاف، وآخره نون،
لم يجئ في كلامهم إلا رحيق، وهو الخمر، سلكه
النبي، صلى الله عليه وسلم، في غزوة بدر،
ذكر في النازية.
الرحوب: بفتح أوله، وآخره باء موحدة، وقد ذكرنا
أن الرحب الواسع، وهذا فعول منه: موضع بالجزيرة،
وهو ماء لبنى جشم بن بكر رهط الأخطل، أوقع به
الجحاف بقوم الأخطل وقعة عظيمة وأسر الأخطل
وعليه عباءة فظنوه عبدا، وسئل فقال: أنا عبد،
فخلى سبيله فخشى أن يعرف فيقتل فرمى نفسه في
جب من جبابهم فلم يزل فيه حتى انصرف القوم فنجا
وقتل أبوه غياث يومئذ، وقال الجحاف:
مروا على صهيا بليل دامس،
رقد الدثور وليلهم لم يرقد
فصبحن عاجنة الرحوب بغارة
شعواء ترفل في الحديد الموجد
فتركن حي بنى الفدوكس عصبة
نفدوا وأي عدونا لم ينفد
ويوم الرحوب ويوم البشر ويوم مخاشن واحد كان
للجحاف على بنى تغلب، قال جرير:
ترك الفوارس من سليم نسوة
عجلا لهن من الرحوب عويل
إذ ظل يحسب كل شخص فارسا،
ويرى نعامة ظله فيجول
ويروى نعامة ظله، جعل اسمه نعامة، ونعامة
ظله: شخصه، يريد أنه يفرق من ظله.
رقصت بعاجنة الرحوب نساؤكم
رقص الرئال وما لهن ذيول
أين الأراقم إذ تجر نساءهم
يوم الرحوب مجارب وسلول؟
رحيات: موضع في قول امرئ القيس:
خرجنا نريغ الوحش، بين ثعالة
وبين رحيات، إلى فج أخرب
الرحيب: اشتقاقه من الرحوب، وهو الواسع: اسم
موضع عربي أيضا.
الرحيب: تصغير رحيب: موضع من نواحي المدينة
في قول كثير:
وذكرت عرة، إذ تصاقب دارها
برحيب، فأرابن، فنخال
الرحيل: بضم أوله، كأنه تصغير رحل: منزل
بين البصرة والنباج بينه وبين الشجى أربعة وعشرون
يوما، وهو عذب بعيد الرشاء، بينه وبين البصرة
عشرون فرسخا، قال:
كأنها بين الرحيل والشجى
ضاربة بخفها والمنسج
رحية: تصغير رحى: بئر في وادى دوران قرب
الجحفة.
باب الراء والخاء وما يليهما
رخاء: بتشديد الخاء، والمد: موضع بين أضاخ
والسرين تسوخ فيه أيدي البهائم، وهما رخاوان.
رخام: بضم أوله، وهو في اللغة حجر أبيض: موضع
في جبال طئ، وقيل: موضع بأقبال الحجاز أي
37

الأماكن التي تلى مطلع الشمس، قال لبيد: فتضمنتها فردة فرخامها
رخان: بضم أوله، وتشديد ثانيه، وآخره نون:
من قرى مرو على ستة فراسخ منها، ينسب إليها
أبو عبد الله أحمد بن محمد الخطاب الرخاني، روى
عن عبدان بن محمد وأمثاله.
رخج: مثال زمج، بتشديد ثانيه، وآخره جيم،
تعريب رخو: كورة ومدينة من نواحي كابل،
قال أبو غانم معروف بن محمد القصرى، شاعر متأخر من قصر كنكور:
ورد البشير مبشرا بحوله
بالرخج المسعود في استقراره
وينسب إلى الرخج فرج وابنه عمر بن فرج وكانا من
أعيان الكتاب في أيام المأمون إلى أيام المتوكل شبيها
بالوزراء وذوي الدواوين الجليلة، وكان عبد الصمد
ابن المعذل يهجو عمر بن فرج، فمن قوله فيه:
إما الهدى أدرك وأدرك وأدرك
ومر بدماء الرخجيين تسفك
ولا تعد فيهم سنة كان سنها
أبوك أبو الأملاك في آل برمك
وله يخاطب نجاح بن سلمة:
أبلغ نجاحا فتى الكتاب مالكة
تمضى بها الريح إصدارا وإيرادا
لا يخرج المال عفوا من يدي عمر
أو تغمد السيف في فوديه إغمادا
الرخجيون لا يوفون ما وعدوا،
والرخجيات لا يخلفن ميعادا
الرخجية: مثل الذي قبله منسوب: قرية على فرسخ
من بغداد وراء باب الأزج. رخ: بضم أوله، وتشديد ثانيه: ربع من أرباع
نيسابور، والعامة تقول ريخ، وقال أبو الحسن
البيهقي: سميت رخ لصلابة أرضها وحمرتها،
والرستاقيون يمسون الأرض إذا كانت كذلك
رخا، وهي كورة تشتمل على مائة قرية وست قرى
وقصبتها بيشك، فيه سوق حسن إذ أنه ليس فيه
جامع ولا منبر، ينسب إليها أبو موسى هارون بن
عبدوس بن عبد الصمد بن حسان الرخي النيسابوري،
سمع يحيى بن يحيى وعلي بن المديني وغيرهما، روى
عنه أبو حامد بن الشرقي وغيره، ومات سنة 285.
رخش: بفتح أوله، وخاء ساكنة، وشين، خان
رخش: بنيسابور، ينسب إليه أبو بكر محمد بن
أحمد بن عمرويه التاجر الرخشي، كان يسكن هذا
الخان فنسب إليه، سمع أبا بكر بن خزيمة وأبا
العباس السراج، ومات سنة 353.
رخشيوذ: بضم أوله، وسكون ثانيه، وشين معجمة
مفتوحة، وياء مثناة من تحت، وآخره ذال معجمة:
من قرى ترمذ.
رخان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره نون:
موضع في ديار هذيل عنده قتل تأبط شرا، فقالت
أمه تبكيه:
نعم الفتى غادرتم برخمان
من ثابت بن جابر بن سفيان
يجدل القرن ويروى الندمان
ذو مأقط يحمي وراء الاخوان
وهو فعلان من الرخم اسم طائر أو من الرخمة،
وذكره العمراني بالزاي.
38

رخم: بفتح أوله وثانيه، شعب الرخم: بمكة بين
أصل ثبير غيناء وبين القرن المعروف بالرباب. والرخم
أيضا: أرض بين الشام ونجد. والرخم: طائر أبقع
يشبه النسر في الخلقة، وهو اسم جنس، وواحدته رخمة.
رخمة: بفتح أوله، وسكن ثانيه، وهو قريب من
الرخمة، قال أبو زيد: رخمة ورخمة ورخمة
بمعنى، قال أبو عبد الله بن إبراهيم الجمحي: رخمة
والهزوم وألبان بلاد لبنى لحيان من هذيل.
رخمة: بضم أوله، وسكون ثانيه: موضع بالحجاز،
عن الحازمي.
رخمة: بلفظ واحدة الرخم: ماء بتهامة، وقال
الأصمعي: رخمة ماء لبنى الدئل خاصة، وهو بجبل
يقال له طفيل، ولا أبعد أن يكون الذي قبله إلا
أنني هكذا وجدته. ورخمة: من قرى ذمار باليمن.
رخيم: واد فيه مزارع ونخيل وقرى من جملته ذرة.
الرخيمة: ماء لبنى وعلة الجرميين في اليمامة
الغربي، وهو إلى جبل طويل يسمى رخيما.
الرخيخ: بالتصغير، كأنه تصغير رخ، وهو نبات
هش، عن ابن حماد: موضع قرب المكيمن وحبران
والروحاء، وقيل بدال وحاء وجيم، عن نصر.
رخينون: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من
تحت ساكنة ثم نون مكررة: قرية على ثلاثة فراسخ
من سمرقند، والله الموفق للصواب.
باب الراء والدال وما يليهما
رداع: بالفتح: مدينة وهي ووثات كانتا مدينتي
أهل فارس باليمن، عن نصر.
رداع: الرداع، بالكسر، والردع: اللطخ، يقال:
به ردع من زعفران أو دم، والردع: العنق،
ورداع جمع ذلك مثل ربع ورباع: وهو اسم ماء،
قال أبو عبيدة: الرداع واد يدفع في ذات الرئال،
فقلت: الرداع واد وذات الرثال صحراء، قال الأعشى:
فإنا قد أقمنا إذا فشلتم،
وإنا بالرداع لمن لا أتانا
من النعم التي كخراج أبلى
تحش الأرض شيما أو هجانا
وفى كتاب الكلبي: رداغ، بالغين المعجمة، وقال
نصر: رداع، بالضم، ماء لبنى الأعرج بن كعب بن
سعد، وقل بالكسر، وقال عنترة العبسي:
بركت على ماء الرداع كأنما
بركت على قصب أجش مهضم
وبهذا الموضع مات عوف بن الأحوص بن جعفر بن
كلاب، قال لبيد:
وصاحب ملحوب فجعنا بموته،
وعند الرداع بيت آخر كوثر
أي كبير عظيم.
رداع بضم أوله، وأصله النكس من المرض:
ويقال: وجع الجسد أجمع، وأنشدوا:
صفراء من بقر الجواء كأنما
ترك الحياء بها رداع سقيم
ورداع: مخلاف من مخاليف اليمن، وهو مخلاف
خولان، وهو بين نجد وحمير الذي عليه ردمان وقرن،
وقال الصليحي اليمنى يصف خيلا:
حتى إذا جزنا رهاع ألانها
بل الجلال بماء ركض مرهج
39

وبه وادى النمل المذكور في القرآن المجيد، وخبرني
بعض أهل اليمن أنه بكسر الراء، ومنها أحمد بن
عيسى الخولاني له أرجوزة في الحج تسمى الرادعية.
الرداعة: من الأول: هو اسم مائة.
الرد: موضع في قول بشر:
فمن يك سائلا عن دار بشر
فإن له بجنب الرد بابا
ردعان: حصن أو قرية باليمن من أعمال مخلاف سنحان.
ردفان: بالتحريك، هو فعلان من الردف، وهو
الذي يركب خلف الراكب: موضع.
ردفة: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفاء، يحتمل
أن يكون الذي قبله وأن يكون من الردف وهو
العجز.
ردمان: بفتح أوله، وهو فعلان من الردم، يقال:
ردمت الشئ إذا سددته وألقيت بعضه على بعض
أردمه، بالكسر، ردما: وهو باليمن، وفى
الحديث: أملوك ردمان أي مقاولها، وقال اليمنى
الصليحي يصف خيلا:
فكأن قسطلها بردمان التي
غبرت على غيرى دخان العرفج
وقال مطرود بن كعب الخزاعي يمدح بنى عب مناف
قطعة فيها:
أخلصهم عبد مناف فهم
من لوم من لام بمنجاة
قبر بردمان وقبر بسلمان
وقبر عند غزات
وميت مات قريبا من ال‍
- حجون من شرق البنيات
فالذي بردمان المطلب بن عبد مناف، والذي
بسلمان نوفل بن عبد مناف، والقبر الذي عند غزة
هاشم بن عبد مناف، والذي بقرب الحجون عبد
شمس بن عبد مناف.
ردم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، قد ذكر معناه
في الذي قبله: وهو ردم بنى جمح بمكة، قال
عثمان بن عبد الرحمن: الردم يقال له ردم بنى
جمح بمكة لبنى قراد الفهريين، وله يقول بعض
شعراء أهل مكة:
سأحبس عبرة وأفيض أخرى
إذا جاوزت ردم بنى قراد
وقال سالم بن عبد الله بن عروة بن الزبير: كانت
حرب بين بنى جمح بن عمرو وبين محارب بن فهر
فالتقوا بالردم فاقتتلوا قتالا شديدا فقاتلت بنو محارب
بنى جمح أشد القتال ثم انصرف أحد الفريقين
عن الآخر، وإنما سمى ردم بنى جمح بما ردم منهم
يومئذ عليه، قال قيس بن الخطيم:
ألا أبلغا ذا الخزرجي وقومه
رسالة حق ليس فيها مفندا
فإنا تركناكم لدى الردم غدوة
فريقين: مقتولا به ومطردا
وصبحكم منا به كل فارس
كريم الثنا يحمى الذمار ليحمدا
والردم أيضا: قرية لبنى عامر بن الحارث العبقسيين
بالبحرين، وهي كبيرة، قال:
كم غادرت بالردم يوم الردم
من مالك أو سوقة سيدمى
الردوف: جبال من هجر واليمامة.
40

الردة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وهاء خالصة،
والردهة: نقرة في صخرة يستنقع فيها الماء،
والجمع رده، بالضم، ورداه، وقال الخليل:
الردهة شبه أكمة كثيرة الحجارة: وهو موضع
في بلاد قيس دفن فيه بشر بن أبي خازم الشاعر،
وقال وهو يجود بنفسه:
فمن يك سائلا عن بيت بشر
فإن له بجنب الردة بابا (1)
ثوى في مضجع لابد منه،
كفى بالموت نأيا واغترابا
ردينة: تصغير الردن، وهو الغزل، وقال ابن
حبيب في شرح قول النابغة:
أثيث نبته جعد ثراه
به عوذ المطافل والمتالي
يكشفن الآلاء مزينات
بغاب ردينة السحم الطوال
قال: ردينة جزيرة ترفأ إليها السفن، ويقال:
ردينة امرأة والرماح منسوبة إليها، ويقال: ردينة
قرية تكون بها الرماح، ويقال: هو رجل كان
يثقف الرماح، أراد أن العوذ هي التي تكشفها عن
الشجر بقرونها يعنى الأغصان، ثم قال السحم وهي
السود، نعت للقرون، وقال أبو زياد: ردينة
كورة تعمل بها الرماح.
باب الراء والذال وما يليهما
رذام: بضم أوله، وآخره ميم، وهو فعال من الرذم:
وهو اسم السيلان من الشئ بعد الامتلاء، ومنه جفنة
رذوم: وهو اسم موضع في قول قيس بن الحنان الجهني:
أفاخرة على بنو سليم
إذا حلوا الشربة أو رذاما
وكنت مسودا فينا حميدا،
وقد لا تعدم الحسناء ذاما
رذان: بفتح أوله، وثانيه مخفف، وآخره نون:
قرية بنواحي نسا، ينسب إليها أبو جعفر محمد بن
أحمد بن أبي جعفر عون الرذاني النسوي، سمع
بنيسابور حميد بن زنجويه وأقرانه، وبالعراق
إبراهيم بن سعيد الجوهري وأحمد بن إبراهيم
الدورقي، روى عنه يحيى بن منصور القاضي ومحمد
ابن مخلد الدوري وابن قانع الطبراني وجماعة سواهم،
توفى سنة 313.
الرذ: قرية بماسبذان قرب البندنيجين، بها قبر أمير
المؤمنين المهدى بن المنصور، والله الموفق للصواب.
باب الراء والزاي وما يليهما
رازاباذ: بفتح أوله، وبعد الألف باء موحدة،
وآخره ذال: سكة بمرو.
رزام: بكسر أوله، حوض رزام: محلة بمرو
الشاهجان منسوبة إلى رزام بن أبي رزام المطوعي
الرزامي غزا مع عبد الله بن المبارك واستشهد قبل
موت ابن المبارك بسنتين.
رزبيط: بعد الزاي الساكنة باء موحدة مكسورة،
وياء مثناة من تحت: مدينة المغرب، عن العمراني.
الرزق: بكسر الراء، وسكون الزاي، كذا ذكره
ابن الفرات في تاريخ البصرة للساجي وقال: مدينة
الرزق إحدى مسالح العجم بالبصرة قبل أن يختطها
المسلمون.

(1) في الصفحة السابقة: بجنب الرد.
41

رزجاه: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم جيم: قرية
من نواحي بسطام من قومس.
رزماباذ: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم ميم، وبعد
الألف با موحدة، وآخره ذال معجمة: من قرى
أصبهان، منها محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي الراعي
الرزماباذي، سمع الحافظ إسماعيل إملاء سنة 528.
رزماز: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره زاي
أيضا: قرية من نواحي صغد سمرقند بين إشتيخن
وكشانية على سبعة فراسخ من سمرقند، ينسب
إليها أبو بكر محمد بن جعفر بن جابر بن فرقان
الرزمازي الصغدي الدهقان، روى عن عبد الملك
ابن محمد الإستراباذي وغيره، روى عنه أبو سعيد
الإدريسي، مات سنة 379.
رزمان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره نون،
ذكره والذي قبله العمراني وقال في هذا: إنه موضع
بينه وبين سمرقند ستة فراسخ.
رزم: بفتح، أوله، وسكون ثانيه، وأظنه من
رازمت الإبل إذا رعت مرة حمضا ومرة خلة،
وفعلها ذلك هو الرزم، قال الراعي:
كلى الحمض عام المقمحين ورازمي
إلى قابل ثم اغدري بعد قابل
وهو موضع في بلاد مراد، وكان فيه يوم بنى مراد
وهمدان والحارث بن كعب في اليوم الذي كانت
فيه وقعة بدر، وقال مالك بن كعب بن عامر الشاعر
الجاهلي:
كفينا غداة الرزم همدان آتيا
كفاه وقد ضاقت برزم دروعها
ووادي الرزم في أرض أرمينية فيه ماء كثير يصب
في دجلة عند تل فافان، وبماء هذا الوادي يكثر ماء
دجلة حتى تحمل السفن وتخرج من أرض أرمينية
من الناحية التي كان يتولاها موشاليق البطريق وما
والى تلك النواحي، وفى وادى الرزم ينصب النهر
المشتق لبد ليس وهو خارج من ناحية خلاط.
رزة: بكسر أوله، وفتح ثانيه: موضع قرب هراة.
ورزه أيضا: في عدة أماكن من بلاد العجم.
رزيق: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من
تحت، وآخره قاف: نهر بمرو عليه قبر بريدة
الأسلمي صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وذكره الحازمي بتقديم الزاي على الراء وهو خطأ
منه فإني رأيت أهل مرو يسمونه كما ذكرناه وكذا
أثبته السمعاني في كتاب النسب له بتقديم الراء المهملة
وكذا ذكره العمراني أيضا بتقديم المهملة، وقال
الحازمي الزريق نهر بمرو وعليه محلة كبيرة وفيها
كانت دار أحمد بن حنبل وهو الآن خارجها وليس
عليه عمارة، وينسب إليه أحمد بن عيسى الجمال
المروزي الرزيقي من كبار أصحاب ابن المبارك،
وحدث عن نفر من المراوزة عن الفضل بن موسى
ويحيى بن واضح، قال ابن الفقيه: وبمرو الرزيق
والماجان وهما نهران كبيران حسنان منهما سقى
أكثر ضياعهم ورساتيقهم، وأنشد لعلي بن الجهم:
جاوز النهرين والنهروانا،
أجلولا يوم أم حلوانا؟
ما أظن النوى يسوغه القر
ب ولم تمخض المطي البطانا
نشطت عقلها فهبت هبوب ال‍
- ريح خرقاء تخبط البلدانا
أوردتنا حلوان ظهرا وقرميسين
ليلا وصحبت همذانا
42

أنظرتنا إذا مررنا بمرو
ووردنا الرزيق والماجانا
إن نجئ ديار جهم وإدريس
بخير ونسأل الإخوانا
وكان مقتل يزدجرد بن شهريار بن كسرى ملك
الفرس في طاحونة على الرزيق، فقال أبو نجيد نافع
ابن الأسود التميمي:
ونحسن قتلنا يزدجرد ببعجة
من الرعب إذ ولى الفرار وغارا
غداة لقيناهم بمرو نخالهم
نمورا على تلك الجبال وبارا
قتلناهم في حربة طحنت بهم
غداة الرزيق إذ أراد حورا
ضممنا عليهم جانبيهم بصادق
من الطعن ما دام النهار نهارا
فوالله لولا الله لا شئ غيره
لعادت عليهم بالرزيق بوارا
رزيق: نحو تصغير رزق: من حصون اليمن، والله
أعلم بالصواب.
باب الراء والسين وما يليهما
رستاق: الرستاق: مدينة بفارس من ناحية كرمان
وربما جعل من نواحي كرمان.
رستغفر: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم تاء مثناة
من فوق مفتوحة، وغين معجمة ساكنة، وفاء مكسورة
ثم راء: من قرى إشتيخن من صغد سمرقند.
رستغفن: بضم أوله، وسكون ثانيه، وتاء مثناة
من فوق مفتوحة، وغين معجمة ساكنة، وفاء
مفتوحة، وآخره نون: من قرى سمرقند أيضا.
رستقباذ: في أخبار الأزارقة: لما خرج مسلم بن
عبيس من حبس أهل البصرة لقتالهم انتقل نافع إلى
رستقباذ من أرض دستوا فقتل نافع وابن عبيس
هناك.
رستماباذ: بالضم ثم السكون، والتاء المثناة من فوق:
أرض بقزوين ابتاعها موسى الهادي ووقفها على
مصالح مدينة قزوين والغزاة بها.
رستمكويه: قلعة حصينة بنواحي قزوين في جبال
الطرم.
الرستمية: منسوبة إلى رستم: منزل من طريق
مكة بين الشقوق وبطان في طريق الحاج من الكوفة
فيه بركة لام جعفر وقصر ومسجد.
الرستن: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتاء مثناة من
فوق، وآخره نون: بليدة قديمة كانت على نهر
الميماس، وهذا النهر هو اليوم المعروف بالعاصي الذي
يمر قدام حماة، والرستن بين حماة وحمص في نصف
الطريق بها آثار باقية إلى الآن تدل على جلالتها، وهي
خراب ليس بها ذو مرعى، وهي في علو يشرف على
العاصي، وقد نسب إليها أبو عيسى حمزة بن سليم
العنبسي الرستني، سمع عبد الرحمن بن جبير بن نفير
الحضرمي ونفرا من التابعين، روى عنه عمر بن الحارث.
الرس: بفتح أوله، والتشديد: البئر، والرس:
المعدن، والرس: إصلاح ما بين القوم، قال أبو
منصور: قال أبو إسحاق الرس في القرآن بئر يروى
أنهم قوم كذبوا نبيهم ورسوه في بئر أي دسوه
فيها، قال: ويروى أن الرس قرية باليمامة يقال
لها فلج، وروى أن الرس ديار لطائفة من ثمود،
وكل بئر رس، ومنه قول الشاعر:
تنابيله يحفرون الرساسا
43

وقال ابن دريد: الرس والرسيس بوزن تصغير
الرس واديان بنجد أو موضعان، وبعض هذه أرادت
ابنة مالك بن بدر ترثي أباها إذ قتلته بنو عبس بمالك
ابن زهير فقالت:
ولله عينا من رأى مثل مالك
عقيرة قوم، إن جرى فرسان
فليتهما لم يشربا قط شربة،
وليتهما لم يرسلا لرهان
أحل به أمس جنيدب نذره،
فأي قتيل كان في غطفان
إذا سجعت بالرقمتين حمامة،
أو الرس، تبكي فارس الكتفان
وقال الزمخشري: قال على الرس من أودية القبلية،
وقال غيره: الرس ماء لبنى منقذ بن أعياء من بنى
أسد، قال زهير:
لمن طلل كالوحي عاف منازله،
عفا الرس منه فالرسيس فعاقله
وقال أيضا:
بكرن بكورا واستحرن بحسرة،
فهن لوادي الرس كاليد للفم
وقال الأصمعي: الرس والرسيس، فالرس لبنى أعياء
رهط حماس، والرسيس لبنى كاهل، وقال آخرون
في قوله عز وجل: وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك
كثيرا، قال: الرس وادى أذربيجان وحد أذربيجان
ما وراء الرس، ويقال إنه كان بأران على الرس
ألف مدينة فبعث الله إليهم نبيا يقال له موسى،
وليس بموسى بن عمران، فدعاهم إلى الله والايمان به
فكذبوه وجحدوه وعصوا أمره فدعا عليهم فحول
الله الحارث والحويرث من الطائف فأرسلهما عليهم
فيقال أهل الرس تحت هذين الجبلين، ومخرج الرس
من قاليقلاء ويمر بأران ثم يمر بورثان ثم يمر بالمجمع
فيجتمع هو والكر وبينهما مدينة البيلقان ويمر الكر
والرس جميعا فيصبان في بحر جرجان، والرس هذا
واد عجيب فيه من السمك أصناف كثيرة، وزعموا
أنه يأتيه في كل شهر جنس من السمك لم يكن من
قبل، وفيه سمك يقال له الشورماهي لا يكون إلا
فيه، يجئ إليه في كل سنة في وقت معلوم صنف
منه، وقال مسعر بن المهلهل وقد ذكر بذ بابك
ثم قال: وإلى جانبه نهر الرس وعليه رمان عجيب
لم أر في بلد من البلدان مثله، وبها تين عجيب،
وزبيبها يخفف في التنانير لأنه لا شمس عندهم لكثرة
الضباب ولم تصح السماء عندهم قط، ونهر الرس
يخرج إلى صحراء البلاسجان، وهي إلى شاطئ البحر
في الطول من برزند إلى برذعة، ومنها ورثان
والبيلقان، وفى هذه الصحراء خمسة آلاف قرية،
وأكثرها خراب إلا أن حيطانها وأبنيتها باقية لم تتغير
لجودة التربة وصحتها، ويقال إن تلك القرى كانت
لأصحاب الرس الذين ذكرهم الله في القرآن المجيد،
ويقال إنهم رهط جالوت قتلهم داود وسليمان،
عليهما السلام، لما منعوا الخراج، وقتل جالوت بأرمية.
رسكن: بلد بطخارستان فتحه الأحنف سنة اثنتين
وثلاثين عنوة.
الرسيس: تصغير الرس: واد بنجد، عن ابن دريد،
لبنى كاهل من بنى أسد بالقرب من الرس، وقول
القتال الكلابي يدل على أنه قرب المدينة:
نظرت وقد جلى الدجى طاسم الصوى
بسلع وقرن الشمس لم يترجل
إلى ظعن بينا لرسيس فعاقل
عوامد للشيقين أو بطن خنثل
44

ألا حبذا تلك البلاد وأهلها
لو أن غدا لي بالمدينة ينجلى
وقال الحطيئة:
كأني كسوت الرحل جونا رباعيا
شنونا تربته الرسيس فعاقل
الرسيع: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من
تحت ساكنة، وآخره عين مهملة، وأصله سير
يخرق ويجعل فيه سير آخر كما يفعل بسير
المصاحف، قال:
وعاد الرسيع نهية للحمائل
يقول: انكبت سيوفهم فصارت أسافلها أعاليها:
وهو ماء مياه العرب، وقال ابن دريد: هو
اسم موضع.
باب الراء والشين وما يليهما
الرشاء: بوزن رشاء البئر: موضع.
الرشاء: بضم أوله، والمد، قال ابن خاليه في شرح
المقصورة: الرشا جمع رشوة، والرشاء، ممدود:
اسم موضع، وهو حرف غريب نادر ما قرأته إلا
في شعر عوف بن عطية:
نقود الجياد بأرسانها
يضعن ببطن الرشاء المهارا
وفى كتاب نصر: الرشاء ماء له جبل أسود لبنى نمير.
رشايات بنى جعفر: موضع كانت فيه وقعة للعرب
ويوم من أيامهم.
رشاطة: أظنها بلدة بالعدوة، قال ابن بشكوال:
منها عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف بن أحمد بن
عمر اللخمي يعرف بالرشاطي من أهل المرية أبو محمد
روى عن أبوى على الغساني والصدفي وله عناية تامة
بالحديث ورجاله والتاريخ، وله كتاب حسن سماه
اقتباس الأنوار من التماس الأزهار، ومولده في
جمادى الآخرة سنة 466، وتوفى سنة 540.
رشتان: بكسر الراء، وبعد الشين تاء مثناة من فوقها،
وآخره نون: من قرى مرغينان، ومرغينان من قرى
فرغانة بما وراء النهر، ينسب إليها شيخ الاسلام
بخوارزم المعروف بالرشتاني.
رشيد: بفتح أوله، وكسر ثانيه، بلفظ الرشيد ضد
الغوي: بليدة على ساحل البحر والنيل قرب
الإسكندرية، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم:
عبد الوارث بن إبراهيم بن فراس الرشيدي المرادي
قاضي رشيد، ويحيى بن جابر بن مالك الرشيدي
القارى من القارة قاضي رشيد أيضا، وسعيد بن سابق
الأزرق الرشيدي مولى عبيد الله بن الحبحاب مولى
بنى سلول يكنى أبا عثمان، سمع عبد الله بن لهيعة،
روى عنه أبو إسماعيل الترمذي ومحمد بن زيدان بن
سويد الكوفي ساكن مصر وسواهم، ومحمد بن الفرج
ابن يعقوب أبو بكر الرشيدي يعرف بابن الأطروش،
سمع أبا محمد بن أبي نصر بدمشق وأبا حفص عمر بن
أحمد بن عثمان البزاز وأبا على الحسن بن شهاب
العكبري بعكبرا وكتب كثيرا وحدث بالمعرة
وكفر طاب سنة 417، روى عنه القاضيان أبو سعد
عبد الغالب وأبو حمزة عبد القاهر ابنا عبد الله بن
المحسن بن أبي حصين التنوخيان المعريان وابنه محمد
ابن سعيد، وإبراهيم بن سليمان بن داود الرشيدي
ويعرف بالبرلسي، والبرلس: بلد مقابل لرشيد.
رشين: بضم أوله، وفتح ثانيه، وياء مثناة من تحت
ساكنة، وآخره نون: من قرى جرجان، والله
أعلم بالصواب.
45

باب الراء والصاد وما يليهما
رصاغ: بضم أوله، وآخره غين معجمة، ويروى
بالسين المهملة أيضا: اسم موضع، وهو مهمل ليس
فيه إلا رصغ بمعنى رسغ، والله أعلم.
رصاف: بكسر أوله، وآخره فاء: موضع، والرصاف
جمع رصفة: وهي حجارة مرصوف بعضها إلى
بعض، والرصاف أيضا جمع رصفة: وهو العقب
الذي يلوى فوق الرعظ، والرعظ: مدخل سنخ النصل.
الرصافة: بضم أوله، مشهور إن لم يكن اشتقاقه من
الرصف وهو ضم الشئ إلى الشئ كما يرصف البناء
فلا أدر ما اشتقاقه، ويقول الأخنس بن شهاب:
وبهراء حي قد علمنا مكانهم،
لهم شرك حول الرصافة لاحب
لا أدرى موضعها.
رصافة أبى العباس: روى عن عمر بن شبة عن
مشايخه قالوا: لما بنى أبو العباس بناءه بالأنبار الذي
يدعى رصافة أبى العباس قال لعبد الله بن حسن بن
حسن بن علي بن أبي طالب: ادخل وانظر،
فدخل معه فما رآه تمثل:
ألم تر حوشبا أمسى يبنى
بناء نفعه لبنى نفيله
يؤمل أن يعمر عمر نوح،
وأمر الله يطرق كل ليله
رصافة البصرة: مدينة صغيرة، ينسب إليها أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الرصافي، روى
عن محمد بن عبد العزيز الدراوردي، روى عنه أبو
بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي، وأبو القاسم
الحسن بن علي بن إبراهيم المقرى الرصافي، روى
عن إبراهيم بن الحجاج بن هارون الموصلي الكاتب،
سمع منه بالموصل.
رصافة بغداد: بالجانب الشرقي، لما بنى المنصور مدينته
بالجانب الغربي واستتم بناءها أمر ابنه المهدى أن
يعسكر في الجانب الشرقي وأن يبنى له فيه دورا
وجعلها معسكرا له فالتحق بها الناس وعمروها
فصارت مقدار مدينة المنصور، وعمل المهدى بها
جامعا أكبر من جامع المنصور وأحسن، وخربت
تلك النواحي كلها ولم يبق إلا الجامع وبلصقه مقابر
الخلفاء لبنى العباس وعليهم وقوف وفراشون برسم
الخدمة ولولا ذلك لخربت، وبلصقها محلة أبي حنيفة
الامام وبها قبره، وهناك محلة وسويق ويلاصقها دار
الروم لم يبق شئ غير هذا، وفى هذه الرصافة يقول
علي بن الجهم:
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدرى ولا أدري
وكان فراغ المهدى من بناء الرصافة والجامع بها في
سنة 159، وهي السنة الثانية من خلافته، وحدث
جماعة من أهل هذه الرصافة، منهم: يوسف بن زياد
الرصافي المخزومي، ومحمد بن بكار بن الريان أبو
عبد الله الرصافي مولى بنى هاشم، وجعفر بن محمد بن علي
أبو الحسن السمسار الرصافي، وأبو إسحاق إبراهيم
ابن محمد بن عبد الله بن الرواس الرصافي البزاز،
وبرصافة بغداد مقابر جماعة الخلفاء من بنى العباس
وعليهم تربة عظيمة بعمارة هائلة المنظر عليها هيبة
وجلالة إذا رآها الرائي خشع قلبه، وعليها وقوف
وخدم مرتبون للنظر في مصالحها، وبها من الخلفاء
الراضي بن المقتدر، وهو في قبة مفردة في ظاهر سور
الرصافة وحده، وفى التربة قبر المستكفى والمطيع
46

والطائع والقادر والقائم والمقتدى والمستظهر والمقتفي
والمستنجد، وأما المستضئ فعليه تربة مفردة في ظاهر
محلة قصر عيسى بالجانب الغربي من بغداد معروفة،
وقبر المعتضد والمكتفي والقاهر ابنيه بدار طاهر بن
الحسين وبها المتقى أيضا، وفى رصافة بغداد يقول الشاعر:
أرى الحب يبلى العاشقين ولا يبلى،
ونار الهوى في حبة القلب ما تطفى
تهيجني الذكرى فأبكى صبابة،
وأي محب لا تهيجه الذكرى؟
أقول وقد أسكبت دمعي، وطالما
شكوت الهوى منى فلم تنفع الشكوى:
أيا حائطي قصر الرصافة خليا
لعيني عساها أن ترى وجه من تهوى
رصافة الحجاز: قال أمية بن أبي عائذ:
يؤم بها وأنتجت للنجاء
عين الرصافة ذات النجال
قالوا في تفسيره: عين الرصافة موضع فيه نز، وقال
الجمحي: عين الرصافة والنجال ماء قليل، واحدها نجل.
رصافة الشام: الرصافة في مواضع كثيرة، منها:
رصافة هشام بن عبد الملك في غربي الرقة بينهما أربعة
فراسخ على طرف البرية، بناها هشام لما وقع الطاعون
بالشام وكان يسكنها في الصيف، كذا ذكره بعضهم،
ووجدت في أخبار ملوك غسان: ثم ملك النعمان بن
الحارث بن الأيهم وهو الذي أصلح صهاريج الرصافة
وصنع صهريجها الأعظم، وهذا يؤذن بأنها كانت قبل
الاسلام بدهر ليس بالقصير، ولعل هشاما عمر سورها
أو بنى بها أبنية يسكنها، وقال أحمد بن يحيى: وأما
رصافة الشام فإن هشام بن عبد الملك أحدثها وكان
ينزل فيها الزيتونة، قال الأصمعي: الزوراء
رصافة هشام وفيها دير عجيب وعليها سور، وليس
عندها تهر ولا عين جارية إنما شربهم من صهاريج
عندهم داخل السور، وربما فرغت في أثناء الصيف
فلأهل الثروة منهم عبيد وحمير يمضى أحدهم إلى
الفرات العصر فيجئ بالماء في غداة غد لأنه يمضى
أربعة فراسخ أو ثلاثة ويرجع مثلها، وعندهم آبار
طول رشاء كل بئر مائة وعشرون ذراعا وأكثر وهو
مع ذلك ملح ردئ، وهي في وسط ا لبرية، ولبنى
خفاجة عليهم خفارة يؤدونها إليهم صاغرين،
وبالجملة لولا حب الوطن لخربت، وفيها جماعة من
أهل الثروة لأنهم بين تاجر يسافر إلى أقطار البلاد
وبين مقيم فيها يعامل العرب، وفيها سويق عدة
عشرة دكاكين، ولهم حذق ف يعمل الأكسية،
وكل رجل فيها غنيهم وفقيرهم يغزل الصوف
ونساؤهم ينسجن، وهذه الرصافة عنى الفرزدق بقوله:
إلام تلفتين وأنت تحتي،
وخير الناس كلهم أمامي؟
متى تردى الرصافة تستريحي
من الأنساع والجلب الدوامي
ولما قال الفرزدق هذين البيتين قال: كأني بابن
المراغة وقد سمع هذين البيتين فقال:
تلفت إنها تحت ابن قين
حليف الكير والفاس الكهام
متى تأت الرصافة تخز فيها،
كخزيك في المواسم كل عام
وكان الامر كذلك لم يخرم جرير حرفا ولا زاد ولا
نقص لما بلغه معناه، وذكرها ابن بطلان الطبيب في
رسالته إلى هلال بن المحسن فقال: وبين الرصافة
والرحبة مسيرة أربعة أيام، قال: وهذا القصر،
47

يعنى قصر الرصافة، حصن دون دار الخلافة ببغداد
مبنى بالحجارة وفيه بيعة عظيمة ظاهرها بالفص
المذهب أنشأه قسطنطين بن هيلانة وجدد الرصافة
وسكنها هشام بن عبد الملك وكان يفزع إليها من
البق في شاطئ الفرات، وتحت البيعة صهريج في
الأرض على مثل بناء الكنيسة معقود على أساطين
الرخام مبلط بالمرمر مملوء من ماء المطر، وسكان
هذا الحصن بادية أكثرهم نصارى، معاشهم تخفير
القوافل وجلب المتاع والصعاليك مع اللصوص،
وهذا القصر في وسط برية مستوية السطح لا يرد البصر
من جوانبها إذ الأفق، ورحلنا منها إلى حلب في أربع
رحلات، وكان ابن بطلان كتب هذه الرسالة في
سنة 440، وحدث برصافة الشام أبو بكر ممد بن
مسلم بن شهاب الزهري، فروى عنه من أهلها أبو
منيع عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، وكان الحجاج من
العلماء كان أعلم الناس بخلق الفرس من رأسه إلى
رجله وبالنبات، روى عنه هلال بن العلاء الرقي
وغيره، وكان ثقة ثبتا حديثه في الصحيح، ومات في
سنة 221، قاله ابن حباب. وقال محمد بن الوليد:
أقمت مع الزهري بالرصافة عشر سنين، وقال مدرك
ابن حصين الأسدي وكان قدم الشام هو ورجل من بنى
عمه يقال له ابن ما هي وطعن ابن ما هي فكبر
جرحه فقال:
عليك ابن ما هي ليت عينك لم ترم
بلادي وإن لم يرع إلا درينها
ويا ذكرة والنفس خائفة الردى
مخاطرة والعين يهمي معينها
ذكرت وأبواب الرصافة بينها
وبيني وجعدياتها وقرينها
وصفين والنهى الهنئ ولجة
من البحر موقوف عليها سفينها
بدائبة للحفر فيها عجاجة،
وللموت أخرى لا يبل طعينها
وقال جرير:
طرقت جعادة بالرصافة أرحلا
من رامتين لشط ذاك مزارا
وإذا نزلت من البلاد بمنزل
وفى النحوس وأسقى الأمطارا
رصافة قرطبة: وهي مدينة أنشأها عبد الرحمن
ابن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، وهو
أول من ملك الأندلس من الأموية بعد زوال
ملكهم، أنشأها وسماها الرصافة تشبيها، ونظر فيها
إلى نخلة منفردة فقال:
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة
تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي بالتغرب والنوى
وطول الثنائي عن بنى وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة،
فمثلك في الاقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزمن صوبها الذي
يسح ويستمري السماكين بالوبل
وقال ابن الفرضي: هذه الأبيات لعبد الملك بن بشر
ابن عبد الملك بن مروان، وكان قد دخل الأندلس
أيام عبد الملك بن مروان، وقال أبو الوليد بن
زيدون يذكر رصافة قرطبة:
على المنعت السعدي منى تحية
زكت، وعلى وادى العقيق سلام
48

ولا زال نور في الرصافة ضاحكا
بأرجائها تبكي عليه غمام
معاهد لهو لم نزل في ظلالها
تدور علينا للسرور مدام
زمان، رياض العيش خضر نواعم
ترف وأمواه النعيم جمام
تذكرت أيامى بها فتبادرت
دموعي كما خان الفريد نظام
ومن أجلها أدعو لقرطبة المنى
بسقي ضعيف الطل وهو رهام
محل نعمنا بالتصابي خلاله
فأسعدنا والحادثات نيام
وقد نسب إلى هذه الرصافة قوم من أهل العلم،
منهم: يوسف بن مسعود الرصافي، وأبو عبد الله
محمد بن عبد الملك بن ضيفون الرصافي، ذكرهما
الحميدي، وقال أبو عامر العبدري وهو محمد بن
سعدون: حدثنا أبو عبد الله الحميدي الرصافي من
رصافة قرطبة. فنسب الحميدي إلى الرصافة، وأنشدني
مخلص بن إبراهيم الرعيني الغرناطي الأندلسي، والله
المستعان على روايته، ومات في حلب سنة 622،
قال: أنشدني أبو عبد الله محمد الرفاء الرصافي الشاعر
من هذه الرصافة أعني رصافة قرطبة لنفسه:
سلي خميلتك الريا بآية ما
كانت ترف بها ريحانة الأدب
عن فتية نزلوا أعلى أسرتها،
عفت محاسنهم إلا من الكتب
محافظين على العليا وربتما
هزوا السجايا قليلا بابنة العنب
حتى إذا ما قضوا من كأسها وطرا
وضاحكوها إلى حد من الطرب
راحوا رواحا وقد زيدت عمائمهم
حملا ودارت على أبهى من الشهب
لا يظهر السكر حالا من ذوائبهم
إلا التفاف الصبا في ألسن العذب
رصافة الكوفة: أحدثها المنصور أمير المؤمنين، وقد
ذكرها الحسين بن السرى الكوفي فقال:
ولقد نظرت إلى الرصافة
فالثنية فالخورنق
جر البلى أذياله فيها
فأدرسها وأخلق
رصافة نيسابور: ذكر عبيد الله بن أحمد بن أبي
طاهر في تاريخه قال: قال عبد العزيز بن سليمان: لما
ولدت كتب أبى إلى عبد الله بن أحمد بن طاهر يخبره
بمولدي وأنه قد أخر تسميتي إلى أن يختار لي الأمير
الاسم، فكتب إليه: إني قد سميته عبد العزيز وقد
أقطعته الرصافة ضيعة بنيسابور، فلم يزل التوقيع عند أبي
، رحمه الله، ذكر ذلك في أخبار سنة 296.
رصافة واسط: هي قرية بالعراق من أعمال واسط
بينهما عشرة فراسخ، ينسب إليها حسن بن عبد المجيد
الرصافي، سمع شعيب بن محمد الكوفي، روى عنه
عبد الملك بن محمد بن عثمان الحافظ الواسطي وقال:
الرصافي رصافة واسط، وكان أبو طاهر عبد العزيز
ابن حامد المعروف بسندوك الشاعر هوى امرأة
برصافة واسط فقال:
يقر بعيني أن تغازلني الصبا
إذا مس جدران الرصافة لينها
49

وأن يبسم البرق الذي من بلادهما
على كبد أبكى الظلام أنينها
أهيم بها والليل معتكر الدجى،
وأهدا وبنت الصبح باد جبينها
ولى كبد حرى عليك شجية،
لجوج إذا رام الفكاك رهينها
إذا عزني السلوان منها وغرني
هواها جرى من مقلتي ما يشينها
الرصد: بضم أوله، وكسر الصاد وتشديدها: قرية
من مخلاف بعدان باليمن.
رصفة: بضم الراء: كورة على ساحل البحر بإفريقية،
كذا ضبطه من خط حسن بن رشيق في الأنموذج،
وبها خدوج، قال: وهذا لقب لها، واسمها خديجة
بنت أحمد بن كلثوم المعافري، وهي شاعرة حاذقة.
الرصيعية: بلفظ التصغير منسوب: بئر بين الحاجر
ومعدن النقرة في طريق الحاج.
باب الراء والضاد وما يليهما
رضاء: بضم أوله، يمد ويقصر: وهو صنم وبيت كان
لبنى ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم،
ولها يقول المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد بن
زيد مناة بن تميم، وقد عمر، وكان بعث إليها
في الاسلام فهدمها، وقال:
ولقد شددت على رضاء شدة
فتركتها قفرا بقاع أسحما
وأعان عبد الله في مكروهها،
وبمثل عبد الله أغشى محرما
وإنما سمى المستوغر لقوله:
ينش الماء في الربلات منها
نشيش الرضف في اللبن الوغير
والوغير: الحار.
الرضاب: أوقع خالد بأهل البشر في أيام أبى بكر،
رضي الله عنه، ثم عطف من البشر إلى الرضاب،
وهو موضع الرصافة قبل بناء هشام إياها، فانقشع
من بها من بنى تغلب فلم يلق كيدا، فقال:
طلبنا بالرضاب بنى زهير
وبالأكناف أكناف الجبال
فلم يزل الرضاب لهم مقاما
ولم يؤنسهم عند الرمال
فإن تثقف أسنتنا زهيرا
يكف شريدهم أخرى الليالي
رضام: اسم موضع، عن الأزهري، وأنشد غيره
للبيد:
وأصبح راسيا برضام، دهرا،
وسال به الحمائل في الرمال
وقال تميم بن مقبل:
أرقت لبرق آخر الليل دونه
رضام وهضب دون رمان أفيح
ورواه الأزدي رضام، وهي الحجارة المرضومة،
والله أعلم.
الرضراضة: بتكرير الراء وفتحها، وتكرير الضاد
المعجمة، والرضراضة في اللغة ما دق من الحصى:
وهو موضع بسمرقند، ويعرف بالفارسية بسنك
ريزه، ومعناه بالفارسية والعربية واحد.
الرضم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وأصله في اللغة
حجارة تجمع عظام وترضم بعضها على بعض في الأبنية:
50

وهو موضع على ستة أيام من زبالة بينها وبين
الشقوق فيه بركة، وعلى يمين المصعد منه بركة أخرى
للسطان. وذات الرضم: من نواحي وادى القرى
وتيماء، وقال عمرو بن الأهتم.
قفا نبك من ذكرى حبيب وأطلال
بذي الرضم فالرمانتين فأوعال
الرضمة: من نواحي المدينة، قال ابن هرمة:
سلكوا على صفر كأن حمولهم
بالرضمتين ذرى سفين عوم
رضوى: بفتح أوله، وسكون ثانيه، قال أبو منصور:
ومن أسماء النساء رضيا وتكبيرها رضوى: وهو
جبل بالمدينة، والنسبة إليه رضوى، بالفتح والتحريك،
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: رضوى، رضي الله عنه
، وقدس، قدسه الله، وأحد جبل يحبنا
ونحبه جاءنا سائرا متعبدا له تسبيح يزف زفا، وقال
عرام بن الأصبغ السلمي: رضوى جبل، وهو من
ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل،
ميامنه طريق مكة ومياسره طريق البريراء لمن كان
مصعدا إلى مكة، وهو على ليلتين من البحر ويتلوه
عزور، وبينه وبين رضوى طريق المعرقة تختصره
العرب إلى الشام ووادي الصفراء منه من ناحية مطلع
الشمس على يوم، وقال ابن السكيت: رضوى قفاه
حجارة وبطنه غور يضربه الساحل، وهو جبل
عند ينبع لجهينة بينه وبين الحوراء، والحوراء:
فرضة من فرض البحر ترفأ إليها سفن مصر، وقال
أبو زيد: وقرب ينبع جبل رضوى، وهو جبل
منيف ذو شعاب وأودية، ورأيته من ينبع أخضر،
وأخبرني من طاف في شعابه أن به مياها كثيرة وأشجارا،
وهو الجبل الذي يزعم الكيسانية أن محمد بن الحنيفة
به مقيم حي يرزق، ومن رضوى يقطع حجر
المسن ويحمل إلى الدنيا كلها، وبقربه فيما بينه وبين
ديار جهينة مما يلي البحر ديار للحسينيين حزرت
بيوت الشعر التي يسكنونها نحوا من سبعمائة بيت،
وهم بادية مثل الاعراب ينتقلون في المياه والمراعى
لا يميز بينهم وبين بادية الاعراب في خلق ولا خلق،
وتتصل ديارهم مما يلي الشرق بودان.
باب الراء والطاء وما يليهما
الرط: قال نصر: الرط منزل بين رامهرمز وأرجان،
قال الإصطخري وهو يذكر نواحي خوزستان: وأما
الرط والخابران فهما كورتان على نهرين جاريين.
الرطيلاء: بالتصغير والمد: اسم موضع في زعمهم،
والله الموفق للصواب.
باب الراء والعين وما يليهما
رعان: بالكسر، وهو جمع رعن، وهو أنف الجبل
العالي: اسم لموضع فيه عين ونخيل بين الصفراء
وينبع، قال كثير:
وحتى أجازت بطن ضاس ودونها
رعان فهضبا ذي النجيل فينبع
رعبان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة،
وآخره نون: مدينة بالثغور بين حلب وسميساط
قرب الفرات معدودة في العواصم، وهي قلعة تحت
جبل خربتها الزلزلة في سنة 340 فأنفذ سيف الدولة
أبا فراس بن حمدان في قطعة من الجيش فأعاد عمارتها
في سبعة وثلاثين يوما، فقال أحد شعرائه يمدحه:
أرضيت ربك وابن عمك والقنا،
وبذلت نفسا لم تزل بذالها
51

ونزلت رعبانا بما أوليتها،
تثنى عليك سهولها وجبالها
وفي كتاب الفتوح: بعث أبو عبيدة بن الجراح في
سنة 16 بعد فتح منبج عياض بن غتم إلى رعبان
ودلوك فصالحه أهلها على مثل صلح منبج واشترط
عليهم أن يبحثوا عن أخبار الروم ويكاتبوا بها
المسلمين.
الرعشاء: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وشين معجمة،
والمد: بلدة بالشام، والرعش، بالتحريك:
الرعدة، ونعامة رعشاء لاهتزازها في السير.
الرعشنة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وشين معجمة،
ونون، جمل رعشين لاهتزازه في السير، والنون
زائدة في كتاب الأصمعي، وعن يمين العلم بين
صعق ومغيب الشمس أو عن يمين ذاك مائة تسمى
الرعشنة: وهي ركيتان لبنى عمرو بن قريط وسعيد
ابن قريط من بنى أبى بكر بن كلاب.
رعل: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره لام:
موضع، عن ابن دريد، والرعلة: القطعة من الخيل
والعوالي من النخل.
رعم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وهو في الأصل
الشحم، والرعام مخاط الشاة: وهو اسم جبل في
ديار بجيلة وفيه روضة ذكرت، وقال ابن مقبل:
هل عاشق نال من دهماء حاجته
في الجاهلية قبل الدين مرحوم
بيض الأنوق برعم دون مسكنها
وبالأبارق من طلخام مركوم
وقال أيضا:
فصبحن من ماء الوحيدين نقرة
بميزان رعم إذ بدا ضدوان
بميزان رعم أي بما يوازنه.
الرعناء: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم نون، وألف
ممدودة: اسم من أسماء البصرة شبهت برعن الجبل،
وقال الجاحظ: من عيوب البصرة اختلاف هوائها في
يوم واحد لأنهم يلبسون القميص مرة والمبطنات مرة
والجباب مرة لاختلاف جواهر الساعات ولذلك
سميت الرعناء، قال الفرزدق وأنشده ابن دريد:
لولا أبو مالك المرجو نائله
ما كانت البصرة الرعناء لي وطنا
وقال أبو منصور: الرعن الانف العظيم من الجبل
تراه متقدما، ومنه قيل للجيش العظيم أرعن، قال:
وكان يقال للبصرة الرعناء لما يكثر بها من مد البحر
وعكيكه، والعكة والعكيك: شدة الحر،
والرعناء: الحمقاء، وعندي أن بها سميت البصرة
لعل بعضهم أنكر فيها شيئا فسماها بذلك.
رعن: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وقد ذكر معناه
في الذي قبله: وهو موضع من نواحي البحرين.
ورعن أيضا: موضع بنواحي الحجاز من ديار
اليمانيين، عن نصر.
رعن: بالضم: موضع على طريق حاج البصرة بين حفر
أبى موسى وماوية، وتفسيره قبله.
رعين: هو تصغير الذي قبله، وهو أنف الجبل:
مخلاف من مخاليف اليمن سمى بالقبيلة، وهو ذو
رعين، واسمه يرين (بياءين مثناتين) بن زيد بن
سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد
شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير
ألن الهميسع بن حمير. ورعين أيضا: قصر عظيم
باليمن، وقيل: جبل باليمن فيه حصن، وبه سمى
ذو رعين، قال امرؤ القيس:
52

ودار بنى سواسة في رعين
تخز على جوانبه الشمال
باب الراء والغين وما يليهما
رغاط: بضم أوله، وآخره طاء مهملة، وهو مرتجل
مهمل في كلامهم، قال ابن دريد: اسم موضع.
رغافة: قرية على مرحلة من صعدة باليمن فيها
معدن حديد ونحو خمسة عشر كيرا يسبك فيه
حديد معدنها.
رغال: بفتح أوله، والرغال في لغتهم: الأمة،
والرغال: البهيمة ترضع أمها، وأرغلت الأمة
ولدها إذا أرضعته، وأرغلت الأرض إذا أنبتت
الرغل، وهو جنس من النبت: وهو جبلان يقال
لهما ابنا رغال قرب ضرية.
رغال: بكسر أوله، وآخره لام، كأنه جمع رغل:
وهو نبت من الحمض ورقه مفتول، وقال الليث:
الرغل نبات تسمه الفرس السرمق، وقبر أبى رغال
يرجم قرب مكة، وكان وافد عاد جاء إلى مكة
يستسقى لهم وله قصة، وقيل: إن أبا رغال رجل
من بقية ثمود وإنه كان ملكا بالطائف وان يظلم
رعيته فمر بامرأة ترضع صبيا يتيما بلبن عنز لها
فأخذها منها فبقي الصبى بلا مرضعة فمات، وكانت
سنة مجدبة فرماه الله بقارعة أهلكته فرجمت العرب
قبره وهو بين مكة والطائف، وقيل: بل كان
قائد الفيل ودليل الحبشة لما غزوا الكعبة فهلك فيمن
هلك منهم فدفن بين مكة والطائف فمر النبي، صلى
الله عليه وسلم، بقبره فأمر برجمه فصار ذلك سنة،
وقيل: إن ثقيفا واسمه قسى كان عبدا لابي رغال
وأصله من قوم نجوا من ثمود فهرب من مولاه ثم
ثقفه فسماه ثقيفا وانتمى ولده بعد ذلك إلى قيس،
وقال حماد الرواية: أبو رغال أبو ثقيف كلها وإنه
من بقية ثمود، ولذلك قال حسان بن ثابت يهجو
ثقيفا:
إذا الثقفي فاخركم فقولوا
هلم فعد شأن أبى رغال
أبوكم أخبث الاحياء قدما،
وأنتم مشبهوه على مثال
عبيد الفزر أورثه بنيه
وولى عنهم أخرى الليالي
وكان الحجاج يقول: يقولون إننا بقية ثمود وهل
مع صالح إذ المقربون؟ وقال السكرى في شرح
قول جرير:
إذا مات الفرزدق فارجموه
كما ترمون قبر أبى رغال
قال: أبو رغال اسمه زيد بن مخلف، كان عبدا
لصالح النبي، صلى الله عليه وسلم، بعثه مصدقا،
وإنه أتى قوما ليس لهم لبن إلا شاة واحدة ولهم صبى
قد ماتت أمه فهم يعاجونه بلبن تلك الشاة، يعنى
يغذونه، والعجي: الذي يغذى بغير لبن أمة، فأبى
أن يأخذ غيرها، فقالوا: دعها تحايي هذا الصبى، فأبى،
فيقال: إنه نزلت به قارعة من السماء، ويقال: بل
قتله رب الشاة، فلما فقده صالح، عليه السلام، قام
في الموسم فنشد الناس فأخبر بصنيعه فلعنه، فقبره بين
مكة والطائف ترجمه الناس، وقد ذكر ابن إسحاق
في أبى رغال ما هو أحسن من جميع ما تقدم: وهو أن
أبرهة بن الصباح صاحب الفيل لما قدم لهدم الكعبة
مر بالطائف فخرج إليه مسعود بن معتب في رجال
ثقيف فقالوا له: أيها الملك إنما نحن عبيدك سامعون
53

لك مطيعون وليس لك عندنا خلاف وليس بيتنا
هذا الذي تريده، يعنون اللات، إنما تريد البيت
الذي بمكة ونحن نبعث معك من يدلك عليه،
فتجاوز عنهم وبعثوا معه بأبي رغال رجل منهم يدله
على مكة، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله
بالمغمس، فلما نزله مات أبو رغال هناك فرجم قبره
العرب، فهو القبر الذي يرجم بالمغمس، وفيه يقول
جرير بن الخطفى:
إذا مات الفرزدق فارجموه
كما ترمون قبر أبى رغال
الرغام: بفتح أوله، وهو دقاق التراب، ومنه
أرغمته أي أهنته وألزقته بالتراب، وقال الأصمعي:
الرغام من الرمل الذي لا يسيل من اليد، وقال
الفرزدق في جرير:
تبكي المراغة بالرغام على ابنها،
والناهقات يصحن بالاعوال
وهو اسم رملة بعينها من نواحي اليمامة بالوشم، قالت
امرأة من بنى مرة:
أيا جبلي وادى عزيزة التي
نأت عن ثوى قومي وحم قدومها
ألا خليا تجرى الجنوب لعله
يداوى فؤادي من جواه نسيمها
وقولا لركبان تميمة غدت
إلى البيت ترجو أن تحط جرومها
فإن بأكناف الرغام قريبة
مولهة ثكلى طول نئيمها
رغباء: اسم بئر في شعر كثير حيث قال:
أبت إبلي ماء الرداه وشفها
بنو العم يحمون النضيح المبردا
إذا وردت رغباء في يوم وردها
قلوصي دعا أعطاشه وتبلدا
فإني لأستحييكم أن أذمكم،
وأكرم نفسي ان تسيئوا وأحمدا
رغبان: بفتح أوله، وبعد ثانيه الساكن باء موحدة،
وآخره نون، مسجد ابن رغبان: كان ببغداد وكان
مشهورا باجتماع أهل العلم والفضل فيه.
رغمان: فعلان من الرغم، وهو الإهانة: اسم
رمل.
رغوان: اسم موضع في شعر أعشى باهلة حيث قال:
وأقبل الخيل من تثليث مصغبة،
أو ضم أعينها رغوان أو حضر
رغوة: بضم أوله، بلفظ رغوة اللبن وغيره: ماء
بأجإ أحد جبلي طئ.
رغيمان: بلفظ تصغير الرغم وتثنيته: موضع، قال:
أحس قنيصا بالرغيمين خاتلا
باب الراء والفاء وما يليهما
رفح: بفتح أوله وثانيه، وآخره حاء مهملة: منزل
في طريق مصر بعد الداروم بينه وبين عسقلان يومان
للقاصد مصر، وهو أول الرمل، خرب الآن،
تنسب إليه الكلاب، وله ذكر في الاخبار، قال
أبو حاتم: من قرون البقر الأرفح، وهو الذي
يذهب قرناه قبل أذنيه، قال المهلبي: ورفح مدينة
عامرة فيها سوق وجامع ومنبر وفنادق، وأهلها من
لخم وجذام، وفيهم لصوصية وإغارة على أمتعة
الناس حتى إن كلابهم أضر كلاب أرض بسرقة ما
يسرق مثله الكلاب، ولها والى معونة برسمه عدة
من الجند، ومن رفح إلى مدينة غزة ثمانية عشر
54

يوما، وعلى ثلاثة أيام من رفح من جنب هذه
غزة شجر جميز مصطف من جانبي الطريق عن اليمين
والشمال نحو ألف شجرة متصلة أغصان بعضها ببعض
مسيرة نحو يومين، وهناك منقطع رمل الجفار،
ويقع المسافرون في الجلد.
الرفدة: ماء في سبخة بالسوارقية.
رفرف: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتكرير الراء
والفاء وقد ذكرت تفسيره في دارة رفرف:
وهو موضع في ديار بنى نمير. وذات رفرف:
واد لبنى سليم.
رفنية: بفتح أوله وثانيه، وكسر النون وتشديد
الياء المنقوطة من تحت باثنتين: كورة ومدينة من
أعمال حمص يقال لها رفنية تدمر، وقال قوم:
رفنية بلدة عند طرابلس من سواحل الشام، ينسب
إليها محمد بن نوار الرفني، سمع حيان الرفني
صاحب رفنية.
الرفون: بضم أوله، وآخره نون: من قرى سمرقند،
عن السمعاني.
الرفيف: بفتح الراء، وكسر الفاء، وياء ساكنة.
قصر كان في أول العراق من ناحية الموصل لم يكن
أحد يجوزه إلا بخاتم المتوكل، وإياه أراد البحتري
بقوله:
سلكت بدجلة ساريات ركابنا
يرصدنها للورد إغباب السرى
فإذا طلعن من الرفيف فإننا
خلقاء أن ندع العراق ونهجرا
قل الكرام فصار يكثر فذهم،
ولقد يقل الشئ حتى يكثرا
إن يتن إسحاق بن كنداجيق في
أرض فكل الصيد في جوف الفرا
باب الراء والقاف وما يليهما
رقادة: بلدة كانت بإفريقية بينها وبين القيروان
أربعة أيام، وكان دورها أربعة وعشرين أنف ذراع
وأربعين ذراعا، وأكثرها بساتين، ولم يكن بإفريقية
أطيب هواء ولا أعدل نسيما وأرق تربة منها،
ويقال: إن من دخلها لا يزال مستبشرا من غير
سبب، وذكروا أن أحد بني الأغلب أرق وشرد
عنه النوم أياما فعالجه إسحاق المتطبب الذي ينسب
إليه اطريفل إسحاق فلم ينم فأمره بالخروج والمشي،
فلما وصل إلى موضع رقادة نام فسميت رقادة يومئذ
واتخذها دارا ومسكنا وموضع فرجة للملوك، وقيل
في تسميتها برقادة: إن أبا الخطاب عبد الأعلى بن
السمح المعافري القائم بدعوة الإباضية بأطرابلس لما
نهض إلى القيروان لقتال رنجومة وكانوا قد تغلبوا على
القيروان مع عاصم بن جميل التقى بهم بموضع رقادة
وهي إذ ذاك متية، فقتلهم هناك قتلا ذريعا فسميت
رقادة لرقاد قتلاهم بعضهم فوق بعض، والمعروف
أن الذي بنى رقادة إبراهيم بن أحمد بن الأغلب
وانتقل إليها من مدينة القصر القديم وبنى بها قصورا
عجيبة وجامعا وعمرت الأسواق والحمامات والفنادق
فلم تزل بعد ذلك دار ملك لبني الأغلب إلى أن هرب
عنها زيادة الله من أبى عبد الله الشيعي وسكنها عبيد الله
إلى أن انتقل إلى المهدية سنة 308، وكان ابتداء
تأسيس إبراهيم بن أحمد لها سنة 263، فلما انتقل
عنها عبيد الله إلى المهدية دخلها الوهن وانتقل عنها
ساكنوها ولم تزل تخرب شيئا بعد شئ إلى أن ولى
معد بن إسماعيل فخرب ما بقي من آثارها ولم يبق
55

منها شئ غير بساتينها، ولما بناها إبراهيم وجعلها دار
مملكته منع بيع النبيذ بمدينة القيروان وأباحه بمدينة
رقادة، فقال بعض ظرفاء أهل القيروان:
يا سيد الناس وابن سيدهم،
ومن إليه الرقاب منقاده
ما حرم الشرب في مدينتنا
وهو حلال بأرض رقاده؟
وكان تغلب عبيد الله الملقب بالمهدي على رقادة
وطرد بنى الأغلب عنها في شهر ربيع الأول من سنة
297، واستقر بها ملكه فمدحه الشعراء وقالوا فيه
حتى قال بعضهم أخزاه الله:
حل برقادة المسيح،
حل بها آدم ونوح
حل بها الله ذو المعالي،
وكل شئ سواه ريح
الرقاشان: بفتح أوله، وبعد الألف شين، وآخره
نون، تثنية رقاش، قال ابن الأعرابي: الرقش
الخط الحسن، ورقاش: اسم امرأة، ورقاش هذا
يجوز أن يكون من ذلك: وهما جبلان، وقال
العمراني: ذو الرقاشين اسم موضع، وفى كتاب
اللصوص: الرقاشان جبلان بأعلى الشريف في ملتقى
دار كعب وكلاب، وهما إلى السواد، وحولهما
براث من الأرض بيض فهي التي رقشتهما، قال طهمان:
سقى دار ليلى بالرقاشين مسبل
مهيب بأعناق الغمام دفوق
أغر سماكي كأن ربابه
بخاتي صفت فوقهن وسوق
كأن سناه، حين تقدعه الصبا
وتلحق أخراه الجنوب، حريق
وقال أبو زياد: ومن جبال عمرو بن كلاب الرقاشان
وهما عمودان طويلان من الهضب، قال الشاعر:
سمعت وأصحابي تخب ركابهم
لهند بصحراء الرقاشين داعيا
صويتا خفيا لم يكد يستبين لي،
على أنني قد راعني من ورائيا
الرقاع: بكسر أوله، وآخره عين مهملة، جمع
رقعة، وهو ذو الرقاع، غزاه النبي، صلى الله
عليه وسلم، قيل: هي اسم شجرة في موضع الغزوة
سميت بها، وقيل: لان أقدامهم نقبت من المشي
فلفوا عليها الخرق، وهكذا فسرها مسلم بن الحجاج
في كتابه، وقيل: بل سميت برقاع كانت في
ألويتهم، وقيل: ذات الرقاع جبل فيه سواد وبياض
وحمرة فكأنها رقاع في الجبل، والأصح أنه موضع
لقول دعثور:
حتى إذا كنا بذات الرقاع
وكانت هذه الغزوة سنة أربع للهجرة، وقال محمد بن
موسى الخوارزمي: من مهاجرة النبي، صلى الله
عليه وسلم، إلى غزاة ذات الرقاع أربع سنين وثمانية
أيام ثم بعد شهرين غزا دومة الجندل، وفى ذات
الرقاع صلى النبي، صلى الله عليه وسلم، صلاة الخوف،
وفيها كانت قصة دعثور المحاربي، وقال الواقدي:
ذات الرقاع قريبة من النخيل بين السعد والشقرة
وبئر أرما على ثلاثة أيام من المدينة، وهي بئر
جاهلية، وقال: إنما سميت بذات الرقاع لأنه كان
في تلك الأرض بقع حمر وبيض وسود، وقال
ابن إسحاق: رقعوا راياتهم ذوات الرقاع، قال
الأصمعي يذكر بلاد بنى بكر بن كلاب بنجد فقال:
ذات الرقاع، وقال نصر: ذوات الرقاع مصانع
56

بنجد تمسك الماء لبنى أبى بكر بن كلاب، ووادي
الرقاع بنجد أيضا.
الرقاق: بفتح أوله، والتكرير: موضع في عامر،
وأصله الأرض المستوية اللينة التراب تحتها صلابة،
والله أعلم.
الرقبتان: تثنية الرقبة، وكأنها فعلة من الرقبة،
وهي الانتظار والحراسة: وهما جبلان أسودان
بينهما ثنية يطلعان إلى أعلى بطن مر إلى شعيبات يقال
لهن الضرائب.
الرقتان: تثنية الرقة أظنهم ثنوا الرقة والرافقة
كما قالوا العراقان للبصرة والكوفة، وقال عبيد الله
ابن قيس الرقيات:
أتيناك نثني بالذي أنت أهله
عليك كما أثنى على الروض جارها
تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر،
سواء عليها ليلها ونهارها
تزور فتى قد يعلم الله أنه
تجود له كف بعيد غرارها
فوالله لولا أن تزور ابن جعفر
لكان قليلا في دمشق قرارها
فإن مت لم يوصل صديق ولم يقم
طريق من المعروف أنت منارها
ذكرتك أن فاض الفرات بأرضنا،
وجاش بأعلى الرقتين بحارها
وعندي مما خول الله هجمة
عطاؤك منها شولها وعشارها
مباركة كانت عطاء مباركا
تمانح كبراها وتنمى صغارها
رقد: بفتح أوله، وسكون ثانيه، أظنه مرتجلا:
وهو اسم جبل أو واد في بلاد قيس، وأنشد أبو
منصور:
كأرحاء رقد زلمتها المناقر
وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة: قال العامري
رقد هضبة مجلندة مطمئنة غير مرتفعة بين ساق
الفروين وبين حبس القنان، وهي بأطراف العرف
بينهن وبين القنان وبين أبان الأسود، وهي مشرفة
على جبال لأنها فوق حزم من الأرض، وكل
هذه الأماكن من بلاد بنى أسد، وقال الجوهري:
رقد جبل تنحت منه الأرحية، قال لبيد:
فأجماد ذي رقد فأكناف ثادق،
فصارة توفى فوقها فالأعابلا
وقال أبو زياد: رقد من بلاد غطفان، قال الشاعر:
أحقا عباد الله أن لست سائرا
بصحراء شرج في مواكب أو فردا
وهل أرين الدهر عبلاء عاقر
ورقدا إذا ما الال شب لنا رقدا
وقال الصمة الأكبر، وهو مالك بن معاوية بن
جداعة بن غزية بن جشم بن بكر بن هوازن:
جلبنا الخيل من تثليث حتى
أصبنا أهل صارات فرقد
ولم نجبن ولم ننكل ولكن
فجعناهم بكل أشم جعد
ألا أبلغ بنى جشم رسولا،
فإن بيان ما تبغون عندي
الرقراق: ماء قرب القادسية نزله بعض جيش الاسلام
أيام الفتوح.
57

الرقعة: بالفتح ثم السكون: موضع قرب وادى
القرى من الشقة شقة بنى عذرة، فيه مسجد
للنبي، عليه الصلاة والسلام، عمره في طريقه
إلى تبوك سنة تسع للهجرة.
الرقعة: بالضم: موضع باليمامة، وهي التي اختصم
فيها ابن بيض الشاعر وأبو الحويرث السحيمي إلى
المهاجر بن عبد الله فقال أبو الحويرث:
أنت ابن بيض لعمري لست أنكره
حقا يقينا ولكن من أبو بيض؟
فسل سحيما إذا لاقيت جمعهم
هل كان بالبير حوض قبل تحويضي؟
إن كنت خضخضت لي وطبا لتسقيني
لأسقينك محضا غير ممخوض
أو كنت وترت لي قوسا لترميني
لأرمينك رميا غير تنبيض
الرقق: من بلاد بنى عمرو بن كلاب.
الرقمتان: تثنية الرقمة، وهو مجتمع الماء في الوادي،
وقال الفراء: يقال عليك بالرقمة ودع الضفة،
ورقمة الوادي: حيث الماء، وضفتاه: ناحيتاه،
وفى كتاب الصحاح: الرقمة جانب الوادي، وقيل:
الروضة، قال السكوني: الرقمتان قريتان بين
البصرة والنباج بعد ماوية تلقاء البصرة وبعد حفر أبى
موسى تلقاء النباج، وهما على شفير الوادي، وهما
منزل مالك بن الريب المازني، وفيهما يقول:
فلله درى يوم أترك طائعا
بنى بأعلى الرقمتين وماليا
وقال أبو منصور: الرقمتان النكتتان السوداوان
على عجزي الحمار وهما الجاعرتان. والرقمتان:
روضتان بناحية الصمان، ذكرهما زهير فقال:
ودار لها بالرقمتين كأنها
مراجيع وشم في نواشر معصم
وقال العمراني: الرقمتان روضتان إحداهما قريبة
من البصرة والأخرى بنجد، وقال الأصمعي:
الرقمتان إحداهما قرب المدينة والأخرى قرب
البصرة، وأما التي في شعر زهير: ودار لها بالرقمتين،
فقال الكلابي: الرقمتان بين جرثم ومطلع الشمس
بأرض بنى أسد، قال: والرقمتان أيضا بشط فلج
من أرض بنى حنظلة. والرقمتان: قريتان على شفير
وادى فلج بين البصرة ومكة، وقيل: الرقمتان
روضتان في بلاد بنى العنبر. والرقمتان أيضا: موضع
قرب المدينة نهيان من أنهاء الحرة.
رقم: بفتح أوله وثانيه: موضع بالمدينة تنسب إليه
الرقميات، وفى كتاب نصر: الرقم جبال دون
مكة بديار غطفان وماء عندها أيضا، والسهام
الرقميات منسوبة إلى هذا الموضع صنعت ثمة،
ويوم الرقم: من أيامهم معروف لغطفان على عامر،
وربما روى بسكون القاف، منها كان حزام بن
هشام الخزاعي القديدي، روى عنه عمر بن عبد
العزيز، وذكر في قديد.
رقن: موضع في شعر زهير، قال:
كم للمنازل من عام ومن زمن
لآل أسماء بالقفين فالرقن
رقوبل: بفتح أوله وثانيه، وبعد الواو الساكنة باء
موحدة، وآخره لام: مدينة بين شنت برية ومدينة
سرتة بالأندلس قديمة البناء.
الرقة: بفتح أوله وثانيه وتشديده، وأصله كل أرض
إلى جنب واد ينبسط عليها الماء، وجمعها رقاق،
وقال غيره: الرقاق الأرض اللينة التراب، وقال
58

الأصمعي: الرقاق الأرض اللينة من غير رمل،
وأنشد: كأنها بين الرقاق والخمر،
إذا تبارين، شآبيب مطر
وهي مدينة مشهورة على الفرات، بينها وبين حران
ثلاثة أيام، معدودة في بلاد الجزيرة لأنها من جانب
الفرات الشرقي، طول الرقة أربع وستون درجة،
وعرضها ست وثلاثون درجة، في الاقليم الرابع،
ويقال لها الرقة البيضاء، أرسل سعد بن أبي وقاص
والى الكوفة في سنة 17 جيشا عليه عياض بن غنم
فقدم الجزيرة فبلغ أهل الرقة خبره فقالوا: أنتم بين
العراق والشام وقد استولى عليها المسلمون فما بقاؤكم
مع هؤلاء! فبعثوا إلى عياض بن غنم في الصلح فقبله
منهم، فقال سهيل بن عدى:
وصادمنا الفرات غداة سرنا
إلى أهل الجزيرة بالعوالي
أخذنا الرقة البيضاء لما
رأينا الشهر لوح بالهلال
وأزعجت الجزيرة بعد خفض
وقد كانت تخوف بالزوال
وصار الخرج ضاحية إلينا
بأكناف الجزيرة عن تقالي
وقال ربيعة الرقي يصفها:
حبذا الرقة دارا وبلد!
بلد ساكنه ممن تود
ما رأينا بلدة تعدلها،
لا ولا أخبرنا عنها أحد
إنها برية بحرية،
سورها بحر وسور في الجدد
تسمع الصلصل في أشجارها
هدهد البر ومكاء غرد
لم تضمن بلدة ما ضمنت
من جمال في قريش وأسد
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
لم يصح هذا الفؤاد عن طربه
وميله في الهوى وعن لعبه
أهلا وسهلا بمن أتاك من ال‍
- رقة يسرى إليك في شجبه
وقال أيضا عبيد الله بن قيس الرقيات لعبد الله بن
جعفر بن أبي طالب:
أتيناك نثني بالذي أنت أهله
عليك كما أثنى على الروض جارها
تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر،
سواء عليها ليلها ونهارها
فوالله لولا أن تزور ابن جعفر
لكان قليلا في دمشق قرارها
فإن مت لم يوصل صديق ولم يقم
سبيل من المعروف أنت منارها
ذكرتك أن فاض الفرات بأرضنا،
وجاش بأعلى الرقتين بحارها
وعندي مما خول الله هجمة
عطاؤك منها شولها وعشارها
قال بطليموس: الرقة البيضاء طولها ثلاث وسبعون
درجة وست دقائق، وعرضها خمس وثلاثون درجة
وعشرون دقيقة، طالعها الشولة، بيت حياتها
القوس تحت إحدى عشرة درجة من السرطان،
يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من
الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، ارتفاعها ثمان
59

وسبعون درجة، قال: والرقة الوسطى طولها
ثلاث وسبعون درجة واثنتا عشرة دقيقة، وعرضها
خمس وثلاثون درجة وسبع عشرة دقيقة، طالعها
الشولة في الاقليم الرابع، وقيل: طالعها الذابح،
بيت حياتها ثلاث درج من الحوت وخمس وأربعون
دقيقة تحت إحدى عشرة درجة ما لسرطان، يقابلها
مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل،
عاقبتها مثلها من الميزان، وكان بالجانب الغربي مدينة
أخرى تعرف برقة واسط، كان بها قصران لهشام
ابن عبد الملك كانا على طريق صافة هشام وأسف من
الرقة بفرسخ الرقة السوداء: وهي قرية كبيرة
ذات بساتين كثيرة وشربها من البليخ والجميع
متصل. والرقتان: الرقة والرافقة، وقد ذكرت
الرافقة، وفى الرقتين شاهد في الشاذياخ. والرقة
أيضا: مدينة من نواحي قوهستان، عن البشاري.
والرقة: البستان المقابل للناج من دار الخلافة ببغداد
وهي بالجانب الغربي، وهو عظيم جدا جليل القدر،
وينسب إلى الرقة المذكورة أولا جماعة من أهل العلم
وافرة، منهم: أبو عمرو هلال بن العلاء بن هلال
ابن عمرو بن هلال الرقي، قال ابن أبي حاتم:
هلال بن عمرو الرقي جد هلال بن العلا، روى عن
أيه عمرو بن هلال، سألت عنه أبى فقال: ضعيف
الحديث، مات في سنة 270، ومحمد بن الحسن
الرقي شاعر يعرف بالمعوج، مات في سنة 307.
الرقيبة: ذو الرقيبة تصغير رقبة، وقال نصر:
رقيبة، بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من
تحت ساكنة، وباء موحدة، قال: جبل مطل على
خيبر، له ذكر في قصة لعيينة بن حصن بن حذيفة
الفزاري، وأنشد راوي التصغير:
وكأنما انتقلت، بأسفل معتب
من ذي الرقيبة أو قعاس، وعول
الرقيدات: مع تصغير رقدة: وهو ماء لبنى كلب.
الرقيعي: ماء بين مكة والبصرة لرجل من تميم
يعرف بابن الرقيع.
الرقيق: شارع دار الرقيق: محلة كانت ببغداد
خربت، وكانت متصلة بالحريم الطاهري، وقد
بقي منها بقيد يسيرة، وينسب إليها الرقيقي.
الرقيم: بفتح أوله، وكس ثانيه، وهو الذي جاء
ذكره في القرآن، والرقم والترقيم: تعجيم الكتاب
ونقطه وتبيين حروفه، وكتاب رقيم أي مرقوم،
فعيل بمعنى مفعول، قال الشاعر:
سأرقم في الماء القراح إليكم،
على بعدكم، إن كان للماء راقم
وبقرب البقاء من أطراف الشام موضع يقال له
الرقيم، يزعم بعضهم أن به أهل الكهف، والصحيح
أنهم ببلاد الروم كما نذكره، وهذا الرقيم أراد
كثير بقوله، وكان يزيد بن عبد الملك ينزله،
وقد ذكرته الشعراء:
أمير المؤمنين إليك نهوى
على البخت الصلادم والعجوم
إذا اتخذت وجوه القوم نصبا
أجيج الواهجات من السموم
فكم غادرن دونك من جهيض
ومن نعل مطرحة جذيم
يزرن، على تنائيه، يزيدا
بأكناف الموقر والرقيم
تهنئه الوفود إذا أتوه
بنصر الله والملك العظيم
60

قال الفراء في قوله تعالى: أم حسبت أن أصحاب
الكهف أو الرقيم كانوا من آياتنا عجبا، قالوا: هو
لوح رصاص كتبت فيه أنسابهم وأسماؤهم ودينهم
ومما هربوا، وقيل: الرقيم اسم القرية التي كانوا فيها،
وقيل: إنه اسم الجبل الذي فيه الكهف، وروى
عكرمة عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال: ما
أدرى ما الرقيم أكتاب أم بنيان، وروى غيره عن
ابن عباس: أصحاب الرقيم سبعة، وأسماؤهم:
يمليخا، مكسملينا، مشلينا، مرطونس، دبريوس،
سرابيون، افستطيوس، واسم كلبهم قطمير، واسم
ملكهم دقيانوس، واسم مدينتهم التي خرجوا منها
أفسس ورستاقها الرس، واسم الكهف الرقيم،
وكان فوقهم القبطي دون الكردي، وقد قيل غير
ذلك في أسمائهم، والكهف المذكور الذي فيه
أصحاب الكهف بين عمورية ونيقة، وبينه وبين
طرسوس عشرة أيام أو أحد عشر يوما، وكان الواثق
قد وجه محمد بن موسى المنجم إلى بلاد الروم للنظر
إلى أصحب الكهف والرقيم، قال: فوصلنا إلى
بلد الروم فإذا هو جبل صغير قدر أسفله أقل من
ألف ذراع وله سرب من وجه الأرض فتدخل
السرب فتمر ففي خسف من الأرض مقدار ثلاثمائة
خطوة فيخرجك إلى رواق في الجبل على أساطين
منقورة وفيه عدة أبيات، منها: بيت مرتفع العتبة
مقدار قامة عليها باب حجارة فيه الموتى ورجل موكل
بهم يحفظهم معه خصيان، وإذا هو يحيدنا عن أن
نراهم ونفتشهم ويزعم أنه لا يأمن أن يصيب من
التمس ذلك آفة في بدنه، يريد التمويه ليدوم
كسبه، فقلت: دعني أنظر إليهم وأنت برئ،
فصعدت بمشقة عظيمة غليظة مع غلام من غلماني
فنظرت إليهم وإذا هم في مسوح شعر تتفتت في البلد،
وإذا أجسادهم مطلية بالصبر والمر والكافور
ليحفظها، وإذا جلودهم لاصقة بعظامهم، غير أنى
أمررت يدي على صدر أحدهم فوجدت خشونة شعره
وقوة ثيابه، ثم أحضرنا المتوكل بم طعاما وسألنا
أن نأكل منه، فلما أخذناه منه ذقناه وقد أنكرت
أنفسنا وتهوعنا وكأن الخبيث أراد قتلنا أو قتل
بعضنا ليصح له ما كان يموه به عند الملك أنه فعل بنا
هذا الفعل أصحاب الرقيم، فقلنا له: إنا ظننا أنهم
أحياء يشبهون الموتى وليس هؤلاء كذلك، فتركناه
وانصر فنا، قال غيرهم: إن بالبقاء بأرض العرب
من نواحي دمشق موضعا يزعمون أنه الكهف والرقيم
قرب عمان، وذكروا أن عمان هي مدينة
دقيانوس، وقيل: هي في أفسس من بلاد الروم
قرب أبلستين، قيل: هي مدينة دقيانوس، وفى
بر الأندلس موضع يقال له جنان الورد به الكهف
والرقيم، وبه قوم موتى لا يبلون كما ذكر أهلها،
وقيل: إن طليطلة هي مدينة دقيانوس، وذكر على
ابن يحيى أنه لما قفل من غزاته دخل ذلك الموضع
فرآهم في مغارة يصعد إليها من الأرض بسلم مقدار
ثلاثمائة ذراع، قال: فرأيتهم ثلاثة عشر رجلا وفيهم
غلام أمرد عليهم جباب صوف وأكسية صوف
وعليهم خفاف ونعال، فتناولت شعرات من جبهة
أحدهم فمددتها فما منعني منها شئ، والصحيح أن
أصحاب الكهف سبعة وإنما الروم زادوا الباقي من
عظماء أهل دينهم وعالجوا أجسادهم بالصبر وغيره على
ما عرفوه، وروى عن عبادة بن الصامت قال:
بعثني أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، سنة
استخلف إلى ملك الروم أدعوه إلى الاسلام أو
أوذنه بحرب، قال: فسرت حتى دخلت بلد الروم
فلما دنوت إلى قسطنطينة لاح لنا جبل أحمر قيل
61

إن فيه أصحاب الكهف والرقيم، ودفعنا فيه إلى دير
وسألنا أهل الدير عنهم فأوقفونا على سرب في الجبل،
فقلنا لهم: إنا نريد أن ننظر إليهم، فقالوا: أعطونا
شيئا، فوهبنا لهم دينارا، فدخلوا ودخلنا معهم في
ذلك السرب وكان عليه باب حديد ففتحوه فانتهينا
إلى بيت عظيم محفور في الجبل فيه ثلاثة عشر رجلا
مضطجعين على ظهورهم كأنهم رقود وعلى كل واحد
منهم جبة غبراء كساء أغبر قد غطوا بها رؤوسهم
إلى أرجلهم، فلم ندر ما ثيابهم أمن صوف أو وبر
أم غير ذلك إلا أنها كانت أصلب من الديباج وإذا
هي تقعقع من الصفاقة والجودة، ورأينا على أكثرهم
خفافا إلى أنصاف سوقهم وبعضهم منتعلين بنعال
مخصوفة، ولخفافهم ونعالهم من جودة الخزر ولين
الجلود ما لم ير مثله، فكشفنا عن وجوهم رجلا بعد
رجل فإذا بهم من ظهور الدم وصفاء الألوان كأفضل
ما يكون للاحياء وإذا الشيب قد وخط بعضهم
وبعضهم شبان سود الشعور وبعضهم موفورة شعورهم
وبعضهم مطمومة وهم على زي المسلمين، فانتهينا
إلى آخرهم فإذا هو مضروب الوجه بالسيف وكأنه
في ذلك اليوم ضرب، فسألنا أولئك الذين أدخلونا
إليهم عن حالهم فأخبرونا أنهم يدخلون إليهم في كل
يوم عيد لهم يجتمع أهل تلك البلاد من سائر المدن
والقرى إلى باب هذا الكهف فنقيمهم أياما من غير
أن يمسهم أحد فننفض جبابهم وأكسيتهم من التراب
ونقلم أظافيرهم ونقص شواربهم ثم نضجعهم بعد
ذلك على هيئتهم التي ترونها، فسألناهم من هم وما
أمرهم ومنذ كم هم بذلك المكان، فذكروا أنهم
يجدون في كتبهم أنهم بمكانهم ذلك من قبل مبعث
المسيح، عليه السلام، بأربعمائة سنة وأنهم كانوا
أنبياء بعثوا بعصر واحد وأنهم لا يعرفون من أمرهم
شيئا غير هذا، قال عبد الله الفقير إليه: هذا ما نقلته
من كتب الثقات، والله أعلم بصحته.
الرقي: بلفظ الرقي بمعنى الصعود: موضع في شعر ليلى:
فآنست خيلا بالرقى مغيرة
وقال ابن مقبل:
حتى إذا هبطت مدافع راكس
ولها بصحراء الرقي توالى
باب الراء والكاف وما يليهما
الركاء: بوزن جمع الركوة، وهو سقاء لماء:
موضع، عن ابن دريد، وابن فارس يفتح الراء،
وأنشد:
إذا بالركاء مجالس فسح
وقيل: هو واد في ديار بنى العجلان، وقال ثعلب:
الركا، مقصور، في قول الراعي:
وشاقتك بالخبتين دار تنكرت
معارفها إلا الرسوم البلاقعا
تلوح كوشم في يدي حارثية
بنجران أدمت للنسور الأشاجعا
بميثاء سألت من عسيب فخالطت
ببطن الركاء برقة وأجارعا (1)
قال: هو واد أكثر ابن مقبل من ذكره، ومن
قوله:
أأنت محيى الربع أم أنت سائله
بحيث افاضت في الركاء مسايله؟
سلا القلب عن أهل الركاء فإنه
على ما سلا خلانه وحلائله

(1) لا يمكن قصر الركاء، كما يقول المؤلف، لئلا يختل الوزن.
62

وبدل حالا بعد حال وعيشة
بعيشتنا ضيق الركاء فعاقله
ألا رب عيش صالح قد شهدته
بضيق الركاء إذ به من نواصله
إذ الدهر محمود السجيات تجتنى
ثمار الهوى منه ويؤمن غائله
ركاء: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، والمد: موضع
آخر، قال زهير:
جنبي عماية فالركاء فالعمقا
وأصلحه من الرك وهو المكان المضعوف الذي لم يمطر،
ومطر رك أي قليل، عن ابن شميل.
الركابية: كأنه منسوب إلى الركاب، وهي الإبل
خاصة: وهو موضع منه إلى المدينة عشرة أيام،
وقد ذهب بعضهم إلى أن الزيت الركابي منسوب إلى
هذا الموضع، وأراه وهما لان تلك النواحي قليلة
الزيت إنما يجلب إليها من الشام على الركاب فهو
منسوب إلى الركاب، هكذا قال الأزهري إنه
منسوب إلى الركاب.
ركاح: بالفتح، وآخره حاء مهملة، في شعر لبيد بن
ربيعة حيث قال:
وأسرع فيها قبل ذلك حقبة
ركاح فجنبا نقدة فالمغاسل
ركانة: مدينة لطيفة من عمل بلنسية بالأندلس،
قال ابن سقاء: أنشدني أبو محمد عبد الله بن محمد بن
معدان الركاني اليحصبي وهو من أهل الأدب وله
به عناية وكتب غير مقطعات من شعر وحج مرات
هو وأخوه على الركاني، لقيه السلفي أيضا.
الركايا: جمع ركية: موضع بعينه بنجد وبه مياه
لبنى نصر بن معاوية، وقيل: الركايا جمع ركية
مياه لبنى دهمان، وقال ابن جنى: لام الركية
واو، هي فعلية في معنى مفعولة، قيل: ركوت
الحوض أي أصلحته، قال:
قد ركت المركو حتى ابلندكا
الركب: من مخاليف اليمن
ركبان: بالتحريك: قرب وادى القرى.
ركبة: بضم أوله، وسكن ثانيه، وباء موحدة،
بلفظ الركبة التي في الرجل من البعير وغيره، وقال
ابن بكير: هي بين مكة والطائف، وقال القعنبي:
هو واد من أودية الطائف، وقيل: من أرض بنى
عامر بين مكة والعراق، وقيل: ركبة جبل
بالحجاز، وقال الزمخشري: هي مفازة على يومين من
مكة يسكنها اليوم عدوان، وعن الأصمعي أن ركبة
بنجد، وهي مياه لبنى نصر بن معاوية، قال الأصمعي:
ولبنى عوف بن نصر بنجد بركبة الركايا يقول لهم:
بركبة هذه المياه، يعنى الركايا أي لهم مياه يقال لهات الركايا،
وهي بينهم وبين بطون نصر كلها، وهي
عوف وهمدان والمدركاء بركبة لهم جميعا، قال
الواقدي: هو إذا رحت من غمرة تريد ذات
عرق، وقال الحفصي: ركبة بناحية السي،
ويقال: إن ركبة أرفع الأراضي كلها، ويقال:
إن التي قال ابن نوح: سآوي إلى جبل يعصمني من
الماء، يعنى ركبة، في كتاب فضائل مكة لابي سعيد
المفضل بن محمد بن تميم الجندي الهمداني بإسناد
له أن عمر بن الخطاب قال: لان أخطئ سبعين خطيئة
بركبة أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة.
ركضة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وضاد معجمة،
وهي ركضة جبرائيل: من أماء زمزم، والركض:
الدفعة بالرجل على الفراس والأرض وغير ذلك.
63

ركك: بفتح أوله وثانيه، وتكرير الكاف، وهو
فك رك، والرك المطر الضعيف: وهي محلة من
محال سلمى أحد جبلي طئ، قال الأصمعي:
قلت لاعرابي أين ركك؟ قال: لا أعرفه ولكن
ههنا ماء يقال له رك، فاحتاج ففك تضعيفه زهير:
رد القيان جمال الحي فاحتملوا
إلى الظهيرة أمر بينهم لبك
يغشى الحداد بهم وعث الكثيب كما
يغشى السفائن موج اللجة العرك
ثم استمروا وقالوا إن موعدكم
ماء بشرقي سلمى فيد أو ركك
وقد جاء في شعر عبيد كذلك فقال:
تغيرت الديار بذي الدفين
فأودية ا للوى فرمال لين
تبين صاحبي أترى حمولا
يشبه سيرها عوما لسفين
جعلن الفلج من ركك شمالا
ونكبن الطوى عن اليمين
رك: هو الذي قبله فك تضعيفه فأظهر وقال ركك،
وقد ذكرته قبل هذا.
ركلة: من عمل سرقسطة بالأندلس، ينسب إليها
عبد الله بن محمد بن درى التجيبي الركلي أبو محمد،
روى عن أبي الوليد الباجي وأبى مروان بن حيان
وأبى زيد عبد الرحمن بن سهل بن محمد وغيرهم،
وكان من أهل الأدب قديم الطلب، مات سنة 513.
الركن اليماني: من أركان الكعبة، إنما ذكر فيما
ذكره ابن قتيبة أن رجلا من اليمن يقال له أبي بن
سالم بناه، وأنشد لبعض أهل اليمن:
لنا الركن من بيت الحرام وراثة
بقية ما أبقى أبي بن سالم
ركن: بضمتين: موضع باليمامة في شعر زهير،
وقد يسكن ثانيه، قال زهير:
كم للمنازل من عام ومن زمن
لآل أسماء بالقفين فالركن
ركوبة: بفتح أوله، وبعد الواو باء موحدة،
والركوب والركوبة: ما يركب، يقال: ما له
ركوبة ولا حمولة: وهي ثنية بين مكة والمدينة
عند العرج صعبة سلكها النبي، صلى الله عليه وسلم،
عند مهاجرته إلى المدينة قرب جبل ورقان وقدس
الأبيض وكان معه، صلى الله عليه وسلم، ذو
البجادين فحدا به وجعل يقول:
تعرضي مدارجا وسومي
تعرض الجوزاء للنجوم
هذا أبو القاسم فاستقيمي
وقال بشر بن أبي خازم: سبته ولم تخش إلى فعلت به
منعمة من نشء أسلم معصر
هي الهم لو أن النوى أصقبت بها،
ولكن كرا في ركوبة أعسر
قالوا في تفسيره: ركوبة ثنية شاقة شديدة المرتقى،
وقال الأصمعي: ركوبة عقبة يضرب بها المثل فيقال:
طلب هذه المرأة كالكر في ركوبة، والكر:
الرجوع كما يكر الشئ عن الشئ، وقال الأصمعي
في موضع آخر: ركوبة عقبة عند العرج سلكها
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان دليله إليها
عبد الله ذو البجادين، فيقول: هذه المرأة مثلها لمن
أرادها مثل ركوبة فمن يستطيع أن يعود إلى
64

ركوبة، وأبو عمرو لا يعرف ركوبة، والله أعلم.
ركيح: تصغير ركح: وهو ركن من الجبل،
وركح كل شئ: جانبه، وهو اسم موضع في
شعر كثير:
من الروضتين فجنبي ركيح
كلفظ المضلة حليا مباثا
ركية لقمان: هو لقمان بن عاد: وهي ركية
بثاج قريب من البحرين بين البحرين واليمامة كانت
لبنى قيس بن ثعلبة ولعنزة فغلبت عليها بنو سعد،
وهي مطوية بحجارة الحجر أكبر من ذراعين، قال
الفرزدق من أبيات:
ولولا الحياء زدت رأسك هزمة
إذا سبرت ظلت جوانبها تغلى
بعيدة أطراف الصدوع كأنها
ركية لقمان الشبيهة بالدحل
باب الراء والميم وما يليهما
رما: موضع في أرض بنى عامر، عن نصر، قال
ابن مقبل:
أحقا أتاني أن عوف بن عامر
ببين رما يهدى إلى القوافيا؟
البين: قطعة من الأرض قدر مد البصر.
رماح: ذات الرماح: موضع قريب من تبالة، وقارة
الرماح في خبر، وذات الرماح: إبل لبعض الاحياء
سميت بذلك لعزها، عن نصر.
الرماحة: مائة في الرمل لقريط عند أجإ، عن نصر.
رماخ: بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره خاء معجمة،
والرمخ، بكسر أوله وفتح ثانيه: من أسماء الشجر
المجتمع، من كتاب العين، وقال ابن الأعرابي:
الشاة الرمخاء الكلفة بأكل الرمخ، وهو الخلال بلغة
طئ: وهو موضع بالدهناء، وقال العمراني: يقال
بالحاء المهملة، وقد جاء به ذو الرمة بالمهملة فقال:
وفي الأظعان مثل مها رماح
عليه الشمس فادرع الظلالا
وأنشد على الخاء:
وقد باتت عليه مها رماخ
حواسر ما تنام ولا تنيم
قلت أنا: إن صح رماخ، بالخاء، بالدهناء، فرماح،
بالحاء، في موضع آخر، وذلك لان الدهناء كلها
رمال، وقد جاء في شعر أعرابية أن الرماح حرتان
والحرار لا تكون في الرمال، قالت:
خليلي إن حانت بمورة ميتتي،
وأزمعتما أن تحفرا لي بها قبرا
ألا فاقريا منى السلام على فتى
وحرة ليلى لا قليلا ولا نزرا
سلام الذي قد ظن أن ليس رائيا
رماحا ولا من حرتيه ذرى خضرا
وقال كثير:
كأن القيان الغر وسط بيوتهم
نعاج بجو من رماح خلالها
لهم أنديات بالعشي وبالضحى،
بهاليل يرجو الراغبون نوالها
قال ابن حبيب في تفسير رماخ: بنجد، قال ابن
السكيت: رماخ نقا بالدهناء ويقال: نقا آخر
برمل الوركة، وهي عن يسار أضاخ من شرقيها،
والصحيح أن رماح، بالحاء، اسم موضع لا شك فيه
لقول جرير حيث قال:
65

أتصحو أم فؤادك غير صاح،
عشية هم صحبك بالرواح؟
تقول العاذلات علاك شيب،
أهذا الشيب يمنعني مراحي؟
يكلفني فؤادي من هواه
ظعائن يجتزعن على رماح
ظعائن لم يدن مع النصارى،
ولا يدرين ما سمك القراح
رمادان: تثنية رماد ثم عرب: جفر في الطريق لبنى
المرقع من بنى عبد الله بن غطفان عند القصيم، قال
جرير:
أخو اللوم ما دام الغضا حول عجلز،
وما دام يسقى في رمادان أحقف
وفى رواية ثعلب: رمادان، بالضم، في قول الراعي:
فحلت نبيا أو رمادان دونها
رعان وقيعان من البيد سملق
الرمادة: اشتقاقه معروف، وهي في عدة مواضع،
منها: رمادة اليمن، ينسب إليها أبو بكر أحمد بن
منصور الرمادي صاحب عبد الرزاق وأبا داود
الطيالسي، روى عنه عبد الله البغوي وابن صاعد،
رحل إلى الشام والعراق والحجاز، وكان ثقة، توفى
سنة 265 عن 83 سنة. ورمادة فلسطين: وهي
رمادة الرملة، ينسب إليها عبد الله بن رماحس
القيسي الرمادي، روى عن أبي عمرو زياد بن طارق
روى عنه أبو القاسم الطبراني. ورمادة المغرب، ينسب
إليها أبو عمرو يوسف بن هارون الكندي الرمادي
الشاعر القرطبي، والرمادة: بلدة لطيفة بين برقة
والإسكندرية قريبة من البحر لها سور ومسجد جامع
وبساتين فيها أنواع الثمار، وهي قريبة من برقة.
والرمادة أيضا: بلدة من وراء القريتين على طريق
البصرة وهو نصف الطريق من البصرة إلى مكة.
والرمادة أيضا: محلة كبيرة كالمدينة في ظاهر مدينة
حلب متصلة بالمدينة لها أسواق ووال برأسه. والرمادة
أيضا: محلة أو قرية من نواحي نيسابور. والرمادة
أيضا: قرية من قرى بلخ معروفة. والرمادة أيضا:
موضع في شق بنى تميم ولعلها في طريق البصرة، وقال
الحفصي: الرمادة وقرماء من قرى امرئ القيس بن
زيد مناة تميم باليمامة ذات نخيل. ورمادة أبيط:
سبخة بحذاء القصيبة بينها وبين الجنوب تفضى إليها
أودية الرغام ويؤخذ منها الملح، قال ذو الرمة:
أصيداء هل قيظ الرمادة راجع
لياليه أو أيامهن الصوالح؟
رماع: بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره عين مهملة،
وهو من اليرمع، وهو الحصى البيض التي تلالا في
الشمس، الواحدة رمعة، قال: والرماع بلفظ هذا
وجع يعترض في ظهر الساقي حتى يمنعه من السقي:
وهو موضع، عن ابن دريد.
رماغ: بضم أوله، وتشديد ثانيه، وآخره غين معجمة،
وهو في اللغة مرتجل لهذا الموضع، عن ابن دريد.
رمان: بلفظ الرمان الفاكهة التي تؤكل، وسيبويه
يحكم في رمان بزيادة النون حملا على الأكثر وهو
الزيادة وقياسه أنه من رممت الشئ إذا جمعت أجزاءه،
ويقول: كل ما كان على حرفين ثانيهما مضاعف وبعده
ألف ونون فهما زائدتان، قصر الرمان: بنواحي
واسط القصب التي بكسكر وهو واسط العراق،
ينسب إليه أبو هاشم يحيى بن دينار الرماني يعد في
التابعين، رأى أنس بن مالك وسمع جماعة من التابعين،
كذا قاله أسلم بن سهل بحشل الواسطي في تاريخ
66

واسط، وهو أعرف بأهل بلده، وقد نسب إليه
الأمير ابن ماكولا وتبعه أبو سعد السمعاني أبا الحسن
علي بن عيسى الرماني النحوي.
الرمانتان: بضم أوله، وتشديد ثانيه، في قول عرقل
ابن الحطيم العكلي:
لعمرك للرمان إلى بثاء
فحزم الأشيمين إلى صباح (1)
قال السكرى: هذه الموضع دون هجر في بلاد
سعد وكانت قبل لعبد القيس، وتمامها:
وأودية بها سلم وسدر،
وحمض هيكل هدب النواحي
أسافلهن ترفض في سهوب،
وأعلاهن في لجف وراح
نحل بها وننزل حيث شئنا
بما بين الطريق إلى رماح
أحب إلى من آطام جو
ومن أطوابها ذات المناحي
ورمان أيضا في بعض الروايات: موضع يعرف
برمانتين، وهما هضبتان في بلاد بنى عبس، قال:
على الدار بالرمانتين تعوج
كذا قال العمراني.
رمان: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وهو فعلان من
رممت الشئ أرمه وأرمه رما ومرمة إذا
أصلحته: وهو جبل في برد طئ في غربي سلمى
أحد جبلي طئ، وإليه انتهى فل أهل الردة يوم
بزاخة فقصدهم خالد بن الوليد، رضي الله عنه،
فرجعوا إلى الاسلام، وهو جبل في رمل، وهو
مأسدة، قال الأسدي:
وما كل ما في النفس للناس مظهر،
ولا كل ما لا نستطيع نذود
فكيف طلابي ود من لو سألته قذى العين لم يطلب وذاك زهيد
ومن لو رأى نفسي تسيل لقال لي:
أراك صحيحا والفؤاد جليد
فيا أيها الريم المحلى لبانه
بكرمين كرمى فضة وفريد
أجدى لا أمشى برمان خاليا
وغضور إلا قيل أين تريد
وقال طفيل الغنوي:
وكان هريم من سنان خليفة
وحصن، ومن أسماء لما تغيبوا
ومن قيس الثاوي برمان بيته،
ويوم حقيل فاد آخر معجب
قيس الثاوي هو قيس بن جندع وهي أمه، وهو قيس
ابن يربوع بن طريف بن خرشبة بن عبيد بن سعد بن
كعب بن حلان بن غنم بن غنى، وقال الكلبي: هو
قيس الندامى بن عبد الله بن عميلة بن طريف بن
خرشبة، وكان فارسا جيدا قاد ورأس فكان قدم على
بعض الملوك فقال الملك: لأضعن تاجي على رأس
أكرم العرب، فوضعه على رأس قيس وأعطاه ما
شاء ثم خلى سبيله فلقيته طئ برمان راجعا إلى أهله
فقتلوه ثم عرفوه بعد وذكروا أيادي كانت له عندهم
فندموا ودفنوه برمان وبنوا عليه بيتا، قال أبو صخر
الهذلي في بعض الروايات:
ألا أيها الركب المخبون هل لكم
بساكن أجراع الحمى بعدنا خبر؟

(1) الرسان مخفف في هذا البيت لا مشدد.
67

فقالوا: طوينا ذاك ليلا وإن يكن
به بعض من تهوى فما شعر السفر
خليلي هل يستخبر الرمث والغضا
وطلح الكدى من بطن رمان والسدر
الرمث: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره ثاء
مثلثة: مرعى من مراعى الإبل وهو من الحمض،
واسم واد لبنى أسد، قال دريد بن الصمة:
ولولا جنون الليل أدرك ركضنا
بذي الرمث والأرطى عياض بن ناشب
وقال لبيد:
بذي شطب أحداجها قد تحملوا
وحث الحداة الناعجات الذواملا
بذي الرمث والطرفاء لما تحملوا
أصيلا وعالين الحمول الحوافلا
رمشة: ماء ونخل لبنى ربيعة، عن الحفصي، باليمامة.
رمجار: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وجيم، وآخره
راء: محلة من نواحي نيسابور، ينسب إليها جماعة
من أهل العلم، منهم: أبو محمد إسماعيل بن أبي
القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر صالح القارى
الرمجاري، ذكره أبو سعد في التحبير وروى عنه،
ومات بنيسابور في رمضان سنة 531.
رمح: بلفظ الرمح الذي يطعن به ذات رمح: قرية
بالشام، وذات رمح: أبرق أبيض في ديار بنى كلاب
لبنى عمرو بن ربيعة، وعنده البتيلة ماء لهم، ودارة
رمح منسوبة إليه، قال ذلك نصر، وقال ناهض بن
ثومة وثناه على عادتهم في مثل ذلك:
فما العهد من أسماء إلا محلة،
كما خط في ظهر الأديم الرواقش
برمحين أو بالمنحنى دب فوقها
سفا الريح أو جذع من السيل خادش
الرمد: رمال بإقبال الشيحة، وهي رملة بين ذات
العشر وبين الينسوعة.
الرمص: بفتح أوله وثانيه، وصاد مهملة، وهو وسخ
يجتمع في الموق: وهو موضع، عن ابن دريد.
رمطة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وطاء مهملة:
اسم أعجمي لقلعة حصينة بجزيرة صقيلة بينهما ثمانية
أيام، هي بعيدة من البحر فوق جبل وفيها آثار
الماء، كان فتحها الحسن في سنة 354 وسكنها
المسلمون وأقام محاصرا لها واحدا وعشرين شهرا.
رمع: بكسر أوله، وفتح ثانيه، وعين مهملة،
مرتجل: موضع باليمن، وقيل: هو جبل باليمن،
وقال نصر: رمع قرية أبى موسى ببلاد الأشعريين
من اليمن قرب غسان وزبيد وقال ابن الدمينة:
يتلو وادى زبيد رمع، وهو واد حار ضيق،
أوله من أشراف جمران وغربي ذي خشران
إلى وادى الشجنة ويهريق فيه من يمينه جنوب
ألهان وأنس ومن شماليه شمالي بلد جمع
وسرية حتى يرد سحنان فسلك بين جبلين العركة
وجبلان ريمة فظهر فذوال فسقى مزارعها
إلى البحر، وفى أسفل رمع موضع الماء الذي كان
يسمى غسان، قال أبو دهبل الجمحي يمدح الأزرق
ابن عبد الله المخزومي وقد عزل عن اليمن:
ماذا رزئنا، غداة الخل من رمع
عند التفرق، من خيم ومن كرم
ظل لنا واقفا يعطى فأكثر ما
قلنا وقال لنا في بعده نعم (1)

(1) في هذا البيت إقواء.
68

ثم انتحى غير مذموم وأعيننا
لما تولى، بدمع واكف سجم
رمكان: بفتح أوله وثانيه، وآخره نون، يقال:
رمك بالمكان يرمك رموكا أقام به، وأرمكته
أنا: وهو موضع، عن ابن دريد.
الرمل: قال العمراني: الرمل موضع بعينه في شعر
زهير. ورمل مسهل: موضع في قول طفيل الغنوي:
تضل المداري في ضفائرها العلى
إذا أرسلت أو هكذا غير مرسل
كأن الرعاث والسلوس تصلصلت
على خششاوي جابة القرن معزل
أملت شهور الصيف بين إقامة
دلولا لها الوادي ورمل مسهل
الرملة: واحدة الرمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت
قصبتها قد خربت الآن، وكانت رباطا للمسلمين،
وهي في الاقليم الثالث، طولها خمس وخمسون درجة
وثلثان، عرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلثان،
وقال المهلبي: الرملة من الاقليم الرابع، وقد
نسب إليها قوم من أهل العلم. والرملة: محلة خربت
نحو شاطئ دجلة مقابل الكرخ ببغداد. والرملة أيضا:
قرية لبنى عامر من بنى عبد القيس بالبحرين. والرملة:
محلة بسرخس، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو
القاسم صاعد بن عمر الرملي شيخ عالم، سمع السيد
ابا المعالي محمد بن زيد الحسيني والسيد أبا القاسم على
ابن موسى الموسوي وغيرهما، ذكره أبو سعد في
مشيخته قال: توفى في حدود سنة 570. ورملة بنى
وبر: في أرض نجد، ينسب إلى وبر بن الأضبط بن
كلاب، فأما رملة فلسطين فبينها وبين البيت المقدس
ثمانية عشر يوما، وهي كورة من فلسطين، وكانت
دار ملك داود وسليمان ورحبعم بن سليمان، ولما ولى
الوليد بن عبد الملك وولى أخاه سليمان جند فلسطين
نزل لد ثم نزل الرملة ومصرها، وكان أول ما بنى
فيها قصره ودارا تعرف بدار الصباغين واختط المسجد
وبناه، وذكر البشاري أن السبب في عمارته لها أنه
كان له كتب يقال له ابن بطريق سأل أهل لد جارا
كان للكنيسة أن يعطوه إياه وبيني فيه منزلا له فأبوا
عليه، فقال: والله لأخربنها، يعنى الكنيسة، ثم
قال لسليمان: إن أمير المؤمنين، يعنى عبد الملك،
بنى في مسجد بيت المقدس على هذه الصخرة قبة
فعرف له ذلك وإن الوليد بنى مسجد دمشق فعرف
له ذلك فلو بنيت مسجدا ومدينة ونقلت الناس إلى
المدينة، فبنى مدينة الرملة ومسجدها فكان ذلك
سبب خراب لد، فلما مات الوليد واستخلف
سليمان بن عبد الملك وكان موضعها رملة، فسليمان
اختطها وصار موضع بلد الرملة بعد الصباغين آبارا
عذبة ولم تكن الرملة قبل سليمان بن عبد الملك،
أذن للناس أن يبنوا فبنوا مدينة الرملة واحتفر لهم
القناة التي تدعى بردة واحتفر أيضا آبارا عذبة وصارت
بعد ذلك لورثة صالح بن علي لأنها قبضت مع
أموال بنى أمية، وكان بنو أمية ينفقون على آبار
الرملة وقناتها، فلما استخلف بنو العباس أنفقوا عليها
أيضا، وكان الامر في تلك النفقة يخرج في كل سنة
من خليفة بعد خليفة، فلما استخلف المعتصم أسجل
بذلك سجلا فانقطع الاستئمار وصارت النفقة يحتسب
بها للعمال، وشربهم من الآبار الملحة، والمترفون
لهم بها صهاريج مقفلة، وكانت أكثر البلاد صهاريج
مع كثرة الفواكه وصحة الهواء، واستنقذها صلاح
الدين يوسف بن أيوب في سند 583 من الإفرنج
وخربها خوفا من استيلاء الإفرنج عليها مرة أخرى
69

في سنة 587، وبقيت على ذلك الخراب إلى الآن،
وكان أبو الحسن علي بن محمد التهامي الشاعر أقام بها
وصار خطيبها وتزوج بها وولد له ولد فمات بها فقال
يرثيه:
أبا الفضل طال الليلي أم خانني صبري
فخيل لي أن الكواكب لا تسرى؟
أرى الرملة البيضاء بعدك اظلمت
فدهري ليل ليس يفضى إلى فجر
وما ذاك إلا أن فيه وديعة
أبى ربها أن تسترد إلى الحشر
بنفسي هلال كنت أرجو تمامه،
فعاجله المقدار في غرة الشهر
وهي قصيدة ذكرتها في كتابي في أخبار الشعراء مع
أختها:
حكم المنية في البرية جاري
وقد سكن الرملة جماعة من العلماء والأئمة فنسبوا
إليها، منهم: أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن
عبد الله بن موهب الرملي الهمداني، روى عن الليث
ابن سعد والمفضل بن فضالة، وروى عنه أبو العباس
محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبو زرعة الرازي،
ومات سنة 232، وموسى بن سهل بن قادم أبو
عمران الرملي أخو علي بن سهل، سمع يسرة بن
صفوان وأبا الجماهر وآدم بن أبي إياس وجماعة
غيرهم من هذه الطبقة، روى عنه أبو داود في سننه
وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو بكر بن
خزيمة وغيرهم، مات بالرملة سنة 262 في جمادى
الأولى، و عبد الله بن محمد بن نصر بن طويط،
ويقال طويث، أبو الفضل البزاز الرملي الحافظ،
سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد
ابن أحمد بن ذكوان ووارث بن الفضل العسقلاني
ونوح بن حبيب القومسي وغيرهم، روى عنه أبو
أحمد بن عدى وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو عمرو
فضالة وأبو بكر عبد الله بن خيثمة بن سليمان
الأطرابلسي وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم،
وهذه الرملة أراد كثير بقوله،
حموا منزل الاملاك من مرج راهط
ورملة لد أن تباح سهولها
لان لد مدينة كانت قبل الرملة خربت بعمارتها.
رمم: بكسر أوله، وفتح ثانيه، جمع رمة، وهي
العظام البالية، والرم واحدته رمة والجمع رمم:
ما في البر من النبات وغيره، ومن هذا مأخوذ اسم
هذا الوادي، وقرأته في شعر مضري رمم بفتح
أوله، قال مضرس بن ربعي:
ولم أنس من ريا غداة تعرضت
لنا دون أبواب الطراف من الأدم
تعرض حوراء المدامع ترتعي
تلاعا وغلانا سوائل من رمم
عشية تبليغ المودة بيننا
بأعيننا من غير عي ولا بكم
رم: بضم أوله، قال ابن السكيت في قوله: ما له
ثم ولا رم، الثم: قماش البيت، والرم: مرمة
البيت، قال أبو عبيدة: رم، بضم الراء، بئر بمكة
من حفائر مرة بن كعب ثم من حفائر كلاب من
مرة حفر رم والحفر، وهما بئران بظاهر مكة
ومنهما كانوا يشربون قبل أن يهبطوا البطحاء ثم
سموا برم وبالحفر بعد ذلك غيرهما حين احتفروا
70

بالبطحاء، وهي عند دار خديجة زوجة النبي، صلى
الله عليه وسلم.
رم: بكسر أوله، وتشديد ثانيه، وهو ما في البر
من النبات وغيره، والرم أيضا: بناء بالحجاز في
شعر هذيل، قال حذيفة بن أنس الهذلي:
ونحن جزرنا نوفلا فكأنما
جزرنا حمارا يأكل القرف أصحرا
جزرنا حمارا يأكل القرف صادرا،
تروح عن رم واشبع غضورا
الغضور: شجر.
رم: بفتح أوله: وتشديد ثانيه، وجمعه رموم،
وتفسير الرموم محال الأكراد ومنازلهم بلغة فارس:
وهي مواضع بفارس، منها: رم الحسن بن
جيلويه يمسى رم البازنجان، وهو من شيراز على
أربعة عشر فرسخا. ورم أردام بن جوانا به: من
شيراز على ستة وعشرين فرسخا. ورم القاسم بن
شهريار ويسمى الكوريان: من شيراز على خمسين
فرسخا. ورم الحسن بن صالح ويسمى رم السوران:
من شيراز على سبعة فراسخ، قال ذلك ابن الفقيه،
ولعل هذه الإضافة قد زالت بزوال من أضيف إليه،
وقال البشاري: بفارس رم الأكراد ولها رستاق
ونهر وهي وسط الجبال ذات بساتين ونخيل وفواكه
وخيرات، قال: ورم أحمد بن صالح ويسمى
الزيزان، وقال الإصطخري: رموم فارس خمسة،
ولكل واحد منها مدن وقرى مجتمعة قد تضمن
خراج كل ناحية رئيس من الأكراد والزموا إقامة
رجال لبذرقة القوافل وحفظ الطريق ولنوائب
السلطان إذا عرضت، وهي كالممالك: الأول رم
جيلويه يعرف برم الزنيجان اسم قبيلة من الأكراد
فإن مكانه في الناحية التي تلى أصبهان وهي تأخذ
طرفا من كورة إصطخر وطرفا من كورة أرجان
فحد ينتهى إلى البيضاء وحد ينتهى إلى حدود أصبهان
وحد ينتهى إلى حدود خوزستان وحد ينتهى إلى
ناحية سابور، وكل ما وقع في هذه من المدن والقرى
فمن هذا الرم ويتاخمهم في عمل أصبهان، الثاني
رم شهريار وهو رم البازنجان وهو رم جيل من
الأكراد وهم من البازنجان رهط شهريار وليس من
البازنجان هؤلاء أحد في عمل فارس إلا أن لهم بها
ضياعا وقرى كثيرة، الثالث رم الزيزان للحسن بن
صالح وهو في كورة سابور فحد منه ينتهى إلى
أردشير خره وتليه حدود تطيف بها كورة سابور،
وكل ما كان من المدن والقرى في أضعافها فهي منها،
الرابع رم الريحان لأحمد بن الليث وهي في كورة
أردشير خره فحد منه يلي البحر ويحيط بثلاثة حدوده
الاخر كورة أردشير خره، وما وقع في أضعافه
من المدن والقرى فهي منه، الخامس رم الكاريان
فحد منه ينتهى
إلى رم الريحان وحد يتصل بحدود كرمان ومنه إلى
أردشير خره وهي كلها في أردشير خره.
الرمة: بضم أوله، وتشديد ثانيه وقد يخفف، ولفظ
الأصمعي في كتابه: ما ارتفع من بطن الرمة،
يخفف ويقل هذا لفظه، فهو نجد، والرمة، فضاء،
وقد ذكرنا أن الرمة ما بقي من الحبل بعد تقطعه،
وجمعه رمم، ومنه سمى ذو الرمة لأنه قال في
أرجوزة له:
أشعث مضروب القفا موتود
فيه بقايا رمة التقليد
يعنى ما بقي في رأس الوتد من رمة الطنب المعقود
71

فيه، ومن هذا يقال: أعطيته الشئ برمته أي
بجماعته، وأصله الحبل يقلد به البعير، يعنى أعطاه
البعير بحبله، وأما الرمة، بالتخفيف، فذكره أبو
منصور في باب ورم وخففه ولم يذكر التشديد
وقال: بطن الرمة واد معروف بعالية نجد، وقال
أبو عبيد السكوني: في بطن الرمة منزل لأهل البصرة
إذا أرادوا المدينة بها يجتمع أهل الكوفة والبصرة
ومنه إلى العسيلة، وقال غيره: أصل الرمة واد
يصب من الدهناء وقد ذكر في الدهناء، وقال
ابن دريد: الرمة قاع عظيم بنجد تنصب فيه أودية،
ويقال بالتخفيف، وقال العاصمي: سمعت أبا المكارم
الأعرابي وابن الأعرابي يقولان الرمة طويلة عريضة
تكون مسيرة يوم تنزل أعاليها بنو كلاب ثم تنحدر
فتنزل عبس وغيرهم من غطفان ثم تنحدر فتنزل بنو
أسد، وفى كتاب نصر: الرمة، بتخفيف الميم، واد
يمر بين أبانين يجئ من المغرب، أكبر واد بنجد يجئ
من الغور والحجاز أعلاه لأهل المدينة وبنى سليم
ووسطه لبنى كلاب وغطفان وأسفله لبنى أسد وعبس
ثم ينقطع في رمل العيون ولا يكثر سيله حتى يمده
الجريب واد لكلاب، وقال الأصمعي: الرمة واد
يمر بين أبانين يستقبل المطلع ويجئ من المغرب وهو
أكبر واد بعمله. والرمة، يخفف ويثقل: فضاء
تدفع فيه أودية كثيرة وهي أول حدود نجد، وأنشد:
لم أر ليلة كليل مسلمه
أنى اهتديت والفجاج مظلمه
لراكبين نازلين بالرمه
فهذا شاهد على التخفيف وهو أشيع وأكثر، قال
الأصمعي: بطن الرمة واد عظيم يدفع عن يمين فلجة
والدثينة حتى يمر بين أبانين الأبيض والأسود وبينها
نحو ثلاثة أيام، قال: ووادي الرمة يقطع بين
عدنة والشربة فإذا جزعت الرمة مشرقا أخذت
في الشربة وإذا جزعت الرمة في الشمال أخذت في
عدنة، وبين الرمة والجريب واد يصب في الرمة،
والذي قرأته في كتاب الأصمعي في جزيرة العرب
رواية ابن دريد عن عبد الرحمن بن عمة وقد ذكر
نجدا فقال: وما ارتفع من بطن الرمة، يخفف ويثقل
هذا لفظه، فهو نجد، قال: والرمة، فضاء تدفع فيه
أودية كثيرة، وتقول العرب على لسان الرمة:
كل بني فإنه يحسيني
إلا الجريب فإنه يرويني
وبين أسفل الرمة وأعلاها سبع ليال من الحرة حرة
فدك إلى القصيم وحرة النار، قال: والرمة تجئ
من الغور والحجاز، فأعلى الرمة لأهل المدينة وبنى
سليم ووسطها لبنى كلاب وغطفان وأسفلها لبنى أسد
وعبس ثم ينقطع في الرمل رمل العيون، وما بين
الرمة والجريب يقال له الشربة كما يذكره، وقال
أبو مهدي الأعرابي: تقول العرب قالت الرمة حيث
كانت تتكلم: كل بنى يسقين
حسية فيهنين
غير الجريب يروين
قال: وذاك أن الرمة لا يكثر ماؤها وسيلها حتى
يمدها الجريب، وقالت امرأة كانت تنسج:
لشقتي أعظم من بطن الرمه
لا تستطيع مثلها بنت أمه
إلا كعاب طفلة مقومه
رميا: بكسر أوله وثانيه وتشديد ميمه ويائه المعجمة
باثنتين من تحت: موضع.
72

رميان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، قال العمراني:
موضع، فيه نظر، عن ابن دريد
رميتان: ماء ونخل باليمامة لعمارة بن عقيل بن بلال بن
جرير الشاعر.
الرميثة: ماء لبنى سيار بن عمرو بن جابر من بنى
مازن بن فزارة، قال النابغة:
وعلى الرميثة من سكين حاضر،
وعلى الدثينة من بنى سيار
رميص: بالصاد المهملة، وضم أوله، وفتح ثانيه،
كأنه تصغير رمص، وهو قذى العين: اسم بلد.
رميلة: تصغير رملة، قال السكوني: هو منزل
في طريق البصرة إلى مكة بعد ضرية نحو مكة ومنها
إلى الأبرقين. والرميلة أيضا: قرية بالبحرين لبنى
محارب بن عمرو بن وديعة العبقسيين، قال السمعاني:
الرميلة من قرى بيت المقدس، وقد نسب إليها أبو
القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي الرميلي، رحل
إلى الشام والعراق والبصرة وأكثر السماع من الشيوخ،
سمع ببغداد من أصحاب المخلص وعيسى الوزير
ورجع إلى بيت المقدس فأقام إلى أن مضى شهيدا
على يد الإفرنج، خذلهم الله تعالى، يوم دخولهم
بيت المقدس سنة 492.
رمي: كأنه تصغير الرمي، ياؤه مشددة، وأوله
مضموم، وثانيه مفتوح: موضع.
باب الراء والنون وما يليهما
رنان: بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره أيضا نون:
قرية من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو نصر إسماعيل
ابن محمد بن أحمد بن أبي الحسن الرناني الصوفي
الأصبهاني، سافر وسمع الحديث، وسمع بأصبهان
أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني وغيره، توفى
سنة 531، وأبو العباس أحمد بن محمد بن هالة
الرناني، كان مقرئا فاضلا، قرأ القرآن على أبي على
الحداد وأبى العز الواسطي وختم عليه خلق كثير،
سمع الحديث الكثير من الحافظ إسماعيل بن محمد
ابن الفضل وغانم بن أبي نصر البرجي وغيرهما،
وتوفى عائدا من مكة بالحلة المزيدية سنة 535،
وأحمد بن محمد بن أحمد الرناني استجازه السمعاني.
رنبويه: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة،
وبعد الواو ياء مثناة من تحت مفتوحة: وهي قرية
قرب الري، بها مات علي بن حمزة الكسائي النحوي
ومحمد بن حسن الشيباني صاحب أبي حنيفة فدفنا بها،
وكانا خرجا صحبة الرشيد فقال: اليوم دفنت الفقه
والنحو برنبويه، وقيل: إن الكسائي دفن بسكة
حنظلة بالري في سنة 182، وقيل: سنة 189، عن
محمد بن الجهم السمري عن الفراء.
رند: بفتح أوله، وسكون ثانيه: اسم نبت طيب
الريح، وذو رند: موضع بين فلجد الزجيج
على جادة حاج البصرة، عن نصر.
رندورد: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الدال
المهملة، وفتح الواو، وسكون الراء: موضع قرب
بغداد، وقد روى بالزاي وهو الصحيح، وقد رواه
العمراني بالراء، قال: ويروى بالزاي.
ندة: بضم أوله، وسكون ثانيه: معقل حصين
بالأندلس من أعمال تاكرنا، وهي مدينة قديمة
على نهر جار وبها زرع واسع وضرع سابغ، قال
السلفي، أبو الحسن سقى بن خلف بن سليمان الأسدي
الرندي كان يتردد إلى بعد رجوعه من الحجاز سنة
530، وقال: إن رندة حصن بين إشبيلية ومالقة
73

وكان ظاهر الخير سمع بالأندلس ورجع إلى بلده،
وأبو علي عمر بن محمد الرندي الأديب، حدث عن
محمد بن إبراهيم الفخاري وأبى زيد السهيلي، وكان
شيخا فاضلا من أهل مالقة.
الرنقاء: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم قاف، وألف
ممدودة، وهو تأنيث الرنق، وهو الكدر: وهو
موضع في بلاد بنى عامر بن صعصعة، وقيل: الرنقاء
قاع لا ينبت شيئا بين دار خزاعة ودار سليم، وقال
السكرى في فسر قول القتال:
عفت أجلى من أهلها فقليبها
إلى الدوم، فالرنقاء قفرا كثيبها
الرنقاء: ماء لبنى تيم الأدرم بن غالب بن فهر بن
مالك من قريش، هذه الأبيات بعد البيت المذكور:
وقد ينتحيني الخيل يوما فأنتحي
كواعب أترابا مراضا قلوبها
بهن من الداء الذي أنا عارف،
ولا يعرف الأدواء إلا طبيبها
سمعت وأصحابي بذي النخل نازلا
وقد يشعف النفس الشعاع حبيبها
دعاء بذي البردين من أمر طارق
فيا عمرو! هل تدنو لنا فنجيبها؟
وقال الأصمعي: في جبال مكة جبل رنقاء هو
المتصل بجبل نبهان إلى حائط عوف.
رنوم: بفتح أوله، وهو فعول من الرنم، وهو
الصوت، وقد رنم، بالكسر، وقد ترنم إذا رجع
الصوت: موضع.
رنة: قال العمراني: هو أعظم بلد بالأندلس، وأظنه
غلطا إنما هو رية.
رنية: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت خفيفة، يقال: رنا إليه يرنو رنوا إذا أدام
النظر، يقال: ظل رانيا وأرناه غيره، فيجوز أن
يكون رنية من ران كأنه مرة واحدة: وهي
قرية من حد تبالة، عن أبي الأشعث الكندي،
يسكنها بنو عقيل، وهي قرب بيشة وتثليث وببمبم
وعقيق تمرة، وكلها لبنى عقيل، ومياهها بشور،
والبشور: الأحساء تجرى تحت الحصى على مقدار
ذراعين وذراع وربما أثارته الدواب بحوافرها.
باب الراء والواو وما يليهما
الرواء: بفتح الراء، والمد، يقال: ماء رواء أي
عذب، قال الزفيان:
يا أبلى ما ذامه قناتيه
ماء روى ونصي حوليه
وإذا كسرت رواء قصرته وكتبته بالياء فقلت ماء
روى، والرواء: من أسماء بئر زمزم، روى عن
عبد المطلب: أرى في المنام أن احفر الرواء على رغم
الأعداء.
روابي بنى تميم: من نواحي الرقة، عن نصر.
الرواح: بفتح أوله، وآخره حاء، وهو نقيض الغدو:
اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل، وقد يكون
مصدر راح يروح رواحا، وهو نقيض قولك غدا
يغدو غدوا: وهو اسم موضع بعينه.
الرواطي: بفتح أوله، مرتجل: اسم مواضع.
رؤاف: اسم ضفيرة، وهو شئ كالمسناة على شفير
الوادي أعني الضفيرة، وأما رؤاف فيجوز أن يكون
من راف البدوي إذا سكن الريف، قال ابن مقبل:
74

فلبده مر القطار ورخه
نعاج رؤاف قبل أن يتشددا
وبرد ورؤاف: جبلان مستديران في مفازة بين
تيماء وجفر عنزة، قال قيس بن الخطيم:
ألفيتهم يوم الهياج كأنهم
أسد ببيشة أو بغاب رؤاف
رؤام: بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وهو من أبنية
الا دواء كسعال وهيام وهزال، قال عبيد بن
الأبرص:
حلت كبيشة بطن ذات رؤام
وعفت منازلها بجو برام
بادت معالمها وغير رسمها
هوج الرياح وحقبة الأيام
وقال الراعي: فكتلة فرؤام من مساكنها،
فمنتهى السيل ن بنيان فالحبل
رواوة: بضم أوله، وتكرير الواو، بوزن زرارة:
موضع في جبال مزينة، قال ابن السكيت: رواوة
والمنتضى وذو السلائل أودية بين الفرع والمدينة،
قال كثير:
وغير آيات ببرق رواوة
تنائى الليالي والمدى المتطاول
ظللت بها تغضي على حد عبرة،
كأنك من تجريبك الدهر جاهل
وقال ابن هرمة:
حي الديار بمنشد فالمنتضى،
فالهضب هضب رواوتين إلى لاي
ثناة لإقامة الوزن، وهم يفعلون ذلك كثيرا جدا
رؤب: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء موحدة:
موضع بقرب سمنجان من نواحي بلخ، ينسب
إليه إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله الرؤبي، روى
عنه وكيع وعباس بن بكار.
روبا: قرية من قرى دجيل بغداد، ينسب إليها أبو
حامد طيب بن إسماعيل بن علي بن خليفة بن حبيب
ابن طيب بن محمد بن إبراهيم الروبائي الحربي، حدث
عن القاضي أبى بكر محمد بن عبد الباقي قاضي المارستان
وأبى القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف النجار، توفى
في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة 600،
ومولده سنة 524، وكان سماعه صحيحا، وأبو عبد
الله محمد بن عمر بن خليفة العطار الحربي الروبائي،
سمع من أبى المظفر هبة الله بن أحمد الشبلي وأبى
على أحمد بن محمد الرحبي وعبد الأول و عبد الرحمن
ابن زيد الوراق وأجاز له محمد بن ناصر الحافظ،
قال ابن نقطة: ذكر لي أن أصله من واسط قرية
بدجيل، ثم قال بعد سنين: إنه من روبا، وهي
من قرى دجيل، والله أعلم.
روبانجاه: بضم أوله، وبعد الواو باء موحدة، وبعد
الألف نون ثم جيم: قرية من بلخ، ينسب إليها
روبانجاهي وروبانشاهي وروبنشاهي، كله واحد،
عن السمعاني.
روبنج: بضم أوله، وبعد الواو الساكنة باء موحدة
ثم نون، وآخره جيم: موضع بفارس.
روتنك: بلدة من نواحي مكران، والله أعلم.
روثان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وثاء مثلثة،
وآخره نون: موضع جاء في الشعر، قيل أراد به
الروثة المذكورة بعد.
روثة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وثاء مثلثة:
اسم بلد في ديار بنى أسد له ذكر في أشعارهم، والروث
75

من الدواب معروف، والروثة: أرنبة الانف أيضا
أي طرفه.
الروج: بالضم، والجيم: كورة من كور حلب
المشهورة في غربيها بينها وبين المعرة، ولها ذكر
في الاخبار.
الروحاء: الروح والراحة من الاستراحة، ويوم
روح أي طيب، وأظنه قيل للبقعة روحاء أي طيبة
ذات راحة، وقدر روحاء: في صدرها انبساط،
وقصعة روحاء: قريبة القعر، ويعضد ما قلناه ما
ذكره ابن الكلبي قال: لما رجع تبع من قتال أهل
المدينة يريد مكة نزل بالروحاء فأقام بها وأراح
فسماها الروحاء وسئل كثير لم سميت الروحاء
روحاء فقال: لانفتاحها ورواحها: وهي من عمل
الفرع على نحو من أربعين يوما، وفي كتاب
مسلم بن الحجاج: على ستة وثلاثين يوما، وفى
كتاب ابن أبي شيبة: على ثلاثين يوما، وقالت
أعرابية من شعر قد ذكر في الدهناء:
وإن حال عرض الرمل والبعد دونهم
فقد يطلب الانسان ما ليس رائيا
يرى الله أن القلب اضحى ضميره
لما قابل الروحاء والعرج قاليا
والنسبة إليها روحاوي، وقال بعض الاعراب قيل
هو ابن الرضية:
أفى كل يوم أنت رام بلادها
بعينين إنساناهما غرقان
إذا اغرورقت عيناي قال صحابتي
لقد أولعت عيناك بالهملان
ألا فاحملاني، بارك الله فيكما،
إلى حاضر الروحاء ثم ذراني
والروحاء: قرية من قرى بغداد على نهر عيسى قرب
السندية، والله أعلم.
روحا: قرية من قرى الرحبة لا يقول أهلها إلا
مقصورا، ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن
سلامة الروحاني المقرى الرحبي، كان موصوفا بجودة
القراءة والمعرفة بوجوهها، صحب الصوفية ورحل
في طلب الحديث ثم استوطن مصر إلى أن مات بها،
ولم يزل يسمع إلى أن مات، ذكره السلفي في معجم
السفر وأثنى عليه كثيرا.
الروحان: وإليه تضاف برقة وقد ذكرت، وهو
بفتح أوله، وبعد الواو حاء مهملة، قال السكرى:
الروحان أقصى بلاد بنى سعد، وقال الحفصي:
الروحان ارض وواد باليمامة في شرح قول جرير:
ترمى بأعينها نجدا وقد قطعت
بين السلوطح والروحان صوانا
يا حبذا جبل الريان من جبل،
وحبذا ساكن الريان من كانا!
روحين: بضم أوله، وسكون ثانيه، وكسر الحاء
المهملة، وياء مثناة من تحت، وآخره نون: قرية
من جبل لبنان قريبة من حلب وفى لحف الجبل مشهد
مليح يزار، يقال إن فيه قس بن ساعدة الإيادي،
وهو مشهد مقصود للزيارة وينذرون له نذورا وعليه
وقف، وقيل في روحين قبر شمعون الصفا وليس
بثبت، فإن قبر شمعون اتفقوا على أنه في رومية
الكبرى في كنيستها العظمى في تابوت من فضة معلق
بسلاسل في سقف الهيكل، قال البحتري:
قل للأرند إذا أتى روحين لا
تقر السلام على أبي ملبوس
76

دار بها جهل السماح فأنكر ال‍
- معروف بين شمامس وقسوس
آذانهم وقر عن الداعي إلى ال‍
- هيجاء مصغية إلى الناقوس
روحة: من قرى القيروان، ينسب إليها أبو عبد الله
محمد بن أبي السرور الروحي، سمع أبا الربيع
الأندلسي وابن أبي داود المصري وآخرين، وكان
من أهل الفقه والفرائض والقراءات، وكان مولد
أبيه في روحة وهو من الإسكندرية، قاله
السلفي.
روذان: بضم أوله، وسكون ثانيه، وذال معجمة،
وآخره نون: بليدة قريبة من أبرقويه بأرض فارس،
قال ابن البناء: روذان كانت من نواحي كرمان وكان
لها ثلاث مدن: أناس وأذكان وأبان،، فأما أناس
فقد بقيت على رأس الحد ومدينتها الكران ليعتدل
حدود الإقليمين وتستوي التخوم، وقد اعتدل هذا
الاقليم وتربع بهذه الناحية من هذا الجانب وبأصبهان
من الجانب الآخر وبقيت أكثر كور إصطخر بينها،
وعلى قصبة الروذان حصن منيع بثمانية أبواب وبها
جامع لطيف، وهي معدن القصارين والحاكة،
وحولها بساتين حسنة ومقابر عامرة، وهناك عين
يستشفى بها، وهي خفيفة الأهل، والرمال محيطة
بها، وطول هذه الناحية نحو ستين فرسخا، قاله
الإصطخري، وأما روذان فإنها بليدة قريبة في الشبه
من أبرقويه إلا أن لها مياها وثمارا كثيرة تفضل عن
أهلها فتحمل إلى النواحي. وروذان أيضا: قرية
من قرى خوارزم، عن العمراني. وروذان أيضا:
بلد قرب بست.
روذبار: بضم أوله، وسكون ثانيه، وذال معجمة،
وباء موحدة، وآخره راء مهملة، وهو في عدة
مواضع، وكأن معناه بالفارسية موضع النهر، قال
أبو موسى الحافظ الأصبهاني: هي ناحية من طسوج
أصبهان، وهي تشتمل على قرى كثيرة فيها جماعة
كثيرة من أهل العلم، قال: وروذبار قرية من قرى
بغداد، ينسب إليها أحمد بن عطاء الروذباري ابن
أخت أبى على الروذباير، قال: قال الباطرقاني في
طبقات الصوفية عقيب ذكره: وروذبار قرية من
قرى بغداد، ولعله أخذه عن أبي العباس النسوي
فإنه قاله أيضا، وقال السمعاني: الروذبار لفظة
لمواضع عند الأنهار الكبيرة في بلاد متفرقة، منها:
موضع على باب الطابران بطوس يقال له الروذبار،
ينسب إليه أبو على الحسين بن محمد بن نجيب بن علي
الروذباري، سمع منه الحاكم أبو بكر البيهقي،
ومات سنة 403، وأبو علي محمد بن أحمد بن القاسم
الروذباري الصوفي، سكن مصر وله تصانيف حسان
في التصوف وكان من أولاد الرؤساء والوزراء،
صحب الجنيد وكان فقيها محدثا نحويا وله شعر حسن
رقيق، مات سنة 323، وقد نسبه السمعاني إلى
روذبار طوس وأبو موسى إلى روذبار قرية من بغداد،
والأول أصح لان الخطيب قال هو بغدادي، وقال
الباطرقاني وأبو العباس النسوي: روذبار ببلخ وبنواحي
مرو الشاهجان روذبار، وهي دواليب بين بركدز
وجيرانج، وبالشاش أيضا قرية يقال لها روذبار من
وراء نهر جيحون، وقال أبو سعد الآبي في تاريخه:
روذبار قصبة بلاد الديلم. وروذبار: محلة بهمذان،
خرج منها جماعة وافرة من أهل العلم والحديث
منهم: عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
عبدوس أبو الفتح الهمذاني الروذباري، روى عن أبيه
وعم أبيه أبى الحسين علي بن عبد الله وعن خلق
77

سواهما من أهل همذان والغرباء يطول تعدادهم،
ذكره شيرويه بن شهردار وقال: سمعت منه عامة ما
مر له، وكان صدوقا ذا منزلة وحشمة، وصم في
آخر عمره وعمى، ومات في سنة 490، ومولده في
سنة 395، ودفن في خانجاه بروذبار.
روذ شت: ويقال رويدشت ويقال رودشت:
كله لقرية من قرى أصبهان.
روذراور: بضم أوله، وسكون ثانيه، وذال معجمة،
وراء، وبعد الواو المفتوحة راء أخرى: كورة
قرب نهاوند من أعمال الجبال، وهي مسيرة ثلاثة
فراسخ فيها ثلاث وتسعون قرية متصلة بجنان ملتفة
وأنها مطردة منبتها الزعفران، وفى أشجارها
جميع أنواع الفواكه، والمنبر من نواحي روذراور
بموضع يقال له الكرج كرج روذاور، وهي
مدينة صغيرة بناؤها من طين حصينة، لها مروج وثمار
وزروع، ويرتفع بها من الزعفران شئ كثير يجهز
إلى البلاد، وبينها وبين همذان سبعة فراسخ، وبينها
وبين نهاوند سبعة فراسخ، وينسب إليها أحمد بن
علي بن أحمد بن محمد بن الفرج الروذراوري أبو
بكر، انتقل إلى همذان فأقام بها، روى عن أبيه
علي بن أحمد و عبد الرحمن بن حمدان الجلاب وخلق
كثير يطول تعدادهم، روى عنه أبو بكر الشيرازي
الحافظ وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسن السلمي
النيسابوري وكثير سواهما، وكان أوحد زمانه ثقة
صدوقا مفتى همذان، وله معرفة بعلوم الحديث وله
مصنفات في علومه، وقال شيرويه: رأيت له كتاب
السنن ومعجم الصحابة وما رأيت شيئا أحسن منهما،
ولد سنة 308، ومات يوم الاثنين السادس عشر من
شهر ربيع الآخر سنة 398، ودفن في مقابر نشيط،
وقبره يزار.
رودس: قال القاضي عياض: هو بضم أوله، ضبطناه
عن الصدفي والأسدي وغيرهما إلا الخشني والتميمي
فإنه عندهما بفتح الراء ولم يختلفوا في الدال أنها
مكسورة، وقيدناه عن بعضهم في غير الصحيحين
بفتح الدال، وكلهم قالوا بسين مهملة إلا الصدفي عن
العذري فإنه قال بشين معجمة، وقيدناه في كتاب
أبى داود من طريق الرملي بذال معجمة، قال:
وهي جزيرة ببلاد الروم، وفى الحديث: غزا معاوية
قبرس ورودس، وهي في الاقليم الرابع، وطولها
من جهة المغرب خمسون درجة، وعرضها خمس
وثلاثون درجة ونصف. ورودس: جزيرة مقابل
الإسكندرية على ليلة منها في البحر، وهي أول
بلاد أفرنجة، قال المسعودي: وهذه الجزيرة في
وقتنا هذا، وهو سنة 332، دار صناعة الروم وبها
تبنى المراكب البحرية، وفيها خلق من الروم،
ومراكبهم تقارب بلاد الإسكندرية وغيرها من بلاد
مصر فتغير وتسبى وتأخذ.
روذفغكد: بضم أوله، وسكون ثانيه، وذال معجمة،
وفتح الفاء، الغين الساكنة معجمة، وكاف مفتوحة،
وآخره دال: قرية من قرى سمرقند.
روذك: بضم أوله، وسكون ثانيه، وذال معجمة
مفتوحة، وآخره كاف: من قرى سمرقند.
روذه: بضم أوله، وسكون ثانيه، وذال معجمة،
وآخره هاء: محلة بالري. وروذه أيضا: قرية
بالري، قالوا: وبروذه مات عمرو بن معدى كرب
منصرفا عن الري، فدل على أن روذه ليست
محلة إنما هي قرية من قراها، قالوا: ودفن في
موضع يقال له كرمانشاه، وكذا قال أبو عبيدة:
روذه من قرى الري، وقالت امرأة عمرو:
78

لقد غادر الركبان حين تحملوا
بروذة شخصا لا ضعيفا ولا غمرا
والمتواتر عن العلماء أنه مات في الطريق ودفن بروذه
على قارعة الطريق، وقد نسب إلى هذه القرية الحارث
ابن مسلم الروذي الرازي، روى عنه الحسين بن علي
ابن مرداس الخراز، قال أبو سعد: روذه محلة
بالري، ينسب إليها أبو على الحسن بن المظفر بن
إبراهيم الرازي الروذي، روى عن أبي سهل موسى
ابن نصر الرازي، روى عنه أبو بكر المقرى.
الرور: براءين مهملتين: ناحية من نواحي الأهواز
أو قربها. والرور أيضا: ناحية بالسند تقرب من
الملتان في الكبر وعليها سوران، وهي على شاطئ
نهر مهران على البحر، وهي من حدود المنصورة
والديبل، وهي متجر وفرضة بهذه البلاد، وزروعهم
مباخس وليس لهم كثير شجر ولا نخل، وهو بلد
قشف وإنما يقيمون به للتجارة، وبينه وبين الملتان
أربع مراحل بالقرب منه بلد يقال له بغرور،
ذكر في فتوح السند.
روستقباذ: بضم أوله، وسكون ثانيه، وسين
مهملة ساكنة التقى فيها ساكنان، ولا يكون ذلك
في كلام العرب، وتاء مثناة من فوق مضمومة،
وقاف ساكنة، وباء موحدة، وآخره ذال معجمة:
وهو طسوج من طساسيج الكوفة في الجانب الشرقي
من كورة استان شاذقباذ، وكانت عنده وقعة
للحجاج، وهو بين بغداد والأهواز، والحجاج نزله
لما ولى العراق ليقرب من المهلب ويقصده بالرجال في
قتال الخوارج، فقال يوما وهو هناك: ألا وإن الملحد
ابن الزبير قد زادكم في عطائكم مائة مائة، ألا
وإني لا أمضيها، فقال له عبد الله بن الجارود العبدي:
ليست بزيادة ابن الزبير إنما هي زيادة عبد الملك أمير
المؤمنين أمضاها منذ قتل مصعبا وإلى الآن، فأعجب
قوله المصريين فخرجوا معه على الحجاج وواقعوا فجاء
عبد الله بن الجارود سهم فقتله واستقام أمر الحجاج
في قصة فيها طول.
روس: بضم أوله، وسكون ثانيه، وسين مهملة:
ويقال لهم رس، بغير واو: أمة من الأمم بلادهم
متاخمة للصقالبة والترك ولهم لغة برأسها ودين وشريعة
لا يشاكهم فيها أحد، قال المقدسي: هم في جزيرة
وبئة يحيط بها بحيرة وهي حصن لهم ممن أرادهم،
وجملتهم على التقدير مائة ألف انسان، وليس لهم
زرع ولا ضرع، والصقالبة يغيرون عليهم ويأخذون
أموالهم، وكذا ولد لأحدهم مولود ألقى إليه سيفا
وقال له: ليس لك إلا ما تكسه بسيفك، وإذا
حكم ملكهم بين خصمين بشئ ولم يرضيا به قال لهما:
تحاكما بسيفيكما، فأي السيفين كان أحد كانت
الغلبة له، وهم الذين استولوا على برذعة سنة
فانتهكوها حتى ردها الله منهم وأبادهم، وقرأت في
رسالة أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد
مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر إلى ملك الصقالبة
حكى فيها ما عاينه انفصل عن بغداد إلى أن عاد
إليها فحكيت ما ذكره على وجهه استعجابا به،
قال: ورأيت الروسية وقد وافوا بتجاراتهم فنزلوا
على نهر إتل فلم أر أتم أبدانا منهم كأنهم النخل
شقر حمر لا يلبسون القراطق ولا الخفاتين ولكن
يلبس الرجل منهم كساء يشتمل به على أحد شقيه
ويخرج إحدى يديه منه، ومع كل واحد منهم
سيف وسكين وفأس لا تفارقه، وسيوفهم صفائح
مشطبة إفرنجية، ومن حد ظفر الواحد منهم إلى
عنقه محضر شجر وصور وغير ذلك، وكل امرأة
79

منهم على ثديها حقة مشدودة إما من حديد وإما من
نحاس وإما من فضة وإما من ذهب على قدر مال
زوجها ومقداره، في كل حقة حلقة فيها سكين مشدودة
على الثدي أيضا، وفى أعناقهن أطواق ذهب وفضة
لان الرجل إذا ملك عشرة آلاف درهم صاغ لامرأته
طوقا وإن ملك عشرين ألفا صاغ لها طوقين وكلما
زاد عشرة آلاف درهم يزيد لها طوقا آخر، فربما
كان في عنق الواحدة مهن أطواق كثيرة، وأجل
الحلي عندهم الخرز الأخضر من الخزف الذي يكون
على السفن يبالغون فيه ويشترون الخرزة منه بدرهم
وينظمونه عقدا لنسائهم، وهم أقذر خلق الله لا
يستنجون من غائط ولا يغتسلون من جنابة كأنهم
الحمير الضالة، يجيئون من بلدهم فيرسون سفنهم بإتل،
وهو نهر كبير، ويبنون على شاطئه بيوتا كبارا
من الخشب ويجتمع في البيت الواحد العشرة والعشرون
والأقل والأكثر، ولكل واحد منهم سرير يجلس
عليه ومعه جواريه الروقة للتجار، فينكح الواحد
جاريته ورفيقة ينظر إليه، وربما اجتمعت الجماعة
منهم على هذه الحالة بعضهم بحذاء بعض، وربما
يدخل التاجر عليهم ليشترى من بعضهم جارية
فيصادفه ينكحها فلا يزول عنها حتى يقضى أربه،
ولا بد لهم في كل يوم بالغداة أن تأتي الجارية ومعها
قصعة كبيرة فيها ماء فتقدمها إلى مولاها فيغسل فيها
وجهه ويديه وشعر رأسه، فيغسله ويسرحه بالمشط
في القعصة ثم يمتخط ويبصق فيها ولا يدع شيئا
من القذر إلا فعله في ذلك الماء فإذا فرغ مما يحتاج
إليه حملت الجارية القصعة إلى الذي يليه فيفعل
مثل ما فعل صاحبه، ولا تزال ترفعها من واحد
إلى واحد حتى تديرها على جميع من في البيت، وكل
واحد منهم يمتخط ويبصق فيها ويغسل وجهه وشعره
فيها، وساعة موافاة سفنهم إلى هذا المرسى يخرج
كل واحد منهم ومعه خبز ولحم ولبن وبصل ونبيذ
حتى يوافي خشبة طويلة منصوبة لها وجه يشبه وجه
الانسان وحولها صور صغار وخلف تلك الصور
خشب طوال قد نصبت في الأرض فيوافي إلى الصورة
الكبيرة ويسجد لها ثم يقول: يا رب قد جئت من
بعد ومعي من الجواري كذا وكذا رأسا ومن السمور
كذا وكذا جلدا، حتى يذكر جميع ما قدم معه
من تجارته ثم يقول: وقد جئتك بهذه الهدية،
ثم يترك ما معه بين يدي الخشبة ويقول: أريد أن
ترزقني تاجرا معه دنانير ودراهم فيشترى منى كل ما
أريد ولا يخالفني في جميع ما أقول، ثم ينصرف،
فإن تعسر عليه بيعه وطالت أيامه عاد بهدية أخرى
ثانية وثالثة، فإن تعذر عليه ما يريد حمل إلى صورة من
تلك الصور الصغار هدية وسألها الشفاعة وقال: هؤلاء
نساء ربنا وبناته، ولا يزال إلى صورة صورة يسألها
ويستشفع بها ويتضرع بين يديها فربما تسهل له البيع
فباع فيقول: قد قضى ربى حاجتي وأحتاج أن أكافئه،
فيعمد إلى عدة من البقر والغنم على ذلك ويقتلها
ويتصدق ببعض اللحم ويحمل الباقي فيطرحه بين يدي
تلك الخشبة الكبيرة والصغار التي حولها ويعلق رؤوس
البقر والغنم على ذلك الخشب المنصوب في الأرض،
فإذا كان الليل وافت الكلاب فأكلت ذلك
فيقول الذي فعله: قد رضى عنى ربى وأكل هديتي،
وإذا مرض منهم الواحد ضربوا له خيمة ناحية
عنهم وطرحوه فيها وجعلوا معه شيئا من الخبز والماء
ولا يقربونه ولا يكلمونه بل لا يتعاهدونه في كل
أيامه لا سيما إن كان ضعيفا أو كان مملوكا،
فإن برأ وقام رجع إليهم وإن مات أحرقوه وإن
كان مملوكا تركوه على حاله تأكله الكلاب وجوارح
80

الطير، وإذا أصابوا سارقا أو لصا جاؤوا به إلى
شجرة طويلة غليظة وشدوا في عنقه حبلا وثيقا
وعلقوه فيها ويبقى معلقا حتى ينقطع من المكث
إما بالرياح أو الأمطار، وكان يقال لي: إنهم كان يقال لي: إنهم كانوا
يفعلون برؤوسائهم عند الموت أمورا أقلها الحرق،
فكنت أحب أن أقف على ذلك حتى بلغني موت
رجل منهم جليل فجعلوه في قبره وسقفوا عليه عشرة
أيام حتى فرغوا من قطع ثيابه وخياطتها، وذلك
أن الرجل الفقير منهم يعملون له سفينة صغيرة ويجعلونه
فيها ويحرقونها، والغنى يجمعون ماله ويجعلونه ثلاثة
أثلاث: فثلث لأهله وثلث يقطعون له به ثيابا وثلث
يشترون به نبيذا يشربونه يوم تقتل جاريته نفسها
وتحرق مع مولاها، وهم مستهترون بالخمر يشربونها
ليلا ونهارا، وربما مات الواحد منهم والقدح في يده،
وإذا مات الرئيس منهم قال أهله لجواريه وغلمانه:
من منكم يموت معه؟ فيقول بعضهم: أنا، فإذا
قال ذلك فقد وجب عليه لا يستوى له أن يرجع أبدا،
ولو أراد ذلك ما ترك، وأكثر ما يفعل هذا
الجواري، فلما مات ذلك الرجل الذي قدمت ذكره
قالوا لجواريه: من يموت معه؟ فقالت إحداهن:
أنا، فوكلوا بها جاريتين تحفظانها وتكونان معها حيث
ما سلكت حتى إنهما ربما غسلتا رجليها بأيديهما،
وأخذوا في شأنه وقطع الثياب له وإصلاح ما يحتاج
إليه والجارية في كل يوم تشرب وتغني فارحة مستبشرة،
فلما كان اليوم الذي يحرق فيه هو والجارية حضرت
إلى النهر الذي فيه سفينته فإذا هي قد أخرجت
وجعل لها أربعة أركان من خشب الخلنج وغيره
وجعل حولها أيضا مثل الأناس الكبار من الخشب
ثم مدت حتى جعلت على ذلك الخشب وأقبلوا
يذهبون وبجيئون ويتكلمون بكلام لا افهمه وهو
بعد في قبره لم يخرجوه ثم جاؤوا بسرير فجعلوه على
السفينة وغشوه بالمضربات الديباج الرومي والمساند
الديباج الرومي ثم جاءت امرأة عجوز يقولون لها
ملك الموت ففرشت على السرير الذي ذكرناه، وهي
وليت خياطته واصلاحه، وهي تقتل الجواري،
ورأيتها حواء نيرة ضخمة مكفهرة، فلما وافوا
قبره نحوا التراب عن ونحوا الخشب
واستخرجوه في الازار الذي مات فيه فرأيته قد اسود
لبرد البلد، وقد كانوا جعلوا معه في قبره نبيذا وفاكهة
وطنبورا فأخرجوا جميع ذلك وإذا هو لم يتغير منه
شئ غير لونه، فالبسوه سراويل ورانا وخفا
قرطقا وخفتان ديباج له إزرار ذهب وجعلوا على
رأسه قلنسوة من ديباج سمور وحملوه حتى أدخلوه
القبة التي على السفينة وأجلسوه على المضربة وأسندوه
بالمساند وجاؤوا بالنبيذ والفواكه والريحان فجعلوه
معه وجاؤوا بخبز ولحم وبصل فطرحوه بين يديه
وجاؤوا بكلب فقطعوه نصفين وألقوه في السفينة ثم
جاؤوا بجميع سلاحه فجعلوه إلى جانبه ثم أخذوا
دابتين فأجروهما حتى عرقتا ثم قطعوهما بالسيوف
وألقوا لحمهما في السفينة ثم جاؤوا ببقرتين فقطعوهما
وألقوا لحمهما في السفينة ثم أحضروا ديكا ودجاجة
فقتلوهما وطرحوهما فيها والجارية التي تقتل ذاهبة
وجائية تدخل قبة قبة من قبابهم فيجامعها واحد
واحد، وكل واحد يقول لها: قولي لمولاك إنما
فعلت هذا من محبتك، فلما كان وقت العصر من
يوم الجمعة جاؤوا بالجارية إلى شئ عملوه مثل ملبن
الباب فوضعت رجلها على أكف الرجال وأشرفت
على ذلك الملبن وتكلمت بكلام لها، فأنزلوها ثم
أصعدوها ثانية ففعلت كفعلها في المرة الأولى ثم
أنزلوها وأصعدوها ثالثة ففعلت فعلها في المرتين ثم
81

دفعوا لها دجاجة فقطعت رأسها ورمت به فأخذوا
الدجاجة وألقوها في السفينة، فسألت الترجمان عن
فعلها فقال: قالت في المرة الأولى هوذا أرى أبى
وأمي، وقالت في المرة الثانية: هوذا أرى جميع
قرابتي الموتى قعودا، وقالت في المرة الثالثة: هوذا
أرى مولاي قاعدا في الجنة والجنة حسنة خضراء ومعه
الرجال والغلمان وهو يدعوني فاذهبوا بي إليه،
فمروا بها نحو السفينة فنزعت سوارين كانا معها
فدفعتهما إلى المرأة العجوز التي تسمى ملك الموت وهي
التي تقتلها، ونزعت خلخالين كانا عليها ودفعتهما إلى
الجاريتين اللتين كانتا تخدمانها وهما ابنتا المعروفة
بملك الموت، ثم أصعدوها إلى السفينة ولم يدخلوها
إلى القبة وجاء الرجال ومعهم التراس والخشب ودفعوا
إليها قدحا من نبيذ فغنت عليه وشربته، فقال لي
الترجمان: إنها تودع صواحباتها بذلك، ثم دفع
إليها قدح آخر فأخذته وطولت الغناء والعجوز
تستحثها على شربه والدخول إلى القبة التي فيها مولاها،
فرأيتها وقد تبلدت وأرادت الدخول إلى القبة
فأدخلت رأسها بين القبة والسفينة فاخذت العجوز
رأسها وأدخلتها القبة ودخلت معها العجوز وأخذ
الرجال يضربون بالخشب على التراس لئلا يسمع صوت
صياحها فيجزع غيرها من الجواري فلا يطلبن الموت
مع مواليهن، ثم دخل القبة ستة رجال فجامعوا
بأسرهم الجارية ثم أضجعوها إلى جنب مولاها الميت
وأمسك اثنان رجليها واثنان يديها وجعلت العجوز
التي تسمى ملك الموت في عنقها حبلا مخالفا ودفعته
إلى اثنين ليجذباه وأقبلت ومعها خنجر عظيم عريض
النصل فأقبلت تدخله بين أضلاعها موضعا موضعا
وتخرجه والرجلان يخنقانها بالحبل حتى ماتت، ثم
وافى أقرب الناس إلى ذلك الميت فأخذ خشبة فأشعلها
بالنار ثم مشى القهقري نحو قفاه إلى السفينة والخشبة
في يده الواحدة ويده الأخرى على استه وهو عريان
حتى أحرق ذلك الخشب الذي قد عبوه تحت السفينة
من بعد ما وضعوا الجارية التي قتلوها في جنب
مولاها، ثم وافى الناس بالخشب والحطب ومع كل
واحد خشبة وقد ألهب رأسها فيلقيها في ذلك الخشب
فتأخذ النار في الحطب ثم في السفينة ثم في القبة
والرجل والجارية وجميع ما فيها، ثم هبت ريح
عظيمة هائلة فاشتد لهب النار واضطرم تسعرها،
وكان إلى جانبي رجل من الروسية فسمعته يكلم
الترجمان الذي معه، فسألته عما قال له، فقال:
إنه يقول أنتم معاشر العرب حمقى لأنكم تعمدون
إلى أحب الناس إليكم وأكرمهم عليكم فتطرحونه
في التراب فتأكله الهوام والدود ونحن نحرقه بالنار
في لحظة فيدخل الجنة من وقته وساعته، ثم ضحك
ضحكا مفرطا وقال: من محبة ربه له قد بعث
الريح حتى صارت السفينة والحطب والرجل الميت
والجارية رمادا رمددا، ثم بنوا على موضع السفينة،
وكانوا أخرجوها من النهر، شبيها بالتل المدور
ونصبوا في وسطه خشبة كبيرة وكتبوا عليها
اسم الرجل واسم ملك الروس وانصرفوا، قال:
ومن رسم ملوك الروس أن يكون معه في قصره
أربعمائة رجل من صناديد أصحابه وأهل الثقة عنده
فهم يموتون بموته ويقتلون دونه، ومع كل واحد
منهم جارية تخدمه وتغسل رأسه وتصنع له ما يأكل
ويشرب وجارية أخرى يطؤها، وهؤلاء الأربعمائة
يجلسون تحت سريره، وسريره عظيم مرصع بنفيس
الجواهر، ويجلس معه على السرير أربعون جارية
لفراشه، وربما وطئ الواحدة منهن بحضرة أصحابه
82

الذين ذكرنا، ولا ينزل عن سريره فإذا أراد قضاء
حاجة قضاها في طشت، وإذا أراد الركوب قدموا
دابته إلى السرير فركبها منه، وإذا أراد النزول
قدم دابته حتى يكون نزوله عليه، وله خليفة
يسوس الجيوش ويواقع الأعداء ويخلفه في رعيته،
هذا ما نقلته من رسالة ابن فضلان حرفا حرفا
وعليه عهدة ما حكاه، والله أعلم بصحته، وأما الآن
فالمشهور من دينهم دين النصرانية.
روسيس: بضم أوله، وسكون ثانيه، والسين الأولى
مهملة، وياء ساكنة: كورة من كور العواصم
راكبة البحر بين أنطاكية وطرسوس.
روشان: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم شين معجمة:
اسم عين.
روضتان: تثنية روضة في شعر كثير، والله أعلم
بالصواب.
بيان الرياض التي ببلاد العرب
مرتب ما أضيفت إليه على حروف المعجم، عددها
مائة وست وثلاثون روضة، روى أبو عبيد عن
الكسائي: استراض الوادي إذا استنقع فيه الماء،
قال شمر: وإنما سميت روضة لاستراضة الماء فيها،
وقال غيره، أراض الوادي إراضة إذا استراض الماء
فيه أيضا، وأراض الحوض إذا اجتمع فيه الماء،
ويقال لذلك الماء روضة، قال الراجز:
وروضة سقيت منها نضوى
ورياض الصمان والحزن: في البادية قيعان وسلقان
واسعة مطمئنة بين ظهراني قعاف وجلد من الأرض
يسيل إليها ماء سيولها فيستريض فيها فتنبت ضروبا
من العشب والبقول ولا يسرع إليها الهيج والذبول:
وإذا أعشبت تلك الرياض وتتابع عليها الوسمي ربعت
العرب ونعمها جمعاء، وإذا كانت الرياض في أعالي
البراق والقفاف فهي السلقان، واحدها سلق،
وإذا كانت في الوطأة فهي الرياض، وفى بعض الرياض
حرجات من السدر البرى، وربما كانت الروضة
واسعة يكون تقديرها ميلا في ميل، فإذا عرضت
جدا فهي قيعان وقيعة، واحدها قاع، وكل ما يجتمع
في الآخاذ والمساكات والتناهي فهي روضة عند
العرب، هذا قول محمد بن أحمد بن طلحة على ما
شاهده في بلاد العرب، قال النضر بن شميل:
الروضة قاع من أرض فيه جراثيم ورواب، والرابية
والجرثومة: سهلتان عرضهما عشرة أذرع أو نحوها
وطولهما قليل، وف سرار الروضة تصوب على ما
حولها، وهي أرض طين وحدة يستنقع فيه الماء
يتحير، يقال: استراض الماء فيها أي تحير فيها،
وقد تكون الروضة وهدة، وعرضها وطولها سواء،
وأصغر الرياض مائة ذراع ونحو ذلك، وليست
روضة إلا لها احتقان، واحتقانها أن جوانبها تشرف
على سرارها فذاك احتقانها، ورب روضة مستوية
لا يشرف بعضها على بعض فتلك لا احتقان لها، وكل
روض يفرغ إما في روض وإما في واد أو في قف
فتلك الأرض أبدا روضة كل زمان كان فيها عشب
أو لم يكن، ومن تلك الجراثيم التي في الروضة ما
يعلوه الماء ولكن ربما هضمت عليه الروضة منها، وأما
مذانب الروضة، والواحد مذنب، فكهيئة الجدول
يسيل عن الروضة ماؤها إلى غيرها فيتفرق ماؤها فيها،
والتي يسيل الماء عليها أيضا مذانب الروضة سواء،
وأما حدائق الروض فهو ما أعشب منه والتف،
يقال: روضة بنى فلان ما هي إلا حديقة لا يجوز فيها
شئ، وقد أحدقت الروضة عشبا، وإذا لم يكن
83

فيها عشب فهي روضة، فإذا كان فيها عشب ملتف
فهي حديقة، وإنما سموها حديقة من الأرض لان
النبت في غير الروضة متفرق وهو في الروضة ملتف
متكاوس فالروضة حينئذ حديقة الأرض وهما حديقة
حينئذ، والرياض المجهولة كثيرة جدا، إنما نذكر
ههنا الاعلام منها وما أضيف إلى قوم أو موضع
تجاوره أو واد أو رجل بعينه، واعلم أنهم يقولون
روضة وروضتان ورياض وروضات، كل ذلك
لضرورة الشعر فاعرفه، والله الموفق للصواب.
روضة آجام: قال ابن حبيب: هي من جانب ثاقل
وروضة الدبوب معها، قال كثير:
لعزة من أيام ذي الغصن هاجني
بضاحي قرار الروضتين رسوم
فروضة آجام تهيج لي البكا،
وروضات شوطي عهدهن قديم
هي الدار وحشا غير أن قد يحلها
ويغنى بها شخص على كريم
روضة آليت: بالهمزة المفتوحة ثم ألف ساكنة، ولام
مكسورة بعدها ياء آخر الحروف، وتاء مثناة من
فوق، وزنه فاعيل من ألته إذا نقصه أو من الألت
وهو القسم: روضة بالحجاز، ويقال: روضة ألية،
وعلى كلتا الروضتين أنشد قول كثير:
وخوص خوامس أوردتها
قبيل الكواكب وردا ملاثا
من الروضتين فجنبي ركيح،
كلفظ المضلة حليا مباثا
لوى ظمؤها تحت حر النجو
م يحبسها كسلا أو عباثا
فلما عصاهن خابشنه
بروضة آليت قصرا خباثا
روضة ابن مدى: في قول الشاعر:
وابن مدى روضاته تأنس
روضة أثال: بضم الهمزة، والثاء مثلثة، وقد ذكر
في أثال، وهو علم مرتجل: وهو عدة مواضع
مسماة بهذا الاسم ولا أدرى إلى أيها أضيفت
الروضة، قال نابغة بنى شيبان:
خرجوا أن رأوا مخيلة عشب
من قصور إلى رياض أثال
روضة الأجاول: ذكر اشتقاقه في الأجاول: وهي
روضة بنواحي ودان منازل نصيب، وفيها يقول:
عفا الحبج الأعلى فروض الأجاول،
فميث الربى من بيض ذات الخمائل
روضة الأجداد: ببلاد غطفان، وهي جمع جد،
وهي البئر الجيدة الموضع من الكلاء، قال ابن الأعرابي:
الأجداد حدائق تكون فيها المياه أو آبار مما حوت
عاد، قال مرداس بن حشيش التغلبي:
إن الديار بروضة الأجداد
عفت سوار رسمها وغواد
من كل سارية وغاد مدجن
حنق البوارق مونق الرواد وقال لي الصاحب الوزير الأكرم: أنا رأيتها وهي
قريبة من وادى القصيبة قبلي عرض خيبر وشرقي
وادى عصر، قال الهيثم بن عدى: خرج عروة
الصعاليك العبسي وأصحابه إلى خيبر يمتارون منها
فعشروا وهو أنهم يرون أنهم إذا خافوا وباء مدينة
وأرادوا دخولها وقفوا على بابها وعشروا كما تعشر
الحمير، والتعشير: نهاق الحمير، فيرون أنه يصرف
84

عنهم وباءها، قال: فعشروا خوفا من وباء خيبر
وأبى عروة أن يعشر، فقال:
وقالوا أحب وانهق لا تضرك خيبر،
وذلك من دين اليهود ولوع
لعمري لئن عشرت من خشية الردى
نهاق الحمير إنني لجزوع
فلا وألت تلك النفوس ولا أتت
على روضة الأجداد وهي جميع
فكيف وقد ذكيت واشتد جانبي
سليمى وعندي سامع ومطيع
لسان وسيف صارم وحفيظة،
ورأى لآراء الرجال صروع
تخوفني ريب المنون وقد مضى
لنا سلف قيس معا وربيع
قال: فدخلوا وامتاروا ورجعوا، فلما بلغوا إلى
روضة الأجداد ماتوا إلا عروة، انتهى.
روضة الأجزال: بالجيم، والزاي، وآخره لام،
قال نابغة بنى جعدة:
هل ترى عيرها تطالع من بط
ن حبي فروضة الأجزال
هذه رواية الأصمعي، قال: والجزل أن تصيب
الغارب دبرة فيخرج منه عظم ويشد حتى يرى مكانه
مطمئنا وجمع ذلك أجزال، وروى أبو عمرو
الشيباني الأجرال وقال: واحدها جرل، وهو ثنى
الوادي، وقال غيره: واد جرل إذا كان كثير
الجرفة، ويروى آخرون الأحزال، بالحاء المهملة
والزاي، والحزل: الارتفاع في السير.
روضة أحامر: بضم أوله، والحاء مهملة، وميم ثم
راء، وقد ذكر في موضعه: وهو اسم جبل، قال
حفص الأموي: تذكر ماء الروض روض أحامر،
فرفع تحدوه نحائص رشق
روضة الأحفار: بالحاء المهملة الساكنة، والفاء،
وآخره راء، كأنه جمع حفر، قال المخبل السعدي:
غرد تربع في ربيع ذي ندى،
بين الصليب وروضة الأحفار
روضة الأخرمين: في شعر المسيب بن علس:
ترعى رياض الأخرمين له
فيها موارد ماؤها غدق
روضة الأدحال: الدال ساكنة مهملة، والحاء
مهملة، وآخره لام، وقد شرح الدحل في موضعه
في الدحائل، قال الجعدي:
أقفرت منهم الأحارب والنهي
وحوضي فروضة الأدحال
روضة الأزورين: تثنية الأزور، وهو المائل،
قال مزاحم العقيلي:
لهن على الريان في كل صيفة
فما ضم روض الأزورين فصلصل
روضة الإشاءة: الشين معجمعة، وبعد الألف همزة،
وهاء، وهو صغار النخل: موضع باليمامة فيما
أحسب، قال معن بن أوس:
تجر بروضات الإشاءة أرحلا
رمتها أنابيش السفا ونواصله
روضة أعامق: ذكر أعامق في موضعه، قال عدى
ابن الرقاع:
نفشت رياض أعامق حتى إذا
لم يبق من شمل النهاء ثميل
85

يقال: نفشت الإبل إذا رعت ليلا، والشمل:
البقية، والنهاء: الغدران، والثميل: ما يبقى من
الماء وا لعلف في جوف الدابة.
روضة الأعراف: والأعراف ما ارتفع من الرمل:
في بلاد بنى عامر، قال لبيد:
هلكت عامر فلم يبق منها
في رياض الأعراف إلا الديار
غير آل وعنة وعريس
زعزعتها الرياح والأمطار
روضة ألجام: بفتح الألف، وسكون اللام، والجيم،
ويقال روضة آجام: نحو البقيع، رواه ابن السكيت
في قول كثير حيث قال:
فروضة الجام تهيج لي البكا،
وروضات شوطي عهدهن قديم
روضة أمراش: قال بعض بنى نمير:
بروضة أمراش رمتنا بطرفها
أناة الضحى كسلى القيام عروب
روضة ألية: بلفظ ألية الحمل، وهي رواية في
الروضة التي ذكرت أول هذه الرياض في قول كثير:
فلما عصاهن خابثنه
بروضة ألية قصرا خباثا
روضة البردان: وقد ذكرنا البردان في عدة
أمكنة وشرحناه، قال ابن ميادة:
ظلت بروض البردان تغتسل،
تشرب منه نهلات وتعل
روضة بصرى: بضم أوله: وهي قرية بالشام ذكرت
في موضعها، قال كثير:
سيأتي أمير المؤمنين ودونه
صماد من الصوان مرت سيولها
فبيد المنقى فالمشارف دونه،
فروضة بصرى أعرضت فنسيلها
ثنائي تؤديه إليك ومدحتي
صهابية الألوان باق ذميلها
روضة بطن الحريم: لبنى أبى بكر بن كلاب، قال
عبد العزيز بن سليمان الكلابي:
تربع الروض في وحف له أرج،
بطن الحريم إلى الاستار من شطب
شهري ربيع جميعا ثم بعدهما،
حتى انقضت عدة الأيام من رجب
روضة بطن خوى: وقد ذكر خوى، بضم الخاء
المعجمة، في موضعه، قال الطفيل بن علي الحنفي:
فمنعرج الأفهار قفر بسابس،
فبطن خوى ما بروضته سفر
روضة بطن عنان: بكسر العين، قال المخبل السعدي:
عفا العرض بعدي من سليمى فحائله،
فبطن عنان روضه فأفاكله
روضة بطن اللكاك: بكسر اللام، وآخره كاف
أخرى: في بلاد بنى نمير من بنى عامر، قال الراعي
النميري:
إذا هبطت بطن اللكاك تجاوبت
به واطباها روضه وأبارقه
روضة البلاليق: باليمامة، عن محمد بن إدريس بن أبي
حفصة، قال الفرزدق:
ورب ربيع بالبلاليق قد رعت
86

روضة بلبول: بتكرير الباء وضمها واللام وسكون
الأولى، وبينهما واو: جبل بالوشم من أرض اليمامة،
قال أعشى باهلة:
كأن بقاياهم صبيحة غيهم
بروضة بلبول نعام مشرد
روضة بيشة: قد ذكرت بيشة في موضعها، قال
الحارث بن ظالم:
وحل النعف من قنوين أهلي،
وحلت روض بيشة فالربابا
روضة تبراك: بكسر التاء المثناة من فوق، وباء
موحدة ساكنة، وآخره كاف: هي من بلاد بنى
عمرو بن كلاب، قال سفيح بن زائدة الكلابي من
بنى عمرو بن كلاب:
ونحن حمينا روض تبراك بالقنا
لنرعى به خيلا عتاقا وجاملا
روضة التريك: بفتح التاء، وكسر الراء، وياء آخر
الحروف، وكاف: في أسافل بلاد اليمن وهو
مفايض، قال أبو الهول الحميري:
فأحبب إلينا بالتريك وروضه
وغدرانه اللاتي لنا أصبحت حمى
روضة التسرير: يجوز أن يكون تفعيلا من السرور
أو من السرار: واد في بلادهم، قال الأخزر بن يزيد
القشيري: فإن تهبطي برد الشريف ولن ترى
بعينيك ما غنى الحمام الصوادح
ولا الروض بالتسرير والسر مقبلا
إذا مج في قريانهن الأباطح
روضة تفسري: بفتح التاء المثناة من فوقها،
وسكون الفاء، وفتح السين المهملة، والراء المشددة،
وآخره مقصور، قال شريح بن خليفة:
تدق الحصى والمرو دقا كأنه
بروضة تفسرى سمامة موكب
روضة التناضب: قال الأعشى:
مليكية جاورت بالحجا
ز قوما عداة وأرضا شطيرا
بما قد تربع روض القطا
وروض التناضب حتى نصيرا
كبردية الغيل وسط الغريف
إذا ما أتى الماء منه السريرا
روضة توم: قال:
يا وقعة بين الرياض من توم
روضة الثلبوت: بالثاء المثلثة مفتوحة، وباء موحدة،
وآخره تاء مثناة، وقد ذكر في موضعه، وهو
بالحجاز في نواحي الجبلين، قال أحد بنى جديلة
من طئ:
فإن بجانب الثلبوت روضا
زرابي الربيع به كثير
روضة الثمد: في بطن مليحة.
روضة الثوير: تصغير ثور، قال الحزنبل بن سلامة
الكلبي:
فروض الثوير عن يمين روية
كأن لم تديره أوانس حور
روضة الجوالقية: بأرض اليمامة:
روضة الجوف: وقد ذكر الجوف في موضعه،
قال حفص الأموي:
رعى الربيع، فلما هاج بأرضه،
وأبصر الروض روض الجوف قد نضبا
87

سما إلى غدر قد كان أوطنها
بالغمر فانقض في غاباته جنبا
روضة حجرة دوس: دوس قبيلة من الأزد،
منها أبو هريرة، ولهم موضع يقال له حجرة دوس،
كان بين بنى كنانة ودوس فيه وقعة، وهو إلى اليوم
يعرف بحجرة دوس، قال ابن وهب الدوسي:
إن تؤت حجرتنا نعقد نواصيها،
ثم نكن كالذي بالأمس يعتدل
تحب روضاتنا جدبا وممرعة،
كما تحب إذا ما صحت الإبل
نحن حفرنا بها حفراء راسية
في الجاهلية أعلى حوضها طحل
روضة الحداد: كذا وجدته في كتاب الخالع بالحاء
وعندي أنه الجداد، بالجيم والصم، والجداد:
صغار الطلح، قال: الحداد واد عظيم، قال إياس
ابن الأرت: حي الجميع بروضة الحداد
من كل ذي كرم يزين النادي
روضة الحزم: بفتح الحاء المهملة، وزاي ساكنة،
وهو المرتفع من الأرض، ويروى الحزن: وهو
ماء لبنى أسد، قال مضرس بن ربعي:
تربعن روض الحزم حتى تعاورت
سهام السفا قريانه وظواهره
وقال أبو صخر الهذلي:
لمن الديار تلوح كالوشم
بالجابتين فروضة الحزم
فبرملتي فردي فذي عشر
فالبيض فالبردان فالرقم
روضة حزن لية وسيحان: لية بكسر اللام،
وتشديد الياء آخر الحروف، وقد ذكرنا لية
وسيحان في موضعهما، وقال الأصمعي: الحزن
في أرض بنى يربوع، قال كعب بن زهير:
تربعن روض الحزن ما بين لية
وسيحان مستكا بهن حدائقه
روضة الحزيز: بالحاء المهملة، وزاي مكررة وبينهما
ياء آخر الحروف: حزيز عكل، قال العكلي أنشده
ابن حبيب فقال:
ألا إن الحزيز حزيز عكل
به روض به كلا وماء
تر ذبانه مثل النشاوى
إذا ما هاج بينهم الغثاء
روضة حقل: موضع في ديار سليم، قال العباس بن
مرداس السلمي:
وما روضة من روض حقل تمتعت
عرارا وطباقا وبقلا توائما
روضة الحمى: قال محمد بن عبد الله بن عوف السلامي:
كأن لم تجاورنا رميم ولم تقم
بروض الحمى إذ أنت بالعيش قانع
روضة حنبل: ذكرها نصر في قرينة حنبل وقال في
ديار بنى تميم.
روضة خاخ: خاء معجمعة مكررة، ذكر في موضعه
وشاهده:
ولها مربع بروضة خاخ،
ومصيف بالقصر قصر قباء
روضة خبت: بفتح الخاء المعجمة، والباء الموحدة
وتاء مثناة، ذكر في موضعه، قال الأخطل:
88

فما زال يسقى روض خبت وعرعر
وأرضهما حتى اطمأن جسيمها
وعممها بالماء حتى تواضعت
رؤوس المتان سهلها وحزومها
روضة الخرج: بضم الخاء، وسكون الراء، وجيم:
من نواحي المدينة، قال حصن بن مدلج الخثعمي:
ولم أنس منها نظرة أسرت بها،
بروضة خرج، قلب صب متيم
روضة الخرجين: تثنية الذي قبله، ولعله الذي هو
بعينه، قال: أنشد أبو العباس أحمد ثعلب:
بروضة الخرجين من مهجور
تربعت في عازب نضير
ومهجور: ماء بنواحي المدينة.
روضة الخر: بضم الخاء، وتشديد الراء: في ديار
كلب، قال ابن العداء الأجداري ثم الكلبي:
روضة الخر لنا مرتبع
نرتعي فيها ونروى النعما
روضة الخزرج: بلفظ القبيلة من الأنصار: بنواحي
المدينة، قال حفص الأموي:
فالمح بطرفك هل ترى أظعانهم
بالبارقية أو بروض الخزرج؟
روضة الخضر: جمع أخضر من الألوان، قال
قرة بن هبيرة يصف ناقة ولها خبر:
حباها رسول الله إذ نزلت به،
وأمكنها من نائل غير منفذ
فمرت بروض الخضر وهي حثيثة
وقد أنجحت حاجاتها من محمد
روضة الخيل: لبنى يربوع، بلفظ الخيل التي تركب،
قال أبو عمرو بن العلاء: المنجشانية على ستة أيام
من البصرة وفوق ذلك روضة الخيل كانت مهارة
قيس بن مسعود بن قيس بن خالد الشيباني ذي الجدين
صاحب مسلحة كسرى على الطف ترعى فيها،
قال الشمردل بن شريك اليربوعي:
دار الجميع بروضة الخيل اسلمي،
وسقيت من بحر السحاب مطيرا
روضة الدبوب: قال ابن حبيب: روضة آجام
وروضة الدبوب متقاربتان، قال ذلك في قول
كثير: لعزة من أيام ذي الغصن هاجني،
بضاحي قرار الروضتين، رسوم
روضة دعمي: اسم جبل في بلاد بنى عقيل، قاله
السكرى، وأنشد لطرفة بن العبد:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد،
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقوفا بها صحبي على مطيهم،
يقولون لا تهلك أسى وتجلد
بروضة دعمي فأكناف حائل
ظللت بها أبكى وأبكى إلى الغد
روضة الزبرتين: لبنى أسيد بمفجر وادى الرمة من
التنعيم عن يسار طريق الحاج المصعد.
روضة ذات بيض: قال منذر بن درهم:
وروض من رياض ذوات بيض،
به دهنا مخالطها كثيب
روضة ذات الحماط: بالفتح: في نواحي المدينة،
أنشد الزبير بن بكار لبعض المدنيين:
وحلت بروضة ذات الحماط،
وغدرانها فائضات الجهام
89

روضة ذات كهف: حجازية بنواحي المدينة، قال
جبلة بن جريس الحلابي:
وقلت لهم بروضة ذات كهف:
أقيموا اليوم ليس أوان سير
روضة ذي الغصن: بضم ا لغين المعجمة، قال الزبير:
هو بنواحي المدينة، ذكره في كتاب العقيق، قال
كثير:
لعزة من أيام ذي الغصن هاجني،
بضاحي قرار الروضتين، رسوم
روضة ذي هاش: بالشين المعجمة، وقد ذكرت
في بابها، قال عياض بن نصر المري:
بروضة ذي هاش تركنا قتيلهم
عليه ضباع عكف ونسور
روضة الرباب: بضم الراء، وقد ذكرت أيضا في
بابها، قال رجل من خثعم:
وفارسكم يوم روض الرباب
قتيل على جنبه نضخ دم
وقال القتال:
ميممة روض الرباب على هوى،
فمنها مغان غمرة فسيالها
وقال الشماخ:
نظرت وسهب من بوانة دوننا،
وأفيح من روض الرباب عميق
روضة رعم: في ديار بجيلة، قال شراحيل بن قيس
ابن جعال البجلي:
عفا من سليمى روض رعم فجبجب،
ففيض أثال فالزميل فأخرب
روضة الرمث: بكسر أوله، وآخره ثاء مثلثة،
وهو نبت، قال جعدة بن سالم الأزدي:
بروضة الرمث التي حلت بها
شبه الجداية أرشقت تستأنس
روضة رمح: قال جران العود في رواية ابن دريد:
يطفن بغطريف كأن حبيبة
بروضة رمح آخر الليل مصحف
روضة الزيدي: باليمامة: عن محمد بن إدريس.
روضة ساجر: بالجيم: وهو ماء، وقيل موضع،
قال أعشى باهلة، وقيل شقيق بن جزء الباهلي:
أقر العين ما لاقوا بسلى،
وروضة ساجر ذات العرار
وقال أبو الندى: سلى وساجر روضتان باليمامة لبنى
عكل، وإياها عنى سويد بن كراع:
أشت فؤادي من هواه بساجر
وآخر كوفي هوى متباعد
روضة الستار: بالحجاز جبل معروف، قال نصيب:
فأضحت بروضات الستار يجوزها
مشيح عليها خائف يترقب
روضة السخال: بكسر أوله، والخاء معجمة،
وآخره لام: بنواحي اليمامة، قال البعيث بن حريت
الحنفي:
لمن طلل بروضات السخال
تأبد كالمهاريق البوالي؟
روضة سربخ: بفتح السين المهملة، وسكون الراء،
والباء موحدة، والخاء معجمعة: ببلاد اليمن قال
رجل من الأزد:
وهل أردن الدهر روضة سربخ،
وهل أرعين ذودي بمخصبها الأحوى؟
90

روضة السقيا: بالضم ثم السكون والقاف، وياء
آخر الحروف، قال أوس بن مغراء السعدي:
عفت روضة السقيا من الحي بعدنا،
فأوقتها فكتلة فجدودها
فروض القطا بعد التساكن حقبة
قفارا كأن لم تلق حيا يرودها
روضة السلان: بالضم: جبل بإزاء خزاز كانت
فيه وقائع للعرب، وقد ذكر في السلان بأتم من
هذا، قال عمرو بن معدى كرب الزبيدي،
ويروى للنجاشي الحارثي:
لمن الديار بروضة السلان،
فالرقمتين فجانب الصمان؟
وقال الأفوه:
وبروضة السلان منها مشهد
والخيل شاحية وقد عظم الثبى
روضة سلهب: بدومة الجندل التي بالعراق، قال
عاصم بن عمرو يذكر غزوة خالد بن الوليد، رضي الله عنه
، بدومة الجندل:
شفى النفس قتلى بين روضة سلهب
وغرهم فيما أراد المنجب
وجدنا لجودي بضربة ثائر،
وللجمع بالسم الذعاف المقنب
تركناهم صرعى لخيل تنوبهم،
تنافسهم فيها سباع المرحب
روضة السوبان: بالضم، وبعد الواو الساكنة باء
موحدة، وآخره نون، قال العجاج:
بروضة السوبان ذات العشرق
وهو واد، وقيل:
موضع.
روضة سويس: في بطن السلى من أرض اليمامة.
روضة السهباء: باليمامة، عن الحفصي، قال: فيها
تصب أودية اليمامة.
روضة سهب: بالفتح ثم السكون، والباء موحدة،
وذكرت في موضعه، قال عقال بن هشام القيني:
يسكنها طلا برياض سهب
إذا فزعت وأجمعت النفارا
روضة الشبيكة: بضم الشين المعجمة، ويقال روض
الشبيك، وقد ذكر الشبيك في موضعه: من نواحي
الجوف بين قراقر وأمر شمالي بسيطة.
روضة الشقوق: باليمامة، عن ابن أبي حفصة.
روضة شنظب: بضم الشين المعجمة، والنون،
والظاء معجمة، والباء موحدة، قال بعض الرباب:
تربعي وارعي بروض شنظب،
بين المواضي والقنا المعلب
روضة شوطي: من حرة بنى سليم، قاله ابن حبيب
في قول كثير:
فروضة آجام تهيج لي البكا،
وروضات شوطي عهدهن قديم
روضة الشهلاء: بالمد، والشين معجمة، قال أبو
زياد الكلابي في نوادره: الشهلاء ماء من مياه بنى
عمرو بن كلاب، قال عامر بن العضب العمرى من
بنى عمرو بن كلاب:
سقى جانب الشهلاء فالروضة التي
به كل يوم هاطل الودق وابل
روضة صايب: بعد الألف ياء مثناة من تحتها، وآخره
باء موحدة، قال الأزدي:
91

ألا ليت شعري هل أقول لعامر،
على ماء مرخ: قد دنا الصبح فاركب
وهل أردن البئر أو روض صايب،
وهل أردن ماء الحمى غير مجدب
روضة ابن صعفوق: من أرض اليمامة.
روضة الصلب: بالضم، وآخره باء موحدة، قال
عريف بن ناشب السعدي:
ليالي ترعى الحزم حزم عنيزة
إلى الصلب يندى روضه فهو يأرج
روضة الصها: على رأس وادى سبخة في شمالي المدينة
بينهما ثلاثة أيام، والصها: جمع صهوة، وهي
أجبال هناك في قلة كل واحدة بنية قديمة، وربما
سموها رياض الصها.
روضة ضاحك: باليمامة، عن ابن أبي حفصة، قال
بعضهم:
ألا حبذا حوذان روضة ضاحك،
إذا ما تعالى بالنبات تعاليا
روضة الطنب: ببطن السلى من أرض اليمامة.
روضة عرينة: بواد من أودية المدينة مما كان محمى
للخيل في الجاهلية والإسلام، بأسفلها قلهى،
وهي ماء لبنى جذيمة بن مالك.
روضة عرينات: بضم أوله، فتح الراء ثم ياء آخر
الحروف ساكنة، ونون، وآخره تاء، جمع تصغير
عرنة، وقد ذكر في موضعه، قال المخبل السعدي:
فروض عرينات به كل منزل
كوشم الفزاري ما يكلم سائله
قال الحزنبل: أراد عرينيات، وقال غيره: روض
عرينات في بلاد بنى سعد.
روضة العزاز: بالفتح وتكرير الزاي: وهو حزن
باليمن، قال شاعر من حضر موت:
وباتت على روض العزاز جيادنا
بألبادها يعلكن ضم الحدائد
روضة العقيق: بالعقيق، وأنشد الزبير بن بكار:
عج بنا يا أنيس قبل الشروق،
نلتمسها على الشروق،
نلتمسها على رياض العقيق
بين أترابها الحسان اللواتي
هن برء لكل قلب مشوق
روضة عمايات: جمع عماية، وقد ذكر في موضعه،
قال الراعي:
تهوى بهن من الكدري ناجية
بالروض روض عمايات لها ولد
روضة عمق: بالحجاز، قال مليح الهذلي:
جزعت غداة نشصت الخدور،
وجد بأهل نائلة البكور
تنادوا بالرحيل فأمكنتهم
فحول الشول والقطم الهجير
تربعت الرياض رياض عمق
وحيث تضجع الهطل الجرور
روضة العنز: بلفظ العنز من الشاء، قال عمارة بن
عقيل بن بلال بن جرير:
إلى روضة العنز التي سال سيلها
عليها منا البلقاء والأرعن الحمر
روضة العنك: قال عمرو بن الأهتم:
قفا نبك من ذكرى حبيب وأطلال
بذي الرضم فالرمانتين فأوعال
إلى حيث حال الميث في كل روضة
من العنك حواء المذانب محلال
92

روضة عنيزة: تصغير الذي قبله، وقد ذكر في
موضعه، وأنشدوا لبعضهم:
خليلي إنا يوم روض عنيزة
رأينا الهوى من كل جفن ومحجر
روضة عوهق: قال ابن هرمة:
طرقت عليه صحبتي وركابي،
أهلا بطيف علية المنتاب! طرقت وقد خفق العتوم رحالنا
بتنوفة يهماء ذات خراب
فكأنما طرقت بريا روضة
من روض عوهق طلة معشاب
روضة غسل: بين النباج واليمامة، عن الحفصي
روضة الغضار: قال حميد بن ثور:
على طللي جمل وقفت ابن عامر،
وقد كنت تعلى والمزار قريب
بعلياء من روض الغضار كأنما
لها الريم من طول الخلاء نسيب
روضة الغائط: غائط بنى يزيد فيها نخل باليمامة.
روضة الفلاج: بكسر الفاء، وآخره جيم، قال أبو
الندى: تقتد قرية بالحجاز بينها وبين قلهى جبل
يقال له أديمة، وبأعلى هذا الوادي رياض تسمى
الفلاج، بالجيم، جامعة للناس أيام الربيع، وبها
مسك كثير لماء السماء يكتفون به صيفهم وربيعهم إذا
مطروا، قال أبو وجزة:
فذي حلف فالروض روض فلاجة،
فأجزاعه من كل عيص وغيطل
روضة الفقي: باليمامة أيضا.
روضة الفورة: باليمامة أيضا.
روضة قبلي: بضم القاف، وإسكان الباء الموحدة،
والقصر: في ديار بنى كلب، وقد ذكر في موضعه،
قال جواس بن القعطل الحنائي:
تعفى من جلالة روض قبلي،
فأقرية الأعنة فالدخول
روضة القذاف: بكسر القاف، والذال معجمة،
وآخره فاء، قال ذو الرمة:
جاد الربيع له روض القذاف إلى
قوين وانعدلت عنه الأصاريم
وقال أيضا:
برهبى إلى روض القذاف إلى المعا،
إلى واحف تزورها ومجالها
روضة قراقر: بضم أوله، وتكرير القاف والراء:
رياض الجبلين، قال عمرو بن شاس الأسدي:
وأنت تحل الروض روض قراقر،
كعيناء مرباع على جؤذر طفل
روضة القطا: من أشهر رياض العرب وأكثرها
دورا في أشعارهم: وهي بناحية كتلة وجدود،
قال الحارث بن حلزة:
فرياض القطا فأودية الشر
بب والشعبتان والأبلاء
وقال الخطيم العكلي:
وهل أهبطن روض القطا غير خائف،
وهل أصبحن الدهر وسط بنى صخر؟
وقال عمرو بن شاس الأسدي:
غشيت خليلي بين قو وضارج
فروض القطا رسما لام المسيب
وقال الأخطل:
93

وبالمعرسانيات حل وأرزمت
بروض القطا منه مطافيل حفل
وقال أعشى بنى تغلب:
عفا لعلع فرياض القطا
فجنب الأساود من زينب
وقال الأخطل:
عفا واسط من أهله فمذانبه،
فروض القطا صحراؤه فنصائبه
قال الخالع: فهذا روض القطا وقد وصفته شعراء
القبائل على اختلاف أنسابها وباعدوا بين ذكر
مواضعه، فمنهم من يصفه أنه بالحجاز ومنهم من
يصفه أنه بطريق الحجاز ومنهم أنه بطريق الشام
ولا أدرى كيف هذا، إلا أنى كذا وجدته ولم
أجد أحدا ذكر موضعه وبينه، ولعل القطا تكثر
بالرياض فنسبت إليها، قلت أنا: وجدت في كتاب
أبى جعفر محمد بن إدريس بن أبي حفصة في مناهل
اليمامة قال فيه: إذا خرجت من حجر تريد
البصرة فأول ما تطأ السفح ثم الخربة ثم قارات
الحبل ثم بطن السلى ثم طار ثم عيان ثم روض
القطا ثم العرمة، وهذه كلها من أرض اليمامة.
روضة القعدات: قال محمد بن إدريس بن أبي حفصة:
بأسفل الحريم من أرض اليمامة روضة يقال لها القعدات
لبنى الحارث بن امرئ القيس.
روضة القمعة: ذكرها ابن أبي حفصة أيضا: في
نواحي اليمامة.
روضة قو: وقد ذكر في موضعه، قال أبو الجويرية
العبدي:
فسفحا حزرم فرياض قو،
فبولة بعد عهدك فالكلاب
روضة الكرية: قال أبو عذام بسطام بن شريح
الكلبي وهي بلادهم:
لما توازوا علينا قال صاحبنا:
روض الكرية غال الحي أو زفر
روضة الكلاب: بضم الكاف، وقد ذكر في موضعه،
قال طفيل الغنوي:
فلو كنا نخافك لم ننلها
بذي بقر فروضات الكلاب
هذه رواية أبى ليلى، وأبو زيد يروى فروضات
الرباب.
روضة لقاع: باليمامة أيضا.
روضة اللكاك: قال الراعي:
إذا هبطت روض اللكاك تجاوبت
به واطباها روضه وأبارقه
روضة ليلى: قال أبو قيس بن الأسلت:
إلى روضات ليلى مخصبات
عواف قد أصات بها الذباب
عواف: طال عشبها وعفا.
روضة ماوية: بتشديد الياء آخر الحروف، وأنشد
ابن الأعرابي:
فيا روضتي ماوية أرتب فيكما
على مر أيام الزمان نبات
روضة المثري: بالثاء المثلثة ويروى بالمثناة، وأوله
مفتوح، قال منذر بن درهم الكلبي أنشد أبو الندى:
سقى روضة المثري عنا وأهلها
ركام سرى من آخر الليل رادف
أمن حب أم الأشيمين وحبها
فؤادك معمود له أو مقارف؟
94

تمنيتها حتى تمنيت أن أرى
من الوجد كلبا للوكيعين آلف
وكيع بن أبي طفيل الكلبي وابنه.
أقول وما لي حاجة هي تردني
سواها بأهل الروض: هل أنت عاطف؟
وهدت عويد من أمينة نظرة
على جانب العلياء هل أنا واقف
تقول حنان: ما أتى بك ههنا،
أذو نسب أم أنت بالحي عارف؟
فقلت: أنا ذو حاجة ومسلم،
فضم علينا المأزق المتضايف
كأنه يرجع ا لمجتمع الذي أضيف بعضه على بعض.
روضة المخابط: بالفتح، والخاء معجمة، والباء موحدة
مكسورة: في نواحي حضر موت، قال أبو شمر الحضرمي:
عفا عن سليمى روضتا ذي المخابط
إلى ذي العلاقى بين خبت خطايط
روضة مخاشن: بالخاء المعجمة والشين كذلك،
والنون، قال الأخطل:
لها مربع بالروض روض مخاشن،
ومنزلة لم يبق إلا طلولها
ويروى: بالثني ثني مخاشن.
روضة مخطط: بضم الميم، والخاء معجمة، والطاء
الأولى مشددة، قال امرؤ القيس:
وقد عمر الروضات حول مخطط
إلى اللخ مرأى من سعاد ومسمعا
روضة المراض: بفتح الميم ويروى بكسرها، وآخره
ضاد معجمة، قال الشماخ:
وأحمى عليها ابنا يزيد بن مسهر
رياض المراض كل حسى وساجر
الساجر: المسجور وهو المملوء، ويروى ببطن
المراض، وقال آخر:
هفا بلبك من روض المراض هوى
يهيجه ذكر تبقى به ندبا
روضة مرخ: بالتحريك، وآخره خاء معجمة:
بالمدينة، قال ابن المولى المدني:
هل تذكرين بجنب الروض من مرخ،
يا أملح الناس، وعدا شفني كمدا؟
روضة مرفق: بضم الميم، وسكون الراء، والفاء
مكسورة، قال رجل من خثعم:
وقد طالعتنا يوم روضة مرفق
برود الثنايا بضة المتجرد
روضة المضجع: بفتح الميم، وسكون الضاد المعجمة،
وفتح الجيم: في بلاد أبى بكر بن كلاب، قال بعضهم:
قفا نحى روضة بالمضجع
قد حدقت بنبتها الموشع
روضة معروف: قال سويد بن أبي كاهل:
كأحقب موشى القوائم لاحه
بروضة معروف ليال صوارد
ويروى بوعساء معروف.
روضة ملتذ: بضم أوله، وسكون ثانيه، والتاء
مثناة من فوقها مفتوحة، والذال معجمة، قال
عروة بن أذينة:
فروضة ملتذ فجنبا منيرة
فوادي العقيق انساح فيهن وابله
كل ذلك بنواحي المدينة فيما روى عن الزبير بن بكار.
روضة مليص: بالتصغير: موضع في ديار بكر، عن
ابن حبيب عن ابن الأعرابي، وأنشد لدرهم بن
95

ناشرة الثعلبي:
بروضة من مليص ساح سائحها
إلى مذانب أخرى نبتها خضل
روضة الممالح: جمع مملحة: في بلاد كلب، قال
مكيث بن معاوية الكلبي:
إلى هزمتي ليلى فما سال فيهما
وروضيهما والروض روض الممالح
روضة منصح: بفتح الميم، وسكون النون، وفتح
الصاد المهملة، ووجد بخط بعض الفضلاء روضة
منضح، بضم الميم والضاد المعجمة، قال: وروضة
منضح لبنى وكيعة من كندة، وأما استشهاد المنصح
فقول امرئ القيس بن عابس السكوني:
ألا ليت شعري هل أرى الورد مرة
يطالب سربا موكلا بغرار
أمام رعيل أو بروضة منصح
أبادر أنعاما وأجل صوار
وهل أشربن كأسا بلذة شارب
مشعشعة أو من صريح عقار
إذا ما جرت في العظم خلت دبيبها
دبيب صغار النمل وهي سوار
روضة النجود: بفتح أوله، والجيم، قال حابس
ابن درهم الكلبي:
ألا قد أرانا والجميع بغبطة
نفوز من روض النجود إلى الرجل
ويروى نغور، وهو أجود.
روضة النخيلة: تصغير نخلة، قال مكيث بن درهم:
فقلة أرواض النخيلة عريت
فقيعان ليلى بعدنا فهزومها
روضة نسر: بنواحي المدينة، قال أبو وجزة السعدي:
بأجماد العقيق إلى مراخ
فنعف سويقة فرياض نسر
روضة نعمى: قال النابغة الذبياني:
أشاقك من سعداك مغنى المنازل
بروضة نعمى فذات الأجاول؟
روضة النوار: بالضم، وتشديد الواو: بنواحي
مكة، قال سديف:
حي الديار بروضة النوار
بين السراج فمدفع الأغوار
روضة واحد: جبل لكلب، قال منذر بن درهم الكلبي:
لتخرجني عن واحد ورياضة
إلى عنصلاء بالزميل وعاسم
روضة واقصات: جمع واقصة، وقد ذكرت، قال
الشماخ يصف حمار وحش:
وسقن له بروضة واقصات
سجال الماء في حلق منيع
روضة الوكيع: بفتح الواو، وكسر الكاف: موضع
في بلاد طئ، قال ثمامة بن سواد الطائي:
يا حبذا لذاذة الهجوع
وهي ترعى روضة الوكيع
مبتقلات خضر الربيع
لا تحوج الراعي إلى الترفيع
أي رفعها من موضع إلى موضع آخر.
وما لها سقى سوى التشريع
روضة الهوابج: باليمامة، عن الحفصي.
روطة: بضم أوله، وسكون ثانيه، وطاء مهملة:
حصن من أعمال سرقسطة بالأندلس، وهو حصين
96

جدا على وادى شلون.
الروع: بلفظ الروع الذي هو الفزع: بلد من نواحي
اليمن قرب لحج، وفيه يقول الشاعر:
فما نعمت بلقيس في ملك مأرب
كما نعمت بالروع أم جميل
روق: موضع بنواحي العراق من جهة البادية، قال
أبو دؤاد الإيادي:
أقفر الدير بالأجارع من قو
مى فروق فرامح فخفيه
فتلال الملا إلى جرف سندا
د فقو إلى نعاف طميه
روق: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره قاف:
من قرى جرجان.
رولان: بفتح أوله وسكون ثانيه، وآخره نون:
وهو واد من أودية بنى سليم، قال عرام وقد
ذكر نواحي المدينة وهناك واد يقال له ذو رولان
لبنى سليم به قرى كثيرة تنبت النخل منها قلهى،
وهي قرية كبيرة.
رومان: فعلان من الروم وهو الطلب: موضع
في بلاد العرب.
الروماني: هكذا منسوب: باليمامة أو بالقرب منها.
الرومقان: بضم أوله، وسكون ثانيه، وبعد الميم
المفتوحة قاف، وآخره نون: طسوج من طساسيج
السواد في سمت الكوفة.
الروم: جيل معروف في بلاد واسعة تضاف إليهم
فيقال بلاد الروم، واختلفوا في أصل نسبهم
فقال قوم: إنهم من ولد روم بن سماحيق بن
هرينان بن علقان بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم،
عليه السلام، وقال آخرون: إنهم من ولد روميل
ابن الأصفر بن اليفز بن العيص بن إسحاق، قال عدى
ابن زيد العبادي:
وبنو الأصفر الكرام ملوك ال‍
- روم لم يبق منهم مذكور
وقال ابن الكلبي: ولد لإسحاق بن إبراهيم الخليل،
عليهما السلام، يعقوب، وهو إسرائيل، عليه
السلام، والعيص، وهو عيصو وهو أكبرهم، وقد
ولدا توأمين وإنما سمى يعقوب لأنه خرج من
بطن أمه آخذا بعقب العيص، فولد العيص روم
القسطنطينية وملوك الروم، وقال آخرون: سمى
يعقوب لأنه هو والعيص وقت الولادة تخاصما في
الولادة فكل أراد الخروج قبل صاحبه وكان
إسحاق، عليه السلام، حاضرا وقت الولادة فقال
أعقب يا يعقوب، فأما الذين هم الروم فهم بنو رومى
ابن بزنطي بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام،
وقال أهل الكتاب: إنما سمى عيصو بهذا الاسم لأنه
عصى في بطن أمه وذاك أنه غلب على الخروج قبله
مثل ما ذكرناه وخرج يعقوب على أثره آخذا بعقبه
فلذلك سمى يعقوب، قالوا: وتزوج عيصو بسمة
بنت إسماعيل وكان رجلا أشقر فولدت له الروم،
قال الأزهري: الروم جيل ينتمون إلى عيصو بن
إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام، وقال الجوهري:
الروم من ولد روم بن عيص، يقال: رومى وروم
كما يقال زنجي وزنج، فليس بين الواحد والجمع إلا
الياء المشددة كما قالوا تمرة وتمر فلم يكن بين الواحد
والجمع إلا الهاء، وقال ابن الكلبي عن أبي يعقوب
التدمري: إنما سميت الروم لأنهم كانوا سبعة راموا
فتح دمشق ففتحوها وقتلوا أهلها وكان سكانها
سكرة للعازر بن نمرود بن كوش بن حام بن نوح،
97

عليه السلام، والسكرة الفعلة، واسم السبعة:
لوطان وشوبال وصيفون وغاود وبشور وآصر
وريضان، ثم جعلوا يتقدمون حتى انتهوا إلى أنطاكية
ثم جاءت بنو العيص فأجلوهم عما افتتحوا وسكنوه
حتى انتهوا إلى القسطنطينية فسكنوها فسموا الروم
بما راموا من فتح هذه الكور: وبنى القسطنطينية
ملك من بنى العيص يقال له بزنطي، ويقال:
سميت الروم بروم بن بزنطي، وعندي أنهم إنما
سموا بنى الأصفر لشقرتهم لان الشقرة إذا أفرطت
صارت صفرة صافية، وقيل: إن عيصو كان
أصفر لمرض كان ملازما له، وقال جرير بن الخطفى
الشاعر اليربوعي يفتخر على اليمن بالفرس والروم
ويقول إنهم من ولد إسحاق:
وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا
حمائل موت لابسين السنورا
إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم
وكسرى وعدوا الهرمزان وقيصرا
وكان كتاب فيهم ونبوة،
وكانوا بإصطخر الملوك وتسترا
أبونا أبو إسحاق يجمع بيننا،
وقد كان مهديا نبيا مطهرا
ويعقوب منا، زاده الله حكمة،
وكان ابن يعقوب أمينا مصورا
فيجمعنا والغر أبناء سارة
أب لا نبالي بعده من تعذرا
أبونا خليل الله، والله ربنا،
رضينا بما أعطى الاله وقدرا
بنى قبلة الله التي يهتدى بها،
فأورثنا عزا وملكا معمرا
وأما حدود الروم فمشارقهم وشمالهم الترك والخزر
ورس، وهم الروس، وجنوبهم الشام والإسكندرية
ومغاربهم البحر والأندلس، وكانت الرقة والشامات
كلها تعد في حدود الروم أيام الأكاسرة، وكانت
دار الملك أنطاكية إلى أن نفاهم المسلمون إلى أقصى
بلادهم، قال أحمد بن محمد الهمذاني: وجميع أعمال
الروم التي تعرف وتسمى وتأتينا أخبارها على الصحة
أربعة عشر عملا، منها ثلاثة خلف الخليج وأحد
عشر دونه، فالأول من الثلاثة التي خلف الخليج
يسمى طلايا وهو بلد القسطنطينية، وحده من جهة
المشرق الخليج الآخذ من بحر الخزر إلى بحر الشام،
ومن القبلة بحر الشام، ومن المغرب سور ممدود من
بحر الشام إلى بحر الخزر ويسمى مقرن تيخس،
وتفسيره السور الطويل، وطوله مسيرة أربعة أيام،
وهو من القسطنطينية على مسيرة مرحلتين، وأكثر
هذا البلد ضياع للملك والبطارقة ومروج لمواشيهم
ودوابهم، وفى أخبار بلاد الروم أسماء عجزت عن
تحقيقها وضبطها فليعذر الناظر في كتابي هذا، ومن
كان عنده أهلية ومعرفة وقتل شيئا منها علما فقد
أذنت له في إصلاحه مأجورا، ومن وراء هذا
العمل عمل تراقية، وحده من وجه المشرق هذا
السور الطويل، ومن القبلة عمل مقدونية، ومن
المغرب بلاد برجان مسيرة خمسة عشر يوما، وعرضه
من بحر الخزر إلى حد عمل مقدونية مسيرة ثلاثة
أيام، ومنزل الاصطرطغوس الوالي حصن يسمى
أرقدة على سبع مراحل من القسطنطينية، وجنده
خمسة آلاف، ثم عمل مقدونية، وحده من المشرق
السور الطويل، ومن القبلة بحر الشام، ومن المغرب
بلاد الصقالبة، ومن ظهر القبلة بلاد برجان، وعرضه
مسيرة خمسة أيام، ومنزل الاصطرطغوس، يعنى
98

الوالي، حصن يسمى بابدس، وجنده خمسة آلاف،
فهذه الثلاثة بلدان التي خلف الخليج ومن دون
الخليج أحد عشر عملا، فأولها مما يلي بحر الخزر إلى
خليج القسطنطينية عمل أفلاجونية، وأول حدوده
على الانطماط والثاني بحر الخزر والثالث على الأرمنياق
والرابع على البقلار، ومنزل الاصطرطغوس ايلاي،
وهو رستاق وقرية تدعى نيقوس، وله منزل آخر
يسمى سواس، وجنده خمسة آلاف، وإلى جانبه
عمل الانطماط، وحده الأول الخليج، وجنده أربعة
آلاف، وأهل هذا العمل مخصوصون بخدمة الملك
وليسوا بأهل حرب، وإلى جانبه عمل الأبسيق،
وحده الأول الخلج والثاني الانطماط والثالث عمل
الناطلقوس والرابع عمل ترقسيس، ومنزل الاصطرطغوس
حصن بطنة، وجنده ستة آلاف، وإلى جانبه
عمل ترقسيس، وحده الأول الخليج والثاني الأبسيق
والثالث عمل الناطلقوس والرابع بحر الشام، ومنزل
الاصطرطغوس في حصن الوارثون، واسمه قانيوس،
والوارثون: اسم البلد، وجنده عشرة آلاف، وإلى
جانبه عمل الناطلقوس وتفسيره المشرق، وهو أكبر
أعمال الروم، وحده الأول الأبسيق والترقسيس
والثاني عمل البقلار، ومنزل الاصطرطغوس مرج
الشحم، وجنده خمسة عشر ألفا ومعه ثلاثة طرموخين،
وفى هذا العمل عمورية. وهي الآن خراب، وبليس
ومنبج ومرعش، وهو حصن برغوث، وإلى جانبه
من ناحية البحر عمل سلوقية، وحده الأول بحر
الشام والثاني عمل ترقسيس والثالث عمل الناطلقوس
والرابع دروب طرسوس من ناحية قلمية واللامس،
واسم صاحب هذا العمل كيليرج، ومرتبته دون
مرتبة الاصطرطغوس، وتفسيره صاحب الدروب،
وقيل: تفسيره وجه الملك، ومنزله سلوقية إلى
أنطاكية ثم يتصل به عمل القباذق، وحده الأول
جبال طرسوس وأذنة والمصيصة والثاني عمل سلوقية
والثالث عمل طلغوس والرابع عمل السملار
وخرشنة، ومنزل الكيليرج حصن قره، وجنده
أربعة آلاف، وفيه حصون كثيرة قوية، ومن بلاده
قورية أو قونية وملقونية وجرديلية وغير ذلك،
ويتصل به عمل خرشنة، وحده الأول عمل القيار
والثاني درب ملطية والثالث عمل الأرمنياق والرابع
عمل البقلار، ومنزل الكيليرج حضن خرشنة،
وجنده أربعة آلاف، وفيه من الحصون خرشنة
وصارخة ورمحسو وباروقطة وماكثيرى ثم يتصل به
عمل البقلار، وحده الأول عمل الناطلقوس والثاني
القباذق وخرشنة والثالث عمل الأرمنياق والرابع
عمل أفلاجونية، ومنزل الاصطرطغوس أنقرة التي
بها قبر امرئ القيس، وقد ذكر في موضعه،
وجندها ثمانية آلاف، ومع صاحبها طرموخان،
وفيه حصون وعدة بلاد ثم يتصل به عمل الأرمنياق،
وحده الأول عمل أفلا جونية والثاني عمل البقلار
والثالث خرشنة والرابع جلدية وبحر الخزر، ومنزل
الاصطرطغوس حصن أماسية، وجنده تسعة آلاف
ومعه ثلاثة طرموخين، وفيه عدة بلاد وحصون ثم
يتصل به عمل جلدية، وحده الأول بلاد أرمينية،
وأهله مخالفون للروم متاخمون لأرمينية، والثاني
بحر الخزر والثالث عمل الأرمنياق والرابع أيضا عمل
الأرمنياق، ومنزل الاصطرطغوس اقريطة، وجنده
عشرة آلاف ومعه طرموخان، وفيه بلاد وحصون،
قال الهمذاني: فهذه جميع أعمال الروم المعلومة لنا
في البر على كل عمل منها وال من قبل الملك الذي
يسمى الاصطرطغوس إلا صاحب الأنماط فإنه يسمى
الدمستق، وصاحب سلوقية وصاحب خرشنة فإن
99

كل واحد منهما يسمى الكيليرج، وعلى كل حصن
من حصون الروم رجل ثابت فيه يسمى برقليس
يحكم بين أهله، قلت أنا: وهذا فيما أحسب رسوم
وأسماء كانت قديما ولا أظنها باقية الآن وقد تغيرت
أسماء البلاد وأسماء تلك القواعد، فان الذي نعرف
اليوم من بلاد الروم المشهورة في أيدي المسلمين
والنصارى لم يذكر منها شئ مثل قونية وأقصرى
وأنطاكية وأطرابزندة وسيواس إلى غير ذلك من
مشهور بلادهم، وإنما ذكرت كما ذكر، والله أعلم،
وقال بعض الجلساء: سمعت المعتز بالله يقول لأحمد
ابن إسرائيل: يا أحمد كم خراج الروم؟ فقال: يا أمير
المؤمنين خرجنا مع جدك المعتصم في غزاته فلما توسط
بلد الروم صار إلينا بسيل الخرشني وكان على خراج
الروم فسأله محمد بن عبد الملك عن مبلغ خراج
بلدهم فقال خمسمائة قنطار وكذا وكذا قنطارا،
فقال: حسبنا ذلك فإذا هو أقل من ثلاثة آلاف
ألف دينا، فقال المعتصم: اكتب إلى ملك الروم
أنى سألت أحبك عن خراج أرضك فذكر أنه كذا
وكذا وأخس ناحية في مملكتي خراجها أكثر من
خراج أرضك فكيف تنابذني وهذا خراج أرضك!
قال: فضحك المعتز وقال: من يلومني على حب
أحمد بن إسرائيل؟ ما سألته عن شئ إلا أجابني
بقصته، وينسب إلى الروم وصيف بن عبد الله الرومي
أبو على الحافظ الأنطاكي الأشروسني، قال الحافظ
أبو القاسم: قدم دمشق وحدث بها عن أبي يعقوب
إسحاق بن العنبر الفارسي وعلي بن سراج وسهل بن
صالح وأحمد بن حرب الموصلي ومحفوظ بن بحر وأبى
على الحسن بن عبد الرحمن الجروي وسليمان بن عبد
الله بن محمد ومحمد بن عبد الله القردواني الحراني
و عبد الله بن محمد بن سعيد الحراني ومحمد بن علي
الأفطح و عبد الحميد بن محمد بنا المستام وإبراهيم
ابن محمد بن إسحاق وعلي بن بكار المصيصي، روى
عنه أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبى دجانة وأبو علي بن
آدم الفزاري وأبو محمد الحسن بن سليمان بن داود بن
بنوس البعلبكي وأبو علي الحسن بن منير التنوخي
وأبو عبد الله بن مروان وأبو أحمد بن عدى وأبو
سعيد بن عبد الله الأعرابي وأبو الحسن بن جوصا
وسليمان الطبراني وأبو مروان عبد الملك بن محمد بن
عمر الطحان وأبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني
الحافظ وأبو جعفر محمد بن أبي الحسن اليقطيني.
رومية: بتخفيف الياء من تحتها نقطتان، كذا قيده
الثقات، قال الأصمعي: وهو مثل أنطاكية
وأفامية ونيقية وسلوقية وملطية، وهو كثير في
كلام الروم وبلادهم، وهما روميتان: إحداهما
بالروم والأخرى بالمدائن بنيت وسميت باسم ملك،
فأما التي في بلاد الروم فهي مدينة رياسة الروم
وعلمهم، قال بعضهم: هي مسماة باسم رومى بن
لنطي بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام، وذكر
بعضهم: إنما سمى الروم روما لاضافتهم إلى مدينة
رومية واسمها رومانس بالرومية، فعرب هذا
الاسم فسمى من كان بها روميا، وهي شمالي وغربي
القسطنطينية بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر،
وهي اليوم بيد الإفرنج، وملكها يقال له ملك ألمان،
وبها يسكن البابا الذي تطيعه الفرنجية، وهو لهم بمنزلة
الامام، متى خالفه أحد منهم كان عندهم عاصيا مخطئا
يستحق النفي والطرد والقتل، يحرم عليهم نساءهم
وغسلهم وأكلهم وشربهم فلا يمكن أحدا منهم مخالفته،
وذكر بطليموس في كتاب الملحمة قال: مدينة
رومية طولها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة،
وعرضها إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة، في
100

الاقليم الخامس، طالعها عشرون درجة من برج
العقرب تحت سبع عشرة درجة من برج السرطان،
يقابلها مثلها من برج الجدي، بيت ملكها مثلها من
الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها شركة في
كف الجذماء، حولها كل نحو عامر، وفيها جاءت
الرواية من كل فيلسوف وحكيم، وفيها قامت
الاعلام والنجوم، وقد روى عن جبير بن مطعم أنه
قال: لولا أصوات أهل رومية وضجهم لسمع الناس
صليل الشمس حيث تطلع وحيث تغرب، ورومية
من عجائب الدنيا بناء وعظما وكثرة خلق وأنا من
قبل أن آخذ في ذكرها أبرأ إلى الناظر في كتابي
هذا مما أحكيه من أمرها، فإنها عظيمة جدا خارجة
عن العادة مستحيل وقوع مثلها، ولكني رأيت
جماعة ممن اشتهروا برواية العلم قد ذكروا ما نحن
حاكوه فاتبعناهم في الرواية، والله أعلم، روى عن
ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال: حلية بيت
المقدس أهبطت من الجنة فأصابتها الروم فانطلقت بها
إلى مدينة لهم يقال لها رومية، قال: وكان الراكب
يسير بضوء ذلك الحلي مسيرة خمس ليال، وقال
رجل من آل أبي موسى: أخبرني رجل يهودي قال:
دخلت رومية وإن سوق الطير فيها فرسخ، وقال
مجاهد: في بلد الروم مدينة يقال لها رومية فيها ستمائة
ألف حمام، وقال الوليد بن مسلم الدمشقي:
أخبرني رجل من التجار قال: ركبنا البحر وألقتنا
السفينة إلى ساحل رومية فأرسلنا إليهم إنا إياكم
أردنا، فأرسلوا إلينا رسولا، فخرجنا معه نريدها
فعلونا جبلا في الطريق فإذا بشئ أخضر كهيئة
اللج فكبرنا فقال لنا الرسول: لم كبرتم؟ قلنا:
هذا البحر ومن سبيلنا أن نكبر إذا رأيناه، فضحك
وقال: هذه سقوف رومية وهي كلها مرصصة،
قال: فلما انتهينا إلى المدينة إذا استدارتها أربعون
ميلا في كل ميل منها باب مفتوح، قال: فانتهينا
إلى أول باب وإذا سوق البياطرة وما أشبهه ثم صعدنا
درجا فإذا سوق الصيارفة والبزازين ثم دخلنا المدينة
فإذا في وسطها برج عظيم واسع في أحد جانبيه
كنيسة قد استقبل بمحرابها المغرب وببابها المشرق،
وفى وسط البرج بركة مبلطة بالنحاس يخرج منها ماء
المدينة كله، وفى وسطها عمود من حجارة عليه
صورة رجل من حجارة، قال: فسألت بعض أهلها
فقلت ما هذا؟ فقال: إن الذي بنى هذه المدينة قال
لأهلها لا تخافوا على مدينتكم حتى يأتيكم قوم على هذه
الصفة فهم الذين يفتحونها، وذكر بعض الرهبان ممن
دخلها وأقام بها أن طولها ثمانية وعشرون ميلا في
ثلاثة وعشرين ميلا، ولها ثلاثة أبواب من ذهب،
فمن باب الذهب الذي في شرقيها إلى البابين الآخرين
ثلاثة وعشرون ميلا، ولها ثلاثة جوانب في البحر
والرابع في البر، والباب الأول الشرقي والآخر الغربي
والآخر اليمنى، ولها سبعة أبواب أخر سوى هذه
الثلاثة الأبواب من نحاس مذهب، ولها حائطان من
حجارة رخام وفضاء طوله مائتا ذراع بين الحائطين،
وعرض السور الخارج ثمانية عشر ذراعا، وارتفاعه
اثنان وستون ذراعا، وبين السورين نهر ماؤه عذب
يدور في جميع المدينة ويدخل دورهم مطبق بدفوف
النحاس كل دفة منها ستة وأربعون ذراعا، وعدد
الدفوف مائتان وأربعون ألف دفة، وهذا كله من
نحاس، وعمود النهر ثلاثة وتسعون ذراعا في عرض
ثلاثة وأربعين ذراعا، فكلما هم بهم عدو وأتاهم
رفعت تلك الدفوف فيصير بين السورين بحر لا يرام،
وفيما بين أبواب الذهب إلى باب الملك اثنا عشر ميلا
وسوق ماد من شرقيها إلى غربيها بأساطين النحاس
101

مسقف بالنحاس وفوقه سوق آخر، وفى الجميع
التجار، وبين يدي هذا السور سوق آخر على أعمدة
نحاس كل عمود منها ثلاثون ذراعا، وبين هذه الأعمدة
نقيرة من نحاس في طول السوق من أوله إلى آخره
فيه لسان يجرى من البحر فتجئ السفينة في هذا النقير
وفيها الأمتعة حتى تجتاز في السوق بين يدي التجار
فتقف على تاجر تاجر فيبتاع مها ما يريد ثم ترجع
إلى البحر، وفى داخل المدينة كنيسة مبنية على اسم
مار بطرس ومار بولس الحواريين، وهما مدفونان
فيها، وطول هذه الكنيسة ألف ذراع في خمسمائة
ذراع في سمك مائتي ذراع، وفيها ثلاث باسليقات
بقناطر نحاس، وفيها أيضا كنيسة بنيت باسم
اصطفانوس رأس الشهداء، طولها ستمائة ذراع في عرض
ثلاثمائة ذراع في سمك مائة وخمسين ذراعا، وثلاث
باسليقات بقناطرها وأركانها، وسقوف هذه الكنيسة
وحيطانها وأرضها وأبوابها وكواها كلها وجميع ما
فيها كأنه حجر واحد، وفى المدينة كنائس كثيرة،
منها أربع وعشرون كنيسة للخاصة، وفيها كنائس
لا تحصى للعامة، وفى المدينة عشرة آلاف دير للرجال
والنساء، وحول سورها ثلاثون ألف عمود للرهبان
وفيها اثنا عشر ألف زقاق يجرى في كل زقاق منها
نهران واحد للشرب والآخر للحشوش، وفيها اثنا
عشر ألف سوق، في كل سوق قناة ماء عذب،
وأسواقها كلها مفروشة بالرخام الأبيض منصوبة على
أعمدة النحاس مطبقة بدفوف النحاس، وفيها عشرون
ألف سوق بعد هذه الأسواق صغار، وفيها ستمائة
ألف وستون الف حمام، وليس يباع في هذه المدينة
ولا يشترى من ست ساعات من يوم السبت حتى
تغرب الشمس من يوم الأحد، وفيها مجامع لمن يلتمس
صنوف العلم من الطب والنجوم وغير ذلك يقال
إنها مائة وعشرون موضعا، وفيها كنيسة تسمى
كنيسة الأمم إلى جانبها قصر الملك، وتسمى هذه
الكنيسة صهيون وصهيون بيت المقدس، طولها فرسخ
في فرسخ في سمك مائتي ذراع، ومساحة هيكلها ستة
أجربة، والمذبح الذي يقدس عليه القربان من زبرجد
أخضر طوله عشرون ذراعا في عرض عشرة أذرع
يحمله عشرون تمثالا من ذهب طول كل تمثال ثلاثة
أذرع أعينها يواقيت حم، وإذا قرب على هذا المذبح
قربان في الأعياد لا يطفأ إلا يصاب، وفى رومية
من الثياب الفاخرة ما يليق به، وفى الكنيسة ألف
ومائتا أسطوانة من المرمر الملمع ومثلها من النحاس
المذهب طول كل أسطوانة خمسون ذراعا، وفى
الهيكل ألف وأربعمائة وأربعون أسطوانة طول كل
أسطوانة ستون ذراعا لكل أسطوانة رجل معروف
من الأساقفة، وفى الكنيسة الف ومائتا باب كبار
من النحاس الأصفر المفرغ وأربعون بابا كبار من
ذهب سوى أبواب الآبنوس والعاج وغير ذلك، وفيها
ألف بالسليق طول كل باسليق أربعمائة وثمانية وعشرون
ذراعا في عرض أربعين ذراعا، لكل باسليق أربعمائة
وأربعون عمودا من رخام مختلف ألوانه، طول كل
واحد ستة وثلاثون ذراعا، وفيها أربعمائة قنطرة
تحمل كل قنطرة عشرون عمودا من رخام، وفيها
مائة ألف وثلاثون ألف سلسلة ذهب معلقة في السقف
ببكر ذهب تعلق فيها القناديل سوى القناديل التي تسرج
يوم الأحد، وهذه القناديل تسرج يوم أعيادهم وبعض
مواسمهم، وفيها الأساقفة ستمائة وثمانية عشر أسقفا،
ومن الكهنة والشمامسة ممن يجرى عليه الرزق من الكنيسة
دون غيرهم خمسون ألفا، كلما مات واحد أقاموا مكانه
آخر، وفى المدينة كنيسة الملك وفيها خزائنه التي فيها
أواني الذهب والفضة مما قد جعل للمذبح، وفيها عشرة
102

آلاف جرة ذهب يقال لها الميزان وعشرة آلاف
خوان ذهب وعشرة آلاف كأس وعشرة آلاف مروحة
ذهب ومن المنائر التي تدار حول المذبح سبعمائة منارة
كلها ذهب، وفيها من الصلبان التي تخرج يوم الشعانين
ثلاثون ألف صليب ذهب ومن صلبان الحديد والنحاس
المنقوشة المموهة بالذهب مالا يحصى ومن المقطوريات
عشرون الف مقطورية، وفيها ألف مقطرة من ذهب
يمشون بها أمام القرابين، ومن المصاحف الذهب والفضة
عشرة آلاف مصحف، وللبيعة وحدها سبعة آلاف
حمام سوى غير ذلك من المستغلات، ومجلس الملك
المعروف بالبلاط تكون مساحته مائة جريب وخمسين
جريبا، والإيوان الذي فيه مائة ذراع في خمسين
ذراعا ملبس كله ذهبا وقد مثل في هذه الكنيسة
مثال كل نبي منذ آدم، عليه السلام، إلى عيسى
ابن مريم، عليه السلام، لا يشك الناظر إليهم أنهم
أحياء، وفيها ثلاثة آلاف باب نحاس مموه بالذهب،
وحول مجلس الملك مائة عمود مموهة بالذهب على كل
واحد منها صنم من نحاس مفرغ في يد كل صنم
جرس مكتوب عليه ذكر أمة من الأمم وجميعها
طلسمات، فإذا هم بغزوها ملك من الملوك تحرك
ذلك الصنم وحرك الجرس الذي في يده فيعلمون أن
ملك تلك الأمة يريدهم فيأخذون حذرهم، وحول
الكنيسة حائطان من حجارة طولهما فرسخ وارتفاع
كل واحد منهما مائة ذراع وعشرون ذراعا لهما
أربعة أبواب، وبين يدي الكنيسة صحن يكون
خمسة أميال في مثلها في وسطه عمود من نحاس ارتفاعه
خمسون ذراعا، وهذا كله قطعة واحدة مفرغة،
وفوقه تمثال طائر يقال له السوداني من ذهب على
صدره نقش طلسم وفى منقاره مثال زيتونة وفى كل
واحدة من رجليه مثال ذلك، فإذا كان أوان الزيتون
لم يبق طائر في الأرض إلا واتى وفى منقاره زيتونة
وفى كل واحدة من رجليه زيتونة حتى يطرح ذلك
على رأس الطلسم، فزيت أهل رومية وزيتونهم
من ذلك، وهذا الطلسم عمله لهم بليناس صاحب
الطلسمات، وهذا الصحن عليه أمناء وحفظة من قبل
الملك وأبوابه مختومة، فإذا امتلأ وذهب أوان الزيتون
اجتمع الامناء فعصروه فيعطى الملك والبطارقة ومن
يجرى مجراهم قسطهم من ا لزيت ويجعل الباقي للقناديل
التي للبيع، وهذه القصة، أعني قصة السوداني،
مشهورة قلما رأيت كتابا تذكر فيه عجائب البلاد
إلا وقد ذكرت فيه، وقد روى عن عبد الله بن عمرو
ابن العاص أنه قال: من عجائب الدنيا شجرة برومية
من نحاس عليها صورة سودانية في منقارها زيتونة فإذا
كان أوان الزيتون صفرت فوق الشجرة فيوافي كل
طائر في الأرض من جنسها بثلاث زيتونات في منقاره
ورجليه حتى يلقى ذلك على تلك الشجرة فيعصر أهل
رومية ما يكفيهم لقناديل بيعتهم وأكلهم لجميع الحول،
وفى بعض كنائسهم نهر يدخل من خارج المدينة،
في هذا النهر من الضفادع والسلاحف والسراطين أمر
عظيم، فعلى الموضع الذي يدخل منه الكنيسة صورة
صنم من حجارة وفى يده حديدة معقفة كأنه يريد
أن يتناول بها شيئا من الماء، فإذا انتهت إليه هذه
الدواب المؤذية رجعت مصاعدة ولم يدخل الكنيسة
منها شئ البتة، قال المؤلف: جميع ما ذكرته ههنا
من صفة هذه المدينة هو من كتاب أحمد بن محمد
الهمذاني المعروف بابن الفقيه وليس في القصة شئ أصعب
من كون مدينة تكون على هذه الصفة من العظم على
أن ضياعها إلى مسيرة أشهر لا تقوم مزدرعاتها بميرة
أهلها، وعلى ذلك فقد حكى جماعة من بغداد أنها
كانت من العظم والسعة وكثرة الخلق والحمامات
103

ما يقارب هذا وإنما يشكل فيه أن القارئ لهذا لم ير
مثله، والله أعلم، فأما أنا فهذا عذري على أنني لم
أنقل جميع ما ذكر وإنما اختصرت البعض.
رومة: بضم الراء، وسكون الواو: أرض بالمدينة
بين الجرف وزغابة نزلها المشركون عام الخندق،
وفيها بئر رومة، اسم بئر ابتاعها عثمان بن عفان،
رضي الله عنه، وتصدق بها، وقد أشبع القول
فيها في البئر.
رونات: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ونون، وآخره
تاء مثناة من فوق: موضع في شعر ابن مناذر.
روناش: بضم أوله، وسكون ثانيه، ونون، وآخره
شين معجمة، وقيل بالسين المهملة، قصر روناش:
من كور الأهواز، والله أعلم.
رؤيا: بلفظ الرؤيا من المنام: اسم موضع.
رويان: بضم أوله، وسكون ثانيه، وياء مثناة من
تحت، وآخره نون: مدينة كبيرة من جبال طبرستان
وكورة واسعة، وهي أكبر مدينة في الجبال هناك،
قالوا: أكبر مدن سهل طبرستان آمل وأكبر مدن
جبالها رويان، ورويان في الاقليم الرابع، طولها ست
وسبعون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وعرضها
سبع وثلاثون درجة وعشر دقائق، وبين جيلان
ورويان اثنا عشر فرسخا، وقد ذكر بعضهم أن
رويان ليست من طبرستان وإنما هي ولاية برأسها
مفردة واسعة محيط بها جبال عظيمة وممالك كثيرة
وأنهار مطردة وبساتين متسعة وعمارات متصلة،
وكانت فيما مضى من مملكة الديلم فافتتحها عمرو بن
العلاء صاحب الجوسق بالري وبنى فيها مدينة، وجعل
لها منبرا، وفيما بين جبال الرويان والديلم رساتيق
وقرى، يخرج من القرية ما بين الأربعمائة رجل إلى
الألف ويخرج من جميعها أكثر من خمسين ألف
مقاتل، وخراجها على ما وظف عليها الرشيد أربعمائة
ألف وخمسون ألف درهم، وفى بلاد الرويان مدينة
يقال لها كجة بها مستقر الوالي، وجبال الرويان
متصلة بجبال الري وضياعها ومدخلها مما يلي الري،
وأول من افتتحها سعيد بن العاصي في سنة 29 أو 30
وهو والى الكوفة لعثمان سار إليها فافتتحها، وقد
نسب إلى هذا الموضع طائفة من العلماء، منهم:
أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد
الروياني الطبري القاضي الامام أحد أئمة الشافعية
ووجوه أهل عصره ورؤوس الفقهاء في أيامه بيانا
وإتقانا، وكان نظام الملك علي بن إسحاق يكرمه،
تفقه على أبي عبد الله محمد بن بيان الفقيه الكازروني
وصنف كتبا كثيرة، منها: كتاب التجربة وكتاب
الشافي، وصنف في الفقه كتابا كبيرا عظيما سماه البحر،
رأيت جماعة من فقهاء خراسان يفضلونه على كل ما
صنف في مذهب الشافعي، وسمع الحديث من أبى
الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ومن شيخه ابن
بيان الكازروني، روى عنه زاهر بن طاهر الشحامي
وإسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيرهما، وقتل
بسبب التعصب شهيدا في مسجد الجامع بآمل طبرستان
في محرم سنة 501 وقيل سنة 502، عن السلفي،
ومولده سنة 415، و عبد الكريم بن شريح بن عبد
الكريم بن أحمد بن محمد الروياني الطبري أبو معمر
قاضي آمل طبرستان، إمام فاضل مناظر فقيه حسن
الكلام، ورد نيسابور فأقام بهامدة وسمع ببسطام
أبا الفضل محمد بن علي بن أحمد السهلكي، وبطبرستان
الفضل بن أحمد بن محمد البصري وأبا جعفر محمد بن
علي بن محمد المناديلي وأبا الحسين أحمد بن الحسين بن أبي
خداش الطبري، وبساوة أبا عبد الله محمد بن أحمد
104

ابن الحسن الكامخي، وبأصبهان أبا المظفر محمود بن
جعفر الكوسج، وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسماعيل
التفليسي وفاطمة بنت أبي عثمان الصابوني وأبا نصر
محمد بن أحمد الرامش إجازة... (1)، وفوض إليه القضاء
بآمل في رمضان سنة 531، وبندار بن عمر بن محمد
ابن أحمد أبو سعيد التميمي الروياني، قدم دمشق
وحدث بها وبغيرها عن أبي مطيع مكحول بن علي
ابن موسى الخراساني وأبى منصور المظفر بن محمد
النحوي الدينوري وأبى محمد عبد الله بن جعفر الجباري
الحافظ وعلي بن شجاع بن محمد الصيقلي وأبى صالح
شعيب بن صالح، روى عنه الفقيه نصر بن سهل بن
بشر وأبو غالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن
الشيرازي ومكي بن عبد السلام المقدسي وأبو الحسن
علي بن طاهر النحوي، قال عبد العزيز النخشبي
وسئل عنه فقال: لا تسمع منه فإنه كذاب. ورويان
أيضا: من قرى حلب قرب سبعين عندها مقتل آق
سنقر جد بنى زنكى أصحاب الموصل، وقال
العمراني: بالري محلة تسمى رويان أيضا.
رؤيتان: في قول جرير:
هل رام بعد محلنا روض القطا
فرؤيتان إلى غدير الخانق
الرويتج: موضع في قول بحير بن لاي التغلبي:
تبين رسوما بالرويتج قد عفت
لعزة قد عرين حولا حلاحلا
تعاورها صفق الرياح فأصبحت
كما رد أيدي الطاحنات المناخلا
الرويثات: جمع الذي بعده: جبال من أرض بنى
سليم فيها قنة خشناء.
الرويثة: تصغير روثة، واحدة روث الدواب أو روثة
الانف وهو طرفه، قال ابن الكلبي: لما رجع تبع
من قتال أهل المدينة يريد مكة نزل الرويثة وقد
أبطأ في مسيره فسماها الرويثة من راث يريث إذا
أبطأ: وهي على ليلة من المدينة، وقال ابن السكيت:
الرويثة معشى بين العرج والروحاء، قال السلفي:
الرويثة ماء لبنى عجل بين طريق الكوفة والبصرة
إلى مكة، وقال الأزهري: رويثة اسم منهلة من
المناهل التي بين المسجدين، يريد مكة والمدينة.
الرويحان: كأنه تصغير مثنى الريح: موضع بفارس.
رويندز: قلعة حصينة من أعمال أذربيجان قرب تبريز.
رويدشت: بضم أوله، وفتح ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت، ودال مهملة، وشين معجمة، وتاء مثناة من
فوق: قرية من قرى أصبهان وعمل من أعمالها يشتمل
على قرى وضياع كثيرة، وهي روذدشت، وقد
تقدم ذكرها، وقال الحافظ في تاريخ دمشق: أحمد
ابن عبد الله أبو العباس ويقال أبو بكر الرويدشتي
الأصبهاني، حدث بدمشق سنة 459 عن سعد بن علي
الزنجاني نزيل مكة وأبى سعد علي بن عثمان بن
جنى نزيل صور، سمع منه شيخنا أبو الحسن بن
قيس مع أبيه بدمشق وأبو البركات عبد المنعم بن
محمد حافظ الحفاظ البقلي بمكة، والله أعلم.
الرويل: واد قرب الحاجر ينزله الحاج، وهو في ديار
بنى كلاب، عن أبي زياد، وأنشد:
لياح له بطن الرويل مجنة،
ومنه بأبقاء الحريداء مكنس
روين: بضم أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من تحت،
وآخره نون: من قرى جرجان.
روية: بضم أوله، وفتح ثانيه، وتشديد الياء المثناة
من تحت، كأنه تصغير رية واحدة الري من

(1) هكذا بياض بالأصل.
105

العطش، وقيل: رؤية، بالهمز، ماء في بلادهم،
قال الفرزدق:
هل تعلمون غداة يطرد سبيكم
بالصمد بين روية وطحال
وقال الأخطل يصف سحابا:
وعلا البسيطة والشقيق بريق
فالضوج بين رؤية وطحال
وثناه لإقامة الوزن على طريقتهم في مثل ذلك أيضا
فقال:
أعرفت بين رويتين فحنبل
دمنا تلوح كأنها أسطار؟
وبنو الروية: من قرى اليمن.
رؤية: بلفظ رؤية البصر، إقليم الرؤية: من أعمال
بطليوس، والله أعلم.
باب الراء والهاء وما يليهما
الرهاء: بضم أوله، والمد، والقصر: مدينة بالجزيرة
بين الموصل والشام بينهما ستة فراسخ سميت باسم
الذي استحدثها، وهو الرهاء بن البلندي بن مالك
ابن دعر، وقال الكلبي في كتاب أنساب البلاد بخط
حجحج: الرهاء بن سبند بن مالك بن دعر بن حجر
ابن جزيلة بن لخم، وقال قوم: إنها سميت بالرها
ابن الروم بن لنطي بن سام بن نوح، عليه السلام،
قال بطليموس: مدينة الرها طولها اثنتان وسبعون
درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون درجة
وثلاثون دقيقة، طالعها سعد الذابح لها شركة في النسر
الطائر تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، بيت
ملكها مثلها من الحمل في الاقليم الرابع، وقال يحيى
ملكها مثلها من الحمل في الاقليم الرابع، وقال يحيى
ابن جرير النصراني: الرها اسمها بالرومية أذاسا،
بنيت في السنة السادسة من موت الإسكندر، بناها
الملك سلوقس كما ذكرنا في أذاسا، والنسبة إليها
رهاوي، وكذلك النسبة إلى رهاء قبيلة من مذحج،
وقد نسب إليها جماعة من المتقدمين والمتأخرين،
فمن المتقدمين يحيى بن أبي أسد الرهاوي أخو زيد،
يروى عن الزهري وعمرو بن شعيب وغيرهما، كان
يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به،
روى عنه أهل بلده وغيرهم، ومات سنة 146، ومن
المتأخرين الحافظ عبد القادر بن عبد الله بن عبد الرحمن
الرهاوي أبو محمد، ولد بالرها ونشأ بالموصل وكان
مولى لبعض أهل الموصل وطلب العلم وسمع الكثير،
رحل في طلب الحديث من الجزيرة إلى الشام ومصر،
وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبى طاهر السلفي
ودخل العراق وسمع من ابن الخشاب وخلق كثير
من تلك الطبقة ومضى إلى أصبهان ونيسابور ومرو
وهراة وسمع من مشايخها وقدم واسطا وسمع بها
وعاد إلى الموصل وأقام بها بدار الحديث المظفرية مدة
يحدث وسكن بآخره بحران، ومات في جمادى
الأولى سنة 612، وكان يقول إن مولدة سنة 536،
وكان ثقة صالحا، وأكثر سفره في طلب الحديث
والعلم كان على رجله، وخلف كتبا وقفها بمسجد
كان سكنه بحران، وقال أبو الفرج الأصبهاني:
حدثني أبو محمد حمزة بن القاسم الشامي قال: اجتزت
بكنيسة الرها عند مسيري إلى العراق فدخلتها لا شاهد
ما كنت أسمعه عنها، فبينما أنا أطوف إذ رأيت
على ركن من أركانها مكتوبا فقرأته فإذا هو بحمرة:
حضر فلان بن فلان وهو يقول: من إقبال ذي
الفطنة إذا ركبته المحنة انقطاع الحياة وحضور الوفاة،
وأشد العذاب تطاول الأعمار في ظل الاقتار،
وأنا القائل:
106

ولى همة أدنى منازلها السها،
ونفس تعالت بالمكارم والنهى
وقد كنت ذا آل بمرو سرية
فبلغت الأيام بي بيعة الرها
ولو كنت معروفا بها لم أقم بها،
ولكنني أصبحت ذا غربة بها
ومن عادة الأيام إبعاد مصطفى،
وتفريق مجموع وتبغيض مشتهى
قال: فاستحسنت النظم والنثر وحفظتهما، وقال
عبيد الله بن قيس الرقيات:
فلو ما كنت أروع أبطحيا،
أبى الضيم مطرح الدناء
لودعت الجزيرة قبل يوم
ينسى القوم أطهار النساء
فذلك أم مقامك وسط قيس
ويغلب بينها سفك الدماء
وقد ملأت كنانة وسط مصر
إلى عليا تهامة فالرهاء
وقد نسب ابن مقبل إليها الخمر فقال:
سقتني بصهباء درياقة
متى ما تلين عظامي تلن
رهاوية مترع دنها
ترجع من عود وعس مرن
رهاط: بضم أوله، وآخره طاء مهملة: موضع على
ثلاث ليال من مكة، وقال قوم: وادى رهاط في
بلاد هذيل، وقال عرام فيما يطيف بشمنصير: وهو
جبل قرية يقال لها رهاط بقرب مكة على طريق
المدينة، وهي بواد يقال له غران، وبقرب وادى
رهاط الحديبية، وهي قرية ليست كبيرة، وهذه
المواضع لبنى سعد وبنى مسروح، وهم الذين نشأ
فيهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ينسب إليها
سهيل بن عمرو الرهاطي، سمع عائشة، رضي الله عنها
، روى حديثه أبو عاصم عن يزيد بن عمرو
التيمي، وقال ابن الكلبي: اتخذت هذيل سواعا
ربا برهاط من أرض ينبع، وينبع عرض من
أعراض المدينة.
الرهافة: بضم أوله، وبعد الألف فاء، على فعالة:
موضع.
رهاوة: بضم أوله، وبعد الألف واو: موضع جاء
في الاخبار.
رهبا: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعد الهاء باء
موحدة: خبراء في الصمان في ديار بنى تميم، قال
بعضهم:
على جمد رهبا أو شخوص خيام
الجمد: شبيه بالجبل الصغير، ورهبا قالوا في قول
العجاج: تعطيه رهباها إذا ترهبا
قال: رهباها الذي ترهبه مثل هالك وهلكى، ويقال:
رهباك خير من رغباك أي فرقه خير من حبه وأحرى
أن يعطيك عليه، ويقال: فعلت ذلك من رهباك
ورهباك، بالفتح والضم، هذا بالقصر، والرهباء،
ممدود، اسم من الرهب، تقول: الرهباء من الله
والرغباء إليه، وقال جرير:
ألا حي رهبا ثم حي المطاليا،
فقد كان مأنوسا فأصبح خاليا
فلا عهد إلا أن تذكر أو ترى
ثماما حوالي منصب الخيم باليا
107

إلى الله أشكو أن بالغور حاجة،
وأخرى إذا أبصرت نجدا بدا ليا
إذا ما أراد الحي أن يتزيلوا،
وحنت جمال الحي حنت جماليا
ألا أيها الوادي الذي ضم سيله
إلينا هوى ظمياء حييت واديا
نظرت برهبا والظعائن باللوى،
فطارت برهبا، شعبة من فؤاديا
رهجان: بفتح أوله، وسكون ثانيه: واد يصب
في نعمان فيه عسل كثير.
رهط: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره طاء
مهملة، ورهط الرجل: قومه وقبيلته، والرهط:
ما دون العشرة من الرجال ليس فيهم امرأة، قال
الله تعالى: وكان في المدينة تسعة رهط، وليس لهم
واحد من لفظهم، والجمع أرهط وأرهاط وأراهط،
والرهط: جلد يشقق سيورا، كانوا في الجاهلية
يطرفون عراة وكانت النساء يشددن ذلك في
أوساطهن: وهو موضع في شعر هذيل، قال أبو
قلابة الهذلي:
يا دار أعرفها، وحشا منازلها
بين القوائم، من رهط فألبان
رهنان: بضم أوله، وسكون ثانيه، وتكرير النون،
ويجوز أن يكون تثنية رهن جمع رهن كما يقال
إبلان وخيلان ثم خفف وأعرب بعد طول الاستعمال:
وهو موضع.
رهنة: بضم أوله، وسكون ثانيه: قرية من قرى
كرمان، ينسب إليها محمد بن بحر يكنى أبا الحسن
الرهني أحد الأدباء العلماء، قرأ على ابن كيسان
كتاب سيبويه وروى كثيرا من حديث الشيعة وله
في مقالاتهم تصانيف.
رهوط: جمع رهط، وقد تقدم: وهو اسم موضع.
رهوة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو،
والرهو الكركي، ويقال: طير من طيور الماء
يشبه الكركي، والرهو مشى في سكون، وقوله
تعالى: واترك البحر رهوا، أي ساكنا، وقيل
يبسا، وقيل مفلوقا، ورهوة واحدة ما ذكرناه،
وقال أبو عبيد: الرهوة الارتفاع والانحدار، قال
أبو العباس النميري:
دليت رجلي في رهوة
فهذا انحدار، وقال عمرو بن كلثوم:
نصبنا مثل رهوة ذات حد
محافظة، وكنا السابقينا
فهذا ارتفاع، وقال أبو عبيد: الرهوة الجوبة تكون
في محلة القوم يسيل إليها ماء المطر، وقال أبو معبد:
الرهوة ما اطمأن وارتفع ما حوله، قال: والرهوة
شبه تل يكون في متون الأرض على رؤوس الجبال
ومساقط الطيور القصور والعقبان: وهو طريق
بالطائف، وقيل: هو جبل في شعر خفاف بن ندبة،
وقيل: عقبة في مكان معروف، وقال أبو ذؤيب:
فإن تمس في قبر برهوة ثاويا،
أنيسك أصداء القبور تصيح
ولا لك جيران ولا لك ناصر،
ولا لطف يبكى عليك نصيح
وقال الأصمعي: رهوة في أرض بنى جشم ونصر
ابني معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن
عكرمة بن خصفة، والرهوة: صحراء قرب خلاط،
قال أحمد بن يحيى بن جابر: كان مالك بن عبد الله
الخثعمي ويقال له الصوائف الفلسطيني غزا بلاد الروم
108

سنة 146 في أيام المنصور فغنم غنائم كثيرة ثم قفل،
فلما كان من درب الحدث على خمسة عشر ميلا
بموضع يقال له الرهوة فأقام ثلاثا فباع الغنائم وقسم
سهام الغنيمة فسميت رهوة مالك به.
رهوى: بفتح أوله، وسكون ثانيه، مقصور، في
كتاب العين: المرأة الرهو والرهوى لغتان المرأة
الواسعة: وهو اسم موضع.
الرهيمة: بلفظ التصغير، ويجوز أن يكون تصغير
رهمة، وهي المطرة الضعيفة الدائمة، والرهام من
الطير كل شئ لا يصطاد: وهو ضيعة قرب الكوفة،
قال السكوني: هي عين بعد خفية إذا أردت الشام
من الكوفة، بينها وبين خفية ثلاثة أميال، وبعدها
القطيفة مغربا، وذكرها المتنبي فقال:
فيا لك ليلا على أعكش،
أحم البلاد خفى الصوى
وردن الرهيمة في جوزه،
وباقيه أكثر مما مضى
فزعم قوم أن المتنبي أخطأ في قوله جوزه ثم قوله
وباقيه أكثر مما مضى لان الجوز وسط الشئ،
ولتصحيحه تأويل وهو أن يكون أعكش اسم صحراء
والرهيمة عين في وسطه فتكون الهاء في جوزة راجعة
إلى أعكش فيصح المعنى، والله أعلم بالصواب.
باب الراء والياء وما يليهما
ريا: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وأصله من رويت
من الماء أروى ريا وروى، ويكون الذي في قول
جرير حيث قال:
أما لقلبك لا يزال موكلا
بهوى جمانة، أو بريا العاقر
قال عمارة بن عقيل: هما موضعان عن يمين خيمة جرير
ويسارها، قال العمراني: هو موضع بالحجر وأخاف
أن يكون اشتبه عليه حننت إلى ريا فظنه موضعا.
رياح: بكسر أوله، والتخفيف، محلة بنى رياح:
منسوبة إلى القبيلة، وهم رياح بنى يربوع بن حنظلة
ابن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر، وهي بالبصرة،
وقد نسب إليها قوم من الرواة.
الرياحية: كأنها منسوبة إلى رياح جمع ريح أو إلى
بنى رياح: وهي ناحية بواسط.
رياض الروضة: موضع بأرض مهرة من أقصى
اليمن، له ذكر في الردة.
رياض القطا: موضع وهو جمع روضة، قال الشاعر:
فما روضة من رياض القطا
ألث بها عارض ممطر
ولعلة ليس يعلم أن القطا يكون في الرياض،
والرياض: علم لأرض باليمن بين مهرة وحضر موت
كانت بها وقعة للبيد بن زياد البياضي بردة كندة
أيام أبى بكر الصديق، رضي الله عنه.
رياع: بكسر أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره عين مهملة
وأصله من الريع، بالكسر، وهو المرتفع من
الأرض، وقال عمارة: هو الجبل الواحد ريعة
والجمع رياع، ومنه قوله تعالى: أتبنون بكل ريع
آية تعبثون، وقال ابن دريد: رياع اسم موضع.
الرئال: بكسر أوله، وهمز ثانيه، وآخره لام،
وهو جمع رأل، وهو ولد النعام، ذات الرئال:
روضة.
رئام: بكسر أوله، كأنه جمع رأم، يقال: أرأمت
الناقة عطفت على الرأم وهو ولدها أو البو الذي ترأمه
109

أي تحبه وتعطف عليه: وهو موضع ينسج فيه الوشى،
وقال ابن إسحاق: رئام بيت كان باليمن قبل الاسلام
يعظمونه وينحرون عنده ويكلمون منه إذ كانوا
على شركهم، قال السهيلي: وهو فعال من رأمت
الأنثى ولدها ترأمه رئمانا ورئاما، فهو مصدر،
إذا عطفت عليه ورحمته، فاشتقوا لهذا البيت اسما
لموضع الرحمة الذي كانوا يلتمسونه في عبادته، وكان
تبع تبان لما قدم المدينة صحبه حبران من اليهود
وهما اللذان هوداه وردا النار التي كانت تخرج من
أرض باليمن في قصة فيها طول، فقال الحبران لتبع:
إنما يكلمهم من هذا الصنم شيطان يفتنهم فخل بيننا
وبينه، قال: فشأنكما، فدخلا إليه فاستخرجا منه
فيما زعم أهل اليمن كلبا أسود فذبحاه ثم هدما ذلك
البيت، فبقاياه إلى اليوم، كما ذكر ابن إسحاق عمن
أخبره، بها آثار الدماء التي كانت تهراق عليه، وفى
رواية يونس عن ابن إسحاق: أن رئاما كان فيه
شيطان وكانوا يملؤون له حياضا من دماء القربان
فيخرج فيصيب منها ويكلمهم، وكانوا يعبدونه،
فلما جاء الحبران مع تبع نشرا التوراة عنده وجعلا
يقرآنها فطار ذلك الشيطان حتى وقع في البحر، وقيل:
رئام مدينة الأود، قال الأفوه الأودي
إنا بنو أود الذي بلوائه
منعت رئام وقد غزاها الأجدع
قال ابن الكلبي: ولم أسمع في رئام وحده شعرا وقد
سمعت في البقية، ولم تحفظ العرب من أشعارها
إلا ما كان قبل الاسلام.
ريان: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره نون: قرية
بنسا، وقد قيل بالتشديد، وأذكره بعد هذا.
ريان: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وآخره نون،
والريان ضد العطشان: وهو جبل في ديار طئ
لا يزال يسيل منه الماء، وهو في واضع كثيرة،
مها: الريان قرية من قرى نسا بلدة بخراسان قرب
سرخس، ولا يعرفها أهلها إلا بالتخفيف إلا أن
أبا بكر بن ثابت نص على التشديد وربما قالوا
الرذاني، وقد ذكر في موضعه. والريان أيضا: اسم
أطم من آطام المدينة، قال بعضهم:
لعل ضرارا أن يعيش يباره
وتسمع بالريان تبنى مشاربه
والريان أيضا: واد في ضرية من أرض كلاب أعلاه
لبنى الضباب وأسفله لبنى جعفر، وقال أبو زياد:
الريان واد يقسم حمى ضرية من قبل مهب الجنوب
ثم يذهب نحو مهب الشمال، وأنشد لبعض الرجاز:
خلية أبوابها كالطيقان
أحمى بها الملك جنوب الريان
فكبشات فجنوب انسان
وقالت امرأة من العرب:
ألا قاتل الله اللوى من محلة،
وقاتل دنيانا بها كيف ولت
غنينا زمانا بالحمى ثم أصبحت
بزلق الحمى من أهله قد تخلت
ألا ما لعين لا ترى قلل الحمى
ولا جبل الريان إلا استهلت؟
وريان: اسم جبل في بلاد بنى عامر، وإياه عنى
لبيد بقوله:
فمدافع الريان عرى رسمها
خلقا كما ضمن الوحي سلامها
وعلى سبعة أميال من حاذة صخرة عظيمة يقال لها
صخرة ريان. والريان: جبل في طريق البصرة
110

إلى مكة. والريان أيضا: جبل اسود عظيم في بلاد
طئ إذا أوقدت النار عليه أبصرت من مسيرة
ثلاثة أيام، وقيل: هو أطول جبال أجلى، قال
جرير إما فيه أو في غيره:
يا حبذا جبل الريان من جبل،
وحبذا ساكن الريان من كانا
وحبذا نفحات من يمانية
تأتيك من قبل الريان أحيانا
والريان أيضا: موضع على ميلين من معدن بنى سليم
كان الرشيد ينزله إذا حج، به قصور، وقال الشريف
الرضى في بعض هذه المواضع:
أيا جبل الريان إن تعر منهم
فإني سأكسوك الدموع الجواريا
ويا قرب ما أنكرتم العهد بيننا،
نسيتم وما استودعتم السر ناسيا
فيا ليتني لم أعل نشزا إليكم
حراما ولم أهبط من الأرض واديا
والريان أيضا: محلة مشهورة ببغداد كبيرة عامرة
إلى الآن بالجانب الشرقي بين باب الأزج وباب الحلبة
والمأمونية، ينسب إليها أبو المعالي هبة الله بن الحسين
ابن الحسن بن أبي الأسود المعروف بابن البل، حدث
عن القاضي أبى بكر بن الأنصاري قاضي المارستان،
و عبد الله بن معالي بن أحمد الرياني، سمع شهدة
وأبا الفتح بن المنى وغيرهما، سمع منه ابن نقطة.
والريان: قرية بمر الظهران من نواحي مكة.
الريب: ناحية باليمامة فيها قرى ومزارع لبنى قشير
ريث: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره ثاء مثلثة،
وهو خلاف العجلة: موضع في ديار طئ حيث يلتقى
طئ وأسد. والريث أيضا: جبل لبنى قشير على
سمت حائل والمروة بين مرأة والفلج إذا خرجت
من مرأة معترضا في ديار بنى كعب، وبالريث منبر،
عن نصر.
ريحاء: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وحاء مهملة،
وألف ممدودة، أظنه مرتجلا من الريح أو من الروح:
وهي مدينة قرب بيت المقدس من أعمال الأردن
بالغور، بينها وبين بيت المقدس خمسة فراسخ،
ويقال لها أريحا أيضا، وهي ذات نخل وموز وسكر
كثير، وله فضل على سائر سكر الغور، وهي
مدينة الجبارين، وقد ذكرت في أريحا. وأما ريحاء،
بغير ألف: فهي بليدة من نواحي حلب أنزه بلاد الله
وأطيبها، ذات بساتين وأشجار وأنهار، وليس في
نواحي حلب أنزه منها، وهي في طرف جبل لبنان،
وربما فرق بين الموضعين بالألف التي في أول الأولى.
ريحان: بلفظ الريحان الذي يشم، سوق الريحان:
في مواضع كثيرة، وريحان: من مخاليف اليمن.
ريخ: موضع بخراسان، ينسب إليها الكافي وأخوه
عمر ابنا على الريخيان، وكان الكافي وزيرا بنيسابور
لعلاء الدين محمد بن تكش، قتله التتر في شهر صفر
سنة 618.
ريخشن: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وخاء معجمة
مفتوحة، وشين معجمة ساكنة، ونون: من قرى
سمرقند، عن السمعاني.
ريدان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة،
وآخره نون: حصن باليمن في مخلاف يحصب، يزعم
أهل اليمن أنه لم يبن قط مثله، وفيه قال امرؤ القيس:
تمكن قائما وبنى طمرا
على ريدان أعيط لا ينال
وقال الأصمعي: الريدانة الريح اللينة، وقال نصر:
111

ريدان قصر عظيم بظفار بلد باليمن يجرى مجرى
غمدان وأشكاله. وريدان أيضا: أطم بالمدينة
لآل حارثة بن سهل من الأوس.
ريدة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة،
يقال: ريح ريدة لينة الهبوب، وأنشد:
إذا ريدة من حيث ما نفحت له
أتاه برياها خليل يواصله
وهي مدينة باليمن على مسيرة يوم من صنعاء ذات
عيون وكروم، قال طرفة:
لهند بحران الشريف طلول،
تلوح وأدنى عهدهن محيل
وبالسفح آيات كأن رسومها
يمان وشته ريدة وسحول
أراد وشته أهل ريدة وأهل سحول، فحذف
المضاف، وقال أبو طالب بن عبد المطلب يرثى أبا
أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم:
ألا إن خير الناس حيا وميتا
بوادي أشى غيبته المقابر
ترى داره لا يبرح الدهر وسطها
مكللة أدم سمان وباقر
فيصبح آل الله بيضا كأنما
كستهم حبورا ريدة ومعافر
وقال الهمذاني: ثم بعد صنعاء من قرى همدان في
نجد بلد ريدة، وبها البئر المعطلة والقصر المشيد وهو
تلفم، وقال وهو يذكر مدن حضر موت:
وريدة العباد وريدة الحرمية.
ريذمون: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وذال
معجمة، وميم مضمومة، وآخره نون: موضع،
قصعة رذوم إذا امتلأت دسما، وقد رذم يرذم
إذا سال.
ريسوت: قال ابن الحائك: وفى منتصف الساحل
ما بين عمان وعدن ريسوت وهو موئل كالقلعة
بل قلعة مبنية بنيانا على جبل والبحر محيط بها إلا من
جانب واحد، فمن أراد عمان فطريقه عليها، فإن
أراد أن يدخل دخل وإن أراد جاز الطريق ولم يلو
عليها، وبين الطريق التي يفرق إليها وبين الطريق
المسلوك إلى ظفار نحو ميل، وبها سكن من الأزد.
ريسون: آخره نون: قرية بالأردن كانت ملكا
لمحمد بن مروان فولاه أخوه هشام مصر فاشترط
محمد على أخيه أنه متى ما كرهها عاد إلى مكانه،
فلما ولى شهرين جاءه ما كره فترك مصر وقدم إلى
ريسون ضيعته وكتب إلى أخيه: ابعث إلى عملك
واليا، فكتب إليه أخوه هشام:
أتترك لي مصرا لريسون حسرة؟
ستعلم يوما أي بيعيك أربح
فقال محمد: إنني لا أشك أن أربح البيعين ما صنعت.
ريشان: حصن باليمن من ناحية أبين، وفى كتاب
ابن الحائك: ملحان بن عوف بن عدل بن مالك بن
سدد بن حمير وإليه ينسب جبل ملحان المطل على
تهامة والهجم، واسم الجبل ريشان.
ريشهر: قال حمزة: هو مختصر من ريو أردشير:
وهي ناحية من كورة أرجان كان ينزلها في الفرس
كشته دفتران، وهم كتاب كتابة الجستق، وهي
الكتابة التي كان يكتب بها كتب الطب والنجوم
والفلسفة، وليس بها اليوم أحد يكتب بالفارسية
ولا بالعربية، وكان سهرك مرزبان فارس وواليها
أعظم ما كان من قدوم العرب إلى أرض فارس،
112

وذلك أن عثمان بن أبي العاصي الثقفي والى البحرين
وجه أخاه الحكم في البحر حتى فتح توج وأقام بها
ونكأ فيما يليها، فأعظم سهرك ذلك واشتد عليه
وبلغته نكايتهم وبأسهم وظهورهم على كل من لقوه
من عدوهم فجمع جمعا عظيما وسار بنفسه حتى أتى
ريشهر من أرض سابور وهي بقرب من توج،
فخرج إليه الحكم وعلى مقدمته سوار بن همام العبدي
فاقتتلوا قتالا شديدا، وكان هناك واد قد وكل به
سهرك رجلا من ثقاته وجماعة وأمره أن لا يجتازه
هارب من أصحابه إلا قتله، فأقبل رجل من شجعان
الأساورة موليا من المعركة فأراد الرجل الموكل
بالموضع قتله فقال له: لا تقتلني فإننا إنما نقاتل قوما
منصورين وإن الله معهم، ووضع حجرا فرماه ففلقه،
ثم قال: أترى هذا السهم الذي فلق الحجر؟ والله ما
كان ليخدش بعضهم لو رمى به! قال: لا بد من
قتلك، فبينما هو كذلك إذ أتاه الخبر بقتل سهرك،
وكان الذي قتله سوار بن همام العبدي، حمل عليه
فطعنه فأذراه عن فرسه فقتله، وحمل ابن سهرك على
سوار فقتله، وهزم الله المشركين وفتحت ريشهر
عنوة، وكان يومها في صعوبته وعظيم النعمة على
المسلمين فيه كيوم القادسية، وتوجه بالفتح إلى عمر
عمرو بن الأهتم التميمي فأشار يقول:
جئت الامام بإسراع لأخبره
بالحق عن خبر العبدي سوار
أخبار أروع ميمون نقيبته،
مستعمل في سبيل الله مغوار
ثم ضعفت فارس بعد قتل سهرك حتى تيسر
فتحها، كما نذكره في موضعه.
ريعان: بلفظ ريعان الشباب والمطر وكل شئ أوله:
موضع في شعر هذيل، قال ربيعة الكودن من
شعراء هذيل:
وفى كل ممسى طيف شماء طارقي،
وإن شحطتنا دارها، فمؤرقي
نظرت، وأصحاب بريعان موهنا،
تلألؤ برق في سنأ متألق
وقال كثير عزة:
أمن آل سلمى دمنة بالذنائب
إلى الميث من ريعان ذات المطارب؟
الريغذمون: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وغين
معجمة مفتوحة وذال معجمة ساكنة، وآخره نون:
قرية بينها وبين بخارى أربعة فراسخ من أعمالها.
ريغ: ويقال ريغة: إقليم بقرب من قلعة بنى حماد
بالمغرب، وقلعة بنى حماد هي أشير، وقال المهلبي:
بين ريغة وأشير ثمانية فراسخ، قال أبو طاهر بن
سكينة: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن يوسف
الزناتي الضرير بالثغر يقول: حضرت هارون بن
النضر الريغي بالريغ في قراءة كتاب البخاري والموطأ
وغيرهما عليه وكان يتكلم على معاني الحديث وهو
أمي لا يقرأ ولا يكتب ورايته يقرأ كتاب التلقين
لعبد الوهاب البغدادي في مذهب مالك من حفظه
كما يقرأ الانسان فاتحة الكتاب ويحضر عنده دوين
مائة طالب لقراءة المدونة وغيرهما من كتب المذهب
عليه، وقال في موضع آخر: بالمغرب زابان الأكبر،
ووصفه كما نصفه في موضعه، والأصغر يقال له
ريغ، وهي كلمة بربرية معناها السبخة، فمن يكون
منها يقال له الريغي.
ريكنج: من قرى مرو، وهي التي بعدها.
113

ريكنز: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الكاف،
ونون ساكنة بعدها زاي: من قرى مرو يقال لها
ريكنج عبدان.
ريمان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره نون:
مخلاف باليمن وقيل قصر، قال الأعشى:
يا من يرى ريمان أمسى
خاويا خربا كعابه
أمسى الثعالب أهله
بعد الذين هم مآبه
من سوقة حكم ومن
ملك يعد له ثوابه
بكرت عليه الفرس بعد
الحبش حتى هد بابه
وتراه مهدوم الأعالي
وهو مسحول ترابه
ولقد أراه بغبطة
في العيش مخضرا جنابه
فخوى وما من ذي شبا
ب دائم أبدا شبابه
وقال ابن مقبل:
لم تسر ليلى ولم تطرق لحاجتها
من أهل ريمان إلا حاجة فينا
من سرو حمير أبوال البغال به
أنى تسديت وهنا ذلك البينا
وقرية بالبحرين لعبد القيس، وهو فعلان من الريم،
وهو القبر والفضل والدرجة والظراب، وهو
الجبال الصغار، قال الراعي:
وصهباء من حانوت ريمان قد غدا
على ولم ينظر بها الشرق ضابح
وقال الأزدي بن المعلى: ريمان أرض بين بحران
والفلج، لبنى الحارث بن كعب والفلج
يسكنه قوم من جعدة وقشير.
رئم: بضم أوله، وهمزة مكسورة، بوزن دئل،
والنحويون يقولون: لم يجئ على فعل اسم غير
دئل، وهذا إن صح فهو آخر مستدرك عليهم،
ويجوز أن يكون أصله فعل مما لم يسم فاعله من
رئمت الناقة ولدها إذا حنت عليه وأحبته،
سمى به وهو فعل ثم أعرب بعد التسمية لكثرة
الاستعمال: وهو موضع جاء في شعرهم.
رئم: بكسر أوله، وهمز ثانيه وسكونه، واحد
الآرام، وقيل بالياء غير مهموزة، وهي الظباء
الخالصة البياض: وهو واد لمزينة قرب المدينة يصب
فيه ورقان، له ذكر في المغازي وفى أشعارهم،
قال كثير:
عرفت الدار قد أقوت برئم
إلى لاي فمدفع ذي يدوم
وقيل: بطن ريم على ثلاثين ميلا من المدينة، وفى
رواية كيسان: على أربعة برد من المدينة، وهو
عن مالك بن أنس، وفى مصنف عبد الرزاق: ثلاثة
برد، وقال حسان:
لسنا برئم ور حمت ولا صوري،
لكن بمرج من الجولان مغروس
يغدى علينا براووق ومسمعة
إن الحجاز رضيع الجوع والبوس
ريمة: بكسر أوله، بوزن ديمة: وإذ لبنى شيبة قرب
المدينة بأعلاه نخل لهم، قال كثير:
إربع فحي معالم الاطلال
بالجزع من حرض فهن بوال
114

فشراج ريمة قد تقادم عهدها
بالسفح بين أثيل فبعال
وريمة أيضا: ناحية باليمن، ينسب إليها محمد بن
عيسى الريمي الشاعر، ومن شعره:
لبس البهاء بسعيك الاسلام،
وتجملت بفعالك الأيام
فت الملوك فضائلا وفواضلا
وعزائما عزت فليس ترام
خطبوا العلاء وقد بذلت صداقها
فنكاحها، إلا عليك، حرام
ريمة: بفتح الراء، ريم الأشابط: مخلاف باليمن
كبير. وريمة أيضا: من حصون صنعاء لبنى زبيد
غير الأول.
ريودد: بكسر اوله، والتقاء الساكنين في الياء
والواو، ودال مكررة: قرية بينها وبين سمرقند
فرسخ، عن تاج الاسلام.
ريودى: بالتقاء الساكنين في الياء والواو أيضا،
وكسر الأول أيضا: من قرى بخارى، ينسب إليها
أبو سعيد بشر بن إلياس الريودي، يروى عن حاتم
ابن شبيب الأزدي والطبيب بن مقاتل وغيرهما.
ريوذ: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو،
وذال معجمة: من قرى بيهق من نواحي نيسابور،
ينسب إليها أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب بن
موسى بن زهير الشعراني الريوذي، سمع إسماعيل بن أبي
أويس وأبا توبة الربيع بن نافع ويحيى بن معين
وإسحاق بن محمد الفروي وعيسى بن مينا وإبراهيم بن
المنذر الحزامي، روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة
وأبو العباس السراج وغيرهما، تفرد برواية كتب
كثيرة، ومات سنة 282 في محرمها، قال الحافظ
أبو عبد الله الحاكم: فضل بن محمد بن المسيب بن
موسى بن هارون بن زيد بن كيسان بن باذان، وهو
ملك اليمن الذي أسلم بكتاب رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، ومحمد الشعراني النيسابوري، وكان يرسل
شعره، وهو من قرى بينهق، وكان أديبا فقيها
عابدا كثير الرحلة في طلب الحديث فهما عارفا
بالرجال، سمع بالشام والعراق والحجاز وما بين
ذلك وخراسان، وكان يقول: ما بقي في الدنيا
مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث، وقال أحمد
ابن علي بن سحنوبه: حدثني أبو الحسين محمد بن زياد
القناني سئل عنه فرماه بالكذب، وقال مسعود بن علي
السجزي: سألت الحاكم أبا عبد الله عن الفضل
الشعراني فقال: ثقة مأمون لم يطعن في حديثه بحجة.
ريورثون: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح
ثالثه، وسكون الراء، وثاء مثلثة، وآخره نون:
من قرى بخارى، والله أعلم.
ريوقان: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو،
وقاف، وآخره نون: من قرى مرو.
ريونج: ويقال روانج: من قرى نيسابور.
ريوند: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو،
والنون ساكنة، وآخره دال مهملة: كورة من
نواحي نيسابور، وهي أحد أرباعها، ينسب إليها أبو
سعيد سهيل بن أحمد بن سهل الريوندي النيسابوري،
سمع أبا محمد جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وأبا
جعفر الطبري وغيرهما، روى عنه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ، مات سنة 350، أحدثها ريوندويه بن
فرخزاد من آل ساسان، تشتمل على مائتين واثنتين
وثلاثين قرية، هكذا قال أبو الحسن البيهقي، وقال
السمعاني: ريوند أحد رباع نيسابور، وهي قرى
115

كثيرة، قيل: هي أكثر من خمسمائة قرية، أولها
من الجامع القديم إلى أحمداباذ، وهو أول حدود
بيهق، وهو على قدر ثلاثمائة وعشرين فرسخا،
وعرضه من حدود طوس إلى حدود بشت، بالشين
المعجمة، وهي خمسة عشر فرسخا.
ريو: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره واو:
محلة ببخارى، ينسب إليها الريوي.
ريو: بفتح أوله، وضم ثانيه، وواو ساكنة:
مدينة للروم مقابل جزيرة صقيلة من ناحية الشرق على
بر قسطنطينية.
رية: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، ينسب إليها ريي،
قال أبو عبيد: الرواية هو البعير الذي يستقى عليه
الماء، والرجل المستقى أيضا رواية، ويقال:
رويت على أهلي أروى رية: كورة واسعة
بالأندلس متصلة بالجزيرة الخضراء وهي قبلي قرطبة،
وهي كثيرة الخيرات، ولها مدن وحصون ورستاق
واسع ذكر متفرقا، ولها من الأقاليم نحو من
الثلاثين كورة، يمسى أهل المغرب الناحية إقليما،
وفيها حمة، يعنى عينا تخرج حارة، وهي أشرف
حمات الأندلس لان فيها ماء حارا وباردا، والنسبة
إليها ريي، منها إسحاق بن سلمة بن وليد بن زيد بن
أسد بن مهلهل بن ثعلبة بن مودوعة بن قطيعة القيني
من أهل رية يكنى أبا عبد الحمد، سمع وهب بن
مسرة الحجازي وغير واحد، وكان حافظا لاخبار
أهل الأندلس معتنيا بها، وجمع كتابا في أخبار
أهل الأندلس أمره بجمعه المستنصر وقد كتب عنه،
ولم يكن من طبقة أهل الحديث.
الري: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، فإن كان عربيا
فأصله من رويت على الرواية أروى ريا فأنا
راو إذا شددت عليها الرواء، قال أبو منصور:
أنشدني أعرابي وهو يعاكمني:
ريا تميميا على المزايد
وحكى الجوهري: رويت من الماء، بالكسر،
أروى ريا وريا وروى مثل رضى: وهي
مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن كثيرة
الفواكه والخيرات، وهي محط الحاج على طريق
السابلة وقصبة بلاد الجبال، بينها وبين نيسابور مائة
وستون فرسخا وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا
ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا ومن أبهر إلى
زنجان خمسة عشر فرسخا، قال بطليموس في كتاب
الملحمة: مدينة الري طولها خمس وثمانون درجة،
وعرضها سبع وثلاثون درجة وست وثلاثون دقيقة،
وارتفاعها سبع وسبعون تحت ثماني عشرة درجة من
السرطان خارجة من الاقليم الرابع داخلة في الاقليم
الخامس، يقابلها مثلها من الجدي في قسمة النصر
الطائر ولها شركة في الشعرى والغميصاء رأس الغول
من قسمة سعد بلع، ووجدت في بعض تواريخ
الفرس أن كيكاوس كان قد عمل عجلة وركب
عليها آلات ليصعد إلى السماء فسخر الله الريح حتى
علت به إلى السحاب ثم ألقته فوقع في بحر جرجان،
فلما قام كيخسرو بن سياوش بالملك حمل تلك العجلة
وساقها ليقدم بها إلى بابل، فلما وصل إلى موضع الري
قال الناس: برى آمد كيخسرو، واسم العجلة
بالفارسية ري، وأمر بعمارة دينة هناك فسميت
الري بذلك، قال العمراني: الري بلد بناه فيروز
ابن يزدجرد وسماه رام فيروز، ثم ذكر الري
المشهورة بعدها وجعلهما بلدتين، ولا أعرف الأخرى،
فأما الري المشهورة فإني رأيتها، وهي مدينة عجيبة
الحسن مبنية بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزرقة
116

مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض، وإلى
جانبها جبل مشرف عليها أقرع لا ينبت فيه شئ،
وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها، واتفق أنني
اجتزت في خرابها في سنة 617 وأنا منهزم من التتر
فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق
الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب إلا أنها خاوية
على عروشها، فسألت رجلا من عقلائها عن السبب في
ذلك فقال: أما السبب فضعيف ولكن الله إذا أراد
أمرا بلغه، كان أهل المدينة ثلاث طوائف: شافعية
وهم الأقل، وحنيفة وهم الأكثر، وشيعة وهم
السواد الأعظم، لان أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما
أهل الرستاق فليس فيهم إلا شيعة وقليل من الحنفيين
ولم يكن فيهم من الشافعية أحد، فوقعت العصبية
بين السنة والشيعة فتظافر عليهم الحنيفية والشافعية
وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة
من يعرف، فلما أفنوهم وقعت العصبية بين الحنفية
والشافعية ووقعت بينهم حروب كانا لظفر في جميعها
للشافعية هذا مع قلة عدد الشافعية إلا أن الله نصرهم
عليهم، وكان أهل الرستاق، وهم حنيفة، يجيئون
إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم
يغنهم ذلك شيئا حتى أفنوهم، فهذه المحال الخراب
التي ترى هي محال الشيعة والحنفية، وبقيت هذه
المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محال الري ولم
يبق من الشيعة والحنفية إلا من يخفى مذهبه،
ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودروبهم التي
يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك،
فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات
ولولا ذلك لما بقي فها أحد، وقال الشاعر يهجو أهلها:
الري دار فارغه
لها ظلال سابغه
على تيوس ما لهم
في المكرمات بازغه
لا ينفق الشعر بها
ولو أتاها النابغة
وقال إسماعيل الشاشي يذم أهل الري:
تنكب حدة الأحد
ولا تركن إلى أحد
فما بالري من أحد
يؤهل لاسم الأحد
وقد حكى الإصطخري أنها كانت أكبر من أصبهان
لأنه قال: وليس بالجبال بعد الري أكبر من أصبهان،
ثم قال: والري مدينة ليس بعد بغداد في المشرق
أعمر منها وان كانت نيسابور أكبر عرصة منها،
وأما اشتباك البناء واليسار والخصب والعمارة فهي
أعمر، وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله،
والغالب على بنائها الخشب والطين، قال: وللري
قرى كبار كل واحدة أكبر من مدينة، وعدد
منها قوهذ والسد ومرجبى وغير ذلك من القرى
التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف
رجل، قال: ومن رساتيقها المشهورة قصران الداخل
والخارج وبهزان والسن وبشاويه ودنباوند، وقال
ابن الكلبي: سميت الري برى رجل من بنى شيلان
ابن أصبهان بن فلوج، قال: وكان في المدينة بستان
فخرجت بنت ري يوما إليه فإذا هي بدراجة
تأكل تينا، فقالت: بور انجير يعنى أن الدراجة
تأكل تينا، فاسم المدينة في القديم بور انجير ويغيره
أهل الري فيقولون بهورند، وقال لوط بن يحيى:
كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى عمار بن
ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من فتح
117

نهاوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي
إلى الري ودستبى في ثمانية آلاف، ففعل وسار
عروة لذلك فجمعت له الديلم وأمدوا أهل الري
وقاتلوه فأظهره الله عليهم فقتلهم واستباحهم، وذلك
في سنة 20 وقيل في سنة 19، وقال أبو نجيد وكان
مع المسلمين في هذه الوقائع:
دعانا إلى جرجان والري دونها
سواد فأرضت من بها من عشائر
رضينا بريف الري والري بلدة
لها زينة في عيشها المتواتر
لها نشز في كل آخر ليلة
تذكر أعراس الملوك الأكابر
قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهدى الري
في خلافة المنصور بنى مدينة الري التي بها الناس
اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا،
وجرى ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب، وكتب
اسمه على حائطها، وتم عملها سنة 158، وجعل
لها فصيلا يطيف به فارقين آجر، والفارقين: الخندق،
وسماها المحمدية، فأهل الري يدعون المدينة
الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة
والحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة
بالمحمدية، وقد كان المهدى امر بمرمته ونزله أيام
مقامه بالري، وهو مطل على المسجد الجامع ودار
الامارة، ويقال: الذي تولى مرمته واصلاحه ميسرة
التغلبي أحد وجوه قواد المهدى، ثم جعل بعد ذلك
سجنا ثم خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 278
ثم خربه أهل الري بعد خروج رافع عنها، قال:
وكانت الري تدعى في الجاهلية أزارى فيقال إنه
خسف بها، وهي على اثنى عشر فرسخا من موضع
الري اليوم على طريق الخوار بين المحمدية وهاشمية
الري، وفيها أبنية قائمة تدل على أنها كانت مدينة
عظيمة، وهناك أيضا خراب في رستاق من رساتيق
الري يقال له البهزان، بينه وبين الري ستة فراسخ
يقال إن الري كانت هناك، والناس يمضون إلى هناك
فيجدون قطع الذهب وربما وجدوا لؤلؤا وفصوص
ياقوت وغير ذلك من هذا النوع، وبالري قلعة
الفرخان، تذكر في موضعها، ولم تزل قطيعة الري
اثنى عشر ألف الف درهم حتى اجتاز بها المأمون عند
منصرفه من خراسان يريد مدينة السلام فلقيه أهلها
وشكوا إليه أمرهم وغلظ قطيعتهم فأسقط عنهم منها
ألفى ألف درهم وأسجل بذلك لأهلها، وحكى ابن
الفقيه عن بعض العلماء قال: في التوراة مكتوب
الري باب من أبواب الأرض وإليها متجر الخلق.
وقال الأصمعي: الري عروس الدنيا وإليه متجر
الناس، وهو أحد بلدان الأرض، وكان عبيد الله
ابن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية
الري إن خرج على الجيش الذي توجه لقتال الحسين
ابن علي، رضي الله عنه، فأقبل يميل بن الخروج
وولاية الري والقعود، وقال:
أأترك ملك الري والري رغبة،
أم ارجع مذموما بقتل حسين
وفى قتله النار التي ليس دونها
حجاب وملك الري قرة عين
فغلبه حب الدنيا والرياسة حتى خرج فكان من قتل
الحسين، رضي الله عنه، ما كان. وروى عن جعفر
الصادق، رضي الله عنه، أنه قال: الري وقزوين
وساوة ملعونات مشؤومات، وقال إسحاق بن
سليمان: ما رأيت بلدا أرفع للخسيس من الري،
118

وفى أخبارهم: الري ملعونة وتربتها تربة ملعونة
ديلمية وهي على بحر عجاج تأبى أن تقبل الحق،
والري سبعة عشر رستاقا منها دنباوند وويمة
وشلمبة، حدث أبو عبد الله بن خالويه عن
نفطويه قال: قال رجل من بنى ضبة وقال المدائني:
فرض لاعرابي من جديلة فضرب عليه البعث إلى
الري وكانوا في حرب وحصار، فلما طال المقام
واشتد الحصار قال الأعرابي: ما كان أغناني عن
هذا! وأنشأ يقول:
لعمري لجو من جواء سويقة
أسافله ميث وأعلاه أجرع
به العفر والظلمان والعين ترتعي
وأم رئال والظليم الهجنع
وأسفع ذو رمحين يضحى كأنه
إذا ما علا نشزا، حصان مبرقع
أحب إلينا أن نجاور أهلنا
ويصبح منا وهو مرأى ومسمع
من الجوسق الملعون بالري كلما
رأيت به داعى المنية يلمع
يقولون: صبرا واحتسب! قلت: طالما
صبرت ولكن لا أرى اصبر ينفع
فليت عطائي كان قسم بينهم
وظلت بي الوجناء بالدو تضبع
كأن يديها حين جد نجاؤها
يدا سابح في غمرة يتبوع
أأجعل نفسي وزن علج كأنما
يموت به كلب إذا مات أجمع؟
والجوسق الملعون الذي ذكره ههنا هو قلعة الفرخان،
وحدث أبو المحلم عوف بن المحلم الشيباني قال:
كانت لي وفادة على عبد الله بن طاهر إلى خراسان
فصادفته يريد المسير إل الحج فعادلته في العمارية من
مرو إلى الري، فلما قاربنا الري سمع عبد الله بن
طاهر ورشانا في بعض الأغصان يصيح، فأنشد
عبد الله بن طاهر متمثلا بقول أبى كبير الهذلي:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر،
وغصنك مياد، ففيم تنوح؟
أفق لا تنح من غير شئ، فإنني
بكيت زمانا والفؤاد صحيح
ولوعا فشطت غربة دار زينب،
فها أنا أبكى والفؤاد جريح
ثم قال: يا عوف أجز هذا، فقلت في الحال:
أفى كل عام غربة ونزوح؟
أما للنوى من ونية فنريح؟
لقد طلح البين المشت ركائبي،
فهل أرين البين وهو طليح؟
وأرقني بالري نوح حمامة،
فنحت وذو الشجو القديم ينوح
على أنها ناحت ولم تذر دمعة،
ونحت وأسراب الدموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما،
ومن دون أفراخي مهامة فيح
عسى جود عبد اله أن يعكس النوى
فتضحي عصا الاسفار وهي طريح
فإن الغنى يدنى الفتى من صديقه،
وعدم الغنى بالمقترين نزوح
فأخرج رأسه من العمارية وقال: يا سائق ألق زمام
البعير، فألقاه فوقف ووقف الخارج ثم دعا بصاحب
119

بيت ماله فقال: كم يم ملكنا في هذا الوقت؟
فقال: ستين ألف دينار، فقال: ادفعها إلى عوف،
ثم قال: يا عوف لقد ألقيت عصا تطوافك فارجع
من حيث جئت، قال: فأقبل خاصة عبد الله عليه
يلومونه ويقولون أتجيز أيها الأمير شاعرا في مثل هذا
الموضع المنقطع بستين ألف دينار ولم تملك سواها!
قال: إليكم عنى فإني قد استحييت من الكرم أن يسير
بي جملي وعوف يقول: عسى جود عبد الله، وفى
ملكي شئ لا ينفرد به، ورجع عوف إلى وطنه فسئل
عن حاله فقال: رجعت من عند عبد الله بالغنى
والراحة من النوى. وقال معن بن زائدة الشيباني:
تمطى بنيسابور ليلى وربما
يرى بجنوب الري وهو قصير
ليالي إذ كل الأحبة حاضر،
وما كحضور من تحب سرور
فأصبحت أما من أحب فنازح
وأما الألى أقليهم فحضور
أراعي نجوم الليل حتى كأني
بأيدي عداة سائرين أسير
لعل الذي لا يجمع الشمل غيره
يدير رحى جمع الهوى فتدور
فتسكن أشجان ونلقى أحبة،
ويورق غصن للشباب نضير
ومن أعيان من ينسب إليها أبو بكر محمد بن زكرياء
الرازي الحكيم صاحب الكتب المصنفة، مات بالري
بعد منصرفه من بغداد في سنة 311، عن ابن شيراز،
ومحمد بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي الحافظ
المعروف بالقماطري، سمع وروى وجمع، قال أبو
بكر الإسماعيلي: حدثني أبو بكر محمد بن عمير
الرازي الحافظ الصدوق بجرجان، وربما قال الثقة
المأمون، سكن مرو ومات بها في سنة نيف وتسعين
ومائتين، و عبد الرحمن بن محمد بن إدريس أبو محمد
ابن أبي حاتم الرازي أحد الحفاظ، صنف الجرح
والتعديل فأكثر فائدته، رحل في طلب العلم والحديث
فسمع بالعراق ومصر ودمشق، فسمع من يونس بن
عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن
سليمان والحسن بن عرفة وابيه أبى حاتم وأبى زرعة
الرازي و عبد الله وصالح ابني أحمد بن حنبل وخلق
سواهم، وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي
عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا أحمد محمد بن محمد
ابن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول: كنت
بالري فرأيتهم يوما يقرؤون على محمد بن أبي حاتم
كتاب الجرح والتعديل، فلما فرغوا قلت لابن
عبدويه الوراق: ما هذه الضحكة؟ أراكم تقرؤون
كتاب التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شيخكم
على هذا الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبى حاتم!
فقال: يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل
إليهما هذا الكتاب قالا هذا علم حسن لا يستغنى عنه
ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا أبا محمد
عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل
وزادا فيه ونقصا منه، ونسبه عبد الرحمن الرازي،
وقال أحمد بن يعقوب الرازي: سمعت عبد الرحمن
ابن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام
في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلا واقفا على الطريق
يلعب بحية ويقول: من يهب لي درهما حتى أبلع هذه
الحية؟ فالتفت إلى أبي وقال: يا بنى احفظ دراهمك
فمن أجلها تبلع الحيات! وقال أبو يعلى الخليل بن
عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني: أخذ عبد
الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبى زرعة وصنف
120

منه التصانيف المشهورة في الفقه والتواريخ واختلاف
الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان من الابدال
ولد سنة 240، ومات سنة 327، وقد ذكرته في
حنظلة وذكرت من خبره هناك زيادة عما ههنا،
وإسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زنجويه أبو
سعد الرازي المعروف بالسمان الحافظ، كان من
المكثرين الجوالين، سمع من نحو أربعة آلاف شيخ،
سمع ببغداد أبا طاهر المخلص ومحمد بن بكران بن
عمران، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو علي الحداد
الأصبهاني وغيرهما، مات في الرابع والعشرين من
شعبان سنة 445، وكان معتزليا، وصنف كتبا
كثيرة ولم يتأهل قط، وكان فيه دين وورع،
ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد
أبو الحسين الرازي والد تمام بن محمد الرازي الحافظان
ويعرف في الري بأبي الرستاقي، سمع ببلده وغيره
وأقام بدمشق وصنف، وكان حافظا ثقة مكثرا،
مات سنة 347، وابنه تمام بن محمد الحافظ، ولد
بدمشق وسمع بها من أبيه ومن خلق كثير وروى
عنه خلق، وقال أبو محمد بن الأكفاني: أنبأنا عبد
العزيز الكناني قال: توفى شيخنا وأستاذنا تمام الرازي
لثلاث خلون من المحرم سنة 414، وكان ثقة مأمونا
حافظا لم أر أحفظ منه لحديث الشاميين، ذكر أن
مولده سنة 303، وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا
مثله في الحفظ والخبر، وقال أبو على الأهوازي:
كان عالما بالحديث ومعرفة الرجال ما رأيت مثله في
معناه، وأبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم
ابن الحكم بن عبد الله الحافظ الرازي، قال الحافظ
أبو القاسم: قدم دمشق سنة 347 فسمع بها أبا الحسين
محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي والد
تمام، وبنيسابور أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن
بلال وأبا الحسن علي بن أحمد الفارسي ببلخ وأبا عبد
الله بن مخلد ببغداد وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن
الحسين الصابوني بمصر وعمر بن إبراهيم بن الحداد
بتنيس وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس الأصم،
وحدث بدمشق في تلك السنة فروى عنه تمام وعبد
الرحمن بن عمر بن نصر والقاضيان أبو عبد الله
الحسين بن محمد الفلاكي الزنجاني وأبو القاسم التنوخي
وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الحافظ
وحمزة بن يوسف الخرقاني وأبو محمد إبراهيم بن
محمد بن عبد الله الزنجاني الهمداني وعبد الغنى بن سعيد
والحاكم أبو عبد الله وأبو العلاء عمر بن علي الواسطي
وأبو زرعة روح بن محمد الرازي ورضوان بن محمد
الدينوري، وفقد بطريق مكة سنة 375، وكان
أهل الري أهل سنة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن
الحسن المارداني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله
وقربهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك
فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم كتابا في فضائل
أهل البيت وغيره، وكان ذلك في أيام المعتمد وتغلبه
عليها في سنة 275، وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين
ابن ساتكين التركي، وتغلب على الري وأظهر التشيع
بها واستمر إلى الآن، وكان أحمد بن هارون قد
عصى على أحمد بن إسماعيل الساماني بعد أن كان من
أعيان قواده وهو الذي قتل محمد بن زيد الراعي
فتبعه أحمد بن إسماعيل إلى قزوين فدخل أحمد بن إسماعيل
فرجع فنزل بظاهر الري ولم يدخلها، فخرج إليه أهلها
وسألوه أن يتولى عليهم ويكاتب الخليفة في ذلك
ويخطب ولاية الري، فامتنع وقال: لا أريدها لأنها
121

مشؤومة قتل بسببها الحسين بن علي، رضي الله عنهما،
وتربتها ديلمية تأبى قبول الحق وطالعها العقرب،
وارتحل عائدا إلى خراسان في ذي الحجة سنة 289
ثم جاء عهده بولاية الري من المكتفى وهو بخراسان،
فاستعمل على الري من قبله ابن أخيه أبا صالح
منصور بن إسحاق بن أحمد بن أسد فوليها ست سنين،
وهو الذي صنف له أبو بكر محمد بن زكرياء
الرازي الحكيم كتاب المنصوري في الطب، وهو
الكناشة، وكان قدوم منصور إليها في سنة 290،
والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.
122

* (ز) *
باب الزاي والألف وما يليهما
زابات: بعد الثاني باء موحدة، وآخره تاء مثناة:
قرى على زاب الموصل يقال لها الزابات، وأذكر
تفسير الزاب فيما بعد.
الزاب: بعد الألف باء موحدة، إن جعلناه عربيا أو
حكمنا عليه بحكمه، فقد قال ابن الأعرابي: زاب
الشئ إذا جرى، وقال سلمة: زاب يزوب إذا
انسل هربا، والذي يعتمد عليه أن زاب ملك من
قدماء ملوك الفرس، وهو زاب بن توركان بن منوشهر
ابن إيرج بن افريدون حفر عدة أنهر بالعراق فسميت
باسمه، وربما قيل لكل واحد زابي، والتثنية زابيان، قال
أبو تمام وكتب بها من الموصل إلى الحسن بن وهب:
قد أثقب الحسن بن وهب للندى
نارا جلت انسان عين المجتلي
ما أنت حين تعد نارا مثلها
إلا كتالي سورة لم تنزل
قطعت إلى الزابيين هباته
والتاث مأمول السحاب المسبل
ولقد سمعت فهل سمعت بموطن
أرض العراق يضيف من بالموصل
وقال الأخطل وهو بزاذان:
أتاني، ودوني الزابيان كلاهما
ودجلة، أنباء أمر من الصبر
أتاني بأن ابني نزار تناجيا،
وتغلب أولى بالوفاء وبالعذر
وإذا جمعت قيل لها الزوابي: وهي الزاب الأعلى
بين الموصل وإربل ومخرجه من بلاد مشتكهر، وهو
حد ما بين أذربيجان وبابغيش، وهو ما بين قطينا
والموصل من عين في رأس جبل ينحدر إلى واد،
وهو شديد الحمرة ويجرى في جبال وأودية وحزونة
وكلما جرى صفا قليلا حتى يصير في ضيعة كانت لزيد
ابن عمران أخي خالد بن عمران الموصلي، بينها وبين
مدينة الموصل مرحلتان وتعرف بباشزا، وليست
التي في طريق نصيبين، فإذا وصل إليها صفا جدا،
ثم يقلب في أرض حفيتون من أرض الموصل حتى
يخرج في كورة المرج من كور الموصل ثم يمتد حتى
يفيض في دجلة على فرسخ من الحديثة، وهذا هو
123

المسمى بالزاب المجنون لشدة جريه، وأما الزاب
الأسفل فمخرجه من جبال السلق سلق أحمد بن
روح بن معاوية من بنى أود ما بين شهرزور
وأذربيجان ثم يمر إلى ما بين دقوقا وإربل، وبينه
وبين الزاب الأعلى مسيرة يومين أو ثلاثة ثم يمتد حتى
يفيض في دجلة عند السن، وعلى هذا الزاب كان
مقتل عبيد الله بن زياد ابن أبيه، فقال يزيد بن
مفرغ يهجوه:
أقول لما أتاني ثم مصرعه
لابن الخبيثة وابن الكودن النابي:
ما شق جيب ولا ناحتك نائحة،
ولا بكتك جياد عند أسلاب
إن الذي عاش ختارا بذمته
ومات عبدا قتيل الله بالزاب
العبد للعبد لا أصل ولا ورق
ألوت به ذات أظفار وأنياب
إن المنايا إذا حاولن طاغية
ولجن من دون أستار وأبواب
وبين بغداد وواسط زابان آخران أيضا ويسميان
الزاب الأعلى والزاب الأسفل، أما الأعلى فهو عند
قوسين وأظن مأخذة من الفرات ويصب عند
زرفامية وقصبة كورته النعمانية على دجلة، وأما
الزاب الأسفل من هذين فقصبته نهر سابس قرب
مدينة واسط، وزاب النعمانية أراد الحيص بيص
أبو الفوارس الشاعر بقوله:
أجأ وسلمى أم بلاد الزاب،
وأبو المظفر أم غضنفر غاب؟
وعلى كل واحد من هذه الزوابي عدة قرى وبلاد،
وإلى أحد هذين نسب موسى الزابي له أحاديث في
القراءات، قال السلفي: سمعت الأصم المنورقي يقول:
الزاب الكبير منه بسكرة وتوزر وقسنطينية
وطولقة وقفصة ونفزاوة ونفطة وبادس، قال:
وبقرب فاس على البحر مدينة يقال لها بادس، قال:
والزاب أيضا كورة صغيرة يقال لها ريغ، كلمة
بربرية معناها السبخة، فمن كان منها يقال له
الريغي. والزاب أيضا: كورة عظيمة ونهر جرار
بأرض المغرب على البر الأعظم عليه بلاد واسعة
وقرى متواطئة بين تلمسان وسجلماسة والنهر متسلط
عليها، وقد خرج منها جماعة من أهل الفضل،
وقيل: إن زرعها يحصد في السنة مرتين، ينسب إليها
محمد بن الحسن التميمي الزابي الطبني كان في أيام
الحكم المستنصر، وقال مجاهد بن هانئ المغربي يمدح
جعفر بن علي صاحب الزاب:
ألا أيها الوادي المقدس بالندى
وأهل الندى، قلبي إليك مشوق
ويا أيها القصر المنيف قبابه
على الزاب لا يسدد إليك طريق
ويا ملك الزاب الرفيع عماده،
بقيت لجمع المجد وهو نزيق
على ملك الزاب السلام مرددا،
وريحان مسك بالسلام فتيق
ويوم الزاب: بين مروان الحمار بن محمد وبنى العباس
كان على الزاب الأعلى بين الموصل وإربل.
الزابج: بعد الألف باء موحدة تفتح وتكسر، وآخره
جيم: هي جزيرة في أقصى بلاد الهند وراء بحر
هركند في حدود الصين، وقيل: هي بلاد الزنج،
وبها سكان شبه الآدميين إلا أن أخلاقهم بالوحش
أشبه، وبها نسناس لهم أجنحة كأجنحة الخفافيش،
124

وقد ذكر عنها عجائب دونها الناس في كتبهم،
وبها فأر المسك والزباد دابة شبه الهر، يجلب
منها الزباد، والذي بلغني من جهة المسافرين إلى تلك
النواحي أن الزباد عرق دابة إذا حمى الحر عليها
عرقت الزباد فجرد عنها بالسكين، والله أعلم.
زابلستان: بعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام
مكسورة، وسين مهملة ساكنة، وتاء مثناة من
فوق، وآخره نون: كورة واسعة قائمة برأسها
جنوبي بلخ وطخارستان وهي زابل، والعجم يزيدون
السين وما بعدها في أسماء البلدان شبيها بالنسبة،
وهي منسوبة إلى زابل جد رستم بن دستان، وهي
البلاد التي قصبتها غزنة البلد المعروف العظيم.
زابل: هي التي قبلها بعينها، وقد جاء ذكرها في
السير، وفتح عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب
زابل بعهد، وكان محمد بن سيرين يكره سبى زابل
ويقول: إن عثمان بن عفان ولث عليهم ولثا، أي
عقد عقدا، وهو دون العهد.
زابن: بعد الألف باء موحدة مكسورة، وآخره
نون، والزبن: الدفع، ومنه الزبانية وهم الشرط،
ولذلك سمى بعض الملائكة الزبانية لدفعهم الكفار
إلى النار، قال بعضهم: واحدهم زابن على مثال اسم
هذا الموضع: وهو جبل في شعر حميد بن ثور الهلالي:
رعى السروة المحلال ما بين زابن
إلى الخور وسمى البقول المديما
الزابوقة: بعد الألف باء موحدة، وبعد الواو قاف،
يقال: زبق شعره يزبق أي نتفه، ولعل هذا
الموضع قلع نبته فسمى بذلك أو يكون من انزبق
الشئ في الشئ إذا دخل فيه، وهو مقلوب انزقب:
وهو موضع قريب من البصرة كانت فيه وقعة الجمل
أول النهار، وهو مدينة المسامعة بنت ربيعة بالبصرة،
وهم بنو مسمع بن شهاب بن بلع بن عمرو بن عباد
ابن ربيعة بن جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن
عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وفى
أخبار القرامطة: الزابوقة موضع قرب الفلوجة من
سواد الكوفة.
زابيا: بكسر الباء الموحدة، وياء: نهر احتفره
الحجاج فوق واسط وسماه بذلك لاخذه من الزابين
تثنية الزاب.
زابيان: بعد الألف باء موحدة، وياء آخر الحروف،
وآخره نون: اسم لنهر بين واسط وبغداد قرب
النعمانية، وأظنها نهر قوسان، ويقال للنهرين من
قرب إربل الزابيان، وقد ذكرهما عبيد الله بن
قيس الرقيات:
أرقتني بالزابيين هموم
يتعاورنني كأني غريم
ومنعن الرقاد منى حتى
غار نجم والليل ليل بهيم
وذكرهما أبو سعيد بعد قتل بنى أمية وكان قتلهم
على زاب الموصل فقال:
وبالزابيين نفوس ثوت،
وأخرى بنهر أبى فطرس
في قطعة ذكرتها في اللابتين.
زاحد: حصن باليمن من أعمال زبيد في جبل وصاب.
زاذان: بعد الألف ذال معجمة، وآخره نون،
تل زاذان: موضع قرب الرقة في ديار مضر، عن
نصر، وهو في شعر الأخطل.
زاذقان: قرية، ينسب إليها عبيد الله بن أحمد بن
محمد الزاذقاني أبو بكر الامام الفقيه، قال شيرويه:
125

قدم علينا في صفر سنة 444، روى عن أبي الصلت
وابن بشران وأحمد بن عمر بن عبد العزيز بن الواثق
بالله وغيرهم من مشايخ العراق، وكان ثقة صدوقا
زاهدا ورعا، قال شيرويه: بلغني أنه حمل معه من
الكرخ الخبز اليابس وكان يأكل منه مدة مقامه
عندنا.
زاذك: بعد الألف ذال معجمة مفتوحة ثم كاف:
من قرى كش بما وراء النهر، وبطوس من أرض
خراسان قرية أخرى يقال لها زاذك، وربما قيل لهذه
زايك، بعد الألف ياء مثناة من تحت، كله عن
السمعاني.
زاذيك: من قرى أستوا من أعمال نيسابور.
زار: بعد الألف راء، قال أبو سعد: قرية من قرى
إشتيخن من نواحي سمرقند، ينسب إليها يحيى بن
خزيمة الزاري الإشتيخي، سمع عبد الله بن
عبد الرحمن السمرقندي، روى عن الطيب بن محمد
ابن حشويه السمرقندي، قال الإدريسي: والزار
موضع في قول عدى بن زيد العبادي:
كلا يمينا بذات الروع لو حدثت
فيكم وقابل قبر الماجد الزارا
قيل في تفسير الزار: إنه موضع كانوا يقبرون فيه.
زارجان: من قرى أصبهان أو محالها، ينسب إليها
محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن ممشاذ بن
فناخشيش الزارجاني أبو منصور، روى عن أبي
بكر محمد بن علي المقرى.
زاريان: بعد الراء ياء مثناة من تحت، وآخره نون:
قرية على فرسخ من مرو.
الزارة: بلفظ المرة من الزار، قال أبو منصور:
عين الزارة بالبحرين معروفة، والزارة: قرية كبيرة
بها، ومنها مرزبان الزارة وله ذكر في الفتوح،
وفتحت الزارة في سنة 12 في أيام أبى بكر الصديق،
رضي الله عنه، وصولحوا، قال أبو أحمد العسكري:
الخط والزارة والقطيف قرى بالبحرين وهجر.
والزارة أيضا: من قرى طرابلس الغرب، نسب
إليها السلفي إبراهيم الزاري، وكان من أعيان التجار
المتمولين، قدم إسكندرية. والزارة أيضا: كورة
بالصعيد قرب قفط.
زاشت: بعد الألف شين معجمة، وتاء مثناة: موضع.
زاعورة: بعد الألف عين مهملة، وبعد الواو راء:
موضع.
زاغرسوسن: بعد الألف غين معجمة، وراء
ساكنة، وسين مفتوحة، وبعد الواو سين أخرى،
وآخره نون: من قرى نسف أو سمرقند.
زاغول: بعد الألف غين معجمة، وآخره لام: من
قرى مرو الروذ، بها قبر المهلب بن أبي صفرة
العتكي أمير خراسان، وكان المهلب بعد فراغه من
قتل الأزارقة ولاه عبد الملك خراسان فقدم ابنه
حبيبا بعد عشرة أشهر خليفة وعزل عنها أمية بن
عبد الله بن خالد بن أسيد ثم قدمها المهلب في صفر سنة
76 فأقام بها إلى أن توفى بقرية زاغول من قرى مرو
الروذ، وقد خرج غازيا في ذي الحجة سنة 82
وله ست وسبعون سنة، وكانت مدة ولايته على
خراسان مع ولاية ابنه حبيب سبع سنين.
زاغوني: قرية ما أظنها إلا من قرى بغداد، ينسب
إليها أحمد بن الحجاج بن عاصم الزاغوني أبو جعفر،
يروى عن أحمد بن حنبل، أنبأنا الحافظ عبد العزيز
ابن محمود بن الأخضر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد
ابن أحمد أخبرنا أبو زكرياء يحيى بن عبد الوهاب
126

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد أنبأنا أبو سعيد النقاش
أنبأنا أبو النصر محمد بن أحمد بن العباس قال: حدثني
جدي العباس بن مهيار أنبأنا أبو جعفر أحمد بن
حجاج بن عاصم من قرية زاغوني أنبأنا أحمد بن حنبل
أنبأنا خلف بن الوليد أنبأنا قيس بن الربيع عن
الأشعث بن سوار عن عدى بن ثابت عن أبي ظبيان
عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يا علي إن وليت
الامر من بعدي فأخرج أهل نجران من جزيرة
العرب، ومنها فيما أحسب أبو بكر محمد وأبو
الحسن على ابنا عبيد الله بن نصر بن السرى الزاغونيان
الحنبليان، مات أبو الحسن في محرم سنة 527،
وهو صاحب التاريخ وشيخ ابن الجوزي ومربيه،
ومولده سنة 455، ومات أبو بكر وكان مجلدا
للكتب أستاذا حاذقا في سنة 551، ومولده في
سنة 468، روى الحديث.
زافون: بعد الفاء واو ساكنة، ونون: ولاية
واسعة في بلاد السودان المجاورة للمغرب متصلة ببلاد
الملثمين، لهم ملك ذو قوة وفيه منعة وله حاضرة
يسمونها زافون، وهو يرتحل وينتجع مواقع الغيوث،
وكذا كان الملثمون قبل استيلائهم على بلاد المغرب،
وملك الزافون أقوى منهم وأعرف بالملك والملثمون
يعترفون له بالفضل عليهم ويدينون له ويرتفعون إليه
في الحكومات الكبار، وورد هذا الملك في بعض
الأعوام إلى المغرب حاجا على أمير المسلمين ملك
المغرب اللمتوني الملثم فتلقاه أمير المسلمين راجلا ولم
ينزل زافون له عن فرسه، قال من رآه بمراكش
يوم دخوله إليها: وكان رجلا طويلا أسود اللون
حالكه منقبا أحمر بياض العينين كأنهما جمرتان
أصفر باطن الكفين كأنما صبغتا بالزعفران عليه ثوب
مقطوط متلفع برداء أبيض، دخل قصر أمير المسلمين
راكبا وأمير المسلمين راجل بين يديه.
زاقف: قرية من نواحي النيل من ناحية بابل،
نسب إليها ابن نقطة أبا عبد الله محمد بن محمود
الأعجمي الزاقفي، قرأ الأدب على شيخنا أبى البقاء
عبد الله بن الحسين العكبري وسافر في طلب العلم،
وكان صالحا.
زالق: لامه مكسورة، وقاف: من نواحي
سجستان، وهو رستاق كبير فيه قصور وحصون،
أرسل عبد الله بن عامر بن كريز الربيع بن زياد
الحارثي إلى زالق في سنة 30 فافتتحها عنوة وسبى
منها عشرة آلاف رأس وأصاب مملوكا لدهقان زرنج
وقد جمع ثلاثمائة الف درهم ليحملها إلى مولاه فقال
له: ما هذه الأموال؟ فقال: من غلة قرى مولاي،
فقال له الربيع: أله مثل هذا في كل عام؟ قال:
نعم، قال: فمن أين اجتمع هذا المال؟ فقال:
يجمعه بالفؤوس والمناجل، قال المدائني: وكان من
حديث فتح زالق أن الربيع أغار عليهم يوم المهرجان
فأخذ دهقان زالق فقال له: أنا أفدى نفسي وأهلي
وولدي، فقال: بكم تفديهم؟ فقال: اركز عنزة
وأطمها لك بالذهب والفضة، فأداه وأعطاه ما
ضمن له، ويقال: سبى منهم ثلاثين ألفا.
زام: إحدى كور نيسابور المشهورة، وقصبتها
البوزجان، وهو الذي يقال له جام، بالجيم، سميت
بذلك لأنها خضراء مدورة، شبهت بالجام الزجاج،
وهي تشتمل على مائة وثمانين قرية، ذكر ذلك أبو
الحسن البيهقي، وقال السمعاني: زام قصبتان
معروفتان يقال لهما جام وباخرز فقيل زام،
والأول أصح لان باخرز قصبة برأسها مشهورة
لا عمل بينها وبين زام.
127

زاميثن: بكسر الميم ثم ياء مثناة من تحت ثم ثاء مثلثة
مفتوحة، ونون: من قرى بخارى.
زاميشنة: مثل الذي قبله سواء ليس غير الهاء: من
قرى بخارى أيضا غير التي قبلها، ذكرهما وفصل
بينهما العمراني.
زامين: بعد الميم المكسورة ياء ساكنة، ونون: من
قرى بخارى أيضا، وقال أبو سعد: زامين بليدة
من نواحي سمرقند، وربما زيد فيها عند النسبة جيم
فقيل زامينجي، وهي من أعمال أشر وسنة، قال
الإصطخري: أكبر مدن أشر وسنة بنجيكث وتليها
في الكبر زامين، وهي في طريق فرغانة إلى الصغد،
ولها اسم آخر وهو سبذه، ولها منزل للسابلة من
الصغد إلى فرغانة، ولها مياه جارية وبساتين وكروم،
وهي مدينة ظهرها جبال أشر وسنة ووجهها إلى بلاد
الغزية صحراء ليس بها جبال، وقد نسب إليها طائفة
من أهل العلم، بينها وبين ساباط فرسخان، وبينها
وبين أشر وسنة سبعة فراسخ، وقال ابن الفقيه: من
سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخا، وزامين
مفرق طريقين إلى الشاش والترك وفرغانة، فمن
زامين إلى الشاش خمسة وعشرون فرسخا، ومن
الشاش إلى معدن الفضة سبعة فراسخ، وإلى باب
الحديد ميلان، ينسب إليها أبو جعفر محمد بن أسد
ابن طاووس الزاميني رفيق أبى العباس المستغفري في
الرحلة إلى خراسان وفارقه وسافر إلى العراق والحجاز
والموصل، قال المستغفري: وهو حصل إلى الإجازة
عن أبي المرجى صاحب أبى يعلى الموصلي، سمع
بزامين أبا الفضل إلياس بن خالد بن حكيم الزاميني
وغيره، سمع منه المستغفري وقال: مات سنة 415.
زاور: بعد الواو المفتوحة راء: من قرى العراق
يضاف إليها نهر زاور المتصل بعكبرا، عن نصر،
وقال أبو سعد: زاور من قرى إشتيخن في الصغد.
زاوطا: بعد الواو المفتوحة طاء مهملة مقصورة،
لفظة نبطية: وهي بليدة قرب الطيب بين واسط
وخوزستان والبصرة، وقد نسب إليها قوم من
الرواة، وربما قيل زاوطة.
زاوه: بعد الواو المفتوحة هاء: من رساتيق نيسابور
وكورة من كورها، قال البيهقي: سميت بذلك
لان المدخل إليها من كل ناحية من الشعاب، تشتمل
على مائتين وعشرين قرية، وقد حول كثير من
قراها إلى الرخ وربع الشامات، وقصبتها بيشك،
وينسب إليها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن المثنى بن
سعيد الزاوهي، سمع إسحاق الحنظلي وعلي بن حجر
وجماعة من الأئمة، وقال أبو سعد: زاوه من قرى
بوشنج بين هراة ونيسابور عند البوزجان، ينسب
إليها أبو الحسن جميل بن محمد بن جميل الزاوهي،
سمع حاتم بن محبوب وغيره، سمع منه الحاكم أبو
عبد الله الحافظ.
الزاوية: بلفظ زاوية البيت، عدة مواضع، منها:
قرية بالموصل من كورة بلد. والزاوية: موضع
قرب البصرة كانت به الوقعة المشهورة بين الحجاج
و عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث قتل فيها خلق
كثير من الفريقين، وذلك في سنة 83 للهجرة،
وبين واسط والبصرة قرية على شاطئ دجلة يقال لها
الزاوية ومقابلها أخرى يقال لها الهنيئة. والزاوية
أيضا: موضع قرب المدينة فيه كان قصر أنس بن
مالك، رضي الله عنه، وهو على فرسخين من المدينة.
والزاوية أيضا: من أقاليم أكشونية بالأندلس.
الزاهرية: عين في رأس عين لا ينال قعرها، وقد
ذكرت في رأس عين.
128

زاه: بهاء خالصة: من قرى نيسابور، والنسبة إليها
زاهي وأزاهي، ينسب إليها محمد بن إسحاق بن
شيرويه الزاهد الزاهي، سمع أبا العباس بن منصور
وأقرانه، ومات سابع عشر ربيع الآخر سنة 338.
باب الزاي والباء وما يليهما
الزباء: ممدود، بلفظ تأنيث الأزب، وهو الكثير
الشعر على الجسد، وسنة زباء: خصبة، وعام
أزب: كثير النبت، على التشبيه بالأزب الكثير
الشعر على الجسد: وهي ماء لبنى سليط، قال غسان
ابن ذهل يهجو جريرا:
أما كليبا فإن اللؤم حالفها
ما سال في حفلة الزباء واديها
قال: الزباء ماء لبنى سليط، وحفلة السيل: كثرته
واجتماعه، قال أبو عثمان سعيد بن المبارك: قال لي
عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير كل ماء من مياه
العرب اسمه مؤنث كالزباء جعلوه مائة وإن كان
مذكرا جعلوه ماء. والزباء أيضا: عين باليمامة
منها شرب الخضرمة والصعفوقة لآل حفصة. والزباء:
ماء لبنى طهية من تميم. والزباوان: روضتان لآل
عبد الله بن عامر بن كريز بين الحنظلة والتنومة
بمهب الشمال من النباج عن يمين المصعد إلى مكة من
طريق البصرة من مفضى أودية حلة النباج. والزباء
أيضا: مدينة على شاطئ الفرات، سميت بالزباء
صاحبة جذيمة الأبرش، عن الحازمي، وقال القاضي
محمد بن علي الأنصاري الموصلي: أنشدنا أبو بكر
عبيد الله بن عثمان المقرى الدمشقي خطيب الزباء بها
قال: والزباء معقل في عنان السماء ومدينة قديمة
حسنة الآثار، وقال أبو زياد الكلابي: الزباء من
مياه عمرو بن كلاب ملحة بدماخ وهي جبال.
زباب: بفتح أوله، وتكرير الباء، وهو في اللغة
جمع زبابة، وهي فأرة صماء تضرب بها العرب المثل
فيقولون: أسرق من زبابة، ويشبه بها الجاهل،
قال الحارث بن حلزة:
وهم زباب حائر
لا تسمع الآذان رعدا
وقال نصر: نهيا زباب ماءان لبنى أبى بكر بن
كلاب.
زباد: موضع بالمغرب بإفريقية، عن أبي سعد،
ونسب إليها مالك بن حبر الزبادى الإسكندراني،
روى عن أبي فيل المعافري وغيره، روى عنه حيوة
ابن شريح وأبو حاتم بن حبان، ونسب الحازمي
هذا إلى ذي الكلاع، وذكر ابن ماكولا في باب
الزبادى: خالد بن عامر الزبادى، إفريقي، حدث
عنه عياش بن عباس، روى عن خالد بن يزيد بن
معاوية، قاله ابن يونس.
زبارا: موضع أظنه من نواحي الكوفة، ذكر في قتال
القرامطة أيام المقتدر.
زبالة: بضم أوله: منزل معروف بطريق مكة من
الكوفة، وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة
والثعلبية، وقال أبو عبيد السكوني: زبالة بعد
القاع من الكوفة وقبل الشقوق، فيها حصن وجامع
لبنى غاضرة من بنى أسد. ويوم زبالة: من أيام
العرب، قالوا: سميت زبالة بزبلها الماء أي بضبطها
له وأخذها منه، يقال: إن فلانا شديد الزبل للقرب
والزمل إذا احتملها، ويقال: ما في الاناء زبالة
أي شئ، والزبال: ما تحمله النملة بفيها، وقال
ابن الكلبي: سميت زبالة باسم زبالة بنت مسعر
امرأة من العمالقة نزلتها، وإليها ينسب أبو بكر
129

محمد بن الحسن بن عياش الزبالي، يروى عن
عياض بن أشرس، روى عنه أبو العباس أحمد بن
محمد بن سعيد بن عقدة، وقال بعض الاعراب:
ألا هل إلى نجد وماء بقاعها
سبيل، وأرواح بها عطرات؟
وهل لي إلى تلك المنازل عودة
على مثل تلك الحال قبل مماتي
فأشرب من ماء الزلال وأرتوي،
وأرعى مع الغزلان في الفلوات
وألصق أحشائي برمل زبالة،
وآنس بالظلمان والضبيات
زبان: موضع بالحجاز، عن نصر.
زبانى: بضم أوله، وبعد الألف نون مفتوحة،
مقصور، بلفظ زبانى العقرب الكوكب في السماء
وهو قرناها: موضع في قول الهذلي:
ما بين عين في زبانى الأثاب
الزبح: بالتحريك، والحاء مهملة، قال أبو سعد:
ظني أنها قرية بنواحي جرجان، ينسب إليها أبو
الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن زكرياء
الزبحي الجرجاني، سمع القاضي أبا بكر الحيرى
وأبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي وغيرهما،
وتوفى بهراة سنة 408.
زبدان: قال نصر بعد الزاي المضمومة باء موحدة
ساكنة: موضع بين دمشق وبعلبك، كذا قال،
وأظنه سهوا إنما هو الزبداني، كما نذكره تلو
هذا.
الزبداني: بفتح أوله وثانيه، ودال مهملة، وبعد
الألف نون ثم ياء مشددة كياء النسبة: كورة
مشهورة معروفة بين دمشق وبعلبك منها خرج نهر
دمشق، وإليها ينسب العدل الزبداني الذي كان
يترسل بين صلاح الدين يوسف بن أيوب والفرنج،
فلفظ الموضع والنسبة إليه واحد كقولنا رجل
شافعي في السنبة إلى مذهب الشافعي، ولم يكن محمودا
في طريقته، فقال الشهاب الشاغوري الدمشقي يهجوه:
بالعدل تزدان الملوك، وما
شان ابن أيوب سوى العدل
هو دلو دولته بلا سبب،
فمتى أرى ذا الدلو في الحبل؟
زبدقان: من قرى عربان على نهر الخابور، ينسب
إليها أبو الحصيب الربيع بن سليمان بن الفتح الزبدقاني،
روى عنه السلفي شعرا، وأبو الوفاء سعد الله بن
الفتح الزبدقاني، شاعر أيضا، روى السلفي عن أبي
الخير سلامة بن المفرج التميمي رئيس عربان عنه.
زبد: ذو زبد: في آخر حدود اليمامة.
زبد: بفتح أوله وثانيه، وآخره دال مهملة، بلفظ
زبد الماء والبعير وغيرهما، قال نصر: قيل هما
جبلان باليمن، وقيل: قرية بقنسرين لبنى أسد
قال محمد بن موسى: زبد، بفتح الزاي والباء
الموحدة، في غربي مدينة السلام، له ذكر في تاريخ
المتأخرين.
زبدة: قال نصر: بالضم، والهاء زائدة: مدينة
بالروم من فتوح أبى عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه.
زبراء: موضع في بادية الشام قرب تيماء، له ذكر في
الفتوح أيام أبى بكر.
زبران: من قرى الجند باليمن على أكمة قريبة من
الجند.
زبطرة: بكسر الزاي، وفتح ثانيه، وسكون
الطاء المهملة، وراء مهملة: مدينة بين ملطية
130

وسميساط والحدث في طرف بلد الروم، سميت
بزبطرة بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح، عليه
السلام، عن الكلبي، وطول زبطرة في الاقليم
الخامس من جهة المغرب ثمان وخمسون درجة وثلث،
وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وقال أبو تمام يمدح
المعتصم:
لبيت صوتا زبطريا هرقت له
كأس الكرى ورضاب الخرد العرب
زبغدوان: بفتح أوله وثانيه ثم غين معجمة ساكنة،
ودال مهملة مضمومة، وآخره نون: قرية من
قرى بخارى.
زبنة: موضع من كور رصفة بالساحل، منها
أبو حاتم الزبني الذي قال فيه محمد بن أبي معتوج
يهجوه:
وإذا مررت بباب شيخ زبنة
فاكتب عليه قوارع الاشعار
يؤتى وتؤتى شيخه وعجوزه
وبناته وجميع من في الدار
واسمه محمد بن أبي المنهال بن دارة الأزدي، وفيه
يقول:
أبا حتم سد من أسفلك
بشئ هو الشطر من منزلك
قال ابن رشيق: وكان قاضيا بمكانه من الساحل من
كورة رصفة يسمى زبنة، قال: وكان أبو حاتم
شاعرا مشهورا بالشعر فارغا من غيره من العلوم،
وابنه عبد الخالق بن أبي حاتم أشهر من أبيه بالشعر
وأعرف.
زبوية: بفتح أوله، وضم ثانيه، وسكون الواو،
وياء مثناة من تحت مفتوحة: من قرى مرو،
والنسبة إليها زبوييي، بثلاث ياءات، ينسب إليها
أبو حامد أحمد بن سرور الزبوييي، حدث عن
إبراهيم بن الحسين وإسحاق بن إبراهيم السرخسي،
روى عنه أبو إسحاق المذكور المعروف بالعبد الذليل،
ولم يكن به بأس.
الزبيبية: منسوب إلى الزبيب الذي من العنب:
محلة ببغداد يقال لها تل الزبيبية، ينسب إليها أبو
بكر عبد الله بن أبي طالب المقرى الزبيبي الخلال
البغدادي، كان من هذه المحلة، حدث عن شهدة
بنت الإبري وأبى ساكن صاحب ابن بالان، وسمع
من سعيد بن صافي الحمالي في خلق كثير، وسماعه
صحيح، طلب الحديث بنفسه، وله مشيخة، سمع
منه محمد بن عبد الغنى بن نقطة.
زبيدان: بضم أوله، وفتح ثانيه، وآخره نون:
موضع.
زبيد: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت:
اسم واد به مدينة يقال لها الحصيب ثم غلب عليها
اسم الوادي فلا تعرف إلا به، وهي مدينة مشهورة
باليمن أحدثت في أيام المأمون وبإزائها ساحل غلافقة
وساحل المندب، وهو علم مرتجل لهذا الموضع،
ينسب إليها جمع كثير من العلماء، منهم: أبو
قرة موسى بن طارق الزبيدي قاضيها، يروى عن
الثوري وابن جريج وربيعة وغيرهم، روى عنه
إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وأثنى عليه خيرا،
وجماعة سواه، وأبو حمة محمد بن يوسف بن محمد
ابن أسوار بن سيار بن أسلم الزبيدي، كنيته أبو
يوسف وأبو حمة كاللقب له، حدث عن أبي قبرة
موسى بن طارق الزبيدي بكتاب السنن له، روى
عنه المفضل بن محمد الجندي وموسى بن عيسى الزبيدي
131

ومحمد بن سعيد بن حجاج الزبيدي، وكان المأمون
قد أتى بقوم من ولد زياد بن أبيه وقوم من ولد
هشام وفيهم رجل من بنى تغلب يقال له محمد بن
هارون فسألهم عن نسبهم فأخبروه وسأل التغلبي عن
نسبه فقال: أنا محمد بن هارون، فبكى وقال: مالي
بمحمد بن هارون! ثم قال: أما التغلبي فيطلق كرامة
لاسمه واسم أبيه وأما الأمويون والزياديون فيقتلون،
فقال ابن زياد: ما أكذب الناس يا أمير المؤمنين!
إنهم يزعمون أنك حليم كثير العفو متورع عن
الدماء بغير حق فإن كنت تقتلنا عن ذنوبنا فإنا
والله لم نخرج أبدا عن طاعة ولم نفارق في تبعيد
الجماعة، وإن كنت تقتلنا عن جنايات بنى أمية
فيكم فالله تعالى يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى،
قال فاستحسن المأمون كلامه وعفا عنهم جميعا،
وكانوا أكثر من مائة رجل، ثم أضافهم الحسن بن
سهل، فلما بويع إبراهيم بن المهدى في سنة 202،
ورد في كتاب عامل اليمن خروج الأعاشر بتهامة عن
الطاعة، فأثنى الحسن بن سهل على الزيادي، وكان
اسمه محمد بن زياد، وعلى المرواني والتغلبي عند
المأمون وأنهم من أعيان الرجال، فأشار إلى إرسالهم
إلى اليمن فسير ابن زياد أميرا وابن هشام وزيرا
والتغلبي قاضيا، فمن ولد محمد بن هارون التغلبي هذا
من قضاة زبيد بنو أبى عقامة، ولم يزالوا يتوارثون
ذلك حتى أزالهم ابن مهدي حين أزال دولة الحبشة،
وحج الزيادي سنة ثلاث ومائتين ومضى إلى اليمن
وفتح تهامة واختط زبيد في سنة 204.
زبيد: بضم أوله، وفتح ثانيه، كأنه تصغير زبد
أو زبد، وهو بلفظ القبيلة، قال العمراني: موضع.
الزبيدية: مثل الذي قبله منسوب نسبة المؤنث:
اسم بركة بين المغيثة والعذيب وبها قصر ومسجد
عمرته زبيدة أم جعفر زوجة الرشيد وأم الأمين
فنسب إليها. والزبيدية أيضا: قرية بالجبال بين
قرميسين ومرج القلعة: بينها وبين كل واحد منهما
ثمانية فراسخ، وأخرى قرب واسط بينهما نحو
فرسخين أو ثلاثة، ومحلة ببغداد في الجانب الغربي
قرب مشهد موسى بن جعفر في قطيعة أم جعفر.
والزبيدية أيضا: محلة أخرى أسفل مدينة السلام
منسوبة إليها أيضا وهي في الجانب الغربي أيضا.
الزبير: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت، وآخره راء مهملة، قال ابن جنى: الزبير
الحمأة، وأنشد:
وقد خرب الناس آل الزبير
فلاقوا من آل الزبير الزبيرا
قال: والزبير أيضا الكتاب المزبور أي المكتوب،
وأنشد:
كم رأيت المهرق الزبيرا
والجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى بن عمران،
عليه السلام، اسمه الزبير. والزبير اسم موضع
آخر في البادية قرب الثعلبية، قال أعرابي:
إذا ما سماء بالدناح تخايلت
فإني على ماء الزبير أشيمها
في أبيات ذكرت في الثعلبية.
الزبيرتان: ماءتان لطهية من أطراف أخارم خفاف
حيث أفضى في الفرع، وهو أرض مستوية.
زبيلاذان: بضم أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت ساكنة، وبعد اللام ألف وذال معجمة، وآخره
نون: من قرى بلخ.
زبين: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وآخره نون:
موضع.
132

زبية: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم ياء آخر
الحروف، قال الواقدي: تربة وزبية واديان
بعجز هوازن، وقال عرام: وفى حد تبالة قرية
يقال لها زبية، كذا هو مضبوط في كتاب عرام،
وفيه عقيق تمرة.
باب الزاي والجيم وما يليهما
زجاج: بكسر أوله، وتكرير الجيم، كأنه جمع
زج الرمح، وهو الحديدة التي في أسفل الرمح،
والجمع زججة وزجاج: وهو موضع بالدهناء،
قال ذو الرمة:
فظلت بأجماد الزجاج سواخطا
أي الحمر، والأجماد جمع جمد: وهو ما غلظ
من الأرض وارتفع، وسواخطا أي سخطن
المرتفع لما يبس عليهن الكلأ.
الزجاجة: بلفظ صاحبة الزجاج، كما يقال عطارة
وخبازة: قرية بصعيد مصر قرب قوص ذات بساتين
ونخل كثير وهي بين قوص وقفط، ينسب إليها أبو
شجاع الزجاجي، له وقعة في أيام صلاح الدين
يوسف بن أيوب، وذلك أنه أظهر رجلا من بنى
عبد القوى داعى المصريين وادعى أنه من أولاد
الخلفاء الذين كانوا بمصر حتى جاءه الملك العادل أبو
بكر بن أيوب في عسكر كثير فقتله، ومنها أيضا
أبو الحلي سوار الزجاجي، كان ذا فضل وأدب،
وله تصانيف حسنة في الأدب.
الزجاجلة: محلة ومقبرة بقرطبة، منها عبد الله بن
عبد الرحمن بن عبد الله الزجاجلي أبو بكر من أهل
قرطبة، استوزره الحكم المستنصر، وكان خيرا
فاضلا حليما أديبا طاهرا كثير الخير والمعروف طويل
الصلاة والنسك، مات سنة 375 ودفن بالمقبرة المنسوبة
إلى الزجاجلة، والناس كلهم متفقون على الثناء عليه.
الزج: بضم أوله، وتشديد ثانيه، بلفظ زج الرمح:
موضع ذكره المرقش في قوله:
أبلغا المنذر المنقب عنى
غير مستعتب ولا مستعين
لات هنا وليتني طرف الزج
وأهلي بالشام ذات القرون
وقال نصر: زج لاوة موضع نجدي، وفى المغازي:
بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأصيد بن
سلمة بن قرط مع الضحاك بن سفيان بن عوف بن
كعب بن أبي كلاب إلى القرطاء، وهم قرط
وقريط وقريط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب،
ولهم يقول معاوية بن مالك بن جعفر:
تفاخرني بكثرتها قريط
وقتلك والدم الخجل الصقور
يدعوهم إلى الاسلام فدعوهم فأبوا، فقاتلوهم
فهزموهم فلحق الأصيد أباه سلمة على فرس له إلى
غدير بزج بناحية ضرية، وذكر القصة. والزج أيضا:
ماء يذكر مع لواثة أقطعه رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، العداء بن خالد من بنى ربيعة بن عامر.
زجيج: منقول عن لفظ تصغير الزج للرمح: منزل
للحاج بين البصرة ومكة قرب سواج، عن نصر،
وقرأته في قول عدى بن الرقاع:
أطربت أم رفعت لعينك غدوة
بين المكيمن والزجيج حمول؟
بالحاء المهملة.
زجى: بالضم، وفتح الجيم، وتشديد الياء: واد من
أودية عمان على فرسخ منها.
133

باب الزاي والحاء وما يليهما
الزحر: من قرى مشرق جهران باليمن.
الزحف: بفتح أوله: وسكون ثانيه، وآخره فاء،
يوم الزحف: للأحنف بن قيس.
زحك: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره كاف،
يقال: زحك بعيره زحكا إذا أعيا: وهو موضع
في شعر رويشدة:
ويبلغ بها زحكا ويهبطن ضرغدا
ووجدت في كتاب الحفصي زحل، باللام، في
ناحية اليمامة، ولا أدرى أهو تصحيف أم غيره.
زحيرية: أرض ونخل لبنى مسلمة بن عبيد من
حنيفة باليمامة، عن الحفصي.
زحيف: تصغير زحف: ماء بين ضرية ومغيب
الشمس، ويقال بئر زحيف، قال الراجز:
نحن صبحنا قبل من يصبح
يوم زحيف والأعادي جنح
كتائبا فيها بنود تلمح
وقال الأصمعي: زحيف جبل وماء.
باب الزاي والخاء وما يليهما
زخ: قال محمد بن موسى: زخ، بالزاي والخاء،
بلاد خراسان، ينسب إليها الرواة، وهذا سهو منه
إنما هو رخ، بالراء المضمومة المهملة والخاء المنقوطة
كما ذكر في بابه.
زخمان: هذا أيضا سها العمراني فيه وذكره بالزاي،
وأنشد:
نعم الفتى غادرتم بزخمان
والصواب بالراء، وقد ذكر في موضعه، وإنما
أذكر مثل هذا تنبيها لئلا يغتر به مغتر ويظن أنني
لم أقف عليه ولم أحققه.
زخم: بضم أوله، وسكون ثانيه، وقال ابن دريد:
زخم مثل زفر كأنه في الأصل جمع زخمة،
قال ابن شميل: الزخمة الرائحة الكريهة، يقال:
أتانا بطعام له زخمة: وهو موضع قرب مكة، عن
نصر، وقال طرفة، وقيل المخبل السعدي:
لم تعتذر منها مدافع ذي
ضال ولا عقب ولا الزخم
ووجدته بخط بعض الفضلاء بفتح أوله.
زخة: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وقال الأصمعي:
الزخة الغيظ، وأنشد:
فلا تقعدن على زخة
وتضمر في القلب وجدا وخيفا
وزخة الرجل: زوجته، وزخة: اسم موضع في
بلاد طئ منقول من أحدهما، ويوم زخة: من
أيام العرب، قال بهنكة الفزاري يخاطب عامر بن
الطفيل:
أحسبت أن طعان مرة بالقنا
حلب الغزيرة من بنات الغيهب
عصبا دفعن من الأبارق من قنا
فجنوب زخة فالرقاق فينقب
يقطعن أودية الذباب بساطع
مسط كأن به دواخر تنضب
زخيخ: تصغير زخ، وزخ يزخ إذا دفع في قفا
رجل: وهو موضع كانت به وقعة لتميم، وهو على
مرحلتين من فلج على جادة الحاج، قال زيد الخيل:
134

غدت من زخيخ ثم راحت عشية
بحبران إرقال العتيق المجفر
باب الزاي والراء وما يليهما
زرا: قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: علي بن الحسين
ابن ثابت بن جميل أبو الحسن الجهني الزري الامام
من أهل زرا التي تدعى اليوم زرع من حوران،
هذا لفظه بعينه، روى عن هشام بن عمار وهشام بن
خالد وأحمد بن أبي الحوارى، روى عنه أبو هاشم
عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب وأبو بكر محمد بن
سليمان الربعي وأبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة
ابن أبي كثير الصيداوي ومحمد بن حميد بن معيوف
وجمح بن القاسم المؤذن.
الزراب: موضع فيه مسجد رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، بناه في مسيره إلى تبوك من المدينة.
الزراب: جبال عالية بين فيد والجبلين، عن بدوي
من أهل تلك البلاد أخبرنا بها.
زراباذ: بضم أوله، وبعد الألف باء موحدة، وآخره
ذال معجمة: موضع بسرخس.
زرارة: محلة بالكوفة سميت بزرارة بن يزيد بن
عمرو بن عدس من بنى البكار، وكانت منزله فأخذها
معاوية منه ثم أصفيت حتى أقطعها أبو جعفر محمد بن
الأشعث بن عقبة الخزاعي، وكان زرارة على شرطة
سعيد بن العاص إذ كان بالكوفة، وفي الحديث:
نظر علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، إلى زرارة
فقال: ما هذه القرية؟ قالوا: قرية تدعى زرارة
يلحم فيها ويباع فيها الخمر، فعبر إليها الفرات على
الجسر ثم قال: على بالنيران أضرموا فيها فإن الخبيث
يأكل بعضه بعضا، قال: فاحترقت من غربيها حتى
بلغت بستان خواستابر حيرونا.
الزراعة: عدة مواضع بالشام من فلسطين والأردن،
منها زراعة الضحاك التي يقول فيها عمرو بن مخلاة
الكلبي يخاطب بنى أمية ويذكر مقامات قومه في
حروبهم:
ضربنا لكم عن منبر الملك أهله
بجيرون إذ لا تستطيعون منبرا
وأيام صدق كلها قد علمتم،
ويوما لنا بالمرج نصرا مؤزرا
فلا تنكروا حسنى مضت من بلائنا
ولا تمنحونا بعد لين تجبرا
فكم من أمير قبل مروان وابنه
كشفنا غشاء الجهل عنه فأبصرا
ومستلئم نفست عنه وقد بدت
نواجذه حتى أهل وكبرا
إذا افتخر القيسي فاذكر بلاءه
بزراعة الضحاك شرقي جوبرا
والزراعة أيضا: قرية من حران بينها وبين قلعة
جعبر فيها مياه كثيرة وصيد كثير، يأوى إليها
الأشرف في أكثر أوقاته. والزراعة أيضا: قرية
يقال لها رأس الناعور وهي قرية كبيرة فيها عين
فوارة غزيرة الماء ينبت فيها اللينوفر من شرقي الموصل
من أعمال نينوى قرب باعشيقا. وزراعة زفر:
قرب بالس من أرض حلب.
زرافات: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وبعد الألف
فاء، والزرافة: الجماعة، وجمع الجمع الزرافات:
وهو اسم موضع، عن العمراني، قال لبيد:
وإذا حركت غرزي أجمزت
وقرا بي عدو جون قد أبل
135

بالغرابات فزرافاتها،
فبخنزير فأطراف حبل
زراوند: بفتح أوله: وبعد الواو المفتوحة نون
ساكنة: وآخره دال مهملة: قال مسعر بن مهلهل
وقد ذكر البحيرة المرة بأرمية قال: وعلى هذه
البحيرة قلاع حصينة، وجانب من هذه البحيرة يأخذ
إلى موضع يقال له وادى الكرد فيه طرائف من
الأحجار وعليه مما يلي سلماس حمة شريفة جليلة
نفيسة الخطر كثيرة المنفعة وهي بالاجماع والموافقة
خير ما يخرج من كل معدن في الأرض، يقال لها
زراوند، وإليها ينسب البورق الزراوندي، وذلك أن
الانسان أو البهيمة يلقى فيها وبه كلوم قد اندملت
وقروح قد التحمت ودونها عظام موهنة وأزجة كامنة
وشظايا غامضة فتتفجر أواهها ويخرج ما فيها من
فيح وغيره وتجتمع على النظافة ويأمن الانسان غائلتها،
وعهدي بمن توليت حمله إليها وبه علل من جرب
وسلع وقولنج وحزاز وضربان في الساقين واسترخاء
في العصب وهم لازم وحزن دائم وبه سهم قد
نبت اللحم على نصله وغار في كبده، وكنا نتوقع
صدع قلبه صباح مساء فأقام بها ثلاثة أيام فخرج
السهم من خاصرته لأنه أرق موضع وجد فيه
منفذا، قال: ولم أر مثل هذا الماء إلا في بلد التيز
ومكران، قال: ومن شرف الحمة أن مع ذلك
مجراها مجرى ماء عذب زلال بارد، فإذا شرب منه
انسان أمن الخوانيق ووسع عروق الطحال الدقاق
وأسهل السوداء من غير مشقة، وذكر غير ذلك من
خواص هذه الحمة، والله أعلم بصحته.
زراوة: بفتح الواو: من نواحي طوس بخراسان.
الزرائب: بليد في أوائل بلاد اليمن من ناحية زبيد،
وإليه ينسب عمارة اليمنى الشاعر فيما قبل، وقال
ربيعة اليمنى يهنئ الصليحي بفتحه:
فصبحت بيشا والزرائب والقنا،
وكل كمى في رضاك مسارع
زربة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة،
عين زربة: من الثغور قرب المصيصة، تذكر في
العين، والله أعلم.
زرجين: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والجيم
مكسورة ثم ياء مثناة من تحت، وآخره نون: محلة
كبيرة بمرو، نسب إليها طائفة من أهل العلم، منهم:
رزين بن أبي رزين السراج الزرجيني، روى عن
عكرمة مولى ابن عباس، رضي الله عنه، روى
عنه عبد الله بن المبارك.
زرخش: بفتح أوله وثانيه، وخاء معجمة ساكنة،
وشين معجمة: من قرى بخارى، ينسب إليها أبو
داود سليمان بن سهل بن ظفر الزرخشي البخاري،
روى عن عبد الله بن أبي حفص الكبير، ومات
سنة 328.
زرد: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة،
ومعناه بالفارسية الأصفر: وهي من من قرى أسفرايين
من أعمال نيسابور، ينسب إليها أحمد بن محمد
الزردي اللغوي الأديب.
زردنا: بليدة من نواحي حلب الغريبة.
زرزا: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وزاي أخرى:
قرية من الصعيد الأدنى، بينها وبين الفسطاط
يومان، وهي في غربي النيل.
زرزم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي أخرى
مفتوحة: من قرى مرو على ستة فراسخ قرب
كمسان، وقد خربت لم يبق منها إلا مزرعتها.
136

زرفامية: ويقال زرفانية، بضم أوله، وسكون
ثانيه، وفاء، وبعد الألف ميم أو نون ثم ياء مثناة
من تحت: قرية كبيرة من نواحي قوسان، وهي
نواحي الزاب الأعلى الذي بين واسط وبغداد وليس
بالزاب الذي بين إربل والموصل، وهي من غربي
دجلة على شاطئها، وهي الآن خراب ليس إلا
آثارها عند مصب الزاب الأعلى، وفيها يقول على
ابن نصر بن بسام:
ودهقان طي تولى العراق
وسقى الفرات وزرفاميه
ينسب إليها عبد الصمد بن يوسف بن عيسى النحوي
الضرير، قرأ على ابن الخشاب وأقام بواسط يقرئ
النحو ويفيد أهلها إلى أن مات في سنة 576.
الزرقاء: بلفظ تأنيث الأزرق: موضع بالشام بناحية
معان، وهو نهر عظيم في شعارى ودحال كثيرة،
وهي أرض شبيب التبعي الحميري، وفيه سباع
كثيرة مذكورة بالضراوة، وهو نهر يصب في الغور.
والزرقاء أيضا: بين خناصرة وسورية من أعمال
حلب وسلمية، وهي ركية عظيمة إذا وردها
جميع العرب كفتهم، وبالقرب منها موضع يقال له
الحمام، وهي حمة حارة الماء.
زرقان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وقاف، وآخره
نون، فعلان من الزرق وهو شبه الخزر: موضع.
زرقان: بضم الزاي، محجر الزرقان، والمحجر
كالناحية للقوم: بأرض حضر موت أوقع فيه المهاجر
ابن أبي أمية بأهل الردة، وقال:
كنا بزرقان إذ نشردكم
بحرا يزجى في موجه الحطبا
نحن قتلناكم بمحجركم
حتى ركبتم من خوفنا السببا
إلى حصار يكون أهونه
سبى الذراري وسوقها خببا
زرقان: كذا هو مضبوط في تاريخ شيرويه،
وينسب إليها محمد بن عبد الغفار الزرقاني، روى
عن الربيع بن تغلب ونصر بن علي الجهمي وغيرهما،
روى عنه أبو عمارة الكرخي الحافظ وغيره، وهو
صدوق، ولعله نسبه إلى قرية لم تتحقق إلى الآن.
زرق: بالضم ثم الفتح والتشديد: قرية بمرو وواد
بالحجاز أو اليمن، عن نصر.
زرق: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره قاف:
قرية من قرى مرو، بها قتل يزدجرد آخر ملوك
الفرس، وينسب إليها أبو أحمد محمد بن أحمد بن
يعقوب الزرقي المروزي، حدث عن أبي حامد أحمد
بن عيسى الكشميهني وروى عن عبد الله بن محمود
الصغدي المروزي، وعاش إلى بعد سنة 380.
زرق: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره قاف،
مثال جمع أزرق: رمال بالدهناء، وقيل: هي
قرية بين النباج وسمينة، وهي صعبة المسالك، قال
ذو الرمة:
فيا أكرم السكن الذين تحملوا
عن الدار، والمستخلف المتبدل
كأن لم تحل الزرق مى ولم تطأ
بجرعاء حزوى ذيل مرط مرجل
وقال:
ألا حييا بالزرق دار مقام
زركران: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعد الكاف
المفتوحة راء، وآخره نون: من قرى سمرقند.
137

زركون: ناحية من أذربيجان يمر بها الزاب الأعلى،
والله أعلم.
زرمان: بفتح اوله، وسكون ثانيه، وآخره نون:
من قرى صغد سمرقند، بينها وبين سمرقند سبعة
فراسخ، عن السمعاني، ينسب إليها أبو بكر محمد
ابن موسى الزرماني، روى عن محمد بن المسبح
الكيشي، روى عنه محمد بن محمد بن حموية
الكرجي الصغدي.
زرم: أوله زاي مفتوحة بعدها راء ساكنة: اسم
واد عظيم يصب في دجلة.
زرنج: بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة، وجيم:
مدينة هي قصبة سجستان، وسجستان اسم الكورة
كلها، قال عبيد الله بن قيس الرقيات يمدح مصعب
ابن الزبير:
ليت شعري أأول الهرج هذا،
أم زمان من فتنة غير هرج
إن يعش مصعب فنحن بخير،
قد أتانا من عيشنا ما نرجى
ملك يطعم الطعام ويسقى
لبن البخت في عساس الخلنج
جلب الخيل من تهامة حتى
بلغت خيله قصور زرنج
حيث لم تأت قبله خيل ذي ال‍
أكتاف يزحفن بين قف ومرج
وافتتح سجستان في أيام عمر،
رضي الله عنه، عاصم
ابن عبدي التميمي، وقال:
سائل زرنجا هل أبحت جموعها
لما لقيت صقاعها بصقاعه
زرنجرى: بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة:
وجيم وراء مفتوحتين: من قرى بخارى، وربما قيل
لها زرنكرى، وهي على خمسة فراسخ من بخارى،
وإليها ينسب أبو الفضل بكر بن محمد بن علي بن
الفضل بن الحسن بن إبراهيم بن إسحاق بن عثمان بن
جعفر بن عبد الله بن جعفر بن جابر بن عبد الله
الأنصاري الزرنجري البخاري، كان إماما في مذهب أبي
حنيفة، رضي الله عنه، لا يدافع يقر له بذلك
المخالف والمؤالف حتى إن أهل بلده كانوا يسمونه أبا
حنيفة الأصغر، وجمع الحديث في صغرة وتفرد في
رواية كتب لم يروها غيره في زمانه كثيرة، وأجازه
السمعاني، ومات في شعبان سنة 512، ومولده سنة
427، وابن أخيه أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن
الفضل، روى الحديث عن عمه، روى عنه محمد
ابن أحمد الأوشي.
زرند: بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة، ودال
مهملة: بليدة بين أصبهان وساوه، ينسب إليها أبو
عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن خالد
ابن يزيد الزرندي الشيرازي النحوي، سمع أبا
الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن طلحة
العبقسي وأبا الحسنى أحمد بن عبد الله الخركوشي
وغيرهما، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد
النخشبي وغيره، قال السلفي: أنشدني القاضي أبو
العميد عبد الكريم بن أحمد بن علي الجرجاني بمامونية
زرند في مدرسته، وهي بين الري وساوه.
وزرند أيضا: مدينة قديمة كبيرة من أعيان مدن
كرمان، بينها و بين جواسير أربعة أيام.
زرندر: مثل الذي قبله إلا أن بعد الدال راء،
ينسب إليها الحسين بن محمد بن عبد الله الزرندي
أبو عبد الله الصوفي، قال: ذكره القاضي عمر
138

القرشي في معجم شيوخه وقال: سمعت منه، وكان
سمع ببغداد من أبى منصور سعيد بن محمد بن
الرزاز الفقيه، ومات ببغداد في ذي الحجة سنة 562.
زرنروذ: بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة ثم راء
مهملة، وآخره ذال معجمة: اسم لنهر أصبهان،
وهو نهر موصوف بعذوبة الماء والصحة، مخرجه من
قرية يقال لها بنا كان ويمر بقرية يقال لها دريم ثم
إلى أخرى يقال لها دبنا ويجتمع إليه في هذه القرية
مياه كثيرة حتى يعظم أمره فيمتد منها فيسقى
البساتين والرساتيق والقرى ويمر على المدينة ثم يغور
في رمال هناك ويخرج بكرمان على ستين فرسخا من
الموضع الذي يغور فيه فيسقى مواضع في كرمان ثم
ينصب إلى بحر الهند، وقد ذكر أنهم أخذوا قصبا
وعلموه بعلائم وأرسلوه في تلك المواضع التي يغور
فيها الماء فوجدوها وقد نبعت بعينها بأرض كرمان
فاستدلوا على أنه ماء أصبهان.
زرنكرى: هو زرنجرى المذكور آنفا.
زرنوج: بضم أوله، وسكون ثانيه، ونون، وآخره
جيم: بلد مشهور بما وراء النهر بعد خوجند من
أعمال تركستان، والمشهور من اسمه زرنوق، بالقاف.
زرنوق: هو المذكور قبله بعينه، قال أبو زياد الكلابي:
الزرنوق موضع باليمامة فيه المياه والزروع وأطواء
كثيرة وهو فلج من الأفلج، وقد شرحنا الفلج
في موضعه.
زرنيخ: بلفظ هذا العقار الأصفر: قرية من قرى
الصعيد بأعلاه من شرقي النيل.
زرود: يجوز أن يكون من قولهم: جمل زرود
أي بلوع، والزرد: البلع، ولعلها سميت بذلك
لابتلاعها المياه التي تمطرها السحائب لأنها رمال بين
الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة، وقال
ابن الكلبي عن الشرقي: زرود والشقرة والربذة
بنات يثرب بن قانية بن مهليل بن رخام بن عبيل أخي
عوض بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وتسمى
زرود العتيقة، وهي دون الخزيمية بميل، وفى زرود
بركة وقصر وحوض، قالوا أول الرمال الشيحة ثم
رمل الشقيق، وهي خمسة أجبل: جبلا زرود وجبل
الغر ومربخ، وهو أشدها، وجبل الطريدة، وهو
أهونها، حتى تبلغ جبال الحجاز. ويوم زرود: من
أيام العرب مشهور بين بنى تغلب وبنى يربوع، وقد
روى أن الرشيد حج في بعض الأعوام فلما أشرف
على الحجاز تمثل بقول الشاعر:
أقول وقد جزنا زرود عشية،
وراحت مطايانا تؤم بنا نجدا:
على أهل بغداد السلام، فإنني
أزيد بسيري عن بلادهم بعدا
وقال مهيار:
ولقد أحن إلى زرود وطينتي
من غير ما جبلت عليه زرود
ويشوقني عجف الحجاز وقد طفا
ريف العراق وظله الممدود
ويغرد الشادى فلا يهتز بي،
وينال منى السابق الغريد
ما ذاك إلا أن أقمار الحمى
أفلاكهن، إذا طلعن، البيد
زروديزه: بفتح أوله، وبعد الواو دال مهملة، وياء
مثناة من تحت، وزاي: قرية على أربعة فراسخ من
سمرقند عند عقبة كش، ينسب إليها زروديزكي.
139

زرهون: جبل بقرب فاس فيه أمة لا يحصون،
ينسب إليها أبو العباس أحمد بن الحسين بن علي أبن
الأمير الزرهوني فقيه مكناسة الزيتون بالعدوة من
أرض المغرب، وكذلك أبوه وجده حافظان لمذهب
مالك، وكان يوصف بالحفظ والصلاح، قدم
الإسكندرية وأقام بها ولقيه السلفي وكتب عنه
وذكره في معجم السفر وقال: قرأ على كثيرا من
الحديث، وكتب في سنة 533.
الزريب: يوم الزريب: من أيام العرب، قال
مسعود بن شداد العذري:
هم قتلوا منا بظنة عامر
ثمانية قعصا كما تنحر الجزر
ومن قبل أصحاب الزريب جميعهم
فمرة إلا تغزهم فهم الحمر
زريران: بفتح الزاي، وكسر الراء، وياء ساكنة،
وراء أخرى، وآخره نون: قرية بينها وبين بغداد
سبعة فراسخ على جادة الحاج إذا أرادوا الكوفة من
بغداد، بها قبر الشيخ الصالح الزاهد العابد علي بن أبي
نصر الهيتي وعليه قبة عالية تزار وينذر لها وله
الكرامات، وكانت وفاته في جمادى الأولى سنة 564.
زريق: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من
تحت، وقاف، قال الحازمي: نهر كان بمرو،
وهذا غلط وتصحيف وصوابه رزيق، بتقديم الراء
على الزاي، هكذا يقول أهل مرو وسمعته منهم،
وذكره السمعاني بتقديم الراء المهملة أيضا، وهو
أعرف ببلده، وإنما ذكرته هكذا للتنبيه عليه لئلا
يغتر بقول الحازمي.
زريق: بلفظ تصغير أزرق مرخما، سكة بنى
زريق: بالمدينة، وهم قبيلة من الأنصار، ينسب
إليهم زرقي، وهم بنو زريق عبد حارثة بن مالك
ابن غضب بن جشم بن الخزرج.
باب الزاي والزاي وما يليهما
الزز: سألت عنها بعض أهل همذان من العقلاء فقال:
الزز ولاية من ناحية لالستان بين أصبهان وجبال
اللر، وهي من نواحي أصبهان، وقال السلفي:
الزز ناحية بهمذان مشهورة، ينسب إليها جماعة،
قال السلفي: سمعت أبا محمد مازكيل بن محمد بن
سليمان الززي بالزز، قال: سمعت خالي أبا الفوارس
داود بن محمد بن عبد الله العجلي الززي، وكان
داود هذا واعظا عند أهل ناحيته مبجلا من أهل
الدين والصلاح، قال السلفي: ولداود وأصحابه
بالزز على ما قاله لي خمسة وخمسون رباطا وكلها
بحكم ولده محمد بن مازكيل، وذكر أبو سعد في
التحبير أحمد بن محمد بن موسى أبا الفتح الززي
الواعظ من أهل أصبهان قال: كتبت عنه أسانيده،
وكان واعظا حسن الوعظ متحركا.
باب الزاي والشين وما يليهما
زشك: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره كاف:
من أعمال نيسابور، عن العمراني.
باب الزاي والطاء وما يليهما
الزط: نهر الزط: نهر قديم من أنهار البطيحة.
باب الزاي والعين و ما يليهما
الزعابة: من قرى اليمامة.
الزعازع: بلدة باليمن قرب عدن، قال علي بن محمد
ابن زياد المازني:
140

خلت الزعازع من بنى المسعود،
فعهودهم منها كغير عهود
حلت بها آل الزريع وإنما
حلت أسود في مكان أسود
زعبل: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة، ولام،
ويقال: زعبل فلان إذا أعطى عطية قليلة: وهو
موضع قرب المدينة، قال أبو ذيال اليهودي البلوى
يبكى على اليهود:
ولم تر عيني مثل يوم رأيته
بزعبل ما اخضر الأراك وأثمرا
وأيامنا بالكبس قد كان طولها
قصيرا وأياما بزعبل أقصرا
فلم تر من آل السموأل عصبة
حسان الوجوه يخلعون المؤزرا
وزعبل، بالفتح: ماء ونخل لبنى الخطفى.
الزعبلة: ماء ونخل لبنى مازن باليمامة.
زعر: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء،
كذا ضبطه نصر وقال: موضع بالحجاز، والزعر،
بالتحريك: قلة الشعر، ورجل أزعر، ولعله مخفف منه.
زعريماش: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وراء مكسورة
وياء مثناة من تحت ساكنة ثم ميم، وآخره شين:
محلة من محال سمرقند.
الزعفرانية: عدة مواضع تسمى بهذا الاسم، منها:
الزعفرانية قرية على مرحلة من همذان، منها محمد
ابن الحسين بن الفرج يعرف بأبي العلاء أبو ميسرة
الزعفراني، روى عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد
ابن سلمة الحراني وطالوت بن عباد، روى عنه محمد
ابن سليمان الحضرمي وأبو سعيد أحمد بن محمد بن
الأعرابي وغيرهما، وكان صدوقا عالما بالحديث،
ومنها الزعفراني الشاعر الذي يقول:
إذا وردت ماء العراق ركائبي
فلا حبذا أروند من همذان
والزعفرانية: قرية قرب بغداد تحت كلواذى،
منها الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، نزل بغداد
وإليه ينسب درب الزعفراني وأكثر المحدثين ببغداد
منسوبون إلى هذا الدرب، وهو الذي قرأ على الشافعي
محمد بن إدريس، رضي الله عنه، كتبه القديمة،
قال له الشافعي: من أي العرب أنت؟ فقال: ما أنا
بعربي إنما أنا من قرية يقال لها الزعفرانية، قال:
فقال لي أنت سيد هذه القرية، وكان ثقة، ومات في
سنة 260.
الزعلاء: من حصون اليمن فيما استولى عليه بنو حبيش،
بينه وبين صنعاء نحو يومين.
الزعل: اسم موضع، بفتح أوله، وسكون ثانيه،
والزعل، بالتحريك: النشاط والأشر.
باب الزاي والغين وما يليهما
زغابة: بالفتح في الأول، وبعد الألف باء موحدة،
قال ابن إسحاق: ولما فرغ رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع
الأسيال من رومة بين الجرف وزغابة في عشرة آلاف
من أحابيشهم، ورواه أبو عبيد البكري الأندلسي زعابة
بضم الزاي وعين مهملة، وذكره الطبري محمد بن
جرير فقال: بين الجرف والغابة، واختار هذه الرواية
وقال: لان زغابة لا تعرف، وليس الامر كذلك فإنه
قد روى في الحديث المسند أنه، عليه الصلاة والسلام،
قال في ناقة أهداها إليه أعرابي فكافأه بست بكرات
فلم يرض فقال، عليه الصلاة والسلام: ألا تعجبون
141

لهذا الأعرابي، أهدى إلى ناقتي أعرفها بعينها ذهبت منى
يوم زغابة وقد كافأته بست فسخط، الحديث، وقد
جاء ذكر زغابة في حديث آخر فكيف لا يكون
معروفا؟ فالأعرف إذا عندنا زغابة، بالغين معجمة.
زغاوة: بفتح أوله، وفتح الواو، قيل: هو بلد في
جنوبي إفريقية بالمغرب، وقيل: قبيلة من السودان
جنوبي المغرب، وفيهم يقول أبو العلاء المعرى:
بسبع إماء من زغاوة زوجت
من الروم في نعماك سبعة أعبد
وقال أبو منصور: الزغاوة جنس من السودان، والنسبة
إليهم زغاوي، وقال ابن الأعرابي: الزغي رائحة
الحبش، وقال المهلبي: ولزغاوة مدينتان يقال لإحداهما
مانان وللأخرى ترازكي، وهما في الاقليم الأول،
وعرضهما إحدى وعشرون درجة، قال: ومملكة
الزغاوة مملكة عظيمة من ممالك السودان في حد المشرق
منها مملكة النوبة الذين بأعلى صعيد مصر بينهم مسيرة
عشرة أيام، وهم أمم كثيرة، وطول بلادهم خمس
عشرة مرحلة في مثلها في عمارة متصلة، وبيوتهم جصوص
كلها وكذلك قصر ملكهم، وهم يعظمونه ويعبدونه
من دون الله تعالى ويتوهمون أنه لا يأكل الطعام،
ولطعامه قومة عليه سرا يدخلونه إلى بيوته لا يعلم
من أين يجيئونه به، فإن اتفق لاحد من الرعية أن
يلقى الإبل التي عليها زاده قتل لوقته في موضعه، وهو
يشرب الشراب بحضرة خاصة أصحابه، وشرابه يعمل
من الذرة مقوى بالعسل، وزيه لبس سراويلات
من صوف رقيق والاتشاح عليها بالثياب الرفيعة من
الصوف الأسماط والخز السوسي والديباج الرفيع،
ويده مطلقة في رعاياه ويسترق من شاء منهم، أمواله
المواشي من الغنم والبقر والجمال والخيل، وزروع
بلدهم أكثرها الذرة واللوبياء ثم القمح، وأكثر رعاياه
عراة مؤتزرون بالجلود، ومعايشهم من الزروع
واقتناء المواشي، وديانتهم عبادة ملوكهم يعتقدون
أنهم الذين يحيون ويميتون ويمرضون ويصحون،
وهي من مدائن البلماء وقصبة بلاد كاوار على سمت
الشرق منحرفا إلى الجنوب.
الزغباء: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة
ممدودة، بلفظ تأنيث الأزغب، والزغب:
الشعيرات الصفر على ريش الفرخ، وفراخ زغب،
ورجل أزغب الشعر، ورقبة زغباء: وهو جبل من
جبال القبلية، عن أبي القاسم الزمخشري.
زغبة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، اسم قرية بالشام،
واشتقاقه من الذي قبله كأنه نقل عن زغبة واحدة
الزغب ثم سكن، قال الشاعر يذكره:
عيهن أطراف من القوم لم يكن
طعامهم حبا بزغبة أغبرا
عليهن أطراف، جمع طرف: وهو
الكريم من الفتيان.
زغرتان: من قرى هراة، ينسب إليها أبو محمد خالد
ابن محمد بن عبد الرحمن بن محمد المديني الهروي أحد
الشهود المعدلين بها، ذكره أبو سعد في شيوخه
وقال: سمع أبا عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد
الفارسي، قال: وأجاز لي، وأبو عبد الله محمد بن
الحسن الزغرتاني، سمع أحمد بن سعيد، روى عنه
أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أحمد المليحي الهروي.
زغر: بوزن زفر، وآخره راء مهملة، قال أبو
منصور: قال اللحياني زخرت دجلة وزغرت أي
مدت، وزغر كل شئ: كثرته والافراط فيه؟
قال أبو صخر:
142

بل قد أتاني ناصح عن كاشح
بعداوة ظهرت، وزغر أقاول
كذا نقلته من خطه سواء، قال: وزغر قرية
بمشارف الشام، وإياها عنى أبو دؤاد الإيادي حيث قال:
ككتابة الزغري غشا
ها من الذهب الدلامص
قال: وقيل زغر اسم بنت لوط، عليه السلام،
نزلت بهذه القرية فسميت باسمها، وقال حاتم الطائي:
سقى الله رب الناس سحا وديمة
جنوب السراد من مآب إلى زغر
بلاد امرئ لا يعرف الذم بيته،
له المشرب الصافي ولا يطعم الكدر
وجاء ذكر زغر في حديث الجساسة، وهي دابة في
جزائر البحر تتجسس الاخبار وتأتي بها إلى الدجال
وتسمى دابة الأرض، وعين زغر تغور في آخر
الزمان، وهي من علامات القيامة، روى الشعبي عن
فاطمة بنت قيس قالت: خرج علينا رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، في حر الظهيرة فخطبنا وقال:
إني لم أجمعكم لرغبة ولا لرهبة ولكن لحديث حدثنيه
تميم الداري منعني سروره القائلة، حدثني أن نفرا
من قومه اقبلوا في البحر فأصابهم ريح عاصف فألجأتهم
إلى جزيرة فإذا هم بدابة، قالوا لها: ما أنت؟ قالت:
أنا الجساسة، قلنا: أخبرينا الخبر، قالت: إن أردتم
الخبر فعليكم بهذا الدير فإن فيه رجلا بالأشواق إليكم،
قال: فأتيناه، فقال: أنى نبغتم؟ فأخبرناه،
فقال: ما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: تدفق بين جوانبها،
قال: ما فعلت نخل عمان وبيسان؟ قلنا: يجتنيها
أهلها، قال: فما فعلت عين زغر؟ قلنا: يشرب منها
أهلها، قال: فلو يبست نفذت من وثاقي فوطئت
بقديم كل منهل إلا مكة والمدينة، وحدثني الثقة
أن زغر هذه في طرف البحيرة المنتنة في واد هناك،
بينها وبين البيت المقدس ثلاثة أيام، وهي من ناحية
الحجاز، ولهم هناك زروع، قال ابن عباس، رضي الله عنه
: لما هلك قوم لوط مضى لوط مضى لوط، عليه السلام،
وبناته يريدون الشام فماتت الكبرى من بناته وكان
يقال لها رية فدفنت عند عين هناك فسميت باسمها
عين رية، ثم ماتت بعد ذلك الصغرى وكان اسمها
زغر فدفنت عند عين فسميت عين زغر، وهذه في
واد وخم ردئ في أشأم بقعة إنما يسكنه أهله لاجل
الوطن وقد يهيج فيهم في بعض الأعوام مرض فيفنى
كل من فيه أو أكثرهم، فحدثني الوزير الأكرم،
أطال الله بقاءه، قال: بلغني أن في بعض الأعوام
هاج بهم ذلك حتى أهلك أكثرهم، وكان هناك دار
من أعيان منازلهم وفيها جماعة تزيد على العشرة أنفس
فوقع فيهم الموت واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم
إلا رجل واحد فرجع يوما من المقبرة فدخل تلك
الدار فاستوحش وحده فجلس على دكة هناك وأفكر
ساعة ثم رفع رأسه قبل السماء وقال: يا ربيبي وعزتك
لئن استمررت على هذا لتفنين العالم في مدة يسيرة
ولتقعدن على عرشك وحدك، وقيل: قال لتقعدن
على عرشك وحيدك، هكذا قال بالتصغير في ربى
ووحدك لان من عادة تلك البلاد إذا أحبوا شيئا
خاطبوه بالتصغير على سبيل التحنن والتلطف.
زغندان: بفتح أوله وثانيه، وسكون النون، ودال
مهملة، وآخره نون: قرية قرب سنج من نواحي مرو
على ستة فراسخ منها.
زغموا: بلد قديم على غربي الفرات فيه آثار قلعة وعمارة
عظيمة دثرت كلها، بينها وبين إلبيرة ميل أو زيادة،
وفيها آثار قنطرة كانت على الفرات بقي منها آثار
143

كرسيها، وكان اسما لمحدث كينوك.
زغوان: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم واو، وآخره
نون، قال ابن الأعرابي: الزغي رائحة الحبش، فإن
كان عربيا فهو فعلان منه، قيل: هو جبل بإفريقية،
قال أبو عبيد البكري: بالقرب من تونس في القبلة
جبل زغوان، وهو جبل منيف مشرف يسمى كلب
الزقاق لظهوره وعلوه واستدلال السائرين به أينما
توجهوا، فإنه يرى على مسيرة الأيام الكثيرة، ولعلوه
يرى السحاب دونه، وكثيرا ما يمطر سفحه ولا يمطر
أعلاه، وأهل إفريقية يقولون لمن يستثقلونه: أثقل
من جبل زغوان وأثقل من جبل الرصاص! وهو
على تونس، وقال الشاعر يخاطب حمامة أرسلها من
القيروان إلى تونس:
وفى زغوان فاستعلى علوا،
وداني في تعاليك السحابا
ويزعمون أن فيه قرى كثيرة آهلة كثيرة المياه والثمار،
وفيه مأوى الصالحين وخيار المسلمين، وبغربي جبل
زغوان مدينة الأربس.
الزغيبة: بلفظ تصغر الزغب، وقد تقدم تفسيره،
وما أظن هذه المواضع سميت بذلك إلا لقلة نبتها
كأنهم شبهوه بالزغب وهو الشعر القليل والريش:
وهو ماء بشرقي سميراء في طريق الحاج.
باب الزاي والفاء وما يليهما
زفتا: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وتاء مثناة من
فوقها، مقصور: بلد بقرب الفسطاط من مصر،
ويقال له منية زفتا أيضا، وقرب شطنوف،
ويقال لها زفيتة أيضا.
باب الزاي والقاف وما يليهما
زقا: بفتح أوله، والقصر، وهو منقول عن الفعل
الماضي من زقا الصدى يزقو أو يزقي زقاء إذا صاح:
وهو ماء لبنى غنى بينه وبين ماء آخر لهم يقال له
مذعا قدر ضحوة، قال شاعرهم:
ولن تردى مذعا ولن تردى زقا
ولا النقر إلا أن تجدي الأمانيا
الزقاق: بضم أوله، وآخره مثل ثانيه، وهو في الأصل
طريق نافذ وغى نافذ ضيق دون السكة، وأهل
الحجاز يؤنثونه وبنو تميم يذكرونه، والزقاق: مجاز
البحر بين طنجة، وهي مدينة بالمغرب على البر المتصل
بالإسكندرية والجزيرة الخضراء، وهي في جزيرة
الأندلس، قال الحميدي: وبينهما اثنا عشر ميلا،
وذلك هو المسمى الزقاق، قال محمد بن طرخان بن
بلتكين بن بجكم: قال لي الشيخ عفان بن غالب
الأزدي السبتي سعة البحر هناك ستة وثلاثون ميلا
وهي اثنا عشر فرسخا، وهو أعلم به لان سبتة
على البحر المذكور وهي مولده وبها إقامته ومنشؤه،
قال محمد بن طرخان: وقال لي أبو عامر العبدري
وأبو بكر مكبول بن فتوح الزناتي وأبو محمد عبد
الله بن محمد بن محرز الواحدي: قول الحميدي وسعة
البحر هناك اثنا عشر ميلا صحيح وهو أضيق موضع
فيه، وأوسع موضع فيه نحو ثمانية عشر ميلا، والذي
ذكره عفان غلط، وقال الفقيه المرادي المتكلم القيرواني
بعد خلاصه من بحر الزقاق ووصوله إلى مدينة سبتة:
سمعت التجار وقد حدثوا
بشدة أهوال بحر الزقاق
فقلت لهم: قربوني إليه
أنشفه من حر يوم الفراق
144

فلما فعلت جرت أدمعي،
فعاد كما كان قبل التلاق
زقاق ابن واقف: في شعر هدبة بن خشرم العذري:
فلم تر عيني مثل سرب رأيته
خرجن علينا من زقاق ابن واقف
تضمخن بالجادي حتى كأنما ال‍
- أنوف، إذا استعرضتهن، رواعف
خرجن بأعناق الظباء وأعين ال‍
- جآذر وارتجت لهن الروادف
فلو أن شيئا صاد شيئا بطرفه
لصدن بألحاظ ذوات المطارف
قال: ومر أبو الحارث جمين يوما بسوق المدينة
فخرج رجل من زقاق ابن واقف بيده ثلاث سمكات
قد شق أجوافهن وقد خرج شحمهن، فبكى أبو
الحارث وقال: تعس الذي يقول:
فلم تر عيني مثل سرب رأيته
خرجن علينا من زقاق ابن واقف
وانتكس ولا انجبر، والله لهذه الثلاث سمكات
أحسن من السرب الذي وصفه، وقال أبو الفرج
الأصبهاني: أحسب هذا الخبر مصنوعا لأنه ليس في
المدينة زقاق يقال له زقاق ابن واقف ولا بها أيضا
سمك كما وصف ولكني رويت كما روى، قلت: إن
هذا تحكم منه ودعوى وقد تتغير أسماء الأماكن
حسب تغير أهلها وبين زمان أبى الحارث جمين وزمان
أبى الفرج دهر، وعلى ذلك فقد روى هذا الخبر عن
الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير بن بكار عن عمه.
زقاق القناديل: محلة بمصر مشهورة فيها سوق
الكتب والدفاتر والظرائف كالآبنوس والزجاج
وغير ذلك مما يستظرف، قال أبو عبد الله القضاعي:
قال الكندي: سمى بذلك لأنه كان منازل
الاشراف وكانت على أبوابهم القناديل وكان يقال
له زقاق الاشراف لان عمرو بن العاص كان على طرفه
مما يلي الجامع وكعب بن ضبة العبسي على طرفه
الآخر مما يلي سوق بربر ودار نخلة داره، وكعب
هذا هو ابن بنت خالد بن سنان العبسي، وقيل:
هو ابن أخيه، وهو الذي زعمت عبس أنه كان نبيا
قبل محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
زقاق النار: بمكة مجاور لجبل زرزر، وكلاهما
يشرف على الدار المعروفة التي كانت ليزيد بن منصور
الحميري خال المهدى.
زقوقا: بفتح أوله وثانيه، وبعد الواو الساكنة قاف
أرى، مقصور: ناحية بين فارس وكرمان، عن
نصر.
باب الزاي والكاف وما يليهما
زكان: بفتح أوله، وبعد الألف نون: من قرى
صغد سمرقند بين رزمان وكمرجة.
زكت: بكسر الزاي، وسكون الكاف، وآخره
تاء مثناة من فوق: موضع، عن العمراني.
زكرام: مدينة في جنوبي إفريقية سكانها من زنانة،
وهي قصبة مملكة تادمك.
زكرم: إما قرية بإفريقية أو الأندلس وإما قبيلة
من البربر، قال السلفي: أنشدني أبو القاسم ذربان بن
عتيق بن تميم الكاتب قال: أنشدني أبو حفص
العروض الزكرمي بإفريقية مما قاله بالأندلس وقد
طولب بمكس يتولاه يهودي:
يا أهل دانية لقد خالفتم
حكم الشريعة والمروة فينا
145

ما لي أراكم تأمرون بضد ما
أمرت، ترى نسخ الاله الدينا
كنا نطالب لليهود بجزية،
وأرى اليهود بجزية طلبونا
ما إن سمعنا مالكا أفتى بذا
لا لا ولا من بعده سحنونا
هذا ولو أن الأئمة كلهم
حاشاهم بالمكس قد أمرونا
ما راجب مثلي لوكس عدله
لو كان يعدل وزنه قاعونا
ولقد رجونا أن نال بعدلكم
رفدا يكون على الزمان معينا
فالآن نقنع بالسلامة منكم،
لا تأخذوا منا ولا تعطونا
زكية: بفتح أوله: وكسر ثانيه، وتشديد ياء
النسبة، يقال: زكا الزرع يزكو زكاء، ممدود،
أي نما، وغلام زكى وجارية زكية أي زاك: قرية
جامعة من أعمال البصرة بينها وبين واسط، وقد
نسب إليها نفر من أهل العلم عدادهم في البصريين،
عن الحازمي.
باب الزاي واللام وما يليهما
الزلاقة: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وقاف، أصله
من قولهم مكان زلق أي دحض، وزلقت رجله
تزلق زلقا، والزلاقة: الموضع الذي لا يمكن
الثبوت عليه من شدة زلقه، والتشديد للتكثير،
والزلاقة: أرض بالأندلس بقرب قرطبة كانت
عندها وقعة في أيام أمير المسلمين يوسف بن تاشفين
مع الأذفنش ملك الإفرنج مشهورة.
زلالة: مثل الذي قبله في الوزن، وعوض القاف
لام، والمعنى أيضا متقارب كأن الاقدام تزل فيه
كثيرا: وهو عقبة بتهامة على المناقب وبها صخرة
اقتحمها العقيلي بناقته لأنهم خاطروه على ذلك.
زلفة: بضم أوله، وسكون ثانيه، وفاء، والزلفة
والزلفى القربة والمنزلة: وهو ماء شرقي سميراء، قال
عبيد بن أيوب اللص:
لعمرك إني يوم أقواع زلفة
على ما أرى خلف القنا لوقور
أرى صارما في كف اشمط ثائر
طوى سره في الصدر فهو ضمير
وقال عبد الرحمن بن حزن:
سقى جدثا بين الغميم وزلفة
أحم الذرى واهي العزالى مطيرها
إذا سكنت عنها الجنوب تجاوبت
جلاد مرابيع السحاب وخورها
وإني لأصحاب القبور لغابط
بسوداء إذ كانت صدى لا أزورها
كأن فؤادي يوم جاء نعيها
ملاءة قز بين أيد تطيرها
زلم: بالتحريك، إن كان عربيا فأصله أنه منقول
من الزلم وهو القدح، من قوله:
بات يقاسيها غلام كالزلم
أو من الزلم وهو الزنم الذي يكون خلف الظلف:
وهو جبل قرب شهرزور ينبت فيه حب الزلم الذي
يصلح لأدوية الباءة، ولا يوجد في غيره، وأظنها
معربة على هذا.
زلول: بفتح أوله، وتكرير اللام، وهو فعول من
الزلل: مدينة في شرقي أزيلي بالمغرب.
146

باب الزاي والميم وما يليهما
زماخير: بفتح أوله، وبعد الألف خاء مكسورة
بعدها ياء مثناة من تحت، وراء مهملة، وهو جمع
زمخرة، وهو النشاب الطويل، والزمخرة المرأة
الزانية: وهي قرية على غربي النيل بالصعيد الأدنى
من عمل إخميم.
زماراء: موضع جاء بن ابن القطاع في كتاب الأبنية.
زمان: بكسر اوله، وتشديد ثانيه، وآخره نون،
محلة بنى زمان: بالبصرة منسوبة إلى القبيلة، وهو
زمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي
ابن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وأما
اشتقاقه فيحتمل أن يكون من باب زممت الناقة
فيكون فعلان، ويحتمل أن يكون فعالا من باب
الزمن، والأول أعلى على قياس مذهب سيبويه فيما
فيه حرفان ثانيهما مضعف وبعدهما الألف والنون
فقياسه أن تكون الألف والنون زائدتين كرمان
وحمان، وليس هذا كالذي يكون قبل الألف
والنون ثلاثة أحرف أصول كحمدان وعثمان لان
هذا لا يختلف في زيادتهما فيه، وزمان مما ارتجل
للتعريف كحمدان وغطفان، وليس بمعروف زمان
في الأجناس.
زمخشر: بفتح أوله وثانيه ثم خاء معجمة ساكنة،
وشين معجمة، وراء مهملة: قرية جامعة من نواحي
خوارزم، إليها ينسب أبو القاسم محمود بن عمر
الزمخشري النحوي الأديب، رحمه الله، وفيه يقول
الأمير أبو الحسن علي بن عيسى بن حمزة بن وهاس
الحسنى العلوي يمدحه ويذكر قريته:
وكم للامام الفرد عندي من يد
وهاتيك مما قد أطاب وأكثرا
أخي العزمة البيضاء والهمة التي
أنافت به علامة العصر والورى
جميع قرى الدنيا سوى القرية التي
تبوأها دارا فداء زمخشرا
وأحر بأن تزهى زمخشر بامرئ
إذا عد في أسد الشرى زمخ الشرا
فلولاه ما ضن البلاد بذكره،
ولا طار فيها منجدا ومغورا
فليس ثناه بالعراق وأهله
بأعرف منه بالحجاز وأشهرا
وحدث الزمخشري وقال: أما المولد فقرية من قرى
خوارزم مجهولة يقال لها زمخشر، سمعت أبي قال:
اجتاز بزمخشر أعرابي فسأل عن اسمها واسم كبيرها
فقيل له زمخشر والرداء، فقال: لا خير في شر
ورد، ولم يلمم بها، وقد ذكرت الزمخشري
وأخباره في كتاب الأدباء.
زمزم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتكرير الميم
والزاي: وهي البئر المباركة المشهورة، قيل: سميت
زمزم لكثرة مائها، يقال: ماء زمزم وزمازم،
وقيل: هو اسم لها وعلم مرتجل، وقيل: سميت
بضم هاجر أم إسماعيل، عليه السلام، لمائها حين
انفجرت وزمها إياه، وهو قول ابن عباس حيث
قال: لو تركت لساحت على الأرض حتى تملا كل
شئ، وقيل: سميت بذلك لان سابور الملك لما
حج البيت أشرف عليها وزمزم فيها، والزمزمة:
كلام المجوس وقراءتهم على صلاتهم وعلى طعامهم،
وفيها يقول القائل:
147

زمزمت الفرس على زمزم،
وذاك في سالفها الأقدم
وقيل: بل سميت زمزم لزمزمة جبرائيل، عليه
السلام، وكلامه عليها، وقال ابن هشام: الزمزمة
عند العرب الكثرة والاجتماع، وأنشد:
وباشرت معطنها المدهثما،
ويممت زمزومها المزمزما
وقال المسعودي: والفرس تعتقد أنها من ولد إبراهيم
الخليل، عليه السلام، وقد كانت أسلافهم تقصد
البيت الحرام وتطوف به تعظيما لجدها إبراهيم وتمسكا
بهديه وحفظا لأنسابها، وكان آخر من حج منهم
ساسان بن بابك، وكان ساسان إذا أتى البيت طاف
به وزمزم على هذه البئر، وفى ذلك يقول الشاعر في
القديم من الزمان:
زمزمت الفرس على زمزم،
وذاك في سالفها الأقدم
وقد افتخر بعض شعراء الفرس بعد ظهور الاسلام:
وما زلنا نحج البيت قدما،
ونلقى بالأباطح آمنينا
وساسان بن بابك سار حتى
أتى البيت العتيق بأصيدينا
وطاف به وزمزم عند بئر
لإسماعيل تروى الشاربينا
ولها أسماء، وهي: زمزم وزمم وزمزم
وزمازم وركضة جبرائيل وهزمة جبرائيل وهزمة
الملك، والهزمة والركضة بمعنى، وهو المنخفض من
الأرض، والغمزة بالعقب في الأرض يقال لها هزمة،
وهي سقيا الله لإسماعيل، عليه السلام، والشباعة
وشباعة وبرة ومضنونة وتكتم وشفاء سقم وطعام
طعم وشراب الأبرار وطعام الأبرار وطيبة، ولها
فضائل كثيرة، روى عن جعفر الصادق، رضي الله عنه
، أنه قال: كانت زمزم من أطيب المياه وأعذبها
وألذها وأبردها فبغت على المياه فأنبط الله فيها عينا
من الصفا فأفسدتها، وروى ابن عباس عن النبي،
صلى الله عليه وسلم، أنه قال: التضلع من ماء زمزم
براءة من النفاق، وماء زمزم لما شرب له، قال
مجاهد: ماء زمزم إن شربت منه تريد شفاء شفاك
الله وإن شربته لظمأ رواك الله وإن شربته لجوع
أشبعك الله، وقال محمد بن أحمد الهمذاني: وكان
ذرع زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا، وفى
قعرها ثلاث عيون: عين حذاء الركن الأسود،
وأخرى حذاء أبى قبيس والصفا، وأخرى حذاء
المروة ثم قل ماؤها جدا حتى كانت تجم، وذلك
في سنة 223 أو 224، فحفر فيها محمد بن الضحاك،
وكان خليفة عمر بن فرج الرخجى على بريد مكة
وأعمالها، تسعة أذرع فزاد ماؤها واتسع ثم جاء الله
بالأمطار والسيول في سنة 225 فكثر ماؤها، وذرعها
من رأسها إلى الجبل المنقور فيه أحد عشر ذراعا وهو
مطوي والباقي فهو منقور في الحجر، وهو تسعة
وعشرون ذراعا، وذرع تدويرها أحد عشر ذراعا،
وسعة فمها ثلاثة أذرع وثلثا ذراع، وعليها ميلا ساج
مربعان فيهما اثنتا عشرة بكرة ليستقى عليها، وأول
من عمل الرخام عليها وفرش أرضها بالرخام المنصور،
وعلى زمزم قبة مبنية في وسط الحرم عن باب الطواف
نجاه باب الكعبة، وفى الخبر: أن إبراهيم، عليه
السلام، لما وضع إسماعيل بموضع الكعبة وكر
راجعا قالت له هاجر: إلى من تكلنا؟ قال:
إلى الله، قالت: حسبنا الله، فرجعت وأقامت
عند ولدها حتى نفد ماؤها وانقطع درها فغمها ذلك
148

وأدركتها الحنة على ولدها فتركت إسماعيل في
موضعه وارتقت على الصفا تنظر هل ترى عينا أو
شخصا، فلم تر شيئا فدعت ربها واستسقته ثم نزلت
حتى أتت المروة ففعلت مثل ذلك، ثم سمعت أصوات
السباع فخشيت على ولدها فأسرعت تشتد نحو إسماعيل
فوجدته يفحص الماء من عين قد انفجرت من تحت
خده، وقيل: بل من تحت عقبه، قيل: فمن ذلك
العدو بن الصفا والمروة استنانا بهاجر لما عدت
لطلب ابنها لخوف السباع، قالوا: فلما رأت هاجر
الماء سرت به وجعلت تحوطه بالتراب لئلا يسيل
فيذهب ولو لم تفعل ذلك لكان عينا جارية، ولذلك
قال بعضهم:
وجعلت تبنى له الصفائحا،
لو تركته كان ماء سافحا
ومن الناس من ينكر ذلك ويقول: إن إسماعيل
حفره بالمعاول والمعالجة كسائر المحفورات، والله
أعلم، وقد كان ذلك محفورا عندهم قبل الاسلام،
وقالت صفية بنت عبد المطلب:
نحن حفرنا للحجيج زمزم
سقيا نبي الله في المحرم
ركضة جبريل ولما يفطم
قالوا: وتطاولت الأيام على ذلك حتى غورت تلك
السيول وعفتها الأمطار فلم يبق لزمزم أثر يعرف،
فذكر محمد بن إسحاق فيما رفعه إلى علي بن أبي
طالب، رضي الله عنه، أن عبد المطلب بينما هو نائم
في الحجر إذ أتى فأمر بحفر زمزم، فقال: وما
زمزم؟ قالوا: لا تنزف ولا تهدم، تسقى الحجيج
الأعظم، وهي بين الفرث والدم، عند نقرة
الغراب الأعصم، فغذا عبد المطلب ومعه الحارث
ابنه ليس له يومئذ ولد غيره فوجد الغراب ينقر بين
إساف ونائلة، فحفر هنالك فلما بدا الطي كبر
فاستشركته قريش وقالوا: إنها بئر أبينا إسماعيل
ولنا فيها حق، فأبى أن يعطيهم حتى تحاكموا إلى
كاهنة بنى سعد باشراف الشام، فركبوا وساروا
حتى إذا كانوا ببعض الطريق نفد ماؤهم فظمئوا وأيقنوا
بالهلكة فانفجرت من تحت خف عبد المطلب عين من
ماء فشربوا منها وعاشوا وقالوا: قد، والله، قضى
لك علينا أن لا نخاصمك فيها أبدا، إن الذي سقاك
الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم، فانصرفوا
فحفر زمزم فوجد فيها غزالين من ذهب وأسيافا
قلعية كانت جرهم دفنتها عند خروجهم من مكة،
فضرب الغزالين بباب الكعبة وأقام عبد المطلب سقاية
زمزم للحاج، وفيه يقول حذيفة بن غانم:
وساقي الحجيج ثم للخير هاشم
وعبد مناف ذلك السيد الفهر
طوى زمزما عند المقام فأصبحت
سقايته فخرا على كل ذي فخر
وفيه يقول خويلد بن أسد بن عبد العزى وفيه ما
يدل على أن زمزم أقدم من إسماعيل، عليه السلام:
أقول، وما قولي عليكم بسبة:
إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم
حفيرة إبراهيم يوم ابن هاجر،
وركضة جبريل على عهد آدم
زمزم: بضم أوله، وتشديد ثانيه وفتحه، وزاي
أخرى ساكنة، وآخره ميم: موضع بخوزستان من
نواحي جنديسابور، لفظة عجمية.
زملق: بضم أوله وثانيه، وسكون اللام، وآخره
قاف: قرية قريبة من سنج من قرى مرو، وهي
149

الآن خراب، وقد نسب إليها نفر من العلماء، عن
السمعاني.
الزملقى: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وكسر
اللام، وقاف، مقصور: من قرى بخارى، عن
العمراني.
زملكان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح اللام،
وآخره نون، قال السمعاني أبو سعد: هما قريتان
إحداهما ببلخ والأخرى بدمشق، ونسب إليهما،
وأما أهل الشام فإنهم يقولون زملكا، بفتح أوله
وثانيه، وضم لامه، والقصر، لا يلحقون به النون:
قرية بغوطة دمشق، منها جماهير بن أحمد بن محمد
ابن حمزة أبو الأزهر الزملكاني الدمشقي شيخ أبى
بكر المقرى، قال الحافظ أبو القاسم: جماهير بن
محمد بن أحمد بن حمزة بن سعيد بن عبيد الله بن
وهيب بن عباد بن سماك بن ثعلبة بن امرئ القيس
ابن عمرو بن مازن بن الأزد بن الغوث أبو الأزهر
الغساني الزملكاني من أهل زملكا، حدث عن
هشام بن عمار وعمرو بن محمد بن الغاز والوليد بن
عتبة وأحمد بن الحوارى ومحمود بن خالد ورحيم
وإسماعيل بن عبد الله السكرى القاضي والمؤمل بن
إهاب، روى عنه الفضل بن جعفر وأبو علي الحسن
ابن علي بن الحسن المري المعروف بالشحيمة وأبو
سليمان بن زير وأبو بكر المقرى وأبو نصر ظفر بن
محمد بن ظفر الزملكاني الأزدي، وأبو زرعة وأبو
بكر ابنا أبى دجانة وأبو بكر أحمد بن عبد الوهاب
الصابوني وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم
المزاحمي الصوري وإسماعيل بن أحمد بن محمد
الخلالي الجرجاني وجعفر بن محمد بن الحارث المراغي
نزيل نيسابور ومحمد بن سليمان الربعي البندار وجمح
ابن القاسم وعلي بن محمد بن سليمان الطوسي وعمر
ابن علي بن الحسن العتيكي الأنطاكي، وهو هاشم
المؤدب، ومولده سنة 213، ومات لثلاث بقين من
المحرم سنة 313، وكان ثقة مأمونا، ومحمد بن
أحمد بن عثمان بن محمد أبو الفرج الزملكاني الامام،
حدث عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي
وتمام بن محمد الرازي وأبى بكر عبد الله بن محمد
ابن هلال الجبائي، روى عنه أبو عثمان محمد بن
أحمد بن ورقاء الأصبهاني الصوفي نزيل بيت المقدس
وأبو الحسن علي بن الخضر السلمي، وتوفى في
جمادى الأولى سنة 421.
زملكا: هو الذي قبله.
زم: بضم أوله، وتشديد الميم، منقول عن فعل الامر
من زم البعير والناقة أي أخطمهما ثم أعرب، قيل:
هي بئر لبنى سعد بن مالك، وقال أبو عبيدة
السكوني: زم ماء لبنى عجل فيما بين أداني طريق
الكوفة إلى مكة والبصرة، قال عيينة بن مرداس
المعروف بابن فسوة:
إذا ما لقيت الحي سعد بن مالك
على زم فانزل خائفا أو تقدم
أناس أجارونا فكان جوارهم
شعاعا كلحم الجازر المتقسم
لقد دنست أعراض سعد بن مالك
كما دنست رجل البغي من الدم
لهم نسوة طلس الثياب مواجن،
ينادين: من يبتاع قردا بدرهم؟
وقال الأعشى:
وما كان ذلك إلا الصبا،
وإلا عقاب امرئ قد أثم
150

ونظرة عين على غرة
محل الخليط بصحراء زم
زم: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، قال أبو منصور:
الزم فعل من الزمام، يقال: زممت الناقة أزمها
زما، والصحيح أنها كلمة عجمية عربت وأصلها
التخفيف به يلفظ بها العجم: بليدة على طريق جيحون
من ترمذ وآمل، نسب إليها نفر من أهل العلم،
منهم: يحيى بن يوسف بن أبي كريمة أبو يوسف
الزمي، حدث ببغداد عن شريك بن عبد الله وإسماعيل
ابن عياش وسفيان بن عيينة وغيرهم، روى عنه محمد
ابن إسماعيل البخاري وأبو حاتم الرازي وابن أبي
الدنيا وغيرهم، وكان ثقة صدوقا، مات سنة 525،
وقيل سنة 526، وقيل سنة 529، قال نصر: زم
بلدة بحرية أظنها بين البصرة وعمان، كذا قال.
زمنداور: بكسر أوله وثانيه، ونون، وفتح الواو،
والراء: ولاية واسعة بين سجستان والغور، وهو
المسمى بالداور، وهذا اللفظ معناه أرض الداور،
وقال بعضهم: إنها مدينة ولها رستاق بين بست
وبكراباذ، وهي كثيرة البساتين والمياه الجارية.
زمهر: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الهاء،
وآخره راء: واد في بلاد الهند.
زميخ: بضم أوله، وتشديد ثانيه وفتحه، وياء مثناة
من تحت، وآخره خاء معجمة، وعربيته من زمخ
بانفه إذا شمخ، وهو فعيل على وزن سكيت:
وهي كورة من بيهق من أعمال نيسابور.
الزميل: تصغير زمل: موضع في ديار بكر، قال:
إلى عنصلاء بالزميل وعاسم
وفى الفتوح: الزميل عند البشر بالجزيرة شرقي الرصافة
أوقع فيه خالد ببني تغلب ونمير وغيرهم في سنة 12
أيام أبى بكر، وقال أبو مقرر: ألا سالى الهذيل وما يلاقى
على الحدثان من نعت الحروب
وعتابا فلا تنسى وعمرا
وأرباب الزميل بنى الرقوب.
ألم نفتقهم بالبشر طعنا
وضربا مثل تفتيق الضروب
وقال أيضا:
ويقبل بالزميل وجانبيه،
وطاروا حيث طاروا كالدموك
وأجلوا عن نسائهم فكنا
بها أولى من الحي الركوك
باب الزاي والنون وما يليهما
الزناء: بلفظ صفة الرجل الكثير الزناء: موضع ذكره
أبو تمام في شعره عن العمراني.
زناتة: بفتح أوله، وبعد الألف تاء مثناة من فوق:
ناحية بسرقسطة من جزيرة الأندلس، عن الغرناطي
الأنصاري من كتاب فرحة الأنفس في أخبار الأندلس
ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد العزيز الزناتي،
سمع كتاب الاستيعاب لابن عبد البر من أبى إسحاق
إبراهيم بن محمد بن ثابت القرطبي سنة 533.
زنار ذمار: كورة من كور اليمن.
زنانير: بلفظ جمع زنار النصارى، قال أبو منصور:
قال أبو عمرو الزنانير الحصى الصغار، قال أبو زبيد:
ونحن للظمأ مما قد ألم بها
بالهجل منها كأصوات الزنانير
واحدها زنير وزنار، وقال العمراني: هي أرض
قرب جرش، ذكره لبيد في شعره فقال:
151

لهند بأعلى ذي الأغر رسوم
إلى أحد كأنهن، وشوم
فوقف فسلي فأكناف ضلفع
تربع فيه تارة وتقيم
بما قد تحل الواديين كليهما
زنانير منها مسكن فتدوم
وقال ابن مقبل:
يا دار سلمى خلاء لا أكلفها
إلا المرانة كيما تعرف الدينا
تهدى زنانير أرواح المصيف لها،
ومن ثنايا فروخ الكور تأتينا
قالوا: الزنانير ههنا رملة، والكور جبل.
زنبر: بوزن عنبر: محلة بمصر، عن العمراني، وإليها
فيما أحسب ينسب أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو
ابن إدريس بن عكرمة الزنبري مصرى، روى عن
الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم،
روى عنه أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد التميمي
وأبو القاسم الطبراني، ومات سنة 333.
زنبق: بضم أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة
مفتوحة، وآخره قاف: صقع بالبصرة في جانب
الفرات ودجلة، عن نصر، وهو على وزن غندر.
زنجان: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم جيم، وآخره
نون: بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان
وبينها، وهي قريبة من أبهر وقزوين، والعجم
يقولون زنكان بالكاف، وقد خرج منها جماعة من
أهل العلم والأدب والحديث، فمن المتقدمين: أحمد
ابن محمد بن ساكن الزنجاني، روى عن إسماعيل بن
موسى ابن بنت السرى وغيره ممن لا يحصى كثرة،
وكان عثمان بن عفان، رضي الله عنه، سنة 24 ولى
البراء بن عازب الري فغزا أبهر وفتحها ثم قزوين
وملكها ثم انتقل إلى زنجان فافتتحها عنوة، وممن
ينسب إلى زنجان عمر بن علي بن أحمد أبو حفص
الزنجاني الفقيه، قدم دمشق وسمع بها أبا نصر بن
طلاب وحدث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمد
السمناني قاضي الموصل وكان سمع منه ببغداد، روى
عنه أبو على الحسين بن أحمد بن المظفر بن جريضة
المالكي، وكان قرأ الفقه على أبي الطيب الطبري
والكلام على أبي جعفر السمناني وصنف كتابا سماه
المعتمد، وذكر الشريف أبو الحسن الهاشمي أنه كان
يدعى أكثر مما يحسن ويخطئ في كثير مما يسأل
عنه، ومات ببغداد في جمادى الأولى سنة 459
ودفن إلى جنب ابن سريج، وممن ينسب إلى زنجان
سعد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين الزنجاني أبو
القاسم الحافظ، طاف في الآفاق ونقى الشيوخ بديار
مصر والشام والسواحل وسكن في آخر عمره مكة
وجاور بها وصار شيخ الحرم، وكان إماما حافظا
متقنا ورعا تقيا كثير العبادة صاحب كرامات
وآيات، وكان الناس يرحلون إليه ويتبركون به،
وكان إذا خرج إلى الحرم يخلو للمطاف كانوا يقبلون
يده أكثر مما كانوا يقبلون الحجر الأسود، سمع أبا
بكر محمد بن عبيد الزنجاني بها وأبا عبد الله محمد بن
الفضل بن مطيف الفراء وأبا على الحسين بن ميمون
ابن عبد الغفار بن حسنون الصدفي وأبا القاسم مكي
ابن علي بن بنان الحمال بمصر وأبا الحسن علي بن سلام
ابن الإمام الغربي بها وأبا الحسن محمد بن علي بن
محمد البصري الأزدي وغيرهم، روى عنه أبو المظفر
عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وابن طاهر
المقدسي، قال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: سمعت
الفقيه أبا محمد هياج بن عبيد الحطيني إمام الحرم
152

ومفتيه يقول: يوم لا أرى فيه سعد بن علي الزنجاني
لا أعتقد أنى عملت فيه خيرا، وكان هياج يعتمر
كل يوم ثلاث عمر ويواصل الصوم ثلاثة أيام ويدرس
عدة دروس ومع هذا كان يعتقد أن نظره إلى الشيخ
سعد والجلوس بين يديه أفضل من سائر عمله، وذكر
المقدسي قال: دخلت على الشيخ سعد بن علي وأنا
ضيق الصدر من رجل من أهل شيراز لا أذكره
فأخذت يده وقبلتها، فقال لي ابتداء من غير أن
أعلمه بما أنا فيه: يا أبا الفضل لا تضيق صدرك، عندنا
في بلاد العجم مثل يضرب يقال: بخل أهوازي
وحماقة شيرازي وكثرة كلام رازي، ومات بمكة
سنة 470.
زنج: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره جيم: من
قرى نيسابور، عن العمراني، وقال أبو سعد في التحبير
أبو نصر أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن
حبيب بن عبدوس الزنجي الصفار من أهل نيسابور
والد الامام عمر الصفار، سمعت منه ومن زوجته
دردانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وكان
شيخا متميزا عالما سديدا بسيرة صالحة يسكن ناحية
زنج من أرباع نيسابور، سمع أبا سهل محمد بن
أحمد بن عبيد الله الحفصي الكشميهني وأبا سعد
أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرى وأبا القاسم عبد
الكريم بن هوازن القشيري، وذكر آخرين، وكانت
ولادته في شعبان سنة 449 بنيسابور، وتوفى في
طريق قرية زيروان من نواحي زنج في أول شهر
رمضان سنة 533.
زندان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة،
وآخره نون، بلفظ تثنية الزند الذي للكف والزند
الذي يقتدح به، قال نصر: ناحية بالمصيصة، ذكر
خليفة بن خياط أن عبد الله بن سعد بي أبى سرح
غزاها في سنة 31، وقال العمراني: زندان قرية
بمالين، وبمرو أيضا قرية تعرف بزندان.
زندجان: سمع فيها محب الدين بن النجار وعرفها
بالجيم، كذا هو في التحبير، قال عبد الغنى بن أحمد
ابن محمد الدارمي الزندجاني الصوفي: أبو اليمن
المعروف بكردبان من أهل زندجان إحدى قرى
بوشنج، كان شيخا صالحا عفيفا، سمع بهراة أبا
إسماعيل الأنصاري وأبا عطاء عبد الرحمن بن محمد
الجوهري، كتب عنه ببوشنج، ومات بقرية
زندجان يوم الأربعاء الثامن عشر من رجب سنة 545.
زندخان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الدال،
وخاء معجمة، وآخره نون: قرية على فرسخ من
سرخس حصينة، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو
حنيفة النعمان بن عبد الجبار بن عبد الحميد بن أحمد
الحنفي الزندخاني أبو أبي الحارث عبد الحميد، سمع
محمد بن عبد الله العياضي، وكانت وفاته في حدود
سنة 500، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن أبي نصر
أبو عبد الله الزندخاني خال أبى سعد من أهل سرخس
من بيت الرياسة والتفقه، سمع بمرو أبا علي إسماعيل
ابن أحمد بن الحسن البيهقي، سمع منه أبو سعد وقال:
كان مولده في حدود سنة 490، وقتل في وقعة الغز
بسرخس في ذي القعدة سنة 549، ومحمد بن أحمد
ابن أبي حنيفة النعمان أبو الفتح بن أبي الفضل الزندخاني
السرخسي، كان فقيها، سمع السيد أبا الحسن محمد
ابن محمد بن زيد الحسيني الحافظ وأبا الفتح مسعود بن
سهل بن حمك الحمكي وأبا منصور محمد بن عبد الملك
ابن الحسن المظفري، كتب عنه أبو سعد، ومولده
في ثامن عشر ذي الحجة سنة 464.
زند: بلفظ زند الكف أو زند القداحة: قرية
ببخارى، عن السمعاني، ينسب إليها أبو بكر محمد
153

ابن أحمد بن حمدان بن عازم الزندي، عن ابن
ماكولا وأبى سعد، وقيل: إنه نسبة إلى زندنه
اختصر منه، وقال نصر: زند، بعد الزاي نون
ساكنة ودال مهملة، جبل نجدي. وزند أيضا،
قال العمراني: زند، بفتحتين، قرية بقنسرين لبنى
أسد، وقيل بالباء، وقد ذكر، قلت: والنون
خطأ وصوابه بالباء الموحدة من تحت وإنما ذكر
للتجنيب.
زندرامش: بفتح أوله، وسكون ثانيه، اسم
مركب، وبعد الدال المفتوحة راء مهملة، وآخره
شين معجمة.
زندرميثن: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال
مهملة مفتوحة، وراء ساكنة، وميم مكسورة
وياء مثناة من تحت ساكنة، وثاء مثلثة مفتوحة،
وآخره نون: من قرى بخارى.
زندروذ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الدال
المهملة، وراء مهملة مضمومة، وواو ساكنة،
وآخره ذال معجمة: نهر مشهور عند أصبهان عليه
قرى ومزارع، وهو نهر عظيم أطيب مياه الأرض
وأعذبها وأغذاها.
زندورد: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال
مهملة، وواو مفتوحة، وراء ساكنة، ودال مهملة:
مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة خربت بعمارة
واسط، وينسب إليها طسوج عمل بكسكر، وله
ذكر في الفتوح، ويقال: إن سمية أم زياد وأبى
بكرة أصلها منه، عن ابن الكلبي، قال: كان
النوشجاني قد جذم فعالجه أطباء الفرس فلم يصنعوا
شيئا فقيل له إن بالطائف طبيبا للعرب، فحمل إليه
هدايا منها سمية أم زياد وأتى إليه، فداواه فبرأ
فوهبها له مع الهدايا، وكانت سمية من أهل
زندورد، وإليها ينسب الحسن بن حيدرة بن عمر
الزندوردي الفقيه، سمع أبا بكر محمد بن داود بن علي
الأصبهاني وغيره، سمع منه الحاكم بمكة، توفى
سنة 353 في جمادى الأولى، وكان المنصور لما عمر
بغداد نقل أبواب الزندورد فنصبها على مدينته، ودير
الزندورد ببغداد مشهور، قد ذكر في الديرة،
وقيل: إن الزندورد من بناء الشياطين لسليمان بن
داود، عليه السلام، وأبوابها من صنعتهم، وكانت
أربعة أبواب.
زندنه: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة
مفتوحة، ونون: قرية كبيرة من قرى بخارى بما
وراء النهر، بينها وبين بخارى أربعة فراسخ في شمالي
المدينة، ينسب إليها أبو جعفر محمد بن سعيد بن
حاتم بن عطية بن عبد الرحمن البخاري الزندني،
حدث عن سعيد بن مسعود وعبيد الله بن واصل،
روى عنه محمد بن حمزة بن يافث، ومات سنة 320،
وإلى هذه القرية تنسب الثياب الزندنجية، بزيادة الجيم،
وهي ثياب مشهورة.
زندة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة:
مدينة بالروم من فتوح أبى عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه
.
زندينا: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعد الدال
المهملة ياء مثناة من تحت ثم نون، وألف مقصورة:
قرية من قرى نسف بما وراء النهر.
زنق: مدينة بالأندلس نسب إليها الزنقي المتكلم.
زنقب: بضم أوله، وسكون ثانيه، وقاف، وآخره
باء موحدة، علم مرتجل لا أصل له في النكرات:
وهو ماء لبنى عبس، عن العمراني، وقال نصر:
154

زنقب ماء ببلاد يربوع بالقوارة لبنى سليط بن
يربوع، وأنشد الأصمعي:
وليس لهم بين الجناب مفازة
وزنقب إلا كل أجرد عنتل
مع أبيات ذكرت في جو، ووجدتها في شعر بنى
مازن لابن حبيب زنقب، بضم الزاي، وهو قوله
لمخارق بن شهاب:
كأن الأسود الزرق في عرصاتها
بأرماحنا بين القرين وزنقب
زنيم: من نواحي اليمامة، عن الجوهري.
باب الزاي والواو وما يليهما
زوابي: بعد الألف باء موحدة مكسورة، وياء منقوطة،
في العراق أربعة أنهر: نهران فوق بغداد ونهران
تحتها، يقال لكل واحد منها الزاب، وقد ذكرت
في بابها، وتجمع الزوابي على غير قياس، وقياسه
أزواب أو زيبان.
الزواخي: بوزن القوافي، وهو مهمل في استعمالهم:
قرية من أعمال مخلاف حراز ثم من أعمال النجم في
أوائل اليمن، وإليها ينسب عامر بن عبد الله الزواخي
صاحب الدعوة، عن الصليحي.
زواخ: بضم أوله، وآخره خاء معجمة، إن كان عربيا
فهو مرتجل لأنه مهمل في استعمالهم: موضع، عن
ابن دريد، ووجدته عن الزمخشري بفتح أوله.
زواط: بضم أوله، وبعد الألف طاء، يقال: زوطوا
إذا عظموا اللقم، والزياط الجلبة: وهو اسم موضع.
زوالقنج: بفتح أوله، وبعد الألف لام مفتوحة،
وقاف، ونون، وجيم: محلة بقرية سنج من قرى
مرو، والله أعلم.
زواني: بفتح أوله، وبعد الألف نون، وياء منقوصة،
بلفظ جمع زانية: ثلاث قارات قبل اليمامة،
والقارة: الأكمة، عن نصر.
زواوة: بفتح أوله، وبعد الألف واو أخرى: بليد
بين إفريقية والمغرب.
زوبلة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة
مفتوحة، ولام: موضع، عن العمراني وضبطه كذا.
زوخة: رملة في قول ابن مقبل:
ونخل بزوخة إذ ضمه
كثيبا عوير فضم الخلالا
زوراء: تأنيث الأزور، وهو المائل، والازورار
عن الشئ: العدول عنه والانحراف، ومنه سميت
القوس الزوراء لميلها، وبه سميت دجلة بغداد الزوراء،
والزوراء: أرض كانت لأحيحة بن الجلاح، وفيها
يقول:
استغن أو مت ولا يغررك ذو نسب
من ابن عم ولا عم ولا خال
يلوون ما عندهم عن حق جارهم
وعن عشيرتهم والمال بالوالي
فاجمع ولا تحقرن شيئا تجمعه،
ولا تضيعنه يوما على حال
إني أقيم على الزوراء أعمرها،
إن الحبيب إلى الاخوان ذو المال
بها ثلاث بناء في جوانبها،
فكلها عقب تسقى بإقبال
كل النداء إذا ناديت يخذلني،
إلا ندائي، إذا ناديت، يا مالي
ما إن أقول لشئ حين أفعله
لا أستطيع ولا ينبو على حال
155

سميت ببئر كانت فيها، والزوراء: البئر البعيدة
القعر، وأرض زوراء: بعيدة. والزوراء أيضا:
دار عثمان بن عفان، رضي الله عنه، بالمدينة:
والزوراء: أرض بذي خيم في قول تميم بن مقبل:
من أهل قرن فما اخضل العشاء له
حتى تنور الزوراء من خيم
قال الأزهري: ومدينة الزوراء ببغداد في الجانب
الشرقي، سميت الزوراء لازورار في قبلتها، وقال
غيره: الزوراء مدينة أبى جعفر المنصور، وهي في
الجانب الغربي، وهو أصح مما ذهب إليه الأزهري
بإجماع أهل السير، قالوا: إنما سميت الزوراء لأنه
لما عمرها جعل الأبواب الداخلة مزورة عن الأبواب
الخارجة أي ليست على سمتها، وفيها يقول بعضهم:
ود أهل الزوراء زور فلا
تغترر بالوداد من ساكنيها
هي دار السلام حسب فلا
يطمع منها بغير ما قيل فيها
والزوراء: دار بناها النعمان بن المنذر بالحيرة، قال
ابن السكيت: وحدثني من رآها وزعم أن أبا جعفر
المنصور هدمها، وفيها يقول النابغة:
وأنت ربيع ينعش الناس سيبه،
وسيف أعيرته المنية قاطع
وتسقى إذا ما شئت غير مصرد
بزوراء في أكنافها المسك كارع
والزوراء: موضع عند سوق المدينة قرب المسجد،
قال الداودي: هو مرتفع كالمنارة، وقيل: بل
الزوراء سوق المدينة نفسه، ومنه حديث ابن عباس،
رضي الله عنه، أنه سمع صياح أهل الزوراء، وإياه
عنى الفرزدق:
تحن بزوراء المدينة ناقتي،
حنين عجول تركب البورائم
ويا ليت زوراء المدينة أصبحت
بزوراء فلج أو بسيف الكواظم
قال ابن السكيت في قول النابغة:
ظلت أقاطيع أنعام مؤبلة
لدى صليب على الزوراء منصوب
الزوراء: ماء لبنى أسد، وقال الأصمعي: الزوراء
هي رصافة هشام وكانت للنعمان وفيها كان يكون،
وإليها كانت تنتهي غنائمه، وكان عليها صليب لأنه
كان نصرانيا، وكان يسكنها بنو حنيفة، وكانت
أدنى بلاد الشام إلى الشيح والقيصوم، قال:
وليس للزوراء ماء لكنهم سمعوا قول القائل:
ظلت أقاطيع أنعام مؤبلة
لدى صليب على الزوراء منصوب
فظنوا أنه ماء لهم وليس هناك ماء وإنما نصبوا الصليب
تبركا به. وزوراء فلج، وفلج: ما بين الرحيل
إلى المجازة، هي أول الدهناء. وزلفة وزوراء:
ماء ان لبنى أسد، وقال الحسين بن مطير:
ألا حبذا ذات السلام، وحبذا
أجارع وعساء التقى فدورها
ومن مرقب الزوراء أرض حبيبة
إلينا محاني متنها وظهورها
وسقيا لأعلى الواديين وللرحى
إذا ما بدا يوما لعينك نورها
تحمل منها الحي لما تلهبت
لهم وغرة الشعرى وهبت حرورها
قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة الزوراء
156

طولها مائة وخمس درجات، وعرضها تسع وثلاثون
درجة، وهي في الاقليم الخامس، طالعها تسع درجات
من العقرب، لها شركة من الدبران تحت خمس عشرة
درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت
عاقبتها مثلها من الميزان، بيت ملكها مثلها من
الحمل، قلت: لا أدري أنا هذه الزوراء أين موقعها
وما أظنها إلا في بلاد الروم.
زورابذ: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم راء مهملة،
وبعد الألف باء موحدة مفتوحة ثم ذال معجمة: ناحية
بسرخس تشتمل على عدة قرى. وزورابذ أيضا:
قرية بنواحي نيسابور، قال السمعاني: وظني أنها من
طرثيث، وهي ناحية هناك تسميها الفرس ترشيش،
بشينين، ينسب إليها أبو الفضل محمد بن أحمد بن
الحسن بن زياد التميمي الزورابذي النيسابوري، سمع
محمد بن يحيى الذهلي وغيره، روى عنه أبو على
الحافظ وأبو أحمد الحاكم، وتوفى سنة 316.
الزور: بفتح أوله، وهو الميل والاعوجاج، والزور
أيضا الصدر: موضع في شعر ابن ميادة، وقال
نصر: الزور، بفتح الزاي، موضع بين أرض بكر
ابن وائل وأرض بنى تميم على ثلاثة أيام من طلح.
والزور أيضا: جبل يذكر مع منور جبل في ديار
سيم بالحجاز، قال ابن ميادة:
وبالزور زور الرقمتين لنا شجا
إذا نديت قيعانه ومذاهبه
بلاد متى تشرف طويل جبالها
على طرف يجلب لك الشوق جالبه
تذكر عيشا قد مضى ليس راجعا
لنا أبدأ أو يرجع الدر حالبه
زور: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء،
معناه الباطل: موضع، قال فيه شاعر يصف إبلا:
وتعالت زورا
والزور: صنم كان في بلاد الداور من أرض السند
من ذهب مرصع بالجواهر. والزور: نهر يصب في
دجلة قرب ميافارقين.
زورة: بلفظ واحدة الزيارة، ومعناه البعد والموضع
المخصوص بالازورار كأنه بلفظ الواحد منه، وهو
زورة بن أبي أوفى: موضع بين الكوفة والشام،
وقرأته بخط بعض أعيان أهل الأدب زورة، بضم
الزاي، وقال: هو موضع بالكوفة، وأنشد قول
طخيم بن الطخماء الأسدي يمدح قوما من أهل
الحيرة من بنى امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم رهط
عدى بن زيد العبادي:
كأن لم يكن يوم بزورة صالح،
وبالقصر ظل دائم وصديق
ولم أرد البطحاء يمزج ماءها
شراب من البروقتين عتيق
معي كل فضفاض القميص كأنه
إذا ما سرت فيه المدام فنيق
بنو السمط والجداء كل سميذع
له في العروق الصالحات عروق
وإني وإن كانوا نصارى أحبهم،
ويرتاح قلبي نحوهم ويتوق
وقال في كتاب الآمدي:
كأن لم يكن بالقصر قصر مقاتل
وزورة ظل ناعم وصديق
زوزا: من قرى حران، منها أبو عمران موسى بن
عيسى الزوزاني ثقة يحدث عن الطرائقي، قاله على
ابن الحسن بن علان الحافظ في تاريخ الجزريين.
157

زوزان: بفتح أوله وثانيه ثم زاي أخرى، وآخره
نون: كورة حسنة بين جبال أرمينية وبين أخلاط
وأذربيجان وديار بكر والموصل، وأهلها أرمن
وفيها طوائف من الأكراد، قال صاحب الفتوح:
لما فتح عياض بن غنم الجزيرة وانتهى إلى قردى
وبازبدى أتاه بطريق الزوزان فصالحه عن أرضه
على إتاوة وذلك في سنة 19 للهجرة، وقال ابن
الأثير: الزوزان ناحية واسعة في شرقي دجلة من
جزيرة ابن عمر، وأول حدوده من نحو يومين من
الموصل إلى أول حدود خلاط وينتهى حدها إلى
أذربيجان إلى أول عمل سلماس، وفيها قلاع كثيرة
حصينة، وكلها للأكراد البشنوية والبختية، فمن
قلاع البشنوية قلعة برقة وقلعة، بشير، وللبختية قلعة
جرذ قيل، وهي أجل قلعة لهم، وهي كرسي
ملكهم، وآتيل وعلوس، بإزاء الحراء لأصحاب
الموصل ألقى وأروخ وباخوخه وبرخو وكنكور
ونيروه وخوشب.
زوزن: بضم أوله وقد يفتح، وسكون ثانيه، وزاي
أخرى، ونون: كورة واسعة بين نيسابور وهراة،
ويحسبونها في أعمال نيسابور، كانت تعرف بالبصرة
الصغرى لكثرة من أخرجت من الفضلاء والأدباء
وأهل العلم، وقال أبو الحسن البيهقي: زوزن رستاق
وقصبته زوزن هذه، وقيل لها زوزن لان النار التي
كانت المجوس تعبدها حملت من أذربيجان إلى
سجستان وغيرها على جمل فلما وصل إلى موضع
زوزن برك عنده فلم يبرح، فقال بعضهم: زوزن
أي عجل واضرب لينهض، فلما امتنع من النهوض
نبي بيت النار هناك، وتشتمل على مائة وأربع
وعشرين قرية، والمنسوب إليها كثير، وهذا الذي
ذكره البيهقي يدل على ضم أولها، وأكثر أهل الأثر
والنقل على الفتح، والله أعلم، وينسب إليها أبو حنيفة
عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الزوزني، قال
شيرويه: قدم علينا حاجا في سنة 455، روى
عن أبي بكر الحيرى وأبى سعد الجبروذي وأبى سعد
عليل وغيرهم، وما أدركته، وكان صدوقا يكتب
المصاحف، سمعت بعض المشايخ يقول: كتب أبو
حنيفة أربعمائة جامع للقرآن، باع كل جامع منها
بخمسين دينارا، والوليد بن أحمد بن محمد بن الوليد
أبو العباس الزوزني، رحل وسمع وحدث عن خيثمة
ابن سليمان ومحمد بن الحسن، وقيل: محمد بن إبراهيم
ابن شيبة المصري، وأبى حامد بن الشرقي وأبى محمد بن أبي
حاتم وأبى عبد الله المحاملي ومحمد بن الحسين بن
صالح السبيعي نزيل حلب، روى عنه الحاكم أبو
عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو نعيم الحافظ،
وكان سمع بنيسابور وبغداد والشام والحجاز، وكان
من علماء الصوفية وعبادهم، وتوفى في سنة 376،
وممن ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي بن أبي
بكر الزوزني القائل:
ولا أقبل الدنيا جميعا بمنة،
ولا أشتري عز المراتب بالذل
وأعشق كحلاء المدامع خلقة
لئلا ترى في عينها منة الكحل
وقدم بغداد وخدم عضد الدولة فاعتبط شابا،
وكتب إلى أبيه وهو يجود بنفسه:
ألا هل من فتى يهب الهوينا
لمؤثرها ويعتسف السهوبا
فيبلغ، والأمور إلى مجاز
بزوزن، ذلك الشيخ الأديبا
بأن يد الردى هصرت بأرض ال‍
- عراق من ابنه غصنا رطيبا
158

زوش: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره شين
معجمة: من قرى بخارى بقرب النور، عن أبي سعد.
زولاب: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء موحدة:
موضع بخراسان ينسب إليه، عن الحازمي.
زولاه: بضم أوله، وسكون ثانيه: قرية بينها وبين
مرو ثلاثة فراسخ، وقد نسب إليها بعض العلماء،
منهم: محمد بن علي بن محمود بن عبد الله التاجر
الزولاهي المعروف بالكراعي أبو منصور، ويقال
اسمه أحمد وهو ابن بنت أبي غانم أحمد بن علي بن
الحسين الكراعي، شيخ صالح من بيت الحديث،
عمر طويلا ورحل الناس إليه وكان آخر من روى
عن جده أبى غانم، سمع منه أبو سعد، ومولده في
العشرين من شوال سنة 432 بمرو، ومات بقرية
زولاه إما في أواخر سنة 524 أو أوائل سنة 525.
زول: قرأت في كتاب العشرات لابي عمر الزاهد:
الزول الشدة، والزول العجب، والزول الصقر،
والزول الظريف، والزول فرج الرجل، والزول
الشجاع، والزول الزولان، والزول النساء
المحرمات، وبعده قال ابن خالويه: الزول اسم
مكان باليمن وجد بخط عبد المطلب بن هاشم،
وإنهم وصلوا إلى زول صنعاء، قال: وكان علي بن
عيسى يتعجب من هذا ويقول: ما عرفنا أن عبد
المطلب كان يكتب إلا من هذا الحديث.
زوم: بضم أوله، وسكون ثانيه: من نواحي أرمينية
مما يلي الموصل، ولعل الجبن الزومي إليه ينسب،
قال نصر: وزوم أيضا موضع حجازي، قلت:
إن صح فهو علم مرتجل، وقيل الجبن الزوماني،
وقيل: الزومي ينسب إلى زومان، وهم طائفة من
الأكراد لهم ولاية.
زون: بضم أوله، وآخره نون: موضع تجمع فيه
الأصنام وتنصب، قال رؤبة:
وهنانة كالزون يجلى صنمه
هذا عن الليث، وقال غيره: كل ما عبد من دون الله
فهو زون وزوان، وعن نصر: زون صنم كان
بالأبلة، وقيل: الزون بيت الأصنام أي موضع كان.
زو: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، الزو: نوع من
السفن عظيم، وكان المتوكل بنى في واحدة منها قصرا
منيفا ونادم فيه البحتري، فله فيه شعر في قصيدة:
ألا هل أتاها بالمغيب سلامي
يقول فيه:
ولا جبلا كالزو
والزو في اللغة: الزوج، والتو: الفرد. والزو:
القدر. والزو: الذي يقص فيه شعر الضأن والمعز.
ومنه زوء المنية، بالهمز: ما يحدث من حوادث المنية.
زويل: بضم أوله، وكسر ثانيه، ثم ياء مثناة من
تحت، ولام: محلة بهمذان، نسب إليها قوم من
المتأخرين.
زويل، بضم أوله، وفتح ثانيه، بلفظ تصغير زول،
وهو الرجل الخفيف الظريف، والزول أيضا:
العجب، ذو الزويل: موضع من ديار عامر بن
صعصعة قرب الحاجر وهو من منازل الحاج من
الكوفة، وفى شعر الحارث بن عمرو الفزاري:
حتى استغاثوا بذي الزويل ولل‍
- عرجاء من كل عصبة جرز
زويلة: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وبعد الياء المثناة
من تحت الساكنة لام: بلدان أحدهما زويلة
السودان مقابل اجدابية في البر بين بلاد السودان
159

وإفريقية، قال البكري: وزويلة مدينة غير مسورة
في وسط الصحراء، وهي أول حدود بلاد السودان،
وفيها جامع وحمام وأسواق تجتمع فيها الرفاق من
كل جهة ومنها يفترق قاصدهم وتتشعب طرقهم، وبها
نخيل وبساط للزرع يسقى بالإبل، ولما فتح عمرو
برقة بعث عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة وصار ما بين
برقة وزويلة للمسلمين، وبزويلة قبر دعبل بن علي
الخزاعي الشاعر المشهور، قال بكر بن حماد:
الموت غادر دعبلا بزويلة
في ارض برقة أحمد بن خصيب
والذي يذكره المؤرخون أن دعبلا لما هجا المعتصم
أهدر دمه فهرب إلى طوس واستجار بقبر الرشيد فلم
يجره المعتصم وقتله صبرا في سنة 220، وبين زويلة
ومدينة اجدابية أربع عشرة مرحلة، ولأهل زويلة
حكمة في احتراس بلدهم، وذاك أن الذي عليه نوبة
الاحتراس منهم يعمد إلى دابة فيشد عليها حزمة
كبيرة من جريد النخل ينال سعفها الأرض ثم
يدور بها حوالي المدينة فإذا أصبح من الغد ركب
ذلك المحترس ومن تبعه على جمال السروح وداروا
على المدينة فإن رأوا أثرا خارجا من المدينة اتبعوه
حتى يدركوه أينما توجه لصا كان أو عبدا أو أمة
أو غير ذلك. وزويلة: من أطرابلس بين المغرب
والقبلة، ويجلب من زويلة الرقيق إلى ناحية
إفريقية وما هنالك ومبايعاتهم بثياب قصار حمر،
ومن بلد زويلة إلى بلد كانم أربعون مرحلة، وهم
وراء صحراء من بلاد زويلة، يذكر خبرهم في كانم،
والأخرى: زويلة المهدية، وهي مدينة بإفريقية بناها
المهدى عبيد الله جد هؤلاء الذين كانوا بمصر إلى جانب
المهدية، بينهما رمية سهم فقط، فسكن هو وعسكره
بالمهدية، على ما نذكره إن شاء الله تعالى في موضعه،
وأسكن العامة في زويلة، وكانت دكاكينهم وأموالهم
في المهدية وبزويلة مساكنهم، فكانوا يدخلون بالنهار
للمعيشة ويخرجون بالليل إلى أهاليهم، فقيل للمهدى:
إن رعيتك في عناء من هذا، فقال: لكن أنا في
راحة لأني بالليل أفرق بينهم وبين أموالهم وبالنهار
أفرق بينهم وبين أهاليهم فآمن غائلتهم، وقال أبو
لقمان شاعر الأنموذج يهجو رجلين:
لا بارك الله في دهر يكون به
لابن المؤدب ذكر وابن حربون
ذا من زويلة لا دين ولا حسب،
وذاك من أهل ترشيش المجانين
وترشيش: اسم لمدينة تونس. وزويلة: محلة وباب
بالقاهرة، قال الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم
العلوي أو أبوه إبراهيم بن محمد بن حمزة، وكان
أقام بمصر مدة فملها ورحل عنها وقال... 1
زوين: بضم أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة، وآخره
نون: قرية بجرجان.
الزوية: موضع في بلاد عبس، قال رجل من بنى عبس:
وكائن ترى، بين الزوية والصفا،
مجر كمى لا تعفى مساحبه
باب الزاي والهاء وما يليهما
زها: بضم أوله، وقصر ألفه، بلفظ قولهم القوم زها
مائة: وهو موضع بالحجاز، عن نصر.
زهام: بضم أوله، وهو فعال من الزهمة، وهي
الريح المنتنة: وهو موضع في حساب ابن دريد.
زهدم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة
مفتوحة، وميم، وهو الصقر في اللغة واسم فرس،

(1) هكذا بياض في الأصل.
160

والزهدمان زهدم وكردم رجلان: وهو اسم
أبرق، قال:
أشاقتك آيات بأخوار زهدم
والخور: المنخفض من الأرض بين نشزين،
والخور: الرحبة.
الزهراء: ممدود تأنيث الأزهر، وهو الأبيض المشرق،
والمؤنثة زهراء، والأزهر: النير، ومنه سمى القمر
الأزهر، والزهراء: مدينة صغيرة قرب قرطبة
بالأندلس اختطها عبد الرحمن الناصر بن محمد بن
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام
ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، وهو
يومئذ سلطان تلك البلاد في سنة 325، وعملها متنزها
له وأنفق في عمارتها من الأموال ما تجاوز فيه عن
حد الاسراف، وجلب إليها الرخام من أقطار البلاد
وأهدى إليه ملوك بلاده من آلاتها ما لا يقدر قدره،
وكان الناصر هذا قد قسم جباية بلاده أثلاثا: ثلث
لجنده، وثلث لبيت ماله، وثلث لنفقة الزهراء
وعمارتها، وذكر بعضهم أن مبلغ النفقة عليها من
الدراهم القاسمية، منسوبة إلى عامل دار ضربها وكانت
فضة خالصة بالكيل القرطبي، ثمانون مديا وستة أقفزة
وزائد أكيال، ووزن المدى ثمانية قناطير، والقنطار
مائة رطل وثمانية وعشرون رطلا، والرطل اثنتا
عشر أوقية، والستة أقفزه نصف مدى، ومسافة
ما بين الزهراء وقرطبة ستة أميال وخمسة أسداس
ميل، وقد أكثر أهل قرطبة في وصفها وعظم النفقة
عليها وقول الشعراء فيها وصنفوا في ذلك تصانيف،
وقال أبو الوليد بن زيدون يذكر الزهراء ويتشوقها:
ألا هل إلى الزهراء أوبة نازح
تقضت مبانيها مدامعه سفحا
مقاصر ملك أشرقت جنباتها
فخلنا العشاء الجون أثناءها صبحا
يمثل قرطيها لي الوهم جهرة
فقبتها فالكوكب الرحب فالسطحا
محل ارتياح يذكر الخلد طيبه
إذا عز أن يصدى الفتى فيه أو يضحى
تعوضت من شدو القيان خلالها
صدى فلوات قد اطار الكرى صبحا
أجل إن ليلى فوق شاطئ نيطة
لأقصر من ليلى بآنة فالبطحا
وقال أيضا:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا،
والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله،
كأنما رق لي فاعتل إشفاقا
والروض عن مائه الفضي مبتسم،
كما حللت عن اللبات أطواقا
يوم كأيام لذات لنا انصرمت،
بتنا لها حين نام الدهر سراقا
والزهراء أيضا: موضع. آخر في قول مصعب بن
الطفيل القشيري:
نظرت بزهراء المغابر نظرة
ليرفع أجبالا بأكمة آلها
فلما رأى أن لا التفات وراءه
بزهراء خلى عبرة العين جالها
الزهري: منسوب إلى الزهراء مدينة السلطان بقرطبة
من بلاد المغرب، إليها ينسب أبو على الحسين بن محمد
ابن أحمد الغساني الزهري ثم الجياني الحافظ نزيل
قرطبة، سمع أبا عمر بن عبد القاسم وأبا الوليد
161

الباجي وأبا عبد الله بن عتاب وغيرهم، سمع منه
جماعة من أهل المغرب، كان إمام أهل الأندلس
في علم الحديث وأضبطهم لكتاب وأتقنهم لرواية
وأوسعهم سماعا مع الحظ الوافر من الأدب وحفظ
الرجال، وإليه كانت الرحلة، ثقة الثقات، سمع منه
الناس من أهل الأندلس والمغرب ممن لا يعدون كثرة،
وكان مولده سنة 427، وابتدأ بطلب الحديث سنة
444، وتوفى لعشر خلون من شعبان سنة 498.
زهلول: بضم أوله، وسكون ثانيه، ولامين، وهو
الأملس، وفرس زهلول: أملس الظهر، وزهلول:
اسم جبل أسود للضباب به معدن يقال له معدن
الشجرتين، وماؤه البردان ماء ملح، كثير النخل،
عن نصر.
زهمان: يروى بالضم والفتح، فعلان من الزهمة،
وهي الريح المنتنة والزهومة من اللحم: وهو اسم
موضع، قال عدى بن الرقاع العاملي:
توهم إبلاد المنازل عن حقب،
فراجع شوقا ثمت ارتد في نصب
بزهمان لو كانت تكلم أخبرت
بما لقيت بعد الأنيس من العجب
زهو: موضع في ديار بنى عقيل كانت فيه وقعة بينهم،
قال الشنان بن مالك من بنى معاوية بن حزن بن
عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة:
ولو شهدتني أم سلم وقومها
بعبلاء زهو في ضحى ومقيل
رأتني عليما لي لها من كرامة،
وسالف دهر قد مضى ووسيل
أذل قيادا قومها وأذيقهم
مناكب ضوجان لهن صليل
الزهيرية: بلفظ التصغير: وهو ربض ببغداد يقال له
ربض زهير بن المسيب في شارع باب الكوفة من
بغداد قرب سويقة عبد الواحد بن إبراهيم. والزهيرية
أيضا: ببغداد قطيعة زهير بن محمد الأبيوردي إلى
جانب القطيعة المعروفة بأبي النجم مما يلي باب التبن
مع حد سور بغداد قديما إلى باب قطربل، وكان
عندها باب يعرف بالباب الصغير، وزهير هذا رجل
من الأزد من عرب خراسان من أهل أبيورد، وهذا
كله الآن خراب لا يعرفه أحد.
زهيوط: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وياء مثناة
من تحت مفتوحة، وواو ساكنة، وآخرها طاء
مهملة، قال الأزهري: اسم موضع لم يستعمل من
وجوه تقلباته غير هذا اللفظ، والله أعلم.
باب الزاي والياء وما يليهما
زيادان: ناحية ونهر بالبصرة منسوبة إلى زياد مولى
بنى الهجيم جد يونس بن عمران بن جميع بن بشار
ابن زياد وجد عيسى بن عمر النحوي وحاجب بن
عمر لأمهما.
زياباذ: وهو باذ مضاف إلى زياد اسم رجل على عادة
الفرس في إضافة القرى إلى ذلك، معناها عمارة زياد،
قال السمعاني: أظنها من قرى فارس بنواحي شيراز.
الزيادية: محلة بمدينة القيروان من أرض إفريقية
سكنها محمد بن خالد الأندلسي ثم الإلبيري أحد
رواة الحديث وبنى بها مسجدا يعر ف به.
الزيب: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء
موحدة: قرية كبيرة على ساحل بحر الشام قرب عكا،
وقال أبو سعد: الزيب، بفتح الزاي، قرية كبيرة على
ساحل بحر الروم عند عكا المعروف بشارستان عكا، قلت
162

هذا الموضع معروف وهو بالفتح لا غير، ينسب إليها
القاضي أبو على الحسن بن الهيثم بن علي التميمي الزيبي،
سمع الحسن بن الفرج الغزي بغزة، روى عنه أبو
بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي.
زيتان: بلفظ تثنية الزيت الدهن المعروف: بلدة بين
ساحل بحر فار وأرجان.
الزيت: بلفظ الزيت الدهن المعروف، أحجار الزيت:
بالمدينة موضع كان فيه أحجار علا عليها الطريق
فاندفنت، وله ذكر في الحديث. وقصر الزيت:
بالبصرة صقع قريب من كلائها، وجبل الزيت في
شعر الفضل بن عباس اللهبي:
فوارع من جبال الزيت مدت
بسافتها وأحمات الجبابا
جمع جب.
الزيتون: بلفظ الزيتون المذكور في القرآن مع التين:
ذكر بعض المفسرين أنه جبل بالشام وأنه لم يرد
الزيتون المأكول. والزيتون أيضا: قرية على غربي
النيل بالصعيد وإلى جانبها قرية يقال لها الميمون.
الزيتونة: موضع كان ينزله هشام بن عبد الملك في
بادية الشام فلما عمر الرصافة انتقل إليها فكانت منزله
إلى أن مات. وعين الزيتونة: بإفريقية على مرحلة
من سفاقس، وفيها يقول الأعقب في الملاحم:
عند حلول الجيس بالزيتونة
ثم تكون الوقعة الملعونه
زيدان: بلفظ تثنية زيد اسم رجل، قال نصر:
صقع واسع من أعمال الأهواز يتصل بنهر موسى
ابن محمد الهاشمي، وقال العمراني: زيدان اسم قصر،
وقال السمعاني أبو سعد: زيدان موضع بالكوفة.
زيداون: مثل الذي قبله إلا أن بين الألف والنون
واوا مفتوحة: قرية من قرى السوس من نواحي
الأهواز في ظن أبى سعد السمعاني.
زيد: بلفظ اسم العلم، وهو مصدر زاد يزيد زيدا،
قال شاعر:
وأنتم معشر زيد على مائة
اسم موضع قرب مرج خساف الذي قرب بالس من
أرض الشام، وقال نصر: موضع من مرج خساف الذي
بالجزيرة وهو إلى جنب الحسا الذي كانت عنده الوقعة.
الزيدية: بلفظ النسبة إلى زيد اسم رجل: قرية من
سواد بغداد من أعمال بادوريا، ينسب إليها أبو بكر
محمد بن يحيى بن محمد الشوكي الزيدي، سمع محمد
ابن إسماعيل الوراق وأبا حفص بن شاهين وغيرهما.
والزيدية: من مياه بنى نمير في واد يقال له الحذيم.
الزيدي: قرية باليمامة فيها نخل وروض.
زيرباذ: بكسر الزاي، وسكون الياء، وفتح الراء،
والباء موحدة، وآخره ذال معجمة، جزيرة زيرباذ:
من نواحي فارس، قال ابن سيران في تاريخه: في
سنة 309 توفى عبد الله بن عمارة صاحب جزيرة
زيرباذ وقد ملكها خمسا وعشرين سنة وملكها بعده
أخوه جعفر بن حمزة ستة أشهر وقتله غلمانه وملكها
بعده بطال بن عبد الله بن عمارة.
زيركج: بالكسر، وكج بالجيم المشددة، قال أبو
موسى: قرية بخوزستان، وأظن أبا مسلم إبراهيم بن
عبد الله الكجي البصر إليها ينسب.
الزيزيان: بكسر أوله، وبعد الزاي ياء أخرى، وآخره
نون: موضع بفارس.
زيزاء: من قرى البلقاء كبيرة يطؤها الحاج ويقام بها
لهم سوق وفيها بركة عظيمة، وأصله في اللغة المكان
163

المرتفع، ولذلك قال ذو الرمة:
تحدر عن زيرائه القف وارتقى
على الرمل وانفادت إليه الموارد
وقال مليح:
تذكرت ليلى يوم أصبحت قافلا
بزيزاء، والذكرى تشوق وتشغف
غداة ترد الدمع عين مريضة
بليلى وتارات تفيض وتذرف
ومن دون ذكراها التي خطرت لنا
بشرقي نعمان الشرى والمعرف
وأعليت من طود الحجاز نجوده
إلى الغور ما اجتاز الفقير ولفلف
زيغدوان: بفتح أوله وثانيه، وغين معجمة ساكنة،
ودال مهملة مضمومة، وبعد الألف نون، ويقال
بباء موحدة بعد أوله: اسم موضع، عن العمراني.
زيق: بلفظ زيق القميص، وهو تعريب جيك: محلة
بنيسابور، ينسب إليها أبو الحسن علي بن أبي على
الزيقي، سمع أحمد بن حفص ومحمد بن يزيد،
حدث عنه أبو محمد الشيباني وذكر أنه توفى سنة 317.
زيكون: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره نون:
من قرى نسف، ونسف هي نخشب قرب سمرقند،
والله أعلم بالصواب.
زيلع: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح اللام،
وآخره عين مهملة: هم جيل من السودان في طرف
أرض الحبشة، وهم مسلمون وأرضهم تعرف بالزيلع،
وقال ابن الحائك: ومن جزائر اليمن جزيرة زيلع
فيها سوق يجلب إليه المعزى من بلاد الحبشة فتشتري
جلودها ويرمى بأكثر مسائحها في البحر. وزيلع،
بالعين المهملة: قرية على ساحل البحر من ناحية الحبش،
حدثني الشيخ وليد البصري وكان ممن جال في البلدان
أن البربر طائفة من السودان بين بلاد الزنج وبلاد
الحبش، قال: ولهم سنة عجيبة مع كونهم إلى الابطاء
منسوبين وفي أهله معدودين، وهم طوائف يسكنون
البرية في بيوت يصنعونها من حشيش، قال: فإذا
أحب أحدهم امرأة وأراد التزوج بها ولم يكن كفوا
لها عمد إلى بقرة من بقر أبى تلك المرأة ولا تكون
البقرة إلا حبلى فيقطع من ذنبها شيئا من الشعر
ويطلقها في السرح ثم يهرب في طلب من يقطع ذكره
من الناس، فإذا رجع الراعي وأخبر والد الجارية أو
من يكون وليا لها من أهلها فيخرجون في طلبه فإن
ظفروا به قتلوه وكفوا أمره، وإن لم يظفروا به مضى
على وجهه يلتمس من يقطع ذكره ويجيئهم به، فإن
ولدت البقرة ولم يجئ بالذكر بطل أمره ولا يرجع
أبدا إلى قومه بل يمضى هاجا حيث لا يعرفون له
خبرا، فإنه إن رجع إليهم قتلوه، وإن قطع ذكر
رجل وجاءهم به تملك تلك الجارية ولا يسعهم أبدا
أن يمنعوه ولو كنت من كانت، قال: وأكثر من ترى
من هذه البلاد من الطائفة المعروفة بالزيلع السودان،
إنما هم من الذين التمسوا قطع الذكر فأعجزهم فإذا
حصلوا في بلاد المغرب التمسوا القرآن والزهد كما تراهم،
قال: وزيلع قرية على ساحل البحر من ناحية الحبش
فيها طوائف منهم ومن غيرهم، قال: وأكثر معيشة
البربر من الصيد، وعندهم نوع من الخشب يطبخونه
ويستخرجون منه ماء ثم يعقدونه حتى يبقى كأنه
الزفت، فإذا أكل الرجل منه لا يضره، فإن جرح
موضعا بمقدار غرز الإبرة وترك فيه أهلك صاحبه،
وذلك أن الدم يهرب من ذلك السم حتى يصل إلى
القلب ويجتمع فيه فيفجره، فإذا أراد أحدهم اختباره
جرح برأس الإبرة ساقه فإذا سال منه الدم قرب
164

ذلك اسم منه فإنه يعود طالبا لموضعه. فإن لم يبادره
بقطعه من أوله وإلا قتله، وهو من العجائب، وهم
يجعلون منه قليلا في رأس السهم ويتوارون في بعض
الأشجار فإذا مرت بهم سباع الوحوش كالفيل
والكركدن والزراف والنمر يرشقونه بذلك السهم،
فإذا خالط دمه مات لوقته فيأخذون من الفيل أنيابه
ومن الكركدن قرونه ومن الزراف والنمر جلده،
والله أعلم.
زيلوش: من قرى الرملة بفلسطين، ينسب إليها أبو
القاسم هبة الله بن نعمة بن الحسين بن السرى الكناني
الزيلوشي، روى عن محمد بن عبد الله بن الحسن
البصري، روى عنه السلفي، وفى تاريخ دمشق:
إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق القيسي المعلم
الفقيه، أصله من زيلوش قرية من قرى الرملة،
كان جنديا ثم ترك ذلك وتعلم القرآن والفقه،
وسمع الحديث من أبى المعالي وأبى طاهر الحنائي وأبى
محمد بن الأكفاني والفقيهين أبى الحسن علي بن المسلم
ونصر الله بن محمد و عبد الكريم بن حمزة وطاهر بن
سهل وغيرهم من مشايخنا، وقرأ القرآن على ابن
الوحشي. سمع من المسلم المقرى وحدث ببعض
مسموعاته، وكان ثقة مستورا، توفى في الحادي عشر
من رجب سنة 553 بدمشق.
زيمران: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وضم ميمه،
وراء مهملة، وآخر نون، يجوز أن يكون فيعلان
من الزمرة وهي الجماعة من الناس، أو من الزمر
وهو القليل الشعر والقليل المروءة، أو من الزمار،
بالكسر، وهو صوت النعام: وهو موضع.
زيمر: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الميم،
وراء، واشتقاقه كالذي قبله: وهو موضع في جبال
طئ، يذكر مع بلطة ويضاف إليها، قال امرؤ القيس:
وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة
فإن لها شعبا ببلطة زيمرا
الزيمة: قرية بوادي نخلة من أرض مكة، فيها يقول
محمد بن إبراهيم بن قربة شاعر عصري:
مرتعي من بلاد نخلة في الصيف
بأكناف سولة والزيمه
زئنة: بكسر أوله، وهمز ثانيه، وقد لا يهز،
واشتقاقه من الزينة معروف، فأما من همزه فلا
أعرفه، إلا أن يقال: كلب زئني وهو القصير،
والظاهر أنه غير مهموز، قال الأصمعي: قال لي
بعض بنى عقيل جميع خفاجة يجتمعون ببيشة وزينة،
وهما واديان، أما بيشة فتصب من اليمن، وأما
زينة فتصب من السراة سراة تهامة، وقال ابن الفقيه:
طوله عشرون يوما في نجد وأعلاه في السراة ويسمى
عقيق تمرة، وقيل: الذي فيه عقيق تمرة هو زبية،
بتقديم الباء الموحدة، والله أعلم بالصواب.
165

* (س) *
باب السين والألف وما يليهما
ساباط كسرى: بالمدائن موضع معروف، وبالعجمية
بلاس أباذ، و بلاس: اسم رجل، وقد ذكر في
الباء، وقال أبو المنذر: إنما سمى ساباط الذي
بالمدائن بساباط بن باطا كان نزله فسمى به، وهو
أخو النخيرجان بن باطا الذي لقى العرب في جمع من
أهل المدائن. والساباط عند العرب: سقيفة بين دارين
من تحتها طريق نافذ، والجمع سوابيط وساباطات،
وقيل فيه: أفرغ من حجام ساباط، عن الأصمعي،
وكان فيه حجام يحجم الناس بنسيئة فإن لم يجئه أحد
حجم أمه حتى قتلها، فضربه العرب مثلا، وإياه
أراد الأعشى بقوله يذكر النعمان بن المنذر وكان أبرويز
الملك قد حبسه بساباط ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة:
ولا الملك النعمان يوم لقيته
بإمته يعطى القطوط ويأفق
وتجبى إليه السيلحون، ودونها
صريفون في أنهارها، والخورنق
ويقسم أمر الناس أمرا وليلة
وهم ساكتون، والمنية تنطق
ويأمر لليحموم كل عشية
بقت وتعليق فقد كاد يسنق
يعالى عليه الجل كل عشية،
ويرفع نقلا بالضحى ويعرق
فذاك، وما أنجى من الموت ربه
بساباط، حتى مات وهو محرزق
وقال عبيد الله بن الحر:
دعاني بشر دعوة فأجبته
بساباط، إذ سيقت إليه حتوف
فلم أخلف الظن الذي كان يرتجى،
وبعض أخلاء الرجال خلوف
فإن تك خيلي يوم ساباط أحجمت
وأفزعها من ذي العدو زحوف
فما جبنت خيلي، ولكن بدت لها
ألوف أتت من بعدهن ألوف
وقال أبو سعد: وساباط بليدة معروفة بما وراء النهر
166

قرب أشر وسنة على عشرة فراسخ من خجند وعلى
عشرين فرسخا من سمرقند، ينسب إليها طائفة من
أهل العلم والرواية، منهم: أبو الحسن بكر بن أحمد
الفقيه الساباطي الأشروسني، حدث عن الفتح بن عبيد
السمرقندي، وروى عنه أبو ذر عثمان بن محمد بن
مخلد التيمي البغدادي، وقال أبو سعد: ظني أن
منها أبا العباس أحمد بن عبد الهل بن المفضل الحميري
الساباطي، حدث عن علي بن عاصم ويزيد بن هارون
وغيرهما.
سابراباذ: كأنه مخفف من سابور مضاف إلى أباذ على
عادتهم: بلد.
سابروج: بعد الألف باء موحدة ثم راء مشددة
مضمومة ثم واو ساكنة، وآخره جيم: موضع
بنواحي بغداد.
سابس: بضم الباء الموحدة بعد الألف، نهر سابس:
قرية مشهورة قرب واسط على طريق القاصد لبغداد
منها على الجانب الغربي.
سابور خواست: سابور: اسم ملك من ملوك
الأكاسرة، ثم خاء معجمة، وواو خفيفة، وبعد
الألف سين مهملة، وتاء مثناة من فوق: وهي بلدة
ولاية بين خوزستان وأصبهان، وكان السبب في تسميتها
بذلك أن سابور بن أردشير لما تخلى عن مملكته وغاب
عن أهل دلته لحكم المنجمين بقطع يكون عليه، كما
نذكره، إن شاء الله تعالى، في منارة الحوافر، خرج
أصحابه يطلبونه فلما انتهوا إلى نيسابور قالوا: نيست
سابور، أي ليس سابور، فسميت نيسابور، ثم
وقعوا إلى سابور خواست فسئلوا هنالك ما تصنعون
فقالوا: سابور خواست، أي نطلب سابور، فسمى
الموضع بذلك، ثم وقعوا إلى جنديسابور فوجده
هنالك فقالوا: وندى سابور، أي وجد سابور، ثم
عربت فقيل جنديسابور، كذا قيل، وسابور
خواست بينها وبين نهاوند اثنان وعشرون فرسخا
لان من نهاوند إلى الأشتر عشرة فراسخ ومن الأشتر
إلى سابور خواست اثنا عشر فرسخا ومن سابور
خواست إلى اللور ثلاثون فرسخا لا قرية فيها ولا
مدينة، واللور بين سابور خواست وخوزستان،
وقال علي بن محمد بن خلف أبو سعد يمدح فخر الدولة
أبا غالب خلف الوزير:
هو سيف دولتك الذي أغنيته
بطويل باعك عن وسيع خطاه
فغدا بطول يديك لو كلفته
شق السحاب ببرقه لغزاه
وإذا هتفت به لرأس متوج
بالروم من سابور خواست أتاه
سابور: بلفظ اسم سابور أحد الأكاسرة، وأصله
شاه بور أي ملك بور، وبور: الابن بلسان الفرس،
قاله الأزهري، وقال الأعشى:
وساق له شاه بور الجنود
عامين يضرب فيه القدم
ومن سابور إلى شيراز خمسة وعشرون فرسخا،
وسابور في الاقليم الثالث، وطولها ثمان وسبعون
درجة وربع، وعرضها إحدى وثلاثون درجة: كورة
مشهورة بأرض فارس ومدينتها النوبندجان في قول
ابن الفقيه، وقال البشاري: مدينتها شهرستان،
وقال الإصطخري: مدينتها سابور، وبهذه الكورة
مدن أكبر منها مثل النوبندجان وكازرون، ولكن
هذه كورة تنسب إلى سابور الملك لأنه هو الذي
بنى مدينة سابور، وهي في السعة نحو إصطخر إلا
167

أنها أعمر وأجمع للبناء وأيسر أهلا، وبناؤها بالطين
والحجارة والجص، ومن مدن هذه الكورة: كازرون
وجره ودشتبارين وخمايجان السفلى والعليا وكندران
والنوبندجان وتوز ورموم الأكراد وجنبذ وخشت
وغير ذلك، وبسابور الادهان الكثيرة، ومن دخلها
لم يزل يشم روائح طيبة حتى يخرج منها، وذلك
لكثرة رياحينها وأنوارها وبساتينها، وقال البشاري:
سابور كورة نزهة قد اجتمع في بساتينها النخل
والزيتون والأترج والخروب والجوز واللوز والتين
والعنب والسدر وقصب السكر والبنفسج والياسمين،
أنهارها جارية وثمارها دانية والقرى متصلة تمشى أياما
تحت ظل الأشجار مثل صغد سمرقند، وعلى كل
فرسخ بقال وخباز، وهي قريبة من الجبال، وقال
العمراني: سابور نهر، وأنشد:
أبيت بجسر سابور مقيما
يؤرقني أنينك يا معين
وقد نسبوا إلى سابور فارس جماعة من العلماء،
منهم: محمد بن عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن
حمدان الفقيه أبو عبد الله السابوري، حدث بشيراز
عن أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الملك، روى
عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
وغيره، وكان للمهلب وقائع بسابور مع قطري
ابن الفجاءة والخوارج طويلة ذكرها الشعراء، قال
كعب الأشقري:
تساقوا بكأس الموت يوما وليلة
بسابور حتى كادت الشمس تطلع
بمعترك رضراضه من رحالهم،
وعفر يرى فيه القنا المتجزع
وسابور أيضا: موضع بالبحرين فتح على يد العلاء بن
الحضرمي في أيام أبى بكر، رضي الله عنه، عنوة في
سنة 12، وقال البلاذري: فتح في أيام عمر،
رضي الله عنه.
السابورية: مثل الذي قبله وزيادة النسبة إلى مؤنث:
قرية على الفرات مقابل بالس.
سائبة: من نواحي اليمن من مخلاف سنحان.
ساتيدما: بعد الألف تاء مثناة من فوق مكسورة،
وياء مثناة من تحت، ودال مهملة مفتوحة ثم ميم،
والف مقصورة، أصله مهمل في الاستعمال في كلام
العرب، فإما أن يكون مرتجلا عربيا لأنهم قد
أكثروا من ذكره في شعرهم وإما يكن عجيما،
قال العمراني: هو جبل بالهند لا يعدم ثلجه أبدا،
وأنشد:
وأبرد من ثلج ساتيدما،
وأكثر ماء من العكرش
وقال غيره: سمى بذلك لأنه ليس من يوم إلا
ويسفك فيه دم، كأنه اسمان جعلا اسما واحدا
ساتي دما، وساتي وسادي بمعنى، وهو سدى
الثوب، فكأن الدماء تسدى فيه كما تسدى الثوب،
وقد مده البحتري فقال:
ولما استقلت في جلولا ديارهم
فلا الظهر من ساتيدماء ولا اللحف
وأنشد سيبويه لعمرو بن قمئة:
قد سألتني بنت عمرو عن ال‍
- أرض التي تنكر أعلامها
لما رأت ساتيدما استعبرت،
لله در اليوم من لامها!
تذكرت أرضا بها أهلها،
أخوالها فيها وأعمامها
168

وقال أبو الندى: سبب بكائها أنها لما فارقت بلاد
قومها ووقعت إلى بلاد الروم ندمت على ذلك، وإنما
أراد عمرو بن قمئة بهذه الأبيات نفسه لابنته فكنى
عن نفسه بها، وساتيدما: جبل بين ميافارقين
وسعرت، وكان عمرو بن قمئة قال هذا لما خرج مع
امرئ القيس إلى ملك الروم، وقال الأعشى:
وهرقلا يوم ذي ساتيدما
من بنى برجان ذي البأس رجح
وقد حذف يزيد بن مفرغ ميمه فقال:
فدير سوى فساتيدا فبصرى
قلت: وهذا يدل على أن هذا الجبل ليس بالهند وأن
العمراني وهم، وقد ذكره غيره أن ساتيدما هو الجبل
المحيط بالأرض، منه جبل بارما وهو الجبل المعروف
بجبل حمرين وما يتصل به قرب الموصل والجزيرة
وتلك لنواحي، وهو أقرب إلى الصحة، والله أعلم،
وقال أبو بكر الصولي في شرح قول أبى نواس:
ويوم ساتيدما ضربنا بنى ال‍
- أصفر والموت في كتائبها
قال: ساتيدما نهر بقرب أرزن وكان كسرى أبرويز
وجه إياس بن قبيصة الطائي لقتال الروم بساتيدما
فهزمهم فافتخر بذلك، وهذا هو الصحيح، وذكره
في بلاد الهند خطأ فاحش، وفد ذكر الكسروي فيما
أوردناه في خبر دجلة عن المرزباني عنه فذكر نهرا بين
آمد وميافارقين ثم قال: ينصب إليه وادى ساتيدما
وهو خارج من درب الكلاب بعد أن ينصب إلى
وادى ساتيد ما وادى الزوز الاخذ من الكلك، وهو
موضع ابن بقراط البطريق من ظاهر أرمينية، قال:
وينصب أيضا من وادى ساتيدما نهر ميافارقين،
وهذا كله مخرجه من بلاد الروم، فأين هو والهند؟
يا لله للعجب! وقول عمرو بن قمئة: لما رأت
ساتيدما، يدل على ذلك لأنه قاله في طريقه إلى ملك
الروم حيث سار مع امرئ القيس، وقال أبو
عبيدة: ساتيدما جبل يذكر أهل العلم أنه دون
الجبال من بحر الروم إلى بحر الهند.
ساجر: بعد الألف جيم مكسورة ثم راء مهملة، قال
الليث: الساجر السيل الذي يملا كل شئ، وقال
غيره: يقال وردنا ماء ساجر إذا ملاه السيل، قال
الشماخ:
وأحمى عليها ابنا يزيد بن مسهر
ببطن المراض كل حسى وساجر
وهو ماء باليمامة بوادي السر، وقيل: ماء في بلاد
بنى ضبة وعكل وهما جيران، قال عمارة بن
عقيل بن بلال بن جرير:
فإني لعكل ضامن غير مخفر
ولا مكذب أن يقرعوا سن نادم
وأن لا يحلوا السر ما دام منهم
شريد ولا الخثماء ذات المخارم
ولا ساجرا أو يطرحوا القوس والعصا
لأعدلهم أو يوطؤوا بالمناسم
وقال سلمة بن الخرشب:
وأمسوا حلالا ما يفرق بينهم
على كل ماء بين فيد وساجر
وقال السمهري اللص:
تمنت سليمى أن أقيم بأرضها،
وإني وسلمى ويبها ما تمنت
ألا ليت شعري هل أزورن ساجرا
وقد رويت ماء الغوادي وعلت؟
169

الساجور: بعد الألف جيم، وآخره راء، بلفظ ساجور
الكلب، وهي خشبة تجعل في عنقه يقاد بها: وهو
اسم نهر بمنبج، قال البحتري يذكره:
ما رأينا الحسين ألغى صوابا
مذ شركت الحسين في التدبير
بك أعطيت من مبر اشتياقي
بردى زلفة على الساجور
ساجوم: فاعول من سجم الدمع إذا هطل: اسم
موضع، قال نصر: ساجوم، بالميم، واد.
ساجو: بنقص الميم عن الذي قبله: موضع، عن
العمزانى، والله أعلم.
الساج: بالجيم، بلفظ الخشب المعروف بالساج: مدينة
بين كابول وغزنين مشهورة هناك.
الساحل: بعد الألف حاء مهملة، وآخره لام، بلفظ
ساحل البحر وهو شاطئه: موضع من أرض العرب
بعينه، قال ابن مقبل:
لمن الديار عرفتها بالساحل
وكأنها ألواح جفن مائل؟
قال الأزدي: هو موضع بعينه ولم يرد به ساحل البحر.
ساحوق: بعد الألف حاء مهملة، وآخره قاف،
فاعول من السحق، قال بعضهم:
هرقن بساحوق جفنا كثيرة
موضع. ويوم ساحوق: من أيام العرب.
السادة: محرثة باليمامة، عن ابن أبي حفصة.
ساركون: بعد الألف راء مهملة، وكاف، وآخره
نون: قرية من قرى بخارى، ينسب إليها أبو بكر
محمد بن إسحاق بن حاتم الساركوني، يروى عن أبي
بكر محمد بن أحمد بن حبيب، روى عنه أبو عبد
الله بن مالك الخنامتي.
ساروان: بعد الألف راء ثم واو، وآخره نون:
موضع.
ساروق: بعد الألف راء، وآخره قاف، فاعول
من السرقة: موضع بأرض الروم، الساروق تعريب
سارو، وهو من أسماء مدينة همذان، قالوا: أول
من بناها جم بن نوجهان وسماها سارو فعربوها
وقالوا ساروق، وفى أخبار الفرس بكلامهم: سارو
جم كرد دارا كمر بست بهمن اسنفديار بسر
آورد، أي الساروق بناها جم وشد منطقتها دارا أي
عمل عليها سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن اسفنديار.
سارونية: بعد الألف راء ثم واو ثم نون مكسورة،
وياء مثناة من تحت: عقبة قرب طبرية يصعد منها
إلى الطور.
سارية: بعد الألف راء ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة،
بلفظ السارية، وهي الأسطوانة، والسارية أيضا:
السحابة التي تأتي ليلا، وأصله من سرى يسرى
سرى ومسرى إذا سار ليلا: وهي مدينة بطبرستان،
وهي في الاقليم الرابع، طولها سبع وسبعون درجة
وخمسون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة، قال
البلاذري: كور طبرستان ثماني كور، سارية
وبها منزل العامل في أيام الطاهرية، وكان العامل
قبل ذلك في آمل، وجعلها أيضا الحسن بن زيد
ومحمد بن زيد العلويان دار مقامهما، وبين سارية
والبحر ثلاثة فراسخ، وبين سارية وآمل ثمانية عشر
فرسا، والنسبة إليها ساري، وطبرستان هي
مازندران، قال محمد بن طاهر المقدسي: ينسب إلى
سارية من طبرستان سروي، منهم: أبو الحسين
170

محمد بن صالح بن عبد الله السروي الطبري، روى
عنه محمد بن بشار بندار وزياد بن أيوب ومحمد بن
المثنى وأبو كريب وخلق كثير يعسر تعدادهم،
روى عنه أبو القاسم علي بن الحسن بن الربيع القرشي
وأبو الحسين بن حازم انصرام و عبد الله بن محمد
الخواري، قال شيرويه: قال أبو جعفر الحافظ
انكشف أمره بالري عند ابن أبي حاتم ولما قدم الري
ذكرته ابن أبي حاتم ثم ظهر من أمره ما ظهر فأخرج
من الري وساءت حاله، وروى حديث لا نكاح إلا
بولي حديث عائشة من طريق عروة، فأنكرت
عليه وقصدته وقلت له: تخرج أصلك، فلم يكن
له أصل وكان مخلطا، وسار إلى الأهواز فانكشف
أمرهبها أيضا، وقال عبد الرحمن الأنماطي: سألت
جعفر من محمد الكرابيسي عن محمد بن صالح فقال:
ما سمعت أحدا يقول فيه شيئا.
ساري: مخفف الياء، هي سارية المذكورة قبل،
وقال العمراني: الساري موضع، قال الشماخ:
حنت إلى سكة الساري تجاوبها
حمامة من حمام ذات أطواق
والسكة: الطريقة الواضحة.
سازة: بالزاي: قرية باليمن من نواحي بنى زبيد.
ساسان: بلفظ جد ملوك الأكاسرة الساسانية: محلة
بمرو خارجة عنها من درب الفيروزية، عن أبي
سعد، وينسب إليها بعض الرواة.
ساسكون: من قرى حماة، ينسب إليها المهذب
حسن الساسكوني، شاعر شاب عصري، أنشدني له
بعض أصحابنا أبياتا في الجبول كتبت فيه.
ساسنجرد: بعد الألف سين أخرى مفتوحة ثم نون
ساكنة، وجيم مكسورة ثم راء ودال مهملتان:
قرية على أربعة فراسخ من مرو على طريق الرمل،
وقد نسب إليها بعض الرواة.
ساسي: بعد الألف سين أخرى، بلفظ النسبة إلا أن
ياءه خفيفة: قرية تحت واسط الحجاج، ينسب إليها
أبو المعالي بن أبي الرضا بن بدر الساسي، سمع أبا
الفتح محمد بن أحمد بن بختيار المانداي الواسطي.
الساعد: من أرض اليمن لحكم بن سعد العشيرة:
وهي قرية.
ساعدة: وهو في الأصل من أسماء الأسد علم له،
ذو ساعدة: في جبال أبلى، وقد ذكرت.
ساعير: في التوراة اسم لجبال فلسطين، نذكره في
فاران، وهو من حدود الروم وهو قرية من الناصرة
بين طبرية وعكا، وذكره في التوراة: جاء من
سينا، يريد مناجاته لموسى على طور سينا، وأشرق
من ساعير: إشارة إلى ظهور عيسى بن مريم، عليه
السلام، من الناصرة، واستعلن من جبال فاران:
وهي جبال الحجاز، يريد النبي، عليه الصلاة والسلام،
وهذا في الجزء العاشر في السفر الخامس من التوراة،
والله أعلم.
ساغرج: بعد الألف غين معجمة مفتوحة، وراء
ساكنة، وجيم، وقد يقال بالصاد: من قرى الصغد
على خمسة فراسخ من سمرقند من نواحي إشتيخن،
قد نسب إليها بعض الرواة.
سافردز: بعد الألف فاء ثم راء ساكنة ثم دال مهملة
مكسورة، وآخر زاي: قرية على جيحون قريبة
من إمل الماء على طريق خوارزم، نسب إليها بعض
الرواة.
السافرية: قرية إلى جانب الرملة توفى بها هانئ بن
كلثوم بن عبد الله بن شريك بن ضمضم الكندي،
171

ويقال الكناني، الفلسطيني في ولاية عمر بن عبد
العزيز، وروى عن عمر بن سلا و عبد الله بن عمر
ومعاوية بن أبي سفيان.
ساق: بلفظ ساق الرجل: هضبة واحدة شامخة في
السماء لبنى وهب، ذكرها زهير في شعره، وقال
السكوني: ساق ماء لبنى عجل بين طريق البصرة
والكوفة إلى مكة. وذات الساق: موضع آخر،
وساق الفريد في قول الحطيئة:
نظرت إلى فوت ضحى وعبرتي
لها من وكيف الرأس شن وواشل
إلى العير تحدى بين قو وضارج
كما زال في الصبح الإشاء الحوامل
فأتبعتهم عيني حتى تفرقت
مع الليل عن ساق الفريد الجمائل
وساق الجواء: موضع آخر، والجواء: الواسع من
الأودية، وساق الفرو أيضا: جبل في أرض بنى
أسد كأنه قرن ظبى، ويقال له ساق الفروين،
وأنشد الحفصي:
أقفر من خولة ساق فروين
فالحضر فالركن من أبانين
الساقة: حصن باليمن من حصون أبين.
ساقطة: بعد الألف قاف مكسورة ثم طاء مهملة،
بلفظ واحدة الساقط ضد المرتفع: موضع يقال له
ساقطة النعل.
ساقية سليمان: قرية مشهورة من نواحي واسط،
منها القاضي علي بن رجاء بن زهير بن علي أبو الحسن
ابن أبي الفضل، أقام ببغداد مدة ينفقه في مذهب
الشافعي، رضي الله عنه، ورحل إلى الرحبة وواصل
ابن المتقنة وسمع ببغداد أبا الفضل بن ناصر وغيره ورجع
إلى ناحيته فولى القضاء بها، وكان أبوه قاضيا بها،
وولى قضاء آمل أيضا، ومات بواسط منحدرا من
بغداد سنة 594، ومولده في سنة 529.
ساكبدياز: بعد الألف كاف مفتوحة ثم باء موحدة
ساكنة، ودال مهملة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت،
وآخره زاي: من قرى نسف، نسب إليها بعض
الرواة.
سالحين: والعامة تقول صالحين، وكلاهما خطأ وإنما
هو السيلحين: قرية ببغداد نذكرها في بابها، إن
شاء الله تعالى، وقد نسب إليها على هذا اللفظ أبو
زكرياء يحيى بن إسحاق السالحيني البجلي، روى عن
الليث بن سعد، روى عنه أحمد بن حنبل، رضي الله عنه
، وأهل العراق، توفى سنة 220.
سالم: مدينة بالأندلس تتصل بأعمال باروشة،
وكانت من أعظم المدن وأشرفها وأكثرها شجرا
وماء، وكان طارق لما افتتح الأندلس ألفاها خرابا
فعمرت في الاسلام، وهي الآن بيد الإفرنج.
سالوس: ذكرت في الشين، وههنا أولى منها: وهي
في الاقليم الرابع، طولها خمس وسبعون درجة
وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون
درجة وخمسون دقيقة.
سامان: آخره نون، قال الحازمي: سامان من محال
أصبهان، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن علي
الساماني الصحاف، حدث عن أبي الشيخ الحافظ
وغيره، نسبه سليمان بن إبراهيم، وقال أبو عبد الله
محمد بن أحمد البناء البشاري: سامان قرية بنواحي
سمرقند، إليها ينسب ملوك بنى سامان بما وراء النهر
ويزعمون أنهم من ولد بهرام جور ويؤيد هذا أنهم يقولون
سامان خداه بن جبا بن طمغاث بن نوشرد بن بهرام
172

جور، واختلفوا في ضبطه ولفظ جبا على عدة أقوال،
فالسمعاني ضبطه جبا، بضم أوله والباء الموحدة،
وضبطه المستغفري بالفتح وقال: يروى بالتاء ويروى
بالحاء ويروى بالخاء، كذا قالوا، وقال الفرغاني في
تاريخه: حدثني أبو العباس محمد بن الحسن بن العباس
البخاري أن أصلهم من سلمان، وهي قرية من قرى
بلخ من البهارمة، ويمكن الجمع بين القولين لان
سامان خداه معناه المالك سامان لان خداه بالفارسية
الملك فيكون أرادوا ذلك ثم غلب عليهم هذا الاسم،
وذلك كقولهم شاه أرمن لملك الأرمن، وخوارزم
شاه لصاحب خوارزم، ويقولون لرؤساء القرى ده
خدا لان ده اسم القرية وخدا مالك كأنه قال مالك
القرية أو رب القرية.
سام: من قرى دمشق بالغوطة، قال الحافظ أبو القاسم:
عثمان بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي
سفيان كان يسكن قرية سام من إقليم خولان من
قرى دمشق، وكانت لجده معاوية، وله ذكر.
سام بنى سنان: مضاف إلى بنى سنان قبيلة لعلها من
البربر: وهي قلعة بالمغرب في جبال صنهاجة القبيلة
وراء جبل درن، ويروى بتشديد الميم.
سامراء: لغة في سر من رأى: مدينة كانت بين
بغداد وتكريت على شرقي دجلة وقد خربت، وفيها
لغات: سامراء، ممدود، وسامرا، مقصور،
وسر من رأى، مهموز الآخر، وسر من را،
مقصور الآخر، أما سامراء فشاهده قول البحتري:
وأرى المطايا لا قصور بها
عن ليل سامراء تذرعه
وسر من را مقصور غير مهموز في قول السحين بن
الضحاك:
سر من را أسر من بغداد،
فاله عن بعض ذكرها المعتاد
وسر من راء ممدود الآخر في قول البحتري:
لأرحلن وآمالي مطرحة
بسر من راء مستبطي لها القدر
وسامرا، مقصور، وسر من رأى وساء من رأى،
عن الجوهري، وسراء، وكتب المنتصر إلى المتوكل
وهو بالشام:
إلى الله أشكو عبرة تتحير،
ولو قد حدا الحادي لظلت تحدر
فيا حسرتا إن كنت في سر من رأى
مقيما وبالشام الخليفة جعفر!
وقال أبو سعد: سامراء بلد على دجلة فوق بغداد
بثلاثين فرسخا يقال لها سر من رأى فخففها الناس
وقالوا سامراء، وهي في الاقليم الرابع، طولها
تسع وستون درجة وثلثا درجة، وعرضها سبع
وثلاثون درجة وسدس، تعديل نهارها أربع عشرة
ساعة، غاية ارتفاع الشمس بها تسع وسبعون درجة
وثلث، ظل الظهر درجتان وربع، ظل العصر أربع
عشرة درجة، بين الطولين ثلاثون درجة، سمت
القبلة إحدى عشرة درجة وثلث، وعن الموصلي ثلاث
وثمانون درجة، وعرضها مائة وسبع عشرة درجة
وثلث وعشر، وبها السرداب المعروف في جامعها
الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخرج منه، وقد ينسبون
إليها بالسر مرى، وقيل: إنها مدينة بنيت لسام
فنسبت إليه بالفارسية سام رآه، وقيل: بل هو
موضع عليه الخراج، قالوا بالفارسية: ساء مره أي
هو موضع الحساب، وقال حمزة: كانت سامراء
مدينة عتيقة من مدن الفرس تحمل إليها الإتاوة التي
173

كانت موظفة لملك الفرس على ملك الروم، ودليل
ذلك قائم في اسم المدينة لان سا اسم الإتاوة، ومرة
اسم العدد، والمعنى أنه مكان قبض عدد جزية الروم،
وقال الشعبي: وكان سام بن نوح له جمال ورواء
ومنظر، وكان يصيف بالقرية التي ابتناها نوح، عليه
السلام، عند خروجه من السفينة ببازبدى وسماها
ثمانين، يشتو بأرض جوخى، وكان ممره من أرض
جوخى إلى بازبدى على شاطئ دجلة من الجانب
الشرقي، ويسمى ذلك المكان الآن سام رآه يعنى
طريق سام، وقال إبراهيم الجنيدي: سمعتهم يقولون
إن سامراء بناها سام بن نوح، عليه السلام، ودعا
أن لا يصيب أهلها سوء، فأراد السفاح أن يبنيها
فبنى مدينة الأنبار بحذائها، وأراد المنصور بعدما
أسس بغداد بناءها، وسمع في الرواية ببركة هذه
المدينة فابتدأ بالبناء في البردان ثم بدا له وبنى بغداد
وأراد الرشيد أيضا بناءها فبنى بحذائها قصرا وهو
بإزاء أثر عظيم قديم كان للأكاسرة ثم بناها المعتصم
ونزلها في سنة 221، وذكر محمد بن أحمد البشاري
نكتة حسنة فيها قال: لما عمرت سامراء وكملت
واتسق خيرها واحتفلت سميت سرور من رأى،
ثم اختصرت فقيل سر من رأى، فلما خربت
وتشوهت خلقتها واستوحشت سميت ساء من رأى،
ثم اختصرت فقيل سامراء، وكان الرشيد حفر نهرا
عندها سماه القاطول وأتى الجند وبنى عنده قصرا ثم
بنى المعتصم أيضا هناك قصرا ووهبه لمولاه اشناس،
فلما ضاقت بغداد عن عساكره وأراد استحداث
مدينة كان هذا الموضع على خاطره فجاءه وبنى عنده
سر من رأى، وقد حكى في سبب استحداثه سر
من رأى أنه قال ابن عبدوس: في سنة 219 أمر
المعتصم أبا الوزير أحمد بن خالد الكاتب بأن يأخذ
مائة ألف دينار ويشترى بها بناحية سر من رأى
موضعا يبنى فيه مدينة وقال له: إني أتخوف أن يصيح
هؤلاء الحربية صحية فيقتلوا غلماني فإذا ابتعت لي هذا
الموضع كنت فوقهم فإن رابني رائب أتيتهم في البر
والبحر حتى آتى عليهم، فقال له أبو الوزير: آخذ
خمسة آلاف دينار وإن احتجت إلى زيادة استزدت،
قال: فأخذت خمسة آلاف دينار وقصدت الموضع
فابتعت ديرا كان في الموضع من النصارى بخمسة آلاف
درهم وابتعت بستانا كان في جانبه بخمسة آلاف درهم
ثم أحكمت الامر فيما احتجت إلى ابتياعه بشئ يسير
فانحدرت فأتيته بالصكاك، فخرج إلى الموضع في آخر
سنة 220 ونزل القاطول في المضارب ثم جعل يتقدم
قليلا قليلا وينتقل من موضع إلى موضع حتى نزل
الموضع وبدأ بالبناء فيه سنة 221، وكان لما ضاقت
بغداد عن عسكره وكان إذا ركب يموت جماعة من
الصبيان والعميان والضعفاء لازدحام الخيل وضغطها،
فاجتمع أهل الخير على باب المعتصم وقالوا: إما أن
تخرج من بغداد فإن الناس قد تأذوا بعسكرك أو
نحاربك، فقال: كيف تحاربونني؟ قالوا: نحاربك
بسهام السحر، قال: وما سهام السحر؟ قالوا:
ندعو عليك، فقال المعتصم: لا طاقة لي بذلك، وخرج
من بغداد ونزل سامراء وسكنها وكان الخلفاء
يسكنونها بعده إلى أن خربت إلا يسيرا منها، هذا
كله قول السمعاني ولفظه، وقال أهل السير: إن
جيوش المعتصم كثروا حتى بلغ عدد مماليكه من
الأتراك سبعين ألفا فمدوا أيديهم إلى حرم الناس
وسعوا فيها بالفساد، فاجتمع العامة ووقفوا للمعتصم
وقالوا: يا أمير المؤمنين ما شئ أحب إلينا من
مجاورتك لأنك الامام والحامي للدين وقد أفرط علينا
أمر غلمانك وعمنا أذاهم فإما منعتهم عنا أو نقلتهم
174

عنا، فقال: أما نقلهم فلا يكون إلا بنقلي ولكني
أفتقدهم وأنهاهم وأزيل ما شكوتم منه، فنظروا
وإذا الامر قد زاد وعظم وخاف منهم الفتنة ووقوع
الحرب وعاودوه بالشكوى وقالوا: إن قدرت على
نصفتنا وإلا فتحول عنا وإلا حاربناك بالدعاء وندعو
عليك في الأسحار، فقال: هذه جيوش لا قدرة لي
بها، نعم أتحول وكرامة، وساق من فوره حتى نزل
سامراء وبنى بها دارا وأمر عسكره بمثل ذلك، فعمر
الناس حول قصره حتى صارت أعظم بلاد الله، وبنى
بها مسجدا جامعا في طرف الأسواق، وأنزل أشناس
بمن ضم إليه من القواد كرخ سامراء، وهو كرخ
فيروز، وأنزل بعضهم في الدور المعروفة بدور
العرباني، فتوفى بسامراء في سنة 227، وأقام ابنه
الواثق بسامراء حتى مات بها ثم ولى المتوكل فأقام
بالهاروني وبنى به أبنية كثيرة وأقطع الناس في ظهر
سر من رأى في الحيز الذي كان احتجره المعتصم،
واتسع الناس بذلك، وبنى مسجدا جامعا فأعظم
النفقة عليه وأمر برفع منارة لتعلو أصوات المؤذنين
فيها وحتى ينظر إليها من فراسخ فجمع الناس فيه
وتركوا المسجد الأول، واشتق من دجلة قناتين
شتوية وصيفية تدخلان الجامع وتتخللان شوارع
سامراء، واشتق نهرا آخر وقدره للدخول إلى الحيز
فمات قبل أن يتمم، وحاول المنتصر تتميمه فلقصر أيامه
لم يتمم ثم اختلف الأمر بعده فبطل، وكان المتوكل
أنفق عليه سبعمائة ألف دينار، ولم يبن أحد من
الخلفاء بسر من رأى من الأبنية الجليلة مثل ما بناه
المتوكل، فمن ذلك: القصر المعروف بالعروس أنفق
عليه ثلاثين ألف ألف درهم، والقصر المختار خمسة
آلاف ألف درهم، والوحيد ألفى ألف درهم، الجعفري
المحدث عشرة آلاف ألف درهم، والغريب عشرة
آلاف ألف درهم، والشيدان عشرة آلاف ألف
درهم، والبرج عشرة آلاف ألف درهم، والصبح
خمسة آلاف ألف درهم، والمليح خمسة آلاف ألف
درهم، وقصر بستان الايتاخية عشرة آلاف ألف
درهم، والتل علوه وسفله خمسة آلاف ألف درهم،
والجوسق في ميدان الصخر خمسمائة ألف درهم،
والمسجد الجامع خمسة عشر ألف ألف درهم، وبركوان
للمعتز عشرين ألف ألف درهم، والقلائد خمسين
ألف دينار، وجعل فيها أبنية بمائة ألف دينار، والغرد
في دجلة ألف ألف درهم، والقصر بالمتوكلية وهو
الذي يقال له الماحوزة خمسين ألف ألف درهم،
والبهو خمسة وعشرين ألف ألف درهم، واللؤلؤة
خمسة آلاف ألف درهم، فذلك الجميع مائتا ألف
ألف وأربعة وتسعون ألف ألف در هم، وكان
المعتصم والواثق والمتوكل إذا بنى أحدهم قصرا أو
غيره أمر الشعراء أن يعملوا فيه شعرا، فمن ذلك قول
علي بن الجهم في الجعفري الذي للمتوكل:
وما زلت أسمع أن الملوك
تبنى على قدر أقدارها
وأعلم أن عقول الرجا
ل يقضى عليها بآثارها
فلما رأينا بناء الامام
رأينا الخلافة في دارها
بدائع لم ترها فارس
ولا الروم في طول أعمارها
وللروم ما شيد الأولون
وللفرس آثار أحرارها
وكنا نحس لها نخوة
فطامنت نخوة جبارها
175

وأنشأت تحتج للمسلمين
على ملحديها وكفارها
صحون تسافر فيها العيون
إذا ما تجلت لأبصارها
وقبة ملك كأن النجوم
تضئ إليها بأسرارها
نظمن الفسافس نظم الحلي
لعون النساء وأبكارها
لو أن سليمان أدت له
شياطينه بعض أخبارها
لأيقن أن بنى هاشم
يقدمها فضل أخطارها
وقال الحسين بن الضحاك:
سر من را أسر من بغداد،
فاله عن بعض ذكرها المعتاد
حبذا مسرح لها ليس يخلو
أبدا من طريدة وطراد
ورياض كأنما نشر الزهر
عليها محبر الابراد
واذكر المشرف المطل من ال‍
- تل على الصادرين والوراد
وإذا روح الرعاء فلا تنس
رواعي فراقد الأولاد
وله فيها ويفضلها على بغداد:
على سر من را والمصيف تحية
مجللة من مغرم بهواهما
ألا هل لمشتاق ببغداد رجعة
تقرب من ظليهما وذراهما؟
محلان لقى الله خير عباده
عزيمة رشد فيهما فاصطفاهما
وقولا لبغداد إذا ما تنسمت
على أهل بغداد جعلت فداهما
أفى بعض يوم شف عيني بالقذى
حرورك حتى رابني ناظراهما؟
ولم تزل كل يوم سر من رأى في صلاح وزيادة
وعمارة منذ أيام المعتصم والواثق إلى آخر أيام المنتصر
ابن المتوكل، فلما ولى المستعين وقويت شوكة الأتراك
واستبدوا بالملك والتولية والعزل وانفسدت دولة بنى
العباس لم تزل سر من رأى في تناقص للاختلاف
الواقع في الدولة بسبب العصبية التي كانت بين أمراء
الأتراك إلى أن كان آخر من انتقل إلى بغداد من
الخلفاء وأقام بها وترك سر من رأى بالكلية المعتضد
بالله أمير المؤمنين كما ذكرناه في التاج وخربت حتى لم
يبق منها إلا موضع المشهد الذي تزعم الشيعة ان به
سرداب القائم المهدى ومحلة أخرى بعيدة منها يقال لها
كرخ سامراء وسائر ذلك خراب يباب يستوحش
الناظر إليها بعد أن لم يكن في الأرض كلها أحسن
منها ولا أجمل ولا أعظم ولا آنس ولا أوسع ملكا
منها، فسبحان من لا يزول ولا يحول، وذكر
الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه المسمى بالعزيزي
قال: وأنا اجتزت بسر من رأى منذ صلاة الصبح
في شارع واحد ماد عليه من جانبيه دور كأن اليد
رفعت عنها للوقت لم تعدم إلا الأبواب والسقوف،
فأما حيطانها فكالجدد، فما زلنا نسير إلى بعد الظهر
حتى انتهينا إلى العمارة منها، وهي مقدار قرية
يسيرة في وسطها، ثم سرنا من الغد على مثل تلك
الحال فما خرجنا من آثار البناء إلى نحو الظهر، ولا
شك أن طول البناء كان أكثر من ثمانية فراسخ،
176

وكان ابن المعتز مجتازا بسامراء متأسفا عليها وله فيها
كلام منثور ومنظوم في وصفها، ولما استدبر أمرها
جعلت تنقض وتحمل أنقاضها إلى بغداد ويعمر بها،
فقال ابن المعتز:
قد أقفرت سر من را،
وما لشئ دوام
فالنقض يحمل منها
كأنها آجام
ماتت كما مات فيل
تسل منه العظام
وحدثني بعض الأصدقاء قال اجتزت بسامراء أو قال
أخبرني من اجتاز بسامراء: فرأيت على وجه حائط
من حيطانها الخراب مكتوبا:
حكم الضيوف بهذا الربع أنفذ من
حكم الخلائف آبائي على الأمم
فكل ما فيه مبذول لطارقه،
ولا ذمام به إلا على الحرم
وأظن هذا المعنى سبق إليه هذا الكاتب فإذا هو
مأخوذ من قول أرطاة بن سهية المري حيث قال:
وإني لقوام لدى الضيف موهنا
إذا أغدف الستر البخيل المواكل
دعا فأجابته كلاب كثيرة
على ثقة منى بأنى فاعل
وما دون ضيفي من تلاد تحوزه
لي النفس إلا أن تصان الحلائل
وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سر
من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد وأهلها ويفضل
سامراء: كتبت إليك من بلدة قد أنهض الدهر
سكانها، وأقعد جدرانها، فشاهد اليأس فيها ينطق،
وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى،
وكأن خرابها ينشر، وقد وكلت إلى الهجر
نواحيها، واستحث باقيها إلى فانيها، وقد تمزقت
بأهلها الديار، فما يجب فيها حق جوار، فالظاعن
منها ممحو الأثر، والمقيم بها على طرف سفر، نهاره
إرجاف، وسروره أحلام، ليس له زاد فيرحل ولا
مرعى فيرتع، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير
إلى ذم الدنيا، بعدما كانت بالمرأى القريب جنة
الأرض وقرار الملك، تفيض بالجنود أقطارها عليهم
أردية السيوف وغلائل الحديد، كأن رماحهم قرون
الوعول، ودروعهم زبد السيول، على خيل تأكل
الأرض بحوافرها وتمد بالنقع حوافرها، قد نشرت في
وجوهها غررا كأنها صحائف البرق وأمسكها تحجيل
كأسورة اللجين ونوطت عذرا كالشنوف في جيش
يتلقف الأعداء أوائله ولم ينهض أواخره، وقد صب
عليه وقار الصبر، وهبت له روائح النصر، يصرفه
ملك يملا العين جمالا، والقلوب جلالا، لا تخلف
مخيلته، ولا تنقض مريرته، ولا يخطئ بسهم
الرأي غرض الصواب، ولا يقطع بمطايا اللهو سفر
الشباب، قابضا بيد السياسة على أقطار ملك لا ينتشر
حبله، ولا تتشظى عصاه، ولا تطفى جمرته، في
سن شباب لم يجن مأثما، وشيب لم يراهق هرما،
قد فرش مهاد عدله، وخفض جناح رحمته، راجما
بالعواقب الظنون، لا يطيش عن قلب فاضل الحزم
بعد العزم، ساعيا على الحق يعمل به عارفا بالله يقصد
إليه، مقرا للحلم ويبذله، قادرا على العقاب ويعدل
فيه، إذ الناس في دهر غافل قد اطمأنت بهم سيرة
لينة الحواشي خشنة المرام تطير بها أجنحة السرور،
ويهب فيها نسيم الحبور، فالأطراف على مسرة،
والنظر إلى مبرة، قبل أن تخب مطايا الغير، وتسفر
177

وجوه الحذر، وما زال الدهر مليئا بالنوائب،
طارقا بالعجائب، يؤمن يومه، ويغدر غدره، على
أنها وإن جفيت معشوقة السكنى، وحبيبة المثوى،
كوكبها يقظان، وجوها عريان، وحصاها جوهر،
ونسيمها معطر، وترابها مسك أذفر، ويومها
غداة، وليلها سحر، وطعامها هنئ، وشرابها
مرئ، وتاجرها مالك، وفقيرها فاتك، لا كبغدادكم
الوسخة السماء، الومدة الهواء، جوها نار، وأرضها
خبار، وماؤها حميم، وترابها سرجين، وحيطانها
نزوز، وتشرينها تموز، فكم في شمسها من محترق
وفى ظلها من عرق، ضيقة الديار، قاسية الجوار،
ساطعة الدخان، قليلة الضيفان، أهلها ذئاب،
وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، ومالهم مكتوم،
لا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقه، حشوشهم مسايل،
وطرقهم مزابل، وحيطانهم أخصاص، وبيوتهم
أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول،
والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وبعد
اللجاجة انتهاء والهم إلى فرجة، ولكل سابلة قرار،
وبالله أستعين وهو محمود على كل حال.
غدت سر من را في العفاء فيا لها
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وأصبح أهلوها شبيها بحالها
لما نسجتهم من جنوب وشمأل
إذا ما امرؤ منهم شكا سوء حاله
يقولون لا تهلك أسى وتجمل
وبسامراء قبر الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى
ابن جعفر وابنه الحسن بن علي العسكريين، وبها
غاب المنتظر في زعم الشيعة الإمامية، وبها من قبور
الخلفاء قبر الواثق وقبر المتوكل وابنه المنتصر وأخيه
المعتز والمهتدى والمعتمد بن المتوكل.
السامرة: يجوز أن يكون جمع قوم سمرة الذين
يسمرون بالليل للحديث: وهي قرية بين مكة
والمدينة.
سامة: السام: عروق الذهب، الواحدة سامة، وبه
سمى سامة بن لؤي، وبنو سامة: محلة بالبصرة
سميت بالقبيلة، وهم سامة بن لؤي بن غالب بن فهر
ابن مالك بن النضر بن كنانة من قريش، ينسب إلى
المحلة بعض الرواة. وسامة العليا وسامة السفلى:
من قرى ذمار باليمن، وقال العمراني، سامة موضع.
سام: وقد ذكر معناه، قال العمراني: جبل.
سامين: من قرى همذان، قال شيرويه: حسن بن
إبراهيم بن السحن الضرير أبو على الخطيب بسامين،
روى عن جعفر الأبهري وابن عبدان وابن عيسى،
وكان صدوقا شيخا، سمعت منه.
سانجن: بعد الألف الساكنة نون ساكنة أيضا،
وجيم مفتوحة، وآخره نون: من قرى نسف، قد
نسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج
ابن خداش بن خديج السانجني النسفي الامام
المشهور، رحل في طلب العلم إلى الحجاز والعراق
والشام ومصر، وروى عن قتيبة بن سعيد وأبى موسى
الزمن وهشام بن عمار وغيرهم، روى عنه ابنه سعيد
وجماعة كثيرة، مات سنة 295 عن خمس وثمانين سنة.
سانقان: بعد الألف نون ساكنة أيضا ثم قاف،
وآخره نون: من قرى مرو على خمسة فراسخ
منها، وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم ذكرهم
السمعاني في النسب.
سانواجرد: بعد الألف نون ساكنة، وبعد الواو
ألف ثم جيم مكسورة وراء ودال مهملة: هذا اسم
178

لعدة قرى بمرو وسرخس، وقد نسب إليها بعض
أهل العلم.
السانة: حصن في جبل وصاب من أعمال زبيد باليمن.
سان: بعد الألف نون: من قرى بلخ، ينسب إليها
سانجي، يقال لها سان وجهاريك، وينسب إليها
الفقيه أبو زكرياء حسن السانجي من أصحاب أبي معاذ،
روى عن عبد الله بن وهب المصري وغيره.
سانيز: قرية من قرى جبل شهريار بأرض الديلم،
ينسب إليها أبو نصر السانيزي، وكان من أتباع
شروين بن رستم بن قارن ملك الديلم ثم عظم شأنه
وكثر أعوانه حتى غلب على الجبلين جبل الديلم وجبل
الجيل وطبرستان بأسرها وقومس وما صاقبها، وعزم
نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد الساماني
على قصد الري فجعل طريقه على جبل شهريار طمعا
أن يستخلصه لشروين ويعيد الوارث فحصره أبو نصر
هذا في موضع يقال له هزار كرى أربعة أشهر لم
يقدر على أن يجوز ولا على أن يتأخر عنه حتى بذل له
ثلاثين ألف دينار حتى أفرج عنه الطريق.
ساوكان: بعد الألف واو مفتوحة، وكاف،
وآخره نون: بليدة من نواحي خوارزم بين
هزار أسب وخشميثن فيها سوق كبير وجامع
حسن ومنارة، رأيتها في سنة 617 عامرة آهلة.
ساوه: بعد الألف واو مفتوحة بعدها هاء ساكنة:
مدينة حسنة بين الري وهمذان في وسط، بينها وبين
كل واحد من همذان والري ثلاثون فرسخا، وبقربها
مدينة يقال لها آوه، فساوه سنية شافعية، وآوه
أهلها شيعة إمامية، وبينهما نحو فرسخين، ولا يزال
يقع بينهما عصبية، وما زالتا معمورتين إلى سنة 617
فجاءها التتر الكفار الترك فخبرت أنهم خربوها وقتلوا
كل من فيها ولم يتركوا أحدا البتة، وكان بها دار
كتب لم يكن في الدنيا أعظم منها بلغني أنهم أحرقوها،
وأما طول ساوه فسبع وسبعون درجة ونصف وثلث
وعرضها خمس وثلاثون درجة، وفى حديث سطيح
في أعلام النبوة: وخمدت نار فارس وغارت بحيرة
ساوه وفاض وادى سماوة فليست الشام لسطيح
شاما، في كلام طويل، وقد ذكرها أبو عبد الله
محمد بن خليفة السنبسي شاعر سيف الدولة بن
مزيد فقال:
ألا يا حمام الدوح دوح نجارة،
أفق عن أذى النجوى فقد هجت لي ذكرا
علام ينديك الحنين ولم تضع
فراخا ولم تفقد، على بعد، وكرا
ودوحك ميال الفروع كأنما
يقل على أعواده خيما خضرا
ولم تدر ما أعلام مرو وساوة،
ولم تمس في جيحون تلتمس العبرا
والنسبة إلى ساوه ساوي وساوجي، وقد نسب إليها
طائفة من أهل العلم، منهم: أبو يعقوب يوسف بن
إسماعيل بن يوسف الساوي، رحل وسمع بدمشق
وغيرها، سكن مرو وسمع أبا على الحظائري
وإسماعيل بن محمد أبا على الصفار وأبا جعفر محمد بن
عمرو بن البحتري وأبا عمرو الزاهد وأبا العباس المحبوبي
الرزاز وخيثمة بن سليمان، سمع منه الحاكم أبو
عبد الله، ومات سنة 346، وأبو طاهر عبد الرحمن
ابن أحمد بن علك الساوي أحد الأئمة الشافعية،
صحب أبا محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وأخذ
عنه علم الحديث وسمع جماعة طاهرة وافرة ببغداد
وروى عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل
179

الحافظ وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي
ابن محمد الإسفراييني، وتوفى ببغداد سنة 484 أو
485، و عبد الله بن محمد بن عبد الجليل القاضي،
وكان أبوه وجده من الاعلام.
ساوين: بعد الألف واو مكسورة ثم ياء مثناة من
تحت، وآخره نون: موضع في قول تميم بن مقبل
الشاعر:
أمست بأذرع أكباد فحم لها
ركب بلينة أو ركب بساوينا
ساو: قرية صغيرة من نواحي البهنسا من الصعيد
الأدنى.
الساهرة: موضع في البيت المقدس، وقال ابن عباس:
الساهرة أرض القيامة أرض بيضاء لم يسفك فيها
دم، عن البشاري.
ساهم: بعد الألف هاء مكسورة وميم، من قولهم:
وجه ساهم أي ضامر متغير، قال سبيع بن الخطيم:
أرباب نخلة والقريظ وساهم
أنى كذلك آلف مألوف
في أبيات ذكرت في القريظ، والله أعلم.
ساهوق: بعد الألف هاء ثم واو، وآخره قاف:
موضع.
السائبة: من قرى اليمامة.
سائر: من نواحي المدينة، قال ابن هرمة:
عفا سائر منها فهضب كتانة،
فدار بأعلى عاقل أو محسر
ومنها بشرقي المذاهب دمنة
معطلة آياتها لم تغير
ساية: بعد الألف ياء مثناة من تحت مفتوحة،
وهاء: اسم واد من حدود الحجاز، وهو يجرى في
الشذوذ مجرى آية وغاية وطاية، وذلك أن قياس
أمثاله أن تنقلب لامه همزة لكنهم تجنبوا ذلك لأنهم
لو همزوها لكان يجتمع على الحرف اعتلال العين
واللام وذلك إجحاف وإن كان قد جاء فيما لا يعد
نحو ماء وشاء، وقيل: ساية واد يطلع إليه من
الشراة، وهو واد بين حاميتين، وهما حرتان
سوداوان، بها قرى كثيرة مسماة وطرق من نواح
كثيرة، وفى أعلاها قرية يقال لها الفارع، ووالى
ساية من قبل صاحب المدينة، وفيها نخيل ومزارع
وموز ورمان وعنب، وأصلها لولد علي بن أبي طالب
رضي الله عنه، وفيها من أفناء الناس وتجار من كل
بلد، كذا قاله عرام فيما رواه عنه أبو الأشعث،
ولا أدرى أهي اليوم على ذلك أم تغيرت، وقال ابن
جنى في كتاب هذيل: لقد قرأته بخطه شمنصير
جبل بساية، وساية واد عظيم به أكثر من سبعين
عينا، وهو وادى أمج، وقال مالك بن خالد
الخناعي الهذلي:
بودك أصحابي فلا تزدهيهم
بساية إذ دمت علينا الحلائب
وقال المعطل الهذلي:
ألا أصبحت ظمياء قد نزحت بها
نوى خيتعور طرحها وشتاتها
وقالت: تعلم أن ما بين ساية
وبين دفاق روحة وغداتها
وقال أبو عمرو الخناعي:
أسائل عنهم كلما جاء راكب
مقيما بأملاح إذا ربط اليعر
وما كنت أخشى أن أعيش خلافهم
بستة أبيات كما نبت العتر
180

والعتر: نبت على ست ورقات أي ست شعب
لا يزيد ولا ينقص.
بما قد أراهم بين مر وساية
بكل مسييل منهم أنس غبر
غبر: جمع غبير، وكان مثقلا فخفف، يقال:
حي غبير أي كثير.
باب السين والباء وما يليهما
سبأ: بفتح أوله وثانيه، وهمز آخره وقصره: أرض
باليمن مدينتها مأرب، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة
أيام، فمن لم يصرف فلانه اسم مدينة، ومن صرفه
فلانه اسم البلد فيكون مذكرا سمى به مذكرا،
وسميت هذه الأرض بهذا الاسم لأنها كانت منازل
ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، ومن
قحطان إلى نوح اختلاف نذكره في كتاب النسب من
جمعنا، إن شاء الله تعالى، وكان اسم سبأ عامرا،
وإنما سمى سبأ لأنه أول من سبى السبى، وكان
يقال له من حسنه عب الشمس، مثل عب الشمس،
بالتشديد، قاله ابن الكلبي، وقال أبو عمرو بن العلاء:
عب شمس أصله حب شمس، وهو ضوؤها، والعين
مبدلة من الحاء، كما قالوا في عب قر وهو البرد، وقال
ابن الأعرابي: هو عبء شمس، بالهمز، والعبء:
العدل، أي هو عدلها نظيرها، وعلى قول ابن الكلبي
فلا أدرى لم همز بعد لأنه من سبى يسبى سبيا،
والظاهر أن أصله من سبأت الخمر أسبؤها سباء إذا
اشتريتها، ويقال: سبأته النار سباء إذا أحرقته،
وسمى السفر البعيد سبأة لان الشمس تحرق فاعله،
وكأن هذا الموضع سمى سبأ لحرارته، وأكثر القراء
على صرفه وأبو عمرو بن العلاء لم يصرفه، والعرب
تقول: تفرقوا كأيدي سبا وأيادي سبا، نصبا
على الحال، ولما كان سيل العرم، كما نذكره، إن
شاء الله تعالى، في مأرب، تفرق أهل هذه الأرض
في البلاد وسار كل طائفة منهم إلى جهة فضربت
العرب بهم المثل فقيل: ذهب القوم أيدي سبا وأيادي
سبا أي متفرقين، شبهوا بأهل سبا لما مزقهم الله
تعالى كل ممزق فأخذت كل طائفة منهم طريقا،
واليد: الطريق، يقال: أخذ القوم يد بحر،
فقيل للقوم إذا ذهبوا في طرق متفرقة ذهبوا أيدي
سبا أي فرقتهم طرقهم التي سلكوها كما تفرق
أهل سبا في جهات متفرقة، والعرب لا تهمز سبا
في هذا الموضع لأنه كثر في كلامهم فاستثقلوا ضغطة
الهمز وإن كان سبأ في الأصل مهموزا، ويقال:
سبأ رجل ولد عشرة بنين فسميت القرية باسم أبيهم،
والله أعلم، وإلى ههنا قول أبى منصور، وطول سبا
أربع وستون درجة، وعرضها سبع عشرة درجة،
وهي في الاقليم الأول. وسبا صهيب: موضع آخر
في اليمن وفيه موضع يقال له أبو كندلة.
سبا: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، والقصر، والأولى أن
يكتب بالياء لان كل ما كان على أربعة أحرف
لا يجوز أن يكتب إلا بالياء، وذلك أن الثلاثي من
ذوات الواو إذا صار فيه حرف زائد حتى يصير إلى
أربعة أحرف عاد إلى الياء، تقول: غزا يغزو،
فإذا قلت أغزيت رجع إلى الياء كما ترى، ولكنا
كتبناه بالألف على اللفظ للترتيب ويجوز أن يكون
أصله من سبى يسبى وشدد للكثرة، فيكون
منقولا عن الفعل الماضي، ويجوز أن يكون فعلى
من السب والألف للتأنيث كلغوى ورضوى: وهي
ماء لبنى سليم، وقال القتال الكلابي:
وأدم كثيران الصريم تكلفت
لظبية حتى زرننا وهي طلح
181

سقى الله حيا من فزارة دراهم
بسبي كراما حوث أمسوا وأصبحوا
ورواه أبو عبيد بسبي، بكسر السين، وحوث:
لغة في حيث، وقال نصر: سبى ماء في أرض.
فزارة، وفى شعر مروان بن مالك بن مروان المغنى
الطائي ما يدل على أن سبى جبل، قال:
كلا ثعلبينا طامع بغنيمة،
وقد قدر الرحمن ما هو قادر
بجمع تظل الأكم ساجدة له،
وأعلام سبى والهضاب النوادر
سباب: بكسر أوله، وتكرير الباء، وهو من السب
ساببته سبابا: موضع بمكة، ذكره كثير بن كثير
السهمي فقال:
سكنوا الجزع جزع بيت أبى مو
سى إلى النخل من صفى السباب
وقال الزبير: يريد بيت أبى موسى الأشعري، وصفى
السباب: ماء بين دار سعيد الحرشي التي تناوح بيوت
القاسم بن عبد الواحد التي في أصلها المسجد الذي صلى
عنده على أمير المؤمنين أبى جعفر المنصور وكان به
عدة نخل وحائط لمعاوية فذهب ويعرف بحائط خرمان.
سباح: بفتح أوله، وآخره حاء مهملة: وهي علم
لأرض ملساء عند معدن بنى سليم.
سبارى: بكسر أوله، وبعد الألف راء: قرية من
قرى بخارى يقال لها سبيرى أيضا، وقد ذكرت في
موضعها، وينسب بهذه النسبة الإمام أبو محمد عبد
الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن محمد بن
فضالة السبار البخاري، روى عن أبي عبد الله
محمد بن أحمد بن محمد كامل غنجار، روى عنه
أبو الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري وغيره.
سبا صهيب: بلد مشهور بناحية اليمن وفيه حصن
حصين.
السباع: جمع سبع، ذات السباع: موضع،
ووادي السباع إذا رحلت من بركة أم جعفر في
طريق مكة جئت إليه، بينه وبين الزبيدية ثلاثة
أميال، كان فيه بركة وحصن وبئران رشاؤهما نيف
وأربعون قامة وماؤهما عذب.
سباق: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره قاف:
واد بالدهناء، وروى بكسر السين، قال جرير:
ألم تر عوفا لا تزال كلابه
تجر بأكماع السباقين ألحما؟
جرى على عادة الشعراء أن يسموا الموضع بالجمع
والتثنية ليصححوا البيت، وقد روى أن السباقين
واديان بالدهناء.
سبال: بكسر أوله، وآخره لام، بلفظ السبال الذي
هو الشارب: وهو موضع يقال له سبال أثال بين
البصرة والمدينة، قال طهمان:
وبات بحوضي والسبال كأنما
ينشر ريط بينهن صفيق
وروى أبو عبيدة: بالشبال، قال: وهو اسم موضع.
سبت: بلفظ السبت من أيام الأسبوع، كفر سبت:
موضع بين طبرية والرملة عند عقبة طبرية.
سبتة: بلفظ الفعلة الواحدة من الأسبات، أعني التزام
اليهود بفريضة السبت المشهور، بفتح أوله، وضبطه
الحازمي بكسر أوله: وهي بلدة مشهورة من قواعد
بلاد المغرب ومرساها أجود مرسى على البحر، وهي
على بر البربر تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق
الذي هو أقرب ما بين البر والجزيرة، وهي مدينة
حصينة تشبه المهدية التي بإفريقية على ما قيل لأنها
182

ضاربة في البحر داخلة كدخول كف على زند،
وهي ذات أخياف وخمس ثنايا مستقبلة الشمال وبحر
الزقاق، ومن جنوبيها بحر ينعطف إليها من بحر
الزقاق، وبينها وبين فاس عشرة أيام، وقد نسب
إليها جماعة من أعيان أهل العلم، منهم: ابن
مرانة السبتي، كان من أعلم الناس بالحساب
والفرائض والهندسة والفقه وله تلامذة وتآليف،
ومن تلامذته ابن العربي الفرضي الحاسب، يقولون
إنه من أهل بلده، وكان المعتمد بن عباد يقول:
اشتهيت أن يكون عندي من أهل سبتة ثلاثة نفر:
ابن غازي الخطيب وابن عطاء الكاتب وابن مرانة
الفرضي.
سبج: بفتح أوله وثانيه، وآخره جيم، وهو خرز
أسود يعمل من الزجاج غاية في السواد: وهو خيال
من أخيلة الحمى جبل فارد ضخم أسود في ديار بنى
عبس.
السبخة: بالتحريك، واحدة السباخ، الأرض الملحة
النازة: موضع بالبصرة، ينسب إليه أبو يعقوب
فرقد بن يعقوب السبخي من زهاد البصرة، صحب
أبا الحسن البصري وسمع نفرا من التابعين، وأصله
من أرمينية وانتقل إلى البصرة فكان يأوى إلى السبخة،
ومات قبل سنة 131، وأما أبو عبد الله محمد وأبو
حفص عمر ابنا أبى بكر بن عثمان السبخي الصابونيان
البخاريان فإنهما نسبا إلى الدباغ بالسبخ، ذكرهما أبو
سعد في شيوخه وحكى ذلك. والسبخة: من
قرى البحرين.
سبد: بالتحريك: جبل أو واد بالحجاز في ظن نصر.
سبد: آخره دال مهملة، بوزن زفر وصرد،
والسبد: طائر لين الريش إذا قطر من الماء قطرتان
على ظهره سال، وجمعه سبدان، وقال ابن الأعرابي:
السبد مثل العقاب، وعن الأصمعي: السبد الخطاف
إذا أصابه الماء جرى عنه سريعا، قال:
أكل يوم عرشها مقيلي
حتى ترى المئزر ذا الفضول
مثل جناح السبد الغسيل
وهو موضع، قال ابن مناذر:
فبأوطاس فمر فإلى
بطن نعمان فأكناف سبد
وهذه كلها قرب مكة.
سبذان: قال حمزة بن الحسن: وعلى أربعة فراسخ
من البصرة مدينة الأبلة على عبر دجلة العوراء،
وكان سكانها قوما من الفرس يعلمون في البحر فلما
قرب منهم العرب نقلوا ما خف من متاعهم مع
عيالاتهم على أربعمائة سفينة وأطلقوها فلما بلغت
خور مدينة سبذان مالت بهم الريح عن البحر إلى نحو
الخور فنزلوا سبذان وبنوا فيها بيوت النيران،
وأعقابهم بها بعد، قلت: ولا أدرى أين موضع
سبذان هذه، وأنا أبحث عن هذه، إن شاء الله تعالى.
سبذيون: بفتح أوله وثانيه ثم ذال معجمة ساكنة
وياء مثناة من تحت مضمومة، وآخره نون، ويقال
سبذمون، بالميم: قرية على نصف فرسخ من
بخارى، نسب إليها بعض الرواة.
سبران: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم راء، وآخره
نون: صقع عجمي من نواحي الباميان بين بست
وكابل، وبتلك الجبال عيون ماء لا تقبل النجاسات
إذا ألقي فيها شئ منها ماج وغلى نحو جهة الملقي،
فإن أدركه أحاط به حتى يغرقه، عن نصر.
183

سبرت: كذا وجدته مضبوطا بخط من يرجع إليه
في الصحة في عدة مواضع من كتاب ابن عبد الحكم،
ذكر ابن عبد الحكم في كتابه أن أطرابلس اسم
للكورة ومدينتها نبارة، وسبرت: السوق القديم،
وإنما نقله إلى نبارة عبد الرحمن بن حبيب سنة 31
للهجرة.
سبراة: بكسر أوله، وسكون ثانيه: ماء لتيم
الرباب في رأسها ركية عادية يقال لها سبير.
سبر: بالفتح، وتشديد الباء وكسرها: كثيب بين
بدر والمدينة، هناك قسم رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، غنائم بدر، عن نصر.
سبرنى: بضم أوله وثانيه، وسكون الراء ثم نون،
وآخره ألف مقصورة: بليدة بنواحي خوارزم
وهي آخر حدودها من ناحية شهرستان، رأيتها
عامرة في سنة 617.
سبرة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، بلفظ المرة
الواحدة من سبرت الجرح إذا قسته لتعرف
غوره: وهو اسم مدينة بإفريقية فتحها عمرو بن
العاص بعد أطرابلس في سنة 23 وطرقها على غفلة
وقد سرحوا سرحهم فلم ينج منهم أحد، قلت:
وأنا أخاف أن يكون هذا غلطا من الناقل وإنما هي
سبرت التي تقدم ذكرها أنها كانت سوق أطرابلس،
والله أعلم. وسياق حديث الفتوح يدل على أنهما
واحد إلا أنه كذا ضبطها أولا مثل ما تقدم في
الموضعين ثم مثل ما ههنا، وكانت النسخة معتبرة جدا
وأنا أسوق الحديث، قال: إن عمرو بن العاص نزل
على أطرابلس شهرا فحاصرها فلم يقدر منهم على شئ
فخرج رجل من بنى مدلج في سبعة نفر فرأى فرجة
بين المدينة والبحر فدخل بها هو وأصحابه حتى أتوا
ناحية الكنيسة فكبروا فلم يبق للروم مفزع إلا
سفنهم، وسمع عمرو وأصحابه التكبير في جوف
المدينة فأقبل بجيشه حتى دخل عليهم فلم يفلت الروم
إلا بما خف لهم في مراكبهم وغنم عمرو ما كان في
المدينة، وكان من بسبرة متحصنين، فلما بلغهم
محاصرة عمرو أطرابلس، واسمها نبارة وسبرة
السوق القديم وإنما نقله إلى نبارة عبد الرحمن بن
حبيب سنة 31، وأنه لم يصنع فيهم شيئا ولا طاقة
له بهم أمنوا، فلما ظفر عمرو بن العاص بمدينة
أطرابلس جرد خيلا كثيفة من ليلته وأمرهم بسرعة
السير، فصبحت خيله مدينة سبرة وكانوا قد غفلوا
وفتحوا أبوابهم لتسرح ماشيتهم، فدخلوها فلم ينج
منهم أحد واحتوى عمرو على ما فيها، هكذا هذا
الخبر وما أظنهما إلا واحدا.
سبرينة: بكسر أوله، وسكون ثانيه، ثم راء
مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت ساكنة، ونون:
مدينة بمصر، ويقال سبريمنة، عن العمراني.
سبسطية: بفتح أوله وثانيه، وسكون السين الثانية،
وطاء مكسورة، وياء مثناة من تحت مخففة، قال
أحمد بن الطيب السرخسي في رسالة وصف فيها
رحلة مسير المعتضد لقتال خمارويه وعوده قال:
سبسطية مدينة قرب سميساط محسوبة من أعمالها
على أعلى الفرات ذات سور، قلت: المشهور أن
سبسطية بلدة من نواحي فلسطين بينها وبين البيت
المقدس يومان، وبها قبر زكرياء ويحيى بن زكرياء،
عليهما السلام، وجماعة من الأنبياء والصديقين،
وهي من أعمال نابلس.
سبسير: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وسين أخرى،
ما أراه إلا علما مرتجلا، يوم سبسير ذي طريف:
184

من أيام العرب.
سبعان: بفتح أوله، وضم ثانيه، وآخره نون،
منقول من تثنية السبع، قال أبو منصور: هو
موضع معروف في ديار قيس، قال نصر: السبعان
جبل قبل فلج، وقيل: واد شمالي سلم عنده
جبل يقال له العبد أسود ليست له أركان، ولا
يعرف في كلامهم اسم على فعلان غيره، قال ابن
مقبل، وقيل ابن أحمر:
ألا يا ديار الحي بالسبعان
أمل عليها بالبلى الملوان
ألا يا ديار الحي لا هجر بيننا
ولكن روعات من الحدثان
نهار وليل دائم ملواهما
على كل حال الناس مختلفان
وقال رجل من بنى عقيل جاهلي:
ألا يا ديار الحي بالسبعان
خلت حجج بعدي لهن ثمان
فلم يبق منها غير نؤي مهدم
وغير أثاف كالكمي دفان
وآثار هاب أورق اللون سافرت
به الريح والأمطار كل مكان
قفار مروراة تجاوبها القطا
ويضحى بها الجأبان يفترقان
يثيران من نسج الغبار عليهما
قميصين أسمالا ويرتديان
زعموا أن أول من جعل الغبار ثوبا هذا الشاعر ثم
تبعته الخنساء فقالت:
جاري أباه، فأقبلا وهما
يتعاوران ملاءة الفخر
فأخذه عدى بن الرقاع فقال:
يتعاوران من الغبار ملاءة
بيضاء محكمة هما نسجاها
السبع: بلفظ العدد المؤنث، قال ابن الأعرابي:
هو الموضع الذي يكون فيه المحشر يوم القيامة،
وهو في برية من أرض فلسطين بالشام، ومنه
الحديث: أن ذئبا اختطف شاة من غنم فانتزعها
الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السبع؟ وقد
روى في تأويل هذا الحديث غير هذا ليس ذا
موضعه. والسبع: قرية بين الرقة ورأس عين على
الخابور. والسبع: ناحية في فلسطين بين بيت المقدس
والكرك فيه سبع آبار سمى الموضع بذلك وكان
ملكا لعمرو بن العاص أقام به لما اعتزل الناس،
وأكثر الناس يروى هذا بفتح الباء، قال أبو عمرو:
أتت سليمان بن عبد الملك الخلافة وهو بالسبع،
هكذا ضبطه بفتح الباء، وقد روى أن عبد الله بن
عمرو بن العاص مات بالسبع من هذه الأرض،
وقيل: مات بمكة، وكانت وفاته سنة 73.
سبعين: بلفظ العدد: قرية بباب حلب كانت إقطاعا
للمتنبي من سيف الدولة، وإياها عنى بقوله:
أسير إلى إقطاعه في ثيابه
على طرفه من داره بحسامه
السبعية: ماء لبنى نمير.
سبك: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره كاف:
علم مرتجل لاسم موضع.
سبلات: بضمتين، وتشديد اللام: جبل في جبال
أجإ ومواسل أيضا، عن نصر.
185

سبلان: بفتح أوله وثانيه، وآخره نون: جبل عظيم
مشرف على مدينة أردبيل من أرض أذربيجان، وفى
هذا الجبل عدة قرى ومشاهد كثيرة للصالحين، والثلج
في رأسه صيفا وشتاء، وهم يعتقدون أنه من معالم
الصالحين والأماكن المباركة المزارة.
سبلل: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره لام:
موضع في شعر هذيل في قول صخر الغي يرثى ابنه
تليدا:
وما إن صوت نائحة بليل
بسبلل لا تنام مع الهجود
تجهنا غاديين وسايلتني
بواحدة وأسأل عن تليد
سبل: بفتح أوله وثانيه، وآخره لام، قال ابن
الأعرابي: السبل أطراف السنبل: وهو موضع في
بلاد الرباب قرب اليمامة.
سبلة: بضم أوله وثانيه، وتشديد اللام المفتوحة،
قال أبو عبيدة: يقال للرجل إذا ضل وأخطأ في
مسألة سلكت لغانين سبلة، وسبلة زعموا:
موضع من جبال طئ لا يسلك ولا يهتدى فيه.
سبنج: من قرى أرغيان، قال أبو حاتم: حدثني
محمد بن المسيب بن إسحاق بأرغيان بقرية سبنج،
وفى نسخة أخرى سنج.
سبن: بفتح أوله وثانيه، وآخره نون، قال الحازمي:
موضع ينسب إليه السبنية ضرب من الثياب يتخذ
من الثياب الكتان أغلظ ما يكون، وقال ابن
الأعرابي: الأسبان المقانع الرقاق، ويعرف بهذه
النسبة أحمد بن إسماعيل السبني، يروى عن زيد
ابن الحباب و عبد الرزاق بن همام، روى عنه
عبد الله بن إسحاق المديني وغيره.
سبوحة: بفتح أوله، وضم ثانيه وتخفيفه ثم واو
ساكنة، وحاء مهملة، والسبح: الفراغ، ومنه
قوله تعالى: إن لك في النهار سبحا طويلا، وفرس
سبوح: الذي يمد يديه في الجرى، وسبوحة إن
أريد بهائه التأنيث فهو شاذ لان فعولا يشترك فيه
المذكر والمؤنث فهو إذا علم مرتجل، وسبوحة:
من أسماء مكة. سبوحة أيضا: اسم واد يصب من
نخلة اليمانية على بستان ابن عامر، قال ابن أحمر:
قالت له يوما ببطن سبوحة،
في موكب زجل الهواجر مبرد
سبورقان: بعد الواو راء ثم قاف، وآخره نون:
موضع.
سبوك: آخره كاف: موضع بفارس.
سبو: بضم أوله وثانيه: نهر بالمغرب قرب طنجة من
أرض البربر.
سبه: نهر.
سبيبة: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت ساكنة ثم باء موحدة، والسبيب شعر الناصية:
وهو موضع في قول ذي الرمة:
نظرت بجرعاء السبيبة نظرة
ضحى وسواد العين في الماء غامس
وسبيبة: ناحية من أعمال إفريقية ثم من أعمال
القيروان، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم
السبيبي الخطيب بالمهدية، قاله السلفي وقال إنه
سمع على المنبر وهو يخطب ويقول في أثناء خطبته
يذكر النصارى: جعلوا المسيح ابنا لله وجعلوا الله له
أبا، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا
كذبا.
186

سبيذغك: بضم أوله، وكسر ثانيه ثم ياء، وذال
معجمة، وغين معجمة، وآخره كاف: من قرى
بخارى.
سبير: تصغير السبر وهو الاختبار: بئر عادية
لتيم الرباب.
سبيرى: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء ثم راء،
وألف مقصورة، ويقال سبارى: قرية من نواحي
بخارى، ينتسب إليها أبو حفص عمر بن حفص بن
عمر بن عثمان السبيري البخاري، روى عن علي بن
حجر وطبقته، روى عنه محمد بن صابر، ومات
غرة صفر سنة 294.
سبيطلة: بضم أوله، وفتح ثانيه، وياء مثناة من
تحت، وطاء مكسورة، ولام: مدينة من مدن
إفريقية وهي كما يزعمون مدينة جرجير الملك الرومي،
وبينها وبين القيروان سبعون ميلا.
السبيع: محلة السبيع، بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم
ياء، وآخره عين مهملة، والسبيع أيضا: السبع،
وهو جزء من سبعة أجزاء: وهي المحلة التي كان
يسكنها الحجاج بن يوسف، وهي مسماة بقبيلة السبيع
رهط أبى إسحاق السبيعي، وهو السبيع بن السبع
ابن صعب بن معاوية بن كبير بن مالك بن جشم بن
حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان
(واسم همدان أوسلة) بن مالك بن زيد بن أو سلة بن
زيد بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان،
وقد نسب إلى هذه المحلة جماعة من أهل العلم.
سبيع: تصغير سبع: موضع، وقال نصر: واد
بنجد في قول عدى بن الرقاع العاملي.
كأنها وهي تحت الرحل لاهية،
إذا المطي على أنقابه ذملا
جونية من قطا الصوان مسكنها
جفاجف تنبت القعفاء والنقلا
باضت بحزم سبيع أو بمرفضه
ذي الشيح حيث تلاقى التلع فانسحلا
سبيع: موضع، ومرفضه: حيث انقطع الوادي،
وإياها فيما أحسب عنى الراعي بقوله:
كأني بصحراء السبيعين لم أكن
بأمثال هند قبل هند مفجعا
السبيلة: تصغير السبلة، وهو مقدم اللحية: موضع
في أرض بنى تميم لبنى حمان منهم، قال الراعي:
قبح الاله، ولا أقبح غيرهم،
أهل السبيلة من بنى حمانا
متوسدون على الحياض لحاهم
يرمون عن فضلائها فضلانا
سبية: بوزن ظبية، كأنها واحدة السبى: قرية
بالرملة من أرض فلسطين، وقال الحازمي: سبية،
بكسر أوله، من قرى الرملة، ينسب إليها أبو طالب
السبيي الرملي، روى عن أحمد بن عبد العزيز
الواسطي نسخة عن أبي القاسم بن غصن، وأبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد بن الحسيين المصري السبيي،
حدث بالإجازة عن أبي الفتح محمد بن عبد الله بن
الحسن بن طلحة المعروف بابن النخاس، حدثنا عنه
بمصر غير واحد، قاله ابن عبد الغنى، والله أعلم.
سبية: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء آخر الحروف
مشددة: رملة بالدهناء عن الأزهري، وقال نصر:
سبية روضة في ديار بنى تميم بنجد.
باب السين والتاء وما يليهما
الستار: بكسر أوله، وآخره راء، قال أبو منصور:
السترة ما استترت به من شئ كائنا ما كان، وهو
187

أيضا الستار، قال أبو زياد الكلابي: ومن الجبال
ستر، واحدها الستار: وهي جبال مستطيلة طولا
في الأرض ولم تطل في السماء وهي مطرحة في البلاد،
والمطرحة أنك ترى الواحد منها ليس فيه واد ولا
مسيل، ولست ترى أحدا يقطعها ويعلوها، وقال
نصر: الستار ثنايا وأنشاز فوق أنصاب الحرم بمكة
لأنها سترة بين الحل والحرم. والستار: جبل
بأجإ. والستار: ناحية بالبحرين ذات قرى تزيد على
مائة لبنى امرئ القيس بن زيد مناة وأفناء سعد بن
زيد مناة منها ثأج. والستار: جبل بالعالية في
ديار بنى سليم حذاء صفينة. والستار: جبل أحمر
فيه ثنايا تسلك. والستار: خيال من أخيلة حمى
ضرية بينه وبين إمرة خمسة أميال. والستاران في
ديار بنى ربيعة: واديان يقال لهما السودة يقال
لأحدهما الستار الأغبر وللآخر الستار الجابري وفيهما
عيون فوارة تسقى نخيلا كثيرة زينة منها عين حنيذ
وعين فرياض وعين حلوة وعين ثرمداء، وهي
من الأحساء على ثلاثة أميال، قال الشاعر:
على قطن، بالشيم، أيمن صوبه
وأيسره عند الستار فيذبل
قال أبو أحمد: يوم الستار يوم بين بكر بن وائل
وبنى تميم قتل فيه قتادة بن سلمة الحنفي فارس بكر
ابن وائل قتله قيس بن عاصم التميمي، وفى ذلك
يقول شاعرهم:
قتلنا قتادة يوم الستار،
وزيدا أسرنا لدى معنق
وقال السكرى في قول جرير:
إن كان طبكم الدلال فإنه
حسن دلالك، يا أميم، جميل
أما الفؤاد فليس ينسى حبكم
ما دام يهتف في الأراك هديل
أيقيم أهلك بالستار وأصعدت
بين الوريعة والمقاد حمول؟
الستار: بالحمى، والوريعة: حزم لبنى جرير بن
دارم، والمقاد: رعن بين بنى فقيم وسعد بن زيد
مناة. والستار أيضا: ثنايا فوق أنصاب الحرم،
سميت بذلك لأنها سترة بين الحل والحرم، وقال
الشاعر:
وجدت بنى الجعراء قوما أذلة،
ومن لا يهنهم يمس وغدا مهضما
وأحمق من راعى ثمانين يرتعي
بجنب الستار بقل روض موسما
والستار: أجبل سود بين الضيقة والحوراء، بينها
وبين ينبع ثلاثة أيام، وفى كتاب الأصمعي: الستار
جبال صغار سود منقادة لبنى أبى بكر بن كلاب.
الستارة: مثل الذي قبله وزيادة هاء، معناه معلوم:
قرية تطيف بذرة في غربيها تتصل بجبلة وواديهما
يقال له لحف.
ستيفغنه: بضم أوله، وكسر ثانيه، وياء آخر الحروف
ساكنة، وفاء مفتوحة، وغين ساكنة، ونون: من
قرى بخارى.
ستيكن: بضم أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من
تحت، وكاف، ونون أيضا: من قرى بخارى، قد
نسب إليها بعض الرواة.
ستين: بلفظ الستين من العدد، حصن ابن ستين:
من فتوح مسلمة بن عبد الملك بن مروان مقابل
ملطية.
188

باب السين والجيم وما يليهما
سجا: مقصور، سجا الليل إذا أظلم وسكن، وسجا
البحر إذا ركد، فيكون منقولا عن الفعل الماضي
على هذا: وهو اسم بئر، ويروى بالشين، وقيل:
هو ماء لبنى الأضبط، وقيل: لبنى قوالة بعيدة
القعر عذبة الماء، وقيل: ماء بنجد لبنى كلاب، وقال
أبو زياد: من مياه بنى وبر بن الأضبط بن كلاب
سجا، وفى كتاب الأصمعي: من مياه قوالة سجا،
والثعل وسجا لبنى الأضبط إلا أنها مرتفعة في ديار
بنى أبى بكر ولم تزل في يد بنى الأضبط وهي جاهلية،
وقال العامري: سجا ماء لبنى الأضبط بن كلاب،
وهي في شعب جبل عال له سعر وهي في فلاة مدعى
ماءه لبنى جعفر وهي في فلاة المحدثة، وقال مرة:
سجا ماءه لنا وهي جرور بعيدة القعر، وأنشد:
ساقى سجا يميد ميد المحمور
المحمور: الذي قد أصابه الحمر، وهو داء يصيب
الخيل من أكل الشعير.
ليس عليها عاجز بمذعور
ولا حق حديدة بمذكور
ويقال: هذا الرجز لرجل ولم يعرفه العامري، وهو
الذي يقول:
لا سلم الله على خرقا سجا،
من ينج من خرقا سجا فقد نجا
أنكد لا ينبت إلا العرفجا،
لم تترك الرمضاء منى والوجا
والنزع من أبعد قعر من سجا
إلا عروقا وعروقا خرجا
يعنى أنها بارزة لا لحم عليها، وقال غيلان بن
الربيع اللص:
إلى الله أشكو محبسي في مخيس
وقرب سجا يا رب حين أقيل
وإني، إذا ما الليل أرخى ستوره
بمنعرج الخل الخفي، دليل
سجار: بكسر أوله، وآخره راء: وهي قرية من
قرى النور على عشرين فرسخا من بخارى يقال لها
ججار أيضا، ينسب إليها أبو شعيب صالح بن محمد
السجاري، رحل إلى خراسان والعراق والشام
ومصر، سمع عبد العزيز بن علي أبا القاسم المصري
وغيره، روى عنه أبو القاسم ميمون بن علي الميموني،
ومات سنة 404، وكان زاهدا صالحا.
سجاس: بكسر أوله ويفتح، وآخره سين أخرى
مهملة: بلد بين همذان وأبهر، قال عبد الله بن خليفة:
كأني لم أركب جوادا لغارة،
ولم أترك القرن الكمى مقطرا
ولم أعترض بالسيف خيلا مغيرة
إذا النكس مشى القهقهرى ثم جرجرا
ولم أستحث الركب في إثر عصبة
ميممة عليا سجاس وأبهرا
ينسب إليها أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن عبد الله
ابن سعيد السجاسي الأديب، كتب عنه السفلى
بسجاس أنا شيد وفرائد أدبية ورواها عنه وذكر أن
سجاس من مدن أذربيجان، والمعروف ما صدر منه.
سجر: بالسكون: موضع بالحجاز.
سجز: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره زاي:
اسم لسجسان البلد المعروف في أطراف خراسان،
والنسبة إليها سجزي، وقد نسب إليها خلق كثير
من الأئمة والرواة والأدباء، وأكثر أهل سجستان
189

ينسبون هكذا، منهم: الخليل بن أحمد بن محمد بن
الخليل بن موسى بن عبد الله بن عاصم بن جنك أبو سعيد
السجزي القاضي الحنفي، رحل إلى الشام والعراق
وخراسان وأدرك الأئمة أبا بكر بن خزيمة وتلك
الطبقة، ومات بفرغانة 373 وهو على مظالمها،
وقد ولى القضاء بعدة نواح، وكان أديبا نحويا.
سجستان: بكسر أوله وثانيه، وسين أخرى مهملة،
وتاء مثناة من فوق، وآخره نون: وهي ناحية كبيرة
وولاية واسعة، ذهب بعضهم إلى أن سجستان اسم
للناحية وأن اسم مدينتها زرنج، وبينها وبين هراة
عشرة أيام ثمانون فرسخا، وهي جنوبي هراة، وأرضها
كلها رملة سبخة، والرياح فيها لا تسكن أبدا ولا
تزال شديدة تدير رحيهم، وطحنهم كله على تلك
الرحى. وطول سجستان أربع وستون درجة وربع،
وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وسدس، وهي من
الاقليم الثالث. وقال حمزة في اشتقاقها واشتقاق
أصبهان: إن أسباه وسك اسم للجند وللكلب مشترك
وكل واحد منهما اسم للشيئين فسميت أصبهان والأصل
أسباهان وسجستان والأصل سكان وسكستان لأنهما
كانتا بلدتي الجند، وقد ذكرت في أصبهان بأبسط
من هذا، قال الإصطخري: أرض سجسستان سبخة
ورمال حارة، بها نخيل، ولا يقع بها الثلج، وهي
أرض سهلة لا يرى فيها جبل، وأقرب جبال منها
من ناحية فره، وتشتد رياحهم وتدوم على أنهم قد
نصبوا عليها أرحية تدور بها وتنقل رمالهم من مكان
إلى مكان ولولا أنهم يحتالون فيها لطمست على المدن
القرى، وبلغني أنهم إذا أحبوا نقل الرمل من مكان
إلى مكان من غير أن يقع على الأرض التي إلى جانب
الرمل جمعوا حول الرمل مثل الحائط من حطب
وشوك وغيرهما بقدر ما يعلو على ذلك الرمل وفتحوا
إلى أسفله بابا فتدخله الريح فتطير الرمال إلى أعلاه
مثل الزوبعة فيقع على مد البصر حيث لا يضرهم،
وكانت مدينة سجستان قبل زرنج يقال لها رام
شهرستان، وقد ذكرت في موضعها، وبسجستان
نخل كثير وتمر، وفى رجالهم عظم خلق وجلادة
ويمشون في أسواقهم وبأيديهم سيوف مشهورة،
ويعتمون بثلاث عمائم وأربع كل واحدة لون ما بين
أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وغير ذلك من الألوان
على قلانس لهم شبيهة بالمكوك ويلفونها لفا يظهر ألوان
كل واحدة منها، وأكثر ما تكون هذه العمائم
إبريسم طولها ثلاثة أذرع أو أربعة وتشبه الميانبندات،
وهم فرس وليس بينهم من المذاهب غير الحنفية من
الفقهاء إلا قليل نادر، ولا تخرج لهم امرأة من منزل
أبدا وإن أرادت زيارة أهلها فبالليل، وبسجستان
كثير من الخوارج يظهرون مذهبهم ولا يتحاشون
منه ويفتخرون به عند المعاملة، حدثني رجل من
التجار قال: تقدمت إلى رجل من سجستان لاشتري
منه حاجة فما كسته فقال: يا أخي أنا من الخوارج
لا تجد عندي إلا الحق ولست ممن يبخسك حقك، وإن
كنت لا تفهم حقيقة ما أقول فسل عنه، فمضيت
وسألت عنه متعجبا، وهم يتزيون بغير زي الجمهور
فهم معروفون مشهورون، وبها بليدة يقال لها
كركويه كلهم خوارج، وفيهم الصوم والصلاة
والعبادة الزائدة، ولهم فقهاء وعلماء على حدة، قال
محمد بن بحر الرهني: سجستان إحدى بلدان المشرق
ولم تزل لقاحا على الضيم ممتنعة من الهضم منفردة
بمحاسن متوحدة بمآثر لم تعرف لغيرها من البلدان، ما
في الدنيا سوقة أصح منهم معاملة ولا أقل منهم مخاتلة،
ومن شأن سوقة البلدان أنهم إذا باعهم أو اشترى
منهم العبد أو الأجير أو الصبى كان أحب إليهم من
190

أن يشترى منهم الصاحب المحتاط والبالغ العارف،
وهم بخلاف هذه الصفة، ثم مسارعتهم إلى إغاثة
الملهوف ومداركة الضعيف، ثم أمرهم بالمعروف ولو
كان فيه جدع الانف، منها جرير بن عبد الله صاحب
أبى عبد الله جعفر بن محمد الباقر، رضي الله عنه،
ومنها خليدة السجستاني صاحب تاريخ آل محمد،
قال الرهني: وأجل من هذا كله أنه لعن
علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، على منابر الشرق
والغرب ولم يلعن على منبرها إلا مرة، وامتنعوا على
بنى أمية حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على
منبرهم أحد ولا يصطادوا في بلدهم قنفذا ولا سلحفاة،
وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، على منبرهم وهو يلعن
على منابر الحرمين مكة والمدينة؟ وبين سجستان
وكرمان مائة وثلاثون فرسخا، ولها من المدن زالق
وكركويه وهيسوم وزرنج وبست، وبها أثر
مربط فرس رستم الشديد ونهرها المعروف بالهندمند،
يقول أهل سجستان: إنه ينصب إليه مياه ألف نهر
فلا تظهر فيه زيادة وينشق منه ألف نهر فلا يرى فيه
نقصان، وفى شرط أهل سجستان على المسلمين لما
فتحوها أن لا يقتل في بلدهم قنفذ ولا يصطاد لأنهم
كثير والأفاعي والقنافذ تأكل الأفاعي، فما من
بيت إلا وفيه قنفذ، قال ابن الفقيه: ومن مدنها
الرخج وبلاد الداور، وهي مملكة رستم الشديد،
ملكه إياها كيقاوس، وبينها وبين بست خمسة
أيام، وقال ابن الفقيه، بسجستان نخل كثير حول
المدينة في رساتيقها وليس في جبالها منه شئ لاجل
الثلج وليس بمدينة زرنج وهي قصبة سجستان لوقوع
الثلج بها، وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
نضر الله أعظما دفنوها
بسجستان طلحة الطلحات
كان لا يحرم الخليل ولا
يعتل بالنجل طيب العذرات
وقال بعضهم يذم سجستان:
يا سجستان قد بلوناك دهرا
في حراميك من كلا طرفيك
أنت لولا الأمير فيك لقنا:
لعن الله من يصير إليك!
وقال آخر:
يا سجستان لا سقتك السحاب،
وعلاك الخراب ثم اليباب
أنت في القر غصة واكتئاب،
أنت في الصيف حية وذباب
وبلاء موكل ورياح
ورمال كأنهن سقاب
صاغك الله للأنام عذابا،
وقضى أن يكون فيك عذاب
وقال القاضي أبو على المسبحي:
حلولي سجستان إحدى النوب،
وكوني بها من عجيب العجب
وما بسجستان من طائل
سوى حسن مسجدها والرطب
وذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت
محمد بن أبي نصر قل هو الله أحد، خوان (1)، يقول أبو
داود السجستاني الامام: هو من قرية بالبصرة يقال لها
سجستان وليس من سجستان خراسان، وكذلك
ذكر لي بعض الهرويين في سنة نيف وثلاثين وأربعمائة

(1) قوله: قل هو الله أحد خوان، هو لقب محمد بن أبي نصر،
ومعناه قارئ هذه السورة.
191

قال: سمعت محمد بن يوسف يقول أبو حاتم السجستاني
من كورة بالبصرة يقال لها سجستانة وليس من
سجستان خراسان. وذكر ابن أبي نصر المذكور
أنه تتبع البصريين فلم يعرفوا بالبصرة قرية يقال لها
سجستان غير أن بعضهم قال: إن بقرب الأهواز
قرية تسمى بشئ من نحو ما ذكره، ودرس من
كتابي هذا لا أعرف له حقيقة لأنه ورد أن ابن أبي
داود كان بنيسابور في المكتب مع ولد إسحاق بن
راهويه وأنه أول ما كتب كتب عند محمد بن أسلم
الطوسي وله دون عشر سنين، ولم يذكر أحد من
الحفاظ أنه من غير سجستان المعروف، وينسب إليها
السجزي، منهم: أبو أحمد خلف بن أحمد بن خلف
ابن الليث بن فرقد السجزي، كان ملكا بسجستان وكان
من أهل العلم والفضل والسياسة والملك وسمع الحديث
بخراسان والعراق، روى عن أبي عبد الله محمد بن علي
الماليسي وأبى بكر الشافعي، سمع منه الحاكم أبو عبد
الله وغيره، توفى في بلاد الهند محبوسا، وسلب ملكه
في سنة 399 في رجب، ومولده في نصف محرم سنة
326، ودعلج بن علي السجزي، ومنها إمام أهل
الحديث عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي
داود أصله من سجستان، كتب من تاريخ
الخطيب هو وأبوه وزاد ابن عساكر في تاريخه بإسناد
إلى أبي على الحسن بن بندار الزنجاني الشيخ الصالح
قال: كان أحمد بن صالح يمتنع على المرد من رواية
الحديث لهم تعففا وتنزها ونفيا للمظنة عن نفسه،
وكان أبو داود يحضر مجلسه ويسمع منه، وكان له
ابن أمرد يحب أن يسمع حديثه وعرف عادته في
الامتناع عليه من الرواية فاحتال أبو داود بأن شد
على ذقن ابنه قطعة من الشعر ليتوهم أنه ملتح ثم
أحضره المجلس وأسمعه جزءا، فأخبر الشيخ بذلك فقال
لابي داود: أمثلي يعمل معه هذا؟ فقال له: أيها
الشيخ لا تنكر على ما فعلته واجمع أمرى هذا مع
شيوخ الفقهاء والرواة فإن لم يقاومهم بمعرفته فأحرمه
حينئذ من السماع عليك، قال: فاجتمع طائفة من
الشيوخ فتعرض لهم هذا الأمرد مطارحا وغلب الجميع
بفهمه ولم يرو له الشيخ مع ذلك من حديثه شيئا
وحصل له ذلك الجزء الأول وكان ليس إلا أمرد
يفتخر بروايته الجزء الأول.
سجكان: قلعة حصينة بقومس.
سجلماسة: بكسر أوله وثانيه، وسكون اللام،
وبعد الألف سين مهملة: مدينة في جنوبي المغرب في
طرف بلاد السودان، بنيها وبين فاس عشرة أيام
تلقاء الجنوب، وهي في منقطع جبل درن، وهي
في وسط رمال كرمان زرود ويتصل بها من شماليها
جدد من الأرض، يمر بها نهر كبير يخاض قد
غرسوا عليه بساتين ونخيلا مد البصر، وعلى أربعة
فراسخ منها رستاق يقال له تيومتين على نهرها الجاري
فيه من الأعناب الشديدة الحلاوة ما لا يحد وفيه
ستة عشر صنفا من التمر ما بين عجوة ودقل، وأكثر
أقوات أهل سجلماسة من التمر وغلتهم قليلة، ولنسائهم
يد صناع في غزل الصوف، فهن يعملن منه كل
حسن عجيب بديع من الأزر تفوق القصب الذي
بمصر يبلغ ثمن الإزار خمسة وثلاثين دينارا وأكثر
كأرفع ما يكون من القصب الذي بمصر، ويعملون
منه غفارات يبلغ ثمنها مثل ذلك ويصبغونها بأنواع
الأصباغ، وبين سجلماسة ودرعة أربعة أيام، وأهل
هذه المدينة من أغنى الناس وأكثرهم مالا لأنها على
طريق من يريد غانة التي هي معدن الذهب، ولأهلها
جرأة على دخولها.
192

سجلة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والسجل: الدلو
إذا كان فيها ماء قل أو كثر، ولا يقال لها وهي
فارغة سجل، وأسجلت الحوض إذا: وهي
بئر حفرها هاشم بن عبد مناف فوهبها أسد بن هاشم
لعدى بن نوفل ولم يكن لأسد بن هاشم عقب،
وقالت خالدة بنت هاشم:
نحن وهبنا لعدى سجله
تروى الحجيج زغلة فزغله
وقيل: حفرها قصى.
سجلين: بكسر أوله وثانيه، وتشديد لامه المكسورة
وبعدها ياء مثناة من تحت، وآخره نون: قرية من
قرى عسقلان من أعمال فلسطين، كذا ذكره
السمعاني بالجيم وتشديد اللام، وهو خطأ إنما هو بالحاء
المهملة واللام الخفيفة، إنما ذكر ليجتنب، وينسب
إليها عبد الجبار بن أبي عاصم الخثعمي السجليني، حدث
عن محمد بن أبي السرى العسقلاني ومؤمل بن إهاب،
روى عنه أبو سعيد بن يونس وأبو القاسم الطبراني.
سجن ابن سباع: قال أحمد بن جابر: حدثني العباس
ابن هشام الكلبي قال: كتب بعض الكنديين إلى أبي
يسأله عن سجن ابن سباع بالمدينة إلى من نسب،
فكتب: فأما سجن ابن سباع فإنه كان دارا لعبد
الله بن سباع بن عبد العزى بن نضلة بن عمرو بن
غبشان الخزاعي، وكان سباع يكنى أبا نيار،
وكانت أمه قابلة بمكة، فبارزه حمزة بن عبد المطلب
يوم أحد فقال له: هلم إلى يا ابن مقطعة البظور،
فقتله حمزة وأكب عليه ليأخذ درعه فزرقه
وحشي فقتله، وأم طريح بن إسماعيل الثقفي الشاعر
بنت عبد الله بن سباع هذا، والله أعلم.
سجن يوسف الصديق، عليه السلام: هو ببوصير
من أرض مصر وأعمال الجيزة في أول الصعيد من
ناحية مصر، قال القاضي القضاعي: أجمع أهل المعرفة
من أهل مصر على صحة هذا المكان، وفيه أثر نبيين:
أحدهما يوسف، عليه السلام، سجن به المدة التي
ذكر أنها سبع سنين وكان الوحي ينزل عليه فيه،
وسطح السجن معروف بإجابة الدعاء وأهل تلك
النواحي يعرفونه ويقصدونه بالزيارة، والنبي الاخر:
موسى، عليه السلام، وقد بنى على أثره مسجد هناك
يعرف بمسجد موسى، عليه السلام.
سجوان: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره
نون، والعامة يقولون سيوان: بليدة نزهة، بينها
وبين تبريز نحو الفرسخ، والله أعلم.
سجسيجان: ماء لبنى عمرو بن كلاب بدماخ، عن أبي
زياد.
سجين: بكسر أوله وثانيه، يقال: ضرب سجين
أي شديد، وقيل: دائم، قال ابن مقبل:
ورجلة يضربون الهام عن عرض
ضربا تواصت به الابطال سجينا
وسجين: موضع فيه كتاب الفجار ودواوينهم،
قال أبو عبيد: هو فعيل من السجن كالفسيق من
الفسق، وقال الأزهري: السجين السلتين من
النخل بلغة أهل البحرين. وسجين: من قرى مصر،
والله أعلم بالصواب.
باب السين والحاء وما يليهما
سحام: بضم أوله، والسحام سواد كسواد الغراب
الأسحم: وهو واد بفلج، قال امرؤ القيس:
لمن الديار غشيتها بسحام
فعمايتين فهضب ذي إقدام
193

وبلاد بنى سحام: باليمن من ناحية ذمار.
سحامة: مائة لبنى كليب باليمامة، وقال أبو زياد:
ومن مياه عمرو بن كلاب سحامة رمح التي يقول
فيها عامر بن الكاهن بن عوف بن الصموت بن عبد الله
ابن كلاب:
ومن يرنا يوم السحامة فوقنا
عجاجة أذواد لهن حوائر
إذا خرجت من محضر سد فرجها
خفاف منيفات وجذع بهازر
دعوا الحرب لا تشجوا بها آل حنتر
شجا الحلق، إن الحرب فيها تهابر
ولا توعدونا بالغوار، فإننا
بنو عمنا فيها حماة مغاور
عل كل جرداء السراة كأنها
عقاب، إذا ما حثها الحرب، كاسر
محالفة للهضب صقعاء لفها
بطخفة يوم ذو أهاضيب ماطر
سحبان: كلفظ اسم الرجل البليغ: ماء، قال الشاعر:
لولا بنى ما حفرت سحبان،
ولا أخذت أجرة من انسان
سحبل: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم باء موحدة
مفتوحة، والسحبل: العريض البطن، ويقال:
وعاء سحبل واسع: وهو موضع في ديار بنى
الحارث بن كعب، كان جفر بن علبة الحارثي
يزور نساء بنى عقيل فنذر به القوم فقبضوه وكشفوا
دبر قميصه وربطوه إلى خيمة وجعلوا يضربونه
بالسياط ويقبلون ويدبرون به على النساء اللواتي قد
كان يتحدث إليهن حتى فضحوه وهو يستعفيهم
ويقول: يا قوم القتل خير مما تصنعون! فلما بلغوا
منه مرادهم أطلقوه فمضت أيام وأخذ جعفر أربعة
رجال من قومه ورصد العقيليين حتى ظفر برجل
ممن كان يصنع به ذلك فقبضوا عليه وفعلوا به شرا
مما فعل بجعفر ثم أطلقوه، فرجع إي الحي فأنذرهم
فتبعهم سبعة عشر فارسا من بنى عقيل حتى لحقوا بهم
بواد يقال له سحبل فقاتلهم جعفر، فيقال إنه قتل
فيهم حتى لم يبق من العقيليين إلا ثلاثة نفر وعمد
إلى القتلى فشدهم على الجمال وأنفذهم مع الثلاثة إلى
قومهم، فمضى العقيليون إلى والى مكة إبراهيم بن
هشام المخزومي، وقيل: السرى بن عبد الله الهاشمي،
فطلب جعفرا ومن كان معه يومئذ حتى ظفر بهم
وحبسهم، فذلك قول جعفر بن علبة في محبسه:
ألا لا أبالي بعد يوم بسحبل
إذا لم أعذب أن يجئ حماميا
تركت بأعلى سحبل ومضيقه
مراق دم لا يبرح الدهر ثاويا
شفيت به غيظي وحزت مواطني،
وكان سناء آخر الدهر باقيا
فدى لبنى عمى أجابوا لدعوتي
شفوا من بنى القرعاء عمى وخاليا
كأن بنى الرقاء يوم لقيتهم
فراخ القطا لاقين صقرا يمانيا
أقول وقد أجلت من القوم عركة:
ليبك العقيليين من كان باكيا
فإن بقرني سحبل لامارة
ونضح دماء منهم ومحابيا
ولم أر لي من حاجة غير أنى
وددت معاذا كان فيمن أتانيا
شفيت غليلي من حشينة بعدما
كسوت الهذيل المشرفي اليمانيا
194

أحقا عباد الله أن لست ناظرا
صحارى نجد والرياح الذواريا
ولا زائرا شم العرانين تنتمي
إلى عامر يحللن رملا معاليا
إذا ما أتيت الحارثيات فانعني
لهن وخبرهن أن لا تلاقيا
وقود قلوصي بينهن فإنها
ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا
أوصيكم إن مت يوما بعارم
ليغنى غنائي أو يكون مكانيا
عارم: ابنه وبه كان يكنى، ثم أخرج جعفر
ابن علبة ليقتل فانقطع شسع نعله فوقف فأصلحه،
فقال له رجل: أما يشغلك ما أنت فيه؟ فقال:
أشد قبال نعلي أن يراني
عدوى للحوادث مستكينا
وقام أبوه إلى كل ناقة وشاة له فنحر أولادها وألقاها
بين يديها وقال: ابكين معي على جعفر، فجعلت
النوق ترغو والشاء تثغو والنساء يصحن ويبكين
وأبوه يبكى معهن فما روى أن يوما كان أفظع ولا
أقطع من يومئذ.
سحطة: حصن في جبال صنعاء كان بيد عبد الله بن
حمزة الزيدي الخارجي.
سحلين: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وقد رواه
السمعاني بالجيم وتشديد اللام، وقد ذكر آنفا:
وهي من قرى عسقلان.
سحنة: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم نون، بلفظ
السحنة التي هي لون البشرة ونعمتها، قال الحازمي:
موضع بين بغداد وهمذان، وقال نصر: سحنة بلد
بالقرب من همذان، قال ابن الكلبي: كانت عجلة
وسحنة امرأتين بنى عمرو بن عدى بن نصر بن ربيعة
ابن الحارث بن مالك بن سعود بن عمم بن نمارة،
وأظنها أنا قرب الأنبار لان ابن الكلبي قال: وأهل
الأنبار يقولون سيحنة، قال: وكانتا تشربان اللبن بها.
سحول: بضم أوله، وآخره لام، قال الليث:
السحيل، والجمع السحل، ثوب لا يبرم غزله أي
لا يفتل طاقين، يقال: سحلوه أي لم يفتلوا سداه،
وسحول: قبيلة من اليمن، وهو السحول بن سوادة
ابن عمرو بن سعد بن عوف بن عدى بن مالك بن زيد
ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد
شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن
زهير بن أيمن به الهميسع بن حمير بن سبأ: قرية
من قرى اليمن يحمل منها ثياب قطن بيض تدعى
السحولية، قال طرفة بن العبد:
وبالسفح آيات كأن رسومها
يمان وشته ريدة وسحول
ريدة وسحول: قريتان، أراد وشته أهل ريدة
وسحول فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
سحيل: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت،
وهو الغزل الذي لم يبرم، قال زهير:
على كل حال من سحيل ومبرم
وهي أرض بين الكوفة والشام وكان النعمان بن
المنذر يحمى بها العشب لنجائبه.
السحيلة: مثل الذي قبله، وزيادة هاء في آخره: اسم
قلعة حصينة في قبلي بيت المقدس وهي من عمله.
سحيم: موضع في بلاد هذيل، قال مرة بن عبد الله
اللحياني:
تركنا بالمراح وذي سحيم
أبا حيان في نفر منافي
195

ينسب إلى بنى سحيمة من حنيفة.
السحيمية: بلفظ النسبة إلى سحيم تصغير أسحم تصغير
الترخيم، وهو الأسود: قرية في طريق اليمامة من
النباج ثم القرية قرية بنى سدوس ثم السحيمية أيضا،
قال نصر: هي من نواحي اليمامة، والله أعلم بالصواب.
باب السين والخاء وما يليهما
سخا: مقصور، بلفظ السخاء، بقلة من بقول الربيع
على ساقها كهيئة سنبلة فيها حبات كحب الينبوت
ولب حبها دواء للجرح، الواحدة سخاة، وقال
الأصمعي: السخاوية الأرض اللينة التربة مع بعد،
وسخا: كورة بمصر وقصبتها سخا بأسفل مصر،
وهي الآن قصبة كورة الغربية ودار الوالي بها،
ذكر أن في جامع سخا حجرا أسود عليه طلسم يعلم
إذا أخرج الحجر من الجامع دخلت إليه العصافير فإذا
أعيد إلى الجامع خرجت منه كما ذكر، وسخا من
فتوح خارجة بن حذافة بولاية عمرو بن العاص حين
فتح مصر أيام عمر، رضي الله عنه، ينسب إليها أبو
أحمد زياد بن المعلى السخاوي، ذكره ابن يونس
وقال: مات سنة 255، وبدمشق رجل من أهل
القرآن والأدب وله فيهما تصانيف اسمه علي بن محمد
السخاوي، حي في أيامنا، وهو أديب فاضل دين
يرحل إليه للقراءة عليه.
سخاخ: بفتح أوله، وخاء مكررة: موضع بالشاش
مما وراء النهر.
سخال: بكسر أوله، بلفظ جمع السخل من الشاة:
موضع باليمامة، عن الحازمي، قال:
حل أهلي بطن الغميس فبادو
لي رحلت علوية بالسخال
وقال ابن مقبل:
حي دار الحي لا دار بها
بسخال فأثال فحرم
سخام: يروى بكسر أوله وفتحه: وهو موضع
ذكره امرؤ القيس:
لمن الديار عرفتها بسخام
فعمايتين فهضب ذي إقدام
سخبر: بالفتح ثم السكون، وفتح الباء الموحدة:
موضع أظنه قرب نجران، قال شبيب بن البرصاء:
إذا احتلت الرنقاء هند مقيمة
وقد حان منى من دمشق خروج
وبدلت أرض الشيح منها بدلت
تلاع المطالي سخبر ووشيج
فلا وصل إلا أن تقرب بيننا
قلائص يجذبن المثاني عوج
السخف: بالتحريك، وآخره فاء، وهو رقة العيش،
والسخف ضعف العقل: وهو اسم موضع.
سخنة: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم نون، بلفظ
تأنيث السخن وهو الحار: بلدة في برية الشام بين
تدمر وعرض وأرك يسكنها قوم من العرب،
وعلى التحديد بين أرك وعرض.
السخة: مائة في رمال عبد الله بن كلاب.
السخيبرة: بالتصغير: ماء جامع ضخم لبني الأضبط
ابن كلاب.
باب السين والدال وما يليهما
سداد أبى جراب: قال محمد بن إسحاق الفاكهي
في كتاب مكة: هو في أسفل من عقبة منى دون
القبور على يمين الذاهب إلى منى، منسوب إلى أبي
196

جراب عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن
أمية الأصغر عمله في ولاية إبراهيم بن هشام على
مكة والمدينة بغير إذنه فكتب إبراهيم إلى عامله أن
يقف أبا جراب حتى يدفن بئره عند السد، ففعل
ذلك فاستعان أبو جراب بأهل مكة فغوروا تلك
البئر ودفنوا ذلك السد.
السد: بضم أوله، وهو الجبل الحاجز بين الشيئين،
والسددة: أرض أودية فيها حجارة أو صخور
يبقى الماء فيها زمانا، الواحد سد، بالضم، قال
الحازمي: السد ماء سماء في حزم بنى عوال: جبل
لغطفان يقال له السد، وقال عرام: السد ماء
سماء جبل شوران مطل عليه أمر رسول الله، صلى
الله عليه وسلم،
بسده، ومن السد قناة إلى قباء،
قال الإصطخري: وبالري قرية تعرف بالسد منها
على فرسخين يقال إن مفاتيح بساتينها المعروفة اثنا
عشر ألف مفتاح، وكان يذبح بهذه القرية كل يوم
مائة وعشرون شاة واثنتا عشرة بقرة وثور. والسد:
حصن باليمن من أعمال عبد علي بن عواض.
سدد: موضع في شعر البحتري:
أهل فرغانة قد غنوا به
وقرى السواس وألطا وسدد
سد يأجوج ومأجوج: قيل: إن يأجوج ومأجوج
ابنا يافث بن نوح، عليه السلام، وهما قبيلتان من
خلق جاءت القراءة فيهما بهمز وبغير همز، وهما
اسمان أعجميان، واشتقاق مثلهما من كلام العرب
يخرج من أجت النار ومن الماء الأجاج وهو الشديد
الملوحة المحرق من ملوحته، ويكون التقدير يفعول
ومفعول، ويجوز أن يكون يأجوج فاعولا وكذلك
مأجوج، قال: هذا لو كان الاسمان عربيين لكان
هذا اشتقاقهما، فأما الأعجمية فلا تشتق من العربية،
وروى عن الشعبي أنه قال: سار ذو القرنين إلى ناحية
يأجوج ومأجوج فنظر إلى أمة صهب الشعور زرق
العيون فاجتمع إليه منهم خلق كثير وقالوا له: أيها الملك
المظفر إن خلف هذا الجبل أمما لا يحصيهم إلا الله
وقد أخربوا علينا بلادنا يأكلون ثمارنا وزروعنا،
قال: وما صفتهم؟ قالوا: قصار صلع عراض
الوجوه، قال: وكم صنفا هم؟ قالوا: هم أمم
كثيرة لا يحصيهم إلا الله تعالى، قال: وما أساميهم؟
قالوا: أما من قرب منهم فهم ست قبائل: يأجوج،
ومأجوج، وتأويل، وتاريس، ومنسك، وكمارى،
وكل قبيلة منهم مثل جميع أهل الأرض، وأما من
كان منا بعيدا فإنا لا نعرف قبائلهم وليس لهم إلينا
طريق، فهل نجعل لك خرجا على أن تسد عليهم
وتكفينا أمرهم؟ قال: فما طعامهم؟ قالوا: يقذف
البحر إليهم في كل سنة سمكتين يكون بين رأس
كل سمكة وذنبها مسيرة عشرة أيام أو أكثر، قال:
ما مكنني فيه ربى خير فأعينوني بقوة تبذلون لي من
الأموال في سده ما يمكن كل واحد منكم، ففعلوا،
ثم أمر بالحديد فأذيب وضرب منه لبنا عظاما وأذاب
النحاس ثم جعل منه ملاطا لذلك اللبن وبنى به الفج
وسواه مع قلتي الجبل فصار شبيها بالمصمت، وفى
بعض الاخبار قال: السد طريقة حمراء وطريقة
سوداء من حديد ونحاس، ويأجوج ومأجوج اثنتان
وعشرون قبيلة، منهم الترك قبيلة واحدة كانت
خارج السد لما ردمه ذو القرنين فسلموا أن يكونوا
خلفه، وسار ذو القرنين حتى توسط بلادهم فإذا هم على
مقدار واحد، ذكرهم وأنثاهم، يبلغ طول الواحد منهم
مثل نصف طول الرجل المربوع، لهم مخاليب في مواضع
الأظفار ولهم أضراس وأنياب كأضراس السباع
197

وأنيابها وأحناك كأحناك الإبل، وعليهم من الشعر
ما يوارى أجسادهم، وكل واحد أذنان عظيمتان
إحداهما على ظاهرها وبر كثير وباطنها أجرد
والأخرى باطنها وبر كثير وظاهرها أجرد يلتحف
إحداهما ويفترش الأخرى، وليس منهم ذكر ولا
أنثى إلا ويعرف أجله والوقت الذي يموت فيه، وذلك
أنه لا يموت حتى يلد ألف ولد، وهم يرزقون التنين
في أيام الربيع ويستمطرونه إذا أبطأ عنهم كما نستمطر
المطر إذا انقطع فيقذفون في كل عام بواحد فيأكلونه
عامهم كله إلى مثله من قابل فيكفيهم على كثرتهم،
وهم يتداعون تداعى الحمام ويعوون عواء الكلاب
ويتسافدون حيث ما التقوا تسافد البهائم، وفى رواية
أن ذا القرنين إنما عمل السد بعد رجوعه عنهم فانصرف
إلى ما بين الصدفين فقاس ما بينهما وهو منقطع أرض
الترك مما يلي الشمس فوجد بعد ما بينهما مائة فرسخ
فحفر له أساسا بلغ به الماء وجعل عرضه خمسين فرسخا
وجعل حشوه الصخور وطينه النحاس المذاب يصب
عليه، فصار عرقا من جبل تحت الأرض ثم علاه
وشرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل خلاله
عرقا من نحاس أصفر فصار كأنه برد محبر من صفرة
النحاس وسواد الحديد، فلما أحكمه انصرف راجعا،
وأما ذكر التنين فرأينا منه بنواحي حلب ما ذكرته
في ترجمة كلز وجعلته حجة على ما أورده ههنا من
خبره وشجعني على كتابته، فإن الانسان شديد
التكذيب بخبر ما لم ير مثله، روى عن شداد بن
أفلح المقرى أنه قال: عدت عمر البكالي فذكرنا
لون التنين فقال عمر البكالي: أتدرون كيف يكون
التنين؟ قلنا: لا، قال: يكون في البر حية
متمردة فتأكل حياة البر فلا تزال تأكلها وتأكل
غيرها من الهوام وهي تعظم وتكبر ثم يزيد أمرها
فتأكل جميع ما تراه من الحيوان فإذا عظم أمرها
ضجت دواب البر منها فيرسل الله تعالى إليها ملكا
فيحتملها حتى يلقيها في البحر فتفعل بدواب البحر
مثل فعلها بدواب البر فتعظم ويزداد جسمها فتضج
دواب البحر منها أيضا فيبعث الله إليها ملكا حتى
يخرج رأسها من البحر فيتدلى إليها سحاب فيحتملها
فيلقيها إلى يأجوج ومأجوج، وحدث المعلى بن
هلال الكوفي قال: كنت بالمصيصة فسمعتهم يتحدثون
أن البحر ربما مكث أياما وليالي تصطفق أمواجه
ويسمع لها دوى شديد فيقولون ما هذا إلا بشئ
آذى دواب البحر فهي تضج إلى الله تعالى، قال:
فتقبل سحابة حتى تغيب في البحر ثم تقبل أخرى حتى
تعد سبع سحابات ثم ترتفع جميعا في السماء وقد
حملن شيئا يرون أنه التنين حتى يغيب عنا ونحن
ننظر إليه يضطرب فيها فربما وقع في البحر فتعود
السحابة إلى البحر بالرعد الشديد الهائل والبرق العظيم
حتى تغوص في البحر وتستخرجه ثانية فتحمله، فربما
اجتاز وهو في السحاب وذنبه خارج عنها بالشجر
العادي والبناء الشامخ فيضربه بذنبه فيهدم البناء من
أصله ويقلع الشجر بعروقه، ولقد احتمله السحاب
من بحر أنطاكية فضرب بذنبه بضعة عشر برجا من
أبراج سورها فرمى بها ويقال: إن السحاب الموكل
به يختطفه حيثما رآه كما يختطف حجر المغناطيس الحديد،
فهو لا يطلع رأسه من الماء خوفا من السحاب ولا
يخرج إلا في الفرط إذا صحت الدنيا، وذكر بقراط
الحكيم اليوناني في كتاب الثراء أنه كان في بعض
السواحل فبلغه أن هناك قرى كثيرة فد فشا فيها
الموت فقصدها ليعرف السبب في ذلك فلما فحص عن
الامر إذا هو بتنين قد احتمله السحاب من البحر
فوقع عل نحو عشرين فرسخا من هذه القرى فنتن
198

ففشا الموت فيها من نتنه فعمد ذلك الفيلسوف فجبا
من أهل تلك القرى مالا عظيما واشترى به ملحا ثم
أمر أهل تلك القرى أن يحملوه ويلقوه عليه ففعلوا
ذلك حتى بطلت رائحته وكف الموتان عنهم،
وروى عن بعضهم أنه قصد موضعا سقط فيه فوجد
طوله نحو الفرسخين وعرضه فرسخ ولونه مثل لون
النمر مفلس كفلوس السمك وله جناحان عظيمان
كهيئة أجنحة السمك ورأسه مثل التل العظيم شبه
رأس الانسان وله أذنان مفرطتا الطول وعينان
مدورتان كبيرتان جدا ويتشعب من عنقه ستة
أعناق طول كل عنق منها عشرون ذراعا في كل عنق
رأس كرأس الحية، قلت: هذه صفة فاسدة لأنه قال
أولا رأس كرأس الانسان ثم قال ستة رؤوس
كرؤوس الحية، وقد نقلته كما وجدته ولكن تركه
أولى، ومن مشهور الاخبار حديث سلام الترجمان
قال: إن الواثق بالله رأى في المنام أن السد الذي بناه
ذو القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج مفتوح،
فأرعبه هذا المنام فأحضرني وأمرني بقصده والنظر
إليه والرجوع إليه بالخبر، فضم إلى خمسين رجلا
ووصلني بخمسة آلاف دينار وأعطاني ديني عشرة
آلاف درهم ومائتي بغل تحمل الزاد والماء، قال:
فخرجنا من سر من رأى بكتاب منه إلى إسحاق
ابن إسماعيل صاحب أرمينية وهو بتفليس يؤمر فيه
بإنفاذنا وقضاء حوائجنا ومكاتبة الملوك الذين في طريقنا
بتيسيرنا، فلما وصلنا إليه قضى حوائجنا وكتب إلى
صاحب السرير وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك
اللان وكتب ملك اللان إلى فيلانشاه وكتب لنا
فيلانشاه إلى ملك الخزر فوجه ملك الخزر معنا خمسة
من الادلاء فسرنا ستة وعشرين يوما فوصلنا إلى أرض
سوداء منتنة الرائحة وكنا قد حملنا معنا خلا لنشمه
من رائحتها بإشارة الادلاء، فسرنا في تلك الأرض
عشرة أيام ثم صرنا إلى مدن خراب فسرنا فيها سبعة
وعشرين يوما فسألنا الادلاء عن سبب خراب تلك
المدن فقالوا: خربها يأجوج ومأجوج، ثم صرنا
إلى حصن بالقرب من الجبل الذي السد في شعب منه
فجزنا بشئ يسير إلى حصون أخر فيها فوم يتكلمون
بالعربية والفارسية وهم مسلمون يقرؤون القرآن ولهم
مساجد وكتاتيب، فسألونا من أين أقبلتم وأين
تريدون، فأخبرناهم أنا رسل أمير المؤمنين، فأقبلوا
يتعجبون من قولنا ويقولون: أمير المؤمنين! فنقول:
نعم، فقالوا: أهو شيخ أم شاب؟ قلنا: شاب،
قالوا: وأين يكون؟ قلنا: بالعراق في مدينة يقال
لها سر من رأى، قالوا: ما سمعنا بهذا قط، ثم
ساروا معنا إلى جبل أملس ليس عليه من النبات شئ
وإذا هو مقطوع بواد عرضه مائة وخمسون ذراعا،
وإذا عضادتان مبنيتان مما يلي الجبل من جنبي الوادي
عرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعا الظاهر من
تحتها عشرة أذرع خارج الباب، وكله مبنى بلبن حديد
مغيب في نحاس في سمك خمسين ذراعا، وإذا دروند
حديد طرفاه في العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعا
قد ركب على العضادتين على كل واحد مقدار عشرة
أذرع في عرض خمسة أذرع، وفوق الدروند بناء
بذلك اللبن الحديد والنحاس إلى رأس الجبل، وارتفاعه
مد البصر، وفوق ذلك شرف حديد في طرف كل
شرفة قرنان ينثني كل واحد إلى صاحبه، وإذا باب
حديد بمصراعين مغلقين عرض كل مصراع ستون ذراعا
في ارتفاع سبعين ذراعا في ثخن خمسة أذرع وقائمتاها
في دوارة على قدر الدروند، وعلى الباب قفل طوله
سبعة أذرع في غلظ باع، وارتفاع القفل من الأرض
خمسة وعشرون ذراعا وفوق القفل نحو خمسة أذرع
199

غلق طوله أكثر من طول القفل، وعلى الغلق مفتاح
معلق طوله سبعة أذرع له أربع عشرة دندانكة أكبر
من دستج الهاون معلق في سلسلة طولها ثمانية أذرع
في استدارة أربعة أشبار والحلقة التي فيها السلسلة مثل
حلقة المنجنيق، وارتفاع عتبة الباب عشرة أذرع في
بسط مائة ذراع سوى ما تحت العضادتين والظاهر
منها خمسة أذرع، وهذا الذرع كله بذراع السواد،
ورئيس تلك الحصون يركب في كل جمعة في عشرة
فوارس مع كل فارس مرزبة حديد فيجيئون إلى الباب
ويضرب كل واحد منهم القفل والباب ضربات كثيرة
ليسمع من وراء الباب ذلك فيعلموا أن هناك حفظة
ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثا، وإذا
ضربوا الباب وضعوا آذانهم فيسمعون من وراء
الباب دويا عظيما، وبالقرب من السد حصن كبير
يكون فرسخا في مثله يقال إنه يأوى إليه الصناع،
ومع الباب حصنان يكون كل واحد منهما مائتي
ذراع في مثلها، وعلى بابي هذين الحصنين شجر كبير
لا يدرى ما هو، وبين الحصنين عين عذبة، وفى
أحدهما آلة البناء التي بنى بها السد من القدور الحديد
والمغارف وهناك بقية اللبن الحديد قد التصق
بعضه ببعض من الصدأ، واللبنة ذراع ونصف في
سمك شبر، وسألنا من هناك هل رأوا أحدا من
يأجوج ومأجوج فذكروا أنهم رأوا منهم مرة عددا
فوق الشرف فهبت ريح سوداء فألقتهم إي جانبنا
فكان مقدار الواحد منهم في رأى العين شبرا ونصفا،
فلما انصرفنا أخذ بنا الادلاء نحو خراسان فسرنا حتى
خرجنا خلف سمرقند بسبعة فراسخ، قال: وكان
بين خروجنا من سر من رأى إي رجوعنا إليها ثمانية
عشر شهرا، قد كتبت من خبر السد ما وجدته في
الكتب ولست أقطع بصحة ما أوردته لاختلاف
الروايات فيه، والله أعلم بصحته، وعلى كل حال
فليس في صحة أمر السد ريب وقد جاء ذكره في
الكتاب العزيز.
السدرتان: بكسر أوله، وسكون ثانيه، تثنية
السدرة، وهي شجرة النبق: وهو موضع، قال
البعيث:
لمن طلل بالسدرتين كأنه
كتاب زبور وحيه وسلاسله
أي مسطوره، والله أعلم.
سدر: ذو سدر: موضع بعينه، قال أبو ذؤيب:
صوح، من أم عمرو، بطن مر
فأكناف الرجيع فذو سدر فأملاح
سد قناة: بضم أوله، وبعد الدال المشددة قاف
بعدها نون: كلمة مركبة من السد والقناة: وهو
واد ينصب في الشعيبة.
سدوم: فعول من السدم، وهو الندم مع غم،
قال أبو منصور: مدينة من مدائن قوم لوط كان
قاضيها يقال له سدوم، وقال أبو حاتم في كتاب
المزال والمفسد: إنما هو سذوم، بالذال المعجمة،
قال: والدال خطأ، قال الأزهري: وهو الصحيح
وهو أعجمي، وقال الشاعر:
كذلك قوم لوط حين أضحوا
كعصف في سدومهم رميم
وهذا يدل على أنه اسم البلد لا اسم القاضي، إلا أن
قاضيها يضرب به المثل فيقال: أجور من قاضي سدوم.
وذكر الميداني في كتاب الأمثال أن سدوم هي
سرمين بلدة من أعمال حلب معروفة عامرة عندهم،
وكان من جوره أنه حكم على أنه إذا ارتكبوا الفاحشة
من أحد أخذ منه أربعة دراهم، وقد ذكر أمية بن
200

أبى الصلت سدوم فقال:
ثم لوط أخو سدوم أتاها
إذ أتاها برشدها وهداها
راودوه عن ضيفة ثم قالوا:
قد نهيناك أن تقيم قراها
عرض الشيخ عند ذاك بنات
كظباء بأجرع ترعاها
غضب القوم عند ذاك وقالوا:
أيها الشيخ خطة نأباها
أجمع القوم أمرهم وعجوز
خيب الله سعيها ورجاها
أرسل الله عند ذاك عذابا
جعل الأرض سفلها أعلاها
ورماها بحاصب ثم طين
ذي حروف مسموم إذ رماها
السدير: بفتح أوله، وسكر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت،
وآخره راء: هو نهر، ويقال قصر، وهو معرب
وأصله بالفارسية سه دله، أي فيه قباب مداخلة
مثل الجاري بكمين، وقال أبو منصور: قال
الليث السدير نهر بالحيرة، قال عدى بن زيد:
سره ماله وكثرة ما يملك
والبحر معرض والسدير
وقال ابن السكيت: قال الأصمعي السدير فارسية
أصله سه دل، أي قبة فيها ثلاث قباب متداخلة،
وهو الذي تسميه الناس اليوم سدلى فعربته العرب
فقالوا سدير، وفى نوادر الأصمعي التي رواها عنه أبو
يعلى قال: قال أبو عمرو بن العلاء السدير العشب،
انقضى كلام أبى منصور، وقال العمراني: السدير
موضع معروف بالحيرة، وقال: السدير نهر، وقيل:
قصر قريب من الخورنق كان النعمان الأكبر اتخذه
لبعض ملوك العجم، قال أبو حاتم: سمعت أبا عبيدة
يقول هو السدلى أي له ثلاثة أبواب، وهو فارسي
معرب، وقيل: سمى السدير لكثرة سواده وشجره،
ويقال: إني لأرى سدير نخل أي سواده وكثرته،
وقال الكلبي: إنما سمى السدير لان العرب حيث
أقبلوا ونظروا إلى سواد النخل سدرت فيه أعينهم
بسواد النخل فقالوا: ما هذا إلا سدير، قال: والسدير
أيضا أرض باليمن تنسب إليها البرود، قال الأعشى:
وبيداء قفر كبرد السدير
مشاربها داثرات أجن
وقد ذكر بعض أهل الأثر أنه إنما سمى السدير سديرا
لان العرب لما أشرفت على السواد ونظروا إلى سواد
النخل سدرت أعينهم فقالوا: ما هذا إلا سدير، وهذا
ليس بشئ لأنه سمى سديرا قبل الاسلام بزمن،
وقد ذكره عدى بن زيد، وكان هلاكه قبل الاسلام
بمدة، والأسود بن يعفر، وهو جاهلي قديم، بقوله:
أهل الخورنق والسدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سنداد
وقر ذكره عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة عند غلبة
خالد بن الوليد والمسلمين على الحيرة في خلافة أبى بكر
الصديق، رضي الله عنه:
أبعد المنذرين أرى سواما
تروح بالخورنق والسدير
تحاماه فوارس كل حي
مخافة أغلب عالي الزئير
فصرنا بعد ملك أبى قبيس
كمل الشاء في اليوم المطير
201

تقسمنا القبائل من معد
كأنا بعض أعضاء الجزور
وقال ابن الفقيه: قالوا السدير ما بين نهر الحيرة إلى النجف إلى
النجف إلى كسكر من هذا الجانب. والسدير أيضا:
مستنقع الماء وغيضة في أرض مصر بين العباسية والخشبي
تنصب فيه فضلات النيل إذا زاد واكتفى به أطلق
إلى هذا الموضع مستنقعا فيه طول العام، رأيته،
وهو أول ما يلقى القاصد من الشام إلى مصر من
أرض مصر.
السدير: بضم أوله، بلفظ تصغير سدر: قاع بين
البصرة والكوفة وموضع في ديار غطفان، وقال
الحفصي: ذو سدير قرية لبنى العنبر، وقال في موضع
آخر من كتابه: بظاهر السخال واد يقال له ذو
سدير، قال نابغة بنى شيبان:
أرى البنانة أقوت بعد ساكنها،
فذا سدير، وأقوى منهم أقر
وقال القتال الكلابي:
لعمرك إنني لأحب أرضا
بها خرقاء لو كانت تزار
كأن لثاتها علقت عليها
فروع السدر عاطية نوار
أطاع لها بمدفع ذي سدير
فروع الضال والسلم القصار
وقال عمرو بن الأهتم:
وقوفا بها صحبي على مطيهم،
يقولون: لا تجهل ولست بجهال
فقلت لهم: عهدي بزينب ترتعي
منازلها من ذي سدير فذي ضال
السديرة: تصغير سدرة وضبطه نصر بالفتح ثم الكسر:
ماء بين جراد والمروت بأرض الحجاز أقطعه النبي،
صلى الله عليه وسلم، حصين بن مشمت لما قدم عليه
مسلما بصدقته مع مياه أخر، قال سنان بن أبي حارثة:
وبضرغد وعلى السديرة حاضر
وبذي أمر حريمهم لم يقسم
في أبيات ذكرها في شجنة، وقال أبو زياد: ومن
مياه بنى قشير السديرة التي يقول فيها القائل:
تسائلني: كم ذا كسبت؟ ولم أكد
بنفسي من يوم السديرة أفلت
السديق: علم مرتجل على التصغير: واد من أودية
الطائف.
سدين: بكسرتين، والدال مشددة، وياء، ونون:
بلد بالساحل قريب تسكنه الفرس، كذا قاله نصر.
سديور: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء آخر الحروف
ساكنة، وواو مفتوحة، وآخره راء، ويقال
سدور، بالفتح، وتشديد الواو: من قرى مرو،
وقد نسب إليها بعض الرواة.
باب السين والذال وما يليهما
سذور: موضع بقومس التجأ إليه الخوارج وأميرهم
عبيدة بن هلال بعد مهلك قطري بن الفجاءة
بطبرستان فحصرهم فيه سفيان بن الأبرد مدة حتى
قتلهم وحمل رؤوسهم إلى الحجاج، فقال قيس بن
الأصم يرثيهم:
ذكرت السراة الصالحين وقد فنوا،
وذكرني أهل القران السذور
بقومس فأرفضت من العين عبرة
يجود بها ريعانها المتحدر
202

فقلت لأصحابي: قفوا، حين أشرفوا
قليلا لكي نبكي وقوفا وننظر
إلى بلد الشارين أضحت عظامهم
تضمنها من أرض قومس أقصر
باب السين والراء وما يليهما
سراء: بالفتح، كذا مضبوط بخط ابن نباتة: كأنه
اسم هضبة، قال جميل:
وقال خليلي: طالعات من الصفا،
فقلت: تأمل لسن حيث تريني
قرضن شمالا ذا العشيرة كلها
وذات اليمين البرق برق هجين
وأصعدن في سراء حتى إذا انتحت
شمالا نحا حاديهم ليمين
والسراء: أرض لبنى أسد، قال ضرار بن الأزور
الأسدي:
ونحن منعنا كل منبت تلعة
من الناس إلا من رعاها مجاورا
من السر والسراء والحزن والملا،
وكن مخنات لنا ومصايرا
المخنات: الساحات.
سراء: بضم أوله، وتشديد ثانيه، والمد: اسم من
أسماء سر من رأى. وسراء أيضا: برقة عند وادى
أرك، وهي مدينة سلمى أحد جبلي طئ. وسراء
أيضا: مائة عند وادى سلمى يقال لأعلاه ذو
الأعشاش ولأسفله وادى الحفائر، قال زهير:
قف بالديار التي لم يعفها القدم،
بلى وغيرها الأرواح والديم
دار لأسماء بالغمرين ماثلة
كالوحي ليس بها من أهلها أرم
بل قد أراها جميعا غير مقوية،
سراء منها فوادي الحفر فالهدم
سرا: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، والقصر: أحد
أبواب مدينة هراة، سمى بذلك لدار عنده لان
السرا هو الدار الواسعة، وسرا من أجل موضع
بهراة، منه دخل يعقوب بن الليث. وسرا: قرية
على باب نهاوند، قال أبو الوفا سعد بن علي بن محمد
السرائي بطرابلس أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم السرائي:
السرا قرية على باب نهاوند وقد رآها حديثا.
سرابيط: قرأت بخط ابن برد الخيار في كتاب فتوح
البلدان للبلاذري: نقل الحجاج إلى داره والمسجد
الجامع أبوابا من زندورد والدروقرة ودراوساط
ودير ماسرجان وسرابيط فضج أهل هذه المدن وقالوا:
قد أومنا على مدننا وأموالنا، فلم يلتفت إلى قولهم.
سراج طير: كذا ضبطه ابن برد الخيار: وهي
كورة في أرمينية الثالثة، وقيل الثانية.
السرار: بالفتح، وتكرير الراء: واد في شعر
الراعي، وسرارة الوادي: أفضل موضع فيه،
والجمع السرار، قال بعضهم:
فإن أفخر بمجد بنى سليم
أكن منها التخومة والسرارا
قال جرير:
كأن مجاشعا بحتات نيب
هبطن الحمض أسفل من سرارا
وقال أبو دؤاد:
إليك رحلت من كنفي سرار
على ما كان من كلم الأعادي
203

السرار: بكسر أوله، وتكرير الراء أيضا، وسرار
الشهر: آخر ليلة فيه، وكذلك سرره مشتق من
استسر القمر إذا خفى، والسرار: واحد أسرار
الكف والوجه، والجمع أسرة وأسارير، وساره في
أذنه سرارا: وهو وادى صنعاء الذي يشتقها ويجرى
إذا جاءت الأمطار ويصب في سنوان فيكون
كالبحيرة، قال الشاعر:
ويلي على ساكن شط السرار،
يسكنه رثم شديد النفار
سراسكبهر: مقبرة بهمذان دفن فيها جماعة من العلماء
والصلحاء.
سراوع: بضم أوله، وكسر الواو، وآخره عين
مهملة: علم مرتجل لاسم موضع، قال قيس بن
ذريح:
عفا سرف من أهله فسراوع
فؤادي قديد فالتلاع الدوافع
فغيقة فالأخياف أخياف ظبية
بها من لبينى مخرف ومرابع
سراو: بفتح أوله، وآخره واو صحيحة: مدينة
بأذربيجان بينها وبين أردبيل ثلاثة أيام، وهي بين
أردبيل وتبريز، خربها التتر، لعنهم الله، في سنة
617 وقتلوا كل من وجدوه فيها، وقال محمد بن
طاهر المقدسي: السروي منسوب إلى سارية، وقد
ذكر، والسروي منسوب إلى مدينة بأردبيل يقال
لها سرو، هكذا ذكره بغير ألف، قال: ومنها
نصر السروي الأردبيلي، ونافع بن علي بن بحر بن عمرو
ابن حزم أبو عبد الله السروي الفقيه من أذربيجان،
حدث عن أبي عياش الأردبيلي وعلي بن محمد بن
مهرويه وأبى الحسن علي بن إبراهيم القطان القزوينيين،
وقال أبو سعد: السروي، بالتسكين، نسبة إلى
سرو أردبيل من أذربيجان، وذكر من ذكرنا قبل،
والذي أراه أن النسبة إلى هذه المدينة سراوي على
الأصل وسروي، بالفتح، على الحذف، فأما
التسكين فمنكر جدا، والله أعلم بالصواب.
السراة: بلفظ جمع السرى، وهو جمع جاء على غير
قياس أن يجمع فعيل على فعلة ولا يعرف غيره،
وكذا قاله اللغويون، وأما سيبويه فالسراة في السرى
هو عنده اسم مفرد موضوع للجمع كنفر ورهط
وليس بجمع مكسر، وسراة الفرس وغيره: أعلى
متنه، والجمع سروات، وكذا يجمع هذا الجبل
بما يتوصل به، وسراة النهار: وقت ارتفاع الشمس،
وسراة الطريق: متنه ومعظمه، وقال الأصمعي:
الطود جبل مشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء يقال له
السراة وإنما سمى بذلك لعلوه، وسراة كل شئ:
ظهره، يقال: سراة ثقيف ثم سراة فهم وعدوان ثم
سراة الأزد، وقال الأصمعي: السراة الجبل الذي
فيه طرف الطائف إلى بلاد أرمينية، وفى كتاب
الحازمي: السراة الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة
واليمن ولها سعة، وهي باليمن أخص، وقال أبو
الأشعث الكندي عن عرام: وادى تربة لبنى هلال
وحواليه بين الجبال السراة ويسوم وفرقد ومعدن
البرم وجبلان يقال لهما شوانان واحدهما شوان،
وهذه الجبال تنبت القرظ، وهي جبال متقاودة
وبينها فتوق، وفى جبال السراة الأعتاب وقصب
السكر والقرظ والإسحل، قال شاعر يصف غيثا:
أنجد غوري وحن متهمه
واستن بين ريقيه حنتمه
وقلت أطراف السراة مطعمه
204

وقال قوم: الحجاز هو جبال تحجز بين تهامة ونجد
يقال لأعلاها السراة كما يقال لظهر الدابة السراة،
وهو أحسن القول، وقال الفضل بن العباس اللهبي:
وقافية عقام قلت بكرا
تقل رعان نجد محكمات
يؤبن مع الركاب بكل مصر،
ويأتين الأقاول بالسراة
غوائر لا سواقط مكفآت
بإسناد ولا متنخلات
وأما الشراة، بالمعجمة، فتذكر في موضعها، إن
شاء الله تعالى، وقال سعيد بن المسيب: إن الله تعالى
لما خلق الأرض مادت فضربها بهذا الجبل السراة
وهو أعظم جبال العرب وأذكرها، أقبل من ثغرة
اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام، فسمته العرب
حجازا لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو
ظاهر، وقال الحسن بن علي بن أحمد بن يعقوب
اليمنى الهمداني: أما جبل السراة الذي يصل ما بين
أقصى اليمن والشام فإنه ليس بجبل واحد وإنما هي
جبال متصلة على شق واحد من أقصى اليمن إلى الشام
في عرض أربعة أيام في جميع طول السراة يزيد
كسر يوم في بعض المواضع وقد ينقص مثله في بعضها،
فمبدأ هذه السراة من أرض اليمن أرض المعافر فحيق
بنى مجيد ثغر عدن وهو جبيل يحيط البحر به، وهي
تجمع مخلاف ديحان والجوة وجبأ وصبر وذخر
ويزداد وغير ذلك حتى بلغ الشام فقطعته الأودية حتى
بلغ إلى النخلة فكان منها حيض ويسوم، وهما جبلان
بنخلة ويسميان يسومين، ثم طلعت منه الجبال بعد
فكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة، وهما
جبلان لمزينة، والأسود والأجرد أيضا جبلان
لجهينة، وحيض قد سماه عمر بن أبي ربيعة خيشا في
قوله:
تركوا خيشا على أيمانهم
ويسوما عن يسار المنجد
قالوا: والسروات ثلاث: سراة بين تهامة ونجد
أدناها الطائف وأقصاها قرب صنعاء، والطائف من
سراة بنى ثقيف، وهو أدنى السروات إلى مكة،
ومعدن البرم هو السراة الثانية، وهو في بلاد
عدوان، والسراة الثالثة أرض عالية وجبال مشرفة
على البحر من المغرب وعلى نجد من المشرق. وسراة
بنى شبابة نسب إليها بعض الرواة ذكر في شبابة لأنه
نسب الشبابي، وبأسفل السروات أودية تصب إلى
البحر، منها: الليث، وقد ذكر، وقنونا
والحسبة وضنكان وعشم وبيش ومركوب ونعمان،
وهو أقربها إلى مكة، وهو وادى عرفات، وعليب
من هذه الأودية، وقال أبو عمرو بن العلاء: أفصح
الناس أهل السروات، وهي ثلاث، وهي الجبال
المطلة على تهامة مما يلي اليمن، أولها هذيل وهي تلى
السهل من تهامة ثم بجيلة وهي السراة الوسطى وقد
شركتهم ثقيف في ناحية منها ثم سراة الأزد أزد
شنوءة وهم بنو كعب بن الحارث بن كعب بن عبد
الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
سربا: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة،
وألف مقصورة، أظنها التأنيث من السارب وهو
الذاهب: موضع.
سربار: معناه رأس البار: من مدن مكران ولها
بانيد جيد كثير.
سربان: مثل الذي قبله، وهو سربا وزيادة نون في
آخره، والكلام فيهما واحد: وهو محلة بالري،
205

قال بعض اهل الأدب: أحسن الأرض مخلوقة الري،
ولها السربان والسر وأظنهما سوقين بالري، وكان
الرشيد يقول: الدنيا أربع منازل وقد نزلت منها
ثلاثا، إحداها دمشق والرقة والري وسمرقند،
وأرجو أن أنزل الرابعة، ولم أر في هذه المنازل
الثلاث التي نزلتها موضعا أحسن من السربان لأنه
شارع يشق مدينة الري في وسطه نهر جار عن
جانبيه جميعا الأشجار ملتفة متصلة وبينها الأسواق
محتفة.
سربخ: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة، وخاء
معجمة: موضع باليمن، قال خلف الأزدي:
وهل أردن الدهر روضة سربخ،
وهل أرعين ذودي محصبها الأحوى؟
سربرد: بضم أوله، وتشديد ثانيه، وضم الباء
الموحدة، وراء ساكنة، ودال مهملة، كذا ضبطه
عبد السلام البصري في أمالي جحظة، قال جحظة:
حدثني أبو جعفر بن موسى قال: تعشق جعفر بن يحيى
ابن خالد بن برمك جارية في أيام المهدى وهم منكوبون
ولم يكن معه ثمنها فقال لأبيه: قد برح بي عشق هذه
الجارية ولست أقدر على شرائها وقد وعدتني مولاتها
أن تحبسها إلى أن أمضى إلى بلخ وأستميح قرابتي
وأعود، فقال له أبوه: امض راشدا، فلما بلغ إلى
مكان يقال له سربرد ذكرها فقال:
إذا جزت حلوانا وجاوزت آبة
إلى سربرد فالسلام على الود
رأيت الغنى بعدا فقلت: لعلني
أصير إلى قرب الأحبة بالبعد
قال: ومات الهادي وصار الامر إلى الرشيد فرد
الامر جميعه إلى يحيى بن خالد فسأله عن جعفر فعرفه
خبره، فأمر بابتياع الجارية وأمر بنفاذ البريد ليرده.
سربزه: جزيرة في أرض الهند موقعها من العمارة
خط الاستواء يجلب منها الكافور.
سربط: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الباء
الموحدة، والطاء: موضع في بلد أرمينية له نهر يعرف
به ويصب في دجلة مأخذه من ظهر أبيات أرزن وهو
يخرج من خونت وجبالها من أرض أرمينية.
سرت: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره تاء مثناة
من فوق، علم مرتجل غير مستعمل في كلامهم:
مدينة على ساحل البحر الرومي بين برقة وطرابلس
الغرب لا بأس بها، وفى سمتها من ناحية الجنوب في
البر أجد أبية ومنها يقصد إلى طرابلس الغرب، قال
أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ من
أصحاب السلفي: أنشدني أبو بكر عتيق بن القاسم
السرتي لنفسه:
أقول لعيني دائما، ولدمعها
لسان بسر الحب في الخد ناطق:
أجدك ما ينفك لي منك ضائر،
بسرى واش أو لحيني رامق
فلولاك لما أعرف العشق أولا،
ولولاه لم يعرف بأنى عاشق
قال البكري: ومدينة سرت مدينة كبيرة على سيف
البحر عليها سور من طوب وبها جامع وحمام وأسواق،
ولها ثلاثة أبواب: قبلي وجنوبي وباب صغير إلى البحر
ليس حولها أرباض، ولهم نخل وبساتين وآبار عذبة
وجباب كثيرة، وذبائحهم المعز طيب اللحم، وأهل
سرت من أخس خلق الله خلقا وأسوأهم معاملة، لا
يبيعون ولا يبتاعون إلا بسعر قد اتفق جميعهم عليه،
وربما نزل المركب بساحلهم بالزيت وهم أحوج الناس
206

إليه فيعمدون إلى الزقاق الفارغة فينفخونها ويوكونها
ثم يصفونها في حوانيتهم وأفنيتهم ليروا أهل المركب
أن الزيت عندهم كثير، فلو أقام أهل المركب ما
شاء الله أن يقيموا ما ابتاعوا منهم إلا على حكمهم،
وأهل سرت يعرفون بعبيد قرلة، وهم يغضبون
من ذلك، قال الشاعر يهجوهم:
عبيد قرلة شر البرايا
معاملة وأقبحهم فعالا
فلا رحم المهيمن أهل سرت
ولا أسقاهم عذبا زلالا
وقال آخر: يا سرت لا سرت بك الأنفس،
لسان مدحي فيكم أخرس
ألبستم القبح فلا منظر
يروق منكم لا ولا ملبس
بخستم في كل أكرومة،
وفي الشقا واللؤم لم تبخسوا
ولهم كلام يتراطنون به ليس بعربي ولا عجمي ولا
ب‍ برى ولا قبطي ولا يعرفه غيرهم، وهم على خلاف
أخلاق أهل أطرابلس، فإن أهل أطرابلس من أحسن
خلق الله معاشرة وأجودهم معاملة، ومن سرت إلى
أطرابلس عشر مراحل وإلى أجد أبية ست مراحل.
سرتة: بضم أوله، وكسر ثانيه، وتاء مثناة من
فوق مشددة، وهاء، اسم أعجمي ليس من أوزان
العرب مثله: وهي مدينة بالأندلس متصلة الاعمال
بأعمال شنت برية، وهي شرقي قرطبة منحرفة نحو
الجوف، بينها وبين طليطلة عشرون فرسخا، وأما
المحدثون فإنهم يقولون سرتة، بضم أوله، وسكون
ثانيه، وتخفيف التاء، ونسبوا إليها، وحكوا عن أبي
الوليد يوسف بن عبد العزيز الأندي في كتاب
مشتبه الأسماء قال: هو بلد في جوف الأندلس،
ونسبوا إليه قاسم بن أبي شجاع السرتي، روى عن أبي
بكر الآجري، ذكره ابن ميمون وابن شنظير
في شيوخهما، وأما أبو القاسم عبد الله بن فتح بن أبي
حامد السرتي حدث عنه أبو إسحاق شنظير، وأنا لا
أدرى أهما منسوبان إلى التي بالأندلس أو بإفريقية،
وهي بإفريقية أشبه.
سرج: بلفظ السرج الذي يركب عليه: موضع،
عن العمراني.
سرج: بضم أوله وثانيه، وآخره جيم، بلفظ جمع
سراج: ماء لبنى العجلان في واد، قال بعضهم:
قالت سليمى ببطن القاع من سرج:
لا خير في العيش بعد الشيب والكبر
وأنا شاك في الجيم.
سرجة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وجيم، يشبه
أن تكون كلمة فارسية من سروچه ومعناه رأس البئر:
وهو حصن بين نصيبين ودنيسر ودارا من بناء الروم
القديم، وهو باق إلى الآن يسكنه الفلاحون، رأيته،
في طوله ستة أبراج وفى عرضه مما يلي الطريق أربعة
أبراج. وسرجة أيضا: موضع قرب سميساط على
شاطئ الفرات. وسرجة: بأرض اليمن مدينة،
ورواه بعضهم بالشين المعجمة، والصواب بالسين
المهملة. وسرجة أيضا: قرية من قرى حلب ويقال
لها سرجة بنى عليم.
سرجهان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وجيم،
وآخره نون: قلعة حصينة على طر ف جبال الديلم
تشرف على قاع قزوين وزنجان وأبهر، والكائن فيه
يرى زنجان، وهي من أحصن القلاع وأحكمها، رأيتها.
207

سرح: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره حاء
مهملة، والسرح: المال يسام في المرعى من الانعام،
والسرح: شجر له حمل وهو الآلاء، الواحدة
سرحة، قال الأزهري: هذا غلط ليس السرح من
الآلاء في شئ، قال عنترة العبسي:
بطل كأن ثيابه في سرحة،
يحذى نعال السبت ليس بتوأم
فقد بين أن السرح من كبار الشجر، ألا ترى أنه
شبه الرجل بطوله والآلاء لا ساق له؟ قال: والسرح
كل شجرة لا شوك فيها، وقال عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه: إن بمكان كذا سرحة سر تحتها
سبعون نبيا، فهذا أيضا يدل على أن السرح شجر
كبار. وذو السرح: واد بين مكة والمدينة قرب
ملل، قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
تأمل خليلي هل ترى من ظعائن
بذي السرح أو وادى غران المصوب
جزعن غرانا بعدما متع الضحى
على كل موار الملاط مدرب
وواد بأرض نجد وموضع بالشام عند بصرى.
سرحة: بلفظ واحدة السرح المذكور قبله: مخلاف
باليمن، وهو أحد مراسي البحر هناك، وهو موضع
بعينه ذكره لبيد:
لمن طلل تضمنه أثال
فسرحة فالمرانة فالخيال؟
فأما الذي في قول حميد بن ثور حيث قال:
أقول لعبد الله بيني وبينه:
لك الخير خبرني فأنت صديق
تراني إن عللت نفسي بسرحة
من السرح موجود على طريق
أبى الله إلا أن سرحة مالك
على كل سرحات العضاه تروق
فقد ذهبت عرضا وما فوق طولها
من السرح إلا عشة وسحوق
فلا الظل من برد الضحى تستظله،
ولا الفئ من برد العشى تذوق
فإنما هو كناية عن امرأة لان عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه، أنذر الشعراء وقال: والله لا شبب
رجل بامرأة إلا جلدته. والسرحة: باليمامة
موضع بعينه، عن الحفصي، وأنشد:
أيا سرحة الركبان ظلك بارد،
وماؤك عذب لا يحل لشاربه
ليس في البيت دليل على أنه موضع ولكن كذا قال.
سرخاباذ: من قرى الري معروفة، والله أعلم.
سرخس: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الخاء
المعجمة، وآخره سين مهملة، ويقال سرخس،
بالتحريك، والأول أكثر: مدينة قديمة من نواحي
خراسان كبيرة واسعة وهي بين نيسابور ومرو في
وسط الطريق، بينها وبين كل واحدة منهما ست
مراحل، قيل: سميت باسم رجل من الذعار في زمن
كيكاوس سكن هذا الموضع وعمره ثم تمم عمارته
وأحكم مدينته ذو القرنين الإسكندر، وقالت الفرس:
إن كيكاوس أقطع سرخس بن خوذرز أرضا فبنى
بها مدينة فسماها باسمه، وهي سرخس هذه، وهي
في الاقليم الرابع، طولها ثلاث وثلاثون درجة وثلث،
وعرضها سبع وثلاثون درجة، وهي مدينة معطشة
ليس لها في الصيف إلا ماء الآبار العذبة وليس بها نهر
جار إلا نهر يجرى في بعض السنة ولا يدوم ماؤه وهو
فضل مياه هراة، وزروعهم مباخس، وهي مدينة
208

صحيحة التربة، والغالب على نواحيها المراعى، قليلة
القرى، وقد خرج منها كثير من الأئمة، ولأهلها
يد باسطة في عمل المقانع والعصائب المنقوشة المذهبة
وما شاكل ذلك، وقد نسب إليها من لا يحصى،
ومن الفقهاء المتأخرين والعلماء الافراد أبو الفرج عبد
الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن يعرف
بالزاز، بزايين، السرخسي الفقيه الشافعي، له كتاب
في الفقه كبير أكبر من الشامل لابن الصباغ، أجاد
فيه جدا، رأيت أهل مرو يفضلونه على الشامل
وغيره، وسماه الاملاء، ومات بمرو في ثاني عشر
ربيع الآخر سنة 494، ومن القدماء الإمام أبو على
زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى السرخسي الفقيه
المحدث شيخ عصره بخراسان، تفقه على أبي إسحاق
المروزي وقرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد والأدب
على أبي بكر بن الأنباري وسمع الحديث من أبى
لبيد محمد بن إدريس وأقرانه بخراسان، وبالعراق من
أبى القاسم البغوي وابن صاعد وغيرهما، وتوفى يوم
الأربعاء سلخ شهر ربيع الآخر 389 عن 96 سنة.
سرخكت: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم خاء معجمة
مفتوحة، وكاف مفتوحة أيضا: بليدة بغرجستان
سمرقند، نسب إليها بعض الرواة، منهم: الإمام أبو
بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السرخكتي، كان
إماما فاضلا من مناظري البرهان ببخارى وخصومه،
سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني، روى
عنه جماعة كثيرة، توفى بسمرقند في ذي الحجة
سنة 518.
سرخك: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم خاء معجمة
مفتوحة، وآخره كاف، معناه بالفارسية الأحيمر
مصغر، لان الكاف في آخر الكلمة عندهم بمنزلة التصغير
عند العرب: وهي قرية على باب نيسابور، ينسب
إليها أبو حامد أحمد بن عبد الرحمن النيسابوري
السرخكي الفقيه الحنفي، سمع محمد بن مرثد السلمي
وأبا الأزهر السعيدي، روى عنه أبو العباس أحمد
ابن هارون الفقيه وغيره، توفى سنة 316.
سردانية: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم دال مهملة،
وبعد الألف نون مكسورة، وياء آخر الحروف
مفتوحة مخففة: جزيرة في بحر المغرب كبيرة ليس
هناك بعد الأندلس وصقلية وأقريطش أكبر منها،
وقد غزاها المسلمون وملكوها في سنة 92 في عسكر
موسى بن نصير، وهي الآن بيد الإفرنج، ووجدت
لبعضهم أن سردانية مدينة بصقلية، والله أعلم.
السرد: موضع في بلاد الأزد، قال الشنفري:
كأن قد، فلا يغررك مني تمكثي،
سلكت طريقا بين يربغ فالسرد
وإني زعيم أن تلف عجاجتي
على ذي كساء من سلامان أو برد
هم عرفوني ناشئا ذا مخيلة
أمشى خلال الدار كالأسد الورد
كأني إذا لم أمس في دار خالد
بتيماء لا أهدى سبيلا ولا أهدى
سردد: بضم أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة
مكررة الأولى منهما مضمومة، ويروى بضم أوله
وفتح الدال الأولى: موضع في قول أبى دهبل.
سقى الله جارينا ومن حل وليه
قبائل جاءت من سهام وسردد
وهي ولاية قصبتها المهجم من أرض زبيد، قال ابن
الدمينة: يتلوا وادى سهام وادى سردد ورأسه هجر
شبام أقيان مساقط حضور وماطح وبلد الصيد ثم
يهريق في أيمنه جبل تيس ونضار وبكيل ومن أيسره
209

جبال حراز والأروج ويظهر بالمهجم فيسقيها وما
يليها إلى البحر، وأهل اليمن اليوم يقولون السرددية،
وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
أفاطم حييت بالأسعد
متى عهدنا بك لا تبعدي
تصيفت نعمان واصيفت
جنوب سهام إلى سردد
سردر: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة
مفتوحة، وآخره راء: من قرى بخارى، وقد نسب
إليها بعض العلماء.
سردروذ: من قرى همذان معروفة، بها قوم من
الفقهاء يتمون إلى عبد الرحمن بن حمدان الحلاب،
والله أعلم.
سردن: مثل الذي قبله إلا أن آخره نون، كلمة
مهملة في كلام العرب، وهو موضع جاء في قول
الشاعر:
ليلتي بالسرادن
كللت بالمحاسن
مع حور نواعم
كالظباء الشوادن
جمع السردن بما حوله من المواضع ضرورة: وهي
كورة بين فارس وخوزستان من أعمال فارس فيها
معدن صفر يحمل إلى سائر البلدان فيما زعموا.
سردوس: قال ابن عبد الحكم: كانت خلجان مصر
سبعة على جوانبها الجنات، منها خليج سردوس، قال
عمرو بن العاص: استعمل فرعون هامان على حفر
خليج سردوس، فلما ابتدأ حفره أتاه أهل كل قرية
يسألونه أن يجرى الخليج تحت قريتهم ويعطونه مالا،
فكان يذهب إلى هذه القرية من نحو المشرق ثم يرده
إلى قرية من نحو دبر القبلة ثم يرده إلى قرية في المغرب
ثم يرده إلى قرية في القبلة ويأخذ من كل قرية مالا
حتى اجتمع له في ذلك مائة ألف دينار فأتى بذلك
يحمله إلى فرعون، فسأله فرعون عن ذلك فأخبره بما
فعل في حفره، فقال له فرعون: ويحك إنه ينبغي
للسيد أن يعطف على عباده ويفيض عليهم ولا يرغب
فيما في أيديهم، رد عليهم أموالهم، فرد على أهل
كل قرية ما أخذ منهم جميعه، فلا يعلم في مصر
خليج أكثر عطوفا من سردوس لما فعله هامان في
حفره، وقال ابن زولاق: لما فرغ هامان من حفر
خليج سردوس سأله فرعون عما أنفقه عليه فقال:
أنفقت عليه مائة ألف دينار أعطانيها أهل القرى،
فقال له: ما أحوجك إلى من يضرب عنقك، آخذ
من عبيدي مالا على منافعهم! ردها عليهم، ففعل.
السرر: بكسر أوله، وفتح ثانيه، وهو من السرة
التي تقطعها القابلة، والمقطوع سر والباقي سرة،
والسرر، بفتح السين وكسرها، لغة في السر، والسرر:
الموضع الذي سر فيه الأنبياء، وهو على أربعة أميال
من مكة، وفى بعض الحديث: أنه بالمأزمين من
منى كانت فيه دوحة، قال ابن عمر: سر تحتها
سبعون نبيا، أي قطعت سررهم، قال أبو ذؤيب:
بآية ما وقفت الركا
ب بين الحجون وبين السرر
وكان عبد الصمد بن علي اتخذ عليه مسجدا، قال
الأزهري: قيل هو الموضع الذي جاء في حديث ابن
عمر أنه قال لرجل: إذا أتيت منى فانتهيت إلى
موضع كذا فإن هناك سرحة لم تجرد ولم
تسرف سر تحتها سبعون نبيا فانزل تحتها، فسمى
سررا لذلك، وروى المغاربة: السرر واد على أربعة
210

أميال من مكة عن يمين الجبل، قالوا هو بضم السين
وفتح الراء الأولى، قالوا: كذا رواه المحدثون بلا
خلاف، قالوا: وقال الرياشي المحدثون يضمونه وهو
إنما هو السرر، بالفتح، وهذا الوادي هو الذي
سر فيه سبعون نبيا أي قطعت سررهم، بالكسر،
وهو الأصح، هذا كله من مطالع الأنوار وليس فيه
شئ موافق للاجماع، والله المستعان، قال نصر:
ذات السرر موضع في ديار بنى أسد، قال: والسرر
واد بين مكة ومنى كانت فيه شجرة جاء في
الحديث أنه سر تحتها سبعون نبيا.
سرر: بالتحريك، يقال: قناة سراء أي جوفاء
بينة السرر، قال نصر: السرر واد يدفع من اليمامة
إلى أرض حضر موت، وبعير أسر بين السرر إذا
كان بكر كرته دبرة.
السرر: بوزن الصرد والزفر، جمع سرة مما تقطعه
القابلة من بطن الصبى، قال نصر: أرض بالجزيرة،
قال العمراني: السرر واد من مكة على أربعة
أميال، قال: وهو غير السرر الذي سر تحته الأنبياء
ولا كما قاله المغاربة، قال الأخطل:
فأصبحت منهم سنجار خالية
فالمحلبيات فالخابور فالسرر
ويروى السرر.
السر: بكسر أوله، وتشديد آخره، بلفظ السر
الذي هو بمعنى الكتمان: اسم واد بين هجر وذات
العشر من طريق حاج البصرة طوله مسافة أيام
كثيرة، وقيل: السر واد في بطن الحلة، والحلة:
من الشريف، وبين الشريف وأضاخ عقبة، وأضاخ
بين ضرية واليمامة، والسر أيضا: بنجد في ديار بنى
أسد، وقيل: السر من مخاليف اليمن ومقابله
مرسى للبحر، وقال السكرى في شرح قول جرير:
أستقبل الحي بطن السر أم عسفوا،
فالقلب فيهم رهين أينما انصرفوا
قال: السر في بلاد تميم، وقال الأسدي: السر
والسراء أرضان لبنى أسد، قال ضرار بن الأزور،
رضي الله عنه:
ونحن منعنا كل منبت تلعة
من الناس إلا من رعاها مجاورا
من السر والسراء والحزن والملا،
وكن مخنات لنا ومصايرا
مخنات: ساحات.
السر: بضم أوله، وتشديد ثانيه، بلفظ السر الذي
تقطعه القابلة من السرة: قرية من قرى الري،
ينسب إليها السرى، وقيل: السر ناحية من
نواحي الري فيها عدة قرى، ينسب إليها جماعة،
منهم: زياد بين على الرازي السرى خال ولد محمد
ابن مسلم ورفيقه بمصر، روى عن أحمد بن صالح،
وكان ثقة صدوقا. وسر أيضا: موضع بالحجاز في
ديار مزينة قرب جبل قدس.
سرسن: بلد في أقصى بلاد الترك فيه سوق لهم يباع
فيها القندس والبرطاسي والسمور وغير ذلك.
سرسنا: قرية كبيرة في الفيوم من أعمال مصر.
سرع: العين مهملة: من ناحية البحرين، قاله الحفصي
وهو من اليسار، قال ابن مقبل:
قالت سليمى ببطن القاع من سرع:
لا خير في المرء بعد الشيب والكبر
سرغ: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم غين معجمة،
سروغ الكرم: قضبانه الرطبة، الواحد سرغ،
بالغين، والعين لغة فيه: وهو أول الحجاز وآخر الشام
211

بين المغيثة وتبوك من منازل حاج الشام، وهناك
لقى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أمراء الأجناد،
بينها وبين المدينة ثلاث عشرة مرحلة، وقال مالك
ابن أنس: هي قرية بوادي تبوك، وهي آخر عمل
الحجاز الأول، وهناك لقى عمر بن الخطاب من
أخبره بطاعون الشام فرجع إلى المدينة، وبها مات
ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام في سبع أو ثمان
وسبعين ومائة، وكان لسان آل الزبير، قال له
عبد الملك وقد وفد عليه: أبوك كان أعلم بك حيث
كان يشتمك، قال: يا أمير المؤمنين أتدري لم كان
يشتمني؟ قال: لا والله، قال: لأني كنت نهيته
أن يقاتل بأهل مكة وأهل المدينة فإن الله عز وجل
لا ينصر بهم أحدا، أما أهل مكة فإنهم أخرجوا
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأخافوه ثم جاؤوا
إلى المدنية فأخرجهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وسيرهم، يعرض في قوله هذا بالحكم بن أبي العاصي
جد عبد الملك حيث نفاه رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، وأما أهل المدينة فخذلوا عثمان، رضي الله عنه
، حتى قتل بينهم لم يروا أن يدفعوا عنه، فقال
له عبد الملك: عليك لعنة الله! قال: يستحقها
الظالمون كما قال الله تعالى: ألا لعنة الله على الظالمين،
قال: فأمسك عنه.
سرغامرطا: قرية بالجزيرة من ديار مضر، سمع بها
أبو حاتم بن حبان البستي أبا بدر أحمد بن خالد بن
عبد الملك بن عبد الله بن مسرح الحراني.
سرف: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وآخره فاء،
قال أبو عبيد: السرف الجاهل، وأنشد لطرفة بن
العبد:
إن امرا سرف الفؤاد يرى،
علا بماء سحابة، شتمي
وهو موضع على ستة أميال من مكة، وقيل: سبعة
وتسعة واثنى عشر، تزوج به رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، ميمونة بنت الحارث وهناك بنى بها
وهناك توفيت، وفيه قال عبيد الله بن قيس
الرقيات:
لم تكلم، بالجلهتين، الرسوم!
حادث عهد أهلها أم قديم؟
سرف منزل لسلمة، فالظهران
منا منازل، فالقصيم
قال القاضي عياض: وأما الذي حمى فيه عمر،
رضي الله عنه، فجاء فيه أنه حمى السرف والربذة،
كذا عند البخاري بالسين المهملة، وفى موطأ ابن
وهب الشرف، بالشين المعجمة وفتح الراء، وكذا
رواه بعض رواة البخاري وأصلحه وهذا الصواب،
وأما سرف فلا يدخله الألف واللام، وقال الحربي
في تفسير الحديث: ما أحب أن أنفخ في الصلاة وإن
لي ممر الشرف، بالشين المعجمة، كذا ضبطه
وقال: خصه بجودة نعمه، والله أعلم.
سرفقان: بضم أوله، وسكون ثانيه، وفتح الفاء
ثم قاف، وآخره نون: قرية بينها وبين سرخس
ثلاثة فراسخ، نسب إليها قوم من أهل العلم والرواية،
منهم: الفقيه أبو محمد بن أبي بكر بن محمد السرفقاني،
وعمه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد رويا الحديث.
سرقسطة: بفتح أوله وثانيه ثم قاف مضمومة،
وسين مهملة ساكنة، وطاء مهملة: بلدة مشهورة
بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة، ذات فواكه
عذبة لها فضل على سائر فواكه الأندلس، مبنية على
نهر كبير، وهو نهر منبعث من جبال القلاع، قد
انفردت بصنعة السمور ولطف تدبيره تقوم في طرزها
212

بكمالها منفردة بالنسج في منوالها، وهي الثياب
الرقيقة المعروفة بالسرقسطية، هذه خصوصية لأهل
هذا الصقع، وهذا السمور المذكور هنا لا أتحقق ما
هو ولا أي شئ يعنى به وإن كان نباتا عندهم أو وبر
الدابة المعروفة، فإن كانت الدابة المعروفة فيقال لها
الجندباد ستر أيضا، وهي دابة تكون في البحر
وتخرج إلى البر وعنها قوة ميز، وقال الأطباء:
الجندبادستر حيوان يكون في بحر الروم ولا يحتاج
منه إلا إلى خصاه فيخرج ذلك الحيوان من البحر
ويسرح في البر فيؤخذ ويقطع منه خصاه ويطلق
فربما عرض له الصيادون مرة أخرى فإذا علم أنهم
ماسكوه استلقى على ظهره وفرج بين فخذيه ليريهم
موضع خصيتيه خاليا فيتركوه حينئذ، وفى سرقسطة
معدن الملح الذرآني وهو أبيض صافي اللون أملس
خالص، ولا يكون في غيرها من بلاد الأندلس،
ولها مدن ومعاقل، وهي الآن بيد الإفرنج صارت
بأيديهم منذ سنة 512، وينسب إلى سرقسطة أبو
الحسن علي بن إبراهيم بن يوسف السرقسطي، قال
السلفي: كان من أهل المعرفة والخط، وكان بيني
وبينه مكاتبة، وهو الذي تولى أخذ إجازات
الشيوخ بالأندلس سنة 512، وروى في تآليفه عن
صهر أبى عبد الله بن وضاح وغيره كثيرا، وصنف
كتابا في الحفاظ فبدأ بالزهري وختم بي، كله عن
السلفي، وأنبل من نسب إلى سرقسطة ثابت بن
حزم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى
العوفي من ولد عوف بن غطفان، وقيل: بل الروية
عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو القاسم، سمع
بالأندلس من محمد بن وضاح والخشني و عبد الله بن
مرة وإبراهيم بن نصر السرقسطي ومحمد بن عبد الله بن
الفار بن الزبير بن مخلد، رحل إلى المشرق هو وابنه
قاسم في سنة 288 فسمعا بمكة من عبد الله بن علي بن
الجارود ومحمد بن علي الجوهري وأحمد بن حمزة،
وبمصر من أحمد بن عمر البزاز وأحمد بن شعيب
النسائي، وكان عالما متقنا بصيرا بالحديث والفقه
والنحو والغريب والشعر، وقيل إنه استقى ببلده،
وتوفى بسرقسطة سنة 313 عن 95 سنة، ومولده سنة
217، وابنه قاسم بن ثابت، كان أعلم من أبيه
وأنبل وأروع، ويكنى أبا محمد، رحل مع أبيه
فسمع معه وعنى بجمع الحديث واللغة فأدخل إلى
الأندلس علما كثيرا، ويقال إنه أول من أدخل
كتاب العين للخيل إلى الأندلس وألف قاسم كتابا
في شرح الحديث مما ليس في كتاب أبى عبيد ولا ابن
قتيبة سماه كتاب الدلائل، بلغ فيه الغاية في الاتقان،
ومات قبل كماله فأكمله أبوه ثابت بعده، قال
ابن الفرضي: سمعت العباس بن عمرو الوراق يقول
سمعت أبا على القالي يقول: كتبت كتاب الدلائل
وما أعلم وضع في الأندلس مثله، ولو قال إنه ما وضع
في المشرق مثله ما أبعد، وكان قاسم عالما بالحديث
والفقه متقدما في معرفة الغريب والنحو والشعر،
وكان مع ذلك ورعا ناسكا أريد على أن يلي القضاء
بسرقسطة فامتنع من ذلك وأراد أبوه إكراهه عليه
فسأله أن يتركه يتروى في أمره ثلاثة أيام ويستخير
الله فيه، فمات في هذه الثلاثة أيام، يقولون إنه
دعا لنفسه بالموت، وكان يقال إنه مجاب الدعوة،
وهذا عند أهله مستفيض، قال الفرضي: قرأت بخط
الحكم المستنصر بالله توفى قاسم بن ثابت سنة 302
بسرقسطة، وابنه ثابت بن قاسم بن ثابت من أهل
سرقسطة، سمع أباه وجده، وكان مليح الخط،
حدث بكتاب الدلائل، وكان مولعا بالشراب،
وتوفى سنة 352، قال: وجدته بخط المستنصر بالله
213

أمير المؤمنين. وسرقسطة أيضا: بليد من نواحي
خوارزم، عن العمراني الخوارزمي.
سرق: بضم أوله، وفتح ثانيه وتشديده، وآخره
قاف، لفظة عجمية: وهي إحدى كور الأهواز
نهر عليه بلاد حفره أردشير بهمن بن اسفنديار القديم
ومدينتها دورق، وحدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي
قال: كان حارثة بن بدر الغداني مكينا عند زياد
ابن أبيه فلما مات جفاه عبيد الله بن زياد فقال له
حارثة: أيها الأمير ما هذا الجفاء مع معرفتك بالحال
عند أبي المغيرة؟ فقال عبيد الله: إن أبا المغيرة بلغ
مبلغا لا يلحقه فيه عيب وأنا أنسب إلى ما يغلب
على الشباب وأنت نديم الشراب وأنا حديث السن
فمتى قربتك فظهرت منك رائحة لم آمن أن يظن في
ذلك فدع الشراب وكن أول داخل وآخر خارج،
فقال حارثة: أنا لا أدعه لمن يملك نفعي وضرى،
أدعه للحال عندك ولكن صرفني في بعض أعمالك،
فولاه سرق من أعمال الأهواز فخرج إليها فشيعه
الناس، وكان فيهم أبو الأسود الدؤلي فقال له:
أحار بن بدر قد وليت ولاية،
فكن جرذا فيها تخون وتسرق
فلا تحقرن يا حار شيئا تصيبه،
فحظك من ملك العراقين سرق
فإن جميع الناس إما مكذب
يقول بما يهوى وما مصدق
يقولون أقوالا بظن وشبهة،
فإن قيل: هاتوا حققوا، لم يحققوا
ولا تعجزن فالعجز أخبث مركب
فما كل مدفوع إلى الرزق يرزق
وبارز تميما بالغنى، إن للغنى
لسانا به المرء الهيوبة ينطق
فأجابه حارثة بن بدر بقوله:
جزاك مليك الناس خير جزائه،
فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا
أمرت بحزم لو أمرت بغيره
لألفيتني فيه لرأيك عاصيا
ستلقى أخا يصفيك بالود حاضرا
ويوليك حفظ الغيب ما كان نائبا
وسرق أيضا: موضع بظاهر مدينة سنجار، والآن
يسمونه زرق، بالزاي.
سرقوسة: بفتح أوله وثانيه ثم قاف، وبعد الواو
سين أخرى: أكبر مدينة بجزيرة صقلية، وكان بها
سرير ملك الروم قديما، قال بطليموس: مدينة
سرقوسة طولها تسع وثلاثون درجة وثماني عشرة دقيقة،
وعرضها تسع وثلاثون درجة، داخلة في الاقليم
الخامس، طالعها الذراع، بيت حياتها السرطان تحت
ثلاث عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من
الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها
من الميزان، قال ابن قلاقس يصف مركبا سار به
إلى صقلية:
ثم استقلت بي على علاتها
مجنونة سحبت على مجنون
هو جاء تقسم، والرياح تقودها،
بالنون إنا من طعام النون
حتى إذا ما البحر أبدته الصبا
ذا وجنة بالموج ذات غضون
ألقت به النكباء راحة عائث
قلبت ظهور مشاهد لبطون
وتكلفت سرقوسة بأماننا
في ملجأ للخائفين أمين
214

سرقة: بفتح أوله وثانيه ثم قاف، والسرق: شقق
بيض من الحرير، الواحدة سرقة، قال أبو منصور:
وأحسب الكلمة فارسية أصلها سره ثم عربت بزيادة
القاف، كما قالوا للخروف برق وأصله بره،
وسرقة: أقصى ماء لضبة بالعالية.
سركان: بالكسر ثم السكون، وآخره نون: قرية
من أعمال همذان، تنسب إليها سكينة بنت أبي
بكر محمد بن المظفر بن عبد الله السركاني، سمعت
جزء أبى الجهم من عبد الأول وغير ذلك، وذكر
إسحاق بن محمد بن المريد الهمذاني الأصل أنها
حدثت عن أبي الوقت عبد الأول.
سركث: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وكاف مفتوحة،
وآخره ثاء مثلثة: من قرى كش.
سرك: بالفتح ثم السكون، وكاف: قرية من قرى
طوس بخراسان، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن
محمد بن إسحاق بن موسى المخزومي السركي، سمع
من جماعة من المتأخرين وأكثر من الاشعار والطرف،
روى عنه أبو القاسم أحمد بن المنصور السمعاني وغيره،
ومات في حدود سنة 520.
سرماج: قلعة حصينة بين همذان وخوزستان في
الجبال كانت لبدر بن حسنويه الكردي صاحب سابور
خواست، وهي من أحصن قلاعه وأشدها امتناعا.
سرمارى: بضم أوله، وسكون ثانيه، وبعد الألف
راء: قلعة عظيمة وولاية واسعة بين تفليس وخلاط
مشهورة مذكورة. وسرمارى: قرية بينها وبين
بخارى ثلاثة فراسخ.
سرمد: بلفظ السرمد الدائم: موضع من أعمال حلب.
سرمقان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الميم،
وقاف، وآخره نون: قرية بهراة وأخرى بسرخس
وأخرى بفارس.
السرمق: بلدة بفارس من كور إصطخر ولها ولاية،
وهي أكبر من أبرقوه وأخصب وأرخص سعرا،
وهي كثيرة الأشجار.
سر من رأى: قال الزجاجي: قالوا كان اسمها قديما
ساميرا سميت بسامير بن نوح كان ينزلها لان أباه
أقطعه إياها فلما استحدثها المعتصم سماها سر من
رأى، وقد بسط القول فيها بسامراء فأغنى، قال
أبو عثمان المازني: قال لي الواثق كيف ينسب رجل
إلى سر من رأى؟ فقلت: سرى يا أمير المؤمنين
انسب إلى أول الحرفين كما قالوا في النسب إلى تأبط
شرا تأبطي.
سرمين: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وكسر ميمه
ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، وآخره نون: بلدة
مشهورة من أعمال حلب، قيل: إنها سميت بسرمين
ابن اليفز بن سام بن نوح، عليه السلام، وقد ذكر
الميداني في كتاب الأمثال أن سرمين هي مدينة
سدوم التي يضرب بقاضيها المثل، وأهلها اليوم
إسماعيلية.
سرنجا: بفتح أوله وثانيه، وسكون النون، وجيم:
بلدة في نواحي مصر من نواحي الشرقية.
سرنداد: بكسر أوله وثانيه، وسكون نونه، ودال
مكررة: علم لموضع بعينه، عن ابن دريد.
سرنديب: بفتح أوله وثانيه، وسكون النون،
ودال مهملة مكسورة، وياء مثناة من تحت، وباء
موحدة، ديب بلغة الهنود: هو الجزيرة، وسرن
لا أدرى ما هو، قال الشاعر:
وكنت كما قد يعلم الله عازما
أروم بنفسي من سرنديب مقصدا
215

هي جزيرة عظيمة في بحر هركند بأقصى بلاد الهند،
طولها ثمانون فرسخا في مثلها، وهي جزيرة تشرع إلى
بحر هركند وبحر الأعباب، وفى سرنديب الجبل
الذي هبط عليه آدم، عليه السلام، يقال له الرهون،
وهو ذاهب في السماء يراه البحريون من مسافة أيام
كثيرة، وفيه أثر قدم آدم، عليه السلام، يقال له الرهون،
وهو ذاهب في السماء يراه البحريون من مسافة أيام
كثيرة، وفيه أثر قدم آدم، عليه السلام، وهي
قدم واحدة مغموسة في الحجر طولها نحو سبعين ذراعا،
ويزعمون أنه خطا الخطوة الأخرى في البحر، وهو
منه على مسيرة يوم وليلة، ويرى على هذا الجبل في
كل ليلة كهيئة البرق من غير سحاب ولا غيم، ولا
بد له في كل يوم من مطر يغسله يعنى موضع قدم
آدم، عليه السلام، ويقال: إن الياقوت الأحمر
يوجد على هذه الجبال تحدره السيول والأمطار إلى
الحضيض فيلقط، وفيه يوجد الماس أيضا، ومنه
يجلب العود فيما قيل، وفيها نبت طيب الريح لا يوجد
بغيرها، ولها ثلاثة ملوك كل واحد منهم عاص على
صاحبه، وإذا مات ملكهم الأكبر قطع أربع قطع
وجعل كل قطعة في صندوق من الصندل والعود
فيحرقونه بالنار وامرأته أيضا تتهافت بنفسها على النار
حتى تحترق معه أيضا.
سرندين: قال يحيى بن مندة: سعد بن عبد الله
السرنديني أبو الخير قدم أصبهان وكتب عن عبد
الوهاب الكلابي، روى عنه علي بن أحمد السرنجاني
وأبو علي اللباد وغيرهما.
سرنو: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم نون: من قرى
أستراباذ من نواحي طبرستان، وقيل سرنه، ينسب
إليها محمد بن إبراهيم بن محمد بن فرخان الفرخاني،
قال أبو سعد الإدريسي في تاريخ أستراباذ: سمعته
يذكره أنه من رساتيق أستراباذ من حوالي سرنه أو من
سرنه نفسها، كان شيخا فاضلا ورعا ثقة متقنا فقيها
وأثنى عليه وقال: رحل إلى العراق وأقام سنين
كثيرة ثم رجع إلى جرجان ومنها إلى سمرقند وأقام
بها محمود الأثر إلى أن مات بها سنة 370 في ربيع
الاخر، يروى عن أبي بكر بن أبي داود و عبد الله
ابن محمد البغوي ويحيى بن صاعد وجماعة يكثر
عددهم كتبوا عنه، والله أعلم.
سرنة: موضع بالأندلس، ينسب إليه فرج بن
يوسف السرني أبو عمر، روى عن يحيى بن محمد
ابن وهب بن مرة بمدينة الفرج وغيره، حدث عنه
القاضي أبو عبد الله بن السقاط.
سروان: مدينة صغيرة من أعمال سجستان بها فواكه
كثيرة وأعناب ونخل، وهي بست على نحو
مرحلتين أحد المنزلين فيروز كند والاخر سروان
على طريق بلد الداور.
السروان: كأنه تثنية سراة، بفتح ثانيه: محلتان
من محاضر سلمى أحد جبلي طئ.
سروج: فعول، بفتح أوله، من السرج، وهو من
أبنية المبالغة: وهي بلدة قريبة من حران من ديار
مضر، قالوا: طول سروج اثنتان وستون درجة
ونصف وثلث، وعرضها ست وثلاثون درجة، غلب
عياض بن غنم على أرضها ثم فتحها صلحا على مثل
صلح الرها في سنة 17 في أيام عمر، رضي الله عنه،
وهي التي يعيد الحريري في ذكرها ويبدى في مقاماته،
وقيل لابي حية النميري: لم لا تقول شعرا على قافية
الجيم؟ فقال: وما الجيم، بأبي أنتم؟ فقيل له:
مثل قول عمك الراعي:
ماؤهن يعيج
فأنشأ يقول:
216

ولما رأى أجبال سنجار أعرضت
يمينا وأجبالا بهن سروج
ذرى عبرة لو لم تفض لتقضقضت
حيازيم محزون لهن نشيج
وقد نسبوا إلى سروج أبا الفوارس إبراهيم بن الحسين
ابن إبراهيم بن برية السروجي الخطيب، سمع أبا
عبد الله محمد بن أحمد بن حماد البصري، روى عنه
أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.
سرور: مدينة بقهستان، منها أبو بكر محمد بن
ياقوت السروري قاضي جنزة يروى عن أبي بكر
البخاري المرندي، روى عنه السلفي والسروري
الضرير، كتب عنه السلفي أيضا بسرور، قال:
والعجم يقولون جرور، بالجيم، وينسب إليها
الجروري.
سروس: أوله مثل آخره، يجوز أن يكون فعولا
من سرس الرجل إذا صار غنينا لا يأتي النساء،
وسروس ربما قيل بالشين المعجمة في أوله: مدينة جليلة في
جبل نفوسة من ناحية إفريقية، وهي كبيرة آهلة،
وهي قصبة ذلك الجبل، وأهلها إباضية خوارج،
ليس بها جامع ولا فيما حولها من القرى، وهي نحو
ثلاثمائة قرية لم يتفقوا على رجل يقدمونه للصلاة، وبين
سروس وأطرابلس خمسة أيام بينهما حصن لبدة.
سروستان: بكسر الواو: بلد من بلاد فارس
يشتمل على قرى وبساتين ومزارع بين شيراز وفسا.
سروع: بخط أبى عامر العبدري: وأقبل أبو عبيدة
حتى أتى وادى القرى ثم أخذ عليهم الجنينة والأقرع
وتبوك وسروع ثم دخل الشام.
سروعة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو،
وعين مهملة، كذا وجدته مضبوطا، فإن صح
فإنه علم مرتجل غير منقول، وقد ذكر أبو منصور
أن السروعة بضم الراء وسكون الواو، وأنها
النبكة العظيمة من الرمل، والنبكة: الرابية من
الطين، هذا لفظه، وقال الأصمعي: سروعة جبل
بعينه بتهامة لبنى الدؤل بن بكر، وخبرني من أثق به
من أهل الحجاز أن سروعة، بسكون الراء، قرية
بمر الظهران فيها نخل وعين جارية.
السرو: بفتح أوله، وسكون ثانيه، على وزن الغزو،
والسرو: الشرف، والسرو من الجبل: ما ارتفع
عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل، ومنه سرو
حمير لمنازلهم وهو النعف والخيف، والسرو:
شجرة، الواحدة سروة، والسرو سخاء في مروءة:
وهو منازل حمير بأرض اليمن، وهي عدة مواضع:
سرو حمير، قال الأعشى:
وقد طفت للمال آفاقه
عمان فحمص فأوريشلم
فنجران فالسرو من حمير،
فأي مرام له لم أرم؟
وقال عبد الله بن الحارث الهمذاني:
وما رحلت من سرو حمير ناقتي
ليحجبها من دون بيتك حاجب
وسرو العلاة، وسرو مندد، وسرو بين، وسرو
سحيم، وسرو الملا، وسرو لبن، وسرو رضعا،
ذكره ابن السكيت، وسرو السواد بالشام، وسرو
الرعل بالرمل بجهمة، بينها وبين الماء من كل جهة
ثلاث ليال بين فلاة أرض طئ وأرض كلب، والسرو:
قرية كبيرة مما يلي مكة، وإلى هذه السروات ينسب
القوم الذين يحضرون مكة يجلبون الميرة، وهم قوم
غتم بالوحش أشبه شئ، قال طرفة بن العبد يذكر
217

قصة مرقش:
وقد ذهبت سلمى بعقلك كله،
فهل غير صيد أحرزته حبائله
كما أحرزت أسماء قلب مرقش
بحب كلمح البرق لاحت مخائله
وأنكح أسماء المرادي، يبتغى
بذلك عوف أن تصاب مقاتله
فلما رأى أن لا قرار يقره،
وأن هوى أسماء لا بد قاتله
ترحل عن أرض العراق مرقش
على طرب تهوى سراعا رواحله
إلى السرو، أرض قاده نحوها الهوى،
ولم يدر أن الموت بالسرو غائله
فغودر بالفردين، أرض نطية،
مسيرة شهر دائب لا يواكله
فيا لك من ذي حاجة حيل دونها،
وما كل ما يهوى امرؤ هو نائله
لعمري لموت لا عقوبة بعده
لذي البث أشفى من هوى لا يزايله
فوجدي بسلمى مثل وجد مرقش
بأسماء إذ لا تستفيق عواذله
قضى نحبه وجدا عليها مرقش،
وعلقت من سلمى خبالا أماطله
ومن حديث عمر، رضي الله عنه: لئن عشت إلى
قابل لأسوين بين الناس حتى يأتي الراعي حقه بسرو
حمير لم يعرق فيه جبينه. والسرو أيضا: قرية بمصر
من كور الدقهلية.
سرو: بكسر أوله، وباقيه مثل الذي قبله: من
قرى مرو، عن العمراني. والسرو: بلد بمصر قرب
دمياط عند مفرق النيل إلى أشموم ودمياط.
سريا: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وياء مثناة من
تحت: قرية قرب البصرة على طريق واسط في وسط
القصب النبطي وفيها من البق ما يضرب به المثل
بكثرته، ولولا أنهم يتخذون الكلل، وهي ثياب
كتان يعملونها شبه الخيمة ويشبكونها على الأرض،
لتلفوا، ولا يظهر ذلك البق إلا ليلا، وأما بالنهار
فلا يرى، وقال نصر: سريا صقع بالعراق بالسواد
قريب من بغداد وقرى وأنهار من طسوج بادوريا.
سرياقوس: بليدة في نواحي القاهرة بمصر.
سريجان: بلفظ تثنية سريج تصغير سرج بالجيم:
من قرى أصبهان.
سرير: بلفظ السرير الذي ينام عليه أو يجلس عليه:
موضع في ديار بنى دارم من تميم باليمامة، قال
الحازمي: السرير واد قرب جبل يقال له الغريف
فيه عين يقال لها الغريفة، وهذا خطأ من الحازمي،
وإنما اسم الوادي الذي قرب غريف التسرير، أوله
التاء المثناة من فوقها، ذكر هنا ليحذر ولئلا يظن
أننا أخللنا به، وقد ذكر التسرير بشاهده في موضعه،
قال ابن السكيت قول عروة بن الورد:
سقى سلمى، وأين محل سلمى،
إذا حلت مجاورة السرير
وآخر معهد من أم وهب
معرسنا فويق بنى النضير
فقالت: ما تشاء؟ فقلت: ألهو
إلى الاصباح، آثر ذي أثير
بآنسة الحديث، رضاب فيها
بعيد النوم كالعنب العصير
قال: السرير موضع في بلاد بنى كنانة، وملك السرير
218

مملكة واسعة بين اللان وباب الأبواب، وليس إليها
إلا مسلكين: مسلك إلى بلاد الخزر ومسلك إلى
بلاد أرمينية، وهي ثمانية عشر ألف قرية في جبال،
قال الإصطخري: والسرير اسم المملكة لا اسم
المدينة، وأهل السرير نصارى، ويقال: إن هذا
السرير كان لبعض ملوك الفرس، وهو سرير من
ذهب، فلما زال ملكهم حمل سرير بعض ملوك
الفرس، بلغني أنه من بعض أولاد بهرام جور،
والملك إلى يومنا هذا لهم، ويقال إن هذا السرير
عمل لملك الفرس في سنين كثيرة، وبين ولاية السرير
وسمندر مدينة ذكرت في موضعها نحو فرسخين
بينهما هدنة، وكذلك بين السرير والمسلمين هدنة،
وإن كان كل واحد منهما حذرا من صاحبه.
السرير: تصغير السر: واد بالحجاز، قال نصر:
السرير قريب من المدينة، قال كثير:
حين وركن دوة بيمين
وسرير البضيع ذات الشمال
والسرير أيضا: موضع بقرب الجار، وهي فرضة
أهل السفن الواردة من مصر والحبشة على المدينة،
والجار بينه وبين المدينة يوم وليلة، وعندي أن
كثيرا أراد بقوله هذا السرير، قال ابن السكيت:
البضيع ظريب عن يسار الجار أسفل من عين
الغفاريين، والسرير: واد بخيبر، وبخيبر واديان:
أحدهما السرير والاخر خاص.
سريش: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وسكون ثالثه،
وآخره شين معجمة، مهمل في كلامهم: وهو اسم
موضع، والله أعلم.
سريعة: بوزن اسم الفاعل المؤنث، ولفظه من سرع:
اسم عين.
سرين: بلفظ تثنية السر الذي هو الكتمان مجرورا أو
منصوبا: بليد قريب من مكة على ساحل البحر،
بينها وبين مكة أربعة أيام أو خمسة قرب جدة،
ينسب إليها أبو هارون موسى بن محمد بن كثير
السريني، روى عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي،
روى عنه الطبراني وغيره، وفى أعمال صنعاء قرية
يقال لها السرين أيضا.
السرية: بضم أوله، وفتح ثانيه، وياء مشددة: قرية
من أغوار الشام.
السرى: بفتح أوله، بلفظ السرى الذي هو السخي
ذو المروءة، السرى والصفا، بالقصر: نهران
يتخلجان من نهر محلم الذي بالبحرين يسقى قرى
هجر كلها، والله الموفق للصواب.
باب السين والطاء وما يليهما
السطاع: بكسر أوله، وآخره عين مهملة، وهو عمود
البيت، قال القطامي:
أليسوا بالألى قسطوا جميعا
على النعمان وابتدروا السطاعا؟
والسطاع: موضع في شعر هذيل، وهو جبل بينه
وبين مكة مرحلة ونصف من جهة اليمن، قال
صخر الغي يصف سحابا:
أسال من الليل أجفانه،
كأن ظواهره كن جوفا
وذاك السطاع خلاف النجاء
تحسبه ذا طلاء نتيفا
قالوا: السطاع جبل صغير، والنجاء: السحاب،
شبهه بجمل نتف وطلى بالقطران.
219

السطح: موضع بين الكسوة وغباغب كانت فيه وقعة
للقرمطي أبى القاسم صاحب الناقة في أيام المكتفى
والمصريين، قال بعض الشعراء:
سقى ما ثوى بالقلب من ألم النزح
دماء أريقت بالأفاعي وبالسطح
وقال الحافظ: السطح من إقليم بيت لهيا من أعمال
دمشق، قال ابن أبي العجائز: كان يسكنه عبد
الرحمن بن أبي سفيان بن عمرو، ويقال: عمرو بن
عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، وقال الحافظ
في موضع آخر: عبد الله بن سفيان بن عمرو بن عتبة
ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية كان يسكن قرية من
قرى دمشق تسمى السطح خارج باب توما كانت
لجده عتبة.
سطرا: من قرى دمشق، قال ابن منير الطرابلسي
يذكر متنزهات الغوطة:
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال‍
- أعلى فسطرا فجرمانا فقلبين
وقال العرقلة: سقى الله من سطرا ومقرا منازلا
بها للندامى نضرة وسرور
سطيف: بفتح أوله، وكسر ثانيه، ثم ياء مثناة من
تحت، وآخره فاء: مدينة في جبال كتامة بين
تاهرت والقيروان من أرض البربر ببلاد المغرب،
وهي صغيرة إلا أنها ذات مزارع وعشب عظيم، ومنها
خرج أبو عبد الله الشيعي داعية عبيد الله المسمى بالمهدي.
باب السين والعين وما يليهما
السعافات: بضم أوله، وبعد الألف فاء، وآخره تاء
مثناة من فوق: موضع في قول المرار:
ألا قاتل الله الأحاديث والمنى
وطيرا جرت بين السعافات والحبر
وباقيها في الحبر.
السعائم: محضر لعبشمس بن سعد، وهي نخيل بناحية
الأحساء وهجر مما يلي السهلة، وهي قرية لبنى
محارب من العمود.
السعدان: تثنية سعد ضد النحس: موضع ذكره
القتال الكلابي في قوله:
دفعن من السعدين حتى تفاضلت
خناذيذ من أولاد أعرج قرح
سعد: بضم أوله، وسكون ثانيه، وهو عرق نبت
طيب: جبل السعد. والسعد أيضا: ماء وقرية
ونخل غربي اليمامة، وقال أبو زياد: سعد ماء وقرية
ونخل مخن جانب اليمامة الغربي بقرقرى، وقد ذكره
الشعراء فقال الصمة بن عبد الله القشيري وقد
فارق أهله وافترض في الجند:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بسعد ولما تخل من أهلها سعد؟
وهل أقبلن النجد أعناق أينق
وقد سار مسيا ثم صبحها النجد؟
وهل أخبطن القوم والريح طلة
فروع ألاء حفه عقد جعد؟
وكنت أرى نجدا وريا من الهوى،
فما من هواى اليوم ريا ولا نجد
فدعني من ريا ونجد كليهما،
ولكنني غاد إذا ما غدا الجند
وقال جرير:
ألا حي الديار بسعد، إني
أحب لحب فاطمة الديارا
220

إذا ما حل أهلك يا سليمى
بدارة صلصل شحطوا مزارا
أراد الظاعنون ليحزنوني،
فهاجوا صدع قلبي فاستطارا
سعد: بفتح أوله، وسكون ثانيه: وهو موضع
معروف قريب من المدينة، بينهما ثلاثة أميال،
كانت غزاة ذات الرقاع قريبة منه، قال نصر: سعد
جبل بالحجاز بينه وبين الكديد ثلاثون ميلا وعنده
قصر ومنازل وسوق وماء عذب على جادة طريق
كان يسلك من فيد إلى المدينة، قال: والكديد على
ثلاثة أميال من المدينة، قال نصيب:
وهل مثل أيام بنعف سويقة
عوائد أيام كما كن بالسعد؟
تمنيت أنا من أولئك والمنى
على عهد عاد ما نعيد ولا نبدي
ودير سعد: بين بلاد غطفان والشام. وحمام سعد:
في طريق حاج الكوفة. ومسجد سعد: على ستة
أميال من الزبيدية بين القرعاء والمغيثة في طريق حاج
الكوفة فيه بركة وبئر رشاؤها خمس وثمانون قامة
ماؤها غليظ تشربه الإبل والمضطر، ينسب إلى سعد
ابن أبي وقاص، قال ابن الكلبي: وكان لمالك
وملكان ابني كنانة بساحل جدة وبتلك الناحية
صنم يقال له سعد، وكان صخرة طويلة، فأقبل رجل
منهم بإبل له ليقفها عليه يتبرك بذلك فيها، فلما أدناها
منه نفرت منه فذهبت في كل وجه وتفرقت عنه
فأسف وتناول حجرا فرماه به وقال: لا بارك الله فيك
إلها أنفرت على إبلي! ثم أنصرف عنه وهو يقول:
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا،
فشتتنا سعد فلا نحن من سعد
وهل سعد إلا صخرة بثنوفة
من الأرض لا تدعو لغى ولا رشد؟
سعد: بفتحتين، يجوز أن يكون منقولا من الفعل
الماضي من قولهم: سعدك الله لغة في أسعدك الله:
وهو ماء يجرى في أصل أبى قبيس يغسل فيه القصارون.
وسعد: ماء من عمان. وسعد: أجمة مستنقع
ماء بين مكة ومنى عن نصر جميعه.
السعدية: منزل منسوب إلى بنى سعد بن الحارث بن
ثعلبة بن دودان بن أسد قرب نزف. والسعدية:
موضع آخر ذكر مع الشقراء فيما بعد، وقال نصر:
السعدية بئر لفئتين من بنى أسد في ملتقى دار محارب
ابن خصفة ودار غطفان من سرة الشربة. والسعدية
أيضا: ماء في بلاد بنى كلاب. والسعدية: ماء لبنى
قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، قال محمد بن
إدريس بن أبي حفصة: السعدية لبنى رفاعة من التيم
وهي نخل وأرض.
السعديين: قرية قرب المهدية، ينسب إليها خلف بن
أحمد الشاعر، شاعر مطبوع، تأدب بإفريقية
ودخل مصر، وله شعر معروف جيد، ثم مات
بزويلة المهدية سنة 414 وقد بلغ ستا وتسعين سنة،
قاله ابن رشيق في الأنموذج.
سعر: بالكسر، والراء: جبل في شعر خفاف بن ندبة.
سعوى: بفتح أوله، على وزن فعلى، يجوز أن
يكون من قولهم مضت سعوة من الليل وسعواء
من الليل يعنى به فوق الساعة، والألف للتأنيث،
قال الأعور الشني:
على سعوى أو ساكنين الملاويا
سعيا: بوزن يحيى، يجوز أن يكون فعلى من سعيت:
وهو واد بتهامة قرب مكة أسفله لكنانة وأعلاه
221

لهذيل، وقيل جبل، قال ساعدة بن جؤية الهذلي
يصف سحابا:
لما رأى نعمان حل بكرفئ
عكر كما لبخ البزول الا ركب
العكر: الخمسون من الإبل، ولبخ: ضرب بسنفه
الأرض.
فالسدر مختلج وأنزل طافيا
ما بين عين إلى نباتى الأثأب
الأثأب: شجر.
والأثل من سعيا وحلية منزل،
والدوم جاء به الشجون فعليب
أي أنزل السيل الأثأب والدوم والأثل، والشجون:
شعب تكون في الحرار، قال: ومنه الحديث ذو
شجون أي ذو شعب، وقالت جنوب أخت عمرو
ذي الكلب:
أبلغ بنى كاهل عنى مغلغلة،
والقوم من دونهم سعيا ومركوب
سعيداباذ: بليدة في جبال طبرستان تلى كلار، وكان
بها منبر. وسعيداباذ: قلعة بفارس من ناحية
رامجرد من كورة إصطخر على جبل شاهق يسير
المرتقى إليها فرسخا، وكانت في الشرك تعرف بقلعة
إسفيدباذ، وبها تحصن زياد ابن أبيه أيام علي بن أبي
طالب، رضي الله عنه، فنسبت إلى زياد مدة، ثم
تحصن بها في آخر أيام بنى أمية منصور بن جمهور
وكان واليا على فارس فنسبت إليه مدة فكان يقال
لها قلعة منصور، ثم تعطلت مدة وخربت ثم استجد
عمارتها محمد بن واصل الحنظلي فنسبت إليه وكان
واليا على فارس، فلما ملك يعقوب بن الليث فارس
لم يقدر على فتحها إلا بأمر محمد بن واصل فخربها ثم
احتاج إليها فأعاد بناءها وجعلها محبسا لمن يسخط عليه.
السعيدة: بيت كانت العرب تحجه، قال ابن دريد:
أحسبه قريبا من سنداد، وقال ابن الكلبي: وهو
على شاطئ الفرات، والقولان متقاربان، وقال ابن
حبيب: وكانت الأزد يعبدون السعيدة أيضا وكان
سدنتها بنى عجلان وكان موضعها بأحد.
سعير: بلفظ التصغير، وآخره راء، قال أبو المنذر:
وكان لعنزة صنم يقال له سعير فخرج جعفر بن
خلاس الكلبي على ناقته فمرت به وقد عترت عتيرة
عنده فنفرت ناقته منه، فأنشأ يقول:
نفرت قلوصي من عتائر صرعت
حول السعير يزوره ابنا يقدم
وجموع يذكر مهطعين جنابة،
ما إن يجيز إليهم بتكلم
ويقدم ويذكر: ابنا عنزة، فرأى بنى هؤلاء
يطوفون حول السعير.
باب السين والغين وما يليهما
سغدان: بضم أوله: قرية من نواحي بخارى، عن
علي بن محمد الخوارزمي.
السغد: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره دال
مهملة: ناحية كثيرة المياه نضرة الأشجار متجاوبة
الأطيار مؤنقة الرياض والازهار ملتفة الأغصان
خضرة الجنان تمتد مسيرة خمسة أيام لا تقع الشمس
على كثير من أراضيها ولا تبين القرى من خلال
أشجارها، وفيها قرى كثيرة بين بخارى وسمرقند،
وقصبتها سمرقند، وربما قيلت بالصاد، وقد نسب
إليه أبو العلاء كامل بن مكرم بن محمد بن عمر بن
وردان التميمي السغدي، سكن بخارى وكان يورق
على باب صالح جزره، روى عن الربيع بن سليمان،
222

وقال الشاعر:
وخافت من جبال السغد نفسي،
وخافت من جبال خواررزم
وذكر أبو عبد الله المقدسي أن بالسغد اثنى عشر رستاقا:
ستة جنوبي النهر، وهي بنجكث ثم ورغسر ثم
ما يمرغ ثم سحر قعر ثم درغم ثم أوفر، وأما
الشمالية فأعلاها باركث ثم وريمد ثم بورماجر ثم
كبوذنجكث ثم وذار ثم المرزبان، ومن مدنها:
كشانية وإشتيخن ودبوسية وكرمينية، والله أعلم.
باب السين والفاء وما يليهما
سفا: موضع من نواحي المدينة، قال ابن هرمة:
أقصرت عن جهلي الأدنى وحلمني
زرع من الشيب بالفودين منقود
حتى لقيت ابنة السعدي يوم سفا،
وقد يزيد صباي البدن الغيد
فاستوقفتني وأبدت موقفا حسنا
بها وقالت لقناص الصبا: صيدوا
إن الغواني لا تنفك غانية
منهن يعتادني من حبها عيد
سفار: بوزن قطام، اسم معدول عن مسافر:
منهل قبل ذي قار بين البصرة والمدينة، وهو لبنى
مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، قاله ابن حبيب،
قال الفرزدق:
متى ما ترد يوما سفار تجد بها
أديهم يروى المستجيز المعورا
المستجيز: المستسقى، والمعور: الذي لا يسقى،
وقال المنخل بن سبيع العنزي في يوم سفار:
لقد نعبت طير الهديل وشحشحت
غداة سفار بالنحوس الأشائم
ولاقى بها مرعى الغنيمة مجدبا
وخيما على المرتاد مرعى الغنائم
أتاها فلاقى بين أرجاء حفرها
سهام المنايا الضاريات الحوائم
وكان فيه يوم مشهور من أيام العرب بين بكر بن
وائل وبنى تميم فر فيه جبر بن رافع فارس بكر
ابن وائل فسلبه سلمة بن مرارة التميمي بزه وقال
ولما رأى أهل الطوى تبادروا
النجاء والقى درعه شيخ وائل
وفي كتاب ابن الفقيه: سفار بلد بالبحرين.
سفاقس: بفتح اوله، وبعد آلاف قاف، وآخره سين مهملة:
مدينة من نواحي إفريقية جل غلاتها الزيتون، وهي على
ضفة الساحل، بينها وبين المهدية
ثلاثة أيام وبين سوسة يومان وبين قابس ثلاثة أيام،
وهي على البحر ذات سور، وبها أسواق كثيرة
ومساجد وجامع، وسورها صخر وآجر، وفيها
حمامات وفنادق وقرايا كثيرة وقصور جمة ورباطات
على البحر ومنائر يرقى إليها في مائة وستين درجة في
محرس يقال له بطرية، وهي في وسط غابة الزيتون،
ومن زيتها يمتار أكثر أهل المغرب وكان يحمل إلى
مصر وصقلية والروم ويكون فيها رخيصا جدا،
يقصدها التجار من الآفاق بالأموال لابتياع الزيت،
وعمل أهلها القصارة والكمادة مثل أهل الإسكندرية
وأجود، والطريق من سفاقس إلى قيروان ثلاثة أيام
ومنها إلى المهدية يومان، ينسب إليها أبو حفص عمر
ابن محمد بن إبراهيم البكري السفاقسي المتكلم، لقيه
السلفي وأنشده وقال: كان من أهل الأدب وله
223

بالكلام أنس تام وبالطب، انتقل إلى مصر وأقام
بها إلى أن توفى في شهر ربيع الأول سنة 505، وكان
يعرف بالذهبي، وكان مولعا بالرد على أبي حامد
الغزالي ونقض كلامه.
سفال: بفتح أوله، وآخره لام، مشتق من السفل
ضد العلو، ويجوز أن يكون مبنيا مثل قطام،
وهي ذو سفال: من قرى اليمن، وقد نسب إليها
بعض أهل العلم، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد
الوهاب بن أسعد السفالي، روى عنه أبو القاسم هبة
الله بن عبد الوارث الشيرازي، رواه السمعاني سفال،
بكسر أوله، وبها مات يحيى بن أبي الخير العمراني
الفقيه صاحب كتاب البيان في الفقه.
سفالة: آخر مدينة تعرف بأرض الزنج، والحكاية
عنهم كما حكينا عن بلاد التبر بأرض جنوب المغرب
من أنهم يجلب إليهم الأمتعة ويتركها التجار ويمضون
ثم يجيئون وقد تركوا ثمن كل شئ ء عنده، والذهب
السفالي معروف عند تجار الزنج.
سفان: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وآخره نون،
قال نصر: هو صقع بين نصيبين وجزيرة ابن عمر في
ديار ربيعة. وسفان: ناحية بوادي القرى، وقيل
بشين معجمة، عنه أيضا، يجوز أن يكون فعلان من
سففت الدواء وأن يكون فعالا من السفن وهو
جلد التمساح، والسفان: صاحب السفينة.
السفح: بفتح أوله، وسكون ثانيه، بلفظ سفح
الجبل، وهو أسفله حيث يسفح فيه الماء: وهو
موضع كانت به وقعة بين بكر بن وائل وتميم.
وسفح أكلب: قرب اليمامة في حديث طسم
وجديس.
سفر: بالتحريك، بوزن السفر ضد الإقامة: موضع
بعينه، عن أبي الحسن الخوارزمي.
سفرادن: بضم أوله، وسكون ثانيه، وبعد الألف
دال مهملة ثم نون: من قرى بخارى.
سفرمرطى: بفتح أوله وثانيه، وسكون رائه،
وفتح الميم، وراء أخرى ساكنة، وطاء مهملة بعدها
ألف مقصورة: من قرى حران، عن السمعاني.
سفط أبى جرجا: بفتح أوله، وسكون ثانيه،
وجرجا بجيمين بينهما راء الأولى مكسورة: قرية
بصعيد مصر في غربي النيل لها نهر مفرد وليست بشارفة
على النيل، وكانت بها وقعة بين حباشة صاحب بنى
عبيد وبين أصحاب المقتدر في سنة 302، فقال فيه
ابن مهران قصيدة أولها:
وأي وقائع كانت بسفط،
ألا بل بين مشتول وسفط
وقد وافى حباشة في كتام
بكل مهند وبكل خطى
وقد حشدوا فمصر دون مصر
له خرط القتاد وأي خرط
سفط العرفا: بفتح أوله، وسكون ثانيه: قرية
في غربي نيل مصر من جهة الصعيد ذات نهر مفرد
كالتي فبلها.
سفط القدور: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والقدور
جمع قدر: وهي قرية بأسفل مصر، ينسب إليها
عبد الله بن موسى السفطي مولى قريش، روى عن
إبراهيم بن زبان بن عبد العزيز، روى عنه ابنه
وهب، قال أبو سعد: ورأيت في تاريخ مصر
مضبوطا سقط القدور، بالقاف، وهو تصحيف.
سفل يحصب: بكسر أله، وسكون ثانيه،
ويحصب، بفتح الياء المثناة من تحت، والحاء المهملة
224

الساكنة، والصاد المهملة المكسورة، وآخره باء
موحدة، وعلو يحصب أيضا: مخلافان باليمن
مضافة إلى يحصب، وهو يحصب بن مالك بن زيد بن
الغوث بن سعد بن عوف بن عدى بن مالك بن زيد
ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن
عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب
ابن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير.
سفع: من حصون حمير باليمن.
السفليون: قال الحافظ أبو القاسم في تاريخه: العباس
ابن الفضل بن العباس بن الفضل بن عبد الله أبو الفضل
ابن فضلويه الدينوري سكن دمشق في قرية يقال لها
السفليين، مات في ذي الحجة سنة 313، حدث
عن أبي زرعة الدمشقي والقاسم بن موسى الأشيب
وأحمد بن المعلى بن يزيد ومحمد بن سنان الشيرازي
وأحمد بن أصرم المعقلي ومحمد بن العباس السكوني
الحمصي ووريزة بن محمد الحمصي، روى عنه أبو
سليمان بن زبر و عبد الرحمن بن عمر بن نصر،
وسمع منه أبو الحسين الرازي، قلت أنا: ولعل هذه
القرية منسوبة إلى سفل يحصب المذكور قبله.
سفوى: بوزن جمزى: اسم موضع.
سفوان: بفتح أوله وثانيه، وآخره نون، كأنه
فعلان من سفت الريح التراب وأصله الياء إلا أنهم
هكذا تكلموا به، قال أبو منصور: سفوان ماء
على قدر مرحلة من باب المربد بالبصرة وبه ماء
كثير السافي وهو التراب، قال وأنشدني أعرابي:
جارية بسفوان دارها
تمشى الهوينا مائلا خمارها
وسفوان أيضا: واد من ناحية بدر، قال ابن إسحاق:
ولما أغار كرز بن جابر الفهري على لقاح رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، وعلى سرح المدينة خرج
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى بلغ واديا
يقال له سفوان من ناحية بدر ففاته كرز ولم
يدركه، وهي غزوة بدر الأولى في جمادى الأولى
سنة اثنتين، وقال النابغة الجعدي يذكر سفوان وما
أراها إلا سفوان البصرة:
فظل لنسوة النعمان منا
على سفوان يوم أرواني
فأردفنا حليلته وجئنا
بما قد كان جمع من هجان
السفوح: جمع سفح الجبل، وهو عرضه المضطجع:
مدينة عرض اليمامة وما حولها.
سفيان: بوزن سكران: قرية من قرى هراة،
قاله أبو الحسن الخوارزمي، وقال أبو سعد: سفيان،
بكسر السين، من قرى هراة، ينسب إليها أبو
طاهر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الصباح الهروي
السفياني عن الحسن بن إدريس، روى عنه البرقاني،
وقال ابن طاهر المقدسي: بضم السين من قرى هراة،
روى عنه البرقاني والصوري الحافظان وقرأت بالنسبة
إلى أبي سفيان بن حرب، وتوفى في حدود سنة 380،
عن السمعاني.
سفير: بلفظ تصغير سفر: قارة بنجد، عن نصر.
السفير: موضع في شعر قيس بن العيزارة:
أبا عامر إنا بغينا دياركم
وأوطانكم بين السفير وتبشع
سفيرة: بالفتح ثم الكسر: ناحية من بلاد طئ،
وقيل: صهوة لبنى جذيمة من طئ يحيط بها الجبل
ليس لمائها منفذ بحصن بنى جذيمة.
سفى السباب: بمكة قرب الحجون، والله أعلم بالصواب.
225

باب السين والقاف وما يليهما
سقار: بالفتح: منهل قبل ذي قار بين البصرة والمدينة،
قاله نصر.
السقاطية: ناحية بكسكر من أرض واسط وقع
عندها أبو عبيد الثقفي بالنرسيان صاحب جيوش الفرس
فهزمه شر هزيمة.
سقام: يروى بالضم: اسم واد بالحجاز في شعر أبى
خراش الهذلي:
أمسى سقام خلاء لا أنيس به
إلا السباع ومر الريح بالغرف
وقال أبو المنذر: وكانت قريش قد حمت للعزى
شعبا من وادى حراض يقال له سقام يضاهون به
حرم الكعبة فجاء به بضم السين، وأنشد لابي جندب
الهذلي ثم القردي في امرأة كان يهواها فذكر حلفها
له بها:
لقد حلفت جهدا يمينا غليظة
بفرع التي أحمت فروع سقام
لئن أنت لم ترسل ثيابي فانطلق
أناديك أخرى عيشنا بكلام
يعز عليه صرم أم حويرث
فأمسى يروم الامر كل مرام
سقاية ريدان: بالراء: بمصر بين القاهرة وبلبيس.
سقبا: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة: من قرى
دمشق بالغوطة، ينسب إليها أبو جعفر أحمد بن عبيد
ابن أحمد بن سيف القضاعي السقباني، ذكره أبو
القاسم الدمشقي الحافظ في تاريخه، ومات بدمشق
سنة 321، كتب عنه أبو الحسين الرازي، وعبد
الله بن الحسين بن هلال بن الحسن بن عبد الله بن
محمد أبو القاسم بن أبي محمد الأزدي السقباني، سمع
أبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن
عبيد بن سعدان وأبا على الأهوازي وأبا محمد عبد
الله بن الحسين بن عبدان وأبا القاسم بن الفرات ورشا
ابن نظيف وغيرهم، سمع منه أبو الحسين بن عساكر
أخو الحافظ أبى القاسم، وذكر أبو محمد بن صابر
أنه صحيح السماع، ولم يكن الحديث من شأنه،
وتوفى في ثاني ذي القعدة سنة 506 بقرية سقبا، قال
الحافظ: وأجاز لي حديثه.
سقران: بفتح أوله، وثانيه ثم راء مهملة،
وآخره نون: موضع عجمي، عن أبي بكر بن موسى.
سقر: بفتح أوله وثانيه، سقرات الشمس شدة
وقعها وحرها: وهو جبل بمكة مشرف على الموضع
الذي بنى فيه المنصور القصر، وأما سقر اسم النار
فقال أبو بكر الأنباري: فيه قولان أحدهما أن نار
الآخرة سميت سقر اسما أعجميا لا يعرف له اشتقاق
ويمنعه من الاجراء التعريف والعجمة، ويقال: سميت
سقر لأنها تذيب الأجساد والأرواح، والاسم عربي
من قولهم: سقرته الشمس إذا أذابته، ومنه الساقور:
وهو حديدة تحمى ويكون بها الحمار، فمن قال
سقر اسم عربي قال منعته الاجراء لأنه معرفة
مؤنث، قال الله تعالى: لا تبقى ولا تذر.
سقرمى: بلدة بالمغرب قرب فاس، كذا ذكره
أبو عبيد البكري، وكان على الحاشية بخط بعض
المغاربة اسمها اليوم يقرمى، قال: ولما وصل موسى
ابن نصير إلى طنجة مال عياض بن عقبة إلى قلعة يقال
لها سقرمى على مقربة من فاس ومال معه سليمان بن أبي
المهاجر وسألا موسى الرجوع معهما فأبى وقال:
هؤلاء قوم في الطاعة، فأغلظا له القول حتى رجع
226

فقاتل أهل سقرمى فكان لهم على العرب ظهور، ثم
تسور عليهم عياض بن عقبة من خلفهم في قلعتهم
وانهزم القوم واشتد القتل فيهم فبادوا وقلت
أوربا، وهي قبيلة من البربر إلى اليوم، فذكر
ابن أبي حسان أن موسى بن نصير لما افتتح سقرمى
كتب إلى الوليد بن عبد الملك: إنه قد صار إليك
يا أمير المؤمنين من سبى سقرمى مائة ألف رأس،
فكتب إليه الولية: ويحك أظنها من بعض كذباتك
فإن كنت صادقا فهذا محشر الأمم.
سقروان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم راء مهملة،
وواو، وآخره نون: من قرى طوس.
سقطرى: بضم أوله وثانيه، وسكون طائه، وراء،
وألف مقصورة، ورواه ابن القطاع سقطراء،
بالمد، في كتاب الأبنية: اسم جزيرة عظيمة كبيرة
فيها عدة قرى ومدن تناوح عدن جنوبيها عنها،
وهي إلى بر العرب أقرب منها إلى بر الهند، والسالك
إلى بلاد الزنج يمر عليها، وأكثر أهلها نصارى عرب،
يجلب منها الصبر ودم الأخوين، وهو صمغ شجر لا
يوجد إلا في هذه الجزيرة ويسمونه القاطر، وهو
صنفان: خالص يكون شبيها بالصمغ في الخلقة إلا
أن لونه كأحمر شئ خلقه الله تعالى، والصنف الآخر
مصنوع من ذلك، وكان أرسطاطاليس كتب إلى
الإسكندر حين سار إلى الشام في أمر هذه الجزيرة
يوصيه بها وأرسل إليه جماعة من اليونانيين ليسكنهم
بها لاجل الصبر القاطر الذي يقع في الايارجات، فسير
الإسكندر إلى هذه الجزيرة جماعة من اليونانيين
وأكثرهم من مدينة أرسطاطاليس، وهي مدينة
اسطاغرا، في المراكب بأهاليهم وسيرهم في بحر القلزم
فلما حصلوا بها غلبوا على من كان بها من الهند وملكوا
الجزيرة بأسرها، وكان للهند بها صنم عظيم فنقل ذلك
الصنم إلى بلاد الهند في أخبار يطول شرحها، فلما مات
الإسكندر وظهر المسيح بن مريم، عليه السلام،
تنصر من كان بها من اليونانيين وبقوا على ذلك إلى
هذا الوقت، فليس في الدنيا موضع، والله أعلم،
فيه قوم من اليونانيين يحفظون أنسابهم ولم يداخلهم
فيها غيرهم غير أهل جزيرة سقطرى، وكان يأوى إليها
بوارج الهند الذين يقطعن على المسافرين من التجار،
فأما الآن فلا، وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب
الهمداني اليمنى: ومما يجاور سواحل اليمن من الجزائر
جزيرة سقطرى وإليها ينسب الصبر السقطري، وهي
جزيرة بربر مما يقع بين عدن وبلد الزنج، فإذا خرج
الخارج من عدن إلى بلد الزنج أخذ كأنه يريد عمان
وجزيرة سقطرى تماشيه عن يمنيه حتى ينقطع ثم التوى
بها من ناحية بحر الزنج، وطل هذه الجزيرة ثمانون
فرسخا، وفيها من جميع قبائل مهرة، وبها نحو
عشرة آلاف مقاتل، وهم نصارى، ويذكرون أن
قوما من بلد الروم طرحهم بها كسرى ثم نزلت بهم
قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم، وبها
نخل كثير، ويسقط بها العنبر، وبها دم الأخوين
وهو الأيدع والصبر الكثير، قال: وأما أهل عدن
فإنهم يقولون لم يدخلها من الروم أحد ولكن كان
لأهلها الرهبانية ثم فنوا، وسكنها مهرة وقوم من
الشراة، وظهرت فيها دعوة الاسلام ثم كثر بها
الشراة فعدوا على من بها من المسلمين وقتلوهم غير
عشرة أناسية، وبها مسجد بموضع يقال له السوق.
سقطة آل أبي: نقب في عارض اليمامة، عن الحفصي.
سقف: بلفط سقف البيت: من جبال الحمى،
قال: إلى سقف إلى برك الغماد.
227

سقف: بفتح أوله، وكذا رأيته في كتاب السكوني
مضبوطا، وقال: هو ماء في قبلة أجإ، وفى كتاب
نصر: سقف جبل في ديار طئ، وقيل: بضم
السين، وقيل: هو منهل في ديار طئ بوادي القصة
قاصدا لرمان، وقيل: ماء لتميم، وقيل: ماء
لطئ بإزاء سميراء عن يسار المصعد إلى مكة من
الكوفة. وسقف أيضا: موضع بالشام، وقيل:
بالمضجع من ديار كلاب، وهو هضاب، كله عنه.
سقمان: فعلان من السقم، بفتح أوله، وسكون
ثانيه: موضع، قال الشاعر:
رعى القسور الجوني من حول أشمس
ومن بطن سقمان الدعادع ديما
سقيا: بضم أوله، وسكون ثانيه، يقال: سقيت
فلانا وأسقيته أي قلت له سقيا، بالفتح، وسقاه الله
الغيث وأسقاه، والاسم السقيا، بالضم، وسئل
كثير لم سميت السقيا سقيا؟ فقال: لأنهم سقوا بها
عذبا، حدثنا عبد العزيز بن الأخضر أنبأنا يحيى بن
ثابت بن بندار قال: حدثنا البرقاني قال: حدثني أبو
بكر بن جميل الهروي أنبأنا عبد الله بن عروة أنبأنا
صالح بن جزرة قال: قال أحمد بن حنبل عبد العزيز
ابن محمد الدراوردي ضعيف الحديث روى عن هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة، رضي الله عنها، أن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يستقى الماء
العذب من بيوت السقيا، وفى حديث آخر: كان
يستعذب الماء العذب من بيوت السقيا، والسقيا:
قرية جامعة من عمل الفرع، بينهما مما يلي الجحفة
تسعة عشر ميلا، وفى كتاب الخوارزمي: تسعة
وعشرون ميلا، وقال ابن الفقيه: السقيا من أسافل
أودية تهامة، وقال ابن الكلبي: لما رجع تبع من
قتال أهل المدينة يريد مكة فنزل السقيا وقد عطش
فأصابه بها مطر فسماها السقيا، وقال الخوارزمي:
هي قرية عظيمة قريبة من البحر على مسيرة يوم وليلة،
وقال الأصمعي في كتاب جزيرة العرب وذكر مكة
وما حولها فقال: السقيا المسيل الذي يفرغ في عرفة
ومسجد إبراهيم، وفى كتاب أبى عبيد السكوني:
السقيا بركة وأحساء غليظة دون سميراء للمصعد إلى
مكة، وبين السقيا وسميراء أربعة أميال. والسقيا:
قرية على باب منبج ذات بساتين كثيرة ومياه جارية،
وهي وقف على ولد أبى عبادة البحتري إلى الآن،
وقد ذكرها أبو فراس بن حمدان فقال:
قف في رسوم المستجاب،
وحي أكناف المصلى
فالجرس فالميمون فالسقيا
بها فالنهر الأعلى
وقال أبو بكر بن موسى: السقيا بالمدينة، يقال:
منها كان يستقى لرسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وسقيا الجزل: موضع آخر مات فيه طويس
المخنث المغنى، قال يعقوب: سقيا الجزل من بلاد
عذرة قريب من وادى القرى.
سقيدنج: بالفتح ثم الكسر: من قرى مرو، ينسب
إليها أبو أحمد عبد الرحمن بن أحمد السقيدنجي،
روى عن إبراهيم بن إسماعيل بن نبال المحبوبي،
روى عنه أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي
شيخ شيخنا أبى المظفر السمعاني.
السقيفتان: قرية لحكم بن سعد العشيرة على أسفل
وادى حرض باليمن.
سقيفة بنى ساعدة: بالمدينة، وهي ظلة كانوا
يجلسون تحتها، فيها بويع أبو بكر الصديق، رضى
228

الله عنه، قال الجواهري: السقيفة الصفة، ومنه سقيفة
بنى ساعدة، وقال أبو منصور: السقيفة كل بناء
سقف به صفة أو شبه صفة مما يكون بارزا،
الزم هذا الاسم للتفرقة بين الأشياء، وأما بنو ساعدة
الذين أضيفت إليهم السقيفة فهم حي من الأنصار،
وهم بنو ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن
ثعلبة بن عمرو، منهم سعد بن عبادة بن دليم بن
حارثة بن أبي خزمية بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن
ساعدة، وهو القائل يوم السقيفة: منا أمير ومنكم
أمير، ولم يبايع أبا بكر ولا أحدا، وقتلته الجن
فيما قيل بحوران.
سقية: بلفظ تصغير سقية، وقد رواها قوم شفية،
بالشين المعجمة والفاء: وهي بئر قديمة كانت بمكة.
قال أبو عبيدة: وحفرت بنو أسد شفية، فقال
الحويرث بن أسد:
ماء شفية كصوب المزن،
وليس ماؤها بطرق أجن
قال الزبير: وخالفه عمى فقال: إنما هي سقية،
بالسين المهملة والقاف.
السقي: في تاريخ دمشق: توبة بن عمران الأسدي
من ساكني السقي: موضع بظاهر دمشق له ذكر في
كتاب ابن أبي العجائز، والله أعلم.
باب السين والكاف وما يليهما
سكاء: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، والمد، وهو
في الأصل مؤنث الأسك: وهو الأصم، وامرأة
سكاء وشاة سكاء: لا أذن لها، وسكاء بهذا
اللفظ: اسم قرية بينها وبين دمشق أربعة أميال
في الغوطة، قال الراعي يصف إبلا له:
فلا ردها ربى إلى مرج راهط،
ولا برحت تمشى بسكاء في وحل
وقد قصره حسان بن ثابت في قوله:
لمن الدار أقفرت بمعان،
بين شاطئ اليرموك فالخمان
فالقريات من بلاس فداريا
فسكاء فالقصور الدواني
فقفا جاسم فأدوية الصفر
مغنى قبائل وهجان
ذاك مغنى من آل جفنة في
الدهر، وحق تعاقب الازمان
ثكلت أمهم وقد ثكلتهم
يوم حلوا بحارث الجولان
سكاب: وقيل هو علم فرس بوزن قطام: جبل
من جبال القبيلة، عن الزمخشري.
السكاسك: هو في لفظ جمع سكسك، ولا أدرى
ما هو، فهو إذا علم مرتجل لاسم هذه القبيلة التي نسب
إليها: مخلاف باليمن، وهو آخر مخاليف اليمن، وهو
السكسك بن أشرس بن ثور، وهو كندة بن عفير
ابن عدى بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد
ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبا.
سكاك: موضع باليمن من أرض حضرموت، قال
بعض الحضرميين في قصة ذكرت في الأحقاف:
جاب التنائف من وادى سكاك إلى
ذات الا ما حل من بطحاء أجياد
سكاكة: بضم أوله، قال أبو منصور: السكاك
والسكاكة الهواء بين السماء والأرض، والسكاكة:
إحدى القريات التي منها دومة الجندل وعليها أيضا
سور لكن دومة أحصن وأهلها أجلد.
229

سكان: بفتح أوله، وآخره نون، وكافه مخففة: من
قرى الصغد من أربنجن، ينسب إليها أبو على
السكاني، يروى عن سعيد بن منصور، روى عنه
إبراهيم بن حمدويه الفقيه الإشتيخني.
سكبيان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة،
وياء مثناة، وآخره نون: من قرى بخارى، ينسب
إليها أبو سعيد سفيان بن أحمد بن إسحاق الزاهد
السكبياني البخاري، يروى عن يعقوب بن أبي
حيوان وأبى طاهر أسباط بن اليسع، روى عنه أبو
يوسف يعقوب بن يوسف بن أحيد الصفار.
سكجكث: بفتح أوله وثانيه، وجيم ساكنة،
وكاف مفتوحة، وثاء مثلثة: قرية على أربعة فراسخ
من بخارى على طريق سمرقند عند جرغ.
سكدة: بفتح أوله، وسكون ثانيه: بلد على ساحل
بحر إفريقية بقرب من قسطنطينية الهواء.
سكران: بلفظ مذكر سكرى: موضع في قول
الأخطل:
فرابية السكران قفر فما بها
لهم شبح إلا سلام وحرمل
وقال ابن السكيت: السكران واد بمشارف الشام،
وقال نصر: السكران واد أسفل من أمج عن يسار
الذاهب إلى المدينة، وقيل: السكران جبل بالمدينة.
والسكران: جبل أو واد بالجزيرة. والسكران:
واد بمشارف الشام من جهة نجد، وفيه يقول عبيد
الله بن قيس الرقيات:
زودتنا رقية الأحزانا
يوم جازت حمولها سكرانا
إن تكن هي من عبد شمس أراها
فعسى أن يكون ذاك وكانا
أنا من أجلكم هجرت بنى بد
ر ومن أجلكم أحب أبانا
ودخلنا الديار ما نشتهيها
طمعا أن تنيلنا أو تدانا
سكر فناخسره خره: من أعمال فارس،
أنشأه عضد الدولة في النهر المعروف بالكر بين
إصطخر وخرمة على عشرة فراسخ من قصبة شيراز
وأجراه على موات كثيرة من الأرض وبنى عليه
قرى كثيرة وصيره رستاقا وافر الدخل وسماه
باسمه فنا خسره خره ونقل إليه الناس وعظمه
وفخمه.
سكر: بوزن زفر: موضع بشرقية الصعيد، بينه
وبين مصر يومان، كن عبد العزيز بن مروان يخرج
إليه كثيرا، وبه مات عبد الله بن عمرو بن عثمان بن
عفان وأبو بكر بن عبد الله بن مروان، وقال
نصيب يرثى عب العزيز أو ابنه أبا بكر:
أصبت يوم الصعيد من سكر
مصيبة ليس لي بها قبل
تالله أنسى مصيبتي أبدا
ما أسمعتني حنينها الإبل
ولا التبكي عليه أتركه،
كل المصيبات بعده جلل
لم يعلم النعش ما عليه من ال‍
- عرف ولا الحاملون ما حملوا
حتى أجنوه في ضريحهم
حيث انتهى من خليله الامل
والمشهور في الاخبار أن عبد العزيز مات بحلوان
قرب مصر.
230

السكرة: ماء قرب القادسية نزله بعض جيش سعد
أيام الفتوح.
سكش: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره شين معجمة:
محلة بنيسابور، نسبوا إليها أبا العباس
حامد بن محمود بن محمد السكشي المعروف بأبي
العباس بن كلثوم، سمع محمد بن يحيى الذهلي
وأحمد بن منصور الزوزني وغيرهما، وتوفى في
سنة 321.
سكلكند: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ولام
مفتوحة، وكاف مفتوحة، ونون ساكنة، وآخره
دال مهملة: كورة بطخارستان كثيرة الخيرات
عامرة الرساتيق، نسب إليها قوم من أهل العلم.
سكندان: بضم أوله وثانيه ثم نون ساكنة، ودال
مهملة، وآخره نون: من قرى مرو.
سكن: بفتح أوله، وكسر ثانيه، موضع بأرض
الكوفة، عن العمراني، قال: وفيه نظر وأخاف
أن يكون أراد مسكن.
سكة اصطفانوس: السكة لها ثلاثة معان: أولها
قوله، عليه السلام: خير المال سكة مأبورة وفرس
مأمورة، فالسكة ههنا الطريقة المستوية المصطفة من
النخل، وبذلك سميت الأزقة سككا لاصطفاف
الدور فيها كطريق النخل، والسكة: الحديدة التي
يضرب عليها الدينار، والسكة: الحديدة التي تحرث
بها الأرض، والمراد ههنا هو الأول لأنه أراد المحلة
التي تصفف الدور فيها عند عمارتها: وهذا الموضع
في البصرة، وأما اصطفانوس فرووا عن ابن عباس
أنه قال: الحظوظ المقسومة لا يقدر أحد على صرفها
ونقلها عن أماكنها، ألا ترى إلى سكة اصطفانوس
كان يقال لها سكة الصحابة نزلها عشرة من أصحاب
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلم تضف إلى
واحد منهم وأضيفت إلى كاتب نصراني من أهل
البحرين وترك الصحابة؟
سكة العقار: موضع في البادية من بلاد بنى تميم.
سكة بنى سمرة: بالبصرة منسوبة إلى عتبة بن
عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد
شمس بن عبد مناف، والله أعلم.
سكة صدقة: بمرو من محالتها.
سكير العباس بلفظ تصغير السكر، وهو اسم
للسداد الذي تسد به فوهة الأنهر: وهي بليدة
صغيرة بالخابور فيها منبر وسوق.
باب السين واللام وما يليهما
سلا: بلفظ الفعل الماضي من سلا يسلو: مدينة
بأقصى المغرب ليس بعدها معمور إلا مدينة صغيرة
يقال لها غرنيطوف ثم يأخذ البحر ذات الشمال
وذات الجنوب وهو البحر المحيط فيما يزعمون، وعلى
ساحل جنوبيه وما سامته بلاد السودان، وسلا:
مدينة متوسطة في الصغر والكبر موضوعة على زاوية
من الأرض قد حاذاها البحر والنهر، فالبحر شماليها
والنهر غربيها جار من الجنوب وفيه نهر كبير تجرى
فيه السفن أقرب منه إلى البحر، وفى غربي هذا النهر
اختط عبد المؤمن مدينة وسماها المهدية، كان ينزلها
إذا أراد إبرام أمر وتجهيز جيش، ومنها إلى مراكش
عشر مراحل، وهي من مراكش غربية جنوبية.
سلى: بكسر أوله، وتشديد ثانيه، وقصر الألف:
اسم ماء لبنى ضبة باليمامة، قال بعض الشعراء:
كأن غديرها بجنوب سلى
نعام قاق في بلد قفار
231

غديرهم: حالهم، كقولهم: جاري لا تستنكري
غديري، يريد حالي، وقال أبو الندى: أغار شقيق
ابن جزء الباهلي على نبي ضبة بسلى وساجر، وهما
روضتان لعكل، وضبة وعدي وعكل وتيم
حلفاء متجاورون، فهزمهم وأفلت عوف بن ضرار
وحكيم بن قبيصة بن ضرار بعد أن جرح وقتلوا
عبيدة بن قضيب الضبي، وقال شقيق بن جزء:
لقد قرت بهم عيني بسلى
وروضة ساجر ذات العرار
جزيت الملجئين بما أزلت
من البؤسى رماح بنى ضرار
وأفلت من أسنتنا حكيم
جريضا مثل إفلات الحمار
كأن غديرهم بجنوب سلى
نعام قاق في بلد قفار
سلى وسلبرى: بكسر أوله وثانيه وتشديده،
وقصر الألف، وعن محمد بن موسى: سلى،
بالضم، وفتح اللام: وهو جبل بمناذر من أعمال
الأهواز، فذكرته فيما بعد مع سلبرى، وكانت به
وقعة للخوارج مع المهلب بن أبي صفرة، وسلبرى،
بكسر أوله وثانيه وتشديده، وباء موحدة، وراء
مفتوحة، وألف مقصورة، وقد ذكر فيما بعد عند
سليماناباذ إلا أن هذا الموضع أولى به لان مجموع
اللفظين موضع واحد من نواحي خوزستان قرب
جنديسابور، وهي مناذر الصغرى، والوقعة التي
كانت بها كانت من أشد وقعة بين الخوارج والمهلب،
كانت أولا على المهلب حتى بلغ فله البصرة ونعوه
إلى أهلها وهر أكثر أهل البصرة خوفا من ورود
الخوارج عليهم ثم ثبت المهلب وضم إليه جمعه
وواقعهم وقعة هائلة قتل فيها عبيد الله بن الماخور
أمير الخوارج، وكانوا يسمونه أمير المؤمنين،
وسبعة آلاف منهم وبقي منهم ثلاثة آلاف لحقت
بأصبهان، وفى ذلك يقول بعض الخوارج:
بسلى وسلبرى مصارع فتية
كرام، وعقرى من كميت ومن ورد
وقال آخر:
بسلى وسلبرى مصارع فتية
كرام، وقتلى لم توسد خدودها
ووجد بعض بنى تميمي عبد الله بن الماخور صريعا
فعرفه فاحتز رأسه ولم يعلم به المهلب وقصد به نحو
البصرة وجاء المظفر بالبشارة فلقيه في الطريق قوم من
الخوارج جاؤوا مددا فسألوه عن الخبر وهو لا
يعرفهم فأخبرهم بمقتل الخوارج وقال لهم: هذا رأس
ابن الماخور في هذه المخلاة، فقتلوا التميمي ودفنوا
الرأس في موضعه وانصرفوا، وولى الخوارج أخاه
الزبير بين الماخور، وقال رجل من الخوارج:
فإن تك قتلى يوم سلى تتابعت
فكم غادرت أسيافنا من قماقم
غداة نكر المشرفية فيهم
بسولاف يوم المأزق المتلاحم
وقال رجل من أصحاب المهلب يذكر قتل عبيد الله
ابن الماخور:
ويوم سلى وسلبرى أحاط بهم
منا صواعق لا تبقى ولا تذر
حتى تركنا عبيد الله منجدلا
كما تجدل جذع مال منقعر
سلاب: موضع في قول حبيب الهذلي:
ولقد نظرت ودون قومي منظر
من قيسرون فبلقع فسلاب
232

سلاح: كأنه بوزن قطام: موضع أسف من خيبر،
وكان بشير بن سعد الأنصاري لما بعثه النبي، صلى
الله عليه وسلم، إلى يمن وجبار في سرية للايقاع بجمع
من غطفان لقيهم بسلاح. وسلاح أيضا: ماء لبنى
كلاب شبكة ملحة لا يشرب منها أحد إلا سلح.
السلاسل: بلفظ جمع السلسلة: ماء بأرض جذام،
وبذلك سميت غزاة ذات السلاسل، وقال ابن
إسحاق: اسم الماء سلسل، وبه سميت ذات
السلاسل، وقال جران العود:
وفى الحي ميلاء الحمار كأنها
مهاة بهجل من أديم تعطف
كأن ثناياها العذاب وريقها
ونشوة فيها خالطتهن قرقف
يشبهها الرائي المشبه بيضة
غدا في الندى عنها الظليم الهجنف
بوعساء من ذات السلاسل يلتقى
عليها من العلقي نبات مؤنف
وقال الراعي:
ولما علت ذات السلاسل وانتحى
لها مصغيات للفجاء عواسر
وفى حديث عاصم بن سفيان الثقفي أنهم غزوا غزوة
السلاسل ففاتهم العدو فأبطأ ثم رجعوا إلى معاوية،
قال أبو حاتم بن حبان عقيب هذا الحديث في كتاب
الأنواع: غزوة السلاسل كانت في أيام معاوية
وغزوة ذات السلاسل كانت في أيام النبي، صلى الله
عليه وسلم، قلت: ولا أعلم ما هذه السلاسل.
سلاطح: اسم واد في ديار مراد، قال كعب بن
الحارث المرادي.
طعنا الطعنة الحمراء فيهم،
حرام رأيهم حتى الممات
عشية لا ترى إلا مشيحا
وإلا عوهجا مثل القناة
أبانا بالطوى طوى قوم،
وذكرنا بيوم سلاطحات
السلالم: بضم أوله، وبعد الألف لام مكسورة:
حصن بخيبر وكان من أحصنها وآخرها فتحا على
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال الفضل بن
العباس اللهبي:
ألم يأت سلمى نأينا ومقامنا
ببطن دفاق في ظلال سلالم؟
السلامي: بضم أوله، وآخره مقصور، بلفظ السلامي
وهو عظام الكف، قال أبو عبيد: السلامي في
الأصل عظم يكون في فرسن البعير، ويقال:
إنه آخر ما يبقى فيه المخ منه هو والعين: وهو اسم
موضع مضافا إليه ذو.
سلامان: بعد الال ف نون، اسم شجر، ويروى
بكسر أوله أيضا: وهو اسم موضع، قال عمرو
ابن الأهتم:
فآنست بعد ما مال الرقاد بنا
بذي سلامان ضوءا من سنا نار
كلامح البرق أحيانا تطففه
ريح خريق دبور بين أستار
سلام: مدينة السلام بغداد، ودار السلام: الجنة،
ويجور أن تكون سميت بذلك على التشبيه أو التفاؤل
لان الجنة دار السلامة الدائمة، والسلام في اللغة على
أربعة معان: مصدر سلمت سلاما، والسلام: جمع
سلامة، والسلام: من أسماء الباري جل وعلا،
والسلام: اسم شجر، قال ابن الأنباري: سميت
بغداد مدينة السلام لقربها من دجلة، وكانت دجلة
233

تسمى نهر السلام، وقد ذكر ما قيل في ذلك في
ترجمة بغداد، ونسب إليها سلامي. وقصر السلام:
من أبنية الرشيد بالرقة. وسلام أيضا: موضع قرب
سميساط من بلاد الروم، وفى أخبار هذيل:
فخرج حذيفة بن أنس الهذلي بالقوم فطالع أهل الدار
من قلة السلام. والسلام: جبل بالحجاز في ديار
كنانة. وذو سلام، وقيل بضم السين: من المواضع
النجدية.
سلام: بكسر اوله، والتخفيف: وهو اسم شجر،
قال بشر:
بصاحة في أسرتها السلام
وهو اسم جنس للحجر أيضا، قال:
تداعين باسم الشيب في متثلم
جوانبه من بصرة وسلام
وقال أبو نصر: السلام جماعة الحجارة الصغير منها
والكبير لا يوحدونها: موضع ماء، قال بشر أيضا:
كأن قتودي على أحقب
تريد نحوضا تؤم السلاما
سلام: بضم أوله، وهو مرتجل: موضع عند قصر
مقاتل بين عين التمر والشام، عن نصر، وقال غيره:
السلام منزل بعد قصر بنى مقاتل للمغرب الذي يطلب
السماوة.
سلام: بالتشديد، وأصله من السلام الذي ذكر آنفا،
والتشديد للمبالغة في ذلك: وهو خيف سلام، قد
ذكر في خيف. وسلام أيضا: قرية بالصعيد قرب
أسيوط في غربي النيل، والله أعلم.
السلامة: بلفظ السلامة ضد العطب: قرية من قرى
الطائف بها مسجد للنبي، صلى الله عليه وسلم، وفى
جانبه قبة فيها قبر ابن عباس وجماعة من أولاده
ومشهد للصحابة، رضي الله عنهم.
السلامية: بفتح أوله، منسوبة: ماء إلى جنب
الثلماء لبنى حزن بن وهب بن أعيا بن طريف من
أسد، قال أبو عبيد السكوني: السلامية ماء لجديلة
بأجإ. والسلامية أيضا: قرية كبيرة بنواحي الموصل
على شرقي دجلتها، بينهما ثمانية فراسخ للمنحدر إلى
بغداد مشرفة على شاطئ دجلة، وهي من أكبر
قرى مدينة الموصل وأحسنها وأنزهها، فيها كروم
ونخيل وبساتين وفيها عدة حمامات وقيسارية للبز
وجامع ومنارة، بينها وبين الزاب فرسخان،
وبالقرب منها مدينة يقال لها أثور، خربت، ينسب
إليها أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد السلامي
المعروف بضياء الدين ابن شيخ السلامية، ولد بها سنة
546 أو 545 ونشأ بالموصل وتفقه بها وحفظ القرآن
وتوجه إلى ديار بكر فصار وزيرا لصاحب آمد قطب
الدين سليمان بن قرا أرسلان وبقي عليه مدة، وبنى
بآمد مدرسة لأصحاب الشافعي ووقف عليها أملاكه
هناك، وكان له معروف وفيه مقصد، وكانت
الشعراء تنتابه فيحسن إليهم، ثم فسد ما بينه وبين
قطب الدين ففارقه وقدم الموصل فأقام بها، وهو
الآن حي في سنة 621، و عبد الرحمن بن عصمة
السلامي، روى عن محمد بن عبد الله بن عمار،
ذكره أبو زكرياء في طبقات أهل الموصل، وأبو
إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر السلامي قاضي
السلامية، أصله من العراق، حدث عن أبي عبد الله
الحسين بن نصر بن محمد بن خميس، سمع منه بعض
الطلبة ونسبه كذلك، قاله ابن عبد الغنى.
السلان: بضم أوله، وتشديد ثانيه، وهو فعلان
من السل، والنون زائدة، قال الليث: السلان
234

الأودية، وفى الصحاح: السال المسيل الضيق في
الوادي، وجمعه سلان مثل حائر وحوران، وقال
الأصمعي: والسلان والفلان بطون من الأرض
غامضة ذات شجر، واحدها سال، وفى كتاب
الجامع: السلان منابت الطلح، والسليل: بطن
من الوادي فيه شجر، قال أبو أحمد العسكري:
يوم السلان، السين مضمومة، يوم بين بنى ضبة وبنى
عامر بن صعصعة طعن فيه ضرار بن عمرو الضبي
وأسر حبيش بن دلف، فعل ذلك بهما عامر بن
مالك، وفى هذا اليوم سمى ملاعب الأسنة. ويوم
السلان أيضا: قبل هذا بين معد ومذحج، وكلب
يومئذ معديون، وشدها زهير بن جناب الكلبي
فقال:
شهدت الموقدين على خزاز
وفى السلان جمعا ذا زهاء
وقال غير أبى أحمد: قيل السلان هي أرض تهامة مما
يلي اليمن كانت بها وقعة لربيعة على مذحج، قال
عمرو بن معدى كرب:
لمن الديار بروضة السلان
فالرقمتين فجانب الصمان؟
وقال في الجامع: السلان واد فيه ماء وحلفاء وكان
فيه يوم بين حمير ومذحج وهمدان وبين ربيعة ومضر
وكانت هذه القبائل من اليمن بالسلان، وكانت نزار
على خزاز، وهو جبل بإزاء السلان، وهو مما بين
الحجاز واليمن، والله أعلم.
السلائل: قال ابن السكيت: ذو السلائل واد بين
الفرع والمدينة، قال لبيد:
كبيشة حلت بعد عهدك عاقلا،
وكانت له شغلا من النأي شاغلا
تربعت الاشراف ثم تصيفت
حساء البطاح وانتجعن السلائلا
تخير ما بين الرجام وواسط
إلى سدرة الرسين ترعى السوائلا
سلبة: بفتح أوله، وبعد اللام باء موحدة: اسم
لموضع جاء في الاخبار.
سلح: ماء بالدهناء لبنى سعد عليه نخيلات.
سلحين: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم حاء مهملة
مكسورة، وياء مثناة من تحت ساكنة، وآخره
نون: حصن عظيم بأرض اليمن كان للتبابعة ملوك
اليمن، وزعموا أن الشياطين بنت لذي تبع ملك
همدان حين زوج سليمان ببلقيس قصورا وأبنية
وكتبت في حجر وجعلته في بعض القصور التي بنتها:
نحن بنينا بينون وسلحين وصرواح ومرواح برجاجة
أيدينا وهندة وهنيدة وقلسوم وبريدة وسبعة أمحلة
بقاعة، وقال علقمة بن شراحيل بن مرثد الحميري:
يا خلتي ما يرد الدمع ما فاتا،
لا تهلكي أسفا في إثر من ماتا
أبعد بينون لا عين ولا أثر،
وبعد سلحين يبنى الناس أبياتا؟
وقد ذكر أن سلحين بنيت في سبعين سنة وبنى
براقش ومعين، وهما حصنان آخران، بغسالة أيدي
صناع سلحين، فلا يرى بسلحين أثر وهاتان قائمتان،
روى ذلك الأصمعي عن أبي عمرو، وأنشد لعمرو
ابن معدى كرب:
دعانا من براقش أو معين،
فأسمع فاتلأب بنا مليع
وسيلحين، بعد السين ياء: موضع قرب بغداد،
يذكر في موضعه.
235

سلسلان: كأنهم ذكروا السلسلة ثم ثنوها: اسم
موضع، قال الشاعر:
خليلي بين السلسلين لو انني
بنعف اللوى أنكرت ما قلتما ليا
ولكنني لم أنس ما قال صاحبي:
نصيبك من ذل إذا كنت خاليا
سلسل: بالفتح، وهو العذب الصافي من الماء وغيره
إذا شرب سلسل في الخلق، قال حسان:
بردى يصفق بالرحيق السلسل
وقال أبو منصور: سلسل جبل من جبال الدهناء
من أرض تميم، ويقال سلاسل، قال بعض الشعراء:
يكفيك جهل الأحمق المستجهل
ضحيانة من عقدات السلسل
مبزلة تزمن إن لم تقتل،
متى تخالط هامة تغلغل
كأنها حين تجئ من عل
تطلب دينا في الفراش الأسفل
قال هذا الرجز لان نعلين له سرقتا فوجدهما في
رجل رجل من بنى ضبة فأراد أخذهما فذهب
يمتنع منه فضربه بعصا طلح كانت معه حتى أخذهما
منه. ذكره مع ضحيانة لا في بابه، والضحيانة: عصا
نابتة في الشمس حتى طبختها فهي أشد ما يكون،
وهي من الطلح، قال ابن إسحاق في غزاة ذات
السلاسل: بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
عمرو بن العاص إلى أرض جذام حتى إذا كان على
ماء بأرض جذام يقال له السلسل، وبذلك سميت
تلك الغزوة غزوة ذات السلاسل.
سلسل: بالكسر فيهما: نهر في سواد العراق يضاف
إلى طسوج من طريق خراسان من استان شاذقباذ
من الجانب الشرقي. وسلسل أيضا: جبل بالدهناء
من أرض تميم.
سلطوح: بضم أوله، وسكون ثانيه، وضم الطاء
المهملة، وآخره حاء مهملة، السلاطح: العريض،
وقال أبو الحسن الخوارزمي: السلطوح بوزن
العصفور جبل أملس.
سلطيس: بضم أوله، وسكون ثانيه، وفتح الطاء،
وياء ساكنة، وسين مهملة: من قرى مصر القديمة
كان أهلها أعانوا على عمرو بن العاص لما فتح مصر
والإسكندرية فسباهم، كما ذكرنا في بلهيب، ثم
ردهم عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على القرية،
قال ابن عبد الحكم: وكان من أبناء السلطيسيات
عمران بن عبد الرحمن بن جعفر بن ربيعة وأم عون
ابن خارجة القرشي ثم العدوي وأم عبد الرحمن بن
معاوية بن حديج وموالي أشراف بعد ذلك وقعوا
عند مروان بن الحكم منهم أبان وعمه عياض.
سلعان: بالتحريك: من حصون صنعاء اليمن.
سلع: بفتح أوله، وسكون ثانيه، السلوع: شقوق
في الجبال، واحدها سلع وسلع، وقال أبو زياد:
الأسلاع طرق في الجبال يسمى الواحد منها سلعا،
وهو أن يصعد الانسان في الشعب وهو بين الجبلين
يبلغ أعلى الوادي ثم بمضي فيسند في الجبل حتى يطلع
فيشرف على واد آخر يفصل بينهما هذا المسند الذي
سند فيه ثم ينحدر حينئذ في الوادي الآخر حتى يخرج
من الجبل منحدرا في فضاء الأرض فذاك الرأس الذي
أشرف من الواديين السلع ولا يعلوه إلا راجل.
وسلع: جبل بسوق المدينة، قال الأزهري:
سلع موضع بقرب المدينة. وسلع أيضا: حصن
بوادي موسى، عليه السلام، بقرب البيت المقدس،
236

حدث أبو بكر بن دريد عن الثوري عن الأصمعي
قال: غنت حبابة جارية يزيد بن عبد الملك وكانت
من أحسن الناس وجها ومسموعا وكان شديد الكلف
بها وكان منشؤها المدينة:
لعمرك إنني لأحب سلعا
لرؤيته ومن أكناف سلع
تقر بقربه عيني، وإني
لأخشى أن يكون يريد فجعي
حلفت برب مكة والمصلى
وأيدي السابحات غداة جمع
لأنت على التنائي، فاعلميه،
أحب إلى من بصرى وسمعي
والشعر لقيس بن ذريح، ثم تنفست الصعداء،
فقال لها: لم تتنفسين؟ والله لو أردته لقلعته إليك
حجرا حجرا، فقالت: وما أصنع به إنما أردت
ساكنيه، وقال ابن السلماني: وكان إبراهيم بن عربي
وإلى اليمامة قبض عليه وحمل إلى المدينة مأسورا
فلما مر بسلع قال:
لعمرك إني يوم سلع للائم
لنفسي، ولكن ما يرد التلوم؟
أأمكنت من نفسي عدوى ظلة
ألهفا على ما فات لو كنت أعلم
لو أن صدور الامر يبدون للفتى
كأعقابه لم تلفه يتندم
لعمري لقد كانت فجاج عريضة،
وليل سخامي الجناحين مظلم
إذ الأرض لم تجهل على فروجها
وإذ لي من دار المذلة مرغم
وسلع: جبل في ديار هذيل، قال البريق الهذلي:
سقى الرحمن حزم ينابعات
من الجوزاء أنواء غزارا
بمرتجز كأن على ذراه
ركاب الشام يحملن البهارا
يحط العصم من أكناف شعر،
ولم يترك بذي سلع حمارا
سلع: بكسر أوله، وسكون ثانيه، يقال: هذا
سلع هذا ومثله وشرواه، والسلع والسلع:
شق في الجبل، وسلع موشوم: واد في ديار
باهلة. وسلع الكلدية: لباهلة أيضا جبل أو واد.
وسلع الستر: موضع في ديار بنى أسد، كله عن نصر.
سلع: بالتحريك، وهو شجر مر، كانت العرب في
الجاهلية تعمد إلى حطب شجر السلع والعشر في
المجاعات وقحوط القطر فتوقر ظهور البقر منهما ثم
تضرمه نارا وتسوقها في المواضع العالية يستمطرون
بلهب النار المشبه بسنا البرق، وإياه عنى أمية بن أبي
الصلت حيث قال:
سلع ما ومثله عشر ما
عائل ما وعالت البيقورا
ما زائدة فيه كله. وذو سلع: موضع بين نجد
والحجاز، وقال أبو دؤاد الإيادي:
وغيث توسن منه الريا
ح جونا عشاء وجونا ثقالا
إذا كركرته رياح الجنوب
ألقحن منه عجافا حيالا
فحل بذي سلع بركة
تخال البوارق فيه الذبالا
سلعوج: مثل الذي قبله إلا أن في آخره زيادة واو
وجيم: موضع، وقيل: بلدة.
237

سلغوس: بوزن قربوس وطرسوس، بفتح أوله
وثانيه: اسم بلدة، وزنه فعلوف، عن أبي القطاع،
وهو حصن في بلاد الثغور بعد طرسوس غزاها
المأمون.
السلف: بفتح أوله، وكسر ثانيه، بوزن الصدف،
وقيل: السلف بوزن صرد: وهما قبيلتان قديمتان
من قبائل اليمن، قال هشام بن محمد ولد يقطن،
وقيل: يقطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام
ابن نوح الموذاذ، وسالف وهم السلف، وهو الذي
نصب دمشق وحضر موت، وقد سمى بالسلف
مخلاف باليمن، والسلف والسلك: من أولاد الحجل،
والسلف من الأرض جمع سلفة: وهي الكردة المسواة.
السلفين: بالتحريك، والفاء: موضع في شعر تأبط
شرا، قال:
شنئت العقر عقر بنى شليل
إذا هبت لقاريها الرياح
كرهت بنى جذيمة إذ ثرونا
قفا السلفين وانتسبوا
فباحوا
السلق: بالتحريك: من نواحي اليمامة، قال:
أقوى نمار ولقد
أقفر وادى السلق
والسلق: جبل عال مشرف على الزاب من أعمال
الموصل متصل بأعمال شهرزور يعرف بسلق بنى
الحسن بن الصباح بن عباد الهمذاني، له ذكر في
الاخبار والفتوح.
السلق: بلفظ النبت الذي يطبخ به، درب السلق:
ببغداد، وقد نسب إليه بعض الرواة السلقي، ينسب
إليه أبو على إسماعيل بن عباد بن القاسم بن عباد
القطان السلقي مولى عمر بن الخطاب، حدث عن أبيه
وعن عباد بن يعقوب الدواجني وعلي بن جرير الطائي،
روى عنه أبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر
القواس وغيرهما، مات سنة 320.
سلمنت: بالفتح ثم السكون، وضم الميم، وسكون
النون، وتاء مثناة: موضع قرب عين شمس من
نواحي مصر.
سلمى: بفتح أوله، وسكون ثانيه، مقصور وألفه
للتأنيث: وهو أحد جبلي طئ، وهما أجأ
وسلمى، وهو جبل وعر به واد يقال له رك به
نخل وآبار مطوية بالصخر طيبة الماء، والنخل عصب
والأرض رمل، بحافتيه جبلان أحمران يقال لهما
حميان والغداة، وبأعلاه برقة يقال لها السراء،
وقال السكوني: سلمى جبل بقرب من فيد عن
يمين القاصد مكة، وهو لنبهان لن يدخله أحد عليها،
وليس به قرى إنما به مياه وآبار وقلب عليها نخل
وشجرتين، ولا زرع فيه، وفيه قيل:
أما تبكين يا أعراف سلمى
على من كان يحميكن حينا؟
الأعراف: الأعالي، قال: وأدنى سلمى من فيد
إلى أربعة أميال ويمتد إلى الأقيلبة والمنتهب ثم
يخنس ويقع في رمان، وهو جبل رمل، وليس
بسلمى رمل، أما سبب تسمية الجبل بهذا الاسم فقد
ذكر في أجإ، وقال أبو الحسن الخوارزمي: وسلمى
أيضا موضع بنجد. وسلمى أيضا: أطم بالطائف
والذي بنجد عنت أم يزيد بن الطثرية ترثيه:
ألست بذي نخل العقيق مكانه
وسلمى وقد غالت يزيد غوائله؟
سلماس: بفتح أوله وثانيه، وآخره سين أخرى: مدينة
مشهورة بأذربيجان، بينها وبين أرمية يومان، وبينها
238

وبين تبريز ثلاثة أيام، وهي بينهما، وقد خرب الآن
معظمها، وبين سلماس وخوى مرحلة، وطول
سلماس ثلاث وسبعون درجة وسدس، وعرضها
ثلاث وثلاثون درجة ونصف، وينسب إلى سلماس
موسى بن عمران بن موسى بن هلال أبو عمران،
سمع أبان وسمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا وأبا
الطيب أحمد بن إبراهيم بن عباري ومكحولا
البيروتي وغيرهم، وبحلب أبا بكر محمد بن بركة
برداعس، وسمع بالري والكوفة وبغداد محمد بن
مخلد العطار وجعفر بن محمد الخلدي، وسمع بالرقة
ونصيبين والرملة وحماة، وروى عنه ابن أخته أبو
المظفر المهند بن المظفر بن الحسن السلماسي والشريف
أبو القاسم الزيدي الحمامي وغيرهما، ومات بأشنه
في ربيع الاخر سنة 380 وحمل إلى سلماس.
سلمانان: بضم أوله، وتكرير النون، علم مرتجل
بلفظ التثنية: اسم موضع عند برقة، ذكرت في
موضعها، قال جرير:
هل ينفعنك، إن جربت، تجريب،
أم هل شبابك بعد الشيب مطلوب؟
أم كلمتك بسلمانين منزلة،
يا منزل الحي جادتك الأهاضيب!
كلفت من حل ملحوبا وكاظمة،
هيهات كاظمة منا وملحوب!
قد تيم القلب حتى زاده خبلا
من لا يكلم إلا وهو محجوب
ويروى سلمانين، بكسر النون الأولى وفتح الثانية،
بلفظ جمع السلامة لسلمان، وهو الأكثر، فأما من
روى بلفظ التثنية فقال هما واديان في جبل لغنى يقال
له سواج، ومن روى بلفظ جمع السلامة لسلمان
فقال سلمانين واد يصب على الدهناء شمالي الحفر حفر
الرباب بناحية اليمامة بموضع يقال له الهرار،
والهرار: قف، والقول فيه كالقول في نصيبين إلا
أنا لم نسمع فهي إلا سلمانين بلفظ الجر والنصب.
سلمانان: بفتح أوله، وسائره كالذي أمامه: من
قرى مرو، عن أبي سعد.
سلمان: فعلان من السلم والسلامة، وهو ههنا عربي
محض، قيل: هو جبل، وقال أبو عبيد السكوني:
السلمان منزل بين عين صيد وواقصة والعقبة. وبين
عين صيد ولا سلمان ليلتان وواقصة دون ذلك، وبين
العقبة والسلمان ليلتان، قال: والسلمان ماء قديم
جاهلي وبه قبر نوفل بن عبد مناف، وهو طريق إلى
تهامة من العراق في الجاهلية، قال أبو المنذر: إنما
سمى طريق سلمان باسم سلمان الحميري وقد بعثه
ملك في جيش كثير يريد شمر يرعش بن ناشر ينعم
ابن تبع بن ينكف الذي سمى به سمرقند لأنه كسر
حائطها، وفى كتاب الجمهرة: ولد عمم بن نمارة
ابن لخم بن عيد بن الحارث بن مرة بن أدد مالكا
وسلمان الذي سمى به حجارة سلمان وكان نازلا
هناك، وهو فوق الكوفة وكان من مياه بكر بن
وائل، ولعله اليوم لبنى أسد وربما نزلته بنو ضبة
وبنو نمير في النجع. ويوم سلمان: من أيام
العرب المشهورة لبكر بن وائل على بنى تميمي أسر فيه
عمران بن مرة الشيباني الأقرع بن حابس ورئيسا
آخر من تميم، فلذلك قال جرير:
بئس الحماة لتيم يوم سلمان،
يوم تشد عليكم كف عمران
وقال نصر: سلمان بحزن بنى يربوع موضع آخر.
239

سلمسين: بفتح أوله وثانيه ثم ميم، وسين مكسورة،
وياء مثناة من تحت، وآخره نون، قالوا: اسمها سلم
سين أي صنم القمر، كأنها بنيت على اسمه: وهي
قرية قرب حران من نواحي الجزيرة، بينها وبين
حران فرسخ، ينسب إليها مخلد بن مالك بن سنان
القرشي السلمسيني، ذكره ابن حبان في كتاب
الثقات قال: مات في سنة 242، وأبو إسماعيل
أحمد بن داود بن إسماعيل القرشي السلمسيني،
حدث عن محمد بن سليمان وأبى قتادة، روى عنه
أبو عروبة، قاله أبو الحسن علي بن علان الحافظ
في تاريخ الجزريين جمعه.
سلمقان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبضم الميم
وتفتح، وقاف، وآخره نون، والعجم يقولونه
سلمكان، بالكاف: من قرى سرخس، قد نسب
إليها بعض الرواة، وهو عكرمة بن طارق السلمقاني
كان على قضاء الجانب الشرقي ببغداد أيام المأمون،
يروى عن مالك بن أنس وجرير بن حازم وغيرهما،
وكان من أصحاب القاضي أبى يوسف، روى عنه مزاحم
ابن سعيد المروزي، وعزل عن القضاء سنة 214.
سلم: بالتحريك، ذو سلم ووادي سلم: بالحجاز،
عن أبي موسى، قال الشاعر:
وهل تعودن ليلاتي بذي سلم
كما عهدت وأيامى بها الأول
أيام ليلى كعاب غير عانسة،
وأنت أمرد معروفا لك الغزل
وذو سلم: واد ينحدر على الذنائب، والذنائب: في
أرض بنى البكاء على طريق البصرة إلى مكة. وسلم
الريان: باليمامة قريب من الهجرة، والسلم في
الأصل: شجر ورقه القرظ الذي يدبغ به، وبه
سمى هذا الموضع، وقد أكثر الشعراء من ذكره،
قال الرضى الموسوي:
أقول والشوق قد عادت عوائده
لذكر عهد هوى ولى ولم يدم:
يا ظبية الانس هل إنس ألذ به
من الغداة فأشفي من جوى الالم؟
وهل أراك على وادى الأراك، وهل
يعود تسليمنا يوما بذي سلم؟
سلم: بفتح اوله، وسكون ثانيه، وهو اسم رجل،
وأصله الدلو الذي له عروة واحدة مثل دلاء
أصحاب الروايا، والسلم أيضا لغة في السلم: وهو
الصلح، سمى باسم هذا الرجل: محلة بأصبهان
ويضاف أحد أبوابها إليه فيقال باب سلم.
سلمية: بفتح أوله وثانيه، وسكون الميم، وياء
مثناة من تحت خفيفة، كذا جاء به المتنبي في قوله:
تراها في سلمية مسبطرا
قيل: سلمية قرب المؤتفكة، فيقال: إنه لما نزل بأهل
المؤتفكة ما نزل من العذاب رحم الله منهم مائه نفس
فنجاهم فانتزحوا إلى سلمية فعمروها وسكنوها فسميت
سلم مائة ثم حرف الناس اسمها فقالوا سليمة، ثم إن
صالح بن علي بن عبد الله بن عباس اتخذها منزلا وبنى
هو وولده فيها الأبنية ونزلوها، وبها المحاريب السبعة
يقال تحتها قبور التابعين، وفى طريقها إلى حمص قبر
النعمان بن بشير: وهي بليدة في ناحية البرية من
أعمال حماة بينهما مسيرة يومين، وكانت تعد من
أعمال حمص، ولا يعرفها أهل الشام إلا بسلمية،
قال بطليموس: مدينة سلمية طولها ثمان وستون
درجة وعشرون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون درجة
وخمس دقائق، طالعها خمس وعشرون درجة من
240

السرطان من الاقليم الرابع، ولها شركة في الأسد
مع القلب، ولها شركة في الدب الأصغر، ولها
شركة تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، يقابلها
مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وفى
زيج أبى عون: طولها اثنتان وستون درجة وخمس
وأربعون دقيقة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة
ونصف، وأهل الشام يقولون سلمية، بفتح أوله
وثانيه وكسر الميم وياء النسبة، قال ابن طاهر:
سلمية بين حماة ورفنية، ينسب إليها أبو ثور هاشم
ابن ناجية السلمي، سمع أبا مخلد عطاء بن مسلم الخفاف
الحلبي، روى عنه أبو بكر الباغندي وأبو عروبة
الحراني، و عبد الوهاب السلمي، روى عن إسماعيل
ابن عباس، وروى عنه حجل بن الحارث، وأيوب
ابن سلمان السلمي القرشي كان إمام مسجدها، يروى
عن حماد بن سلمة، روى عنه الحسين بن إسحاق
التستري، ومحمد بن تمام بن صالح أبو بكر الحراني
ثم الحمصي ثم السلماني من أهل سلمية، كذا نسبه
الحافظ أبو القاسم، حدث بدمشق عن محمد بن مصفى
الحمصي والمسيب بن واضح وعمرو بن عثمان وعبد
الوهاب بن الضحاك العرضي وغيرهم، روى عنه محمد
ابن سليمان بن يوسف الربعي وأبو علي بن أبي الزمزام
والفضل بن جعفر وجماعة أخرى كثيرة، توفى ليلة
الجمعة النصف من رجب سنة 313، و عبد الله بن
عبيد بن يحيى أبو العباس بن أبي حرب السلماني من
أهل سلمية، قال الحافظ: قدم دمشق وحدث بها
عن أبي علقمة نصر بن خريد بن جنازة الكناني
الحمصي وأبى ضبارة عبد العزيز بن وحيد بن عبد
العزيز بن حليم البهراني، روى عنه الحسن بن حبيب.
السلمية والبرشام: سهلان في طرف اليمامة، عن
الحفصي.
سلمى: بضم أوله، وسكون ثانيه، وكسر الميم،
وياء تشبه ياء النسبة: علم مرتجل سمى به موضع
بالبحرين من ديار عبد القيس.
سلوى: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره مقصور،
أما الذي في القرآن من قول تعالى: وأنزلنا عليهم المن
والسلوى، فقال المفسرون: هو طائر كالسماني،
والسلوى أيضا العسل: وهو اسم موضع، عن
العمراني.
سلوان: بضم أوله، قال أبو منصور: أخبرني المنذري
عن أبي الهيثم قال: سمعت محمد بن حيان يحكى أنه
حضر الأصمعي ونصر بن أبي نصير يعرض عليه
بالري فأجرى هذا البيت لرؤبة:
لو اشرب السلوان ما سليت
فقال لنصر: ما السلوان؟ فقال: يقال إنها خرزة
تسحق فيشرب ماؤها فيورث شاربه سلوة، فقال:
اسكت لا يسخر منك هؤلاء، إنما السلوان مصدر
قولك سلوت أسلو سلوانا، فقال: لو أشرب
السلو سلوا شربا ما سلوت، وقال أبو الحسن
الخوارزمي: قال علي بن عيسى السلوان ماء من
شرب منه ذهب همه فيما يقال، هكذا في كتاب
البلدان من جمعه، وهو تخلق منه لا معنى له لأنه
ليس بموضع بعينه إنما هو ماء يرقى أو حصاة تلقى في
ماء فيشرب ذلك الماء، وإنما عين سلوان عين
نضاخة يتبرك بها ويستشفى منها بالبيت المقدس،
قال ابن البناء البشاري: سلوان محلة في ربض بيت
المقدس تحتها عين عذبة تسقى جنانا عظيمة وقفها عثمان
ابن عفان، رضي الله عنه، على ضعفاء بيت المقدس
تحت بئر أيوب، عليه السلام، ويزعمون أن ماء
زمزم يزور ماء سلوان كل ليلة عرفة. وسلوان
241

أيضا: واد بأرض بنى سليم، قال العباس بن
مرداس:
شنعاء جلل من سوأتها حضن،
وسال ذو شوغر منها وسلوان
سلوطح: بفتح أوله وثانيه وطائه، والسلاطح
العريض: موضع بالجزيرة قريب من البشر، قال
جرير يخاطب الأخطل:
جر الخليفة بالجنود وأنتم
بين السلوطح والفرات فلول
وقال لقيط بن يعمر الأزدي:
إني بعيني إذا أمت حمولهم
بطن السلوطح لا ينظرن من تبعا
طورا أراهم وطورا لا أبينهم،
إذ تواضع خدر ساعة لمعا
سلوق: قال أبو منصور: قال شمر السلوقية من
الدروع منسوبة إلى سلوق قرية باليمن، قال
النابغة:
تقد السلوقي المضاعف نسجه،
وتوقد بالصفاح نار الحباحب
وكذلك الكلاب السلوقية منسوبة إليها، قال
القطامي:
معهم ضوار من سلوق كأنها
حصن تجول تجرر الأرسانا
وفي كتاب ابن الفقيه: سلوق هي مدينة اللان، ينسب
إليها الكلاب السلوقية، وقال الجوهري: مدينة
بالشام تنسب إليها الدروع السلوقية، قال: ويقال
إن سلوق مدينة اللان ينسب إليها الكلاب السلوقية،
وأنشد بيت القطامي، وقال ابن الحائك وهو يذكر
اليمن: سلوق كانت مدينة عظيمة بأرض الجديد،
واسم بقعتها اليوم حسل الزينة، وهي ثار مدينة
قديمة يوجد فيها خبث الحديد وقطاع الفضة والذهب
والحلي، وإليها كانت العرب تنسب الدروع السلوقية
والكلاب السلوقية.
سلوقية: في كتاب الفتوح لأحمد بن يحيى: أن
الوليد بن عبد الملك أقطع جند أنطاكية أرض
سلوقية عند الساحل وصير عليهم الفلثر، وهو
بسيط من الأرض معلوم كالفدان والجريب، بدينار
ومدى قمح، فعمروها وجرى ذلك لهم وبنى
حصن سلوقية، قلت أنا: ولعل السيوف السلوقية
والكلاب السلوقية منسوبة إليها، وقرأت في كتاب
الحسن بن محمد المهلبي: وقد كان في جبال الثغر
الجوارح والكلاب السلوقية الموصوفة من بلاد سلوقية،
فنسبها إليها وهو صحيح.
السليت: بالتصغير: قرية لبنى عطارد وهي بهدلة،
عن الحفصي، وأظنها أنا بالبحرين.
السليع: تصغير سلع، وقد تقدم تفسيره: ماء
بقطن، وقطن جبل يذكر في بابه. وسليع: جبل
بالمدينة يقال له عثعث عليه بيوت أسلم بن أفصى، عن
الحازمي، وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة:
وادى السليع من نواح اليمامة فيه مياه كثيرة وقرى
لبنى سحيم. وسليع: من أعمال الكدراء من
نواحي زبيد.
سليقية: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من
تحت، وقاف مكسورة، وياء أخرى خفيفة: مدينة:
وكورة ببلاد الروم، وربما سموها سلوقية، وهي
من ناحية الشام بعد طرسوس يتولاها عامل الدروب،
وقد ذكرت حدودها في باب الروم، وقيل: إن
الدروع إليها منسوبة وكذلك الكلاب، وليس
242

قولهم فلان يقرأ بالسليقة من هذا في شئ لان ذلك
يراد به الفصاحة والبلاغة، ويقال لها سليقة أيضا.
السليل: بفتح أوله، وكسر ثانيه، قال الليث:
السليل والسلان الأودية، وقال العمراني: واد،
وأنشد قول زهير:
كأن عيني، وقد سال السليل بهم
وعبرة ما هم، لو أنهم أمم
غرب على بكرة، أو لؤلؤ قلق
في السلك، خان به رباته النظم
وقال غيره: السليل العرصة التي بعقيق المدينة،
وقال عبد الرحمن بن حسان بن ثابت:
تطاول ليلى من هموم، فبعضها
قديم ومنها حادث مترشح
تحن إلى عرق الحجون وأهلها
منازلهم منا سليل وأبطح
قال الأصمعي: قال رجل من بنى عمرو بن قعين
حين اقتتلت عبس وأسد في السليل:
لئن ختلت بنو عبس بريا
بغرته فلم نختل سويدا
قلعنا رأسه بسقي سم
كلون الملح مذروبا حديدا
فأوجرناهم منه فراحوا
وهم يوم السليل نعوا شهيدا
وليس في هذين الشعرين دليل على أن السليل موضع
بعينه لأنه يحتمل أنه أراد الوادي اسم الجنس، ثم
ذكره للحجون والأبطح بالمدينة فيه نظر لأنهما بمكة،
وإنما ذكرنا ما قالوه إلى أن يتضح، وقول عبيد الله
ابن قيس الرقيات يدل على أنه أراد الوادي اسم
جنس، فقال:
أذكرتني الديار شوقا قديما
بين حرضا وبين أعلى يسوما
فالسليل الذي بمدفع قرن
قد تعفت إلا ثلاثا جثوما
وقد اتضح بقول ابن قيس الرقيات أنه موضع بعينه:
لا تخافي أن تهجري ما بقينا،
أنت بالود والكرامة أحرى
يا ابنة المالكي عز علينا
أن تقيمي بعد السليل ببصرى
كم أجازت من مهمة يترك العيس
به ظلعا ظلعا قياما وحسرى
السليلة: بفتح أوله، وكسر ثانيه، قال أبو منصور:
السلية عقبة أو عصبة أو لحمة إذا كانت شبه
عصبة ينفصل بعضها من بعض: وهو موضع من
الربذة إليه ستة وعشرون ميلا، وقال الأصمعي
السلية مائة بأعلى ثادق، قال السكرى: السلية ماء
بقطن لبنى الحارث بن ثعلبة وفيه ماء عليه نخل يقال
له العمارة، قال أبو عبيدة: السليلة ماء لبنى برثن
من بنى أسد في قول جرير:
أيجمع قلبه طربا إليكم
وهجرا بيت أهلك واجتنابا
ووجدا قد طويت يكاد منه
ضمير القلب يلتهب التهابا
سألناها الشفاء فما شفتنا،
ومنتنا المواعد والخلابا
لشتان المجاور دير أروى
ومن سكن السليلة والجنابا
سليماناباذ: محلة أو قرية من نواحي جرجان، عن أبي
سعد، نسب إلى سليمان. وسليماناباذ: من نواحي
243

همذان، نسب إليها محمد بن أحمد بن موسى بن همان
السليماناباذي الخطيب أبو نصر، روى عن ابن جنجان
وكان صدوقا، قاله شيرويه، وموسى بن محمد بن
أحمد بن موسى بن همان أبو منصور السليماناباذي،
روى عن الكسار، وقال شيرويه: سمع منه بعض
أصحابنا وكان صدوقا.
السليم: بلفظ تصغير سلم، وقد ذكر تفسيره
آنفا، يوم ذات السليم: من أيامهم وهو بأسفل
السر بين هجر وذاتا لعشر في طريق حاج
البصرة، وذكرت في منازل العقيق بالمدينة، وأنشدوا
لموسى شهوات:
تراءت له يوم ذات السليم
عمدا لتردع قلبا كليما
ولولا فوارسنا ما دعت
بذات السليم تميم تميما
وقال أبو زياد: لبنى سليم بالضمرين ذات السليم،
والضمران: جبلان، وقال ساعدة بن جؤية:
أهاجك من غير الحبيب بكورها
أجدت بليل لم يعترج أميرها؟
تحملن من ذات السليم كأنها
سفائن يم تنتحيها دبورها
وقال ربيعة بن مقروم:
تركنا عمارة بين الرماح
عمارة عبس نزيفا كليما
ولولا فوارسنا ما دعت
بذات السليم تميم تميما
وذات السليم: لبنى ضبة بأرض اليمامة، ولعله الذي
بالسر المذكور آنفا.
سليم: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وهو ضد العطب،
وسموا اللديغ سليما تفاؤلا له بالسلامة: وهو درب
سليم في بغداد من الجانب الشرقي من ناحية الرصافة،
عن أبي سعد، ونسب إليه عبد الغفار بن محمد بن جعفر
ابن زيد أبو طاهر السليمي المؤدب البغدادي، حدث
عن أبي بكر الشافعي وأبى على الصواف وغيرهما،
روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب، وتوفى سنة
428، ومولده سنة 354.
سلينة: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت ساكنة ثم نون: بلد من نواحي طبرستان،
بينه وبين سارية على طريق الجبال ثلاثون فرسخا،
وعامتها من جرجان وبعضها من طبرستان.
السلى: بتشديد اللام والياء: موضع في بلاد عامر،
قال لبيد:
لهند بأعلى ذي الأغر رسوم
إلى أحد كأنهن وشوم
فوقف فسلي فأكناف ظلفع
تربع فيه تارة وتقيم
سلى: موضع بالأهواز قرب مناذر، قد تقدم ذكره
مع سلبرى.
سلى: بالكسر، وفتح اللام وتشديدها: ماء لبنى
ضبة بنواحي اليمامة، عن نصر.
السلى: بضم أوله، وفتح ثانيه، وتشديد يائه، علم
مرتجل، والقياس يقتضى أن يكون تصغير سلا مثل
عطاء وعطي إلا أنه لم يجئ ممدودا، قال نصر:
السلى عقبة دون حضر موت من طريق اليمامة
ونجد، وقال أبو زياد: السلى بين اليمامة وهجر،
قال: والسلي أيضا رياض في طريق اليمامة إلى
البصرة بين بنبان واد والطنب، وقال أبو الحسن:
السلى واد من حجر، وأنشد:
244

لعمرك ما خشيت على أبي
متالف بين حجر والسلي
ولكني خشيت على أبي
جريرة رمحه في كل حي
من الفتيان محلول ممر
وأمار بإرشاد وغى
باب السين والميم وما يليهما
سمى: بضم أوله، وتشديد ثانيه، والقصر، بوزن
حمى: واد بالحجاز.
سماءة: حصن حصين في جبل وصاب من أرض زبيد
باليمن. وسماءة أيضا: في جبل مقرى باليمن
أيضا.
سمادير: موضع في قول الأقيبل بن شهاب بن الأحنف
كان هرب من الحجاج فقال من قصيدة:
خليلي قوما من سمادير فانظرا
أبرق الثريا في سمادير أم قبس
السمار: بلدة في جزيرة قبرس في الاقليم الرابع،
طولها سبع وخمسون درجة، وعرضها أربع وثلاثون
درجة ونصف.
السمار: بضم أوله، وآخره راء مهملة: علم مرتجل
لاسم موضع، قال ابن أحمر:
لئن ورد السمار لنقتلنه
لعمر أبيك ما ورد السمارا
وقال ابن مقبل:
كأن سخالها بلوى سمار
إلى الخرماء أولاد السمال
قال الأزدي: سمار رمل بأعلى بلاد قيس، طوله
قدر سبعين ميلا، قال: والسمال من بنات الماء.
سماطة: بكسر أوله، والسماط: الصف، ومنه
قام القوم حوله سماطين أي صفين: موضع، والله
أعلم.
سمال: بفتح أوله، وآخره لام، يقال: سمل
عينه إذا فقأها: وهو اسم موضع في شعر ذي الرمة.
سمان: بتشديد الميم، وآخره نون، يجوز أن يكون
جمعا من سمنت الشئ أسمنه سمنا إذا سلاته أو
جمع غيره من هذا النوع: وهو قرية بجبل السراة.
سمانة: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، ويجوز أن
يكون فعلان من السم القاتل أو من سممت الشئ
أسمه إذا أصلحته. ويجوز أن يكون فعالا من
السمان: وهو موضع.
السماوة: بفتح أوله، وبعد الألف واو، والسماوة:
الشخص، قال أبو المنذر: إنما سميت السماوة لأنها
أرض مستوية لا حجر بها، والسماوة: مائة بالبادية،
وكانت أم النعمان سميت بها فكان اسمها ماء فسمتها
العرب ماء السماء. وبادية السماوة: التي هي بين
الكوفة والشام قفرى أظنها مسماة بهذا الماء،
وقال السكرى: السماوة مائة لكلب، قاله في
تفسير قول جرير:
صبحت عمان الخيل رهوا كأنها
قطا هاج من فوق السماوة ناهل
وقال عدى بن الرقاع:
بغراب إلى الإلاهة حتى
تبعت أمهاتها الاطلاء
ردني النجم واستقلت وحارت
كل يوم عشية شهباء
فترددن بالسماوة حتى
كذبتهن غدرها والنهاء
245

سماهيج: بفتح أوله، وآخره جيم، كأنه جمع
سمهج اللبن إذا خلط بالماء، وقال الأصمعي: ماء
سمهج سهل لين، وأنشد:
فورت عذبا نقاخا سمهجا
وسماهيج اسم جزيرة في وسط البحر بين عمان
والبحرين، قال أبو دؤاد:
إبلي الإبل لا يجوزها الراعون
مج الندى عليها الغمام
سمنت فاستحش أكرعها لا
الني ني ولا السنام سنام
فإذا أقبلت تقول إكام
مشرفات فوق الإكام إكام
وإذا أدبرت تقول قصور
من سماهيج فوقها آكام
هذا عن الأزهري، وقال غيره: سماهيج جزيرة
في البحر تدعى بالفارسية ماش ما هي فعربته العرب،
قال شاعر:
هوجاء ماجت من جبال يأجوج،
من عن يمين الخط أو سماهيج
وقيل: هي قرية على جانب البحرين ومن جواثا،
وقال كثير يصف نخلا كثيرا:
كدهم الركاب بأثقالها
غدت من سماهيج أو من جواثا
سمائم: بفتح أوله، كأنه جمع سموم: بلدة قرب
صحار لعلها من أعمال عمان.
سمخراط: بكسرتين: من قرى البحيرة بمصر.
سمدان: حصن باليمن عظيم الخطر، وأملاه على
المفضل سمدان، بالتحريك، وقال ابن قلاقس
يذكره ويمدح ياسر بن بلال:
فليعلم السمدان إذ فارقته
أنى لديك بدوة السمدان
سمديسة: قرية من كورة البحيرة بمصر.
سمران: بلفظ جمع أسمر، وآخره نون، قال أبو
الحسن الخوارزمي: هو اسم سمرقند بالعربية.
سمر: بفتح أوله، وضم ثانيه، وآخره راء، ذو
سمر: من نواحي العقيق، قال أبو وجزة:
تركن زهاء ذي سمر شمالا،
وذا نهيا ونهيا عن يمين
والسمر: ضرب من العضاه.
سمر: بالتحريك: موضع فيه نخل باليمامة، وسمر
أظنه نبطيا، بكسر أوله، وتشديد ثانيه وفتحه،
وآخره راء مهملة: بلد من أعمال كسكر وقد دخل
الآن في أعمال البصرة وهو بين البصرة وواسط،
وإليه ينسب أبو عبد الله محمد بن الجهم السمري،
سمع يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد وأكثر
الرواية عن يحيى بن زياد الفراء النحوي الكوفي،
وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله السمري الكاتب
من فضلاء الكتاب وعلمائهم، وله كتاب جيد
في الجرح وأمثلة الكتاب.
سمرطول: بفتح أوله وثانيه، وسكون الراء: وهو
جبل أو موضع جاء في الشعر، وهو أحد الأبنية التي
فاتت كتاب سيبويه، وقيل: لعله سمرطول بوزن
عضرفوط فخلط الشاعر لإقامة الوزن.
سمرقند: بفتح أوله وثانيه، ويقال لها بالعربية
سمران: بلد معروف مشهور، قيل: إنه من أبنية
ذي القرنين بما وراء النهر، وهو قصبة الصغد مبنية
246

على جنوبي وادى الصغد مرتفعة عليه، قال أبو عون:
سمرقند في الاقليم الرابع، طولها تسع وثمانون درجة
ونصف، وعرضها ست وثلاثون درجة ونصف،
وقال الأزهري: بناها شمر أبو كرب فسميت
شمر كنت فأعربت فقيل سمرقند، هكذا تلفظ به
العرب في كلامها وأشعارها، وقال يزيد بن مفرغ
يمدح سعيد بن عثمان وكان قد فتحها:
لهفي على الامر الذي
كانت عواقبه الندامة
تركي سعيدا ذا الندى،
والبيت ترفعه الدعامه
فتحت سمرقند له،
وبنى بعرصتها خيامه
وتبعت عبد بنى علا
ج، تلك أشراط القيامة
وبالبطيحة من أرض كسكر قرية تسمى سمرقند
أيضا، ذكره المفجع في كتاب المنقذ من الايمان في
أخبار ملوك اليمن قال: لما مات ناشر ينعم الملك
قام بالملك من بعده شمر بن افريقيس بن أبرهة فجمع
جنوده وسار في خمسمائة ألف رجل حتى ورد العراق
فأعطاه يشتاسف الطاعة وعلم أن لا طاقة له به لكثرة
نوده وشدة صولته، فسار من العراق لا يصده
صاد إلى بلاد الصين فلما صار بالصغد اجتمع أهل
تلك البلاد وتحصنوا منه بمدينة سمرقند فأحاط بمن فيها
من كل وجه حتى استنزلهم بغير أمان فقتل منهم
مقتلة عظيمة وأمر بالمدينة فهدمت فسميت شمركند،
أي شمر هدمها، فعربتها العرب فقالت سمرقند،
وقد ذكر ذلك دعبل الخزاعي في قصيدته التي يفتخر
فيها ويرد بها على الكميت ويذكر التبابعة:
وهم كتبوا الكتاب بباب مرو،
وباب الصين كانوا الكاتبينا
وهم سموا قديما سمرقندا،
وهم غرسوا هناك التبتينا
فسار شمر وهو يريد الصين فمات هو وأصحابه عطشا
ولم يرجع منهم مخبر، فبقيت سمرقند خرابا إلى
أن ملك تبع الأقرن بن أبي مالك بن ناشر ينعم فلم
تكن له همة إلا الطلب بثأر جده شمر الذي هلك
بأرض الصين فتجهز واستعد وسار في جنوده نحو
العراق فخرج إليه بهمن بن اسفنديار وأعطاه الطاعة
وحمل إليه الخراج حتى وصل إلى سمرقند فوجدها
خرابا، فأمر بعمارتها وأقام عليها حتى ردها إلى
أفضل ما كانت عليه، وسار حتى أتى بردا واسعة
فبنى التبت كما ذكرنا، ثم قصد الصين فقتل وسبى
وأحرق وعاد إلى اليمن في قصة طويلة، وقيل: إن
سمرقند من بناء الإسكندر، واستدارة حائطها اثنا
عشر فرسخا، وفيها بساتين ومزارع وأرحاء، ولها
اثنا عشر بابا، من الباب إلى الباب فرسخ، وعلى
أعلى السور آزاج وأبرجة للحرب، والأبواب الاثنا
عشر من حديد، وبين كل بابن منزل للنواب، فإذا
جزت المزارع صرت إلى الربض وفيه أبنية وأسواق،
وفى ربضها من المزارع عشرة آلاف جريب، ولهذه
المدينة، أعني الداخلة، أربعة أبواب، وساحتها ألفان
وخمسمائة جريب، وفيها المسجد الجامع والقهندز
وفيه مسكن السلطان، وفى هذه المدينة الداخلة نهر
يجرى في رصاص، وهو نهر قد بنى عليه مسناة عالية
من حجر يجرى عليه الماء إلى أن يدخل المدينة من
باب كس، ووجه هذا النهر رصاص كله، وقد
عمل في خندق المدينة مسناة وأجرى عليها، وهو نهر
يجرى في وسط السوق بموضع يعرف بباب الطاق،
247

وكان أعمر موضع بسمرقند، وعلى حافات هذا
النهر غلات موقوفة على من بات في هذا النهر وحفظة
من المجوس عليهم حفظ هذا النهر شتاء وصيفا
من المجوس عليهم حفظ هذا النهر شتاء وصيفا
مستفرض ذلك عليهم، وفى المدينة مياه من هذا النهر
عليها بساتين، وليس من سكة ولا دار إلا وبها ماء
جار إلا القليل، وقلما تخلو دار من بستان حتى
إنك إذا صعدت قهندزها لا ترى أبنية المدينة لاستتارها
عنك بالبساتين والأشجار، فأما داخل سوق المدينة
الكبيرة ففيه أودية وأنهار وعيون وجبال، وعلى
القهندز باب حديد من داخله باب آخر حديد، ولما
ولى سعيد بن عثمان خراسان في سنة 55 من جهة
معاوية عبر النهر ونزل على سمرقند محاصرا لها وحلف
لا يبرح حتى يدخل المدينة ويرمى القهندز بحجر أو
يعطوه رهنا من أولاد عظمائهم، فدخل المدينة ورمى
القهندز بحجز فثبت فيه فتطير أهلها بذلك وقالوا:
ثبت فيها ملك العرب، وأخذ رهانهم وانصرف،
فلما كانت سنة 87 عبر قتيبة بن مسلم النهر وغزا
بخارى والشاش ونزل على سمرقند. وهي غزوته
الأولى، ثم غزا ما وراء النهر عدة غزوات في سنين
سبع وصالح أهلها على أن له ما في بيوت النيران
وحلية الأصنام، فأخرجت إليه الأصنام فسلب حليها
وأمر بتحريقها، فقال سدنتها: إن فيها أصناما من أحرقها
هلك! فقال قتيبة: أنا أحرقها بيدي، وأخذ شعلة نار
وأضرمها فاضطرمت فوجد بقايا ما كان فيها من مسامير
الذهب خمسين ألف مثقال، وبسمرقند عدة مدن
مذكورة في مواضعها، منها: كرمانية ودبوسية وأشروسنة
والشاش ونخشب وبناكث، وقالوا: ليس في الأرض
مدينة أنزه ولا أطيب ولا أحسن مستشرفا من
سمرقند، وقد شبهها حضين بن المنذر الرقاشي فقال:
كأنها السماء للخضرة وقصورها الكواكب للاشراق
ونهرها المجرة للاعتراض وسورها الشمس للاطباق،
ووجد بخط بعض ظرفاء العراق مكتوبا على حائط
سمرقند:
وليس اختياري سمرقند محلة
ودار مقام لاختيار ولا رضا
ولكن قلبي حل فيها فعاقني
وأقعدني بالصغر عن فسحة الفضا
وإني لممن يرقب الدهر راجيا
ليوم سرور غير مغرى بما مضى
وقال أحمد بن واضح في صفة سمرقند:
علت سمرقند أن يقال لها
زين خراسان جنة الكور
أليس أبراجها معلقة
بحيث لا تستبين للنظر
ودون أبراجها خنادقها
عميقة ما ترام من ثغر
كأنها وهي وسط حائطها
محفوفة بالظلال والشجر
بدر وأنهارها المجرة وال‍
- آطام مثل الكواكب الزهر
وقال البستي:
للناس في أخراهم جنة،
وجنة الدنيا سمرقند
يا من يسوى أرض بلخ بها،
هل يستوى الحنظل والقند؟
قال الأصمعي: مكتوب على باب سمرقند بالحميرية:
بين هذه المدينة وبين صنعاء ألف فرسخ، وبين بغداد
وبين إفريقية ألف فرسخ، وبين سجستان وبين البحر
مائتا فرسخ، ومن سمرقند إلى زامين سبعة عشر
248

فرسخا، وقال الشيخ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن
منصور السمعاني: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله
ابن المظفر الكسي بسمرقند أنبأنا أبو الحسن علي بن
عثمان بن إسماعيل الخراط إملاء أنبأنا عبد الجبار بن
أحمد الخطيب أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الخطيب
أنبأنا محمد بن عبد الله بن علي السائح الباهلي أنبأنا
الزاهد أبو يحيى أحمد بن الفضل أنبأنا مسعود بن كامل
أبو سعيد السكاك حدثنا جابر بن معاذ الأزدي أنبأنا
أبو مقاتل حفص بن مسلم الفزاري أنبأنا برد بن سنان
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أنه ذكر مدينة
خلف جيحون تدعى سمرقند ثم قال: لا تقولوا
سمرقند ولكن قولوا المدينة المحفوظة، فقال أناس:
يا أبا حمزة ما حفظها؟ فقال: أخبرني حبيبي رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، أن مدينة بخراسان خلف
النهر تدعى المحفوظة، لها أبواب على كل باب منها
خمسة آلاف ملك يحفظونها يسبحون ويهللون، وفوق
المدينة خمسة آلاف ملك يبسطون أجنحتهم على أن
يحفظوا أهلها، ومن فوقهم ملك له ألف رأس وألف
فم وألف لسان ينادى يا دائم يا دائم يا ألله يا صمد
احفظ هذه المدينة، وخلف المدينة روضة من رياض
الجنة، وخارج المدينة ماء حلو عذب من شرب منه
شرب من ماء الجنة ومن اغتسل فيه خرج من ذنوبه
كيوم ولدته أمه، وخارج المدينة على ثلاثة فراسخ
ملائكة يطوفون يحرسون رساتيقها ويدعون الله بالذكر
لهم، وخلف هؤلاء الملائكة واد فيه حياة وحية
تخرج على صفة الآدميين تنادى يا رحمن الدنيا ورحيم
الآخرة ارحم هذه المدينة المحفوظة، ومن تعبد
فيها ليلة تقبل الله منه عبادة سبعين سنة، ومن صام
فيها يوما فكأنما صام الدهر، ومن أطعم فيها مسكينا
لا يدخل منزله فقر أبدا، ومن مات في هذه المدينة
فكأنما مات في السماء السابعة ويحشر يوم القيامة مع
الملائكة في الجنة، وزاد حذيفة بن اليمان في رواية:
ومن خلفها قرية يقال لها قطوان يبعث منها سبعون
ألف شهيد يسفع كل شهيد منهم في سبعين من أهل
بيته، وقال حذيفة: وددت أن يوافقني هذا الزمان
وكان أحب إلى من أن أوافق ليلة القدر، وهذا
الحديث في كتاب الأفانين للسمعاني، وينسب إلى
سمرقند جماعة كثيرة، منهم: محمد بن عدى بن
الفضل أبو صالح السمرقندي نزيل مصر، سمع بدمشق
أبا الحسين الميداني، وبمصر أبا مسلم الكاتب وأبا الحسن
علي بن محمد بن إسحاق الحلبي وأبا الحسين أحمد بن
محمد الأزهر التنيسي المعروف بابن السمناوي ومحمد
ابن سراقة العامري وأحمد بن محمد الجمازي وأبا
القاسم الميمون بن حمزة الحسيني وأبا الحسن محمد بن
أحمد بن العباس الإخميمي وأبا الحسن علي بن محمد
ابن سنان، روى عنه أبو الربيع سليمان بن داود بن أبي
حفص الجبلي وأبو عبد الله بن الخطاب وسهل بن
بشر وأبو الحسن علي بن أحمد بن ثابت العثماني الديباجي
وأبو محمد هياج بن عبيد الحطيني، ومات سنة 444
وأحمد بن عمر بن الأشعث أبو بكر السمرقندي،
سكن دمشق مدة وكان يكتب بها المصاحف ويقرأ
ويقرئ القرآن، وسمع بدمشق أبا علي بن أبي نصر
وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، روى
عنه أبو الفضل كماد بن ناصر بن نصر المراغي
الحدادي، حدث عنه ابنه أبو القاسم، قال ابن عساكر:
سمعت الحسن بن قيس يذكر أن أبا بكر السمرقندي
كان يكتب المصاحف من حفظه وكان لجماعة من أهل
دمشق فيه رأى حسن فسمعت الحسن بن قيس يذكر
أنه خرج مع جماعة إلى ظاهر البلد في فرجة فقدموه
يصلى بهم وكان مزاحا، فلما سجد بهم تركهم في
249

الصلاة وصعد إلى شجرة، فلما طال عليهم انتظاره
رفعوا رؤوسهم فلم يجدوه فإذا هو في الشجرة يصيح
صياح السنانير فسقط من أعينهم، فخرج إلى بغداد
وترك أولاده بدمشق واتصل ببغداد بعفيف الخادم
القائمي فكان يكرمه وأنزله في موضع من داره،
فكان إذا جاءه الفراش بالطعام يذكر أولاده بدمشق
فيبكى، فحكى الفراش ذلك لعفيف الخادم فقال:
سله عن سبب بكائه، فسأله فقال: إن لي بدمشق
أولادا في ضيق فإذا جاءني الطعام تذكرتهم، فأخبره
الفراش بذلك، فقال: سله أين يسكنون وبمن
يعرفون، فسأله فأخبره، فبعث عفيف إليهم من
حملهم من دمشق إلى بغداد، فما أحس بهم أبو بكر
حتى قدم عليه ابنه أبو محمد وقد خلف أمه وأخويه
عبد الواحد وإسماعيل بالرحبة ثم قدموا بعد ذلك فلم
يزالوا في ضيافة عفيف حتى مات، وسألت ابنه أبا
القاسم عن وفاته فقال في رمضان سنة 489.
سمسطا: بضم أوله وثانيه ثم سين مهملة أخرى، وطاء
مهملة، وألف مقصورة، وعن أبي الفضل: سمسطة
من عمل البهنسا، ومنهم من يقول سمسطا، بفتحتين:
قرية بالصعيد الأدنى من البهنسا على غربي النيل،
ينسب إليه الحزم السمسطية، وهي حزم من
الحبل لا يفضل عليها شئ من جنسها، ينسب إليها
أبو الحسين أحمد بن سرور بن سليمان بن علي بن
الرشيد الكاتب السمسطاوي، ذكره السلفي في معجم
السفر وقال: رأيته بمكة سنة 497 وسمع معنا على
شيوخنا ثم رأيته بالإسكندرية ثم رأيته بمصر سنة 15
وكان آخر العهد به، سمع بمكة أبا معشر الطبري،
وبمصر أبا إسحاق الجبان، وبالإسكندرية أبا العباس
الرازي، وكف آخر عمره، وكان عارفا بالكتب
وأثمانها، ومات سنة 517 بالصعيد، وأبو بكر عتيق
ابن علي بن مكي السمسطاوي البندي، لقيه السلفي
وسمع منه، ومات بالإسكندرية سنة 504، وجابر
ابن الأشل السمسطاوي الزاهد صاحب الكرامات،
يحكى أنه كان إذا عطش شرب من ماء البحر الملح.
سمسم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح ثالثه،
قال ثعلب: السمسم الثعلب، وسمسم: اسم موضع،
وقال ابن السكيت: هي راملة معروفة، وقال البعيث:
مدامن جوعان كأن عروقه
مسارب حياة تسرين سمسما
ويروى: تشرين سمسما يعين سما، وقال
الحفصي: سمسم نقا بين القصيبة وبين البحر
بالبحرين، قال رؤبة:
يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي
بسمسم وعن يمين سمسم
وقال المرقش الأكبر:
عامدات لخل سمسم ما ينظرن
صونا لحاجة المحزون
سمعان: بكسر أوله: دير سمعان ذكر في الديرة،
وأما الذي في قوله:
ألم تعلما ما لي بسمعان كلها
ولا بخزاق من صديق سواكما
فهو جبل في ديار بنى تميم، كذا جاء في خبره، وقد
ذكر العمراني أن سمعان اسم موضع بالشام فيه قبر
عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وقيل في عمر
ابن عبد العزيز لما توفى بدير سمعان:
دير سمعان لا عدتك الغوادي،
خير ميت من آل مروان ميتك
وقال: أنشدني جار الله في مرثية الإمام محمد السمعاني
الشافعي إمام مرو:
250

بدير سمعان قبر مفتقد
نظير قبر بدار سمعان
وهذا غلط إنما سمعان اسم رجل نسب إليه عدة
ديرة كما ذكرناه في الديرة.
السمعانية: من قرى ذمار باليمن.
سمكين: ناحية من أعمال دمشق من جهة حوران لها
ذكر في التواريخ.
سمك: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره كاف،
قال: السمك القامة من كل شئ بعيد طويل
السمك، قال ذو الرمة:
نجائب من نتاج بنى عزيز،
طوال السمك مفرعة نبالا
قال أبو الحسين: سمك اسم ماء من تيماء أمت
القبلة، وقال أبو بكر بن موسى: سمك، بفتح
السين المهملة والميم وآخره كاف، وادى السمك
حجازي من ناحية وادى الصفراء يسلكه الحاج أحيانا.
سمك: بضمتين: ماء بين تيماء والسماوة في أرض
لكلب.
سملوط: بفتح أوله وثانيه، وتشديد اللام، وطاء
مهملة: قرية بناحية الصعيد على غربي النيل من
الأشمونين.
سمنان: بفتح أوله، وتكرير النون، فعلان من
السمن: موضع في البادية، عن الأزهري، وقيل:
هو في ديار تميم قرب اليمامة، قال الراعي:
وأمست بأطراف الجماد كأنها
عصائب جند رائح وخرانفه
وصبحن من سمنان عينا روية
وهن إذا صادفن شربا صوادفه
وقال زياد بن منقذ العلوي:
يا ليت شعري متى أغدو تعارضني
جرداء سابحة أو سابح قدم
نحو الأمليح أو سمنان مبتكرا
بفتية فيهم المرار والحكم
في قصيدة ذكرت في صنعاء. وسمنان: شعب لبنى
ربيعة الجوع بن مالك فيه نخل، وقال العمراني:
سمنان، بفتح السين، موضع منه إلى رأس الكلب
ثمانية فراسخ، وقال يزيد بن ضابئ بن رجاء الكلابي
وكان مجاورا لبنى ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن
تميم، وهم ربيعة الجوع، فقال يهجوهم بالجوع في أبيات:
بسمنان بول الجوع مستنقعا به
قد اصفر من طول الإقامة حائله
ببرقائه ثلث وبالخرب ثلثه،
وبالحائط الأعلى أقامت عيائله
له صفرة فوق العيون كأنها
بقايا شعاع الأفق والليل شامله
سمنان: بضم أوله، وسكون ثانيه، وتكرير النون
أيضا، قال أبو الحسن الخوارزمي: سمنان بوزن
لبنان جبل.
سمنان: بكسر أوله، وتكرير النون أيضا، قال العمراني:
موضع ينسب إليه السمني بالحذف، وقال أبو سعد
وأبو بكر بن موسى: إن البلدة التي بين الري
ودامغان، وبعضهم يجعلها من قومس، هي بكسر
السين عند أهل الحديث، ويعمل بها مناديل جيدة،
وعهدي بها كثيرة الأشجار والأنهار والبساتين،
وخلال بيوتهم الأنهر الجارية والأشجار المتهدلة إلا
أن الخراب مستول عليها، ويتصل بعمارتها
وبساتينها بليدة أخرى يقال لها سمنك، وقد نسب
251

إلى سمنان جماعة من القضاة والأئمة، قال أبو سعد:
وبنسا قرية أخرى يقال لها سمنان ولها نهر كبير،
ينسب إليها أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسحاق
النسوي السمناني عالم ثقة، روى عن أبي أحمد بن
عدى وأبى بكر بن إسماعيل وغيرهما، روى عنه
جماعة، وتوفى سنة 400، وسمنان أيضا: بالعراق،
ينسب إليها القاضي أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمود
السمناني، سكن بغداد، وكان فقيها على مذهب أبي
حنيفة متكلما على مذهب الأشعري، سمع نصر بن
أحمد بن الخليل وأبا الحسن الدارقطني وغيرهما،
وكان ثقة عالما فاضلا سخيا حسن الكلام، سمع منه
الحافظ أبو بكر الخطيب، وولى قضاء الموصل،
ومات بها وهو على القضاء في شهر ربيع الأول سنة
444، ومولده سنة 361 ومن سمنان قومس أبو
عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن الفرخان
الصوفي السمناني من أهل سمنان شيخ الصوفية، رحل
إلى خراسان وأدرك الشيوخ وعمر طويلا بسمنان
حتى سمع منه أهل بلده والرحالة، سمع أبا القاسم
عبد الكريم بن هوازن القشيري وأبا الحسن عبد
الرحمن الداودي الفوشنجي، مات بسمنان في
صفر سنة 531، ذكره السمعاني في التحبير، قال:
ولما دخلت سمنان كنت حريضا على السماع منه
والكتابة عنه، وكان قد مات قبل دخولي إياها بشهر،
و عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو الحسين الحنظلي
السمناني، رحل وسمع هشام بن عمار ومحمد بن
هاشم البعلبكي والمسيب بن واضح وإسحاق بن
راهويه ومحمد بن حميد وعيسى بن حماد بن عتبة
ونصر بن علي وأبا كريب، روى عنه أبو عبد الله
محمد بن يعقوب بن يوسف وعلي بن جمشاد العدل
وأبو بكر الإسماعيلي وأحمد بن عدى وأبو علي
الحسن بن داود النقار النحوي العدل، قال أبو
عبد الله الحاكم: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
يونس السمناني من أعيان المحدثين، سمع بخراسان
والعراق والشام، مات سنة 303، قال أبو عبد الله
الحاكم له شعر منه:
ترى المرء يهوى أن يطول بقاؤه،
وطول البقا ما ليس يشفى له صدرا
ولو كان في طول البقاء صلاحنا
إذا لم يكن إبليس أطولنا عمرا
سمنت: بفتح أوله وثانيه، وتسكين النون، وآخره
تاء مثناة: قرية تناوح قوص بالصعيد.
سمنجان: بكسر أوله وثانيه، ونون ساكنة ثم
جيم، وآخره نون: بلدة من طخارستان وراء بلخ
وبغلان، وبها شعاب كثيرة، وبها طائفة من عرب
تميم، ومن بلخ إلى خلم يومان، ومن خلم إلى
سمنجان خمسة أيام، ومن سمنجان إلى انداربة
خمسة أيام، وكان دعبل به على الشاعر وليها للعباس
ابن جعفر ومحمد بن الأشعث مكلم الذئب، ينسب
إليها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد السمنجاني
كان إماما فاضلا متقنا متبحرا في العلم حسن السيرة
كثير العبادة دائم التلاوة، تفقه على أبي بن سهل
الأبيوردي وسمع منه الحديث ومن محمد بن عبد
العزيز القنطري وأبى عبد الله محمد بن أحمد السرقي،
روى عنه ثامر بن سعيد الكوفي وإسماعيل بن محمد
ابن الفضل التميمي وغيرهما، وتوفى بأصبهان سنة
552، وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن جعفر
ابن سعيد السمنجاني، روى عن عبد السلام بن عبد
العزيز بن خلف النصيبي أبى القاسم وعمر بن عبد الله
ابن جعفر الصوفي أبى الفرج ومحمد بن عبد الجليل
252

الفقيه أبى نصر، روى عنه نصر المقدسي و عبد السلام.
سمنجور: بفتح أوله وثانيه، وسكون النون ثم
جيم، وآخره راء: من أسماء مدينة نيسابور، عن أبي
سعد.
سمندر: بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة، ودال
مفتوحة، وآخره راء: مدينة خلف باب الأبواب
بثمانية أيام بأرض الخزر بناها أنوشروان بن قباذ
كسرى، وقال الأزهري: سمندر موضع، وكانت
سمندر دار مملكة الخزر فلما فتحها سلمان بن ربيعة
انتقل عنها إلى مدينة إتل، وبينهما مسيرة سبعة أيام،
قال الإصطخري: سمندر مدينة بين إتل، مدينة
صاحب الخزر، وباب الأبواب ذات بساتين كثيرة،
يقال إنها تشتمل على نحو من أربعة آلاف بستان
كرم، وهي ملاصقة لحد ملك السرير، والغالب على
ثمارها الأعناب، وفيها خلق من المسلمين ولهم بها
مساجد، وأبنيتهم من خشب قد فسحت، وسطوحهم
مسنمة، وملكهم من اليهود قرابة ملك الخزر،
وبينهم وبين حد السرير فرسخان، وبينهم وبين
صاحب السرير هدنة، ومن سمندر إلى باب الأبواب
أربعة أيام.
سمندور: مثل الذي قبله إلا أن قبل الراء واوا
وربما سقطت الواو فيلفظونه كالذي قبله وربما سقطت
الراء فقيل سمندو مثل الذي بعده: بلد بسفالة الهند،
وقال الإصطخري: أما سمندور فهي مدينة صغيرة،
وهي والملتان وجندراون عن شرقي نهر مهران،
وبين كل واحدة منها وبين النهر فرسخان، وماؤهم
من الآبار، وهي حصينة، وبينها وبين ملتان نحو
مرحلتين، وبينها وبين الرور نحو ثلاث مراحل.
سمندو: مثل الذي قبله بغير راء: بلد في وسط
بلاد الروم غزاها سيف الدولة في سنة 339 وهرب
منه الدمستق، فقال المتنبي:
رضينا والدمستق غير راض
بما حكم القواضب والوشيج
فإن يقدم فقد زرنا سمندو،
وإن يحجم فموعدنا الخليج
وقال أبوا لفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي
المعروف بالببغاء يذكر ذلك أيضا في مدح سيف
الدولة:
وهل يترك التأييد خدمة عسكر
وإقدام سيف الدولة العضب قائدة؟
عفت عن سمندو خيله وتنجزت
بخرشنة ما قدمته مواعده
وزارت به في موطن الكفر حيث لا
يشاهد إلا بالرماح مشاهده
سمنطار: قيل: هي قرية في جزيرة صقلية، وقيل
سمنطاري الذهبي بلسان أهل المغرب، قرأت بخط
الحافظ محب الدين بن النجار ما نقله عن أبي الحسن
المقدسي: منها أبو بكر عتيق السمنطاري الرجل
الصالح العابد، له كتاب كبير في الرقائق وكتاب
دليل القاصدين يزيد على عشرة مجلدات، ذكره ابن
القطاع فقال: العابد أبو بكر عتيق بن علي بن داود
المعروف بالسمنطاري أحد عباد الجزيرة المجتهدين
وزهادها العالمين وممن رفض الأولى ولم يتعلق منها
بسبب وطلب الأخرى وبالغ في الطلب، وسافر إلى
الحجاز فحج وساح في البلدان من أرض اليمن والشام
إلى أرض فارس وخراسان ولقى من بها من العباد
وأصحاب الحديث والزهاد فكتب عنهم جميع ما
253

سمع وصنف كل ما جمع، وله في دخول البلدان
ولقياه العلماء كتاب بناه على حروف المعجم في غاية
الفصاحة، وله في الرقائق وأخبار الصالحين كتاب كبير
لم يسبق إلى مثله في نهاية الملاحة وفى الفقه والحديث
تآليف حسان في غاية الترتيب والبيان، وله شعر في
الزهد ومكابد الزمان، فمنه قوله:
فتن أقبلت وقوم غفول،
وزمان على الأنام يصول
ركدت فيه لا تريد زوالا،
عم فيها الفساد والتضليل
أيها الخائن الذي شأنه الاثم
وكسب الحرام ماذا تقول؟
بعت دار الخلود بالثمن البخس
بدنيا عما قريب تزول
وقال الحافظ أبو القاسم: بلغني أن عتيقا السمنطاري
توفى لثمان بقين من ربيع الآخر سنة 464.
سمنقان: بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة ثم قاف،
وآخره نون: بلد بقرب جاجرم من أعمال نيسابور،
وهي كورة بين جبلين تستمل على عدة قرى أولها
متصل بحدود أسفرايين وآخرها متصل بحدود جرجان
وجاجرم في غربيها، والقصبة: بليدة في لحف جبل
تسمى سملقان، والمحدثون يكتبونها بالنون،
رأيتها إذ كنت هاربا من التتر في سنة 617.
سمنك: بكسر اوله، وبعد الميم الساكنة نون،
وآخره كاف: بليدة ملاصقة لسمنان المذكور آنفا،
وقد نسبوا إليها قوما من أهل العلم المتأخرين، منهم:
أبو الحسن القاسم بن محمد بن الليث السمنكي، سمع
أبا خلف عبد الرحيم بن محمد بن خلف الآملي وغيره،
ذكره أبو سعد في شيوخه وقال: توفى بعد سنة 531.
سمن: بضم أوله، وآخره نون، بوزن قطن:
موضع في قول الهذلي:
تركنا ضبع سمن إذ استباءت
كأن عجيجهن عجيج نيب
ضبع: جمع ضباع، واستباءت: رجعت، وهو
في الجمهرة بفتح السين.
سمنود: بلد من نواحي مصر جهة دمياط مدينة أزلية
على ضفة النيل، بينها وبين المحلة ميلان تضاف إليها
كورة فيقال كورة السمنودية، كان فيها بربا
وكانت إحدى العجائب، قال القضاعي ذكر عن أبي
عمر الكندي أنه قال: رأيته وقد خزن فيه بعض
عمالها قرطا فرأيت الجمل إذا دنا من بابه وأراد أن
يدخله سقط كل دبيب في ذلك القرط ولم يدخل منه
شئ إلى البربا، ثم خرب عند الخمسين وثلاثمائة،
ينسب إليها هبة الله بن محمد المنجم السمنودي الشاعر،
ذكره المسبحي في تاريخه وقال: إنه كان يقصد
الولاة بصناعة النجوم وينسخ بخط صالح ما يجعله
وسيلة إلى من يقصده به، ومن شعره:
لنا المصفد والأشجان في قرن،
مذ صد عنى قوام الروح والبدن
لم أسل عنه ولا أضمرت ذاك ولا،
وكيف والصبر قد ولى مع الظعن
وهي قصيدة.
سمنة: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم نون، وهاء:
ماء بين المدينة والشام قرب وادى القرى. وسمنة
أيضا: ناحية بجرش، عن نصر.
سمنية: قال ابن الهروي: بليدة بها قبر موسى بن
شعيب.
254

سمنين: بضم أوله، وكثيرا ما يروى بالفتح، وسكون
ثانيه، ونون مكسورة وآخره نون أخرى: بلد
من ثغور الروم، ذكره أبو فراس بن حمدان فقال:
وراحت على سمنين غارة خيله
وقد باكرت هنزيط منها بواكر
وذكرها أبو الطيب أيضا فقال يصف خيل سيف الدولة:
تراه كأن الماء مر بجسمه،
وأقبل رأس وحده وتليل
وفى بطن هنزيط وسمنين للظبى
وصم القنا ممن أبدن بديل
سمورة: بفتح أوله، وتشديد ثانيه وضمه، وبعد
الواو راء: مدينة الجلالقة، وقيل سمرة.
سمويل: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وكسر الواو
ثم ياء مثناة من تحت، وآخره لام: موضع كثير
الطير، وقال أبو منصور: سمويل اسم طائر.
سمهر: قرأت بخط أبى الفضل العباس بن علي الصولي
المعروف بابن برد الخيار قال: حدثني سليمان المدائني
قال حدثني الزبير بن بكار قال: الرماح السمهرية
نسبت إلى قرية يقال لها سمهر بالحبشة، قلت أنا:
وحدثني بعض من يوثق به أن هذه القرية في جزر
من النيل يأتي من أرض الهند على رأس الماء كثير
من القنا فيجمعه أهل هذه ا لقرية ويستوقدون رذاله
ويبيعون جيده، وهو معروف بأرض الحبشة مشهور،
وقول من قال إن سمهر اسم امرأة كانت تقوم
الرماح فإنه كلف من القول وتخمين.
سمهوط: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ويقال بالدال
المهملة مكان الطاء: قرية كبيرة على شاطئ غربي
النيل بالصعيد دون فرشوط، والله أعلم.
سميا: كذا بخط العبدري: قرية ذكرت مع بانقيا.
سميجن: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وسكون الياء
المثناة من تحت ثم جيم مفتوحة، وآخره نون: قرية
من قرى سمرقند، عن أبي سعد.
سميحة: بلفظ تصغير سمحة، بالحاء المهملة، قال
أبو الحسن الأديبي: هو موضع، وقيل: بئر
بالمدينة، وقيل: بئر بناحية قديد، وقيل: عين
معروفة، وقال نصر: سميحة بئر قديمة بالمدينة
غزيرة الماء، قال كثير:
كأني أكف وقد أمعنت
بها من سميحة غربا سجيلا
قال يعقوب: سميحة بئر بالمدينة عليها نخل لعبيد الله
ابن موسى، قال كثير:
كأن دموع العين لما تخللت
مخارم بيضا من تمنى جمالها
قبلن غروبا من سميحة أنزعت
بهن السواني واستدار محالها
القابل: الذي يلتقى الدلو حين تخرج من البئر فيصبها
في الحوض والغرب: الدلو العظيمة، قال:
لعمرك إن العين عن غير نعمة
كذاك إلى سلمى لمهدي سجالها
وفى شعر هذيل:
إلى أي ناق وقد بلغنا
ظماء عن سميحة ماء بثر
وقال السكرى: يروى سميحة وسميحة ومسيحة.
سميراء: بفتح أوله، وكسر ثانيه، بالمد، وقيل
بالضم، يسمى برجل من عاد يقال له سميراء: وهو
منزل بطريق مكة بعد توز مصعدا وقيل الحاجز،
قال السكوني: حوله جبال وآكام سود بذلك سمى
سميراء، وأكثر الناس يقوله بالقصر، وقيل: هما
255

موضعان، المقصور منهما هو الذي في طريق مكة
وليس فيه إلا الفتح، وفي حديث طليحة الأسدي لما
ادعى النبوة أنه عسكر بسميراء هذه، بالمد، قال
مطير بن أشيم الأسدي:
ألا ايها الركبان إن أمامكم
سميراء ماء ريه غير مجهل
رجالا مفاجير الأيور كأنما
تساقوا إلى الجارات ألبان أيل
وإن عليها إن مررتم عليهم
أبيا وأباء وقيس بن نوفل
وقال مرة بن عياش الأسدي:
جلت عن سميراء الملوك وغادروا
بها شر قن لا يضيف ولا يقرى
هجين نمير طالبا ومجالدا
بنى كل زحاف إلى عرن القدر
فلو أن هذا الحي من آل مالك
إذا لم أجلى عن عيالهما الخضر
قال: الذين جلوا عن سميراء هم رهط العلاء بنو
حبيب بن أسامة من أسد وصار فيها بنو حجران الذين
هجاهم قبيلة من بنى نصر.
سميران: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وآخره نون،
وبعد الميم ياء مثناة من تحت ثم راء مهملة: قلعة
حصينة على نهر عظيم جار بين جبال في ولاية تارم،
خربها صاحب الموت، رأيتها وبها آثار حسنة تدل
على أنها كانت من أمهات القلاع، قال مسعر بن
المهلهل: وصلت إلى قلعة ملك الديلم المعروفة بسميران
فرأيت من أبنيتها وعمارتها ما لم أره ولم أشاهده في
غيرها من مواطن الملوك، وذلك أن فيها ألفين وثمانمائة
ونيفا وخمسين دارا كبارا وصغارا، وكان محمد
ابن مسافر صاحبها إذا نظر إلى سلعة حسناء أو عمل
محكم سأل عن صانعه فإذا أخبر بمكانه أنفذ إليه من
المال ما يرغب مثله فيه وضمن له أضعاف ذلك إذا صار
إليه، فإذا حصل عنده منع أن يخرج من القلعة بقية
عمره، وكان يأخذ أولاد رعيته فيسلمهم في الصناعات،
وكان كثير الدخل قليل الخرج واسع ا لمال ذا كنوز
عظيمة، فما زال على ذلك حتى أضمر أولاده مخالفته
رحمة منهم لمن عندهم من الناس الذين هم في زي
الأسارى، فخرج يوما في بعض متصيداته فلما عاد
أغلقوا باب القلعة دونه وامتنعوا عليه، فاعتصم منهم
بقلعة أخرى في بعض أعماله، وأطلقوا من كان عنده
من الصناع، وكانوا نحو خمسة آلاف انسان، فكثر
الدعاء لهم بذلك وأدركت ابنه الأوسط الحمية
والأنفة أن ينسبه أبوه إلى العقوق وأنه رغب في
الأموال والذخائر والكنوز فجمع جمعا عظيما من
الديلم وخرج إلى أذربيجان فكان من أمره ما كان،
وكان فخر الدولة بن ركن الدولة ملك هذه القلعة في
سنة 379، وذلك أن ملكها انتهى إلى ولد نوح بن
وهسوذان وهو طفل وأمه المستولية عليه فأرسل إليها
فخر الدولة حتى تزوجها وزوج ابنها بواحدة من
أقاربه وملك القلعة، وكان الصاحب قد أنفذ لحصارها
وأخذ صاحبة المسكن عبده أبا على الحسن بن أحمد
فتمادى أمره فكتب إليه كتابا في صفة هذه القلعة هذه
نسخته أوردته ليعرف قدرها: ورد كتابك بحديث
قلعة سميران وأنا أحسب أن أمرها خفيف في نفسك
فلهذا أبسط القول وأشرح الخطاب وأبعث الرغبة
وأدعو إلى الاجتهاد وأرهف البصيرة وأشحذ العزم،
اعلم يا سيدي أن سميران ليست بقلعة وإنما هي مملكة
وليست مملكة وإنما هي ممالك سأقول بما أعرف:
إن آل كنكر لم يكن قدمهم في الديلم ثابت الاطناب
256

حتى ملكوا من هذه القلعة ما ملكوا فصار السبب
في اقتطاعهم الطرم عن قزوين وهي منها ومختلسة عنها
ثم سمت بهم هماتهم إلى مواصلة حسنات وهسوذان
ملك الديلم وقد ملك أربعين سنة فحين رأى أن
سميران أخت قلعة الموت استجاب للوصلة وبهذا
التواصل وتلك القلعة ملك آل كنكر باقي الآستانة
أجمع فصار لهم ملك شطر الديلم فاحتاج ملوك آل
وهسوذان إلى الانتصار على اللائحية، وهم الشطر الثاني
بهذه الدولة، شجع المرزبان بن محمد على التلقب بالملك
وتوغل بلاد أذربيجان وعنده أن سميران معونة متى
ما نبت به الأرض وهذا وهسوذان على ما عرفت
خوره وجزعه وكثرة إفساده على الأمير السعيد إنما
كانت تلك القلعة مادة الباطنية وعيبه المناظرة وباسمها
واصل عماد الدولة وتأكل أبهر وزنجان وأكثر قزوين
وجميع سهرورد وبنى القلاع التي خلصت اليوم
للدولة القاهرة ثم من ملك سميران فقد أضاف إلى
ملك الديلم ملك من أعلى أسفيذروذ من الجبل،
وليست المزية في ذلك بقليلة ولا المرزئة للأعداء
بيسيرة ولا النباهة بخفيفة، فاجتهد يا سيدي وجد
وبالغ واشتد ولا تستكثر بذلا ولا تستعظم جزلا
ولا تستسرف ما تخرجه نقدا وتضمنه وعدا، فلو
وزنت ألف ألف درهم ثم تملك سميران لكنت الرابح،
وأوردت هذا الفصل بهذا الذكر فلو كتبت فيه أحمالا
من البياض لكنت بعد في جانب التقصير والاقتصار،
والله خير ميسر، نعم يا سيدي إن أثرك في حسبك
عظيم وذكرك فخم وحديثك كالروض باكره
القطر وراوحه الصبا ولكن ليس النجم كالشمس
ولا القمر كالصبح ولا سميران كجناشك، ومتى
تيسر هذا على يدك فقد حزت جمالا لا يمحى حتى
تمحو السماء أثر الكواكب، والله حسبي ونعم الوكيل.
سمير: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت
ثم راء، وهو في المعنى الذي يسامرك أي يحدثك
ليلا، كان ثبير، وهو جبل بمكة، يسمى في
الجاهلية سميرا، والله أعلم.
سمير: بلفظ تصغير السمر: جبل في ديار طئ،
قال زيد الخيل:
فسيرى يا عدى ولا تراعى،
فحلى بين كرمل فالوحيد
إلى جزع الدواهي ذاك منكم
مغان فالخمائل فالصعيد
وسيرى إن أردت إلى سمير
فعودي بالسوائل والعهود
وحلوا حيث ورثكم عدى
مراد الخيل من ثمد الورود
سميرم: بضم أوله، وفتح ثانيه، وسكون الياء
المثناة من تحت ثم راء مفتوحة، وميم: بلدة بين
أصبهان وشيراز في نصف الطريق، وهي آخر حدود
أصبهان، ينسب إليها محمد بن السحن بن محمد بن
أحمد بن عبد الله بن أبي على الخطيب السميرمي،
قدم أصبهان وسمع ابن مندة، وكان أديبا فاضلا
ورعا، مات بسيرم في سلخ محرم سنة 503 وهو
ابن 55 سنة، وينسب إليها أيضا أحمد بن إبراهيم
أبو بكر السميرمي، سمع أبا عبد الله بن أبي حامد
بأطرابلس، روى عنه أبو على الحسن بن محمد بن
الحسن الساوي.
سميرة: كأنه تصغير سمرة: واد قرب حنين
قتل فيه دريد بن الصمة، قتله ربيعة بن رفيع بن
أهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن
عوف بن امرئ القيس بن بهثة السلمي، ويقال
257

له ابن الدغنة وهي أمه، فقالت عمرة بنت دريد
ابن الصمة ترثيه وتنعى إلى بنى سليم إحسان دريد
إليهم في الجاهلية:
لعمرك ما خشيت على دريد
ببطن سميرة جيش العناق
جزى عنا الاله بنى سليم،
وعقتهم بما فعلوا عقاق
وأسقانا إذا عدنا إليهم
دماء خيارهم يوم التلاقي
فرب عظيمة دافعت عنهم
وقد بلغت نفوسهم التراقي
ورب كريمة أعتقت منهم،
وأخرى قد فككت من الوثاق
ورب منوه بك من سليم
أجبت وقد دعاك بلا رماق
فكان جزاؤنا منهم عقوقا
وهما ماع منه خف ساق
عفت آثار خيلك بعد أين
فذي بقر إلى فيف النهاق
وسن سميرة مذكور في سن.
سميساط: بضم أوله، وفتح ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت ساكنة، وسين أخرى ثم بعد الألف طاء مهملة:
مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على
غربي الفرات ولها قلعة في شق منها يسكنها الأرمن،
ومالكها في هذا الزمان الملك الأفضل علي بن الملك
الناصر يوسف بن أيوب صلاح الدين، وذكرها
المتنبي في قوله:
ودون سميسطا المطامير والملا،
وأودية مجهولة وهو أجل
وطول سميساط أربع وخمسون درجة وثلثان،
وعرضها ست وثلاثون درجة وثلث، وفى زيج أبى
عون: سميساط في الاقليم الرابع، وطولها اثنتان
وثلاثون درجة وثلثان، وعرضها ست وثلاثون درجة
وثلث، وإليها ينسب أبو القاسم علي بن محمد
السميساطي السلمي المعروف بالجميش، مات بدمشق
في شهر ربيع الآخر سنة 453 ودفن في داره بباب
الناطفانيين، وكان قد وقفها على فقراء المسلمين
والصوفية ووقف علوها على الجامع ووقف أكثر
نعمته على وجوه البر، وذكره ابن عساكر في ترجمة
عبد العزيز بن مروان قال: كانت داره بدمشق
ملاصقة للجامع التي هي دار الصوفية، وكانت بعده
لابنه عمر بن عبد العزيز، وكان قد حدث عن عبد
الوهاب بن الحسن الكلابي بحديث ابن خريم عن هشام
عن مالك وغيره وحدث بالموطأ لابن وهب وابن
القاسم وحدث بشئ من حديث الأوزاعي جمع ابن
جوصا وحدث بعد ذلك، وكان يذكر أن مولده
في رمضان سنة 377، هذا كله من كتاب العرضات
لابن الأكفاني، وفى كتاب أبى القاسم الدمشقي:
علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن زكرياء
أبو القاسم السلمي الحبيش المعروف بالسميساطي،
كذا قاله الحبيش وابن الأكفاني الجميش.
السميعية: منسوبة إلى سميع تصغير سمع: قرية
كبيرة في بقعاء الموصل، بينها وبين نصيبين قرب
وبينها وبين برقعيد أربعة فراسخ وتعرف بقرية
الهيثم بن معمر.
سمين: بالنون: جبل بأجإ سمى به لاستوائه.
السمينة: بلفظ تصغير سمنة كأنه قطعة من السمن،
وهو أول منزل من النباج للقاصد إلى البصرة: وهو
258

ماء لبنى الهجيم فيها آبار عذبة وآبار ملحة بينهما رملة
صعبة المسلك بها الرزق التي ذكرها ذو الرمة في
شعره، قال الشيخ: فهل وجدت السمينة؟ قلنا:
نعم، قال: أين هي؟ قلنا: بين النباج والينسوعة
كالفضة البيضاء على الطريق، قال: ليس تلك السمينة،
تلك زعق، والسمينة بينها وبين مغيب الشمس حيث
لا تبين أعناق الركاب تحت الرحال أحمر هي أم
صهب، فوجدت السمينة بعد ذلك حيث وصف، وقال
مالك بن الريب بعد أبيات ذكر فيها الطبسين:
ولكن بأطراف السمينة نسوة
عزيز عليهن العشية ما بيا
صريع على أيدي الرجال بقفرة
يسوون لحدي حيث حم قضائيا
وكان قد مرض بخراسان فقال هذه القصيدة قبل
موته وذكر بعد هذا مرو وقد كتب هناك، وقال
الراعي:
من الغيد دفواء العظام كأنها
عقاب بصحراء السمينة كاسر
سمى: بالضم ثم السكون: موضع في ديار بنى سليم
بالحجاز، قال عبد بن حبيب الهذلي، وكان قد غزا بنى
سليم في هذا الموضع:
تركنا ضبع سمى إذ استباءت
كأن عجيجهن عجيج نيب
سمية: بضم أوله، وفتح ثانيه، تصغير سماء: جبل،
عن نصر، والله الموفق للصواب.
باب السين والنون وما يليهما
سنا: بفتح أوله، والقصر، بلفظ سنا البرق ضوءه:
من أودية نجد.
سناء: بالمد: موضع آخر أيضا.
سناباذ: بالفتح: قرية بطوس فيها قبر الإمام علي بن
موسى الرضا وقبر أمير المؤمنين الرشيد، بينها وبين
مدينة طوس نحو ميل، منها محمد بن إسماعيل بن
الفضل أبو البركات الحسيني العلوي من أهل المشهد
الرضوي بسناباذ من قرى نوقان طوس، سمع أبا
محمد الحسن بن إسماعيل بن الفضل والحسن بن أحمد
السمرقندي، سمع منه أبو سعد وأبو القاسم، ومولده
في سنة 457. وتوفى سلخ ذي الحجة سنة 541.
سناجية: بوزن كراهية ورفاهية: قرية بقرب
عسقلان، وقيل: هي من أعمال الرملة وهي قرية
أبى قرصافة صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
وقد روى بعض المحدثين سناجية، بكسر أوله،
وتشديد ثانيه، وتخفيف الياء، منها أبو إبراهيم روح
ابن يزيد السناجي، روى عن أبي قرصافة حكى عنه
حكايات، قال ابن أبي حاتم: روى عن أبي شيبة
النفيسي، سمع منه بالرملة سنة 217، روى عنه أبو
زيان طيب بن زيان القاسطي السناجي العسقلاني من
أهل قرية سناجية قرية أبى قرصافة، يروى عن زياد
ابن سيار الكناني عن أبي قرصانة، روى عنه أبو
زرعة وأبو حاتم الرازيان، قال ابن أبي حاتم، سمعت
أبا زرعة يقول: أتيت الطيب بن زيان أبا زيان
بأحاديث فقلت: يا أبا زيان حد زياد بن سيار،
فقال: يا أبا زيان حدثكم زياد بن سيار، فقلت: يا
أبا زيان أنت هو؟ فقال: يا أبا زيان أنت هو؟
وكلما قلت شيئا قال مثله، فوضعت كفى على بسم
الله الرحمن الرحيم وعلى حدثنا الطيب بن زيان
وأريته حدثنا زياد بن سيار، فقال: حدثنا زياد بن
سيار، فقلت لابي زرعة: هل تحل الرواية عنه؟
259

قال: نعم هو عندي صدوق.
سناج: حصن باليمن لابي مسعود بن القرين.
سناروذ: بالفتح، وبعد الألف راء ثم واو ساكنة،
وذال وروذ بالفارسية اسم النهر: وهو اسم نهر
سجستان يأخذ من نهر هندمند فيجرى على فرسخ
من سجستان، وهو النهر الذي تجرى فيه السفن
من بست إلى سجستان إذا مد الماء ولا تجرى فيه
السفن إلا في زمان مد الماء، وجميع أنهار سجستان
من هذا النهر المسمى سناروذ، عليه رساتيق كثيرة
ويتشعب منه أنهر كثيرة تسقى الرساتيق وما يبقى
منه يجرى في نهر يسمى كزك، عنده سكر يمنع
الماء أن يجرى إلى بحيرة زره.
سنام: بفتح أوله، بلفظ سنام البعير، قال أبو الحسن
الأديبي: جبل مشرف على البصرة إلى جانبه ماء
كثير السافي، وهو أول ماء يرده الدجال من مياه
العرب، قال نصر: سنام اسم جبل قريب من
البصرة يراه أهلها من سطوحهم، وفى بعض الآثار
أنه يسير مع الدجال. وسنام أيضا: جبل لبنى دارم
بين البصرة واليمامة، قال بعضهم:
شربن من ماوان ماء مرا،
ومن سنام مثله أو شرا
وحدث محمد بن خلف وكيع ورفعه إلى رجل
من أهل طبرستان كبير السن قال: بينما أنا ذات
يوم أمشى في ضيعة لي إذ أنا بإنسان في بستان مطروح
عليه ثياب خلقان فدنوت منه فإذا هو يتحرك
ويتكلم، فأصغيت إليه فإذا هو يقول بصوت خفى:
أحقا عباد الله أن لست ناظرا
سنام الحمى أخرى الليالي الغوابر؟
كأن فؤادي من تذكره الحمى
وأهل الحمى يهفو به ريش طائر
فما زال يردد هذين البيتين حتى فاضت نفسه،
فسألت عنه فقيل: ها الصمة بن عبد الله القشيري.
وسنام أيضا: قلعة بما وراء النهر أحدثها المقنع
الخارجي، وإياها عنى مالك بن الريب:
تذكرني قباب الترك أهلي
ومبداهم إذا نزلوا سناما
وصوت حمامة بجبال كس
دعت مع مطلع الشمس الحماما
فبت لصوتها أرقا وباتت
بمنطقها تراجعني الكلاما
ويجوز أن يكون أراد أنه لما نزل قباب الترك تذكر
سناما الموضع الذي في بلاده.
سنان: بلفظ سنان الرمح، حصن سنان: في بلاد
الروم فتحه عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وله
ذكر.
السنائن: بفتح أوله، وبعد الألف ياء مثناة من تحت
مهموزة، وآخره نون، السنائن: رمال تستطيل
على وجه الأرض، واحدتها سنينة، وقال أبو زياد:
جاءت الرياح سنائن إذا جاءت على وجه واحد لا
تختلف، والسنائن: ماء لبنى وقاص بن كعب بن أبي
بكر.
سنباذة: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة،
وبعد الألف ذال معجمة: ضيعة معروفة.
سنباذين: مثل الذي قبله إلا أن لفظه لفظ التثنية:
كورة كبيرة فيها قلعة قرب بهسنا من أعمال
العواصم، وفى جبلها بزاة كثيرة موصوفة مشهورة
عند الملوك، وللسلطان على أهلها قطائع من أجل
260

صيدها ومزارعهم مطلقة لذلك ومع ذلك إذا صادوا
بازيا وحملوه إلى حلب أخذ منهم وأعطوا ثلاثين
درهما غير ما يطلق لهم من زروعهم ويرعى لهم.
سنباط: كذا تقولها العوام، ويقال لها أيضا سنبوطية
وسنموطية: بليد حسن في جزيرة قوسنيا من
نواحي، مصر، والله أعلم.
سنبلان: بلفظ تثنية سنبل الزرع، محلة بأصبهان،
منها أحمد بن يحيى أبو بكر السنبلاني الأصبهاني،
قال الحافظ أبو القاسم: قدم دمشق وحدث بها عن أبي
عبد الرحمن هارون بن سعيد الراعي وإبراهيم بن
عيسى الأصبهاني، روى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن عبد الملك بن مروان.
سنبان: بالتحريك: بلد من نواحي ذمار باليمن.
سنبل وسنبلان: من بلاد الروم، وقد ذكر آنفا.
سنبلة: بلفظ سنبلة الزرع: بئر حفرها بنو جمح
بمكة، وفيها قال قائلهم:
نحن حفرنا للحجيج سنبله
ورواه الأزهري بالفتح والأول رواية العمراني، وما
أراه إلا سهوا من العمراني، وقال نصر: سنبلة،
بالضم، بئر بمكة، قال أبو عبيدة: وحفرت بنو
جمح السنبلة، وهي بئر خلف بن وهب، قال
بعضهم:
نحن حفرنا للحجيج سنبله
صوب سحاب، ذو الجلال أنزله
وأنا بالأزهري أوثق ومن خطه نقلت.
سنبوس: بوزن طرسوس وقربوس: موضع في
بلاد الروم قرب سمندو، له ذكر في أخبار
سيف الدولة.
سنبو: بفتح أوله وثانيه ثم باء موحدة، وواو
ساكنة: قرية بالصعيد على غربي النيل تعمل فيها
الأكسية والكنابيش الفائقة التي لا يعلوها شئ.
ستبيل: كورة من أعمال خوزستان متاخمة لفارس،
وكانت مضمومة إلى فارس أيام محمد بن واصل إلى
آخر أيام السجزية ثم حولت إلى خوزستان.
سنترية بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم تاء مثناة
من فوق مفتوحة، وراء مكسورة، وياء النسبة:
بلدة في غربي الفيوم دون فزان السودان، وهي
آخر أعمال مصر، وتعد من نواحي واح الثالثة
وهي قصبة واح الثالثة، وقد نسب إليها بعض أهل
العلم، وقال البكري: من أوجلة إلى سنترية عشر
مراحل في صحراء ورمال قليلة الماء، وسنترية هذه:
كثيرة الثمار والعيون والحصون وأهلها كلهم بربر
لا عرب فيهم، وتسير من سنترية على طرق شئ إلى
الواحات، ومن سنترية إلى بهنسا الواحات عشر
مراحل، وهي غير بهنسا الصعيد.
سنجاباذ: بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم جيم،
وبعد الألف باء موحدة، وآخره ذال: قرية من
همذان، ويقولون: إنها قديمة كانت داخلة في جملة
مدينة همذان، وإن بها كان صف الصيارف،
ووجدت في تاريخ شيرويه بخط بعض المحدثين في
عدة مواضيع سبجاباذ، بفتح السين وبعدها باء،
وتلك كان بها صف الصيارف، وهي اليوم على
فرسخين من البلد، ونسب إليها بعض، منهم: محمد
ابن أبي القاسم بن محمد الخطيب بسنجاباذ، روى عن أبي
عبيد بن فنجويه وابن عبدان، وكان شيخا حسن
السيرة، وعمر بن حمرس بن أحمد بن أبي حفص
السنجاباذي، روى عن ابن مأمون، سمع منه
261

شيرويه وقال: كان صدوقا، وسنجاباذ أيضا:
قرية من أعمال خلخال من أعمال أذربيجان ذات
منارة في واد، رأيتها وأهلها يسمونها سنكاواذ
يكتبون في الخط سنجبذ.
سنجار: بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم جيم،
وآخره راء: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة،
بينها وبين الموصل ثلاثة أيام، وهي في لحف جبل
عال، ويقولون: إن سفينة نوح، عليه السلام، لما
مرت به نطحته فقال نوح: هذا سن جبل جار
علينا، فسميت سنجار، ولست أحقق هذا، والله
أعلم به، إلا أن أهل هذه المدينة يعرفون هذا صغيرهم
وكبيرهم ويتداولونه، وقال ابن الكلبي: إنما سميت
سنجار وآمد وهيت باسم بانيها، وهم بنو البلندي
ابن مالك بن دعر بن بويب بن عنقاء بن مدين بن
إبراهيم، عليه السلام، ويقال: سنجار بن دعر
نزلها، قالوا: ودعر هو الذي استخرج يوسف من
الجب وهو أخو آمد الذي بنى آمد وأخو هيت
الذي بنى هيت، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني
قال: ويقال إن سفينة نوح نطحت في جبل سنجار
بعد ستة أشهر وثمانية أيام من ركوبه إياها فطابت
نفسه وعلم أن الماء قد أخذ ينضب فسأل عن الجبل
فأخبر به، فقال: ليكن هذا الجبل مباركا كثير
الشجر والماء! ثم وقفت السفينة على جبل الجودي
بعد مائة واثنين وتسعين يوما فبنى هناك قرية سماها
قرية الثمانين لأنهم كانوا ثمانين نفسا، وقال حمزة
الأصبهاني: سنجار تعريب سنكار، ولم يفسره،
وهي مدينة طيبة في وسطها نهر جار، وهي عامرة
جدا، وقدامها واد فيه بساتين ذات أشجار ونخل
وترنج ونارنج، وبينها وبين نصيبين ثلاثة أيام أيضا،
وقيل: إن السلطان سنجر بن ملك شاه بن ألب
أرسلان بن سلجوق ولد بها فسمى باسمها، عن
الزمخشري، قال في الزيج: طول سنجار ثلاثون
درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف
وثلث، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب
والشعر، قال أبو عبيدة: قدم خالد الزبيدي في ناس
معه من زبيد إلى سنجار ومعه ابنا عم له يقال لأحدهما
صابي وللآخر عويد، فشربوا يوما من شراب سنجار
فحنوا إلى بلادهم فقال خالد:
أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا
مقيظا ولا مشتى ولا متربعا
ويا جبلي سنجار هلا بكيتما
لداعى الهوى منا شنينين أدمعا
فلو جبلا عوج شكونا إليهما
جرت عبرات منهما أو تصدعا
بكى يوم تل المحلبية صابئ،
وألهى عويدا بثه فتقنعا
فانبرى له رجل من النمر بن قاسط يقال له دثار أحد
بنى حيى فقال:
أيا جبلي سنجار هلا دققتما
بركنيكما أنف الزبيدي أجمعا
لعمرك ما جاءت زبيد لهجرة،
ولكنها كانت أرامل جوعا
تبكي على أرض الحجاز وقد رأت
جرائب خمسا في جدال فأربعا
جرائب: جمع جريب، وجدال: قرية قرب سنجار،
كأنه يتعجب من ذلك ويقول كيف تحن إلى أرض
الحجاز وقد شبعت بهذه الديار؟ فأجابه خالد يقول:
وسنجار تبكي سوقها كلما رأت بها نمريا ذا كساوين أيفعا
262

إذا نمري طالب الوتر غره
من الوتر أن يلقى طعاما فيشبعا
إذا نمري ضاف بيتك فأقره
مع الكلب زاد الكلب وازجرهما معا
أمن أجل مد من شعير قريته
بكيت وناحت أمك الحول أجمعا؟
بكى نمري أرغم الله أنفه
بسنجار حتى تنفد العين أدمعا
وقال المؤيد بن زيد التكريتي يخاطب الحسين بن علي
السنجاري المعروف بابن دبابة ويلقب بأمين الدين:
زاد أمين الدين في وصفه
سنجار حتى جئت سنجارا
فعاينت عيناي إذ جئتها
مصيدة قد ملئت فارا
وقد نسب إلى سنجار جماعة وافرة من أهل العلم،
منهم من أهل عصرنا: أسعد بن يحيى بن موسى بن
منصور الشاعر يعرف بالبهاء السنجاري أحد المجيدين
المشهورين، وكان أولا فقيها شافعيا ثم غلب عليه
قول الشعر فاشتهر به وقدم عند الملوك وناهز التسعين
وكان جريا ثقة كيسا لطيفا فيه مزاح وخفة روح،
وله أشعار جيدة، منها في غلام اسمه على وقد سئل
القول فيه فقال في قطعة وكان مر به ومعه سيف:
بي حامل الصارم الهندي منتصرا،
ضع السلاح قد استغنيت بالكحل
ما يفعل الظبى بالسيف الصقيل وما
ضرب الضوارم بالضروب بالمقل
قد كنت في الحب سنيا فما برحت
بي شيعة الحب حتى صرت عبد على
وخرج من الموصل في سنة تسع عشرة وستمائة.
سنجال: بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم جيم،
وآخره لام، يقال: سنجل الرجل إذا ملا حوضه
نشاطا، وسنجال: قرية بأرمينية، وقيل:
بأذربيجان، ذكرها الشماخ:
الا يا اصبحاني قبل غارة سنجال،
وقبل منايا باكرات وآجال
وقبل اختلاف القوم من بين سالب
وآخر مسلوب هوى بين أبطال
سنجان: بفتح أوله ويكسر، وثانيه ساكن ثم جيم،
وآخره نون: قرية على باب مدينة مرو يقال لها
درسنكان، ذكرها أبو سعد بالفتح وابن موسى
بالكسر، ينسب إليها القاضي أبو الحسن علي بن
الحسن بن محمد بن حمدويه السنجاني الشافعي تفقه
على القاضي أبى العباس بن سريج ببغداد وولى قضاء
نيسابور، وكان ورعا، سمع بمرو أبا الموجه محمد
ابن عمر الفزاري، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي
وغيرهما، روى عنه أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه
وأبو الحسن علي بن محمد العروضي. وسنجان أيضا:
موضع بباب الأبواب. وسنجان أيضا: بنيسابور.
سنجبذ: وهي سنجاباذ التي ذكرت آنفا: من قرى
خلخال.
سنجبست: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الجيم
والباء الموحدة، وسين مهملة ثم تاء مثناة من فوق:
منزل معروف بين نيسابور وسرخس يقال له سنك
بست، وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم مشهورون
منهم من المتأخرين: أبو على الحسن بن محمد بن
أحمد السنجبستي النيسابوري، سمع الحديث ورواه،
وذكره أبو سعد في التحبير قال: مات في شهر ربيع
الأول سنة 548، ومولده سنة 457.
263

سنج: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم جيم: قرية
ببروقان، عن الأديبي.
سنج: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره جيم، قال
العمراني: قرية بباميان، وقال لي رجل من أهل
الغور: سنجة، والعجم تقول سنكة، من أشهر
مدن الغور.
سنج: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره جيم:
قريتان بمرو إحداهما يقال لها سنج عباد، ينسب إليها
أبو منصور المظفر بن أردشير الواعظ العبادي، مات
في سنة 547. وسنج أيضا: من أعظم قرى مرو
الشاهجان على نهر هناك يكون طولها نحو الفرسخ إلا
أن عرضها قليل جدا، بنيت دورها على النهر ثم
صادرت مدينة عظيمة، وقد فتحت عنوة ومرو
فتحت صلحا، ينسب إليها جماعة من أهل العلم،
منهم: أبو داود سليمان بن معبد بن كوسجان السنجي،
كثير الحديث وله تاريخ يروى عن عبد الرزاق بن
همام ويزيد بن هارون والأصمعي وغيرهم، روى
عنه مسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وغيرهما،
وكان عالما شاعرا أديبا، مات سنة 257، وأبو علي
الحسن بن شعيب السنجي إمام الشافعية بمرو في عصره
صاحب أبى بكر القفال وأكثر تلامذته، جمع بين
طريقتي العراق وخراسان، وهو أول من فعل ذلك
وشرح فروع ابن الحداد شرحا لم يلحقه فيه أحد مع
كثرة الشارحين له، وسمع الحديث مع أصحاب
المحاملي، ومات سنة 436، ويحيى بن موسى السنجي،
روى عن عبد الله العتكي، ومن المتأخرين أبو القاسم
إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد الصمد الحفصي
السنجي، كان فقيها إماما مدرسا بمرو، سمع
جماعة، منهم: أبو المظفر السمعاني وأبو عبد الله محمد
ابن الحسن المهربند قشائي وغيرهما، سمع منه أبو
سعد السمعاني، ومولده سنة 458، ولم يذكر موته،
وبينها وبين مرو أربعة فراسخ، ولما استولى الغز
على خراسان وفتحوا البلاد ومرو نزلوا عليها فامتنعت
عليهم شهرا كاملا ولم يقدروا على فتحها إلا صلحا،
وذلك في رجب سنة 550، وفى كتاب الفتوح:
رستاق سنج بأصبهان فتحه عبد الله بن بديل بن
ورقاء الخزاعي وكان على مقدمة ابن عامر في أيام
عثمان بن عفان.
سنجديزه: هي سنكديزه، وقد ذكرت بعد: وهي
محلة بسمرقند.
سنجروذ: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم جيم، وراء
مهملة، وبعد الواو ذال معجمة: محلة ببلخ، وربما
قيل سنكروذ، بالكاف، والله أعلم.
سنجفين: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الجيم،
وكسر الفاء ثم ياء مثناة من تحت، وآخره نون:
من قرى أشروسنة بقرب سمرقند، وقد نسب
إليها بعض الرواة.
السنجلاط: بكسر أوله، وتسكين ثانيه، وكسر
الجيم، وآخره طاء مهملة، قال الجوهري: موضع،
ويقال: ضرب من الرياحين، قال الشاعر:
أحب الكرائن والضومران
وشرب العتيقة بالسنجلاط
سنجل: بالفتح ثم السكون ثم جيم، ولام: نهر
بغرناطة ذكر معها.
سنجل: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وكسر الجيم،
وآخره لام: بليدة من نواحي فلسطين وعندها جب
يوسف الصديق، عليه السلام.
سنجة: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم جيم، قال
الأديبي: هو نهر عظيم لا يتهيأ خوضة لان قراره
264

رمل سيال كلما وطئه الانسان برجله سال به فغرقه،
وهو يجرى بين حصن منصور وكيسوم، وهما من
ديار مضر، بالضاد المعجمة، وعلى هذا النهر قنطرة
عظيمة هي إحدى عجائب الدنيا، وهي طاق واحد
من الشط إلى الشط، والطاق يشتمل على مائتي
خطوة، وهو متخذ من حجر مهندم طول الحجر منه
عشرة أذرع في ارتفاع خمسة أذرع، وحكيت
عنه أعجوبة والعهدة على راويها: أن عندهم طلسما على
شئ كاللوح، فإذا عاب من القنطرة موضع دلى
ذلك اللوح على موضع المعيب فيعزل عنه الماء حتى
يصلح ويرفع اللوح فيعود الماء إلى مجراه، والله أعلم،
وإياها عنى المتنبي بقوله:
وخيل براها الركض في كل بلدة
إذا عرست فيها فليس تقيل
فلما تجلى من دلوك وسنجة
علت كل طود راية ورعيل
ويروى صنجة، بالصاد.
سنجة: بكسر أوله، والباقي كالذي قبله: بلد
بغرشستان معروف عندهم، وغرشستان هي الغور.
سنحان: مخلاف باليمن فيه قرى وحصون وسنحان
من جنب، وقد ذكر في كتاب ابن الحائك: سنحان
ابن عمرو بن حارثة بن ثعلبة بن سعد بن أسد بن كعب
ابن سود بن أسلم بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
سنح: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره حاء
مهملة، يجوز أن يكون جمع سانح مثل بازل وبزل،
والسانح: ما ولاك ميامنه من ظبى أو طير أو
غيرهما، تقول: سنح لي ظبى إذا مر من مياسرك
إلى ميامنك، وقد يضم ثانيه فيقال سنح في الموضع
والجمع: وهي إحدى محال المدينة كان بها منزل أبى
بكر الصديق، رضي الله عنه، حين تزوج مليكة،
وقيل: حبيبة بنت خارجة بن زيد بن زهير بن مالك
ابن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن
الخزرج بن الحارث بن الخزرج من الأنصار، وهي
في طرف من أطراف المدينة، وهي منازل بنى
الحارث بن الخزرج بعوالي المدينة، وبينها وبين منزل
النبي، صلى الله عليه وسلم، ميل، ينسب إليها أبو
الحارث حبيب بن عبد الرحمن بن حبيب بن يساف
الأنصاري المديني، يروى عن حفص بن عاصم،
روى عنه مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وغيرهما.
والسنح أيضا: موضع بنجد قرب جبل طئ نزله
خالد في حرب الردة فجاءه عدى بن حاتم بإسلام
طئ وحسن طاعتهم.
سنحة الجر: وهو المرة الواحدة من سنح سنحة
إذا ولاك ميامنه، والجر، بالجيم والفتح: جمع
جرة التي يستقى بها الماء، والجر: أصل الجبل،
قال:
وقد قطعت واديا وجرا
وهو موضع بالمدينة.
سنحار: قرية في جبل سمعان في غربي حلب بها
آثار قديمة تدل على عظمها، وهي الآن خربة.
سندابل: بالفتح ثم السكون، وبعد الدال ألف
وبعدها باء موحدة، ولام: مدينة مملكة بلاد الصين،
وقد ذكرت صفتها في الصين.
سنداد: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وتكرير
الدال المهملة، قال السيرافي: على وزن فعلال:
قصر بالعذيب، وقال أبو الحسن الأديبي: سنداد
نهر، ويدل على صحة ذلك قول أبى دؤاد الإيادي:
265

أقفر الدير فالأجارع من قو
مى فروق فرامح فخفيه
فتلاع الملا إلى جرف سندا
د فقو إلى نعاف طميه
موحشات من الأنيس بها الوحش
خناطيل موطن أو بنيه
أي بنى إليها من بلد آخر، سئل عنه أبو عمرو أهو
بفتح السين أو كسرها فقال: بفتح السين، قال:
وعن صاحب كتاب التكملة بفتح السين وسماعي
بالكسر، وقال أبو عبيد السكوني: سنداد منازل
لإياد نزلتها لما قاربت الريف بعد لصاف وشرج
وناظرة وهو أسفل سواد الكوفة وراء نجران الكوفة،
وهو علم مرتجل منقول عن عجمي، قال حمزة في
تاريخه: وكان قد تملك في القديم من الفرس على
مواضع متفرقة من أرض العرب ستة عشر مرزبانا،
وهم سخت تملك على أرض كندة وحضر موت وما
صاحبهما دهرا ولا أدرى في أي زمان وأي ملك
كان، ثم تملك سنداد على عمل سخت وطال مكثه
في الريف حتى بنى فيه أبنية، وهو صاحب القصر ذي
الشرفات من سنداد الذي يقول فيه الأسود بن يعفر:
والقصر ذي الشرفات من سنداد
وقال ابن الكلبي: وكانت إياد تنزل سنداد، وسنداد:
نهر فيما بين الحيرة إلى الأبلة وكان عليه قصر تحج
العرب إليه، وهو القصر الذي ذكره الأسود بن
يعفر، ومر عمر بن عبد العزيز بقصر لآل جفنة
فتمثل مزاحم مولاه بقول الأسود بن يعفر النهشلي:
ومن الحوادث، لا أبا لك، أنني
ضربت على الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لمدفع تلعة
بين العراق وبين أرض مراد
ماذا أؤمل بعد آل محرق
تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سنداد
حلوا بأنقرة يسيل عليهم
ماء الفرات يجئ من أطواد
أرض تخيرها، لطيب مقيلها،
كعب بن مامة وابن أم دؤاد
أراد كعب بن مامة بن عمرو بن ثعلبة بن سلولة
ابن شبابة الإيادي الذي يضرب المثل بجوده، وكان
أبوه مامة ملك إياد وابن أم دؤاد، أراد أبا دؤاد
الإيادي الشاعر المشهور، وهذا دليل على أن سنداد
كانت منازل إياد:
جرت الرياح على عراص ديارهم،
فكأنما كانوا على ميعاد
ولقد غنوا فيها بأفضل عيشة
في ظل ملك ثابت الأوتاد
فإذا النعيم وكل ما يلهى به
يوما يصير إلى بلى ونفاد
فقال له عمر: ألا قرأت: كم تركوا من جنات
وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين
كذلك وأورثناها قوما آخرين.
سندان: بكسر السين: واد في شعر أبى دؤاد الإيادي.
سندان: بفتح أوله، وآخره نون، قال نصر: هي
قصبة بلاد الهند، ولا أدرى أي شئ أراد بهذا فإن
القصبة في العرف هي أجل مدينة في الكورة أو
266

الناحية، ولا تعرف بالهند مدينة يقال لها سندان
تكون كالقصبة إنما سندان مدينة في ملاصقة السند،
بينها وبين الديبل والمنصورة نحو عشر مراحل، ولم
توصف صفة ما تستحق أن تكون قصبة الهند، وبينها
وبين البحر نحو نصف فرسخ، وبينها وبين صيمور
نحو خمس عشرة مرحلة، وقال البحتري:
ولقد ركبت البحر في أمواجه،
وركبت هول الليل في بياس
وقطعت أطوال البلاد وعرضها
ما بين سندان وبين سجاس
سندبايا: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وبعد الدال
المهملة باء موحدة مفتوحة ثم ياء آخر الحروف:
موضع بأذربيجان بالبذ من نواح بابك الخرمي،
قال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف:
رمى الله منه بابكا وولاته
بقاصمة الأصلاب في كل مشهد
فتى يوم بذ الخرمية لم يكن
بهيابة نكس ولا بمعرد
قفا سندبايا والرماح مشيحة
تهدى إلى الروح الخفي فتهتدي
السند: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره دال
مهملة: بلاد بين بلاد الهند وكرمان وسجستان،
قالوا: السند والهند كانا أخوين من ولد بوقير بن
يقطن بن حام بن نوح، يقال للواحد من أهلها سندي
والجمع سند مثل زنجي وزنج، وبعض يجعل
مكران منها ويقول: هي خمس كور، فأولها من
قبل كرمان مكران ثم طوران ثم السند ثم الهند ثم
الملتان. وقصبة السند: مدينة يقال لها المنصورة،
ومن مدنها ديبل، وهي على ضفة بحر الهند والتيز،
وهي أيضا على ساحل البحر فتحت في أيام الحجاج بن
يوسف، ومذهب أهلها الغالب عليها مذهب أبي
حنيفة، ولهم فقيه يكنى بأبي العباس داودي
المذهب له تصانيف في مذهبه وكان قاضي المنصورة
ومن أهلها، وإلى السند ينسب أبو معشر نجيح السندي
مولى المهدى صاحب المغازي، سمع نافعا ونفرا من
التابعين، قال أبو نعيم: كان أبو معشر سنديا وكان
ألكن وكان يقول: حدثنا محمد بن قعب يريد كعب،
وفتح بن عبد الله السندي أبو نصر الفقيه المتكلم مولى
لآل الحسن بن الحكم ثم عتق وقرأ الفقه والكلام
على أبي على الثقفي، وقال عبد الله بن سويد وهو
ابن عم رمتة أحد بنى شقرة بن الحارث بن تميم:
ألا هل إلى الفتيان بالسند مقدمي
على بطل قد هزه القوم ملجم
فلما دنا للزجر أوزعت نحوه
بسيف ذباب ضربة المتلوم
شددت له كفى وأيقنت أنني
على شرف المهواة إن لم أصمم
والسند أيضا: ناحية من أعمال طلبيرة من الأندلس.
والسند أيضا: مدينة في إقليم فريش بالأندلس.
والسند أيضا: قرية من قرى بلدة نسا من بلاد
خراسان قريب من بلدة أبيورد.
سند: بفتح أوله وثانيه، وهو ما قابلك من الجبل
وعلا من السفح، والسند: ضرب من البرود،
وحكى الحازمي عن الأزهري سند في قول النابغة:
يا دار مية بالعلياء فالسند
بلد معروف في البادية، وليس هذا في نسختي التي
نقلتها من خطه في بابه، وقال الأديبي: سند، بفتحتين،
ماء معروف لبنى سعد. والسند أيضا: قرية من
267

قرى هراة.
السند: بفتح أوله، وسكون ثانيه، كذا وجدته
بخط بعض أهل غرناطة في تصنيف له في خطط
الأندلس مضبوطا، وقال: هو من إقليم باجة.
سندبلس: قال أبو الحسن الأديبي: ضيعة معروفة
أحسبها بمصر.
السندروذ: معناه نهر السند، وهو من الملتان على
نحو ثلاث مراحل، وهو نهر كبير عذب، وبلغني
أنه يفرغ في مهران.
سندفا: بالفتح ثم السكون، وبعد الدال المفتوحة
فاء: بليدة من نواحي مصر، قال المهلبي: المحلة
مدينة لها جانبان اسم أحدهما المحلة والآخر سندفا،
وفي أخبار مصر: التقى السرى بن الحكم و عبد العزيز
الجروي في ولاحين وسط النيل فكان الجروي مقابل
سندفا والسرى بسرفيون، وهي المحلة الكبرى.
سندمون: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ودال
مفتوحة، وآخره نون: قرية.
سندور: بوزن عصفور: ضيعة بمصر معروفة.
سندة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره بعد
الدال هاء: قلعة حصينة بالجبال من جبال همذان
وتلك النواحي.
السندية: بكسر أوله، وسكون ثانيه، بلفظ نسبة
المؤنث إلى السند: قرية من قرى بغداد على نهر عيسى
بين بغداد وبين الأنبار ينسب إليها سندواني
كأنهم أرادوا الفرق بين النسبة إلى السند والسندية،
ينسب إليها أبو طاهر محمد بن عبد العزيز السندواني،
سكن بغداد، شيخ صالح، سمع أبا الحسن علي بن
محمد القزويني الزاهد، روى عنه أبو طالب محمد بن
علي بن حصين الصيرفي، ومات في ربيع الآخر سنة
503. والسندية أيضا: ماء غربي المغيثة على ضحوة
من المغيثة، والمغيثة على ثلاثة أميال من حفير،
واليحموم على ستة أميال من السندية، كل ذلك في
طريق الحاج.
السنطة: قريتان بمصر: الأولى يقال لها السنطة وكوم
قيصر من كورة الشرقية، والأخرى من كورة
السمنودية.
سنك اسفيد: جبل عظيم بأرمينية أراه قرب خلاط
ومنازجرد.
سنك سرخ: قلعة حصينة بالغور بنى هراة وغزنين بها
حبس ملك شاه أو خسرو شاه آخر ملوك سبكتكين
حتى مات.
سنكباث: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعد الكاف
باء موحدة، وآخره ثاء مثلثة: من قرى الصغد من
نواحي سمرقند، ينسب إليها أبو الحسن أحمد بن
الربيع بن شافع بن محمد السنكباثي، روى عن عمرو
ابن شبيب وأحمد بن حميد بن سعيد السنكباثي
وغيرهما، روى عنه ابنه على وغيره، وابنه أبو
الحسن علي بن أحمد السنكباثي أحد الأئمة الزهاد
المشهورين بسمرقند، سمع أباه وأبا سعيد عبد الرحمن
ابن محمد الاستراباذي الحافظ، روى عنه أبو القاسم
عبد الله بن عمر الكسائي وغيره، ومات سنة 452.
سنكديزه: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الكاف،
وكسر الدال، وبعد الياء المثناة من تحت زاي،
ويقال لها سنجديزه، وقد مرت: محلة بسمرقند.
السن: بكسر أوله، وتشديد نونه، يقال لها سن
بارما: مدينة على دجلة فوق تكريت لها سور وجامع
كبير وفى أهلها علماء وفيها كنائس وبيع للنصارى،
268

وعند السن مصب الزاب الأسفل، قال الحازمي:
والسن موضع بالعراق، وإليه ينسب أبو محمد
عبد الله بن علي السني الفقيه من أصحاب القاضي
أبى الطيب، سمع الحديث، وإياها عنى الشبلي
الصوفي بقوله:
نزلنا السن نستنا،
وفينا من ترى حنا
فلما جننا الليل
بزلنا بيننا دنا
والسن: قلعة بالجزيرة قرب سميساط وتعرف بسن
ابن عطير، وهو رجل من بنى نمير. والسن أيضا:
جبل بالمدينة قرب أحد. والسن: في موضع من
أعمال الري، ينسب إليه إبراهيم بن عيسى السني
الرازي، روى عن نوح بن أنس، روى عنه أبو
بكر النقاش، كل هذا ذكره الحازمي، وقد نسبوا
إلى سن الري أيضا هشام بن عبد الله السني الرازي،
يروى عن مالك وابن أبي ذئب، روى عنه حمدان
ابن المغيرة ومحمد بن يزيد بن محمش وغيرهما.
سن سميرة: بكسر أوله، وتشديد النون، وسميرة
بلفظ التصغير، قال ابن السكيت في تفسير قول كثير:
على كل خنذيذ الضحى متمطر
وخيفانة قد هذب الجرى آلها
وخيل بعانات فسن سميرة
لئلا يرد الذائدون نهالها
قال ابن حبيب: عانات بطريق الرقة. وسن سميرة:
جبل من وراء قرميسين يسرة عن طريق الماضي
إلى خراسان، قالوا: مرت جيوش المسلمين تريد
نهاوند بالجبل الطويل المشرف على الجبال فقال قائل:
كأنه سن سميرة، وسميرة امرأة من المهاجرات
من بنى معاوية بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة
كانت لها سن مشرفة على أسنانها فسمى ذلك الجبل
بسنها.
السنمات: هضبات طوال عظام في ديار نمير بأرض
الشريف بنجد.
سنوان: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره نون:
حصن بطخارستان غزاه الأحنف في سنة 32،
حصرهم الأحنف في حصنهم ثم صالحهم فسمى
ذلك الحصن حصن الأحنف وهو سوانجرد.
سنومة: بفتح أوله، وتشديد ثانيه: أرض باليمن.
سنهور: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء:
بليدة قرب إسكندرية بينها وبين دمياط.
سنيح: مدينة من أعمال كرمان في وسط المفازة على
طريق سجستان ويحيط بها من جميع نواحيها مفازة
موحشة لا أنيس بها ولا ديار، وقال الأزدي:
سنيح جبل في قول ابن مقبل:
أإحدى بنى عبس ذكرت ودونها
سنيح ومن رمل البعوضة منكب
سنير: بفتح أوله، وسكر ثانيه ثم ياء معجمة باثنتين
من تحت: جبل بين حمص وبعلبك على الطريق وعلى
رأسه قلعة سنير، وهو الجبل الذي فيه المناخ يمتد
مغربا إلى بعلبك ويمتد مشرقا إلى القريتين وسلمية،
وهو في شرقي حماة وجبل الجليل مقابلة من جهة
الساحل وبينهما الفضاء الواسع الذي فيه حمص وحماة
وبلاد كثيرة، وهذا جبل كورة قصبتها حوارين،
وهي القريتين، ويتصل بلبنان متيامنا حتى يلتحق
ببلاد الخزر ويمتد متياسرا إلى المدينة، وسنير الذي
ذكر أنه بين حمص وبعلبك شعبة منه إلا أنه انفرد
بهذا الاسم، وقد ذكره عبد الله بن محمد بن سعيد
269

ابن سنا الخفاجي فقال من قصيدة:
أسيم ركابي في بلاد غريبة
من العيس لم يسرح بهن بعير
فقد جهلت حتى أراد خبيرها
بوادي القطين أن يلوح سنير
وكم طلبت ماء الأحص بآمد.
وذلك ظلم للرجال كبير
وقال البحتري:
وتعمدت أن تظل ركابي
بين لبنان طلعا والسنير
مشرفات على دمشق وقد أعرض
منها بياض تلك القصور
سنيرين: بلفظ الذي قبله إذا كان مثنى مجرورا،
قال الزمخشري: موضع.
سنيق: بضم أوله، وتشديد ثانيه وفتحه، وسكون
الياء ثم قاف، بوزن عليق، قال أبو منصور:
سنيق اسم أكمة معروفة، ذكرها امرؤ القيس فقال:
وسن كسنيق سناء وسنما
وقال شمر: سنيق جمعه سنيقات وسنانيق وهي
الإكام، وقال ابن الأعرابي: ما أدرى ما سنيق
فجعل شمر سنيقا اسما لكل أكمة وجعله نكرة
موصوفة، وإذا كان سنيق اسم أكمة بعينها فهي غير
مجراة لأنها معرفة مؤنثة، وقد أجراها امرؤ القيس
وجعلها كالنكرة على أن الشاعر إذا اضطر أجرى
المعرفة التي لا تنصرف، هذا كله عنه.
سنيكة: من قرى مصر بين بلبيس والعباسة.
سنين: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وكسره ثم ياء
مثناة من تحت ساكنة، وآخره نون، والسنائن:
رمال تستطيل على وجه الأرض، واحدتها سنينة،
فيجوز أن يكون مما الفرق بين واحده وجمعه الهاء
كتمر وتمرة: وهو بلد في ديار عوف بن عبد بن أبي
بكر أخي قريط بن عبد وبه هضاب ورمال، وقال
الأصمعي في قول الشاعر:
يضئ لنا العناب إلى ينوف
إلى هضب السنين إلى السواد
السنين: بلد فيه رمل وفيه هضاب ووعورة وسهولة،
وهو من بلاد بنى عوف بن عبد أخي قريط بن عبد بن أبي
بكر.
سنينيا: بعد النون المكسورة ياء ساكنة ثم نون أخرى
ثم ياء وألف مقصورة: قرية من نواحي الكوفة
أقطعها عثمان بن عفان عمار بن ياسر، رضي الله عنهما.
باب السين والواو وما يليهما
السواء: بالمد، العدل، قال الله تعالى: فانبذ
إليهم على سواء، وسواء الشئ: وسطه، قال الله
عز وجل: إلى سواء الجحيم، وسواء الشئ:
غيره، قال الأعشى:
وما عدلت عن أهلها بسوائكا
وقال الأخفش: سواء إذا كان بمعنى الغير أو بمعنى
العدل كان فيه ثلاث لغات: إن ضممت السين أو
كسرت قصرت فيهما جميعا وإن فتحت مددت:
وهو موضع، قال أبو ذؤيب:
فافتنهن من السواء وماؤه
بثر وعارضه طريق مهيع
أي طرف العير الأتن من هذا الموضع، والبثر: الماء
القليل، وهو من الأضداد، والسواء: حصن في
جبل صبر من أعمال تعز.
270

سواء: بالضم، والمد: واد بالحجاز، عن نصر.
سوى: بفتح أوله ويروى بالكسر، والقصر، قال ابن
الأعرابي: شئ سوى إذا استوى: وهو موضع بنجد.
سوى: بضم أوله، والقصر، وهو بمعنى الغير وبمعنى
العدل، وقد ذكر في سواء: اسم ماء لبهراء من
ناحية السماوة وعليه مر خالد بن الوليد، رضي الله عنه
، لما قصد من العراق إلى الشام ومعه دليله رافع
الطائي، في قصة ذكرت في الفتوح، فقال الراجز:
لله در رافع أنى اهتدى
فوز من قراقر إلى سوى
خمسا إذا ما سارها الجبس بكى
ما سارها من قبله إنس يرى
وذلك في سنة اثنتي عشرة في أيام أبى بكر الصديق،
رضي الله عنه، وقيل: إن سوى واد أصله الدهناء،
وقد ذكر في الدهناء، ولما احتاج ابن قيس الرقيات
إلى مده لضرورة الشعر فتح أوله قياسا فقال:
وسواء وقريتان وعين ال‍
- تمر خرق يكل فيه البعير
سواج: بضم أوله، وآخره جيم، قال ابن الأعرابي:
ساج يسوج سوجا وسواجا وسوجانا إذا سار سيرا
رويدا: هو جبل فيه تأوى الجن، قال بعضهم:
أقبلن من نير ومن سواج
بالقوم قد ملوا من الادلاج
وقيل: هو جبل لغنى، قال أبو زياد: سواج من
جبال غنى، وهو خيال من أخيلة حمى ضرية،
والخيال ثنية تكون كالحد بين الحمى وغير الحمى،
وقال ابن المعلى الأزدي في قول تميم بن مقبل:
وحلت سواجا حلة فكأنما
بحزم سواج وشم كف مقرح
سواج: جبل كانت تنزله بنو عميرة بن خفاف بن
امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور ثم نزلته بنو
عصية بن خفاف، وقال الأصمعي: سواج النتاءة
حد الضباب، وهو جبل لغنى إلى النميرة، وفي
كتاب نصر: سواج جبل أسود من أخيلة حمى ضرية
وهو سراج طخفة، وقيل: النائمان جبلان بين أبان
وبين سواج طخفة ليس بسواج المردمة وهو سواج
اللعباء لبنى زنباع بن قريط من بنى كلاب. وسواج:
موضع عن طريق الحاج من البصرة بين فلجة
والزجيج، وقيل: واد باليمامة، وقال السكرى:
سواج جبل بالعالية، قال جرير:
إن العدو إذا رموك رميتهم
بذرى عماية أو بهضب سواج
وقال معن بن أوس المزني:
وما كنت أخشى أن تكون منيتي
ببطن سواج والنوائح غيب
متى تأتهم ترفع بناتي برنة
وتصدح بنوح، يفزع النوح، أرنب
وأنشد ابن الأعرابي في نوادره لجهم بن سبل الكلابي:
حلفت لا نتجن نساء سلمى
نتاجا كان غايته الخداج
برائحة ترى السفراء فيها
كأن وجوههم عصب نضاج
وفتيان من البزرى كرام
كأن زهاءهم جبل سواج
البزرى: لقب أبى بكر بن كلاب أبى القبيلة.
السواجير: بفتح أوله، وبعد الألف جيم، جمع
ساجور، وهي العصاة التي تعلق في عنق الكلب:
هو نهر مشهور من عمل منبج بالشام، قاله السكرى
271

في شرح قول جرير:
لما تشوق بعض القوم قلت لهم:
أين اليمامة من عين السواجير؟
وقال أحمد بن عمرو أخو أشجع بن عمرو السلمي
يخاطب نصر بن شبث العقيلي وكان قد أوقع ببني
تغلب على السواجير:
لله سيف في يدي نصر،
في حده ماء الردى يجرى
أوقع نصر في السواجير ما
لم يوقع الجحاف بالبشر
أبكى بنى بكر على تغلب،
وتغلبا أبكى على بكر
وقال البحتري:
يا خليلي بالسواجير من عمرو
بن غنم وبحتر بن عتود
اطلبا ثالثا سوائي فإني
رابع العيس والدجى والبيد
وقال أيضا:
يا أبا جعفر غدونا حديثا،
في سواجير منبج، مستفيضا
السواد: موضعان: أحدهما نواحي قرب البلقاء سميت
بذلك لسواد حجارتها فيما أحسب، والثاني يراد به
رستاق العراق وضياعها التي افتتحها المسلمون على عهد
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سمى بذلك لسواده
بالزروع والنخيل والأشجار لأنه حيث تاخم جزيرة
العرب التي لا زرع فيها ولا شجر كانوا إذا خرجوا
من أرضهم ظهرت لهم خضرة الزروع والأشجار فيسمونه
سوادا كما إذا رأيت شيئا من بعد قلت ما ذلك
السواد، وهم يسمون الأخضر سوادا والسواد أخضر،
كما قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب وكان
أسود فقال:
وأنا الأخضر من يعرفني؟
أخضر الجلدة من نسل العرب
فسموه سوادا لخضرته بالزروع والأشجار، وحد
السواد من حديثة الموصل طولا إلى عبادان ومن
العذيب بالقادسية إلى حلوان عرضا فيكون طوله
مائة وستين فرسخا، وأما العراق في العرف فطوله
يقصر عن طول السواد وعرضه مستوعب لعرض
السواد لان أول العراق في شرقي دجلة العلث على
حد طسوج بزرجسابور، وهي قرية تناوح حربي
موقوفة على العلوية، وفى غربي دجلة حربي ثم تمتد
إلى آخر أعمال البصرة من جزيرة عبادان، وكانت
تعرف بميان روذان معناه بين الأنهر، وهي من
كورة بهمن أردشير، فيكون طوله مائة وخمسة
وعشرين فرسخا، يقصر عن طول السواد بخمسة
وثلاثين فرسخا، وعرضه كالسواد ثمانون فرسخا،
قال قدامة: يكون ذلك منكسرا عشرة آلاف
فرسخ وطول الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع بالذراع
المرسلة ويكون بذراع المسافة وهي الذراع الهاشمية
تسعة آلاف ذراع، فيكون الفرسخ إذا ضرب في
مثله اثنين وعشرين ألفا وخمسمائة جريب، فإذا
ضربت في عشرة آلاف بلغت مائتي ألف الف وعشرين
ألف جريب يسقط منها بالتخمين آكامها وآجامها
وسباخها ومجاري أنهارها ومواضع مدنها وقراها
ومدى ما بين طرقها الثلث فيبقى مائة ألف ألف
وخمسون ألف ألف جريب، يراح منها النصف على
ما فيها من الكرم والنخل والشجر والعمارة الدائمة
المتصلة مع التخمين بالتقريب على كل جريب قيمة ما
يلزمه للخراج درهمان وذلك أقل من العشر على أن
272

يضرب بعض ما يؤخذ منها من أصناف الغلات ببعض
فيبلغ ذلك مائة ألف ألف وخمسين ألف ألف درهم
مثاقيل، هذا سوى خراج أهل الذمة وسوى الصدقة،
فإن ذلك لا مدخل له في الخراج، وكانت غلات
السواد تجرى على المقاسمة في أيام ملوك فارس إلى
ملك قباذ بن فيروز فإنه مسحه وجعل على أهله
الخراج، وقال الأصمعي: السواد سوادان: سواد
البصرة دستميسان والأهواز وفارس، وسواد الكوفة
كسكر إلى الزاب وحلوان إلى القادسية، وقال
أبو معشر: إن الكلدانيين هم الذين كانوا ينزلون بابل
في الزمن الأول، ويقال: إن أول من سكنها
وعمرها نوح، عليه السلام، حين نزلها عقيب الطوفان
طلبا للرفاء فأقام بها وتناسلوا فيها وكثروا من بعد
نوح وملكوا عليهم ملوكا وابتنوا بها المدائن
واتصلت مساكنهم بدجلة والفرات إلى أن بلغوا من
دجلة إلى أسفل كسكر ومن الفرات إلى ما وراء
الكوفة، وموضعهم هذا هو الذي يقال له السواد،
وكانت ملوكهم تنزل بابل، وكان الكلدانيون
جنودهم، فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا،
وهو آخر ملوكهم، ثم قتل منهم خلق كثير فذلوا
وانقطع ملكهم، وقد ذكرت بابل في موضعها،
وقال يزيد بن عمر الفارسي: كانت ملوك فارس تعد
السواد اثنى عشر استانا وتحسبه ستين طسوجا،
وتفسير الإستان إجارة، وترجمة الطسوج ناحية،
وكان الملك منهم إذا عنى بناحية من الأرض عمرها
وسماها باسمه، وكانوا ينزلون السواد لما جمع الله في
أرضه من مرافق الخيرات وما يوجد فيها من غضارة
العيش وخصب المحل وطيب المستقر وسعة ميرها
من أطعمتها وأوديتها وعطرها ولطيف صناعتها،
وكانوا يشبهون السواد بالقلب وسائر الدنيا بالبدن،
وكذلك سموه دل إيرنشهر أي قلب إيرنشهر،
وإيرنشهر: الاقليم المتوسط لجميع الأقاليم، قال:
وإنما شبهوه بذلك لان الآراء تشعب عن أهله بصحة
الفكر والروية كما تتشعب عن القلب بدقائق
العلوم ولطائف الآداب والاحكام، فأما من
حولها فأهلها يستعملون أطرافهم بمباشرة العلاج،
وخصب بلاد إيرنشهر بسهولة لا عوائق فيها ولا
شواهق تشينها ولا مفاوز موحشة ولا براري منقطعة
عن تواصل العمارة والأنهار المطردة من رساتيقها وبين
قراها مع قلة جبالها وآكامها وتكاثف عمارتها وكثرة
أنواع غلاتها وثمارها والتفاف أشجارها وعذوبة مائها
وصفاء هوائها وطيب تربتها مع اعتدال طينتها وتوسط
مزاجها وكثرة أجناس الطير والصيد في ظلال شجرها
من طائر بجناح وماش على ظلف وسابح في بحر،
قد أمنت مما تخافه البلدان من غارات الأعداء وبوائق
المخالفين مع ما خصت به من الرافدين دجلة والفرات
إذ قد اكتنفاها لا ينقطعان شتاء ولا صيفا على بعد
منافعهما في غيرها فإنه لا ينتفع منهما بكثر فائدة
حتى يدخلاها فتسيح مياههما في جنباتها وتنبطح في
رساتيقها فيأخذون صفوه هنيئا ويرسلون كدره
وأجنه إلى البحر لأنهما يشتغلان عن جميع الأراضي
التي يمران بها ولا ينتفع بهما في غير السواد إلا
بالدوالي والدواليب بمشقة وعناء، وكانت غلات السواد
تجرى على المقاسمة في أيام ملوك الفرس والأكاسرة
وغيرهم إلى أن ملك قباذ بن فيروز فإنه مسحه
وجعل على أهله الخراج، وكان السبب في ذلك أنه
خرج يوما متصيدا فانفرد عن أصحابه بصيد طرده
حتى وغل في شجر ملتف وغاب الصيد الذي اتبعه عن
بصره فقصد رابية يتشوفه فإذا تحت الرابية قرية
كبيرة، ونظر إلى بستان قريب منه فيه نخل ورمان
273

وغير ذلك من أصناف الشجر وإذا امرأة واقفة على
تنور تخبز ومعها صبى لها كلما غفلت عنه مضى الصبى
إلى شجرة رمان مثمرة ليتناول من رمانها فتعدو
خلفه وتمنعه من ذلك ولا تمكنه من أخذ شئ منه،
فلم تزل كذلك حتى فرغت من خبزها والملك يشاهد
ذلك كله، فلما لحق به أتباعه قص عليهم ما
شاهده من المرأة والصبى ووجه إليها من سألها عن
السبب الذي من أجله منعت ولدها من أن يتناول
شيئا من الرمان فقالت: للملك فيه حصة ولم
يأتنا المأذون بقبضها وهي أمانة في أعناقنا ولا يجوز
أن نخونها ولا أن نتناول مما بأيدينا شيئا حتى يستوفى
الملك حقه، فلما سمع قباذ ذلك أدركته الرقة
عليها وعلى الرعية وقال لوزرائه: إن الرعية معنا لفي
بلية وشدة وسوء حال بما في أيديهم من غلاتهم لأنهم
ممنوعون من الانتفاع بشئ من ذلك حتى يرد عليهم
من يأخذ حقنا منهم، فهل عندكم حيلة نفرج بها عنهم؟
فقال بعض وزرائه: نعم، يأمر الملك بالمساحة عليهم
ويأمر أن يلزم كل جريب من كل صنف بقدر ما
يحص الملك من الغلة فيؤدى ذلك إليه وتطلق أيديهم
في غلاتهم ويكون ذلك على قرب مخارج المير وبعدها
من الممتارين، فأمر قباذ بمساحة السواد وإلزام
الرعية الخراج بعد حطيطة النفقة والمؤونة على العمارة
والنفقة على كرى الأنهار وسقاية الماء وإصلاح
البريدات وجعل جميع ذلك على بيت المال فبلغ
خراج السواد في السنة مائة ألف ألف وخمسين ألف
ألف درهم مثاقيل، فحسنت أحوال الناس ودعوا
للملك بطول البقاء لما نالهم من العدل والرفاهية،
وقد ذكرنا المشهور من كور السواد في المواضع التي
قضى بها الترتيب حسب وضع الكتاب، وقد وقع اختلاف
مفرط بين مساحة قباذ ومساحة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه
، ذكرته كما وجدته من غير أن أحقق العلة في
هذا التفاوت الكبير: أمر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه
، بمسح السواد الذي تقدم حده لم يختلف صاحب
هذه الرواية فيه فكان بعد أن أخرج عنه الجبال
والأودية والأنهار ومواضع المدن والقرى ستة
وثلاثين ألف ألف جريب فوضع على جريب الحنطة
أربعة دراهم وعلى جريب الشعير درهمين وعلى جريب
النخل ثمانية دراهم وعلى جريب الكرم والشجر ستة
دراهم وحتم الجزية على ستمائة ألف انسان وجعلها
طبقات، الطبقة العالية ثمانية وأربعون درهما
والوسطى أربعة وعشرون درهما والسفلى اثنا عشر
درهما، فجبى السواد مائة ألف الف وثمانية وعشرين
ألف الف درهم، وقال عمر بن عبد العزيز: لعن
الله الحجاج! فإنه ما كان يصلح للدنيا ولا للآخرة،
فإن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، جبى العراق
بالعدل والنصفة مائة ألف ألف وثمانية
وعشرين ألف ألف درهم، وجباه زياد مائة الف الف وخمسة
وعشرين الف الف درهم وجباه ابنه عبيد الله أكثر
منه بعشرة آلاف ألف درهم، ثم جباه الحجاج مع
عسفه وظلمه وجبروته ثمانية عشر ألف ألف درهم
فقط وأسلف الفلاحين للعمارة ألفى ألف فحصل له
ستة عشر ألف ألف، قال عمر بن عبد العزيز: وها
أنا قد رجع إلى على خرابه فجبيته مائة ألف ألف
وأربعة وعشرين ألف ألف درهم بالعدل والنصفة
وإن عشت له لأزيدن على جباية عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه، وكان أهل السواد قد شكوا إلى
الحجاج خراب بلدهم فمنعهم من ذبح البقر لتكثر
العمارة، فقال شاعر:
شكونا إليه خراب السواد،
فحرم جهلا لحوم البقر
274

وقال عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان: مال السواد
ألف ألف ألف درهم، فما نقص مما في يد السلطان منه
فهو في يد الرعية، وما نقص من يد الرعية فهو في بيت
مال السلطان، قالوا: وليس لأهل السواد عهد إلا
الحيرة وأليس وبانقيا فلذلك يقال لا يصح بيع أرض
السواد دون الجبل لأنها فئ للمسلمين عامة إلا
أراضي بنى صلوبا وأرض الحيرة، قالوا: وكتب
عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص حين افتتح
السواد: أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس
قد سألوك أن تقسم بينهم ما أفاء الله عليهم، وإن أتاك
كتابي فانظر ما أجلب عليه العسكر بخيلهم وركابهم
من مال وكراع فاقسمه بينهم بعد الخمس واترك
الأنهار والأرض بحالها ليكون ذلك في عطيات المسلمين
فإنك إذا قسمتها بين من حضر لم يبق لمن بعدهم
شئ، وسئل مجاهد عن أرض السواد فقال: لا
تباع ولا تشترى لأنها فتحت عنوة ولم تقسم فهي فئ
للمسلمين عامة، وقيل: أراد عمر قسمة السواد بين
المسلمين فأمر أن يحصوا فوجدوا الرجل يصيبه ثلاثة
من الفلاحين فشاور أصحاب رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، في ذلك فقال على، رضي الله عنه:
دعهم يكونوا مادة للمسلمين، فبعث عثمان بن
حنيف الأنصاري فمسح الأرض ووضع الخراج
ووضع على رؤوسهم ما بين ثمانية وأربعين درهما
وأربعة وعشرين درهما واثنى عشر درهما، وشرط
عليهم ضيافة المسلمين وشيئا من بر وعسل، ووجد
السواد ستة وثلاثين ألف ألف جريب فوضع على كل
جريب درهما وقفيزا، قال أبو عبيد: بلغني أن ذلك
القفيز كان مكوكا لهم يدعى السابرقان، وقال
يحيى بن آدم: وهو المحتوم الحجاجي، وقال محمد
ابن عبد الله الثقفي: وضع عمر، رضي الله عنه، على
كل جريب من السواد، عامرا كان أو غامرا يبلغه
الماء درهما وقفيزا وعلى جريب الرطبة خمسة دراهم
وخمسة أقفزة وعلى جريب الكرم عشرة دراهم
وعشرة أقفزة، ولم يذكر النخل، وعلى رؤوس
الرجال ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثنى عشر
درهما، وحتم عثمان بن حنيف على رقاب خمسمائة
ألف وخمسين الف علج بأخذ الجزية، وبلغ الخراج
في ولايته مائة ألف ألف درهم، ومسح حذيفة بن
اليمان سقى الفرات، ومات بالمدائن، والقناطر
المعروفة بقناطر حذيفة منسوبة إليه، وذلك لأنه
نزل عندها، وكان ذراعه وذراع ابن حنيف ذراع
اليد وقبضة وإبهاما ممدودة.
سوادمة: بضم أوله، وبعد الألف دال مهملة ثم
ميم: علم مرتجل لاسم ماء لغنى. وسوادمة: جبل
بالقرب منه.
سواديزه: بضم أوله، وبعد الألف دال مهملة ثم ياء
مثناة من تحت، وزاي: من قرى نخشب بما وراء
النهر، ينسب إليها سوادي، ينسب إليها أبو إسحاق
إبراهيم بن لقمان بن رياح بن فكة السوادي، يروى
عن محمد بن عقيل البلخي وأبى بكر عبد الله بن محمد
ابن علي بن طرخان الباهلي وغيرهما، روى عنه أبو
العباس جعفر بن محمد بن المعتز، وكان ثقة غير أنه كان
يعتقد مذهب النجارية من المعتزلة، ومات سنة 374.
السوادية: بالفتح: قرية بالكوفة منسوبة إلى سواد
ابن زيد بن عدى بن زيد بن أيوب بن محروق بن عامر
ابن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.
سوار: من قرى البحرين لبنى عبد القيس العامريين.
سوارق: واد قرب السوارقية من نواحي المدينة،
والله أعلم.
275

السوارقية: بفتح أوله وضمه، وبعد الراء قاف
وياء النسبة، ويقال السويرقية بلفظ التصغير: قرية
أبى بكر بين مكة والمدينة، وهي نجدية وكانت
لبنى سليم، فلقى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو
يريد أن يدخلها فسأله عنها فقال: اسمها معيصم،
فقال: هي كذلك معيصم لا ينال منها إلا الشئ
اليسير من النخل والزرع، وقال عرام: السوارقية
قرية غناء كبيرة كثيرة الأهل فيها منبر ومسجد
جامع وسوق تأتيها التجار من الأقطار لبنى سليم
خاصة، ولكل من بنى سليم فيها شئ، وفى مائها
بعض الملوحة ويستعذبون من آبار في واد يقال له
سوارق وواد يقال له الا بطن ماء خفيفا عذبا، ولهم
مزارع ونخيل كثيرة من موز وتين وعنب ورمان
وسفرجل وخوخ ويقال له الفرسك، ولهم إبل وخيل
وشاء، وكبراؤهم بادية إلا من ولد بها فإنهم ثابتون
بها والآخرون بأدون حولها ويميرون طريق الحجاز
ونجد في طريق الحاج وإلى حد ضرية واليها ينتهى
حدهم إلى سبع مراحل، ولهم قرى حواليهم تذكر
في أماكنها، وقد نسب إليها المحدثون أبا بكر محمد
ابن عتيق بن نجم بن أحمد السوارقي البكري فقيها
شريفا شاعرا، سار إلى خراسان ومات بطوس سنة
538، روى عنه أبو سعد شيئا من شعره، منه قوله:
على يعملات كالحنايا ضوامر
إذا ما تنحت بالكلال عقالها
السوارية: محلة بالكوفة منسوبة إلى سوار بن يزيد
ابن عدى بن زيد العبادي الشاعر.
السواس: بفتح أوله، وتكرير السين، وهو في
الأصل اسم شجر، وهو أفضل ما اتخذ منه زند،
وواحدته سواسة، وقال ابن دريد: سواس جبل أو
موضع.
السواسى: بفتح أوله، والقصر: موضع. وذات
السواسى: جبل لبنى جعفر بن كلاب، قال الأصمعي:
ذات السواسى شعب بنصيبين من ينوف، وأنشد:
وأبصر نارا بذات السواسى
سواع: اسم صنم، قال أبو المنذر: وكان أول من
اتخذ تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم من الناس
وسموها بأسمائها على ما بقي منهم من ذكرنا حين
فارقوا دين إسماعيل هذيل بن مدركة اتخذ سواعا
فكان لهم برهاط من أرض ينبع، وينبع: عرض
من أعراض المدينة، وكانت سدنته بنى لحيان، قال:
ولم أسمع لهذيل في أشعارها له بذكر إلا شعر رجل
من اليمن، ولم يذكره ابن الكلبي، ولما أخذ عمرو
ابن لحى أصنام قوم نوح من ساحل جدة، كما
ذكرناه في ود، ودعا العرب إلى عبادتها أجابته مضر
ابن نزار فدفع إلى رجل من هذيل يقال له الحارث بن
تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر
سواعا فكان بأرض يقال لها رهاط من بطن نخلة
بعيدة من مضر، فقال رجل من العرب:
تراهم حول قيلهم عكوفا
كما عكفت هذيل على سواع
يظل جنابه صرعى لديه
عشائر من ذخائر كل راع
سواكن: بلد مشهور على ساحل بحر الجار قرب
عيذاب ترفأ إليه سفن الذين يقدمون من جدة،
وأهله بجاه سود نصارى.
سوان: بضم أوله، وآخره نون: علم مرتجل لاسم
موضع، عن ابن دريد: قرب بستان ابن عامر جبلان
يقال لهما شوانان وأحدهما شوان، كذا وجدته
بالشين معجمة وعساه عين سوان، وتصحيف من
276

أحدهما، وقال نصر: سوان صقع من ديار بنى
سليم، يروى بفتح السين ورواه ابن الأعرابي بفتح
الشين المعجمة.
سوانة: من مخاليف الطائف.
السوبان: بضم أوله، وبعد الواو باء موحدة، وآخره
نون: علم مرتجل لاسم واد في ديار العرب، وفى شعر
لبيد: اسم جبل، وقيل: أرض بها كانت حرب
بين بنى عبس وبنى حنظلة، قال أوس:
كأنهم بين الشميط وصارة
وجرثم والسوبان خشب مصرع
سوب: مخلاف باليمن.
سوبخ: بضم أوله، وسكون ثانيه، ثم باء موحدة،
وخاء معجمة: من قرى نسف، ينسب إليها شيخ
يعرف بعلى السوبخي، روى عن أبي بكر البلدي،
والامام الزاهد محمد بن علي بن حيدر السوبخي الكشي
الفقيه، كانت إليه الرحلة بما وراء النهر، وكان تلميذ
القاضي أبى على الحسن بن الخضر النسفي، روى عنه
الحاكم أبو عبد الله.
سوبرنى: من قرى خوارزم على عشرين فرسخا منها
من ناحية شهرستان.
سوبلا: بضم السين، وسكون الواو، وكسر الباء
الموحدة، وفتح اللام المشددة، والقصر: بلدة من
بلاد البربر بالمغرب قرب مراكش اجتاز بها أبو
يعقوب يوسف بن عبد المؤمن في بعض أسفاره فخرج
مشايخها لتلقيه والخدمة فلما بصر بهم قال: من أنتم؟
قالوا: نحن مشايخ سوبلا، فقال لهم: عجلا أي
حاجة لكم إلى اليمن فإنا نعرف ذلك منذ مدة قديمة،
فعجب الناس من سرعة جوابه وصارت نادرة كأنه
حمل كلامهم على أنهم قالوا: نحن مشايخ سوء بالله،
فإن اللفظ واحد في كلام المغاربة.
سوتخن: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم تاء مثناة من
فوق مفتوحة، وخاء معجمة مفتوحة، ونون: من
قرى بخارى، ينسب إليها أبو كبير سيف بن حفص
ابن أعين السمرقندي السوتخني، سكن هذه القرية
فنسب إليها، روى عن أبي محمد بن حبان بن موسى
الكشميهني وعلي بن إسحاق الحنظلي، روى عنه أبو
بكر محمد بن نصر بن خلف.
السوج: بضم أوله، والجيم: ناحية أو مدينة بأقصى
الشاش من ناحية ما وراء النهر بها معدن الزيبق يحمل
إلى البلاد.
السوداء: بلفظ تأنيث الأسود: من كور حمص.
السودتان: بعد الواو الساكنة دال، وتاء مثناة من
فوق، وآخره نون: موضع في شعر أمية بن أبي
عائذ الهذلي:
لمن الديار بعلى فالأحراص،
فالسودتين فمجمع الأبواص؟
السود: بلفظ جمع أسود، بضم أوله: قرية بالشام،
قال ابن مقبل:
تمنيت أن يلقى فوارس عامر
بصحراء بين السود والحدثان
السود: بفتح أوله: جبل بنجد لبنى نصر بن معاوية،
وقيل: السود جبل بقرب حصن في ديار جشم بن
بكر، قال الحفصي: سود باهلة قرية ومعادن باليمامة،
وقال أبو شراعة القيسي، وكان محمد بن محمد بن
عبد الرحمن بن سعيد بن سالم الباهلي قال: إنما
معاش أبى شراعة من السلطان:
عيرتني نائل السلطان أطلبه،
يا ضل رأيك بين الخرق والنزق
277

لولا امتنان من السلطان تجهله
أصبحت بالسود في مقعوعس خلق
السودد: هكذا رويت عن الحفصي بضم السين، قال:
وهي فلاة تنبت الغضا والأرطى والبقول وهي لبنى
مالك بن سعد بين البحرين والبصرة.
السودة: قال عرام: وجد في أبلى قنينة يقال لها
السودة لبنى خفاف من بنى سليم وماؤهم الصعبية.
سوذان: بضم أوله، وبعد الواو ذال معجمة، وآخره
نون: من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو بكر محمد
ابن أحمد بن محمد السوذاني، سمع أبا الفضل عبد
الرحمن بن أحمد الرازي وأبا بكر محمد بن الفضل
المناظر، وكان شيخا محدثا مقرئا، توفى بأصبهان
في شهر ربيع الأول سنة 482.
سوذرجان: بعد الواو ذال معجمة ثم راء ساكنة،
وجيم، وآخره نون: من قرى أصبهان، ينسب إليها
جماعة، منهم: أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي
أبو الفتح السوذرجاني، حدث عن علي بن ماشاذه
والفضل بن عبد الله بن شهريار وأبى سهل الصفار
وأبى بكر بن أبي على وأكثر عن أبي نعيم، مات في
صفر سنة 496، وكان يعلم الصبيان الأدب.
سوراء: بضم اوله، وسكون ثانيه ثم راء، وألف
ممدودة: موضع يقال هو إلى جنب بغداد، وقيل:
هو بغداد نفسها، ويروى بالقصر، قيل: سميت
بسوراء بنت أردوان بن باطي الذي قتله كسرى
أردشير وهي بنتها، وقال الأديبي: سوراء موضع
بالجزيرة، وذكر ابن الجواليقي أنه مما تلحن العامة
بالفتح فقالت سوراء.
سورا: مثل الذي قبله إلا أن ألفه مقصورة على وزن
بشرى: موضع بالعراق من أرض بابل، وهي مدينة
السريانيين، وقد نسبوا إليها الخمر، وهي قريبة من
الوقف والحلة المزيدية، وقال أبو جفنة القرشي:
وفتى يدير على من طرف له
خمرا تولد في العظام فتورا
ما زلت أشربها وأسقى صاحبي
حتى رأيت لسانه مكسورا
مما تخيرت التجار ببابل،
أوما تعتقه اليهود بسورا
وقد مده عبيد الله بن الحر في قوله:
ويوما بسوراء التي عند بابل
أتاني أخو عجل بذي لجب مجر
فثرنا إليهم بالسيوف فأدبروا
لئام المساعي والضرائب والنجر
وينسب إلى سورا هذه إبراهيم بن نصر السوراني من
أهل سورا، حكى عن سفيان الثوري، روى عنه
محمد بن عبد الوهاب العبدي، وأما الحسين بن علي بن
جود السوراني الحربي كانت داره عند السوراء فقيل
له السوراني، حدث عن سعيد بن أحمد البناء.
السور: محلة ببغداد كانت تعرف ببين السورين،
ينسب إليها سوري، وقد ذكرت في موضعها
وذكرت هنا لاجل النسبة.
سوراب: بضم أوله، وبعد الواو الساكنة راء، وآخره
باء موحدة: من قرى أستراباذ بمازندران، ينسب
إليها أبو أحمد عمرو بن أحمد بن الحسن السورابي
الاستراباذي، سمع الفضل بن جباب بن جعفر
الفريابي، روى عنه القاضي أبو نعيم الاستراباذي
وأبو الحسن الأشقر وغيرهما، وكان فقيها، تفقه
على منصور بن إسماعيل الفقيه المغربي، وتوفى
بأستراباذ ثاني عشر ربيع الآخر سنة 362.
278

السورانية: بضم أوله، وبعد الواو الساكنة راء،
وبعد الألف نون وياء النسبة: جزيرة كبيرة يحيط
بها ثلاثمائة ميل وهي في بحر الروم.
سورستان: ذكر زردشت بن آذرخور ويعرف
بمحمد المتوكلي: أن سورستان العراق، وإليها ينسب
السريانيون وهم النبط، وأن لغتهم يقال لها السريانية،
وكان حاشية الملك إذا التمسوا حوائجهم وشكوا
ظلاماتهم تكلموا بها لأنها أملق الألسنة، ذكر ذلك
حمزة في كتاب التصحيف عنه، وقال أبو الريحان:
والسريانيون منسوبون إلى سورستان، وهي أرض
العراق وبلاد الشام، وقيل: إنه من بلاد خوزستان
غير أن هرقل ملك الروم حين هرب من أنطاكية
أيام الفتوح إلى القسطنطينية التفت إلى الشام وقال:
عليك السلام يا سورية سلام مودع لا يرجو أن يرجع
إليك أبدا! وهذا دليل على أن سوريان هي بلاد
الشام.
سورمين: هي مدينة بغرج الشار، وهي غرجستان،
بينها وبين مرو الروذ نحو مرحلتين.
سورنجين: فحص سورنجين: في نواحي طرابلس
الغرب، يصاف فيه بعض السنين إذا زرع أن تزيد
الحبة مائة حبة فهم يقولون سورنجين يصيب سنة فئ
سنين.
سورة: بفتح أوله، بلفظ سورة السلطان سطوته
واعتداؤه، يقال: سار سورة: موضع.
سوريان: بضم أوله، وسكر رائه ثم ياء مثناة
من تحت، وآخره نون: من قرى نيسابور في ظن
أبى سعد، ينسب إليها أبو إبراهيم بن نصر السورياني
النيسابوري، روى عن مروان بن معاوية الفزاري
و عبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهما، روى عنه أبو
زرعة الرازي.
السورين: تثنية سور المدينة، مجرورا أو منصوبا،
بين السورين: محلة في طرف الكرخ، ذكرت
قبل.
سورين: هذا بكسر الراء، وباقية مثل الأول:
نهر بالري، قال مسعر بن مهلهل: رأيت أهل الري
يتكرهونه ويتطيرون منه ولا يقربونه، فسألت عن
أمره فقال لي شيخ منهم: إن السيف الذي قتل به
يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه، غسل فيه. وسورين أيضا: قرية
على نصف فرسخ من نيسابور، ينسب إليها محمد بن
محمد بن أحمد بن علي المولقاباذي أبو بكر السوري
وهو ابن عم حسان الزكي، حدث عن أبي عمرو بن
نجيد وأبى عمرو بن مطير الأولكي الفامي المولقاباذي
وأبى الحسين محمد بن أحمد بن حامد العطار، مات
في رجب سنة 430، وفى تاريخ دمشق: إبراهيم بن
نصر بن منصور أبو إسحاق السوريني، ويقال السوراني
الفقيه، وسورين: محلة بأعلى نيسابور، له رحلة إلى
الشام، سمع محمد بن بكار بن بلال ويحيى بن صالح
الوحاظي وعطاء بن مسلم الحلبي الخفاف وسفيان بن
عيينة وأبا مسلم بكر بن عباس ووكيع بن الجراح
وأبا معاوية محمد بن فضيل وعمر بن شيب المسلي
و عبد الوهاب الثقفي و عبد الأعلى بن عبد الأعلى
و عبد الله بن المبارك وجرير بن عبد الحميد وعبد
الرزاق و عبد الله بن الوليد العدني ومروان الفزاري
والوليد بن القاسم وعمرو بن محمد العبقري وعبد
الصمد بن عبد والوارث و عبد الرحمن بن مغراء وأبا
البختري وهب بن وهب، روى عنه أيوب بن الحسن
الزاهد وأحمد بن يوسف السلمي وعلي بن الحسن
الرزانجردي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء وأبو زرعة
279

وأبو حاتم الرازيان ومحمد بن أشرس السلمي ومحمد
ابن عمر الجرشى ومهدي بن الحارث، قال عبد
الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقدمان
إبراهيم بن نصر السوريني المطوعي النيسابوري في
حفظ المسند، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن
خراش: سمعت أبا زرعة يثني على إبراهيم بن نصر
فقال: هو رجل مشهور صدوق أعرفه رأيته بالبصرة،
وأثنى عليه خيرا، فقال أبو محمد: نظرت في علمه
فلم أر فيه منكرا، وهو قليل الخطأ، وقال أبو
عبد الله الحاكم: قرأت بخط أبى عمرو المستملي قال
لي أبو أحمد: محمد بن عبد الوهاب إبراهيم بن نصر
العالم الدين الورع أول من أظهر علم الحديث بنيسابور
قال: قرأت بخط أبى عمرو المستملي حدثني محمد بن
ماهان بن عبد الله أخبرني محمد بن الحكم أنه رأى
إبراهيم بن نصر السوريني في عسكر محمد بن حميد
الطوسي بالدينور في قتال بابك فوجد إبراهيم بن
نصر مقتولا في سنة 210.
سورية: موضع بالشام بين خناصرة وسلمية،
وفي كتاب الفتوح: لما نصر الله المسلمين بفحل
وقدم المنهزمون من الروم على هرقل بأنطاكية
دعا رجالا منهم فأدخلهم عليه فقال: حدثوني
ويحكم عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا
بشرا مثلكم؟ قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أو
هم؟ قالوا: بل نحن، قال: فما بالكم؟ فسكتوا،
فقام شيخ منهم وقال: أنا أخبرك أنهم إذا حملوا
صبروا ولم يكذبوا، وإذا حملنا لم نصبر ونكذب،
وهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويرون
أن قتلاهم في الجنة وأحياءهم فائزون بالغنيمة والأجر،
فقال: يا شيخ لقد صدقتني ولأخرجن من هذه القرية
وما لي في صحبتكم من حاجة ولا في قتال القوم من
أرب، فقال ذلك الشيخ: أنشدك الله أن تدع سورية
جنة الدنيا للعرب وتخرج منها ولم تعذر، فقال: قد
قاتلتم بأجنادين ودمشق وفحل وحمص كل ذلك
تفرون ولا تصلحون، فقال الشيخ: أتفر وحولك
من الروم عدد النجوم وأي عذر لك عند النصرانية؟
فثناه ذلك إلى المقام وأرسل إلى رومية وقسطنطينية
وأرمينية وجميع الجيوش فقال لهم: يا معشر الروم
إن العرب إذا ظهروا على سورية لم يرضوا حتى يتملكوا
أقصى بلادكم ويسبوا أولادكم ونساءكم ويتخذوا
أبناء الملوك عبيدا، فامنعوا حريمكم وسلطانكم،
وأرسلهم نحو المسلمين، فكانت وقعة اليرموك،
وأقام قيصر بأنطاكية، فلما هزم الروم وجاءه الخبر
وبلغه أن المسلمين قد بلغوا قنسرين فخرج يريد
القسطنطينية وصعد على نشز وأشرف على أرض الروم
وقال: سلام عليك يا سورية سلام مودع لا يرجو
أن يرجع إليك أبدا! ثم قال: ويحك أرضا! ما
أنفعك أرضا! ما أنفعك لعدوك لكثرة ما فيك من
العشب والخصب! ثم إنه مضى إلى القسطنطينية.
السوس: بضم أوله، وسكون ثانيه، وسين مهملة
أخرى، بلفظ السوس الذي يقع في الصوف: بلدة
بخوزستان فيها قبر دانيال النبي، عليه السلام، قال
حمزة: السوس تعريب الشوش، بنقط الشين،
ومعناه الحسن والنزه والطيب واللطيف، بأي
هذه الصفات وسمتها به جاز، قال بطليموس: مدينة
السوس طولها أربع وثلاثون درجة، وطالعها القلب،
بيت حياتها أول درجة من السرطان، يقابلها مثلها
من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها
مثلها من الميزان، قلت: لا أدري أي سوس هي،
وقال ابن المقفع: أول سور وضع في الأرض بعد
الطوفان سور السوس وتستر ولا يدرى من بنى
280

سور السوس وتستر والأبلة، وقال ابن الكلبي:
السوس بن سام بن نوح، عليه السلام، وقرأت في
بعض كتبهم أن أول من بنى كور السوس وحفر
نهرها أردشير بن بهمن القديم بن اسفنديار بن كشتاسف.
والسوس أيضا: بلد بالمغرب كانت الروم تسميها
قمونية، وقيل: السوس بالمغرب كورة مدينتها
طنجة، وهناك السوس الأقصى: كورة أخرى
مدينتها طرقلة، ومن السوس الأدنى إلى السوس
الأقصى مسيرة شهرين وبعده بحر الرمل وليس وراء
ذلك شئ يعرف. والسوس أيضا: بلدة بما وراء
النهر، وبالمغرب السوس أيضا، تذكر بعد هذا
وقال ابن طاهر المقدسي: السوس هو الأدنى ولا
يقال له سوس، وفتحت الأهواز في أيام عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه، على يد أبى موسى الأشعري
وكان آخر ما فتح منها السوس فوجد بها موضعا فيه
جثة دانيال النبي، عليه السلام، فأخبر بذلك عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه، فسأل المسلمين عن ذلك
فأخبروه أن بخت نصر نقله إليها لما فتح بيت
المقدس وأنه مات هناك فكان أهل تلك البلاد
يستسقون بجثته إذا قحطوا، فأمر عمر، رضي الله عنه
، بدفنه فسكر نهرا ثم حفر تحته ودفنه فيه
وأجرى الماء عليه فلا يدرى أين قبره إلى الآن،
وقال ابن طاهر المقدسي: السوس بلدة من بلاد
خوزستان، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم:
أبو العلاء علي بن عبد الرحمن الخراز السوسي اللغوي،
سمع أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، روى
عنه أبو نصر السجزي الحافظ، وأحمد بن يحيى
السوسي، سمع الأسود بن عامر، وروى عنه أبو
بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الله بن غيلان
الخراز يعرف بالسوسي، سمع سوار بن عبد الله،
روى عنه الدارقطني، ومحمد بن إسحاق بن عبد
الرحيم أبو بكر السوسي، روى عن الحسين بن
إسحاق الدقيقي وأبى سيار أحمد بن حموية التستري
و عبد الله بن محمد بن نصر الرملي، روى عنه
الدارقطني وابن رزقويه وغيرهما.
سوسقان: بعد السين الثانية قاف، وآخره نون: قرية
على أربعة فراسخ من مرو عند الرمل على طرف البرية،
ينسب إليها طلحة بن محمد بن أحمد بن أبي غانم بن
خير السوسقاني، سمع أبا الفضل محمد بن عبد الرزاق
الماخواني، مات سنة 527.
سوسنجرد: بضم أوله، وسكون ثانيه، ثم سين
أخرى، ونون ساكنة، وجيم مكسورة، وراء
ساكنة، ودال مهملة: من قرى بغداد.
سوسة: بضم أوله، بلفظ واحد السوس الذي في
الصوف، قال بطليموس: مدينة سوسة طولها أربع
وثلاثون درجة وثماني عشرة دقيقة، وعرضها اثنتان
وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة تحت عشر
درج من السرطان، يقابلها عشر درجات من الجدي،
بيت ملكها عشر درجات من الحمل، بيت عاقبتها
عشر درجات من الميزان، لها اثنتا عشرة دقيقة في
الشولة وأربع درج في سعد الذابح، ولها شركة مع
النسر الط، قال أبو سعد: سوسة بلد بالمغرب،
وهي مدينة عظيمة بها قوم لونهم لون الحنطة يضرب
إلى الصفرة، ومن السوسة يخرج إلى السوس الأقصى
على ساحل البحر المحيط بالدنيا، فمن السوس الأقصى
إلى القيروان ثلاثة آلاف فرسخ يقطعها السالك في
ثلاث سنين، ومن القيروان إلى أطرابلس مائة فرسخ،
ومن أطرابلس إلى مصر ألف فرسخ، ومن مصر إلى
مكة خمسمائة فرسخ، يخرج الحاج من السوس
281

الأقصى إلى مكة في ثلاث سنين ونصف يرجع في
مثلها، هذا كله عن السمعاني، وفيه تخليط، والصحيح
أن سوسة مدينة صغيرة بنواحي إفريقية، بينها وبين
سفاقس يومان، أكثر أهلها حاكة ينسجون الثياب
السوسية الرفيعة، وما صنع في غيرها فمشبه بها،
يكون ثمن الثوب منها في بلدها عشرة دنانير، وبين
سوسة والمهدية ثلاثة أيام، قال ابن طاهر: سوسة
بلدة بالمغرب، خرج منها محدثون وفقهاء وأدباء
منهم: يحيى بن خالد السوسي مغربي، يحدث عن
عبد الله بن وهب، كذا ذكره ابن يونس، وصديقنا
الأديب أبو الحسن علي بن عبد الجبار بن الزيات المنشئ
مليح الكلام في النظم والنثر، قدم الشرق وأقام
بدمشق مدة ثم قدم الموصل وأقام بها بالمدرسة ينسخ،
وهو كيس لطيف حافظ للاخبار والاشعار سلس
اللسان، أنشدني لنفسه وكتب لي بخطه:
لا تعتبن شيئا ألم بلمتي،
إن المشيب غبار معترك الصبا
وغير ذلك، وقيل: من القيروان إلى سوسة ستة
وثلاثون ميلا، وهي مدينة قد أحاط بها البحر من
ثلاث نواح: من الشمال والجنوب والشرق، سورها
صخر حصين منيع يضرب فيه البحر، وبها منار يعرف
بمنار خلف الفتى ولها ثمانية أبواب، وبها الملعب،
وهو بنيان عظيم بناه الأول له أقباء مرتفعة واسعة
معقودة بحجر النشفة الخفيف الذي يطفو على رأس
الماء المجلوب من ناحية صقلية وحوله أقباء كثيرة
يفضي بعضها إلى بعض، وهي مدينة مرخصة كثيرة
الخير، وكان معاوية بن حديج قد بعث إليها بعبد
الله بن الزبير في جمع كثيف، وكان بلغه أن ملك
الروم أنفذ إليها بطريقا يقال له نقفور في ثلاثين ألف
مقاتل فنزل بذلك الساحل، فنزل عبد الله شرفا عاليا
ينظر منه إلى البحر بينه وبين سوسة اثنا عشر ميلا،
فلما بلغ ذلك نقفور رجع في مراكبه وأخلى ذلك
الساحل فنزل عبد الله بن الزبير في جيشه حتى بلغ
البحر ونزل على باب مدينة سوسة ونزل عن فرسه
وصلى بالناس صلاة العصر والروم يتعجبون من قلة
اكتراثه بهم فزحفوا إليه وهو مقبل على صلاته حتى
فرغ منها، فركب وشد عليهم فهزمهم حتى حجزهم
في مدينتهم وعاد عنهم، وما زالت مدينة سوسة ممتنعة
بأهلها، وحاصرها أبو يزيد مخلد بن كيداد الخارجي
شهورا ثم انهزم عنها وكان عليها في ثمانين ألفا، وفى
ذلك يقول سهم بن إبراهيم الوراق:
إن الخوارج صدها عن سوسة
منا طعان السمر والاقدام
وجلاد أسياف تطاير دونها
في النقع دون المحصنات الهام
وقال أحمد بن صالح السوسي:
ألم بسوسة وبغى عليها،
ولكن الاله لها نصير
مدينة سوسة للغرب ثغر،
تدين لها المدائن والقصور
لقد لعن الذين بغوا عليها
كما لعنت قريظة والنضير
أعز الله خالق كل شئ
بسوسة بعد ما التوت الأمور
ولولا سوسة لدهت دواهي
يشيب لهولها الطفل الصغير
سيبلغ ذكر سوسة كل أرض،
ويغشى أهلها العدد الكثير
والخروج إلى القيروان من سوسة على الباب القبلي
282

المعروف بباب القيروان، ومقبرة سوسة عن يمين هذا
الطريق، وكان زيادة الله بن الأغلب قد بنى سورها،
وكان يقول: لا أبالي ما قدمت عليه يوم القيامة وفى
صحيفتي أربع حسنات: بنيان مسجد الجامع والقيروان
وبنيان قنطرة الربيع وبنيان حصن مدينة سوسة
وتوليتي أحمد بن أبي محرز قضاء إفريقية، وخارج
سوسة محارس ومرابط ومجامع للصالحين، وداخلها
محرس عظيم كالمدينة مسور بسور متقن يعرف بمحرس
الرباط يأوي إليه الصالحون والعباد، وقيل: داخلها
محرس آخر عظيم يسمى محرس القصب وهو متصل
بدار الصناعة، وسوسة في سند عال ترى دورها من
البحر ووراء سورها هيكل عظيم سماه البحريون
الفنطاس وهو أول ما يرى من البحر، ولهذا الهيكل
أربع درج يصعد من كل واحدة منها إلى أعلاه،
والحياكة بسوسة كثيرة، ويغزل بها غزل تباع زنة
مثقال منه بمثقالين من ذهب، ومن محارس سوسة
المذكورة المنستير، وقد ذكر في موضعه.
سوسية: بضم أوله، وسكون ثانيه، وسين مكسورة
بعدها ياء مثناة من تحت خفيفة: كورة بالأردن.
سوفة: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم فاء، لعله من
السافة: وهي الأرض بين الرمل والجلد، والسائفة:
الرملة الرقيقة، قال أبو عبيدة: سوفة موضع بالمروت،
وهي صحارى واسعة بين قفين أو شرفين غليظين
وحائل في بطن المروت، قال أبو عبيدة: ويروى
سوقة، وكذا قال ابن حبيب، وقال جرير:
بنو الخطفى والخيل أيام سوفة
جلوا عنكم الظلماء فانشق نورها
بالفاء يروى، وفى شعر الراعي المقروء على ثعلب:
تهانفت واستبكاك رسم المنازل
بقارة أهوى أو بسوقة حائل
سوق الأربعاء: بليد من نواحي الأهواز، ذكرت
في الأربعاء، بينها وبين عسكر مكرم ستة فراسخ.
سوق أسد: بالكوفة منسوبة إلى أسد بن عبد الله
القسري أخي خالد بن عبد الله أمير العراقين.
سوق الأهواز: اسم مدينة، ذكرت خبرها مبسوطا
في الأهواز.
سوق بحر: موضع بالأهواز كان عندها مكوس
أزالها الوزير علي بن عيسى بن داود بن الجراح في
وزارته الأولى.
سوق بربر: بتكرير الباء والراء وفتحها: بالفسطاط
من مصر، قال أبو عبد الله القضاعي: نزل به البربر
على كعب بن يسار بن ضبة العبسي وكانوا يعظمونه
ويزعمون أن أبا خالد بن سنان العبسي كان نبيا
وبعث إليهم فكانوا يترددون إليه فنسب السوق إليهم.
سوق الثلاثاء: ببغداد وفيه اليوم سوق بزها الأعظم،
وسمي بذلك لأنه كان يقوم عليه سوق لأهل
كلواذى وأهل بغداد قبل أن يعمر المنصور بغداد
في كل شهر مرة يوم الثلاثاء فنسب إلى اليوم الذي
كانت تقوم فيه السوق.
سوق حكمة: بالتحريك: موضع بنواحي الكوفة،
قال أحمد بن يحيى جابر: نسب إلى حكمة بن
حذيفة بن بدر وكان قد نزل عنده، قال: وأم
حكمة هي أم قرفة التي كانت تؤلب على رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، فقتلها زيد بن حارثة في
بيتها، وقال أبو اليقظان: نسبت إلى رجل من ولد
حكمة يقال له حكم، والله أعلم، كان فيه يوم
لشبيب الخارجي قتل فيه عتاب بن ورقاء الرياحي.
سوق الذنائب: قرية دون زبيد من أرض اليمن.
283

سوق السلاح: محلة كانت ببغداد، نسب إليها أبو
الحسين محمد بن محمد بن المظفر بن عبد الله الدقاق
السلاحي المعروف بابن السراج بغدادي، سكن
سوق السلاح، سمع أبا القاسم بن حبابة وعلي بن
عمر الحربي وأبا عبد الله الرزماني، سمع منه الحافظ
أبو بكر الخطيب، وكان صدوقا، وكان مولده سنة
374، ومات في ربيع الأول سنة 448.
سوق عبد الواحد: كان ببغداد بالجانب الغربي عند
باب الكوفة قرب باب البصرة.
سوق العطش: كان من أكبر محلة ببغداد بالجانب
الشرقي بين الرصافة ونهر المعلى بناه سعيد الحرشي
للمهدي وحول إليه التجار ليخرب الكرخ، وقال
له المهدى عند تمامها: سمها سوق الري، فغلب
عليها سوق العطش، وكان الحرشي صاحب شرطته
ببغداد، وأول سوق العطش يتصل بسويقة الحرشي
وداره والاقطاعات التي أقطعها له المهدي هناك، وهذا
كله الآن خراب لا عين ولا أثر ولا أحد من أهل
بغداد موضعه، وقيل: إن سوق العطش
كانت بين باب الشماسية والرصافة تتصل بمسناة معز
الدولة. وسوق العطش أيضا: بمصر.
سوق وردان: بفسطاط مصر، ينسب إلى وردان
الرومي مولى عمرو بن العاص من سبي أصبهان، روى
عن مولاه عمرو، وروى عنه مالك بن زيد الناشري
وعلي بن رباح وشهد فتح مصر، وقد دمشق في
أيام معاوية، وكانت له بها دار، وحدث الأصمعي
عن شيب بن شيبة قال: كان عمرو بن العاص ذات
يوم عند معاوية ومعه وردان مولاه فقال معاوية
لعمرو: ما بقي من لذتك يا أبا عبد الله؟ فقال:
محادثة أخي صدق مأمون على الاسرار، فأقبل على
وردان وقال له: وأنت يا أبا عثمان ما بقي من
لذتك؟ فقال: النظر إلى وجه كريم أصابته نكبة
فاصطنعت إليه فيها يدا حسنة، قال معاوية: أنا
أولى بذلك منك، فقال: أنت يا أمير المؤمنين أقدر
عليه مني وأولى به من سبق إليه، وقال محمد بن
يوسف بن يعقوب: كان وردان روميا من روم
أرمينية واليا على خراج مصر من قبل معاوية بعد
موت عمرو، وكان وردان من عمرو بن العاص
بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، كان لا يعمل شيئا
حتى يشاوره، وكان ذا دهاء فهما، وقال الحافظ بن
عساكر: قتل وردان مولى عمرو بن العاص في سنة
53 بالإسكندرية. وبمصر أيضا خطة بنى وردان
وليست منسوبة إلى الأول إنما هي منسوبة إلى وردان
مولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وبمصر حبس
وردان، ومعناه وقف وردان، ينسب إلى عيسى
ابن وردان مولى ابن أبي سرح.
سوق يحيى: ببغداد بالجانب الشرقي كانت بين الرصافة
ودار المملكة التي كانت عند جامع السلطان بين
بساتين الزاهر على شاطئ دجلة، منسوبة إلى يحيى
ابن خالد البرمكي كانت إقطاعا له من الرشيد ثم
صارت بعد البرامكة لام جعفر ثم أقطعها المأمون
طاهر بن الحسين بعد الفتنة ثم خربت عند ورود
السلجوقية إلى بغداد فلم يبق منها اثر البتة، وهي
محلة ابن الحجاج الشاعر، وقد ذكرها في أكثر
شعره، فمن ذلك قوله:
خليلي اقطعا رسني وحلا
زياري وانزعا عني شكالي
إلى وطني القديم بسوق يحيى،
فقلبي عن هواه غير سالي
284

وقولا للسحاب: إذا مرتك ال‍
- جنوب وعدت منحل العزالي
فجد في دار عرفان إلى أن
ترويها من الماء الزلال
على تلك الرسوم الا، ومن لي
بشم ثرى معالمها البوالي
سوق يوسف: بالكوفة منسوبة إلى يوسف بن عمر
ابن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي.
سوقة: بضم أوله، وبعد الواو الساكنة قاف: من
نواحي اليمامة، وقيل: جبل لقشير له ذكر في
أشعارهم، وقيل: ماء وجبل لباهلة، وقال أبو
عبيدة في شرح قول جرير:
بنو الخطفى والخيل أيام سوقة
جلوا عنكم الظلماء فانشق نورها
قال: سوقة موضع بالمروت وهي مجار واسعة بين
القفين وبين شرفين غليظين قريبة من حائل،
وحائل: ماء ببطن المروت وسوقة قريبة منه، كانت
قيس بن عيلان بن الحارث على بنى سليط بسوقة
فاستنقذتهم بنو الخطفى فامتن عليهم جرير بذلك.
سوقة أهوى: بالربذة، قال ابن هرمة:
قفا ساعة واستنطقا الرسم ينطق
بسوقة أهوى أو ببرقة عوهق
تماشت عليه الريح حتى كأنه
عصائب ملبوس من العصب مخلق
سوقين: قال محمد بن إسماعيل البخاري: مات إبراهيم
ابن أدهم سنة 161 ودفن بسوقين حصن ببلاد الروم،
قال ابن عساكر: كذا قال والمحفوظ أنه مات سنة
162، وقال غيره: مات بجزيرة من جزائر البحر
غازيا.
سولاف: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره فاء:
قرية في غربي دجيل من أرض خوزستان قرب
مناذر الكبرى، كانت فيها وقعة بين أهل البصرة
والخوارج الأزارقة، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
ألا طرقت من أهل بشنة طارقة،
على أنها معشوقة الدل عاشقه
تبيت وأرض السوس بيني وبينها،
وسولاف رستاق حمته الأزارقة
إذا نحن شئنا صادفتنا عصابة
حرورية أضحت من الدين مارقه
سولان: بلفظ تثنية السول، وهو الأمنية، ثم
استعمل علما فأعرب: موضع.
سولة: قلعة على رابية بوادي نخلة تحتها عين جارية
ونخل، وهي لبني مسعود بطن من هذيل، أنشدني
أبو الربيع سلمان بن عبد الله الريحاني قال: أنشدني
محمد بن إبراهيم بن قرية لنفسه:
مرتعي من بلاد نخلة بالصيف
بأكناف سولة والزيمه
في أبيات ذكرت في الحميمة.
سونايا: بضم أوله، وبعد الواو الساكنة نون،
وبعد الألف ياء مثناة من تحت، وألف مقصورة:
قرية قديمة كانت ببغداد، ينسب إليها العنب الأسود
الذي يتقدم ويبكر على سائر العنب مجناه، ولما
عمرت بغداد دخلت هذه القرية في العمارة وصارت
محلة تعرف بالعتيقة لذلك، وبها مشهد لعلي بن أبي
طالب، رضي الله عنه، وقد درست الآن.
سونج: قرية كبيرة من نواحي نسف، منها محمد
ابن أحمد بن أبي القاسم بن إسحاق بن أحمد أبو
بكر اللؤلؤي المعروف بالفقيه السونجي، سكن
285

بخارى وسمع بنسف أبا بكر محمد بن أحمد البلدي،
سمع منه أبو سعد وكانت ولادته بنسف في ربيع
الأول سنة 485، ومات ببخارى في منتصف ربيع
الآخر سنة 553.
سوهاي: قرية بمصر من قرى إخميم.
السويداء: تصغير سوداء: موضع على ليلتين من
المدينة على طريق الشام، قال غيلان بن سلمة:
أسلون عن سلمى علاك المشيب،
وتصابي الشيوخ شئ عجيب
وإذا كان في سليمى نسيبي
لذ في سلمى وطاب النسيب
إنني، فاعلمي وإن عز أهلي
بالسويداء للغداة، الغريب
والسويداء: بلدة مشهورة في ديار مضر، بالضاد
المعجمة: قرب حران بينها وبين بلاد الروم، فيها
خيرات كثيرة وأهلها نصارى أرمن في الغالب.
والسويداء أيضا: قرية بحوران من نواحي دمشق،
ينسب إليها أبو محمد عامر بن دغش بن خضر بن
دغش الحوراني السويدائي، كان شيخا خيرا، تفقه
ببغداد على أبي حامد الغزالي، وسمع الحديث من
أبى الحسين الطيوري، سمع منه الحافظ أبو القاسم
الدمشقي ولبس عليه، ومات بحدود سنة 530.
سويس: بليد على ساحل بحر القلزم من نواحي مصر
وهو ميناء أهل مصر اليوم إلى مكة والمدينة، بينه
وبين الفسطاط سبعة أيام في برية معطشة، يحمل إليه
الميرة من مصر على الظهر ثم تطرح في المراكب
ويتوجه بها إلى الحرمين.
سويقة: وهي مواضع كثيرة في البلاد، وهي تصغير
ساق، وهي قارة مستطيلة تشبه بساق الانسان،
ففي بلاد العرب سويقة: موضع قرب المدينة يسكنه
آل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان محمد
ابن صابح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن
حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه
، قد خرج على المتوكل فأنفذ إليه أبا الساج في
جيش ضخم فظفر به وبجماعة من أهله فأخذهم
وقيدهم وقتل بعضهم وأخرب سويقة، وهي منزل
بنى الحسن وكان من جملة صدقات علي بن أبي طالب،
رضي الله عنه، وعقر بها نخلا كثيرا وخرب منازلهم
وحمل محمد بن صالح إلى سامراء، وما أظن سويقة
بعد ذلك أفلحت، وقال نصيب:
وقد كان في أيامنا بسويقة
وليلاتنا بالجزع ذي الطلح مذهب
إذا العيش لم يمرر علينا ولم يحل
بنا بعد حين ورده المتقلب
وقال أبو زياد: سويقة هضبة طويلة بالحمى حمى
ضرية ببطن الريان، وإياها عنى ذو الرمة بقوله:
أقول بذي الأرطى عشية أبلغت
إلي نبا سرب الظباء الخواذل
لادمانة من بين وحش سويقة،
وبين الطوال العفر ذات السلاسل:
أرى فيك من خرقاء يا ظبية اللوى
مشابه من حيث اعتلاق الحبائل
فعيناك عيناها، وجيدك جيدها،
ولونك، إلا أنه غير عاطل
وقال أبو زياد في موضع من كتابه: ومما يسمى من
الجبال في بلاد بنى جعفر سويقة وهي هضبة طويلة
مصعلكة، والمصعلكة: الدقيقة، قال: ولا يعرف
بنجد جبل أطول منها في السماء، وقد كانت بكر
286

ابن وائل وتغلب اقتتلوا عندها واستداروا بها، وقال
في ذلك مهلهل:
غداة كأننا وبني أبينا
بجنب سويقة رحيا مدير
قال: وسويقة ببطن واد يقال له الريان يجئ من
قبل مهب الجنوب ويذهب نحو مهب الشمال، وهو
الذي ذكره لبيد فقال:
فمدافع الريان عري رسمها
خلقا كما ضمن الوحي سلامها
وقال ابن السكيت في قول كثير:
لعمري لقد رعتم غداة سويقة
ببينكم يا عز حق جزوعي
قال: سويقة جبل بين ينبع والمدينة، قال: وسويقة
أيضا قريب من السيالة، قال ابن هرمة:
عفت دارها بالبرقتين فأصبحت
سويقة منها أقفرت فنظيمها
وقال الأديبي: وأما جو سويقة فموضع آخر، قال
الحفصي: جو سويقة من أجوية الصمان وبه ركية
واحدة، قالت تماضر بنت مسعود وكانت قد
تزوجت في مصر من الأمصار فحنت إلى وطنها فقالت:
لعمري لجم من جواء سويقة
أو الرمل قد جرت عليه سيولها
أحب إلينا من جداول قرية
تعوض من روض الفلاة فسيلها
ألا ليت شعري لا حبست بقرية
بقية عمر قد أتاها سبيلها
وقالت أيضا:
لعمري لأصخاب المكاكي بالضحى
وصوت صبا في مجمع الرمث والرمل
وصوت شمال هيجت بسويقة
ألاء وأسباطا وأرطى من الحبل
أحب إلينا من صياح دجاجة
وديك وصوت الريح في سعف النخل
وقال الغطمش الضبي:
لعمري لجو من جواء سويقة،
أسافله ميث وأعلاه أجرع
أحب إلينا أن نجاور أهلها
ويصبح منا وهو مرأى ومسمع
من الجوسق الملعون بالري لا يني
على رأسه داعي المنية يلمع
سويقة حجاج: منسوبة إلى حجاج الوصيف مولى
المهدي، كانت بشرقي بغداد، وقد خربت
سويقة خالد: بباب الشماسية ببغداد منسوبة إلى
خالد بن برمك إقطاع من المهدي ثم بنى فيها الفضل
ابن يحيى قصر الطين، وقد خربت الآن فلا يعرف
لها موضع.
سويقة الرزيق: الرزيق، بتقديم الراء المهملة، وقد
صحفه الحازمي، وذكرته في باب الرزيق: وهو نهر
بمرو، وقال أبو سعد: سويقة الصغد بالرزيق،
والرزيق: نهر جار بمرو، وينسب إلى هذه السويقة
أبو عمرو محمد بن أحمد بن محمد بن جميل السويقي،
سمع أبا داود السجستاني وغيره.
سويقة العباسة: منسوبة إلى العباسة أخت الرشيد،
ويقال إن الرشيد فيها أعرس بزبيدة بنت جعفر
ابن المنصور سنة 165 قبل أن تنقل العباسة إليها ثم
دخلت بعد ذلك في أبنية بناها المعتصم، والعباسة هذه
بنت المهدي هي التي يقول فيها أبو نواس:
287

ألا قل لأمين الله
وابن السادة الساسة
إذا ما ناكث سر
ك أن تفقده رأسه
فلا تقتله بالسيف
وزوجه بعباسه
وقيل: هي عباسة بنت المهدي تزوجها محمد بن
سليمان بن علي فمات عنها ثم تزوجها إبراهيم بن
صالح بن المنصور فمات عنها ثم تزوجها محمد بن
علي بن داود بن علي فمات عنها ثم أراد أن يخطبها
عيسى بن جعفر فلما بلغه هذا الشعر بدا له وتحامى
الرجال تزويجها إلى أن ماتت.
سويقة أبى عبيد الله: كانت بشرقي بغداد بين
الرصافة ونهر المعلى منسوبة إلى أبي عبيد الله معاوية
ابن عمرو وزير المهدي.
سويقة ابن عيينة: محلة بشرقي واسط الحجاج،
ينسب إليها أبو المظفر عبد الرحمن بن أبي سعد محمد
ابن محمد بن عمر بن أبي القاسم بن يخمش الواسطي
السويقي، كان أديبا شاعرا مجيدا، ومن شعره:
ما العيش إلا خمسة لا سادس
لهم، وإن قصرت بها الأعمار:
زمن الربيع وشرخ أيام الصبا،
والكأس والمعشوق والدينار
سويقة عبد الوهاب: محلة قديمة بغربي بغداد، تنسب
إلى عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله
ابن عباس، قال أبي مريم: مررت بسويقة عبد
الوهاب وقد خربت منازلها وعلى جدار منها مكتوب:
هذي منازل أقوام عهدتهم
في رغد عيش رغيب ما له خطر
صاحت بهم نائبات الدهر فارتحلوا
إلى القبور فلا عين ولا أثر
سويقة غالب: من محال بغداد، وقد نسب إليها
بعض الرواة.
سويقة ابن مكتود: بليدة في أوائل بلاد إفريقية
وآخر برقة وهي بينهما.
سويقة نصر: وهو نصر بن مالك الخزاعي: بشرقي
بغداد أقطعه إياها المهدي، وهو والد أحمد بن نصر
الزاهد المطلوب في القرآن أيام الواثق.
سويقة أبي الورد: بغربي بغداد بين الكرخ والصراة،
تنسب إلى أبي الورد عمرو بن مطرف الخراساني ثم
المروزي، وكان يلي المظالم للمهدي وينظر إلى القصص
التي تلقى في البيت الذي يسمى بيت العدل في مسجد
الرصافة، ويتصل بهذه السويقة قطيعة إسحاق الأزرق
الشروي عن يمينها، وعن يسارها بركة زلزل.
سويقة الهيثم: بغربي بغداد، تنسب إلى الهيثم بن سعيد
ابن ظهير مولى المنصور، وهي قرب مدينة المنصور.
سويمرة: موضع في نواحي المدينة، قال ابن هرمة:
لكن بمدين من مفضى سويمرة
من لا يذم ولا يثنى له خلق
سوينج: بضم أوله، وسكون ثانيه، ثم ياء مثناة من
تحت مفتوحة، ثم نون ساكنة، وجيم: من قرى.
بخارى.
باب السين والهاء وما يليهما
السهاب: موضع بالجزيرة في غربي تكريت.
سهام: بالفتح، قال أبو عمرو: السهام، بالضم،
الضمر والتغير، والسهام، بالفتح: الذي يقال له
مخاط الشيطان، وسهام: اسم موضع باليمامة كانت
288

به وقعة أيام أبي بكر، رضي الله عنه، بين ثمامة بن
أثال ومسيلمة الكذاب، قال: فالتقوا بسهام دون
الثنية، أظنه يعني ثنية حجر اليمامة، وقال أبو
دهبل الجمحي:
سقى الله جارينا ومن حل وليه
قبائل جاءت من سهام وسردد
وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
متى عهدنا بك لا تبعدي
متى عهدنا بك لا تبعدي
تصيفت نعمان واصيفت
جنوب سهام إلى سردد
قال ابن الدمينة: ويتلو وادي رمع من جهة الشام
وادي سهام، وأوله ورأسه بقبلي السود من صنعاء
على بعض يوم إلى ما بين جنوبها ومغربها، ويهريق في
جانبه الأيمن الجنوبي حضور جنوبي الا خروج،
وجنوبي حراز يهريق في جانبه الأيسر الشمالي ألهان
وأعشار وبقلان وشمال أنس وصيحان، وشمالي
جيلان ريمة والصلع وجبل برع ويظهر بالكدراء
وواقع فيسقي ذلك الصقع إلى البحر، وسهام: اسم
رجل سمي به الموضع، وهو سهام بن سمان بن
الغوث من حمير، ووادي سهام: شامي قرب زبيد
بيوم ونصف، قصبة معشاره الكدراء.
السهب: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء
موحدة، وهي الفلاة والفرس الواسع الجري،
والسهب: سبخة بين الحمتين والمضياعة تبيض بها
النعام، قال طفيل الغنوي:
وبالسهب ميمون الخليقة قوله
لملتمس المعروف أهل ومرحب
سهبى: مثل الذي قبله وزيادة ألف مقصورة، وهو
من الذي قبله: وهو بلد من أعلى بلاد تميم، قال
جرير: كلفت صحبي أهوالا على ثقة،
لله درهم ركبا وما كلفوا
ساروا إليك من السهبى ودونهم
فيحان فالحزن فالصمان فالوكف
يزجون نحوك أطلاحا مخذمة
قد مسها النكب والأنقاب والعجف
سهر: قرية كبيرة ذات جامع مليح ومنارة من قرى
أصبهان ثم من ناحية خانلنجان، سمع بها المحب بن
النجار.
سهرج: بضم أوله، وسكون ثانيه، وضم الراء،
وآخره جيم: من قرى بسطام من نواحي قومس،
ينسب إليها أبو الفتح عبد الملك بن شعبة بن محمد بن
شعبة السهرجي البسطامي، شيخ يفهم الحديث ويبالغ
في طلبه، سمع أصحاب أبي طاهر الزيادي وأبا عبد الله
الحافظ وغيرهم، ومات سنة 526.
سهرورد: بضم أوله، وسكون ثانيه، وفتح الراء
والواو، وسكون الراء، ودال مهملة: بلدة قريبة
من زنجان بالجبال، خرج منها جماعة من الصالحين
والعلماء، منهم: الشيخ أبو النجيب عبد القاهر بن
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعد بن السحن بن
القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد
الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه
، البكري السهروردي الفقيه الصوفي الواعظ،
قدم بغداد وهو شاب وسمع بها الحديث من علي بن
نبهان واشتغل بدرس الفقه على أسعد الميهني وغيره،
وسمع بأصبهان أبا علي الحداد فيما يزعم واشتغل
289

بالزهد والمجاهدة مدة حتى إنه يستقي الماء ببغداد
ويأكل من كسبه، ثم اشتغل بالتذكير وحصل له
فيه قبول وبني له ببغداد رباطات للصوفية من أصحابه
وولي المدرسة النظامية ببغداد وأملى الحديث، وقدم
دمشق سنة 558 عازما على زيارة بيت المقدس فلم
يتفق له ذلك لانفساخ الهدنة بين المسلمين والعدو
فأكرم نور الدين محمود بن زنكي مقدمه واحترمه
وأكرمه وأقام بدمشق مدة يسيرة وعقد بها مجلس
التذكير وحدث يسيرا وعاد إلى بغداد، قال أبو
القاسم: وسمعت منه، وسأله أبو القاسم بمكة عن
مولده فقال: سنة 490 بشهرورد، وابن أخيه
الشهاب أبو نصر عمر بن محمد بن عبد الله بن عمويه
السهروردي إمام وقته لسانا وحالا، وسئل الشهاب
عن مولده فقال: في سنة 539، قدم بغداد ونفق فيها
سوقة ووعظ الناس وتقدم عند أمير المؤمنين الناصر
لدين الله حتى جعله مقدما على شيوخ بغداد وأرسله في
الرسائل المعظمة وصنف كتابا سماه عوارف المعارف،
وروى الحديث عن عمه أبي النجيب وأبي زرعة.
سهرياج: بلدة بفارس، روي عن فضيل بن زيد
الرقاشي قال: حاصرنا سهرياج في أيام عبد الله بن
عامر بن كريز وقد سار إلى فارس افتتحها وكنا
ضمنا أن نفتحها في يومنا وقاتلنا أهلها ذات يوم فرجعنا
إلى معسكرنا وتخلف عبد مملوك منا فراطنوه
فكتب لهم أمانا ورمى به في سهم، قال: فرحنا
إلى القتال وقد خرجوا من حصنهم وقالوا هذا أمانكم
فكتبنا بذلك إلى عمر، رضي الله عنه، فكتب إلينا:
إن العبد المسلم من المسلمين ذمته كذمتكم فلينفذ أمانه،
فأنفذناه، وقال بعضهم: إن حصن سيراف يدعى
سوريانج فسمته العرف سهرياج.
السهل: بخلاف الصعب: وهو إقليم من أعمال باجة.
والسهل أيضا: إقليم بإشبيلية، وكلاهما بالأندلس
من بلاد المغرب، قال بان بشكوال: مالك بن
عبد الله بن محمد الشعبي اللغوي القرطبي يكنى أبا
الوليد ويعرف بالسهلي من سهلة المدور، روى عن
القاضي سراج بن عبد الله وأبي مروان الطبني وأبي
مروان بن حيان وذكر جماعة غيرهم، كان من أهل
المعرفة بالآداب واللغات والعربية ومعاني الشعر مع
حضور الشاهد مقدما في جميع ذلك، ثقة ضابطا لما
كتب حسن الخط جيد الضبط، وكتب بخطه علما كثيرا
وأتقنه، وأخذ الناس عنه، وتوفى في شعبان سنة 507.
السهلين: بلفظ التثنية: ناحية باليمن من عمل جادة
بني سليم.
سهل: جبل في بلاد الشام، قال الشاعر:
دعوت ودون كبشة ظهر سهل
وداعي الله يطمع أن يجابا
ليجعل دارها منا قريبا،
ويمنعها المناقب والعقابا
سهل: ضد الصعب، بنو سهل: قرية من نواحي
مشرق جهران باليمن من نواحي صنعاء.
السهلة: بفتح أوله، ومعناه مفهوم: قرية بالبحرين
ومسجد بالكوفة، قال أبو حمزة الثمالي: قال لي
أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، رضي الله عنه:
يا أبا حمزة هل تعرف مسجد سهل؟ قلت: عندنا
مسجد يسمى السهلة، قال: أما إني لم أرد سواه لو
أن زيدا أتاه فصلى فيه واستجار ربه من القتل
لأجاره، إن فيه لموضع البيت الذي كان يخط فيه
إدريس، عليه السلام، ومنه رفع إلى السماء، ومنه
كان إبراهيم، عليه السلام، يخرج إلى العمالقة، وفيه
موضع الصخرة التي صورة الأنبياء فيها، ومنه الطينة
290

التي خلق الله الأنبياء منها، وهو موضع مناخ الخضر،
وما أتاه مغموم إلا فرج الله عنه.
سهلة: من حصون أبين باليمن.
سهواج: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم واو، وآخره
جيم: قرية من قرى مصر، ينسب إليها أبو علي
الحسن بن محمد الأديب الشاعر صاحب كتاب القوافي،
قد ذكرته في أخبار الأدباء.
سهوان: بفتح أوله، وآخره نون، هو فعلان من
سها يسهو، ورجل سهوان: موضع أو جبل،
قال طهمان:
فيا لك من نفس لجوج! ألم أكن
نهيتك عن هذا وأنت جميع؟
فدانيت لي غير القريب، وأشرفت
هناك ثنايا ما لهن طلوع
وما زال صرف الدهر حتى رأيتني
أطلى على سهوان كل مريع
لدى حارثيات يقلبن أعظمي
إذا نأطت حماي بين ضلوعي (1)
أطلى: أمرض، والنئيط: حفز النفس بالأحشاء.
سهو: مدينة عامرة، بينها وبين زويلة السودان مرحلة.
سهوة: بلفظ المرة والواحدة من السهو: اسم موضع،
ويقال: بغلة سهوة أي لينة السير، والسهوة في
كلام طئ: الصخرة التي يقوم عليها الساقي، والسهوة:
الروشن والصفة من البيوت وغير ذلك، قال كثير:
أقوى الغياطل من حراج مبرة،
فخبوت سهوة قد عفت، فرمالها
سهفنة: بلدة باليمن، منها: عبد الله بن يحيى الصعبي،
مات بها وكان من الصالحين الأبرار وصنف كتابا
سماه التعريف، حدثني القاضي المفضل قال: حدثني
أبو الربيع سليمان الحلي التميمي أن جماعة من طلبة
الصعبي خرجوا إلى ظاهر البلد فوجدوا شاة وذئبا
مجتمعين فتعجبوا من ذلك فوجدوا في رقبة الشاة
كتابا ففتحوه فإذا فيه: ولا يؤوده حفظهما وهو العلي
العظيم، إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون،
وحفظناها من كل شيطان رجيم، وحفظا من كل
شيطان مارد، بل الذين كفروا في تكذيب والله
من ورائهم محيط، بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ،
وصنف أيضا كتابا في احتراز المهذب صغيرا.
سهيل: بلفظ الكوكب المعروف، وهو مصغر سهل،
جبل سهيل: بالأندلس من أعمال رية، لا يرى
سهيل في شئ من أعمال الأندلس إلا فيه. ووادي
سهيل أيضا: بالأندلس من كورة مالقة فيه قرى،
من إحدى هذه القرى عبد الرحمن السهيلي مصنف
شرح السيرة المسمى بالروض الانف.
سهي: بكسر أوله، وسكون ثانيه، قال السكري
في شرح قول القتال الكلابي:
عفا بطن سهي من سليمى وصمعر
خلاء فوصل الحارثية أعسر
وكم دونها من بطن واد نباته
أراك تغنيه الهداهد أخضر
قال: وروى ابن حبيب سهي وصمعر، بالضم
فيهما، وروى أيضا سهو من سليمى، وروى أبو
زياد وصمعر، قال: وهذه كلها أسماء مواضع.
سهي: في شعر تميم بن مقبل حيث قال:
أعطت ببطن سهي بعض ما منعت
حكم المحب فلما ناله انصرفا

(1) في البيتين الأخيرين إقواء.
291

باب السين والياء وما يليهما
سياث: بكسر أوله، وبعد الألف ثاء مثلثة: كانت
بليدة بظاهر معرة النعمان وهي القديمة، والمعرة
اليوم محدثة، كذا ذكره ابن المهذب في تاريخه،
اجتاز بها القاضي أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصن
المعري، والناس ينقضون بنيانها ليعمروا به موضعا
آخر، فقال:
مررت برسم في سياث فراعني
به زجل الأحجار تحت المعاول
تناولها عبل الذراع كأنما
رمى الدهر فيما بينهم حرب وائل
أتتلفها؟ شلت يمينك! خلها
لمعتبر أو زائر أو مسائل
منازل قوم حدثتنا حديثهم،
ولم أر أحلى من حديث المنازل
سياح: يقال بالتشديد، من ساح الماء يسيح فهو سياح
إذا جرى، جبل سياح: حد بين الشام والروم،
عن نصر.
سيار: من سار يسير فهو سيار، هبير سيار: رمل
نجدي كانت به وقعة.
سيارى: بكسر أوله، وتخفيف ثانيه، وبعد الألف
راء، وألف: قرية من نواحي بخارى، ينسب إليها
أبو الحسن علي بن الحسين السياري ويعرف بعليك
الطويل، روى عن المسيب بن إسحاق وغيره.
السيال: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وبعد الألف لام
مفردة، أصله في اللغة أن السيال شجر شوك من
العضاه، وقيل: كل شجر طال فهو من السيال،
وقال ذو الرمة يصف الاجمال:
ما اهتجت حتى زلن بالاجمال
مثل صوادي النخل والسيال
وهو موضع بالحجاز ذكره ذو الرمة، وهو غير
السيالة التي بعده، نص عن نصر.
السيالى: ماء بالشام، قال الأخطل:
عفا ممن عهدت به حفير
فأجبال السيالى فالعوير
فشامات فذات الرمث قفر،
عفاها بعدنا قطر ومور
السيالة: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وبعد اللام هاء:
أرض يطؤها طريق الحاج، قيل: هي أول مرحلة
لأهل المدينة إذا أرادوا مكة، قال ابن الكلبي: مر
تبع بها بعد رجوعه من قتال أهل المدينة وواديها
يسيل فسماها السيالة.
سيان: بكسر أوله، وتشديد ثانيه، وآخره نون،
بلفظ المثلان: صقع باليمن.
سياورد: بكسر أوله، وتخفيف ثانيه، وفتح الواو،
وسكون الراء، ودال مهملة: موضع بأذربيجان.
سياه كوه: بكسر أوله، كلمة فارسية معناها جبل
أسود: جزيرة في بحر الخزر، وهو بحر جرجان،
وهي جزيرة كبيرة بها عيون وأشجار وغياض ومياه
غذبة ومع ذلك لا أنيس بها، وبها دواب وحش
وليس هناك موضع يقيم به أحد إلا سياه كوه فإن
به قوما من الغزية الترك وهم قريبو العهد بالمقام به
لاختلاف وقع في قبائلهم فانفردوا عنهم، ولهم فيه
مراع ومياه، وهذه الجزيرة تقارب البر الشرقي من
هذا البحر. وسياه كوه: جبل طويل بين الري
وأصبهان يمتد حتى يتصل ببلاد الجيل، وهو جبل
وعر يأوي إليه اللصوص بين الري وأصبهان.
292

سيبان: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة،
وآخره نون، السيب مجرى الماء: وجبل من وراء
وادي القرى يقال له سيبان.
السيب: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وأصله مجرى
الماء كالنهر: وهو كورة من سواد الكوفة، وهما
سيبان الأعلى والأسفل من طسوج سورا عند قصر
ابن هبيرة، ينسب إليها أحمد بن محمد بن أحمد بن علي
السيبي أبو بكر الفقيه الشافعي، ولد بقصر ابن
هبيرة سنة 276، ورحل إلى بغداد وتفقه على أبي
إسحاق المروزي ورجع إلى القصر ونشر فيه فقه
الشافعي وحدث عن جماعة، ومات بقصر ابن
هبيرة سنة 392، روى عن عبد الله بن أحمد
الأزدي وجماعة سواه ذكروا في تاريخ بغداد.
والسيب أيضا: نهر بالبصرة فيه قرية كبيرة. والسيب
أيضا بخوارزم في ناحيتها السفلى: موضع أو جزيرة،
قاله العمراني الخوارزمي.
سيب: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء
موحدة: ساب الماء يسيب سيبا إذا جرى، وذات
السيب: رحبة من رحاب إضم بالحجاز.
سيبية: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وباء موحدة
مكسورة ثم ياء مثناة من تحت مخففة: قال الأديبي:
مدينة قديمة كثيرة المياه.
السيتعور: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم تاء مثناة،
وعين مهملة، وواو ساكنة ثم راء، قال العمراني: مكان.
سيتكين: بكسر أوله، وبعد ثانيه تاء مثناة من فوق
ثم كاف مكسورة، وياء مثناة من تحت، ونون،
قال العمراني: مدينة.
سيج: بالكسر، والجيم: صقع في بلاد الهند، عن نصر.
سيج: بالفتح ثم الكسر، وجيم: بلد بالشحر يليه
الحذف بلد آخر، عن نصر أيضا.
سيحاط: كذا هو بخط ابن المعلى الأزدي في قول
تميم بن مقبل:
إني أتمم أيساري بذي أود
من نيل سيحاط ضاحي جلده فزع
سيحان: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم حاء مهملة،
وآخره نون، فعلان من ساح الماء يسيح إذا سال:
وهو نهر كبير بالثغر من نواحي المصيصة، وهو نهر
أذنة بين أنطاكية والروم يمر بأذنة ثم ينفصل عنها
نحو ستة أميال فيصب في بحر الروم، وإياه أراد
المتنبي في مدح سيف الدولة:
أخو غزوات ما تغب سيوفه
رقابهم إلا وسيحان جامد
يريد أنه لا يترك الغزو إلا في شدة البرد إذا جمد
سيحان، وهو غير سيحون الذي بما وراء النهر ببلاد
الهياطلة، في هذه البلاد سيحان وجيحان وهناك
سيحون وجيحون، وذلك كله ذكر في الاخبار.
وسيحان أيضا: ماء لبني تميم. وسيحان: قرية من
عمل مآب بالبلقاء يقال بها قبر موسى بن عمران، عليه
السلام، وهو على جبل هناك، ونهر بالبصرة يقال
له سيحان، قال البلاذري: سيحان نهر بالبصرة
كان للبرامكة وهم سموه سيحان، وقد سمت
العرب كل ماء جار غير منقطع سيحان، قال
أعرابي قدم البصرة فكرهها:
هل الله من وادي البصيرة مخرجي
فأصبح لا تبدو لعيني قصورها
وأصبح قد جاوزت سيحان سالما،
وأسلمني أسواقها وجسورها
293

ومربدها المذري علينا ترابه
إذا شحجت أبغالها وحميرها
فنضحي بها غبر الرؤوس كأننا
أناسي موتى نبش عنها قبورها
وهذا من الضرورة المستعملة كقوله:
لو عصر منها البان والمسك انعصر
وقدم ابن شدقم البصرة فآذاه قذرها فقال:
إذا ما سقى الله البلاد فلا سقى
بلادا بها سيحان برقا ولا رعدا
بلاد تهب الريح فيها خبيثة،
وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى
خليلي أشرف فوق غرفة دورهم
إلى قصر أوس فانظرن هل ترى نجدا
سيح: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره حاء مهملة،
والسيح الماء الجاري: وهو اسم ماء بأقصى العرض
واد باليمامة لآل إبراهيم بن عربي. وسيح الغمر:
باليمامة أيضا أسفل المجازة. وسيح النعامة: باليمامة
أيضا نهر في أعلى المجازة، وأهل البادية تسميه المخبر
وهو الصهريج، وكل صهريج عندهم مخبر كأنه
من الخبراء وهو مستنقع الماء. وسيح البردان:
باليمامة أيضا موضع فيه نخل.
سيحون: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وحاء مهملة،
وآخره نون: نهر مشهور كبير بما وراء النهر قرب
خجندة بعد سمرقند يجمد في الشتاء حتى تجوز على
جمده القوافل، وهو في حدود بلاد الترك.
سيداباذ: قصر بالري وقرية من قراها، وكلاهما
أنشأته السيدة شيرين بنت رستم الأصفهبذ أم مجد
الدولة بن فخر الدولة بن بويه، أما القصر فأنشأته في
سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
السيدان: بكسر أوله، وآخره نون، جمع سيد
وهو الذئب: اسم أكمة، وقال المرزوقي: موضع
وراء كاظمة بين البصرة وهجر، وقيل: ماء لبني
تميم في ديارهم. والسيدان أيضا: جبل بنجد،
كلاهما عن نصر، قال جرير:
بذي السيدان يركضها وتجري
كما تجري الرجوف من المحال
وبالسيدان قيظك كان قيظا
على أم الفرزدق ذا وبال
السيد: بكسر أوله، بلفظ السيد وهو الذئب، ذو
السيد: موضع، قال:
بذي السيد لم يلقوا عليا ولا عمر
السيديز: بكسر أوله، وسكون ثانيه، ودال مهملة
مكسورة، وياء مثناة من تحت ثم زاي: بلد بأرض
فارس.
سيراف: بكسر أوله، وآخره فاء، في الاقليم الثالث،
طولها تسع وتسعون درجة ونصف، وعرضها تسع
وعشرون درجة ونصف، ذكر الفرس في كتابهم
المسمى بالابستاق، وهو عندهم بمثابة التوراة والإنجيل
عند اليهود والنصارى: أن كيكاوس لما حدث نفسه
بصعود السماء صعد فلما غاب عن عيون الناس أمر الله
الريح بخذلانه فسقط بسيراف فقال: أسقوني ماء
ولبنا، فسقوه ذلك بذلك المكان فسمي بذلك لان
شير هو اللبن وآب هو الماء ثم عربت فقلبت الشين
إلى السين والباء إلى الفاء فقيل سيراف: وهي مدينة
جليلة على ساحل بحر فارس كانت قديما فرضة الهند،
وقيل: كانت قصبة كورة أردشير خره من أعمال
فارس، والتجار يسمونها شيلاو، بكسر الشين المعجمة
ثم ياء مثناة من تحت وآخره واو صحيحة، وقد
294

رأيتها، وبها آثار عمارة حسنة وجامع مليح على
سواري ساج، وهي في لحف جبل عال جدا، وليس
للمراكب فيها ميناء فالمراكب إذا قدمت إليها كانت
على خطر إلى أن تقرب منها إلى نحو من فرسخين
موضع يسمى نابد هو خليج ضارب بين جبلين، وهو
ميناء جيد غابة، وإذا حصلت المراكب فيه أمنت
من جميع أنواع الرياح، وبين سيراف والبصرة إذا
طاب الهواء سبعة أيام، ومن سيراف هذه أبو سعيد
الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي، وشرب أهلها
من عين عذبة، ووصفها أبو زيد حسب ما كانت في
أيامه فقال: ثم ينتهي إلى سيراف، وهي الفرضة
العظيمة لفارس، وهي مدينة عظيمة ليس بها سوى
الأبنية حتى يجاوز على نظر عملها وليس بها شئ من
مأكول ولا مشروب ولا ملبوس إلا ما يحمل إليها
من البلدان، ولا بها زرع ولا ضرع ومع ذلك فهي
أغنى بلاد فارس، قلت: كذا كان في أيامه فمنذ
عمر ابن عميرة جزيرة قيس صارت فرضة الهند وإليها
منقلب التجار، خربت سيراف وغيرهما، ولقد رأيتها
وليس بها قوم إلا صعاليك ما أوجب لهم المقام بها
إلا حب الوطن، ومن سيراف إلى شيراز ستون
فرسخا، قال الإصطخري: وأما كورة أردشير خره
فأكبر مدينة بها بعد شيراز سيراف، وهي تقارب
شيراز في الكبر، وبناؤهم بالساج وخشب يحمل من
بلاد الزنج، وأبنيتهم طبقات، وهي على شفير البحر
مشتبكة البناء كثيرة الأهل يبالغون في نفقات الأبنية
حتى إن الرجل من التجار لينفق على داره زيادة على
ثلاثين ألف دينار ويعملون فيها بساتين، وإنما سقيها
وفواكههم وأطيب مائهم من جبل مشرف عليهم
يسمى جم وهو أعلى جبل به الصرود وسيراف أشد
تلك المدن حرارة، قلت: هكذا وصفها، والجبل
مضايق لها إلى البحر جدا ليس بين ماء البحر والجيل
إلا دون رمية سهم فلا تحتمل هذه الصفة كلها إلا
بأن يكون كان وغيره طول الزمان.
السيران: موضع في الشعر وصقع بالعراق بين واسط
وفم النيل وأهل السواد يحيلون اسمه، كذا قال
نصر.
سيراوند: أظنها من قرى همذان، قال شيرويه:
منها ياسمينة بنت سعد بن محمد السيراوندي،
سمعت من مشايخ همذان والغرباء وكانت واعظة
ترجع إلى فضل من التفسير والأدب والخط ثم تركت
الوعظ وحجت وجلست في بيتها سنين، وماتت
سنة 502، وكانت حسنة السيرة صدوقة.
السيراة: بكسر أوله، وسكون ثانيه، يوم السيراة:
من أيام العرب، كذا بخط أبي الحسين بن الفرات.
السيرجان: بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم راء،
وجيم، وآخره نون: مدينة بين كرمان وفارس،
وهي في الاقليم الثالث، طولها ثلاث وثمانون درجة،
وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف، وقال ابن
الفقيه: السيرجان مدينة كرمان، بينها وبين شيراز
أربعة وعشرون فرسخا، وكانت تسمى القصرين،
وكان ابن البناء البشاري يقول: السيرجان مصر إقليم
كرمان وأكبر القصبات وأكثرها علما وفهما وأحسنها
رسما، ذات بساتين ومياه وأسواق فسيحة أبهى من
شيراز وأوسع، هواؤها صحيح، وماؤها معتدل،
بنى بها عضد الدولة دارا ومنارة في جامعها، ومياه
البلد من قناتين شقهما عمرو وطاهر ابنا ليث تدور في
البلد وتدخل دورهم، قال الصولي: حدثني أبو
الفضل اليزيدي عن المازني عن الأصمعي قال: أنا
منذ ستين سنة أسأل عن معنى قول الشاعر:
295

ولا تقربن قرى السيرجان
فإن عليها أبا برذعه
شديد شكيمته مثله
يلف الثلاث مع الأربعة
فلا أدري ما هو ولا أحد عبر لي عنه، قال الرهني:
منها حرب بن إسماعيل لقي أحمد بن حنبل، رضي الله عنه
، وصحبه، وله مؤلفات في الفقه، منها
كتاب السنة والجماعة قال شم فيه فرق أهل الصلاة
وقد نقضه عليه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود
الكعبي البلخي.
سير: بفتح أوله وثانيه، وراء: كثيب بين المدينة
وبدر، يقال: هناك قسم رسول الله، صلى الله
عليه وسلم، غنائم بدر، قال أبو بكر بن موسى:
وقد يخالف في لفظه، قال ابن إسحاق: ثم أقبل
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من بدر حتى إذا
خرج من مضيق الصفراء نزل على كثيب بين المضيق
وبن النازية يقال له سير، وضبطه بعضهم إلى
سير، إلى سرحة به فقسم هناك النفل، والذي صح
عندي في هذا الاسم سير، بفتح سينه ويائه من بعد
الاجتهاد وتخفيفها.
سير: بلد باليمن في شرقي الجند، منه الفقيه يحيى
ابن أبي الخير بن سالم السيري ثم العمراني، درس
الفقه بذي أشرق بلدة فوق ذي جبلة وصنف بها
كتبا، منها كتاب البيان في الفقه، جمع فيه بين
المهذب والزوائد ومسائل الدرر ومذاهب المخالفين
وشرح فيه ما أشكل من مسائل المهذب وحذا فيه
حذو المهذب وصنف الزوائد وهو نحو مجلدين قصد
فيه ذكر المسائل التي في المهذب وزاد فيه شيئا من
مسائل الدرر، ثم وصل الوسيط إلى اليمن بعد تصنيفه
المهذب طالعه فوجد فيه مسائل زائدة جمعها في كتاب
سماه غرائب الوسيط، وصنف كتابا صغيرا ذكر
فيه مشكلات المهذب ولم يتعرض فيه لشئ من
تخطئة أبي إسحاق بل أحال الخطأ على الناسخ، وصنف
كتابا سماه الانتصار في الرد على جعفر بن أبي يحيى
من الزيدية، ومات في ذي السفال جنوبي التعكر،
وقبره هناك، وابنه طاهر بن يحيى، صنف كتابا
شرح فيه اللمع لابي إسحاق الشيرازي وكتابا سماه
كسر مفتاح القدر رد فيه على جعفر بن يحيى الزيدي.
سيركث بكسر أوله، وسكون ثانيه راء مفتوحة
بعدها كاف مفتوحة، وآخره ثاء مثلثة: بلد بما وراء
النهر.
سيروان: بكسر أوله، وآخره نون، قال الأديبي:
بلد بالجبل، وقال غيره: السيروان كورة بالجبل،
وهي كورة ماسبذان، وقيل: بل هي كورة
برأسها ملاصقة لماسبذان، قال أبو بكر بن موسى:
السيروان من قرى الجبل، بلغ سعد بن أبي وقاص
أن الفرس قد جمعت وعليهم آذين بن الهرمزان بعد
فتح حلوان وأنهم نزلوا بسهل فأنفذ إليهم ضرار بن
الخطاب الفهري في جيش فأوقع بهم وقتل آذين
فوزروا قائدا آخر، فقال:
أقول له، والرمح بيني وبينه:
أآذين ما ذا الفعل مثل الذي تبدي
فقال، ولم أحفل لما قال: إنني
أدين لكسرى غير مدخر جهدي
فصارت إلينا السيروان أهلها
وما سبذان كلها يوم ذي الرمد
قال: والسيروان أيضا من قرى نصف، ينسب إليها
أبو على أحمد بن إبراهيم بن معاذ السيرواني، ومات
296

بها، روى عن إسحاق بن إبراهيم الدبري وأقرانه،
وقال الأديبي: سيروان موضع بفارس، وشيروان
موضع، يروى بالشين المعجمة، وقد ذكر.
والسيروان أيضا: موضع قرب الري كان المهدي
نزله في حياة المنصور حين وجهه إلى خراسان وبنى
فيه أبنية آثارها إلى الآن باقية بها وولد فيها الهادي
أيضا في سنة ست وأربعين.
السيرين: بلفظ التثنية، ولا أدري حكمه كذا
وجدته، قال الأحوص بن محمد:
أقول لعمرو وهو يلحى على الصبا،
ونحن بأعلى السيرين نسير
عشية لا حلم يرد عن الصبا،
ولا صاحب فيما صنعت عذير
سيزج: بالزاي، والجيم: من قرى سجستان، ينسب
إليها أبو الحسن علي بن محمد السيزجي روى عن
محمد بن مسلمة الداريجي صاحب يزيد بن هارون،
روى عنه أبو الخير محمد بن إسماعيل بن أحمد
العنبري الفقيه السجزي.
سيسبان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وسين أخرى
مفتوحة، وباء موحدة، وآخره نون، والعجم تقول
سيسوان، بالواو عوضا عن الباء: بلدة من نواحي
أران، بينها وبين بيلقان أربعة أيام من ناحية
أذربيجان، خبرني بها رجل من أهلها.
سيسجان: بكسر أوله ويفتح، وبعد ثانيه سين أخرى
ثم جيم، وآخره نون، هي في الاقليم الخامس، طولها
إحدى وسبعون درجة، وعرضها إحدى وأربعون
درجة وخمس وعشرون دقيقة: بلدة بعد أران افتتحها
حبيب بن مسلمة وسماها غزاة أرمينية الأولى وصالح
أهلها على خراج يؤدونه، وذلك في أيام عثمان بن
عفان، رضي الله عنه، وبين سيسجان ودبيل ستة
عشر فرسخا.
سيسر: بكسر أوله، وبعد الياء سين أخرى، وآخره
راء: بلد متاخم لهمذان، قالوا: سمي سيسر لأنه
في انخفاض من الأرض بين رؤوس آكام ثلاثين فمعناه
ثلاثون رأسا، وهي بين همذان وأذربيجان، حصنها
ومدينتها استحدثت في أيام الأمين بن الرشيد، وفيها
عيون كثيرة لا تحصى، وكانت تدعى صدخانية
لكثرة عيونها ومنابعها، ولم تزل سيسر وما والاها
مراعى لمواشي الأكراد وغيرهم حتى أنفذ المهدي إليها
مولى له يعرف بسلمان بن قيراط وأبوه صاحب
الصحراء التي تسمى صحراء قيراط ببغداد ومعه شريك
له يعرف بسلام الطيفوري، وكانت سيسر مأوى
الذعار، فاجتمع في أيدي سلمان والطيفوري ماشية
كثيرة فكتبا إلى المهدي يعرفانه ذلك فأمرهما ببناء
حصن يأويان إليه مع المواشي التي معهما، فبنيا مدينة
سيسر وحصناها وسكناها وضم إليها رستاق ماينهرج
من الدينور ورستاق الجوذمة من أذربيجان من
كورة برزة ورستاق خانيجر فكورت بها الرساتيق
وولى عليها عاملا برأسه إلى أن كان أيام الرشيد كثر
الذعار بنواحيها، فلما كان أيام فتنة الأمين والمأمون
تغلب عليها مرة بن أبي مرة العجلي ومنع الخوارج،
فلما استقر أمر المأمون أخذت من يد مرة وجعلت
في ضياع الخلافة، وهذا آخر ما وقع لي من خبرها.
سيسمراباذ: بكسر أوله، وتكرير السين: من قرى
نيسابور.
سيسية: وعامة أهلها يقولون سيس: بلد هو اليوم
أعظم مدن الثغور الشامية بين أنطاكية وطرسوس
على عين زربة وبها مسكن ابن ليون سلطان تلك
297

الناحية الأرمني، قال الواقدي: جلا أهل سيسية
ولحقوا بأعالي الروم في سنة 94 أو 93.
سيف بني زهير: من سواحل بحر فارس، قال
الإصطخري: ينسب إلى بني زهير وهم بنو سارة بن
لؤي بن غالب، وهم ملوك ذلك السيف، ولهم منعة
وعدد، ومنهم أبو سارة بن لؤي الذي خرج متغلبا
على فارس يدعو إلى نفسه حتى بعث المأمون من
خراسان محمد بن الأشعث وواقعه في صحراء كس
من أرض شيراز ففرق جمعه، وكان الوالي بفارس
حينئذ يزيد بن عقال، وجعفر بن أبي زهير الذي قال
فيه الرشيد وقد وفد عليه: لولا شربه لاستوزرته،
وحد آل أبي زهير من تحت نجيرم إلى حد بني عمارة،
ومسكن آل أبي زهير كران.
سيف بني الصفار: لهم منازل على سواحل بحر فارس
تنسب إليهم وتعرف بهم، وهم من آل الجلندي،
وقد ذكرنا خبر آل الجلندي في الديكدان فخذه
من هناك إن شئت.
سيف آل المظفر: وهو من آل أبي زهير المقدم
ذكرهم، وكان معظما استولى على سيف طويل
فملكه، وهو المظفر بن جعفر بن أبي زهير كان يملك
عامة الدستقان وله مملكة السيف من حد جي إلى
نجيرم مسكنه بالساحل.
سيفذنج: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الفاء،
والذال المعجمة مفتوحة ثم نون ساكنة، وآخره جيم:
قرية بينها وبين مرو أربعة فراسخ.
سيكث: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الكاف،
وآخره ثاء مثلثة: من قرى ما وراء النهر.
سيكجكث: بكسر أوله، وبين الكافين المفتوحتين
جيم ساكنة، وآخره ثاء: من قرى بخارى.
سيلا: بكسر أوله، من الثغور غزاه سيف الدولة
فقال شاعره الصفري:
وسال بسيلا سيل خيل فغودرت
منازله مثل القفار السباسب
منازل كفر أوحشت من أنيسها،
فليس بها للركب موقف راكب
سيلان: بالتحريك، وآخره نون: جزيرة عظيمة
دورها ثمانمائة فرسخ، بها سرنديب وعدة ملوك
لا يدين بعضهم لبعض، والبحر الذي عندها يسمى
شلاهط، وهي متوسطة بين الهند والصين وفيها
عقاقير كثيرة لا توجد في غيرها، منها الدار صيني
وزهرة والبقم، وقيل: إن فيها معادن الجواهر،
وربما سماها قوم الرامي.
سيلحون: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح لامه
ثم حاء مهملة، وواو ساكنة، ونون، وقد يعرب
إعراب جمع السلامة فيقال: هذه سيلحون ورأيت
سيلحين ومررت بسيلحين، ومنهم من يجعله اسما
واحدا يعربه إعراب ما لا ينصرف فيقول: هذه
سيلحين ورأيت سيلحين ومررت بسيلحين، وذكر
سيلحين في الفتوح وغيرها من الشعر يدل على أنها
قرب الحيرة ضاربة في البر قرب القادسية، ولذلك
ذكرها الشعراء أيام القادسية مع الحيرة والقادسية،
فقال سليمان بن ثمامة حين سير امرأته من اليمامة
إلى الكوفة:
فمرت بباب القادسية غدوة
وراحتها بالسيلحين العبائر
فلما انتهت دون الخورنق عادها
وقصر بني النعمان حيث الأواخر
298

إلى أهل مصر أصلح الله حاله
به المسلمون والجهود الأكابر
فصارت إلى أرض الجهاد وبلدة
مباركة والأرض فيها مصائر
فألقت عصاها واستقر بها النوى
كما قر عينا بالإياب المسافر
فهذا يدل على أن السيلحون بين الكوفة والقادسية،
وقال الأشعث بن عبد الحجر بن عوف بن الأحوص
ابن جعفر بن كلاب وكان شهد الحيرة والقادسية وتلك
المشاهد فعقرت بالسيلحين مطيتي
وبالقصر إلا خشية أن أعيرا
فباست امرئ يبأى علي برهطه،
وقد ساد أشياخي معدا وحميرا
وقال عمرو بن الأهتم: ما في بني الأهتم من طائل
يرجى ولا خير به يصلحون
لولا دفاعي كنتم أعبدا
مسكنها الحيرة والسيلحون
جاءت بكم عفرة من أرضها
حيرية ليس كما تزعمون
في ظاهر الكف وفي بطنها
وشم من الداء الذي تكتمون
وقال الجعدي: وإذا رأيت السيلحين وبارقا
أغنين عن عمرو وأم قبال
ملك الخورنق والتسدير ودانها
ما بين حمير أهلها وأوال
ومما يقوي أن السيلحين قرب الحيرة قول هانئ بن
مسعود يرثي النعمان بن المنذر ويذكر قتل كسرى
إياه، قال:
إن ذا التاج، لا أبا لك، أضحى
وذرى بيته نحور الفيول
إن كسرى عدا على الملك
النعمان حتى سفاه أم البليل
قد عمرنا وقد رأينا لدى
الحيرة في السيلحين خير قتيل
وهره غير سيلحون التي باليمن، وقد تقدم ذكرها،
وقد ذكر شعراء الجاهلية كالأعشى وغيره هذا الموضع،
وكتاب الخراج يجعلون السيلحين طسوجا برأسه من
كورة بهقباذ الأسفل من الجانب الغربي، قال الأعشى:
فذاك وما أنجى من الموت ربه
بساباط حتى مات وهو محرزق
وتجبى إليه السيلحون ودونها
صريفون في أنهارها والخورنق
وبين هذه الناحية وبغداد ثلاثة فراسخ، وقد نسب
إليها قوم من أهل العلم، وقيل: إنها سميت سيلحون
لأنها كانت بها مسالح لكسر، وهم قوم بسلاح
يرتبون في الثغور والمخافات، واحدهم مسلحي،
والعامة تقول مصلحي، وهو خطأ.
سيل: من أسماء مكة، عن نصر.
سيل: بفتح أوله وثانيه معا، وآخره لام: حبس
سيل مر ذكره وما أراه إلا مرتجلا، وقد قرأت في
كتاب أحمد بن جابر البلاذري: وأم زهرة بن
كلاب فاطمة بنت سعيد بن سيل، قال: وسيل
جبل سمي باسمه.
سيلون: قرية من قرى نابلس بها مسجد السكينة
وحجر المائدة، والأكثرون على أن المائدة نزلت
299

بكنيسة صهيون، ويقال: إن سيلون منزل يعقوب
النبي، عليه السلام، فإن يوسف، عليه السلام، خرج
منها مع إخوته فألقوه في الجب بين سنجيل ونابلس
عن يمين الطريق، وهذا أصح ما روي.
سيلة: من قرى الفيوم بمصر بها مسجد يعقوب، عليه
السلام.
بكسر أوله، وسكون ثانيه، ثم ألف بين
نونين: قرية من قرى مرو، ينسب إليها جماعة،
منهم: المغلس بن عبد الله الضبي السيناني المروزي
يعد من التابعين، روى عنه أبو نميلة يحيى بن
واضح، وأبو عبد الله الفضل بن موسى السيناني
أحد أئمة الحديث واسع الرواية، يروي عن الأعمش
وفضيل بن غروان، روى عنه علي بن حجر
وإسحاق بن راهويه وغيرهما، وكان من أقران
عبد الله بن المبارك في السن والعلم، وكانت فيه دعابة
وتبرم أهل سينان به لكثرة القاصدين فكرهوه
ووضعوا عليه امرأة فأقرت عليه بأنه راودها عن
نفسها فانتقل عنهم إلى قرية راماشاه فقدر الله تعالى
أن يبست جميع زروع سينان في ذلك العام فقصدوه
وسألوه أن يرجع إليهم فقال: لا أرجع حتى تقروا
أنكم كذبتم علي، ففعلوا، فقال: لا حاجة لي
إلى مجاورة الكاذبين، وتوفي سنة 191 أو 192،
ومولده سنة 115.
سينا: بكسر أوله ويفتح: اسم موضع بالشام يضاف
إليه الطور فيقال طور سيناء، وهو الجبل الذي كلم
الله تعالى عليه موسى بن عمران، عليه السلام،
ونودي فيه، وهو كثير الشجر، قال شيخنا أبو
البقاء: هو اسم جبل معروف، فإذا فتحت السين
كانت همزته للتأنيث البتة لبطلان كونها لالحاق
والتكثير لان فعلالا لم يأت في غير المضاعف كالزلزال
والقلقال، ويجوز كسر السين فعلى هذا تكون الياء
فيه زائدة ويكون على فيعال مثل ديباج ود يماس،
وقد تكون الياء أصيلة ويكون كعلياء ونصب
حينئذ كعلياء في كون الهمزة للالحاق، فإن قلت
فلم لم ينصرف؟ قلت لاجتماع التعريف والتأنيث لأنها
اسم بقعة، وهو مثل دمشق في أن تأنيثها بغير علامة،
وقد جاء في اسم هذا الموضع سينين، قال الله تعالى:
وطور سينين، وليس في الكلام العربي اسم مركب
من س ي ن إلا في قولك في الحرف سين.
سينيرين: بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم نون
مكسورة، وراء مفتوحة، بلفظ التثنية: من محال
الري.
سينيز: بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم نون مكسورة،
وياء أخرى ثم زاي، وهي في الاقليم الثالث، طولها
ست وسبعون درجة ونصف وربع، وعرضها ثلاثون
درجة: بلد على ساحل بحر فارس أقرب إلى البصرة
من سيراف وتقرب من جنابة، رأيت به آثارا
قديمة تدل على عمارته، وهو الآن خراب ليس به
إلا قوم صعاليك، قرأت في تاريخ أبي محمد عبد الله
ابن عبد المجيد بن سبران الأهوازي قال: في سنة
321 عبر القرامطة إلى سينيز من سيف البحر وهم
زهاء ألف رجل في جماعتهم نحو ثلاثين فارسا فأغاروا
على أهلها فقتلوهم وخربوها فكان عدد من قتل بها
ألفا ومائتين وثمانين رجلا ولم يفلت من الناس إلا
اليسير، وقال السمعاني: سينيز من قرى الأهواز،
وما أظنه صنع شيئا إنما غره النسبة إليها فإنه نسب
إليها أبا بكر أحمد بن محمود بن زكرياء بن خرزان
الأهوازي السينيزي قاضي الأهواز، سمع أبا مسلم الكجي
ومحمد بن عبد الله الحضرمي وأبا شعيب الحراني وزكرياء
ابن يحيى الساجي، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره
300

ومات بالأهواز في ذي القعدة سنة 356، وينسب
إليها أيضا أبو سليمان داود بن حبيب السينيزي،
حدث عن أبي سعيد الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي
كثير اليمامي، حدث عن الدارقطني وذكر أنه سمع
منه بالبصرة، وأبو داود سليمان بن معروف السينيزي
ذكره ابن مخلد فيمن توفي من شيوخه في محرم سنة
302 بالعسكر، والقاضي أبو الحسن أحمد بن عبد الله
ابن عبد الكريم السينيزي، حدث عن الفاروق بن
عبد الكبير الخطابي، حدث عنه أبو القاسم علي بن
الحسين بن أحمد بن موسى الشابرخواستي.
السيوح: من قرى اليمامة التي لم تدخل في صلح خالد
ابن الوليد، رضي الله عنه، لما قتل مسيلمة الكذاب.
سيوستان: بالكسر ثم السكون، وفتح الواو،
وسكون السين الثانية، وتاء مثناة من فوق، آخره
نون: كورة كبيرة من السند وأول الهند على نهر
السند ومدينة كبيرة لها دخل واسع وبلاد كثيرة
وقرى.
سيوط: بفتح أوله، وآخره طاء: كورة جليلة من
صعيد مصر، خراجها ستة وثلاثون ألف دينار أو
زيادة، وقال أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن
الساعاتي الشاعر العصري:
لله يوم في سيوط وليلة
صرف الزمان بمثلها لا يغلط
بتنا وعمر الليل في غلوائه،
وله بنور البدر فرع أشمط
والطير يقرأ والغدير صحيفة،
والريح تكتب والغمامة تنقط
والطل في تلك الغصون كلؤلؤ
نظم تصافحه النسيم فيسقط
السين: بلفظ السين الحرف الذي هذا بابه: قرية بينها
وبين أصبهان أربعة فراسخ، ينسب إليها أبو منصور
محمد بن زكرياء بن الحسن بن زكرياء بن ثابت بن
عامر بن حكيم مولى الأنصار السيني الأديب، يروي
عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد
وأبى بكر أحمد بن موسى بن مردويه ومحمد بن
إبراهيم بن جعفر اليزدي وغيرهم عن السمعاني، وفي
كتاب ابن عبد الغني: السيني هو القاضي أبو منصور
محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه السيني الأصبهاني،
حدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن
أبي نصر اللفتواني الحافظان وأبو مسعود سعد الله
ابن عبد الواحد الصفار وأبو المبارك عبد العزيز بن
محمد بن منصور الآدمي الشيرازي، قال يحيى بن
مندة: فهو آخر من روى عن أبي علي البغدادي وأبي
إسحاق بن خرشيد قوله، وكان على قضاء بلدة سين،
سافر إلى البصرة وخلط في رواية سنن أبي داود،
ولد سنة 393، وتوفي في شعبان سنة 432، وقال
أبو الحسن الخوارزمي: السين جبل.
السي: بكسر أوله، وتشديد الياء، والسي: السواء،
ومنه هما سيان، قال الليث: السي المكان المستوي،
وأنشد:
بأرض ردعان بساط سي
أي سواء مستقيم، والسي: علم لفلاة على جادة
البصرة إلى مكة بين الشبيكة والجورة يأوي إليها
اللصوص، وقال السكري: السي ما بين ذات عرق
إلى وجرة ثلاث مراحل من مكة إلى البصرة، وحرة
301

ليلى لبني سليم قريب من ذلك، والعقيق واد لبني
كلاب نسبه إلى اليمن لان أرض هوازن في نجد مما
يلي اليمن وأرض غطفان في نجد مما يلي الشام، قال
ذلك في شرح قول جرير:
إذا ما جعلت السي بيني وبينها
وحرة ليلى والعقيق اليمانيا
رغبت إلى ذي العرش رب محمد
ليجمع شعبا أو يقرب نائبا
ويأمرني العذال أن أغلب الهوى،
وأن أكتم الوجد الذي ليس خافيا
فيا حسرات القلب في إثر من يرى
قريبا ويلفي خيره منك قاصيا
وإني لعف الفقر مشترك الغنى،
سريع، إذا لم أرض داري، انتقاليا
قال أبو زياد: ومن ديار بني أبي بكر بن كلاب
الهركنة وعامة السي وهي أرض، قال الشاعر:
إذا قطعن السي والمطاليا
وحائلا قطعنه تغاليا
فأبعد الله السويق الباليا
قال: التغالي التسابق، ورواية الرماني عن الحلواني
عن السكري السئ، بالهمز، وقال ابن راح بن
قرة أخو بنى الصموت:
وإن عماد السي قد حال دونها
طوي البطن غواص على الهول شيظم
فكيف رأيتم شيخنا حين ضمه
وإياكم ألب الحوادث يزحم؟
وقيل: السي بنى ديار بني عبد الله بن كلاب وبين
جشم بن بكر.
سيهى: قال البكري: وبين مدينة زويلة ومدينة
سيهى خمسة أيام، وهي مدينة كبيرة فيها جامع
وسوق، وبين مدينة سيهى ومدينة هل مثل ذلك.
سية: حدثني القاضي المفضل بن أبي الحجاج قال:
حدثني راشد بن منصور الزبيدي ساكن جهران أن
روبيل بن يعقوب النبي، عليه السلام، مدفون بظاهر
جهران في معادن ذمار بمغارة تعرف بمغارة سية،
وفي معادن ذمار أيضا مغارة أخرى فيها موتى
أكفانهم من الأنطاع وبباب المغارة كلب قد تغير
جلده وعظامه متصلة، وحدث أهل سية أن قريتهم
لم تمحل قط، ويرون أن ذلك ببركة المغارة يتناقلون
ذلك خلفا عن سلف.
302

* (ش) *
باب الشين والألف وما يليهما
شاباي: بعد الألف باء موحدة: من قرى مرو، منها
علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشابائي، سمع من ابن
المبارك عامة كتبه وأكثر حديثه بخوارزم، قاله
ابن مندة.
شابجن: بالباء الموحدة المفتوحة، والجيم الساكنة،
وآخره نون: من قرى صغد سمرقند.
شابراباذ: بعد الألف باء موحدة مفتوحة: قرية على
خمسة فراسخ من مرو، وقد نسب إليها بعض الرواة.
شابران: بعد الألف باء موحدة مفتوحة، وآخره
نون: مدينة من أعمال أران استحدثها أنوشروان،
وقيل: من أعمال دربند وهو باب الأبواب، بينها
وبين مدينة شروان نحو عشرين فرسخا.
شابرخواست: بعد الألف باء موحدة ثم راء ساكنة
ثم خاء معجمة مضمومة، وبعد الواو ألف ثم سين مهملة
ساكنة، وآخره تاء مثناة من فوق، ويروى بالسين
في أوله، وقد ذكر في باب السين بلفظ سابور،
ينسب إليها أبو القاسم علي بن الحسين بن أحمد بن
موسى الشابرخواستي، روى عن القاضي أبى الحسن
أحمد بن عبد الله بن عبد الكريم السينيزي وغيره.
شابرزان: بعد الألف باء موحدة ثم راء ساكنة ثم
زاي، وآخره نون: بليدة بين السوس والطيب من
أعمال خوزستان.
شابرنج: بعد الألف باء موحدة مفتوحة ثم راء
مفتوحة ثم نون ساكنة ثم جيم: قرية على ثلاثة فراسخ
من مرو في الرمل قد نسب إليها بعض الرواة.
شابسه: بفتح أوله، والباء الموحدة، والسين المهملة:
من قرى مرو، بينهما فرسخان، ينسب إليها
شابسقي.
شابك: موضع من منازل قضاعة بالشام في قول
عدي بن الرقاع الشاعر:
أتعرف بالصحراء شرقي شابك
منازل غزلان لها الانس أطيبا
ظلت أريها صاحبي وقد أرى
بها صاحبا من بين غر وأشيبا
303

شابور: بعد الباء الموحدة واو ساكنة، وآخره راء
مهملة، قال العمراني: موضع بمصر، وشابورتزه،
بالزاي: من قرى مرو، عن أبي سعد، ونسب إليها
بعض الرواة.
شابهار: بعد الألف باء موحدة مضمومة، وآخره
راء مهملة: قرية من قرى بلخ، عن السمعاني، وقد
نسب إليها بعض الرواة.
شابة: بالباء الموحدة الخفيفة: جبل بنجد، وقيل:
بالحجاز في ديار غطفان بنى السليلة والربذة، وقيل:
بحذاء الشعيبة، قال القتال الكلابي:
تركت ابن هبار لدى الباب مسندا،
وأصبح دوني شابة فأرومها
بسيف امرئ لا أخبر الناس ما اسمه
وإن حقرت نفسي إلي همومها
وقال كثير: قوارض هضب شابة عن يسار،
وعن أيمانها بالمحو قور
شاتان: بعد الألف تاء مثناة من فوق، وآخره نون:
قلعة بديار بكر، ينسب إليها الحسن بن علي بن سعيد
ابن عبد الله الشاتاني يلقب علم الدين، كان أديبا
شاعرا فاضلا، قدم على صلاح الدين يوسف بن أيوب
فأكرم مثواه ومدحه العلماء بمدائح جمة، وكان
يبرز بالعلم، وكان قدم بغداد وتفقه بها على مذهب
الإمام الشافعي، رضي الله عنه، سمع الحديث من
القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي
منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبى القاسم
إسماعيل بن محمد السمرقندي وغيرهم في الرسائل من
الموصل إلى بغداد وغيرهما، وقد قيل: إنه تغير في
آخر عمره أن سمع عليه، ومولده سنة 513،
وتوفي في شعبان سنة 579، قال الحافظ: وكان
تأدب على ابن السجزي وابن الجواليقي وقدم دمشق
وعقد له مجلس وعظ في سنة 531.
شاجب: بالجيم المكسورة ثم باء موحدة، والشاجب
في اللغة الهالك: وهو واد من العرمة، عن أبي
عبيدة، ورواه أبو عمرو شاحب، بالحاء المهملة، من
قولهم: رجل شاحب أي نحيل هزيل، قال الأعشى:
ومنا ابن عمرو يوم أسفل شاجب
يزيد وألهت خيله غبراتها
شاجن: بالجيم، والنون: واد بالحجاز، وقيل
نجدي، ماء بين البصرة واليمامة.
شاحط: مدينة باليمن ولها عمل واسع، وفي سلطانها
يقول زيد بن الحسن الأحاظي:
قالوا لنا: السلطان في شاحط
يأتي الزنا من موضع الغائط
قلت: هل السلطان أعلاهما؟
قالوا: بل السلطان من هابط
شاذبهمن: بالذال المعجمة، ومعنى شاذ الفرح، كأنه
فرح بهمن، وبهمن اسم ملك من ملوك الفرس:
وهي كورة دجلة، منها طسوج ميسان وطسوج
دستميسان، وهي الأبلة، وطسوج أبزقباذ.
شاذشابور: معناه كالذي قبله: وهي كورة فيها
عدة إستانات، منها كسكر، وهي واسط والزندورد،
ومنها الجوازر.
شاذفيروز: كان اسما للطسوج الذي كان منه هيت
والأنبار.
شاذقباذ: معناها أيضا معنى التي قبلها: وهي كورة
بشرقي بغداد وتشتمل على ثمانية طساسيج: رستقباذ
304

ومهروذ وسلسل وجلولاء والبندنيجين وبراز
الروز والدسكرة والرستاقين، ويضاف إلى كل
واحدة من هذه لفظة طسوج، وفي رواية أخرى:
إن شاذ قباذ هي التي تعرف بالإستان العالي ولها أربعة
طساسيج في رواية فيروز شابور، وهي: الأنبار
وهيت وطسوج العانات وطسوج قطربل وطسوج
مسكن.
شاذكان: بالذال المعجمة ثم كاف، وآخره نون: بلد
بنواحي خوزستان.
شاذكوه: شاذ معناه الفرح، وكوه بالفارسية الجبل:
وهو موضع من جرجان.
شاذمانه: بعد الألف الثانية نون: قرية بينها وبين
مدينة هراة نصف فرسخ، وقد نسب إليها أبو سعد
عبيد الله بن أبي أحمد عاصم بن محمد الشاذماني الحنفي،
سمع أبا الحسن علي بن الحسن الداودي، سمع منه
عبد الوارث الشيرازي، ومات بعد سنة 480.
شاذمهر: بعد الذال ميم مكسورة، وآخره راء
مهملة: مدينة أو موضع بنيسابور، وقد ذكر شاهده
بالشاذياخ بعد هناك.
شاذوان: ويقال بالسين المهملة: الجبل الذي عن جنوبي
سمرقند وفيه رستاق وقرى وليس بسمرقند رستاق
أصح هواء ولا زرعا ولا فواكه منه، وأهله أصح
الناس أبدانا وألوانا، وطول هذا الرستاق عشرة
فراسخ وزيادة، وجبلها أقرب الجبال إلي سمرقند.
شاذهرمز: هرمز: اسم أحد ملوك الفرس، وقد
ذكر معناه آنفا: وهي كورة من نواحي بغداد
أوله سامراء منحدرا، وهو سبعة طساسيج: طسوج
بزرجسابور، طسوج نهر بوق، طسوج كلواذى،
طسوج نهر بين، طسوج الجازر، طسوج المدينة العتيقة
مقابل المدائن التي فيها الإيوان، طسوج الراذان
الأعلى، طسوج الراذان الأسفل.
الشاذياخ: بعد الذال المكسورة ياء مثناة من تحت،
وآخره خاء معجمة: قرية من قرى بلخ يقال لها
الشاذياخ. وشاذياخ أيضا: مدينة نيسابور أم بلاد
خراسان في عصرنا، وأنت قديما بستانا لعبد الله بن
ظاهر بن الحسين ملاصق مدينة نيسابور، فذكر الحاكم
أبو عبد الله بن البيع في آخر كتابه في تاريخ نيسابور:
أن عبد الله بن طاهر لما قدم نيسابور واليا على خراسان
ونزل بها ضاقت مساكنها من جنده فنزلوا على الناس
في دورهم غصبا فلقي الناس منهم شدة فاتفق أن بعض
أجناده نزل في دار رجل ولصاحب الدار زوجة حسنة
وكان غيورا فلزم البيت لا يفارقه غيرة على زوجته،
فقال له الجندي يوما: اذهب واسق فرسي ماء،
فلم يجسر على خلافه ولا استطاع مفارقة أهله فقال
لزوجته: اذهبي أنت واسقي فرسه لا حفظ أنا أمتعتنا
في المنزل، فمضت المرأة وكانت وضيئة حسنة، واتفق
ركوب عبد الله بن طاهر فرأى المرأة فاستحسنها
وعجب من تبذلها فاستدعى بها وقال لها: صورتك
وهيئتك لا يليق بهما أن تقودي فرسا وتسقيه فما
خبرك؟ فقالت: هذا فعل عبد الله بن طاهر بنا قاتله
الله! ثم أخبرته الخبر، فغضب وحوقل وقال: لقد
لقي منك يا عبد الله أهل نيسابور شرا، ثم أمر العرفاء
أن ينادوا في عسكره من بات بنيسابور حل ماله
ودمه، وسار إلى الشاذياخ وبنى فيه دارا له وأمر
الجند ببناء الدور حوله، فعمرت وصارت محلة
كبيرة واتصلت بالمدينة فصارت من جملة محالها ثم
بنى أهلها بها دورا وقصورا، هذا معنى قول الحاكم،
فإنني كتبت من حفظي إذ لم يحضرني أصله، ولذلك
قال الشاعر يخاطب عبد الله بن طاهر:
305

فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا
بالشاذياخ ودع غمدان لليمن
فأنت أولى بتاج الملك تلبسه
من ابن هوذة يوما وابن ذي يزن
ثم انقضت دولة آل طاهر وخربت تلك القصور فمر
بها بعض الشعراء فقال:
وكان الشاذياخ مناخ ملك،
فزال الملك عن ذاك المناخ
وكانت دورهم للهو وقفا،
فصارت للنوائح والصراخ
فعين الشرق باكية عليهم،
وعين الغرب تسعد بانتضاخ
وقال آخر:
فتلك قصور الشاذياخ بلاقع،
خراب يباب والميان مزارع
وأضحت خلاء شاذ مهر وأصبحت
معطلة في الأرض تلك المصانع
وغنى مغني الدهر في آل طاهر
بما هو رأي العين في الناس شائع
عفا الملك من أولاد طاهر بعدما
عفا جشم من أهله والفوارع
وقال عوف بن محلم في قطعة طويلة أذكرها بتمامها
في الميان، إن شاء الله:
سقى قصور الشاذياخ الحيا
من بعد عهدي وقصور الميان
فكم وكم من دعوة لي بها
ما إن تخطاها صروف الزمان
وكنت قدمت نيسابور في سنة 613، وهي الشاذياخ،
فاستطبتها وصادفت بها من الدهر غفلة خرج بها عن
عادته واشتريت بها جارية تركية لا أرى أن الله
تعالى خلق أحسن منها خلقا وخلقا وصادفت من
نفسي محلا كريما، ثم أبطرتني النعمة فاحتججت
بضيق اليد فبعتها فامتنع علي القرار وجانبت المأكول
والمشروب حتى أشرفت على البوار، فأشار علي
بعض النصحاء باسترجاعها، فعمدت لذلك واجتهدت
بكل ما أمكن فلم يكن إلى ذلك سبيل لان الذي
اشتراها كان متمولا وصادفت من قبله أضعاف ما
صادفت مني، وكان لها إلي ميل يضاعف ميلي إليها،
فخاطبت مولاها في ردها علي بما أوجبت به على
نفسها عقوبة، فقلت في ذلك:
ألا هل ليالي الشاذياخ تؤوب؟
فإني إليها، ما حييت، طروب
بلاد بها تصبي الصبا ويشوقنا ال‍
- شمال ويقتاد القلوب جنوب
لذاك فؤادي لا يزال مروعا،
ودمعي لفقدان الحبيب سكوب
ويوم فراق لم يرده ملالة
محب ولم يجمع عليه حبيب
ولم يحد حاد بالرحيل، ولم يزع
عن الألف حزن أو يحول كثيب
أئن ومن أهواه يسمع أنني،
ويدعو غرامي وجده فيجيب
وأبكي فيبكي مسعدا لي فيلتقي
شهيق وأنفاس له ونحيب
على أن دهري لم يزل مذ عرفته
يشتت خلان الصفا ويريب
ألا يا حبيبا حال دون بهائه
على القرب باب محكم ورقيب
306

فمن يصح من داء الخمار فليس من
خمار خمار للمحب طبيب
بنفسي أفدي من أحب وصاله
ويهوى وصالي ميله ويثيب
ونبذل جهدينا لشمل يضمنا،
ويأبى زماني، إن ذا لعجيب!
وقد زعموا أن كل من جد واجد
وما كل أقوال الرجال تصيب
ثم لما ورد الغز إلى خراسان وفعلوا بها الأفاعيل في
سنة 548 قدموا نيسابور فخربوها وأحرقوها فتركوها
تلالا فانتقل من بقي منهم إلى الشاذياخ فعمروها،
فهي المدينة المعروفة بنيسابور في عصرنا هذا، ثم
خربها التتر، لعنهم الله، في سنة 617 فلم يتركوا
بها جدارا قائما، فهي الآن فيما بلغني تلول تبكي
العيون الجامدة وتذكي في القلوب النيران الخامدة.
شار: من حصون اليمن في مخلاف جعفر، قال نصر:
شار من الأمكنة التهامية.
شارع الأنبار: قال أبو منصور: الشارع من الطرق
الذي يشرع فيه الناس عامة لهم فيه شرع سواء،
وهو على هذا المعنى ذو شرع من الخلق يشرعون به،
ودور شارعة إذا كانت أبوابها شارعة في طريق شارع،
ودور شوارع: وهي على نهج واحد، وشارع
الأنبار: محلة كانت ببغداد قرب مدينة المنصور
كانت من جهة الأنبار فسميت بذلك.
شارع دار الرقيق: محلة ببغداد باقية إلى الآن وكان
الخراب قد شملها، وهي ناحية على دجلة كان
يباع الرقيق فيها قديما، وهي بالجانب الغربي متصلة
بالحريم الطاهري، وفيها سوق، وفيها يقول أبو محمد
رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وكانت وفاته
سنة 488: شارع دار الرقيق أرقني،
فليت دار الرقيق لم تكس
به فتاة للقلب فاتنة،
أنا فداء لوجهها الحسن
شارع الغامش: بالغين والشين المعجمتين، بخط عبد
السلام البصري: من شوارع بغداد.
شارع الميدان: من محال بغداد أيضا بالجانب
الشرقي خارج الرصافة، وكان شارعا مادا من
الشماسية إلى سوق الثلاثاء وفيه قصر أم حبيب بنت
الرشيد.
شارع: غير مضاف إلى شئ: جبل من جبال
الدهناء: ذكره ذو الرمة:
أمن دمنة بين القلات وشارع
تصابيت حتى كادت العين تسفح؟
وذكره متمم بن نويرة في مرثية أخيه مالك فقال:
سقى الله أرضا حلها قبر مالك
ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
وآثر سيل الواديين بديمة
ترشح وسميا من النبت خروعا
فمنعرج الاجناب من حول شارع
فروى جناب القريتين فضلفعا
شارقة: بعد الراء المهملة قاف: حصن بالأندلس من
أعمال بلنسية في شرقي الأندلس، ينسب إليها رجل
من أهل القرآن يقال له الشارقي اسمه أبو محمد عبد
الله بن موسى، روى عن أبي الوليد يونس بن مغيث
ابن الصفا عن أبي عيسى عن عبد الله بن يحيى بن يحيى.
شارك: بعد الراء المهملة كاف: بليدة من نواحي
أعمال بلخ، خرج منها طائفة من أهل العلم، عن أبي
307

سعد، منهم: أبو منصور نصر بن منصور الشاركي
المعروف بالمصباح، كان من الفضلاء، رحل في
البلاد ودخل مصر وأقام بها إلى أن مات، وله شعر
يتشوق به إلى وطنه، ومن شعره:
دق عيشي لان فضلي در،
وترى الدر نظمه في النصاح
وحواني ظلام دهري ولكن
ما يضر الظلام بالمصباح
وفي شعره ما يدل على أن شاركا اسم جده فقال:
ونار كأفنان الصباح رفيعة،
تورثتها من شارك بن سنان
متوجة بالفرقدين كريمة،
تجير من البأساء والحدثان
كثيرة أغصان الضياء كأنها
تبشر أضيافي بألف لسان
شارمساح: قرية كبيرة كالمدينة بمصر، بينها وبين
بورة أربعة فراسخ، وبينها وبين دمياط خمسة
فراسخ من كورة الدقهلية.
الشاروف: بعد الراء واو ثم فاء، كأنه فاعول من
الشرف وهو الموضع العالي: جبل لبني كنانة.
شاس: بالسين المهملة، قال ابن موسى: طريق بين
المدينة وخيبر، ولما غزا رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، خيبر سلك مرحبا ورغب عن شاس،
ويقال: شاس الرجل يشاس إذا عرف في نظره
الغضب والحقد.
شاش: بالشين المعجمة: بالري قرية يقال لها شاش،
النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها
العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما
وراء النهر ثم ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك
وأهلها شافعية المهذب، وإنما أشاع بها هذا المذهب
مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد أبو بكر
محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي فإنه فارقها
وتفقه ثم عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه،
ومات سنة 366، وكان أوحد أهل الدنيا في الفقه
والتفسير واللغة، ومولده سنة 291، رحل في طلب
العلم وسمع بدمشق والعراق وغيرهما، وسمع أبا
عروبة وأبا بكر بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري
وأبا بكر الباغندي وأبا بكر بن دريد، روى عنه
الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي،
وينسب إليها أيضا أبو الحسن علي بن الحاجب بن
جنيد الشاشي أحد الرحالين في طلب العلم إلى
خراسان والعراق والحجاز والجزيرة والشام،
روى عن يونس بن عبد الأعلى وعلي بن خشرم،
روى عنه أبو بكر بن الجعابي ومحمد بن المظفر
وغيرهما، وتوفي بالشاش سنة 314، وقال أبو
الربيع البلخي يذكر الشاش:
الشاش بالصيف جنه
ومن أذى الحر جنه
لكنني يعتريني
بها لدى البرد جنه
وقال بطليموس: مدينة الشاش طولها مائة وأربع
وعشرون درجة، وعرضها خمس وأربعون درجة،
وهي في الاقليم السادس، وهي على رأس الاقليم عن
اثنتين وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من
الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها
مثلها من الميزان، في طالعها العنقاء والعيوق والنسر
الواقع وكف الجذماء، قال الإصطخري: فأما
الشاش وإيلاق فمتصلتا العمل لا فرق بينهما، ومقدار
308

عرضة الشاش مسيرة يومين في ثلاثة، وليس بخراسان
وما وراء النهر إقليم على مقداره من المساحة أكثر
منابر منها ولا أوفر قرى وعمارة، فحد منها ينتهي
إلى وادي الشاش الذي يقع في بحيرة خوارزم، وحد
إلى باب الحديد ببرية بينها وبين إسفيجاب تعرف
بقلاص، وهي مراع، وحد آخر إلى تنكرة تعرف
بقرية النصارى، وحد إلى جبال منسوبة إلى عمل
الشاش إلا أن العمارة المتصلة إلى الجبل وما فيه
مفترش العمارة، والشاش في أرض سهلة، ليس في
هذه العمارة، المتصلة جبل ولا أرض مرتفعة، وهي
أكبر ثغر في وجه الترك، وأبنيتهم واسعة من طين،
وعامة دورهم يجري فيها الماء، وهي كلها مستترة
بالخضرة من أنزه بلاد ما وراء النهر، وقصبتها بنكث
ولها مدن كثيرة، وقد خربت جميعها في زماننا،
خربها خوارزم شاه محمد بن تكش لعجزه عن ضبطها
وقتل ملوكها وجلا عنها أهلها وبقيت تلك الديار
والأشجار والأنهار والازهار خاوية على عروشها،
وانثلم من الاسلام ثلمة لا تنجبر أبدا، فكان
خوارزم شاه ينشد بلسان حاله:
قتلت صناديد الرجال ولم أذر
عدوا ولم أترك على جسد خلقا
وأخليت دار الملك من كل نازع،
وشردتهم غربا وبددتهم شرقا
فلما لمست النجم عزا ورفعة،
وصارت رقاب الناس أجمع لي رقا
رماني الردى رميا فأخمد جمرتي،
فها أنا ذا في حفرتي مفردا ملقى
ولم يغن عني ما صنعت، ولم أجد
لدى قابض الأرواح من أحد رفقا
وأفسدت دنياي وديني جهالة،
فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى؟
قال ابن الفقيه: من سمرقند إلى زامين سبعة عشر
فرسخا، وزامين مفرق الطريقين إلى الشاش والترك
وفرغانة، فمن زامن إلى الشاش خمسة وعشرون
فرسخا، ومن الشاش إلى معدن الفضة سبعة فراسخ
وإلى باب الحديد ميلان، ومن الشاش إلى بارجاخ
أربعون فرسخا، ومن الشاش إلى إسفيجاب اثنان
وعشرون فرسخا، وقال البشاري: الشاش كورة
قصبتها بنكث.
شاطبة: بالطاء المهملة، والباء الموحدة: مدينة في
شرقي الأندلس وشرقي قرطبة، وهي مدينة كبيرة
قديمة، قد خرج منها خلق من الفضلاء، ويعمل
الكاغد الجيد فيها ويحمل منها إلى سائر بلاد الأندلس،
يجوز أن يقال إن اشتقاقها من الشطبة وهي السعفة
الخضراء الرطبة، وشطبت المرأة الجريدة شطبا إذا
شققتها لتعمل حصيرا، والمرأة شاطبة قال الأزهري:
شطب إذا عدل، ورمية شاطبة: عادلة عن المقتل،
وممن ينسب إلى شاطبة عبد العزيز بن عبد الله بن ثعلبة
أبو محمد السعدي الأندلسي الشاطبي، قال ابن
عساكر: قدم دمشق طالب علم وسمع بها أبا الحسين
ابن أبي الحديد وعبد العزيز الكناني ورحل إلى العراق
وسمع بها أبا محمد الصريفيني وأبا منصور بن عبد العزيز
العكبري وأبا جعفر بن مسلمة وصنف غريب حديث
أبي عبيد الله القاسم بن سلام على حروف المعجم وجعله
أبوابا، وحدث، وتوفي في شهر رمضان سنة 465 في
حوران، ومنها أيضا أحمد بن محمد بن خلف بن
محرز بن محمد أبو العباس المالكي الأندلسي الشاطبي
المقري، قدم دمشق وقرأ بها القرآن المجيد بعدة
روايات، وكان قرأ على أبي عبد الله الحسين بن موسى بن
309

هبة الله المقري الدينوري وأبي الحسن علي بن مكوس
الصقلي وأبي الحسن يحيى بن علي بن الفرج الخشاب
المصري وأبي عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سعيد
المالكي المحاربي المقري، وصنف كتاب المقنع في
القراءات السبع، قال الحافظ أبو القاسم: وأجاز في
مصنفاته وكتب سماعاته سنة 504، وكان مولده
في رجب سنة 454 بالأندلس، وقال أبو بحر صفوان
ابن إدريس المرسي في وصف شاطبة:
شاطبة الشرق شر دار
ليس لسكانها فلاح
الكسب من شأنهم ولكن
أكثر مكسوبهم سلاح
إن لهم في الكنيف حفظا،
وهي بأستاهههم مباح
شاط: وشاط فعل ماض معناه عدا، ويشوط شوطا:
حصن بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة كثير الشجر
والفواكه والخيرات.
شاطئ عثمان: وشاطئ الوادي والنهر: ضفته وجانبه
يراد به ههنا شاطئ دجلة: وهو بالبصرة كان عثمان
ابن عفان، رضي الله عنه، أخذ دار عثمان بن أبي
العاصي الثقفي بالمدينة وأضافها إلى الجامع وكتب بأن
يعطى بالبصرة أرضا عوضا عنها فأعطي أرضه المردفة
لشاطئ عثمان حيال الأبلة، وكانت سبخة
فاستخرجها وعمرها، وإليه ينسب باب عثمان
بالبصرة، وقيل: اشترى عثمان بن عفان، رضي
الله عنه، مالا له بالطائف وعوضه منه شاطئه.
الشاغرة: بالغين المعجمة المكسورة ثم راء، يقال:
بلدة شاغرة إذا لم تمتنع من غارة، وقال ابن دريد:
شاغرة موضع.
الشاغور: بالغين المعجمة: محلة بالباب الصغير من
دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة، ينسب إليها
الشهاب الفتياني النحوي الشاعر، رأيته أنا بدمشق
وهو قريب الوفاة، وهو فتيان بن علي بن فتيان الأسدي
النحوي الشاعر، كان أديبا طبعا وله حلقة في جامع
دمشق كان يقرئ النحو وعلا سنه حتى بلغ تسعين أو
ناهزها، وله أشعار رائقة جدا ومعان كثيرة
مبتكرة، وقد أنشدني لنفسه ما أنسيته، وقد
ذكرت له قطعة في شواش، وهو موضع بدمشق.
شافيا: بالفاء: من قرى واسط ثم من ناحية نهر جعفر
بين واسط والبصرة، ينسب إليها الحسن بن عسكر
ابن الحسن أبو محمد الصوفي، كان أبوه شيخ هذه
القرية وله بها رباط للفقراء، وسكن أبو محمد هذا
واسطا في صباه وسمع بها الحديث من القاضي أبي
الحسن علي بن إبراهيم بن عون الفارقي وغيره وقدم
بغداد، ومات أبو محمد الصوفي بواسط لأربع عشرة
ليلة خلت من رجب سنة 599 وقد نيف على الثمانين،
ويقال لهذه القرية شيفيا، وقد ذكرت في موضعها
من الكتاب.
شاقرد: قرية كبيرة بين دقوقاء وإربل فيها قليعة
وبها تين لا يوجد مثله في غيرها.
شاقرة: بالقاف المكسورة، والراء: ناحية بالأندلس
من أعمال شرقي طليطلة وفيها حصن ولمس.
شاقة: من مدن صقلية، ينسب إليها أبو عمر عثمان
ابن حجاج الشاقي الصقلي من سكان الإسكندرية، لقيه
السلفي وعلق عنه، وتوفي في محرم سنة 544، وتفقه
على مذهب مالك على الكبر وكتب كتبا كثيرة
في الفقه.
شاكر: مخلاف باليمن عن يمين صنعاء.
310

شالوس: بضم اللام، وسكون الواو، وسين مهملة:
مدينة بجبال طبرستان وهي أحد ثغورهم، بينها وبين
الري ثمانية فراسخ فيما زعم ابن الفقيه، قال: وبإزائها
مدينة يقال لها الكبيرة مقابل كجة كانت منزل
الوالي أعني كجة، وبين شالوس وآمل من ناحية
الجبال الديلمية عشرون فرسخا، ينسب إلى شالوس
أبو بكر محمد بن الحسين بن القاسم بن الحسين الطبري
الشالوسي، وقيل: يكنى أبا جعفر الصوفي الواعظ
من أهل شالوس، كان فقيها صالحا عفيفا مكثرا من
الحديث حريصا على جمعه وكتابته، سمع بنيسابور
أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وأبا سعد علي بن
عبد الله بن صادق وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي،
وكان يحضر مجالس الحديث ويسمع ويكتب على كبر
سنة، وكانت ولادته بشالوس سنة 477، وتوفي
بآمل في محرم سنة 543.
شالها: مدينة قديمة كانت بأرض بابل خربتها إياد،
ولها قصة نذكرها في الهفة من هذا الكتاب، إن
شاء الله تعالى.
شامات: جمع شامة، وهي علامة مخالفة لسائر الألوان،
وقد تسمى بلاد الشام بذلك، وقيل: بسيرجان مدينة
كرمان رستاق على ستة فراسخ منها من ناحية الجبل
يقال له الشامات، قال ابن طاهر: الشامات قرية من
قرى سيرجان من كرمان على ستة فراسخ، منها محمد بن
عمار الشاماتي، سمع يعقوب بن سفيان النسوي.
والشامات أيضا: من نواحي نيسابور كورة كبيرة اجتاز
بها عبد الله بن عامر بن كريز فرأى هناك سباخا فقال:
ما هذه الشامات؟ فسميت بذلك، وهي من حدود
جامع نيسابور إلى حدود بشت طولا وهي على
القبلة ستة عشر فرسخا، وعرضها من حدود بيهق
إلى حدود الرخ وهو من جهة القبلة أربعة عشر
فرسخا، وفيه من القرى ما يزيد على ثلاثمائة قرية،
خرج منها جماعة من أهل العلم والرواية والأدب،
قال البيهقي: تشتمل على مائتين وعشرين قرية، وإلى
هذه ينسب جعفر بن أحمد بن عبد الرحمن الشاماتي
النيسابوري: يروي عن محمد بن يونس الكديمي،
قاله ابن طاهر، وقال الحافظ أبو القاسم: رحل
الشاماتي وسمع بدمشق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
وبغيرها عطية بن بقية ومهيا بن يحيى الشاماتي،
وبمصر أبا عبيد الله بن أخي وابن وهب وأبا إبراهيم
المزني والربيع بن سليمان والقاسم بن محمد بن بشر
و عبد الله بن محمد الزهري ويونس بن عبد الأعلى،
وبخراسان إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وإسحاق
ابن منصور، وبالعراق إسحاق بن موسى الفزاري
وأحمد بن عبد الله المنجوقي ومحمد بن المثنى وأبا
كريب، روى عنه دعلج السجزي وأبو الوليد
حسان بن محمد الفقيه وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن
الأحرم وجماعة كثيرة، ومات في ذي القعدة سنة 292.
شامستيان: بعد الميم المكسورة سين مهملة ثم تاء مثناة
من فوقها وبالعكس، وآخره نون: من قرى بلخ
من رستاق نهر غربنكي، ومن هذه القرية أبو
زيد البلخي المتكلم واسمه أحمد بن سهل.
الشأم: بفتح أوله، وسكون همزته، والشأم، بفتح
همزته، مثل نهر ونهر لغتان، ولا تمد، وفيها
لغة ثالثة وهي الشام، بغير همز، كذا يزعم
اللغويون، وقد جاءت في شعر قديم ممدودة، قال
زامل بن غفير الطائي يمدح الحارث الأكبر:
وتأبي بالشآم مفيدي
حسرات يقددن قلبي قدا
في أبيات وخبر ذكرها بعد، وكذا جاء به أبو
311

الطيب في قوله:
دون أن يشرق الحجاز ونجد
والعراقان بالقنا والشآم
وأنشد أبو علي القالي في نوادره:
فما اعتاض المعارف من حبيب
ولو يعطى الشآم مع العراق
وقد تذكر وتؤنث، ورجل شأمي وشآم،
ههنا بالمد على فعال، وشآمي أيضا، حكاه سيبويه،
ولا يقال شأم لان الألف عوض من ياء النسبة فإذا
زال الألف عادت الياء، وما جاء من ضرورة الشعر
فمحمول على أنه اقتصر من النسبة على ذكر البلد،
وامرأة شامية، بالتشديد، وشآمية، بتخفيف
الياء، وتشأأم الرجل، بتشديد الهمزة، نسب إلى
الشام كما تقول تقيس وتكوف وتنزر إذا انتسب
إلى قيس والكوفة ونزار، وأشأم إذا أتى الشام،
وقال بشر بن أبي خازم:
سمعت بنا قيل الوشاة فأصبحت
صرمت حبالك في الخليط المشئم
وقال أبو بكر الأنباري: في اشتقاقه وجهان:
يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشؤمى وهي
اليسر، ويجوز أن يكون فعلى من الشوم، قال
أبو القاسم: قال جماعة من أهل اللغة يجوز أن لا
يهمز فيقال الشام يا هذا فيكون جمع شامة سميت
بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت
بالشامات، وقال أهل الأثر: سميت بذلك لان
قوما من كنعان بن حام خرجوا عند التفريق
فتشاءموا إليها أي أخذوا ذات الشمال فسميت بالشام
لذلك، وقال آخرون من أهل الأثر منهم الشرقي:
سميت الشام بسام بن نوح، عليه السلام، وذلك أنه
أول من نزلها فجعلت السين شينا لتغير اللفظ العجمي،
وقرأت في بعض كتب الفرس في قصة سنحاريب:
أن بني إسرائيل تمزقت بعد موت سليمان بن داود،
عليهما السلام، فصا منهم سبطان ونصف سبط
في بيت المقدس، فهم سبط داود، وانخزل تسعة
أسباط ونصف إلى مدينة يقال لها شامين، وبها سميت
الشام، وهي بأرض فلسطين، وكان بها متجر
العرب وميرتهم، وكان اسم الشام الأول سوري
فاختصرت العرب من شامين الشام وغلب على الصقع
كله، وهذا مثل فلسطين وقنسرين ونصيبين
وحوارين، وهو كثير في نواحي الشام، وقيل:
سميت بذلك لأنها شامة القبلة، قلت: وهذا قول
فاسد لان القبلة لا شامة لها ولا يمين لأنها مقصد من
كل وجه يمنة لقوم وشامة لآخرين، ولكن الأقوال
المتقدمة حسنة جميعها، وأما حدها فمن الفرات إلى
العريش المتاخم للديار المصرية، وأما عرضها فمن
جبلي طئ من نحو القبلة إلى بحر الروم وما بشأمة
ذلك من البلاد، وبها من أمهات المدن منبج
وحلب وحماة وحمص ودمشق والبيت المقدس
والمعرة، وفي الساحل أنطاكية وطرابلس وعكا
وصور وعسقلان وغير ذلك، وهي خمسة أجناد:
جند قنسرين وجند دمشق وجند الأردن وجند
فلسطين وجند حمص، وقد ذكرت في أجناد،
ويعد في الشام أيضا الثغور: وهي المصيصة
وطرسوس وأذنة وأنطاكية وجميع العواصم من
مرعش والحدث وبغراس والبلقاء وغير ذلك،
وطولها من الفرات إلى العريش نحو شهر، وعرضها
نحو عشرين يوما، وروي عن عبد الله بن عمرو بن
العاص أنه قال: قسم الخير عشرة أعشار فجعل
تسعة أعشار في الشام وعشر في سائر الأرض، وقسم
312

الشر عشرة أعشار فجعل عشر بالشام وتسعة أعشار
في سائر الأرض، وقال محمد بن عمر بن يزيد الصاغاني:
إني لأجد ترداد الشام في الكتب حتى كأنها ليست
لله تعالى بشئ في الأرض حاجة إلا بالشام، وروي
عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: الشام
صفوة الله من بلاده وإليه يجتبي صفوته من عباده،
يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض
الشام، ألا من أبى فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام،
وقال أبو الحسن المدائني: افترض أعرابي في الجند
فأرسل في بعث إلى الشام ثم إلى ساحل البحر، فقال:
أأنصر أهل الشام ممن أكاءهم
وأهلي بنجد ذاك حرص على النصر
براغيث تؤذيني إذ الناس نوم،
وليل أقاسيه على ساحل البحر
فإن يك بعث بعدها لم أعد له
ولو صلصلوا للبحر منقوشة الحمر
وهذا خبر زامل كان نازلا في أخواله كلب فأغار
عليهم بنو القين بن جسر فأخذوا ماله فاستنصر أخواله
فلم ينصروه فركب جملا وقصد الشام فنزل في روضة
فأكل من نجمها وعقل بعيره واضطجع، فما انتبه إلا
وحس فارسا قد نزل قريبا منه، فقال له الفارس:
من أنت؟ فانتسب له وقص عليه قصته، فقال له
الفارس: يا هذا هل عندك من طعام فإني طاو منذ
أمس؟ فقال له: أتطلب الطعام وهذا اللحم المعرض؟
ثم وثب فنحر جمله واحتش حطبا وشوى وأطعم
الفارس حتى اكتفى، فما لبث أن ثار العجاج وأقبلت
الخيل إلى الفارس يحيونه بتحية الملوك، فركب وقال:
دونكم الرحل أردفوه، فأردفه بعضهم فإذا هو
الحارث الأكبر الغساني، فأمر خدمه بإنزال الطائي
وغفل عنه مدة، فخاف زامل أن يكون قد نسيه فقال
لحاجبه: أحب أن تبلغ هذه الأبيات إلى الحارث، فأنشد:
أبلغ الحارث المردد في
المكرمات والمجد جدا فجدا (1)
وابن أرباب واطئ العفر
والأرحب والمالكين غورا ونجدا
أنني ناظر إليك ودوني
عاتقات غاورن قربا وبعدا
آزل نازل بمثوى كريم،
ناعم ا لبال في مراح ومغدى
غير أن الأوطان يجتذب المر
ء إليها الهوى وإن عاش كدا
ونأتني بالشآم مفيدي
حسرات يقددن قلبي قدا (2)
ليس يستعذب الغريب مقاما
في سوى أرضه وإن نال جدا
فلما بلغت الأبيات الحارث قال: واسوأتاه! كرم
ولؤمنا، وتيقظ ونمنا، وأحسن وأسأنا! ثم أذن له
فلما رآه قال: والله ما يد حض عارها عني إلا أن
أعطيك حتى ترضى، ثم أمر له بمائة ناقة والف شاة
وعشرة عبيد وعشر إماء وعشرة أفراس من كرام
خيله وألف دينار وقال: يا زامل أما إن الأوطان
جواذب كما ذكرت فهل لك أن تؤثر المقام في مدينتنا
تكنفك حمايتنا ويتفيأ لك ظلنا وتسبل عليك صلتنا؟
فقال: أيها الملك ما كنت لأوثر وطني عليك ولا
ألقي مقاليدي إلا إليك، ثم أقام بالشام. وقال
جبلة بن الأيهم وهو ببلاد الروم بعد أن تنصر أنفة
من غير أن يقتص في قصة فيها طول فذكرتها في أخبار

(1) الشطر الثاني مختل الوزن.
(2) الشطر الأول مختل الوزن.
313

حسان من كتاب الشعراء:
تنصرت الاشراف من أجل لطمة،
وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنفني فيها لجاج حمية،
فبعت لها العين الصحيحة بالعور
فيا ليت أمي لم تلدني وليتني
رجعت إلى القول الذي قاله عمر
ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة،
وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة،
أجاور قومي ذاهب السمع والبصر
أدين بما دانوا به من شريعة،
وقد يصبر العود المسن على الدبر
وفي الحديث عن عبد الله بن حوالة قال: كنا عند
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فشكوا إليه الفقر
والعري وقلة الشئ فقال رسول الله، صلى الله عليه
وسلم: أبشروا فوالله لأنا من كثرة الشئ أخوف
عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الامر فيكم حتى
تفتح أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى
تكونوا أجنادا ثلاثة: جند بالشام وجند بالعراق
وجند باليمن وحتى يعطى الرجل مائة دينار فيسخطها،
قال ابن حوالة: فقلت يا رسول الله من يستطيع
الشام وفيه الروم ذات القرون؟ فقال، صلى الله
عليه وسلم: والله ليستخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابة
منهم البيض قمصهم المحلوقة أقفاؤهم قياما على الرجل
الأسود ما أمرهم به فعلوا، وإن بها اليوم رجالا لأنتم
اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل،
قال ابن حوالة: قلت اختر لي يا رسوب الله إن
أدركني ذلك، فقال: أختار لك الشام فإنها صفوة
الله من بلاده وإليها يجتبي صفوته من عباده يا أهل
الاسلام فعليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام
فمن أبى فليلحق بيمينه وليسق بعذره فإن الله قد
تكفل لي بالشام وأهله، وقال أحمد بن محمد بن
المدبر الكاتب في تفضيل الشام:
أحب الشام في يسر وعسر،
وأبغض ما حييت بلاد مصر
وما شنأ الشآم سوى فريق
برأي ضلالة وردى ومحر
لأضغان تغين على رجال
أذلوا يوم صفين بمكر
وكم بالشام من شرف وفضل،
ومرتقب لدى بر وبحر
بلاد بارك الرحمن فيها،
فقدسها على علم وخبر
بها غرر القبائل من معد
وقحطان ومن سروات فهر
أناس يكرمون الجار حتى
يجير عليهم من كل وتر
وقال البحتري يفضل الشام على العراق:
نصب إلى أرض العراق وحسنه،
ويمنع عنها قيظها وحرورها
هي الأرض نهواها إذا طاب فصلها
ونهرب منها حين يحمى هجيرها
عشيقتنا الأولى وخلتنا التي
نحب وإن أضحت دمشق تغيرها
عنيت بشرق الأرض قدما وغربها
أجوب في آفاقها وأسيرها
314

فلم أر مثل الشام دار إقامة
لراح أغاديها وكأس أديرها
مصحة أبدان ونزهة أعين،
ولهو نفوس دائم وسرورها
مقدسة جاد الربيع بلادها،
ففي كل أرض روضة وغديرها
تباشر قطراها وأضعف حسنها
بأن أمير المؤمنين يزورها
ومسجد الشام ببخارى، نسب إليه أبو سعيد الشامي
فقيه حنفي. والشام: موضع في بلاد مراد، قال
قيس بن مكشوح:
وأعمامي فوارس يوم لحج
ومرجح إن شكوت ويوم شام
شامكان: من قرى نيسابور، ينسب إليها أبو المطهر
عبد المنعم بن نصر الحراني، ذكر في حران.
شاموخ: آخره خاء معجمة، فاعول من شمخ يشمخ
إذا علا: وهي قرية من نواحي البصرة، عن أبي سعد.
شامة: بلفظ الشامة، وهو اللون المخالف لما يجاوره
بشرط أن يكون قليلا في كثير: جبل قرب مكة
يجاوره آخر يقال له طفيل، وفيهما يقول بلال بن
حمامة وقد هاجر مع النبي، صلى الله عليه وسلم،
فاحتوى المدينة.
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بفخ وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة،
وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: حننت يا ابن السوداء!
ثم قال: اللهم إن خليلك إبراهيم دعا لمكة وأنا عبدك
ورسولك أدعو للمدينة، اللهم صححها وحببها إلينا
مثل ما حببت إلينا مكة، اللهم بارك لهم في مدهم
وصاعهم وانقل حماها إلى خيبر أو إلى الجحفة.
وشامة أيضا: أرض بين جبل الميعاس وجبل مربخ،
وأما الذي في شعر أبي ذؤيب:
كأن ثقال المزن بين تضارع
وشامة برك من جذام لبيج
قال السكري: شامة وتضارع جبلان بنجد، ويروى
شابة. وشامة أيضا وطامة: مدينتان كانتا متقابلتين
بالصعيد على غربي النيل، وهما الآن خراب يباب.
شانة وبياض: قريتان بمصر سميتا باسم بنتين ليعقوب
النبي، عليه السلام، لأنهما ماتتا ودفنتا فيهما.
شانيا: رستاق من نواحي الكوفة من طسوج سورا
من السيب الأعلى.
شاوان: آخره نون: من قرى مرو بينهما ستة فراسخ،
ينسب إليها بعض الرواة، منهم أبو حامد أحمد بن
محمد بن جعفر الشاواني وحفيده أبو الحسن علي بن
محمد بن عبد العزيز بن أبي حامد الشاواني، تفقه على
أبي المظفر السمعاني، ذكره أبو سعد في شيوخه وقال:
عمر طويلا حتى مات أقرانه، قال: وسمع جدي
والقاضي أبا اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي
وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري،
وكانت ولادته سنة 463، ومات في سادس عشر
ربيع الأول سنة 549.
شاوخران: بعد الواو خاء معجمة ساكنة ثم راء،
وآخره نون: من قرى نسف بما وراء النهر، عن
أبي سعد.
شاوذار: بعد الواو المفتوحة ذال معجمة، وآخره
راء: كورة في جبل سمرقند، منها العباس بن عبد
الله الأرخسي الشاوذاري.
315

شاوشاباذ: بعد الواو شين أخرى معجمة، وبعد الألف
باء موحدة، وآخره ذال معجمة: من قرى مرو.
شاوشكان: بعد الواو المفتوحة شين معجمة، وكاف،
وآخره نون: قرية بمرو بينهما أربعة فراسخ، نسب
إليها قوم من أهل العلم والرواية، هي عامرة آهلة،
ينسب إليها الإبريسم الجيد الغابة، رأيتها.
شاوغر: بعد الواو المفتوحة غين معجمة، وراء مهملة:
من بلاد الترك، عن العمراني.
شاوغز: مثل الذي قبله إلا أنه بالزاي وتلك بالراء
المهملة: من بلاد إيلاق، ذكرهما العمراني هكذا
وما أظنه إلا وهما.
شاوكان: بعد الواو المفتوحة كاف، وآخره نون:
من قرى بخارى.
شاوكث: بعد الواو المفتوحة كاف، وآخره ثاء
مثلثة: بلدة من نواحي الشاش، ينسب إليها الخطيب
أبو القاسم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن زيد بن إبراهيم
ابن حميد بن حرب يعرف بالحكيم الشاوكثي من أهل
سمرقند، سكن شاوكث وسمع أبا بكر محمد بن
عبيد الله الخطيب، روى عنه أبو بكر محمد بن عمر
ابن عبد العزيز البخاري، وتوفي سنة 494.
شاه دز: قلعة حصينة على جبل أصبهان كانت لمعقل
ابن عطاش وهو أحمد بن عبد الملك مقدم الباطنية،
لعنهم الله، استحدثها السلطان ملكشاه، وحديثها في
التاريخ في سنة 500. وشاه دز أيضا: قلعة بناها
نصر بن الحسن بن فيروزان الديلمي في جبل شهريار
في حدود سنة 360، ومعنى شاه دز قلعة الملك.
الشاه والعروس: قصران عظيمان بناحية سامرا أنفق
على عمارة الشاه عشرون ألف ألف درهم وعلى العروس
ثلاثون ألف ألف درهم ثم نقضت في أيام المستعين
ووهب نقضانها لوزيره أحمد بن الخطيب فيما وهب له.
شاه هنبر: بفتح الهاء، وسكون النون، وفتح الباء
الموحدة ثم راء: محلة بنيسابور.
شاهي: موضع قرب القادسية فيما أحسب، حدثنا
الحافظ أبو عبد الله بن الحافظ بن سكينة حدثنا أبي
حدثنا الصريفيني أنبأنا حبابة أنبأنا البغوي أنبأنا أحمد
ابن زهير أنبأنا سلمان بن أبي تيم أنبأنا عبد الله بن
صالح بن مسلم قال: كان شريك بن عبد الله على
قضاء الكوفة فخرج يتلقى الخيزران فبلغ شاهي
وأبطأت الخيزران فأقام ينتظرها ثلاثا فيبس خبزه
فجعل يبله بالماء، فقال العلاء بن المنهال:
فإن كان الذي قد قلت حقا
بأن قد أكرهوك على القضاء
فما لك موضعا في كل يوم
تلقى من يحج من النساء
مقيما في قرى شاهي ثلاثا
بلا زاد سوى كسر وماء
باب الشين والباء وما يليهما
الشبا: بوزن العصا، وهو جمع شباة حد كل شئ،
قال الأديبي: الشبا موضع بمصر، وقال أبو الحسن
المهلبي: شبا واد بالأثيل من أعراض المدينة فيه عين
يقال لها خيف الشبا لبني جعفر بن إبراهيم من بني
جعفر بن أبي طالب، قال كثير:
تمر السنون الخاليات ولا أرى
بصحن الشبا أطلالهن تريم
يذكرنيها كل ريح مريضة
لها بالتلاع القاويات نسيم
ولست ابنة الضمري منك بناقم
ذنوب العدى إني إذا لظلوم
316

وإني لذو وجد لئن عاد وصلها،
وإني على ربي إذا لكريم
وقال خليلي: ما لها إذا لقيتها
غدة الشبا فيها عليك وجوم؟
فقلت له: إن المودة بيننا
على غير فحش، والصفاء قديم
وإني وإن أعرضت عنها تجلدا
على العهد فيما بيننا لمقيم
وإن زمانا فرق الدهر بيننا
وبينكم في صرفه لمشوم
أبى الدهر هذا، إن قلبك سالم
صحيح وقلبي من هواك سليم
وقال أيضا:
وما أنس م الأشياء لا أنس ردها
غداة الشبا أجمالها واحتمالها
قال: والشبا أيضا مدينة خربة بأوال يعني بأرض
هجر والبحرين.
شباب: موضع باليمن، ينسب إليها النخل، قال ابن
هرمة:
كأنما مضمضت من ماء موهبة
على شبابي نخل دونه الملق
إذا الكرى غير الأفواه وانقلبت
عن غير ما عهدت في يومها الرتق
شبابة: سراة بني شبابة، بفتح أوله، وبعد الألف
باء موحدة أخرى: من نواحي مكة، ينسب إليها
أبو جميع عيسى بن الحافظ أبي ذر عبد الله بن أحمد
الهروي الشبابي، حدث بهذا الموضع عن أبيه أبي ذر،
روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي،
وكان يحدث سنة نيف وستين وأربعمائة.
شباح: بالفتح، كأنه من الشبح وهو الشخص:
وهو واد بأجإ أحد جبلي طئ، عن نصر.
شباس: بالفتح، وآخره سين مهملة: قرية قرب
الإسكندرية بمصر، وعدها القضاعي في كورة
الحوف الغربي فقال من كورة شباس.
شباعة: بالضم: من أسماء زمزم في الجاهلية لان
ماءها يروي العطشان ويشبع الغرثان.
الشباك: جمع شبكة الصائد، قال ابن الأعرابي:
شباك الأودية مقاديمها وأوائلها: موضع في بلاد غني
ابن أعصر بين أبرق العزاف والمدينة. والشباك
أيضا: طريق حاج البصرة على أميال منها، عن نصر،
وهي قريبة من سفوان، ولذلك قال أبو نواس
وهو بصري:
حي الديار إذ الزمان زمان،
وإذ الشباك لنا حرا ومعان
يا حبذا سفوان من متربع
إذ كان مجتمع الهوى سفوان
قال الأسلع بن القصاف:
شفى سقما، إن كانت النفس تشتفي،
قتيل مصاب بالشباك وطالب
وشباك: لبني الكذاب بنواحي المدينة، قال ابن
هرمة:
فأصبح رسم الدار قد حل أهله
شباك بني الكذاب أو وادي الغمر
فبدلهم من دارهم بعد غبطة
نضوب الروايا والبقايا من القطر
وقال حذيفة بن أنس الهذلي:
وقد هربت منا، خافة شرنا،
جذيمة من ذات الشباك فمرت
317

وهذه من بلاد خزاعة لان جذيمة من خزاعة، وقال
أبو عبيد السكوني: الشباك عن يمين المصعد إلى مكة
من واقصة غربا على سبعة أميال وجوي من الشباك
على ضحوة، ويوم الشباك: من أيام العرب، وقد
ذكره طهمان في كتاب اللصوص في شعر على القاف.
شبام: بكسر أوله، خشبة تعرض في فم الجدي
لئلا يرتضع، والشبم: البرد، قال أحمد بن محمد
ابن إسحاق الهمذاني: بصنعاء شبام وهو جبل عظيم
فيه شجر وعيون وشرب صنعاء منه، وبينهما وبينه
يوم وليلة، وهو جبل صعب المرتقى ليس إليه إلا
طريق واحد وفيه غيران وكهوف عظيمة جدا
ويسكنه ولد يعفر ولهم فيه حصون عجيبة هائلة،
وذروته واسعة فيها ضياع كثيرة وكروم ونخيل،
والطريق إلى تلك الضياع على دار الملك، وللجبل باب
واحد مفتاحه عند الملك، فمن أراد النزول إلى السهل
في حاجة دخل على الملك فأعلمه ذلك فيأمر بفتح
الباب، وحول الضياع والكروم جبال شاهقة لا مسلك
فيها ولا يعلم أحد ما وراءها، ومياه هذا الجبل
تصب إلى سد هناك فإذا امتلأ السد ماء فتح فيجري
إلى صنعاء ومخاليفها، وبينه وبين صنعاء ثمانية
فراسخ، قال الشاعر:
ما زال ذا الزمن الخبيث يديرني
حتى بنى لي خيمة بشبام
وحدثني بعض من يوثق بروايته من أهل شبام أن في
اليمن أربعة مواضع اسمها شبام: شبام كوكبان
غربي صنعاء وبينهما يوم، قال: وهي مدينة في الجبل
المذكور آنفا ومنها كان هذا المخبر، وشبام سخيم
بالخاء المعجمة والتصغير: قبلي صنعاء بشرق بينه وبين
صنعاء نحو ثلاثة فراسخ، وشبام حراز، بتقديم
الراء على الزاي وحاء مهملة: وهو غربي صنعاء نحو
الجنوب بينهما مسيرة يومين، وشبام حضر موت:
وهي إحدى مدينتي حضر موت والأخرى تريم،
قال: وشاهدت هذه جميعها، قال عمارة اليمني في
تاريخه: وكان حسين بن أبي سلامة وهو عبد نوبي
وزر لابي الجيش بن زياد صاحب اليمن أنشأ الجوامع
الكبار والمنائر الطوال من حضرموت إلى مكة،
وطول المسافة التي بنى فيها ستون يوما، وحفر الآبار
الروية والقلب العادية، فأولها شبام وتريم مدينة
حضرموت، واتصلت عمارة الجوامع منها إلى عدن،
والمسافة عشرون مرحلة، في كل مرحلة منها جامع
ومئذنة وبئر، وبقي مستوليا على اليمن ثلاثين سنة
ومات سنة 432، وذكر له فضائل وجوامع في كل
بلدة من اليمن عدن والحرة والجند، قلت: وهي في
الأرض منسوبة إلى قبيلة من اليمن، وهذه المذكورة
بطون منها، وقال ابن الكلبي: ولد أسعد بن جشم
ابن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان
عبد الله وهو شبام بطن وشبام جبل سكنه عبد الله،
منهم: حنظلة بن عبد الله الشبامي قتل مع الحسين،
رضي الله عنه، وقال الحازمي: شبام جبل باليمن
نزله أبو بطن من همدان فنسب إليه، وبالكوفة
طائفة من شام، منهم: عبد الجبار بن العباس
الشبامي الهمذاني من أهل الكوفة، يروي عن عوف
ابن أبي حجيف وعطاء بن السائب، وكان غاليا في
التشيع وتفرد بروايات المقلوبات عن الثقات، روى
عنه عون بن أبي زيادة والكوفيون، ووجدت في
كتاب ابن أبي الدمينة: شبام أقيان أيضا وهو أقيان
ابن حمير.
شب: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، ذو الشب شق في أعلى
جبل جهينة باليمن يستخرج من أرضه الشب المشهور.
318

شبداز: بكسر أوله، وسكون ثانيه دال مهملة،
وآخره زاي، ويقال شبديز، بالياء المثناة من تحت:
موضعان أحدهما قصر عظيم من أبنية المتوكل بسر
من رأى، والآخر منزل بين حلوان وقرميسين في
لحف جبل بيستون سمي باسم فرس كان لكسرى،
عن نصر، وقال مسعر بن المهلهل: وصورة شبديز
على فرسخ من مدينة قرميسين، وهو رجل على فرس
من حجر عليه درع لا يخرم كأنه من الحديد يبين
زرده والمسامير المسمرة في الزرد لا شك من نظر
إليه يظن أنه متحرك، وهذه الصورة صورة أبرويز
على فرسه شبديز وليس في الأرض صورة تشبهها،
وفي الطاق الذي فيه هذه الصورة عدة صور من رجال
ونساء ورجالة وفرسان وبين يديه رجل في زي فاعل
على رأسه قلنسوة وهو مشدود الوسط بيده بيل
كأنه يحفر به الأرض والماء يخرج من تحت رجليه،
وقال أحمد بن محمد الهمذاني: ومن عجائب قرميسين
وهي إحدى عجائب الدنيا صورة شبديز وهي في قرية
يقال لها خاتان ومصوره قنطوس بن سنمار،
وسنمار هو الذي بنى الخورنق بالكوفة، وكان
سبب صورته في هذه القرية أنه كان أزكى الدواب
وأعظمها خلقة وأظهرها خلقا وأصبرها على طول
الركض، وكان ملك الهند أهداه إلى الملك أبرويز
فكان لا يبول ولا يروث ما دام عليه سرجه ولجامه
ولا ينخر ولا يزبد، وكانت استدارة حافره ستة
أشبار، فاتفق أن شبديز اشتكى وزادت شكواه
وعرف أبرويز ذلك وقال: لئن أخبرني أحد بموته
لأقتلنه، فلما مات شبديز خاف صاحب خيله أن
يسأله عنه فلا يجد بدا من اخباره بموته فيقتله، فجاء
إلى البهلبنه مغنيه، ولم يكن فيما تقدم من الازمان
ولا ما تأخر أحذق منه بالضرب بالعود والغناء، قالوا:
كان لأبرويز ثلاث خصائص لم تكن لاحد من قبله:
فرسه شبديز وسريته شيرين ومغنيه بهلبند، وقال: اعلم
أن شبديز قد نفق ومات وقد عرفت ما أوعد به الملك
من أخبره بموته فاحتل لي حيلة ولك كذا وكذا،
فوعده الحيلة، فلما حضر بين يدي الملك غناه غناء
ورى فيه عن القصة إلى أن فطن الملك وقال له:
ويحك مات شبديز! فقال: الملك يقوله، فقال له:
زه ما أحسن ما تخلصت وخلصت غيرك! وجزع
عليه جزعا عظيما فأمر قنطوس بن سنمار بتصويره
فصوره على أحسن وأتم تمثال حتى لا يكاد يفرق بينهما
إلا بإدارة الروح في جسدهما، وجاء الملك ورآه
فاستعبر باكيا عند تأمله إياه وقال: لشد ما نعى
إلينا أنفسنا هذا التمثال وذكرنا ما نصير إليه من
فساد حالنا، ولئن كان في الظاهر أمر من أمور
الدنيا يدل على أمور الآخرة إن فيه لدليلا على
الاقرار بموت جسدنا وانهدام بدننا وطموس صورتنا
ودروس أثرنا لبلى الذي لا بد منه مع الاقرار
بالتأثير الذي لا سبيل إليه أن يبقى من جمال صورتنا،
وقد أحدث لنا وقوفنا على هذا التمثال ذكرا لما تصير
إليه حالنا وتوهمنا وقوف الواقفين عليه بعدنا حتى كأننا
بعضهم ومشاهدون لهم، قال: ومن عجائب هذا
التمثال أنه لم ير مثل صورته صورة ولم يقف عليه
أحد منذ صور من أهل الفكر اللطيف والنظر الدقيق
إلا استراب بصورته وعجب منها، حتى لقد سمعت
كثيرا من هذا الصنف يحلفون أو يقاربون اليمين أنها
ليست من صنعة العباد وأن لله تعالى خبيئة سوف
يظهرها يوما، قال: وسمعت بعض فقهاء المعتزلة يقول
لو أن رجلا خرج من فرغانة القصوى وآخر من
سوس الأبعد قاصدين النظر إلى صورة شبديز ما عنفا
على ذلك، قال: وأنت إذا فكرت في أمر صورة
319

شبديز وجدتها كما ذكر هذا المعتزلي، فإن كان من
صنعة الآدميين فقد أعطي هذا المصور ما لم يعط أحد
من العالمين، فأي شئ أعجب أو أظرف أو أشد امتناعا
من أنه سخرت له الحجارة كما يريد، ففي الموضع الذي
يحتاج أن يكون أسود اسود وفي الموضع الذي
يحتاج أن يكون أحمر احمر وكذلك سائر الألوان،
والذي يظهر لي أن الأصباغ التي فيه معالجة بصنف
من المعالجات، ثم صور شيرين جارية أبرويز أيضا
قريبة من شبديز وصور نفسه أيضا راكبا فرسا لبيقا،
وقد ذكره هذه القصة خالد الفياض في شعر قاله وهو:
والملك كسرى شهنشاه تقنصه
سهم بريش جناح الموت مقطوب
إذ كان لذته شبديز يركبه،
وغنج شيرين والديباج والطيب
بالنار آلى يمينا شد ما غلظت
أن من بدا فنعى الشبديز مصلوب
حتى إذا أصبح الشبديز منجدلا،
وكان ما مثله في الخيل مركوب
ناحت عليه من الأوتار أربعة
بالفارسية نوحا فيه تطريب
ورنم البهلبند التوتر فالتهبت
من سحر راحته اليمنى شآبيب
فقال: مات! فقالوا: أنت فهت به
فأصبح الحنث عنه وهو مجذوب
لولا البهلبند والأوتار تندبه
لم يستطع نعي شبديز المرازيب
أخنى الزمان عليهم فاجرهد بهم،
فما يرى منهم إلا الملاعيب
وقال أبو عمران الكسروي يذكره:
وهم نقروا شبديز في الصخر عبرة،
وراكبه برويز كالبدر طالع
عليه بهاء الملك والوفد عكف
يخال به فجر من الأفق ساطع
تلاحظه شيرين واللحظ فاتن،
وتعطو بكف حسنتها الأشاجع
يدوم على كر الجديدين شخصه،
ويلفي قويم الجسم واللون ناصع
واجتاز بعض الملوك هناك ونزل وشرب وأعجبه
الموضع فاستدعى خلوقا وزعفرانا فخلق وجه شبديز
وشيرين والملك، فقال بعض الشعراء:
كاد شبديز أن يحمحم لما
خلق الوجه منه بالزعفران
وكأن الهمام كسرى وشيرين
مع الشيخ موبذ الموبذان
من خلوق قد ضمخوهم جميعا
أصبحوا في مطارف الأرجوان
وقال ابن الفقيه: أنشدني أبو محمد العبدي الهمذاني
لنفسه في صورة شبديز:
من ناظر معتبر أبصرت
مقلته صورة شبديز
تأمل الدنيا وآثارها
في ملك الدنيا أبرويز
يوقن أن الدهر لا يأتلي
يلحق موطوءا بمهزوز
أبعد كسرى اعتاض من ملكه
مخط رسم ثم مرموز
يغبط ذو ملك على عيشة
رنق يعانيها بتوفيز
320

وقال آخر شبديز وأبرويز:
شبديز منحوت صخر بعد بهجته
للناظرين، فلا جري ولا خبب
عليه برويز مثل البدر منتصبا
للناظرين، فلا يجدي ولا يهب
وربما فاض للعافين من يده
سحائب، ودقها المرجان والذهب
فلا تزال مدى الأيام صورته
تحن شوقا إليها العجم والعرب
قلت: وعندي أشعار وأراجيز اكتفيت منها بهذا
القدر تجنبا للإطالة.
شبراذق: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم راء، وبعد
الألف ذال معجمة ثم قاف، قال الأديبي: موضع.
شبرانة: من ثغور شرف الأندلس بقرب طرطوشة
ينسب إليها أديب يقال له الشبراني.
شبرب: بالضم، وبعد الراء باء موحدة: بلدة بالأندلس
من أعمال بلنسية، ينسب إليها أبو طاهر بن سلفة
أبا العباس أحمد بن طالوت البلنسي الشبربي أحد
الطلاب، وكان فاضلا في الطب والأدب.
شبرت: مثل الذي قبله إلا أن آخره تاء مثناة من
فوق: قلعة حصينة على ساحل البحر بالأندلس، بينها
وبين طرطوشة يومان.
شبر: بالتحريك، وآخره راء، والشبر: العطية،
وقيل: القربان الذي يتقرب به النصارى، قال العجاج:
الحمد لله الذي أعطى الشبر
وهو موضع من نواحي البحرين.
شبرقان: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم راء مضمومة،
وقاف، وآخره نون: بلد عامر آهل قرب بلخ،
بينهما مسيرة يوم أو يومين، وقد يقال له شفرقان،
بالفاء، وقد ذكرت.
شبرمان: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم راء مضمومة،
وآخره نون، رجل شبرم أي قصير، وشبرم:
نبات قيل هو حب يشبه الحمص، وقال أبو زيد:
ومن العضاه الشبرم: وهو موضع في قول حماس:
.... وجاركم
بذي شبرمان لم تزيل مفاصله
شبرم: بالضم، وقد ذكر قبله، قال أبو عبيد
السكوني: هو ماء عذب في البادية، بينه وبين
الجبل تسعة أميال، وهو لبني عجل في طرف البرية
من الكوفة.
شبشير: من قرى أرض مصر السفلى، ينسب إليها يحيى
ابن نافع بن خالد بن نافع بن عبد الله بن أبي حبيب مولى
هذيل كان يقال له الهذلي الشبشيري يكنى أبا حبيب،
توفي في شهر ربيع الأول سنة 291، قاله ابن يونس.
شبطران: بفتح أوله وثانيه، وسكون الطاء ثم راء،
وآخره نون: حصن من أعمال طليطلة بالأندلس.
الشبعاء: من قرى دمشق من إقليم بيت الآبار،
سكنها الخطاب بن سليمان بن محمد بن الوليد بن عبد
الملك بن مروان بن الحكم الأموي وأهل بيته، ذكره
ابن أبي العجائز، ولها ذكر في أخبار أبي العميطر.
الشبعان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، بلفظ ضد الجائع:
جبل بالبحرين يتبرد بكهافه، قال عدي بن زيد:
تزود من الشبعان خلفك نظرة،
فإن بلاد الجوع حيث تميم
وقال ابن حمراء:
أبا الشبعان! بعدك حر نجد
وأبطح مكة حيث غارا
321

سلوا قحطان أي ابني نزار
أتى قحطان يلتمس الجوارا
فخالفهم وخالف عن معد،
ونار الحرب تستعر استعارا
قال: والشبعان أطم بالمدينة في ديار أسيد بن
معاوية، عن نصر.
الشبق: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره قاف،
وهو مرتجل إلا أن يروى بالفتح فيكون حينئذ منقولا
من الشبق وهو الغلمة: وهو موضع، قال البريق
يرثي أخاه:
كأن عجوزي لم تلد غير واحد،
وماتت بذات الشبق وهي عقيم
شبك: بالتحريك، والكاف، كأنه جمع شبكة التي
يصاد بها، وذو شبك: ماء بالحجاز في ديار نصر بن
معاوية له ذكر، ويقال للآبار المجتمعة شبك وشبكة.
الشبكة: بلفظ واحدة الذي قبله، قال أبو عبيد
السكوني: الشبكة ماء بأجإ ويعرف بشبكة ياطب،
وهي ذات نخل وطلح، وقال غيره: الشبكة ماء
لبني أسد قريب من حبشي قرب سميراء، وقال أبو
زياد: ومن مياه قشير الشبكة، وشبكة شدخ،
بالشين المعجمة: والدال المهملة مفتوحتين، والخاء
المعجمة: اسم ماء لأسلم من بني غفار، يذكر في
شدخ إن شاء الله تعالى. والشبكة: من مياه بني
نمير بالشريف وتعرف بشبكة ابن دخن، وابن
دخن جبل، وهي مياه الماشية، ومن مياههم:
شبكة بني قطن وشبكة هبود.
شبلاد: قرية بالأندلس، قال الفرضي: عبد الله بن
محمد بن جعفر من أهل قرطبة كان يسكن ناحية
شبلاد، روى عنه ابن عبد البر وأبو محمد الباجي
حكايات، ومات سنة 319، ومولده سنة 220.
شبلان: بكسر أوله، وسكون ثانيه، تثنية شبل
ولد الأسد: نهر بالبصرة يأخذ من نهر الأبلة قريب
منه، عن نصر، ينسب إلى رجل اسمه شبل، وعندهم
عدة مواضع يزيدون على اسم من نسبت إليه ألفا
ونونا كزيادان نهر منسوب إلى زياد ابن أبيه، حتى
قالوا: عبد الليان قرية منسوبة إلى عبد الله.
الشبلية: بكسر أو هل، منسوب إلى شبل ولد الأسد
نسبة تأنيث: قرية من قرى أشروسنة بما وراء
النهر، ينسب إليها الشبلي الزاهد أبو بكر اصله منها
ومولده بسامراء، واختلف في اسمه فقيل دلف وقيل
جعفر، واختلف في اسم أبيه أيضا، قال أبو عبد
الرحمن السلمي: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان
يقول الشبلي من أهل أشر وسنة من قرية يقال لها
شبلية أصله منها، وقد روي عن بندار بن الحسين
أنه قال: سمعت الشبلي يقول: نوديت في سري يوما
شب لي أي احترق في، فسميت نفسي بذلك وقلت:
رآني فأرواني عجائب لطفه،
فهمت فقلبي بالأنين يذوب
فلا غائب عني فأسلو بذكره،
ولا هو عني معرض فأغيب
ومات ببغداد سنة 334، وقبره بها معروف، وكان
ينشد ليلة مات حين خرجت روحه:
إن بيتا أنت ساكنه
غير محتاج إلى السرج
وعليلا أنت عائده
قد أتاه الله بالفرج
وجهك المأمول حجتنا
يوم تأتي الناس بالحجج
322

شبورقان: وتخففها العامة فتقول شبرقان: مدينة
طيبة من الجوزجان قب بلخ، بينها وبين أنبار
مرحلة من جانب الجنوب، من شبورقان إلى اليهودية
مدينة الجوزجان راجعا إلى فارياب مرحلتان في
الشمال ثم من فارياب إلى اليهودية مرحلة، ومن
شبورقان إلى أنخذ مرحلتان في الشمال، ومن بلخ
إلى شبورقان ثلاث مراحل، ومن شبورقان إلى
فارياب ثلاث مراحل.
شبوة: بفتح اوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو،
وهو من أسماء العقرب: وهو اسم موضع، قال
رجل من بني عامر بن عوبشان:
طربت وهاجتك الحمول البواكر
مقفية تحدى بهن الأباعر
على كل مهري رباع مخيس،
له مشفر رخو وهاد عراعر
يذكر أظعانا بشبوة بعدما
علون بروجا، فوقهن قناطر
وقال بشر بن أبي خازم:
ألا ظعن الخليط غداة ريعوا
بشبوة، والمطي لنا خضوع
أجد البين فاحتموا سراعا،
فما بالدار إذ رحلوا كتيع
وشبوة أيضا: من حصون اليمن في جبل ريمة،
وقال الأزدي: شبوة في طرف العراق في قول ابن
مقبل حيث قال:
منعوا ما بين أعلى شبوة
وقصور الشام بالضرب الخذم
وقال نصر: شبوة بلد من اليمن على الجادة من
حضر موت إلى مكة، وقال ابن الحائك وهو يذكر
نواحي حضر موت: شبوة مدينة لحمير وأحد جبلي
الثلج بها والثاني لأهل مأرب، قال: فلما احتربت
مذحج وحمير خرج أهل شبوة من شبوة وسكنوا
حضر موت، وبهم سميت شبام، وكان الأصل في
ذلك شباه فأبدلت الميم من الهاء، كذا قال هذا
الكلام.
شبيث: تصغير شبث: وهي دويبة كثيرة الأرجل
من أحناش الأرض، آخره تاء مثلثة: وهو جبل
بنواحي حلب معدود في نواحي الأخض، وهي
كورة من كور حلب، وذلك الجبل مستدير وفي
رأسه أرض بسيطة فيها ثلاث قرى، يجلب إلى حلب
من هذا الجبل حجارة سود يجعلونها رحى لطحنهم
ويدخلونها في أبنيتهم تعرف بالشبيثية، وهو الذي
ذكره النابغة الجعدي في قوله:
فقال تجاوزت الأحص وماءه
وبطن شبيث، وهو ذو مترسم
قال: ودارة شبيث لبني الأضبط ببطن الجريب،
وقال عمرو بن الأهتم المنقري:
وقلت لعون اقبلوا النصح ترشدوا
ويحكم فيما بيننا حكمان
وإلا فإنا لا هوادة بيننا
بصلح، إذا ما تلتقي الفئتان
سوى كل مذروب جلا القين حده
وسهم سريع قتله وسنان
فإن كليبا كان يظلم رهطه،
فأدركه مثل الذي تريان
فلما سقاه السم رمح ابن عمه
تذكر ظلم الأهل أي أوان
وقال لجساس: أغثني بشربة،
وإلا فنبئ من لقيت مكاني
323

فقال: تجاوزت الأحص وماءه،
وبطن شبيث وهو غير دفان
وقال رجل من بني أسد:
سكنوا شبيثا والأحص، وأصبحت
نزلت منازلهم بنو ذبيان
الشبيرمة: كأنه تصغير شبرمة ضرب من النبات:
ماء للضباب بالحمى حمى ضرية، وقال أبو زياد:
ومن مياه بني عقيل الشبيرمة.
الشبيك: آخره كاف، كأنه تصغير شبك واحدة
الشباك: وهي مواضع ليست بسباخ ولا تنبت كنحو
شباك البصرة، وقال الأزهري: شباك البصرة ركايا
كثيرة مفتوح بعضها في بعض، والشبيك: موضع
في بلاد بني مازن، قال مالك بن الريب بعد ما
أوردنا من قصيدته في مرو:
وقوما على بئر الشبيك فأسمعا
بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقفرة
تهيل علي الريح فيها السوافيا
ولا تنسيا عهدي، خليلي، إنني
تقطع أوصالي وتبلى عظاميا
ولن يعدم الوالون بيتا يجنني،
ولن يعدم الميراث بعدي المواليا
يقولون: لا تبعد، وهم يدفنونني
وأين مكان البعد إلا مكانيا؟
غداة غد، يا لهف نفسي على غد!
إذا أدلجوا عني وخلفت ثاويا
وأصبحت لا أنضو قلوصا بأنسع
ولا أنتمي في غورها بالمثانيا
وأصبح مالي من طريف وتالد
لغيري، وكان المال بالأمس ماليا
وبعد هذه الأبيات من هذه القصيدة ما نورده في
رحا المثل.
الشبيكة: بلفظ تحقير شبكة الصائد: واد قرب
العرجاء في بطنه ركايا كثيرة مفتوح بعضها إلى بعض،
قال محمد بن موسى: الشبيكة، بالكاف، بين مكة
والزاهر على طريق التنعيم ومنزل من منازل حاج
البصرة بينه وبين وجرة أميال، قال عدي بن الرقاع
العاملي:
عرف الديار توهما فاعتادها
من بعد ما شمل البلى أبلادها
إلا رواسي كلهن قد اصطلى
حمراء أشعل أهلها إيقادها
بشبيكة الحور التي غربيها
فقدت رسوم حياضها ورادها
والشبيكة: ماء لبني سلول.
شبيلش: بضم أوله: وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت
ساكنة، ولام مكسورة، وشين معجمة: حصن
حصين بالأندلس من أعمال إلبيرة قريب من برجة.
شبيوط: بكسر أوله، وفتح الياء المثناة من تحت:
حصن من أعمال أبدة.
باب الشين والتاء وما يليهما
شتار: نقب شتار: نقب في جبل من جبال السراة
بين أرض البلقاء والمدينة على شرقي طريق الحاج
يفضي إلى أرض واسعة معشبة يشرف عليها جبال
فاران وهي في قبلي الكرك.
شتان: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره نون،
والشتن: النسج، والشاتن: الناسج، وكذلك
324

الشتون: وهو جبل بين كداء وكدي، يقال
بات به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في
حجته ثم دخل مكة من كداء.
شتر: بالتحريك، والتاء المثناة، وآخره راء: قلعة
من أعمال أران بين برذعة وكنجة، ينسب إليها
السلفي يوسف الصيرفي وكتب عنه وقال: هي قرب
أوق من أران.
شتنا: من قرى مصر بينها وبين مليج فرسخ على بحر
المحلة.
باب الشين والثاء وما يليهما
الشث: موضع بالحجاز، عن نصر.
الشثر: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء:
جبل، عن العمراني، وهو علم مرتجل غير مستعمل
في شئ من كلام العرب.
باب الشين والجيم وما يليهما
شجا: بوزن رحا، من شجاه الحب يشجوه شجوا
إذا أحزنه، يشبه أن يكون المسمي لهذا الموضع بهذا
الاسم قد رأى منه ما أحزنه من خلوه من أهله
وإيحاشه ممن كان يهواه: وهو واد بين مصر
والمدينة، قال:
ساقي شجا يميد ميد المخمور
ويروى بالسين عن الأديبي.
شجار: بكسر أوله، وآخره راء، وكل شئ خالف
فقد اشتبك واشتجر فيجوز أن يكون من هذا،
ومنه سمي الشجر لتداخل بعضه في بعض، ومنه
شجار الهودج لاشتباك بعض عيدانه في بعض: وهو
موضع في شعر الأعشى.
الشجان: بالفتح: من قرى عشر في أوائل اليمن من
جهة القبلة.
شجان: من حصون مشارف ذمار باليمن، بضم أوله.
الشجرتان: تثنية شجرة، معدن الشجرتين: معدن
بالذهلول.
الشجرة: بلفظ واحدة الشجر: وهي الشجرة التي
ولدت عندها أسماء بنت محمد بن أبي بكر، رضي
الله عنه، بذي الحليفة، وكانت سمرة وكان النبي،
صلى الله عليه وسلم، ينزلها من المدينة ويحرم منها،
وهي على ستة أميال من المدينة، وإليها ينسب إبراهيم
ابن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري المدني
من مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، روى
عن أبيه والمدنيين، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي
وأبو إسماعيل الترمذي وهو ضعيف. والشجرة أيضا:
اسم قرية بفلسطين بها قبر صديق من صالح النبي، عليه
السلام، وقبر دحية الكلبي فيما زعموا في مغارة هناك
يقال إن فيها ثمانين شهيدا، والله أعلم. والشجرة التي
سر تحتها الأنبياء: بوادي السرر، وقد مر ذكرها،
وهي على أربعة أميال من مكة. والشجرة المذكورة
في القرآن في قوله تعالى: إذ يبايعونك تحت الشجرة،
في الحديبية، وقد ذكرت في الحديبية، وبلغ عمر
ابن الخطاب، رضي الله عنه، أن الناس يكثرون
قصدها وزيارتها والتبرك بها فخشي أن تعبد كما عبدت
اللات والعزى فأمر بقطعها وإعدامها فأصبح الناس
فلم يروا لها أثرا.
شجعي: بوزن سكرى: موضع.
شجعات: بكسر أوله، وسكون ثانيه، والتاء،
وهو جمع شجعة، وشجعة جمع شجاع مثل
غلمة وغلام: وهي ثنايا معروفة.
325

شجنة: بكسر أوله، وسكون ثانيه، ثم نون، مثل
ما جاء في الحديث: الرحم شجنة من الله أز قرابة
مشبكة كاشتباك العروق، والحديث ذو شجون،
منه لتمسك بعضه ببعض: وهو موضع في قول
سنان بن أبي حارثة حيث قال:
قل للمثلم وابن هند بعده:
إن كنت رائم عزنا فاستقدم
تلق الذي لاقى العدو وتصطبح
كأسا صبابتها كطعم العلقم
تحبو الكتيبة حن تشتبك القنا
طعنا كإلهاب الحريق المضرم
وبضرغد وعلى السديرة حاضر،
وبذي أمر حريمهم لم يقسم
منا بشجنة والذباب فوارس،
وعتائد مثل السواد المظلم
شجوة: بفتح أوله، بلفظ واحدة الشجو، وهو الحاجة:
واد بتهامة يصب من جبل يقال له فحل، قال شجنة
ابن الصيقل أحد بني عامر بن عوبثان من مراد:
لقد علمت أولى زبيد عشية
بشجوة وحي أن قيسا لغائب
شفا يومنا منا الغليل ولم يكن
بشجوة بقيا إذ ترينا الطلائب
الشجية: من قولهم: رجل شج وامرأة شجية،
بالتخفيف، ولكنه شدد للنسب على غير قياس لان
قياسه شجوية، وقال أبو منصور في المثل: تحامل
انسان وشدد الشجي ويل للشجي من الخلي، وقد
ذكره بعده، وله مخارج من العربية، وهو أن تجعل
الشجي بمعنى المشجو فعلا من شجاه يشجوه فهو
مشجو وشجي، والثاني أن العرب تمد فعلا بياء
فتقول فلان قمن بكذا وقمين وسمج وسميج
وفلان كر وكري للنائم، وأنشد بعضهم:
وما إن صوت نائحة شجي
فشدد الياء، والكلام صوت شج إذا شجاها الحزن
أي بلغ منها الغاية في الالم، قال السكوني: موضع
بينا لشقوق وبطان في طريق مكة دون بطان بسبعة
أميال فيه بركة وبئر معطلة.
الشجي: بكسر الجيم، يقال: الشجا، مقصور، ما
ينشب في الحلق من غصة هم أو غيره، والرجل
شج: وهو ربو من الأرض دخل في بطن فلج
فشجي به الوادي، قال السكوني: والطريق من
المدينة إلى البصرة يسلك من الشجي والرحيل في
القف ثم يؤخذ في الحزن على الوقباء، وبين الشجي
وحفر أبي موسى ثلاثون ميلا، وقيل: الشجي على
ثلاث مراحل من البصرة، عن نصر، والشجي:
ظرب قد شجي به الوادي فلذلك سمي الشجي،
قال الراجز:
وقد شجاني في النجاء المطلق
رأس الشجي كالفلو الأبلق
شدده ضرورة، وقد ذكرنا عذره في الذي قبله،
ولا يجوز تشديده في الكلام الفصيح، ومنه: ويل
للشجي من الخلي، غير مشدد في الشجي ومشدد في
الخلي، والنجاء في هذا الرجز: اسم موضع أيضا،
وقال الآخر:
كأنها بين الرحيل والشجي
ضاربة بخفها والمنسج
ومات قوم بالعطش بالشجي في أيام الحجاج، وهو
منزل من منازل طريق مكة من ناحية البصرة،
فاتصل خبرهم بالحجاج فقال: إني أظن أنهم دعو الله
326

حين بلغ بهم الجهد فاحفروا في مكانهم الذي كانوا فيه
لعل الله أن يسقي الناس، فقال رجل من جلسائه:
وقد قال الشاعر:
تراءت له بين اللوى وعنيزة
وبين الشجي مما أحال على الوادي
ما تراءت له إلا على ماء، فأمر الحجاج عبيدة السلمي
أن يحفر بالشجي بئرا فحفر بالشجي بئرا فأنبط ماء لا
ينزح، قال عبيد الله الفقير إليه: إن أريد من هذا
الموضع الوادي فهو الشجي، بالياء، لأنه شجي بالربوة
فهو مفعول، وإن أريد به الربوة نفسها فهو الشجا،
بالألف، لأنه فاعل، والمعنى في ذلك ظاهر.
باب الشين والخاء وما يليهما
شحا: بالفتح، يقال: شحا فاه شحيا، قال الفراء:
شحا مائة لبعض العرب، يكتب بالياء وإن شئت
بالألف لأنه يقال: شحوت وشحيت فمه إذا
فتحته، ولا تجربها تقول هذه شحا، فاعلم.
شحاط: من مخاليف اليمن.
الشحر: بكسر أوله، وسكون ثانيه، قال: الشحرة
الشط الضيق، والشحر الشط: وهو صقع على ساحل
بحر الهند من ناحية اليمن، قال الأصمعي: هو بين
عدن عمان قد نسب إليه بعض الرواة، وإليه
ينسب العنبر الشحري لأنه يوجد في سواحله، وهناك
عدة مدن يتناولها هذا الاسم، وذكر بعض العرب
قال: قدمت الشحر فنزلت على رجل من مهرة له
رياسة وخطر فأقمت عنده أياما فذكرت عنده
النسناس فقال: إنا لنصيده ونأكله وهو دابة له يد
واحدة ورجل واحدة وكذلك جميع ما فيه من
الأعضاء، فقلت له: أنا والله أحب أن أراه، فقال
لغلمانه: صيدوا لنا شيئا منه، فلما كان من الغد
إذ هم قد جاؤوا بشئ له وجه كوجه الانسان إلا
أنه نصف الوجه وله يد واحدة في صدره وكذلك
رجل واحدة، فلما نظر إلي قال: أنا بالله وبك!
فقلت للغلمان: خلوا عنه، فقالوا: يا هذا لا تغتر
بكلامه فهو أكلنا، فلم أزل بهم حتى أطلقوه
فمر مسرعا كالريح، فلما حضر غداء الرجل الذي
كنت عنده قال لغلمانه: أما كنت قد تقدمت
إليكم أن تصيدوا لنا شيئا؟ فقالوا: قد فعلنا ولكن
ضيفك قد خلى عنه، فضحك وقال: خدعك والله!
ثم أمرهم بالغدو إلى الصيد، فقلت: وأنا معهم؟
فقال: افعل، ثم غدونا بالكلاب فصرنا إلى غيضة
عظيمة وذلك في آخر الليل فإذا واحد يقول: يا أبا
مجمر إن الصبح قد أسفر والليل قد أدبر والقنيص قد
حضر فعليك بالوزر، فقال له الآخر: كلي ولا
تراعي، قال: فأرسلوا الكلاب عليهم فرأيت أبا
مجمر وقد اعتوره كلبان وهو يقول:
الويل لي مما به دهاني
دهري من الهموم والأحزان!
قفا قليلا أيها الكلبان،
واستمعا قولي وصدقاني
إنكما حين تحارباني
ألفيتماني خضلا عناني
لو بي شبابي ما ملكتماني
حتى تموتا أو تخلياني
قال: فالتقيا عليه وأخذاه، فلما حضر غداء الرجل
أتوا بأبي مجمر بعد الطعام مشويا، وقد ذكرت من
خبر النسناس شيئا آخر في وبار على ما وجدته في
كتب العقلاء، وهو مما اشترطنا أنه خارج من العادة
وأنا برئ من العهدة، وينسب إلى الشحر جماعة،
327

منهم: محمد بن خوي بن معاذ الشحري اليماني، سمع
بالعراق وخراسان من أبي عبد الله محمد بن الفضل
الصاعدي الفراوي وغيره.
شحشبو: بفتح أوله، وسكون ثانيه، شين معجمة
أخرى مفتوحة، وباء موحدة: من قرى أفامية
يقال بها قبر الإسكندر ويقال أمعاؤه هناك وجثته
بمنارة الإسكندرية، والأكثرون على أنه مات ببابل
بأرض العراق.
الشحم: بلفظ الشحم الذي يكون في أجواف الحيوان
إذا سمن: بلد ببلاد الروم قرب عمورية يقال له
مرج الشحم.
شحوة: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو،
والشحوة: الخطوة، كثيب أبي شحوة:
بمكة وهو الكثيب المشرف على بيت يأجج بين
منى وسرف، وبينه وبين مكة خمسة أميال مشرف
على طريق الشام وطريق العراق، وهو كثيب شامخ
مشيد وأعلاه منفرد عن الكثبان.
باب الشين والخاء وما يليهما
شخاخ: بالفتح، وبعد الألف خاء معجمة أيضا: من
قرى الشاش بما وراء النهر، ينسب إليها أبو محمد
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الخالق البخاري الشخاخي
سكن هذه القرية، روى عن محمد بن إسماعيل
البخاري وغيره، ومات بالشاش سنة 323.
شخب: بالتحريك: حصن باليمن عن يمين صيد في
بلاد مذحج وكهال قريب منه، حدثني أبو الربيع
سليمان بن عبد الله بن الحسن بن علي بن عبد السلام بن
محمد بن راشد بن المبارك بن عقال المعروف بابن
الريحاني المكي التميمي قال: من السبب الذي دعا
الملك المعز أبا الفداء إسماعيل بن سيف الاسلام طغتكين
ابن أيوب إلى التسمي بالخلافة والانتماء إلى بني أمية أنه
نازل أحد حصني كهال أو شخب ليأخذه من
مالكه فامتنع عليه يومين أو ثلاثة إذ نزلت صاعقة
بمن فيه فأهلكت مالكه ومستحفظه وجماعة غيرهما
فاضطر من بقي فيه إلى تسلميه إليه بعد طلب
الأمان ثم انتقل إلى الآخر فجرى أمره على مثال
ذلك من الصاعقة بصاحبه ثم اضطر من بقي منهم إلى
تسليمه بالأمان فأكسبه ذلك طغيانا دعاه إلى دعوى
الخلافة لنفسه بعد أسباب جرت شعبت ما بينه وبين
الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء.
شخصان: بلفظ تثنية الشخص: موضع، ويقال:
أكمة لها شعبتان في شعر ابن حلزة.
باب الشين والدال وما يليهما
شدخ: بالخاء المعجمة: من منازل غفار وأسلم بالحجاز
عن نصر.
شدموه: من قرى الفيوم، كان بها عبد الله بن سعد
ابن أبي سرح فجاءته إمارة مصر وعزل عمرو بن
العاص في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه،
وقيل كان بقرية تدعى موشة.
شدن: بالتحريك، وآخره نون، يقال: شدن
الصبي والمهر والخشف يشدن شدونا إذا صلح
جسمه وترعرع: وهو موضع باليمن تنسب إليه
الإبل، وقيل: هو اسم فحل، ومنه قول أبي تمام:
يا موضع الشدنية الوجناء،
ومصارع الادلاج والاسراء
شدوان: بلفظ تثنية شدا يشدو إذا غنى، وهو
بفتح الدال: موضع، قال نصر: الشدوان جبلان
328

باليمن، وقيل بتهامة، أحمران، وقيل: بضم
النون، وإنه جبل واحد، قال بعضهم:
مبردة باتت على شدوان
وقال يعلى الأحول الأزدي وهو لص محبوس:
أرقت لبرق دونه شدوان
يمان، وأهوى البرق كل يمان
إذا قلت شيماه! يقولان والهوى
يصادف منا بعض ما يريان
فبت أرى البيت العتيق أشيمه
ومطواي من شوق له أرقان
شدونبة: بفتح أوله، وبعد الواو الساكنة نون
ساكنة أيضا، فالتقى فيه ساكنان، وبعدها باء
موحدة: قرية على غربي النيل بأعلى الصعيد وبقربها
بستان يقال له الجوهري.
كأنه لسعته شبه بذلك أو سمي بالشدق وهو
جانب الفم: وهو واد بأرض الطائف مخلاف من
مخاليفها، ورواه نصر بالذال المعجمة.
باب الشين والذال وما يليهما
شذا: بفتح أوله، والقصر، وهو شدة ذكاء الرائحة،
والشذا: الأذى، والشذا: ذباب الكلب، والشذا:
قرية بالبصرة، عن السمعاني، ينسب إليها أبو الطيب
محمد بن أحمد بن الكاتب الشذائي، كتب عنه عبد
الغني، وأبو بكر أحمد بن نصر بن منصور بن عبد
المجيد المخزومي المقري الشذائي، يروي عن أبي بكر
محمد بن موسى الزينبي وأبي بكر بن مجاهد وغيرهما،
روى عنه محمد بن أحمد بن عبد الله اللابكي.
الشذف: بالتحريك: حصن من حصون الخال باليمن
قريب من الجند.
شذونة: بفتح أوله، وبعد الواو الساكنة نون:
مدينة بالأندلس تتصل نواحيها بنواحي موزور من
أعمال الأندلس، وهي منحرفة عن موزور إلى
الغرب مائلة إلى القبلة، ينسب إليها خلف بن حامد
ابن الفرج بن كنانة الكناني الشذوني قاضي شذونة
محدث مشهور، قال أبو سعد: الشذوني، بالفتح
ثم السكون وفتح الواو ونون، قال: وهي من
أعمال إشبيلية، ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن
خلصة الشذوني النحوي، كان حيا بعد سنة 444،
وكان ضريرا، وما أظن السمعاني أصاب فإنهما واحد
وإعرابه الثانية تصحيف منه أو من الراوي له، قال
الفرضي: منها أبو الوليد أبان بن عثمان بن سعيد بن
البشر بن غالب بن فيض اللخمي من أهل شذونة،
سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن بن قاسم بن أصبغ
وسعيد بن جابر وغيرهما، وكان نحويا لغويا
لطيف النظر جيد الاستنباط شاعرا، توفي بقرطبة
لست خلون من رجب سنة 377، وكان ينسب إلى
اعتقاد مذهب ابن ميسرة.
باب الشين والراء وما يليهما
الشراء: بتخفيف الراء، والمد: اسم جبل في ديار
بني كلاب، ويقال: هما شراءان البيضاء لبني
كلاب والسوداء لبنى عقيل بأعراف غمرة في أقصاه
جبلان، وقيل قريتان، وراء ذات عرق وفوقهما
جبل طويل يقال له مسولا، قال النميري:
ألا حبذا الهضب الذي عن يمينه
شراء وحفته المتان الصوارح
ولا زال يسنو، بالركاء وغمرة
وسود شراءين، البروق اللوامح
329

وأنشد الآخر:
وهل أرين الدهر في رونق الضحى
شراء، وقد كان الشراب لها ريقا
وقال أبو زياد: وغربي شراء لابي بكر بن كلاب
وبه مرتفق ماء لابي بكر والخشيب لعمرو بن كلاب
والمذنب لعامر بن كلاب مما يلي المشرق من شراء،
وفي ديار عمرو بن كلاب شراء أخرى لم يدخل معهم
فيها أحد، وقال في موضع آخر من كتابه: ومن
جبال عمرو بن كلاب شراءان، وهما تؤنثان في
الكلام ويقال: شراء البيضاء وشراء السوداء، وهما
اللتان يقول فيهما النميري عمير بن الخصيم:
ألا حبذا الهضب الذي عن يمينه
شراء وحفته المتان الصوارح
الشري: بالفتح، والقصر، وهو داء يأخذ في الرجل
أحمر كهيئة الدرهم، وشرى الفرات: ناحيته، قال
بعض الشعراء:
لعن الكواعب بعد يوم وصلنني
بشرى الفرات وبعد يوم الجوسق
ويقال للشجعان: ما هم إلا أسود الشرى، وقال
بعضهم: شرى مأسدة بعينها، وقيل: شرى الفرات
ناحيته به غياض وآجام تكون فيها الأسود، قال:
أسود شرى لاقت أسود خفية
وخفية: موضع بعينه ذكر في موضعه، وقال نصر:
الشرى، مقصور، جبل بنجد في ديار طئ وجبل
بتهامة موصوف بكثرة السباع. والشرى: موضع
عند مكة في شعر مليح الهذلي:
ومن دون ذكراها التي خطرت لنا
بشرقي نعمان الشرى فالمعرف
شرقي نعمان: هو جبل طئ، وقال المرزوقي في
قول امرأة من طئ:
دعا دعوة يوم الشرى يا ل مالك،
ومن لم يجب عند الحفيظة يكلم
فيا ضيعة الفتيان، إذ يعتلونه
ببطن الشرى مثل الفنيق المسدم
أما في بني حصن من ابن كريهة
من القوم طلاب الترات غشمشم
فيقتل حرا بامرئ لم يكن له
بواء، ولكن لا تكايل بالدم
قال السكري في قول مليح:
تشني لنا جيد مكحول مدامعها،
لها بنعمان أو فيض الشرى ولد
الشرى: ما كان حول الحرم وهي أشراء الحرم.
والشرى: واد من عرفة على ليلة بين كبكب
ونعمان، قال نصيب:
وهل مثل ليلات لهن رواجع
إلينا وأيام تحول طيبها
إذ أهلي وأهل العامرية جيرة
بحيث التقى رهو الشرى وكثيبها
إذا لم تعد أمواه جزع سويقة
بحارا ولم يحذر عليها خصيبها
إذا لم ترب في أم عمرو ولم ترب
عيون أناس كنت بعد تريبها
فأمست تبغاني بجرم كأنها،
إذا علنت ذنبي، تمحى ذنوبها
وذو الشرى: صنم كان لدوس وكانوا قد حموا له
حمى، وفي حديث الطفيل بن عمرو لما أسلم ورجع
إلى أهله بالنور في رأس سوطه دنت منه زوجته
فقال لها: إليك عني فلست منك ولست مني!
330

قالت: لم بأبي أنت وأمي؟ فقال: فرق بيني
وبينك دين الاسلام، فقالت: ديني دينك! فقال
لها: اذهبي إلى حنا ذي الشرى، بالنون، ويقال
حمى ذي الشرى، فتطهري منه، قال: وكان ذو
الشرى صنما لدوس وكان الحنا حمى حموه له به
وشل من ماء يهبط من جبل، قال: قالت بأبي
أنت وأمي أخشى على الصبية من ذي الشرى شيئا،
فقال: أنا ضامن لك، فذهبت واغتسلت ثم جاءت
فعرض عليها الاسلام فأسلمت، وقال الكلبي: وكان
لبني الحارث بن يشكر بن مبشر من الأزد صنم يقال
له ذو الشرى وله يقول أحد الغطاريف:
إذا لحللنا حول ما دون ذي الشرى
وشج العدى منا خميس عرمرم
شرا: بالفتح، والتشديد: ناحية كبيرة من نواحي
همذان، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم، عن
الحازمي.
شراج الحرة: بالكسر، وآخره ميم، وهو جمع
شرج، وهو مسيل الماء من الحرة إلى السهل: وهي
بالمدينة التي خوصم فيها الزبير عند رسول الله، صلى
الله عليه وسلم.
الشراشر: بتكرير الشين المعجمة والراء، كأنه جمع
شرشر، وهو نوع من البقول: موضع.
شراعة: بضم أوله، يشبه أن يكون من شراع
السفينة لما سمي به البقعة أنث: وهو موضع في شعر
ساعدة الهذلي.
شراف: بفتح أوله، وآخره فاء، وثانيه مخفف،
فعال من الشرف وهو العلو، قال نصر: ماء بنجد
له ذكر كثير في آثار الصحابة ابن مسعود وغيره،
قال الشماخ:
مرت بنعفي شراف وهي عاصفة
وقال أبو عبيد السكوني: شراف بين واقصة والقرعاء
على ثمانية أميال من الأحساء التي لبني وهب، ومن
شراف إلى واقصة ميلان، وهناك بركة تعرف باللوزة،
وفي شراف ثلاث آبار كبار رشاؤها أقل من عشرين
قامة وماؤها عذب كثير وبها قلب كثيرة طيبة
الماء يدخلها ماء المطر، وقيل: شراف استنبطه رجل
من العماليق اسمه شراف فسمي به، وقال الكلبي:
شراف وواقصة ابنتا عمرو بن معتق بن زمرة بن عبيل
ابن عوض بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام،
وقال زميل بن زامل الفزاري قاتل ابن دارة:
لقد عضني بالجو جو كتيفة،
ويوم التقينا من وراء شراف
قصرت له الدعصى ليعرف نسبتي
وأنبأته أني ابن عبد مناف
رفعت له كفي بأبيض صارم
وقلت التحفة دون كل لحاف
شراوة: بالفتح، وفتح الواو: موضع قريب من
تريم وتريم قريب من مدين.
الشراة: بفتح أوله، قال الأصمعي: إبل شراة إذا
كانت خيارا، قال ذو الرمة:
يذب القضايا عن شراة كأنها
جماهير تحت المدجنات الهواضب
وهو جبل شامخ مرتفع في السماء من دون عسفان
تأوي إليه الفرود ينبت النبع والقرظ والشوحط،
وهو لبني ليث خاصة ولبني ظفر من سليم، وهو
عن يسار عسفان وبه عقبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن
سلك عسفان يقال لها الخريطة مصعدة مرتفعة جدا،
والخريطة تلي الشراة، جبل صلد لا ينبت شيئا، ثم
331

يطلع من الشراة على ساية، قال أبو الأشعث.
والشراة أيضا: صقع بالشام بين دمشق ومدينة
الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن بعض نواحيه
القرية المعروفة بالحميمة التي كان يسكنها ولد علي
ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب في أيام بني
مروان، وفي حديث سواد بن قارب: بينما أنا نائم
على جبل من جبال الشراة، كذا ذكره أبو القاسم
الدمشقي وقال: كذا نقلته من خط أبي الحسن محمد
ابن العباس بن الفرات الشراة، بالشين المعجمة، وكان
صحيح الخط محكم الضبط، والنسبة إلى هذا الجبل
شروي، وقد نسب إليه من الرواة علي بن مسلم بن
الهيثم الشروي، يروي عن إسماعيل بن مهران،
روى عنه الحسن بن عليل العنزي، ومنهم أحمد بن
محمود بن نافع أبو العباس الشروي أحد الموصوفين
بالرمي المشهورين به مع صلاح وصبر جميل، سمع
أبا الوليد الطيالسي و عبد الله بن أبي بكر العتكي
وعمران بن ميسرة وغيرهم، روى عنه أبو الحسين
ابن المنادي، ومات سنة 274.
شرب: بفتح أوله، وكسر ثانيه، كذا ضبطه أبو
بكر بن نصر، يجوز أن يكون منقولا عن الفعل
الماضي من الشرب ثم صير اسما للموضع، قال: وهو
موضع قرب مكة له ذكر، وبشرب كانت وقعة
الفجار العظمى، وفي هذا اليوم قيد حرب بن أمية
وسفيان وأبو سفيان ابنا أمية أنفسهم كيلا يفروا
فسموا العنابس، وحضرها النبي، صلى الله عليه وسلم،
ولم يقاتل فيها وكان قد بلغ سن القتال وإنما منعه من
القتال فيها أنها كانت حرب فجار، قال ابن هرمة:
عهدي بهم، وسراب البيض منصدع
عنهم، وقد نزلوا ذا لجة صخبا
مشمرا بارز الساقين منكفتا
كأنه خاف من أعدائه طلبا
وقد رموا بهضاب الحزن ذا يسر،
وخلفوا بعد من أيمانهم شربا
شرب: بالكسر ثم السكون: موضع في قول ابن
مقبل حيث قال:
قد فرق الدهر بين الحي بالظعن،
وبين أثناء شرب يوم ذي يقن،
تفريق غير اجتماع ما مشى رجل
كما تفرق بين الشام واليمن
شربب: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة
مضمومة مكررة: واد في ديار بني سليم، قال
أرطاة بن سهية:
أجليت أهل البرك من أوطانهم
والحمس من شعبا وأهل الشربب
وقال ابن الأعرابي: الشربب من النبات الغملي،
وهو الذي قد ركب بعضه بعضا، وهو اسم
واد بعينه.
شربث: مثل الذي قبله إلا أن آخره ثاء مثلثة،
قال العمراني: واد بين اليمامة والبصرة على طريق مكة.
الشربة: بفتح أوله وثانيه، وتشديد الباء الموحدة،
قال أبو منصور: ويقال لكل نخيزة من الشجر شربة
في بعض اللغات، وقال: النحيزة طريقة سوداء في الأرض
كأنها خط مستوية لا يكون عرضها ذراعين يكون
ذلك من جبل وشجر وغير ذلك، وقال الجوهري:
ويقال أيضا ما زال فلان على شربة واحدة أي أمر
واحد، قال الأديبي: الشربة موضع بين السليلة
والربذة، وقيل: إذا جاوزت النقرة وماوان
تريد مكة وقعت في الشربة، ولها ذكر كثير في
332

أيام العرب وأشعارهم، قال ضباب بن وقدان
الظهري:
لعمري! لقد طال ما غالني
تداعي الشربة ذات الشجر
قال الأصمعي: الشربة بنجد ووادي الرمة يقطع
بين عدنة والشربة، فإذا جزعت الرمة مشرقا أخذت
في الشربة، وإذا جزعت الرمة في الشمال أخذت في
عدنة، والشربة: بين الرمة وبين الجريب، والجريب:
واد يصب في الرمة، وفي موضع آخر من كتابه
قال الفزاري: الشربة كل شئ بين خط الرمة وخط
الجريب حتى يلتقيا والخط في مجرى سيلهما، فإذا
التقيا انقطعت الشربة وينتهي أعلاها من القبلة إلى
الحزيز حزيز محارب معروف، والشربة: ما بين
الزباء والنطوف وفيها هرشى، وهي هضبة دون
المدينة، وهي مرتفعة كادت تكون فيما بين هضب
القليب إلى الربذة وتنقطع عند أعالي الجريب، وهي
من بلاد غطفان، والشربة أشد بلاد نجد قرأ، قال
نصر: وقيل الشربة فيما بين نخل ومعدن بني سليم،
وهذه الأقاويل وإن اختلفت عبارتها فالمعنى واحد،
قال بعضهم:
وإلى الأمير من الشربة واللوى
عنيت كل نجيبة شملال
وحدث أبو الحسن المدائني قال: زعم بعض أصحابنا
أن هشام بن عبد الملك استعمل الأسود بن بلال
المحاربي على بحر الشام فقدم عليه أعرابي من قومه
ففرض له وأغزاه البحر، فلما أصابت البدوي تلك
الأهوال قال:
أقول وقد لاح السفين ملججا،
وقد بعدت بعد التقرب صور
وقد عصفت ريح وللموج قاصف،
وللبحر من تحت السفين هدير:
ألا ليت أجري والعطاء صفا لهم،
وحظي حطوط في الزمام وكور
فلله رأي قادني لسفينه
واخضر موار السرار يمور
ترى متنه سهلا إذا الريح أقلعت،
وإن عصفت فالسهل منه وعور
فيا ابن بلال للضلال دعوتني،
وما كان مثلي في الضلال يسير
لئن وقعت رجلاي في الأرض مرة
وحان لأصحاب السفين وكور
وسلمت من موج كأن متونه
حراء بدت أركانه وثبير
ليعترضن اسمي لدى العرض خلفة
وذلك إن كان الإياب يسير
وقد كان في حول الشربة مقعد
لذيذ وعيش بالحديث غزير
ألا ليت شعري! هل أقولن لفتية
وقد حان من شمس النهار ذرور:
دعوا العيس تدني للشربة قافلا
له بين أمواج البحار وكور
شربة: بفتح أوله، ويضم، وتسكين ثانيه، وتخفيف الباء
الموحدة: موضع غير الذي قبله، عن العمراني، وأنشد:
كأني ورحلي فوق أحقب قارح
بشربة أو طاو بعرنان موجس
وقال رجل من غامد أنشده أبو محمد الأسود ورواه
بالضم:
وطيب نفسي أسرة غامدية
أصابوا شفاء يوم شربة مقنعا
333

شفوني وأرضوني وأمسيت نائما،
وكنت قليلا في الأيائم مضجعا
شرج: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم جيم، قال
الأصمعي: الشراج مجاري الماء من الحرار إلى السهل
واحدها شرج، يقال: هم على شرج واحد، وشرج:
ماء شرقي الأجفر بينهما عقبة، وهو قريب من فيد
لبني أسد، قال الشيخ: فهل وجدت شرجا؟ قلنا:
نعم، قال: فأين؟ قلنا: بالصحراء بين الجواء
وناظرة، قال: ليس ذلك شرجا ذلك ربض ولكن
شرج بين ذلك وبين مطلع الشمس في كفة الشجر عند
النوط ذات الطلح، قال: فوجدت بعد ذلك حيث
قال، قال الراجز:
أنهلت من شرج فمن يعل؟
يا شرج لا فاء عليك الظل
في قعر شرج حجر يصل
هذا عن أبي عبيد السكوني، وقال نصر: شرج
العجوز موضع قرب المدينة، وهو في حديث كعب
ابن الأشرف.
وشرج أيضا: جبل في ديار غني أو
ماء. وشرج: ماء أو واد لفزارة. وشرج: ماء
مر في ديار بني أسد. وشرج أيضا: ماء لبني عبس
بنجد من أرض العالية، قال: وشرج أيضا واد به
بئر، ومن ذلك المثل: أشبه شرج شرجا لو أن في
شرج أسيمرا، قال المفضل: صاحب هذا المثل لقيم بن
لقمان وكان هو وأبوه قد نزلا منزلا يقال له شرج
فذهب لقيم يعشي إبله وقد كان لقمان حسد ابنه لقيما
وأراد هلاكه فحفر له خندقا وقطع كل ما هنالك
من السمر ثم ملا به الخندق وأوقد عليه ليقع فيه لقيم
فلما عرف المكان وأنكر ذهاب السمر قال: أشبه
شرج شرجا لو أن في شرج أسيمرا، فذهبت مثلا،
وأسيمر تصغير أسمر، وأسمر جمع سمر، قالت
امرأة من كلب:
سقى الله المنازل بين شرج
وبين نواظر ديما رهاما
وأوساط الشقيق شقيق عبس
سقى ربي أجارعها الغماما
فلو كنا نطاع، إذا أمرنا،
أطلنا في ديارهم المقاما
وقال الحسين بن مطير الأسدي:
عرفت منازلا بشعاب شرج،
فحييت المنازل والشعابا
منازل هيجت للقلب شوقا
وللعينين دمعا وانتحابا
شرجة: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم جيم، وهو
واحدة الذي قبله: موضع بنواحي مكة. وشرجة:
من أوائل أرض اليمن وهو أول كورة عثر،
كذا وجدته بخط ابن الخاضبة في حديث الأسود
العنسي في الحاشية، قال أبو بكر بن سيف: شرجة
بالشين المعجمة، نسبوا إليها زرزر بن صهيب
الشرجي مولى لآل جبير بن مطعم القرشي، سمع
عطاء، وروى عنه سفيان بن عيينة قال: وكان
رجلا صالحا.
شرز: بكسر أوله وثانيه وتشديده، وآخره زاي:
جبل في بلاد الديلم لجأ إليه مرزبان الري لما فتحها
عتاب بن ورقاء.
الشرطة: كورة كبيرة من أعمال واسط بينها وبين
البصرة لكنها عن يمين المنحدر إلى البصرة، أهلها كلهم
إسحاقية نصيرية أهل ظلالة، منهم كان سنان داعي
الإسماعيلية من قرية من قراها يقال لها عقر السدن.
334

شرطيش: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وكسر الطاء
ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، وآخره شين معجمة:
موضع، عن العمراني.
شرعب: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح العين
المهملة، وآخره باء موحدة، قال أبو منصور:
الشرعب الطويل، والشرعبة: شق اللحم والأديم
طولا، وشرعب: مخلاف باليمن تنسب إليه البرود
الشرعبية، وقال القاضي المفضل: إنها قرية.
الشرعبي: مثل الذي قبله وزيادة ياء النسبة: أطم
من آطام اليهود بالمدينة، لعلهم نسبوه إلى الطول،
قال قيس بن الخطيم:
ألا إن بين الشرعبي وراتج
ضرابا كتجذيم السيال المصعد
الشرعبية: موضع ذكره الأخطل وهو بالجزيرة
وكانت به وقعة بني سليم، قال الشاعر:
ولقد بكى الجحاف فيما أوقعت
بالشرعبية إذ رأى الأطفالا
وإليه فيما أحسب ينسب أبو خراش حيان بن زيد
الشرعبي الشامي، حدث عن عبد الله بن عمرو بن
العاص، روى عنه حريز بن عثمان الرحبي، قاله
ابن نقطة.
شرع: قالوا: الشرع مأخوذ من شرع الاهاب إذا
شق ولم يرقق ولم يرجل، وهذه ضروب من السلخ
معروفة، وأوسعها وأبينها الشرع، قال محمد بن
موسى: شرع قرية على شرقي ذرة فيها مزارع
ونخيل على عيون وواديها يقال له رخيم، قال أبو
الأشعث: قال النابغة الذبياني:
بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما،
واحتلت الشرع فالأجراع من إضما
وفي كتاب نصر: شرع ماء لبني الحارث من بني
سليم قرب صفينة، وقال ابن الحائك: شرع بن
عدي بن مالك بن سدد بن حمير بن سبأ إليه ينسب
وادي الشرع، بالشين، بين حرفة ومطرة.
الشرع: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره عين
مهملة، والشرع: الطريق، ومنه قوله تعالى:
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، وهو موضع
ذكره العمراني، وقال بشامة بن الغدير:
لمن الديار عفون بالجزع
بالدوم بين بحار فالشرع
وقال النابغة:
لسعدى بشرع فالبحار مساكن
قفار تعفتها شمال وداجن
شرغ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وغين معجمة،
وهو تعريب جزع، وهي قرية كبيرة قرب بخارى،
ينسب إليها قوم من أهل العلم قديما وحديثا، منهم:
محمد بن إبراهيم بن صابر أبو بكر الشرغي، روى عن
أبي عبد الله الرازي وأبي محمد الحنفي وغيرهما، روى
عنه أبو حفص أحمد بن كامل البصري، وأبو صالح
شعيب بن الليث الشرغي الكاغدي، سكن سمرقند
وحدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وأبي مصعب
وحميد بن قتيبة وسفيان بن وكيع، روى عنه أبو
حفص أحمد بن حاتم بن حماد ومحمد بن أحمد بن
مروك، ومات بسمرقند سنة 272 في رجب، محمد
ابن أبي بكر بن المفتي بن إبراهيم الشرغي أبو المحاسن
الواعظ المؤدب المعروف بإمام زاده، أديب واعظ
شاعر، سمع أبا أحمد بن محمد بن أبي سهل بن إسحاق
العتابي وأبا الفضل بن بكر بن محمد بن علي الزرنجري
وأبا بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السرخكتي وأبا
335

القاسم علي بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي، كتب
عنه أبو سعد ببخارى، ومولده في ربيع الأول
سنة 491.
شرغيان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وغين معجمة
مكسورة، وياء مثناة من تحت، وآخره نون: سكة
بنسف ينزلها أهل شرغ القرية المذكورة قبل هذا،
ذكرنا أنها من قرى بخارى ونسبت إليهم.
شرفانية: بفتحتين، والفاء، والنون، والياء: قرية
بقرب قنطرة أبي الجون.
شرفدد: بفتح أوله وثانيه، وسكون الفاء، وتكرير
الدال: واد.
شرفدن: بفتح أوله، ووزن الذي قبله، وآخره
نون: من قرى بخارى.
شرف: بالتحريك، وهو المكان العالي، قال الأصمعي:
الشرف كبد نجد، وكانت منازل بني آكل المرار
من كندة الملوك، قال: وفيها اليوم حمى ضرية،
وفي الشرف الربذة، وهي الحمى الأيمن، والشريف
إلى جنبها يفصل بينهما التسرير، فما كان مشرقا فهو
الشريف وما كان مغربا فهو الشرف، وقال الراعي:
أفي أثر الاظعان عينك تلمح؟
نعم لا تهنا، إن قبلك متيح
ظعائن مئناف، إذا مل بلدة
أقام الجمال باكر متروح
تسامى الغمام الغر ثم مقيله
من الشرف الأعلى حساء وأبطح
قال: وإنما الأعلى لأنه بأعلى نجد، وقال غيره:
الشرف الحمى الذي حماه عمر بن الخطاب، رضي الله
عنه، وقد ذكر في سرف من باب السين، ومشرف
من قرى العرب: ما دنا من الريف، واحدها شرف،
وهي مثل خيبر ودومة الجندل وذي المروة، وقال
البكري: الشرف ماء لبني كلاب ويقال لباهلة،
والشرف: قلعة حصينة باليمن قرب زبيد بين جبال
لا يوصل إليها إلا في مضيق لا يسع إلا رجلا واحدا
مسيرة يوم وبعض الآخر، ودونه حراج وغياض،
أوى إليه علي بن المهدي الحميري المستولي على زبيد
في سنة 550، وهذا الحصن لبني حيوان من خولان
يقال له شرف قلحاح، بكسر القاف. والشرف
الأعلى: جبل أيضا قرب زبيد، وقال نصر: الشرف
كبد نجد، وقيل: واد عظيم تكتنفه جبال حمى
ضرية، وقال الأصمعي: وكان يقال من تصيف
الشرف وتربع الحزن وتشتى الصمان فقد أصاب
المرعى. وشرف البياض: من بلاد خولان من جهة
صعدة باليمن. وشرف قلحاح والشرف: جبلان دون
زبيد من أرض اليمن. وشرف الأرطى: من منازل
تميم. وشرف السيالة: بين ملل والروحاء، وفي
حديث عائشة، رضي الله عنها: أصبح رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، يوم الأحد بملل على ليلة من
المدينة ثم راح فتعشى بشرف السيالة وصلى الصبح
بعرق الظبية. والشرف: موضع بمصر، عن الأديبي،
ينسب إليه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن إسماعيل
الشرفي الفقيه الشافعي الضرير، روى كتاب المزني
عن الصابوني، روى عنه أبو الفتح أحمد بن بابشاذ
وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال، وتوفي في سنة
408. والشرف: من سواد إشبيلية بالأندلس،
ينسب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الحاكم الحضرمي
الشرفي، كان فقيها مقدما في الأيام العامرية أديبا
خطيبا ممدحا صاحب شرطة المواريث والصلاة والخطبة
بجامع قرطبة، روى عن أبي عمر أحمد بن سعيد بن
336

حزم وغيره، وكان معتنيا بالعلم مكرما لأهله،
له رواية ودراية، ومات في شعبان سنة 396، وقال
سعد الخير: الشرف بلد بحذاء مدينة إشبيلية يحتوي
على قرى كثيرة عليه أشجار الزيتون، وإذا أراد
أهل إشبيلية الافتخار قالوا: الشرف تاجها لكثرة
خيره. وشرف البعل، ذكر في البعل: صقع بالشام،
وقيل: جبل في طريق الحاج من الشام.
شرق: بلفظ الشرق ضد الغرب: إقليم بإشبيلية وإقليم
بباجة كلاهما بالأندلس. وشرق: موضع في جبل
طئ، قال زيد الخيل:
منعنا بين شرق إلى المطالي
بحي ذي مكابرة عنود
وقال بشر بن أبي خازم:
غشيت لليلى بشرق مقاما
فهاج لك الرسم منها سقاما
وقال نصر: شرق بلد لبني أسد.
شرقيون: مدينة بحوف مصر لهم بها وقائع.
الشرقية: نسبة إلى الشرق: محلة بالجانب الغربي من
بغداد وفيها مسجد الشرقية في شرقي باب البصرة،
قيل لها الشرقية لأنها شرقي مدينة المنصور لا لأنها في
الجانب الشرقي، نسب إليها أبو العباس أحمد بن أبي
الصلت بن المغلس الحماني الشرقي كان ينزل الشرقية
فنسب إليها، روى عن الفضل بن دكين ومسلم بن
إبراهيم وثابت بن محمد الزاهد وغيرهم، روى عنه أبو
عمرو بن السماك وأبو علي بن الصواف وابن الجعالي
وغيرهم، وكان ضعيفا وضاعا للحديث، توفي سنة
308 في شوال، ويقال لمن يسكن الجانب الشرقي
من واسط الحجاج الشرقي، منهم: عبد الرحمن بن
محمد بن المعلم الشرقي البرجوني، وبرجونية: محلة
بشرقي واسط، وقد نسب إلى شرقي مدينة نيسابور
قوم، منهم: الإمام أبو حامد محمد بن الحسن
الشرقي النيسابوري الحافظ تلميذ مسلم بن الحجاج،
روى عن أبي حاتم الرازي ويحيى بن يحيى والعباس
ابن محمد الدوري وغيرهم، روى عنه أبو أحمد بن
عدي وأبو أحمد الحاكم وأبو علي النيسابوري وغيرهم
من الأئمة، وكان حافظا مصنفا، مات سنة 325.
والشرقي: مسجد قرب الرصافة بناه المنصور لابنه
المهدي. والشرقية: اسم قرية كانت هناك بني المسجد
فيها ثم صارت محلة ببغداد وبقي الاسم عليها.
والشرقية: كورة في جنوبي مصر.
شرك: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره كاف،
وهو مخفف من شرك الطريق وهي الأخاديد التي
تحفرها الدواب فيه أو من شرك الصائد، فأما
شرك، بالسكون، فلم أجد له معنى، وشرك:
جبل بالحجاز، قال خداش بن زهير:
وشرك فأمواه اللديد فمنعج،
فوادي البدي غمره فظواهره
شرك: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره كاف،
والشرك: النصيب، ومنه الشرك في الدين: وهو
ماء وراء جبل القنان لبني منقذ بن أعيا من أسد،
قال عميرة بن طارق:
فأهون علي بالوعيد وأهله
إذا حل أهلي بين شرك فعاقل
الشركة: بالتحريك: قرية لبني أسد، وهي واحدة
الشرك، قال الأصمعي: أبان الأسود لبني أسد
وبه قرية يقال لها الشركة وبها عين أجراها محمد بن
عبد الملك بن حبيب الفقعسي.
شرماح: قلعة مطلة على قرية لابي أيوب قرب نهاوند
بناها بعض الأكراد بنقض قرية أبي أيوب.
337

شرمساح: بلدة من نواحي دمياط قرب البحر الملح.
شر مغول: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح ميمه،
وغين معجمة، وواو ساكنة، وآخره لام: قلعة
حصينة بخراسان، بينها وبين نسا أربعة فراسخ،
والعجم يسمونها جمغول، ينسب إليها أبو النصر محمد
ابن أحمد بن سليمان الشر مغولي النسوي الأديب،
سمع بخراسان والشام أبا الدحداح وأبا محمد عبد
الله بن الحسين بن محمد بن جمعة وأبا بكر محمد بن
الحسن بن فيل بأنطاكية، وحدث عن أبي جعفر
محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني النسوي، روى
عنه أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد
العزيز الشر مغولي البجلي، سمع منه في سنة 388
وقال: حدثنا الشيخ الثقة الصالح، وروى عنه القاضي
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سالم المالكي وأبو
سعد الحسين بن عثمان بن أحمد الشيرازي.
شرمقان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعد الميم قاف،
وآخره نون، والعجم يقولون جرمقان:
بليدة بخراسان من نواحي أسفرايين في الجبال،
بينها وبين نيسابور أربعة أيام، وقد خرج منها
طائفة من العلماء، ينسب إليها أحمد بن محمد بن
أحمد بن خالد أبو سعد الشرمقاني الخطيب خطيب بلدة
شيخ، سمع بنيسابور أبا تراب عبد الباقي بن يوسف
المراغي وأبا بكر بن خلف الشيرازي وجده أحمد
ابن خالد المشرف، وسمع بجرجان أبا القاسم إبراهيم
ابن علي الخلالي، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة
462، ومات سنة 538، وقال الحافظ أبو القاسم
ما صورته: أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار أبو
الفضل الشرمقاني الفقيه الأديب، وشرمقان: من
ناحية نسا، سمع بدمشق وغيرها أبا الحسن بن جوصا
والحسن بن سفيان وأبا عروبة ومسدد بن قطن
القشيري وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وأبا القاسم
البغوي وأبا عبد الله محمد بن زيدان بن يزيد الجبلي
ومحمد بن المسيب الأرغياني، روى عنه الحاكم أبو
عبد الله الحافظ وأبو سعد الماليني، قال الحاكم: أحمد
ابن محمد بن حمدون الفقيه أبو الفضل الشرمقاني كان
أحد أعيان مشايخ خراسان في الأدب والفقه وكثرة
الحديث، طلب الحديث بخراسان والعراقين والشام
والجزيرة والحجاز، سمع المسند الكبير والأمهات
لابي بكر بن أبي شيبة من الحسن بن سفيان، وكان
يكثر المقام بنيسابور فلما قلد المظالم بنسا جمع
إليه جملة من كتبه وانتقيت عليه، ثم توفي بالشرمقان
خامس عشر جمادى الآخرة سنة 316.
شرملة: بفتح الشين، وسكون الراء، وفتح الميم
واللام: قرية من أعمال شرقي الموصل من نواحي
قلعة الشوش، ومنها يكون حب الرمان الشوشي.
شرمة: بضم أوله وسكون ثانيه، والشرم:
الشق في الأرض وغيرها، وشرمة: اسم جبل:
قال أوس بن حجر:
تثوب عليهم من أبان وشرمة،
وتركب من أهل القنان وتفزع
وقال تميم بن مقبل:
أرقت لبرق آخر الليل دونه
رضام وهضب دون رمان أفيح
بحزن شآم كلما قلت قد ونى
سنا، والقواري الخضر في الدحن جنح
فأضحى له وبل بأكناف شرمة
أجش سماكي من الإبل أنضح
338

شرواذ: ناحية بسجستان لها ذكر في الفتوح، افتتحها
المسلمون على يد الربيع بن زياد الحارثي سنة ثلاثين
في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فأصاب شيئا
كثيرا، كان منهم أبو صالح عبد الرحمن جد بسام.
شروان: مدينة من نواحي باب الأبواب الذي تسميه
الفرس الدربند، بناها أنوشروان فسميت باسمه
ثم خففت بإسقاط شطر اسمه، وبين شروان وباب
الأبواب مائة فرسخ، خرج منها جماعة من العلماء،
ويقولون بالقرب منها صخرة موسى، عليه السلام،
التي نسي عندها الحوت في قوله تعالى: قال أرأيت
إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، قالوا:
فالصخرة صخرة شروان والبحر بحر جيلان والقرية
باجروان، حتى لقيه غلام فقتله، قالوا في قرية
جيزان، وكل هذه من نواحي أرمينية قرب الدربند،
وقيل: شروان ولاية قصبتها شماخي وهي قرب
بحر الخزر، نسب المحدثون إليها قوما من الرواة،
منهم: أبو بكر محمد بن عشير بن معروف الشرواني،
كان فقيها صالحا، سكن النظامية وتفقه على الكيا
الهراسي وروى شيئا عن أبي الحسين المبارك بن الحسين
الغسال، ذكره أبو سعد في شيوخه.
شروري: بتكرير الراء، وهو فعوعل، كما قال
سيبويه في قرورى وحكمه حكمه، وقد ذكرته
هناك، فأصله إذا إما من الشرى: وهي ناحية
الفرات، وإما من الشرى: وهو تبايع الشئ،
فكررت العين فيه وزيدت الواو كما قلنا في قرورى،
قال لي القاضي أبو القاسم بن أبي جرادة: رأيت
شروري وهو جبل مطل على تبوك في شرقيها،
وفي كتاب الأصمعي: شروري لبني سليم، قال
الأعشى السلمي وكان سجن بالمدينة:
هاجك ربع بشرورى ملبد
وقال آخر:
كأنها بين شروري والعمق
نواحة تلوي بجلباب خلق
وقال الأصمعي: شروري ورحرحان في أرض بني
سليم، وفي كتاب النبات: شروري واد بالشام،
قال:
سقوني وقالوا: لا تغن! ولو سقوا
جبال شروري ما سقيت لغنت
وقال عبد الرحمن بن حسان:
أرقت لبرق مستطير كأنه
مصابيح تخبو ساعة ثم تلمح
يضئ سناه لي شروري ودونه
بقاع النقيع أو سنا البرق أنزخ
وقال مزاحم العقيلي:
أذلك أم كدرية ظل فرخها
لقى بشرورى كاليتيم المعلل
غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها
تصل وعن قيض بزيزاء مجهل
غدوا غدا يومين عنه انطلاقها
كميلين من سير القطا غير مؤتل
شروز: آخره زاي: قلعة بين قزوين وجبال الطرم
حصينة.
شروط: بلفظ جمع شرط: جبل بعينه.
شروم: قرية كبيرة عامرة باليمن فيها عيون وكروم
وأهلها همدان وهم لصوص يقطعون الطريق، بينها
وبين الهجيرة خمسة وعشرون ميلا، قال الحارث بن
عمرو الجزلي:
فآل سعيد جمرة غالبية،
وسفحي شروم بين تلك الرجائم
339

شرونة: بضم الراء، وسكون الواو ثم نون بعدها
هاء: قرية بالصعيد الأدنى شرقي النيل. وشرونة
أيضا: بلد بالأندلس.
شروين: جبال شروين في أطراف طبرستان، وهي
من أعمال ابن قارن مجاورة الديلم وجيلان، وهي
جبال ممتنعة صعبة ليس في تلك الولاية أمنع منها ولا
أكثر شجرا ودغلا، قال ابن الفقيه: أول من دفعت
إليه السفوح شروين بن سهراب وكانت قبل ذلك في
أيدي الجند وفتحت في أيام المأمون على يد موسى
ابن حفص بن عمرو بن العلاء، وكان عمرو بن العلاء
جزارا بالري فجمع جموعا وغزا الديلم حتى حسن
بلاؤه فأرسله والي الري إلى المنصور فقوده وجعل
له منزلة وترقت به الأيام حتى ولي طبرستان واستشهد
في خلافة المهدي، وافتتح موسى بن حفص بن عمرو
ابن العلاء ومازيار بن قارن جبال شروين من طبرستان
وهي من أمنع الجبال وأصعبها، فقلدها المأمون
مازيار وأضاف إليها طبرستان والرويان ودنباوند
وسماه محمدا وجعل له مرتبة الأصفهبذ، فلم يزل
واليا عليها حتى توفى المأمون واستخلف المعتصم
فأقره عليها، ثم غدر وخالف، وذلك بعد سنتين
من خلافة المعتصم، فجرى من قبله ما هو مذكور
في التواريخ.
الشروين: بالتحريك بثلاث فتحات، وياء ساكنة،
ونون: هما جبلان بسلمى كان اسمهما فخ
ومخزم، عن نصر.
شريان: بكسر أوله، وسكون ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت، وآخره نون، قال الجوهري: الشريان،
بالفتح والكسر، واحد الشرايين، وهي العروق
النابضة ومنبتها من القلب: وهو موضع بعينه أو
واد، قالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه:
أبلغ بني كاهل عني مغلغلة،
والقوم من دونهم سعيا ومركوب
والقوم من دونهم أين ومسغبة،
وذات ريد بها رضع وأسلوب
أبلغ هذيلا وأبلغ من يبلغها
عني حديثا وبعض القول تكذيب
بأن ذا الكلب عمرا خيرهم حسبا
ببطن شريان يعوي حوله الذيب
شريب: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء مثناة من
تحت ساكنة، وباء موحدة، قال أبو عبيد: يقال
ماء شريب وشروب الذي بين الملح والعذب،
والشريب الذي يشاربك أي يشرب معك: وهو
جبل نجدي في ديار بني كلاب عند الجبل
الذي يقال له أسود النساء.
شريب: بلفظ تصغير الشرب: بلد بين مكة والبحرين
له ذكر في شعرهم.
شريج: شريج نابط وشريج الريان وعدة أمكنة
يقال لكل واحد شريج كذا: قرى من نواحي
زبيد باليمن.
الشرير: موضع في ديار عبد القيس، عن نصر.
شريش: أوله مثل آخره، بفتح أوله، وكسر ثانيه
ثم ياء مثناة من تحت: مدينة كبيرة من كورة
شذونة وهي قاعدة هذه الكورة واليوم يسمونها
شرش.
شريط: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت،
وطاء مهملة، والشريط: حبل يفتل من الخوص،
جزاء الشريط: قرية من أعمال الجزيرة الخضراء
بالأندلس.
340

الشريف: تصغير شرف، وهو الموضع العالي: ماء
لبني نمير وتنسب إليه العقبان، قال طفيل الغنوي:
وفينا ترى الطوبى وكل سميذع
مدرب حرب وابن كل مدرب
تبيت لعقبان الشريف رجاله
إذا ما نووا إحداث أمر معطب
ويقال: إنه سرة بنجد وهو أمرأ نجد موضعا،
قال الراعي:
كهداهد كسر الرماة جناحه
يدعو برابية الشريف هديلا
قال أبو زياد: وأرض بني نمير الشريف، دارها كلها
بالشريف إلا بطنا واحدا باليمامة يقال لهم بنو ظالم
ابن ربيعة بن عبد الله، وهو بين حمى ضرية وبين
سود شمام، ويوم الشريف من أيامهم، قال بعضهم:
غداة لقينا بالشريف الأحامسا
وقال ابن السكيت: الشريف واد بنجد، فما كان
عن يمينه فهو الشرف وما كان عن يساره فهو
الشريف، قال الأصمعي: الشرف كبد نجد
والشريف إلى جانبه يفصل بينهما التسرير، فما كان
مشرقا فهو شريف وما كان مغربا فهو الشرف،
وقال عمرو بن الأهتم:
كأنها بعدما مال الشريف بها
قرقور أعجم في ذي لجة جار
والشريف: حصن من حصون زبيد باليمن.
شريفة: موضع قرب البصرة، خرج إليها الأحنف
ابن قيس أيام الجمل وأقام بها معتزلا للفريقين.
شريق: تصغير شرق: موضع قرب المدينة في وادي
العقيق، قال أبو وجزة:
إذا تربعت ما بين الشريق فذا
روض الفلاج وذات السرح والعبب
ويروى الشريف، والعبب: عنب الثعلب، وقال
نصر: شريق، بفتح الشين وكسر الراء، شريقان
جبلان أحمران ببلاد سليم.
الشرية: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وتشديد الياء
المثناة من تحت، هكذا ضبطه نصر وذكره في مرتبة
السرية وأخواتها: هو ماء قريب من اليمن وناحية
من بلاد كانت بالشام، قال كثير:
نظرت وأعلام الشرية دونها
فبرق المرورات الدواني فسورها
وأخاف أن يكون تصحيفا وأنه بالباء الموحدة،
وقد ذكر.
شريون: حصن من حصون بلنسية بالأندلس،
نسب إليها السلفي أبا مروان عبد الملك بن عبد الله
الشريوني، وكان قد كتب الحديث بالمغرب والحجاز
وتفقه على أبي يوسف الرياني على مذهب مالك،
ويوسف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عدبس
الأنصاري الشريوني يكنى أبا الحجاج، أخذ عن أبي
عمر بن عبد البر وغيره كثيرا، وسكن طليطلة مدة،
ومات في شوال سنة 505.
الشري: بسكون الراء، نبت، وذات الشري:
موضع معروف به في قول البريق الهذلي:
كأن عجوزي لم تلد غير واحد،
وماتت بذات الشري وهي عقيم
وذو الشري: قريب من مكة، يذكره عمر بن أبي
ربيعة في شعره فقال في بعضه: قربتني إلى قريبة عين
يوم ذي الشري والهوى مستعارا
341

وأرى اليوم، ما نأيت، طويلا،
والليالي، إذا دنوت، قصارا
شري: بتشديد الياء: طريق بين تهامة واليمن.
باب الشين والزاي وما يليهما
الشزب: بفتح الشين، وسكون الزاي، والباء
موحدة، وادي الشزب: من قرى جهران باليمن
من ناحية صنعاء.
شزن: بالتحريك، وآخره نون: جبل أو واد بنجد،
عن نصر.
باب الشين والسين وما يليهما
شس: بفتح أوله، وتشديد الثاني، الشس: الأرض
الصلبة التي كأنها حجر واحد، والجمع شساس
وشسوس، قال المرار بن منقذ:
أعرفت الدار أم أنكرتها
بين تبراك وشيي عبقر؟
وهو واد بعينه من أودية مزينة، وذكره كثير،
وقال أبو بكر بن موسى: شس واد عن يسار آرة،
وقال أبو الأشعث: هو بلد مهيمة موبأة لا تكون
بها الإبل يأخذها الهيام عن نقوع بها ساكنة لا تجري،
والهيام: حمى الإبل، والنقوع: المياه الواقفة التي
لا تجري، وهي من الأبواء على نصف ميل، وقال
في موضع آخر: وفوق قوران ماء يقال له شس
آبار عذبة، وقال ابن السكيت: أرض كثيرة
الحمى، قال كثير:
وقال خليلي يوم رحنا وفتحت
من الصدر أشراج وفضت ختومها:
أصابتك نبل الحاجبية، إنها
إذا ما رمت لا يستبل كليمها
كأنك مردوع بشس مطرد
يقارفه من عقدة النقع هيمها
مردوع: منكوس، يقارفه: يدانيه، والعقدة:
الموضع الشجير، وقال نصر: شس ماء في ديار بني
سليم بين لقف وذات الغار قرب أقراح جبل.
شستق: من نواحي الأهواز، قال يزيد بن مفرغ:
سقى هزم الأرعاد منبجس العرى
منازلها من مسرقان فسرقا
إلى الكربج الأعلى إلى رامهرمز
إلى قريات الشيخ من فوق شستقا
شسعى: ذكر الزمخشري: هو موضع في شعر أبن
مقبل، فأما الأزهري فإنه قال: شسع المكان طرفه،
يقال: حللنا شسع الدهناء، وقال قحيف العقيلي:
مريع منهم وطن فشسعى
بعيد من له وطن مريع
وقال ابن مقبل:
بصخد فشسعى من عميرة فاللوى
يلحن كما لاح الوشوم القرائح
كذا رواه الأصمعي، وروى غيره: شسي كما في
شعرا المرار فشسي عبقر.
باب الشين والشين وما يليهما
ششانة: بعد الألف نون، والشين الثانية مخففة:
إقليم من أعمال بطليوس.
ششلة: بكسر أوله، وسكون ثانيه: ناحية من
أعمال طليطلة من جهة القبلة كبيرة فيها حصون
ومدن وقلاع.
باب الشين والطاء وما يليهما
شطا: بالفتح، والقصر، وقيل شطاة: بليدة بمصر،
ينسب إليها الثياب الشطوية، قال الحسن بن محمد
342

المهلبي: على ثلاثة أميال من دمياط على ضفة البحر
الملح مدينة تعرف بشطا وبها وبدمياط يعمل الثوب
الرفيع الذي يبلغ الثوب منه ألف درهم ولا ذهب فيه.
شطاب: نخل لبني يشكر باليمامة.
شطاطير: بفتح أوله، وتكرير الطاء، وآخره راء
قبلها ياء: كورة في غربي النيل بالصعيد الأدنى.
الشطآن: بضم أوله، وسكون الطاء ثم ألف مهموزة،
ونون: واد من أودية المدينة، قال كثير:
مغاني ديار لا تزال كأنها
بأفنية الشطآن ريط مضلع
وأخرى حبست الركب يوم سويقة
بها واقفا أن هاجك المتربع
الشطبتان: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة
بعدها تاء مثناة من فوقها، وآخره نون: تثنية
شطبة وهي السعفة الخضراء، والشطبتان وحرم:
أودية لبني الحريش بن كعب بأرض اليمامة بها نخل
وزرع، قال السكوني: وفي العارض من وراء أكمة
بينها وبين مهب الشمال الشطبتان، وقال أبو زياد
الكلابي: الشطبتان باليمامة فلج من الأفلاج.
شطب: بالتحريك، يجوز أن يكون أصله من شطب
إذا مال ثم استعمل اسما: وهو جبل في ديار بني
أسد فيه روضة ذكرت في الرياض في قول بشر
ابن أبي خازم:
سائل نميرا غداة النعف من شطب
إذ فضت الخيل من ثهلان إذ رهفوا
يوم النعف من شطب، وقال عبيد بن الأبرص:
دعا معاشر فاستكت مسامعهم،
يا لهف نفسي لو تدعو بني أسد!
لو هم حماتك بالحمى حميت ولم
تترك ليوم أقام الناس في كبد
كما حميناك يوم النعف من شطب
والفضل للقوم من ريح ومن عدد
وباليمن جبل اسمه شطب وفيه قلعة سميت به ولا
أدري أهو هذا أم غيره، قال نصر: شطب جبل في
ديار نمير وهو جانب ثهلان الشمالي بين أبانين في ديار
أسد بنجد. وشطب أيضا: واد يمان وقرن أسود
من شط الرمة، وقال أبو زياد: شطب هو جانب
ثهلان الذي يلي مهب الشمال يقال له ذو شطب،
قال لبيد:
بذي شطب أحداجهم إذا تحملوا
وحث الحداة الناجيات الذواملا
وقال عبيد بن الأبرص يصف سحابا:
يا من لبرق أبيت الليل أرقبه
في عارض كمضئ الصبح لماح
دان مسف فويق الأرض هيدبه
يكاد يدفعه من قام بالراح
كأن ريقه لما علا شطبا
أقراب أبلق ينفي الخيل رماح
فمن بحوزته كمن بعقوته،
والمستكن كمن يمشي بقرواح
شطب: بفتح أوله ويروى بالضم، وسكون ثانيه ثم
باء موحدة، وهو السعفة الخضراء: واد حذاء مرجم
دون كلية إلى بلاد ضمرة، قال كثير:
لعمري لقد بانت وشط مزارها
عزيزة لا تفقد ولا تتبعد
إذا أصبحت في الجلس في أهل قرية
وأصبح أهلي بين شطب فبدبد
343

قال الأصمعي: بطرف أبان الشمالي ماء يقال له بدبد
وبين أبانين جبل يقال له شطب فيما بين بني أسد
وخزيمة، ولذلك قال:
وأصبح أهلي بين شطب فبدبد
وقال:
أفي رسم أطلال بشطب فمرجم
دوارس لما استنطقت لم تكلم
تكفكف أعدادا من العين ركبت
سوانيها ثم اندفعن بأسلم
شطب: بالضم: كورة من كور مصر الجنوبية.
شط: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، والشط جانب النهر:
قرية في حجر اليمامة قبلتها بين الوتر والعرض قد
اكتنفها حجر اليمامة، قال الحفصي: شط فيروز فيه
نخل ومحارث لبني العنبر باليمامة. وشط الوتر: باليمامة
أيضا وهو كان منزل عبيد بن ثعلبة، وحصن معتق
من بناء جديس وبه تحصن عبيد بن ثعلبة حين اختط
حجرا. وشط عثمان: موضع بالبصرة كانت سباخا
ومواتا فأحياها عثمان بن أبي العاصي الثقفي، وكتب
عثمان بن عفان، رضي الله عنه، إلى عبد الله بن عامر
ابن كريز وهو والي البصرة من قبله: أن أقطع
عثمان بن أبي العاصي الثقفي ما كتب له بالشط، وكان
نسخة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم - هذا كتاب
عبد الله عثمان أمير المؤمنين لعثمان بن أبي العاصي - إني
أعطيتك الشط لمن ذهب إلى الأبلة من البصرة والمقابلة
قرية الأبلة والقرية التي كان الأشعري عمل فيها
وأعطيتك ما كان الأشعري عمل من ذلك وأعطيتك
براح ذلك الشط أجمة وسبخة فيما بين الخرارة إلى
دير جابيل إلى القبرين اللذين على الشط المقابلين للأبلة
وأعطيتك ما عملت من ذلك أنت وبنوك، إن واحدا
تعطيه شيئا من ذلك من إخوتك فاعتمله عن عطيتك،
وأمرت عبد الله بن عامر أن لا يمنعكم شيئا أخذتموه
ترون أنكم تستطيعون عمله من ذلك فما كان فيه بعد
ما عملتم واخترتم من فضل لا ترونكم ما عملتموه
فليس لكم أن تتحولوا دونه لمن أراد أمير المؤمنين
أن يعمل فيه حجة له، وأعطيتك ذلك عوضا عن
أرضك التي أخذت منك بالمدينة التي اشتراها لك أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وما كان
فيما سميت فضل عن تلك الأرضين فإنها عطية أعطيتك
إياها إذ عزلتك عن العمل، وقد كتبت إلى عبد الله
ابن عامر أن يعينك في عملك ويحسن لك العون،
فاعمل باسم الله وعونه وامسك، شهد المغيرة بن
الأخفش والحارث بن الحكم بنه أبي العاصي وفلان بن
أبي فاطمة، وكتب تاريخه لثمان بقين من جمادى
الآخرة سنة 29، وقد نسب إليها أبو إسحاق إبراهيم
ابن عبد الله بن إبراهيم البصري الشطي، سكن جرجان
وروى عن أبي الحسن علي بن حميد البزاز وأبي عبد
الله أحمد بن محمد الحامدي وغيرهما، روى عنه
يوسف بن حمزة السهمي، ومات سنة 391.
شطفورة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والفاء،
وبعد الواو راء: موضع فيه ثلاث مدن من سواحل
إفريقية: أبلونة ومتيجة وبنزرت، ممال.
شطنان: واد بنجد عليه قبائل من طئ.
شطنوف: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وفتح النون،
وآخره فاء: بلد بمصر من نواحي كورة الغربية عنده
يفترق النيل فرقتين: فرقة تمضي شرقيا إلى تنيس
وفرقة تمضي غربيا إلى رشيد على فرسخين من القاهرة
وهو مركب، وقد ألحق سعيد بن عفير في شطره
الثاني الألف واللام فقال يحرض علي بن الجروي على
أحمد بن السري وقد واقعه في هذا الموضع فكسره
344

ولم يتبعه:
ألا من مبلغ عني عليا
رسالة من يلوم على الركوك
علام حبست جمعك مستكفا
بشط النوف في ضنك ضنيك
وقد سنحت لك الفقرات ممن
رماك بجشة الوهن الركيك
أمن بقيا؟ فلا بقيا لمن لا
يراها عند فرصته عليك
قوله عليك عيب في هذه القافية وهو من الايطاء.
وشطنوف: من كورة الغربية، بينها وبين القاهرة
مسيرة يوم واحد.
شطون: بفتح أوله، وآخره نون، والشطون البعيد
من كل شئ: ماء لابي بكر بن كلاب في غربي الحمى،
قال الأصمعي: قال العامري أسفل ماء لبني أبي بكر
ابن كلاب مما يلي إخوتها بني جعفر الشطون، وهو
لقيس بن جزء، وهو في جبل يقال له شعري ثم
يليها حفيرة خالد، وقال عبد العزيز بن زرارة:
قفا بين الشطون شطون شعري
ومدعا فانظرا ما تأمران
فإن لم تعربا لي غير شك
لعمر أبيكما لم تنفعاني
وقال الحصين بن الحمام المري:
أما تعملون الحلف حلف عرينة،
وحلفا بصحراء الشطون ومقسما؟
وقلنا لهم: يا آل ذبيان ما لكم
تفاقدتم لا تقدمون مقدما؟
شطيب: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وكل شئ قددته
طولا فكل واحد من ذلك المقدود شطيبة: وهو
اسم جبل، قال عمارة بن عقيل:
سرى برق فأرقني يمان،
يضئ الليل كالفرد الهجان
يضئ ذرى طمية أو شطيب
وفلج من طمية غير دان
أيأمل من يرى رقمات فلج
زيارة من يرى علمي ذقان
ودون مزارها بلد يزجى
به الفوج المنوق وهو وان
الفوج المنوق: الجمل المؤدب.
الشطيبية: مثل الذي قبله وزيادة ياء النسبة: ماء
بأجإ لبني سنبس.
الشطين: واد بين الأبواء والجحفة، والله أعلم بالصواب.
باب الشين والظاء وما يليهما
شظا: بالفتح، عظم لاصق بالركبة فإذا شخص قيل
شظي الفرس: وهو جبل بمكة أو قرب مكة،
نقله عن الحازمي.
شظيات: جمع شظية، بفتح أوله، والشظية: شقة من
خشب أو قصب أو فضة أو عظم: وهو اسم موضع،
وقيل: عقاب في شعر هذيل، قال الحكم الخضري:
يا كأس ما ثقب برأس شظية
برك أصاب عراضه شؤبوب
ضحيان شاهقة يرف بشامه
بذيان يقصر دونه اليعقوب
بألذ منك مذاقة لمحلأ
عطشان واعس ثم عاد يلوب

(1) في هذا البيت إقواء.
345

شظيف: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وآخره فاء،
والشظيف من الشجر: الذي لم يجد ريه فخشن
وصلب من غير أن تذهب ندواته: موضع.
شطي: بفتح أوله، كأنه جمع شظية، وقد ذكر:
جبل في قوله:
..... كأنها
نعام تبغى بالشظي رئالها
باب الشين والعين وما يليهما
شعارى: جبل وماء باليمامة، عن الحفظي، وأنشد
لبعضهم:
كأنها بين شعارى والدام
شمطاء تمشي في ثياب أهدام
شعباء: قال الأزهري: شعباء، بالمد، موضع في
جبلي طئ، كذا حكاه عنه العمراني، وقال نصر:
شعباء من أرض الحجاز قرب مكة جاء به مع شعبا،
والذي في نسختي التي نقلتها من خطه شعبي، بالضم
والقصر، كما نذكره بعد هذه الترجمة.
شعبي: بضم أوله، وفتح ثانيه ثم باء موحدة،
والقصر، قال ابن خالويه في كتابه: ليس في كلام
العرب فعلى، بضم أوله وفتح ثانيه، غير ثلاثة
ألفاظ: شعبي اسم موضع في بلاد بني فزارة،
وأربى اسم للداهية، وأدمى، وقال نصر: شعبي
جبل بحمى ضرية لبني كلاب، قال جرير يهجو
العباس بن يزيد الكندي:
ستطلع من ذرى شعبي قواف
على الكندي تلتهب التهابا
أعبد حل في شعبي غريبا،
ألؤما لا أبا لك واغترابا؟
قال ابن السيرافي: يقول: أنت من أهل شعبي
ولست بكندي، أنت دعي فيهم أي عبد لهم حملت
أمك بك في شعبي، وقال أبو زياد: من بلاد
الضباب بالحمى حمى ضرية شعبي، وهي جبال
واسعة مسيرة يوم وزيادة ولمحارب فيها خط ومياه
تسمى الثريا، قال بعض الشعراء:
أرحني من بطن الجريب وريحه،
ومن شعبي، لا بلها الله بالقطر
وبطن اللوز تصعيده وانحداره،
وقولهم هاتيك أعلامها القمر
وقال الأصمعي: شعبي للضباب وبعضها لبني
جعفر، قال بعضهم:
إذا شعبي لاحت ذراها كأنها
فوالج نجت أو مجلة دهم
تذكرت عيشا قد مضى ليس راجعا
علينا وأياما تذكرها السقم
قال: وقال آخر شعبي جبال منيعة متدانية بين أيسر
الشمال وبين مغيب الشمس من ضرية قريبة على ثمانية
أميال، قال: وعن حميد شعبي جبل أسود ماؤه
سبية، ولشعبي شعاب فيها أوشال تحبس الماء من
سنة إلى سنة، قال الجعفري:
لم ينجهم من شعبي شعابها
شعبان: بالكسر، تثنية شعب، قال ابن شميل:
الشعب، بالكسر، مسيل الماء في بطن من الأرض
له جرفان مشرفان وأرضه بطحة، ورجل شعبان إذا
انبطح وقد يكون بين سندي جبلين، وشعبان:
ماء لبني أبي بكر بن كلاب بجنب المردمة، قال
الأصمعي: وإلى جنب المردمة من شقها الأيسر ماءان
يقال لهما الشعبان واسمهما مريخة الممهى، وهي
لبني ربيعة بين عبد الله بن أبي بكر.
346

شعب ابن عامر: ماء أوله الأبلة، قال بعض
الشعراء:
إذا جئت بان الشعب شعب ابن عامر
فأقرئ غزال الشعب مني سلاميا
شعب أبي دب: بمكة، يقال فيه مدفن آمنة بنت
وهب أم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال
الفاكهي أبو عبد الله محمد بن إسحاق في كتاب مكة
من تصنيفه: أبو دب هذا رجل من بني سواءة بن
عامر بن صعصعة.
شعب أبي يوسف: وهو الشعب الذي أوى إليه رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، وبنو هاشم لما تحالفت
قريش على بني هاشم وكتبوا الصحيفة، وكان لعبد
المطلب فقسم بين بنيه حين ضعف بصره، وكان النبي
صلى الله عليه وسلم، أخذ حظ أبيه، وهو كان
منزل بني هاشم ومساكنهم، فقال أبو طالب:
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا
وتيما ومخزوما عقوقا ومأثما
بتفريقهم من بعد ود وألفة
جماعتنا كيما ينالوا المحارما
كذبتم وبيت الله نبزي محمدا
ولما تروا يوما لدى الشعب قائما
شعب بوان: قد ذكر في بوان، كان به يوم بين
المهلب بن أبي صفرة والأزارقة، وقد أشبع القول في
وصفه في بوان فأغنى.
شعب جبلة: قد ذكرت جبلة في موضعها، وكان فيه
يوم من أيام العرب اجتمع عليه أكثر قبائل العرب،
وكان النصر فيه لبني عامر، فقال لبيد:
منا حماة الشعب يوم تواعدت
أسد وذبيان الصفا وتميم
فارتث جرحاهم عشية هزمهم
حتى بمنعرج المسيل مقيم
قومي أولئك إن سألت بخيمهم،
ولكل قوم في النوائب خيم
وإذا تواكلت المقانب لم يزل
بالنفر منا منسر وعظيم
شعب الحيس: شعب بالشربة بين هضب القليب من
أرض فزارة، وقيل: سمي بذلك لان حمل بن بدر
ملا دلاء من الحيس ووضعها في هذا الشعب حتى
شرب منها قوم ردوا داحسا عن الغاية لما سبق الغبراء
يوم رهنهم على السباق وجرت الفتنة بينهم وبين بني
عبس أعواما حتى هلك أولاد بدر. شعب خره:
بضم الخاء، وتخفيف الراء والهاء: بلاد
واسعة في جبال قرب بلخ فيها قلاع ومضائق.
شعب الخوز: بمكة، قال محمد بن إسحاق الفاكهي
في كتاب مكة: إنما سمي شعب الخوز بهذا الاسم
لان نافع بن الخوزي مولى عبد الرحمن بن نافع بن
عبد الحارث الخزاعي نزله وكان أول من بنى فيه.
شعب العجوز: بظاهر المدينة، قتل عنده كعب بن
الأشرف اليهودي بأمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
شعب: بكسر أوله، قال الجوهري: الشعب والشعب
بالكسر والضم، الطريق في الجبل، والجمع الشعاب،
وقال أبو منصور: ما انفرج بين جبلين فهو شعب،
وقال أبو عبيد السكوني: الشعب ماء بين العقبة
والقاع في طريق مكة على ثلاثة أميال من العقبة حبس
للماء عنده قباب خراب، وقال أبو بكر بن موسى:
الشعب، بكسر الشين، جبل باليمامة.
شعب: بالفتح، والتسكين: جبل باليمن نزله حسان
ابن عمرو الحميري وولده فنسبوا إليه، فمن كان
347

منهم بالكوفة يقال لهم شعبيون، منهم: عامر بن
شراحيل الشعبي الفقيه وعداده في همدان، ومن كان
منهم بالشام يقال لهم الشعبانيون، ومن كان منم
باليمن يقال لهم آل ذي شعبين، ومن كان منهم
بمصر يقال لهم الأشعوب، وقوله:
جارية من شعب ذي رعين
ليس المراد به الموضع بل يراد به القبيلة.
شعب: بضم أوله، وسكون ثانيه، هو جمع أشعب
من قولهم: تيس اشعب إذا كان ما بين قرنيه
بعيدا جدا: وهو واد بين مكة والمدينة يصب في
وادي الصفراء.
شعبتا الفردوس: موضع في بلاد بني يربوع، به
كانت الموقعة بين الحوفزان ومن معه وبني يربوع.
الشعبتان: بضم أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة
مفتوحة، وتاء، تثنية شعبة وهو المسيل الصغير،
والشعبة: الغصن، والشعبتان: أكمة لها قرنان ناتئان،
ويقال: هذه عصا لها شعبتان.
شعبعب: بوزن فعلعل: اسم ماء باليمامة، قال أبو
زياد: وماء قشير باليمامة يقال له شعبعب، وهو ماء
للصمة بن عبد الله بن قرة بن هبيرة بن سلمة بن قشير،
وفي كتاب نصر: شعبعب ماء لقشير بحائل من وراء
النقر بيوم تهبط من النقر حائلا، ويجوز أن يكون
من شعبت الشئ إذا فرقته، والتكرير للمبالغة،
قال الصمة بن عبد الله القشيري وهو بالسند:
يا صاحبي، أطال الله رشدكما!
عوجا علي صدور الأبغل السنن
ثم ارفعا الطرف هل تبدو لنا ظعن
بحائل؟ يا عناء النفس من ظعن!
أحبب بهن لو أن الدار جامعة،
وبالبلاد التي يسكن من وطن
طوالع الخل من تبراك مصعدة،
كما تتابع قيدام من السفن
يا ليت شعري! والانسان ذو أمل
والعين تذرف أحيانا من الحزن
هل أجعلن يدي للخد مرفقة
على شعبعب بين الحوض والعطن
شعبة: بضم أوله، واحدة الشعب، وهي من الجبال
رؤوسها ومن الشجر أغصانها: وهو موضع قرب
يليل، قال ابن إسحاق: وفي جمادى الأولى خرج
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يريد قريشا
وسلك شعبة يقال لها شعبة عبد الله، وذلك اسمها إلى
اليوم، ومن ذلك صب على اليسار حتى هبط يليل.
شعبين: بفتح أوله، وهو تثنية شعب إذا كان مجرورا
أو منصوبا، ويضاف إليه ذو فيقال ذو شعبين،
وقد تقدم تفسير الشعب: وهو حصن باليمن كان
منزلا لملوكهم. وذات الشعبين: من أودية العلاة
باليمامة ومخلاف باليمن، قال محمد بن السائب فيما رواه
عنه ابنه هشام: إن حسان بن عمرو بن قيس بن
معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث بن
قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن
حمير هو شعبان وإليه ينسب الشعبي الامام وإنما سمي
شعبين بلفظ التثنية فيما حكاه لنا رجل من ذي الكلاع
قال: أقبل سيل باليمن فخرق موضعا فأبدى عن أزج
فدخل فيه فإذا بسرير عليه ميت عليه جباب وشي
مذهبة وبين يديه محجن من ذهب في رأسه ياقوتة
حمراء وإذا لوح فيه مكتوب: بسم الله رب حمير أنا
حسان بن عمرو القيل حين لا قيل إلا الله، مت أزمان
348

زخرهيد هلك فيه اثنا عشر ألف قبل كنت آخرهم
قيلا فأتيت ذا شعبين ليجيرني من الموت فأخفرني،
فسمي حسان شعبان لاجل ذلك ولا ينسب إلى
التثنية ولا الجمع وإنما يرد إلى الواحد وينسب فلذلك
قيل الشعبي، وقد تقدم في شعب غير هذا.
شعبين: هكذا يقوله أهل اليمن اليوم: قرية من
الاعمال البعدانية.
شعث: بالضم، والتسكين، وثاء مثلثة، جمع أشعث،
وهو المغبر الرأس: وهو موضع بين السوارقية
ومعدن بني سليم، وقيل: الشعث وعنيزات قرنان
صغيران بين السوارقية والمعدن.
شعري: بالقصر: جبل عند حرة بني سليم.
شعران: بكسر أوله، كأنه تثنية شعر، من قولهم:
شعر يشعر شعرا أي علم، قالوا: شعران وشيبان
والشويحص والشطير من جبال تهامة، قال أبو صخر
الهذي بصف سحابا.
فلما علا شعرين منه قوادم
روازن من أعلامها بالمناكب
قالوا في فسر شعرين جبلان.
شعران: بفتح أوله، فعلان من الشعر، كأنه سمي
بذلك على التشبيه بشعر الرأس لكثرة نباته: وهو
جبل بالموصل، وقيل: بنواحي شهرزور، قال ابن
السكيت: هو بناحية باجرمق، وسمي جبل القنديل
وبالفارسية تخت شيرويه، وهو من أعمر الجبال
فيه من جميع الفواكه وأنواع الطيور، وفيه الثلج
الكثير شتاء وصيفا، وإذا خرجت من دقوقا ظهر
لك وجه منه يلي الزاب الصغير وهو بقرب رستاق
الزاب من شهرزور.
شعر: بلفظ شعر الرأس: جبل لبني سليم، عن ابن
دريد، وقال نصر: جبل ضخم يشرف على معدن
الماوان قبل الربذة بأميال لمن كان مصعدا، وقيل
بالكسر.
شعر: بكسر أوله، بلفظ الشعر المقول: موضع
معروف أو جبل قريب من الملح في شعر الجعدي
يضاف إليه دارة، قال ذو الرمة:
أقول وشعر والعرائس بيننا
وسمر الذرى من هضب ناصفة الحمر
وقال الأصمعي: شعر جبل لجهينة، وقال ابن الفقيه:
شعر جبل بالحمى، يوم شعر: بين بني عامر وغطفان
عطش يومئذ غلام شاب يقال له الحكم بن الطفيل
فخشي أن يؤخذ فخنق نفسه فسمي يوم التخانق،
قال البريق الهذلي:
سقى الرحمن حزم ينابعات
من الجوزاء أنواء غزارا
بمرتجز كأن على ذراه
ركاب الشام يحملن البهارا
يحط العصم من أكناف شعر،
ولم يترك بذي سلع حمارا
الشعر: بضم أوله، يجوز أن يكون جمع أشعر كأنهم
شبهوا هذا الموضع بالأشعر لكثرة نباته: وهو موضع
بالدهناء لبني تميم، قال الخطيم العكلي:
وهل أرين بين الحفيرة والحمى
حمى النير يوما أو بأكثبة الشعر
شعفان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، تثنية شعف
بالتحريك، وهو رأس الجبل، وإنما خفف بعد
الاستعمال اسما لموضع بعينه في أرض الغور يعني
غور تهامة جاء في أشعار اللصوص يقال له شعف
عثر، ومنه المثل: لكن بشعفين أنت جدود،
349

وأصل المثل أن عروة بن الورد وجد جارية بشعفين
فأتى بها أهله ورباها حتى إذا سمنت وبطنت بطرت
فرآها يوما وهي تقول لجوار كن يلاعبنها وقد
قامت على أربع: احلبوني فإني خلفة، فقال لها
عروة: لكن بشعفين أنت جدود، يضرب مثلا
لمن نشأ في ضر ثم ترفع عنه فيبطر، والجدود: التي
انقطع لبنها، قال الحازمي: أكمتان بالسي.
شعف: بالفتح، والسكون، وأصله التحريك: وهو
تل بالسي قرب وجرة، وهو أحد الشعفين
المذكورين قبله، وهما رابيتان يقال لهما شعفين.
شعفين: هي شعفان المذكورة قبل هذا، لكن
رأيت أبا بكر وأبا الحسن قد أفردا له ترجمة فاقتديت
بهما، والجوهري ذكره في الصحاح بلفظ الجمع
فقال: شعفين، بكسر الفاء، موضع، وفي المثل:
لكن بشعفين كنت جدودا، قال: وأصله أن رجلا
التقط منبوذة ورآها يوما تلاعب أترابها وتمشي على
أربع وتقول: احلبوني فإني خلفة، فقال لها ذلك،
والجدود: التي انقطع لبنها أو لا لبن لها، فأما
الأزهري فضبطه كما ذكرنا آنفا، وذكر المثل،
وقال السكري في كتاب اللصوص في شرح قول
رجل من بني انسان بن عتوارة بن غزية:
أتتنا بنو نصر ترج وطابها،
وخرفانها مسموطة للتزود
إذا ما برئتم من يريم وأهله
فردوا عكاظيا بكم للتصعد
فإني أرى أن المخاض أصابها
بنو عامر أهل التهدي وثهمد
سرت من جنوب العزف ليلا فأصبحت
بشعفين ما هذا بإدلاج أعبد
شعفين: أكمتان بالسي، بينهما وبين العزف مسيرة
أربعة أميال، وقال ابن مقبل:
تأمل خليلي هل ترى ضوء بارق
يمان مرته ريح نجد ففترا
مرته الصبا بالغور غور تهامة،
فلما ونت عنه بشعفين أمطرا
شعلان: من شعل النار (1).
شعوب: بفتح أوله، وآخره باء موحدة، قصر
شعوب: قصر باليمن معروف بالارتفاع، وخبرني
القاضي الفضل بن أبي الحجاج قال: أخبرني كثير
من أهل اليمن أن شعوب بساتين بظاهر صنعاء، وهو
الذي أراد زياد بن منقذ بقوله:
لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد
ولا شعوب هوى مني ولا نقم
قال: والشعبة الفرقة، ومنه سميت المنية شعوب
لأنها تفرق، وشعوب: اسم علم للمنية غير منصرف.
شعوف: بالفتح، وأصله من شعفت بالشئ إذا
اهتممت به: موضع بنجد، قال ابن براقة الثمالي:
أروى تهامة ثم أصبح جالسا
بشعوف بين الشث والطباق
الشث والطباق: شجرتان.
شعيب: بلفظ اسم شعيب النبي، عليه السلام، وهو
تصغير شعب الجبل: اسم موضع جاء في الاخبار.
شعيبة: تصغير شعبة، وقد تقدم: واد أعلاه من أرض
كلاب ويصب في سد قناة وهو واد، قال كثير:
سأتك وقد أجد بها البكور
غداة البين من أسماء عير

(1) هكذا في الأصل.
350

كأن حمولها بملأ تريم
سفين بالشعيبة ما تسير
وفي حديث بناء الكعبة عن وهب بن منبه: أن
سفينة حجتها الريح إلى الشعيبة، وهو مرفأ السفن من
ساحل بحر الحجاز، وهو كان مرفأ مكة ومرسي
سفنها قبل جدة، ومعنى حجتها الريح أي دفعتها،
فاستعانت قريش في تجديد عمارة الكعبة بخشب تلك
السفينة، وقال ابن السكيت: الشعيبة قرية على
شاطئ البحر على طريق اليمن، وقال في موضع
آخر: الشعيبة من بطن الرمة.
الشعيبية: قال أبو زياد: ومن مياه بني نمير الشعيبية
والزيدية، وهما ببطن واد يقال له الحريم.
الشعير: بلفظ الشعير الذي يزرع، درب الشعير
وباب الشعير: في غربي بغداد، وقد نسب إليه قوم
من أهل العلم وقد ذكر في باب الشعير، وقال
أبو عمرو في قول البريق الهذلي:
ألم تعلموا أن الشعير تبدلت
ديافية تعلو الجماجم من عل؟
قال: الشعير أرض، وروى غيره:
فأعجبكم أهل الشعير سيوفنا
مطبقة تعلو الجماجم من عل
وقد نسب إلى باب الشعير أبو طاهر عبد الكريم بن
الحسن بن علي بن رزمة الخباز الشعيري، كان
شيخا صالحا صدوقا، سمع أبا عمر عبد الواحد بن
محمد بن مهدي وأبا الحسن بن زريق البزاز، روى
عنه أبو القاسم السمرقندي وغيره، ومات سنة 569،
ومولده سنة 491. وإقليم الشعير: من نواحي حمص
بالأندلس.
باب الشين والغين وما يليهما
شغبى: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم باء موحدة،
والقصر، والشغب، بالتسكين: تهييج الشر، فكان هذا
الموضع كأنه يكثر فيه ذلك، ورجل شغبان
وامرأة شغبى قياسا: وهو موضع في بلاد بني
عذرة، قال ابن السكيت: شغبى قرية بها منبر
وسوق، وبدأ قرية بها منبر، قال كثير:
وأنت التي حببت شغبى إلى بدا
إلي وأوطاني بلاد سواهما
إذا ذرفت عيناي أعتل بالقذى،
وعزة، لو يدري الطبيب، قذاهما
فلو تذريان الدمع منذ استهلتا
على إثر جاز نعمة قد جزاهما
حللت بهذا حلة ثم حلة
لهذا فطاب الواديان كلاهما
قرأت بخط التاريخي: حدثني إسماعيل بن أويس
قال: أرسل الحسن بن يزيد الطائي إلى أبي السائب
المخزومي بصحفة هريسة في شهر رمضان فوضعها
أبو السائب بين يدي أبيه وهو ينشد:
فلما علوا شغبى تبينت أنه
تقطع من أهل الحجاز علائقي
فلا زلن دبرى ظلعا لا حملتها
إلى بلد ناء قليل الأصادق
فقال: على أمك الطلاق إن أفطرنا الليلة ولا
تسحرنا بغير هذين البيتين! وقيل: شغبى وبدا
موضعان بين المدينة وأيلة، وقيل: هي قرية الزهري
محمد بن شهاب وبها قبره بأرض الحجاز، من بدا
يعقوب إليها مرحلة، وقيل: شغب المذكورة بعد
هذا هي ضيعة الزهري.
351

شغب: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء
موحدة، وهو تهييج الشر: وهي ضيعة خلف وادي
القرى كانت للزهري وبها قبره، والذي قبله يروى
مقصورا ويروى بغير ألف، ينسب إليها زكرياء بن
عيسى الشغبي مولى الزهري، روى نسخة عن
الزهري عن نافع، وأنشد ابن الأعرابي:
وقلن لا منزل إلا شغب
وقال كثير:
لتبك البواكي المبكيات أبا وهب،
على كل حال من رخاء ومن كرب
أخا السلم لا يعيا، إذا هي أقبلت
عليه، ولا يجوى معانقة الحرب
فإن تك قد ودعتنا بعد خلة
فنعم الفتى في الحي كنت وفي الركب
سقى الله وجها غادر القوم رمسه
مقيما ومروا غافلين على شغب
شغبغب: بالاعجام، رواية في شعبعب المهمل، وقد
تقدم.
الشغر: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء،
يقال: شغر البلد إذا خلا من الناس، ويقال: بلدة
شاغرة إذا لم تمتنع من غارة، وبلاد شغر: وهي
قلعة حصينة مقابلها أخرى يقال لها بكأس على رأس
جبلين بينهما واد كالخندق لهما كل واحدة تناوح
الأخرى، وهما قرب أنطاكية، وهما اليوم لصاحب
حلب الملك العزيز ابن الملك الظاهر وأتابك شهاب
الدين طغرل الرومي الخادم.
شغزى: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والزاي، وألف
التأنيث، مثل سكرى، حجر الشغزى المعروف
قريبا من مكة كانوا يركبون منه الدواب، وقد
ذكر في حجر، ويروى بالراء، وقال نصر: حجر
الشغراء، بالمد، والغين المعجمة: حجر قرب مكة
كانوا يقولون إن كان كذا وكذا أتيناه، فإذا كان
كذلك فأتوه فبالوا عليه، وقيل: الشعزى، بالعين
المهملة والزاي.
شغف: بالتحريك، قال أبو بكر: قال ابن الأنباري
شغاف القلب وشغفه غلافه، وقال قيس بن الخطيم:
إني لأهواك غير ذي كذب،
قد شف مني الأحشاء والشغف
قال الليث: شغف موضع بعمان ينبت الغاف العظام
وهو شجرة من شجر الشوكة، وأنشد:
حتى أناخ بذات الغاف من شغف،
وفي البلاد لهم وسع ومضطرب
شغور: بفتح أوله، من شغر الكلب إذا رفع رجله
للبول، أو من شغر البلد إذا خلا من الناس: وهو
موضع بالبادية معروف بادية كلب بالسماوة قرب
العراق، تقول العرب: إذا وردت شغورا فقد
أعرقت، كما تقول: أنجد من رأى حضنا،
ذكره المتنبي فقال:
ولاح لها صور والصباح،
ولاح الشغور لها والضحى
باب الشين والفاء وما يليهما
شفار: بالفتح، والبناء على الكسر: لبني تميم، قال
الفرزدق يهجو أديهم بن مرداس أخا عتبة بن مرداس
ويعرف بابن فسوة أحد بني كعب بن عمرو بن تميم:
متى ما ترد يوما شفار تجد بها
أديهم يرمي المستجيز المعورا
المستجيز: الذي يأتي القوم يستسقيهم ماء أو
لبنا
352

شفار: بضم أوله، وآخره راء، يجوز أن يكون من
شفر العين أو شفرة السكين: وهي جزيرة بين أوال
وقطر فيها قرى كثيرة، وهي من أعمال هجر،
أهلها بنو عامر بن الحارث من بني عبد القيس.
شفدد: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتكرير الدال:
اسم واد، وهو علم مرتجل ليس له في النكرات معنى.
شفراء: بالتحريك: موضع بحضوة من بلاد اليمن،
وقيل بسكون الفاء.
شفر: بوزن زفر، بضم أوله، وفتح ثانيه، يجوز
أن يكون جمع شفير الوادي أو شفرة السيف على
غير قياس، لان قياس فعل أن يكون جمع فعلة
نحو برقة وبرق أو فعلة وفعل نحو تخمة وتخم:
وهو جبل بالمدينة في أصل حمى أم خالد يهبط إلى
بطن العقيق، كان يرعى به سرح المدينة يوم أغار
كرز بن جابر الفهري فخرج النبي، صلى الله عليه
وسلم، في طلبه حتى ورد بدرا.
شفر: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم راء، يقال: ما
بالدار شفر أي أحد، عن الكسائي: وهو جبل
بمكة، عن نصر.
شفرعم: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الراء
ثم عين مهملة مفتوحة، وميم مشددة: قرية كبيرة،
بينها وبين عكا بساحل الشام ثلاثة أميال، بها كان
منزل صلاح الدين يوسف بن أيوب على عكا سنة 586
لمحاربة الفرنج الذين نزلوا على عكا وحاصروها.
شفرقان: بضم أوله، وسكون ثانيه، وضم الراء،
وقاف، وآخره نون: بليد قرب بلخ بينهما يومان،
كانت في سنة 617 عامرة آهلة يقصدها التجار ويبيعون
فيها الأمتعة الكثيرة ويسمونها شبرقان، بالباء.
الشفع: حصن باليمن لبني حمير، بكسر الشين،
وفتح الفاء.
الشفير: بفتح أوله، وكسر ثانيه، بلفظ شفير الوادي
وهو جانبه: موضع في قول الأخطل:
عفا ممن عهدت به حفير
فأجبال السيالى فالعوير
وأقفرت الفراشة والحبيا،
وأقفر، بعد فاطمة، الشفير
الشفيقة: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من
تحت، وقاف، بلفظ قولهم امرأة شفيقة: اسم بئر
عند أبلى، عن أبي الأشعث الكندي.
شفية: بلفظ تصغير شفاء للذي يشفي من الداء: اسم
بئر قديمة كانت بمكة، قال أبو عبيدة: وحفرت بنو
أسد شفية، فقال الحويرث بن أسد:
ماء شفية كصوب المزن،
وليس ماؤها بطرق أجن
قال الزبير: وخالفه عمي وقال: إنما هي سقية،
بالسين المهملة والقاف.
شفية: بفتح أوله، وكسر ثانيه، منسوبة إلى الشفا:
وهي ركية معروفة على بحيرة الأحساء وماء البحيرة
زعاف، قال الأزهري: وسمعت العرب تقول: كنا
في حمراء القيظ على ماء شفية، وهي ركية عذبة
معروفة.
باب الشين والقاف وما يليهما
شقار: بالضم: جزيرة بين أوال وقطر فيها قرى
كثيرة من أعمال هجر، أهلها بنو عامر بن الحارث
ابن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن
عبد القيس.
شقان: من قرى نيسابور، قال أبو سعد: سمعت
صاحبي أبا بكر محمد بن علي بن عمر البروجردي
353

يقول: سمعت الإمام محمد بن الشقاني يقول: بلدنا
شقان، بكسر الشين، لأنه ثم جبلان في كل واحد
منهما شق يخرج منه ماء الناحية فقيل لها شقان،
والنسبة إليها بكسر الشين ولكن الفتح أشهر، قلت
أنا: وقد ينسب إليها من لا يعلم شاقاني، وقال أبو
سعد في التحبير: محمد بن العباس بن أحمد بن محمد
ابن حسنويه أبو بكر الشقاني من أهل نيسابور،
شيخ عفيف صالح، سمع أباه أبا الفضل بن أبي العباس
وأبا بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي وموسى
ابن عمران الأنصاري وأحمد بن محمد بن الحسين
الشامي الأديب الطيبي.
الشقائق: موضع في شعر كثير حيث قال:
حلفت برب الموضعين عشية،
وغيطان فلج دونهم والشقائق
شقبانارية: بعد القاف باء موحدة، وبعد الألف نون،
وبعد الألف الأخرى راء: أماكن بإفريقية.
شقبان: من قرى أشبونة من شرقيها، ينسب إليها
طيطل بن إسماعيل الشقباني له شعر، منه قوله:
يا غافلا شأنه الرقاد،
كأنما غرك المراد
الموت يرعاك كل حين،
فكيف لم يجفك المهاد؟
الشقراء: بالمد، تأنيث الأشقر: مائة بالعريمة بين الجبلين،
وقال أبو عبيدة، كان عمرو بن سلمة بن سكن بن
قريط بن عبد بن أبي بكر بن كرب قد أسلم وحسن
إسلامه، ووفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، فاستقطعه
حمى بين الشقراء والسعدية، وهو ماء هناك، والسعدية
والشقراء: ماءان، فالسعدية لعمرو بن سلمة،
والشقراء لبني قتادة بن سكن بن قريط، وهي رحبة
طولها تسعة أميال في ستة أميال، فأقطعه إياها فحماها
زمانا ثم هلك عمرو بن سلمة وقام بعده ابنه حجر
ابن عمرو بن سلمة فحماها كما كان أبوه يفعل، وجرى
عليها حروب يطول شرحها. والشقراء: ناحية من
عمل اليمامة بينها وبين النباج. والشقراء: ماء لبني
كلاب. والشقراء: قرية لعدي، وإنما سميت الشقراء
بأكمة فيها.
شقرى: بالإمالة: من ديار خزاعة، عن نصر.
شقران: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وآخره نون:
موضع أو نبت في حسبان ابن دريد، وأما الشقر:
فهو شقائق النعمان بلا شك، ولم أسمع في هذا الوزن
إلا شقران وقطران وظربان.
شقر: بفتح أوله، وسكون ثانيه، جزيرة شقر: في
شرقي الأندلس، وهي أنزه بلاد الله وأكثرها روضة
وشجرا وماء، وكان الأديب أبو عبد الله محمد بن
عائشة الأندلسي كثيرا ما يقيم بها، وله في ذكرها
شعر، منه:
ألا خلياني والصبا والقوافيا،
أرددها شجوا فأجهش باكيا
أؤبن شخصا للمروءة نابذا،
وأندب رسما للشبيبة باليا
تولى الصبا إلا توالي فكرة
قدحت بها زندا من الوجد واريا
وقد بان حلو العيش إلا تعلة
يحدثني عنها الأماني خاليا
فيا برد ذاك الماء هل منك قطرة؟
فها أنا أستسقي غمامك صاديا
وهيهات حالت دون شقر وعهدها
ليال وأيام تخال لياليا
354

فقل في كبير عاده عائد الصبا
فأصبح مهتاجا وقد كان ساليا
فيا راكبا مستعمل الخطو قاصدا،
ألا عج بشقر رائحا ومغاديا
وقف حيث سال النهر ينساب أرقما،
وهب نسيم الأيك ينفث راقيا
وقل لأثيلات هناك وأجرع:
سقيت أثيلات وحييت واديا
وشقر: جبل في قول البريق الهذلي:
يحط العصم من أكناف شقر،
ولم يترك بذي سلع حمارا
كذا رواه أبو عمرو وقال: هو جبل، وغيره يرويه
شعر، وقد ذكر.
شقر: بوزن جرذ: ماء بالربذة عند جبل سنام.
وشقر أيضا: بلد للزنج يجلب منه جنس منهم مرغوب
فيه، وهم الذين أسفل حواجبهم شرطان أو ثلاثة.
شقرة: بضم أوله، وسكون ثانيه، بلفظ الشقرة من
اللون وهي حمرة صافية في الانسان: مكان في قول
السيرافي ينشد:
فهن بالشقرة يقربن القرى
خرج الحصين بن عمرو البجلي ثم الأحمسي فأغار على
بني سليم فخرجوا في طلبه فالتقوا بالشقرة فاقتتلوا
فهزمت بنو سليم وقتل رئيسهم، فقال الأزور البجلي:
لقد علمت بجيلة أن قومي
بني سعد أولو حسب كريم
هم تركوا سراة بني سليم
كأن رؤوسهم فلق الهشيم
بكل مهند وبكل عضب
تركناهم بشقرة كالرميم
وأبنا قد قتلنا الخير منهم،
وآبوا موترين بلا زعيم
شقص: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره صاد
مهملة، وهي القطعة من الأرض والطائفة من الشئ:
وهي قرية من سراة بجيلة.
شق: بكسر أوله ويروى بالفتح، عن الغوري في
جامعه: اسم موضع، كذا فسره بعضهم في حديث
أم زرع، وقيل: هو الناحية، والشق، بالفتح،
عن الزمخشري، ويروى بالكسر أيضا: من حصون
خيبر، قال بعض الشعراء:
رميت نطاة من الرسول بفيلق
شهباء ذات مناك وفقار
صبحت بنو عمرو بن زرعة غذوة،
والشق أظلم ليله بنهار
وفي كتاب نصر: شق من قرى فدك تعمل فيها
اللجم، قال ابن مقبل:
ينازع شقيا كأن عنانه
يفوق به الأقداع جذع منقح
وقال أبو الندى:
من عجوة الشق يطوف بالودك،
ليس من الوادي ولكن من فدك
شقلاباذ: بفتح الشين، وسكون القاف: قرية كبيرة
مليحة في لحف الجبل المطل على إربل ذات كروم
كثيرة وبساتين وافرة، ينقل عنبها إلى إربل العام
بطوله فيكفيهم، بينها وبين إربل ثمانية فراسخ.
شقورة: بفتح أوله، وبعد الواو الساكنة راء:
مدينة بالأندلس شمالي مرسية، وبها كانت دار إمارة
همشك أحد ملوك تلك النواحي، ينسب إليها عبد
العزيز بن علي بن موسى بن عيسى الغافقي الشقوري
355

ساكن قرطبة يكنى أبا الأصبغ، روى عن أبي بكر
علي بن سكرة، وكان فقيها حافظا عارفا بالشروط،
توفي بقرطبة سنة 531، ومولده سنة 487، قال ابن
بشكوال: وكان من كبار أصحابنا وأجلتهم.
شقوق: جمع شق أو شق، وهو الناحية: منزل
بطريق مكة بعد واقصة من الكوفة وبعدها تلقاء
مكة بطان وقبر العبادي وهو لبني سلامة من بني
أسد. والشقوق أيضا: من مياه ضبة بأرض اليمامة.
شقة بني عذرة: موضع قرب وادي القرى مر به
النبي، صلى الله عليه وسلم، في غزوة تبوك وبنى في
موضع منه يقال له الرقعة مسجدا يعد في مساجده.
شقة: بلفظ المرة الواحدة من الشق: موضع أو مدينة.
شقيف أرنون: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة
من تحت، وفاء، وبعد الراء الساكنة نون ثم واو
ساكنة، ونون أخرى، والشقيف كالكهف أضيف
إلى أرنون اسم رجل إما رومي وإما إفرنجي: وهو
قلعة حصينة جدا في كهف من الجبل قرب بانياس
من أرض دمشق بينها وبين الساحل.
شقيف تيرون: شقيف مثل الذي قبله، وتيرون،
بكسر أوله ثم ياء مثناة من تحت وراء، وآخره نون،
حاله حال الذي قبله في التسمية والإضافة: وهو أيضا
حصن وثيق بالقرب من صور.
شقيف دركوش: بفتح الدال، وسكون الراء،
والكاف ثم واو، وشين معجمة: قلعة من نواحي
حلب قبلي حارم.
شقيف دبين: بضم الدال، وتشديد الباء الموحدة
المكسورة، وياء ساكنة، ونون: قلعة صغيرة قرب
أنطاكية، ودبين: ضيعة كالربض لها.
الشقيق: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وتكرير القاف،
وشقيق الشئ أحد جزأيه: ماء لبني أسيد بن عمرو
ابن تميم، وقيل: الشقيق جمع شقيقة، وهو كل غلظ
بين رملين، قال عوف بن الجزع أحد بني الرباب:
أمن آل سلمى عرفت الديارا
بجنب الشقيق خلاء قفارا؟
وقفت بها أصلا ما تبين
لسائلها القول إلا سرارا
الشقيق: بالتصغير: من مياه أبي بكر بن كلاب.
الشقيقة: اسم بئر في ناحية أبلى من نواحي المدينة عن
يمينه من قبل القبلة جبل يقال له برثم، قال ابن مقبل:
فحياض ذي بقر فحزم شقيقة
قفر وقد يغنين غير قفار
ويروى شفيقة، بالفاء قبل القاف ولفظ التصغير.
شقى: موضع بأرمينية، وكان الأصمعي يقول: شكى،
بالكاف وبتشديده، ويذكر فيه القاف.
باب الشين والكاف وما يليهما
شكان: بكسر أوله، وآخره نون: من قرى بخارى
في ظن السمعاني، وقد نسب إليها أبا إسحاق إبراهيم
ابن مسلم بن محمد بن أحمد الشكاني، كان فقيها فاضلا،
تفقه على أبي بكر بن الفضل الامام وروى الحديث
عن أبي عبد الله الرازي وأبي محمد أحمد بن عبد الله
المزني وغيرهما، روى عنه السيد أبو بكر محمد بن
نصر الجميلي وغيره، وكان يملي الحديث ببخارى،
وكانت وفاته بعد سنة 324.
شكت: بكسر أوله وثانيه، وآخره تاء مثناة من
فوق: من قرى أوزكند من أقصى بلاد فرغانة.
356

شكر: جبل باليمن قريب من جرش له ذكر في
المغازي، أوقع عنده صرد بن عبد الله الأزدي بأهل
جرش وكان قدم على رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، فأنفذه إلى أهل جرش فلم يطيعوه فأوقع
بهم، قال نصر: روي أن النبي، صلى الله عليه وسلم،
قال يوما: بأي بلاد الله شكر؟ قالوا: بموضع
كذا، قال: فإن بدن الله تنحر عنده الآن، وكان
هناك قوم من ذلك الموضع، فلما رجعوا رأوا
قومهم قتلوا في ذلك اليوم، وأظنه يوم أوقع بهم
صرد.
شكر: بسكون الكاف، جزيرة شكر: في شرقي
الأندلس.
شكستان: بكسر أوله وثانيه، وسين مهملة ساكنة،
وتاء مثناة من فوق، وآخره نون: من قرى إشتيخن
بالصغد قرب سمرقند، ينسب إليها الحافظ أبو إسحاق
إبراهيم بن إسحاق الشكستاني، رحل إلى خراسان
والعراق، روى عن أزهر بن يونس العبدي وأبي
نعيم الفضل بن دكن وعفان بن مسلم وغيرهم،
روى عنه مسعود بن كامل بن العباس وغيره.
شكلان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره نون:
قرية بينها وبين مرو فرسخ.
شك: ذات شك: في بلاد غطفان، قال شتيم بن
خويلد الفزاري:
فذات شك إلى الأجراع من إضم،
وما نذكره من عاشق أمما
شكى: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، كذا يرويه
الأصمعي، وغيره يقوله بالقاف: ولاية بأرمينية،
ينسب إليها الجلود الشكية مشهورة على نهر الكر
قرب تفليس.
باب الشين واللام وما يليهما
شلاثا: بفتح أوله، وبعد الألف ثاء مثلثة، وألف
مقصورة، كلمة نبطية، وهي من قرى البصرة.
شلالتين: قرية باليمن من ناحية مخلاف سنحان.
شلام: بوزن سلام، قال الحازمي: بطيحة بين واسط
والبصرة.
شلانجرد: من نواحي طوس، ينسب إليها أبو الفضل
أحمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشلانجردي، مات
بالإسكندرية في جمادى الأولى سنة 533 وصلى عليه
السلفي وخلق كثير ودفن في مقبرة بأشلانجرد، وكان
شافعي المذهب، استوطن الإسكندرية، وهو صوفي
ابن صوفي، وقد روى عنه جماعة، قال السلفي:
سألته عن مولده فقال سنة 447، وأبوه أبو عبد الله
محمد بن أحمد، سمع أبا طاهر القرشي وغيره بالقدس
وكتب عنه عمر بن أبي الحسن الدهستاني وهبة الله بن
عبد الوارث الشيرازي وغيرهما.
شلاهط: بحر عظيم بعد بحر هركند مشرقا، فيه
جزيرة سيلان التي دورها ثمانمائة فرسخ.
شلب: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء
موحدة، هكذا سمعت جماعة من أهل الأندلس
يتلفظون بها، وقد وجدت بخط بعض أدبائها شلب،
بفتح الشين: وهي مدينة بغربي الأندلس بينها وبين
باجة ثلاثة أيام، وهي غربي قرطبة، وهي قاعدة
ولاية أشكونية، وبينها وبين قرطبة عشرة أيام للفارس
المجد، بلغني أنه ليس بالأندلس بعد إشبيلية مثلها،
وبينها وبين شنترين خمسة أيام، وسمعت ممن لا
أحصي أنه قال: قل أن ترى من أهلها من لا يقول
شعرا ولا يعاني الأدب، ولو مررت بالفلاح خلف
357

فدانه وسألته عن الشعر قرض من ساعته ما اقترحت
عليه وأي معنى طلبت منه، وينسب إليها جماعة،
منهم: محمد بن إبراهيم بن غالب بن عبد الغافر بن
سعيد العامري من عامر بن لؤي الشلبي وأصله من
باجة يكنى أبا بكر، روى عن علي بن الحجاج الأعلم
كثيرا، وسمع من عبد الله بن منظور صحيح
البخاري، وكان واسع الأدب مشهورا بمعرفته،
تولى الخطابة ببلده مدة طويلة، ومات لخمس خلون
من جمادى الأولى سنة 532، ومولده سنة 446،
وأمر أن يكتب على قبره:
لئن نفذ القدر السابق
بموتي كما حكم الخالق
فقد مات والدنا آدم
ومات محمد الصادق
ومات الملوك وأشياعهم
ولم يبق من جمعهم ناطق
فقل للذي سره مصرعي:
تأهب فإنك بي لاحق
شلجيكث: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم جيم
مكسورة، وياء مثناة من تحت، وكاف مفتوحة،
وثاء مثلثة: بلد من نواحي طراز من حدود تركستان
على سيحون.
شلج: هو شطر الاسم الذي قبله أسقط كث لان
كث بمعنى القرية في لغتهم كالكفر في لغة الشام:
قرية من طراز تشبه بليدة وهي أحد ثغور الترك،
ينسب إليها يوسف بن يحيى الشلجي، حدث عن أبي
علي الحسن بن سليمان بن محمد البلخي، روى عنه
أحمد بن عبد الله بن يوسف السمرقندي، وفي تاريخ
دمشق: عبد الله بن الحسين، ويقال ابن الحسن أبو
بكر الشلجي، حدث عن أبي محمد الحسن بن محمد
الخلال، روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد
ابن المبارك الفراء ونجاء بن أحمد العطار الدمشقي، ولا
أدري إلى أي شئ ينسب إن لم يكن إلى هذا البلد.
شلج: بكسر أوله، وسكون ثانيه: قرية قرب
عكبراء، قرأت في كتاب أخبار القاضي أبي بكر
محمد بن عبد الرحمن بن قريعة الذي ألفه أبو الفرج
محمد بن محمد بن سهل الشلجي من هذه القرية قال:
قال لي القاضي يوما يا أبا الفرج الشلجي بودي أنك
من الصلح المشتق اسمها من الصلاح فإن الشلج على
ما عرفناه مشتق من أسماء رهبان يلحدون وأعراب
يفسدون، قال: وكان عز الدولة قد خرج والقاضي
معه إلى سر من رأى للتصيد، واتفق أن نزل بقرب
الشلج، وهي على شاطئ دجلة، وكان فيها مما يتصل
بكروم قرداباذ حانات كثيرة، فلما ورد لقيني وجرى
حديث فقال: كنت أمشي مع أبي علي الضحاك في
الدار المعزية، وبختيار ينزلها، بابن أبي جعفر الشلجي
فقلت: حفظكما الله قد رأيت قريتك بئس الموطن
لقاطنيه والمنزل لوارديه، ولقد رأيت بها دورا ظننتها
لسعة الذرع أقرحة الزرع فقدرتها دور قوم جلة
من أهل الملة، فسألت عنها فقيل إنها موطن قوم من
أهل الذمة صناع الخبث جعلوها خزائن للمسكر،
فصرفت وجهي كالمنكر، قاتلها الله من قرية! لقد
كان الأمير عز الدولة جالسا في دار تخيلتها عرصة
من عراص السور وقد نفخ في الصور فقامت ظروف
الخبث بدل الأموات من القبور، ولقد أصاب أبو
جعفر شيخك تولاه الله في الانتقال عنها وإبعادك منها،
ولقد ذكرها المعتمد على الله في شعر له فقال:
يا طول ليلي بغية الصبح
أتبعت حسراتي بالربج
358

لهفي على دهر لنا قد مضى
بالعلث والقاطول والشلج
فالدير بالعلث فرهبانه
من الشعانين إلى الدبج
هكذا أكثر شعر المعتمد فلا نعتني في إصلاحه، وقد
نسب إلى الشلج غير أبي الفرج ابنه أبو القاسم آدم
ابن محمد بن الهيثم بن نوبة الشلجي العكبري المعدل،
سمع أحمد بن سليمان النجاد وابن قانع وغيرهما،
روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الخفاف
وغيره، توفي بعكبراء سنة 401.
شلطيش: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وكسر الطاء،
وآخره شين أخرى: بلدة بالأندلس صغيرة في غربي
إشبيلية على البحر.
شلوقة: حصن بقرب سرقسطة من الأندلس، ينسب
إليه علي بن إسماعيل بن سعيد بن أحمد بن لب بن
حزم الخزرجي، قرأ على ابن عطية الغرناطي الحديث
والنحو على ابن طراوة المالقي، وأبوه أيضا مقرئ
نحوي لقيهما السلفي وكتب عنهما.
شلمغان: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم ميم مفتوحة،
وغين معجمة، وآخره نون: ناحية من نواحي واسط
الحجاج، ينسب إليها جماعة من الكتاب، منهم:
أبو جعفر محمد بن علي الشلماني المعروف بابن أبي
العزاقر، بفتح العين المهملة والزاي وبعد الألف
قاف مكسورة ثم راء مهملة، وكان يدعي أن
اللاهوت حل فيه، وله في ذلك مذهب ملعون،
ذكرته في أخبار الأدباء في باب إبراهيم بن محمد بن
أحمد بن أبي عون صاحب كتاب التشبيهات لأنه كان
يدعي في ابن أبي العزاقر الإلهية فأخذهما ابن مقلة
محمد بن علي وزير المقتدر في ذي القعدة سنة 322،
وقد ذكرت قصتهما بتمامها في أخبار ابن أبي عون،
والشلمغان: اسم رجل، ولعل هذه القرية نسبت
إليه، وهو غلط ممن قاله، وأما اسم رجل فلا شك
فيه، قال البحتري يمدح أحمد بن عبد العزيز الشلمغاني:
فاز من حارث وخسرو وماهر
مز بالمجد والفخار التليد
وأطال ابتناءه الحسن القر
م و عبد العزيز بالتشديد
جده الشلمغان أكرم جد
شفع المجد بالفعال المجيد
وحدث شاعر يعرف بالهمذاني: قصدت ابن الشلمغان
وهو مقيم بماد رأيا فأنشدته قصيدة تأنقت فيها وجودت
مدحه فيها فلم يحفل بها فكنت أغاديه كل يوم أحضر
مجلسه فلم أر للثواب أثرا، فحضرته يوما وقد قام شاعر
فأنشده قصيدة نونية إلى قوله منها:
فليت الأرض كانت مادرايا،
وكل الناس آل الشلمغاني
فعن لي في ذلك الوقت أن قمت وقلت:
إذا كانت جميع الأرض كنفا،
وكل الناس أولاد الزواني
ففضحك وأمرني بالجلوس وقال: نحن أحوجناك إلى
هذا. وأمر لي بجائزة سنية فأخذتها وانصرفت.
شلم: بفتح أوله، وتشديد ثانيه: اسم مدينة البيت
المقدس، وقيل: اسم قرية من قراها، ولم يأت
على هذا الوزن في كلام العرب غير هاه، وبقم:
اسم للصبغ، وعثر وبذر: موضعان، وخضم:
موضع أيضا، وهو لقب لعمرو بن تميم، وشمر:
اسم فرس، ويقال لها أوريشلم، وقد ذكر في
موضعه.
359

شلمبة: بفتح أوله وثانيه، وميم ساكنة، وباء
موحدة: بلدة من ناحية دنباوند قريبة من ويمة لها
زروع وبساتين وأعناب كثيرة وجوز، وهي أشد
تلك النواحي بردا، يضرب أهل جرجان وطبرستان
بقاضيها المثل في اضطراب الخلقة، قال بعضهم فيه:
رأيت رأسا كدبه،
ولحية كمذبه
فقلت: ذا التيس من هو؟
فقيل: قاضي شلمبه
شلنبة: هي التي قبلها، والأول أصح، ولهذا أعدنا
اللفظ.
شلوبينية: بفتح أوله، وبعد الواو الساكنة باء
موحدة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت، ونون
مكسورة، وياء أخرى خفيفة مثناة من تحت:
حصن بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة على شاطئ
البحر كثير الموز وقصب السكر والشاه بلوط، ينسب
إليها أبو علي عمر بن محمد بن عمر الأزدي النحوي،
إمام عظيم مقيم بإشبيلية، وهو حي أو مات عن
قريب، أخبرني خبره أبو عبد الله محمد بن عبد الله
المرسي يعرف بأبي الفضل وكان من تلاميذه.
شلوذ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وواو مفتوحة،
وذال معجمة: بلدة بالأندلس، ينسب إليها الكحل
الشلوذي يصنعه أهل هذه المدينة من الرصاص ويحمل
إلى سائر البلاد.
شلول: موضع بنواحي المدينة، قال ابن هرمة:
أتذكر عهد ذي العهد المحيل،
وعصرك بالأعارف والشلول
وتعريج المطية يوم شوطي
على العرصات والدمن الحلول؟
شلون: بفتح أوله ويضم، وسكون الواو، وآخره
نون: ناحية بالأندلس من نواحي سرقسطة، نهرها
يسقي أربعين ميلا طولا، ينسب إليها إبراهيم بن خلف
ابن معاوية العبدري المقري الشلوني يكنى أبا إسحاق
من جملة أصحاب أبي عمرو المقري وشيوخهم، كان
حسن الحفظ والضبط:
شلير: بلفظ التصغير، وآخره راء: جبل بالأندلس
من أعمال إلبيرة لا يفارقه الثلج شتاء ولا صيفا،
وقال بعض المغاربة وقد مر بشلير فوجد ألم البرد:
يحل لنا ترك الصلاة بأرضكم،
وشرب الحميا وهو شئ محرم
فرارا إلى نار الجحيم، فإنها
أخف علينا من شلبير وأرحم
إذا هبت الريح الشمال بأرضكم
فطوبى لعبد في لظى يتنعم!
أقول، ولا أنحي على ما أقوله،
كما قال قبلي شاعر متقدم
فإن كان يوما في جهنم مدخلي،
ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
باب الشين والميم وما يليهما
شماء: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، والمد، يقال:
جبل أشم وهضبة شماء أي طويلان: وهي هضبة في
حمى ضرية لها ذكر في أشعارهم، قال الحارث بن
حلزة:
بعد عهد لنا ببرقة شما
ء فأدنى ديارها الخلصاء
شماخير: جبال بالحجاز بين الطائف وجرش: قال
شاعر من الضباب:
360

كفى حزنا أني نظرت وأهلنا
بهضبي شماخير الطوال حلول
إلى ضوء نار بالحديف يشبها
مع الليل شبح الساعدين طويل
الشماخية: كأنها منسوبة إلى الشماخ اسم الشاعر،
فعال من شمخ إذا كبر وعلا: بليدة بالخابور،
بينها وبين رأس عين ستة فراسخ.
شماخي: بفتح أوله، وتخفيف ثانيه، وخاء معجمة
مكسورة، وياء مثناة من تحت: مدينة عامرة وهي
قصبة بلاد شروان في طرف أران تعد من أعمال
باب الأبواب وصاحبها شروانشاه أخو صاحب الدربند،
وذكر الإصطخري ما يدل على أن شماخي تمصيرها
محدث فإنه قال: من برذغة إلى برزنج ثمانية عشر
فرسخا ثم تعبر الكر إلى شماخي، وليس فيها منبر،
أربعة عشر فرسخا، ومن شماخي إلى شابران، مدينة
صغيرة فيها منبر، ثلاثة أيام.
الشماسية: بفتح أوله، وتشديد ثانيه ثم سين مهملة،
منسوبة إلى بعض شماسي النصارى: وهي مجاورة
لدار الروم التي في أعلى مدينة بغداد، وإليها ينسب
باب الشماسية، وفيها كانت دار معز الدولة أبي
الحسين أحمد بن بويه، وفرغ منها في سنة 305،
وبلغت النفقة عليها ثلاثة عشر ألف ألف درهم،
ومسناته باق أثرها وباقي المحلة كله صحراء موحشة
يتخطف فيها اللصوص ثياب الناس، وهي أعلى من
الرصافة ومحلة أبي حنيفة. والشماسية أيضا: محلة
بدمشق.
شماليل: يقال: ذهب الناس شماليل إذا تفرقوا،
والشماليل ما تفرق من الأغصان: موضع، قال
ذو الرمة:
وبالشماليل من جلان مقتنص
رث الثياب خفي الشخص منزرب
وقال أبو منصور: الشماليل جبال رمال متفرقة
بناحية معقلة، وقد ذكرت معقلة في موضعها،
ولعل واحدها أراد النعمان في قوله:
برقاء شمليلا
شمام: يروى شمام مثل قطام مبني على الكسر،
ويروى بصيغة ما لا ينصرف من أسماء الاعلام،
وهو مشتق من الشمم وهو العلو، وجبل أشم طويل
الرأس: وهو اسم جبل لباهلة، قال جرير:
عاينت مشعلة الرعال كأنها
طير تغاول في شمام وكورا
وله رأسان يسميان ابني شمام، قال لبيد:
وفتيان يرون المجد غنما،
صبرت بحقهم ليل التمام
فودع بالسلام أبا جرير،
وقل وداع أربد بالسلام
فهل نبئت عن أخوين داما
على الاحداث إلا ابني شمام
وإلا الفرقدين وآل نعش
خوالد ما تحدث بانهدام
شمجلة: بفتح أوله، وسكون ثانية، وفتح الجيم:
مدينة بالأندلس من أعمال رية، ويقال شمجيلة،
وهي قريبة من البحر يكثر فيها قصب السكر والموز.
شمخ: بفتح أوله، وسكون ثانيه: اسم موضع في
بلاد عاد، ذكر الهيثم بن عدي عن حماد الرواية عن
ابن أخت له من مراد قال: وليت صدقات قوم من
الاعراب، فبينما أنا أقسمها في قومها إذ قال لي رجل
361

منهم: ألا أريك عجيبا؟ قلت: بلى، فأدخلني في
شعب من جبل فإذا أنا بسهم من سهام عاد من قنا
قد نشب في ذروة الجبل تجاهي وعليه مكتوب:
ألا هل إلى أبيات شمخ بذي اللوى
لوى الرمل من قبل الممات معاد
بلاد بها كنا وكنا نحبها،
إذ الأهل أهل والبلاد بلاد
ثم أخرجني إلى الساحل فإذا أنا بحجر يعلوه الماء طورا
ويظهر تارة، وإذا عليه مكتوب: يا ابن آدم يا عبد
ربة اتق الله ولا تعجل في رزقك فإنك لن تسبق
رزقك ولا ترزق ما ليس لك، ومن هناك إلى البصرة
ستمائة فرسخ، فمن لم يصدق في ذلك فليمش الطريق
على الساحل حتى يتحققه، فمن لم يقدر فلينطح برأسه
هذا الحجر حتى ينفجر.
شمسان: تثنية الشمس المشرقة: مويهتان في جوف
عريض، وعريض قنة منقادة بطرف النير نير بني
غاضرة، وهما الآن في أيدي بني عمرو بن كلاب.
وشمسان أيضا: من حصون صداء من أعمال صنعاء
باليمن.
شمسانية: كأنها منسوبة إلى تثنية الشمس: بليدة
بالخابور، نسب إليها أبو الزاكي حامد بن بختيار بن
خزوان النميري الشمساني خطيبها، لقيه السلفي
وحكى عنه القاضي أبوا لمهذب عبد المنعم بن أحمد
السروجي.
شمس: بضم أوله: صنم كان لبني تميم وكان له بيت
وكانت تعبده بنو أد كلها: ضبة وتيم وعدي وثور
وعكل، وكانت سدنته في بني أوس بن مخاشن بن
معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن
تميم فكسره هند بن أبي هالة وسفيان بن أسيد بن
حلاحل بن أوس بن مخاشن.
الشمسين: شمس ابن علي وشمس ابن طريق: ماء
ونخل بأرض اليمامة، عن الحفصي.
شمشاط: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وشين
مثل الأولى، وآخره طاء مهملة: مدينة بالروم على
شاطئ الفرات شرقيها بالوية وغربيها خرتبرت،
وهي الآن محسوبة من أعمال خرتبرت، قال
بطليموس: مدينة شمشاط طولها إحدى وسبعون
درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون درجة
وخمسون دقيقة، طالعها النعائم، بيت حياتها الجدي
تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها
من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها
مثلها من الميزان، وهي في الاقليم الخامس، قال
صاحب الزيح: طول شمشاط اثنتان وستون درجة
وثلثان، وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف وربع،
وشمشاط الآن خراب ليس بها إلا أناس قليل، وهي
غير سميساط، هذه بسينين مهملتين وتلك بمعجمتين،
وكلتاهما على الفرات إلا أن ذات الاهمال من أعمال
الشام وتلك في طرف أرمينية، قيل: سميت
بشمشاط بن اليفز بن سام بن نوح، عليه السلام، لأنه
أول من أحدثها، وقد نسب إليها قوم من أهل
العلم، منهم: أبو الحسن علي بن محمد الشمشاطي،
كان شاعرا وله تصانيف في الأدب، وكان في عهد
سيف الدولة بن حمدان، وله في علي بن محمد
الشمشاطي:
ما للزمان سطا على أشرافنا
فتخرموا وعفا على الأنباط؟
أعداوة لذوي العلى أم همة
سقطت فمالته إلى السقاط؟
362

خضعت رقاب بني العداوة إذا رأت
آثارها تنقد تحت سياط
حتى إذا ركضت على أعقابها
ذلف النبيط إلي من شمشاط
صدق العلم إنهم من أسرة
نجب تسوسهم بنو سنباط
آباؤك الاشراف إلا أنهم
أشراف موش وساطح وخلاط
شمشكازاد: قلعة ومدينة بين آمد وملطية لها عمل
ورستاق، وهي قرب حصن الران.
الشمطاء: موضع لابي بكر بن كلاب، كان رجل
من بني أسد جاور قوما من بني أبي بكر بن كلاب
يقال لهم بنو شهاب وكانوا شهاوى للطعام فجعلوا
كلما أوقد نارا انتموا إليها فقراهم حتى حربوه،
فجعل يقول:
إذا أوقدت بالشمطاء ناري
تأوب ضوءها خلق الصدار
إذا أوقدت ناري أبصروها
كأن عيونهم ثمر العرار
عدمت نسية لبني شهاب
وقبحا للغلام وما يواري
فإن أطعمته خبزا بسمن
تنحنح، إنه باللؤم ضاري
شمطتان: المشط: ما كان من لونين مختلفين، وكأن
هذا يراد به المرتان منه: وهو موضع جبلان،
ويروى بالضاء المعجمة، قال حميد بن ثور يصف
ناقته:
تهش لنجدي الرياح كأنها
أخو خدلة ذات السوار طليق
وراحت تعالى بالرحال كأنها
سعالى بجنبي نخلة وسلوق
فما تم ظمء الركب حتى تضمنت
سوابقها من شمطتين حلوق
حلوق: يعني أوائل الأودية.
شمطة: بلفظ واحدة الذي قبله ومعناه، ورواه
الأزهري بالظاء المعجمة فقال: شمظة موضع في
قول حميد بن ثور يصف القطا: كما انقبضت كدراء تسقي فراخها
بشمظة رفها، والمياه شعوب
غدت لم تصعد في السماء ودونها،
إذا نظرت، أهوية وصبوب
قال: والشمظ المنع، وشمظته من كذا أي منعته،
ورواه غيره بالطاء المهملة وقال: هو في شعر جندل
ابن الراعي كانت فيه وقائع الفجار، وهي وقعة كانت
بين بني كنانة وقريش وبني قيس عيلان لان
البراض الكناني قتل عروة الرحال، في قصة فيها
طول ليس كتابي بصددها، وهي الواقعة الأولى من
وقعات الفجار، وإنما سمي الفجار لأنهم أحلوا
الشهر الحرام وقاتلوا فيه ففجروا، وهو قريب من
عكاظ، قال خداش بن زهير:
ألا أبلغ إن عرضت به هشاما،
و عبد الله أبلغ والوليدا
هم خير المعاشر من قريش،
وأوراهم إذا خفيت زنودا
بأنا يوم شمطة قد أقمنا
عمود المجد إن له عمودا
جلبنا الخيل عابسة إليهم
سواهم يدرعن النقع قودا
363

تركنا بين شمطة من علاء
كأن خلالها معزى شريدا
فلم أر مثلهم هزموا وفلوا،
ولا كذيادنا عتقا مذودا
شمكور: بفتح أوله، وسكون ثانيه، والكاف،
والواو الساكنة، وراء: قلعة بنواحي أران، بينها
وبين كنجة يوم وأحد عشر فرسخا، وكانت شمكور
مدينة قديمة فوجه إليها سليمان بن ربيعة الباهلي بعد
فتح برذعة في أيام عثمان بن عفان، رضي الله
عنه، من فتحها فلم تزل مسكونة معمورة حتى خربها
السناوردية، وهم قوم تجمعوا أيام انصرف يزيد بن
أسيد عن أرمينية فغلظ أمرهم وكثرت بوائقهم،
ثم إن بغا مولى المعتصم عمرها في سنة 240، وهو
والي أرمينية وأذربيجان وشمشاط، وسماها
المتوكلية.
شمل: بالفتح، والسكون، وهو الاجتماع: هي
ثنية على ليلتين من مكة، وبطن الشمل من دون
الجريب وراءه آخر.
شمنتان: بلد بالأندلس، قال السلفي: من عمل
المرية، وقال ابن بشكوال: عبد الرحمن بن عيسى
ابن رجاء الحجري يعرف بالشمنتاني، وشمنتان:
من ناحية جيان، يسكن المرية يكنى أبا بكر،
استقضى بالمرية، وكان خيرا فاضلا، وتوفي في سنة
486، أخذ عن أبي الوليد محمد بن عبد الله البكري،
وكان من أهل الفقه، وكان ولي قضاء المرية قبل
دخول المرابطين الأندلس، يروي عنه أبو عبد الله
محمد بن سليمان النفزي، قاله أبو الوليد الدباغ،
وينسب إليها أحمد بن مسعود الأزدي الشمنتاني
الأندلسي أديب شاعر.
شمنصير: بفتحتين ثم نون ساكنة، وصاد مهملة
مكسورة ثم ياء آخر الحروف ساكنة، وراء: اسم
جبل في بلاد هذيل، وقرأت بخط ابن جني في
كتاب هذا لفظه قال: شمنصير جبل بساية، وساية:
واد عظيم به أكثر من سبعين عينا وهو وادي أمج،
وقال ساعدة بن جؤية الهذلي: أخيل برقا متى جاب له زجل
إذا تغير عن توماضه جلجا
مستأرضا بين بطن الليث أيمنه
إلى شمنصير غيثا مرسلا معجا
أخيل برقا أي أرى، ومتى جاب أي متى جانب،
وجاب: سحاب متراكب، وقال أبو صخر الهذلي
يرثي ولده تليدا:
وذكرني بكاي على تليد
حمامة مر جاوبت الحماما
ترجع منطقا عجبا وأوفت
كنائحة أتت نوحا قياما
تنادي ساق حر ظلت أدعو
تليدا لا تبين به الكلاما
لعلك هالك إما غلام
تبوأ من شمنصير مقاما
يخاطب نفسه، وهو أحد فوائت كتاب سيبويه،
قال ابن جني: يجوز أن يكون مأخوذا من شمصر
لضرورة الوزن إن كان عربيا، وقال الأزهري:
يقال شمصرت عليه إذا ضيقت عليه، وقال عرام:
يتصل بضرعاء، وهي قرية قرب ذرة من آرة
شمنصير، وهو جبل ململم لم يعله قط أحد
ولا درى ما على ذروته، فأعلاه القرود والمياه حواليه
تحول ينابيع، تطيف به قرية رهاط بوادي غران،
364

ويقال إن أكثر نباته النبع والشوحط وينبت عليه
النخل والحمص.
شمن: بكسر الشين، وفتح الميم، قال أبو سعد
بفتح الشين: من قرى أستراباذ بمازندران، ينسب
إليها أبو علي الحسين بن جعفر بن هشام الطحان الشمني
الاستراباذي مضطرب الحديث، قال أبو سعد: عبد
الرحمن بن محمد الإدريسي الاستراباذي، شمن:
من نواحي كروم أستراباذ على صيحة منها، روى
أبو علي حديثا مضطربا عن أبيه جعفر بن هشام الشمني
عن إبراهيم بن إسحاق العبدي، لا أدري البلية منه
أو من أبيه.
الشموس: بفتح أوله، وسكون الواو، وآخره سين
مهملة، رجل شموس أي عسر، قال الأصمعي:
الشموس هضبة معروفة سميت به لأنها صعبة المرتقى.
والشموس: من أجود قصور اليمامة، يقال: إنه
من بناء جديس، وهو محكم البناء، وفيه وفي معنق،
قصر آخر، يقول شاعرهم:
أبت شرفات في شموس ومعنق
لدى القصر منا أن تضام وتضهدا
والشموس أيضا: قرية من نواحي حلب من عمل
الحص، قال الراعي:
وأنا الذي سمعت قبائل مأرب
وقرى الشموس وأهلهن هديري
شمونت: بالفتح، والتشديد، وسكون الواو،
وفتح النون، والتاء المثناة: قرية من أعمال مدينة
سالم بالأندلس، لها ذكر في أخبارهم.
شمهار: قال الإصطخري: وأما جبال قارن ببلاد
الديلم فإنها قرى لا مدينة بها إلا شمهار وفريم على
مرحلة من سارية.
شميديزه: بالفتح، والكسر، وسكون الياء الأولى
والأخيرة، وكسر الدال المهملة، والزاي المفتوحة:
من قرى سمرقند ينسب إليها الشميديزكي.
شميرام: حصن بأرمينية، عن نصر.
شميران: بالفتح، والكسر ثم ياء مثناة من تحت ساكنة،
وراء، آخره نون: بلد بأرمينية وقرية بمرو الشاهجان.
شميرف: قرية قبال أرمنت العطار بمصر في الغربيات،
بها مشهد الخضر يزار.
شميسى: بالفتح ثم الكسر، وياء آخر الحروف ساكنة
ثم سين مهملة، وألف مقصورة، يجوز أن يكون من
شمس إذا عسر أو من شمس يومنا إذا وضح
كله: وهو واد من أودية القبلية، عن الزمخشري
عن السيد علي، بضم العين ثم فتح اللام، من اسم
علي، وهو علي بن وهاس العلوي الحسيني.
الشميستان: تصغير شمسة ثم تثنيتها، قال ابن
الأعرابي: هما جنتان بإزاء الفردوس، قال أبو
منصور: ونحو ذلك قال الفراء.
شميط: بالفتح ثم الكسر، والياء المثناة من تحت:
موضع في شعر أوس، وفي نوادر أبي زيد: شميط
نقا من أنقاء الرمل في بلاد بني عبد الله بن كلاب،
وقال رجل يرثي جملا له مات في أصل هذا النقا:
لعمر أبي جنب الشميط لقد ثوى
به أيما نضو إذا قلق الضفر
كأن دبابيج الملوك وريطها
عليه مجوبات إذا وضح الفجر
فقد غاظني والله أن أولمت به
على عرسه الوركاء في نقرة قفر
الوركاء: الضبع لأنها تعرج من وركها.

(1) في هذا البيت إقواء.
365

شميط: بالضم ثم الكسر ثم مثل الذي قبله: حصن
من أعمال سرقسطة بالأندلس.
شميكان: بالفتح ثم الكسر، وبعد الياء كاف،
وآخره نون: محلة بأصبهان، نسب إليها بعض
الرواة أبو سعد.
شميلان: قلعة مشهورة بالقرب من طوس من نواحي
خراسان.
شميهن: بالفتح ثم الكسر، وبعد الهاء نون، قال
السمعاني: من قرى مرو بينهما فرسخان، وقد
نسب إليها بعض الرواة، والله أعلم بالصواب.
باب الشين والنون وما يليهما
شناباذ: بالفتح، وبعد الألف باء موحدة، وآخره
ذال معجمة: من قرى بلخ، نسب إليها بعض الرواة.
شناص: بالضم، وآخره صاد مهملة، يقال: فرس
شناصي أي شديد، والأنثى شناصية: هو موضع.
شناصير: من نواحي المدينة، قال ابن هرمة الشاعر:
لو هاج صحبك شيئا من رواحلهم
بذي شناصير أو بالنعف من عظم
حتى يروا ربربا حورا مدامعها
وبالهوينا لصاد الوحش من أمم
شنان: بالكسر، وآخره نون، جمع شن: وهي
الأسقية والقرب الخلقان، وهو في كتاب نصر
شنار، بفتح الشين وآخره راء، وقال: وهو واد
بالشام أغير فيه على دحية بن خليفة الكلبي لما رجع
من عند قيصر ثم ارتجع ما أخذه قوم من جذام كانوا
قد أسلموا، فلما رجع إلى المدينة شكا إلى رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، فأغزاهم زيد بن حارثة.
شنا: بالكسر ثم التشديد، والقصر: ناحية من أعمال
الأهواز. وشنا أيضا: ناحية من أعمال أسافل دجلة
البصرة، كلاهما عن نصر.
شنائك: بالفتح، وبعد الألف ياء مهموزة، كأنه
جمع شنوكة بما حول، يقصرون، وهو علم مرتجل،
قال نصر: شنائك ثلاثة أجبل صغار منفردات من
الجبال بين قديد والجحفة من ديار خزاعة، وقيل:
شنوكتان شعبتان تدفعان في الروحاء بين مكة والمدينة،
وهو جبل عن الأديبي، وقد قال كثير:
فإن شفائي نظرة إن نظرتها
إلى ثافل يوما وخلفي شنائك
وإن بدت الخيمات من بطن أرثد
لنا وفيافي المرختين. الدكادك
شنت أولالية: أما شنت بفتح أوله، وسكون ثانيه،
فأظنها لفظة يعنى بها البلدة أو الناحية لأنها تصاف إلى
عدة أسماء تراها ههنا بعد هذا، وأما أولالية فبضم
الهمزة، وسكون الواو، وبعد لا لام مكسورة،
وياء مثناة من تحت خفيفة: مدينة من أعمال طليطلة
بالأندلس.
شنت اشتاني: من كورة الأندلس.
شنت برية: الشطر الأول تقدم تحقيقه ثم باء موحدة
مفتوحة، وراء مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت
مشددة: مدينة متصلة بحوز مدينة سالم بالأندلس،
وهي شرقي قرطبة، وهي مدينة كبيرة، كثيرة
الخيرات، لها حصون كثيرة نذكر منها ما بلغنا في
مواضعها، وفيها شجر الجوز والبندق، وهي الآن
بيد الإفرنج، بينها وبين قرطبة ثمانون فرسخا.
شنت بيطره: الأول مثل الذي قبله، ثم باء موحدة
مفتوحة، وياء مثناة من تحت، وطاء مهملة، وراء:
حصن منيع من أعمال رية بالأندلس.
366

شنتجالة: بالأندلس، وبخط الأشتري شنتجيل،
بالياء، ينسب إليها سعيد بن سعيد الشنتجالي أبو
عثمان، حدث عن أبي المطرف بن مدرج وابن مفرج
وغيرهما، وحدث عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن
بنان، قال ابن بشكوال: و عبد الله بن سعيد بن
لباج الأموي الشنتجالي المجاور بمكة، وكان من
أهل الدين والورع والزهد، وأبو محمد رجل مشهور،
لقي كثيرا من المشايخ، وأخذ عنهم وروى، صحب
أبا ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ، ولقي أبا سعيد
السجزي وسمع منه صحيح مسلم، ولقي أبا سعد
الواعظ صاحب كتاب شرف المصطفى فسمعه منه وأبا
الحسين يحيى بن نجاح صاحب كتاب سبل الخيرات
وسمعه منه، وأقام بالحرم أربعين عاما لم يقض فيه حاجة
الانسان تعظيما له بل إن يخرج عنه إذا أراد ذلك،
ورجع إلى الأندلس في سنة 430، وكانت رحلته سنة
391، وأقام بقرطبة إلى أن مات في رجب سنة 436.
شنترة: بالفتح ثم السكون، وتاء مثناة من فوقها،
وراء مهملة: مدينة من أعمال لشبونة بالأندلس،
قيل: إن فيها تفاحا دور كل تفاحة ثلاثة أشبار،
والله أعلم، وهي الآن بيد الإفرنج ملكوها سنة
543، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم.
شنترين: كلمتان مركبة من شنت كلمة ورين كلمة
كما تقدم، ورين بكسر الراء، وياء مثناة من تحت،
ونون: مدينة متصلة الاعمال بأعمال باجة في غربي
الأندلس ثم غربي قرطبة وعلى نهر تاجه قريب من
انصبابه في البحر المحيط، وهي حصينة، بينها وبين
قرطبة خمسة عشر يوما، وبينها وبين باجة أربعة
أيام، وهي الآن للإفرنج ملكت في سنة 543.
شنت طولة: مدينة بالأندلس، قال شاعرهم:
وعلا الدخان بشنت طولة مربا
يبدي كمين مطابخ الاخوان
شنتغنش: قال ابن بشكوال: عبد الله بن الوليد بن
سعد بن بكير الأنصاري من أهل قرمونة من قرية
منها يقال لها شنتغنش، سكن مصر وأستوطنها، يكنى
أبا محمد، سمع بقرطبة قديما من أبي القاسم إسماعيل
ابن إسحاق الطحان وغيره ورحل إلى المشرق سنة
384 وأخذ في طريقة بالقيروان من جماعة وأخذ
بمكة عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي وغيره،
وكان فاضلا مالكيا، أخذ عنه العلم جماعة من أهل
الأندلس وغيرهم، وطال عمره، وخرج من مصر
إلى الشام في سنة 447، ومات في شهر رمضان سنة
448، ومولده سنة 360.
شنت قبله: قرب قرطبة من الأندلس.
شنت قروش: بضم القاف، وسكون الواو بعد الراء
ثم شين معجمة: حصن من أعمال ماردة بالأندلس.
شنت مرية: بفتح الميم، وكسر الراء، وتشديد الياء،
وأظنه يراد به مريم بلغة الإفرنج: وهو حصن من
أعمال شنتبرية، وبها كنيسة عظيمة عندهم، ذكر
أن فيها سواري فضة ولم ير الراؤون مثلها، لا يخرم
الانسان بذراعيه واحدة منها مع طول مفرط، وقال
أبو محمد عبد الله بن السيد البطليموسي النحوي:
تنكرت الدنيا لنا بعد بعدكم،
وحفت بنا من معضل الخطب ألوان
أناخت بنا في أرض شنت مرية
هواجس ظن خان، والظن خوان
رحلنا سوام الحمر عنها لغيرها،
فلا ماؤها صدى ولا النبت سعدان
367

شنت ياقب: ياء مثناة من تحت، وبعد الألف قاف
مضمومة ثم باء موحدة: قلعة حصينة بالأندلس.
شندوخ: بالضم ثم السكون، وآخره خاء معجمة:
موضع.
شندويد: بالفتح ثم السكون، ودال مفتوحة، وواو
مكسورة ثم ياء ساكنة، ودال: جزيرة في وسط
النيل بمصر.
شنذان: بالفتح ثم السكون، وذال معجمة، وآخره
نون: صقع متصل ببلاد الخزر فيه أجناس من الأمم
التي في جبل القبق وكان ملكها قد أسلم في أيام
المقتدر، عن نصر.
شنزوب: بالضم ثم السكون، والزاي بعدها واو
ساكنة، وآخره باء موحدة: موضع في شعر الأعشى.
شنشت: من قرى الري المشهورة، كبيرة كالمدينة،
من قها، كانت بها وقائع بين أصحاب السلطان
والعلوية مشهورة من أيام المتوكل إلى أيام المعتضد.
شنط: بالضم ثم السكون: قال ابن الأعرابي: الشنط
اللحوم المنضجة: وهو ماء بين جبلي طئ وتيماء في
الرمل.
شنظب: بالضم ثم التسكين ثم ظاء معجمة مضمومة،
وباء موحدة، قال الأزهري: موضع بالبادية،
وقيل: واد بنجد لبني تميم، قال ذو الرمة:
دعاها من الأصلاب أصلاب شنظب
قال: والشنظب كل جرف فيه ماء، وقال أبو زيد:
الشنظب الطويل الحسن الخلق، كل ذلك عنه، قلت:
ووجدت بخط أبي نصر بن نباتة السعدي الشاعر
شنظب، بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح الظاء
المعجمة، والباء الموحدة، وقول سوار بن المضرب
المازني:
ألم ترني وإن أنبأت أني
طويت الكشح عن طلب الغواني
ألا يا سلم، سيدة الغواني،
أما يفدي بأرضك فك عاني؟
أمن أهل النقا طرقت سليم
طريدا بين شنظب والثماني
سرى من ليله، حتى إذا ما
تدلى النجم كالأدم الهجان
رمى بلد به بلدا فأضحى
بظمء الريح خاشعة العنان
شنفنيرة: بالفتح ثم السكون، وقاف مضمومة،
ونون مكسورة، وياء مثناة من تحت ساكنة، وراء:
فحص من أعمال تدمير، والفحص: الناحية، وهو
بالأندلس، حكى الأنصاري الغرناطي عن نقاعة أنها
حسنة المنظر والمخبر، كثيرة الريع، طيبة المربع،
قيل: إن الحبة من زرعها تتفرع إلى ثلاثمائة قصبة،
ومسافة هذا الفحص يوم وبعض آخر، يرتفع من
المكوك من بذره مائة مكوك وأكثر، والله أعلم.
شن: ناحية بالسراة، وهي الجبال المتصلة بعضها
ببعض الحاجزة بين تهامة واليمن، ذكرت في قصة
سيل العرم، عن نصر.
شنوءة: بالفتح ثم الضم، وواو ساكنة ثم همزة
مفتوحة، وهاء: مخلاف باليمن، بينها وبين صنعاء
اثنان وأربعون فرسخا، تنسب إليها قبائل من الأزد
يقال لهم أزد شنوءة، والشناءة مثل الشناعة: البغض،
والشنوءة على فعولة: التقزز وهو التباعد من الأدناس،
تقول: رجل فيه شنوءة، ومنه أزد شنوءة، والنسبة
إليهم شنائي، قال ابن السكيت: ربما قالوا أزد شنوة،
368

بالتشديد بغير همزة، ينسب إليهم شنوي، قال
بعضهم:
نحن قريش وهم شنوه
بنا قريش ختم النبوة
والأزد تنقسم إلى أربعة أقسام: أزد شنوءة وأزد
السراة وأزد غسان وأزد عمان، ولذلك قال قيس
ابن عمرو النجاشي:
فإني كذي رجلين، رجل صحيحة
وأخرى بها ريب من الحدثان
فأما التي صحت فأزد شنوءة،
وأما التي شلت فأزد عمان
وقال نصر: الشنوءة أرض باليمن، على فعولة، إليها
ينسب القبيل من الأزد، وقيل: كان بينهم شناءة،
والشنوءة: فيها حجارة تطؤها محجة مكة إلى عرفة
يفزع إليها سيل الصلة من ثور.
شنودة: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو، ودال
مهملة، وربما قيل لها شبوذة، كورة من كور
مصر الجنوبية.
شنوكة: بالفتح ثم الضم، وسكون الواو، وكاف:
جبل وهو علم مرتجل، قال ابن إسحاق في غزاة
بدر: مر، عليه السلام، على السيالة ثم على فج
الروحاء ثم على شنوكة، وهي الطريق المعتدلة،
حتى إذا كان بعرق الظبية، قال كثير:
فأخلفن ميعادي وخن أمانتي،
وليس لمن خان الأمانة دين
كذبن صفاء الود يوم شنوكة،
وأدركني من عهدهن رهون
شنية: بالفتح ثم الكسر والتشديد، ويروى بتخفيف
النون، والياء المثناة من تحت المشددة، كأنه نسبة
إلى الشن وهو المزادة والقربة الخلقة: ماء عند
شعبي وهي بئار في واد به عشر من جهة المغرب.
باب الشين والواو وما يليهما
شوابة: كأنه فعالة من شابه يشوبه إذا خالطه:
وهي بليدة على طرف وادي ضروان من ناحية
الجنوب، بينها وبين صنعاء أربعة أميال، وقد
ذكرنا ضروان.
شوا: بالفتح، بمعنى الظهر في العربية: موضع بمكة
يقال له نزاعة الشوى عند شعب الصفي واسم
قرية أيضا من قرى الصغد بقرب إشتيخن، ينسب
إليها أحيد بن لقمان الشوائي، يروي عن أبي
سليمان محمد بن الفضيل البلخي وإبراهيم بن السري
الهروي، روى عنه علي بن النعمان الكبود نجكثي.
شواجن: بالفتح، وبعد الألف جيم مكسورة، وآخره
نون، والشواجن: أعالي الوادي، واحدتها شاجنة،
والشواجن: اسم لواد في ديار ضبة في بطنه أطواء
كبيرة، منها: لصاف واللهابة وثبرة ومياهها
عذبة، قال الحفصي: وفي كفة الدو الشواجن
وهي مياه لعمرو بن تميم.
شواحط: بالضم، وبعد الألف حاء مهملة مكسورة،
وطاء مهملة، علم مرتجل لاسم موضع، وبالجملة
فالشوحط ضرب من النبع يعمل منه القسي،
وشواحط بوزن حطايط ودلامص، وهما اسم مفرد
ليس بجمع، ويوم شواحط من أيام العرب شديد
مشهور: وهو جبل مشهور قرب المدينة ثم قرب
السوارقية كثير النمور والأراوي وفيه أوشال
ينبت الغضور والثغام. وشواحط: حصن باليمن
من ناحية الحبية، قال ساعدة بن جؤية:
369

غداة شواحط فنجوت شدا،
وثوبك في عباقية هريد
هريد: مشقوق، ومنه حديث عيسى بن مريم،
عليه السلام.
شواحطة: قرية باليمن من أعمال صنعاء.
شواش: بالفتح ثم التشديد، وآخره شين أيضا: اسم
رجل نسب إليه موضع في متنزهات دمشق يقال له
جسر ابن شواش، قال فيه الشهاب فتيان بن علي بن
فتيان الدمشقي الشاغوري الأديب النحوي:
يا حبذا جنة باب البريد بها،
والحسن قد حشيت منه حواشيه
فالمرج فالنهر فالقصر المنيف على
القصور بالشرف الأعلى فشانيه
فالجسر جسر ابن شواش فنيربها
تحلو معانيه لا تخلو مغانيه
كأن في رأس عليين ربوتها،
يجري بها كوثر سبحان مجريه!
تلك المرابع لا رضوى وكاظمة،
ولا العقيق تواريه بواديه
شواص: قال أبو عمرو الشيباني: اسم واد ذكره في
نوادره.
شوال: بلفظ اسم الشهر الذي بعد رمضان، وأصله
من شالت الناقة بذنبها إذا رفعته تري الفحل أنها
لاقح، وذنب شوال، والعقرب تشول بذنبها
أيضا، قال الشاعر:
كذنب العقرب شوال علق
وشوال: قرية من مرو معروفة تنظر إلى فاشان
قرية أخرى، بينها وبين المدينة ثلاثة فراسخ، خرج
منها طائفة من أهل العلم، منهم: أبو طاهر محمد بن
أبي النجم من محمد الشوالي الخطيب، سمع أبا الخير
محمد بن موسى بن عبد الله الصفار وأبا الفتح أحمد بن
عبد الله بن أبي سعد الزندانقاني صاحب أبي العباس
السراج وغيرهما، سمع منه خلق كثير، وذكره
أبو سعد في شيوخه، ومات سنة 532، ومولده في
حدود سنة 460.
شوان: قال عرام: قرب بستان ابن عامر جبلان
يقال لهما شوانان واحدهما شوان، قال غيره:
شوانان جبلان قرب مكة عند وادي تربة.
الشوبك: بالفتح ثم السكون ثم الباء الموحدة المفتوحة،
وآخره كاف، إن كان عربيا فهو مرتجل: قلعة
حصينة في أطراف الشام بين عمان وأيلة والقلزم
قرب الكرك، وذكر يحيى بن علي التنوخي في
تاريخه: أن يقدور الذي ملك الفرس سار في سنة
509 إلى بلاد ربيعة من طئ، وهي ياق والشراة
والبلقاء والجبال ووادي موسى، ونزل على حصن
قديم خراب يعرف بالشوبك بقرب وادي موسى
فعمره ورتب فيه رجاله، وبطل السفر من مصر إلى
الشام بطريق البرية مع العرب بعمارة هذا الحصن.
شوحطان: الشوحط اسم شجر: وهي مدينة باليمن
قرب صنعاء يقال لها قصر شوحطان.
شوخنان: بالضم ثم السكون، وخاء معجمة مفتوحة،
ونون، وبعد الألف نون أخرى: من قرى سمرقند.
شوذبان: من قرى هراة، منها أبو الضوء شهاب بن
محمود الشاهد الشوذباني، سمع منه جماعة، منهم أبو
سعد السمعاني وأبو الوقت وغيرهما، حدثني الامام
الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال:
كان عسرا في الرواية حتى إنه كان إذا أتاه طالب
370

الحديث يلعن أباه كيف سمعه، قال: فما شعرناه به
إلا وقد صمد نفسه للاقراء فعجبنا من ذلك وسألناه
عن السبب فقال: رأيت والدي في النوم وعاتبني
وقال لي: اجتهدت حتى ألحقتك بأهل العلم وجملة
رواة حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، فتسبني على
ذلك لا جزاك الله خيرا! قال: فانتبهت وآليت
على نفسي لا أمنع أحدا من سماع شئ سمعته. وقد
سمع منه جماعة منهم ابن النجار.
الشوذر: بالفتح ثم السكون، والذال المعجمة
المفتوحة، وراء، وهو في الأصل الإتب، وهو
ثوب صغير تلبسه المرأة تحت ثوبها، قال الليث:
الشوذر تخبأ به المرأة إلى طرف عضدها، وقال
الجوهري: الشوذر الملحفة، وهو معرب أصله
بالفارسية جادر: وهو اسم بلد في شعر ابن مقبل:
ظلت على الشوذر الأعلى وأمكنها
أطواء جمز من الأرواء والعطن
وشوذر: مدينة بين غرناطة وجبان بالأندلس.
شوراب: بالضم ثم السكون، وراء، وآخره باء،
ومعناه بالفارسية ماء ملح: وهو نهر بخوزستان تمر
طائفة منه بمدينة الأهواز، وعساه الذي تسميه العرب
سولان، وهو عذب مع هذه التسمية.
شوران: بالفتح ثم السكون، والراء، وآخره نون،
قال الأديبي: هو موضع لبني يربوع بأود، قال
بعضهم:
أكلتها أكل من شوران صادمه
يقال: شرت الدابة شورا إذا عرضتها على البيع،
ولعل هذا الموضع قد كانت تعرض فيه الدواب،
قال نصر: شوران واد في ديار بنز سليم يفرغ في
الغابة، وهي من المدينة على ثلاثة أميال، قال أبو
الأشعث الكندي: شوران جبل عن يسارك وأنت
ببطن عقيق المدينة تريد مكة، وهو جبل مطل على
السد مرتفع وفيه مياه كثيرة يقال لها البجيرات،
وعن يمينك حينئذ عير، قال عرام: ليس في جبال
المدينة نبت ولا ماء غير شوران، فإن فيه مياه
سماء كثيرة وفي كلها سمك أسود مقدار الذراع
وما دون ذلك أطيب سمك يكون، وحذاء شوران
جبل يقال له ميطان، كانت البغوم صاحبة ريحان
الخضري نذرت أن تمشي من شوران حتى تدخل من
أبواب المسجد كلها مزمومة بزمام من ذهب، فقال
شاعر:
يا ليتني كنت فيهم يوم صبحهم
من نقب شوران ذو قرطين مزموم
تمشي على نجس تدمى أناملها،
وحولها القبطريات العياهيم
فبات أهل بقيع الدار يفعمهم
مسك ذكي وتمشي بينهم ريم
شور: بالفتح ثم الضم، وراء، قد ذكر اشتقاقه في
الذي قبله: وهو جبل قرب اليمامة في ديار نمير بن
عامر.
الشورمين: بلفظ التثنية، والشرم: الشق، وعساه
من هذا مأخوذ: وهو موضع في بلاد طئ.
شوزن: بالزاي: من مياه بني عقيل، قاله أبو زياد
الكلابي وأنشد للأعور بن براء:
ظلت على الشوزن الأعلى وأرقها
برق بعردة أمثال المقابيس
إن الأقمة من كتمان قد منعت
جار ابن أخرم، والمأنوس مأيوس

(1) في هذا البيت إقواء.
371

شوش: بتكرير الشين، وسكون الواو: موضع
قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الجزيرة ومحلة
بجرجان قرب باب الطاق. والشوش: قلعة عظيمة
عالية جدا قرب عقر الحميدية من أعمال الموصل،
قيل: هي أعلى من العقر وأكبر ولكنها في القدر
دونها، وإلى شوش ينسب حب الرمان الشوشي من
قرية من قراها يقال لها شرملة.
شوشة: قرية بأرض بابل أسفل من حلة بني مزيد
بها قبر القاسم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق،
وبالقرب منها قبر ذي الكفل، وهو حزقيل،
في برملاحة.
شوطان: بالفتح ثم السكون، وآخره نون، وهو
فعلان من الشوط وهو العدو، أو من أشاط دمه إذا
سفكه، وفيه زيادة شرح ذكر في الذي بعده: وهو
موضع في شعر كثير:
وفي رسم دار، بين شوطان قد خلت
ومر بها عامان، عينك تدمع
إذا قيل مهلا بعض وجدك لا تشد
بسرك لا يسمع حديث فيرفع
أتت عبرات من سجوم كأنه
غمامة دجن استهل فيقلع
شوط: بالفتح ثم السكون ثم طاء، وهو العدو،
والشوط الذي في حديث الجونية: اسم حائط يعني
بستانا بالمدينة، قال ابن إسحاق: لما خرج رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، إلى أحد حتى إذا كان
بالشوط بين أحد والمدينة انخزل عبد الله بن أبي
ورجع إلى المدينة، وفيه يقول قيس بن الخطيم:
وقد علموا أنما فلهم
خدور البيوت وأعيانها
وبالشوط من يثرب أعبد
ستهلك في الخمر أثمانها
يهون على الأوس إيلامهم
إذا راح يخطر نسوانها
وشوط أيضا: اسم موضع يأوي إليه الوحش،
قال بعضهم:
ولو تألف موشيا أكارعه
من وحش شوط بأدنى دلها ألفا
وقال النضر بن شميل: الشوط مكان بين شرفين من
الأرض يأخذ فيه الماء والناس كأنه طريق، طوله
مقدار الدعوة ثم ينقطع، وجمعه شياط، ودخوله
في الأرض أن يواري البعير وراكبه، ولا يكون
إلا في سهول الأرض ينبت نبتا حسنا، قال قيس
ابن الخطيم:
وبالشوط من يثرب أعبد
ستهلك في الخمر أثمانها
شوط: بالضم: جبل بأجإ.
شوطي: بالفتح ثم السكون، مقصورا، أصله كالذي
قبله، وألفه للتأنيث كسلمى ورضوى، قال ابن
الفقيه: ومن عقيق المدينة شوطي، وفيها يقول
المزني لغلام اشتراه بالمدينة:
تروح يا سنان، فإن شوطي
وتربانين بعد غد مقيل
بلاد لا تحس الموت فيها،
ولكن الغذاء بها قليل
وقال كثير:
يا لقومي لحبلك المصروم
بين شوطي، وأنت غير مليم
وقال ابن السكيت: شوطي موضع من حرة بني سليم،
372

قال ابن مقبل:
ولو تألف موشيا أكارعه
من فدر شوطي بأدنى دلها ألفا
فدر جمع فادر: وهو المسن من الوعول.
شوعر: بالفتح ثم السكون، وعين مهملة مفتوحة،
وراء: واد ببلاد العرب، قال العباس بن مرداس
السلمي:
يا لهف أم كلاب إذ تبيتها
خيل ابن هوذة لا تنهى وإنسان
لا تلفظوها وشدوا عقد ذمتكم،
إن ابن عمكم سعد ودهمان
لن ترجعوها وإن كانت مجللة
ما دام في النعم المأخوذ ألبان.
شنعاء جلل من سوأتها حضن،
وسال ذو شوعر فيها وسلوان
شوقب: بفتح أوله، وسكون ثانيه ثم قاف، وباء
موحدة: موضع في ديار البادية، قال الشمردل بن
جابر البجلي ثم الأحمسي فيما رواه له أبو القاسم
الآمدي:
فإن نمس في سجن شديد وثاقه
فكم فيه من حي كريم المكاسر
برئ من الآفات يسمو إلى العلى،
نمته أرومات الفروع النوافر
فيا ليت شعري هل أراني وصحبتي
نجوب الفلا بالناعجات الضوامر؟
وهل أهبطن الجزع من بطن شوقب،
وهل أسمعن من أهله صوت سامر؟
شوق: قال ابن المعلى الأزدي: شوق جبل، قاله في
تفسير قول ابن مقبل:
ولاح ببرقة الامهار منها
لعينك نازح من ضوء نار
لمشتاق يصفقه وقود
كنار مجوس في الأطم المطار
ركبن جهامة بجزيز شوق
يضئن بليلهن إلى النهار
شوكان: بالفتح ثم السكون، وكاف، وبعد الألف
نون: موضع، قال امرؤ القيس:
أفلا ترى أظعانهن بعاقل
كالنخل من شوكان حين صرام؟
وشوكان: قرية باليمن من ناحية ذمار، وقال أبو
سعد: شوكان بليدة من ناحية خابران بين سرخس
وأبيورد، ينسب إليها عتيق بن محمد بن عبيس أبو
الوفاء الشوكاني، حدث عن أبيه أبي طاهر محمد بن
عبيس الشوكاني، سمع منه الحافظ أبو القاسم الدمشقي
وأخوه أبو العلاء عبيس بن محمد بن عبيس الشوكاني،
حدث عن أبي المظفر منصور بن محمد السمعاني،
ومحمد بن أحمد بن علي بن محمد أبو عبد الله الشوكاني
المالكي ووالده من مشاهير المحدثين بخراسان،
سمع أباه أبا طاهر وأبا الفضل محمد بن أحمد بن
أبي الحسن العارف، كتب عنه أبو سعد، توفي يوم
السبت ثامن شعبان سنة 542.
شوك: بالفتح ثم السكون، وآخره كاف، قنطرة
الشوك ببغداد، تذكر في قنطرة.
شوك: بالضم: ناحية نجدية قريبة من الحجاز، عن نصر.
شولاء: بالفتح، والسكون، وآخره لام ألف،
ممدود: موضع.
شومان: بالضم، والسكون، وآخره نون: بلد
بالصغانيان من وراء نهر جيحون وهو من الثغور
373

الاسلامية وفي أهله قوة وامتناع عن السلطان، ينبت
في أراضيها الزعفران، ومنهم من جعلها مع
واشجرد كورة واحدة، وهي مدينة أصغر من
ترمذ، ينسب إليها أبو بكر محمد بن عبد الله الشوماني،
روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن
أحمد الجرجساري البلخي.
شوميا: موضع في بقعة الكوفة نزله جيش مهران
لمحاربة المثنى والمسلمين، قالوا: وشوميا هي موضع
دار الرزق بالكوفة.
شونة: قال الفرضي: أحمد بن موسى بن أسود من
أهل شونة يكنى أبا عمر، سمع من محمد بن عمر
ابن لبابة وغيره ورحل حاجا سنة 311.
الشونيزية: بالضم ثم السكون ثم نون مكسورة،
وياء مثناة من تحت ساكنة، وزاي، وآخره ياء
النسبة: مقبرة ببغداد بالجانب الغربي دفن فيها جماعة
كثيرة من الصالحين، منهم: الجنيد وجعفر
الخلدي ورويم وسمنون المحب، وهناك خانقاه للصوفية.
شويس: بالفتح ثم الكسر، وياء مثناة من تحت،
والشوس: النظر بمؤخر العين تكبرا: وهواسم
موضع، قال بشامة بن عمرو:
وخبرت قومي، ولم ألقهم،
أجدوا على ذي شويس حلولا
فإما هلكت ولم آتهم
فأبلغ أماثل سعد بن سولا
بأن قومكم خيروا خصلتين،
وكلتاهما جعلوها عدولا
فخزي الحياة وحرب الصديق،
وكلا أراه طعاما وبيلا
فإن لم يكن غير إحداهما
فسيروا إلى الموت سيرا جميلا
ولا تعقدوا وبكم منة،
كفى بالحوادث للمرء غولا
وحشوا الحروب إذا أوقدت
رماحا طوالا وخيلا فحولا
الشويكة: بلفظ تصغير الشوكة: قرية بنواحي القدس
وموضع في ديار العرب.
الشويلاء: تصغير شولاء، وهي الناقلة الشائلة بذنبها
إذا رفعته: موضع.
الشويلة: تصغير شولة: موضع.
باب الشين والهاء وما يليهما
الشهارسوج: هو فارسي معناه بالعربية أربع جهات:
محلة بالبصرة يقال لها چهار سوج بجلة، بفتح الباء
الموحدة، وسكون الجيم، وبجلة: بنت مالك بن
فهم الأزدي وهي أم ولد مالك بن ثعلبة بن بهثة بن
سليم بن منصور بن عكرمة، قال ابن الكلبي: والناس
يقولون چهارسوج بجيلة، قال: وبنو بجلة فيه مع
أخوالهم الأزد.
شهارة: من حصون صنعاء باليمن، كانت مما استولى
عليه عبد الله بن حمزة الزيدي الخارجي أيام سيف
الاسلام.
شهاق: بالضم، وآخره قاف: موضع.
الشهب: بالضم ثم السكون، جمع أشهب، وهو الفرس
الأبيض: اسم موضع، قال شاعر:
بالشهب أقوالا لها حرب وحل
شهبة: من قرى حوران، ينسب إليها مخلد الشهبي
الزاهد. والشهبة: صحراء فوق متالع بينه وبين المغرب.
374

شهد: بالفتح ثم السكون، وآخره دال مهملة، لغة
في الشهد بالضم: وهو ماء لبني المصطلق من خزاعة،
قال كثير:
وإنك عمري، هل ترى ضوء بارق
عريض السنا ذي هيدب متزحزح
قعدت له ذات العشاء أشيمه
بمر وأصحابي بجبة أذرح
ومنه بذي دوران لمع كأنه،
بعيد الكرى، كفا مفيض بأقرح
فقلت لهم لما رأيت وميضه:
ليرووا به أهل الهجان المكشح
قبائل من كعب بن عمرو كأنهم،
إذا اجتمعوا يوما، هضاب المضيح
تحل أدانيهم بودان فالشبا،
ومسكن أقصاهم بشهد فمنصح
وقال نصر: الشهد جبل في ديار أبي بكر بن كلاب.
شهراباذ: مدينة كانت بأرض بابل، وهي مدينة
إبراهيم، عليه السلام، وكانت عظيمة جليلة القدر
راكبة البحر، يعني الفرات، فنضب ماؤه عنها
فبطلت، وموضع مجراه وسمته معروف إلى الآن.
شهرابان: بالنون: قرية كبيرة عظيمة ذات نخل
وبساتين من نواحي الخالص في شرقي بغداد، وقد
خرج منها قوم من أهل العلم.
شهرزور: بالفتح ثم السكون، وراء مفتوحة بعدها
زاي، وواو ساكنة، وراء، وهي في الاقليم
الرابع، طولها سبعون درجة وثلث، وعرضها سبع
وثلاثون درجة ونصف وربع: وهي كورة واسعة في
الجبال بين إربل وهمذان أحدثها زور بن الضحاك،
ومعنى شعر بالفارسية المدينة، وأهل هذه النواحي
كلهم أكراد، قال مسعر بن مهلهل الأديب: شهرزور
مدينات وقرى فيها مدينة كبيرة وهي قصبتها في وقتنا
هذا يقال لها نيم إزاري وأهلها عصاة على السلطان قد
استطعموا الخلاف واستعذبوا العصيان، والمدينة في
صحراء، ولأهلها بطش وشدة يمنعون أنفسهم
ويحمون حوزتهم، وسمك سور المدينة ثمانية أذرع،
وأكثر أمرائهم منهم، وبها عقارب قتالة أضر من
عقارب نصيبين، وهم موالي عمر بن عبد العزيز،
وجرأهم الأكراد بالغلبة على الأمراء ومخالفة الخلفاء،
وذلك أن بلدهم مشتى ستين ألف بيت من أصناف
الأكراد الجلالية والباسيان والحكمية والسولية ولهم
به مزارع كثيرة، ومن صحاريهم يكون أكثر أقواتهم،
وبقرب من هذه المدينة جبل يعرف بشعران وآخر
يعرف بالزلم الذي يصلح في أودية الجماع، ولا
أعرفه في مكان غيره، ومنها إلى ديلمستان سبعة
فراسخ، وقد ذكرت ديلمستان في موضعها،
وبشهرزور مدينة أخرى دونها في العصيان والنجدة
تعرف بشيز، وأهلها شيعة صالحية زيدية أسلموا على
يد زيد بن علي، وهذه المدينة مأوى كل ذاعر
ومسكن كل صاحب غارة، وقد كان أهل نيم
إزاري أوقعوا بأهل هذه المدينة وقتلوهم وسلبوهم
وأحرقوهم بالنار للعصبية في الدين بظاهر الشريعة،
وذلك في سنة 341، وبين المدينتين مدينة صغيرة
يقال لها دزدان بناؤها على بناء الشيز وداخلها بحيرة
تخرج إلى خارجها، تركض الخيل على أعلى سورها
لسعته وعرضه، وهي ممتنعة على الأكراد والولاة
والرعية، وكنت كثيرا ما أنظر إلى رئيسها الذي
يدعونه الأمير وهو يجلس على برج مبني على بابها عالي
البناء وينظر الجالس عليه إلى عدة فراسخ وبيده سيف
مجرد فمتى نظر إلى خيل من بعض الجهات لمع
375

بسيفه فانجفلت مواشي أهلها وعواملهم إليها، وفيها
مسجد جامع، وهي مدينة منصورة، يقال إن
داود وسليمان، عليه السلام، دعوا لها ولأهلها
بالنصر فهي ممتنعة أبدا عمن يرومها، ويقال إن
طالوت كان منها وبها استنصر بنو إسرائيل، وذلك
أن جالوت خرج من المشرق وداود من المغرب وأيده
الله عليه، وهذه المدينة بناها دارا بن دارا ولم يظفر
الإسكندر بها ولا دخل أهلها في الاسلام
إلا بعد اليأس منهم، والمتغلبون عليها من أهلها إلى
اليوم يقولون إنهم من ولد طالوت، وأعمالها متصلة
بخانقين وبكرخ جدان، مخصوصة بالعنب السونايا
وقلة رمد العين والجدري، ومنها إلى خانقين يعترض
نهر تامرا، هذا آخر كلام مسعر، وليس الآن على
ما ذكر وإنما نذكر هذا ليعرف تقلب الزمان
بأهله وما يصنع الحدثان في إدارة حوادثه ونقله،
فإن هذه البلاد اليوم في طاعة مظفر الدين كوكبري
ابن علي كوجك صاحب إربل على أحسن طاعة إلا أن
الأكراد في جبال تلك النواحي على عادتهم في إخافة
أبناء السبيل وأخذ الأموال والسرقة ولا ينهاهم عن
ذلك زجر ولا يصدهم عنه قتل ولا أسر، وهي
طبيعة للأكراد معلومة وسجية جباههم بها موسومة،
وفي ملح الاخبار التي تكسع بالاستغفار: أن بعض
المتطرفين قرأ قوله تعالى: الأكراد أشد كفرا
ونفاقا، فقيل له: إن الآية الاعراب أشد كفرا
ونفاقا، فقال: إن الله عز وجل لم يسافر إلى شهرزور
فينظر إلى ما هنا لك من البلايا المخبآت في الزوايا،
وأنا أستغفر الله العظيم من ذلك، وقد
خرج من هذه الناحية من الاجلة والكبراء والأئمة
والعلماء وأعيان القضاة والفقهاء ما يفوت الحصر عده
ويعجز عن إحصائه النفس ومده، وحسبك بالقضاة
بني الشهرزوري جلالة قدر وعظم بيت وفخامة فعل،
وذكر الذين ما علمت أن في الاسلام كله ولي من
القضاة أكثر من عدتهم من بيتهم، وبنو عصرون
أيضا قضاة بالشام وأعيان من فرق بين الحلال والحرام
منهم وكثير غيرهم جدا من الفقهاء الشافعية، والمدارس
منهم مملوءة، أخبرني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن
الأخضر كتابة قال: سمعت أبا بكر المبارك بن
الحسن الشهرزوري المقري يقول: كنت أقرأ على
أبي محمد جعفر بن أحمد السراج وأسمع منه فضاق
صدري منه لامر فانقطعت عنه ثم ندمت وذكرت
ما يفوتني بانقطاعي عنه من الفوائد فقصدت مسجد
المعلق المحاذي لباب النوبي فلما وفع بصره علي
رحب بي وأنشد لنفسه:
وعدت بأن تزوري بعد شهر،
فزوري قد تقضى الشهر زوري
وموعد بيننا نهر المعلى
إلى البلد المسمى شهرزوري
فأشهر صدك المحتوم حق،
ولكن شهر وصلك شهر زور
شهرستان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعد الراء
سين مهملة، وتاء مثناة من فوقها، وآخره نون،
في عدة مواضع، منها: شهرستان بأرض فارس،
وربما سموها شرستان تخفيفا وهم يريدون بالاستان
الناحية والشهر المدينة كأنها مدينة الناحية، قال
البشاري: هي قصبة سابور وقد كانت عامرة آهلة
طيبة، واليوم قد اختلت وخرب أطرافها إلا أنها
كثيرة الخيرات ومعدن الخصائص والأضداد ويجتمع
بها الأترج والقصب والزيتون والعنب، وأسعارهم
رخيصة، وبها بساتين كثيرة وعيون غزيرة ومساجد
376

محفوظة، ولها أربعة أبواب: باب هرمز وباب مهر
وباب بهرام وباب شهر، وعليها خندق، والنهر دائر
على القصبة كلها، وعلى طرف البلد قلعة تسمى دنبلا،
وهناك مسجد يزعمون أن النبي، صلى الله عليه وسلم،
صلى فيه، ومسجد الخضر بقرب القلعة، وهي في
لحف جبل، والبساتين محيطة بها، وبها أثر قنطرة
وقد اختلت بعمارة كازرون، ومع ذلك فهي
وبيئة، وجملة أهلها مصفرو الوجوه. وشهرستان
أيضا: مدينة جي بأصبهان، وهي بمعزل عن المدينة
اليهودية العظمى بينهما نحو ميل، ولها ثلاثة أسماء:
يقال لها المدينة وجي وشهرستان. وشهرستان أيضا:
بليدة بخراسان قرب نسا بينهما ثلاثة أميال، وهي
بين نيسابور وخوارزم، وإليها تنتهي بادية الرمل
التي بين خوارزم ونيسابور فإنها على طرفه، رأيتها
في سنة 617 وقت هربي من خوارزم من التتر الذين
وردوا وخربوا البلاد فوجدتها مدينة ليس بقربها
بستان، ومزارعها بعيدة منها، والرمال متصلة بها،
وقد شرع الخراب فيها، وقد جلا أكثر أهلها من
خوف التتر، يعمل بها العمائم الطوال الرفاع، لم أر
فيها شيئا من الخصائص المستحسنة، وقد نسب إليها
قوم من أهل العلم، منهم: محمد بن عبد الكريم بن
أحمد أبو الفتح بن أبي القاسم بن أبي بكر الشهرستاني
المتكلم الفيلسوف صاحب التصانيف، قال أبو محمد
محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في
تاريخ خوارزم: دخل خوارزم واتخذ بها دارا
وسكنها مدة ثم تحول إلى خراسان، وكان عالما
حسنا حسن الخط واللفظ لطيف المحاورة خفيف
المحاضرة طيب المعاشرة، تفقه بنيسابور على أحمد
الخوافي وأبي نصر القشيري وقرأ الأصول على أبي
القاسم الأنصاري وسمع الحديث على أبي الحسن علي
ابن أحمد بن محمد المدائني وغيره، ولولا تخبطه في
الاعتقاد وميله إلى هذا الالحاد لكان هو الامام،
وكثيرا ما كنا نتعجب من وفور فضله وكمال عقله
كيف مال إلى شئ لا أصل له واختار أمرا لا
دليل عليه لا معقولا ولا منقولا، ونعوذ بالله من
الخذلان والحرمان من نور الايمان، وليس ذلك إلا
لاعراضه عن نور الشريعة واشتغاله بظلمات الفلسفة،
وقد كان بيننا محاورات ومفاوضات فكان يبالغ في
نصرة مذاهب الفلاسفة والذب عنهم، وقد حضرت
عدة مجالس من وعظه فلم يكن فيها لفظ قال الله ولا
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا جواب
عن المسائل الشرعية، والله أعلم بحاله، وخرج من
خوارزم سنة 510، وحج في هذه السنة ثم أقام
ببغداد ثلاث سنين، وكان له مجلس وعظ في النظامية
وظهر له قبول عند العوام، وكان المدرس بها يومئذ
أسعد الميهني وكان بينهما صحبة سالفة بخوارزم
قربه أسعد لذلك، سمعت محمد بن عبد الكريم
يقول: سئل يوما في محلة ببغداد عن سيدنا موسى،
عليه السلام، فقال: التفت موسى يمينا ويسارا، فما
رأى من يستأنس به صاحبا ولا جارا، فآنس من
جانب الطور نارا، خرجنا نبتغي مكة حجاجا
وعمارا، فلما بلغ الحياة حاذى جملي جارا،
فصادفنا؟؟؟؟؟؟ ورهبانا وخمارا. وكان قد صنف كتبا
كثيرة في علم الكلام، منها: كتاب نهاية الاقدام،
وكتاب الملل والنحل، وكتاب غاية المرام في علم
الكلام، وكتاب دقائق الأوهام، وكتاب الارشاد إلى
عقائد العباد، وكتاب المبدأ والمعاد، وكتاب شرح
سورة يوسف بعبارة لطيفة فلسفية، وكتاب الأقطار
في الأصول، ثم عاد إلى بلده شهرستان فمات بها في
سنة 549 أو قريبا منها، ومولده سنة 469.
377

شهرقباذ: شهر: هو المدينة بالفارسية، وقباذ
الكثيرون على ضم قافه ثم باء موحدة، وآخره ذال
معجمة، وقد فتح قوم القاف، وهو ردئ: وهي
مدينة بناها قباذ بن فيروز الملك بين أرجان وأبرشهر
بفارس.
شهركند: الشطر الأول مثل الذي قبله، وكند
بعد الكاف نون، وآخره دال مهملة: مدينة في
طرف تركستان قريبة من الجند، بينها وبين مدينة
خوارزم نحو عشرة أيام أو أقل.
شهرورد: الشطر الأول مثل الذي قبله: اسم
المدينة، والشطر الثاني منه بلفظ الورد الذي يشم،
كذا ذكره العمراني وقال: موضع، ولا أدري أهو
سهرورد، بالسين المهملة، أو غيرها فيحقق.
شهشدف: اسم موضع، حكاه ابن القطاع في كتاب
الأبنية له.
الشهلاء: من مياه بني عمرو بن كلاب، عن أبي زياد.
الشهلية: بضم الشين، وسكون الهاء: بلدة على نهر
الخابور بين ماكسين وقرقيسيا.
شهميل: بالفتح ثم السكون، وميم مكسورة، وياء
مثناة من تحت، وآخره لام: من قرى مرو.
شهنان: بالفتح ثم السكون، ونونين، قال الأديبي:
موضع.
شهوان: جبل باليمامة قرب المجازة قرية لبني
هزان.
باب الشين والياء وما يليهما
شيا: بالكسر، والقصر: قرية من ناحية بخارى،
ينسب إليها أبو نعيم عبد الصمد بن علي بن محمد الشياني
البخاري من أصحاب الرأي، حدث عن غنجار وغيره،
وقال أبو سعد: شيا من قرى بخارى ونسب إليها.
شيان: من قرى بخارى أيضا: منها أبو محمد أحمد
ابن عبد الصمد بن علي الشياني، روى عنه أبو بكر
محمد بن علي بن محمد النوجاباذي البخاري. وشيان:
رستاق ببست صار إليه عمرو بن الليث لما هلك أبوه.
شيبان: فعلان من الشيب، قال ابن جني: يحتمل
أن يجعل من شاب يشوب ويكون أصله على هذا
شيوبان فلما اجتمعت الواو والياء على هذه الصورة
قلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء فصار شيبان،
ومثله في كلام العرب ريحان وريدان فإنهما من
راح يروح روحا وراد يرود رودا: محلة بالبصرة
يقال لها بنو شيبان منسوبة إلى القبيلة، وهم شيبان بن
ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن
قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن
أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
الشيبانية: مثل الذي قبله وزيادة ياء النسبة للمؤنث:
قرية قرب قرقيسيا من نواحي الخابور.
شيب: بالكسر، وآخره باء موحدة، يقال: رجل
أشيب وقوم شيب، والشيب أيضا: حكاية أصوات
مشافر الإبل إذا شربت الماء، وشيب: اسم جبل،
ذكره الكميت في قوله:
فما فرد عوامل أحرزتها
عماية أو تضمنهن شيب
وقال عدي بن زيد:
أرقت لمكفهر بات فيه
بوارق يرتقين رؤوس شيب
شيبة: بلفظ واحد الشيب الذي هو ضد الشباب،
جبل شيبة: بمكة كان ينزله النباش بن زرارة
يتصل بجبل ديلمي وهو المشرف على المروة.
378

شيبة: بكسر أوله، وباقيه مثل الذي قبله، اسم
أعجمي: وهو جبل بالأندلس في كورة قبرة، وهو
جبل منيف على الجبال ينبت ضروب الثمار وفيه
النرجس الكثير يتأخر بالأندلس زمانه لبرد هواء
الجبل.
شيبة: بفتح الشين، وتشديد الياء: مخلاف باليمن
بين زبيد وصنعاء، وهو في مخلاف جعفر ملك
لسبأ بن سليمان الحميري.
شيبين: بالكسر ثم السكون ثم باء موحدة مكسورة،
وياء مثناة من تحت، ونون، بلفظ شيبان إذا أميل
وما أراه إلا كذلك، قال نصر: من قرى الحوف
بمصر بين بلبيس والقاهرة.
شيحان: بالفتح ثم السكون، والحاء المهملة، وآخره
نون: جبل مشرف على جميع الجبال التي حول القدس
وهو الذي أشرف منه موسى، عليه السلام، فنظر
إلى بيت المقدس فاحتقره وقال: يا رب هذا قدسك!
فنودي: إنك لن تدخله أبدا! فمات، عليه
السلام، ولم يدخله.
الشيح: بالكسر ثم السكون، وحاء مهملة: نبت له
رائحة عطرة، وهي التي تدعى الطرقية الوخشيرك،
وإنما هو زهر الشيح، ذات الشيح: بالحزن من ديار
بني يربوع. وذو الشيح: موضع باليمامة. وذو
الشيح أيضا: موضع بالجزيرة، قال ذلك نصر.
الشيحة: بلفظ واحدة الذي قبله، قال أبو عبيد
السكوني: الشيحة شرقي فيد، بينهما مسيرة يوم
وليلة، مائة معروفة تناوح القيصومة وهي أول
الرمل، وقال نصر: الشيحة موضع بالحزن من ديار
بني يربوع، وقيل: هي شرقي فيد بينهما يوم وليلة،
وبينهما وبين النباج أربع، وقيل: الشيحة ببطن
الرمة. والشيحة أيضا: من قرى حلب، قد نسب
إليها بعض الأعيان، وقال الحافظ المعادي: نسب
إليها عبد المحسن الشيحي المعروف بابن شهدانكه،
سمع بدمشق أبا الحسن بن أبي نصر وأبا القاسم الحنائي
وأبا القاسم التنوخي وأبا الطيب الطبري وأبا بكر
الخطيب وأبا عبد الله القضاعي وذكر جماعة،
وروى عنه الخطيب أبو بكر، وهو أكبر منه وأعلى
إسنادا، ونجيب بن علي الأرمنازي قال: ولدت في
سنة 421، وأول سماعي سنة 427، ومات سنة
487 هذا كله عن الحافظ أبي القاسم من خط ابن
النجار الحافظ، وقال السمعاني: ينسب إليها عبد
المحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن منصور الناجي
الشيحي البغدادي، كتب الحديث بالعراق والشام
ومصر وحدث، وكان له أنس بالحديث، أخبرني
القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي
أن هذه القرية يقال لها شيح الحديد وقال: ومنها يوسف
ابن أسباط، وقال السكري: كان جحدر اللص
ينزل الشيحة من أرض عمان.
شيخ: بلفظ ضد الشاب، رستاق الشيخ: من كور
أصبهان، سمي بذلك لان عمر، رضي الله عنه،
كتب إلى عبد الله بن عتبان أن سر إلى أصبهان وعلى
مقدمتك عبد الله بن ورقاء الرياحي وعلى مجنبتك عبد
الله بن ورقاء الأسدي، فسار إلى قرب أصبهان وقد
اجتمع له جند من العجم عليهم الأسبيذدار وكان على
مقدمته شهربراز جاذويه، كان شيخا كبيرا، في
جمع كثير، فالتقى المسلمون والمشركون في رستاق
من رساتيق أصبهان فاقتتلوا وخرج الشيخ شهربراز
ودعا إلى البراز فخرج له عبد الله بن ورقاء فقتله
وانهزم أهل أصبهان وسمى المسلمون ذلك الرستاق
رستاق الشيخ، فهو اسمه إلى اليوم، وقال عبد الله
379

ابن عتبان في ذلك:
ألم تسمع وقد أودى ذميما
بمنعرج السراة من اصبهان
عميد القوم إذ ساروا إلينا
بشيخ غير مسترخي العنان
فساجلني وكنت به كفيلا،
فلم يسنو وخر على الجران
برستاق له يدعى إليه
طوال الدهر في عقب الزمان
شيخان بلفظ تثنية شيخ، شيخان: موضع بالمدينة
كان فيه معسكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
ليلة خرج لقتال المشركين بأحد وهناك عرض الناس
فأجاز من رأى ورد من رأى، قال أبو سعيد
الخدري، رضي الله عنه: كنت ممن رد من
الشيخين يوم أحد، وقيل: هما أطمان سميا به
لان شيخا وشيخة كانا يتحدثان هناك.
الشيخة: أنشد ابن الأعرابي قال: أتاني وعيد بن
ديسق التغلبي فقال:
يقول الخنا، وأبغض العجم ناطقا
إلى ربنا صوت الحمار اليجدع
ويستخرج اليربوع من نافقائه
ومن جحره ذي الشيحة اليتقصع
فقال أبو محمد الأسود: ما أكثر ما يصحف أبو
عبد الله في أبيات المتقدمين، وذلك أنه توهم أن ذا
الشيحة موضع ينبت الشيح، والصحيح:
ومن جحره بالشيخة اليتقصع
بالخاء المعجمة بواحدة من فوق: وهي رملة بيضاء
في بلاد أسد وحنظلة، وأنشد للمسعود المفتي:
يا ابن مجير الطير طاوعني بخل
وأنتم أعجازها سرو الوعل
وهي من الشيخة تمشي في وحل
مشي العذارى الماشيات في الحلل
شيراز: بالكسر، وآخره زاي: بلد عظيم مشهور
معروف مذكور، وهو قصبة بلاد فارس في الاقليم
الثالث، طولها ثمان وسبعون درجة ونصف، وعرضها
تسع وعشرون درجة ونصف، قال أبو عون: طولها
ثمان وسبعون درجة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة،
وقيل: سميت بشيراز بن طهمورث، وذهب بعض
النحويين إلى أن أصله شراز وجمعه شراريز، وجعل
الياء قبل الراء بدلا من حرف التضعيف وشبهه بديباج
ودينار وديوان قيراط فإن أصله عندهم دباج ودنار
ودوان وقراط، ومن جمعه على شواريز فإن أصله
عندهم شورز، وهي مما استجد عمارتها واختطاطها
في الاسلام، قيل: أول من تولى عمارتها محمد بن
القاسم بن أبي عقيل ابن عم الحجاج، وقيل: شبهت بجوف
الأسد لأنه لا يحمل منها شئ إلى جهة من الجهات
ويحمل إليها ولذلك سميت شيراز، وبها جماعة من
التابعين مدفونون، وهي في وسط بلاد فارس، بينها
وبين نيسابور مائتان وعشرون فرسخا، وقد ذمها
البشاري بضيق الدروب وتداني الرواشين من الأرض
وقذارة البقعة وضيق الرقعة وإفشاء الفساد وقلة احترام
أهل العلم والأدب، وزعم أن رسوم المجوس بها
ظاهرة ودولة الجور على الرعايا بها قاهرة، الضرائب
بها كثيرة ودور الفسق والفساد بها شهيرة، وخروءهم
في الطرقات منبوذة، والرمي بالمنجنيق بها غير منكور،
وكثرة قذر لا يقدر ذو الدين أن يتحاشى عنه وروائحه
عامة تشق الدماغ، ولا أدري ما عذرهم في ترك
حفر الحشوش وإعفاء أزقتهم وسطوحهم من تلك
380

الاقذار إلا أنها مع ذلك عذبة الماء صحيحة الهواء
كثيرة الخيرات تجري في وسطها القنوات وقد شيبت
بالأقذار، وأصلح مياههم القناة التي تجئ من جويم،
وآبارهم قريبة القعر، والجبال منها قريبة، قالوا:
ومن العجائب شجرة تفاح بشيراز نصفها حلو في غاية
الحلاوة ونصفها حامض في غاية الحموضة، وقد بنى
سورها وأحكمها الملك ابن كاليجار سلطان الدولة بن
بويه في سنة 436، وفرغ منه في سنة 440، فكان
طوله اثني عشر ألف ذراع وعرض حائطه ثمانية أذرع،
وجعل لها أحد عشر بابا، وقد نسب إلى شيراز جماعة
كثيرة من العلماء في كل فن، منهم: أبو إسحاق
إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله الفيروزآبادي
ثم الشيرازي إمام عصره زهدا وعلما وورعا، تفقه
على جماعة، منهم القاضي أبو الطيب الطاهر بن عبد
الله الطبري وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البيضاوي
وأبو حاتم القزويني وغيرهم، ودرس أكثر من ثلاثين
سنة، وأفتى قريبا من خمسين سنة. وسمع الحديث من
أبي بكر البرقاني وغيره، ومات ببغداد في جمادى
الآخرة سنة 476، وصلى عليه المقتدي بأمر الله أمير
المؤمنين، ومن المحدثين الحسن بن عثمان بن حماد
ابن حسان بن عبد الرحمن بن يزيد القاضي أبو حسان
الزيادي الشيرازي، كان فاضلا بارعا ثقة، ولي قضاء
الشرقية للمتوكل وصنف تاريخا، وكان قد سمع
محمد بن إدريس الشافعي وإسماعيل بن علية ووكيع
ابن الجراح، روى عنه جماعة، ومات سنة 272،
قاله الطبري، ومن الزهاد أبو عبد الله محمد بن خفيف
الشيرازي شيخ الصوفية ببلاد فارس وواحد الطريقة
في وقته، كان من أعلم المشايخ بالعلوم الظاهرة،
صحب رويما وأبا العباس بن عطاء وطاهرا المقدسي
وصار من أكابرهم، توفي بشيراز سنة 371 عن نحو
مائة وأربع سنين، وخرج مع جنازته المسلمون
واليهود والنصارى، ومن الحفاظ أحمد بن عبد
الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى الحافظ الشيرازي
أبو بكر، روى عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي وأبي سهل بشر بن أحمد الإسفراييني وأبي
أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ وغيرهم من
مشايخ خراسان والجبل والعراق، وكان مكثرا،
روى عنه أبو طاهر بن سلمة وأبو الفضل بن غيلان وأبو
بكر الزنجاني وخلق غيرهم، وكان صدوقا ثقة حافظا
يحسن علم الحديث جيدا جدا، سكن همذان سنين
ثم خرج منها إلى شيراز سنة 404 وعاش بها سنين،
وأخبرت أنه مات بها سنة 411، وله كتاب في ألقاب
الناس، قال ذلك شيرويه، وأحمد بن منصور بن
محمد بن عباس الشيرازي الحافظ من الرحالين المكثرين،
قال الحاكم: كان صوفيا رحالا في طلب الحديث
من المكثرين من السماع والجمع، ورد علينا نيسابور
سنة 338 وأقام عندنا سنين، وكنت أرى معه
مصنفات كثيرة في الشيوخ والأبواب، رأيت به
الثوري وشعبة في ذلك الوقت، ورحل إلى العراق
والشام وانصرف إلى بلده شيراز وصار في القبول
عندهم بحيث يضرب به المثل، ومات بها في شعبان
سنة 382.
شيرجان: بالكسر، وبعد الراء جيم، وآخره نون:
وما أظنها إلا سيرجان قصبة كرمان، فإن كانت
غيرها فقد أبهم علي أمرها: قال العمراني: شيرجان
موضع، ولم يزد، والشير في اللغة الفارسية بمعنيين:
يكون اللبن الحليب ويكون الأسد.
شير: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وراء مهملة،
وهي لفظة مشتركة في كلام الفرس، يسمون الأسد
شير ويسمون الحليب شير، وهي المذكورة بعدها.
381

شيرز: بالكسر ثم السكون، وتقديم الراء المفتوحة
على الزاي، وهي شير وزيادة الزاي للنسبة، كما قالوا
رازي ومروزي: من قرى سرخس شبيهة بالمدينة
بينهما مسيرة يومين للجمال على طرف من طريق هراة،
بها سوق عامرة وخلق كثير وجامع كبير، إلا أن
شربهم من ماء آبار عذبة رأيتها أنا، منها عمر بن محمد
ابن علي بن أبي نصر الفقيه أبو حفص السرخسي الشيرزي،
وهو كمام مناظر مقرئ لغوي شاعر أديب كثير
المحفوظات مليح المحاورة دائم التلاوة كثير التهجد
بالليل، أفنى عمره في طلب العلم ونشره، وصنف
التصانيف في الخلاف كالاعتصام والاعتضاد والاسولة
وغيرها، تفقه أولا بسرخس وبلخ على الامام أبي
حامد الشجاعي ثم على أبي المظفر السمعاني بمرو وسكنها
إلى أن مات بها، وصل في علم النظر بحيث يضرب به
المثل، وكان الشهاب الوزير يقول: لو فصد عمر
السرخسي لجرى منه الفقه مكان الدم، وكان خرج
إلى العراق ورأى الخصوم وناظرهم وظهر كلامه
عليهم، سمع بسرخس السيد أبا الحسن محمد بن
محمد بن زيد الحسيني الحافظ وأبا ذر عبد الرحمن بن
أحمد بن محمد الأدرمي وأبا منصور محمد بن عبد
الملك بن الحسن المظفري، وببلخ أبا علي الحسن بن
علي الوخشي وأبا حامد أحمد بن محمد الشجاعي وأبا بكر
محمد بن عبد الملك الماسكاني الخطيب، وبمرو أبا المظفر
السمعاني وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري
وأبا بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه، وبأصبهان
أبا بكر بن ماجة وأبا الفضل أحمد بن أحمد الحداد،
وبهمذان أبا الفتح عبدوس بن عبد الله الهمذاني، كتب
عنه أبو سعد، وكان مولده في رجب سنة 449 بقرية
شيرز، وتوفي بمرو خامس رمضان سنة 529، وابنه
محمد بن عمر الشيرزي أبو الفتح السرخسي، كان أديبا
فقيها مناظرا عارفا باللغة سريع النظم حسن السيرة،
سمع أباه بمرو والقاضي أبا نصر محمد بن محمد بن محمد
ابن الفضل الماهاني وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد
الدقاق بنيسابور، كتب عنه أبو سعد، وكانت ولادته
في ذي القعدة سنة 489 بمرو، وقتله الغز بها صبرا
يوم الخميس عاشر رجب سنة 548.
شيرس: بالكسر ثم السكون ثم راء، وآخره سين
مهملة: حصن حصين ومعقل مكين بالأندلس من
أعمال تاكرنا، وهو بلد عامر فيه زرع وضرع
وفواكه، وربما قالوا بالشين المعجمة في آخره.
الشيرغاوشون: بالكسر ثم السكون، والراء، والغين
المعجمة، وبعد الواو شين معجمة، وآخره نون:
من قرى بخارى.
شيرفدن: الشطر الأول مثل الذي قبله ثم فاء مفتوحة
ودال مهملة كذلك، ونون: من قرى بخارى.
شيركث: الشطر الأول كالذي قبله ثم كاف، وآخره
ثاء مثلثة: من قرى نخشب، ونخشب هي نسف.
شيركه: كالذي قبله إلا أن هذا بالهاء: حصن بالأندلس
من أعمال بلنسية.
شيرنخجير: الشطر الأول كالذي قبله ثم نون، وخاء
معجمة مفتوحة، وجيم، وياء مثناة من تحت، وآخره
راء مهملة، وبعضهم يقول: شيرنخشير، يجعل بدل
الجيم شينا معجمة: من قرى مرو، وقد نسب إليها
بعضهم.
شيروان: الشطر الأول كالذي قبله وزيادة واو،
وألف، ونون: قرية بجنب بمجكث من نواحي
بخارى: ينسب إليها أبو القاسم بكر بن عمر الشيرواني،
يروي عن زكرياء بن يحيى بن أسد المروزي وإسحاق
ابن محمد بن الصباح وغيرهما، توفي سنة 314.
382

شيروش: شطره الأول كالذي قبله ثم واو، وآخره
شين أخرى: من أقاليم شنترين بالأندلس.
شيرين: بمعنى الحلو بالفارسية، قصر شيرين: قرب
قرميسين بين حلوان وهمذان، نذكره في القصور.
شيزر: بتقديم الزاي على الراء، وفتح أوله: قلعة
تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة، بينها وبين
حماة يوم، في وسطها نهر الأردن عليه قنطرة في
وسط المدينة أوله من جبل لبنان تعد في كورة
حمص وهي قديمة، ذكرها امرؤ القيس في قوله:
تقطع أسباب اللبانة والهوى
عشية جاوزنا حماة وشيزرا
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
قفوا وانظروا بي نحو قومي نظرة،
فلم يقف الحادي بنا وتغشمرا
فواحزنا إذ فارقونا وجاوروا
سوى قومهم أعلى حماة وشيزرا
بلاد تعول الناس لم يولدوا بها،
وقد غنيت منها معانا ومحضرا
ليالي قومي، صالح ذات بينهم
يسوسون أحلاما وإرثا مؤزرا
قال البلاذري: سار أبو عبيدة من حماة بعد أن فتحها
صلحا على الجزية إلى شيزر فتلقاه أهلها وسألوه الصلح
على مثل صلح حماة ففعل، وذلك في سنة 17،
وينسب إلى شيزر جماعة، منهم الأمراء من بني منقذ
وكانوا ملكوها، والحسين بن سعيد بن المهند بن مسلمة
ابن أبي علي الطائي الشيزري، حدث عن أبي بكر
يوسف الميانجي وأبي عبد الله بن خالويه النحوي
وأبي الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري وغيرهم،
روى عنه أبو سعد السمعاني وأبو الحسن الجنابي وعلي
ابن الخضر السلمي وغيرهم، وكان يتهم بالتشيع،
وكان صالحا، مات في سابع عشر رمضان سنة 415.
شيز: بالكسر ثم السكون، وزاي: ناحية بأذربيجان
من فتوح المغيرة بن شعبة صلحا، قال: وهي معربة
چيس، يقال: منها كان زرادشت نبي المجوس،
وقصبة هذه الناحية أرمية، وكان المتوكل قد ولى
عليها حمدون بن إسماعيل النديم فكرهها وكتب إليه:
ولاية الشيز عزل،
والعزل عنها ولاية
فولتني العزل عنها
إن كنت ذا عنايه
وقال مسعر بن المهلهل: لما شارفت الصنعة الشريفة
والتجارة المربحة من التصعيدات والتعقيدات والحلول
والتكليسات خامر قلبي شك في الحجارة واشتبهت علي
العقاقير فأوجب الرأي اتباع الركازات والمعادن
فوصلت بالخبر والصفة إلى الشيز، وهي مدينة بين
المراغة وزنجان وشهرزور والدينور بين جبال تجمع
معادن الذهب ومعادن الزيبق ومعادن الا سرب ومعادن
الفضة ومعادن الزرنيخ الأصفر ومعادن الحجارة
المعروفة بالجست، وأما ذهبها فهو ثلاثة أنواع:
نوع منه يعرف بالقومسي، وهو تراب يصب عليه
الماء فيغسل ويبقى تبرا كالذر ويجمع بالزيبق، وهو
أحمر خلوقي ثقيل نقي صبغ ممتنع على النار لين
يمتد، ونوع آخر يقال له السهرقي يوجد قطعا من
الحبة إلى عشرة مثاقيل صبغ صلب رزين إلا أن فيه
يبسا قليلا، ونوع آخر يقال له السحاندي أبيض
رخو رزين أحمر المحك يصبغ بالزاج وزرنيخها مصبغ
قليل الغبار يدخل في التزاويق، ومنها خاصة يعمل
منها أهل أصبهان فصوصا، ولا حمزة فيها، وزيبقها
383

أجل من الخراساني وأثقل وأنقى، وقد اختبرناه فتقرر
من الثلاثين واحد في كيان الفضة المعدنية، ولم نجد
ذلك في الشرق، وأما فضتها فإنها تعز بعزة الفحم
عندهم، وهذه المدينة يحيط بها سور وبها بحير في
وسطها لا يدرك قراره، وإني أرسبت فيه أربعة
عشر الف ذراع وكسورا من ألف فلم تستقر المثقلة
ولا اطمأنت، واستدارته نحو جريب بالهاشمي،
ومتى بل بمائة تراب صار في الوقت حجرا صلدا،
ويخرج منه سبعة أنهار، كل واحد منها ينزل على
رحى ثم يرج تحت السور، وبها بيت نار عظيم الشأن
عندهم، منها تذكى نيران المجوس من المشرق إلى
المغرب، وعلى رأس قبته هلال فضة هو طلسمه وقد
حلول قلعه خلق من الأمراء فلم يقدروا، ومن
عجائب هذا البيت أن كانوا يوقدون فيه منذ سبعمائة
سنة فلا يوجد فيه رماد البتة ولا ينقطع الوقود عنه
ساعة من الزمان، وهذه المدينة بناها هرمز بن
خسروشير بن بهرام بكلس وحجر، وعند هذا البيت
إيوانات شاهقة وأبنية عظيمة هائلة، ومتى قصد هذه
المدينة عدو ونصب المنجنيق على سورها فإن حجره
يقع في البحيرة التي ذكرناها، فإن أخر منجنيقة ولو
ذراعا واحدا وقع الحجر خارج السور، قال: والخبر في
بناء هذه المدينة أن هرمز ملك الفرس بلغه أن مولودا
مباركا يولد في بيت المقدس في قرية يقال لها بيت
لحم وأن قربانه يكون دهنا وزيتا ولبانا، فأنفذ
بعض ثقاته بمال عظيم وحمل معه لبانا كثيرا وأمره
أن يمضي به إلى بيت المقدس ويسأل عن هذا المولود
فإذا وقف عليه دفع الهدية إلى أمه وبشرها بما يكون
لولدها من الشرف والذكر وفعل الخير ويسألها أن
تدعو له ولأهل مملكته، ففعل الرجل ما أمر وسار
إلى مريم، عليها السلام، فدفع إليها ما وجه به معه
وعرفها بركة ولدها، فلما أراد الانصراف عنها دفعت
إليه جراب تراب وقالت له: عرف صاحبك أنه
سيكون لهذا التراب نبأ، فأخذه وانصرف، فلما
صار إلى موضع الشيز، وهو إذا ذاك صحراء، مرض
وأحس بالموت فدفن الجراب هناك ثم مات، فاتصل
الخبر بالملك، فتزعم الفرس أنه وجه رجلا ثقة وأمره
بالمضي إلى المكان الذي مات فيه ويبني بيت نار،
قال 6 ومن أين أرعف مكانه؟ قال: امض فلن
يخفى عليك، فلما وصل إلى الموضع تحير وبقي لا
يدري أي شئ يصنع، فلما أجنه الليل رأى نورا
عظيما مرتفعا من مكان القبر فعلم أنه الموضع الذي
يريده، فسار إليه وخط حول النور خطا وبات، فلما
أصبح أمر بالبناء على ذلك الخط فهو بيت النار الذي
بالشيز، قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب:
هذا كله عن أبي دلف مسعر بن المهلهل الشاعر وأنا
برئ من عهدة صحته فإنه كان يحكى عنه الشريد
والكذب وإنما نقلته على ما وجدته، والله أعلم، وقد ذكر
غيره أن بالشيز نا أذرخش، وهو بيت معظم عند
المجوس كان إذا ملك ملك منهم زاره ماشيا،
وأهل المراغة وتلك النواحي يسمون هذا الموضع
كزنا، والله أعلم.
الشيطا: موضع في قول أبي دؤاد الإيادي حيث قال:
واذكرن محبس اللبون وأرجو
كل يوم حياء من في القبور
الشيطان: بالفتح ثم السكون، وآخره نون، بلفظ
الشيطان الرجيم، والعرب تسمي كل عات متمرد
من الجن والإنس والدواب شيطانا، قال جرير:
وهن يهوينني إذ كنت شيطانا
وشيطان: بطن من بني تميم ينسب إليهم محلة بالكوفة،
384

وهو شيطان بن زبير بن شهاب بن ربيعة بن مالك بن
حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
الشيطان: بالفتح ثم الكسر والتشديد، وآخره نون،
من شيطت رأس الغنم وشوطته إذا أحرقت صوفه
لتنظفه، وهو تثنية شيط، وهما قاعان فيهما حوايا
للماء، قال نصر: الشيطان واديان في ديار بني تميم
لبني دارم أحدهما طويلع أو قريب منه، قال بعضهم:
عذافرة حرف كأن قتودها
على هقلة بالشيطين جفول
ويم الشيطين: من أيام العرب مشهور، قال الأعشى:
بيضاء جماء العظام لها
فرع أثيث كالحبال رجل
علقتها بالشيطين وقد
شق علينا جبها وشغل
شيطب: نهر شيطب: من سواد العراق قريب من
بغداد.
شيطر: في آخره راء: موضع بالشام.
شيعان: بالفتح: من نواحي اليمن من مخلاف سنحان.
شيفان: بالكسر ثم السكون، والفاء، وآخره نون،
وأصله من تشوفت الشئ إذا تطاولت لتنظر إليه،
وشيفان كأنه جمع شائف مثل حائط وحيطان وغائط
وغيطان: وهما واديان أو جبلان، قال بشر بن
أبي خازم:
دعوا منبت الشيفين، إنهما لنا،
إذا مضر الحمراء شبت حروبها
وقال مطير بن الأشيم الأسدي:
كأنما راضخ الاقران حلاه
عن ماء شيفين رام بعد إمكان
ضبطه ابن العطار الشيقين، بفتح الشين والقاف،
وقيل: هو ماء لبني أسد.
شيفيا: ويقال شافيا مثل ما حكيناه ههنا أورده أبو طاهر
ابن سلفة وقال: هي قرية على سبعة فراسخ من واسط،
وقد نسب إليها أبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل
الأزري البطائحي الشيفياني وقال: سمعته بجامع شيفيا
يقول: سمعت أبا إسحاق الفيروزآبادي وقد سئل عن
حد الجهل فقال: قال الشافعي معرفة المعلوم على
خلاف ما هو به، والذي أقوله أنا: تصور المعلوم
على خلاف ما هو به، وكان أحمد هذا من بيت
القضاة وسافر كثيرا ودخل فارس وكرمان صوفيا،
وعلق على أبي إسحاق الشيرازي ثلاث تعليقات.
الشيقان: بالكسر ثم السكون ثم القاف، وآخره نون،
تثنية شيق، قال أبو منصور: الشيق هو الشق في
الجبل، والشق ما حدث، والشيق ما لم يزل، وقال
الليث: الشيق صقع مستو دقيق في لهب الجبل لا
يستطاع ارتقاؤه، وأنشد:
إحليله شق كشق الشيق
قال السكري: الشيقان موضع قرب المدينة، قاله في
شرح قول القتال الكلابي:
إلى ظعن بين الرسيس فعاقل
عوامد للشيقين أو بطن خنشل
وقال بشر بن أبي خازم الأسدي:
دعوا منبت الشيقين، إنهما لنا،
إذا مضر الحمراء شبت حروبها
فهذا يدل على أنها من بلاد بني أسد، وقال نصر:
الشيقان جبلان أو ماء في ديار بني أسد.
شيقر: بالكسر ثم السكون، وفتح القاف، وراء:
اسم لمدينة لاردة بالأندلس.
385

الشيق: بالكسر ثم السكون، وقاف، واشتقاقه ذكر
في الذي قبله، ذات الشيق: موضع.
شيلمان: بالفتح ثم السكون، وآخره نون، والشيلم
بلغة السواد: الزوان الذي يكون في الطعام،
وشيلمان: بلدة من بلاد جيلان من وراء طبرستان،
خرج منها طائفة من أهل العلم والأدب.
شيلى: ناحية من نواحي الكوفة ولها نهر يعرف بنهر
شيلى، لها ذكر في الفتوح، والنهر اليوم يعرف بنهر
زياد ينسب إلى زياد ابن أبيه، والله أعلم، وقد ذكر
في نهر.
شينور: بالكسر، وآخره راء: صقع بالعراق بين
بابل والكوفة، عن نصر.
شينون: بالفتح، وآخره نون: موضع على شاطئ
الفرات بين الرقة والرحبة زعموا أن فيه كنوزا،
عن نصر أيضا.
شئ: بافتح ثم التشديد، بلفظ مصدر شوى يشوي
شيا: موضع، عن ابن دريد.
شيي: بالكسر، وسكون الياء: قرية من قرى مرو،
والنسبة إليها شيجي، ورواها العمراني بالفتح والتشديد
ثم قال: وشي موضع آخر، والله أعلم بالصواب.
386

* ص *
باب الصاد والألف وما يليهما
صا: بالقصر: كورة بمصر يقال لها صا، وصا مسماة
بصا بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح، عليه السلام،
كما ذكرنا في مصر، وهي ما بين صا إلى البحر،
وعدها القضاعي في كورة الحوف الغربي.
الصابح: بعد الألف باء موحدة، وحاء مهملة،
والصبوح: شرب الغداة إذا شرب اللبن، والغبوق:
شرب العشي، والصابح الساقي: وهو اسم الجبل الذي
في أصله مسجد الخيف، عن الأصمعي، واسم الذي
يقابله عن يسارك القابل.
الصابر: بالباء ثم الراء: سكة بمرو معروفة من محلة
سلمة بأعلى البلد، ينسب إليها أبو المعالي يوسف بن
محمد الفقيمي الصابري، كان أديبا عارفا عالما
بأنواع العلوم وله شعر جيد بالعربية، سمع أبا عمرو
الفضل بن أحمد بن متوية الصوفي، ذكره أبو سعد
في شيوخه وقال: عنه أخذت الأدب.
صابرنيثا: من قرى السيب الأعلى من أعمال الكوفة،
منها كان الفضل بن سهل بن زادان فروخ وزير
المأمون وصاحب أمره.
الصابوني: قرية قرب مصر على شاطئ شرقي النيل
يقال لها سواقي الصابوني وهي من جهة الصعيد، نسبت
إلى صاحب الصابون الذي تغسل به الثياب.
صاحات: بعد الألف حاء مهملة، وآخره تاء مثناة،
وأظنها من صوح النبت إذا يبس أعلاه، وقال ابن
شميل: الصاحة من الأرض التي لا تنبت شيئا أبدا،
والصاحات: اسم جبال بالسراة.
صاحتان: بلفظ تثنية الذي قبله: موضع آخر، وقال
امرؤ القيس: فصفا الأطيط فصاحتين فعاسم
تمشي النعام به مع الآرام
صاحة: قد تقدم تفسير الصاحة في الصاحات، والصاحة:
اسم جبل أحمر بالركاء والدخول، ويجوز أن يكون
من الصوح، بالفتح: جانب الجبل، وقيل: الصوح
وجه الجبل القائم كأنه حائط صوح وصوح لغتان
فيه، وقال نصر: صاحة هضاب حمر لباهلة بقرب
عقيق المدينة، وهي أحد أوديتها الثلاثة، قال بشر
387

ابن أبي خازم:
ليالي تستبيك بذي غروب،
كأن رضابه وهنا مدام
وأبلج مشرق الخدين فخم،
يسن على مراغمه القسام
تعرض جابة المدرى خذول
بصاحة في أسرتها السلام
وصاحبها غضيض الطرف أحوى،
يضوع فؤادها منه بغام
صاد: آخره دال مهملة: جبل بنجد، عن نصر،
والصاد: قدور من النحاس، قال حسان:
رأيت قدور الصاد حول بيوتنا
الصادر: بالدال المكسورة، والراء، صدر عن الماء
إذا رجع عنه فهو صادر: وهي قرية بالبحرين لبني
عامر بن عبد القيس. وصادر: موضع بالشام. والصادر:
من قرى اليمن من مخلاف سنحان، قال النابغة:
وقد قلت للنعمان لما رأيته
يريد بني حن ببرقة صادر:
تجنب بني حسن، فإن لقاءهم
شديد وإن لم تلق إلا بصابر
صارات: جمع صارة، وصارة الجبل رأسه في كتاب
العين: اسم جبل، قال اصمة بن الحارث الجشمي وهو
أبو دريد المشهور الجاهلي المعمر أربعمائة وخمسين سنة:
ألا أبلغ بني ومن يليهم
بأن بيان ما يبغون عندي
جلبنا الخيل من تثليث، إنا
أتينا آل صارات فرقد
صارخة: بعد الراء خاء معجمة: بلدة غزاها سيف الدولة
في سنة 339 ببلاد الروم، فعند ذلك قال المتنبي:
مخلى له المرج منصوبا بصارخة
له المنابر مشهودا بها الجمع
صار: بالراء، بلفظ صار يصير إلا أنه استعمل اسما:
شعب من نعمان قرب مكة، قال سراقة بن خثعم
الكناني:
تبغين الحقاب وبطن برم،
وقنع في عجاجتهن صار
وقال أبو خراش الهذلي:
تقول ابنتي لما رأتني عشية:
سلمت وما أن كدت بالأمر تسلم
فقلت وقد جاوزت صار عشية:
أجاوزت أولى القوم أو أنا أحلم؟
ولولا دراك الشد فاضت حليلتي
تخير في خطابها، وهي أيم
فتسخط أو ترضى مكاني خليفة،
وكاد خراش يوم ذلك ييتم
صارة: قال الأزهري: صارة الجبل رأسه، وقال
نصر: هو جبل في ديار بني أسد، قال لبيد:
فأجماد ذي رقد فأكناف ثادق،
فصارة توفي فوقها فالأعابلا
وقال غيره: صارة جبل قرب فيد، وقال الزمخشري
عن السيد علي: صارة جبل بالصمد بين تيماء ووادي
القرى، وقال بعض العرب وقد حن إلى وطنه وهو
محمد بن عبد الملك الفقعسي:
سقى الله حيا بين صارة والحمى،
حمى فيد، صوب المدجنات المواطر
أمين، ورد الله من كان منهم
إليهم ووقاهم صروف المقادر
388

كأني طريف العين يوم تطالعت
بنا الرمل سلان القلاص الضوامر
أقول لقمقام بن زيد: أما ترى
سنا البرق يبدو للعيون النواظر؟
فإن تبك للوجد الذي هيج الجوى
أعنك، وإن تصبر فلست بصابر
صاري: بالياء الساكنة بعد الراء، والصاري بلغة تجار
المصريين: هو شراع السفينة، قال الجواهري: الصاري
الملاح: وهو جبل في قبلي المدينة ليس عليه شئ من
النبات ولا الماء، عن أبي الأشعث الكندي.
صاع: بالعين المهملة، وروي عنه، صلى الله عليه وسلم،
أنه كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع، والصاع الذي
بالمدينة أربعة أمداد، ومدهم ما يأخذ من الحب قدر
ثلثي من، وقيل: الصاع أربعة أمنان، وقال ابن
السكيت: الصاع المطمئن من الأرض كالحفرة.
صاغان: بالغين المعجمة، وآخره نون: قرية بمرو وقد
تسمى جاغان كوه، عن السمعاني، والصغانيان:
بلاد بما وراء النهر، وقد تشبه النسبة فيهما وتذكر
في موضعها.
صاغرج: بالغين المعجمة المفتوحة، والراء الساكنة،
والجيم، ويقال بالسين أيضا: قرية كبيرة من قرى
الصغد.
صاغرة: بلد في بلاد الروم، ذكره أبو تمام فقال:
كأن بلاد الروم عمت بصيحة
فضمت حشاها أو رغا وسطها السقب
بصاغرة القصوى وطمين واقترى
بلاد قرنطاؤوس وابلك السكب
صاف: قال الأصمعي ولم يعين: لبني الدئل من كنانة
بتهامة جبل يقال له صاف، ورواه بعضهم بالضاد
المعجمة، والذي وجدته في كتاب الأصمعي بالصاد مخففا.
الصافية: بلفظ ضد الكدرة: بليدة كانت قرب دير
قنى في أواخر النهروان قرب النعمانية، خرج منها
جماعة من الكتاب الأعيان أصحاب الدواوين الجليلة،
كانت مشرفة على دجلة وقد خربت مع خراب
النهروان، وآثار حيطانها باقية إلى الآن.
الصاقب: بالقاف المكسورة ثم الباء: جبل.
الصاقرية: بالقاف المكسورة، والراء مكسورة، وياء
النسبة: من قرى مصر، نسب إليها طائفة من أهل
المصري الصاقري، كان ذا فتوة، صحب أبا
يعقوب النهرجوري، وقتل بنواحي طرسوس شهيدا.
صالحان: بلفظ تثنية صالح النبي، صلى الله عليه وسلم،
ثم استعمل اسم محلة من محال أصبهان، نسب إليها
طائفة كثيرة من أعيان العلماء وغيرهم، منهم: الوزير
أبو نصر الصالحاني وزير بني بويه، ومن المتأخرين
الحسين بن طلحة بن الحسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم
ابن علي الصالحاني، ذكره أبو سعد في التحبير،
وسعيد أخوه سمع الحديث ومات بأصبهان سنة
532، وطلحة أبوه من المكثرين، أضر في آخر
عمره ومات سنة 515.
الصالحية: قرية قرب الرها من أرض الجزيرة اختطها
عبد الملك بن صالح الهاشمي، وقال الخالدي: قرب
الرقة، وقال: عندها بطياس ودير زكى وهو من أنزه
المواضع، وقال الخالديان في تاريخ الموصل من
تصنيفهما: أول من أحدث قصور الصالحية المهدي،
فقال منصور بن النميري:
قصور الصالحية كالعذارى
لبسن حليهن ليوم عرس
389

تقنعها الرياض بكل نور،
وتضحكها مطالع كل شمس
مطلات على نطف المياه
دبيب الماء طيبة كل غرس
إذا برد الظلام على هواها
تنفس نورها من كل نفس
قال عبيد الله الفقير إليه: أما بطياس فقصور كانت
لعبد الملك بن صالح وابنه علي بظاهر حلب ذكرتها
في بابها، وكذلك الصالحية، ولكني ذكرت كما قالوا،
وقال الصنوبري:
إني طربت إلى زيتون بطياس
بالصالحية ذات الورد والآس
وقد تقدم بقيتها. والصالحية أيضا: محلة ببغداد تنسب
إلى صالح بن المنصور المعروف بالمسكين. والصالحية
أيضا: قرية كبيرة ذات أسواق وجامع في لحف جبل
قاسيون من غوطة دمشق وفيها قبور جماعة من
الصالحين ويسكنها أيضا جماعة من الصالحين لا تكاد
تخلو منهم، وأكثر أهلها ناقلة البيت المقدس على
مذهب أحمد بن حنبل.
صالف: جبل بين مكة والمدينة.
صالقان: بفتح اللام والقاف: وآخره نون: من قرى
بلخ، ينسب إليها أحمد بن الخليل بن منصور المعروف
بابن خالويه الصالقاني، رحل إلى العراق والشام، روى
عنه قتيبة بن سيعد وغيره، روى عنه محمد بن علي
ابن طرخان البلخي، وقال الإصطخري: صالقان
بليدة من بست على مرحلة وبها فواكه ونخيل
وزروع، وأكثر أهلها حاكة، وماؤها من نهر.
صامغان: بفتح الميم والغين المعجمة، وآخره نون:
كورة من كور الجبل في حدود طبرستان، واسمها
بالفارسية بميان.
صانقان: بنون مكسورة، وقاف، وآخره نون
أخري: من قرى مرو، ينسب إليها أبو حمزة
الصانقاني الأديب، كان فاضلا.
صان: بالنون: من كور أسفل الأرض بمصر، وهي
غير صا فلا يشتبهن عليك، ويقال لها كورة صان
وإبليل.
صاهك: مدينة بفارس لها عمل برأسها دخلت في كورة
إصطخر.
صاهل: بلفظ قولهم فرس صاهل إذا صوت، ويوم
صاهل: من أيام العرب.
صايد: موضع في شعر خفاف.
صايرتاقنا: جبلان صغيران عن شمالي قنا.
صائر: فاعل صار يصير، قال الحازمي: واد بنجد،
وقال غيره: قرية باليمن، وقد نسب إليها أبو سعد
أبا عبد الرحمن محمد بن علي بن مسلم بن علي الصائري
المعروف بالسلطان، حدث عن أبي علي محمد بن محمد
ابن علي الأزدي بطريق المناولة، روى عنه أبو القاسم
هبة الله بن الوارث الشيرازي.
صائف: من نواحي المدينة، وقال نصر: صائف
موضع حجازي قريب من ذي طوى من شعر معن بن
أوس حيث قال:
ففدفد عبود فخبراء صائف
فذو الحفر أقوى منهم ففدافده
وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
لمن الديار بعلي فالأحراص
فالسودتين فمجمع الأبواص
فضهاء أظلم فالنطوف فصائف
فالنمر فالبرقات فالأنحاص
390

باب الصاد والباء وما يليهما
صباب: بالفتح ثم التشديد، وباء أخرى، من صب
الماء يصب صبا فهو صباب: جفر في ديار بني
كلاب كثير النخل.
صباح: بالضم ثم التخفيف، قال أبو منصور: رجل
أصبح اللحية للذي يعلو شعر لحيته بياض مشرب بحمرة،
ومنه صبح النهار، ومن ذلك قيل دم صباحي لشدة
حمرته، قال عبيط صباحي من الحوف أشقر،
وذو صباح: موضع في بلاد العرب، ومنه يوم ذي
صباح، وقيل: صبح وصباح ماءان من جبال
نملي لبني قريط، قال تأبط شرا:
إذا خلفت باطنتي. سرار
وبطن هضاض حيث غذا صباح
قال: هو موضع، غذا: شعل.
صبارح: بالضم، وبعد الألف راء ثم حاء مهملة:
من قرى إفريقية، نسب إليها أبو جعفر يوسف بن
معاوية الصبارحي الإفريقي، حديثه بالمغرب، توفي
سنة 225 في ذي القعدة وهو ابن خمس وستين سنة.
صبار: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وآخره راء،
بلفظ رجل صبار إذا كان رجلا صبورا، واسم حرة
بني سليم أم صبار، قال شمر: أم صبار هي
الصفاة التي لا يحيك فيها شئ، والصبارة: الأرض
الغليظة المشرفة، وهي نحو من الجبل.
صبح: بالضم ثم السكون، بلفظ أول النهار، قال
هشام: سميت أرض صبح برجل من العماليق يقال
له صبح وأرضه معروفة وهي بناحية اليمامة، قال
لبيد بن ربيعة:
ولقد رأى صبح سواد خليله
وجبال صبح: في ديار بني فزارة. وصبح وصباح:
ماءان من جبال نملي لبنى قريط، ونملى بقرب
المدينة، قال أعرابي يتشوقها:
ألا هل إلى أجبال صبح بذي الغضا
غضا الأثل من قبل الممات معاد
بلاد بها كنا وكنا نحبها،
إذ الأهل أهل والبلاد بلاد
صبحة: بالفتح ثم السكون، بلفظ الصبحة وهي نومة
الغداة: قلعة في ديار بكر بين آمد وميافارقين.
صبران: بالفتح ثم السكون، وآخره نون: بليدة
فيها قلعة عالية بما وراء النهر ثم وراء نهر سيحون
وهي مجتمع الغزية صنف من الترك للصلح
والتجارات، وهي في طرف البرية.
الصبرات: بلد بأرض مهرة بن أقصى اليمن له ذكر
في الردة.
صبرة: بالفتح ثم السكون ثم راء: بلد قريب من
مدينة القيروان وتسمى المنصورية من بناء مناد بن
بلكين، سميت بالمنصور بن يوسف بن زيري بن
مناد، واسم يوسف بلكين الصنهاجي، والمنصور
هذا هو والد باديس والد المعز بن باديس، وكانوا
ملوك هذه النواحي، ومات المنصور هذا سنة 386
وقد ولي ملك تلك البلاد ثلاث عشرة سنة وشهورا،
وقال البكري: صبرة متصلة بالقيروان بناها إسماعيل
ابن أبي القاسم بن عبيد الله سنة 337 واستوطنها، وقال
في خبر المهدي: لم تزل المهدية دار ملكهم إلى أن
خرج أبو يزيد الخارجي عليهم وولي الامر إسماعيل
ابن أبي القاسم بن عبيد الله سنة 334 فسار إلى القيروان
محاربا لابي يزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعده
ابنه وملكها وخلا أكثر أرض مدينة المهدية
391

وتهدم، وقال الحسن بن رشيق القيرواني:
بنفسي من سكان صبرة واحد
هو الناس والباقون بعد فضول
عزيز له نصفان: ذا في إزاره
سمين، وهذا في الوشاح نحيل
مدار كؤوس اللحظ منه مكحل،
ومقطف ورد الخد منه أسيل
وصبرة الآن خراب بباب.
صبر: بفتح أوله، وكسر ثانيه، بلفظ الصبر من
العقاقير، والنسبة إليه صبري: اسم الجبل الشامخ
العظيم المطل على قلعة تعز فيه عدة حصون وقرى
باليمن، وإليه ينسب أبو الخير النحوي الصبري شيخ
الاهنومي الذي كان بمصر، ونشوان بن سعيد صاحب
كتاب أعلام شمس العلوم وشفاء كلام العرب من
الكلوم في اللغة أتقنه وقيده بالأوزان، وكان نشوان
هذا قد استولى على عدة قلاع وحصون هناك وقدمه
أهل تلك البلاد حتى صار ملكا، ولهذا الجبل قلعة
يقال لها صبر، فلا أدري الجبل سمي بها أم هي
سميت بالجبل، وقال ابن أبي الدمينة: وجبل صبر
في بلاد المعافر وسكانه الركب والحواشب من حمير
وسكسك. وصبر: حاجز بين جبإ والجند، وهو
حصن منيع، وهو من الجبال المسنمة، قال
الصليحي يصف خيلا:
حتى رمتهم، ولو يرمى بها كنن
والطود من صبر رند أو كادا
صبغاء: بالفتح ثم السكون، والغين المعجمة، والصبغاء:
نبت حين تطلع الشمس يكون ما يلي الشمس من
أعاليها أبيض وما يلي الظل أخضر، كأنها شبهت
بالنعجة الصبغاء وهي إذا ابيض طرف ذنبها سميت
صبغاء كأنه لاختلاف اللونين، والصبغاء: ناحية
باليمامة. والصبغاء أيضا: من نواحي الحجاز، عن نصر.
صبوائيم: بالفتح ثم السكون، وواو، وبعدها ألف
ثم همزة مكسورة، وياء ساكنة، وميم: إحدى
مدائن لوط.
صبيا: من قرى عشر من ناحية اليمن.
صبيب: تصغير الصب، بباءين موحدتين، وهو تصبب
نهر أو طريق يكون في حدور: وهي بركة على يمين
القاصد إلى مكة من واقصة على ميلين من الجوي،
وقد روي صبيب، بالفتح وكسر الباء، في قول
المثقب العبدي:
لمن ظعن تطالع من صبيب
فما خرجت من الوادي لحين
وفي شعر مضرس بن ربعي بخط بان العصار وذكر
أنه نقله من خط ابن نباتة ضبيب، بالضاد، في
قول مضرس بن ربعي:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن
إذا ملن من قف علون رمالا
عوائد يجعلن الصفاة وأهلها
يمينا وأثماد الضبيب شمالا
ليبصرن أجلادا من الأرض بعدما
تصيفن قفا وارتبعن سهالا
صبيرة: بلفظ التصغير من الصبرة تصغير الترخيم،
وهي الأرض الغليظة المشرفة لا تنبت شيئا، وهي
نحو من الجبل: موضع. والصبيرة، بالتعريف:
موضع بالشام وليس بالصنبرة، ذكرهما نصر معا.
صبيغاء: بلفظ التصغير: موضع قرب طلح من الرمل
له ذكر في أيامهم.
392

صبيغ: تصغير الصبغ، بالغين المعجمة: ماء لبني منقذ
من أعيا من بني أسد بن خزيمة، والله الموفق والمعين.
باب الصاد والحاء وما يليهما
صحا: بالقصر، والفتح، من قولهم: صحا من
سكره أو صحا الجو من الغيم ثم استعمل اسما، ذو
صحا: أحد محاضر سلمى جبل طئ وبه مياه ونخل،
عن السكوني.
صحار: بالضم، وآخره راء، يجوز أن يكون من
الصحرة، بالضم، وهو جوبة تنجاب وسط الحرة،
والجمع صحر فأشبعت الفتحة فصارت ألفا، أو من
الصحرة وهو لون الأصحر وهو كالشقرة، قال ابن
الكلبي: لما تفرقت قضاعة من تهامة للحرب التي
جرت بينهم بسبب يذكر أن عنزة وهو أحد
القارظين اللذين يضرب بهما المثل فيقال: حتى
يرجع القارظان، لأنه خرج يجتني القرظ فقتل
ولم يعرف له خبر، وله قصة، قال: فكان أول من
طلع منهم إلى أرض نجد فأصحر في صحاريها جهينة
وسعد هذيم ابني زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن
الحاف بن قضاعة بن مالك فمر بهم راكب كما يقال
فقال لهم: من أنتم؟ فقالوا: بنو الصحراء فقالت العرب:
هؤلاء صحار اسم مشتق من الصحراء، فقال زهير بن
جناب في ذلك وهو يعني بني سعد بن زيد:
فما إبلي بمقتدر عليها،
ولا حلمي الأصيل بمستعار
ستمنعها فوارس من بلي،
وتمنعها الفوارس من صحار
وتمنعها بنو القين بن جسر،
إذا أوقدت للحدثان ناري
وتمنعها بنو نهد وجرم،
إذا طال التجاول في المغار
بكل مناجد جلد قواه،
وأهيب عاكفون على الدوار
يريد أهيب بن كلب بن وبرة، فهذا يدل على أن
صحار من قضاعة، وقال بشر بن سوادة التغلبي إذ
نعى بني عدي بن أسامة بن مالك التغلبيين إلى بني سعد
ابن زيد:
ألا تغني كنانة عن أخيها
زهير في الملمات الكبار
فيبرز جمعنا وبنو عدي
فيعلم أينا مولى صحار
وقال العباس بن مرداس السلمي، رضي الله عنه، في
الحرب التي كانت بين بني سليم وزبيد وهو يعني بني
نهد وضم إليهم جرم بن ربان:
فدعها، ولكن هل أتاها مقادنا
لأعدائنا نزجي الثقال الكوانسا
بجمع يزيد ابني صحار كليهما
وآل زبيد مخطئا أو ملامسا
وصحار: قصبة عمان مما يلي الجبل، وتؤام: قصبتها
مما يلي الساحل. وصحار: مدينة طيبة الهواء والخيرات
والفواكه مبنية بالآجر والساج كبيرة ليس في تلك
النواحي مثلها، وقيل: إنما سميت بصحار بن إرم
ابن سام بن نوح، عليه السلام، وهو أخو رباب
وطسم وجديس، قال اللغويون: إنها تلي الجبل،
وقال البشاري: صحار قصبة عمان ليس على بحر الصين
بلد أجل منه، عامر آهل حسن طيب نزه ذو يسار
وتجار وفواكه أجل من زبيد وصنعاء وأسواق
عجيبة وبلدة ظريفة ممتدة على البحر، دورهم من الآجر
393

والساج شاهقة نفيسة، والجامع على الساحل له منارة
حسنة طويلة في آخر الأسواق، ولهم آبار عذبة وقناة
حلوة وهم في سعة من كل شئ، وهو دهليز الصين
وخزانة الشرق والعراق ومغوثة اليمن، والمصلى
وسط النخيل، ومسجد صحار على نصف فرسخ،
وثمه بركت ناقة رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
ومحراب الجامع بكوكب يدور فتارة تراه أصفر
وتارة أحمر وأخرى أخضر، هكذا قال ولا أدري
كيف كان بروك الناقة، وفتحها المسلمون في أيام
أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، في سنة 12
صلحا، وإليها ينسب أبو علي محمد بن زوزان
الصحاري العماني الشاعر، وكان قد نكب فخرج
إلى بغداد فقال يتشوق بلدته من قصيدة:
لحى الله دهرا شردتني صروفه
عن الأهل حتى صرت مغتربا فردا
ألا أيها الركب اليمانون بلغوا
تحية نائي الدار لقيتم رشدا
إذا ما حللتم في صحار فألمموا
بمسجد بشار وجوزوا به قصدا
إلى سوق أصحاب الطعام فإنه
يقابلكم بابان لم يوثقا شدا
ولم يرددا من دون صاحب حاجة
ولا مرتج فضلا، ولا آمل رفدا
فعوجوا إلى داري هناك فسلموا
على والدي زوزان وقتيم جهدا
وقولوا له إن الليالي أوهنت
تصاريفها رفدي، وقد كان مشتدا
وغين عنى كل ما قد عهدته
سوى الخلق المرضي والمذهب الأهدى
وليس يضر السيف إخلاق غمده
إذا لم يفل الدهر من نصله حدا
صحراء أم سلمة: قال أبو نصر: الصحراء من
الأرض مثل ظهر الدابة الأجرد التي ليس بها شجر
ولا آكام ولا جبال ملساء يقال لها صحراء بينة
الصحر، والصحراء: هو موضع بالكوفة ينسب إلى
أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد
ابن المغيرة المخزومية زوجة السفاح، وبالكوفة عدة
مواضع تعرف بالصحراء كما بالبصرة عدة مواضع
تعرف بالجفر والمعنى واحد، فبالكوفة صحراء بني
أثير نسبت إلى رجل من بني أسد يقال له أثير
بالكوفة، وصحراء بني عامر، وصحراء بني يشكر،
وصحراء الإهالة: هي موضع لا أدري بالكوفة أو
غيرها.
صحراء البردخت: هي محلة بالكوفة نسبت إلى
البردخت الشاعر الضبي العكلي واسمه علي بن خالد.
صحراء المسناة: موضع كانت به وقعة للعرب لا
أحق موضعه، ومنه يوم الصحراء.
الصحصحان: هو المكان المستوي: موضع بين حلب
وتدمر، ذكره أبو الطيب فقال:
وجاؤوا الصحصحان بلا سروج
وقد سقط العمامة والخمار
صحصح: موضع بالبحرين.
صحن الحيل: صحن بالنون، والحيل بالحاء المهملة،
ولام، كذا وجدته بخط التبريزي في قول المفضل بن
عباس بن عتبة بن أبي لهب، وفيه بخطه ما صورته:
موضع وهي منازل أشجع بإيلياء.
صحن: بالفتح ثم السكون، ونون، وصحن الدار
والموضع: وسطه، وصحن: جبل في بلاد سليم
394

فوق السوارقية، عن أبي الأشعث، قال: وفيه ماء
يقال له الهباءة وهي أفواه آبار كثيرة مخرقة الأسافل
يفرغ بعضها في بعض الماء الطيب العذب، يزرع
عليها الحنطة والشعير وما أشبهه، قال بعضهم:
جلبنا من جنوب الصحن جردا
عتاقا سرها نسلا لنسل
فوافينا بها يومي حنين
رسول الله جدا غير هزل
وصحن الشبا: موضع في شعر كثير.
صحير: تصغير صحر، وهو لون إلى الشقرة: موضع
بقرب فيد. وصحير أيضا: بشمالي جبل قطن،
قال بعضهم:
تبدلت بؤسا من صحير وأهله،
ومن برق التبنين نوط الأجاول
نياط من طلح، يعني أودية فيها طلح، والأجاول:
أجبال.
باب الصاد والخاء وما يليهما
صخد: بالفتح ثم السكون، وآخره دال مهملة، يقال:
صخدته الشمس صخدا إذا أصابته بحرها، قال
العمراني: صخد بلد، قال بعضهم:
بصخد فشسعى من عميرة فاللوى
صخراباذ: بالفتح ثم السكون، والراء، وبعد الألف
باء موحدة، وآخره ذال: من قرى مرو.
الصخرة: بلفظ واحدة الصخر من الحجارة: من
أقاليم أكشونية بالأندلس.
صخرة أكهى: في بلاد مزينة.
صخرة حيوة: قال ابن بشكوال: خلف بن مروان
ابن أمية بن حيوة المعروف بالصخري ينسب إلى صخرة
حيوة بلد بغربي الأندلس، سكن قرطبة، يكنى أبا
القاسم، كان من أهل العلم والمعرفة والعفاف والصيانة،
أخذ عن شيوخ قرطبة ورحل إلى المشرق في سنة 372
فقضى غرضه وأخذ عن جماعة، وقلده المهدي محمد
ابن هشام الشوري قرطبة وكان قبل ذلك استقضاه
المظفر بن عبد الملك بن عامر بطليطلة ثم استعفى
وفارقهم، ومات في بلده في رجب سنة 401.
صخرة موسى، عليه السلام، التي جاء ذكرها في
الكتاب العزيز: في بلد شروان قرب الدربند، وقد
ذكرت.
صخيرات: تصغير جمع صخرة، وهي صخيرات
الثمام، بالثاء المثلثة المضمومة، الثمامة بلفظ
واحدة الثمام، وهو نبت ضعيف له خوص أو شبه
بالخوص وربما حشيت به الوسائد: وهو منزل رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، إلى بدر، وهو بين
السيالة وفرش، وفي المغازي: صخيرات اليمام،
السيالة وفرش، وفي المغازي: صخيرات اليمام،
بالياء آخر الحروف، ذكرت في غزاة بدر وفي غزاة
ذات العشيرة، وقال ابن إسحاق: مر، عليه الصلاة
والسلام، على تربان ثم على ملل ثم على غميس الحمام
من مريين ثم على صكيرات اليمام ثم على السيالة.
الصخيرة: تصغير الصخرة من الحجارة: حصن
بالأندلس من أعمال ماردة.
باب الصاد والدال وما يليهما
صداء: بالفتح ثم التشديد، والمد، ويروى صدآء،
بهمزتين بينهما ألف، قال المبرد: صيداء، قال أبو
عبيد: من أمثالهم في الرجلين يكونان ذوي فضل
غير أن لأحدهما فضلا على الآخر قولهم: ماء ولا
395

كصداء، والمثل لمقذفة بنت قيس بن خالد الشيباني
وكانت زوجة لقيط بن زرارة فتزوجها بعده رجا
من قومها فقال يوما: أنا أجمل أم لقيط؟ فقالت:
ماء ولا كصداء، أي أنت جميل ولكن لست
مثله، قال أبو عبيد: وقال المفضل: صداء ركية
ليس عندهم ماء أعذب منها، وفيها يقول ضرار بن
عمرو السعدي:
وإني وتهيامي بزينب كالذي
يطالب من أحواض صداء مشربا
قال: ولا أدري صداء فعلاء أم فعال، فإن كان فعالا
فهو من صدا يصدو أو من صدي يصدى، وقال
الزجاج: وفي أمثال العرب ماء ولا كصداء، وبعضهم
يقول: لا كصدا، وإنما هي بئر للعرب عذبة جدا، وهذا
الاسم اشتق لها من أنها تصد من شرب منها عن
غيرها من المشارب، وليس ذلك من اللفظ، فأما
الضم فإنه ليس فيها معروفا، ومن قال كصداء
فجائز أن تكون سميت بذلك لان لونها لون الصدأ،
قال شمر: صدا الهام يصدو إذا صاح، وإن كان
صداء فعلاء فهو من المضاعف كقولهم: صماء من
الصمم، وقال أبو نصر بن حماد: صداء اسم ركية
عذبة الماء، وفي المثل: ماء ولا كصداء، وقلت
لابي علي النحوي: هو فعلاء من المضاعف، فقال:
نعم، وأنشدني لضرار بن عتبة العبشمي السعدي:
كأني من وجد بزينب هائم
يخالس من أحواض صداء مشربا
رأى دون برد الماء هولا وذادة،
إذا اشتد صاحوا قبل أن يتحببا
قالوا: تحبب الحمار إذا امتلأ من الماء، وقال بعضهم:
صدآء مثل صدعاء، قال: وسألت عنه بالبادية رجلا
من بني سليم فلم يهمزه، وقال نصر: صداء ماء
معروف بالبياض وهو بلد بين سعد بن زيد مناة بن
تميم وكعب بن ربيعة بن كلاب يصدر فيه فلج جعدة،
وهو ماء قليل ليس في تلك الفلاة، وهي عريضة،
غيره وغير ماء آخر مثله في القلة، وبصداء منبر،
وماؤه شديد المرارة، كذا قال نصر، وكيف
يكون مرا وفي المثل السائر فيه ما يدل على حلاوته؟
والله أعلم، قال آدم بن شدقم العنبري:
وحبذا شربة من شنة خلق
من ماء صداء تشفي حر مكروب
قد ناط شنتها الظامي وقد نهلت
منها بحوض من الطرفاء منصوب
تطيب حين تمس الأرض شنتها
للشاربين وقد زادت على الطيب
قال ابن الفقيه: قدم ابن شدقم العنبري البصرة
فملح عليه شرب الماء واشتد عليه الحر وآذاه تهاوش
ريحها وكثرة بعوضها ثم مطرت السماء فصارت
ردغا فقال:
أشكو إلى الله ممسانا ومصبحنا
وبعد شقتنا يا أم أيوب
وان منزلنا أمسى بمعترك
يزيده طبعا وقع الأهاضيب
ما كنت أدري، وقد عمرت مذ زمن:
ما قصر أوس وما بح الميازيب
تهيجني نفحات من يمانية
من نحو نجد ونعبات الغرابيب
كأنهن على الأجذال، كل ضحى،
مجالس من بني حام أو النوب
يا ليتنا قد حللنا واديا خصبا،
أو حاجرا لفنا غض التعاشيب
396

وحبذا شربة من شنة خلق
الأبيات الثلاثة المذكورة قبل.
صداء: بالضم، والمد: مخلاف باليمن بينه وبين
صنعاء اثنان وأربعون فرسخا، سمي باسم القبيلة،
وهو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد
ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
صدار: بالضم، وآخره راء، يجوز أن يكون فعالا
من الصدر ضد الورد، وصدار: موضع قرب المدينة.
الصدارة: بكسر أوله، وبعد الألف راء، والصدار:
ثوب رأسه كالمقنعة وأسفله يغشى الصدر والمنكبين
تلبسه النساء في المأتم، وقال الأصمعي: يقال لما يلي
الصدر من الدروع صدار، والصدارة: قرية بأرض
اليمامة لبني جعدة.
صداصد: بالضم وبعد الألف صاد أخرى مكسورة،
ودال: اسم جبل لهذيل.
صدد: موضع في قول أبي العيص بن حزم المازني:
قالوا ضرية أمست وهي مسكنه،
ولم تكن مسكنا منه ولا صددا
صدر: قلعة خراب بين القاهرة وأيلة، ذكرها ابن
الساعاتي حيث قال:
سرى موهنا والأنجم الزهر لا تسري،
وللأفق شوق العاشقين إلى الفجر
تأهب من صدر يخب به الكرى،
فما زال حتى بات منزله صدري
صدر: هكذا ضبطه أبو سعد بضم أوله، وفتح ثانيه،
والراء، بوزن جرذ، قال أبو بكر بن موسى:
صدر، بالصاد والدال المهملتين: قرية من قرى بيت
المقدس، ينسب إليها أبو عمرو لاحق بن الحسين بن
عمران بن أبي الورد الصدري، كان أحد الكذابين،
وضع نسخا لا يعرف أسماء رواتها مثل طغرال
وطربال وكركدن وادعى نسبا إلى سعيد بن المسيب،
روى عن ضرار بن علي القاضي، روى عنه يوسف
ابن حمزة، ومات بنواحي خوارزم في حدود سنة 384.
الصدف: بالفتح ثم الكسر، وآخره فاء: مخلاف
باليمن منسوب إلى القبيلة، والنسبة إليهم صدفي،
بالتحريك، وقد اختلف في نسب الصدف فقيل هو
من كندة، وقيل من حضر موت، وقيل غير ذلك،
وقد عزمت بعد فراغي من هذا الكتاب في الترتيب
فنذكره فيه مستقصى ونبين الاختلاف فيه على وجهه.
قال الأصمعي: صدف البعير صدفا إذا مال خفه
إلى الجانب الوحشي، فإن مال إلى الانسي فهو
القفد، والصدف الميل مطلقا.
صدف: بفتح أوله وثانيه، والفاء، قال الحسن بن
رشيق القيرواني ومن خط يده نقلته: عبد الله بن
الحسين الصدفي من قرية صدف على خمسة فراسخ
من مدينة القيروان، وله شعر طائل ومعان عجيبة
واهتداء حسن مع دراية بالنحو ومعرفة بالعربية
واطلاع على الكتب، صحب العلماء قديما إلا أنه
رث الحال يطرح نفسه حيث وجد القناعة حتى إن
بعضهم سماه سقراط.
صدفورة: بالفتح ثم السكون ثم فاء بعدها واو
ساكنة، وراء: موضع بالأندلس من أعمال فحص
البلوط.
صدقة: بالتحريك، سكة صدقة بن الفضل:
بمرو معروفة وهو اسم رجل، نسبت إلى أبي الفضل
صدقة بن الفضل المروزي، سكنها جماعة من العلماء
397

فنسبوا إليها، منهم: القاضي أبو بكر أحمد بن محمد
ابن إبراهيم الصدفي الفقيه المروزي، روى عن أبيه
وعبيد الله بن عمر بن علل الجوهري وغيرهما،
وكتب ابن دودان عنه في سنة 398، ومحمد بن
إسماعيل بن عبد الله بن أحمد بن حفصويه أبو الفتح
الأديب المروزي الصدقي من أهل مرو، سكن سكة
صدقة بن الفضل، كان أديبا فاضلا، عارفا بأصول
اللغة حافظا لها، رزق من التلامذة ما لا يوصف
وصار أكثر أولاد المحتشمين تلامذته، قال أبو سعد:
قرأ عليه الأدب والدي وعماي وعمر العمر الطويل
وانتشرت عنه الرواية، سمع أبا بكر محمد بن عبد
العزيز بن أحمد الخرجردي وأبا بكر محمد بن عبد
الصمد بن أبي الهيثم الزابي، أجاز لابي سعد، ومات
في صفر سنة 517، وعمر بن محمد بن أبي بكر
الناطقي أبو حفص الصدقي، كان شيخا صالحا، سمع
السيد أبا القاسم علي بن موسى الموسوي وأبا عبد الله
محمد بن الحسن المهربند قشائي وأبا المظفر منصور
ابن أحمد المرغيناني وأبا بكر محمد بن عبد الله بن
أبي توبة الخطيب الكشميهني، سمع منه أبو سعد وأبو
القاسم الدمشقي، ومات في محرم سنة 536.
صديان: بفتح أوله وثانيه، وياء مثناة من تحت،
وآخره نون، بلفظ تثنية الصدى، وهو ذكر البوم
أو العطش: موضع أو جبل.
صديق: بوزن تصغير الصدق ضد الكذب: جبل.
صدي: بوزن تصغير الصدى، وهو العطش أو ذكر البوم:
اسم ماء في شعر ورقة بن نوفل، والله أعلم بالصواب.
باب الصاد والراء وما يليهما
الصراد: بالضم، آخره دال مهملة: فعال من الصرد،
وهو المكان المرتفع من الجبال وهو أبردها: وهو
موضع في شعر الشماخ، وقال نصر: صراد هضبة
بحزيز الحوأب في ديار كلاب. وصراد أيضا: علم
بقرب رحرحان لبني ثعلبة بن سعد بن ذبيان وثم
أيضا الصريد.
صرار: بكسر أوله، وآخره مثل ثانيه، وهي
الأماكن المرتفعة التي لا يعلوها الماء يقال لها صرار،
وصرار: اسم جبل، قال جرير:
إن الفرزدق لا يزايل لؤمه
حتى يزول عن الطريق صرار
وقيل: صرار موضع على ثلاثة أميال من المدينة على
طريق العراق، قاله الخطابي، وقال بعضهم:
لعل صرارا أن تجيش بيارها
وقال نصر: صرار ماء قرب المدينة محتفر جاهلي على
سمت العراق، وقيل: أطم لبني عبد الأشهل له ذكر
كثير في أيام العرب وأشعارها، وإليه ينسب محمد
ابن عبد الله الصراري، يروي عن عبد الله بن عبد
الرحمن بن أبي حسين، روى عنه يزيد بن الهاد وبكر
ابن نصر، وقال العمراني: صرار اسم جبل، أنشدني
جار الله العلامة للأفطس العلوي، وفي الأغاني أنهما
لأيمن بن خزيم الأسدي:
كأن بني أمية يوم راحوا
وعري من منازلهم صرار
شماريخ الجبال إذا ترددت
بزينتها وجادتها القطار
وقال: هو من جبال القبيلة، قال: وصرار أيضا
بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق،
وقيل: موضع بالمدينة.
صراف: اسم موضع من سداد أبي عمرو الشيباني
أنشدني لابي الهيثم:
398

يا رب شاء من وعول طال ما
رعى صرافا حله والحرما
ويكفأ الشعب، إذا ما أظلما،
وينتمي حتى يخاف سلما
في رأس طود ذي خفاف أيهما
صرام: قال حمزة: هو رستاق بفارس، وأصله
چرام فعربوه هكذا.
الصراة: بالفتح، قال الفراء: يقال هو الصرى
والصرى للماء يطول استنقاعه، وقال أبو عمرو:
إذا طال مكثه وتغير، وقد صري الماء، بالكسر،
وهذه نطفة صراة، وهما نهران ببغداد: الصراة
الكبرى والصراة الصغرى، ولا أعرف أنا إلا واحدة
وهو نهر يأخذ من نهر عيسى من عند بلدة يقال لها
المحول بينها وبين بغداد فرسخ ويسقي ضياع بادوريا
ويتفرع منه أنهار إلى أن يصل إلى بغداد فيمر
بقنطرة العباس ثم قنطرة الصبيبات ثم قنطرة رحا
البطريق ثم القنطرة العتيقة ثم القنطرة الجديدة ويصب
في دجلة، ولم يبق عليه الآن إلا القنطرة العتيقة
والجديدة، يحمل من الصراة نهر يقال له خندق طاهر
ابن الحسين أوله أسفل من فوهة الصراة يدور حول
مدينة السلام مما يلي الحربية وعليه قنطرة باب الحرب
ويصب فز دجلة أمام باب البصرة من مدينة المنصور،
وأما أهل الأثر فيقولون: الصراة العظمى حفرها بنو
ساسان بعدما أبادوا النبط، ونسب إليه المحدثون
جعفر بن محمد اليمان المؤدب المخرمي ويعرف بالصراتي،
حدث عن أبي حذافة، روى عنه محمد بن عبد الله بن
عتاب، قرأت في كتاب المفاوضة لابي نصر الكاتب
قال: لما مات محمد بن داود الأصبهاني صاحب كتاب
الزهرة من حب أبي الحسن بن جامع الصيدلاني قال
بعضهم: رأيت ابن جامع محبوبه واقفا على الصراة
ينظر إلى زيادة الماء فيها فقلت له: ما بقز عندك من
حب أبي بكر بن داود؟ فأنشدني:
وقفت على الصراة، وليس تجري
معاينها لنقصان الصرات
فلما أن ذكرتك فاض دمعي
فأجراهن جري العاصفات
قال نصر: لم أر أحسن من هذين البيتين في معناهما
إلا أن الشيظمي الشاعر مر بدار سيف الدولة بن
حمدان فقال:
عجبا لي، وقد مررت بأبوابك
كيف اهتديت سبل الطريق
أتراني نسيت عهدك فيها؟
صدقوا ما لميت من صديق
وللقضاعي الشاعر:
ويلي على ساكن شاطي الصراه!
كدر حبيه علي الحياة
ما تنقضي من عجب فكرتي
لقصة قصر فيها الولاه
ترك المحبين بلا حاكم،
لم يجلسوا للعاشقين القضاة
وقد أتاني خبر ساءني
لقولها في السر: واسوأتاه
أمثل هذا يبتغي وصلنا!
أما يرى ذا وجهه في المراه؟
وهذا معنى حسن ترتاح إليه النفس وتهش إليه
الروح، وقد قيل في معناه:
مرت فبثت في قلوب الورى
إلى الهوى من مقتليها الدعاه
399

فظل كل الناس من حسنها
ودلها المفرط أسرى عناه
فقلت: يا مولاة مملوكها
جودي لمن أصبحت أقصى مناه
ومن إذا ما بات في ليلة
يصيح من حبك: وا مهجتاه!
فأقبلت تهزأ مني إلى
ثلاث حور كن معها مشاه
يا أسم! يا فاطم! يا زينب!
أما رأى ذا وجهه في المراه؟
ومثله أيضا:
جارية أعجبها حسنها،
ومثلها في الخلق لم يخلق
أنبأتها أني محب لها،
فأقبلت تهزأ من منطقي
والتفتت نحو فتاة لها
كالرشأ الأحور في قرطق
قالت لها: قولي لهذا الفتى
انظر إلى وجهك ثم اعشق
وأحسن من هذا كله وأجمل وأعلق بالقلب قول
أبي نواس وأظنه السابق إليه:
وقائلة لها في حال نصح:
علام قتلت هذا المستهاما؟
فكان جوابها في حسن مس:
أأجمع وجه هذا والحراما؟
صراة جاماسب: تستمد من الفرات، بنى عليها
الحجاج بن يوسف مدينة النيل التي بأرض بابل.
الصرائم: موضع كانت فيه وقعة بين تميم وعبس،
فقال شميت بن زنباع:
وسائل بنا عبسا، إذا ما لقيتها،
على أي حي بالصرائم دلت
قتلنا بها صبرا شريحا وجابرا،
وقد نهلت منا الرماح وعلت
فأبلغ أبا حمران أن رماحنا
قضت وطرا من خالد وتعلت
فدى لرياح إذ تدارك ركضها
ربيعة إذ كانت به النعل زلت
فطرنا عجالا للصريخ فلن ترى
لنا نعما من حيث تفزع شلت
وما كان دهري أن فخرت بدولة
من الدهر إلا حاجة النفس سلت
صربة: موضع جاء ذكره في الشعر، عن نصر.
الصرح: بالفتح ثم السكون، وحاء مهملة، وهو في
اللغة كل بناء مشرف، قال الحازمي: الصرح بناء
عظيم قرب بابل يقال إنه قصر بخت نصر.
صرخ: بالضم ثم السكون، وآخره خاء معجمة،
مرتجل: اسم جبل بالشام، قال عدي بن الرقاع
العاملي:
لما غدا الحي من صرخ وغيبهم
من الروابي التي غربيها الكمم
ظلت تطلع نفسي إثر ظعنهم،
كأنني من هواهم شارب سدم
مسطارة بكرت في الرأس نشوتها،
كأن شاربها مما به لمم
400

صرخد: بالفتح ثم السكون، والخاء معجمة، والدال
مهملة: بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق،
وهي قلعة حصينة وولاية حسنة واسعة، ينسب إليها
الخمر، قال الشاعر:
ولذ كطعم الصرخدي تركته
بأرض العدى من خشية الحدثان
اللذ ههنا: النوم.
صرخيان: بالضم، والسكون، وكسر الخاء، وياء
مثناة من تحت، وآخره نون: من قرى بلخ، وربما
ينسب إليها الصرخيانكي.
صرداح: بالكسر ثم السكون، ودال مهملة،
وآخره حاء: موضع، قال العمراني: وصرداح أيضا
حصن بنته الجن لسليمان بن داود، عليه السلام، ولا
أظنه أتقن ما نقل إنما هو صرواح، والله أعلم،
والصرداح والصردح: المكان المستوي.
الصردف: بلد في شرقي الجند من اليمن، منه الفقيه
إسحاق بن يعقوب الصردفي صنف كتابا في الفرائض
سماه الكافي، وقبره بها.
صرر: حصن باليمن من نواحي أبين.
صرصر: بالفتح، وتكرير الصاد والراء، يقال:
أصله صرر من الصر وهو البرد فأبدلوا مكان الراء
الوسطى فاء الفعل كما قالوا تجفجف، ويقال: ريح
صرصر وصرة شديدة البرد، قال ابن السكيت:
ريح صرصر فيه قولان: يقال هو من صرير الباب أو
من الصرة وهي الصيحة، وصرصر: قريتان من
سواد بغداد، صرصر العليا وصرصر السفلى، وهما
على ضفة نهر عيسى، وربما قى نهر صرصر فنسب
النهر إليهما، وبين السفلى وبغداد نحو فرسخين، قال
عبيد الله بن الحر:
ويوم لقينا الخثعمي وخيله
صبرنا وجالدنا على نهر صرصرا
ويوما تراني في رخاء وغبطة،
ويوما تراني شاحب اللون أغبرا
وصرصر: في طريق الحاج من بغداد قد كانت تسمى
قديما قصر الدير أو صرصر الدير، وقد خرج منها
جماعة من التجار الأعيان وأرباب الأموال، منهم:
التقي أبو إسحاق إبراهيم بن عسكر بن محمد بن ثابت
صديقنا فيه عصبية ومروة تامة، وقد مدحه الشعراء
فقال فيه الكمال القاسم الواسطي وأنشد لنفسه فيه:
أقول لمرتاد تقسم لحمه
على البيد ما بين السرى والتهجر
تيم بها أرض العراق فإنها
مراد الحيا والخصب، وانزل بصرصر
تجد مستقرا للعفاة وقرة
لعينك، فاحكم في الندى وتخير
وإن دهمت أم الدهيم وعسكرت
عليك الليالي فاعتهد آل عسكر
أنسا يرون الموت عارا لبوسه
إذا لم يكن بين القنا والسنور
ومن كان إبراهيم فرعا لأصله
جنى ثمر الأخيار من خير مخبر
صرعون: بفتح الصاد، وسكون الراء: مدينة كانت
قديمة من أعمال نينوى خير أعمال الموصل، وقد
خربت، يزعمون أن فيها كنوزا قديمة، يحكى أن
جماعة وجدوا فيها ما استغنوا به، ولها حكاية وذكر
في السير القديمة.
صرعينا: موضع ذكره ابن القطاع في كتاب الأبنية.
401

صرفندة: بالفتح ثم التحريك، وفاء مفتوحة، ونون
ساكنة، ودال مهملة، وهاء: قرية من قرى صور
من سواحل بحر الشام، منها محمد بن رواحة بن محمد
ابن النعمان بن بشير أبو معن الأنصاري الصرفندي،
قال أبو القاسم: من أهل حصن صرفندة من أعمال
صور، سمع أبا مهر بدمشق وحدث في سنة 266،
روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء، وأبو
إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي
الأنصاري، سمع بدمشق أبا عبد الله معاوية بن صالح
الأشعري ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث وعمر
ابن نصر العبسي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وأبا
جعفر محمد بن يعقوب بن حبيب وأبا زرعة الدمشقي
والعباس بن الوليد وبكار بن قتيبة وغيرهم، روى عنه
أبو الحسين بن جميع و عبد الله بن علي بن عبد الرحمن
ابن أبي العجائز وشهاب بن محمد بن شهاب الصوري، قال
أبو القاسم: ومحمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد
ابن النعمان صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
أبو عبد الله الأنصاري الصرفندي، حدث بدمشق
وغيرها عن أبي عمرو موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي،
روى عنه أبو الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي،
كتب عنه أبو الحسين الرازي بدمشق وقال: كان
من أهل صرفندة، حصن بين صور وصيداء على
الساحل، وكان كثيرا ما يقدم دمشق ويخرج عنها،
ومحمد بن إبراهيم بن محمد بن رواحة بن محمد بن النعمان
ابن بشير أبو معن الأنصاري الصرفندي، سمع أبا
مهر بدمشق، روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن أبي
الدرداء الصرفندي وأبو بكر محمد بن يوسف.
صرفة: قرية من نواحي مآب قرب البلقاء يقال بها
قبر يوشع بن نون.
صرما قادم: بالضم ثم السكون، وبعد الميم والألف
قاف، وقبل الميم دال مهملة: موضع.
صرمنجان: بالفتح ثم السكون، وكسر الميم، ونون
ساكنة، وجيم، وبعد الألف نون: من قرى ترمذ
وتعد في بلخ، والعجم يقولون صرمنكان، بالكاف.
الصروات: كأنه جمع صروة: وهي قرى من سواد
الحلة المزيدية رد إلى واحده، وقد نسب إليها أبو
الحسن علي بن منصور بن أبي القاسم الربعي المعروف
بابن الرطلين الشاعر الصروي، ولد بها ونشأ بواسط
وسكن بغداد.
صرواح: بالكسر ثم السكون ثم واو بعدها ألف،
وآخره حاء مهملة، قال أبو عبيد: الصرح كل بناء
عال مرتفع، وجمعه صروح، قال الزجاج: الصرح
القصر والحصن، وقيل غير ذلك، والصرواح: حصن
باليمن قرب مأرب يقال إنه من بناء سليمان بن داود،
عليه السلام، وأنشد ابن دريد لبعضهم في أماليه:
حل صرواح فابتنى، في ذراه
حيث أعلى شعافه، محرابا
وقال ابن أبي المدينة سعد بن خولان بن عمران بن
الحاف بن قضاعة وهو الذي تملك بصرواح وأنشد
لبعض أهل خولان:
وعلى الذي قهر البلاد بعزة
سعد بن خولان أخي صرواح
وقال عمرو بن زيد الغالبي من بني سعد بن سعد:
أبونا الذي أهدى السروج بمأرب
فآبت إلى صرواح يوما نوافله
لسعد بن خولان رسا الملك واستوى
ثمانين حولا ثم رجت زلازله
402

وقال غيره فيهم:
تشتوا على صرواح خمسين حجة،
ومأرب صافوا ريفها وتربعوا
الصريد: تصغير الصرد وهو البر: موضع قرب
رحرحان.
الصريف: بالفتح ثم الكسر، وياء مثناة من تحت
ساكنة، وفاء، أصل الصريف اللبن الذي ينصرف عن
الضرع حارا فإذا سكنت رغوته فهو الصريح،
والصريف الخمر الطيبة، والصريف صوت الأنياب
والأبواب: وهو موضع من النباج على عشرة أميال،
وهو بلد لبني أسيد بن عمرو بن تميم معترض للطريق
مرتفع به نخل، وقال السكري: هؤلاء أخلاط
حنظلة، وقال جرير:
لمن رسم دار هم أن يتغيرا،
تراوحه الأرواح والقطر أعصرا؟
وكنا عهدنا الدار والدار مرة
هي الدار إذ حلت بها أم يعمرا
ذكرت بها عهدا على الهجر والبلى،
ولا بد للمشعوف أن يتذكرا
أجن الهوى، ما أنس لا أنس موقفا
عشية جرعاء الصريف ومنظرا
تباعد هذا الوصل، إذ حل أهلنا
بقو وحلت بطن عرق فعرعرا
قو: بلاد واسعة، والنباج: بين قو والصريف،
وصريفية في قول الأعشى تذكر في صريفون بعد هذا.
صريفون: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وبعد الياء فاء
مضمومة ثم واو، وآخره نون، إن كان عربيا فهو
من الصريف وقد ذكر اشتقاقه في الذي قبله، وإن
كان عجميا فهو كما ترى، وللعرب في هذا وأمثاله من
نحو نصيبين وفلسطين وسيلحين ويبرين مذهبان، منهم
من يقول إنه اسم واحد ويلزمه الاعراب كما يلزم
الأسماء المفردة التي لا تنصرف فتقول هذه صريفين
ومررت بصريفين ورأيت صريفين، والنسبة إليه وإلى
أمثاله على هذا القول صريفي، وعلى هذه اللغة قال
الأعشى في نسبة الخمر إلى هذا الموضع:
صريفية طيب طعمها،
لها زبد بين كوز ودن
وقيل فيها غير ذلك ولسنا بصدده، وصريفون: في
سواد العراق في موضعين: إحداهما قرية كبيرة غناء
شجراء قرب عكبراء وأوانا على ضفة نهر دجيل إذا
أذن بها سمعوه في أوانا وعكبراء، وبينهما وبين
مسكن وقعت عندها الحرب بين عبد الملك ومصعب
ساعة من نهار، وقد خرج منها جماعة كثيرة من أهل
العلم والمحدثين، منهم: سعيد بن أحمد بن الحسين أبو
بكر الصريفيني، حدث عن الحسن بن عرفة، روى
عنه عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني وذكر أنه سمع
منه بعكبراء، ومحمد بن إسحاق أبو عبد الله الصريفيني
المعدل، حدث بعكبراء عن زكرياء بن يحيى صاحب
سفيان بن عيينة، روى عنه عمر بن القاسم بن الحداد
المقري، وأحمد بن عبد العزيز بن يحيى بن جمهور أبو
بكر الصريفيني، سمع الحسن بن الطيب الشجاعي
وغيره، حدث عنه أبو علي بن شهاب العكبري وعبد
العزيز بن علي الأزجي وهلال بن عمر الصريفيني،
سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن عثمان بن يحيى
الدارمي وغيره، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد
الله بن عمر بن أحمد بن المجمع بن الهزار مرد أبو محمد
الخطيب الصريفيني، سمع أبا القاسم بن حبابة وأبا
حفص الكناني وأبا طاهر المخلص وأبا الحسين ابن أخي
ميمي وغيرهم، وهو آخر من حدث بكتاب علي بن
403

الجعد وكان قد انقطع من بغداد، قال أبو الفضل بن
طاهر المقدسي: سمعت أبا القاسم هبة الله بن عبد
الوارث الشيرازي صاحبنا يقول: دخلت بغداد وسمعت
ما قدرت عليه من المشايخ ثم خرجت أريد الموصل
فدخلت صريفين فبت في مسجد بها فدخل أبو محمد
الصريفيني وأم الناس فتقدمت إليه وقلت له: سمعت
شيئا من الحديث؟ فقال: كان أبي يحملني إلى أبي
حفص الكناني وابن حبابة وغيرهما وعندي أجزاء،
قلت: أخرجها حتى أنظر فيها، فأخرج إلى حزمة
فيها كتاب علي بن الجعد بالتمام مع غيره من الاجزاء،
فقرأته عليه ثم كتبت إلى أهل بغداد فرحلوا إليه
وأحضره الكبراء من أهل بغداد، فكل من سمعه
من الصريفيني فالمنة لابي القاسم الشيرازي، فلقد كان
من هذا الشأن بمكان، قال ابن طاهر: وسمعت
الكتاب لما أحضره قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني
ليسمع أولاده منه، ومنها تقي الدين أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن أحمد بن محمد الصريفيني
حافظ إمام، سمع بالعراق والشام وخراسان، أما
بالشام فسمع التاج أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي
والقاضي أبا القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني، وبخراسان
المؤيد أبا المظفر السمعاني، وبهراة عبد المعز بن محمد
وغيرهم، وأقام بمنبج صنف الكتب وأفاد واستفاد،
وسألته عن مولده تقديرا فقال: في سنة 582.
وصريفون الأخرى: من قرى واسط، قال: أخبرنا
أحمد بن عثمان بن نفيس المصري وذكر حديثا ثم
قال: وصريفين هذه مدينة صغيرة تعرف بقرية
عبد الله، وهو عبد الله بن طاهر، منها شعيب بن
أيوب بن زريق بن معبد بن شيصا الصريفيني، روى
عن أبي أسامة حماد بن أسامة وزيد بن الحباب
وأقرانهما، روى عنه عبدان الأهوازي ومحمد بن
عبد الله الحضرمي مطين وأبو محمد بن صاعد وأخواه
أبو بكر وسليمان ابنا أيوب الصريفيني، حدث
سليمان عن سفيان بن عيينة ومرحوم العطار وغيرهما
وسعيد بن أحمد الصريفيني، سمع محمد بن علي بن
معدان، روى عنه أبو أحمد بن عدي، وقال
الصريفيني: صريفين واسط.
وصريفين: من قرى الكوفة، منها الحسين بن محمد
ابن الحسين بن علي بن سليمان الدهقان المقري المعدل
الصريفيني أبو القاسم الكوفي من صريفين قرية من
قرى الكوفة لا من قرى بغداد ولا من قرى واسط
أحد أعيانها ومقدميها، وكان قد ختم عليه خلق كثير
كتاب الله، وكان قارئا فهما محدثا مكثرا ثقة أمينا
مستورا، وكان يذهب إلى مذهب الزيدية، ورد
بغداد في محرم سنة 480 وقرئ عليه الحديث،
سمع أبا محمد جناح بن نذير بن جناح المحاري وغيره،
روى عنه جماعة، قال أبو الغنائم محمد بن علي النرسي
المعروف بأبي: توفي أبو القاسم بن سليمان الدهقان
في المحرم ليلة السابع عشر منه سنة 490.
وصريفين أيضا، مما ذكره الهلال بن المحسن: من
بني الفرات أصلهم من بابلا صريفين من النهروان
الأعلى، وقال الصولي: أصلهم من بابلا قرية من
صريفين، وأول من ساد فيهم أبو العباس أحمد بن
محمد بن موسى الفرات وأخوه الوزير أبو الحسن
علي بن محمد بن الفرات وزير المقتدر وغيرهما من
الكبار والوزراء والعلماء والمحدثين.
الصريم: بالفتح ثم الكسر، قال أبو عبيد: الصريم
الصبح، والصريم الليل، أي يصرم الليل من النهار
والنهار من الليل، وذلك في قوله تعالى: فأصبحت
كالصريم، أي كالليل، قال قتادة: الصريم الأرض
السوداء التي لا تنبت شيئا، وقيل: الصريم موضع
404

بعينه أو باليمن، قال:
وألقى بشرج والصريم بعاعه
ثقال رواياه من المزن دلح
الصريمة: موضع في قول جابر بن حني التغلبي حيث
قال:
فيا دار سلمى بالصريمة فاللوى
إلى مدفع القيقاء فالمتثلم
أقامت بها بالصيف ثم تذكرت
مصائرها بين الجواء فعيهم
وقال غيره:
ما ظبية من وحش ذي بقر
تغذو بسقط صريمة طفلا
بألذ منها إذ تقول لنا،
وأردت كشف قناعها: مهلا!
صرين: بكسر أوله وثانيه، بوزن صفين، والصر:
شدة البرد، كأنه لما نسب البرد إليها جعلت فاعلة له
فجمعت جمع العقلاء، قال: وهو بلد بالشام، قال
الأخطل:
فلما انجلت عني صبابة عاشق
بدا لي من حاجاتي المتأمل.
إلى هاجس من آل ظمياء والتي
أتى دونها باب بصرين مقفل
باب الصاد والطاء وما يليهما
صطفورة: بالفتح ثم السكون، والفاء، وبعده واو
ساكنة، وراء مهملة، وهاء: بلدة من نواحي إفريقية.
باب الصاد والعين وما يليهما
الصعاب: اسم جبل بين اليمامة والبحرين، وقيل:
الصعاب رمال بين البصرة واليمامة صعبة المسالك، قتل
فيه الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان في يوم
من أيام بكر وتغلب وانكشفت تغلب آخر النهار،
وفيه يقول مهلهل:
شفيت نفسي وقومي من سراتهم
يوم الصعاب ووادي حاربى ماس
من لم يكن قد شفى نفسا بقتلهم
مني فذاق الذي ذاقوا من البأس
صعاب: جمع صعب، قال أبو أحمد العسكري:
يوم الصعاب، والصاد والعين مهملتان وتحت الباء
نقطة، قتل فيه فارس من فرسان بكر بن وائل يقال
له كتان بن دهر، قتله خليفة بن مخبط، بكسر
الميم والخاء معجمة والباء موحدة والطاء مهملة،
قال شاعرهم:
تركنا ابن دهر بالصعاب كأنما
سقته السرى كأس الكرى فهو ناعس
صعادى: بالضم، بوزن سكارى: موضع.
صعائد: بالضم، وبعد الألف همزة، وآخره دال،
هو من الصعود الذي هو ضد الهبوط: موضع،
قال الشاعر:
وتطربت حاجات دب قافل
أهواء حب في أناس مصعد
حضروا ظلال الأثل فوق صعائد،
ورموا فراخ حمامه المتغرد
صعائق: موضع بنجد في ديار بني أسد كانت فيه حرب.
صعب: مخلاف باليمن مسمى بالقبيلة.
الصعبية: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة مكسورة،
وياء النسبة: ماء لبني خفاف بطن من سليم، قاله
أبو الأشعث الكندي، وهي آبار يزرع عليها، وهو
405

ماء عذب وأرض واسعة كانت بها عين يقال لها النازية
بين بني خفاف وبين الأنصار فتضادوا فيها فأفسدوها
وهي عين ماؤها عذب كثير، وقد قتل بها ناس
بذلك السبب كثير، وطلبها سلطان البلد مرار كثيرة
بالثمن الوافر فأبوا ذلك.
صعد: بالضم ثم السكون، جمع صعيد، وهو
التراب: موضع في شعر كثير:
وعدت نحو أيمنها وصدت
عن الكثبان من صعد وجال
صعدة: بالفتح ثم السكون، بلفظ صعدت صعدة
واحدة، والصعدة: القناة المستوية تنبت كذلك
لا تحتاج إلى تثقيف، وبنات صعدة: حمر الوحش،
وصعدة: مخلاف باليمن بينه وبين صنعاء ستون فرسخا
وبينه وبين خيوان ستة عشر فرسخا، قال الحسن بن
محمد المهلبي: صعدة مدينة عامرة آهلة يقصدها التجار
من كل بلد، وبها مدابغ الأدم وجلود البقر التي
للنعال، وهي خصبة كثيرة الخير، وهي في الاقليم
الثاني، عرضها ست عشرة درجة، وارتفاعها وجميع
وجوه المال مائة ألف دينار، ومنها إلى الأعشبية قرية
عامرة خمسة وعشرون ميلا، ومنها إلى خيوان أربعة
وعشرون ميلا، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن مسلم البطال الصعدي، نزل المصيصة
وحدث عن علي بن مسلم الهاشمي ومحمد بن عقبة بن
علقمة وإسحاق بن وهب العلاف ومحمد بن حميد
الرازي والسماد بن سعيد بن خلف، وقدم دمشق
حاجا، روى عنه محمد بن سليمان الربعي وحمزة
ابن محمد الكناني الحافظ وغيرهما، روى عنه حبيب
ابن الحسن القزاز وغيره. وصعدة عارم: موضع
آخر فيما أحسب، أنشد الفراء في أماليه:
فحصرمت رحلي فوق وصم كأنه
حقاب سما قيدومه وغواربه
على عجل من بعد ماوان بعدما
بدا أول الجوزاء صفا كواكبه
وأقبلته القاع الذي عن شماله
سبائن من رمل وكر صواحبه
فأصبح قد ألقى نعاما وبركة
ومن حائل قسما وما قام طالبه
فوافى بخمر سوق صعدة عارم
حسوم السرى ما تستطاع مآوبه
قال: الخمر هي الحسوم فلذلك خفض.
وما ازداد إلا سرعة عن منصة،
ولا امتار زادا غير دمين راكبه
وصعدة أيضا: ماء جوف العلمين علمي بني سلول
قريب من مخمر، وهو ماء اليوم في أيدي عمرو
ابن كلاب في جوف الضمر، وخمير: ماء فويقه
لبني ربيعة بن عبد الله، قاله السكري في شرح قول
طهمان اللص:
طرقت أميمة أينقا ورحالا،
ومصرعين من الكرى أزوالا
وكأنما جفل القطا برحالنا،
والليل قد تبع النجوم فمالا
يتبعن ناجية كأن قتودها
كسيت بصعدة نقنقا شوالا
وهذا الموضع أرادته كبشة أخت عمرو بن معدي
كرب فيما أحسب بقولها ترثي أخاها عبد الله وتحرض
عمرا على الاخذ بثأره:
وأرسل عبد الله إذ حان يومه
إلى قومه: لا تعقلوا لهم دمي
406

ولا تأخذوا منهم إفالا وأبكرا،
وأترك في قبر بصعدة مظلم
ودع عنك عمرا، إن عمرا مسالم،
وهل بطن عمرو غير شبر لمطعم؟
فإن أنتم لم تثأروا واتديتم
فمشوا بآذان النعام المصلم
ولا تردوا إلا فضول نسائكم،
إذا ارتملت أعقابهن من الدم
وفي خبر تأبط شرا أنه قتل رجلا وعبده وأخذ
زوجته وإبله وسار حتى نزل بصعدة بني عوف بن
فهر فأعرس بالمرأة فقال:
بحليلة البجلي بت من ليلة
بين الازار وكشحها ثم الصق
يا لبسة طويت على مطويها
طي الحمالة أو كطي المنطق
فإذا تقوم بصعدة في رملة
لبدت بريق ديمة لم تغدق
كذب السواحر والكواهن والهنا
ألا وفاء لفاجر لا يتقي
وقالت أم الهيثم:
دعوت عياضا يوم صعدة دعوة،
وعاليت صوتي: يا عياض بن طارق
فقلت له: إياك والبخل! إنه
إذا عدت الاخلاق شر الخلائق
صعران: فعلان من الصعر: وهو ميل في العنق:
اسم موضع.
الصعصعية: ماء بالبادية بنجد لبني عمرو بن كلاب
بالعرف الأعلى.
صعفوق: قال ثعلب: كل اسم على فعلول فهو مضموم
الأول إلا حرفا واحدا وهو صعفوق، بفتح أوله،
وسكون ثانيه، والفاء المضمومة، والواو، والقاف:
وهي قرية باليمامة وقد شق منها قناة تجري منها بنهر
كبير، وبعضهم يقول: صعفوقة بالهاء في آخره
للتأنيث، قال الحفصي: الصعفوقة قرية وهي آخر
جو وهي آخر القرى، وقال أبو منصور: الصعفوق
اللئيم من الرجال كان آباؤهم عبيدا فاستعربوا ومسكنهم
بالحجاز وهم رذالة الناس، وقال الأعرابي:
الصعافقة قوم من بقايا الأمم الخالية باليمامة ضلت
أنسابهم، وقال غيرهم: الذين يدخلون السوق بلا
رأس مال فإذا اشترى التجار شيئا دخلوا معهم فيه،
وقال ابن السكيت: صعفوق حول باليمامة،
وبعضهم يقول: صعفوق، بالضم.
صعق: بوزن زفر، وآخره قاف، لعله معدول عن
صاعق وهو المغشي عليه: ماء بجنب المردمة من
جنبها الأيمن وهي عشرون فما أي منبعا، وهي لبني
سعيد بن قرظ من بني أبي بكر بن كلاب، قال
نصر: صعق ماء لبني سلمة بن قشير.
صعنبى: بالفتح ثم السكون، ونون مفتوحة، وباء
موحدة مقصورة، يقال: صعنب الثريدة إذا جعل
لها ذروة أي سنمها، وصعنبى: قرية باليمامة، قال
الأعشى:
وما فلج يسقي جداول صعنبى،
له شرع سهل إلى كل مورد
ويروي النبيط الزرق من حجراته
ديارا تروى بالأتي المعمد
بأجود منهم نائلا، إن بعضهم
كفى ما له باسم العطاء الموعد
407

قال أبو محمد بن الأسود: صعنبى في بلاد بني
عامر، وأنشد:
حتى إذا الشمس دنا منها الأصل
تروحت كأنها جيش رحل
فأصبحت بصعنبى منها إبل
وبالرحيلاء لها نوح زجل
وفي كتاب الفتوح: أن عثمان بن عفان، رضي
الله عنه، أقطع خباب بن الأرت قرية بالسواد
يقال لها صعنبى.
الصعيد: بالفتح ثم الكسر، قال الزجاج: الصعيد
وجه الأرض، قال: وعلى الانسان في التميم أن
يضرب بيديه وجه الأرض ولا يبالي إن كان في المواضع
تراب أو لم يكن لان الصعيد ليس هو التراب، وفي
القرآن المجيد قوله تعالى: فتصبح صعيدا زلقا، فأخبرك
أنه يكون زلقا، وغيره يقول: الصعيد التراب نفسه،
وقال ابن الأعرابي: الصعيد الأرض بعينها، والجمع
صعدات وصعدان، وقال الفراء: الصعيد التراب،
والصعيد الأرض، والصعيد الطريق يكون واسعا أو
ضيقا، والصعيد الموضع العريض الواسع، والصعيد
القبر، والصعيد: واد قرب وادي القرى فيه مسجد
لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، عمره في طريقه
إلى تبوك، وفي كتاب الجزيرة للأصمعي يعدد منازل
بني عقيل وعامر ثم قال: وأرض بقية عامر صعيد.
والصعيد: بمصر بلاد واسعة كبيرة فيها عدة مدن عظام
منها أسوان، وهي أوله من ناحية الجنوب، ثم قوص
وقفط وإخميم والبهنسا وغير ذلك، وهي تنقسم
ثلاثة أقسام: الصعيد الأعلى وحده أسوان وآخره
قرب إخميم، والثاني من إخميم إلى البهنسا، والأدنى
من البهنسا إلى قرب الفسطاط، وذكر أبو عيسى
التويس أحد الكتاب الأعيان قال: الصعيد تسعمائة
وسبع وخمسون قرية، والصعيد في جنوبي الفسطاط
ولاية يكتنفها جبلان والنيل يجري بينهما والقرى والمدن
شارعة على النيل من جانبيه وبنحو منه الجنان مشرفة
والرياض بجوانبه محدقة أشبه شئ بأرض العراق ما بين
واسط والبصرة، وبالصعيد عجائب عظيمة وآثار قديمة،
في جبالها وبلادها مغاور مملوءة من الموتى الناس والطيور
والسنانير والكلاب جميعهم مكفنون بأكفان غليظة
جدا من كتان شبيهة بالأعدال التي تجلب فيها
الأقمشة من مصر، والكفن على هيئة قماط المولود
لا يبلى، فإذا حللت الكفن عن الحيوان تجده لم يتغير
منه شئ، قال الهروي: رأيت جويرية قد أخذ
كفنها عنها وفي يدها ورجلها أثر الخضاب من الحناء
وبلغني بعد أن أهل الصعيد ربما حفروا الآبار فينتهون
إلى الماء فيجدون هناك قبورا منقورة في حجارة
كالحوض مغطاة بحجر آخر فإذا كشف عنه وضربه
الهواء تفتت بعد أن كان قطعة واحدة، ويزعمون
أن الموميا المصري يؤخذ من رؤوس هؤلاء الموتى
وهو أجود من المعدني الفارسي، وبالصعيد حجارة
كأنها الدنانير المضروبة ورباعيات عليها كالسكة
وحجارتها كأنها العدس، وهي كثيرة جدا يزعمون
أنها دنانير فرعون وقومه مسخها الله تعالى.
الصعيراء: أرض تقابل صعنبى، وأنشد أبو زياد:
فأصبحت بصعنبى منها إبل،
وبالصعيراء لها نوح زجل
باب الصاد والغين وما يليهما
صغانيان: بالفتح، وبعد الألف نون ثم ياء مثناة من
تحت، وآخره نون، والعجم يبدلون الصاد جيما
فيقولون جغانيان: ولاية عظيمة بما وراء النهر متصلة
408

الاعمال بترمذ، قال أبو عبد الله محمد بن أحمد البناء
البشاري: صغانيان ناحية شديدة العمارة كثيرة
الخيرات، والقصبة أيضا على هذا الاسم تكون مثل
الرملة إلا أن تلك أطيب والناحية مثل فلسطين إلا
أن تلك أرحب، مشاربهم من أنهار تمد إلى جيحون
غير أن موادها تنقطع عنه في بعض السنة، والناحية
تتصل بأراضي ترمذ فيها جبال وسهول، قال: وبها
ستة عشر ألف قرية، كذا قال، وقال: يخرج منه
عشرة آلاف مقاتل بنفقاتهم ودوابهم إذا خرج على
السلطان خارج، وبها رخص وسعة في العيش،
وجامعها في وسط السوق، وفي كل دار من دورهم
ماء جار قد أحدقت به الأشجار، وبها أجناس الطيور
كثيرة الصيد، وفيها من المراعي ما يغيب فيه الفارس،
وهم أهل سنة وجماعة، يحبون الغريب والصالحين،
إلا أنها قليلة العلماء خالية من الفقهاء، وهي كانت
معقل أبي علي بن محتاج لما خالف على نوح وكان يقاومه
بها وذلك مما يدل على عظمها، وقد نسبوا إليها على
لفظين صغاني وصاغاني، منهم: أبو بكر محمد بن
إسحاق بن جعفر الصغاني نزيل بغداد أحد الثقات،
يروي عن أبي القاسم النبيل وأبي مسهر و عبد الله بن
موسى ويزيد بن هارون وغيرهم، روى عنه مسلم
ابن الحجاج القشيري وأبو عيسى الترمذي، ومات
سنة 270، وعرف بالصاغاني أبو العباس الفضل بن
العباس بن يحيى بن الحسين الصاغاني، له تصانيف في
كل فن وتصنيفه في الحديث أحسن منها، سمع السيد
أبا الحسن محمد بن الحسين العلوي ومحمد بن محمد بن
عبدوس الحيري، قدم بغداد سنة 420 حاجا،
وسمع منه أبو بكر الخطيب.
الصغد: بالضم ثم السكون، وآخره دال مهملة، وقد
يقال بالسين مكان الصاد: وهي كورة عجيبة قصبتها
سمرقند، وقيل: هما صغدان صغد سمرقند وصغد
بخارى، وقيل: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق
وصغد سمرقند ونهر الأبلة وشعب بوان، وهي قرى
متصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب
من بخارى لا تبين القرية حتى تأتيها لالتحاف الأشجار
بها، وهي من أطيب أرض الله، كثيرة الأشجار
غزيرة الأنهار متجاوبة الأطيار، وقال الجيهاني في
كتابه: الصغد كصورة انسان رأسه بنجيكت
ورجلاه كشانية وظهره وفر وبطنه كبوكث ويداه
ما يمرغ وبزماخر، وجعل مساحته ستة وثلاثين فرسخا
في ستة وأربعين، وقال: منبرها الاجل سمرقند ثم
كش ثم نسف ثم كشانية، وقال غيره: قصبة
الصغد إشتيخن، وفضلها على سمرقند، وبعضهم يجعل
بخارى أيضا من الصغد، وقال: إن النهر من أصله
إلى بخارى يسمى الصغد، ولا يصح في هذا، والصغد في
الأصل اسم للوادي والنهر الذي تشرب منه هذه
النواحي، قالوا: وهذا الوادي مبدؤه من جبال
البتم في بلاد الترك يمتد على ظهر الصغانيان وله مجمع
ماء يقال له وي مثل البحيرة حواليها قرى وتعرف
الناحية ببرغو فينصب منها بين جبال حتى يتصل بأرض
بنجيكث ثم ينتهي إلى مكان يعرف بورغسر، وبه
رأس السكر ومنه تتشعب أنهار سمرقند ورساتيق
يتصل بها من عرى الوادي من جانب سمرقند، وقد
فضل الإصطخري الصغد على الغوطة والأبلة والشعب
قال: لان الغوطة التي هي أنزه الجميع إذا كنت
بدمشق ترى بعينيك على فرسخ أو أقل جبالا قرعا
عن النبات والشجر وأمكنة خالية عن العمارة الخضرة،
وأكمل النزه ما ملا البصر ومد الأفق، وأما نهر الأبلة
فليس بها ولا بنواحيها مكان يستطرف النظر منه
وليس بها مكان عال فلا يدرك البصر أكثر من فرسخ
409

ولا يستوي المكان المستتر الذي لا يرى منه إلا مقدار
ما يرى ومكان ليس بالمستتر ولا بالنزه، ولم يذكر
شعب بوان، قال: وأما صغد سمرقند فإني لا أرى
بسمرقند ولا بالصغد مكانا إذا علا الناظر قهندزها
أن يقع بصره على جبال خالية من شجر أو خضرة أو
غيره وإن كان مزروعا غير أن المزارع في أضعاف
خضرة النبات، فصغد سمرقند إذا أنزه البلدان
والأماكن المشهورة المذكورة لأنها من حد بخارى
على وادي الصغد يمينا وشمار يتصل إلى حد البتم لا
ينقطع، ومقداره في المسافة ثمانية أيام، تشتبك الخضرة
والبساتين والرياض وقد حفت بالأنهار الدائم جريها
والحياض في صدور رياضها وميادينها وخضرة الأشجار
والزروع ممتدة على حافتي واديها، ومن وراء الخضرة
من جانبيها مزارع تكتنفها ومن وراء هذه المزارع
مراعي سوامها، وقصورها والقهندزات من كل قرية
تلوح في أثناء خضرتها كأنها ثوب ديباج أخضر وقد
طرزت بمجاري مياهها وزينت بتبييض قصورها، وهي
أزكى بلاد الله وأحسنها أشجارا وثمارا، وفي عامة
مساكن أهلها المياه الجارية والبساتين والحياض قل
ما تخلو سكة أو دار من نهر جار، وقال أبو يعقوب
إسحاق بن حسان بن قوهي الخرمي وأصله من الصغد
وأقام بمرو وكان صحب عثمان بن خزيم القائد وكان
يلي أرمينية فسار خاقان الخزر إلى حربه وعسكر ابن
خزيم إزاءه وعقد لابي يعقوب على الصحابة وأشراف
من معه فكرهوا ذلك فقال الخرمي:
أبا الصغد ناس أن تعيرني جمل
سفاها ومن أخلاق جارتنا الجهل
هم، فاعلموا، أصلي الذي منه منبتي
على كل فرع في التراب له أصل
وما ضرني أن لم تلدني يحابر،
ولم تشتمل جرم علي ولا عكل
إذا أنت لم تحم القديم بحادث
من المجد لم ينفعك ما كان من قبل
وقال أيضا:
رسا بالصغد أصل بني أبينا،
وأفرعنا بمرو الشاهجان
وكم بالصغد لي من عم صدق
وخال ماجد بالجوزجان
وقد نسب إلى الصغد طائفة كثيرة من أهل العلم،
وجعلها الحازمي صغدين: صغد بخارى وصغد سمرقند
منهم أيوب بن سليمان بن داود الصغدي، حدث عن
أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي والربيع بن روح
ويحيى بن يزيد الخواص وغيرهم، وتوفي سنة 274.
صغدبيل: شطره الأول كالذي قبله ثم باء موحدة،
وياء مثناة من تحت، ولام: مدينة بأرض أرمينية على
نهر الكر من جانب الشرقي قبالة تفليس، بناها كسرى
أنو شروان العادل حيث بنى باب الأبواب وأنزلها قوما
من أهل الصغد من أبناء فارس وجعلها مسلحة،
ووجه المتوكل بغا إلى تفليس وقد خرج بها عليه
إسحاق بن إسماعيل وأحرق تفليس كلها وجاء برأسه
إلى سر من رأى فكان من فصوله من سر من رأى
إلى أن دخلها ومعه الرأس ثلاثون يوما، فقال الشاعر:
أهلا وسهلا بك من رسول
جئت بما يشفي من الغليل
بجملة تغني عن التفصيل
برأس إسحاق بن إسماعيل
وفتح تفليس وصغدبيل
410

وكان إسحاق بن إسماعيل قد حصن صغدبيل وجعلها
معلقه وأودعها أمواله وزوجته ابنة صاحب السرير.
صغران: على فعلان من الصغر، قال العمراني: موضع.
صغر: بالتحريك: علم مرتجل لجبل قرب عبود،
ذكر مع عبود.
صغر: على وزن زفر وصرد، وهي زغر التي تقدم
ذكرها بعينها، وزغر هي اللغة الفصحى فيها، وقد
ذكرنا هناك لم سميت بزغر وأهلها وما يصاقبها
يسمونها صغر كما ذكرنا هنا، وذكرها أبو عبد الله
ابن البناء وسماها صغر، وقد ذكرت ههنا ما ذكره
بعينه، قال: أهل الكورين يسمونها سقر، وكتب
مقدسي إلى أهله من سقر السفلى إلى الفردوس العليا،
وذلك لأنه بلد قاتل للغرباء ردي الماء ومن أبطأ عليه
ملك الموت فليرحل إليها فإنه يجده هناك له بالرصد، لا
أعرف في بلد الاسلام لها نظيرا في هذا الباب، قال:
وقد رأيت بلادا كثيرة وبيئة ولكن ليس كهذه،
وأهلها سودان غلاظ، وماؤها حميم وكأنها جحيم
إلا أنها البصرة الصغرى والمتجر المربح، وهي على
البحيرة المقلوبة وبقية مدائن لوط، وإنها نجت لان
أهلها لم يكونوا يعملون الفاحشة، والجبال منها قريبة.
صغوا: في قول تأبط شرا:
واذهب صريم نحلن بعدها
صغوا وحلن بالجميع الحوشبا
قال السكري: صغوا مكان.
باب الصاد والفاء وما يليهما
الصفا: بالفتح، والقصر، والصفا والصفوان والصفواء كله
العريض من الحجارة الملس، جمع صفاة، ويكتب
بالألف، ويثنى صفوان، ومنه الصفا والمروة: وهما
جبلان بين بطحاء مكة والمسجد، أما الصفا فمكان
مرتفع من جبل أبي قبيس بينه وبين المسجد الحرام
عرض الوادي الذي هو طريق وسوق، ومن وقف
على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود والمشعر الحرام
بين الصفا والمروة، قال نصيب:
وبين الصفا والمروتين ذكرتكم
بمختلف من بين ساع وموجف
وعند طوافي قد ذكرتك ذكرة
هي الموت بل كادت على الموت تضعف
وقال أيضا:
طلعن علينا بين مروة والصفا
يمرن على البطحاء مور السحائب
وكدن، لعمر الله، يحدثن فتنة
لمختشع من خشية الله تائب
والصفا أيضا: نهر بالبحرين يتخلج من عين محلم،
قال لبيد:
سحق بمنسعة الصفا وسرية
عم نواعم بينهن كروم
وقال لبيد أيضا:
فرحن كأن الناديات عن الصفا
مذارعها والكارعات الحواملا
بذي شطب أحداجهم إذا تحملوا
وحث الحداة الناجيات الذواملا
والصفا: حصن بالبحرين وهجر، وقال ابن الفقيه:
الصفا قصبة هجر، ويوم الصفا: من أيامهم، قال جرير:
تركتم بوادي رحرحان نساءكم،
ويوم الصفا لاقيتم الشعب أوعرا
وقال آخر:
نبئت أهلك اصعدوا من ذي الصفا
سقيا لذلك من فويق صعدا!
411

وصفا الأطيط في شعر امرئ القيس:
فصفا الأطيط فصاحتين فعاسم
تمشي النعام به مع الارآم
وصفا بلد: هضبة ململمة في بلاد تميم، قال الشاعر:
خليلي للتسليم بين عنيزة
وبين صفا بلد ألا تقفان!
الصفاح: بالكسر، وآخره حاء مهملة، والصفح:
الجنب، والجمع الصفاح، والصفاح: السيوف
العراض، والصفاح: موضع بين حنين وأنصاب
الحرم على يسرة الداخل إلى مكة من مشاش، وهناك
لقي الفرزدق الحسين بن علي، رضي الله عنه، لما
عزم على قصد العراق، قال:
لقيت الحسين بأرض الصفاح
عليه اليلامق والدرق
عن نصر، وقال ابن مقبل في مرثية عثمان بن عفان،
رضي الله عنه:
عفا بطحان من سليمى فيثرب
فملقى الرحال من منى فالمحصب
فعسفان سر السر، كل ثنية
بعسفان يأويها مع الليل مقنب
فعنف وداع فالصفاح فمكة،
فليس بها إلا دماء ومحرب
قال الأزدي: نعف وداع بنعمان الصفاح قريب منه.
الصفاح: بوزن التفاح، وهي الحجارة العريضة، قال
الشاعر:
ويوقدن بالصفاح نار الحباحب
موضع قريب من ذروة، عن نصر.
صفار: بلفظ النسبة إلى بائع الصفر: أكمة.
الصفاصف: بالفتح، والتكرير، جمع صفصف، وهي
الأرض الملساء: وهو الوادي النازل من أفكان.
الصفافيق: بالفتح، وبعد الألف فاء أخرى، وقاف في
آخره، بلفظ جمع صفيق، وهو الكثير التصفيق:
وهو موضع في شعر خراشة.
صفاوة: فعالة، بالضم، من الصفو ضد الكدر:
موضع، عن العمراني.
صفت: بالتحريك: قرية في حوف مصر قرب بلبيس،
يقال: بها بيعت البقرة التي أمر بنو إسرائيل بذبحها،
وفيها قبة تعرف بقبة البقرة إلى الآن، عن الهروي.
صفح: بالفتح ثم السكون، وقد ذكرنا أن صفح
الشئ جنبه، صفح بني الهزهاز: ناحية من نواحي
الجزيرة الخضراء بالأندلس.
صفد: بالتحريك، والصفد: العطاء: وكذلك
الوثاق، وصفد: مدينة في جبال عاملة المطلة على
حمص بالشام، وهي من جبال لبنان.
الصفراء: بلفظ تأنيث الأصفر من الألوان، وادي
الصفراء: من ناحية المدينة، وهو واد كثير النخل
والزرع والخير في طريق الحاج وسلكه رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، غير مرة، وبينه وبين بدر
مرحلة، قال عرام بن الأصبغ السلمي: الصفراء
قرية كثيرة النخل والمزارع وماؤها عيون كلها،
وهي فوق ينبع مما يلي المدينة وماؤها يجري إلى
ينبع، وهز لجهينة والأنصار ولبني فهر ونهد
ورضوى منها من ناحية المغرب على يوم، وحوالي
الصفراء قنان وضعاضع صغار، واحدها ضعضاع،
والقنان وضعاضع: جبار صغار، وواحدة القنان قنة.
الصفراوات: جمع صفراء: موضع بين مكة والمدينة
قريب من مر الظهران.
412

صفر: بالضم ثم الفتح والتشديد، والراء، كأنه جمع
صافر مثل شاهد وشهد وغائب وغيب، والصافر
الخالي، وهو مرج الصفر: موضع بين دمشق
والجولان صحراء كانت بها وقعة مشهورة في أيام بني
مروان، وقد ذكروه في أخبارهم وأشعارهم.
الصفر: بلفظ جمع أصفر من اللون في شعر غاسل بن
غزية الجربي الهذلي:
ثم انصببنا، جبال الصفر معرضة
عن اليسار وعن أيماننا جدد
وقال قيس بن العيزارة الهذلي:
فإنك لو عاليته في مشرف
من الصفر أو من مشرفات التوائم
إذا لأصاب الموت حبة قلبه
فما إن بهذا المرء من متعاجم
صفر: بفتح أوله وثانيه، يقال: صفر الوطب
يصفر صفرا أي خلا، فهو صفر: جبل بنجد في
ديار بني أسد. وصفر أيضا: جبل أحمر من جبال
ملل قرب المدينة، هكذا رواه أبو الفتح نصر،
وقال الأديبي: صفر، بالتحريك، بلفظ اسم الشهر
جبل بفرش ملل كان منزل أبي عبيدة بن عبد الله
ابن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى
جد ولد عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي
طالب عنده وبه صخرات تعرف بصخرات أبي عبيدة،
قال محمد بن بشير الخارجي يرثيه:
إذا ما ابن زاد الركب لم يمس نازلا
قفا صفر لم يقرب الفرش زائر
ولهذا البيت إخوة نذكرها مع قصة في باب الفرش
من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، وقال ابن هرمة:
ظعن الخليط بلبك المتقسم،
ورموك عن قوس الخبال بأسهم
سلكوا على صفر كأن حمولهم
بالرضمتين ذرى سفين عوم
صفر: بكسر الفاء: جبل بنجد في ديار بني أسد، عن
نصر.
الصفرة: موضع باليمامة، عن الحفصي.
الصفصاف: بالفتح، والسكون، وهو شجر الخلاف:
كورة من ثغور المصيصة غزاها سيف الدولة بن
حمدان في سنة 339، فقال أبو زهير المهلهل بن
نصر بن حمدان:
وبالصفصاف جرعنا علوجا
شدادا منهم كأس المنون
في أبيات ذكرت في حصن العيون من هذا الكتاب.
صف: ضيعة بالمعرة كانت إقطاعا للمتنبي من سيف
الدولة ومنها هرب إلى دمشق ومنها إلى مصر.
الصفقة: بالفتح ثم السكون، وفاء، وقاف، والصفقة:
البيعة، ويوم الصفقة: من أيام العرب، قالوا إنه
أول أيام الكلاب وهو يوم المشقر، وسمي يوم
الصفقة لان باذام عامل كسرى على اليمن أنفذ لطيمة
إلى كسرى أبرويز في خفارة هوذة بن علي الحنفي،
فلما قاربوا أرض العراق خرجت عليهم بنو تميم فيهم
ناجية بن عفان فأخذوا اللطيمة بموضع يقال له نطاع
فبلغ كسرى ذلك فأراد إرسال جيش إليهم فقيل له:
هي بادية لا طاقة لجيشك بركوبها ولكن لو أرسلت
إلى ماجشنثت وهو المعكبر وهو بهجر من أرض
البحرين لكفاهم، فأرسل إليه في ذلك فأطمع
بني تميم في الميرة وأعطاهم إياها عامين، فلما
حضروا في الثالثة جلس على باب حصنه المشقر
413

وقال: أريد عرضكم علي، فجعل ينظر إلى الرجل
ويأمره بدخول الحصن فإذا دخل فيه أخذ سلاحه
وقتل ولم يدر آخر، ثم نذر أحد بني تميم بذلك
فأخذ سيفه وقاتل به حتى نجا فاصفق الباب على باقيهم
في الحصن فقتلوا فيه فلذلك سمي يوم الصفقة، قال
الأعشى يمدح هوذة:
سائل تميما به أيام صفقتهم
لما رآهم أسارى كلهم ضرعا
وسط المشقر في غيطاء مظلمة،
لا يستطيعون بعد الضرب منتفعا
بظلمهم بنطاع الملك إذ غدروا،
فقد حسوا بعد من أنفاسها جرعا
صفوان: موضع في قول تميم بن مقبل يصف سحابا:
وطبق إيوان القبائل بعد ما
كسا الرزن من صفوان صفوا وأكدرا
الرزن: ما صلب من الأرض. وصفوان: من
حصون اليمن.
الصفوانية: من نواحي دمشق خارج باب توما من
إقليم خولان، قال ابن أبي العجائز: يزيد بن عثمان
ابن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي
سفيان الأموي كان يسكن الصفوانية من إقليم
خولان، وقال الحافظ في موضع آخر: سعيد بن
أبي سفيان بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي
سفيان الأموي كان يسكن الصفوانية خارج باب توما
وكانت لجده خالد بن يزيد.
صفور: قرية في سواد اليمامة بها نخيلات يقال لها
الكبدات وهي أجود تمر في الدنيا، قاله الحفصي.
صفورية: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وواو، وراء
مهملة ثم ياء مخففة: كورة وبلدة من نواحي الأردن
بالشام وهي قرب طبرية.
الصفة: واحدة صفف الدار، قال الدارقطني: هي
ظلة كان المسجد في مؤخرها.
صفنة: بالفتح ثم السكون، ونون، والصفن:
السفرة التي يجمع رأسها بالخيط، وصفنة: موضع
بالمدينة فيما بين عمرو بن عوف وبين بالحبلى
في السبخة.
الصفيحة: في بلاد بني أسد، قال عبيد بن الأبرص:
ليس رسم على الدفين يبالي
فلوى ذروة فجنبي ذيال
فالمروات فالصفيحة قفر
كل قفر وروضة محلال
صفين: بكسرتين وتشديد الفاء، وحالها في الاعراب
حال صريفين، وقد ذكرت في هذا الباب أنها تعرب
إعراب الجموع وإعراب ما لا ينصرف، وقيل لابي
وائل شقيق بن سلمة: أشهدت صفين؟ فقال: نعم
وبئست الصفون: وهو موضع بقرب الرقة على
شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقة وبالس،
وكانت وقعة صفين بين علي، رضي الله عنه، ومعاوية
في سنة 37 في غرة صفر، واختلف في عدة أصحاب
كل واحد من الفريقين، فقيل: كان معاوية في مائة
وعشرين ألفا وكان علي في تسعين ألفا، وقيل: كان
علي في مائة وعشرين ألفا ومعاوية في تسعين ألفا،
وهذا أصح، وقتل في الحرب بينهما سبعون ألفا،
منهم من أصحاب علي خمسة وعشرون ألفا ومن
أصحاب معاوية خمسة وأربعون ألفا، وقتل مع علي
خمسة وعشرون صحابيا بدريا، وكانت مدة المقام
بصفين مائة يوم وعشرة أيام، وكانت الوقائع تسعين
وقعة، وقد أكثرت الشعراء من وصف صفين في
414

أشعارهم، فمن ذلك قول كعب بن جعيل يرثي عبيد
الله بن عمر بن الخطاب وقد قتل بصفين:
ألا إنما تبكي العيون لفارس
بصفين أجلت خيله، وهو واقف
فأصحى عبيد الله بالقاع مسلما
تمج دما منه العروق النوازف
ينوء تعلوه سبائب من دم
كما لاح في جيب القميص الكتائف
وقد ضربت حول ابن عم نبينا
من الموت شهباء المناكب شارف
جزى الله قتلانا بصفين ما جزى
عبادا له إذا غودروا في المزاحف
صفينة: موضع بالمدينة بين بني سالم وقباء، عن نصر.
صفينة: بلفظ التصغير من صفن، وهو السفرة التي
كالعيبة: وهو بلد بالعالية من ديار بني سليم ذو
نخل، قال القتال الكلابي:
كأن رداءيه إذا قام علقا
على جذع نخل من صفينة أملدا
وقال أبو نصر: صفينة قرية بالحجاز على يومين من
مكة ذات نخل وزروع وأهل كثير، قال الكندي:
ولها جبل يقال له الستار، وهي على طريق الزبيدية
يعدل إليها الحاج إذا عطشوا. وعقبة صفينة:
يسلكها حاج العراق وهي شاقة.
صفية: بضم أوله، وفتح ثانيه، والياء مشددة، بلفظ
تصغير صافية مرخما: ماء لبني أسد عندها هضبة
يقال لها هضبة صفية وحزيز يقال له حزيز صفية،
قال ذلك الأصمعي، وقال أبو ذؤيب:
أمن آل ليلى بالضجوع وأهلنا
بنعف اللوى أو بالصفية عير
قال الأخفش: الضجوع موضع، والنعف ما ارتفع
من مسيل الوادي وانخفض من الجبل، يقول: أمن
آل ليلى عير مرت بهذا الموضع، قال أبو زياد:
وصفية ماء للضباب بالحمى حمى ضرية، وقال
أيضا: صفية ماء لغني، قال الأصمعي: ومن مياه
بني جعفر الصفية.
صفي السباب: موضع بمكة، وقد ذكر في السباب،
قال فيه كثير بن كثير السهمي:
كم بذاك الحجون من حي صدق
من كهول أعفة وشباب
سكنوا الجزع جزع بيت أبي مو
سى إلى النخل من صفي السباب
فلي الويل بعدهم وعليهم!
صرت فردا ولمني أصحابي
قال الزبير: بيت أبي موسى الأشعري وصفي السباب
ما بين دار سعيد الحرشي التي بناها إلى بيوت أبي
القاسم بن عبد الواحد التي بأصلها مسجد الذي صلي
على أمير المؤمنين المنصور عنده وكان به نخل وحائط
لمعاوية فذهب ويعرف بحائط خرمان.
الصفيين: تثنية الصفي الذي قبله: موضع في شعر
الأعشى:
كسوت قتود العيس رحلا تخالها
مهاة بدكداك الصفيين فاقدا
باب الصاد والقاف وما يليهما
صقر: الصقر طائر المعروف، والصقر: اللبن الحامض،
والصقر: الدبس عند أهل المدينة، والصقر: شدة
وقع الشمس، والصقر: قارة بالمروت من أرض
اليمامة لبني نمير، وهناك قارة أخرى يقال لها أيضا
415

الصقر، قال الراعي النميري:
جعلن أريطا باليمين ورمله،
وزال لغاط بالشمال وخانقه
وصادفن بالصقرين صوب سحابة
تضمنها جنبا غدير وخافقه
الصقلاء: قال الفراء: يقال أنت في صقع خال
وصقل خال أي ناحية خالية، فيجوز أن يكون
الصقلاء تأنيث الخالية: وهو موضع بعينه.
صقلب: بالفتح ثم السكون، وفتح اللام، وآخره
باء موحدة، قال ابن الأعرابي: الصقلاب الرجل
الأبيض، وقال أبو عمرو: الصقلاب الرجل الأحمر،
قال أبو منصور: الصقالبة جيل حمر الألوان صهب
الشعور يتاخمون بلاد الخزر في أعالي جبال الروم،
وقيل للرجل الأحمر صقلاب على التشبيه بألوان
الصقالبة، وقال غيره: الصقالبة بلاد بين بلغار
وقسطنطينية وتنسب إليهم الخرم الصقالبة واحدهم
صقلبي، وقال ابن الكلبي: ومن أبناء يافث بن نوح،
عليه السلام، يونان والصقلب والعبدر وبرجان
وجزران وفارس والروم فيما بين هؤلاء والمغرب،
وقال ابن الكلبي في موضع آخر: أخبرني أبي قال
رومي وصقلب وأرميني وإفرنجي إخوة وهم بنو لنطي
ابن كسلوخيم بن يونان بن يافث سكن كل واحد
منهم بقعة من الأرض فسميت به. وصقلب أيضا:
بالأندلس من أعمال شنترين وأرضها أرض زكية يقال
إن المكوك إذا زرع في أرضها ارتفع منه مائة قفيز
وأكثر، وبصقلية أيضا موضع يقال له صقلب
ويقال له أيضا حارة الصقالبة، بها عيون جارية،
تذكر في صقلية، وقال المسعودي: الصقالبة أجناس
مختلفة ومساكنهم بالحربي إلى شلو في المغرب، وبينهم
حروب، ولهم ملوك فمنهم من ينقاد إلى دين
النصرانية اليعقوبية ومنهم من لا كتاب له ولا شريعة،
وهم جاهلون، وأشجعهم جنس يقال له السري
يحرقون أنفسهم بالنار إذا مات منهم ملك أو رئيس
ويحرقون دوابهم، ولهم أفعال مثل أفعال الهند،
وفي بلاد الخزر صنف كثير منهم، فالأول من
ملوك الصقالبة ملك الدير وله عمائر كثيرة وتجار
المسلمين يقصدون مملكته بأنواع التجارات، ثم يلي
هذه المملكة من ملوك الصقالبة ملك الفرنج وله
معدن ذهب ومدن وعمائر كثيرة وجيوش كثيرة
وتجارات الروم، ثم يلي هذا الملك من الصقالبة
ملك الترك، وهذا الملك من بلاد الصقالبة وهذا
الجنس منهم أحسن الصقالبة صورا وأكثرهم عددا
وأشدهم بأسا، وكانوا من قبل ينقادون إلى ملك
واحد ثم اختلفت كلمتهم وصار كلى ملك برأسه.
صقلية: بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا
مشددة، وبعض يقول بالسين، وأكثر أهل صقلية
يفتحون الصاد وللأم: من جزائر بحر المغرب مقابلة
إفريقية، وهي مثلثة الشكل بين كل زاوية والأخرى
مسيرة سبعة أيام، وقيل: دورها مسيرة خمسة عشر
يوما، وإفريقية منها بين المغرب والقبلة، وبينها وبين
ريو، وهي مدينة في البر الشمالي الشرقي الذي عليه
مدينة قسطنطينية، مجاز يسمى الفارو في أطول جهة
منها اتساعه عرض ميلين وعليه من جهتها مدينة تسمى
المسيني التي يقول فيها ابن قلاقس الإسكندري:
من ذا يمسيني على مسيني
وهي مقابلة ريو، وبين الجزيرة وبر إفريقية مائة
وأربعون ميلا إلى أقرب مواضع إفريقية وهو الموضع
المسمى إقليبية وهو يومان بالريح الطيبة أو أقل،
416

وإن طولها من طرابنش إلى مسيني إحدى عشرة مرحلة
وعرضها ثلاثة أيام، وهي جزيرة خصيبة كثيرة
البلدان والقرى والأمصار، وقرأت بخط ابن القطاع
اللغوي على ظهر كتاب تاريخ صقلية: وجدت في
بعض نسخ سيرة صقلية تعليقا على حاشية أن بصقلية
ثلاثا وعشرين مدينة وثلاثة عشر حصنا ومن الضياع
ما لا يعرف، وذكرا أبو علي الحسن بن يحيى الفقيه في
تاريخ صقيلة حاكيا عن القاضي أبي الفضل أن بصقلية
ثماني عشرة مدينة إحداها بلرم، وأن فيها ثلاثمائة ونيفا
وعشرين قلعة، ولم تزل في قديم وحديث بيد متملك
لا يطيع من حوله من الملوك وإن جل قدرهم لحصانتها
وسعة دخلها، وبها عيون غزيرة وأنهار جارية ونزه
عجيبة، ولذلك يقول ابن حمديس:
ذكرت صقلية والهوى
يهيج للنفس تذكارها
فإن كنت أخرجت من جنة
فإني أحدث أخبارها
وفي وسطها جبل يسمى قصر يانه، هكذا يقولونه
بكسر النون، وهي أعجوبة من عجائب الدهر، عليه
مدينة عظيمة شامخة وحولها من الحرث والبساتين شئ
كثير، وكل ذلك يحويه باب المدينة، وهي شاهقة في
الهواء والأنهار تتفجر من أعلاها وحولها وكذلك جميع
جبال الجزيرة، وفيها جبل النار لا تزال تشتعل فيه
أبدا ظاهرة لا يستطيع أحد الدنو منها فإن اقتبس
منها مقتبس طفئت في يده إذا فارق موضعها، وهي
كثيرة المواشي جدا من الخيل والبغال والحمير والبقر
والغنم والحيوان الوحشي وليس فيها سبع ولا حية
ولا عقرب، وفيها معدن الذهب والفضة والنحاس
والرصاص والزيبق وجميع الفواكه على اختلاف
أنواعها، وكلاها لا ينقطع صيفا ولا شتاء، وفي أرضها
ينبت الزعفران، وكانت قليلة العمارة خاملة قبل
الاسلام، فلما فتح المسلمون بلاد إفريقية هرب أهل
إفريقية إليها فأقاموا بها فعمروها فأحسنوا عمارتها
ولم تزل على قربها من بلاد الاسلام حتى فتحت في أيام
بني الأغلب على يد القاضي أسد بن الفرات، وكان
صاحب صقيلة رجلا يسمى البطريق قسطنطين، فقتله
لامر بلغه عنه فتغلب فيمي على ناحية من الجزيرة ثم
دب حتى استولى على أكثرها ثم أنفذ صاحب
القسطنطينية جيشا عظيما فأخرج فيمي عنها فخرج في
مراكبه حتى لحق بإفريقية ثم بالقيروان منها مستجيرا
بزيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب، وهو يومئذ الوالي
عليها من جهة أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرشيد،
وهون عليه أمرها وأغراه بها فندب زيادة الله الناس
لذلك فابتدروا إليه ورغبوا في الجهاد فأمر عليهم أسد
ابن الفرات، وهو يومئذ قاضي القيروان، ذ وجمعت
المراكب من جميع السواحل وتوجه نحو صقيلة في
سنة 212 في أيام المأمون في تسعمائة فارس وعشرة
آلاف راجل فوصل إلى الجزيرة وجمع الروم جمعا
عظيما فأمر أسد بن الفرات فيمي وأصحابه أن يعتزلوهم
وقالوا لا حاجة لنا إلى الانتصار بالكفار، ثم كبر
المسلمون وحملوا على الروم حملة صادقة فانهزم الروم
وقتل منهم قتلا ذريعا وملك أسد بن الفرات بالتنقل
جميع الجزيرة، ثم توفي في سنة 213، وكان رجلا
صالحا فقيها عالما، أدرك حياة مالك بن أنس، رضي
الله عنه، ورحل إلى الشرق، وبقيت بأيدي المسلمين
مدة وصار أكثر أهلها مسلمين وبنوا بها الجوامع
والمساجد ثم ظهر عليها الكفار فملكوها فهي اليوم
في أيديهم، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة
صقلية طولها أربعون درجة، وعرضها خمس وثلاثون
درجة، طالعها السنبلة، عاشرها ذارع الكلب ولها
417

شركة في الفرع المؤخر تحت عشر درجات من السرطان،
يقابلها مثلها من الجدي، رابعها مثلها من الميزان،
بيت ملكها مثلها من الحمل، ومن فضل جزيرة صقيلة
أن ليس بها سبع ضار ولا نمر ولا ضبع ولا عقرب
ولا أفاع ولا ثعابين، وفيها معادن الذهب موجودة
في كل مكان ومعادن الشب والكحل والفضة ومعدن
الزاج والحديد والرصاص وجبال تنعش، وكثيرا ما
يوجد النوشادر في جبل النار ويحمل منه إلى الأندلس،
وغيرها كثير، وقال أبو علي الحسن بن يحيى الفقيه
مصنف تاريخ صقيلة: وأما جبل النار الذي في جزيرة
صقلية فهو جبل مطل على البحر المتصل بالمجاز، وهو
فيما بين قطانية ومصقلة وبقرب طبرمين، ودوره ثلاثة
أيام، وفيه أشجار وشعارى عظيمة أكثرها القسطل
وهو البندق والصنوبر والأرزن، وحوله أبنية كثيرة
وآثار عظيمة للماضين ومقاسم تدل على كثرة
ساكنيه، وقيل إنه يبلغ من كان يسكنه من المقاتلة
في زمن الطورة ملك طبرمين ستين ألف مقاتل،
وفيه أصناف الثمار، وفي أعلاه منافس يخرج منها النار
والدخان وربما سالت النار منه إلى بعض جهاته فتحرق
كل ما تمر به ويصير كخبث الحديد ولم ينبت ذلك
المحترق شيئا، ولا تمشي اليوم فيه دابة، وهو اليوم
ظاهر يسميه الناس الأخباث، وفي أعلى هذا الجبل
السحاب والثلوج والأمطار دائمة لا تكاد تنقطع عنه
في صيف ولا شتاء، وفي أعلاه الثلج لا يفارقه في
الصيف فأما في الشتاء فيعم أوله وآخره، وزعمت
الروم أن كثيرا من الحكماء الأولين كانوا يرحلون
إلى جزيرة صقيلة ينظرون إلى عجائب هذا الجبل
واجتماع هذه النار والثلج فيه، وقيل إنه كان في
هذا الجبل معدن الذهب ولذلك سمته الروم جبل
الذهب، وفي بعض السنين سالت النار من هذا الجبل
إلى البحر وأقام أهل طبرمين وغيرهم أياما كثيرة
يستضيئون بضوئه، وقرأت لابن حوقل التاجر فصلا
في هذا الكتاب، قال: جزيرة صقلية على شكل
مثلث متساوي الساقين، زاويته الحادة من غربي
الجزيرة طولها سبعة أيام في أربعة أيام، وفي شرقي
الأندلس في لج البحر وتحاذيها من بلاد الغرب بلاد
إفريقية وباجة وطبرقة إلى موسى الخزر، وغربيها في
البحر جزيرة قرشف وجزيرة سردانية من جهة جنوب
قرشف، ومن جنوب صقلية جزيرة قوصرة، وعلى
ساحل البحر شرقيها من البر الأعظم الذي عليه
قسطنطينية مدينة ريو ثم نواحي قلورية، والغالب على
صقلية الجبال والحصون، وأكثر أرضها مزرعة،
ومدينتها المشهورة بلرم وهي قصبة صقلية على نحر
البحر، والمدينة خمس نواح محدودة غير متباينة ببعد
مسافة، وحدود كل واحدة ظاهرة، وهي: بلرم
وقد ذكرت في بابها، وخالصة وهي دونها وذكرت
أيضا، وحارة الصقالبة وهي عامرة وأعمر من المدينتين
المذكورتين وأجل، ومرسي البحر بها، وبها عيون جارية
وهي فاصلة بينها وبين بلرم ولا سور لها، والمدينة
الرابعة حارة المسجد وتعرف بابن صقلاب، وهي مدينة
كبيرة أيضا وشرب أهلها من الآبار ليس لهم مياه
جارية، وعلى طريقها الوادي المعروف بوادي العباس،
وهو واد عظيم وعليه مطاحنهم ولا انتفاع لبساتينهم
به ولا للمدينة، والخامسة يقال لها الحارة الجديدة،
وهي تقارب حارة ابن صقلاب في العظم والشبه وليس
عليها سور، وأكثر الأسواق فيها بين مسجد ابن
صقلاب والحارة الجديدة، وفي بلرم والخالصة والحارات
المحيطة بها ومن ورائها من المساجد نيف وثلاثمائة
مسجد، وفي محال تلاصقها وتتصل بوادي العباس
418

مجاورة المكان المعروف بالعسكر وهو في ضمن
البلد إلى البلد المعروف بالبيضاء قرية تشرف على
المدينة من نحو فرسخ مائتا مسجد، قال: ولقد رأيت
في بعض الشوارع في بلرم على مقدار رمية سهم عشرة
مساجد، وقد ذكرتها في بلرم، قال: وأهل صقلية
أقل الناس عقلا وأكثرهم حمقا وأقلهم رغبة في الفضائل
وأحرصهم على اقتناء الرذائل، قال: وحدثني غير
انسان منهم أن عثمان بن الخزاز ولي قضاءهم وكان
ورعا فلما جربهم لم يقبل شهادة واحد منهم لا في
قليل ولا في كثير، وكان يفصل بين الناس بالمصالحات،
إلى أن حضرته الوفاة فطلب منه الخليفة بعده فقال:
ليس في جميع البلد من يوصى إليه، فلما توفي تولى
قضاءهم رجل من أهلها يعرف بأبي إبراهيم إسحاق بن
الماحلي، ثم ذكر شيئا من سخيف عقله، قال:
والغالب على أهل المدينة المعلمون، فكان في بلرم
ثلاثمائة معلم، فسألت عن ذلك فقالوا: إن المعلم لا
يكلف الخروج إلى الجهاد عند صدمة العدو، وقال ابن
حوقل: وكنت بها في سنة 362، ووصف شيئا من
تخلقهم ثم قال: وقد استوفيت وصف هؤلاء وحكاياتهم
ووصف صقلية وأهلها بما هم عليه من هذا الجنس من
الفضائل في كتاب وسمته بمحاسن أهل صقلية ثم
ذكرت ما هم عليه من سوء الخلق والمأكل والمطعم
المنتن والاعراض القذرة وطول المرء مع أنهم
لا يتطهرون ولا يصلون ولا يحجون ولا يزكون،
وربما صاموا رمضان واغتسلوا من الجنابة، ومع هذا
فالقمح لا يحول عندهم وربما ساس في البيدر لفساد
هوائها، وليس يشبه وسخهم وقذرهم وسخ اليهود،
ولا ظلمة بيوتهم سواد الأتاتين، وأجلهم منزلة تسرح
الدجاج على موضعه وتذرق على مخدته وهو لا يتأثر،
ثم قال: ولقد عررت كتابي بذكرهم، والله أعلم.
باب الصاد والكاف وما يليهما
صكا: من قرى الغوطة، ولجزء بن سهل السلمي
صاحب النبي، صلى الله عليه وسلم، بها عقب،
وهو أول من اجتبى الخراج بحمص في الاسلام، قاله
القاضي عبد الصمد بن سعد.
باب الصاد واللام وما يليهما
صلاح: بوزن قطام: من أسماء مكة، قال العمراني:
وفي كتاب التكملة صلاح، بكسر الصدا والاعراب،
قال أبو سفيان بن حرب بن أمية:
أبا مطر هلم إلى صلاح
ليكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزت قديما،
وتأمن أن ينالك رب جيش
صلاصل: قال أبو محمد الأسود: هو بضم الصاد،
عن أبي الندى قاله في شرح قول تليد العبشمي:
شفينا الغليل من سمير وجعون،
وأفلتنا رب الصلاصل عامر
قال: هو ماء لعامر في واد يقال له الجوف به نخيل
كثيرة ومزارع جمة، وقال نصر: هو ماء لبني عامر
ابن جذيمة من عبد القيس، قال: وذكر أن رهطا
من عبد القيس وفدوا على عمر بن الخطاب، رضي
الله عنه، فتحاكموا إليه في هذا الماء، أعني الصلاصل،
فأنشده بعض القوم قول تليد العبشمي هذا فقضى بالماء
لولد عامر هذا، وأول هذه الأبيات:
أتتنا بنو قيس بجمع عرمرم،
وشن وأبناء العمور الأكابر
فباتوا مناخ الصيف، حتى إذا زقا
مع الصبح في الروض المنير العصافر
419

نشانا إليها وانتضينا سلاحنا،
يمان ومأثور من الهند باتر
ونبل من الرادي بأيدي رماتنا،
وجرد كأشطار الجزور غواتر
شفينا الغليل من سمير وجعون،
وأفلتنا رب الصلاصل عامر
وأيقن أن الخيل إن يعلقوا به
يكن لنبيل الخوف بعدا أآبر
ينادي بصحراء الفروق وقد بدت
ذرى ضبع، أن افتح الباب جابر
العمور: من عبد القيس، الديل وعجل ومحارب وبنو
عمرو بن وديعة بن لكيز: من أفصى بن عبد القيس.
صلاصل: بالفتح، وهو جمع الصلصال مخففا لأنه كان
ينبغي أن يكون صلاصيل، وهو الطين الحر بالرمل،
فصار يتصلصل إذا جف أي يصوت، فإذا طبخ بالنار
فهو الفخار، ويجوز أن يكون من التصويت، قال
الأزهري: الصلاصل الفواخت، واحدتها صلصل،
والصلاصل: بقايا الماء، واحدتها صلصلة: وهو ماء
لبني أسمر من بني عمرو بن حنظلة، قاله السكري
في شرح قول جرير:
عفا قو وكان لنا محلا
إلى جوي صلاصل من لبينى
ألا ناد الظعائن لو لوينا،
ولولا من يراقبن ارعوينا
ألم ترني بذلت لهن ودي،
وكذبت الوشاة فما جزينا
إذا ما قلت: حان لنا التقاضي،
بخلن بعاجل ووعدن دينا
فقد أمسى البعيث سخين عين،
وما أمسى الفرزدق قر عينا
إذا ذكرت مساعينا غضبتم،
أطال الله سخطكم علينا
الصلبان: واديان في بلاد عامر، قال لبيد:
أذلك أم عراقي سبيتم
أرن على نحائص كالمقالي
نفى جحشاننا بجماد قو
خليط لا ينام إلى الزيال
وأمكنه من الصلبين حتى
تبينت المخاض من التوالي
قال نصر: هما الصلب وشئ آخر فغلب الصلب لأنه
أعرف.
الصلب: قالوا: هو موضع ينسب إليه رماح، وإياه
أراد امرؤ القيس بقوله:
يباري شباة الرمح خد مذلق
كصفح السنان الصلبي النحيض
صلب: بالضم ثم السكون، وآخره باء موحدة،
والصلب من الأرض: المكان الغليظ المنقاد، والجمع
الصلبة، والصليب أيضا: موضع بالصمان، كذا
قال الجوهري، وقال الأزهري: أرض صلبة والجمع
صلبة، وقال الأصمعي: الصلب، بالتحريك، نحو
من الحزيز الغليظ المنقاد وجمعه صلبة، والصلب:
موضع بالصمان أرضه حجارة، وبين ظهران الصلب
وقفافه رياض وقيعان عذبة المناقب كثيرة العشب،
ويوم صلب: من أيامهم، قال ذو الرمة:
له واحف فالصلب حتى تعطفت
خلاف الثريا من أريب مآربه
أي بعد ما طلعت الثريا، وغدير الصلب، والصب:
420

جبل محدد، قال الشاعر:
كأن غدير الصلب لم يضح ماؤه،
له حاضر في مربع ثم واسع
وهو لبني مرة بن عباس، وقال جرير:
ألا رب يوم قد أتيح لك الصبا
بذي السدر بين الصلب فالمتثلم
فما حمدت عند اللقاء مجاشع،
ولا عند عقد، تمنع الجار، محكم
صلب: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء
موحدة، وادي صلب: بين آمد وميافارقين يصب
في دجلة، ذكروا أنه يخرج من هلورس، وهلورس:
الأرض التي استشهد فيها علي الأرمني من أرض الروم.
الصلح: بالكسر ثم السكون، والحاء المهملة: كورة
فوق واسط لها نهر يستمد من دجلة على الجانب
الشرقي يمسى فلم الصلح، بها كانت منازل الحسن
ابن سهل وكانت للحسن هناك منازل وقصور أخنى
عليها الزمان فلا يعرف لها مكان.
صلخب: جبل، عن نصر.
صلدد: أراه من نواحي اليمن في بلاد همدان، قال
مالك بن نمط الهمداني لما وقد على رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، وكتب له كتابا على قومه فقال:
ذكرت رسول الله في فحمة الدجى
ونحن بأعلى رحرحان وصلدد
وهن بأعلى رحرحان وصلدد
وهن بنا خوص طلائح تغتلي
بركبانها في لاحب متمدد
على كل فتلاء الذراعين جسرة،
تمر بنا مر الهجف الخفيدد
صلصل: بالضم والتكرير، والصلصل: الراعي الحاذق،
والصلصل: الفاختة، والصلصل: ناصية الفرس،
وصلصل: موضع لعمرو بن كلاب وهو بأعلى دارها
بنجد. وصلصل: ماء في جوف هضبة حمراء وفيه
دارة، وقد ذكرت. وصلصل: بنواحي المدينة على
سبعة أميال منها نزل بها رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، يوم خرج من المدينة إلى مكة عام الفتح،
ولذلك قال عبد الله بن مصعب الزبيري يذكر
العرصتين والعقيق والمدينة وصلصل:
أشرف على ظهر القديمة هل ترى
برقا سرى في عارض متهلل
نصح العقيق فبطن طيبة موهنا
ثم استمر يؤم قصد الصلصل
وكأنما ولعت مخائل برقه
بمعالم الأحباب ليست تأتلي
بالعرصتين يسح سحا فالربى
من بطن خاخ ذي المحل الأسهل
قال أبو زياد: ومن مياه بني عجلان صلصل قرب اليمامة.
الصلصلة: بالضم: ماء لمحارب قرب ماوان، قال.
نصر: أظنه بين ماوان والربذة.
الصلعاء: رجل أصلع وامرأة صلعاء: وهو ذهاب
الشعر من مقدم الرأس إلى مؤخره وكذلك إن ذهب
وسطه، ويقال للأرض التي لا تنبت شيئا صلعاء،
وهو من الأول في كتاب الأصمعي وهو يذكر بلاد
بني أبي بكر بن كلاب بنجد فقال: والصلعاء حزم
أبيض، وقال أبو أحمد العسكري: يوم الأليل
وقعة كانت بصلعاء النعام أسر فيه حنظلة بن الطفيل
الربعي أسره همام بن بشاشة التميمي، وقال في ذلك
شاعر:
لحقنا بصلعاء النعام وقد بدا
لنا منهم حامي الذمار وخاذله
421

أخذت خيار ابني طفيل فأجهضت
أخاه وقد كادت تنال مقاتله
وقال نصر: صلعاء النعام رابية في ديار بني كلاب
وأيضا في ديار غطفان حيث ذات الرمث بين النقرة
والمغيثة والجبل إلى جانب المغيثة يقال له ماوان
والأرض الصلعاء، وقال أبو محمد الأسود: أغار
دريد بن الصمة على أشجع بالصلعاء وهي بين حاجر
والنقرة فلم يصبهم، فقال دريد قصيدة منها:
قلت بعبد الله خير لداته
ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب
وعبسا قتلناهم بجو بلادهم
بمقتل عبد الله يوم الذنائب
جعلنا بني بدر وشخصا ومازنا
لها غرضا يزحمنهم بالمناكب
ومرة قد أدركتهم فرأيتهم
يروغون بالصلعاء روغ الثعالب
صلفيون: بالفتح ثم السكون، والفاء، والياء المشددة
للنسبة، وآخره نون، وما أراه إلا أعجميا: بلد
ذكره الجاحظ.
صلوب: فعول من الصلب: مكان.
الصليب: بلفظ تصغير الصلب، وقد تقدم اشتقاقه:
جبل عند كاظمة كانت به وقعة بين بكر بن وائل
وبني عمرو بن تميم، قال المخبل السعدي:
غرد تربع في ربيع ذي ندى
بين الصليب فروضة الأحفار
وقال الأعشى:
وإنا بالصليب وبطن فلج
جميعا واضعين به لظانا
الصليبة: ماء من مياه قشير.
الصليعاء: تصغير صلعاء، وقد مر تفسيره: موضع
كانت به وقعة لهم.
الصليق: مواضع كانت في بطيحة واسط بينها وبين
بغداد كانت دار ملك مهذب الدولة أبي نصر المستولي
على تلك البلاد وقبله لعمران بن شاهين، وقد خربت
الآن، وكانت ملجأ لكل خائف ومأوى لكل مطرود
إذا هرب الخائف من بغداد، وهي دار ملك بني
العباس وآل بويه والسلجوقية، لجأ إلى صاحبها فلا
سبيل إليه يوجه ولا سبب ولا يمكن استخلاصه بالغلبة
أبدا، وقد نسب إليه أبو الفضل محمد بن أحمد بن
عبد الله بن قاذويه البزاز يعرف بابن العجمي، قدم
بغداد وأقام بها، وسمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن
مسلمة المعدل وأبا الحسين أحمد بن محمد بن البقور
وغيرهما، وجد بخط أبي الفضل بن العجمي: ومولدي
سنة 431 بالصليق، ومات بواسط في ثاني عشر صفر
سنة 511 ودفن بتربة المصلى بواسط.
الصلي: ناحية قرب زبيد باليمن، قال شاعرهم:
فعجت عناني للحصيب وأهله
ومور ويممت الصلي وسرددا
باب الصاد والميم وما يليهما
صماخ: بكسر الصاد: من نواحي اليمامة أو نجد،
عن الحفصي، قال: وهو جبل وقريب منه قرية
يقال لها خليف صماخ.
الصماخ: بالضم، وآخره خاء معجمة، يجوز أن يكون
مشتقا من وجع يكون في الصماخ وهو خرق الاذن
لأنه على وزن الأدواء كالسعال والزكام والحلاق
والشخاخ: وهو ماء على منزل واحد من واسط
422

لقاصد مكة، قال أبو عبد الله السكوني: والمياه
التي بين جبلي طئ والجبال التي بينهما وبين تيماء
منها صماخ، ولا أدري أهو غير هذا أم غلط في
الرواية.
الصماخى: كأنه جمع صماخ: وهي قيعان بيض
لابي بكر بن كلاب تمسك الماء.
صماد: جبل، أنشد أبو عمرو الشيباني:
والله لو كنتم بأعلى تلعة
من رؤس فيفا أو رؤوس صماد
لسمعتم من ثم وقع سيوفنا
ضربا بكل مهند جماد
والله لا يرعى قبيل بعدنا
خضر الرمادة آمنا برشاد
الرمادة: من بلاد بني تميم، ذكرت في موضعها.
صمالو: قال أحمد بن يحيى بن جابر: حاصر الرشيد
في سنة 163 أهل صمالو من أهل الثغر الشامي قرب
المصيصة وطرسوس فسألوا الأمان لعشرة أبيات فيهم
القومس فأجابهم إلى ذلك، وكان في شرطهم أن لا
يفرقوا فأنزلوا ببغداد على باب الشماسية فسموا
موضعهم سمالو، يلفظونه بالسين، وهو معروف،
وإليه يضاف دير سمالو، وقد ذكر في الديرة، ثم
أمر الرشيد فنودي على من بقي في الحصن فبيعوا.
الصمان: بالفتح ثم التشديد، وآخره نون، قال الأصمعي:
الصمان أرض غليظة دون الجبل، قال أبو منصور:
وقد شتوت بالصمان شوتين، وهي أرض فيها غلظ
وارتفاع وفيها قيعان واسعة وخبارى تنبت السدر
عذبة ورياض معشبة، وإذا أخصبت ربعت العرب
جمعا، وكانت الصمان في قديم الدهر لبني حنظلة
والحزن لبني يربوع والدهناء لجماعتهم والصمان متاخم
للدهناء، وقال غيره: الصمان جبل في أرض تميم أحمر
ينقاد ثلاث ليال وليس له ارتفاع، وقيل: الصمان
قرب رمل عالج وبينه وبين البصرة تسعة أيام، وقال
أبو زياد: الصمان بلد من بلاد بني تميم، وقد سمى
ذو الرمة مكانا منه صمانة فقال:
يعل بماء غادية سقته
على صمانة وصفا فسالا
والصمان أيضا فيما أحسب: من نواحي الشام بظاهر
البلقاء، قال حسان بن ثابت:
لمن الدار أوحشت بمعان
بين شاطي اليرموك فالصمان
فالقريات من بلاس فداريا
فسكاء فالقصور الدواني
وهذه كلها مواضع بالشام، وقال نصر: الصمان
أيضا بلد لبني أسد.
الصمتان: بالكسر، وهو تثنية الصمة، وهو من أسماء
الأسد، والصمة: صمام القارورة، والجمع
صمم، والصمتان مكان، ويوم الصمتين مشهور،
قالوا: الصمتان الصمة الجشمي أبو دريد بن الصمة
والجعد بن الشماخ، وإنما قرن الاسمان لان
الصمة قتل الجعد في هذا المكان ثم بعد ذلك قتل
الصمة فيه فهاجت الحرب بين بني مالك بن يربوع
بسببهما فقيل يوم الصمتين أو سمي ذلك اليوم بهذا
الاسم لأنه اسم مكان.
الصمد: بالفتح ثم السكون، والدال المهملة، والصمد:
الصب من الأرض الغليظة، وكذلك الصمد، بالضم،
والصمد: ماء للضباب، ويوم الصمد ويوم جوف
طويلع ويوم ذي طلوح ويوم بلقاء ويوم أود: كلها
واحد، قال بعض القرشيين:
423

أيا أخوي بالمدينة أشرفا
على صمد بي، ثم انظرا تريا نجدا
فقال المدينيان: أنت مكلف،
فداعي الهوى لا نستطيع له ردا
وقال أبو أحمد العسكري: يوم الصمد، الصاد غير
معجمة والميم ساكنة، وهو يوم صمد طلح أسر فيه
أبحر بن جابر العجلي أسره ابن أخته عميرة بن طارم ثم
أطلقه منعما عليه وأسر فيه الحوفزان سيد بني
شيبان و عبد الله بن عنمة الضبي، وقال يمدح متمم
ابن نويرة لأنه أسره وأحسن إليه:
جزى الله رب الناس عني متمما
بخير جزاء ما أعف وأنجدا
كأني غداة الصمد حين لقيته
تفرعت حصنا لا يرام ممردا
وفي ذلك يقول شاعرهم أيضا:
وفي ذلك يقول شاعرهم أيضا:
رجعنا بأبحر والحوفزان
وقد مدت الخيل أعصارها
وكنا إذا حوبة أعرضت
ضربنا على الهام جبارها
صمعر: بالفتح ثم السكون، والعين المهملة المفتوحة،
وآخره راء مهملة، والصمعري في كلام العرب: من
صفات القصير، والذي لا تعمل فيه رقية صمعري،
والصمعرية من الحيات: الخبيثة، قال ابن حبيب:
ويروى أيضا صمعر، بضمتين، ويروي أيضا
صمعر، بفتح أوله وكسر العين وسكون الميم،
ذكر ذلك السكري في قول الكلابي:
عفا بطن سهي من سليمى وصمعر
خلاء فوصل الحارثية أعسر
وقال غيره: صمعر موضع في بلاد بني الحارث بن
كعب، وأنشد:
ألم تسأل العبد الزيادي ما رأى
بصمعر، والعبد الزيادي قائم؟
صمعل: بالضم ثم السكون ثم ضم العين، واللام:
اسم جبل.
الصمغة: أرض قرب أحد من المدينة، قال أبو إسحاق:
لما نزل أبو سفيان بأحد سرحت قريش الظهر والكراع
في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين.
صمكيك: بفتحتين ثم كاف مكسورة، وياء مثناة
من تحت ساكنة، وكاف أخرى، قال العمراني:
موضع، والصمكيك من الرجال: الغليظ الجافي،
ومن اللبن: اللزج.
صمينات: بالضم ثم الفتح، بلفظ تصغير جمع المؤنث:
موضع في شعر أبي النجم العجلي.
باب الصاد والنون وما يليهما
صناف: جبل، قال الأفوه الأودي:
جلبنا الخيل من غيدان حتى
وقعناهن أيمن من صناف
صنار: بالكسر ثم التشديد، وراء، صنارة المغزل
الحديدة المعقفة في ديار كلب بنواحي
الشام.
صنبر: اسم جبل في قول البحتري يصف الجعفري
الذي بناه المتوكل:
وعلو همتك التي دلت على
صغر الكبير وقلة المستكثر
فرفعت بنيانا كأن زهاءه
أعلام رضوى أو شواهق صنبر
424

الصنبرة: بالكسر ثم الفتح والتشديد ثم سكون الباء
الموحدة، وراء: موضع بالأردن مقابل لعقبة
أفيق، ينه وبين طبرية ثلاثة أميال، كان معاوية يشتو
بها، والصنبر، بكسر الباء: البرد، ويقال:
الصنبر بثلاث كسرات، وينشد قول طرفة:
بجفان تعتري نادينا
من سديف حين هاج الصنبر
والنصبر: أحد أيام العجوز، قال الشاعر يذكره:
كسع الشتاء بسبعة غبر
أيام شهلتنا من الشهر
فإذا انقضت أيام شهلتنا
صن وصنبر مع الوبر
وبآمر وأخيه مؤتمر
ومعلل وبمطفئ الجمر
ذهب الشتاء موليا عجلا
وأتتك وافدة من البحر
الصنبور: بالضم: اسم بحر، والصنبور: النخلة تخرج
من أصل النخلة، وقيل: هي النخلة التي دق أسفلها.
صنبو: بالتحريك: قرية من كورة البهنسا من نواحي
الصعيد، ينسب إليها الكنابيش والأكسية الصنبوية،
وهي أجود ما عمل هناك.
صنجة: بالفتح ثم السكون، وجيم، وكذلك يقال
لصنجة الميزان، ولا يجوز الكسر ولا السين: وهو
نهر بين ديار مضر وديار بكر عليه قنطرة عظيمة من
عجائب الأرض، عن نصر.
صنجيلة: ذكر بعض المؤرخين أنها اسم مدينة في
بلاد الإفرنج وأن صنجيل الإفرنجي كان صاحب
اللاذقية وصار بطرابلس كان اسمه ميمند، وصنجيل
نسبة إلى هذه المدينة.
صندد: بالكسر ثم السكون، وتكرير الدال،
يقال: رجل صنديد وصندد للسيد الشريف
الشجاع، وصندد: جبل بتهامة، قال كثير يرثي
عبد العزيز بن مروان:
عجبت لان النائحات وقد علت
مصيبته قهرا فعمت وصمت
نعين ولو أسمعن أعلام صندد
وأعلام رضوى ما يقلن ادرهمت
وله أيضا:
الحلم أثبت منزلا في صدره
من هضب صندد حيث حل خيالها
وقال ضرار بن الأزور الأسدي:
أرادت حجان والسفاهة كاسمها
لأعقل قتلى قومها وتخلدا
كذبتم وبيت الله حتى نرى لكم
حميرا وكسرى والنجاشي أعبدا
وحتى تميطوا ثهمدا من مكانه،
وحتى تزيلوا بعد ثهلان صنددا
صندوداء: قال ابن الكلبي: سميت صندوداء باسم
امرأة، وهي صندوداء ابنة لخم بن عدي بن الحارث
ابن مرة بن أد، قال: سار خالد بن الوليد من
العراق يريد الشام فأتى صندوداء وبها قوم من كندة
وإياد والعجم فقاتله أهلها فظفر بهم وخلف بها سعد
ابن عمرو بن حرام الأنصاري فولده بها.
صندل: يوم صندل، بلفظ العود الصليب الريح يكون
أحمر وأبيض، والصندل من حمر الوحش وغيرها
الشديد الضخم الرأس: من أيام العرب.
صنعاء: منسوبة إلى جودة الصنعة في ذاتها، كقولهم:
امرأة حسناء وعجزاء وشهلاء، والنسبة إليها صنعاني
425

على غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني، وصنعاء:
موضعان أحدهما باليمن، وهي العظمى، وأخرى
قرية بالغوطة من دمشق، ونذكر أولا اليمانية
ثم نذكر الدمشقية ونفرق بين من نسب إلى هذه وهذه،
فأما اليمانية فقال أبو القاسم الزجاجي: كان اسم صنعاء
في القديم أزال، قال ذلك الكلبي والشرقي وعبد
المنعم، فلما وافتها الحبشة قالوا نعم نعم فسمي الجبل
نعم أي انظر، فلما رأوا مدينتها وجدوها مبنية
بالحجارة حصينة فقالوا هذه صنعة ومعناه حصينة فسميت
صنعاء بذلك، وبين صنعاء وعدن ثمانية وستون ميلا،
وصنعاء قصبة اليمن وأحسن بلادها، تشبه بدمشق
لكثرة فواكهها وتدفق مياهها فيما قيل، وقيل:
سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ وهو
الذي بناها، وطول صنعاء ثلاث وستون درجة
وثلاثون دقيقة، وعرضها أربع عشرة درجة وثلاثون
دقيقة، وهي في الاقليم الأول، وقيل: كانت تسمى
أزال، قال ابن الكلبي: إنما سميت صنعاء الآن وهرز
لما دخلها قال: صنعة صنعة، برية أن الحبشة أحكمت
صنعتها، قال: وإنما سميت باسم الذي بناها وهو
صنعاء بن أزال بن عبير بن عابر بن شالخ فكانت تعرف
بأزال وتارة بصنعاء، وقال مجاهد في قوله تعالى:
غدوها شهر ورواحها شهر، كان سليمان، عليه السلام،
يستعمل الشياطين بإصطخر ويعرضهم بالري ويعطيهم
أجورهم بصنعاء فشكوا أمرهم إلى إبليس فقال: عظم
البلاء وقد حضر الفرج، وقال عمارة بن أبي الحسن:
ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلا من
صنعاء، وهو بلد في خط الاستواء، وهي من الاعتدال
من الهواء بحيث لا يتحول الانسان من مكان طول
عمره صيفا ولا شتاء، وتتقارب بها ساعات الشتاء
والصيف، وبها بناء عظيم قد خرب، وهو تل عظيم
عال وقد عرف بغمدان، وقال معمر: وطئت
أرضين كثيرة شاما وخراسان وعراقا فما رأيت مدينة
أطيب من صنعاء، وقال محمد بن أحمد الهمداني الفقيه:
صنعاء طيبة الهواء كثيرة الماء يقال إن أهلها يشتون
مرتين ويصيفون مرتين وكذلك أهل فران ومأرب
وعدن والشحر، وإذا صارت الشمس إلى أول الحمل
صار الحر عندهم مفرطا، فإذا صارت إلى أول السرطان
وزالت عن مست رؤوسهم أربعة وعشرين شتوا ثم
تعود الشمس إليهم إذا صارت إلى أول الميزان فيصيفون
ثانية ويشتد الحر عليهم، فإذا زالت إلى الجنوب
وصارت إلى الجدي شتوا ثانية غير أن شتاءهم قريب
من صيفهم، قال: وكان في ظفار وهي صنعاء، كذا
قال، وظفار مشهورة على ساحل البحر، ولعل هذه
كانت تسمى بذلك، قريب من القصور قصر زيدان،
وهو قصر المملكة، وقصر شوحطان، وقصر كوكبان،
وهو جبل قريب منها، وقد ذكر في موضعه، قال:
وكان لمدينة صنعاء تسعة أبواب، وكان لا يدخلها
غريب إلا بإذن، كانوا يجدون في كتبهم أنها تخرب
من رجل يدخل من باب لها يسمى باب حقل فكانت
عليه أجراس متى حركت سمع صوت الأجراس من
الأماكن البعيدة، وكانت مرتبة صاحب الملك على
ميل من بابها، وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين
كل واحد إلى صاحبه رمية سهم، وكانت له سلسلة
من ذهب من عند الحاجب إلى باب المدينة ممدودة
وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول
أو بريد من بعض العمال حركت السلسلة فيعلم الملك
بذلك فيرى رأيه، وقال أبو محمد اليزيدي يمدح
صنعاء ويفضلها على غيرها وكان قد دخلها:
قلت ونفسي جم تأوهها
تصبو إلى أهلها وأندهها:
426

سقيا لصنعاء! لا أرى بلدا
أوطنه الموطنون يشبهها
خفضا ولينا، ولا كبهجتها،
أرغد أرض عيشا وأرفهها
يعرف صنعا من أقام بها
أعذى بلاد عذا وأنزهها
ما أنس لا أنس ما فجعت به
يوما بنا إبلها تجهجهها
فصاح بالبين ساجع لغب،
وجاهرت بالشمات أمهها
ضعضع ركني فراق ناعمة
في ناعمات تصان أوجهها
كأنها فضة مموهة
أحسن تمويهها مموهها
نفس ببين الأحباب والهة،
وشحط ألافها يولهها
نفى عزائي وهاج لي حزني،
والنفس طوع الهوى ينفهها
كم دون صنعاء سملقا جددا
ينبو بمن رامها معوهها
أرض بها العين والضباء معا
فوضى مطافيلها وولهها
كيف بها، كيف وهي نازحة،
مشبه تيهها ومهمهها
وبني أبرهة بصنعاء القليس وأخذ الناس بالحج إليه
وبناه بناء عجيبا، وقد ذكر في موضعه، وقدم يزيد
ابن عمرو بن الصعق صنعاء ورأى أهلها وما فيها من
العجائب، فلما انصرف قيل له: كيف رأيت صنعاء؟
فقال:
ومن ير صنعاء الجنود وأهلها،
وجنود حمير قاطنين وحميرا
يعلم بأن العيش قسم بينهم،
حلبوا الصفاء فأنهلوا ما كدرا
ويرى مقامات عليها بهجة
يأرجن هنديا ومسكا أذفرا
ويروى عن مكحول أنه قال: أربع من مدن الجنة:
مكة والمدينة وإيلياء ودمشق، وأربع من مدن النار:
أنطاكية والطوانة وقسطنطينية وصنعاء، وقال أبو
عبيد: وكان زياد بن منقذ العدوي نزل صنعاء
فاستوبأها وكان منزله بنجد في وادي أشي فقال
يتشوق بلاده:
لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد،
ولا شعوب هوى مني ولا نقم
وحبذا حين تسمي الريح باردة
وادي أشي وفتيان به هضم
مخدمون كرام في مجالسهم،
وفي الرحال إذا صحبتهم خدم
الواسعون إذا ما جر غيرهم
على العشيرة، والكافون ما جرموا
ليست عليهم إذا يغدون أردية
إلا جياد قسي النبع واللجم
لم ألق بعدهم قوما فأخبرهم
إلا يزيدهم حبا إلى هم
يا ليت شعري عن جنبي مكشحة
وحيث تبنى من الحناءة الأطم
عن الإشاءة هل زالت مخارمها،
وهل تغير من آرامها إرم؟
427

يا ليت شعري! متى أغدو تعارضني
جرداء سابحة أم سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا
في فتية فيهم المرار والحكم
من غير عدم ولكن من تبذلهم
للصيد حين يصيح الصائد اللحم
فيفزعون إلى جرد مسحجة
أفنى دوابرهن الركض والاكم
يرضخن صم الحصى في كل هاجرة
كما تطايح عن مرضاخه العجم
وهي أكثر من هذا وإنما ذكرت ما ذكرت منها وإن
لم يكن فيها من ذكر صنعاء إلا البيت الأول استحسانا
لها وإيفاء بما شرط من ذكر ما يتضمن الحنين إلى
الوطن ولكونها اشتملت على ذكر عدة أماكن، وقد
نسب إلى ذلك خلق وأجلهم قدرا في العلم عبد الرزاق
ابن همام بن نافع أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني
أحد الثقات المشهورين، قال أبو القاسم: قدم الشام
تاجرا وسمع بها الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز
وسعيد بن بشير ومحمد بن راشد المكحولي وإسماعيل
ابن عباس وثور بن يزيد الكلاعي وحدث عنهم وعن
معمر بن راشد وابن جريج و عبد الله وعبيد الله ابني
عمرو بن مالك بن أنس وداود بن قيس الفراء وأبي
بكر بن عبد اله بن أبي سبرة و عبد الله بن زياد بن
سمعان وإبراهيم بن محمد بن أبي معشر نجيح
السندي و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومعتمر بن
سليمان التيمي وأبي بكر بن عباس وسفيان الثوري
وهشيم بن بشير الواسطي وسفيان بن عيينة و عبد العزيز
ابن أبي زياد وغير هؤلاء، روى عنه سفيان بن عيينة،
وهو من شيوخه، ومعتمر بن سليمان، وهو من شيوخه،
وأبو أسامة حماد بن أسامة وأحمد بن حنبل ويحيى
ابن معين وإسحاق بن راهويه ومحمد بن يحيى الذهلي
وعلي بن المديني وأحمد بن منصور الرمادي
والشاذكوني وجماعة وافرة وآخرهم إسحاق بن إبراهيم
الدبري، وكان مولده سنة 126، ولزم معمرا ثمانين
سنة، قال أحمد بن حنبل: أتينا عبد الرزاق قبل
المائتين وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعد ما ذهب
بصره فهو ضعيف الاسناد، وكان أحمد يقول: إذا
اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق، وقال
أبو خيثمة زهير به حرب: لما خرجت أنا وأحمد بن
حنبل ويحيى بن معين نريد عبد الرزاق فلما وصلنا
مكة كتب أهل الحديث إلى صنعاء إلى عبد الرزاق:
قد أتاك حفاظ الحديث فانظر كيف تكون أحمد
ابن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب،
فلما قدمنا صنعاء أغلق الباب عبد الرزاق ولم يفتحه
لاحد إلا لأحمد بن حنبل لديانته، فدخل فحدثه
بخمسة وعشرين حديثا ويحيى بن معين بين الناس جالس،
فلما خرج قال يحيى لأحمد: أرني ما حل لك،
فنظر فيها فخطأ الشيخ في ثمانية عشر حديثا، فلما
سمع أحمد الخطأ رجع فأراه مواضع الخطأ فأخرج
عبد الرزاق الأصول فوجده كما قال يحيى ففتح الباب
وقال: ادخلوا، وأخذ مفتاح بيته وسلمه إلى أحمد
ابن حنبل وقال: هذا البيت ما دخلته يد غيري
منذ ثمانين سنة أسلمة إليكم بأمانة الله على أنكم
لا تقولون ما لم أقل ولا تدخلون علي حديثا من
حديث غيري، ثم أوما إلى أحمد وقال: أنت أمين
الدين عليك وعليهم، قال: فأقاموا عنده حولا،
أنبأنا الحسن بن رستوا أنبأنا أبو عبد الرحمن النسائي
قال: عبد الرزاق بن همام فيه نظر لمن كتب عنه
بآخره، وفي رواية أخرى: عبد الرزاق بن همام لمن
428

يكتب عنه من كتاب ففيه نظر ومن كتب عنه
بآخره حاد عنه بأحاديث مناكير، حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: سألت أبي قلت عبد الرزاق
كان يتشيع ويفرط في التشيع؟ فقال: أما أنا فلم
أسمع منه في هذا شيئا ولكن كان رجلا تعجبه
الاخبار، أنبأنا مخلد الشعيري قال: كنا عند عبد
الرزاق فذكر رجل معاوية فقال: لا تقذروا مجلسنا
بذكر ولد أبي سفيان! أنبأنا علي بن عبد الله بن المبارك
الصنعاني يقول: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق
فأكثر عنه ثم حرق كتبه ولزم محمد بن ثور فقيل له
في ذلك فقال: كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث
معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان
الطويل، فلما قرأ قول عمر لعي والعباس: فجئت
أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث
امرأته من أبيها، قال: ألا يقول الأنوك رسول
الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال زيد بن المبارك:
فقمت فلم أعد إليه ولا أروي عنه حديثا أبدا،
أنبأنا أحمد بن زهير بن حرب قال: سمعت يحيى بن
معين يقول وبلغه أن أحمد بن حنبل يتكلم في عبد الله
ابن موسى بسبب التشيع قال يحيى: والله الذي لا
إله إلا هو عالم الغيب والشهادة لقد سمعت من عبد
الرزاق في هذا المعنى أكثر مما يقول عبد الله بن موسى
لكن خاف أحمد أن تذهب رحلته، أنبأنا سلمة بن
الرزاق يقول والله ما انشرح
صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر،
رحم الله أبا بكر ورحم عمر ورحم عثمان ورحم
عليا ومن لم يحبهم فما هو بمسلم فإن أوثق عملي
حبي إياهم، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. ومات
عبد الرزاق في شوال سنة 211، ومولده سنة 126.
وصنعاء أيضا: قرية على باب دمشق دون المزة
مقابل مسجد خاتون خربت، وهي اليوم مزرعة
وبساتين، قال أبو الفضل: صنعاء قرية على باب دمشق
خربت الآن، وقد نسب إليها جماعة من المحدثين،
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتابه: أبو الأشعث
شراحيل بن أدة، ويقال شراحيل بن شراحيل
الصنعاني، من صنعاء دمشق، ومنهم أبو المقدام
الصنعاني، روى عن مجاهد وعنبسة، روى عنه
الأوزاعي والهيثم بن حميد وإسماعيل بن عياش، قال
الأوزاعي: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم
بالمطعم بن المقدام الصنعاني وبأبي مزيد الغنوي
وبأبي إبراهيم بن حداد العذري، فأضافه إلى أهل
دمشق والحكام أبو عبد الله نسبه إلى اليمن، وقال
أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني في كتابه
الذي جمع فيه رجال مسلم بن الحجاج: حفص بن
ميسرة الصنعاني صنعاء الشام كنيته أبو عمر، سمع
زيد بن أسلم وموسى بن عقبة وغيرهما، روى عنه
عبد الله بن وهب وسويد بن سعيد وغيرهما، وأبو
بكر الأصبهاني أخذ هذه النسبة من كتاب الكنى
لابي أحمد النيسابوري فإنه قال: أبو عمر حفص بن
ميسرة الصنعاني صنعاء الشام، وقال أبو نصر
الكلاباذي في جمعه رجال كتاب أبي عبد الله البخاري:
هو من صنعاء اليمن نزل الشام، والقول عندنا قول
الكلاباذي بدليل ما أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن الإمام
أبي عبد الله بن مندة، أنبأنا أبو تمام إجازة
قال: أخبرنا أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى في
كتاب المصريين قال: حفص بن ميسرة الصنعاني يكنى
ابا عمر من أهل صنعاء، قدم مصر وكتب عنه،
وحدث عنه عبد الله بن وهب وزمعة بن عرابي
ابن معاوية بن أبي عرابي وحسان بن غالب، وخرج

(1) هكذا في الأصل.
429

عن مصر إلى الشام فكانت وفاته سنة 181، وقال أبو
سعيد: حدثني أبي عن جدي أنبأنا ابن وهب حدثني
حفص بن مسيرة قال: رأيت على باب وهب بن منبه
مكتوبا: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فدل جميع
ذلك على أنه كان من صنعاء اليمن، قدم مصر ثم
خرج منها إلى الشام، وحنش به عبد الله الصنعاني
صنعاء الشام، سمع فضالة بن عبيد، روى عنه خالد
ابن معدان والحلاج أبو كبير وعامر بن يحيى المعافري،
قال ابن الفرضي: عداده في المصريين وهو تابعي
كبير ثقة ودخل الأندلس، قال: وهو حنش بن
عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن فهد بن قينان بن ثعلبة
ابن عبد الله بن ثامر السبائي وهو الصنعاني يكنى أبا
رشيد، كان مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه،
بالكوفة وقدم مصر بعد قتل علي وغزا المغرب مع
رويفع بن ثابت والأندلس مع موسى بن نصير،
وكان فيمن ثار مع ابن الزبير على عبد الملك بن مروان
فأتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه، حدث عنه
الحارث بن يزيد وسلامان بن عامر بن يحيى وسيار
ابن عبد الرحمن وأبو مرزوق مولى نجيب وغيرهم،
ومات بإفريقية في الاسلام وولده بمصر، وقيل إنه
مات بمصر، وقيل بسرقسطة وقبره بها معروف،
كل ذلك عن ابن الفرضي، ويزيد بن ربيعة أبو
كامل الرحبي الصنعاني صنعاء دمشق، هكذا ذكره
البخاري في التاريخ العساكري، روى عن أبي أسماء
الرحبي وأبي الأشعث الصنعاني وربيعة بن يزيد وذكر
جماعة أخرى، قال أبو حاتم: يزيد بن ربيعة الصنعاني
ليس بثقة دمشقي، قال جماعة من أصحاب الحديث:
ليس يعرف بدمشق كذاب إلا رجلين: الحكم بن
عبد الله الأبلي ويزيد بن ربيعة، قال أبو موسى
الأصبهاني محمد بن عمر: كان الحاكم أبو عبد الله لا
يعرف إلا صنعاء اليمن فإنه ذكر فيمن يجمع حديثهم
من أهل البلدان، قال: ومن أهل اليمن أبو الأشعث
الصنعاني والمطعم بن المقدام وراشد بن داود وحنش
ابن عبد الله الصنعانيون وهؤلاء كلهم شاميون لا
يمانيون، قال أبو عبد الله الحميدي: حنش بن علي
الصنعاني الذي يروي عن فضالة بن عبيد من صنعاء
الشام قرية بباب دمشق، وأبو الأشعث الصنعاني منها
أيضا، قاله علي بن المديني، قال الحميدي: ولهذا
ظن قوم أن حنش بن عبد الله من الشام لا من
صنعاء اليمن ولا أعرف حنش بن علي والذي يروي
عن فضالة هو ابن عبد الله فهذا بيان حسن لطالب
هذا العلم، وقال ابن عساكر: يحيى بن مبارك
الصنعاني من صنعاء دمشق، روى عن كثير بن سليم
وشريك بن عبد الله النخعي وأبي داود شبل بن عباد
ومالك بن أنس، روى عنه إسماعيل بن عياض
الأرسوفي وخطاب بن عبد السلام الأرسوفي وعبد
العظيم بن إبراهيم وإسماعيل بن موسى بن ذر العسقلاني
نزل أرسوف، ويزيد بن السمط أبو السمط الصنعاني
الفقيه، روى عن الأوزاعي والنعمان بن المنذر
ومطعم بن المقدام وذكر جماعة وذكر بإسناده أن
عالمي أهل الجند بعد الأوزاعي يزيد بن السمط ويزيد
ابن يوسف، وكان ثقة زاهدا ورعا من صنعاء دمشق،
ويزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني المدعي حي من
همدان من أهل صنعاء دمشق، روى عن عبد الرحمن
ابن عوف ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وأبي ذر وأبي
رهم اجزاب بن أسيد السمعي وأبي صالح الخولاني،
روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن عامر وخالد بن
معدان والوضين بن عطاء، وراشد بن داود أبو
المهلب، ويقال أبو داود الرسمي الصنعاني صنعاء
دمشق، روى عن أبي الأشعث شراحيل بن أدة وأبي
430

عثمان شراحيل بن مرثد الصنعانيين وأبي أسماء الرحبي
ونافع ويعلى بن أبي شداد بن أوس وغيرهم، روى
عنه يحيى بن حمزة و عبد الله بن محمد الصنعاني وعبد
الرحمن بن سليمان بن أبي الجون وغيرهم، وسئل عنه
يحيى بن معين فقال: ليس به بأس ثقة، قال يحيى:
وصنعاء هذه قرية من قرى الشام ليست صنعاء اليمن.
صنعان: لغة في صنعاء، عن نصر، وما أراه إلا
وهما لأنه رأى النسبة إلى صنعاء صنعاني.
صنع: بالضم: جبل في ديار بني سليم، عن نصر.
صنع قسي: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وقسي
ذكر في موضعه: موضع فز شعر ذي الرمة، وقال
شبيب بن يزيد بن النعمان بن بشير:
بمخترق الأرواح بين أعابل
وصنع لها بالرحلتين مساكن
صنعة: من قرى ذمار اليمن.
صنف: بالفتح ثم السكون: موضع في بلاد الهند أو
الصين ينسب إليه العود الصنفي الذي يتبخر به،
وهو من أردأ العود لا فرق بينه وبين الخشب إلا
فرقا يسيرا.
الصنمان: قرية من أعمال دمشق في أوائل حوران،
بينها وبين دمشق مرحلتان.
صنم: قال الأزهري: الصنمة، بسكون النون،
الداهية، والصنم، بالضم ثم السكون: موضع في
شعر عامر بن الطفيل.
صنيبعات: جمع الصنيبعة، وهو انقباض البخيل عند
المسألة: وهو موضع في قول بعضهم:
هيهات حجر من صنيبعات
وقيل: ماء نهشت عنده حية ابنا صغيرا للحارث بن
عمرو الغساني وكان مسترضعا في بني تميم وبنو تميم
وبكر في مكان واحد يومئذ، فأتاهما الحارث في
ابنه فأتاه منهما قوم يعتذرون إليه فقتلهم جميعا،
فقال زهير يصف حمارا:
أذلك أم أقب البطن جأب
عليه من عقيقته عفاء
تربع صارة حتى إذا ما
فنى الدحلان منها والإضاء
يعرم بين خرم مفرطات
صواف لا تكدرها الدلاء
فأوردها مياه صنيبعات،
فألفاهن ليس بهن ماء
الصنيفة: قطعة من أسفل الثوب، بالفتح ثم الكسر
والياء المثناة من تحت والفاء: وهو موضع.
الصنين: بالكسر ثم التشديد مفتوح، بلفظ تثنية الصن،
وهو شبه السل، والعامة يفتحونه، يجعل فيه الطعام
يعمل من خوص النخل، والصنين: يوم من أيام
العجوز، وقد ذكرت قبل في الصنبرة: وهو بلد كان
بظاهر الكوفة كان من منازل النذر وبه نهر ومزارع،
باعه عثمان بن عفان، رضي الله عنه، من طلحة بن
عبيد الله وكتب له به كتابا مشهورا مذكورا عند
المحدثين، وجدت نسخته سقيمة فلم أنقله.
باب الصاد والواو وما يليهما
صوار: بالفتح ثم السكون ثم همزة مفتوحة، وراء،
علم مرتجل لم أجد له نظيرا في النكرات: وهو ماء
لكلب فوق الكوفة مما يلي الشام، ويوم صوأر: من
أيامهم المشهورة، وهو الماء الذي تعاقر عليه غالب
ابن صعصعة أبو الفرزدق وسحيم بن وثيل الرياحي
431

وكان قد عقر غالب ناقة وفرقها على بيوت الحي وجاء
إلى سحيم منها بجفنة فغضب وردها فقام سحيم وعقر
ناقة فعقر غالب أخرى وتعاقرا حتى أقصر سحيم، فلما
ورد سحيم الكوفة وبخه قومه فاعتذر بغيبة إبله عنه ثم
أنفذ فجاؤوا بمائة ناقة فعقرها على كناسة الكوفة، فقال
علي، رضي الله عنه: إن هذا مما أهل به لغير الله فلا
تأكلوه، فبقي موضعه حتى أكلته الوحوش والكلاب،
ففخر الفرزدق بذلك فأكثر، فقال له جرير:
لقد سرني ألا تعد مجاشع
من المجد إلا عقر نيب بصوار
وقال جرير أيضا:
فنورد يوم الروع خيلا مغيرة،
وتورد نابا تحمل الكير صوأرا
سبقت بأيام الفضال ولم تجد
لقومك إلا عقر نابك مفخرا
ولاقيت خيرا من أبيك فوارسا،
وأكر أياما سحيما وجحدار
صؤار: موضع بالمدينة، قال الشاعر:
فمحيص فواقم فصؤار
فإلى ما يلي حجاج غراب
في أبيات ذكرت في محيص.
صواعق: موضع في أمثلة كتاب سيبويه.
صوام: جبل قرب البصرة.
الصوائق: جمع صائق وهو اللازق، وأنشد الأزهري
لجندل:
أسود جعد وصنان صائق
والصوائق: اسم جبل بالحجاز قرب مكة لهذيل،
قال لبيد:
أقوى فعرى واسط فبرام
من أهله فصوائق فحرام
وقال أبو جندب الهذلي:
وقد عصبت أهل العرج منهم
بأهل صوائق إذ عصبوني
الصوائم: الصوم: الامساك، والصائم: الماسك،
وجمعه صوائم، ومنه سمي الصوم لأنه يمسك عن
الأكل، ومنه قوله تعالى: إني نذرت للرحمن
صوما، يعني إمساكا عن الكلام، ويوم ذات
الصوائم: من أيامهم.
صوبا: بالضم، وبعد الواو باء موحدة: قرية من
قرى بيت المقدس.
صوت: بالتاء: من نواحي اليمامة واد فيه نخيل لبني
عبيد بن ثعلبة الحنفي.
صوري: بفتح أوله والثاني والثالث، والقصر: موضع
أو ماء قرب المدينة، عن الجرمي، قال ذلك الواحدي
في شرح قول المتنبي:
ولاح لها صور والصباح،
ولاح الشغور لها والضحى
قال: والصواب صوري، عن الجرمي، والصور:
الميل، ولها نظائر ذكرت في قهلى، وقال ابن
الأعرابي: صوري واد في بلاد مزينة قريب من
المدينة.
الصوران: موضع بالمدينة بالبقيع، قال عمر بن أبي
ربيعة يذكره:
قد حلفت ليلة الصورين جاهدة،
وما على المرء إلا الصبر مجتهدا
لتربها ولأخرى من مناصفها:
لقد وجدت به فوق الذي وجدا
432

كذا هو بخط ابن نباتة الذي نقل من خط اليزيدي،
وقال مالك بن أنس: كنت آتي نافعا مولى ابن عمر
نصف النهار ما يظلني شئ من الشمس، وكان منزله
بالبقيع بالصورين.
الصوران: بالفتح، ورواه السمعاني بالضم، وآخره
نون، قال أبو منصور: الصور جماع النخل، قال:
ولا واحد له من لفظه، حكاه أبو عبيد ثم حكى في
موضع آخر عن ثعلب عن ابن الأعرابي الصورة النخلة،
والصورة الحكة في الرأس، قلت: وصوران يجوز
أن كيون جمع صور، وصران: قرية للحضارمة
باليمن بينه وبين صنعاء اثنا عشر ميلا، خرجت منه
نار فثارت الحجارة وعروق الشجر حتى أحرقت الجنة
التي ذكرت في القرآن المجيد في قوله تعالى: إنا بلوناهم
كما بلونا أصحاب الجنة، وقد نسب إليها سليمان بن
زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي الصوراني، روى
عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، روى عنه
ابنه غوث بن سليمان و عبد الله بن لهيعة وغيرهما،
ومات سنة 216، وابنه أبو يحيى غوث بن سلميان
الصوراني، ولي قضاء مصر وكان من خيار القضاة،
وأبو زمعة عرابي بن معاوية عن أبي بن نعيم عن
عمرو بن ربيعة عن عبيدة بن جذيمة الحضرمي، قاله
البخاري بالغين المعجمة، وقيل الصواب المهملة،
روى عن فيتل و عبد الله بن هبيرة وغيرهما، وابنه
زمعة بن عرابي الحضرمي ثم الصوراني يكنى أبا
معاوية، روى عنه أبيه وحفص بن ميسرة، روى عنه
سعيد بن عفير وابنه محمد بن زمعة.
صوران: بالفتح ثم التشديد، علم مرتجل: اسم كورة
بحمص وجبل، وقيل: موضع دون دابق في طرف
الريف، ذكره صخر الغي الهذلي في قوله:
مآبه الروم أو تنوخ أو ال‍
- آطام من صوران أو زبد
صور: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء،
وهي في الاقليم الرابع، طولها تسع وخمسون درجة
وربع، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان، وهو
في ا للغة القرن، كذا قال المفسرون في قوله تعالي:
ونفخ في الصور، وهي مدينة مشهورة سكنها خلق
من الزهاد والعلماء، وكان من أهلها جماعة من الأئمة،
كانت من ثغور المسلمين، وهي مشرفة على بحر الشام
داخلة في البحر مثل الكف على الساعد يحيط بها البحر
من جميع جوانبها إلا الرابع الذي منه شروع بابها،
وهي حصينة جدا ركينة لا سبيل إليها إلا بالخذلان،
افتتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله
عنه، ولم تزل في أيديهم على أحسن حال إلى سنة 518
فنزل عليها الإفرنج وحاصروها وضايقوها حتى نفدت
أزوادهم، وكان صاحب مصر الآمر قد أنفذ إليها
أزوادا فعصفت الريح على الأسطول فرته إلى مصر
فتعوقت عن الوصول إليها فلما سلموها وصل بعد ذلك
بدون العشرة أيام وقد فات الامر وسلمها أهلها بالأمان
وخرج منها المسلمون ولم يبق بها إلا صعلوك عاجز عن
الحركة وتسلمها الإفرنج حصنوها وأحكموها، وهي
في أيديهم إلى الآن، والله المستعان المرجو لكل خير
الفاعل لما يريد، وهي معدودة في أعمال الأردن،
بينها وبين عكة ستة فراسخ، وهي شرقي عكة، وقد
نسب إليها طائفة من العلماء، منهم: أبو عبد الله محمد
ابن علي بن عبد الله الصوري الحافظ، سمع الحديث
على كبر سن حتى صار رأسا وانتقل إلى بغداد سنة
418 بعد أن طاف البلاد ما بين مصر وأكثر تلك
النواحي وكتب عمن بها من العلماء والمحدثين
والشعراء وروى عن عبد الغني بن سعيد المصري وأبي
433

الحسن بن جميع وأبي عبد الله بن كامل، وكان
حافظا متقنا خيرا دينا يسرد الصوم ولا يفطر غير
العيدين وأيام التشريق، وبدقة خطه كان يضرب
المثل، فإنه يكتب في الثمن البغدادي سبعين سطرا
أو ثمانين، روى عنه أبو بكر الحافظ الخطيب
والقاضي أبو عبد الله الدامغاني وغيرهما، وزعم بعض
العلماء أنه لما مات الصوري مضى الخطيب واشترى كتبه
من بنت له فإن أجمع تصانيف الخطيب منها ما عدا
التاريخ فإنه من تصنيف الخطيب، قالوا: وكان
يذاكر بمائتي ألف حديث، قال غيث: سمعت
جماعة يقولون ما رأينا أحفظ منه، وتوفي ببغداد في
جمادى الآخرة سنة 441.
صور: بالضم ثم التشديد والفتح، كأنه جمع صاور
فاعل من الصورة مثل شاهد وشهد: وهي قرية على
شاطئ الخابور، بينها وبين الفدين نحو من أربعة
فراسخ، كانت بها وقعة للخوارج، قال ابن الصفار:
لو تسأل الأرض الفضاء بأمركم
شهد الفدين بهلككم والصور
وقد خفف الأخطل الواو من هذا المكان فقال:
أضحت إلى جانب الحساك جفته،
ورأسه دونه الخابور فالصور
ويروى الصور.
صور: بفتح أوله، وتشديد ثانيه وفتحه، والراء:
موضع أظنه من أعمال المدينة، قال ابن هرمة:
حوائم في عين النعيم كأنما
رأينا بهن العين من وحش صورا
صورة: مكان في صدر يلملم من أراضي مكة، ذكره
في أخبار هذيل، وقالت ذبية بنت بيشة الفهمية ترثي
قومها قتلوا بهذا الموضع:
ألا إن يوم الشر يوم بصورة،
ويوم فناء الدمع لو كان فانيا
لعمري لقد أبكت قريم وأوجعوا
بجرعة بطن الفيل من كان باكيا
قتلتم نجوما لا يحول ضيفهم
ولا يذخرون اللحم أخضر ذاويا
عماد سمائي أصبحت قد تهدمت
فخري سمائي لا أي لك بانيا
الصور: بضم الصاد، وفتح الواو: جبل، قال الأخطل
يذكر عمير بن الحباب:
أمست إلى جانب الحشاك جيفته،
ورأسه دونه اليحموم والصور
الصور: بالفتح ثم السكون: قلعة حصينة عجيبة على
رأس جبل قرب ماردين بين الجبال من أعمال ماردين
رأيتها ولم أر أحكم منها، ولها ربض حسن ذو سوق
عامر.
الصورين: موضع قرب المدينة، قال ابن إسحاق:
لما توجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى بني
قريظة مر بنفر من أصحابه بالصورين قبل أن يصل
إلى بني قريظة.
صوعة: بالفتح ثم السكون، والعين المهملة، والصاع:
المطمئن من الأرض كالصاعة، وصوعة المرأة:
موضع لندف قطنها، واسم الموضع الصاعة،
والصوعة: هضبة في شعر ابن مقبل:
لمن ظعن هبت بليل فأصبحت
بصوعة تحدى كالفسيل المكمم
تبادر عيناك الدموع كأنما
تفيضان من واهي الكلى متخرم
434

الصوقعة: ذو الصوقعة: وادي حمض لبني ربيعة،
عن نصر.
صول: بالفتح، وآخره لام، كمصدر صال يصول
صولا: قرية في النيل في أول الصعيد.
صول: بالضم ثم السكون، وآخره لام، كلمة أعجمية
لا أعرف لها أصلا في العربية: مدينة في بلاد الخزر في
نواحي باب الأبواب وهو الدربند، وليس بالذي
ينسب إليه الصولي وابن عمه إبراهيم بن العباس
الصولي، فإن ذلك باسم رجل كان من ملوك طبرستان
أسلم على يد يزيد بن المهلب وانتسب إلى ولائه، وهذه
مدينة كما ذكرت لك، وقال حندج المري:
في ليل صول تناهى العرض والطول
كأنما صبحه بالليل موصول
لا فارق الصبح كفي إن ظفرت به،
وإن بدت غرة منه وتحجيل
لساهر طال في صول تململه
كأنه حية بالسوط مقتول
متى أرى الصبح قد لاحت مخائله
والليل قد مزقت عنه السرابيل
ليل تحير ما ينحط في جهة
كأنه فوق متن الأرض مشكول
نجومه ركد ليست بزائلة
كأنما هن في الجو القناديل
ما أقدر الله أن يدني على شحط
من داره الحزن ممن داره صول
الله يطوي بساط الأرض بينهما
حتى يرى الربع منه وهو مأهول
صومحان: بالفتح ثم السكون، وفتح الميم، والحاء
المهملة، وآخره نون، صمحه الصيف إذا كان يذيب
دماغه من شدة الحر، وحافر صموح أي شديد،
وصومحان: موضع، قال شاعر:
ويوم بالمجازة والكلندى،
ويوم بين صضنك وصومحان
صومح: موضع آخر، واشتقاقه واحد.
صوناخ: بالضم ثم السكون، والنون، وآخره خاء
معجمة: بلدة بفاراب من وراء نهر سيحون.
الصوير: بالضم ثم الفتح، والياء ساكنة، بلفظ تصغير
الصور، ذو الصوير: من عقيق المدينة، وفيه يقول
العقيلي:
ظرابي منتفة لحاها
تسافد في أثائب ذي صوير
باب الصاد والهاء وما يليهما
صها: جمع صهوة: وهي عدة قلل في جبل بين المدينة
ووادي القرى يقال لكل واحدة منها صهوة وجمعها
صها، أخبرني بذلك من رآها.
صهاب: بالضم، وآخره باء موحدة، والصهبة: لون
حمرة في شعر الرأس واللحية إذا كان في الظاهر حمرة
وفي الباطن سواد، وكذلك جمل صهابي: وهو
موضع، وأنشد أبو علي في كتاب الحجة:
بصهاب هامدة كأمس الدابر
والصهابية من الإبل منسوبة إلى الفحل لا إلى الموضع،
عن الأزهري، قال الجوهري: منسوبة إلى فحل أو
موضع.
صهباء: بلفظ اسم الخمر، وسميت بذلك لصهوبة
لونها وهو حمرتها أو شقرتها: وهو اسم موضع بينه
وبين خيبر روحة، له ذكر في الاخبار.
435

صهر: بالفتح ثم السكون، والراء، يقال: صهرته
الشمس وصهدته إذا اشتد وقوعها عليه، والصهر:
مدينة باليمن في مخلاف ماجن.
صهرتاج: موضع بالأهواز، قال يزيد بن مفرغ:
ديار للجمانة مقفرات
بلين وهجن للقلب اذكارا
فسرت فالقرى من صهرتاج
فدير الراهب الطلل القفار (1)
صهرجت: قريتان بمصر متاخمتان لمنية غمر شمالي
القاهرة معروفتان بكثرة زراعة السكر وتعرف بمدينة
صهرجت بن زيد، وهي على شعبة النيل، بينها وبين
بنها ثمانية أميال، ينسب إليها أبو الفرج محمد بن
الحسن البغدادي من فقهاء الشيعة، له كتاب سماه
قبس المصباح لعله اختصره من مصباح المجتهد للطوسي،
وله شعر وأدب، ذكره الشيخي في تاريخ، ومن شعره:
قم يا غلام إلى المدام فسقني،
واخفف على الندمان كل عقار
أوما ترى وجه الربيع ونوره
يزهو على الأنوار بالنوار
ورد كأمثال الخدود ونرجس
ترنو نواظره إلى النظار
فاقدح بأقداح السرور سرورنا،
واصرف بشرب الخمر داء خماري
الصهو: موضع بحاق رأس أجإ، وهو من أوسط
أجإ مما يلي الغرب، وهي شعاب من نخل ينجاب عنها
الجبل، الواحدة صهوة، وهي لجذيمة من جرم طئ.
الصهوة: صهوة كل شئ أعلاه: بنواحي المدينة،
وهو صدقة عبد الله بن عباس في جبل جهينة.
صهيا: قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق سكنها
هشام بن عمرو بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن
حرب، ذكره ابن أبي العجائز في تاريخ دمشق وغيره
من الاشراف.
صهيد: بفتح الصاد، وكسر الهاء، وياء ساكنة،
ودال مهملة: مفازة ما بين اليمن وحضر موت يقال
لها صهيد، بخط ابن الخاضبة مصحح، والذي عليه
النحويون في الأمثلة أنه صيهد على وزن فيعل، وهو
من قراءات الكتاب.
صهيون: بكسر أوله ثم السكون، وياء مثناة من
تحت مفتوحة، وواو ساكنة، وآخره نون، قال
الأزهري قال أبو عمرو: صهيون هي الروم، وقيل:
البيت المقدس، قال الأعشى يمدح يزيد وعبد المسيح
ابني الديان، وقيل يمدح السيد والعاقب أساقفة نجران:
أيا سيدي نجران لا أوصينكما
بنجران فيما نابها واعتراكما
فإن تفعلا خيرا وترتديا به
فإنكما أهل لذاك كلاكما
وإن تكفيا نجران أمر عظيمة
فقبلكما ما سادها أبواكما
وإن أجلبت صهيون يوما عليكما
فإن رجى الحرب الدكوك رحاكما
قلت: فهو موضع معروف بالبيت المقدس محلة فيها
كنيسة صهيون، وصهيون أيضا: حصن حصين من
أعمال سواحل بحر الشام من أعمال حمص لكنه ليس
بمشرف على البحر، وهي قلعة حصينة مكينة في طرف
جبل، خنادقها أودية واسعة هائلة عميقة ليس لها خندق
محفور إلا من جهة واحدة مقدار طوله ستون ذراعا
أو قريب من ذلك وهو نقر في حجر، ولها ثلاثة

(1) في هذا البيت إقواء.
436

أسوار: سوران دون مربضها وسور دون قلعتها،
وكانت بيد الإفرنج منذ دهر حتى استرجعها الملك
الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب من يد الإفرنج
سنة 584، وهي بيد المسلمين إلى الآن.
باب الصاد والياء وما يليهما
الصياحة: نخل باليمامة، قال الشاعر:
قلبي بصياحات جو مرتهن،
إذا ذكرت أهلها هاج الحزن
صيبون: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم باء موحدة،
وواو ساكنة، ونون: موضع جاء ذكره في شعر
الأعشى:
ليت شعري متى تخب بي
الناقة نحو العذيب فالصيبون
محقبا زكرة وخبز رقاق
وحباقا وقطعة من نون
الحباق: جرزة البقل.
صيخد: موضع في أرض اليمن، عن نصر.
صيداء: بالفتح ثم السكون، والدال المهملة، والمد،
وأهله يقصرونه، وما أظنه إلا لفظة أعجمية إلا أن
أصلها في كلام العرب على سبيل الاشتراك، قال أبو
منصور: الصيداء حجر أبيض يعمل منه البرام جمع
برمة، وقال النضر: الصيداء الأرض، التي تربتها
أجزاء غليظة الحجارة مستوية الأرض، وقال الشماخ:
حذاها من الصيداء نعلا طراقها
حوامي الكراع المؤيدات العشاوز
أي حذاها حرة نعالها الصخور: وهي مدينة على
ساحر بحر الشام من أعمال دمشق شرقي صور بينهما
ستة فراسخ، قالوا: سميت بصيدون بن صدقاء بن
كنعان بن حام بن نوح، عليه السلام، قال هشام عن
أبيه: إنما سميت صيداء التي بالشام بصيدون بن
صدقاء بن كنعان بن حام بن نوح، عليه السلام،
ومر أبو الحسن علي بن محمد بن الساعاتي بنواحي
صيداء وهي بيد الإفرنج فرأى مروجا كثيرة نباتها
النرجس، واتفق أنه هرب بعض الأسارى من صيداء
فأرسلت الخيل وراءه فردته فقال
لله صيداء من بلاد
لم تبق عندي بلى دفينا
نرجسها حلية الفيافي
قد طبق السهل والحزونا
وكيف ينجو بها هزيم
وأرضها تنبت العيونا!
وطول صيداء تسع وخمسون درجة وثلث، وعرضها
ثلاث وثلاثون درجة وثلثان، وهي في الاقليم الرابع،
قال الزجاجي: اشتقاقها من الصيد، يقال: رجل
أصيد وامرأة صيداء وهو ميل في العنق من داء
وربما فعل ذلك الرجل كبرا، والنسبة إليها صيداوي
وهذه نسبة ما لا ينصرف من الممدود، ولو كان
مقصورا لكان صيدوي كقولهم في ملهى ملهوي
وفي مرمى مرموي، ومن أسمائها إربل بلفظ
إربل الموصل، وذكر السمعاني أنه ينسب إليها
صيداني، بالنون، كأنه لحق بصنعاء وصنعاني وبهراء
وبهراني، قال: وممن نسب إليها كذلك أبو الحسن
محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن جميع
الغساني الحافظ الصيداني، رحل في طلب الحديث إلى
مصر والعراق والجزيرة وفارس وسمع فأكثر، روى
عنه ابنه الحسن وأبو سعد الماليني وغيرهما، وجمع
لنفسه معجما لشيوخه، ومات بعد سنة 394،
437

وروى عن ابن جميع أيضا عبد الغني بن سعيد الحافظ،
وهو من أقرانه، وتمام بن محمد وأبو عبد الله الصوري
و عبد الله بن أبي عقيل وأبو نصر بن طلاب وأبو العباس
أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة الأصبهاني وأبو
الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المصري
الصواف وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي
سلمة الوراق الصيداوي وأبو الحسين محمد بن الحسين
ابن علي الترجمان وأبو علي الأهوازي وأبو الحسن
الجنابي، وبلغني أن مولد ابن جميع سنة 305،
وكان من الأعيان والأئمة الثقات، ومات بصيداء في
رجب سنة 402، وأكثر ما يقال له الصيداوي،
وممن نسب إليها بهذه النسبة هشام بن الغاز بن ربيعة
الجرشي الصيداوي، روى عن مكحول ونافع وابن
المبارك ووكيع، ومات سنة 156، وقرأت بخط
محمد بن هاشم الخالدي في ديوان المتنبي ما صورته:
قال، يعني المتنبي، لمعاذ الصيداوي وهو يعذله،
والصيداء بساحل الشام تعرف بصيداء الصور، وبحوران
موضع يقال له أيضا صيداء، ولذلك قال النابغة:
وقبر بصيداء التي عند حارب
ليعلم أنها غير هذه وهما بالشام، وصيداء أيضا:
الماء المعروف بصداء الذي يضرب به المثل في الطيب
فيقال: ماء ولا كصداء، وقال المبرد: هو صيداء،
وأنشد:
يحاول من أحواض صيداء مشربا
وقد تقدم، وفي سنة 504 سار مغدون في جمع
كثير وهو صاحب القدس إلى صيداء ففتحها بالأمان
وصادر أهلها وبقيت في أيديهم إلى أن استعادها
صلاح الدين سنة 583.
صيد: بالفتح ثم السكون، ودال مهملة: جبل عظيم
عال جدا في أرض اليمن من مخلاف جعفر من حقل
ذمار في رأسه قلعة يقال لها سمارة.
صيدنايا: بعد الدال نون، وبعد الألف ياء وألف:
بلد من أعمال دمشق مشهور بكثرة الكروم والخمر
الفائق.
صيدوح: بالفتح ثم السكون، ودال مهملة، وواو
ساكنة، وحاء مهملة، قال ابن شميل: الصدح
والصيدح لون أشد حمرة من العناب حتى يضرب
إلى سواد، وقيل: الصدحان آكام صغار صلاب
الحجارة، واحدها صدح، وصدح الديك: صاح،
وصيدوح: قرية بشرقي المدينة تشرب من شراج
الحرة، والشراج: مجاري المياه من الحرار إلى
السهل، واحدها شرج.
صير: بكسر اوله، وسكون ثانيه، وآخره راء،
والصير: الصحناءة، وصير الامر: مصيرة وعاقبته،
والصير: الشق، ومنه الحديث: من نظر في صير
باب وفقئت عينه فهي هدر، والصير: جبل
بأجإ في ديار طئ فيه كهوف شبه البيوت. والصير:
جبل على الساحل بين سيراف وعمان. وصير
البقر: موضع بالحجاز.
صيرة: بالكسر، وآخره هاء، واحدة الصير، وهي
حظيرة تعمل للغنم من حجارة: وهو موضع، وفي
حديث مقتل ذي الكلب أنه خرج وإنسان معه حتى
أتيا على صيرة دار من فهم بالجوف.
صيعير: بالكسر ثم السكون ثم عين مهملة مكسورة
ثم ياء أخرى، وآخره راء، وهو من الصعر، وهو
ميل العنق، والصيعرية: اعتراض في السير، ولا
أظنها إلا أعجمية: وهي قرية بنواحي القدس
ذكرت في التوارة.
438

صيغ: بالكسر ثم السكون، وآخره غين معجمة،
بلفظ ما لم يسم فاعله من ماضي صاغ يصوغ: ناحية من
نواحي خراسان كان بها مهلك أسد بن عبد الله القسري.
صيقاة: بالفتح، وسكون ثانيه، وقاف، قال أبو
أحمد العسكري: موضع كان فيه يوم من أيامهم،
والصيق: الغبار الجائل في الهواء، والصيتق: الريح
المنتنة.
صيلع: بالفتح ثم السكون، وفتح اللام، وآخره
عين مهملة: موضع كثير البان، وبه ورد الخبر
على امرئ القيس بمقتل أبيه حجر الكندي فقال:
أتاني وأصحابي على رأس صيلع
حديث أطار النوم عني فأقعما
فقلت لنجلي بعد ما قد أتى به:
تبين وبين لي الحديث المجمجما
فقال: أبيت اللعن! عمرو وكاهل
أباحوا حمى حجر فأصبح مسلما
صيلة: بوزن الذي قبله: موضع.
صيمرة: بالفتح ثم السكون، وفتح الميم ثم راء،
كلمة أعجمية، وهي في موضعين: أحدهما بالبصرة
على فم نهر معقل وفيها عدة قرى تسمى بهذا الاسم،
جاءهم في حدود سنة 450 رجل يقال له ابن الشباس
فادعى عندهم أنه إله فاستخف عقولهم بترهات
فانقادوا له وعبدوه، وقد ذكرت من خبره جملة
في كتاب المبدأ والمال عند ذكر فرق الاسلام،
وقد نسب إلى هذا الموضع قوم من أهل الفضل والدين
والعلم والصلاح، منهم: أبو عبد الله الحسن بن علي
ابن محمد بن جعفر الصيمري أحد الفقهاء المذكورين
من أصحاب أبي حنيفة، رضي الله عنه، حدث عن أبي
بكر المفيد وغيره، روى عنه أبو بكر علي بن أحمد
ابن ثابت بن الخطيب وقال: كان صدوقا وافر العقل
جميل المعاشرة عارفا بحقوق أهل العلم، توفي في
شوال سنة 463 ببغداد، وأبو القاسم عبد الواحد بن
الحسين الصيمري الفقيه الشافعي، سكن البصرة
وحضر مجلس القاضي أبي حامد المروزي وتفه على
صاحبه أبي الفياض وارتحل الناس إليه من البلاد،
وكان حافظا لمذهب الشافعي، رضي الله عنه، حسن
التصنيف فيه، ومنها أيضا أبو العنبس الصيمري
واسمه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس بن
المغيرة بن ماهان، وكان شاعرا أديبا مطبوعا إذا
ترهات وله تصانيف هزلية نحو الثلاثين، منها تأخير
المعرفة وغير ذلك، ومن شعره:
كم مريض قد عاش من بعد يأس
بعد موت الطبيب والعواد
قد يصاد القطا فينجو سليما
ويحل القضاء بالصياد
ومات سنة 275، وكان نادم المتوكل وحظي عنده،
والصيمرة: بلد بين ديار الجبل وديار خوزستان،
وهي مدينة بمهرجان قذق، قال أبو الفضل:
دخلتها ولم أجد بها من يحدث حينئذ، وقد حدث بها
جماعة، وهي للقاصد من همذان إلى بغداد عن يساره،
وبها نخل وزيتون وجوز وثلج وفواكه السهل والجبل،
وبينها وبين الطرحان قنطرة خانقين تعد في العجائب، قال
الإصطخري: وأما صيمرة والسيروان فمدينتان
صغيرتان غير أن بنيانهما الغالب عليه الحص والحجارة
وفيهما الليمون والجوز وما يكون في بلاد الصرود
والجروم وفيهما مياه كثيرة وأشجار، وهما نزهتان
يجري الماء في دورهم ومنازلهم، ينسب إليها أبو تمام
إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن حمدان الهمذاني
439

من أهل بروجرد وأصله من الصيمرة وكان رئيس
بروجرد ثم عجز وقعد في بيته، سمع ببروجرد
أبا يعقوب يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب وأبا
إسحاق إبراهيم بن أحمد الرازي وغيرهما، سمع منه
أبو سعد، وإبراهيم بن الحسن بن إسحاق الآدمي أبو
إسحاق الصيمري، روى عن محمد بن عبيد الأسدي
وزياد بن أيوب ومحمد بن حميد وغيرهم، وكان
يسكن همذان، ذكره شيرويه.
صيمكان: بالكسر، وبعد الياء الساكنة ميم، وكاف،
وآخره نون: بلد بفارس من كورة أردشير خره.
صيمور: وربما قيل صيمون بالنون في آخره: بلد
من بلاد الهند الملاصقة للسند قرب الديبل وهو من
عمل ملك من ملوكهم يقال له بلهرا كافر، إلا أن
صيمور وكنبانية من بلاد فيها مسلمون ولا يلي
عليهم من قبل بلهرا إلا مسلم، وبها مسجد جامع
تجمع فيه الجمعات، ومدينة بلهرا التي يقيم فيها
يقال لها مانكير، وله مملكة واسعة.
الصين: بالكسر، وآخره نون: بلاد في بحر المشرق
مائلة إلى الجنوب وشماليها الترك، قال ابن الكلبي عن
الشرقي: سميت الصين بصين، وصين وبغرابنا بغبر بن
كماد بن يافث، ومنه المثل: ما يدري شغر من بغر،
وهما بالمشرق وأهلهما بين الترك والهند، قال أبو
القاسم الزجاجي: سميت بذلك لان صين بن بغبر بن
كماد أول من حلها وسكنها، وسنذكر خبرهم ههنا،
والصين في الاقليم الأول، طولها من المغرب مائة
وأربع وستون درجة وثلاثون دقيقة، قال الحازمي:
كان سعد الخير الأندلسي يكتب لنفسه الصيني لأنه
سافر إلى الصين، وقال العمراني: الصين موضع
بالكوفة وموضع أيضا قريب من الإسكندرية، قال
المفجع في كتاب المنقذ، وهو كتاب وضعه على
مثال الملاحن لابن دريد: الصين بالكسر موضعان
الصين الأعلى والصين الأسفل، وتحت واسط بليدة
مشهورة يقال لها الصينية ويقال لها أيضا صينية
الحوانيت، ينسب إليها صيني، منها الحسن بن أحمد
ابن ماهان أبو علي الصيني، حدث عن أحمد بن عبيد
الواسطي، يروي عنه أبو بكر الخطيب وقال: كان
قاضي بلدته وخطيبها، وأما إبراهيم بن إسحاق الصيني
فهو كوفي كان يتجر إلى الصين فنسب إليها، وقال
أبو سعد: وممن نسب إلى الصين أبو الحسن سعد الخير
ابن محمد بن سهل بن سعد الأنصاري الأندلسي، كان
يكتب لنفسه الصيني لأنه كان قد سافر من المغرب
إلى الصين، وكان فقيها صالحا كثير المال، سمع
الحديث من أبي الخطاب بن بطر القاري وأبي عبد الله
الحسين بن محمد بن طلحة النعال وغيرهما، وذكره
أبو سعد في شيوخه، ومات سنة 541، ولهم صيني
آخر لا يدرى إلى أي شئ هو منصوب، وهو حميد
ابن محمد بن علي أبو عمرو الشيباني يعرف بحميد
الصيني، سمع ا لسري بن خزيمة وأقرانه، روى عنه
أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان ذكرته وغيره، وهذا
شئ من أخبار الصين الأقصى ذكرته كما وجدته لا
أضمن صحته فإن كان صحيحا فقد ظفرت بالغرض
وإن كان كذبا فتعرف ما تقوله الناس، فإن هذه
بلاد شاسعة ما رأينا من مضى إليها فأوغل فيها وإنما
يقصد التجار أطرافها، وهي بلاد تعرف بالجاوة على
سواحل البحر شبيهة ببلاد الهند يجلب منها العود
والكافور والسنبل والقرنفل والبسباسة والعقاقير
والغضائر الصينية، فأما بلاد الملك فلم نر أحدا
رآها، وقرأت في كتاب عتيق ما صورته: كتب
إلينا أبو دلف مسعر بن مهلهل في ذكر ما شاهده
440

ورآه في بلاد الترك والصين والهند قال: إني لما
رأيتكما يا سيدي، أطال الله بقاءكما، لهجين
بالتصنيف مولعين بالتأليف أحببت أن لا أخلي
دستور كما وقانون حكمتكما من فائدة وقعت إلى
مشاهدتها وأعجوبة رمت بي الأيام إليها ليروق معنى
ما تتعلمانه السمع ويصبو إلى استيفاء قراءته القلب،
وبدأت بعد حمد الله والثناء على أنبيائه بذكر المسالك
المشرقية واختلاف السياسة فيها وتباين ملكها وافتراق
أحوالها وبيوت عبادتها وكبرياء ملوكها وحكوم
قوامها ومراتب أولي الأمر والنهي لديها لان معرفة
ذلك زيادة في البصيرة واجبة في السيرة قد حض الله
تعالى عليها أولي التيقظ والاعتبار وكلفه أهل العقول
والابصار فقال، جل اسمه: أفلم يسيروا في الأرض،
فرأيت معاونتكما لما وشج بيننا من الأخاء وتوكد
من المودة والصفاء، ولما نبا بي وطني ووصل بي
السير إلى خراسان ضاربا في الأرض أبصرت ملكها
والموسوم بإمارتها نصر بن أحمد السامان، عظيم الشأن
كبير السلطان يستصغر في جنبه أهل الطول وتخف
عنده موازين ذوي القدرة والحول، ووجدت عنده
رسل قالين بن الشخير ملك الصين راغبين في مصاهرته
طامعين في مخالطته يخطبون إليه ابنته فأبى ذلك
واستنكره لحظر الشريعة له، فلما أبى ذلك راضوه
على أن يزوج بعض ولده ابنة ملك الصين فأجاب إلى
ذلك فاغتنمت قصد الصين معهم فسلكنا بلد الأتراك
فأول قبيلة وصلنا إليها بعد أن جاوزنا خراسان وما
وراء النهر من مدن الاسلام قبيلة في بلد يعرف
بالخركاه فقطعناها في شهر نتغذى بالبر والشعير، ثم
خرجنا إلى قبيلة تعرف بالطخطاخ تغذينا فيها بالشعير
والدخن وأصناف من اللحوم والبقول الصحراوية
فسرنا فيها عشرين يوما في أمن ودعة يسمع أهلها لملك
الصين ويطيعونه ويؤدون الإتاوة إلى الخركاه لقربهم
إلى الاسلام ودخولهم فيه وهم يتفقون معهم في أكثر
الأوقات على غزو من بعد عنهم من المشركين،
ثم وصلنا إلى قبيلة تعرف بالبجا فتغذينا فيهم بالدخن
والحمص والعدس وسرنا بينهم شهرا في أمن ودعة،
وهم مشركون ويؤدون الإتاوة إلى الطخطاخ
ويسجدون لملكهم ويعظمون البقر ولا تكون عندهم
ولا يملكونها تعظيما لها، وهو بلد كثير التين والعنب
والزعرور الأسود وفيه ضرب من الشجر لا تأكله
النار، ولهم أصنام من ذلك الخشب، ثم خرجنا إلى
قبيلة تعرف بالبجناك طوال اللحى أولو أسبلة همج
يغير بعضهم على بعض ويفترش الواحد المرأة على ظهر
الطريق، يأكلون الدخن فقط، فسرنا فيهم اثني عشر
يوما وأخبرنا أن بلدهم عظيم مما يلي الشمال وبلد
الصقالبة ولا يؤدون الخراج إلى أحد، ثم سرنا إلى قبيلة
تعرف بالجكل يأكلون الشعير والجلبان والحوم الغنم
فقط ولا يذبحون الإبل ولا يقتنون البقر ولا تكون
في بلدهم، ولباسهم الصوف والفراء لا يلبسون غيرهما،
وفيهم نصارى قليل، وهم صباح الوجوه يتزوج الرجل
منهم بابنته وأخته وسائر محارمه، وليسوا مجوسا
ولكن هذا مذهبهم في النكاح، يعبدون سهيلا
وزحل والجوزاء وبنات نعش والجدي ويسمون
الشعرى اليمانية رب الأرباب، وفيهم دعة ولا يرون
الشر، وجميع من حولهم من قبائل الترك يتخطفهم
ويطمع فيهم، وعندهم نبات يعرف بالكلكان طيب
الطعام يطبخ مع اللحم، وعندهم معادن البازهر وحياة
الحبق، وهي بقر هناك، ويعملون من الدم والذاذي
البري نبيذا يسكر سكرا شديدا، وبيوتهم من
الخشب والعظام، ولا ملك لهم، فقطعنا بلدهم في
أربعين يوما في أمن وخفض ودعة، ثم خرجنا إلى قبيلة
441

تعرف بالبغراج لهم أسبلة بغير لحى يعلمون بالسلاح
عملا حسنا فرسانا ورجالة، ولهم ملك عظيم الشأن
يذكر أنه علوي وأنه من ولد يحيى بن زيد وعنده
مصحف مذهب على ظهره أبيات شعر رثي بها زيد،
وهم يعبدون ذلك المصحف، وزيد عندهم ملك العرب
وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، عندهم إله العرب
لا يملكون عليهم أحدا إلا من ولد ذلك العلوي،
وإذا استقبلوا السماء فتحوا أفواهم وشخصوا أبصارهم
إليها، يقولون: إن إله العرب ينزل منها ويصعد
إليها، ومعجزة هؤلاء الذين يملكونهم عليهم من ولد
زيد أنهم ذوو لحى وأنهم قيام الأنوف عيونهم واسعة
وغذاؤهم الدخن ولحوم الذكران من الضأن، وليس
في بلدهم بقر ولا معز، ولباسهم اللبود لا يلبسون
غيرها، فسرنا بينهم شهرا على خوف ووجل، أدينا
إليهم العشر من كل شئ كان معنا، ثم سرنا إلى قبيلة
تعرف بتبت فسرنا فيهم أربعين يوما في أمن وسعة،
يتغذون بالبر والشعير والباقلى وسائر اللحوم
والسموك والبقول والأعناب والفواكه ويلبسون
جميع اللباس، ولهم مدينة من القصب كبيرة فيها
بيت عبادة من جلود البقر المدهونة، فيه أصنام من
قرون غزلان المسلك، وبها قوم من المسلمين واليهود
والنصارى والمجوس والهند ويؤدون الإتاوة إلى العلوي
البغراجي ولا يملكهم أحد إلا بالقرعة، ولهم محبس
جرائم وجنايات، وصلاتهم إلى قبلتنا، ثم سرنا
إلى قبيلة تعرف بالكيماك، بيوتهم من جلود،
يأكلون الحمص والباقلى ولحوم ذكران الضأن
والمعز ولا يرون ذبح الإناث منها، وعندهم عنب
نصف الحبة أبيض ونصفها أسود، وعندهم حجارة
هي مغناطيس المطر يستمطرون بها متى شاؤوا، ولهم
معادن ذهب في سهل من الأرض يجدونه قطعا،
وعندهم ماس يكشف عنه السيل ونبات حلو الطعم
ينوم ويخدر، ولهم قلم يكتبون به، وليس لهم
ملك ولا بيت عبادة، ومن تجاوز منهم ثمانين سنة
عبدوه إلا أن يكون به عاهة أو عيب ظاهر، فكان
مسيرنا فيهم خمسة وثلاثين يوما ثم انتهينا إلى قبيلة
يقال لهم الغز، لهم مدينة من الحجارة والخشب
والقصب ولهم بيت عبادة وليس فيه أصنام، ولهم ملك
عظيم الشأن يستأدي منهم الخراج، ولهم تجارات إلى
الهند وإلى الصين ويأكلون البر فقط وليس لهم بقول،
ويأكلون لحوم الضأن والعز الذكران والإناث ويلبسون
الكتان والفراء ولا يلبسون الصوف، وعندهم حجارة
بيض تنفع من القولنج وحجارة خضر إذا مرت على
السيف لم يقطع شيئا، وكان مسيرنا بينهم شهرا في
أمن وسلامة ودعة، ثم انتهينا إلى قبيلة يقال لهم
التغزغز، يأكلون المذكى وغير المذكى ويلبسون القطن
واللبود، وليس لهم بيت عبادة، وهم يعظمون الخيل
ويحسنون القيام عليها، وعندهم حجارة تقطع الدم إذا
علقت على صاحب الرعاف أو النزف، ولهم عند
ظهور قوس قزح عيد، وصلاتهم إلى مغرب الشمس،
وأعلامهم سود، فسرنا فيهم عشرين يوما في خوف
شديد ثم انتهينا إلى قبيلة يقال لهم الخرخيز، يأكلون
الدخن والأرز ولحوم البقر والضأن والمعز وسائر
اللحوم إلا الجمال، ولهم بيت عبادة وقلم يكتبون
به، ولهم رأي ونظر، ولا يطفئون سرجهم حتى
تطفأ موادها، ولهم كلام موزون يتكلمون به في
أوقات صلاتهم، وعندهم مسك: ولهم أعياد في السنة،
وأعلامهم خضر، يصلون إلى الجنوب ويعظمون
زحل والزهرة ويتطيرون من المريخ، والسباع في
بلدهم كثيرة، ولهم حجارة تسرج بالليل يستغنون بها
عن المصباح ولا تعمل في غير بلادهم، ولهم ملك مطاع
442

لا يجلس بين يديه أحد منهم الا إذا جاوز أربعين
سنة، فسرنا فيهم شهرا في أمن ودعة ثم انتهينا إلى
قبيلة يقال لها الخرلخ، يأكلون الحمص والعدس ويعلمون
الشراب من الدخن ولا يأكلون اللحم إلا مغموسا
بالملح، ويلبسون الصوف، ولهم بيت عبادة في حيطانه
صورة متقدمي ملوكهم، والبيت من خشب لا تأكله
النار، وهذا الخشب كثير في بلادهم، والبغي والجور
بينهم ظاهر ويغير بعضهم على بعض، والزنا بينهم
كثير غير محظور، وهم أصحاب قمار، يقامر أحدهم
غيره بزوجته وابنه وابنته وأمه فما دام في مجلس القمار
فللمقمور أن يفادى ويفك فإذا انصرف القامر فقد
حصل له ما قمر به يبيعه من التجار كما يريد، والجمال
والفساد في نسائهم ظاهر، وهم قليلو الغيرة، فتجئ
ابنة الرئيس فمن دونه أو امرأته أو أخته إلى القوافل
إذا وافت البلد فتعرض للوجوه فإن أعجبها انسان
أخذته إلى منزلها وأنزلته عندها وأحسنت إليه وتصرف
زوجها وأخاها وولدها في حوائجه ولم يقربها زوجها
ما دام من تريده عندها إلا لحاجة يقضيها ثم تتصرف هي
ومن تختاره في أكل وشرب وغير ذلك بعين زوجها
لا يغيره ولا ينكره، ولهم عيد يلبسون الديباج ومن
لا يمكنه رقع ثوبه برقعة منه، ولهم معدن فضة
تستخرج بالزيبق، وعندهم شجر يقوم مقام الإهليلج
قائم الساق وإذا طلي عصارته على الأورام الحارة
أبرأها لوقتها، ولهم حجر عظيم يعظمونه ويحتكمون
عنده ويذبحون له الذبائح، والحجر أخضر سلقي،
فسرنا بينهم خمسة وعشرين يوما فز أمن ودعة ثم
انتهينا إلى قبيلة يقال لهم الخطلخ، فسرنا بين أهلها
عشرة أيام، وهم يأكلون البر وحده ويأكلون سائر
اللحوم غير مذكاة، ولم أر في جميع قبائل الترك أشد
شوكة منهم، يتخطفون من حولهم ويتزوجون
الأخوات، ولا تتزوج المرأة أكثر من زوج واحد،
فإذا مات لم تتزوج بعده، ولهم رأي وتدبير، ومن
زنى في بلدهم أحرق هو والتي يزني بها، وليس لهم
طلاق، والمهر جميع ما ملك الرجل، وخدمة الولي
سنة، وللقتل بينهم قصاص وللجراح غرم، فإن تلف
المجروح بعد أن يأخذ الغرم بطل دمه، وملكهم
ينكر الشر ولا يتزوج فإن تزوج قتل، ثم انتهينا
إلى قبيلة يقال لها الختيان، يأكلون الشعير والجلبان
ولا يأكلون اللحم إلا مذكى، ويزوجون تزويجا صحيحا
وأحكامهم أحكام عقلية تقوم بها السياسة، وليس لهم
ملك، وكل عشرة يرجعون إلى شيخ له عقل ورأي
فيتحاكمون إليه، وليس لهم جور على من يجتاز بهم،
ولا اغتيال، ولهم بيت عبادة يعتكفون فيه الشهر
والأقل والأكثر، ولا يلبسون شيئا مصبوغا،
وعندهم مسك جيد ما دام في بلدهم فإذا حمل منه
تغير واستحال، ولهم بقول كثيرة في أكثرها منافع،
وعندهم حياة تقتل من ينظر إليها إلا أنها في جبل
لا تخرج عنه بوجه ولا سبب، ولهم حجارة تسكن
الحمى ولا تعمل في غير بلدهم، وعندهم بازهر جيد
شمعي فيه عروق خضر، وكان مسيرنا فيهم عشرين
يوما، ثم انتهينا إلى بلد بهي فيه نخل كثير وبقول
كثيرة وأعناب ولهم مدينة وقرى وملك له سياسة
يلقب بهي، وفي مدينتهم قوم مسلمون ويهود
ونصارى ومجوس وعبدة أصنام، ولهم أعياد، وعندهم
حجارة خضر تنفع من الرمد وحجارة حمر تنفع من
الطحال، وعندهم النيل الجيد القانئ المرتفع الطافي
الذي إذا طرح في الماء لم يرسب، فسرنا فيهم أربعين
يوما في أمن وخوف ثم انتهينا إلى موضع يقال له
القليب فيه بوادي عرب ممن تخلف عن تبع لما غزا
بلاد الصين، لهم مصايف ومشات في مياه ورمال،
443

يتكلمون بالعربية القديمة لا يعرفون غيرها ويكتبون
بالحميرية ولا يعرفون قلمنا، يعبدون الأصنام،
وملكهم من أهل بيت منهم لا يخرجون الملك من
أهل ذلك البيت، ولهم أحكام، وحظر الزنا والفسق،
ولهم شراب جيد من التمر، وملكهم يهادي ملك
الصين، فسرنا فيهم شهرا في خوف وتغرير، ثم انتهينا
إلى مقام الباب، وهو بلد في الرمل تكون حجية
الملك، وهو ملك الصين، ومنه يستأذن لمن يريد
دخول بلد الصين من قبائل الترك وغيرهم، فسرنا فيه
ثلاثة أيام في ضيافة الملك يغير لنا عند رأس كل فرسخ
مركوب، ثم انتهينا إلى وادي المقام فاستؤذن لنا منه
وتقدمنا الرسل فاذن لنا بعد أن أقمنا بهذا الوادي،
وهو أنزه بلاد الله وأحسنها، ثلاثة أيام في ضيافة
الملك، ثم عبرنا الوادي وسرنا يوما تاما فأشرفنا على
مدينة سندابل، وهي قصبة الصين وبها دار المملكة،
فبتنا على مرحلة منها، ثم سرنا من الغد طول نهارنا حتى
وصلنا إليها عند المغرب، وهي مدينة عظيمة تكون
مسيرة يوم ولها ستون شارعا ينفذ كل شارع منها إلى
دار الملك، ثم سرنا إلى باب من أبوابها فوجدنا ارتفاع
سورها تسعين ذراعا وعرضه تسعين ذراعا وعلى رأس
السور نهر عظيم يتفرق على ستين جزاء كل جزء منها
ينزل على باب من الأبواب تتلقاه رحى تصبه إلى ما
دونها ثم إلى غيرها حتى يصب في الأرض ثم يخرج
نصفه تحت السور فيسقي البساتين ويرجع نصفه إلى
المدينة فيسقي أهل ذلك الشارع إلى دار الملك ثم يخرج
في الشارع الآخر إلى خارج البلد فكل شارع فيه نهران
وكل خلاء فيه مجريان كل واحد يخالف صاحبه،
فالداخل يسقيهم والخارج يخرج بفضلاتهم، ولهم بيت
عبادة عظيم، ولهم سياسة عظيمة وأحكام متقنة،
وبيت عبادتهم يقال إنه أعظم من مسجد بيت المقدس
وفيه تماثيل وتصاوير وأصنام وبد عظيم، وأهل البلد
لا يذبحون ولا يأكلون اللحوم أصلا، ومن قتل منهم
شيئا من الحيوان قتل، وهي دار مملكة الهند والترك
معا، ودخلت على ملكهم فوجدته فائقا في فنه
كاملا في رأيه فخاطبه الرسل بما جاؤوا به من تزويجه
ابنته من نوح بن نصر فأجابهم إلى ذلك وأحسن إلي
وإلى الرسل وأقمنا في ضيافته حتى نجزت أمور المرأة
وتم ما جهزها به ثم سلمها إلى مائتي خادم وثلاثمائة
جارية من خواص خدمه وجواريه وحملت إلى خراسان
إلى نوح بن نصر فتزوج بها، قال: وبلغنا أن نصرا
عمل قبره قبل وفاته بعشرين سنة، وذلك أنه حد له
في مولده مبلغ عمره ومدة انقضاء أجله وأن موته
يكون بالسل وعرف اليوم الذي يموت فيه، فخرج
يوم موته إلى خارج بخارى وقد أعلم الناس أنه ميت في
يومه ذلك وأمرهم أن يتجهزوا له بجهاز التعزية والمصيبة
ليتصورهم بعد موته بالحال التي يراهم بها، فسار بين
يديه ألوف من الغلمان الأتراك المرد وقد ظاهروا
اللباس بالسواد وشقوا عن صدورهم وجعلوا التراب
على رؤوسهم ثم تبعهم نحو ألفي جارية من أصناف
الرقيق مختلفي الأجناس واللغات على تلك الهيئة ثم
جاء على آثارهم عامة الجيش والأولياء يجنبون دوابهم
ويقودون قودهم وقد خالفوا في نصب سروجها عليها
وسودوا نواصيها وجباهها حاثين التراب على رؤوسهم
واتصلت بهم الرعية والتجار في غم وحزن وبكاء
شديد وضجيج يقدمهم أولادهم ونساؤهم ثم اتصلت
بهم الشاكرية والمكارون والحمالون على فرق منهم قد
غيروا زيهم، وشهر نفسه بضرب من اللباس، ثم جاء
أولاده يمشون بين يديه حفاة حاسرين والتراب على
رؤوسهم وبين أيديهم وجوه كتابه وجلة خدمه
ورؤساؤه وقواده، ثم أقبل القضاة والمعدلون والعلماء
444

يسايرونه في غم وكآبة وحزن، وأحضر سجلا كبيرا
ملفوفا فأمر القضاة والفقهاء والكتاب بختمه فأمر نوحا
ابنه أن يعمل بما فيه واستدعى شيئا من حسا في
زبدية من الصيني الأصفر فتناول منه شيئا يسيرا ثم
تعز غرت عيناه بالدموع وحمد الله تعالى وتشهد وقال:
هذا آخر زاد نصر من دنياكم، وسار إلى قبره ودخله
وقرأ عشرا فيه واستقر به مجلسه ومات، رحمه الله،
وتولى الامر نوح ابنه، قلت: ونحن نشك في صحة
هذا الخبر لان محدثنا به ربما كان ذكر شيئا فسأل الله
أن لا يؤاخذه بما قال، ونرجع إلى كلام رسول
نصر، قال: وأقمت بسندابل مدينة الصين مدة ألقى
ملكها في الأحايين فيفاوضني في أشياء ويسألني عن
أمور من أمور بلاد الاسلام، ثم استأذنته في الانصراف
فأذن لي بعد أن أحسن إلي ولم يبق غاية في أمري،
فخرجت إلى الساحل أريد كله، وهي أول الهند
وآخر منتهي مسير المراكب لا يتهيأ لها أن تتجاوزها
وإلا غرقت، قال: فلما وصلت إلى كله رأيتها
وهي عظيمة عالية السور كثيرة البساتين غزيرة الماء
ووجدت بها معدنا للرصاص القلعي لا يكون إلا في
قلعتها في سائر الدنيا، وفي هذه القلعة يمتنعون
على ملكهم إذا أرادوا ويطيعونه إن أحبوا، ورسمهم
رسم الصين في ترك الذباحة، وليس في جميع الدنيا
معدن للرصاص القلعي إلا في هذه القلعة، وبينها وبين
مدينة الصين ثلاثمائة فرسخ، وحولها مدن ورساتيق
وقرى، ولهم أحكام حبوس جنابات، وأكلهم البر
والتمور، وبقولهم كلها تباع وزنا وأرغفة خبزهم تباع
عددا، وليس عندهم حمامات بل عندهم عين جارية
يغسلون بها، ودرهمهم يزن ثلثي درهم ويعرف
بالقاهري، ولهم فلوس يتعاملون بها، ويلبسون كأهل
الصين الإفرند الصيني المثمن، وملكهم دون ملك
الصين ويخطب لملك الصين، وقبلته إليه، وبيت
عبادته له، وخرجت منها إلى بلد الفلفل فشاهدت
نباته، وهو شجر عادي لا يزول الماء من تحته فإذا
هبت الريح تساقط حمله فمن ذلك تشنجه وإنما يجتمع
من فوق الماء، وعليه ضريبة للملك، وهو شجر
حلا لا مالك له وحمله أبدا فيه لا يزول شتاء ولا
صيفا، وهو عناقيد فإذا حميت الشمس عليه انطبق
على العنقود عدة من ورقه لئلا يحترق بالشمس، فإذا
زالت الشمس زالت تلك الأوراق، وانتهيت منه
إل يلحف الكافور، وهو جبل عظيم فيه مدن تشرف
على البحر منها قامرون التي ينسب إليها العود الرطب
المعروف بالمندل القاروني، ومنها مدينة يقال لها
قماريان، وإليها ينسب العود القماري، وفيه مدينة
يقال لها الصنف، ينسب إليها العود الصنفي، وفي
اللحف الآخر من ذلك الجبل مما يلي الشمال مدينة يقال
لها الصيمور، لأهلها حظ من الجمال وذلك لان أهلها
متولدون من الترك والصين فجمالهم لذلك، وإليها
تخرج تجارات الترك، وإليها ينسب العود الصيموري
وليس هو منها إنما هو يحمل إليها، ولهم بيت عبادة
على رأس عقبة عظيمة وله سدنة وفيه أصنام من
الفيروزج والبيجاذق، ولهم ملوك صغار، ولباسهم
لباس أهل الصين، ولهم بيع وكنائس ومساجد
وبيوت نار، لا يذبحون ولا يأكلون ما مات حتف
أنفه، وخرجت إلى مدينة يقال لها جاجلى على رأس
جبل مشرف نصفها على البحر ونصفها على البر ولها ملك
مثل ملك كله يأكلون البر والبيض ولا يأكلون
السمك ولا يذبحون، ولهم بيت عبادة كبير معظم،
لم يمتنع على الإسكندر في بلدان الهند غيرها، وإليها
يحمل الدارصيني ومنها يحمل إلى سائر الآفاق، وشجر
445

الدارصيني حر لا مالك له، ولباسهم لباس كله إلا
أنهم يتزينون في أعيادهم بالحبر اليمانية، ويعظمون من
النجوم قلب الأسد، ولهم بيت رصد وحساب محكم
ومعرفة بالنجوم كاملة، وتعلم الأوهام في طباعهم،
ومنها خرجت إلى مدينة يقال لها قشمير وهي كبيرة
عظيمة لها سور وخندق محكمان تكون مثل نصف
سندابل مدينة الصين وملكها أكبر من ملك مدينة
كله وأتم طاعة، ولهم أعياد في رؤوس الأهلة وفي
نزول النيرين شرفهما، ولهم رصد كبير في بيت
معمول من الحديد الصيني لا يعمل فيه الزمان،
ويعظمون الثريا، وأكلهم البر ويأكلون المليح من
السمك ولا يأكلون البيض ولا يذبحون، وسرت
منها إلى كابل فسرت شهرا حتى وصلت إلى قصبتها
المعروفة بطابان، وهي مدينة في جوف جبل قد
استدار عليها كالحلقة دوره ثلاثون فرسخا لا يقدر أحد
على دخوله إلا بجواز لان له مضيقا قد غلق عليه باب
ووكل به قوم يحفظونه فما يدخله أحد إلا بإذن،
والاهليلج بها كثير جدا، وجميع مياه الرساتيق
والقرى التي داخل المدينة تخرج من المدينة، وهم
يخالفون ملة الصين في الذباحة ويأكلون السمك
والبيض ويقتل بعضهم بعضا، ولهم بيت عبادة،
وخرجت من كابل إلى سواحل البحر الهندي متياسرا
فسرت إلى بلد يعرف بمندورقين منابت غياض القنا
وشجر الصندل ومنه يحمل الطباشير، وذلك أن
القنا إذا جف وهبت عليه الريح احتك بعضه ببعض
واشتدت فيه الحرارة للحركة فانقدحت منه نار فربما
أحرقت منها مسافة خمسين فرسخا أو أكثر من ذلك
فالطباشير الجيد الذي يساوي مثقاله مائة مثقال
أو أكثر فهو شئ يخرج من جوف القنا إذا هز،
وهو عزيز جدا، وما يفجر من منابت الطباشير حمل
إلى سائر البلاد وبيع على أنه توتيا الهند، وليس كذلك
لان التوتيا الهندي هو دخان الرصاص القلعي، ومقدار
ما يرتفع منه كل سنة ثلاثة أمنان أو أربعة أمنان ولا
يتجاوز الخمسة، ويباع المن منه بخمسة آلاف درهم
إلى ألف دينار، وخرجت منها إلى مدينة يقال لها
كولم لأهلها بيت عبادة وليس فيه صنم وفيها منابت
الساج والبقم، وهو صنفان وهذا دون والآمرون
هو الغاية، وشجر الساج مفرط العظم والطول ربما
جاوز مائة ذراع وأكثر، والخيزران والقنا بها كثير
جدا، وبها شئ منا لسندروس قليل غير جيد
والجيد منه ما بالصين، وهو من عرعر ينبت على باب
مدينتها الشرقي، والسندروس شبه الكهربائية وأحلها
وفيها مغناطيس يجذب كل شئ إذا أحمي بالدلك،
وعندهم الحجارة التي تعرف بالسندانية يعمل بها
السقوف، وأساطين بيوتهم من خزر أصلاب السمك
الميت ولا يأكلونه، ولا يذبحون، وأكثرهم يأكل
الميتة، وأهلها يتخارون للصين ملكا إذا مات ملكهم،
وليس في الهند طب إلا في هذه المدينة، وبها تعمل
غضائر تباع في بلداننا على أنه طيني وليس هو صيني
لان طين الصين أصلب منه وأصبر على النار وطين
هذه المدينة الذي يعمل منه الغضائر المشبه بالصيني يخمر
ثلاثة أيام لا يحتمل أكثر منها وطين الصين يخمر عشرة
أيام ويحتمل أكثر منها، وخزف غضائرها أدكن
اللون وما كان من الصين أبيض وغيره من الألوان
شفافا وغير شفاف فهو معمول في بلاد فارس من الحصى
ولكلس القلعي والزجاج يعجن على البوائن وينفخ ويعمل
بالماسك كما ينفخ الزجاج مثل الجامات وغيرها من
الأواني، ومن هذه المدينة يركب إلى عمان، وبها
راوند ضعيف العمل والصيني أجود منه، والراوند
446

قرع يكون هناك وورقه السادج الهندي، وإليها
تنسب أصناف العود والكافور واللبان والقتار،
وأصل العود نبت في جزائر وراء خط الاستواء،
وما وصل إلى منابته أحد ولم يعلم أحد كيف نباته
وكيف شجره ولا يصف انسان شكل ورق العود
وإنما يأتي به الماء إلى جانب الشمال، فما انقلع وجاء
إلى الساحل فأخذ رطبا بكله وبقامرون أو في بلد
الفلفل أو بالصنف أو بقماريان أو بغيرها من السواحل
بقي إذا أصابته الريح الشمال رطبا أبدا لا يتحرك
عن رطبه، وهو المعروف بالقامروني المندلي، وما
جف في البحر ورمي يابسا فهو الهندي المصمت الثقيل
ومحنته أن ينال منه بالمبرد ويلقى على الماء فإن لم
ترسب برداته فليس بمختار وإن رسبت فهو الخالص
الذي ما بعده غاية، وما جف منه في مواضعه ونخر
في البحر فهو القماري، وما نخر في مواضعه وحمله
البحر نخرا فهو الصنفي، وملوك هذه المرافئ يأخذون
ممن يجمع العود من السواحل ومن البحر العشر،
وأما الكافور فهو في لحف جبل بين هذه المدينة وبين
مندورقين مطل على البحر وهو لب شجر يشق
فيوجد الكافور كامنا فيه فربما وجد مائعا وربما كان
جامدا لأنه صمغ يكون في لب هذا الشجر، وبها
شئ من الاهليلج قليل والكابلي أجود منه لان كابل
بعيدة من البحر، وجميع أصناف الاهليلج بها وكل
شجر مما نثرته الريح فجا غير نضيج فهو الأصفر، وهو
حامض بارد، وما بلغ وقطف في أوان إدراكه فهو
الكابلي، وهو حلو حار، وما ترك في شجرة في أيام
الشتاء حتى يسود فهو الأسود مر حار، وبها معدن
كبريت اصفر ومعدن نحاس يخرج من دخانه توتيا
جيد، وجميع أصناف التوتيا كلها من دخان النحاس
إلا الهندي فإنه كما ذكرنا يخرج من دخان الرصاص
القلعي، وماء هذه المدينة وماء مندورقين من الصهاريج
المختزن فيها من مياه الأمطار، ولا زرع فيها إلا
القرع الذي فيه الرواند فإنه يزرع بين الشوك،
وكذلك أيضا بطيخهم عزيز جدا، وبها قنبيل يقع
من السماء ويجمع بأخثاء البقر والعربي أجود منه،
وسرت من مدن السواحل إلى الملتان، وهي آخر
مدن الهند مما يلي الصين وأولها مما يلينا وتلي أرض
السند، وهي مدينة عظيمة جليلة القدر عند أهل الهند
والصين لأنها بيت حجهم ودار عبادتهم مثل مكة عند
المسلمين وبيت المقدس عند اليهود والنصارى، وبها
القبة العظمى والبلد الأكبر، وهذه القبة سمكها في
السماء ثلاثمائة ذراع وطول الصنم في جوفها مائة ذراع،
وبين رأسه وبين القبة مائة ذراع، وبين رجليه وبين
الأرض مائة ذراع، وهو معلق من جوفها لا بقائمة من
أسفله يدعم عليها ولا بعلاقة من أعلاه تمسكه، قلت:
هذا هو الكذب الصراح لان هذا الصنم ذكره المدائني
في فتوح الهند والسند وذكر أن طوله عشرون ذراعا،
قال أبو دلف: البلد في يد يحيى بن محمد الأموي
هو صاحب المنصورة أيضا والسند كله في يده،
والدولة بالملتان للمسلمين وملاك عقرها ولد عمر بن
علي بن أبي طالب، والمسجد الجامع مصاقب لهذه
القبة، والإسلام بها ظاهر والامر بالمعروف والنهي
عن المنكر بها شامل، وخرجت منها إلى المنصورة،
وهي قصبة السند، والخليفة الأموي مقيم بها يخطب
لنفسه ويقيم الحدود ويملك السند كله بره وبحره،
ومنها إلى البحر خمسون فرسخا، وبساحلها مدينة
الديبل، وخرجت من المنصورة إلى بغانين، وهو
بلد واسع يؤدي أهله الخراج إلى الأموي وإلى صاحب
بيت الذهب، وهو بيت من ذهب في صحراء تكون
أربعة فراسخ ولا يقع عليها الثلج ما حولها،
447

وفي هذا البيت رصد الكواكب، وهو بيت تعظمه
الهند والمجوس، وهذه الصحراء تعرف بصحراء
زردشت صاحب المجوس، ويقول أهل هذه البلدان:
إن هذه الصحراء متى خرج منها انسان يطلب دولة
لم يغلب ولم يهزم له عسكر حيثما توجه، ومنها إلى
شهر داور ومنها إلى بغنين ومنها إلى غزنين وبها
تتفرق الطرق فطريق يأخذ يمنة إلى باميان وختلان
وخراسان، وطريق يأخذ القاء القبلة إلى بست ثم
إلى سجستان، وكان صاحب سجستان في وقت
موافاتي إياها أبا جعفر محمد بن أحمد بن الليث وأمه
بانويه أخت يعقوب بن الليث، وهو رجل فيلسوف
سمح كريم فاضل، له في بلده طراز تعمل فيه ثياب،
ويخلع في كل يوم خلعة على واحد من زواره ويقوم
عليه من طرازها بخمسة آلاف درهم ومعها دابة النوبة
وولي الحمام والمسند والمطرح ومسورتان ومخدتان،
وبذلك يعمل ثبت ويسلم إلى الزائر فيستوفيه من
الخازن، هذا آخر الرسالة.
الصينية: كأنها نسبة تأنيث إلى الصين الذي تقدم،
وإذا نسب إليها قيل صيني أيضا: وهي بليدة تحت
واسط، ينسب إليها قوم من أهل العلم، منهم: الحسن
ابن محمد بن ماهان الصيني، حدث عن أحمد بن
عبيد الواسطي، روى عنه أبو بكر الخطيب وقال:
كان قاضي بلدته وخطيبها.
صيهاء: ناحية من سواد بغداد قريبة، عن نصر.
صيهد: قال سيف في الفتوح: صيهد مفازة بين مأرب
وحضر موت.
صيهون: ولا أدري ما أصله إلا أن العمراني قال:
صيهون اسم جبل، وذكره هكذا بتقديم الياء على
الهاء، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
448

* (ض) *
باب الضاد والألف وما يليهما
ضابئ: بعد الألف باء موحدة، وياء مهموزة،
يقال: ضبأت في الأرض ضبوءا وضبأ إذا اختبأت،
والموضع مضبا، قال الأصمعي: ضبأ لصق بالأرض،
ومنه سمي ضابئ بن الحارث البرجمي، وضابئ:
واد يدفع من الحرة في ديار بني ذبيان، قال ابن
حبيب وأنشد لعامر بن مالك ملاعب الأسنة:
عهدت إليه ما عهدت بضابئ،
فأصبح يصطاد الضباب نعيمها
ضاجع: بالجيم المكسورة، ضجع الرجل إذا وضع
جنبه بالأرض، فهو ضاجع، قال ابن السكيت:
ضاجع واد ينحدر من ثجرة در، ودر: ثجرة
كثيرة السلم بأسفل حرة بني سليم، قال كثير:
سقى الكدر فاللعباء فالبرق فالحمى
فلوذ الحصى من تغلمين فأظلما
ضاحك وضويحك: الاسم من الضحك وتصغيره:
جبلان أسفل الفرش، قال ابن السكيت: ضاحك
وضويحك جبلان بينهما واد يقال له يين في قول كثير:
سقى أم كلثوم، على نأي دارها،
ونسوتها جون الحيا ثم باكر
بذي هيدب جون تنجزه الصبا،
وتدفعه دفع الطلا وهو حاسر
وسيل أكناف المرابد غدوة،
وسيل عنه ضاحك والعواقر
قال: وضاحك في غير هذا ماء ببطن السر لبلقين،
وقال نصر: ضاحك جبل في أعراض المدينة بينه وبين
ضويحك جبل آخر وادي يين. وضاحك أيضا:
واد بناحية اليمامة. وضاحك أيضا: ماء ببطن السر
في أرض بلقين من الشام.
الضاحي: بالحاء المهملة، ضاحية كل شئ: ناحيته
البارزة، يقال: هم ينزلون الضواحي، ومكان
ضاح أي بارز، والضاحي: واد لهذيل، قال
ساعدة بن جؤية الهذلي:
ومنك هدو الليل برق فهاجني
يصدع رمدا مستطيرا عقيرها
أرقت له، حتى إذا ما عروضه
تحادت وهاجتها بروق تطيرها
449

أضر به ضاح فنبطا أسالة
فمر فأعلى حوزها فخصورها
أضر به أي لصق به ودنا منه أي دنا الماء من ضاح
وواد إلى ضريره، وضرير الوادي: جانبه. والضاحي
أيضا: رملة في طرف سلمى الغربي فيه ماء يقال له
محرمة وماء يقال له الأثيب، عن محمود بن زعاق
صاحب ابن زيد.
ضارب السلم: وهو شجر مجتمع من السلم باليمامة
يسمى الضارب.
ضارج: بعد الألف راء مكسورة ثم جيم، يقال:
ضرجه أي شقه، فهو ضارج أي مشقوق، فاعل
بمعنى مفعول، حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن
أشياخه أنه أقبل قوم من اليمن يريدون النبي، صلى
الله عليه وسلم، فضلوا الطريق ووقعوا على غيرها
ومكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء وجعل الرجم منهم
يستذري بفئ السمر والطلح حتى أيسوا من
الحياة إذ أقبل راكب على بعير له فأنشد بعضهم:
ولما رأت أن الشريعة همها،
وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج،
يفئ عليها الظل عرمضها طامي
والعرمض: الطحلب الذي على الماء، فقال لهم
الراكب وقد علم ما هم عليه من الجهد: من يقول
هذا؟ قالوا: امرؤ القيس، قال: والله ما كذب،
هذا ضارج عندكم، وأشار إليه، فجثوا على ركبهم
فإذا ماء عذب وعليه العرمض والظل يفئ عليه،
فشربوا منه ربهم وحملوا منه ما اكتفوا به حتى بلغوا
الماء فأتوا النبي، صلى الله عليه وسلم، وقالوا:
يا رسول الله أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس،
وأنشدوه الشعر، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:
ذلك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسي في
الآخرة خامل فيها يجئ يوم القيامة وبيده لواء
الشعراء إلى النار، قلت: هذا من أشهر الاخبار
إلا أن أبا عبيد السكوني قال: إن ضارجا أرض
سبخة مشرفة على بارق، وبارق، كما ذكرنا: قرب
الكوفة، وهذا حيز بين اليمن والمدينة وليس له
مخرج إلا أن تكون هذه غير تلك، وقال نصر:
ضارج من النقي ماء ونخل لبني سعد بن زيد مثناة
وهي الآن للرباب، وقيل: لبني الصيداء من بني أسد
بينهم وبين بني سبيع فخذ من حنظلة، وقال آخر:
وقلت: تبين هل ترى بين ضارج
ونهي الأكف صارخا غير أعجما؟
ضاس: بالسين المهملة، أكل الطعام، وليس في المعتل
كله جمع فيه الضاد والسين غيره: وهو موضع بين
المدينة وينبع، قال كثير:
لعينك تلك العير حتى تغيبت،
وحتى أتى من دونها الخبت أجمع
وحتى أجازت بطن ضاس ودونها
دعان فهضبا ذي النجيل فينبع
وأعرض من رضوى من الليل دونها
هضاب ترد العين عمق تشيع
إذا أتبعتهم طرفها حال دونها
رذاذ على أنسابها يتربع
ضان: جبل تهامي كأنه من جبال دوس لأنه في
حديث أبي هريرة انحدر من رأس ضان.
ضأن: يذكر في القاف في قدوم ضأن، ورأس ضان
ذكر في الراء.
450

الضائن: من جبال بني سلول جبلان: جبل يقال له
الضائن وآخر يقال له الضمر فيقال لهما الضمران.
ضئيدة: بالفتح ثم همزة مكسورة بعدها ياء مثناة من
تحت ساكنة، ودال مهملة، قال القتال الكلابي:
فتحملت عبس فأصبح خاليا
وادي ضئيدة عافيا لم يورد
باب الضاد والباء وما يليهما
ضباء: بالفتح ثم التشديد، والمد: موضع في شعر
الحسين بن مطير الأسدي:
ما خفت بينهم حتى غدوا خرقا
وخدرت دون من تهوى الهواديج
وأصبحت منهم ضباء خالية،
كما خلت منهم الزوراء فالعوج
ضباب: بكسر أوله، وتكرير الباء الموحدة، قلعة
الضباب: بالكوفة، ينسب إليها الشريف أبو البركات
عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حمزة الحسيني
العلوي الضبابي الزيدي النحوي.
ضباح: بالضم، وآخره حاء مهملة، وهو صوت
الثعلب، قال ذو الرمة:
سباريت يخلو سمع مجتاز ركبها
من الصوت إلا من ضباح الثعالب
والهام تضبح ضباحا، قال العجاج:
من ضابح الهام وبوم تؤام
والخيل تضبح، قال تعالى: والعاديات ضبحا،
وضباح: اسم موضع.
ضبار: يقال: إضبارة من كتب وضبارة، عن الليث،
وأصله من الجمع والشد: وهو اسم جبل عند حرة
النار، عن نصر، وأم صبار، بالصاد المهملة: اسم
حرة لبني سليم، وقد ذكر.
الضباع: بكسر أوله، وآخره عين مهملة، جمع ضبع:
اسم لواد في بلاد العرب، وقيل: الضبع من الأرض
أكمة سوداء مستطيلة قليلا.
ضباعة: بالضم، من الضبع، وهي الأكمة المستطيلة
قليلا فيما أحسب: وهو جبل.
فالجزع بين ضباعة فرصافة
فعوارض جو البسابس مقفرا
وهو اسم امرأة أيضا.
ضب: بالفتح ثم التشديد، واحد الضباب من أحناش
الأرض، والضب: الحقد، والضب: ورم في
خف البعير، وضب: اسم الجبل الذي مسجد الخيف
في أصله، وقد ذكرنا نبذا من اسم هذا الجبل في
الصابح، والروايتان عن الأصمعي في كتاب واحد
ذكرهما واحدة إثر الأخرى، ولا أدري كيف هذا.
ضبح: بالفتح ثم السكون، والحاء المهملة، وهو
صوت أنفاس الخيل إذا عدون، وقال علي، عليه
السلام: والعاديات ضبحا الإبل، وضبح: الموضع
الذي يدفع منه أوائل الناس من عرفات.
الضبر: بكسر الضاد، وسكون الباء: من نواحي
صنعاء اليمن.
ضبعان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره نون:
بلفظ تثنية ضبع، وهو العضد، يقال: أخذ بضبعيه
أي بعضديه، قال نصر: الضبعان بلاد هوازن،
ذكر في الشعر، وقال العمراني: الضبعان موضع
ينسب إليه فيقال ضبعاني كما يقال بحراني، ويقال:
فلان من أهل الضبعين.
ضبع: بفتح أوله، وضم ثانيه، بلفظ الضبع من
السباع: اسم جبل لغطفان، وقال نصر: جبل فارد
451

بين النياج والنقرة، وسمي بذلك لما عليه من الحجارة
التي كأنها منضدة تشبيها لها بالضبع وعرفها لان للضبع
عرفا من رأسها إلى ذنبها. والضبع أيضا: جبل
عند أجإ وهناك بئر ليس لطئ مثلها، وقال ابن
سعيد: توفي أبو المورع توبة بن كيسان العنبري
البصري وكان صاحب بداوة بالضبع، والضبع من
البصرة على يومين، قال غيره: مات في الطاعون سنة
131، روى عن أنس بن مالك وأبي بردة بن أبي
موسى وعطاء بن يسار ونافع والشعبي وغيرهم، وروى
عنه الثوري وشعبة وحماد بن سلمة وغيرهم، وكان
ثقة. والضبع أيضا: موضع قبل حرة بني سليم بينها
وبين أفاعية يقال له ضبع أخرجي، وفيه شجر
يظل فيه الناس. والضبع أيضا: واد قرب مكة
أحسبه بينها وبين المدينة، وقال أعرابي:
خليلي ذما العيش إلا لياليا
بذي ضبع سقيا لهن لياليا
وليلة ليلى ذي القرين فإنها
صفت لي لو أن الزمان صفا ليا
على أنها لم يلبث الليل أن مضى،
وأن طلع النجم الذي كان تاليا
ألا هل إلى ريا سبيل وساعة
تكلمني فيها من الدهر خاليا
فأشفي نفسي من تباريح ما بها،
فإن كلاميها شفاء لما بيا
لعمري لئن سر الوشاة افتراقنا
لقد طال ما سؤنا الوشاة الأعاديا
ضبة: بلفظ واحدة الضباب إما الحيوان وإما لزاز الباب:
اسم أرض، وقيل: ضبة قرية بتهامة على ساحل البحر
مما يلي الشام وبحذائها قرية يقال لها بدا، وهي قرية
يعقوب النبي، عليه السلام، بها نهر جار بينهما
سبعون ميلا، ومنها سار يعقوب إلى أبنه يوسف،
عليه السلام، بمصر.
ضبوعة: بالفتح، قال ابن إسحاق: وخرج رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، في غزاة ذي العشيرة
حتى هبط يليل فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة
واستقى له من بئر بالضبوعة، وهو فعولة من ضبعت
الإبل إذا مدت أضباعها في السير، وهي الضبوعة.
الضبيب: تصغير ضبة: موضع في قول يزيد بن الطثرية:
يقول بصحراء الضبيب ابن بوزل
واللعين من فرط الصبابة نازح:
أتبكي على من لا تدانيك داره،
ومن شعبه عنك العشية نازح؟
وقال أبو زياد: ومن مياه بني نمير الضبيب به نخل
كثير وجوز، قال أبو زياد: هو لبني أسيدة من بني
قشير.
ضبيعة: محلة بالبصرة سميت بالقبيلة، وهما ضبيعتان:
ضبيعة بن قيص بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن
بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي
ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان،
وضبيعة بن ربيعة بن نزار، ولا أدري أيتهما نزلت
بهذا الموضع فسمي بها، والظاهر أن الأولى نزلته لأنها
أكثر وأشهر، وقد نسب المحدثون إلى هذا الموضع قوما
دون القبيلة، منهم: أبو سليمان جعفر بن سليمان الضبعي
وكان ثقة متقنا إلا أنه كان يبغض أبا بكر وعمرو،
قال ابن حبان: أجمع أئمتنا على الصدوق المتقن إذا
كان فيه بدعة ولا يدعو إليها أنه يحتج بحديثه، وإن كان
داعيا إليها يسقط الاحتجاج به، روى جعفر هذا عن
ثابت وأبي عمران الجوني ويزيد الرشك وغيرهم،
452

روى عن عبد الله بن المبارك والقواريري وغيرهما،
مات سنة 178.
ضبيعة: بالفتح ثم الكسر: قرية باليمامة لبني قيس
ابن ثعلبة.
باب الضاد والجيم وما يليهما
الضجاج: من الصوت معلوم، والضجاج: صمغ يؤكل
رطبا فإذا جف سحق ثم كتل وقوي بالقلي ثم
غسل به الثوب فينقي تنقية الصابون، ولا يبعد أن
يكون هذا الموضع سمي بذلك، والضجاج: العاج،
وهو مثل السوار للمرأة، والضجاج: اسم ماء ملح
شديد الملوحة.
الضجاع: بكسر أوله: مدينة باليمن قرب زبيد.
ضجنان: بالتحريك، ونونين، قال أبو منصور: لم
أسمع فيه شيئا مستعملا غير جبل بناحية تهامة يقال له
ضجنان، ولست أدري مم أخذ، ورواه ابن دريد
بسكون الجيم، وقيل: ضجنان جبيل على بريد من
مكة وهناك الغميم في أسفله مسجد صلى فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وله ذكر في المغازي، وقال
الواقدي: بين ضجنان ومكة خمسة وعشرون ميلا،
وهي لأسلم وهذيل وغاضرة، ولضجنان حديث في
حديث الاسراء حيث قالت له قريش: ما آية صدقك؟
قال: لما أقبلت راجعا حتى إذا كنت بضجنان مررت
بعير فلان فوجدت القوم ولهم إناء فيه ماء فشربت
ما فيه، وذكر القصة.
ضجن: بالتحريك، هو مهمل في كتب اللغة: اسم
جبل في شعر الأعشى:
وطال السنام على جبلة
كخلقاء من هضبات الضجن
وقال ابن مقبل:
في نسوة من بني ذهي مصعدة
أو من قنان تؤم السير من ضجن
قال الجوهري: والحاء فيه تصحيف، وقد روي بيت
الأعشى من هضبات الحضن، وقال سديف يمدح
عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
إن الحمامة يوم الشعب من ضجن
هاجت فؤاد عميد دائم الحزن
إنا لنأمل أن ترتد حبتنا
بعد التباعد والشحناء والإحن
وتنقضي دولة أحكام قادتها
فينا كأحكام قوم عابدي وثن
فانهض بيعتكم ننهض بطاعتنا
إن الخلافة فيكم يا بني الحسن
في أبيات في كتاب هذيل: الضجن موضع في بلاد
هذيل، وقال الأصمعي: وفي بلاد هذيل واد يقال
له الضجن وأسفله لكنانة على ليلة من مكة، قال
ابن مقبل:
في نسوة من بني ذهي مصعدة
أو من قنان تؤم السير من ضجن
وهو وقنان من بلاد بني الحارث بن كعب.
الضجن: هو مهمل كما ذكرنا، بسكون الجيم،
والنون: واد في بلاد هذيل بتهامة أسفله لكنانة،
وجمعه أبو قلابة الهذلي فقال:
رب هامة تبكي عليك كريمة
بألوذ أو بمجامع الأضجان
وأخ يوازن ما جنيت بقوة،
وإذا غويت الغي لا يلحاني
453

الضجوع: بفتح أوله، وبعد الواو الساكنة عين مهملة،
يجوز أن يكون فعولا من ضجع الرجل إذا وضع
جنبه على الأرض، وفعول يدل على الاكثار
والمداومة، والذي يظهر لي أنه واحد الضواجع وهي
الهضاب قول النابغة:
وعيد أبي قابوس في غير كنهه
أتاني ودوني راكس فالضواجع
قال الأصمعي: الضجوع رحبة لبني أبي بكر بن
كلاب، وقيل: موضع لبني أسد، وقيل: واد،
وقال عامر بن الطفيل:
لا تسقني بيديك إن لم أغترف،
نعم الضجوع بغارة أسراب
والضجوع أيضا: أكمة معروفة، وقال السكوني:
ماء بينه وبين السلمان ثلاثة أميال.
باب الضاد والحاء وما يليهما
ضحا: هكذا ينبغي أن يكتب بالألف لأنك تقول
ضحوة النهار، وهي تذكر وتؤنث، فمن أنث
ذهب إلى أنه جمع ضحوة، ومن ذكر ذهب إلى
أنه اسم على فعل مثل صرد ونعز، قال العمراني:
هو اسم موضع، وقال الزمخشري: الضحي على لفظ
التصغير، ولا أدري أهما موضعان أم أحدهما غلط.
الضحاكة: اشتقاقه معلوم، ويجوز أن يكون من
الضاحك من السحاب وهو مثل العارض: وهو اسم
ماء لبني سبيع، عن يعقوب.
ضحن: بالفتح ثم السكون: بلد في ديار سليم بالقرب
من وادي بيضان وقيل بالصاد المهملة، كله عن نصر.
ضحيان: بفتح أوله، وسكون الثاني ثم ياء مثناة
من تحت، وآخره نون، وهو البارز من كل شئ
للشمس: وهو أطم بناه أحيحة بن الجلاح في أرضه
التي يقال لها القبابة. والضحيان أيضا: موضع بين
نجران وتثليث في طريق اليمن في الطريق المختصر
من حضر موت إلى مكة، عن نصر.
باب الضاد والدال وما يليهما
ضدا: بالفتح، والقصر: جبل في شق اليمامة، عن نصر.
ضداد: نخل لبني يشكر باليمامة.
ضدنى: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح النون،
مقصور، قال ابن دريد: ضدنت الشئ ضدنا إذا
أصلحته وسهلته، لغة يمانية تفرد بها ليس من هذا
التركيب في كلامهم غير هذه، وهو ضدنى: اسم
موضع بعينه، قال العمراني: ورأيته في الجمهرة
بالهمزة، وقال أبو الحسين المهلبي: ضدنى بوزن
سكرى موضع.
ضدوان: بالتحريك، قال ابن الأعرابي: الضوادي
الفحش: وهو جبل، قال ابن مقبل:
فصبحن من ماء الوحيدين نقرة بميزان رعم، إذ بدا ضدوان
قال ابن المعلى الأزدي: كان خالد يقول الوحيدين،
بالحاء المهملة، وصدوان، بالصاد المهملة، قال:
وهما جبلان، ونقرة: موضع يجتمع فيه الماء.
ضديان: وكأنه من الذي قبله: جبل أيضا، والله
أعلم بالصواب.
باب الضاد والراء وما يليهما
الضراح: بالضم ثم التخفيف، وآخره حاء، والضرح
أصله الشق، ومنه الضريح، والضراح: بيت في
السماء حيال الكعبة وهو البيت المعمور، والضريح
454

لغة فيه، ومن قاله بالصاد غير المعجمة فقد أخطأ،
ألا ترى إلى أبي العلاء أحمد بن سليمان المعري كيف
جمع بين الضراح والضريح إرادة للتجنيس والطباق
بقوله:
لقد بلغ الضراح وساكنيه
ثناك وزار من سكن الضريحا
وقيل: هي الكعبة رفعها الله وقت الطوفان إلى السماء
الدنيا فسميت بذلك لضرحها عن الأرض أي بعدها.
ضراح: بالكسر، وآخره حاء مهملة، وهو فعال
من الضرح وهو البعد والتنحية، أو من الضرح
وهو الشق في الأرض: وهو موضع جاء في الاخبار.
ضراس: بوزن الذي قبله، وآخره سين مهملة،
وهو جمع ضرس، وهي أكمة خشنة، والضرس
أيضا: المطرة القليلة، وجمعها ضروس، ويجوز أن
يجمع على ضراس مثل قدح وقداح وبئر وبئار
وزق وزقاق: وهي قرية في جبال اليمن، ينسب
إليها أبو طاهر إبراهيم بن نصر بن منصور بن حبش
الفارقي الضراسي، نزل هذه القرية فنسب إليها، حدث
عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله البغدادي،
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.
ضراعة: بالضم: حصن باليمن من حصون ريمة.
الضرافة: بالضم، والفاء: موضع بنجد بين البصرة
والكوفة، عن نصر في شعر أبي دؤاد يصف سحابا:
فحل بذي سلع بركه
تخال البوارق فيه الذبالا
فروى الضرافة من لعلع
يسح سجالا ويفري سجالا
ضراف: هكذا ضبطه السكري في كتاب اللصوص
بخط متقن قد عرض على الأئمة، وهو بالصاد المهملة
في لغة العرب إلا ما روى الأزهري عن المنذر عن
ثعلب عن ابن الأعرابي: الضرف شجر التين، ويقال
لثمره البلس، الواحدة ضرفة، قال: وهو غريب
جاء في قول العطاف العقيلي أحد اللصوص:
إذا كل حاديها من الانس، أو ونى
بعثنا لها من ولد إبليس حاديا
فلن ترتعي جنبي ضراف ولن ترى
جبوب سليل ما عددت اللياليا
الجبوب، بباءين موحدتين: الأرض الغليظة، ويروى
جنوب، بالنون، جمع جنب، والأول أحب.
ضربة: قال الحفصي: إذا قطعت الفردة وقعت عن
يسارك بموضع يقال له الضربة، وقال الأفوه
الأودي:
وقومي إذا كحل على الناس ضرجت
ولاذت بأذراء البيوت التواجر
وكانت يتامى كل جلس غريرة
أهانوا لها الأموال، والعرض وافر
هم صبحوا أهل الضعاف بغارة
بشعث عليها المصلتون المغاور
ضربيط: بالفتح ثم السكون، والباء الموحدة
مكسورة، وياء مثناة من تحت، وطاء مهملة:
ناحية بحوف مصر لها ذكر في الاخبار.
ضرعاء: قال عرام: في أسفل رخيم قرب ذرة
قرية يقال لها ضرعاء فيها قصور ومنبر وحصون
يشترك بين الحرث فيها هذيل وعامر بن صعصعة
ويتصل بها شمنصير.
ضرغام: بالكسر ثم السكون، والغين المعجمة، من
أسماء الأسد، والضرغامة أيضا: الرجل، من كتاب
455

نوادر ابن الأعرابي، وقال العمراني: ضرغام روذ
موضع.
ضرغد: بالفتح ثم السكون، وغين معجمة، ودال
مهملة، علم مرتجل لا نظير له في النكرات، قيل:
ضرغد جبل، وقيل: حرة في بلاد غطفان، وقيل:
ماء لبني مرة بنجد بين اليمامة وضرية، وقيل: مقبرة،
فمن جعلها مقبرة لا يصرف من جعلها حرة أو جبلا
صرف، قال عامر بن الطفيل في يوم الرقم:
ولتسألن أسماء وهي حفية
نصحاءها: أطردت أم لم أطرد؟
قالوا لها: فلقد طردنا خيله
قلح الكلاب وكنت غير مطرد
فلأبغينكم قنا وعوارضا،
ولأقبلن الخيل لابة ضرغد
بالخيل تعشر بالقصيد كأنها
حدأ تتابع في الطريق الأقصد
ولأثأرن بمالك وبمالك
وأخي المروات الذي لم يسند
وقتيل مرة أثأرن فإنه
فرع، وإن أخاهم لم يقصد
يا سلم أخت بني فزارة إنني
غاز وإن المرء غير مخلد
وأنا ابن حرب لا أزال أشبها
سمرا وأوقدها، إذا لم توقد
ضروان: بالتحريك، وآخره نون، يجوز أن يكون
فعلان إما من ضرا الدم يضرو إذا سال أو من
ضري به ضراوة إذا اعتاده فلا يستطيع تركه،
والضراء: ما واراك من شجر، وقيل: البراز
والفضاء، ويقال: أرض مستوية فيها شجر: وهو
بليد قرب صنعاء سمي باسم واد هو على طرفه وذلك
الوادي مستطيل هذه المدينة في طرفه من جهة صنعاء،
وطول الوادي مسيرة يومين أو ثلاثة، وعلى طرفه
الآخر من جهة الجنوب مدينة يقال لها شوابة، وهذا
الوادي المسمى بضروان هو بين هاتين ا لبلدتين، وهو
واد ملعون جرج مشؤوم، وحجارته تشبه أنياب
الكلاب لا يقدر أحد أن يطأه بوجه ولا سبب ولا ينبت
شيئا ولا يستطيع طائر أن يمر به فإذا قاربه مال عنه،
وقيل: هي الأرض التي ذكرها الله تعالى في كتابه
العزيز، وقيل: إنها كانت أحسن بقاع الله في الأرض
وأكثرها نخلا وفاكهة وإن أهلها غدوا إليها وتواصوا
ألا يدخلها عليهم مسكين فأصبحوا فوجدوا نارا
تأجج فمكثت النار تتقد فيها ثلاثمائة سنة، وبينها
وبين صنعاء أربعة فراسخ.
ضروة: بالفتح ويجوز الكسر، ثم السكون، وفتح
الواو، يقال: كلب ضرو وكلبة ضورة إذا اعتاد
الصيد وقي عليه حتى لا يصبر عنه، والضراوة:
العادة، والضرو: شجر يدعي الكمكام يجلب
من اليمن: وهي قرية باليمن من أعمال مخلاف سنحان.
ضريبة: بالفتح ثما لكسر، وياء مثناة من تحت، وباء
موحدة، وهي في الأصل الغلة تضرب على العبد
وغيره يؤدي شيئا معلوما عن شئ معلوم، والضريبة:
الصوف الذي يضرب بالمطرق، والضريبة: الطبيعة،
ويقال: إنه لكريم الضرائب، وضريبة: واد
حجازي يدفع سيله في ذات عرق.
الضريوة: من حصون صنعاء اليمن.
ضريحة: موضع في شعر عمرو ذي الكلب الهذلي:
فلست لحاصن إن لم تروني
ببطن ضريحة ذات النجال
456

النجال: النز من الماء.
ضرية: بالفتح ثم الكسر، وياء مشددة، وما أراه
إلا مأخوذا من الضراء وهو ما واراك من شجر،
وقيل: الضراء البراز والفضاء، ويقال: أرض مستوية
فيها شجر، فإذا كان في هبطة فهو غيضة، وقال
ابن شميل: الضراء المستوي من الأرض خففوه
لكثرته في كلامهم كأنهم استثقلوا ضرابة أو يكون
من ضري به إذا اعتاده، ويقال: عرق ضري إذا
كان لا ينقطع دمه، وقد ضرا يضرو ضروا:
وهي قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة
من البصرة من نجد، قال الأصمعي يعدد مياه نجد،
قال: الشرف كبد نجد وفيها حمى ضرية،
وضرية بئر، ويقال ضرية بنت نزار، قال الشاعر:
فأسقاني ضرية خير بئر
تمج الماء والحب التؤاما
وقال ابن الكلبي: سميت ضرية بضرية بنت نزار
وهي أم حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة،
هذا قول السكوني، وقال أبو محمد الحسن بن أحمد
الهمذاني: أم خولان وإخوته بني عمرو بن الحاف بن
قضاعة ضرية بنت ربيعة بن نزار، وفي ذلك يقول
المقدام بن زيد سيد بني حي بن خولان:
نمتنا إلى عمرو عروق كريمة،
وخولان معقود المكارم والحمد
أبونا سما في بيت فرعي قضاعة،
له البيت منها في الأرومة والعد
وأمي ذات الخير بنت ربيعة
ضرية من عيص السماحة والمجد
غذتنا تبوك من سلالة قيذر
بخير لبان، إذ ترشح في المهد
فنحن بنوها من أعز بنية،
وأخوالنا من خير عود ومن زند
وأعمامنا أهل الرياسة حمير،
فأكرم بأعمام تعود إلى جد!
قال الأصمعي: خرجت حاجا على طريق البصرة
فنزلت ضرية ووافق يوم الجمعة فإذا أعرابي قد
كور عمامته وتنكب قوسه ورقي المنبر وحمد
الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس
اعلموا أن الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر، فخذوا
من ممركم لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم
أسراركم، فإنما الدنيا سم يأكله من لا يعرفه، أما بعد
فإن أمس موعظة واليوم غنيمة وغدا لا يدرى
من أهله، فاستصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه
واعلموا أنه لا مهرب من الله إلا إليه، وكيف
يهرب من يتقلب في يدي طالبه؟ فكل نفس ذائقة
الموت وإنما توفون أجوركم، الآية، ثم قال: المخطوب
له منقد عرفتموه، ثم نزل عن المنبر، وقال غيره:
ضرية أرض بنجد وينسب إليها حمى ضرية ينزلها حاج
البصرة، لها ذكر في أيام العرب وأشعارهم، وفي
كتاب نصر: ضرية صقع واسع بنجد ينسب إليه
الحمى يليه أمراء المدينة وينزل به حاج البصرة بين
الجديلة وطخفة، وقيل: ضرية قرية لبني كلاب
على طريق البصرة وهي إلى مكة أقرب، اجتمع
بها بنو سعد وبنو عمرو بن حنظلة للحرب ثم اصطلحوا،
والنسبة إليها ضروي، فعلوا ذلك هربا من اجتماع
أربع ياءات كما قالوا في قصي بن كلاب قصوي
وفي غني بن أعصر غنوي وفي أمية أموي كأنهم
ردوه إلى الأصل وهو الضرو وهو العادة، وماء
ضرية عذب طيب، قال بعضهم:
457

ألا يا حبذا لبن الخلايا
بماء ضرية العذب الزلال
وضرية إلى عامل المدينة ومن ورائها رميلة اللوى،
قاله أبو عبيد السكوني، وقال نصيب:
ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية
سقتك الغوادي من عقاب ومن وكر
تمر الليالي ما مررن ولا أرى
ممر الليالي منسيا لي ابنة النضر
وحدث أبو الفتح بن جني في كتاب النوادر الممتعة
أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن القاسم المالكي قراءة
عليه قال أنبأنا أبو بكر بن دريد أنبأنا أبو عثمان
المازني وأبو حاتم السجستاني قالا حدثنا الأصمعي عن
المفضل بن إسحاق أو قال بعض المشيخة، قال: لقيت
أعرابيا فقلت: ممن الرجل؟ قال: من بني أسد،
فقلت: فمن أين أقبلت؟ قال: من هذه البادية،
قلت: فأين مسكنك منها؟ قال: مساقط الحمى
حمى ضرية بأرض لعمر الله ما نريد بها بدلا عنها ولا
حولا، قد نفحتها العذاوات وحفتها الفلوات فلا
يملولح ترابها ولا يمعر جنابها، ليس فيها أذى ولا قذى
ولا عك ولا موم ولا حمى ونحن فيها بأرفه
عيش وأرغد معيشة، قلت: وما طعامكم؟ قال: بخ
بخ عيشنا والله عيش تعلل جاذبه وطعامنا أطيب طعام
وأهنؤه وأمرؤه الفث والهبيد والفطس والصلب
والعنكث والظهر والعلهز والذآنين والطراثيث
والعراجين والحسلة والضباب وربما والله أكلنا القد
واشتوينا لجلد فما رأى أن أحدا أحسن منا حالا
ولا أرخى بالا ولا أخصب حالا، فالحمد الله على ما
بسط علينا من النعمة ورزق من حسن الدعة،
أوما سمعت بقول قائلنا:
إذا ما أصبنا ك ل يوم مذيقة
وخمس تميرات صغار كنائز
فنحن ملوك الناس شرقا ومغربا،
ونحن أسود الناس عند الهزاهز
وكم متمن عيشنا لا يناله،
ولو ناله اضحى به جد فائز
قلت: فما أقدمك إلى هذه البلدة؟ قال: بغية لبة،
قلت: وما بغيتك؟ قال: بكرات أضللتهن،
قلت: وما بكراتك؟ قال: بكرات آبقات عرصات
هبصات أرنات آبيات عيط عوائط كوم فواسح
أعزبتهن قفا الرحبة رحبة الخرجاء بين الشقيقة والوعساء
ضجعن مني فحمة العشاء الأولى فما شعرت بهن
ترجل الضحى فقفوتهن شهرا ما أحس لهن أثرا ولا
أسمع لهن خبرا فهل عندك جالية عين أو جالبة خبر
لقيت المراشد وكفيت المفاسد؟ الفث: نبت له حب
أسود يختبز ويؤكل في الجدب ويكون خبزه غليظا
كخبر الملة، والهبيد: حب الحنظل تأخذه
الاعراب وهو يابس فتنقعه في الماء عدة أيام ثم
يطبخ ويؤكل، والفطس: حب الآس، والصلب:
أن تجمع ا لعظام وتطبخ حتى يستخرج دهنها
ويؤتدم في البادية، والعنكث: شجرة يسحجها
الضب بذنبه حتى تنجئت ثم يأكلها، والعلهز:
دم القراد والوبر يلبك ويشوى ويؤكل في الجدب،
وقال آخرون: العلهز دم يابس يدق مع أوبار
الإبل في المجاعات، وأنشد بعضهم:
وإن قرى قحطان قرف وعلهز
فأقبح بهذا، ويح نفسك، من فعل!
والذآنين جمع ذؤنون: وهو نبت أسمر اللون
مدملك لا ورق له لازق به يشبها لطرثوث تفه لا
458

طعم له لا يأكله إلا الغنم، والعراجين: نوع من
الكمأة قدر شبر وهو طيب ما دام غضا، والحسلة
جمع حسل: وهو ولد الضب والوبر، والهبص:
النشاط وكذلك الأرناث، وآبيات جمع آبية:
وهي التي أبت اللقاح، وعيط عوائط مثله، يقال:
عاطت الناقة واعتاطت وتعيطت إذا لم تحمل، وكوم
وفواسح: سمان، وأعزبتهن: بت بهن عازبا عن
الحي، وقفا الرحبة: خلفها، والخرجاء: أرض فيها
سواد وبياض، وضجعن مني أي عدلن عني.
ضري: بلفظ تصغير ضري، وقد تقدم تفسيره:
بئر من حفر عاد قرب ضرية، قال الضبابي:
أراني تاركا ضلعي ضري
ومتخذا بقنسرين دارا
باب الضاد والعين وما يليهما
ضعاضع: قال عرام: في غربي شمنصير قرية
يقال لها الحديبية ليست بكيرة وبحذائها جبل صغير
يقال له ضعاضع وعنده حبس كبير يجتمع فيه الماء،
والحبس حجارة مجتمعة يوضع بعضها على بعض،
قال بعض الشعراء:
وإن التفاتي نحو حبس ضعاضع
وإقبال عيني الظباء الطويل
وهاتان القريتان لبني سعد بن بكر أظآر النبي، عليه
الصلاة والسلام.
باب الضاد والغين وما يليهما
ضغاط: مثل جذام، من الضغط وهو الحصر الشديد:
اسم موضع، وفيه نطر.
ضغن: بكسر أوله ثم السكون، وآخره نون، وهو
بمعنى الحقد، ويوم ضغن الحرة من أيام العرب:
وهو ماء لفزارة بين خيبر وفيد، عن نصر.
باب الضاد والفاء وما يليهما
ضفر: بالفتح ثم الكسر، وآخره راء: أكم بعرفات،
عن نصر، والضفر والضفر، بسكون الفاء وكسرها
لغتان: حقف من الرمل عريض طويل.
ضفوى: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، والقصر،
من ضفا الحوض يضفو إذا فاض من امتلائه، والضفو
السعة والخصب: وهو مكان دون المدينة، قال زهير:
ضفوى ألات الضال والسدر
ورواه ابن دريد بفتحتين ممالا، وقال ابن الأعرابي
ضفوى وذكر لها نظائر خمسا ذكرت في قلهى.
ضفير: بفتح أوله، وكسر ثانيه، والضفيرة: مثل
المسناة المستطيلة في الأرض فيها خشب وحجارة،
ومنه الحديث: فقام على ضفير السدة، كأنه أخذ
من الضفر وهو نسج قوى الشعر، والضفيرة: الحقف
من الرمل، عن الجوهري، وذو ضفير: جبل
بالشام، قال النعمان بن بشير:
يا خليلي ودعا دار ليلى،
ليس مثلي يحل دار الهوان
إن قينية تحل محبا
وحفيرا فجنتي ترفلان
لا تؤاتيك في المغيب إذا ما
حال من دونها فروع القنان
إن ليلى، وإن كلفت بليلى،
عاقها عنك عائق غير وان
كيف أرعاك بالمغيب، ودوني
ذو ضفير فرائس فمغان
459

ضفيرة: بالفتح ثم الكسر، مثل الذي قبله في الاشتقاق
والوزن والحروف إلا أنه زائد هاء: وهي أرض في
وادي العقيق كانت للمغيرة بن الأخينس، قال الزبير:
وأقطع مروان ابن الحكم عبد الله بن عباس بن علقمة
العامري القرشي ما بين الميل الرابع من المدينة إلى
ضفيرة، وهي أرض المغيرة بن الأخينس التي في وادي
العقيق، إلى الجبل الأحمر الذي يطلعك على قباء.
باب الضاد واللام وما يليهما
ضلضلة: بضم الأولى، وكسر الثانية: ماء يوشك
أن يكون لتميم، عن نصر.
الضلعان: بلفظ تثنية الضلع واحد الأضلاع، يوم
الضلعين: من أيام العرب.
ضلع: بكسر أوله، وفتح ثانيه، وآخره عين مهملة،
ضلع الرجام: موضع، بالكسر والجيم، جمع رجم
جمع رجمة، بالضم، وهي حجارة ضخام ربما جمعت
على القبر يسنم بها، قال أوس بن غلفاء الهجيمي:
جلبنا الخيل من جنبي رويك
إلى لجإ إلى ضلع الرجام
بكل منفق الجرذان مجر
شديد الأسر للأعداء حام
أصبنا من أصبنا ثم فتنا
إلى أهل الشريف إلى شمام
وضلع القتلى: من أيام العرب، وضلع بني مالك
وضلع بني الشيصبان: في بلاد غني بن أعصر، قال
أبو زياد في نوادره: وكانت ضلعان وهما جبلان من
جانب الحمى حمى ضرية الذي يلي مهب الجنوب
واحدهما يسمى ضلع بني مالك، وبنو مالك بطن من
الجن وهم مسلمون، والآخر ضلع بني شيصبان، وهم
بطن من الجن كفار، وبينهما مسيرة يوم وبينهما
واد يقال له التسرير، فأما ضلع بني مالك فيحل بها
الناس ويصطادون صيدها ويحتل بها ويرعى كلؤها،
وأما ضلع بني شيصبان فلا يصطاد صيدها ولا يحتل
بها ولا يرعى كلؤها وربما مر عليها الناس الذين
لا يعرفونها فأصابوا من كلئها أو من صيدها فأصاب
أنفسهم ومالهم شر، ولم يزل الناس يذكرون كفر
هؤلاء وإسلام هؤلاء، قال أبو زياد: وكان ما تبين
لنا من ذلك أنه أخبرنا رجل من غني: ولغني ماء
إلى جنب ضلع بني مالك على قدر دعوة، قال:
بينما نحن بعدما غابت الشمس مجتمعون في مسجد صلينا
فيه على الماء فإذا جماعة من رجال ثيابهم بيض قد
انحدروا علينا من قبل ضلع بني مالك حتى أتونا
وسلموا علينا، قال: والله ما ننكر من حال الانس
شيئا فيهم كهول قد خضبوا لحاهم بالحناء وشباب
وبين ذلك، قال: فتقدموا فجلسوا فنسبناهم وما
نشك أنهم سائرة من الناس، قال: فقالوا حين نسبناهم
لا منكر عليكم نحن جيرانكم بنو مالك أهل هذا
الضلع، قال: فقلنا مرحبا بكم وأهلا! قال: فقالوا
إنا فزعنا إليكم وأردنا أن تدخلوا معنا في هذا الجهاد،
إن هؤلاء الكفار من بني شيصبان لم نزل نغزوهم منذ
كان الاسلام ثم قد بلغنا أنهم قد جمعوا لنا وأنهم
يريدون أن يغزونا في بلادنا ونحن نبادرهم قبل أن
يقعوا ببلادنا ويقعوا فينا وقد أتيناكم لتعينونا وتشاركونا
في الجهاد والأجر، قال: فقال رجلنا وهو محجن،
قال أبو زياد: وقد رأيته وأنا غلام، قال: استعينونا
على ما أحببتم وعلى ما تعرفون أننا مغنون فيه عنكم
شيئا فنحن معكم، فقالوا: أعينونا بسلاحكم فلا نريد
غيره، قال محجن: نعم وكرامة، قال: فأخذ كل
رجل منا كأنه يأمر ليؤتى بسيفه أو رمحه أو نبله،
460

قال: فقالوا ألا ائذنوا لنا في سلاحكم ثم دعوها على
حالها، فأما الرمح فمركوز على قدام البيت وأما
النبل وجفيرها وقوسها فمعلق بالعمود الواسط من
البيت وأما كل سيف فمحجوز في العكم، فقال لهم
محجن: أين ترجوهم أن تلقوهم غدا؟ قالوا: قد
أخبرنا أن جيوشهم قد أمست بالصحراء بين ضلع بني
الشيصبان وبين الحرامية، والحرامية: ماء، قال أبو
زياد: وقد رأيت تلك الصحراء التي بين ضلع بني
الشيصبان وبين الحرامية وهي صحراء كبيرة، فقال
المالكيون: نحن مدلجون إن شاء الله فمبادروهم
فادعوا الله لنا، ثم انصرف القوم بأجمعهم ما أعطيناهم
شيئا أكثر من أنا قد أذنا لهم فيها، قال: فلا والله
ما أصبح فينا سيف ولا نبل ولا رمح إلا قد أخذ
كله، فقال محجن: لأركبن اليوم عسى أن أرى من
هذا الامر أثرا يتحدثه الناس بعدي، قال: فركب
جملا له نجيبا ثم مضى حتى أتانا بعد العصر فأخبرنا
أنه بلغ الصحراء التي بين الحرامية وضلع بني الشيصبان
حين امتد النهار قبل القائلة في نهار الصيف ولم يدخل
القيظ، قال: فلما كنت بها رأيت غبارا كثيرا وإنما
صير من ورائي ومن قدامي في ساعة ليس فيها ريح،
قال: قلت اليوم ورب الكعبة يصطدمون، قال:
فوقفت وتلك الأعاصير تجئ من قبل ضلع بني
شيصبان، قال: فإذا دخلت في جماعة الغبار الذي
أرى الكثير فلا أدري ما يصنع، قال: وتخرج تلك
الأعاصير من ذلك الغبار وترجع فيه، قال: فوقفت
قدر فواق ناقة، قال: والفواق ما بين صلاة الظهر
إلى صلاة العصر، قال: وأنا أرى تلك الأعاصير
تنقلب بعضها في بعض ثم انكشف الغبار والأعاصير
تقصد ضلع بني شيصبان، فقلت: هزم أعداء الله،
قال: فوالله ما زال ذلك حتى سندت الأعاصير في
ضلع بني شيسبان ثم رجعت أعاصير كثيرة من عن
شمال ويمين ذاهبة قبل ضلع بني مالك، قال: فلم
أشك أنهم أصحابي، قال: فسرت قصدا حيث كنت
أرى الغبار وحيث كنت أرى مستدار الأعاصير
فرأيت من الحيات القتلى أكثر من الكثير، قال:
ثم تبعت مجرى الغبار حيث رأيته يعلو نحو ضلع بني
شيصبان، قال: فوالله ما زلت أرى الحيات من
مقتول وآخر به حياة حتى انتهيت ورجعت ثم
انصرفت ولحقت بأصحابي قبل أن تغيب الشمس،
قال: فلما كانت الساعة التي أتونا فيها البارحة إذ
القوم منحدرون من حيث كانوا أتونا البارحة حتى
جاؤوا فسلموا ثم قالوا: أبشروا فقد أظفرنا الله على
أعدائه، لا والله ما قتلناهم منذ كان الاسلام أشد من
قتل قتلناهم اليوم وانفلت شرذمة قليلة منهم إلى جبلهم
وقد رد الله عليكم سلاحكم ما زاغ منه شئ، وجزونا
خيرا ودعوا لنا ثم انصرفوا وما أتونا بسلاح ولا رأيناه
معهم، قال: فأصبح والله كل شئ من السلاح على
حاله الذي كان كالبارحة، ثم ذكر أبو زياد أخبارا
أخر لبني الشيصبان، اقتنعت بما ذكرته، والله أعلم
بصحته وسقمه.
ضلفع: بالفتح ثم السكون ثم الفاء مفتوحة، وعين
مهملة، يقال: ضلفعه وصلمعه وصلفعه إذا حلقه،
وضلفع: اسم موضع باليمن، قال:
فعمايتين إلى جوانب ضلفع
وقال متمم بن نويرة:
أقول، وقد طار السنا في ربابه
وغيث يسح الماء حتى تريعا:
سقى الله أرضا حلها قبر مالك
ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
461

وآثر سيل الواديين بديمة
ترشح وسميا من النبت خروعا
فمنعرج الاجناب من حول شارع
فروى جناب القريتين فضلفعا
تحيته مني، وإن كان نائيا
وأمسى ترابا، فوقه الأرض، بلقعا
وقال أبو محمد الأسود: ضلفع فقارة طويلة بالقوارة
وهي مائة وبها نخل من خيار دار ليلى لبني أسد بين
القصيمة وسادة، قال جامع بن عمرو بن مرخية:
بدت لي وللتيمي صهوة ضلفع
على بعدها مثل الحصان المحجل
ضليلى: كأنه فعيلى من الضلال وياؤه للتأنيث،
والضلال ضد القصد: وهو اسم موضع، وجاء به ابن
القطاع في الأبنية ممدودا فقال: ضليلاء في باب المضاعف.
باب الضاد والميم وما يليهما
الضمار: بالكسر، وآخره راء، وهو ما يرجى من
الدين والوعد وكل ما لا تكون منه على ثقة، قال
الراعي يمدح سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد:
وأنضاء أنخن إلى سعيد
طروقا ثم عجلن ابتكارا
حمدن مزاره فأصبن منه
عطاء لم يكن عدة ضمارا
والضمار: موضع بين نجد واليمامة. والضمار أيضا:
صنم كان في ديار سليم بالحجاز ذكر في إسلام العباس
ابن مرداس السلمي، وقال الشاعر:
أقول لصاحبي والعيس تهوي
بنا بين المنيفة فالضمار:
تمتع من شميم عرار نجد،
فما بعد العشية من عرار
ألا يا حبذا نفحات نجد
وريا روضه بعد القطار
وريا روضه بعد القطار
وأهلك إذا يحل الحي نجدا،
وأنت على زمانك غير زار
شهور ينقضين وما علمنا
بأصناف لهن ولا سرار
تقاصر ليلهن، فخير ليل
وأطيب ما يكون من النهار
ضمار: بوزن فعال، بمعنى أضمر: موضع كانت فيه
وقعة لبني هلال، عن نصر. وضمار: صم، قال
عبد الملك بن هشام: كان لمرداس أبي العباس بن
مرداس وثن يعبده وهو حجر يقال له ضمار، فلما
حضره الموت قال لابنه العباس: أي بني اعبد ضمار
فإنه ينفعك ويضرك، فبينما العباس يوما عند ضمار
إذ سمع من جوف ضمار مناديا يقول هذه الأبيات:
قل للقبائل من سليم كلها:
أودى ضمار وعاش أهل المجسد
إن الذي ورث النبوة والهدى،
بعد ابن مريم، من قريش مهتد
أودى ضمار وكان يعبد مرة
قبل الكتاب إلى النبي محمد
قال: فأحرق العباس ضمار وأتى النبي، صلى الله
عليه وسلم، فأسلم.
الضمد: بفتح أوله، وسكون ثانيه وروي في الحديث
بالتحريك، فالضمد، بالسكون: رطب النبت ويابسه،
والضمد: جمع المرأة بين خليلين، والضمد: المداجاة،
وأما الضمد، بالتحريك: فهو يبس الدم على الدابة
من جرح أو غيره، والضمد أيضا: الحقد، والضمد
أيضا: موضع بناحية اليمن بين اليمن ومكة على
462

الطريق التهامي، وفي بعض الاخبار: أن رجلا سأل
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن البداوة فقال:
اتق الله ولا يضرك أن تكون بجانب الضمد من
جازان، وفي حديث آخر عن أبي هريرة أن وفد
عبس قالوا: بلغنا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، فقال
النبي، صلى الله عليه وسلم، مثله، وقال ابن
السكيت: الضمد أرض، حكاه الأديبي، وأخبرني
أبو الربيع سلمان بن الريحاني أنه رأى ضمد،
بالتحريك، وأنها من قرى عثر من جهة الجبل.
الضمران: بفتح أوله، وسكون الثاني، وآخره نون،
قال الليث: الضمران من دق الشجر، وقال
الأزهري: ليس من دق الشجر، وذو الضمران:
موضع، وقال نصر: ضمران، بضم الضاد،
وضمران بالفتح: واد بنجد أيضا من بطن قو.
ضمر: بضم أوله، وسكون ثانيه، وآخره راء، وهو
الهزال ولحوق البطن: وهو جبل يذكر مع ضائن
في بلاد قيس، وقال مضرس بن ربعي:
وعاذلة تخشى الردى أن يصيبني،
تروح وتغدو بالملامة والقسم
تقول هلكنا، إن هلكت، وإنما
على الله أرزاق العباد كما زعم
ولو أن عفرا في ذرى متمنع
من الضمر أو برق اليمامة أو خيم
ترقى إليه الموت حتى يحطه
إي السهل أو يلقى المنية في علم
وقال الأصمعي: الضمر والضائن علمان كانا سلول
يقال لهما الضمران في أحدهما مائة يقال لها الخضرمة
وهما في قبلة الأحسن، ومعدن الأحسن، ومعدن الأحسن لبني أبي بكر
ابن كلاب، ويقال للضمر والضائن الضمران،
قال الشاعر:
لقد كان بالضمرين والنير معقل
وفي نملي والأخرجين منيع
هذه في ديار كلاب، وقال ناهض بن ثومة:
تقمم الرمل بالضمرين وابله
وبالرقاشين من أسباله شمل
ضمر: بالفتح ثم السكون، وهو الهضيم البطن من
الرجال وغيرها: طريق في جبل من ديار بني سعد بن
زيد مناة، وقد ذكره العجاج.
ضمرة: من قولهم رجل ضمر وامرأة ضمرة: موضع.
ضمير: تصغير ما شئت مما تقدم: موضع قرب
دمشق، قيل: هو قرية وحصن في آخر حدود دمشق
مما يلي السماوة، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:
أقفرت منهم الفراديس فالغوطة
ذات القرى وذات الظلال
فضمير فالماطرون فحوران
قفار بسابس الاطلال
نصب الماطرون على أن نونه للجمع، وهذه المواضع
كلها بدمشق، وقال المتنبي:
لئن تركنا ضميرا عن ميامننا
ليحدثن لمن ودعتهم ندم
وقال الفرزدق يرثي عمر بن عبد الله بن معمر التيمي
وكان قد مات بضمير من دمشق:
يا معشر الناس لا تبكوا على أحد
بعد الذي بضمير وافق القدرا
ما مات مثل أبي حفص للحمة
ولا لطالب معروف إذا افتقرا
منهن أيام صدق قد منيت لها
أيام فارس فالأيام من هجرا
463

يعني قتاله لابي فديك الحروري.
ضمير: بفتح أوله، وكسر ثانيه: بلد بالشحر من
أعمال عمان قرب دغوث.
ضميم: بالفتح ثم الكسر: من قرى اليمن من ناحية
جهران من أعمال صنعاء.
باب الضاد والنون وما يليهما
ضنكان: بالفتح ثم السكون، ويروى بالكسر، ثم
كاف، وآخره نون، فعلان من الضنك وهو
الضيق: وهو واد في أسافل السراة يصب إلى البحر
وهو من مخاليف اليمن.
ضنك: بالكاف، مثل الذي قبله في المعنى: موضع،
قال بعضهم:
ويوم بالمجازة والكلندى،
ويوم بين ضنك وصومحان
باب الضاد والواو وما يليهما
الضواجع: جمع ضاجع، وهو الذي وضع جنبه إلى
الأرض، والضواجع الهضاب: موضع في قول
النابغة الذبياني:
ودوني راكس فالضواجع
ضوت: اسم موضع، حكاه العمراني عن ابن دريد،
وهو مهمل في استعمالهم.
ضوران: من حصون اليمن لبني الهرش. وضوران:
اسم جبل هذه الناحية فوقه سميت به.
ضويحك وضاحك: الأول بلفظ التصغير: جبلان
أسفل الفرش.
باب الضاد والهاء وما يليهما
ضها: بضم أوله، وهو جمع ضهوة وهو بركة الماء،
ويجمع أيضا على أضهاء، وهو مثل ربوة وربا: وهو
موضع في شعر هذيل، قال ساعدة بن جؤية يرثي
ابنا له هلك بهذه الأرض:
لعمرك ما أن ذو ضهاء بهين
علي وما أعطيته سيب نائل
جعل ذا ضهاء ابنه لأنه دفن فيه، وقال أمية بن
أبي عائذ:
لمن الديار بعلي بالأحراص
فالسودتين فمجمع الأبواص
فضهاء أظلم فالنطوف فصائف
فالنمر فالبرقات فالأنحاص
الضهيأتان: بالفتح ثم السكون، وياء مثناة من تحت ثم
علامة التثنية، قال الجوهري: الضهياء، ممدود،
شجر، وقال أبو منصور: الضهيأ بوزن الضهيع،
مهموز مقصور، شجر مثل السيال وحباتها وهي
ذات شوك ضعيف ومنبتها الأودية: وهما شعبان قبالة
عشر من شق نخلة وبينهما وبين يسوم جبل يقال
له المرقبة، وتثنية الضهياء: بقرب خيبر في حديث
صفية.
ضهيد: بالفتح ثم السكون، وياء مثناة من تحت
مفتوحة، ودال مهملة، يقال: ضهده إذا فهره،
وضهيد: موضع، قال ابن جني: ومن فوائت
الكتاب ضهيد اسم موضع ومثله عتيد، وكلاهما
مصنوع، وقد ورد في الفتوح في ذكر فلاة بين
حضر موت واليمن يقال لها ضهيد، فعلى هذا ليست
بمصنوعة.
464

باب الضاد والياء وما يليهما
ضيبر: بالفتح ثم السكون، وباء موحدة مفتوحة،
وراء: اسم جبل بالحجاز، وهو علم مرتجل إن لم يكن
من الضبر وهو العدو، والضبر: رمان البر، قال كثير:
وفاتتك عير الحي لما تقلبت
ظهور بها من ينبع وبطون
وقد حال من رضوى، وضيبر دونهم
شماريخ للأروى بهن حصون
الشيق: من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد أيام قتل
مسيلمة، ويقال له ضيق قرقرى، قال ابن مقبل:
وافى الخيال، وما وافاك من أمم،
من أهل قرن وأهل الضيق من حرم
ضيفة إير: بالفتح ثم السكون، والفاء، وإير،
بكسر همزته: اسم للريح الشمال، وقيل لريح
حارة: وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل.
الضيقة: بالفتح، والسكون، والقاف: طريق بين
الطائف وحنين، قال ابن إسحاق: ولما انصرف
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من خيبر يريد
الطائف سلك في طريق يقال لها الضيقة فسأل عن
اسمها فقيل الضيقة فقال: بل هي اليسرى. والضيقة:
منزل على عشرة فراسخ من عيذاب، ينسب إليه أبو
الحسن طاهر بن العتيق السكاك الضيقي، يروي عنه
أبو الفضل المقدسي، وذكره السمعاني بالظاء ولا
أصل له في اللغة والظاء ليست في غير كلام العرب.
ضيم: بالكسر ثم السكون، وهو في لغة العرب ناحية
الجبل، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
وما ضرب بيضاء يسقى دبوبها
دفاق فعروان الكراث فضيمها
أينحو لها شئن البنان مكزم
أخو حزن قد وفرته كلومها
ثم قال بعد أبيات:
فذلك ما شبهت يا أم معمر،
إذا ما تولى الليل غارت نجومها
وقيل: هو واد بالسراة، وقيل: بلد من بلاد
هذيل وقال السيد علي، بضم العين وفتح
اللام: الضيم واد مفضاه يسيل في ملكان ورأسه
ينتصي في طود بني صاهلة، قال:
تركت لنا معاوية بن صخر
وأنت بمربع وهم بضيم
ضئيدة: في شعر الراعي حيث قال:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن
بذي نبق زالت بهن الأباعر
دعاها من الخلين خلي ضئيدة
خيام بعكاش لها ومحاضر
وقال أيضا:
جعلن حبيا اليمين ووركت
كبيشا لماء من ضئيدة باكر
وقال ابن مقبل:
ومن دون حيث استوقدت من ضئيدة
تناه بها طلح عريب وتنضب
ضين: بكسر الضاد، وسكون الياء، والنون:
جبل باليمن، وفيه الحديث: إن من كان عليه دين
ولو كان مثل جبل ضين قضاه الله تعالى عنه إذا قال
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغني بفضلك
عمن سواك، وبه قبر شعيب بن مهدم، وهو نبي
أرسل إلى العرب وليس بشعيب صاحب موسى.
انتهى المجلد الثالث - حرف الذال والراء والزاي والسين والشين والصاد والضاد
465