الكتاب: الأنساب
المؤلف: السمعاني
الجزء: ٤
الوفاة: ٥٦٢
المجموعة: الأنساب ومعاجم مختلفة
تحقيق: تقديم وتعليق : عبد الله عمر البارودي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٩٨٨ م
المطبعة:
الناشر: دار الجنان للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الأنساب
للامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد
ابن منصور التميمي السمعاني
المتوفي سنة 562 ه‍
تقديم وتعليق
عبد الله عمر البارودي
مركز الخدمات والأبحاث الثقافية
الجزء الرابع
دار الجنان
3

ملتزم الطبع والنشر والتوزيع
دار الجنان
الطبعة الأولى
1408 ه‍ 1988 م
4

حرف الضاد
الضاد المعجمة والألف
الضال: بفتح الضاد المشددة المنقوطة، وفي آخرها اللام، وليس هذا من الضلالة في
الدين، بل اشتهر بهذه الصفة:
أبو عبد الرحمن معاوية بن عبد الكريم الثقفي الضال، من آل أبي بكرة، وإنما سمي
" الضال " لأنه ضل في طريق مكة، فقيل له: الضال، وكان من عقلاء أهل البصرة ومتقنيهم
وثقاتهم، يروي عن الحسن وابن سيرين. روى عنه قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبيد بن
حساب (1).
الضايع: بفتح الضاد المعجمة، والياء المكسورة المنقوطة باثنتين من تحتها، بعد
الألف، وفي آخرها العين المهملة.
هذا لقب شاعر من بني ضبيعة بن قيس وهو عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن
مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الشاعر، دخل مع امرئ القيس بلاد الروم، وظني أنه هو
الذي يقول فيه امرؤ القس:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه * وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
أنشدناه أبو الحسن علي بن سليمان الأندلسي من حفظه له، قال ابن ماكولا: دخل
عمرو بن قميئة بلد الروم مع امرئ القيس فمات بها، فسمي عمرا الضايع، يعني لضياعه في
غير أرضه وموته بها، وهو أول من عمل في الخيال شعرا.
وعثمان بن بلج الضايع، يروي عن عمرو بن مرزوق. روى عنه محمد بن بكر بن داسة
البصري.

(1) قال ابن الأثير رحمه الله: " قلت: فاته " الضاطري " بفتح الضاد، وبعد الألف طاء مهملة مكسورة. هذه النسبة
إلى ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو، بطن من خزاعة. فممن ينسب إليه: طلحة بن عبيد الله بن
كريز بن هاجر بن ربيعة بن هلال بن عبد مناف بن ضاطر الخزاعي الضاطري. كريز هذا: بفتح الكاف وكسر
الراء ".
5

باب الضاد والباء
الضبابي: بفتح الضاد المعجمة، والباء الموحدة، وباء أخرى في آخرها بعد الألف.
هذه النسبة إلى " الضباب " وهو اسم لبطون من قبائل العرب. قال ابن حبيب: في
مذحج: الضباب بالفتح وهو سلمة بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب. وفي قريش:
الضباب بالفتح بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب. وفيها أيضا الضباب
بالفتح بن الحارث بن فهر. قال ابن حبيب: وفي بني عامر بن صعصعة: الضباب بالكسر (1)
وهو معاوية بن كلاب بن ربيعة بن عامر، سمي بولده، وهم ضب ومضب، وحسل وحسيل،
فقيل له الضباب لهذا.
وذو الجوشن الكلابي الضبابي، له صحبة. روى عنه أبو إسحاق السبيعي مرسلا،
وكان اسمه شرحبيل وسمي ذا الجوشن من أجل صدره كان ناتئا.
الضبابي: بكسر الضاد المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها باء أخرى، بعد
الألف.
هذه النسبة إلى اسم لجد:
أبي الحسن محمد بن سليمان بن منصور بن عبد الله بن محمد بن منصور بن موسى بن

(1) من " المؤتلف والمختلف " و " الاكمال "، مع أن عدم ذكر المصنف لها يوهم أن الضاد مفتوحة! ولهذا تعقبه
ابن الأثير فقال: " قلت: ضباب بن عامر: بكسر الضاد، وقوله: إنما قيل له ذلك بأولاده: يشهد بصحة ما قلت،
لان جمع " ضب ": ضباب، بالكسر لا بالفتح، والمحلة التي بالكوفة ذكرها في الترجمة التي تلي هذه الترجمة،
ونسب إليها بالضبابي بكسر الضاد، وإنما قيل لها ذلك لسكنى الضباب بها، على عادتهم، فإن كل قبيلة كانت
تسكن مجتمعة ويبنى لها وتسمى المحلة بها، كالسبيع وكندة وغيرهما. ولم يذكر أبو سعد أحدا ممن ينسب إلى
البطون التي ذكرها.
فأما الضباب من بني الحارث بن كعب: فهو بالفتح كما ذكره، ومنه: شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك بن
دريد بن سفيان بن الضباب، شهد المشاهد كلها مع علي بن أبي طالب عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل أيام
الحجاج.
وأما الضباب من قريش: فهو بالفتح أيضا كما قاله، ومنه: عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن
وهيب [بن] ضباب، الذي يقال له: ابن قيس الرقيات، الشاعر المشهور، وهم من قريش الظواهر لا قريش
الأباطح.
6

سعد بن مالك بن جابر بن وهب بن ضباب الأزرق الضبابي، المعروف بابن عند لك، حدث
عن علي بن إسماعيل بن أبي النجم، سمع منه بسميساط عن جبارة بن المغلس. روى عنه
أبو الفتح بن مسرور البلخي، وذكر أنه سمع منه في منزله بالجانب الغربي من بغداد، كان
ثقة.
وبالكوفة محالة من السبيع يقال لها " قلعة الضباب "، ومسجد أبي إسحاق السبيعي في
هذه المحلة. وجماعة من شيوخنا يسكنون هذه المحلة منهم:
شيخنا الشريف الإمام أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حمزة
الحسني العلوي الضبابي، شيخ الزيدية وإمامهم، سمعت منه الكثير في النوب الخمس.
وابناه أبو الحسن علي بن عمر، وأبو المناقب حيدرة بن عمر، سمعت منهما.
وجماعة سواهم، وإنما ذكرت لتعرف المحلة والموضع.
الضباثي: بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء الموحدة، بعدهما الألف، وفي آخرها
الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى " ضباث " وهو بطن من جشم. ذكر ابن الكلبي في " الألقاب " قال:
إنما سمي بنو زيد بن ضباث بن نهرش بن جشم بن قيس بن عامر بن عمرو بن بكر.
ومنجى بن ضباث. وعمهم عامر بن جشم بن قيس: لأنهم تحالفوا على عطية بن ضباث،
فقيل لهم: الرقاع تلفقوا كما تلفق الرقاع.
الضباري: بفتح الضاد المعجمة، والباء الموحدة، بعدهما الألف، وفي آخرها
الراء.
هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم فيما ذكر ابن حبيب، قال: في الرباب: ضباري
مفتوح الضاد ابن نشبة بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم بن عبد
مناة بن أد. قال الدارقطني: منهم: وردان بن مجالد بن علفة بن الفريش بن ضباري بن
نشبة بن ربيع، كان مع ابن ملجم ليلة قتل علي بن أبي طالب عليه السلام. ومنهم:
المستورد بن علفة بن الفريش بن ضباري الخارجي، قتله معقل بن قيس الرياحي، صاحب

(1) تابعت في ضبطها لمصحح " تاريخ بغداد " مع توقفي فيه، ثم رأيت الحافظ رحمه الله ضبطها في " التبصير "
ص 986: عند لك.
7

علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فأما وردان بن مجالد فقتله عبد الله بن نجبة بن عبيد بن
عمرو بن عتيبة بن طريف التيمي تيم الرباب وهو من رطه.
قال ابن حبيب: وفي ربيعة: ضباري مفتوح الضاد ابن سدوس بن شيبان بن ذهل بن
ثعلبة بن عكابة.
الضباري: بكسر الضاد المعجمة، والباء الموحدة المفتوحة، بعدهما الألف، وفي
آخرها الراء.
وضباري بطن من تميم، وهو ضباري بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع. وفي تميم أيضا:
ضباري بن حجية بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.
الضبعي: بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخره العين
المهملة.
هذه النسبة إلى " ضبيعة " بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن
وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن
عدنان، نزل أكثرهم البصرة، وكانت بها محلة ينسب إليهم يقال لهم: بنو ضبيعة.
والمنتسب إلى القبيلة:
أو حبرة شيحة بن عبد الله الضبعي، سمع علي بن أبي طالب عليه السلام. روى عنه
المثنى بن سعيد.
وأبو جمرة نصر بن عمران بن عاصم الضبعي بالجيم راوي عبد الله بن عباس رضي
الله عنهما، يروي عنه حديث وفد عبد القيس. روى عنه شعبة والحمادان. مات في ولاية
يوسف بن عمر على العراق، وولي يوسف سنة إحدى وعشرين ومائة إلى سنة أربع وعشرين
ومائة.
وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي، من أهل البصرة، يروي عن أنس بن مالك. روى
عنه شعبة، وعبد الوارث. مات سنة ثمان وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين.
وأبو سليمان جعفر بن سليمان الضبعي الجرشي البصري، من أهل يمامة، إنما قيل
له: الضبعي، لأنه كان ينزل في بني ضبيعة، فنسب إليها، يروي عن ثابت، وأبي عمران
الجوني، ويزيد الرشك، ومالك بن دينار، وفرقد السبخي. روى عنه ابن المبارك،
وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأهل العراق. مات سنة ثمان
8

وسبعين ومائة.
وكان يبغض الشيخين أبا بكر وعمر. قال جرير بن يزيد بن هارون بين يدي أبيه: بعثني
أبي إلى جعفر بن سليمان الضبعي، فقلت له: بلغنا أنك تسب أبا بكر وعمر. فقال: أما
السب فلا، ولكن البغض ما شئت! قال: وإذا هو رافضي مثل الحمار!. قال أبو حاتم بن
حبان: كان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات، غير أنه كان ينتحل الميل
إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن
الصدوق والمتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز، فإذا دعا
إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره، ولهذا العلة تركنا حديث جماعة ممن كان ينتحل البدع
ويدعو إليها وإن كانوا ثقات، واحتججنا بأقوام ثقات، انتحالهم سواء، غير أنهم لم يكونوا
يدعون إلى ما ينتحلون، وانتحال العبد: بينه وبين ربه، إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه
عليه، وعلينا قبول الروايات عنهم إن كانوا على حسب ما ذكرناه في غير موضع من كتبنا.
والذي نزل فيها ولم يكن منها:
أبو سعيد المثنى بن سعيد الضبعي القصير، كان ينزل ضبيعة ولم يكن منهم، يروي
عن أنس بن مالك. روى عنه ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهما.
وأبو مخراق جويرية بن أسماء بن عبيد بن مخراق الضبعي، من أهل البصرة، يروي
عن نافع، وأبيه. روى عنه أبو داود الطيالسي، وأهل البصرة. مات سنة ثلاث وسبعين
ومائة.
وأبو الحجاج خارجة بن مصعب الضبعي، من أهل سرخس، يروي عن زيد بن أسلم
والبصريين. روى عنه الناس، كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره، يروي ما سمع منهم
مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن
الاثبات، لا يحل الاحتجاج بخبره ومات سنة ثمان وستين ومائة في شهر ذي القعدة يوم
الجمعة، وكان مولده سنة ثمان وتسعين. وقال يحيى بن معين: خارجة بن مصعب ليس
بشئ.
وأبو سعيد المثنى بن سعيد الضبعي القصير البصري الذراع، يقال: إنه كان ينزل في
بني ضبيعة ولم يكن منهم، قاله عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي. يروي عن أنس بن
مالك، وأبي مجلز، وأبي المتوكل الناجي، وأبي حبرة شيحة بن عبد الله، وقتادة. روى
عنه يزيد بن زريع، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد الطيالسي. وثقه أحمد بن حنبل،
9

ويحيى بن معين، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان (1).
الضبي: بفتح الضاد المعجمة، والباء المكسورة المشددة المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " بني ضبة " وهم جماعة، ففي مضر: ضبة بن أد بن طابخة بن
إلياس بن مضر بن نزار بن ربيعة بن معد بن عدنان. وفي قريش: ضبة بن الحارث بن فهر بن
مالك. وفي هذيل: ضبة بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. وجماعة ينسبون
إلى كل واحد من هؤلاء.
وأبو سلمة تميم بن حذلم الضبي، من أهل الكوفة، يروي عن أبي بكر وعمر. روى
عنه العلاء بن بدر. وقيل: كنيته أبو حذلم.
وأبو عبد الله جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط الضبي الرازي مولده بالكوفة، انتقل
إلى الري وسكنها، يروي عن أبي إسحاق، والأعمش. وكان مولده سنة عشر ومائة، في
السنة التي مات فيها الحسن وابن سيرين، ومات سنة سبع وثماني ومائة بالري. روى عنه
ابن المبارك والناس، وكان من العباد الخشن.
وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان المحاملي الضبي، والد الحسين
والقاسم، من ضبة البصرة، رزق الأولاد والأحفاد، سكن بغداد وحدث بها عن الفيض بن
وثيق، وعبد الله بن عون الخراز، وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري. روى عنه ابناه:
الحسين أبو عبد الله، والقاسم أبو عبيد الله شيئا يسيرا، وقد ذكرنا أولاده في " الميم " في
" المحاملي ".
والمنتسب إليهم ولاء: أبو عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي،
من أهل الكوفة، وكان مولى بني ضبة، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، والأعمش.
روي عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المنذر الطريقي، وأهل العراق. مات سنة خمس

(1) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى: ضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، قبيل، منهم:
بنو أحمس بن ضبيعة. ينسب إليه كثير من العلماء.
وإلى: ضبيعة بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ينسب إليه كثير من الصحابة وغيرهم.
منهم: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن ضبيعة. وفاته " الضبني ": بفتح الضاد والباء
الموحدة وبعدها نون. هذه النسبة إلى: ضبينة، بطن من جذام، منهم: رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي
الضبني، ويقال: الضبيني: بضم الضاد، وفتح الباء الموحدة، وبعدها ياء آخر الحروف. ثم باء موحدة، من بني
الضبيب. هكذا يقوله المحدثون. وأهل النسب يقولون الأول.
10

وتسعين ومائة، وكان يغلو في التشيع.
وأبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين بن عثمان بن حبيب بن زياد بن ضبة الضبي،
نسب إلى جده الأعلى، حدث عن أبي شعيب صالح بن زياد السوسي. روى عنه عبيد الله بن
محمد بن شنبة الدينوري.
وأبو الفضل محمد بن الحجاج بن جعفر بن إياس بن نذير بن هلال بن كعابة بن
كسيب بن علقمة بن مرهوب بن عبيد بن هاجر بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن
سعد بن ضبة بن أد الضبي، من أهل الكوفة قدم بغداد، يروي عن أبي بكر بن عياش،
وعبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن الفضيل بن غزوان، وأبي معاوية الضرير، وسفيان بن
عيينة، وعبد الله بن داود الخريبي وغيرهم. روى عنه يحيى ين محمد بن صاعد، وأبو عمر
محمد بن يوسف القاضي، وإسماعيل بن العباس الوراق، والحسين بن إسماعيل
المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وكان أبو العباس بن عقدة: يقول: محمد بن
الحجاج الضبي في أمره نظر، وقال أبو الحسين بن المنادي: توفي محمد بن الحجاج بن
نذير الضبي الكوفي بمدينة السلام، وذلك أنه رحل من الكوفة نحوا من شهر وحدث الناس ثم
أدركه الموت في ربيع الأول سنة إحدى وستين ومائتين، وكان قد استكمل سبعا وتسعين سنة
ودخل في ثمان وتسعين.
وأبو بكر محمد بن خلف بن جيان بالجيم والياء آخر الحروف ابن صدقة بن زياد
الضبي القاضي المعروف بوكيع من أهل بغداد، وكان عالما فاضلا عرفا بالسير وأيام الناس
وأخبارهم، وله مصنفات كثيرة، منها " كتاب الطريق " و " كتاب الشريف " و " كتاب عدد آي
القرآن والاختلاف فيه " وكتب أخر سوى ذلك، وكان حسن الاخبار، حدث عن الزبير بن
بكار، وأبي حذافة السهمي، ومحمد بن الوليد البسري، والحسن بن عرفة، وعلي بن
موسى الطوسي، والحسن بن محمد الزعفراني، وعلي ومحمد ابني إشكاب، ومحمد بن
عثمان بن كرامة، وخلق من أمثالهم. روى عنه أحمد بن كامل القاضي، وأبو علي بن
الصواف، وأبو بكر محمد بن عمر بن الجعابي، ومحمد بن المظفر وغيرهم. وقيل: إن
أبا بكر بن مجاهد سئل أن يصنف كتابا في العدد، فقال: قد كفانا ذلك وكيع. ومات في
شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة.
وأبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمارة بن القعقاع ابن شبرمة، أخي
عبد الله بن شبرمة الضبي، وهو: شبرمة بن طفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن
11

مالك بن زيد بن مالك بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة
الضبي، من أهل بغداد، سمع سعيد بن سليمان، وعاصم بن علي الواسطيين، وسعيد بن
زنبور، وسعيد بن محمد الجرمي وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن السماك، وأحمد بن
الفضل بن خزيمة، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وكان
ثقة. وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، وقال إسماعيل الخطبي: كان هذا الشيخ يعني
أبا قبيصة من أدرس من رأينا للقرآن، سألته عن أكثر ما قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال
وكان يوصف بكثرة الدرس وسرعته فامتنع أن يخبرني، فلم أزل به حتى قال لي: إنه قرأ
في يوم من أيام الصيف الطوال أربع ختم وبلغ في الخامسة إلى براءة، وأذن المؤذن العصر،
وكان من أهل الصدق. توفي في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
والمفضل بن محمد بن يعلي بن عامر بن سالم بن أبي سلمى بن ربيعة بن زبان بن
عامر بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي الكوفي، من أهل
الكوفة، كان علامة راوية للأدب والاخبار وأيام العرب، موثقا في روايته، وقدم بغداد في أيام
هارون الرشيد، سمع سماك بن حرب، وأبا إسحاق السبيعي، وعاصم بن أبي النجود،
وسليمان الأعمش. روى عنه أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، ومحمد بن عمر القصبي،
وأبو كامل الجحدري، وأبو عبد الله محمد بن زياد بن الاعرابي وغيرهم. قال جحظة: قال
الرشيد للمفضل الضبي: ما أحسن ما قيل في الذئب ولك هذا الخاتم الذي في يدي وشراؤه
ألف وستمائة دينار؟ فقال: قول الشاعر:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي * بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع
فقال: ما ألقي هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم، وحلق به إليه، فاشترته أم جعفر
بألف وستمائة دينار، وبعثت به إليه وقالت: قد كنت أراك تعجب به! فألقاه إلى الضبي وقال:
خذه وخذ الدينار، فما كنا نهب شيئا ونرجع فيه.
وضبة: قرية بالحجاز على ساحل البحر على طريق الشام، وبحذائها قرية يقال لها:
بدا، وهي قرية يعقوب عليه السلام، بها نهر جار وزرع ونخيل، ومسجد جامع وسوق،
والعرب تقول: من ضبة إلى بدا سبعون ميلا عددا، ومنها قدم يعقوب عليه السلام على
يوسف صلوات الله عليهما وعلى جميع أنبيائه ورسله، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وإله
وسلم تسليما كثيرا.
12

باب الضاد والخاء
الضخمي: بفتح الضاد، وسكون الخاء المعجمتين، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " الضخم " وهو اسم لجد:
أبي القاسم عبد الله بن محمد بن علي بن الضخم الضخمي، من أهل بغداد، يروي
عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ،
وذكر أنه كتب عنه ببغداد في مجلس الباغندي.
13

باب الضاد والراء
الضراب: بفتح الضاد، وتشديد الراء، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " ضرب " الدنانير والدراهم، والمشهور بهذه النسبة:
أبو علي عرفة بن محمد بن الغمر الغساني الضراب، من أهل مصر، يروي عن
أحمد بن داود المكي وطبقة ونحوه، وكان ثقة ثبتا، توفي سنة أربعين وثلاثمائة. قاله
ابن يونس.
وأبو معاذ عبد الغالب بن جعفر بن الحسن بن علي الضراب، يعرف بابن القني، سمع
محمد بن إسماعيل الوراق، وحدث.
وابنه أبو الحسن علي بن عبد الغالب ابن الضراب، سمع أبا الحسن ابن الصلت
المجبر، وأبا أحمد الفرضي وغيرهما، سمع منه أبو بكر الخطيب وكان رفيقه في الرحلة
والسماع.
وأبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب، من أهل مصر مكثر من الحديث، صاحب
جموع. قاله ابن ماكولا. سمعت له " كتاب المروة ". روى عنه ابنه أبو القاسم
عبد العزيز بن الحسن الضراب، وسمع من أبي القاسم: أبو عبد الله الحميدي،
وأبو نصر بن ماكولا وغيرهما أثنى عليه أبو نصر وقال: كان شيخنا صالحا.
وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن الجراح بن ميمون الضراب، من أهل بغداد، كان
ثقة، سمع أبا يحيى محمد بن سعيد العطار، والحسن بن محمد الزعفراني، والحسن بن
عبد العزيز الجروي، ومحمد بن عبد النور الكوفي، ويحيى بن محمد الكوفي، ويحيى بن
محمد بن أعين المروزي، وأحمد بن منصور الرمادي. روى عنه القاضي الجراحي،
وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، ومات في شعبان
سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
الضراري: بكسر الضاد المعجمة، وفتح الراء الأولى، وكسر الثانية.
هذه النسبة إلى " ضرار " وهو اسم رجل من أجداده، والمشهور بهذه النسبة:
14

أبو صالح محمد بن إسماعيل الضراري، رحل إلى العراق واليمن، وكتب عن
عبد الرزاق.
الضراسي: بكسر الضاد المعجمة، وفتح الراء، بعدهما الألف، وفي آخرها السين
المهملة.
هذه النسبة إلى " ضراس " وهي قرية من جبال اليمن، منها:
أبو طاهر إبراهيم بن نصر بن منصور بن حبيش الفارقي الضراسي، نزل هذه القرية،
حدث عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي. روى عنه أبو القاسم هبة
الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ (1).
الضرير: بفتح الضاد المنقوطة، والرائين المهملتين بينهما ياء منقوطة بنقطتين من
تحتها.
هذه الصفة كانت لجماعة كثيرة من أهل العلم، والذي اشتهر بها:
أبو معاوية محمد بن خازم التميمي السعدي الضرير، من أهل الكوفة، مولى لبني تميم
من سعد بن زيد مناة، كان حافظا متقنا، ولكنه كان مرجئا، قيل: إنه عمي وهو ابن أربع
سنين، وقيل: ابن ثمان. يروي عن الأعمش، والشيباني، وابن أبي خالد، وهشام بن
عروة، وعبيد الله بن عمر بن حفص، وليث بن أبي سليم. روى عنه أحمد بن حنبل،
ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، ويعقوب الدورقي.
قال أبو معاوية: حججت مع جدي أبي أمي وأنا غلام، فرآني أعرابي فقال لجدي:
ما يكون هذا الغلام منك؟ قال: ابني. قال: ليس بابنك، قال: ابن ابنتي، قال:
ابن بنتك، وليكونن له شأن، وليطأن برجليه هاتين بسط الملوك! قال: فلما قدم الرشيد بعث

(1) أقحم هنا في الأصول إلا كوبرلي كلمة: " المصري ".
هذا، قال ابن الأثير مستدركا: " قلت: فاته " الضرامي " بكسر الضاد، وبعد الألف ميم. نسبة إلى ضرام بن
مالك بن كعب بن مالك بن ثعلبة بن حميس بن عامر، بطن من جهينة، منهم: شهاب بن جمرة الوافد على عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فقال: ما أسمك؟ فقال: شهاب. قال: ابن من؟ قال: ابن جمرة. قال: ممن؟ قال:
من الحرقة. قال: من أيها؟ قال: من بني ضرام. قال: من أين أقبلت؟ قال: من حرة النار. قال: فأين تركت
أهلك؟ قال: بلظى. قال: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان كذلك.
قوله: من الحرقة، لان بني حميس يقال لهم: الحرقة. حميس: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وبالياء
تحتها نقطتان، وآخره سين مهملة ".
15

إلي، فلما دخلت عليه ذكرت حديث الاعرابي، فأقبلت ألتمس برجلي البساط، قال:
يا أبا معاوية لم تلتمس البساط؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين حججت مع جدي، وحدثته
الحديث فأعجبه. قال أبو معاوية: وحركني شئ فقلت: يا أمير المؤمنين أحتاج إلى موضع
الخلاء، فقال للأمين والمأمون: خذا بيد عمكما فأرياه الموضع، فأخذا بيدي فأدخلاني إلى
موضع شممت من رائحة المسك؟ فقالا: يا أبا معاوية هذا الموضع فشأنك. فقضيت
حاجتي. وكان يحفظ ما سمع من الأعمش فمرض مرضه فنسي منها ستمائة حديث (1)! وقال
يعقوب بن شيبة: محمد بن خازم الضرير، مولى لبني عمرو بن زيد مناة رهط سعير بن
الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى الارجاء، يقال: إن وكيعا لم يحضر
جنازته لذلك. وكانت ولادته سنة ثلاث عشر ومائة، ومات في آخر صفر سنة خمس وتسعين
ومائة.
وأبو عمر حفص بن عمر الضرير، من أهل البصرة، يروي عن أبي عوانة الوضاح وأهل
البصرة. روى عنه أبو خليفة الجمحي. وكان من علماء أهل البصرة بالفرائض والحساب
والفقه والشعر وأيام الناس، وكان قد ولد وهو أعمى، مات سنة عشرين ومائتين.
وإبراهيم بن محمد بن خازم الضرير، وهو ابن أبي معاوية الكوفي، يروي عن أبيه،
وأبي بكر بن عياش، ويحيى بن عيسى الرملي. وروى عنه علي بن الحسين بن الجنيد.
وقال أبو زرعة: إبراهيم بن أبي معاوية الضرير لا بأس به صدوق صاحب سنة.
وأبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار الضرير، من أهل بغداد، سمع سفيان بن
عيينة، وإسماعيل بن علية، وحماد بن خالد الخياط، وعبد المجيد بن أبي رواد، ويحيى بن
آدم، وعبيدة بن حميد، وأبا معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة، ومعاذ بن
معاذ، وأسباط بن محمد، ومحمد بن إدريس الشافعي. روى عنه أبو العباس أحمد بن
عمر بن سريج الفقيه، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإسماعيل بن العباس الوراق،
والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد وغيرهم. وكان ثقة. قال ابن أبي حاتم كتبت عنه مع
أبي وهو صدوق. مات في شوال سنة إحدى وستين ومائتين.
وأبو جعفر محمد بن سعدان النحوي الضرير، من أهل بغداد، وكان أحد القراء، له

(1) هكذا في " تاريخ بغداد " 5: 247 نقلا عن العجلي من قوله، لكنه نقل في الصفحة التي قبلها عن أبي معاوية نفسه
بواسطة ابن معين أنه قال: " حفظت من الأعمش ألفا وستمائة، فمرضت مرضه فذهب عني منها أربعمائة ".
فهذا أولى بالصواب.
16

كتاب مصنف في النحو، وكتاب كبير في القراءات. روى فيه عن عبد الله بن إدريس، وأبي
تميلة يحيى بن واضح، وإسحاق بن محمد المسيبي، وأبي معاوية الضرير، والمسيب بن
شريك، وعبد العزيز بن أبان وغيرهم. روى عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بن
أحمد بن البراء، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، وعبيد بن محمد المرزبان
وغيرهم، وكان ثقة. وقال أبو الحسين بن المنادي: كان أبو جعفر النحوي الضرير يقرأ بقراءة
حمزة، ثم اختار لنفسه، ففسد عليه الأصل والفرع، إلا أنه كان نحويا. ومات في يوم عرفة
من سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو عمر حفص بن عبد الله الحلواني الضرير، يروي عن أبي بكر بن عياش،
ومروان بن معاوية، ويحيى بن يمان، ووكيع، وعبدة بن سليمان، وبكار بن عبد الله الربذي
ابن أخي موسى بن عبيدة، وعيسى بن موسى البخاري غنجار. قال ابن أبي حاتم: سمع منه
أبي بحلوان سنة ست وثلاثين ومائتين وقال: هو صدوق.
17

باب الضاد والعين
الضعيف: هو أبو محمد عبد الله بن محمد الضعيف، ظني أنه من أهل الكوفة، روى
عن عبد الله بن نمير. روى عنه بن سنان الطائي وغيره. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان عن
كتاب " الثقات " قال: وإنما قيل له " الضعيف " لاتقانه وضبطه. هذا قول أبي حاتم.
وسمعت أنه إنما قيل له الضعيف يعني في بدنه لنحافته ودقته، لا أنه ضعيف في الحديث!
وقال أبو حاتم الرازي: عبد الله بن محمد الضعيف صدوق، من أهل طرطوس، أصله
بغدادي. سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان، أخبرنا
أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ إجازة، سمعت أبا إسحاق الحبال بمصر يقول:
سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: " رجلان جليلان لحقهما لقبان قبيحان:
معاوية بن عبد الكريم الضال، وإنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد الضعيف،
وإنما كان ضعيفا في جسده لا في حديثه ". وقد أفردنا لهما جزازة (1).

(1) ص 157.
18

باب الضاد والفاء
الضفادعي: بفتح الضاد المعجمة، والفاء، وكسر الدال المهملة، وفي آخرها العين
المهملة.
هذه النسبة إلى محلة ببغداد يقال لها " درب الضفادع " منها:
أبو بكر محمد بن موسى بن سهل العطار الضفادعي البربهاري، كان ثقة صدوقا، سمع
الحسن بن عرفة، وإسحاق بن البهلول الأنباري. روى عنه أبو الحسن الدارقطني،
وأبو الحسن الجراحي القاضي وغيرهما. قال أبو الحسين عبد الباقي بن قانع الحافظ:
أبو بكر البربهاري مات في ذي القعدة سنة تسع عشرة وثلاثمائة، قال: وكان ينزل في درب
الضفادع.
19

باب الضاد والميم
الضمري: بفتح الضاد المعجمة، وسكون الميم، وكسر الراء.
هذه النسبة إلى " ضمرة " وهو بنو ضمرة رهط عمرو بن أمية الضمري صاحب رسول الله
صلى الله عليه وآله.
ومن ضمرة: غفار، رهط أبي ذر (1).
ومن ضمرة: بنو عريج، وهم قليل. وأبو نوفل بن أبي عقرب العريجي منهم.
وعبيد الله بن زحر الضمري الإفريقي الكناني، يروي عن علي بن بذيمة، وليث بن
أبي سليم، وعلي بن يزيد. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وأهل الشام. منكر الحديث
جدا يروي الموضوعات عن الاثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع
في إسناد خبر عبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن: لا يكون متن
ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم، فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة، بل التنكب عن رواية
عبيد الله بن زحر على الأحوال: أولى.
الضميري: بضم الضاد المعجمة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " ضمير " وهي قرية في آخر دمشق مما يلي أرض السماوة، وإياها عني
المتنبي:
إذا جعلن ضميرا عن ميامننا * ليحدثن لمن ودعتهم ندم

(1) لخص هذا القدر الحافظ ابن الأثير في " اللباب " ثم قال متمما متعقبا: " قلت: هذا معنى ما ذكره السمعاني، وفيه
إسقاط وغلط. فأما الاسقاط: فلم يذكر ضمرة من أي العرب هو، وهو: ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. وأما الغلط: فإنه جعل ضمرة التي منها عمرو بن أمية غير ضمرة التي منها
أبو ذر، وليس كذلك، فإن ضمرة التي منها عمرو هم ولد ضمرة بن بكر، وأما ضمرة التي منها أبو ذر فهي ولد
غفار بن مليل بن ضمرة هذا بن بكر. وليس ثم ضمرة ينسب إليه أبو ذر غيره. والله أعلم ". قلت: كلام الحافظ
السمعاني يوهم ما نبه إليه ابن الأثر، وليس بصريح فيه ليغلط، والله أعلم، وهو ينقل كلام ابن قتيبة بالحرف من
" المعارف " ص 31.
20

وقال بعض المتأخرين:
بين عذري (1) وضمير عرب * يأمن الخائف فيهم ما جنى
كلما شنت عليهم غارة * أغمدوا البيض وسلوا الأعينا
وجماعة نسبوا إلى " الاضمور " ب‍ " الضميري ". هكذا جاءت هذه النسبة،
والاضمور: بطن من رعين، منهم:
عتبة بن زياد الضميري، يروي عن عبد الرحمن الحبلي. روى عنه عبد الله بن لهيعة.
كذا نسبه أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ".

(1) من الأصول إلا كوبرلي ففيه: " بصري "، والظاهر ما أثبته، ففي " معجم البلدان " 6: 130: " عذراء.. قرية
بغوطة دمشق من إقليم خولان، معروفة " فيكون الشاعر قد قصر الممدود. أما بصري فبعيدة عنها جدا. وعذراء
معروفة حتى اليوم قريبة جدا من ضمير.
21

باب الضاد والنون
الضني: بكسر الضاد المعجمة، والنون المشددة. هو:
مسعود بن بشر الضني، وهو من ضنة بن سعد بطن من قضاعة، وهو من ولد عمرو بن
مرة الجهني. وفي العرب ضنتان: ضنة بن سعد القضاعي وضنة بن عبد الله بن نمير (1).
وكان مسعود الضني وفد على عبد الملك ابن مروان، وله قصة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن فارس الشيرازي. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن علي الراشقي بشيراز
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن خلاد القاضي، حدثني محمد بن الحسن
الأزدي، أخبرنا أبو الفضل الرياشي، حدثنا مسعود بن بشر من ولد عمرو بن مرة الجهني
قال: قال رجل من ضنة وفي العرب ضنتان: ضنة بن سعد من قضاعة وهم هؤلاء،
وضنة بن عبد الله بن نمير قال: وفد هذا الضني إلى عبد الملك بن مروان فدخل عليه
فقال:
والله ما ندري إذا ما فاتنا * طلب إليك من الذي نتطلب
ولقد ضربنا في البلاد فلم نجد * أحد سواك إلى المكارم ينسب
فاصبر لعادتنا التي عودتنا * أو لا فأرشدنا إلى من نذهب
قال: فقال له عبد الملك: إلي. وأمر له بألف دينار، ثم أتاه العام المقبل فقال:
يرب الذي يأتي من العرف، إنه * إذا فعل المعروف زاد وتمما
وليس كبان حين تم بناؤه * يتبعه بالنقض حتى تهدما
فأعطاه ألفي دينار، ثم عاد له في العام الثالث فقال

(1) هكذا في الأصول كلها، ومثله تماما في " الاشتقاق " ص 294، لكن في " القاموس " و " شرحه " 9: 266:
" ضنة بن عبد الله بن الحارث: في بني نمير بن عامر بن صعصعة " بل في " الجمهرة " لابن حزم ص 279 أنه:
ضنة بن نمير بن عامر بن صعصعة، ليس بينهما " عبد الله " ولا غيره! ولذا فاحتمل أن يكون الصواب: وضنة بن
عبد بن كبير، فيكون قد أقحم لفظ الجلالة هنا غلطا، وتحرف نمير عن كبير؟ ولكن هناك ما ينفي هذا الاحتمال،
وهناك ما يقربه، والله أعلم بالصواب.
22

إذا استمطروا كانوا مغازير في الندى * يجودون بالمعروف عودا على بدء
فأعطاه ثلاثة آلاف دينار.
وأبو زيد الضني، يروي عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وآله. روى عنه
زيد بن جبير. هكذا ذكره البصيري في " المضافات "، ولا أدري من أي الضنتين هو؟.
وذكر الأمير أبو نصر ابن ماكولا في " الاكمال " بطونا من العرب بهذا الاسم، فقال:
في قضاعة: ضنة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود أسلم بن الحاف. وفي عذرة:
ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة. وفي بني أسد بن خزيمة: ضنة بن الحلاف بن سعد بن
ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. وفي الأزد: ضنة بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأزد.
قال: وقال ابن الكلبي: إنما سمي عمرو بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن
بكر بن وائل، وأمه فاطمة بنت طابخة وهو عامر بن الثعلب بن وبرة بن قضاعة: ضنة،
لمعنى ذكره. وأخوه مالك، ولقبه أتيد. ومالك وأتيد ابنا ثعلبة بن عكابة، وأمهما فاطمة بنت
طابخة رجعت إلى قومها ومعها عمرو، وقد خلفت مالكا، فقيل لها: لم لا تتزوجين؟
فقالت: الضن بعمرو، وابني أتيد خلفته، فسمي عمرو: ضنة، وسمي مالك: أتيدا،
فلا يعرفون إلا به، فصار أتيد في بني شيبان، وضنة في بني عذرة.
وضنة بن سعد هذيم بن زيد، أمه: عاتكة بنت مر أخت تميم بن مر.
وأخو قصي وزهرة لأمهما: رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن
عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن ألحاف بن قضاعة.
وكعب بن يسار بن ضنة بن ربيعة العبسي، له صحبة، شهد فتح مصر، وله خطة معروفة
قضى لعمرو بن الخطاب. روى عنه عمار بن سعد التجيبي.
وكعب بن ضنة، من أهل مصر، أدرك الكبار من الصحابة.
وصالح بن سهل بن محمد بن سهل بن عبد الله بن عنبسة بن كعب بن ضنة العبسي
الضني، ذكره ابن يونس في المصريين ولم يزد.
ورزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنه بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن
سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، أخو قصي وزهرة لأمهما.

(1) من كوبرلي و " الاكمال " 5: 216. والخطة: أرض يختطها الرجل لم تكن لأحد قبله. وانظر الخطة، وخبر قضائه
لعمر في " الولاة والقضاة " للكندي ص 302 و 304، و " الإصابة " 3: 286.
23

باب الضاد والياء والميم
الضييم: بضم الضاد المعجمة، وفتح الياء آخر الحروف، وسكون الياء الأخرى،
وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " ضييم " وهو بطن من فهم. قال ابن الكلبي: ضييم ابن مليح بن
شيطان بن معن بن مالك بن فهم بن غنم. من ولده: مسعود بن عمرو بن عدي بن
محارب بن ضييم الضييمي، الملقب " قمر العراق " لجماله.
24

حرف الطاء المهملة
باب الطاء والألف
الطابراني: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة بعد الألف، وفتح الراء، وفي
آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طابران " وهي إحدى بلدتي طوس (1)، وقد تخفف ويسقط عنها
الألف، ولكن النسبة الصحيحة إليها الطابراني. دخلتها غير مرة وأقمت بها مدة.
الطابقي: بفتح الطاء المهملة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " الطابق " وهي محلة ببغداد (2) ويقال لها " نهر الطابق " خربت
الساعة.
وأحمد بن العباس الطابقي، ظني أنه منسوب إليها، حدث عن يعقوب بن عبد الرحمن
أبي يوسف. روى عنه محمد بن جعفر الوراق. وقال ابن ماكولا: بكسر الباء. والله أعلم.
الطاحوني: بفتح الطاء، وضم الحاء المهملتين، بينهما الألف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " الطاحون " أو " الطاحونة " (3). والمشهور بهذه النسبة:
أبو يعقوب إسحاق بن الحجاج الطاحوني، يروي عن أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء،

(1) وثانيتهما، نوقان، وطابران أكبر. كما في " معجم البلدان ".
(2) من أيا صوفيا والظاهرية، وأقحم غلطا في ليدن كلمة " قرية " بعد: " وهي "! وفي كوبرلي و " اللباب ": " وهو إن
شاء الله محلة ببغداد "، ولم أثبت هذه الزيادة لما فيها من التعليق والتوقف فيما فيه جزم، فقد جزم بذلك ياقوت في
" معجم البلدان " 6: 3 وعين الموضع بأنه " من الجانب الغربي " وزاد في 8: 342: " قرب نهر القلائين
شرقا.. وقرأت في بعض التواريخ المحدثة قال: وفي سنة 488 أحرقت محلة نهر طابق وصارت تلولا.. ".
وكأن الحافظ السيوطي رحمه الله لم يرتض هذا التوقف فجزم في " اللب " بأنها " محلة ببغداد " مع أنه مختصر
" اللباب ".
(3) المتبادر أن المصنف يريد الآلة المعروفة، لكن ذكر الزبيدي في " شرح القاموس " 9: 268 أنه " موضع بينه
وبين الإسكندرية مغربا ستة وثلاثون ميلا، منه أبو يعقوب إسحاق بن الحجاج.. " الآتية ترجمته، وذكر ياقوت أن
" الطاحونة موضع بالقسطنطينية " ولم ينسب إليه أحدا.
25

وعبد الله بن أبي جعفر الرازي، وعبد الرحمن بن أبي حماد، يحيى بن ادم،
وعبد الرزاق. روى عنه محمد بن مسلم، وأبو عبد الله المقرئ الأصبهاني: محمد بن
عيسى، والفضل بن شاذان وجماعة. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنت عزمت
أنا وأبو زرعة أن نخرج إليه من وهبن بعد فراغنا من يحيى بن المغيرة، فكتب إلينا أن
محمد بن مقاتل المروزي قد أوفى أفرندين، فخرجنا من هناك إلى أفرندين (1). قال:
سمعت أبا زرعة يقول: كتب عبد الرحمن الدشتكي " تفسير " عبد الرزاق عن إسحاق بن
الحجاج.
الطاحي: بفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " بني طاحية " وهي محلة بالبصرة، هكذا ذكر لي شيخنا أبو محمد
جابر بن محمد الأنصاري الحافظ بالبصرة. قلت: وطاحية قبيلة من الأزد نزلت هذه المحلة
فنسبت إليهم (1). والمنتسب إلى هذه القبيلة:
نافع بن خالد الطاحي، من أهل البصرة، يروي عن ابن أبي عدي، وعبد الأعلى بن
عبد الأعلى. روى عنه أبو يعلى الموصلي،
وأبو روح نوح بن قيس بن رباح الطاحي الحداني، من هذه المحلة أيضا، وهو من
أهل البصرة أيضا، سمع أخاه خالد بن قيس، ويونس بن عبيد، وأشعث الحداني،
وعمرو بن مالك، وأيوب السختياني، وعطاء السليمي. روى عنه مسلم بن إبراهيم،
وعفان، وموسى بن إسماعيل، ومسدد بن مسرهد، ونصر بن علي الجهضمي، وثقه
أحمد بن حنبل، وأثنى عليه يحيى بن معين. مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة.
وأخوه الأكبر خالد بن قيس الطاحي، يروي عن قتادة.
ومن المتأخرين: أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن ثابت الطاحي، شيخ من
أهل البصرة، يروي عن القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي. روى لنا عنه جابر
بالبصرة، وعبد الرحيم الصوفي بفوشنج، مات في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.

(1) زيادة من كوبرلي، ونحوها في " اللباب ". وقال الحافظ ابن الأثير رحمه الله هناك: " هذه النسبة إلى الطاحية بن
سود بن الحجر بن عمران بن عمرو بن عامر ماء السماء، بطن من الأزد ". قلت: وفي " نسب عدنان وقحطان "
للمبرد ص 22، و " الإنباه " لابن عبد البر ص 113، و " الاشتقاق " لابن دريد ص 484 و " شرح القاموس "
10: 223: أن طاحية ابن لسود، كما ذكر، وكلام ابن حزم في " الجمهرة " ص 371 يوهم أن سودا وطاحية
أخوان.
26

ومن المتقدمين: زاجر بن الصلت الطاحي، بصري، أصله من اليمن، يروي
المراسيل. روى عنه أهل البصرة.
والفضل بن أبي الحكم الطاحي، بصري، يروي عن أبي نضرة. روى عنه أبو عامر
العقدي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي.
وبكر بن أحمد بن سعدويه الطاحي، من أهل البصرة، يروي عن نصر بن علي
الجهضمي. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عمران الحارث بن عمر الطاحي، من أهل البصرة، يروي عن شداد بن سعيد.
روى عنه زاجر بن الصلت. قال ابن أبي حاتم: سمعت والدي: يقول: هو مجهول.
الطاذي: بفتح الطاء المهملة، بعدها الألف، وفي آخرها الذال.
هذه النسبة إلى " طاذ " وهي قرية من قرى أصبهان، منها:
أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الطاذي المؤدب، من أهل أصبهان، يروي عن
محمد بن نصر، وعبد الله بن محمد بن عمران وغيرهما. روى عنه أبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه الحافظ.
الطارابي: بفتح الطاء المهملة، والراء بين الألفين، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " طاراب " وهي قرية من قرى بخارى عند خنبون، ويقول لها أهل
بخارى " تاراب " بالتاء ثالث الحروف على ما جرت عادتهم، فإن في لسانهم أنهم يبدلون
الطاء بالتاء، منها:
أبو الفضل مهدي بن إشكاب بن إبراهيم بن عبد الله البكري الطارابي، سكن طاراب،
يروي عن إبراهيم بن الأشعث، ومحمد بن سلام، وأبي صالح محمد بن إسماعيل بن ضرار
الرازي. روى عنه عبد الله بن محمد بن الحارث، وعبيد الله بن منيح بن سيف وغيرهما،
وتوفي سنة خمس وستين ومائتين.
وأبو رجاء أحمد بن يعقوب البيكندي الطارابي، من أهل بيكند، سكن قرية طاراب،
يروي عن الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة.
الطاسبندي: بفتح الطاء المهملة، بعدها الألف، وسكون السين المهملة، وفتح الباء
الموحدة، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة.
27

هذه النسبة إلى " طاسبندي " وهي قرية من قرى همدان، بت بها ليلة في توجهي من
بروجرد إلى همذان، وهي آخر منزل في طريقها إذا قصدت همذان، منها:
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي الهمذاني الخطيب الطاسبندي، من أهل هذه
القرية، كان شيخا صالحا خيرا، سمع أبا القاسم نصر بن محمد بن محمد بن علي بن زيدك
الصواف المقرئ، كتبت عنه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين
وأربعمائة، ومات يوم الاثنين السابع من رجب سنة ست وخمسين وخمسمائة (1).
الطاطري: بالطائين المهملتين المفتوحتين، بينهما الألف، وفي آخرها الراء، ويقال
بمصر ودمشق لمن يبيع الكرابيس والثياب البيض: طاطري، وهذه النسبة إليها، هكذا
سمعت صاحبنا أبا علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي الحافظ يقول ذلك، وهكذا قال
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: كل من يبيع الكرابيس بدمشق يقال له
" الطاطري ". والمشهور بهذه النسبة:
مروان بن محمد الطاطري، من أهل دمشق، يروي عن مالك، وسليمان بن بلال،
ويزيد بن السمط. روى عنه ابنه إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري، ومحمد بن
عبد الرحمن الجعفي ابن أخي الحسين، وجماعة من أهل الشام. مات سنة عشر ومائتين،
وكان مولده سنة بسبع وأربعين ومائة. قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأحمد بن جنبل:
بلغني أنك تثني على مروان بن محمد؟ قال: إنه كان يذهب مذهب أهل العلم.
وابنه إبراهيم بن مروان الطاطري، يروي عن أبيه. روى عنه أبو حاتم الرازي، وقال
أبو زرعة: أدركناه.
والهيثم بن رافع الباهلي الطاطري، يروي عن عطاء. روى عنه موسى بن إسماعيل
أبو سلمة وقتيبة بن سعيد، وهو من أهل البصرة.
الطالبي: بفتح الطاء المهملة وكسر اللام وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه، وجماعة من أولاد علي، وجعفر،

(1) في الأصول جميعها، بياض، ملأته من " التحبير " للمصنف رحمه الله، وكأن هذا البياض قديم في أصل المصنف؟
إذ اقتصر ابن الأثير في " اللباب " على ذكر ولادة المترجم فقط. وفي " معجم البلدان " سقط وذكر لتاريخ الوفاة
محرفا، ناقلا عن " التحجير ". وتبيض المصنف لوفاة المترجم هنا، وذكره لها في " التحبير ": يفيد أن تأليفه
للتحبير كان بعد تأليفه للأنساب، لكن في " الأنساب " ذكر لكثير من شيوخه، ولم يترجم لهم في " التحبير "!.
28

وعقيل يقال لهم " الطالبي " لانتسابهم إلى أبي طالب، وفيهم كثرة، ولأبي الفرج الأصبهاني
" مقتل الطالبيين ". ونقيب العلويين ببغداد يقال له " نقيب الطالبيين " ويقال لنقيب
العباسيين: " نقيب الهاشميين ".
وأبو الحسن علي بن زيد بن عيسى بن زيد بن عبد الله بن مسلم الطالبي، من أولاد
عقيل بن أبي طالب، ذكرته في " العقيلي ". وفيهم كثرة.
فأما أبو محمد بن محمد بن أحمد بن طالب بن علي بن الحسن الطالبي الضرير،
من أهل نسف، انتسب إلى جده طالب، وكانت له سماعات من محمد بن طالب،
وأبي يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفيين، والمشايخ، قد ذهبت عينه، تغير واختلط في آخر
عمره، ومات في شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة بنسف.
وأبو الحسن علي بن محمد بن العباس الطالبي، من ولد أحمد بن طالب بن علي،
سمع أبا يعلي عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، والمشايخ. روى عنه أبو العباس
المستغفري الحافظ، ومات في شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة. قال المستغفري:
ولم أسمع منه إلا ثلاثة أحاديث.
الطالقاني: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، بعدها القاف المفتوحة، وفي آخرها
النون.
" طالقان " بلدة بين مرو الروذ وبلخ مما يلي الجبال، و " طالقان " ولاية أيضا عند
قزوين، ويقال للأولى: طالقان خراسان، والثانية: طالقان قزوين.
خرج منها يعني من طالقان خراسان جماعة من العلماء قديما وحديثا، أقمت بها
يومين.
وأبو محمد محمود بن خداش الطالقاني، سكن بغداد، سمع يزيد بن هارون،
وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، وابن عيينة، والنضر بن شميل، ووكيع بن
الجراح. روى عنه إبراهيم الحربي، والحسن ابن علي المعمري، والقاسم بن زكريا،
وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن
إبراهيم بن فيروز، وأبو عبد الله المحاملي وغيرهم. مات في شعبان سنة خمسين ومائتين،
وكان ابن تسعين سنة. وقال يعقوب الدورقي: لما مات محمود بن خداش كنت فيمن غسله
فدفناه، فرأيته في المنام فقلت: يا أبا محمد ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي ولجميع من
29

تبعني. قلت: فأنا قد تبعتك، فأخرج رقا من كمه فيه مكتوب: يعقوب بن إبراهيم بن كثير.
وأبو إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، سكن بغداد أيضا، يروي عن سفيان بن عيينة،
وجرير بن عبد الحميد، والعراقيين. روى عنه أبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من ثقات أهل العراق ومتقنيهم، حسده بعض الناس فحلف أن
لا يحدث حتى يموت، وذلك في أول سنة خمس وعشرين ومائتين، ومات في آخرها،
مستقيم الحديث جدا.
وأبو بكر سعيد بن يعقوب الطالقاني، يروي عن ابن المبارك، وحماد بن زيد،
وهشيم بن بشير، والنضر بن شميل، ووكيع بن الجراح، وأبي تميلة يحيى بن واضح،
وأبي بكر عياش. روى عنه إسحاق بن إبراهيم القاضي، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر
الأثرم، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة. وقال أبو زرعة الرازي: سعيد كان ثقة،
وقال الأثرم: رأيته عند أحمد بن حنبل يذاكره الحديث. ومات سنة أربع وأربعين ومائتين.
وأما المنسوب إلى " طالقان قزوين " فهي ولاية من قزوين وأبهر وزنجان، وهي عدة
قرى يقع عليها هذا الاسم، خرج منها من المعروفين:
أبو الحسن عباد بن العباس بن عباد الطالقاني، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب
البصري بها، وأبا بكر محمد بن يحيى المروزي ثم البغدادي، وجعفر بن محمد بن الحسن
الفريابي، ومحمد بن حبان المازني وجماعة من البغداديين، وهو والد الصاحب إسماعيل بن
عباد الوزير، وكان عباد وزير الحسن بن بويه. روى عنه أبو إسحاق بن حمزة الحافظ،
وأبو الشيخ وغيرهما من القدماء، وتوفي سنة أربع أو خمس وثلاثين وثلاثمائة.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، سمعت
أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول: رأيت أبي الحسن عباد بن العباس
الطالقاني والد الصاحب إسماعيل في دار كتب ابنه أبي القاسم إسماعيل بن عباد بالري كتابا
في " أحكام القران " ينصر فيه مذهب أهل الاعتزال، استحسنه كل من رآه! روى عنه
أبو بكر ابن مردويه والأصبهانيون.
وابن أبو القاسم إسماعيل بن عباد الطالقاني الوزير، المعروف ب‍ " الصاحب " اشتهر
ذكره وشعره ومجموعاته في النظم والنثر في الآفاق، فاستغنينا عن ذلك، وسمع الحديث من
الأصبهانيين والبغداديين والرازيين، وحدث، وكان يحث على طلب الحديث وكتاباته. حدثنا
أبو المناقب حمزة ابن إسماعيل العلوي إملاء بهمذان في النوبة الأولى، أخبرنا أبو مسعر
30

سليمان بن إبراهيم الحافظ الأصبهاني فيما أذن لي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
الحافظ، سمعت الصاحب أبا القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس يقول: من لم يكتب
الحديث لم يجد حلاوة الاسلام! وقد روى الحديث أيضا، وسمعوا منه. ولد الصاحب
إسماعيل بن عباد سنة نيف وعشرين وثلاثمائة (1)، وتوفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وصاحبنا أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني، من هذه الناحية،
كان شابا صالحا سديد السيرة، سمع معنا الحديث بنيسابور عن أبي عبد الله الفراوي،
وأبي القاسم الشحامي، وسمع معنا الكتب الكبار، ورحل إلى طوس معي لسماع " التفسير "
للثعالبي، وحمدت سيرته وصحبته، وشرع في الوعظ، وقبله الناس، وخرج إلى بلاده ونفق
سوقه بها، وقد بلغني عنه الخبر في سنة نيف وأربعين وخمسمائة أنه نعي بقزوين. والله
أعلم (2).
وأبو عبد الله السيدي الطالقاني طالقان الري، من كبار مشايخهم وجلتهم، مات قبل
العشر والثلاثمائة. ذكره هكذا أبو عبد الرحمن السلمي في " تاريخ الصوفية ".
الطامذي: بفتح الطاء المهملة، والميم، بينهما الألف، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " طامذ " وظني أنها قرية من قرى أصبهان، واشتهر بهذه النسبة:
أبو الفضل العباس بن إسماعيل الطامذي، من أهل أصبهان كان من العباد والزهاد،
ولم ينقل عنه إلا ما حفظ عنه الحديث بعد الحديث، والشئ اليسير، حدث عن أبي يعقوب
إسحاق بن مهران، والقعنبي وسهل بن عثمان، وعلي بن عبيد الطنافسي وطبقتهم. روى عنه
محمد بن يحيى الذهلي، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وعلي بن رستم
وطبقتهم. ومات بعد الستين والمائتين.

(1) وضبطها ابن خلكان رحمه الله في " الوفيات " 1: 231 فقال: " كان مولده لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة
ست وعشرين وثلاثمائة ".
(2) كأن المصنف رحمه الله لم يعتمد مع نعي المترجم له، والواقع ليس كما أخبره المخبر، فقد امتدت بالمترجم الحياة
إلى أول سنة 590. قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: وصار مدرس النظامية ببغداد، ورزق قبولا عظيما، ثم
ترك التدريس وعاد إلى قزوين، ومات بها في ثاني عشر المحرم سنة تسعين وخمسمائة ".
قلت: بل أنظر لضبط تاريخ اليوم الذي توفي فيه " التدوين في أخبار قزوين " للامام الرافعي 132 / 1،
و " طبقات الشافعية " للسبكي 6: 11. وانظره أيضا لسبب تركه التدريس وعوده إلى قزوين، مقارنا مع كلام
ابن كثير في " البداية والنهاية " 13: 9.
31

الطاواني: بفتح الطاء المهملة، والواو، بين الألفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طاوان " وهو اسم لجد:
أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان البزار الواسطي الطاواني، من أهل
واسط له رحلة إلى البصرة، سمع أبا الحسن بن خزفة، وأبا عمر القاسم بن جعفر
الهاشمي، وأبا علي محمد بن علي بن المعلى الشاهد، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن
الحسين العلوي الواسطي وغيرهم. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد
النخشبي وذكر أنه سمع منه بواسط.
الطاهري: بفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " طاهر " بن الحسين أحد القواد المعروفين، وببغداد محلة كبيرة على
دجلة بالجانب الغربي يقال لها " الحريم الطاهري ". وجماعة كثيرة من أولاد " طاهر " ومن
أهل " الحريم الطاهري "، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عمرو أحمد بن الحسن الطاهري، يروي عن أحمد بن خلف الزعفراني. روي عنه
صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ.
وأبو القاسم أحمد بن محمد بن العباس بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن
رزيق بن أسعد الطاهري النيسابوري، واسمه أسعد بن فرخان، يروي عن عبد الله بن
أحمد بن حنبل، وأبي شعيب الحراني.
وأبو العباس محمد بن طاهر البغدادي الطاهري، يروي عن أبي العباس أحمد بن
يحيى. روى عنه المرزباني.
وأحمد بن محمد أبو طاهر الطاهري، روى عن أبي عروبة الحراني. روى عنه أبو نصر
أحمد بن علي بن عبدوس الأهوازي.
وعلي بن عبد الوهاب الطاهري، يروي عن العباس بن الفضل الأسفاطي. روى عنه
أبو الحسن الدارقطني.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن
رزيق بن محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الطاهري، يروي عن أبي القاسم البغوي،
ويحيى بن صاعد، ومحمد بن عبد الله المستعيني. روى عنه أبو الحسن العتيقي،
32

وأبو طالب بن العشاري، وكان ثقة. مات في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وعلي بن عبد الله الطاهري، يروي عن هشام بن علي السيرافي. روى عنه محمد بن
الطيب البلوطي.
وأبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن بن محمد بن هارون بن عصام بن رزيق بن
محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الطاهري، يروي عن أبي بحر محمد بن
الحسن بن كوثر، وأحمد بن جعفر بن سلم، وابن مالك القطيعي وغيرهم.
وأخوه أبو يعلى أحمد بن عبد العزيز الطاهري، يروي عن أبي طاهر المخلص،
وابن أخي ميمي وغيرهما. مات في شوال سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل الطاهري، يروي عن أبي حفص بن شاهين.
وجماعة من أهل الحريم الطاهري:
أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن رزيق الطاهري.
وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الأشقر الدلال الطاهري، يرويان عن القاضي
أبي الحسن بن المهتدي بالله الهاشمي.
وأبو القاسم عبد الله بن الحسين قشامي الحنبلي الطاهري، يروي عن أبي نصر
الزينبي. سمعت منهم.
وأبو عبد الله الحسين بن الطيب بن محمد بن طاهر بن الحسين الطاهري، من أولاد
الأمير بن الأمير طاهر بن الحسين، كان على خلافة سمرقند مدة طويلة، وكان خطيبها
وإمامها، كان شافعي المذهب، وكان سماعه من محمد بن صالح بن محمود الكرابيسي،
وأبي النضر الرشادي صحيحا، وخلط في آخر عمره على ما حكي لي، قاله أبو سعد
الإدريسي الحافظ. وقال: رأيت في كتاب عنده يوما من الأيام أحاديث وضعها أبو محمد
الباهلي في فضائل سمرقند ومشايخها، على مشايخ يذكر أنه سمعها منهم. مات سنة تسع
وثمانين وثلاثمائة، أو سنة تسعين وثلاثمائة.
وأبو سعيد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن طاهر بن
عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق الطاهري، من أهل مرو، كان شيخا صالحا
سديدا، وهو سبط أبي سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن بن الحسين البزاز، حدث عنه
ب‍ " جامع " معمر بن راشد. روى لي عنه عمي الشهيد أبو محمد السمعاني، وأبو الرفاء
33

محمد بن عبد الغفار بن عبد السلام الغياثي بمرو، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن معاوية
الخطيب بإجازة وغيرهم. ومات في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وأبو إسحاق طيب بن محمد بن طلحة بن طاهر النيسابوري الطاهري، من أكابر أهل
بيت الطاهري، وكان اشتغاله بالعلم والحديث، وهو من أهل نيسابور، سمع علي بن
حجر، وعلي بن خشرم، وإسحاق بن منصور، وغيرهم من الخراسانيين، وسمع بالعراق
سعيد بن عبد الجبار القرشي، وعبيد الله بن القواريري. يروي عنه أبو عمرو
المستملي، وعبد الله بن محمد بن شيرويه. ومات في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائتين
ودفن في مقبرة الأمير بنيسابور.
الطايفي: بفتح الطاء المهملة، وكسر الياء المنقوطة من تحتها، والفاء، بعد الألف.
هذه النسبة إلى " الطايف " وهي مدينة على اثني عشر فرسخا من مكة، حاصرها رسول
الله صلى الله عليه وآله بعد فتح مكة لما فرغ من حنين، وبها مات عبد الله بن عباس،
ومحمد بن الحنفية رضي الله عنهم، وبها قبرهما. كان بها جماعة من العلماء والأئمة قديما
وحديثا، وأكثر من نزلها ثقيف، والمشهور بهذه النسبة:
محمد بن مسلم الطايفي، يروي عن عبد الله بن دينار، وإبراهيم بن ميسرة، روى عنه
يحيى بن سليم الطايفي وأهل العراق، وزعم عبد الرحمن بن مهدي أن كتب محمد بن مسلم
صحاح.
ومحمد بن عبد الله بن أفلح الطايفي الثقفي، يروي عن بشر بن عاصم. روى عنه
الثوري، وعبد الله بن المبارك.
وأبو يعلى عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب بن الثقفي الطايفي. يروي عن
عطاء. روى عنه ابن المبارك، وأبو عاصم.
ومحمد بن سعيد الطايفي، قدم بغداد وحدث عن عبد الملك بن جريج. روى عنه
أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي ساكن حمص.
ومحمد بن أحمد بن حمدان الطايفي، يروي عن أزهر بن عبد الله بن خنيس
الخزاعي.
ومسلم بن عبد ربه الطايفي، يروي عن سفيان الثوري. روى عنه الحسن بن يزيد بن
معاوية.
34

الطايكاني: ويقال لها " الطايفاني " أيضا بالقاف بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " الطايكان " وهي بليدة بنواحي بلخ من كور طخارستان وهي قصبتها،
وبها منبر وسوق وواديان من أودية جيحون، وهي في غاية النزهة وكثرة المياه، وتسمى في
كتب الفتوح ب‍ " رمنجن " هكذا ذكره أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي في كتاب
" مفاخر خراسان ". والمشهور بالنسبة إليها:
محمد بن القاسم الطايكاني من أهل بلخ، يروي عن العراقيين وأهل بلده. روى عنه
أهل خراسان أشياء لا يحل ذكرها في الكتب. فكيف الاشتغال بروايتها! ويأتي في الاخبار
ما تشهد الأمة على بطلانها وعدم الصحة في ثبوتها، وليس يعرفه أصحابنا، وإنما كتب عنه
أصحاب الرأي، لكني ذكرته لئلا يغتر به عوام أصحابنا وبما يرويه! قاله أبو حاتم بن حبان
البستي.
قلت: يروي عن عمر بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن
أبي هريرة قال " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الرجل الصالح يأتي بالخبر
الصالح، والرجل السوء يأتي بالخبر السوء ". أخبرنا به زاهر بن طاهر بنيسابور، أخبرنا
أبو سعيد الجنزروذي، أخبرنا أبو نصر بن أبي مروان الضبي، حدثنا أبو أحمد محمد بن
سليمان بن فارس الدلال، حدثنا محمد بن القاسم الطايكاني، حدثنا عمر بن هارون.
وأحمد بن حفص الطايكاني، قال أبو سعيد الإدريسي: هو من طايكان بلخ، يروي
عن يحيى بن سليم الطايفي. روى عنه أبو يعقوب بن علي الابار السمرقندي، كتب
عنه بسمرقند أو كس.
وأبو الحسن علي بن محمدان بن محمد البلخي القاضي الطايكاني، قدم بغداد حاجا
وحدث بها عن شعيب بن إدريس البلخي، وإبراهيم بن عبد الله بن داود البرازي، ذكره
أبو بكر الخطيب البغدادي فقال: كتبنا عنه يعني في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة قال:
وما علمت من حاله إلا خيرا.
الطايي: بفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى " طئ " واسمه: جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن
زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن
35

سام بن نوح. وقيل: خرج من طئ ثلاثة لا نظير لهم: حاتم في جوده، وداود في فقهه
وزهده، وأبو تمام في شعره.
فأما حاتم: فجاهلي لا نذكره.
وأما داود بن نصير الطايي كنيته أبو سليمان، الكوفي، اشتغل بالعلم مدة ودرس الفقه
وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة. وآثر الانفراد والخلوة، ولزم العبادة واجتهد فيها
إلى آخر عمره. وحكي عن سفيان بن عيينة أنه قال: كان داود الطايي ممن علم وفقه، وكان
يختلف إلى أبي حنيفة رحمه الله حتى نفذ في ذلك الكلام، قال: فأخذ حصاة فحذف بها
إنسانا، فقال له: يا أبا سليمان طال لسانك وطالت يدك! قال: فاختلف بعد ذلك سنة
لا يسأل ولا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات، ثم أقبل على
العبادة وتخلى. وقال غيره: كان لداود ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على
نفسه.
قال: وكنا ندخل عليه فلم يكن في بيته إلا بارية (1) ولبنة يضع عليها رأسه، وإجانة فيها
خبز، ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب، وورث من أمه دارا، وكان ينتقل في بيوت الدار كلما
خرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر ولم يعمره، حتى أتى على عامة بيوت الدار. قال:
وورث عن أبيه دنانير وكان ينفق منها حتى كفن بآخرها، وصام أربعين سنة ما علم به أهله،
وكان خزازا، وكان يحمل غداءه معه ويتصدق به في الطريق، ويرجع إلى أهله يفطر عشاء
لا يعلمون أنه صائم. وقال شعيب بن حرب: دخلت على داود الطايي فأكربني الحر في
منزله، فقلت له: لو خرجنا إلى الدار نستروح! فقال: إني لأستحيي من الله أن أخطو خطوة
لذة. وكانت له داية تدق الخبز اليابس وتطرحه في قصعة وتصب فيه الماء ويشربه داود،
فقالت له دايته: يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز؟ قال: يا داية بين مضغ الخبر اليابس وشرب
الفتيت قراءة خمسين آية! وكان محارب بن دثار يقول: لو كان داود الطايي في الأمم الماضية
لقص الله علينا من خبره! ومات داود بالكوفة سنة ستين ومائة، وقيل: سنة خمس وستين
ومائة.
وأما أبو تمام: فهو: حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن
مرينا بن سهم بن خلجان بن مروان بن دفافة بن مر بن سعد بن كاهل بن عمرو بن

(1) البارية: الحصير المنسوج.
36

عدي بن عمر بن الحارث بن طي الطايي المنبجي الشاعر، شامي الأصل، كان بمصر في
حداثته يسقي الماء في المسجد الجامع، ثم جالس الأدباء، فأخذ عنهم وتعلم منهم، وكان
فطنا فهما، وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر وأجاد، وشاع ذكره وسار شعره،
وبلغ المعتصم خبره فحمل إليه وهو بسر من رأى، فعمل به أبو تمام قصائد عديدة، وأجازه
المعتصم، وقدمه على شعراء وقته، وقدم بغداد وجالس الأدباء وعاشر العلماء، وكان
موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق وكرم النفس، وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارا
مسندة، ومن مليح شعره قوله:
فحواك دل على نجواك يا مذل * حتى م لا يتقضى قولك الخطل (1)
فإن أسمج من تشكو إليه هوى * من كان أحسن شئ عنده العذل
ما أقبلت أوجه اللذات سافرة * مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول
إن شئت أن لا ترى صبر القطين بها * فانظر على أي حال أصبح الطلل
كأنما جاد مغناه فغيره * دموعنا يوم بانوا وهي تنهمل
وحكي الصولي عن الحسين بن إسحاق قال: قلت للبحتري: الناس يزعمون أنك
أشعر من أبي تمام؟ فقال: والله ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام، ووالله ما أكلت الخبز
إلا به، ولوددت أن الامر كما قالوا، ولكنني والله تابع له، لائذ به، آخذ منه، نسيمي يركد
عند هوائه، وأرضي تنخفض عند سمائه! وفي آخر عمره ولاه الحسن بن وهب بريد
الموصل، وكانت له به عناية، فأقام بها أقل من سنتين، ومات بها في جمادى الأولى سنة
إحدى وثلاث ومائتين، ودفن بها، وكانت ولادته سنة تسعين ومائة. وقال الحسن بن وهب
يرثيه:
فجع القريض بخاتم الشعراء * وغدير روضتها حبيب الطائي
ماتا معا فتجاورا في حفرة * وكذاك كانا قبل في الاحياء
ورثاه الوزير محمد بن عبد الملك الزيات في حال وزارته:
نبأ أتى من أعظم الانباء * لما ألم مقلقل الأحشاء
قالوا: حبيب قد ثوى، فأجبتهم: * ناشدتكم لا تجعلوه الطائي!
ونوح بن دراج الطايي، كان قاضيا بالكوفة، يروي عن العراقيين. روى عنه علي بن

(1) المذل: مفشي السر. والقول الخطل: هو الفاسد. وفي " الديوان " ص 200: " فحواك عين علي.. ".
37

حجر، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة، وكان أعمى، وهو ممن يروي الموضوعات عن الثقات
حتى ربما يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد ذاك، لكثرة ما يأتي به، وكان يحيى بن معين
يقول: هو كذاب.
وأبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الطايي، أبوه من أهل واسط، وأمه
من سبي منبج، وولد الهيثم بالكوفة وبها نشأ، ثم انتقل إلى بغداد وسكنها، ومات بها، قال
أبو حاتم بن حبان البستي: الهيثم بن عدي كان من علماء الناس بالسير وأيام الناس وأخبار
العرب، إلا أنه روى عن الثقات أشياء كأنها موضوعة، يسبق إلى القلب أنه كان يدلسها،
فألزقت تلك المعضلات به، ووجب مجانبة حديثه على علمه بالتاريخ ومعرفته بالرجال،
ولكن صناعة الحديث صناعة من لم يقنع بيسير ما سمع عن كثير ما فاته: لم يفلح فيها، وإن
لم يقبل حديثه على الأيام لبالحري أن لا تستحيله الأنام، وكل من حدث عن كل من سمع
في الأيام ما عنده: عرض نفسه للقدح فيه والملام، ولست أعلم للمحدث إذا لم
يحسن صناعة الحديث خطة خيرا له أن ينظر إلى كل حديث يقال له: إن هذا غريب ليس
عند غيرك: أن يضرب عليه في كتابه ولا يحدث به، لئلا يكون ممن ينفرد بما لو أراد الحاسد
أن يقدح فيه تهيأ له، فأما من الحديث صناعته فلا يحل له ولا يسعه أن يروي إلا عن شيخ ثقة
بحديث صحيح، يكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بنقل العدل عن العدل
موصولا.
ثم أبو سليمان داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان الطايي البصري، من
أهل البصرة، نزل بغداد، وهو مصنف " كتاب العقل ". حدث عن شعبة، وحماد بن
سلمة، وهمام بن يحيى، وعباد بن كثير، وصالح المري، والهيثم بن حماد، وعدي بن
الفضل، وعبد الواحد بن زياد، وغياث بن إبراهيم، وإسماعيل بن عياش، وهياج بن بسطام
وطبقتهم. روى عنه محمد بن الحسين البرجلاني، ومحمد بن إسحاق الصغاني،
ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، والحسن بن مكرم البزاز، وأبو محمد الحارث بن محمد بن
أبي أسامة التميمي وغيرهم.
واختلف الناس فيه فمن موثق ومن مكذب. ذكره يحيى بن معين فأحسن الثناء عليه
وذكره بخير وقال: ما زال معروفا بالحديث يكتب الحديث، ثم ترك الحديث وذهب فصحب
قوما من المعتزلة وأفسدوه، وهو ثقة، وقال يحيى بن معين في موضع آخر: داود ليس
بكذاب، وقد كتبت عن أبيه المحبر بن قحذم، وكان داود ثقة، ولكنه جفا الحديث ثم
38

حدث. قال أبو بكر الخطيب الحافظ عقب قول يحيى بن معين: حال داود ظاهرة في كونه
غير ثقة، ولو لم يكن له غير وضعه " كتاب العقل " بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته. ثم
قال: حدثني الصوري، سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:
" كتاب العقل " وضعه أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر وكتبه
بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر، ثم سرقه
سليمان بن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر. أو كما قال الدارقطني. وقال البخاري: داود بن
المحبر منكر الحديث، شبه لا شئ، لا يدري ما الحديث. مات داود بن المحبر ببغداد يوم
الجمعة لثمان مضين من جمادي الأولى سنة ست ومائتين.
وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح الطايي، من أهل بغداد،
روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلام نسخة. حدث عنه أبو بكر
محمد بن عمر الجعابي، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو حفص عمر بن أحمد بن
شاهين، وإسماعيل بن محمد بن زنجي، وأبو الحسن بن الجندي وغيرهم. وكان أميا، لم
يكن بالمرضي. وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن حرب بن محمد بن علي بن حبان بن مازن بن الغضوبة الطايي
الموصلي، ذكر أن مازن بن الغضوبة وفد على النبي صلى الله عليه وآله. وأما علي بن
حرب فإنه كان أحد من رحل في الحديث إلى الحجاز وبغداد والكوفة والبصرة، ورأى
المعافي بن عمران إلا أنه لم يسمع منه، وسمع عمر بن أيوب الموصلي، وزيد بن
أبي الزرقاء، وقاسم بن يزيد الجرمي، وسفيان بن عيينة، وأبا ضمرة أنس بن عياض،
وعبد الله بن وهب، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن إدريس، ويزيد بن هارون، وروح بن
عبادة وغيرهم. روى عنه أبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي
المحاملي، وكان ثقة صدوقا، وولد بآذربيجان في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة، ومات
بالموصل في شوال سنة خمس وستين ومائتين، وصلى عليه أخوه معاوية بن حرب.
ومن أولاد عدي بن حاتم الطائي: أبو صالح يحيى بن واقد بن محمد بن عدي بن حاتم
الطايي، ولد في خلافة المهدي سنة خمس وستين، وكان عارفا بالنحو والعربية. وقال
إبراهيم من أورمة الأصبهاني الحافظ: يحيى بن واقد من الثقات، يروي عن هشيم بن بشير،
وابن أبي زائدة، وابن عيينة، وأبي عاصم عبيد الله بن تمام البصري وغيرهم. روى عنه
عبد الرحمن بن محمد بن سلم.
39

وأبو مكنف زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن
ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن سودان ويقال أسودان وهو: نبهان بن عمرو بن
الغوث بن طئ بن أدد بن زيد الطايي، الوافد على رسول الله صلى الله عليه وآله،
وكان من مشاهير فرسان طئ.
وله أولاد: حريث ومكنف وعروة. وابنه حريث له صحبة. وابنه عروة شهد القادسية
وما بعدها.
وأبو الحسن رافع بن عميرة الطايي، وهو رافع بن أبي رافع الذي غزا مع أبي بكر
الصديق، وهو الذي قطع ما بين الكوفة (1) ودمشق في خمس ليال وقال فيه الشاعر:
لله در رافع أنى اهتدى * فوز من قراقر إلى سوى
خمسا إذا ما سارها الجيش بكى (2)
يقال: إنه كان لصا في الجاهلية، وكان يعرف المفاوز.

(1) وهكذا قال ابن عبد البر في " الاستيعاب " 1: 486، وابن ماكولا في " الاكمال " 6: 279، وتعقب ذلك ابن ناصر
بأن الكوفة لم تكن بنيت بعد، وصوابه: من الحيرة. ولهذا جاءت عبارة ابن سعد في " الطبقات " 6: 45،
والحافظ، ناقلا عن غيره في " الإصابة " 1: 485: " من العراق إلى الشام ".
(2) وتتمة البيتين: " ما سارها قبلك من إنس أرى " كما في " طبقات " ابن سعد وصوبت ما أثبته عنه و " تاريخ
الطبري " 3: 416، وفي البيتين تقديم وتأخير عند ياقوت في " معجم البلدان " 7: 44. والجيش: هكذا في
الأصول، والطبري، و " المعجم "، وعند ابن سعد و " المحبر " ص 191: الجبس، وهو الجبان.
40

باب الطاء والباء
الطباع: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة المشددة، وفي آخرها العين. هذا
الاسم لمن يعمل السيوف، واشتهر به:
أبو جعفر محمد بن عيسى بن الطباع، من أهل بغداد، أخو إسحاق ويوسف، انتقل
إلى أذنة فسكنها، وحدث عن مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وسلام بن أبي مطيع،
وجويرية بن أسماء، وقزعة بن سويد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وشريك، وهشيم.
روى عنه ابن أخيه محمد بن يوسف، وأبو حاتم الرازي، وأبو الوليد بن برد الأنطاكي،
وعبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي. وكان أحمد بن حنبل يقول: إن ابن الطباع لثبت
كيس. وقيل لابن الطباع: كيف عرفت أحمد بن حنبل؟ " قال: " لم يكن يقعد في حلقتنا
أصغر منه. وكان أبو داود يقول: ابن الطباع يتفقه، وكان يحفظ نحوا من أربعين ألف
حديث، وكان ربما دلس. ومات سنة أربع وعشرين ومائتين.
وأبو يحيى عيسى بن يوسف بن عيسى بن الطباع، من أهل بغداد، حدث عن
حلبس بن محمد الكلبي وقيل الكلابي وأبي بكر بن عياش، وابن أبي فديك، وبشر بن
عمر الزهراني، وعمه إسحاق بن عيسى، روى عنه أخوه محمد بن يوسف، وأبو بكر بن
أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وعبد الوهاب بن أبي حية وراق الجاحظ ومات سنة سبع وأربعين ومائتين.
الطبايي: بكسر الطاء المهملة، وفتح الباء الموحدة، بعدهما الألف، وفي آخرها الياء
آخر الحروف.
هذه النسبة إلى " طبا " وهي قرية من قرى اليمن، منها:
أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن أحمد الخطيب الطبايي، من أهل هذه
القرية، سمع الفقيه قاسم بن عبيد الله القرشي. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث
الشيرازي الحافظ، وحدث عنه في " معجم شيوخه ".
الطبراخي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الراء، وفي آخرها
الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى " الطبراخ " وهو لقب جد:
41

أبي الحسن علي بن أبي هاشم عبيد الله بن الطبراخ الطبراخي، من أهل بغداد، حدث
عن عبد الوارث بن سعيد، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله،
ومعتمر بن سليمان، وإسماعيل بن علية، وكان كاتب إسماعيل. روى عنه محمد بن
إسماعيل البخاري في " صحيحه " وإسحاق بن الحسن الحربي، وأحمد بن علي
البربهاري. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب أبي عنه بالري وببغداد، قال: وسمعت
أبي يقول: ما علمته إلا صدوقا، وقف في القرآن فترك الناس حديثه.
الطبراني: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طبرية " وهي مدينة في الأردن بناحية الغور، وهي في يد الفرنج، بت
بها ليلة، ودخلت حمامها الذي هو من عجائب الدنيا. وإحدى بلدتي طوس يقال لها
" الطابران " ويسقطون الألف عنها وينسبون إليه ب‍ " الطبراني " والنسبة الصحيحة:
" الطابراني ". وقيل: موضع قوم لوط البحيرة " بحيرة الطبرية " اليوم، وهي من نواحي
الشام، ثم وقعت القرية حتى قلبها جبرئيل عليه السلام بين بحر الشام إلى مصر وصارت تلولا
في البحر. والمنسوب إلى طبرية الأردن:
أبو العباس الوليد بن سلمة الطبراني، كان على قضاء الأردن، يروي عن عبيد الله بن
عمر. روى عنه أهل الشام، وابنه إبراهيم بن الوليد الطبراني، كان ممن يضع الحديث على
الثقات، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وابنه ثقة، وكان دحيم بن اليتيم يقول: كذابا هذه
الأمة: صاحب طبرية وصاحب صيدا: الوليد بن سلمة، وأبو البختري القاضي.
وأبو سعيد هاشم بن مرثد الطبراني، يروي عن آدم بن أبي إياس العسقلاني. روى عنه
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في " معجم شيوخه ".
وابنه سعيد بن هاشم بن مرثد بن سليمان بن عبد الصمد بن أحمد بن أيوب بن موهوب
الطبراني، وهو مولى عبد الله بن عباس، يروي عن إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني،
ودحيم بن إبراهيم بن اليتيم، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبو حاتم بن
حبان البستي، وأبو بكر بن المقرئ. توفي بتنيس منصرفا من مصر إلى بلده في سنة ثلاث
عشرة وثلاثمائة.
وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني، حافظ عصره
وصاحب الرحلة، رحل إلى ديار مصر والحجاز واليمن والجزيرة والعراق، وأدرك الشيوخ،
وذاكر الحفاظ، وسكن أصبهان إلى آخر عمره، وصنف التصانيف، يروي عن إسحاق بن
42

إبراهيم الدبري الصنعاني، وجمع شيوخه الذين سمع منهم وكانوا ألف شيخ. روى عنه
أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني. وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، والعالم. ولد
سنة ستين ومائتين بطبرية، ومات لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة بأصبهان،
وكان يقول: أول ما قدمت أصبهان سنة تسعين ومائتين.
وقد ينسب إلى " الطابران " قصبة طوس: " الطبراني " والنسبة الصحيحة بإثبات
الألف، والنسبة إليها: طبراني أيضا.
أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل البغدادي بنوقان، أخبرنا أبو سعيد الفرخواري الطوسي،
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثعلبي صاحب " التفسير " أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن
إبراهيم بن محمد الطبراني بها، حدثا شافع بن محمد وغيره. فنسبه على هذا المثال، وهو
من أهل هذه البلدة وليس من طبرية الشام والله أعلم.
ومن طبرية الشام: أبو الفرج محمد بن سعيد بن عبدان بن سهل بن مهران البغدادي ثم
الطبراني، من أهل بغداد، سكن طبرية ونزل الشام، وحدث بدمشق وبمصر عن محمد بن
يحيى بن الحسين العمي وأبي سعيد الحسن بن علي العدوي وغيرهما. روى عنه أبو عبد الله
تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وأبو الفتح بن مسرور البلخي. وذكر أبو الفتح أنه سمع
منه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، قال: وسألته عن مولده؟ فقال: ولدت ببغداد في ذي
الحجة سنة سبع وثمانين ومائتين. قال أبو الفتح: وكان ثقة.
وأبو الفضل صالح بن بشير بن سلمة الطبراني، روي عن روح بن عبادة، وكثير بن
هشام، وأبي النضر هاشم بن القاسم، ومكي بن إبراهيم المقرئ، قال ابن أبي حاتم:
كتبت عنه بطبرية وهو صدوق.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى القاضي الطبراني، ولي القضاء بطبرية، سمع
بصور أبا الطيب علي بن محمد بن أبي سليمان القاضي. روى عنه أبو بكر أحمد بن
محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
وأبو الفرج محمد بن إبراهيم بن الحسن الطبراني القاضي، له رحلة إلى العراق،
وسمع بالأهواز أبا محمد عبدان بن أحمد بن موسى العسكري. روى عنه أبو بكر النسوي
الحافظ أيضا.
وأبو الفرج محمد بن سعيد بن عبدان الطبراني سمع بالعراق أبا الليث نصر بن
43

القاسم بن نصر الفرائضي، وأبا خبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي وغيرهم. روى عنه
أبو بكر النسوي، وذكر أنه سمع منه بطبرية في مجلس القاضي.
وأبو الحسين علي بن إسحاق بن ردا القاضي الطبراني، قاضي طبرية، وكان أحد
الثقات والظرفاء من أهل الشام. هكذا ذكره أبو بكر ابن المقرئ لما روى عنه، سمع
القاضي هذا علي بن نصر البصري، ونوح بن حبيب القومسي، وإدريس بن أبي الرباب
وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن المقرئ، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني
وجماعة.
وأحمد بن إبراهيم بن رد الطبراني الخطيب. يروي عن موسى بن أيوب النصيبي.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الطبرخزي: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة، وسكون الراء، وفتح الخاء
المعجمة، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة اختص بها:
أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي، الشاعر المعروف، لأنه طبري الأب،
خوارزمي الام، فركب من الاسمين اسما فقيل له: الطبرخزي، واشتهر بهذا الاسم
والنسبة، وقد ذكرته في " حرف الخاء " وأعدت ذكره ها هنا، لأنه عرف بهذه النسبة أيضا.
وكان حافظا للغة، عارفا بأصولها، شاعرا مفلقا، سمع الحديث ببغداد من أبي علي
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، وأبي بكر أحمد بن كامل بن خلف ابن شجرة (1)
القاضي وغيرهما، وكان من الفضلاء الذين ينتابون مجلس الصاحب بن عباد، فهجا
الصاحب بقوله:
لا تمدحن ابن عباد وإن هطلت * كفاه من عسجد بين الورى ديما
فإنها خطرات من وساوسه * يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما (1)
فلما مات بنيسابور أعني الخوارزمي منتصف شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين
وثلاثمائة، بلغ الصاحب وفاته فقال:

(1) سقط من كوبرلي، وعلى هامش الظاهرية إشارة إلى رواية ثانية لعجز البيت الأول: " كفاه بالجود حتى يخجل
الديما " وهي تشابه رواية ابن خلكان 4: 402، وانظره، وانظر تعليقه على نسبة البيتين للمترجم.
44

أقول لركب من خراسان رائح: * أمات خوارزميكم؟ قيل لي: نعم
فقلت: اكتبوا بالجص من فوق قبره: * ألا لعن الرحمن من كفر النعم
الطبركي: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة، والراء، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى موضع بالري يقال له " طبرك " وإليه تنسب قلعة طبرك، منها:
أبو عبد الله محمد بن الحسين بن علي الطبركي الرازي، من أهل الري، حدث عن
حسان بن حسان كتابة، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي نزيل بخارى.
الطبري: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة، بعدها راء مهملة.
هذه النسبة إلى " طبرستان " وهي: آمل وولايتها: سمعت القاضي أبا بكر الأنصاري
ببغداد: إنما هي تبرستان لان أهلها يحاربون بالتبر يعني " الفاس " فعرب وقيل: طبرستان.
والنسبة إليها طبري، وخرج من آمل جماعة كثيرة من العلماء والفقهاء والمحدثين، منهم:
أبو مروان الحكم بن محمد الطبري، يروي عن سفيان بن عيينة. روى عنه أهل
طبرستان. مات سنة بضع عشرة ومائتين.
وإسحاق بن إبراهيم الطبري، شيخ سكن اليمن، روى عن ابن عيينة، والفضيل بن
عياض، منكر الحديث جدا، يأتي عن الثقات بالأشياء الموضوعات، لا يحل كتبة حديثه إلا
على سبيل التعجب.
وجماعة من أهل طبرستان قديما وحديثا حدثوا وكتب عنهم الناس. وقد ينسب واحد
إلى طبرية الشام طبريا، والنسبة الصحيحة إليها طبراني، وقد ذكرناه.
فأما الذي ينسب إلى " طبرية " بهذه النسبة: حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن
الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أخبرنا
أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ببغداد، أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن
التنوخي. أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن ماكولا لأبي بكر الخوارزمي الطبري، من
طبرية الشام، نسيب قصيدة في الصاحب أبي القاسم بن عباد:
يفل غدا جيش النوى عسكر اللقا * فرأيك في سح الدموع موفقا
ولما رأيت الألف يعزم للنوى * عزمت على الأجفان أن تترقرقا
قال المقدسي: وزاد في فخر الرؤساء أبو المظفر الأبيوردي:
45

وخذ حجتي في ترك جيبي سالما * وقلبي، ومن حقيهما أن يشققا
يدي ضعفت عن أن تمزق جيبها * وما كان قلبي حاضرا فيمزقا
وأبو بكر الخوارزمي: طبري الأب من طبرستان آمل، خوارزمي الام، فنسب إلى
البلدتين جميعا، وهو يذكر ذلك في " رسائله " وليس من طبرية الشام، غير أنه أقام بالشام
مدة: بحلب ونواحيها.
وأبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، من ساكني بغداد،
استوطنها إلى حين وفاته، وكان أحد الأئمة العلماء، يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته
وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب
الله عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها
وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من
الخالفين في الاحكام ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب
المشهور في " تاريخ الأمم والملوك " وكتاب في " التفسير " لم يصنف أحد مثله، وكتاب
سماه " تهذيب الآثار " لم ير سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب
كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه، وله رحلة إلى الحجاز والشام
ومصر، سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن
منيع البغوي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا همام الوليد بن شجاع، وأبا كريب محمد بن
العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبا سعيد الأشج، وعمرو بن علي، ومحمد بن
بشار، ومحمد بن المثنى البصريين، وخلقا كثيرا نحوهم. روى عنه القاضي أبو بكر
أحمد بن كامل الشجري، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ومخلد بن جعفر،
وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري وغيرهم.
وحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة! وقال
أبو حامد الأسفرايني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب " تفسير محمد بن
جرير " لم يكن ذلك كثيرا. وقال يوما أبو جعفر الطبري لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟
قالوا: كم يكون قدره؟ قال: ثلاثين ألف ورقة! فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه!
فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة. ثم قال: هل تنشطون تاريخ العالم من آدم إلى وقتنا
هذا؟ قالوا: كم قدره؟ فذكر نحوا مما ذكره في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنا لله
ماتت الهمم! فاختصره في نحو ما اختصر من التفسير. قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة. وكانت
46

ولادته في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين، وكان أسمر إلى الآدمة،
أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيح اللسان. وتوفي في عشية يوم السبت، ودفن
يوم الأحد بالغداة في داره لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة.
وأبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر الطبري، الفقيه الشافعي، من أهل
طبرستان، استوطن بغداد ودرس بها العلم وأفتى، وولي القضاء بربع الكرخ بعد موت
أبي عبد الله الصيمري، ولم يزل قاضيا إلى حين وفاته، وكان معمرا ذكيا متيقظا ورعا، عارفا
بأصول الفقه وفروعه، محققا في علمه، سليم الصدر حسن الخلق صحيح المذهب،
فصيح اللسان يقول الشعر على طريقة الفقهاء، وله تصانيف في الفقه والأصول، سمع
أبا الحسن الدارقطني، وأبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، وعلي بن عمر السكري،
وبجرجان أبا أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، وكان يتفقه بنيسابور على أبي الحسن
الماسرجسي، وبطبرستان على أبي علي الزجاجي. وكانت ولادته في سنة ثمان وأربعين
وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب. روى
لنا عنه الحديث: أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.
وكتبت أنا عن جماعة بها الحديث، فإني أقمت بها قريبا من أربعين يوما في خانقاه
أبي العباس القصاب منصرفي من العراق.
وأبو غالب محمد بن أحمد بن عمر بن الطبر الجريري الطبري، ينسب إلى جده،
وكان يعرف بابن الطبر، خال شيخنا عبد الوهاب الحافظ، وكان شيخنا مسنا صالحا معمرا،
سمع أبا الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الوكيل، وأبا طالب محمد بن
علي بن الفتح العشاري، وأبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وطبقتهم.
وأخوه أبو القاسم هبة الله بن أحمد الطبري، أيضا كان من الصالحين المعمرين، آخر
من روى في الدنيا عن أبي الحسن الوكيل بن زوج الحرة، وشيوخه شيوخ أخيه، لم أدركه،
وكتب لي الإجازة بجميع مسموعاته، روى لنا عنهما جماعة بخراسان والعراق مثل ابن أختهما
أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي الحافظ، وتوفي أبو غالب في صفر سنة سبع
عشر وخمسمائة. وتوفي أخوه أبو القاسم وثلاثين وخمسمائة جميعا ببغداد.
وأبو بكر محمد بن عمير الطبري، جليس أبي زرعة الرازي، والمفتي في مجلسه، من
أهل طبرستان آمل، يروي عن عبد الله بن الزبير الحميدي كتاب " الرد على النعمان " وكتاب
" التفسير " عن الحميدي وأبي جعفر الجمال، وسهل بن زنجلة. قال ابن أبي حاتم: وهو
47

صدوق ثقة، وكان يفتي برأي أبي الثور.
وأبو عبد الله محمد بن غصن الطبري، من القدماء يروي عن وكيع، وعبد الرزاق،
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان محمد بن غصن يختلف معنا إلى كاتب الليث،
وأصبغ بن الفرج.
الطبسي: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين المهملة.
هذه النسبة إلى " طبس " وهي بلدة في برية، إذا خرجت منها إلى أي صوب منها
سلكت وقصدت: لا بد من ركوب البرية، وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان، فتحت في
زمن عمر ولم يفتح في زمانه من خراسان سواها. وثم طبسان: طبس كيلكي وطبس مسينان
ويقال لهما: الطبسان، فهما في هذا الموضع. وخرج منها جماعة من المحدثين قديما
وحديثا، منهم:
أبو جعفر بن محمد الطبسي، نزيل جرجان، يروي " كتاب المجروحين " عن
أبي حاتم محمد بن حبان البستي. روى عنه أبو مسعود البجلي الحافظ.
وأبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي الحافظ، صاحب التصانيف
الكثيرة، كتب عن الحاكم عن أبي عبد الله الحافظ، وأبي طاهر بن محمش الزيادي،
وأبي القاسم بن حبيب المفسر، وأبي الحسن محمد بن القاسم الفارسي ومن دونهم من
أصحاب أبي العباس الأصم، ورحل إلى مرو وكتب بها عن أبي غانم الكراعي، وغيره.
روى لي عنه جماعة بنيسابور وهراة مثل عبد الوهاب بن الشاه الشاذياخي بنيسابور،
والجنيد بن محمد بن علي القايني بهراة. وكانت وفاته في حدود سنة ثمانين وأربعمائة بطبس
نيسابور.
وأبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي، كان يقرأ الحديث على المشايخ ويفيد
الناس، وكان صحيح القراءة، سمعت " الصحيحين " بقراءته من الإمام محمد بن الفضل
الفراوي، وكتبت عنه الحديث عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي
الحافظ، سمع منه ببلدهما طبس، وصارت قراءة الحديث له دربة. وتوفي بنيسابور في
سنة (1) وثلاثين وخمسمائة ودفن (1) بكنجروذ عند إمام الأئمة ابن خزيمة، وزرت
قبره.

(1) بياض الأصول قدر كلمة واحدة.
48

ومن القدماء: أبو الحسن علي بن محمد بن زيد الحداد الطبسي، يروي عن
ابن المقرئ. روى عنه أبو بكر محمد بن جعفر المزكي.
وأبو الحسين سهيل بن إبراهيم الطبسي، يروي عن الحسين بن منصور. روى عنه
الحسن بن محمد السكوني.
وأبو علي الحسن بن الحسين بن الحسن بن الفضل الطبسي، يروي عن أبي الحسن
علي بن عمر بن التقي السمرقندي، عن أبي عيسى الترمذي، بكتاب " الجامع " له.
وأبو علي الحسن بن محمد بن فيروزان الطبسي الفقيه، سمع أبا العباس الأصم.
وأبو الحسين أحمد بن سهل بن بحر الطبسي الفقيه، له تصانيف في اللغة، يروي عن
يحيى بن صاعد، وابن خزيمة.
وأحمد بن أبي جعفر الطبسي. سمع محمد بن حبان أبا حاتم البستي. كذا في كتاب
ابن ماكولا.
ومحمد بن أبي بكر المقرئ الطبسي، يروي عن إسماعيل القراب المقرئ.
وأبو منصور عبد الله بن محمد بن إبراهيم الطبسي، يروي عن القاضي أبي بكر
الحيري.
والحاكم أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر الطبسي، يروي عن أحمد بن أبي جعفر
الطبسي. روى عنه أبو عمرو محمد.
وأبو الحسن (1) أحمد بن محمد بن سهل الفقيه البارع الطبسي الشافعي، وكان من
المتقدمين من أصحاب المروزي، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة،
وبالعراق أبا محمد بن صاعد، وسكن بنيسابور في الخانقاه بباغ الرازيين، وكان يدرس
ويملي الحديث ثم انصرف إلى الطبسين، فبلغني أنه توفي بها سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ. قال الحاكم: وبلغني أن لأبي الحسن (1) شرحا
لمذهب الشافعي في ألف جزء، فكنت أقدر أنها أجزاء خفاف، حتى قصدته وسألته أن يخرج

(1) وفي كوبرلي و " طبقات الشافعية الكبرى " 3: 44: " أبو الحسن ". هذا، وقد جعل المعلمي هذا المترجم هو
المترجم قبل أربع تراجم المذكور باسم: أحمد بن سهل، فيكون ابن ماكولا قد نسبه إلى جده، ووهم المصنف
فظنهما رجلين! وهو اجتهاد مفتقر إلى دليل! وللمترجم ترجمة بنحو ما هنا في " الطبقات الوسطى " منقولة في التعليق
على " الطبقات الكبرى " فتنظر.
49

إلي منهما شيئا فأخرجهما إلي، فإذا هي بخطة أدق ما يكون، في كل جزء دستجة أو قريب
منها!.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبسي التاجر، نزيل نيسابور، سمع أبا قريش
محمد بن جمعة بن خلف القهستاني وغيره، وأظنه مات بنيسابور. هكذا ذكره الحاكم
أبو عبد الله الحافظ.
الطبني: هذه النسبة بضم الطاء المهملة، وضم الباء المنقوطة من تحتها بنقطة، وكسر
النون المشددة، وقيل: بسكون الباء، وتخفيف النون وهو المحفوظ: إلى " الطبن "
وهي بلدة بالمغرب من أرض الزاب، والزاب في عدوة بلاد المغرب، وقيل: " طبنة " ساكنة
الباء مخففة، هكذا ذكره عبد الغني بن سعيد. والمنتسب إليها:
علي بن منصور الطبني، يروي عن محمد بن مخارق.
وأبو محمد القاسم بن علي بن معاوية بن الوليد الطبني، حدث بمصر عن
ابن المقرئ، كتب عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني.
ومحمد بن الحسين الطبني الحماني الزابي، وذكرناه في حرف الزاي.
وأبو جابر يحيى بن خالد السهمي الطبني، قال أبو سعيد بن يونس: أظنه من الموالي،
مغربي، توفي بطبنة، وهو على القضاء بها، سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأبو الفضل عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن بن يوسف القرشي الطبني
القيرواني المعروف بابن لاذخان، سكن بغداد، ووالده أبو الحسن علي بن عطية جاور بمكة
سنين، ولا أدري: أبو الفضل ولد بها أو حمله والده من بلاد المغرب صغيرا ونشأ بمكة؟
سمع أبو الفضل بمكة من أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد المقرئ الطبري، لقيته
ببغداد، ولم يتفق لي السماع منه. ومن مليح شعره أنشدني أبو الحسين عبيد الله بن علي بن
المعمر الحسني من لفظه إملاء ببغداد، أنشدني أبو الفضل بن لاذخان الشاهد لنفسه:
قالوا: التحى وانكسفت شمسه * وما دروا عذر عذاريه
مرآة خديه جلاها الصبا * فبان فيها فئ صدغيه
توفي في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ببغداد.
50

باب الطاء والحاء
الطحان: بفتح الطاء، والحاء المهملتين، في آخرهما النون. صاحب الرحى والذي
يطحن الحب. والمشهور بهذه النسبة:
أبو موسى حبيب بن صالح الطحان، عداده في أهل الشام، يروي عن يزيد بن
شريح. روى عنه حريز بن عثمان.
وأبو الهيثم خالد بن عبد الله الطحان الواسطي، مولى مزينة، يروي عن حميد
الطويل، وأبي عثمان الأصبحي، وعراك بن مالك، ومشكان بن أبي عمرو، وراشد بن
سعد. روى عنه قتيبة بن سعيد، وعمرو بن عون، وسعيد بن منصور، وسعيد بن سليمان،
ومسدد، وأهل العراق. وقال أحمد بن حنبل: كان خالد الطحان ثقة صالحا في دينه، بلغني
أنه اشترى نفسه من الله عز وجل ثلاث مرات (1)، وكان يقول: خالد أحب إلينا من هشيم (2)،
وسئل أبو زرعة عنه؟ فقال: ثقة. مات سنة تسع وسبعين ومائة، وقد قيل: سنة اثنتين
وثمانين ومائة.
وأبو يزيد رستم الطحان، كوفي، من التابعين، روى عنه خالد بن مخلد القطواني.
وأبو نعيم ضرار بن صرد الطحان، من أهل الكوفة، يروي عن المعتمر،
والدراوردي، كان فقيها عالما بالفرائض، إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها
من كان دخيلا في العلم شهد عليه بالجرح والوهن، كان يحيى بن معين يكذبه. روى عنه
زكريا بن يحيى بن عاصم الكوفي.
ومعلى بن هلال الطحان، يروي عن قيس بن مسلم، ويونس بن عبيد. روى عنه
العراقيون، وكان يروي الموضوعات عن أقوام ثقات، وكان أميا لا يكتب، وكان غاليا في
التشيع يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، لا يحل الرواية عنه بحال،

(1) وفي " تاريخ بغداد " 8: 294 عن الإمام أحمد نفسه: أربع مرات، وبينت روايته كيف اشترى نفسه، قال:
" تصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات ".
(2) وتمامه في " العلل ": " خالد لم يتلبس من السلطان بشئ " وهي تتمة مهمة في معرفة أمر الرجلين، لكن ابن أبي
حاتم لم ينقلها وتابعه المصنف.
51

ولا كتبت حديثه إلا على جهة التعجب. روى عنه خالد بن مرداس.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن سراج الطحان السنجي، من علماء مرو، ورواية
" جامع الترمذي " وغيره عن أبي العباس المحبوبي. سمع منه جدي الأعلى القاضي
أبو منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني، وتوفي بعد سنة أربعمائة، زرت قبره بقرية سنج
غير مرة،
وأبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله الحافظ المعروف بالطحان، من أهل
همذان، كان يقال له: حافظ اشيامان، كان صالحا كثير السماع والكتابة، رحل إلى العراق
والحجاز وجرجان ومزندران وبلاد خراسان، وجال في أطرافها، وحصل النسخ وقرأ الكثير
على من حدثنا مشايخنا عنه، وكان بهمذان رواية " صحيح البخاري " عن أبي الخير بن
أبي عمران المروزي الصفار، عن أبي الهيثم الكشميهني، لم يتفق لي السماع منه، وكتب
لي الإجازة غير مرة. وتوفي في شوال سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، وكنت بإصبهان عازما
على الرحلة إليه.
وأبو القاسم حمدان بن سلمان بن حمدان الطحان، من أهل بغداد، وكان من أهل
الصدق. سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى،
وأبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني. روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو سعيد مسعود بن ناصر
السجزي، وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا. وروى لي عنه أبو بكر محمد بن
عبد الباقي الأنصاري بالإجازة، فإن لشيخنا عنه إجازة، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر
سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ببغداد.
وأبو جعفر محمد بن سويد بن يزيد الطحان، من أهل بغداد، سمع عاصم بن علي،
وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وعبد العزيز عبد الله الأويسي.
روى عنه الهيثم بن خلف الدوري، وأمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، ومحمد بن
العباس بن نجيح، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وكان ثقة، ومات في ذي الحجة سنة اثنتين
وثمانين ومائتين.
الطحاوي: بفتح الطاء، والحاء المهملتين.
هذه النسبة إلى " طحا " وهي قرية بأسفل أرض مصر من الصعيد، يعمل فيها كيزان
يقال لها: الطحوية، من طين أحمر. والمشهور بالانتساب إليها:
52

يعفر بن غريب بن عبد كلال الرعيني، وزعموا أنه شهد فتح مصر. قاله ابن يونس.
وفي ذلك نظر.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليمان
الأزدي الطحاوي، صاحب " شرح الآثار ". كان إماما ثقة ثبتا فقيها عالما لم يخلف مثله!.
وعداده في حجر الأزد، وولد سنة تسع وثلاثين ومائتين. وتوفي ليلة الخميس مستهل ذي
القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وكان تلميذ أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني،
فانتقل من مذهبه إلى مذهب أبي حنيفة رحمهم الله.
وابنه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، يروي عن
أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وغيره. قال أبو زكريا يحيى بن علي الطحان:
حدثونا عنه. توفي في شهر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
وحافده أبو علي الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي. توفي في
ربيع الآخر سنة ستين وثلاثمائة.
وأبو العظيم أحمد بن عبد الواحد بن معاوية الطحاوي ويقال: عبد الأحد بدل
عبد الواحد من أهل مصر، يروي عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، وتوفي في جمادي
الأولى سنة خمس وخمسين ومائتين.
وأبوه عبد الواحد بن معاوية الطحاوي، مولى قريش، والد أبي العظيم، توفي يوم
الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وأبو مسعود عمرو بن حفص بن عمر بن الخيار الطحاوي المعروف بالأنف، يقال:
مولى لخم، يروي عن عبد الغني العسال وطبقة نحوه وبعده (1) يوم الاثنين لثلاث
بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثمائة.

(1) في الأصول بياض قدر ثلاث كلمات إلى كوبرلي فلا إشارة فيه إلى شئ. وفي " الاكمال ": " العسال ونحوه ".
53

باب الطاء والخاء
الطخارستاني: بفتح الطاء المهملة، وفتح الخاء المعجمة، بعدها الألف، وضم
الراء، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طخارستان " وهي ناحية كبيرة مشتملة على بلدان وراء نهر بلخ أعني
جيحون. خرج منها جماعة من العلماء والفضلاء في كل فن، منهم:
أبو حاتم صالح بن مطرف بن مهلهل الأزدي الطخارستاني، جالس رجاء بن المرجى
المروزي الحافظ وذاكره، وكان من ساكني سمرقند، وحكى عنه أبو سعيد عصمة بن مسعود
التميمي حكاية طويلة.
الطخروذي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وضم الراء، وفي آخرها
الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " طخروذ " وهي قرية من قرى نيسابور، منها:
أبو القاسم يحيى بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الطخروذي. وأخوه أبو نصر
أحمد بن عبد الوهاب، سمعا أبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري.
فأما أبو القاسم أدركته منصرفي من الرحلة، ولم يتفق أن سمعت منه شيئا، وكانت
ولادته في شعبان سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة بمرو.
وأخوه أبو نصر بن عبد الوهاب قرأت عليه أوراقا بنيسابور، وكان له حضور على
أبي المظفر موسى بن عمران، وكانت ولادته في سنة تسع وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
الطخشي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها الشين
المعجمة.
هذه النسبة إلى " طخش " وهي قرية من قرى مرو على فرسخين، يقال لها: نحح،
كان منها:
أبو سلمة يحيى بن محمد بن يحيى بن سلم الطخشي المروزي، كان شيخا صدوقا ثقة
فقيها فاضلا، كتب الحديث الكثير ببغداد والبصرة وبلده، سمع بمرو عبد الله بن أبي دارة،
54

وأبا رجاء محمد بن حمدويه السنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وبغداد عبد الله بن
أحمد بن حنبل، وبالبصرة أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وطبقتهم.
وكان ضابطا لنفسه صائنا لها، وكان يجلس للعامة وأخذ الوعظ من محمد بن سور.
وكان في جيرته ذاعر يعرف (بالأنفال سكر؟) كان يزجره أبدا عن سوء فعله، فدخل عليه
المسجد ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وكان قد فرغ من
التراويح وقعد ينتظر الوتر، فهجم عليه ذلك الذاعر وضربه بالسكين، وكان لأبي سلمة هذا
شاكري يعرف بابن عبدوس، كان معه في المسجد وفي يده خشب، فرفع الخشب ليضرب
الذاعر، فأصاب رأس أبي سلمة فدمغه فمات على المكان، وخرج في جنازته خلق كثير
لا يحصى للصلاة عليه.
وطخشي: اسم رجل من أهل مصر، قرأت في " معجم الطبراني ": حدثنا أحمد بن
إبراهيم بن مخشي الفرغاني بمصر ابن أخي طخشي. يروي عن عبيد الله (1) بن سعيد بن
عفير. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
باب الطاء والراء
الطرازي: بفتح الطاء، والراء المهملتين، وكسر الزاي المعجمة في آخرها.
هذه النسبة إلى " طراز " وهي بلدة على حد ثغر الترك، خرج منها جماعة من الأئمة
العلماء حديثا وقديما، وكانوا من أصحاب الشافعي رحمه الله، وهي عند إسبيجاب،
فمنها:
محمد ومحمود ابنا يعقوب بن إبراهيم الطرازي الحجاج، كتبا الحديث بعد الأربعمائة
ببخارى.
ومن المتأخرين: أبو عمرو عثمان بن محمد الطرازي، إمام مسجد راعوم ببلخ، كان
منها، وحدث بكتاب " شرف الأوقات " للسيد أبي المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني
البغدادي نزيل سمرقند، عنه، وتوفي بعد سنة عشرين وخمسمائة.
والامام أبو القاسم محمود بن علي بن أبي علي الطرازي، فقيه فاضل له الباع الطويل
في علم النظر، كان صالحا سديد السيرة دائم التلاوة للقرآن، كتب الحديث عن أبي صادق

(1) وتحرف في " اللباب " إلى: " عبد الله ".
55

أحمد بن الحسين الزندي (1)، وأبي الحسن علي بن محمد بن خذام البخاريين وطبقتهما،
أدركته ولي عنه إجازة، وتوفي بقرية عند طواويس وحمل إلى بخارى ودفن بها، وكان ذلك في
خمس وثلاثين وخمسمائة. وكان له أولاد أئمة علماء، من أهل الرأي والعلم، لقيتهم بمرو
وبخارى وسمرقند.
وبأصبهان سكة معروفة يقال لها " سكة طراز " وظني أن التجار الذي كانوا يجيئون من
طراز ينزلونها فنسبت إليهم.
وكان شيخنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر إبراهيم بن مكي المعروف ب‍ " هاجر "
يسكنها، وكنت أنسبه إليها وأقول: أخبرنا أبو طاهر الطرازي، وكان شيخا صالحا، قرأت
عليه كتاب " معرفة الصحابة " لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ، بروايته عن
أبي منصور شجاع، وأبي زيد أحمد ابني علي بن شجاع المصقلي (2)، عن المصنف.
وسمع الحديث من غيرهما أيضا.
الطرازي: بكسر الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الزاي بعد الألف.
هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرزة، أو يستعملها، والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد المقرئ البغدادي الطرازي، من
أهل بغداد، سكن نيسابور وكان من أصحاب أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ،
والمختصين به، وكان أديبا فاضلا بارعا شاعرا، مكثرا من الحديث، سمع ببغداد أبا القاسم
عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وبنيسابور
أبا بكر محمد بن الحسين القطان، وأبا طاهر محمد بن الحسين المحمداباذي وغيرهم. روى
عنه ابنه، وأبو عبد الله الحافظ البيع، وآخر من روى عنه أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الكنجروذي. وذكره الحاكم في " التاريخ " فقال: أبو بكر الطرازي، سكن نيسابور، وخرج
من بغداد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان من الناسكين المذكورين بحسن السيرة والمذهب، ثم
دخل البصرة أيام أبي روق وأقرانه، وورد أصبهان وكتب بها الكثير، ثم ورد نيسابور سنة اثنتين
وثلاثين وثلاثمائة، وكان من القراء المتجردين، ومن المذكورين بحفظ الحديث، خالف

(1) من " التحبير " ق 119 / 2، وأقرب الأصول إلى الصحة ما في كوبرلي ففيه بياض موضع " القاسم " فقط،
وتحرف في الظاهرية وليده إلى: " أبو محمد علي بن أبي علي ". وذكره ياقوت على الصواب من غير تكنية.
(2) من كوبرلي و " التحبير " و " اللباب ". وتحرف في الأصول الأخرى و " معجم " ياقوت إلى: " الصيقلي "
و " الصقلي ". وأنظر ترجمته في نسبته.
56

الأئمة في آخره عمره في أحاديث حدث بها من حفظه وفروعه والله أعلم. وتوفي في الخامس
والعشرين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكانت ولادته سنة ثلاثمائة.
وابنه: أبو الحسن علي بن أبي بكر الطرازي.
الطرايفي: بفتح الطاء المهملة، والراء، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد الألف،
وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى بيع " الطرايف " وشرائها، وهي الأشياء المليحة المتخذة من
الخشب!. والمشهور بهذه النسبة.
أبو الفضل محمد بن الحسن بن موسى بن معاوية الطرايفي، من أهل نيسابور، سمع
عبد الصمد بن الفضل وغيره.
والحسن بن يوسف الطرايفي بمصر، سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن خالد الطرايفي، من أهل مصر، حدث عن محمد بن
يوسف الرازي.
روى عن هؤلاء الثلاثة أبو عبد الله بن منده الحافظ.
وأما أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة بن مسور بن سنان بن مزاحم
الطرايفي، مولى خداش بن حلبس العنزي، حدث عن جماعة من القدماء مثل: السري بن
خزيمة، ومحمد بن أشرس السلمي، والحسين بن الفضل البجلي بنيسابور، وعثمان بن
سعيد الدارمي، ومعاذ وأحمد ابني نجدة بن العريان القرشي، ومحمد بن سهل بن صيغون
العتكي وطبقتهم. روى عنه أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وأبو علي الحافظ، وأبو عبد الله
البيع الحافظ النيسابوريون. ذكره الحافظ أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور " فقال: أبو الحسن
الطرايفي، كان من أهل الصدق والمحدثين المشهورين، انتخب عليه أبو علي الحافظ ثلاثة
أجزاء، وأبو الحسين الحجاجي سبعة إجزاء، ولم يزل مقبولا في الحديث مع ما كان يرجع
إليه من السلامة، وسمعته يقول: أقمت ببغداد مدة: سنة أربع وخمسين، وخمس وثمانين
ومائتين على التجارة ولم أسمع بها حديثا واحدا، وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وأربعين
وثلاثمائة، وصلى عليه الأستاذ أبو الوليد.
وأما أبو عبد الرحمن عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم المكتب الحراني القرشي يعرف
بالطرايفي، وإنما قيل له الطرايفي ولقب به: لأنه كان يتتبع طرائف الأحاديث ويطلبها، يروي
57

عن قوم ضعاف، وهو مولى منصور بن محمد بن مروان، يروي عن هشام القردوسي،
وخصيف بن عبد الرحمن. روى عنه قتيبة بن سعيد، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي.
ذكر ذلك أبو أحمد الحافظ النيسابوري في كتاب " الكنى ".
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، أخبرنا أبو طاهر
عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الدشتي، أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن المغيرة بن
المنصور النيسابوري، حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي، أخبرنا أبو بكر
عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفرايني، حدثنا محمد بن بحير، حدثنا محمد بن أسد،
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن بن كنان، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني
أبو عبد الرحمن الطرايفي، كان صاحب عجائب، حدثنا علي بن عروة (1) الدمشقي، عن
ابن جريح، عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أسنده قال: كان له صلى الله عليه
وسلم قسطاس يسمى الركن.
وأبو النضر أحمد بن محمد بن الحسن الفقيه الطرايفي، من أهل نيسابور، سمع
الحديث ثم تفقه على كبر السن، رأى أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي، ثم سمع
الحديث بعده من مثل أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي وطبقته. وتوفي في شهر رمضان
سنة ثمان وستين وثلاثمائة. حكى أبو النضر الطرايفي عن أبي علي الثقفي أنه قال: يعجبني
من أهل الحديث أن يدعو الخلاف في الطهارة والصلاة، فيأخذوا بالشدة لا بالرخصة.
وأبو عبد الله محمد بن حمدان بن سفيان الطرايفي المخرمي، من أهل بغداد، سمع
علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، ومحمد بن
زياد بن عبد العزيز الثقفي وغيرهم من البغداديين والرازيين والمصريين. روى عنه أحمد بن
قاج الوراق، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن عبد الله بن الشخير. ذكره أبو الفضل صالح
ابن أحمد الهمذاني الحافظ في " طبقات الهمذانيين " فقال: أبو عبد الله الطرايفي، قدم
علينا سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، سمعت منه مع أبي، وكان عنده عامة كتب الشافعي:
" الام " وغيره، عن الربيع، وكان رجلا سهلا حسن الأخلاق يصبر على التحديث، واسع
العلم صدوقا.
الطرخاباذي: بفتح الطاء، وسكون الراء المهملتين، وفتخ الخاء المعجمة، والباء

(1) من أيا صوفيا، وهو الصواب، وتحرف ي سائر الأصول إلى وجوه! انظر ترجمة الطرائفي في " التهذيب ".
58

الموحدة بين الألفين، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " طرخاباذ " وظني أنها قرية من قرى جرجان والله أعلم، منهم:
علي بن أحمد الطرخاباذي، روى بجرجان عن أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي.
روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد الإسماعيلي.
الطرخاني: بفتح الطاء، وسكون الراء المهملتين، وفتخ الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى الجد وهو " طرخان " والمشهور بهذه النسبة:
صاحب " الجامع " و " المسند ": أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان بن
جباش البلخي الطرخاني، كان من العلماء الذين عنوا بطلب الحديث وكتبه والاجتهاد فيه
وجمع الجموع، أدرك جماعة من شيوخ البخاري.
ووالده: محمد بن علي الطرخاني كان محدثا أيضا.
الطرخوني: بفتح الطاء المهملة، والراء الساكنة، والخاء المعجمة المضمومة، وفي
آخرها النون:
هذه النسبة إلى " طرخون " وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو:
أبو عبد الله محمد بن أبي السري إسماعيل بن طرخون الطرخوني البخاري، له رحلة
إلى الحجاز والعراق والشام، يروي عن ابن عيينة، ويحيى بن سليم، ومروان بن معاوية،
وعبد الحميد بن عبد العزيز، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وعيسى بن موسى غنجار.
روى عنه إسحاق ابن أحمد بن خلف البخاري، ومات سنة سبع وأربعين ومائتين.
وأبو الفضل محمد بن أحنف بن طرخون بن رستم الطرخوني من أهل بخارى أيضا،
وهو جد أبي بكر بن أبي عمرو، ويروي عن سعيد بن الجناح، وحفص بن داود، ونصر بن
الحسين. روى عنه أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي.
وأبو بكر أحمد بن سهل بن عبد الرحمن بن معبد بن طرخون البانبي الطرخوني، نسب
إلى جده الأعلى من قرية بانب من قرى بخارى، يروي عن أبي الطيب جلوان بن سمرة
البانبي، والحسين بن يحيى بن جعفر البخاري وغيرهما.
وأبو بكر بن أبي عمرو بن أبي الفضل هو محمد بن سعيد بن محمد بن الأحنف بن
طرخون بن رستم الحافظ الطرخوني، من أهل بخارى، يروي عن أبي علي صالح بن
59

محمد، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل، وتوفي في المحرم سنة ست وأربعين
وثلاثمائة.
الطرسوسي: بفتح الطاء والراء المهملتين، والواو بين السينين المهملتين، الأولى
مضمومة، والثانية مكسورة.
هذه النسبة إلى " طرطوس " وهي من بلاد الثغر بالشام، وكان يضرب بعيدها المثل،
وكانوا يقولون على ما سمعت أبا علي الحسن بن مسعود الوزير الدمشقي الحافظ يقول: كان
المشايخ يقولون: زينة الاسلام ثلاثة: التراويح بمكة، فهم يطوفون سبعا بين كل
ترويحتين، ويوم الجمعة بجامع المنصور، لكثرة الناس والزحمة ونصب الأسواق، ويوم
العيد بطوسوس، لأنها ثغر، وأهلها يتزينون ويخرجون بالأسلحة الكثيرة المليحة، والخيل
الحسان، ليصل الخبر إلى الكفار فلا يرغبون في قتالهم!. وقد كان هذا قبل أيامنا، والساعة
صار هذا البلد في أيدي الفرنج (1)، وبجامع المنصور لا يصلون إلا جماعة يسيرة، وتراويح
مكة بقيت على حالها على ما سمعت، ولكن خف الناس وقل المجاورون وانتقصت الشموع
والقناديل.
وأبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الطرسوسي، من ثقات البغداديين
المكثرين، أقام بطرسوس، وتوفي بها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وحفيده محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي أمية الطرسوسي، يروي عن جده
أبي أمية. روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني.
وأبو بكر أحمد بن الحسين بن بندار بن أبان الأصبهاني القاضي الطرسوسي، الشيخ
العابد الصالح المجتهد، سمع أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي، وعبد الله بن
محمد بن العلاء الطرسوسي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: أبو بكر
الطرسوسي، ورد علينا بنيسابور عند محنة أهل طوسوس، وسكنها إلى أن توفي بها في شهر
رمضان سنة سبعين وثلاثمائة ودفن في مقبرة باب معمر.
وأبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد (2) بن يزيد الغازي الطرسوسي المعروف
بابن البصري، سكن بيت المقدس، سمع أبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي (2)،

(1) كان استيلاؤهم عليها سنة 354، وهو تاريخ " محنة طرطوس " في كلام الآتي في الصفحة الآتية، وانظر
فظائع ذلك في " معجم البلدان " و " البداية والنهاية " 11: 255.
(2) هذا ما جاء في عامة الأصول. والذي في " تاريخ بغداد ": " سمع محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي " وهو الصواب، فقد تقدم أن وفاة أبي أمية سنة 273 وسيأتي أن وفاة المترجم سنة 409 أو 410، فلا بد من واسطة
بينهما! ويؤكد هذا: أن ابن جميع يروي عن الحفيد، وكانت وفاة ابن جميع قبيل الأربعمائة، ووفاة المترجم
بعيدها، فهما من طبقة واحدة.
60

وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وأحمد بن محمد بن أحمد بن سلام، ومحمد بن محمد بن
داود بن عيسى الكرجي، وسليمان بن أحمد الملطي، وعبيد الله بن الحسين الأنطاكي،
وأحمد بن بهزاد السيرافي، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد الاعرابي، والحسن بن
عبد الرزاق بن زريق الحمصي، وقدم بغداد وحدث بها. روى عنه أبو بكر البرقاني،
ومحمد بن الفرج بن علي البزاز، وأبو القاسم الأزهري، والقاضي أبو العلاء محمد بن علي
الواسطي، وعلي بن طلحة المقرئ، وكان ثقة، ومات ببيت المقدس في سنة تسع أو عشر
وأربعمائة.
وأبو الحسن علي بن عبد الله الطرسوسي الصوفي، سكن بخارى، يروي عن جعفر بن
محمد بن نصير الخلدي وغيره. روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الغنجار
الحافظ. وتوفي ببخارى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وأبو محمد ناعم بن السري بن عاصم الطرسوسي، من أهل طرسوس، يروي عن
أبيه، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكوفي وغيرهما. روى عنه أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن المقرئ وقال: أخبرنا ناعم بن السري بن عاصم بطرسوس وأضافني رحمه الله.
الطرطوسي: بالراء الساكنة (1)، بين الطائين المهملتين، بفتح الأولى، وضم
الأخرى، بعدها الواو، وفي آخرها السين.
هذه النسبة إلى " طرطوس " وهي بلدة من بلاد الشام، أظنها من الساحل، منها:
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الخواص المقرئ الطرطوسي، يروي عن
أبي بكر محمد بن سفيان صاحب المزني، ويونس بن عبد الأعلى. روى عنه أبو بكر
أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وسمع منه بطرطوس.
وأبو الفضل العباس بن أحمد الخواتيمي الطرطوسي، ولي القضاء بطرطوس، سمع
أبا المؤمل العباس بن الفضل الكناني الأرسوفي، روى عنه أبو بكر النسوي أيضا.

(1) وضبطها بالفتح ابن خلكان 1: 68، وياقوت وقال: " بوزن قربوس " وكان قد قال عند طرطوس: " بفتح أوله
وثانيه. بوزن قربوس. ولا يجوز سكون الراء إلا في ضرورة الشعر، لان فعلول ليس من أبنيتهم ".
61

وأبو سهل محمد بن هارون بن القاسم الطوطوسي المطرزي، ورد إلى العراق وسمع
بالنهروان العباس بن حبيب النهرواني. روى عنه أبو بكر بن عبدوس النسوي.
وأبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم التميمي الطرطوسي، سمع بطبرية أبا عثمان
سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي.
وأبو محمد عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي التميمي الطرطوسي، وكان رئيس
طرطوس، حدث عن أبيه. روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي الزراد الطرطوسي، يروي عنه عن أبيه. روى عنه
أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
الطرطوشي: بسكون الراء، بين الطائين المهملتين المضمومتين، وبعدهما الواو،
وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " طرطوشة " وهي بلدة من آخر بلاد المسلمين بالأندلس، خرج منها
جماعة من أهل العلم، منهم:
أحمد بن ميسرة الأندلسي الطوطوشي، رحل في طلب العلم، وكتب الكثير، وتوفي
بالأندلس سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وطاهر بن حزم الطرطوشي، مولى بني أمية، يروي عن يحيى بن يحيى بن
كثير الأندلسي وغيره. توفي بالأندلس سنة خمس وثمانين ومائتين شهيدا في المعترك.
وأبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي نزل الإسكندرية، وتدبر بها إلى حين
وفاته، وكان إماما فقيها صالحا سديد السيرة، مشتغلا بما يعنيه، ملاذا للغرباء والفقهاء، ورد
بغداد وتفقه بها على أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي، وانحدر إلى البصرة
وسمع بها " السنن " لأبي داود، عن أبي علي أحمد بن علي التستري، عن أبي عمر
الهاشمي، عن أبي علي اللؤلؤي عنه. روى لنا عنه أبو القاسم أحمد بن أحمد بن إسحاق
الدندانقاني بمكة وغيره. وروى عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي السرقسطي، سمع
منه بسرقسطة، وتوفي بعد سنة ست عشرة وخمسمائة، وقيل: سنة عشرين بإسكندرية.
الطرقي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الراء، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " طرق " وهي قرية كبيرة مثل البليدة من أصبهان، على عشرين فرسخا
منها، رأيتها من بعيد، وما اتفق لي دخولها، منها:
62

أبو العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطرقي الأصبهاني، كان حافظا متقنا مكثرا من
الحديث، عارفا بطرقه، وله معرفة بالأدب، سمع بأصبهان أبا الفضل المطهر بن عبد الواحد
البزاني، وبنيسابور أبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وبهراة أبا إسماعيل
عبد الله بن محمد الأنصاري، وببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار،
وبالبصرة أبا علي علي بن أحمد بن علي التستري، وبالأهواز أبا سعد محمد بن الحسن بن
علي بن عثمان الأهوازي وطبقتهم. روى لنا عنه أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ
بأصبهان، وأبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف الحافظ ببغداد. وتوفي بعد سنة عشرين
وخمسمائة، وحكي عنه أنه كان يقول: الروح قديمة!.
الطرماحي: بكسر الطاء المهملة، والراء، والميم المفتوحة المشددة، وفي آخرها
الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " الطرماح " وهم اسم لبعض أجداد:
أبي محمد عبد الله بن محمد بن هاشم بن طرماح الطوسي الطرماحي وكان وجه الناحية
ورئيسها، ومن أعيان المحدثين في عصره.
وكذا ابنه أبو القاسم في وقته.
وابن ابنه الرئيس أبو منصور بن أبي القاسم، هو الرئيس بها.
وابنه أبو محمد عبد الله بن أبي منصور مزكي الناحية وعينها. قال الحاكم: وكان شيخنا
رشق المحدث الذي كتبنا عنه مولى عبد الله بن محمد بن هاشم يقول: استشهد أبو محمد
المزكي الطرماحي، ومات أبوه أبو منصور بعده كلاهما في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، سمع
أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي، وأبا الحسن علي بن الحسن الهلالي وأقرانهما
بنيسابور، ثم حدث على كبر السن، وسمع منه، وروى عنه أبو علي الحافظ وإسماعيل بن
نجيد السلمي وطبقتهما.
الطرواخي: بضم الطاء المهملة، وقيل: بفتحها وسكون الراء، والواو، وفي
آخرها الخاء المنقوطة.
هذه النسبة إلى " طرواخى " وهي من قرى بخارى، على أربع فراسخ منها، وأهل
بخارى العوام منهم يقولون لها: طراخي. والمشهور منها:
الفقيه أبو الفضل محمد بن محمد بن أحيد بن سعيد الطرواخي، أحد الفقهاء، حدث
63

عن الفقيه سعيد بن موسى الكعبي الخوارزمي، وأبي بكر القاسمي صاحب يعقوب بن
سفيان، وهو صاحب يعقوب بن سفيان بن جوان الكبير صاحب التصانيف، روى عنه
أبو كامل البصيري، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في " معجم
شيوخه " قال: أبو الفضل الطرواخي، شيخ فقيه على مذهب الشافعي، ثقة في الرواية، له
أصول صحاح، وسماعات في كتب الناس، سمع أبا الحسين محمد بن عمران بن موسى
الجرجاني، وأبا أحمد محمد بن محمد بن الحسن الحاكم المحتسب، وأبا بكر محمد بن
الطرماحي: بكسر الطاء المهملة، والراء، والميم المفتوحة المشددة، وفي آخرها الحاء
المهملة.
هذه النسبة إلى " الطرماح " وهو اسم لبعض أجداد:
أبي محمد عبد الله بن محمد بن هاشم بن طرماح الطوسي الطرماحي وكان وجه الناحية
ورئيسها، ومن أعيان المحدثين في عصره.
وكذلك ابنه أبو القاسم في وقته.
وابن ابنه الرئيس أبو منصور بن أبي القاسم، هو الرئيس بها.
وابنه أبو محمد عبد الله بن أبي منصور مزكي الناحية وعينها. قال الحاكم: وكان شيخنا
رشق المحدث الذي كتبنا عنه مولى عبد الله بن محمد بن هاشم يقول: استشهد أبو محمد
المزكي الطرماحي، ومات أبوه أبو منصور بعده كلاهما في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، سمع
أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي، وأبا الحسن علي بن الحسن الهلالي وأقرانهما
بنيسابور، ثم حدث على كبر السن، وسمع منه، وروى عنه أبو علي الحافظ وإسماعيل بن
نجيد السلمي وطبقتهما.
الطرواخي: بضم الطاء المهملة، وقيل: بفتحها وسكون الراء، والواو، وفي
آخرها الخاء المنقوطة.
هذه النسبة إلى " طرواخي " وهي من قرى بخارى، على أربع فراسخ منها، وأهل
بخارى العوام منهم يقولون لها: طراخي. والمشهور منها:
الفقيه أبو الفضل محمد بن محمد بن أحيد بن سعيد الطرواخي، أحد الفقهاء، حدث
عن الفقيه سعيد بن موسى الكعبي الخوارزمي، وأبي بكر القاسمي صاحب يعقوب بن
سفيان، وهو صاحب يعقوب بن سفيان بن جوان الكبير صاحب التصانيف، روى عنه
64

أبو كامل البصيري، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في " معجم
شيوخه " قال: أبو الفضل الطرواخي، شيخ فقيه على مذهب الشافعي، ثقة في الرواية، له
أصول صحاح، وسماعات في كتب الناس، سمع أبا الحسين محمد بن عمران بن موسى
الجرجاني، وأبا أحمد محمد بن محمد بن الحسن الحاكم المحتسب، وأبا بكر محمد بن
القاسم، وأبا سعيد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي وجماعة. سمعنا منه قطعة
صالحة من " تفسير " يعقوب بن سفيان، وغيره.
الطريثيثي: بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها
باثنتين، وبعدها الثاء المثلثة بين اليائين، وفي آخرها مثلثة أخرى.
هذه النسبة إلى " طريثيث " وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، بها قرى كثيرة،
ويقال لها بالعجمية " ترشيز " خرج منها جماعة من أهل العلم قديما، والساعة صارت في يد
أهل القلاع واستولوا عليها، منها:
أبو الفضل شافع بن علي بن أبي الفضل الطريثيثي، سكن نيسابور شيخ نظيف ظريف
كثير العبادة مليح المشاهدة، من أفراد المشايخ المحققين، سمع بمكة أبا الحسن محمد بن
علي بن صخر الأزدي، وبالبصرة أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن غسان الحافظ
وغيرهما. روى لي عنه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، وابن أخيه أبو منصور
عبد الخالق بن زاهر، وابن أخته ظريفة: أبو البركات عبد الله بن محمد الفراوي، وكانت
ولادته بطريثيث سنة أربعمائة، وسكن رباط السلمي بنيسابور، وتوفي بها في ذي الحجة سنة
ثمان وثمانين وأربعمائة، ودفن بكنجروذ في مشهد ابن خزيمة الامام.
الطريقي (1): المنسوب إلى هذه النسبة: علي بن المنذر الطريقي، من أئمة الكوفة،
سمع محد بن الفضيل الكوفي. روى عنه إسحاق بن أيوب بن حسان الواسطي. سألت
أستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضيل بأصبهان عن علي بن المنذر الطريقي: لأي
شئ نسب هذا؟ قال: كان ولد في الطريق فنسب إليها.

(1) قال ابن الأثير رحمه الله: " قلت: فاته " الطريقي ": بفتح الطاء، وكسر الراء، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وبعدها
فاء. نسبة إلى طريف بن حيي بن عمرو بن سلسلة بن غنم، بطن من طئ، منهم: أدهم بن أبي الزعراء واسمه:
سويد بن مسعود بن جعفر بن عبد الله بن طريف بن حيي الشاعر ".
65

باب الطاء والسين
الطساس: بفتح الطاء، والألف بين السينين المهملات.
هذه النسبة لمن يعمل " الطست " وقيل له: " الطس " أيضا، قال الشاعر:
لو عرضت لاتيلي (؟) قس * أشعث في هيكله مندس
حن إليها كحنين الطس
والمشهور بهذه النسبة:
الفضل بن زياد الطساس البغدادي، يروي عن عباد عن عباد المهلبي، وعلي بن
هاشم بن البريد، وخلف بن خليفة. روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. قال
ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: كتبت عنه، كان يبيع الطساس، شيخ ثقة.
الطستي: بفتح الطاء المهملة، وسكون السين المهملة أيضا، وفي آخرها التاء
المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى " الطست " وعمله، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم الطستي الوكيل، وهو ابن أخي
الحسين بن مكرم (1)، من أهل بغداد، يروي عن أحمد بن عبيد الله النرسي، والحارث بن
أبي أسامة ومسلم بن عيسى الصفار، وتمتام وغيرهم. روى عنه أبو الحسن بن رزقويه،
وأبو الحسين بن بشران، وأبو الحسين بن جميع الغساني، وأبو علي بن شاذان وجماعة.
ورأيت له كتاب " المعجم " لشيوخه في أجزاء عند شيخنا أبي نصر أحمد بن عمر بن محمد بن
عبد الله الغازي الحافظ بأصبهان، فلم يتفق لي سماعه، وكانت ولادته في سنة ست وستين
ومائتين، ومات في شعبان سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

(1) من كوبرلي و " تاريخ بغداد " 11: 41، وينظر؟ فلعل الصواب: ابن ابن أخي، وانظر " التاريخ " 12: 62،
وفي أيا صوفيا: " ابن أخي أبي الحسن "، وفي الباقي: " ابن أخي أبي الحسين ".
66

باب الطاء والغين
الطغامي: بفتح الطاء المهملة، والغين المعجمة.
هذه النسبة إلى " طغامى " وهي قرية من سواد بخارى، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عقار بن رخشاب الطغامي، صاحب
الأوقاف. يروي عن أبي سهيل سهل بن بشر، ومحمد بن دينار، وصالح بن محمد الحافظ
وموسى بن أفلح، ويحيى بن بدر وغيرهم. روى عنه جماعة، وتوفي في شوال سنة تسع
وأربعين وثلاثمائة.
67

باب الطاء والفاء
الطفال: بفتح الطاء المهملة، وتشديد الفاء.
هذه النسبة إلى بيع " الطفل " وهو الطين الذي يؤكل، وفي أصل اللغة الطفل: السواد
والطين الذي يؤكل يكون عليه السواد، لأنه يشوى عند الاكل فيسود، ويقولون في ديار مصر
للذي يبيعه: الطفال، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن السري بن
المقرئ بن الطفال، من أهل مصر، شيخ ثقة صدوق مكثر، سمع أبا الطاهر أحمد بن
عبد الله بن نصر القاضي الذهلي، وأبا الحسن بن حيويه، وأبا محمد الحسن بن رشيق
العسكري المصريين. روى عنه أبو بكر محمد بن إسماعيل بن أحمد الكسي، وأبو الفتح
نصر بن الحسن بن القاسم السكني، وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي
الحافظ، وذكره في " معجم " شيوخه وقال: أبو الحسن بن الطفال، نيسابوري الأصل،
سكن أبوه مصر، وولد هو بها، وقد كان باع أصوله فكان يوجد سماعه في كتب الناس
لا بأس به.
الطفاوي: بضم الطاء المهملة، وفتح الفاء، وفي آخرها واو، بعد الألف.
هذه النسبة إلى " طفاوة " (1) والمشهور بهذه النسبة:
أبو المنذر محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، من أئمة البصرة، يروي عن حميد
الطويل، والأعمش، وهشام بن عروة، وأيوب السختياني. روى عنه أحمد بن حنبل،
وزهير بن حرب، وعلي بن المديني، والمقدمي، وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي،
وعمرو بن محمد الناقد، وكان يحيى بن معين يقول: الطفاوي قدم علينا ها هنا، لم يكن به

(1) قال ابن الأثير رحمه الله: " قلت: لم يذكر طفاوة من أي العرب هي، وهذه النسبة إلى ثعلبة وعامر ومعاوية أولاد
أعصر بن سعد بن قيس عيلان. وقيل في أسمائهم غير ذلك، وأمهم طفاوة بنت جرم بن ريان، فنسبوا إليها،
ولا خلاف أنهم نسبوا إلى أمهم، وأنهم من أولاد أعصر، وإن اختلفوا في أسماء أولادهما.
أولادهما.
قلت: ريان تحريف مطبعي، صوابه: ربان، كما في " الاكمال " 4: 113، و " التبصير " ص 615.
68

بأس، البصريون يرضونه، وكان علي بن المديني يقول: هو ثقة. ومات سنة سبع وثمانين
ومائة.
وأبو المعذل عطية الطفاوي، من تابعي البصرة، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه سليمان التيمي، وخالد الحذاء، وعوف الاعرابي.
ومدرك بن عبد الرحمن الطفاوي، من أهل البصرة، يروي عن حميد الطويل
ما لا يتابع عليه. روى عنه البصريون، استحب مجانبة ما انفرد بن من الروايات. روى عنه
يحيى بن خذام السقطي.
وعبد الله بن عيسى الطفاوي، من أهل البصرة، سكن بغداد، وحدث بها عن أبيه،
ومسمع بن عاصم، ويوسف بن عطية الصفار، وعبيد الله بن شميط بن عجلان. روى عنه
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وحاتم بن الليث الجوهري، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم
الدورقي، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وأبو المهلب هريم بن عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عيسى بن هريم بن عتيق
الطفاوي، من أهل البصرة. روى عن سلام بن مسكين، وعمارة بن زاذان، وأبي هلال
الراسبي، وحماد بن سلمة، والقاسم بن الفضل الحداني. وعبد العزيز بن مسلم. روى عنه
أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وجماعة.
69

باب الطاء واللام
الطلحي: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " طلحة " بن عبيد الله رضي الله عنه، والمشهور بهذا الانتساب جماعة
من أولاد طلحة وأحفاده قديما وحديثا، منهم:
أبو الحسن محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى الطلحي، من ولد طلحة، بغدادي،
يروي عن أبيه. روى عنه أبو علي بن شاذان البزاز.
وأبو عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى بن صالح بن
إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله الطلحي التيمي الأصبهاني ثم العمري، حدث عن
جماعة من القدماء مثل الفضل بن الخصيب، وابن الجارود، والعباس بن الوليد بن شجاع
وغيرهم. روى عنه أبو القاسم الأصبهاني بآمد، وجماعة من شيوخنا حدثونا عن أصحابه.
ومنهم صالح بن موسى الطلحي، من ولد طلحة بن عبيد الله، يروي عن سهيل بن
أبي صالح، عداده في أهل المدينة. روى عنه أهلها، كان يروي عن الثقات ما لا يشبه
حديث الاثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به.
وعبد الرحمن بن حماد الطلحي، من ولد طلحة بن عبيد الله، يروي عن طلحة بن
يحيى نسخة موضوعة. روى عنه ابن عائشة فلست أدري أوضعها أو قلبت عليه؟ وأيا ما كان
من ذلك فهو ساقط الاحتجاج به، لما أتى بما لا أصل له في الروايات على الأحوال كلها.
روى عن طلحة بن يحيى، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله قال: دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وآله. وذكر حديث السفرجلة (1).
وعبد الرحمن بن صالح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي ويعرف
بالطلحي، كان من أهل الصدق، يروي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن
أبي حازم، وعبد الله بن محمد بن عمران الطلحي، وأخيه طلحة بن صالح الطلحي. قال

(1) هذا كلام ابن حبان أيضا في المجروحين " 2: 61 62، وفيه تحريفات تصحح على ما هنا، وتتمة حديث طلحة
رضي الله عنه: ". وفي يده سفرجلة فرمى بها إلي وقال: دونكها يا أبا محمد فإنها تجم الفؤاد ".
قلت: والحديث رواه ابن ماجة 2: 1118 من طريق أخرى إلى طلحة، وفيه مجاهيل. ورواه الطبراني عن
ابن عباس قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 5: 45: " عن علي القرشي، عن عمرو بن دينار، ولم أعرفه، وبقية
رجاله ثقات ".
70

ابن أبي حاتم: سمع أبي منه بالمدينة سنة ست عشرة ومائتين، وسألت أبي عنه؟ قال: هو
صدوق.
الطلقي: بفتح الطاء المهملة، واللام، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " طلق " والمشهور بهذه النسبة:
أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الطلقي الاستراباذي، من أهل إستراباذ
وجرجان، حدث بها عن أبي الحسان أحمد بن عبد الله الاستراباذي.
الطليطلي: بضم الطاء المهملة، وفتح اللام، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها،
وكسر الطاء الأخرى، وفي آخرها لام أخرى.
هذه النسبة إلى " طليطلة " وهي بلدة بالأندلس من المغرب، خرج منها جماعة من أهل
العلم، منهم:
أحمد بن الوليد بن عبد الخالق بن عبد الجبار بن بشر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن
قتيبة بن مسلم الباهلي قاضي طليطلة، يروي عن عيسى بن دينار، ويحيى بن يحيى بن
كثير، رحل وسمع من سحنون بن سعيد، وهو قديم، توفي بالأندلس. هكذا ذكره
أبو سعيد بن يونس.
وإسماعيل بن أمية الطليطلي، توفي بالأندلس سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن قاسم الطليطلي، حدث بمكة عن أبي عبد الله
محمد بن سند بن الحداد. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في
" معجم " شيوخه.
الطلي: بفتح الطاء المهملة، وتشديد اللام.
هذه النسبة إلى " بيت طل " وهي قرية من كورة غزة وهي من فلسطين، والمنتسب
إليها:
وهب بن زياد بن حمير (1) الطلي، من التابعين، يروي عن تميم الداري رضي الله
عنه. روى عنه أهل فلسطين. قال أبو حاتم بن حبان: كان يسكن قرية يقال لها بيت طل من
كورة غزة.

(1) وفي " اللباب ": " بن حميد ".
71

باب الطاء والميم
الطميسي: بفتح الطاء، وكسر السين المهملتين، بينهما الميم المكسورة، والياء
الساكنة آخر الحروف.
هذه النسبة إلى " طميسة " وهي قرية من قرى مازندران يقال لها: طميسة بالعربية، بت
بها ليلة فيما أظن، منها:
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطميسي، يروي عن أبي عبد الله محمد بن محمد
السكسكي. روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الجناري وغيره.
72

باب الطاء والنون
الطناجيري: بفتح الطاء المهملة، والنون، والألف، وكسر الجيم، وسكون الياء
المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " طناجير " وهي جمع طنجير (1)، ولعل واحدا من أجداده يعمل هذا،
والمشهور بهذه النسبة:
أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن ثابت بن جعفر بن عبد الكريم
الطناجيري، من أهل بغداد، كان من أهل الخير والدين، سمع أبا الحسن علي بن
عبد الرحمن البكائي، ومحمد بن زيد مروان الكوفيين، ومحمد بن المظفر الحافظ،
وأبا حفص بن شاهين، ومحمد بن النضر النخاس، وأبا بكر بن شاذان، وخلقا من هذه
الطبقة، ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبنا عنه، وكان دينا مستورا ثقة
صدوقا، وسمعته يقول: كتبت عن ابن مالك القطيعي " أمالي " ثم ضاعت، فليس عندي
عنه شئ، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة خمسين وثلاثمائة، ومات سلخ ذي القعدة سنة
تسع وثلاثين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
الطنافسي: بفتح الطاء المهملة، والنون، وكسر الفاء، والسين المهملة.
هذه النسبة إلى " الطنفسة " والمنتسب إليها الاخوة الثلاثة:
أحدهم: أبو حفص عمر بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الحنفي، من أهل الكوفة،
يروي عن أبي إسحاق السبيعي، وسماك بن حرب. روى عنه إسحاق بن إبراهيم، وأهل
العراق، ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
وأخوه أبو عبد الله محمد بن عبيد بن أبي أمية واسمه: عبد الرحمن الأيادي
الطنافسي الكوفي الأحدب، مولى بني (2) حنيفة، أخو عمر ويعلى سمع هشام بن عروة،
(1) وهي هذا الاناء الذي يطبخ به. وهي كلمة معربة.
(2) في الأصول: " ابن ". والمثبت من " تاريخ بغداد " 2: 365، وهو الصواب، ولذا ينسب كل منهم هو وإخوته:
" الحنفي " نسبة إلى بني حنيفة ولاء، وليسوا منسوبين إلى مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه كما ظنه القرشي
رحمه الله في " طبقاته "! أنظرنا 1: 136 و 342 و 393، 2: 89 و 228.
73

ومحمد بن إسحاق بن يسار، وسليمان الأعمش، وعبيد الله بن عمر، ومسعر بن كدام،
وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم. حدث عنه أخوه يعلى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، كان من أهل الكوفة، سكن
بغداد مدة ورجع إلى الكوفة، وكان الدارقطني يقول: يعلى ومحمد وعمر وإدريس وإبراهيم
بنو عبيد الطنافسيون: كلهم ثقات، وأبوهم عبيد بن أبي أمية ثقة، حدث أيضا، وكان
أبو طالب الحافظ يقول: هو عبيد بن أبي أمية.
وقال رجل عند محمد بن عبيد: أبو بكر وعمر وعلي وعثمان! فقال له: ويلك من لم
يقل: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فقد أزري على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ورضي عنهم! وقال يحيى بن معين: أتيت محمد بن عبيد الطنافسي يعني حين قدم
بغداد وقد كنت أبطأت عنه، فلما أتيته وقد كان الناس كثروا قال: يحيى أبو زكريا!
أنشأت تطلب وصلنا * في الصيف ضيعت اللبن
قال يحيى: قال بعضهم: في هذا الصيف ضيحت اللبن (1). وهو الصواب!. وقال
أحمد بن عبد الله العجلي: محمد بن عبيد الطنافسي يكنى أبا عبد الله، وكان أحدب كوفيا
ثقة، وكان عثمانيا، وكان حديثه أربعة آلاف يحفظها، وكانت ولادته سنة سبع وعشرين
ومائة. وقال يعلى ابن عبيد: أنا أكبر من أخي بتسع سنين، ولدت سنة ثماني عشرة، وتوفي
محمد بن عبيد سنة أربع ومائتين، وقيل: سنة خمس، وقيل: سنة ثلاث،
وأما أخوهما أبو يوسف يعلى بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الأيادي الحنفي الكوفي،
كان من الثقات، يروي عن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، و عبد الملك بن
أبي سليمان. روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو بكر عثمان ابنا أبي شيبة، وكان
أكبر من جعفر بن عون، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن يعلى بن عبيد،
فقال: كان صحيح السماع، وكان صالحا في نفسه. وقال يحيى بن معين: هو ثقة. قال
ابن أبي حاتم: سألت أبي عن يعلى بن عبيد؟ فقال: صدوق، وكان أثبت أولاد أبيه في
الحديث.
وابن أخت يعلى بن عبيد الطنافسي: الحسن بن محمد الطنافسي، يروي عن

(1) من الأصول إلا كوبرلي ففيه: " ضبحت "، وفي " التاريخ " 2: 366: " ضحيت " وهو تحريف. واللبن
الضياح: هو الممزوج بالماء.
74

أبي بكر بن عياش، ومحمد بن الفضيل، وعبد الله بن إدريس وغيرهم. روى عنه أبو زرعة
الرازي، ويحيى بن عبدك القزويني، وكثير بن شهاب.
الطنبذي: بضم الطاء المهملة، وسكون النون، وضم الباء المنقوطة بواحدة، وفي
آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " طنبذي " وهي قرية من قرى مصر، من البهنسا، وهي من
الطبارحيات، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عثمان مسلم بن يسار الطنبذي، ويقال: الأصبحي، قاله مسلم ابن الحجاج، وهو
رضيع عبد الملك بن مروان، سمع أبا هريرة. حدث عنه أبو هانئ حميد الخولاني. روى
مسلم بن الحجاج له حديثا واحدا في صدر كتابه (1): " سيكون في آخر الزمان دجالون
كذابون " الحديث. قاله أبو علي الغساني، وقال: هو منسوب إلى طنبذي، وهي قرية من
قرى مصر فيما بلغني.
الطنبي: بضم الطاء المهملة، وسكون النون، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " طنب " وهو موضع في طريق مكة، نزل بها زبيب بن ثعلبة العنبري
التميمي الطنبي. قال ابن أبي حاتم: زبيب بصري، كان ينزل بالطنب في طريق مكة. روى
عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه بنوه عبد الله ودحين بن زبيب والعذور بن دحين. روى عنه ابنه
شعيث بن عبد الله بن زبيب.
الطنجي: بفتح الطاء المهملة، وسكون النون، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " طنجة " وهي من بلاد المغرب، والمشهور بالانتساب إليها:
بلج بن بشر الطنجي القيسي كان واليا على طنجة وما والاها، فتكاثرت عليه عساكر
خوارج البربر، قال: فانهزم عنها إلى الأندلس ودخلها من جهة المجاز، وادعى ولايتها وشهد
له بعض المنهزمين معه، وكان الأمير حينئذ عبد الملك بن قطن، فوقع في ذلك اختلاف
وفتنة، إلى أن ظفر بلج بعبد الملك فسجنه ثم قتله سنة خمس وعشرين ومائة. قال ابن ماكولا
في ترجمة " بلج ".

(1) " صحيح مسلم " بشرح النووي 1: 78 من طريقين إليه، وتتمة الحديث: " يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا
أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم ".
75

الطنزي: بفتح الطاء المهملة، وسكون النون، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى " طنزة " وهي قرية من ديار بكر بالجزيرة من نواحي ميافارقين:
والمشهور بالانتساب إليها:
أبو الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الطنزي الحصكفي الخطيب، كان
إماما فاضلا حسن الشعر رقيق الطبع، سار شعره في الأقطار، وشاع ذكره في الأمصار، كان
ولد بطنزة، وتربى بحصن كيفا، وسكن ميافارقين، وكان المفتي بديار بكر في عصره، ولد
سنة ستين وأربعمائة، وكتب لي الإجازة في جميع مسموعاته، وروى لي عنه جماعة من
رفقائنا وأصدقائنا، مثل: عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد وهو حصل لي الإجازة منه
والخضر بن ثروان الثعلبي ببلخ، وساعد بن فضائل المنبجي بنيسابور، وعلي بن مسعود
الأسعردي بالرقة، وسلامة بن قيصر السنجاري بالقلعة المعروفة بجعبر وغيرهم. أنشدني
أبو العباس الفارقي إملاء من حفظة ببلخ. قال: أنشدني يحيى بن سلامة الطنزي لنفسه
بميافارقين:
وخليع بت أعذله * ويرى عذلي من العبث
قلت: إن الخمر مخبثة * قال: حاشاها من الخبث!
قلت: فالارفاث يتبعها * قال: طيب العيش في الرفث!
قلت: منها القئ، قال: أجل * صرفت عن مخرج الحدث
وسأسلوها، فقلت: متى؟ * قال: عند الكون في الجدث
وأبو عبد الله مروان بن علي بن سلامة بن مروان الطنزي، ورد بغداد، وتفقه بها على
الامام أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي، وبرع في الفقه، وسمع الحديث من
أبي بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي وغيره، ورجع إلى بلاده وسكن قلعة فنك
موضع من ديار بكر وكان في الاحياء وقت وصولي إلى بلاد الجزيرة، ولم يتفق لي الاجتماع
به، وحدثني عنه أصحابنا ورفقاؤنا مثل أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ
بدمشق، وأبي الحسين سعد الله بن محمد بن علي الدقاق ببغداد، وكان وفاته فيما أظن بعد
سنة أربعين وخمسمائة.

(1) توفي المترجم سنة 553 كما في " المختصر في أخبار البشر للمؤيد أبي الفداء 3: 34 و " البداية والنهاية "
12: 238 و " وفيات " ابن خلكان 6: 205 وله ترجمة عند السبكي في " طبقاته " 7: 33 دون تاريخ لوفاته.
76

وببغداد محلة من نهر طابق خربت الساعة يقال لها: شارع الطنز، والنسبة إليها
" طنزي " منها:
شيخنا أبو المحاسن نصر بن المظفر بن الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى بن
أحمد بن محمد بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي الطنزي، من أهل بغداد، سكن
همذان، ويلقب ب‍ " الشخص " وبه عرف، من بيت قديم مشهور غير أن الزمان تقاعد به،
وكان يصلي ببعض الأتراك بها، سمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد النقور البزاز،
وبأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده العبدي وغيرهما. سمعت منه بهمذان
في النوبة الثانية، وسألته عن مولده فقال: ولدت بشارع الطنز بدرب البرمة من نهر طابق في
حدود سنة خمسين وأربعمائة، أو قبلها، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمسين وخمسمائة
بهمذان.
77

باب الطاء والواو
الطوابيقي: بفتح الطاء والواو، وكسر الباء، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي
آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " الطوابيق " وهي الآجر الكبير الذي يفرش في الدار، وعملها،
واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم:
أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق الشروطي المعروف بالطوابيقي، كان شيخا
مستورا من أهل القرآن ضابطا لحروف قراءات كانت تقرأ عليه، حدث عن أحمد بن
يوسف بن خلاد، وأبي على الطوماري، ومخلد بن جعفر، ومحمد بن الحسين الأزدي،
وأبي عبد الله الشماخي الهروي. سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: كتبت عنه وكان
صدوقا، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ودفن بمقابر باب الدير.
الطواويسي: بفتح الطاء المهملة، والألف بين الواوين: المفتوحة والمكسورة،
وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها السين.
هذه النسبة إلى " طواويس " وهي قرية من قرى بخارى على ثمانية فراسخ منها، وهي
المرحلة الثانية، معروفة للمتوجه إلى سمرقند من بخارى، خرج منها جماعة من العلماء
والمحدثين، منهم:
الفقيه الفاضل الورع الزاهد الثقة أبو بكر أحمد بن محمد بن حامد بن هاشم
الطواويسي، أثنى عليه أبو سعيد الإدريسي في كتاب " الاكمال " وكان من عباد الله
الصالحين، روى عنه محمد بن نصر المروزي، وعبد الله بن شيرويه النيسابوري،
ومحمد بن الفضل البلخي وغيرهم. روى عنه محمد بن نصر بن غريب القايد الشاشي،
وأحمد بن عبد الله بن إدريس خال الإدريسي الحافظ وغيرهما. وذكر الإدريسي أن أبا بكر
الطواويسي مات في الحمام في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة بسمرقند.
الطوبي: بضم الطاء المهملة، بعدها الواو، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قصر " الطوب ". وهو موضع بإفريقية، منها:
موسى بن جميل العابد الطوبي، من أهل بغداد، انتقل إلى بلاد المغرب، وسكن
بإفريقية في موضع يقال له: قصر الطوب، وكان يتعبد هناك وكان من العباد.
78

الطورخاري: بضم الطاء المهملة، بعدها الواو، والخاء المعجمة والألف، بين
الرائين.
هذه النسبة إلى الجد، واشتهر بهذه النسبة.
أبو إسحاق إبراهيم بن أبي علي محمد بن أبي عبد الله محمد بن عمرو بن صالح بن
الحسن بن طورخار النسفي الطورخاري، من أهل نخشب، سمع أبا الفوارس أحمد بن
محمد بن جمعة النسفي. سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي
الحافظ، وقال: وجدنا سماعه ل‍ " مسند عثمان بن عفان " من " مسند " إبراهيم بن معقل،
وقرأنا عليه فمات.
الطوريني: بضم الطاء المهملة، والراء المكسورة، بينهما الواو، ثم الياء الساكنة آخر
الحروف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طورين " وهي قرية من قرى الري، على نصف فرسخ منها، دخلتها
وسمعت بها، منها:
محمد بن سلمة بن مالك الرازي الباهلي الطوريني، كان يسكن طورين، يروي عن
عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل، وفضيل بن
عياض، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وعبد الله بن رجاء المكي. قال ابن أبي حاتم
الرازي: سألت أبي عنه؟ فقال: صدوق، ما علمته إلا صحيح الحديث.
الطوساني: بضم الطاء، وفتح السين المهملتين، وفي آخرها النون بعد الألف.
هذه النسبة إلى " طوسان " وهي إحدى قرى مرو على فرسخين منها، والمنتسب إلى
هذه القرية:
أبو الفضل سويد بن نصر بن سويد الكاتب القرشي المروزي الطوساني، يعرف
بالشاه، أحد العلماء الثقات، رواية عبد الله بن المبارك، وسمع الكتب منه، وكان ثقة ورعا
سنيا، ويروي عن أبي عصمة أيضا (1). روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وذكره في
" التاريخ الكبير " ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهم من
الأئمة. ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات ": سويد بن نصر الطوساني، حدثنا عنه

(1) هو أبو عصمة نوح بن أبي مريم، الملقب ب‍ " نوح الجامع "، وكلمة ابن حبان فيه مشهور.
79

إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، مات بقريته طوسان سنة أربعين ومائتين. وهو ابن إحدى
وتسعين سنة، وكان متقنا.
وأبو أحمد عون بن منصور بن نوح الطوساني، سمع سويد بن نصر الطوساني
القرشي، وموسى بن بحر الكوفي، ورافع بن أشرس وغيرهم. روى عنه أبو عبد الرحمن
محمد بن مأمون، ومحمد بن إسحاق الماسي المروزيان. ومات سنة تسعين ومائتين.
الطوسي: بضم الطاء المهملة، بعدها الواو، وفي آخرها السين المهملة والنون (1)
هذه النسبة إلى " طوسن " وهي قرية من قرى بخارى، منها:
أبو حفص عمران بن رضوان الطوسي من أهل بخارى، يروي عن أبي عبد الله بن
أبي حفص، وأبي طاهر أسباط بن اليسع. روى عنه خلف ابن محمد بن إسماعيل الخيام.
الطوسي: بضم الطاء المهملة وفي آخرها السين المهملة أيضا.
هذه النسبة إلى بلدة بخراسان يقال لها " طوس " وهي محتوية على بلدتين يقال
لإحداهما: الطابران، وللأخرى: نوقان، ولهما أكثر من ألف قرية، وكان فتحها في خلافة
عثمان بن عفان على يد عبد الله بن عامر بن كريز في سنة تسع وعشرين من الهجرة. خرج
منها جماعة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا.
وهذه النسبة اسم طوسي بن طالب بن جرير البجلي، حدث عن أبيه. روى عنه
حمزة بن المطلب الخزاعي البصري.
والمنسوب إلى هذه البلدة: أبو نضر محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج بن
الجراح بن عبد الله بن عبد الخالق الفقيه الطوسي، من أهل طابران طوس، كان إماما زاهدا
ورعا حسن السمت والسيرة، سمع بنيسابور الحسين بن محمد بن زياد السمدي،
وإسماعيل بن قتيبة، وبمرو يحيى بن ساسويه، وأبا رجاء الهورقاني، وبهراة عثمان بن سعيد
الدارمي، ومعاذ بن نجدة، وبالري علي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أيوب الرازي،

(1) من أيا صوفيا وكوبرلي، فيكون المنسوب إليه: " طوسن "، ويؤيد هذه الزيادة أن المصنف أفرد النسبة إلى " طوس "
بنسبة خاصة، ولو كان الموضعان برسم واحد لجعل لهما نسبة واحدة، كعادته، وكما فعل ابن الأثير في
" اللباب ".
وأما ياقوت فذكر آخر كلامه على " طوس " خراسان " طوس " بخارى هذه، ونقل عن المصنف كلامه هذا وترجمة
هذا المترجم، ثم ذكر " طوسن " وأنها من قرى بخارى، ولم ينسب إليها أحدا. والله أعلم.
80

وببغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي، والحارث بن أبي أسامة، وبالكوفة أحمد بن موسى بن
إسحاق الكوفي، ومطين الحضرمي، وبمكة علي بن عبد العزيز، ومحمد بن علي بن زيد
الصائغ، وسمع بسمرقند من مصنفات أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي. وروى عنه
الحافظ أبو علي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله البيع
النيسابوريون
وذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " فقال: الفقيه الأديب أبو عبد الله
العابد، أبو نضر الامام الطوسي، وما رأيت في مشايخي أحسن صلاة ولا أبعد عن الذم منه،
وكان يصوم النهار ويقوم الليل، ويتصدق بالفاضل من قوته، ويأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر، سمع بطوس تميم بن محمد، وإبراهيم العنبري، وكتب عنهما جميعا " المسند "
فقد صنفاه، وقال الحاكم: سألت أبا النضر: متى تتفرغ إلى التصنيف مع ما أنت فيه من هذه
الفتاوى والتوسط؟ قال: قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء: جزء للتصنيف: وجزء لقراءة القرآن،
وجزء للنوم. رؤي أبو النضر في المنام بعد وفاته لسبع ليال فقيل له: وصلت إلى ما طلبته؟
فقال: إي والله، نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وبشر بن الحارث يحجبنا بين
يديه ويرافقنا. قلت: كيف وجدت مصنفاتك في الحديث؟ قال: قد عرضتها كلها على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضيها. وقال: توفي أبو النضر بطوس في شعبان سنة أربع وأربعين
وثلاثمائة.
وأبو محمد حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان الطوسي، من أهل طوس، كان شيخا
مسنا، سمع جماعة من المتقدمين وعمر حتى حدث عنهم، مثل: محمد بن رافع
القشيري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن حماد الأبيوردي.، وعبد الله بن هاشم،
وعبد الرحيم بن منيب المروزي، وإسحاق بن منصور الكوسج وغيرهم. سمع منه الحاكم
أبو عبد الله الحافظ. روى عنه أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة،
والقاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري وغيرهما. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في
" التاريخ " فقال: حاجب بن أحمد أبو محمد الطوسي، حدث عن شيخ كان لا يسميه
فيقول: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن المبارك، وبلغنا أن شيخنا أبا محمد
البلاذري كان يشهد له بلقي هؤلاء الشيوخ، وكان يزعم أنه ابن؟ مائة وثمان سنين، هذا وهو
بنيسابور سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وحضرت دار السنة بعد فراغ أبي العباس من الاملاء،
وحمل حاجب بن أحمد فوضع على الدكة وقرأ عليه أبو أحمد الوراق من تلك الأجزاء الخمسة
ثلاثة أجزاء إلى أن أذنوا لصلاة العصر، وفيها: عن عبد الله بن هاشم وعبد الرحيم بن منيب
81

وغيرهما. وقال له أبو أحمد: كما قرأت عليك؟ فقال: نعم وأشار برأسه، ولم يصل إلى
ذلك السماع. قال: فسمعت أبا الفضل الطوسي يقول: توفي حاجب بن أحمد في قريته فجأة
سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
الطولوني: بضم الطاء المهملة، واللام المضمومة بين الواوين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " ابن طولون " أمير مصر، والمنتسب إليه.
أبو معد عدنان بن الأمير أحمد بن طولون المصري الطولوني، ولد بمصر، وروى عن
الربيع بن سليمان المرادي وغيره، وكان قد عني به، وتوفي المحرم سنة خمس وعشرين
وثلاثمائة.
وكنيز الخادم الفقيه المعدل الطولوني.
ولؤلؤ الرومي الطولوني، مصريان، وهما من موالي أحمد بن طولون، يرويان عن
الربيع بن سليمان المصري. روى عنهما أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الطوماري: بفتح الطاء المهملة، وسكون الواو، وفتح الميم، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " طومار " وهو لقب رجل، واشتهر بهذه النسبة:
أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
الطوماري، من أهل بغداد، اشتهر بصحبة أبي الفضل بن طومار الهاشمي، فقيل له
الطوماري، من أهل بغداد، حدث عن الحارث بن أبي أسامة، والحسين بن فهم، وبشر بن
موسى، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبوي العباس
ثعلب، والمبرد، ومطين الكوفي، ومحمد بن يونس الكديمي، وعبد الله بن محمد بن ناجية
وغيرهم. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وعلي بن عبد الله الهاشمي،
وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن جعفر بن علان، وأبو نعيم الأصبهاني وجماعة سواهم.
وذكر أبو الحسن بن الفرات قال: أبو علي الطوماري من ولد عبد الملك بن عبد العزيز بن
جريح، وشهر بصحبة أبي الفضل بن طومار الهاشمي. وكان يذكر أنه عنده.
تاريخ " ابن أبي خيثمة، و " كتب " أبي عبيد، عن علي بن عبد العزيز، و " كتب "
ابن أبي الدنيا وغير ذلك عن ثعلب المبرد، إلا أنه لم يظهر؟ له أصول، وكان يحدث
بتخريجات ما جرى مجرى الحكايات والمذاكرات، ولم يكن بذاك، وخلط في آخر أمره في
أشياء حدث بها من كتب جاؤوه بها ولم يكن له بها أصول، منها " الكامل " عن المبرد
82

و " المبتدأ " عن ابن البراء، عن عبد المنعم، وغير ذلك. وكانت ولادته في يوم عاشوراء من
سنة اثنتين وستين ومائتين، ومات في المحرم أو صفر من سنة ستين وثلاثمائة.
الطويتي: بضم الطاء المهملة، والواو المفتوحة، والياء الساكنة آخر الحروف، وفي
آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى " طويت " وهو جد عبد الله بن محمد بن طويت البزاز الرملي الطويتي،
من أهل الرملة، يروي عن محمد بن علي بن أخي رواد ابن الجراح. روى عنه سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني.
الطويطي: بالواو المفتوحة، والياء الساكنة آخر الحروف بين الطائين المهملتين.
هذه النسبة إلى " طويط " وهو: أبو الفضل عبد الله بن محمد بن نصر بن طويط الرملي
الطويطي، من أهل الرملة، يروي عن هشام بن عمار. روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي
الجرجاني (1).
الطويل: بفتح الطاء المهملة، وكسر الواو، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
عرف بهذه الصفة جماعة، منهم:
أبو عبيدة حميد بن أبي حميد الطويل البصري، مولى طلحة الطلحات الخزاعي،
ويقال: كنيته أبو عبيد، واسم أبيه تيرويه، وقد قيل: تيرو، ويقال اسم أبيه:
عبد الرحمن، وهو الذي يقال له: حميد بن أبي داود، قال أبو حاتم بن حبان: كان قصير
القامة طويل اليدين، فسمي حميدا الطويل، إما (2) على الضد، لقصر قامته، وإما قيل له
الطويل لطول يديه. ولد سنة ثمان وستين، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة. يروي عن
أنس بن مالك. روى عنه الناس، وكان يدلس، سمع من أنس بن مالك ثمانية عشر حديثا،
وسمع الباقي من ثابت فدلس عنه.
وأبو حمزة عبد الله بن سليمان الطويل، من أهل مصر، يروي عن نافع. روى عنه
الليث بن سعد، والمفضل بن فضالة.

(1) قال الحافظ ابن الأثير رحمه الله متعقبا: " قلت: قد فرق السمعاني بين هذا وبين الذي في الترجمة التي قبله، وقد
اشتبه عليه حيث رأى في تلك: " طويت " بالتاء، وفي هذه: "؟ بط " بالطاء، ورأى في تلك: روى عنه
الطبراني، وفي هذه: روى عنه ابن عدي! وهما في زمان واحد، وقد ينطق بعض الناس بالتاء مفخمة فتكون
كالطاء، أو بالعكس من ذلك، وهما واحد. والله أعلم ".
(2) من كوبرلي، وفي غيره: " يعني.. وإنما ".
83

وأبو سليمان سلام بن سلم الطويل السلمي السعدي التميمي، وقد قيل: سلام بن
سليمان، ويقال: سلام بن سليم، من أهل المدائن، يروي عن زيد العمي، وحميد
الطويل. روى عنه أبو النضر هاشم بن القاسم، وأبو خالد الأحمر، يروي عن الثقات
الموضوعات، كأنه كان المتعمد لها، وكان يحيى بن معين يقول: سلام بن سليمان ليس
حديثه بشئ.
وموسى الطويل، قال أبو حاتم بن حبان: شيخ، كان يزعم أنه سمع أنس بن مالك
رضي الله عنه. روى عنه محمد بن مسلمة الواسطي، روى عن أنس أشياء موضوعة كان
يضعها، أو وضعت له فحدث بها، لا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب! قال: روى
عن أنس نسخة موضوعة أكره ذكرها لشهرتها عند من هذا الشأن صناعته.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد المروزي الطويل، سكن الري، خرج إلى
بيت المقدس والشام في العبادة، ومات هناك. روى عن يحيى بن سليم الطائفي،
وابن عيينة، وأبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، وسليمان بن أبي هوذة، وإسحاق بن
سليمان، وأبي معاوية الضرير. قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وأجمل القول فيه.
84

باب الطاء والهاء
الطهراني: بكسر الطاء المهملة، وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طهران " وهي قرية كبيرة على باب أصبهان، وطهران أيضا قرية
بالري، وإلينا ينسب الرمان الحسن.
فأما المنتسب إلى القرية التي بأصبهان فمنها:
أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن سهلويه الطهراني الجواد، يروي
عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ مجالس من " أماليه ". روى لي عنه
جماعة بأصبهان مثل: أبي نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبي سعد أحمد بن محمد
البغدادي، ومات في شهر رمضان سنة تسع وستين وأربعمائة.
ومضيت إلى هذه القرية قاصدا وسمعت بها عن شيخ يقال له: أبو عبد الله محمد بن
حماد الطهراني (1).
ومن القدماء الذين انتسبوا إلى هذه القرية أعني طهران أصبهان:
أبو صالح عقيل بن يحيى الطهراني، ثقة، حدث عن سفيان بن عيينة، ويحيى بن
سعيد القطان. توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وأبو بكر إبراهيم بن سليمان وقيل: ابن سفيان الطهراني، سمع إبراهيم بن نصر
وغيره.
وسعيد بن مهران بن محمد الطهراني، سمع عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي.
وعلي بن رستم بن المطيار الطهراني عم أبي علي أحمد بن محمد بن رستم، يكنى
أبا الحسن، سمع محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي لوينا.

(1) سقط من كوبرلي. وهذا الطهراني الأصفهاني المتأخر غير ذاك الطهراني الرازي المتقدم زمنا، الذي تأتي ترجمته بعد
قليل. ثم إن الذي رأيته في " معجم " المصنف 79 / 2 هو " أبو جعفر محمد بن أحمد الطهراني من أهل أصبهان من
قرية طهران.. "؟.
85

وعلي بن يحيى الطهراني، سمع قتيبة بن مهران الأصبهاني.
ومحمد بن محمد بن صخر بن سدوس الطهراني التميمي أبو جعفر، ثقة، وكان من
الصالحين، سمع أبا عبد الرحمن المقرئ، وأبا عاصم النبيل، وخالد بن يحيى وغيرهم.
وناجية بن سدوس أبو القاسم الطهراني، وما أعرف أحدا روى عنه غير محمد بن
أحمد بن تميم من أهل هذه البلد، ذكر ذلك جميعه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ
في " تاريخ أصبهان ".
وأبو صالح عقيل بن يحيى بن الأسود الطهراني، من أصبهان، ثقة، حدث عن
ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود. وتوفي في شهر
رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين.
أخبرنا به أبو الفضل عبد الله بن محمد العدل، وأبو الفضل محمد بن عبد الواحد
المغازلي جميعا بجامع أصبهان، قالا أخبرنا أبو الخير بن ررا الامام، سمعت أبا بكر بن
مردويه يقول ذلك.
ومن المتأخرين: أبو نصر محمود بن عمران بن إبراهيم بن أحمد الطهراني، روى عن
أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، سمع منه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي.
وأبو الحسن علي بن رستم بن المطيار الطهراني، من أصبهان، ثقة متقن، روى عن
لوين، وجبر، ومحمد بن الوليد، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأما المنتسب إلى طهران الري، وهو أشهر من طهران أصبهان، خرج منها:
أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني الرازي، سمع عبد الرزاق بن همام وغيره. روى
عن الأئمة، وكان من ثقات المسلمين، سمع عبيد الله بن موسى وعبد الرزاق بن همام،
وأبا عاصم النبيل، وحفص بن عمر العدني وكان جوالا، حدث بالري وبغداد والشام. روى
عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي، وقال
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت منه مع أبي بالري وببغداد وبإسكندرية، وهو
صدوق ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة
الإسماعيلي، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي
الحافظ، سمعت منصورا الفقيه يقول: لم أر من الشيوخ أحدا فأحببت أن أكون مثله في
86

الفضل غير ثلاثة، فذكر أولهم محمد بن حماد الطهراني، لأنه كان قد صار إلى مصر وحدث
بها، وكان بالشام يسكن عسقلان.
أخبرنا أبو الخير أحمد بن أحمد الواعظ إجازة مشافهة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل
الباطرقاني كتابة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ قال: قال أبو سعيد بن يونس:
محمد بن حماد الطهراني كان من أهل الرحلة في طلب الحديث، وكان ثقة صاحب حديث
يفهم، وخرج عن مصر، وكانت وفاته بعسقلان من أرض الشام سنة إحدى وستين ومائتين ليلة
الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر.
الطهرمسي: بضم الطاء المهملة، والهاء، وسكون الراء، وضم الميم (1)، وفي
آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مصر يقال لها " طهرمس " وهي قرية من جيزة فسطاط
مصر، ومن أهلها:
إسحاق بن وهب بن عبد الله الطهرمسي، يروي عن عبد الله بن وهب. روى عنه
محمد بن المسيب الأرغياني، وعمران بن موسى بن فضالة الموصلي وغيرهما. ذكره
أبو حاتم بن حبان في " كتاب المجروحين " وقال: حدثنا عنه شيوخنا، يضع الحديث
صراحا، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. قال: روى عن ابن وهب عن
مالك من نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " لرد دانق من حرام
يعدل عند الله سبعين ألف حجة مبرورة ".
أخبرنا بالحديث زاهر بن طاهر الشحامي بمرو، أخبرنا أبو القاسم القشيري، أخبرنا
أبو محمد جناح بن نذير بن جناح المحاربي، حدثا عمي أحمد بن جناح بن إسحاق، أخبرنا
أبو الحريش أحمد بن عيسى بن مخلد الكلابي، حدثنا إسحاق بن وهب الطهرمسي.
الحديث.
ذكره أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي في " تاريخ مصر " قال:
إسحاق بن وهب بن عبد الله الطهرمسي، مولى آل سعيد بن أبي مريم، يكنى أبا يعقوب،
روى عن ابن وهب أحاديث كان ابن وهب أتقى لله من أن يحدث بها، وأحسبه وهم فيها،
لأنه لم يكن من أصحاب الحديث وكان أيضا يحدث حفظا، توفي بطهرمس يوم الأربعاء لسبع

(1) أقحم هنا في " اللباب ": " بن عبد الله " ومحلها بعد " وهب " السابق، كما هنا.
87

بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين ومائتين.
الطهماني: بفتح الطاء المهملة، وسكون الهاء، وفتح الميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى إبراهيم بن " طهمان ". والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن حمويه بن عباد الطهماني النيسابوري، وإنما قيل له " الطهماني "
لجمعه حديث إبراهيم بن طهمان، وكان من أهل نيسابور. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ
في " تاريخه " فقال: ومسكنه عندنا بباب غرزة المنزل الذي كتبنا عن ابنه أبي القاسم فيه، ثم
بنى فيه الخان للدقاقين، سمع كتاب إبراهيم بن طهمان من أحمد بن حفص، ومحمد بن
يحيى، ومحمد بن يزيد النيسابوريين، وكتب بالحجاز والعراق. روى عنه أبو علي الحافظ،
وأبو أحمد الحاكم والشيوخ. وتوفي يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة ثلاث
عشرة وثلاثمائة.
وأبو العباس عيسى بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن سليمان المروزي الكاتب
المعروف بالطهماني، أظن أنه من ولد إبراهيم بن طهمان، وهو إمام في اللغة والعلم وأحد
أشراف خراسان بنفسه وآبائه وأسلافه.
وابنه أبو صالح محمد بن عيسى، سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن قدامة
السلمي، وعلي بن حجر السعدي، وعلي خشرم، ويوسف بن عيسى. روى عنه
الحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود السعدي، وأحمد بن الخضر المروزي، وعمرو بن
مالك، وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، وأبو سعيد بن الاعرابي، وعبد الباقي بن قانع
وغيرهم. وكان ثقة صدوقا. مات في صفر سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وأبو عبد الرحمن بن أبي الليث، عبد الله بن عبيد الله بن سريج بن حجر بن الفضل بن
طهمان الشيباني الطهماني البخاري، من أهل بخارى، قيل له الطهماني نسبة إلى جده
الأعلى، كان من أئمة المسلمين، رحل إلى العراق والحجاز وديار مصر والشامات والجزائر
وبلاد خراسان. قال غنجار: كان من أهل العدالة والصدق، وله كتب كثيرة مصنفة، يروي
عن أبيه، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأحمد بن نصر العتكي، وأبي عبد الله بن
أبي حفص، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي،
وأحمد بن عيسى الخشني، والربيع بن سليمان، وبحر بن نصر الخولاني، ومحمد بن عوف
الحمصي، وعبد بن حميد الكسي، وكان صاحب التصانيف الحسان، روى عنه أبو نصر
88

أحمد بن محمد بن زنك الباهلي (1) الوراق، وأبو العباس جعفر بن محمد بن المكي
النسفي، وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري وغيرهم. ومات يوم الجمعة في
جمادي الآخرة لثمان بقين سنة سبع وثلاثمائة بسمرقند.
الطهوي: بضم الطاء المهملة، وفتح الهاء، هذه النسبة إلى بني " طهية " وهم بطن
من تميم، وطهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم (2). وقد تسكن الهاء فيقال:
طهوي، قد تفتح الطاء مع إسكان الهاء فيقال: طهوي. ثلاث لغات. قال أبو علي
الغساني: هكذا قيدناه في " غريب المصنف " لأبي عبيد. والمشهور بالانتساب إليها:
أبو المنهال سيار بن سلامة الرياحي، ويقال: الطهوري، يروي عن أبي برزة
الأسلمي. روى عنه خالد الحذاء، وشعبة، وعوف الاعرابي.
والحسن بن زريق الطهوي، شيخ، يروي عن ابن عيينة المقلوبات تجب مجانبة حديثه
على الأحوال. روى عنه زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة.
وأبو حمزة سعد بن عبيدة الطهوي، ختن أبي عبد الرحمن، نسبه يحيى بن معين (3).

(1) " زنك " هو الصواب، كما في " الاكمال " 4: 169، وتحرفت في كل أصل على وجه. وفي الأصول
و " الاكمال ": " الباهلي " إلا الظاهرية ف‍: " الكاهلي ".
(2) قال ابن الأثير في " اللباب ": " قلت: ذكر طهية وهي الام التي ينسب إليها، ولم يذكر الأب، وهما اثنان: أبو سود
وعوف ابنا مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وأمهما طهية، فنسب أولادهما إليها ".
(3) ثبتت هذه النسبة وتراجمها في أياصوفيا وكوبرلي فقط، وموضعها فيهما بعد نسبة " الطوسي " وقبل " الطولوني "،
فأخرتها إلى هنا، مراعاة لذكرها في " اللباب " ولترتيبها الهجائي.
89

باب الطاء واللام ألف
الطلاس: بفتح الطاء المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها السين المهملة.
عرف بهذا جماعة، منهم:
أبو عبد الله محمد بن الحسن الطلاس المقرئ الرازي، من أهل الري، حدث
بجرجان عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي. روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي
الحافظ.
وأبو محمد ربيع بن عبد الوهاب الطلاس. روى عن محمد بن يوسف البلخي أخي
عصام بن يوسف. قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بالري.
وسعد بن عبد الله الطلاس الرازي الأزدي المعروف بسعدويه، يروي عن عباد بن
العوام. روى عنه أبو حاتم الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد.
ويزيد بن عبد العزيز الطلاس، روى عن داود العطار. روى عنه عبد الحميد بن
بهرام، وسحيل بن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ويعقوب القمي، وعباد بن
العوام. روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال:
صدوق ثقة من نبلاء الرجال.
90

باب الطاء والياء
الطيار: بفتح الطاء المهملة، وتشديد الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها
الراء.
هذه الكملة لقب جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الطيار رضي الله عنه، قال له
رسول الله صلى الله عليه وآله لما قطع يداه يوم مؤتة وأخذ اللواء بعضديه: " لقد أبدله
الله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة فسمي الطيار ".
ونبيشة الخير الهذلي، هو: نبيشة بن عمرو بن عوف بن سلمة بن حنش بن الطيار بن
الذيال بن عمير بن عادية بن صعصعة بن وائلة بن لحيان بن هذيل بن مدركة، يكنى:
أبا طريف، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وآله. حدث عنه أبو المليح
الهذلي.
الطيالسي: بفتح الطاء المهملة، والياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وسكون الألف،
وكسر اللام، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " الطيالسة " وهي التي تكون فوق العمامة، والمشهور بهذه النسبة:
أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، أصله من فارس، سكن البصرة، كان
أبوه مولى لقريش، وأمه مولاة لبني نصر بن معاوية، روى عن شعبة، والثوري، وهشام
الدستوائي، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وأبي عوانة وغيرهم، وأهل العراق، وله
" مسند " مجموع على الصحابة. روى عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن
أبي شيبة، وأخوه عثمان، والناس. وكان مولده سنة ثلاث وثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاث
ومائتين في ربيع الأول. وحكي عن محمد بن المنهال الضرير أنه قال: قلت لأبي داود
صاحب الطيالسة يوما: سمعت من ابن عون شيئا؟ قال: لا، قال: فتركته سنة، وكنت
أتهمه بشئ قبل ذلك، حتى نسي ما قال، فلما كان سنة قلت له: يا أبا داود سمعت من
ابن عون شيئا؟ قال: نعم. قلت: كم؟ قال: عشرين حديثا ونيفا. قلت: عدها علي
فعدها كلها فإذا هي أحاديث يزيد بن زريع ما خلا واحدا له لم أعرفه.
91

قيل: إن أبا داود كان يحدث من حفظه فيغلط، من أن غلطه يسير في جنب ما روى
على الصحة والسلامة. وحكى محمد بن بشار قال: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: حدثت
بأصبهان أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل، وقال أحمد العجلي قال:
أبو داود الطيالسي بصري ثقة، وكان كثير الحفظ، رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم،
وكان قد شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي فجذم أبو داود، وبرص عبد الرحمن،
فحفظ أبو داود أربعين ألف حديث، وحفظ عبد الرحمن عشرة آلاف حديث. وكان وكيع
يقول: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود، وقد ذكر ذلك لأبي داود فقال: قل
له: ولا قصير. قال عبد الله: قدم علينا أبو داود وكان يملي من حفظه، وكان يحفظ ثلاثين
ألف حديث.
وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، مولى باهلة، من أهل البصرة، يروي عن
شعبة، وسليمان بن المغيرة، وزائدة، وزهير بن معاوية، والأسود بن شيبان وعمار بن
عمارة، ومبارك بن فضالة، وسلم بن زرير، وجرير بن حازم، والليث بن سعد وغيرهم.
روى عنه محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى وأحمد بن سنان وأبو زرعة، وأبو حاتم
الرازيان، ومحمد بن مسلم البصري وغيرهم. قال علي بن المديني: اكتب عن أبي الوليد
الأصول، وقال أحمد بن حنبل: أبو الوليد متقن، وقال أحمد بن سنان: أبو الوليد أمير
المحدثين، وقال أبو حاتم الرازي: أبو الوليد إمام فقيه عاقل، وما رأيت في يده كتابا قط.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة الرازي يقول وذكر أبا الوليد الطيالسي فقال: أدركت
نصف الاسلام وكان إماما في زمانه جليلا عند الناس. مات أبو الوليد الطيالسي سنة سبع
وعشرين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله الطيالسي الرازي، كان جوالا،
حدث ببغداد وبمصر وطرسوس، وسكن قرميسين، وعمر عمرا طويلا، كان يحدث عن
إبراهيم بن موسى الفراء، والمعافى ابن سليمان الرسعني (1)، ويحيى بن معين،
وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبي مصعب الزهري، وعلي بن حكيم الأودي، ومحمد بن
حميد الرازي، وأبي غسان زنيج (1)، وعبد الرحمن بن يونس الرقي وغيرهم. روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن محمد بن شعبة، ومكرم بن أحمد القاضي،
وجعفر بن محمد الخلدي، وأبو بكر بن الجعابي. قال صالح ابن أحمد الحافظ الهمذاني:
محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، نزيل قرميسين، حدثنا عنه أحمد بن محمد المقرئ،

(1) وتحرف في " تاريخ بغداد " إلى: " الرسغني " مرتين و " ذبيح ".
92

ومحمد بن أحمد الصفار. ثم قال: سمعت أبا جعفر الصفار يقول: تكلموا فيه، وكان فهما
بالحديث مسنا. وقال صالح: سمعت أبي يقول: كتب عنه ابن وهب الدينوري وأفسد حاله
بمرة، فذكرت ذلك لأبي جعفر فقال: ابن وهب يتكلم في الناس وله في نفسه من الشغل
ما لا يتفرغ لغيره! قال صالح: سمعت أبا جعفر يقول: توهمت أن الناس لا يحملون حديثه
لضعفه.
وذكره الحاكم أبو أحمد الحافظ قال: محمد بن إبراهيم الطيالسي عمر الكثير، وكان
يروي عن المعافى بن سليمان الرسعني، وأمية بن بسطام العيشي، وإبراهيم بن حمزة
الزبيري. والله أعلم أشرها كان ذلك منه أم صدقا؟ ذكره الدارقطني فقال: متروك، وفي
موضع: ضعيف، وسئل أبو بكر البرقاني عنه؟ فقال: بئس الرجل. وذكره الخطيب فقال:
سألت أبا حازم العبدوي الحافظ بنيسابور عن محمد بن إبراهيم بن زياد؟ فقال: سمعت
أبا أحمد الحافظ ذكره فقال: لو أنه اقتصر على سماعه لكان فيه مقنع، لكنه حدث عن شيوخ
لم يدركهم، أو قال كلاما هذا معناه.
وأبو محمد عبد الله بن العباس بن عبيد الله الطيالسي، سمع عبد الله بن معاوية
الجمحي، ومحمد بن موسى الحرشي، وبشر بن معاذ العقدي، والفضل بن الصباح
السمسار، وعبد الرحيم بن محمد السكري، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد الرحمن بن
بشر بن الحكم، وأحمد بن حفص بن عبد الله وغيرهم. روى عنه محمد بن مخلد،
وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر محمد بن الحسين الآجري، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي.
وكان ثقة. ومات في ذي القعدة وقيل: في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة.
وأبو بشر حوشب بن مسلم الثقفي الطيالسي صاحب الطيالسة، من أهل البصرة، يروي
عن الحسن. روى عنه شعبة، وجعفر بن سليمان، ومسكين أبو فاطمة، ونوح بن قيس وغيرهم.
الطيان: بفتح الطاء، وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون.
هذه الحرفة المعلومة اشتهر بها جماعة من المحدثين، منهم:
أبو الفتح المفضل بن الحسين بن علي بن الصقر الصواف الموصلي، يعرف بابن
الطيان، يروي عن أبي الحسين علي بن محمد الصواف، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن
سلمة وغيرهما.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن إسحاق السنجي الطيان الشاعر بالعجمية،
من أهل قرية سنج، وكان أكثر قوله في السخف والمطايبة، وديوانه معروف بمرو، ثم تاب
93

ورجع عن قول الشعر، وكان فيما يصنعه الأبنية، وقيل: إن المنارة التي بباب جامع
المدينة، وبجامع سنج من بنائه وصنعته. سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه السنجي
الهورقاني. روى عنه أبو علي الحسين بن علي بن محمد البردعي السمرقندي.
وعبد الله بن أحمد بن داود الطيان، يروي عن محمد بن أبي عيسى عن الشاه بن محمد
الطوسي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان، من أهل أصبهان، يروي عن
إسحاق بن خرشيد قوله التاجر، يروي لنا عنه أبو الرجاء بدر بن ثابت الرازي بأصبهان،
وأبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي بمكة وجماعة كثيرة سواهم، توفي في حدود سنة ثمانين
وأربعمائة.
الطيب: بفتح الطاء المهملة، وتشديد الياء المكسورة المنقوطة باثنتين من تحتها،
وفي آخرها الباء.
هذه اللفظة لقب: مرة الطيب، وهو: مرة بن شراحيل بن الطيب أبو إسماعيل، سمي
طيبا لعبادته وزهده. روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيره.
الطيبي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الباء
الموحدة.
هذه النسبة لأبي الفضل محمد بن عبد الله بن مسعود الطيبي الجرجاني، من أهل
جرجان، وهو من أولاد أبي طيبة عيسى بن سليمان الدارمي، كان من العلماء الزهاد، من
أتباع التابعين، صاحب كرز بن وبرة. وأبو الفضل فقيه فاضل مناظر، عارف بالأدب، مليح
الشعر تفقه بمرو على القاضي محمد بن الحسين الأرسابندي، لقيته ببلدة جرجان، ودخل
علي زائرا ومسلما، فسمعت منه بيتين من شعره لا غير، ورأيت أهل بلدته مجتمعين على
الثناء عليه والاطراء له. أنشدني أبو الفضل الطيبي لنفسه بجرجان:
أبا الفضل ادرع صبرا جميلا * ولا تيأس وإن شط المزار
فإن الماء يكدر ثم يصفو * وإن الليل يعقبه النهار
كان يصل إلي خبره سنة نيف (1) وأربعين وخمسمائة، ثم عاب عني خبره للتشويش

(1) وفي " اللباب ": " ست " وكأنه تحريف، وترجمه المصنف رحمه الله في " معجمه الكبير " 97 / 1 وقال: " توفي في
رجب سنة خمسين وخمسمائة بجرجان ".
94

الواقع بخراسان.
وعبد الواسع ابن أبي طيبة عيسى بن سليمان بن دينار الدارمي الطيبي، من أهل
جرجان، كان لهم ضياع ونعم سابغة. ومن ولده: سعيد بن عبد الواسع، روى عن أبيه
أبي طيبة، وياسين بن معاذ وغيرهما. روى عنه زافر بن سليمان، والحسين بن الحسن
الجرجاني.
وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الواسع بن أبي طيبة الطيبي، من أهل جرجان، حدث
عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ.
وأبو طيبة الذي نسبه في الأول روى عن كرز بن وبرة، وجعفر بن محمد الصادق،
وسليمان الأعمش وغيرهم. روى عنه ابناه: أحمد وعبد الواسع، وسعد بن سعيد وغيرهم.
وكانت له نعمة ظاهرة من الضياع والعقار، ولو أوقاف تعرف به إلى اليوم على أولاده وأولاد
أولاده وأقربائه بجوزجانان في بلد يعرف بأشبورقان، تحمل من الأوقاف التي عليهم من
جرجان وإستراباذ، وقصر بقرب نهر طيفور في طرف مقبرة سليماناباذ ومات سنة ثلاث
وخمسين ومائة.
الطيبي: هذه النسبة بالطاء المكسورة، والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين،
والباء المنقوطة من تحتها بنقطة إلى " طيب " وهي بلدة بين واسط وكور الأهواز مشهورة،
والمنتسب إليها:
أبو بكر أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1) الطيبي.
وأبو عبد الله هلال بن عبد الله بن محمد الطيبي المعلم، روى عن ابن مالك،
وابن إسماعيل. روى عنه أبو بكر الخطيب وقال: مؤدبي، مات سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة.
وبكر بن محمد بن جعفر الطيبي، روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل
الماليني الصوفي، نزيل مصر.
وأبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمد الأنماطي البغدادي، يعرف بابن الطيبي،
يروي عن أبي بكر الشافعي.
وجامع بن عمران بن أبي الزعفران الطيبي، يروي عن أبي موسى محمد بن المثنى
الزمن البصري. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وذكر أنه سمع منه بالطيب.
95

الطيرايي: بكسر الطاء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، بعدها الراء المفتوحة،
وفي آخرها ياء أخرى.
هذه النسبة إلى " طيراي " وهي قرية من قرى أصبهان، منها:
أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن متة الطيرايي، من أهل أصبهان، له رحلة،
كتب الحديث الكثير، ولم يحدث إلا بشئ يسير، سمع أبا عبيدة عبد الله بن محمد بن
؟؟ سن بن زياد الجهرمي. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
الطيري: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " الطير " وهو لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو الفرج محمد بن محمد بن أحمد بن الطير القصري الطيري المقرئ، من أهل
بغداد، وكان شيخا صالحا، كبير السن ضرير البصر، كثير الذكر والعبادة، سمع أبا الخطاب
نصر بن أحمد بن البطر القارئ، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما.
كتبت عنه شيئا يسيرا، وكانت ولادته في سنة خمس وستين وأربعمائة، وتوفي في حدود سنة
أربعين وخمسمائة والله أعلم.
الطيري: بكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها
الراء المهملة.
هذه النسبة إلى " طيرة " وهي ضيعة من ضياع دمشق، والمشهور بالنسبة إليها من
المحدثين:
الحسن بن علي الطيري، حدث عن أبي الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب
المشغرائي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد بن حمزة التميمي الطيري،
شاب كتبت عنه (1).
الطيسفوني: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح
السين المهملة، وضم الفاء، وسكون الواو، وفي آخرها النون.

(1) هكذا قال المصنف، وعبارة الأمير ابن ماكولا في " الاكمال " 5: 253: " روى عنه محمد بن حمزة التميمي
الدمشقي ". فإن كان الذي ذكره الأمير والمصنف واحدا كان ثمة إشكال كبير، لتباين الطبقة، إذ أن ولادة المصنف
بعد وفاة الأمير بإحدى وثلاثين سنة، فكيف يأخذ عمن ذكره الأمير؟ وأظن أن الذي ذكره المصنف هو حفيد الذي
ذكره الأمير ليصح قول المصنف: " شاب كتبت عنه "، لكن لا يصح حينئذ قوله: " روى عنه. ". فالله أعلم.
96

هذه نسبة إلى " طيسفون " وهي قرية من قرى مرو على فرسخين، كان بها جماعة من
العلماء والمحدثين، منهم:
أبو الحسن علي بن عبد الله بن (1) الطيسفوني، كان فقيها فاضلا ومحدثا مكثرا،
سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهري، وأبا عصمة عباد بن محمد بن
أحمد السنجي وأبا جعفر محمد بن عبد الله بن سليم المكي القاضي وغيرهم. روى عنه
أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الفوراني، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة
الكشميهني، وأبو عبد الله محمد بن بحتويه الشيرنخشيري وجماعة. وتوفي في حدود سنة
عشر وأربعمائة.
الطيشي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الشين
المعجمة.
هذه النسبة إلى " طيشة " وهو اسم لجد:
يزداد بن موسى بن جميل بن السبال بن طيشة الطيشي، من أهل بغداد، حدث عن
إسرائيل بن يونس، ومالك بن أنس، وأبي جعفر الرازي. روى عنه علي بن الحسين بن
حبان، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وعمر بن أيوب السقطي، وعبد الله بن إسحاق
المدائني.
الطيفوري: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم
الفاء، والراء بعد الواو.
هذه النسبة إلى " طيفور " وهو جد:
أبي جعفر محمد بن يزيد بن طيفور البغدادي، المعروف بالطيفوري، حدث عن
أبي معاوية الضرير، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وخالد بن إسماعيل، ومحمد بن
عبد الله الأنصاري، وأبي داود الطيالسي وغيرهم. روى عنه الحسن بن إبراهيم بن
عبد المجيد المقرئ، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن الاعرابي
وجماعة. ومات في شهر رمضان سنة ست وستين ومائتين.
وأما أبو بكر عمر بن عبد الله بن محمد بن هارون البزاز الطيفوري، من أهل سر من
رأى، سكن بغداد في " رحبة طيفور " موضع ببغداد، حدث عن محمد بن منير بن صغير،

(1) بياض في أياصوفيا وكوبرلي قدر كلمة، ولا شئ في غيرهما ولا " اللباب ".
97

ومحمد بن محمد الباغندي. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز. ومات
في المحرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وأبو بكر عبد الله بن بحر بن عبد الله بن طيفور الطيفوري النيسابوري، من أهل
نيسابور، نسب إلى جده الأعلى، سمع سليمان بن الربيع النهدي. روى عنه أبو الفضل
محمد بن إبراهيم الهاشمي.
وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الطيفوري، المعروف بأبي القاسم، من أهل
جرجان، يروي عن عمار بن رجاء " مسنده " روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي
وغيره.
وأبو بكر محمد بن يزيد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن طيفور الطيفوري، يروي عن
جعفر بن محمد الفريابي. روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر الإسماعيلي. وتوفي بعد سنة
سبع وأربعين وثلاثمائة.
الطيني: بكسر الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة بنقطتين، والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى " الطين ". وظني أنه إلى بيع الطين المالح الذي يأكله الناس،
والمشهور بهذه النسبة:
عبد الله بن الهيثم الطيني، يروي عن طاهر بن خالد بن نزار الأيلي.
وذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ أن هذه النسبة إلى بيع الطين، وإلى
موضع بالمغرب. وأما إلى بيع الطين قال: أبو الحسن بن الطفال المصري: كان جماعة من
شيوخنا يروون عنه فيقولون الطيني.
وأما أبو الحسن علي بن محمد الطيني الاستراباذي روى عن أبي نعيم بن عدي
الجرجاني. روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الاستراباذي
ببيت المقدس. وروى عنه أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر الأصبهاني فقال: علي بن
أحمد بن موسى (1).
وأما أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن أبي الطين الواسطي، نسب إلى جده
الأعلى، من أهل واسط حدث ببغداد عن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي. روى عنه
أبو الحسين أحمد بن علي التوزي سمع منه ببغداد.

(1) ولذا ترجمه حمزة السهمي في " تاريخ جرجان " ص 488 ترجمة مستقلة ظنا منه أنهما رجلان!.
98

حرف الظاء المعجمة
باب الظاء والألف
الظاهري: بفتح الظاء المعجمة، والهاء المكسورة بعد الألف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى أصحاب " الظاهر " وهم جماعة ينتحلون مذهب داود ابن علي
الأصبهاني صاحب الظاهر، فإنهم يجرون النصوص على ظاهرها، وفيهم كثرة، منهم:
أبو الحسين محمد بن الحسين البصري الظاهري، كان على مذهب داود حدث عن
محمد بن الحسن بن الصباح الداودي. روى عنه أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي.
وأما داود فهو: أبو سليمان داود بن علي خلف الفقيه الظاهري، أصبهاني الأصل،
سكن بغداد، وكان من أهل قاشان بلدة عند أصبهان، سمع سليمان بن حرب، وعمرو بن
مرزوق، والقعنبي، ومحمد بن كثير العبدي، ومسدد بن مسرهد، رحل إلى نيسابور وسمع
من إسحاق بن راهويه " المسند " و " التفسير " ثم قدم بغداد وصنف كتبه بها، وهو إمام
أصحاب الظاهر، وكان ورعا ناسكا زاهدا، وفي كتبه حديث كثير إلا أن الرواية عنه عزيزة
جدا. روى عنه ابنه محمد بن داود، وزكريا بن يحيى الساجي، ويوسف بن يعقوب
ابن مهران الداودي، والعباس بن أحمد المذكر. وذكره أبو العباس ثعلب
فقال: كان عقله أكثر من علمه، وقال أبو عبد الله المحاملي: رأيت داود بن علي يصلي
فما رأيت مصليا يشبهه في حسن تواضعه. وقد حكي لأحمد بن حنبل عنه قول في
القرآن بدعه فيه وامتنع من الاجتماع معه بسببه، واستأذن له ابنه صالح بن أحمد أن يدخل
عليه فامتنع وقال: كتب إلي محمد بن يحيى الذهلي من نيسابور أنه زعم أن القرآن محدث
فلا يقربني! قال: يا أبت إنه ينتفي من هذا وينكره! فقال أحمد بن حنبل: محمد بن يحيى
أصدق منه، لا تأذن له في المصير إلي.
قال أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف: في شهر رمضان يعني سنة سبعين ومائتين
مات داود بن علي خلف الأصبهاني، وهو أول من أظهر انتحال الظاهر، ونفي القياس في
الاحكام قولا، واضطر إليه فعلا فسماه دليلا! وحكى ابنه محمد بن داود قال: رأيت أبي في
المنام فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وسامحني. فقلت: غفر لك، فمم
99

سامحك؟ قال يا بني الامر عظيم والويل كل الويل لمن لم يسامح! ولد سنة إحدى ومائتين،
ومات ببغداد سنة سبعين ومائتين. وكان أبوه علي بن خلف يتولى كتابة عبد الله بن خالد
الكوفي قاضي أصبهان أيام المأمون.
وابنه أبو بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني القاشاني، صاحب كتاب
" الزهرة " كان عالما أديبا وشاعرا ظريفا، وله في " الزهرة " (1) أحاديث عن عباس بن محمد
الدوري وطبقته. ولما جلس في حلقة أبيه بعد وفاته يفتي استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه
رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو؟ ومتى يكون الانسان سكران فأتاه الرجل فسأله عن
حد السكر ما هو؟ ومتى يكون الانسان سكران؟ فقال محمد بن داود: إذا غربت عنه
الهموم، وباح بسره المكتوم. فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم ومن مليح شعره
قوله:
سقى الله أياما لنا ولياليا * لهن بأكناف الشباب ملاعب
إذ العيش غض والزمان بغرة * وشاهد آفات المجيب غائب
وله أخبار ومناظرات مع أبي العباس بن سريج الشافعي بحضرة القاضي أبي عمر يوسف
مثبتة مسطورة لحسنها، ومن جملة أشعاره:
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه * وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه * كأنهن نمال دب في عاج
مات أبو بكر بن داود الأصبهاني الظاهري والقاضي يوسف بن يعقوب في يوم واحد:
يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين، وقيل: مات محمد بن
داود لسبع خلون من شوال من السنة.
وأبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد المغلس الفقيه الظاهري، له مصنفات على
مذهب داود بن علي، وحدث عن جده محمد بن المغلس، وعلي بن داود القنطري،
وأبي قلابة الرقاشي، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي،
وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسن بن علي المعمري وغيرهم. روى عنه أبو المفضل
محمد بن عبد الله الشيباني، وكان ثقة فاضلا فهما، أخذ العلوم عن أبي بكر محمد بن داود.
وعن ابن المغلس انتشر علم داود في الاسلام. وتوفي في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة،
أصابته سكتة.

(1) وصفه ابن خلكان 4: 260 فقال: " هو مجموع أدب، أتى فيه بكل غريبة ونادرة وشعر رائق ".
100

باب الظاء (1) والفاء
الظفري: بفتح الظاء المعجمة، والفاء، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه السنبة إلى " ظفر " وهو بطن من الأنصار، وهو: كعب بن الخزرج بن عمرو بن
مالك بن الأوس. واسم ظفر: كعب. والمشهور بالنسبة إليه:
يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري. من أهل المدينة، يروي عن أبيه، له
صحبة. روى عنه فضيل بن سليمان النميري.
وحفيده إدريس بن محمد بن يونس الظفري، وهو أبو محمد، روى عن إدريس:
يعقوب بن محمد الزهري، وابن أبي فديك.
وقتادة بن النعمان الظفري، من بني ظفر أيضا من الأنصار.
وأبو ذرة الحارث بن معاذ بن زرارة الظفري، شهد مع النبي صلى الله على وآله وسلم
أحدا. ذكر ذلك محمد بن جرير الطبري.
وفي بني سليم: بنو ظفر بن الحارث بن بهثة بن سليم.
والمنتسب إلى الأنصار ولاء: خطاب بن صالح الظفري الأنصاري، مولى بني ظفر،
يروي عن أمه سلامة بنت معقل امرأة من قيس عيلان. روى عنه البصريون.
وقيل: إن ظفر بطن من حمير، قاله أبو سعيد بن يونس. وقال: معافى بن عمران
الظفري، وظفر بطن من حمير. هو: ظفر بن معاوية. والمعافى من أهل مصر، قدم حمص
وكتب عنه.

(1) قال ابن الأثير رحمه الله متمما:
" باب الظاء والباء "
قلت: فاته " الظبياني ": بفتح الظاء، وسكون الباء الموحدة، وبعد باء تحتها نقطتان. نسبة إلى ظبيان بن
غامد بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، بطن من الأزد ثم من غامد،
منهم: جندب الخير بن عبد الله بن ضب بن الأخرم بن مشعث بن حثم بن جشم بن سلامان بن عثمان بن ظبيان، له
صحبة ".
101

وجماعة ببغداد ينتسبون إلى محلة بشرقيها يقال لها: " الظفرية " إحدى المحال
المعروفة:
فشيخنا: أبو بكر أحمد بن ظفر بن أحمد المغازلي الظفري الشيباني، منها، روى لنا
عن أبي الغنائم بن المأمون الهاشمي، وأبي علي بن البنا المقرئ وغيرهما، مات سنة ثلاث
وثلاثين وخمسمائة.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الملك؟ الأسدي الظفري، دخلت عليه داره بالظفرية
ولم يحضر أصلا أقرأ عليه، وكان مريضا فعدته واستجزت منه وخرجت، وكان سمع أبا بكر
الخطيب الحافظ، وأبا الفرج بن المخبزي وغيرهما. ومات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وأبو محمد سليمان بن الحسين الشحام الظفري، سمع مع والدي رحمه الله من
أصحاب أبي القاسم بن بشران، وأبي علي بن شاذان. سمعت منه بالظفرية.
وأبو طليحة قيس بن عاصم الظفري التميمي السعدي، بصري، له صحبة. روى عنه
الحسن البصري، وابنه حكيم بن قيس، وابن ابنه خليفة بن حصين. ومنهم من يروي عن
خليفة بن حصين، عن أبيه، عن جده قيس بن عاصم. وروى عنه شعبة بن التوأم. هكذا
ذكره أبو حاتم الرازي (1).

(1) ونقله عنه ابنه في " الجرح والتعديل " 2 / 2 / 101، وما بين المعكوفين زدته منه، ويلاحظ أن ذكر رواية شعبة بن
التوأم من زيادات الابن على أبيه.
102

باب الظاء (1) والنون
الظني: بفتح الظاء المعجمة، وفي آخرها النون المشددة.
هذه النسبة إلى " ظنة " وهي قيلة. هكذا ذكر لنا صاحبنا أبو القاسم علي بن الحسن
الدمشقي الحافظ، والمشهور بهذه النسبة:
أبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر بن عبد الله الظني السراج، منه أهل دمشق، يروي
عن أبي الحسن علي بن الحسن بن طاووس المقرئ الدير عاقولي. روى لي عنه أبو القاسم
الدمشقي.

(1) قال الحافظ ابن الأثير متمما:
" باب الظاء واللام "
قلت: فاته " الظليمي ": بضم الظاء، وفتح اللام، وسكون الياء تحتها نقطتان، وفي آخره ميم. هذه النسبة إلى
ظليم، واسمه: مرة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وهو أحد بطون البراجم. ينسب إليه الحكم بن
عبد الله بن عداء بن الظليمي الشاعر، وهو القائل:
لو كنت جار بني هند تداركني * عوف بن نعمان أو عمران أو مطر
وبعضهم يجعل هذا البيت ليزيد بن مفرغ، وليس له.
قلت: انظر من هم البراجم ولم لقبوا بذلك في " جمهرة " ابن حزم ص 222. وهكذا في " اللباب ": " عداء بن
الظليمي " وواضح أنه " بن الظليم ".
103

باب الظاء والهاء
الظهراني: بكسر الظاء المعجمة، وسكون الهاء، وفتح الراء، بعدها الألف، وفي
آخرها النون.
هذه النسبة إلى " ظهران " وهي قرية قريبة من مكة، وليست هي بمر الظهران، لان
ذلك موضع آخر، ويقال له: بطن مر أيضا. حدث بظهران التي هي قرية قريبة من مكة:
أبو القاسم علي بن يعقوب الدمشقي، حدث عن مكحول البيروتي. روى عن أبو بكر
أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بظهران.
الظهري: بكسر الظاء المعجمة، وسكون الهاء، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " ظهر " وهي بطن من حمير، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحارث حبيب بن محمد الظهري الحمصي، كان قاضيا زمن عبد الملك، لقي
أبا الدرداء وروي عنه. روى عن حوشب بن عقيل.
وأبو مسعود المعافى بن عمران الظهري الموصلي، كان أحد الزهاد، وكان الثوري
يسميه " الياقوتة ". يروي عن الأوزاعي، وعثمان بن الأسود.
104

باب الظاء والياء
الظيقي: بفتح الظاء المعجمة، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " ظيقة " وهو منزل على عشرة فراسخ من برية عيذاب، منها:
أبو الحسن طاهر بن عتيق السكاك الظيقي، روى عنه أبو الفضل محمد بن طاهر بن
علي المقدسي الحافظ في " معجم شيوخه " وقال: أنشدنا رفيقي أبو الحسن السكاك
بالظيقة.
105

حرف العين المهملة
باب العين والألف
العابد: جماعة اشتهروا لكثرة عبادتهم وزهدهم بهذا الاسم، منهم:
أبو سليمان محمد بن الفضل بن العباس بن الحجاج البلخي العابد، يروي عن
أبي ضمرة يعلى بن عبيد. روى عنه أحمد بن خلف وغيره. وله " كتاب الجامع " و " كتاب
الزهد " و " كتاب صفة الجنة والنار " أورد فيها أشياء عجيبة، الحمل فيها على غيره. ذكره
أبو حاتم بن حبان في " الثقات " وقال: محمد بن الفضل العابد، كان شيخا متعبدا متقنا،
ولكنه كان مرجئا.
وأبو السري هناد بن السري العابد، من أهل الكوفة، صاحب " كتاب الزهد " عرف
ب‍ " العابد " لكثرة عبادته. يروي عن هشيم بن بشير، وأبي الأحوص. روى عنه أبو عيسى
الترمذي وجماعة. مات يوم الأربعاء آخر يوم من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وأقدم منهما: أبو سليمان داود بن نصير الطايي العابد، من أهل الكوفة، يروي عن
حميد الطويل، وإسماعيل بن أبي خالد. روي عنه إسماعيل بن علية، ومصعب بن
المقدام، وإسحاق بن منصور السلولي. مات سنة ستين ومائة وهو وإسرائيل بن يونس بن
أبي إسحاق في أيام، قبل الثوري، وكان داود من الفقهاء ممن كان يجالس أبا حنيفة رحمهما
الله، ثم عزم على العبادة فجرب نفسه سنة على السكوت، وكان يحضر المجلس وهم
يخوضون وهو لا ينطق، فلما أتى عليه سنة وعلم أنه يصبر أنه لا يتكلم في العلم غرق كتبه في
الفرات ولزم العبادة، فورث عشرين دينارا أكلها في عشرين سنة ثم مات، لم يأخذ من
السلطان عطية ولا قبل من الاخوان هدية!.
وكهمس بن الحسن العابد، من أهل البصرة، يروي الرقائق، ماله حديث مسند يرجع
إليه. روى عنه البصريون الحكايات.
وأبو جعفر محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم العابد المعروف بالطوسي، من أهل
بغداد، كان زاهدا عابدا متقللا من الدنيا، له حكايات مع معروف الكرخي: حديث
106

السفرجلة وإفطاره عليها، وكان محدثا ثقة، يروي عن إسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة،
وحجاج بن محمد الأعور، وروح بن عبادة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعفان بن مسلم
وغيرهم. روى عنه محمد بن عبد الله المطين الحضرمي، وعبد الرحمن بن يوسف بن
خراش، وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي،
وأبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي. ومات في شوال سنة أربع وخمسين ومائتين عن
ثمان وثمانين سنة.
العابدي: بالعين المهملة، والباء المكسورة المنقوطة بواحدة، وكسر الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عابد " بن عمرو بن مخزوم، منهم:
عبد الله بن المسيب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي العابدي، أرتث (1)
يوم الدار، وأبوه المسيب هاجر بعد مرجع رسول الله صلى الله عليه وآله من خبير؟.
وعبد الله بن عمران العابدي، صاحب سفيان بن عيينة.
والعجب أنه قد اجتمع في مخزوم: عابد، وعايذ. فالعابدي ذكرناه، و " العايذي "
نذكره في موضعه إن شاء الله.
وأحمد بن زكريا بن علي بن الحسن العابدي، روى عن الحسين بن الحسن
المروزي، حدث عنه حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الهروي.
وعبد الله بن السائب العابدي، له صحبة. ذكر له البخاري حديثا واحدا معلقا في كتابه
لا غير، وروى له مسلم هذا الحديث مسندا (2).
وأبو المظفر ناصر بن نصر بن أحمد بن محمد العابدي السمرقندي، قيل له العابدي لان
أباه نصرا كان دهقانا كثير المال، وكان له ثلاثمائة بعير حمولة تحمل غلاته وأمواله، ووقع
بسمرقند قحط وكانت له حنطة كثيرة فقال: أعلم أني لو فرقتها على أهل سمرقند لم تكفهم،
فاستخرج وجها وهو: أنه كان يخرج إلى دروب سمرقند، ومن رأى من جلبة الطعام قال له:
أعطيك درهمين وتحط من الثمن للناس وتبيع للناس بأقل من درهمين، فلم يزل كذلك حتى
تراجعت الأسعار، ثم أخرج غلاته فباعها منهم بنصف السعر فتوسعوا، فقال ناس: هذا عابد

(1) في " نهاية " ابن الأثير 2: 295: " الارتثاث ": أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح ".
(2) هو في البخاري معلقا: 2 398. ومسلم مسندا 4: 177، وهو حديث قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بسورة المؤمنين في صلاة
الفجر، حتى إذا وصل إلى ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى، أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فركع.
107

وليس بتاجر! فلقب بالعابدي، وبقي في عشيرته هذا. روى عن أبي نصر الحسين بن
عبد الواحد الشيرازي، وتوفي سنة إحدى وستين وأربعمائة ودفن بجاكرديزة.
العابري: بفتح العين المهملة، والباء الموحدة، بينهما الألف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عابر " وهو من أحفاد نوح، وهو عابر بن أرفخشذ بن سام بن نوح
صلوات الله عليه.
العابسي: بفتح العين المهملة، بعدها الألف، وكسر الباء المعجمة بنقطة، والسين
المهملة.
هذه النسبة إلى " بني عابس " وهو فخذ من بكر بن وائل. والمشهور بهذه النسبة:
أبو معاوية يزيد بن زريع البصري العابسي، وهو من تيم الله، وتيم الله فخذ من بني
عابس، وهو من بكر بن وائل، يروي عن حميد الطويل. روى عنه أهل البصرة: محمد بن
عبد الأعلى الصنعاني وغيره. مات سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ومائة يوم الأربعاء لثمان خلون
من شهر شوال، وكان من أورع أهل زمانه، مات أبوه وكان واليا على الأيلة وخلف خمسمائة
ألف، فما أخذ منها حبة، وكان أبو عوانة الوضاح اليشكري يقول: صحبت يزيد بن زريع
أربعين سنة، فهو يزداد في كل سنة خيرا (1).
العاجي: بفتح العين المهملة، وفي آخرها الجيم، بعد الألف.
هذه النسبة إلى " العاج " وهو ما يعمل من عظم الفيل، والمشهور بهذه النسبة:

(1) قال الحافظ ابن الأثر رحمه الله في " اللباب " متعقبا: " قلت: قوله في هذه الترجمة: " العابسي " بالباء الموحدة
والسين المهملة: خطأ، لأنه قال: إنه من تيم الله بن ثعلبة! والذي في تيم الله بن ثعلبة هو: عايش، بالياء المثناة
من تحت والشين المعجمة، وقد ذكره هو أيضا كذلك بعد أي: في " العايشي " و " العيشي " ولان يزيد بن
زريع من تيم الله، ثم من عايش، بالشين المعجمة.
ثم قال: إن عابسا فخذ من بكر، ثم قال: وهم فخذ من عابس! فكيف يكون الأب فخذا من الأب؟ فإنه:
عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهذا كلام من لا يعرف اصطلاح
القوم، فإنهم جعلوا الشعب أكبرها، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم الفصيلة، ثم العشيرة.
مثاله: أولاد الحسين رضي الله عنه: عشيرة، وأولاد أبي طالب فصيلة، وأولاد هاشم فخذ، وقصي بطن، وقريش
عمارة، وكنانة قبيلة، ومضر شعب. ولولا خوف التطويل لشرحت أكثر من هذا ".
قلت: وقد أشار الحافظ في " التبصير " ص 981 إلى كلام ابن الأثير هذا ووافقه. وعلى هذا فليس ثمة من
ينسب عابسيا، ولهذا لم يذكر السيوطي في " اللب " هذه النسبة أبدا.
108

أبو الحسين محمد بن أحمد بن مالك العاجي، وقيل: محمد بن حمدان بن مالك
العاجي من أهل بغداد، حدث عن عباس بن محمد الدوري، عن علي بن عمرو
الحريري. وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
ومعاوية بن عمرو العاجي، قال ابن أبي حاتم الرازي: هو بياع العاج، بصري، روى
عن طلحة بن زيد الرقي، وابن عيينة، سمع منه أبي بالبصرة أيام الأنصاري، وضرب على
حديثه عمرو بن علي، وجده في كتاب أبي فخط عليه لما لم يكن عنده بصدوق.
العادايي: بالعين المفتوحة، والدال المهملتين، بين الألفين.
هذه النسبة إلى " بني عاداة " منهم:
الفزع بن المجشر هو العادايي. هكذا ذكره الدارقطني.
العادلي: بفتح العين، وكسر الدال المهملتين.
هذه النسبة إلى " عادل " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو:
أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن منصور بن الحسن بن محمد بن عادل العادلي، من
أهل بخارى، روى عن خاله أبي محمد عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن حيويه الحافظ
البخاري، وأبي محمد أحمد بن عبد الله المزني، وأبي منصور العباس بن الفضل بن زكريا
الهروي، وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيار الكرابيسي
الهرويين، كتب عنهما بهراة. روى عنه أبو تراب إسماعيل بن طاهر النسفي الحافظ، ودخل
كس وخرج منها قاصدا للصغانيان، فمرض في المرحلة الأولى. ورجع إلى كس، ومات
بها في شهور سنة تسع وأربعمائة.
العادي: بفتح العين المهملة، بعدها الألف، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عادية " وهو بطن من قبيلتين. قال محمد بن حبيب: في بجيلة: بنو
عادية بن عامر مقلد الذهب بن قدار. قال: وفي قيس عيلان: بنو عادية وهما: عبد الله
والحارث ابنا صعصعة بن معاوية، وعادية أمهما، وبها يعرفان.
العارض: بفتح العين المهملة، والراء المكسورة بعد الألف، وفي آخرها الضاد
المعجمة.
هذا الاسم لمن يعرف العسكر ويحفظ أرزاقهم ويوصلها إليهم، ويعرض السكر على
109

الملك إذا احتيج إلى ذلك، واشتهر به:
أبو صالح محمد بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن سليمان العارض كان أديبا
فاضلا عالما، تقلد الأعمال الجليلة للسلطان، وحمدت سيرته فيها، وكان سمع الحديث
الكثير بخراسان والعراق، سمع بنيسابور أباه، وبمرو يحيى بن ساسويه المروزي، وببخارى
أبا علي صالح بن محمد الحافظ الجزري، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وببغداد
عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وأقرانهم. سمع منه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في " التاريخ " فقال: أبو صالح ابن عيسى العارض، أحد
مشايخ خراسان ومعتمده أوليا السلطان، وكان من العقلاء الأدباء المحبين للعلماء والصالحين
المفضلين عليهم بماله وجاهه، وكان يرشح للوزارة فيأبى عليهم. قال الحاكم: وكان
أبو صالح ابن خال أمي ولنا به اختصاص القرابة والصحبة، كتبت عنه بنيسابور غير مرة ثم كتبنا
عنه بمرو، ونظرت في كتبه بها سنة ثلاث وأربعين، وتوفي بمرو ليلة الجمعة لخمس بقين من
صفر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
عارم: بفتح العين، وكسر الراء المهملتين، بينهما الألف، وآخرها الميم.
هذه اللفظة لقب أبي النعمان محمد بن الفضل البصري، من علماء البصرة، لقبه
الأسود بن شيبان ب‍ " عارم " وكان بعيدا من العرامة (1)، وبقي اللقب عليه، سمع الحمادين:
ابن سلمة وابن زيد، وثابت بن يزيد، وأبي هلال، ومحمد بن راشد، وسعيد بن زيد
وغيرهم. روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن مسلم بن
واره، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعلي بن عبد العزيز وجماعة. وقيل: إنه اختلط في
آخر عمره (2).
العاصمي: بفتح العين المهملة، وكسر الصاد المهملة، وفي آخرها الميم.

(1) وهي حدة الطبع وشراسة الخلق، ولذا كان الامام الذهلي يقول: حدثنا عارم، وكان بعيدا من العرامة.
(2) توقف المصنف رحمه الله في الجزم باختلاطه، وجزم ابن الأثير بذلك، كما جزم المصنف فيما سبق وقد قال
الدارقطني كما في " التهذيب " 9: 404 وغيره: " ما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر ". ولما نقل الذهبي في
" الميزان " 4: 8 كلام ابن حبان تعقبه بقوله: " قلت: فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين
هذا القول من قول ابن حبان ولم يقدر أن يسوق له حديثا منكرا، فأين ما زعم؟! ". فهو قد اختلط، ولكن لم يؤثر
على حديثه، ولهذا حسن تضعيف القول باختلاطه. ومما يذكر: أن سماع البخاري منه كان قبل الاختلاط، كما
تقدم.
110

هذه النسبة إلى " عاصم " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو الحسن عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم بن مهران العاصمي، من
أهل كرخ بغداد، سكن باب الشعير، من ملاح البغداديين وظرفائهم، وكان ثقة صدوقا ورعا
دينا مكثرا من الحديث، وكان صاحب طرف وأخبار وأشعار، مطبوع النادرة مليح المحاورة،
وكان له شعر رقيق مليح في الغزل ووصف الخمر في غاية الحسن، ما عرف له صبوة
ولا اشتغال قط بمعاناة ذلك، سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي،
وأبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد بن المتيم الواعظ، وأبا الحسين علي بن
محمد بن عبد الله بن بشران السكري، وأبا الحسن محمد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي،
انتشرت روايته في البلدان ورحلوا إليه. وروى لي عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل
الفراوي، وأبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن
الفضل الحافظ، وأبو نصر أحمد بن عمر بن الغازي بأصبهان، وأبو الفضل محمد بن
ناصر بن محمد السلامي الحافظ، وأبو إسحاق إبراهيم وأبو الفضل محمد ابنا أحمد بن مالك
الدير عاقولي، وأبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة الحسيني بالكوفة، وأبو سعد أحمد بن
محمد بن أحمد بن الحسن الحافظ بمكة والمدينة، وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس
المقرئ بدمشق، وجماعة كثيرة سواهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب
الحافظ في كتاب " المؤتنف " وتوفي قبله بعشرين سنة، وكانت ولادته سنة سبع وتسعين
وثلاثمائة، وتوفي في جمادي الآخرة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة جامع
المدينة.
وأبو الفضل يعقوب بن يوسف بن عاصم العاصمي البخاري، من أهل بخارى، شيخ
أهل بلده لأهل الحديث في عصره، وقد رأيت بها أعقابه وصحبنا نافلته (1) أبا الفضل، ورأيت
آثار سلفه وصدقاتهم على أهل الحديث، وكان متمكنا من ولاة خراسان في ثروة وأبوة قديمة،
سمع بالعراق محمد بن عبيد الله بن المنادي، ومحمد بن سنان القزاز، وأبا قلابة
عبد الملك بن محمد الرقاشي، والعباس بن محمد الدوري وغيرهم. روى عنه يحيى بن
منصور القاضي، وعلي بن عيسى، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الحيري، ورد
نيسابور وعقد له مجلس كبير سنة أربع عشرة وثلاثمائة ومات ببخارى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

(1) من الظاهرية وليدن، ونافلة الرجل: أحفاده، فالمراد: صحب حفيده أبا الفضل. وفي أياصوفيا: " ناقلته " ويكون
مراده: روايته وناقلة عمله، ولا يصح، لبعد ما بين التاريخين: وأهملت في كوبرلي.
111

وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان بن المقرئ العاصمي
الزاذاني، نسب إلى جده الأعلى، من أهل أصبهان، وكان من الورعين الصادقين المكثرين
من الحديث، كتب عنه جماعة ممن تقدمت وفاته: كأبي محمد عبد الله بن محمد بن
جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني. وقد ذكرته في الزاي، وسأعيد ذكره في
الميم، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظان (1).
العاضي: بفتح العين المهملة، بعدها الألف، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى " العاض " وهو بطن من الأزد، وهو: العاض بن ثعلبة بن سليم بن
فهم بن غنم بن دوس.
العاقولي: بفتح العين المهملة، وضم القاف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " دير العاقول " وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد، وقد
ينسب إليها ب‍ " الدير عاقولي " أيضا، وقد سبق ذكر جماعة منهم في الدال ومن هذا الموضع
أيضا:
أبو البركات طلحة بن أحمد بن طلحة بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن بادي بن
الحارث بن قيس بن الأشعث بن قيس الكندي العاقولي، ولد بدير العاقول، ودخل بغداد،
واشتغل بالتفقه على القاضي أبى يعلى بن الفراء ودرس عليه، وكان صالحا خيرا، سمع منه
الحديث، ومن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبي الحسين محمد بن أحمد بن
حسنون النرسي ومن بعدهم. روى لي عنه أبو الحسين الأمين بدمشق، وأبو المعمر
الأنصاري ببغداد، وأبو جعفر الساوي بأصبهان وغيرهم. ولد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة،
وتوفي قبل سنة عشرين وبعد سنة عشر وخمسمائة (2).
وأبو الحسن الطيب بن أحمد بن الطيب بن عبد الله الشاهد الدير عاقولي يعرف بابن
الأحول، كان ثقة أمينا من أهل السير والصلاح، وحدث عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي

(1) قال ابن الأثير: متمما: فاته " العاصمي " نسبة إلى عاصم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن
زيد مناة بن تميم، بطن من تميم، ينسب إليه كثير، منهم: طارق بن ديسق بن عوف بن عاصم بن عبيد، وديسق
فارس الوقاح، وهو اسم فرسه. وفاته النسبة إلى عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وعرف بها جماعة ".
(2) وحدد وفاته شاهد عيان، وهو ابن أبي يعلى القاضي في " طبقات الحنابلة " 2: 258 فقال: " دفن في يوم الأربعاء
ثالث شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وصليت عليه إماما في المصلى، ودفن في مقبرة عبد العزيز ".
112

الأزجي. وروى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وأبو البركات هبة الله بن
المبارك السقطي وغيرهما.
العالي: بالعين المهملة (1). هو:
أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور العالي الخطيب الفوشنجي، من أهل فوشنج،
ثقة صدوق، عرف بالعالي، رحل إلى جرجان وسمع بها أبا أحمد عبد الله بن محمد بن عدي
الجرجاني، وإلى سجستان فسمع بها أبا عمر محمد بن أحمد بن سليمان النوقاني وجماعة
سواهم. روى عنه أبو نصر أحمد بن محمد بن محمد العاصمي، وأبو عبد الله محمد بن علي
العميري، وتوفي بعد الأربعمائة.
العامري: بفتح العين المهملة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ثلاثة رجال، منهم:
عامر بن لؤي. وفيهم كثرة، منهم:
حسل العامري، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وعباس بن علقمة العامري، مولى بني
عامر بن لؤي، يكنى أبا عبد الله، يروي عن أبن عباس رضي الله عنهما وغيره.
والثاني: منسوب إلى عامر بن صعصعة وقال فيهم:
نحن خيار عامر بن صعصعة
منهم: قبيصة بن عقبة الكوفي العامري من بني سواءة بن عامر بن صعصعة، سمع
الثوري وغيره. روى عنه البخاري ومحمد بن أسلم وجماعة.
وأبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي العامري، من بني جعدة،
أحد الفقهاء بمصر، وكان من خصوم (2) أصحاب الشافعي، وله مسائل مذكورة. توفي لثمان

(1) " وبعد الألف لام " كما في " اللباب "، ولم يذكر المصنف ولا ابن الأثير هذه النسبة إلى أي شئ؟ وظاهر كلام
الحافظ في " التبصير " ص 891 أنها نسبة إلى الجد، ففيه: " العالي: أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور بن
حسين بن العالي بن سليمان البوشنجي ".
(2) من كوبرلي، وفي الأصول الأخرى: " متقدمي " ولعلها تحرفت عن " منتقدي "؟. ثم إنه من طبقة الإمام الشافعي
سنا ولقيا للشيوخ. فمخالفته تكون معه كما في ترجمتها لا مع أصحاب الشافعي، كما يقول المصنف هنا.
وكانت ولادة أشهب سنة 140 أو 150. نعم عبارة ابن الأثير أسلم وأدق، قال: " له مناظرات مع أصحاب الشافعي
رضي الله عنه بمصر ".
113

بقين من شعبان سنة أربعين وثلاثمائة.
والثالث: منسوب إلى عامر بن عدي بن تجيب، منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عروة بن السحوج التجيبي ثم العامري.
وثم رواة جمة من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومن بني قشير وعقيل
والحريش وجعدة بني كعب بني ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومن بني نمير وهلال ابني
عامر بن صعصعة، ومن بني سلول، وهم: مرة بن صعصعة، وكل من كان من أولاد هؤلاء
البطون ينسبون إلى الجد الأعلى فيقال له: العامري.
وأما أبو مالك العامري المروزي فلا أدري من أي البطون؟ وظني أنه من بني عامر بن
صعصعة، وهو: أبو مالك سعيد بن هبيرة العامري، من أهل مرو، يروي عن حماد بن سلمة
وأهل العراق، وكان ممن رحل وكتب، ولكنه كثيرا ما يحدث بموضوعات عن الثقات، كأنه
كان يضعها أو توضع له فيجتنب فيها، لا يحل الاحتجاج به بحال.
وعامر بطن من قيس عيلان والمشهور بهذه النسبة:
أبو سلمة مسعر بن كدام بن ظهير بن هلال العامري، من أهل الكوفة، يروي عن
قتادة، وأبي الزبير، يروي عنه الثوري، وشعبة وأهل العراق. مات سنة ثلاث وخمسين
ومائة، وقيل: خمس وخمسين ومائة. وكان مرجئا ثبتا في الحديث، وكان يسمى
ب‍ " المصحف " لقلة خطئه وحفظه.
وفضيل بن محرز العامري وإنما قيل له العامري لأنه كان ينزل في بني عامر عند حجام
عنترة، وهو موضع بالكوفة، يروي عن مسلم مولى حذيفة، عن حذيفة رضي الله عنه. روى
عنه أبو أحمد الزبيري.
وعبد الله بن محرر العامري الجزري، من أهل الرقة، كان مولى لبني هلال، ولاه
أبو جعفر قضاء الرقة، يروي عن قتادة، والزهري. روى عن عبد الرزاق والعراقيون، وكان
من خيار عباد الله، ممن يكذب ولا يعلم، ويقلب الاخبار ولا يفهم، وكان عبد الله بن
المبارك يقول: لو خيرت بين أن أدخل الجنة وبين أن ألقى عبد الله بن محرر لاخترت أن ألقاه
ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه! وكان يحيى بن معين يقول: عبد الله بن
محرر ليس بثقة.
والوليد بن عمرو بن عبد الرحمن بن مسافع العامري، من بني عامر بن لؤي القرشي
114

الحجازي، روى عن سعيد بن المسيب، وعامر بن عبد الله بن الزبير، ويعقوب بن عتبة.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وزهرة بن عمرو
التميمي، وموسى بن هشام هكذا ذكره أبو حاتم الرازي في ما حكى ابنه عنه.
العامري: والمشهور به: عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس،
وكان أبوه عامر بن كريز أسلم يوم فتح مكة، وبقي إلى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه،
وقد مر على ابنه عبد الله بن عامر بالبصرة، وهو واليها لعثمان بن عفان، وكانت أم عامر
البيضاء بنت عبد المطلب، وكان مضعوما فأتي به عبد المطلب فمسه فقال: وعظام هاشم
ما في عبد مناف مولود أحمق منه!
وعبد الله بن عامر، حفر نهر الأبلة، وكان يقول: لو تركت لخرجت المرأة في
حداجتها على دابتها ترد كل يوم على ماء وسوق حتى توافي مكة. ومات بعرفة، ودفن بعرفات
وعليه كبد وكانت وفاته سنة تسع وخمسين قبل وفاة معاوية بسنة، ولم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا حديثا واحدا: " من قتل دون ماله فهو شهيد " (1). وقد ذكرته أيضا في حرف " الكاف
والراء " في " الكريزي ".
ولبيد بن ربيعة العامري الشاعر، كان من المعمرين، من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم، عمره مائة سنة وأربعين، وأدرك الاسلام فأسلم، وأنه لما بلغ سبعين سنة من
عمره قال:
كأني وقد جاوزت سبعين حجة * خلعت بها عن منكبي ردائيا
فلما بلغ سبعا وسبعين سنة أنشأ يقول:
باتت تشكي إلي النفس مجهشة * وقد حملتك سبعا بعد سبعين (2)

(1) ذكر قصة روايته له: مصعب الزبيري في " نسب قريش " ص 148، قال ابن عبد البر في " الاستيعاب " 2: 351:
" وقد روى عبد الله بن عامر هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما أظنه سمع منه ولا حفظ منه. " ووافقه الحافظ في " الإصابة "
3: 61، وأفاد أن هذا الحديث رواه البغوي وابن قانع وابن منده من طريق مصعب الزبيري بسنده إلى عبد الله بن
الزبير وعبد الله بن عامر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرا الحديث. قال الحافظ " ليس في السياق تصريح بسماعه
فهو مرسل ". ويلاحظ أن الحديث بقصته مذكور عند مصعب الزبيري كما تقدم، لكن ليس في النسخة المطبوعة
ذكره لسنده!.
(2) هكذا في الأصل، ومثله في " طبقات فحول الشعراء " للجمحي 1: 61، وعلق عليه العلامة الأديب الكبير الأستاذ محمود شاكر: " قافية البيتين في سائر الكتب: سبعينا، للثمانينا " ومن ذلك: " المعمرون والوصايا "
ص 77 و 78 و " طبقات ابن سعد " 6: 178، و " الاستيعاب " 3: 310.
115

فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا * وفي الثلاث وفاء للثمانين
فلما بلغ تسعين سنة قال (1):
كأني وقد جاوزت تسعين حجة * خلعت بها عني عذار لجام
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى * فكيف لمن يرمى وليس برام؟
فلو أنني أرمى بنبل رأيتها * ولكنني أرمى بغير سهام
ولما بلغ مائة سنة وعشرة قال:
أليس في مائة قد عاشها رجل * وفي تكامل عشر بعدها عمر!
فلما بلغ مائة وعشرين سنة قال:
غلب الرجال وكان غير مغلب * دهر طويل دائم ممدود
دهر إذا يأتي علي وليلة * وكلاهما بعد المضي يعود (2)
فلما حضرته الوفاة قال لابنه: إن أباك لم يمت، ولكن فني! فإذا قبض أبوك فأغمضه،
وأقبله القبلة، وسجه بثوبه ولا أعلمن ما صرخت علي صارخة ولا بكت علي باكية. وانظر إلى
جفنتي اللتين كنت أصنعهما فأصنعهما ثم أحملهما إلى مسجدك، ومن كان (3) عليها
حضور، فإذا سلم الامام فقدمهما إليهم يأكلوا، فإذا فرغوا فقال: أحضروا جنازة أخيكم

(1) هذا ما حكاه المصنف، وتقدم قبل تعليقه واحدة أن لبيدا رضي الله عنه أنشد ذاك البيت لما بلغ التسعين، وهو
الظاهر، فإن هذا الأبيات الثلاثة ليست للبيد، إنما هي لعمرو بن قميئة، ذكرها له المرزباني في " معجم الشعراء "
ص 3، وذكرها وزاد عليها أبو حاتم السجستاني في " المعمرون " ص 78 و 113. وقد تمثل بها عبد الملك بن
مروان وهو مريض أمام الشعبي فحكى له الشعبي أبيات لبيد هذه التي قالها عند بلوغه كل مرحلة من هذه
المراحل، يريد تسليته وتبشيره بطول عمره، فلم يكن ذلك، ومات من ليلته تلك، عن ستين سنة. انظر
" المعمرون ".
(2) وفي " الاستيعاب " أنه أنشد:
ولقد سئمت من الحياة وطولها * وسؤال هذا الناس: كيف لبيد
وفي " المعمرون:
وغنيت سبتا بعد مجرى داحس * لو كان للنفس اللجوج خلود
فلما بلغ أربعين ومائة قال:
ولقد سئمت من الحياة وطولها...
(3) بياض في الأصل.
116

لبيد بن ربيعة فقد قبضه الله. ثم أنشأ يقول:
وإذا دفنت أباك * فاجعل فوقه خشبا وطينا
وصفائحا صما * رواسيها يسددن الغضونا
ليقين وجه المرء * سفساف التراب، ولن يقينا (1)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد لما قال:
إلا كل شئ ما خلا الله باطل * وكل نعيم لا محالة زائل
وقال عليه السلام: " صدقت في الأولى، وكذبت في الثانية، نعيم الجنة
لا يزول " (2).
ولما أسلم قال:
ولى الشباب ولم أحفل به بالا * وأقبل الشيب في الاسلام إقبالا
والحمد لله إذ لم يأتني أجلي * حتى لبست من الاسلام سربالا (3)
وسهيل بن عمرو يكنى أبا يزيد، وهو من بني حسل بن عامر بن لؤي، من قريش، من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة، وكان من المؤلفة قلوبهم، ثم
حسن إسلامه، وخرج إلى الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مجاهدا، فمات
بها في طاعون عمواس.
وكان أخوه السكران بن عمرو من مهاجري الحبشة، وكانت سودة تحته، فلما مات
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس للسكران عقب أيضا. وكان سهيل بن عمرو أسلم يوم فتح مكة،
وتوفي بالمدينة (4).

(1) اشتبهت كلمة " سفساف " في الأصل، فأثبتها من " ديوان لبيد " ص 200.
(2) هكذا ساق المصنف رحمه الله هذا الحديث! والمعروف منه شطره الأول: " أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
ألا كل شئ ما خلا الله باطل ". وهذا القدر منه رواه البخاري 8: 152 و 13: 159 ومسلم 15: 12.
وأما الشطر الثاني منه وهو تصديق الجملة الأولى من البيت، وتكذيب الثانية منه فالمعروف أنه من كلام
عثمان بن مظعون رضي الله عنه، وضرب على عينه من أجل ذلك فأخضرت، وكان ذلك عقب رجوعه من الهجرة
الثانية إلى الحبشة، ذكر ذلك عنه ابن إسحاق انظر " سيرة ابن هشام " 2: 9 والطبراني مرسلا في إسناده أيضا
ابن لهيعة كما في " مجمع الزوائد " 6: 34.
(3) نسب هذان البيتان للبيد، ونسبا لقردة بن نفاثة. انظر " معجم الشعراء " للمرزباني ص 223 و " جمهرة " ابن حزم
ص 272، وقال ابن عبد البر في الموضع الثاني: " قيل: إن هذا البيت لقردة بن نفاثة، وهو أصح عندي ". وانظر
تأويل الحافظ ذلك في الموضع الأول.
(4) هكذا في الأصل! وتقدم أنه خرج إلى الشام فمات بها مطعونا، فيلحرر.
117

والقاضي الامام أو عاصم محمد بن أحمد العامري المروزي، من كبار أصحاب
أبي حنيفة رحمه الله في الفقه والتفسير والفتيا، تفقه بأبي نصر بن مهرويه، وأبي إسحاق
النوقدي بما وراء النهر، ولما رجع إلى مرو أخذ يرد على أبي العباس المعداني فتاويه،
ويعترض على أقاويله كما جرت عادة الشبان! وروي أن المعداني في حال كبره كان قد اختل
حاله، وكان من الأفاضل الكبار، ذا فنون، كثير العلم، وكان يقع الشئ بعد الشئ من
الخطأ في فتاويه، وكان القاضي أبو عاصم توجه في زمانه، وكان يخطؤه في تلك الفتاوي
ويعيدها إليه وكان ذلك مما أساء المعداني، فقال له يوما وهو حاضر: أيها الفقيه إلى كم تعيد
إلينا فتاوينا؟ فقال: أيها الشيخ إن فيها شيئا! قال: إن خطئي صواب اليوم، وصوابك اليوم
خطأ! ويجب أن تصبر حتى تموت المشايخ كما صبرنا حتى مات المشايخ!
وروي أنه قال يوما: لو فقدت كتب أبي حنيفة رحمه الله لأمليتها من نفسي حفظا! وله
تصانيف وشروح للفقه مقبولة، وبه تخرج جماعة من كبار فقهاء مرو، مثل القاضي علي بن
الحسين الدهقان، والحاكم أبي نصر الصفار. تولى قضاء مرو مدة مديدة، وحبسه محمود بن
سبكتكين في قلعة مواحر أمد، فلما رجع إلى مرو وأطلق عنه كتب إليه أبو سهل الروزني
كتاب التهنئة، وذكر فيه هذين البيتين:
وعدت إلى مرو فعاد حبيرها * وجادت غواديها وهبت شمالها
إذا غبت عن أرض ويممت غيرها * فقد غاب عنها شمسها وهلالها
وكان يروي الحديث عن الحاكم أبي الفضل الحدادي، وأبي أحمد محمد بن أحمد بن
أبي زيد البزار. روى عنه القاضي محمد السمعاني، والسيد أبو القاسم علي بن القاسم
الموسوي. وتوفي رحمه الله بمرو سنة خمس عشرة وأربعمائة، وقبره معروف يزار على رأس
سكة سحسان بأسفل ماجان.
ومدرك بن الحارث العامري من التابعين، يروي عن الصحابة. روى عنه الوليد بن
عبد الرحمن الجرشي.
والشيخ أبو مضر ربيعة بن محمد بن محمد العامري، من أهل إستراباذ، روى عن
أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن نصر الصفار، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن يوسف
الجرجاني في كتابه " مائة حديث مخرجة من الأصول ".
العاملي: بفتح العين والميم المكسورة، بينهما الألف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " عاملة " وهو من العماليق، منها:
118

الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر العاملي، كان ملك العرب في قديم
الزمان، في الوقت الذي كان ملك الفرس سابور (1).
وبكار بن بلال العاملي، والد محمد بن بكار، من أهل دمشق، يروي عن زيد بن
واقد. روى عنه ابنه محمد بن بكار قاضي دمشق.
العاني: بفتح العين المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عانة " وهي بليدة تقارب حديثة الفرات، وأهلها نصيرية يعتقدون
الإلهية بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. سمعت شيخنا عمر بن إبراهيم بن حمزة الحسيني
بالكوفة يقول: دخلت: عانة الفرات منصرفا من الشام فسألوني عن اسمي؟ فقلت: عمر،
فصالوا علي وكادوا أن يقتلوني لان اسمي عمر، حتى قلت: إني رجل علوي كوفي زيدي
المذهب والنسب، من أهل العلم، حتى تخلصت منها.
وقرى عانات بناها كسرى، وكانت بيت هيت وقرقيسيا، بيضاء من غير عمارة، حتى
بني أزدشير العانات. والمشهور بهذه النسبة:
يعيش بن الجهم الحديثي، روى عنه الحسن بن إدريس وقال: حدثنا يعيش بن الجهم
العاني.
العايذي: بفتح العين المهملة، وكسر الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها
ذال منقوطة. فهم من ولد عايذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة القرشي أخي عمر بن مخزوم
الذي ذكرنا أبن بني عابد بالباء المنقوطة بواحدة والدال المهملة من أولاده.
قال الزبير بن بكار: كل من كان من ولد عمر بن مخزوم فهو عابد بالدال المهملة، ومن
كان من ولد عمران فهو عايذ بالذال المعجمة. وفي قريش عايذون وهم: بنو خزيمة بن

(1) تعقبه ابن الأثير في " اللباب " فقال: " قلت: هكذا ذكر أبو سعد أن عاملة من العماليق، ولم يذكر من قال ذلك ليبرأ
من عهدة هذا القول. والصحيح: أن عاملة ولد الحارث بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن
عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. يجتمع عاملة وكندة في عدي بن الحارث، فإن
كندة هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة. ونسب ولد الحارث بن عدي إلى أمهم عاملة بنت مالك بن وديعة
من قضاعة، منهم:
عدي بن الرقاع، وهو: عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر بن عدة بن شعل بن معاوية بن
الحارث بن عدي العاملي الشاعر، وغيره.
119

لؤي، وأمهم عايذة بنت الخمس ابن قحافة بن خثعم، بها يعرفون، وهم أحلاف بني شيبان
منهم:
أبو الحسن علي بن مسهر القرشي العايذي، قاضي الموصل، عن أبي إسحاق،
والأعمش، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد.
وعلي بن هاشم بن البريد العايذي، مولاهم، يروي عن هشام بن عروة، حديثه في
صحيح مسلم وحده.
ومقاس العايذي الشاعر، ومن شعره الذي رواه المفضل بن محمد في مجموعه:
أقيموا بني النعمان عنا صدوركم * وإلا: تقيموا صاغرين رؤوسا
وبنو عايذة أيضا من ضبة، وهم: بنو عايذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد،
وقيل: عايذ الله بن سعد بن ضبة. منهم:
أبو عمر حمزة العايذي، روى عن أنس بن مالك. روى عنه شعبة.
وسعيد بن حنظلة العايذي، روى عن محمد بن إسماعيل بن رجاء.
وأبو طلق عدي بن حنظلة العايذي، روى عنه شرقي بن القطامي.
وأبو الحسن أحمد بن حمدان العايذي الأنطاكي، يروي عن الحسين بن الجنيد
الدامغاني. روى عنه علي بن الفضل بن طاهر البلخي.
والمثلم بن المشخر الضبي ثم العايذي، من عايذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة،
شاعر فارس.
وبكر بن الأسود العايذي الكوفي، يقال له بكار، روى عن أبي المحياة، وأبي بكر بن
عياش، وابن المبارك، وأبي أمية الزيات. روى عنه أبو سعيد الأشج، وأبو حاتم الرازي.
قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالبصرة في الرحلة الثانية أيام أبي الوليد.
وسعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم
القرشي، من أئمة التابعين والفقهاء السبعة، مدني، من عايذ مخزوم (1).

(1) قال الحافظ ابن الأثير رحمه الله في " اللباب ": " قلت فاته النسبة إلى: عايذ بن ثعلبة بن الحارث بن تيم الله بن
ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. منهم:
يزيد بن حجية بن عمرو بن عبد الله بن عايذ، كان من أصحاب علي عليه السلام، فكسر الخراج ولحق
بمعاوية.
وزياد بن خصفة بن ثقف بن ربيعة بن غنم بن عايذ، شهد مع علي الجمل وصفين. وخلق كثير
غيرهما.
وفاته النسبة إلى: عايذ الله بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد، وعايذ الله أخو جعفي. منهم: مجمع بن
عبد الله بن مجمع بن مالك بن إياس بن عبد مناة بن عايذ الله. قتل مع الحسين بن علي عليه السلام ".
120

العايشي: بفتح العين المهملة، وكسر الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها
الشين.
هذه النسبة إلى " عايشة " [رضي الله عنها] (1) والمشهور بها:
عبيد الله بن محمد بن حفص بن عايشة القرشي التيمي المعمري، من ولد عمر بن
عبيد الله بن معمر، ينسب إلى عايشة [رضي الله عنها] (1) هكذا قال أبو كامل البصيري،
وسأذكره في ترجمة " العيشي " بعد ذلك، وله جزء كبير، يروي عنه أبو القاسم البغوي،
سمعته ببغداد عن القاضي أبي بكر الأنصاري، عن أبي يعلى بن الفراء، عن ابن حبابة، عن
البغوي، عنه.
والعايشي أيضا منسوب إلى بني عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكاية بن
صعب بن علي، منهم:
الصعق بن حزن العايشي، من أهل البصرة، وكان يقال: إن من الابدال، روى عنه
أبو النعمان محمد بن الفضل عرف بعارم.
ومنهم: عبد الله بن زياد بن ظبيان العايشي. قاله عبد الغني بن سعيد.
وحجاج بن حسان العايشي التيمي، يروي عن أبي حمزة، عن ابن عباس رضي الله
عنهما. روى عنه أبو إسحاق إبراهيم البصري. روى عنه محمد بن بشر العبدي.

(1) من أياصوفيا وكوبرلي، وإطلاق " عائشة " يوهم أنها أم المؤمنين رضي الله عنها، لكن صرح ابن الأثير والحافظ في
" التهذيب " 7: 45 أنها: " عائشة بنت طلحة ".
121

باب العين والباء
العبابي: بفتح العين المهملة، والباء الموحدة المشددة، وباء أخرى في آخرها بعد
الألف.
هذه النسبة إلى " عباب " وهو اسم رجل، وهو قيس بن العباب. قال سيف بن عمر:
عن عمر بن محمد، عن الشعبي: لم يقسم يوم القادسية لأكثر من فرسين، وكان الذين معهم
أكثر من الفرسين المشهورين جماعة سماهم منهم: قيس بن العباب، وقعقاع بن عمرو،
وعطارد بن حاجب، وهاشم بن عتبة، وذو الخمار الأسدي وغيرهم. قال سيف: وكان ممن
يغير على سواد الفرس من قواد سعد أبي وقاص: عبد الله بن عامر بن حجية أحد بني تيم
الله أحد بني العباب. والعباب هو: الحارث بن ربيعة بن عجل قال ابن الكلبي: إنما سمي
الحارث بن ربيعة بن عجل العباب لأنه عب في ماء فسمي العباب.
وفي الأسماء: العباب بن جنبل، وهو: ربيعة بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن
سعد بن ضبة.
العباداني: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، والدال المهملة بين
الألفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عبادان " وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر، وكان يسكنها
جماعة من العلماء والزهاد للعبادة والخلوة. والمشهور بالانتساب إليها:
أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة بن الربيع بن صبيح العباداني
القرشي، سكن بغداد، يروي عن علي بن حرب الطائي. روى عنه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ، وأبو علي بن شاذان البزاز وجماعة.
وأبو بكر محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد بن يحيى بن سعيد بن بشر القرشي
العباداني، هو من ولد عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز، سكن البصرة، وكان أبوه
شيخ الصوفية في وقته، وله بالبصرة رباط ينسب إليه بالقرب من الجامع. وأما أبو بكر فكان
أحد المذكورين بالصلاح والخير ورد بغداد سنة أربعمائة، وحدث بها عن يوسف بن يعقوب
النجيرمي، وفارق بن عبد الكبير الخطابي. روى عنه حفيده، والحسن بن محمد الخلال،
122

وعبد العزيز بن علي الأزجي، وكان صدوقا وتوفي في شهر رمضان سنة خمس عشرة
وأربعمائة.
وحفيده أبو طاهر جعفر بن عباد العباداني القرشي، من أهل البصرة، يروي عن
القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي. روى لنا عنه أبو محمد جابر بن محمد الأنصاري
بالبصرة، وأبو الفتح عبد الرزاق بن محمد المقرئ بأصبهان وغيرهما. وتوفي في سنة نيف
وتسعين وأربعمائة.
ومن القدماء: محمد بن مقاتل العباداني، يروي عن حماد بن سلمة. روى عنه
مصلح بن الفضل الأسدي وأهل العراق.
وأبو عاصم عبد الله بن عبيد الله العباداني، ويقال: عبيد الله بن عبد الله العباداني،
وقد قيل: عبد الله بن عبيد المرائي، من أهل البصرة، يروي عن علي بن زيد بن جدعان.
روى عنه أهل البصرة، وقال أبو حاتم بن حبان: وكان يخطئ.
العبادي: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء الموحدة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب، والمشهور بهذه النسبة جماعة كثيرة، منهم:
القاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عباد العبادي
الهروي، وكان إماما مفتيا مناظرا دقيق النظر، تفقه بهراة على القاضي أبي منصور الأزدي،
وبنيسابور على القاضي أبي عمر البسطامي، وصنف الكتب في الفقه مثل كتاب " المبسوط "
و " الهادي إلى مذاهب العلماء " في الفقه، وكتابا في " الرد على القاضي السمعاني "
وغيرهما، وسمع الحديث الكثير وحدث، ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وتوفي في شهر
شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وبمرو قرية كبيرة يقال لها: " سنج العبادي " منها:
أبو الحسين أردشير بن أبي منصور العبادي الملقب بأمير، كان واعظا مليح الوعظ،
حسن السيرة، ظهر له القبول التام ببغداد فيما بين العوام، وكان يروي الحديث عن
أبي عبد الله محمد بن الحسن المهربندقشايي، روى لنا عنه أبو بكر عتيق بن علي الغازي
المقرئ، ومات سنة نيف وتسعين وأربعمائة.
وابنه الأمير أبو منصور المظفر بن أبي الحسن بن أبي منصور العبادي، من أهل مرو،
أحد من اشتهر بحسن الوعظ وتنميق العبارة وتحسينها، وصار رسولا من السلطان إلى بغداد،
123

وكان سمع الحديث الكثير بنيسابور من أبي علي نصر الله بن أحمد الخشنامي، وأبي عبد الله
إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبي عبد الله محمد بن الرشيدي، وأبي الفضل
العباس بن أحمد الشقاني وطبقتهم. سمعت منه أحاديث يسيرة ببنج دية، وكان صحيح
السماع، ولم يكن بموثوق به في دينه، رأيت منه أشياء، وطالعت بخطه رسالة جمعها في
إباحة الخمر وشربها! وتوفي بعسكر مكرم في بلاد الخوز في سنة سبع وأربعين وخمسمائة ثم
حمل إلى بغداد ودفن بها.
العبادي: بضم العين المهملة، وفتح الباء المخففة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها
الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عباد " وهو: ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن
علي، والمشهور بالنسبة إليهم:
عبد الله بن محمد العبادي، يروي عن الحسن بن حبيب بن ندبة. حدث عنه عبدان
وغيره. قال الصوري: العبادي وشدد الباء ثم قال: العبادي: منسوب إلى بني عباد بن
ربيعة. ولست أعرف من اسمه عباد، وإنما هو عباد بالتخفيف. قاله ابن ماكولا.
وعبادة: حي من العرب كثير عددهم، نزلوا على جانب من الفرات (1). سمعت أبا أربد
الخفاجي في برية السماوة وقلت: أي العرب؟ فقال: نحن أكثرهم عددا وخيلا،
وعبادة أكثر جملا، وغزية أكثر رجلا. ثم قال: يكون في قبيلتنا خفاجة ستون ألف فارس!
ومن ولد عبادة بن الصامت:
أبو إسحاق إبراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة بن الصامت العبادي،
ينزل الثغر الشامي، وحدث عن علي بن المديني، وعبد الرحمن بن عفان الصوفي. روى
عنه أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني وقال: كان
إبراهيم بن الحارث العبادي بغداديا، كتبنا عنه بطرسوس. وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن
هارون الخلال: إبراهيم بن الحارث العبادي رجل من كبار أصحاب أبي عبد الله يعني
أحمد بن حنبل روى عنه أبو بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل، وجماعة من الشيوخ

(1) قال ابن الأثير: " لم يذكر السمعاني من أي العرب عبادة، ولا ذكر أحدا ممن فيها من كثرتها وهو: عبادة بن عقيل بن
كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن
مضر ".
124

المتقدمين، وكان أبو عبد الله يعظمه ويرفع من قدره ويحتمله في أشياء لا يحتمل فيها غيره،
يبسطه في الكلام بحضرته، ويتوقف أبو عبد الله عن الجواب في الشئ فيجيب بحضرة
أبي عبد الله، فيعجب أبو عبد الله ويقول: جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق. حكى ذلك أبو بكر
الأثرم.
العبادي: بضم العين المهملة، وفتح الباء المشددة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها
الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عباد " بن ربيعة، والمنتسب إليه:
عبد الله بن محمد العبادي، وقد ذكرنا أن الصوري شدد الباء وقال: منسوب إلى بني
عباد بن ربيعة. قال ابن ماكولا: ولست أعرف من اسمه عباد، وإنما هو عباد بالتخفيف.
العبادي: بكسر العين المهملة، وفتح الباء المخففة المنقوطة بواحدة، وفي
آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عباد " وهي قبيلة (1) من تجيب، وعدي بن زيد العبادي، شاعر
مشهور، وأولاده.
وعتبة بن المنذر العبادي، يروي عن أبي أمامة الباهلي. ذكره أحمد بن محمد بن
عيسى في " تاريخ الحمصيين ".
وعباد بطن من تجيب، نزل مصر، منهم:
سليمان بن أبي صالح مولى الحصين بن عبد الرحمن التجيبي ثم العبادي، كان من
عمال الخراج بمصر زمن ابن الحبحاب.
وولده سلمة بن سليمان، كان عاملا في أيام المنصور. قاله ابن يونس.

(1) عبارة ابن ماكولا 6: 344، وابن الأثير: " بطن " وهي أولى. انظر ما تقدم تعليقا ص 310.
ثم قال ابن الأثير: " قلت: قوله: تجيب عباد: فإن أراد عباد بن عقبة بن السكون فليس من تجيب، لان
تجيب ولد عدي سعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون. نسبوا إلى أمهم تجيب بنت ثوبان بن سليم بن رهاء، من
مذحج. وإن أراد غيره فقد فاته هذا عباد، ينسب إليه خلق كثير، منهم: عبادة بن نسي الكندي السكوني العبادي،
قاضي الأردن، كان من صالحي التابعين. نسي: بضم النون، وفتح السين المهملة.
وفاته النسبة إلى: عباد الحيرة، وهم عدة من قبائل شتى، نزلوا الحيرة، وكانوا نصارى، ينسب إليهم
كثير، منهم: عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب بن مجروف بن عامر بن عصبة بن امرئ القيس بن زيد مناة بن
تميم التميمي العبادي، الشاعر المشهور، وكل من العباد ينسب إلى قبيلته، وكلهم يقال لهم: عباد ".
قلت: الصواب في اسم جد عدي بن زيد أنه بالراء لا بالدال. أنظر " الاكمال " 2: 549.
125

وشعيب بن يحيى بن السائب العبادي من تجيب، أبو يحيى، يروي عن مالك بن
أنس، ويحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وكان رجلا صالحا. توفي سنة إحدى عشرة
ومائتين، ويقال: سنة خمس عشرة. قاله ابن يونس.
وليس عدي بن زيد منهم.
أبو يحيى شعيب بن يحيى بن السائب التجيبي ثم العبادي، والعباد بطن من السكون،
يروي عن يحيى بن أيوب، ومالك، ونافع بن يزيد، وكان رجلا صالحا غلبت عليه العبادة.
توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وقيل سنة خمس عشرة ومائتين.
وعمر بن مصعب بن أبي عمر بن زرارة بن عمرو بن هاشم العبادي، أندلسي، قاله
ابن يونس.
العبابي: بفتح العين المهملة، والباء الموحدة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها.
هذه النسبة إلى " بيع العباء " وهو الكساء، والمشهور بهذه النسبة:
أبو أحمد محمد بن يحيى العبايي السمرقندي، يروي عن عبد العزيز بن المرزبان،
روى عنه علي بن إبراهيم بن نصرويه السمرقندي الذي ورد علينا بغداد، قاله ابن ماكولا،
وقال: أظنه بيع العباء. يعني إلى بيعه.
عبد: هو عبد بن عابد المتوطن برباط الجوزناوس، كان رجلا صالحا زاهدا كثير
السماع، يروي الكتب الكثيرة عن عبد الله بن سعد الزاهد الكرداني. روى القاضي الامام
عماد الدين أبو بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي تلميذ الأستاذ شمس الأئمة
أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني رحمهما الله عن عبد بن عابد الكثير من الكتب،
منها:
كتب أبي عبد الرحمن بن أبي الليث: " كتاب البستان " و " كتاب أحداث الزمان "
و " كتاب علامات الاخبار " و " أخبار القرآن " و " تفسير مسند فضائل الرباط " و " فضائل
المصيبة " و " فضائل عاشوراء " و " كتاب ذكر الصالحين " يرويها عن عبد بن سعد، عن
أبي النضر محمد بن أحمد البزاز، عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث.
و " كتاب بدء الخلق " عن وهب بن منبه، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد
والحسن بن حميد، عن أبي علي محمد بن محمد بن الحارث الحافظ، عن صالح بن سعيد
الزبيدي، عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه.
126

و " كتاب الجهاد " عن ابن المبارك، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد، عن
أبي النضر، عن أبي عبد الله محمد بن حامد، عن علي بن إسحاق بن عبد الوارث بن
عبيد الله العتكي، عن ابن المبارك.
و " كتاب المناجاة " عن كعب الأحبار، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد،
عن أبي النضر عن أبي عبد الله محمد بن الفضل البلخي، عن أبي سهل فارس بن عمرو،
عن واصل بن إبراهيم، عن حبلة، عن ابن نعامة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن كعب
الأحبار.
و " كتاب الألوية " و " حديث الصور " يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد، عن
أبي النضر محمد بن أحمد البزار وأبي بكر محمد بن أحمد، عن أبي الحسن عبد الرزاق بن
محمد الفارسي المصنف.
و " كتاب التفسير " عن عبد بن حميد الكشي، يرويه عن عبد بن عابد، عن الحسن بن
حميد، وعن أبي سعد بن بكر بن المرزبان، عن عبد بن حميد. وبرواية أخرى عن عبد، عن
عبد، عن أبي النضر، عن نوح بن جناح، عن عبد بن حميد.
و " مسائل عبد الله بن سلام " يرويها عن عبد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق
البخاري، عن أبي يعقوب يوسف بن أبي سعيد، عن أبي موسى عبد الله بن منصور
الطواويسي، عن عبد الله بن أبي حنيفة الدبوسي، عن محمد بن عبد الملك المروزي، عن
أبي قتادة عبد الله بن واقد الحراني، عن جعفر بن محمد الحنظلي، عن جويبر بن سعيد،
عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
و " كتاب العين " عن الحجاج بن منهال، يرويه عن عبد، عن عبد، عن عبد الله، عن
جده، عن أبي حامد البلخي، عن أبي حفص عمر بن حفص الباهلي، عن الحجاج بن
منهال.
و " كتاب رسالة مالك بن أنس إلى هارون الرشيد " يرويه عن عبد، عن عبد، عن
أبي القاسم عمرو بن محمد الأنصاري، عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله، عن أبي بكر بن
عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (1)، عن مالك بن أنس، أنه كتب إلى هارون
الرشيد.

(1) هكذا، وظاهر أنه حصل سقط من رجال النسب، أو اختصار.
127

و " كتاب غريب الحديث " عن أبي عبيد القاسم بن سلام البغدادي، يرويه عن عبد،
عن عبد، عن سعيد بن إبراهيم بن معقل النسفي، قال: قرئ على علي بن عبد العزيز
قال: سمعت مرارا " كتاب غريب الحديث " عن أبي عبيد.
و " كتاب مواعظ أبي الليث البخاري " يرويه عن عبد بن عابد المتوطن برباط الجوز
هذا، عن عبد بن سعد هذا، عن أبي النضر محمد بن أحمد البزار، عن أبي عبد الرحمن،
عن أبيه أبي الليث.
و " كتاب أحكام القرآن " عن محمد بن الأزهر، يرويه عن عبد، عن عبد، عن
أبي النضر محمد بن أحمد البزار، عن الربيع بن حسان الكشي، عن محمد بن الأزهر.
و " كتاب مواعظ الحسن بن أبي الحسن البصري " يرويه عن عبد، عن عبد، عن
أبي القاسم عمرو بن محمد بن عامر الأنصاري، عن يعقوب بن إسحاق. عن أبي عبيدة
هلال بن فياض، عن أبي عبيد الناجي، عن الحسن البصري.
و " كتاب مواعظ فضيل بن عياض " يرويه عن هذا، عن هذا، عن أبي النضر
محمد بن أحمد البزار، عن محمد بن سعيد، عن أبي يعقوب، عن أبي نصر، عن
إبراهيم بن الأشعث، عن فضيل بن عياض.
و " كتاب الأطعمة " عن وكيع بن الجراح، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن
سعد، عن أبي النضر، عن أبي بكر الأعمش، عن موسى بن نعيم أبي عمران القطان، عن
علي بن حكيم، عن وكيع.
و " كتاب الزهد والآداب " عنه بهذا الاسناد أيضا.
و " كتاب الورع " عن ابن أبي الدنيا، يرويه عن عبد، عن عبد، عن أبي أحمد، عن
أبي عمرو، عن ابن أبي الدنيا، وهو: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي.
و " كتاب التقوى والقنوت " و " كتاب ذم الدنيا " عن ابن أبي الدنيا أيضا، يرويه عن
عبد بن عابد، عن عبد بن سعد، عن محمد بن شبيب، عن ابن أبي الدنيا.
و " كتاب التعبير " عن محمد بن سيرين، يرويه عن عبد، عن عبد، عن أبي النضر،
عن أبي عبد الرحمن، عن أبي جعفر الحمار، عن محمد بن سيرين.
و " كتاب صفة الجنة والنار " عن أبي بكر محمد بن فضل البلخي، يرويه عن عبد،
128

عن عبد، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المروزي، عن أبي بكر محمد بن فضل.
و " كتاب العالم والمتعلم " عن أبي بكر الوراق الترمذي، يرويه عن عبد، عن عبد،
عن أبي محمد الصفار، عن أبي بكر الوراق.
و " كتاب المبتدأ " بهذا الاسناد.
عبدان: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الذال المهملة، وفي
آخرها النون.
هذه الكلمة للامام أبي محمد عبد الله بن محمد بن عيسى المروزي المعروف
ب‍ " عبدان " الإمام الزاهد الحافظ الورع، أصله من جنوجرد ومسجده مشهور في فاصه (؟)
سكة عبد الكريم، كان إماما في عصره بمرو، من أصحاب الحديث، وأول من حمل
" مختصر المزني " إلى مرو، وقرأ علم الشافعي على المزني والربيع، وأقام بمصر سنين
كثيرة. كان فقيها حافظا للحديث زاهدا.
وكان الأمير إسماعيل بن أحمد يتمنى لقاءه، وكان عبدان لا يدخل عليه إلى أن نوى
عبدان الخروج إلى الحج. كما قال أبو ذر البخاري: صار إلي عبدان بن محمد وقال: أحب
أن آتي الأمير إسماعيل بن أحمد وأدخل عليه. قال: فأكملت وأعلمت الأمير، فسر بذلك،
وجاءني حتى دخلنا على الأمير، فرحب به ثم قال: إني أريد الخروج إلى الحج، وجئتك
أستأذنك في ذلك. فاشتد ذلك على الأمير وقال: هل بلغك أني منعت أحدا من الحج حتى
تحتاج إلى الاستئذان؟! فقال عبدان: ليس لهذا استأذنت، ولكن لان الله عز وجل قال:
(وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه) إلى قوله: (فإذا استأذنوك
لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم) (1) وبلغني عنك العدل فأحببت أن أخرج بإذنك. قال:
فسر بذلك الأمير واستبشر، وبعث على يدي إليه: إما دراهم، وإما دنانير: قال: فحملت
إليه، فلم يقبل وقال: لا حاجة لي في ذلك!
وكات خرجة عبدان هذه سنة سبع وثمانين ومائتين. وعن محمد بن عبد الله السني
يقول: خرجت بخروج عبدان إلى الحج، فلما بلغنا نيسابور أخذ محمد بن إسحاق بن
خزيمة يبعث إليه رقاع الفتاوي ويقول: لا أفتي ببلدة أستاذي بها!
وكان أول رحلة عبدان إلى قتيبة بن سعيد، ثم خرج سنة أربع (2) ومائتين، فسمع

(1) الآية من سورة النور رقم 62.
(2) هكذا، وهو خطأ جزما، فقد كانت ولادة المترجم سنة 220.
129

بالعراق والحجاز والشام ومصر، فأما شيوخ عبدان بخراسان: فقتيبة بن سعيد، وعلي بن
حجر، عبد الله بن منير، ومحمود بن عبدان، وأحمد بن عبد الله بن حكيم. وشيوخه
بالعراق: فأبو كريب محمد بن العلاء، وهارون بن إسحاق الهمداني، وجويرية بن محمد
المنقري، وخالد بن يوسف السمتي، وأبو موسى، وبندار، وعمرو بن علي الفلاس،
ومحمد بن زياد الزيادي. وأما شيوخه بالحجاز: فعبد الله بن محمد الزهري،
وعبد الجبار بن العلاء العطار، وأما شيوخه بالشام: فهشام بن عمار، ودحيم بن اليتيم.
وبمصر: فأبو الطاهر بن السرح، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ويونس بن
عبد الأعلى، والربيع بن سليمان.
وروى عن عبدان: أبو نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري، وأبو العباس محمد بن
عبد الرحمن الدغولي، وعمر بن أحمد بن علي الجوهري فمن بعدهم من شيوخ خراسان:
أحمد بن كامل بن خلف القاضي، وعبد الباقي بن قانع الحافظ، وسليمان بن أحمد
الطبراني.
وصنف عبدان " كتاب المعرفة " في مائة جزء، و " كتاب الموطأ "، وجمع " حديث
مالك "، واجتمع في عبدان أربعة أنواع من المناقب: الفقه والاسناد، والورع والاجتهاد.
وممن تخرج على عبدان في الفقه من المراوزة: أبو بكر محمد بن محمود
المحمودي، وأبو الحسن بن عمرو الجنوجردي، وأبو الحسن علي بن الحسن السنجاني،
وأبو محمد الكشهيمني، وأبو العباس السياري، وأبو إسحاق الخالدآباذي المعروف
بالمروزي صاحب " الشرح ".
ولد عبدان سنة عشرين ومائتين، ومات سنة ثلاث وتسعين، وقيل سنة أربع، وقبره
بمرو خلف مقبرة تنوركران قدام رباط عبد الله بن المبارك معروف يزار، رحمه الله.
العبداني: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفتح الدال المهملة،
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " ريكنج عبدان " وهي قرية معروفة بمرو على فرسخين منها،
130

والمنسوب إليها:
أبو القاسم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد العبداني، من أهل ركينز عبدان،
كان إماما فاضلا عالما، يروي عن أبي بكر بن أبي الهيثم الترابي، وأبي محمد مكي بن
عبد الرزاق الكشميهني، وخاله القاضي أبي الحسن علي بن الحسن الدهقاني، وعرف
بأبي القاسم خواهرزادة لأنه ابن أخت القاضي علي الدهقان.
وابنه أبو سعد محمد بن عبد الحميد العبداني، كان فقيها فاضلا صالحا مكثرا من
الحديث، ولم يكن في عصره من أصحاب إمام المسلمين أبي حنيفة رحمه الله أشد عناية
بطلب الحديث منه، وعندنا له مسودات ومجموعات، سمع القاضي أبا الحسن علي بن
الحسين الدهقان، وأبا الحسن عبد الوهاب بن محمد الكسائي الخطيب، وأبا طاهر
محمد بن عبد الملك الدندانقاني وغيرهم، ولم يحدث، وإن حدث فبشئ يسير، وتوفي
في جمادي الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
العبدري: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفتح الدال
المهملة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عبد الدار " والمشهور بالنسبة إليهم:
عبد الحميد بن زكريا بن جهم العبدري، وأخوه عبد الله. له ولأخيه رواية. وحكى
عبد الحميد عن أبيه.
ومحمد بن راشد بن أبي سكنة العبدري، تقدم ذكره، وعده ابن يونس في جملة سبعة
عشر رجلا ينفرد بالرواية عنهم حرملة بن عمران.
ومصعب بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن بني عبد الدار، يروي عن يعلى بن
أبي يحيى.
العبدشي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الدال المهملة أيضا،
وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " عبد شويه " وهو اسم رجل وهو:
محمد بن عبد الملك بن سلمة العبدشي النيسابوري، يعرف بابن عبدشويه، سمع
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وغيره، وفي الرحلة محمد بن منصور الجواز وغيره. روى عنه
عبد الله بن سعد الحافظ.
131

العبدكي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الدال المهملة، وفي
آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى " عبدك " وهو والد علي بن عبدك، واسمه عبد الكريم، وعبدك
صاحب محمد بن الحسن الفقيه، وتفقه عليه، والمشهور بهذه النسبة.
أبو أحمد محمد بن علي بن عبدك الشيعي العبدكي، من أهل جرجان كان مقدم الشيعة
وإمام أهل التشيع بها، سمع عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني وأقرانه. روى عنه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ البيع وعرفه ونسبه هكذا وقال: كان من الأدباء الموصوفين بالعقل
والكمال وحسن النظر، استوطن نيسابور، وبنى بها الدار والحمام المعروف بباب غرزة،
وتوفي بعد الستين والثلاثمائة بجرجان.
العبدلي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الدال المهملة، وفي
آخرها اللام.
هذه النسبة إلى رجلين وموضع.
أحدهما: إلى " بني عبد الله " وهو بطن من خولان.
والثاني: جماعة من أصحاب " أبي عبد الله بن كرام " انتحلوا مذهبه فنسبوا إليه.
وجماعة إلى قرية " عبد الله " وهي قرية كبيرة بأسفل أرض واسط العراق.
فأما من انتسب إلى بني عبد الله فهو:
أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن
كعب بن سلمة الخولاني العبدلي، قال أبو سعيد بن يونس: هو من بني عبد الله من
أنفسهم، يروي عن يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وكان ربعة
من الرجال دحداحا (1)، وكان صالحا حسن الصلاة، ثقة أمينا، وتوفي في رجب سنة تسع
وعشرين وثلاثمائة، وكانت وفاته بيركون قرية من شرقية فسطاط مصر.
وأبو القاسم محمود بن علي بن إسماعيل البخار العبدلي الصوفي، من ساكني قرية
عبد الله، شيخ فاضل حسن النسبة، صالح سليم الجانب جميل الامر نظيف، كان يعظ

(1) أي: قصيرا، فكأنه ربعة وإلى القصر ما هو.
132

ببغداد وواسط، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد البطر القاري، وأبا عبد الله الحسين بن
أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، ما اتفق أني كتبت عنه بقرية عبد الله شيئا، وصادفته
بهراة، وكتبت عنه ببغداد، وكانت ولادته في سنة ثمانين وأربعمائة، وتركته حيا في سنة سبع
وثلاثين وخمسمائة.
العبد الملكي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وضم الدال والميم
المفتوحة، بينهما الألف واللام، بعدهما اللام المكسورة، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى " عبد الملك " وهو اسم لجد المنتسب إليه، ولا أعرف أحدا بهذه
النسبة إلا أبا محمد أحمد بن محمد بن عبد الملك العبد الملكي ابن بنت عمار بن رجاء
الاستراباذي، عرف بهذه النسبة، من إستراباذ، يروي عن عمران بن موسى السختياني،
وأحمد بن محمد بن عمر التاجر مات بعد الخمسين والثلاثمائة.
العبدوسي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وضم الدال المهملة،
بعدها الواو، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " عبدوس " وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو:
أبو القاسم عبد الله بن العباس بن أبي يحيى بن أبي منصور بن عبد الله بن عبدوس بن
أحمد بن عبدوس السرخسي، المعروف بالقاضي العبدوسي، من أهل سرخس، كان من
مفاخر بلده، فقيها متقنا فاضلا مبرزا مناظرا حافظا للمذاهب، تفقه على أبي سفيان محمد بن
محمد بن الفضل القاضي، وتبحر في العلم، سمع الامام أبا علي زاهر بن أحمد الفقيه،
وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أبي إسحاق بن محمد بن إبراهيم الحجاجي وغيرهما. روى
لي عنه أبو نصر محمد بن محمود السرهمرد بمرو، وأبو نصر محمد بن أبي عبد الله الحموشي
بسرخس، ولم يحدثني عنه سواهما، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة
بسرخس.
العبدوي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الدال المهملة، وقيل في
هذه النسبة: عبدويي.
وهذه النسبة إلى " عبدويه " فإن قيل كما يقول النحويون " عبدويه ": فالنسبة إليه
" عبدوي " بفتح الدال، وإن قيل كما يقول المحدثون " عبدويه " بضم الدال: فالنسبة إليه
" عبدويي ". فمنهم:
133

أبو نصر أحمد بن إسحاق بن سليمان بن عبدويه العبدويي، سمع محمد بن
عبد الوهاب العبدي، والسري بن خزيمة ولم يحدث. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ
حكاية من لفظه وتوفي سلخ المحرم سنة أربعين وثلاثمائة.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن سلام بن عبدويه العبدويي، سكن مصر، من أهل بغداد،
وحدث بها عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، وأبي معمر الهذلي، وداود بن رشيد،
ومحمد بن بكار بن الريان، والحسن بن عيسى الماسرجسي. روى عنه أبو جعفر الطحاوي.
وأبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى، والحسن بن الخضر السيوطي، وكان من أهل الخير
والفضل. قال أبو سعيد بن يونس: هو من خيار عباد الله. مات بمصر في جمادي الأولى سنة
اثنتين وثلاثمائة، وعمي قبل وفاته بيسير.
وأبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد الله بن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود العبدويي الهذلي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ
وقال: أبو حازم بن أبي الحسن العبدويي، ابن أخي شيخنا أبي عبد الله العبدويي وكان من
أفاضل المسلمين، وأبو حازم ممن تقدم ذكره في كثرة السماع والرحلة في طلب الحديث،
سمع بنيسابور بعد الخمسين والثلاثمائة، ثم أدرك الشيخ أبا بكر الإسماعيلي وأكثر منه،
وأدرك بهراة الأسانيد العالية، وحج سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. وسمع بالعراق والحجاز.
وحدث بانتخابي عليه. وقال أبو بكر الخطيب في " تاريخ بغداد ": أبو حازم العبدويي كتبت
عنه الكثير، وكان ثقة صادقا عارفا حافظا، يسمع الناس بإفادته ويكتبون بانتخابه، ومات يوم
عيد الفطر من سنة سبع عشرة وأربعمائة.
وأبوه أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العبدويي، أخو أبي عبد الله العبدويي، وكان عارفا
زاهدا، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق
السراج، وبهراة أبا يزيد حاتم بن محبوب. وأبا علي أحمد بن محمد بن رزين. روى عنه
الحاكم أبو عبد الله وقال: توفي في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة
عاصم.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي العبدويي، عم أبي حازم، كان معروفا كثير السماع
والرحلة في طلب الحديث، والتصنيف وإفادة الناس في الحضر والسفر، سمع بنيسابور
أبا عبد الله البوشنجي، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وبهراة أحمد بن نجدة،
134

وبالعراق أبا خليفة القاضي، وبالحجاز المفضل بن محمد الجندي، وبمصر علان بن
أحمد بن سليمان، وبالشام أحمد بن عمير بن جوصا، وبالجزيرة أبا عروبة الحراني،
والأهواز عبدان بن أحمد العسكري، وكان يستملي على أبي بكر بن إسحاق بن خزيمة.
روى عنه أبو إسحاق المزكي. وأبو محمد بن زياد، والحسن بن محمد الماسرجسي، وتوفي
شهيدا بالكوفة سنة القرمطي أصابته جراحة في البادية، فرد إلى الكوفة، فمات بها في عشر
ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
العبدي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال
المهملة.
هذه النسبة إلى " عبد القيس " في ربيعة بن نزار، وهو: عبد القيس بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، والمنتسب إليه مخير بين أن يقول " عبدي " أو
" عبقسي ".
فأما العبدي: فممن نسب بهذه النسبة:
الجارود بن المعلى العبدي، من عبد القيس، قدم من البحرين وافدا على رسول الله
صلى الله عليه وآله، وكان سيد عبد القيس، وقد قيل: الجارود بن العلاء، والأول
أصح، والجارود لقب، واسمه: بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى، نسب إلى جده،
سكن البصرة، حديثه عند أهلها قتل في خلافة عمر بأرض فارس غازيا، وكان كنيته
أبا غياث. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
وأبو بكر معاذ بن خالد بن شقيق بن دينار العبدي، مولى عبد القيس، من أهل مرو،
يروي عن حماد بن سلمة، وابن المبارك. روى عنه محمد بن عبد الله بن قهزاد، مات قبل
الثمانين ومائتين.
ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم بن كثير الدورقي العبدي، وهو من عبد القيس بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، وقد ذكرناهما في حرف الدال، في " الدورقي ".
وجهير بن يزيد العبدي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من عبد القيس، بصري، كنيته
أبو حفص الزاهد، يروي عن ابن سيرين. يروي عن النضر بن طاهر القيسي.
والحسن بن شقيق بن محمد بن دينار بن مشعب العبدي، من أنفسهم، من أهل مرو،
قال: رأيت عبد الله بن بريدة يبول في الماء الجاري. روى عنه ابن علي بن الحسن بن شقيق
صاحب ابن المبارك وقد ذكرناه في " الشقيقي " في " الشين مع القاف ".
135

وأبو هارون العبدي، من التابعين، يروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مررت ليلة أسري بي إلى السماء فرأيت يوسف، فقلت: يا جبريل من
هذا؟ فقال: يوسف الصديق. قالوا: كيف رأيته يا رسول الله؟ قال: كان كالقمر ليلة
البدر ".
وأبو يعقوب واقد العبدي، ولقبه: وقدان. روى عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي.
وأبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري، من ثقات تابعي أهل البصرة،
سمع ابن عمر، وجابرا، وابن عباس، وأبا سعيد الخدري، وسمرة بن جندب، وأنس بن
مالك وغيرهم. روى عنه قتادة، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، والجريري، وداود بن
أبي هند، وأبو مسلمة، وأبو الأشهب وغيرهم. قال البخاري: مات أبو نضرة قبل الحسن
البصري بقليل. قال: مات سنة ثمان ومائة، وأوصى أن يصلي عليه الحسن.
ومحمود بن والآن العبدي المروزي الساسجردي، من قرية ساسجرد، وكان من شيوخ
المراوزة ومن قدمائهم، روى عن الكبار من المروزيين نحو: علي بن حجر، وأحمد بن
عبد الله بن الحكيم الفرياناني، وأبي داود سليمان بن معبد؟ السنجي، وعلي بن خشرم،
وأبو عبد الله محمد بن علي الحافظ الهروي، وعمار، وسعيد بن شهاب، ومحمد بن أبان،
وقتيبة بن سعيد. ومحمد بن علي بن حرب، وأبو عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن
عبدان، وعلي بن هلال، ومحمد بن عبد الله، وعبد العزيز بن مسلم، وحميد بن زياد،
وأحمد بن مصعب وغيرهم.
قال محمود بن والآن: أنبأنا أحمد بن عبد الله بن الحكيم، أنبأنا سهل بن مزاحم، عن
سلام، عن زيد العمي، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أوحى الله تعالى إلى موسى: يا موسى أتحب أن أسكن معك في بيتك؟ قال: فخر لله
ساجدا قال: يا رب وكيف تسكن معي في بيتي وأنت منزه عن المكان؟ قال: يا موسى أما
علمت أني جليس من ذكرني، وحيثما التمسني عبدي وجدني! " (1).

(1) في " كنز العمال " 1: 432 و " منتخبه " على حاشية " المسند 1: 331: رواه " ابن شاهين في " الترغيب في
الذكر " عن جابر، وفيه محمد بن جعفر المدائني، قال أحمد: لا أحدث عنه أبدا، عن سلام بن سلم المدائني
متروك، عن زيد العمي، ليس بالقوي ".
136

وروى محمود بن عبد الله بن منير أيضا، ومحمود بن عصام، والعلاء بن الفضل،
وعمرو بن سهل وغيرهم.
روى عنه: الحسين بن بكر البركاني وغيره.
وروى عن عبد العزيز بن مسلم، عن المقبري، عن ابن لهيعة، عن مشرح بن
هاعان، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل ميت يختم على
عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يجري له أجر عمله حتى يبعث ". وقد مر ذكر وفاته
ومولده في " حرف السين المهملة " في: " الساسجردي ".
وأبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، محدث كبير ثقة، حدث ببغداد وسر من
رأى، سمع إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك، والمبارك بن سعيد، وعيسى بن
يونس، وعبد السلام بن حرب، وهشيم بن بشير الواسطي، وجرير بن عبد الحميد،
وعباد بن عباد، وبشر بن المفضل، وخالد بن الحارث، وإسماعيل بن علية، وأبا حفص
الابار، ومروان بن معاوية الفزاري، والوليد بن بكير،، والمطلب بن زياد الثقفي، وعيينة بن
سليمان الكلابي، وأبا معاوية، وعلي بن ثابت الجزري. روى عنه جماعة من الكبار:
أبو عيسى الترمذي، ومعاذ بن المثنى العنبري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن
ناجية، وأبو القاسم البغوي، وأبو علي إسماعيل بن محمد الصفار النحوي وغيرهم، وعاش
رحمه الله مائة وعشر سنين. وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي العشرة المبشرين: أبو بكر،
وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد، وسعيد، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن، وأبو عبيدة.
ولد في سنة خمسين ومائة، ومات سنة سبع وخمسين ومائتين، ودفن بسر من رأى. وعن
محمد بن المسيب يقول: سمعت الحسن بن عرفة يقول: قد كتب عني خمسة قرون. وولد
بشر بن الحارث، والشافعي، والحسن بن عرفة في تلك السنة. مذكور في " تاريخ
الخطيب ".
وأبو عبد الله محمد بن كثير العبدي، من ثقات البصرة، سمع سفيان الثوري.
وشعبة بن الحجاج، وإسرائيل، وعبد الله بن المبارك. روى عنه علي بن المديني،
ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو العباس أحمد بن محمد البسري ومحمد بن إسماعيل
البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب
الجمحي، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن فتين العبدي. روى عنه والدي الامام
137

محمد، وذكره في " أماليه "، يروي عن أبي طاهر محمد بن محمد بن الحسين الصباغ.
والأشج العبدي: هو: منذر بن عائذ بن عصر، وكان عمرو بن بعد قيس ابن أخته،
وهو أول من أسلم من ربيعة، وذلك أن الأشج بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم علمه، فلما لقي
النبي صلى الله عليه وسلم أسلم وأتى الأشج فأخبره بأخباره، فأسلم الأشج وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
" يا أشج إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والحياء ".
وصحار بن عباس العبدي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أخطب الناس، وكان أحمر
أزرق، وقال له معاوية، يا أزرق! قال: البازي أزرق. قال: يا أحمر! قال: الذهب
أحمر. وكان عثمانيا، وهو جد جعفر بن يزيد، وكان فاضلا خيرا عابدا. قد روى صحار عن
النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة.
والجارود العبدي الذي ذكرناه في ترجمة العبدي. وهو: بشر بن عمرو بن حنش بن
المعلي، من عبد القيس، وأسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وابنه: عبد الله بن الجارود، وكان يلقب العضاد (1) لقصره، وكان رأس عبد القيس،
واجتمعت عليه القبائل من أهل البصرة والكوفة، فولوه أمرهم، وقاتلوا الحجاج، وظفر بهم،
وأخذه الحجاج وصلبه.
وابنه: المنذر بن الجارود، ولي إصطخر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وابنه: الحكم بن المنذر، سيد عبد القيس، وفيه يقول الكذاب الحرمازي:
يا حكم بن المنذر بن الجارود * سرادق المجد عليك ممدود
أنت الجواد بن الجواد المحمود * نبت في الجود وفي بيت الجواد
والعود قد ينبت في أصل العود
ومات في حبس الحجاج الذي يعرف بالديماس.
وأبو عائشة زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن ليث بن
ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبدي، وقيل:
يكنى أبا سلمان، وقيل أبا عبد الله، وقيل أبا مسلم، وقيل له كنيتان: أبو عبد الله

(1) رسمت في الأصل " الصاو " ولعل صوابه ما أثبته، فإنه من أسماء القصر، ثم رأيت في " جمهرة أنساب " ابن حزم
ص 296: " يلقب: بظئر العناق ".
138

وأبو عائشة، وهو أخو صعصعة وسيحان ابني صوحان العبدي، نزل الكوفة، من التابعين،
سمع عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما. روى عنه أبو وائل شقيق بن
سلمة الأسدي، والعيزار بن حريث وغيرهما. روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من سره أن ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه
إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان ". وقطعت يد زيد في جهاد المشركين، وعاش بعد
ذلك دهرا حتى قتل يوم الجمل. روى العيزار بن حريث قال: قال زيد بن صوحان: لا تغسلوا
عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا إلا الخفين، وارمسوني في الأرض رمسا فإني رجل محاج
وروي: أحاج يوم القيامة. قال يعقوب بن سفيان: قتل زيد بن صوحان يوم الجمل،
وكانت وقعة الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة.
وأبو بكر يموت بن المزرع بن يموت بن عدس بن سيار بن المزرع بن الحارث بن
ثعلبة بن عمرو بن ضمرة بن دلهاث بن وديعة بن بكر بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن
عبد القيس العبدي، بصري، من أهل العلم والأدب، كان صاحب أخبار وملح وآداب، وهو
ابن أخت أبي عثمان بن بحر الجاحظ ورد بغداد سنة إحدى وثلاثمائة وهو شيخ كبير، وخرج
إلى الشام وبها مات، حدث عن أبي عثمان المازني، وأبي غسان رفيع بن سلمة دماذ،
وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن
يحيى الأزدي، وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي. روى عنه الحسن بن أحمد السبيعي،
وعبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق، وسهل بن أحمد الديباجي. وكان يقول: بليت
بالاسم الذي سماني به أبي! فإذا عدت مريضا فاستأذنت عليه فقيل: من هذا؟ قلت: أنا
ابن المزرع: وأسقطت اسمي لكي لا يتشاءم بذلك! ومات بطبرية الشام سنة ثلاث
وثلاثمائة، وقيل: بدمشق.
العبرتايي: بفتح العين المهملة، والباء الموحدة، وفتح التاء المنقوطة من فوقها
بنقطتين، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى " عبرتا " وهي قرية من نواحي النهروان، منها:
أبو الحسن (1) رجاء بن يحيى العبرتايي الكاتب، حدث عن أبي هاشم
داود بن القاسم الجعفري، وحماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي روى عنه أبو الفضل

(1) في كوبرلي و " اللباب ": " أبو الحسين ".
139

محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني الكوفي.
العبري: بضم العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عبرة " وهو بطن من الأزد. قال ابن حبيب: وفي الأزد: عبرة وهو:
عوف بن منهب بن دوس. قال: وفيها أيضا: عبرة بن زهران بن كعب بن الحارث بن
كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر من الأزد. وفيهم أيضا: عبرة بن هداد بن زيد مناة بن
الحجر بن عمران بن مزيقياء.
العبسي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وكسر السين المهملة. إلى:
" عبس " بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن
معد بن عدنان، وهي القبيلة المشهورة التي ينسب إليها العبسيون بالكوفة، ولهم بها مسجد،
وفيهم كثرة.
وجماعة ينسبون إلى " عبس مراد ". وقال ابن حبيب: في الأزد عبس بن هوازن بن
أفصى بن أسلم بن حارثة، إخوة خزاعة.
فأما المنتسب إلى عبس بطن من غطفان وهو الأشهر فمنهم:
أبو شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي، من أهل واسط، مولى لعبس، كنيته
أبو شيبة، جد أبي بكر وعثمان والقاسم بني محمد بن إبراهيم العبسي، ولي القضاء بواسط
للمنصور ثلاثا وعشرين سنة، وكان يزيد بن هارون يكتب له حيث كان على القضاء، روى
عنه إسماعيل بن أبان، وكان إذا حدث عن الحكم جاء بأشياء معضلة، وكان ممن كثر وهمه
وفحش خطؤه حتى خرج عن حج الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين هكذا ذكر أبو حاتم بن
حبان في " كتاب المجروحين ".
وابنه محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي الكوفي، والد
المشايخ: أبي بكر عبد الله وعثمان والقاسم، سمع أباه أبا شيبة، وإسماعيل بن أبي خالد،
وسليمان الأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الحميد بن جعفر. روى عنه يزيد بن
هارون، وابنه عثمان بن محمد، وسعيد بن سليمان الواسطي. وحكي عن يحيى بن معين أنه
قال: محمد بن إبراهيم بن عثمان، قد رأيته ببغداد، وكان رجلا جميلا ثقة كيسا أكيس من
يزيد بن هارون، فلم أكتب عنه شيئا، وكان على قضاء فارس. مات بفارس قديما ويزعم
140

ولده أبن أبا سعدة (1) صاحب سعد جدهم. وفي موضع آخر قال أبو زكريا: قد رأيت محمد بن
أبي شيبة أبا هؤلاء شابا جميلا، وكان ثقة مأمونا مات قبل أن أكتب عنه، ولم أكتب عنه شيئا
ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة وهو ابن سبع وسبعين.
وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي
مولاهم، من أهل الكوفة، سكن بغداد، وكان كثير الحديث واسع الرواية، ذا معرفة وفهم
وإدراك، وله " تاريخ " كبير في معرفة الرجال، حدث عن أبيه، وعميه: أبي بكر والقاسم،
وأحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وسعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن عمران بن
أبي ليلى، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني
ونحوهم. روى عنه أبو بكر محمد بن محمد بن الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد،
والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وأبو بكر الشافعي،
وأبو علي الصواف وغيرهم. وثقه صالح جزرة الحافظ، ووقع بينه وبين مطين كلام خرجا إلى
الخشونة، وبسط كل واحد لسانه في صاحبه، وتكلم في محمد بن عثمان جماعة من أهل
العلم مثل: عبد الله بن أسامة الكلبي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الرحمن بن
يوسف بن خراش، وداود بن يحيى، وجعفر الطيالسي وغيرهم. ومات ببغداد في شهر ربيع
الأول سنة سبع وتسعين ومائتين، وفي هذه السنة مات مطين أيضا بالكوفة.
وأبو فزارة راشد بن كيسان العبسي، من أهل الكوفة، يروي عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى، وميمون بن مهران. روى عنه شريك، وأهل الكوفة.
وأبو محمد عبيد الله بن موسى العبسي مولى لهم، من أهل الكوفة، يروي عن
إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش. روى عنه أهل العراق والغرباء. مات سنة اثنتي عشرة أو
ثلاثة عشرة ومائتين، وكان يتشيع.
وأما المنتسب إلى عبس مراد منهم:
أمين بن مسلم العبسي. روى عنه سعيد بن عفير.
وليث بن قيس العبسي عبس مراد، روى عن سالم بن عبد الله بن عمر. روى عنه
يزيد بن أبي حبيب.

(1) من الأصول جميعها، وفي " مشتبه النسبة " ص 54: " أبو سعيدة العبسي أسامة بن قتادة ".
141

وأما من عبس غطفان من أنفسهم صلبية: فهو:
ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد بن عبد بن مالك بن غالب بن
قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان العبسي الكوفي، من التابعين، روى عن
عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وحذيفة بن اليمان، وأبي بكرة، وعمران بن
حصين رضي الله عنهم أجمعين. روى عنه عامر الشعبي، و عبد الملك بن عمير،
ومنصور بن المعتمر، وأبو مالك الأشجعي، وحصين بن عبد الرحمن، وحميد بن هلال،
وإبراهيم بن مهاجر وطبقتهم، وكان ثقة صدوقا، وهو أخو مسعود وربيع ابني حراش.
ويقال: إن ربعيا لم يكذب قط. وكان له ابنان عاصيان في زمن الحجاج فقيل للحجاج: إن
أباهما لم يكذب كذبة قط لو أرسلت إليه فسألته عنهما! فأرسل إليه فقال: أين ابناك؟ فقال:
هما في البيت. قال: قد عفونا عنهما بصدقك.!
وحكي عن الحارث الغنوي أنه قال: آلى الربيع بن حراش أن لا تفتر أسنانه ضاحكا
حتى يعلم أين مصيره! فما ضحك إلا بعد موته. وآلى أخوه ربعي بعده أن لا يضحك حتى
يعلم في الجنة هو أو في النار؟ قال الحارث الغنوي: فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل مبتسما
على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه. توفي ربعي زمن الحجاج يعني الجماجم وكان
ممتعا بإحدى عينيه. مات سنة أربع ومائة.
والعبشمي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى بني " عبد شمس " بن عبد مناف (1). والمنتسب إلى بني عبد شمس:
علي بن عبد الله بن علي العبشمي، من بني عبد شمس، من أهل الحجاز، يروي عن
أبيه. روى عنه عمر بن سعيد بن أبي حسين.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الفقيه العبشمي، من أهل نيسابور، وكان تولى
الحكومة بسرخس، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، وأبا العباس محمد بن

(1) قال ابن الأثير رحمه الله: " قلت: فاته النسبة إلى عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، ينسب إليه كثير،
ومنهم: نميلة بن مرة صاحب شرطة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن. وقيل: النسبة إلى هذا بتشديد الباء الموحدة.
ومنهم: عرقوب بن معبد بن أسد بن شعيبة بن خوات بن عبشمس، الذي يضرب به المثل في خلف المواعيد.
وقيل: إن عرقوبا رجل من الأمم الماضية ".
قلت: هكذا جاء نسب عرقوب، وهو قول، وهكذا جاء فيه " شعيبة " وفي " جمهرة " ابن حزم ص 215:
" شعبة " وهو الظاهر، فانظره وانظر " شرح قصيدة بانت سعاد " لابن هشام ص 40.
142

يعقوب الأصم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي في شهر ربيع الآخر سنة
سبع وثمانين وثلاثمائة.
العبقري: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفتح القاف، وفي
آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عبقر " وهو بطن من بجيلة وهو: عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن
الغوث، وهو بجيلة أخو الأزد بن غوث، وابنه علقة.
من ولده: جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي، وقال الغلابي: جندب بن عبد الله بن
سفيان، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، من بني علقة بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث،
ويضرب به المثل في الشدة يقال: كأنه من جنة عبقر. قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف عمر بن
الخطاب رضي الله عنه: " فلم أر عبقريا من الرجال يفري فريه ".
العبقسي: هذه النسبة إلى " عبد القيس " وقد ذكرنا أنه ينسب إليها العبدي أيضا،
والعبقسي أشهر. والمعروف بهذه النسبة:
أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي العبقسي، من أهل مكة، سمع أبا جعفر
الديبلي، وأبا محمد بن المقرئ وغيرهما. روى عنه أبو علي الشافعي المكي، وأبو نصر
الخيراخري البخاري.
وكذلك ابنه أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس
العبقسي، شيخ مكة في عصره، سمع أبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وأحمد بن
عبد المؤمن المكي وغيرهما. سمع منه جماعة من الحجاج، وكان يحدث إلى سنة ثلاث
عشرة وأربعمائة.
والمنتسب إلى هذه القبيلة ولاء من القدماء:
أبو عبد الرحمن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى
عبد القيس، من أهل مرو. وقد ذكرناه في " الشقيقي " و " العبدي ". يروي عن
ابن المبارك، وأبي حمزة السكري، روى عنه ابنه محمد بن علي بن الحسن. كان مولده
سنة سبع وثلاثين ومائة ليلة قتل أبي مسلم بالمدائن ومات سنة خمس وعشرة ومائتين وهو
143

ابن ثمان وسبعين سنة.
العبقي: بفتح العين المهملة، وكسر الباء الموحدة أو فتحها، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " عبق " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو إسحاق إسماعيل بن عمر بن حفص بن عبد الله بن عبق بن أسد العبقي البخاري،
من أهل بخارى، هكذا ذكره أبو العباس المستغفري وقال: روى عن أبي بكر أحمد بن
سعد بن بكار الشمسي، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم السدوسي البغدادي.
وأبي صالح خلف بن محمد الخيام، وأبي جعفر محمد بن عبد الله الفقيه البلخي هو
الهنداوي، وهارون بن أحمد الاستراباذي. سألته عن سنه؟ فقال: ولدت في سنة سبع
وثلاثين وثلاثمائة، ومات ببخارى في شهر سنة سبع عشرة وأربعمائة، عاش ثمانين، ذكره
أبو كامل البصيري في كتاب " المضافات " وقال: سمعت منه الكثير، منها كتاب " المسند "
لسفيان الثوري تأليف أبي الحسن علي بن سلم الأصبهاني في مجلدتين بتمامه، يروي عن
أبي سهل هارون بن أحمد الاستراباذي، عنه، وغير ذلك من التصانيف. ويروي العبقي عن
أبي أحمد بشر بن عبد الله الرازي، عن بكر بن سهل الدمياطي. روى عنه أبو الفضل
إبراهيم بن حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن أبان الهمذاني وغيره.
العبلي: بفتح العين المهملة، والباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " العبل " وهو بطن من رعين. وعبلة بنت عبيد بن حافل بن قيس بن
حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم هي أم أمية الأصغر بن عبد شمس، وإليها ينسب ولدها
فيقال لهم: العبلات. قال ذلك الزبير بن بكار. والمشهور بالانتساب إليها:
أبو هانئ مرثد بن زيد الرعيني ثم العبلي، صاحب حرس عمر بن عبد العزيز، ممن
بايع معاذ بن جبل باليمن حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وشهد فتح مصر، يحدث عن معاذ بن
جبل، حدث عنه بكر بن سوادة، قتلته الروم بالإسكندرية.
وزرعة بن قرة بن الينحر بن رقى بن زيد بن ذي العابل بن رحيب بن ينحض بن تزايد بن
العبل بن عمرو بن مالك بن زيد بن رعين الرعيني ثم العبلي، شهد فتح مصر.
وأخوه نمران بن قرة العبلي أبو خليفة، مصري، حدث عن ليث بن سعد،
وابن لهيعة، وكان قد عمر طويلا، توفي في شهر شوال سنة سبع وأربعين ومائتين.
144

وعبد الله بن عمر العبشمي العبلي، يروي عن عبيد بن جبير. روى عنه ابن إسحاق.
وحجاج بن عبد الله بن حمرة بن شفي بن رقى بن زيد بن ذي العابل بن رحيب الرعيني
ثم العبلي، يروي عن بكير بن الأشج، وعمرو بن الحارث. روى عنه الليث بن سعد،
وعبد الله بن وهب حديثا واحدا. توفي سنة تسع وأربعين ومائة وكان أميرا على زويلة في امرأة
عبد الملك بن مروان النصيري من ولد موسى بن نصير صاحب الأندلس. قاله ابن يونس.
وأبو قرة محمد بن حميد بن هشام الرعيني العبلي.
وابنه قرة بن محمد.
وابنه أبو خليفة محمد بن قرة الرعيني العبلي.
العبودي: بفتح العين المهملة، وضم الباء الموحدة المشددة، بعدها الواو، وفي
آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عبود " وهو اسم لجد:
أبي عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن عبود بن واقد العبودي، من أهل دمشق، يروي عن
الوليد بن الوليد القلانسي، ومروان بن محمد، وهشام بن إسماعيل العطار، وأبي مسهر
عبد الأعلى بن مسهر الغساني، حدث عنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني. قال
ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بدمشق.
العبويي: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء المضمومة، مع سكون الواو، وفي
آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحت.
هذه النسبة إلى " عبويه " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بالانتساب
إليها:
أبو بكر محمد بن الحسين بن عبويه بن محمد الأنباري الأديب، من أهل مرو، شيخ
ثقة صالح صدوق، سمع أبا العباس النصري، وأبا نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري،
وأبا القاسم الحسين بن أحمد بن إسحاق. روى عنه أبو عبد الله المهربندقشايي،
وأبو الفضل، بن سهلك الطبسي، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد بن إسحاق
الداهري الدندانقاني، وأبو محمد كامكار بن عبد الرزاق بن محتاج الأديب، وأبو سهل
بريدة بن محمد بن بريدة بن أحمد بن عباس بن خلف بن برد بن حماد بن صخر بن
145

عبد الله بن بريدة الأسلمي، وأبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر وغيرهم
من الأئمة، توفي أبو بكر بن عبويه الأنباري بمرو سنة نيف وعشرين وأربعمائة (1).

(1) هذه النسبة وترجمتها في كوبرلي فقط. وما بين المعكوفين في ضبط النسبة زيادة مني.
هذا، وقد قال ابن الأثير متمما: " قلت: فاته " العبيدي " بضم العين، وفتح الباء، نسبة إلى: عبيد بن
ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، بطن من تميم، منهم: مالك ومتمم ابنا نويرة بن جمرة بن
شداد بن عبيد بن ثعلبة، أسلما وارتد مالك فقتل في الردة، وعاش أخوه متمم بعده فرثاه فأحسن ما شاء، فمن ذلك
قوله:
فقالت: أتبكي كل قبر رأيته * لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت لها: إن الشجى يبعث الشجى * ذريني فهذا كله قبر مالك
وكثير غيرهما ينسبون كذلك.
146

باب العين والتاء
العتابي: بفتح العين المهملة، وتشديد التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين، والباء
المنقوطة بواحدة بعد الألف.
هذه النسبة إلى أشياء، منها: إلى الجد وهو:
أبو خالد عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز بن أمية بن خالد بن عبد الرحمن بن
سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد القرشي الأموي العتابي، من أهل البصرة، سمع
أزهر السمان، وجعفر بن عون وغيرهما. روى عنه إسماعيل الصفار، وأبو عمرو بن السماك
البغداديان. ومات سنة أربع وثمانين ومائتين بالبصرة.
وأبو عبد الرحمن الحسن بن عثمان العتابي البخاري، وليس بالقاضي، يروي عن
عبيدة بن بلال العمي، ومحمد بن الفضل. روى عنه حفص بن داود الربعي.
وببغداد محلة يقال لها " العتابيين " بالجانب الغربي منها، وبها الشيخ الزاهد أبو الخير
أحمد بن أبي غالب بن الطلاية العتابي، سمع أبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي،
سمعت منه في محلته في مسجده.
وقد ينسب إلى أهل هذه المحلة بالعتابي.
وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد هلال بن الخبازة العتابي من العتابيين، سمع
أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز. روى لنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد
السمرقندي، ويحيى بن علي الطراح، وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
وأبو سهل العتابي روى عنه أبو أحمد بن أبي سهل العتابي، حدثنا عنه مشايخنا
والكهول ببخارى وسمرقند، وإنما قيل له العتابي لأنه كان يسكن محلة يقال له " دار
عتاب ". ومات أحمد بعد سنة عشر وخمسمائة.
ومن القدماء من هذه المحلة: أبو عثمان سعيد بن حاتم المؤذن العتابي، دار عتاب،
يروي عن أسباط بن اليسع، وعلي بن أبي هريرة، وأبي عبد الله بن أبي حفص الكبير. روى
عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحيم الكندي.
وأما أبو عمرو كلثوم بن عمرو بن أيوب بن عبيد بن خنيس وقيل حبيش بن أوس بن
147

مسعود بن عبد الله بن عمرو بن كلثوم الشاعر وهو ابن مالك بن عتاب بن سعد العتابي، وهو
منسوب إلى العتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب
العتابي. هذا كان شاعرا بليغا مجيدا، من أهل قنسرين بلدة بالشام، مدح الرشيد وغيره من
الخلفاء، وقد ذكرته في " القاف ". قال أبو بكر بن دريد: حدثنا الرياشي قال: قال مالك بن
طوق للعتابي: يا أبا عمرو رأيتك كلمت فلانا فأقللت كلامك! قال: نعم! كانت معي حيرة
الداخل، وفكرة صاحب الحاجة، وذل المسألة، وخوف الرد مع شدة الطمع.
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان أخبرنا أبو الفضل
محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أخبرنا محمد بن عبيد الله المقرئ، أخبرنا الحاكم
أبو عبد الله الحافظ إملاء قال أنشدني يوسف بن صالح النحوي، أنشدني علي بن هارون
النديم لرجل سماه ذهب عني اسمه:
لم أقل للشباب: في كنف الله * وفي ستره، غداة استقلا
زائرا لم يزل مقيما إلى أن * سود الصحف بالذنوب وولى
ثم قال علي بن هارون: أحسن ما سمعت في هذا المعنى ما أنشدنيه عمي أبو أحمد
يحيى بن علي للعتابي كلثوم بن عمرو:
صحوت فودعت الصبي بعد كبره * ولم أقر ذكراه الدموع الجواريا
ولم أتفجع في بقايا شبيبة * جنيت بماضيها علي الدواهيا
وأبو الحسن محمد بن عبيد الله بن أبي الآذان العتابي، وقيل: إن كنيته أبو الفرج، من
أهل العتابيين محلة ببغداد، حدث عن أبي القاسم البغوي بحديث واحد، روى عنه
أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبو طالب محمد بن علي العشاري وغيرهما، وكان قد
ذهبت كتبه، وكان يحفظ هذا الحديث الواحد.
العتايدي: بفتح العين المهملة، والتاء ثالث الحروف، بعدها الألف، والياء
المكسورة آخر الحروف، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عتايد " والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب العتايدي الشيرازي الحافظ، عنده جماعة من
أهل شيراز، ورحل إلى العراق وكتب عن جماعة، تكلموا فيه وفي روايته عن أبي الصلت
البغدادي اتهموه فلزم بيته إلى أن مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
148

العتبي: بضم العين المهملة، وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وكسر الباء
المنقوطة بواحدة من تحتها.
هذه النسبة إلى " عتبة " بن أبي سفيان، وهم جماعة من أولاده، والمشهور بهذه
النسبة:
محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عدي بن عتبة بن أبي سفيان كنيته
أبو عبد الرحمن، العتبي الاخباري، من أهل البصرة، له أخبار وآداب، حدث عن أبيه،
وسفيان بن عيينة. روى عنه أبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وتوفي سنة ثمان
وعشرين ومائتين.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن معاوية بن أبي عبد الرحمن بن أبي القاسم بن محمد بن
أبي سفيان بن عمرو بن أبي العباس بن عتبة بن أبي سفيان بن صخر بن حرب العتبي،
مصري، عن ابن عفير، وابن بكير، حدث عنه ابن الورد، حدث عنه ابنه أبو سفيان
محمد.
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن معاوية. قال ابن ماكولا:
هؤلاء من أولاد عتبة بن أبي سفيان.
ومحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة بن حميد بن عتبة الأندلسي العتبي، فقيه،
منسوب إلى ولاء عتبة بن أبي سفيان، يروي عن يحيى بن يحيى الليثي وغيره. رحل إلى
المشرق وسمع بها، وله تصنيف في الفقه يعرف ب‍ " المستخرجة " عن مالك، ويعرف أيضا
ب‍ " العتبية ". روى عنه أبو عبد الله محمد بن عمر بن لبابة، مات سنة خمس وخمسين
ومائتين.
وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العتبي، من ولد عتبة بن مسعود،
نيسابوري، حدث عن أبي بكر بن خزيمة. روى عنه ابنه أبو حازم عمر، وأبو عبد الرحمن
إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الحيري.
وأما أبو إبراهيم أسعد بن مسعود بن علي بن محمد بن محمد بن الحسن العتبي، من
ولد عتبة بن عزوان، يروي عن أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبي سعيد محمد بن
موسى الصيرفي، وجده أبي النضر العتبي. روى لي عنه عمي، وأبو الطاهر محمد بن
محمد بن عبد الله السنجي، وأبو منصور الطبري بمرو، وأبو منصور عبد الخالق وأبو سعيد
149

طاهر وأبو محمد الفضل بنو أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأبو البركات بن الفراوي
بنيسابور، وكان ولادته سنة أربع وأربعمائة، ومات في جمادى الأولى سنة أربع وتسعين
وأربعمائة، ودفن بشاهنبر إحدى مقابر نيسابور.
العتري: بفتح العين المهملة، والتاء ثالث الحروف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عتر " وهو بطن من الأشعريين. قال ابن حبيب: عتر بن بكر بن
عامر بن عذر بن وائل بن الجماهر بن الأشعر. قال محمد بن جرير الطبري: أبو موسى
الأشعري هو: عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عتر بن عامر. ولأبي
موسى إخوة أسلموا، منهم: أبو عامر بن قيس، قتل يوم أوطاس. وأبو بردة بن قيس.
وأبو رهم بن قيس، ولم يرو أبورهم عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا. وقد ذكرت في القاف في " القيسي "
مناقبهم (1).
العتري: بفتح العين المهملة، وسكون التاء، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عترة " وهو بطن من خزاعة. قال الدارقطني: وفي نسخة
أبي الخطاب بن الفرات عقب قوله: " وفي خزاعة: عترة بن عمرو بن أفصى بن حارثة ":
وفي نسخة أبي الخطاب: " وفي خزاعة: عنرة بن عمرو بن أفصى بن حارثة " والله أعلم.
فهذا الرجل يقال له " عترة ". اختلفوا فيه.
العتري: بضم العين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عتر " وهو بطن من كلب. قال ابن حبيب: في كلب: عتر بن بكر بن
تيم اللات بن رفيدة، وفي نسخة أخرى عن ابن حبيب غبر بالباء الموحدة والغين المعجمة.
وعنه: في هوازن أيضا: عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن الأزد.
العتري: بضم العين المهملة، وسكون التاء ثالث الحروف، وفي آخرها الراء.
وهذه النسبة إلى " عترة " وهو بطن من عجل بن لجيم. قال ابن حبيب: وفي عجل بن

(1) من كوبرلي، وقوله عن أبي عامر أخي أبي موسى: " قتل يوم أوطاس " فيه: أن المقتول يوم أوطاس هو أبو عامر
الأشعر عم أبي موسى لا أخوه، كما أفاده الحافظ في " الإصابة " 4: 122 123. وأما إحالة المصنف إلى
" القيسي " وأنه سيذكر هناك مناقبهم: فلم أر في الأصول التي بين يدي تعرضا لأحد منهم في هذه النسبة، حتى في
نسخة كوبرلي!.
150

لجيم: عترة بن عامر بن كعب بن عجل.
العتري: بكسر العين المهملة، وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوق، وفي آخرها
را.
هذه النسبة إلى " بني عترة " وهم حي نزل أكثرهم الكوفة. قال ابن حبيب: في
هوازن: عتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن، وفي عك: عتر بن
السمناة بن صحار بن عك. وفي بلي: عتر بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن
هني بن بلي. قال ابن حبيب: في ربيعة: عتر بن عوف بن إياس بن ثعلبة بن جارية بن
فهم بن بكر بن عبلة بن أنمار بن مبشر بن عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار. قال ابن حبيب:
وفي هذيل: عترة بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. وفيها أيضا: عترة بن
عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل.
قال الدارقطني: وفي نسخة أخرى عن ابن حبيب: عبر بن عوف. يعني: بالباء
الموحدة.
قال الدارقطني: عتر بطن من هوازن، عدادهم في بني رواس، كلهم بالكوفة.
والمشهور بالنسبة إليهم: سنان بن مظاهر العتري. يروي عن عبد الحميد بن أبي جعفر
الكوفي. روى عنه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني.
وبكار بن سلام العتري. روى عنه محمد بن قيس الأزدي.
وأبان بن أرقم العتري، وله أخوان قاسم ومطر، وهو كوفيون.
ومالك بن ضمرة العتري، يروي عن علي رضي الله عنه.
وعبد الرحمن بن عديس البلوي العتري أحد من سار إلى عثمان من مصر.
ومحمد بن موسى بن محمد بن مالك بن ضمرة العتري، كوفي، يروي عن فضيل بن
مرزوق. روى عنه عبد الرحمن بن صالح، جد أبيه مالك بن ضمرة العتري.
وزمل بن عمرو بن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة العتري، من عذرة، ينسب إلى
جده، وفد على النبي صلى الله عليه وآله وكتب له كتاب، قال ذلك الطبري. وقال
ابن الكلبي ذلك وزاد فيه: وعقد له لواء، فشهد بلوائه ذلك صفين مع معاوية.
العتقي: بضم العين المهملة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وكسر القاف.
151

هذه النسبة إلى " العتقيين " و " العتقاء "، ليسوا من قبيلة واحدة، وهم جماعة من
قبائل شتى، منهم من حجر حمير، ومن كنانة مضر، ومن سعد العشيرة، وغيرهم.
والمنتسب إليه بهذه النسبة:
الفقيه أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقي مولى العتقيين، ثم
لزبيد بن الحارث العتقي، وقيل: إن زبيدا كان من حجر حمير، صاحب مالك، من كبراء
المصريين وفقهائهم.
وابنه أبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي، يروي عن ورش، عن نافع.
وحكى أبو الحسن الدارقطني عن أبي عمر الكندي النسابة أن عبد الرحمن بن القاسم مولى
زبيد بن الحارث العتقي، وكان زبيد (1) من حجر وذلك (1) كنانة ومضر وغيرهم، فقال
النبي صلى الله عليه وآله: " الطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء
بعض في الدنيا والآخرة ".
و عبد الله بن قيس العتقي، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله. مات
سنة تسع وأربعين، قاله ابن يونس.
والحارث بن سعيد العتقي، يروي عن عبد الله بن منين، عن عمرو بن العاص. روى
عنه نافع بن يزيد، وابن لهيعة.
وزبيد بن الحارث العتقي مولى عبد الرحمن بن القاسم الفقيه، من فوق.
وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن محمد العتقي المعروف، له " تاريخ " في
المغاربة. قال عبد الغني: كتبت عنه عن أبي العرب.
وأبو مطرف عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة بن راشد الكناني العتقي الأندلسي، ولي
القضاء بتدمير، يروي عن ابن وهب، وابن القاسم وغيرهما. توفي سنة سبع وعشرين
ومائتين. قاله ابن يونس.
وأبو المطرف عبد الرحمن بن الفضل بن الفضل بن عميرة العتقي روى عن أبيه، توفي

(1) الكلام متصل في الظاهرية وليدن، وفي أياصوفيا بياض قدر أبع كلمات، وفي كوبرلي جملة غير كاملة المعنى فلم
أثبتها، ونصها: " ذلك أن العتقاء أسماء جماع " وكأنها إشارة إلى ما حكاه ابن خلكان آخر ترجمة ابن القاسم
3: 129 130، وابن فرحون في " الديباج " ص 147 أن العتقاء " جماع من القبائل، كانوا يقطعون الطريق
على من أراد النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إليهم، فأتي بهم أسرى فأعتقهم، فقيل لهم: العتقاء ".
152

بالأندلس سنة أربع وتسعين ومائتين.
العتكي: بفتح العين المهملة، والتاء المنقوطة بنقطتين من فوق، وكسر الكاف.
هذه النسبة إلى " عتيك " وهو بطن من الأزد، وهو: عتيك بن النضر ابن الأزد بن
الغوث بن نبت مالك بن كهلان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (1). والمشهور
بالانتساب إليها:
أبو أسماء بن ضب (1) العتكي، من أهل مرو، يروي عن سيف بن سبيعة، عن
ابن عمر رضي الله عنهما. روى عنه الفضل بن موسى السيناني.
وأبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولى بني عتيك، من أهل واسط،
سكن البصرة، يروي عن قتادة، وأبي إسحاق، وهشام بن زيد بن أنس بن مالك رضي الله
عنه، وأبي عمران الجوني، وعمرو بن مرة، وسعيد بن أبي بردة، ومحمد بن المنكدر.
روى عنه عبد الله بن المبارك وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن إسماعيل البخاري وسليمان بن
حرب، وغندر، ومسلم بن الحجاج وحميد بن زنجويه وعلي بن الجعد، وعبد الله بن
إدريس، والثوري، وحماد بن سلمة والبصريون. كان مولده سنة ثلاث وثمانين بنهرناب قرية
أسفل من واسط، ومات سنة ستين ومائة في أولها، وله يوم مات سبع وسبعون سنة، وكان
أكبر من سفيان بعشر سنين.
وكان من سادات أهل زمانه حفظا وإتقانا وورعا وفضلا، وهو أول من فتش بالعراق عن
أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار علما يقتدى به، ثم تبعه عليه بعد أهل
العراق. وكان جمع بين العلم والزهادة، والجد والصلابة، والصدق والقناعة، وعبد الله
تعالى حتى جف جلده على عظمه، كما قال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أعبد لله من
شعبة بن الحجاج! لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم!. وقال شعبة:
رأيت الحسن بن أبي الحسن وعليه عمامة سوداء.
وسمع عبد الله بن مسلمة القعنبي من شعبة بن الحجاج الحديث الواحد، وما سمع

(1) قال الحافظ ابن الأثير رحمه الله مصححا: " هكذا نسب السمعاني " العتيك " وقد أسقط منه إن لم يكن غلطا من
الناسخ. والمعروف أن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن أمرى ء القيس بن
ثعلبة بن مازن بن الأزد.
منهم: المهلب بن أبي صفرة بن سراق بن صبح بن كندي، عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن عتيك ".
153

القعنبي عبد الله بن مسلمة من شعبة غير هذا الحديث الواحد. لان القعنبي لما وافى البصرة
قصد منزل شعبة ليسمع منه، فصادف المجلس قد انقضى، فحمله الشره والحرص على أن
دخل دار شعبة من غير استئذان، وكان شعبة يقضي حاجة لا يمكن أن يقضيها غيره، فقال القعنبي
له: السلام عليك، رجل غريب، قدمت من بلد بعيد لتحدثني! فقال له شعبة: دخلت
منزلي بغير إذني وتكلمني على مثل هذه الحال! تأخر عني حتى أصلح من شأني. فقال:
إني أخشى الفوت، وألح عليه غاية الالحاح، فقال شعبة: أخبرنا منصور، عن ربعي بن
حراش، عن مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك
الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ". ثم قال: والله لا أحدثك بغير
هذا الحديث، ولا حدثت قوما تكون فيهم. فما سمع منه إلا هذا الحديث.
وعياش بن سنان العتكي الصيرفي، من أهل البصرة، يروي عن أبي نضرة،
وأبي الحلال. روى عنه سلم بن قتيبة.
وأبو المنيب عبيد الله بن عبد الله العتكي، من أهل مرو، يروي عن عبد الله بن بريدة،
روى عنه أهل بلده، ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبة، يجب مجانبة ما يتفرد به والاعتبار بما
يوافق الثقات دون الاحتجاج به، أراد ابن المبارك أن يأتيه فقيل: إنه روى عن عكرمة:
" لا يجتمع الخراج والعشر في أرض " فلم يأته وتركه.
والمشهور من المنتسبين إلى هؤلاء:
أو عبدة يوسف بن عبدة العتكي، مولى يزيد بن المهلب، من أهل البصرة ختن حميد
الطويل، يروي عن الحسن، وابن سيرين، وحميد الطويل. روى عنه الأصمعي وأهل
البصرة. وقد كتب عنه الحسن بن موسى.
وأحمد بن نصر العتكي، روى عنه داود بن سليمان القطان.
ومحمد بن عبد الله بن عمار العتكي، عم سهل بن عمار، يروي عن إبراهيم بن
طهمان، وابن المبارك. روى عنه سهل بن عمار.
وسعيد بن عثمان بن أحمد الفقيه الكعبي الخوارزمي العتكي، روى بجرجان عن
إسماعيل بن محمد الصفار، كتب عنه أبو نصر وأبو سعد ابنا أبي بكر الإسماعيلي.
وأبو عمرو عثمان بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مطيع بن
جرير بن عطية بن جابر بن عوف بن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران بن عتيك بن
154

النضر بن الأزد العتكي خطيب الأنطاكية، سماه وكناه ونسبه هكذا أبو القاسم الأزهري، قدم
بغداد آخر سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وحدث عن موسى بن محمد بن هاشم الديلمي،
وعبد العزيز بن سليمان الحرملي، وعثمان بن عبد الله بن عفان الفرائضي، وعبد الله بن
إبراهيم بن العباس الأنطاكي. روى عنه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري.
وسالم بن عبد الله العتكي، من التابعين. قال: رأيت أنس بن مالك رضي الله عنه
عليه جبة وكساء ومطرف خز أدكن، وعمامة سوداء لها ذؤابة من خلفه، يخضب بالصفرة.
روى عنه طالوت بن عباد.
وأبو معاوية عباد بن عباد العتكي المهلبي البصري، من أئمة الحديث. روى عن
هشام بن عروة. روى عنه يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري. وقد مر ذكره في
" المهلبي ".
وأبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن الحكم العتكي المروزي الفرياناني، من كبار
محدثي أهل مرو، من قرية يقال لها فريانان، خربت واندرست الساعة، وبقي قبره وهو مشهور
يزار. سمع جماعة مثل الحارث بن مسلم، وأحمد بن سليمان، وجرير بن حازم،
وعبد الله بن وهب، وأبي معاوية، والحسن بن سوار، وأبي إسحاق الطالقاني،
وإسماعيل بن عياش، وسهل بن مزاحم وغيرهم. روى عنه محمود بن والآن العبدي. قال
مسلم بن الحجاج: جلت الدنيا في طلب الحديث، فوجدت الجميع بنواحي مرو في قرية
يقال لها: فريانان. وأراد بذلك أحمد بن عبد الله. قد مر ذكره في حرف الفاء في
" الفرياناني ".
العتواري: بضم العين المهملة، وسكون التاء بنقطتين من فوقها، وفي آخرها راء
مهملة.
هذه النسبة إلى " عتوارة " وظني أنها بطن من الأزد (1)، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الهيثم سليمان بن عمرو بن عبد العتواري، من أهل مصر، كان يتيما في حجر
أبي سعيد الخدري. روى عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وأبي بصرة (2) الغفاري. روى عنه

(1) تعقبه ابن الأثير في " اللباب " فقال: " ليس كذلك، وإنما هو بطن من كنانة، وهو: عتوارة بن عامر بن ليث بن
بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة ".
(2) من " اللباب " وهو الصواب، وفي الأصول: " نضرة " إلا كوبرلي فأهملت، وقد تحرف إلى " نضرة " في غير
مصدر.
155

دراج أبو السمح، وعبيد الله بن المغيرة ابن ميعقيب، وكان ثقة.
وإسماعيل بن الحسن العتواري، يروي عن ابن عمر. روى عنه أخوه يعقوب بن
الحسن العتواري.
ومحمد بن عمرو بن ثابت العتواري الليثي، من أهل المدينة. يروي عن أبيه، عن
أبي سعيد الخدري. روى عنه فليح بن سليمان.
العتودي: بفتح العين المهملة، وضم التاء ثالث الحروف، بعدهما الواو، وفي
آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عتود " وهو بطن من طئ. قال الدارقطني: أما عتود: فهو في نسب
طئ بحتر بن عتود، منهم: أبو عبادة البحتري وغيره.
العتيقي: بفتح العين المهملة، وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفي آخرها
القاف.
هذه النسبة إلى " عتيق " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم:
أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور العتيقي، هو روياني
الأصل، ولد ببغداد، ورويان من بلاد طبرستان، كان أحد الثقات المكثرين من الحديث،
رحل إلى الشام وديار مصر، وسمع الحديث الكثير. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب الحافظ، وذكره في " التاريخ " وأثنى عليه قال: قلت له: فالعتيقي نسبة إلى
أيش؟ فقال: بعض أجدادي كان يسمى عتيقا فنسبنا إليه. وكانت ولادته في المحرم سنة
سبع وستين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ببغداد.
وجماعة ينتسبون إلى آل أبي عتيق البكري، ولم أجد من الرواة منهم أحدا.
156

باب العين والثاء
العثري: بفتح العين المهملة، والثاء المثلثة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عثر " وهي مدينة باليمن، منها:
أبو العباس أحمد بن الحسن بن علي الحارثي العثري، حدث بحديث منكر عن
أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن المقرئ، سمع منه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
الحافظ وقال: أخبرنا أبو العباس الحارثي بمدينة عثر، وأنا أبرأ من عهدته.
العثري: بفتح العين المهملة، وسكون الثاء المنقوطة بثلاث، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عثر " وهي بلدة مشهورة باليمن، والمنتسب إليها جماعة، منهم:
يوسف بن إبراهيم العثري، يروي عن عبد الرزاق بن همام. روى عنه شعيب بن
محمد الذارع (1).
العثماني: بضم العين المهملة، وسكون الثاء المنقوطة بثلاث، والميم، وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى " عثمان " بن عفان رضي الله عنه، إما نسبا، أو ولاء واتباعا وهوى
كأهل الشام قديما، فممن انتسب إليه:
أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الملك بن سليمان بن

(1) فرق المصنف بين المنسوب بفتح الثاء، والمنسوب بسكونها، وتابعه ابن الأثير والسيوطي في مختصريهما، وهو
غريب، فالكل منسوب إلى موضع واحد باليمن ضبطه ياقوت بسكون الثاء، فكأن منهم من ترك الاسم على حاله في
النسبة، ومنهم من فتح الثاء في النسبة، كالجادة، ولم يذكر ابن ماكولا في " الاكمال " 7: 44 إلا المنسوب
بسكون الثاء، وأصرح منه أن الحافظ ضبط في " التبصير " ص 1028 بسكون الثاء من ضبطه المصنف بفتحها. ثم
إن ابن الأثير قال:
" قلت: فاته " العثري " بفتح العين، والثاء المثلثة المشددة، وفي آخرها راء. هذه النسبة إلى " عثر " وهو
موضع. قال زهير:
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا * ما النكس كذب عن أقرانه صدقا
لم يخرج السمعاني هذه الترجمة، ويحتمل أنه لم يعمل منسوبا إليها فتركها ".
157

عبد الملك بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان العثماني، من أهل البصرة،
حدث بها وبأصبهان عن محمد بن عبد السلام. روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن
أحمد بن إسحاق الأصبهاني الحافظ، وأكثر عنه في تصانيفه.
وأبو عفان عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان العثماني،
من أهل المدينة، يروي عن مالك، وابن أبي الزناد. روى عنه العراقيون: الحسين بن
أبي زيد الدباغ وغيره، كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات، ويروي عن الاثبات أسانيد
ليس من روايتهم، كأنه كان يقلب الأسانيد لا يحل الاحتجاج بخبره.
العثمي: بفتح العين المهملة، وسكون الثاء المثلثة، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " عثم " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو الحسن الفضل بن عمير بن عثم بن المنتجع بن عمرو بن عمير بن المنتجع بن
صخر بن هند بن رباح بن عبيد بن عوف بن حرام العثمي، من أهل مرو، وحدث بسمرقند
وخراسان، يروي عن شاذ بن فياض، وحفص بن عمر الحوضي البصرين، وإسماعيل بن
أبي أويس المدني، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وعلي بن حجر السعدي، وأبي عمار
الحسين ابن حريث المروزيين، وغيرهم. روى عنه عبد الرحمن بن الفتح السراج،
وعبد الله بن محمد بن مسعدة المقرئ، ومحمد بن يحيى بن الفتح القصري السمرقنديون.
مات بالشاش في مدينة تسمى خرشكت في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين.
وفي القبائل: عثم بن الربيعة بن رشدان بن قيس بن جهينة، من قضاعة، من ولده:
عبد العزيز بن بدر بن زيد بن معاوية بن خشان بن أسعد بن وديعة بن مبذول بن عدي بن
عثم بن الربيعة العثمي، وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان اسمه
عبد العزى فغيره.
والكلح الضبي، هو: عبد الله بن طارق بن عثم بن نعيم العثمي، كان مع القعقاع بن
عمرو يوم القادسية، له بلاء وذكر.
158

باب العين والجيم
العجبي: بفتح العين المهملة، والجيم، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " العجب " وهو اسم لجد:
أبي عثمان سعد بن عبد الله بن أبي رجاء العجبي الأنباري المعروف بابن عجب، من
أهل الأنبار، حدث ببغداد عن هشام بن عمار الدمشقي، وأبي عمر الدوري المقرئ،
وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وعمرو بن النضر
الكوفي، وموسى بن خاقان البغدادي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، وإبراهيم بن مرزوق
البصري وغيرهم. روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل القاضي،
وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر المفيد الجرجرائي،
ومخلد بن جعفر، وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، ومات بالأنبار في جمادى الآخرة سنة
ثمان وتسعين ومائتين.
العجردي: بفتح العين المهملة، وسكون الجيم، وفتح الراء، وفي آخرها الدال
المهملة.
هذه النسبة لطائفة من الخوارج من الأزارقة، ينسبون إلى عبد الكريم بن " عجرد "
زعيم العجاردة من الخوارج، وهو من أصحاب عطية بن الأسود الحنفي اليمامي الذي ينسب
إليه " العطوية ".
العجرمي: بفتح العين والراء المهملتين، بينهما الجيم، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " أبي عجرم " وهو جد:
أبي عيسى حنين بن إبراهيم بن عامر بن أبي عجرم المقرئ الأنطاكي العجرمي، من
أهل أنطاكية، يروي عن عبد الله بن محمد بن إسحاق الآذرمي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي
وغيرهما. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
العجسي: بفتح العين المهملة، والسين المكسورة، بينهما الجيم المشددة المفتوحة.
هذه النسبة إلى قرية " عجس " وظني أنها من قرى عسقلان الشام، منها:
159

ذاكر بن شيبة العسقلاني العجسي، روى عن أبي عصام رواد بن الجراح. روى عنه
أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بقرية عجس (1).
العجلي: بفتح العين المهملة، والجيم. والنسبة المشهورة: بكسر العين وسكون
الجيم، إلى " بني عجل ". وهذه النسبة:
للامام أبي سعد عثمان بن علي بن شراف العجلي، من أهل بنج دية، وهو إمام فاضل
مصيب في الفتوى، تفقه على القاضي حسين المرو الروذي، وسمع الحديث عن جماعة من
المتقدمين، وعمر، وكانت نسبة العجلي رأيتها مضبوطة بخط أبي بكر محمد بن علي بن
ياسر الجياني، فسألته عن هذا التقييد؟ فقال: جرى بيني وبينه كلام فقال: هذه النسبة إلى
" العجلة " وهي المجنون الذي يدار على الثور والفرس، ولعل واحدا من أجداده كان
يعمله؟ كتب لي الإجازة بجميع مسموعاته بسؤال أبي المكارم الأشهبي، وكانت ولادته في
حدود سنة أربع وأربعين وأربعمائة أو قبلها، ومات في شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة
ببنج دية.
العجلي: بكسر العين المهملة، وسكون الجيم.
هذه النسبة إلى " بني عجل " بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن
هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. والمشهور بها:
أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، من أهل البصرة، يروي عن حماد بن زيد.
روى عنه الحسن بن سفيان، وجماعة من مشاهير الأئمة منهم: مسلم بن حجاج، وأبو عيسى
الترمذي ويحيى بن محمد بن صاعد مات سنة إحدى وخمسين ومائتين.
ومن التابعين: آدم بن علي العجلي البكري، من أهل الكوفة، يروي عن ابن عمر.
روى عنه الثوري، وشعبة. ومات في ولاية هشام بن عبد الملك.
وأما إبراهيم بن زياد العجلي الذي يروي عن أبي بكر بن عياش، ويروي عنه
الفضل بن يوسف، وهو نزل في بني عجل فنسب إليهم وليس منهم.
وأما أبو المعتمر المورق بن المشمرج بن رفاعة بن زيد بن ضباعة بن عجل بن لجيم
العجلي، كان من كبار التابعين، حج مع عبد الله بن عمر بن الخطاب وصحبه، وروى عنه،

(1) " المعجم الصغير " للطبراني 1: 163، وتحرف فيه اسم القرية إلى: " عجشر ".
160

وعن ابن عباس، وأبي ذر، وعائشة، وأنس بن مالك رضي الله عنهم. روى عنه من التابعين
عاصم الأحول، وقتادة، وأبان بن أبي عياش وغيرهم، ورد مرو وحدث بها، وبلاد ما وراء
النهر وتوفي إن شاء الله بمرو.
وحفيده الأسفل أبو عمرو نصر بن زكريا بن نصر بن داود بن سليمان بن عبد الله بن
حطان بن المورق العجلي، من أهل مرو، ورحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر،
وروى عن محمد بن رميح التجيبي، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن المصفى
الحمصي، وسليمان بن سلمة الخبائري، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وهشام بن
عمار، وعلي بن حجر وغيرهم. روى عنه جماعة كثيرة، وتوفي في حدود سنة ثلاثمائة.
وأبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن شيخ العجلي الكرجي أمير
الكرج، ذكرته في " حرف الكاف ".
وشيخنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي، من أهل همذان. إمام فاضل لطيف
الطبع مليح الشعر عرف بالبديع، سمع جماعة من أصحاب أبي بكر بن لآل، ورحل إلى
العراق وأصبهان، وأدرك الشيوخ، وأكثر من الحديث، وسمعت منه في النوبة الأولى
بهمذان، وسمعته يقول: كنت قاعدا مع الأديب تاج العرب الأبيوردي فلما أردت أن أقوم أخذ
الأبيوردي بعضدي فقال: أموي يعضد عجليا كفى هذا شرفا! ولد سنة ثمان وخمسين
وأربعمائة، ومات في الخامس من رجب سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بهمذان.
العجمي: بفتح العين المهملة، والجيم، وكسر الميم.
هذه النسبة إلى " العجم " وبلاد فارس ومن لسانه غير العربية وهو بالفارسية. والمشهور
بالانتساب إليه:
أبو محمد حبيب بن عيسى (1) العجمي، أصله من فارس، سكن البصرة، روى عن
الحسن، وأبي تميمة الهجيمي. روى عنه أهل البصرة مثل: حماد بن سلمة وجعفر بن

(1) هكذا باتفاق الأصول و " اللباب " والذي في " التهذيب " 2: 189 وأمثاله: " حبيب بن محمد "، وكذلك
" الميزان " 1: 457. وأما البخاري في " التاريخ " فذكره 1 / 2 / 326 فيمن اسمه حبيب واسم أبيه من حرف الميم،
من أجل كنيته " أبو محمد " لا لان اسم أبيه محمد، وذكره ابن أبي حاتم 1 / 2 / 112 فيمن " يسمى حبيبا ولا ينسب "
أي: لا يعرف اسم أبيه، فيكون كالبخاري لم يسم أباه. والمصنف ينقل من " الثقات " لابن حبان، كما يستفاد من
" التهذيب ".
161

سليمان، ويزيد بن يزيد الخثعمي، يعد في البصريين، وكان عابدا فاضلا ورعا تقيا من
المجابين الدعوة في الأوقات، أخباره في التقشف والعبادة مشهورة، تغني عن الاغراق في
ذكرها.
العجنسي: بفتح العين المهملة، والجيم، والنون المشددة، وفي آخرها السين
المهملة.
هذه النسبة إلى " عجنس " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو:
أبو محمد أحمد بن محمد بن العجنس بن يوسف بن أيوب بن هشام بن الفضل بن
أسد بن بشر بن عمر العجنسي البخاري، له نسب مذكور إلى معد بن عدنان، من أهل
بخارى، كانت له رحلة إلى العراق، وأدرك فيها علماء البصريين والحجاز، سمع نصر بن
علي الجهضمي، وبندارا محمد بن بشار، وأبا موسى محمد بن المثنى العنزي، وهارون بن
موسى الفروي، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وسلم بن جنادة وطبقتهم، وهو خال
أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي. روى عنه ابن أخته أبو يعلى، وأبو الحسين محمد بن
طالب بن علي، وأبو بكر محمد بن زكريا النسفيون، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب
الأستاذ، وأبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وأبو نصر أحمد بن سهل،
وجماعة كثيرة سواهم، أدرك داود بن علي الأصبهاني وقرأ عليه كتبه المصنفة، وانتحل مذهبه
مذهب أصحاب الظاهر، وأنكر القياس وكان صاحب رقي وعزائم، ويحكى عنه العجائب
فيها، مات في شعبان سنة تسعين ومائتين.
وحفيده أبو الحسن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن العجنس العجنسي،
تفقه وكتب الحديث عن جده أبي الحسين، وأبو يعلى والمشايخ، ثم ارتحل إلى نيسابور
وأدرك أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم وسمع منه، مات بنيسابور شابا قبل أن يحدث.
وأبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن العجنس بن يوسف بن أيوب
العجنسي المؤذن، سمع أباه وشيوخ البلد، لم يشتغل بالحديث وكان يشتغل بعمارة الكروم
والحوائط وغرس الأشجار، ومات في سنة أربع وستين وثلاثمائة.
وأبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العجنس بن
يوسف بن أيوب الفقيه العجنسي، تفقه على الشيخ أبي بكر الأودني وسمع منه، وكان مقلا
162

في الحديث، بارعا في الفقه، ورعا فاضلا. مات في البادية في ذي الحجة سنة خمس
وتسعين وثلاثمائة قبل أن يحدث.
العجوزي: بفتح العين المهملة، وضم الجيم، وفي آخرها الزاي معجمة.
هذه النسبة إلى " العجوز " واشتهر بهذه النسبة:
أبو بكر أحمد بن محمد بن بشار بن رجاء العجوزي، ويعرف بابن أبي العجوز، من
أهل بغداد، سمع أبا همام الوليد بن شجاع، ولوينا محمد بن سليمان، وخلاد بن أسلم،
والفضل بن زياد القطان، ومحمود بن خداش، وأبا هشام الرفاعي، والحسن بن هارون بن
عقار. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، ومحمد بن خلف بن جيان الخلال،
ومحمد بن المظفر البزاز الحافظ، وكان ثقة، وثقه أبو الحسن الدارقطني، ومات في شعبان
سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
وأخوه أبو العباس جعفر بن محمد بن بشار بن رجاء العجوزي، حدث عن الحسين بن
عبد الرحمن الاحتياطي، ومحمود بن خداش، وعمر بن محمد بن الحسن الأسدي. روى
عنه أبو الفضل الزهري، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، ومات سنة
إحدى عشرة وثلاثمائة.
العجلاني: بفتح العين المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " بني عجلان " والمنتسب إليه:
عبد الواحد بن أبي البداح بن عاصم بن عدي الأنصاري العجلاني أحد بني العجلان،
من أهل المدينة، يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية (1). روى عن ابن إسحاق.
ومرة بن الحباب بن عدي بن العجلان العجلاني، شهد بدرا.
وزيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان العجلاني شهد بدرا.
وثابت بن قرم بن ثعلبة بن عدي بن عجلان العجلاني شهد بدرا، قتله طليحة.
وعبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن العجلان العجلاني شهد بدرا،
وقتل يوم أحد شهيدا، كلهم من مرة بن الحباب، من ولد هميم بن ذهل بن هني بن بلي.

(1) هكذا هو الصواب " جارية ". وتحرف في الأصول إلى " حارثة "، وفي " اللباب " إلى " طرفة ".
163

باب العين والدال
العداس: بفتح العين، وتشديد الدال، وفي آخرها السين المهملات.
هذه النسبة إلى " العدس " وهو نوع من الحبوب، والمشهور بهذه النسبة:
أبو محمد الحسن بن علي بن موسى العداس، من أهل مصر، كان معنيا بأمر الاخبار
وطلب التواريخ، ولي حسبة سوق الدقيق وسوق مصر، حدث وروى، وتوفي في المحرم
سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
والوليد بن العباس العداس المصري، من أهل مصر، يروي عن أبي صالح
عبد الغفار بن داود الحراني. روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
العدبسي: بفتح العين، والدال المهملتين، والباء الموحدة المشددة وفي آخرها السين
المهملة.
هذه النسبة إلى " عدبس " وهو لجد:
أبي العباس عبد الله بن أحمد بن وهب العدبسي الدمشقي، المعروف بابن عدبس،
قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، والعباس بن الوليد البيروتي،
وعبد الواحد بن شعيب الجبلي وغيرهم. روى عنه القاضي الجراحي، والدارقطني،
وأبو حفص بن شاهين، والقواس، وأبو القاسم بن الثلاج. كتب عنه الدارقطني في سنة
ثماني عشرة، وفي سنة نيف وعشرين أيضا وثلاثمائة.
العدثاني: بضم العين، وسكون الدال المهملتين، بعدهما الثاء المثلثة، ثم الألف،
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عدثان " وهو بطن من الأزد. قال أحمد بن الحباب: دوس بن
عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن
الأزد، منهم: الطفيل بن عمرو الدوسي، وأبو هريرة، في جماعة. وقال ابن الحباب:
عك بن عدثان بن عبد الله بن الأزد (1). وعدثان بن عبد الله بن زهران وهو جد جذيمة

(1) ذكر الحافظ في " التبصير " ص 935 عدنان وعدثان ثم قال: " اختلف في عك بن عدثان بن عبد الله بن الأزد، فقاله
ابن حبيب كالأول، وقاله ابن الحباب النسابة كالثاني. وقيل كالأول لكن داله مفتوحة ".
164

الأبرش، والعجب أن في الأزد أيضا: عدنان بنونين بينهما الألف ابن عبد الله بن الأزد.
وعك بن عدثان بالثاء المثلثة، قد ذكرناه.
العدسي: بفتح العين، والدال المهملتين، وكسر السين المهملة.
هذه النسبة إلى " العدس " وهو شئ من الحبوب، والمشهور بالنسبة إليه:
أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن عبدك الوراق العدسي الجرجاني، سمع إسحاق بن
إبراهيم الدبري بصنعاء، وأبا الحسن علي بن عبد العزيز المكي بمكة المكرمة. مات يوم
عرفة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة. ذكره حمزة بن يوسف السهمي.
العدل: بفتح العين، وسكون الدال المهملة، واللام في آخرها.
هذه الكلمة لقب لأبي الحسن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الدباس
العدل، شيخ من شيوخ هراة ومحدثيها، روى عن الامام أبي علي حامد بن محمد الرفاء،
وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرو الوراق، والفقيه أبي حامد أحمد بن محمد بن شارك
الشاركي، وأبي جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني وغيرهم. روى عنه أبو الفتح
نصر بن أحمد الحنفي، وأبو المعالي محمد بن محمد بن علي بن محمد العرسي، وأبو عطاء
عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي.
العدني: بفتح العين، وسكون الدال المهملتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى عمل الابراد بنيسابور، وهي نوع من الثياب، وبها سكة يقال لها " سكة
عدنان كوبان "، بها من يقصر الابراد ويغسلها ويدقها، والنسبة إليها " عدني " بسكون
الدال، وقد يقال بفتح الدال المهملة.
وشيخنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم العدني، سمعت منه
بنيسابور. روى لنا عن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن السري التفليسي، وأم البنين فاطمة
بنت أبي علي الدقاق وغيرهما. توفي بعد سنة ثلاثين وخمسمائة.
ومن القدماء: أبو عمرو مكي بن أحمد بن زياد العدني الشاهد، من أهل نيسابور،
سمع عبد الله بن شيرويه وغيره. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ حكاية.
أخبرنا زاهر بن طاهر النيسابوري، أخبرنا أبو عثمان الصابوني إجازة، سمعت الحاكم
أبا عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عمرو العدني يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول:
165

سمعت الشافعي رحمه الله يقول: لا يدخل في الوصية إلا أحمق أو لص.
العدني: بفتح العين، والدال المهملتين، وفي آخرها النون.
نسبة إلى بلدة من بلاد اليمن يقال لها " عدن " وقد ورد في الحديث: " نار تخرج من
المشرق تسوق الناس إلى قعر عدن " (1). خرج منها جماعة من الأئمة والمحدثين.
وأبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، من ساكني مكة، كان والده منها،
وولد هو بمكة ونشأ لها، صاحب " المسند "، روى عن سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن
محمد الدراوردي، وهشام بن سليمان، وبشر بن السري، وفضيل بن عياض. روى عنه
إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل البستي، وأبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي، وإسحاق بن
أحمد بن نافع الخزاعي وغيرهم. ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي فقال: محمد بن
يحيى بن أبي عمر العدني، سمع منه أبي بمكة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وروى عنه
أبي وأبو زرعة، سألت أبي عنه؟ فقال: كان رجل صالحا وكان به غفلة، ورأيت عنده حديثا
موضوعا حدث به عن ابن عيينة، وهو صدوق. قال أحمد بن سهل الأسفرايني: سمعت
أحمد بن حنبل وسئل عمن يكتب حديثه؟ فقال: أما بمكة فابن أبي عمر.
قلت: قرأت " مسنده " على سعيد بن أبي الرجاء بأصبهان، عن أبي العباس بن
النعمان، عن ابن المقرئ، عن إسحاق الخزاعي، عنه.
وأبو عبد الله يزيد بن أبي حكيم العدني وهو ابن يزيد بن مليك، يروي عن جده
يزيد بن مليك، والثوري، والحكم بن أبان. روى عنه منجاب بن الحارث، وسلمة بن
شبيب، والحسن بن عيسى بن حمران، وهارون بن إسحاق. روى عنه يزيد بن سنان،
وأحمد بن منصور الرمادي. قال بن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ قال: صالح الحديث،
كنت اتفقت مع رفيق لي في الخروج إليه فخالفني وركب السفينة ولم ينتظرني، فغيرت عزمي
وتركت الخروج إلى صنعاء وخرجت إلى مصر.

(1) انقلب لفظ الحديث على المصنف، والمعروف أن النار تخرج من قعر عدن فتسوق الناس إلى جهة أخرى، ففي
" صحيح مسلم " 18: 28 عن حذيفة بن أسيد مرفوعا: " إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات.. ونار تخرج
من قعرة عدن ترحل الناس ". ومثله في " المسند " 4: 7، والترمذي 6: 345 ولفظهما: ".. ونار تخرج من
قعر عدن تسوق أو تحشر الناس، أو تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ". وفي رواية أبي داود 4: 193
أنها تسوق الناس إلى المحشر، وفي رواية أخرى أنها تسوق الناس إلى المغرب، أنظرها في " مجمع الزوائد "
8: 12، وسميت في رواة ابن ماجة ص 1347: " عدن أبين " وأبين: مخلاف باليمن، عدن من جملته، كما
قال ياقوت.
166

العدوي: بفتح العين، والدال المهملتين.
هذه النسبة إلى خمسة رجال منهم:
عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، جد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ورهطه
وأولاده من بعده ومواليه ينتسبون إليه، وفيهم كثرة وشهرة، وقد أدركنا جماعة منهم بهراة
ومرو، وسمعنا منهم.
والثاني: منسوب إلى عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة، منهم:
أبو السوار حسان بن حريث، من التابعين، سمع عمران بن حصين. روى عنه قتادة.
وعمر بن حبيب العدوي البصري، من بني عدي بن عبد مناة، روى عن داود بن
أبي هند، وخالد الحذاء، وعمران بن حدير، وعبد الملك بن جريح، وشعبة، وسليمان
التيمي، وهشام بن عروة. روى عنه محمد بن عبيد الله بن المنادي، وأبو قلابة الرقاشي،
وأبو العباس الكديمي، وزكريا بن الحارث بن ميمون، وعبد الرحمن بن محمد الحارثي،
وكان قدم بغداد وولي قضاء الشرقية بها، وولي قضاء البصرة أيضا من قبل الرشيد، فقال
ليحيى بن خالد: إنكم تبعثوني إلى ملك جبار لا آمنه يعني محمد بن سليمان فبعث يحيى
معه قائدا في مائة! فكان إذا جلس للقضاء أقام الجند عن يمينه ويساره سماطين، ولم يكن
قاض أهيب منه، وكان لا يكلم في طريق، وكانت وفاته بالبصرة سنة سبع ومائتين.
وأبو نصر حميد بن هلال بن هبيرة العدوي الهلالي البصري.
والثالث: عدي الأنصار منهم:
حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو الأنصاري، من بني عدي بن النجار،
شهد بدرا [مداح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاطع ألسنة المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمؤيد بروح
القدس، الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أهج المشركين فإن جبريل معك ".
وحارثة بن سراقة من بني عدي بن النجار.
والرابع: منسوب إلى بني العدوية وهي أمهم، من بني عدي الرباب (1)، وأبوهم

(1) قال الحافظ ابن الأثير متعقبا: " قلت: هكذا قال السمعاني: عدي بن عبد مناة بن أد، ثم قال: وإلى بني العدوية
من عدي الرباب. ولا شك أنه ظن أن عدي بن عبد مناة غير عدي الرباب، فلهذا فرق النسبة إليهما! فإن عدي بن
عبد مناة هو عدي الرباب، وإنما قيل به عدي الرباب لان تيم اللات وعديا وعكلا وثورا بني عبد مناة بن أد تعاقدوا وتحالفوا على التناصر وقالوا: نصير معا كرباب السهام مجتمعين. وقيل: بل سموا: ربابا لأنهم غمسوا أيديهم في
رب عند التحالف وأكلوا منه ". والرب: الدبس.
قلت: أنظر جزم ابن الأثير في قوله: " ولا شك أنه ظن أن عدي بن عبد مناة غير عدي الرباب " مع قول
المصنف الآتي قريبا: " وجماعة ينتسبون إلى عدي الرباب، وهو عدي بن عبد مناة ".
167

تميمي أيضا، منهم:
أبو المعلى زيد بن مرة العدوي البصري، ويقال: زيد بن أبي ليلى، رأى أنس بن
مالك، وروى عن الحسن وغيره. روى عنه المعتمر بن سليمان وغيره. وهو من موالي بني
العدوية.
والخامس: عدي بن خزاعة، منهم: حبشية العدوية زوجة سفيان ابن معمر بن حبيب
البياضي، من مهاجرة الحبشة.
وأبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن علي بن عبد الملك العدوي
عدي الرباب، من أهل مصر، كان يستملي ويورق على الشيوخ، وكان ثقة، رحل إلى
العراق وسمع أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وأبا يزيد القراطيسي، وتوفي في ربيع
الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وزيد بن عمرو بن نفيل العدوي.
وابن سعيد بن زيد أحد العشرة رضي الله عنهم.
وخارجة بن حذاقة العدوي.
وأبو الجهم بن حذيفة بن عامر العدوي، شهد فتح مصر. قاله ابن يونس.
وعبد الله بن أبي حذيفة العدوي، يروي عن رويفع بن ثابت. روى عنه حميد بن
عبد الله المزني الشامي. قاله ابن يونس.
والربيع بن عون بن خارجة بن حذافة العدوي، وكان في النفر الذين خرجوا ببيعة أهل
مصر إلى الوليد بن يزيد، روى عنه جعفر بن ربيعة.
وأبو قتادة تميم بن نذير العدوي، يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. روى عنه
حميد بن هلال.
والمنتسب إليها ولاء: أبو أنس محمد بن أنس العدوي مولى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه، يروي عن عاصم بن كليب، والأعمش، والكوفيين. روى عنه إبراهيم بن موسى
الفراء.
168

وأما أبو الربيع خلف بن مهران العدوي، إنما قيل له العدوي لأنه كان إمام مسجد بني
عدي، وهي محلة بالصبرة. قال أبو حاتم بن حبان: أبو الربيع العدوي، من أهل البصرة،
إماما مسجد بني عدي، يروي عن عامر الأحول. روى عنه حرمي بن عمارة.
وجماعة ينتسبون إلى عدي الرباب، وهو عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة، منهم:
أبو رفاعة تميم بن أسيد العدوي أسيد: بفتح الهمزة وكسر السين. ويقال: بضم
الهمزة وفتح السين، على التصغير له صحبة، روى عنه حميد بن هلال.
وأبو قتادة تميم بن نذير العدوي، من عدي بن عبد مناة، يروي عن عمران بن
حصين.
وإسحاق بن سويد العدوي، يروي عنه معتمر بن سليمان.
وحميد بن هلال العدوي، يروي عن عبد الله بن مغفل، وأنس بن مالك، وأبي رفاعة
العدوي، وأبي بردة، وأبي صالح ذكوان الزيات.
وأبو الدهماء قرفة بن بهيس العدوي حديثه في " الصحيح " لمسلم ابن الحجاج (1).
وحجير بن الربيع العدوي.
وأبو نعامة العدوي عمرو بن عيسى.
وخالد بن عمير العدوي، ثلاثتهم من كبار التابعين وقدمائهم، وحديثهم في الصحيح.
وإلى عدي خزاعة، وهو عدي بن عمرو بن ربيعة، وهو يحيى (2) بن حارثة بن عمرو بن
عامر، منهم:
بديل بن ورقاء الخزاعي، أتى ذكره في حديث صلح الحديبية.
وأبو شريح الخزاعي العدوي، ويقال الكعبي كعب خزاعة، له صحبة. يروي عنه
سعيد المقبري، ونافع بن جبير بن مطعم (3).

(1) هو ما رواه مسلم 18: 86 عن هشام بن عامر الأنصاري مرفوعا: " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من
الدجال ". وكأنه لم يرو له غيره.
(2) في " اللباب ": " لحي "؟.
(3) قال الحافظ ابن الأثير في " اللباب " متمما: " فاته النسبة إلى عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ، بطن من طئ، منهم: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ
القيس بن عدي. وابنه: عدي بن حاتم: قال عبد الله بن خليفة يخاطب عدي بن حاتم:
أتنسى بلائي سادرا يا ابن حاتم * عشية ما أغنت عديك حذمرا
والقصة في هذا الشعر مشهورة.
169

العديسي: بضم العين، وفتح الدال المهملتين، وسكون الياء المنقوطة من تحتها
اثنتين، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " عديسة " وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو الحسين أحمد بن عمر بن القاسم بن بشر بن عصام بن أحمد النرسي العديسي
المعروف بابن عديسة أخو أبي بكر محمد بن عمر، وكان الأكبر، من أهل بغداد، يروي عن
أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وغيرهما.
وقيل: إنه يحفظ عن إسماعيل بن محمد الصفار حديثا واحدا، وكان ثقة. قال أبو بكر
الخطيب: كتب عنه أصحابنا ولم أسمع منه شيئا. ومات في رجب سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
وأخوه محمد بن عمر بن النرسي المعروف بابن عديسة، وكان أصغر من أخيه، سمع
أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، كتبنا عنه (1)، وكان شيخا صالحا صدوقا من أهل السنة
معروفا بالخير. سمع منه أبو بكر الخطيب، وأبو المعالي ثابت بن يزيد بن بندار البقال،
وأبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وكانت ولادته سنة أربعين وثلاثمائة، ومات في شعبان
سنة ست وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وأبو علي الحسن بن محمد بن عمر بن القاسم بن النرسي العديسي البزار، كان من
أهل القرآن والعلم به، سمع أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم الصيدلاني، ومحمد بن
عبد الله بن جامع الدهان ومن بعدهم، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا
من أهل القرآن والمعرفة بالقراءات، وانتقل بأخرة إلى مكة فسكنها. ولد سنة ثمانين
وثلاثمائة، وبلغنا أنه توفي بمكة في ليلة النصف من رحب سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

(1) قائل هذا هو الخطيب البغدادي في " تاريخه " 3: 37، لا المصنف، إذ كانت وفاة المترجم سنة 426، وذلك قبل
ولادة المصنف بثمانين سنة!. هذا، وقد تحرف في " التاريخ " إلى " ابن عدسية " فليصحح
170

باب العين والذال
العذاري: بكسر العين المهملة، وفتح الذال المعجمة، وبعدها الألف، وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى " عذار " وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو:
أبو بكر محمد بن حامد بن علي بن يزيد بن عذار الفقيه العذاري من أهل بخارى،
يروي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الفقيه، والهيثم، بن كليب، وأبو محمد عبد الله بن محمد
ابن يعقوب الأستاذ. وتوفي في رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
العذافري: بفتح العين، والذال المعجمة، والألف الساكنة، والفاء المكسورة، وفي
آخرها الراء.
هذه النسبة لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو بكر محمد بن زكريا بن عذافر المؤدب السرخسي، شيخ من المراوزة، أصله من
كورة سرخس، سمع بمرو أيوب بن غسان، وأبا الموجه، وبالعراق أبا مسلم الكجي،
وباليمن إسحاق بن إبراهيم الدبري. روى عنه العباس أحمد بن سعيد المعداني،
وأبو سعيد الكرابيسي، وأبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار المذكر، وأخذ الأدب
عن أيوب بن غسان المروزي، ونفطويه، توفي العذافري قريبا من الأربعين والثلاثمائة.
العذري: بفتح العين المهملة، وفتح الذال المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عذر " وهو بطن من الأشعريين، وقال ابن حبيب: في الأشعريين
عذر بن وائل بن الجماهر بن الأشعر.
العذري: بضم العين المهملة، وفتح الذال المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عذر " وهو بطن من همدان وهو: عذر بن سعد بن دافع بن مالك بن
جشم بن حاشد.
العذري: بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عذرة " وهو: ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كعب بن وبرة بن
171

تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وهي قبيلة معروفة، ينسب أكثرهم إلى
العشق حتى قال بعض المتأخرين:
أبناء عذرة لا تعلم صبوة * والوز سبحا والحمام هديلا
وقال غيره:
إذا العذري مات بحتف أنف * فذا كالعبد في يده الرشاء
والمشهور بالنسبة إلى هذه القبيلة جماعة كثيرة، ومنهم:
أبو مجاهد عذرة بن صعب بن الزبير بن مجاهد بن ثعلبة بن هانئ بن قتادة العذري،
مؤذن المسجد الجامع بمصر، يروي عن أبيه، وابن وهب، وإبراهيم بن عبد العزيز بن
أبي محذورة، أسند ثلاثة أحاديث فيما أعلم. مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
روى عنه أحمد بن عبد الله المؤذن.
وعبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري أبو محمد، حليف بني زهرة، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو
صغير، وقد نسبه أحمد بن صالح المصري في حديث رواه عنه فقال: " العدوي " فصحف،
وإنما هو من بني عذرة هكذا قال أبو علي الغساني المغربي
والشرقي بن القطامي هو: الوليد بن الحصينة بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك،
من بني عمرو بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر الأكبر بن عبد ود بن عوف بن
كنانة بن عوف العذري، هكذا ذكره أبو الحسن الدارقطني. وقال غيره: هو ابن جابر بن
مالك بن مرار بن عمرو بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن
كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن الحصين
العذري، كان من أهل الكوفة، سكن الحربية ببغداد، حدث عنه شعبة. وحكى الشرقي بن
القطامي أنه دخل على المنصور فقال: يا شرقي على م يؤتى المرء؟ فقال: أصلح الله
الخليفة! على معروف قد سلف، ومثله مؤتنف، أو قديم شرف، أو علم مطرف. وقال
إبراهيم الحربي: شرقي كوفي، قد تكلم فيه، وكان صاحب سمر. وقال زكريا الساجي:
شرقي الجعفي هو ابن قطامي، ضعيف يحدث عنه شعبة، له حديث واحد ليس بالقائم (1).

(1) قال ابن الأثير متعقبا مصححا: " قلت: هذا معنى ما ذكره السمعاني رحمه الله تعالى، وجميعها قد خلط فيها الشول
بالعشار! فإنه قال: عذرة بن زيد اللات بن رفيدة، وقال: يكثير فيه العشق، وليس كذلك، وإنما عذرة القبيلة
التي يكثر فيها العشق هو: عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، يجتمع هذا
عذرة والأول في الحاف بن قضاعة.
= ثم قال: ومنهم: عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري، فليس كذلك. وإنما هو من عذرة بن سعد هذيم.
وأما الشرقي بن القطامي فمن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة، كما ذكره، على أنه فيه اختلاف كثير، وقد أتينا
عليه في " الشرقي ".
ومن عذرة بن سعد هذيم: عروة بن حزام الذي مات في العشق، صاحب عفراء. وجميل بن معمر العذري
صاحب بثينة.
ومتى أطلق " عذرة " فلا يراد به إلا عذرة بن سعد هذيم، منهم: ربيعة بن حرام بن ضنة، أخو قصي بن كلاب
جد النبي صلى الله عليه وسلم لامه.
وإنما قيل له " عذرة بن سعد هذيم " لان سعد بن زيد حضنه عبد حبشي اسمه هذيم، فغلب عليه، وهو أخو
جهينة بن زيد الذي ينسب إليه القبيلة المشهورة.
وأما عذرة الذي ذكره السمعاني فهو بطن من كلب، وإن كان الجميع من قضاعة. والله أعلم ".
172

وقال زكريا الساجي: شرقي الجعفي هو ابن قطامي، ضعيف يحدث عنه شعبة حديث
واحد ليس بالقائم (1).
173

باب العين والراء
العرابي: بفتح العين المهملة، والراء، وفي آخرها الباء.
هذه النسبة إلى " عرابة " وهو اسم لجد المنتسب إليه، ولقب. أما النسبة فهو:
محمد بن عبد الله بن أحمد بن شعيب بن أبي عرابة العرابي، أظنه من أهل المدينة، سكن
مصر وعد منهم، ذكره أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر " وقال: كان كريما سمحا،
وكانت له بمصر منزلة عند السلطان والعامة، توفي بمصر يوم الأحد لست خلون من شعبان
سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأما اللقب: فهو محمد بن الحسين بن المبارك. قال أبو الحسن الدارقطني: لقبه
عرابي، يروي عن يونس المؤدب، وعمرو بن حماد بن طلحة، وأبي غسان وغيرهم. حدثنا
عنه جماعة من شيوخنا.
عرابي: بضم العين، والراء المهملتين، وفي آخرها الباء الموحدة بعد الألف.
هذه لها صورة النسبة وهي اسم أبي زمعة عرابي بن معاوية الحضرمي، ويقال: إن
كنيته أبو ربيعة، روى عن سليمان بن زياد الحضرمي، وعبد الله بن هبيرة السبإي. روى عنه
يحيى بن غيلان، ويحيى بن بكير وغيرهما. قال أبو كامل البصيري: رأيت في موضع أن
البخاري يقول: هو بإعجام الغين وضمه. أورده في " تاريخه " في " باب الغين المعجمة ".
قال أبو الحسن الدارقطني: عرابي بن معاوية الحضرمي، من أهل مصر، يكنى أبا زمعة،
سمع عمه سليمان بن زياد. روى عنه يحيى بن عبد الله بن بكير. ذكره البخاري في باب
الواحد في " الغين المعجمة " وصحف رحمه الله في اسمه فقال: غرابي بن معاوية، وإنما
هو: عرابي بالمهملة، مشهور عن المصريين.
وابنه زمعة بن عرابي بن معاوية، يروي عن أبيه، وحفص بن ميسرة.
العراد: بفتح العين، والراء المشددة، وآخرها الدال، المهملات.
هذه اللفظة لمن يعمل " العرادة " وهو يرمى منه الحجر من الحصون والثغور، وإليها،
متخذة من الخشب، واشتهر به.
أبو عيسى أحمد بن محمد بن موسى البغدادي، المعروف بابن العراد، سمع أبا همام
174

الوليد بن شجاع، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن
سليمان، ويحيى بن أكثم. روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأبو علي
محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، وأبو حفص عمر بن أحمد الزيات، وكان ثقة،
وكان ولادته في سنة خمس وعشرين ومائتين، ومات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة.
وابنه أبو القاسم سعيد بن أحمد بن محمد بن موسى العراد، حدث عن محمد بن سنان
القزاز، ومحمد بن الهيثم بن حماد العكبري. روى عنه القاضي أبو علي الحسن بن الحسن
الجراحي، وأبو القاسم بن الثلاج، وذكر ابن الثلاج أنه توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
العرافي: بفتح العين المهملة، وتشديد الراء، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى (1) والمشهور بها:
أبو سليمان عبد الله بن محمد بن حجر العرافي، يروي عن شيخ بالحدث يكنى
أبا الحسن، يروي عن يحيى بن كثير، عن سعيد الأودي. روى عنه الحسن بن يزداد.
العراقي: بكسر العين المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " العراق " أخذ من عراق القربة، وهو الخرز المثني الذي في أسفله،
والجمع العرق، وبه شبه العراق. فسمي عراقا. قال ابن الاعرابي: سميت أرض العراق من
عراق القربة، أي: إنها أسفل أرض العرب، ويقال: بل العراق شاطئ البحر، والعراق من
الأرض: السبخة تنبت الطرفاء ويقال: بل العراق مأخوذ من عروق الشجر، والعراق من
منابت الشجرة.
وجماعة كثيرة ينسبون إليها، منهم:
أبو الحسين أحمد بن جعفر بن أحمد بن أيوب بن العراقي، مولى زياد بن رداد بن
ربيعة بن سليم بن عمير، جد أبي صالح عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد الحراني.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة، وكتب الحديث. قاله ابن يونس.
وأبو نصر منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن بشر بن كامل بن زيد بن
سعيد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن معتمد بن هبة الله بن زيد بن محمد بن جرير بن
عبد الله البجلي المقرئ المعروف بالعراقي صاحب كتاب " الوقوف " وقيل له: العراقي

(1) بياض في الأصول و " اللباب " إلا كوبرلي ففيه: " المشهور بهذه النسبة ".
175

لكثرة مقامه بالعراق وسفره إليها، كان من القراء المجودين، رحل في طلبها إلى العراق
والحجاز، وأدرك الشيوخ من القراء وقرأ عليهم القرآن، ورجع إلى ما وراء النهر، وصنف
التصانيف في القرآن، ورأيت له مصنفا في القراءات بنسف أحسن فيه غاية الاحسان، وأورد
فيه الروايات وذكر القراء سبعا (1)، وتوفي في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
وابنه أبو محمد عبد الحميد بن منصور بن محمد بن العراقي، رأس القراء بما وراء
النهر في عصره، وسمع أبا نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي الحافظ وغيره. روى عنه
أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز البخاري كاك. وتوفي بسمرقند ضحوة يوم الأربعاء
السابع من ذي الحجة سنة ست وثمانين وأربعمائة.
عربي: بفتح العين والراء المهملتين، في آخرها باء معجمة بنقطة.
هو اسم، وهو يشبه النسبة.
وأبو سلمة الزبير بن عربي البصري، يروي عن ابن عمر، روى عن حماد بن زيد،
ومعمر.
وحسين بن عربي، بصري أيضا.
والنضر بن عربي، سمع أبا الطفيل، وسمع عكرمة. روى عنه عمرو بن خالد،
ومعافى بن سليمان.
ويحيى بن حبيب بن عربي البصري، يروي عن المعتمر، وشعبة، وخالد بن
الحارث. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، والبصريون.
وعبد الله بن محمد بن سعيد بن عربي الطايفي. روى عنه محمد بن عمرو العقيلي.
وإبراهيم بن عربي الكوفي، يروي عن الأعمش.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العربي، من سمنان، كان شيخ الصوفية بها،
وكان يرجع إلى علم وفضل وورع وزهد، سمع أبا القاسم بن القشيري وغيره. رأيته بمرو ولم
يتفق لي أن سمعت منه شيئا، وكان قد توفي قبل أن أدخل سمنان، وكانت وفاته في سنة سبع

(1) يشبه أن يكون كذلك؟. فإن كان النص كذلك ففي صوابه نظر، إذ للمترجم كتاب " الإشارة في القراءات العشر "
ذكره ابن الجزري: 1: 361، فما أظنه يقتصر في غيره على السبعة، أو لعله يكون مشى على وجه في كتاب، وعلى
آخر في غيره. ويستفاد من هنا تاريخ وفاة المترجم، ولم يذكره ابن الجزري 2: 311.
176

أو ثمان وعشرين وخمسمائة.
العربي: بفتح العين والراء المهملتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " العرب ".
وانتسب إليه جماعة، غير أن جماعة عرفوا بهذه النسبة، منهم:
أبو سعيد محمد بن علي بن محمد بن العربي السمناني، من أهل سمنان، كان أحد
المشهورين بالفضل والعلم والزهد، وكان متحليا بالأخلاق الزكية المرضية، لم أره، رأيت
الناس مجتمعين على الثناء عليه، توفي قبل دخولي سمنان، وورد علينا مرو في زماني ولم
ألقه، سمع بنيسابور أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وكان من جملة مريديه،
وأبا بكر محمد بن القاسم الصفار وغيرهما. روى لنا عنه أبو زيد محمد بن الفضل بن علي
الفراوي بآمل طبرستان، وأبو عبد الله القاسم بن محمد بن الليث الصوفي بسمنك،
وجماعة. توفي في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وعرب سوس: موضع معروف. هكذا قال أبو الحسن الدارقطني.
العرجي: بفتح العين المهملة، وسكون الراء، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " العرج " وهو موضع بمكة (1)، والمشهور بالانتساب إليه:
عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي القرشي العرجي الشاعر، كان
ينزل العرج فنسب إليه، وكان من أشعر بني أمية.
العرزبي: بفتح العين، والراء الساكنة المهملتين، والزاي المفتوحة، وفي آخرها الباء
الموحدة.
هذه النسبة إلى " عرزب " وهو اسم رجل، والمنتسب إليه:
الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب العرزبي. قال ابن أبي حاتم: الضحاك بن
عبد الرحمن بن عرزب. ويقال: عرزم، وعرزب أصح. روى عن أبي موسى الأشعري

(1) تعقبه ابن الأثير فقال: " العرج: بين مكة والمدينة، وليس بمكة ". وقال ياقوت: " قرية جامعة في واد من نواحي
الطائف، إليها ينسب العرجي الشاعر ". واعتمد القول بأنها من الطائف الأستاذ خير الدين الزركلي المتوفي يوم
الخميس الرابع من ذي الحجة من عام 1396 رحمه الله تعالى. انظر كتابه العجاب " الاعلام " 4: 246.
177

مرسلا، وعن أبي هريرة، وعبد الرحمن بن غنم، روى عنه مكحول، وعدي بن عدي،
وأبو سنان عيسى بن سنان، وعبد الله بن نعيم الأردني.
العرزمي: بفتح العين المهملة، وسكون الراء، وفتح الزاي المعجمة. هذه النسبة
إلى " عرزم " وظني أنه بطن من فزارة، وجبانة " عرزم " بالكوفة. ولعل هذه القبيلة نزلت بها
فنسب الموضع إليهم؟.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني الامام بمرو، أخبرنا أبو الغنائم
عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشمي ببغداد، أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي الوزير،
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا شريك،
عن مغيرة، عن إبراهيم قال: كانوا يحرمون من الكوفة فأحرم الأسود من جبانة عرزم.
والمنتسب إليه: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان الفزاري العرزمي، يروي
عن الكوفيين. روى عن أهل الكوفة، مات سنة ثمانين ومائة، يعتبر حديثه من غير روايته عن
أبيه.
وأخو السابق ذكره: إسحاق بن محمد بن عبيد الله العرزمي، يروي عن شريك. روى
عنه عبد العزيز بن منيب أبو الدرداء.
وأبو عبد الله عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى فزارة، عم محمد بن عبيد الله
العرزمي، واسم أبي سليمان: ميسرة، يروي عن سعيد بن جبير، وعطاء. روى عنه
الثوري، وشعبة وأهل العراق، ربما خطأ، وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. قال
أبو حاتم بن حبان: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ
ويحدث من حفظه أن يهم، وليس من الانصاف ترك حديث شيخ ثبتت صحة عدالته بأوهام
يهم في روايته! ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج الثوري
وشعبة، لأنهم أهل حفظ وإتقان، وكانوا يحدثون من حفظهم، ولم يكونوا معصومين حتى
لا يهموا في الروايات، والأولى ترك ما صح أنه وهم فيه ما لم يفحش ذلك منه، حتى يغلب
على صوابه، فإذا كان ذلك استحق الترك. ومات عبد الملك سنة خمس وأربعين ومائة.
وسئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ فقال: ميزان. قال

(1) ثم تركه، وقد قال أمية بن خالد لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان وقد كان حسن الحديث؟
فقال: من حسنها فررت. كما في " التهذيب ". وشعبة متشدد.
178

ابن ماكولا: أبو عبد الله العرزمي مولى بني فزارة، نزل جبانة عرزم بالكوفة فنسب إليها،
روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وسلمة بن كهيل، وأنس بن
سيرين وغيرهم. روى عنه سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان،
وعبد الله بن المبارك وخالد بن عبد الله الطحان، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف
الأزرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد وغيرهم. قال سفيان
الثوري: حفاظ الناس إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي،
ويحيى بن سعيد الأنصاري. وكان شعبة يعجب من حفظه. قال أبو داود السجستاني: قلت
لأحمد: عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: ثقة. قلت يخطئ؟ قال: نعم، وكان من
أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء، ومت في ذي الحجة سنة خمس وأربعين
مائة.
وأبو عبد الرحمن محمد بن عبيد الله العرزمي، هو ابن أخي عبد الملك بن
أبي سليمان، واسم أبي سليمان: ميسرة، وهو الذي يروي عنه شريك ويقول: حدثني
محمد بن سليمان العرزمي، ينسبه إلى جده حتى لا يعرف، يروي عن عطاء، روى عنه
العراقيون، مات سنة خمس وخمسين ومائة، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وكان صدوقا إلا أن
كتبه ذهبت وكان ردئ الحفظ فجعل يحدث من حفظه ويهم، فكثرت المناكير في
روايته، تركه ابن المبارك، ويحيى بن القطان، وابن مهدي، ويحيى بن معين.
ومن ولده: عباد بن أحمد العرزمي، روى عنه القاسم بن جعفر بن أحمد الشامي
الكوفي وغيره من أهل الكوفة.
العرضي: بضم العين، وسكون الراء المهملتين، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى " عرض " وهي ناحية بدمشق (1)، خرج منها جماعة من العلماء والتجار
المعروفين، كما جماعة منهم يسمعون معنا الحديث بدمشق في مجلس صاحبنا ورفيقنا
أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ.
وهو أيضا اسم: العرضي بن زياد، ذكره في كتاب " الترغيب " لحميد بن زنجويه
النسائي.

(1) قال في " اللباب ": " ليست عرض من نواحي دمشق، وإنما هي مدينة صغيرة في البر، بين الفرات ودمشق، وهي
من أعمال حلب ". ونحوه في " معجم البلدان ".
179

والمنتسب إلى الموضع الذي ذكرنا من المشهورين:
أبو الحارث عبد الوهاب بن الضحاك العرضي السلمي، من أهل حمص، يروي عن
إسماعيل بن عياش والشاميين. قال أبو حاتم بن حيان: حدثنا عنه شيوخنا، وكان ممن يسرق
الحديث ويرويه، ويجيب فيما يسأل، ويحدث بما يقرأ عليه، لا يحل الاحتجاج به ولا الذكر
عنه إلا على جهة الاعتبار.
وأبو عبد الله سلمة بن داود العرضي من أهل سلمية. روى عن أبي المليح الرقي،
وسعدان بن يحيى، وإسماعيل بن عياش. روى عنه صالح بن بشر بن سلمة الطبراني، وأبو حاتم
الرازي، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي في الرحلة، وقال: سمعت أبي يقول: سلمة بن
داود العرضي من سلمية، وكان ثقة صالح الحديث.
العرفطي: بضم العين المهملة، والفاء المعجمة، بينهما الراء الساكنة، وفي آخرها
الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى " عرفطة " وهو الجد الأعلى لطالوت بن أبي بكر بن خالد بن عرفطة،
حليف بني زهرة، روى عن عمر رضي الله عنه. روى عنه أبو طالب يحيى بن يعقوب بن
مدرك. قاله أبو حاتم الرازي.
والقاسم بن عبد الكريم العرفطي، من ولد خالد بن عرفطة، هكذا ذكره ابن أبي حاتم
وقال: روى عن كلاب بن عمرو، وأبي خالد البزاز. روى عنه جعفر بن عبد الله بن جعفر بن
خباب بن الأرت، وأبو كريب محمد بن العلاء.
العرفي: بفتح العين، والراء المهملتين، بعدها الفاء.
هذه النسبة إلى " عرفات " والمشهور بها:
أبو عبد الله زنفل العرفي، من أهل الحجاز، نزل عرفات فنسب إليها، يروى عن
ابن أبي مليكة. روى عنه إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، وحاتم بن سالم القزاز الأعرجي.
وقال أبو حاتم بن حيان البستي: زنفل بن شداد العرفي، من أهل عرفات، كان يسكن
مكة، يروي عن ابن أبي مليكة. روى عنه الحميدي، كان قليل الحديث، وفي قلته
مناكير، لا يحتج به، وسئل يحيى بن معين عنه؟ فقال: ليس بشئ. وقال أبو حاتم
الرازي: زنفل ضعيف الحديث.
العرقي: بكسر العين المهملة، وسكون الراء، وفي آخرها القاف.
180

هذه النسبة إلى " عرقة " وهي بلدة تقارب أطرابلس الشام، وهي بين رفنية وأطرابلس.
قاله ابن ماكولا. والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر أحمد بن سليمان الزنبقي العرقي، يروي عن سعيد بن منصور، ومهدي بن
جعفر، ويزيد بن موهب، ومروان بن جعفر السمري، وأبي تقي هشام بن عبد الملك اليزني
وغيرهم. روى عنه محمد بن يوسف ابن بشر الحافظ الهروي.
وعروة بن مروان الجوزي العرقي الجرار، كان أميا، وكان يسكن عرقة من أرض
الشام، فنسب إليها. قال الدارقطني، يروي عن عبيد الله بن عمرو الرقي، وموسى بن أعين
وغيرهما. روى عنه أيوب بن محمد الوزان، وخير بن عرفة.
وواثلة بن الحسن العرقي، يروي عن كثير بن عبيد الحمصي. روى عنه أبو القاسم
الطبراني سليمان بن أحمد.
وأبو الرضا الحسين بن عيسى الخزرجي العرقي، حدث بعرقة عن يوسف بن بحر.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني.
وأما أبو القاسم بشر بن نصر بن منصور الفقيه العرقي، كان فقيها فاضلا ورعا. قال
أبو سعيد بن يونس: كان يتفقه على مذهب الشافعي، يعرف بغلام عرق، وعرق خادم من
خدم السلطان، كان على البريد بمصر، يقال له عرق الموت، كان بشر بن نصر قدم مصر
في جملة من قدم بغداد وتفقه، وكان فقيها مستصلحا دينا، توفي في مصر في جمادى الآخرة
سنة اثنتين وثلاثمائة، وقد سمعت منه.
وأبو عبد الله بن مروان العرقي، من أهل عرقة من بلاد الشام، قدم إلى مصر وكان
من العابدين، وكتبت عنه، وكان آخر من حدث عنه بمصر خير بن عرفة.
وأحمد بن محمد بن الحارث بن محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي الحمصي
العرقي، نسب إلى جده الأعلى، من أهل حمص، يروي عن أبيه محمد بن الحارث،
يروي عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وجده أبو الوليد محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي العرقي، يروي عن
عبد الله بن بسر المازني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه. روى عنه بقية بن الوليد،
وإسماعيل بن عياش، وسعيد بن عبد الجبار، ويحيى بن سعيد العطار، وأبو ضمرة
محمد بن سليمان الحمصي وغيره.
181

العركي: بفتح العين والراء المهملتين، وفي آخرها الكاف. هذه اللفظة تشبه النسبة،
وهو اسم للذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن التوضئ بماء البحر. فقال: " هو الطهور ماؤه الحل
ميتته ".
وعركي بغير ألف ولام في نسب معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان،
والحارث بن بكر بن عركي بن عرار بن قتال بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن
ذبيان بن بغيض، وهو اسم نابغة بن ذبيان الأصغر، وهو أحد بني قتال، وهو شاعر معروف.
العرني: بضم العين، وفتح الراء المهملتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عرينة " وعكل وعرينة قبيلتان ورد ذكرهما في الحديث الصحيح: أن
نفرا من عكل وعرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعرينة وهو ابن نذير بن قسر بن عبقر وهو
بجيلة ابن أنمار، منهم:
الحر والحسن بن عبد الله العرني، يروي عن ابن عباس. روى عنه سلمة بن كهيل.
قاله أبو حاتم بن حبان وقال: وهو يخطئ. وقال ابن ماكولا: هو يروي عن سعيد بن جبير.
روى عنه سلمة، والحاكم ابن عتيبة.
والحسين بن الحسن العرني.
والقاسم بن الحسن العرني الكوفي أيضا.
وفي الحديث: " عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة ". وفي الحديث:
" ارتفعوا عن بطن عرنة " يعني: لا تنزلوا فيه. وهو واد بالحجاز قريب من منى.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سفيان بن نبيح الكلبي إلى بطن عرنة.
العرني: بضم العين المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عرنة " والنسبة إليها: عرني وعريني. وهي (1) واد بين عرفات ومنى.
وعرينة قبيلة من بجيلة. وقصة العرنيين مشهورة، والمنتسب إليها: الحسن العرني،
من التابعين، يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما. روى عن الحكم بن عتيبة وعزرة. قال

(1) من كوبرلي، وفي غيره: " وظني أنها واد. ". ونحوه جزم ابن الأثير ولم يفرده بنسبة مستقلة وتقدم أنه واد قريب
من منى، وتقريبه من عرفات أولى.
182

يحيى بن معين: الحسن العرني ليس به بأس صدوق، إنما يقال: إنه لم يسمع من
ابن عباس: سئل أبو زرعة عن الحسن العرني فقال: كوفي ثقة.
وأبو أحمد القاسم بن الحكم بن كثير العرني قاضي همذان، يروي عن مسعر بن
كدام، وزكريا بن أبي زائدة، وسلمة بن نبيط، وسعيد بن عبيد، وعبيد الله بن الوليد
الوصافي. روى عنه محمد بن سلام، أو حجر عمرو بن رافع وغيرهما. سئل أبو حاتم
الرازي عنه فقال: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به، وسئل أبو زرعة الرازي عنه
فقال: صدوق. حكى إبراهيم بن مسعود الهمذاني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
مات العرني أو عرنيكم، أي: القاسم ونحن نريد أن نشد إليه الرحلة. وسئل أبو نعيم
الكوفي لما سئل (1) عن القاسم العرني؟ فقال: فيه تلك الغفلة كما كانت.
العرواني: بفتح العين، وسكون الراء المهملتين، والواو المفتوحة، وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى " عروان " وهو في نسب كندة. وهو:
عروان بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث. قال ذلك أحمد بن الحباب
الحميري في " نسب كندة ".
وعروان بن كنانة، قال الزبير بن بكار: عروان بن كنانة بن خزيمة، هم قرينان أمه
برة بنت مر. وقال عثمان بن أبي سليمان: غزوان بن كنانة. بالغين والزاي.
العروضي: بفتح العين المهملة، وضم الراء، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى " العروض " وهي التي بها أوزان الشعر، والمشهور بهذه النسبة:
أبو سهل محمد بن منصور بن الحسن العروضي البرجي، من أهل أصبهان، كان
فاضلا كثير المحفوظ، سمع أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وغيره، وكان كثير السماع،
توفي في النصف من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ذكره يحيى بن أبي عمرو بن
منده في " كتاب أصبهان " وقال: أبو سهل العروضي، كان أشعريا صلبا، سمع أبا نعيم،

(1) هكذا في الأصول: " وسئل. لما سئل. ". وفي " الجرح والتعديل " 3 / 2 / 109: عن " إبراهيم بن مسعود
الهمذاني قال: سألني أبو نعيم عن القاسم بن الحكم الهمذاني فقال.. " وأظن أن فيه تحريفا أيضا، صوابه:
" سألت أبا نعيم. "؟.
183

وكان يسمع إلى أن مات، كثير السماع قليل الرواية.
وحفيده القاضي الإمام أبو الفتح محمد بن أبي الوفاء الفضل بن أبي سهل العروضي.
المعروف بقاضي أصبهان، كان فقيها فاضلا ومناظرا فحلا، وأصوليا وأديبا مبرزا، وبارعا
حسن الشعر، كثير المحفوظ، لطيف الطبع، سمع بأصبهان، ولم يكن له أصول بما
سمع، لقيته أولا ببلخ ثم ببخارى (1)، وكنت شديد الانس به، كثير الحضور عندي، وكان
لا يمل جليسه من محاضرته اللطيفة، علقت عنه كثير من شعره وغيره. وقد كان تفقه على
البرهان عبد العزيز بن عمر ببخارى، ثم سكن بلخ، ثم لقيته ببخارى، وخرج إلى بلاد الترك
إلى أوزكند وبلاساغون. رده الله إلينا سالما.
وأبو يحيى عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان الخولاني النحوي العروضي
الخشا، من أهل مصر، يروي عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وغيره. روى عنه
أبو زكريا يحيى بن علي الطحان. توفي في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة.
وأبو المنذر يعلى بن عقيل بن زياد بن سليم بن هند بن عبد الله بن ربيعة بن الياس بن
يعلى بن محمد بن زيد بن يعلى بن عبد الله الغنوي العروضي من أهل بغداد، كان يؤدب
أبا عيسى بن الرشيد، وكان شاعرا مدح أبا دلف العجلي. وروى أبو عمر الدوري المقرئ عنه.
والذي وضع العروض أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد العروضي، صاحب
العروض، من أهل البصرة، يروي عن عثمان بن حاضر، عن ابن عباس، وعن أيوب
السختياني. روى عنه النضر بن شميل، والأصمعي، وعلي بن نصر، ووهب بن جرير
وغيرهم.
العريبي: بضم العين، وفتح الراء المهملتين، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف،
وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " عريبة " وهو اسم رجل.
العريجي: بضم العين المهملة، وفتح الراء، وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف،
وفي آخرها الجيم.

(1) أرخ المصنف رحمه الله في " معجمه الكبير " لقاءه بالمترجم في بلخ سنة ست وأربعين وخمسمائة، ولقاءه به في بخارى سنة
إحدى وخمسين وخمسمائة.
184

هذه النسبة إلى " العريج " وهو اسم لجماعة، ولبطون من العرب، وهو: عريج بن
بكر بن عبد مناف بن كنانة، منهم:
أبو نوفل بن أبي عقرب العريجي البصري، وهو من ولد بجير بن عمرو بن حماس بن
عريج، يروي عن أبيه. روى عنه الأسود بن شيبان.
وعريج بن سعد بن جمح، له صحبة، وهو مؤذن المسجد الحرام (1).
ومن ولده أيضا: سعدى بنت عريج هي أم عبد الله بن جدعان التيمي.
وسعيد بن عامر بن حذيم بن سلمان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح، له صحبة
ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ولد عريج بن سعد بن جمح: نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي
العريجي، يروي عن ابن أبي مليكة.
ومنهم أيضا: سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، يروي عن هشام بن عروة وغيره.
قال: عريج بن عبد رضا بن جبيل بن عامر بن عوف بن كناة. ذكر ذلك
ابن الكلبي في " نسب قضاعة ".
العريفي: بفتح العين المهملة، وكسر الراء، بعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها
الفاء.
هذه النسبة إلى " عريف " وهو بطن من جشم. من ولده: فارس قيس وهو: دريد بن
الصمة بن الحارث بن بكر بن جلهمة بن خزاعي بن عريف بن جشم العريفي الجشمي،
كانت له أيام غارات، كان من فرسان قيس المعدودين، شهد حنينا مع المشركين وقتل
كافرا، وكان أعمى، لما نزل المشركون بأوطاس قال: أين أنتم؟ قالوا: بأوطاس؟ قال:
نعم مجال الخيل، لا حزم ضرس ولا سهل دهس. وقال لبعض من ضربه بالسيف ولم يؤثر
فيه: بئس ما سلحتك أمك!.

(1) هكذا في أياصوفيا وكوبرلي، وفيه سقط فاحش، وفي الأصلين الآخرين سقط من هذا الذي أثبته، فتضاعف الفحش
وتداخلت هذه الترجمة مع التي قبلها. والنص بمعناه التام ما جاء في " الباب ": هذه النسبة: " إلى عريج بن
سعد بن جمح، من ولده: أبو محذورة؟ أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج العريجي الجمحي مؤذن المسجد
الحرام، له صحبة ". وفي " الاكمال " 6: 181 ما يؤيده.
185

العريفي: بضم العين المهملة، وفتح الراء، بعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها
الفاء.
هذه النسبة إلى " عريف "، وهو بطن من حضرموت. قال ابن الكلبي في " نسب
حضرموت ": عريف بن أبد بن الصدف.
العريني: بفتح العين المهملة، وكسر الراء، بعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى " عرين " وهو بطن من قبائل عدة، منها بطن من قضاعة، وهو:
عرين بن أبي جابر بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن
زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن
قضاعة. من ولده:
تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين، قتل مع معاوية رضي الله عنه
يوم صفين ومعه اللواء. ذكر ذلك ابن حبيب عن ابن الكلبي.
والقحل (1) بن عياش بن حسان بن سمير بن شراحيل بن عرين العريني، هو الذي قتل
يزيد بن المهلب يوم التل، وقتله يزيد، ضرب كل واحد منهما صاحبه فقتله.
وعرين بطن من يربوع، وهو: عرين بن ثعلبة بن يربوع. قال يحيى بن معين:
أبو ريحانة عبد الله بن مطر العريني، من بني عرين بن ثعلبة. قال ابن حبيب: وفي تميم:
عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة.
قال ابن حبيب أيضا: وفي بجيلة: عرين بن سعد بن نذير بن قسر.
العريني: بضم العين، وفتح الراء المهملتين، بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف،
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عرينة " وقصة العرنيين الذين استاقوا إبل النبي صلى الله عليه وسلم فجئ بهم فقطع
أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم.

(1) في الأصول: " الفحل " بالفاء، والتصويب من " الاكمال " 7: 54، و " التبصير " ص 1064.
186

باب العين والزاي
العزازي: بفتح العين المهملة، والألف بين الزايين المعجمتين.
هذه النسبة إلى " عزاز " مخففة. قال الدارقطني الحافظ: وهو موضع بين حران
وحلب، ينسب إليها العزازيون. قال فيه بعض الشعراء (1):
إن قلبي بالتل تل عزاز * عند ظبي من الظباء الجوازي
العزري: بفتح العين المهملة، وسكون الزاي، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " باب عزرة " وهي محلة كبيرة بنيسابور، وكان منها جماعة من العلماء
والمحدثين، منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن حسن الفقيه العزري، من محلة باب عزرة. من نيسابور، وكان
من فقهاء أصحاب أبي حنيفة رحمة الله عليهم أجمعين. سمع أبا سعيد عبد الرحمن بن
الحسن، وإبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوريين، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ
وقال: توفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
والعزوري: بفتح العين المهملة، وسكون الزاي المعجمة، وفي آخرها الراء، بعد
الواو المفتوحة.
هذه النسبة إلى " عزورة " وهو اسم لجد:
أبي محمد سليمان بن الربيع بن هشام بن عزور بن مهلهل النهدي الكوفي العزوري،
من أهل الكوفة، حدث عن أبي جنادة حصين بن مخارق، وهمام بن مسلم الزاهد،
وكادح بن رحمة، وأبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه محمد بن جرير الطبري، وأحمد بن

(1) نسبه ياقوت في " معجم البلدان " إلى إسحاق الموصلي، وذكر له بيتا ثانيا هو:
شادن يسكن الشآم وفيه * مع ظرف العراق لطف الحجاز
لكن عبارته هكذا: " وذكر أبو الفرج الأصبهاني في " كتاب الديرة " أن عزاز؟ بالرقة، وأنشد عليه لإسحاق
الموصلي.. " وذكر البيتين، وقال عقبهما: " وينسب إلى عزاز حلب: أبو العباس.. "، وهذا يفهم أن الشعر
في عزاز الرقة لا عزاز حلب.
187

الحسين بن إسحاق الصوفي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد العطار. ومات
سنة أربعين وسبعين ومائتين.
العزيري: بضم العين المهملة، والزاي المفتوحة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي
آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى " عزير " الذي اختلفوا فيه: هل هو نبي أو لا؟ وهو:
أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الكاتب العزيري: كان يعرف بحمار العزير،
يروي عن عثمان بن أبي شيبة، وسليمان بن أبي شيخ وغيرهما، وكان شيعيا غاليا في
التشيع، وله مصنفات في مقاتل الطالبيين وغير ذلك.
وكتاب " غريب القرآن " للعزيري، وهو محمد بن عزير السجستاني المعروف
بالعزيري، لأنه من بني عزرة. هكذا ذكره القاضي أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن أبي البقاء
البصري القاضي، وروى الكتاب عن أبي موسى الأندلسي، عن أبي الفتح بن أبي الفوارس
الحافظ، عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، عن محمد بن عزير العزيري.
ومن قال " العزيزي " بالزايين فقد أخطأ.
تم المجلد الخامس بحمد الله.. في المجلد السادس قوله: باب العين والسين.
العسال. والحمد لله وحده، وصلى الله عليه محمد وآله (1).

(1) من أياصوفيا، وفي الظاهرية: " آخر المجلد الخامس من الأصل ". والمجلد السادس من نسخة أياصوفيا غير
موجود، فلذا اقتصر في تحقيق نص الكتاب على النسخ الثلاثة الأخرى، ابتداء من هنا، حتى أواخر الجزء التاسع،
نسبة: " القيار ".
188

باب العين والسين
العسال: بفتح العين وتشديد السين المهملتين.
هذه اللفظة لمن يبيع العسل ويشتاره، والمشهور بهذه النسبة.
أبو عبد الله محمد بن موسى العسال، نيسابوري فقيه زاهد، يعد من أقران يحيى بن
يحيى، سمع ابن عيينة، وهشيما، وابن المبارك، والنضر بن شميل. روى عنه أحمد بن
حرب، وأيوب بن الحسن، ومشايخ عصره.
وأبو جعفر أحمد بن إسحاق بن واضح بن عبد الصمد بن واضح العسال مولى قريش،
توفي في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين، يروي عن سعيد بن أسد بن موسى وغيره. قاله
ابن يونس.
وأبو بكر بن عبد الوارث بن حرب بن عيسى الأسواني العسال، دعوتهم في موالي
عثمان بن عفان، حدث عن محمد بن رمح التجيبي، وعيسى بن حماد بن زغبة وغيرهما. روى
عنه أبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو أحمد بن عدي وغيرهم، توفي بمصر
في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وأبو علي الحسن بن محمد بن أحمد العسال المصري، وكان في تفسير الرؤيا عجبا من
العجائب، وسمع الحديث. ذكره ابن يونس. توفي بتنيس وحمل منها ميتا في سنة اثنتين
وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الغني بن عبد العزيز بن سلام العسال الفقيه، يروي عن ابن وهب،
وابن عيينة، كان فقيها عاقلا، توفي في المحرم سنة أربع وخمسين ومائتين.
وابن ابنه أبو محمد عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن عبد العزيز العسال سمع من
أبيه وغيره، ومات سنة تسع وثلاثين ومائتين. قاله ابن يونس.
والامام أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن محمد بن
سليمان بن عبد الله العسال، من أهل أصبهان، ولي القضاء بها خليفة لعبد الرحمن بن أحمد
الطبري، إمام كبير جليل القدر أحد أئمة الحديث فهما وإتقانا وأمانة. قال أبو عبد الله بن
189

منده: طفت الدنيا شرقا وغربا فلم أر مثل أبي أحمد العسال، قرأت على قبره بأصبهان. وله
تصانيف كثيرة، يروي الحديث عن محمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن إبراهيم بن زهير
الحلواني، والحسن بن علي السري، وبكر بن سهل الدمياطي، وجماعة كثيرة سواهم،
وكانت له رحلة إلى العراق والشام وديار مصر، روى عنه الحافظان أبو أحمد عبد الله بن عدي
الجرجاني، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، وتوفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة،
ومولده يوم التروية ستة تسع وستين ومائتين. وروى عنه أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ
الأصبهانيان.
وأبوه أبو جعفر أحمد بن إبراهيم العسال، يروي عن إسماعيل بن عمرو، وسهل بن
عثمان وغيرهما. روى عنه ابنه القاضي أبو أحمد العسال.
وابنه أبو عامر عبد الوهاب بن أبي أحمد العسال القاضي، يروي عن أبيه وغيره، روى
عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ أيضا.
وأبو الرجاء الحسين بن محمد بن الفضل العسال، أخو أستاذنا الحافظ إسماعيل، شيخ
صالح، يروي عن أبي عمرو بن منده، وسليمان بن إبراهيم الحافظ سمعت منه بأصبهان
وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
وعسال: اسم جد أبي طالب علي بن أحمد بن عسال بن شرحبيل بن عسال بن الصلت
الجبلي، من أهل مدينة جبلة، ذكرته في حرف الجيم في الجيم والباء.
العساني: بضم العين، وفتح السين المخففة المهملتين، بعدهما الألف، وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى " عسان " وهو بطن من الصدف، منهم: حماد بن عسان بن جذام بن
الصدف وهو عساني، وأخواه دحين وربيعة ابنا عسان. قاله ابن حبيب عن ابن الكلبي في
" نسب حضرموت ".
العسقلاني: بفتح العين المهملة، وسكون السين المهملة، وفتح القاف وبعدها لام
ألف وفي آخرها النون.
هذه النسبة لموضعين: أحدهما إلى بلدة من بلاد الساحل مما يلي حد مصر يقال لها
" عسقلان " الشام، والثاني إلى محلة ببلخ يقال لها: " عسقلان ". وعسقلان الشام دمشق
يقال لهما: العروسان، من حسنهما. فأما المنتسب إلى الأول وهو عسقلان الشام هو:
190

محمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني، يروي عن ابن عيينة، والمعتمر بن
سليمان. روى عنه أبو العباس بن الحسن بن قتيبة العسقلاني (1) مات سنة ثمان وثلاثين
ومائتين، وكان من الحفاظ.
والمحدث المشهور أبو الحسن آدم بن أبي إياس واسمه: ناهية ويقال: آدم
ابن عبد الرحمن بن محمد العسقلاني، مولى بني تميم، أصله من خراسان، رحل إلى
العراقين والحجاز والشام، سكن عسقلان، يروي عن شعبة، وحماد بن سلمة. روى عنه
محمد بن إسماعيل البخاري والناس، مات سنة عشرين ومائتين.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: آدم بن أبي إياس العسقلاني، قال: مولى
بني تميم، روي عن شعبة، وإسرائيل، والمسعودي، وورقاء. قال أبو حاتم الرازي:
حضرت آدم بن أبي إياس العسقلاني وقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن شعبة:
كان يملي عليهم ببغداد أو يقرأ؟ قال: كان يقرأ رمزا، وكان أربعة أنفس يكتبون: آدم
ويملي الناس. فقال آدم: صدق، كنت سريع الخط، وكنت أكتب، وكان الناس يأخذون
من عندي. وقدم شعبة فحدث فيها أربعين مجلسا، في كل مجلس مائة حديث،
فحضرت أنا فيه عشرين مجلسا، سمعت ألفي حديث وفاتني عشرون مجلسا. مات سنة
عشرين ومائتين.
وحفيده محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني، يروي عن أبي عمير عيسى بن محمد
النحاس الرملي. روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو الحسين محمد بن محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد العسقلاني، أصله منها،
وهو مقدسي، خرج منها وقت استيلاء الفرنج على بيت المقدس، سمع أباه، وله إجازة عن
جماعة كثيرة من العراقيين، قرأت عليه بدمشق، وتوفي بعد سنة خمس وثلاثين
وخمسمائة (2).
وأكثر الانتساب إلى عسقلان الشام.
وأما عسقلان بلخ فهي محلة من محالها. مضيت إليها وقرأت في مسجدها على جماعة

(1) في " اللباب " هنا زيادة كلمة " البلخي "، وهي مقحمة خطأ، وستأتي ترجمته صفحة 452، وفيها النص صراحة
على أنه من " عسقلان الشام " من عسقلان بلخ.
(2) وفي " التحبير ": " في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة " وكتب تحت هذا القول بخط مغاير للأصل " بل في ذي القعدة
سنة ست وثلاثين ".
191

الحديث، ومن قال إنها قرية ببلخ فقد وهم (1). والمشهور بالانتساب إليها:
أبو يحيى عيسى بن أحمد بن أحمد بن عيسى بن وردان العسقلاني، قال أبو عبد الرحمن
النسائي: حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني عسقلان بلخ. سمع عبد الله بن وهب،
وإسحاق بن الفرات المصريين، ويحيى بن أبي الحجاج البصري، وبشر بن بكر التنيسي،
وبقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزرقاء، والنضر بن شميل. روى عنه
أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي وسئل عنه فقال: صدوق، وروى عنه بعده الأئمة
والاعلام، وكان أبو العباس السراج يقول: كتب إلي عيسى بن أحمد العسقلاني. ويقال:
إنه أصله بغدادي نزل عسقلان بلخ فنسب إليها. قال أبو حاتم الرازي في " جمعه أسماء
مشايخه ": عيسى بن أحمد العسقلاني صدوق، ببلخ قرية يقال لها عسقلان. وقال
أبو عبد الرحمن النسائي: عيسى بن أحمد بلخي ثقة.
وعبد الله بن محمد بن أبي السري العسقلاني، يروي عن أبيه. روى عنه أبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وسلامة بن محمود بن عيسى بن قرعة العسقلاني من عسقلان الشام، كان زاهدا
ورعا، يروي عن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني. روى عنه أبو بكر بن المقرئ قال:
وكان يقال إنه من الابدال.
وأبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة بن الطفيل العسقلاني من عسقلان
الشام، يروي عن أبيه الحسن، ومحمد بن المصفى الحمصي، وجعفر بن مسافر،
وأبي أيوب الخبائري الحمصي، وحرملة بن يحيى التجيبي، وهشام بن عمار، وكثير بن عبيد
المذحجي، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح،
وأبي خالد يزيد بن موهب الرملي، ويحيى بن آدم المصيصي. روى عنه أبو حاتم بن حبان،
وأبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر بن المقرئ وطبقتهم، وتوفي بعد
سنة عشر وثلاثمائة.
وابنه أبو الفضل العباس بن محمد بن قتيبة العسقلاني، يروي عن جماعة منهم:

(1) هذا تعريض بابن طاهر المقدسي في كتابه " الأنساب المتفقة " ص 107، وسيأتي في كلام أبي حاتم الرازي أيضا،
ولعلها كانت أيام أبي حاتم قرية قديمة من مدينة بلخ، ثم اتسعت المدينة فانضمت إليها القرية فصارت محلة من
محالها؟.
192

عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني. روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني.
العسكري: بفتح العين، وسكون السين المهملتين، وفتح الكاف، وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى مواضع وأشياء، فأشهرها المنسوب إلى " عسكر مكرم " وهي بلدة من
كور الأهواز يقال لها بالعجمية: لشكر، ومكرم الذي ينسب إليه البلد هو: مكرم الباهلي،
وهو أول من اختطها العرب، فنسبت البلدة إليه، فمنها:
أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، صاحب التصانيف الحسنة
المليحة، أحد أئمة الأدب، وصاحب الاخبار والنوادر.
وأخوه أبو علي محمد بن عبد الله العسكري، يرويان عن عبد الله بن أحمد بن موسى
العسكري عبدان.
وأبو أحمد صاحب كتاب " الزواجر والمواعظ " قدم أصبهان مع أبي بكر بن الجعابي
سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ثم قدم أصبهان أيضا سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. هكذا قال
أبو بكر بن مردويه.
وأبو مسعود سهل بن عثمان بن فارس العسكري، ثقة، من عسكر مكرم، قد أصبهان
أيضا سنة ثلاثين ومائتين، وخرج منها سنة اثنتين إلى الري، ثم رجع إلى العراق ومات بعسكر
مكرم صنف " التفسير " و " المسند ".
وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى العسكري المعروف بعبدان، من علماء
المسلمين وأئمتهم، كان فاضلا رحل إلى العراق والشام، وصنف التصانيف، وسمع منه
الحفاظ والأئمة كأبي علي النيسابوري، وأبي القاسم الطبراني وأبي حاتم بن حبان،
وأبي الشيخ الأصبهاني، وأبي أحمد بن عدي الجرجاني، ومن لا يعد كثرة.
وجماعة استغنينا عن ذكرهم لشهرتهم، وقد ذكرت عبدان في " الجواليقي ".
وأما المنتسب إلى " عسكر مصر " ففيهم أيضا كثرة، منهم:
محمد بن علي العسكري، مفتي أهل العسكر بمصر، حدث وكان يتفقه على مذهب
الشافعي، وحدث بكتبه عن الربيع بن سليمان، ويونس بن عبد الأعلى المصرين وغيرهما.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن عدي الشافعي العسكري، يروي عن
193

أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي حديثا واحدا، سمع منه أبو زكريا يحيى بن علي بن
محمد الطحان المصري وقال: توفي ليومين خليا من رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وأبو القاسم سليمان بن داود بن سليمان بن أيوب البزاز العسكري، من عسكر مصر،
يروي عن الربيع ين سليمان المرادي، ومحمد بن خزيمة بن راشد المصري وطبقتهما، وكان
ثقة، توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو محمد الحسن بن رشيق المعدل العسكري، من عسكر مصر، كان محدثا مشهورا
بمصر، يروي عن أبي عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن حماد العتكي، ويموت بن المزرع
البصري وغيرهم، وقال أبو زكريا يحيى ابن علي بن محمد الطحان المصري: سألت
ابن رشيق عن مولده؟ فقال: ولدت يوم الاثنين ضحوة لأربع ليال خلون من صفر سنة ثلاث
وثمانين ومائتين. وتوفي في جمادى الأولى سنة سبعين وثلاثمائة.
وأحمد بن رشيق العسكري، سمع وكتب، وما علمته حدث، وهو أخو شيخنا
الحسن بن رشيق. هكذا ذكره أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحان المصري.
وجماعة ينسبون إلى عسكر سر من رأى الذي بناه المعتصم، لما كثر عسكره وضاقت
عليه بغداد وتأذى به الناس، فانتقل إلى هذا الموضع بعسكره، وبنى بها البنيان المليح،
وسمي: سر من رأى ويقال لها: سامرة وسامراء. وسميت " العسكر " لان عسكر المعتصم
نزل بها، وذلك في سنة إحدى وعشرين ومائتين. فمن نسب إلى العسكر بالعراق فلأجل
سكنى سامراء، ومنهم من ينسب إلى سامراء ولا يقال له العسكري، وفيهم كثرة، ويتميزون
برواياتهم.
وأبو بكر محمد بن سهل بن هارون بن موسى العسكري، سمع حميد ابن الربيع،
والحسن بن عرفة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان. روى عنه القاضي
أبو الحسن الجراحي وطالب بن عثمان الأزدي، وكان ثقة، وكانت ولادته في سنة سبع
وثلاثين ومائتين، ومات في رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. فمن عسكر سامراء.
وأبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب العسكري العلوي، كان سكن سر من رأى، وهو أحد من
يعتقد فيه الشيعة الإمامية، وهو أحد الاثني عشر الذين يعتقدون في إمامتهم، وكانت ولادته
في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ووفاته في شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين بسر من رأى
ودفن بجنب أبيه.
194

وأما أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد بن أبان الدقاق المعروف
بابن العسكري، فقال: إنما قيل لنا العسكري لان جدي سافر إلى سر من رأى، فلما عاد إلى
بغداد سمي العسكري، حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى
المروزي، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، ومحمد بن العباس اليزيدي،
وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب وغيرهم. روى عنه
أبو القاسم الأزهري، وأبو محمد الجوهري، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن
محمد العتيقي، وأبو الفرج بن برهان، والقاضي أبو العلاء الواسطي وغيرهم، ذكره
محمد بن أبي الفوارس الحافظ فقال: كان فيه تساهل، وقال أبو القاسم الأزهري: تكلموا
فيه، وقال العتيقي: كان ثقة أمينا، وكانت ولادته في شوال سنة ست وثمانين ومائتين، ومات
في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن هارون العسكري الفقيه، أظنه من عسكر سر من رأى،
كان يتفقه لأبي ثور، وحدث عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد بتصانيفه في الزهد، وعن
الحسن بن عرفة، وعباس الدوري وطبقتهم. روى عنه محمد بن الحسين الآجري،
وأبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسين ابن أخي ميمي الدقاق،
ويوسف بن عمر القواس، وأبو عبيد الله المرزباني، وعبد الله بن عثمان الصفار، وكان ثقة،
وثقه الدارقطني، وتوفي في شوال سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله بن منصور الشيباني العسكري الفقيه، صاحب مذهب
أبي حنيفة رحمه الله، يعرف بالبطيخي، ذكرته في حرف الباء.
وأبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العسكري من عسكر سامراء، أحد الثقات،
يروي عن عبد الرحمن بن سلام بن المبارك الواسطي، وعبد السلام بن عبيد بن أبي فروة
النصيبي. روى عنه محمد بن القاسم بن محمد المديني، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم.
قدم أصبهان سنة ثمان وتسعين ومائتين، ثم خرج إلى نيسابور ومات بها سنة ثلاثمائة، وكان
يحفظ ويصنف
وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالعسكري من عسكر سر من رأى،
أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بغداد، ثم إلى سر من رأى،
فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفي بها في أيام المعتز بالله، وهو أحد من
195

يعتقد الشيعة فيه الامامية، ويعرف بأبي الحسن العسكري، وقيل: إن المتوكل في أول
خلافته اعتل فقال: لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن
ذلك؟ فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى يعني أبا الحسن العسكري
فسأله فقال: يتصدق بثلاثة وثمانين دينارا، فتعجب قوم من ذلك، وتعصب قوم عليه وقالوا:
تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه، فقال له: قل لأمير المؤمنين: في
هذه الوفاء بالنذر، لان الله تعالى قال: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، ويوم حنين إذ
أعجبتكم كثرتكم) (1) فروى أهلنا جميعا أن المواطن في المواقع والغزوات كانت ثلاثة
وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير
كان أنفع له وأجرى عليه في الدنيا والآخرة. ولد أبو الحسن العسكري في سنة أربع عشرة
ومائتين، ومات بسر من رأى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادي الآخرة سنة أربع
وخمسين ومائتين، ودفن في داره.
وأبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حماد البزاز الفقيه العسكري، ختن
زكريا بن الخطاب، كان يسكن درب الزعفراني، وحدث عن محمد بن عبيد الله بن
المنادي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ المكي، وأبي داود السجستاني، ويحيى بن
أبي طالب، والحسن بن مكرم، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن سعد العوفي، وأبي قلابة
الرقاشي، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن الحسين الحنيني، وعبد الرحمن بن
محمد بن منصور الحارثي، وأحمد بن أبي خيثمة: زهير بن حرب. روى عنه محمد بن
المظفر الحافظ، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج وجماعة، آخرهم محمد بن
أحمد بن رزقويه، وكان ثقة، مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العسكري، من أهل عسكر مكرم، أحد أعيان
الجوالين من أصحاب الحديث، كثير التصنيف، حسن الحديث، أعلى إسناده بالبصرة:
عمرو بن علي، ونصر بن علي، وأبو موسى الزمن، وبندار، وكتب بالأهواز والري والكوفة
وجور، ورد نيسابور وأقام بها على تجارة له مدة، وقد كان أبو علي الحسين بن علي الحافظ
كتب عنه بالري أيضا وفي بلدان شتى. روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي،
وعلي بن الحسن بن سلم الأصبهاني وهما من أقرانه، وحدث عنه حفاظ الدنيا في عصره،

(1) من سورة التوبة الآية 25.
196

وتوفي بالري سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة بالري.
وأما أبو بكر محمد بن عبد الرحمن العسكري، منسوب إلى قضاء عسكر المهدي،
أحد أصحاب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، كان يتولى القضاء بعسكر المهدي، وهو ممن
اشتهر بالاعتزال، وكان يعد من عقلاء الرجال ونبلائهم.
العسيلي: بضم العين، وفتح السين المهملتين، بعدهما الياء آخر الحروف، وفي
آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " عسيل " وهو بطن من سامة بن لؤي. هكذا ذكره أحمد بن الهيثم بن
قراش بن محمد عن عمه في " بني سامة بن لؤي ". وهو عسيل بن عقبة بن صمعة بن
عاصم بن مالك بن قيس بن مالك بن حيي بن صبرة بن عتبة بن أبي بن سعد بن الشطن بن
مالك بن لؤي بن الحارث بن سامة بن لؤي.
197

باب العين والشين
العشاري: بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد الألف.
هذه النسبة لأبي طالب محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن علي الحربي المعروف
بابن العشاري، من أهل بغداد، وهذا لقب جده، لأنه كان طويلا فقيل له العشاري لذلك،
كان صالحا سديد السيرة مكثرا من الحديث، سمع أبا الحسن علي بن عمر الحربي
السكري، وأبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وأبا الحسن علي بن عمر الدارقطني،
وأبا الفتح يوسف بن عمر القواس، وأبا القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة، وأبا طاهر
محمد بن عبد الرحمن المخلص، وخلقا من هذه الطبقة يطول ذكرهم. روى لي عنه أبو بكر
محمد بن عبد الباقي الأنصاري ولم يحدثاه عنه سواه. وذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب فقال: أبو طالب العشاري كان ثقة دينا صالحا، سألته عن مولده فقال: ولدت في
المحرم سنة ست وستين وثلاثمائة. ومات يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادي الأولى
سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، قال: وكنت إذ ذاك بدمشق.
العشي: بضم العين المهملة، وفي آخرها الشين المعجمة المشددة.
هذه النسبة إلى " عش " بن لبيد، وهو بطن من قضاعة، قال ابن حبيب عن ابن الكلبي
في " نسب قضاعة ": عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن
ضنة بن سعد هذيم بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، وهو شاعر جاهلي، ومن ولده: حريث
وعاطف ابنا سليم بن عش بن لبيد. وذكر لعش بن لبيد الزبير بن بكار في كتاب " النسب "
شعرا في أخبار قصي بن كلاب قال: هو فارس الزحاف.
198

باب العين والصاد
العصاب: بفتح العين، والصاد المشددة المهملتين، وفي آخرها الباء المنقوطة
بواحدة.
والمشهور بهذه النسبة:
الحسن بن عبد الله بن ميسرة العصاب، يروي عن نافع مولى ابن عمر. روى عنه
الفضل بن موسى السيناني.
ومحمد بن إسحاق العصاب، كوفي، يروي عن سلمة بن العوام بن حوشب. روى
عنه الحسن بن الحسين العطار.
العصار: بفتح العين المهملة، وتشديد الصاد، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى عصر الدهن من البزر والسمسم. وجماعة من أهل العلم والمحدثين
اشتهروا بهذه النسبة، منهم:
القاسم بن عيسى العصار، دمشقي، يروي عن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله بن
يزيد بن تميم، ونظرائه.
وأبو موسى هارون بن كامل العصار، مصري، وابناه موسى وأحمد.
وأبو محمد هاشم بن يونس العصار المصري، يروي عن أبي صالح عبد الله بن
صالح، وعلي بن معبد، ونعيم بن حماد. روى عنه أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ،
وعلي بن محمد المصري، وسليمان بن أحمد الطبراني.
ويحيى بن هشام العصار، يروي عن الثوري، وإسرائيل بن يونس. حدث عنه
محمد بن علي بن مروان.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن العباس العصار الجرجاني، يروي عن الحسين بن
علي العجلي، وهشام بن يونس اللؤلؤي وغيرهما. روى عنه إبراهيم بن موسى، وأحمد بن
موسى الجرجانيان.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن العصار الجرجاني، من أهل جرجان كان مع
199

أحمد بن حنبل في الرحلة إلى اليمن وغيره، وهو أول من أظهر مذهب الحديث بجرجان،
روى عن عبد الرزاق، وإبراهيم بن الحكم وغيرهما. روى عنه أبو إسحاق عمران بن موسى
السختياني، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وإبراهيم بن نومرد وغيرهم.
العصاري: بفتح العين، والصاد المهملتين، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " العصار " وقد ذكرناه، وقد جرت عادة عدة من البلاد أن ينتسب أهلها
إلى الحرف، مثل: خوارزم وجرجان وآمل طبرستان. والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن أحمد بن محمد بن العباس العصاري الأقطع الجرجاني، يروى عن
أبي عبد الله العصاري الجرجاني، والمفضل بن فضالة، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي
وغيرهم. ذكره حمزة بن يوسف السهمي الحافظ (1).
وأبو عامر أحمد بن علي بن أبي سعد العصاري الجرجاني إمام صالح ثقة مكثر من
الحديث، رحل إلى العراق وأصبهان، وأدرك الشيوخ، سمع بجرجان أبا الغيث الثقفي،
وإبراهيم بن عثمان الجلالي، وببغداد أبا غالب الباقلاني، وجعفرا السراج، وبأصبهان
أبا مطيع المصري، وأبا سعد المطرز وغيرهم. قدم علينا مرو أولا سنة سبع وعشرين وكتبت
عنه ثم لقيته بجرجان وقرأت عليه الكثير، وقدم علينا مرو ثانية سنة نيف وأربعين، وسمعت
منه كتاب " حلية الأولياء " لأبي نعيم الحافظ، ثم لقيته بنيسابور سنة أربع وأربعين وكان آخر
العهد به.
العصايدي: بفتح العين والصاد المهملتين، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي
آخرها الدال،
هذه النسبة إلى عمل " العصيدة " واشتهر بهذه النسبة:
أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد بن أحمد العصايدي، لعل بعض أجداده
كان يعمل هذه، وسعيد كان صالحا سديدا، وإسماعيل هذا كان شيخا كاتبا شهما، ذا بصر
بالأمور الجليلة، مليح الشيبة، سمع بقراءته جدي الامام أبي المظفر عن جماعة، منهم:
أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، وأبو سعيد عبد الرحمن بن منصور بن

(1) في " تاريخ جرجان " ص 59. وصنيع الحافظ السهمي فيه يدل على أنه يرى أن هذا المترجم هو غير الذي سبقت
ترجمته في " العصار " ص 462، والله أعلم، وقريب جدا أن يكون واحدا، لكنه أعلم بأهل بلده.
200

رامش (1)، وأبو بكر محمد بن عبد الجبار بن علي الأسفرايني، وأبو القاسم الفضل بن أبي
حرب الجرجاني وغيرهم، حدث بالكثير، وعمر العمر الطويل، وأملى مدة مديدة بجامع
نيسابور، وحضرت مجلس إملائه وكتبت عنه بمرو ونيسابور، وكانت ولادته في سنة خمس
وستين وأربعمائة بنيسابور، ووفاته بقصبة خواف.
العصبي: بفتح العين والصاد المهملتين، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى عصبة " وهو بطن من قضاعة. قال ابن حبيب: وهو عصبة بن
هصيص بن حيي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين بن جسر.
وعصبة جد تميم بن زيد بن دحمان بن منبه بن معقل بن حارثة بن مبذول بن عصبة
العصبي صاحب الهند، له يقول الفرزدق:
تميم بن زيد لا تكونن حاجتي * بظهر فلا يخفى علي جوابها
وأيوب بن عصبة بن امرئ القيس، شاعر له شعر كثير في وقعة الهرمزان بنهر تيري.
ذكره سيف في " الفتوح ".
وأما أبو الحسن علي بن الفتح بن العصب الملحي الشاعر العصبي. ينسب إلى جده،
يروي عن ابن أبي عوف البزوري، وأبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي (2).
العصري: بفتح العين والصاد المهملتين، في آخرها راء مهملة.
هذه النسبة إلى " عصر " وهو بطن من عبد القيس، وهو: عصر بن عوف بن عمرو بن
عوف بن جذيمة. قاله ابن حبيب: وقال: في طئ: عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن
معن بن عتود وفي عميرة: عصر بن علي بن عايش بن زبينة بن إياس بن ثعلبة بن جارية بن

(1) وفي " اللباب " " دامش ".
(2) قال ابن الأثير رحمه الله: " قلت: فاته النسبة إلى العصبة بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، ينسب إليه خلق
كثير، منهم: لاهز بن قريط بن سري بن الكاهن بن زيد بن العصبة، أحد نقباء بني العباس، قتله أبو مسلم
الخراساني لقوله لنصر بن سيار: " إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك ".
وأظن أن أبا سعد أراد هذا العصبة بن امرئ القيس، فغلط في قوله: له شعر في وقعة الهرمزان بنهر تيري، لان
هذا العصبة هو جد أيوب بن مجروف بن عامر بن الصعبة، وأيوب شاعر إلا (أنه) أقدم من عهد الهرمزان، لأنه جد
عدي بن زيد العبادي، لان عدي بن زيد بن حمار بن زيد بن أيوب، فإن كان أراده فقد أخطأ، وإن لم يرده فقد
فاته ".
قلت: انظر ترجمة لاهز وضبطه رجال نسبه فيما تقدم 7: 407 " الشوالي ". وهذا الظن من ابن الأثير هو
كالأصل لكلام المعلمي في تعليقه على " الاكمال " 6: 212.
201

فهم بن بكر بن علبة. والمشهور منها:
المنذر بن عايذ العصري المعروف بالأشج العبدي. قال الدارقطني: الأشج العبدي
أشج بني عصر، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عبد الرحمن بن أبي بكرة. قال
ابن أبي حاتم: وروى عنه المثنى بن ماري العبدي سوى ابن أبي بكرة.
وأبو حسان خليد بن حسان العبدي العصري الهجري، سكن بخارى، يروي عن
الحسن البصري. روى عنه خازم بن خزيمة، قال أبو حاتم بن حبان: خليد يخطئ ويهم.
ومحمد بن عبيد الله العصري، من أهل البصرة، يروي عن ثابت ما لا يتابع عليه كأنه
ثابت آخر! لا يجوز الاحتجاج به ولا الاعتبار بما يرويه إلا عند الوفاق للاستئناس به.
ومحمد بن ثابت العصري، يروي عن نافع.
وأبو سليمان خليد بن عبد الله العصري، يروي عن أبي الدرداء.
وأبو سليمان كعب بن شبيب العصري، حدث عنه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد.
وقال الطبراني: عمرو بن المسبح بن كعب بن طريف بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن
معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ، كان أرمى العرب،
وعاش عمرو بن المسبح خمسين ومائة سنة، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد إليه وأسلم. وقد ذكرته في
حرف الطاء في ترجمة " الطائي ".
العصري: بكسر العين وسكون الصاد وفي آخرها الراء المهملات.
هذه النسبة إلى " عصر " وهو بطن من قضاعة، وهو: عصر بن عبيد بن وائلة بن
حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن
هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. قال ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو معشر
والواقدي: هو عصر بكسر العين، وقال ابن الكلبي: عصر بفتح العين والصاد.
والمنتسب إليه: نعمان بن عصر، قاله الطبري. وقال عروة بن الزبير نعمان بن عصر،
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: هو لقيط بن عصر، شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد
كلها، وقتل يوم اليمامة. ذكر ذلك الطبري محمد بن جرير صاحب " التاريخ ".
العصفري: بضم العين، وسكون الصاد المهملتين، وضم الفاء، بعدها راء مهملة.
هذه النسبة إلى " العصفر " وبيعه وشرائه، وهي شئ تصبغ به الثياب، والمشهور بهذه
النسبة:
202

أبو عمر خليفة بن خياط العصفري، من أهل البصرة، يعرف بشباب، يروي عن
سفيان بن عيينة، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان، وعامة
البصريين. قال ابن حبان: حدثنا عنه الحسن بن سفيان وكان متقنا عالما بأيام الناس
وأنسابهم. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال: لا أحدث عنه، هو غير قوي، كتبت
من " مسنده " أحاديث ثلاثة عن أبي الوليد، فأتيت أبا الوليد وسألته عنها فأنكرها وقال:
ما هذه من حديثي! فقلت: كتبتها من كتاب شباب العصفري فعرفه وسكن غضبه. قال
ابن أبي حاتم: وانتهى أبو زرعة إلى أحاديث كان أخرجها في فوائده عن شباب العصفري،
فلم يقرأ علينا، فضربنا عليه وترك الرواية عنه.
وجده أبو هبيرة خليفة بن خياط العصفري الليثي، سمع حميدا الطويل، وكان راويا
لعمرو بن شعيب. روى عنه أبو الوليد الطيالسي، مات سنة ستين ومائة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى العصفري مولى خولان،
من أصحاب عبد الله بن وهب، كانت كتبه احترقت قديما وبقيت له منها بقية، وكان يحدث
بما بقي له من كتبه، وبنو عمه يزعمون أنهم من ولد عامر بن فهيرة، والأشهر أنه مولى خولان
ثم رضا. توفي ليلة الخميس لتسع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسع وستين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن موسى العصفري، من أهل بغداد، سمع الحسن بن
عرفة، وسعدان بن نصر، وحفص بن عمرو الربالي، وأحمد بن منصور الرمادي وغيرهم.
روى عنه أبو أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ، وذكر أنه بغدادي، سكن طرسوس
وهناك سمع منه.
وأبو بكر محمد بن إسحاق بن عامر بن جبلة العصفري، من أهل سمرقند، كان من
أفاضل الناس وممن له الرحلة والرغبة في طلب العلم والجهاد، يروي عن أبي حاتم الرازي،
وأبي بكر محمد بن عيسى الطوسوسي وأحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل البصري،
وأبي علي صالح بن محمد الحافظ جزرة وغيرهم. روى عنه محمد بن أبي سعد الحافظ
السرخسي، ومعتمر بن جبرئيل بن عاصم الكرميني وغيرهما.
وأخوه أبو عمرو محمد بن إسحاق العصفري، كان من خيار عباد الله الصالحين فضلا
وورعا ورغبة في الغزو والجهاد وطلب العلم، رحل إلى العراق، وكتب بها عن إبراهيم بن
إسحاق الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي، وسمع بسمرقند أبا الفضل محمد بن إبراهيم
البكري، وسعيد بن خشنام السمرقندي، ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم، وكان على أيام
الجمع بجامع سمرقند، يروي عنه أبو سعد الإدريسي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم
203

الكاعدي وغيرهما. مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
العصفوري: بضم العين وسكون الصاد المهملتين، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عصفور " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: عصفور بن
سدار مولى شداد بن هميان السدوسي والمنتسب إليه: أبو علي محمد بن عيسى بن شيبة بن
الصلت بن عصفور البصري العصفوري، من أهل البصرة، سكن مصر وبها حدث، وتوفي
بها يوم السبت لخمس خلون من جمادي الآخرة سنة ثلاثمائة.
وقرابته أبو الحسن علي بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي مولاهم العصفوري،
وهو أخو يعقوب بن شيبة البصري. سكن بغداد مدة، ثم انتقل إلى مصر فسكنها وحدث بها
عن يزيد بن هارون، والحسن بن موسى الأشيب، وعبد العزيز بن أبان، وقبيصة بن عقبة،
ويحيى بن يحيى النيسابوري. روى عنه عبد العزيز بن أحمد الغافقي وغيره من الصريين
أحاديث مستقيمة. قال أبو سعيد بن يونس: علي بن شيبة بن الصلت بن عصفور مولى
هميان بن عدي السدوسي، بصري قدم مصر وسكنها وحدث بها، وكان قدومه إلى مصر من
بغداد، وتوفي بمصر في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وكان قد عمي قبل موته
بيسير.
وأبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي العصفوري، من أهل
البصرة، سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم،
ويعلى بن عبيد، ومعلى بن منصور، وأبا نعيم، وقبيصة بن عقبة، ومسلم بن إبراهيم. روى
عنه ابن ابنه محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن البهلول، وكان ثقة، سكن بغداد، وحدث بها وبسر من رأى، وصنف " مسندا "
معللا، إلا أنه لم يتممه، وروي أن يعقوب كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت
عنده من الوراقين لتبييض " المسند " ونقله، ولزمه على ما خرج من " المسند " عشرة آلاف
دينار! قال: وقيل: إن نسخة بمسند أبي هريرة شوهدت بمصر فكانت مائتي جزء. والذي
ظهر له مسند العشرة وابن مسعود، وعتبة بن غزوان، والعباس، وبعض الموالي. هذا الذي
رؤي من مسنده حسب. وكان على مذهب مالك. ومات في شهر ربيع الأول سنة اثنتين
وستين ومائتين ببغداد.
العصمي: بضم العين وسكون الصاد المهملتين:
هذه النسبة إلى " عصم " وهو اسم رجل من أجداد المنتسب إليه، وهو ينسب لبيت كبير
204

مشهور من أهل العلم بهراة، أشهرهم:
أبو عبد الله بن أبي ذهل العصمي، واسمه: محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن
عصم بن بلال بن بجادة الضبي العصمي، كان رئيسا عالما فاضلا مكثرا من الحديث، حدث
سنين على الصحة والاستقامة، سمع منه جماعة من العلماء ماتوا قبله سمع بهراة أبا الحسن
محمد بن عبد الله بن محمد المخلدي، وأبا جعفر محمد بن معاذ الماليني، وبنيسابور
أبا الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي، وأبا عمرو الحيري، وبالري
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وأبا عبد الله أحمد بن خالد الحروري، وببغداد أبا محمد
يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا عمر محمد بن يوسف بن يعقوب القاضي وطبقتهم، وأدرك
ببغداد أبا القاسم ابن بنت أحمد بن منيع حيا ولكن كان في آخر مرضه الذي مات فيه فلم يتفق
له الاستماع منه، سمع منه الحفاظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني،
وأبو الحسين محمد بن ابن محمد الحجاجي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع،
وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وغيرهم.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " فقال: أبو عبد الله بن أبي ذهل
العصمي، الرئيس الوجيه العالم، سمع بهراة، وأول سماعه بها سنة تسع وثلاثمائة، وورد
نيسابور سنة ست عشرة وثلاثمائة، ودخل بغداد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وذكر العصمي
قال: كتب عني الحديث سنة عشرين وثلاثمائة إملاء، وقد توفي جماعة من أهل العلم حدثوا
عني في حياتي وأودعوها مصنفاتهم. قال الحاكم: وكان العصمي يقيم بنيسابور السنة
والسنتين وأكثر، وكنت أنتقي عنه في مجالسه، وقد كان يعاشر الصالحين وأماثل الفقهاء من
أئمة الدين ويفضل عليهم إفضالا بينا أثره، حتى إنه كان يضرب له الدنانير، وكل دينار منها
مثقال ونصف وأكثر من ذلك، فيتصدق بها ثم يقول: إني لأفرح إذا ناولت فقيرا كاغدة فيتوهم
أنه فضة فيفتحه فيفرح إذا رأى صفرته، ثم يزنه فيفرح إذا زاد على المثقال.
وما كان يدخل عشر غلاته داره، وكان يحملها من الصحراء إلى المستورين والفقراء
وكان أكثر المتجملين من أهل هراة يتقوتون من أعشاره طول السنة. وحكي عنه أنه قال:
ما مسست بيدي درهما ولا دينارا أكثر من ثلاثين سنة، وذلك أن العادة جرت في أكثر الناس
من الحجامين والكناسين وأمثالهم أن يطرحوها في أفواههم وآذانهم، وليس للناس في غسلها
وتطهيرها عادة.
قال الحاكم: وصحبت أبا عبد الله العصمي في السفر والحضر فما رأيت أحسن وضوءا
205

وصلاة منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعا ولا ابتهالا في دعواته منه! وكان الأكابر من
أئمة عصره يثنون عليه ويصفونه بخصال الايمان مثل الورع الصادق، والسخاء، وحسن
الخلق، والتواضع، والاحسان إلى الفقراء. وكانت ولادته سنة أربع وتسعين ومائتين، ثم
استشهد بنيسابور برساتيق خواف في قرية سلويل لتسع بقين من صفر سنة ثمان وسبعين
وثلاثمائة، وكان دخل الحمام فلما خرج لبس قيصا ملطخا بالسم، فلما أحس بالموت دعا
بدواة فكتب ملطفة شاع ذكرها في بلاد خراسان، وأوصى أن يحمل تابوته إلى تنوران من
هراة، فنقل إليها ودفن بها رحمه الله.
206

باب العين والطاء
العطار: هذه النسبة إلى بيع " العطر " والطيب، والمنتسبون إلى هذه الصنعة جماعة
كثيرة من العلماء والمحدثين، وقد ذكر أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن سعيد بن إسماعيل
السعدي التميمي الهروي في كتابه " الصناع من الفقهاء والمحدثين " جماعة كثيرة قريبا من
خمسين نفسا، منهم:
أبو حمزة العطار، عن ابن سيرين، روى عنه الأصمعي.
وأبو الهيثم العطار اسمه عمار، روى عنه شعبة، وهو كوفي.
وأبو حاتم العطار، سمع ابن سيرين، سمع منه وكيع.
وأبو عامر صالح بن رستم العطار، وهو يعرف بالخزاز، روى عنه يزيد بن هارون.
وأبو الورقاء فائد بن عبد الرحمن العطار، روى عنه حماد.
ومرحوم بن عبد العزيز العطار، بصري، روى عنه الثوري.
وابنه عنبس بن مرحوم العطار، قال أحمد بن حنبل: مرحوم رجل صالح.
ويحيى بن سعيد العطار الحمصي، روى عنه حياة الحمصي.
والعلاء بن عبد الجبار العطار، من أهل البصرة، سكن مكة وولد له بها ابنه أبو بكر
عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار.
قال أبو حاتم بن حبان البستي: أبو بكر العطار من أهل مكة، أصله من البصرة، سكن
أبوه مكة وولد بها عبد الجبار، روى عن ابن عيينة. روى عنه الناس، مات بمكة سنة ثمان
وأربعين ومائتين، وكان متقنا. سمعت ابن خزيمة يقول: ما رأيت أسرع قراءة من بندار
وعبد الجبار بن العلاء. قلت: روى عن عبد الجبار جماعة من الأئمة مثل أبي عيسى
الترمذي، وأبي عبد الرحمن النسائي، ومسلم بن الحجاج القشيري، وعمر بن محمد
البحيري وغيرهم.
ومن القدماء: سليمان العطار، من أهل واسط، والد صلة بن سليمان، يروي عن
207

رياح بن عبيدة، عن ابن عمر. روى عنه شعبة بن الحجاج.
وأبو علي سيما بن عبد الله العطار، مولى الخازمية ووكيله، من أهل نيسابور، وكان
صحيح السماع والكتاب، وعهدت (1) مشايخنا يقولون: لم يعرف لأحد من الوجوه في نيسابور
مولى كمولى الخازمية سيما، وكان كاتبا حاسبا معروفا بالإمامية، سمع بنيسابور أبا عبد الله
البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال:
توفي في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد المقرئ العطار، شيخ قرأ على القاضي أبي العلاء
محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، قرأ عليه الامام المقرئ أبو نصر محمد بن أحمد بن
علي بن حامد المقرئ الكركانجي وذكره في كتابيه " التذكرة " و " المعول ".
ومحمد بن جامع العطار، يروي عن عبد العزيز بن عبد الصمد. روى عنه العباس بن
عزير القطان.
العطاردي: بضم العين، وفتح الطاء، وكسر الراء، والدال المهملات.
هذه النسبة إلى " عطارد " هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو عمر أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي
العطاردي، من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن إدريس الأودي،
وأبي بكر بن عياش، وحفص بن غياث، ويونس بن بكير، ومحمد بن فضيل، ووكيع بن
الجراح، وكان عنده عن أبي معاوية " تفسيره " وعن يونس بن بكير " مغازي " محمد بن
إسحاق. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وقاسم بن زكريا المطرز،
والمحاملي، وابن صاعد، وكان ضعيفا تكلموا فيه، ووثقه جماعة، وكانت ولادته في سنة
سبع وسبعين ومائة في عشر ذي الحجة، ومات في شعبان سنة اثنتين ومائتين
بالكوفة.
قال ابن أبي حاتم: العطاردي كتبت عنه وأمسكت عن التحديث عنه لما تكلم الناس
فيه، وسمعت أبي يقول: أحمد بن عبد الجبار ليس بقوي.
وقرابته أبو الحسن المصري الحاجبي العطاردي. ذكرته في الحاء المهملة.
وأبو سفيان طريف بن سفيان السعدي العطاردي، هو الذي يقال له: طريف بن سعد،
وقد قيل طريف بن شهاب، ويقال أيضا: طريف الأشل، يحتالون فيه لكي لا يعرف،
208

يروي عن أبي نضرة والحسن. روى عنه شريك والكوفيون، كان شيخا مغفلا يهم في الاخبار
حتى يقلبها، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، وكان يحيى بن سعيد
وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عن أبي سفيان السعدي بشئ قط، قاله عمرو بن علي.
وأبو السعادات أحمد بن محمد بن غالب العطاردي، شيخ فاضل عالم، وله شعر فائق
رائق، من أهل كرخ بغداد، غير أنه كان يميل إلى التشيع على ما هو مذهب أكثر الكوفيين،
سمع القاضي أبا يوسف عبد السلام بن يوسف القزويني، وأبا المعالي أحمد بن علي بن
قدامة الحنفي، وهو شيخ ما كان يعرفه أصحاب الحديث ولا أبو بكر بن كامل المفيد، نزلت
عليه وكتبت عنه " كتاب طيف الخيال " للمرتضى، وكتبت عنه من شعره مقطعات أيضا (1).
العطشي: بفتح العين والطاء المهملتين، وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " سوق العطش " وهو موضع ببغداد بالجانب الشرقي، منه:
أبو بكر محمد بن فارس بن حمدان بن عبد الرحمن العطشي المعبدي، ذكرته في الميم
مع العين المهملة.
وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمزة العطشي، من أهل بغداد، هكذا ذكره
أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: حدث عن الحسين بن محمد بن المطبقي،
وأبي سعيد أحمد بن محمد بن الاعرابي وغيرهما روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي
الجواليقي، الكوفي، وذكر أنه سمع منه بالكوفة في صفر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة عند
مرجعه من الحج.
وأبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو بن بيان بن فروخ البزاز العطشي
المعروف بالأدمي، كان ثقة صدوقا حسن الحديث، ينزل سوق العطش، سمع محمد بن
ماهان زنبقة، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، ومحمد بن
الحسين الحنيني، وموسى بن سهل الوشاء، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني،
وأبا قلابة الرقاشي، وأبا الأحوص محمد بن الهيثم القاضي. روى عنه أبو الحسن محمد بن
أحمد بن رزقويه، وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، وأبو سهم محمود بن عمر

(1) قال ابن الأثير في " اللباب " متعقبا: " قلت: لم يذكر السمعاني النسبة إلى عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد
مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة، بطن من تميم، منهم: أبو رجاء العطاردي، واسمه عمران بن تيم. وجماعة
سواه، وهم أشهر من كل من ذكره ".
209

العكبري، وأبو الحسين بن بشران، وأبو علي بن شاذان، وأبو بكر أحمد بن موسى بن
مردويه الأصبهاني. وقال أبو بكر الخطيب: سألت أبا بكر البرقاني عن أبي بكر الأدمي
القاري؟ فقال: لا أعرف حاله، لكن أحمد بن عثمان الأدمي ثقة. توفي في شهر ربيع الآخر
سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
وأبو علي محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن إسماعيل البزاز العطشي شيخ ثقة
مأمون، من أهل بغداد، سمع جعفر بن محمد الفريابي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن
صالح بن ذريح العكبري، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد بن سليمان
الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني. روى عنه أبو محمد الخلال، وعلي بن طلحة
المقرئ، وأبو الفرج الطناجيري، والحسن بن علي الجوهري. توفي في ذي الحجة سنة
أربع وسبعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبدوس العطشي المقرئ، من أهل بغداد، حدث
عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وحماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، وعلي بن حرب
الطائي، ومحمد بن إسحاق الصغاني. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين الآجري
وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس وغيرهم. مات في ذي الحجة سنة سبع
عشرة وثلاثمائة.
العطوفي: بفتح العين، وضم الطاء المهملتين، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " عطوف " والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن وهب بن واقد بن هرثمة العطوفي، من أهل
بغداد، سكن الشام وحدث بها وبمصر عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن
نصر بن منصور الصائغ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجعفر بن محمد الفريابي،
ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني، وتمام بن محمد بن عبد الله
الرازي الحافظان، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس، وذكر أنه سمع منه في سنة
ثلاث وأربعين وثلاثمائة وكان صدوقا.
العطوي: بفتح العين، والطاء المهملتين، وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى " عطية " وهو اسم لجد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة:
210

الشاعر أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن عطية العطري، وقيل: هو محمد بن
عطية، من أهل البصرة، مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وكان يعد في متكلمي
المعتزلة، ويذهب مذهب الحسين النجار في خلق الافعال، قدم بغداد أيام أحمد بن أبي دؤاد
فاتصل به بسر من رأى مدة، وشعره يستحسن، وللمبرد منه اختيارات، وقد روى عنه بعض
شعره أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي وغيره. حكي عن أبي العباس المبرد أنه
قال: كان العطوي لا ينطق بالشعر معنا بالبصرة، ثم ورد علينا شعره لما صار إلى سر من
رأى، وكنا نتهاداه، وكان مقترا عليه، ظاهر الدمامة والوسخ، منهوما بالنبيذ، وله فيه وفي
الصبوح وذكر الندامى والمجالس أحسن قول، وليس له شئ يسقط، ومن ذلك قوله:
يأمل المرء أبعد الآمال * وهو رهن بأقرب الآجال
لو رأى المرء رأي عينيه يوما * كيف صول الآجال بالآمال
لتناهى وأقصر الخطو في اللهو * ولم يغترر بدار الزوال
نحن نلهو ونحن يحصى علينا * حركات الادبار والاقبال
فإذا ساعة المنية حمت * لم يكن غير عاثر بمقال
أي شئ تركت يا عارفا بالله * للممترين والجهال
تركب الامر ليس فيه سوى أنك * تهواه فعل أهل الضلال
أنت ضيف، وكل ضيف وإن * طالت لياليه مؤذن بارتحال
أيها الجامع الذي ليس يدري * كيف حوز الأهلين للأموال
يستوي في الممات والبعث والموقف * أهل الاكثار والاقلال
ثم لا يقسمون للنار والجنة * إلا بسالف الأعمال
وأما العطوية فطائفة من الخوارج، انتسبوا إلى عطية بن الأسود الحنفي اليمامي، وكان
قد وقع بينه وبين أبي فديك رجل آخر من الخوارج حرب فأنفذ عبد الملك بن مروان
معمر بن عبد الله بن معمر إلى حرب أبي فديك، فحاربه أياما ثم قتله، ولحق عطية بأرض
سجستان وظهر له أصحاب، فيقال لأصحابه: العطوية.
211

باب العين والفاء
العفصي: بفتح العين المهملة، وسكون الفاء، وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى " العفص " وهو شئ يخلط بشئ آخر وتسود به الأشياء، والمشهور
بهذه النسبة:
أبو حامد أحمد بن محمد بالويه العفصي، سمع أبا علي محمد بن عمرو الحرشي،
وأحمد بن سلمة البزار، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: أبو حامد بن
بالويه، أبو حامد العفصي، وبالويه اسمه محمد، وكان مستسلما. فأما أبو حامد فإنه
صدوق، سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، والحسن بن
أحمد بن الليث، وببغداد بشر بن موسى الأسدي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وبمكة
أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي، وقرأ " المسند الصحيح " عن أحمد بن سلمة،
وكتاب " الزهد " عن أبي بكر الإسماعيلي، عن أحمد بن أبي الحواري، وتوفي أبو حامد
العفصي يوم الخميس السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاثة وأربعين وثلاثمائة
وكان العفصي يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: صحبت مسلم بن الحجاج من سنة سبع
وعشرين إلى أن دفنته سنة تسع وخمسين ومائتين.
212

باب العين والقاف
العقابي: بضم العين المهملة، وفتح القاف، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " العقابة " (1) وهو بطن من حضرموت، ورأيت بخطي في " تاريخ مصر "
ألفا مقيدا. والمشهور بهذه النسبة:
أواب بن عبد الله بن محمد بن الحضرمي العقابي من بطن يقال لهم: العقابة، كتب
عن ابن عفير، ويحيى بن بكير، مات قديما. قاله ابن يونس:
وإسحاق بن عمرو بن سبطة الحضرمي من بطن يقال لهم: العقابة، يروي عن
يحيى بن حسان، وأسد بن موسى. توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
العقبي: بفتح العين المهملة والقاف، وفي آخرها الباء.
هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما العقبة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار بها قبل
الهجرة، وجماعة من الصحابة يقال لكل واحد منهم: عقبي، يعني شهد بيعة العقبة. وفيهم
كثرة.
والثاني عقبة وراء نهر عيسى بن علي قريبة من دجلة بغداد. خرج منها:
أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل بن الحارث بن جنادة بن شبيب بن
يزيد الدهقان العقبي، سمع العباس بن محمد الدوري، ومحمد بن منده الأصبهاني،
وأحمد بن عبد الجبار العطاردي.
ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن الوليد الفحام
وطبقتهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الملك ابنا
بشران، وأبو الحسين بن فضل القطان، وأبو علي بن شاذان. قال أبو بكر الخطيب الحافظ:
حمزة بن محمد بن العباس الدهقان كان ثقة يسكن العقبة وراء نهر عيسى بن علي قريبا من

(1) وفي " لب اللباب: " العقاب ". وما أثبته هو في الأصول الثلاثة و " اللباب " و " تاج العروس " 1: 359 نقلا عن
" أنساب " البلبيسي.
213

دجلة، وتوفي في ذي القعدة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
العقبي: بفتح العين المهملة، وكسر القاف، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " العقب " وظني أنه بطن من كنانة، والفرق بين السابق ذكره وهذا: أن
ذلك بفتح القاف، وهذا بكسرها. والمنتسب إليه:
أبو العافية فضل بن عمير بن راشد بن عبد الله بن سعيد بن شريك بن عبد الله بن
مسلم بن نوفل بن ربيعة بن مسلم الكناني ثم العقبي، ثم أهل مصر، يروي عن عبد الله بن
وهب، وعبد الرحمن بن القاسم وغيرهما، وولي القضاء بكورة تدمير من نواحي مصر (1)،
وتوفي سنة سبع وتسعين ومائة.
العقدي: بفتح العين المهملة، وبالقاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى بطن من بجيلة، وقال صاحب " كتاب العين ": العقديون بطن من
قيس. والمشهور بهذه الانتساب:
أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، يروي عن شعبة، وعلي بن المبارك.
العقدي: بضم العين المهملة، وفتح القاف، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عقدة " وهو لقب والد أبي العباس بن عقدة الحافظ، وإنما لقب بذلك
لعلمه بالتصريف والنحو كان بورق بالكوفة ويعلم القرآن والأدب.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن
عبد الله بن عجلان العقدي الكوفي المعروف بابن عقدة الحافظ، من أهل الكوفة، وزياد هو
مولى عبد الواحد بن عيسى بن موسى الهاشمي عتاقة، وجده عجلان هو مولى
عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني، كان حافظا متقنا مكثرا عالما، جمع التراجم
والأبواب والمشيخة، وأكثر الرواية وانتشر حديثه، سمع أحمد بن عبد الحميد الحارثي،
وعبد الله بن أسامة (2) الكلبي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وعبد الله بن أبي مسرة،
المكي، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي خيثمة،

(1) قال ابن الأثير متعقبا: " قلت: قد ذكر أبو سعد أي المصنف في حرف التاء 3: 28 أن تدمير من الأندلس. وهو
الصحيح لأننا سمعناه من كثير من أهلها كذلك ".
(2) من الأصول " واللباب " و " تذكرة الحفاظ " ص 839، وفي " تاريخ بغداد " 5: 14: " بن أبي أسامة ".
214

وعبد الله بن روح المدائني وغيرهم. يروي عنه الأكابر من الحفاظ مثل أبي بكر محمد بن عمر
الجعابي، وأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبي نعيم عبد الله بن عدي
الجرجاني (1)، وأبي الحسين محمد بن المظفر البغدادي، وأبي الحسن علي بن عمر
الدارقطني، وأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وعبد الله بن موسى الهاشمي، وأبي بكر
محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكناني وخلق يطول ذكرهم.
وحكى أبو أحمد الحافظ النيسابوري قال: قال لي أبو العباس بن عقدة: دخل
البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني، فقلت: لا تطول، نتقدم إلى دكان وراق ونضع
القبان، ونزن من الكتب ما شئت، ثم تلقى علينا، فنذكره، فبقي.. وكان الدارقطني
يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة
أحفظ منه.
وقال أبو الطيب بن هرثمة: كنا بحضرة ابن عقدة المحدث نكتب عنه، وفي المجلس
رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أبو العباس: أنا أجيب في
ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا، سوى غيرهم. وضرب بيده على الهاشمي.
ولد سنة تسع وأربعين ومائتين ليلة النصف من المحرم، ومات في ذي القعدة سنة اثنتين
وثلاثين وثلاثمائة.
العقدي: بضم العين المهملة، وسكون القاف، والدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عقدة " وهي اسم امرأة والمشهور بهذه النسبة: الطرماح بن الجهم
الطائي ثم العقدي، شاعر راجز.
وبنو سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ، أمهم: عقدة
بنت معتر بن بولان، وإليها ينسبون. قاله ابن ماكولا (2).
العقرقوفي: بفتح العين المهملة، والراء الساكنة بين القافين: أولاهما مفتوحة والثانية

(1) هكذا في الأصول جميعها، وفيه سبق قلم من المصنف السمعاني الامام رحمه الله، فابن عدي في المحدثين
رجلان، أولهما: الحافظ الفقيه أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني المتوفى سنة 323، ثانيهما:
الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني صاحب " الكامل " المتوفى سنة 365، والثاني تلميذ الأول، والثاني هو
المراد هنا، فإنه تلميذ ابن عقدة المترجم. فيكون سبق القلم حصل للمصنف في جعله كنية الأول للثاني
والصواب أن يقال: وأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني.
(2) في " الاكمال " 6: 351 ثم قال في " اللباب " مستدركا: " قلت: فاته العقدي نسبة إلى مويلك بن كعب بن الحارث بن كعب، نسبوا إلى أم ولده، واسمها: عقدة، من باهلة. منهم: حويص بن أبي مويلك العقدي الحارثي، من
ولد الحارث بن كعب ".
215

مضمومة، وفي آخرها الفاء، بعد الواو،
هذه النسبة إلى " عقرقوف " وهي قرية قديمة على فرسخين من بغداد، وتل عقرقوف من
المواضع العالية المشهورة بالعراق، ونزلت بها ساعة في الرحلة الثانية إلى الأنبار، وقعدت
في ظل التل ساعة، وأقمت في جامعها نصف النهار. والمشهور بالنزول بها:
سعد بن زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس الأنصاري الخزرجي العقرقوفي أحد بني
الحبلى، قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونزل عقرقوف وهي قرية
ببغداد على نحو فرسخين فصار ولده بها، يقال لهم: بنو عبد الواحد بن بشير بن محمد بن
موسى بن سعد بن زيد بن وديعة. وليس بالمدينة منهم أحد هذا كلام محمد بن سعد الزهري
غلام الواقدي.
العقري: بفتح العين المهملة، والقاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " العقر " وظني أنها قرية من قرى الرملة. ورأيت في " معجم الشيوخ "
لأبي بكر بن المقرئ مقيدا مضبوطا: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن إبراهيم العقري
الرملي، يروي عن عيسى بن يونس الفاخوري. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي
المقري الأصبهاني، وسمع منه بعد سنة عشر وثلاثمائة.
العقري: بفتح العين المهملة، وسكون القاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " العقر " وهي قرية على طريق بغداد إذا خرجت من الدسكرة إلى بغداد.
منها:
أبو الدر لؤلؤ بن أبي الكرم بن لؤلؤ بن فارس العلاجي العقري، من أهل هذه القرية،
بت بها ليلة، وكتبت عنه أبياتا من الشعر.
والعقفاني: بضم العين المهملة، والقاف الساكنة، والفاء المفتوحة، بعدها الألف،
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عقفان "! وهو موضع فيما أظن (1) بالحجاز، منه:

(1) جزم بذلك ياقوت وصاحب " القاموس " وشارحه 6: 203، أما ابن الأثير فعلق القول على ظن المصنف، وقال السيوطي في " اللب ": " بطن من يربوع " أخذا من استدراك ابن الأثير الذي لخص كلام المصنف هنا ثم قال: " قلت
لا أعرف موضعا اسمه عقفان، فإن كان موضعا فقد فاته النسبة إلى عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة بن العنبر بن
يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، بطن من يربوع، نزلوا الكوفة، منهم: الفاخر بن محمد بن
غلوان بن أوس بن شقيق بن زياد بن عقفان العقفاني اليربوعي ". وفي " القاموس " أيضا أن عقفان بطن من خزاعة.
216

خزيمة بن شجرة العقفاني، روى عنه سيف بن عمر، وحدث عن عثمان بن سويد،
عن سويد بن مثعبة الرياحي قال: قدم خالد بن الوليد البطاح فلم يجد عليه أحدا ووجد
مالكا يعني ابن نويرة قد فرقهم في أموالهم. ونهاهم عن الاجتماع. وذكر خبرا طويلا فيه
رجوع مالك بن نويرة إلى منزله، وقتل خالد إياه.
ومن بني سامة بن لؤي: خزيمة بن حبان بن عبد الحارث بن حجنة بن بطنة من
سامة بن لوي. ومن ولده: أبو عبد الملك بشر بن عبد الملك بن بشر بن سريال بن خزيمة بن
حبان الخزيمي
العقيلي: بفتح العين المهملة، وكسر القاف، وسكون الياء المنقوطة من تحتها
باثنتين. هو اسم لجد:
القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب العقيلي، وكان إذا
حدث عن جده يقول: حدثني أبي.
وجده عبد الله بن سمع بن عمر، وجابر بن عبد الله، والطفيل بن أبي بن كعب.
روى عنه الثوري، وابن عيينة، وشريك بن عبد الله، وزهير بن محمد، ومحمد بن
عجلان، وبشر بن المفضل وغيرهم:
أما أبو محمد الحكم بن هشام الثقفي العقيلي من آل أبي عقيل، كوفي وقع إلى
دمشق، وحدث عن أبي إسحاق السبيعي، وقتادة بن عبد الملك بن عمير، وحماد بن أبي
سليمان، ويونس بن عبيد، وهشام بن عروة، والثوري. حدث عنه يعقوب القمي،
ويحيى بن اليمان، وكثير بن هشام، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وهشام بن عمار. وثقه
يحيى بن معين، وقال أبو زرعة الرازي لما سئل عنه: لا بأس به.
وعبد الله بن الحسين (بن محمد) العقيلي، يروي عن بشر بن المنذر.
ومحمد بن علي بن مسلم البصري العقيلي من ولد عبيد بن عقيل، يروي عن أبي
سليمان بن محمد بن يحيى القزاز، روى عنه أبو نعيم الأصبهاني:
217

وأبو الحسن عيسى بن زيد بن عيسى بن زيد بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن
محمد بن عقيل بن أبي طالب الطالبي العقيلي الأديب الشافعي. ذكره الحاكم أبو عبد الله في
" تاريخ نيسابور " وقال: أبو الحسن العقيلي الأديب سكن آخر عمره رستاق بشت من نيسابور،
وسمع بمكة الكتب من علي بن عبد العزيز، وسمع من أقرانه فلم يقتصر عليهم، وأبي إلا أن
يرتقي إلى قوم لعل بعضهم مات قبل أن يولد! قرأ " المختصر " عن أبي إبراهيم إسماعيل بن
يحيى المزني ببشت ونيسابور، وروى عن جماعة ماتوا قبل المزني، كتب عنه سنة سبع
وثلاثين، وانصرف في تلك السنة إلى طريثيث، ومات في أواخر سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
العقيلي: بضم العين، وفتح القاف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى " عقيل " بن كعب بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن
بكر والمشهور بها:
أبو عبد الرحمن عبد الله بن شقيق العقيلي البصري من التابعين، سمع أبا هريرة، وابن
عباس، وعائشة.
وأبو جعفر بن عمرو بن موسى العقيلي الحافظ. قال أبو الفضل المقدسي هو
منسوب إلى عقيل.
وأبو اليسير محمد بن عبد الله بن علاثة بن علقمة بن مالك بن عوف بن عمر وابن
عويمر بن ربيعة بن عقيل بن كعب بن عامر بن ربيعة العقيلي، من أهل حران، وهو أخو
سليمان وزياد، وحدث عن هشام بن حسان، والأوزاعي وعلي بن بذيمة، وعبيد الله بن
عمر، روى عنه عبد الله بن المبارك، ووكيع، ومحمد بن سلمة الحراني، وحرمي بن
حفص ن وكان قاضيا بالجانب الشرقي من بغداد زمن المهدي، وكان صديقا لسفيان الثوري،
فلما ولي القضاء أنكر عليه سفيان ذلك واستأذن ابن علاثة عليه وكان سفيان يعجن كسبا (1)
للشاه، فلم يزل بن عمار حتى أذن له، فدخل ابن علاثة فلم يحول وجهه إليه، ثم ناداه يا ابن
علاثة ألهذا كتبت العلم؟! لو اشتريت صيرا بدرهم يعني سميكاء (2) ثم درت في سكك
الكوفة لكان خيرا من هذا. أثنى عليه يحيى بن معين ووصفه بالثقة والخيرية، ومات سنة ثمان
وستين ومائة.

1) الكسب: عصارة الدهن وثفله، كما في كتب اللغة. ولعل المراد هنا: ثفل السمسم بعد استخراج الشيرج منه.
(2) اضطربت الأصول في كلمتي " صيرا " و " سميكاء "، والصير: هو السميكاء، كما فسره، والسميكاء: سمك صغير
يملح ويجفف.
218

ومن التابعين: يعلى بن الأشدق العقيلي. روى عن عبد الله بن جراد ونابغة بن
جعدة. روى عنه الوليد بن عبد الملك بن مسرح، وعمرو بن قسط، وداود بن رشيد،
ومحمد بن سفيان بن وردان الكوفي. قال أبو مسهر: قدم يعلى بن الأشدق بن جراد بن
معاوية يكنى بأبي الهيثم العقيلي دمشق وكان أعرابيا، فحدث عن عبد الله بن جراد بسبعة
أحاديث، فقلنا: لعله حق، ثم جعله عشرة، ثم جعله عشرين، ثم جعله أربعين! فكان هو ذا يزيد،
وكان سائلا يسأل الناس. قال أبو مسهر: كنا نسخر بيعلى بن الأشدق، وكان يدور في الآفاق.
وقال أبو حاتم: هو ليس بشئ، ضعيف الحديث، وسئل أبو زرعة عن يعلى بن الأشدق
العقيلي فقال هو عندي لا يصدق بشئ، قدم الرقة فقال: رأيت رجلا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله بن جراد، فأعطوه على ذلك، فوضع أربعين حديثا!
219

باب العين والكاف
العكاشي: بضم العين، وتشديد الكاف، وفي آخرها الشين المعجمة.
وهذه النسبة إلى عكاشة بن محصن، وكان أستاذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل
الحافظ بأصبهان يذكر هذه اللفظة بالتخفيف، والقدماء لا يذكرونه إلا بالتشديد والمشهور
بالنسبة إليه:
محمد بن إسحاق العكاشي الغنوي. قال أبو حاتم بن حبان: هو من ولد عكاشة بن
محصن سكن الشام، يروي عن الأوزاعي، والزبيدي، وإبراهيم بن أبي عبلة، ومكحول
روى عنه أهل الشام كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية
عنه إلا على جهة التعجب عند أهل الصناعة.
وإبراهيم بن عكاشة بن محصن العكاشي، هكذا ذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عن
سفيان الثوري. روى عنه أبو صالح كاتب الليط. وقال: روى عن الثوري حديثا منكرا دل
على أن الرجل غير صدوق.
العكاوي: بفتح العين المهملة، والكاف المشددة، وبعدها الألف، ثم الواو.
هذه النسبة إلى " عكا " وهي مدينة كبيرة من بلاد الثغور على ساحل بحر الروم، أقمت
بها بعض يوم، وهي في يد الفرنج، ونزلت في جامعها، وكانوا قد استولوا عليها وتركوا
البعض للمسلمين، والنسبة إليها: عكاوي، وعكي. وأما:
مأمون بن هارون بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القومي ثم العكاوي، كان أحد
الزهاد المنقطعين، سمع الحسين بن عيسى البسطامي. روى عنه أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن المقرئ، وقال حدثنا مأمون القومي بمدينة عكا، وكان يقال إنه من الابدال.
وأبو بكر الحصن بن محمد بن عوف التنوخي العكاوي، من أهل عكا، حدث بصيدا
عن أبي عبد الله بحر بن نصر بن سابق الخولاني. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن
جميع الغساني الحافظ.
وأحمد بن عبد الله اللصياني العكاوي، يروي عن آدم بن أبي إياس العسقلاني. روى
220

عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عمرو غوث بن أحمد بن حيان الطائي العكاوي، حدث بصيدا عن إبراهيم بن
معاوية. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، كتب عنه بصيدا.
وإبراهيم بن إسحاق بن الأصم العكاوي، يروي عن منخل بن منصور. روى عنه أبو
القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وذكر أنه سمع منه بمدينة عكا.
وسعدون بن سهل بن عبد الرحمن بن أبي ذويب العكاوي، يروي عن أبيه. روى عنه
أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وذكر أنه سمع منه بمدينة عكا.
وأبوه سهل بن عبد الرحمن العكاوي، يروي عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن
النحوي وغيره.
العكبري: بضم العين، وفتح الباء الموحدة، وقيل: بضم الباء أيضا. والصحيح
بفتحها، بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي. خرج منها جماعة
من العلماء والمحدثين، وهي أقدم من بغداد، فمن القدماء منها:
أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد العكبري، يروي عن أبي نعيم،
وإسحاق الحبلى. روى عنه جماعة كثيرة، وكان يتولى القضاء بعكبرا، وكان من أهل العلم
والفضل، ورحل في طلب الحديث إلى الكوفة والبصرة والشام ومصر، ومات في جمادى
الأولى سنة تسع وسبعين ومائتين (1).
وأبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري المعروف بابن بطة
بفتح الباء الامام المصنف، زرت قبره بعكبرا، وقد ذكرته في " الباء " في " البطي ".
وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، كتب عن
جماعة من المحدثين بعكبرا غيرها. حدثنا عنه جماعة من الشيوخ ببغداد وأصبهان مات سنة

(1) هكذا جاء تاريخ وفاته في الأصول والمصادر المتعددة التي وقفت عليها وفيها ترجمة هذا الرجل، إلا الحافظ في
" التهذيب " 9: 499 فإنه قال " تسع وتسعين ومائتين " وزاد الامر تأكيدا في " التقريب " فقال: " قبل الثلاثمائة بسنة ".
وكأنه يريد أن ينفي قول غيره.
221

اثنتين وسبعين وأربعمائة. ببغداد.
وأبوه أبو نصر حدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي علي بن الصواف، وأبيه
أحمد بن الحسين العكبري. سمع منه ابنه أبو منصور محمد، وأبو عبد الله محمد بن علي بن
محمد الصوري، وأبو طاهر عبد العزيز بن أحمد الكتاني، ومات بعكبرا في شهر ربيع الأول
سنة عشرين وأربعمائة، وكان صدوقا.
وعمه أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري المعدل،
حدث عن أبي بكر أحمد بن سليمان النجاد، وجعفر بن محمد الخلدي (وأبي بكر الشافعي)،
وأبي بكر الجعابي، وأبي القاسم الحسن بن محمد السكوني الكوفي. روى عنه ابن أخيه أبو
منصور وكان صدوقا متشيعا. ومات في رجب سنة تسع عشرة وأربعمائة بعكبرا.
وأبو علي الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب العكبري، كان فقيها
فاضلا، يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ويقرئ القرآن، ويعرف الأدب ويقول الشعر،
وكان ثقة أمينا، وكان حسن الخط يكتب بالوراقة، وكان سريع القلم صحيح النقل، وكان
يقول كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية. سمع الحديث على كبر السن من
أبي علي محمد بن أحمد بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وحبيب بن الحسن
القزاز، وأبي بكر بن مالك القطيعي ومن بعدهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب الحافظ، ومات بعكبرا في ليلة النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وأبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان العكبري، سكن بغداد، وحدث بها
عن أبي بكر محمد بن أيوب بن المعافى الزاهد، وإبراهيم بن علي بن الحسن القافلائي.
روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الكعبري وقال: ولد بعكبرا في
سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وسمعت منه ببغداد وبعكبرا، ومات ببغداد في سنة سبع
وأربعمائة، وذكره أبو القاسم بن برهان العكبري فأثنى عليه ووثقه وقال: كان صدوقا.
وأبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح بن حكيم بن هرمز العكبري، سمع جبارة بن
مغلس، وعثمان بن أبي شيبة، وهناد بن السري، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وبشر بن
معاذ العقدي، وأبا مصعب، وسفيان، ووكيع بن الجراح، وأبا ثور. روى عنه أبو
الحسين بن المنادي، وأبو علي بن الصواف، وأبو جعفر الزيات، وأبو الحسين محمد بن
المظفر الحافظ، وكان ثقة، حدث ببغداد وتوفي في ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة.
وأبو صالح عبد الوهاب بن أبي عصمة عصام بن الحكم بن عيسى بن زياد الشيباني
222

العكبري، حدث عن أبيه، ومحمد بن عبيد الأسدي، والنضر بن طاهر البصري. روى عنه
ابنه عبد الدائم بن عبد الوهاب، وابن ابنه عبد السميع بن محمد بن عبد الوهاب، وعلي بن
عمر السكري، وعبد العزيز بن محمد بن الواثق بالله، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا
وغيرهم. مات بعكبرا سنة ثمان وثلاثمائة.
وأبو سهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود بن علي بن بيان بن بهير
العكبري الفارسي، فارسي الأصل، سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بن عثمان بن يحيى
الأدمي، وأبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبي سهل أحمد بن محمد بن زياد
القطاني وغيرهم. ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وقال: كتبت عنه،
وسمعت أحمد بن علي البادا ذكره فقال: عبد صالح أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في
الحديث بذاك، لأنه روى " كتاب القناعة " عن شيخ لم يسمعه محمود منه، قال الخطيب:
والشيخ هو علي بن الفرج بن أبي روح، وكانت ولادته في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة،
ومات بعكبرا في شعبان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة (1).
العكلي: بضم العين المهملة، وسكون الكاف، وكسر اللام.
هذه النسبة إلى " عكل " وهو بطن من تميم (2). وورد في الحديث الصحيح: أن نفرا
من عكل وعرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر حديث العرنيين: والمشهور بهذه النسبة:
زيد بن الحباب العكلي التميمي الكوفي أبو الحسين، سمع مالك بن مغول، وسفيان

(1) قال ابن الأثير رحمه الله متمما: قلت: فاته العكبي: بكسر العين، وفتح الكاف، وبعدها، باء مشددة موحدة.
نسبة إلى عكب بن أسد بن الحارث بن العتيك. منهم: عمرو بن الأشرف بن المجتري بن ذهل بن زيد بن عكب.
قتل مع عائشة يوم الجمل. ومنهم: زياد بن عمرو بن الأشرف، جعلته الأزد عليها يقاتل تميما لما قتل مسعود بن
عمر ". وتحرفت العكبي إلى العتكي في بعض المصادر، فلتصحح، من ذلك: " تاريخ الطبري " 4: 520 و 522
عند ذكره لعمرو بن الأشرف، ومواضع أخرى منه عند ذكر (ه) لزياد بن عمرو، أنظرها في فهرسه 10: 256.
(2) في كوبرلي " تيم ". وقال ابن الأثير رحمه الله مستدركا: " قلت: هكذا قال السمعاني: إن عكلا بطن من تميم! وليس
بصحيح، وإنما عكل اسم أمة لامرأة من حمير، يقال لها: بنت ذي اللحية، فتزوجها عوف بن قيس بن وائل بن
عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة، فولدت له جشما وسعدا وعليا، ثم هلكت الحميرية، فحضنت عكل ولدها،
فغلبت عليهم ونسبوا إليها، وعكل من جملة الرباب الذين تحالفوا على بني تميم ". ومصدره في هذا الاستدارك
الإمام الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في " الإنباه " ص 80، والنص موجود فيه بالحرف.
وقال الحازمي رحمه الله في " عجلة المبتدي " ص 94: " العكلي: منسوب إلى عكل وهي امرأة حضنت ولد
عوف بن إياس بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة، فنسبوا إليها. قبيل، منهم: الحارث بن زهير بن
أقيش. وجماعة سواه، أكثرهم بالبصرة ".
223

الثوري، وشعبة، وسيف بن سليمان، ومالك بن أنس، وابن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح
روى عنه عبد الله بن وهب، ويزيد بن هارون، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة،
ويحيى الحماني، والحسن بن عرفة، وعباس الدوري وغيرهم. وذكره أحمد بن حنبل
فقال: كان صاحب حديث، كيسا، قد رحل إلى مصر وخراسان في الحديث، وما كان
أصبره على الفقر! كتبت عنه بالكوفة وهاهنا، وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس.
وإنما قال أحمد " ضرب في الحديث إلى الأندلس " عنى بذلك سماع زيد من معاوية بن
صالح الحمصي وكان يتولى قضاء الأندلس فظن أحمد أن زيدا سمع منه هناك، وهذا وهم
منه. هكذا قال أبو بكر الخطيب، قال: وأحسب أن زيدا سمع من معاوية بن صالح بمكة،
فإن عبد الرحمن بن مهدي سمع بها منه. وقال أبو حاتم بن حبان: زيد بن الحباب كان
يخطئ، يعتبر حديثه إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيه المناكير. مات
سنة ثلاث ومائتين.
وأبو محمد حمران بن عبد العزيز العكلي الحريري، وقد قيل. كنيته أبو الحكم، من
بني قيس بن ثوبان، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وأم حفص أم ولد عمران بن
حصين. روى عنه وكيع، وأبو داود، وهو والد محمد بن حمران.
والحسن العكلي، من أصحاب شعبة، من الطبقة الرابعة من الغرباء. روى عن
شعبة
. ودهثم بن قران العكلي اليمامي، يروي عن نمران بن جارية، روى عنه مروان بن
معاوية الفزاري.
ومحمد بن عباد بن موسى بن راشد العكلي يلقب سندولا، وهو كوفي سكن بغداد،
وكان صاحب أخبار وحفظ لأيام الناس، وحدث عن أبيه، وعبد العزيز بن محمد
الدراوردي، ويحيى بن سليم الطائفي، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث،
وأسباط بن محمد، وزيد بن الحباب، وهشام بن محمد الكلبي وغيرهم. روى عنه
إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري،
وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار وغيرهم. قال إبراهيم بن
عبد الله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن محمد بن عباد بن موسى، فلم يحمده.
قلت: إنما أكتب عنه سمرا وعربية، فرخص لي فيه. وقال ابن عقدة: محمد بن عباد العكلي
نزل بغداد، في أمره نظر.
224

وأبو علي غسان بن محمد بن غسان بن موسى العكلي، حدث بأصبهان عن إسحاق بن
إبراهيم بن محمد بن محمد بن جميل راوية " المسند " لأحمد بن منيع. روى عنه أبو بكر بن
مردويه.
العكي: فتح العين المهملة، وتشديد الكاف المكسورة.
هذه النسبة إلى " عك " وهي قبيلة يقال لها: عك بن عدنان أخو معد بن عدنان، حالفوا
اليمن ونزلوا في الأشعريين، وهم على نسبهم، وفيهم قال العباس بن مرداس:
وعك بن عدنان الذين تلعبوا * بغسان حتى طردوا كل مطرد
وإلى بلدة على ساحل بحر الشام يقال له " عكا " ويعرف بسنارستان عكة، ودخلتها
للزيارة فأقمت بها بعض يوم، وهي في يد الفرنج، والنسبة الصحيحة إليها " عكاوي ". وكذا
وردت هذه النسبة. فأما المنسوب إلى قبيلة عك:
مطهر بن حي العكي، من التابعين، أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم. روى عنه أهل الشام، قتل بالطوانة حين فتحت سنة ثمان وثمانين.
وصالح بن أبي شعيب العكي، يروي عن الشعبي، روى عنه وكيع، وأبو نعيم
الكوفيان.
وجماعة من أهل عكا فيهم كثرة من أهل الشام، منهم:
الحسن بن إبراهيم العكي، يروي عن الحسن بن جرير الصوري. روى عنه
عبد الصمد بن الحكم. وقال في روايته: " العكي بعكا ".
والمشهور بهذه النسبة عند أهل الشام " العكاوي ". وقد نسب جماعة من أهل هذه
البلدة بالنسبة الأولى. قال أبو عوانة الأسفرايني: الحافظ قال حدثني القراطيسي العكي بعكا
في كتاب المزارعة. وقال أبو نصر السراج صاحب " اللمع ": حدثنا أبو الطيب العكي بعكا.
ومنهم أيضا:
سعد بن محمد العكي، حدث عنه عبد الله بن عدي الحافظ وقال: حدثنا سعد بن
محمد العكي بعكة، عن المسيب بن واضح.
ومن القدماء: الضحاك بن شرحبيل العكي، قال أبو حاتم بن حبان: أصله من عكة،
انتقل إلى مصر، يروي عن ابن عمر. روى عنه موسى بن أيوب الغافقي.
225

وأبو هاشم أصبغ بن القاسم بن العلاء الأنصاري، قال أبو سعيد بن يونس: هو من أهل
عكا من سواحل الشام، وقدم مصر وحدث بها وكتبت أنا عنه سنة أربع وتسعين ومائتين.
وأبو الفضل عبد الله بن أحمد بن العباس العكي، حدث ببغداد عن يحيى بن معين،
روى عنه علي بن عمر السكري، ومات في سنة تسع وثلاثمائة.
226

باب العين واللام
العلفي: بضم العين المهملة، واللام المشددة المفتوحة، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " علفة " وهو بطن من قيس، وهو علفة بن الحارث بن معاوية بن
ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة ابن عوف بن سعد بن ذبيان. وفي الأسماء:
المستورد بن علفة الخارجي، قتل معقل بن قيس الرياحي بدجلة، وقتله معقل، قتل
كل واحد منهما صاحبه، وكان معقل مع علي، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم.
العلقي: بفتح العين المهملة، واللام، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " علقة " (1) وهو بطن من بجيلة، وهو علقة بن عبقر بن أنمار بن
إراش بن عمرو بن الغوث، وهو بجيلة، هكذا ذكره ابن ماكولا.
وفي قيس: علقة بن جداعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وفي الأزد: علقة بن عبيد بن عبرة بن زهران.
وعلقة بن قيس بن الحارث وهو الخلج بن فهر.
ومن علقة بن عبقر بن أنمار الذي هو بطن من بجيلة: أبو عبد الله جندب بن عبد الله بن
سفيان البجلي العلقي، وهو الذي يقال له: جندب الخير، نزل الكوفة ثم تحول إلى
البصرة، فحديثه عند أهل هذين المصرين جميعا، وهو من الصحابة، وقد قيل: إنه
جندب بن خالد بن سفيان، والأول أصح، ومن قال إنه جندب بن سفيان فقد نسبه إلى
جده. روى عنه جماعة من التابعين، منهم: عبد الملك بن عمير، والأسود بن قيس،
الحسن البصري، وسلمة بن كهيل، وأبو عمران الجوني وأبو تميمة الهجيمي.
العلقي: هي قرية على باب نيسابور، على نصف فرسخ منها، والمشهور منها
بالانتساب إليها:
أبو الطيب طاهر بن يحيى بن قبيصة العلقي. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ

(1) من " اللباب ". وفي الأصول " علق ".
227

النيسابوريين ": أبو الطيب العلقي وهي قرية على نصف فرسخ كتب عن النيسابوريين
الكثير، وخص بمصنفات إبراهيم بن طهمان عن أحمد بن حفص وغيره. روى عنه أبو علي
الحافظ والمشايخ، ثم صار ابنه راوية له. قال: سمعت أبا الحسين محمد بن طاهر بن يحيى
يقول: توفي أبي رحمه الله في رجب من سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
علك: هو الامام عبد الرحمن بن أحمد بن علك بن ذات، وكنيته أبو طاهر، من أهل
سمرقند، ومن متقنيهم. توفي ببغداد وهو ابن اثنتين وخمسين سنة، ودفن ببغداد يوم السادس
والعشرين من شوال سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
العلكي: بفتح العين، واللام المشددة وقد تخفف تسهيلا والكاف في آخرها، هذه
النسبة إلى " علك " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن (بن أحمد) الجوري المروزي
المعروف بابن علك، كان فقيها عالما فاضلا (ورعا) عارفا بالحديث وفقهه، وهو من أهل
مرو، سمع أبا الحسن أحمد بن سيار وعبد العزيز بن حاتم، وسعيد بن مسعود، وأبا الموجه
محمد بن عمرو بن الموجه، ومحمد بن الليث، ومحمد بن معاذ، ونصر بن أحمد
المروزيين، ومحمد بن عمران الهمذاني، وعباس بن محمد الدروي، وأبا قلابة
عبد الملك بن محمد الرقاشي، وغيرهم من أهل خراسان والعراق. روى عنه أبو الحسن بن
علي بن عمر الدارقطني، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وأبو حفص عمر بن
أحمد بن شاهين، والقاضي الجراحي، وأبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ
الهمذاني وغيرهم. ذكره صالح في " تاريخ همذان " وقال: أبو حفص بن علك المروزي طرأ
علنيا منصرفا من الحج سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وحضر مجلسه عامة مشايخ أهل العلم
ببلدنا والكهول، وكان ثقة صدوقا، يحسن الحديث، فقيها بمتون الاخبار، متقنا متيقظا.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ابن علك المروزي مشهور بطلب الحديث، وكان من
الناسكين، وبلغني أنه توفي بمرو سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
العلمي: فتح العين المهملة، واللام.
هذه النسبة إلى " علم " وهو جد:
أبي بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه بن علم الصفار (العلمي) (1) من بغداد، سمع

(1) من " اللباب " زدتها لعادة المصنف ذكرها. ويلاحظ أن المصنف جعل " عمرويه " ابن علم، وأنه الجد الذي ينتسب
228

إليه المترجم، في حين أن الخطيب في " تاريخ بغداد " 5: 454 وهو مصدر المصنف يقول: " محمد بن
عبد الله بن عمرويه، أبو عبد الله ويقال: أبو بكر الصفار، ويعرف ب‍ (ابن علم). فليس (علم) أبا لعمرويه،
حتى يقال: " وهو جد أبي بكر.. ". إنما هو بمنزلة اللقب للمترجم، وعليه: فلا ينسب إليه. والله أعلم.
محمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن أبي خثيمة، وكان جميع ما عنده عنهما جزء واحد،
وفي آخره حكايات عن صالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل، ومحمد بن نصر الصائغ. روى
عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل،
وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز،
وكان ولادته سنة ثمان وأربعين ومائتين، ومات في شعبان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة عن
مائة سنة وسنة واحدة.
العلوي: فتح العين المهملة، واللام المخففة، وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى أربعة ممن اسمهم " علي ".
أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفي أولاده كثرة استغنينا عن
تعدادهم، لشهرة بطونهم وعشائرهم.
والثاني: المنسوب إلى بطن من الأزد، يقال لهم: بنو علي بن ثوبان، منهم:
سلم العلوي، روى عن أنس. روى عنه جرير بن حازم وغيره، تكلم فيه شعبة،
ووثقه يحيى بن معين، وأبو بكر بن أبي داود. أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن
يوسف، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سلم ليس من أولاد علي بن أبي طالب، إلا أن قوما
بالبصرة يقال لهم: بنو علي، فنسب إليهم.
والثالث: من ولد علي بن سود منهم: خالد بن يزيد العلوي. روى حكاية عن الحسن
البصري لما دخل على الحجاج. روى عنه الأصمعي ونسبه هكذا.
والرابع: من بني مدلج منهم: جندب بن سرحان المدلجي العلوي حدت عن تبيع.
روى عنه ابن لهيعة. ومدلج من بني عبد مناة بن كنانة، وإنما يقال لولده: بنو علي لان أمهم
الزفراء واسمها فكهة، تزوجها بعد أبيهم علي بن مسعود الذئبي (1) من غسان، فنسبوا إليه،
وإياهم عنى أمية بن أبي الصلت في قوله:
لله در بني علي * أيم منهم وناكح

(1) رسمها في الأصول يشبه، وجاء كذلك في " الأنساب المتفقة "، وهو صواب، أنظر " مختلف القبائل " لابن حبيب
ص 9.
229

العلويي (1) بفتح العين المهملة، وضم اللام المشددة (وسكون الواو، وفي آخرها
ياء تحتها نقطتان).
هذه النسبة إلى " علوية "، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة
جماعة من أهل نيسابور وأبيورد. منهم:
علي بن الحسن العلويي، كان إماما فاضلا مقدما، وكان من بيت العلم والرئاسة،
حميد السيرة، بالغا في الورع والاحتياط كثير العبادة، تفقه على أبي عثمان إسماعيل بن
عبد الرحمن الصابوني، وكان من عبد الله الصالحين، سمع أبا سعد عبد الرحمن بن حمدان
النصرويي، وكانت ولادته سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وتوفي بأبيورد سنة سبع وتسعين
وأربعمائة.
وأبو النضر محمد بن بكر بن محمد بن مسعود بن علوية بن مخلد القرشي السمرقندي
العلويي، نسب إلى جده الأعلى. ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا في سنة سبع
وثلاثين وثلاثمائة، وحدثهم عن عمر بن محمد بن بجير السمرقندي.
والفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن علوية الرزاز العلويي الجرجاني، من أئمة عصره
للشافعيين، سمع بخراسان محمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن عبيدة (2) الرازي،
وبالبصرة نصر بن علي الجهضمي، وبالكوفة أبا كريب محمد بن العلاء، وبدمشق هشام بن
عمار، وبحران عبد الحميد بن المستام الحراني. وبمصر يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن
عبد الرحمن بن وهب، وتفقه على أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم المزني. روى عنه أبو
حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله بن يعقوب، ويحيى بن منصور القاضي. وقال: أقام أبو
عبد الله بن علوية الفقيه عندنا سنين يدرس وسمعنا منه " مختصر المزني " سماعا من المزني،
ومات بجرجان سنة تسعين ومائتين.
العلياني: بفتح العين المهملة، وسكون اللام، والياء بعدهما الألف، وفي آخرها
النون.

(1) النسبة وتراجمها من كوبرلي فقط، وقد أشار المصنف رحمه الله: 6: 111 إلى هذه النسبة، ووردت مختصرة التراجم
في " اللباب "، على طريقته. لكنها وردت في كوبرلي متأخرة إلى ما بعد " العليصي "، فقدمتها إلى هنا تبعا
ل‍ " اللباب " ولأنه أدق ترتيبا. وسوف أشير إلى جميع المغايرات مع " اللباب ".
(2) هكذا في كوبرلي، ولعل صوابه ما في " اللباب ": " بن حميد ".
230

هذه النسبة إلى " عليان " وهو بطن من دهمان، ودهمان من أشجع (1). قال ابن
حبيب: في دهمان عليان بن أرحب بن دعام بن دومان.
العليجي: بفتح العين المهملة، وكسر اللام، وسكون الياء المنقوطة من تحتها
بنقطتين، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " عليجة " وهو تصغير علي. وهو:
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الفقيه العليجي النسوي، أبو بكر بن أبي سعيد بن
عليجة، من أهل نسا، من بيت الثروة والعدالة في بلده وحمل إلى أبي الوليد القرشي متفقها
وأكثر السماع بنيسابور ثم خرج إلى العراق عند أبي الحسين القطان، وسمع أبا بكر محمد بن
عبد الله الشافعي وأقرانه. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أنشدني أبو بكر بن أبي
سعيد الفقيه قال: أنشدني المتنبي في قصيدة له يقول:
قضى الله يا كافور أنك أول * وليس بقاض أن يرى لك ثاني
العليصي: بضم العين المهملة، وفتح اللام، وسكون الياء آخر الحروف، وفي
آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى " عليص " وهو: عليس بن ضمضم بن عدي، منها: الرعبل بن
عصام بن حصن بن حارثة بن عليص الشاعر العليصي، كان لصا مشهورا، وفيه يقول
الشاعر:
مخالفة ليل الرعبل بن عصام
العليمي: بضم العين المهملة، وفتح اللام، وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي
آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " عليم " وهو بطن من عذرة (2) وهو: عليم بن جناب بن هبل بن

(1) تعقبه ابن الأثير رحمه الله فقال: " كذا قال: بطن من أشجع! وليس كذلك، وإنما هو بطن من همدان ".
قلت: قول أبا الأثير هذا يوهم أنه ليس في بطون أشجع من يسمى " دهمان ". وليس كذلك، بل فيها دهمان، وقد
تقدم قول المصنف هذا 5: 425 وموافقة ابن الأثير له. والله أعلم.
(2) هكذا في الأصول وهو مراد المصنف، ووقع في " اللباب " " من كلب " " وهو سهو قلم من الناسخ قطعا يدل عليه تمام
كلام ابن الأثير الآتي فإنه لخص ما عند المصنف ثم قال مستدركا: " قلت: هكذا قال: إن عليما بطن من عذرة،
ومتى قيل عذرة بغير نسب فإنما يعني عذرة بن سعد هذيم. وقد أشبعنا القول فيه في " العذري ". وهذا عذرة الذي في نسب عليم فهو عذرة بن اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة. وعليم بطن من كلب. وكلام السمعاني في
جميع كتابه يدل على أنه كان يظن أن عذرة القبيلة المشهورة التي ينسب إليها عذري هو ابن زيد اللات. وليس
كذلك.
وفاته " العليمي " نسبة إلى عليم بن عدي بن عمرو بن معن، بطن من باهلة. منهم: معاوية بن بكر بن معاوية بن
مظهر بن معاوية بن نبيشة بن جندب بن كليب بن عليم الباهلي العليمي ".
231

عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة.
وأما يحيى بن محمد بن عليم العليمي المقرئ هكذا ذكره الدارقطني، نسب إلى
جده، روى عن حماد بن زيد (1)، عن عاصم القراءة. روى عنه يوسف بن يعقوب
الواسطي.
وصاحبنا أبو حفص عمر بن محمد العليمي الدمشقي، من أهل دمشق، شاب كيس،
حريص على طلب العلم، رحل إلى العراق وخراسان للحديث، لقيته أولا بنيسابور في
رحلتي الرابعة إليها، وأدرك مشايخنا الذين رووا لنا عن موسى بن عمران، وأحمد بن علي بن
خلف، وكتب عني، وعلقت شيئا يسيرا عنه ثم ورد علينا مرو، وكتب عن شيوخنا، وانصرف
إلى بلاده وآخر عهدي به سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ثم قدم خوارزم سنة تسع وأربعين
وخمسمائة.
العلي: بضم العين المهملة، واللام المخففة.
هذه النسبة إلى " علة " وهو بطن من مذحج. قال ابن حبيب: في مذحج: علة بن
جلد بن مالك بن أدد. من ولده:
عبد الحجر بن عبد المدان واسمه عمرو بن الديان واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن
الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن
مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في
وفد بني الحارث بن كعب فقال: " من أنت "؟ قال: أنا عبد الحجر. قال: قال: أنت
عبد الله " فأسلم، وكانت ابنته عائشة عند عبيد الله بن العباس، وقتل أباها وولديها بسر بن أبي
أرطأة.

(1) هكذا في الأصول و " اللباب " و " الاكمال " 6: 264، وصوابه: حماد بن أبي زياد، كما جاء في ترجمة المترجم من
" طبقات القراء " لابن الجزري 2: 378، وانظر مثله في ترجمة حماد نفسه من المصدر المذكور: 1: 258.
في الأصول " أبو جعفر " إلا كوبرلي و " اللباب ": " أبو حفص " ولعله أقرب لقرينة اسمه " عمر "؟.
232

ومن ولده أيضا: زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي بن الحارث بن عوف بن جشم بن
كعب بن قيس بن سعد بن مالك النخع بن عمرو بن علة بن جلد العلي، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم
في وفد النجع وهم مائتا رجل، فأسلموا. قال ذلك محمد بن جرير الطبري.
العلي: بكسر العين المهملة، واللام المشددة.
هذه النسبة إلى " علة " وهو بطن من قضاعة. قال ابن حبيب: علة بن غنم بن سعد بن
زيد بن ليث بن سود بن أسلم.
وعلة بن غنم بن ضنة بن سعد هذيم.
233

باب العين والميم
العماري: بفتح العين المهملة، والميم المشددة، وفي آخرها الراء (بعد الألف).
هذه النسبة إلى " عمار " وهو اسم جد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة:
أبو محمد بن أبي عمرو، وهو: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن
إبراهيم بن عمار بن يحيى بن العباس بن عبد الرحمن بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة
الخزرجي الأنصاري العماري، من ولد عمار بن يحيى، كان من بيت التزكية والعلم،
والثروة والرئاسة، وكان كثير السماع متبحرا، في هذا العلم، فهما وحفظا وإتقانا، سمع
ببلده نيسابور أبا العباس محمد بن إسحاق الصبغي، وأبا علي حامد بن محمد الرفاء
الهروي، وسمع بالعراق والحجاز، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخه " فقال: أبو
محمد بن أبي عمر والعماري صنف وذاكر أهل الصنعة، وورد علي كتاب أبي الحسن علي بن
عمر الحافظ يعني الدارقطني بخطه يذكر سروره برؤيته وأنه رضي بقدمه في هذا العلم،
وحدث إملاء بحضرة أكثر مشايخنا في شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وحدث
بالحجاز والعراق، وتوفي في رجب سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وله سبع وخمسون سنة،
وصلى إليه أبو الطيب سهل بن محمد، ودفن في داره.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عمار بن يحيى بن العباس بن
عبد الرحمن بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي العماري، من أهل نيسابور أيضا.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: كان يديم الاختلاف معنا لسماع الحديث
ويكتب بخطه، ويواظب على العلم، ثم خرج إلى الحج وكان عديل الحاكم أبي الطيب بن
فورس، فانصرف ومرض، ثم جن، وبقي على ذاك سنين إلى أن توفي بعد التسعين
والثلاثمائة (1).

(1) من كوبرلي، وفي غيره: " وثلاثين " وهو تحريف، فقد كانت ولادة المترجم سنة 337 كما يستفاد مما سيأتي.
سقطت الترجمة من نسخة الظاهرية، وتاريخ وفاته من ليدن، وفي كوبرلي: " بعد السبعين " هكذا، وقال ابن
الأثير: " قلت: فاته النسبة إلى عمارة بن مالك بن بثيرة بن مشنوء بن القيس بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن
إراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي، بطن من بلي، منهم: المجذر بن ذياد بن عمرو بن زمزمة بن
عمرو بن عمارة البلوي، حليف الأنصار، شهد بدرا وأبلى فيها ". ووقع تحريف في " اللباب " في هذه الأسماء الثلاثة
فأثبت صوابها، وهي: قسميل، والمجذر، وذياد.
234

العماني (1): بضم العين المهملة، وتخفيف الميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عمان " وهي من بلاد البحر أسفل البصرة، والمنتسب إليها:
الحسن بن هادية العماني، روى عن ابن عمر، روى عنه الزبير بن خريت في فضل
الحج.
وأبو هارون غطريف العماني، يروي عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، عن ابن عباس،
روى عنه الحكم بن أبان العدني.
وأبو بكر قريش بن حيان العجلي العماني، قال أبو حاتم بن حيان: هو من بكر بن
وائل، أصله من عمان، سكن البصرة، يروي عن ثابت البناني، وبكر بن وائل بن داود.
روى عنه شعبة بن الحجاج، والبصريون الذي روى عنه عثمان بن عمر بن فارس عن
العلاء بن عبد الرحمن.
وداود بن عفان العماني يروي عن أنس بن مالك. روى عنه عبد الله بن عبد الوهاب
الخوارزمي.
ومحمد بن صالح بن سهل العماني، حدث عن محمد بن إسحاق الفاكهي المكي،
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.
ويعقوب بن غيلان العماني، حدث عن سعيد بن عروة الربعي البصري. روى عنه أبو
القاسم الطبراني، وعبد الباقي بن قانع.
وعلي بن محمد العماني، حدث عن أحمد بن سعيد الدارمي. روى عنه أبو
الحسن بن الجندي.
وعمر بن داود العماني، حدث عن عباس الدوري، وأبي بكر بن أبي خيثمة،
وثعلب. روى عنه أبو عبيد الله المرزباني وعمر بن عنبسة العماني، يروي عن أبي بكر

(1) من عمان لا مطلقا، ففي " تاريخ " البخاري 1 / 2 / 307 بإسناده إلى جرير بن حازم عن الحسن بن هادية قال: لقيت
ابن عمر قال: إني لأعلم أرضا ينضح بجانبها البحر، الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها، وذكر عمان ".
وهذا موقوف، وجعله ياقوت مرفوعا، وتحرف فيه " هادية " إلى " عادية ". وفي " مسند " الإمام أحمد 1: 44 حديث
مرفوع في فضل أهل عمان أوله كالجملة المذكورة هنا، وهو من رواية جرير بن حازم عن الزبير بن خريت أيضا عن
أبي لبيد لمازة بن زبار، عن عمر بن الخطاب مرفوعا، قال الهيثمي 10: 52: " رجاله رجال الصحيح غير لمازة بن
زبار وهو ثقة، ورواه أبو يعلى كذلك ".
235

محمد بن المطلب. روى عنه منصور بن جعفر.
وأبو عبد الله محمد بن عيسى العماني النحوي، كان ببغداد، روى عن إسحاق
إبراهيم بن السري الزجاج " كتاب فعلت وأفعلت ". روى عنه علي بن محمد بن الحسن
الحربي.
وأبو العباس النهشلي هو محمد بن ذؤيب التميمي المعروف بالعماني الراجز، قدم
بغداد ومدح هارون الرشيد والفضل بن الربيع، وكان من أهل الجزيرة، فطرأ إلى عمان، ثم
رجع إلى بلاده فقيل له " العماني " وغلب عليه، وعمر عمرا طويلا، فذكر الأصمعي أنه مات
وهو ابن ثلاثين ومائة سنة، ويقال: إن أشعر الرجاز الرشيديين أربعة: العماني أولهم.
ودخل على الرشيد فأنشده أرجوزة يصف فيها فرسه شبه أذنيه بقلم محرف فقال:
كأن أذنيه إذا تشوفا * قادمة أو قلما محرفا
فقال له الرشيد: دع كأن، وقل: نخال، حتى يستوي الاعراب.
والحسين العماني، من أهل نيسابور، شيخ ثقة صالح، يروي عن أحمد بن علي بن
خلف الشيرازي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، سمعت منه في النوبة الثانية
بنيسابور، توفي في حدود سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
ومن القدماء: جيفر بن الجلندي العماني، كان رئيس أهل عمان هو وأخوه عبد،
أسلما على يد عمرو بن العاص حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يريا النبي صلى الله عليه وسلم ولا أخوه، وكان
إسلامهما بعد خيبر.
العماني: بفتح العين المهملة، والميم المشددة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عمان " وهو موضع بالشام. وقال أبو القاسم الدمشقي الحافظ: عمان
موضع عند بصرى. وقال غيره: بلدة عند بيت المقدس، خربت، وعمان هي مدينة
البلقاء، سميت بعمان بن لوط. والمشهور بالنسبة إليها:
محمد بن كامل العماني، حدث عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه محمد بن زكريا
الاضاخي.
وأبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني، حدث ببيت المقدس عن أبي
الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، كتب عنه أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب.
236

العمايمي: بفتح العين المهملة، والميم وكسر الياء آخر الحروف، بعدها ميم
أخرى.
هذه النسبة إلى (العمامة) والمشهور بها:
أبو الفضل محمد بن حامد بن حرب البلخي المعروف بالعمايمي، قدم بغداد، وحدث
بها عن علي بن سلمة اللبقي. روى عنه محمد بن علي بن سهل المحاملي المقرئ.
العمراني: بكسر العين المهملة، وسكون الميم، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى شيئين أولهما أهل بيت كبير بسرخس، وهو بيت قديم، الذي رأيت
منهم:
الرئيس أبا الحسن علي بن محمد العمراني السرخسي قرابتنا، حظي عند السلطان
سنجر بن ملكشاه وارتفع أمره، ثم حبس وقتل بمرو بقرية شيج (1) وتغير رأي السلطان عليه في
سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
والعمرانية قرية بالموصل، وإليها ينسب:
القاضي أبو منصور العمراني، وكان يسكن ميافارقين، قرأ القرآن على أبي علي
الأهوازي، وتفقه ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي، قرأ صاحبنا أبو العباس الخضر بن
ثروان التغلبي القرآن عليه بميافارقين.
وأبو بكر محمد بن محمد (2) بن القاسم بن منصور بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن
محمد بن معمر بن عمران الكسبوي من أهل كسبة قرية من قرى نسف، ونسب العمراني إلى
جده الأعلى عمران، كان بسمرقند يلي أعمال السلطان من الرئاسة والوزارة وغير ذلك ثم
تركها في آخر عمره وحدث عن الدهقان العالم أبي إسماعيل إبراهيم بن محمد الحاجي
الحلمي. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفي بكسبة في القعدة سنة
ثلاث عشرة وخمسمائة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.

(1) في الظاهرية وليدن: " شيخ فصوبتها إلى ما ترى، و " شيخ ": " قرية بمرو على خمسة فراسخ " كما تقدم: 7: 441،
وفي كوبرلي: " سنح " فيكون قد أهملت الجيم منها، وصوابها " سنج ": " وهي قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة
فراسخ منها " كما تقدم 7: 165.
(2) في " اللباب ": " محمد بن القاسم " ولم يتكرر: محمد بن محمد. والمثبت من الأصول.
237

العمروسي: بفتح العين المهملة، وسكون الميم، وضم الراء، وفي آخرها السين
المهملة.
هذه النسبة إلى " عمروس " وهو جد:
أبي الفضل محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عمروس البزار العمروسي المالكي، من
أهل بغداد، وكان أحد الفقهاء على مذهب مالك، وكان أيضا من حفاظ القرآن ومدرسيه،
سمع أبا القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة المتوثي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين،
وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وأبا القاسم عبيد الله بن الصيدلاني، سمع منه
أبو بكر الخطيب وذكره في " التاريخ " فقال: كتبت عنه، وكان دينا ثقة مستورا، وإليه انتهت
الفتوى في الفقه على مذهب مالك ببغداد، وقبل القاضي أبو عبد الله الدامغاني شهادته،
وكان يسكن بباب الشام، وكانت ولادته في رجب سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وبلغنا
ونحن في دمشق أنه مات في أول المحرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
العمري: بفتح العين المهملة، وسكون الميم، وكسر الراء.
هذه النسبة إلى ثلاثة رجال، أولهم: منسوب إلى بني عمرو بن عامر بن ربيعة
والمشهور بها:
موألة بن كثيف العمري، يروي عن أبن هوذة العمري، روى أنهما وفدا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهما مساكنهما من المصباعة ومران. روى عنه ابنه عبد العزيز بن موألة.
وسمعان بن مشنج العمري، يروي عن سمرة بن جندب. روى عنه الشعبي، وقيل هو
منسوب إلى عمرو بن حريث. والله أعلم
وأحوص بن هشام العمري الكوفي، يروي عن وكيع، ومحمد بن عبد الوهاب
السكري، والحسين بن علي الجعفي. روى عنه مطين.
وأبو بكر محمد بن الحسين العمري، يروي عن محمد بن إسحاق الجبلي. روى عنه
محمد بن السائب الدقاق.
وعبد الرحمن بن يزيد بن جارية أخو مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري العمري من
بني عمرو بن عوف يروي عنهما القاسم بن محمد.
ومرارة بن الربيع العمري، من بني عمرو بن عوف أيضا، أحد الثلاثة الذين خلفوا ثم
تاب الله عليهم، جرى ذكره في حديث الثلاثة الذين خلفوا.
238

والثاني: منسوب إلى جده عمرو بن حريث، منهم:
جعفر بن عون بن عمرو بن حريث، نسب إلى جده عمرو.
والثالث: منسوب إلى قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري وليست بنسب، منهم:
عبيد الله بن إبراهيم العمري، حدث عن يعقوب بن المبارك. روى عنه عبد الغني بن
سعيد المصري الحافظ (1).
وفرقة من المعتزلة يقال لهم " العمرية " وهم أصحاب عمرو بن عبيد البصري، وقد
ذكرته في " المعتزلي " وبدعتهم في القدر، ونفي الصفات الأزلية، وفي المنزلة بين
المنزلتين: كبدعة الواصلية فيها، غير أن عمرا زاد على واصل في شهادة علي وطلحة والزبير
نادرة، وذلك أن واصلا قال: لو شهد علي وطلحة رضي الله عنهما على حكم لا أحكم
بشهادتهما، لان أحدهما فاسق! ولو شهد علي مع رجل من عسكره، أو شهد طلحة مع رجل
من عسكره، على شئ أحكم بشهادتهما. قال عمرو: لا أقبل شهادتهما في هذه الموضع
أيضا. وفي هذا تصريح بفسق الفريقين، وكونهما من أصحاب النار! وكان واصل يفسق أحد
الفريقين ولا يعرف الفاسق منهما، وكلاهما فسقة عند عمرو (2)!.
العمري: بضم العين المهملة، وفتح الميم، وكسر الراء.
هذه النسبة إلى " العمرين " أحدهما: عمر بن الخطاب، والثاني منسوب إلى عمر بن

(1) هكذا في الأصول، وتابعه ابن الأثير، ومصدر المصنف فيه الحافظ ابن طاهر في " الأنساب المتفقة " ص 112، لكن
جاءت عبارة الحافظ عبد الغني نفسه في " مشتبه النسبة " ص 51 كما يلي: " عبيد الله بن إبراهيم العمري، حدثنا عنه
يعقوب بن المبارك وغيره ". ونحوها عبارة ابن ماكولا: 6: 363 364: " وروى عنه يعقوب بن المبارك ". فيعقوب
تلميذ للمترجم لا شيخ له. وكانت وفاة المترجم سنة 307 كما في " طبقات القراء " لابن الجزري 1: 484، في حين
أن ولادة الحافظ عبد الغني سنة 332.
(2) قال ابن الأثير في " اللباب " مستدركا: " قلت: فاته النسبة إلى عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج
الأنصاري الساعدي: ينسب إليه أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدن بن عمرو بن عوف بن حارثة بن عمرو بن
الخزرج بن ساعدهم.
وفاته النسبة إلى عمرو بن أسد بن الحراث بن العتيك، بطن من الأزد.
وإلى عمرو بن الحارث بن العتيك. منهم: أبو مسكين كزمان بن سيف بن سعد بن قطن بن مالك بن تيم بن
عمرو. كان شريفا ".
قلت: هكذا جاء نسب أبي أسيد الساعدي في " اللباب " و " البدن " هكذا ضبطه الحافظ بن حجر رحمه الله في
" تقريب التهذيب "، وأثبتها الأستاذ عبد السلام هارون " البدي " في " جمهرة أنساب " ابن حزم ص 366
239

علي بن أبي طالب، فأما المنتسب إلى عمر بن الخطاب فالمشهور بهذه النسبة هو:
عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري،
ويحيى بن عمر أخوهما، وهما أدركا التابعين، واشتهرا بالرواية بالمدينة، وكتب عنهما
الناس.
ورباح بن عبيد الله بن عمر العمري، له حديث واحد: " بئس الشعب جياد ".
والقاسم بن عبد الله بن عمر العمري، وأخوه عبد الرحمن بن عبد الله.
وعبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري الزاهد،
نزيل مكة، وأمه أمة الحميد بنت عبد الحميد بن عياض، يروي عن موسى بن عقبة. روى
عنه منصور بن أبي مزاحم، كنيته أبو عبد الرحمن، كان من أزهد أهل زمانه، وأكثرهم تخليا
للعبادة مع المواظبة، وجميع ما حدث قدره أربعة أحاديث. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان
مات سنة أربع وثمانين ومائة، وكان له أخ اسمه عمر بن عبد العزيز، ولي المدينة فلم يكلمه
أخوه إلى أن مات.
وأبو بكر محمد بن أبي عاصم العمري، من أهل هراة، روى عن أبي محمد
عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري، روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي
بنيسابور، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بمرو، وكانت وفاته بعد سنة خمسين
وأربعمائة.
وحفيداه أبو القاسم عبد الملك وأبو الفتح سالم ابنا عبد الله بن عمر بن محمد بن
عبد الله بن أبي عاصم العمري سمعت منهما الكثير. أما عبد الملك فسمعت عنه بأرجان ومرو
عن نحيب بن ميمون الواسطي، وأبي عبد الله العميري، وعبد الله بن يوسف الجرجاني
وغيرهم.
وسالم سمعت منه بهراة، وسمع مني أيضا، ومات عبد الملك بالدندانقان في رجب
سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، بعد معاقبة الغز.
وأما العمريون الذين ينتسبون إلى عمر بن علي، منهم:
عبد الله وعبيد الله ابنا محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: حدثا.
وهاشم بن محمد العمري، من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حكى عن
أبيه. روى عنه أبو يعلى الموصلي.
240

وأبو عثمان عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي
العدوي، يروي عن القاسم، وسالم، ونافع، والزهري، وعطاء، وأهل الحجاز. روى
عنه شعبة، ومالك، والثوري، ومات سنة أربع أو خمس وأربعين ومائة، وكان من سادات
أهل المدينة وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة وشرفا وحفظا وإتقانا.
وأخوه عبد الله بن عمر ضعيف. وأمهما فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن
الخطاب.
وأما عبد الله يروي عن نافع، روى عنه العراقيون، وأهل المدينة، كان ممن غلب عليه
الصلاح والعبادة حتى غفل عن ضبط الاخبار وجودة الحفظ للآثار، فوقع المناكير في روايته،
فلما فحش خطؤه استحق الترك، ومات سنة ثلاث وسبعين ومائة، وكان يحيى بن سعيد لا
يحدث عن عبد الله بن عمر.
وأما أبو القاسم علي بن يعلى بن عوض بن محمد بن حمزة بن جعفر بن نعل بن
جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العمري، من أهل
هراة، وهو من أولاد عمر بن علي رضي الله عنهما، كان واعظا مليح الوعظ، كثير
المحفوظ، سمع بنيسابور أبا علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي، وببلدة هراة أبا
عبد الله محمد بن علي العميري وأبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي، وأبا سهل
نحيب بن ميمون الواسطي، رأيته وسمعت منه حديثا واحدا من حفظه في مجلس وعظه،
وحدثني عنه جماعة، وتوفي بمروروذ سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
وأبو طاهر محمد بن يحيى بن ظفر بن الداعي بن مهدي بن محمد. ابن جعفر بن
محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب العلوي العمري، من أهل إستراباذ، شيخ
الامامية بها، وهو مقدم طائفته وشيخ عشيرته من بيت الحديث: أبوه أبو طالب من
المحدثين، وجده أبو الفضل ظفر ورد نيسابور وحدث بها، وسمع منه جماعة من شيوخنا،
وجده الأعلى أبو محمد الداعي بن مهدي العمري من المحدثين أيضا، روى عنه ابنه أبو
الفضل، وأبو طاهر محمد بن يحيى حدث عن جده، وسمعت منه بإستراباذ، وكانت ولادته
في المحرم سنة ست وستين وأربعمائة.
العميري: بفتح العين المهملة، والميم المكسورة، وسكون الياء آخر الحروف،
وبعدها الراء.
هذه النسبة إلى " عميرة " وهو بطن من ربيعة، وهو: عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
241

قاله أحمد بن الحباب النسابة (1).
العميري: بضم العين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى الجد، والمنتسب إليه:
الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عمير العميري، محدث
مشهور، من أهل هراة، حدث بالكثير، يروي عن القاضي أبي بشر طاهر بن العباس
العبادي، والحاكم الفقيه أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن حامد الديناري، وأبي
عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن محمد الباشاني الهروي، وأبي يعقوب إسحاق بن أبي
إسحاق القراب، وأبي الفضل عبد الملك بن أبي عصمة السجزي، وأبي الحسن علي بن
سرى الليثي السجزي وغيرهم. روى عنه المشايخ أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار
الفامي، وأبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني، وأبو محمد رافع بن أبي سهل بن أبي
الحسن بن أبي سهل الغزواني، وأبو محمد عبد السيد بن أبي بكر بن أبي الفضل بن مال السا
الطاقي، وأبو الفتح عبد العزيز بن عبد الجبار بن ناصر بن أحمد القواس، وأبو
عبد الله محمد بن المفضل بن سيار بن ذكوان الدهان، والشريف أبو القاسم عبد الملك بن
أبي عاصم العمري، والسيد أبو الحسن علي بن حمزة بن إسماعيل الموسوي، وأبو الفتح
القاسم بن عمر بن عطاء بن سهل الجراحي، وصاعد بن سيار بن ذكوان الدهان الإسحاقي،
وغيرهم.
العمي: بفتح العين المهملة، وتشديد الميم.
هذه النسبة إلى " العم " وهو بطن من تميم، وقد ذكره جرير في شعره فقال:
سيروا بني العم، فالأهواز منزلكم * ونهر تيري، فلم تعرفكم العرب
منهم: مرة بن مالك بن حنظلة الخثعمي العمي. قال ابن الاعرابي: وهم العميون.
وقال ابن الكلبي: مرة هذا من ولد عمرو بن مالك فهو الأزدي، وهو مرة بن وائل بن عمرو،

(1) قال ابن الأثير: " قلت: ومثله قال هشام الكلبي: منهم: عامر بن مسلم بن قيس بن سلمة بن طريف بن أبان بن
سلمة بن جارية بن فهم بن بكر بن عبلة بن أنمار بن مبشر بن عميرة، قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما،
ولطريف صحبة ".
قلت: هكذا جاء فيه " سلمة بن طريف ". وفي " جمهرة " ابن حزم ص 293: " مسلمة " وأشار في التعليق إلى
وروده " سلمة " في بعض الأصول.
242

وهم بنو العم الذين في بني تميم. هذا نسبهم. ثم قالوا: هو مرة بن مالك بن حنظلة بن زيد
مناة بن تميم.
وعكاشة العمي الضرير البصري، شاعر جيد القول.
ومحمد بن عبد الله العمي، يروي عن ثابت البناني، روى عنه أبو النضر وغيره. وأبو
الحواري زيد الحواري العمي، من أهل البصرة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله
عنه، ومعاوية بن قر. روى عنه الثوري وشعبة، وكان قاضيا بهراة يروي عن أنس أشياء
موضوعة لا أصول لها حتى سبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه،
وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ولا كتبة حديثه إلا للاعتبار. وإنما قيل لزيد " العمي " فيما
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتابه: وقال حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الهروي، سمعت أبي يقول: قال علي بن مصعب: سمي زيد
العمي لأنه كان كلما سئل عن شئ قال: حتى أسأل عمي.
وابنه أبو زيد عبد الرحيم بن زيد العمي، عداده في أهل البصرة، يروي عن أبيه
العجائب بما لا يشك من الحديث صفته أنها معمولة أو مقلوبة كلها، يروي عن أبيه روى
عنه العراقيون. فأما ما روى عن أبيه فالجرح ملزق بأحدهما أو بهما، وهذا مما لا سبيل إلى
معرفته إذ الضعيفان إذا انفرد أحدهما عن الآخر بخبر لا يتهيأ حكم القدح في أحدهما دون
الآخر، فإن كان وجود المناكير في حديث منهما معا أو من أحدهما استحق الترك. روى عنه
محمد بن موسى الجرشي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب البصري، وجعفر بن
مهران السماك وغيرهم.
وعمران العمي، من أهل البصرة، وهو القطان. قاله البخاري وهو: عمران بن
جاور، يروي عن الحسن روى عنه حماد بن مسعدة والبصريون، ومن زعم أنه (1) فقد وهم،
وكان عمران العمي اختلط حتى لا يدري ما كان يحدث به. كتب عنه يحيى القطان أشياء ثم
رمى بها ولم يحدث عنه.
وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري، يكنى أبا عبد الصمد، (يروي عن أبي
عمران الجوني، ومنصور، وحصين).

(1) سقط وبياض في الأصول قدر كلمة، والنص من هنا إلى آخر الترجمة من " المجروحين " لابن حبان 2: 123، وتقدم
قبل تعليقه واحدة نقل كلامه، وفيه ما يملأ الفراغ.
243

وعقبة بن مكرم العمي (1) يروي عنه مسلم بن الحجاج.
وموسى بن خلف أبو خلف العمي، عن قتادة. روى عنه ابنه خلف بن موسى، وأبو
سلمة موسى بن إسماعيل المنقري التبوذكي.
ومحمد بن يحيى بن الحسين العمي، عن أبي مالك كثير بن يحيى وغيره.
وبهز بن أسد العمي، أخو معلى بن أسد العمي، حديثهما في الصحيحين ومعلى من
شيوخ البخاري.
وأبو محمد عبد الرحمن بن محمود بن أحمد بن عبد الله (2) بن أبي بكر بن أبي ريحان
العمي السكري، أحد المشهورين المعدلين بمرو، كان فاضلا عالما حسن السيرة محتاطا،
سمع أبا الفضل محمد بن عبد الرزاق الماخواني، سمعت منه قبل الخروج إلى الرحلة، ولما
انصرفت منها كان قد تغير عقله واختلط، وكان يعرف بابن العم، وكان يكتب لنفسه
" العمي ".
وابن علي كان معنا في المكتب فذكر في حق أبي الفتح النظري شيئا لما بلغه نبؤه،
فشتمه وقال: يكفيك أنك ابن العم ولست بابن الأب. وتوفي عبد الرحمن بمرو في ذي
القعدة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة أو ذي الحجة.

(1) زيادة من كوبرلي، وهي صحيحة، وفي " اللباب " ما يؤيدها.
(2) من الأصول و " المعجم الكبير " للمصنف ق 41 / 2، وتحرف في " اللباب " إلى: " هبة الله ".
244

باب العين والنون
العنابي: بضم العين المهملة، وتشديد النون المفتوحة، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " العناب " وهو شئ أحمر من الفواكه. والمشهور بهذه النسبة:
علي بن عبيد الله بن محمد العنابي، من أهل مصر، يروي عنه أبو عبد الله الصوري
الحافظ.
وأبو زرعة محمد بن سهل بن عبد الرحمن بن أحمد الاستراباذي، يعرف بالعنابي، من
أهل إستراباذ، سكن سمرقند وحدث بها إلى أن مات بها قبل الستين والثلاثمائة.
وأبو مسعود بن العنابي، شاب صالح من أهل جرجان، يروي عن أبي الفتيان عمر بن
أبي الحسن الرواسي، سمعت منه أحاديث بجرجان.
العنبري: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، والراء.
هذه النسبة إلى: " بني العنبر " ويخفف، فيقال لهم: " بلعنبر "، وهم جماعة من بني
تميم، ينسبون إلى بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن
نزار، منهم:
أبو عبد الرحمن محمد بن أبان بن الحكم بن يزيد بن جابر بن خيران (1) بن أخزم بن
ذهل بن ذؤيب بن عمور بن العنبر العنبري، يروي عن الثوري وأبي حنيفة، ومسعر بن
كدام، وشعبة.
وهو ابن عم محمد بن يحيى بن أبان العنبري (2).
وأبو عبد الله عامر بن عبد الله بن عبد قيس التميمي العنبري، من عباد أهل البصرة

(1) ثبت هذا الاسم هنا وفيما سيأتي ص 438 بالراء مع إهمال الحاء، وجاء في " الأنساب المتفقة ": " خيوان "، وفي
تعليق المعلمي على " الاكمال " 1: 38: " خيران " وهو أقرب إلى اسم الأصل فأثبته، ثم رأيته كذلك في " الاكمال "
نفسه: 256.
(2) سقط ما بين المعكوفين من كوبرلي، ومحله " وغيرهم "، والصواب. وهو عم محمد بن يحيى، كما جاء في
" الأنساب المتفقة " ص 114.
245

وزهادهم، وكثرة الاخبار عنه في الصلاح تغني عن الاشتغال بذكرها، وهو من الزهاد
الثمانية (1). رأى جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، روى عنه الحسن، وابن سيرين، وأهل
البصرة، سكن الشام (2).
وأبو عبيد الله الحسن بن حصين بن أبي الحر بن الخشخاش العنبري، والد عبيد الله بن
الحسن العنبري الفقيه، من أهل البصرة، يروي عن سعيد بن جبير، وعلي بن الحسين،
روى عنه معاذ بن معاذ العنبري وغيره.
والخشخاش بن جناب العنبري، له صحبة.
وعبيد بن الخشخاش بالشينين المعجمتين أيضا يروي عن أبي ذر.
وممن انتسب إليه ولاء: أبو غسان يحيى بن كثير بن درهم العنبري مولاهم، أصله من
خراسان، وعداده في البصرة، وهو الذي يقال له السعيري، روى عن شعبة، روى عنه بندار
وأهل البصرة، ومات بعد المائتين.
وأبو غياث روح بن القاسم العنبري التميمي من أنفسهم، بصري، يروي عن عطاء،
وابن المنكدر. روى عنه ابن المبارك، ويزيد بن زريع، وابن علية، ومات قبل الحجاج بن
أرطأة سنة إحدى وأربعين ومائة، وكان حافظا متقنا.
قال الطبري: وردان وحيدة ابنا مخرم بن مخرمة (3) بن قرط بن جناب العنبري، من
بني العنبر بن عمرو بن تميم، لهما صحبة.
وأبو عبد الله سوار بن عبد الله بن قدامة العنبري القاضي، من أهل البصرة، يروي عن
بكر بن عبد الله المزني، وكان فقيها. روى عنه أهل البصرة، وابنه عبد الله بن سوار.
وعبد الملك بن حسان العنبري أخو نصر بن حسان، من أهل البصرة، يروي عن

(1) لعلهم الذين عناهم ابن أبي حاتم في رسالته " الزهاد الثمانية من التابعين " وهم: المترجم، وأويس القرني،
والربيع بن خثيم، وأبو مسلم الخولاني والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، والحسن البصري، وهرم بن
حيان. رضي الله عنهم.
(2) سقط من كوبرلي قوله: " سكن الشام ". وهي زيادة صحيحة، فإنه نزل بيت المقدس من بلاد الشام، وتوفي فيه
رحمه الله.
(3) هكذا صواب هذين الاسمين. وتحرفا في الأصول وأهملا، وهكذا صواب ضبط " مخرم " كما في " الاكمال "
7: 220، فيصحح ضبطه، في " جمهرة " ابن حزم ص 208.
246

العراقيين. روى عنه جويرية بن أسماء.
وعبيد الله بن الحسن بن الحصين بن أبي الحر بن الخشخاش العنبري التميمي، قاضي
البصرة، يروي عن حميد الطويل. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وأهل بلده. مات سنة
ثمان وستين ومائة.
وأبن عبد الله سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن نقب بن
عمرو بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو البصري العنبري، من أهل البصرة،
نزل بغداد، وولي قضاء الرصافة، وحدث عن أبيه، وعن عبد الوارث بن سعيد، ومعتمر بن
سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، وبشر بن
المفضل، وروى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهما.
أثنى عليه أحمد بن حنبل، ووثقه أبو عبد الرحمن النسائي، وكان فقيها فصيحا أديبا شاعرا عظيما
اللحية، توفي في شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن عمر العنبري الشاعر، من أهل بغداد، وكان ظريفا أديبا حسن
العشرة، صلف النفس، مليح الشعر، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز
العكبري، ومن مليح شعره قوله:
ما أبالي إذا حملت عن الاخوان * ثقلي ودنت بالتخفيف
ورفضت الكثير من كل شئ * وتقنعت بالقليل الطفيف
ورآني الأنام طرا بعيني * زاهد في وضيعهم والشريف
أنا عبد الصديق ما صدق الود *، وبعض الأنام عبد الرغيف
ومات العنبري في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
وأبو الفضل العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة بن كيسان العنبري، من أهل
البصرة، سمع يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن هشام،
وعبد الرزاق بن همام وطبقتهم. روى عنه أبو حاتم الرازي، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود
السجستاني وغيرهم، قدم بغداد وجالس بها أحمد بن حنبل، وأبا عبيد القاسم بن سلام،
وبشر بن الحارث، وكان ثقة مأمونا، ومات سنة ست وأربعين ومائتين.
وأبو المثنى معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش بن
جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم
العنبري، من أهل البصرة، سمع سليمان التيمي، وعبد الله بن عون، وعوفا الاعرابي،
247

وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وعبد الرحمن المسعودي
وغيرهم. روى عنه ابناه عبيد الله والمثنى، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن
معين، وأبو خيثمة، وسعدان بن نصر وغيرهم. تولى القضاء بالبصرة وكان له محل ومنزلة،
فلم يحمد أهل البصرة أمره، وكثر الكارهون له والرفائع عليه، فلما صرف عن القضاء أظهر
أهل البصرة السرور به ونحروا الجزور وتصدقوا بلحمها، واستتر في بيته خوف الوثوب عليه،
ثم أشخص بعد هذا الوقت إلى الرشيد فاعتذر فقبل عذره، ووهب له ألف دينار، وكان من
الاثبات في الحديث، وكان يحيى بن سعيد في سجوده يقول: اللهم اغفر لخالد بن الحارث
ولمعاذ بن معاذ، فذكرت (1) ذلك ليحيى فلم ينكره وقال: حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة
قال: قال أبو الدرداء: إني لأستغفر لسبعين من إخواني في السجود، أسميهم بأسمائهم
وأسماء آبائهم. قال يحيى القطان: طلبت الحديث مع رجلين من العرب: خالد بن
الحارث بن سليم الهجيمي ومعاذ بن معاذ العنبري، وأنا مولى لقريش: لتيم الله، فوالله ما
سبقاني إلى محدث قط فكتبا أشياء حتى أحضر، وما أبالي إذا تابعني معاذ بن معاذ وخالد بن
الحارث من خالفني من الناس. ومات بالبصرة وهو ابن سبع وسبعين سنة في شهر ربيع الآخر
سنة ست وتسعين ومائة، في خلافة محمد بن هارون، وصلى عليه محمد بن عباد المهلبي
وكان يومئذ على صلاة البرة والإمرة.
وابنه أبو الحسن المثنى بن معاذ العنبري البصري، قدم بغداد وحدث عن أبيه، وبشر بن
المفضل، ومعتمر بن سليمان، وسلم بن قتيبة، ويحيى بن سعيد القطان. روى عنه ابنه
معاذ بن المثنى، وأبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وكان
ثقة. ذكره يحيى بن معين، ووصفه بالتوثق والصدق وقال: كان من خيار المسلمين وهو خير
من أخيه عبيد الله بن معاذ مائة مرة. ومات سنة ثمان وعشرين ومائتين.
والذي نسب إلى جده الأعلى:
أبو عبد الله سعيد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء بن صالح بن محمد بن عبد الله بن
محمد بن بغيان العنبري النيسابوري، وكان من أعيان وجوه نيسابور، من المذكورين بالأدب
والكتابة، وسمع علي بن الحسين (2) الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، وقطن بن

(1) قائل هذا هو أبو حفص عمرو بن علي الفلاس أحد أئمة الحديث، أنظر الخبر في " تاريخ بغداد ".
(2) في كوبرلي و " اللباب ": " الحسن ".
248

إبراهيم القشيري، وبالري أبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن واره، وأبا حاتم الرازي، روى
عنه أبو زكريا العنبري، ومات في شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأبو الفوارس أحمد بن الفضل بن أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن أحمد بن
يحيى بن أبان بن الحكم بن يزيد بن جابر بن خيران بن الأخزم بن ذهل بن ذويب بن
حنجود (1) بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن
نزار بن معد بن عدنان العنبري، من أهل أصبهان، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم
الجرجاني، وأبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبا سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش
وغيرهم. سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وذكره في " معجم
شيوخه " وقال: الشيخ الثقة الأمين، من أهل السنة، من خواص أصحاب الشيخ أبي
القاسم بن منده.
وابن عبد السلام بن أحمد بن الفضل العنبري، سمع عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن
منده، سمعت منه مجالس من أمالي أبي عبد الله بن منده بأصبهان. وثم من ينسب إلى جده
الأعلى وليس من بلعنبر هو:
أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله بن عنبر بن صالح بن محمد بن عبد الله بن
بغيان (2) العنبري السلمي مولى (أبي) حزقاء السلمي، من أهل نيسابور، وكان من المشاهير
من علماء المحدثين، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وابنه أبو العباس محمد بن يحيى العنبري، كان من الأدباء حسن الشعر، سمع أبا نعيم
الجرجاني، وأبا عمرو الحيري. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: صحبنا إلى
بغداد سنة خمس وأربعين، ولم يحج تلك السنة ومات في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين
وثلاثمائة.
وابنه الآخر أبو محمد عبد الله بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر العنبري، كان
من الصلحاء، سمعه أبوه عن أبي بكر محمد بن إسحاق. (بن خزيمة، وأبي العباس

(1) ويلاحظ أن " حنجود بن جندب " لم يرد ذكرهما فيما تقدم ص 434، فأخشى أن يكونا أقحما هنا في عمود هذا
النسب، من نسب عنبري آخر. انظر نسب الامام زفر بن الهذيل في " جمهرة " ابن حزم.
(2) تحرف في الأصلين إلى: " ثعبان " وما أثبته هو الصواب. انظر ما تقدم ص 437، ويصحح ما جاء في طبعة " طبقات
الشافعية " للسبكي 3: 485، و " طبقات المفسرين " 2: 375.
249

محمد بن إسحاق) الثقفي، روى عنه الحافظ أبو عبد الله أيضا وقال: توفي في شهر رمضان
سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
العنبي: بكسر العين المهملة وفتح النون، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " العنب " وبيعه. قال أبو كامل البصري: وشيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن
عمران (1) العنبي، يبيع العنب والفاكهة، يروي عن القدماء ببخارى.
وشيخ من الكتاب يقال له: علي العنبي، وابنه أحمد، سمع عن أبي عن إسحاق
الحصري، وأبي تراب إسماعيل بن طاهر الحافظ النخشبي.
العنتري: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من
فوقها، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عنترة " وهم جماعة من أولاد عبد الملك بن هارون بن عنترة، من أهل
الكوفة، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن علي (بن محمد) العنتري. قال أبو كامل البصيري: هو من كهولنا، فقيه
فاضل، كتب عن جدنا أبي الحسن البرحاني العلوم.
العنزي: بفتح العين المهملة، والنون، وكسر الزاي.
هذه النسبة إلى " عنزة " وهو حي من ربيعة، وهو: عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن
معد بن عدنان، قاله ابن حبيب، وأحمد بن حباب الحميري، وقال ابن حبيب: في الأزد:
عنزة بن عمرو بن عوف بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد. وقال أيضا: في خزاعة أيضا:
عنزة بن عمرو بن أفصى بن حارثة، منهم: نبيح العنزي، روى عنه الأسود بن قيس.
ومعبد بن هلال العنزي.
وأبو موسى محمد بن المثنى العنزي الزمن، من أهل البصرة، يروي عن غندر. روى
عند البخاري والناس،
والمثنى بن عوف العنزي.

(1) في ليدن: " عمر " وفي كوبرلي: " إسماعيل بن عمرو " وفي " اللباب ": " وإسماعيل بن عمر ".
250

وأبو خفاف ناجية العنزي. روى عنه أبو إسحاق.
وعليل بن أحمد العنزي، مصري.
وأبو علي حبان بن علي العنزي، من أهل الكوفة، يروي عن الناس. روى عنه
الكوفيون والبغداديون، فاحش الخطأ فيما يروي، يجب التوقف في أمره. قال يحيى بن
معين: مندل وحبان ابنا علي ليس حديثهما بشئ.
وأخوه أبو عبد الله مندل بن علي العنزي، من أهل الكوفة، يروي عن هشام بن عروة،
وابن جريج، والأعمش. روى عنه وكيع وأهل الكوفة، وكان مرجئا، من العباد، إلا أنه كان
يرفع المراسيل ويسند الموقوفات، ويخالف الثقات في الروايات من سوء حفظه، فلما سلك
غير مسلك المتقنين مما لا ينفك منه البشر من الخطأ وفحش ذلك منه، عدل به غير مسلك
العدول، فاستحق الترك، وكان أخوه حبان يتشيع. وقال معاذ بن معاذ: دخلت الكوفة فلم أر
أحد أورع من مندل بن علي. قال أبو حاتم بن حبان: قيل إن مندلا كان لقبا له، واسمه
عمرو، مات في مندل في شهر رمضان سنة ثمان وستين ومائة.
والنضر بن منصور العنزي، شيخ من أهل الكوفة يروي عن أبي الجنوب. روى عنه
العراقيون، منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج بحديثه، ولا الاحتجاج به، لما فيه من
غلبة المناكير. وقال الدارمي: قلت ليحيى بن معين: النضر بن منصور العنزي، يروي عنه
ابن أبي معشر عن أبي الجنوب عن علي، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء حمالة الحطب.
ومنهم: ضبة بن محصن العنزي، يروي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه
الحسن البصري.
وعبد الله بن أبي الهذيل العنزي يروي عن أبي الأحوص.
وطلق بن حبيب العنزي، يروي عن عبد الله بن الزبير.
ومحمد بن المثنى أبو موسى العنزي، يعرف بالزمن، بصري، يروي عن جماعة.
روى عنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو عيسى، والنسائي، كان من الثقات.
العنزي: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وكسر الزاي المعجمة.
هذه النسبة إلى " عنز " وهو عنز بن وائل أخو بكر بن وائل وأخوهما تغلب، ومن ولد
عنز بن وائل: عامر بن ربيعة العنزي. هكذا ذكره عبد الغني بن سعيد في " كتابه " وقال: هو
251

حليف بني عدي بن كعب، له صحبة، ويقال له: العدوي (1)، شهد بدرا. وروى هو وابنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم اسم ابنه عبد الله بن عامر. وقال أبو حاتم بن حبان في " كتاب الصحابة " من
كتاب " الثقات ": عامر بن ربيعة من ولد عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن
دغمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، حليف عمر بن الخطاب، ويقال: حليف
مطيع بن الأسود بن المطلب، ومطيع كان حليفا لبني عدي، كنيته أبو عبد الله، وعنز بن
وائل هو أخو بكر وتغلب. مات عامر بن ربيعة سنة ثلاث وثلاثين. وقال محمد بن جرير
الطبري: عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن
رفيدة بن عنز بن وائل مفتوحة النون وقال علي بن المديني: عامر بن ربيعة بن عنز. والأول
أصح.
وعبادة بن الأشيب العنزي، وفد على النبي صلى الله عليه وآله وأمره على
قومه، روى عنه المصادف بن أمية العنزي.
وأبو شاهر محمد بن جابر بن وهب بن شاهر بن أمية العنزي، روى عن مطرف بن أبي
الجبير بن مصادف بن أمية العنزي، جده المصادف بن أمية، عن عبادة بن الأشيب.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وعدد العنزيين في الأرض قليل.
العنسي: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها سين مهملة.
هذه النسبة إلى " عنس " وهو عنس بن مالك بن أدد بن زيد، وهو من مذحج في اليمن،
وجماعة منهم نزل الشام، وأكثرهم بها، منهم:
أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي، ويقال: أبو عبد الرحمن، من عباد أهل الشام
وزهادهم، وكان يقسم على الله فيبره، يروي عن عمر، ومعاوية. روى عنه خالد بن معدان
والشاميون.
وأبو الوليد عمير بن هانئ العنسي، من أهل الشام، أدرك ثلاثين من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر رضي الله عنهما. روى عنه الأوزاعي، وابن جابر، وكان

(1) لأنه حليف عمر بن الخطاب رضي الله عنه " كما في " الاكمال " 7: 44، وفي " الإصابة " 2: 249: " حليف بني
عدي، ثم الخطاب والد عمر.، وكان الخطاب قد تبنى عامرا فكان يقال: عامر بن الخطاب، حتى نزلت:
أدعوهم لآبائهم. وفي " جمهرة " ابن حزم ص 303،. و " التهذيب " 5: 62، " حليف آل الخطاب ". وانظر كلام
ابن حبان الآتي قريبا.
252

عاملا لعمر بن عبد العزيز على البثنية وحوران، قتله الصقر بن حبيب المري بدارياسا سنة اثنين
وثلاثين ومائة (1) قبل دخول عبد الله بن علي دمشق بثلاثة أشهر.
وأبو يزيد شرحبيل بن شفعة العنسي، ويقال: الرحبي، شامي، يروي
شرحبيل بن حسنة، وعتبة بن عبد. روى عنه يزيد بن حمير.
وأبو شداد بن سالم العنسي (عن أبي أمامة. روى عنه معاوية بن صالح).
وعمرو بن الأسود العنسي، آخر، روى عنه شرحبيل بن مسلم، وغيره.
ونصيح العنسي، يروي عن ركب المصري.
وتميم بن عبد الله بن شرحبيل العنسي، مصري، روى عنه عمرو بن الحارث،
وضمام بن إسماعيل. قاله ابن يونس.
وأبو عتبة إسماعيل بن عياش العنسي الحمصي، يروي عن شرحبيل بن مسلم،
ومحمد بن زياد. سمع عنه ابن المبارك وغيره مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وأبو وهب عمرو بن عبد الرحمن العنسي، يروي عن شرحبيل بن مسلم. روى عنه أبو
اليمان.
وعظم عنس بالشام.
العنقزي: بفتح العين المهملة، والقاف، بينهما النون الساكنة، وفي آخرها الزاء المعجمة.
هذه النسبة إلى " العنقز " وهو المرزنجوش، والمشهور بهذه النسبة:
أبو سعيد عمرو بن محمد العنقزي القرشي مولى لهم، من أهل الكوفة، قال أبو حاتم بن
حبان في " كتاب الثقات ": عمرو بن محمد العنقزي، والعنقز المرزنجوش، كان يبيع العنقز فنسب
إليه، يروي عن إسرائيل والثوري. روى عنه الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، وأهل
العراق، مات سنة تسع وتسعين ومائة. وقال ابن ماكولا: عمرو بن محمد بن العنقزي، وابنه
الحسين: أظن أنهما نسبا إلى العنقز وهو الشاهسفرم، لأنه كان يبيعه أو يزرعه. وقال

(1) هكذا، وفي " التهذيب " 8: 150 عن أبي زرعة الدمشقي: " سنة سبع وعشرين ومائة " ومثله في " تاريخ الاسلام "
للذهبي: 5: 119، و " تاريخ دول الاسلام " ص 87، ونقل في " التهذيب " أيضا عن " التاريخ الأوسط " للبخاري أنه ذكر
عميرا في " فصل من مات من سنة مائه إلى عشر ومائة " ولعل هذا يؤيد قول دحيم المذكور في " التهذيب " كذلك: ما
قتل، إنما المقتول ابنه عمير بن هانئ؟ والله أعلم.
253

البخاري ثنا قتيبة، العنقزي، حدثنا حنظلة، قال: إنه نسب إلى العنقز، وهو
المرزنجوش، ويقال: الريحان. وقال الأخطل:
ألا اسم سلمت أبا مالك * وحياك ربك بالعنقز
وقال أبو الحسن الدارقطني: أما عنقز فهو الذي ينسب إليه عمرو بن محمد العنقزي،
وابنه الحسين بن عمرو، ويقال هو الريحان المعروف بالشاه أسفرم. قال الشاعر وهو
الأخطل في يزيد بن معاوية:
ألا أسلم سلمت أبا خالد * وحياك ربك بالعنقز
وروى مشاش بالخندريس..
(سقط الباقي من الأصل بخطه).
والحسين العنقزي، يروي عن عثام بن علي، وإبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي
إسحاق السبيعي، ويونس بن بكير. قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بالكوفة، وقال أبو
حاتم: يتكلمون فيه وكان لا يصدق.
العنقي: بضم العين المهملة، والنون، وكسر القاف.
ما عرفت هذه النسبة إلا في " كتاب المضافات " لأبي كامل البصيري، قال: أبو نصر
أحمد بن العباس بن الياس الغازي العنقي. قال البصيري: قال العنقي: إنما قيل لي هذا
لأني كلما دعي إنسان من شركائي أخرجت عنقي من بيتي، فسميت العنقي. قال: توفي أبو
نصر العنقي ببخارى في شوال سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
العنيني: بضم العين المهملة، والياء الساكنة، بين النونين.
هذه النسبة إلى " عنين " وهو بطن من طئ، وهو جد بحتر، وهو: عنين بن سلامان بن
ثعل بن عمرو بن الغوث، من ولده: بحتر بن عتود بن عنين، الذي ينسب إليه البحتري
الشاعر، ومن ولده، فيما ذكره محمد بن جرير الطبري:
والوليد بن جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر،
نسبه الطبري إلى طي، وذكر أنه على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم.
ومنهم: عمرو بن المسبح بن كعب بن طريف بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن
254

معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي العنيني، كان من أرمى
العرب، وله يقول امرؤ القيس:
رب رام من بني ثعل * مخرج كفيه من ستره
وعاش عمرو بن المسبح خمسين ومائة سنة، ثم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد إليه وأسلم.
255

باب العين والواو
العودي: بضم العين المهملة، وسكون الواو، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة (إلى " العود " وهو خشبة تلقى على النار ليتضوع كريح السمك) والمشهور
بها:
محمد بن أحمد بن هارون العودي، يروي عن كثير بن يحيى بن مالك، والحسن بن
علي بن راشد وغيرهما. روى عنه أحمد بن الحسين البصري المعروف بشعبة.
ومحمد بن عمر العودي، عن مسمع بن عاصم روى عنه عبيد الله بن يوسف الجبيري.
وأبو عبد الله محمد بن أيوب بن سليمان العودي الكلهي، قدم بغداد، وحدث بها عن
أبي المهلب سليمان بن محمد بن الحسن الصيني عن الأعمش، حديثا منكرا. رواه عنه أبو
بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
العوذي: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، في آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى بني " عوذ " (وهو بطن من الأزد، وعوذ بن سود بن حجر بن عمران بن
عمرو مزيقاء. قال أحمد بن الحباب: عوذ وعايذ وعياذ بنو سود بن حجر بن عمران بن
عمرو بن عامر ماء السماء. وقال أحمد بن الحباب الحميري في " نسب كندة " فقال أبو
الحرام بن العمرط بن غنم بن عوذ بن عبيد بن بدر بن غنم بن أريش. وعوذ) مناة بن يقدم من
ولده: النمر بن الطمثان بن عوذ مناة بن يقدم والمشهور بها:
أبو عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي، مولى بني عوذ، من أهل البصرة،
يروي عن الحسن، وقتادة. روى عنه ابن المبارك وأهل البصرة. مات سنة ثلاث أو أربع
وستين ومائتين في شهر رمضان.
ويوسف بن زياد العوذي، يروي عن ابن سيرين. روى عنه حبان بن هلال.
وأبو نهار عقبة بن عبد الغافر الأزدي العوذي، يروي عن أبي سعيد الخدري. روى عنه
يحيى بن أبي كثير، وقتادة والبصريون، قتل في الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
وحبيب بن قرفة العوذي. قال ابن ماكولا عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس، شاعر.
256

وأبو مالك غسان بن سيار العوذي، من أهل البصرة، يروي عن قتادة، وثمامة بن
عبد الله روى عنه المعلى بن أسد.
وأبو واسع معمر بن واسع العوذي، تابعي، أدرك أنس بن مالك، ولي وادي مرو أيام
قتيبة.
وابنه عون بن معمر العوذي، ثقة. روى عنه ابن المبارك، والفضل موسى السيناني.
وبكر بن عبد الله بن يحيى العوذي، حدث عن هارون بن موسى الأعور. روى عنه
نصر بن علي الجهضمي. وحسين بن ذكوان المعلم العوذي.
وعبد الصمد بن حبيب العوذي، بصري، حدث عن مسلم بن إبراهيم.
ومحمد بن عيسى العوذي، عن سفيان الثوري روى عنه عتبة بن عبد الله اليحمدي
المروزي.
وعبد الصمد بن حبيب وقيل: عبد الصمد بن عبد الله بن حبيب الأزدي العوذي،
من أهل البصرة، سكن بغداد وحدث عن أبيه، وسعيد بن طهمان القطعي. روى عنه
محمد بن جعفر المدائني، والبهلول بن حسان الأنباري ومسلم بن إبراهيم. قال البخاري:
هو لين الحديث، ضعفه أحمد. يعني أحمد بن حنبل.
العوسجي: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، وفتح السين المهملة، وفي آخرها
الجيم.
هذه النسبة إلى " عوسجة " وهو اسم لجد:
محمد بن جعفر بن أحمد بن عوسجة البغدادي العوسجي، حدث عن داود بن رشيد
الخوارزمي، روى عنه علي بن الحسين بن علان الحراني الحافظ.
العوصي: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، في آخرها الصاد.
هذه النسبة إلى " عوص " (1) والمشهور بهذه النسبة (سلمة بن) عبد الملك (بن أحمد)

(1) قال ابن الأثير رحمه الله متمما: " قلت: لم يذكر السمعاني " عوص " من أي القبائل هو؟ وهو بطن من كلب؟ وهو:
عوص بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، منهم: دارم بن عامر بن فضالة بن سلامان بن علي بن عوص. ومطر بن ثابت الذي أراد قتل الأخطل وهجا عوصا وفي (ذلك) يقول أعشى قيس بن
ثعلبة:
فدى لأناس جالدوا بخفية * فوارس عوص خالي ربناني
وكلمة " ذلك " بين المعكوفين زدتها، ومحلها بياض في " اللباب ".
257

العوصي الحمصي، يروي عن الحسن بن صالح بن حي. روى عنه ابنه.
وابنه عبد الله بن سلمة بن عبد الملك العوصي الحمصي، يروي عن أبيه. روى عنه
محمد بن سلمة.
العوفي: فتح العين وسكون الواو وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " عوف " وهم جماعة، منهم: عوف بن يشكر، وعبد الرحمن بن
عوف، وأولاده يقال لهم: العوفيون، وفيهم كثرة.
وأبو سليمان يحيى بن يعمر القاضي العوفي، من بني عوف بن يشكر، من أهل البصرة
وقد قيل: أبو سعيد، من بني عوف بن بكر يروي عن ابن عمر، وابن عباس رضي الله
عنهم، وكان على القضاء بمرو، ولاه قتيبة بن مسلم. روى عنه عبد الله بن بريدة،
وإسحاق بن سويد، وكان يحيى من فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علما باللغة، مع الورع
الشديد.
وسعد بن جنادة العوفي، وولده عطية بن سعد، وأولاده الحسن والحسين وعمر بنو
عطية وأولادهم.
وأما أبو جعفر محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي،
من بني عوف بن سعد، فخذ من بني عمرو بن عياذ بن يشكر بن بكر بن وائل بن قاسط بن
هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وقال
أحمد بن كامل بن شجرة القاضي: هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن
سعد بن جنادة بن أسد بن لأحب بن عبد بن عامر بن صعصعة بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن
يشكر بن الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من أهل
بغداد، حدث عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد الله بن بكر السهمي،
ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبيه سعد بن محمد وغيرهم.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو عبد الله الحكيمي،
258

وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأحمد بن كامل القاضي، كان لينا في الحديث. وقال
الدارقطني: هو لا بأس به، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين ومائتين.
وأحمد بن إبراهيم العوفي، وكان بمصر، روى عنه محمد بن ريان المصري.
وعطية العوفي ورهطه وأولاده كلهم كوفيون من بني سعد بن بكر بن هوازن، وهم
حضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجماعة ينسبون إلى عوف غطفان، وهم عوف بن سعد بن ذبيان، وهو بيت جليل
فيهم. وقوم ينسبون عوف غطفان إلى قريش فيقولون: عوف بن لؤي، وكان الحارث بن
ظالم يخلج نفسه إلى قريش في شعره فقال:
وضعت الرمح إذا قالوا قريش * وشبهت القبائل والقبابا
فما قومي بثعلبة بن سعد * ولا بفزارة الشعر الرقابا
ومنهم: أبو القاسم ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى
العوفي، من غطفان، أندلسي من أهل سرقسطة، وكان قاضيها، رحل وطلب، وتوفي
بالأندلس سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
العوقي: بفتح العين المهملة، والواو، بعدها قاف.
هذه النسبة إلى " عوقة " وهو موضع بالبصرة. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان، والمشهور
بهذه النسبة:
محمد بن سنان العوقي الباهلي، من أهل البصرة، إنما قيل له العوقي لأنه نزل العوقة
المحلة المنسوبة إليهم، ولم يكن من أنفسهم. روى عن همام بن يحيى، وهشيم بن بشير،
وموسى بن علي بن رباح. مات سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين، وآخر من حدث عنه أبو
مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري.
وقال ابن ماكولا: العوقة من عبد القيس، والمنتسب إليها:
أبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العوقي، يروي عن أبي سعيد الخدري، وربما قيل
فيه: العبدي والعصري.
والذي ذكره أبو حاتم بن حبان أنه موضع بالبصرة يشبه أن يكون هذه القبيلة نزلت ذلك
الموضع فنسب إليهم، والعوقة بطن من عبد القيس وهو عوقة بن الديل بن عمرو بن وديعة بن
259

لكيز بن أفصى بن عبد القيس. قال ابن دريد: العوقة بطن خامل من عبد القيس. والعوقة:
من التعويق، من قولهم: عاقني عن كذا: أي صرفني عنه. هكذا قاله أبو علي الغساني
المغربي في كتاب " تقييد المهمل ".
العوني: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عون ". والمشهور بالانتساب إليه:
العوني الشاعر، وكان شاعر الشيعة، وذكر الصحابة، وثلبهم في قصيدة له وذكر فيهم
ما هو لائق به، لا بهم، والله تعالى يكافيه ويرضى عنهم، وأول هذه القصيدة:
ليس الوقوف على الأطلال من شاني
سمعت عن عمر بن عبد العزيز لما بلغه عنه يسب الصحابة أمر حتى ضرب العمود
بالمدينة فمات فيه.
العوهي: بفتح العين، والواو (1)، وكسر الهاء.
هذه النسبة إلى " العوه " وهو بطن من (العرب). والمشهور بهذه النسبة:
أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي العوهي، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي في كتاب " الجرح والتعديل ": كتبت عن أبي حميد العوهي، وهو صدوق ثقة، وكان
أبي ينكر على العوهي، فلما قرأ " كتاب السير " رأى فيه رأيه العوة قال: هذا صاحبك.
العوي: بفتح العين المهملة، والواو المشددة.
هذه النسبة إلى " عوة " وهو بطن من بني سامة بن لؤي، وهو: عوة بن حجنة بن
وهب بن حاضر بن وهب بن الحارث بن مجزم، من بني سامة بن لؤي.
وشيخ بغدادي، يعرف بابن عوة يقال له: العوي. قال الدارقطني: وأما عوة فهو شيخ
كتبنا عنه يعرف بابن عوة الحذاء، اسمه عبد الله، يحدث عن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان
الفارسي وغيره.

(1) هكذا في الأصول كلها، ومقتضاه أن الواو مفتوحة أيضا، لكن صرح ابن الأثير في " اللباب " ب‍ " سكون الواو " ونحوه
السيوطي في " اللب "، وهو مقتضى بيت أنشده الزبيدي في " التاج " 9: 401 لذي الجوشن الضبابي:
فيا راكبا اما عرضت مبلغا * قبائل عوهي والعمرد والمع
وقد تركت الواو غير مضبوطة مراعاة لكلام المصنف رحمه الله.
260

باب العين واللام ألف
العلاثي: بضم العين المهملة، واللام ألف، وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى " علاثة " وهو اسم لجد:
سليمان بن عبد الله بن عثلاثة الكناني العلاثي، كان ينزل حران، وكان على قضائها،
روى عن عمر بن عبد العزيز. روى عنه أخوه محمد بن عبد الله بن علاثة. وقال يحيى بن
معين: سليمان بن علاثة الذي يروي عنه. معمر بن راشد ثقة.
العلاطي: بكسر العين المهملة، وفي آخرها الطاء المهملة، بعد اللام ألف.
والمشهور بهذه النسبة:
رجل من ولد الحجاج بن علاط، وعرف بالعلاطي.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري إجازة شفاها، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح
العشاري، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ، حدثنا محمد بن جعفر
الأدمي، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا يحيى بن عمر الليثي، حدثنا ابن يسار
العلاطي من ولد الحجاج بن علاط وعرف بالعلاطي، حدثتني جدتي، عن أمها، أنها
سمعت الحجاج بن علاط يقول: أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ودائعي التي كانت بمكة أن أكذب
حتى آخذها، فأخبرتهم أن محمدا قد أصيب، فدفعت إلي ودائعي، ثم خرجت في جوف
الليل حتى أتيت النبي صلى الله عليه وآله وهو بخيبر، فأخبرته بذلك. ورأيت في كتاب
" الاكمال " لابن ماكولا: " ابن يسار العلاطي من ولد الحجاج بن علاط لم يسم، روى عن
جدته ".
العلاف: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب أو يجمعه من الصحاري ويبيعه، واشتهر جماعة
بهذه النسبة، لعل بعض أجداد المنتسب اختص بهذه الصنعة، منهم:
أبو بكر الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد الشاعر المعروف بابن العلاف، كان
أحد الشعراء المجودين المقيمين لصنعة الشعر، سمع الحديث الكثير، وحدث عن أبي عمرو
261

الدوري، وحميد بن مسعدة البصري، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن إسماعيل
الحساني، روى عنه عبد الله بن الحسن بن النخاس، وأبو الحسن الجراحي القاضي، وأبو
عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين وجماعة، وكان أحد ندماء المعتضد، وحكى عنه أنه
قال: أطلنا الجلوس بحضرته، ثم نهضنا إلى مجالسنا في حجرة كانت موسومة بالندماء،
فلما هدأت العيون أحسسنا بفتح الأبواب، فارتاعت الجماعة وجلسنا في فرشنا، فدخل إلينا
خادم خدم المعتضد فقال: إن أمير المؤمنين يقول لكم: أرقت الليلة بعد انصرافكم،
فعملت:
ولما انتبهنا للخيال الذي سرى * إذا الدار قفر والمزار بعيد
وقد ارتج علي تمامه، فأجيزوه، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته، وفي
الجماعة كل شاعر مجيد مذكور، وأديب فاضل مشهور، فأفحمت الجماعة، فقلت مبتدرا
لهم:
فقلت: لعيني: عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود
فرجع الخادم إليه بهذا الجواب، ثم عاد إلي فقال: أمير المؤمنين يقول لك: أحسنت،
وأمر لك بجائزة، ومات في سنة تسع عشرة وثلاثمائة عن مائة سنة.
وأبو بكر هبة الله بن الحسن بن محمد بن الفضل بن إسماعيل بن سعيد بن معبد بن
يونس بن المشعل بن عبد الله بن الأسود بن سعيد بن علقمة بن عوف بن الحارث بن
سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن وائل بن قاسط بن
هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الأديب
النحوي العلامة الفارسي المعروف بالعلاف، من أهل شيراز، كان إماما فاضلا وشاعرا
بارعا، ورد خراسان وخرج إلى ما وراء النهر، سمع حماد بن مدرك، وإبراهيم بن حميد،
وأحمد بن الأغر، ومحمد بن جعفر التمار، وأبا عبد الله محمد بن أحمد الفارسي،
وطبقتهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ لنيسابور " فقال:
العلامة أبو بكر الفارسي المعروف بالعلاف، كان من أفراد الزمان في عصره في أنواع العلوم،
ورد نيسابور في جملة الفقهاء الذين خرجوا إلى بخارى للمصاهرة بين الأمير السديد وعضد
الدولة، وذلك في سنة ستين وثلاثمائة، وكان أبو بكر الأديب قد قارب السبعين وما وخطه
الشيب، حتى إني لما رأيته توهمته شابا، فكنت أقول: من هو أبو بكر العلاف؟ فأشاروا إلي
إليه، وله في ذلك أشعار، وتوفي بشيراز في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وهو
262

ابن نيف وتسعين سنة.
وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق التميمي العلاف، من أهل بغداد،
سكن مصر، وانتشر حديثه بها، وحدث بحلب ومصر عن أحمد بن عبيد الله النرسي،
ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبي العباس الكديمي، وإسحاق بن إبراهيم بن سنين،
الختلي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن شاذان الجوهري،
وعلي بن الحسن (1) بن بيان الباقلاني (وعبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه عبد الغني بن
سعيد، وأبو محمد بن النحاس المصريان، قال أبو عبد الله محمد بن علي الصوري: قدم
محمد بن عيسى العلاف البغدادي مصر) وحدث بها مجلسا واحدا يوم الجمعة، ومات فجأة
لثمان عشرة خلت من جمادي الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وصلى عليه في مصلى بني
مسكين بمصر.
وأبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف العلاف الحافظ، من أهل بغداد، سمع
أبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سلم، ومخلد بن جعفر. ذكره أبو بكر
الخطيب وقال كتبت عنه، وكان صدوقا مستورا، ظاهر الوقار، حسن السمت، جميل
المذهب، كان يعظ بجامع المهدي، ثم اتخذ حلقة في جامع المنصور، ومات في شهر
ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة الخيزران.
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وهو أخو أبي عبد الله
أحمد، وكان الأصغر، من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن
إسحاق الخراساني، وعمر بن جعفر بن سلم، وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي،
وعلي بن أحمد بن محمد القزويني المعروف ببادويه، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي
الخطيب، وأبو المعالي ثابت بن بندار البقال، وذكره الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبنا عنه
وكان صدوقا، وكان مسكنه بباب الشام، وكانت ولادته في سنة ثلاث (أو اثنتين) وأربعين
وثلاثمائة، ومات في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وابن أبي طاهر السابق ذكره: أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن
يوسف بن يعقوب بن العلاف. المعروف بالحاجب، من أولاد المحدثين، كانت له طريقة
جميلة، وشاكلة حميدة، وخصال مرضية، عمر العمر الطويل حتى صار إليه الرحلة من أقطار

(1) من الأصول وترجمة الباقلاني هذا في " تاريخ بغداد " 11: 375، وهو الصواب، وتحرف في " تاريخ بغداد " 2: 405
في ترجمة العلاف إلى: " الحسين ".
263

الأرض، وكان آخر من روى في الدنيا عن أبي الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقرئ،
وسمع أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران العبدي، سمع منه والدي. روى عنه في
بغداد ابنه أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، وأبو القاسم علي بن طراد الوزير، وبالموصل أبو
عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الجهني، وبمكة أبو سعد بن محمد بن أحمد بن
الحسن الحافظ، وبالسوارقية أبو الكرم المبارك بن مسعود بن حنيس الماوردي، ونعم الصلح
أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي، وبالكوفة أبو الحسن صافي بن
عبد الله بن المنادي، وبأصفهان أبو الفخر أسعد بن عبد الواحد التاجر، وبمرو أبو طاهر
محمد بن أبي بكر السنجي، وببلخ أبو المظفر عبد الله بن طاهر بن فارس الخياط، وبفوشنج
أبو معشر رزق الله بن محمد بن عبد الملك الكرخي، وبالحاجر أبو الحسن عنبر بن عبد الله
الستري، وجماعة كثير سواهم. وعد والدي رحمه الله أصحاب أبي القاسم بن بشران فذكر
أبا الحسن بن العلاف وقال: هو رجل من أجل أصحابه عندي. وولد سنة ست وأربعمائة،
ومات في المحرم سنة خمس وخمسمائة، وعاش تسعا وتسعين سنة.
العلاقي: بكسر العين المهملة، والقاف بعد اللام ألف.
هذه النسبة إلى " بني علاقة " والمشهور بهذه النسبة:
أبو علي الحسين بن زياد المروزي العلاقي، مولى بني علاقة، سكن طرسوس،
يروي عن الفضيل بن عياض. روى عنه إسحاق بن الجراح الأذني، وأبو عمار المروزي،
وأهل الثغر. مات سنة عشرين ومائتين.
العلالي: العين المهملة، واللام ألف بعدها، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " علالة " وهو اسم لبعض أجداد:
أبي أحمد نصر بن علي بن مضر الطحان العلالي المعروف بابن علالة، من أهل
بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال:
كان ثقة، سكن النصرية ناحية باب الشام، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة.
علان: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها النون..
هذه اللفظة لقب جماعة ممن اسمه علي، منهم:
علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المخزومي المقرئ، المعروف بعلان، يروي عن
264

العوام بن عباد بن العوام، وآدم بن أبي إياس، وأبي زهير محمد بن إسحاق المروزي، وابن
أبي مريم، وعلي بن حكيم الأودي، وفضالة بن المفضل بن فضالة. روى عنه
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
وأبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الصمد الطيالسي البغدادي المعروف بعلان ما
غمه، يروي عن عبد الله بن داهر الرازي، يحدث عنه أحمد بن إبراهيم السمرقندي.
وعلي بن إبراهيم بن عبد الله البغدادي المعروف بعلان، سمع يعقوب بن صالح
الإصطخري. روى عنه عبد الله بن محمد بن محمود المروزي السعدي.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان بن الصيقل المصري المعدل، من أهل مصر،
الملقب بعلان، روى عن محمد بن سهل بن عمير، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة. روى
عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ،
وسمع منه بمكة ومصر، ومات بعد سنة تسع وثلاثمائة.
العلاني: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى (أبي) علانة وإلى علان. فأما:
أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن الحسن بن أبي علانة العلاني، من
أهل بغداد، سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وأبا علي الحسن بن حكمان
الفقيه وغيرهما. ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا،
روى لي عنه أبو محمد يحيى بن علي الطراح المدبر، وكانت ولادته سنة ثمانين وثلاثمائة (1)
ومات في شعبان سنة اثنتين وستين وأربعمائة فجأة، ودفن في مقبرة باب الدير.
العلايي: بفتح العين، واللام ألف، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها سوى ياء
النسبة. هذه إلى سكة " العلاء " ببخارى، وهي سكة مشهورة، والمنتسب إليها:
أبو سعيد الكاتب العلايي، صاحب خريطة الحاكم ببخارى، قال أبو كامل البصيري:
حدثنا عن مشايخ بغداد وغيرهم.
ومن المتأخرين: الإمام الزاهد محمد بن عبد الرحمن العلايي، واعظ أهل بخارى

(1) من " تاريخ بغداد " وفي ليدن: " ثمان وأربعمائة "، وفي غيره: " ثمانين وأربعمائة ". ويستفاد من هنا تاريخ وفاته.
إذ لم يذكر في " تاريخ بغداد "، لقرب وفاة المترجم من وفاة الخطيب.
265

ومفسرهم، كان فصيحا، حسن الآداب، مقبولا عند الخاص والعام، حدث وسمع منه،
وما أدركته حيا ببخارى.
وأبو عبد الرحمن المسيب بن إسحاق بن راشد العبدي العلايي، من أهل بخارى، من
سكة العلاء، يروي عن ابن عيينة، ويحيى بن سليم، ووكيع بن الجراح، وعمر بن
هارون، وسلم بن سالم. روى عنه هريم بن رفيد، وتوفي بالنصف من المحرم سنة تسع
وعشرين ومائتين.
266

باب العين والياء التحتانية
العيابي: بفتح العين المهملة، والياء المخففة المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها
الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " عيابة " وهو ابن عامر بن زيد، إخوة بن زيد بن عدوان (1).
والمشهور بهذه النسبة.
الشماخ بن أبي شداد الشاعر العيابي.
العياضي: بكسر العين المهملة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها
الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى " عياض " وهو اسم لجد المنتسب إليه، والمشهور بها: أبو بكر
محمد بن أحمد بن العباس بن الحسن بن جبلة بن غالب بن جابر بن نوفل بن عياض بن
يحيى بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري المعروف بالعياضي، أخو أبي أحمد بن أبي نصر
العياضي، من أهل سمرقند، كان فقيها جليلا، من رؤساء البلدة والمنظور إليهم. قال أبو
سعد الإدريسي: لقيته وحضرت معه مجلس المناظرة في دار الحاكم مكي بن إسحاق، ولم
أكتب عنه شيئا، ولم يكن عنده كبير إسناد ولا رواية، ثم لم صنفت هذا الكتاب لم أحب
الاخلال بذكره، فحدثني أبو جعفر محمد بن صالح الجبار (1) عنه، عن أبي علي
محمد بن محمد بن الحارث الحافظ السمرقندي بحديث.
العيداني: بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، والدال المهملة
المفتوحة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عيدان " وهو بطن من حضرموت، وهو: ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي
العرف بن وائل ذي طواف. ذكره ابن الكلبي في " نسب حضرموت ". وذكر أبو سعيد بن
يونس في " تاريخ المصريين ": ربيعة بن عيدان بن ربيعة الحضرمي، من أصحاب

(1) في الأصول الثلاثة: " غزوان ". والمثبت من المصادر الأخرى.
(2) في " اللباب ": " الخباز ".
267

رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر. وقال ابن الحباب النسابة: عيدان هو جيشان بن حجر بن
ذي رعين.
العيذي: بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها
الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " عيذ الله " بن سعد العشيرة، منهم: محمد بن سليمان بن العيذي،
يروي عن هارون بن سعد. روى عنه إسحاق بن منصور، وقال ابن حبيب في " جمهرة قيس
عيلان " فولد صعصعة بن معاوية وذكر جماعة ثم قال: وعيذ الله والحارث، وأمهما عادية،
بها يعرفون. قال أبو أحمد العسكري: في بني ضبة بنو عائذة، ويقال: هم من بني عيذ الله
بياء مشددة يقال لأحدهم: عيذي (1). ولست أعلم هل هذا التشديد في الذي ذكره العسكري
أم في الجميع؟ قاله الأمير ابن ماكولا في كتاب " الاكمال ".
وعلقمة بن قيس العيذي، يروي عن علي وحذيفة رضي الله عنهما.
وأبو إدريس الخولاني العيذي، واسمه عائذ الله بن عبد الله.
وبكار بن الأسود العيذي الكوفي، يروي عن يحيى بن يمان، وأبي بكر بن عياش
يروي عنه محمد بن عبيد بن عتبة.
ويحيى بن قزعة العيذي الكوفي، يروي عن سنان بن هارون. روى عنه الحسين بن
عبد الله (وعبد الله بن أسلم).
وعبيد بن عتيبة العيذي، يروي عن وهب بن كعب بن عبد الله بن سور (الأزدي، عن
سلمان الفارسي رضي الله عنه). روى عنه يونس بن بكير.
العيشوني: بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم
الشين المعجمة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى: ابن عيشون. أحد البغداديين.
وأبو داود سليمان بن فيروز بن عبد الله الخياط العيشوني، كان أبوه فيروز مولى عتيق بن
عيشون فنسب إليه، وسليمان هذا كان خياطا بين الدربين بشرقي بغداد، سمع أبا الحسن

(1) ينظر هل ضبطها بتشديد الياء أو بتخفيفها؟ فقد قال الحافظ رحمه الله في " تبصير المنتبه " ص 906: " ذكر أبو حاتم
السجستاني في كتاب " لحن العامة " أنه: عيذ الله، بتشديد الياء، قال: لكن إن نسبت إليه خففت فسكنت الياء،
لئلا تجتمع ثلاث ياءات ".
268

علي بن محمد بن علي العلاف، سمعت منه حديثا واحدا، وكان شيخا صالحا.
وأما من جهة النسب: فأبو جعفر بن عبد الله بن محمد بن يحشون الحراني العيشوني،
من أهل حران، يروي عن محمد بن سليمان. روى عنه ابنه.
وابنه أبو الحسن جعفر بن عبد الله بن محمد بن عيشون العيشوني، يروي عن أبيه.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الأصبهاني.
العيشي: بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها
الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " عايشة " والمشهور بها: أبو عبد الرحمن عبيد الله بن محمد (1) بن
حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي العيشي، يقال له: ابن عايشة،
القرشي، لأنه من ولد عايشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمي من أهل البصرة سمع حماد بن
سلمة وكان عنده تسعة آلاف حديث، وسمع وهيب بن خالد، وعبد العزيز بن مسلم
القسملي، وأبا عوانة، ومهدي بن ميمون، وسفيان بن عيينة، وصالح المري،
وعبد الواحد بن زياد وغيرهم. روى عنه أحمد بن حنبل، وعبد الله بن روح المدائني،
وعباس الدوري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وكان فصيحا أديبا سخيا حسن الخلق، غزير
العلم عارفا بأيام الناس. قال أبو حاتم بن حبان: ابن عايشة القرشي عبيد الله بن محمد (1)،
من أهل البصرة، يروي عن حماد بن سلمة والبصريين، حدثنا عنه أبو خليفة هو
الفضل بن الحباب الجمحي، وابن منيع هو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
البغوي وغيرهما، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان عالما بأنساب العرب حافظا
لأنسابهم، مستقيم الحديث مع ذلك.
وابنه عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي، يعرف بابن عايشة، من
أهل البصرة كان متأدبا شاعرا، وقدم بغداد، واتصل بأحمد بن أبي دؤاد القاضي، وأقام
بناحيته ثم خرج إلى سر من رأى ومات سنة سبع وعشرين ومائتين قبل أبيه بسنة.
وجماعة ينتسبون إلى بني عايش، وهم نزلوا البصرة وصارت محلة تنسب إليهم،
منهم:
محمد بن بكار بن الريان العيشي، روى عنه مسلم بن الحجاج.

(1) في الأصول و " اللباب " والمثبت هو الصواب وانظر ما تقدم 8: 332.
269

وأبو بكر عبد الرحمن بن المبارك العيشي البصري، يروي عن قريش بن حيان. روى
عنه البخاري.
وأزهر بن حفص العيشي، روى عنه أمية بن بسطام.
وأمية بن بسطام العيشي، هو ابن عم ابن يزيد بن زريع العيشي، يروي عنه البخاري
ومسلم.
وحماد بن واقد العيشي وابنه فطر بن حماد.
ولوط بن محمد العيشي، يروي عن إبراهيم بن بشار الرمادي، حدث عنه أحمد بن
بهزاذ، وذكر أنه سمع منه في بني عيش بالبصرة، وهكذا يقول المحدثون: بنو عيش وقال
خليفة بن خياط وغيره هو منسوب إلى بني عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكاية بن
صعب بن علي بن بكر بن وائل.
العيشي: بكسر العين المهملة، والياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الشين
المعجمة.
هذه النسبة إلى " عيش " وهو اسم لبطون من القبائل، منهم في بلي بن عمرو بن
الحاف: عيش بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم. قاله ابن حبيب: وقال: وفي
بني الحارث بن سعد هذيم:
عيش بن ثعلبة بن عبد الله بن ذبيان بن الحارث بن سعد هذيم قال: وفي مزينة:
عيش بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة. وفي أشجع: عيش بن خلاوة بن
سبيع. وفيما ذكر ابن الكلبي في " نسب قضاعة " عيش بن أسيد بن بذاوة بن معاوية بن عامر
وهو طابخة بن ثعلب بن وبرة.
العين زربي: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون، والزاي
المفتوحة، والراء الساكنة، والباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " عين زربة " وهي بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحران (1)،
منها:

(1) قال ابن الأثير رحمه الله متعقبا هذا: " قلت: هكذا قال السمعاني: إن عين زربة تقارب حران والرها، وليس كذلك، وإنما كانت قديما من ثغور المسلمين الموغلة في بلاد الروم تقارب طرسوس وأذنة، وملكها الروم من
المسلمين أيام سيف الدولة بن حمدان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ".
270

أبو القاسم حسين بن (1) محمد بن الفرخ بن عبد الله العين زربي، يروي عن أبي فروة
يزيد بن محمد الرهاوي. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي وذكر أنه
سمع منه بعين زربة.
العينوني: بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، والواو بين النونين. هذه
النسبة إلى " عينون " وهي قرية فيما أظن (2) من قرى بيت المقدس، إليها ينتسب الزبيب
العينوني: منها:
عبد الصمد بن محمد العينوني المقدسي، يروي عن أبي هبيرة الوليد بن محمد
الدمشقي. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (3).
العيني: فتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى " عين التمر " بليدة بنواحي الحجاز (4) مما يلي المدينة، منها:
أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العنزي العيني، المعروف بأبي
العتاهية الشاعر، أصله من عين التمر، ومنشؤه الكوفة، ثم سكن بغداد، وأبو العتاهية لقب
لقب به لاضطراب كان فيه، وقيل: بل كان يحب المجون والخلاعة فكني لعتوه أبا العتاهية،
وهو أحد من سار قوله وانتشر شعره، ويقال إن أحدا لم يجتمع له ديوانه بكماله، لعظمه،
وكان يقول في الغزل والمديح والهجاء قديما، ثم تنسك وعدل عن ذلك إلى الشعر في الزهد
وطريقة الوعظ، فأحسن القول فيه وجود، وأربى على كل من ذهب ذلك المذهب، وأكثر
شعره حكم وأمثال، وكان سهل القول، قريب المأخذ، بعيدا عن التكليف، مقدما في
الطبع، وكانت ولادته في سنة ثلاثين ومائة، ومات ببغداد في جمادى الآخرة سنة إحدى
وعشرة ومائتين.

(1) وفي كوبرلي و " اللباب ": " حسنون " ولم أره في " الاكمال " 6: 375، فلذا آثرت ما جاء في الأصلين الآخرين.
(2) لم يظن ابن الأثير ولا السيوطي في " اللب " بل جزما. في " معجم البلدان ": " قيل: هي من قرى بيت المقدس،
وقيل: قرية من وراء البثنية من دون القلزم في طرف الشام ".
(3) في " المعجم الصغير " 1: 247.
(4) من نواحي العراق مما يلي بادية الشام.
271

العيلاني: بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، بعدها اللام ألف، وفي
آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عيلان " وهو قيس عيلان بن مضر، ويقال: قيس بن عيلان، وهو
الناس، أخو إلياس بن مضر. قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: إنما سمي قيس عيلان بفرس
كان له، يعني " عيلان " اسم فرس كان له وقال قوم: سمي عيلان بغلام كان له، وقال
آخرون: بل برجل كان حضنه وقال آخرون: بل بكلب كان له.
272

حرف الغين المعجمة
باب الغين والألف
الغابي: بفتح العين المعجمة، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة (1)، والمشهور بهذه
النسبة:
محمد بن عبد الله الغابي، روى جعفر بن أحمد بن علي بن بيان المصري، عنه، عن
مالك. قال الأمير أبو نصر بن ماكولا: ولم أجدهم جعفرا، وروى عن جعفر عمر بن
العباس القاضي بغزة.
الغاتفري: بفتح الغين، وسكون التاء (2) المعجمتين، والفاء (المفتوحة) وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى موضع بسمرقند في نفس البلد يقال له: رأس قنطرة غاتفر، وهي محلة
كبيرة حسنة، منها:
أبو الفضل أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن إبراهيم
الغاتفري الصفار، من أهل غاتفر، كان سمع الكثير من عبد الله بن مسعود بن كامل.
واختص به، وكان ثقة في الرواية، سمع منه أبو سعد الإدريسي، وكانت ولادته في ربيع
الآخر سنة عشر وثلاثمائة، ومات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وأبو الفضل محمد بن أحمد الغاتفري، يروي عن أحمد بن علي الأفطح، مستقيم
الحديث. روى عنه إبراهيم بن حمدويه الإشتيخني.

(1) لم يعين المصنف رحمه الله المنسوب إليه، ولا ابن الأثير، وسلفهما في هذا ابن ماكولا في " الاكمال " 7: 42، وقال
السيوطي في " اللب " من زياداته: إما إلى " غاب " موضع باليمن، أو إلى " غابة " موضع قرب المدينة ". ومصدره في
زياداته " معجم البلدان " كما نص على ذلك في المقدمة، فينبغي على هذا: أن يزاد ما جاء في " المعجم " قال:
" والغابة أيضا قرية بالبحرين ".
(2) هكذا ضبطه المصنف بالتاء، وتابعه ابن الأثير في " اللباب " فاستدركه السيوطي في " اللب " بأنه " بنون ساكنة " كما قال
ياقوت.
273

ومحمد بن أبي بكر بن أبي صادق الغاتفري إمام فاضل صالح كثير العبادة والمجاهدة،
سمع أبا بكر البلدي، وأبا محمد القطواني (والإمام الحسن بن محمد بن جعفر السمرقندي
الفقاعي) سمعت منه بسمرقند، ثم قدم علينا مرو حاجا، وتوفي في المحرم سنة تسع وأربعين
وخمسمائة، بفيد منصرفا (1) من الحجاز.
الغادري: بفتح الغين المعجمة، وكسر الدال المهملة، بينهما ألف، وفي آخرها
الراء (2).
هذه النسبة لطائفة من الخوارج يقال لهم " الغادرية " لأنهم عذروا بالجهالات في أحكام
الفروع، وهم أصحاب نجدة بن عامر الحنفي، ويقال لهم: النجدات، وكان من شأنه أنه
خرج من اليمامة مع عسكر له يريد الأزارقة واللحوق بهم، فاستقبله أبو فديك وعطية بن
الأسود الحنفي في الطائفة الذين خالفوا نافع بن الأزرق، فأخبروه بما أحدث نافع من الخلاف
بتكفير القعدة عنة، وإباحته قتل الأطفال وإسقاط الرجم، وإسقاط حد القذف عمن قذف
المحصنين من الرجال، مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء، فبايعوا نجدة
وسمعوه أمير المؤمنين، ثم إنهم اختلفوا على نجدة فأكفره قوم منهم، لأمور نقموها منه،
منها: أنه بعث ابنه مع جيش إلى أهل القطيف، فقتلوا وسبوا النساء وفرقوها على أنفسهم
وقالوا: إن صارت قيمتهن في حصصنا فذلك، وإلا رددنا الفضل، ونكحوهن قبل القسمة
وأكلوا من الغنيمة قبل القسمة، فلما رجعوا إلى نجدة أخبروه بذلك.
فقال: لم يسعكم ما صنعتم، فقالوا: لم نعلم أن ذلك لا يسعنا، فعذرهم
بجهالتهم، واختلف أصحابه عليه في ذلك، فتبعه قوم على ذلك وعذروا بالجهالات في
الحكم الاجتهادي، وقالوا: الدين شيئان: معرفة الله عز وجل، ومعرفة رسله وتحريم دماء
المسلمين وأموالهم يعنون بالمسلمين موافقيهم والاقرار بما جاء من عند الله جملة، فهذا
واجب على الجميع. وما سواه فالناس معذورون (3) بجهالاتهم إلى أن تقوم عليهم الحجة في

(1) في كوبرلي: " قبل منصرفه ". وسيأتي أن " فيد قلعة بنجد على منتصف الطريق من ناحية العراق ".
(2) قال ابن الأثير رحمه الله مستدركا: " قلت: هؤلاء العاذرية: بالعين المهملة والذال المعجمة، من العذر، وكلامه
يدل أيضا على ذلك ". فحقه أن يذكر هذه النسبة في حرف العين، ولذا أسقط السيوطي النسبة مطلقا، وذكرهم
الشهرستاني في " الملل والنحل " 1: 122 على أنهم " العاذرية ".
(3) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 372: " قلت: هؤلاء العاذرية بالعين المهملة والذال المعجمة، من العذر، وكلامه يدل
أيضا على ذلك ".
274

الحلال والحرام.
الغازي: بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي، هذه النسبة إلى الغزو والجهاد مع
الكفار. والمشهور (بهذه النسبة) أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الطبري الغازي من
أهل طبرستان (1) يروي عن عمرو بن علي، روى عنه الحاكم أبو أحمد الحافظ وأبو سعيد
الخليل بن أحمد السجزي، وأبو عمرو بن حمدان، وأبوه إبراهيم. حدث عن قبيصة بن
عقبة، روى عنه ابنه. وقد ذكرته في الغزاء. وإلياس بن محمد بن إلياس التجيبي الغازي.
وأحمد بن توبة الغازي المطوعي من الزهاد وسنذكره في (الميم) المطوعي. وأبو
الحسين أحمد بن محمد بن يحيى النيسابوري الغازي سمع محمد بن يحيى الذهلي
وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وأحمد بن يوسف وأقرانهم، حدث عنه علي بن عيسى وأبو
سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان. وأبو حامد أحمد بن محمد الرفاء (الغازي) النيسابوري
سمع الذهلي ومحمد بن زيد السلمي. وأبو محمد جعفر بن أحمد بن عمر الغازي
النيسابوري يعرف بجعفرك سمع أبا الأزهر وأحمد بن يوسف السلمي ومحمد بن يزيد
والنضر بن سلمة بن عروة، روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان. وأبو بكر محمد بن
عبد الله بن حمشاذ (العدل) الغازي من أهل نيسابور سمع أحمد بن سلمة وأبا عبد الله
البوشنجي وأبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره
في التاريخ وقال: أبو بكر الغازي جار الجامع وكان من المطوعة (2) وأولاد المطوعة ومن
الصالحين وبقية مشايخ القراءة وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فغسله أبو
عمرو بن مطر، ودفن في مقبرة سليمان بن مطر. وأبو الليث محمد بن عبد الوهاب بن الغاز
الامام الغازي الصيداوي (3) من ولد هشام بن الغاز من أهل صيدا يروي عن يحيى بن
عبد الرحمن. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجم شيوخه.
وشيخنا أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الغازي (الحافظ أصبهاني جليل القدر

(1) طبرستان: بلاد واسعة تقع جنوب بحر الخزر، وهي اليوم إحدى مدن إيران. وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة
الشرقية، 409.
(2) المطوعة: جماعة فرغوا أنفسهم للغزو ومرابطة الثغور وقصدوا جهاد العدو في بلاده إذا قصد العدو بلاد الاسلام وانظر
الأنساب 834، واللباب 3 / 266، ولب اللباب 247.
(3) في ك: " الصيداني " وهو أحد الوجهين الجائزين في النسبة إلى صيدا. أو أن الصيداني نسبة إلى صيدا والصيداوي
نسبة إلى صيد. وهو عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن
مضر بن نزار بن معد بن عدنان وانظر الأنساب 8 / 116 121 واللباب 2 / 253.
275

كثير المعرفة رحل إلى العراق والحجاز وخراسان وسمع الكثير سمعت منه بأصبهان. وأخوه أبو
الفتح خالد بن عمر (1) الغازي روى عن أبي عمرو بن أبي عبد الله بن منده. سمعت منه
أيضا بأصبهان (2).
الغافري: بفتح العين المعجمة بعدها الألف والفاء المكسورة وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى غافر وهو بطن من بني سامة بن لؤي. منه عطية بن جابر بن غافر الغافري ذكره أبو
سعيد السكري عن أحمد بن الهيثم عن فراس في نسب سامة.
الغافقي: بفتح الغين المعجمة وكسر الفاء والقاف. هذه النسبة إلى غافق. منها
إياس بن عامر الغافقي، مصري يروي عن عقبة بن عامر، ورى عنه موسى بن أيوب
الحضرمي. وأبو عبد الرحمن عبد الله بن عقبة بن لهيعة الحضرمي الغافقي. قال أبو حاتم بن
حبان البستي: يروي عن الأعرج وأبي الزبير، روى عنه ابن المبارك وابن وهب. كان مولده
سنة ست وتسعين، ومات سنة أربع وسبعين ومائة، وصلى عليه داود بن يزيد بن حاتم وكان
شيخا صالحا ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه ثم احترقت كتبه في سنة سبعين
ومائة قبل موته بأربع سنين. وكان أصحابنا يقولون إن سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل
العبادلة (3) فسماعهم صحيح، ومن سمع بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشئ. وكان ابن
لهيعة من الكتابين للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه ولقد حدثني شكر حدثنا يوسف بن
سعيد بن مسلم عن بشر بن المنذر قال: كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة (وذلك أنه كانت له
خريطة معلقة في عنقه وكان يدور بمصر فكلما قدم قوم كان يدور عليهم فكان إذا رأى شيخا
سأله من لقيت وعمن كتبت فإن وجد عنده شيخا كتب عنه، فلذلك كان يكنى أبا خريطة.
وقال إبراهيم بن إسحاق حليف بني زهرة قاضي مصر: أنا حملت رسالة الليث بن سعد إلى

(1) انظر التحبير 1 / 261.
(2) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 372 " قلت: فاته: الغاضري بفتح الغين وبالضاد المعجمة هذه النسبة إلى غاضرة بن
مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. ينسب إليه كثير. منهم زر بن
حبيش بن حباشة بن أوس بن بلالي بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة الأسدي الفقيه، تابعي.
والحكم بن عبدل بن بجلة بن عمرو بن ثعلبة بن عقال بن بلالي الغاضري الشاعر.
وفاته أيضا النسبة إلى غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة، بطن من خزاعة، منهم عمران بن الحصين بن
عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حربية بن جهمة بن غاضرة أبو نجيد الخزاعي، له صحبة.
(3) وهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك بن يزيد المقرئ وعبد الله بن سلمة القعينبي كما في كتاب
المجروحين لابن حبان.
276

مالك بن أنس فجعل يسألني عن ابن لهيعة فأخبره بحاله فجعل يقول: فابن لهيعة ليس يذكر
الحج فسبق إلى قلبي أنه يريد مشافهته والسماع منه وقال) أحمد بن حنبل: من سمع من ابن
لهيعة قديما فسماعه أصح، قدم علينا ابن المبارك سنة تسع وسبعين فقال: من سمع من ابن
لهيعة منذ عشرين سنة فهو صحيح، قلت له: سمعت من ابن المبارك قال: لا. وأبو عبد الله
عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي يعرف بسوادة مولى عمر بن عبد العزيز من أهل مصر
وإنما قيل له الغافقي لسكناه غافق، يروي عن ضمام بن إسماعيل ورشدين بن سعد
وعبد الله بن وهب آخر من حدث عنه عبد الكريم بن إبراهيم بن حسان (وتوفي قريبا من سنة
خمس وأربعين ومائة).
الغالي: بفتح الغين المعجمة هذه اللفظة مبالغة في الغلو (ونسبة إليه) والمشهور به أبو
الغمر الغالي الديكي قال ابن ماكولا: أنشد له الشريف النسابة:
أنا أبصرت ديك العرش * في صورة إنسي (1)
كذب لعنه الله وقبحه ولعن من يعتقد مذهبه. وأما أبو منصور محمد (بن حامد) محمد
الغالي من أهل نيسابور وقيل له الغالي نسبة إلى غالية أم محمد بن حامد وكان من الملازمين
للعلماء والرؤساء وأكابر الناس يكثر مجالستهم. سمع أبا بكر (محمد) بن إسحاق بن خزيمة
وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهما، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ، وقال: أخبرني الثقة من أصحابنا: أنه حضر أبو زكريا العنبري مجلسه، وأبو
منصور هذا يعاتبه ويقول: لم تنسبني إلى أمي وتقول: ابن غاليه!؟ فقال أبو زكريا: سبحان
الله كانت غالية تغشى (بيوتنا) وبيوت أقاربنا البالوية وبها عرفناك. وهذا منصور بن صفية رجل
كبير من التابعين ينسب إلى أمه في الروايات وإمام القراء عاصم بن بهدلة منسوب إلى أمه ثم
من الامراء بهذه الديار أحمد بن بانو في جلالته لا يترفع عن هذا وهذا مزكي بلدنا أحمد بن
عبدويه منسوب في أمه وأجل بيت من أهل الثروة بنيسابور (2) منسوب إلى امرأتين بثينة
وميكال فلم تترفع أنت من غالية وكانت صالحة عفيفة؟ وقال: توفي أبو منصور بن غالية سنة
سبع وستين وثلاثمائة وأنا في طريق الحج.

(1) مكان اللفظة الأخيرة في ك و م بياض. وبعد البيت في الاكمال 7 / 134 البيت التالي: يقول
أنا أبصرت ربي * قاعدا في حي جعفي
ونقول كما قال السمعاني رحمه الله: كذب لعنه الله وقبحه ولعن من يعتقد مذهبه.
(2) نيسابور كانت ولا تزال إلى يومنا مركزا لإقليم خراسان الذي يقع في الزاوية الشمالية الغربية من إيران على
حدود روسيا وأفغانستان. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 424 428.
277

الغامدي: بفتح الغين المعجمة وكسر الميم والدال المهملة (في آخرها) هذه النسبة إلى
غامد وهو بطن من الأزد. منها: أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة المخرمي
الغامدي من أهل بغداد نزل الموصل، كان أحد أهل الفضل والمتحققين بالعلم، حسن
الحفظ كثير الحديث. روى عن عيسى بن يونس وسفيان بن عيينة ومن عاصرهما، وكان تاجرا
قدم بغداد غير مرة وجالس بها الحفاظ وذاكرهم وحدثهم، روى عنه علي بن حرب الموصلي
ويعقوب بن سفيان الفسوي وعلي بن عبد العزيز البغوي وجعفر الفريابي ومحمد بن محمد
الباغندي، وروى عنه الحسين بن إدريس الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ.
وحكى ابن عمار قال: سألت المعافى بن عمران فقلت: إني أعطي دراهم ههنا
وآخذها ببغداد وأشتري منها أجلب منها شيئا وأبيعه، فقالت تركت المسألة فلم أدر ما يقول حتى
أعدت عليه فيقال: ذهابك إلى بغداد ودخولك بغداد أشد علي مما تسأل عنه. وقال أبو زكريا
يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتاب طبقات العلماء من أهل الموصل. محمد بن
عبد الله بن عمار الغامدي من الأزد كان فهما بالحديث وبعلله رحالا فيه جماعا له. سمع من
هشيم وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل وعيسى بن يونس وأبي أسامة
ويحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وأبي معاوية. وكانت
ولادته سنة اثنتين وستين ومائة، ومات في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وقال أبو عبد الرحمن
النسائي: محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ثقة صاحب حديث.
الغانمي: فتح الغين المعجمة وكسر النون وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى غانم
وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو الأديب محمد بن غانم الغانمي كان من أفاضل عصره وديوان
شعره سائر في الآفاق وهو من مداحي نظام الملك، روى لي من شعره صاحبه أبو بكر
الأسفراييني. وابنه أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم بن أبي الحسين بن أحمد بن
علي بن إبراهيم الغانمي الهروي. ولد بنيسابور ونشأ بطوس (1) وسكن هراة كان إماما فاضلا
عالما ورعا حسن السيرة كثير المحفوظ حسن الشعر بديع النظم له أبيات سماها السحرية يعني
مقولة في وقت (السحر). سمع ببلخ (2) أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي وأبا

(1) في التحبير: " ولد بطوس ونشأ بنيسابور ". قلت: ولعل الذي في هذا اللبس قرب المدينتين من بعضيهما فبينهما
عشرة فراسخ فقط. وكلتاهما مع هراة من مدن منطقة خراسان التي تقع اليوم في الشمال الشرقي من إيران. وبعض
منها في أراضي الاتحاد السوفياتي.
(2) بلخ: قصبة خراسان تقوم اليوم ضمن حدود أفغانستان. وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية 462 465.
278

جعفر بن محمد بن الحسين السمنجاني (والأستاذ أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري
والوزير الصاحب نظام الملك أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي والشيخ الزكي أبا
بكر عبد الغفار بن محمد السمرقندي وغيرهم).
كتبت عنه الكثير وسمعت منه جميع مسند الهيثم بن كليب والشمائل لأبي عيسى (محمد
بن عيسى) الترمذي وغيرهما من الفوائد وكتبت عنه من أشعاره الشئ الكثير. وكانت ولادته
في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وأربعمائة بنيسابور ووفاته بهراة في شهر ربيع الأول سنة
ثلاث وخمسين وخمسمائة.
279

باب الغين والباء
الغبابي: بضم الغين (المعجمة) والألف بين البائين الموحدتين. هذه النسبة إلى غباب
وهو لقب ثعلبة بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة وإنما لقب بالغباب لأنه قال في حرب
كلب: (من السريع):
يضرب ضربا غير تغبيب (1)
ويقال سمي به يوم التحالق (2).
الغبري: بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء. هذه النسبة إلى بني
غبر وهو بطن من يشكر (من ربيعة) هو غبر بن غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر بن
وائل بن ربيعة، قال ابن الكلبي: إنما سمي غبر بن غنم لان غنما تزوج الناقمية وهي رقاش
بنت عامر وهو ناقم بن جدان بن جديلة بن أسد بن ربيعة وهي عجوز فقيل له: ما ترجو منها
فقال: أتغبرها غلاما فسمي غبر. وغبر بن بكر بن تيم اللات بن رفيدة ذكره ابن حبيب عن
الكلبي في نسب قضاعة. فالمنتسب إلى غبر بن غنم: عباد بن قبيصة الغبري يروي عن
أنس بن مالك (رضي الله عنه) روى عنه الحسين بن واقد. (وعباد) بن شرحبيل الغبري،
روى عنه أبو بشر جعفر بن إياس. وأبو عبيدة سرار بن مجشر الغبري يروي عن أيوب
السختياني وسعيد بن أبي عروبة. وأبو كثير يزيد بن عبد الرحمن بن غفيلة ويقال ابن أذينة
الغبري (وهو ابن أذينة). يروي عن أبي هريرة. وأبو العباس الوليد بن خالد العبري
الاعرابي. وخالد بن عبد الله الغبري.
يروي عن عايذ بن عمرو، روى شعبة بن بسطام عنه، ومن ولد غبر بن غنم:
الحارث بن غبر بن الغنم كان يسوس بكرا ويقودها وله فرخ عقاب يقال له غبة يربطه على قارعة

(1) هذا عجز بيت وصدره:
" أغدوا إلى الحرب بقلب امرئ "
والتغبيب أن يدع عدوه وبه شئ من حياة. وانظر تاج العروس " غبب " وفي ك و م " ضرب ".
(2) اللفظة محرفة في ك و م. ويوم التحالق ويقال أيضا " تحلاق اللمم " حرب بين بكر وتغلب. وسمي بذلك لان الفريق
الرابح حلق رؤوس أعدائه على خسارتهم. وانظر مجمع الأمثال 2 / 439.
(3) في التاج: " فقال: لعلي أتغبر منها ولدا: أي أستفيده. فلما ولد له ولد سماه غبر كزفر.
280

الطريق يتحاماه الناس لعزه ولا يسلك في ذلك الطريق ما دام فيه غبة أحد قال ذلك أبو عبيدة
معمر بن المثنى. وأبو سهل النضر بن كثير الغبري ويقال له العنزي من أهل البصرة يروي عن
ابن طاوس روى عنه العراقيون. كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات على قلة روايته حتى
إذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال. والوليد بن
شجاع الغبري. وابنه أبو بدر عباد بن الوليد. وأحمد بن العباس بن الربيع الغبري أخو أبي
جعفر محمد بن العباس الفقيه المعروف بالتل أصله من البصرة ومولده بمصر مات في شهر
ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين ومائتين. قاله ابن يونس. ومحمد بن عبيد بن حساب الغبري.
والحسين بن عبد الله بن الفضل بن الربيع الغبري أبو طاهر توفي في انصرافه من الحج سنة
ثمان وثلاثين وثلاثمائة كتب عنه أبو سعيد بن يونس حكايات. وحمزة بن علي بن العباس بن
الربيع بن عبد رب الغبري مصري يكنى أبا عمارة وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة
سمع من يونس بن عبد الأعلى. والكروس بن سليم اليشكري ثم الغبري شاعر. وأبو بدر
(عباد) بن الوليد بن خالد الغبري سمع أبا داود الطيالسي وعمرو بن محمد بن أبي رزين
وسعيد بن عامر وبدل بن المحبر وحفص بن واقد وحبان بن هلال، روى عنه أبو بكر بن أبي
الدنيا وأبو عبد الله المحاملي وابن مخلد وقال ابن أبي حاتم سمعت منه مع أبي وهو صدوق
ومات في سنة ثمان وخمسين ومائتين. وأبو محمد حازم الغبري عن عطاء بن السايب، قبل
روى عنه نصر بن علي الجهضمي قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: منكر الحديث.
281

باب الغين والجيم
الغجدواني: بضم الغين المعجمة وسكون الجيم وفتح الدال المهملة وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى غجدوان وهي قرية من قرى بخارى (1) على ستة فراسخ منها وبها
سوق في كل أسبوع يوم يجتمع فيه أهل القرى للبيع والشراء. والمشهور منها: أبو نصر
أحمد بن يوسف بن أبي بكر بن محمد بن يوسف بن حاتم بن نصر بن مالك بن سمعان
الغجدواني المعروف بالسيرة يروي عن جده أبي بكر الغجدواني وهو يروي عن الهيثم بن
أحمد البصري نسخة دينار عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) سمعناها من الامام أبي علي
الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي بمرو عن القاضي أبي بكر محمد بن الحسن بن
منصور النسفي عن يوسف بن محمد بن يوسف بن حاتم الغجدواني عن أبيه محمد بن يوسف
عن دينار وهي نسخة باطلة لا يحتج بشئ منها.
وأبو سعيد حاتم بن نصر بن مالك بن سمعان المروزي الغجدواني سكن غجدوان،
يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين وهوذة بن خليفة البكراوي وأحمد بن حفص ومحمد بن
سلام وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن ابن هارون بن المهلب وتوفي في شهر رمضان سنة أربع
وستين ومائتين. وابنه أبو يعقوب يوسف بن حاتم بن نصر بن مالك بن سمعان الغجدواني
وأصله من مرو (1) يروي عن أبيه حاتم بن نصر وأبي عبد الله بن (أبي) حفص وأرطأة بن
أسباط بن اليسع، روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن يوسف الغجدواني.

(1) بخارى: إحدى مدن السغد، تبعد عن سمرقند سبعة وثلاثين فرسخا. وبينما كانت سمرقند مركز السغد السياسي
كانت بخارى عاصمته الدينية. وتقع اليوم في أوزبكستان الروسية في الاتحاد السوفياتي على ملتقى الطرق الواصلة
بين روسيا وفارس والهند والصين.
(2) كانت مرو الكبرى تعرف باسم مرو الشاهجان تمييزا لها من مرو الروذ وهي مرو الصغرى ومرو كانت إحدى مدن
خراسان الكبرى. وتقع اليوم في تركستان الروسية. وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية 440 445.
282

باب الغين والدال
الغداني: بضم الغين المعجمة وفتح الدال المهملة المخففة وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى غدانة (1) بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. والشاهد لتخفيف
الدال ما قاله الفرزدق: (من الكامل):
أبني غدانة إنني حررتكم * فوهبتكم لعطية بن جعال
والمشهور بالانتساب إليها: أبو عمر الغداني، يروي عن أبي هريرة (رضي الله عنه)
روى عنه قتادة. ومنصور بن عبد الرحمن الغداني، يروي عن الشعبي، روى عنه
إسماعيل بن علية. وأبو سفيان عبيد الله بن سفيان بن عبيد الله بن رواحة الأسدي الغداني
الصوفي البصري الصواف من أهل البصرة، يروي عن ابن عوف ومالك بن أنس وسفيان
الثوري والأئمة، روى عنه عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني رسته وأبو بلال الأشعري وبشر بن
الحكم العبدي وابنه عبد الرحمن (وأبو العباس محمد بن يونس الكديمي) كان ممن يتفرد
(بالمقلوبات) عن الاثبات ويأتي عن الثقات بالمعضلات وكان يحيى بن معين يقول: هو
كذاب. وأحمد بن عبيد الله بن سهيل بن صخر الغداني من أهل البصرة يروي عن أبي أسامة
حماد بن أسامة وخالد بن الحارث وروح بن المسيب الكلبي، سمع منه (محمد بن إسماعيل)
البخاري (صاحب الصحيح) وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه
فقال: هو صدوق وقال ابن أبي حاتم هكذا قال أبي: أحمد بن عبيد الله بن سهيل بن صخر
(وقال أبو زرعة: أحمد بن عبد الله بن سهيل).

(1) في عجالة المبتدي 97 أن اسم غدانة أشرس.
283

باب الغين والذال
الغداني: بفتح الغين والذال المعجمتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى غذانة (1)
وهي قرية من قرى بخارى والمنتسب إليها: أحمد بن إسحاق الغذاني وقال أبو كامل البصيري
كتب معنا الحديث عن شيوخنا.
الغذاوذي: بضم الغين وفتح الذال المعجمتين وبعدهما الألف والواو ثم في آخره ذال
أخرى. هذه النسبة إلى غذاوذ وهي محلة من حائط سمرقند (2) على فرسخ. منها أبو بكر
محمد بن يعقوب الغذاوذي، يروي عن عمران بن موسى السجستاني الجرجاني كأنه مات
قديما، روى عنه بالوجادة محمد بن عبد الله بن إبراهيم المستملي.
الغذشفردري: بضم الغين المعجمة والذال المفتوحة وسكون الشين المعجمة وفتح
الفاء والدال بينهما الراء الساكنة وفي آخرها الراء (أيضا). هذه النسبة إلى غذشفردر وهي قرية
من قرى بخارى منها: أبو عمر حفص بن عمر بن (3) الحسين الغذشفردري البخاري، يروي
عن أبي سليمان محمد بن منصور البلخي وسليمان بن داود الهروي. سمع منه ببلخ روى عنه
أبو حفص أحمد بن القاسم بن محمد بن عمير (4) البخاري. ومات في صفر سنة أربع
وعشرين وثلاثمائة.

(1) في معجم البلدان " غذان: بالفتح قرية من قرى نسف بما وراء النهر وقيل من قرى بخارى ينسب إليها أحمد بن
إسحاق الغذاني سمع مع أبي كامل الحديث من شيوخه ".
(2) سمرقند: إحدى مدن السغد وتقدم أنها كانت مركزه السياسي بينما كانت بخارى مركزه الديني وتقع على بعد مئة
وخمسين ميلا شرقي بخارى. وهي اليوم إحدى مدن الجمهورية الأوزبكية السوفياتية. وانظر معجم البلدان وبلدان
الخلافة 506.
(3) في ظ " أبو حفص عمر بن الحسين دين " وفي م " أبو حفص عمرو بن الحسين " وانظر اللباب 2 / 376.
(4) في نسخ أخرى " عمر " وانظر اللباب.
284

باب الغين والراء
الغراء: بفتح الغين المعجمة وبعدها الراء المشددة المفتوحة. هذه النسبة إلى الغراء
وعمله والمشهور بهذه النسبة: أبو الغنائم محمد بن محمد (بن محمد) بن أحمد بن منصور
المقرئ البصري يعرف بابن الغراء، يروي عن أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس
وأبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي وغيرهما، روى عن أبو بكر
أحمد بن ثابت الخطيب وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وأبو القاسم هبة الله بن
عبد الوارث الشيرازي وغيرهم وتوفي بعد سنة ستين وأربعمائة. وقال أبو نصر بن ماكولا: ابن
الغراء قال لي إنه سمع بهجة الاسرار من علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني وضاع كتابه
وبقيت عنده الزيادات وهي خمسة أجزاء سمعتها منه بالقدس، وحدث عن أبي محمد بن
النحاس المصري وابن أبي نصر الدمشقي وغيرهما.
الغرابي: بضم الغين المعجمة وفتح الراء وفي آخرها الباء الموحدة. هذه النسبة
لجماعة من غلاة الشيعة يقال لهم الغرابية وهم يزعمون أن جبرائيل عليه السلام غلط في
النزول على محمد صلى الله عليه وسلم وإنما كان مبعوثا إلى علي (رضي الله عنه) (وغرابي) منزل بين سامراء
والموصل نزلنا به بعض يوم وهبت لنا به ريح شديدة كادت أن تدفننا في التراب جميعا فرحمنا
الله تعالى برش من المطر وأزال عنا الشر (1).
الغراد: بفتح الغين (المعجمة) والراء المشددة (المهملة) وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة لمن يعمل الخص هو الحائط من القصب على الشطوط والسطوح والمشهور بهذا
الانتساب: أبو بكر لبيد بن الحسن بن عمر الغراد من أهل بغداد شيخ صالح يسكن شارع دار
الرقيق سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا عبد الله الحسين بن علي بن السري
وغيرهما. كتبت عنه ببغداد وتوفي في شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب
حرب.
الغربي: بفتح الغين المعجمة والراء وفي آخرها الباء الموحدة. هذه النسبة إلى محلة

(1) بعده في اللباب 2 / 377: " قلت: فاته: الغرابي، نسبة إلى غراب بن ظالم بن فزارة، بطن مشهور، منهم بيهس
الملقب نعامة وإخوته وهم.. ومنهم ربيع بن خلف بن هلال بن غراب بن ظالم الغرابي وغيرهم ".
285

ببغداد مما يلي الشط يقال لها باب الغربة ملاصق دار الخلافة منها أبو الخطاب نصر بن
أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ الغربي هكذا كان ينسبه لنا أبو الفضل عبد الرحيم بن
أحمد بن الاخوة البغدادي. وأبو الخطاب كان شيخا صالحا ثقة، سمع الحديث من أصحاب
المحاملي، وعمر حتى انفرد في وقته بالرواية، ورحل إليه طلبة الحديث وتزاحموا عليه.
سمع أبا عبد الله بن عبد الله بن يحيى البيع وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن
رزق البزاز وأبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري وغيرهم، سمع منه جماعة من
حفاظ شيوخنا الأصبهانيين ورووا لنا عنه وروى لنا عنه أبو محمد سفيان بن إبراهيم العبدي وأبو
الخير شعبة بن أبي بكر الصباغ بأصبهان وأبو الحسن مرجان بن عبد الله الحبشي وأبو عبد الله
كثير بن سعيد الوكيل بمكة وأبو الحسن نصر بن عبد الله الكمالي أمير الحاج والحرمين بالمدينة
في الروضة وأبو المسك عنبر بن عبد الله الحبشي السري بالحاجر وأبو بكر محمد بن
عبد الباقي الأنصاري وابنه أبو طاهر عبد الباقي ببغداد وأبو غالب المبارك بن عبد الوهاب السدي
بعكبرا (وأوانا) (1) وأبو محمد (أحمد) وأبو الرضا المبارك ابنا عبيد الله بن الأغلاقي الآمدي بواسط
وأبو عبد الله الحسين بن نصر بن خميس (2) الجهني بالموصل وأبو علي أحمد بن سعيد
العجلي بهمذان وأبو الغنائم إسماعيل بن محمد بن مهدي الموسوي بمرو (وأبو جعفر
جنيد بن علي السجزي بهراة) (3) وجماعة كثيرة سواهم يقربون من خمسين نفسا، وكانت
ولادته في سنة سبع أو ثمان وثلاثمائة ومات في شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين
وأربعمائة ودفن من الغد بمقبرة باب حرب.
الغردياني: بفتح الغين المعجمة وسكون (الراء وكسر) الدال المهملة المنقوطة
من تحتها باثنتين بعدها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى غرديان وهي قرية من رساتيق
كس (4) إحدى بلاد ما وراء النهر منها: محمد بن عبد الله بن إبراهيم الغردياني يروي عن
محمد بن سرور البلخي ذكر أنه كتب عنه بسمرقند بأحاديث مناكير أرجوا أن البلية فيها من
محمد بن سرور فإنه كذاب روى عنه محمد بن رجاء البخاري. هكذا ذكره أبو سعيد الإدريسي
الحافظ.

(1) عكبرا وأوانا بلدتان من نواحي دجيل بينهما وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة الشمال " معجم البلدان ".
(2) في نسخ أخرى " الحسين " وانظر ترجمته في معجم البلدان " جهينة " وفيه أن نسبته إلى قرية كبيرة من نواحي الموصل.
(3) هراة: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان، وتقع اليوم في أفغانستان وانظر معجم البلدان " هراة "،
وبلدان الخلافة 449 451.
(4) كسن قيل: كش، وقيل بفتحهما مدينة تقارب سمرقند. معجم البلدان، وبلدان الخلافة 512.
286

الغرزي: بفتح الغين المعجمة والراء وبعدها الزاي (المعجمة). هذه النسبة إلى
قيس بن أبي غرزة الغفاري له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه وائل ويزيد الضخم.
ومن ولده (أبو) عمرو بن أبي غرزة وهو أبو عمرو أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن
محمد بن حازم بن قيس بن أبي غرزة (الغرزي).
الغفاري من أهل الكوفة وكان من علمائها ممن جمع المسند. حدث عن يعلى بن عبيد
وعلي بن قادم وجعفر بن عون (العجلي) وأبو نعيم الفضل بن دكين وبكر بن عبد الرحمن
وعبيد الله بن موسى الكوفيين، روى عنه أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الكوفي وغيره،
وأبو ذر حازم بن محمد بن يونس بن محمد بن حازم بن قيس بن أبي عزرة الغفاري الغرزي،
يروي عن أمه حمادة بنت محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، روى عنه زرعة وأبو حاتم
الرازيان قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال صدوق.
الغرقي: بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى غرق
وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ (عند نوش الأسفل خربت حيطانه وبقيت مزارعه
خرج) منها جرموز بن عبيد الله الغرقي من أهل هذه القرية. رحل إلى العراق وحدث عن أبي
نعيم الفضل بن دكين وأبي تميلة يحيى واضح المروزي وروى عن أبي نصر تفسير
مقاتل بن سليمان، وهو ضعيف.
(والامام يوسف الغرقي من شيوخ مرو وأئمتهم وهو مدفون مقابل قبر أبي علي الأسود
المعروف بأبي علي سياه في مقبرة سنجدان من مقابر برد).
الغرمينوي: بضم الغين وسكون الراء وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وفتح النون وفي آخرها الواو والياء. هذه (النسبة) إلى غرمينوي من دستاق ما يمرغ على
فرسخين أو ثلاثة من سمرقند. والمنتسب إليه أبو سعيد محمد بن شبل الغرمينوي يروي عن
موسى بن أحمد بن عمر السمرقندي روى عنه أبو سلمة سعيد بن سليمان الصفار.
الغرناطي: بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح النون بعدها الألف وفي آخرها
الطاء المهملة. هذه النسبة إلى غرناطة (1) وهي من بلاد المغرب منها أبو حامد محمد بن أبي
الربيع سليمان بن الربيع بن عاصم الغرناطي المازني من أهل غرناطة سكن سقسين من بلاد

(1) غرناطة مدينة مشهورة في الأندلس من كورة البيرة، بينها، وبين قرطبة ثلاثة وثلاثون فرسخا، وانظر معجم البلدان.
287

ساحة الترك دون بلغار كان فقيها فاضلا وشاعرا مليح القول حدث بخوارزم بكتاب الشهاب
لأبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي والموطأ لمالك بن أنس والرحلة للشافعي
وكتاب العالم والمتعلم ورياضة العالم والمتعلم لأبي نعيم الأصبهاني، وكان بخوارزم سنة
سبع وأربعين وخمسمائة وانصرف إلى سقسين بعد ذلك. سمعت أبا المكارم مسلم بن حمير
الماعوذي صاحبي ببخارى يقول: سمعت أبا حامد الغرناطي ينشد لنفسه: (من الكامل):
يهنيك عيد الفطر جاء مهنئا * لك بالقبول وتلك من حسناته
الغريري: بضم الغين المعجمة والياء الساكنة آخر الحروف بين الرائين (المهملتين)
أولاهما مفتوحة. هذه النسبة إلى غرير وهو اسم رجل والمنتسب إليه: إسحاق بن غرير بن
المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري وغرير اسمه عبد الرحمن بن المغيرة.
وابنه محمد بن غرير الغريري من وجوه أهل المدينة وكان أكبر من أخيه إسحاق. وأخوهما
يعقوب بن غرير كان من وجوه قريش سماحة وكان مألفا يغشاه الناس في باديته وأمهم جميعا
هند بنت مروان بن الحارث بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري. ويوسف بن يعقوب بن
غرير الغريري كان على بيت المال في خلافة الرشيد. وعبد الرحمن بن محمد بن غرير
الغريري كان من وجوه قريش وسرواتهم. وأبو عبد الرحمن محمد بن غرير بن
الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المعروف بالغريري يروي عن يعقوب بن
إبراهيم بن سعد ومطرف بن عبد الله المدني اليساري حدث عنه (أبو عبد الله) محمد بن
إسماعيل البخاري وعبد الله بن شبيب المكي ومحمد بن أحمد بن نصر الترمذي.
288

باب الغين والزاي
الغزاء: بفتح الغين المعجمة وبعدها الزاي المفتوحة المشددة. هذه اللفظة
للمبالغة في الغزو. والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد الغزاء العنبري يروي عن أبي
عبد الرحمن المقرئ، روى عنه عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين المصري.
وإسماعيل بن عبد الله الغزاء، يروي عن علي بن مصعب السرخسي أخي خارجة، روى عنه
عبد الواحد بن حماد بن الحارث الخجندي. وعبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء يروي عن
جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ويوسف بن سعيد بن مسلم وعبد الملك بن عبد الحميد
الميموني، يروي عنه الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي. وأبو الحسين محمد بن
إبراهيم بن شعيب الغزاء الطبري من أهل طبرستان وعرف بالغازي وقد سبق يروي عن
نصر بن علي الجهضمي وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن علي الحسن بن شقيق، روى
عنه الحسن بن الليث وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبو عمرو محمد بن
أحمد بن حمدان والحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ والقاضي أبو سعيد
الخليل بن أحمد السجزي وجماعة. قال ابن أبي حاتم: أبو الحسين الغزاء الطبري وهو
صدوق سمعت منه بالري.
الغزال: بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي. هذا اسم لمن يبيع الغزل. وأبو بكر
عبد الله بن سرحان السعدي الغزال من أهل البصرة يروي عن الحسن روى عنه
عبد الرحمن بن مهدي. ومن المتأخرين: أبو الحسن محمد بن الحسين بن عمر بن برهان
الغزال من أهل بغداد سمع إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وأبا عبد الله
الحسن بن علي العسكري ومحمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق وأبا حفص عمر بن
أحمد بن الزيات وأبا بكر محمد بن عبد الله (الأبهري) وأبا الفضل الزهري ومحمد بن المظفر
وأبا الحسن بن لؤلؤ، كتب عنه أبو بكر الخطيب وذكره في التاريخ فقال: كتبنا عنه شيئا يسيرا
بعد أن كف بصره وكان صدوقا وكانت ولادته سنة ست وستين وثلاثمائة قال وسمعت منه
الحديث في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة يعني مات بعد هذه السنة. وأخوه أبو الفرج
عبد الوهاب بن الحسين الغزال سكن صور من ساحل بحر الروم وكان الأصغر، سمع
الحسين بن محمد بن عبد العسكري، وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وأبا
حفص عمر بن أحمد بن علي بن الزيات وأبا بكر محمد بن عبد الله الأبهري وأبا الحسين
289

محمد بن المظفر الحافظ وغيرهم، روى عن أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (الحافظ)
وقال: انتقل عن بغداد إلى الشام فسكن بالساحل في مدينة صور وبها لقيته وسمعت منه عند
رجوعي من الحج وذلك في سنة ست وأربعين وأربعمائة وكان ثقة سألته عن مولده فقال: في
سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ومات بصور في شوال سنة سبع وأربعين وأربعمائة. وولد سنة
اثنتين وستين وثلاثمائة. قلت روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي وأبو
محمد بن عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وذكره في معجم شيوخه وقال: أبو الفرج بن
برهان الغزال بغدادي المولد سكن صور يتجر إلى مصر، شيخ لا بأس به صحيح
الأصول (1).
الغزقي: بفتح الغين والزاي المعجمتين وفي آخرها القاف هذه النسبة: قال الأمير (أبو
نصر) بن ماكولا (صاحب كتاب الاكمال) إلى قرية مرو، وقال: جرموز بن عبيد الله الغزقي
من قرية غزق يقول لها العواز: غزك. من نواحي مرو ويروي عن أبي نعيم وأبي تميلة وروى
عن أبي نصر تفسير مقاتل بن سليمان وهو ضعيف قلت: لا أعرف بمرو قرية اسمها غزق
بالزاي وأعرف قرية يقال هال غرق بالراء الساكنة (المهملة). ولعله اشتبه على ابن ماكولا.
وجماعة إلى الساعة ينسبون إلى هذه القرية وهي قرية غرق على ثلاثة فراسخ منها، عند نوش
كناركان بأسفل البلد وخربت حيطانها وبقيت مزارعها. وقرية بفرغانة (2) بما وراء النهر يقال
لها غزق منها القاضي أبو نصر منصور بن أحمد بن إسماعيل الغزقي، كان إماما فاضلا وفقيها
مبرزا. سكن سمرقند حدث عنه أولاده. توفي ليلة الأحد السادس والعشرين من صفر سنة
خمس وستين وأربعمائة ودفن في في المشهد (بمقبرة) جاكرديزة (من مقابر سمرقند). وأبو علي
الحسين بن أبي الحسين بن عبد الله بن أبي جعفر الغزقي خليفة درس القاضي أبي نصر
منصور بن أحمد الغزقي من غزق فرغانة كان فقيها فاضلا زاهدا كاملا وكان عظيما في الفقه
والمحاضر والسجلات. وكان ودع ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان قومه بعد الختم وقال:

(1) بعدها في اللباب 2 / 379: " قلت فاته: الغزالي: بفتح الغين والزاي المشددة وبعد الألف لام، أطن أن هذه النسبة
إلى الغزال على عادة أهل جرجان وخوارزم، كالعصاري نسبة إلى العصار. واشتهر بها الإمام أبو حامد محمد بن
محمد الغزالي الفقيه الشافعي المشهور، توفي سنة خمس وخمسمائة وسمعت من يقول إنه بالتخفيف نسبة إلى غزالة
قرية من طوس وهو خلاف المشهور ".
(2) فرغانة: مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان، بينها وبين سمرقند خمسون فرسخا، وتقع اليوم
في تركستان الروسية على نهر سرداريا في الاتحاد السوفياتي. وكان أقليم فرغانة يعرف إلى وقت قريب باسم خانية
خوقد. وقد أعيد الآن اسمه القديم. وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية.
290

قرب رحيلي. وتوفي في شوال سنة اثنتين وستين وأربعمائة ودفن بجاكرديزة في مشهد
السادات.
الغزنوي: بفتح الغين المعجمة والزاي الساكنة (المعجمة وفي آخرها) النون
المفتوحة. هذه النسبة إلى غزنة (1) وهي بلدة (أول) من بلاد الهند خرج منها جماعة من بالعلماء
في كل فن. وقد ذكرت مشايخها في قراها من الحروف.
الغزنياني: بفتح الغين وسكون الزاي المعجمتين وفتح النون والياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى غزنيان وهي قرية من قرى كس. منها أبو عمر
حفص بن أبي حفص الكسي الغزنياني، يروي عن يحيى بن عبد الغفار وأبي سعيد عطاء بن
موسى الجرجاني وأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الباب كسي السمرقندي وغيرهم، روى عنه
عبد الله بن محمد بن شاه السمرقندي وعيسى بن الحسين (2) الكسبوي النسفي، حدث قبل
الثلاثمائة وكان من أبناء مائة سنة. والامام الفقيه صديق بن أبي بكر بن الحسين الغزنياني
الكسي يروي عن أبي الفتح المبارك بن إسماعيل بن محمد الباهلي، روى عنه أبو حفص
عمر بن محمد بن أحمد النسفي وأقام بسمرقند. وتوفي بها في شهر شعبان سنة ثمان وستين
وخمسمائة، ودفن بمقبرة قنطرة غانفر.
الغزواني: بفتح الغين وسكون الزاي المعجمتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
غزوان وهي محلة من محال هراة يقال لها بهناء غزوان، وفيها قبر الإمام الزاهد أبي علي
حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الأزدي الهروي، وسط المدينة. والمنسوب إلى هذه
المحلة: شيخنا أبو محمد رافع بن أبي سهل بن أبي الحسن بن أبي سهل الغزواني، يروي
عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري الامام، قرأت عليه أحاديث أبي الحسن
الديناري وعلى أبي محمد عبد السيد بن أبي بكر بن أبي الفضل بن ينال البناء الطاقي بجامع
هراة وعلى الامام زين الاسلام أبي القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني في سنة سبع
وأربعين وخمسمائة بهراة قالوا: أنا العميري أنا الحاكم الفقيه أبو الحسن عبد الرحمن بن
محمد الديناري وهو المصنف.

(1) غزنة أو غزنين وهي قصبة زابلستان الواقعة في طرف خراسان، بينها وبين الهند، وهي اليوم إحدى مدن أفغانستان.
انظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية 387 388.
(2) " عيسى بن الحسن " تصحيف. وهو أبو أحمد عيسى بن الحسين بن الربيع الكسبوي النسفي، صاحب كتاب
البستان، ونسبته إلى كسبة وهي إحدى قرى نسف قرب سمرقند. وانظر معجم البلدان: كسبة، والأنساب
م 483 / أ.
291

وأما أبو علي الرفاء الحافظ فهو أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ
الرفاء الأزدي الحافظ الهروي شيخ ثقة محدث بلده في عصره سمع الحديث بخراسان والعراق
والحجاز من عثمان بن سعيد الدارمي الهروي وداود بن الحسين النيسابوري ومحمد بن أيوب
الرازي ومحمد بن المغيرة الهمداني السكري وإبراهيم بن زهير الحلواني وبشر بن موسى
وإسحاق بن الحسن وأبي المثنى معاذ بن المثنى العنبري الحربي وعلي بن عبد العزيز البغوي
ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وأبي بكر بن حفص بن عمر السدوسي وعلي بن
مسكان الساوي وأبي علي الحسين بن إدريس الأنصاري وأبي زكريا يحيى بن عبد الله بن
ماهان وأبي يزيد جلاد بن هانئ الأسدي وأبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ويوسف بن
يعقوب القاضي ومحمد بن صالح الأشج ومحمد بن يونس ومحمد بن معاذ الجوهري. يروي
عنه الفقيه أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الديناري وأبو علي بن شاذان البزار والشيخ الإمام أبو
الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي وأبو
سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ الخركوشي النيسابوري وأبو عبد الله محمد بن علي بن
الحسين بن محمد الباشاني الهروي وأبو الحسين عفيف بن محمد الخطيب الفوشنجي وأبو
الحسن محمد بن عبد الرحمن الدباس والامام أبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبو
سعد شعيب بن محمد بن إبراهيم المؤدب والشيخ الإمام أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى
الشيباني. توفي بهراة في شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاثمائة بمحلة غزوان وقبره مشهور
يزار، زرناه مرارا وقد مر ذكره في حرف الراء في ترجمة الرفاء.
الغزوي: بفتح الغين والزاي (المعجمتين) بعدهما الواو. هذه النسبة إلى غزية وهي
قبيلة كبيرة كثيرة العدد. قال لي أبو أزيد الخفاجي في بادية السماوة (1) نحن أكثر خيلا وفرسانا
وغزية أكثر عددا ورجالا وعبادة أكثر جمالا وبعرانا. فأما غزية فظني أنها تنزل حوالي نجد (2)
وصحبني بدوي منهم يقال له طعان الغزوي وكان خفيرا لي منهم في بادية السماوة وعلقت عنه
شيئا يسيرا من الشعر. وعمرو بن شمر بن غزية الغزوي نسب إلى جده وهو أحد من بقي من

(1) بادية السماوة: بين الكوفة والشام " معجم البلدان ".
(2) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 380 " قلت: قوله: غزية قبيلة كثيرة العدد تنزل نجدا. فيا ليت شعري، من أي العرب
هي هذه القبيلة؟!
وكم من قبيلة كثيرة العدد بنجد! وهي من طئ ولد سيف ومسعود وحارثة أولاد أبي بن غنم بن حارثة بن ثوب بن
معن بن عتود أخي بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ فخذ من طي ".
292

قواد أهل اليمن بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان (1).
الغزينزي: بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين
وكسر النون وفي آخرها زاي أخرى. هذه النسبة إلى غزينز وهي قرية من قرى خوارزم (2) من
ناحية مراغرد منها أبو عاصم المظفر بن أحمد بن محمد بن محمد بن عراق الغزينزي الكاثي
كان فقيها فاضلا حسن السيرة راعيا للحقوق سمع الغيلانيات من أبي القاسم هبة الله بن
محمد بن الحصين الشيباني لقيته بخوارزم وكتبت عنه شيئا يسيرا وكانت ولادته في شوال سنة
تسع وتسعين وأربعمائة.
الغزيلي: بضم الغين المعجمة وفتح الزاي والياء آخر الحروف (المشددة المكسورة)
وفي آخرها اللام هذه النسبة إلى غزيل وهو بطن من جمل من مراد. قال محمد بن جرير
الطبري قيس بن المكشوح وهو هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بداء بن عامر بن
عوبثان بن زاهر بن مراد وعداده في جمل. الغزي (غزة) بليدة من بلاد فلسطين على مرحلة
من بيت المقدس خرج منها جماعة من الأئمة والمحدثين ولد بها (الامام) الشافعي محمد بن
إدريس، وممن كان بها من المحدثين: أبو عبد الله محمد بن عمرو بن الجراح الغزي يروي
عن مالك بن أنس والوليد بن (مسلم) وضمرة بن ربيعة ورواد بن الجراح، روى عنه محمد بن
الحسن بن قتيبة العسقلاني وسعيد بن محمد البيروتي وأبو زرعة الرازي وكان لا بأس به.
ومحمد بن حبيش الغزي يروي عن سفيان بن عيينة، روى عنه الحسن بن سفيان الشيباني
النسوي. وعبد الرحمن بن عثمان الغزي وكان من العباد باليمن يروي عن عبيد بن عمير،
روى عنه يزيد بن أبي حكيم. ومحمد بن عبيد الغزي روى عنه ابن قتيبة. وعبد الله بن وهب
الغزي. وعلي بن عياش بن عبد الله بن الأشعث الغزي (أبو الحسن يروي عن محمد بن
حماد الظهراني، روى عنه أحمد بن عمر بن محمد المصري الجيزي. وحملة بن محمد

(1) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 380 381 " ثم قال: وإلى غزية جد عمرو بن شمر بن غزية الغزوي وكان من أهل
اليمن قدم الشام مع يزيد بن أبي سفيان. والذي أعرفه أن غزية فخذ من هوازن، وهو غزية بن جشم بن معاوية بن
بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. منهم دريد بن الصمة الشاعر قتل يوم أوطاس كافرا.
فإن كان ظن أن غزية جد عمرو وهو غزية هوازن أو غزية طئ فليس كذلك، هما أقدم منه بكثير، فإن من يعاصر
عمرا ينتسب إلى غزية هوازن، وطئ آباء كثيرة، والله أعلم ".
(2) خوارزم: أوله بين الضمة والفتحة والألف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة، هكذا يتلفظون به. وهي مدينة في جنوب بحيرة خوارزم وشرقي بحر قزوين. وتقع اليوم في تركستان الروسية في الاتحاد السوفياتي. وانظر معجم
البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 491 492.
293

الغزي يروي عن عبد الله بن محمد) بن عمرو الغزي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني وذكر أنه سمع منه بمدينة غزة. وأبو التمام سيف بن عمرو الغزي
يروي عن محمد بن أبي السري العسقلاني روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
وأبو الحسين بن الترجمان الغزي الصوفي. ذكرته في حرف التاء في ترجمة الترجماني.
294

باب الغين والسين
الغسال: بفتح الغين المعجمة، وتشديد السين المهملة، وفي آخرها اللام. هذه
النسبة لمن يغسل الموتى. وهو عبد الله بن محمد بن نوح الغسال المروزي يروي عن
صخر بن محمد الحاجبي وأحمد بن عبد الحكيم الفرياناني. وأبو أحمد محمد بن أحمد
بن إبراهيم الغسال، أحد أئمة الحديث.
الغساني: بفتح الغين المعجمة، وتشديد السين المهملة، وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى غسان، وهي قبيلة نزلت الشام، وإنما سميت غسان بما نزلوها. قال أبو المنذر
الكلبي: سمي ماء السماء لأنه كان غياثا لقومه مثل ماء (السماء). وأما المنذر بن ماء السماء
فإن أمه كانت تسمى ماوية لقبت ماء السماء وهي بنت عوف بن جشم أخوه لامه جابر بن أبي
حطو الحظائر النمري، فعامر هو ماء السماء بن حارثة، وهو الغطريف بن ثعلبة بن
امرئ القيس بن مازن وهو جماع غسان (وغسان) ماء شرب منه أبناء مازن فسمواغ غسان ولم
يشرب من خزاعة ولا أسلم ولا بارق ولا أزد عمان فلا يقال لهم غسان. وهو من أولاد مازن بن
الأسد و (المشهور) المنتسب إلى غسان جماعة كثيرة: منهم أبو مسهر (عبد الأعلى بن مسهر)
الدمشقي الغساني من أنفسهم من أهل دمشق سمع سعيد بن عبد العزيز التنوخي ويحيى بن
حمزة الحضرمي ومالك بن أنس وعبد الله بن العلاء بن زبر وغيرهم. روى عنه يحيى بن معين
ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه (وأبو زرعة الدمشقي وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم
الدمشقي وهو من كبار محدثي دمشق وأعيان متقنيهم سمع أيضا صدقة بن خالد وسفيان بن
عيينة وعيسى بن يونس وغيرهم وقال يحيى بن معين: إذا حدثت في بلدة فيها مثل أبي مسهر
صح للحيتي أن تحلق). (وغير واحد من الأئمة) وكان من أعلم الناس بالمغازي وأيام الناس
حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة فحبسه بها إلى أن مات وقال أبو مسهر: ولد لي
والأوزاعي حي جالست سعيد بن عبد العزيز اثنتي عشرة سنة قال: وما كان أحد من أصحابي
أحفظ لحديثه مني غير أني نسيت. ومات أبو مسهر (ببغداد) في الحبس غرة رجب سنة ثمان
عشرة ومائتين وأخرج ليدفن فشهده ناس كثير من أهل بغداد وكان ابن تسع وسبعين سنة.
ورفدة بن قضاعة الغساني من أهل الشام يروي عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز، روى عنه
هشام بن عمار ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد
عن الاثبات بالأشياء المقلوبات. وأما الغسانية فهم طائفة من مرجئة الكوفة انتسبوا إلى رجل
295

اسمه غسان زعموا أن الايمان هو المعرفة بالله (عز وجل) وبرسوله والاقرار (بهما) وبما جاء من
عندهما في الجملة دون التفسير وأن الايمان يزيد و (لا) ينقص وزعمت هذه الطائفة أن قائلا لو
قال (أعلم) أن الله حرم (لحم) الخنزير ولا أدري هل الخنزير هذه الحيوان المعروف أم غيره
كان مؤمنا. ولو قال: اعلم أن الله قد فرض الحج في الكعبة غير أني لا أدري أين الكعبة
ولعلها بالهند كان مؤمنا ولو قال: أعلم أن الله بعث محمدا رسول الله ولا أدري لعله هذا
الزنجي كان مؤمنا. نعوذ بالله من الكفر والضلال. وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن
جميع الغساني الصيداني ذكرته في الصيداني في حرف الصاد. وولده الحسن وحفيده
ووالده. وأبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمد بن غسان البصري (الحافظ)
الغساني نسب إلى جده الأعلى من أهل البصرة كان حافظا مكثرا من الحديث وكان عمه أبو
الحسين أحمد بن محمد بن محمد بن غسان البصري الحافظ سمعه من الشيوخ شيئا كثيرا ثم
لما كبر نقم عليه في بعض أموره وكان يقطع أول الورقة التي فيها سماعه، سمع أبا يعقوب
إسحاق النجيرمي وأبا العباس أحمد بن عبد الرحمن الخاركي وأبا القاسم عبيد الله بن
محمد بن بابويه المخرمي وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وأبو
الفضل جعفر بن يحيى الحكاك وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الخزاعي وجماعة
سواهم وقال النخشبي كان عمه أبو الحسين سمعه الكثير ثم غضب عليه وكان يقطع الأوراق التي
عليها سماعه من أجزائه وكان عنده من ذلك كثير وبقيت عليه بقية لم تقطع وكان كلما قطع
يعلم أنه كان سماعه على ما سمعتهم بالبصرة يذكرون. وإبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى
الغساني الدمشقي حفيد يحيى بن يحيى من أهل دمشق يروي عن أبيه وسعيد بن عبد العزيز
وعبد الله بن عياض الإسكندراني. قال أبو حاتم الرازي: قلت لأبي زرعة: لا تحدث عن
إبراهيم بن هشام فإني ذهبت إلى قريته فأخرج إلي كتابا زعم أنه سمعه من سعيد بن عبد العزيز
فنظرت فيه فإذا فيه أحاديث ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة وعن ابن شوذب ويحيى بن أبي
عمرو السيباني فنظرت إلى حديث فاستحسنته من حديث ليث بن سعد عن عقيل فقلت له:
أذكر هذا فقال: هذا سعيد عن ليث عن عقيل بالكسر، ورأيت في كتابه أحاديث قد قلبها
وأظنه لم يطلب العلم. وهو كذاب. وجده يحيى عن يحيى الغساني الدمشقي كان قاضي
دمشق يروي عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن وغيرهم، روى
عنه محمد بن إسحاق وسفيان بن عيينة. وابنه هشام بن يحيى (بن يحيى) وكان من الثقات،
وثقه يحيى بن معين وقيل إنه شرب شربة فشرق بها فمات سنة خمس وثلاثين ومائة.
296

الغساني: بضم الغين المعجمة وفتح السين المشددة المهملة بعدها الألف وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى غسان وهو بطن من حضرموت قال الدارقطني ففي نسب حضرموت
غسان بن جذام بن الصدف.
الغسيلي: بفتح الغين المعجمة وكسر السين غير المنقوطة والياء المنقوطة من تحتها
بنقطتين (وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى غسيل الملائكة) وهو حنظلة (بن أبي عامر
الراهب) الذي قتل يوم أحد (منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جنبا لأنه أتى أهله فلما سمع
تلك الصيحة (يعني ألا) إن محمدا (قد) قتل خرج بسيفه فقاتل حتى قتل فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الملائكة تغسله فسال عنه أهله فحكت القصة وكان يسمى غسيل الملائكة. والمشهور بهذه
النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن محمد بن من مسملة بن سليمان بن
عبد الله بن حنظلة الغسيلي البغدادي يروي عن العراقيين بندار بن بشار ومحمد بن المثنى
وعمرو بن علي ودونهم حدث بخراسان وكان يقلب الاخبار ويسرق الحديث. وأبو سليمان
عبد الرحمن بن سليمان (1) بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيلي (من أولاد حنظلة
الغسيل أيضا) أخو مسلمة الأنصاري من أهل المدينة يروي عن سهل بن سعد، روى عنه
عبد الله بن إدريس مات إحدى وقيل سنة اثنتين وسبعين ومائة وكان ممن يخطئ ويهم
كثيرا على صدق فيه، والذي هو مثل فيه ترك ما خالف الثقات من الاخبار والاحتجاج بما
وافق الاثبات من الآثار ومرض الشيخان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين القول فيه.

(1) في نسخة: " أبو سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حنظلة " وفي ك و م: " أبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان بن
عبد الله بن حنظلة " وكلاهما تصحيف. وانظر تهذيب التهذيب 6 / 189.
297

باب الغين والشين
الغشتي: فتح الغين المعجمة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها تاء معجمة من فوقها
باثنتين هذه النسبة إلى () (1) والمشهور بهذه النسبة إبراهيم بن محمد الغشتي يروي عن
العابس بن عزير المروزي.
الغشداني: بضم الغين وسكون الشين المعجمتين وفتح الدال المهملة وفي آخرها
نون. هذه النسبة إلى غشدان وهي قرية من قرى سمرقند عند جبل شاوذار. منها أبو منصور
غالب بن الحسن بن خلف بن حبوبه بن نماح بن يحيى الغشداني يروي عن إسماعيل بن حاتم
الأربنجني الكرابيسي. قال أبو سعد الإدريسي: كتبنا عنه بسمرقند ومات بها وحدثنا بالوجادة
من كتب جماعة من مشايخ سمرقند ومات (و) لم تكن الرواية من صنعته.
الغشيدي: بفتح الغين وكسر الشين المعجمتين بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي
آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى غشيد وهي قرية من قرى بخارى وقد سمعت بذكر
غشتي ولا أدري هذه تلك أو غيرها لكن رأيت هذه الصورة في تاريخ بخارى للحافظ الغنجار
منها: أبو حامد محمود بن يونس بن مكرم الغشيدي البخاري يروي عن أبي طاهر أسباط بن
اليسع وأبي مقاتل حامد بن غالب الطواويسي، روى عنه ابنه أبو بكر ومحمد بن محمود
الوزان.

(1) بياض في الأصول وانظر مادة الغيشتي من هذا الكتاب ومادة غيشتي في معجم البلدان ولب اللباب 190.
298

باب الغين والضاد
الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
الراء هذه النسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه لاطعام ونسب جماعة إلى عملها أو واحد من
آبائهم منهم: أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان بن محمد الغضائري من
أهل حلب قيل إنه كان بغداديا سكنها وكان من الصالحين الزهاد الثقات سمع عبد الله بن
معاوية الجمحي وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي عمر العدني وعبد الأعلى بن
حماد النرسي ومجاهد بن موسى روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني
وأحمد بن عاصم المصري وغيرهما وقال: دققت على السري السقطي بابه فقام إلى عضادتي
الباب فسمعته يقول: اللهم اشغل من شغلني عنك بك. فقال الغضائري: كان من بركة
دعائه أني حججت على رجلي أربعين حجة من حلب ذاهبا وجائيا ومات في شوال من سنة
ثلاث عشرة وثلاثمائة. وأبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن
يحيى بن حلبس بن عبد الله المخزومي المعروف بالغضائري من أهل بغداد سمع أبا بكر
محمد بن يحيى الصولي وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز وأبا عمرو بن
السماك وأحمد بن سليمان النجاد وجعفر بن نصير الخلدي ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبنا
عنه وكان ثقة فاضلا ومات في المحرم سنة أربع عشرة وأربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب.
وأبو بكر الطيب بن محمد بن أحمد الغضائري الصوفي من أهل أبيورد شيخ الصوفية بها كان
صالحا كثير العبادة حسن الأخلاق متواضعا صناع اليد خدم الصوفية في الاسفار وسلك البراري
وقصد البلاد النائية سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن علي الفاروزي وأبا عبد الله محمد بن
حامد بن أحمد المروزي وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن كلك التبريزي وطبقتهم، سمعت
منه أجزاء بمرو قبل خروجي إلى الرحلة وانتخبت عليه جزءا سمع عمي الامام وجماعة منه
ذلك الجزء وتوفي بأبيورد إما في أحد الربيعين أو الجمادين سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة
وكنب ببغداد. وأبو الفتوح نصر بن الحسين بن إبراهيم بن نوح المقرئ الغضائري من
مشاهير خراسان وكان مقرئا فاضلا حسن التلاوة طيب النغمة لطيفا كثر العبادة له يد باسطة في
وضح الألحان وأكثر القراء بخراسان تلامذته سمع أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي
وفاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق وأبا تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي والسيد أبا
الفضل ظفر بن الداعي بن مهدي العلوي سمعت منه بميهنة ولقيته ببغداد ونيسابور.
299

الغضبي: بفتح الغين المعجمة وسكون الضاد المنقوطة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى غضب وهو بطن من الأنصار ومن سليم. قال ابن حبيب: في سليم بن
منصور: غضب بن كعب بن الحارث بن بهثة بن سليم. قال: وفي الأنصار: غضب بن
جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة. قال محمد بن إسحاق بن يسار: من بني زريق بن
عامر بن زريق بن عبد حارثة بن ثعلبة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن
ثعلبة بن عمرو بن عامر: رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق.
الغضنفري: بفتح الغين والضاد المعجمتين وسكون النون وفتح الفاء وفي آخرها
الراء. هذه النسبة إلى الغضنفر وهو اسم للأسد، وفي اللغة للأسد سبعون اسما منها الزبير
والضيغم والعرباض والهماس والحارث والحفص والشبل واللبوة واسم الجد الأعلى
لمحمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس بن حمل بن جندلة بن بجيلة بن منقذ بن
المحتجب بن الأغر بن الغضنفر الغضنفري من تيم بن ربيعة بن نزار بن معد. قال أبو
حاتم بن حبان: هو شيخ روى عن أبيه المناكير لا يجوز الاحتجاج به، يروي لنا عنه علي بن
سعيد العسكري.
وقال بعضهم في الغضنفر حين نجى الله تعالى بن حمير من شر الجنة، والقصة
طويلة: (من الطويل):
ومن يعتصم عند الشدائد بالذي (1) * إليه ألتجئ بعد الاياس ابن حمير
سيصبح محفوظ الجوانب آمنا * من الجنة السوداء أو من (غضنفر)
الغضيضي: بفتح الغين والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين بين الضادين
المعجمتين. هذه النسبة إلى غضيض. والمشهور بالنسبة إليها: محمد بن يوسف بن الصباح
الغضيضي كان متولي حمدونة بنت غضيض أم ولد الرشيد فنسب إليها. هكذا ذكره أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخه. حدث عن رشدين بن سعد وعبد الله بن
وهب. روى عنه محمد بن عبيد الله بن المنادي وأبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا وأحمد بن
القاسم بن مساور الجوهري وأحمد بن محمد بن بكر القصير وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي. وكان ثقة ومات في سنة تسع وثلاثين
ومائتين.

(1) رواية الشطر في إحدى النسخ:
" ومن يعتصم بالشدائد عنه الذي "
وهو مختل الوزن وما هنا يتطلبه الوزن.
300

باب الغين والطاء
الغطريفي: بكسر الغين المعجمة وسكون الطاء وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من
تحتها بنقطتين وفي آخرها الفاء. هذه النسبة إلى الغطريف وهو جد المنتسب إليه. وأما
الغطريفي الذي بما وراء النهر ويقول لها العوام عذر في فهو منسوب إلى الغطريف بن عطاء
الكندي على ما سأذكره. وأما المنتسب إلى الجد فهو أبو أحمد بن محمد بن أحمد بن
الحسين بن القاسم بن الغطريف بن الجهم الرباطي الغطريفي الجرجاني العبدي من أهل
جرجان كان إماما فاضلا ومكثرا من الحديث صنف المسند الصحيح على كتاب البخاري
وجمع الأبواب وكان ينزل في دار الشيخ أبي بكر الإسماعيلي، سمع أبا خليفة الفضل بن
الحباب الجمحي وزكريا بن يحيى الساجي وعمران بن موسى السختياني والهيثم بن خلف
الدوري وقاسم بن زكريا المطرز وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأحمد بن الحسن
الصوفي الصغير وطبقتهم من أهل بغداد والبصرة، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف
السهمي وجماعة آخرهم أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وسمع أبو بكر الإسماعيلي عنه
في الصحيح حديثين أو أكثر، روى عنه قال مرة: حدثنا محمد بن أبي حامد النيسابوري وقال
مرة: محمد بن أحمد العبقسي وقال في حديث آخر حدثنا محمد بن أحمد العبدي وقد قال
الثغري أيضا وقال محمد بن أحمد بن الحسين وقد أنكروا عن أبي أحمد الغطريفي حديثا.
روى حديثا عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبي
جهل وكان يذكر أن ابن صاعد وابن مظاهر أفاداه عن الصوفي هذا الحديث، ولا يبعد أن
يكون قد سمع إلا أنه لم يخرج أصله وقد حدث غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بهذا
الحديث عن الصوفي حدثنا به أبو الفتح الحافظ الأزدي الموصلي به عن الصوفي وغيره ببغداد
في مجلس أبي الحسين أبي الحسين بن المظفر (الحافظ) وكان أبو الفضل الجارودي حاضرا وكتبت عنه
هذه الحديث الذي أنكروا عليه وأنكروا عليه أيضا أنه حدث بمسند إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي عن ابن شيرويه من غير أصله الذي سمع منه. قال حمزة بن يوسف السهمي
وسمعت أبا عمرو الرزجاهي يقول: رأيت سماع أبي أحمد الغطريفي في جميع كتاب ابن
شيرويه وكان له عن أبي خليفة وعن مشايخ أهل بغداد والبصرة أصول جياد بخطه وخط غيره
سماعه فيها وتفرد أبو أحمد الغطريفي عن أبي العباس بن سريج بأحاديث. لا أعلم روى عنه
غيره وتوفي بجرجان في رجب سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. والدرهم الغطريفي ببخارى وما
301

وراء النهر نسب إلى غطريف بن عطاء الكندي لأنه لما قدم أميرا على خراسان في سنة خمس
وسبعين ومائة في خلافة الرشيد سأله أهل بخارى أن يضرب لهم درهما لا يحمل إلى موضع
ولا يروج في بلد سواه فضرب درهما فيه من عدة جواهر نفيسة فإذا سبك لا يحصل منه شئ
فجمع الذهب والفضة والحديد والرصاص والنحاس والآنك والصفر ولطخن بالمسك فضربوا
منها الدراهم الغطريفية فنسب إلى عطريف بن عطاء الكندي. وأبو الحسين أحمد بن أبي
الطيب محمد بن أحمد بن الغطريف بن الحكم بن يزيد الحيري الغطريفي من أهل نيسابور
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي سمع منه
الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) وذكره في التاريخ فقال: أبو الحسين بن أبي الطيب الحيري أكثر
عن أبي عمرو الحيري وتوفي لخمس بقين من شوال سنة ست وستين وثلاثمائة. وأبو بكر
أحمد بن محمد بن الغطريف الكاتب الغطريفي من أهل جرجان ابن عم أبي أحمد الغطريفي
حدث عن محمد بن حيوية، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي وأبو أحمد الغطريفي وأبو
بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال: ولم أكتب عنه غير هذا الحديث يعني حديثا واحدا.
الغطفاني: بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة وفتح الفاء وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى غطفان وهي قبيلة من قيس عيلان وهي بيت قيس عيلان نزلت الكوفة. والمشهور
بالانتساب إليها: أبو البلاد يحيى بن أبي سليمان الغطفاني، يروي عن الشعبي، روى عنه
مروان بن معاوية وتميم بن مسيح الغطفاني الذهلي كان من أهل الكوفة يروي عن علي (رضي
الله عنه) روى عنه ذهل بن أوس والناس وربعي بن حراش الغطفاني القيسي (من قيس) عيلان
كوفي أخو الربيع بن حراش ومسعود وكان ربعي بن عباد أهل الكوفة وكان أعور، روى عن
حذيفة وعمر (رضي الله عنهما) روى عنه منصور وعبد الملك بن عمير. مات في خلافة
(عمر بن) عبد العزيز سنة مائة أو إحدى وصلى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن
زيد بن الخطاب ويقال إنه تكلم بعد الموت. وأبو سيدان عبيد بن الطفيل العبسي الغطفاني
من أهل الكوفة يروي عن ربعي بن حراش، روى عنه الكوفيون. وأبو عمرو عثمان بن عثمان
الغطفاني القرشي من أهل البصرة، يروي عن علي بن زيد بن جدعان، روى عنه أحمد بن
حنبل وأهل العراق قال أبو حاتم بن حبان: وكان ممن يخطئ وأبو عاصم علي بن عبيد الله
الغطفاني من أهل الكوفة يروي عن ثابت بن عبيد ويسار بن نمير عنه الثوري وأبو عوانة.
وأبو مالك بن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني من أهل البصرة يروي عن أبيه، روى عنه
شعبة ووكيع. وجماعة ينسبون إلى غطفان جذام قال أبو بكر بن أبي داود: نعيم بن الهدار
ويقال ابن هبار (ويقال ابن عمار) ويقال ابن خمار والصواب ابن همار وهو غطفاني من غطفان
302

جذام لا من غطفان قيس عيلان، حكى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني هذا الكلام في
كتاب الافراد (في الجزء التاسع والثلاثين من أجزائه، وجمع مسنده في جزء ضخم والاختلاف
في نسبه أبو بكر أحمد بن علي بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ قرأت جمعه على أبي منصور
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد (القزاز) عن مصنفه).
الغطيفي (1): بضم الغين المعجمة وفتح الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها
بنقطتين والفاء في آخرها. هذه النسبة إلى غطيف وهو بطن من مراد منهم فروة: بن مسيك
الغطيفي المرادي له صحبة، روى عنه يحيى بن هانئ وسعيد بن أبيض. وسهل بن سعيد
الغطيفي مصري حديثه في كتاب الشويخ ليونس بن عبد الأعلى. وعلقمة بن يزيد بن
عمرو بن سلمة بن منبه بن ذهل بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد المرادي ثم الغطيفي
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه عمر، وشهد فتح مصر ورجع إلى اليمن. وعابس بن ربيعة
الغطيفي شهد فتح مصر. وشريك بن سمي وعابس بن سعيد قاضي مصر وأزهر بن يزيد وأبو
شريك يحيى بن ضماد غطيفون. والأزهر بن يزيد الغطيفي يروي عن مقداد بن الأسود
(الكندي) روى عنه الحارث بن يزيد.
أبو الأصبغ عبد العزيز بن سهل بن سعيد الغطيفي من الموالى، وأبو الأصبغ كان لقبا له
فقبله وكان يكنى به، وكانت القضاة تقبله، يروي عن رشدين بن سعد وعبد الله بن وهب وابن
القاسم. وتوفي شهر ربيع الآخر سنة عشرين ومائتين.

(1) قبلها في اللباب 2 / 386: " قلت: فاته النسبة إلى غطفان بن قيس بن جهينة، بطن من جهينة بن زيد بن ليث ينسب
إليه كثير، منهم عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن الحارث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن مالك بن
غطفان، صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول من ألحق قضاعة باليمن فقال في ذلك بعض البلويين:
فلا تهلكوا في لجة قالها عمرو
يعني لجاجة، قال الكلبي: وقوله: غطفان جذام ولم ينسبه فهو غطفان بن سعد بن إياس بن ربيل بن حرام بن
جذام ".
303

باب الغين والفاء
الغفاري: بكسر الغين المعجمة، وفتح الفاء، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى غفار، وهو غفار بن مليل بن ضمرة (بن بكر) بن عبد مناة بن كنانة (بن
خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار " وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غفار غفر
الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله. وأيضا روى عنه صلى الله عليه وسلم قال: قريش
والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله.
فمنها أبو ذر جندب بن جنادة ويقال برير بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن
غفار بن مليل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفاري رضي الله عنه. كان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وزهادهم وكبرائهم، ومن العلماء العاملين والحكماء السابقين، والعظماء
الصادقين. أسلم قبل الهجرة، ودخل مكة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به، وكان خامسا في الاسلام
إلى أن رجع إلى بلاد قومه بأمره صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وسيره عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الربذة
بشئ جرى بينهما، وتوفي بها لأربع سنين بقيت من إمرة عثمان رضي الله عنه. وصلى عليه
عبد الله بن مسعود. وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أراد أن ينظر إلى زهد عيسى بن
مريم فلينظر إلى زهد أبي ذر الغفاري. وقال أيضا: إن أبا ذر يأكل وحده ويشرب وحده
ويموت وحده، ويبعثه الرب يوم القيامة وحده. وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: ما أظلت
الخضراء وما أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر الغفاري. وقال أبو ذر: سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن () (1) فقال: يا أبا ذر مرة أو ذر. ومن كلماته: إنكم في زمان الناس فيه
كالشجرة الخضرة لا شوك لها إن دنوت منهم آذوك وإن أمرتهم بمعروف عصوك وإن نهيتهم عن
منكر عادوك. روى عنه أبو إدريس الخولاني عايذ الله.
والحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل الغفاري صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو) من أولاد مليل، وغفار ونعلية أخوان، وهما من ولد مليل، وأخوه
رافع بن عمرو الغفاري صحب النبي صلى الله عليه وآله. روى عن عبادة بن الصامت. والحكم توفي بمرو

(1) لا يتضح ما بينهما في عدة نسخ.
304

سنة خمسين وقبره مشهور يزار بتنوركران (1) روى عن الحكم (الحسن) البصري وأبو تميمة
الهجيمي.
وللحكم أخوان: عطية ورافع وهما لم يرويا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلا. أمر زياد بن أبيه
بحبسه وتقييده فتوفي في السجن مقيدا بمرو في أيام يزيد بن معاوية ودفن بجنب بريدة في
مقبرة حصين التي تدعي اليوم تنوركران من مقابر مرو. وحين دنا من الموت قيل له: نحل
القيد عنك؟ قال: لا بل ادفنوني مقيدا لأبعث مخاصما لزياد يوم القيامة، فدفن مقيدا رضي
الله عنه في سنة خمسين من الهجرة، ويقال لهذا التل تل الصحابة وتل المقابل يعني مقابل
حمام أبي حمزة محمد بن ميمون السكري ويقال إن غطفان عمرو أخا الحكم مدفون في هذا
التل بجنبه. وذكر أبو عمرو النوقاني في كتاب أنس الغريب أن الحكم بن عمرو مر يوما حين
كان والي خراسان فسمع صوتنا من حائط صوتا حزينا من هاتف يهتف به:
تعز بصبر لا رجعت لكي ترى * سنام الحمى آخر الليل الغرائر
كأن فؤادي من تذكره الحمى * وأهل الحمى يهفو به ريش طائر
فوقف الحكم وقال: من هذا القائل فجاؤوا إليه فقالوا له: من أي موضع أنت؟ قال:
من بني عامر من نجد، قال أيش تفعل في خراسان؟ قال: من وقب عبد الله بن عامر بن
كريز حبسوني ههنا رهنا فقالا له اشتهيت لقاء ديارك وأقربائك فإني أهيئ أسبابك فقال:
وقعت في ضيق المعاش والولدان، فقال: إني أهيئ أسبابك وأسبابهم فقال: كفافي
ههنا، ووقع بين يديه هذا الرجل ومات ساعتئذ، ويقال إن قثم بن العباس بن عبد المطلب
قتل بسمرقند ثم حمل منها إلى مروان بمرو ودفن بالجصين بقرب بريدة.
وقال عبد المؤمن بن خالد الحنفي: قبر الحكم بجنب بريدة بن الحصيب الأسلي
الخراساني. وأخواه عطية بن عمرو ورافع بن عمرو الغفاريان صحبا النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنهما
عبادة بن الصامت، وروى عن الحكم الحسن البصري وأبو تميمة الهجيمي.
وأبو الحارث خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري يروي عن أبيه وله صحبة. روى عنه
خالد بن عبد الله بن حرملة.
وأبو نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري المروزي أصله من بردفان، شيخ عالم،

(1) وهي مقبرة كان مكانها محلة بمرو اسمها جصين بأعلى البلد ثم اندرست وصارت مقبرة، ومعناها صناع التنانير.
وانظر الأنساب 3 / 284، ومعجم البلدان " جصين ".
305

عبد، دين، سمع من عبدان بن محمد وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وأبا عمرو
أحمد بن نصر الخفاف النيسابوري ويحيى بن ماسويه الذهلي ومحمود بن والآن الساسجردي
وأبا عبد الله بن عمر الذهلي صاحب صدقة بن الفضل وعبد الله بن عبد الله بن أبي مسعود
صاحب غيلان بن عثمان وغيرهم من المراوزة. روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني
صاحب تاريخ المراوزة وعبد العزيز بن محمد البزناتي ومن بعدهم من المراوزة. وأكثر الحاكم
أبو عبد الله الحافظ الرواية عنه في كتبه وكان سكن سكة زريق من سكك مرو وتوفي رحمه الله
في سنة ستين وثلاثمائة بسنجذان.
وأبو الفيض ثابت بن قيس الغفاري. روى عنه زيد بن الحباب. روى عن أبي سعيد
المقبري.
الغفيلي: بضم الغين المعجمة وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها
اللام. هذه النسبة إلى غفيلة وهو بطن من السكون ومن ربيعة بن نزار أما السكون قال ابن
حبيب: في السكون غفيلة بن عوف بن سلمة بن شكامة بن شبيب.
ابن السكون. قال: وفي ربيعة (بن نزار) غفيلة بن قاسط بن هنب بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة. وأبو كثير يزيد بن عبد الرحمن بن غفيلة السحيمي
الغفيلي نسب إلى جده ويقال: هو ابن أذينة بدل غفيلة، من التابعين، يروي عن أبي هريرة
(رضي الله عنه).
306

باب الغين واللام
الغلبوني: بفتح الغين المعجمة والام الساكنة والباء الموحدة المضمومة ثم الواو وفي
آخرها النون. هذه النسبة إلى غلبون وهو اسم لجد أبي الطيب محمد بن أحمد بن غلبون
(المقرئ) المصري الغلبوني من أهل مصر فضلاء القراء المجودين سمع أبا بكر محمد بن
النضر السامري، روى عنه أبو الفضل بن جعفر الخزاعي وأبو القاسم حمزة بن يوسف
السهمي الحافظ وغيرهما.
الغلطاني: بضم الغين المعجمة وسكون اللام وفتح الطاء المهملة بعدها الألف وفي
آخرها النون. هذه النسبة إلى غلطان (1) وهي قرية من قرى مرو بأعلى البلد على أربعة فراسخ
منها: محمد بن جيهان الغلطاني من قدماء العلماء يروي عن أبي سليمان داود البصري،
روى عنه محمد بن بكار البرزي من أهل قرية البرز (2). ومعاذ بن حرملة اليحمدي الغلطاني
يروي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) روى عنه عيسى بن عبيد (الكندي).
الغلفي: بضم الغين المعجمة وسكون اللام في آخرها الفاء. هذه النسبة (إلى
غلف) والمشهور بهذه (النسبة) أبو زيد الغلفي يروي عن أبي أسامة حماد بن أسامة، يروي
عنه إسحاق بن الحسن الحربي. وأبو بكر أحمد بن عثمان بن إبراهيم الغلفي، بغدادي يروي
عن (محمد بن) عبد الملك الدقيقي، روى عنه محمد بن سليمان الربعي الدمشقي. وأبو
غانم الفضل بن إسماعيل بن إبراهيم العطار الغلفي، بغدادي أيضا يروي عن أحمد بن
منصور الرمادي والحسن بن محمد الزعفراني ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وغيرهم، روى
عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس
وغيرهم.
الغليمي: بضم الغين المعجمة وفتح اللام وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها
الميم. هذه النسبة إلى غليم، وهو اسم لولد سام. قال ابن إسحاق: ولد لسام عابر وغليم
وأشوذ وأرفخشذ (ويقال أرفخشاذ بالألف) ولاوذ وإرم وكان مقامه بمكة.

(1) ضبطها ياقوت التحريك " غلطان " وكذلك هي في اللباب 2 / 387.
(2) برز: من قرى مرو على خمسة فراسخ. وانظر الأنساب 2 / 160، ومعجم البلدان " برز ".
307

الغلي: بضم الغين المعجمة وفي آخرها اللام المشددة. هذه النسبة إلى الغل،
والمشهور بهذه النسبة: أبو عمران موسى بن محمد الشطوي يعرف بابن الغلي من أهل
بغداد، حدث عن أبي بكر بن عياش، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، وقال
أبو الحسن الدارقطني: ابن الغلي حدث ببغداد، ضعيف، يترك.
الغلوي: بفتح الغين المعجمة واللام وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى الغلو وهو اسم
رجل، قال هشام بن الكلبي في الألقاب: إنما سمي منبه والحارث والغلي وسنحان وشمران
وهفان بنو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد جنبا لأنهم جانبوا صداء وهو ابن
يزيد بن حرب وحالفوا سعد العشيرة فسموا جنبا. وقال أحمد بن الحباب نحو ذلك وقال:
لأنهم جانبوا أخاهم صداء وهو ابن يزيد بن حرب.

(1) انظر جمهرة أنساب العرب 413.
308

باب الغين والميم
الغمري: بفتح الغين وسكون الميم وفي آخرها الراء المهملة. هذه النسبة إلى غمر
وهم بطن من غافق وقد قيل إن هذه النسبة بضم الغين أيضا فالمشهور بهذه النسبة أبو العباس
الوليد بن بكر بن محمد بن أبي زياد الأندلسي الغمري صاحب كتاب التاريخ لعبد الله بن
صالح العجلي وقد سمعته من شيخنا أبي طاهر السنجي بروايته عن إسماعيل بن عبد الغافر
الفارسي عن الصفار عن الوليد بن بكر الغمري، وروى عن الوليد الحاكم أبو عبد الله الحافظ
وغيره من الأئمة وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو العباس الغمري الفقيه المالكي الأديب
من أهل الأندلس سكن نيسابور ثم انصرف إلى العراق ثم عاد إلى نيسابور وسماعاته في أقطار
الأرض شرقا وغربا كثيرة وهو مقدم في الأدب وشاعر فائق وتوفي بالدينور في رجب من سنة
اثنتين وتسعين وثلاثمائة وقعد غلامه ذكوان على قبره، بلغني أنه جن بوفاته.
والنضر بن عامر الغافقي الغمري (كان) يروي الملاحم. وإسماعيل بن فليح الغمري
روى عنه يحيى بن عثمان.
الغمزي: بفتح الغين (المعجمة) وسكون الميم وفي آخرها الزاي. والمشهور بهذه
النسبة محمد بن إسحاق العكاشي الغمزي قال ابن ماكولا ذكره لنا أبو زكريا البخاري.
309

باب الغين والنون
الغناجي: بفتح الغين المعجمة والنون المشددة بعدها الألف وفي آخرها الجيم. هذه
النسبة إلى غناج وهي بلدة بنواحي الشاش (1) منها: أبو نصر محمد بن أحمد الجرجاني ثم
الغناجي هكذا ذكره حمزة بن يوسف السهمي الحافظ في تاريخ جرجان، وقال أبو نصر
الجرجاني: يعرف بالغناجي سكن في ناحية شاش في بلدة تعرف بغناج روى عن عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: قاله لي بشر بن محمد.
الغنا دوستي: بكسر الغين المعجمة وفتح النون وضم الدال المهملة وسكون السين
المهملة وفي آخرها التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها. هذه النسبة إلى غنادوست وهي قرية من
قرى سرخس (2) على فرسخ منها يقال لها فلندوس وعرفت القرية بهذا الاسم منها: أبو
عبد الله الحسين بن عبد الله بن الغنا دوستي من كورة سرخس كان أديبا فاضلا شاعرا وفقيها
كاتبا لبيبا تفقه على القاضيين أبي الفضل وأبي الحارث الحارثيين وقرأ أصول الأدب على
الأديب الزاهد الفضلوني وكان إذا قرأ عليه تلامذته الأدب رد عليهم من حفظه لأنه كان يحفظ
الأصول، وسمع الحديث من أبي نصر محمد بن علي بن الحجاج السرخسي صاحب أبي
علي زاهر بن أحمد الفقيه (السرخسي) ومن شعره ومن قيله:
(من الوافر):
تبشرني المنى ببقاء نفسي * وشيب الرأس ينذر بالتفاني
إلى كم ذا التسلي بالتمني * وكم هذا (التمادي) في التواني
أترضى أن تعيش وأنت راض * من الدنيا بتعليل الأماني
وجد المرء مقترن بجد * فجد ولم يكن جد لو اني
وموت المرء في الاكرام خير * من العيش المرخي في الهوان

(1) الشاش: من بلاد ما وراء النهر في الشمال الشرقي من سمرقند. وتقع اليوم في الاتحاد السوفياتي وتمثل الخرائب
المعروفة بتاشكند القديمة. وانظر معجم البلدان: الشاش، وبلدان الخلافة الشرقية 523 525.
(2) سرخس ويقال سرخس بالتحريك والأول أكثر مدينة قديمة من نواحي خراسان بين نيسابور ومرو في وسط الطريق
وموقعها اليوم على الحدود الإيرانية الروسية بين مرو ومشهد. وانظر معجم البلدان، والأنساب 7 / 69، وبلدان
الخلافة 437 438.
310

ومن قيله: (من الطويل):
وبتنا على رغم الحسود وبيننا * حديث كريح المسك شيب به الخمر
حديث لو أن الميت يوحى ببعضه * لأصبح حيا بعدما ضمه القبر
فوسدتها كفي وبت ضجيعها * وقلت لليلي طل رقد البدر
فلما أضاء الصبح فرق بيننا * وأي نعيم لا يكدره الدهر
الغنثي: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الثاء المثلثة. هذه النسبة إلى
غنث وهو بطن من مالك بن كنانة قال ابن حبيب: وفي مالك بن كنانة غنث وهو ابن أفيان بن
القحم بن معد بن عدنان.
الغنجار: بضم الغين (المعجمة) وسكون النون وفي آخرها الراء. اشتهر بهذا اللقب
اثنان: أولهما أبو محمد عيسى بن موسى التيمي تيم قريش مولاهم الملقب بغنجار وإنما
لقب به لحمرة وجنتيه وكان فاضلا عالما صدوقا عابدا من أهل بخارى رحل إلى العراق
والحجاز ومصر وأدرك العلماء وسمع مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن
سعد وعبد الله بن لهيعة والحمادين: ابن زيد وابن سلمة وإبراهيم بن طهمان وجماعة كثيرة
سواهم، روى عنه عبد الله بن المبارك ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وآدم بن أبي إياس
العسقلاني وإسماعيل بن سعيد الشالنجني ومحمد بن سلام البيكندي وغيرهم. أخبرنا بكر بن
محمد الزرنجري ومحمد بن علي بن سعيد في كتابيهما قالا: أخبرنا عبد الملك بن
عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن أبي بكر الوراق، أخبرنا أبو بكر محمد بن خالد بن الحسن
المطوعي، حدثنا أبو علي بن الحسين بن علي البزار، سمعت عبد الله بن واصل
يقول: مات عيسى بن موسى الغنجار في سنة خمس وثمانين ومائة. قال عبد الله بن واصل:
ورأيت قبر عيسى بن موسى غنجار بسرخس وإنما سمي الغنجار لاحمرار خديه.
وأما الثاني فهو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل
البخاري الوراق المعروف بغنجار (الحافظ) صاحب كتاب تاريخ بخارى (وكتاب فضائل
الصحابة الأربعة) كان مكثرا من الحديث وكان يورق وكانت له معرفة بالحديث وإنما قيل له
غنجار لتتبعه حديث عيسى بن موسى (التيمي غنجار) فإنه في شيبة كان يتبع أحاديثه ويكتبها
فلقب بذلك، سمع أبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيارم وأبا عمرو محمد بن
محمد بن صابر بن كاتب البخاري وأبا حامد أحمد بن الحسين بن علي الهمذاني وجماعة
كثيرة لا يحصون وكان رحل إلى مرو وكتب عن شيوخها وظني أنه لم يجاوزها، روى عنه
311

السيد (الامام) أبو بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري وأبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي
وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي وأبو محمد عبد الملك بن عبد الرحمن الأسيدي وأبو
حفص عمر بن أحمد البزاز المعروف بخت وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الحافظ الشيرازي
وأبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله الماليني وأبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة الهمذاني
وغيرهم مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ببخارى.
الغنجيري: بضم الغين المعجمة وسكون النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة من
تحتها باثنتين وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى غنجير وهي إحدى قرى السغد (1) من نواحي
سمرقند والمشهور بالانتساب إليها: أبو الفضل محمد بن المعذل بن ماجد بن عصمة
الغنجيري كان فقيها سمع أبا بكر محمد بن أبي الفضل وأبا نصر الحربي وأبا أحمد الحاكم
وأبا بكر الإسماعيلي البخاريين وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد
النخشبي الحافظ (في معجم شيوخه ذكره). وأبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن أبي نصر بن
عابد بن أبي النصر بن مدوسة الكشاني الغنجيري كان فقيها مناظرا فاضلا حسن السيرة مفسرا
واعظا متواضعا سمع أباه وأبا القاسم عبيد الله بن عمر الخطيب بالكشانية (2) وأبا إبراهيم
إسحاق بن محمد التنوخي وأبا الحسن علي بن عثمان الخراط بسمرقند وأبا بكر محمد بن
الحسن بن منصور النسفي ببخارى كتبت عنه أجزاء وقرأت عليه بجامع سمرقند قبل الصلاة
وفوض إليه الخطابة بجامع سمرقند نيابة عن شيخ الاسلام محمود بن أحمد الساغرجي وكانت
ولادته بقرية غنجير غرة ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ومات سنة ثلاث أو أربع
وخمسين وخمسمائة.
والغندابي: بفتح الغين المعجمة وسكون النون والدال المهملة وفي آخرها ياء منقوطة
(بنقطة) بعد الألف. هذه النسبة إلى محلة من محال بلدة مرغينان (3) وهي (من) بلاد فرغانة
يقال لتلك المحلة غنداب. والمنتسب إليها: أبو محمد عمر بن أحمد بن أبي الحسن (بن

(1) السغد أو الصغد: أقليم كبير من أقاليم ما وراء النهر، قصبتاه سمرقند وبخارى، ويقع في الجهة الشرقية لبحر
قزوين ويفصل بينهما إقليم جرجان ومفازة الغز. ويقع معظمه اليوم في الاتحاد السوفياتي على حدوده الإيرانية
الأفغانية. وانظر معجم البلدان: السغد والصغد وبلدان الخلافة الشرقية 476.
(2) الكشانية: بلدة بنواحي سمرقند في إقليم الصغد بينها وبين سمرقند اثنا عشر فرسخا. وهي بالفتح والتخفيف في
معجم البلدان وبالضم والتخفيف في الأنساب 483 / ب وبلدان الخلافة الشرقية 509 وبالضم والتشديد في
الاكمال 7 / 185.
(3) مرغينان: بلدة من فرغانة بما وراء النهر " معجم البلدان " وبلدان الخلافة الشرقية 522.
312

الحسين) (1) الغندابي المرغيناني المعروف بالفرغاني كان إليه الفتوى بسمرقند وكان فقيها
بارعا تفقه على القاضي محمود الأوزجندي وكان به طرش لا يسمع إلا عند رفع الصوت.
سمع ببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني وأبا علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين
البيهقي وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب وغيرهم، سمعت منه
الأحاديث بسمرقند (2) وكانت ولادته بغنداب سنة خمس وثمانين وأربعمائة.
الغندجاني: بفتح الغين (3) المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة والجيم وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى غندجان (3) وهي بلدة منكور الأهواز (4) من بلاد الخوذ. منها: أبو
أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى بن داذ فروخ الغندجاني الأهوازي سمع بالأهواز أبا بكر
أحمد بن عبدان الشيرازي وببغداد أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وأبا القاسم
عبيد الله بن أحمد الصيدلاني وغيرهم روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ وروى
لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وكانت له إجازة عن الغندجاني وذكره أبو بكر
الخطيب وقال: وقع إلي ببغداد أصل أبي بكر بن عبدان بكتاب تاريخ البخاري وكان في بعضه
سماع الغندجاني فذكر أنه سمع من ابن عبدان جميع الكتب فسمعه منه الصوري وجماعة من
أصحابنا وأرجوا أن يكون صدوقا وسألته عن مولده فقال: ولدت بالأهواز في سنة ست وستين
وثلاثمائة وخرج من بغداد يقصد البصرة في أول المحرم من سنة سبع وأربعين وأربعمائة ثم عاد
من واسط مصعدا إلينا فمات بالمبارك (5) في يوم الأحد ثاني جمادى الأولى من هذه السنة
ودفن بالنعمانية. وابن عمه أبو (محمد) الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني كان شيخا
صالحا ثقة صدوقا مكثرا سكن واسط بأخرة سمع ببغداد مع ابن عمه أبا طاهر المخلص وأبا
حفص الكتاني وأبا أحمد الفرضي وأبا عبد الله بن دوست العلاف، روى لي عنه أبو عبد الله
محمد بن علي بن الحلال بواسط وكانت ولادته في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ووفاته
في جمادى الأولى سنة سبع وستين وأربعمائة.

(1) في إحدى النسخ " الحسين ". وانظر اللباب 2 / 390.
(2) تقدم تعريفها في ص 129.
(3) ضبطها ياقوت في معجم البلدان بالضم والفتح.
(4) الأهواز: سبع كور بين البصرة وفارس وكانت تسمى خوزستان وفيها مواضع يقال لكل منها خوز، والأهواز اسم
للكورة كلها وأما البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم فإنما هو سوق للأهواز. وصارت المنطقة بعد ذلك تدعى
بعربستان. وانظر معجم البلدان: الأهواز وبلدان الخلافة 267 - 268.
(5) المبارك: قرية فوق واسط بينهما ثلاثة فراسخ " معجم البلدان: المبارك " وبلدان الخلافة الشرقية 57.
313

(وحفيده) أبو الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني من
أهل (واسط) شيخ صالح من أهل العلم وبيته سديد السيرة سمع ببغداد أبا الخطاب نصر بن
أحمد بن نصر القاري وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وبواسط أبا البركات
أحمد بن عثمان بن نفيس المصري وطبقتهم (قرأت عليه بواسط) وكانت ولادته في شهر ربيع
الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة وتركته حيا في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وأبو الفضل عبد الرحمن بن مهدي الغندجاني سمع بمصر أبا محمد عبد الرحيم بن
عمير بن النحاس وببغداد أبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري وغيرهما، سمع منه
أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وذكره في معجم شيوخه فقال:
الغندجاني سمع ببغداد وبمصر من جماعة حدثنا بحديث من حفظه وكان عسرا كتبت عنه
بسابور (1) فارس.
غندر: بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال والراء المهملتين. هذه الكلمة
اسم رجل معروف من المحدثين يقال له غندر. روى عنه صاحب الصحيح محمد بن
إسماعيل البخاري.
الغندروذي: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة وضم الراء وفي
آخرها الذال (المعجمة) هذه النسبة إلى غندروذ وهي قرية من قرى هراة. والمنتسب إليها:
أبو عمرو الفتح بن نعيم الهروي الغندروذي قال أبو عبد الله الوراق صاحب كتاب الطبقات:
يروي عن شريك والحكم بن ظهير روى عنه إسحاق بن الهياج.
الغندلي: بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة لأبي الحسن محمد بن سليمان بن منصور بن عبد الله الغندلي الأزرق يعرف بابن
غندلك حدث عن علي بن إسماعيل أبي النجم، روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي وكان
ثقة ذكرته في الضاد في الضبابي وسقت نسبه.
الغنفري: بفتح العين المعجمة وسكون النون وفتح الفاء وكسر الراء المهملة. هذه
النسبة إلى غنفر وهو اسم جد أبي محمد الحسن بن بشر بن إسماعيل بن غدق بن حبتر بن
غنفر الغنفري شيخ مصري لعبد الغني هكذا ذكره ابن ماكولا وذكره أبو كامل البصيري البخاري

(1) سابور: كورة مشهورة بأرض فارس وقبتها سابور أيضا. " وانظر معجم البلدان: سابور " وبلدان الخلافة الشرقية
298 - 299 -.
314

بالعين المهملة.
الغنمي: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى غنم
وهم بطون من قبائل، وأسماء جماعة. قال ابن حبيب: في الأزد غنم بن دوس وفي طئ
غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل. وقال ابن الكلبي في نسب
قضاعة: سهل بن رافع بن خديج بن مالك بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف هو الغنمي
صاحب الصاع. وغنم بن دودان بطن من بني أسد بن خزيمة. قال أحمد بن الحباب
الحميري النسابة في نسب كندة أبو الحرام بن العمرط بن غنم بن عوذ بن عبيد بن زر بن
غنم بن أريش. وفي نسب قضاعة غنم بن ضنة أخي عذرة بن سعد بن زيد، وغنم بطن من
بكر بن وائل وهو غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر بن وائل. وروى عن الزهري عن
المحرر بن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم. وعمرو بن
غنم الطائي الشاعر ذكرته في الصاد في الصوت (1).
الغنوي: بفتح الغين المعجمة والنون وكسر الواو. هذه النسبة إلى غني وهو غني بن
يعصر وقيل أعصر واسمه منبه بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. والمنتسب إلى غني ولاء:
أبو أسامة زيد بن أنيسة الجزري مولى لغني قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى لغني وهي
قبيلة، كان يسكن بالرها (2) يروي عن سعيد المقبري روى عنه مالك وأهل بلده مات سنة
خمس وعشرين ومائة وهو ابن ست وثلاثين سنة وكان فقيها ورعا وهو أخو يحيى بن أبي
أنيسة، يحيى ضعيف وزيد ثقة. وحنظلة بن خويلد الغنوي يروي عن عبد الله بن عمر (رضي
الله عنهما) روى عنه الأسود بن شيبان. والعلاء بن عبد الله بن بدر الغنوي يروي عن أبي
الشعثاء جابر بن زيد، روى عنه أبو سنان والكوفيون. وأبو حذيفة اليمان بن المغيرة التيمي
الغنوي يروي عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه وكيع بن الجراح منكر الحديث جدا، يروي
عن عطاء أشياء لا يتابع عليها من المناكير التي لا أصول لها. فلما كثر ذلك في روايته استحق

(1) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 391: " قلت: فاته: النسبة إلى غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج،
ينسب إليهم خلق كثير من الأنصار، منهم أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن
مالك، شهد العقبة وبدرا. وفاته: النسبة إلى غنم بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، بطن كبير من
عبد القيس، منهم حكيم بن جبلة بن حصن بن أسود بن كعب بن عامر بن الحارث بن الديل بن عمرو بن غنم، قتل
بالبصرة بن قدوم علي رضي الله عنه. وديعة: بفتح الواو وكسر الدال المهملة، وحكيم: بضم الحاء المهملة
وفتح الكاف وقيل بفتح الحاء وكسر الكاف والأول أكثر ".
(2) الرها: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام. وانظر معجم البلدان ".
315

الترك. ومن الصحابة أبو مرثد الغنوي شهد بدرا واسمه كناز بن حصين حليف حمزة بن
عبد المطلب روى عنه واثلة بن الأسقع صحابي أيضا. ومحمد بن سوقة الغنوي الفقيه من
أهل الكوفة يروي عن سعيد بن جبير ونافع بن جبير ومنذر الثوري (حديثه) في الصحيحين
وأحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني الغنوي كان يسكن نهاوند (1) روى عن محمد بن سلمة
الحراني وعتاب بن بشير ويحيى بن يمان وأنس بن عياض. قال أبو حاتم الرازي: يتكلمون
فيه.

(1) نهاوند: بفتح النون الأولى وتكسر مدينة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام وتقع على نحو أربعين ميلا جنوبها. وانظر
معجم البلدان، وبلدان الخلافة 232.
316

باب الغين والواو
الغوبديني: بضم الغين المعجمة وسكون الباء الموحدة وكسر الدال المهملة وسكون
الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى غوبدين وهي قرية من قرى
نسف (1) على فرسخين منها. خرج منها جماعة من أهل العلم منهم: أبو الحسن محمد بن
نعيم بن إسحاق بن عبيد الله بن حاتم بن شداد بن سعد الكاتب (الغوبديني كان كاتبا) الحاكم
الشهيد أبي الفضل السلمي الوزير (الحنفي) سمع أبا الفضل محمد بن أحمد السلمي وأبا
الأحوص أحمد بن محمد العجلي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ البخاري
وغيرهم، روى عنه ابناه أبو نعيم والعلاء وتوفي في المحرم سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
وابنه أبو نعيم الحسين بن محمد بن نعيم الغوبديني كان ثقة صالحا صدوقا مكثرا من الحديث
رحل إلى خراسان والعراق والحجاز وأدرك الشيوخ. سمع ببخارى أبا صالح خلف بن محمد
الخيام وأبا سهل هارون بن أحمد الاستراباذي وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري،
وبنسا (2) أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب النسوي صاحب الحسن بن
سفيان، وببغداد أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وأبا حفص عمر بنه إبراهيم الكتاني
وطبقتهم، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري وأبو علي الحسن بن عبد الملك
القاضي النسفيان وكانت ولادته في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ووفاته في جمادى
الآخرة سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
وأخوه أبو الحسين العلاء بن محمد بن نعيم الغوبديني روى عن أبيه وخلف بن محمد
الخيام وأبي أحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي، روى عنه المستغفري أيضا ومات
في شهر رمضان سنة تسع وأربعمائة بنسف. وأبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد بن
الحسن الغوبديني البتخداني مقرئ فاضل صالح سمع أبا بكر البلدي محمد بن أحمد بن
محمد قرأت عليه أجزاء بنسف وكانت ولادته في أول يوم من المحرم سنة إحدى وتسعين

(1) نسف: مدينة كبيرة بين جيحون، وهو واد ونهر عظيم في خراسان، وسمرقند. وتقوم مقامها اليوم مدينة اسمها
قرشي. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 513.
(2) نسا: مدينة في أقليم خراسان بينها وبين سرخس يومان وبين مرو خمسة أيام وبين أبيورد يوم وبين نيسابور ستة أيام،
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 435 436.
317

وأربعمائة وسمعت منه سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وذكرته في حرف الباء.
ومن القدماء أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمرو بن محمد بن محمد بن هاشم
الغوبديني الكاتب سكن بخارى يروي عن أبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام
وأبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبي عمرو محمد بن صابر فمن دونهم، روى عنه أبو
تراب إسماعيل بن طاهر الحريفي الحافظ ومات سنة عشرين وأربعمائة. والقاضي أبو بكر
محمد بن الحسن بن منصور الغوبديني النسفي كان إماما فاضلا ولي القضاء بسمرقند وحدث عن
جماعة مثل أبي الطيب طاهر بن الحسن المطوعي روى لي عنه أبو علي الحسين (1) بن علي
اللامشي بمرو وأبو حفص عمر بن أبي بكر السبخي ببخارى وأبو المحامد محمود بن أحمد
الساغرجي بسمرقند. ومات ببخارى سلخ صفر سنة خمس وخمسمائة.
الغوثي: بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وفي آخرها الثاء المنقوطة بثلاث. هذه
النسبة إلى الغوث. والمشهور بالانتساب إليه: عكاشة بن ثور بن أصغر الغوثي بعثه
(رسول الله) صلى الله عليه وعلى آله وسلم على السكاسك والسكون ومعاوية من كندة.
الغورجكي: بضم الغين المعجمة وفتح الراء وسكون الجيم وفي آخرها الكاف. هذه
النسبة إلى غورجك وهي من أعمال (إشتيخن (2) وهي من السغد) بنواحي سمرقند.
والمنتسب إليها أبو منصور خشنام بن أبي المغوار الغورجكي يروي عن سفيان بن عيينة وأبي
معاذ خالد بن سليمان البلخي وغيرهما. روى عنه إبراهيم بن نصر بن عنبر الضبي وإسحاق بن
إسماعيل بن الوضاح بن راشد المروزي وجماعة وكان ابن الوضاح إذا روى عنه قال: أخبرنا
أبو منصور خشنام بن أبي المغوار الزاهد رأيته بغورجك برباط يقال له مابان بين الجبلين.
الغورشكي: بضم الغين المعجمة بعدها الواو والراء والشين المعجمة الساكنة وفي
آخرها الكاف. هذه النسبة إلى غورشك وهي قرية بناحية سمرقند منها الخطيب أبو يعقوب
يوسف بن شاهك بن طالب بن الفتح بن محمد بن أسلم الغورشكي (كان) يسكن سمرقند
يروي عن القاضي أبي نصر منصور بن أحمد الغزقي ومات في جمادى الأولى سنة إحدى

(1) في إحدى النسخ: " الحسن ". وهو أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي نسبة إلى لامش إحدى قرى
فرغانة الواقعة في تركستان، ولد بها سنة 441 ه‍ وتوفي بسمرقند سنة 520 وانظر ترجمته في المنتظم 10 / 10،
والتحبير 1 / 234، ومعجم البلدان " لامش " والنجوم الزاهرة 5 / 233.
(2) إشتيخن: من قرى سمرقند تقع على بعد سبعة فراسخ شمالها. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة
الشرقية 509.
318

وعشرين وخمسمائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
الغوري: بضم الغين: بضم الغين (المعجمة) وفي آخرها الراء (المهملة). هذه النسبة إلى
الغور (1) وهي بلاد في الجبال قريبة من هراة بخراسان. والمشهور بالانتساب إليها: أبو
القاسم فارس بن محمد بن محمود بن عيسى الغوري من أهل بغداد ولعله غوري الأصل يروي
عن أحمد بن محمد بن عبد الخالق الوراق وحامد بن شعيب البلخي ومحمد بن محمد بن
سليمان الباغندي ومحمد بن السري التمار وغيرهم، روى عنه ابنه محمد وأبو الحسن
محمد بن أحمد بن رزق البزاز وعبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري وكان ثقة مات في سنة
ثمان وأربعين وثلاثمائة. وابنه أبو الفرج محمد بن فارس الغوري، كان شيخا صالحا صدوقا
دينا يروي عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي وأبي الحسن علي بن محمد
المصري وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب وأبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري اللبان ومات في شعبان سنة تسع
وأربعمائة. وأبو القاسم يوسف بن أحمد بن صالح (الغوري المقرئ بسوق الثلاثاء سمع أبا
الحسن علي بن أحمد الحمامي وغيره وكان عالما صدوقا يلقن كتاب الله عليه حدث بشئ
يسير لان الغالب عليه تلقين القرآن، سمع منه أبو القاسم مكي بن عبد السلام الرميلي وأبو
محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي الحافظان وتوفي في رجب سنة سبع وستين وأربعمائة
ودفن بمقبرة باب حرب).
الغوزمي: بضم الغين المعجمة والزاي بعد الواو وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى
غوزم وظني أنها من نواحي هراة، والمشهور بهذه النسبة: أبو حامد أحمد بن محمد بن
حسنويه الهروي الغوزمي يروي عن الحسين بن إدريس الأنصاري روى عنه أبو بكر البرقاني
وأبو حازم العبدوي (2) وغيرهما.
الغوطي: بضم الغين المعجمة والواو في آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى غوطة
دمشق وهي من جنات الدنيا ورأيتها فصادفتها كما وصفت. منها: أبو علي الحسن بن
علي بن روح بن عوانة الدمشقي الغوطي الكفربطناني يروي عن هشام بن خالد الأزرق، روى

(1) الغور: جبال وولاية بين هراة وغزنة وهي بلاد باردة واسعة موحشة لا تنطوي على مدينة مشهورة وأكبر ما فيها قلعة يقال
لها فيروزكوه يسكن ملوكهم فيها. وتقع اليوم في أفغانستان. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 377.
(2) في عدة نسخ: " أبو حاتم "، وفي ك " العبدريني ". وهو عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه أبو حازم العبدوي،
نسبة إلى عبدويه جد أبيه. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 11 / 272، والأنساب 8 / 354.
319

عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ الأصبهاني.
الغولي: بضم الغين المعجمة هو عبد العزيز (1) بن يحيى المكي المعروف بالغولي
وكان يشبه بالغول لقبح وجهه إلا أنه كان شديد المذهب والسيرة وكان يناظر بشر بن غياث
المريسي في مسأله القرآن ويثبت الصفات أدركه أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم وأبو
محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي الأستاذ. هكذا ذكره الحافظ أبو كامل البصيري
في كتاب المضاهاة.
الغولقاني: بضم الغين المعجمة والواو واللام الساكنتين وفتح القاف وفي آخرها النون
بعد الألف. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها غولقان بنواحي كمسان (2) بينها وبين مرو
خمسه فراسخ بأعلى البلد. منها أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم الغولقاني شيخ محدث
روى عن أبي الفتوح عبد الغافر بن الحسين بن علي بن خلف الألمعي الكاشغري مات في
حدود سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

(1) في إحدى النسخ: " عبد الرحمن " تصحيف، وهو عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون الكناني
المكي صاحب الحسن، كان يلقب بالغول لدمامته وينسب إليه كتاب الحيدة الذي طبعه مجمع اللغة العربية
بدمشق، ناظر فيه بشرا المريسي. قال الذهبي: " قلت لم يصح إسناد كتاب الحيدة إليه فكأنه وضع عليه والله
أعلم ". وذكر داود الظاهري أنه صحب الشافعي مدة. وانظر تاريخ بغداد 10 / 449، وميزان الاعتدال 2 / 639،
وتهذيب التهذيب 6 / 363.
(2) وفي اللباب 3 / 109: بالضم والسكون وهي من قرى مرو كبيرة بها جامع خربها الغز سنة 548 وانظر معجم
البلدان، والأنساب 487 / أ، واللباب 3 / 109.
320

باب الغين واللام ألف
الغلابي: بفتح الغين واللام ألف (المخففة) وفي آخرها الباء الموحدة. هذه النسبة إلى
غلاب وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر محمد بن زكريا بن دينار الغلابي
البصري من أهل البصرة عرف بزكرويه، يروي عن عبد الله بن رجاء الغداني والعباس بن
بكار، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وفهد بن إبراهيم بن فهد
البصري وغيرهما، وسمعت بعض الحفاظ ينسبه إلى التشيع والله أعلم.
الغلابي: بفتح الغين المعجمة وتشديد اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة. هذه
النسبة إلى غلاب وهو والد خالد بن غلاب البصري. قال أبو بكر بن مردويه الحافظ في تاريخ
أصبهان: خالد بن غلاب القرشي، له صحبة، وكان واليا لعثمان بن عفان (رضي الله عنه)
على أصبهان، وهو جد الغلابيين الذين هم بالبصرة، وغلاب أمه، وهو خالد بن الحارث بن
أوس بن النابغة بن عتر بن وائلة بن دهمان بن نصر.
والمنتسب إليه ولاء عبد الله بن معاذ بن نشيط الغلابي من أهل البصرة، يروى عن
البصريين، روى عنه هشام بن يوسف قاضي صنعاء. قال أبو حاتم بن حبان: كان انتقل إليها
(يعني إلى صنعاء).
وأما أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن
غلاب الغلابي، فنسب إلى غلاب وهو اسم امرأة (1)، وهي أم خالد بن الحارث بن أوس بن
النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان.
وأبو أمية الغلابي من أهل بغداد، روى عن أبيه كتاب التاريخ له ومحمد بن
عبد الملك بن أبي الشوارب وإبراهيم بن سعيد الجوهري وأحمد بن عبدة الضبي، ولي
القضاء بالبصرة، وكان ببغداد يتجر في البز فاستز ابن الفرات الوزير عنده في بعض الأوقات

(1) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 396: " قلت: قد ذكر في هذه الترجمة غلاب بالتشديد اسم امرأة. ولا يعرف إلا
بالتخفيف والبناء على الكسر مثل قطام، كذلك ذكره أهل اللغة. ثم إنه ذكر أبا أمية ونسبه إلى امرأة. وذكر أولا
خالد بن غلاب وقال: غلاب بن خالد، وهذا أبو أمية من ولد ذلك خالد بن غلاب، على أنه له بعض العذر حيث
نقل بعد قوله والد خالد بن غلاب كلام أبي بكر بن مردويه ونسبه إلى امرأة ".
321

وقال له: إن وليت الوزارة (فأيش تحب أن أصنع بك؟) فقال أبو أمية: تقلدني شيئا من
أعمال السلطان، قال: ويحك لا يجئ منك عامل ولا أمير ولا كاتب ولا قائد ولا صاحب
شرطة فأي شئ أقلدك؟ قال: لا أدري! فقال له ابن الفرات: أقلدك القضاء! قال: قد
رضيت. ثم خرج ابن الفرات، وولي الوزارة وأحسن إلى أبي أمية، وأفضل عليه، وولاه
قضاء البصرة وواسط والأهواز. فانحدر أبو أمية إلى أعماله وأقام بالبصرة، وكان قليل العلم
إلا أن عفته وتصونه غطيا نقصه، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج أمير البصرة في
بعض نكبات المقتدر بالله لابن الفرات، وكان بين أبي أمية وابن كنداج وحشة فأودعه
السجن، فأقام فيه مدة إلى أن مات فيه ولا نعم أن قاضيا مات في السجن سواه ومات
في شهر ربيع الأول سنة ثلاثمائة بالبصرة.
ووالده أبو عبد الرحمن المفضل بن غسان بن المفضل الغلابي البصري سكن بغداد
وحدث بها عن أبيه وعبد الله بن داود الخريبي (1) وعبد الرحمن بن مهدي وأبي داود الطيالسي
ويزيد بن هارون وسليمان بن حرب وروح بن عبداة روى عنه ابنه الأحوص ويعقوب بن شيبة
وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو القاسم البغوي وأبو الليث الفرائضي. وكان ثقة.
الغلاظي: بكسر الغين المعجمة وفي آخرها الظاء المعجمة (بعد اللام ألف). هذه
النسبة إلى غلاظ. والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم علي بن محمد بن أحمد بن أيوب
المقرئ الغلاظي من أهل البصرة يروي عن أحمد بن عبيد الله النهرديري. روى عنه أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.
الغلام: بضم الغين المعجمة. عرف بهذا الاسم عتبة بن أبان بن صمعة البصري
المعروف (بعتبة) الغلام وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم ممن جالس الحسن وأخذ هديه
في العبادة ودله في التقشف روى عنه (البصريون) الحكايات والرقائق وما عندنا له حديث
مسند. وأبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أي هاشم اللغوي الزاهد المعروف بغلام ثعلب
كان تلميذ ثعلب وعنه أخذ علم اللغة فنسب إليه، من أهل بغداد سمع أحمد بن عبد الله
النرسي وموسى بن سهل الوشاء وأحمد بن سعيد الحمال وإبراهيم بن الهيثم البلدي وبشر بن
موسى الأسدي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبو الحسين بن بشران

(1) في الأصول: " الحربي ". وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن داود الخريبي الهمداني. أصله من الكوفة، نزل خريبة
البصرة فنسب إليها. روى عنه أهل العراق. مات سنة 211 ه‍ وانظر الاكمال 3 / 285، والأنساب 5 / 107،
وتهذيب التهذيب 5 / 199.
322

وعبد العزيز بن محمد الستوري وعلي بن أحمد الرزاز وأبو علي بن شاذان البزاز وكان ابن
ماسي ينفذ إلى أبي عمر الغلام وقتا بعد وقت كفايته فقطع عنه مدة وذلك لعذر ثم أنفذ إليه
جملة ما كان في رسمه وكتب إليه رقعة يعتذر إليه فرده وأمر من بين يديه أن يكتب (على ظهر
رقته): " أكرمتنا فملكتنا ثم أعرضت عنا فأرحتنا ".
وقيل إن أبا علي الحاتمي اعتل فتأخر عن مجلس أبي عمر فسأل عنه فقيل: إنه عليل
فجاء أبو عمر يعوده واتفق أن المريض خرج إلى الحمام فكتب بخطه على بابه
بإسفيداج (1): (من المتقارب):
وأعجب شئ سمعنا به * عليل يعاد فلا يوجد
وتوفي أبو عمر في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وأبو علي الحسن بن
القاسم بن علي الواسطي المقرئ المعروف بغلام الهراس من أهل واسط كان يدعى إمام
الحرمينة وقرأ بالأمصار وسافر في طلب إسناد القراءات وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى
صار طبقة في العصر. ورحل إليه الناس في طلب القراءات. وأسند قراءة أبي عمرو عن أبي
قرة عن أبي بكر بن مجاهد. ولم يكن في عصره من يشاركه في ذلك، وكف بصره في آخر
عمره، وقيل إنه خلط في شئ من القراءات. هكذا قال أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون الأمين. وقال: غلام الهراس كان مقرئا غير أنه خلط في شئ من القراءات، وادعى
إسنادا في شئ لا حقيقة له، وروى عجائب. قلت: سمع أبا الحسن علي بن محمد بن
خزفة الواسطي وغيره. روى لي عنه أبو القاسم بن السمرقندي وكان له عنده إجازة وكانت
ولادته سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ووفاته في جمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربعمائة
بواسط.

(1) الاسفيداج: كلمة فارسية، وهو نوعان: الحي وهي النورة، والهندي: وهو شئ كالطباشير هش. وانظر حاج
العروس " سفدج " والمساعد 1 / 220.
323

باب الغين والياء
الغياثي: بكسر الغين المعجمة وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الثاء
المثلثة. هذه النسبة إلى غياث. والمشهور بهذه النسبة:
أبو علي محمد بن الحسين الغياثي البصري يروي عن عيسى بن إسماعيل تينة روى عنه
أبو بكر الصولي.
وعبد الملك بن محمد الغياثي حكى عن أبي عمرو بن يحيى وعبد الله بن منازل
الصوفي النيسابوري حدث عنه أبو حازم العبدوي. وأبو الوفاء محمد بن عبد الغفار بن
عبد السلام بن علي بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن سعدويه بن بشر بن إسحاق بن
إبراهيم بن غياث الغياثي نسب إلى جده الأعلى غياث من بيت معروف، شيخ بهي المنظر
شهي المخبر سمع أبا سعيد عبد الله بن أحمد بن محمد الطاهري سمعت منه أحاديث بمرو
وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة. وقيل إنما قيل له الغياثي انتسابا إلى السلطان غياث
الدولة والدين والله أعلم.
وابنه (أبو سعد) مسعود بن محمد بن (عبد الغفار بن) عبد السلام (الغياثي) فقيه فاضل
سمع أبن نصر الماهاني وأبا عبد الله الدقاق الأصبهاني سمعت منه شيئا يسيرا بالآخرة. وأخوه
الموفق بن محمد بن عبد السلام يروي عن القاضي أبي (نصر) الماهاني (لم يتفق لي السماع)
منه سمع منه أصحابنا).
الغياني: بفتح الغين المعجمة والياء المشددة بعدهما الألف وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى غيان وهو بطن من جهينة وهو غيان بن قيس بن جهينة بن زيد، وسموا بني رشدان
لأنهم قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أنتم؟ فقالوا نحن: بنو غيان. فقال: بن أنتم بنو
رشدان. فغلب عليهم وكان واديهم يسمى غوى فسمي رشادا وروي عن سعد بن وهب
الجهني أنه قال: كان هذا الرجل يدعى في الجاهلية غيان وكان أهله حين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يبايعه ببلد من بلاد جهينة يقال لها غوا فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسمه وأين ترك أهله؟ فقال:
اسمي غيان وتركت أهلي بغوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أنت رشدان وأهلك برشاد فقال: فتلك
البلدة (إلى اليوم) تدعى رشادا ويدعى الرجل رشدان.
324

وغيان بطن من الخزرج منها ثابت بن صهيب بن كرز بن عبد مناة بن عمرو بن غيان بن
ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة شهد أحدا. قاله الطبري.
وغيان بطن من خطمة منها عمير بن حبيب بن حباشة بن جويبر بن عبيد بن غيان بن
عامر بن خطمة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو جد أبي جعفر الخطمي.
وفي الأسماء غيان بن حبيب بن الأوس بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة.
الغيثي: بفتح الغين المعجمة والياء المكسورة المشددة آخر الحروف وفي آخرها الثاء
المثلثة. هذه النسبة إلى غيث و (هو) بطن من طي قال ابن حبيب: في طئ غيث بن
عمرو بن الغوث بن طئ.
الغيثي: بفتح الغين (المعجمة) وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى غيث وهو بطن من عبس ومن تميم قال ابن حبيب: في (عبس) غيث بن
مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس وهو (جد) خالد بن سنان النبي الذي
ضيعه قومه. قال ابن حبيب: (و) في تميم غيث وهو حبيب (بن) عامر بن الهجيم.
الغيري: بكسر الغين المعجمة وفتح الياء آخر الحروف بعدها الراء. هذه النسبة إلى
غيرة وهو اسم لبطون من قبائل منهم: بطن من كنانة قال ابن حبيب وفي كنانة: غيرة بن
سعد بن ليث بن بكر. وفي بلي: غيرة بن ذهل بن هني بن بلي. وفي ثقيف (غيرة بن
عوف بن ثقيف). فمن أولاد من نسبناه أولا إياس وخالد وعاقل وعامر بنو البكير بن عبد
يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الغيري شهدوا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستشهد
عاقل يوم بدر وكان اسمه غافلا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عاقلا. وأبو قرصافة واثلة بن الأسقع بن عبد
العزى بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة الغيري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن
الرجيب بن سحيم بن غيرة بن سعد بن ليث حليف بني أسد قتل بخيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك
الطبري. وغيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن قال ذلك أحمد بن
الحباب وقال الطبري: هو جد المغيرة بن الأخنس بن شريق.
الغيشتي: بكسر الغين (المعجمة) وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والشين
المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين. هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى
يقال لها غيشتى منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام الغيشتي الأمير وهشام
لقبه شام من أهل بخارى سمع بمرو وبخارى وحدث عن أبي يعقوب إسرائيل بن السميدع
وأبي سهيل سهل بن بشر الكندي وعلي بن الحسين البيكندي وقيس بن أنيف وعبد العزيز بن
325

حاتم المروزي وأبي الموجه محمد (بن عمرو) بن الموجه الفزاري المروزي والفضل (بن)
أحمد (1) بن سهل الآملي وغيرهم. وكانت وفاته في سنة ست وأربعين وثلاثمائة وأبو الحسن
علي بن طالب بن عبد الله بن مسعود الغيشتي من أهل بخارى يروي عن أبي عبد الله بن أبي
حفص (الكبير صاحب كتاب الرد على أهل الأهواء) وأبي يحيى حاتم بن هاشم ومحمد بن
الضوء ويحيى بن بدر القرشي وغيرهم، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل
الخيام وتوفي في سنة عشرين وثلاثمائة.
الغيفي: بفتح الغين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
الفاء. هذه النسبة إلى غيفة وهي قرية تقارب بلبيس (2) وهي بليدة من مصر إليها: مرحلة
ينزل فيها قافلة الحاج إذا خرجوا من مصر. والمشهور بالنسبة إليها أبو علي حسين بن
إدريس بن عبد الكبير الغيفي مولى آل عثمان بن عفان (رضي الله عنه) يروي عن سلمة بن
شبيب. وأخوه عمرو بن إدريس الغيفي أبو الطيب. تعرف وتنكر مات في شعبان سنة تسع
وعشرين وثلاثمائة روى عنه التميمي وغيره.
الغيماني: بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف والميم المفتوحة بعدها
الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى (ذي) غيمان وهو من حمير. قال أبو سفيان بن
أبرهة بن الصباح ومحمد بن النضر بن يريم، وذو غيمان الذي يقول له الشاعر:
خرجنا من حريمين فبتنا ذا الخماس * فحيا الله ذا غيمان من رب وماتي
والمثامنة (3) ذكرناهم في (حرف) الميم: (في الميم والثاء) (3).
الغيلاني: بفتح الغين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى (غيلان) وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو طالب محمد (بن

(1) في نسخة: " وأبي الفضل أحمد بن سهل " تصحيف. وهو أبو العباس الفضل بن أحمد بن سهل (وفي معجم
البلدان: الفضل بن سهل بن أحمد) بن سعيد بن تميم الآملي من آمل جيحون حدث ببخارى. وانظر الأنساب
1 / 84، ومعجم البلدان " آمل ".
(2) بلبيس: مدينة بينها وبين فسطاط مصر أي القاهرة عشرة فراسخ على طريق الشام. وانظر معجم البلدان.
(3 3) انظر الأنساب 507 / ب واللباب 3 / 164 وفيهما: " كان الملك من ملوك حمير يكون له من أصحابه ثمانية ليس
في حمير مثلهم، وسبعون رجلا دونهم، فإذا مات الملك أخذوا أفضل رجل من سائر حمير من أفضلهم فصيروه في
في حمير مثلهم، وسبعون رجلا دونهم، فإذا مات الملك أخذوا أفضل رجل في الثمانية فصيروه، ملكا، وأخذوا
رجلا من السبعين فجعلوه في الثمانية، وأخذوا رجلا من سائر حمير من أفضلهم فصيروه في السبعين فكان يقال
لكل رجل من الثمانية مثامني، ويقال لجميعهم المثامنة ".
326

محمد) بن إبراهيم بن غيلان (بن عبد الله بن غيلان) بن حكيم بن غيلان البزاز الهمداني
الغيلاني أخو غيلان كان شيخا مسنا صدوقا دينا (صالحا) سمع أبا بكر محمد بن عبد الله
الشافعي وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب في جماعة كثيرة آخرهم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الكاتب وكانت
ولادته في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ومات في شوال سنة أربعين وأربعمائة ببغداد.
وأبو القاسم غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، بن حكيم الهمداني البزاز الغيلاني أخو
أبي طالب وكان أكبر منه سمعه أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا بكر محمد بن عبد الله
الشافعي ودعلج بن أحمد السجزي وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا روى (عنه أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ: (وكان ثقة) وكانت ولادته في سنة أربع وأربعين
وثلاثمائة ومات (ببغداد) في شعبان سنة ست عشرة وأربعمائة ودفن بباب حرب. ومن القدماء
أبو أيوب سليمان بن عبيد الله الغيلاني يروي عن أبي عامر العقدي روى عنه مسلم بن الحجاج
القشيري. وأما الغيلانية ففرقة من المرجئة ينتمون إلى غيلان القدري زعموا أن الايمان هو
المعرفة الثانية بالله عز وجل والمحبة لخضوعه له والاقرار بما جاء به الرسول وبما جاء من
عند الله والمعرفة الأولى عندهم اضطرارية فلذلك لم يجعلوها من الايمان (1).

(1) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 399: " قلت: فاته: الغيلاني: نسبة إلى غيلان بن دعمي بن إياد بن نزار بن معد.
منهم هارون بن عمران بن راشد واسم راشد: قرضاب بن شهاب بن عمرو الأيادي ثم الغيلاني من بني غيلان،
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسمى أيضا حنيفا ".
327

حرف الفاء
باب الفاء والألف
الفابجاني: بفتح الفاء والباء الموحدة (المكسورة) بعد الألف والجيم المفتوحة بعدها
ألف أخرى وفي آخرها النون. وهي قرية من قرى أصبهان ولا أدري (هي) الفابزان التي يأتي
ذكرها أو غيها وظني أنهما قريتان (1) منها: أبو علي الحسن بن إبراهيم بن بشار الفابجاني مولى
قريش ثقة من أهل أصبهان يروي عن سليمان الشاذكوني وعبد الله بن عمر الأصبهاني، روى
عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني توفي سنة إحدى وثلاثمائة. وأبو محمد عبد الله بن
محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفابجاني من أهل أصبهان حدث عن جده من قبل أمه عيسى بن
إبراهيم العقيلي الفابجاني وإسحاق هذا يعرف (بسكونه) وعيسى وسكونه أخوان. وجده من
قبل أمه أبو موسى عيسى بن إبراهيم بن صالح بن زياد العقيلي الفابجاني كان يسكن هذه
القرية من أهل أصبهان حدث عن آدم بن أبي إياس وأبي توبة الربيع بن نافع روى عنه حفيده
عبد الله بن محمد الفابجاني ومات سنة سبعين ومائتين. وأبو بكر محمد بن إسحاق بن صالح
الفابجاني العقيلي من أهل أصبهان يروي عن هشام بن عمار ودحيم بن اليتيم وغيرهما، روى
عنه عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم التيمي وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
الفابزاني: بفتح الفاء والباء الموحدة بعد الألف وبعدها الزاي (المعجمة) وفي آخرها
النون بعد الألف. هذه النسبة إلى فابزان وهي قرية من قرى أصبهان. منها أبو جعفر أحمد بن
سليمان بن يوسف بن صالح بن زياد بن عبد الله العقيلي الفابزاني يروي عن أبيه. وأبوه
سليمان مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. وابنه أحمد (يروي عن محمد بن أبان والحسين بن
حفص روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهاني ومات سنة إحدى وثلاثمائة.
وإبراهيم بن محمد الفابزاني) يروي عن محمد بن حميد روى عنه أحمد بن إسحاق الأصبهاني
ويزيد بن هزار بن الفابزاني سمع من سعيد بن جبير بأصبهان وذكر أنه مر بهم فلقيه فسأله.

(1) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 400: " قلت: قوله: (وظني أنهما قريتان) أظن أنه وهم منه لان المنسوب في (الفابزاني)
يجتمع هو وأبو موسى المنسوب في (الفابجاني) في جدهما صالح بن زياد على ما تراه، وهذا مما يغلب على الظن
أنهما قرية واحدة، والله أعلم ".
328

الفاتني: بفتح الفاء وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى فاتن (1) مولى أمير المؤمنين المطيع لله، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن بشرى بن
مسيس الروحي الفاتني كان مولى فاتن مولى المطيع لله فنسب إليه وكان شيخا صالحا صدوقا
سمع محمد بن جعفر بن الهيثم البندار بن بدر الحمامي وأبا بكر أحمد بن جعفر بن
مالك القطيعي وأحمد بن جعفر بن سالم الختلي والحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبا
يعقوب النجيري البصري وسعد بن محمد الصيرفي وعمر بن محمد بن سبنك وخلقا كثيرا
يطول ذكرهم روى عنه الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب والسيد أبو الحسن
محمد بن محمد بن زيد الحسني وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الأمين. وكان
بشرى يذكر أنه أسر من بلاد الروم وهو كبير: قال وأهداني بعض أمراء بني حمدان لفاتن
فعلمني وأدبني وسمعني الحديث قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صادقا صالحا دينا وحدثني
أن أباه ورد بغداد سرا ليتلطف في أخذه ورده إلى بلد الروم قال فلما رآني على تلك الصفة من
الاشتغال بالعلم والمثابرة على (لقاء) الشيوخ علم ثبوت الاسلام في قلبي ويئس مني وانصرف
ومات في يوم (عيد) الفطر من سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
الفاخراني: بفتح الفاء والخاء المعجمة المكسورة والراء المفتوحة بين الألفين وفي
آخرها النون. هذه النسبة لمن يعمل الأواني الخزفية ويقال له الفاخوري، أيضا اشتهر بهذه
النسبة جماعة منهم: حمة الفاخراني الهمذاني من أهل همذان يروي عن يعقوب بن إسحاق
السراج، روى عنه أبو بكر محمد بن شعيب بن عبد الوهاب البزاز. وشاب من أهل بغداد
يقال له منصور بن أبي بكر الفاخراني (صحبنا من همذان (2) إلى بغداد) كتبت عنه شيئا يسيرا
في الطريق بجامع قرميسين (3) سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
الفاخوري: بفتح الفاء وضم الخاء المعجمة بينهما الألف وفي آخرها الواو والراء.
هذه النسبة إلى بيع الكيزان من الخزف (ويقال لمن يعمل ذلك الفاخراني، والمشهور بهذه

(1) هو أبو الخير فاتن بن عبد الله مولى المطيع لله. روى عن الحسين بن محمد بن المطبقي وإبراهيم بن عبد الصمد
الهاشمي وخالد بن محمد بن عبيد الله الدمياطي وغيرهم، حدث عنه ابن رزقويه. قال ابن ماكولا: " حدثنا عنه مولاه
بشرى بن عبد الله الفاتني ". انظر الاكمال 7 / 51.
(2) همذان: تقع جنوب بحر الخزر وشمال غربي أصفهان، وهي إحدى مدن إيران اليوم في جنوب غربي العاصمة
طهران. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 229 230.
(3) قرميسين: بلد بين همذان وحلوان على جادة الحاج قرب الدينور وبينها وبين همذان ثلاثون فرسخا، وانظر معجم
البلدان، وبلدان الخلافة 221 222.
329

النسبة أبو موسى عيسى بن يونس الفاخوري الرملي) قال أبو حاتم بن حبان: عيسى بن يونس
بياع الفاخور من أهل الرملة (1) (يروي) عن يزيد بن هارون وكان راويا لضمرة حدثنا عنه ابن
أسلم وغيره من شيوخنا وربما أخطأ.
الفاداري: بفتح الفاء والدال المهملة بين الألفين (الساكنين) وفي آخرها الراء
(المهملة). هذه النسبة إلى فادار وهو اسم لجد علي الحسن بن علي بن الحسين بن فادار
الاستراباذي الفاداري من أهل أستراباذ (2) وكان يعرف بمائة ألفي، أخو أبي حاتم يروي عن
محمد بن جعفر بن طرخان وجعفر بن أحمد بن سهريل وأحمد بن جسرد ومات قبل السبعين
وثلاثمائة.
الفاذجاني: بفتح الفاء والذال المعجمة (والجيم) وفي آخرها النون (بعد الألف
والجيم). هذه النسبة إلى فاذجان وهي قرية من قرى أصبهان منها أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن إسحاق الفاذجاني وهو أصبهاني سكن بغداد وحدث بها عن أبي مسعود أحمد بن
الفرات الرازي وأسيد بن عاصم وأحمد بن عصام الأصبهانيين، روى عنه أبو بكر أحمد بن
جعفر بن مالك القطيعي ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي.
فاذشاه: بفتح الفاء وسكون الذال المعجمة، وفتح الشين المنقوطة بثلاث فوقها،
وفي آخرها الهاء بعد الألف. هذه النسبة اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو الشيخ أبو
الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه يروي عنه أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد
الصيرفي، وفاذشاه يروي عن صاحب المعجمات الثلاثة: الكبير والوسيط والصغير لأبي
القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
الفاذويي: بفتح الفاء والذال المعجمة المضمومة بين الألف والواو، وفي آخرها الياء
آخر الحروف. هذه النسبة إلى فاذويه وهو اسم لجد أبي القاسم عبد العزيز بن أحمد بن
عبد الله بن أحمد بن محمد بن فاذويه الأصبهاني شيخ صالح صدوق ثقة سمع أبا الشيخ
عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد

(1) الرملة: مدينة في فلسطين بينها وبين بيت المقدس ثمانية عشر يوما. وتقع اليوم بالقرب من ساحل البحر الأبيض
المتوسط شمال شرقي القدس. وتقرن بمدينة أخرى هي اللد. وانظر معجم البلدان.
(2) أستراباذ: بلدة كبيرة من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان. وتقع على الساحل الشرقي لبحر الخزر وهي اليوم
قاعدة أقليم استراباذ في إيران. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 419.
330

النخشبي الحافظ وأبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي سعيد البغدادي وقال النخشبي: هو (1)
شيخ فقيه متقن متزن من أهل السنة.
الفاذي: بفتح الفاء والذال المعجمة بعد الألف. هذه النسبة إلى فإذ وهو اسم لجد
عبد الله بن يوسف بن (فإذ) الختلي (البغدادي من أهل بغداد) يروي (عن) عمر بن سعيد
الدمشقي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد (بن أيوب) الطبراني.
الفارابي: بفتح الفاء والراء (المهملة) بين الألفين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى فاراب (2) وهي بلدة فوق الشاش قريبة من بلاساغون (3) (وأهلها على مذهب
الشافعي (4) رحمه الله). والمشهور بالانتساب إليها أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي
صاحب كتاب ديوان الأدب وكان من أهل اللغة واشتهر تصنيفه في الآفاق.
الفاراني: بفتح الفاء والراء بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين:
أحدهما إلى جبال فاران، وهي جبال بالحجاز، قيل إن في التوراة ذكر جبال فاران قاله ابن
ماكولا. والمشهور بهذه النسبة بكر بن القاسم بن قضاعة القضاعي الفاراني الإسكندراني أبو
الفضل توفي بالإسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين قاله ابن يونس، والثاني إلى قرية من قرى
سمرقند يقال لها فاران وهي بين سمرقند وإشتيخن على أربعة فراسخ من سمرقند منها أبو
منصور محمد بن بكر بن إسماعيل السمرقندي الفاراني يروي عن محمد بن الضوء الكرميني
ونصر بن أحمد الكندي الحافظ البغدادي، روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد
الكاغدي السمرقندي.
الفارزي: بفتح الفاء بعدها الألف وكسر الراء والزاي. هذه النسبة إلى قصر فارزة
محلة من بخارى خارج درب الميدان منها: أبو قتيبة بن الحسن الفارزي ولقب الحسن
كج وهو والد حميد بن قتيبة ومحمد بن قتيبة روى عن عباد بن العوام ومخلد بن عمر، روى

(1) في ك: " قال النخشبي: هو ثقة يروي عن أهل السنة ".
(2) فاراب: ولاية نهر سيحون في تخوم بلاد الترك وتسمى اليوم أترار أو أطرار، وتقع شرقي بحر الخزر في الاتحاد
السوفياتي في جمهورية تركستان الروسية. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 528.
(3) اللفظة مصحفة في م. وبلاساغون: بلد عظيم في ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر ويصعب اليوم تعيين
موضعها الصحيح. معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 523 525.
(4) قال ياقوت: " وأهلها شافعية المذهب، وإنما أشاع بها هذا المذهب مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد أبو بكر
محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي فإنه فارقها ثم عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه ومات
في سنة 366 ه‍ "، وانظر معجم البلدان " شاش ".
331

عنه محمد بن الحسين والد إبراهيم. وأبو بكر حامد بن عبيد الله بن قريش بن الحسن الفارزي
من قصر فارزة أيضا، يروي عن عمه محمد بن قتيبة بن الحسن وأبي السكين زكريا بن يحيى
وغيرهما، روى عنه أبو علي محمد بن محمد بن محمود البخاري. والشيخ الواعظ
يوسف (بن محمد بن يوسف) بن أحمد الفارزي النسفي من أهل نسف سمعت بعضهم أنه كان
يبيع الفارز يعني الخرز ويقال له بيرزي فروش فعرف بذلك، سمع صاحب الجيش أبا
الحسين علي بن عبد الواحد بن محمد بن عبد العزيز بن الفضل المطيع لله، روى عنه أبو
حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وتوفي في يوم الأحد الثالث عشر من شعبان سنة
ثلاثين وخمسمائة ودفن بمقبرة قنطرة رأس غاتفرا.
الفارجي: بفتح الفاء بعدها الألف ثم الراء الساكنة وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى
باب فارجك وهي محلة كبيرة ببخارى، منها: أبو الأشعث عبد العزيز بن أبي الحارث بن
عبد الله النزاري البخاري الفارجي من أهل بخارى سمع أبا بكر محمد بن الفضل الامام
والحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ وجماعة، سمع منه أبو محمد
عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ (1).
الفارسجيني: بفتح الفاء وكسر الراء وسكون السين وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فارسجين ويقال (لها) بلسانهم بارستين
من رستاق الالمر التي يقال لها الأعلم (2) وهي من نواحي همذان. منها: أبو منصور
محمد بن أحمد (بن محمد) بن علي بن مزدين الفارسجيني من أهل همذان كان من ثقات
المحدثين ومشاهيرهم وكان يروي عن () (3) روى عنه القاضي أبو علي الحسن بن علي بن
محمد الوحشي الحافظ وتوفي بعد سنة عشر وأربعمائة.
الفارسي: بفتح الفاء بعدها الألف والراء المكسورة وفي آخرها السين المهملة. هذا
الاسم لعدة من المدن الكبيرة وهي من الأقاليم المعروفة أصلها ودار مملكتها شيراز خرج منها
جماعة كثيرة من العلماء في كل فن من هذه البلاد واشتهروا بهذه النسبة. منهم: أبو الحسن

(1) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 403: " قلت: الفارجي: بكسر الراء، نسبة إلى فارج بن مالك بن كعب بن
القين، بطن من القين منهم مالك وعقيل ابنا فارج اللذين جاءا بعمرو بن عدي إلى خاله خذيمة الأبرس ".
(2) الأعلم: اسم كورة كبيرة بين همذان وزنجان من نواحي الجبال والعجم يسمونها المر بفتح الهمزة واللام وسكون
الميم والراء وكانت إحدى أعمال همذان الخمسة. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 230 231.
(3) انظر اللباب 2 / 403.
332

علي بن (عيسى بن سليمان بن محمد) بن سليمان بن أبان بن أصروخ الفارسي السكري
النفري الشاعر أصله من نفر (1) وهو بلد على النرس من بلاد الفرس كان إماما متفننا في كل
جنس صحب القاضي أبا بكر الباقلاني ودرس عليه الكلام وكان يحفظ القرآن والقراءات وكان
متفننا في الأدب وله ديوان شعر كبير وكله إلا اليسير منه في مدح الصحابة (والرد على الرافضة
والنقض على شعرائهم) وكانت ولادته ببغداد في صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ومات في
شعبان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ودفن بمقبرة باب الدير.
الفارض: بفتح الفاء وكسر الراء وفي آخرها الضاد المعجمة. كان أبو عبد الله نعيم بن
حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك المروزي الخزاعي الأعور ساكن مصر
يقال له الفارض لأنه يعرف الفرائض وقسمة المواريث معرفة حسنة واشتهر بهذه النسبة حتى
كان يقال له نعيم الفارض يروي عن عبد الله بن المبارك وإبراهيم بن سعد وابن عيينة وأبي حمزة
السكري والفضل بن موسى السيناني (2) روى عنه يحيى بن معين ومحمد بن إسماعيل
البخاري ومحمد بن إسحاق الصغاني وأبو حاتم (الرازي) وأبو زرعة الرازي وعبيد بن شريك
البزاز وجماعة آخرهم حمزة بن محمد بن عيسى (الكاتب) وكان من العلماء ولكنه ربما كان
يهم ويخطئ، ومن ينجو من ذلك؟ ثبت في المحنة حتى مات في الحبس، وسمع منه حمزة
الكاتب في الحبس وكان قد امتنع عن القول بخلق القرآن وكان يقول: أنا كنت جهميا فلذلك
عرفت كلامهم فلما طلبت الحديث علمت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل. ومات في جمادى
الأولى سنة ثمان وعشرين ومائتين وكان يفهم الحديث روى أحاديث مناكير عن الثقات. ولما
مات جر بأقياده وألقي في حفرة ولم يكفن ولم يصل عليه، فعل به ذلك صاحب بن أبي دؤاد
المعتزلي. وأبو طاهر الحسن بن إسماعيل الفارض الغساني كان من أهل الأدب يروي عن
يونس بن عبد الأعلى وغيره وتوفي في شوال سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وأبو بكر أحمد بن
عبد الله بن سيف بن سعيد الفارض أصله من سجستان (3) سمع أبا إبراهيم المزني ويونس بن
عبد الأعلى الصدفي وعمر بن شبة النميري، روى عنه دعلج بن أحمد السجزي وأبو

(1) نفر: بلد تقع على نهر النرس وهو من أنهار الكوفة " معجم البلدان: نفر ونرس " وبلدان الخلافة 100.
(2) في نسخ أخرى: " الشيباني " وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه لان نسبته إلى قرية سينان وهي إحدى قرى مرو وانظر
تاريخ البخاري ج 4 / ق 1 / 117، والأنساب 7 / 270، وتهذيب التهذيب 7 / 286.
(3) سجستان: إقليم كبير حول بحيرة رزه وفي شرقها وجنوب إقليم خراسان. ويقع اليوم بين إيران وأفغانستان. وأما
مدينة سجستان فقد كانت مركز الإقليم وقد خرجت في القرن الثامن الهجري. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة
الشرقية 372 376.
333

القاسم بن النحاس المقرئ وأبو حفص بن شاهين وأبو طاهر المخلص وكان ثقة وكان خليفة
القاضي أبي عمرو بن يوسف ومات في جمادى الأولى سنة ست عشرة ثلاثمائة. وأبو علي
أحمد بن سليمان بن داود بن داود بن سليمان التمار الفارض كان ينزل بنهر طابق (1) من بغداد وهو من
أهلها حدث عن أبي القاسم البغوي ومحمد بن مخلد الدوري. روى عنه أبو بكر بن البقال
وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه وهو ثقة.
الفارفاني: بفتح الفاء وسكون الراء بعد الألف وفتح فاء أخرى وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى فارفان (2) وهي قرية من قرى أصبهان منها أبو منصور شابور بن محمد بن محمود
القاضي بفارفان يروي عن الرئيس أبي عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي سمعت منه أحاديث.
الفارقي: بفتح الفاء والراء المكسورة بينهما الألف وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى
ميافارقين وقد ذكرتها في الميم أيضا، غير أن الأشهر في هذه النسبة على التخفيف وقيل لهذه
البلدة ميافارقين (3) لان ميا بنت أدهى التي بنت المدينة، وفارقين هو خندق المدينة بالعجمية
يقال لها باركين (4) فقيل: ميافارقين وقيل: ما بني منه بالصخر فهو بناء أنو شروان وما بني
بالآجر فهو بناء أبرويز، وهي من بلاد الجزيرة قريبة من آمد منها: أبو البركات يحيى بن
عبد الرحمن بن حبيش الفارقي أصله من ميافارقين ويحيى هذا بغدادي شيخ ثقة صالح شديد
وكان أحد الشهود المعدلين سمع أبا الحسين أحمد (بن محمد بن أحمد) بن النقور البزاز وأبا
الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم الكرخي وغيرهما مات قبل دخولي
بغداد ولي عنه إجازة وحدثني عنه جماعة بخراسان والشام والعراق وكانت ولادته في سنة تسع
وثلاثين وأربعمائة ومات في سلخ رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة ببغداد.
الفارمذي: بفتح الفاء والراء والميم (6) بينهما الألف وفي آخرها الذال المعجمة. هذه

(1) نهر الطابق: محلة ببغداد من الجانب الغربي قرب نهر القلائين شرقا وقد أحرقت هذه المحلة في فتنة وقعت
سنة 488 ه‍ فتحولت إلى تلال. وانظر معجم البلدان.
(2) فارفان اليوم: قرية قرب أصبهان في إيران.
(3) ميافارقين: أشهر مدينة بديار بكر تقع إلى الشمال الغربي من الموصل، بين الجزيرة وبين أرمينيا، وانظر معجم
البلدان، وبلدان الخلافة 142 143.
(4) عند ياقوت: " قالوا: سميت بميا بنت، لأنها أول من بناها، وفارقين هو الخلاف بالفارسية يقال له بارجين لأنها كانت
أحسنت خندقها فسميت بذلك ".
(5) آمد: إحدى مدن ديار بكر على شاطئ دجلة الأيسر، وتقع اليوم في الأراضي التركية شمالي ماردين. وانظر معجم
البلدان.
(6) معجم البلدان: " فارمذ: بالراء الساكنة يلتقي بسكونها ساكنان وفتح الميم ".
334

النسبة إلى فارمذ وهي قرية من قرى طوس (1)، والمشهور بالنسبة إليها أبو علي الفضل بن
محمد بن علي الفارمذي لسان خراسان وشيخها وصاحب الطريقة الحسنة من تربية المريدين
والأصحاب وكان مجلس وعظه على ما سمعت كروضة فيها أنواع الأزهار والثمار، سمع أبا
عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي وأبا حامد محمد بن أحمد الغزالي وأبا
عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي وطبقتهم، روى لي عنه ابنه أبو بكر وجماعة كثيرة
وكانت وفاته بطوس في سنة سبع وسبعين وأربعمائة. زرت قبره غير مرة وله أولاد ثلاثة: أبو
المحاسن علي وأبو الفضل محمد وأبو بكر عبد الواحد. فأما أبو المحاسن فكان زاهدا متبركا
به ظهر، له قبول عند الخاص والعام سمع أبا بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي وأبا الخير بن
أبي عمران الصفار وجده لامه أبا القاسم عبد الله بن علي الكركاني وغيرهم، روى لي عنه ابنه
أبو علي الفضل (بن علي الفارمذي) وجماعة وكانت وفاته () (2). وأخوه أبو الفضل
محمد بن أبي علي سمع جماعة مثل أبي المظفر موسى بن عمرانه الأنصاري وأبي عمرو
عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي وغيرهما لم ألحقه وحدث بشئ يسير وكان زاهدا عفيفا
ظريفا (مات). وأخوهما أبو بكر عبد الواحد كان بقية أولاد الامام أبي علي وكان حسن
الأخلاق جليل القدر ظريفا معاشرا سافر الكثير وصحب المشايخ سمع بطوس والده (وجده) أبا
القاسم الكركاني وأبا الفتح نصر (بن محمد) بن علي الحاكم وبمرو أبا عبد الله محمد بن
الحسن المهربندقشايي وأبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار وبنيسابور الامام أبا
إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي
وببغداد أبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز
وطبقتهم. أدركته وقرأت عليه الكثير ولازمته حتى قرأت عليه الاجزاء وكان يكرمني وما وردت
طوس في النوبة الثانية كان قد فلج وبقي في داره وما كان الناس يدخلون عليه فدخلت مسلما
ولقيته قاعدا في زاوية لا يمكنه أن يتحرك فبكيت وقعدت ساعة ثم رجعت إلى نيسابور. توفي
في المحرم سنة ثلاثين وخمسمائة.
الفاروزي: بفتح الفاء وضم الراء وكسر الزاي. هذه النسبة إلى فاروز وهي قرية من
قرى نسا على فرسخ ونصف منها بت بها ليلتين. وممن ينتسب إليها: أبو محمد علي بن

(1) طوس: مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ تشتمل على بلدتين يقال لإحداهما الطابران وللأخرى
نوقان وتقع اليوم في مقاطعة خراسان شمالي شرقي إيران. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 430 432.
(2) فراغ في الأصول. ووفاته في معجم البلدان: " فارمذ " والتحبير 2 / 21: " في الحادي عشر من ذي الحجة سنة
سبع وثلاثين وخمسمائة ".
335

الفاروزي من أهل العلم يروي عن محمد بن إبراهيم بن الجنيد، روى عنه أبو حاتم محمد بن
حبان المبستي؟ وقد ذكرت عنه حكاية في ترجمة العريني. وأبو الحسن علي بن أحمد بن
علي بن إبراهيم بن حنويه بن خرزاذ الكاتب الفاروزي من أهل ثغر شهرستانة (1) كان من كبار
الصوفية وكان جليل القدر حسن السيرة أخذ التصوف عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله باكويه
الشيرازي وسمع الحديث من أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبي سعيد محمد بن موسى
الصيرفي بنيسابور وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحديثي بأسفرايين (2) وأبي طالب
محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز البغدادي ببغداد وأبي الحسن الليث بن الحسن
الليثي بسرخس وغيرهم، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي وأبو بكر
الطيب بن محمد بن أحمد الغضايري بمرو وتوفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة بشهرستانة.
الفاروق: بفتح الفاء والراء المضمومة بينهما الألف ثم الواو القاف. هذه اللفظة لقب
أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي، أعز الله
تعالى به الاسلام ومصر به الأمصار وجبى به الأموال شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وسمي
الفاروق لأنه فرق به بين الحق والباطل.
الفارويي: بفتح الفاء وضم الراء وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه
النسبة إلى فارويه وهي سكة معروفة بنيسابور منها: أبو الحسين محمد بن يعقوب بن ناصح
الأديب النحوي الفارويي الأصبهاني قال الحاكم في تاريخ نيسابور: كان يسكن سكة فارويه
ويدرس كتب الأدب وكان من أقران أبي عمر الزاهد وأبي محمد بن درستويه في الاختلاف إلى
أبوي العباس ثعلب والمبرد وكان صدوق اللهجة من أعيان الأدباء وأظنه كان صحب السلاطين
ثم ترك صحبتهم وحدثني الثقة من أصحابنا أنه كان ينشد عن البحتري غير أني لم أسمع منه
ذلك وسمع الحديث عن بشر بن موسى الأسدي وأبي العباس محمد بن يونس القرشي
وأقرانهما وتوفي في نيسابور في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. وأبو
العباس أحمد بن علي بن محمد بن العباس بن الفضل بن إسحاق بن عبد الله بن بشير بن
مجاهد الأنصاري النسفي الفارويي لا أدري هو منسوب إلى هذه السكة أو فارو: هي قرية من

(1) شهرستانة: بليدة من الثغور عند نسا من خراسان مما يلي خوارزم يقال لها رباط شهرستانة وانظر الأنساب 7 / 421،
ومعجم البلدان " شهرستانة ".
(2) اسفرايين: اختلف في همزتها، فتحا كما في معجم البلدان، وبلدان الخلافة 434 أو كسرا كما في
الأنساب 1 / 223، واللبأ 1 / 55 وهي بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان.
336

قرى نسف؟ سمع بنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وبنسا أبا بكر
محمد بن زهير بن أخطل النسوي وغيرهما سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد
النخشبي الحافظ وقال: أبو العباس الأنصاري النسفي الفاروبي أخو أبي المظفر رأيته بالجزيرة
جزيرة ابن عمر (1) خرج إلى الحج بعد ذلك. صاحب (حديث).
الفاريابي: بفتح الفاء والراء والياء المنقوطة من تحتها باثنتين (بين الألفين) وفي آخرها
الباء (الموحدة). هذه النسبة إلى الفرياب (2) ويقال لها بالعجمية البارياب وقد ينسب إليها
الفيريابي والفريابي، والكل منسوب إلى موضع واحد وهو الفارياب. والمعروف بهذه النسبة
مع الألف: أبو عمران موسى بن أحمد بن عفير بن غيلان بن كثير الفاريابي المعروف بابن أبي
حاتم طاف في البلاد ولقي الأكابر وسكن سمرقند. روى عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد
الاشيح وأحمد ويعقوب ابني إبراهيم الدورقي وداود بن محراق الفاريابي وأحمد بن صالح
المكي والحسين بن الحسن المروزي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وسفيان بن وكيع
وغيرهم، روى عنه أبو جعفر محمد بن أحمد بن هاشم الذهبي وأبو عبد الله محمد بن
عصام (3) القطواني وحماد بن شاكر وجعفر بن طالب النسفيان.
الفازي: بفتح الفاء وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى قرية مشهورة بطوس يقال لها
فاز ويقال بالباء المنقوطة بواحدة بالعجمية (وهي قرية كبيرة مشهورة، بها الجامع) دخلتها غير
مرة وأقمت بها الأيام والليالي. والمحدث المشهور منها: أبو بكر محمد بن وكيع بن داوس
الفازي روى الجامع عن محمد بن أسلم الطوسي الزاهد شيخنا الخطيب أبو () (4) الفازي
(بالفاء) وظني أنه وهم فيه والصواب الغازي بالغين المعجمة ويقال له أبو نصر المطوعي لأنه
من مطوعة الغزاة فلما رآه مروزيا ظن أنه قال: إنه من فاز والله أعلم. ومحمد بن إبراهيم بن
أبي يونس الفازي المروزي من قرية فاز، يروي عن أحمد بن إبراهيم البختي وأبو جعفر

(1) جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام نسبة إلى الحسن بن عمر بن خطاب التغلبي أول من عمرها وتمثل
اليوم الحدود السورية العراقية التركية. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 123 124.
(2) الفارياب: مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون، وقد تطابق خرائبها ما يعرف اليوم
بخيراباد حيث توجد قلعة قديمة تحيط بها تلول من الآجر. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة
الشرقي 467 468.
(3) في اللباب: " محمد بن عصار " وانظر معجم البلدان: قطوان.
(4) فراغ في الأصول بقدر كلمتين أو ثلاث. وهو أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الغازي تقدم الحديث عنه
في ترجمة الغازي، وانظر أيضا تذكرة الحفاظ 4 / 1276، والعبر 4 / 86.
337

أحمد بن محمد بن إسماعيل المؤدب الفازي قال أبو زرعة السنجي: هو من قرية فاز كتب عن
حصين بن عبد الكريم وكان كاتبا بليغا.
الفاسي: بفتح الفاء وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى فاس وهي بلدة
بالمغرب في أقصاه يقارب سبته (1) (من بلاد العدوة وهي) مدينة عظيمة سكنها الصالحون
وعامتهم حملة القرآن على مذهب مالك بن أنس وهي على طرف الأندلس (ومن الأندلس) إلى
القيروان مائة فرسخ ومنها إلى أطرابلس مائة فرسخ ومن أطرابلس إلى مصر ألف فرسخ كان بها
جماعة من أهل العلم مهم. أبو عمران موسى بن عيسى بن يحج الفاسي وكنية يحج أبو حاج
فقيه أهل القيروان في وقته ونزل بها. وأبو علي الحسين بن علي الفاسي كان من أهل العلم
والفضل كثير الطلب متشاغلا به لا يفتر عنه، وأبو موسى عيسى بن أبي عيسى بن أبي نزار بن
بحير الفاسي المغربي كان فقيها فاضلا مبرزا تفقه على مذهب مالك وبرع فيه ورد بغداد وسمع
بها أبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وغيره وحدث عنه ببيت المقدس بشئ يسير،
سمع منه أبو القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي قال أبو الحسن الدارقطني بباب عمار
الفاسي من أهل المغرب حدث بمصر، وأبو القاسم بن محمد الفاسي شيخ صالح من أهل
هذه البلدة صحبنا من دمشق إلى طبرية منصرفا إلى بلاده كتبت عنه شيئا يسيرا بطبرية الأردن
وكان منصرفا من الحجاز. وأبو موسى عمران بن علي بن الحسين بن أبي القاسم بن
عبد الملك الفاسي، كان ضريرا صالحا حافظا للقرآن تفقه على مذهب مالك وكان رجلا
جوالا في الآفاق دخل ديار مصر والشام والحجاز والسواحل وبلاد اليمن وكور الأهواز وفارس
وكرمان (2) وخراسان ما وراء النهر مع العمى وكبر السن، لقيته ببلخ وكتبت عنه شيئا يسيرا
وتوفي بها سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
الفاشاني: بفتح الفاء والشين المعجمة وفي (آخرها) النون. هذه النسبة إلى قرية من
قرى مرو يقال لها فاشان وقد يقال لها بالباء، وبهراة قرية أخرى يقال لها باشان بالباء الموحدة
خرج من فاشان جماعة من العلماء قديما وحديثا. فمنهم: الإمام أبو زيد محمد بن أحمد بن
عبد الله بن محمد الفاشاني الامام المنقطع القرين في عصره ومن أحفظ الناس لمذهب

(1) سبته مرسى: من بلاد المغرب تقابل جزيرة الأندلس. وتقع اليوم على مضيق (جبل) طارق في المملكة المغربية مقابلة
لمدينة طنجة. وانظر معجم البلدان.
(2) كرمان: بفتح الكاف، وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة وهي ولاية مشهورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس
ومكران وسجستان وخراسان، فشرقيها مكران والمفازة، وغربيها أرض فارس، وشماليها مفازة خراسان، وجنوبيها
بحر فارس وهي اليوم إقليم في جنوب شرقي إيران على الحدود الأفغانية وعلى خليج عمان، وانظر معجم البلدان.
338

الشافعي وأحسنهم نظرا فيه وأزهدهم في الدنيا وأصدقهم ورعا. أقام بمكة سبع سنين مجاورا
حرم الله عز وجل وسمع الحديث من محمد بن عبد الله السعدي وجماعة من أصحاب علي بن
حجر وأكثر عن أبي بكر أحمد (بن محمد) بن عمر المنكدري روى عنه أبو الحسن علي بن
عمر الدارقطني والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع ومحمد بن أحمد بن القاسم
المحاملي وجماعة كثيرة بخراسان، وكان تفقه ببغداد على أبي إسحاق المروزي الخالداباذي
وسمع جامع الصحيح للبخاري عن صاحبه محمد بن يوسف الفربري وما دام بمرو في
الاحياء ما كان يقرأ على غيره لفضله وعلمه واتقانه وحدث بهذا الكتاب بمكة وهو أجل من
روى ذلك الكتاب ودرس الفقه بمرو وظهر له الأصحاب المنتسبون إليه وتوفي في يوم
الخميس الثالث عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ودفن برأس سنجدان على يمين
الطريق وقبره معروف يزار. وأبو بكر الهراس الفاشاني شيخ حدث ببخارى عن الحاكم أبي
الفضل محمد بن الحسين الحدادي، روى عنه أبو كامل البصري. وأبو حفص عمر بن
عبد الله الفاشاني الإمام الفاضل المتكلم تفقه ببغداد على جماعة وانحدر إلى البصرة وسمع
السنن لأبي داود على القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي بروايته عن أبي علي
اللؤلؤي عنه وحدث بمرو بهذا الكتاب وسمع منه، وله أولاد فضلاء عبد الله وعبيد الله من أهل
فاشان أيضا ورأيت ابنا لعبد الله اسمه عمر تولى الأمور الجليلة بمرو وبخوارزم وتوفي بذات
عرق (1) بعد فراغه من الحج في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين
وخمسمائة. وشيخنا الإمام أبو نصر (بن محمد) بن يوسف الفاشاني الإمام الفاضل العالم
الورع تفقه على محمد بن عبد الرزاق الماخواني وبرع في الفقه وكان لطيف الطبع كثير
المحفوظ حسن المحاورة لا يمل جليسه منه وكانت له يد باسطة في اللغة صحب الأكابر وعمر
العمر الطويل في الورع والزهد ونشر العلم وكثرة التهجد ودوام التلاوة سمع أبا عبد الله
محمد بن الحسن المهربندقشابي وأبا الحسن مصعب بن عبد الرزاق المصعبي وجدي الامام
أبا المظفر السمعاني وغيرهم، سمعت منه الكثير واستفدت منه، وتوفي في السابع عشر من
المحرم من سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وصلينا عليه ودفن بسنجدان إحدى مقابر (مرو).
ومن القدماء موسى بن حاتم الفاشاني يروي عن المقرئ وأبي الوزير روى عنه محمود بن
ولان الساسجردي. وابنه محمد بن موسى بن حاتم الفاشاني يروي عن علي بن

(1) ذات عرق: هو الحد بين نجد وتهامة وقيل هو جبل بمكة، وكانت على مسيرة يومين من شمالي شرقي مكة. وانظر
معجم البلدان " عرق " وبلدان الخلافة الشرقية: 112.
339

الحسن بن شقيق وعبدان وغيرهما وكان محمد بن علي الحافظ الهرمز فرهي (1) سيئ الرأي فيه
قاله أبو العباس المعداني وقال: سمعت القاسم بن أبي القاسم السياري يقول: أنا برئ من
عهدته. وأبو عبد الله محمد بن أبي الفضل (بن) سعد الفاشاني شيخ صالح يحفظ كلام
المشايخ المتأخرين ويتكلم على لسان الصوفية سمع جدي الامام أبا المظفر السمعاني،
سمعت عنه جزءا أو جزئين من الحديث الألف له. وأبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الملك بن
علي الفاشاني سمع الحاكم أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري سمع منه أبو القاسم
هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ هكذا رأيت في معجم شيوخه. ومن القدماء زهير بن
سالم الفاشاني من قرية فاشان سمع إسحاق بن سليمان هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الفاشوقي: بفتح الفاء وضم الشين المعجمة بينهما الألف ثم الواو وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى فاشوق وهي قرية من قرى بخارى منها: أبو عبد الله محمد سرور البلخي
الفاشوقي كان كذابا وضاعا وكان يزعم نسبة أبيه محمد بن سرور بن حامد بن أحمد بن
طاهر بن يوسف بن حاشر بن ماحي بن ليث بن أيوب بن أبي أيوب الأنصاري، سكن قرية
فاشوق وضع أحاديث بواطيل على الثقات وسماه كتاب الكنز.
الفاطمي: بفتح الفاء وكسر الطاء المهملة بعد الألف وفي آخرها الميم. هذه النسبة
كنت أظن أنها إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة النساء (رضوان الله عليها) لأنه في نسب
السادة العلوية إلى أن رأيت في نسب بعض أولاد عمر بن علي رضي الله عنهما ذلك فعلمت
أن هذه النسبة إلى غيرها والمشهور بهذا الانتساب: أبو القاسم منصور بن أبي عبد الله
محمد بن أبي القاسم محمد بن أبي طاهر الطيب بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن
عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي الفاطمي من أهل هراة كان إماما مبرزا
وفقيها مناظرا وكان جليل القدر عظيم المنزلة عند الملوك والخواص والعوام، وكان أحد الدهاة
الموصوفين بالكياسة والحذق، ونكته وكلماته سائرة مشهورة في ألسنة أهل خراسان، سمع أبا
بكر محمد بن أبي عاصم العمري وأبا المظفر منصور بن إسماعيل بن أبي قرة الحنفي وجده
من قبل أمه أبا العلاء صاعد بن منصور بن محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي وغيرهم كتب
إلي الإجازة بجميع مسموعاته وروى لي عنه عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي بهراة وأبو
المعمر الأنصاري ببغداد وأبو النجح يوسف بن شعيب الشرواني بنيسابور وأبو نصر
عبد الرحمن بن محمد الخرجردي بخرو الجبل (2) وجماعة وكانت ولادته يوم الأربعاء الرابع

(1) انظر اللباب 3 / 385.
(2) خرو الجبل: قرية كبيرة بين خابران وطوس في إقليم خراسان. وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة 436.
340

من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وأربعمائة وتوفي بهراة في شهر رمضان سنة سبع
وعشرين وخمسمائة ودفن بكاز ياركاه (1).
الفاغي: بفتح الفاء ثم الغين المعجمة بعد الألف. هذه النسبة إلى فاغ وهي فما أظن
قرية من قرى سمرقند منها: الحاكم الإمام أبو الحسن علي بن عالم بن بكر الفاغي
السمرقندي الصكاك يروي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن سامع السنكباثي روى عنه أبو
حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وكانت ولادته سنة نيف وثلاثين وأربعمائة ومات في
صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة ودفن بمقبرة جاكرديزه. وأخوه أو حفص عمر مات في ذي
القعدة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
الفأفأ (2): بالألف الساكنة بين الفائين وفي الآخر ألف أخرى. هذا الاسم لمن ينعقد
لسانه وقت الكلام (3) واشتهر به بعض أجداد (المنتسب إليه) أبي الحسن أحمد بن محمد بن
سليمان العلاف المعروف بابن الفأفأ من أهل بغداد يروي (عن) طالوت بن عباد ومحمد بن
عبد الملك بن أبي الشوارب وصباح بن مروان وهشام بن عمار روى عنه محمد بن مخلد
العطار والقاضي أبو الحسين بن الأشناني وإسماعيل بن علي الخطيب وكان من أهل الخير،
ومات في النصف من المحرم سنة خمس وثمانين ومائتين. وأبو الطيب ظفران بن الحسن بن
الفيرزان النخاس الدينوري المعروف بالفأفأ سكن بغداد وحدث بها عن أبي هارون موسى بن
محمد الزرقي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي والقاضي أبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي وأبو عبد الله الحسين بن محمد الثقفي المعروف بابن فنجويه وغيرهم وكانت
ولادته في سنة إحدى وثلاثمائة وأول سماعه بالدينور (4) سنة عشر وثلاثمائة وضاعت أصوله
قال: وسمعت من أبي هارون الأنصاري بالموصل في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. وخالد بن
سلمة المخزومي الفأفأ القرشي الكوفي يروي عن الشعبي وأبي بردة بن أبي موسى وموسى بن

(1) اللفظة محرفة في م. وكاز ياركاه: جبل وقرية بهراة فيها مقبرة لهم " معجم البلدان ".
(2) الفأفأ الحفدفد. والفأفاء مثل بلبال. يقال: رجل فأفاء وفأفأ، يمد ويقصر: " تاج العروس: فأفأ " وقد رسمت في
الأصول بالقصر، ورسمت بالمد في تاريخ البخاري ق 1 / ج 2 /.
(3) في ك: " التكلم " وفي تاج العروس: " فأفأ " أنه " هو الذي يكثر ترداد الكلام إذا تكلم أو هو مردد الفاء ومكثره في
كلامه إذا تكلم وهو قول المبرد. وفيه فأفأة أي حبسة في اللسان وغلبة الفاء على الكلام. وقال الليث: الفأفأ في
الكلام كأن الفاء تغلب على اللسان ".
(4) الدينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قرمسيسن، بينها وبين همذان نيف وعشرون فرسخا، ومنها إلى شهرزور أربع
مراحل. وبقيت منها اليوم أطلال في إيران. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 224.
341

طلحة روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري والثوري وابن عيينة وسهل بن أسلم وشعبة وكان ثقة
وقال أبو حاتم الرازي: هو شيخ يكتب حديثه.
الفاكهي: بفتح الفاء والكاف المكسورة وفي آخرها الهاء. هذه النسبة إلى الفاكهة
وبيعها واشتهر بها أبو عمار زياد بن ميمون الفاكهي قال ابن أبي حاتم: صاحب الفاكهة يروي
عن أنس بن مالك، روى عنه عباد بن منصور وأبو عروة والحارث بن مسلم قال أبو حاتم
الرازي قال محمود بن غيلان: قلت لأبي داود الطيالسي: زياد بن ميمون الفاكهي فقال:
لقيته أنا وعبد الرحمن بن مهدي فسألناه فقال: عدوا أن الناس لا يعلمون أني لم ألق أنسا ألا
تعلمان أني لم ألق أنسا ثم بلغنا أنه يروي عنه فأتيناه فقال: عدوا أن رجلا أذنب ذنبا فيتوب لا
يتوب الله عليه؟ قلنا: نعم، قال: فإني أتوب. ما سمعت من أنس قليلا ولا كثيرا وكان بعد
ذلك يبلغنا أنه يروي عنه فتركناه وقال يزيد بن هارون تركت أحاديث زياد بن ميمون وكان كذابا
وقد استبان لي كذبه وقال زياد بن ميمون: عدوا أني كنت يهوديا أو نصرانيا فأسلمت أما كنتم
تقبلون توبتي؟ إني لم أسمع من أنس شيئا وكان أبو حاتم الرازي يقول: زياد بن ميمون كان
يقال إنه كذاب وترك حديثه وسئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال واهي الحديث. وموسى بن
إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الأنصاري السلمي الحرامي المديني الفاكهي نسب إلى جده
الأعلى روى عن طلحة بن خراش روى عنه يوسف بن عدي وعلي بن المديني
وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم وعبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي ويحيى بن
حبيب بن عربي ويعقوب بن حميد. قال ابن أبي حاتم سمعت: أبي يقول ذلك.
الفالي: بفتح الفاء وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى بلدة تسمى فالة قال أبو بكر
الخطيب أظنها من بلاد فارس قريبة من إيذج (1) والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن علي بن
أحمد بن علي بن سلك المؤدب الفالي سمع بالبصرة القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر
الهاشمي وأبا الحسن علي بن القاسم النجاد وأبا عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان
النهاوندي وغيرهم أقام ببغداد إلى آخر عمره وكان أديبا شاعرا فاضلا روى عنه أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وغيرهما ذكره أبو بكر
الخطيب في التاريخ فقال أبو الحسن المؤدب المعروف بالفالي من أهل بلدة تسمى فالة قريبة
من ايذج أقام بالبصرة مدة طويلة وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت وقدم بغداد فاستوطنها وحدث
بها، كتبت عنه شيئا يسيرا وكان ثقة. ومات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ببغداد.

(1) إيذج: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 280.
342

الفاميني: بفتح الفاء بعدها الألف والميم المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي
آخرها النون. هذه النسبة إلى فامين وهي قرية من قرى (بخارى) منها: أبو أحمد محمد بن
مردك بن هاشم بن راشد الفاميني الشيباني مولاهم من قرية فامين يروي عن محمد بن سلام
وأبي جعفر المسندي (1) وأبي قدامة السرخسي، روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن محمد
الفاميني وأبو عبد الله هذا يروي عن أبيه والحسين بن يحيى بن جعفر والعباس بن محمد بن
أسامة العلوي، روى عنه أبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الأزدي عن أبيه.
الفامي: فتح الفاء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الحرفة وهي لمن يبيع الأشياء
من الفواكه اليابسة ويقال له البقال. واشتهر بهذه النسبة جماعة منهم: أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد الفامي النيسابوري سمع محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن حفص ومحمد بن
يزيد روى عنه ابنه أبو بكر وغيره. وأبو الفضل عباس بن حميد الفامي الكوفي يروي عن
عبد الله بن نمير الهمداني، حدث عنه محمد بن عبيد الأموي الصفار. وأبو النصر
عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي الحافظ من أهل هراة (2) وكان من أهل العلم
والفضل سمع الحديث الكثير ونسخ بخطه وحصل الأصول سمع عبد الله (بن) محمد
الأنصاري وأبا عبد الله العميري ونجيب بن ميمون الواسطي وغيرهم، سمعت منه الكثير بهراة
وفوشنج (3) وكانت ولادته () (4). وأما أبو عبد الله عمر بن إدريس الصلحي ثم الفامي
سكن بغداد وهو منسوب إلى فامية قرية من قرى واسط من ناحية فم الصلح (5) حدث عن أبي
مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، روى عنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وعرفه بالنسبة
التي ذكرناها أولا. وبالشام بلدة يقال لها فامية أيضا هكذا ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر
المقدسي الحافظ ولم يقع إلي من حدث من أهلها فأذكره.
الفائشي: بفتح الفاء وكسر الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها والشين المعجمة في

(1) في م و ظ: " السدي ". وأبو جعفر هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي المسندي وقيل له
ذلك لأنه كان يطلب المسند من الحديث ويترك ما سواه. توفي سنة 229 ه‍. وانظر ترجمته في تاريخ البخاري
ج 3 / ق 1 / 189، والجرح والتعديل ج 2 / ق 2 / 162، واللباب 3 / 213، وتهذيب التهذيب 6 / 9.
(2) تقديم تعريفها في ص 134.
(3) فوشنج: بليدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ في واد كثير الشجر والفواكه. وكانت تقوم مقام مدينة غريان الحالية في
منطقة هراة في أفغانستان. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 453.
(4) بياض في م بقدر كلمتين أو ثلاثة.
(5) فم الصلح: تبعد عن واسط الواقعة بين الكوفة والبصرة حوالي 35 كلم. انظر بلدان الخلافة الشرقية 61
" الحاشية 4 ".
343

آخرها. هذه النسبة إلى فاش وظني أنه بطن من همدان. والمنتسب إليها: أبو بكر
عبد الرحمن بن يزيد الفائشي الهمداني من أهل الكوفة يروي عن علي، روى عنه أبو إسحاق
السبيعي قتل يوم الجماجم سنة ثلاث وثمانين، وأبو إبراهيم مضاء الفائشي يروي عن عائشة
(رضي الله عنها) روى عنه أبو إسحاق السبيعي. وأبو عرفجة الفائشي عن عطية العوفي روى
عنه أبو معاوية الضرير الكوفي.
344

باب الفاء والباء
الفبي: بضم الفاء وفي آخرها الباء المشددة المنقوطة بواحدة. اختلف في هذه النسبة
إلى ماذا؟ وهو سعدان بن بشر (الفبي) الجهني من أهل الكوفة يقال اسمه سعيد، وسعدان
لقبه. قال يحيى بن معين. الفبة بالكوفة بحضرة المسجد الجامع. وقال أبو علي الغساني:
رأيت لحمزة بن محمد الكناني المصري أنه قال: الفبي ينسب إلى بطن من همدان يقال لهم
الفبيون قلت: ويمكن الجمع بين كلام يحيى بن معين وحمزة الكناني الحافظ وهو أن هذا
البطن من همدان نزل موضعا عند الجامع بالكوفة فنسب إليهم.
345

باب الفاء وتاء
الفتياني: بكسر الفاء وسكون التاء ثالث الحروف والياء المفتوحة آخر الحروف بعدها
الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فتيان وهي قبيلة قال ابن الحباب الحميري النسابة:
فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن غوث بن أنمار، وفي نسب معقل بن سنان: فتيان وهو
معقل بن سنان بن مظهر بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع الفتياني شهد الفتح
وبقي إلى يوم الحرة. وفي الأسماء: أبو الخيار فتيان بن أبي السمح الفقيه المصري يروي
عن مالك بن أنس وكان من كبار أصحاب مالك المتعصبين لمذهبه من المصريين وجرى بينه
وبين الشافعي خصومات وضربه السلطان وشهره ومات سنة خمس ومائتين. ومن المتأخرين
أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي الدهستاني الحافظ وكان
حافظا مكثرا ممن له العناية التامة في طلب الحديث والرحلة فيه إلى العراق والحجاز والشام
ومصر وخراسان ونسخ بخطه ما لا يدخل تحت الحد سمع بمرو أبا بكر محمد بن أبي الهيثم
الترابي وبنيسابور أبا عثمان وإسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وبدهستان أبا مسعود أحمد بن
محمد بن عبد الله البجلي وببغداد أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وبمكة أبا علي
الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وبمصر أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الشيوخ المصري
وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السلمي وبصور أبا بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب وطبقتهم، روى لنا عنه جماعة كثيرة ومات بسرخس في جمادى الأولى
سنة ثلاث وخمسمائة زرت قبره غير مرة على طرف النهر في وسط البلد. وفتيان بطن من
بجيلة من اليمن نزلت الكوفة والمنتسب إليها: رفاعة بن عاصم الفتياني يروي عن عمرو بن
الحمق (رضي الله عنه) وقال أبو حاتم بن حبان: أبو عاصم رفاعة بن شداد الفتياني وفتيان
بطن من بجيلة من أهل اليمن عداده في أهل الكوفة يروي عن عمرو بن الحمق الخزاعي روى
عنه السدي وكان ممن انفلت (1) من عين الوردة حين قتل الحسين بن علي (رضي الله عنهما)
في تسعة آلاف من أصحاب الحسين فتلقاهم عبيد الله بن زياد في أهل الشام فقتلهم عن
آخرهم.

(1) في اللباب: وشهد عين الوردة مع سليمان بن صرد لما قتلهم عبيد الله بن زياد وأهل الشام.
346

الفتيتي: بضم الفاء والياء الساكنة بين التائين ثالث الحروف. كذا رأيت في تاريخ
بغداد مقيدا مضبوطا. وهو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن الفتيتي القطان من أهل
النهروان سمع عمر بن روح النهرواني وأبا الحسن بن الصلت (المحبر) ونحوهما. كتبت عنه
بالنهروان في رحلتي إلى نيسابور وذلك في سنة خمس عشرة وأربعمائة وكان لا بأس به.
347

باب الفاء والحاء
الفحام: بفتح الفاء وتشديد الحاء. هذه النسبة إلى بيع الفحم وهو الذي يستعمله
الحداد والصفار ويوقدونه في الشتاء. والمشهور بهذه الصنعة: حاتم بن راشد الفحام من أهل
البصرة يروي عن الحسن وابن سيرين، روى عنه موسى بن إسماعيل. وأبو علي الحسن بن
يوسف بن يعقوب الفحام الأسواني سمع يونس بن عبد الأعلى وبحر بن نصر والربيع بن
سليمان المرادي وتوفي في ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وكان ثقة. وأبو جعفر
محمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام وهو أخو أحمد بن الوليد من أهل بغداد سمع سفيان بن
عيينة وأبا المغيرة النضر بن إسماعيل وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن السكن ويحيى بن آدم
وأسباط بن محمد وغيرهم. روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن محمد الباغندي
ويحيى بن محمد بن صاعد الحسين بن إسماعيل المحاملي وغيرهم. وقال أبو عبد الرحمن
النسائي: محمد بن الوليد فحام بغدادي لا بأس به. ومات ببغداد سنة اثنتين وخمسين
مائتين.
وأبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى المقرئ المعروف بابن الفحام من أهل سر من
رأى. حدث عن أحمد بن علي بن يحيى بن حسان السامري وإسماعيل بن محمد بن الصفار
ومحمد بن عمرو الرزاز ومحمد بن الفرخان الدوري ومن بعدهم وقرأ القرآن على أبي بكر
محمد بن الحسن بن زياد النقاش قال أبو بكر الخطيب (الحافظ): حدثني عنه أبو سعد
السمان الرازي ومحمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وغيرهما وكان يتفقه على مذهب
الإمام الشافعي وكان يرمى بالتشيع ومات بسر من رأى سنة ثمان وأربعمائة.
الفحلي: بكسر الفاء وسكون الحاء المهملة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى فحل
وهو موضع بالشام كان به وقائع بين المسلمين هو المشركين فنسبت تلك الوقعة إلى الموضع
فقيل وقعة فحل وعام فحل وأخبار ذلك في الفتوح مشهورة.
348

باب الفاء والدال
الفدكي: فدك قرية قريبة من المدينة كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعلها في أهل بيته وكانت
الخصومة واقعة بين علي والعباس (رضي الله عنهما) بسببها بحضرة عمر (رضي الله عنه) في
خلافته فدفعها إليهم لا على سبيل الإرث. ولها قصة في التواريخ. والمشهور بالنسبة
إليها: أبو عبد الله (محمد) بن صدقة الفدكي سمع مالك بن أنس روى عنه إبراهيم بن المنذر
الحزامي قال أبو حاتم بن حبان: يعتبر بحديث محمد بن صدقة (الفدكي) إذا بين السماع في
روايته فإنه كان يسمع عن أقوام ضعفاء عن مالك ثم يدلس عنهم. ومن التابعين مسعر الفدكي
(يروي عن علي بن أبي طالب روى عن أبو إسحاق السبيعي وعبد الله بن هرمز الفدكي يروي
(عن سعيد بن عبيد روى) عنه حاتم بن إسماعيل وإسماعيل بن أبي خالد الفدكي، يروي عن
أبي هريرة (رضي الله عنه) روى شعبة عن عكرمة بن عمار عنه.
الفدويي: بفتح الفاء وتشديد الدال (المهملة) المضمومة وفي آخرها الياء المنقوطة
من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى فدويه وهو اسم لجد المنتسب إليه وهما اثنان: أولهما أبو
الحسن (محمد بن إسحاق بن محمد بن فدويه الكوفي الفدويي المعدل من أهل الكوفة كان
ثقة صدوقا سمع أبا الحسن علي بن) عبد الرحمن بن (أبي) السري البكائي، سمع منه أبو
عبد الله محمد بن علي الصوري وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو الغنائم (1)
محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيرهم، ذكره أبو بكر بن ثابت الخطيب في تاريخ بغداد
وقال: أبو الحسن بن فدويه الكوفي قدم علينا في سنة أربع وعشرين وأربعمائة وكان شيخا ثقة
له هيئة حسنة ووقار ظاهر ولم يكن معه لما قدم علينا غير جزء واحد فسمعناه منه وكان أبو
عبد الله الصوري قد كتب عنه بالكوفة أشياء عن حديثه فسألته عنه فأثنى عليه خيرا وقال:
أصوله جياد وسماعه صحيح. والشيخ في نفسه حسن الاعتقاد من أهل السنة وليت كان كل
من لقيته بالكوفة مثله، ومات في شوال سنة ست وأربعين وأربعمائة.
وأبو القاسم محمود بن الفدويي من أهل الطابران (2) قصبة طوس كان فقيها فاضلا

(1) انظر اللباب 3 / 306.
(2) الطابران: إحدى مدينتي طوس والثانية نوقان. وطوس مقاطعة في خراسان شمالي شرقي إيران، معجم البلدان.
349

صالحا ورعا حسن السيرة جميل الامر، سمع أبا القاسم ناصر بن أحمد (بن محمد) عبد الله
العياضي وغيره، لقيته غير مرة بطوس وسمعت منه أحاديث يسيرة بقرية تروغبذ (1) وكانت
ولادته في حدود سنة تسعين وأربعمائة أو قبلها.
الفديكي: بضم الفاء والدال المهملة المفتوحة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها
الكاف. هذه النسبة إلى فديك وهو رجل من الصحابة حجازي روى عنه صالح بن بشير بن
فديك، ومن أولاده أبو عيسى فديك بن سليمان الفديكي روى عن الأوزاعي، روى عنه
محمد بن المتوكل العسقلاني والعباس بن الوليد بن صبح الدمشقي وإبراهيم (بن الوليد) بن
سلمة الطبراني وغيرهم.

(1) تروغبذ: قرية من قرى طوس على أربعة فراسخ منها. وانظر معجم البلدان، والأنساب 3 / 47.
350

باب الفاء والراء
الفراء: بفتح الفاء وتشديد الراء المفتوحة. هذه النسبة إلى خياطة الفرو وبيعه.
والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم (نوح بن) صالح الفراء نيسابوري سمع مالكا وعبد الله بن
عمر العمري ومسلم بن خالد الزنجي وإبراهيم بن طهمان وأبن المبارك، روى عنه أحمد بن حفص
والحسين بن منصور وأيوب بن الحسين وغيرهم. توفي سنة تسع وعشرين ومائتين.
وأبو أحمد محمد بن أبي خالد يزيد بن صالح الفراء هو ابن أبي صالح النيسابوري سمع
أباه ويحيى بن يحيى، روى عنه طاهر بن يحيى ومكي بن عبدان وغيرهما. مات في شعبان
سنة ست ومائتين.
ويحيى بن عمر الفراء يروي عن أبي الأحوص سلام بن سليم، روى عنه أحمد بن
محمد بن يحيى القطان.
ومحمد بن نصر الفراء النيسابوري سمع أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم، روى
عنه أبو العباس الأزهري.
وأبو أحمد (محمد بن) عبد الوهاب بن الفراء نيسابوري سمع مخاضر بن المورع
وجعفر بن عون ويعلى بن عبيد، روى عنه أبو العباس السراج وجماعة.
وأبو علي (الحسين بن علي بن) الحسن بن يزيد بن نافع الفراء من موالي عيسى بن
روف من مراد، يروي عن محمد بن سلمة المرادي والحارث بن مسكين وغيرهما. توفي سنة
تسع وثلاثمائة.
وأبو الوليد الحسين بن محمد الكاتب الأندلسي القرطبي يعرف بابن الفراء من أهل
الأدب، يروي عن أبي عمر بن دراج وأبي عامر بن شهيد ومن قبلهما قاله أبو عبد الله
الحميدي. وأبو أيوب سليمان بن زياد الفراء مصري مولى بني سعد بن بكر بن قيس عيلان
يروي عن ابن وهب وحجاج بن محمد الأعور وفي روايته عن ابن وهب آخر من حدث عنه
علان بن الصيقل ويقال: كان اختلط آخر عمره. توفي في سنة خمسين ومائتين.
قاله ابن يونس: وأبو يعلى محمد بن الحسين بن خلف بن أحمد بن الفراء فقيه فاضل
مناظر من أصحاب أحمد بن حنبل من بغداد وله فيه تصانيف درس وأفتى يروي عن أبي القاسم
351

البغوي ويحيى بن صاعد، روى عنه أبو بكر الأنصاري وأبو سعد (بن) الزوزني ولم يحدثنا عنه
سواهما. وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وكانت ولادته في المحرم
سنة ثمانين وثلاثمائة.
وأخوه أبو خازم محمد بن الحسين بن الفراء يروي عن ابن حبابة والمخلص وأبي
عمر بن حيويه وأبي الحسن الدارقطني وعلي بن عمر السكري وأبي حفص بن شاهين
وغيرهم، كتب عنه أبو بكر الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ قال: كتبنا عنه وكان لا بأس به
رأيت له أصولا سماعه فيها صحيح ثم بلغنا عنه أنه خلط في التحديث بمصر اشترى من
الوراقين صحفا فروى منها وكان يذهب إلى الاعتزال قال: مات أبو خازمك بتنيس (1) في يوم
الخميس السابع عشر من المحرم في سنة ثلاثين وأربعمائة ودفن بدمياط.
وابن يعلى أبو الحسين (محمد بن محمد بن الحسين بن) الفراء يروي عن أبيه وابن
المهتدي بالله وابن النقور وأبي بكر الخطيب، لي عنه إجازة قبل سنة نيف وعشرين
وخمسمائة.
وأبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الفراء مولى بني أسد من أهل الكوفة نزل
بغداد وأملى بها كتبه في معاني القرآن وعلومه. قال أبو الفضل الفلكي: ولقب بالفراء لأنه
كان يفري الكلام، هكذا قال في كتاب الألقاب، وحدث عن قيس بن الربيع ومندل بن علي
وعلي بن حمزة الكسائي وأبي بكر بن عياش وسفيان بن عيينة، روى عنه سلمة بن عاصم
ومحمد بن الجهم السمري وغيرهما وكان ثقة إماما، ويحكى عن ثعلب أنه قال: لولا الفراء
لما كانت عربية لأنه خلصها وضبطها ولولا الفراء لسقطت العربية لأنها كانت يتنازع (فيها)
ويدعها كل من أراد ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب. وكان
محمد بن الحسن الفقيه الشيباني ابن خالة الفراء وكان يقال الفراء أمير المؤمنين في النحو،
ومات ببغداد في سنة سبع ومائتين وقد كان بلغ ثلاثا وستين سنة وقيل: مات في طريق مكة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الفراء البلخي من أهل بلخ
كان منه أهل العلم والفضل له رحلة إلى العراق والحجاز والشام وما وراء النهر، سمع بالشاش
أبا جعفر محمد بن الحكم بن علي الحجبي وببخارى أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرازي

(1) تنيس: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط. والفرما في شرقيها. وانظر معجم البلدان،
والأنساب 3 / 98.
352

وببغداد أبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه
البزاز وأبا الحسن أحمد بن موسى بن القاسم بن محمد بن الصلت بن المجبر وبالبصرة أبا عمر
القاسم بن جعفر الهاشمي وبالكوفة القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي وبسامراء أبا
الحسن علي بن أحمد بن الفراء السامري وبدمشق أبا الحسن علي بن داود المقرئ صاحب
أحمد بن سليمان بن حذلم وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن (محمد)
النخشبي الحافظ (ذكره) وفي معجم شيوخه وقال: سمعت الشيخ العالم أبا إسحاق الفراء
البلخي يقول: رحلت إلى أبي علي الحاجبي إلى كشانية فقالوا: هو ببخارى فلم أرحل إلى
بخارى ولكن أقمت في الكشانية حتى رجع إليها فدخلت عليه وهو مريض فلم يمكنني أن
أسمع منه ولكن أجازني جميع مسموعاته ورحل إلى الشام وإلى بخارى بعد ذلك (ورحل إلى
بغداد) ودخل مكة. وقد مات أبو الحسن بن فراس وفاته من شيوخ واسط والبصرة والشام وهو
ثقة متقن حافظ من أهل السنة كتبت عنه ببلخ.
الفرابي: بفتح الفاء والراء والباء المنقوطة من تحت بنقطة واحدة. وهو شيخنا أبو الفتح
أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن العبسي سكن قرية على ثمانية فراسخ من سمرقند يقال لها
فراب بسفح الجبل وهذه القرية عند سكي وتذكر القريتان معا، قدم علنيا سمرقند وذكر أنه
سمع الامام أبا بكر) أحمد بن محمد بن الفضل الفارسي والسيد أبا المعالي محمد بن
محمد بن زيد الحسيني الحافظ البغدادي ولكن ضاع أصل سماعه عنهما ووجدنا له إجازة
بخط السيد فقرأنا عليه قريبا من عشرة كتب من تصانيف السيد وانصرف إلى قرية فراب ووصل
الخبر إلي وأنا بنسف أنه توفي بهذه القرية يوم عرفة من سنة خمسين وخمسمائة وكانت ولادته
في سنة خمس وستين وأربعمائة بقرية يقال لها خرقان من قرى سمرقند.
الفراتي: هذه النسبة إلى الجد وإلى النهر المعروف بالفرات. وآل الفرات جماعة من
الوزراء ببغداد درجوا قبل الأربعمائة وكانوا يقرنون بالبرامكة في الجود حتى قال بعضهم: (من
الكامل)
آل الفرات آل برمك ما لكم * قل المعين لكم وقل الناصر
كان الزمان يحبكم فبدا له * إن الزمان هو المحب الغادر
وأبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي ممن سكن خوجان وأعقب بها جماعة من
الأولاد. والذي سمعنا منه الأمير أبو عبد الله سعيد بن محمد بن أحمد الفراتي سمعت منه
بنيسابور. وأخوه أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي سمعت منه بخوجان. وأما أبو الحسين
353

أحمد بن جعفر بن أحمد بن مهدويه الفراتي ف‍ (سمعت منه بنيسابور). وأخوه أبو الرضا
الحسن هما من أهل الأنبار (1) وهي على طرف الفرات سمعت منهما بالأنبار.
وأبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات الفراتي نسب إلى جده
الأعلى منه أهل بغداد كان ثقة صدوقا فهما ذكيا حسن الكتابة صحيح السماع، سمع القاضي
أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وعلي بن محمد بن عبيد
الحافظ وحمزة بن القاسم الهاشمي وأبا عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي وأبا الحسن علي بن
محمد المصري وغيرهم. روى عنه أحمد بن علي بن البادا وإبراهيم بن عمر البرمكي وأبو
الحسن محمد بن عبد الواحد الوكيل وجماعة. ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ فقال: أبو
الحسن بن الفرات كان ثقة كتب الكثير وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته وبلغني أنه كان عنده
عن علي بن محمد المصري وحده ألف جزء وأنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ ولم يخرج عنه
إلا شئ يسير. وقال أبو القاسم الأزهري: خلف ابن الفرات ثمانية عشر صندوقا مملوءة
كتبا أكثرها بخطه سوى ما سرق من كتبه. وكانت له أيضا سماعات كثيرة مع غيره لم ينسخها
قال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط، وكان مولده في سنة بضع عشرة
وثلاثمائة ومكث يكتب الحديث من قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة إلى أن مات وكان عنده عن ابن
عبيد الحافظ وطبقته. قال: ولم يكن لابن الفرات بالنهار وقت يتسع للنسخ لان مجالسه التي
كان يقرأ فيها على الشيوخ كانت متصلة في كل يوم (غدوة وعشية) وكان يحضر كتابه الذي قد
نسخه من أصل الشيخ بعد الفراغ من تصحيحه ومقابلته وذلك أن جارية له كانت تعارضه بما
يكتبه فلا يحتاج إلى أن يغير كتابه وقت قراءته على الشيخ وقال العتيقي: ما رأيت ولا سمعت
أحسن قراءة منه للحديث حدث بشئ يسير. ومات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
وأبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري الفراتي ينسب إلى جده
الأعلى من أهل مصر، يروي عن سعيد بن أبي مريم، روى عنه أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني.
الفراديسي: بفتح الفاء والراء المهملة بعدها (الألف) ثم الدال المهملة وبعدها الياء
آخر الحروف وفي آخرها السين (المهملة). هذه النسبة إلى الفراديس وهو موضع بدمشق ولها
باب يقال له باب الفراديس منها: أبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي الفراديسي

(1) الأنبار: مدينة على الفرات في غربي بغداد، بينهما عشرة فراسخ. وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة
الشرقية 91 92.
354

من أهل دمشق، يروي عن محمد بن شعيب بن شابور ويحيى بن حمزة ومعاوية بن يحيى
الأطرابلسي ويزيد بن ربيعة، سمع منه أبو حاتم الرازي وقال أبو زرعة. أدركناه ولم نكتب
عنه.
الفراسي: بكسر الفاء وفتح الراء بعدهما الألف وفي آخرها السين المهملة هذه النسبة
إلى بني فراس وهو فراس بن غنم بن مالك بن كنانة (منها) ربيعة بن مكدم الفراسي قال أبو
عبيدة معمر بن المثنى: فارس كنانة (ربيعة بن) مكدم الفراسي أحد بني فراس بن غنم بن
مالك بن كنانة كان يعقر على قبره ولا يعرف في الجاهلية الجهلاء عربي كان يعقر على قبره
غيره كان لا يمر به رجل من العرب إلا عقر (وذكر خبرا).
الفراشي: بفتح الفاء والراء (المخففة) (بعدهما الألف) وفي آخرها الشين
(المعجمة). هذه النسبة إلى فراشة وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو العباس
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن فراشة بن سلم بن عبد الله المروزي الفراشي من أهل
مرو، سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه السنجي وأبا بكر أحمد بن محمد بن عمر البسطامي،
روى عنه جماعة وكان حدث ببغداد روى (عنه) أبو الحسن محمد (بن أحمد) بن رزق
البزاز (1).
الفراني: بفتح الفاء والراء (المخففة) بعدهما الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
فران وهو بطن من قضاعة قال محمد بن حبيب: في (بلي) فران بن بلي بن عمرو بن
الحاف بن قضاعة منها: المجذر بن ذياد واسمه عبد الله بن ذياد بن عمرو بن زمزمة بن
عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشر بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن
تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة هو
الفراني، قيل له المجذر لأنه كان مجذر الخلق وهو الغليظ شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتل يوم
أحد. ويقال لبني عمرو بن عمارة بنو غصينة وحلفهم في بني عمرو بن عوف. (ومنهم
بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه
عبد الله بن ثعلبة شهد بدرا أيضا وحلفهم في بني عوف بن الخزرج قال ذلك كله ابن الكلبي.
وعبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة وهو أخو المجذر لامه قتل يوم أحد وقال الطبري:
يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثير بن القشر من

(1) بعده في اللباب 2 / 415: " قلت: وفاته: النسبة إلى درب فراشا، محلة ببغداد، وإلى قرية فراشا من أعمال بغداد
بينها وبين الحلة، ينسب إليهما ".
355

بني فران بن بلي. والنسب الأول أصح.
وعبد الرحمن بن عبد الله بن بيجان (1) بن عامر بن عامر بن أنيف هو الفراني
من فران بن بلي شهد بدرا وخلفه في بني جحجبي ومنها: سهل بن رافع صاحب الصاع
وطلحة بن البراء الذي قال له النبي صلى الله عليه وآله: اللهم ألق طلحة وأنت تضحك
إليه ويضحك إليك. وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
وفران بن صعصعة بن زهير بن قطبة بن الحارث بن يربوع بن هبيرة الشاعر، ذكره ابن
الكلبي في نسب قضاعة.
والفراني: بفتح الفاء والراء المشددة بعدهما الألف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
فران وهو بطن من قضاعة وهو فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، منهم يزيد بن
ثعلبة بن خزمة (2) بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك الفراني من بني فران من بلي شهد
العقبتين جميعا (3).
الفراوي: بضم الفاء وفتح الراء بعدهما الألف وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى فراوة
وهي بليدة على الثغر مما يلي خوارزم يقال لها رباط فراوة (4) بناها أمير خراسان عبد الله بن

(1) في الاستيعاب 2 / 839: " ثبحان "، وفي الإصابة 2 / 407: " أبو عقيل بفتح العين، مشهور بكنيته... ويقال كان
اسمه عبد العزى، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا: فأما ابن إسحاق فقال: أبو
عقيل منه الأنصار، وأما موسى فقال: عبد الله بن ثعلبة أبو عقيلة، وأما الواقدي فسماه عبد الرحمن، وقال:
استشهد باليمامة بعد أن أبلى بلاء حسنا. ومنهم من نسبه إلى جد والده فقال عبد الرحمن بن بيجان، ومنهم من أبدل
الموحدة أوله سينا مهملة. ذكره ابن منده، وضبطها بعضهم بنون وبدل الجيم حاء مهملة. ذكره ابن عبد البر والأول
هو المعروف ". قلت: وانظر الاستيعاب 4 / 1718.
(2) في الاستيعاب 4 / 1573: " وخزمة بفتح الزاي فيما ذكر الدارقطني. وقال ابن إسحاق وابن الكلبي: خزمة بسكون
الزاي، وهو الصواب. قال أبو عمر ليس في الأنصار خزمة بالتحريك. وعمارة بفتح العين وتشديد الميم في بلي "
وانظر الإصابة: 3 / 653.
(3) بعدها في اللباب 2 / 416: " قلت: ذكر أبو سعد الترجمة بالتشديد والتي قبلها بالتخفيف وهما واحد. والعجب
منه أنه قال في الأولى: فران بن بلي بن عمران، وقال في الثانية: فران بن بلي بن عمران، فساق النسب فيهما
واحدا. ثم إنه ذكر في الأولى يزيد بن ثعلبة وساق نسبه كما ذكرناه، وذكره أيضا في الثانية بنسبه، فلو غير النسبة في
الثانية فربما كان اشتبه عليه. وغاية ما يتعذر عنه أنه رآه عن بعض العلماء بالتخفيف، وعن بعض بالتشديد، فلا يدل
ذلك على أنهما اثنان فكان قال على عادته في أمثاله: وقال فلان بالتخفيف أو التشديد جميعا.
(4) فراوة: بليدة من أعمال نسا، بينها وبين دهستان وخوارزم. أما موضعها اليوم فأكبر الظن أنها تطابق قزل أروات
الحديثة. وهذا الاسم تحريف قزل رباط لان فراوة كان بها رباط يحمي البلاد من هجمات الأتراك. وانظر معجم
البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 421.
356

طاهر في خلافة المأمون. خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين منهم: أبو نعيم محمد بن
القاسم الفراوي صاحب الرباط بفراوة، سمع حميد بن زنجويه وغيره، روى عنه أبو إسحاق
محمد بن يحيى وأبو بكر محمد بن جعفر وكان من المجتهدين في العبادة وكان من البكائين (1).
الفراهيدي (2): (فراهيد) بطن من الأزد. والمشهور بهذه النسبة أبو عمرو مسلم بن
إبراهيم الفارهيدي الأزدي القصاب من أهل البصرة من الثقات المتقنين يروي عن قرة بن خالد
وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي وشعبة بن الحجاج، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل
البخاري وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وغيرهما. مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين
بالبصرة، وقع لي جزء عال من حديثه سمعته من أبي القاسم الشحامي بمرو عن أبي يعلى
الصابوني عن أبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي عن محمد بن أيوب الرازي عنه. وأبو
عبد الرحمن الخليل بن أحمد الأزدي الفراهيدي من أهل البصرة، قال أبو حاتم بن حبان:
الخليل بن أحمد بن فراهيد صاحب العروض وكتاب العين يروي المقاطيع، روى عنه
حماد بن زيد وكان من خيار عبد الله المتقشفين في العبادة قلت: تلمذ له النضر بن شميل
وعالم لا يحصى، قرأت ببخارى على وجه الجزء التاسع والعشرين من غريب الحديث لأبي
سليمان الخطابي بخط بعض الأئمة: قال الشيخ أبو سليمان ليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته
من اسمه أحمد ما بينه وبين أحمد الفراهيدي أبي الخليل بن أحمد.
الفراهيناني: بضم الفاء وفتح الراء المهملة (وكسر الهاء) وسكون الياء (المنقوطة باثنتين
من تحتها) والألف بين النونين. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فراهينان على أربعة
فراسخ منها خرج منها جماعة كثيرة منهم: أبو علي محمد بن علي بن حمزة الفراهيناني
الحافظ كان إماما حافظا ثقة صدوقا كتب الكثير ورحل إلى العراقين والحجاز وانصرف وصنف
التصانيف منها التاريخ في رجال المحدثين بمرو سمع أباه أبا الحسن (علي بن الحسين) بن
واقد وحبان بن موسى الكشميهني وعبدان بن عثمان بمرو وأبا نعيم الفضل بن دكين الملائي
وعبيد الله بن موسى ويعلى بن عبيد بالكوفة وأبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل وأبا محمد
شيبان بن فروخ الأبلي بالبصرة وغيرهم، روى عنه ابنه وأحمد بن جعفر بن نصر

(1) أضاف ياقوت في المنسوبين إلى فراوة وهما:
الأول: أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد الفراوي المتوفي سنة 503 ه‍.
والثاني: منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، أبو القاسم بن أبي المعالي بن أبي
البركات بن أبي عبد الله بن أبي مسعود النيسابوري المتوفي سنة 608 ه‍.
(2) أنظر اللباب 2 / 416.
357

الجمال (1) ومحمد بن معن السحيمي وأبو العباس الفضل بن شاذان المقرئ وأبو بكر محمد بن
إسحاق بن خزيمة السلمي وغيرهم. ومات بقريته في رجب سنة سبع وأربعين ومائتين وزرت
قبره بها.
وابنه القاسم بن محمد بن علي بن حمزة الفراهيناني كان حافظا متقنا أيضا ذكرته في
ترجمة البرازجاني.
وأبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الفراهيناني فقيه من من أصحاب والدي رحمه الله
وصار نقيب الفقهاء لعمي الامام رحمة الله عليه سمع الحافظ أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد
الدقاق الأصبهاني سمعت منه مجلسا من إملائه وكانت ولادته سنة نيف وثمانين وأربعمائة
(ووفاته).
الفرائضي: بفتح الفاء والراء والياء (المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الضاد
المعجمة. هذه النسبة إلى الفرائض وهي المقدرات وعلم المواريث ويقال لمن يعلم هذا
العلم الفرضي والفارض والفرائضي. واشتهر بهذه النسبة جماعة منهم: أبو الحسن أحمد بن
موسى بن عيسى بن عبد الرحمن الجرجاني الفرائضي حدث عن محمد بن إسماعيل المكتب
وغيره ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ في) التاريخ وقال: أبو الحسن أحمد بن أبي عمران
الفرائضي كان يضع الحديث ويركب الأسانيد على المتون وأقدم سماع كان يدعيه من
عمران بن موسى السختياني وغيره إلا أن موضوعاته على قوم لا يعرفون، كان يقدم نيسابور
وآخر ما رأيته سنة خمس وثلاثمائة ونحن في مجلس أبي سعيد الخلالي أول ما عقدت له
المجلس فقال لي أبو القاسم الصوفي: هذا ابن أبي عمران فلما فرغنا من المجلس أدخلوه
(مسجد) ح يحيى بن صبيح المقرئ وقرأوا عليه ووالله ما دخلت معهم ولا سمعت منهم جزءا
قط ثم كتبت عن رجل عنه ثم بلغني أنه توفي بجرجان (2) سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وأبو الليث نصر بن القاسم بن نصر بن زيد الفرائضي من أهل بغداد. سمع عبيد الله بن
عمر القواريري وأبا همام الوليد بن شجاع وعبد الأعلى بن حماد وأبا بكر بن أبي شيبة
وسريج بن يونس وغيرهم، روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ وأبو الفضل الزرهي وأبو

(1) ح انظر اللباب 1 / 290.
(2) جرجان: مدينة عظيمة مشهورة بين طبرستان وخراسان فبعض يعدها من هذه وبعض يعدها من هذه ولا يزال حتى يومنا
الحاضر تسمى جرجان وبها سمي الإقليم كله الواقع جنوب شرقي بحر قزوين في إيران. وانظر معجم البلدان،
وبلدان الخلافة الشرقية 417 419.
358

حفص بن شاهين وكان ثقة مأمونا فرائضيا كبير المنزلة في العلم بها وكان فقيها على مذهب أبي
حنيفة (رحمه الله) وكان مقرئا جليلا، على قراءة أبي عمرو وكان حائكا في قديم الأيام.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
الفربري: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وبعدها راء أخرى. هذه النسبة إلى
فربر وهي (بلدة) على طرف جيحون (1) مما يلي بخارى أقمت بها أياما في انصرافي من وراء
النهر، والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري
رواية كتاب الجامع (الصحيح) لمحمد بن إسماعيل البخاري عنه رجل إليه الناس وحملوا عنه
هذا الكتاب وكان سمع علي بن خشرم المروزي. روى عنه من الأئمة المعروفين أبو زيد
محمد بن أحمد بن عبد الله الفاشاني وجماعة سواه وقال أبو الحسن الدارقطني: وأما فربر
بالفاء والباء فهي بلدة من بلاد خراسان منها محمد بن يوسف بن مطر الفربري الراوي لكتاب
الصحيح عن محمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد حموية
السرخسي وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المستملي وأبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني
وأول من روى هذا الكتاب عنه أبو زيد الفاشاني وآخرهم رواية عنه أبو علي إسماعيل بن
محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، وسمع الفربري الكتاب من البخاري في ثلاث سنين في
سنة ثلاث وأربع وخمسين ومائتين، وسمع من علي بن خشرم بفربر سنة ثمان وخمسين
ومائتين وكان وافى فربر مرابطا وكانت ولادة الفربري سنة إحدى وثلاثين ومائتين ومات يوم الأحد
لثلاث خلون من شوال سنة عشرين وثلاثمائة.
وحفيده أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف الفربري (يروي عن جده كتاب
الجامع الصحيح روى عنه غنجار وتوفي في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. وأبو البشر
محمد بن علي بن عبد العزيز الفربري المعروف بالصغير كتب الحديث ببخارى عن أبي
الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري وأبي نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغدموني كتب لي
الإجازة بجميع مسموعاته ومات بفربر سنة خمسين وخمسمائة.
وأبو بكر محمد بن أبي بكر بن عائشة المقرئ الفربري شيخ ثقة صالح من أهل القرآن
كتبت عنه بفربر شيئا من الأناشيد. وأبو منصور الحسين بن علي بن يوسف الفربري روى عن

(1) جيحون: اسم وادي خراسان سمي باسم نهر ينبع من الهند، واسمه اليوم أموداريا وتقطع طريقه في آسيا السوفياتية
ويصب في بحيرة آرال. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 476 وما بعدها.
359

أبي علي الحسين بن إسماعيل الفارسي وأبي الفضل السلمي وغيرهما وتوفي في شهر رمضان
سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسين بن يوسف بن عبد المجيد البندار الفربري، يروي عن أبي عيسى
محمد بن عيسى بن سورة الترمذي الحافظ، روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني وأبو عبيد
عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن منصور بن محمد بن الفضل بن يوسف الفقيه الفربري، سمع
أبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي (الحافظ وجده لامه أبا منصور
الحسين بن علي بن يوسف الفربري وجماعة سواهما، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن
محمد بن محمد النخشبي الحافظ.
الفرجاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الجيم وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها
باثنتين. هذه النسبة إلى فرجيا وهي قرية من قرى سمرقند منها أبو جعفر محمد بن إبراهيم
الفرجاني، روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الرحمن المحمودي الآملي.
الفرجي: بفتح الفاء وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى الفرج وهو اسم رجل
والمشهور بهذه النسبة: أبو جعفر محمد بن يعقوب (الصوفي) المعروف بابن الفرجي نسب
إلى جده الأعلى من أهل سر من رأى. ذكر أبو سعيد بن الاعرابي أنه كان من أبناء الدنيا
وأرباب الأموال وأنه ورث مالا كثيرا فأخرجه جميعه وأنفقه في طلب العلم وعلى الفقراء
والنساك والصوفية وكان له موضع من الفقه والعلم ومعرفة الحديث لزم علي بن المديني وأكثر
عنه وكان يحفظ الحديث ويفتي المقطعات عن الشعبي والحسن وابن سيرين وغيرهم وصحب
الصوفية مثل أبي تراب النخشبي وذي النون المصري ونحوهما ونزل الرملة وكان له
مجلس للوعظ جامعها، وحدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي وأبي ثور الفقيه، روى عنه
محمد بن يوسف بن بشر الهروي وغيره. ومات بالرملة بعد سنة سبعين (1) ومائتين.
الفرجي: بضم الفاء وسكون الراء وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فرج وهي قرية
من (2) منها أبو بكر عبد الله (بن إبراهيم) بن علي بن محمد بن جنكويه الفقيه الفرجي

(1) انظر اللباب 2 / 418.
(2) فراغ في الأصول بقد كلمتين أو ثلاث. وفي معجم البلدان: " مدينة بآخر أعمال فارس ". وفي بلدان الخلافة
الشرقية 329 أنها تعرف اليوم بفرك، وأنها ما زالت من المدن الكبيرة على ثلاث مراحل جنوب شرقي دار أبجرد إلى
الشمال الغربي من ميناء بندر عباس.
360

كان شيخا صالحا ورعا، سمع أبا طالب حمزة بن الحسين بن عبد بن () (1) الصوفي،
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الفقيه الحافظ. وذكر أنه سمع منه بفرج
قال: وكتب لي بخطه وأثنى عليه. وقال: أخبرنا الشيخ الفقيه الصالح أبو بكر بن الفرجي.
الفرخاني: بفتح الفاء وضم الراء المشددة وفتح الخاء وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى فرخان (2) وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن
الحسن بن محمد بن فرخان الفقيه الفرخاني الجرجاني كان من رساتيق أستراباذ وكان فاضلا
خيرا ثقة مأمونا دينا زاهدا سكن سمرقند، يروي عن عبد الرحمن بن عبد المؤمن وأحمد بن
(محمد بن) عبد الكريم الوزان الجرجانيين وعبد الله بن أبي داود السجستاني وعبد الله بن
محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد البغدادي وغيرهم قال أبو سعد الإدريسي: كتبنا
عنه قديما وحديثا. ومات بسمرقند في شهر ربيع الآخر سنة سبعين وثلاثمائة وله ست وثمانون
سنة.
وأبو الطيب محمد بن الفرخان بن روزبه الدوري الفرخاني عرف به لان أباه اسمه
الفرخان قدم بغداد وحدث بها عن أبيه وأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وغيرهما؟
أحاديث منكرة ذكرت اسمه في الدوري.
وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن () (3) بن محمد بن فرخان الفقيه الفرخاني
الجرجاني نسب إلى جده الأعلى من أهل جرجان نزل سمرقند وكان فقيها ثقة في الحديث
زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة، يروي عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني
ويحيى بن محمد بن صاعد وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وعبد الرحمن بن
عبد المؤمن الجرجاني وغيرهم، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد
الإدريسي وذكره في تاريخ أستراباذ.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن بن عمر بن بشير بن الفرخان الثقفي المقرئ
الكسائي الفرخاني من أهل أصبهان كان من الصالحين، يروي عن أهل بلده والبصريين مثل
هشام السيرافي وأبي خالد القرشي.

(1) فراغ في عدة نسخ.
(2) الفرخان بن روزبة: مولى المتوكل على الله. حدث عنه ابنه محمد عنه عن الحسن بن عرفة. تاريخ بغداد
12 / 399.
(3) في نسخ أخرى " بشر ".
361

وعبد الله بن محمد بن النعمان ومحمد بن إبراهيم بن أبان وغيرهم، روى عنه أبو
بكر بن مردويه. وتوفي في شعبان سنة سبع وأربعينه وثلاثمائة.
الفرخشي: بفتح الفاء والراء وسكون الخاء والشين المعجمتين. هذه النسبة إلى قرية
من قرى بخارى يقال لها فرخشي وقد يقال افرخشي وقد ذكرتها في الألف ويقال فرخشة منها:
أبو بكر محمد بن حامد بن أحمد بن حاجب الفقيه الفرخشي سمع أبا رجاء محمد بن
حمدويه (1) الحافظ الهورقاني وأبا سهل محمد بن عبد الله بن سهل وعلي بن موسى القمي
ومحمد بن المنذر الهروي شكر، وعبد الله بن يحيى السرخسي وغيرهم، روى عنه أبو
عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ البخاري. وتوفي في رجب سنة خمس وخمسين
وثلاثمائة.
وأبو موسى عمران بن قطن الفرخشي قال غنجار. من قرية فرخشة يروي عن
عبيد الله بن موسى وأبي نعيم الفضل بن دكين ويعقوب بن إبراهيم الزهري والعلاء بن
عبد الجبار المكي وعبد الله بن محمد بن يزيد المقرئ وعلي بن الحسن بن شقيق وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن صاحب بن خزيمة الصكاك وعبد الله بن منيح بن سيف وجماعة
من أهل بلده.
وأبو بكر محمد بن حاتم بن أذكر المؤذن الفرخشي، يروي عن أبي عمرو قيس بن أنيف
وأبي علي صالح بن محمد البغدادي. ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وكان
قارب المائة فجأة لما أفطر بقيت لقمة قطائف في حلقه فمات منها.
الفرخوزديزجي: هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف يقال لها فرخوزديزه على بعد
فرسخين منها من العوالي. بت بها ليلة. وشيخنا أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الملك بن
بنكي الفرخوزديزجي منها وبها ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
سمعت منه ببخارى الثلث الأول من الجامع الصحيح للبخاري وكتاب أخبار مكة
للأزرقي إلا جزئين من أوله بروايته عن أبي بكر البلدي ولم يسمع منه أحد الحديث قبلي وكان
شيخا صالحا ساكنا خفيفا متواضعا صحيح السماع، وجماعة من القدماء من أهل هذه القرية
ذكرهم أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري في تاريخ نسف منهم: علي بن نجاح
الفرخوزديزجي (قال: من قرية فرخوزديزه) سمع أحمد بن حامد المقرئ وإسحاق بن عمر بن

(1) أنظر اللباب 3 / 395.
362

(ميسر) الزاهد، سمع منه أبو رجاء الزاهد.
الفرخي: بفتح الفاء وسكون الراء وفي آخرها الخاء. هذه النسبة إلى فرخ وهو اسم
رجل وهو عبد الله بن محمد بن فرخ الواسطي الفرخي قال الدارقطني: يحدث عن كردوس
وهو خلف بن محمد الواسطي قال الدارقطني: كتبت عنه بواسط.
وفي الأسماء: مالك بن الفرخ بن عمرو بن مالك من بني سامة بن لؤي هو الذي يقول:
(من الرجز):
إني أنا الفرخ وابن الفرخ * فرخ لؤي في الروابي الشمخ
هكذا قال ابن فراس عن عمه في نسب بني سامة بن لؤي.
الفرداجي: بكسر الفاء وسكون الراء والدال المفتوحة المهملة ثم الألف بعدها وفي
آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فرداج وهو اسم لجد أبي بكر محمد بن بركة بن الفرداج
القنسري الحلبي الحافظ الفرداجي من أهل قنسرين (1) يروي عن أحمد بن هاشم الأنطاكي
ويوسف بن سعيد بن مسلم، روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
الفرددي: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الدال (المهملة) (الأولى) وكسر الثانية. هذه
النسبة إلى فردد وهي قرية من قرى سمرقند بقرب مزن (2) منها أبو إسحاق إبراهيم بن
منصور بن سريج وقد قيل ابن شريح الفرددي، يروي عن محمد بن أيوب الرازي ومحمد بن
عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن محمد بن حنبل وغيرهم، روى عنه محمد بن علي بن النعمان
الكبوذنجكثي (3) وأبو نصر محمد بن عبد الله المقرئ وأبو محمد محمد بن محمد بن غالب
الإخسيكثي وكان يقول الإخسيكثي: حدثني إبراهيم بن منصور بن سريج المزني بقرية فردد.
الفردمي: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى بني الفردم وهو بطن من تجيب منهم أبو الدهمج رباح بن ذؤابة بن
رباح بن عقبة بن عبد الله بن عمرو التجيبي الفردمي من أهل مصر، يروي عن سالم بن
غيلان، روى عنه ابن عفير وهو معروف من أهل مصر.

(1) قنسرين: مدينة قديمة كانت بين حمص وحلب على بعد مرحلة من حلب " معجم البلدان ".
(2) مزن: من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها أو أربعة. وانظر معجم البلدان، والأنساب 527 / أو
اللباب 3 / 204.
(3) انظر اللباب 3 / 81.
363

الفرزاميثني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الزاي وكسر الميم وسكون الياء (المنقوطة
باثنتين من تحتها) وفتح الثاء (المثلثة) وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فرزاميثن وهي محلة من حائط سمرقند سكنها أبو موسى (عيسى) بن
عبدك بن حماد وقد قيل ابن عبده بن عبد الله العبدي الفرزاميثني المعروف بالجلاب يقال إنه
شاشي سكن بسمرقند (فرزاميثن) يروي عن أحمد بن نصر العتكي نسخة كبيرة عن أبي مقاتل
السمرقندي عن أبي سهل كثير بن زياد البرساني البصري، روى عنه أبو نصر محمد بن
عبد الرحمن الشافعي ومحمد بن علي الصفار وعلي القاسم الخطابي المروزي. ومات
بعد العشر والثلاثمائة.
الفرزكي: بضم الفاء وسكون الراء وفتح الزاي وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى
فرزك وهو اسم لجد أبي محمد يحيى بن أحمد بن الحسن بن فرزك الإيذجي الفرزكي من أهل
إيذج يروي عن أبي بشر مكي بن مردك الأهوازي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
المقرئ الأصبهاني.
الفرسا باذي: بضم الفاء وسكون الراء وفتح السين المهملة والباء (الموحدة بين الألفين
وفي آخرها الذال المعجمة). هذه النسبة إلى فرساباذ وهي قرية من قرى مرو على فرسخين،
منها: عبد الحميد بن حميد الفرسا باذي أدرك التابعين وروى عن عامر بن الشعبي.
والفرساني: بكسر الفاء أو ضمها والله أعلم وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة
وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى أصبهان وكنت أظن أنها بضم
الفاء إلى أن رأيت بخط الأمير ابن ماكولا بكسر الفاء. والمشهور بالانتساب إليها: أبو محمد
بذال بن سعد بن خالد بن محمد بن أيوب الفرساني الأصبهاني، يروي عن محمد بن بكير
الحضرمي، روى عنه أبو محمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني في معجم شيوخه.
وأبو الحسن علي بن عبد العزيز بن عمران الفرساني ثقة سمع بأصبهان الحديث الكثير
وحدث عن أبي بشر أحمد بن محمد بن عمرو المروزي، روى عنه أبو بكر أحمد بن
موسى بن مردويه الحافظ وأبو () (1) محمد بن عبد الجبار بن محمد بن جعفر الضبي
الفرساني شيخ صالح كثير السماع من أهل أصبهان، يروي عن أبي بكر بن أبي علي وأبي

(1) في نسخ أخرى: " وأبو محمد عبد الجبار ".
364

القاسم الأسداباذي (1) روى عنه أبو سعد البغدادي الحافظ بالحجاز وكانت ولادته سنة اثنتي
عشرة وأربعمائة. وتوفي بأصبهان في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وأربعمائة.
ووالده أبو القاسم عبد الجبار بن محمد بن عبد الجبار بن محمد بن عبد العزيز بن
محمد بن جعفر بن محمد بن أبان بن حمزة بن الحنيف بن مسلم بن عثمان بن شريك بن
طفيل الفرساني الضبي، يروي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ. مات في شهر
ربيع الأول سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
ومن القدماء أبو إسحاق (إبراهيم) بن أيوب الفرساني العنبري (من أهل أصبهان) يروي
عن سفيان الثوري والمبارك بن فضالة وأبي هاني والنعمان بن عبد السلام والأسود بن رزين،
كان صاحب ليل وعبادة لم يعرف له فرش منذ أربعين سنة، روى عنه عبد الله بن داود،
وإبراهيم بن حيان بن حكيم بن حنظلة بن سويد بن علقمة بن سعد بن معاذ الأشهلي
الفرساني، يروي عن أبيه وشريك بن عبد الله وغيرهما، روى عنه النضر بن هشام المكتب.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن الجعد الفرساني، روى عن عبد الله بن عمران
وسهل بن عثمان ورأى إبراهيم (بن أيوب) الذي روى عن النعمان، روى عنه أبو عمرو بن
حكيم.
الفرساني: بالفاء ولا أدري بالفتح أو الضم أو الكسر وسكون الراء وفتح السين المهملة
وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فرسانة (2) وهي قرية من قرى أفريقية من بلاد المغرب.
منها: الحسن بن إسماعيل الكندي الفرساني حدث عن أصبغ بن الفرج وغيره. توفي في
وادي مخبل (من عمل) برقة سنة ثلاث وستين ومائتين.
الفرشي: بضم الفاء وسكون الراء وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى
الفرش. والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن بن الحسين بن عتيق الفرشي، يروي
عن أحمد بن الحسن المقرئ وغيره، روى عنه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني والشريف
أبو الحسن علي بن أحمد بن الحارث العثماني وغيرهما.
الفرضي: بفتح الفاء والراء وفي آخرها الضاد المعجمة. هذه النسبة إلى الفريضة

(1) في م " الا سفرا باذي ". وهو أبو القاسم علي بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن معمر الاسدباذي الأدمي الأصبهاني.
توفي في حدود سنة أربعمائة. وانظر الأنساب 1 / 212.
(2) في معجم البلدان والمشترك وضعا 332: " فرسان: من قرى أفريقية نحو المغرب ".
365

والفرض والفرائض وهو علم المقدرات ويقال في النسبة إليه فرضي وفارض وفرائضي،
واشتهر بهذه النسبة جماعة من أهل العلم منهم: أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم
هو محمد بن علي بن مهران الفرضي المقرئ من أهل بغداد كان إماما فاضلا ثقة، مأمونا من
الأئمة الورعين وكان رأسا في القراءات، سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي (1) ويوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن البهلول ومن بعدهما وحضر مجلس أبي بكر بن الأنباري وغيرهم، روى
عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال أبو القاسم الأزهري وأبو منصور محمد بن محمد بن
عبد العزيز العكبري وجماعة آخرهم أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار وكان من أهل
الدين والورع قال علي بن عبد الواحد بن مهدي اختلفت إلى أبي أحد الفرضي ثلاث عشرة
سنة لم أره فيها غير أنه قرأ علينا يوما كتاب الانبساط فأراد أن يضحك فغطى فمه وكان
إذا جاء إلى أبي حامد الأسفراييني قام من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا مستقبلا له
وكتب أبو حامد يوما إليه مع رجل خراساني يشفع له أن يأخذ عليه القرآن فظن أبو أحمد أنها
مسألة قد استفتي فيها. فلما قرأ الكتاب غضب ورماه من يده وقال: أنا لا أقرئ القرآن
بشفاعة وكان أبو القاسم الكرخي الفقيه يقول: لم أر في الشيوخ من يعلم العلم لله خالصا لا
يشوبه بشئ من الدنيا غير أبي أحمد الفرضي فإنه كان يكره أدنى سبب حتى المديح لأجل
العلم قال وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقرآن وإسناد وحالة متسعة في الدنيا
وغير ذلك من الأسباب التي يداخل بمثلها السلطان وتنال بها الدنيا، وكان مع ذلك من أورع
الخلق. ومات عن اثنتين وثمانين سنة في شوال سنة ست وأربعمائة ببغداد. وأخوه أبو طاهر
أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي من أهل بغداد انتقل عنها وسكن بالبصرة إلى
آخر عمره وكان يعرف بأبي الطاهر الرسول، حدث بالبصرة عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن
السماك وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وحمزة بن محمد الدهقان وأبي الحسن علي بن
محمد بن الزبير الكوفي وعبد الله بن إسحاق الخراساني وأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي
والقاضي أبي بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ وحبيب بن الحسن القزاز وغيرهم، يروي
عنه أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شغبة الحافظ وأبو ليلى أحمد بن محمد بن
أحمد العبدي البصريان ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وقال: أدركته حيا في سنة اثنتي
عشرة وأربعمائة إلا أنه كان عليلا فلم يقض لي السماع منه. ومات بعد خروجي عن البصرة
بمده وكان صدوقا.

(1) في ك " بن المحاملي ". وهو أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي
المحاملي " وانظر اللباب 3 / 172.
366

الفرعي: بكسر الفاء وفتح الراء وفي آخرها عين مهملة. هذه النسبة إلى الفرع وهو
اسم لوالد تميم بن فرع الفرعي المصري من أهل مصر، روى عن عمر بن العاص وعقبة بن
عامر وأبي نضرة، روى عنه حرملة بن عمران حضر فتح الإسكندرية، ذكره أبو سعيد بن يونس
في تاريخه لأهل مصر.
الفرغاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما فرغانة وهي ولاية وراء الشاش من بلاد المشرق وراء
نهر جيحون وسيحون (1) وفيهم كثرة وشهرة في كل فن ونوع من العلوم واستغنينا عن
ذكرهم (2). وأما الثاني فهو فرغان قرية من قرى فارس وخرج منها (جماعة منهم):
أبو الفتح محمد بن إسماعيل الفارسي الفرغاني دخل نيسابور وسمع من أبي يعلى
حمزة بن عبد العزيز المهلبي وغيره وسماع أثبت في جزء لأبي يعلى والظن أنه ما روى شيئا.
وأما أبو المظفر المشطب بن محمد بن أسامة بن زيد بن النعمان بن سفيان الفرغاني من
فرغانة ما وراء النهر كان من فحول المناظرين وكانت له يد باسطة في النظر والجدل وكان
مختلطا بالعسكر وكان لا يفارقهم، سمع أبا الوفاء (3) محمد بن بديع الحاجب وأبا مسعود
سليمان بن إبراهيم وأبا سعد ثابت بن أحمد بن عبدوس الرازي وأبا سعد محمد بن جعفر بن
محمد المطيبي وأبا عبيد محمد بن سليمان بن بكر الكرواني (4) وغيرهم، روى لنا عنه أبو الحسن
عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي. وتوفي ببغداد في شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن حمويه بن حديد بن هارون بن إدريس بن عبد الله الفرغاني، يروي
عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن الأزهر الوراق، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر السكري
الحربي لأنه حدث ببغداد لما قدمها حاجا.

(1) جيحون وسيحون: نهران عظيمان يسميان اليوم أموداريا وسرداريا ومنابعهما من أواسط آسيا وطولهما على
الترتيب 1850 كم و 2700 كلم وترفدهما أنهار كثيرة، ومعظم مجراهما في أراضي الاتحاد السوفياتي، ويصبان في
بحيرة خوارزم التي تسمى اليوم بحر آرال. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 477، 516 521.
(2) ذكره أبو سعد تحت هذا العنوان ثمانية أشخاص: أحدهم من فرغانة فارس وهو أبو الفتح محمد بن إسماعيل
الفارسي، واثنان آخران غير محددين وهما أبو بكر محمد بن حمويه وأبو صالح عبد العزيز بن عباد، والخمسة الباقون
كلهم من فرغانة وراء النهر.
(3) انظر اللباب 1 / 326.
(4) انظر اللباب 3 / 95.
367

وأبو جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني الصوفي من فرغانة الشاش أيضا، نزل بغداد
ولزم الجنيد واشتهر بصحبته وروى عنه كلامه، حكى عنه أبو العباس محمد بن الحسن
الخشاب وغيره وحكى عنه أنه قال: " التوكل باللسان يورث الدعوى والتوكل بالقلب يورث
الغنى ".
وأبو صالح عبد العزيز بن عباد الفرغاني أخو حمدان حدث عن يزيد بن هارون
ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري روى عنه محمد بن مخلد الدوري وعلي بن إسحاق
المادرائي وكان صدوقا. مات في صفر سنة تسع وستين ومائتين.
وأبو سعيد مسعدة بن بكر بن يوسف بن ساسان الفرغاني من فرغانة ما وراء النهر قدم
بغداد حاجا وحدث عن الحسن بن سفيان النسوي، روى عنه أبو الحسن الدارقطني
ويوسف بن عمر القواس. وكانت وفاته بعد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الرحمن القاسم بن محمد بن عبد الله الفرغاني المذكر من فرغانة ما وراء
النهر كان يضع الحديث وضعا فاحشا، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ ووصفه
بما قلت ثم قال: ما ذكرته إلا على التعجب والتذكرة ليعرفه من لم يقف على حاله كان يدور
في رساتيقنا بين نيسابور وجرجان فيحدث عن قبيصة بن عقبة وأبو عاصم النبيل وعبد الله بن
يوسف وأبي حذيفة النهدي وأقرانهم بالموضوعات وتوفي بإسفرايين سنة إحدى وستين
ومائتين.
وحكى الفرغاني عن بشر بن الحارث الحافي أنه قال " الحمد لله إذ لم يرزقني زهد أبي
ذر، ولم يجعلني في الجهل مثل أبي جهل ".
وأبو العباس حاجب بن مالك بن أركين الفرغاني الضرير الدمشقي ويقال حاجب بن أبي
بكر ظني أن أصله من فرغانة منا وراء النهر، وحاجب هذا كان حافظا مكثرا جليل القدر سكن
دمشق. قدم أصبهان أيام بدر الحمامي سنة ست وتسعين ومائتين ورجع إلى دمشق وبها
توفي، سمع أحمد بن عبد الرحمن بن بكار الدمشقي وعبد الرحمن بن يونس الرقي، روى
عنه عبد الرحمن (بن محمد بن أحمد بن سياه وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني
وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد) (البستي)
وغيرهم.
الفرغليظي: بضم الفاء وسكون الراء وضم الغين (المعجمة) وكسر اللام وسكون الياء
(المنقوطة باثنتين من تحتها) وفي آخرها الظاء (المعجمة).
368

هذه النسبة إلى قرية من نواحي قرطبة من بلاد الأندلس من المغرب من أعمال شقورة (1)
منها صاحبنا ورفيقنا وصديقنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن المرادي
الفرغليظي ورد نيسابور وتفقه على محمد بن يحيى وكان جميل السيرة متعبدا ناسكا كثير العبادة
والخير، سمع معنا الكثير وقبلنا من شيوخنا وحصل كتب الامام أبي بكر أحمد بن الحسين
البيهقي. نسخا وتوريقا وخرجنا صحبة واحدة إلى نوقان طوس لسماع كتاب التفسير لأبي
إسحاق الثعالبي وشاهدت منه أحوالا سنية قلما تتفق في أحد ثم صادفته بنيسابور لما انصرفت
من الرحلة وكان قد انتقل من المدرسة إلى جوار عبد الرحمن الإكافي رحمهما الله وخرج بعد
ذلك إلى الحجاز عازما على الانصراف إلى بلاده فرجع عنها لفساد بلاد المغرب وظهور واحد
يدعي الملك فخرج إلى الشام وسكن مدة دمشق ثم انتقل إلى حماة ثم إلى حلب. وتوفي بها
في عشر ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمسمائة وكانت ولادته قبل الخمس ولعله بلغ
الخمسين وما جوزها.
الفرغولي: بفتح الفاء وسكون الراء وضم الغين المعجمة. هذه النسبة إلى فرغول
وظني أنها قرية من قرى دهستان (2) والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم
الفرغولي نزيل مرو وولد بدهستان ونشأ بجرجان وتفقه بنيسابور وسكن مرو إلى حين وفاته وكان
أديبا فاضلا متكلما عالما باللغة بصيرا بالنحو، صحب الأئمة القشيرية وانتسب إليهم في
التصوف وكان قد اشتغل بعلم الأوائل مدة ثم ترك ذلك وكان له مال قد حصله من كل جنس
فصار يرد المظالم ويتصدق منه ويخرج الزكوات سمع بدهستان: أبا أحمد (عبد) الحليم بن
محمد بن عبد الحليم القصاري وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرؤاسي وبجرجان أبا تميم
كامل بن إبراهيم الخندقي وأبا القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي وبنيسابور أبا عمرو
عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي وأبا الفضل محمد بن عبيد الله الأنصاري وبمرو جدي
الامام أبا المظفر السمعاني وطبقتهم، كتبت عنه الكثير، وسمع منه القدماء وجماعة من
شيوخه، فإنه أنشدني هذين البيتين (لبعض) الاعراب: [من الطويل]:

(1) شقورة: تقع شمالي مرسية في الأندلس. معجم البلدان.
(2) دهستان: بل في طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان وعلى بعد أربع مراحل من جرجان بالقرب من بحر قزوين،
ويقع بالقرب منها خليج ضحل من بحر قزوين كانت السفن ترسو فيه. وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة
الشرقية 420.
369

ألا قل لأرباب (المخائض) أهملوا * لقد تاب مما يعلمون يزيد
وإن امرءا ينجو من النار بعدما * تزود من أعمالها لسعيد
وقال: (جاء) إلي أبو نعيم عبيد الله بن أبي علي الحداد وكتب عني البيتين وحدثني أن
أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي (روى عنه البيتين) وعقدت له مجلس الاملاء وأملى
في مسجد رأس (سكنه بسكة أبي معاذ وكتبت عنه) وكانت ولادته في شعبان سنة ست
وخمسين وأربعمائة بدهستان ووفاته () (1). وابنه أبو بكر علي بن عمر الفرغولي البناء كان
شابا صالحا سديدا سمعه أبوه عن جماعة مثل أبي الحسن علي بن أحمد بن (محمد) المديني
وأبي علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي وأبي بكر محمد بن مأمون المتولي
وغيرهم، سمعت منه جزئين من ثلاثة وكانت ولادته قبل سنة تسعين وأربعمائة ووفاته
وخمسمائة بمرو.
الفرقدي: بفتح الفاء والقاف بينهما الراء الساكنة وفي آخرها الدال (المهملة). هذه
النسبة إلى فرقد والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر بن علي بن مخلد بن مزيد (2) بن محرز
الفرقدي الدراكي من أهل أصبهان. يروي عن إسماعيل بن عمر البجلي وهو آخر من مات من
أصحابه، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم. ومات سنة سبع وثلاثمائة.
ومحمد بن جعفر بن الهيثم بن يحيى بن فرقد الضبي المديني الفرقدي من أهل أصبهان
نسب إلى جده، روى عن محمد بن يحيى بن فياض الزماني، روى عنه محمد بن
(أحمد بن) إبراهيم.
الفركي: بفتح الفاء والراء. هذه النسبة إلى فرك وهي قرية من قرى أصبهان منها أبو
نجم بدر بن خلف بن يوسف بن محمد الفركي الحاجي من أهل أصبهان، سمع أبا نصر
إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي المقرئ وغيره. وكانت ولادته سنة تسع عشرة وأربعمائة
ووفاته سنة اثنتين وخمسمائة.
الفركي: بكسر الفاء وسكون الراء وفي آخرها الكاف (الفرك) موضع ببغداد على

(1) في الأصول فراغ بقدر ثلاث كلمات أو أربع. وفي التحبير 1 / 531، ومعجم البلدان: " وتوفي بمور في جمادى
الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ودفن بسنجدان ".
(2) انظر اللباب 2 / 423 " يزيد ".
370

الدجلة أسفل من باب الأزج قال بن المعتز:
يا ربة المنزل (بالفرك)
ومحفوظ بن إبراهيم الفركي: ظني أنه نسب إلى هذا الموضع، يروي عن سلام بن
سليمان المدائني، روى عنه أبو عيسى موسى بن موسى الختلي.
الفرماوي: فتح الفاء والراء (والميم) بعدها الألف وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى فرما وهي بليدة من أرض مصر (1) والنسبة إليها فرمي وفرماوي. منها أبو
حفص عمر بن يعقوب بن زريق الفرماوي، يروي عن بكر بن سهل الدمياطي، روى عنه أبو
بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ وذكر أنه سمع منه بمدينة الفرما.
الفرمنكي: بفتح الفاء والميم بينهما الراء (الساكنة) والنون (الساكنة) بعدها وفي آخرها
الكاف. هذه النسبة إلى فرمنك وهو جد أبي محمد بن حميد بن فروة بن فرمنك الوراق
الفرمنكي من أهل بخارا كان وراقا لأبي حذيفة إسحاق بن بشر، روى عن ابن المبارك
وخارجة بن مصعب وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض، روى عنه أبو معشر حمدويه بن
الخطاب.
وابنه أبو عبد الله بن حميد الفرمنكي وهو يروي يعني محمد بن حميد عن
إبراهيم بن الأشعث، روى عنه أبو بكري السعداني.
الفرمي: فتح الفاء والراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الفرما وهي بليدة بنواحي
مصر. والمشهور بالنسبة إليها أبو علي الحسين بن محمد بن هارون بن يحيى بن يزيد
الفرمي، قيل إنه من موالي آل شرحبيل بن حسنة حدث عن أحمد بن داود المكي ويحيى بن
أيوب العلاف والحسن بن عليب وغيرهم وكان موثقا، نعم الرجل. توفي في ذي القعدة سنة
أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو حفص عمر (بن يعقوب) بن زريق الفرماوي قد ذكرناه.
الفرنباذي: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح النون والباء الموحدة وفي آخرها الذال
(المعجمة). هذه النسبة إلى فرنباذ وهي قرية كبيرة بمرو على خمسة فراسخ وبها كان أولاد

(1) في معجم البلدان أنها حصن على ضفة البحر في مصر بين العريش والفسطاط وينسب إليها أبو علي الحسين بن
محمد بن هارون بن يحيى ".
371

الشيخ أبي علي الأسود، منها أبو أحمد محمد بن سورة بن يعقوب الفرنباذي، يروي عن
سعيد بن هبيرة هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الفرنجي: بفتح الفاء والراء والنون الساكنة وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فرنجة
وهو فرنجة بن حام وقيل فرنج أبو الفرنجي بن ليطي بن خيم بن يافث وقيل فرنجة بن مصر وهو
موضع ينسب إليه جماعة من الروم يقال لكل واحد الفرنجي أو الإفرنجي، لقيت منهم ببيت
المقدس وبلاد فلسطين جماعة كثيرة.
الفرنداباذي: بفتح الفاء والراء وسكون النون وفتح الدال (المهملة) والباء (المنقوطة)
بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى (فرانداباذ وهي قرية على باب نيسابور والمشهور بالنسبة إليها:
أبو الفضل العباس بن منصور بن العباس بن شداد بن داود) الفرنداباذي النيسابوري
سمع (محمد) بن يحيى الذهلي وأيوب بن الحسن الزاهد وعتيق بن محمد الجرشي وأحمد بن
يوسف السلمي وعلي بن الحسن الهلالي وأقرانهم، روى عنه أبو علي الحسين بن علي
الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى (1) المزكي وغيرهما. وتوفي ليلة الأربعاء
ليومين بقيا من ذي القعدة سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وكان من أصحاب الرأي.
الفرنكدي: بفتح الفاء والراء وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فرنكد وهي من قرى سمرقند ويقال لها افرنكد أيضا وهي من أعمال
إشتيخن وكان أبو سعد الإدريسي، يقول: فرنكد على خمسة فراسخ من سمرقند وهي من بلاد
إشتيخن، خرج منها جماعة من العلماء منهم أبو محمد بكر بن مسعود بن الحسن بن الوارد
الفرنكدي السغدي، يروي عن جماعة كثيرة منهم عبد الله بن حماد الآملي وعبد الصمد بن
الفضل البلخي وأبو حفص عمر بن حفص الباهلي وغالب بن حربيل وسعد بن خشنام
السمرقنديون روى عنه جماعة كثيرة وسمعت جزءا من فوائده من شيخنا الامام عمر بن أبي
الحسن البسطامي ذكره الله بالخير.
وأبو العباس الفضل بن محمد بن نصر الفرنكدي يعرف القضاعي، يروي عن
محمد بن سعيد والحسن بن أحمد الفرنكديين، روى عنه سعد الإدريسي الحافظ. وأبو
أحمد حامد بن أحمد بن حمدويه القاري الفرنكدي السغدي، يروي عن أبي الحسن علي بن

(1) انظر اللباب 3 / 204.
372

الحسن المقرئ وقرأ عليه القرآن. قال أبو سعد الإدريسي: كتبنا عنه بفرنكد لم يكن به
بأس.
وأبو أحمد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فرنكدك النسفي الفرنكدي له نسب
أطول من هذا مذكور في تاريخ نسف والد عبد الرحمن وعبد الواحد وعبد الجليل، يروي عن
أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، روى عن أبو العباس المستغفري الحافظ وقال إنه
مات في العشر الأواخر من شهر ربيع الأول سنة أربعمائة.
وأحمد بن عبد الواحد بن منصور بن نصر بن متين الافرنكدي المدرس المفتي بفرنكد
كان فقيها فاضلا، يروي عن محمد بن أحمد الحميجكثي، روى عنه أبو حفص عمر بن
محمد النسفي الحافظ. وتوفي في شعبان سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
الفرنيفثاني: بفتح الفاء وسكون الراء وكسر النون بعد (ها) الياء (المنقوطة من تحتها
باثنتين) وبعدهما الفاء ثم الثاء المثلثة وفي آخرها النون بعد الألف. هي قرية من قرى خوارزم
يقال لها فرنيفثان على فرسخين من مدى (1) كاث (2) رأيت فقيها شابا بمدرى كاث إحدى
قرى خوارزم من نفس هذه القرية وأنشدني شيئا من الشعر سمعت أبا يعقوب يوسف بن
الحسين بن أبي القاسم الفرنيفثاني مذاكرة بمدري كان يقول سمعت عمر بن محمد الامامي
الجرجاني بخوارزم يقول: كنت ليلة جمعة في ضيعتي ففتحت سورة الكهف وقرأت حتى
بلغت هذه الآية: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود) ففكرت في أهل زماننا وفيهم وفي نفسي
فقلت: ما أبين البين بين قوم ظنوا أيقاظا وهو رقود وبين أيقاظ عصرنا ذا فإن أيقاظهم هجود بل
لو يعدون في انعدام ساغ وإن ضمهم وجود.
الفرني: بضم الفاء وسكون الراء بعدها النون. هذه النسبة إلى فرنة وهو اسم لجد
محمد بن إبراهيم بن فرنة الفرني نسب إلى جده. يحدث عن معاذ بن هشام وغيره حدث عنه
أبو الليث الفرائضي.
الفرواجاني: بفتح الفاء وسكون الراء والواو والجيم بينهما الألف وفي (آخرها) النون.

(1) مدار: نهر يرفد جيحون، كان يسقي مدينة وما جاورها. انظر المسالك والممالك للإصطخري 169، وبلدان
الخلافة 496.
(2) كانت (كاث) إحدى قصبتي منطقة خوارزم ولكن طغيان نهر جيحون خربها فبنى الناس مدينة جديدة إلى شرق الأولى
وما تزال هذه الجديدة قائمة تسمى خيتة. وانظر المسالك والممالك للإصطخري 168، وبلدان الخلافة
الشرقية 489 490.
373

هذه النسبة إلى فرواجان وهي قرية على فرسخ من مرو يقال لها برواجان منها: أبو عبد الله
محمد بن الحسن بن زيد المروزي الفرواجاني وقيل محمد بن الحسن بن علي الفرواجاني،
روى عن عبد العزيز بن حاتم المروزي، روى عنه أبو سعيد أحمد بن محمد بن الفضل
الكرابيسي وأبو منصور محمد بن محمد الرحمويي والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ البيع وأبو الحسن علي بن الحسين الحفصويي وغيرهم.
الفرواني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فروان
وهي بليدة عند غزنة كان في نصفها منبر والنصف الآخر في أيدي الهند ولهم هناك سوق
للرواني مشهور وليس يجوز للهند حكم في النصف الذي في أيدي المسلمين ولا للمسلمين
حكم في النصف في أيدي المشركين هكذا وقع الصلح. وقد صارت كلها في أيدي
المسلمين.
منها أبو وهب منبه بن محمد بن أحمد بن المخلص الفرواني واعظ زاهد ورع مليح
الوعظ سليم الجانب له معرفة بالتفسير، سمع أبا حامد بن محمد الشجاعي وحدث عنه
بكتاب النوادر لمحمد بن علي بن الحكيم، روى عنه أبو الفتح محمد بن إبراهيم القهستاني
بسرخس وأبو محمد محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن السانواجردي بمرو وأبو بكر
محمد بن الحسن الغزنوي بحلب وغيرهم. وكانت وفاته في حدود سنة خمسمائة.
والأديب أبو بكر محمد بن يعقوب بن محمود بن إبراهيم الفرواني، ذكره (أبو محمد)
عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في معجم شيوخه وقال: كتبت عنه بما رمل في جبل
بلخ حديثا واحدا خطا من حفظه. وأبو سعد عبد الكريم بن أحمد الثعالبي الفرواني، سمع أبا
مسلم غالب بن علي الرازي، روى عنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الألمعي وذكر أنه
سمع منه بفروان.
الفروي: بفتح الفاء وسكون الراء المهملة. هذه النسبة إلى الجد الأعلى.
والمشهور أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن (أبي) فروة الفروي
القرشي مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه من ثقات أهل المدينة، يروي عن مالك بن أنس
وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة وعبيدة بنت نابل ونافع بن أبي نعيم، روى عنه أبو زرعة
وأبو حاتم الرازيان الإمامان وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان صدوقا ولكن ذهب
بصره فربما لقن الحديث وكتبه صحيحة وكتب أبي وأبو زرعة عنه ورويا عنه.
374

وهارون بن موسى الفروي وأبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفروي
ابن عم إسحاق مولى آل عثمان بن عفان، يروي عن الأعرج ويزيد بن خصيفة، وروى عنه إبراهيم بن
المنذر الحزامي وأحمد بن عبدة الضبي وأهل المدينة، مات في المحرم سنة تسعين ومائة.
وأبو سليمان إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الفروي مولى عثمان بن عفان القرشي
المديني روى عن نافع والزهري وابن أبي مليكة، روى عنه عبد السلام بن حرب ويحيى بن
حمزة ومحمد بن شعيب وكان أحمد بن حنبل يقول: لا تحل الرواية عندي عن إسحاق بن أبي
فروة قلت: يا أبا عبد الله لا تحل؟ قال عندي. وقال يحيى بن معين: إسحاق بن أبي فروة:
لا شئ كذاب. قال عمرو بن علي: (ابن) أبي فروة متروك الحديث وقال أبو حاتم.
الرازي: هو ذاهب الحديث. وقال أبو زرعة الرازي: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ذاهب
الحديث متروك وكان في كتابه حديث عنه فلم يقرأه عليه وقال أضعف ولد أبي فروة إسحاق.
الفرهاذجردي: بفتح الفاء وسكون الراء والذال المعجمة بعد الهاء والألف وكسر الجيم
وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فرهاذجرد وهي قرية بمرو على فراسخ منها وبنيسابور قرية يقال لها فرهاذجرد أيضا من قرى أشفند (1) من نواحي نيسابور وهي من القرى السبع القديمة التي كانت مع
القهندز (2) وكان أبو طلحة سركت من أشفند.
والمنتسب إلى فرهاذجرد مرو: أبو يحيى زكريا بن لشاذ بن مسلم بن العباس
الفرهاذجردي سمع بنيسابور محمد بن رافع القشيري وبمرو علي بن خشرم المروزي
وغيرهما، روى عنه علي بن عيسى وأبو عمرو بن جعفر الزاهد وجماعة سواهما. ومن
فرهاذجرد نيسابور عياش الفرهاذاني من رستاق أشفند وكان صاحب (حبس) أبي طلحة
سركت وإبراهيم بن سركت ومقدم قوادهما.
وأبو الفضل صالح بن نوح بن منصور النيسابوري الفرهاذجردي، سمع أحمد بن
حفص بن عبد الله (ومحمد بن) بن، روى عنه أبو أحمد بن شعيب الفقيه المعدل.

(1) أشفند: كورة كبيرة من نواحي نيسابور قصبتها فرهاذجرد، وتسمى أسفند أو أشبند. والظاهر أن اسم الكورة القديم قد
ضاع اليوم ولكن القرية التي يقال لها فراجرد (عوضا عن فرهاذجرد القديمة) ما زالت يؤشر عليها في الخرائط في
الموضع الذي ذكرته كتب المسالك. معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 429.
(2) في م: " القاهندز " وتضبط: قهندز أو قهندز ومعناها القلعة. وانظر معجم البلدان والقاموس والتاج: فهندز.
375

الفريابي: بكسر الفاء وسكون الراء ثم الياء المفتوحة آخر الحروف وفي آخرها الباء
الموحدة.
هذه النسبة إلى فارياب بليدة بنواحي بلخ. وينسب إليها بالفريابي والفاريابي والفيريابي
أيضا بإثبات الياء. خرج منها جماعة من المحدثين والأئمة. وأما المشهور فهو أبو عبد الله
محمد بن يوسف الفريابي سكن قيسارية (1) بلدة على الساحل رحل الناس إليه وكتبوا عنه.
قال محمد بن إسماعيل البخاري: خرجنا من حمص فاستقبلنا أحمد بن حنبل وقد فاته
محمد بن يوسف الفريابي. سمع الفريابي من الأوزاعي والثوري وإبراهيم بن أبي عبلة
وإسرائيل وزائدة، روى عنه أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن
إسماعيل البخاري وأحمد بن أبي الحواري وغيرهم. مات سنة اثنتي عشرة ومائتين وكان مولده
سنة ست وعشرين ومائة قال أبو حاتم بن حبان: الفريابي من خيار عباد الله (الصالحين) قال
أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: محمد بن يوسف الفريابي سكن قيسارية ساحل الشام. قال
أحمد بن حنبل: الفريابي سمع من الثوري بالكوفة وصحبه وسمع منه. قال أحمد: وكتبت
أنا عن الفريابي بمكة وقال يحيى بن معين لما سأله عيسى بن محمد الرملي أيهما أحب إليك
كتاب الفريابي أو كتاب قبيصة؟ قال: كتاب الفريابي. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن
الفريابي فقال: صدوق ثقة، وسألت أبا زرعة عن الفريابي ويحيى بن اليمان فقال: الفريابي
أحب إلي من يحي بن يمان.
وأبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي أحد الأئمة المشهورين
رحل من الشرق إلى الغرب وأدرك العلماء وولي القضاء بالدينور مدة وسكن بغداد واجتمع في
مجلس إملائه ثلاثون ألفا ممن كان يكتب. وتوفي ببغداد سنة إحدى وثلاثمائة.
وابنه أبو الحسن محمد بن جعفر الفريابي حدث عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق
القلوسي ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق وعباس بن محمد الدوري وإسحاق بن سيار
النصيبي والمطلب بن شعيب المصري وموسى بن الحسن الصقلي والحسن بن كليب
الأنصاري، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق ويوسف بن عمر القواس وأبو الحسين بن
جميع الغساني وأبو حفص بن شاهين وأبو حفص الكناني وكان ثقة. وكانت ولادته سنة سبع
وأربعين ومائتين.

(1) قيسارية: بلد على ساحل بحر الشام، تعد في أعمال فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام " معجم البلدان ".
376

وعلي بن جعفر الفريابي. وعبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي. وإبراهيم بن محمد
الفريابي المقدسي. وعبد الله بن محمد بن هارون الفريابي وعدد كثير.
وأبو محمد عبد الرحيم بن حبيب الفريابي أصله من بغداد سكن فارياب، يروي عن
بقية وإسحاق بن نجيح وكان يضع الحديث على الثقات وضعا. قال أبو حاتم بن حبان:
حدثنا عنه محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي وغيره من شيوخنا، لا يحل الرواية عنه ولا كتبة
حديثه إلا للمتبحر في هذه الصناعة ولعل هذا الشيخ قد وضع أكثر من خمسمائة حديث على
رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها عن الثقات.
ومحمد بن تميم بن سليمان السعدي الفاريابي يضع الحديث، يعلق محمد بن كرام
برجله وتشبث بالجويباري (1) في كتابه فأكثر روايته عنهما جميعا وكانا يضعان الحديث، ليس
عند أصحابنا عنهما شئ وإنما ذكرناهما لئلا يتوهم أحداث أصحابنا أو شيوخنا تركوهما
للارجاء فقط وإنما كان السبب في تركهم إياهما أنهما كانا يضعان الحديث على
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعبد الله بن محمد بن سلم الفريابي المقدسي، يروي عن محمد بن الوزير
الدمشقي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي نزل ببيت المقدس وسكنها، يروي حمزة
وأيوب بن سويد ورواد بن الجراح ومؤمل بن إسماعيل وإبراهيم بن أعين، سمع منه أبو حاتم
محمد بن إدريس الرازي وذكر أنه سمع منه ببيت المقدس.
الفرياناني: بكسر الفاء وسكون الراء وفتح الياء آخر الحروف والنون بين الألفين وفي
آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فريانان بكسر الفاء والياء
المنقوطة والنون.
ومنها: أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن حكيم العتكي الفرياناني وهذه القرية بمرو
عند باجخوست خربت الساعة وبقي قبر أبي عبد الرحمن بها يزوره الناس ويدورون حوله،
زرته غير مرة وهو يروي عن أبي حمزة أنس بن عياض ويحيى بر خريش (وجماعة من أهل
العراق روى عنه إسحاق بن إبراهيم القاضي وعبدان بن محمد الفقيه وأبو علي بن شبويه

(1) هو أبو علي أحمد بن عبد الله بن خالد التميمي القيسي الجويباري، من أهل هراة. قال ابن حبان: هو دجال من
الدجاجلة، كذاب. وانظر الأنساب 3 / 424، والمغني في الضعفاء 1 / 43.
377

والحسن بن سفيان) وجماعة من المراوزة وكان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم
وكان محمد بن علي الحافظ سيئ الرأي (فيه وسئل أحمد بن سيار عنه فقال لا سبيل إليه).
الفرياني: بكسر الفاء وسكون الراء وفتح الياء آخر الحروف وبعدها الألف وفي آخرها
النون. هذه النسبة إلى جد أبي بكر محمد بن عبد بن خالد بن فريان بن فرقد (1) النخعي
البلخي الفرياني قدم بغداد وحدث بها عن قتيبة بن سعيد ويحيى بن موسى خت، روى عنه
مكرم بن أحمد القاضي وعلي بن الفضل بن طاهر البلخي والقاضي أبو طاهر محمد بن
أحمد بن عبد الله السدوسي وكان ثقة.
الفريري: بفتح الفاء والياء الساكنة (آخر الحروف) بين الرائين. هذه النسبة إلى اسم
رجل وهو فرير وهو قيس بن الفرير بن أمية الفريري من بني سلمة ابنته ليلى بن قيس هي أم
عبد الله بن عمرو بن حرام وكان عبد الله من النقباء (2).
الفريزني: بفتح الفاء وكسر الراء وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها) وفتح
الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فريزن وهي من قرى هراة ويقال لها فريزة أيضا خرج
منها من المحدثين أبو محمد سعيد بن زيد أبي نصر الفريزني، يروي عن أبي الحسن علي بن
أبي طالب محمد بن أحمد بن إبراهيم الخوارزمي راوي أبي علي الرفا، روى لنا عنه جماعة
منهم أبو الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمري وتوفي في سنة نيف وتسعين وأربعمائة.
الفريسي: بضم الفاء وفتح الراء والياء الساكنة (آخر الحروف) وفي آخرها السين
المهملة هذه النسبة إلى فريس وهو اسم جد أبي بكر أحمد بن محمد بن فريس بن سهل البزاز
البغدادي الفريسي، يحدث عن أحمد بن الهيثم الدوري وأبي بكر محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي ونظرائهما. قال الدارقطني: وابناه علي ومحمد أبو الفتح يعرفان
ببني أبي الفوارس كتبا الحديث ورحل (محمد في طلبه) إلى خراسان وأصبهان وغيرهما
قلت: هو محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ البغدادي حافظ كبير متقن مكثر من
الحديث، سمع منه أبو بكر بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأكثر عنه وذكره في

(1) انظر اللباب 2 / 428.
(2) بعدها في اللباب 2 / 428: " قلت فاته: الفريري أيضا إلى فرير بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن
طئ، بطن من طئ، منهم عتبان بن سلمان بن مالك بن خناس بن أبي كعب بن عبد الله بن مالك بن سعد بن
فريز. كان عتبان رئيس فرير أيام لقوا أنمار من بغيض، وأما خناس وهو الحسحاس جد عتبان فعنه كان بدء حرب
الفساد ".
378

التاريخ وأثنى عليه.
وفي الأسماء فريس بن صعصعة سمع ابن عمر رضي الله عنهما وشداد بن معقل، روى
عنه وقاء بن إياس وفطو بن خليفة.
الفريشي: بفتح الفاء وكسر الراء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الشين
المعجمة. هذه النسبة إلى فريش وهو بطن من تيم الرباب وهو الفريش بن ضباري بن نشبة بن
ربيع بن عمرو بن تيم الرباب. ومن ولده وردان بن مجالد بن علفة بن الفريش بن ضباري
الفريشي كان مع عبد الرحمن بن ملجم ليلة قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتله
عبد الله بن نجبة بن عبيد بن عمرو بن عتبة بن طريف التيمي تيم (الرباب) وهو من رهط
المستورد بن علفة بن الفريش الخارجي الفريشي قتله معقل بن قيس الرياحي صاحب علي بن
أبي طالب.
الفريشي: بكسر الفاء والراء المشددة بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى فريش وهي بلدة بالأندلس تقارب قرطبة يكون بها الرخام الجيد.
والمشهور بالانتساب إليها: خلف بن بسيل الفريشي الأندلسي مذكور بالفضل وطلب
العلم محدث كبير توفي بالأندلس سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
الفريعي: بضم الفاء وفتح الراء (بعدهما) الياء الساكنة (آخر الحروف) وفي آخرها
العين (المهملة). هذه النسبة إلى فريع وهو بطن من (بني) عبد القيس. قال ابن حبيب:
" وفي عبد قيس فريع بالفاء وهو ثعلبة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن
أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ".
379

باب الفاء والزاي
الفزاري: بفتح الفاء والزاي والراء في آخرها بعد الألف. هذه النسبة إلى فزارة وهي
قبيلة كان منها جماعة من العلماء والأئمة.
فمنهم: أبو عبد الله مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن
عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري من أهل الكوفة سكن مكة ثم صار إلى دمشق ومات
بمكة. يروي عن ابن أبي خالد ويحيى بن سعيد الأنصاري وسليمان الأعمش وعمر بن حمزة
وحميد الطويل وعاصم الأحول روى عنه الناس مثل قتيبة بن سعيد وداود بن عمرو الضبي
وأحمد بن حنبل وأبي خيثمة، ويحيى بن معين وكان من أهل الكوفة سكن مكة ثم انتقل إلى
دمشق فسكنها. وثقه الأئمة مثل يحيى بن معين، وسئل علي بن المديني عنه فقال: ثقة فيما
روى عن المعروفين وضعفه فيما روى عن المجهولين. مات قبل التروية بيوم فجاءة بمكة سنة
ثلاث وقيل أربع وتسعين ومائة.
قال ابن نمير: كان مروان بن معاوية يلتقط الشيوخ من السكك، وقال غيره: يكثر
روايته عن الشيوخ المجهولين. وقال أحمد بن حنبل: مروان بن معاوية ثبت حافظ.
وأسماء بن خارجة بن حصن الفزاري جد مروان، يروي عن جماعة من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم مات سنة خمس وستين.
وأسماء بن الحكم الفزاري يروي عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) روى عنه
علي بن ربيعة الوالبي. قال أبو حاتم بن حبان: يخطئ. وخرشة بن الحر الفزاري أخو
سلامة بنت الحر عداده في أهل الكوفة وكان يتيما في حجر عمر يروي عن ابن عمر وأبي ذر
رضي الله عنهم. (روى عنه) سليمان بن مسهر الفزاري. مات سنة أربع وسبعين في ولاية
بشر بن مروان على العراق. والركين بين الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي يروي عن ابن عمر
وابن الزبير (رضي الله عنهم) روى عنه الثوري وشريك. مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وأبو عمرو شبابة بن سوار الفزاري مولاهم أصله من خراسان نزل المدائن (1) وحدث بها

(1) المدائن: مدينة كانت تقع على سبعة فراسخ جنوبي بغداد على جانبي دجلة. وانظر معجم البلدان، وبلدان
الخلافة 51 54.
380

وببغداد عن شعبة وحريز بن عثمان وورقاء بن عمر ويونس بن أبي إسحاق والمغيرة بن مسلم
وابن أبي ذئب والليث بن سعد (وعبد الله بن العلاء بن زبر، روى عنه أحمد بن حنبل)
ويحيى بن معين وأبو خيثمة وأحمد بن إبراهيم الدورقي والحسن بن محمد بن الصباح
الزعفراني والحسن بن أبي الربيع والحسن بن عرفة وعبد الله بن روح المدائني. ووالد شبابة
اسمه مروان غلب عليه سوار. وكان شعبة يتفقد أصحاب الحديث فقال يوما: ما فعل ذلك
الغلام الجميل؟ يعني شبابة، وقيل إنه كان يدعو إلى الارجاء وكان صدوقا وقيل له: أليس
الايمان قولا وعملا؟ قال: إذا قال فقد عمل. وقال محمد بن سعد: شبابة بن سوار
الفزاري كان ثقة صالح الامر في الحديث وكان مرجئا. خرج شبابة إلى مكة ومات بها سنة
ست ومائتين.
الفزي: بفتح الفاء وسكون الزاي (بعدها الراء) هذه النسبة إلى الاسم وهو الفزر بن
أوس، وخالد بن الفزر يروي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) روى عنه الحسن بن
صالح بن حي وكنت أسمع هذه القبيلة الفزر بكسر الفاء وكذا قرأت في آخر شعر:
قيس عيلان والفزر (1)
والاسمان المذكوران (كذا) ذكرهما الدارقطني في كتابه بفتح الفاء.
الفزعي: بفتح الفاء وسكون الزاي وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى الفزع
وهو اسم لبطون من قبائل (العرب) قال ابن حبيب: وفي تميم الفزع بن عبد الله بن ربيعة بن
جندل بن ثور بن عامر بن أحيمر بن بهدلة بن عوف قال: والفزع في كلب وفي خزاعة خفيفان
أيضا قال: وابن الفزع هو الذي صلبه أبو جعفر بالبصرة خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن
حسن.
الفزعي: بفتح الفاء والزاي وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى الفزع وهو بطن
من خثعم وهو الفزع بن شهران بن عفرس قاله ابن حبيب: ولا أدري شهران بالنون أو
القاف (2) والله أعلم.
وفي الأسماء فزع بن عفيق بصري، يروي عن ابن عمر في سرق الحرير وروى عنه

(1) هذا جزء من الشطر الثاني من بيت لموسى بن جابر الحنفي. وتتمته على النحو التالي:
وجدنا أبانا كان حل ببلدة * سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
وانظر الاكمال 7 / 65.
(2) قال ابن الأثير في اللبا 2 / 430: " قلت: الصحيح شهران بالنون ".
381

أيضا مفضل بن فضالة أخو المبارك.
والفزع روى عن المنقع فيمن كذب عن النبي صلى الله عليه وسلم روى حديثه سيف بن هارون
البرجمي.
الفزي: بضم الفاء وبعدها الزاي المشددة. هذه النسبة إلى فز وهي محلة بنيسابور
يقال لها يوز، كان منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، منهم: أبو سعيد
عبد الرحمن بن محمد بن حسكا الحاكم الفزي من أهل نيسابور وكانت له رحلة إلى العراق
والجزيرة، وسمع أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وأبا حبيب القاضي وحامد بن
محمد بن شعيب (البلخي) ومحمد بن صالح العكبري وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي
وأقرانهم ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ. وقال أبو سعيد الحاكم الفزي كان
يتصرف في مكاتبة الحاكم بنواحي نيسابور ثم دخل بخارى وقلد قضاء الترمذ (1) وغيره وأقام
ببخارى مدة ثم انصرف إلى نيسابور على كبر السن ولم يكن من أصحاب الرأي أسند منه.
وتوفي في شعبان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
الفزاوي: بفتح الفاء والزاي المنقوطة من فوقها بثلاث. هذه النسبة إلى الجد الأعلى
وهو أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن يوسف بن النضر بن فراوة (الافراني الفزاري) من
أهل أفران إحدى قرى نسف سمع إبراهيم بن معقل النسفي وغيره، روى عنه ناقلته أبو الأزهر
أحمد بن محمد بن محمد بن علي الافراني ومات سنة عشرين وثلاثمائة أو بعدها قريبا.
وابنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن علي (الفزاوي) الافراني رحل إلى العراق وسمع
الكثير، روى عنه ابنه أبو الأزهر وكانت رحلته بعد سنة عشرين. ومات شابا سنة خمس
وعشرين وثلاثمائة.
وابنه أبو الأزهر أحمد بن محمد الفزاوي الافراني يروي عن أبيه وأبي الأحوص
محمد بن مسلمة الكاسي. روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ. وكانت وفاته بعد سنة
ست وثمانين ومائتين.

(1) ترمذ: تقع على ضفة الشرقية لنهر جيحون متصلة العمل بالصغانيان. وانظر معجم البلدان والأنساب 3 / 41،
وبلدان الخلافة الشرقية 484.
382

باب الفاء والسين
الفساطيطي: بفتح الفاء والسين المهملة والياء (المنقوطة بنقطتين من تحتها) بين
الطائين المهملتين.
هذه النسبة إلى الفساطيط (1) وهي البيوت من الشعر (1).
والمشهور بهذه النسبة أبو محمد حجاج بن نصير الفساطيطي من أهل البصرة، يروي
عن شعبة (2) روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي وأهل العراق مثل الحسين بن عيسى ويحيى بن
زياد بن أبي الخصيب وأحمد بن الحسن الترمذي وحميد بن زنجويه وغيرهم. قال علي بن
المديني: الحجاج بن نصير منكر الحديث ذهب حديثه. وقال أبو حاتم الرازي فيما سأله ابنه
عنه قال: الحجاج بن نصير منكر الحديث ضعيف ترك حديثه وكان الناس لا يحدثون
عنه. ومات سنه ثلاث أو أربع عشرة ومائتين.
وأبو سعيد الفساطيطي قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو سعيد صاحب الفساطيط
مولى سهيل بن ذريح، سمع سمرة بن جندب، روى وهب بن إسماعيل عن أبي كبشة
عنه سمعت أبي يقول ذلك.
الفسحمي: بضم الفاء والحاء المهملة بينهما السين الساكنة المهملة وفي آخرها
الميم. هذه النسبة إلى فسحم وهو اسم لبعض أجداد يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن
أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحرث (بن الخزرج) يقال له ابن فسحم وهو
فسحمي (3) شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم (ورضي الله عنه).
الفسطاطي: بضم الفاء وسكون السين المهملة والألف بين الطائين المهملتين. هذه
النسبة إلى الفسطاط وهو ستر عريض طويل (4) يخاط بالخيمة في الصحراء واسم البلدة

(1 1) انظر اللباب 2 / 431.
(2) انظر اللباب 2 / 431.
(3) انظر اللباب 2 / 431.
(4) قال ابن الأثير في اللباب 2 / 432: " قلت: قوله (الفسطاط ستر عريض طويل)، ليس كذلك وإنما هو البيت من
الشعر، قال ذلك الجوهري وغيره من أهل اللغة ".
383

المعروفة الساعة (بمصر) بالفسطاط لان عمرو بن العاص (رضي الله عنه) نزل بهذا الموضع
وضرب فسطاطه ونصبه وأقام حتى فتح مصر ثم بنى في ذلك الموضع الذي نصب فيه الفسطاط
البلدة فسميت بالفسطاط لان أصحاب عمرو كانوا يكثرون من هذه اللفظة في تلك المدة
فبقي الاسم عليها وكان البناء في سنة اثنتين وعشرين من الهجرة.
والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عيسى بن حماد المقرئ
المعروف بالفسطاطي من أهل بغداد، حدث عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي
وحميد بن الربيع اللخمي وعمر بن محمد النسائي، روى عنه أبو بكر أحمد بن عمر بن
سلم. مات في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة (وكان ثقة).
الفسنجاني: بكسر الفاء والسين (المهملة) وسكون النون (وفتح الجيم وفي آخرها
النون) بعد الألف.
هذه النسبة إلى فسنجان بليدة ناحية فارس والمنتسب إليها أبو الفضل حماد بن
مدرك بن حماد الفسنجاني، حدث بشيراز عن أبي عمر الحوضي ومحمد بن كثير العبدي
وعمرو بن مرزوق الباهلي وجماعة، روى عنه محمد بن بدر الحمامي ومنصور بن محمد بن
منصور الأصبهاني وذكر أبو الشيخ أنه مات سنة إحدى وثلاثمائة، ذكر أبو عبد الله محمد بن
عبد العزيز الشيرازي في تاريخ شيراز فقال: أبو الفضل حماد بن مدرك بن حماد الفسنجاني،
روى عنه جماعة من أهل شيراز. مات يوم السبت في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الفسنجاني، أدرك الشيخ الزاهد أبا إسحاق
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن شهريار وحدث عنه. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن
عبد الوارث الشيرازي الحافظ في معجم شيوخه وقال: أخبرنا أبو عبد الله الفسنجاني بها.
الفسوي: بفتح الفاء والسين. هذه النسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها
بسا خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والرحالين، منهم: أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن
جوان الفسوي الفارسي كان من الأئمة الكبار ممن جمع ورحل من المشرق إلى المغرب
وصنف أكثر من الورع والنسك والصلاة في السنة رحل إلى العراق والحجاز والشام والجزائر
وديار مصر وكتب عن عبيد الله بن موسى، وروى عنه أبو محمد بن درستويه النحوي. مات
في رجب الثالث والعشرين منه من سبع وسبعين ومائتين.
ويزيد بن المبارك الفارسي الفسوي منها أيضا، رحل إلى العراقين يروي عن أبي عاصم
384

النبيل وأبي نعيم الملائي وكان راويا لسلمة بن الفضل، روى عنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود
السجستاني.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن كردي الفسوي القاضي من أهل فسا ولي القضاء بشيراز
نيابة عن القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ثم استقضى المقتدر بالله
علي بن أحمد الفسوي هذا بعد موت والمحاملي على كور أردشيرخرة (1) وإصطخر (2)
واستقضاه القاهر بالله على فارس وكرمان فلم يزل قاضيا إلى أن توفي. يروي عن يحيى بن
أبي طالب وعمران بن موسى وطاهر بن محمود النسفي وعلي بن داود القنطري وجعفر بن
محمد الصايغ وغيرهم. وكانت وفاته في النصف من شوال سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وكان يتقلب على فراشه من مرض موته ويقول: من القضاء إلى القبر (من القضاء إلى القبر).
وأبو يوسف يعقوب بن سفيان بن زياد الأصفر الفسوي، يروي عن يزيد بن المبارك وأبي
يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي الكبير وغيرهما، روى عن أبو بكر محمد بن عبد الله بن
محمد النسابة الفارسي. هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي في تاريخ
فارس.
وأبو عبد الله محمد بن حفص بن عمرو الفسوي الغازي يروي عن الحسين بن عبيد الله
الابزاري رحل وكتب وصنف، روى عنه أبو العباس الفضل بن يحيى بن إبراهيم. مات سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نزيل البصرة، عنده أكثر مصنفات أبي
يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي ثقة نبيل، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جعفر
الفقيه الشيرازي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن جميع ذكره أبو عبد الله الشيرازي الحافظ في
تاريخ فارس.
وأبو العباس الحسين بن الحسن بن سفيان بن زياد الفسوي التاجر سكن بخارى إلى
حين وفاته، يروي عن أبي عمار الحسين بن حريث الخزاعي ومحمد بن رافع وأحمد بن

(1) أردشير خره: كورة من كور فارس ومعناها: بهاء أردشير وهو ملك من ملوك الفرس. وانظر معجم البلدان، وبلدان
الخلافة 283.
(2) إصطخر: إحدى مدن فارس في الإقليم الثالث، بينها وبين شيراز اثنا عشر فرسخا. وانظر معجم البلدان، وبلدان
الخلافة الشرقية 284، 311 312.
385

حفص السلمي ومحمد بن يحيى الذهلي، روى عنه أبو أحمد محمد بن عبد الله بن يوسف
الشافعي وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام. وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان عشرة
وثلاثمائة.
وأبو الحسن أحمد بن جعفر بن عبد الله بن سليمان بن أبي توبة الفسوي من أهل فسا
كان شيخا نبيلا ثقة زاهدا وكان أوحد وقته في التصوف وفي الحديث وكان إليه الرحلة وله
فضائل معروفة وكان في كل يوم وليلة ورده ألف ركعة يروي عن علي بن سعيد العسكري وأبي
المثنى أحمد بن إبراهيم الربضي وعلي بن سميع الفارسي وجماعة من أهل العراق والري (1)
وطبرستان وفارس. ومات في ذي الحجة سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وأبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن سهل القزاز الفسوي الشاهد نزيل شيراز
رجل به والده إلى العراق والشام ومصر وبيت المقدس، كتب مع الحفاظ سمع أبا بكر
محمد بن زبان بن حبيب وأبا الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي وأبا عروبة
الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني وأبا الحسين أحمد بن عمير بن جوصاء الدمشقي
الجوصي وعبد الحكم بن أحمد الصدفي وجماعة من كبار أهل بغداد وشيراز ومجلسه في
الجامع في باب المصاحف في الجمعان بعد الصلاة وكان الناس قديمنا يفتخرون بإملاء باب
المصاحف. ومات في المحرم سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه الفسوي من أهل فسا ذكرته في
الشيرويي وأبو الحسين أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن بشر بن درستويه بن يزيد بن
زهمويه الفسوي الفارسي أصله من فسا سكن بخارى يروي عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن
يزداد الرازي وأبي بكر أحمد بن سعد بن عبيد الله الزاهد وأبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل
القفال الشاشي، روى عنه جماعة (مثل السيد أبي بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري
وأبي الحسن علي بن محمد بن حذام الحذامي وأبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل
الخيام) وكانت ولادته سنة أربعين وثلاثمائة في ذي الحجة. ومات ببخارى في شهر ربيع
الأول سنة عشرين وأربعمائة.

(1) الري: مدينة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال، وموقعها كان إلى جانب موقع طهران اليوم. وانظر
الأنساب 6 / 33، ومعجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 249 252.
386

باب الفاء والشين
الفشني: بفتح الفاء وسكون الشين (المعجمة) وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فشنة
وهي قرية من قرى بخارى منها أبو زكريا يحيى بن زكريا بن صالح الفشني البخاري، يروي
عن سفيان بن عبد الحكيم وإبراهيم بن محمد بن الحسين وأحمد بن الليث وأسباط بن اليسع
وأبي عبد الله بن أبي حفص البخاريين يروي عنه جعفر بن محمد بن حمويه البخاري.
الفشيديزجي: بفتح الفاء وكسر الشين (المعجمة) وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من
تحتها) وفتح الدال المهملة وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها) وبعدهما الزاي وفي آخرها
الجيم. هذه النسبة إلى فشيديزة منها: أبو علي الحسين بن الخضر (بن محمد بن دنيف الفقيه
الفشيديزجي والد أبي علي، كان من فشيديزه وأمه من بتخذان (1) من رستاق غويزين (1) من
ساكني بخارى استقضي عليها بعد موت أبي جعفر الاسروشني (2) كان إمام عصره بلا مدافعة
أقام ببغداد مدة وتفقه بها وتعلم وناظر الخصوم) وله قصة في مسألة توريث الأنبياء مع المرتضى
مقدم الشيعة في قوله صلى الله عليه وسلم: لا نورث ما تركنا صدقة، فإن أبا علي تمسك بهذا الحديث
فاعترض عليه المرتضى الموسوي وقال: كيف يقول إعراب صدقة بالرفع أو النصب؟ إن قلت
بالرفع فليس كذلك، وإن قلت بالنصب فهو حجتي لان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركنا صدقة، يعني
لم نتركه صدقة فدخل أبو علي وقال: فيما ذهبت إليه أبطال فائدة الحديث فإن أحدا لا يخفى
عليه أن الانسان إذا مات يرثه قريبه وأقرب الناس إليه ولا يكون صدقة ولا يقع فيه الاشكال
فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ما تركه صدقة بخلاف سائر الناس. سمع أبو علي ببخارى
أبا بكر محمد بن الفضل الامام وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب وأبا سعيد
الخليل بن أحمد السجزي وببغداد أبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وأبا الحسن
علي بن عمر بن محمد الحربي وأبا عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي وبالكوفة أبا
عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الهرواني وبمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس

(1 1) بتخذان وغوبزين قريتان من قرى نسف.
(2) أبو جعفر الاسروشني هو محمد بن عمرو بن الشعبي بن سليمان كان قاضيا على بخارى وولي القضاء بسمرقند وبها
مات سنة 404، وانظر الأنساب 1 / 221.
387

العبقسي وبهمذان أبا بكر أحمد بن علي بن لآل الامام وبساوة (1) أبا بكر محمد بن الحسن بن
علي الساوي وبالري أبا القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي الرازي وبمرو أبا علي
محمد بن عمر بن شبويه المروزي وطبقتهم. روى عنه جماعة كثيرة وظهر له أصحاب وتلامذة
وأخذوا عنه العلم وآخر من حدث عنه ابن بنته أبو الحسن علي بن محمد الحزامي البخاري.
ومات لما قارب الثمانين ببخارى في يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شعبان سنة 424 وزرت
قبره (غير مرة) بمقبرة كلاباذ.

(1) ساوة: بين الري وهمذان في وسط، بينهما وبين كل واحدة منهما ثلاثون فرسخا، والنسبة إليها ساوي وساوجي
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 246 247.
388

باب الفاء والصاد
الفصيلي: بفتح (الفاء وكسر) الصاد (المهملة) بعدهما الياء (الساكنة آخر الحروف)
و (في آخرها) اللام. هذه النسبة إلى اسم رجل (وهو) محمد بن الحكم بن الفصيل الفصيلي
الواسطي ينسب إلى جده، يروي عن خالد الطحان، يروي عنه أحمد بن حكيم الواسطي
وذكره بحشل في الجزء الثالث من تاريخه لواسط وأبوه (أبو محمد الحكم بن فصل، يروي عن
خالد الحذاء ويعلى بن عطاء وسيار بن أبي الحكم، روى عنه بشر بن مبشر وعاصم بن علي)
ومحمد بن أبان الواسطي، عداده في أهل واسط. توفي سنة خمس وسبعين ومائة.
وفي الأسماء عدي بن الفصيل بصري، حدث عنه معتمر بن سليمان والأصمعي قال
ذلك يحيى بن معين فيما حكاه عنه حسين بن حبان ويحيى بن فضيل عداده في الكوفيين،
يروي عن الحسن بن صالح، روى عنه محمد بن إسماعيل الأحمسي والحسن بن علي بن
عفان.
389

باب الفاء والضاد
الفضلي: بفتح الفاء والضاد (المعجمة الساكنة) وفي آخرها اللام. هذه (النسبة) إلى
أبي بكر محمد بن الفضل إمام بخارى ومن أولاده الزكي المعمر أبو عمرو وعثمان بن إبراهيم بن
محمد بن أحمد بن أبي بكر (محمد) بن الفضل بن جعفر بن رجاء بن زرعة بن نيضاب بن
نمراس بن حياة الأسدي البخاري المعروف بالفضلي كان صالحا سديد السيرة عالما من أولاد
الأئمة سمع أبا إسحاق (إبراهيم) بن الريورثوني والقاضي أبا الحسن علي بن الحسين بن
محمد السغدي وغيرهما وعمر حتى حدث بالكثير عنه وعن أبي سهل عبد الكريم بن
عبد الرحمن الكلاباذي وغيرهما. روى لي عنه جماعة كثيرة ببخارى وسمرقند وكانت ولادته
في شهر رمضان سنة ست وعشرين وأربعمائة. وتوفي ببخارى في سنة ثمان وخمسمائة.
وابنه القاضي أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن إبراهيم الفضلي المعروف بالقاضي
السيف، قاضي بخارى وكان فاضلا مفضالا كريما بهي المنظر مليح الشيبة حمد الناس سيرته
في ولايته القضاء، حج حجا مغبوطا في سنة خمس عشرة وخمسمائة.
سمع ببخارى أباه وأبا محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري وببغداد أبا سعد
أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري وبمكة رزين بن معاوية بن عمار المالكي وغيرهم أملى
ببخارى ولقيته بمرو لما قدمها ولم يتفق أن سمعت منه شيئا وحدثني عنه أبو بكر محمد بن عمر
القلانسي المفيد ببخارى ومات في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وحفيد عمه أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن
محمد بن الفضل الفضلي خطيب ببخارى كان عفيفا زاهدا مليح الشيبة منور الوجه سمع ابن
عم أبيه أبا عمرو عثمان بن إبراهيم الفضلي، كتبت عنه جزءا ببخاري في داره ورأينا عنده
عصا النبي (1) صلى الله وسلم على ما قيل وتبركنا بذلك. وتوفي سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
الفضيلي: بضم الفاء وفتح الضاد (المعجمة) وسكون الياء (المنقوطة من تحتها باثنتين)
وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى الفضيل وهو اسم لجد المنتسب إليه. واشتهر بهذه النسبة.

(1) في التحبير 2 / 226 أن السمعاني رأى عنده نعل النبي صلى الله عليه وسلم وعصا بنصفين.
390

بيت كبير بهراة منهم أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي من أهل هراة، كان
مشهورا بالعدالة والتزكية عالما باللغة، سمع الحديث الكثير وكان من بيت الحديث غير أنه
ولي الأوقاف.
ولم تحمد سيرته فيما ولي وفوض إليه، سمع أباه وأبا مضر بن إسماعيل بن مضر
الضبي وأبا الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي وأبا سهل نجيب بن ميمون
الواسطي وأبا عطاء عبد الرحمن بن أبي عاصم الجوهري وأبا عامر محمود بن القاسم الأزدي
وجماعة سواهم، لم أسمع منه فإنه قدم مرو وحدث بها وكنت غائبا عنها في الرحلة ولما
رحلت إلى هراة كان قد توفي. وكانت وفاته في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
391

باب الفاء والطاء
الفطحي: بفتح الفاء وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى
الأفطح. والمشهور بهذا اللقب جماعة من الامامية وهم من غلاة الشيعة يقال لهم الفطحية
لأنهم على انتظار خروج عبد الله بن جعفر الملقب بالأفطح، كما أن جماعة من هذه الطائفة
يقال لهم الإسماعيلية هم على انتظار خروج إسماعيل بن جعفر الصادق مع تواتر الخبر بأنه
مات قبل أبيه جعفر بمدة.
الفطري: بكسر الفاء وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى
الفطريين وهم من موالي بني مخزوم. والمشهور بالانتساب إليهم محمد بن موسى الفطري
مدني، يروي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، روى عنه قتيبة بن سعيد قال البخاري
محمد بن موسى بن أبي عبد الله مولى الفطريين موالي بني مخزوم، يروي عن عبد الله بن
عبد الله بن طلحة بن أبي طلحة، حدث عنه خالد بن مخلد. حديثه في الصحيح لمسلم بن الحجاج.
392

باب الفاء والغين
الفغانديزي: بفتح الفاء والغين المعجمة بعدهما الألف والنون الساكنة وكسر الدال
المهملة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى فغانديزه وهي قرية
من قرى بخارى. والمشهور بالانتساب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن نوح بن عبد الله بن كاراك
الفغانديزي وعبد الله لقبه صديف من أهل بخارى يروى عن أبيه نوح بن صديف ومحمد بن
عبد الله بن إبراهيم المقرئ، روى عنه أبو الحسين الأزدي.
الفغديري: بفتح الفاء وسكون الغين المعجمة بعدها وسكر الدال المهملة وسكون الياء
المنقوطة باثنتين من تحت وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى قرية فغدير من قرى بخارى
والمشهور بالانتساب إليها أبو أحمد نبهان بن الحسن الفغديري البخاري، يروي عن
عيسى بن موسى غنجار، حدث عنه محمد بن الحسن بن الوضاح.
الفغديني: بفتح الفاء وسكون الغين المعجمة بعدها الدال المهملة ثم الياء الساكنة آخر
الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فغدين وهي قرية من قرى بخارى منها: أبو يحيى يوسف بن يعقوب بن
إبراهيم بن أبي خيران واسمه سلمة الليثي الفغديني مولى نصر بن سيار الليثي من قرية
فغدين، يروي عن أبيه وعبد الصمد بن أبي عبد الكريم السكري وعلي بن خشرم وسعد بن
معاذ وأبي عبد الله بن أبي حفص وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر الزاهد.
وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاثمائة.
الفغشتي: بفتح الفاء وكسر الغين وسكون الشين المعجمتين وفي آخرها التاء ثالث
الحروف. هذه النسبة إلى الجد وهو أبو عمر حفص بن منصور بن فغشت البيكندي الفغشتي
من أهل بخارى، سمع عبد الله بن المبارك وأبا عصمة نوح بن الجامع، روى عنه محمد بن
سلام وهم ثلاثة إخوة: حفص وهوازن وغالب بن منصور وكان محمد بن سلام يقول: ما
رأيت رجلا آنس ورعا منه.
الفغيدزي: بفتح الفاء وكسر الغين (المعجمة) وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها
وكسر الدال المهملة وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى فغيدزة وهي محلة بسمرقند منها أبو
393

العباس الفضل بن منصور بن قريش بن خالد الفغيدزي، يروي عن عمر بن أبي مقاتل وأبي
حذيفة ومحمد بن السري إن صح لان الراوي عنه أبو محمد عبد الله بن علي الباهلي وهو غير
موثوق به في الرواية ويتهم بالوضع.
وأبو طاهر عثمان بن أبي أحمد بن إسحاق بن حمة الواعظ السكاك الكشاني الفغيدزي
من أهل الكشانية سكن فغيدزة محلة بسمرقند يروي عن القاضي أبي نصر منصور بن أحمد
الغزقي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي قال: وتوفي في رجب سنة
أربع عشرة وخمسمائة ودفن بجاكرديزة وهو ابن ست وسبعين سنة.
الفغيطوسيني: بفتح الفاء وكسر الغين المعجمة بعدهما الياء آخر الحروف وضم الطاء
بعدها الواو والسين المهملة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون. هذه النسبة
إلى فغيطوسين وهي قرية من قرى بخارى ويقال لها فغيطيسين أيضا، منها: أبو إسحاق
إبراهيم بن هارون بن المهلب بن عبد الكريم المعبر الفغيطوسيني من أهل بخارى يروي عن
أبي إبراهيم الجويباري وإبراهيم بن قريش الصباغ وأسباط بن اليسع وغيرهم، روى عنه أبو
صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وأبو يوسف يعقوب بن عمرو بن عمار
الفغيطوسيني، يروي عن أبي عصمة سعد بن معاذ المروزي وسفيان بن عبد الحكيم
وأحمد بن الليث، روى عنه أبو سليمان داود بن محمد بن موسى. وتوفي سنة ثلاث
وثلاثمائة.
وأبو الفضل محمد بن نعيم بن علي بن الفضل الفغيطوسني، يروي عن أبي بكر
محمد بن يوسف بن عاصم ومحمد بن سعيد بن محمود وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن
عدي الاستراباذي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن علي الطرخاني وغيرهم، روى عنه غنجار
الحافظ. وتوفي في شهور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
394

باب الفاء والقاف
الفقاعي: بضم الفاء وفتح القاف وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الفقاع
وعمله. والمشهور بالنسبة إلى هذه الصنعة: أبو محمد عطاء بن أبي سعد بن عطاء بن أبي
عياض الفقاعي الصوفي الهروي من أهل مالين (1) هراة كان من جملة مريدي عبد الله
الأنصاري ومن يضرب به المثل في إرادته والجد في خدمته وله مقامات وحكايات بالعراق
والشام مع الوزير نظام الملك في وقت تسيير الشيخ عبد الله إلى بلخ من هراة، سمع ببغداد
شيخه عبد الله بن محمد الأنصاري وببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا
نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهم، كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته غير مرة،
وكانت ولادته في سنة أربع وأربعين وأربعمائة. وفاته في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بهراة
ودفن بجبل كازياركاه (2).
وأبو الفضل عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن هارون البغدادي المعروف بابن
الفقاعي الخطيب الرخجي من أهل بغداد، وسمع أبا بكر بن مالك القطيعي وأبا بكر بن
إسماعيل الوراق ومحمد بن إبراهيم بن نيطرا (3) العاقولي وأبا علي بن حمكان الفقيه الهمذاني،
سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وقد ذكرته في الراء في الرخجي.
والقاضي أبو علي الحسن بن محمد بن جعفر بن يوسف بن عاصم بن أحمد الفقاعي
السمرقندي من من أهل سمرقند حدث عن أبي نصر أحمد بن إسماعيل الكسبوي، روى عنه أبو
حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. وتوفي بسمرقند سنة سبع وخمسمائة أو بعدها.
الفقيري: بفتح الفاء والقاف المكسورة بعدها الياء الساكنة وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى الفقير وهو اسم رجل وهو فقير بن موسى بن فقير بن عيسى الأسواني الفقيري نسب
إلى جده وهو من أهل مصر. حدث عن أبي حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الأسواني

(1) مالين: كورة ذات قرى مجتمعة على فرسخين جنوب هراة يقال لجميعها مالين وأهل هراة يقولون مالان. وانظر معجم
البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 452.
(2) كازياركاه: جبل وقرية فيها مقبرة لهم " معجم البلدان ".
(3) انظر اللباب: 3 / 342.
395

المصري عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، روى عنه أبو محمد الحسن بن رشيق
العسكري المصري.
الفقيمي: بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين.
هذه النسبة إلى بني فقيم والمشهور بالنسبة إليهم: أبو غاضرة عروة الفقيمي يقال إن له
صحبة ذكره ابن حبان في الصحابة، روى عنه ابنه غاضرة، ويروي عن ابنه جماعة من
المصريين.
والحسن بن عمرو الفقيمي التميمي من أهل الكوفة أخو الفضيل بن عمرو الفقيمي،
يروي عن إبراهيم النخعي، روى عنه سفيان الثوري وأهل الكوفة. مات سنة اثنتين وأربعين
ومائة.
وعمرو الفقيمي من أهل الكوفة، يروي عن سعيد بن جبير، روى عنه ابناه الفضيل
والحسن الكوفيان.
وغاضرة بن عروة الفقيمي، يروي عن أبيه عداده في أهل البصرة، يروي عنه عاصم بن
هلال البارقي.
وفضيل بن عمرو الفقيمي أخو الحسن من أهل الكوفة، يروي عن إبراهيم النخعي،
روى عنه الأعمش وأخوه الحسن. مات سنة عشر ومائة.
ومسلم بن عطية الفقيمي شيخ يروي عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه بدر بن الخليل
الأسدي منكر الحديث ينفرد عن عطاء وغيره من الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات، إذا نظر
المتبحر في روايته عن الثقات علم أنها معمولة.
396

باب الفاء واللام.
الفلخاري: هذه قرية بين مروالروذ وبنج دية (1) وهي قرية معروفة. خرج منها من
الأمة أستاذنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن علي بن عطاء الفلخاري المعروف
بالمروروذي سكن مرو وتفقه على الإمام الحسن البيهقي صاحب القاضي حسين وكان والدي
أوصى إليه بأولاده وأطفاله وكان يقوم بأمورنا أحسن قيام وكان يحتاط حتى كان لا يشرب الماء
من كوز دارنا احترازا عن أكل أموال اليتامى والانتفاع بما لهم، وكان من العلماء الورعين
العاملين بالعلم محتاطا في اللقمة مصيبا في الفتاوى، علقت عليه من الفقه كتاب الطهارة ولم
يتفق لي الاتمام عليه لأمر عرض ومانع وقع (والله تعالى) يجزيه عني أحسن الجزاء.
نزلت بهذه القرية وهي فلخار غير مرة ويقال لهذه (القرية) أيضا فرخار (بالراء أيضا) غير
أني رأيت على ظهر كتاب المسند للحماني الذي سمعناه من لفظه: الفلخاري باللام وهو
أعرف بقريته ولد سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة بفلخار وقتل بمرو شهيدا في الوقعة
الخوارزم شاهية، أصابه سهم عائر وهو في الصلاة. وتوفي منه في شهر ربيع الأول سنة ست
وثلاثين وخمسمائة بمرو ودفن في داره بأسف الماجان (1).
الفلسطيني: بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين المهملة وبعدها الطاء المهملة
المكسورة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فلسطين وهي ناحية
كبيرة وراء الأردن مشتملة على عدة من البلاد المعروفة مثل بيت المقدس ونابلس وغزة والرملة
وغيرها كلها من كور فلسطين ولعلها نسبت إلى فلسطين بن كسلوخيم بن لنطي ين يونان،
وقيل سميت فلسطين بفلشتان ويقال فلشتيم بن كلسوخيم بن كنعان بن حام بن نوح فعربته
العرب، وقيل كانت فلسطين للعيص بن إسحاق بن إبراهيم (عليهما السلام) وأبو عبد الله
ضمرة بن ربيعة الفلسطيني الرملي الحملي ذكرته في الحاء.
وعبد الحميد بن حميد الفلسطيني، يروي عن رجل عن أبي هريرة (رضي الله عنه)

(1) بنج دية: معناه بالفارسية: خمس القرى وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي مرو الروذ ثم من نواحي خراسان
عمرت حتى اتصلت العمارة بخمس القرى وصارت كالمحال. معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 448.
(2) الماجان: في معجم البلدان نهر كان يشق مدينة مرو والماخان من قرى هذه المدينة. وفي بلدان الخلافة
الشرقية 445: أن الماجان كان يطلق على الربض الغربي العظيم في مرو وإن الرواة صحفوه إلى ماخان.
397

روى عنه زيد بن أسلم وحميد بن عقبة القرشي الفلسطيني، يروي عن ابن عمر وأبي الدرداء
(رضي الله عنهم) روى عنه يحيى بن أبي عمرو الشيباني والوليد بن سليمان بن أبي السائب.
وعبد الله بن زياد الفلسطيني شيخ يروي عن زرعة بن إبراهيم صاحب نافع، روى عنه
الحكيم بن موسى، يروي الموضوعات تجب مجانبة ما يرويه وإن وافق الثقات في بعض
الروايات. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان البستي.
وأبو اليمان بشر بن عقربة الجهني الفلسطيني، له صحبة روى عنه عبد الله بن عوف
القاري.
الفلفلاني: باللام الساكنة بين الفائين المكسورتين وفي آخرها اللام ألف بعدها النون.
هذه النسبة إلى فلفلان وهي قرية من قرى أصبهان هكذا سمعت شيخي إسماعيل بن محمد بن
الفضل الحافظ يقول ذلك. (وقال أبو بكر بن مردويه: وهي قرية على باب أصبهان) منها أبو
يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن السكين الفلفلاني شيخ قديم من أهل أصبهان، حدث عن
إسحاق بن سليمان الرازي صاحب حريز بن عثمان، روى عنه أبو محمد عبد الله بن جعفر بن
أحمد بن فارس الأصبهاني وله أخ يقال له محمد. وتوفي بعد الستين ومائتين.
الفلقي: بكسر الفاء وفتح اللام وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى فلق وهي قرية على
نصف فرسخ من نيسابور.
والمشهور بهذه النسبة طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي النيسابوري. كتب الكثير
واختص بمصنفات إبراهيم بن طهمان عن أحمد بن حفص وغيره. روى عنه أبو علي
الحسين بن علي الحافظ. وتوفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وابنه أبو الحسين محمد بن طاهر الفلقي.
الفلقي (1): بالفاء المفتوحة إن شاء الله واللام وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى فلق
وهي قرية على نصف فرسخ من نيسابور قرية كبيرة عامرة. منها أبو الحسين محمد بن طاهر بن
يحيى بن قبيصة الفلقي من أهل نيسابور كان أبوه من كبار المحدثين لأصحاب الرأي، وأبو

(1) هذه المادة تكرار للتي قبلها ومع ذلك فقد آثرت إبقاءها على نحو ما وردت في الأصول الثلاثة. وقد أشار ابن الأثير في
لبابه 2 / 439 إلى شئ من ذلك فقال: " قلت: هذه الترجمة هي التي قبلها، وهذا أبو الحسين هو ابن طاهر المقدم
ذكره في تلك الترجمة، ولا أعلم لم جعلها ترجمتين. فإن كان شك في الكسر والفتح كان فعل كما جرت عادته
يقول: وقيل بالفتح وأنا أشك وأظن، وما جرى المجرى من الكلام، وإن كان اشتبه عليه، وهو بعيد جدا، فقد
نبهنا عليه على أن شكه في الترجمة الثانية ويقينه في الأولى يدل على أنه ظنهما اثنين والله أعلم ".
398

الحسين هذا سمع أباه وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأقرانهما. توفي سنة أربع
وسبعين وثلاثمائة.
الفلكي: بفتح الفاء وسكون اللام هذه النسبة إلى فلك. وهي قرية من قرى سرخس
والمشهور بالنسبة إليها محمد بن رجاء الفلكي السرخسي، يروي عن أبي مسلم إبراهيم
بن عبد الله الكجي البصري وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الكوفي الحضرمي يعرف
بمطين وغيرهما.
الفلكي: بفتح الفاء واللام وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى الفلك ومعرفته وحسابه
وعرف بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي الحاسب الفلكي
الهمذاني من أهل همذان هكذا ذكره حفيده أبو الفضل الفلكي وقال: الفلكي أبو بكر
الحاسب الهمذاني جدي أخو القاسم وعلي وكانا أيضا من أهل الحديث وكان جدي جامعا في
كل فن عالما بالأدب والنحو والعروض وسائر العلوم وخاصة في علم الحساب ولقب بالفلكي
لهذا المعنى حتى قد كان يقال إنه لم ينشأ في الشرق والغرب أعرف بالحساب منه، وكان
رجلا هيوبا له حشمة ومنزلة عند الناس، سمع أبا عبد الله الحسن بن أبي الحباء التميمي وأبا
الحسين علي (بن) سعد البزاز وأبا جعفر محمد بن الحسين الجهني الطيان وأبا العباس
الفضل بن الحسين الضبي وأبا بكر عمر بن سهل الحافظ الدينوري، سمع منه والدي أبو
عبد الله الحسين وعمي أبو الصقر الحسن، ابنا أحمد، وأبو أحمد عبيد الله بن أحمد عبيد الله بن أحمد الكرخي
وعبد الرحمن بن يزيد قال أبو الفضل: سمعت أبا طاهر الحسن بن أحمد بن جعفر يقول: ما
لقيت أبا علي الحافظ الشيرازي إلا وذكرت جدك ما كنت أشبهه بأحد من خلق الله إلا به
خلقا وخلقا وهيبة ووقارا. وقال لي: هل تذكره؟ قلت: لا. ثم قال أبو الفضل: سمعت
الحافظ أبا نصر أحمد بن عمر يقول: أتينا جدك أبا بكر أنا وأبو بكر بن روزبه والطبقة فسألناه
عن الحديث فصاح علينا وأبي أن يحدثنا فخرجنا من عنده فزعين وقال: ولد قبل الثلاثمائة
وقبض على خمس وثمانين سنة في ذي القعدة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
وحفيده أبو الفضل علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن الفلكي الحافظ الهمذاني كان
من الحفاظ المبرزين رحل وجمع وصنف وله من الكتب كتاب معرفة ألقاب المحدثين وكتاب
منتهى الكمال في معرفة الرجال وغيرهما وكتاب الألقاب عندي بخط ابن حسول (1) الهمذاني

(1) اللفظة محرفة في الأصول. وهو محمد بن علي بن حسول الكاتب الهمذاني علاء الدين. كان كاتبا شاعرا. توفي سنة 450 ه‍. وانظر تتمة اليتيمة 1 / 107، ودمية القصر ط مصر 1 / 413، والوافي 4 / 132، وفوات
الوفيات 3 / 430، والمحدثون من الشعراء 366، والاعلام 7 / 162، و 10 / 215.
399

وهو كتاب حسن مفيد.
الفلكي: بكسر الفاء وفتح اللام وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى الفلك وهي جمع
فلكة وهي التي تعمل في المغازل.
والمشهور بهذه النسبة أبو الحسين علي بن محمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن محمد
الفلكي الأصبهاني شيخ صالح سديد السيرة حافظ القرآن كثير التلاوة حسن الخط كثير الخير
قدم علينا سمرقند سنة خمسين وخمسمائة وذكر لي أنه سمع كتاب الحلية لأبي نعيم الحافظ
عن أبي (علي) الحسن بن أحمد الحداد عنه وقال سمعت كتاب المعجم (الصغير) لأبي
القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني بروايته عن أبي علي الحداد عن أبي بكر بن ريذة
عن الطبراني وقرأت أكثر الكتابين عليه وسمعت الباقي منه وإن لم يكن له أصل مثبت سماعه
فيه ولكن محله الصدق، وقرأنا عليه بقوله وكانت ولادته بأصبهان في حدود سنة تسعين
وأربعمائة وكان سمع معي الحديث بمكة في سنة أربع وثلاثين من بلدية أبي سعد البغدادي
وسمعت بعد ذلك أنه عاد من سمرقند على طريق خوارزم إلى وطنه أصبهان.
الفلوي: بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو. هذه النسبة إلى الفلو وهو اسم لجد أبي
بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن الفلو الكتبي من أهل بغداد، سمع
(أبا بكر أحمد بن سلمان النجدي وأحمد بن عبد الرحمن المعروف بالوالي ذكره أبو بكر
الخطيب (الحافظ) وقال: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا).
الفلوي: بفتح الفاء وسكون اللام وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى الفلو وهو اسم
لبعض أجداد أبي عمر الحسن بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن سورة الواعظ الفلوي
المعروف بابن الفلو من أهل بغداد، سمع جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي وأبا
العباس ختن الصرصري وأبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأباه عثمان بن أحمد بن
الفلو ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه وكان لا بأس به وكان له لسان وعارضة وبلاغة
وكان سمحا كريما وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ومات في
صفر سنة ست وعشرين وأربعمائة ودفن بباب حرب.
وأبوه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن الحسين بن الفلو الفلوي، حدث عن القاضي (أبي
400

عبد الله المحاملي) وأبي عبد الله بن مخلد وأبي علي الصفار وأبي جعفر محمد بن عمرو بن
البختري الرزاز أحاديث مستقيمة، روى عنه أبو عمر الحسن ومات بمصر في سنة خمس
وسبعين وثلاثمائة.
الفليي: بفتح الفاء واللام وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين. هذه النسبة إلى
فلة وهي قرية من قرى خابران (1) قريبة من مهينة وأظنها بين أزجاه (2) وميهنة، خرج منها
جماعة من العلماء والصالحين منهم: أحمد بن محمد الميهني الفليي المعروف ببابو فليي
كان من رفقاء الشيخ أبي سعد بن أبي الخير ومن جملة مريدي الشيخ أبي الفضل بن الحسن
وكان آية في الزهد والورع والتجريد، عاش نيفا وثمانين سنة قيل إنه لم يغتسل قط لا فعلا ولا
حلما أقام في الخانقاه المنسوبة إليه، بسرخس خمسين سنة كان يختم القرآن كل يوم ختمة
وكان قليل الكلام كثير الصلاة وكان يقول: من عاينني وقال إنه قراء فهو أحب إلي ممن يقول
إنه صوفي لان عهدة التصوف لا يمكن التفصي عنها لكل أحد. وتوفي سنة ستين وأربعمائة
ودفن بجنب الشيخ أبي الفضل بن الحسن، وحكى عن عبد العزيز بن المؤذن، وكان من
جملة مشايخ الصوفية أنه رأى أبا الفضل بن الحسن في المنام فقال: هل تأذن إذا مت أن أدفن
إلى جنبك؟ فقال: استأذن من بابوفلة فإن ذلك موضعه.

(1) خابران: ناحية ومدينة فيها عدة قرى بين سرخس وأبو يرد من خراسان ومن قراها ميهنة وكانت مدينة كبيرة خرب أكثرها.
معجم البلدان، وبلدان الخلافة 436.
(2) أزجاه: قرية من قرى خابران، ثم من نواحي سرخس. معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 436.
401

باب الفاء والنون
الفنجكاني: بضم الفاء وسكون النون والجيم وفتح الكاف وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى فنجكان وهي إحدى قرى مرو على فرسخين عند نوش (1) كنارجان، منها أبو
الحسين علي بن عبد الله بن إبراهيم الفنجكاني. كان يروي عن أبي بكر عبد الله بن الزبير
الحميدي وغيره، روى عنه أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي.
الفنجكردي: بفتح الفاء وسكون النون وضم الجيم أو سكونها وكسر الكاف وسكون
الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فنجكرد وهي قرية من نواحي نيسابور والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن
علي بن أحمد بن محمد الفنجكردي الأديب البارع صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك
السلاسة الباقيين معه على هرمه وطعنه في السن، قرأ أصول اللغة على يعقوب بن أحمد
الأديب وغيرها وكان عفيفا خفيفا ظريف المحاورة قاضيا للحقوق محمود الأحوال أصابته علة
أزمنته ومنعته الخروج وطعن في السن فتأخر عن الزيارة بالقدم فاستناب عنها التعهد بالقلم،
سمع الحديث من القاضي الناصحي وكتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته وحدثني عنه جماعة
من مشايخنا. وتوفي ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة
وصلوا عليه في الجامع الكبير القديم ودفن بالحيرة في مقبرة نوح.
الفندورجي (1): بفتح الفاء وسكون النون وضم الدال المهملة وسكون الواو وفتح الراء
وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فندورجة وهي قرية بنواحي نيسابور.
وعرف بهذه النسبة الناصح الفندورجي كان من خواص نظام الملك. وأبو الحسن
علي بن نضر بن محمد بن عبد الصمد الفندورجي من أهل أسفرايين كان يرجع إلى فضل وافر

(1) اللفظة مصحفة في الأصول. ونوش ويقال نوح: عدة قرى بمرو، منها نوش كناركان. معجم البلدان.
(2) قبل هذه اللفظة في اللبا 2 / 422: قلت فاته: الفندلاوي: بكسر الفاء وتسكين النون وفتح الدال المهملة وبعدها
لام ألف ثم واو عرف بهذه النسبة: يوسف بن دوناس بن عيسى الفقيه المالكي المغربي، أقام بدمشق وقتل بها
شهيدا. قتله الفرنج سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وكان يدرس الفقه على مذهب مالك، وروى الحديث، وسمع
منه الحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره، وكان صالحا فاضلا.
402

ومعرفة تامة بالأدب واللغة مليح الشعر حسن النظم والنثر وكان ينشئ الكتب في ديوان
السلطان والوزير سمع بنيسابور أبا بكر عبد الغافر بن محمد بن الحسين الشيروي وغيره،
كتبت عنه من شعره وشعر غيره بأسفرايين ومرو وبلخ وكانت ولادته في سنه تسع وثمانين
وأربعمائة بنيسابور (وتوفي).
الفنديني: بضم الفاء وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين
(من تحتها) وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فندين وهي قرية بمرو على خمسة فراسخ خرج منها جماعة من
العلماء قديما وحديثا منهم معدان بن عصام بن () (1) وأبو إسحاق إبراهيم بن الحسن
الفنديني المعروف بالرازي، يروي عن أحمد بن (سيار وأحمد بن) منصور الرمادي وأبي داود
سليمان بن معبد (السنجي) وغيرهم.
الفنكدي: بفتح الفاء وسكون النون (وفتح الكاف) وفي آخرها الدال (المهملة) هذه
النسبة إلى فنكد وهي قرية من قرى نسف وظني أني اجتزأت بها، والمشهور منها أبو جعفر
محمد بن منصور بن إسرافيل المقرئ الفنكدي من أهل القرآن (قرأ القرآن) (بروايات) على
جماعة مثل تمام بن محمد بن عبد الله المقرئ وأبي أحمد محمد بن عوض المقرئ
وغيرهما، وروى أبو العباس المستغفري عنه في تاريخ نسف أنه قال: أنشدنا تمام المقرئ
(النسفي) لبعضهم: (من المتقارب):
إذا ما قرأت على محسن * قرانا أفادك من خيره
وعشرك من مقرئ حاذق * فخير من الألف من غيره
وروى أبو جعفر هذا عن إبراهيم بن نصر الواشجردي أيضا.
الفنكي: بفتح الفاء والنون وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى فنك وهي قرية من
حائط سمرقند على نصف فرسخ من البلد يقال لها فنك، منها أبا الفضل العباس بن
الفضل بن يحيى بن حميد الندبي الفنكي، يروي عن أحمد بن أبي مقاتل الفزاري وعاصم بن
عبد الرحمن الخزاعي وأحمد بن عبد الله القهندزي ومحمد بن سهيل بن واقد الباهلي، روى
عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن حلبس الأعمش وبكر بن محمد بن أحمد الورسنيني وأبو

(1) مكان المعقوفتين في الأصول فراغ بقدر كلمة واحدة.
403

عبد الله محمد بن عصام القطواني وغيرهم (1)
الفنويي: بفتح الفاء وضم النون المشددة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين.
هذه النسبة إلى فنويه وهم اسم لجد المنتسب إليه وهو أحمد بن عمرو بن نصر بن حامد بن
أحيد بن فنويه بن دبوسة الفنويي الدبوسي من أهل نسف أسلم دبوسة على يدي قتيبة بن مسلم
سنة ثلاث وتسعين، سمع أحمد أباه عمرا وأبا الحسين محمد بن طالب وأبا يعلى
عبد المؤمن بن خلف ومحمد بن محمود بن عنبر ومحمد بن زكريا بن الحسين وأبا بكر
عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد المروزي الأنماطي وطبقتهم، روى عنه ابنه أبو أحمد
محمد بن أحمد بن عمرو الفنويي. ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
الفنيني: بفتح الفاء (1) والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين النونين. هذه النسبة إلى
فنين وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها وبها قبر سليمان بن بريدة (رضي الله عنه)
والمشهور بهذه النسبة: أبو عثمان الفنيني قال ابن ماكولا: شيخ روى عنه أبو رجاء محمد بن
أحمد الهورقاني صاحب تاريخ المراوزة قلت: وهو أبو رجاء محمد بن حمدويه.
ومن القدماء من هذه القرية أبو الحكم عيسى بن أعين الفنيني من الموالي وعيسى أجل
من أخيه لأبيه تولى النقابة، وأخوه بديل وكان خازن بيت المال للشيعة، وكان أبو مسلم نزل
منزله ومن منزله وجه الرسل إلى كور خراسان والدعاة وكان أبو مسلم وجهه إلى همذان وأمره أن
يتوجه إلى أذربيجان.
وأبو حمزة عمرو بن أعين الفنيني مولى خزاعة ويقال إنه مولى لعمران بن حصين ويقال
إنه مولى لبريدة بن الحصيب من قرية، وكان عمرو بن أعين من الذين حبسهم أسد بن عبد الله
وضربه ضربا شديدا ورجع إلى خراسان وقتله عبد الجبار لما قدمها أميرا. وسليمان بن بريدة
فنيني وكان على قضاء مرو أيام المهلب بن أبي صفرة استعفاه فأعفاه وجعل مكانه أخاه
عبد الله بن بريدة وكانا ولدا في بطن واحد على عهد عمر (رضي الله عنه) مات سليمان سنة
خمس ومائة بفنين وقبره بها مشهور يزار.

(1) بعدها في اللباب 2 / 443: " قلت: قد أهمل النسبة إلى فنك وهو حصن منيع من ديار بكر يجاور جزيرة ابن عمر،
ينسب إليه جماعة، منهم أبو عبد الله مروان بن علي بن سلامة بن مروان الفقيه، تفقه على أبي بكر الشاشي ببغداد
وسمع الحديث من الطريثيثي وغيره، روى عنه الحافظ أبو القاسم الدمشقي وغيره، ذكر ذلك السمعاني في موضع
آخر. وإلى فنك حصن من أعمال قرطبة من بلاد الأندلس ينسب إليه جماعة كثيرة ".
(2) انظر اللباب 2 / 343.
404

باب الفاء والواو
الفوذاني: بضم الفاء بعدها الواو الذال المعجمة المفتوحة في آخرها النون. هذه
النسبة إلى فوذان وهي قرية من قرى أصبهان منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حيلان
الفوذاني من أهل أصبهان، يروي عن سمويه حدث عن السرنجاني.
الفوراردي (1): بضم الفاء والواو والألف بين الرائين وفي آخرها الدال المهملة. هذه
النسبة إلى فورارد وهي قرية من قرى الري منها: أبو علي زيد بن واقد البصري السمتي
الفوراردي. قال ابن أبي حاتم: نزيل الري، روى عن حميد الطويل والسدي وداود بن
أبي هند، وأبي هارون العبدي. روى عنه سهل بن زنجلة وأبي. قال: سمعت أبي يقول:
قدم من البصرة فنزل الري بفورارد وكتبت عنه وكان شيخا فانيا كبيرا. ثم قال: سئل أبو زرعة
عن زيد بن واقد البصري فقال: هذه شيخ كان بالري، قد رأيته يحدث عن السدي، وأبي
هارون العبدي. ليس بشئ.
وأبو أيوب محمد بن إبراهيم بن حبيب الفوراردي الرازي. روى عن شيبان بن فروخ
وعبد الأعلى بن حماد النرسي وداود بن رشيد وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني. قال ابن أبي
حاتم. كتبت عنه. وهو صدوق.
الفوراني: بضم الفاء وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى
فوران وهم اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن
أحمد بن فوران المروزي الفوراني. إمام فاضل مبرز صار مقدم أصحاب الحديث بمرو وكان
من وجوه تلامذة أبي بكر القفال، صنف التصانيف في الفقه. سمع الحديث من أبي الحسن
علي بن عبد الله الطيسفوني. روى لي عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر الصدفي بمرو وأبو
المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري بنيسابور وجماعة، وتوفي في شهر رمضان سنة
إحدى وستين وأربعمائة.
الفورسي: بضم الفاء والراء بعد الواو وفي آخرها السين. هذه النسبة إلى فورس وهو
اسم لجد المنتسب إليه وهو أبو الطيب عبد الله بن محمد بن أحمد بن حيان القاضي الفورسي

(1) انظر اللباب 2 / 444.
405

المعروف بابن فورس من أهل نيسابور كان ولي قضاء طوس مرة بعد أخرى، وكان من
أصحاب أبي علي الثقفي المتحققين بالأخذ عنه سمع أبا بكر محمد بن إسماعيل بن مهران
وأبا الحسن مسدد بن قطن القشيري وأبا يعقوب يوسف بن موسى المرورذي وأبا إسحاق
إبراهيم بن إسحاق الأنماطي وأقرانهم طبقة قبل الامام أبي بكر بن خزيمة. قال الحاكم أبو
عبد الله الحافظ: خرجت له الفوائد سنة خمسين وثلاثمائة وخرج إلى الحج وحدث بتلك
الديار ثم توفي ليلة الاثنين وقت العتمة ودفن يوم الاثنين الحادي عشر من شعبان سنة ست
وخمسين وثلاثمائة ودفن في داره في سكة حرب.
وأخوه أبو الفضل أحمد بن (محمد) العابد الفورسي ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ)
في التاريخ فقال: أبو الفضل بن فورس أخو أبي الطيب الحاكم وكان من الزهاد، سمع أبا
عبد الله الفوشنجي وغيره بلغني أنه توفي يوم الفطر من سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
الفورقاني: بضم الفاء وسكون الواو والراء وفتح الفاء وفي آخرها الراء. هذه النسبة
إلى فورفارة وهي قرية من قرى السغد من نواحي أربنجن (1) على فرسخ ونصف من سمرقند
منها سليمان بن معاذ السغدي الفورقاني، يروي عن محمد بن سهيل بن واقد الباهلي
وعبد بن حميد الكشي، روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد بن حاجب. ونصر بن أحمد بن
إسماعيل بن سابح الكشانيان. وأبو جعفر محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الأربنجني
الفورقاني كان من أفاضل الناس حسن الحديث، يروي عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر
الزهري ويحيى بن أكتم القاضي وإسحاق بن أبي إسرائيل وصالح بن مسمار الكشميهني
وهناد بن السري ومحمد بن بشار والحسين بن حريث المروزي وغيرهم، روى عنه أبو بكر
محمد بن عصمة المقرئ السمرقندي.
الفوركي: بضم الفاء وبعدها الواو وفتح الراء وفي آخرها الكاف. هذه النسبة إلى
فورك وهو اسم لجد المنتسب إليه وهم جماعة منهم: أبو عبد الله محمد بن موسى بن
مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الفقيه الأصبهاني الفوركي من أصبهان ذكره أبو بكر
أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ في تاريخ أصبهان. وقال أخي رحمه الله: كان يدرس
بأصبهان ويفتي بها ثلاثين سنة وكان درس على أبي حامد المروزي بالبصرة وسمع بها الحديث
الكثير من أبي عبد الله بن داسة ومحمد بن أحمد بن محمود العسكري وأحمد بن عبيد

(1) أربنجن: بليدة من نواحي السغد من أعمال سمرقند، وربما أسقطوا الهمزة فقالوا ربنجن. معجم البلدان، وبلدان
الخلافة 511.
406

الصفار وغيرهم، سمع بأصبهان الكثير: من العباس بن حمدان المافروخي وأبي الحسن
اللنباني وأبي عمرو (ممك وأبي الحسن المظالمي وأبي علي عاصم وعبد الله بن جعفر)
وغيرهم. (قلت): روى عنه جماعة منهم القاضي عبد الله بن أبي الرجاء التميمي. ووالده
أبو عمران موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الفوركي والد أبي بكر بن مردويه
الحافظ ذكره في تاريخ أصبهان. وقال والدي رحمه الله. كان يجالس إبراهيم بن متويه وسمع
منه الكثير. لم أحفظ عنه إلا حديثا واحدا قرأته عليه لفظا. مات سنة ست وخمسين
وثلاثمائة.
الفوركي: بضم الفاء وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى فور وظني أنها قرية من قرى
بلخ والمشهور بالنسبة إليها: أبو سورة هميم بن فايد بن هميم بن فايد (1) البلخي الفوري.
قال أبو عبد الله الوراق هو من أهل قرية فور، سمع أبا الحسن علي بن خشرم وغيره، روى
عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق. وتوفي آخر سنة اثنتين وتسعين وأول سنة
ثلاث وتسعين ومائتين.
وأما أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى بن محمود بن فور بن عبد الله السمسار
الفوري نسب إلى جده الأعلى من أهل نيسابور وكان أبوه من كبار المحدثين. قال الحاكم أبو
عبد الله الحافظ: ذكرته في هذه الطبقة في الجماعة الذين لم أدركهم، وأبو سعيد من
الصالحين ومن الصادقين من أولاد المحدثين، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا
قريش محمد بن جمعة القهستاني وأقرانهم من الشيوخ. وتوفي في شهر رمضان سنة ثمانين
وثلاثمائة ودفن في مقبرة المصلى وهو ابن ثمانين سنة.
وأبو الحسن علي بن محمد (بن أحمد) بن علي بن عبد الله بن فور النيسابوري الفوري
كان كثير الحديث، سمع عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وأبا الحسن أحمد بن يوسف
السلمي وأبا حاتم بن إدريس الرازي وجماعة في الرحلة.
الفوزي: بفتح الفاء وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى فوز و (ظني أنها) قرية من
(قرى) حمص بلدة بالشام. والمشهور بهذه النسبة: أبو عثمان بن سليم بن عثمان الفوزي
الحمصي، يروي عن محمد بن زياد الألهاني، روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري وأبو عتبة

(1) ليس " بن فايد " في ك ولا في م. وفي تاريخ أصبهان لابن نعيم: " هميم بن حكيم "، وفي معجم البلدان " أبو سورة
قائد بن هميم البلخي ". وهو كذلك: " قائد " في اللباب.
407

أحمد بن الفرج الحمصي.
وأبو عمرو خطاب بن عثمان الفوزي، وقيل أبو عمر، حمصي، يروي عن
إسماعيل بن عياش ومحمد بن حمير، روى عنه البخاري في الذبائح وسليمان بن عبد الحميد
البهراني وسبطه سلمة ومحمد بن عوف وعمران بن بكار وقال ابن أبي حاتم: أدركه أبي.
وابن بنته سلمة بن أحمد بن أحمد الفوزي الحمصي، يروي عن جده هذا، روى عنه
سليمان بن أحمد الطبراني عن عمرو بن محمد بن سليم (في معجمه) قال: وجدت في كتاب
جدي عبد الجبار بن سليم حدثنا إسماعيل بن عياش بحديث ذكره.
وعبد الجبار بن سليم الفوي، يروي عن إسماعيل بن عياش، يروي عن سليمان بن
أحمد الطبراني. وأحمد بن سليم الفوزي، عن عيسى بن يونس، روى عنه أخيه القاسم بن
عفان بن سليم الفوزي. وعمرو بن محمد بن سليم الفوزي الرسي حدث عن كتاب جده
(عبد الجبار بن سليم) روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني. والقاسم بن عفان بن سليم
الفوزي يروي عن عمه أحمد بن سليم، روى عنه سليمان الطبراني، وأبو عثمان سليم بن
عثمان الطائي الفوزي، يروي عن محمد بن زياد عن أبي أمامة وأبي عتبة أحمد بن الفرج
الحمصي، روى عنه محمد بن العون. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي
عنه قال: عنده عجائب وهم مجهولون.
الفوشنجي: بضم الفاء وفتح الشين المعجمة بعدها نون ساكنة وجيم. هذه النسبة إلى
بوشنك وهي بلدة قديمة كثيرة الخير على سبعة فراسخ من هراة بخراسان والنسبة إليها فوشنجي
(وبوشنجي) بالفاء والباء المنقوطة بنقطة وكثر أهل العلم والفضل بها ومنها، وكان العباس بن
عبد المطلب (رضي الله عنه) في الجاهلية قد سافر إليها للتجارة وقال: كنت.. أقبل تحت
شجرة صنوبر بها. من المتقدمين أبو نعيم حمزة بن الهيصم الفوشنجي التميمي قال أبو
حاتم بن حبان: هو مولى لتميم من أهل بوشنج، يروي عن جرير بن عبد الحميد والناس،
روى عنه عبد الحميد بن إبراهيم الفوشنجي (التميمي) والناس وكان متقنا (1).
الفوطي: بضم الفاء وفتح الواو وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة إلى الفوط وهي
جمع فوطة وهي نوع من الثياب (إن شاء الله) والمشهور بهذه النسبة: إبراهيم بن ثابت بن

(1) ذكر أبو سعد في مادة " البوشنجي " في الأنساب 2 / 359: أبا غانم محمد بن سعيد بن هناد الخزاعي البوشنجي.
وذكر ياقوت في " بوشنج ": المختار بن عبد الحميد بن المنتضى بن محمد بن علي أبو الفتح الأديب البوشنجي من
مشايخ السمعاني توفي سنة 536 ه‍.
408

محمد الفوطي الواسطي، يروي عن عبد الله بن فروخ، روى عنه أبو عبد الله أحمد بن
علي بن محمد التباني.
وأبو بكر الفوطي من مشايخ الصوفية، حكى عنه محمد بن داود الدقي وغيره كان
الفوطي وأبو عمرو بن الآدمي يتواخيان في الله خرجا من بغداد يريدان الكوفة فلما صارا في
بعض الطريق إذا هما بسبعين رابضين على الطريق فقال أبو بكر لأبي عمرو: أنا أكبر سنا
منك، دعني أتقدمك فإن كانت حادثة اشتغلا بي عنك ونجوت أنت فقال له أبو عمرو:
نفسي ما تسامحني بهذا ولكن نكون جميعا في مكان واحد فإن كانت حادثة كنا جميعا فجازا
جميعا في وسط السبعين فلم يتحركا ومرا سالمين.
الفوكردي: بضم الفاء وكسر الكاف بينهما الواو (والراء) الساكنة وفي آخرها الدال
(المهملة) هذه النسبة إلى فوكرد وهي قرية من قرى أستراباذ على فرسخ، منها أبو يعقوب
يوسف بن موسى بن الحسين الفوكردي الاستراباذي، يروي عن محمد بن عبدك السروي
والحسين بن بندار المفسر وأبي جعفر محمد بن أبي علي نوكرداني وغيرهم، روى عنه
مطرف بن الحسين المطر في.
الفوي: بفتح الفاء وتشديد الواو المكسورة. هذه النسبة إلى فوي وهو بطن من
المعافر، وفوة من بلاد مصر عند رشيد والمشهور بهذه النسبة سفيان بن هانئ بن جبير بن
عمرو الفوي وهو ابن سعد الفوي وهو ابن ذاخر بن شرحبيل بن عمرو بن جعفر بن يعفر بن
عريب بن شراحيل ويقال شرحبيل بن اليسع بن ثوب بن ثويب ويقال ثويب بن أسعد أبي
كريب بن كريب بن معد يكرب ويقال ابن أسعد يكرب بن أسعد الحيري بن هانئ بن ذي
المعافر بن جبر بن معاوية بن المعافر بن يعفر بن زيد بن النعمان بن ثوب بن يقدم بن يعفر بن
مالك بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ وهم بطن من المعافر حلفاء في
جيشان شهد فتح مصر وفد على علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وروى عنه وعن عقبة بن
عامر وزيد بن خالد وكان علوي المذهب روى عنه الحارث بن يزيد وعبد الله بن هبيرة
ومسلم بن أبي مريم.
الفوي: بضم الفاء وفي (آخرها) الواو المشددة (المكسورة). هذه النسبة إلى فوة
وظني أنها بنواحي البصرة وقال لي بعض المغاربة إنها الفوة (1) بفتح الفاء وهي بلدة من ديار

(1) في معجم البلدان: " قوة: بليدة على شاطئ النيل من نواحي مصر، قرب رشيد، بينها وبين البحر خمسة فراسخ أو
ستة وهي ذات أسواق ونخل كثير ".
409

مصر بين الفسطاط والإسكندرية وليست هي على النيل بل هي في وسط البلاد والمشهور
بالنسبة إليها أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي البصري من أهل البصرة،
يروي عن أبي علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت (الخطيب) الحافظ. وتوفي بعد سنة عشر وأربعمائة.
وأما أبو محمد الفوي فهو فقيه فاضل من فوة مصر تفقه بالإسكندرية على أبي (بكر)
محمد بن الوليد الطرطوشي وبرع في الفقه حتى كان يرجع إليه في الفتاوى بعد سنة عشرين
وخمسمائة حكى لي يوسف بن الحسن الفاسي بسمرقند وكان قد تفقه عليه.
410

باب الفاء والهاء
الفهدي: بفتح الفاء وسكون الهاء وبعدها الدال المهملة. هذه النسبة إلى فهد
وهو اسم لجد أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن فهد الأنصاري الفهدي (1)
من فقهاء أهل المدينة وعبادهم، سمع من أنس بن مالك (رضي الله عنه) أحاديث
يسيرة وله أخوان صدوقان: سعد بن سعيد وعبد ربه بن سعيد وجميعا (حدثا) وكان يحيى بن
سعيد يتقشف فاستقضاه أبو جعفر المنصور فما أنكر من زيه شيئا في عمله. ومات بالعراق سنة
ثلاث وأربعين ومئة وقيل ست وأربعين ومئة. وكان سمع من أنس مقدرا عشرة أحاديث أربعة
منها مشاهير وستة أفراد وغرائب، وقد روى عن يحيى بن سعيد عن أنس غير هذه العشرة
ستون حديثا أخرى مسندا كلها موضوعة ومقلوبة ما لشئ منها محصول وصنعها الرواة ورووها
عنه وكان خفيف الحاذ.
ومحمد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي الفهدي البصري: مات بها قبل العشرين
والثلاثمائة بالبصرة وكان من أولاد المحدثين ووالده إبراهيم بن فهد الساجي من كبار العلماء
بالبصرة، روى عن قرة بن حبيب وغيره من أصحاب شعبة، حدث عنه يحيى بن محمد بن
صاعد وغيره. سمعت جابر بن محمد الأنصاري الحافظ بالبصرة مذاكرة يقول: إبراهيم بن
فهد كان يقال له رئيس المحدثين.
الفهرويي: بكسر الفاء وسكون الهاء وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الياء آخر
الحروف. هذه النسبة إلى فهرويه وهو اسم لبعض أجداد أبي محمد عبيد الله بن محمد بن
سليمان بن بابويه بن فهرويه بن عبد الله بن مرزوق الدقاق المخرمي الفهرويي يعرف بابن
جغوما من أهل بغداد كان مستقيم الحديث (وأخر) في آخر عمره، سمع أباه محمد بن سليمان

(1) كل الذين ترجموا له أو لجده ذكروه بالقاف: إلا تاج العروس ففيه بالفاء:
أ فجده قيس بن قهد في تاريخ البخاري 4 / 142، والجرح والتعديل ج 3 / ق 2 / 101، والمؤتلف والمختلف
لعبد الغني 104، والاكمال 7 / 76، والاستيعاب 3 / 1298، والإصابة 3 / 257.
ب وهو يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد في تاريخ البخاري ج 4 ق 2 / 257، وفي طبقات خليفة 2 / 675،
والجرح والتعديل ج 4 / ق 2 / 147، والتهذيب 11 / 221 وقد علق ابن الأثير على ذلك بقوله في
اللباب 2 / 447: " قلت: إنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد بالقاف لا بالفاء والله أعلم ".
411

وجعفر بن محمد الفريابي والحسين بن محمد بن عفير وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب
المخرمي، روى عنه أحمد بن علي بن عثمان الخطبي وبشرى بن عبد الله الفاتني
وعبد العزيز بن علي الأزجي وأبو القاسم التنوخي. وتوفي في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
الفهري: بكسر الفاء وسكون الهاء بعدها الراء. هذه النسبة إلى فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة وإليه تنتسب قريش ومحارب والحارث بن فهر وقال الشاعر في قصي بن مالك
الفهري:
به جمع الله القبائل من فهر (1)
ومنها حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك الفهري القرشي من ولد
شيبان بن محارب بن فهر من الصحابة الذين سكنوا الشام. ومات بأرمينية وقد قيل بالشام سنة
اثنتين وأربعين وصلى عليه مروان بن الحكم.
ومنها أبو عبيدة بين الجراح الفهري أحد العشرة المبشرة بالجنة. والضحاك بن قيس
الفهري. وفاطمة بنت قيس التي روت حديث الجساسة وغيرهم.
والمنتسب إليهم ولاء: أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي الفهري مولى
ريحانة وقد قيل إنه مولى بني فهر من أهل مصر، يروي عن الثوري ومالك والليث، روى عنه
الليث بن سعد وأهل بلده كان مولده خمس وعشرين ومائة. ومات في ذي القعدة سنة سبع
وتسعين ومائة في شعبان، وكان ممن جع وصنف وهو الذي حفظ علم أهل الحجاز ومصر
وكتب حديثهم وعني بجميع ما رووا من الأسانيد والمقاطيع وكان من العباد وقرئ عليه كتاب
الأهوال من تصنيفه فمات فيه.
وعبد الملك بن قطن بن عصمة بن أنيس بن عبد الله بن حجوان بن عمرو بن حبيب بن
عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهري أمير الأندلس. قتل بها سنة خمس وعشرين
ومائة.
وجماعة نسبوا إلى فهر الأنصار منهم عبادة بن الصامت الفهري. وأخوه أوس بن
الصامت الفهري.

(1) هذا عجز بيت وصدره: " قصي لعمري كان يدعى مجمعا " أو " أبونا قصي كان يدعى مجمعا " وانظر الاشتقاق لابن
دريد 155، والسيرة 1 / 80، واللسان: جمع ".
412

الفهمي: بفتح الفاء وسكون الهاء وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى فهم وهم بطن من
قيس علان منهم أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي إمام أهل مصر في الفقه والحديث معا
فاق أهل زمانه بالسخاوة والبذل وكان لا يحدث أحدا حتى يدخل في جملة من يجري عليهم
ما يحتاجون إليه في وقت مقامهم عليه فإذا خرجوا من عنده زودهم ما فيه البلغة إلى أوطانهم،
وكانت ولادته في شعبان سنة أربع وعشرين ومائة بقرقشندة قرية بأسفل مصر. ومات
بالفسطاط في النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة وصلى عليه موسى بن عيسى
الهاشمي وسأذكره في القاف مع الراء (1).

(1) قال ابن الأثير في اللباب 2: 448: " قلت: الفهمي: نسبة إلى فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن
زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، بطن من الأزد، منهم خلق كثير، منهم
جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم، الملك المشهور.
وفاته: النسبة إلى فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة، بطن منهم، وعلى فهم نتجت تنوخ، من ولده زمير بن
عمرو بن فهم، وعليه وعلى عمه مالك بن فهم نتجت تنوخ، وفي فهم البيت من تنوخ، وفي تنوخ نفر ممن ينسب هذه
النسبة.
413

باب الفاء واللام ألف
الفلاحي: بفتح الفاء بعدها اللام ألف المخففة وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة
إلى فلاح وهو اسم لجد عمرو بن عبد الرحمن بن فلاح الصنعاني الفلاحي من أهل صنعاء،
حدث عن محمد بن عيينة، روى عنه محمد بن عبد الله بن القاسم الصنعاني.
الفلاس: بفتح الفاء وتشديد اللام ألف وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى بيع
الفلوس، وكان صيرفيا واشتهر بهذه النسبة:
أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز السقاء الفلاس الصيرفي من أهل البصرة سكن
بغداد وصنف التصانيف مثل التفسير والتاريخ. قال أبو ماكولا: " روى عني عفان بن مسلم
حديثا فسماني الفلاس وما كنت فلاسا قط " يروي عن عبد الرحمن بن مهدي ويزيد زريع
ومعتمر بن سليمان، وكان من أئمة أهل النقل روى عنه عفان بن مسلم والبخاري وأبو زرعة
وأبو حاتم الرازيان وأبو داود وأبو عيسى والنسائي وغيرهم وكان من الحفاظ المتقنين وآخر من
روى عنه المحاملي. ومات بسر من رأى في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو شعيب الفلاس يروي عن الأعمش، روى عنه عبيد الله بن يوسف الجبيري. وأبو
الحسن مقاتل بن إبراهيم العامري البلخي الفلاس سمع مالكا وابن عيينة، روى عنه جماعة
من أهل بلخ ومرو الروذ ونيسابور ومنهم أبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله بن الربيع الهمذاني
الفلاس الجويباري، يروي عن هوزة بن خليفة وأبي نعيم، روى عنه قيس بن أنيف
وأمد بن يونس بن الجنيد.
وأبو صالح عامر بن الفضل بن سليمان الفلاس البخاري، يروي عن إسحاق بن حمزة
وإبراهيم وعمر ابني محمد بن الحسين بن صالح بن غزوان. ومحمد بن هارون الفلاس
البغدادي يلقب شيطا، كان من الحفاظ للمسند والمقطوع. قاله الدارقطني (1).

(1) أضاف ابن ماكولا في الاكمال 7 / 89 لهذه النسبة الاسمين التاليين:
الأول: أبو سليمان الفلاس السمرقندي سمع سفيان الثوري، روى عنه محمد بن الحكم.
والثاني: شجاع بن مخلد الفلاس البغدادي عن هشيم، روى عنه علي بن عبد العزيز.
414

باب الفاء والياء
الفياذسوني: بضم الفاء ثم الياء (المفتوحة) آخر الحروف ثم الذال المعجمة (إن شاء
الله) ثم السين المهملة بعدها الواو وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى فياذسون وهي قرية من
قرى بخارى منها أبو صالح سلمة بن النجم بن محمد الفياذسوني (النحوي) من أهل بخارى
ويلقب سلمويه يروى عن أبي قرصافة محمد محمد بن عبد الوهاب بن موسى العسقلاني، روى عنه
أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
الفياري: بفتح الفاء والياء المشددة آخر الحروف (بعدهما الألف) وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى فيار وهو اسم لجد أبي صالح عبيد الله بن محمد بن أحمد بن فيار الجوزداني
الفياري من أهل أصبهان، له رحلة إلى العراق سمع أهل بلده والبغداديين مثل أبي عبد الله
أحمد بن محمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن
مردويه الحافظ.
الفياضي: بفتح الفاء والياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها الضاد المعجمة بعد
الألف. هذه النسبة إلى الفياض وهو اسم لجد أبي بكر عمر بن محمد بن عمر بن الفياض
الفياضي من أهل بغداد حدث عن أبي طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم البصري وأبي بكر
محمد بن القاسم بن بشار الأنباري وغيرهما، روى عنه القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن
محمد بن عثمان البجلي.
الفيج: بفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الجيم. هذا
اسم لمن يحمل الكتب بسرعة (1) من بلد إلى بلد. ولعل بعض أجداد المنتسب إليه يعمل
هذا، والمشهور به أبو المعالي أحمد بن الحسن بن أحمد بن طاهر الفيج من أهل بغداد كان
يبيع البز وكان رجلا صالحا، سمع أبا يعلى محمد بن الحسن (بن) الفراء وأبا بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا الغنائم محمد بن علي (بن) الدجاجي وغيرهم، روى لنا
عنه أبو الحسن علي بن هبة الله بن الحسن الأمين بدمشق وغيره وكانت ولادته في سنة أربع

(1) عبارة ظ: " هذه النسبة لاسم من يحمل الكتب من بلد إلى بلد بسرعة ".
415

وأربعين وأربعمائة. وتوفي في رجب سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ودفن في مقابر الشهداء بباب
حرب.
الفيجكثي: بكسر الفاء والياء الساكنة آخر الحروف والجيم والكاف المفتوحتين وفي
آخرها الثاء المثلثة. هذه النسبة إلى فيجكث وهي قرية من قرى نسف منها: القاضي أبو نصر
أحمد بن طاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى بن سعيد بن إبراهيم بن يوسف بن الفيجكثي
النسفي حدث بسمرقند عن جده أحمد بن محمد بن عيسى الفيجكثي، روى عنه عمر بن
محمد بن أحمد النسفي الحافظ وذكر أنه توفي في شهر بيع الأول سنة اثنتين وعشرين
وخمسمائة.
والامام أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن الوليد بن أبي
القاسم بن اليمان بن حذيفة الفيجكثي النسفي الصدري، يروي عن أبي محمد أحمد بن
محمد بن عيسى الشيركثي روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي. وولد في
صفر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
والقاضي أبو المظفر محمود بن عبد الرحيم بن عبد الملك بن الشعبي بن علي
الفيجكثي النسفي، حدث عن أبيه بسمرقند سمع منه أبو حفص عمر بو محمد بن أحمد
النسفي. واستشهد بفيجكث في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
الفيدي: بفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فيد وهي قلعة بالنجد على منتصف الطريق في ناحية العراق يترك الحجيج بها
نصف أزوادهم، نزلت بها غير مرة وسمعت بها الحديث عن جماعة من الحجاج. والذي اشتهر
بالانتساب إليها:
أبو محمد يحيى بن ضريس الفيدي. وأبو إسحاق عيسى بن إبراهيم الفيدي، يروي
عن موسى الجهني، روى عنه عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي. ومحمد بن جعفر بن أبي
مؤاتية الكوفي الفيدي أبو جعفر، من أهل الكوفة نزل فيدا وإنما قيل له الفيدي لنزوله بها،
يروي عن محمد بن فضيل الكوفي روى عنه البخاري.
وأبو العباس أحمد بن هاشم بن محمد بن هاشم الكناني الكوفي المعروف بالفيدي
وبالطريقي قدم بغداد وحدث بها عن عبيد بن كثير التمار ومحمد بن سحيم البعلبكي
ومحمد بن نوح بن حرب العسكري وغيرهم. روى عنه أبو العباس عبد الله بن موسى
الهاشمي وأبو حفص عمرو بن أحمد بن شاهين أبو الحسن أحمد بن محمد بن الجندي وأبو
416

الفرج المعافى بن زكريا الجريري وأبو القاسم بن الثلاج وذكر أنه سمع منه في سنة عشرين
وثلاثمائة بباب المحول.
ومحمد بن يحيى بن الضريس الكوفي الفيدي كان يسكن فيه، روى عن محمد بن
فضيل والوليد بن بكير ومحمد بن الطفيل وعمرو بن هاشم الجنبي وعيسى بن عبد الله بن
محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، سمع منه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي.
الفيرزاني: بكسر الفاء وسكون الياء (المنقوطة من تحتها باثنتين) آخر الحروف وفتح
الراء وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى الفيرزان وهو جد أبي محمد الحسن بن
حباش بن يحيى بن محمد بن أبان بن الفيرزان الدهقان الفيرزاني من أهل الكوفة، روى عن
هناد بن السري وجبارة بن مغلس وإسماعيل بن موسى الفزاري وعباد بن يعقوب الرواجني
وأبي سعيد الأشج والحسن بن علي الحلواني وغيرهم، روى عنه أبو العباس بن عقدة وأبو
بكر بن أبي دارم الحافظان بالكوفة وعبد الله بن يحيى الطلحي قال أبو بكر الخطيب في التاريخ
حاكيا بإسناده عن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان قال: سنة ثلاث وثلاثمائة فيها مات
الحسن بن حباش وكان الكلام فيه كثيرا وكان في الظاهر يظهر الأمانة وكان يرمى بغير ذلك في
الدين بأمر عظيم، وحدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن رباح النحوي قال: أتيته في يوم
شهر رمضان ومعي ابن الهيثم فخرج إلينا وهو يتخلل وفي يده أثر قلية صفراء، وكان صاحب
أدب وأخبار.
الفيروزاباذي: بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الراء وسكون
الواو وفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة
إلى فيروزاباذ وهي بلدة بفارس يقال هي بلدة جور (1).
والمشهور بالنسبة إلى هذه البلدة الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف
الفيروزاباذي المشهور بالشيرازي إمام الدنيا على الاطلاق والمدرس ببغداد تفقه بفارس أولا
على أبي الفرج بن البضاوي وبالبصرة على الخوزي وببغداد على أبي الطيب الطبري وكان
أنظر أهل زمانه حتى قال العقيلي: [من الطويل]:
كفاني إذا عن الحوادث صارم * بنيلتي المأمول بالأثر والأثر (2)

(1) في معجم البلدان: " فيروزاباذ " بفارس قرب شيراز كان اسمها جور فغيرها عضد الدولة.
(2) الأثر: فرند السيف وجوهره. والأثر: جمع الأثرة والآثار وهي البقية من العلم والمكرمة المتوارثة والفعل الحميد
" القاموس: أثر ".
417

يقد ويفري في اللقاء كأنه * لسان أبي إسحاق في مجلس النظر
سمع الحديث من أبي بكر البرقاني وأبي علي بن شاذان، روى عنه لنا يوسف (بن)
أيوب الامام بمرو وأحمد بن سهل المسجدي بنيسابور وأبو بكر الفارمذي بطوس وأبو زيد
صالح بن محمد بن المعزم بهمذان وأبو نصر الغازي بأصهبان وأبو المنذر الكرخي ببغداد
السعادات الواسطي بفم الصلح وشيب بن الحسن البروجردي بالكوفة وأبو بكر بن الشهرزودي
بالموصل والمبارك بن الحسين الشاهد بواسط وجماعة كثيرة سواهم، ولد بفيروزاباذ في سنة
ثلاث وتسعين وثلاثمائة. وتوفي ببغداد سنة ست وسبعين وأربعمائة في جمادى الآخرة ودفن
بمقبرة باب أبرز وزرت قبره غير مرة.
وأبو محمد عبد الله بن بندار الزاهد الفيروزاباذي من أهل هذه البلدة، سمع أبا محمد
عبد الله بن القاسم الخطيب، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وروى
عنه حديثا واحدا في معجم شيوخه سمع منه بفيروزاباذ.
وأبو واثلة عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن نصر بن الحسين بن عثمان بن
بشران بن المحتفز المزني الفيروزاباذي من قرية فيروزاباذ قرية على ثلاثة فراسخ من مرو رحل
إلى العراق وكتب عن مشايخها كان فاضلا ورعا على مذهب أهل المدينة في جميع الأمور حتى
في القرآن. مات سنة سبع وثلاثمائة هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في موضعين من كتابه، وأبو
واثلة كان إماما عالما زاهدا مجاب الدعوة أقاما بالمدينة ثمان سنين يتفقه ثم عاد، سمع علي بن
حجر وأبا عمار الحسين بن حريث وأبا سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي ومحمد بن يحيى بن
أبي عمر العدني ويحيى بن سليمان بن نضلة ومحمد بن عبد الله المقرئ وغيرهم، روى عنه
حفيده عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي واثلة وأبو الحسن محمد بن محمود الفقيه وأبو سوار
الشابرنجي وغيرهم.
الفيروزنخجيري: بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الراء
والزاي بعد الواو وفتح النون وسكون الخاء المعجمة وكسر الجيم وسكون الياء الأخرى
المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى فيروزنخجير ويعربونها فيقولون
فيروزنخشير وهي إحدى قرى بلخ والمشهور بالانتساب إليها: أبو القاسم عبد الرحمن
ابن محمد بن جعفر الفيروزنخجيري كان فقيها ببلخ سمع بدمشق أبا محمد
عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي وغيره، روى عنه أبو محمد
عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وقال: مات في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين
وأربعمائة.
418

ومنهم أبو سهل فارس بن عمرو الفيروزنخجيري، يروي عن صالح بن محمد بن الترمذي
كتاب التفسير للكلبي، روى عنه أبو الفضل العباس بن طاهر بن ظهير الجباخاني وغيره.
توفي قبل سنة ثلاثمائة إن شاء الله.
الفيروزي: بكسر الفاء وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء بعده الواو ثم الزاي.
هذه النسبة إلى فيروز وهي قرية من قرى حمص من الشام هكذا ذكر أبو بكر بن المقرئ
منها: أبو الحسن عباس بن عبد الله بن فيروز بن جميل بن زياد الحمصي الفيروزي من أهل
هذه القرية ويمكن أن ينسب إلى جده أيضا، يروي عن يحيى بن عثمان الحمصي روى عنه
أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وقال حدثنا أبو الحسن الحمصي من قرية يقال لها فيروز.
وأما أبو الحسن إسماعيل بن إبراهيم بن مفرج بن فيروز البلدي الفيروزي ينسب إلى
جده فيروز من أهل بلد الحطب بلدة فوق الموصل، يروي عن يحيى بن أبي طالب، روى
عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وذكره في معجم شيوخه.
الفيري: بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء. هذه
النسبة إلى فيرة وهي بلدة بالأندلس منها عثمان بن أحمد بن مدرك الفيري الأندلسي، حدث
وتوفي بالأندلس سنة عشرين وثلاثمائة.
الفيلي: بكسر الفاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى فيل
وهو اسم لجد أبي طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي ثم الأنطاكي (الفيلي)
الأسدي من أهل أنطاكية، وأصله من بالس وكان قديما من الكوفة وذكرته في الباء كان من
مشاهير المحدثين، يروى عن نوح بن حبيب القومسي ومحمد بن سليمان المصيصي (لوين)
ومحمد بن مصفى الحمصي والحسين بن الحسن المروزي وغيرهما، روى عنه أبو القاسم
الطبراني وأبو حاتم بن حبان وأبو أحمد بن عدي الحافظ وأبو بكر بن المقري الأصبهاني.
وابنه أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي الفيلي، يروي عن محمد بن
إبراهيم الصوري، روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني.
الفيني: بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون. هذه
النسبة إلى فين وهي قرية من قرى قاشان من نواحي أصبهان منها الوزير أبو نصر أنوشروان بن
خالد بن محمد الفيني القاشاني كان قد وزر لأمير المؤمنين المسترشد بالله والسلطان محمود بن
ملكشاه، وكان قد جمع الله فيه الفضل الوافر والعقل الكامل والتواضع ورعاية الحقوق، سمع
أبا محمد عبد الله بن الحسن الكامخي (الساوي) أدركته ببغداد حيا ولم يتفق لي السماع منه
419

عاقني المرض عن ذلك، سمع منه أصحابنا وحدثونا عنه وكان القاضي أبو بكر الأرجاني سأله
خيمة لما أراد الانحدار من بغداد إلى كور الأهواز فنفذ إليه صرة فيها مائة دينار أحمر فكتب إليه
الأرجاني) [من المنسرح]:
لله در ابن خالد رجلا * أحيا لنا الجود بعد ما ذهبا
سألته خيمة ألوذ بها * فجاد لي ملء خيمة ذهبا
توفي ببغداد في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ودفن بمشهد باب التبن (1)
ثم نقل إلى مشهد أمير المؤمنين (رضي الله عنه) بالكوفة.
الفيومي: بفتح الفاء وضم الياء المشددة آخر الحروف (بعدهما الواو) وفي آخرها
الميم. هذه النسبة إلى فيوم وهو موضع وراء مصر من أرضها وهي مدينة يوسف النبي (عليه
السلام) وهو الذي احتفر نهرها بالوحي. يقال لنهرها اللاهون وله سكر (2) عظيم يأخذ من
عرض النيل وهو مبني بآجر كبار وكلس وفيه تجول السفن من النيل إلى فوق السكر حتى تصل
ذراعا، وبنى في الفيوم بما في مائة قرية وأجرى إليها خليجا من النيل وجعل لكل قرية شربا
على حدة وغرس فيها النخل وأنواع الفواكه.
وقتل بها مروان الحمار وهو أبو عبد الملك مروان بن محمد بن مروان بن الحكم (3)
الأموي. بويع في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائة، وقتل بالفيوم من مصر في ذي الحجة
سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وهو آخر الخلفاء من بني أمية.
الفيي: بفتح الفاء وفي آخرها الياء المشددة المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى
في وهي قرية من قرى سغد سمرقند بين إشتيخن والكشانية.
والمشهور منها سراب الفيي، يروي عن محمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو
عبد الرحمن عبد الله بن سهل الزاهد. ذكره أبو سعد الإدريسي في كتاب الكمال وقال: أظنه
قديم الموت، حدثني عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه تقدم عنه في الموت، روى عنه
محمد بن الحسن شيخ قديم أظنه سمرقندي.

(1) في نسخة: " ودفن بمشهد التين " وباب التبن اسم محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وبجانبها
مشهد باب التبن وفيه قبر الإمام موسى الكاظم. وانظر تاريخ بغداد 1 / 121، ومعجم البلدان: " باب التبن ".
(2) السكر: السد " أساس البلاغة والقاموس: سكر ".
(3) في نسخة: " أبو مروان محمد بن مروان بن عبد الله بن الحكم ". وانظر الاعلام 8 / 96 وفيه سرد لمظان ترجمته.
420

حرف القاف
باب القاف والألف
القابسي: بفتح القاف، وكسر الباء الموحدة، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قابس، وهي بلدة من بلاد المغرب، بين الإسكندرية والقيروان (1).
وكان بها جماعة من المحدثين والعلماء، قديما وحديثا.
ولقيت شيخا صالحا من قابس بجامع دمشق، يقال له: أبو الحسن علي بن عبد الغفار القابسي، وكان شيخا متميزا، وكان منصرفا من الحجاز على طريق العراق، راجعا إلى
بلاده، فكتبت عنه أبياتا من الشعر، بإفادة صاحبنا أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله
الدمشقي الحافظ.
ومنها: أبو منصور فمود بن مسلم القابسي.
وعبد الله بن محمد. قال ابن ماكولا: حدث عنه شيخنا أبو زكريا البخاري
وأبو موسى عيسى بن أبي عيسى القابسي، واسم أبيه بزاز، سمع ببلاده من
أبي عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الأجدابي الفقيه، وكتب عن (بعض) مشايخنا
ببغداد. قاله ابن ماكولا.
القابوسي: بفتح القاف، وضم الباء الموحدة، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قابوس، وهو موضع، والثاني إلى قابوس بن وشمكير أمر جرجان،
وقبة قابوس معروفة، دخلتها وعليها مكتوب: هذا القصر العالي للأمير شمس المعالي الأمير
ابن الأمير قابوس بن وشمكير.
والمنتسب إليها:
أبو شجاع أحمد بن إبراهيم بن سهل القابوسي. قال أبو الفضل محمد بن طاهر
المقدسي: سألته عن هذه النسبة، فقال: أنا من أولاد قابوس.
أنشدنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، من لفظه بأصبهان، أنشدنا
أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أنشدنا أبو شجاع القابوسي، أنشدنا

(1) قال ياقوت: مدينة بين طرابلس وسفاقس ثم المهدية على ساحل البحر. معجم البلدان 4 / 3.
421

إبراهيم بن الفرج الغزالي الهمذاني الصوفي:
سري نديمي في أخفى الخفيات * وخاطري مؤنسي في كل حالاتي
والسر مني يناجي السر عن هممي * بألسن ضمها أفواه نيات
إن رمت إبراز ما أحويه في فكري * دلت عليه بقيات الإشارات
وهمتي قبة الأفلاك منزلها * وضاق عن حملها عرض السماوات (1)
القادسي: بفتح القاف، وكسر الدال والسين المهملتين.
هذه النسبة إلى قادسية: وهو موضع قرب الكوفة على فرسخ منها، ومنها كانت الوقعة
المشهورة بين العرب والعجم زمن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وكان أميرها سعد بن
أبي وقاص، والمشهور بالانتساب إليها:
علي بن أحمد القادسي القطان، حدث عن عبد الحميد بن صالح، روى عنه جعفر بن
محمد بن نصير الخلدي.
وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب القادسي، حدث عن ابن مالك
وابن ماسي، وأبي بكر المفيد، وأبي الفضل الزهري، وغيرهم، وكانت له سماعات جيدة،
أفسد نفسه، نسأل الله توفيقا وخاتمة بخير. قاله ابن ماكولا.
وذكر الخطيب في حقه فصلا طويلا، أنه كان حدث من غير أصله، فمنعه عن ذلك،
وطالبه بالأصل، فلم يخرج، فقلت له: لا تمل ههنا بجامع المنصور إلا من الأصل.
فمضى إلى جامع براثا، وأملى للرافضة أشياء، وقال لهم: منعني النواصب من إملاء فضائل
أهل البيت. ومات في ذي القعدة، سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
وأبو النعمان رستم بن أسامة الضبي القادسي، قال ابن أبي حاتم: منزله القادسية،
روى عنه أبي الأحوص، وعلي بن مسهر، وأبي بكر بن عياش، وأبي خالد الأحمر،
وعمار بن سيف، وعيسى بن يونس، روى عنه أبي يعني أبا حاتم وكتب عنه بمكة
وبالقادسية.

(1) قال ابن الأثير: " قلت: فاته (القادحي) بالقاف، والدال والحاء المهملتين: نسبة إلى قادح النار بن بذية بن
عقبة بن السكون، منها: عاصم بن أبي برذعة بن حسان بن عبيدة بن عباد بن حذيفة بن حريم بن الحارث بن القادح
القادحي السكوني، كان على شرط الري أيام المنصور.
بذية، بضم الباء الموحدة، وفتح الذال المعجمة، وتشديد الياء تحتها نقطتان، وفي آخرها هاء ".
422

وقادس: قرية معروفة، عند الدرق العليا، بنواحي مروروذ، وربما ينتسب المنتسب
بالقادسي. ولا أعرف منها أحدا من أهل العلم.
القاراني: بفتح القاف، والراء المفتوحة بين الألفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قاران، وهو بطن من قضاعة، وهو قاران بن بلي، والمنتسب إليه:
فرج بن سهل بن الفرج القاراني، من أهل مصر، يروي عن عبد الله بن وهب، توفي
في المحرم، سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
القارزي: بفتح القاف، وكسر الراء وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى قارز، وهي قرية من قرى نيسابور، يقال لها كارز، فيما أظن،
وسأذكرها في الكاف، والمشهور بهذه النسبة:
أبو جعفر غسان بن محمد العابد القارزي، (من أهل نيسابور)، سمع عبد الله بن
مسلم الدمشقي، ومحمد بن رافع، روى عنه أبو الحسن بن هانئ العدل.
القارئ: بفتح القاف، وكسر الراء المهملة، وهمز الياء في آخرها. هذه النسبة إلى
القراءة، وإقراء القرآن للغير، ومن ينتسب إلى القراءة فأصله الهمز في آخره، ويجوز تركه
للتخفيف، إلا أنه لا يجوز تشديد يائه كالقاري، من أهل القارة، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الرحمن نافع بن أبي نعيم القارئ المدني، مولى جعونة بن شعوب الليثي،
حليف بني هاشم، يروي عن نافع، روى عنه خالد بن مخلد، وابن أبي مريم،
والمصريون، مات سنة تسع وستين ومائه، وكان إمام أهل المدينة في القراءة. روى
ابن وهب، عن الليث بن سعد، قال: أدركت أهل المدينة وهو يقولون: قراءة نافع
(سنة).
وأبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ المدني، مولى عبد الله بن عياش بن ربيعة
المخزومي، من أهل المدينة. يروي ابن عمر، روى عنه مالك، مات سنة اثنتين وثلاثين
ومائة، وقد قيل: إنه مات في ولاية مروان الحمار.
وشيبة بن نصاح القارئ، مولى أم سلمة، يروي عن ابن المسيب، والقاسم بن
محمد، وكان قاضيا بالمدينة، روى عنه محمد بن إسحاق، وابن أبي الموال، وقد قيل:
إنه سمع أم سلمة.
وأبو بشير صالح بن بشير القارئ المري، من أهل البصرة، وسأذكره في الميم. كان
423

من زهاد البصرة ووعاظها وقرائها، حدث عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وبكر بن عبد الله
المزني، وثابت البناني، وسليمان التيمي، ويزيد الرقاشي، وغيرهم. روى عنه سريج بن
النعمان، وعفان بن مسلم، ويونس بن محمد المؤدب، وأبو إبراهيم الترجماني، وخالد بن
خدش، وصالح بن مالك الخوارزمي.
وكان المهدي يفد إليه، وأقدمه بغداد، فلما أدخل عليه، ودنا بحماره من بساط
المهدي، أمر ابنيه، وهما وليا العهد، موسى وهارون، فقال: قوما فأنزلا عمكما. فلما
انتهيا إليه أقبل صالح على نفسه فقال: يا صالح، لقد خبت وخسرت إن كنت إنما عملت
لهذا اليوم.
وله موعظة طويلة للمهدي. مذكورة في تاريخ بغداد.
وذكر لحماد بن زيد حديث عن صالح المري في فضل القرآن، فقال: كان صالح
صاحب قرآن، فلعله كان سمعه ولم أسمعه أنا.
وروي عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: قال سفيان الثوري: أما لكم مذكر؟ قال:
قلت بلى، لنا قاص. قال: فمر بنا إليه. قال: فذهبت معه ما بين المغرب والعشاء، فلما
انصرف قال: يا أبا عبد الرحمن تقول: قاص؟ هذا نذير قوم يعني صالحا المري ومات
سنة سبع وسبعين ومائة.
وأبو عدي عمرو (1) بن عبد الله القارئ الخطمي الضرير، من الصحابة، هو الذي قال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اذهبوا بنا إلى البصير نعوده ".
وأبو زيد سعيد بن عبيد القارئ الأنصاري، من الصحابة. هكذا قاله عبد الغني بن
سعيد.
ونافع بن أبي القارئ، من أهل المدينة.
و عبد الله بن يزيد القارئ، شامي، يروي عن ثور بن يزيد الشامي.
وأبو الحجاج مجاهد بن جبر القارئ، وهو من موالي عبد الله بن السائب، وقيل:

(1) في نسخة: " عمر ".
ثم ذكر " عمير بن عدي الخطمي " وقال: إمام بني خطمة وقارئهم الأعمى " الاستيعاب 3 / 1217.
وعنه نقل الصفدي، في نكت الهميان 222.
424

كنيته أبو محمد، يروي عن أهل مكة، يروي عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى
عنه الحكم ومنصور، كان فقيها عبدا ورعا متقيا، مات بمكة وهو ساجد. وكان إذا رؤي كأنه
خربندج (1) ضل حماره فهو يطلبه، لما فيه من الوله. مات سنة اثنتين أو ثلاث ومائة، وكان
مولده سنة إحدى وعشرين، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم العباد المعروف بإبراهيمك القارئ، كان
من الصالحين، من أهل نيسابور. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: حدثونا أنه كان
يقرأ عند أبي عمرو الحيري، والمتقدمين من مشايخنا، ولا نذكره إلا شيخا هرما، كان على
رأس سكة خشاورة، سمع أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى، والسري بن خزيمة، وأقر
أنهما بنيسابور، وذكرته في الخشاوري.
وأبو بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ، ذكرته في الألف.
القاري: بالقاف، والراء المهملة المكسورة، وتشديد ياء النسبة غير مهموزة هذه
النسبة إلى بني قارة، وهو بطن معروف من العرب. قال بعضهم: أيثع (2) بن مليح بن
الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. ومن قال: أيثع بن الهون. فقد وهم.
(قال أبو عبيدة): أيثع هو القارة. وقال غيره: القارة بل هو الديش بن محلم بن
غالب بن عايذة بن أيشع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة. وإنما سموا القارة لان
يعمر بن عوف الشداخ أراد أن يفرقهم في بطون بني كنانة، فقال رجل منهم:
دعونا قارة لا تنفرنا * فنجفل مثل أجفال الظليم.
فسموا القارة (3). ويعمر بن الشداخ أحد بني الليث.
وقيل في المثل السائر: قد أنصف من راماها. يصفهم بالرمي والإصابة.
والمشهور بهذه النسبة.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد القاري، يروي عن عمر بن الخطاب، عداده في أهل

(1) ساق الذهبي ما يوضح هذا فقال: " وقال الأعمش: كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته مبتذلا، كأنه خربندج قد ضل
حماره وهو مهتم لذلك، فإذا نطق من فيه اللؤلؤ ". تذكرة الحفاظ 1 / 92.
وفي الألفاظ الفارسية المعربة: 52: " الخربندية: المكارون، تعريف خربنده ومعناه مربي الحمار ".
(2) أنظر اللباب 3 / 16.
(3) قال ابن دريد: " وأما القارة فإنما سموا بهذا لان القارة أكمة سوداء فيها حجارة ". الاشتقاق 179.
425

المدينة، وكان عامل عمر على بيت المال، روى عن عروة بن الزبير، وحميد بن
عبد الرحمن، وابناه إبراهيم ومحمد، مات سنة ثمان وثمانين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
وإبراهيم بن عبد الرحمن القاري، يروي عن ابن عمر، روى عنه حمزة بن
أبي جعفر بن حريث بن أبي ذئب. قال: رأيت ابن عمر وضع يده على مقعد النبي صلى الله
عليه وآله وسلم من المنبر، ثم وضعها على وجهه.
وسعيد بن سفيان القاري، من قارة أيضا، يروي عن علي، روى عنه يحيى بن
أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن ناشر، عنه.
وأبو عثمان عبد الله بن عثمان بن خثيم، من القارة، يروي عن أبي الطفيل، عداده في
أهل مكة، روى عنه معمر، مات سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل سنة خمس وثلاثين ومائة.
وأبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري، سكن
الإسكندرية، سمع أبا حازم سلمة بن دينار، وعمرو بن أبي عمرو، قال أبو سعيد بن يونس:
هو من القارة، حليف بني زهرة، مدني قدم مصر، روى عنه الليث، وابن وهب، وروى
عنه أبو شريف المراري، والصباحي آخر من حدث عنه من أهل مصر، توفي بالإسكندرية
سنة إحدى وثمانين ومائة.
القاساني: بفتح القاف، والسين المهملة والمعجمة، وفي آخرها النون:
هذه النسبة إلى قاسان، وهي بلدة عند قم على ثلاثين فرسخا من أصبهان، دخلتها
وأقمت بها يومين، وأهلها من الشيعة، وكان بها جماعة من أهل العلم والفضل، وأدركت
جماعة منهم بها.
فالمنتسب إليها:
أبو محمد جعفر بن محمد بن القاساني الرازي، يروي عنه أبو سهل هارون بن أحمد
الاستراباذي.
وكتبت بأصبهان عن جماعة من المنتسبين إليها، وأدركت بها:
السيد الفاضل أبا الرضا فضل الله بن علي (العلوي) الحسيني القاساني، وكتبت عنه
أحاديث وأقطاعا من شعره، ولما وصلت إلى باب داره قرعت الحلقة، وقعدت على الدكة
أنتظر خروجه، فنظرت إلى الباب فرأيت مكتوبا فوقه بالجص إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، أنشدني أبو الرضا العلوي القاسان لنفسه بقاسان،
426

وكتب له بخطه: هل لك يا مغرور من زاجر * فترعوي عن جهلك الغامر
أمس تقضى وغدا لم يجئ * واليوم يمضي لمحة الباصر
فذلك العمر كذا ينقضي * ما أشبه الماضي بالغابر
ومن القدماء:
علي بن زيد القاساني، قال أبو ماكولا: أحد الفضلاء المشهورين.
ومن القدماء: إبراهيم بن قرة الأسدي القاضي القاساني الأصم، مات سنة عشر
ومائتين، كان يروي عن الثوري، حدث عنه إبراهيم بن أيوب، ومحمد بن حميد،
وأبو حجر عمر بن رافع، وكان ثقة، ويقال: إن الثوري كان يحدثه في أذنه.
وله ابن يقال له إسحاق بن إبراهيم، خرج إلى مصر، وحدث بها، يروي عن
أبي حفص عمرو بن علي الفلاس.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله القاساني، يروي عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر
الزهري، صاحب مالك، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم.
والقاضي أحمد بن موسى بن عيسى الفراز القاساني، ولي القضاء بها، يروي عن
إبراهيم بن الحسين بن ديزل الهمذاني، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
القاشي: بفتح القاف، وفي آخرها الشين.
هذه تشبه النسبة وهو اسم رجل، وهو عيسى القاشي، شاعر محدث، كان يجالس
أحمد بن حنبل، وقيل: إن اسمه عيسى، وقيل: العباس بن الفضل.
وقال أبو الفرج الأصبهاني: إنه من أهل المدائن، وروى عن ابنه عنه وكان يشبب
بجارية يقال لها مرام لعائشة بنت المعتصم، وله فيها أشعار.
والقاشي: نسبة إلى قاشان أيضا، وهي بلدة قريبة من أصبهان، والمشهور بهذه
النسبة:
أحمد بن علي بن بابه القاشي، الأديب، كان فاضلا يعرف الأدب والتاريخ، صاحب
كتب حسان، وجمع أشياء روى لنا عنه أبو مضر طاهر بن مهدي الطبري.
القاص: بفتح القاف، وفي آخرها الصاد المشددة المهملة.
427

هذه نسبة إلى القصص والموعظة، وهم جماعة. فمنهم: محمد بن كعب بن سليم
القرظي أبو حمزة القاص، يروي عن زيد بن أرقم.
وأبو حزرة يعقوب بن مجاهد القاص المخزومي، يكنى: أبا يوسف يلقب بأبي حزرة
القاص، يروى عن عبادة بن الوليد، ومحمد بن كعب والقاسم بن محمد حديثه في صحيح
مسلم بن الحجاج، روى عنه حاتم بن إسماعيل، ويحيى بن سعيد.
ومحمد بن عيسى القاص، وهو قاص بن عبد العزيز، كان يقص بالمدينة، يروي
عن أبي هريرة، وجابر، مرسلا، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي صرمة، وعمر بن
عبد العزيز، روى عنه سليمان التيمي، والليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق بن يسار،
وحرب بن قيس، وعبد العزيز بن العباس، وأبو معشر نجيح، وعمر بن عبد الرحمن بن
محيصن، وموسى بن عبيدة.
وقال ابن أبي حاتم: محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، مديني، سمعت
محمد بن أبي العباس الخليلي الحافظ بنوقان يقول: طالعت الأمالي التي أملاها والدك،
رحمه الله، وجهدت أن أعثر فيها على خطأ، فما عثرت عليه، حتى رأيت فيها: محمد بن
قيس قاص عمر بن عبد العزيز فقلت: هذا وهم، وإنما هو قاص عمر بن عبد العزيز. ثم قال
محمد بن أبي العباس: فرأيت بعد ذلك في كتاب معتمد: محمد بن قيس قاص عمر بن
عبد العزيز، وهو قاضي عمر بن عبد العزيز، فعرفت أنه ما وهم. ومحمد بن قيس كان يقال
له قاص عمر بن عبد العزيز وهو قاضي عمر بن عبد العزيز.
وأبو إبراهيم بن أبي سليمان القاص، يروي عن أبي حرزة يعقوب بن مجاهد، روى
عنه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي.
وعطاء بن يسار قاص أهل المدينة.
وسعيد بن حسان، قاص أهل مكة، يروي عن عروة بن عياض، عن جابر، روى عنه
سفيان بن عيينة، وأبو أحمد الزبيري.
ومطيع القاص (1). قاله يحيى بن معين.
وعمر بن ذر المرهبي، قاص أهل الكوفة.

(1) تكملة لازمة. وأبو أحمد الزبيري السابق اسمه محمد بن عبد الله. أنظر الأنساب 6 / 268، 269.
428

وأبو بكر أحمد بن الحسن بن عمران بن موسى، القاص، من أهل بغداد، حدث عن
أحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني روى عنه أحمد بن الفرج بن
الحجاج. وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وعبدوس بن محمد القاص، بغدادي نزل مصر، وكان يقص بها، وحدث بها، وكتب
عنه، وتوفي بمصر في جمادي الأولى سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائتين.
وأبو عمرو بن عبد الرحمن القاص القرشي الكوفي، بياع الملاء، ويقال طائي، يروي
عن أبيه، وعكرمة، روى عنه سليمان التيمي، والثوري، وشريك، وأبو معاوية الضرير،
وابن ابنه أسباط.
وأبو عمرو محمد بن ميسرة (1) القاص، والد أسباط بن محمد، يروي عن عكرمة
روى عنه سليمان التيمي وابنه أسباط.
وسئل بن معين عنه قال: شيخ.
وأبو عمرو بن عبد الرحمن القاص القرشي الكوفي، بياع الملاء، ويقال طائي، يروي
عن أبيه، وعكرمة، روى عنه سليمان التيمي، والثوري، وشريك، وأبو معاوية الضرير،
وابن ابنه أسباط.
وأبو عمرو محمد بن ميسرة (1) القاص، والد أسباط بن محمد، يروي عن عكرمة
روى عنه سليمان التيمي وابنه أسباط.
وسئل بن معين عنه قال: شيخ.
وأبو وائل عبد الله بن بحير القاص الصنعاني، وليس هذا بعبد الله بن بحير بن ريسان،
ذاك ثقة، وهذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية، وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني،
العجائب التي كأنها معمولة، ولا يجوز الاحتجاج به، روى عنه عبد الرزاق بن همام،
وإبراهيم بن خالد، والصنعانيان.
وعبد الرحمن بن إبراهيم القاص، كان يسكن كرمان، ثم انتقل إلى البصرة، يروي
عن العلاء بن عبد الرحمن. روى عنه عفان، منكر الحديث، يروي ما لا يتابع عليه، وليس
بمشهور في العدالة، فيقبل منه ما انفرد به، على أن التنكب عن أخباره أولى عند الاحتجاج.
وأبو بكر محمد بن العباس بن الحسين القاص، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في

(1) هو أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن السابق. قال ابن حجر: " قال الآجري: سئل أبو داود عن أبي عمرو الذي
حدث عنه سليمان التيمي، فقال: هو محمد أبو أسباط. وزاد في نسبه إلى جد أبيه، وأفاد أبو حاتم أنه الذي روى
عنه شريك، فقال: عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وهو وهم عن بعض الرواة: عن شريك، فإنه
غيره. وقال الخطيب: هو محمد السدي، لأنه كان يبيع الملاء في سدة المسجد، وذكره ابن حبان في الثقات،
وسماه محمد بن ميسرة بن عبد الرحمن. وكذا قال أبو حاتم الرازي ".
تهذيب التهذيب 9 / 297.
وقال ابن حجر أيضا: " محمد بن ميسرة بن عبد الرحمن، والد أسباط. تقدم في محمد بن عبد الرحمن "
تهذيب التهذيب 9 / 484.
429

التاريخ، وقال: كان شيخا فقيرا، يقص في جامع المنصور ببغداد، وفي الطرقات
والأسواق، وسمعته يقول: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد. وذكر حديثا، ثم قال:
سمعت منه هذا الحديث في سنة تسع وأربعمائة، وحدثنا أيضا عن أبي بكر بن مالك
القطيعي، بحكاية عن العباس بن يوسف الشكلي، وكانت وفاته في أول سنة ثلاثين
وأربعمائة.
والامام أبو العباس أحمد بن أبي أحمد القاص الطبري، أمام عصره، وصاحب
التصانيف في الفقه والفرائض وأدب القاضي معرفة القبلة وغيرها، تفقه على أبي العباس بن
سريج، وبرع في الفقه، وتلمذ له جماعة، منهم أبو علي الطبري المعروف بالزجاجي.
وإنما قيل لأبي العباس القاص لدخوله دار الديلم والجبل، وقود عساكر الجهاد منها إلى الروم
بالوعظ والتذكير. ومن أشهر مصنفاته كتابه الموسوم بالتلخيص، وهو أجمع كتاب في فنه
للأصول والفروع، على قلة عدد أوراقه، وخفة محمله على أصحابه، وكتابه في أصول
الفقه، وهو كتاب مقنع ممتع. وكان من أخشع الناس قلبا إذا قص، فمن ذلك ما يحكى
عنه، أنه كان يقص على الناس بطرسوس، فأدركته روعة ما كان يصف من جلال الله
وعظمته، وملكته خشية ما كان يذكر من بأسه وسطوته، فخر مغشيا عليه، وانقلب إلى
الآخرة، لاحقا باللطيف الخبير.
القاضي: بفتح القاف، وضاد معجمة بعد الألف.
هذه النسبة إلى القضاء بين الناس والحكومة.
وأول من عرف بهذه النسبة أول قاض بالكوفة سلمان بن ربيعة الباهلي التميمي، وهو
أو قاض استقضي بالكوفة، فمكث بها أربعين يوما لا يأتيه خصم، وكان ولاه عمر قضاء
الكوفة، ويقال له سلمان الخيل، وقد ذكرناه في الخيل.
وأبو أمية بن الحارث القاضي الكندي، ويقال له: أبو عبد الرحمن، حليف لهم
من بني رائش، كان فائقا، وكان شاعرا، وكان قاضيا، يروى عن عمر، روى عنه الشعبي،
مات سنة تسع وثمانين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل: إنه مات سنة ثمان وسبعين،
وهو ابن مائة وعشرين سنة.
وأبو البختري وهب القاضي، وأمه عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة، استقضاه
الرشيد، يروي عن هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وابن عجلان، روى عنه العراقيون،
وأهل الشام.
430

قال أبو حاتم بن حبان: انتقل أبو البختري القاضي في آخر عمره إلى صيدا، مدينة
على الساحل، قد دخلتها وكان ممن يضع الحديث على الثقات، كان إذا جنه الليل سهر عامة
ليله يتذكر الحديث ويضعه، ثم يكتبه ويحدث به، لا تجوز الرواية عنه، ولا يحل كتبة حديثه
إلا على جهة التعجب، وكان يحيى بن معين يقول: أبو البختري كذاب، يصنع الحديث.
وأبو موسى عيسى بن أبان بن صدقة القاضي، من أهل بغداد، صحب محمد بن
الحسن الشيباني، وتفقه به، واستخلفه يحيى بن أكثم على القضاء بعسكر المهدي، وقت
خروج يحيى بن أكثم مع المأمون إلى فم الصلح (1)، فلم يزل على عمله إلى أن رجع
يحيى، ثم تولى عيسى القضاء بالبصرة، فلم يزل عليه حتى مات. وأسند الحديث عن
إسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ومحمد الحسن،
وغيرهم. روى عنه الحسن بن سلام السواق.
قال محمد بن سماعة: كان عيسى بن أبان حسن الوجه، وكان يصلي معنا، وكنت
أدعوه أن يأتي محمد بن الحسن، فيقول: هؤلاء قوم يخالفون الحديث. وكان عيسى حسن
الحفظ للحديث، فصلى معنا يوما الصبح، وكان يوم مجلس محمد، فلم أفارقه حتى جلس
في المجلس، فلما فرغ محمد أدنيته إليه، وقلت: هذا ابن أخيك أبان ابن صدقة الكاتب
ومعه ذكاء ومعرفة بالحديث، وأنا أدعوه إليك فيأبى، ويقول: إنا نخالف الحديث. فأقبل
عليه وقال: يا بني، ما الذي رأيتنا نخالفه من الحديث؟ لا تشهد علينا حتى تسمع منا.
فسأله يومئذ عن خمسة وعشرين بابا من الحديث، فجعل محمد بن الحسن يجيبه عنه،
ويخبره بما فيها من المنسوخ، ويأتي بالشواهد والدلائل، والتفت إلي بعد ما خارجنا فقال:
كان بيني وبين النور ستر فارتفع عني، ما ظننت أن في ملك الله مثل هذا الرجل يظهره
للناس. ولزم محمد بن الحسن لزوما شديدا حتى تفقه.
قال أبو حازم القاضي: ما رأيت أهل بغداد حدثا أذكى من عيسى بن أبان، وبشر بن
الوليد. وقال أبو حازم: كان عيسر رجلا سخيا جدا، وكان يقول: والله لو أتيت برجل يفعل
في ماله كفعلي في مالي لحجرت عليه. قال: وقدم إليه رجل محمد بن عباد المهلبي،
فأدعي على أربعمائة دينار، فسأله عيسى عما ادعى عليه، فأقر له بذلك، فقال له الرجل:

(1) سقط من: ك، والصلح نهر كبير فوق واسط، بينهما وبين الجبل، عليه عدة قرى، وفيه كانت دار الحسن بن سهل
وزير المأمون، وفيه بنى المأمون ببوران. معجم البلدان 3 / 917.
431

احبسه لي، فقال له عيسى: أما الحبس فواجب ولكن لا أرى أبي عبد الله، وأنا أقدر
على فدائه من مالي. فغرمها عنه عيسى من ماله.
وكان يذهب إلى القول بخلق القرآن. وحكى أن رجلا مسلما بالبصرة أحضر إلى
عيسى (1) بن أبان رجلا يهوديا، فوقع اليمين على المسلم فقال له القاضي: قل والله الذي
لا إله إلا هو. فقال له اليهودي: حلفه بالخالق لا بالمخلوق، لأنه لا إله إلا هو في
القرآن، وأنتم تزعمون أنه مخلوق. قال: فتحير عيسى عند ذلك، وقال: قوما حتى أنظر في
أمركما. ومات بالبصرة في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي الكوفي، هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن
خنيس بن سعد بن بحير بن معاوية، وأم سعد حبته بنت مالك، من بني عمرو بن عوف،
صاحب أبي حنيفة، رحمهما الله، من أهل الكوفة، سمع أبا إسحاق الشيباني، وسليمان
التميي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسليمان الأعمش، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن
عمر العمري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعطاء بن السائب، ومحمد بن إسحاق بن يسار،
وحجاج بن أرطأة، وليث بن سعد، وغيرهم. روى عنه محمد بن الحسن الشيباني،
وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعمرو بن
محمد الناقد، وأحمد بن منيع، في آخرين. وكان قد سكن ببغداد، وولاه الهادي موسى بن
المهدي القضاء بها، ثم هارون الرشيد من بعده، وهو أول من دعي بقاضي القضاة في
الاسلام، ولم يختلف يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المدين، في ثقته في
النقل، ولم يتقدمه أحد في زمانه، وكان النهاية في العلم والحكم والرياسة والقدر، وأول من
وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، وأملى المسائل ونشرها، وبث علم
أبي حنيفة في أقطار الأرض.
قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف في زمن أبي حنيفة مرضا خيف عليه منه،
قال: فعاده أبو حنيفة ونحن ومعه، فلما خرج من عنده وضع يديه على عتبة بابه. وقال: إن
يمت هذا الفتى فإنه أعلم من عليها. وأومأ إلى الأرض.
قال أبو يوسف: سألني الأعمش عن مسألة فأجبته فيها، فقال لي: من أين قلت هذا؟

(1) في إحدى النسخ: " اختصم إلى عيسى " وفي تاريخ بغداد 11 / 159: " فاختصم رجل مسلم ورجل يهودي عند
القاضي ".
432

فقلت: لحديثك الذي حدثتنا أنت. ثم ذكرت له الحديث، فقال لي: يا يعقوب، إني
لأحفظ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك، فما عرفت تأويله حتى الآن.
وقال جعفر بن ياسين: كنت عند المزني، فوقف عليه رجل فسأله عن أهل العراق،
فقال له: ما تقول في أبي حنيفة؟ فقال: سيدهم. قال: فأبو يوسف؟ قال: أتبعهم
للحديث. قال: فمحمد بن الحسن قال: أكثرهم تفريعا. قال: فزفر؟ قال: أحدهم
قياسا.
وكان رجل يجلس إلى أبي يوسف ويطيل الصمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلم؟
فقال: بلى، متى يفطر الصائم؟ قال: إذا غابت الشمس. قال: فإن لم تغب إلى نصف
الليل؟ قال: فضحك أبو يوسف، وقال له: أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعاء
نطقك، ثم تمثل:
عجبت لازاء العيي بنفسه * وصمت الذي قد كان بالقول أعلما
وفي الصمت للعيي وإنما * صحيفة لب المرء أن يتكلما
ولد القاضي أبو يوسف سنة ثلاث عشرة ومائة، ومات في شهر ربيع الأول سنة اثنتين
وثمانين ومائة ببغداد.
القافلاني: بفتح القاف، وسكون الفاء.
هذه النسبة إلى حرفة عجيبة، سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري
ببغداد مذاكرة يقول: القافلاني اسم لمن يشتري السفن الكبار المنحدرة من الموصل،
والمصعدة من البصرة، ويكسرها ويبيع خشبها وقيرها وقفلها، والقفل الحديد الذي فيها
يقال: لمن يفعل هذه الصنعة القفلاني:
والمشهور بهذه النسبة:
أبو الربيع سليمان بن محمد بن سليمان القافلاني، يروي عن عطاء، والحسن،
وابن سيرين، عداده في أهل البصرة، روى عنه أهلها، يروي عن الاثبات الموضوعات،
حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد، واسم أبي سليمان محمد (1)، وكان سليمان يبيع السفن

(1) هذا إيضاح من ابن حبان، حيث جاء رأس الترجمة عنده: " سليمان بن أبي سليمان " وقد نقله ابن السمعاني مع
تصريحه باسمه في صدر الترجمة.
433

بالبصرة. قاله أبو حاتم بن حبان.
قال ابن أبي حاتم: سليمان بن محمد القافلاني. روى عن أبي طالوت، عن مالك بن
عبد الله الخطمي، روى عنه عمرو بن عاصم الكلابي، وسئل يحيى بن معين عن سليمان
القافلاني، فقال: ليس بشئ.
وأبو الفضل جعفر بن محمد بن أحمد بن الوليد القافلاني، من أهل بغداد، كان من
الثقات، وكان يعرف شيئا من الحديث، سمع من محمد بن إسحاق الغاني، وعلي بن
داود القنطري، وأحمد بن الوليد الفحام، وعيسى بن محمد الإسكافي، وعبد الله بن روح
المدائني، وأحمد بن أبي خيثمة، روى عنه أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي،
وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وأبو الحسين
محمد بن المظفر الحافظ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار، وأبو الفتح يوسف بن
عمر القواس، وتوفي في جمادى الأولى من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وأبو القاسم الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان القافلاني، من أهل بغداد. يروي
عن عبد الله بن أيوب المخرمي، وأبي الفضل بن موسى مولى بن هاشم، عيسى بن
أبي حرب الصفار. روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو عمر بن حيويه وأبو الحسن
الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، ومات
سنة تسع وثلاثمائة.
قالون: بفتح القاف، واللام المضمومة، بينهما الألف ثم الواو، والنون.
هذا لقب أبي موسى عيسى بن مينا المقري المدني، صاحب نافع بن أبي نعيم المقري
وروايته، لقبه قالون (1)، لقبه بذلك مالك بن أنس، سمع عبد الله بن نافع، وأستاذه نافع بن
أبي نعيم، عبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وغيرهم. روى عنه
أبو زرعة الرازي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وعلي بن الحسن الهسنجاني،
وإبراهيم بن الحسين الهمذاني، ويقال إنه كان شديد الصم ويقرأ عليه القرآن فيفهم ويرد
خطأهم ولحنهم بتحريك شفة من يقرأ عليه، ويرد عليهم.
القالي: بفتح القاف، وبعد الألف لام

(1) قالون: لفظ معناها الجيد. معرفة القراء الكبار للذهبي 129، غاية النهاية 1 / 615.
قال ابن الجزري: " سألت الروم عن ذلك فقالوا نعم. غير أنهم نطقوا لي بالقاف كاف على عادتهم ".
434

هذه النسبة إلى قاليقلا، وهي قرية من منازجرد، وهي من ديار بكر، والمشهور بالنسبة
إليها
أبو علي إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل بن عيذون بن هرن بن عيسى بن محمد بن
سلمان، مولى محمد بن عبد الملك بن مروان، يعرف بالقالي اللغوي، ولد بمنازجرد، ورد
بغداد، وأقام بها مدة مديدة، وخرج عنا مسافرا حتى بلغ الأندلس واستوطنها، وحدث عن
أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي سعيد العدوي، ومن بعدهم، ويقال:
إنه سمع من أبي يعلى الموصلي، يروي عنه أبو بكر بن الحسن الزبيدي الأندلسي،
قال: وكان أحفظ أهل زمانه للغة وأرواهم للشعر، وأعلمهم بعلل النحو على مذهب
البصريين.
وقال: سألته لم قيل له القالي؟ فقال: لما انحدرنا إلى بغداد في رفقة فيها أهل
قاليقلا، وكانوا يكرمون لمكانهم من الثغر فلما دخلنا إلى بغداد انتسبت إلى قاليقلا، وهي
قرية من منازجرد، ورجوت أن أنتفع بذلك عند العلماء، فمضى علي القالي.
ولد أبو علي القالي بمنازجد، سنة ثمان وثمانين ومائتين، ودخل بغداد سنة ثلاث
وثلاثمائة، وخرج منها سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ودخل الأندلس في سنة ثلاثين، واستوطن
قرطبة، وأملى بها كتابا كبيرا في النوادر، يشتمل على أشعار وأخبار ولغة، وتوفي في ربيع
الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة بقرطبة.
القانفي: بفتح القاف، والنون المكسورة، بينهما الألف، وفي آخرها الفاء،
هذه النسبة إلى الجد، وهو قانف، والمشهور بهذه النسبة:
القاسم بن عبد الله بن ربيعة بن قانف الثقفي القانفي، يروي عن سعد بن أبي وقاص
روى عنه يعلى بن عطاء.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
القايد: بفتح القاف، وكسر الياء المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الألف وفي آخرها
الدال المهملة.
هذه اسم لمن يقود العسكر ويتقدمهم. واشتهر بهذا الاسم:
خزيمة بن حازم النهشلي القايد، وكان له تقدم ومنزلة عند الخلفاء ببغداد، ودرب
خزيمة إليه ينسب، ولعل أصله من خراسان، إلا أنه نزل بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته،
435

حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، روى عنه يعقوب بن يوسف الأصم، ومات في
شعبان سنة ثلاث ومائتين.
القايفي: بفتح القاف وبعدها الألف، ثم الياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها
الفاء.
هذه النسبة إلى القياف وهي إلحاق الأولاد بالآباء، يقال لواحد (1) منهم القايف،
والنسبة إليه قايفي، وكانت القافة من بني مدلج، وقالت عائشة: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكانت أسارير وجهه تبرق. فقال: " ألم ترى أن مجززا المدلجي قال لأسامة وزيد: إن هذه
الاقدام بعضها من بعض ".
القايمي: بفتح القاف، والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين، بعدها الألف وفي
آخرها الميم.
هذه النسبة إلى القائم بأمر الله أمير المؤمنين، وكان له جماعة من الخدم سمعوا
الحديث، وانتسبوا إليه، منهم:
عفيف القايمي، كان راغبا في الخير، وسماع الحديث، وخرج إلى خراسان رسولا
مع الامام أبي إسحاق الشيرازي، وسمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز،
وأبا القاسم علي بن أحمد بن البسري، وطبقتهما، وجماعة من مشايخنا سمعوا معه الحديث
وظني أنه توفي في حدود سنة تسعين وأربعمائة، أو قبلها.
وأبو الحسن صندل بن عبد الله القايمي، الملقب بالمخلص، كان جليل القدر، سمع
أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، روى لنا عنه أبو المعمر الأنصاري، وتوفي في
رجب سنة ثمان وخمسمائة.
القايني: بفتح القاف، والياء (2) المنقوطة باثنتين بعد الألف من تحتها، وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى قاين وهي بلدة (2) قريبة من طبس، بين نيسابور وأصبهان، خرج منها

(1) في اللباب: " يقال للواحد ممن يعلمه قاف ".
(2) مقتضى كلام السمعاني أن الياء مفتوحة، وقال ياقوت: " قاين: بعد الألف ياء مثناة من تحت وآخره نون.. كذا
قال السمعاني ". معجم البلدان 4 / 22. ذكر ابن الأثير أن " القايني " مثل ما قبله أي " القايمي إلا أن عوض
الميم نون ومقتضى هذا أن تكون الياء مكسورة ".
(3) راجع اللباب 3 / 10.
436

جماعة من المحدثين قديما وحديثا، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو الحسن إسحاق بن أحمد بن إبراهيم القايني، يروي عن أبي قريش محمد بن
جمعة بن خلف الحافظ، روى عن أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمود الثقفي الحافظ
الواعظ.
وأبو منصور محمد بن علي القايني الدباغ، أحد المشهورين بالخير والفضل، سمع
الامام أبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني،
وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وغيرهم، سمع منه والدي رحمه الله، وروى
لي عنه أبو طاهر السنجي، وابنه أبو القاسم.
وأما ابنه أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني، إمام فاضل متدين، وصوفي
لطيف ظريف، كثير الورع، سمع بأصبهان أبا منصور محمد بن أحمد بن
علي بن شكرويه القاضي، وبالطبسين أبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي
الحافظ، وجماعة سواهم سمعت منه الكثير بهراة، وتوفي في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
437

باب القاف والباء
القباب: بفتح القاف، وتشديد الباء الأولى الموحدة، وفي آخرها باء أخرى.
هذه النسبة إلى عمل القباب التي هي كالهوادج، والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب، من أهل أصبهان. يروي عن
أبي بكر عبد الله بن محمد بن النعمان، وأبي بكر بن أبي عاصم. روى عنه أبو بكر محمد بن
إدريس الجرجرائي الحافظ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الأصبهاني نزيل
نيسابور، وغيرهما.
وسمعت أهل أصبهان يقول: إن واحدا كان يقرأ عليه الحديث فوصل إلى هذا
الحديث: " لا يدخل الجنة قتات (1) ". فقال مصحفا لا يدخل الجنة قباب. فغضب
الشيخ، وقال: لا يدخل الجنة أنت ولا أبوك، قم من عندي. فاعتذر القارئ، وقال:
جرى على لساني من غير قصد. فقبل عذره.
ومات يوم الأحد، الخامس عشر من ذي القعدة، سنة سبعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن محمد بن فورك بن عطاء بن عبد الله بن سمرة القباب، من أهل
أصبهان. يروي عن محمد بن عصام جبر، وإسحاق بن إبراهيم بن شاذان، ويسار بن
سمير بن يسار بن عثمان، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ، وأبو بكر
أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الأصبهاني، وطبقتهما.
وعمر بن يزيد القباب الرقي، سأل أبا المهاجر عنه أبو يوسف الصيدلاني، ذكره
أبو علي محمد بن سعيد الحراني، في " تاريخ الرقة ".
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الحارث بن كامل بن مليح القباب، حدث بمصر عن
بحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق، وغيرهما. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقري.

(1) القتات: النمام، والحديث أخرجه البخاري، في باب ما يكره من النميمة، من كتاب الأدب. صحيح البخاري
8 / 21، ومسلم، في باب بيان غلظ تحريم النميمة، من كتاب الايمان. صحيح مسلم 1 / 101، وأبو داود، في
باب في القتات، من كتاب الأدب. سنن أبي داود 2 / 556.
438

وكان ثقة يفهم، توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة
القبابي: بكسر القاف وتخفيف الباء الموحدة المفتوحة، وبعد الألف باء أخرى.
هذه النسبة إلى قباب، وهو موضع بنيسابور وسمرقند.
أما قباب نيسابور، وهي أقصى محلة من نيسابور على طريق العراق. قاله ابن ماكولا،
نقلا عن " تاريخ " الحاكم أبي عبد الله الحافظ، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو الحسن علي بن محمد بن العلاء القبابي النيسابوري، سمع محمد بن يحيى
الذهلي، وأحمد بن حفص السلمي، وقطن بن إبراهيم القشيري، وإسحاق بن منصور،
وعبد الله بن هاشم، وعمار بن رجاء، ويحيى بن معاذ الرازي روى عنه أبو عبد الله الصفار،
وأبو علي الحافظ، وأبو طاهر بن خزيمة، وغيرهم. وتوفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
وأبو العباس محمد بن محمود القبابي الزاهد، يروي عن أبي حامد أحمد بن محمد بن
الحسن بن الشرقي، وغيره.
والثاني منسوب إلى قباب سمرقند، منهم:
أحمد بن لقمان بن عبد الله أبو بكر السمرقندي المعروف بالقبابي. حدث بالري
وغيرها. يروي عن أبي عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم بن هامان العسكري.
القبات: بفتح القاف، والباء الموحدة المخففة، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه اللفظة لجد رجل، وإنما ذكرتها لأنها تشبه الأنساب، كالقباب والقتات.
وهذه اللفظة اسم جد أبي نصر عبد الصمد بن ظفر بن قبات الحلبي كهل صالح راغب
في سماع الحديث، من أهل حلب، كان سمع معنا بدمشق من شيوخنا، مثل أبي المعالي
محمد بن يحيى بن علي القرشي القاضي، وأبي الحسين علي بن عبد الرحمن بن عياض
الصوري، وغيرهما. تركته بدمشق سنة ست وثلاثين وخمسمائة حيا.
القباثي: بفتح القاف، والباء الموحدة بعدهما الألف، وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى قباث، وهو لجد أبي حفص عمر بن قباث بن حكيم بن سعد بن
جابر الأسدي، من أهل بلخ.
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وسويد بن سعيد، وفطر ابن حماد بن واقد. روى
عنه عبد الله بن محمد بن علي.
439

القباذياني: بضم القاف، وفتح الباء الموحدة، وكسر الذال المعجمة وفتح الباء
المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة، إلى قباذيان، وهي من نواحي بلخ، ويقال لها: قواديان، بالدال (1)
المهملة أيضا، والمشهور بالباء، وهي نزهة، يشقها أحد أودية جيحون، وهو المسمى
راميل، ماؤه أعذب ماء وأرقه، ولهم عين مشهورة، قال أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن
محمود البلخي: ما رأيت من الشجر والزروع في موضع من المواضع أشد خضرة منه بهذه
الكورة، ولهم حسان يغرسون فيها (2) السرو والصوح الايند الذي يقال له العنم (2)، وإذا
دخلتها في الشتاء، رأيت منظرا حسنا من الخضرة والحمرة، وإنما يشتد حمرته في الشتاء،
وبها من العرب تميم، ولرجالاتهم رأي وحيلة في الحروب.
المنتسب إليه:
الحسين بن وداع (3) القباذياني، يروي عن أبي جعفر محمد بن عيسى ابن الطباع.
روى عنه محمد بن محمد بن الصديق البزار، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى،
ومحمد بن حمدان بن صغير، البلخيون وغيرهم.
القباني: بفتح القاف، وتشديد الباء الموحدة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القبان، وهو الذي يوزن به الأشياء، والمنتسب إليه إما إلى عمله، أو
إلى الوزن به، والمشهور بهذه النسبة:
علي بن الحسين القباني، روى عن عبد الله بن هاشم الطوسي، روى عنه القاضي
يوسف الميانجي.
وأبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن زياد القباني الحافظ، أحد أركان الحديث،
وحفاظ الدنيا، رحل وأكثر السماع، وصنف " المسند " و " التاريخ "، " الكنى "،
و " الأبواب "، أخرج البخاري عن حسين غير منسوب عن أحمد بن منيع في كتاب الطب،
فقال أبو نصر الكلاباذي: هو عندي حسين بن محمد بن زياد القباني، كان عنده " مسند
أحمد بن منيع "، وبلغني أنه كان يلزم البخاري، ويهوى هواه لما وقع له بنيسابور ما وقع،

(1) في م: " ويقال لها قواذيان وبالدال ". وفي اللباب: " ويقال لها قواذيان وبالدال
المهملة أيضا ".
(2، 3) في نسخه: " السرق والمصوح الأسيد الذي يقال له الحسم "، وفي نسخة أخرى: " والصوح الأسد " وما أثبته
في نسخة مختلفة وفيها: " النعم " مكان " العنم "، والنص غير واضح كما ترى.
(3) في اللباب: " رداع "
440

وكان الحسين يقول: كان الجدي زياد قبان، ولم يكن وزانا ولم يكن بنيسابور إذ ذاك كثير
قبان، وكان الناس إذا أرادوا شيئا جاءوا واستعاروا قبان جدي، فشهر بالقباني، وبقي
علينا هذا اللقب، وكان جدي زياد حمل ذلك القبان من فارس إلى نيسابور. قال أبو عبد الله
محمد بن يعقوب: كان الحسين بن محمد بن زياد من أحفظ الناس لحديثه، وأعرفهم
بالأسامي والكنى، كان مجمع أهل الحديث بعد مسلم بن الحجاج عنده، سمع الحنظلي،
وعمرو بن زرارة الكلابي، وأبا بكر بن أبي شيبة، والقواريري، وغيرهم: توفي سنة تسع
وثمانين ومائتين، ودفن بمقبرة الحسين. يروي عنه أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري،
ودعلج بن أحمد السجزي، وغيرهم.
وأبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي القباني الوزان، كان يزن بالقبان، من
أهل أصبهان، شيخ صالح سديد. سمع أبا مسلم بن مهربزد الأديب، وأحمد بن الفضل
الباطرقاني، وأبا سعيد السجزي، وغيرهم. كتبت عنه كتاب " الأوائل " لأبي عروبة
الحراني، بروايته عن أبي مسلم محمد بن علي بن مهربزد الأديب، عن أبي بكر محمد بن
علي بن المقري، عن أبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني السلمي، وغير ذلك من
الفوائد، وتوفي بأصبهان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله.
وأحمد بن لقمان القباني، حدث بجرجان إملاء، روى عنه أبو عبد الرحمن بن
حمدان. قاله حمزة بن يوسف.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن السري بن الصباح القباني العابد الكرماني، كان من
كبار أصحاب أبي علي الثقفي. يروي عن أبي لبيد محمد بن إدريس الشامي، وأبي بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، روى عنه أبو حازم العبدوي
الحافظ، وعبد الله بن الحاكم البيع. ومات في شهر ربيع الأول سنة ست وستين وثلاثمائة،
ودفن في مقبرة الحسين.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن محمود الزاهد القباني، من أهل نيسابور،
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ "، وقال: أبو العباس القباني، الشيخ الصالح
على الحقيقة، كان يورق ولا يأكل إلا من كسب يده، ثم ما كنا نصعد إلى حجرته في سكة
الدقاقين إلا يطيبنا، ويتحفنا بالريحان في وقته، والنرجس في وقته، والتفاح في وقته، لم
يخلني قط من شئ منه، وأقله الماورد، ولقد تساهل في أمر الدنيا الدنية، التي أتعبتنا، ولم
يكن عنده إلا بلغة. سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس أحمد بن محمد
441

الماسرجسي، وأقرانهما. وتوفي في شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وإنما
كتب الحديث على كبر السن.
القباوي: بضم القاف، والباء المفتوحة الموحدة.
هذه النسبة إلى قبا، وهي بلدة كبيرة من بلاد فرغانة، والمنتسب إليها يلحق في نسبه
الواو، فلهذا المعنى أفردت لها ترجمة، منها:
الخليل بن أحمد القباوي، كان فقيها زاهدا، حدث ببخارى.
وعثمان بن موسى بن مسلم القباوي أيضا، حدث ببخارى، سمع منه أبو بكر محمد بن
عبد الله السرخكتي.
الفقيه المقري داود القباوي، وابن سليمان، قال أبو كامل البصيري: كتبا الحديث
معنا، وهما من أهل فرغانة، من بلدة يقال لها: قبا.
والأديب أبو المكارم رزق الله بن محمد بن أبي الحسن بن عمر القباوي، روى لنا عن
أبي الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، سمعت منه أحاديث يسيرة في بخارى، وكان
يعلم صبيان الأدب.
ومن القدماء، منها:
أبو بكر مسعدة بن أسفع بن مسعدة بن المبارك بن زيد بن أحمد الفرغاني القباوي،
دخل سمرقند، وحدث بها. وقيل: إنه مروزي سكن قبا فنسب إليها. يروي عن محمد بن
الجهم السمري، وإبراهيم بن عبد الله العبسي، وابن أبي مسرة المكي، ويحيى بن الفضل
الخجندي وغيرهم. روى عنه أبو بكر محمد بن عصمة المقري.
القبائي: بضم القاف، والباء المعجمة بواحدة من تحتها.
هذه النسبة إلى قباء وهو موضع بالمدينة، وبه مسجد ذكره الله عز وجل في كتابه:
لمسجد، أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، والمنتسب إليه:
أفلح بن سعيد الأنصاري، وهو من أهل قباء، يروي عن عبد الله بن رافع. روى عنه
زيد بن الحباب، وعيسى بن يونس. قال أبو حاتم بن حبان: هو شيخ من أهل قباء، سكن
المدينة، يروي عن الثقات الموضوعات، وعن الاثبات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به،
ولا الرواية عنه بحال. وقال أبو علي الغساني: أفلح بن سعيد القبائي، سكن قباء بالمدينة
442

فنسب إليها، يروي عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، حدث عنه أبو عامر العقدي. روى
له مسلم وحده.
ومجمع بن يعقوب بن يزد بن جارية الأنصاري، من أهل قباء، روى عنه أهل
المدينة: قال ابن أبي حاتم: مجمع بن يعقوب القبائي، من أهل قباء، وهو ابن مجمع بن
جارية الأنصاري عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، يكنى بأبي عبد الرحمن، مديني،
مات سنة ستين ومائة، روى عن محمد بن سليمان الكناني، ومحمد بن إسماعيل، روى عنه
يونس بن محمد المؤدب، وأبو عامر العقدي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وإسماعيل بن
أبي أويس، وقتيبة بن سعيد.
وعبد الرحمن بن عباس الأنصاري القبائي، يروي عن دلهم بن الأسود العقيلي، روى
عنه عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي.
ومحمد بن سليمان القبائي، من أهل قباء، يروي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف
روى عنه عبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل وعبد الرحمن بن أبي الموال،
وزيد بن الحباب،
وأفلح بن سعيد الأنصاري القبائي، روى عنه أبو عامر العقدي وزيد بن الحباب
وابن المبارك، وعيسى بن يونس، وهو يروي عن عبد الله بن رافع، ومحمد بن كعب،
ومحمد بن يزيد بن سفيان. وقال يحيى بن معين: أفلح بن سعيد ليس به بأس. وقال
أبو حاتم الرازي: أفلح بن سعد شيخ صالح الحديث.
وعاصم، سويد بن عامر الأنصاري القبائي، مديني، وهو بن يزيد بن جارية، ورى
عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن محمد بن إبراهيم. روى عنه أبو مصعب أحمد بن
أبي بكر الزهري، ومحمد بن الصباح الجرجرائي. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه
فقال: هو شيخ محله الصدق، روى حديثين منكرين. وسئل يحيى بن معين عنه فقال:
لا أعرفه.
القبرياني: بضم القاف، وسكون الباء الموحدة والراء المكسورة، وبعدهما ياء منقوطة
باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قبريان، وظني أنها قرية بأفريقية، والمشهور بالانتساب إليها:
سهل بن عبد العزيز القبرياني. قال ابن ماكولا: من أهل أفريقية يروي عن سحنون بن
سعيد المغربي.
443

القبرسي: بضم القاف والراء، وبينهما الباء الموحدة الساكنة، وفي آخرها السين
المهملة.
هذه النسبة إلى قبرس، وهي جزيرة في بحر الروم، ينسب إليها الثياب القبرسية، وهي
الكتان.
وأما طاهر بن عيسى بن قبرس المقري المصري التميمي القبرسي، ينسب إلى جده.
هكذا قيدت هذا الاسم عن أبي علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي الحافظ، بكسر
القاف والراء، يروي عن أصبغ بن الفرج. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني.
القبضي: بفتح القاف والباء المنقوطة، وفي آخرها الضاد المعجمة. هذه النسبة إلى
القبض، وهو بطن من رعين، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبيد بن نمران القبضي، شهد فتح
مصر. قاله أبو يونس. وابنه عبيد بن زياد زياد بن نمران القبضي الرعيني. يروي عن رويفع بن
ثابت، وعقبة بن عامر، صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه حياة بن شريح.
القبطي: بسكر القاف، وسكون الباء المعجمة بواحدة، والطاء المهملة.
هذه النسبة إلى ثلاثة أشياء، والقبط: طائفة بمصر قديمة، ويقال بنو قبطي بن مصر.
ويقال القبط بن قوط بن حام. وقبط بطن من حمير.
وقبطي: فرس لعبد الملك بن عمر القبطي الفرسي (1)، وإنما قيل له القبطي لأنه كان
له فرس سباق يقال له القبطي، فنسب عبد الملك إليه. رأى عليا، والمغيرة بن شعبة. يروي
عن جندب، وجابر بن سمرة. روى عنه الثوري، وشعبة. ولد الثلاث سنين بقين من خلافه
عثمان رضي الله عنه، ومات سنة ست وثلاثين ومائة، وكان مدلسا.
وممن انتسب إلى ولائهم، منهم:
أبو عبد الرحمن عبد الله بن الوليد بن هاشم القبطي، مولى القبطيين، من أهل حران.
روى عن أبو نعيم الكوفي، روى عن أبو عروبة السلمي. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان، في
كتاب " الثقات "، وقال: مات يعني أبا عبد الرحمن سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

(1) في ظ: " الهرسي "، وفي ك: " القرشي ". والمثبت من: ك. قال ابن الأثير " ويقال لعبد الملك أيضا الفرسي،
نسبة إلى فرسه، لأنه كان سابقا ". وانظر التهذيب 1 / 526. وذكر ابن حجر أيضا أنه يجوز فيه: " الفرسي
والقرشي " أنظر تهذيب التهذيب 6 / 413.
444

ومهاجر بن القبطية، يروي عن أم سلمة. أمه كانت قبطية. روى عنه حاتم بن
أبي صغيرة، ومسعر. قال أبو حاتم بن حبان: أحسبه أخا عبد الله بن القبطية.
وإبراهيم القبطي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا رافع، شهد الفتح بمصر، واختط بها.
روى عنه من أهلها علي بن رباح. وصار إلى علي، رضي الله عنه، فولاه بيت المال
بالكوفة، وتوفي سنة أربعين.
وإبراهيم بن مسلم بن يعقوب القبطي، مولى لبني فهر، كان فقيها. يقال: إن لجده
يعقوب صحبة، وكان يعقوب ممن بعثه المقوقس مع مارية والهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسلم، وتولى بني فهر. حدث إبراهيم عن أبي علقمة مولى بن عباس. حدث عنه بكر بن
عمرو، وحيي بن عبد الله، المعافريان.
وعبيد بن جبر، ويقال: جبير، القبطي، روى عن أبي مويهبة (1). روى عنه يعلى بن
عطاء.
وجماعة نسبوا إلى قبط مصر، منهم:
جبر بن عبد الله القبطي، مولى بني عفار، رسول المقوقس بمارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأهل مصر ينسبونه إلى أبي بصرة الغفاري (2).
ومسلم بن يعقوب القبطي، مولى بني فهر، يعقوب كان أحد رسل المقوقس
وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال: اسمه أسلم. ويقال: هرمز. ويقال: إبراهيم،
ويقال: ثابت. وكان قبطيا.
وإبراهيم بن مسلم بن يعقوب القبطي.
والثاني: قبط، بطن من حمير، منهم:
زياد بن عبيد الله القبطي، يروي عن رويفع بن ثابت. روى عنه حياة بن شريح. قال
عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
والثالث: لقب عبد الملك بن عمر القبطي، وقد سبق ذكره.

(1) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنظر التاريخ الكبير للبخاري 3 / 1 / 445، والكنى منه 73، 74، والإصابة 7 / 393
(2) وهو جميل بن بصرة. المشتبه 84.
445

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ، وأبو منصور علي بن علي بن
عبد الله الأمين، وأبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني، جميعا ببغداد قالوا: أخبرنا
أبو محمد بن هزارمرد الصريفيني الخطيب، أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، أخبرنا أبو القاسم
البغوي، حدثني إبراهيم بن هاني، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا سفيان، قال: جاء رجل
فقال: إني أريد عبد الملك بن عمير القبطي. فقال: أنا عبد الملك بن عمير، والقبطي
فرس سبق يعني القبطي اسم فرسه.
وقيل فيه غير ذلك، حدثنا أبو العلا، أحمد بن محمد بن طاهر.
وقيل فيه غير ذلك، حدثنا أبو العلا، أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه
بأصبهان، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أخبرنا أبو القاسم علي بن
أحمد بن البسري، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى، حدثنا أبو بكر محمد بن
القاسم الأنباري، حدثنا محمد بن المرزبان، حدثنا أبو عكرمة الضبي، قال: إنما قيل
لعبد الملك بن عمير القبطي، لان بعض أمهاته كانت قبطية، فنسب إليها.
وزياد بن عبيد القبطي، قال ابن أبي حاتم: القبطي بطن من حمير، روى عن
رويفع بن ثابت، روى عنه حياة بن شريح، سمعت أبي يقول ذلك.
القبلي: بفتح القاف والباء الموحدة، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى (1).
والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن عمر بن حفص بن الحكم الثغري: المعروف بالقبلي، قدم بغداد،
وحدث بها عن محمد بن عبد العزيز بن المبارك، وهلال بن العلاء، والحسن بن عصام بن
بسطام، وجعفر بن محمد بن الحجاج الرقي، وغيرهم. روى عنه أبو بكر الشافعي،
وعمر بن الزيات، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي
الموصلي، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين والمعافى بن زكريا
النهرواني. وقال أبو الحسن الدارقطني: محمد بن عمر القبلي ضعيف جدا.
القبي: بفتح القاف، وكسر الباء الموحدة المشددة.
هذه النسبة إلى القب، وهو مكيال به الغلات. قاله ابن ماكولا.

(1) سقط من: ك، وبعده بياض فيها، وكذلك في سائر الأصول، واللباب، ولم يذكر الأمير بن ماكولا إلى أي شئ
هذه النسبة.
446

والمشهور بهذه الانتساب:
أبو سليمان أيوب بن يحيى بن أيوب الحراني القبي. أخبرنا أبو الحسن الصايغ إجازة
شافهني بها، أنبأنا أبو بكر الخطيب الحافظ، أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن التغلبي
بدمشق، أخبرنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان
الحراني الحافظ في كتاب " تاريخ الجزريين "، قال: أيوب بن يحيى بن أيوب، من أهل
حران، كان يعرف بالقبي، كان له قب خلفه، يكنى أبا سليمان، وكان من الآمرين
بالمعروف الناهين عن المنكر، مات بعد سنة ثمانين ومائتين.
القبي: بضم القاف، وتشديد الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قب، وهو بطن من مراد. قال ابن ماكولا: منسوب إلى قبيل من مراده
والمشهور بهذه النسبة:
عمران بن سليمان المرادي القبي، من الاتباع، من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي.
روى عنه عيسى بن يونس، وحفص بن غياث.
وأبو جعفر القبي المرادي، أدرك عبد الله بن مسعود، روى عنه عمران بن سليم.
وعمر بن كثير القبي (1) الكوفي، سمع سعيد بن جبير، روى عنه حسان بن أبي يحيى
الكندي.
وحنان بن أبي معاوية القبي، من شيوخ الشيعة. ذكره ابن فضال هكذا ذكره
الدارقطني.

(1) قال ابن ماكولا: " منسوب إلى القبة، وهي الرحبة بالكوفة ".
447

باب القاف والتاء
القتاب: بفتح القاف والتاء المشددة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى بيع القتب، وهو إكاف الجمل.
والمشهور بهذه النسبة.
عمر بن فروخ القتاب العبدي، من أهل البصرة. يروي عن بسطام بن النضر،
وحبيب بن الزبير، وغيرهما. روى عنه وكيع بن الجراح، ويعقوب الحضرمي، وكثير بن
هشام، وقرة بن سليمان، وأبو نعيم، وأبو عمر الحوضي.
قال ابن ماكولا: عمر بن فروخ كان يبيع الأقتاب.
وقال الدارقطني: وأما قتاب فهو ذو قتاب. مالك بن زيد بن سهل، أخو السمع بن
مالك، رهط أبي رهم أحزات بن أسد (1) السمعي. قال ذلك أحمد بن الحباب الحميري
النسابة، في نسب كندة.
القتات: بفتح الفاء وتشديد التاء الأولى المعجمة بنقطتين من فوق وفي آخرها تاء
أخرى.
هذه النسبة إلى بيع ألقت، وهو نوع من كلاء تسمن به الدواب.
والمشهور بالانتساب إليه:
أبو يحيى القتات، واسمه عبد الرحمن بن دينار، وقيل: زادان من أهل الكوفة. يروي
عن مجاهد. روى عنه الثوري، وأهل الكوفة، ممن فحش خطأه، وكثر وهمه، حتى سلك
غير مسلك العدول في الروايات، وجانب قصد السبيل في أشياء، يجب أن يتنكب ما انفرد به
من الاخبار، وإن اعتبر بما وافق الثقات من الآثار فلا ضير من غير أن يحكم بموافقة العدالة
في النقل على أحد فيه. وقد قيل: إن اسم أبي يحيى القتات زادان. وقيل: مسلم. والأول
أشبه.
وأبو عمر محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب بن أزهر القتات الكوفي، يروي عن

(1) أنظر اللباب 3 / 14.
448

أبي نعيم الفضل بن دكين الملائي، وأحمد بن يونس ومنجاب بن الحارث. روى عنه
إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر الجعابي، وغيرهم. وكان
ضعيفا. توفي في جمادى الأول سنة ثلاث، مات ببغداد، ونقل إلى الكوفة فدفن بها.
وأخوه الحسين بن بن جعفر بن محمد بن حبيب القتات، كوفي، يروي عن يزيد بن
مهران بن أبي خالد الخباز، ومنجاب بن الحارث، وعبد الحميد بن صالح.
والربيع بن النعمان القتات الكوفي.
وأبو يحيى مسلم القتات، ويقال: زادان. ويقال: عبد الرحمن بن دينار.
القتباني: بكسر القاف وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وبعدها باء منقوطة
بواحدة وفي آخرها النون.
قتبان: موضع بعدن، من بلاد اليمن. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبا بن البستي.
وأبو شعيب موسى بن عبد العزيز القتباني، قال: يروي عن الحكم بن أبان، وأهل
اليمن. روى عنه بشر بن الحكم النيسابوري، وابنه عبد الرحمن. مات سنة خمس وسبعين
ومائة.
هذا كلام أبي حاتم: وأنا سمعت في نسبه: أبو شعيب القنباري بالقاف المكسورة
والنون والباء والراء وكذا حدث أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد، وأبو حامد أحمد بن
محمد الشرقي، النيسابوريان الإمامان التقيان الحافظان، عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم
العبدي، عن أبي شعيب القنباري، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس،
حديث صلاة التسبيح.
وسألت أبا علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي الحافظ، عن هذه النسبة فقال:
كنبار نبت تفتل منه خيوط تشد بها السفن، فعرب، وقيل له: قنبار، وأبو شعيب نسب إلى
ذلك. والله أعلم.
وقتبان في اليمن: بطن من رعين نزل مصر.
والمنتسب إليه: عياش بن عباس القنباني، كنيته أبو عبد الرحمن، وقيل:
أبو عبد الرحيم، من أهل مصر. يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي، وأبي سلمة بن
عبد الرحمن. روى عنه الليث بن سعد، والمفضل بن فضالة وابنه أبو جعفر عبد الله بن
عياش.
449

والمفضل بن فضالة بن عبيد القتباني، قاضي مصر، يروي عن ابن عجلان، وجابر بن
ياسر بن عويص بن فدل بن ذي إيوان بن عمرو بن قيس بن سلمة بن شراحيل بن الحارث بن
معاوية بن مرتع بن قتبان بن مصبح بن وائل بن رعين القتباني، شهد فتح مصر، وهو جد
عياش وجابر بن عباس بن جابر. كذلك هو بخط الصوري أبي عبد الله الحافظ.
والمفضل بن عبيد القتباني أبو معاوية، قاضي مصر.
وابنه فضالة بن مفضل.
وأخوه عبد الله بن المفضل بن فضالة القتباني، مات سنة أربع وثمانين ومائة،
وما علمت له رواية، قاله ابن يونس:
والمفضل يروي عن عقيل بن خالد، حديثه في الصحيحين:
وأبو زرعة عبد الأحد بن الليث بن عاصم القتباني.
وجابر بن العباس بن جابر القتباني، حدث عنه سيار بن عبد الرحمن الصدفي،
وعبد العزيز بن صلح.
وحذيفة القتباني الزاهد، رآه أبو زرارة القتباني. ذكر ذلك ابن يونس.
وروح بن إسحاق بن مسرة القتباني، مولى أبي زرارة القتباني، يروي عن أبي عبد الله
سعد بن عمر (1) بن سواد السرحي، حدث عنه ابن يونس.
وأبو شجاع سعيد بن يزيد القتباني، مصري، روى عنه الليث بن سعد، وابن سعد
المبارك، وأبو غسان محمد بن مطرف، وأبو زرارة الليث بن عاصم. مات بالإسكندرية سنة
أربع وخمسين ومائة، وكان ثقة، عبدا، مجتهدا، ذكره ابن يونس. وليس بمصر من حديثه
إلا واحد، حديث فضالة بن عبيد: اشتريت يوم خيبر قلادة (2).
وسفيان بن أمية القتباني، روى عنه رجاء بن أبي عطاء المعافري. قاله ابن يونس.

(1) هو سعد بن عمر بن عمرو. انظر الأنساب 7 / 68.
(2) تمام الحديث: باثني عشر دينارا، فيها ذهب وخرز، ففصلتها فوجدتها أكثر من أثني عشر دينارا، فذكرت ذلك
للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " لا تباع حتى تفصل ". أخرجه مسلم، في باب بيع القلادة فيها خرز وذهب، من كتاب
المساقاة. صحيح مسلم 3 / 1213.
وأبو داود، في باب في حلية السيف تباع بالدراهم، من كتاب البيوع. سنن أبي داود 2 / 223.
450

وشرحبيل بن جميل القتباني، روى عنه يحيى بن بكير. قاله ابن يونس.
وشيبان بن أمية القتباني، أبو حذيفة، شهد فتح مصر، روى عن رويفع بن ثابت،
وأبي عميرة المزني. روى عنه شييم بن بيتان، وبكر بن سوادة الجذامي.
وشييم بن بيتان القتباني، يروي عن أبيه، وجنادة بن أبي أمية. روى عنه عياش بن
عباس القتباني، وخير بن نعيم.
وأبو محمد الصباح بن الحسن بن عبد الأحد بن الليث بن عاصم القتباني ذكره
ابن يونس، وقال: ما كتبت عنه شيئا.
وأبو زرعة عبد الأحد بن الليث بن عاصم بن كليب القتباني، يروي عن حياة بن شريح
ومالك بن أنس، ويحيى بن أيوب، وغيرهم. مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. وسمع من
جده، وهو صدوق في الحديث. وقال: رأيت أشهب يخضب عنفقته (1). وتوفي لعشر خلون
من رمضان سنة تسع وستين ومائتين.
وأبو عثمان سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني الفقيه، يروي عن بكر بن مضر،
وابن عيينة. روى عنه أبن أخيه مقدام بن داود بن تليد القتباني، توفي سنة تسع عشرة
ومائتين. وهو من موالي قتبان.
وذكر بن الحباب: قتبان بن ردمان بن وائل بن الغوث، في قبائل حمير. قاله
ابن ماكولا.
وأبو الليث عاصم بن كليب بن جبار بن جبر بن ناشرة بن مري بن الأرقم بن مرثد بن ذي
مرثد بن جسر بن مالك بن شراحيل بن يرعش بن قتبان القتباني.
وابنه أبو زرارة الليث بن عاصم.
وابن ابنه أبو زرعة عبد الأعلى بن الليث.
ولعاصم أخ يقال له: رجاء، أكبر منه.
توفي عصام سنة ستين ومائة. قاله ابن يونس، في " تاريخ مصر ".
القتبي: بضم القاف وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وكسر الباء المنقوطة بواحدة.

(1) العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى. وقيل: الشعر الذي بينها وبين الذقن. النهاية 3 / 309.
451

هذه النسبة إلى الجد، وإلى بطن من باهلة، فأما النسبة إلى الجد هو قتيبة المشهور
بهذه النسبة:
أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري الكاتب، من أهل الدينور، سكن
بغداد، وهو صاحب التصانيف، ك‍ " غريب الحديث "، و " مختلف الحديث "
و " المعارف " و " مشكل القرآن "، و " مشكل الحديث " و " أدب الكاتب "، و " عيون الأخبار
" و " الأنوار ". وغيرها من الكتب الحسنة المفيدة. وحدث عن إسحاق بن راهويه،
ومحمد بن زياد الزيادي، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني.
روى عنه ابنه أحمد، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، وإبراهيم بن محمد بن أيوب
الصائغ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي، وعبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي،
روى عنه أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي الأديب. وقيل: إن أباه مروزي، وأما هو فمولده
ببغداد، وأقام بالدينور مدة فنسب إليها. ومات فجاءة، صاح صيحة سمعت من بعد، ثم
أغمي عليه، ثم هدأ، فما زال يتشهد إلى وقت السحر، ومات أول ليلة من رجب سنة ست
وسبعين ومائتين، وقيل: مات في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين.
وحفيده أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة القتبي، ولد ببغداد
سنة سبعين ومائتين، وانتقل إلى مصر فسكنها. روى بها عن أبيه عن جده كتبه المصنفة.
سمع منه أبو الفتح عبد الواحد بن مسرور البلخي. وكان ثقة.
وأما المنتسب إلى باهلة، هم رهط قتيبة بن معن بن باهلة، منهم:
العلاء بن الهلال القتبي، من باهلة، وابنه هلال بن العلاء بن هلال. من أهل بيتهم.
القتيري: بفتح القاف وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها ثم الياء المنقوطة باثنتين
من تحتها وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قتيرة (1)، وهم من تجيب، والمشهور بهذا الانتساب أبو مروان حبيب بن
الشهيد القتيري، مولى عقبة بن بجرة التجيبي القتيري. يروي عن حنش الصنعاني. يروي
عنه يزيد بن أبي حبيب. وجعفر بن ربيعة. توفي سنة تسع ومائة.

(1) زاد في اللباب: " وهو قتيرة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن السكون:
بطن من تجيب ".
452

ومحمد بن روح القتيري، مصري، يحدث عن ابن وهب.
وأبو مرزوق القتيري التجيبي. هكذا ذكره ابن ماكولا.
والحسن بن علاء القتيري، يروي عن عبد الصمد بن حسان. روي عنه سلمان بن
إسرائيل الخجندي.
453

باب القاف والثاء
القثاثي: فتح القاف والألف بين الثائين المثلثتين:
هذه السنبة إلى قثاث، وهو بطن من مهرة، وهو قثاث بن قمومي بن يقلل بن العيدي بن
ندغي بن مهرة، ومن ولده:
ذهين بن قرضم بن الجعيل بن قثاث القثاثي، الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يكرمه
لبعد مسافته. وذكره الطبري، فقال: زهير بن قرضم. والله أعلم.
454

باب القاف والحاء
القحذمي (1): بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الذال المعجمة وفي آخرها ميم.
هذه النسبة إلى الجد، وهو قحذم، والمشهور بها:
أبو عبد الله الوليد بن هشام بن قحذم القحذمي، من أهل البصرة. يروي عن
حريز بن عثمان بن عبد الله بن بسر، وعن أبيه. روى عنه أبو خليفة الفضل بن حباب
الجمحي، وسليمان بن معبد السنجي، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. قال ابن أبي حاتم
الرازي: سمع عنه أبي، أيام الأنصاري، ومحمد بن مسلم.
القحطاني: بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قحطان، ونزل اليمن، وهو من ملوكها، وهو قحطان بن عابر بن
أبي شالخ، وهو أول من سلم عليه وحيي ب‍ " أبيت اللعن "، وقحطان هو الذي ينتسب جميع
الأنصار إليه، واليمن كلها، وهم بنو يعرب بن يشجب بن قحطان، واسمه يقطن بن عامر بن
شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. قال ذلك ابن الكلبي. وقيل اسمه يقطان. وقال
إسماعيل بن أبي أويس: اسم قحطان مهزم سمي قحطان لأنه كان أول من تجبر وغصب وظلم
وقحط أموال الناس من ملوك العرب. وقيل: هو قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن
إسماعيل بن إبراهيم. وقحطان جرثومة العرب واختص جماعة بالانتساب إليه، منهم:
أبو عبد الله بن صالح بن السمح بن صالح بن هاشم بن غريب القحطاني
المالكي المعافري الأندلسي. وقال غنجار، في " تاريخ بخارى ": هو محمد بن صالح بن
محمد بن السمح المعافري الأندلسي، كان فقيها حافظا، جمع " تاريخا " لأهل الأندلس.
روى عن محمد بن رفاعة، ومحمد بن الوضاح، وإبراهيم بن القزاز، والحسن بن سعد،
وأحمد بن حزم، والقاسم بن أصبغ، الأندلسيين. وسمع بالشام خيثمة بن سليمان
الأطرابلسي، وببغداد إسماعيل بن محمد الصفار. ذكره أبو سعيد الإدريسي في " تاريخ

(1) قبل هذه النسبة في اللباب: " قلت: فاته القحافي، بضم القاف وفتح الحاء وبعد الألف فاء. هذه النسبة إلى
قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن حلف بن خثعم،
وهم بيت من خثعم، منهم: إبراهيم بن عبد الله بن النعمان بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة القحافي، كان
شريفا بالشام، وشهد مع معاوية حروبه. نسر بالنون والسين المهملة. وحلف بفتح الحاء المهملة وسكون اللام ".
455

سمرقند "، وقال: أبو عبد الله الفقيه القحطاني، قدم علينا سمرقند قبل الخمسين
والثلاثمائة، وكتب بها عن مشايخنا، وأكثر عنهم، وجمع " تاريخا للأندلسيين "، سمعناه
منه بسمرقند، وكان من أفاضل الناس، ومن ثقاتهم، جمع من الحديث شيئا لا يوصف، من
مشايخ الأندلس، والمغرب والشام والحجاز والعراق والجبال وخراسان وما وراء النهر، ومات
رحمه الله ببخارى في نيف وسبعين وثلاثمائة. ذكره الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ
لنيسابور "، فقال: محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار بن عمر بن ثعلبة القحطاني
المعافري الفقيه أبو عبد الله الأندلسي المالكي، وكان ممن رحل من المغرب إلى المشرق،
وإنا اجتمعنا بهمذان، في شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، فتوجه منها إلى أصبهان وقد
كان سمع في بلاده وبمصر من أصحاب يونس بن عبد الأعلى، وأبي إبراهيم المزني،
وبالحجاز من أبي سعيد بن الاعرابي، وبالشام من خيثمة بن سليمان، وبالجزيرة من أصحاب
علي بن حرب، وببغداد من إسماعيل الصفار، ورد نيسابور في ذي الحجة سنة إحدى
وأربعين، وسمع الكثير، ثم خرج إلى مرو، ومنها إلى أبي بكر بن حنيف فبقي بها إلى أن
توفي رحمه الله ببخارى، في رجب ثلاث وثمانين وثلاثمائة. وقال غنجار: توفي
أبو عبد الله الأندلسي ببخارى، سنة تسع وسبعين وثلاثمائة (1).
القحطبي: بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قحطبة، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الغوث الطيب بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان الطائي
القحطبي، من أهل بغداد، ويسمى " طي " أيضا، نسبة إلى جده، حدث عن أحمد بن
عمران الأخنسي، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، روى عنه عبد الباقي بن قانع الحافظ
وسماه الطيب. وروى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وسماه " طي "،
وكانت وفاته قبل سنة ثلاثمائة.
وأبو عمار الحسين بن حريث المروزي القحطبي الخزاعي، مولى الحسن بن ثابت بن
قحطبة، مولى عمران بن حصين. هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان. يروي عن الفضل بن موسى
السيناني. روى عنه الحسن بن سفيان. ومات بقرميسين، منصرفا من الحج سنة أربع

(1) في تاريخ علماء الأندلس، لابن الفرضي، أنه توفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. فيما ذكره عبد الرحمن بن عبد الله
التاجر.
456

وأربعين ومائتين.
وأبو الفضل العباس بن أحمد بن علي القحطبي، من أهل جرجان، وكان رئيسها،
يروي عن محمد بن عمران المقابري. روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن أحمد النقيمي.
ومحمد بن إبراهيم القحطبي، بغدادي، يروي عن معاوية بن عمرو. قال
ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق، كتب لنا إبراهيم بن أورمة بخطه ما سمعنا
منه.
457

باب القاف والدال
القداح: بفتح القاف وتشديد الدال المهملة وفي آخرها الحاء المهملة أيضا.
والمشهور به:
أبو عثمان سعيد بن سالم القداح، أصله من خراسان، سكن مكة، يروي عن
ابن جريج. روى عنه الشافعي. وكان يرى الارجاء، وكان يهم في الاخبار حتى يجئ بها
مقلوبة، حتى خرج عن حد الاحتجاج به. قال ابن أبي حاتم الرازي: سعيد بن سالم
أبو عثمان القداح، سكن مكة، روى عن ابن جريج، وسفيان الثوري، روى عنه
يحيى بن آدم، والشافعي، وأسد بن موسى، وأحمد بن يونس، قال يحيى بن معين:
القداح ليس به بأس، وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق. وقال أبو زرعة: هو عندي إلى
الصدق ما هو
وعبد الله بن ميمون القداح، من أهل مكة، يروي عن جعفر بن محمد، وطلحة بن
عمرو، وأهل العراق والحجاز، والمقلوبات، وعن الاثبات من الغرباء المزقات، لا يجوز
الاحتجاج به إذ انفرد. روى عنه حسين بن منصور النيسابوري.
وأبو الحصين عبيد الله بن زياد القداح، من أهل مكة، روى عن أبي الطفيل،
والقاسم، بن محمد. روى عنه الثوري، وهشيم. كان ممن ينفرد عن القاسم بما لا يتابع
عليه، وكان ردئ الحفظ، كثير الوهم، لم يكن في الاتقان بالحال التي يقبل ما انفرد به،
فلا يجوز الاحتجاج بأخباره إلا بما يوافق فيه الثقات. مات سنة خمسين ومائة. وكان
يحيى بن معين يقول: عبيد الله بن أبي زياد القداح ضعيف.
وأبو الفضل موسى بن علي بن قداح الخياط، كان شيخا صالحا ببغداد، له دكان بين
الدربين للخياطة، سمع أبا الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري، وأبا الحسين
المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وغيرهما. سمعت منه أحاديث من " أمالي أبي عبد الله
الصوري "، وغيرهما.
القداحي: بفتح القاف والدال المهملة المشددة وفي آخرها الحاء المهملة بعد الألف.
هذه النسبة لطائفة من الباطنية، يقال لهم القداحية، وهم ينتمون إلى عبد الله بن ميمون
القداح، وهو جد زعيم الباطنية بناحية المغرب، وكان هذا القداح ثنويا، ومولى عتيقا من
458

موالي جعفر الصادق فمخرق على غلاة الروافض بأنه منهم، حتى أجابه قوم منهم إلى
ضلالته، وكانت دعوته إلى بدعته سنة مائتين وعشر من الهجرة، وكان ميمون غلام جعفر،
وعبد الله كان مع محمد بن إسماعيل بن جعفر في الكتاب فلما مات محمد كان يخدم
إسماعيل، فلما مات إسماعيل ادعى عبد الله أنه ابن إسماعيل، وانتسب إليه، وهو
ابن ميمون (1).
القدادي: بضم القاف والألف بين الدالين المهملتين.
هذه النسبة إلى قداد، وهو بطن من بجيلة. قال ابن حبيب، وقال ابن الحباب
الحميري النسابة: قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار (2).
القدامي: بضم القاف وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى قدامة، والمشهور بالنسبة إليها:
عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، من أهل المصيصة، يروي عن مالك،
وإبراهيم بن سعد. روى عن أهل الثغر. كان يقلب له الاخبار فيجيب فيها. وكا آفته ابنه،
لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، ولعله قد أقلب له على مالك أكثر من مائة
وخمسين حديثا، فحدث بها كلها، وعن إبراهيم بن سعد الشئ الكثير.
وعبد الملك بن قدامة القرشي القدامي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من ولد قدامة بن

(1) قال ابن الأثير بعد أن ذكره باسم عبيد الله بن ميمون القداح: " قلت: هذه الترجمة غلط، فإن قوله لما مات
محمد بن إسماعيل بن جعفر خدم أباه إسماعيل، فلما مات ادعى أنه ابنه، من أعجب القول، فإن محمدا عاش بعد
أبيه، وتوفي أبوه إسماعيل في حياة ابنه جعفر الصادق، وأظهره أبوه للناس حتى رآه جماعة كثيرة من أهل المدينة
ميتا، لأنه خالف المنصور أن يقول له: إن ابنك لم يمت، وإنما اختفى ليطلب الخلافة كما فعل محمد وإبراهيم ابنا
عبد الله بن الحسين بن الحسن، فيفعل به كما فعل بأولاد الحسن بن الحسن من الحبس وغيره، فكيف يدعي القداح
أنه ابن محمد بن إسماعيل، مع وجود جده جعفر، هذا ما لا يمكن، لأنه قال: إن القداح ادعى أنه ابن إسماعيل
بعد موته، وإسماعيل مات في حياة أبيه، لا شبعة فيه، وقوله زعيم الباطنية بالغرب، يعني به عبيد الله الملقب
بالمهدي، جد الخلفاء العلويين الذين ملكوا أفريقية ومصر، وهذا يقوله من يطعن في نسبهم، ونسبهم صحيح،
قال الشريف الرضي في ذلك:
من أبوه أبي ومولاه مولا * ي إذا ضامني البعيد القصي
أنظر حاشية اللباب أيضا، وحاشية الأعلام للزركلي 4 / 286.
(2) في اللباب: " قلت: قد قال أولا عن ابن حبيب، أن قدادا بطن من بجيلة، ثم قال: وقال ابن الحباب: قداد بن
ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار. وهذا يدل على أنه ظن بأن ولد الغوث بن أنمار ليسوا من بجيلة، وهو
غلط، فإن ولد الغوث هم بجيلة، وقد تقدم في البجلي ".
459

مظعون الجمحي، يروي عن عبد الله بن دينار، روى عنه إسماعيل بن أبي أويس، كان صدوقا
في الرواية، إلا أنه كان ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه، حتى يأتي بالشئ على التوهم
فيخليه عن معناه، وعن سنته، لا يجوز الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات.
القدري: بفتح القاف والدال المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الطائفة المشهورة بالقدرية، وهم جماعة يزعمون أن الله لا يقدر الشر
ويقولون: إن الخير من الله، والشر من إبليس. ويزعمون أن الله قد يريد الشئ فلا يكون،
ويكره كون الشئ فيكون، وأنه قد يريد من العبد شيئا، ويريد الشيطان من ذلك العبد شيئا،
خلاف مراد الله عز وجل، فيتم مراد الشيطان، ولا يتم مراد الله فيه، تعالى الله عما يقول
الجاحدون علوا كبيرا، ويزعمون أن الله خلق الخلق لابقاء الحكمة على نفسه، وأنه لو لم
يخلق الخلق لم يكن حكيما.
القدوري: بضم القاف والدال المهملة والراء بعد الواو.
هذه النسبة إلى القدور، واشتهر بهذه النسبة.
أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان، الفقيه المعروف
بالقدوري، من أهل بغداد، كان فقيها صدوقا، وممن أنجب في الفقه، لذكائه وحفظه،
وانتهت إليه بالعراق رياسة أصحاب أبي حنيفة، وعظم قدره عندهم، وارتفع جاهه، وكان
حسن العبارة في النظر، جرئ اللسان، مديما لتلاوة القرآن. سمع الحديث من عبيد الله بن
محمد الحوشبي. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، ولم يحدث إلا بشئ
يسير. وكانت ولادته في سنة اثنتين وثلاثمائة. ومات في رجب سنة ثمان وعشرين
وأربعمائة، ببغداد، ودفن في داره بدرب أبي خلف.
القديدي: بضم القاف والياء الساكنة، آخر الحروف بين الدالين المهملتين.
هذه النسبة إلى قديد، وهو منزل بين مكة والمدينة، منها:
جزام بن هشام بن حبيش الخزاعي القديدي. قال ابن أبي حاتم هو من أهل قديد.
يروي عن عمر بن عبد العزيز، وأبيه، وأخيه عبد الله بن هشام. روى عنه بن إدريس،
ووكيع، وهاشم بن القاسم، وأبو سعيد مولى بن هاشم، وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزير،
ويحيى بن يحيى، ويسرة بن صفوان، وغيرهم.
وأما أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين البخاري القديدي، لا أدري
460

نسب إلى أي شئ، من أهل بخارى، إمام فاضل عارف بمذهب أبي حنيفة، يعرف ببكر
خواهرزاده، وقد ذكرته في الخاء.
القديسي: بضم القاف وفتح الدال المهملة وسكون الباء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي
آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قديس، أو قديسة، وظني أنها من أعمال بغداد، والمشهور بها:
أبو إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار القديسي، من أهل بغداد.
ذكره أبو بكر الخطيب، في " تاريخ بغداد "، وقال: سمع أبا عبد الله محمد بن مخلد
الدوري، أدركته ولم أسمع منه شيئا، ولكن حدثني عنه أبو بكر البرقاني، وسألت عنه
أبا القاسم الأزهري، فقال: ثقة.
461

باب القاف والراء
القراء: بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة.
هذه النسبة إلى قراءة القرآن والزهد، وهذا بيت بقزوين، من أهل العلم، ويقال
له: القرائي، منهم:
أبو الحسن علي بن منصور بن القراء القزويني، نزل بغداد، ومات بها. يروي عن
أبي بكر البرقاني، سمع منه الحميدي، ومشايخنا.
وابنه أبو منصور محمد بن علي بن منصور بن القراء، وسمع أبا طالب بن غيلان،
وأبا منصور السواق، وأبا محمد الجوهري. روى لنا عنه جماعة. قال ابن ناصر الحافظ:
كان هو مدني. ويقال لهم: القرائي أيضا.
وأبوه أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن القراء القزويني
المؤدب، كان أحد البغداديين الأخيار.
وأبو منصور ممن رحل، وطاف في الآفاق، وسمع وجمع ونسخ بخطه الكثير،
واخترمته المنية قبل بلوغه إلى وقت الرواية.
سمع أبو الحسن أباه منصورا، وأبا علي الحسين بن أحمد بن شاذان البزاز، روى لنا
عنه أبو القاسم بن السمرقندي الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة إحدى وثمانين
وأربعمائة.
وأبو منصور نصر بن عبد الجبار بن منصور بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن
أحمد بن محمد بن زهير بن أسد التميمي القرائي القزويني، من هذا البيت، كان شيخا
واعظا، صالحا محدثا. سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا طالب محمد بن علي بن
الفتح العشاري ببغداد. وأبا يعلى الخليل بن عبد الله القزويني بها، وكان قد جمع
شيوخه على حروف المعجم. روى لنا عنه أبو بكر الطيب بن محمد بن أحمد الغضائري
بمرو، وأبو القاسم إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي بآمل طبرستان، وتوفي بقزوين، بعد
سنة سبع وخمسمائة.
القراب: بفتح القاف وتشديد الراء وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
462

هذه النسبة لمن يعمل القرابة (1)، وهي آنية زجاجية، والمشهور بها:
أبو طاهر عطاء بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن تغلب بن النعمان بن قيس بن سيف
الدارمي القراب، من أهل هراة، كان شيخا صالحا، كثير الخير، سافر إلى العراق والحجاز
واليمن، وظني أنه حج من طريق البحر. سمع أبا أحمد عبد الرحمن بن أحمد
الشيرنخشيري، وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن أحمد الحساني، وأبا الحسن علي بن
أبي طالب الخوارزمي، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه السرخسي، وأبا سعد
عبد الرحمن بن محمد بن محمود، وغيرهم. روى لنا عنه أبو النصر عبد الرحمن بن
محمد بن محمود، وغيرهم. روى لنا عنه أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار الكامي،
وأبو جعفر حنبل بن علي السجزي، وأبو الحسن محمد بن إسماعيل الحسني، وغيرهم.
وكانت ولادته في سنة أربع وأربعمائة وتوفي في شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة، ودفن بباب
خشك (2).
القرادي: بضم القاف وفتح الراء وفي آخرها الدال المهملة بعد الألف.
هذه النسبة إلى قراد، وهو لقب جد أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن
غزوان الخزاعي القرادي، المقري المؤدب، المعروف جده بقراد، حدث عن عبد الله بن
هاشم الطوسي، ورزق الله بن موسى الإسكافي، ومحمد بن خداش، ويوسف بن موسى
القطان. روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن أبي سمرة، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر
الحربي. وذكره الدارقطني، فقال: متروك، يضع هو وأبوه جميعا. ومات سنة تسع
وثلاثمائة.
وفي الأسماء القراد بن صالح.
وقراد: بطن من..، (3) والمشهور بالنسبة إليه:
نصر بن أبي الأشعث القرادي الكوفي، يروي عن أبي إسحاق الهمداني، وأبي الزبير
المكي، وغيرهما. روى عنه أبو شهاب الخياط، والفضل بن دكين.
القراري: بفتح القاف والألف بين الرائين مخففة.

(1) في اللباب: " القرب ".
(2) خشك: باب من أبواب هراة. معجم البلدان 2 / 446.
(3) كذا في: ك، واللباب، وسقط " من " من: ظ، م. وفي حاشية اللباب: " وبنو مراد بطن من بني فهر بن
مالك "، وهو كذلك فيه 9 / 31 (الكويت).
463

هذه النسبة إلى قرار، وهي قبيلة من بكر. قال ابن ماكولا: ذكره ابن معين. وقال
ابن ماكولا في موضع آخر: قرار (قبيلة) من اليمن.
والمشهور بالانتساب إليه:
أبو الأسد سهل القراري الكوفي، روى عن بكير الجزري (1)، عن أنس، روى عنه
الأعمش، ومسعر، والمسعودي، وشعبة، ووهم في اسمه فسماه عليا. وقال ابن ماكولا:
سهل القراري الكوفي، يروي عن أنس بن مالك.
وعلي بن الهيثم بن عثمان بن عبيدة بن يزيد القراري، يروي عنه أبو الحسين
عبد الباقي بن قانع البغدادي.
وأبو المقدام زريق بن حيان القراري، ويقال زريق، بالزاي المقدمة على الراء، وكان
أبو حاتم الرازي يقول: زريق أصح. قال ابن أبي حاتم: أبو المقدام، مولى بني فزارة،
كان على جواز مصر زمن الوليد وسليمان وعمر بن عبد العزيز، روى عن مسلم بن قرظة،
وعمر بن عبد العزيز. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر،
ويزيد بن يزيد بن جابر.
القراري: بكسر القاف والألف بين الرائين.
هذه النسبة إلى قرار، وهو بطن من عنزة، وهو قرار بن ثعلبة بن مالك بن حرب بن
النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
القراطيسي: بفتح القاف والراء المهملة وكسر الطاء وسكون الباء المنقوطة من تحتها
بنقطتين بعدها سين مهملة.
هذه النسبة إلى عمل القراطيس وبيعها، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عثمان، وقيل: أبو عمرو، سعيد بن بحر القراطيسي، من أهل بغداد، يروي عن
يزيد بن هارون، وأبي نعيم الفضل بن دكين، والحسين بن علي الجعفي، ومحمد بن
مصعب القرقساني، وعثمان بن عمر بن فارس. روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية،
ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي. مات في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وأبو ذر القاسم بن داود بن سليمان البغدادي القراطيسي، من أهل بغداد، رواية كتب

(1) أنظر اللباب 3 / 21.
464

أبي بكر (عبد الله) بن محمد بن أبي الدنيا القرشي. روى عنه أبو علي زاهر بن أحمد
السرخسي، وروى عن أبي عثمان سعدان بن نصر البزاز، روى عنه أبو الحسين بن
أحمد بن جميع الغساني.
وأبو سليمان صالح بن سليمان القراطيسي، من أهل البصرة، يروي عن عثمان بن
عبد الحميد، عن مطر الوراق. روى عنه يعقوب بن سفيان.
وأبو بكر محمد بن بشر بن موسى بن مروان القراطيسي، أصله من أنطاكية، سكن
بغداد، وحدث عن الحسن بن عرفة، ومحمد بن شعبة بن جوان. روى عنه القاضي
أبو الحسين علي بن الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر بن محمد بن القواس، وذكر يوسف
أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن بشر بن مروان القراطيسي، من أهل دمشق، قدم بغداد، وحدث
بها عن بحر بن نصر، والزبير بن سليمان، المصريين. روى عنه أبو الحسن علي
الدارقطني، وأبو الحسن محمد بن جعفر بن العباس النجار.
القراطي: بفتح القاف والراء وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى قراطة، وهي بلدة من بلاد الأندلس، منها:
بقي بن العاص القراطي، حدث، وسمع منه، وتوفي بالأندلس، سنة أربع وعشرين
وثلاثمائة (1). هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ المصريين ".
القراظ: بفتح القاف والراء المشددة بعدهما الألف وفي آخرها الظاء المعجمة.
هذه النسبة إلى بيع القرظ، وهو نبات يدبغ به الأدم، عرف بذلك:
أبو عبد الله دينار القراظ، قال ابن أبي حاتم: كان يبيع القرظ. روى عن سعد بن
أبي وقاص، ولا يدرى سمع منه أم لا؟ وأبي هريرة. روى عنه موسى بن عقبة، وعمر بن
نبيه، وأبو معشر، (و) موسى بن عبيدة الربذي، وأسامة بن زيد.
القرافي: بفتح القاف والراء وكسر الفاء.
هذه النسبة إلى القرافة، وهو بطن من المعافر، والمشهور بهذه النسبة:

(1) أنظر اللباب 3 / 22.
465

أبو دجانة أحمد بن إبراهيم بن الحكم بن صالح القرافي، حدث عن حرملة بن يحيى،
وهارون بن سعيد الأيلي، وغيره. يقال إنه غلط فحمل شيئا من حديث هارون بن سعيد
الأيلي، عن حرملة. توفي في شهر ربيع الآخر، سنه تسع وتسعين ومائتين (1). ذكره
ابن يونس.
وأبو سعيد علقمة بن عاصم المعافري، ثم القرافي، روى عن عبد الله بن عمرو،
روى عنه أبو قبيل المعافري. قاله ابن يونس.
وممن ينتسب إلى القرافة، لسكناه بها، وهي محلة بمصر، نزلت هذه القبيلة بها
فنسبت إليهم:
أبو الحسن علي بن صالح الوزير القرافي.
وأبو الفضل الجوهري القرافي.
سمع منها أبو نصر بن ماكولا الأمير الحافظ.
القرائي: بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها
باثنتين.
هذه النسبة إلى القراء، عرف بهذا اللقب بعض أجداد المنتسب إليه، وهو بيت كبير
بقزوين، لقيت منه شابا ببخارى وسمرقند من أهل العلم والفقه، وأكثرهم محدثون،
منهم:
أبو إبراهيم الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله القرائي التميمي القزويني، شيخ صالح
مستور، سافر الكثير إلى العراق وخراسان وديار مصر، وسمع ببغداد أبا الغنائم عبد الصمد بن
محمد بن المأمون وأبن الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشميين، وبمصر
أبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي القاضي، وبقزوين عمه علي بن عبد الله
القرائي، وطبقتهم. روى لي عنه أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري
بنيسابور. وتوفي بعد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وأبو منصور محمد بن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد

(1) في النسخ: " ومائة "، والتصويب من اللباب. وقد حدث عن هارون بن سعيد الأيلي، وكانت وفاة هارون سنة
ثلاث وخمسين ومائتين. تهذيب التهذيب 11 / 7.
466

القرائي القزويني، سكن بغداد، وكان عارفا باللغة العربية، وقرأ القرآن على أبي بكر الخياط
المقري، سمع أباه، وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، وأبا إسحاق إبراهيم بن
عمر البرمكي، وأبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأقضى القضاة أبو الحسن علي بن
محمد بن حبيب الماوردي. روى لنا عنه جماعة من أصحابنا، مثل أبي الحسين هبة الله بن
الحسن الأمين بدمشق، وأبي بكر المبارك بن كامل الخفاف. وتوفي بشوال سنة عشر
وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
القرابي: بكسر القاف وفتح الراء وفي آخرها الباء.
هذه النسبة إلى القرب، والمشهور بالنسبة إليها:
أبو بكر بن أبي عون القربى، يروي عن بجاد الضبي، عن ابن عباس وعائشة والأشتر.
روى عنه الرياشي.
وأبو عون الحكم بن سنان القربى، يروي عن مالك بن دينار، وهو والد عون بن
الحكم. قال ابن أبي حاتم أبو عون صاحب القرب، بصري، يروي عن مالك بن دينار،
وأيوب، ويحيى بن عتيق، ويزيد القرواشي. روى عنه المقدمي، وابنه عون بن الحكم،
وإبراهيم بن موسى، قال، سمعنا أبي يقول: عنده وهم كثير، وليس بالقوي ومحله
الصدق يكتب حديثه.
وعبد الله بن أيوب القربى، بغدادي يروي عن يحيى الحماني، وغيره.
وأبو بكر أحمد بن داود بن سليمان بن جوين بن زيان القربى، مولى حضرموت،
مصري، يروي عن الربيع بن سليمان الجيزي، وعيسى بن مثرود، ويونس بن عبد الأعلى،
وأحمد بن محمد بن يعقوب، توفي في حدود سنة عشرين وثلاثمائة. قاله ابن يونس.
القرتائي: بفتح القاف والراء والتاء المشددة ثالث الحروف وفي آخرها الياء آخر
الحروف.
هذه النسبة إلى قرتا، وظني أنها من قرى البحر (1) من عمان (1)، منها أبو عبد الله
محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن أيوب النهرديري، يعرف بالقرتائي، سكن
الصليق (2)، قدم بغداد في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وأملى في جامع المدينة مجلسا.

(1) (1 1) أنظر اللباب 3 / 23.
(2) الصليق: مواضع كانت في بطيحة واسط، بينها وبين بغداد. معجم البلدان 3 / 515
467

حدث فيه عن أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرويري، والحسن بن أحمد بن أبي زيد،
وأبي شجاع محمد بن فارس، البصريين، وغيرهم من أهل البصرة. ذكره أبو بكر الخطيب.
الحافظ في " التاريخ "، فقال: كتب عنه أصحابنا، ولم أسمع منه شيئا، ولا رأيته.
القرثعي: بفتح القاف وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة وفي آخرها العين.
هذه النسبة إلى قرثعة، وهو اسم رجل، وهو (والد):
المختار بن قرثعة القرثعي الواسطي، من أهل واسط، يروي عن أبيه، روى عنه
أبو سفيان الحميري.
وزيد بن معاوية القرثعي، قيل: له صحبة، ولا يصح ذلك، لان ذلك الحديث رواه
الشاذكوني، عن النميري، عن عائذ بن ربيعة، عن عباد بن زيد، عنه، ولا يعتد برواية
الشاذكوني، هكذا. قال ابن أبي حاتم، ويزيد بن عبد الملك، وعائذ بن ربيعة، وعباد بن
زيد، لا يعرفون.
القرجني: بضم القاف وسكون الراء وفتح الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرجن، وهي قرية من قرى الري، هكذا ذكره أبو كامل البصري،
والمشهور بهذه النسبة:
علي بن الحسين القرجني، روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء، حدث عنه العقيلي.
القرجي: بفتح القاف وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى القرج، وهي ناجية بالري، منها:
المغيرة بن يحيى بن المغيرة السدي الرازي القرجي. قال ابن أبي حاتم: وهو من قرية
وهبن، ظن رستاق القرج. وسأذكره في الواو.
القرجي: بضم القاف وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى قرج، وهي قرية من قرى الري فيما أظن، منها:
أيوب بن عروة القرجي. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: وهو كوفي، نزيل الري في
بعض القرى، روى عن أبي مالك الجنبي، وأبي بكر بن عياش، وحفص بن غياث،
وعبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، ومصعب بن سلام، وعبد الله بن خراش،
وقال: كتب عنه أبي بالري، وأبو زرعة، ورويا عنه.
468

القردمي: بفتح القاف وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى بني قدرم، وهم جماعة من العرب نزلوا أفريقية، والمنتسب إليهم:
عبد الله بن عبد الرحمن بن الطفيل التجيبي القردمي، قاضي أفريقية، لموسى بن
نصير، يروي عن علقمة بن وقاص، روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.
القردواني: بفتح القاف وسكون الراء وضم الدال وفتح الواو بعدها الألف وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى قردوان.
وأبو العباس الفضل بن عبد الله بن محمد القردواني، حدث عن علي بن داود
القنطري. روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، وذكر أنه سمع من
أبي العباس بسر من رأى.
القردوسي: بضم القاف وسكون الراء وضم الدال المهملتين وفي آخرها السين
المهملة.
هذه النسبة إلى درب القراديس بالبصرة، وباب القراديس بالفاء، بدمشق.
والقراديس: طن من الأزد، نزلوا محلة بالبصرة، فنسبت المحلة إليهم.
وقردوس: بطن من دوس، وهو قردوس بن الحارث بن فهم بن غانم بن
دوس. قال ذلك أحمد بن الحباب الحميري النسابة.
والمشهور إلى قراديس الأزد:
أبو الحسن معلى بن زياد القردسي، من أهل البصرة، يروي عن الحسن،
وأبي غالب. روى عنه هشام بن حسان.
وأبو عبد الله بن هشام بن حسان القردوسي، من أهل البصرة، مولى لعتيك، يروي عن
عطاء، والحسن، وأبي الزبير، وابن سيرين. روى عنه يحيى بن راشد البراء، وأهل
البصرة. ومات في أول يوم من صفر، سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة. قال أبو حاتم بن
حبان: هشام بن حسان، كان ينزل درب القراديس، فنسب إليه، وكان من العباد الخشن،
والبكائين في الليل.
وعبد الله بن حسان القردوسي، من أهل البصرة، أخو هشام، يروي عن كثير
469

مولاهم، عن عكرمة. روى عنه موسى بن إسماعيل.
والحسن القردوسي، أو ابن القردوسي، يروي عن الحسن البصري، روى عنه
عكرمة بن عمار (1).
القرشي: بضم القاف وفتح الراء وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى قريش، وقد ذكرت تسمية قريش قريشا في القريشي، بعد هذه الترجمة
بأوراق، وفيهم كثرة على اختلاف قبائلهم، واشتهر بهذه النسبة جماعة من أهل العلم، مع
الانتساب إلى قبيلة خاصة من قريش، منهم:
الشريف أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد بن علي بن محمد بن سعيد بن
عبد الله بن أمية بن خالد بن حراز بن محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي المزكي، من أهل هراة، كان ثقة صدوقا، سمع
العباس بن الفضل النضرويي، وأبا الفضل بن خميرويه، وأبا حتم محمد بن يعقوب،
الهرويين، وأبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان المقري، وأبا سعيد عبد الله بن عبد الوهاب
الرازي، ومنصور بن العباس البوشنجي، وأبا منصور بن أحمد الأزهري، وأبا محمد
عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وعلي بن عيسى الماليني، وأبا عبد الله الشماخي.
قال أبو بكر الخطيب: قدم بغداد حاجا، وحدث بها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. كتب
بعد رجوعه من حجه، وكان ثقة، ومات بهراة في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
والفقيه أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد بن هارون بن حسان بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص الأكبر بن أمية بن
عبد شمس بن عبد مناف القرشي، كان إمام عصره، وفقيه خراسان، تفقه على أبي العباس
أحمد بن سريج، ورجع إلى خراسان، واجتمع عليه الناس والفقهاء، ونشر العلم، ودرس
الفقه. سمع الحديث بخراسان من أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي، وأبي بكر
محمد بن نعيم المديني، وأبي محمد جعفر بن محمد بن الحسن الترك، وأبي بكر محمد بن
إسماعيل الإسماعيلي، وببغداد أبا عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وبنسا

(1) في اللباب بعد نهاية الترجمة: " هكذا قال السمعاني: القراديس بطن من الأزد. ثم قال: وقردوس بطن من دوس.
ولعله قد ظن أن قردوس الأزد غير قردوس دوس، أو حيث رأى في أحدهما قراديس وفي الآخر قردوسا ظنهما اثنين
وهما واحد. ودوس من الأزد، وهو دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد ".
470

أبا العباس الحسن بن سفيان النسوي، وغيرهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ،
وذكره في " التاريخ "، فقال: أبو الوليد القرشي، الفقيه، أما أهل الحديث بخراسان في
عصره، وكان أزهد من رأيت من العلماء، وأكثرهم تقشفا ولزوما لمدرسته وبيته، وأكثرهم
اجتهادا في العبادة، سمع المسند والكتب من الحسن بن سفيان، ودخل العراق سنة خمس
وثلاثمائة، وصنف " المخرج على مذهب الشافعي "، و " المخرج على المسند الصحيح "
لمسلم بن الحجاج، وتوفي ليلة الجمعة، الخامس من ربيع الأول، سنة تسع وأربعين
وثلاثمائة. فغسله أبو عمرو بن مطر، وحملت جنازته على الطريق الذي كان يمشي فيه كل
جمعة إلى الجامع، حتى بلغ مصلى الحيرة، فصلى عليه يحيى بن منصور القاضي، ثم أخذ
يبكي، فقال: قد أوصيت أن يصلي علي أبو الوليد وقد صليت عليه، ثم دفن بمقبرة نصر بن
زياد القاضي، المدفون فيها ثلاثة من أصحابه. ورؤى الأستاذ أبو الوليد في المنام فسئل عن
حاله، فقال: قابلت، أو عارضت جميع ما قلت، فكنت أخطأت في عشرين، أو واحد
وعشرين. وكان الفقيه أبو الحسين عبد الله بن محمد يقول: ما وقعت في ورطة قط،
ولا عرض لي أمر مهم، فقصدت قبر أبي الوليد، وتوسلت به إلى الله عز وجل، إلا استجاب
لي.
وأبو الصهباء حيدر بن محمد بن فتحويه بن محمود بن هارون بن عبد الله بن عامر بن
كريز بن حبيب بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن
إسحاق بن خزيمة، وتوفي في ذي الحجة، سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن مائة
وثلاث سنوات. روى عنه ابنه أبو السنابل هبة الله.
والمصنف المعروف، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي،
المعروف بابن أبي الدنيا. قيل له القرشي لأنه مولى بني أمية. كان ثقة، صدوقا، مكثرا من
التصانيف في الزهد والرقائق، وكان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء. سمع أباه،
وسعيد بن سليمان الواسطي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وخالد بن خداش المهلبي،
ومحرز بن عون، وأحمد بن جميل المروزي، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام،
وداود بن عمرو الضبي، ومحمد بن الحسين البرجلاثي، وخلقا يطول ذكرهم. روى عنه
الحارث بن محمد بن أبي أسامة، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن خلف بن المرزبان،
وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، وأبو ذر القاسم بن داود الكاتب، وعمر بن سعد
القراطيسي، وأبو علي بن صفوان البردعي، وجماعة آخرهم أبو بكر الشافعي.
وسأل عبد المؤمن بن خلف النسفي أبا علي صالح بن محمد جزرة، عن ابن أبي الدنيا،
471

فقال: صدوق، وكان يختلف معنا، إلا أنه كان يسمع من إنسان يقال له: محمد بن
إسحاق، بلخي، وكان يضع للكلام إسنادا، وكان كذابا، يروي أحاديث من ذات نفسه
مناكير. وكان إبراهيم الحربي يقول رحم الله أبا بكر بن أبي الدنيا، كنا نمضي إلى عفان
نسمع منه، فنرى ابن أبي الدنيا جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني، خلف شريجة (1)،
فقال: يكتب عنه ويدع عفان. قال القاضي بن الحسين بن أبي عمر محمد بن يوسف:
بكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن أبي الدنيا، فقلت له: أعز الله
القاضي، مات ابن أبي الدنيا. فقال: رحم الله أبا بكر، مات معه علم كثير. اذهب يا غلام
إلى يوسف حتى يصلي، فحضر يوسف بن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية، ودفن فيها سنة
ثمانين. وهذا غلط، والصحيح أن ولادته كانت في سنة ثمان ومائتين، ومات في جمادى
الأولى سنة إحدى وثمانين ومائتين.
القرطبي: بضم القاف وسكون الراء وضم الطاء المهملة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قرطبة، وهي بلدة كبيرة من بلاد المغرب من الأندلس، وهي دار ملك
السلطان، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء في كل فن قديم وحديثا، والمشهور بهذه
النسبة:
أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري الأندلسي القرطبي الحافظ، كان إماما فاضلا
كبيرا، جليل القدر، صنف التصانيف، يروي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الملك بن
ضيفون الرصافي.
وإبراهيم بن نصر القرطبي، توفي سنة سبع وثمانين ومائتين. ذكره أبو سعيد بن
يونس.
ويحيى بن يحيى القرطبي. نذكره في " المصمودي ". وهو من أهل قرطبة.
وإسحاق بن جابر القرطبي، يروي عن يحيى بن يحيى القرطبي، توفي سنة ثلاث
وستين ومائتين.
وأحمد بن مروان القرطبي، يروي عن يحيى بن يحيى بن كثير، وسعيد بن حسان،
وعبد الملك بن حبيب. توفي بالأندلس سنة ست وثمانين ومائتين.

(1) في النسخ: " شريحة "، والمثبت في تاريخ بغداد.
والشريجة: شئ من سعف، يحمل فيه البطيخ ونحوه.
472

وأبو الحسن طاهر بن عبد العزيز الرعيني الأندلسي القرطبي. سمع من محمد بن
إسماعيل الصائغ الكبير، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ الصغير، وعلي بن عبد العزيز،
كتب أبي عبيد، وحدث. ذكره الخشني، في " تاريخ الأندلس "، وقال: توفي سنة أربع
وثلاثمائة، وكان عالما فهما، عارفا باللغة.
وأبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي، مقرئ فاضل، إمام نحوي،
عرف باللغة والنحو، كثير الأدب، كتب الكتب بالإسكندرية ومصر بعد الخمسمائة. ورد
العراق (1)، وأدرك الشيوخ. لقيته بدمشق، وكتبت عنه أجزاء. وكان ساكنا فاضلا متدينا.
وسمعت أنه انتقل من دمشق إلى بلاد أذربيجان وسكنها، ورأيت له أصولا حسنة في القراءات
والحديث (2).
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عبد الأعلى بن سالم بن
عبد الله بن محمد بن سالم بن غيلان التجيبي الأندلسي القرطبي، المالكي، حدث وروى
وولد بقرطبة سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. قال أبو زكريا
يحيى بن علي الطحان: حدثونا عنه.
القرطمي: بكسر القاف وسكون الراء والطاء المهملة وفي آخرها الميم. هكذا رأيت
في " تاريخ أصبهان " مقيدا مضبوطا، ولعله نسب إلى حب القرطم وبيعه، وهو كالكتان،
واشتهر بهذه النسبة:
أبو مسلم، وقيل: أبو محمد، عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن يحيى القرطمي
المؤذن، من أهل أصبهان. يروي عن عبد الله بن محمد بن النعمان، وأبي طالب بن
سوادة. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ. وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة.
ووالده محمد بن عمرو بن يحيى القرطمي، المعروف بابن شساه، من أهل صبهان،
يروي عن إسماعيل بن عمرو البجلي. روى عنه ابنه عبد الرحمن، ولم يحدث عنه سواه.
والفضل بن العباس القرطمي البغدادي، يروي عن يحيى بن عثمان الحربي. روى عنه

(1) في اللباب: " ورد الشام والعراق ".
(2) في اللباب: " قلت: وانتقل إلى الموصل، وسكنها، وانتفع به الناس، وقرأوا عليه القرآن الحديث والنحو، وغير
ذلك، وكان ثقة صالحا فاضلا، وتوفي بالموصل سنه سبع وستين وخمسمائة ".
473

سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
القرطي: بضم القاف وسكون الراء وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى القرط، والمشهور بالانتساب إليه:
عثمان بن روح ابنا شعبان القرطي.
وابن أخيهما أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان، الفقيه القرطي. كان مصنفا على
مذهب مالك، وهو مصري.
القرظ: بفتح القاف والراء وفي آخرها الظاء.
هذه النسبة إلى سعد بن عائذ القرظ، المؤذن المديني. قال ابن أبي حاتم: له صحبة،
وإنما سمي القرظ، لأنه كلما تجر في شئ وضع فيه، فاتجر في القرظ، فربح فلزم
التجارة فيه، روى عنه ابنه عمار بن سعد، وابن ابنه حفص بن عمر بن سعد. وجماعة من
أولاده نسبوا إليه.
القرظي: بفتح القاف والراء وفي آخرها الظاء المعجمة.
هذه النسبة إلى سعد بن عائذ القرظ، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم والمشهور بالانتساب إليه:
عبد الرحمن بن سعد بن عمار القرظي، من أولاد سعد القرظ، يروي عن آبائه، روى
عنه أبو بكر الحميدي، وإسحاق الطالقاني.
ومحمد بن عمار بن سعد القرظ، المؤذن القرظي، يروي عن أبي هريرة. روى عنه
ابن ابنه محمد بن عمار بن حفص القرظي، وعمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
ومحمد بن عمار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ، المؤذن الأنصاري القرظي،
المعروف بكشاكش. روى عن عمه (1)، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، وسعيد المقبري،
وصالح مولى التوأمة. روى عنه معن بن عيسى، وأبو عامر العقدي، وسعيد بن منصور،
وسويد بن سعد، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وسعيد بن عبد الجبار، وعثمان بن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وقال أحمد بن حنبل: كشاكش ما أرى به بأسا. قال أبو حاتم

(1) في تهذيب التهذيب 9 / 358: " روى عنه جده لامه محمد بن عمار بن سعد القرظ ".
474

الرازي: يكتب حديثه.
القرظي: بضم القاف وفتح الراء المهملة والظاء المعجمة.
هذه النسبة إلى قريظة، وهو اسم رجل نزل قلعة حصينة بقرب المدينة، فنسب إليهم.
وقريظة والنضير أخوان، من أولاد هارون النبي صلوات الله عليه، والمنتسب إليه.
كعب بن سليم القرظي، من أهل المدينة. يروي عن علي بن أبي طالب. روى عنه
ابنه محمد بن كعب القرظي.
وأبو حمزة محمد بن كعب بن سليم بن عمرو بن إياس بن حيان بن قرظة بن
عمران بن عمير بن قريظة بن الحارث القرظي، من أهل المدينة، كان أبوه ممن لم ينبت يوم
قريظة فترك، يروي عن ابن عباس، وابن عمر، وزيد بن أرقم. وكان من أفاضل أهل
المدينة علما وفقها، وبها مات، سنة ثمان ومائة، وقد قيل إنه مات سنة سبع عشرة ومائة.
وإسحاق بن كعب القرظي، أخو محمد بن كعب، من أهل المدينة، يروي عن
أخيه، روى عنه يزيد بن أبي زياد.
وعبد الله بن محمد بن عقبة بن أبي مالك القرظي، يروي عن أبيه، عن أم سلمة.
روى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وعطية القرظي، قال: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فلم أكن أنبت، فجعلني في
السبي، روى عنه مجاهد، وعبيد الملك بن عمير، وغيرهما.
وأبو جعفر ثعلبة بن أبي مالك القرظي، المدني، كان إمام بني قريظة. يروي عن
ابن عمر. روى عنه الزهري، وابن الهاد.
وعلي بن عبد الله بن رفاعة القرظي، من أهل المدينة. روى عن الربيع بن سعيد.
روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري.
وأبو يحيى زكريا بن منظور بن عقبة بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي، من أهل المدينة.
يروي عن أبي حازم. منكر الحديث جدا، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له من حديثه. قال
عباس بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: زكريا بن منظور ليس بشئ. فراجعته مرارا
فزعم أنه ليس بشئ. قال: وكان طفيليا. وحدث عن هشام بن عروة، وعطاف بن خالد،
وثابت بن زيد الحجازي، وذويه. روى عنه محمد بن الحسن بن زياد، وعبد الله بن الزبير
الحميدي، وإسحاق بن أبي إبراهيم، وغيرهم. وكان متروك الحديث.
475

القرقري: بالراء بين القافين المفتوحين والقاف بين الرائين. هذه النسبة إلى
قرقر، وهو اسم لجد:
أبي محمد عبد الله بن عمر بن أحمد بن قرقر الحافظ القرقري، يروي عن علي بن
محمد بن منصور الرهاوي، سمع منه بالرها. روى عنه أبو الحسين محمد بن جميع
الغساني.
وقرقرى: موضع باليمامة. قال يحيى بن أبي طالب (1) اليمامي، لما ركب البريد إلى
خراسان:
أقول لأصحابي ونحن بقومس * ونحن على أكباد محذوفة جرد
بعدنا وحق الله من أهل قرقرى * ومن أهل موسوج وزدنا على البعد
القرقري: بالراء الساكنة بين القافين المضموتين وفي آخرها راء أخرى.
هذه النسبة إلى لقب بعض أجداد أبي طاهر عبد الواحد بن حسين بن عمر بن قرقر
الحذاء القرقري، من أهل بغداد، وكان يتشيع، وهو صحيح السماع، سمع أبوي الحسن
علي بن عمر الدارقطني، وعلي بن عمر الحربي، وأبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم
إسماعيل بن سعيد بن سويد، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى، وغيرهم. ذكره أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا وذكر لنا عنه أنه
كان يتشيع، وهو من أهل باب الطاق، وكان دكانه في الحذائين من سوق الكرخ، وكانت ولادته
في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ومات في شوال سنة تسع وأربعين وأربعمائة ببغداد.
القرقساني (2): هذه النسبة إلى قرقيسيا، وهي ببلدة بالجزيرة، على ستة فراسخ من
رحبة مالك بن طوق، قريبة من الرقة، لم يتفق لي دخولهما والنسبة بإثبات النون وإسقاطها،
والقائل بالنون وإثباتها أكثر، حتى اشتهر بذلك. وكان نزل بها جرير بن عبد الله البجلي،
وعدي بن حاتم الطائي، وحنظلة الكاتب، لما أظهر بنو أمية شتم الصحابة رضوان الله عليهم

(1) في معجم البلدان أنه يحيى بن طالب الحنفي، وكان مولى لقريش باليمامة، وأنه خرج إلى خراسان هاربا من الدين.
معجم البلدان 4 / 64.
وجاء البيت الثاني في معجم ما استعجم 3 / 1065 منسوبا إلى مالك بن الريب.
(2) في اللباب: " بفتح القافين بينهما راء ساكنة وبعدها سين مهملة مفتوحة وبعد الألف نون، وقد تحذف ويجعل عوضها
ياء ".
476

بالكوفة، خرجوا عنها، ونزلوا قرقيسيا، وقالوا: لا نسكن بلدة يسب فيها أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ومات جرير بها، والمشهور من علمائها:
عبد الملك بن سليمان بن القرقساني، روى عنه عيسى بن يونس السبيعي. روى عنه
أبو حفص عمر بن محمد بن بجير الهمذاني، صاحب الجامع الكبير. أثنى عليه أبو حاتم بن
حبان، وقال: هو مستقيم الحديث.
وإمام مسجد قرقيسيا أبو عمرو عثمان بن يحيى بن عيسى القرقساني الصياد، يروي عن
ابن عيينة، حدث عن أحمد بن يحيى بن الأزهر السجستاني، مات سنة ثمان وخمسين
ومائتين.
والحسن بن علي بن جبير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي القرقساني، من أهل
قرقيسيا، قدم مصر، وروى عنه سعيد بن عفير.
وأبو عبد الله، وقيل: أبو الحسن، محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني، من أهل
قرقيسيا، كان حافظا، وكان كثير الغلط، وقيل إنه منكر الحديث. حدث عن الأوزاعي
ومالك بن أنس، وحماد بن سلمة، وأبي بكر بن أبي مريم، وسحيم بن هانئ، ومبارك بن
فضالة، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد وأحمد بن حنبل، ويعقوب بن
إبراهيم الدورقي، وأحمد بن منصور الرمادي بن إسحاق الصنعاي، وجماعة. مات سنة
ثمان ومائتين ببغداد. قال يحيى بن معين: لم يكن محمد بن مصعب من أصحاب الحديث،
كان مغفلا. وقال أبو زرعة لما سئل عن محمد بن مصعب، فقال: صدوق في الحديث
ولكنه حدث بأحاديث منكرة، فليس هذا مما يضعفه. قال: نظن أنه غلط فيها. قال
ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، قال: ليس بقوي. قال: وسألت أبا زرعة عنه، فقال:
صدوق في الحديث، ولكنه حدث بأحاديث منكرة، فليس هذا مما يضعفه. قال: نظن أنه
غلط فيها. قال: وسألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث. فقلت له: إن أبا زرعة قال
كذا فحكيت له كلامه فقال: ليس هو عندي كذا، ضعف لما حدث بهذه المناكير. قال
ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: محمد بن مصعب، وعلي بن عاصم، أيهما أحب إليك؟
قال: محمد بن مصعب أحب إلي، علي بن عاصم تكلم بكلام سوء، ما أقل من حدث عنه
من أصحابنا.
وأبو الإصبع محمد بن عبد الرحمن بن كامل بن موسى بن صفوان الأسدي القرقساني
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن أبي جعفر النفيلي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي،
477

وأبي بكر بن الأسود، ومعلى بن مهدي، ويزيد بن مهران، وعبيد بن يعيش. روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو بن السماك،
وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي البزار. وكان ثقة، حسن الحديث. وتوفي
سنة سبع وثمانين ومائتين.
القرقوبي: بضم القافين بينهما الراء وفي آخرهما الباء.
هذه النسبة إلى قرقوب، وهي بلدة قريبة من الطيب، بين واسط وكور الأهواز، منها:
أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسين بن محمد بن حامد بن الحسين بن يوسف
القرقوبي الخطيب، ولي الخطابة بهذه البلدة، وكان فاضلا، حسن الشعر، كتب عنه ببغداد
شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ، وأنشدني عنه أقطاعا من الشعر، وكان
ورده بغداد سنة تسع وخمسمائة، وانصرف إلى بلدته.
وأبو سعيد الحسن بن علي بن سهلان القرقوبي، نزيل أصبهان، من أهل الخير
والصلاح، سمع عبد الله بن محمد الصائغ، وعبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان،
وغيرهما. سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وذكره في " معجم شيوخه "،
فقال: أبو سعيد القرقوبي نزيل أصبهان، شيخ صالح، محب للسنة، سمع من أبي الشيخ
" كتابه " المخرج على الصحيح، ومات بأصبهان، وأنا بها بعد، قبل أن أخرج منها، يوم
الجمعة، وقت الصلاة، السادس والعشرين من شعبان، سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
القرمطي: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وفي آخرها الطاء.
هذه النسبة إلى المذهب المذموم، والرأي الخبيث، وهم جماعة من أهل هجر
والبحرين والحسا، قيل لهم: القرامطة، قتلوا حاج بيت الله في الحرم، وفي رمل زهير،
وقيل باللام وإنما نسبوا إلى رجل من سواد الكوفة، يقل له: قرمط، وقيل: حمدان بن
قرمط، وكان ممن قبل دعوتهم، ثم صار رأسا في الدعوة، وقد دمر الله تعالى عليه، وألحقه
بأخويه عاد وثمود.
والقصة في القرامطة وظهورهم، أن جماعة من أولاد بهرام جور كانوا حبسوا في محبس
شبل (1) وزير المهدي واسمه عبد الله، وكاتبوا بن المقفع، وأحمد بن حسين الجراح،

(1) في نسخ أخرى وقد وزر المهدي اثنان: أبو عبيد الله معاوية بن يسار، وأبو عبد الله يعقوب بن داود. أنظر الفخري
133، 135.
478

وعبد الله بن ميمون القداح، والدنداني، وغيرهم، فذكروا آباءهم وأجدادهم، وما كانوا فيه
من الشرف والعز والملك، وما آل أمرهم إليه من الذل، وكان هذا في أيام أبي مسلم صاحب
الدولة، فقالوا: إن أبا مسلم كيف نقل الخلافة من بني مروان إلى بني العباس، وكان من
الموالي، ونحن من أولاد الملوك، فاتفقوا، خذلهم الله تعالى، على أن يسعوا في رفع
الاسلام، وقالوا: ينبغي أن تفرق دعوتهم، ويخرج بعضهم على بعض. فقيل: إن ملوكهم
ظلمة، قتلوا أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنشأوا الاشعار في ذلك، وشوشوا أمر الرعية على
الملوك فقسموا الدنيا على أرباع أربعة، واختاروا أربعة من الرجال، ونفذوهم إلى الأرباع
والأقاليم، فنفذوا واحدا إلى الكوفة، فأول من أجابه حمدان بن قرمط، أعانه على الدعوة،
وتبعه عالم لا يحصون، فنسبوا إليه.
وصار هذا لقبا لعامر بن ربيعة القرمطي، جد محمد بن عبد الله العدوي، وقال
أبو القاسم الطبراني: إنما نسبوا إلى القرامطة، لان النبي صلى الله عليه وسلم رأى عامرا جدهم يمشي،
قال: " إنه ليقرمط في مشيته "، وهو من أهل المدينة، حدث عن بكر بن عبد الوهاب.
ويحيى بن سليمان بن نضلة. روى عنه محمد بن عمر بن غالب، وأبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني، وغيرهم.
القرميسيني: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم والسين المهملة المكسورة بين
اليائين الساكنتين آخر الحروف والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى قرميسين، وهي بلدة بجبال العراق، على ثلاثين فرسخا من همذان
عنه دينور، على طريق الحاج، بت بها ليلتين، يقال لها: كرمان شاهان، خرج منها جماعة
من العلماء والمشايخ الصوفية منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن شيبان القرميسيني، شيخ الجبال على الاطلاق في وقته،
صاحب كرامات وآيات، وكانت له حالة عجيبة حسنة، صحب من المشايخ أبا عبد الله
المغربي.
وأبو بكر عمر بن سهل بن إسماعيل أبي الجعد القرميسيني الحافظ، الملقب بكذو،
نزل الدينور، قدم همذان، وحدث بها عن أبي قلابة الرقاشي، ومحمد بن الجهم
السمري، وإبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وإبراهيم بن
الحسين الهمذاني، وعبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي، وأحمد بن زهير. روى عنه
أبو العباس أحمد بن إبراهيم التميمي. ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
479

وأبو القاسم عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن الحسين القرميسيني، أصله من
قرميسين، وهو ولد ببغداد، في صفر، سنة سبع وثلاثمائة، وكان شيخاه صالحا ثقة، سمع
يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا زر بن الباغندي، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري،
وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وغيرهم. روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن
التنوخي، وعبد العزيز بن علي الأزجي. ومات ببغداد، في شوال، سنة خمس وسبعين
وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر بن بكران الخياط القرميسيني، سكن
بغداد، وهو والد أبي القاسم عبد العزيز الأزجي كان فقيها صدوقا، تفقه على مذهب
أحمد بن حنبل، ورأى إبراهيم بن شيبان، شيخ الجبال، يروي عن أبي بكر أحمد بن سلمان
النجاد، ومحمد بن علي بن الهيثم المقري، وإسماعيل بن علي الخطبي روى عنه ابنه.
القرناني: بفتح القاف وسكون الراء والنون والألف والنون بعدها.
هذه النسبة إلى بني القرناء، والمشهور بهذه النسبة:
شريك بن سويد التجيبي ثم القرناني، شهد فتح مصر.
القرنايي: بفتح القاف وسكون الراء وفتح النون وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها.
هذه النسبة إلى بني القرناء، وهم من تجيب، إن شاء الله، والمشهور بهذا
الانتساب:
شريك بن سويد بن همان التجيبي ثم القرناني، شهد فتح مصر. قاله ابن يونس (1).
القرناني: بضم القاف وفتح الراء، وبعدها النون المفتوحة، هذه النسبة إلى بني
القرناء، وهو بطن من تجيب، والمنتسب إليهم:
عميرة بن تميم بن حيي القرناني التجيبي، قال أبو سعيد بن يونس: من بني القرناء،
صاحب الجب المعروف بجب عميرة، في الموضع الذي يبرز إليه الحاج من مصر لخروجهم

(1) في اللباب: " قلت: هاتان الترجمتان واحدة، وعادته أن يذكر ما هو من هذا النوع في ترجمة واحدة، كما فعل آنفا
في القرقساني، فإنه قال: وقد تحذف النون ويجعل عوضها ياء. وما فرق بينهما، لعله قد ظن أنهما اثنتين وهو
غلط، وكذلك الترجمة التي تجئ الآن، الكل واحد، والله أعلم ".
480

إلى مكة، وعقبة بالأندلس بسرقسطة.
القرنجلي: بفتح القاف والراء وسكون النون وضم الجيم وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى قرنجل، وظني أنها من قرى الأنبار، والله أعلم، فإني رأيت في الكتب
جماعة من الأنبار ينسبون إليها، منهم:
... (1) وابنه أبو عمر محمد بن أحمد بن يعقوب الأنباري، المعروف بالقرنجلي،
روى عنه أبيه، عن إبراهيم الحربي، كتب عنه علي بن أحمد بن أبي الفوارس، بالأنبار.
وأبو عبد الله بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحارث الأنباري، يعرف بالقرنجلي،
سمع إسحاق بن بهلول التنوخي. روى عنه أبو بكر أحمد بن (2) إبراهيم الإسماعيلي
الجرجاني، وكان ثقة.
القرني: بفتح القاف والراء وكسر النون.
هذه النسبة إلى قرن، وهو بطن من مراد، يقال له قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد،
نزل اليمن، والمشهور بهذه النسبة المعروف في الأقطار:
أويس بن عامر القرني، وقصته في الزهد معروفة، وقال الدارقطني: قرن، بفتحتين،
فهو فيما ذكر ابن حبيب، قال: في مراد قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد، قوم أويس بن عامر
القرني الزاهد.
والموضع الذي يحرم منه أهل نجد يقال له: قرن المنازل، بسكون الراء.
وأويس سكن الكوفة، وكان عبدا زاهدا. يروي عن عمر. واختلفوا في موته، فمنهم
من زعم أنه قتل يوم صفين في رجالة علي، ومنهم من زعم أنه مات علي جبل أبي قبيس
بمكة، ومنهم من زعم أن مات بدمشق. ويحكون في موته قصصا تشبه المعجزات التي
رويت عنه.
قال أبو حاتم بن حبان: قد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا: قال شعبة: سألت
عمرو بن مرة، وأبا إسحاق عن أويس القرني، فلم يعرفاه. قلت: وذكر قصته في

(1) بياض بالنسخ.
(2) بعد هذا في ظ، م زيادة: " أبي الفوارس بالأنبار. وأبو عبد الله محمد بن أحمد يعقوب الأنباري المعروف بابن ".
وهو خلط.
481

" الصحيح " لمسلم بن الحجاج.
وموسى بن عبد الرحمن القرني الصنعاني، يروي عن هشام بن عروة،
وابن جريج. روى عنه عبد الغني بن سعيد البرقي الثقفي.
القرني: بفتح القاف وسكون الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرن. قال ابن حبيب في مذحج قرن بن مالك بن كعب بن أود بن
صعب بن سعد العشيرة، وهم رهط عافية القاضي القرني.
وقال غيره: عافية بن يزيد بن قيس القرني القاضي، يروي عن هشام بن عروة،
ومجالد بن سعيد.
وفي الأزد قرن بن عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد.
وقرن المنازل: موضع يحرم منه أهل نجد، جعله النبي صلى الله عليه وسلم محرما يحرم منه أهل
نجد.
وقرن الثعالب: موضع ورد في الحديث ذكره لما عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل
وعلى عبد يا ليل، قال فبينا أنا بقرن الثعالب إذ جائني الملك.
وخالد بن يزيد القرني، ويقال: ابن أبي يزيد، وهذا أصح أبو الهيثم، منسوب إلى
قرن، وهي قرية بين قطربل، والمزرفة، من أعمال بغداد. روى عن شعبة، وحماد بن
زيد، ومندل ابن علي، وأبي الشهاب الحناط، وعاصم بن هلال، وإسماعيل بن عياش،
وجعفر بن سليمان، وسلامة الطويل. روى عنه محمد بن إسحاق الغاني، وبشر بن
موسى، وأحمد بن سعيد الجمال، وعباس الدري، ومحمد بن الحسين البرجلاني. وقال
يحيى بن معين: كتبت خالد المزرفي، ولم يكن به بأس. وقيل: هو أبو الهيثم خالد بن
أبي يزيد، واسم بن يزيد بهبدان بن يزيد البهبداني المزرفي القطربلي، وهو خالد القرني.
القروي: بفتح القاف والراء وكسر الواو.
وذكر أبو نصر بن ماكولا، أن هذه النسبة إلى القيروان، البلد المعروف بالمغرب،
قال: ومنهم أبو العرب بن تميم، صاحب " تاريخ المغاربة "، وغيره.
والنسبة إلى القرية أيضا: قروي. ويمكن أن من لم يكن من البلد وكان من السواد يقال
له القروي.
482

وأبو علي الحسن بن علي بن القاسم القروي الإسكاف، من أهل القيروان، نزيل
دمشق. سمع أبا الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي الدمشقي. سمع منه
أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ بدمشق.
القريبي: بفتح القاف وكسر الراء والياء الساكنة. وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قريبة، وهو اسم رجل، والمنتسب إليه:
حبيب المعلم القريبي، وهو ابن أبي قريبة، واسم أبي قريبة زائدة مولى معقل،
ويقال: ابن أبي بقية، أبو محمد المعلم البصري. يروي عن عطاء، وابن سيرين. روى
عنه الحمادان، ويزيد بن زريع. قال أحمد بن حنبل: حبيب المعلم ثقة، صالح،
ما أصح، حديثه. ووثقه يحيى بن معين. وقال أبو زرعة: حبيب بصري ثقة.
القريبي: بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها
الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو الحسن علي بن عاصم بن صهيب القريبي، وهو مولى قريبة السابق ذكرها، من
أهل واسط، يروي عن محمد بن سوقة، وحصين. مات سنة إحدى ومائتين. وكان ممن
يخطئ ويقيم على خطئه، فإذا بين له لم يرجع. وكان شعبة يقول: أفادني علي بن
عاصم، عن خالد الحذاء بأشياء، سألت خالد عنها فأنكرها. وكان أحمد بن حنبل سيئ
الرأي فيه. قال أبو حاتم بن حبان: والذي عندي في أمره ترك ما انفرد به من الاخبار،
والاحتجاج بما وافق الثقات، لان له رحلة وسماعة وكتابة، وقد يخطئ الانسان فلا يستحق
الترك، وأما ما بين له من خطئه فلم يرجع، فيشبه أن يكون في ذلك متوهما أنه كما حدث
به. قال: سمعت محمد بن علي الفارمذي بنسا يقول: سمعت محمد بن إبراهيم بن
الجنيد، يقول: سمعت علي بن عاصم، يقول لما أردت الخروج في طلب العلم دفع إلي
أبي مائة ألف درهم، واشترى لي بغلا بألف، فخرجت وأردفت هشيم بن بشير، ثم رجعت
إلى أبي بمائة ألف حديث. قيل: إنه مات في جمادى الأولى، سنة إحدى ومائتين، وكانت
ولادته سنة تسع ومائة، ووفاته بواسط. صام شهر رمضان ثمانين سنة. رأى الثوري في المنام
في الجنة، يطير من نخلة إلى نخلة، ومن شجرة إلى شجرة، قلت: يا أبا عبد الله، بم نلت
هذا؟ قال: بالورع، قال: ما بال علي بن عاصم؟ قال ذلك لا نكاد نراه إلا كما يرى
الكواكب.
483

وأبو محمد الحسن بن علي بن عاصم بن صهيب البغدادي القريبي، هو مولى قريبة
بنت محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، وهو أخو عاصم بن علي، واسطي
الأصل، سكن بغداد، وحدث بها عن أيمن بن نابل، وعن أبي عمرو والأوزاعي،
وعبد الملك بن مسلم بن سلام. روى عنه أخوه عاصم، وأحمد بن حنبل. وقال يعقوب بن
شيبة: سألت يحيى بن معين عن عاصم بن علي، فطعن فيه وفي أبيه وأخيه. ومات الحسن
في حياة أبيه علي بن عاصم.
وأخوه أبو الحسين بن عاصم بن علي القريبي، واسطي، نزل بغداد زمانا طويلا، وحدث
بها عن أبي ذئب، وشعبة، والمسعودي، وعاصم بن محمد بن زيد، والليث بن سعد،
وغيرهم. روى عنه أحمد بن حنبل، وعبيد الله القواريري، وعمرو بن علي، والبخاري في
" صحيحه "، ومحمد بن يحيى المروزي، وجماعة. ولما ورد بغداد أملى بها في مسجد
الرصافة، وكان مجلسه يحزر بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان المستملي هارون الديك يركب
نخلة معوجة ويستملي، فبلغ المعتصم كثرة الجمع، فأمر بحزرهم. فوجه بقطاعي الغنم،
فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف. وقال أحمد بن عيسى: بكرت إلى مجلس عاصم،
فأصابتني فترة فرجعت فنمت، فأتاني آت في منامي. فقال: إيت مجلس عاصم، فإنه غيظ
لأهل الكفر. وكان يحيى بن معين يقول، عاصم ليس بشئ. وسئل عنه فذمه واتهمه.
ومات في رجب، سنة إحدى وعشرين ومائتين.
القريحي: بفتح القاف وكسر الراء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الحاء
المهملة.
هذه النسبة إلى القريح، وهو بطن من سامة بن لؤي، ذكر أبو فراس الشامي، في
نسب بني سامة بن لؤي: قريح بن المنخل بن ربيعة بن قبيصة، من ولده:
أبو سارة الذي قتله أبو جعفر المنصور، وهو أبو سارة خالد بن ربيعة بن قطن بن قريح
القريحي.
القريشي: بضم القاف وفتح الراء بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الشين
المعجمة.
منسوب إلى قريش، وأكثر ما ورد في هذه النسبة بإسقاط الياء، والذي اشتهر بالنسبة
إلى قريش، مع الياء:
أبو نصر محمد بن عبد الرحمن القريشي، شيخ من أهل سرخس. سمع آخر مجلس
484

أملاه أبو علي زاهر بن أحمد بن الفقيه السرخسي. سمع منه جدنا أبو المظفر السمعاني.
روى لي عنه أبو نصر محمد بن محمود السرة مرد الشجاعي ذلك المجلس، ولم يرو لنا عنه
غيره. قال ابن ماكولا. شيخ كان بسرخس، حدث عن زاهر بن أحمد، وهو آخر من حدث
عنه، وحدث عن غيره. يقال له أبو نصر محمد بن عبد الرحمن القريشي، مشهور بها،
سمع منه جماعة، ودخلت سرخس وسألت عنه لأسمع منه، فأخبرت بموته، ذكر لي اسمه
ونسبه أبو محمد الطبسي.
وإنما سميت قريش بهذا الاسم لتجمعهم على قصي بن كلاب، وسمى قصي مجمعا،
وفي ذلك يقول حذافة بن غانم الجمحي، يمدحه:
أبو قصي كان يدعي مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر
هم نزلوها والمياه قليلة * وليس بها إلا كهول بني عمرو
يريد بني عمرو خزاعة.
وفي رواية أخرى:
هم ملكوا البطحاء مجدا وسؤددا * وهم طردوا عنها غواة بني بكر (1)
والتجمع: التقرش. في بعض كلام العرب. ويقال: كان يقال لقصي القريشي،
ولم تسم قريش قبله. ويقال أيضا: إن النضر بن كنانة، كان يسمى القريش. قال
الدارقطني: أما قريش، فالقبيلة المعروفة، وهي بطنان: قريش البطاح، وقريش الظواهر
وقد قيل أيضا: إنما سميت قريش قريشا لأنها كانت تجارا تكسب وتتجر وتحترش، فشبهت
بحوت في البحر، وسنذكر قول ابن عباس فيه.
وأما قصة بن كلاب، واجتماع الناس عليه، الذي به سمي هو قريشا، أخبرنا
الأديب أبو القاسم محمود بن علي بن نصر النسفي بسمرقند، وأبو يعقوب يوسف بن أبي بكر
المقري بنسف، وأبو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن العلوي ببخارى، وغيرهم،
قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النضر البلدي، أخبرنا أبو المعالي
معتمر بن محمد بن محمد بن مكحول النسفي، أخبرنا أبو سهل هارون بن أحمد بن هارون
الاستراباذي، أخبرنا أبو محمد إسحاق بن محمد بن نافع الخزاعي بمكة، أخبرنا أبو الوليد

(1) البيت في: البداية والنهاية 2 / 208، وفيه: " هم ملأوا البطحاء ".
485

محمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الأزرقي، حدثني جدي، حدثنا سعيد بن سالم، عن
عثمان بن ساج، عن ابن جريج، وعن ابن إسحاق يزيد أحدهما على صاحبه قالا: أقامت
خزاعة على ما كانت عليه، من ولاية البيت.
وأما المنسوب إلى قريش، وليس منهم، فهو:
عمرو بن خالد القريشي، وهذا هو همذاني، من أهل واسط، كان الراوي عنه يدلسه
بالقريشي، ولا ينسبه إلى بلده وقبيلته، لشدة ضعفه.
القريعي: بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها العين
المهملة.
هذه النسبة إلى قريعة، وهم بطون من قبائل شتى. قال ابن حبيب: في قيس قريع بن
الحارث بن نمير بن عامر. وقال: في تميم قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة
ابن تميم. وقال ابن الكلبي، عن رجل من بني أنف الناقة، يقال له إسماعيل، قال: إنما
سمي جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن زيد مناة بن تميم بن أنف الناقة، لان قريعا نحر
جزورا، فقسمها في نسائه، وكان عنده ثلاث نسوة، منهم الشموس بنت القمر، من بني
وائل بن سعد بن هذيم بن قضاعة، أم جعفر بن قريع، فقالت: انطلق إلى أبيك، فانظر هل
بقي عنده شئ، فأتاه، فلم يجد عنده إلا رأس الجزور، فأخذ بأنفها يجره، فقيل:
ما هذا؟ فقال: أنف الناقة. فسمي بذلك. وكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الحطيئة
الشاعر صار مديحا، مدح بغيض بن عامر بن لأبي بن شماس بن أنف الناقة، وهو قوله:
قوم هم الانف والأذناب غيرهم * ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا
ومن ولده:
المخبل الساعر، وهو ربيع بن ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة.
ومنهم: أوس بن مغراء الشاعر، من بني حدان، من قريع.
وقريع بن غيلان بن جاوة، يحدث عن جنادة بن جراد، روى عنه ابنه زياد بن قريع.
والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القريعي، المعروف بابن قريعة، من أهل بغداد،
ولاه أبو السائب عتبة بن عبيد الله القاضي قضاء السندية وغيرها من أعمال الفرات، وكان كثير
النوادر، حسن الخاطر، عجيب الكلام، يسرع بالجواب المسجوع المطبوع، من غير
تعمل ولا تعمق فيه، وله أخبار مستفيضة طريفة. ذكر القاضي أبو العلاء محمد بن علي
486

الواسطي قال: لما قدم ابن قريعة واسط، سمعت منه أخبارا أملاها علينا، عن أبي بكر بن
الأنباري وغيره. واتفق أنه كان ببغداد قائد يلقب بإلكيا، كنيته أبو إسحاق، وكان يخاطب
ابن قريعة بالقاضي، فبدر منه يوما في المخاطبة أن قال لابن قريعة: يا أبا بكر، فقال
ابن قريعة: لبيك يا أبا إسحاق. فقال القائد: ما هذا؟ لما لا تقول يا إلكيا؟ فقال: إنما
نكويك إذا قضيتنا، بكرتنا تسحقناك. وسئل ابن قريعة عن حدود القفا، فأجابه في الوقت.
ما داعبك فيه إخوانك، وشرطك فيه حجامك، وأدبك فيه سلطانك، واشتمل عليه
جربانك. فقال له: ما مد الصفع؟ قال: الرفع والوضع، للضرر والنقع. وتوفي في جمادى
الآخرة، سنة سبع وستين وثلاثمائة، عن خمس وستين سنة.
القرينيني: بفتح القاف وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وبأخرى بين
النونين.
هذه النسبة إلى القرينين، وهي بليدة على وادي مرو، يقال لها بركدين، وإنما قيل
لها: القرينين، لان في الذكر كان يقرن بينهما وبين مرو الروذ، خرج منها جماعة من أهل
العلم قديما وحديثا، منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن محصل بن عاصم القرينيني، عن سيف بن محمد
المرو الروذي، وأبو علي بن شبويه الفقيه، وغيرهما. روى عنه أبو محمد عبد الله بن
يوسف بن بابويه الأصبهاني. وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وثلاثمائة.
وأبو المظفر محمد بن الحسن بن أحمد بن عمر بن إسحاق المروزي القرينيني، ذكره
أبو بكر الخطيب الحافظ، في " تاريخ بغداد "، فقال: أبو المظفر المروزي القرينيني،
وقرينين ناحية من نواحي مرو. سكن بغداد، وحدث بها عن زاهر بن محمد أحمد بن السرخسي
وأبي طاهر المخلص، وغيرهما. وقال أبو بكر الخطيب الحافظ: كتبت عنه، وكان
صدوقا، يتفقه على مذهب الشافعي. مات أبو المظفر بناحية شهرزور، على ما بلغنا، في
ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن أحمد القرينيني الكناني، من أهل مرو، سمع
أبا غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، سمع منه أبو القاسم الشيرازي الحافظ، روى
لي عنه.
القريني: بفتح القاف وكسر الراء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
النون.
487

هذه النسبة إلى القرينة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بالانتساب
إليه:
أبو طلحة منصور بن محمد بن علي بن قرينة بن سويد الدهقان النسفي البزدي
القريني، من أهل بزدة. يروي عن أحمد بن إسماعيل البخاري كتاب " الجامع الصحيح "،
وهو أحد من حدث به عنه، وكان ثقة، توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة (1).
وأبو محمد الحسن بن علي بن عاصم بن صهيب البغدادي القريني، وهو مولى قرينة
بنت محمد بن أبي بكر الصديق وهو أخو عاصم بن علي، واسطي الأصل، سكن بغداد،
وحدث بها عن أيمن بن نابل، وعن أبي عمرو الأوزاعي، وعبد الملك بن مسلم بن سلام.
روى عن أخوه عاصم، وأحمد بن حنبل. وقال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين عن
عاصم عن علي، فطعن فيه وفي أبيه وأخيه. ومات الحسن في حياة أبيه علي بن عاصم.
وأخوه أبو الحسن عاصم بن علي القريني الواسطي، نزل بغداد زمانا طويلا، وحدث
بها عن ابن أبي ذئب، وشعبة، والمسعودي، وعاصم بن محمد بن زيد، والليث بن سعد،
وغيرهم. يروي عن أحمد بن حنبل، وعبيد الله القواريري، وعمرو بن علي، والبخاري في
" صحيحه "، ومحمد بن يحيى المروزي، وجماعة. ولما ورد بغداد أملى بها في مسجد
الرصافة، وكان مجلسه يحزر بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان المستملي هارون الديك يركب
نخلة معوجة ويستملي. فبلغ المعتصم كثرة الجمع، فأمر بحزرهم، فوجه بقطاعي الغنم،
فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف. وقال أحمد بن عيسى: بكرت إلى مجلس عاصم،
فأصابتني فترة، فرجعت ونمت، فأتاني آت في المنام، فقال: إئت مجلس عاصم، فإنه
غيظ لأهل الكفر. وكان يحيى بن معين يقول: عاصم ليس بشئ. وسئل عنه، فذمه
واتهمه. ومات في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وقرين بن سهل بن قرين القريني، نسب إلى جده، حدث عن أبيه سهل، وأبوه
يحدث عن ابن أبي ذئب. وروى عن قرين محمد بن غالب تمتام، وعن أبيه سهل ابنه،

(1) ما بعد هذا إلى قوله: " وقرين بن سهل " الآتي سقط من: ك، وهو في: ظ، م، وهو تكرار لما ورد في
" القريبي "، نسبة إلى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، وقد جعلها هنا: " قرينة "، ونبه إلى هذا ابن الأثير،
فقال بعد إيراده النسبة والمترجمين فيها: " قلت: قد تقدم قبل في القريبي، بضم القاف وفتح الراء وفي آخرها باء
موحدة ذكر علي بن عاصم وأولاده، ونسبهم إلى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، وههنا قد ذكرها أيضا كما
ترى، والأول أصح ".
488

وعبد الرحمن بن سلام الجمحي (1).
القريني: بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرين، وهو اسم لجد أبي الحسن موسى بن جعفر بن قرين العثماني
القريني، من أهل بغداد، ذكره أبو الحسن الدارقطني، فقال: كتبنا عنه، عن الربيع بن
سليمان " كتاب البويطي "، وغيره، عن بكار بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن
عيسى بن حيان المدائني، ومحمد بن الحسين الحنيني، وغيرهم من البغداديين.
وفي الأسماء: عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، لقبه
قرين، وبه يعرف، وأمه سكينة بنت الحسين بن علي.
وقرين بن عمر، يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وغيره. روى عنه عبيد الله بن
عبد الرحمن بن موهب (2).
القري: بضم القاف ثم الراء في آخرها.
هذه النسبة إلى قرة، حي من عبد القيس، والمشهور بهذه النسبة:
مسلم بن مخراق القري، يروي المراسيل. روى عنه ابن عون وشعبة. وقال
عبد الرحمن بن أبي حاتم: مسلم القري، هو مسلم بن مخراق (3) مولى ضبة بن قرة، حي
من عبد القيس (3)، وهو العبدي، وكان ضمن أن يجلب القطن من شهرزور على مسلم.
روى عنه ابن عمر. روى عنه عبد الله بن عون، وشعبة. قال أحمد بن حنبل: مسلم
القري، حدث عنه شعبة، وابن عون، وما أرى به بأسا. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن
مسلم القري، فقال: ما أرى به بأسا.
القري: بكسر القاف والراء المشددة.

(1) زاد ابن الأثير في نهاية النسبة: " وهي أيضا نسبة إلى قرية ".
(2) بعد هذا في اللباب: " قلت: قد ذكر أول هذه الترجمة أن قرينا جد أبي الحسن موسى بن جعفر بن قرين العثماني،
ثم قال: وفي الأسماء عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام. وظنه في الموضعين اسما وليس
كذلك، وظنهما رجلين وهما واحد، وهو لقب عثمان بن عبد الله الأول، وهو جد؟ موسى بن جعفر، فإن موسى بن
جعفر بن عثمان هو قرين ".
(3 3) بعد هذا في ك زيادة: " وقال ابن ماكولا، في الاكمال: مسلم بن مخراق القري، وحي من عبد القيس. وقيل: بل
كان ينزل في قنطرة قرة. يروي عن ابن عمر، روى عنه ابن عون، وشعبة " ثم جاء النقل عن ابن أبي حاتم الذي
سبقت الإشارة إلى سقوطه من: ك. والنقل عن ابن ماكولا، في الاكمال 7 / 143.
489

هذه النسبة إلى القرية، وهي بطون من قبائل. قال ابن حبيب: في النمر بن قاسط
القرية، وهي جماعة (1) بنت جشم بن سعد بن زيد مناة. وقال أيضا: والقرية بن عنس بن
مالك. وقال: في النمر ابن قاسط القرية (2).
وفي الأسماء: أيوب بن القرية (3)، صحب بني (4) مروان، والحجاج بن يوسف، به
يضرب المثل في الفصاحة.

(1) في النسخ، واللباب: " جماعة "، والمثبت في: مختلف القبائل ومؤتلفها، والمشتبه 171، قال الذهبي:
" وبخاء جماعة بنت جشم. شبطه الدارقطني في النسب ".
(2) شرح ابن الأثير النسبة بأوفى من هذا فقال: " هذا النسبة إلى القرية، وهي بطون من قبائل شتى، ففي النمر بن قاسط
القرى، وهي نسبة إلى عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر، وإنما نسب
ولده لذلك، لأنه تزوج القرية، واسمها جماعة (كذا) بنت سعد بن جعشم (كذا) بن سعد بن مناة بن تميم،
فولدت له سفيان، وتزوجها بعده ابنه مالك بن عمرو، فولدت له كليبا وخيثما.
(3) ساق ابن الأثير نسبه، فقال: " أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة بن سلمة بن خيثمة بن مالك ".
(4) أنظر اللباب 3 / 33.
490

باب القاف والزاي
القزاز: بفتح القاف والزاي المشددة وفي آخرها زاي أخرى.
هذه النسبة إلى بيع القز وعمله، والمشهور بهذه النسبة:
فرات القزاز التميمي، أصله من البصرة، سكن الكوفة. يروي عن أبي الطفيل،
وأبي حازم سلمان (1)، وعبيد الله بن القبطية، روى عنه شعبة، والثوري، وإسرائيل،
وابن عيينة، وابنه الحسن بن فرات. يروي عنه معن بن عيسى.
وأبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي القزاز. حديثه في " صحيح " مسلم بن
الحجاج، وجماعة كثيرة.
وشيخنا أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل
الشيباني القزاز، شيخ ثقة صالح، من أهل بغداد. يروي عن جماعة كثرة، مثل:
أبو الحسين بن المهتدي، وأبي الغنائم بن المأمون، الهاشميين، وأبي بكر الخطيب،
وأبي الحسن بن النقور، وغيرهم. سمعت منه الكثير، وتوفي سنة خمس وثلاثين.
ووالد أبو غالب، يعرف بابن زريق، محدث مشهور، حدثونا عنه، وبيتهم معروف
بالحريم الطاهري غربي بغداد.
وأبو الحسن محمد بن سنان بن يزيد بن الذيال بن خالد بن عبد الله بن يزيد بن سعيد
القزاز البصري، مولى عثمان بن عفان، وهو أخو يزيد الذي كان بمصر، سكن محمد
بغداد، وكان من مشاهير المحدثين، وكان يروي عن محمد بن بكر البرساني، وعمر بن
يونس اليمامي، وأبي عاصم النبيل، ووهب بن جرير، وروح بن عبادة، وقريش بن أنس،
وأبي عامر العقدي، ويحيى بن أبي بكير. روى عنه إبراهيم الحربي، ويحيى بن محمد بن
صاعد، وأبو ذر بن الباغندي، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد،
ومحمد بن جعفر المطيري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم. وقال الدارقطني:
محمد بن سنان القزاز، أصله بصري، سكن بغداد، لا بأس به. وقيل إن أبا داود
السجستاني كان يتكلم فيه، وكان يطلق فيه الكذب. وكان عبد الرحمن بن خراش، يقول:

(1) أي: الأشجعي. أنظر تهذيب التهذيب 8 / 258، 259. وفي اللباب: " سلمة ".
491

هو كذاب. ومات في رجب، وقيل في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين ومائتين.
ومحمد بن عبدك بن سالم القزاز، من أهل بغداد، سمع حجاج بن محمد الأعور،
وعبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة، وهوذة بن خليفة، ويونس بن محمد المؤدب.
روى عنه محمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الله بن سليمان الفامي. وكان
ثقة. وقال القزاز: اجتمعت مع زهير السامي، وتحدثنا، فلما أردت مفارقته قلت: متى
نلتقي؟ فقال:
إن نعش نلتقي وإلا فما * أشغل من مات عن جميع الأنام
ومات في شوال، سنة ست وسبعين ومائتين.
القزازي: مثل الأول، غير أن هذا بإلحاق ياء الإضافة، والنسبة إلى الحرف اختص
بها أهل آمل طبرستان (1) وخوارزم، والمشهور بهذه النسبة:
أبو زيد محمد بن الفضل بن علي بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن
محمد بن أبي الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القزازي، من أهل آمل
طبرستان. شيخ من أهل العلم وبيته، وهو في نفسه فاضل، كثير المحفوظ والفوائد، متودد
مستفيد، مع أنه بلغ أوان الإفادة، في الفضل والرواية، حريص على طلب الحديث
وكتابته، وله شعر مليح رائق. سمع بآمل وأبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد
الروياني، وببغداد أبا سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري، وطبقتهما، كتبت عنه، وكتب
عني وأكثر، وكان يلازمني مدة مقامي بآمل في خانقاه الشيخ أبي العباس القصاب. فمن
جملة ما أنشدني لنفسه إملاء (2):
فؤادي أسود لما ابيض فودي * فتهت تحيرا في ألف واد (3)
سواد الشعر مني ليت شعري * أمن فودي يفر إلى فؤادي
وأنشدني لنفسه، وكتب لي بخطه:

(1) آمل: أكبر مدينة بطبرستان في السهل، وبين آمل وسارية ثمانية عشر فرسخا، وبين آمل والرويان اثنا عشر فرسخا،
وبين آمل وسالوس عشرون فرسخا. معجم البلدان 1 / 68.
(2) البيتان في اللباب.
(3) الفود: معظم شعر الرأس مما يلي الاذن.
492

لقد عذلتني جيرتي إذ رأيتني * أحن إلى هند ورأسي شائب
حسبن بياض الشعر شيبا بمفرقي * وقلن انتبه فالصبح بالليل ذاهب
فقلت الكرى عند الصباح لذاذة * وأول ما يبدو من الفجر كاذب (1)
ولد القزازي في المحرم سنة خمس وثمانين وأربعمائة بآمل، وتوفي.. (2).
القزداري: ضم القاف وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وفي آخرها الراء بعد
الألف.
هذه النسبة إلى قزدار، وهي ناحية من نواحي الهند بينها وبين بست ثمانون فرسخا،
ويقال قصدار أيضا، منها:
أبو داود سيويه بن إسماعيل بن داود بن أبي داود الواحدي القزداري، كان من
المجاورين بمكة، وبها حدث. سمع القاضي أبا القاسم علي بن محمد بن عبد الله بن
يحيى بن طاهر الحسيني، وأبا الفتح رجاء بن عبد الواحد الأصبهاني، وأبا الحسين يحيى بن
إبراهيم بن يحيى بن عبد الله الحكاك، وغيرهم. روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن
الرواسي الحافظ. ومات سنة نيف وأربعمائة، أو بعدها.
القزغندي: بضم القاف وسكون الزاي وضم الغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها
الدال المهملة.
هذه النسبة إلى قزغند. وظني أنها من قرى سمرقند، منها:
أبو محمد القاسم بن سهل بن محمود القزغندي، كتب عن الحارث بن أسد العتكي
الدبوسي. روى له محمد بن بكر بن محمد بن أحمد الفقيه.
القزويني: بفتح القاف وسكون الزاي والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى قزوين، وهي إحدى المدائن المعروفة بأصبهان، ويقال بها باب
الجنة، خرج منها جماعة من العلماء، والأئمة والفضلاء، في كل فن ونوع، استغنينا عن
ذكرهم لشهرتهم.

(1) في ك: " فقلت الكري عند الصباح لذيذة ".
(2) بياض في النسخ. ولعل وفاته كانت بعد السمعاني.
493

وأما محمد بن سعيد بن سابق القزويني، رازي الأصل، سكن قزوين فنسب إليها.
يروي عن عمرو بن أبي قيس، وأبي جعفر الرازي، ويعقوب القمي. روى عنه أبو زرعة
الرازي، ومحمد بن مسلم بن وارة، ويحيى بن عبدك، وكثير بن شهاب.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، كان فقيها على مذهب الشافعي
وكانت له حلقة بمصر، وقد تولى قضاء الرملة، وكان محمودا فيما تولى، وكان يظهر عبادة
وورعا، وكان قد ثقل سمعه ثقلا شديدا، وكان يفهم الحديث ويحفظ، وكان له مجلس إملاء
في داره، وكان يجتمع إلى حفاظ الحديث، وذوو الأسنان منهم، وكان مجلسه حسنا وقورا،
ويجتمع فيه جمع كثير، فخلط في آخر عمره، ووضع أحاديث على متون محفوظة، معروفة
مشهورة، فافتضح وحرقت الكتب في وجهه، وسقط عند الناس، وترك فلم يكن يجئ إليه
كثير أحد. وتوفي بعد ذلك بيسير.
وأبو عمر زاذان بن عبد الله بن زاذان القزويني، من بيت الحديث، حدث بقزوين
وبغداد عن أبي الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني، وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن
سلمة القطان القزويني، وغيرهما. روى عنه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري
وأبو محمد بن الحسن بن محمد الخلال، الحافظان.
وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، المعروف بابن القزويني، من
أهل بغداد، كان زاهدا ورعا، عاقلا، حسن السيرة من الابدال. سمع أبا حفص بن
الزيات، وأبا العباس بن مكرم، والقاضي أبا الحسن بن الجراحي، وأبا عمر بن جيويه،
وأبا بكر بن شاذان، وغيرهم. سمع منه جماعة، منهم: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان أحد الزهاد المذكورين، ومن عبد الله الصالحين، يقرأ
القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة، وكان وافر العقل، صحيح
الرأي. كانت ولادته في المحرم، سنة ستين وثلاثمائة. ومات في شعبان سنة اثنتين وأربعين
وأربعمائة، ودفن في منزله بالحربية، وحضرت الصلاة عليه، وكان الخلق متوافرا جدا،
يفوت الاحصاء، لم أر جمعا على جنازة أعظم منه، فأغلق جميع البلد في ذلك اليوم.
وأبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني، حدث في الغربة ببغداد والجبال،
عن يحيى بن عبدك القزويني، وداود بن سليمان الغازي، ومحمد بن الغميرة، والحسن بن
علي بن عفان. روى عنه عمر بن محمد بن سبنك، وأبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري.
494

ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو حفص بن شاهين الواعظ، وغيرهم ذكره أبو الفضل
صالح بن أحمد بن محمد الحافظ، في " طبقات أهل همذان "، وقال: أبو الحسن
القزويني، قدم علينا سنة ثمان عشرة روى عنه هارون بن هراري، وداود بن سليمان الغازي،
نسخة علي بن موسى الرضا، ومحمد بن الجهم السمري، والعباس بن محمد الدوري،
ويحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم الرازي. وسمعت منه مع أبي، وكان يأخذ على نسخة
علي بن موسى، وكان شيخا مسنا، محله الصدق.
وسعيد بن صالح القزويني، يروي عن عبد العزيز الدراوردي، وغسان بن مضر،
ويوسف بن الماجشون، وهشيم بن بشير، وعباد بن العوام، ومعمر، وابن علية. روى عنه
أبو زرعة، وأبو حاتم الرازي. وقال أبو حاتم: سألت أبا زرعة عنه، فقال: هو شيخ لنا
رازي، سكن قزوين، وكان يتفقه، وكان صحيح الكتب، صدوقا في الحديث، كتبت عنه
بالري.
القزيعي: بضم القاف وفتح الزاء وبعدهما الياء الساكنة بعدها العين المهملة.
هذه النسبة إلى قزيع، وهو بطن من بجلية، وهو قزيع بن فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن
زيد بن الغوث بن أنمار بن أراش.
وفي الأسماء: الربيع بن قزيع، من التابعين. يروي عن ابن عمر. روى عنه شعبة،
وقيس.
495

باب القاف والسين
القسام: بفتح القاف والسين المهملة.
هذه النسبة إلى القسمة للأشياء، وأهل البصرة يقولون للقسام الرشك. والمشهور بهذه
النسبة:
أبو الأزهر يزيد بن أبي يزيد الرشك القسام، من أهل البصرة. يروي عن معاذة
العدوية. روى عنه البصريون. مات سنة ثلاثين ومائة بالبصرة.
وأبو سعيد المثنى بن سعيد الضبعي القسام الذراع، من تابعي البصرة. يروي عن
أنس بن مالك. روى عنه ابن المبارك، وابن مهدي.
وأبو زكريا يحيى بن عبد الله بن محمد بن الوليد العنبري القسام، ويقال له الذراع
أيضا، من أهل أصبهان. يروي عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي الكتب،
وعبد الله بن عمر، ويحيى بن واقد الطائي وغيرهما. روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم.
وتوفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن محمد القسام الشيرازي، من أهل شيراز، سمع
أبا الحسين عبيد الله بن محمد بن عبيد الله الخرجوشي، وجماعة. روى عنه أبو محمد
عبد العزيز بن محمد النخشبي، وأثنى عليه، وقال: شيخ ثقة.
وعدي بن أبي عمارة الذراع الجرمي القسام، الوراق. سمع قتادة، وزياد النميري،
ومعاوية بن قرة. سمع منه علي بن المديني، وإبراهيم بن موسى، وابنه. قال أبو حاتم
الرازي: عدي بن أبي عمارة ليس به بأس.
القسحمي: بضم القاف وسكون السين والحاء المضمومة المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى قسحم، وهو بطن من الصدف، وهو قسحم بن جذام بن الصدف، من
ولده:
مالك بن سويد بن أجدة بن قسحم بن جذام بن الصدف القسحمي. قتل قتيلا من قومه
ثم لحق بمكة، فحالف بني مالك ابن حطيط بن جشم بن ثقيف، ثم وفد على رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وبايع تحت الشجرة، فسماه رسول الله صلى الله عليه الشريد، وهو الشريد بن سويد، تزوج
496

ريحانة بنت أبي العاص بن أمية، وهو الذي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الجار أحق بصقبه (1) ".
وقال قوم: إن الشريد هو سويد بن مالك بن خيشنة بن أجدة بن قسحم بن جذام بن
الصدف، فولد الشريد محمدا، وجعفرا، وعمرا وكان يؤثر عنه الحديث والوليد، وسعيدا،
وجابرا، وعروة، والخطاب، وربيعة، والشرد، لأمهات شتى من قريش، ومن ثقيف. قاله
محمد بن حبيب.
القسري: بفتح القاف وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى قسر، وهو بطن من قيس، وقيس: بطن من بجيلة. قال ابن ماكولا:
هو قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث أخي الأسد، وقيل: عمرو بن نبت بن
زيد بن كهلان، قبيل من بجيلة، والمنتسب إليه:
الأمير خالد بن عبد الله القسري، أمير العراق، ومنهم من ينسبه إلى قصر بن هبيرة
وأبدلوا السين من الصاد، ومنهم من قال: إلى قصر بجيلة، موضع بالكوفة، وهو بجلي أيضا
أصله من اليمن. يروي عن أبيه عن جده يزيد بن أسد. روى عنه أهل العراق. قتل بالكوفة
سنة عشرين ومائة، أو قريب منها.
ويزيد بن أسد جده، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخالد بن يزيد القسري، يروي عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد. روى
عنه أحمد بن بكر البالسي.
وجندب القسري، من الصحابة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من صلى الصبح فهو في ذمة
الله ". روى عنه أنس بن سيرين. وإنما نسب جندب إلى قسر، وهو من بني علقة بن عبقر،
وقد ذكرته في العلقي. وعلقة وقسر أخوان، وكلاهما في بجيلة، والمشهور في جندب أنه
علقي لا قسري.
وأبو المنذر أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن أسلم بن صعب بن يشكر بن
رهم بن أفرك، وهو غانم بن نذير بن قيس بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن نبت بن

(1) الصقب: القرب والملاصقة، والمراد: الشفقة.
والحديث رواه البخاري، عن عمرو بن الشريد، في باب في الهبة والشفعة، من كتاب الحيل، وفي باب
احتيال العامل ليهدي له، من كتاب الحيل. صحيح البخاري 9 / 35 37. رواه الإمام أحمد، وفي مسنده
6 / 390.
497

زيد بن كهلان البجلي الكوفي، صاحب أبي حنيفة. سمع إبراهيم بن جرير بن
عبد الله، وأبا حنيفة النعمان بن ثابت، ومطرف بن طريف، وحجاج بن أرطأة. روى عنه
أحمد بن حنبل، ومحمد بن بكار بن الريان، وأحمد بن منيع، والحسن بن محمد الزعفراني
ولي القضاء ببغداد، وواسط. وكان عنده حديث كثير، وهو ثقة إن شاء الله. هكذا قال
أبو بكر الخطيب. ومات سنة ثمان وثمانين ومائة. وقيل: سنة تسعين ومائة.
القسطار: بضم القاف (1) وسكون السين والطاء المهملة المفتوحة وفي آخرها الألف
والراء.
هذه النسبة إلى من يحفظ الذهب الكثير ليبدله بالورق ويتصرف فيه، يقال له: كيسه
كار. بالعجمية، والمشهور بهذا:
أبو محمد جعفر بن محمد بن عبد الله القسطار الحراني، من أهل حران. يروي عن
يحيى بن مصفى الرهاوي. روى عنه أبو محمد بن عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني.
القسطاني: بضم القاف وسكون السين وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها النون.
قال ابن ماكولا في كتاب " الاكمال ": لا أدري من نسب.
قلت: وهذه النسبة إلى قسطانة، وهي قرية كبيرة بين الري وساوة يقال لها كشتانة،
بت بها ليلة منصرفي من العراق، والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن الفضل بن موسى بن عزرة بن خالد بن يزيد بن زياد بن ميمون الرازي
القسطاني. يروي عن محمد بن خالد بن حرملة العبدي أبي عبد الرحمن. روى عنه
حمزة بن عبيد الله المالكي. ذكره أبو بكر الخطيب، في " التاريخ "، وقال: أبو بكر الرازي
القسطاني، مولى علي بن أبي طالب، وقسطانة: قرية من قرى الري، قدم بغداد، وحدث
بها عن شيبان بن فروخ، وهدية بن خالد، وطالوت بن عباد، والخليل بن مسلم، وعلي بن
إسحاق السمرقندي، وصالح بن عبد الله الترمذي. روى عنه القاسم بن زكريا المطرز،
ومحمد بن مخلد العطار، وأبو سهل بن زياد القطان، وأبو بكر الشافعي. وقال ابن أبي حاتم
الرازي: كتبت عنه، وهو صدوق.

(1) في القاموس بفتح القاف، وهو فيه: الجهبذ والجسيم ومنتقد الدراهم. وانظر الألفاظ الفارسية المعربة
125، 126.
وهو في المعرب بضم القاف وكسرها: الميزان. ويقال للذي يلي القرية وشئونها قسطار. المعرب 311.
498

القسطلي: بفتح القاف وسكون السين وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى القسطل، وهو موضع بالشام، والمنتسب إليه:
أبو عبد الغني الحسن بن علي الأزدي، يروي عن مالك، وغيره من الثقات، ويضع
عليهم، لا يحل كتبة حديثه، ولا الرواية عنه بحال. وقال أبو حاتم بن حبان البستي: شيخ
لا يكاد يعرفه أهل الحديث لخفائه، ولكني ذكرته لئلا يغتر بروايته من كتب حديثه ولم يسبر
أخباره. روى عنه عمر بن سنان الحافظ بمنبج.
القسطنطيني: بضم القاف والسين الساكنة والنون الساكنة بين الطائين المهملتين
بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القسطنطينية، وهي بلدة كبيرة من بلاد الروم، بناها قسطنطين الملك،
وهو أول من تنصر من الملوك الروم، وسبب بنائه أن ملك الروم قبل أنطيجيش (1)، وأنه هم
بغزو بلاد إيران شهر، وملك إيران شهر بلاش (2) بن كسرى، وضعف أمر فارس، فلما هم
كتب بلاش إلى ملوك الطوائف بذلك، واستعانهم عليه، فاجتمعت ملوك الطوائف، وبعث
إليه كل رجل بطاقته من جنده حتى اجتمعوا. يقال: إنهم بلغوا أربعمائة ألف مقاتل، فجعل
عليهم بلاش الساطرون بن أسيطرون الجرمقاني، صاحب الحضر مدينة بالجزيرة، فسار
الساطرون بتلك الجنود، حتى لقي أنطيجيش خلف دروب الروم، قبل أن يخرج، فالتقوا،
وكانت بينهم ملحمة عظيمة، فقتل الساطرون ملك الروم، واستباح عسكره، وغنم غنائم
كثيرة (3) ثم ملك قسطنطين، وبنى قسطنطينية (3)، وسببه هذا.
القسملي: بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الميم بعدها اللام.
هذه النسبة إلى القساملة، بفتح القاف وكسر الميم، وهي قبيلة من الأزد، نزلت
البصرة فنسبت الخطة والمحلة إليهم، دخلتها وبت أول ليلة دخلت البصرة بها، وقرأت بها
الحديث، والنسبة الصحيحة إليها قسملي، كالنسبة إلى المسامع مسمعي، والمشهور بهذه
النسبة:

(1) في أسماء ملوك الروم: " أنطيخس ". أنظر تاريخ الطبري 2 / 18.
(2) هو بلاش بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور. أنظر خبره في تاريخ الطبري 2 / 90.
(3 3) في نسخة: " ثم ملك قسطنطينية وبناها ".
499

أبو علي حرمي بن حفص بن عمر القسملي العتكي، من أهل البصرة. يروي عن
عبد الواحد بن زياد، وخالد بن أبي عثمان، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي (1). مات سنة
ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو سلمة المغيرة بن مسلم السراج، أخو عبد العزيز بن مسلم، القسملي. قال
أبو حاتم بن حبان: أصلهما من مرو، وكانا ينزلان القسامل بالبصرة. يروي المغيرة عن
عكرمة، وأبي الزبير، روي عنه ابن المبارك، ومروان بن معاوية.
وعبد العزيز كنيته أبو زيد، أخو المغيرة، أصلهم من مرو، وانتقل عبد العزيز إلى
البصرة، وكان ينزل في القسامل بالبصرة فنسب إليها. يروي عن ثابت، والبصريين. روى
عنه أهل العراق. مات سنة سبع وستين ومائة.
وأبو سنان عيسى بن سنان القسملي النسائي، كان ينزل القسامل بالبصرة فنسب إليها.
يروي عن عثمان بن أبي سودة، ويعلى بن شداد. روى عنه حماد بن سلمة، وعيسى بن
يونس.
وأبو ظلال هلال بن أبي مالك القسملي، وقيل: أبو ظلال هلال بن بشر القسملي،
الأعمى، من أهل البصرة واسم أبيه سويد، الأزدي الأحمري، وقد ذكرته في الأحمري.
وقرأت على أبي العز طلحة بن علي بن عمر المالكي القسملي، على باب داره
بالقسامل " مسند طلحة بن عبيد الله " جمع أبي الحسن المادراني، بروايته عن أبي طاهر
جعفر بن محمد بن الفضل العباداني، عن القاضي أبي عمر الهاشمي، عنه. توفي سنة
خمس وثلاثين وخمسمائة، بالبصرة، سمعت منه سنة ثلاث وثلاثين.
ومن القدماء:
حجاج الأسود القسملي. قال ابن أبي حاتم: حجاج الأسود، هو ابن أبي زياد، من
القسامل، ويقال له: زق العسل. يروي عن معاوية بن قرة، وأبي الصديق وأبو نضرة،
وشهر بن حوشب. روى عنه حماد بن سلمة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وعيسى بن يونس
وروح بن عبادة. قال أحمد بن حنبل: حجاج الأسود القسملي، ثقة، رجل صالح، حدث
عنه حماد بن سلمة، وما أرى به بأسا. ووثقه يحيى بن معين.

(1) أنظر اللباب 3 / في ظ، م: " الأهلي " خطأ. والصواب في: ك، واللباب، وتهذيب التهذيب 2 / 232.
500

باب القاف والشين
القشري: بضم القاف وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القشر. هكذا رأيت مقيدا في " كتاب الدارقطني " وهو بطن من تميم.
وهو قشر بن تميم بن عوذ مناة، من ولده:
عبد الله بن زياد بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن
مشنوء بن القشر بن تميم، يقال له المجذر وكان مجذر الخلق، وهو الغليظ، شهد بدرا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو الحسن الدارقطني: وأما قشر، فذكر أبو سعيد السكري عن ابن حبيب، عن
ابن الكلبي، وفي نسب قضاعة.
القشيبي: بفتح القاف وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها
وفي آخرها الياء.
هذه النسبة إلى بني قشيب، وهو بطن من أزد، من لخم، والمنتسب إليه:
أبو عبد الله علي بن رباح بن قصير اللخمي القشيبي. قال أبو سعيد بن يونس: هو
من أزد، ثم من بني القشيب، من أهل مصر، ولد سنة خمس عشرة، عام اليرموك، وكان
أعور، ذهبت عينه يوم ذي الصواري في البحر، مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح، سنة
أربع وثلاثين. وكان يعد اليمانية، من أهل مصر على عبد الملك بن مروان، وكانت له من
عبد العزيز بن مروان منزلة، وهو الذي زف أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان إلى الوليد بن
عبد الملك، ثم عتب عليه عبد العزيز بن مروان فأغزاه أفريقية، فلم يزل بها إلى أن توفي
بها، ويقال: إن وفاته كانت سنة أربع عشرة ومائة، في ولاية الحبحاب وقيل: إنه توفي سنة
سبع عشرة ومائة.
القشيري: بضم القاف وفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين
وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بني قشير (1).

(1) في اللباب: " هذه النسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، قبيلة كبيرة ينسب إليها كثير من العلماء،
ومنهم ".
501

وثمامة بن حزن القشيري، يروي عن عائشة، وقدم على عمر بن الخطاب. روى عنه
الجريري، والأسود بن شيبان.
وعبد الله بن كهف القشيري، يروي عن ابن سيرين: روى عنه أبو أسامة:
وبشر بن نمير القشيري، من أهل البصرة. يروي عن القاسم بن عبد الرحمن. روى
عنه حماد بن زيد، ويزيد بن زريع. منكر الحديث جدا، فلا أدري التخليط في حديثه من
القاسم، أو منهما معا؟ لان القاسم ليس بشئ في الحديث، وأكثر رواية بشر عنه، فمن هنا
وقع الاشتباه فيه.
وبهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري، من أهل البصرة. يروي عن أبيه، عن
جده، وعن زرارة بن أوفى. روى عنه الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد،
وابن المبارك، ومروان بن معاوية، وابن علية، ويزيد بن هارون، وأبو عاصم،
والأنصاري. كان يخطئ كثيرا، فأما أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، فهما يحتجان
به، ويرويان عنه، تركه جماعة، قال أبو حاتم بن حبان البستي: لولا حديث بهز بن
حكيم: " إنا آخذوه وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا " لأدخلناه في الثقات، وهو ممن
أستخير الله فيه.
والمنتسب إليه ولاء:
أبو يونس حاتم بن أبي صغيرة القشيري، مولى بني قشير، من أهل البصرة، واسم أبيه
مسلم، وأبو صغيرة الذي نسب إليه حاتم أبو أمه. يروي عن عمرو بن دينار. وسماك بن
حرب. روى عنه شعبة ويحيى بن القطان.
وأبو محمد داود بن أبي هند، واسمه دينار، القشيري البصري، مولى بني قشير،
من أهل البصرة، كان أبوه من خراسان، وقيل: كنيته أبو بكر. يروي عن سعيد بن
المسيب، والحسن، وعكرمة، والشعبي. روى عنه أشعث الحمراني، وشعبة، وأهل
العراق. مات سنة تسع وثلاثين ومائة، في طريق مكة. قال أبو حاتم بن حبان: وقد روى
عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها منه، وكان داود من خيار أهل البصرة، من المتقين في
الرواية، إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه، لا يستحق الانسان بالخطإ اليسير
يخطئ، والوهم القليل يهم، حتى لا يفحش ذلك منه، لان هذا مما لا ينفك منه البشر،
ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك جماعة من الثقات الأئمة، لأنهم لم يكونوا معصومين عن
الخطأ. قال سفيان بن عيينة: رأيت داود بن أبي هند، وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهو
502

يسمى داود القاري.
وهارون بن زياد القشيري، شيخ، يروي عن الأعمش. روى عنه خالد بن حيان
الرقي، كان ممن يصنع الحديث على الثقات لا يحل كتبة حديثه، ولا الرواية عنه، إلا على
سبيل الاعتبار.
وأبو سعيد قطن بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم بن خالد بن قطن بن عبد الله بن
غطفان بن سهل بن سلمة بن قشير القشيري، له رحلة إلى العراق، حدث عن حفص بن
عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله السلمي، وحماد بن قيراط، وعبدان بن عثمان.
والجارود بن يزيد، وعبيد الله بن موسى. وقبيصة بن عقبة، ويحيى بن يحيى. روى عنه
أبو زرعة، وأبو حاتم، الرازيان، وتكلموا فيه. قيل: حدث بما لم يسمع، وكانت وفاته في
سنة إحدى وستين ومائتين.
وأبو الحسين بن الحجاج بن مسلم القشيري، أحد أئمة الدنيا، المشهور كتابه
" الصحيح " في الشرق والغرب، رحل إلى خراسان، والعراق، والشام، ومصر،
والحجاز. سمع يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن الجعد،
وأحمد بن حنبل، ومحمد بن رمح، وحرملة بن يحيى، والقعنبي، وطبقتهم. روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وأبو حامد
الشرقي، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو محمد بن عبد الرحمن بن أبي حاتم
الرازي، ووالده وقال: كتبت عنه بالري، وكان ثقة من الحفاظ، له معرفة بالحديث.
قلت: وكان يقول: صنفت " المسند الصحيح " من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة. وكان
أبو علي الحافظ النيسابوري يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج
في علم الحديث. ومات في رجب سنة إحدى وستين ومائتين.
ومن المتأخرين المشهورين بخراسان:
الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري،
أحد مشاهير الدنيا بالفضل والعلم والزهد.
وأولاده: أبو سعد عبد الله، وأبو سعيد عبد الواحد، وأبو منصور عبد الرحمن،
وأبو نصر عبد الرحيم، وأبو الفتح عبيد الله، وأبو المظفر عبد المنعم، حدثوا جميعا بالكثير.
روى لي عن الأستاذ قريب من خمسة عشر نفسا، وعن أولاده الثلاثة الأول جماعة
كثيرة، وأدركت أبا المظفر، وقرأت عليه الكثير.
503

وأبو الأسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد بن أبي القاسم القشيري روى عن جده ومن
دونه، سمعت منه الكثير.
وفيهم كثرة:
وأبو بكرة محمد بن زنجويه بن الهيثم بن عيسى بن عبد الله القشيري من أهل نيسابور.
سمع بنيسابور إسحاق بن إبراهيم، وعبد العزيز بن يحيى، وعمرو بن زرارة. وبالعراق عبد الأعلى
بن حماد النرسي، ويحيى بن أكثم، وأبا كريب الكوفي، وبالحجاز أبا مصعب
الزهري. روى لي عنه علي بن حمشاد العدل، وعبد الله بن سعد الحافظ. وتوفي سنة اثنتين
وثلاثمائة.
وابن السابق ذكره: أبو الحسن مسدد بن قطن بن إبراهيم القشيري النيسابوري، سبقت
نسبته عند ذكر أبيه. من أهل نيسابور، وكان مزكي عصره، والمقدم في الزهد والورع
والتمكين من العقل، وكان ابن بنت بشر بن الحكم العبدي، وابن أخت عبد الرحمن بن
بشر، وأكبر بيت في العلم بنيسابور بيته في الطريقين جميعا. سمع بنيسابور يحيى بن
يحيى، ثم تورع عن الرواية عنه لصغر سنه. وسمع جده بشر بن الحكم، وإسحاق بن
إبراهيم الحنظلي، وعمرو بن زرارة، وأبا عمار، وعلي بن خشرم. وبالري محمد بن
حميد، وببغداد داود بن رشيد، وأحمد بن منيع. وسمع كتاب " الزهد " من أوله إلى آخره،
من أحمد بن إبراهيم الدورقي، وبالكوفة سمع " المسند " عن آخره، من عثمان بن أبي
شيبة، وبالبصرة الصلت ابن المسعود الجحدري، وبالحجاز أبا مصعب الزهري. روى عنه
أبو العباس السراج، وأبو حامد بن الشرقي. سئل إبراهيم بن أبي طالب، عن قطن بن
إبراهيم، فقال: ابنه مسدد رجل صالح. مات سنة إحدى وثلاثمائة.
وأبو الحسن درست بن زياد القزاز القشيري البصري. يروي عن حميد الطويل، ويزيد
الرقاشي، وأبان بن طارق. روى عنه مشدد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ونصر بن علي
الجهضمي، وبشر بن يوسف البصري جار عارم. قال يحيى بن معين: درست بن زياد
لا شئ. وقال أبو حاتم الرازي، فيما سأل ابنه عنه: درست حديثه ليس بالقائم، عامة
حديثه عن يزيد الرقاشي، ليس يمكن أن يعتبر بحديثه. وسئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال:
واهي الحديث (1).

(1) قال ابن الأثير بعد إيراد تهذيبه للنسبة: " قلت: فاته القشيري، نسبة إلى قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أقصى بن حارثة: بطن من أسلم، منهم سلمة بن الأكوع، واسمه سنان بن عبد الله بن قشير، له صحبة،
وقيل: سملة بن عمرو بن الأكوع ".
504

القشيشي: بكسر القاف والياء آخر الحروف الساكنة بين الشينين المعجمتين.
هذه النسبة إلى جد أبي بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن قشيش السمسار القشيشي،
من أهل بغداد. سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السماك، وأحمد بن سليمان
النجاد، وجعفر بن محمد الخلدي، وكان من أهل القرآن، وينتحل في الفقه مذهب
أحمد بن حنبل، حدث عنه ابنه علي بن محمد القشيشي. وتوفي في المحرم سنة ثمان
وثمانين وثلاثمائة.
505

باب القاف والصاد
القصاب: بفتح القاف وتشديد الصاد وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى بيع اللحم، وإلى الذي يذبح الشاة ويبيع لحمها، والمشهور بهذه
النسبة:
الحسن بن عبيد الله (1) القصاب. يروي عن نافع، عن ابن عمر، قال: وقت لنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين يوما وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام. روى مليح بن وكيع بن
الجراح، عن أبيه، عنه.
وأبو عبد الله حبيب بن أبي عمرة القطاب، من أهل الكوفة. يروي عن سعيد بن
جبير. روى عنه الثوري. مات سنة اثنتين وأربعين ومائة.
وعبد العزيز بن موسى القصاب. شيخ من أهل مرو. يروي عن أبي الحسين
عبد الرحمن بن محمد الدهان كتاب " السنن " لأبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكنجي
البصري. سمع منه جدي الإمام أبو المظفر السمعاني، وحدثنا عنه في " أماليه " أحاديث.
وروى لي عنه أبو عبد الله محمد بن علي الملحمي الصوفي، ولم يحدثني عنه سواه. ومات
عبد العزيز في حدود سنة خمس وستين وأربعمائة، فإن جدي سمع منه سنة أربع وستين.
وأبو رافع بن القصاب. شيخ قصاب بباب فيروزاباد، إحدى المحال الخارجية من
هراة. سمع أبا عبد الله محمد بن علي العميري. سمعنا منه أحاديث في خانقاه شيخنا الامام
الجنيد بن محمد القايني.
أبو جناب عباد بن أبي عون القصاب، بصري، يروي عن قتادة، وزرارة بن أوفى.
روى عنه أهل البصرة. وليس هذا بأبي جناب القصاب، ذلك ضعيف (2).
وأبو حمزة ميمون التمار القصاب الأعور، من أهل الكوفة، يروي عن إبراهيم
النخعي، والحسن. روى عنه منصور بن المعتمر، والثوري، وحماد بن سلمة. وكان
فاحش الخطأ، كثير الوهم، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات. تركه أحمد بن
حنبل، ويحيى بن معين.

(1) في اللباب: " عبد الله ".
(2) كذا قال، وأبو جناب القصاب هو عون بن ذكوان وهو الذي سمع زرارة بن أوفى الذي سبق في كلام السمعاني. أنظر
الاكمال 2 / 135، 7 / 145، والمشتبه 204.
506

وأبو عبد الكريم عبد ربه القصاب البقلي، يروي عن أبي رجاء العطاردي،
وابن سيرين. عداده في أهل البصرة. روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث.
وأبو جعفر جسر فرقد القصاب، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وابن سيرين،
وحدث عنه البصريون، كان ممن غلب عليه التقشف حتى أغضى عن تعاهد الحديث، وأخذ
يهم إذا روى، ويخطئ إذا حدث، حتى خرج عن حد العدالة. هكذا قال أبو حاتم بن
حبان، في " كتاب الجرح والتعديل ".
وأبو جزي نصر بن طريف الباهلي القصاب، يروي عن قتادة. روى عنه أهل البصرة،
وكان مكفوفا، يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم. كأنه كان المعتمد لذلك، لا يجوز
الاحتجاج به. قيل: مرض أبو جزي فكانوا عنده، فقال: إنه قد حضر من أمري ما ترون،
وإني كذبت في أحاديث، وأستغفر الله منه. قلنا: ما أحسن ما صنعت، تبت إلى الله
تعالى. قال: ثم صح من مرضه، فمر في تلك الأحاديث كلها. وقال يحيى بن معين:
أبو جزي ليس بشئ.
وأبو الحسن علي بن الحسن بن توبة القصاب البخاري، يروي عن قتيبة بن سعيد،
وزنيج (1)، وإبراهيم بن موسى، ومحمد ابن سلام، والمسندي، حدث عنه أبو هارون
سهل بن شاذويه ابن الوزير الباهلي. توفي سنة ست وسبعين ومائتين.
وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن محمد بن عبد الله القصاب، يروي عن أبي محمد بن
ماسي، وغيره.
وأبو عثمان حبويه بن أبي السمح القصاب، يروي عن أبي المليح، وعدي بن أرطأة.
روى عنه أبو موسى محمد بن المثنى.
وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء الواسطي، القصاب، بياع القصب. ذكرته في
القصبي.
القصار: بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قصارة، والمشهور بها:
أبو حريش القصار.

(1) في نسخة: " وذبيح "، والصواب في: نسخ أخرى، والاكمال. وهو أبو غسان محمد بن عمرو. المشتبه 307.
507

ومعاوية بن هشام القصار. يروي عن الثوري، ومالك.
وأبو حاتم نوح بن أيوب بن نوح القصار البخاري، يروي عن حفص بن داود الربعي،
وعبد الرحمن بن محمد بن هاشم، وإسحاق بن حمزة، والوليد بن إسماعيل، وسعيد بن
جناح. روى عنه أبو صالح خلف بن محمد الخيام. توفي أبو حاتم سنة ثلاث وتسعين
ومائتين.
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني المعدل، المعروف
بالقصار، وإنما لقب لأنه كان يغسل الموتى، لورعه وزهده، ومتابعته السنة في ذلك فلقب
القصار. سمع بأصبهان الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي، وسمع بالعراق
والشام، روى عنه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، وغيره، وقال: حج معنا أبو إسحاق ومعه
ابنه أبو سعيد، سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحدثا جميعا ببغداد، ثم انصرفا. وتوفي
أبو سعيد، وبقي أبو إسحاق يحدث ويشهد، ويغسل الموتى، إلى أن توفي سنة ثلاث
وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن مائة وثلاث سنين، وكف بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة.
وأبو سعد سليمان بن محمد بن الحسين القصادري ظني أن هذه النسبة إلى الأول
القاضي، فاضل، أصولي، مناظر، من أهل الكرج، يعرف بالكافي. سمع أبا بكر
محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الأبهري. سمع منه بكرج نسخة لوين، وتوفي سنة نيف
وثلاثين وخمسمائة.
وأبو صالح حمدون بن أحمد بن عمارة بن رستم القصار النيسابوري، من أهل
نيسابور، كان من الابدال، من أصحاب أبي حفص الحداد، وهو والد أبي حامد الأعمش.
سمع بنيسابور إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وبالعراق بن كردي والحسن بن
علي الحلواني، ومحمد بن يسار. روى عنه أبو عثمان سعيد بن إسماعيل، وأبو جعفر بن
حمدان، وأبو عمرو المستملي، ومكي بن عبدان، وغيرهم (1).
القصاري: بفتح القاف والصاد المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القصار، وهو الذي يقصر الثياب، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه
يستعمل هذا الشغل، ومثل هذا الانتساب أعني إلى الحرف، اختص بها أهل خوارزم
وآمل وطبرستان، والمشهور بهذه النسبة:

(1) ذكر أبو عبد الرحمن السلمي، أنه توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين، بنيسابور. طبقات الصوفية 123.
508

أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي القصاري الخوارزمي، سكن بغداد،
وكان رسولا من حضرة الخلافة إلى غزنة، ولم يكن يعرف شيئا، غير أنه كان فطنا كيسا هكذا
ذكره لي عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي. سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسن بن
عبد الله بن الهيثم بن هشام الصرصري الأحاديث المعروفة ب‍ " الصرصريات ". روى لنا عنه
ابنه، وأبو القاسم السمرقندي، وعبد الوهاب الحافظ، ومفلح؟ بن أحمد الوراق،
وعبد الخالق بن البدن، البغداديون. كانت ولادته سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وتوفي يوم
السبت، ثاني عشر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة معروف
الكرخي، ويقال لها باب الدير.
وابنه أبو عبد الله محمد بن أحمد القصاري، من أهل بغداد، بها ولد ونشأ، شيخ كان
يسكن باب المراتب، أحضره والده مجلس أبي محمد بن هزارمرد الصريفيني
الخطيب، وسمع أجزاء منه، وسمع أباه، وغيرهما. قرأت عليه شيئا يسيرا. وتوفي سنة أربع
وثلاثين وخمسمائة فجأة.
وأبو عمرو محمد بن إبراهيم بن عمر القصاري الفقيه، من أهل جرجان. يروي عن
أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وأبي محمد بن أحمد الغطريفي، وغيرهما. ذكره
أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، في " تاريخ جرجان ".
والنسبة إلى سكة بمرو مشهورة، يقال لها سكة القصارين، منها:
أبو بكر محمد بن أبي سعيد بن محمد الدرغاني (1) البزاز القصاري (2) تفقه على الامام
جده، وصحب والدي، وكان شريكه في درس الجدل (3)، وكان صدوقا، محققا في
الأمور، تاركا للميل والمحاباة، غير أنه كان يشرب المسكر، وينسبونه إلى أشياء، والله تعالى
يغفر لنا وله. سمع جدي، وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري، وأبا أحمد بن
عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه السيقذنجي، وأبا السير محمد بن محمد بن الحسين
البزدوي، وأبا الفتح عبيد الله بن محمد الهاشمي، وغيرهم. كتبت عته، وقرأت عليه،

(1) درغان، بفتح أوله وسكون ثانيه وغير معجمة وآخره نون: مدينة على شاطئ جيحون وهي أول حدود خوارزم من
ناحية أعلى جيحون، دون آمل، وعلى طريق مرو أيضا معجم البلدان 2 / 567.
(2) التحبير 2 / 262، 263، وفيه: " المقصري، من أهل مرو، كان يسكن سكة المقصرة فنسب إليها "، ولعل
" المقصرة " جمع " القصار " جمع تكسير.
(3) في التحبير أنه كان شريكه في الدرس دون تعيين.
509

وعمر العمر الطويل في رفاهية وصحة، وكان يتعاهد الأغذية الصالحة، ويتناولها، ويجتنب
المطعومات (2). وكان يروض نفسه كل يوم بالمشي السريع ستة آلاف خطوة. وكانت ولادته
في حدود سنة خمسين وأربعمائة، وقتل في معاقبة الغز، في رجب سنة ثمان وأربعين
وخمسمائة.
القصاعي: بكسر القاف وفتح الصاد المهملة وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى القصاع، وظني أنها جمع قصعة، والمشهور بها:
أبو العباس الفضل بن محمد بن نصر السغدي ثم الفرنكدي القصاعي من أهل
سمرقند، حدث عنه محمد بن معبد، والحسن بن أحمد، ابن أحمد، الفرنكديين. روى
عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ.
القصباني: بفتح القاف والصاد المهملة والباء الموحدة بعدها الألف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القصب وبيعه، واشتهر بها:
أبو نصر مذكور بن سليمان القصباني المخرمي، من أهل بغداد حدث عن خالد بن
مخلد، وزكريا بن عدي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وعبد الله بن محمد بن مسلم
الأسفرايني. ومات في صفر سنة ثلاث وستين ومائتين.
وأبو عبد الله حبيب بن أبي عمرة القصباني، بياع القصب. هكذا قال عبد الرحمن بن
أبي حاتم. يروي عن سعيد بن جبير. روى عنه الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وفضل بن
مهلهل أخو مفضل. وقال جرير: حبيب بن أبي عمرة، كان من اللحامين (2). قال يحيى بن
معين: حبيب بن أبي عمرة، شيخ كوفي كنيته أبو عبد الله بن قصاب (2). قال أبو حاتم:
الرازي: هو صالح.
القصبي: بفتح القاف والصاد المهملة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة لأبي حنيفة محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان القصبي الواسطي، ظني إنما
قيل له القصبي لأنه واسطي، وواسط يقال لها القصب، لأنها كانت قبل أن يبني
الحجاج بها بلدا كانت بها قصبا، فقيل لها واسط القصب، وأبو حنيفة القصبي، سكن

(1) " ولا يأكل إلا ما يوافقه معرضا عن الأشياء المضرة ".
(2 2) دخل بعض هذه الأقوال في بعض، ففي الجرح والتعديل أن أحمد بن حنبل قال: حبيب بن أبي عميرة، شيخ
ثقة، كنيته أبو عبد الله، قصاب "، وأن يحيى بن معين قال: " حبيب بن أبي عمرة كوفي ثقة ".
510

بغداد، وحدث بها عن عمه أحمد بن محمد بن ماهان، والمقدم بن محمد بن يحيى
المقدمي، وخالد بن يوسف السمتي، والحسن بن حبلة الشيرازي. روى عنه محمد بن
مخلد، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم، وإسماعيل بن علي الخطبي،
ومخلد بن جعفر الدقاق، ذكره أبو الحسن الدارقطني، فقال: ليس بالقوي.
وقرأت في كتاب " الجرح والتعديل "، لعبد الرحمن بن أبي حاتم: أحمد بن
محمد بن ماهان، المعروف والده بأبي حنيفة، صاحب القصب، الواسطي، روى عن
أبيه. كتب لنا أبو عون عمرو بن عون شيئا من فوائده فلم يعرف أبي والده، وقال: هو
مجهول. ولم يسمع منه.
وأحمد بن عمر القصبي، روى عن مسلمة بن محمد الثقفي. روى عنه محمد بن
عبد الله بن المبارك المخرمي، وقال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه،
فقال: مجهول.
وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء الواسطي القصاب الأسدي، بياع القصب، روى عن
ابن عباس، وابن الحنفية، وأبيه. روى عنه الثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وهشيم،
وسويد بن عبد العزيز. قال أحمد بن حنبل: أبو حمزة القصاب الأسدي، صاحب
ابن عباس، ليس به بأس، صالح الحديث. وقال يحيى بن معين: هو ثقة، وقال أبو حاتم
الرازي: هو ليس بقوي. وقال أبو زرعة الرازي: هو بصري لين.
القصداري: بضم القاف وسكون الصاد وفتح الذال المهملتين بعدهما الألف وفي
آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قصدار، وهي ناحية مشهورة عند غزنة (1)، منها:
أبو محمد جعفر بن الخطاب القصداري، كان فقيها، زاهدا، سكن بلخ، وهو من
قصدار، سمع أبا الفضل عبد الصمد بن محمد بن نصير القاضي. روى عنه أبو الفتوح
عبد الغافر بن الحسين بن علي الكاشغري الحافظ الألمعي.
القصراني: بفتح القاف وسكون الصاد والراء المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القصران، وهما قصران الداخل والخارج، وصلت إلى الخارج منهما
وأقمت بها ليلة، وهي بنواحي الري، والمشهور بالنسبة إليها:

(1) قال ياقوت بعد أن نقل كلام السمعاني هذا: " وقد تقدم في قزدار، وأنها من بلاد الهند. وكلا القولين من كتاب
السمعاني. وذكر أبو النصر العتبي، في كتاب اليميني أن قصدار من نواحي السند، وهو الصحيح، وقصدار: قصبة
ناحية يقال لها طوران ". معجم البلدان 4 / 105.
511

محمد بن أبان بن عائشة القصراني، أخو الوليد بن أبان، وكان الوليد كاتب عيسى بن
جعفر. روى عن هشام بن عبيد الله. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: هو
كذاب، كما يفتعل الحديث، وكان لا يحسن أن يفتعل، كان يحدث بعد هشام في مسجد
حرم، ويجتمع عليه الناس، فسمعت أبا زرعة يقول: أول ما قدم الري قال الناس: أي
شئ يشتهي أهل الري من الحديث، فقيل له: أحاديث في الارجاء. فافتعل لهم جزءا في
الآراء.
القصري: بفتح القاف وسكون الصاد المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القصر، وهو في ستة مواضع، منها قصر بجيلة، ويكتب بالسين
أيضا، والمنتسب بهذه النسبة:
خالد بن عبد الله القصري، أمير العراق، يروي عن محمد بن زياد. روى عنه
عبد الله بن بزيع، وقد ذكرناه في " القسري " بالسين.
وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله، ظني أنه من أهل قصر بن هبيرة. يروي عن
عبد الرحمن بن عبد المؤمن، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله الباقلاني. روى عنه حمزة بن
يوسف السهمي.
والثاني منسوب إلى قصر بن هبيرة، وهو أبو المثنى عمر بن هبيرة، عامل العراق من
قبل بني أمية، وإياه عني الفرزدق بقوله:
تفيهق بالعراق أبو المثنى * وعلم قومه أكل الخبيص (1)
وهو من بني سكين، بطن من فزارة، حدث عن أهل هذه القصر:
أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الحسن القصري، وهو أخو أحمد ومحمد.
روى عن عبد الله بن إبراهيم الأزدي، وغيره. روى عنه ابن أخيه أبو عبد الله أحمد بن
أحمد بن إبراهيم.
وعبد الله بن محمد بن الحسن الأزدي القصري الضرير، حدث عن حسن الجلودي،
وأحمد الدورقي. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهما.
وأبو عبد الله عبد الكريم بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله التميمي

(1) الخبيص: المعمول من التمر والعسل.
512

القصري، المعروف بابن السني، يروي عن محمد بن عمر بن زنبور، وأبي محمد
الأكفاني. روى عنه أبو بكر الخطيب، صاحب " التاريخ " ووثقه.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن رميس بن عمرو القصري، منها أيضا، سمع أبا علقمة
الفروي، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وعثمان بن سعيد بن سعيد بن نوح، وجماعة من
هذه الطبقة. روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني. وكان ابن رميس يقول: بعت
صف الحدادين ببغداد، بثلاثة آلاف دينار، فأنفقها كلها على الحديث. وكان بغداديا، نزل
القصر، وأقام بها إلى حين وفاته. ومات بها سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني، المعروف بالقصري، ففيه، مناظر
فاضل، سديد السيرة، حميد الامر. سكن حلب، وهذه النسبة إلى القصر، وهو موضع
على ساحل البحر بين حيفا وقيسارية. هكذا ذكر لي. سمع ببغداد أبا القاسم علي بن
أحمد بن بيان الرزاز. كتبت عنه بحلب نسخة الحسن بن عرفة. وتوفي في سنة سبع أو ثمان
وثلاثين وخمسمائة، بحلب.
والرابع منسوب إلى قصر عبد الجبار، من أهل نيسابور، منهم:
أبو عبد الله بن شعيب بن صالح القصري النيسابوري، من أهل نيسابور، سمع
قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه. روى عنه علي بن عيسى، ومحمد بن إبراهيم
الهاشمي.
الخامس إلى قصر اللصوص: مدينة على سبعة فراسخ من إستراباذ، يقال لها
بالفارسية: كنكور، نزلت بها غير مرة، وبت بها ليلتين، ومن حدث بها من أهل العلم
ينسب إلى القصري.
وأبو القاسم عبد العزيز بن بدر بن القصري الولاشجردي، من أهل هذا القصر. ولي
القضاء بها، وكان فاضلا، عارفا بالأدب، كثير المحفوظ، ظريف الجملة والتفصيل.
سمع... (1)، كتبت عنه في النوبتين جميعا. وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
والسادس منسوب إلى سكنى قصر رافع بن الليث بن نصر بن سيار، بسمرقند، منهم:
أبو بكر محمد بن يحيى بن الفتح بن معاوية بن صالح البزاز السمرقندي القصري، من

(1) بياض بالنسخ، وورد سماعه في التحبير 1 / 463 هكذا: " سمع أبا غالب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن
أحمد الغازي الخفاف الهمذاني، والأديب أبا المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي، وأبا العلاء حمد بن نصر
الأعمش، وغيرهم ".
513

أهل هذه القصر. يروي عن عبيد الله بن حماد الآملي وغيره. قال أبو سعيد الإدريسي: إنما
سمي القصري لسكناه قصر رافع بن الليث.
وأما أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أبي القصر السجستاني
القصري، نسبة إلى جده الأعلى أبي القصر، من أهل سجستان، سكن بلخ. شيخ صالح،
جليل القدر، مكرم لأهل العلم، مقبول عند أهل بلده، ولي الخطابة ببلخ. سمع
أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد الساباذي، وأبا الحسين أحمد بن حمدان بن
يوسف السجستاني، وأبا نصر أحمد بن محمد بن أبي شداد، وأبا بكر بن أبي صالح
البغدادي، وابن الحسين محمد بن المظفر بن موسى البزاز البغدادي، وجماعة سواهم،
ورحل إلى البصرة حاجا، ورجع إلى بغداد. سمع منه ابنه عبد الرحمن، وأبو محمد
عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وذكره في " معجم شيوخه "،
فقال: أبو القاسم عبيد الله بن أبي القصر السجستاني المقري ببلخ، ورحل إلى البصرة
حاجا، ورجع إلى بغداد، فسمع " مسند الشافعي " من أبي الحسين بن المظفر الحافظ، عن
الطحاوي، عن المزني، عنه. شيخ صالح، جليل القدر، معظم للعلم، عارف لحقه، لم
يكن يقرأ للبلخيين إلا أن يجتمعوا عليه فيقرأ لهم خطيب البلد، فلما عرف أني ورفيقي سافرنا
إلى بلخ في طلب العلم، كان يقعد لي وله، يقرأ عليه، ثلاثة أو أربعة، تعظيما للعلم، ومعرفة
لحقه، رحمه الله. مات في أيدي الغر بعدما رجعنا عنه، سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة،
سمعتهم يذكرون ذلك، وأوصى أن يدفن في قيوده ليلقى الله بها، فيخاصمهم، فدفن كما
هو، على ما سمعت.
القصيري: بفتح القاف وسكون الياء بعد الصاد المكسورة وفي آخرها الراء. واشتهر بهذا الاسم:
أبو سعيد ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي، من التابعين، وكان من خيار عباد الله. يروي
عن واثلة بن الأسقع، وأبي إدريس الخولاني، وعبد الله بن الديلمي، وعبد الله بن عامر
اليحصبي. روى عنه الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن صالح، وأهل الشام.
قال أبو حاتم بن حبان: خرج ربيعة بن يزيد القصير غازيا، نحو المغرب، في بعث بعثه
هشام بن عبد الملك، واستعمل عليهم كلثوم بن عياض القشيري، فقتل ربيعة في ذلك
البعث بالمغرب.
وأبو بكر عمران بن مسلم القصير المنقري، من أهل البصرة. يروي عن أبي رجاء
العطاردي، والحسن بن سيرين، وعطاء، وعبد الله بن دينار. روى عنه شعبة،
والبصريون، والثوري، ومهدي بن ميمون، ويحيى بن سعد القطان، وبشر بن المفضل.
514

وثقه يحيى بن سعد، وغيره. وهو الذي روى عنه يحيى بن سليم إلا أن في رواية يحيى بن
سليم عنه بعض المناكير، وكذلك في رواية سويد بن عبد العزيز، عنه.
وأبو بكر عمران بن مسلم القصير المنقري، من أهل البصرة. يروي عن عبد الله بن
دينار، والحسن. روى عنه البصريون والغرباء. قال أبو حاتم بن حبان الامام: فأما راوية
أهل بلده عنه فمستقيمة، تشبه حديث الاثبات، وأما ما روى عنه الغرباء، مثل سويد بن
عبد العزيز، ويحيى بن سليم، ودونهما مناكير كثيرة، فلست أدري أكان يدخل عليه
فيجيب، أو تغير حتى حمل عنه هذه المناكير، على أن يحيى بن سليم، وسويد بن
عبد العزيز جميعا يكثران الوهم والخطأ عليه، ولا يجوز أن يحكم على مسلم بالجرح، وأنه
ليس بعدل، إلا بعد السبر، بل الانصاف عندي في أمره مجانبة ما روي عنه من ليس بمتقن
في الرواية، والاحتجاج بما روى عنه الثقات، على أن له مدخلا في العدالة في جملة
المتقنين، وهو ممن استخير الله تعالى فيه.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن بكر بن خالد بن يزيد النيسابوري، المعروف
بالقصير. سمع أباه، ويحيى بن عثمان الحربي، ويزيد بن مهران الخباز، ويوسف بن
يعقوب الصفار، وإسماعيل بن موسى الفزاري، الكوفيين، وأحمد بن محمد بن أبي بزة
المكي. روى عنه موسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك.
وكان ثقة. وقال ابن المنادي: أحمد بن محمد بن بكر أبو العباس النيسابوري، المعروف
بالقصير بن القصير، وكان ينزل في درب الزاغوني، النافذ إلى درب عمارة. مات في ربيع
الأول، سنة أربع وثمانين ومائتين.
وأبوه أبو جعفر بن بكر بن خالد القصير، كاتب أبي يوسف القاضي. سمع
عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وفضيل بن عياض،
وأبا صيفي بشير بن ميمون، ومحمد بن مناذر الشاعر. روى عنه ابنه أحمد، وأحمد بن علي
الخزاز، وشعيب بن محمد الذراع، ومحمد بن بنان الخلال، وصالح بن أحمد القيراطي.
وكان ثقة. ومات في ذي القعدة، سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن الحسن النخاس، ينزل المخرم، أحد المحال ببغداد، وحدث عن
عمر بن محمد بن الحسن الكوفي. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي.
وأبو بكر محمد بن شعيب بن علي النيسابوري، ويلقب بالقصير، من أهل نيسابور.
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعمرو بن زرارة. روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم
النيسابوري.
515

باب القاف والضاد
القضاعي: بضم القاف وفتح الضاد المعجمة وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى قضاعة، ويقال: إن قضاعة هو ابن معد بن عدنان ويقال: بل هو من
حمير، ومن نسبه فيهم، قال: هو عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن
حمير بن سبأ، ولقبه قضاعة، وقال شاعرهم في ذلك:
قضاعة بن مالك بن حمير * النسب المعروف غير المنكر
والمنتسب إليه جماعة كثيرة، منهم:
كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، ومن كلب
جماعة، منهم: حب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي القضاعي.
وبنو بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، منهم: عبد الرحمن بن عديس البلوي.
ومن قضاعة: جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، منهم من
الصحابة: زيد بن خالد الجهني وعقبة بن عامر الجهني.
ومن المتأخرين:
القاضي الإمام أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، قاضي مصر. سمع
جماعة كثيرة، وصنف كتاب " الشهاب " مسندا، ويطرح الأسانيد. روى لي عنه على سبيل
الإجازة أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ببغداد. وتوفي سنة أربع وخمسين وأربعمائة
بمصر. قال أبو بكر الخطيب: لقته بمكة، وحدثني عن أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب
البغدادي، وغيره. قال ابن ماكولا: والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن
علي بن حكمون القضاعي المصري، كان فقيها على مذهب الشافعي، متقنا في عدة علوم،
وصنف وحدث، روى عن أبي مسلم البغدادي، وأحمد بن عمر الجيزي، وأبي عبد الله
التميمي، وخلق كثير، ولم أر بمصر من يجري مجراه.
وأبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ابن عبد الله بن
علي القضاعي المالكي، من أهل مصر، كان فاضلا، راغبا في العلم وطلبه. سمع بمصر
أبا عبد الله محمد بن أحمد الحسين القيسي، وبتنيس أبا محمد عبد الله بن يوسف التنيسي،
516

وبمكة أبا بكر محمد بن أبي سعيد بن سختويه الأسفرايني، صاحب أبي بكر الإسماعيلي،
وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وطبقتهم. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن
محمد النخشبي، وذكره في " معجم شيوخه "، وقال: أبو محمد القضاعي المالكي، نزل
مصر، شاب كان يكتب معنا الحديث، كتب لي جزءان من حديثه بمصر، وقرأه لي.
517

باب القاف والطاء
القطابي: بضم القاف وفتح الطاء المهملة بعدها الألف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قطابة، وهي قرية من قرى مصر، منها:
محمد بن سنجر الجرجاني ثم القطابي، كان من أهل جرجان خرج من إلى مصر، وسكن
قطابة، بعد أن كتب بالعراق وبسائر البلاد. يروي عن خالد بن مخلد القطواني، ومحمد بن
يوسف الفرياني، وغيرهما. روى عنه جماعة. وكان يزيد بن سنان البصري، يقول:
محمد بن سنجر عندنا بالبصرة، وكان يكتب ويعمل عمل القز، وحكى محمد بن المسيب،
عن محمد بن سنجر، قال: خرجت إلى الرحلة، وأخرجت معي إسحاق الكوسج،
وأخرجت معي تسعة آلاف دينار وخمسمائة دينار، وكان إسحاق يورق لي، ويتزوج في كل
بلد، وأودي عنه مهرها. وقال أبو أحمد بن عدي: سكن محمد بن سنجر في قرية من قرى
مصر، يقال لها: قطابة، وصنف شيئا. ومات في ربيع الأول، سنة ثمان وخمسين
ومائتين.
القطامي: بضم القاف وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الميم.
هذه اسم يشبه النسبة، وهو والد الشرقي بن القطامي، واسم القطامي، الحصين بن
جمال بن حبيب بن جابر بن مالك العذري وقد ذكرت نسبه في ترجمة ابنه الشرقي، وقيل:
إن اسمه عمير بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر بن عامر بن أسامة بن مالك بن بكر بن
حبيب. وقيل: ابن مالك بن جشم بن بكر، لقب بقوله:
يحطهن جانبا فجانبا * حط القطامي قطا قواربا (1)

(1) سقط من نسخة " قط ".
قال ابن الأثير: " قلت: هكذا ذكر السمعاني في نسب القطامي، تارة جعله من عذرة، وتارة جعله من تغلب، ثم
إنه جعله والد الشرقي بن القطامي الاخباري، وليس بينهما نسب، فإن الشرقي بن القطامي بن كلب بلا شك قد ساق
نسبه إلى كلب في الشرقي، ثم ذكر ههنا أنه من كلب أن من تغلب، ولا شك أن سبب هذا الاختلاف عنده والوهم،
أنه ظن أن القطامي الشاعر والد الشرقي، ورأى في نسب القطامي أنه من تغلب، فساق النسب إلى تغلب على
ذلك، ورأى في نسب الشرقي أنه من كلب فظنه ابن هذا القطامي ن فقال: وقيل إنه من كلب، وإلا لو علم أن
القطامي الشاعر ليس والد للشرقي لزال هذا الوهم عنده. والله أعلم.
والقطامي الشاعر من تغلب لا كلام فيه، واسمه عمير بن شييم، ثم إنه جعله عذريا حيث رأى في نسب الشرقي أنه
من عذرة بن يزيد اللات بن رفيدة، وليس كذلك، فإنه لا يقال عذري إلا لمن ينسب إلى عذبرة بن سعد بن هذيم.
518

القطان: بفتح القاف وتشديد الطاء المهملة وفي آخرها نون.
هذه النسبة إلى بيع القطن، والمشهور بها:
هو أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ الأحول القطان. مولى بني تميم، من أئمة أهل
البصرة، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة. روى عنه أهل العراق.
مات يوم الأحد، سنة ثمان وتسعين ومائة. وكان إذا قيل له في علته: يعافيك الله. قال:
أحبه إلي أحبه إلى الله عز وجل. وكان من سادات أهل زمانه حفظا، وورعا وعقلا، وفهما،
وفضلا، ودينا، وعلما، وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن
النقل، وترك الضعفاء، ومنه تعلم علم الحديث أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،
وعلي بن المديني. ذكر عمرو بن علي الفلاس أن يحيى بن سعيد القطان كان يختم القرآن
كل يوم وليلة، ويدعو لألف إنسان، ثم يخرج بعد العصر فيحدث الناس. وكان يروي عن
سميه يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة والأعمش، وابن جريج، والثوري،
وشعبة، ومالك، في آخرين. وكان يقول: لزمت شعبة عشرين سنة، فما كنت أرجع من
عنده إلا بثلاثة أحاديث، وعشرة أكثر ما كنت أسمع منه في كل يوم وقال يحيى بن معين: أقام
يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة، ولم يفته الزوال في المسجد أربعين
سنة، وما رؤي يطلب جماعة قط.
وسكين بن عبد العزيز بن قيس القطان، من أهل البصرة. يروي عن سيار بن سلامة،
وأبيه. روى عنه موسى بن إسماعيل.
وغالب بن أبي غيلان القطان، واسم أبي غيلان خطاف. مولى عبد الله بن عامر بن
كريز. ويقال: هو مولى بني تميم. وقد قيل: مولى بني غنم. ومنهم من زعم أنه مولى بني
راسب بن عبد القيس. يروي عن الحسن، وبكر بن عبد الله المزني. عداده في أهل
البصرة. روى عنه أهلها.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل القطان، من أهل نيسابور. سمع
محمد بن يحيى الذهلي، وأبا الأزهر العبدي، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن
يوسف السلمي، وأحمد بن منصور المروزي، وأقرانهم. روى عنه أبو بكر أحمد بن
إسحاق بن أيوب، وأبو علي الحسين بن علي الحافظ، وأبو طاهر محمد بن محمد بن
محمش الزيادي، وطبقتهم. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، فقال: أبو بكر القطان،
الشيخ الصالح، أسند أهل نيسابور في مشايخ النيسابوريين في عصره، وقد أحضرت في
519

مجلسه غير مرة، ولم يحصل لي عنه شئ، ومات في شوال، سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسين القطان العابد، من أهل نيسابور أيضا.
سمع أباه، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وغيرهما. ذكره الحاكم أبو عبد الله
الحافظ في " التاريخ "، فقال: أبو إسحاق العابد القطان، الرجل الصالح، ابن محدث
البلد. توفي في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وهو
ابن ثمان وثمانين سنة.
وأبو محمد الحسن بن إبراهيم بن يزيد الأسلمي القطان الفارسي، نزيل نيسابور.
سمع أبا محمد جعفر بن درستويه، وحماد بن مدرك، الفارسيين، وببغداد عبد الله بن
محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وطبقتهم. سمع منه الحاكم
أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ " فقال: أبو محمد الفارسي القطان، نزيل
نيسابور. شيخ صالح، ثقة في الحديث، فهم في الرواية، ورد نيسابور سنة أربعين
وثلاثمائة، وكتبنا عنه في خان الفرس، وأكثرنا الاختلاف إليه، وتوفي بنيسابور في ذي
الحجة، سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم
الأزرق القطان، من أهل بغداد، متوثي الأصل، كان صدوقا، مشهورا في مشايخ بغداد.
سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا جعفر بن يحيى بن عمر بن علي بن
حرب، وأبا عمرو عثمان بن أحمد السماك، وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا محمد
عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وأبا الحسين بن مأتي الكوفي، وجعفر بن محمد
الخلدي، وأبا سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، وأبا بكر محمد بن الحسن بن زياد
النقاش، وطبقتهم. انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس الحافظ، وهبة الله بن الحسن
الطبري. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب. وأبو علي الحسن بن علي
الوخشي، وأبو الوليد الحسن بن محمد الدينوري، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،
وأبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني، وغيرهم. وكانت ولادته في شوال، سنة خمس
وثلاثين وثلاثمائة. وكان يسكن دار القطن ببغداد. وتوفي في شهر رمضان، سنة خمس عشرة
وأربعمائة.
وأبو سهل بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان المتوثي ذكرته في الميم.
وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن الحسين القطان. سمع أبا طاهر المخلص،
520

وأبا القاسم الصيدلاني. روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ. وكانت ولادته في ذي الحجة،
سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. ومات في شهر ربيع الأول، سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
القطانقاني: بضم القاف وفتح الطاء المهملة وسكون النون وفتح القاف وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى قطانقان، وهي قرية بسرخس، على نصف فرسخ منها، خربت
وصارت مزرعة، منها:
شاذي بن علي القطانقاني. يروي عن عبد الله بن عثمان، وحامد بن آدم، وإبراهيم بن
السري، وغيرهم.
القطايعي: بفتح القاف والطاء والياء آخر الحروف بعد الألف وفي آخرها العين
المهملة.
هذه النسبة إلى القطايع، والمنتسب إليها:
أبو بكر محمد بن الحسن بن أزهر بن جبير بن جعفر القطايعي الدعاء الأصم، لم يكن
ثقة، حدث عن قعنب بن المحرر الباهلي، والعباس بن يزيد البحراني، وعمر بن شبة
النميري، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأحمد بن منصور الرمادي، وحميد بن
الربيع، وعباس بن محمد الدوري. روى عنه أبو عمرو بن السماك كتاب " الحيدة "،
ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي، وأبو حفص بن
شاهين، ومحمد بن جعفر بن النجار. وكان غير ثقة، يروي الموضوعات عن الثقات، ومن
جملة الأحاديث التي وضعها: " وزن جبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليهم ". وتوفي في
أول سنة عشرين وثلاثمائة.
القطراني: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة بعدها الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القطران وبيعه، والمنتسب إليه:
أبو عبد الرحمن حمدان بن موسى بن الجنيد القطراني الوراق الجرجاني، يروي عن
إبراهيم بن موسى العصار بجرجان، في سنة سبع وسبعين ومائتين. قاله حمزة السهمي.
وأبو علي الحسين بن محمد بن الحسين القطراني الجرجاني، يروي عن أبي نعيم
عبد الملك بن محمد، وعلي بن محمد بن حاتم، وغيرهما ذكره حمزة بن يوسف السهمي.
521

وسعيد بن عثمان القطراني، كان من رؤساء جرجان. روى عنه قوله والد أبي بكر
الإسماعيلي، وعمه.
وأبو زكريا يحيى بن يعلى الأسلمي القطراني، من أهل الكوفة، يروي عن يونس بن
خباب، وموسى بن أيوب الغافقي، وعثمان بن الأسود، وحياة بن شريح. روى عنه
جندل بن والق، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عباد الخراز. قال أبو حاتم الرازي: هو
كوفي، ليس بالقوي، ضعيف الحديث.
القطربلي: بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضم الراء والباء الموحدة وفي آخرها
اللام.
هذه النسبة إلى قطربل، وهي قرية من قرى بغداد، مذكورة في الاشعار وذكر في
حديث غريب: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل "، منها:
إسحاق بن عبد الله بن أبي بدر القطربلي، حدث عن الحسين بن محمد المروذي.
روى عنه محمد بن الحسين، المعروف بابن عبيد العجل.
وأبو علي الحسن بن الحكم، القطربلي، يروي عن المشمعل بن ملحان الطائي،
والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب. روى عنه إبراهيم بن هانئ، ويعقوب بن شيبة
السدوسي، وغيرهما. مات بقطربل سنة ثلاثين ومائتين. قاله أبو القاسم البغوي قال:
وسمعت منه.
وأبو علي الحسين بن أحمد بن محمد القطربلي، حدث عن أبي العباس ثعلب،
وأحمد بن الحسن بن شقير. روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري، وذكر أنه
سمع منه في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة بمكة.
وأبو محمد الحسين بن سعد بن الحسن بن سعد القطربلي، ذكر أبو القاسم بن
الثلاج، أنه حدثه في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي.
القطري: بفتح القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء، والمشهور بهذه
النسبة:
أبو عاصم عصام بن محمد بن أحمد بن يحيى القطري الثقفي المديني، مدينة أصبهان
روى عنه محمد بن عمر بن حفص. روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ. توفي سنة
خمس وستين وثلاثمائة.
القطري: بكسر القاف وسكون الطاء المهملة، وفي آخرها الراء.
522

هذه النسبة إلى القطر، والمنتسب إليه:
محمد بن عبد الحكم القطري. يروي عن آدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم.
روى عنه عثمان بن محمد السمرقندي.
القطعي: بضم القاف وفتح الطاء وكسر العين المهملتين.
هذه النسبة إلى بني قطيعة، وهم قوم من بني زبيد، وزبيد بن مذحج، وهو قطيعة بن
عبس بن فزارة بن ذبيان. وقال ابن ماكولا: قطيعة اسمه عمرو بن عبيدة بن الحارث بن
سامة بن لؤي (1)، وقطيعة بن عبس: بطن (1).
والمشهور بهذه النسبة:
حزم بن أبي حزم مهران أبو بكر إسماعيل القطعي، بصري. سمع الحسن. سمع منه
ابن المبارك، وموسى بن إسماعيل. مات سنة خمس وسبعين ومائة، وغسله حماد بن زيد.
وأخواه: عبد الواحد، وسهيل.
وأبو الهيثم قطن بن كعب المقطعي، بصري، جد أبي قطن عمرو بن الهيثم. حدث
عن أبي أمامة، وعن أبي يزيد المدني روى عنه عبد الوارث بن سعيد، وشعبة، والنضر بن
بن شميل.
ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي.
وحباب المقطعي. يروي عن أبي إسحاق السبيعي. روى عنه جعفر بن سليمان
الضبعي.
والفضل بن معروف المقطعي. يروى عنه بشر بن حرب الندبي.
وعمرو بن سفيان المقطعي.
وأبو جعفر أحمد بن سنان بن أسد بن حبان القطان الواسطي القطيعي. روى عنه
جماعة.

(1 1) في نسخ أخرى: " وقطيعة بطن من عبس "، والمثبت في: ك، والاكمال.
وقال ابن الأثير: " قلت: هذا ما ذكره السمعاني أن قطيعة بطن من زبيد، وزبيد من مذحج. ثم قال: وقال
ابن ماكولا: قطيعة بن عبيدة. وساق نسبه إلى سام بن لؤي. أما قوله: قطيعة بطن من زبيد. فلا ينسب قط مطلقا
إلا إلى قطيعة بن عبس بن بغيض من ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان.
523

وسوادة بن أبي العالية القطعي. يروي عن الحسن البصري، حدث عنه داود بن
معاذ بن أخت مخلد بن الحسين.
القطعي: بكسر القاف وفتح الطاء وكسر العين المهملتين.
هذه النسبة إلى أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الفرزدق القطعي. قال ابن ماكولا:
كان يبيع قطع الثياب، لا الثياب الصحاح، فقيل له القطعي. وهو كوفي مشهور معروف.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي، والحسن بن علي بن بزيع، وعلي بن رجاء، ومحمد بن
عبيد الله بن عتبة، وعلي بن الحسين بن كعب، والحسن بن جعفر بن مدرار، وحريث بن
محمد بن حريث الحارثي، وأبي سعيد الحسن بن علي العدوي وخلق كثير. روى عنه
محمد بن جعفر بن محمد التميمي، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الهرواني
الجعفي، وغيرهما.
وعبد الله بن علي بن القاسم القطعي، شيخ آخر، كوفي. يروي عنه التميمي،
والهرواني أيضا.
القطفتي: بضم القاف والطاء المهملة وسكون الفاء وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها
باثنتين.
هذه النسبة إلى قطفتا، وهي محلة بالجانب الغربي من بغداد، وراء نهر عيسى، كان
منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم:
أبو الحسن علي بن هارون المغازلي القطفتي، شيخ صالح مستور، من أهل بغداد.
سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري الفقيه. روى لنا عنه أبو حفص عمر بن ظفر
المغازلي، وأبو المعمر المبارك بن أحمد الأزجي.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن قفرجل الوزان القطفتي. سمع
جده لامه (1) أبا بكر بن قفرجل، وأبا الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن إسماعيل الوراق،
وأبا حفص بن شاهين. ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، في " التاريخ "، وقال: كتبت عنه،
وكان صدوقا يسكن بقطفتا وراء نهر عيسى بن علي الهاشمي، وسألته عن مولده، فقال: في
سنة إحدى وستين وثلاثمائة. ومات يوم الجمعة، الرابع من شهر ربيع الآخر، سنة ثمان
وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير.

(1) أنظر اللباب 3 / 46.
524

وأبو القاسم سلامة بن الحسين المقري (الخفاف) القطفتي. سمع أبا الحسن علي بن
عمر الدارقطني. ذكره أبو بكر أحمد بن علي. الخطيب، وقال: كتبت عنه، وكان صالحا
دينا ثقة. يسكن وراء نهر عيسى ناحية قطفتا، ومات في صفر، سنة ثمان عشرة وأربعمائة،
ودفن في مقبرة معروف الكرخي.
القطفي: بضم القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الفاء.
والمشهور بهذه النسبة:
محمد بن معدان القطفي.
القطواني: بفتح القاف والطاء المهملة والواو وفي آخرها النون.
هذا موضع بالكوفة، ولعله اسم رجل أو قبيلة نزلت هذه الموضع، فنسب الموضع
إليهم. وقال أبو الفضل المقدسي: قطوان الكوفة: موضع بها، وليس بقبيلة. وأما قطوان
فقرية كبية على خمسة فراسخ من سمرقند، بها الجامع والمنبر، وكانت بها مقتلة عظيمة
للمسلمين. وبها مقابر الشهداء، غير أن أهل سمرقند يقولونها بسكون الطاء، وظني أنها
محركة، خرجت إليها للزيارة، وأقمت بها ليلتين.
فأما المنسوب إلى قطران الكوفة، فجماعة، منهم:
أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي زياد القطواني، واسم أبي زياد الحكم. روى عنه
وكيع بن الجراح، وسيار بن حاتم العنزي. قال أبو حاتم بن حبان: حدثنا عنه محمد بن
الحسن بن...، وغيره من شيوخنا، وقطوان الذي ينسب إليه موضع بالكوفة.
ومنهم: أبو الهيثم خالد بن مخلد القطواني البجلي، من أهل الكوفة. يروي عن
موسى بن يعقوب الزمعي، وسليمان بن بلال. روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، وأهل
العراق. وكان يكره أن يقال له القطواني.
وخالد بن يزيد القطواني. من أهل الكوفة أيضا، يروي عن ابن شهاب،
وإسماعيل بن جعفر. روى عنه محمد بن علي بن داود البغدادي.
ومن المتأخرين:
أبو جعفر ثابت بن عبيد الله بن هبة الله بن محمد القطواني، قطوان الكوفة. سمع
أبا عبد الله محمد بن عبد الله الهرواني القاضي. سمعوا منه. وذكره أبو محمد عبد العزيز بن
محمد النخشبي الحافظ.
525

وأبو زكريا يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني، من قطوان الكوفة. قال أبو حاتم بن
حبان: وقطوان موضع بالكوفة، وليس هو يحيى بن يعلى المحاربي، ذاك ثقة، وهذا يروي
عن يونس بن خباب، وعبد الملك بن أبي سليمان. روى عنه أبو نعيم ضرار بن صرد. يروي
عن الثقات الأشياء المقلوبات، فلست أدري يقع ذلك في روايته منه، أو من أبي نعيم لان
أبا نعيم ضرار بن صرد، سئ الحفظ، كثير الخطأ، فلا يتهيأ إلزاق الجرح بأحدهما فيما رويا
دون الآخر، ووجب التنكب عما رويا جملة، وترك الاحتجاج بهما على كل حال.
وأما قطوان سمرقند، فمنها:
الامام المشهور أبو محمد بن محمد بن محمد بن أيوب القطواني، كان مفتيا، واعظا،
مفسرا مشهورا، سقط عن دابته منصرفا من صلاة الجمعة، فاندقت عنقه، ومات من الغد،
وكان ذلك سنة ست وخمسمائة. خلف أولادا، رأيت واحدا منهم بسمرقند، والعجب أن
هذا القطواني لما حج سمع بالكوفة عن رجل قطواني، منسوب إلى قطوان الكوفة.
ومن المتقدمين:
أبو عبد الله محمد بن عصام بن أبي حمدان الفقيه القطواني.
سمع محمد بن نصر المروزي. روى عنه أبو سعد الإدريسي الحافظ. ومات سنة اثنتين
وخمسين وثلاثمائة.
وإسماعيل بن مسلم، شيخ، حدث بقطوان عن محمد بن عمر بن علي المقدمي.
روى عنه العباس بن الفضل بن يحيى السمرقندي. قال أبو سعد الإدريسي، صاحب " تاريخ
سمرقند ": لا أدري هو من أهلها أو من ساكنيها؟.
وأبو علي الحسن بن علي بن محمد المفتي الحافظ القطواني، من قطوان سمرقند.
يروي عن أبي القاسم حمزة بن محمد. ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين
وخمسمائة.
وأبو علي بن محمد القطواني. مات في أواخر شهر رمضان، سنة أربع وثمانين
وأربعمائة.
والامام أبو عمرو عثمان بن عمر بن الحسين بنعلي بن عمرو القطواني السمرقندي.
يروي عن أبي العباس جعفر بن محمد المعتز السمرقندي روى عنه أبو حفص عمر بن
محمد بن أحمد النسفي، وذكر أنه توفي في أواخر ربيع الآخر، سنة ثلاث عشرة وخمسمائة،
526

ودفن أمام مشهد الأئمة بجاكرديزه (1).
وأبو الحسن علي بن محمد المفتي القطواني. يروي عن أبي القاسم حمزة بن محمد.
روى عنه ابنه، وهو:
أبو علي الحسن بن علي بن محمد القطواني. يروي عن أبيه.
وتوفي أبوه علي في أواخر رمضان، سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
ومات ابنه أبو علي الحسن، في ذي الحجة، سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
القطوطي: بفتح القاف والواو بين الطائين المهملتين.
هذه النسبة إلى قطوط، وظني أنها محلة ببغداد بنواحي الدور، ولا أدري هي قطوطا أو
غيرها، وظني أنهما واحد، منها:
أبو محمد الهيثم بن خلف الدوري القطوطي، وقد ذكرته في الدوري. يروي عن
الربيع بن ثعلب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. روى عنه جماعة، منهم: أبو بكر بن
المقري.
القطوطايي: بفتح القاف وضم الطاء المهملة وطاء أخرى مفتوحة بينهما الواو ثم الألف
وفي آخرها ياء أخرى.
هذه النسبة إلى قطوطا، وهي قرية من قرى بغداد فيما أظن، منها:
مكرم بن أحمد بن مكرم القطوطايي، عم أبي العباس بن مكرم العدل.
القطيطي: بضم القاف والياء الساكنة آخر الحروف بنى الطائين المهملتين أولهما
مفتوحة.
هذه النسبة لأبي الفتح محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر القطيطي الشيباني
العطار: من أهل بغداد، كان يعرف بقطيط، حدث عن أبي الفضل الزهري، وطاهر بن لبوة
البصري، ومحمد بن النضر النخاس ن ومحمد بن المظفر الحافظ، وعلي بن عمر
السكري، وأبي حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن الطيب البلوطي.
سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وذكره في التاريخ، فقال: قطيط

(1) جاكرديزة: محلة كبيرة بسمرقند. معجم البلدان 2 / 9.
527

أحد من تغرب وسافر الكثير إلى: البصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، وبلاد
الثغور، وبلاد فارس. وذكر جماعة، ثم قال: وغيرهم من أهل البصرة، والأهواز، وتستر،
وأصبهان. سمعت منه في دار أبي القاسم الأزهري جزءا من تخريج أبي الحسن النعيمي له
عن هؤلاء الشيوخ. وكان شيخا ظريفا، مليح المحاضرة، يسلك طريق التصوف، وسمعته
يقول: ولدت ببغداد، في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وولد أبي ببغداد، وجدي محمد
من أهل سامراء، وجعفر جد أبي من أهل البادية، ولما ولدت سميت قطيطا، على أسماء
أهل البادية، وكان اسمي إلى أن كبرت، ثم إن بعض أهلي سماني محمدا، فاسمي الآن
قطيط، ولقبي محمد، وهو الغالب علي، وتوفي بالأهواز، سنة أربعة وثلاثين وأربعمائة.
القطيعي: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي
آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في مجال متفرقة ببغداد، والمشهور بهذه
النسبة:
أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهروي القطيعي، كان سكن قطيعة
الربيع، وهو موضع اقتطعه الربيع في أيام المنصور، بغدادي ثقة. وجده معمر بن الحسن
محدث أيضا. حدث عن هشيم، وغيره. روى عنه البخاري، وروى البخاري عن محمد بن
عبد الرحيم البزاز، عنه حديثا. مات في جمادى الأولى، سنة ست وثلاثين ومائتين.
وأبو جعر؟ محمد بن سابق التميمي مولاهم، القطيعي. يروي عن شيبان النحوي،
ومالك بن مغول. أصله كوفي، ثم سكن بغداد في قطيعة الربيع، فنسب إليها ومات بها.
وأحمد بن الوليد البغدادي القطيعي، يحدث عن يحيى بن محمد الجاري. روى عنه
مطين.
والمحدث المشهور أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي.
من قطيعة الدقيق، محله في أعلى غربي بغداد. يروي عن إسحاق، وإبراهيم، الحربيين،
والكديمي، وأبي مسلم الكشي، وكان يروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل " المسند "،
عن أبيه، وكان مكثرا. يروي عنه أبو عبد الله الحافظ البيع، وأبو نعيم الحافظ الأصبهاني،
في جماعة كثيرة، آخرهم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري؟؟. مات في ذي الحجة، سنة
ثمان وستين وثلاثمائة.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن منصور العتيقي. قال ابن ماكولا: قال لي إنه روياني
الأصل، وانتقل أهله إلى طرسوس، ثم خرجوا عنها بعد سمع الكثير، وخرج من
الصحيحين. وكان ثقة، متيقنا، يفهم ما عنده، وكان الخطيب الحافظ ربما دلسه. روى عنه
528

وهو في الحياة، يقول: أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي لسكناه في قطيعة أم عيسى.
وأما المنسوب إلى قطيعة أم جعفر، منهم:
أبو عيسى إسحاق بن محمد بن إسحاق الناقد، حدث عن الحسن بن عرفة. روى عنه
أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس.
وأبو محمد إدريس بن طهوي بن حكيم بن مهران بن فروخ القطيعي. يروي عن أبي
بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن سليمان لوين. روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر
الحافظ، وغيره. ومات سنة ثمان وثلاثمائة.
وأما المنسوب إلى قطيعة عيسى بن علي، منهم:
أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي. كان يسكن في جوار عبيد العجل
بقطيعة عيسى. حدث عن منصور بن أبي مزاحم، وأبي معمر الهذلي، وعمرو الناقد،
وغيرهم. روى عنه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأما المنسوب إلى قطيعة الفقهاء بالكرخ، منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن منصور القطيعي الكرخي، من أولاد الأئمة، شيخ
سديد. روى عن خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية، وهو آخر من روى عنها، وأبي
الحسين بن النقور، وأبي بكر الخطيب، وأبي محمد بن هزارمرد الصريفيني، وأبي القاسم
بن مسعدة الإسماعيلي، وجماعة سواهم. قرأت عليه الكثير، وكنت أكتب له القطيعي لأنه
كان يسكن قطيعة الفقهاء بالكرخ، وكنت أقرأ عليه بها. وتوفي في سنة سبع أو ثمان وثلاثين
وخمسمائة.
وأبو خراسان أحمد بن محمد بن السكن القطيعي البغدادي، يكنى أبا بكر، ويعرف
بأبي خراسان. سمع أبا يعقوب إسحاق بن هشام التمار الخراساني، وأبا يحيى زكريا بن
عدي، وأبا جعفر محمد بن سابق التميمي، وعبد الصمد بن حسان. حدث عنه أبو بكر
محمد بن صالح بن الحسن القهستاني، وأبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري، وأبو الحسن
علي بن إسحاق المدرائي، وغيرهم.
القطيفي: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي
آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى قطيف، وهي بلدة بناحية الأحساء، استولت عليه القرامطة،
أبو سعيد الجنابي وخيله ورجله.
529

باب القاف والظاء.
القظيفي: بضم القاف وفتح الظاء المعجمة وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها
باثنتين والفاء.
قظيف: بطن من مراد، أكثرهم نزل مصر، منهم:
علقمة بن يزيد القظيفي. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه عمر، وشهد فتح مصر.
وعابس بن ربيعة القظيفي، مصري.
وفروة بن مسيك القظيفي.
وسهل بن سعد القظيفي المصري. له صحبة.
وعابس بن سعيد القظيفي قاضي مصر.
وذكر جماعة سواهم. هذا كله عبد الغني بن سعيد (1).

(1) قال ابن الأثير: " قلت: الذي أعرفه في نسب فروة وعلقمة وعابس أنهم غطيفيون، بالغين المعجمة والطاء
المهملة، من غطيف بن عبد الله بن ناجية بن يحابر، وهو مراد، وقد ذكرهم أبو سعد في الغطيفي، فلا أدري من
أين وقع له هذه النسبة، هل هي تصحيف أم لا؟ والله أعلم ".
530

باب القاف والعين
القعاصي: بكسر القاف أو ضمها والعين المهملة المفتوحة وفي آخرها الصاد المهملة
بعد الألف.
هذه النسبة إلى قعاص، وهو اسم لجد:
يحيى بن هاني بن عروة بن قعاص المرادي الكوفي القعاصي، من أهل الكوفة، من
أشراف العرب. روى عن عبد الحميد بن محمود، ورجاء الزبيدي، وأبيه، ونعيم بن
دجاجة. وأبو عمير. روى عنه الثوري، وشعبة، وشريك بن عبد الله، وثقه يحيى بن
معين، وأبو حاتم الرازي.
القعنبي: بفتح القاف وسكون العين المهملة وفتح النون بعدها باء منقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي. من أهل المدينة، سكن
البصرة. يروي عن سليمان بن بلال، ومالك بن أنس. ومات في صفر، سنة إحدى
وعشرين ومائتين بالبصرة. وكان من المتقشفة الخشن، وكان لا يحدث إلا بالليل، يقول
لأصحاب الحديث: اختلفوا إلى من شئتم، فإذا كان بالليل ولم يحدثكم إنسان فتعالوا حتى
أحدثكم. وربما خرج عليهم وليس عليه إلا بارية قد اتشح بها، وكان من المتقنين في
الحديث، وكان يحيى بن معين لا يقدم عليه في مالك أحدا.
وأخوه إسماعيل بن مسلمة القعنبي.
ووالدهما مسلمة بن قعنب القعنبي، من أهل المدينة. يروي عن هشام بن عروة.
روى عنه إسماعيل وعبد الله ابنا مسلمة القعنبيان.
القعيني: بضم القاف وفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها النون.
هذه النسبة ما رأيتها إلا في حكاية ذكرها أبو نصر علي بن ماكولا، في كتاب " الاكمال "
ما أخبرنا به أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ إجازة مشافهة، حدثنا أبو نصر علي بن
هبة الله بن ماكولا الحافظ إذنا، قال: قال لنا الشريف العمري، قال لنا الشريف أبو علي بن
531

أخي اللبن: احتاج بدوي فدخل الكوفة، فآجر نفسه، فطحن في رحا الرجل، فكدته، فلما
فرغ أتى القعيني فقال: ما يريد القائل:
تجد بنا وتسرع حين نمشي * ونضربها فما برحت مكانا
وتعصف بالرديف إذا علاها * بدرتها فقد غلبت حرانا
فقال القعيني، لا أعلم. فقال: ها هي في هذا البيت. فإذا به يريد الرحا.
532

باب القاف والفاء
القفال: بفتح القاف وتشديد الفاء.
هذه النسبة إلى عمل الأقفال، واشتهر به:
أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال، وكان يقال له: القفال الكبير، الشاشي،
من أهل الشاش، إمام عصره بلا مدافعة، وكان إماما أصوليا، لغويا، محدثا، شاعرا،
أفنى عمره في طلب العلم ونشره، وشاع ذكره في الشرق والغرب، وصنف التصانيف
الحسان، منها: " دلائل النبوة " " ومحاسن الشريعة ". رحل إلى خراسان، والعراق،
والحجاز، والشام، والثغور. سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس
محمد بن إسحاق السراج، وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبا عروبة الحسين بن
أبي معشر السلمي، وأبا الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي، وطبقتهم. روى
عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الله بن منده الحافظ، وأبو عبد الله الغنجار
الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو سعد الإدريسي. وقيل فيه:
هذه أبو بكر الفقيه القفال * يفتح بالفقه صعاب الأقفال
ولد ليلة البراءة، في سنة إحدى وتسعين ومائتين. ومات بالشاش، في ذي الحجة،
سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي الفقيه.
القفصي: بفتح القاف وسكون الفاء وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى قفصة، وهي بلدة بالمغرب، تقارب قسطيلية، وهما كثيرتا التمر،
والمشهور بهذه النسبة:
جميل بن طارق القفصي الإفريقي. روى عن سحنون بن سعيد، وكنيته أبو سعيد.
محمد بن تميم بن واقد العنبري القفصي. ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ
مصر "، وقال: رأيت في تاريخ المغاربة أن محمد بن تميم توفي بقفصة سنة تسع وخمسين
ومائتين.
القفصي: مثل الأول، إلا أن القاف بالضم.
هذه النسبة إلى القفص، وهي قرية على دجلة، من أعمال الدجيل على ثلاثة فراسخ
533

منها، وهي خبثة، وكانت من متنزهات بغداد، اجتزت بها، وجماعة من الشعراء وصفوا هذا
الموضع، وذكروه في أشعارهم. أنشدني أبو سعد بن الزوزني، إملاء من حفظه، ببغداد
أنشدني عاصم بن الحسن الكرخي لنفسه:
يا صاحبي بالقفص لا صاحبي * بأربع بالجزع أدراس
عرج على دير بقطربل * وانزل بقسيس وشماس
واشرب على الآس ووجه الذي * سار به في حضرة الآس
ودغدغ الكأس فإني امرؤ * يعجبني دغدغة الكاس
وأبو العباس أحمد بن الحسن بن أحمد بن سلمان (1) القفصي، شيخ صالح، يسكن
باب المراتب ببغداد. سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وأبا الحسن
علي بن الحسين بن أيوب، وغيرهما. وقال لي: كتبت على كبر السن. سمعت منه، وكان
شيخا صالحا، على زي الصوفية، وقال: ولدت بالقفص، في سنة ست وستين
وأربعمائة. وتوفي ببغداد.
القفلي: بفتح القاف والفاء وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى قفل، وهو اسم لجد:
أبي عبد الرحمن المؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل بن سدل الربعي القفلي
الكوفي، من أهل الكوفة، كان صالحا، عالما، فاضلا، مكثرا في الحديث، جوالا في
الآفاق. حدث ببلاد الشام، وديار مصر، عن مالك بن سعير بن الخمس، وضمرة بن
ربيعة، وسيار بن حاتم، وأبي داود الطيالسي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويزيد بن
هارون، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة،
وصالح جزرة، وأبو عبد الرحمن النسائي، والهيثم بن خلف الدوري، وغيرهم. وحكي أن
مؤمل بن يهاب قدم الرملة، فاجتمع عليه أصحاب الحديث، وكان زعرا، ممتنعا، فألحوا
عليه، فامتنع أن يحدثهم، فمضوا بأجمعهم. وألفوا منهم نقيبين، فتقدما إلى السلطان،
فقالا: إن لنا عبدا خلاسيا (2)، له علينا حق صحبة وتربية، وقد كان أدبنا فأحسن لنا
التأديب. وآلت بنا الحال إلى الإضافة. وإنا أردنا بيعه، فامتنع علينا. فقال لهم السلطان.

(1) أنظر اللباب 3 / 50.
(2) الخلاسي، بالكسر: الولد بين أبوين أبيض وأسود.
534

وكيف علم صحة ما ذكرتم؟ قالوا: إن معنا بالباب جماعة من حملة الآثار، وطلاب العلم،
وثقات الناس، يكتفى بالنظر إليهم دون المسألة عنهم، وهم يعلمون ذلك، فتأذن بوصولهم
إليك، لتسمع منهم. فأدخلهم، وسمع مقالتهم، ووجه خلف المؤمل بالشرط والأعوان،
فتقزز، فجذبوه وجرروه، وقالوا: أخبرنا أنك استطعمت الإباق، فصار معهم إلى السلطان،
فلما دخل عليه قال له: ما يكفيك ما أنت فيه من الإباق، حتى تتعزز على سلطانك امضوا به
إلى الحبس، فحبس، وكان من هيئته أنه أصفر، طوال خفيف اللحية، يشبه عبيد أهل
الحجاز، فلم يزل في حبسه أياما، حتى علم بذلك جماعة من إخوانه، فصاروا إلى
السلطان، وقالوا: إن هذا مؤمل بن يهاب في حبسك مظلوم. قال: ومن ظلمه. قالوا:
أنت. قال: ما أعرف من هذا شيئا، ومن مؤمل؟ فقالوا: الشيخ الذي اجتمع عليه جماعة،
وقالوا: العبد الآبق. وما هو بآبق، بل هو إمام من أئمة المسلمين في الحديث. فأمر
بإخراجه، وسأله عن حاله، فأخبره كما أخبره الذين جاءوا يذكرون له حاله، فصرفه، وسأله
أن يحله. فلم ير بعده ممتنعا امتناعه الأول، حتى لحق بالله عز وجل. ومات بالرملة، في
رجب، سنة أربع وخمسين ومائتين.
535

باب القاف واللام
القلزمي: بفتح القاف وسكون اللام وضم الزاي وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى القلزم، وهي بلدة على ساحل البحر، وينسب بحر القلزم إليها، بين
مصر ومكة، وهي من بلاد مصر، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم:
أبو غسان عبد الله بن محمد بن يوسف بن حجاج بن مصعب بن سليم العبدي المكي،
سكن القلزم، من أرض مصر، فنسب إليه. قال أبو سعيد بن يونس: أبو غسان القلزمي
العبدي، مكي سكن القلزم من أرض مصر، وتوفي بها، في شهر ربيع الأول، سنة إحدى
وعشرين وثلاثمائة، حدث، ولم يكن بذلك، تعرف وتنكر.
ويعقوب بن إسحاق بن أبي عباد العبدي المكي البصري، ثم القلزمي، بصري، أقام
بمكة مدة، وقدم مصر، وكان بالقلزم، وسكنها، فنسب إليها، حدث، وكان ثقة،
وبالقلزم كانت وفاته، نحو عشرين ومائتين. يروي عن سعيد بن بشير، وإبراهيم بن
طهمان، وحماد بن شعيب، وعطاف بن خالد، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وداود
العطار، ومحمد بن عيينة. روى عنه موسى بن سهل، وعبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الحكم المصري. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: كان يسكن قلزم، قدمت
قلزم وهو غائب، فلم أكتب عنه، محله الصدق، لا بأس به.
وأبو عبد الله غسان بن محمد بن يوسف بن أبي غسان القلزمي ولي القضاء بها. يروي
عن محمد بن أيوب بن يحيى القرشي القلزمي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن
جميع الصيداوي، وذكر أنه سمع منه بالقلزم.
وأبو اليمان الحكم بن نافع القلزمي. يروي عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن
السرح. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
القلعي: بفتح القاف واللام وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى بلدة يقال لها: قلعة، منها:
أبو محمد عبد الله بن عثمان بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد المقري القلعي. قال
عمر النسفي: من بلدة قلعة، دخل سمرقند، سنه تسع عشرة وخمسمائة، وكان فاضلا،
حاسبا، مقرئا، حدث عن أبي الفضل جعفر بن محمد.
536

القلندوشي: بفتح القاف واللام وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الشين
المعجمة.
هذه النسبة إلى قرية من قرى سرخس، يقال لها: قلندوش، وعرفت القرية بهذا
الاسم، ويقال لها: غنادوست. وقد ذكرناها في حرف الغين.
القلوحي: بفتح القاف وضم اللام المشددة وبعدها الواو وفي آخرها الحاء.
هذه النسبة إلى القلوحة، هكذا رأيت مضبوطا مقيدا، والقلوحة: قرية كبيرة، عند
الأنبار، من بغداد، ولا أدري هل أخطأت الكاتب في ذلك، أم هي قرية أخرى، فإني قرأت
بالقاف والحاء المهملة في كتاب " الجرح والتعديل " لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي،
منها:
أبو زيد القلوحي. قال أبو حاتم: دهقان القلوحة، والد العباس الهمذاني.
يروي عن عمر بن الخطاب. روى عنه... (1) قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
القلوري: بفتح القاف واللام والواو المشددة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قلورة، وهو اسم لجد:
عمر بن إبراهيم بن قلورة البلدي القلوري، من أهل بلد الحطب. يروي عن
إسماعيل. محمد المزني. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر
أنه سمع عنه ببلد.
القلوسي: بضم القاف واللام بعدهما الواو وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى القلوس، فيما أظن، وهو جمع قلس، وهو الحبل الذي يكون في
السفينة، إن شاء الله، والمشهور بهذه النسبة:
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري، المعروف بالقلوسي من أهل البصرة.
سمع أبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعثمان بن عمر بن
فارس، وحجاج بن المنهال وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن عليل
العنزي والقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود،

(1) بياض في النسخ، وفي الجرح والتعديل.
537

وغيرهم. وكان حافظا، ثقة، ضابطا. ولي القضاء نصيبين، فخرج إليها، وحدث ببغداد،
ومات بنصيبين، في جمادى الأولى، سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وحفيده: أبو يوسف يعقوب بن مسدد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي، بصري
الأصل. حدث ببغداد عن كتاب جده أبي يوسف وجادة، وعن أبي يعلي أحمد بن علي بن
المثنى الموصلي سماعا. روى عنه أبو حفص بن شاهين.
وابنه: أبو الحسين مسدد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد، المعروف بالقلوسي. يروي
عن أبيه، حدث بمصر، وحران. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وذكر أنه
سمع منه بمصر وحران. قال مسدد: قال لي سعيد بن علي بن الجليل: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
النوم، فقلت: يا رسول الله، حدثنا القلوسي عنك بهذا الحديث، فقال: صدق القلوسي.
538

باب القاف والميم
القماح: بفتح القاف وتشديد وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى بيع القمح وشرائه، وهو الحنطة، ويقال للحنطة بديار مصر: القمح،
والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم:
أبو الفضل العباس بن أحمد بن سعيد بن مقاتل القماح، مولى الجعافرة، من أهل
مصر. يروي عن محمد بن زياد، وغيره. سمع منه أبو زكريا يحيى بن علي الطحان
الحافظ، وتوفي في شعبان، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
القماشويي: بفتح القاف والميم وضم الشين المعجمة وفي آخرها الياء آخر الحروف
بعد الواو.
هذه النسبة إلى قماشويه، وهو اسم لبعض أجداد:
أبي الطيب عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن سهل اللؤلؤي القماشويي،
من أهل بغداد، يعرف بابن قماشويه. روى عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن
عبد الرزاق، كتاب الحدود وكتاب الرضاع، ولم يكن عنده من الحديث سوى ذلك. روى
عنه أبو الحسن بن أحمد بن شاذان. وتوفي في النصف من شعبان (1)، سنة إحدى
وخمسين وثلاثمائة.
القماصي: بفتح القاف وتشديد الميم وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى بيع القميص أو القمصان، وهي جمع قمص، والمشهور بهذه
النسبة:
أبو الفتح الحسين بن أبي القاسم بن أبي سعد بن أبي القاسم القماص، من أهل
نيسابور، شيخ صالح، راغب في الخيرات، وحضور مجالس العلماء. سمع بنيسابور
أبا سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري وأبا الحسن أحمد بن محمد الشجاعي،
وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وببلخ أبا علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين
البيهقي، وببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، طبقتهم. لقيته ببغداد، سنة

(1) في تاريخ بغداد: " ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان ".
539

اثنتين وثلاثين، وسمع بقراءتي أجزاء من أبي سعد أحمد بن محمد الزوزني، ثم لما انصرفت
من العراق كتب عنه بنيسابور، وكانت ولدته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
وتوفي في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
القماط: بفتح القاف والميم المشددة وفي آخرها الطاء المهملة، واشتهر بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن علي بن عتاب الأيادي القماط، من أهل بغداد. سمع عبيد الله بن
محمد بن عائشة، وأبا الربيع الزهراني، والربيع بن ثعلب، ومحمد بن حميد الرازي،
وداود بن عمرو الضبي، وغيرهم روى عنه أبو الحسين بن المنادي، وإسماعيل بن علي
الخطبي. وكان كثير الكتاب، أحد الاثبات. مات في رجب، سنة تسع وثمانين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن محمد بن عيسى القماط، من أهل بغداد. حدث عن عباس بن
يزيد البحراني. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ، وذكر أنه سمع منه بسر من
رأى.
القماطري: بفتح القاف والميم وكسر الطاء المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القماطر، وهي جمع القمطر، واشتهر بهذه النسبة:
أبو الحسين محمد بن جعفر بن حمدان القماطري، من أهل بغداد، حدث عن
أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، وأبي علي أحمد بن الفرج الجشمي، ويحيى بن
أبي طالب. روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني،
الحافظان.
القمراطي: بفتح القاف وسكون الميم وفتح الراء وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى قمراطة، وهي من بلاد المغرب، وأظنها من الأندلس، والمشهور
بالنسبة إليها:
بقي بن العاص الأندلسي القمراطي. حدث، وسمع منه، وتوفي بالأندلس، سنة
أربع وعشرين ومائتين.
القمري: بفتح القاف والميم وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القمر، وهو:
أبو علي جعفر بن عبد الله بن إسماعيل القمري المستوفي، من أهل مرو، كان شيخا.
540

مستورا، له سمت وهيبة. سمع الأديب أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي، وعليه
قرأ الأدب، سمعت منه، وما أظن أن أحدا قرأ عليه الحديث قبلي وبعدي. وكانت ولادته في
حدود السبعين وأربعمائة. ووفاته سنة نيف وثلاثين وخمسمائة، في رحلتي إلى العراق.
وقال ابن الكلبي، في الألقاب: إنما سمي مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب بن
صنيم بن مليح بن شرطان بن معن بن فهم بن غنم، وكان يلقب بقمر العراق، لجماله.
والنسبة إلى أولاده " القمري ".
القمري: بضم القاف وسكون الميم والراء المهملة في آخرها.
هذه النسبة إلى القمر، وهي بلدة تشبه الجص لبياضها، وأظن أنها من بلاد مصر،
والمشهور بها:
الحجاج بن سليمان بن أفلح القمري، مصري. يروي عن مالك بن أنس، والليث بن سعيد،
وحرملة بن عمران، وابن لهيعة، وفي حديثه خطأ ومناكير. توفي فجأة سنة سبع وتسعين
ومائة، وهو على حماره. روى عنه محمد بن سلمة المرادي.
والقمري: طير منسوب إلى هذه البلدة: هكذا ذكره أبو الحسين بن فارس اللغوي،
صاحب " المجمل " فيه.
القمني: بكسر القاف وتشديد الميم المفتوحة (1) وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قمن، وهي قرية بنواحي مصر، خرج منها جماعة من المحدثين
والعلماء، منهم:
أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد بن سفيان القمني. ذكره أبو سعيد بن يونس، في
" تاريخ مصر "، وقال: نسبوه في موالي رعين لآل عبد الأعلى بن سعيد الجيشاني. توفي
بقمن، في رجب، سنة خمس عشرة وثلاثمائة. يروي عن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن
عفير، وأبي موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي. روى عنه محمد بن الحسين بن الابري
السجزي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وذكره وقال: أبو الحسن القمني
المصري بمصر، وقمن: قرية من قرى مصر.
القميري: بفتح القاف والميم المكسورة والياء الساكنة وفي آخرها الراء.

(1) في معجم البلدان 4 / 177: " وفتح ثانيه وآخره نون، بوزن سمن... قرية من قرى مصر نحو الصعيد ".
541

هذه النسبة إلى قمير، وهو بطن من العرب، منها:
ذؤيب بن حلحلة بن عمرو، ثم أحد بني قمير. هكذا قال ابن أبي حاتم. شهد الفتح
مع النبي صلى الله عليه وسلم مسلما، وكان يسكن قديد. وهو الخزاعي الأزدي. والد قبيصة بن ذويب،
مدني، له صحبة، روى عنه ابن عباس، سمعت أبي يقول بعض ذلك، وبعضا وجدته
مكتوبا بخطه (1).
القميري: بضم القاف والميم المفتوحة بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى قمير، وهو بطن من الأنصار، وهو قمير بن مالك بن سواد بن مري بن
أراشة، من ولده:
جابر بن النعمان بن عمير بن مالك بن قمير القميري. عداده في الأنصار. ذكر
ابن حبيب، عن ابن الكلبي، في نسب قضاعة.
وأما زهير بن محمد بن قمير بن شعبة المروزي القميري. يروي عن عبد الرزاق بن
همام، وأبي صالح الفراء. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن إسحاق بن
البهلول، وأبو الفضل الصيدلي، وأبو عبد الله المحاملي.
القمي: بضم القاف وتشديد الميم المكسورة.
هذه النسبة إلى بلدة قم، وهي بلدة بين أصبهان وساوة، كبيرة، غير أن أكثر أهلها
الشيعة، وبنيت هذه المدينة زمن الحجاج بن يوسف، سنة ثلاث وثمانين، وذلك لان
عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي، كان أمير سجستان من
جهة الحجاج، وخرج عليه، وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من
العراقيين، وخرج على الحجاج، وجرت بينهما وقائع وحروب، حتى انهزم عبد الرحمن،
ورجع إلى كابل، وقتل أكثر عسكره، وهرب جماعة منهم، وكانت إخوة من بني الأشعر،
يقال لهم: عبد الله، والأحوص، وإسحاق، ونعيم، وعبد الرحمن، بنو سعد بن

(1) قال ابن الأثير: " قلت: لم يذكر في القميري نسبه، وهو قمير بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة،
وهو لحي وهو أبو خزاعة منه تفرقت. وقد ذكر قميرا بالفتح، وأنا فما أظنه إلا بضم القاف وفتح الميم، ومنه
ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير الخزاعي القميري، صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقال: ذؤيب بن حبيب بن حلحلة. وقد جعل أبو حاتم الرازي ذؤيب بن حبيب، غير ذؤيب بن حلحلة، فقال:
ذؤيب بن حبيب أحد بني مالك بن أفصى، وهو صاحب بدن النبي صلى الله عليه وسلم. وذؤيب بن حلحلة أحد بني قمير، شهد
الفتح، وهو والد قبيصة. والصواب أنهما واحد، وقد اختلف في اسم أبيه، والله أعلم ". وانظر الجرح والتعديل
1 / 2 / 448، 449.
542

مالك بن عامر الأشعري، وقعوا إلى الناحية التي بنيت بها قم، وكان مقدمهم عبد الله،
ويعرف بعبد الله سعدان، وكانت في تلك الناحية قرى سبعة، بعضها قريب من بعض، ولكل
قرية قلعة ولها اسم، واسم إحدى القرى كميدان، فنزل الاخوة على طرف نهر، ونصبوا
كساء على خشب، وأقاموا، فلما سمعت أقرباؤهم بذكرهم اتصلوا بهم، وقتلوا رؤساء تلك
القرى، واستولوا عليها، واستخلصوا أموالهم، واستتبعوا تلك الجموع، وبنوا البنيان،
ونقلوا إليها من الأكسية والخيم، وصارت القرى سبع محلات من البلدة، ولقبت
حصونها بها، وسميت البلدة باسم قرية واحدة، وهي كميدان، فأسقطوا بعض الحروف
للايجاز والاختصار، وأبدلوا الكاف بالقاف على ما جرت به عادة العرب، وسموا الموضع
بقم، وكان لعبد الله سعدان بالكوفة ابن يسمى موسى، وانتقل إلى قم، وكان لعبد الله
سعدان بالكوفة ابن يسمى موسى، وانتقل إلى قم، وهو الذي أظهر مذهب الشيعة بها. ذكر
هذه القصة أبو الوفاء محمد بن محمد بن القاسم الإخسيكثي، في " تاريخه "، والمشهور
بهذه النسبة:
أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر الأشعري القمي.
يروي عن عيسى بن جارية، عن جابر، وكان راويا لجعفر بن أبي المغيرة، وحفص بن
حميد. روى عنه أحمد بن يونس، وأبو الربيع الزهراني، وجرير بن عبد الحميد،
وعبد الرحمن بن مهدي، والنعمان بن عبد السلام، وعبيد الله بن موسى، وهو ابن عم
أشعث بن إسحاق بن سعد، وتوفي بقزوين، سنة أربع وسبعين ومائة.
وأشعث بن إسحاق القمي. يروي عن جعفر بن أبي المغيرة
وأبو الحسن علي بن موسى ين يزداد، وقيل: يزيد، القمي، له كتاب " أحكام
القرآن " إمام أهل الرأي في عصره، سمع محمد بن حميد الرازي ن والعباس بن يزيد
البحراني ومحمد بن شجاع البلخي (1) روى عنه أبو الفضل أحمد بن أحيد الكاغذي، وأبو بكر
أحمد بن سعد بن نصر السميثني، ورد نيسابور عند منصرف الأمير الشهيد أحمد بن إسماعيل
من الري إلى نيسابور، وأقام مدة، وعقد له المجلس، وحدث بجملة من مصنفاته. وتوفي
سنة خمس وثلاثمائة.

(1) في نسخة: " الثلجي ". قال عبد القادر القرشي: " محمد بن شجاع الثلجي، ويقال البخلي ". الجواهر المضية
ترجمة رقم 1326.
543

وأبو عبد الله عيسى بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم القمي، من أهل قم، قدم مصر،
وكتب عنه. توفي بمصر، في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثمائة. قاله أبو سعيد بن يونس،
وقال: كتبت عنه.
وأبو جعفر بن علي بن الحسين بن بابويه القمي. نزل بغداد، وحدث بها عن
أبيه، وكان من شيوخ الشيعة، ومشهوري الرافضة. روى عنه محمد بن طلحة النعالي.
ويعقوب بن عبد الله بن سعد القمي. استشهد به البخاري في كتابه، " في كتاب
الطب، فقال في حديث: " الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم، وشربة عسل، وكية بنار ".
قال: رواه القمي، عن ليث عن مجاهد، عن ابن عباس.
والأستاذ العميد أبو طاهر سعد بن علي بن عيسى القمي. صار وزيرا لسلطان سنجر بن
ملكشاه. سمع جدي أبا المظفر الامام، أذكره ولم أسمع منه، وفيه يقول إبراهيم الغزي:
بلونا سعد قم وكان نحسا * ورب اسم حكى بول البعير
سمعت بأن خلف السد قوما * ولم أسمع بقمي وزير
وكان الأستاذ أبو طاهر من خير الرجال، ولكن لا يسلم من ألسنة الشعراء أحد. توفي
بسرخس، في سنة خمس عشرة وخمسمائة، وحمل إلى مشهد علي بن موسى الرضا
بطوس، فدفن بها.
وأبو عبيد حفص بن حميد القمي. من الاتباع، من أهل قم. يروي عن عكرمة،
وشمر بن عطية. وقرأ القرآن على أبي حميد عبد الرحمن السلمي. روى عنه يعقوب القمي.
544

باب القاف والنون
القناد: بفتح القاف والنون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى من يبيع القند، وهو السكر، والمشهور بهذه النسبة:
حبيب القناد. شيخ من أهل البصرة. يروي عن أهل بلده. روى عنه أيوب
السختياني.
وأبو حماد بن عمرو القناد. من أهل الكوفة. يروي عن الشعبي، وعكرمة،
وسعيد بن جبير. روى عنه وكيع بن الجراح، وأبو أسامة. وهو جد:
عمرو بن حماد بن طلحة القناد.
وطلحة بن عبد الرحمن القناد، من أهل البصرة. يروي عن قتادة. روى عنه
القاسم بن عيسى الطائي. وليس هذا بالأول.
وفضيل بن عبد الوهاب القناد، أخو محمد، أصله من أصبهان، وسكن الكوفة. يروي
عن سعيد بن الحسن، وجعفر بن سليمان، وحماد بن يزيد، وغيرهم. روى عنه جعفر بن
محمد بن شاكر الصائغ.
وأخوه أبو يحيى محمد بن عبد الوهاب القناد الكوفي، يروي عن سفيان الثوري،
ومسعر بن كدام، وغيرهما، روى عنه هارون بن إسحاق الهمداني، والحسن بن الربيع.
وكان ثقة. مات سنة اثنتي عشرة ومائتين.
وأبو الحسن علي بن عبد الرحيم الواسطي القنادي الصوفي، أحد الصوفية، ممن سافر
على التجريد، ولقي المشايخ، وله كلام. روى عن الحسين بن منصور الحلاج شيئا من
كلامه. روى عنه عبد الله بن أحمد بن الفارسي، وأحمد بن حاتم القزويني،
وأبو العباس بن تركان، وغيرهم.
وإبراهيم بن عبد الملك القناد. روى عن يحيى بن أبي كثير. حدث عنه لوين
محمد بن سليمان المصيصي.
القنادري: بفتح القاف والنون بعدها الألف وبعدها الدال المهملة والراء المكسورتين.
هذه النسبة إلى قنادر، وهي محلة بأصبهان، منها:
545

أبو الحسين محمد بن علي بن يحيى الطبيب القنادري الأصبهاني. من أهل قنادر،
محلة بأصبهان. يروي عن عبد الله بن محمد بن عمرو الأصبهاني، ومحمد بن علي بن
مخلد بن يزيد الفرقدي. روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
القنارزي: بفتح القاف والنون وكسر الراء والزاء.
هذه النسبة إلى قنارز، وهي قرية على باب نيسابور، والمشهور في هذه القرية من
المحدثين:
أبو حاتم عقيل بن عمرو بن إسحاق القنارزي، سمع أحمد بن حفص السملي،
ومحمد بن يزيد السلمي، النيسابوريين؟. روى عنه أبو (1) محمد بن جعفر، ومحمد بن
إسماعيل السكري (2). ذكره الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور "، وذكر أنه توفي سنة
ثمان عشرة وثلاثمائة.
وأبو سعيد محمد بن أحمد بن أبي سعد الصوفي القنارزي، شيخ صوفي. يختص بأبي
العز محمد بن الحسن البستي، وأصحابه. سمع أبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين
الشيرويي. سمعت منه شيئا يسيرا بنيسابور.
القنايي: بضم القاف وتشديد النون المفتوحة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها
باثنتين.
هذه النسبة إلى... (3)، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي القنائي الكاتب. سمع من الوليد بن القاسم.
لا أعلم حدث أم لا. قاله ابن ماكولا (4).
القنبري: بفتح القاف وسكون النون وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء.

(1) في نسخة: " الثلجي ". قال عبد القادر القرشي: " محمد بن شجاع الثلجي، ويقال البلخي ". الجواهر المضية
ترجمة رقم 1326.
(2) في نسخة ظ: " أبو جعفر ومحمد بن إسماعيل السكري "، وفي أخرى: " أبو جعفر بن إسماعيل السكري "، وفي
اللباب " أبو محمد جعفر بن محمد بن إسماعيل السكري ".
(3) بياض في النسخ، واللباب.
وقال ياقوت: " قنا، بضم أوله ثم التشديد والقصر، دير قنى، من نواحي النهروان قرب الصافية، وقد ذكرته في
الديرة، وإنما أعيدها هنا لان النسبة إليه قنائي ". معجم البلدان 4 / 178.
(4) قال ابن الأثير: " فاته القناني، بفتح القاف ونونين بينهما ألف، نسبة إلى قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن
ربيعة بن الحارث بن كعب، بطن من الحارث بن كعب، من مذحج، منهم ذو العصبة، واسمه الحصين بن يزيد بن
شداد بن قنان الحارثي القناني، ورأس بني الحارث بن كعب مائة سنة، وإنما قيل له ذو الغصة لغصة كانت
بحلقة ".
546

هذه النسبة إلى قنبر، وهو اسم رجل، والمشهور بهذه النسبة:
أبو محمد جعفر بن إبراهيم القاضي القنبري. قال ابن ماكولا: أظنه أردبيليا. يروي
عن عبد الله بن جعفر بن فارس. روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسماعيل بن رواد
الزاهد الأردبيلي.
قال ابن ماكولا: وشاعر من ولد قنبر، مولى علي بن أبي طالب، كان يسكن همذان،
ويرد الحضرة بسر من رأى ويختص بعبيد الله بن يحيى بن خاقان، يقال له محمد بن علي
القنبري، من ولد قنبر، كان مقيما بهمذان، ويغشى الحضرة، ويمدح الوزراء والكتاب في
أيام المعتمد، وعاش إلى أيام المكتفي. روى عنه الصولي.
وأحمد بن بشر القنبري البصري، يروي عن بشر بن هلال الصواف. روى عنه ابنه
بشر.
وأبو الفضل العباس بن الحسن بن خشيش القنبري، من ولد قنبر، مولى علي. يروي
عن حاجب بن سليمان المنبجي. روى عنه محمد بن المظفر.
وأبو عبد الله محمد بن روح بن عمران القنبري. من أهل مصر، مولى بني قنبر، منكر
الحديث. توفي في ذي الحجة، سنة خمس وأربعين ومائتين (1).
القنبلي: بضم القاف والباء الموحدة بينهما النون الساكنة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى قنبل، وهو اسم لجد:
أبي سعد أحمد بن عبد الله بن قنبل المكي القنبلي، من أهل مكة، يحدث عن الامام
أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، وكان من أصحابه القدماء بمكة. روى عنه
أبو الوليد بن أبي الجارود.
القنبيطي: بضم القاف وفتح النون المشددة وكسر الباء الموحدة وفي آخرها الطاء
المهملة.
هذه النسبة إلى القنبيط وبيعه، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الحسن محمد بن الحسين بن خالد القنبيطي، من أهل بغداد. كان ثقة، سمع
إبراهيم بن سعيد الجوهري، وعمر بن إسماعيل بن مجالد، وإسحاق بن إبراهيم البغوي،

(1) قال ابن الأثير: " قلت فاته القنباري، بكسر القاف وسكون النون وفتح الباء الموحدة وبعد الألف راء،: هذه النسبة
إلى قنبار، وهو ليف الجوز الهندي، ويقال لمن يفتله ليحرز به المراكب البحرية قنباري.
وعرف بهذه النسبة موسى بن عبد العزيز أبو شعيب القنباري، روى عن الحكم بن أبان، روى عنه عبد الرحمن بن
بشر بن الحكم ".
547

والحسين بن علي الصدائي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن حسان الأزرق.
روى عنه ابن بنته عيسى بن حامد الرخجي، وأبو علي بن الصواف، ومحمد بن أحمد بن
يحيى العطشي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق. وكان ثقة. ومات في صفر، سنة أربع
وثلاثمائة.
القندي: بفتح القاف وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى قند، وهو شئ من الحلاوة، معمولة من السكر، اختص بهذه النسبة
جماعة، منهم:
أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران
الأموي القرشي القندي الواعظ، أخو أبي الحسين علي بن بشران، وكان الأصغر، وهو من
أهل بغداد. سمع أحمد بن سلمان النجاد، وحمزة بن محمد الدهقان، وأبا سهل بن زياد
القطان، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعمر بن محمد الجمحي، وعبد الله بن محمد بن
إسحاق الفاكهي، وأبا العباس أحمد بن إبراهيم الكندي، المكيين، ودعلج بن أحمد
السجزي، ومحمد بن الحسين الآجري، وعبد الباقي بن قانع. روى عنه أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ الأصبهاني وأبو بكر
أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، وأبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني
البغدادي، وجماعة كثيرة، آخرهم أبو الحسين علي بن أحمد بن فتحان الشهرزوري. ذكره
أبو بكر الخطيب الحافظ، وأثنى عليه. قال: وكان صدوقا، ثبتا، صالحا، وكان يشهد
قديما عند الحكام، ثم ترك الشهادة رغبة عنها. وكان مولده في شوال، سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة. ومات في شهر ربيع الآخر، سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن بمقبرة المالكية، إلى
جنب أبي طالب المكي، وكان أوصى بذلك، وصلينا عليه في جامع الرصافة، وكان الجمع
كثيرا جدا يتجاوز الحد، ويفوت الاحصاء.
القنديشتني: بفتح القاف وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من
تحتها باثنتين وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قنديشتن، وظني أنها من قرى نيسابور، أو نواحي بيهق، والله أعلم،
منها:
الدهقان أبو منصور معتز بن عبد الله بن حمزة بن حبيبة بن حفص القنديشتني. ذكره
الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " التاريخ "، وقال: كان من مشايخ أهل البيوتات، ومن
548

الصالحين الراغبين في الخير والصدقة، المحبين للعباد والزهاد، وكان يكثر الكون في
الجامع عند الصلوات، إذا كان مقيما في البلد، له أعقاب فيهم فضل وصلاح. سمع
أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي طالب، وأبا عمرو
أحمد بن نصر وطبقتهم، وتوفي سنة أربعين وثلاثمائة. وقيل: سنة أربع وثلاثين.
القنديلي: بكسر القاف وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف
وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى القنديل وعملها، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الله محمد بن الحسين بن شيرويه (1) العصار الاستراباذي، يعرف بالقنديلي.
من أهل إستراباذ، وكان مشهورا بالستر والصلاح، إلا أنه كان أميا، غافلا عما يقرأ عليه،
لا يفهم منه شيئا. يروي عن عمار بن رجاء. روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر
الإسماعيلي، والقاضي أبو نعيم النعيمي، وجماعة.
القنسريني: بكسر القاف وتشديد النون (2) وسكون السين المهملة وكسر الراء والياء
المنقوطة من تحتها باثنتين والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى بلدة عند حلب، يقال لها قنسرين، بت ليلة بقربها، وكان جند في
ابتداء السلام ينزل بها، يقال لهم: جند قنسرين، وكان خالد بن الوليد عليها من جهة
أبي عبيدة بن الجراح، وقد ينسب إليها بالقنسري أيضا، والمنسوب إليها:
معلى بن الوليد القعقاعي القنسريني، من أهل قنسرين، سكن مصر. يروي عن
موسى بن أعين، ويزيد بن سعيد بن ذي عصوان. روى عنه أهل مصر.
ومحمد بن بركة القنسريني، وكان بحمص.
ومتوكل القنسريني، يروي عن حميد بن العلاء يقال له: ابن أبي زهرة في كتاب
" الترغيب " لحميد بن زنجويه.
وحاتم بن أبي نصر القنسريني، من أهل قنسرين، يروي عن عبادة بن نسي. روى عنه
هشام بن سعيد.
وقيس بن بشر التغلبي القنسريني، يروي عنه أبيه. روى عنه هشام بن سعيد.

(1) في النسخ: " بشرويه "، والمثبت من اللباب، ومن الزيادات التي استدركها السهمي من تاريخ إستراباذ بآخر تاريخ
جرجان 192.
(2) في اللباب: " وفتح النون المشددة ".
549

وحوثرة بن سهيل الباهلي القنسريني، أخو العجلان بن سهيل، من أهل قنسرين. قال
أبو سعيد بن يونس: كان أمير مصر لمروان بن محمد، وكان رجل سوء، سفاكا للدماء،
يحكى عنه حكايات في خطبته.
وأبو عمرو كلثوم بن عمرو العتابي القنسريني، من أهل قنسرين، وذكرته في العتابي،
لأنه اشتهر بهذه النسبة، وسقت نسبته إلى عتاب في ذلك الموضع، وكان شاعرا مترسلا،
مطبوعا، متصرفا في فنون من الشعر، مقدما في الخطابة والرواية، حسن العارضة والبديهة،
من شعراء الدولة العباسية، وكان يتجنب غشيان السلطان، قناعة وتنزها، وصيانة وتعززا،
وكان يلبس الصوف، ويظهر الزهد، وكان منقطعا إلى البرامكة، فوصفوه للرشيد، ووصلوه
به، فبلغ عنده كل مبلغ، وعظمت فوائده منه. ومنصور النمري روايته وتلميذه، ثم فسدت
الحال بينهما وتباعدت. وحكي أن طوق بن مالك كان قريبا للعتابي، فكتب إليه يستزيره
ويدعوه إلى أن يصل القرابة بينه وبينه، فرد عليه: إن قريبك من قرب منك خيره، وإن عمك
من عمك نفعه، وإن عشيرتك من أحسن عشرتك، وإن أحب الناس إليك أجدادهم بالمنفعة
عليك، ولذلك أقول:
ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم * وخبرت ما وصلوا من الأنساب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا * وإذا المودة أقرب الأسباب
وقيل للعتابي: إنك تلقى العامة ببشر وتقريب؟ فقال: رفع ضغينة بأيسر مؤونة،
واكتساب إخوان بأهون مبذول. وكتب المأمون في إشخاص العتابي، فلما قدم عليه، قال:
يا كلثوم، بلغتني وفاتك فساءتني، ثم بلغتني وفادتك فسرتني. فقال له العتابي: يا أمير
المؤمنين، لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لوسعناهم فضلا وإنعاما، وقد
خصصتني منهما مما لا يتسع له أمنية، ولا ينبسط بسؤله أمل، لأنه لا دين إلا بك، ولا دنيا
إلا معك. قال: سلني. قال: يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال. فوصله صلات
سنية، وبلغ به من التقديم والاكرام أعلى محل.
القنسري: بكسر القاف والنون المفتوحة المشددة والسين المهملة الساكنة وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى قنسرين، وهي بلده قريبة من حلب، أحد بلاد الشام، وجند قنسرين
في زمن عمر بن الخطاب معروفة، بت بها ليلة وقت خروجي من حلب، في موضع قريب
منها، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم:
550

أبو بكر محمد بن بركة بن الفرداج الحلبي القنسري الحافظ. يروي عن أحمد بن هاشم
الأنطاكي، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وغيرهما. روى عنه أبو بكر بن المقري
الأصبهاني.
وحماد بن عبد الرحمن الحلبي القنسري، من أهل قنسرين. يروي عن سماك بن
حرب، وخالد بن الزبرقان. روى عنه هشام بن عمار. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه،
فقال: هو شيخ مجهول، منكر الحديث، ضعيف الحديث. قال: وسئل أبو زرعة الرازي،
عن حماد بن عبد الرحمن، فقال: يروي أحاديث مناكير. روى عنه الوليد بن مسلم،
وهشام بن عمار.
القنطري: بفتح القاف وسكون النون وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القنطرة، وإلى رأس القنطرة، وهي القناطر على المواضع للعبور إلى
عدة مواضع ببلاد مختلفة، فأما:
أبو الفضل عباس بن الحسين القنطري البغدادي، من قنطرة بردان (1)، وهي محلة
ببغداد، أحد الثقات المشهورين من أهل بغداد. يروى عن مبشر بن إسماعيل، وسعيد بن
مسلمة، ويحيى بن آدم. روى عنه البخاري (2) في " صحيحه "، والمعمري، وعبد الله بن
أحمد بن حنبل. توفي سنة أربعين ومائتين.
وأبو صالح الحكم بن موسى بن أبي زهير القنطري، نسائي الأصل. رأى مالك بن
أنس، وسمع يحيى بن حمزة. روى عنه الأئمة، هو من قنطرة البردان.
ومحمد بن جعفر بن الحارث الخزاز القنطري، حدث عن خالد بن عمرو القرشي.
روى عنه الإمام أبو بكر بن خزيمة.
وأبو الحسن علي بن داود بن يزيد القنطري التميمي، سمع سعيد بن أبي مريم،
وأبا صالح كاتب الليث، وغيرهما. روى عنه إبراهيم الحربي، والبغوي، وابن صاعد.
وأخوه أبو جعفر محمد بن داود بن يزيد التميمي القنطري، أخو علي، وهو الأكبر،
سمع أدم بن أبي أياس، وسعيد بن أبي مريم، وغيرهما. روى عنه القاسم بن زكريا

(1) أنظر اللباب 3 / 60.
(2) أنظر اللباب 3 / 60.
551

المطرز، ويحيى بن صاعد، ومات في رجب، سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن علي الصباغ القنطري، يروي عن أحمد بن منيع البغوي. روى عنه
إبراهيم بن أحمد الخرقي.
وأحمد بن محمد القنطري، يروي عن محمد بن عبيد بن حساب. روى عنه غلام
الخلال.
ومحمد بن العوام بن إسماعيل القنطري الخبار. يروي عن منصور بن أبي مزاحم،
وشريح بن يونس، وغيرهما. روى عنه أبو عبد الله الحكيمي، وأحمد بن كامل القاضي.
وأبو بكر محمد بن السري بن سهل القنطري، سمع محمد بكار بن الريان، وعثمان بن
أبي شيبة، روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ومحمد بن حميد المخرمي.
وأبو إسحاق بكر بن أيوب بن أحمد بن عبد القادر القنطري. يروي عن محمد بن
حسان الأزرق. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج.
وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسن بن الوليد بن السكن الصفار القنطري. سمع
الحسن بن عرفة. روى عنه أبو القاسم بن الثلاج.
وأبو منصور أحمد بن مصعب بن سرويه القنطري، حدث عن سهل بن زنجلة. روى
عنه عبد الصمد الطستي.
وأبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الرحمن القنطري الزاهد، وكان يشبه بشر بن
الحارث.
وعثمان بن سعيد، ابن أخي علي بن داود القنطري، حدث عن يحيى بن الحسن
القلانسي. روى عنه أبو الحسن المصري.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن تميم الخياط القنطري، من أهل بغداد، كان فيه لين.
هكذا قال محمد بن أبي الفوارس الحافظ، حدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي، وأبي قلابة
الرقاشي، ومحمد بن سعيد العوفي، وأبي إسماعيل الترمذي، ومحمد بن يونس الكديمي.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري،
وأبو الحسن علي بن الحسين بن دوما النعالي، والحاكم أبو عبد الله الحافظ. وتوفي في
شعبان، سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عمران موسى بن نصر بن سلام البزاز القنطري، حدث عن عبد الله بن عون،
552

وغيره. روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، البغداديان، وخيثمة بن
سليمان الأطرابلسي.
والثاني جماعة نسبوا إلى محلة بنيسابور، يقال لها: رأس القنطرة، حدث منها
جماعة، منهم:
أبو علي الحسن بن محمد بن سنان القنطري السواق، من أهل نيسابور، سمع
محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف. روى عنه أبو علي الحافظ النيسابوري.
وأبو محمد عبد الله بن الحسين بن حميد بن مقل القنطري، سمع محمد بن يحيى،
و عبد الرحمن بن بشر، وأبا الأزهر، وغيرهم. روى عنه أبو علي الحافظ النيسابوري أيضا.
وأبو محمد عبد الله بن عمر النيسابوري القنطري، سمع محمد بن يحيى. روى عنه
أبو علي الحافظ أيضا.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف القنطري الزاهد، يروي عن أبي العباس
محمد بن إسحاق السراج. روى عنه الأستاذ أبو القاسم القشيري، وجماعة كثيرة، آخرهم
أبو القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب.
والثالث بسمرقند، قرية كبيرة من السغد، يقال لها: رأس القنطرة، رأيتها من بعد،
خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم، يقال لكل واحد منهم: القنطري، منها:
أبو منصور جعفر بن صادق بن الجنيد القنطري. قاله أبو العباس المستغفري، وقال:
هو من رأس القنطرة. يروي عن خلف بن عامر البخاري، وأبي عصمة سهل بن المتوكل.
خرج حاجا إلى بيت الله الحرام، في سنة ثلاث وتسعين ومائة. وكتب بمرو عن أبي عاصم،
عمرو بن عاصم وأبي بكر أحمد بن محمد المروزي، صاحب أبي عصمة، وأبي الهيثم
المثنى بن محمد الأزدي، وأبي عبد الله أحمد بن خشنام الدندانقاني، صاحب أبي عمار
الحسين بن حريث، وبنيسابور عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة. ومات جعفر بن
صادق يوم السبت، لعشر بقين من ربيع الأول، سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن إسحاق بن أيوب القنطري. قال المستغفري: هو
ثقة جليل، من علماء نسف، من رأس القنطرة يروي عن أبي زرعة الرازي. روى عنه
محمد بن زكريا، وتوفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد بن معروف القنطري النسفي، كان على عمل
553

القضاء بنسف زمانا، في أيام الشيخ أبي بكر محمد بن إبراهيم القلانسي، وكان على عمل
القضاء بالصغانيان زمانا. يروي عن محمد بن يعقوب الأصم، ولم يترك السماع منه إلا قليلا
في آخر عمره. وروى عن أبي يعلى المؤمن بن خلف، وأبي الحسن بن محمد بن عمر بن
محمد البختري، وأبي أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، وأبي جعفر محمد بن
محمد بن عبد الله الحمال فمن دونهم من شيوخ خراسان وما وراء النهر، وكان فقيها، أديبا،
شاعرا، محدثا، متفننا في فنون العلم. روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري
الحافظ، قال: مات ضحوة يوم السبت، لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر، سنة ثمان
وثمانين وثلاثمائة. وكان سبب موته أنه اقتصد يوم الأربعاء، وشرب الدواء يوم الخميس،
فاعتل يوم الجمعة، ومات ضحوة يوم السبت، رحمه الله، وتجاوز عنه.
وأبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الرحمن القنطري، ذكره أبو الحسين بن المنادي، في
جملة من كان قاطنا ببغداد من أهل الصلاح، وكان ينزل قنطرة البردان، فنسب إليها، وكان
يشبه في الزهد والورع والشغل عن الدنيا وأهلها بشر بن الحارث، وكان قوته شيئا يسيرا، كان
يكتب " جامع سفيان الثوري " لقوم لا يشك في صلاحهم ببضعة عشر درهما، فمنها قوته،
قالوا: وكان له ابن أخت حدث، فرآه يلعب بالطيور، فدعا الله أن يميته، فما أمسى يوم ذلك
إلا ميتا. وحكى جعفر الخلدي، عن الجنيد بن محمد، قال: عبرت يوما إلى أبي بكر بن
مسلم، في نصف النهار، فقال لي: ما كان لك في هذا الوقت عمل يشغلك عن المجئ
إلي! قلت: إذا كان مجيئي إليك العمل فما أعمل؟ وتوفي في ذي الحجة، سنة ستين
ومائتين.
القنفذي: بضم القاف والفاء بينهما النون الساكنة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى قنفذ، وهو اسم لجد:
زيد بن مهاجر بن قنفذ القنفذي، من التابعين. روى عنه ابنه محمد بن زيد بن
مهاجر، أنه قال: كنا نصلي مع عمر الجمعة وإنا لنتمارى في الغداة (1).
القنقلي: بالنون الساكنة بين القافين أولاهما مفتوحة والأخرى مضمومة.
هذه النسبة إلى قنقل، وهم اسم لجد:

(1) قال ابن الأثير: " قلت: فاته النسبة إلى قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور،
منهم: أحمد بن يزيد بن أسد بن زافر بن أسماء بن أسيد بن قنفذ بن جابر بن قنفذ، وإلى الموصل وأرمينية ".
554

أبي علي محمد بن عبد الله بن قنفل القلزمي القنفلي، من أهل القلزم. يروي عن
عبد الله بن سعيد بن كثير بن عفير القاسم المصري. روى عنه أبو الحسين محمد بن
أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه بالقلزم.
القنوي: هذه النسبة إلى قناة، وهي الرمح، والمعروف بهذه النسبة:
أبو علي قرة بن حبيب بن يزيد بن مطر القشيري، القنوي، منسوب إلى عمله، يروي
عن شعبة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. روى عنه بندار محمد بن بشار، والحسن بن
الصباح الزعفراني. قال أبو حاتم بن حبان: قرة بن حبيب القنوي، صاحب الرماح، ويقال
له: الرماح أيضا.
القنيني: بضم القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين النونين (1).
هذه النسبة إلى قنين، والمشهور بالانتساب إليه:
أبو عبد الله الحسين بن أحمد القنيني.
القني: بضم القاف وفي آخرها النون المشددة المكسورة.
هذه النسبة إلى قنة، وظني أنها قرية.
ذكر أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، فيما أخبرنا عنه أبو الحسن الأزجي
إجازة، أخبرنا أبو بكر الخطيب كتابة، قال:
أبو معاذ عبد الغالب بن الحسن بن علي الضراب، يعرف بابن القني، سمع محمد بن
إسماعيل الوراق، كتبت عنه شيئا يسيرا.
وابنه علي بن عبد الغالب أبو الحسن، كان رفيقي في رحلتي إلى خراسان، ونعم
الرفيق، كان سمع من ابن الصلت المجبر، وأبي أحمر الفرضي، وأبي عمر بن مهدي،
وهذه الطبقة من شيوخنا، وسمع بمصر من أبي محمد بن النحاس، وبدمشق من
أبي محمد بن أبي نصر، وحدث، وعلقت عنه أحاديث.

(1) لم يضبط السمعاني النون الأولى، وكذلك لم يضبطها ابن ماكولا، في الاكمال 7 / 87 حيث قال: " بالقاف والنون
المخففة "، وضبطها ابن الأثر فقال: " وكسر النون ".
555

باب القاف والواو
القواذي: بفتح القاف والواو وفي آخرها الذال المعجمة بعد الألف.
محمد بن جعفر القواذي، من أهل بغداد، سكن مصر. ذكره أبو سعيد بن يونس، في
" تاريخ مصر "، وقال: القواذي محمد بن جعفر، من أهل بغداد، قدم مصر، وكتب عنه،
وكان يلزم تنيس، ويتجر بها، وله بها دار حسنة. توفي بمصر، في رجب، سنة عشر
وثلاثمائة.
القواريري: بفتح القاف والواو والراء المكسورة بعد الألف والياء المنقوطة من تحتها
باثنتين بعد الرائين.
هذه النسبة إلى القوارير، وهي عمل القارورة وبيعها (1)، واشتهر به جماعة، منهم:
أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد الخزاز، ويقال له: القواريري، وقيل: كان أبوه
قواريريا، وكان هو خزازا، وأصله من نهاوند، إلا أن مولده ومنشأه ببغداد، سمع بها
الحديث، ولقي العلماء، ودرس الفقه على أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي وصحب جماعة
من الصالحين، واشتهر منهم بصحبة الحارث المحاسبي، وسري السقطي. ثم اشتغل
بالعبادة ولازمها، حتى علت سنة، وصار شيخ وقته، وفريد عصره، في علم الأحوال،
والكلام على لسان الصوفية، وطريقة الوعظ. وله أخبار مشهورة، وكرامات مأثورة. سمع
أبا علي الحسن بن عرفة العبدي. روى عنه جعفر بن محمد بن نصير الخلدي. وقيل: إنه
كان يفتي في حلقة أبي ثور بحضوره. وكان في سوقه، وكان ورده في كل يوم ثلاثمائة
ركعة، وثلاثين ألف تسبيحة. وكان يقول لنا: لو علمت أن لله علما تحت أديم السماء أشرف
من هذه العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا وإخواننا، لسعيت إليه، وقصدته. ومات الجنيد
ليلة النيروز، في سنة ثمان وتسعين ومائتين. فذكر أنهم حزروا الجمع الذين يومئذ صلوا عليه
نحو ستين ألف إنسان، ثم ما زال الناس ينتابون قبره في كل يوم نحو الشهر أو أكثر، ودفن
عند خاله السري السقطي، في مقابر الشونيزي.
أبو سعيد عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي، مولاهم، المعروف بالقواريري، من

(1) كذا في النسخ، وفي اللباب: " هذه النسبة لمن يعمل القوارير أو يبيعها ".
556

أهل البصرة، سكن بغداد، وكان ثقة، صدوقا، مكثرا من الحديث. سمع معاذ بن زيد،
وأبا عوانة الوضاح، وعبد الوارث بن سعيد، وسلم بن خالد، وسفيان بن عيينة، وهشيم بن
بشير، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم.
روى عنه أبو قدامة السرخسي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبو داود السجستاني،
وأبو زرعة، وأبو حاتم، الرازيان، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى
الموصلي، وغيرهم. وكان أحمد بن سيار المروزي يقول: لم أر في جميع من رأيت مثل
مسدد بالبصرة، والقواريري ببغداد، وصدقة بمرو. وثقه يحيى بن معين، وغيره. وقال
أبو علي جزرة الحافظ: القواريري أثبت من الزهراني، وأشهر وأعلم بحديث البصرة،
وما رأيت أحدا أعلم بحديث البصرة منه. توفي في ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين
ومائتين. وحكى حفص بن عمرو الربالي، قال: رأيت عبيد الله بن عمر القواريري في
المنام، فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: غفر لي، وعاتبني، وقال: يا عبيد الله، أخذت
من هؤلاء القوم؟ قال: قلت يا رب، أنت أحوجتني إليهم، ولو لم تحوجني لم آخذه.
قال: فقال لي: إذا قدموا علينا كافأناهم عنك. قال: ثم قال لي: أما ترضى أن كتبتك في
أم الكتاب سعيدا.
ويحيى بن محمد بن قيس بن بشر البصري القواريري، من أهل البصرة. كان من
الحفاظ، سمع منه بالري وأصبهان، وكان قدومه أصبهان قبل الخمسين ومائتين، فخرج
عنها، وروى عن يحيى بن آدم، وأي عاصم النبيل، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهم. حدث
عنه أحمد بن الحسين الأنصاري، وجماعة.
القواس: بفتح القاف وتشديد الواو وفي آخرها السين المهملة.
المنتسب إليها لعمل القسي وبيعها، والمشهور بهذه النسبة:
أبو سهل الحسن بن أبي الحسناء القواس العنزي (1)، من أهل البصرة، يروي عن
الحسن، وأبي العالية. روى عنه أبو قتيبة مسلم بن قتيبة، وأهل بلده.
وأبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، من أهل بغداد، كان ثقة، زاهدا،
عالما، صالحا، ورعا، وكان من الابدال. سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود،

(1) في نسخ: " العنبري "، وفي أخرى: " الغنري "، ولعل الصواب ما أثبته، فالمترجم أزدي، وفي الأزد عنزة،
أنظر ما تقدم في نسبة " العنزي ".
557

ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد وجعفر ابني محمد بن المغلس. روى عنه أبو محمد
الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وأبو طالب العشاري. قال
الدارقطني: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي، وكانت ولادته في أول يوم من ذي
الحجة، سنة ثلاثمائة. ومات في شهر ربيع الآخر، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ببغداد.
وقواس: اسم رجل، وهو:
الخضر بن قواس البجلي. يروي عن أبي سخيلة، عن علي. روى عنه مروان بن
معاوية. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: مجهول.
القوافي: بفتح القاف والواو بعدهما الألف وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة لبعض الشعراء، وهو:
عويف القوافي الشاعر، وهو عويف بن عقبة بن معاوية بن حصن بن حذيفة بن بدر
الفزاري. وسمي عويف القوافي لقوله:
سأكذب من قد كان يزعم أنني * إذا قلت قولا لا أجيد القوافيا
وقيل: بل هو عويف بن معاوية بن عقبة (1) بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن
جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة.
القورسي: بضم القاف والراء بينهما الواو وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قورس، وظني أنها من قرى حلب، والله أعلم، فإنه (2) حدث
بحلب، والمشهور بهذه النسبة:
أبو العباس أحمد بن محمد بن إسحاق القورسي. يروي عن الفضل بن عباس
البغدادي. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ، وذكر أنه سمع
منه بحلب.
القوريني: بضم القاف وسكون الواو والراء المكسورة وبعدها الياء آخر الحروف وفي
آخرها النون.

(1) كذا في: الأغاني، وفي معجم الشعراء للمرزباني 127: " عوف بن معاوية بن عتيبة بن حصن ". وصححه
الأستاذ الميمني في حاشية السمط 814 إلى " عيينة " مكان " عتيبة "، وفي المسط: " عويف بن معاوية بن
حصن "، وفي خزانة الأدب 6 / 384: " عوف بن معاوية بن عقبة بن ثعلبة بن حصن ".
(1) أنظر اللباب 3 / 63.
558

هذه النسبة إلى قورين، وهي بلدة من الجزيرة، يقال بها: قردى وثمانين، عند جبل
الجودي، بناها نوح عليه السلام. وقيل: إن قورين بناها أردشير بن بابك، منها (1).
القوصي: بضم القاف وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى قوص، وهي بلدة على طرف البحر، بين مكة ومصر، من صعيد
مصر، كان بها جماعة من أهل العلم.
وأبو القاسم عبيد الله (2) بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر المديني
القوصي، سكن قوص فنسب إليها. ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ مصر "، وقال:
آخر من حدثنا عنه بمصر علي بن الحسن بن خلف بن قديه. قال: فقال لي ابن قديد كان
سماعي من عبيد الله المنكدري بقوص، في سنة خمس وأربعين ومائتين، ثم حج من عامه
ذلك، فتوفي بمكة بعد الحج، في ذي الحجة، سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأخوه عبد العزيز بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر المديني القوصي،
الساكن بها، توفي بقوص، سنة اثنتين وأربعين ومائتين (3).
القومسي (4): هذه ناحية يقال لها بالفارسية: كومش، وهي من بسطام إلى سمنان،
وهما من قومس، وهي على طريق خراسان، إذا توجه العراقي إليها، وقد ذكر في شعر

(1) كذا وقف الكلم في النسخ:
وعقب بن الأثير على النسبة، فقال: " قلت: هكذا ذكر السمعاني بالقاف، وليس بقدري، وإنما بها سورين،
عوض القاف سين، وهي الآن قرية مشهورة بقردى والله أعلم ".
وغير الناشر في مطبوعة اللباب كلمة " باسورين "، وقال: " وفي نسخة الدار القديمة سورين، وهو
خطأ "، والحق أنه الصواب، يدل عليه تقييد ابن الأثير له بقوله: " عوض القاف سين " أي عوض القاف من:
" قورين " سين فيصبح " سورين ".
(2) في اللباب: " عبد الله "، وانظر الطالع السعيد 345، والعقد الثمين 5 / 311.
(3) قال ابن الأثير: " قلت: فاته القوقلي، بفتح القاف وسكون الواو وفتح القاف الثانية بعدها لام. هذه النسبة إلى
قوقل، واسمه غانم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، منهم:
عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل الأنصاري القوقلي، وإن شئت قلت الغنمي، شهد العقبة
وبدرا، ومات بالشام، سنة أربع وثلاثين ".
(4) ضبطها ابن الأثير بضم القاف وسكون الواو وفي آخرها سين مهملة، وضبطها ياقوت بالضم ثم السكون وكسر الميم
وسين مهملة. معجم البلدان 4 / 203.
559

القدماء (1):
أقول لأصحابي ونحن بقومس * ونحن على أكتاف محذوفة جرد
بعدنا وحق الله من أهل قرقرى * ومن أهل موسوج وزدنا على البعد
والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الله محمد بن أبي غالب القومسي. يروي عن يزيد بن هارون، وغيره. روى
عنه العراقيون. مات في شهر رمضان، سنة خمسين ومائتين.
ونوح بن حبيب القومسي، الامام المشهور ببذشي، ذكرناه في الباء، وهي قرية من
قرى قومس.
وسليمان بن سعيد القومسي. يروي عن سفيان بن عيينة، وأبي معاوية الضرير. روى
عنه عبد الله بن محمود السعدي المروزي.
ومحمد بن داود بن أبي نصر القومسي، سكن بغداد، وحدث بها، عن مسلم بن
إبراهيم وأبي سلمة التبوذكي، وأبي حذيفة النهدي، وعمرو بن خالد الحراني، ويحيى بن
بكير المصري، وسهل بن عثمان العسكري. روى عنه إسماعيل بن محمد الصفار،
وأبو جعفر بن عمر الرزاز، وغيرهما، وسئل محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي عنه،
فقال: كان هو وأخوه عندنا ههنا من أصحاب الحديث، ثقتين.
وعبد الله بن محمد بن عبيدة القومسي، حدث ببغداد عن أبيه. روى عنه أبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين القاضي القومسي، كان فقيها، درس الفقه
على أبي إسحاق المروزي، وكان قاضي جرجان. روى عنه أبيه، وأبي حامد محمد بن
هارون الحضرمي، وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبي محمد يحيى بن محمد بن

(1) البيتان في معجم البلدان 4 / 64، 203، ونسبهما ياقوت إلى يحيى بن طالب الحنفي، والبيت الثاني في معجم
ما استعجم 3 / 1065، ونسبه البكري إلى مالك بن الريب. وتقدم البيتان في " القرقري ".
560

صاعد، وغيرهم. روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي. وتوفي في شهر ربيع
الآخر، سنة سبع وستين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي، وكان ابن ثمان وسبعين
سنة. ولما مات القومسي، قال الإسماعيلي: بعده بجرجان يكون قاض (1)..
وأبو الحسن علي بن محمد بن حاتم بن دينار بن عبيد القومسي، مولى بني هاشم،
ويقال له: الحدادي أيضا: روى عنه جماعة من أهل جرجان، والعراق. روى عنه
أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وعلي بن عمر الختلي، وغيرهما من أهل بغداد،
وأهل الكوفة. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي الحافظ، وأبو أحمد
الغطريفي. ومات في شهر رمضان، سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عامر الحسن بن محمد بن علي النسوي القومسي، أصله من قومس، ولد بنسا،
ونشأ بها، ثم سكن نيسابور، شيخ فاضل، عالم، عارف باللغة، ثقة، سديد، فقير،
على شرط أهل العلم. سمع بنيسابور أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب
النسوي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقري. سمع منه جماعة من القدماء،
مثل أبي محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد
السمرقندي، الحافظين، وسمع منه شيخنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن
القشيري، ولم يتفق أن سمعت منه شيئا عنه فيما أعلم. ذكره أبو محمد عبد العزيز
النخشبي، في " معجم شيوخه "، وقال: أبو عامر القومسي أصلا، النسوي مولدا، نزيل
نيسابور، شيخ من أهل السنة، سمعته يقول: سمعت من أبي القاسم عبد الله بن أحمد
النسوي مسند الحسن بن سفيان "، ولكن ضاع منه. وسمع في سفره من أبي بكر بن المقري
بأصبهان، وغيره. ومات في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
القوهستاني: بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من تحتها
باثنتين والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى قوهستان، يعنى إلى الجبال وفي كل إقليم (2) ولاية يقال لها:
قوهستان، وقهستان المعروفة أحد أطرافها متصل بنواحي هراة وبالعراق وهمذان ونهاوند

(1) كذا في نسخ بياض قدر كلمة، وفي تاريخ جرجان: " يكون قاضي ديب ". وفي حاشية تاريخ جرجان: " ومقصود
الإسماعيلي الاستفهام الانكاري، أي أنه لا يكون بعد القومسي قاض مثله في فضله "، والبياض على هذا متوهم،
وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
(2) أي في بلاد العجم، وأشار إليه ياقوت بقوله: " وأكثر بلاد العجم لا يخلو عن موضع يقال له قوهستان، لما ذكرنا ".
561

وبروجرد وما يتصل بها، والمشهور بالنسبة إلى قهستان:
أبو سليمان زافر بن سليمان الأيادي، وهو الذي يقال له: القوهستاني، كان أصله من
قوهستان، وولد بالكوفة، ثم انتقل إلى بغداد، ثم صار إلى الرأي، وأقام بها. وقيل: كان
سبب نسبه بالقوهستان لأنه كان يجلب المتاع القوهي إلى بغداد. يروي عن شعبة، ومالك،
وإسرائيل، وسفيان الثوري، وعبد الملك بن جريج، وعبد العزيز بن أبي رواد وورقاء بن
عمر، وغيرهم، كثير الغلط في الاخبار، وواسع الوهم في الآثار، على صدق فيه، والذي
عندي في أمره الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات، وتنكب ما انفرد به من الروايات. روى
عنه يعلى بن عبيد الله، وعبيد الله بن موسى، والحسين بن علي الجعفي، وخلف بن تميم،
وعبد الله بن الجراح، ومحمد بن مقاتل المروزي، والحسن بن عرفة، ويحيى بن معين.
وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبدان بن حبلة القوهستاني، قدم بغداد،
وحدث بها عن أبي قريش محمد بن جمعة بن خلف القوهستاني، وأبي العباس محمد بن
إسحاق السراج، وغيرهما. روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله الدوري الوراق، وأحمد بن
الفرج بن الحجاج.
القوهياري: بضم القاف وكسر الهاء وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى الاسم، وإلى الموضع، فأما الموضع فهو قرية بطبرستان، يقال لها:
قوهيار، إذا عربت، ويقال لها: كوهيار، وأما النسبة إلى الاسم، فهو:
أبو الفضل العباس بن محمد بن قوهيار الكسائي القوهياري. من أهل نيسابور. سمع
إبراهيم بن عبد الله السعدي، وعلي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي،
وإسحاق بن عبد الله بن رزين السلمي، أنتخب عليه أبو علي الحسين بن علي الحافظ.
وسمع منه المشايخ. وقيل: إنه دخل الحمام، فحلق رأسه والحلاق سكران، فأرسل
الموسى في دماغه وهو لا يشعر، فأخرج من الحمام، وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين
وثلاثين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر.
وأبنه أبو بكر محمد بن العباس بن محمد بن قوهيار القوهياري الكسائي، كان شيخا
صالحا. سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا أحمد محمد بن سليمان بن فارس،
وأقرانهما، كتب عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأثنى عليه في " تاريخه "، وقال: كان
من الصالحين. ولم يذكر وفاته، وكانت قبل الأربعمائة. والله أعلم.
562

وأما القوهياري المنسوب إلى الموضع، فذكرته في حرف الكاف.
القوي: بفتح القاف وكسر الواو وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذا لقب أبي يونس الحسن بن يزيد الضمري، المعروف بالقوي، يروي عن سعيد بن جبير،
ومجاهد بن جبر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن. روى عنه الثوري. قال أبو حاتم بن حبان:
إنما سمي أبو يونس القوي لقوته على العبادة، وذلك أنه قدم مكة فطاف في يوم واحد سبعين
أسبوعا، فسمي القوي، وكان من عباد أهل الكوفة وقرائهم. قال أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني: القوي إنما لقب بالقوي لقوته على العبادة، صام حتى خوي،
وبكى حتى عمي، وطاف بالبيت حتى أقعد. وفي كتاب أبي نصر بن ماكولا: أبو يونس
القوي. رأيته مقيدا مضبوطا بخط صاحبنا ابن المجد بن الشعار الحراني، ولا أدري الوهم
منه (1)، أو ممن قرأ عليه، وهو شيخنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ، أو من ابن ماكولا،
والظاهر أنه من ابن الشعار، فإن هذا لا يخفى على أبي الفضل، وأبو نصر بن ماكولا أجل من
أن يخفى، والصواب ما قاله أبو حاتم بن حبان. روى عنه سعيد بن سالم القداح،
وأبو عاصم النبيل.
وهو لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يسميه
القوي الأمين، لقوته في ذات الله، ويقرأ قوله: إن خير من استأجرت القوي الأمين.
وقوة: بطن من عبد القس، منها: مسلم بن مخراق القوي (2): ذكر ذلك المفضل بن
غسان، في " كتابه ".

(1) لم يتضح لي استشكال السمعاني، والذي في الاكمال 7 / 88: " وأما القوي، بالقاف وكسر الواو، فهو أبو يونس
القوي، اسمه الحسن بن يزيد العجلي، أحد الزهاد، حدث... ".
وذكر أبن حجر، في تهذيب التهذيب 2 / 327، 328 أن أبا حاتم فرق بين الحسن بن يزيد بن فروخ الضمري،
والحسن بن يزيد بن أبي يونس القوي. وقال ابن معين والذهلي: هما واحد.
(2) كذا وذكر السمعاني هنا، وقد تحرف عليه، فهو " القرى "، وتقدم فيه، وانظر تهذيب التهذيب 10 / 136، وتقريب
التهذيب 2 / 246.
563

باب القاف والهاء
القهستاني: بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها
باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قهستان، وهي ناحية بخراسان، بين هراة ونيسابور، فيما بين الجبال،
وهي قوهستان، بمعنى مواضع من الجبل، فعرب فقل: قهستان، فتحها عبد الله بن
عامر بن كريز، في سنة تسع وعشرين من الهجرة، في خلافة عثمان، منها:
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه بن عبد الرحمن القهستاني، أصله منها، وهو
المروزي، وكان واعظا، حسن الوجه، لقب نفسه بالعبد الذليل لرب جليل رحل إلى وكتب
ببلده، وفي الرحلة، عن أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار، وأبي سعيد الحسن بن
علي بن زكريا العدوي، وأبي بكر محمد بن عمر بن هشام بن عبد الله الرازي، وأبي عبد الله
محمد بن المنذر الهروي شكر، وغيرهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي، وكانت وفاته في حدود سنة خمسين
وثلاثمائة.
وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن محمد بن يزيد بن عبد الله الحساب القهستاني.
سمع أبا عبد الله محمد بن أيوب الرازي، والحسن بن أحمد بن الليث. سمع منه أبو عبد الله
الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وأبو القاسم الحسن بن أحمد بن علي بن مهران القهستاني الأديب، كان أديبا فاضلا
وشاعرا بارعا، دخل الشام، وسمع بها بالمصيصة محمد بن عمر بن يحيى المقري. سمع
منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ "، فقال: أبو القاسم القهستاني
الأديب، الفقيه، الزاهد، سمع الحديث بالعراقين، والحجاز، ومصر، والشام. وكانت
رحلته في التصوف، وكان الأمير أبو علي بن ناصر الدولة جالسه، وتلمذ له، وتخرج به،
ورد نيسابور غير مرة فلم يحدث، ثم سألته فحدث بنيسابور سنة إحدى أو اثنتين وتسعين
وثلاثمائة. وحكى لنا عنه أنه رأى في المنام منشدا ينشد هذا البيت.
أتفرح بالأيام تمضي وتنقضي * وعمرك فيها لا محالة يذهب
قال فما استيقظت أضفت إليه بيتا آخر:
564

عجبت لمختار الغنى وهو فقره * وعامر دار وهو في الدار يخرب
قال: وتوفي بقاين، في ذي الحجة من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
وأبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الحافظ المشهور، وكان ضابطا،
متقنا، حافظا، كثير السماع والرحلة، جمع " المسندين " على الرجال، والأبواب، وصنف
حديث الأئمة: مالك، والثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم. وكان يذاكر
بحديثهم حفاظ عصره فيغلبهم، وانتشر حديثه بخراسان لمقامه فيها. سمع محمد بن حميد
الرازي، وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن زنبور المكي، وأبا كريب محمد بن العلاء،
ومحمد بن المثنى العنزي، وسلم بن جنادة، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الجبار بن
العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وغيرهم. سمع منه أبو عبد الله محمد بن مخلد
الدوري، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي. وكان أبو علي الحافظ النيسابوري، يقول:
أبو قريش القهستاني الحافظ، الثقة، المتقن. وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو قريش
حافظ، حديثه عند أهل خراسان. وكانت وفاته بقهستان، سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وأبو تراب محمد بن سهل بن عبد الله القهستاني. سمع بخراسان أبا مسلم القهستاني،
ومحمد بن يحيى، وأبا الأزهر، وبالعراق الزعفراني، والرمادي، وصالح بن أحمد بن
حنبل، وبالشام أبا ذهل عبيد بن الغازي، ومحمد بن عوف، وعبد العزيز بن عبد الوهاب
الحمصي، ويوسف بن سعيد بن مسلم. روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ. وكان
أكثر مقامه بنيسابور. وتوفي في المحرم، سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
وأبو سليمان زافر بن سليمان الأيادي القهستاني، سكن الري. روى عنه الثوري،
وشعبة، وابن جريج، وإسرائيل، وعبيد الله الوصافي، وأصبغ بن يزيد، وأبي سنان
الشيباني، وورقاء، وأبي بكر الهذلي، وجعفر الأحمر. روى عنه يعلى بن عبيد،
والحسين بن علي الجعفي، وأبو نصر هاشم بن القاسم، وعبيد الله بن موسى، وهشام بن
عبيد الله، ومحمد بن سعيد الأصبهاني، ومحمد بن مقاتل المروزي، والحسن بن عرفة،
وجماعة. وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: زافر ثقة. قال أحمد: رأيته. وقال
أبو حاتم الرازي: زافر بن سليمان محله الصدق.
وأبو عبد الله محمد بن منصور القهستاني، يعرف بأبي طالوت الرازي. يروي عن
عبد الرحمن الدشنكي، ومحمد بن عبد الله بن جعفر الرازي، وإبراهيم بن الأشعث
صاحب ابن فضيل، وإسحاق ختن سلمة بن الفضل. قال ابن أبي حاتم: سمع منه
565

أبي، وسألته عنه، فقال: ثقة.
القهمي: بفتح القاف وسكون الهاء بعدها الميم.
هذه النسبة إلى قهم، وهو بطن من همدان. قال ابن حبيب: كل فهم في العرب من
البطون فهو بالفاء، إلا قهم بن جابر بن عبد الله بن قادم بن زيد عريب، من همدان.
وفي الأسماء:
النهاس بن قهم، بصري. يروي عن شداد أبي عمار (1)، وعن القاسم بن عوف
الشيباني، وقتادة. روى عنه يزيد بن زريع، ومسعود بن واصل، وغيرهما.
القهندزي: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاء (2).
هذه النسبة إلى قهندز، بلاد شتى، وهي المدينة الداخلة المسورة، وأما قهندز بخارى
فهي المدينة الداخلة فيما أظن، قال قائلهم:
لولا ابن جعدة لم يفتح قهندزكم * ولا بخارى حتى يفتح الصور
والمشهور بهذه النسبة:
أبو عبد الرحمن محمد بن هارون الأنصاري القهندزي، من أهل بخارى، كان من أهل
العلم. سمع عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، ومحمد بن
مسلم الطائفي، وعيسى بن موسى غنجار. وكانت له رحلة إلى العراق، والمجاز. روى عنه
سعيد بن جناح، وأسباط بن اليسع، البخاريان.
وأبو الحسن علي بن بن الحسن بن الخليل بن شاذويه المؤذن القهندزي، من قهندز
بخارى. يروي عن أبي زكريا يحيى بن إسماعيل بن الحسن بن عثمان، وأبي زيد عمران بن
فرينام، وسهل بن المتوكل، وقيس بن أنيف، وغيرهم. وتوفي في جمادى الأولى سنة ست
وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عمرو محمد بن حامد بن نصر بن الفتح القهندزي، يعرف بمؤذن الأبيض، من أهل

(1) في اللباب: " بن عمار "، وفي تهذيب التهذيب 10 / 478: " بن عامر "، والصواب في: ظ، ك، وميزان
الاعتدال 4 / 274، وهو شداد بن عبيد الدمشقي، تقريب التهذيب 2 / 453.
(2) ضبطها ياقوت بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاء. قال: " وهي في الأصل اسم الحصن أو القلعة في
وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة، وأكثر الرواة يسمونه قهندز ". معجم البلدان
4 / 210.
566

بخارى. يروي عن أبي بكر المنكدري، وأبي عمرو سعيد بن محمد بن الأحنف. ومات سنة
تسع وستين وثلاثمائة.
وأما قهندز نيسابور، وفيهم كثرة، منهم:
أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد بن عبد الله بن رزين القهندزي، من أهل نيسابور.
وعمر، ومبشر، ومسعود، بنو عبد الله بن رزين القندوزيون.
وأبو سعيد أحمد بن عمرو بن القهندزي النيسابوري، سمع أبا نعيم الفضل بن دكين،
وغيره.
وأبو حماد عبد الله بن حماد القهندوزي. سمع نهشل بن سعيد النيسابوري، وغيره.
والثاني، منسوب إلى قهندوز، ويقال لها: المدينة الداخلة، وهي باقية إلى
الساعة، ولكنها غير معمورة، ولا مسكونة، وقال بعض الشعراء:
لولا ابن جعدة...
البيت.
وفيهم كثرة.
والثالث، منسوب إلى قهندز سمرقند، منهم:
أبو محمد بن عبد الله القهندزي السمرقندي. ذكره أبو سعد الإدريسي، في
" تاريخ سمرقند "، هكذا، وقال: يروي عن معروف بن حسان، وعمار بن نصر، روى عنه
سهل بن خلف، وعصمة بن مسعود.
ومنهم من ينسب إلى قهندز هراة، منهم:
أبو بشر القهندزي. روى عنه أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري.
وأبو العسكر كافور بن عبد الله القهندزي، من قهندز بخارى، مولى الأمير أبي الحسن
نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني. يروي عن أبي عبد الله محمد بن محمد الأزهري،
وعبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ. وتوفي في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
والمنسوب إلى قهندز نيسابور أيضا:
أبو عمرو محمد بن الفضيل الخفاف القهندزي، من قهندز نيسابور، وهو من ولد
567

رزين، والد أبي حاتم. سمع أبا عبد الله البوشنجي، وأقرانه. سمع منه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ، وقال: سألت أبا حاتم القهندزي الوكيل عن وفاة أبيه، فذكر أنه توفي في سنة سبع
وخمسين وثلاثمائة.
وأبو الحسن أحمد بن أبي الفضل محمد بن يوسف، الفقيه القهندزي، من أهل
نيسابور، كان من أعيان المعدلين، وأبو الحسن تفقه عند أبي الوليد، وكان في أيامه من
المناظرين المبرزين. سمع أبا حامد أحمد بن محمد الشرقي، وأبا حاتم مكي بن عبدان
التميمي. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي في رجب، من سنة اثنتين
وتسعين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة الحيرة.
568

باب القاف واللام ألف
القلا: بفتح القاف وتشديد اللام ألف.
هذه نسبة: إبراهيم بن الحجاج بن منير الحمصي القلا، كان يقلي الحمص. ذكره
أبو سعيد بن يونس. سمع من أبيه، وغيره. وكان ثقة، مرضيا.
القلاس: بفتح القاف وتشديد اللام ألف وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة ظني أنها إلى القلس، وهو الحبل الذي تربط بن السفينة، والمشهور
بها:
أبو بكر محمد بن هارون القلاس. قال أبو نصر بن ماكولا: عبد الغني، وأنا أخشى أن
يكون هذا شيطا، وقد وهم في نسبته.
وأبو عبد الله محمد بن خزيمة القلاس البلخي. يروي عن جماعة.
ومقاتل بن إبراهيم القلاس.
وأبو يحيى زكريا القلاس العابد. يروي عنه عبد الصمد بن الفضل البلخي.
والحسين، وقيل: الحسن، وهو الأشبه، القلاس. بغدادي، من أصحاب الشافعي
رحمه الله. قال داود بن علي: كان من علية أصحاب الحديث وحفاظهم له ولمقالة
الشافعي.
وأبو يحيى جعفر بن هاشم بن حلبس القلاس، يروي عن معلى بن أسد، روى عنه
ابن مخلد العطار.
وأبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله بن الربيع القلاس، من أهل بخارى، حدث عن
محمد بن أمية الساوي، وكعب بن سعيد، ومحمد بن سلام. وروى عنه عمران بن موسى،
وموسى بن عيسى، وسهل بن بشر، البخاريون.
وعنبر بن يزيد القلاس أبو محمد، روى عنه إبراهيم بن الأشعث، ومحمد بن سلام،
وكعبان، روى عنه حماد بن سهل بن الحارث.
وأبو بكر محمد بن يعقوب بن القلاس، من أهل بغداد، حدث عن علي بن الجعد،
وحماد بن إسحاق الموصلي. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو بكر أحمد بن
569

جعفر بن مسلم الختلي. ومات في جمادى الآخرة، سنة خمس وتسعين ومائتين.
القلاسي: بفتح القاف واللام ألف وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى (1)...، والمشهور بها بيت معروف بنسف، بلدة بما وراء النهر لأهل
العلم، منهم:
الإمام أبو نصر أحمد بن محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبرئيل بن
مهدي بن واصل القلاسي، النسفي، كان من أئمة نسف، تفقه بسمرقند على القاضي
منصور بن أحمد الغزقي، وكتب عنه الحديث، وعن أئمة سمرقند، مثل أبي الحسن علي بن
أحمد بن الربيع السنكباثي. روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ،
وذكر أن ولادته في رجب، أو شعبان، سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وتوفي بسمرقند، ليلة
الجمعة، الثاني عشر من ذي الحجة، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ودفن بجاكرديزه، بقرب
المشهد.
وعم أبيه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبرئيل بن مهدي القلاسي
الرئيس، من أهل نسف، يروي عن جده أبي بكر محمد بن إبراهيم القلاسي، وأبي علي
الحسن (2) بن صديق الوزغجني النسفي، وفايق (3) الأندلس الخاصة (3)، وأبي إسحاق
إبراهيم بن محمد الرازي، وأبي بكر أحمد بن محمد الإسماعيلي. ولد سنة ثمان وخمسين
وثلاثمائة وتوفي في رجب، سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
ووالد السابق ذكره أبو طاهر محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن
جبرئيل بن مهدي بن واصل القلاسي النسفي، كان يلي الأعمال الكبار للسلطان، ثم تركها
آخر عمره، وكان يملي بنسف، ويقرأ عليه التفسير، وغيره. وتوفي بنسف سنة ثمان أو تسع
وسبعين وأربعمائة، في ذي الحجة.
وابنه الآخر أبو بكر محمد بن محمد بن نصر القلاسي، تفقه بسمرقند على الإمام علي
السنكباثي، وتوفي بنسف، يوم الأربعاء، الثامن عشر من ذي الحجة، سنة خمس وثمانين

(1) بياض في النسخ، وفي اللباب أيضا.
(2) في النسخ: " الحسين "، والصواب من ترجمته في الجواهر المضية برقم 2 ويأتي في " الوزغنجي ".
(3 3) كذا في: ظ، م، وفي ك: " وفايق الأندلسي الخاصة "، ولم يتجه لي. والمعروف بفائق الخاصة، هو عميد
الدولة، مولى الأمير نوح بن منصور الساماني، وهو مختص به، والتاء للمبالغة. أنظر أخباره في اليميني وشرحه
1 / 96، وما بعدها، والجزء التاسع من الكامل.
570

وأربعمائة، وكانت ولادته في ذي الحجة، سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وكان يروي عن
أبي بكر محمد بن عبد الله النجار.
وأخوه أبو محمد ناصر بن محمد بن نصر بن أحمد القلاسي، كتب الكثير بنسف
وسمرقند. قال عمر النسفي: لقيته وأنا صغير، فلم أستفد منه شيئا، كان يدرس، ويملي،
ويذكر، بنسف، وكتب الكثير يعني من الحديث، وولد في النصف من ذي الحجة، سنة
إحدى وعشرين وأربعمائة، وتوفي في شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
القلانسي: بفتح القاف واللام ألف بعدها النون المكسورة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى القلانس، جمع قلنسوة، وعملها، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه
كانت صنعته القلانس، منهم:
أبو أحمد مصعب بن أحمد بن مصعب القلانسي الصوفي، وأصله من مرو، ومولده
ومنشأه بغداد، كان أحد الزهاد والنساك، وكان أبو سعيد بن الاعرابي البصري ينتمي إليه في
التصوف، وقال: صحبته إلى أن مات، وكان لا يبيت ذهبا ولا فضة. وكان من أقران الجنيد
ورويم. وقال أبو أحمد القلانسي: فرق رجل من التجار ببغداد على الفقراء أربعين ألف
درهم، فقال له سمنون: يا أبا أحمد، ليس لنا شئ ننفقه، فاذهب إلى موضع نصلي فيه
بكل درهم ركعة، فذهبنا إلى المدائن، فصلينا أربعين ألف ركعة، وزرنا قبر سلمان رضي
الله عنه، وانصرفنا، وتزوج أبو أحمد القلانسي بعد التفرد، وطول العزوبة، وكان يلزم
الصحارى والمساجد، وكان شاب يصحبه، يقال له: محمد الغلام، فأراد أن يتزوج، وكلم
القلانسي، وأخذ لتزوجه بنته، فأجاب (1)، فلما اجتمعوا رغب محمد الغلام عن التزويج،
وامتنع، وندم، فغضب أبو أحمد، وقال: تخطب إلى رجل كريمته، وبذل لك، ثم
تأبى، لا يتزوجها غيري، فتزوجها، وكانت معه حتى مات عنها. وحج سنة سبعين
ومائتين، فمات بمكة بعد انصراف الحاج بقليل، ودفن بأجياد، عند الهدف.

(1) القصة بأوضح من هذا في تاريخ بغداد، حيث جاء في هذا الموضع: " وكان يصحبه شاب يعرف بمحمد الغلام
وهو محمد بن يعقوب المالكي وكان حدث السن، فقال: أنا أحب أن أتزوج. فسأل أبو أحمد بريهة أن تطلب له
زوجة، فكلمت إنسانا يقال له ابن المطبخي من النساك في بنت له، فأجاب لها ".
571

باب القاف والياء
القيار: بفتح القاف والياء المشددة آخر الحروف بعدهما الألف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القير وعمله، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الفضل المقري القيار، حدث عن عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي (1)، يروي
عنه أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري.
القيافي: بفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى القيافة، وهو بطن من غافق، منها:
أبو عتاب حماد بن صفوان بن عتاب الغافقي القيافي، من أهل مصر، كان جليسا
لليث بن سعد، وكان يحفظ مذهب الليث.
القياني: قيانة، بكسر القاف والياء المخففة المعجمة بنقطتين من تحتها والنون بعد
الألف، وهو بطن من غافق، نزل مصر، ومنه:
عبدوس بن علي بن عبدوس القياني. هكذا ذكره عبد الغني بن سعيد. وقال أبو كامل
البصري: عبدوس بن المعلى بن عبدوس القياني. هكذا قاله أبو الفتح، عن أبي سعيد بن
يونس. وقال ابن ماكولا: هو عبدوس بن المعلى بن عبدوس القياني، يكنى أبا عبد الملك،
عمر، وعلت سنه، وكان أديبا، وروى مكي عنه، وجدته في " تاريخ ابن يونس " بفتح
القاف، بخط الصوري وابن الثلاج. ذكره ابن يونس (2).
القيراطي: بكسر القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها
الطاء المهملة.
وهذه النسبة إلى القيراط، وهو أكبر من الحبة، وقال بعضهم:
ما للتجار والمكارم إنما * تنبت أجسادهم على القيراط
والمشهور بالنسبة إليه:

(1) في نسخ أخرى: " العاقولي "، وهو صواب أيضا. وتقدم في " الدير عاقولي " صفحة 442 من الجزء الخامس.
(2) قال ابن الأثير: " قلت: الذي أعرفه القياتة، بالقاء فوقها نقطتان، عوض النون والفاء (في النسخة: والهاء.
خطأ) في الترجمة التي قبل هذه ".
572

أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي. قال أبو حاتم بن حبان: شيخ،
كتبنا عنه ببغداد، يروي عن يوسف القطان، وبندار، يسرق الحديث ويقلبه، ولعله قد قلب
أكثر من عشرة آلاف حديث، فيما خرج عن الشيوخ والأبواب، شهرته عند من كتب الحديث
من أصحابنا تغني عن الاشتغال بما قلب من الاخبار، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عمرو القيراطي الواعظ، قيل له القيراطي لأنه من ولد
حماد بن قيراط، من أهل نيسابور، سمع الحسن بن عيسى، وإسحاق بن منصور،
وأحمد بن حرب. روى عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم النيسابوري، ومات في جمادى
الأولى، سنة تسع وثلاثمائة.
القيرواني: بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء والواو وفي
آخرها النون.
هذه النسبة إلى القيروان، وهي بلدة بالمغرب عند أفريقية، والقيروان كلمة فارسية،
وذلك أن قافلة من قريش أقبلت من مكة تريد أرض طليطلة، وهو ابن حام بن نوح، بعد
الفيل، فنزلت بعض صحاريها، فقال القوم: كاروان آمد. يريدون أن يقطعوا عليها، فعرب
كاروان، فقيل: القيروان. وقيل: القيروان بن مصر بن حام بن نوح. وقيل: بنى القيروان
محمد بن الأشعث الخزاعي، وتحت لوائه عشرون ومائة قائد، ومن القيروان إلى طرابلس
مائة فرسخ، ومنها إلى مصر ألف فرسخ، ومن مصر إلى مكة خمسمائة فرسخ، خرج منها
جماعة كثيرة من أهل العلم قديما وحديثا، في كل فن، منهم:
عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن فهر بن
مالك القيرواني، يقال: له صحبة. ولم يصح، شهد فتح مصر، واختط بها، وتولى الامرة
على المغرب لمعاوية بن أبي سفيان، وليزيد بن معاوية، وهو الذي بني القيروان (1)، وأنزلها
المسلمين. روي أن أباه كان مع هبار بن الأسود، حين نخس بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
هاجرت. وروي أن أباه هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لقيتم نافعا وهبارا فاجعلوهما بين
حزمتي حطب فأحرقوهما بالنار، ثم قال: " إن لقيتموهما فاقتلوهما، فإنه لا يعذب بعذاب
الله " (2)، وروى عن معاوية بن أبي سفيان. روى عنه ابنه مرة، وعلي بن رباح. قتله البربر

(1) في ك: " قيروان أفريقية ".
(2) أنظر الحديث: " باب يعذب بعذاب الله، من كتاب الجهاد. صحيح البخاري 3 / 75. وباب التحريق بالنار، من أبواب السير. عارضة الأحوذي 7 / 66.
وباب في كراهية حرق العدو بالنار، من كتاب الجهاد. سنن أبي داود 2 / 50، 51. ومسند الإمام أحمد
2 / 307، 338، 453، 3 / 494.
573

بتهوذة (1)، من أرض الزاب (2) بالمغرب، سنة ثلاث وستين، ومن ولده بمصر إلى الآن
بقية، وبأفريقية، وبغزة من أرض الشام.
وسليمان بن داود بن سلمون القيرواني، كان فقيها فاضلا. سمع أبا بكر محمد بن
عبد الله البغدادي، روى عنه عبد الله بن ميمون بن أشقند الأطرابلسي المغربي.
وأبو عقال بن علوان القيرواني المغربي من قدماء مشايخ المغرب، صحب أبا هارون
الأندلسي. ومات أبو عقال بمكة، وبها قبره، أقام أبو عقال بمكة أربع سنين، لم يأكل ولم
يشرب إلى أن توفي، وقيل: اثنتي عشرة سنة. وقيل: كان يسمي حمامة (3) الحرم. قال
أبو إسحاق المغربي نزيل طرسوس: كان أبي فيمن لقي أبا عقال بمسجد الخيف، وعليه
خيشتان، متزرا بإحداهما، ومتشحا بالأخرى، وحوله جماعة يكتبون كلامه، فلما انقضى
المجلس خلوت به، قلت: حدثني بأشد ما مر بك في الحجاز. قال: لا تقدر تسمعه،
ولكن أحدثك ببعضه، كان معي في بعض السنين سبعون صاحب ركوة (4)، فوقع القحط في
الحجاز، فماتوا عن آخرهم، وبقي معي خمسة نفر، قد أثر فيهم الضر، فوقع القحط في
الحجاز، فماتوا عن آخرهم، وبقي معي خمسة نفر، قد أثر فيهم الضر، وبقينا سبع عشرة
ليلة متواليات، لم نطعم فيها شيئا، فضعفت وأيست من الحياة، فوقع في سري أن آتي
الركن وألتزمه إلى أن أموت، فحبوت إليه حبوا، ورفعت، واستندت إلى زمزم، فإذا أنا
بأسود، على رأسه مكتل (5) كبير، وحمل مشوي، وصرة كبيرة من فضة، فقال لي: أنت
أبو عقال؟ قلت: نعم. فوضعه بين يدي وفر، فأومأت إلى أصحابي، فأتوني حبوا، وكنت
فيهم كواحد منهم.
وأبو علي الضرير القيرواني، بكى حتى عمي، ثم رجع إليه بصره، فبكى حتى عمي
ثانيا، وهو من كبار مشايخهم، صحب الخولاني.

(1) وفي البيان المغرب 1 / 30: " تهودا ". قال ابن عذارى: " وصفة مدينة تهودا هي مدينة قديمة، بنيانها بالحجارة،
لها أسواق كثيرة، وربض واحد، وبها جامع جليل، ومساجد، وفنادق كبار، ويسكنها قوم من البربر ".
(2) الكلمة مصفحة بالنسخ. والزاب: كورة عظيمة، ونهر جرار، بأرض المغرب على البر الأعظم، عليه بلاد واسعة،
وقرى متواطئة، بين تلمسان وسجلماسة. معجم البلدان 2 / 904.
(3) الصواب في: نسخ أخرى واللباب وقال ابن الأثير: لملازمته المقام فيه.
(4) الركوة للماء، وهو يعني من الصوفية الفقراء.
(5) المكتل: شبه الزنبيل، يسع خمسة عشر صاعا.
574

وأبو عبد الله الزيات، من مشايخ المغرب، من أهل القيروان، كبير الحال، ذو حظ
من السماع، عالم فيه، كان هو المرجوع إليه بناحيته في علوم القوم.
القيسراني (1): هذه النسبة إلى بلدة على ساحل بحر الروم، يقال لها: قيسارية،
دخلتها يوم الجمعة، وقت الصلاة، فلم أجد بها من المسلمين إلا رجلا واحدا وأهله،
واستولت عليها الفرنج، وكانت من أمهات البلدان، فتحت زمن عمر بن الخطاب، والنسبة
إليها القيسراني، والمشهور بهذه النسبة:
أبو عيسى فديك بن سليمان القيسراني، يروي عن الأوزاعي، روى عنه
عبد الرحمن بن إبراهيم، الملقب بدحيم بن اليتيم.
ومنها: أبو عمر ثور بن عمرو القيسراني، يروي عن ابن عيينة، والوليد بن مسلم.
روى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، من مشاهير المحدثين، يروي عن محمد بن
يوسف الفريابي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
ومن المتأخرين:
شيخنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني، المعروف بالقصري، لقيته
بحلب، وكتبت عنه بها، وكان فقيها مناظرا، حسن السيرة، صالحا.
وأبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني، أشعر أهل الشام، لقيته بدير (2)
الحافر (2)، وكتبت عنه، وكان ولد بعكا، ونشأ بقيسارية.
القيسي: بفتح القاف وسكون الياء وكسر السين.
هذه النسبة إلى جماعة اسمهم قيس، والمشهور بالنسبة:
أبو الخصيب زياد بن عبد الرحمن القيسي. قال أبو الحاتم بن حبان: هو من بني

(1) في ظ: " القيساري "، وسيأتي ذكر " القيسراني " خلال الترجمة.
ولم يضبط النسبة السمعاني، وضبطها ابن الأثير، فقال: " بفتح القاف وسكون الياء تحتها نقطتان وفتح السين
المهملة والراء وبعد الألف نون ".
(2 2) في ظ: " بدار الخافر " خطأ.
ودير حافر: قرية بين حلب وبالس. معجم البلدان 2 / 653.
575

قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، عداده في أهل البصرة، يروي
عن ابن عمر، روى عنه عقيل بن طلحة.
وأبو المهاجر بن عميرة بن حصن القيسي، من بني قيس بن ثعلبة، عداده في
أهل الكوفة، يروي عن عمر، وحذيفة، روى عنه سماك بن حرب، وهو الذي يقول فيه
إسرائيل (1). عبد الله بن حصين العجلي (2).
ومنها ولاء: أبو سعيد سليمان بن المغيرة القيسي البصري، مولى قيس بن ثعلبة بن
بكر بن وائل، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وثابت البناني، روى عنه ابن المبارك،
وأهل العراق، ومات سنة خمس وستين ومائة.
وحميد بن علي بن هارون القيسي، يعرف بزوج غنج، من أهل البصرة. قال
أبو حاتم بن حبان: هو شيخ كان بالبصرة، ذهبت إليه يوما وجماعة من أصحابنا، لأختبره،
فدللنا عليه في بني قيس، فلما أتيناه، إذا شيخ يظهر الصلاح والخير، فسألته أن يملي علينا
شيئا يحفظه، فأملى علينا عن عبد الواحد بن غياث، وغيره، فذكر أحاديث مقلوبة، ثم
قال: فأملى علينا أحاديث من هذا الضرب، فقمنا وتركناه، وعلمت أنه لا يخلو أمره من أحد
شيئين، إما أن يكون هو الذي يتعمد في قلب هذه الأحاديث، أو قلبت له فحط بها،
فلا يجوز الاحتجاج به، بعد روايته هذه الأشياء، عن هؤلاء الثقات، الذين لم يحدثوا بهذه
الأحاديث. على هذه النحو، وهذا شيخ ليس يعرفه كثير أحد، وإنما ذكرته لعل من يجئ
بعدنا يحتج بشئ مما روى هذا الشيخ، ويوهم المستمعين أنه كان ثقة.
وأبو محمد روح بن عبادة بن العلاء بن حسان بن عمرو بن مرثد القيسي، من بني
قيس بن ثعلبة، من أنفسهم، سمع عبد الله بن عون، وعمران بن حدير، وأشعث بن
عبد الملك، وسعيد بن أبي عروبة، وابن جريج، والأوزاعي، وابن أبي ذئب، ومالك بن
أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، والحمادين، وسفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن
حنبل، وأبو خيثمة، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وهارون بن عبد الله،
وأحمد بن منيع، وبندار بن بشار، ويعقوب الدورقي. وكان من أهل البصرة، وقدم بغداد،
وحدث بها مدة طويلة، ثم انصرف إلى البصرة، فمات بها. وكان كثير الحديث، وصنف

(1) وهو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. أنظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 1 / 214.
(2) في ترجمة عبد الله بن عمير بن حصن، أنه يقال: ابن حصين العجلي. أنظر تهذيب التهذيب 5 / 344.
576

في السنن، والاحكام، وجمع " التفسير "، وكان ثقة. وقال علي بن المديني: نظرت
لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث كتبت منها عشرة آلاف. ومات سنة خمس،
وقيل: سنة سبع ومائتين.
وخبية بن كناز القيسي، من قيس ثعلبة، كان على الأبلة، فقال عمر بن الخطاب،
لا حاجة لنا فيه، هو يخبأ، وأبوه يكنز. قال ذلك الحارث عن المدائني.
ورياح بن عمرو القيسي.
وإسماعيل بن قيس القيسي، عن نافع وعكرمة، روى عنه موسى بن إسماعيل.
وأبو محمد روح بن عبادة القيسي.
وأبو عمرو بكر بن بكار القيسي، يروي عن شعبة، وحمزة بن حبيب، عن عيسى بن
المسيب.
وأبو خالد هدبة بن خالد القيسي، من أهل البصرة، يروي عن همام بن يحيى،
وسهيب بن أبي حزم، روى عنه البخاري، ومسلم، في جماعة آخرهم أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز البغوي.
والحسين بن محمد بن داود القيسي، مأمون.
وأبو محمد السري بن هناد القيسي المروزي، حدث عن أبي عثمان بن القاسم
البغدادي، ومحمد بن شقيق بن إبراهيم البلخي.
وأبو بكر عبد الصمد بن هارون بن عمرو بن حبان بن يزيد القيسي، من أهل نيسابور،
الملقب بقاتل قتيبة، سمع بخراسان قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي،
وبالعراق أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وبالحجاز أبا مصعب الزهري، ومحمد بن
يحيى بن أبي عمرو، وبالشام هشام بن عمار، وأقرانهم. روى عنه المؤمل بن الحسين بن
عيسى، وأبو حامد بن الشرقي، وغيرهما. ومات في شوال، سنة أربع وثمانين ومائتين،
بنيسابور.
وجماعة من القيسيين ينسبون إلى قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، حكى معتمر بن
سليمان، عن أبيه، أنه قال له: إذا كتبت نفسك في الشهادة فلا تكتب المري، ولا التيمي،
واكتب القيسي، فإن أبي كان مكاتبا لبحير بن بحران، وأمي مولاة لبني سليم، فاكتب
القيسي، فإن كنت من بني مرة فأنت من قيس بن ثعلبة، وإن كنت من بني سليم، فأنت من
577

قيس عيلان، فاكتب القيسي.
وقرية بصعيد مصر تسمى القيسي، حدث منها:
ليث القيسي، مولى محمد بن عياض الزهري، يروي عن سالم بن عبد الله بن
عمر. روى عنه الليث بن سعد.
وإنما قيل لهذه القرية قيس، لان فتحها كان على يدي قيس بن الحارث المرادي،
فنسبت إليه، وهو شهد فتح مصر، يروي عن عمر بن الخطاب، روى عنه سويد بن قيس،
وبكر بن سوادة (1).
القيصري: بفتح القاف وسكون الياء المعجمة باثنتين وفتح الصاد المهملة وفي آخرها
الراء.
هذه النسبة إلى قيصر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو:
أبو عمرو أحمد بن محمد بن قيصر القيصري، من أهل سمرقند، وكان فاضلا، ثقة،
صدوقا في الرواية، من أهل العلم والدراية، يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن
السمرقندي، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، وهارون بن إسحاق الهمذاني،
وأحمد بن منصور الرمادي، والحسن بن الصباح الزعفراني. روى عن عبد الله بن محمد بن
شاه. وأحمد بن محمد بن حجر الدهقان، وغيرهما، وتوفي في شهر ربيع الأول، سنة
إحدى وثلاثمائة.
القيضي: بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الضاد
المعجمة.
هذه النسبة إلى بطن من حمير، هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري،
ومنه:
زياد بن عبيد القيضي (2)، سمع رويفع بن ثابت. روى عنه حياة بن شريح. هكذا

(1) قال ابن الأثير: " قلت: فاته النسبة إلى قيس بن سعد بن مالك بن النخع، بطن من النخع، منهم: عمرو بن
زرارة بن قيس بن الحارث بن عوف بن جشم بن كعب بن قيس بن سعد النخعي القيسي، وهو أول خلق الله خلع
عثمان، ثم بايع عليا رضي الله عنهما ".
(2) في التاريخ الكبير: " القبضي "، وفي حاشيته: هكذا ضبطه ابن ماكولا في الاكمال، وابن السمعاني في الأنساب ووقع في الأصول " الفيضي "، وبالهامش " خ القبضي بالقاف " ح.
ولم أجد شيئا من ذلك في الاكمال، والأنساب بين يديك.
وبعد " القيضي " في ك زيادة: " بطن من حمير "، وهي في التاريخ الكبير، وتقدمت.
578

ذكره البخاري، في " تاريخه ".
قيظي: هذا اسم يشبه النسبة، وهو: عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد
السلمي، يروي عن أبيه، عن جده، روى عنه زيد بن الحباب. ذكره أبو حاتم بن حبان،
في كتاب " الثقات ".
وقيظ، بفتح القاف وسكون الياء المعجمة من تحتها بنقطتين والظاء المعجمة: بطن
من حمير.
وزياد بن عبيد القيظي، منسوب إلى هذا البطن. روى عن رويفع بن ثابت البلوي.
روى عنه حياة بن شريح.
قال ابن ماكولا: قيظي بن شداد بن أسيد السلمي، عن شداد. روى عنه ابنه عمرو.
قاله البخاري.
وصيفي، وحباب، ابنا قيظي، من بني عبد الأشهل، وأمهم الصعبة بنت التيهان،
أخت أبي الهيثم، قتلا يوم أحد شهيدين (1).
القيم: بفتح القاف والياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى من يقوم بمصالح المساجد أو الحمام، منهم:
هارون بن أبي الهيذام، واسمه محمد بن هارون القيم الرملي كان قيم المسجد الجامع
بالرملة. يروي عن قتيبة بن سعيد، وهدبة بن خالد، وهشام بن عمار، ونصر بن علي
الجهضمي، وغيرهم.
القيناني: بفتح القاف والنون بينهما الياء الساكنة آخر الحروف بعدها الألف وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى قينان، وهو من البطن الرابع من أولاد آدم، وهو قينان بن أنوش بن

(1) آخر كلام ابن ماكولا.
قال ابن الأثير: " قد تقدم ذكر هذا البطن من حمير، في القيضي، بالضاد المعجمة، وأعاده ههنا بالظاء المعجمة،
وهذا زياد بن عبيد هو المذكور في تلك الترجمة، فهو كما ترى ".
579

شيث بن آدم، عليهما السلام، وهو والد الأنبياء كلهم، والعرب كلها، والناس.
وقينان: من قرى سرخس، خربت الساعة، وبقي بها الزارعة، منها:
علي بن سعيد القيناني. قال أبو حاتم بن حبان: علي بن سعيد، من أهل سرخس،
وقينان قرية من قراها، يروي عن ابن المبارك الأصناف كلها، روى عنه أهل بلده.
القيني: بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى.. (1)، والمشهور بهذه النسبة:
عبد الله بن نعيم القيني، يروي عن الضحاك بن عبد الرحمن.
وعبد الغني بن عبد الله بن نعيم القيني، ابنه، يروي عن أبيه، حدث عنه داود بن
رشيد.
وأخوه عاصم بن عبد الله القيني، يروي عن عروة بن محمد السعدي. وهم من
الأردن.
وزهير بن الحكم بن سعيد بن الأسود القيني، أفريقي، يكنى أبا الحكم، توفي في
شهر رمضان، سنة ست وتسعين ومائتين. يروي عن أبيه، عن جده، أخبار المغرب.
وابنه إبراهيم بن زهير، روى عنه ابن يونس.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سلمة بن إسحاق القيني، أندلسي، إخباري، عالم، له
" كتاب " يشتمل على عدة أجزاء في أخبار رية (2)، وفي بلاد الأندلس، وحصونها، وولاتها،
وفقهائها، وشعرائها، وحروبها. ذكره أبو محمد بن حزم.

(1) بياض في النسخ، وكذلك في أصل اللباب، وقال ابن الأثير عقب إيراد الترجمة: " قلت: لم يذكر أبو سعد إلى أي
شئ هذه النسبة، وهي النسبة إلى القين، واسمه النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن
عمران بن الحاف بن قضاعة، قبيلة من قضاعة ".
(2) رية: كورة واسعة بالأندلس، متصلة بالجزيرة الخضراء، وهي قبلي قرطبة، ولها مدن وحصون، ورستاق واسع.
معجم البلدان 2 / 892.
وذكر الحميدي أن هذا الكتاب لإسحاق بن سلمة بن إسحاق القيني. ونقل هذا عن ابن حزم أيضا. جذوة المقتبس
169.
وذكر ياقوت أن أبا عبد الحميد إسحاق بن سلمة بن وليد بن زيد بن أسد بن مهلهل بن ثعلبة بن مودوعة بن قطيعة
القيني، من أهل رية، جمع كتابا في أخبار أهل الأندلس، أمره بجمعه المستنصر. وعن ياقوت نقل البغدادي في
هدية العارفين 1 / 200.
580

القيومي: بفتح القاف وضم الياء المشددة آخر الحروف بعدها الواو وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى قيوما، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه.
وأبو حفص عمرو بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن جعفر البندار النهرواني القيومي،
من أهل بغداد، المعروف ابن قيوما، حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن
أبي داود، وأحمد بن عيسى بن السكين البلدي. يروي عن أبو بكر البرقاني، وأبو علي بن
دوما النعالي. وكان أحد الشهود المعدلين. وكانت وفاته بعد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
581