الكتاب: مرآة الكتب
المؤلف: التبريزي
الجزء:
الوفاة: ١٣٣٠
المجموعة: دليل المؤلفات
تحقيق: محمد علي الحائري
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٤
المطبعة: صدر - قم
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي العامة - قم
ردمك:
ملاحظات:

مرآة الكتب
للعلامة المحقق ثقة الاسلام التبريزي
علي بن موسى بن محمد شفيع
1330 - 1277 ه‍ ق
الجزء الأول
تحقيق
محمد علي الحائري (*)
1

كتاب خانه عمومي
حضرت آية الله العظمى مرعشي نجفي قم
الكاتب: مرآة الكتب المؤلف: ثقة الاسلام التبريزي
تحقيق: محمد علي الحائري
الناشر: مكتبة آية الله المرعشي العامة - قم
الطبعة: الأولى - 1414 ه‍
تنضيد الحروف والاخراج الفني: مؤسسة الأمين - قم
الفلم والألواح الحساسة (الزنگ): ليتوگرافي تيزهوش
المطبعة: صدر - قم
الكمية: 000 / 1 نسخة
- الحقوق محفوظة للناشر - (*)
2

بسم الله الرحمن الرحيم (*)
3

..... (*)
4

تصدير
بقلم الدكتور
السيد محمود المرعشي النجفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
إن كتاب " مرآة الكتب " يعد واحدا من الآثار التاريخية المفيدة المدونة
بالعربية في ببلوغرافيا الكتب الشيعية، هو من تأليف العلامة الهمام، المرحوم آية
الله الميرزا علي بن موسى بن محمد شفيع المشهور ب‍: ثقة الاسلام التبريزي، الذي
ما انفك وعلى مدى سنوات طوال منكبا في تحريره، وبذل في هذا الجهود الكبيرة
المتواصلة، وللمؤلف مكتبة في غاية الأهمية، عامرة بذخائر غنية من الثقافة و
المعارف الاسلامية، وقد أورد أكثر كتبها أثناء تدوين هذا الأثر الخالد.
إن حواشي المؤلف النافعة والقيمة على الكتاب الشريف: " روضات
الجنات " للخوانساري، وكتاب: " كشف الظنون " للكاتب الچلبي، وكتب (*)
5

أخرى، تجسد أمامنا إلمام المؤلف وتبحره في مختلف العلوم الاسلامية.
ورغم أنه لم يكن بوسع المؤلف في زمان مباشرته التحرير الوصول إلى
المصادر اللازمة بسهولة، لكننا نستطيع القول: إن ما حرره ثقة الاسلام التبريزي
يعد واحدا من أفضل الآثار التي دونت في هذا المجال حتى الآن، فالمعلومات
الدقيقة التي أوردها في أثره عند الإشارة إلى أسماء الكتب أو مؤلفيها أمر له أهمية.
وللأسف فإن المنية حالت بين المؤلف وإتمام أثره القيم هذا.
وإن المكتبة العامة للمرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد شهاب
الدين الحسيني المرعشي النجفي (قدس سره الشريف) وانسجاما مع أهدافها
العالية في نشر هذه الآثار المفيدة، كل ما سنحت الفرصة قررت تبني تحقيق
هذا الكتاب ونشره.
وإنه لمن دواعي السرور أن لبى فضيلة الأستاذ العلامة المحقق المتتبع الخبير
محمد علي الحائري اقتراحنا لتحقيق الكتاب وتخريجه وتصحيحه مع النسخة
الأصلية الموجودة في الخزانة الخطية لمكتبتنا، وهي بخط المؤلف نفسه.
هنا لابد من توجيه شكرنا وامتناننا لفضيلته على ما أبداه في هذا المجال.
نسأل الله أن يكون عملنا ونتاجنا هذا موردا لاستفادة المحققين الفضلاء و
الطالبين، إنه نعم المولى ونعم الهادي ونعم النصير.
والسلام على عباد الله الصالحين
محمود المرعشي النجفي
قم المقدسة 1414 ق (*)
6

بسم الله الرحمن الرحيم
إن من أجل العلوم علم التراجم الباحث عن أحوال العلماء وأخبار السلف،
ومن ثم توجهت إليه أنظار علماء الاسلام في كل العصور. وقد ألف في ذلك مئات
المؤلفات.
منها الشاملة لجميع أصناف العلماء والأعيان، ك‍ " وفيات الأعيان " لابن
خلكان، و " سير أعلام النبلاء " للذهبي، و " الوافي بالوفيات " للصفدي، و " المنهل
الصافي " للأتابكي.
ومنها المرتبة لبيان أحوال طبقة خاصة، كالأدباء، والشعراء، والأطباء، و
اللغويين، والنحاة.
ومنها المؤلفة في أحوال علماء المذاهب، كطبقات الشافعية، والمالكية، و
أعيان الشيعة، وطبقات أعلام الشيعة.
وقد ألف في ذلك علماء الشيعة بعد عصر شيخ الطائفة الطوسي أسفارا جليلة
مختصرة ومطولة، منها: (*)
7

1 - الفهرست، للشيخ منتجب الدين علي بن بابويه الرازي، المتوفى بعد
585.
2 - معالم الفقهاء، لابن شهرآشوب المازندراني، المتوفى سنة 588.
3 - أمل الآمل، للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي، المتوفى سنة 1104.
4 - الدرجات الرفيعة، للسيد علي خان المدني الشيرازي، المتوفى سنة
1120.
5 - رياض العلماء وحياض الفضلاء، للمولى عبد الله الأصفهاني الشهير ب‍:
الأفندي، من أعلام القرن الثاني عشر.
6 - روضات الجنات، للعلامة السيد محمد باقر الخوانساري الأصفهاني،
المتوفى سنة 1313.
7 - مرآة الكتب، القسم الأول، للعلامة التبريزي، المستشهد سنة 1330، و
هو هذا الكتاب، وسنتحدث عنه فيما سيأتي.
8 - الكنى والألقاب، للعلامة الشيخ عباس القمي، المتوفى سنة 1359.
9 - تحفة الأحباب، له أيضا.
10 - الفوائد الرضوية، له أيضا.
11 - أعيان الشيعة، للعلامة السيد محسن الأمين العاملي، المتوفى 1371.
12 - ريحانة الأدب، للعلامة الميرزا محمد علي المدرس التبريزي، المتوفى
سنة 1373.
13 - طبقات أعلام الشيعة، للعلامة الشيخ آقا بزرك الطهراني، المتوفى سنة (*)
8

1389، وغيرها.
وأما علم الفهرسة مع ماله من الأهمية في ضبط ميراث الأمة فكانت العناية
إليه أقل من العناية بعلم الرجال، والتاريخ، والتراجم، وغيرها من فنون الأدب.
وعلى أثرها لا تزال كثيرا من مآثر العلماء والمحققين مجهولة علينا.
ولكن في العصور المتأخرة تحققت هذه الأمنية بتأليف كتب مختصرة ومطولة
في هذا الموضوع، منها:
1 - كشف الحجب والأستار عن وجه الكتب والاسفار، للعلامة المولوي
السيد إعجاز حسين الكنتوري، المتوفى سنة 1286.
2 - مرآة الكتب، وهو هذا الكتاب.
3 - كشف الأستار عن وجه الكتب والاسفار، للعلامة السيد أحمد الحسيني
الصفائي الخوانساري، المتوفى سنة 1359.
4 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للعلامة الشيخ آقا بزرك الطهراني، المتوفى
سنة 1389.
ترجمة المؤلف:
ترجم له العلامة الطهراني في نقباء البشر، وقال:
هو الشيخ الميرزا علي ابن الميرزا موسى ابن الميرزا محمد شفيع بن محمد جعفر
بن محمد رفيع بن محمد شفيع مستوفي الممالك الخراساني التبريزي، المعروف ب‍ " ثقة
الاسلام ". (*)
9

عالم بارع، وفاضل جليل. كان جده الاعلى الميرزا رفيع من تلامذة المحقق
الميرزا أبي القاسم القمي..، وأولاده وأحفاده أهل علم وفضل وأدب، ومنهم
المترجم له.
ولد في سنة 1277 ه‍، وقرأ مقدمات العلوم في بلاده وهاجر إلى العتبات
المقدسة في العراق، فحضر على الميرزا حبيب الله الرشتي وغيره في النجف، و
حضر على الشيخ زين العابدين المازندراني في كربلاء، وكذا على الشيخ علي
البفروئي.
وفي سنة 1308 ه‍ عاد إلى تبريز مشغولا بوظائف الشرع، وكان من
البارزين وذوي الشأن هناك..، قتله الروس شنقا يوم عاشوراء سنة 1330 ه‍
عند احتلالهم تبريز أيام الانقلاب الدستوري مع عشرة آخرين من أفاضل
الرجال.
وقال العلامة الأمين: كان من علماء تبريز المشهورين، وله من المؤلفات:
رسالة مفصلة في اثبات يوم ميلاد الرسول، وكتاب كبير في مؤلفات الشيعة.
مكانته الاجتماعية والسياسية:
يبدو من كتب التواريخ أن المؤلف كان موضع احترام كافة الطبقات، وكان له
دورا هاما في الثورة الدستورية في تبريز.
وقد كتب عن مكانته العلمية، والاجتماعية، والسياسية، وشخصيته اللامعة
كتب ورسائل ومقالات نذكر أسماء بعضها في مصادر ترجمته. (*)
10

مؤلفاته:
1 - إيضاح الانباء في تعيين مولد خاتم الأنبياء ومقتل سيد الشهداء، طبع في
تبريز سنة 1352.
2 - رسالة لالان، فارسية، كتبه في شهر ربيع الأول سنة 1326 عن لسان
طلاب الدستور إلى علماء النجف الأشرف، طبعت في إستانبول، وأخيرا ضمن
" مجموعة آثار قلمي ثقة الاسلام "، ص 418 - 445.
3 - بث الشكوى، وهي ترجمة القسم الثالث من " تاريخ اليميني " لأبي النصر
محمد بن عبد الجبار العتبي، المتوفى سنة 427، ترجمه إلى الفارسية بطلب من حسن
علي خان أمير نظام الگروسي والي آذربايجان، طبع في تبريز 1318.
4 - مرآة الكتب:
كان سبب تأليفه لهذا الأثر القيم أنه رأى مؤلفات أصحابنا الإمامية مع كثرتها
في شتى أنواع الفنون لم تكن مرتبة على الترتيب المألوف في علم الفهرسة، وأن
المعاجم المؤلفة إلى ذلك العصر غير واف بضبط كتب علماء الطائفة. فقام بهذه
المهمة، ونهض بتلك الخدمة العظمى في ضبط تأليف ميراث الأمة.
يقول المؤلف: ومما نبهني على ذلك ما ألفه الحاج مصطفى بن عبد الله
الإستنبولي، وسماه " كشف الظنون "، إلا أنه خص كتابه ذلك بكتب أهل نحلته و
مؤلفات أبناء مذهبه، إلا في مواضع يسيرة جاد بها قلمه، وكتب قليلة أعانه على
إيرادها علمه، ولم يخل في أكثر ذلك من الاشتباه كما ننبه عليه في محاله إن شاء الله.
فزاد ذلك عزمي وعزامي، وضاعف لهذا الشأن قعودي وقيامي... (*)
11

ورتب كتابه في مقصدين، كل منهما مرتب على ترتيب حروف المعجم:
المقصد الأول: في تراجم علماء الإمامية الذين عاشوا بعد عصر شيخ الطائفة
الطوسي إلى عصر المؤلف الذي ذكر مؤلفاتهم في المقصد الثاني. ولم يذكر من ليس له
تأليف وإن كان مذكورا في كتب الأصحاب، إلا نادرا.
المقصد الثاني: في ذكر أسماء الكتب.
ومن المؤسف أن قسما من المقصد الأول مفقودة، وهي تبدأ من أواسط باب
العين إلى آخر حروف المعجم، نأمل العثور عليها.
وقدم للكتاب مقدمة فيها خمسة فصول. ذكر فيها مطالب هامة تفيد
الباحثين والمحققين. وذكر في الفصل الخامس مصادره التي استفاد منها.
وكان من عزم المؤلف أن يجدد النظر فيه ثانيا، ولكن المنية حالت بينه وبين
إكمال أثره.
وللمؤلف رسائل ومقالات ومكاتيب هامة طبع بعضها في مجلة " المقتطف "،
و " الهلال " المصريين. وطبع ما وجد منها بعنوان: " مجموعة آثار قلمي شادروان
ثقة الاسلام شهيد تبريزي " سنة 1354 ه‍ ش.
منهج التحقيق:
النسخة التي كانت أساسا لهذه الطبعة نسخة مكتبة آية الله العظمى المرعشي
بقم، وهي نسخة وحيدة بخط المؤلف. وقد نشر قبل ذلك عن هذه
المخطوطة بصورة رديئة. (*)
12

قمت بمقارنتها مع المصادر المنقولة عنها وغيرها وأرجعت ما نقله المصنف إلى
مصادرها، وأثبت الاختلافات في الهوامش، ولم أشر إلى الأخطاء الواضحة.
وضعت لكل ترجمة رقما ليسهل الرجوع إليها.
قمت بتخريج التراجم الأصلية، فذكرت مظان الترجمة في الكتب المهمة
مطبوعها ومخطوطها، وعرفت كثير من التراجم الواردة عرضا في الكتاب، و
تركت المعروف منها.
ذكرت في بعض الموارد أماكن المخطوطات وما إلى ذلك من النكات الهامة،
مع أنه كان المناسب ذكرها في قسم المؤلفات، وذلك لعدم أمل مني لاتمام تحقيق
الكتاب لاعتوار الآلام.
وفي الختام أزجي شكري المتواصل إلى صديقنا المعظم العلامة حجة الاسلام
والمسلمين الدكتور السيد محمود المرعشي حفظه الله، الأمين العام لمكتبة سماحة
المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (قدس
سره) لاهتمامه بحفظ ميراث الأمة وإحياء آثارها. والله الموفق.
قم 24 محرم الحرام 1414 ه‍
محمد علي الحائري (*)
13

مصادر ترجمة المؤلف
1 - أعيان الشيعة 8 / 358.
2 - تاريخ انقلاب مشروطيت إيران 7 / 1526 - 1535.
3 - ريحانة الأدب 1 / 369.
4 - زندگينامه شهيد نيكنام ثقة الاسلام.
5 - مجموعة آثار قلمي ثقة الاسلام شهيد تبريزي.
6 - مصفى المقال / 313.
7 - معجم المؤلفين 7 / 248.
8 - مكارم الآثار 6 / 2135.
9 - نامه هائي از تبريز ص 249 - 258.
10 - نقباء البشر 4 / 1546. (*)
14

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله الذي علم آدم الأسماء كلها عرضهم على الملائكة، والصلاة و
السلام على من أوحى إليه بكتاب فيه تبيان كل شئ في ليلة مباركة، صلى الله عليه
وآله الهادين أشرف من أشرق بهم شمس الهداية، فانكشفت ظلمات الظنون، و
أفضل من يستضاء بنورهم في دياجي الشبهات الحالكة.
أما بعد، فيقول العبد الذليل، المحتاج إلى ربه العزيز علي بن موسى بن محمد
شفيع الخراساني الآباء المتوطن في تبريز: إني لما تتبعت الكتب الرجالية التي وضعها
علماؤنا السالفون في تحقيق حالاتهم وتراجمهم، وما ألفوا من الكتب والرسائل، و
ما صنفوا في تحقيق مشكلات المسائل، رأيت كتبهم الشريفة، ورسائلهم المنيفة أكثر
من أن يحصى وأوفر من أن يستقصى، ولكن أسماؤها لم تكن على ترتيب
مخصوص، ولم يبالوا على نظم شتاتها بالخصوص، بل ذكروها تطفلا لترجمة مؤلفيها
الثقات من غير أن يرتبوها ترتيب اللغات، حتى يكون مرجعا لمن سأل عن كتاب
معلوم الاسم مجهول الصفة والرسم، إلا ما سمعت من وجود تأليف لبعض علماء الهند (*)
15

في هذا المعنى، وقد ظفرت بنسخة منه أخيرا (1).
ومما نبهني على ذلك ما ألفه الحاج مصطفى بن عبد الله الإستنبولي (2)، وسماه كشف الظنون " (3)، إلا أنه خص كتابه ذلك بكتب أهل نحلته ومؤلفات أبناء
مذهبه، إلا في مواضع يسيرة جاد بها قلمه وكتب قليلة أعانه على إيرادها علمه، و
لم يخل في أكثر ذلك من الاشتباه كما ننبه عليه في محاله إن شاء الله.
فزاد ذلك عزمي وعزامى، وضاعف لهذا الشأن قعودي وقيامي،
فتصفحت الكتب المؤلفة في هذا الفن، الكافلة لما أردناه من هذا الشأن مما سيأتي
الإشارة إلى بعضها. فأخذت ما نسبوه إلى الأصحاب، وأضفت ما صادفته و
وقفت عليه إلى ذلك الباب، جامعا لشتاتها وأضعالها مع أخواتها، غير مفتخر في

(1) هو: مولانا السيد، إعجاز حسين ابن المفتي السيد محمد قلي النيشابوري الكنتوري الهندي.
المتوفى سنة 1286، وكتابه: " كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والاسفار "، طبع في
كلكته سنة 1330، وفى قم باهتمام مكتبة آية الله المرعشي العامة سنة 1409.
(2) العلامة، مصطفى بن عبد الله بن محمد القسطنطيني الرومي الحنفي، الشهير ب‍ " كاتب چلبي "،
والمعروف ب‍ " حاجي خليفة "، المتوفى سنة 1067.
(3) " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون "، طبع باهتمام المستشرق الآلماني فلوگل، ومعه
ترجمة إلى اللغة اللاتينية في سبعة أجزاء في ليپزيك وليدن من سنة 1835 إلى 1858 م، وفي
بولاق في جزئين سنة 1274، وفي إستنبول سنة 1310 و 1360، وأيضا في بغداد وطهران و
وبيروت.
انظر: اكتفاء القنوع ص 7، معجم المطبوعات 1 / 733، مشار: فهرست چاپي عربي
/ 740.
16

ذلك ولا مدع بالإحاطة بجل مؤلفات الأصحاب فضلا عن كلها سيما المتأخرين و
المعاصرين يحتاج إلى اطلاع تام، وبصيرة وافية، وكتب متعددة، ووسائط كافية،
وأوقات فارغة، وأنى لمثلي القصير العديم الاطلاع، صفر اليد والوطاب، خالي
البيت عن سفر وكتاب؟ والحري لمدعى الإحاطة من جال الأرض وبلدانها، و
جالس ذوي العلم من أعيانها، واختلط بأبناء الأدب، وفاز بخزانة الكتب، لا
مثل القاصر الذي قد التزم كسر البيت وبات نديما ل‍ " سوف " و " لعل " و " ليت ". و
من الله أستمد، وبمحمد وآله استنجد في بلوغ هذه الأمنية والإصابة لتلك الرمية،
إنه سميع مجيب.
وسميته ب‍ " مرآة الكتب "، ورتبته على مقدمة ومقصدين، أما المقدمة ففيها
فصول وخاتمة. (*)
17

(الفصل الأول)
اعلم أنه لم يكن من دأب عصر الصحابة تدوين الكتب، بل كانوا يمنعون من
ذلك.
قال في " كشف الظنون " في الإشارة الثانية من الفصل الرابع من الباب الثاني:
اعلم أن الصحابة والتابعين لخلوص عقيدتهم ببركة صحبة النبي (ص) وقرب العهد
إليه ولقلة الاختلاف والواقعات وتمكنهم من الرجوع إلى الثقات، كانوا مستغنين
من تدوين علم الشرائع والاحكام، حتى إن بعضهم كره كتابة العلم، واستدل بما
روي عن أبي سعيد الخدري أنه أستأذن النبي (صلى الله عليه وآله) في كتابة العلم،
فلم يأذن له.
وروي عن عبد الله بن عباس أنه نهى عن الكتابة وقال: إنما ضل من ضل
ممن كان قبلكم بالكتابة.
وجاء رجل إلى عبد الله بن عباس، فقال: إني كتبت كتابا أريد أن أعرض
عليك، فلما عرضه عليه أخذ منه ومحاه بالماء. وقيل له: لماذا فعلت؟ قال: لانهم (*)
18

إذا كتبوا اعتمدوا على الكتابة وتركوا الحفظ، فيعرض للكتاب عارض فيفوت
علمهم - إلى آخر كلامه (1). إلا أنه بعد ذلك رجع إلى الحكم باستحباب التدوين و
التأليف، بل بوجوبه لما انتشر الاسلام واتسعت الأمصار.
ثم ذكر في الإشارة الثالثة من ذلك الفصل اختلافهم في أول من صنف، فقال:
واعلم أنه قد اختلف في أول من صنف، فقيل: الامام عبد الملك بن عبد العزيز بن
جريح البصري، المتوفى سنة 155 خمس وخمسين ومائة (2)، وقيل: أبو النضر
سعيد بن أبي عروبة، المتوفى سنة 156 ست وخمسين ومائة (3)، ذكرهما الخطيب
البغدادي. وقيل: ربيع بن صبيح، المتوفى سنة 160 ستين ومائة (4)، قاله أبو محمد

(1) كشف الظنون 1 / 33.
(2) أبو الوليد، عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح المكي، المتوفى سنة 151.
انظر: مشاهير علماء الأمصار ص 230، الفهرست للنديم ص 282، التاريخ الكبير
5 / 422، تاريخ بغداد 10 / 400 - 407، سير أعلام النبلاء 6 / 325 - 336، العبر 1 / 163،
شذرات الذهب 1 / 226.
(3) أبو النضر، سعيد بن مهران أبي عروبة العدوي البصري، المتوفى سنة 156.
انظر: طبقات ابن سعد 7 / 273، التاريخ الكبير 3 / 504، الكامل لابن عدي 3 / 393،
تهذيب الكمال 11 / 5 - 11، سير أعلام النبلاء 6 / 413 - 418، الوافي بالوفيات 15 / 263،
العبر 1 / 173، شذرات الذهب 1 / 239.
(4) هو ربيع بن صبيح السعدي البصري، المتوفي سنة 160، من أعيان مشائخ البصرة.
انظر: طبقات ابن سعد 7 / 277، الكامل لابن عدي 3 / 132، التاريخ الكبير 3 / 278،
تهذيب الكمال 9 / 89 - 94، سير أعلام النبلاء 7 / 287 - 290، العبر 1 / 179.
19

الرامهرمزي (1).
ثم صنف سفيان بن عيينة (2) ومالك بن أنس بالمدينة المنورة، وعبد الله بن
وهب (3) بمصر، ومعمر (4) وعبد الرزاق (5) باليمن،..........

(1) المحدث الفاصل ص 611.
(2) هو: أبو محمد، سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي الكوفي، ثم المكي، المتوفى سنة 198.
انظر: طبقات ابن سعد 5 / 497، مشاهير علماء الأمصار ص 235، التاريخ الكبير
4 / 97، تهذيب الكمال 11 / 177 - 196، سير أعلام النبلاء 8 / 454 - 475، تاريخ بغداد
9 / 174 - 184، العبر 1 / 254، شذرات الذهب 1 / 354.
(3) هو: أبو محمد، عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري المصري الحافظ، المتوفي 197.
انظر: طبقات ابن سعد 7 / 518، التاريخ الكبير 5 / 218، الكامل لابن عدي 4 / 202 -
205، سير أعلام النبلاء 9 / 223 - 234، العبر 1 / 251، شذرات الذهب 1 / 347، النجوم
الزاهرة 2 / 155.
(4) هو: الحافظ شيخ الاسلام أبو عروة، معمر بن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، المتوفى
سنة 152 أو 153.
انظر: طبقات ابن سعد 5 / 546، مشاهير علماء الأمصار ص 305، الفهرست للنديم ص
106، التاريخ الكبير 7 / 378، سير أعلام النبلاء 7 / 5 - 18، العبر 1 / 169، شذرات الذهب
1 / 235.
(5) هو: الحافظ أبو بكر، عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني اليمني، المتوفى سنة
211.
انظر: طبقات ابن سعد 5 / 548، الكامل لابن عدي 4 / 640، الفهرست للنديم ص
284، التاريخ الكبير 6 / 130، سير أعلام النبلاء 9 / 563 - 580، العبر 1 / 283، النجوم
الزاهرة 2 / 202، شذرات الذهب 2 / 27.
20

وسفيان الثوري (1) ومحمد بن فضيل بن غزوان (2) بالكوفة، وحماد بن سلمة (3) و
روح بن عبادة (4) بالبصرة، وهشيم (5) بواسط،......

(1) هو: أبو عبد الله، سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، المتوفى سنة 161.
انظر: طبقات بن سعد 6 / 371، الفهرست للنديم ص 281، التاريخ الكبير 4 / 92، تاريخ
بغداد 9 / 151 - 174، مشاهير علماء الأمصار ص 268، تهذيب الكمال 11 / 154 - 169،
سير أعلام النبلاء 7 / 229 - 279، العبر 1 / 181.
(2) هو: الحافظ أبو عبد الرحمن، محمد بن فضيل بن غزوان الضبي الكوفي، المتوفى سنة 159.
انظر: طبقات ابن سعد 6 / 389، مشاهير علماء الأمصارص 272، الفهرست للنديم ص
282، التاريخ الكبير 1 / 207، سير أعلام النبلاء 9 / 173، العبر 1 / 248، شذرات الذهب
1 / 344، الوافي بالوفيات 4 / 322.
(3) هو: شيخ الاسلام أبو سلمة، حماد بن سلمة بن دينار البصري النحوي، المتوفى سنة 167.
انظر طبقات ابن سعد 7 / 282، التاريخ الكبير 3 / 22، مشاهير علماء الأمصار ص 247،
الفهرست للنديم ص 283، معجم الأدباء 10 / 254 - 258، تهذيب الكمال 7 / 253 - 269،
سير أعلام النبلاء 7 / 444 - 456، العبر 1 / 190، شذرات الذهب 1 / 262.
(4) هو: الحافظ أبو محمد، روح بن عبادة بن العلاء القيسي البصري، المتوفى سنة 205.
انظر: طبقات ابن سعد 7 / 296، التاريخ الكبير 3 / 309، تاريخ بغداد 8 / 401، تهذيب
الكمال 9 / 238 - 245، سير أعلام النبلاء 7 / 402 - 407، العبر 1 / 272، النجوم الزاهرة
2 / 179، شذرات الذهب 2 / 13.
(5) هو: الحافظ شيخ الاسلام، هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي، المتوفى
سنة 183.
انظر: التاريخ الكبير 8 / 242، مشاهير علماء الأمصار ص 280، الفهرست للنديم ص
284، تاريخ بغداد 14 / 85 - 94، سير أعلام النبلاء 8 / 287 - 294، العبر 1 / 221.
شذرات الذهب 1 / 303.
21

وعبد الله بن مبارك (1) بخراسان. وكان مطمح نظرهم بالتدوين ظبط معاقد
القرآن والحديث ومعانيهما، ثم دونوا ما هو كالوسيلة إليهما - إنتهى (2).
وقال ابن الأثير في " النهاية " بعد كلام له في عدم احتياج الصحابة إلى
التدوين في غريب الحديث، لعلمهم باللغات، ثم اختلط العجم فاحتاجوا إلى
التدوين، ما لفظه:
فقيل: إن أول من جمع في هذا الفن شيئا وألف: أبو عبيدة معمر بن المثنى
التيمي (3)، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتابا صغيرا ذا أوراق

(1) هو: الحافظ شيخ الاسلام أبو عبد الرحمن، عبد الله بن مبارك بن واضح الحنظلي المروزي،
المتوفى سنة 181.
انظر: التاريخ الكبير 5 / 212، مشاهير علماء الأمصار ص 309، تاريخ بغداد 10 / 152 -
196، سير أعلام النبلاء 8 / 378 - 421، شذرات الذهب 1 / 295، العبر 1 / 217.
(2) كشف الظنون 1 / 34.
(3) هو: أبو عبيدة، معمر بن المثنى التيمي البصري النحوي، المتوفى سنة 208 أو 209 أو 210
أو 211.
انظر: الفهرست للنديم ص 58، تاريخ بغداد 13 / 252 - 258، معجم الأدباء 19 / 154 -
162، سير أعلام النبلاء 9 / 445 - 447، النجوم الزاهرة 2 / 184، العبر 1 / 282، شذرات
الذهب 2 / 24.
22

معدودات - إلى أن قال - ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني (1) بعده كتابا في
الحديث أكبر من كتاب أبي عبيدة..، ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي (2) - و
كان في عصر أبي عبيدة وتأخر عنه - كتابا أحسن فيه الصنع وأجاد..، وكذلك
محمد بن المستنير المعروف ب‍ " قطرب " (3)، وغيره من أئمة اللغة والفقه جمعوا
أحاديث تكلموا على لغتها ومعناها في أوراق ذات عدد..، واستمرت الحال إلى
زمن أبي عبيد القاسم بن سلام (4) وذلك بعد المائتين، فجمع كتابه المشهور في

(1) هو: الحافظ أبو الحسن، النضر بن شميل بن خرشة المازني البصري النحوي، نزيل مرو،
المتوفى سنة 204.
انظر: طبقات ابن سعد 7 / 373، التاريخ الكبير 8 / 90، الفهرست للنديم ص 57، معجم
الأدباء 19 / 238 - 243، سير أعلام النبلاء 9 / 328 - 332، شذرات الذهب 2 / 7، العبر
1 / 268.
(2) هو: أبو سعيد، عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي الأصمعي
البصري، المتوفى سنة 210 أو 215 أو 216.
انظر: التاريخ الكبير 5 / 428، الفهرست للنديم ص 60، تاريخ بغداد 10 / 410 - 420،
سير أعلام النبلاء 10 / 175 - 181، شذرات الذهب 2 / 36 - 38، العبر 1 / 291، النجوم
الزاهرة 2 / 190.
(3) هو: أبو علي، محمد بن المستنير البصري النحوي، المعروف ب‍ " قطرب "، المتوفى سنة 206.
انظر: تاريخ بغداد 3 / 298، معجم الأدباء 19 / 52، الوافي بالوفيات 5 / 19، العبر
1 / 274.
(4) هو: الحافظ أبو عبيد، القاسم بن سلام بن عبد الله الهروي، المتوفى سنة 224.
انظر: طبقات ابن سعد 7 / 355، الفهرست للنديم ص 78، التاريخ الكبير 7 / 172، تاريخ
بغداد 12 / 403 - 416، معجم الأدباء 16 / 254 - 261، سير أعلام النبلاء 10 / 490 -
509، العبر 1 / 308.
23

غريب الحديث والآثار - إلى آخر كلامه (1).
ونقل في " كشف الظنون " في مادة الحديث كلاما من بعضهم - ولعله كتاب
جامع الأصول " لابن الأثير - نظير ما نقلناه عن " النهاية " (2).
وقال الشهيد الثاني في شرح الدراية عند ذكره لغريب الحديث، ما لفظه: و
قد صنف فيه جماعة من العلماء، قيل: أول من صنف فيه: النضر بن شميل، وقيل:
أبو عبيد معمر بن المثنى، وبعدهما: أبو عبيد القاسم بن سلام، [ثم] (3) بن قتيبة -
إلخ (4).
وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: قال الغزالي: " أول كتاب صنف في
الاسلام كتاب ابن جريح في الآثار، وحروف التفاسير عن مجاهد وعطاء بمكة، ثم
كتاب معمر بن راشد الصنعاني باليمن، ثم كتاب الموطأ [بالمدينة] (5) لمالك بن أنس،
ثم جامع سفيان الثوري ".

(1) النهاية 1 / 5 - 6.
(2) انظر: كشف الظنون 1 / 635 - 641.
(3) الزيادة من الرعاية.
(4) الرعاية ص 129.
(5) الزيادة من معالم العلماء.
24

بل الصحيح: أن أول من صنف فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع كتاب
الله جل جلاله، ثم سلمان الفارسي ثم أبو ذر الغفاري، ثم أصبغ بن نباتة، ثم عبيد
الله بن أبي رافع، ثم الصحيفة الكاملة من زين العابدين (عليه السلام) - إلخ (1).
أقول: نظر صاحب " النهاية "، وما نقله في الكشف، وكذلك الشهيد الثاني،
إنما هو بالنسبة إلى أول من صنف في غريب القرآن والحديث وليس كلامهم في أول
ما صنف مطلقا، وأول من ابتدر بالتأليف مطلقا، إلا كلام الغزالي، فإن ظاهره هو
الأخير، ولذا تعرض عليه ابن شهرآشوب.
ثم إن المقدم من هذه الجماعة في الوفاة هو مجاهد، وهو: مجاهد بن جبر، فإنه
توفى سنة مائة، كما ذكره ولي الدين أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله الخطيب في كتابه
أسماء رجال المشكاة (2)، أو بعد المائة بسنة واحدة، أو اثنتين أو ثلاثة أو أربعة، كما
في تقريب ابن حجر (3)، وكان له ثلاث وثمانون سنة (4). وبعده عطاء بن أبي رباح
المتوفى سنة أربع عشر أو خمس عشر ومائة كما قاله ابن خلكان (5).
وأما الباقون فمتأخرون عنهما بكثير، وقد سمعت تاريخ وفاة بعضهم في كلام
" كشف الظنون "، وإن شئت التفصيل فراجع تقريب ابن حجر، وتاريخ ابن

(1) معالم العلماء ص 2.
(2) الاكمال في أسماء الرجال الملحق بكتاب مشكاة المصابيح 3 / 763.
(3) تقريب التهذيب 2 / 229.
(4) انظر: سير أعلام النبلاء 4 / 455 - 456.
(5) وفيات الأعيان 3 / 261 - 263.
25

خلكان، وغيرهما.
قلت: ولعله من أجل كون مقصودهم ما ذكرناه لم يذكروا ما في سائر الفنون،
منها ما ألفه أبو الأسود الدؤلي في النحو بإرشاد أمير المؤمنين (عليه السلام)، بل
كتب (عليه السلام) أولا شيئا يسيرا، ثم أمره بإتمامه، ذكر تفصيل ذلك السيوطي
في " تاريخ الخلفاء " (1)، وذلك كان أيام خلافته وإقامته بالكوفة قبل الأربعين من
الهجرة.
ولعله لذلك بعينه لم يذكروا مؤلفات الخليل (2) مع ابتكاره لفن العروض، وله
مؤلفات أخرى، والنضر بن شميل السابق ذكره من أصحابه، ولا مؤلفات الفراء،
والأصمعي، إلا ابن أثير، فإنه ذكر الأخير خاصة، مع أن أبا عبيد القاسم بن سلام
المذكور في كلامهم راو عنهما، ومع ذلك فلم يذكروا أبا عثمان عمرو بن عبيد بن باب
المتكلم المتولد سنة 80 ثمانين، والمتوفى سنة 144 أربع وأربعين ومائة، فإن له من
المصنفات كتاب " التفسير " عن الحسن البصري، وكتاب " الرد على الواقفة " (3)،

(1) تاريخ الخلفاء ص 181.
(2) هو: أبو عبد الرحمن، الخليل بن أحمد الأزدي الفراهيدي البصري، المتوفى سنة 160 أو
170.
انظر: التاريخ الكبير 3 / 199، الفهرست للنديم ص 48، معجم الأدباء 11 / 72 - 77،
وفيات الأعيان 2 / 244 - 248، تهذيب الكمال 8 / 326 - 333، سير أعلام النبلاء 7 / 429.
(3) في الوفيات: " الرد على القدرية ".
26

ذكر ذلك كله ابن خلكان (1)، ولعله لسبق مجاهد عليه في تأليفه التفسير.
ثم أقول: إن كان المراد ذكر أول من ألف في الحديث وغريبه وأمثال ذلك
فأبان بن تغلب بن رباح (2) من عظماء رواة الامامية أولى بالذكر من أغلب من
تقدم، فإنه كما قال النجاشي: لقى علي بن الحسين، وأبا جعفر، وأبا عبد الله (عليهم
السلام)، وروى عن أنس ين مالك، وعن سماك بن حرب، وإبراهيم النخعي.
قال: وكان أبان (رحمه الله) مقدما في كل فن من العلم، في القرآن، و
الفقه، والحديث، والأدب، واللغة، والنحو، وله كتب، منها: " تفسير غريب
القرآن "، وكتاب " الفضائل "...، وله كتاب " صفين "... - وقال -: جمع محمد بن
عبد الرحمن بن فنتي (3) بين كتاب " التفسير " لابان وبين كتاب أبي روق عطية بن

(1) انظر: وفيات الأعيان 3 / 460 - 462، مروج الذهب 3 / 302 - 304، تاريخ بغداد
12 / 166 - 188، سير أعلام النبلاء / 104 - 106، شذرات الذهب 1 / 210، طبقات
المعتزلة ص 35.
(2) هو: أبو سعيد، أبان بن تغلب بن رباح البكري الجريري الكوفي، المتوفى سنة 141.
انظر: طبقات ابن سعد 6 / 360، التاريخ الكبير 1 / 453، مشاهير علماء الأمصار ص
259، الفهرست للطوسي ص 17، الكامل لابن عدي 1 / 389، رجال النجاشي 1 / 73 -
79، تهذيب الكمال 2 / 6 - 8، معجم الأدباء 1 / 107، الوافي بالوفيات 5 / 300، العبر
1 / 148، طبقات المفسرين للداودي 1 / 3، سير أعلام النبلاء 6 / 308.
(3) في الفهرست للطوسي ص 17: عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي، وفي جامع الرواة
1 / 454: عبد الرحمن بن مسلم الأزدي الكوفي. انظر أيضا: نقد الرجال ص 187، مجمع
الرجال 4 / 84، طرائف المقال 1 / 502.
27

الحارث (1) ومحمد بن السائب (2)، وجعلها كتابا واحدا. - قال - ومات أبان في
حياة عبد الله (عليه السلام) سنة 141 إحدى وأربعين ومائة (3) - إلخ. فهو
حينئذ مقدم على أبى عبيدة معمر بن المثنى المؤلف لغريب الحديث والقرآن.
هذا تمام الكلام فيما ذكره القوم. بقي الكلام في بيان ما هو الحق من أمر كتابة
العلم، والكلام في أول ما صنف على ما هو التحقيق.
فنقول: قد سمعت كلام " كشف الظنون " في منع الأوائل من التدوين، ثم
عوده إلى الحكم باستحباب ذلك أو وجوبه. وأما نحن فنقول: أمر الكتابة وقيد
العلوم بها مما يدل على حسنه بداهة العقل، وقد أمر الله تعالى في كتابه بها، حيث

(1) هو: أبو روق، عطية بن الحارث الهمداني الكوفي، يروى عنه عمر بن ثابت. ذكر ذلك الشيخ
في الفهرست في ترجمة زيد بن وهب.
انظر: طبقات ابن سعد 6 / 369، رجال العلامة الحلي ص 131، نقد الرجال ص 221،
مجمع الرجال 4 / 141، الفهرست للطوسي ص 72، جامع الرواة 1 / 538، طبقات المفسرين
للداودي 1 / 386.
(2) هو: أبو النضر، محمد بن السائب بن بشر الكلبي، المتوفي سنة 146.
ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء، وقال: العلامة الاخباري المفسر، وكان أيضا رأسا
في الأنساب، إلا أنه شيعي متروك الحديث.
انظر: طبقات ابن سعد 6 / 358، التاريخ الكبير 1 / 101، الكامل لابن عدي 6 / 114 -
120، الفهرست للنديم ص 107، رجال الطوسي ص 289، وفيات الأعيان 4 / 309 -
311، الوافي بالوفيات 3 / 83، سير أعلام النبلاء 6 / 248، بروكلمان الذيل 1 / 331، تاريخ
التراث العربي المجلد الأول، الجزء الأول / 80 - 82.
(3) رجال النجاشي 1 / 73 - 79.
28

قال وقوله الحق (إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه) الآية (1)، أمرهم
بالكتابة حيث يكون الامر محتاجا إليها كثير المؤونة محتاجا إلى ضبط الدائن و
المديون، إلى غير ذلك، ولم يكلفهم حيث لا يكون كذلك.
هذا أمر من الأمور الدنيوية، فكيف بأمر العلوم الدينية التي هي حياة
النفوس وقوت الأرواح، وبه يتم نظم المعاد. وقد أخذ النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) جمعا كتابا للوحي، وأمرهم بكتابة القرآن مع سهولة حفظه وتوفر
الرغبات إليه، وأراد أيام وفاته كتابة كتاب لئلا تضل الأمة بعده.
وهذا كله مما يدل على غاية الاهتمام بأمر الكتابة. واعتذار من منع ذلك، كما
ترى قوله " فيعرض للكتاب عارض فيفوتهم علمه " مقلوب عليه، فإنه يعرض
للعالم عارض فيموت علمه ويدفن معه، وخطر ذلك أعظم، ووقوعه مما لا ينكر،
ونحن في غنى من اتباع ابن عباس لو صح الحديث عنه.
وقد أمرنا أئمتنا بالكتابة، بل أمر النبي (ص) أمير المؤمنين (ع) بكتابة بعض
الكتب كما سيجئ، وما رووه عن أبي سعيد الخدري وعدم إذن النبي (ص) له
لا يدل على المنع مطلقا، فلعله إنما لم يأذن له بالخصوص. والاخبار الامامية في
الامر بالكتابة وتدوين الكتب مستفيضة لا حاجة إلى ذكرها، ومن أراد الاطلاع
فليراجع المجلد الأول من البحار (2).

(1) البقرة 2: 282.
(2) بحار الأنوار 2 / 144 - 153.
29

وأما القول في أول من صنف، أو أول ما صنف، فنقول: ذكر الأوليات - كما
هو دأب المؤرخين - إنما هو لبيان فضيلة أو افتخار أو ضدهما وأمثال ذلك،
كذكرهم أول من سن سقاية الحاج، وأول من كسى الكعبة بالديباج، وأول من
آمن، أو أول من هاجر، إلى غير ذلك. وفى الخبر: " من سن سنة حسنة كان له
ثوابها وثواب من عمل بها إلى يوم القيامة " - الحديث (1).
وإن تدوين العلم وجعل ذلك سنة لمن أحسن السنن، كيف لا وبه يحفظ
الدين من الاندراس. فالتحقيق عن مؤسس هذا الامر الجليل تحقيق عن أول من
أقدم على وضع هذه السنة السنية، وأول من أحرز هذه المنقبة. والبحث عن أول
من صنف في فن مخصوص إنما هو فرع من فروع هذه الشجرة.
وإذ انجر الكلام إلى هذا المقام فلنرجع إلى كلام ابن شهرآشوب فنقول:
قد عرفت قوله: " إن الصحيح أن أول من صنف فيه أمير المؤمنين (عليه
السلام)، جمع كتاب الله عز وجل، ثم سلمان الفارسي، ثم أبو ذر الغفاري، ثم أصبغ
بن نباتة، ثم عبيد الله بن أبي رافع، ثم الصحيفة الكاملة ".
وأقول: إن ههنا كتبا ذكرها في أول ما صنف في الاسلام بعد ذكر الكتاب
المجيد أولى مما عده ابن شهرآشوب.
منها: كتاب مولى الكونين علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فإنه قد
استفاضت الاخبار بأن له (ع) كتابا هو إملاء رسول الله (ص) وبخطه (ع)، وكان

(1) صحيح مسلم 4 / 2059.
30

عند أولاده المعصومين، فيه علم ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش. وقد
أوقف الأئمة (ع) بعض شيعتهم عليه، ورووا عنه في موارد شتى، بل كان له (ع)
كتب متعددة، كما يدل عليه الاخبار. وقد نص الأئمة (ع) أن هذا الكتاب فيه ما
يحتاج إليه الناس من الحلال والحرام حتى أرش الخدش.
ففي البصائر بإسناده عن محمد بن مسلم، قال: سألته عن ميراث العلم ما
بلغ؟ أجوامع هو من العلم، أم فيه تفسير كل شئ من هذه الأمور التي يتكلم فيها
الناس من الطلاق والفرائض؟ فقال: إن عليا (عليه السلام) كتب العلم كله،
القضاء والفرائض، فلو ظهر أمرنا لم يكن فيه شئ إلا وفيه سنة يمضيها (1).
وفيه أيضا بإسناده عن عبد الله بن أيوب عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله
(عليه السلام) يقول: " ما ترك علي شيعته وهم محتاجون (2) إلى أحد في الحلال و
الحرام، حتى إنا وجدنا في كتابه أرش الخدش "، قال: ثم قال: " أما إنك إن رأيت
كتابه لعلمت أنه من كتب الأولين " (3).
ومما يدل على أن الأئمة (ع) أوقفوا بعض شيعتهم عليه ما في البصائر عن عبد
الملك، قال: دعا أبو جعفر (ع) بكتاب علي (ع)، فجاء به جعفر (ع) مثل فخذ
الرجل مطوي، فإذا فيه: " إن النساء ليس لهن من عقار الرجل إذا [هو] (4) توفى

(1) بصائر الدرجات ص 164.
(2) في البصائر: " يحتاجون ".
(3) بصائر الدرجات ص 166.
(4) الزيادة من البصائر.
31

عنها شئ ". فقال أبو جعفر (ع): هذا والله إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
وخطه علي بيده (1). وأمثاله في أبواب الفقه كثيرة لا حاجة إلى ذكرها.
وقد ورد في أخبارهم: أن عندهم (ع) كتاب علي، وهو سبعون ذراعا، وفي
بعضها: أن عندهم صحيفة طولها سبعون ذراعا، من غير توصيف بأنه كتاب علي
(ع) وأن ما فيها من إملاء رسول الله وبخط علي، ولعل الصحيفة هي عين كتاب
علي (ع). وورد هذه الصفات - أي كونه سبعين ذراعا، وأن فيه جميع ما يحتاج إليه
الناس - في حق " الجامعة " أيضا.
إن قلت: لعل ترك كتاب علي وعدم ذكره في أول ما صنف، لعله لعدم
وجوده بين أظهرنا، وكون ما اشتمله من مكنونات العلم التي لا ينبغي إظهارها، و
ما هو من قبيل مختصات الامام كعلم المنايا والبلايا وغيرها، وهذا هو العذر في
ترك غيره أيضا ك‍ " الجامعة "، و " الجفر "، و " مصحف فاطمة " عليها السلام.
قلنا فيه أولا: النقض بالقرآن المجيد، وذكر ابن شهرآشوب: أنه جمعه أمير
المؤمنين (ع)، فإن كان المراد هذا القرآن الذي بين بأيدينا فكونه مما جمعه غيره لا يحتاج
إلى البيان، وإن كان غيره - كما ورد في الاخبار أنه (عليه السلام) جمع القرآن بعد
وفاة النبي وأتاه إلى القوم فلم يقبلوه، فبقي مكنونا مخزونا حتى يظهره القائم (ع) -
فكتاب علي (ع) نظيره، مع أن ذلك القرآن مما جمعه (ع) بعد وفاة النبي، وكتاب
علي مما كتبه بإملاء رسول الله في حياته.

(1) بصائر الدرجات ص 165.
32

وأما ثانيا: فإن الكلام في أول ما صنف لا أول ما ظهر في الناس وشاع
بينهم، وإلا فكتاب سلمان وأبي ذر مما عده ابن شهرآشوب ليس مشهورا أيضا.
وأما ثالثا: فإن شهرة الكتاب لا يلزم أن يكون عند جميع الناس، وإلا
فيجب عدم ذكر ما لم يشتهر نسخته، أو تلفت في عداد المصنفات، مع أن في الاخبار
ما سمعت من أن كتاب علي (ع) كان مما رآه بعض الشيعة، وعدم وقوف أكثر
الشيعة أو سائر الناس عليه إنما لعدم المقتضي، لا لوجود مانع غير التقية، وكان
الكتاب من مختصاتهم، وعدم إظهارهم إياه إما للتقية في بعض أحكامه، أو للخوف
على أنفسهم، أو لأنه كان يأخذه عنهم أعداؤهم قسرا كما طلب بنو العباس
مواريث النبي (ص) منهم، والفرق بين ذلك الكتاب وسائر المواريث كالفرق بين
الظاهر المشهور من الأئمة والغائب منهم.
وأما رابعا: فإن اشتمال الكتاب المزبور لغير الأحكام الشرعية ممنوع، و
الظاهر من الاخبار كون الكتاب المزبور في الأحكام الشرعية خاصة، وكتبهم (ع)
على أصناف، منها ما يشتمل على أسماء الملوك الذين يملكون وجه الأرض إلى يوم
القيامة، ومنها ما فيه أسماء شيعتهم، وقد أوقفوا بعض شيعتهم عليه، راجع الباب
الثالث من الجزء الرابع من " البصائر " (1) للصفار، ومنها ما يشتمل الحوادث
المستقبلة، فليكن كتاب علي (ع) مما يشتمل على الأحكام الشرعية فقط.
ومن الكتب التي هي أولى بأن يذكر من أول المصنفات: " الجامعة "، وهي

(1) بصائر الدرجات ص 170 - 173.
33

كما في الاخبار صحيفة طولها سبعين ذراعا، ففيها الحلال والحرام.
ففي البصائر عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول وذكر ابن
شبرمة (1) في فتياه، فقال (ع): أين هو من الجامعة، أملى رسول الله (ص) وخطه
علي (ع) بيده، فيها جميع الحلال والحرام حتى أرش الخدش فيه (2).
وفيه عن أبي شيبة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ضل علم
[ابن شبرمة] (3) عند الجامعة، إن الجامعة لم تدع لاحد كلاما، فيها الحلال والحرام -
الحديث (4)، إلى غير ذلك من الاخبار الصريحة في أنها بإملاء رسول الله (ص) و
خط علي (ع).
ولم يصفوا الجامعة إلا بما وصفوا به كتاب علي (ع)، والكلام فيها - لو كانت
غير كتاب علي (ع) - هو الكلام فيه، ولا شك أنها من أول ما صنف، سواء كانت
متضمنة لغير الأحكام الشرعية أيضا أم لا.
ويفهم مما كتبه الرضا (عليه السلام) في العهد الذي كتبه المأمون لولايته (ع)

(1) هو عبد الله بن شبرمة بن طفيل بن حسان الضبي الكوفي، فقيه العراق، وقاضي الكوفة،
المتوفى سنة 144.
انظر: مشاهير علماء الأمصار ص 265، التاريخ الكبير 1 / 117، سير أعلام النبلاء
6 / 347، شذرات الذهب 1 / 215.
(2) بصائر الدرجات ص 148.
(3) الزيادة من البصائر.
(4) بصائر الدرجات ص 146.
34

من أن الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك، أن الجامعة فيه أمور غير الأحكام الشرعية
أيضا.
ومن الكتب: " الجفر "، اعلم: أنه استفاضت الاخبار أن عند الأئمة (ع) كتابا
يسمى ب‍ " الجفر "، حتى ذكره غير الامامية أيضا، والذي يفهم من الاخبار أن
للجفر إطلاقين، تارة يطلق على الوعاء الذي كالجراب وأمثاله، فيه بعض
المواريث، وتارة يطلق على الجلد الذي كتب عليه العلوم.
والأول - كما في الاخبار - أحمر وأبيض، أما الأحمر ففيه سلاح رسول الله
(ص)، وأما الأبيض ففيه كتب وصحائف.
والجفر في اللغة: من أولاد الشاة ما عظم واستكرش، أو بلغ أربعة أشهر.
ففي الكافي والبصائر بإسناده عن الحسين بن أبي العلاء، قال: سمعت أبا عبد
الله (ع) يقول: عندي الجفر الأبيض، قال، قلنا: وأي شئ فيه؟ قال، فقال لي:
زبور داود،. وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم، والحلال والحرام،
ومصحف فاطمة، ما أزعم أن فيه قرآنا، وفيه ما يحتاج الناس إلينا - ولا نحتاج
إلى أحد - حتى إن فيه الجلدة [بالجلدة] (1)، ونصف الجلدة [، وثلث الجلدة، و
ربع الجلدة] (2)، وأرش الخدش. وعندي الجفر الأحمر [وما يدريهم ما الجفر] (3)،

(1) الزيادة ليست في البصائر.
(2) الزيادة من البصائر.
(3) الزيادة من البصائر.
35

قال، قلت (1): جعلت فداك وأي شئ في الجفر الأحمر؟ قال: السلاح، وذلك إنها
تفتح للدم، يفتحه (2) صاحب السيف للقتل - الحديث (3).
أقول: التوصيف بالأبيض والأحمر إما على الحقيقة، وأن أحد الجفرين كان
أبيض والآخر مصبوغا بالحمرة، أو من باب الكناية، فعبر عن الثاني بالأحمر كناية
عن الامر الشديد والقتل، كما شاع التعبير عن الموت الأحمر، وسمي الأول أبيض
لعدم اشتماله على السلاح وغيره.
وفي البصائر عن محمد بن عبد الملك، قال: كنا عند أبي عبد الله (ع) نحوا من
سبعين (4) رجلا، وهو وسطنا، فجاء عبد الخالق بن عبد ربه (5)، فقال له: كنت مع
إبراهيم بن محمد جالسا، فذكروا أنك تقول: إن عندنا كتاب علي، فقال: لا والله
ما ترك علي كتابا، وإن كان ترك علي كتابا ما هو إلا إهابين، ولوددت أنه عند
غلامي هذا فما أبالي عليه، قال: فجلس أبو عبد الله (ع) ثم أقبل علينا فقال: ما هو
والله كما يقولون: " إنهما جفران مكتوبان (6) فيهما " لا والله،...

(1) في البصائر: " قلنا ".
(2) في البصائر: " يفتحها ".
(3) بصائر الدرجات ص 150.
(4) في البصائر: " ستين ".
(5) هو: عبد الخالق بن عبد ربه بن أبي ميمونة بن يسار، مولى بني أسد.
انظر: رجال النجاشي 1 / 112 في ترجمة ابنه إسماعيل، نقد الرجال ص 182، مجمع
الرجال 4 / 70، جامع الرواة 1 / 441، قاموس الرجال 5 / 270.
(6) في البصائر: " مكتوب ".
36

لأنهما (1) لاهابان، عليهما أصوافهما وأشعارهما مدحوسين، كتبنا في أحدهما وفي
الآخر سلاح رسول الله (ص)، وعندنا والله صحيفة طولها سبعون ذراعا، ما خلق
الله من حلال ولا حرام (2) إلا وهو فيها، حتى [إن فيها] (3) أرش الخدش - وقام
بظفره على ذراعه فخط به -، وعندنا مصحف [فاطمة] (4)، أما والله ما هو
بالقرآن (5).
أقول: قال العلامة المجلسي في بيانه: دحس الشئ: ملاه، وظاهره أن في
جفر السلاح أيضا بعض الكتب - انتهى.
قلت: ظهور الخبر فيما ذكره، فيه خفاء عندي.
والحديث وارد مورد التورية من حيث نفيه (عليه السلام) لكتاب علي.
قوله (عليه السلام): " وإن كان ترك علي كتابا " الظاهر أن " إن " شرطية، و
" ما هو إلا إهابين " صفة للكتاب، والجواب قوله: " فما أبالي "، وقوله: " ولوددت "
جملة معترضة، وحاصله: أن الكتاب الذي تركه علي (عليه السلام) لو كان كتابا
مكتوبا في إهابين لما كنت أبالي به، ولوددت أنه كان عند الغلام لعدم خطره.
وفيه أيضا في خبر طويل عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:... ثم قال:

(1) في البصائر: " إنهما ".
(2) في البصائر: " وحرام ".
(3) الزيادة من البصائر.
(4) الزيادة ليس في البصائر.
(5) بصائر الدرجات ص 151.
37

إن عندنا الجفر، وما يدريهم ما الجفر؟... قال، قلت: ما الجفر؟ قال: وعاء أحمر و
أديم (1) أحمر، فيه علم النبيين والوصيين - الحديث (2).
وفيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) في جملة كلام له مع عبد الله بن الحسن،
قال الإمام (عليه السلام):... وأما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح
كالجراب، فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام،
إملاء رسول الله وخطه علي بيده - الحديث (3).
وهذه الأخبار صريحة في القسم الأول، وإنما ذكرناها دفعا لتوهم
اختصاص الجفر بكتاب مخصوص.
وأما القسم الثاني فيدل عليه ما في البصائر ورواه في البحار عن
الاختصاص أيضا في حديث طويل عن أبي إبراهيم (عليه السلام): إن الله أوحى
إلى محمد (ص) أنه قد فنيت أيامك - إلى أن قال -: فأوحى إليه امض أنت وابن
عمك حتى تأتي أحدا، ثم اصعد على ظهره فاجعل القبلة في ظهرك، ثم ادع وحش
الجبل، تجبك، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة منهن - إلى أن قال -: ففعل ما أمره، و
صادف ما وصف له ربه، فلما ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين و
عدة من الملائكة لا يحصى عددهم إلا الله ومن حضر ذلك المجلس، ثم وضع علي

(1) في البصائر: " أو أدم ".
(2) بصائر الدرجات ص 152.
(3) بصائر الدرجات ص 156.
38

(عليه السلام) الجلد بين يديه وجاءته الدوات (1) والمداد أخضر كهيئة البقل و
أشد خضرة وأنور. ثم نزل الوحي على محمد (ص)، فجعل يملي على علي (ع)، و
يكتب علي أنه يصف كل زمان وما فيه، ويخبره بالظهر والبطن، وأخبره بكل ما
كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفسر له أشياء لا يعلم تأويلها إلا الله و
الراسخون في العلم - الحديث (2)، وهو طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.
أقول: قد أشتهر الجفر قديما في استعلام المغيبات بطريق علم الحروف، وقد
ضاع في تحصيله الأعمار، ودونوا فيه كتبا ورسائل، وقسموه إلى: خافية وخابية
وجامعة، ونسبوا بعض الكتب إلى الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)،
ولسنا في صدد ذلك، وإنما المقصود أن الجفر المنسوب إلى الأئمة (ع) ليس هذا العلم
الذي يدعيه المدعون، وليس في أخبارهم إشارة ولا تلويح عليه، مع أنهم (عليهم
السلام) قد ذكروا أن عندهم علم ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة.
وقد عرفت من الاخبار التي ذكرناها أن المراد من الجفر إما الوعاء الذي فيه
بعض الكتب، ومنها مصحف فاطمة وفيه علم ما يكون إلى يوم القيامة، وإما الجلد
الذي كتب فيه علي بإملاء رسول الله ما أوحى الله إليه، فإذا قال الأئمة (ع): " في
الجفر كذا " لا يريدون منه هذا الطريق الذي يدعى استخراج المطلوب به، أي الجفر
الذي هو الأخ الرضاعي للرمل.

(1) في البصائر: " وجاء به والدوات ".
(2) بصائر الدرجات ص 506 - 507.
39

ولنعم ما قال المولوي:
نى نجوم است ونه رمل است ونه خواب * وحى دان والله أعلم بالصواب (1)
وزعم أن إخبارهم ببعض الحوادث إنما هو بهذا الطريق زعم الذين لم يقروا
بولايتهم، ولم يؤمنوا بإمامتهم، ولم يعرفوهم حق معرفتهم. وليس مراد الرضا
(عليه السلام) مما كتبه في آخر العهد الذي كتبه المأمون لولاية عهده (عليه
السلام)، وقد رواه في " كشف الغمة "، (2) وعنه في " البحار "، من قوله (عليه
السلام) في جملة كلام له: " والجامعة والجفر يدلان على ضد ذلك " الذي قد سمعت
تقسيمهم إياه إلى الجامعة وغيرها، وتداولها أيدي المدعين، والذي اخرج من
الحجر الصلد الماء المعين، فخذ هذا وكن من الشاكرين.
نعم لو كان لهذا العلم أصل فهم يعلمونه، لانهم أصل كل خير، وقد علم
رسول الله (ص) عليا ألف باب من العلم يفتح من كل بابه ألف باب.
ويعجبني نقل ما ذكره الشيخ فخر الدين الطريحي في " مجمع البحرين "، قال
في مادة (جفر) ونقل عن المحقق الشريف (3) في شرح المواقف: إن الجفر والجامعة
* (هامش)
(1) مثنوي ص 387، طبع المكتبة الاسلامية، طهران 1379.
(2) كشف الغمة 3 / 127 - 128.
(3) هو: السيد أبو الحسن، علي بن محمد بن علي الحسيني الجرجاني، المعروف ب‍ " السيد
الشريف "، المتوفى سنة 814 أو 816 أو 818.
انظر: الضوء اللامع 5 / 328 - 330، البدر الطالع 1 / 488 - 490، هدية العارفين
1 / 728، ريحانة الأدب 3 / 213 - 217. (*)
40

كتابان لعلي (عليه السلام)، ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث إلى
انقراض العالم، وكان الأئمة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما. ثم
قال الشيخ نفسه: ويشهد له حديث أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: عندي الجفر
الأبيض، فقال له زيد (1) بن أبي العلاء: وأي شئ فيه؟ قال، فقال: زبور داود، و
توراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم، والحلال والحرام، ومصحف
فاطمة - إلى آخر الحديث الذي ذكرنا بعضه سابقا، انتهى كلامه (2).
وأنت خبير بما فيه من عدم شهادة هذا الخبر على ما قاله الشريف أصلا، و
أي معني لكتابة الزبور والإنجيل وصحف إبراهيم وغيرها بنحو لا يقدر على
استخراجه غير الإمام (عليه السلام)؟ ولعل الشيخ لأنه بما قرع أذنه من الجفر، لما
رأى الخبر المذكور حمله على ما هو الشائع بين الناس.
ومن الكتب: " مصحف فاطمة "، وهو كتاب أملاه جبرئيل بعد وفاة رسول
الله (ص)، وكتبه علي (ع)، وورد في حقه ووصفه أخبار كثيرة، منها ما في البصائر
عن حماد بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يظهر (3) الزنادقة
سنة 128 ثمان وعشرين ومائة، وذلك لاني نظرت في مصحف فاطمة، قال،

(1) الصحيح: " الحسين "، وهو: الحسين بن أبي العلاء الخفاف، أبو علي الكوفي العامري،
الراوي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، والذي يروي عنه علي بن الحكم.
انظر: رجال النجاشي 1 / 162، مجمع الرجال 2 / 164، جامع الرواة 1 / 231.
(2) مجمع البحرين 3 / 248.
(3) في البصائر: " تظهر ".
41

فقلت: وما مصحف فاطمة؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه دخل على
فاطمة [من وفاته] (1) من الحزن مالا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل إليها ملكا
يسلي عنها غمها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال
[لها] (2): إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي، فأعلمته، فجعل يكتب كل
ما يسمع، حتى أثبت من ذلك مصحفا. قال، ثم قال: أما إنه ليس فيه [من] (3)
الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون (4) إلى غير ذلك من الاخبار، وان شئت
التفصيل فراجع البصائر والبحار.
ومن الكتب: كتاب أبي رافع (5) مولى رسول الله، قال النجاشي: " اسمه
أسلم "، كان للعباس بن عبد المطلب، فوهبه للنبي (ص)، فلما بشر النبي بإسلام
العباس أعتقه، وكان من أصحاب علي (عليه السلام) - كما ذكره - وخرج معه بعد
ما بويع وخالفه معاوية وسار طلحة والزبير إلى البصرة، فباع أرضه بخيبر، ثم
خرج مع علي (عليه السلام) وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة.
قال النجاشي: " ولأبي رافع كتاب السنن والاحكام والقضايا "، وساق

(1) الزيادة من البصائر.
(2) الزيادة من البصائر.
(3) الزيادة من البصائر.
(4) بصائر الدرجات ص 157.
(5) انظر: مسند أحمد 6 / 8، طبقات ابن سعد 4 / 73 - 75، أسد الغابة 1 / 77، سير أعلام
النبلاء 2 / 16، مشاهير علماء الأمصار ص 53.
42

إسناده إلى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع، عن علي بن
أبي طالب (عليه السلام): انه [كان] (1) إذا صلى قال في أول الصلاة...، وذكر
الكتاب إلى آخره بابا بابا: الصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، والقضايا.
وروى هذه النسخة من الكوفيين أيضا زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك،
يعرف ب‍ " ابن أبي إلياس "، عن الحسين بن الحكم الحبري، قال: حدثنا حسن بن
حسين بإسناده. وذكر شيوخنا: أن بين النسختين اختلافا قليلا، ورواية أبي
العباس أتم - انتهى (2).
ثم قال: ولابن أبي رافع كتاب آخر، وهو: علي بن أبي رافع (3)، تابعي من
خيار الشيعة، كانت له صحبة من أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان كاتبا
[له] (4)، وله حفظ كثير (5)، وجمع كتابا في فنون من الفقه: الوضوء، والصلاة، و
سائر الأبواب - إلى آخر كلامه (6). قلت: وهذان الرجلان أيضا لم يذكرهما ابن شهرآشوب، والذي ذكره هو

(1) الزيادة من رجال النجاشي.
(2) رجال النجاشي 1 / 61 - 65.
(3) انظر: رجال العلامة الحلي ص 102، مجمع الرجال 4 / 159، نقد الرجال ص 225، جامع
الرواة 1 / 551، طرائف المقال 2 / 100.
(4) الزيادة من رجال النجاشي.
(5) في رجال النجاشي: " وحفظ كثيرا ".
(6) رجال النجاشي 1 / 65 - 67.
43

عبد الله بن أبي رافع (1). وفي كتاب النجاشي جرى ذكره في ترجمة أبيه، وسماه
" عبيد الله " بالتصغير (2). والكتاب الذي نسب إليه الشيخ في الفهرست هو كتاب
" قضايا أمير المؤمنين " عليه السلام، قال: وله كتاب " تسمية من شهد مع أمير
المؤمنين الجمل والصفين ونهروان " (3)، وابن شهرآشوب ذكر الأخير فقط.
فعلم: أن أول الكتب تصنيفا - غير كتاب الله تعالى - هو كتاب علي (عليه
السلام)، وكتاب الفرائض - لو لم يكن جزءا من كتاب علي (ع) - والجامعة و
الجفر، ومصحف فاطمة (إليها السلام)، وكتاب سلمان، وأبي ذر، وأصبغ بن
نباتة، وأبي رافع، وعلي بن أبي رافع، وعبيد الله بن أبي رافع، والصحيفة
السجادية.
هذا عند الخاصة، وأما عند العامة فقد سمعت كلامهم وعرفت أنهم لم يعدوا
" كتاب النحو " لأبي الأسود الدؤلي، ولعل مرادهم ذكر أول ما صنف في علم
الحديث وأمثاله، كما عرفت قبل ذلك، وعليه فكتاب أبي رافع وعلي ابنه مما ألفاه
في الفقه أقدم مما ذكرته العامة، لكنهم لعدم مبالاتهم بكتب الشيعة لم يذكروا ذلك.
ثم إني وقفت على كتاب آخر من رسول الله (ص) كتبه لابن حزم، في الخبر
الذي رواه أبو عبد الله (ع): يا أبا مريم إن رسول الله (ص) قد كتب لابن حزم كتابا في

(1) معالم العلماء ص 77.
(2) رجال النجاشي 1 / 62. انظر أيضا نقد الرجال ص 214، مجمع الرجال 4 / 118.
(3) الفهرست للطوسي ص 107.
44

الصدقات فخذه منه فأتني به حتى أنظر إليه، قال: فانطلقت إليه، فأخذت منه
الكتاب، ثم أتيته به فعرضته عليه، فإذا فيه من أبواب الصدقات، وأبواب الديات
- الحديث (1).
وابن حزم هذا هو: عمرو بن حزم (2)، نذكر ترجمته من كتاب " أسد الغابة "
لكونه أجمع من غيره، ولم يذكره الرجاليون منا في أبواب الكنى، ومؤلف
" الاستيعاب " و " أسد الغابة " لم يعقدا بابا للكنى المبدوة ب‍ " ابن ".
قال في أسد الغابة: عمرو بن حزم بن زيد لوذان بن عمرو بن عبد عوف
بن غنم بن مالك النجاري الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري - قال - واستعمله
رسول الله على أهل نجران، وهم: بنو الحارث بن كعب. وهو ابن سبع عشر سنة،
بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد فأسلموا، وكتب لهم كتابا فيه الفرائض والسنن و
الصدقات والديات - قال - وتوفى بالمدينة سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة أربع
وخمسين، وقيل: سنة ثلاث وخمسين، وقيل: إنه توفى في خلافة عمر بن الخطاب
بالمدينة، والصحيح أنه توفى بعد الخمسين لان محمد بن سيرين (3) روى: أنه كلم

(1) التهذيب 10 / 291.
(2) انظر ترجمته في: التاريخ لابن معين 2 / 441، مشاهير علماء الأمصار ص 45، الثقات لابن
حبان 3 / 267، أسد الغابة 4 / 98، الاستيعاب 3 / 1172، الإصابة 2 / 532، تقريب
التهذيب 2 / 68، العبر 1 / 42.
(3) هو: شيخ الاسلام أبو بكر، محمد بن سيرين الأنصاري الانسي البصري، المتوفى سنة 110.
45

معاوية بكلام شديد لما أراد البيعة ليزيد.
وروى أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده عمرو - إلى
آخر كلامه، وقد أخذنا منه موضع الحاجة (1).
قوله: " لان محمد بن سيرين " الخ، لعله يريد منه ما ذكره السيوطي في " تاريخ
الخلفاء " في ترجمة يزيد بن معاوية، ما لفظه: قال ابن سيرين: وفد عمرو بن حزم
على معاوية، فقال له: أذكرك الله في أمة محمد (ص) بمن تستخلف عليها؟ فقال:
نصحت وقلت برأيك، وإنه لم يبق إلا ابني وأبناؤهم، وابني أحق - انتهى (2).
هذا ابن حزم الذي كتب له رسول الله (ص) كتابا في الصدقات.
وأما الذي أمر الصادق (عليه السلام) أبا مريم أن يأخذ الكتاب منه فليس
بعمرو بن حزم يقينا، إذ كان وفاته قبل ولادة الصادق (ع)، فإن ولادته (ع) كانت
سنة ثلاث وثمانين، وفي قوله (عليه السلام): " فخذه منه " استخدام.
والظاهر أنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، حفيد عمرو بن حزم
الصحابي، قال ابن حجر في التقريب: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري

انظر: طبقات ابن سعد 7 / 193 - 206، التاريخ الكبير 1 / 90، تاريخ بغداد 5 / 331،
وفيات الأعيان 4 / 181، العبر 1 / 103، الوافي بالوفيات 3 / 146، سير أعلام النبلاء
4 / 606 - 622.
(1) أسد الغابة 4 / 98.
(2) تاريخ الخلفاء ص 206.
46

النجاري - بالنون والجيم - المدني القاضي، اسمه وكنيته واحد، وقيل: إنه يكنى أبا
محمد، ثقة عابد، من الخامسة، مات سنة عشرين ومائة، وقيل غير ذلك -
انتهى.
وهكذا أرخ وفاته ولي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المطلب الخطيب في كتاب
" أسماء رجال المشكاة " في ترجمة ابنه محمد.
[و] (2) في كامل ابن الأثير في حوادث سنة سبع عشر ومائة، قال: وفيها
توفى أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقيل: سنة عشرين، وقيل: سنة ست و
عشرين، وقيل: سنة ثلاثين (3).
فيكون حينئذ أدرك من زمان إمامه الصادق (عليه السلام) ست سنين، فإن
وفاة الباقر (عليه السلام) في سنة أربع عشر ومائة.
ويحتمل أن يكون المراد هو: عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم،
المتوفى - كما في " التهذيب " و " التقريب " - سنة خمس وثلاثين ومائة، وهو ابن
ثلاثة وسبعين (4).

(1) تقريب التهذيب 2 / 399، انظر أيضا: التاريخ الكبير 8 / 10، سير أعلام النبلاء 5 / 313.
العبر 1 / 117، شذرات الذهب 1 / 157.
(2) الزيادة منا لتقويم النص.
(3) الكامل لابن أثير 4 / 224.
(4) انظر: التاريخ الكبير 5 / 54، تهذيب الكمال 14 / 349 - 352، العبر 1 / 140، سير أعلام
النبلاء 5 / 314، تهذيب التهذيب 5 / 164، تقريب التهذيب 1 / 405، شذرات الذهب
1 / 192.
47

ويؤيد الأول: أن ولي الدين المذكور، وصاحب " التقريب " ذكرا ابن حزم
في باب الكنى، وقال الأول: إنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (1)، وقال
الثاني: ابن حزم في حديث الاسراء هو: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
ومما يعجبني ذكره في المقام ما ذكره شيخ الطائفة [في] (2) عبد الله بن أبي
بكر: تارة في أصحاب السجاد (عليه السلم) بقوله: " عبد الله بن أبي بكر بن
عمرو بن حزم الأنصاري المدني، توفى بالمدينة سنة عشرين ومائة، كنيته اسمه " -
انتهى (3).
وتارة في أصحاب الصادق (عليه السلام) بقوله: " عبد الله بن أبي بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني، أسند عنه " - انتهى (4).
وهما رجل واحد، إلا أن قوله في الترجمة الأولى: " توفى سنة عشرين و
مائة، كنيته اسمه " راجع إلى أبي بكر، كما سمعت تفصيله من " التقريب " وغيره، و
يدل عليه أيضا قوله: " كنيته اسمه "، فإنه راجع إلى أبي بكر قطعا، والظاهر أن

(1) انظر: الاكمال في أسماء الرجال الملحق بكتاب مشكاة المصابيح 3 / 636.
(2) الزيادة منا لتقويم النص.
(3) رجال الطوسي ص 96.
(4) الفهرست للطوسي ص 224.
48

" عبد الله " في الأول زائد.
والحق أن يذكر أبو بكر في رجال السجاد (عليه السلام)، وابنه محمد (1) في
رجال الصادق، بل الباقر (عليهما السلام) أيضا.
ثم إنه يستشم من الحديث الذي ذكرناه عدم كون ابن حزم من أصحاب الإمام
(عليه السلام)، وظاهر " التقريب " و " التهذيب " وولي الدين أيضا ذلك،
وكون الرجل قاضيا في المدينة يوهم ذلك، وعدم ذكر له في الأحاديث الامامية أو
إسنادها يؤكده.
وإذ قد عرفت هذا الكتاب وعرفت ذكره في كتب العامة أيضا تعلم ما في
تركهم لذكر ذلك في الأوليات، والله أعلم بمقاصدهم.
اعلم أن هذا الفصل كنت كتبته أولا، وكل ذلك من سوانح فكري وتتبعي،
ثم وقفت على كلام للعلامة الحاج ميرزا حسين النوري في كتاب " نفس الرحمن "،
فنقلت بعض ما يتعلق بالمقصود، وأردفته بما سنح لي بعد مطالعته، والله ولي
التوفيق.
قال في الباب الخامس من الكتاب المزبور بعد نقل كلام ابن شهرآشوب بما
نقلناه أولا، قال: " والظاهر أن المراد بما صنفه أمير المؤمنين (عليه السلام) هو
الكتاب المصون المحفوظ عند أهل بيت العصمة، المذخور لقيام الحق الجديد، و
العالم الذي علمه لا يبيد، لا الموجود في أيدي الناس، فإنه مع كونه جمع ابن عفان -

(1) الصحيح: " عبد الله ".
49

كما يظهر من الاخبار، ومما فيه من التشويش والاضطراب في كيفية الجمع -
لا يصدق عليه التصنيف.
وحينئذ فالأولى ذكر كتاب " الديات " لأمير المؤمنين (عليه السلام)
المعروف في تلك الأزمان، وفي بعض الأخبار أنه كان معلقا على سيفه، وذكره
مخالفونا أيضا، ورواه البخاري في باب كتابة العلم (1)، وفى " المشكاة " في باب حرم
مدينة (2)، وفي باب الصيد والذبائح (3)، ورواه في " الصواعق " عن مسلم.
فما ذكره الغزالي ناش عن قلة تتبعه أو شدة تعصبه، وكذا كان الأولى ذكر
مصحف فاطمة قبل كتاب سلمان، إلا أن يقال: إنه ككتاب الجفر وديوان أسامي
الشيعة وأمثالها، لم يكتب لان يتداول بين الناس، والمقصود ذكر ما كتب في
الاسلام لأهله " (4).
قلت: لو سلمنا عدم صدق التصنيف على جمع القرآن الذي في أيدينا
فلا يصدق على القرآن المذخور أيضا، وأي فرق بينهما في هذا المعنى؟
وأما كتاب " الديات " لأمير المؤمنين (عليه السلام) فلم أجد فيما تتبعته ذكرا
من هذا الكتاب، والمتهم في ذلك قصور تتبعي، نعم قد أكثر الأئمة (ع) في أبواب
الديات الاستناد لقضايا علي (ع) تارة، والرواية عنه أخرى، ووجدت في أبواب

(1) صحيح البخاري 1 / 38.
(2) مشكاة المصابيح 2 / 65.
(3) مشكاة المصابيح 2 / 423.
(4) نفس الرحمن ص 233 - 234.
50

الديات أربعة مواضع أسند الإمام (ع) قوله إلى كتاب علي (عليه السلام)، وكلما
نقله الأصحاب عن أصل ظريف بن ناصح في الديات فهو مستند إلى أمير
المؤمنين (ع).
وأما ما نقله عن بعض الأخبار " أنه كان معلقا على سيفه " فلم يسعني التتبع،
وتصفحت " البصائر " للصفار فلم أجد ما يدل على ذلك، ولا على ذكر كتاب
الديات، وكذا سابع " البحار " في الباب الذي عقده لبيان ما عند الأئمة من الكتب.
نعم في " الخصال " في باب أن رسول الله (ص) علم عليا ألف حرف رواية
فيها ذكر صحيفة كانت معلقة على سيف رسول الله (ص)، والحديث هكذا: باسناده
إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: كان في ذوابة سيف رسول الله صحيفة
صغيرة، فقلت لأبي عبد الله (ع): أي شئ كان في تلك الصحيفة؟ قال: هي
الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف باب (1)، قال أبو بصير، قال أبو عبد
الله (ع): فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة - انتهى (2).
وأما ما نقله عن " صحيح البخاري " في باب كتابة العلم، فهو هكذا، وقد
رواه في أوائل الكتاب بإسناده عن أبي جحيفة، قال، قلت لعلي (ع): هل عندكم
كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في [غير] (3) هذه

(1) في الخصال: " ألف حرف ".
(2) الخصال 2 / 649.
(3) ليست في البخاري.
51

الصحيفة، قال، قلت: وما [في] (1) هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، و
لا يقتل مسلم بكافر - انتهى (2).
وذكره في باب العاقلة من الديات (3) أيضا بتغيير يسير، وفي باب لا يقتل
مسلم بكافر (4). ولم يكن عندي كتاب " المشكاة " ولا " الصواعق ".
قوله: " وكذا كان الأولى ذكر مصحف فاطمة عليها السلام "، قد مر سابقا في
ذيل الكلام على كتاب علي أن الكلام في أول ما صنف، لا أول ما اشتهر وبقي بين
الناس، أو ما صنف لأجل استفادة العموم.
نعم لو كان المقصود بيان أول كتاب صنف لأجل العموم لم يكن وقع لذكر
مصحف فاطمة، والجفر، بل وكتاب علي (ع) في وجه، فالامر يدور على
الاصطلاح.
قال الفاضل المذكور: ثم إنه لم يذكر كتاب سليم بن قيس الهلالي قبل الصحيفة
الكاملة، مع أنه كتاب مشهور معروف - إلى أن قال - وفي جملة من الاخبار المروية
في الكشي وأمالي الشيخ وبشارة المصطفى وغيرها، أنه وجد في كتاب ميثم
التمار...، وهو أيضا مقدم على الصحيفة، بل في " الاحتجاج ": أن الحسن البصري

(1) من البخاري.
(2) صحيح البخاري 1 / 38.
(3) صحيح البخاري 9 / 13 - 14.
(4) صحيح البخاري 9 / 16، وذكره أيضا في باب فكاك الأسير 4 / 84.
52

كان يكتب ما يتكلم به أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).
وأما كتاب سلمان وأبي ذر فليس لهما خبر ولا أثر، إلا أن الشيخ ذكر في
" الفهرست ": أن سلمان روى خبر الجاثليق الرومي الذي بعثه ملك الروم بعد
النبي (ص)، ثم ذكر طريقة رواية الشيخ (2)، وذكر أن لأبي ذر خطبة يشرح فيها
الأمور بعد النبي (ص) (3) - إلى أن قال -: والظاهر أنهما أثبتا الخبرين، وإلا فما
روياه أكثر من أن يحصى.
وحينئذ فمراده من كتاب سلمان وأبي ذر هو خبر الجاثليق والخطبة، و
يشهد لذلك أنه ذكر في " معالم العلماء " في ترجمة سلمان: أنه روى خبر الجاثليق (4)،
ولم يذكر غيره، وفي ترجمة أبي ذر: أن له خطبة يشرح الأمور بعد النبي (ص) (5) -
انتهى ما أردنا نقله من كلام الفاضل المحدث (6).
قلت: وأمر أصبغ بن نباتة أيضا كما مر في سلمان وأبي ذر، فإنهم لم ينسبوا
إليه كتابا، والذي نسبوا إليه هو: رواية عهد علي (عليه السلام) للأشتر، ووصيته
لابنه محمد، كما ذكرنا سابقا.

(1) الاحتجاج 1 / 251.
(2) الفهرست للطوسي ص 80.
(3) الفهرست للطوسي ص 45.
(4) معالم العلماء ص 57.
(5) معالم العلماء ص 32.
(6) نفس الرحمن ص 235 - 236.
53

أقول: وقد تحصل من جميع ذلك: أن الكتب المصنفة في عهد النبي (ص)
كتاب علي (ع)، والجامعة - إن لم تكن عين كتاب علي -، وكتاب الديات، وكتاب
الفرائض - إن لم تكونا جزءا من كتاب علي (ع) -، والجفر على الشرح السابق، هذا
إن أدخلناه في موضوعنا، وكتاب ابن حزم، أي كتاب النبي (ص) له.
وأما الكتب المصنفة بعد النبي فمصحف فاطمة، وكتاب سلمان، وأبي ذر، و
أصبغ - وقد عرفت الامر في حق كتابهم -، وأبي رافع، وعلي وعبيد الله ابنيه، و
الذي جمعه أبو الأسود في النحو، وكتاب سليم بن قيس، وكتاب ميثم التمار، و
الصحيفة.
وأما القرآن الكريم فلو عددناه من المصنفات، فإن كان المراد منه القرآن
المذخور فتأليفه بعد وفاة النبي (ص)، وإن كان المراد القرآن بقول مطلق فهو مما
ألف في عصر النبي، وهذا القرآن المجيد الذي بأيدينا فهو مما جمعه عثمان بعد
النبي (ص). (*)
54

(الفصل الثاني)
اعلم أن أكثر كتب علمائنا (رضوان الله عليهم) ليس موجودا شائعا، قد
أباد الدهر أكثرها ولم يبق منها إلا الأقل القليل.
قال الشيخ المحدث محمد بن الحر العاملي في الفائدة العاشرة من آخر كتابه
" أمل الآمل ": إن " منهج المقال " قد اشتمل على أكثر من سبعة آلاف اسم، وأكثر
من ستة آلاف وستمائة كتاب - إلى أن قال - وكتابنا هذا مكمل لكتاب ميرزا محمد و
متمم لفوائده، فقد اشتملا (1) على أكثر العلماء الامامية في (2) أكثر مؤلفاتهم، و
لا ندعي الاستقصاء...، لأنه خرج عنهما (3) جماعة لم نطلع على أسمائهم وأحوالهم و
مؤلفاتهم - انتهى باختصار (4).

(1) في الأمل: " اشتمل ".
(2) في الأمل: " وأكثر ".
(3) في الأمل: " منه ".
(4) أمل الآمل 2 / 370.
55

وفي " اثبات الهداة " أيضا مثله (1).
وكتب في صدر " أمل الآمل " نقلا عن خط المصنف، هكذا: عدة علماء
القسم الأول: مائتان وتسعة، وعدة مؤلفاتهم: ثلاثمائة وتسعون وزيادة يسيرة،
وعدد رجال القسم الثاني: ألف ومائة وعشرة، وعدد مؤلفاتهم: ألف وخمسمائة و
سبع وعشرون - انتهى.
وكتاب " الأمل " بمنزلة التتمة للمنهج، وإن كان بعض المشاهير مذكورا في
كلا الكتابين.
هذا ما كان متعلقا بفنهم، وأما الخارج عن فنهم من غير الفقهاء كالحكماء، و
الأطباء، والمنجمين، والشعراء، والمؤرخين ممن لم يتعرضوا لذكرهم أصلا فخارج
عن هذا الحساب.
هذا ما أحاط به علمه إلى زمانه، وزد عليه ما ألفه المتأخرون عن المحدث
المزبور إلى زماننا. هذا مع ما غاب عن المؤلفين المزبورين.
وصاحب " المنهج " نقل جل ما نقل عن فهرست شيخ الطائفة محمد بن
الحسن الطوسي، وأحمد بن العباس النجاشي، وقد قال الشيخ في أول
" الفهرست ": ولم أضمن أني أستوفي ذلك إلى آخره، فإن تصانيف أصحابنا و
أصولهم لا تكاد تضبط، لانتشار أصحابنا في البلدان وأقاصي الأرض (2).

(1) إثبات الهداة 1 / 26 - 39.
(2) الفهرست للطوسي ص 3.
56

وقال النجاشي: وقد جمعت من ذلك ما استطعته، ولم أبلغ غايته (1).
وأنت خبير بأن كتب قدماء الأصحاب قد تفرق شملها أيادي سبا، وهب
بها ريح الجنوب والصبا، لحوادث جرت عليها، وأهوال توالت على أربابها، مع أن
الدولة كانت في غيرهم والقوم بخلافهم، أحاطهم التقية من كل مكان، وشملهم
الخوف في كل عصر وأوان، حتى إن بقاء هذه البقية من أغاليط الزمان وغفلات
الدوران، وزد على ذلك ضيق اليد عن تحصيل الكتب ونشره، وقلة الاهتمام من
أهله.
فقد ضاع كتب محمد بن أبي عمير (2) لكونه في الحبس أربع سنين، واحترق

(1) رجال النجاشي 1 / 57.
(2) محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى الأزدي البغدادي، المتوفى 217.
جليل القدر عظيم المنزلة، أدرك الامام أبا الحسن موسى بن جعفر، وروى عن الرضا
عليهما السلام.
قال شيخ الطائفة الطوسي: " له مصنفات كثيرة، وذكر ابن بطة أن له أربعة وتسعين كتابا،
منها: كتاب النوادر، كبير حسن، وكتاب الاستطاعة والأفاعيل والرد على أهل القدر و
الجبر، وكتاب الإمامة، وكتاب البداء، وكتاب المتعة ومسائله عن الرضا (عليه السلام)، و
غير ذلك... "
حبسه سلطان زمانه أربع سنين أو أكثر، وقيل: إن أخته دفنت كتبه في تلك الأيام، و
قيل: بل تركتها في غرفة، فسال عليها المطر، فضاعت.
انظر: اختيار معرفة الرجال 2 / 854، رجال النجاشي 2 / 204 - 208، رجال الطوسي
ص 388، الفهرست للطوسي ص 142، نقد الرجال ص 284، رجال العلامة الحلي ص
140، الكنى والألقاب 1 / 199
57

دار شيخنا الطوسي وكتبه في بغداد لما وقعت الواقعة بين الشيعة والسنة في سنة ثمان
وأربعين وأربعمائة (1)، ولطالما شنت الغارات على البلاد الاسلامية من الكفار، و
على الامامية من مخالفيهم، واحترق خزانة كتب الشهيد الثاني وكانت مشتملا على
ألف مجلد.
وقد استيقظ الزمان قليلا من نومته في عهد السلاطين الصفوية، فأيدوا علماء
عصرهم بنشر الأمان في البلدان وإحياء دوارس العلوم، حتى اجتمع من الكتب ما
اندرس، وآل إلى الرواج ما كسد. ثم نام بعد انتباهه نومة لا يقظة بعدها أبدا وإن
نفخ في الصور، ومات العلم موتة لا حياة بعدها وإن نشر من في القبور.
إذا عرفت هذا، فاعلم: أنه ليس من غرضي ذكر جميع ما ألفه الشيعة من بدو
أمرهم، فإنه لا طائل تحته كثيرا، بل نبدأ بذكر مؤلفات جماعة وقعوا بعد تمام المائة
الرابعة.
وأما المتقدمون على ذلك المدة فلا أذكر كله، بل ما يوجد نسخته، أو كان له
شأن من الشؤون ك‍ " الكافي " وبعض كتب الصدوق.

(1) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: " وقد أحرقت كتبه عدة نوب في رحبة جامع القصر... ".
انظر: سير أعلام النبلاء 18 / 335، لسان الميزان 5 / 153، الكامل لابن الأثير 8 / 81،
البداية والنهاية 12 / 97، المنتظم 16 / 8.
58

(الفصل الثالث)
اعلم أني أذكر اسم الكتاب مراعيا لأوائل حروفها، بترتيب الحروف، و
ذلك في الأولى والثانية إلى غاية المقدور، وراعيت في ذلك اسم الكتاب أصلية
كانت حروفها أو زوائد، بخلاف كتب اللغة، ثم أذكر مؤلفه والفن الذي هو فيه، و
أنه بالعربية أو غيرها، وإذا أهملت ذلك فالغالب فيها هو عربي، إلا فيما لم أقف على
ذلك، وأذكر شيئا من أول الكتاب إذا عثرت عليه، وإلا فالترك دليل عدم العثور.
وكان قصدي أولا أن أذكر عصر المؤلف، وتاريخ وفاته، وشيئا من ترجمته
في ذيل كتابه المشهور أو أول ما يذكر من كتبه، فإذا ذكرت كتابه الآخر أحلت
التفصيل على الكتاب الذي ذكرته في ذيله، كأن أقول: الكتاب الفلاني لفلان مؤلف
الكتاب الفلاني، إلا أني عدلت عنه ثانيا ووضعت لترجمة من نذكر كتبه بابا آخر،
وذكرت فيه شيئا من ترجمته ووثاقته واعتبار كتبه، حتى يكون المصنفون في باب،
وتصنيفاتهم في باب آخر. (*)
59

(الفصل الرابع)
غير خفي أن مؤلفات الأصحاب ليست لأكثرها اسم بالخصوص كالرسائل
المعمولة في مسائل متنوعة، ولهم شروح وحواش على مؤلفات بعضهم.
فأنا أذكر ما له اسم بالخصوص في بابه، وأذكر الشروح والحواشي في ذيل
أصله، ثم إن كان لذلك الشرح أو الحاشية اسم أيضا ذكرته في باب من غير تفصيل،
بل قلت: راجع إلى الكتاب الفلاني، وأمثال ذلك.
وأما الرسائل فأذكرها في ذيل لفظ الفن الذي الرسالة فيها، فأذكر كل رسالة
في بعض الأحكام الفرعية في ذيل عنوان " الفقه " بترتيب الحروف، فأذكر ما ألف في الحج
بعنوان " الحج "، وهكذا الزكاة والصلاة والصوم والضمان وغيرها. ولعلي أذكر
بعضها في باب الراء في عنوان " الرسائل "، وما ألف في أصول الفقه في عنوان
" أصول الفقه "، والرسائل المؤلفة في الرجال في عنوان " الرجال "، والرسائل أو
الكتب المؤلفة في النحو والنجوم أو الهيئة في باب النون والهاء، وبعض الرسائل في
عنوان موضوعها. (*)
60

فنذكر رسائل المعاد في باب الميم، ورسائل المؤلفة في رد الاخبارية أو
الصوفية في باب الراء وهكذا، والأسامي المبدوة بلفظ " الكتاب " ك‍ " كتاب من
لا يحضره الفقيه " نذكره في باب الكاف، وأما بعض منها ككتاب " الاحتجاج " و
أمثاله مما اشتهر بجزئه الأخير فنذكره في بابه. (*)
61

(الفصل الخامس)
في ذكر بعض الكتب الرجالية التي كانت حاضرة وقت التأليف، وقد وقفت
على بعض منها بعد تسويد أكثر الكتاب، ثم رجعت وألحقت ما وقفت عليه ثانيا، و
لم أرمز لشئ من الكتب لأداء ذلك إلى تشويش الخاطر، وقد يحرف من قبل
الناسخ، فيذهب العمل باطلا، نعم قنعت من الأسماء المركبة غالبا بجزئه الأول.
1 - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، للشيخ المحدث محمد بن الحسن
الحر العاملي، قد ذكر في أوله شيئا من أسماء الكتب، وإلا فهو ليس من الكتب
الرجالية.
2 - إجازة السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري.
3 - أمل الآمل في علماء جبل عامل، للشيخ الحر المذكور.
4 - بحار الأنوار، وهو أشهر من أن يوصف وأعرف من أن بعرف. و
المقصود والعمدة منه هو المجلد الأول، أي الفصول التي ذكرها في أوله، والمجلد
الأخير، وهو في الإجازات. (*)
62

5 - تعليقة العلامة الآقا باقر البهبهاني على منهج المقال.
6 - تكملة أمل الآمل (1)، للشيخ عبد النبي اليزدي - ألفه بأمر العلامة بحر
العلوم السيد مهدي - القزويني (2)، ولم يتمه، وتعبيري عنه ب‍ " التكملة " وعن
مؤلفه ب‍ " الفاضل اليزدي ".
7 - خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، لمحمد بن فضل الله، من
أدباء العامة وعلمائهم.
8 - خلاصة الأقوال في علم الرجال، لآية الله الحسن بن يوسف بن مطهر
الحلي العلامة.
9 - رجال الشيخ أبي العباس أحمد بن النجاشي، وتارة أعبر عنه ب‍
" النجاشي " فقط.
10 - رجال الشيخ حسن بن داود، المعروف ب‍ " رجال ابن داود ".
11 - رجال شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي.
12 - رجال الشيخ محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، والمقصود منه هو:
اختيار الشيخ الطوسي، وإلا فأصل الكتاب غير موجود كما سيأتي ذكره.
13 - روضات الجنات، للسيد الفاضل الأمير محمد باقر الخوانساري
المعاصر.

(1) طبعت بعنوان: " تتميم أمل الآمل " سنة 1409 في قم، باهتمام مكتبة آية الله المرعشي العامة.
(2) يرجع إلى مؤلف: " التكملة "، وهو مشهور بالشيخ عبد النبي القزويني، من أعلام القرن
الثاني عشر.
63

14 - الروضة البهية والتحفة الشفيعية، للسيد محمد شفيع البروجردي، و
هو: كتاب إجارة نظير " لؤلؤة البحرين "، بل لا يزيد عليه بكثير، ورجوعي إلى
هذا الكتاب قليل.
15 - رياض الجنة، للميرزا حسن الزنوزي الخوئي، من فضلاء أوائل المائة
الثالثة عشر. ونقلي عن هذا الكتاب أيضا قليل.
16 - رياض العلماء، للآميرزا عبد الله الأفندي، من تلامذة العلامة
المجلسي، وليس عندي تمام مجلداته.
17 - سلافة العصر، للسيد علي خان المدني.
18 - صحيفة الأبرار، للفاضل الميرزا محمد تقي حجة الاسلام التبريزي
المعاصر، وهو كتاب في الفضائل، إلا أن في آخره خاتمة لبيان حال بعض الرجال و
بعض الكتب.
19 - الصراط المستقيم، لعلي بن يونس النباطي، وهو أيضا في الإمامة، إلا
أنه ذكر في أوله شيئا من أسامي الكتب وبعض الفوائد.
20 - فهرست ابن النديم، وهو: محمد بن إسحاق النديم. طبعوها في البلاد
الإفرنجية. ونقلي عنه قليل، ونقل عنه الشيخ في فهرست الشيعة.
21 - فهرست الشيعة، لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي.
22 - فهرست الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه، وعندي منه
ثلاث نسخ، إحداها مستقلة، واثنان منها ما في مجلد الإجازات من البحار، و
تعبيري عنه ب‍ " فهرست ابن بابويه ". (*)
64

23 - فهرست كتب المحدث العارف المولى محسن الفيض، وأعبر عنه ب‍
" فهرست المؤلف ".
24 - الفيض القدسي في أحوال المجلسي، لمحدث العصر وباقعة الدهر
العلامة الحاج ميرزا حسين النووي.
25 - قصص العلماء، للميرزا محمد التنكابني المعاصر، وهو وإن لم يكن
يعتمد عليه لكثرة اشتباهاته وغفلاته، إلا أني قد نقلت عنها في بعض المواضع تنبيها
على غفلاته أو غير ذلك.
26 - كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والاسفار، للمولوي إعجاز
حسين، المتوفي سنة نيف وثمانين ومائتين وألف، ملكت نسخة منها بعد تجاوزي
النصف من هذا التأليف. وهو وإن أتم الكتاب إلى آخر الحروف، إلا أنه غير واف
للمقصود، ولا مستوف لما كان من حقه الاستيفاء، حتى إنه لم يذكر كتاب " عقبات
الأنوار " لأخيه العلامة المولوي حامد حسين، مع أنه كان معينا له في تأليفه، ومع
ذلك فلا يخلو من اشتباهات أيضا. ونسختي مغلوطة جدا، وتعبيري عنه إنما هو
بالتعبير عن مؤلفه من قولي: قال المولوي، وأمثاله.
27 - كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون، للحاج مصطفى بن عبد الله
الإستنبولي. ولي في حقه كلام ذكرته في موضعه من الباب الثاني.
28 - مجالس المؤمنين، للقاضي نور الله التستري.
29 - مستدرك الوسائل، للعلامة محدث العصر، صاحب " الفيض القدسي "،
والمقصود منه المجلد الثالث لاشتماله - خصوصا الفائدة الثانية والثالثة - على ما (*)
65

يعين المقصود. وقد ظفرت عليه أيضا في هذه الأواخر، لعدم الطبع والانتشار،
فألحقت ما استفدت منه على محاله.
30 - مطلع الشمس في تاريخ خراسان، وهو من تأليف محمد حسن خان
اعتماد السلطنة، مؤرخ الدولة العلية، ولا أعتمد على تأليفاته كثيرا، لكن هذا
التاريخ قد حوى ذكر بعض الرجال.
31 - مقابس الأنوار في الفقه، للشيخ الفاضل الشيخ أسد الله الكاظمي، وفي
أوله ذكر من العلماء ومؤلفاتهم.
32 - معالم العلماء، لمحمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني.
33 - منتهى المقال، لأبي علي محمد بن إسماعيل، وقد أدرج فيه ما في " منهج
المقال " باختصار، وزاد زيادات ليست في المنهج، وترك ذكر المجاهيل.
34 - منهج المقال، للسيد الفاضل الآميرزا محمد الاسترآبادي. وهو أتم
الكتب الرجالية وأجمعها. ولعلامة الأواخر الآقا محمد باقر البهبهاني حاشية عليه.
تسمى ب‍ " التعليقة "، وقد سبق ذكرها.
35 - لؤلؤة البحرين، لشيخنا المجاهد الشيخ يوسف بن أحمد البحراني، وهو
كتاب إجازته المعروفة.
36 - نامه دانشوران، تأليف لمجمع علمي في طهران، شرعوا بتأليفه في سنة
أربع وتسعين ومائتين بعد الألف، وقد خرج منه إلى الآن أربع مجلدات، و
لم يتعدوا حرف الألف، والذي أنقل منها مالا يوجد في غيرها.
37 - نجوم السماء في تراجم العلماء، للمولوي الميرزا محمد علي الكشميري، (*)
66

من فضلاء الهند المعاصرين، ألفه بالفارسية، وهو يشتمل على رجال المئات الثلاثة
بعد الألف، إلا أن المطبوع الذي وصل إلينا هو المجلد الأول، وقد تضمن لذكر
رجال المائة الحادية عشر والثانية عشر، وقليلا من الثالثة. ذكر فيها الرجال
بتشويش تام على حسب زمانهم، ولم يراع ترتيب الحروف أصلا.
38 - الوافي بالوفيات، لخليل بن أيبك الصفدي، رأيت بعض أجزائه، و
نقلت عنه في بعض المواضع.
39 - وفيات الأعيان، لابن خلكان.
والنقل غير منحصر في الكتب المذكورة، بل ربما أنقل عن كتب أخرى مما
أصرح بأسمائها عند النقل من كتب الخاصة والعامة، وتركت ذكرها في هذا المقام و
قنعت بما هو الأهم، ولو ذكرت كل ذلك لأدى إلى التطويل.
وكان أيضا من اللازم أن نذكر ما يتعلق بالكتب المذكورة وتاريخ مؤلفيها،
لكننا لم نطول الكلام بذكر ذلك لتضمن كتابنا هذا إن شاء الله على كلا المقامين، فلا
حاجة إلى الاطناب.
واعلم أني ربما عثرت على تأليف للأصحاب مما أهمل ذكره المترجمون أو
خلت كتبهم عن اسم مؤلفه، إما لتأخر عصره أو لعدم عثورهم عليه أو لكونه ليس
من موضوع كتبهم أو غير ذلك، فأذكره كما أجده حسب ما يساعدني التوفيق. (*)
67

(خاتمة)
فيها إرشاد واعتذار.
أما الارشاد: ففي ذكر بعض آداب التأليف مما ينفع في موارد شتى.
والذي وسعه علمي ورأيت النفع في وجوده والضرر في عدمه أمور قد
ذكروا في كتب المنطق شيئا منها.
منها: موضوع العلم وتعريفه وغايته، ومنها: التصريح بمؤلف الكتاب، إلى
غير ذلك.
والذي أراه أيضا مهما أمور، وهي لا تختص على فن مخصوص، بل بعضها
خاص وبعضها عام.
منها: ذكر تاريخ التأليف.
ومنها: ترك الترسل والتعقيد والألغاز، لا سيما في الكتب العامة التي تؤلف
لأجل الخاص والعام، فإن صرف العمر وإتعاب الذهن في جانب المعنى أولى من
صرفه وإتعابه في جانب اللفظ، والفصاحة كما قيل: " ما فهمته العامة وارتضته (*)
68

الخاصة "، انظر كتاب " روضات الجنات " تجده كيف أصر في التسجيع ومراعاة
المحسنات اللفظية، إلى أن مال إلى ما تشمئز منه القلوب وتمجه الآذان، مع عجمة
ظاهرة، وكلفة واضحة، وإطناب ممل، وتطويل بغير طائل.
ومنها: ترك بعض مالا يعنى من الكلام، من ترك المسألة المبحوث عنها و
التعرض لأمر آخر، هذا كتب علماء الهند في كتبهم الكلامية، ونظيره بعض تأليفات
القاضي نور الله، فإنك بينما تراهم يبحثون عن المسألة ويوردون الأدلة فإذا هم قد
خرجوا إلى الحماسة، وطردوا المقالة إلى أمر آخر، وهم وإن كانوا معذورين في
ذلك لاقتضاء المعارضة ذلك عملا بما قيل بالفارسية: " كلوخ انداز را باداش سنگ
است "، ولكن كلامنا متوجه إلى العموم، وذلك أمر مرغوب عنه في كل مصنف و
من كل مصنف.
ولنعم ما قال السيد المرتضى علم الهدى في كتابه " الشافي " في أوائل الكتاب،
بعد نقل كلام القاضي، ما لفظه: هذا عدول عن النظر والحجاج إلى القذف و
السباب والافتراء، واستعمال طريقة الجهال والعامة في التشنيع على المذاهب و
سب أهلها - إلى آخر كلامه (1).
ومنها: ذكر أسماء الكتب التي يكثر الرجوع إليها والنقل عنها، والتصريح
بأسماء مؤلفيها، وذكر اعتبار كتبهم وثاقتهم وغير ذلك. كل ذلك في فصل
مخصوص، كما فعله العلامة المجلسي في بحاره، وعلي بن يونس في " الصراط

(1) الشافي 1 / 83.
69

المستقيم "، والشيخ الحر في " الوسائل "، وإن كان ما فعله المجلسي أبسط. فإن ذلك
لا سيما في الكتب الرجالية والتواريخ والكتب الفقهية المفصلة مما لاغناء عنه.
ومؤلفا " المنهج " و " المنتهى "، وقبلهما ابن داود، وإن ذكروا أسماء أصولهم
في ضمن ذكر رموزاتها، إلا أنهم قنعوا على بداهة تلك الكتب ومصنفيها عندهم، و
اتكلوا على ما يذكرونه في الكتاب من تراجمهم، فتركوا التصريح في الديباجة.
ولو صرحوا بأن " الخلاصة " مثلا للعامة، والكشي والنجاشي اسمهما فلان،
لكان الامر أوضح. وصاحب " المنتهى " ذكر ابن حجر والذهبي من العامة وقنع
عن التوضيح بشهرتهما أيضا. والامر في بعض الكتب أشد، وهذا " نجوم السماء "
نقل في أثناء الكتاب من " شذور العقيان "، أو " تذكرة العلماء "، وهذا كتاب " طراز
المذهب " نقل من بعض الكتب من غير تصريح بالمؤلف في الأثناء، ولاذكر في أول
الكتاب أو آخره.
وهذا نظير إهمال ضبط بعض الكلمات في موارد الاشتباه، كما قالوا في سبب
قراءة سيبويه علم النحو أنه قال لحماد بن سلمة - وهو يومئذ يقرأ عنده شيئا من
الفقه -: ما تقول في رجل رعف في الصلاة؟ فقال حماد: لحنت يا سيبويه، لا تقل
" رعف " إنما هو: رعف - انتهى (1).
فإنك لا تجد من هذا الكلام كيفية تلفظ سيبويه ب‍ " رعف "، ولا كيفية تلفظ
حماد به إلا بعد التصفح في كتب اللغة والوقوف على أن الصحيح هو: " رعف " بضم

(1) انظر: معجم الأدباء 10 / 255 في ترجمة بن سلمة البصري، وروضات الجنات 5 / 321.
70

العين (1)، ومع ذلك فلا تقف أيضا على ما تلفظ به سيبويه وأنه تلفظ به بفتح العين أو
كسرها.
ومنها: ما في " تاريخ الخلفاء " للسيوطي في ترجمة المأمون، عن النضر بن
شميل، قال، قال المأمون: حدثني هشيم بن بشير، عن مجاهد (2)، عن الشعبي، عن
ابن عباس، قال، قال رسول الله (ص): " إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها
كان فيه سدا من عوز "، قلت: صدق قول أمير المؤمنين عن هشيم، حدثني عوف
الأعرابي، عن الحسن، أن النبي (ص) قال: " إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها
كان فيه سداد من عوز "، وكان المأمون متكئا فاستوى جالسا، وقال: السداد لحن
يا نضر؟ قلت: نعم ههنا، وإنما لحن هشيم وكان لحانا، فقال: ما الفرق بينهما؟

(1) والصحيح: " رعف " بالفتح، قال الخليل في العين 2 / 124: " رعف يرعف رعافا فهو
راعف ".
(2) الصحيح: " مجالد "، وهو: مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام الكوفي الهمداني، المتوفى سنة
144.
حدث عن الشعبي، وأبي الوداك جبر بن نوف، وقيس بن أبي حازم، ومرة الهمداني، و
زياد ين علاقة، ومحمد بن بشر، ووبرة بن عبد الرحمن.
وحدث عنه: هشيم بن بشير وسفيان، وشعبة وجرير بن حازم، وأبو عقيل الثقفي، و
ابن عينية، وحفص بن غياث، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن سعيد القطان، وغيرهم
انظر: طبقات ابن سعد 6 / 349، التاريخ الكبير 8 / 9، الكامل لابن عدي 6 / 420 -
423، سير أعلام النبلاء 6 / 284 - 287.
71

قلت: السداد القصد في السبيل، والسداد البلغة - إلى آخر كلامه (1). هذا كلامه من
غير تصريح اعتمادا منه على علمه أو ما أعرب في كتابه، والذي صوبه النضر:
السداد -، بالكسر -، والذي خطاه: السداد - بالفتح -، وقد صرح بذلك ابن
خلكان في ترجمة النضر بن شميل، نقلا عن " درة الغواص " (2)، وأمثال ذلك كثيرة
نخرج بذكرها عن المقصود.
ومنها: التصريح بالأسامي، والاجتناب عن الكناية ك‍: المعاصر، و
السمي، وخاقان خلد آشيان، وخاقان گيتي ستان، وأمثال ذلك، فإن الناظر ربما
لا يعلم اسم المؤلف ولا عصره حتى يعلم سميه ومعاصره، أو يكون سميه ومعاصره، أو يكون سميه ومعاصره
متعددا، وقد بلغ مؤلف " الروضات " من ذكر السمي وتكراره إلى ما شاء الله.
ومن أجل ترك الأهم من هذه الأمور - وهو التصريح باسم المؤلف - وقع
الاختلاف في مؤلف بعض الكتب المهمة، حتى وقعوا في تعيينه في حيص بيص، ولو
كان المؤلف ذكر اسمه في أول الكتاب لاغنى غيره في مسائلة الركبان واستقراء
البلدان.
وأما الاعتذار: فهو أنك قد سمعت أولا اعتراف المؤلف بقصور باعه وقلة
اطلاعه، وفقدان الأسباب وكثرة تأليفات الأصحاب، فإن وجدوا نقصا في تأليفي
هذا فلا يتبادروا إلى الذم، وكتب أهل العصر وما والاه مما يضيق عن الإحاطة بها

(1) تاريخ الخلفاء ص 317.
(2) وفيات الأعيان 5 / 398 - 399.
72

نطاق الحصر، سيما وبلدنا هذا - كما هو معلوم عند أهله - بعيد عن العلم بمراحل، و
سفينة الطلب قد غرقت قبل أن تزول عن الساحل.
وبلغني عن بعضهم أنه لما سمع بابتداري لهذا التأليف قال: إن معارض
" كشف الظنون " مصارع جملا ومصادم جبلا، كيف لا ومؤلفه قد نال بخزانة كتب
الدولة العثمانية المتراكمة فيها الكتب منذ خمسة أعصر - انتهى.
ولم يعلم بأن الإحاطة ليست من المقصود، والمعارضة ليست من المراد، بل
العناية والغرض جمع ما يناله المجهود، وكل ميسر لما خلق له، ولم يتكامل فن من
الفنون إلا بتوارد المشتغلين، وتراكم الفاحصين، فهذا القاصر يسعى سعيه، ويبذل
جهده بحسب الطاقة البشرية، وبكل إتمامه إلى مشيه الخالق القوي ومكملها في
البرية.
فلعل المتأخر ممن يقف على تأليفي هذا يشيعني بخالص الدعاء، ويكمله بذكر
ما فات مني قضاء لحق المروة والاخاء.
وقد تركت أيضا الاطناب في ألقاب العلماء الأطياب، تبعا لقدماء الرجاليين
والشيخ الحر ومؤلف " اللؤلؤة " من المتأخرين. (*)
73

... (*)
74

(المقصد الأول)
في ذكر رجال نذكر مؤلفاتهم، وفيه فوائد وأبواب: (*)
75

... (*)
76

(الفائدة الأولى)
اعلم أن مؤلفات الأصحاب من بدو الابتدار إلى التأليف أكثر من أن يحصى،
وقع أكثر الكتب وما بقي إلا أساميها، وهي مذكورة في كتب الرجال، وقد
مر ذكر ذلك سابقا، وليس من عزمي ذكر جميع مؤلفات الامامية من لدن أول
أمرهم إلى يومنا هذا، بل المهم ذكر مؤلفات أصحاب وقعوا في القرن الخامس، أي
المائة الخامسة وما بعدها، ومن المائة الرابعة وما قبلها الرجال المعروفين ك‍:
الكليني وابن قولويه وأمثالهما ممن له نباهة وخطر.
وأما أصحاب الأئمة (عليهم السلام) فلا أذكرهم في هذا القسم ولا مؤلفاتهم
في القسم الثاني، إلا رجالا بقي آثارهم ورسومهم، كأحمد بن عبد الله
البرقي صاحب " المحاسن "، ومحمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله الأشعري
صاحبي " البصائر "، وأمثالهم، أو ما يقتضي المقام ذكره، ومن مؤلفي الأصول من
يوجد أصله، وأما الباقي فكتب الرجال شاملة لذكرهم.
واعلم أن المذكورين في فهرست الشيخ منتجب الدين يعرف طبقتهم غالبا (*)
77

بقرينة الاسناد إليه، وأما ابن شهرآشوب فغالب من ذكره لا سبيل إلى تعيين
عصره، وإن كان يظن في بادئ الرأي أن بعضهم من معاصريه أو قريب العصر
منه. (*)
78

(الفائدة الثانية)
قد عرفت في أول الكتاب أن مرادنا ذكر مؤلفات أصحاب الامامية ولكن
المذكور في كتب الرجال ليس كلهم من الامامية، وغرض علماء الرجال ليس
مطابقا لغرضنا.
والمذكور في كتب المتأخرين من أصحاب الرجال على أقسام:
منهم: من اشتهر وصفه من كونه إماميا، ثقة، عدلا، ضابطا، وهم أصناف:
رواة، ومحدثون، وعلماء، وحكماء، إلى غير ذلك، وهؤلاء أمرهم مشهور
معروف لا يحتاج إلى التحقيق والتنقيب، وهذا القسم يسمى ب‍ " الثقات "، و
الرواية من أجلهم صحيحة.
ومنهم: من علم أنه إمامي، ولكن لم يوصف بما وصف به القسم الأول من
التوثيق التام، بل ورد في حقهم مدائح لا يبلغ الدرجة العليا من الوثاقة، وهؤلاء
يسمون ب‍ " الممدوحين "، والرواية الشاملة لأحدهم حسنا.
ومنهم: من علم أنه غير إمامي، ولكن كان موثقا في مذهبه، صدوقا، عدلا (*)
79

في طريقته، وهؤلاء يسمون ب‍ " الموثقين "، والطريق أيضا من جهتهم يسمى
" موثقا ".
ومنهم: من عرى عن هذه الأوصاف، فهو إما إمامي مقدوح، أو غير إمامي
كذلك، أو مجهول الحال، وهؤلاء يسمون ب‍ " الضعاف "، والسند من جهتهم يسمى
" ضعيفا " أيضا، والمجهول قسم من الضعيف كما ذكرنا.
هذا بالنسبة إلى اصطلاح المتأخرين، وبدئه من السيد أحمد بن طاووس و
تلميذه العلامة الحلي، واصطلاح القدماء على خلاف ذلك، ولا يهمنا البحث عنه.
والقدماء متعرضون للمدح أو القدح والجرح والتعديل والتوثيق والتضعيف و
البحث عن عقيدة الراوي، وكتبهم بالنسبة إلى المتأخرين في حكم الأصول، و
كلامهم هو المرجع والمعول.
ولما كان المقصود ذكر مؤلفات الامامية قلا بد من البحث من مذهب من
نذكر من مؤلفاته بالأصالة، ولو تكلمنا عن وثاقته فهو بالعرض.
وكتب القدماء كالنجاشي وفهرست الشيخ خالية من تحقيق كون الرجل
إماميا غالبا، والمتأخرون أيضا تابعون لهم في الأغلب، فمن الواجب التكلم في شأن
كتب القدماء وبيان ديدنهم، ولطول الكلام في ذلك عقدنا لذلك فصلا آخر. وإني
وإن لم أذكر من كتب القدماء إلا قليلا ولذلك لم يكن للتعرض لهذه المسألة كثير
ارتباط بكتابنا هذا لكننا تعرضنا له استطرادا وتتميما للفائدة. (*)
80

(الفائدة الثالثة)
في ذكر دأب الشيخ والنجاشي وأضرابهما في ذكر الرجال، وبيان مذاهبهم
ووثاقتهم.
ولابد أو نذكر كلماتهم في أول كتبهم، فنقول:
قال الشيخ في الفهرست - وقد صنفه بأمر شيخه الشيخ المفيد -، قال: فإني
لما رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب
أصحابنا، وما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول، ولم أجد منهم أحدا
استوفى ذلك ولاذكر أكثره، بل كل منهم كان غرضه أن يذكر ما اختص بروايته و
أحاطت به خزانته من الكتب - إلى أن قال - فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين و
أصحاب الأصول، فلا بد إلى (1) أن أشير إلى ما قيل فيه من الجرح والتعديل (2)، و

(1) في الفهرست: " من ".
(2) في الفهرست: " من التعديل والجرح ".
81

هل يعول على روايته أو لا؟ وأبين من اعتقاده، [و] (1) هل هو موافق للحق أو
مخالف له، لان كثيرا من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب
الفاسدة، وإن كانت كتبهم معتمدة - إلى آخر كلامه (2).
ولولا قوله في آخر كلامه: " لان كثيرا من مصنفي أصحابنا " إلخ لكان قوله:
" فهرست كتب أصحابنا " ظاهرا بل نصا في أن كل من يذكر في كتابه فهو من
الامامية.
وكتاب " معالم العلماء " كالتذليل للفهرست، قال في أوله: هذا كتاب معالم
العلماء في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديما وحديثا، وإن كان قد
جمع شيخنا أبو جعفر الطوسي (رضي الله عنه) في ذلك مالا نظير له (3).
وقال النجاشي: فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف (أطال الله بقاءه و
أدام توفيقه) من تعبير قوم من مخالفينا: أنه لا سلف لكم ولا مصنف.
وهذا قول من لا علم له بالناس، ولا وقف على أخبارهم، ولا عرف
منازلهم وتاريخ أهل العلم - إلى أن قال - أذكر المتقدمين في التصنيف من
سلفنا الصالحين - إلى آخر كلامه (4).
ومراده من السيد الشريف: السيد المرتضى علم الهدى. وقوله: " من تعبير

(1) الزيادة من الفهرست.
(2) الفهرست للطوسي ض 1 - 2.
(3) معالم العلماء ص 2.
(4) رجال النجاشي 1 / 57.
82

قوم من مخالفينا " - اه نص في أن غرضه تأليف كتاب يشتمل على مآثر موافقينا،
دفعا لطعن المخالف، والمخالف الذي يصلح أن يطعن على الامامية هو العامة
المخالفة لجميع فرق الشيعة، وهم الذين كانت الشهرة لهم، والدولة معهم، و
القول قولهم، والرأي رأيهم في زمان السيد المرتضى (قدس سره)، وهم الذين
كانت لهم علماء معروفون ومصنفات ورواة، وهذا ظاهر.
وقال الشيخ منتجب الدين في فهرسته ما لفظه:
وقد جرى أيضا في أثناء كلامه - أي الأمير يحيى، وهو الذي ألف
" الفهرست "، وكتاب " الأربعين " لاقتراحه - أن شيخنا الموفق السعيد أبا جعفر
محمد بن الحسن بن علي الطوسي (رفع الله منزلته) قد صنف كتابا في أسامي
مشائخ الشيعة و [مصنفيهم] (1)، ولم يصنف بعد شئ من ذلك.
فقلت: لو أخر الله أجلي وحقق أملي أضفت إليه [ما عندي] (2) من أسماء
مشائخ الشيعة ومصنفيهم الذين تأخر زمانهم عن زمان الشيخ أبي جعفر و
عاصروه - إلى آخر كلامه (3).
و " مشايخ الشيعة " صريحة في المطلوب، والشيعة وإن كانت أعم من
الامامية في الاصطلاح العام، لكن لا يبعد ادعاء الاختصاص بالامامي في عصره.
ولو سلم فلنا كلام في إثبات أن المقصود للذكر هو الامامية، كما سيجئ.

(1) الزيادة من المصدر.
(2) الزيادة من المصدر.
(3) فهرست منتجب الدين ص 31.
83

وقد وصف بعض المترجمين بأوصاف بليغة، وبعضهم بما دون ذلك، ولذا
اكتفى الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري في " الحاوي " من رجال فهرسته بمن يفيد
ما ذكره في وصفه درجة الوثاقة، أي يجعله في الطبقة الأولي، ومع ذلك ذكر الشيخ
محمد بن إدريس الامامي في هذا الباب ووثقه، مع أن مؤلف الفهرست لم يوثقه، كما
هو مذكور في ترجمته.
إذا عرفت ذلك فنقول: المتعين أن المذكور ين في هذه الكتب الأربعة كلهم من
الامامية إلا من نصوا علي مذهبه، وفهرست الشيخ منتجب الدين خال عن هذا
الاستثناء.
والدليل على ذلك هو تصريحاتهم بأن غرضهم جمع المؤلفين من
الأصحاب، أو الشيعة، مع تصريحهم في ترجمة بعضهم بأنه واقفي وأمثاله، وترك
هذا التعرض في ترجمة آخرين، وهو دليل ما ذكرنا.
وهذا حكم جميع الكتب المؤلفة في أمر مخصوص، كاللغة، والتاريخ، و
الرجال، والفقه، وغير ذلك، فإن مؤلفها لا يورد في كتابه إلا ما يشمله موضوع
الكتاب، ولو أورد غيره لصرح بذلك. هذا كتب اللغة بأنواعها، ذكروا فيها
اللغات العربية أو غيرها، وذكروا ما يخص تلك اللغة، فإذا أوردوا كلمة خارجة
عن تلك اللغة صرحوا بها، وهكذا كتب الرجال من العامة، فإنهم كلما ذكروا
رجلا من غير أهل نحلتهم صرحوا بذلك، وهذا أمر مطرد شائع.
نعم لو لم يقع من المؤلف تصريح أو إشارة إلى ما ذكرنا لما أمكننا الحكم
بذلك، كما في رجال الشيخ، فإن مقصوده فيه بيان حال الرواة كائنة من كانت مع (*)
84

علمنا السابق بأن الرواة ليس كلهم من الامامية.
وحاصل الكلام: أن المذكورين في هذه الكتب الأربعة كلهم إماميون إلا من
صرحوا بمذهبه، والامر في فهرست منتجب الدين أوضح، فإن الاستقراء في ترجمة
الرجال المذكورين فيه يوجب الظن القوي بأن المهمل منهم لو كان، فهو أيضا من
جملة من علم حالهم، والظن يلحق الشئ بالأعم الأغلب، هذا بطريق التنزيل،
وإلا فالامر أوضح من البيان.
وهكذا الكلام في التوصيف بالمدائح من أنه ثقة، أو دين، أو من المشائخ، و
غير ذلك، فإن إهمال تلك الأوصاف أو بعضها في حق بعضهم يفهم منه عدم
اتصافه بذلك الوصف، وهذا أيضا ظاهر لا سترة فيه.
وجملة القول: أن الكتب المذكورة موضوعة لبيان حال جنس الامامية
بأصنافها وأوصافها، فكل من قيدوه بوصف من المذهب أو الصفات، فذاك، وإلا
فيبقى في سذاجة الامامية، بل الظاهر من النجاشي ومن دأبه في تضعيفاته: أن من
لم يذكره بما يشينه فهو ممن لا غمز فيه. هذا أحمد بن محمد بن عبيد الله بن العياش،
مؤلف " المقتضب "، قال في حقه: ورأيت شيوخنا يضعفونه، فلم أرو عنه - إلى
آخر كلامه (1). وهكذا في تراجم جمع آخرين. نعم يكون هؤلاء الاشخاص من
جملة الممدوحين على اصطلاح المتأخرين لا الثقات، هذا خياري وخياره فيه.
وقد سبقنا إلى ذلك بغير التوضيح الذي ذكرناه جمع من المحققين.

(1) رجال النجاشي 1 / 225 - 226
85

قال في مقدمات " الحاوي ": واعلم أن إطلاق الأصحاب لذكر الرجل
يقتضي كونه إماميا، فلا نحتاج إلى التقييد بكونه من أصحابنا وشبهه، ولو صرح
به لكان تصريحا بما علم من العادة. نعم يقع نادرا خلاف ذلك، والحمل على ما
ذكرناه عند الاطلاق مع عدم الصارف متعين - انتهى (1).
أقول: والسر فيه ما ذكرناه.
وقال العلامة البهبهاني في التعليقة: قال الشيخ محمد: إن النجاشي إذا قال
" ثقة " ولم يتعرض لفساد المذهب فظاهره: أنه عدل إمامي، لان ديدنه التعرض
إلى الفساد، فعدمه ظاهر في عدم ظفره، وهو ظاهر في عدمه لبعد وجوده مع عدم
ظفره لشدة بذل جهده وزيادة معرفته، وإن عليه جماعة من المحققين - انتهى. ثم
قال العلامة المذكور: ولا يخفى أن الروية المتعارفة المسلمة المقبولة أنه إذا قال عدل
إمامي، نجاشيا كان أو غيره، " فلان ثقة " فإنهم يحكمون بمجرد هذا القول بأنه عدل
إمامي، إما لما ذكر، أو لأن الظاهر من الرواة التشيع، والظاهر من الشيعة حسن
العقيدة، أو لانهم وجدوا منهم أنهم اصطلحوا ذلك في الامامية، وإن كانوا يطلقون
على غيرهم مع القرينة - إلى آخر كلامه (2).
أقول: هذا بالنظر إلى الكتب التي لم يؤلفوها في موضوع مخصوص، وأما
هذه الكتب التي ذكرناها فقد ذكرنا شأنها، فالاطلاق فيها يفيد كون المترجم عنه

(1) الحاوي ص 4 من مخطوطة مكتبة ملك في طهران.
(2) التعليقة البهبهانية ص 5.
86

إماميا، فلو صرحوا بأنه ثقة أو كذا فذاك، وإلا فيبقى على سذاجته، وقد مر
عقيدتنا في ذلك.
ثم أقول: إن الشيخ محمد هذا هو: ابن الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني، و
لعل كلامه هذا وغيره مما نقله عنه العلامة البهبهاني، في شرحه على " الاستبصار "،
فإنه قد تكلم فيه على الرجال أيضا، كما صرح به ولده الشيخ علي في " الدر
المنثور " (1)، وصرح بأنه شارح " الاستبصار " العلامة المذكور في حاشيته على
أحمد بن عبد الله البرقي، حيث قال:... وإلى هذا مال المحقق الشيخ محمد في شرح
الاستبصار - إلخ (2).
ولم يعرفه الفاضل الكني في لواحق توضيح المقال. وهذا هو الذي رمز عنه
في " المنتهى " ب‍: ميم ودال (م د).
وقال في المنتهى: فائدة: من يذكره النجاشي أو مثله ولم يطعن عليهم، ربما
جعله بعض سبب قبول روايته، منه ما سيجئ في الحكم بن مسكين - انتهى (3)، و
نقل في ترجمته كلاما من تعليقة أستاده، من جملته ما لفظه: وفى مبحث الجمعة من
الذكرى، أن ذكر الحكم من مسكين غير قادح ولا موجب للضعف، مع أن الكشي
ذكره ولم يطعن عليه - انتهى، فتأمل (4).

(1) الدر المنثور 2 / 213.
(2) التعليقة البهبهانية ص 37.
(3) منتهى المقال ص 11، التعليقة البهبهانية ص 12.
(4) منتهى المقال ص 120 التعليقة البهبهانية ص 123.
87

ثم قال نفسه: ولعل مراده أن الكشي ذكره في سند رواية استند إليها و
لم يطعن فيها، كما سيجئ في عبد الله بن أبي يعفور، أو أنه ذكره في مقام يقتضي
الطعن عليه بالجهالة لو كان كذلك، فتأمل، يشير إليه أنه لم يذكره مترحما، هذا، و
مر في الحكم الأعمى ما ينبغي أن يلاحظ - انتهى كلام التعليقة (1). والذي ذكره في
الحكم الأعمى: احتمال اتحاده مع الحكم بن مسكين (2). ولم يكتب حاشيته على
ترجمة عبد الله بن أبي يعفور.
وأقول: لعل مراده من رواية كان في طريقها الحكم بن مسكين ولم يطعن
عليه الكشي الرواية التي أوردها الكشي في مدائح عبد الله بن يعفور، وفي
سندها الحكم بن مسكين (3).
وقال في المنتهى أيضا: فائدة (4): من يذكره الشيخ في " الفهرست " من غير
قدح وإشارة إلى مخالفته في المذهب، ينبغي القطع بكونه إماميا عنده، لأنه فهرست
كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنفين منهم، كما صرح بذلك نفسه في
الفهرست (5)، ومثله القول في النجاشي أنه (رحمه الله) ألفه لذكر سلف الامامية

(1) منتهى المقال ص 120، التعليقة البهبهانية ص 123.
(2) منتهى المقال ص 119، التعليقة البهبهانية ص 121.
(3) انظر: اختيار معرفة الرجال 2 / 518.
(4) في المنتهى: " أقول " بدل قوله " فائدة ".
(5) الفهرست للطوسي ص 1.
88

(رضوان الله عليهم) ومصنفاتهم، كما صرح به في أوله (1)، فلاحظ.
وصرح السيد الداماد في " الرواشح " بأن عدم ذكر النجاشي كون الرجل
عاميا في ترجمته، يدل على عدم كونه عاميا عنده (2).
ويظهر ذلك من كلام المحقق الشيخ محمد في ترجمة عبد السلام الهروي،
فلاحظ.
وكذا الكلام في رجال ابن شهرآشوب، لأنه معالم العلماء في فهرست كتب
الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديما وحديثا، بل يقوى في الظن عدم اختصاص
ذلك بمن ذكر، كما صرح به في " الحاوي " حيث قال: اعلم أن إطلاق الأصحاب
لذكر الرجل - إلى آخر ما نقلناه عنه سابقا، انتهى (3).
وذكر في ترجمة عبد السلام الهروي عن الشيخ محمد، ما لفظه: قال الشيخ
محمد في جملة كلام له: ذكرنا في بعض ما كتبنا علي " التهذيب " أن عدم نقل
النجاشي كونه عاميا، يدل على نفيه - إلخ (4).
ولا يخفى أن هذين الفائدتين من كلام " المنتهى " نفسه، ذكره في الفائدة
الخامسة، وإن قال عند الابتداء بها: إنه التقطها من فوائد الأستاذ العلامة، ثم ذكر

(1) رجال النجاشي 1 / 57.
(2) الرواشح السماوية ص 67.
(3) منتهى المقال ص 11.
(4) منتهى المقال ص 181.
89

ما ذكره العلامة المذكور (1)، إذ ما ذكره في هذين الفائدتين غير موجود في الفوائد،
ويدل عليه قوله: " ويظهر ذلك من كلام المحقق الشيخ محمد في ترجمة عبد
السلام "، والموجود من كلامه المنقول سابقا إنما هو في المنتهى - فلا تغفل.
وقال العلامة النوري في الفائدة الثالثة من " المستدرك " عند ذكره
للنجاشي، بعد نقل ما في ديباجة كتابه، مما ذكرنا سابقا، ما لفظه: وهذا الكلام
صريح في أن غرضه فيما جمعه ذكر المؤلفين من الشيعة، ردا على من زعم أنه لا
مصنف فينا و [في] (2) غير الامامية من فرق الشيعة، كالفطحية والواقفية و
غيرهما، وإن كانوا من الشيعة، بل لكثير منهم مؤلف في حال الاستقامة، إلا أنه
(رحمه الله) بنى على التنصيص على الفساد وانحراف المتحرفين (3)، وسكت في
تراجم المهتدين عن التعرض في المذهب (4)، فعدمه دليل على الاستقامة. ومن
البعيد أن يرى كتاب الراوي ويقرأه [ويعرفه] (4) ويرويه، ولا يعرف مذهبه، مع
أن أصحاب الأصول والمصنفات كانوا معروفين بين علماء الإمامية.
نعم لو كان الرجل ممن خفي أمره واشتبه حاله ينبه عليه، كما قال في ترجمة
جميل بن دراج: وأخوه نوح بن دراج القاضي كان أيضا من أصحابنا، وكان يخفى

(1) منتهى المقال ص 6.
(2) الزيادة منا لتقويم النص.
(3) في المستدرك: " المنحرف ".
(4) في المستدرك: " للمذهب ".
(5) الزيادة ليست في المستدرك.
90

أمره (1). قال المحقق الداماد في " الرواشح ": قد علم من ديدن النجاشي - إلى آخر
ما نقلناه عن " المنتهى "، إلا أن " المنتهى " نقله بالمعنى، و " المستدرك " بعين ألفاظه
- انتهى ما أردنا نقله (2).

(1) رجال النجاشي 1 / 310.
(2) مستدرك الوسائل 3 / 502.
91

(الفائدة الرابعة)
في ترجمة مختصرة من رجال ذكرت مؤلفاتهم في كتابي هذا، ممن له ذكر في
كتب الرجال والماخذ التي عندي، أو عثرت على شئ من تأليفاته ولم أجد له
ذكرا فيما عندي من الكتب، أو كان من المعاصرين.
والعمدة في ذلك بيان طبقتهم، وتاريخ وفاتهم لو وقفت على شئ من ذلك،
وأما تفصيل تراجمهم فموكول إلى الكتب المفصلة.
وربما ذكر مؤلفوا الرجال أحدهم أن له مؤلفات ورسائل من غير تعرض
لأسامي مؤلفاته، فذكرته أيضا لكون المقصود ذكر أرباب التأليف من علمائنا، و
رجاء للعثور مني أو من غيري على شئ من مصنفاته.
ولم أذكر من ليس له تأليف، وإن كان مذكورا في كتب الرجال إلا نادرا لما
ذكرناه، وربما ذكرت من ليس داخلا في موضوع كتابنا لفوائد أخرى.
واعلم أني أذكر أسماء المؤلفين بترتيب الحروف، مراعيا للأول فالأول في
أسمائهم وأسماء آبائهم، وهكذا في الأسماء المركبة، وكذا الأسماء المبدوة ب‍ (*)
92

" الأب ". فأذكر " محمد باقر " في باب الميم مقدما على " محمد تقي "، و " أبا تراب "
في باب الهمزة مقدما على " أبي الحسن " تابعا في ذلك ل‍ " أمل الآمل "، خلافا ل‍
" روضات الجنات "، و " تكملة الأمل ".
وذكرت الأسماء المجردة التي لم تذكر معها اسم الآباء في فصل، والأسماء
المزدوجة مع ذكر آبائها في فصل آخر، والأسماء المركبة ك‍ " محمد باقر " وأمثاله في
فصل ثالث، ولم أخلطها بعضا ببعض، كل ذلك لسهولة التناول. وهممت بذلك
بعد ختم باب الحاء المهملة، فلو أمهلني العمر لعدت إليها ورتبتها كما ذكرت، وإلا
فالعذر مسموع.
وعقدت خاتمة لبيان الكنى والألقاب، كما هو دأب الرجاليين، ومن عزمي
أن أذكر الألقاب والكنى التي للعامة أيضا، وإن لم تكن داخلة في موضوع كتابنا،
فإن التعبير عنهم بغير أسمائهم أكثر كثير، مع أنهم لم يترجموا رجالهم إلا بأسمائهم،
انظر إلى تاريخ ابن خلكان وذيله للكتبي، وخلاصة الأثر، وانظر فهارسهم
المطبوعة، فإنهم لم يذكروا في الفهرست إلا باللقب الذي كان يعرف به، وإن كان في
الكتاب غير مذكور إلا بالاسم. (*)
93

.... (*)
94

باب الهمزة (*)
95

.... (*)
96

[1]
مير آصف القزويني (1).
قال الفاضل اليزدي (2) في تكملة الأمل (3): كان من سادات العلماء ومن
علماء السادات، ومن الفضلاء الذين فازوا بعوالي الدرجات.
رأيت علماء قزوين وفضلاءهم الذين شاهدوه وفازوا بلقائه يمدحونه و
يثنون عليه، ويعظمونه بالفضل، وما تشرفت بخدمته وما حصل لي الفوز
بحضرته.

(1) انظر: تتميم أمل الآمل ص 48 - 49، نجوم السماء ص 273، الفوائد الرضوية ص 53.
أعيان الشيعة 2 / 87، الكواكب المنتثرة ص 1.
(2) هو: الشيخ: عبد النبي بن محمد تقي القزويني اليزدي، من أعلام القرن الثاني.
انظر: نجوم السماء ص 307، الفوائد الرضوية ص 259، أعيان الشيعة 8 / 128، ريحانة
الأدب 4 / 453، الكرام البررة 2 / 798، مصفى المقال ص 253، معجم المؤلفين 6 / 200.
(3) طبع كما ذكرنا بعنوان: " تتميم أمل الآمل ".
97

وكان (رحمه الله) قد حصل في قزوين وإصفهان عند الفضلاء المشهورين
في أواخر المائة الحادية عشر وأوائل المائة الثانية عشرة، فمهر في العلوم وبرع و
تجلل الفضل وتدرع. ثم عاد من إصفهان إلى قزوين إلى تفليس أو إيروان. كان
نصب مدرسا فيها، ثم عاد إلى إصفهان، ثم راح فيها إلى أرض الجنان في المحاصرة
المحمودية (قدس الله نفسه ونور رمسه).
وكان (رحمه الله) مع كمال الفضل مقدسا منزها زاهدا ورعا.
سمعت ثقة يحكى بحضرة جمع منهم: أنه لما اشتد الجوع والقحط في تلك
المحاصرة، كان (رحمه الله) مع جمع من رفقائه حصلوا رطلا أو مدا أو مدين من
لحم الحمار بمبالغ كثيرة، فطبخوه وهو كان حاضرا عليه، فوازن نصيب كل من
الرفقاء بنصيب الآخر بحيث لا يزيد ولا ينقص، وكذا كال المرق بالملاعق كذلك،
فأطعم كلا نصيبه منها، وجعل نصيب نفسه مؤخرا عن تلك النصائب (1) وأنقص
منها إيثارا لهم على نفسه.
ومات قريبا من تلك الواقعة. جزاه الله خير الجزاء وجعله في سلك الأنبياء
والصلحاء والشهداء.
ورأيت من مصنفاته " شرحه على خطبة الهمام " المروي عن أمير المؤمنين
(عليه السلام) في نهج البلاغة والكافي في صفات المؤمن (2)، وأجاد فيه كمال

(1) النصيب جمعه الصحيح: أنصبة، وأنصباء، ونصب: الحصة من الشئ، الحظ.
(2) انظر: نهج البلاغة 2 / 185، الكافي 2 / 226.
98

الإجادة - انتهى كلامه (1).
قال في النجوم بعد ذكر ترجمة بعض كلامه، ما ترجمته: إنه لا يعلم من كلامه
زمان المحاصرة، ولا أنها أيها كانت. والنسخة (2) سقيمة جدا، بحيث لا يعلم ربط
العبارة بعضها من بعض - انتهى (3).
أقول: أما سقم نسخته فموجه، وقد نقلت عين عبارته من نسخة صحيحة
ليس فيها تشويش. وأما محاصرة جنود الأفغان لأصفهان وشيوع القحط والغلاء
فيها، فكانت في سنة أربع وثلاثين ومائة بعد الألف، كما نقله في " الروضات " في
ترجمة الفاضل المولى إسماعيل الخاجوئي، عن الفاضل الآقا هادي بن المولى محمد
صالح المازندراني. وقد ذكر من غلاء الأسعار ما يتفتت منه الأكباد (4).

(1) تتميم أمل الآمل ص 48 - 49.
(2) أي نسخة تتميم الأمل الموجودة عند مؤلف نجوم السماء.
(3) نجوم السماء ص 273.
(4) انظر: روضات الجنات 1 / 117.
99

[2]
المولى آقا بن عابدين بن رمضان، المعروف ب‍ " الفاضل الدربندي " (1).

(1) المولى، آقا بن عابدين بن رمضان بن زاهد الشيرواني الدربندي، المعروف ب‍ " الفاضل
الدربندي "، الحائري.
فقيه أصولي متكلم محقق مدقق، جامع للمعقول والمنقول. كان من تلاميذ شريف العلماء
المازندراني.
له: " خزائن الأصول "، و " خزائن الاحكام " شرح منظومة بحر العلوم، و " قواميس
القواعد " مشتمل على دراية الحديث والرجال وطبقات الرواة، وغيرها.
توفى في طهران سنة 1285 أو 1286، ونقل إلى كربلاء ودفن في الصحن الحسيني
الشريف.
انظر: تكملة نجوم السماء 1 / 285، طرائف المقال 1 / 46، قصص العلماء ص 107، الفوائد
الرضوية ص 54، أعيان الشيعة 2 / 87، الكرام البررة 1 / 152، المآثر والآثار ص 189.
مصفى المقال ص 2، ريحانة الأدب 2 / 216، استوري الترجمة الفارسية 2 / 985 - 987،
معجم المؤلفين 2 / 309، أحسن الوديعة 1 / 59.
100

[3]
الشيخ إبراهيم بن إبراهيم بن فخر الدين العاملي البازوري (1).
قال في الأمل: كان فاضلا صدوقا صالحا شاعرا أدبيا من المعاصرين. قرأ
على الشيخ بهاء الدين، والشيخ محمد (2) ابن الشيخ حسن (3) ابن الشهيد الثاني و
غيرهما. توفى بطوس في زماننا هذا ولم أره - إلى آخر كلامه. وذكر من مؤلفاته:

(1) انظر: أمل الآمل 1 / 25، رياض العلماء 1 / 6، كشكول البحراني 1 / 282، طرائف المقال
1 / 76، مطلع الشمس 2 / 695، نجوم السماء ص 69، رياض الجنة 1 / 67، الفوائد الرضوية
ص 8، أعيان الشيعة 2 / 106، الروضة النضرة ص 3 - 4، معجم المؤلفين 1 / 2.
(2) الشيخ، محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي، المتوفى سنة 1030. ترجم له ولده الشيخ
علي مفصلا في " الدر المنثور ".
انظر: الدر المنثور 2 / 209 - 222، أمل الآمل 1 / 138 - 141، الروضة النضرة
ص 519.
(3) تأتي ترجمته.
101

ديوان شعر صغير (1)، و " كتاب رحلة " المسافر (2).
واعلم ما ذكرناه من نسب هذا الشيخ نقلناه من نسخة مطبوعة مع
" منهج المقال "، وأما النسخة الأخرى أيضا ففيها: " إبراهيم بن فخر
الدين "، وكذا ذكره صاحب " اللؤلؤة " في ترجمة الشيخ البهائي (3).
ولكن المنقول في " الروضات " عن " الأمل " مطابق لما ذكرناه (4). ويؤيده
أنه قدم ترجمته على ترجمة إبراهيم بن جعفر، وإبراهيم بن علي، مع أن دأبه مراعاة
ترتيب الحروف في أسماء الآباء أيضا.

(1) كشف الحجب والأستار ص 219، الذريعة 1 / 9 / 14.
(2) كشف الحجب والأستار ص 223، الذريعة 10 / 170.
(3) لؤلؤة البحرين ص 22.
(4) انظر: روضات الجنات 7 / 62. وفي النسخة المحققة المطبوعة سنة 1385، ج 1 / 25 و
185 أيضا: " إبراهيم بن إبراهيم ".
102

[4]
الشيخ إبراهيم بن جعفر بن عبد الصمد العاملي الكركي (1).
فاضل، عالم، فقيه، محدث، ثقة، محقق، عابد، له كتاب حسن ورسائل
متعددة. سكن بلاد فرآه من نواحي خراسان، من المعاصرين - انتهى، قاله في
الأمل.

(1) الشيخ، إبراهيم بن جعفر بن عبد الصمد العاملي الكركي الفراهي، كان حيا سنة 1090.
قال في الكواكب المنتثرة: جده عبد الصمد أخو البهائي...، وقد قرأ المترجم له على الحر
بعض " الخصال "، فكتب له إجازة عليه بخطه في أواخر ذي الحجة 1090...، وقرأ عليه نبذة
وافرة من " الوسائل "، فكتب له بخطه إجازة في آخر مجلداته، وهو الجزء السادس المنتهى إلى
الخاتمة، وصفه ب‍: جامع المعقول والمنقول، حاوي الفروع والأصول، المحدث الماهر، و
البحر الزاخر، وتاريخها أواخر ذي الحجة 1090 - انتهى، ثم ذكر صورة الإجازة ومكانها.
انظر: أمل الآمل 1 / 27، رياض العلماء 1 / 8، الإجازة الكبيرة ص 36، نجوم السماء
ص 137، الفوائد الرضوية ص 5، أعيان الشيعة 2 / 115، الكواكب المنتثرة ص 14.
الذريعة 1 / 233.
103

[5]
الميرزا إبراهيم ابن الأمير حسين خليفة السلطان ابن الأمير رفيع
الدين محمد ابن الأمير شجاع الدين محمود الحسيني الآملي الأصفهاني (1).
في تكملة الأمل: كان فاضلا محققا، وعالما مدققا، وماهرا متقنا، ومتبحرا
متتبعا، لم تر عين الزمان معادله، ولا ألفى شائب الدهر مماثله.
له: حاشية مدونة على شرح اللمعة، رأيت منها كتاب الطهارة (2)، و:

(1) كان من عيون علماء عصره، توفى سنة 1098. نذكر شطرا من أحوال أسرته في ذيل ترجمة
والده خليفة السلطان.
انظر: رياض العلماء 2 / 53، جامع الرواة 1 / 28، روضات الجنات 2 / 349، نجوم السماء
ص 228، تتميم أمل الآمل ص 50، الفوائد الرضوية ص 6، ريحانة الأدب 3 / 57، معجم
المؤلفين 1 / 24، الروضة النضرة ص 1 - 2.
(2) انظر: الذريعة 6 / 90، ومنها نسخة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ضمن مجموعة
3060 الكتاب الأول.
104

حواش متفرقة على كتاب المدارك (1)، يظهر منها سعة تتبعه وقوة فكره ودقة ذهنه
وحسن سليقته. ولعمري إن اللآلي الثمينة تعد عندها كالخرف، واليواقيت العالية
لا تحسب عندها شيئا ولا تستطرف. قد أعمى (رحمه الله) في السنة الثالثة من
سنه، وحصل مع عدم البصر، وبرع وفاق كل ذي نظر.
حكى لي من أمرني بتأليف هذا الكتاب أدام الله ظله: أن فاضلا من
معاصري صاحب الترجمة كان له اعتراضات على والده خليفة السلطان (رحمه
الله) في حواشيه على شرح اللمعة، فحضر يوما عنده وذكر له أن عندي
اعتراضات على الحاشية الفلانية من حواشي والدكم، فقال له: اقرأ الحاشية، فلما
قرأ الحاشية تفطن لما رامه، فقرأ الحاشية يخالف نظمها نظمها على ما قرأها
المعترض، فتفطن المعترض بسبب قراءة الحاشية كذلك لاندفاع اعتراضاته.
فاعترف بعدم الورود. فليتعجب من ذلك - انتهى (2).
وذكره في الرياض في ذيل ترجمة والده، وقال: له تعليقات لطيفة وإفادات
عديدة شريفة على أكثر الكتب الفقهية الكلامية والأصولية وغيرها، وأجودها
من المدونات: " حاشية على شرح اللمعة "، ولم يخرج منها إلا كتاب الطهارة، و
هي حاشية طويل الذيل مفيدة نافعة، وقد تعرض فيها لكلام والده في حواشيه، و
قد يناقش معه. وتوفى هذا الولد سنة 1098 ثمان وتسعين وألف - انتهى (3).

(1) انظر: الذريعة 6 / 196، ومنها نسخة في المكتبة المرعشية ضمن مجموعة 3060 الكتاب الثاني.
(2) تتميم أمل الآمل ص 50 - 51.
(3) رياض العلماء 2 / 53.
105

[6]
الميرزا إبراهيم ابن الميرزا حسين الهمداني (1).
قال في الأمل: عالم فاضل، معاصر لشيخنا البهائي (رحمه الله) وكان
يعترف له بالفضل، توفى سنة ست وعشرين بعد الألف (2)، ذكره السيد علي ابن
ميرزا أحمد في سلافة العصر - انتهى.
وفي السلافة بعد ذكر شئ من مدائحه: وأخبرني غير واحد أن سلطان

(1) له ترجمة في: أمل الآمل 2 / 9، سلافة العصر ص 480، بحار الأنوار 109 / 126، رياض
العلماء 1 / 9، جامع الرواة 1 / 30، الإجازة الكبيرة ص 26، روضات الجنات 1 / 33،
تعليقة أمل الآمل ص 86، كشكول البحراني 1 / 284 - 287، مستدرك الوسائل 3 / 417،
رياض الجنة 1 / 98، الكنى والألقاب 3 / 50، الفوائد الرضوية ص 5، أعيان الشيعة
2 / 128، نجوم السماء ص 21، الروضة النضرة ص 12، ريحانة الأدب 4 / 73، هدية
العارفين 1 / 29، الأعلام للزركلي 1 / 36، معجم المؤلفين 1 / 23.
(2) في جامع الرواة 1 / 30، توفى سنة 1025.
106

العجم الشاه عباس قصد يوما زيارة الشيخ بهاء الدين محمد، فرأى بين يديه من
الكتب ما ينوف على الألوف، فقال له السلطان: هل في العالم عالم يحفظ جميع ما في
هذه الكتب؟ فقال الشيخ: لا، وإن يكن فهو الميرزا إبراهيم - انتهى (1).
وفي الروضات نقلا عن " مناقب الفضلاء " للأمير محمد حسين ابن الأمير
محمد صالح (2): أن هذا الشيخ كان فاضلا حكيما مدققا نحريرا مبرزا في فنون
العلوم. يروي عنه المولى محمد تقي المجلسي (3).
وله تأليفات، منها: " حاشية على إلهيات الشفاء " (4). وكان مخلوطا
مربوطا مع شيخنا البهائي (طاب ثراه)، وبينهما مكاتبات لطيفة، وإني قد ظفرت

(1) سلافة العصر ص 480.
(2) هو: الأمير، محمد حسين ابن الأمير محمد صالح الخاتون آبادي الأصفهاني، المتوفى سنة
1151.
و " مناقب الفضلاء " إجازة كبيرة كتبها لتلميذه زين الدين علي الخوانساري سنة
1138 في أيام محاصرة الأفغان للإصفهان ولجوئهم إلى خاتون آباد.
نسخة منها في المكتبة المرعشية برقم 6320.
(3) المولى، محمد تقي بن مقصود علي الملقب ب‍ " المجلسي "، وحيد عصره وفريد دهره، أمره في
الجلالة والثقة والأمانة وعلو القدر وعظم الشأن وسمو الرتبة والتبحر في العلوم أشهر من أن
يذكر وفوق ما يحوم حوله العبارة، أورع أهل زمانه وأزهدهم وأتقاهم وأعبدهم...، توفى
(قدس الله تعالى روحه الشريف) سنة سبعين بعد الألف، وله نحو من سبع وستين سنة.
انظر: جامع الرواة 2 / 82، مستدرك الوسائل 3 / 416 و 417.
(4) كشف الحجب والأستار ص 182، الذريعة 6 / 141.
107

بكتاب وجواب من تلك الجملة يدلان على مالا مزيد عليه [من مهارته] (1) في
العلوم الحكمية والأدبية والشعر والانشاء الرائقين واستحقاقه أفاضل التحية و
التعظيم، والله بكل شئ عليم - انتهى (2).
ذكره في تاريخ علماء آرا أيضا من غير ذكر اسم أبيه، قال ما ترجمته مختصرا:
إنه من السادة الطباطبائية، وأبوه كان قاضيا في همدان، وتلمذ عند الميرزا مخدوم
الأصفهاني، ثم تلمذ في قزوين عند الأمير فخر الدين السماكي (3).
وذكر أن له تأليفات وحواش على كتب الحكمة ك‍: رسالتي " إثبات
الواجب القديمة والجديدة " (4)، و " شرح الشفاء " (5) لأبي علي سينا، و " حاشية
شرح الإشارات " (6)، وذكر أنه كان معززا عند السلطان، وفوض إليه منصب
قضاوة همدان، لكنه لم يشتغل به كثيرا، وأنه أعطى السلطان مرة دينه، وهو
سبعمائة تومان، وأرخ وفاته كما ذكرنا سابقا.

(1) الزيادة من الروضات.
(2) روضات الجنات 1 / 33 - 34.
(3) الأمير، فخر الدين [بن] محمد بن الحسن السماكي الاسترآبادي، من أعلام أواخر القرن
العاشر وأوائل القرن الحادي عشر.
انظر: الروضة النضرة ص 434، ريحانة الأدب 3 / 67.
(4) الذريعة 6 / 11.
(5) مر آنفا أنها: " حاشية على إلهيات الشفاء ".
(6) كشف الحجب والأستار ص 177، الذريعة 6 / 110.
108

[7]
الحاج ميرزا إبراهيم بن الحسين بن علي الدنبلي الخوئي (1).
من مشائخ علماء العصر. ذكر شيئا من ترجمته في آخر كتابه " ملخص
المقال " (2)، تلمذ في الفقه والأصول عند الشيخ الجليل المحقق العلامة الشيخ
مرتضى الأنصاري، وهو ابن ثمانية عشر أو عشرين، وألف كتابه " ملخص
المقال " في السنة السابعة والسبعين بعد المائتين والألف، وهو ابن ثلاثين، وهو
أول من تلبس بلباس العلماء من عشيرته، لان سلسلته كانت على غير زي
العلماء.

(1) له ترجمة في: أعيان الشيعة 2 / 135، مصفى المقال ص 9، نقباء البشر 1 / 13، الفوائد
الرضوية ص 6، ريحانة الأدب 2 / 194، إيضاح المكنون 2 / 553، معجم المطبوعات
1 / 888، الأعلام للزركلي 1 / 37، معجم المؤلفين 1 / 24.
(2) " ملخص المقال في تحقيق أحوال الرجال "، طبع على الحجر في تبريز سنة 1298.
انظر: مشار، فهرست چاپي عربي / 900، الذريعة 22 / 214، مصفى المقال ص 9.
109

وذكر من مؤلفاته: " شرح نهج البلاغة " (1)، وخرج منه جلد واحد، و
كتاب " ملخص المقال "، و " رسالة في الأصول "، قال: والآن أنا مشتغل به -
انتهى ما ذكره مختصرا.
ومن مؤلفاته " شرح الأربعين حديثا " (2)، فرغ من تأليفه في شهر ذي
الحجة سنة أربع وتسعين بعد المائتين والألف. ويظهر مما ذكره من سنه في سنة
1277 أن تولده كان في حدود سبع وأربعين ومائتين بعد الألف (3).
وبالجملة هو من معمري علماء خوي، وله ثروة عظيمة وليس له عقب، و
لذا وقف كتبه وبعضا من أملاكه، وله خيرات ومبرات ووجاهة عند أهل بلده،
وتأليفاته أكثرها منقولات. ولم يذكر من مشائخه إلا الشيخ الجليل المتقدم ذكره،
لكنه قال في ترجمة الشيخ الجليل: إنه لم ير مثله، وقد رأى خمسة من المشائخ
العظام في المشهد المقدس الغروي.
توفى في شهر جمادي الآخرة (4) سنة خمس وعشرين وثلثمائة بعد الألف في
بلدة خوي قتيلا بيد الأشرار، وذلك عند الاختلال العام في خوي ونواحيها و
تسلط الأشرار عليها.
(هامش) *
(1) " الدرة النجفية في شرح نهج البلاغة الحيدرية "، طبع في تبريز على الحجر سنة 1292.
انظر: مشار، فهرست چاپي عربي / 360، الذريعة 8 / 122.
(2) طبع على الحجر في تبريز سنة 1299، انظر: مشار: فهرست چاپي عربي / 35.
(3) في نقباء البشر 1 / 13 ذكر أيضا ميلاده سنة 1247.
(4) في الذريعة 1 / 112: الشهيد في فتنة الأكراد بخوي في 6 شعبان 1325. (*)
110

[8]
الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي الخطي البحراني (1).
قال في الأمل: فاضل عالم فقيه محدث، له كتب - إلى آخر كلامه. كان
معاصرا للمحقق الثاني الشيخ علي الكركي، وله معارضات ومباحثات معه، و
وقع بينهما تناقش وردودات بعضها في " اللؤلؤة "، ثم قال ما لفظه: " قال
بعض الفضلاء من تلامذة الآخند المجلسي: وقد سمعت من الأستاذ الاستناد (أيده
الله تعالى) أنه لم يكن له كثير فضل، وأنه ليس برتبة المعارضة مع الشيخ علي

(1) له ترجمة في: أمل الآمل 2 / 8، رياض العلماء 1 / 15، تعليقة أمل الآمل ص 85، لؤلؤة
البحرين ص 159، مستدرك الوسائل 3 / 417، طرائف المقال 1 / 87، رياض الجنة 1 / 78،
الكنى والألقاب 3 / 76، الفوائد الرضوية ص 6، روضات الجنات 1 / 25، أعيان الشيعة
2 / 141، ريحانة الأدب 4 / 480، أنوار البدرين ص 282، نامة دانشوران 3 / 37 - 45،
إحياء الداثر ص 4، هدية العارفين 1 / 26، الأعلام للزركلي 1 / 41، معجم المؤلفين 1 / 36،
بروكلمان الذيل 2 / 503.
111

الكركي " إلى آخر كلامه مما تركنا ذكره (1).
ولعل المقصود من هذا البعض هو الميرزا عبد الله الأفندي مؤلف " رياض
العلماء " بمناسبة التعبير عن العلامة المجلسي ب‍ " الأستاذ الاستناد " فإنه من
اصطلاحاته (2).
قال في اللؤلؤة: قال بعض الفضلاء: وقد رأيت بخط بعض العلماء أنه حكى
عن بعض أهل البحرين في حق الشيخ إبراهيم (قدس سره)، أن هذا الشيخ قد
دخل عليه الإمام الحجة (عليه السلام) في صورة رجل يعرفه الشيخ، فسأل: أي
الآيات من القرآن في المواعظ أعظم؟ فقال الشيخ: (إن الذين يلحدون في آياتنا
لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم
إنه بما تعملون بصير) (3). فقال: صدقت يا شيخ، ثم خرج، فسأل بعض أهل
البيت: خرج فلان؟ فقالوا: ما رأينا أحدا داخلا ولا خارجا - انتهى، وانتهى ما
نقلناه عن " اللؤلؤة " (4).
وله مؤلفات ذكرناه في القسم الثاني فلا حاجة إلى ذكرها ههنا، وله
إجازات طويلة مذكورة في مجلد الإجازات من " البحار " (5) يشتمل على فوائد جمة.

(1) لؤلؤة البحرين ص 162.
(2) وهو الميرزا عبد الله الأفندي قطعا، انظر: رياض العلماء 1 / 19.
(3) فصلت 41: 40.
(4) لؤلؤة البحرين ص 160.
(5) بحار الأنوار 108 / 85 - 123.
112

ولم أقف على وفاته إلا أنه كان حيا في حادي عشر جمادى الأول سنة أربع
وأربعين وتسعمائة (1)، وهو تاريخ إجازته للسيد شريف ابن السيد جمال الدين
نور الله ابن السيد شمس الدين محمد شاه الحسيني التستري المنقول في " البحار " (2)،
ويظهر مما في آخرها أنه نقلها عن كتاب الشيخ إبراهيم بن محمد بن علي
الحرنوشي (3).
والذي ذكرناه من اسم المجاز له ونسبه هو نص المجيز، وإنما تركنا
الألقاب، ولعله هو والد السيد نور الله القاضي التستري، والسيد نور الله
جده (4).

(1) قال السيد محمد صادق بحر العلوم في هامش ص 160 من لؤلؤة البحرين: الشيخ إبراهيم
القطيفي هذا كان حيا سنة 951 ه‍، وهي السنة التي فرغ فيها من تأليفه: " الفرقة الناجية " كما
كتب في آخره، وتوجد نسخته المخطوطة عندنا بخط فرج الله بن سالم الجزائري.
(2) بحار الأنوار 108 / 116 - 123.
(3) الصحيح: " الحرفوشي "، وهو: الشيخ، إبراهيم بن محمد بن علي الحرفوشي العاملي
الكركي، المتوفى بطوس سنة 1080.
انظر: أمل الآمل 1 / 30، رياض العلماء 1 / 28، تكملة أمل الآمل ص 84، أعيان الشيعة
2 / 216، الفوائد الرضوية ص 12، الروضة النضرة ص 4.
له: كتاب: " الإجازات "، ظفر العلامة المجلسي بنسخة خط المؤلف، فنقل عنها جملة من
الإجازات، وألحقها بآخر مجلدات البحار. انظر: الذريعة 1 / 123.
(4) لاشك أن المجاز هو: السيد شريف الدين بن جمال الدين نور الله بن شمس الدين محمد شاه
الحسيني المرعشي التستري، والد القاضي نور الله الشهيد في 1019.
113

والعجب من العلامة المجلسي إنه قال عند ذكره لهذه الإجازة، ما لفظه:
إجازة الشيخ المدقق إبراهيم بن سليمان القطيفي للسيد الشريف جمال الدين نور الله
ابن السيد شمس الدين محمد شاه الحسيني التستري (قدس الله روحهما)، ولعل
المجاز له جد القاضي نور الله التستري (1) - إلى آخره.
ولولا قوله: " ولعل المجاز له " لقلنا بسقوط لفظ " ابن " بين " السيد
شريف " وبين " جمال الدين " حتى يوافق نص صاحب الإجازة.
هذا مضافا إلى أن السيد نور الله بن محمد شاه لو كان المراد منه المذكور في
المجالس، فهو كان في سنة أربع عشر وتسعمائة (2) ناهز التسعين، كما ذكره في
المجالس (3)، ونذكره إن شاء الله في ترجمة مخصوصة، فيكون عمره في تاريخ
الإجازة قريبا من مائة وعشرين، والله أعلم.

انظر: تذكرة شوشتر ص 36، لؤلؤة البحرين ص 165، روضات الجنات 8 / 161، نامه
دانشوران 3 / 43، طرائف المقال 1 / 86، الفوائد الرضوية ص 697، إحياء الداثر ص 103،
الذريعة 1 / 134.
(1) بحار الأنوار 108 / 116 و 333.
(2) سنة ورود الشاه إسماعيل الصفوي إلى تستر. انظر: حبيب السير 4 / 498، تذكرة شوشتر
ص 35.
(3) مجالس المؤمنين 1 / 521.
114

[9]
الشيخ إبراهيم بن عبد الله الزاهدي الجيلاني (1).
ذكره في النجوم نقلا عن تذكرة الشيخ علي الحزين (2) من أنه عم الشيخ علي

(1) الشيخ، إبراهيم بن عبد الله بن علي بن عطاء الله الزاهدي الجيلاني، المتوفى سنة 1119
بلاهيجان.
له: " توضيح كتاب أقليدس "، وحاشية على مختلف العلامة الحلي، اسمها: " رافعة
الخلاف "، وحاشية على تفسير الكشاف، اسمها: " كاشف الغواشي " وصل فيها إلى سورة
الأحقاف، و " القصائد الغراء في مديح آل العباء ".
انظر: نجوم السماء ص 175، أعيان الشيعة 2 / 181، ريحانة الأدب 2 / 356، الذريعة
4 / 490، و 10 / 60، و 17 / 86 و 239، تاريخ حزين ص 4 - 6.
(2) الشيخ، محمد علي ابن المولى أبي طالب بن عبد الله بن علي بن عطاء الله الزاهدي الجيلاني
الأصفهاني المعروف ب‍ " الحزين ".
من مشاهير العلماء في القرن الثاني عشر، وكان عارفا بالعلوم العقلية والنقلية. له:
" بشارة النبوة "، و " تاريخ أحوال حزين "، و " تذكرة الشعراء المعاصرين "، و " تذكرة
العاشقين "، و " تفسير أسماء الحسنى "، وغيرها. ولد في إصفهان سنة 1103، وتوفى ببنارس
الهند سنة 1180 أو 1181.
انظر: نجوم السماء ص 283، ألفوا الرضوية ص 268، تحفة العالم ص 364، أعيان
الشيعة 10 / 6، مصفى المقال ص 314، ريحانة الأدب 2 / 41، براون، تاريخ أدبيات إيران
4 / 123 و 252، تاريخ تذكره هاي فارسي 1 / 355، تاريخ حزين ص 9 - 15.
115

المذكور ومن أحفاد الشيخ زاهد الجيلاني (1).
قال ما ترجمته مختصرا: كان مظهر شوارق الأنوار، والمؤيد بتأييد الله، و
من نوادر الاعصار، جامعا للعلوم الدينية والمعارف اليقينية، وحاويا للكمالات
الصورية والمعنوية، تلمذ عند والده، وكان متوطنا ببلدة لاهيجان ومرجعا
لأفاضل جيلان، وكان لا نظير له في الشعر واللغز والمعما، ويكتب الخطوط كلها
في غاية الحسن - ثم ذكر مؤلفاته.
وكان وفاته - كما ذكره - في سنة تسع عشر ومائة وألف (2).

(1) تاج الدين، إبراهيم بن روشن أمير بن بابيل ابن الشيخ بندار الكردي، المعروف ب‍ " الزاهد
الجيلاني "، المتوفى سنة 700.
انظر: حبيب السير 4 / 414، طرائق الحقائق 2 / 656، براون، تاريخ أدبيات إيران
4 / 54.
(2) ذكر الشيخ علي الحزين وفات والده سنة 1127، وقال في ترجمة عمه الشيخ إبراهيم: " إنه
توفى عشر سنين قبل وفاة والدي العلامة في لاهيجان ". فإذا كان وفات الشيخ إبراهيم
سنة 1018. انظر: تاريخ حزين ص 5 و 8.
116

[10]
الشيخ إبراهيم بن علي العاملي (1).
قال في الأمل: فاضل صالح شاعر أديب معاصر. له: رسالة في الأصول، و
أرجوزة في المواريث (2)، وغير ذلك - انتهى.

(1) لم نعثر على ترجمة أكثر مما ذكره المؤلف نقلا عن الأمل.
انظر: أمل الآمل 1 / 29، رياض العلماء 1 / 19، أعيان الشيعة 2 / 195.
(2) الذريعة 1 / 453.
117

[11]
الشيخ إبراهيم بن علي بن محمد بن حسن بن نما بن صالح
الكفعمي (1).
هكذا ذكر نسبه نفسه، وزاد عليه: الكفعمي مولدا واللوزي محتدا، الجبعي
أبا، التقي لقبا، الامامي مذهبا (2).

(1) انظر: أمل الآمل 1 / 28، بحار الأنوار 1 / 17، رياض العلماء 1 / 21، تعليقة أمل الآمل
ص 35، روضات الجنات 1 / 20، نفح الطيب 7 / 343، الكنى والألقاب 3 / 116، الفوائد
الرضوية ص 7، تكملة أمل الآمل ص 75، تأسيس الشيعة ص 175، أعيان الشيعة
2 / 184، إحياء الداثر ص 6، ريحانة الأدب 5 / 66، الغدير 11 / 213، مصفى المقال ص 9.
كشف الظنون 2 / 1982، هدية العارفين 1 / 24، الأعلام للزركلي 1 / 53، معجم المؤلفين
1 / 65، بروكلمان الذيل 2 / 133.
(2) ذكر الأفندي نسبه في " الرياض " هكذا: " الشيخ الأجل تقي الدين إبراهيم بن علي بن
الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل العاملي ". رياض العلماء 1 / 21، وفيه ص 24 نقلا عن آخر كتابه " حياة الأرواح ومشكاة المصباح " هكذا: " إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن
إسماعيل "، وعن آخر مصباحه: " إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح ".
وكتب السيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل ص 75: " الشيخ إبراهيم بن علي بن
الحسن بن صالح بن إسماعيل العاملي...، وكذا ذكر نفسه في كتاب الدروس الذي عندي بخط
يده ".
118

قال في الأمل: كان ثقة، فاضلا، أديبا، شاعرا، عابدا، زاهدا، ورعا. له
كتب، منها: المصباح، وهو " الجنة الواقية والجنة الباقية " (1)، وهو كبير كثير
الفوائد، تاريخ تصنيفه سنة خمس وتسعين وثمانمائة، وله مختصر منه لطيف (2)، و
له كتاب " البلد الأمين " (3) في العبادات أيضا أكبر من المصباح وفيه شرح

(1) وهو: " جنة الأمان الواقية وجنة الايمان الباقية "، طبع في بمبئي على الحجر سنة 1312، و
في تبريز 1314، وفي طهران 1321 و 1326 على الحجر.
انظر: الذريعة 5 / 156، كشف الحجب والأستار ص 159، مشار: چاپي عربي / 254.
(2) وهو: " الجنة الواقية والجنة الباقية " طبع في تبريز سنة 1314، انظر: الذريعة 5 / 161،
كشف الحجب والأستار ص 159.
قال الأفندي في رياض العلماء 1 / 23: " وفي كون الجنة الواقية - أعني المختصر - له
(قدس الله سره) تأمل، ولذلك قال الأستاذ في أول البحار: إنه لبعض المتأخرين، وربما
ينسب إلى الكفعمي ". ولكن صاحب الذريعة صرح بعدم صحة نسبته إلى غير الكفعمي،
فراجع.
(3) كشف الحجب والأستار ص 87، الذريعة 2 / 143، طبع في طهران سنة 1383 بالأفست
عن الطبعة الحجرية. مشار: فهرست چاپي عربي / 131.
119

الصحيفة، وله شعر كثير - إلى آخر كلامه (1).
وقال في الروضات بعد ذكره وذكر مؤلفاته: ولم يعرف إلى الآن إسناد إلى
شئ من هذه الكتب في إجازات الأصحاب، وخفي عنا من يروي عنه بالسماع و
الإجازة وغيرهما (2)، ثم ذكر مشائخه الذين يروي عنهم.
ولم يذكره في " اللؤلؤة "، والظاهر أنه لعدم اطلاعه على إسناد إليه.
ولم أقف على تاريخ وفاته (3)، قال في الروضات: وكأنه كان في طبقة الشيخ
جمال الدين فهد الحلي أو الذي بعده بقليل، لان تاريخ تصنيفه المصباح سنة خمس و
تسعين وثمانمائة هجرية - انتهى.
أقول: عده في طبقة ابن فهد تسامح، فإن وفاة ابن فهد إنما هو في سنة إحدى
وأربعين وثمانمائة، وبينه وبين تاريخ تأليف " المصباح " أربع وخمسون سنة
تقريبا.
ومن مختصات كتابه " المصباح " ذكر المآخذ التي ألف منها كتابه أو نقل عنها

(1) أمل الآمل 1 / 28.
(2) روضات الجنات 1 / 22.
(3) ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون 2 / 1982 تاريخ وفاته سنة 905، ونقل عنه هذا التاريخ
الشيخ آغا بزرك الطهراني في إحياء الداثر ص 6، وفي الذريعة 3 / 143 و 5 / 156، ومصفى
المقال ص 9. والغدير 11 / 215، وهدية العارفين 1 / 24، والأعلام للزركلي 1 / 53، و
معجم المؤلفين 1 / 65 ذكروا وفاته 905 أيضا.
ويؤيده ما قاله الأفندي في رياض العلماء 1 / 21: " وكان عصره متصلا بزمن خروج
الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الماضي الصفوي "، أي سنة 906 ه‍.
120

في الحواشي، وإن اقتصر في الأغلب بذكر اسم الكتاب من غير تعيين لمؤلفه ولا
موضوعه، وقد نقل في الحواشي عن بعض علمائنا ممن لم أجد له ذكرا فيما عندي من
كتب التراجم، ولعلنا نذكر ما استفدنا من كتابه في مواقعه. (*)
121

[12]
الميرزا إبراهيم بن صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي (1).
قال في التكملة: آية الله في التحقيق وحجته على زوي التدقيق، أعظم
العلماء شأنا وأنورهم برهانا، إن رآه أبو علي أذعن له وبه افتخر، وإن لقيه ابن
أبي نصر جزاه أحسن الجزاء، وله شكر.
كم من مسائل عويصة قد برهن عليها، وكم من دقائق خفية بينها. إن
قلت: " إنه فاق والده العلامة " ما تصلفت، وإن حكمت أنه برع على كل من عداه
ما تعسفت.

(1) انظر: رياض العلماء 1 / 26، لؤلؤة البحرين ص 132، الإجازة الكبيرة ص 39 و 72،
تتميم أمل الآمل ص 51، رياض الجنة 1 / 82، روضات الجنات 4 / 122، نجوم السماء ص
88، أعيان الشيعة 2 / 202، الكنى والألقاب 2 / 411، الفوائد الرضوية ص 9، الروضة
النضرة ص 8، ريحانة الأدب 3 / 420، طرائف المقال 1 / 76، الأعلام للزركلي 1 / 67،
معجم المؤلفين 1 / 80.
122

من رأى حاشيته على حاشية الخفري (1) يحكم بأن الواجب على الخفري (2)
أن يقرأها عليه ويستفيد منه، ليحل له مواضعه المشكلة ويحقق له مواقعها المبهمة،
ثم يشكره ويحسن الثناء عليه.
وبالجملة لساني في مدحه قاصر، وبياني في شرح فضله خاسئ خاسر.
وله رسالة أنيقة وعجالة دقيقة في " تفسير آية الكرسي " (3)، قد حقق و
دقق وعمق وبين الحق.
ثم إنه قد ظهر لي مباينته في الطريقة لوالده العلامة، إذا والده لم يعتقد للملوك
وجودا ولم يرخص لنفسه إليهم سلوكا، وهو بخلاف والده، لأنه ألف رسالة
التفسير تحفة لملك عصره، والله يعلم بواطن خلقه - انتهى كلامه.
أقول: لا يفهم من آخر كلامه في بيان مباينته لوالده إلا مباينته في سلوكه و
معاشرته، حيث إن أباه كان طالبا للانزواء، وهو بخلاف ذلك، والذي يفهم من
كلام السيد نعمة الله الجزائري - كما سيأتي نقله - مباينته لوالده في المشرب.
وذكره في " اللؤلؤة "، وذكر مصنفاته، وقال في حقه: كان فاضلا عالما
متكلما جليلا نبيلا، جامعا لأكثر العلوم سيما في العقليات والرياضيات، قال بعض

(1) الذريعة 6 / 64.
(2) شمس الدين، محمد بن أحمد الخفري، من تلامذة الأمير صدر الدين محمد الدشتكي
الشيرازي، توفى سنة 935 أو 957. له: حاشية على القسم الإلهي من شرح الجديد للتجريد.
انظر: الذريعة 6 / 116، ريحانة الأدب 2 / 154، كشف الظنون 1 / 351.
(3) الذريعة 4 / 329.
123

أصحابنا - بعد الثناء عليه -: وهو في الحقيقة مصداق (يخرج الحي من
الميت) (1).
وقد قرأ على جماعة، منهم والده، ولم يسلك مسلكه وكان على ضد طريقة
والده في التصوف والحكمة، وقد توفى (رحمه الله) في دولة السلطان شاه عباس
الثاني بشيراز في عشر السبعين بعد الألف - ثم نقل بعضا من مصنفاته.
وقال قبل ترجمته نقلا عن السيد نعمة الله الجزائري، ما لفظه: لما وردت
شيراز لم أصل إلا إلى ولد صدر الدين، وكان جامعا للعلوم العقلية والنقلية،
فأخذت عنه شطرا وافرا من الحكمة والكلام، وقرأت عليه حاشيته على حاشية
الخفري على شرح التجريد، وكان اعتقاده في الأصول خيرا من اعتقاد والده، و
كان يتمدح ويقول: " اعتقادي في أصول الدين مثل اعتقاد العوام "، وقد أصاب
في هذا التشبيه، واسمه ميرزا إبراهيم - انتهى، وانتهى ما نقله في اللؤلؤة (2).
وعبر المحقق الآقا جمال (3) عنه في حاشيته على حاشية الخفري على شرح
التجريد ب‍: بعض الفضلاء المعاصرين، والفاضل المعاصر، وعن سلطان

(1) الانعام 6: 95.
(2) لؤلؤة البحرين ص 131.
(3) المحقق المدقق، جمال الدين بن حسين بن جمال الدين الخوانساري الأصفهاني، المتوفى سنة
1125، تأتي ترجمته في باب الجيم.
من عيون علماء عصره، جليل القدر عظيم المنزلة. له: حاشية على حاشية الخفري.
انظر: جامع الرواة 1 / 164، روضات الجنات 2 / 214، الذريعة 6 / 65.
124

العلماء (1) ب‍: بعض الفضلاء، وعن المحقق الملا عبد الرزاق اللاهيجي (2) ب‍: بعض
المحققين، ولم يعبر عن غيرهم إلا ب‍: بعضهم، أو بعض الحواشي، وهو دليل
اعتنائه يه كاعتنائه على السلطان.
ثم إنك عرفت تاريخ وفاته من كلام " اللؤلؤة " نقلا عن غيره وأنه في عشر
السبعين بعد الألف، وفي النجوم: أنه في سنة إحدى وسبعين بعد الألف (3).

(1) سلطان العلماء السيد، حسين بن رفيع الدين محمد المرعشي الآملي الأصفهاني، المتوفى
1064. له: حاشية على حاشية الخفري. تأتي ترجمته في بابه.
انظر: الذريعة 6 / 65.
(2) المولى، عبد الرزاق بن علي بن الحسين اللاهيجي الگيلاني المتخلص ب‍ " فياض "، المتوفى
سنة 1051 أو 1072. تأتي ترجمته في بابه. له: حاشية على حاشية الخفري، وغيرها.
انظر: رياض العلماء 3 / 114، الروضة النضرة ص 319، الذريعة 6 / 66، ريحانة الأدب
4 / 361.
(3) في نجوم السماء ص 89: سنة 1070.
125

[13]
الميرزا إبراهيم ابن الميرزا غياث الدين محمد الأصفهاني (1).

(1) محمد إبراهيم بن غياث الدين محمد بن محمد رفيع بن محمد شفيع ابن المير جمال الدين محمد
ابن المير سعد الدين بن عناية الله الثاني... الحويزاوي أصلا، الأصفهاني مولدا وموطنا و
مسكنا. هكذا ذكر سلسلة نسبه في إجازته المؤرخة يوم الجمعة 14 صفر 1139، كتبها للشيخ
محمد بن محمد زمان الكاشاني الأصفهاني، ونسخة الإجازة موجودة في مكتبة آية الله
المرعشي العامة ضمن مجموعة برقم 6062 الكتاب السابع.
وفي إجازته المؤرخة يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي القعدة 1145 الصادرة للسيد
نصر الله الحسيني الحائري الشهيد المذكورة في الذريعة 1 / 135، والكواكب المنتثرة ص 9،
عد جماعة من مشائخه في الرواية، منهم: المولى أبو الحسن الشريف الفتوني العاملي، والمير
محمد حسين بن صالح الخاتون آبادي، والميرزا كمال الدين محمد الفسوي، والمير ناصر الدين
أحمد الحسيني المختاري، والمير سيد محمد بن محمد باقر المدرس الخاتون آبادي، والميرزا
محمد حفيظ بن محمد أشرف صاحب " فضائل السادات "، والشيخ محي الدين بن عبد اللطيف
الجامعي، وصدر الشريعة المير محمد باقر بن الحسن بن علاء الدين حسين سلطان العلماء.
انظر: تتميم أمل الآمل ص 57، مستدرك الوسائل 3 / 387، نجوم السماء ص 231 و
164، الفوائد الرضوية ص 9، أعيان الشيعة 2 / 203 الكواكب المنتثرة ص 9.
126

قال في التكملة: قاضي إصفهان، ثم قاضي العسكر النادري، أعجوبة الدهر
وأغروبة الزمان، فاضل، عز مثله في زمانه، بل في سائر الأزمان، كان متمهرا في
الفقه، وحاذقا في الحكمة وفصوله، دقيق الذهن جيد الفهم عميق الفكر
كامل العلم، صاحب التقرير الفائق والتحرير الرائق.
تبركت بملاقاة حضرته، واستفضت بتكرير ورودي إلى عقوته (1)، وكان
(رحمه الله) مع ذلك حلو الكلام، [خليقا،] (2) حسن الاعتقاد.
له رسالة في " تحريم الغناء " (3) ردا على رسالة الفاضل المعظم السيد ماجد
الكاشي، ورسالة في أن الدراهم والدنانير المسكوكة مثليان أو قيميان (4).
قتل في سنة... - انتهى. وكان تاريخ السنة بياضا (5)

(1) في تتميم أمل الآمل: " إلى حضرته ".
(2) الزيادة من المصدر.
(3) الذريعة 11 / 138
(4) الذريعة 8 / 147.
(5) في الكواكب المنتثرة ص 8 ذكر تاريخ قتله بيد نادر شاه سنة 1160، وما ذكره في الأعيان
2 / 203، من أن تاريخ قتله سنة 1100 لا يناسب تاريخ إجازته الصادرة سنة 1139 للشيخ
محمد بن محمد زمان الأصفهاني، وإجازته الصادرة سنة 1145 للسيد نصر الله الحسيني
الحائري الشهيد.
127

[14]
السيد إبراهيم ابن السيد محمد القمي، ثم النجفي، ثم الهمداني (1).

(1) هو السيد، إبراهيم بن محمد باقر بن محمد علي بن محمد مهدي الرضوي القمي الهمداني
النجفي، أخو السيد صدر الدين القمي شارح " الوافية " للتوني.
قال السيد عبد الله الجزائري في إجازته الكبيرة: " عالم فاضل أديب مدقق حسن الخط.
رأيته في همدان سنة ثمان وأربعين، وعاشرته ليلا ونهارا أيام إقامتي هناك، وكان مشتغلا
بشرح " المفاتيح "، وهو ذو ذكاء كثير، إلا أنه كثير التعطيل، يروي عن أخيه، وهو الآن مقيم
ببلدة كرمانشاه، سلمه الله تعالى ". وكان بها سنة 1168.
انظر: الإجازة الكبيرة ص 121، تتميم أمل الآمل ص 56، روضات الجنات 4 / 124
ضمن ترجمة أخيه السيد صدر الدين القمي، أعيان الشيعة 2 / 204، الكنى والألقاب
2 / 415 ضمن ترجمة أخيه، نجوم السماء ص 265، الفوائد الرضوية ص 213 ضمن ترجمة
أخيه، الكواكب المنتثرة ص 18، ريحانة الأدب 3 / 431 ضمن ترجمة أخيه، معجم المؤلفين
1 / 87.
128

قال في التكملة: كان فاضلا محققا [وعالما] (1) مدققا، ذا فطانة عالية و
دراية سامية (2)، متقنا بارعا، حاذقا في الحكمة والكلام والحديث والأصول و
التفسير والفقه.
ومن تآليفه: " شرح المفاتيح " (3)، و " شرح الوافي " (4)، وغيرهما من
الرسائل المفردة (5).
وتشرفت في خدمته كثيرا وجلست في درسه. توفى (رحمه الله) سنة... -
انتهى، وكان تاريخ السنة بياضا (6).

(1) الزيادة من المصدر.
(2) في المصدر: " نامية ".
(3) الذريعة 14 / 74.
(4) الذريعة 14 / 165.
(5) منها: " رسالة مكان المصلي " التي رد عليها معاصره المولى محمد عادل بن العلامي القمي.
انظر: الذريعة 22 / 155.
(6) كان حيا سنة 1168، وهو تاريخ كتابة " الإجازة الكبيرة " التي صرح فيها السيد عبد الله
الجزائري بحياة المترجم، كما ذكرنا.
129

[15]
السيد إبراهيم ابن السيد محمد باقر الموسوي القزويني الحائري (1).
كان من علماء أواسط القرن الثالث عشر، وكان يسكن في الحائر المقدس.
ذكره في " الروضات "، و " قصص العلماء " وعداه من أساتيدهما.
قال في الروضات: هو من أجلة علماء عصرنا وأعزة فضلاء زماننا، لم أر
مثله في الفضل والتقرير وجودة التبحير (2) ومكارم الأخلاق ومحامد السياق...،
إلى أن قال، ما خلاصته: إن والده كان من محالات قزوين فانتقل مع أبيه إلى

(1) انظر: روضات الجنات 1 / 38 - 42، نامه دانشوران 1 / 377 - 395، قصص العلماء
ص 4 - 19، طرائف المقال 1 / 47، نجوم السماء ص 376 ضمن ترجمة أستاذه شريف العلماء،
تكملة نجوم السماء 1 / 84، أعيان الشيعة 2 / 204، الكرام البررة 1 / 10 - 11، ريحانة الأدب
3 / 376، هدية العارفين 1 / 41، إيضاح المكنون 1 / 476، و 2 / 73 و 620، سركيس معجم
المطبوعات 2 / 1815، الأعلام للزركلي 1 / 70، معجم المؤلفين 1 / 87.
(2) في الروضات 1 / 38: " التحبير ".
130

كرمانشاه وسكن والده هناك، وارتحل هو إلى الحائر المقدس واشتغل بها عند
الفاضل شريف الدين محمد بن المولى حسن علي المازندراني (1) في الأصول، و
أخذ الفقه عن فقهاء النجف الأشرف، خصوصا عن الشيخ الأفخم الشيخ موسى
بن جعفر (2) حتى صار مرجعا للعباد ومقصدا عن أقاصي البلاد، وتلمذ عنده جمع
كثير بلغوا درجة الاجتهاد. ثم ذكر مؤلف القصص في ترجمته بذكر فتاويه الذي استغربه، وبعض
وقائع عصره ومعاشرته، وعد أمورا من كراماته، منها: أن تلميذه الحاج ميرزا
محسن الأردبيلي تجاسر عليه في درسه وأعرض عنه أستاده، فابتلاه الله من

(1) هو: الشيخ المولى، محمد شريف ابن المولى حسن علي المازندراني الحائري، الشهير
ب‍ " شريف العلماء "، من أعاظم العلماء في عصره. توفى سنة 1246، ودفن في كربلاء، وقبره
مزار معروف. من أعظم تلامذته وأشهرهم: السيد إبراهيم القزويني، والشيخ مرتضى
الأنصاري، والسيد شفيع الجابلاقي، وغيرهم.
انظر: الكرام البررة 2 / 619، ريحانة الأدب 3 / 219.
(2) الشيخ، موسى ابن الشيخ الكبير الشيخ جعفر النجفي كاشف الغطاء، أجل أنجال الشيخ
الكبير الأربعة شأنا، وأعلاهم صيتا، وأرفعهم جاها، من مشاهير العلماء في العلم والتحقيق
والتدقيق، علامة عصره وفريد دهره، قام مقام والده وانتهت إليه المرجعية بعده.
له: " منية الراغب في شرح بغية الطالب " لوالده في مجلدين، خرج منه إلى آخر صلاة
الجماعة كما في الذريعة.
توفى سنة 1241 كما في ماضي النجف، أو 1243 كما في الذريعة، ودفن في مقبرتهم.
انظر: ماضي النجف وحاضرها 3 / 199 - 204، الذريعة 23 / 202، ريحانة الأدب
5 / 28.
131

يومه بوجع شديد في ظهره عجز عن معالجته حتى توفى الأستاذ (1).
ثم نذر الحاج المذكور زيارة العتبات العاليات فلم ينفعه، وأعان أولاد
السيد وعين لهم وظائف في كل سنة فلم ينجعه، وهو إلى الآن مبتلى بهذا المرض -
انتهى ما أردنا ترجمته.
وأقول: ابتلاؤه بهذا المرض لا أصل له أصلا، وقد سألت عنه بعض أولاده
فعجب من ذلك، وكذلك سائر أهل بلده، فهذه الكرامة من أقاصيص مؤلف
القصص، وقد أخذ مؤلف كتاب " نامه دانشوران " ما ذكره في ترجمة السيد
الفاضل المذكور من هذا الكتاب (2).
وكان وفاته - كما ذكره في القصص - سنة أربع وستين ومائتين بعد الألف في
الحائر المقدس (3).
وقد ذكرنا ما تعرضوا عليه من مؤلفاته في القسم الثاني.
وأقول هنا إجمالا: إنه في الأصول كان على مشرب أستاده الشريف المازندراني.
وكان ذا تسلط غريب في تقسيم الأقسام وتفريع الفروعات، ولكن المتأخرين
لم يرتضوا أقواله، وأسسوا أساسا جديدا لا يقاس على سابق الزمان أصلا.

(1) قصص العلماء ص 12، المآثر والآثار ص 202، تكملة نجوم السماء 1 / 341.
(2) نامه دانشوران 1 / 290 - 291.
(3) قصص العلماء ص 17، وفي الكرام البررة 1 / 10: توفى (رحمه الله) بالوباء في 1262، و
كانت ولادته في ذي الحجة 1214 كما أرخه بخطه على ظهر مجلد المكاسب من كتابه " دلائل
الاحكام في شرح شرائع الاسلام ".
132

[16]
السيد إبراهيم ابن السيد محمد باقر الرضوي (1).
قال السيد عبد الله ابن السيد نور الله الجزائري (2) في إجازته: هو أخو
السيد صدر الدين المقدم ذكره، عالم فاضل أديب مدقق حسن الخط.
رأيته في همدان سنة ثمان وأربعين - أي بعد المائة والألف -، وعاشرته ليلا
ونهارا أيام إقامتي هناك، وكان مشتغلا بشرح " المفاتيح "، وهو ذو ذكاء كثير،
إلا أنه كثير التعطيل.
روى (3) عن أخيه، وهو الآن مقيم ببلدة كرمانشاه، سلمه الله - انتهى (4).

(1) مرت ترجمته آنفا، وتكرر ترجمته هنا نقلا عن الإجازة الكبيرة.
(2) السيد، عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الموسوي الجزائري التستري، من
أعلام القرن الثاني عشر، تأتي ترجمته في باب العين.
(3) قي المصدر ص 122: " يروي ".
(4) الإجازة الكبيرة ص 121.
133

أقول: مراده من السيد صدر الدين: هو السيد صدر الدين المعروف (1)،
شارح " الوافية " (2).
(هامش) *
(1) هو العلامة المحقق المدقق السيد، صدر الدين بن محمد باقر بن محمد علي بن محمد مهدي
الرضوي القمي، من أعلام القرن الثاني عشر، تأتي ترجمته في بابه.
(2) " الوافية في أصول الفقه " تصنيف العلامة المولى عبد الله بن محمد البشروي التوني
الخراساني، المتوفى سنة 1071.
انظر: الذريعة 14 / 166، كشف الحجب والأستار ص 359.
(*)
134

[17]
إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود
الثقفي الأصفهاني (1).
صاحب كتاب " الغارات "، يكنى أبا إسحاق.
قال النجاشي: كوفي، وسعد بن مسعود: أخو أبي عبيد بن مسعود، عم
المختار، ولاه أمير المؤمنين (عليه السلام) المدائن، وهو الري لجأ إليه الحسن

(1) انظر: رجال النجاشي 1 / 90 - 93، الفهرست للنديم ص 279، الفهرست للطوسي
ص 4 - 6، رجال الطوسي ص 451، الأنساب للسمعاني 1 / 511، معجم الأدباء 1 / 232 -
234، الوافي بالوفيات 6 / 120 - 121، لسان الميزان 1 / 101، رجال العلامة الحلي ص 5،
ميزان الاعتدال 1 / 62، الجرح والتعديل 2 / 127، روضة المتقين 14 / 36، بحار الأنوار
1 / 37، جامع الرواة 1 / 31 - 32، روضات الجنات 1 / 4، مستدرك الوسائل 3 / 549،
بهجة الآمال 1 / 569، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص 240 - 241، الكنى والألقاب
2 / 131 - 132، أعيان الشيعة 2 / 209 - 210، مصفى المقال ص 8، معجم رجال الحديث
1 / 278 - 283، هدية العارفين 1 / 3 - 4، لاعلام للزركلي 1 / 60، معجم المؤلفين 1 / 95.
135

(عليه السلام) يوم ساباط.
انتقل أبو إسحاق هذا إلى إصفهان وأقام بها، وكان زيديا أولا، ثم انتقل
إلينا، ويقال: إن جماعة من القميين كأحمد بن محمد بن خالد (1) وفدوا إليه و
سألوه الانتقال إلى قم فأبى.
وكان سبب خروجه من الكوفة أنه عمل كتاب " المعرفة " وفيه المناقب
المشهورة والمثالب، فاستعظمه الكوفيون وأشاروا عليه بأن يتركه ولا يخرجه،
فقال: أي البلاد أبعد من الشيعة؟ فقالوا: إصفهان، فحلف: لا أروي هذا الكتاب
إلا بها، فانتقل إليها أو رواه بها ثقة منه لصحة ما رواه فيه.
وله تصنيفات كثيرة، انتهى إلينا منها: كتاب " المبتدأ " (2)، كتاب
" السيرة " (3) - إلى آخر كتبه، وعد منها: كتاب " الغارات ".
وقال في آخر كلامه: مات إبراهيم بن محمد الثقفي سنة ثلاث وثمانين و
مائتين (4).

(1) أبو جعفر، أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي، أصله كوفي، وكان
جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر والي العراق بعد قتل زيد بن علي بن الحسين (عليه
السلام)، ثم قتله، وكان خالد صغير السن، فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برق رود قم. توفى
سنة 274 أو 280.
انظر: الفهرست للطوسي ص 20، رجال النجاشي 1 / 204 - 206، جامع الرواة 1 / 63.
(2) الذريعة 19 / 47.
(3) الذريعة 12 / 279.
(4) رجال النجاشي 1 / 93.
136

وذكره الشيخ في " الفهرست " (1)، وترجمه بما مر ذكره، ثم ذكر مؤلفاته، و
أرخ وفاته بعين ما مر.
وكتاب " الغارات " (2)، نقل عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، و
العلامة المجلسي في " البحار "، قال في الفصل الأول: كتاب الغارات لأبي إسحاق
إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي (3).
وقال في الفصل الثاني: كتاب الغارات، مؤلفه من مشاهير المحدثين، و
ذكره النجاشي والشيخ، وعدا من كتبه كتاب " الغارات " ومدحاه وقالا: إنه كان
زيديا، ثم صار إماميا، وروى السيد ابن طاووس أحاديث كثيرة من كتبه - إلى
آخر ما ذكر (4).

(1) الفهرست للطوسي ص 4 - 6.
(2) انظر: كشف الحجب والأستار ص 451، الذريعة 16 / 1، وقد طبع الكتاب بطهران سنة
1395 في مجلدين بتحقيق العلامة الفقيد السيد جلال الدين الأرموي المحدث.
(3) بحار الأنوار 1 / 19.
(4) بحار الأنوار 1 / 37.
137

[18]
الميرزا إبراهيم بن كاشف الدين محمد اليزدي (1).
أخو الميرزا قاضي (2).
قال في النجوم ما ترجمته: له إجازة من المولى محمد تقي المجلسي. ومن

(1) الميرزا، إبراهيم بن كاشف الدين محمد الأردكاني اليزدي، من أعلام القرن الحادي عشر.
انظر: بحار الأنوار 110 / 67، نجوم السماء ص 136، من أعلام القرن الحادي عشر، و
ذكر الأفندي: أنه كان شيخ الاسلام بأصبهان.
له: " التحفة الرضوية " في شرح الصحيفة السجادية، ورسالة في أحوال " چوپ چيني "،
وغيرها.
انظر: رياض العلماء 4 / 392، الذريعة 3 / 435، و 5 / 309، الروضة النضرة ص 603،
آينه دانشوران ص 223.
138

تأليفاته " شرح الباب الحادي عشر " (1)، وله كتب أخرى.
ووصفه مؤلف " شذور العقيان " ب‍: الفاضل الكامل الفقيه - ثم نقل بعضا
من إجازة المولى المزبور وتاريخها سنة ثلاث وستين بعد آلاف - انتهى.
أقول: هذه الإجازة موجودة في إجازات البحار (2)، ووصفه ب‍: الفاضل
الكامل، علامة الوقت وفهامة الزمان، أفلاطون العصر وجالينوس الاوان، و
وصف والده (3) ب‍: شيخ علماء الزمان، أرسطاطاليس العصر وبقراط الاوان -
إلى آخره.

(1) الذريعة 13 / 118.
(2) بحار الأنوار 110 / 67 - 73، الذريعة 1 / 161 - 162.
(3) هو كاشف الدين محمد الأردكاني اليزدي، من أعلام القرن الحادي عشر، كان م الفضلاء
سيما في الطب والرياضيات.
انظر: رياض العلماء 4 / 393 و 406، الروضة النضرة ص 461، آينه دانشوران
ص 222.
139

[19]
إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد بن
حمويه (1).
كان شيخ الذهبي، كما صرح به في معجمه، وذكر نسبه كما ذكرنا، وقال:
الامام الكبير المحدث، شيخ المشائخ، صدر الدين أبو المجامع الخراساني الجويني
الصوفي، ولد سنة أربع وأربعين وستمائة، وسمع بخراسان وبغداد والشام و
الحجاز، وكان ذا اعتناء بهذا الشأن، وعلى يده أسلم الملك غازان، توفى بخراسان

(1) انظر: تذكرة الحفاظ 4 / 1505 - 1506، العبر 3 / 385، الوافي بالوفيات 6 / 141 - 142،
المنهل الصافي 1 / 155، الدليل الشافي على المنهل الصافي 1 / 26، الدرر الكامنة 1 / 69،
طبقات الشافعية للأسنوي 1 / 217، مرآة الجنان 4 / 228، شذرات الذهب 5 / 428،
روضات الجنات 1 / 176 - 178، الكنى والألقاب 2 / 196 - 198، أعيان الشيعة 2 / 218 -
219، قزويني: مقدمة تاريخ جهان گشاي جويني / سب، الأعلام للزركلي 1 / 63، ريحانة
الأدب 2 / 75 - 77، معجم المؤلفين 1 / 89.
140

في سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، قرأنا على أبي المجامع إبراهيم بن حمويه سنة
خمس وتسعين وستمائة، إلى آخره. وقال أيضا في " تذكرة الحفاظ " عند ذكر
مشائخه: وسمعت من الامام المحدث الأوحد الأكمل، فخر الاسلام، صدر الدين
إبراهيم بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية، قدم علينا، حدث و
روى (1) عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي.
وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الاجزاء. على يده أسلم غازان
الملك، مات سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وله ثمان وسبعون سنة - انتهى (2).
وقال عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي في " طبقات الشافعية ": صدر الدين
إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد المعروف " الحموي " نسبة إلى مدينة حماة،
لان جده كان من أبناء ملوكها. كان المذكور إماما في علوم الحديث والفقه، كثير
الاسفار في طلب العلم، طويل المراجعة، مشهورا بالولاية هو وأبوه، سكن بقرية
من قرى نيسابور، وتوفى بها حوالي السبعمائة - انتهى (3).
ذكر ذلك كله مع نقل مدائحه من جماعة آخرين السيد الأمجد المؤيد العلامة
السيد حامد حسين الهندي (4) في مجلد حديث الطير من العبقات.

(1) في المصدر: " قدم علينا طالب حديث وروى لنا ".
(2) تذكرة الحفاظ 4 / 1505.
(3) طبقات الشافعية 1 / 217، وكان وفاته كما ذكره الذهبي سنة 722.
(4) هو علامة العصر جامع العلوم العقلية والنقلية، السيد الأمير، حامد حسين ابن السيد محمد
قلي ابن السيد محمد بن حامد حسين الموسوي النيشابوري اللكهنوي الهندي، المتوفى سنة
1306، من أكابر متكلمي الإمامية وأعاظم علماء الشيعة.
له تصانيف جليلة، أشهرها: " عبقات الأنوار " فارسي في الإمامة، في الرد على باب
الإمامة من " التحفة الاثني عشرية " تأليف الشاه عبد العزيز الدهلوي. وقد خص مجلدا منه
بحديث الطير، ومجلدين في حديث الغدير، ومجلدا في حديث أنا مدينة العلم، وعدة مجلدات
أخر، وقد طبعت كلها في بلاد الهند. تأتي ترجمته مفصلا.
انظر: نقباء البشر 1 / 349، ريحانة الأدب 3 / 377، الذريعة 15 / 214.
141

ونقل في مجلد حديث " أنا مدينة العلم "، أيضا عن العبر للذهبي في وقائع
سنة خمس وتسعين وستمائة، قال: وفيها قدم علينا شيخ الشيوخ صدر الدين
إبراهيم ابن الشيخ سعد الدين بن حمويه الجويني، طالب حديث، فسمع الكثير و
روى لنا عن أصحاب المؤيد الطوسي. وأخبر أن ملك التتار غازان بن أرغون
أسلم على يده بواسطة نائبه نوروز، وكان يوما مشهورا - انتهى (1).
ونقل عن " مرآة الجنان " لليافعي في وقائع السنة المذكورة نظير ذلك (2).
أقول: ذكر تشرف غازان خان بقبول دين الاسلام في تاريخ " حبيب السير "
أيضا، إلا أنه أرخ ذلك في رابع شهر شعبان سنة أربع وتسعين وستمائة، قال: و
كان ذلك بحضور الشيخ صدر الدين إبراهيم ابن الشيخ سعد الدين الحموي (3).

(1) العبر في خبر من غبر 3 / 385.
(2) مرآة الجنان 4 / 228.
(3) حبيب السير 3 / 144.
142

ولا ينافي ذلك ما فاله اليافعي وغيره، لأنه ذكر ورود ابن حمويه في السنة
الخامسة والتسعين.
وذكر ترجمته في " الروضات " أيضا، وساق نسبه هكذا: إبراهيم بن سعد
الدين محمد بن المؤيد أبي بكر بن العارف جمال السنة أبي عبد الله محمد بن حمويه
بن محمد الجويني، المعروف ب‍ " الحموئي "، و " ابن حمويه " جميعا. - قال -: كان من
عظماء علماء العامة ومحدثيهم الحافظ، وكذا أبوه وجده، بل وكثير من سلسلة
نسبة الحموئيين.
وفي القاموس: إن حمويه - بفتح الحاء وتشديد الميم المضمومة كشبويه - جد
عبد الله بن أحمد بن حمويه راوي الصحيح، وإن بني حمويه الجويني مشيخة. و
سموا: حما [و] (1) بالضم أيضا. انتهى.
وعليه فهذه النسبة منهم ليست إلى بلدة الحماة من بلاد الشام المحمية كما
توهم، بل هم حسبما قد عرفت من أهل " جوين " مصغرا، وهي ناحية بين
خراسان وقهستان - إلى آخر كلامه (2).
أقول: عبارة القموس هكذا: عبد الله بن أحمد بن حمويه - كشبويه -
السرخسي: راوي الصحيح - انتهى (3). قال في تاج العروس: أي للبخاري عن
محمد بن يوسف - إلى أن قال -: توفى بعد سنة ثمانين وثلثمائة.

(1) الزيادة من الروضات.
(2) روضات الجنات 1 / 176.
(3) قاموس 4 / 101 - 102.
143

قال في القاموس: " وبنو حمويه الجويني مشيخة "، قال الشارح: قاله
الذهبي، قال الحافظ ابن حجر: هكذا سمعنا من ينطق به، والأولى أن يقال بفتح
الميم بغير إشباع، لأنه في لفظ [النسب] (1) لا ينطق فيه بما كرهوه من لفظ " ويه ".
قلت: ومنهم أبو عبد الله محمد بن حمويه الجويني، يكتب أولاده لأنفسهم
" الحموي "، توفى سنة خمسمائة وثلاثين بنيشابور وحمل إلى جوين ودفن بها -
انتهى كلام الشارح (2).
قال في القاموس: وسموا حما وبالضم، وكعمران، وعثمان، ونعمة - إلى
آخره. وقيد الشارح قوله: " حما " بقوله: " بالفتح "، وصاحب الروضات ضبطه
بالضم، ولعل حرف العطف لم يكن في نسخته. ثم إن الظاهر من كلامه أنه جعل " و
سموا حما " من تتمة ترجمة حمويه، وأنه قرأ " سموا " بضم السين على صيغة المجهول،
والصحيح أنه بصيغة المعلوم والضمير للمسمين بقرينة الكلام، أي: سمي حما
بالفتح والضم وكعمران إلى آخره، ومثل الشارح لكل واحد منهم مثالا.
وأقول: الحمويه، كما صرح به الذهبي - وهو تلميذ صاحب العنوان -
جده، والظاهر أنه أصح من قول الأسنوي، إنه من جهة نسبة جدهم إلى حماة، و
كان من أبناء ملوكها.
قال في الروضات: " لهذا الشيخ من الكتب المشهورة بين الفريقين كتابه

(1) الزيادة من التاج.
(2) تاج العروس 8 / 263.
144

المسمى ب‍ " فرائد السمطين " (1) في فضائل المرتضى والبتول والسبطين، عندنا منه
نسخة تزيد على عشرة آلاف بيت بيد أن أكثرها أسانيد - إلى أن قال -: وكان في
طبقة العلامة ومن عاصره، بل وله الرواية في هذا الكتاب وغيره أيضا عن
الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر والد العلامة (2)، وعن المحقق الحلي (3)، و
ابن عمه يحيى بن سعيد (4)، وعن ابني طاووس (5)، وعن الشيخ مفيد الدين بن
جهم (6) من كبراء أصحابنا الحليين، وكذا عن الخواجة نصير الدين الطوسي (7)، و
السيد عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي (8)، بحق رواياتهم جميعا عن

(1) طبع الكتاب أولا في النجف الأشرف سنة 1383 إلى نهاية الباب السابع والعشرين من
السمط الأول، ثم توقف العمل عن السير. وطبع في بيروت سنة 1398 - 1400 طبعة كاملة
محققة في مجلدين.
(2) فرائد السمطين 2 / 142 و 151 و 227 و 329.
(3) فرائد السمطين 1 / 354، و 2 / 136 و 243.
(4) فرائد السمطين 2 / 276 و 277.
(5) يروى عن السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسيني الحلي، المتوفى
672 أو 673.
انظر: فرائد السمطين 1 / 309، و 2 / 136 و 241 و 250 و 332.
(6) فرائد السمطين 2 / 142 و 312.
(7) فرائد السمطين 1 / 18 و 97 و 274، و 2 / 73.
(8) فرائد السمطين 1 / 41 و 49 و 54 و 60 و 102 و 106 و 118 و 123 و 193 و 302 و
312 و 374 و 378 و 380، و 2 / 23 و 77 و 123 و 136 و 243 و 244 و 252 و 259 و
301.
145

مشائخهم الثقات الأجلة من فقهاء الشيعة.
ولذا اشتبه الامر على صاحب " الرياض " حيث ذهب إلى تشيعه أو لما ظفر
به في تضاعيف كتابه من أحاديث الوصية والتفضيل، وسائر أخبار الارتفاع التي
قل ما يوجد مثلها في شئ من كتب العامة غافلا عما قد اشتمل عليه وتضمنه
[أيضا] (1) من النص على خلافة الثلاثة، والإشارة إلى فضائلهم، هذا " (2).
أقول: قد اشتمل على ما نقل عنه في " غاية المرام " على أغلب من ذكره من
مشائخ الامامية، ولكني لم أعثر على روايته عن الخواجة في المنقولات في " غاية
المرام " (3).
وقد أثنى على أبى الفضائل أحمد بن طاووس أكثر من غيره، وهو ما نقله
في " غاية المرام " في الحديث الثاني من الباب السادس والعشرين، ما لفظه:
إبراهيم بن محمد الحموئي هذا قال: عن السيد السند، النقاب (4) النقيب،

(1) الزيادة من الروضات.
(2) روضات الجنات 1 / 176 - 177.
(3) يروي الحموئي عن المحقق الطوسي في " فرائد السمطين "، ويعبر عنه تارة ب‍: الصدر الامام
العلامة نصير الدين أبي جعفر محمد... الطوسي، وأخرى: قدوة الحكماء نصير الدين، و:
الحكيم العلامة نصير الدين.
قال الحموئي: أخبرني قدوة الحكماء نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن المشهدي
الطوسي تغمده الله برحمته إجازة في ذي الحجة سنة اثنين وسبعين وستمائة بمدينة الكوفة.
انظر: فرائد السمطين 1 / 18 و 97، و 2 / 73.
(4) في الفرائد 1 / 309: " الثقة ".
146

الأطهر الأزهر، الأفضل الأكمل، الحسيب النسيب، شرف العترة الممجدة
الطاهرة، غرة جبين غرة (1) الطهارة، والأسرة العلوية الزاهرة، الذي شرفني
بمؤاخاته في الله، فأفتخر بإخائه، وأعدها ذخرا ليوم العرض على الله تعالى و
لقائه، جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسيني الحلي الحلي (2)
شريف أخلاقه من كل ما يتطرق إليها به ذام (3) وعاب الحلي (4) أنوار فضائله و
آثار بركاته التي تتحمل (5) بها الزمان، وميامنها (6) تتجلى (7) غيوم [الحلى] (8) و
تنجاب.
أفاض الله (9) عليه وعلى سلفه سحائب لطفه ورضوانه، وأسكنه وذريته
الكريمة واسع (10) فضله غرف جناته، قراءة عليه وأنا اسمع بداره بمحلة عجلان

(1) في الفرائد 1 / 309: " عنزة ".
(2) في الفرائد: " الخلي الجلي ".
(3) في الفرائد: " ذامه ".
(4) في الفرائد: " الجلي ".
(5) في الفرائد: " يتجلى ".
(6) في الفرائد: " بميامنها ".
(7) في الفرائد: " يتجلى ".
(8) ليست في الفرائد.
(9) في الفرائد: " أفاض الله تعالى ".
(10) في الفرائد " من واسع ".
147

بالحلة السيفية الزيدية (1)، يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة (2) سنة إحدى و
سبعين (3) وستمائة، الرواية (4).
وأما القول بتشيعه فحسن ظن، وإلا لصرح به الذهبي، وهو من متعصبي
العامة، كما نقل عنه في تراجم جمع رماهم بالرفض أو التشيع، بل لم يكن يصفه هو
ولاغيره بما وصفوه به.
نعم هو لتصوفه، بل هو من مشائخهم - كما سمعت - كان سليم الجنبة، خاليا
عن غالب التعصبات التي كانت في غيره، فالظن عليه بالتشيع نظير الظن بتشيع
جمع آخرين لما ظهر منهم مدائح الأئمة المعصومين لا سيما علي أمير المؤمنين غافلا
عن أن المدح لا يوجب كون الرجل شيعيا إماميا، بل ينفي عنه وصمة النصب و
يسمه بسمة التولي.
قال في الروضات: وله الرواية أيضا ولأبيه (5) الشيخ سعد الدين
عن الشيخ منتجب الدين (6) صاحب " الفهرست "، كما أن للشيخ منتجب

(1) في الفرائد: " المزيدية ".
(2) في الفرائد: " من شهر ذي القعدة ".
(3) في الفرائد: " وتسعين ".
(4) غاية المرام ص 205، 206.
(5) في روضة الجنات 1 / 177: " أو لأبيه ".
(6) الشيخ منتجب الدين، علي بن عبيد الله بن الحسن بن بابويه الرازي، من أعلام القرن
السادس الهجري.
انظر: مصفى المقال ص 463، الثقات العيون ص 196، ريحانة الأدب 6 / 9 - 11.
148

الدين الرواية عن جده محمد بن حمويه بن محمد الجويني الصوفي (1) في كتاب
أربعينه (2).
قلت: أما الأول فالذي أورده في " غاية المرام " في الحديث الثالث والثلاثين
من الفصل الذي يلي.. (3)، هو رواية نفسه لا رواية أبيه، والرواية هكذا: الحموئي
هذا قال: أنبأ الامام منتجب الدين علي بن عبيد الله بن الحسين بن بابويه (رضي
الله عنه)، ثم الرازي، عن السيد أبي محمد شمس الشرف بن علي بن عبد الله
الحسيني - إلى آخره.
وهذا عجيب، فإن تولد إبراهيم الحموئي - كما نص عليه الذهبي - كان في

(1) ترجم له الذهبي، فقال: الامام العارف أبو عبد الله محمد بن حمويه بن محمد حمويه الجويني
الصوفي جد آل حمويه الذين رأسوا بمصر...، روى عنه أبو محمد الخشاب، وابن عساكر، وأبو
أحمد بن سكينة، وآخرون.
قال السمعاني: صاحب كرامات وآيات، اشتهر بتربية المريدين، وله إجازة من الأستاذ
أبي القاسم القشيري، وعاش اثنتين وثمانين سنة.
قلت: له في التصوف تأليف، وقبره يزار بقرية بحير آباد، توفى إلى رضوان الله في مستهل
ربيع الأول سنة ثلاثين وخمسمائة.
انظر: سير أعلام النبلاء 19 / 597، الأنساب 2 / 130، شذرات الذهب 4 / 95، الوافي
بالوفيات 3 / 28، العبر 2 / 438، نفحات الانس ص 414، طرائق الحقائق 2 / 331.
(2) الأربعون حديثا ص 48.
(3) بياض في الأصل.
149

سنة أربع وأربعين وستمائة (1)، ووفاة الشيخ منتجب الدين - كما عن " مرآة
الجنان " لليافعي - كان بعد خمس وثمانين وخمسمائة (2)، بل رواية أبيه أيضا
مستبعد جدا، ويحتمل أن يكون الرواي جده، كما يروي الشيخ منتجب الدين. و
على كل حال فرواية الشيخ إبراهيم عن منتجب الدين مرسل بلا مرية.
وأما رواية الشيخ منتجب الدين عن جده فهو الحديث الحادي والعشرون
من الأربعين. ولعله هو الذي أرخ في " تاج العروس " وفاته في سنة خمسمائة و
ثلاثين (3).
ثم عد في " الروضات " جمعا من مشائخه من العامة، ثم قال: " ثم ليعلم أنه
احتمل قويا اتحاد هذا الشيخ مع الشيخ المذكور في بعض المواضع بعنوان: صدر
الدين إبراهيم بن سعد الدين محمد بن أبي المفاخر مؤيد بن أبي بكر بن أبي الحسن
محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الحموئي الصوفي، والمنتسب في بعض
الكتب إلى التشيع، واستناد إسلام السلطان غازان أخي السلطان محمد أولجايتو
إليه، وذلك في رابع شعبان المعظم سنة أربع وتسعين وستمائة عند باب قصره
بمقام " لار " دماوند، وكان قد عقد مجلسا عظيما، واغتسل في ذلك اليوم، ثم
تلبس بلباس الشيخ سعد الدين الحموي والد الشيخ إبراهيم المذكور، وأسلم

(1) تذكرة الحفاظ 4 / 1506.
(2) لم نعثر على ترجمته في مرآة الجنان، والذي ذكر وفاته بعد سنة 585 هو تلميذه الرافعي
في التدوين.
(3) تاج العروس 8 / 263.
150

بإسلامه خلق كثير من الترك، وبذلك سمي تلك الطائفة ب‍ " تركمان " كما في
القاموس، لمساعدة الاسم والنسب والطبقة وغير ذلك لاتحادهما. فلا تغفل " (1).
أقول: بل هما متحدان يقينا، لتصريح الذهبي واليافعي بذلك كما مر.

(1) روضات الجنات 1 / 178.
151

[20]
الأمير إبراهيم بن محمد معصوم بن فصيح الدين بن أولياء الحسيني
القزويني (1).
ذكر في التكملة، وكان تلميذه، وقال في وصفه: بحر متلاطم مواج، وبر
واسع الارجاء ذو فجاج، مامن علم [من العلوم] (2) إلا وقد حل في أعماقه، وما
من فن [من الفنون] (3) إلا وقد شرب من عذبه وزعاقه.
كان في خزانة كتبه زهاء ألف وخمسمائة من الكتب من أنواع العلوم، لاتلقى

(1) انظر: تتميم أمل الآمل ص 52 - 54، روضات الجنات 2 / 366، مستدرك الوسائل
3 / 384، مصفى المقال ص 6 - 7، نجوم السماء ص 250، الكواكب المنتثرة ص 15 - 17،
طرائق الحقائق 1 / 182 و 186، أعيان الشيعة 2 / 227 - 228، الفوائد الرضوية ص 12 و
381، ريحانة الأدب 4 / 449 - 450، معجم المؤلفين 1 / 114، الأعلام للزركلي 1 / 74.
(2) الزيادة من المصدر.
(3) الزيادة من المصدر.
152

شيئا منها إلا وفيه أثر خطه لتصحيح غلط، أو كتب حاشية لتبيين مقام، أو دفع
إبرام، أو تحقيق مرام، أو نحوها، إما من مقابلة أو مطالعة أو مدارسة زيادة على
الكتب المتداولة المشهورة الذي اعتنى العلماء بتعليق الحواشي عليها، فإنه (قدس
سره) قد كتب على حواشيه (1) حواش كثيرة، إما من نفسه أو من سائر العلماء.
وكتب بخطه الشريف سبعين مجلدا، إما من تأليفه أو من غيرها.
وكان له من العمر القريب من الثمانين، صرف كلها في اقتناء العلوم، لم يفتر
ساعة منها.
وله تواليف حسنة وتصانيف مستحسنة، منها: حاشيته على كتاب " آيات
الاحكام " للعلامة الأردبيلي، مبسوط جدا، عرض قطعة منها على أستاده العلامة
جمال الدين محمد الخونساري (رحمه الله)، فاستحسنه وكتب على ظهرها ما
يتضمن من مدح المؤلف والمؤلف (2).

(1) في المصدر: " حواشيها ".
(2) " تحصيل الاطمئنان في شرح زبدة البيان "، عرض مجلدا منه على أستاذه جمال المحققين،
فاستحسنه وكتب بخطه على ظهره: قد أوقفني رائد النظر على مواقف هذه الحواشي الشريفة و
التعليقات المنيفة، فوجدتها لما فيها من تبيان الدقائق وتكثير الفوائد على تفسير زبدة البيان
كحواشي الأهداب على الأجفان، وقد أحسن جامعها، جمع الله شمله في تأليفاته، وأجاد، و
حق له الاحسان فيما حقق وأفاد، أدام الله تعالى تأييده، وأجزل أجره وتوفيقه، وكتب ذلك
الفقير إلى الله الباري جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري أوتيا كتابهما يمينا، وحسوبا
حسابا يسيرا، في شهر جمادى الثانية سنة 1117 ه‍.
وكتابه هذا مبسوط، برز منه مجلد كبير إلى أواسط كتاب الصلاة، والنسخة الأصلية التي
عليها تقريظ أستاذه المحقق الخوانساري بخطه عند أحفاده بقزوين، مذكورة في الذريعة
3 / 396، ومنها أيضا نسخة في مكتبة المجلس الشورى في طهران، برقم 5553، مذكورة في
فهرسها 16 / 415. وأخرى في مكتبة الغرب في همدان، مذكورة في فهرسها ص 70.
انظر: الذريعة 3 / 396، أعيان الشيعة 2 / 228، مجلة تراثنا 18 / 117 - 118، مقالة
المحقق تحت عنوان: " فقه القرآن في التراث الشيعي ".
153

وله رسائل في " البداء " (1)، [و] (2) في " تحقيق العلم الإلهي " (3) وغيرهما.
وله أشعار بالعربية، منها قصيدة عارض بها قصيدة " الفوز والأمان في
مدح صاحب الزمان " (4) عليه السلام لشيخنا البهائي.
و [له] (5) مجاميع جمعها من أماكن متعددة ومظان متباعدة، يتضمن رسائل
من العلوم ونوادر وأشعار وفوائد.
وكان (قدس سره) مع ذلك متواضعا متعبدا، ذا سمات جميلة وكمالات
نبيلة. كان الله قد أعطاه نعما وافرة، جاه عظيم، وأولاد فضلاء، وعمر طويل، و
وسعة (6) في الرزق.

(1) الذريعة 3 / 53.
(2) الزيادة من المصدر.
(3) الذريعة 15 / 317.
(4) الذريعة 16 / 373 - 374، و 21 / 186.
(5) الزيادة من المصدر.
(6) في المصدر: " وجاها عظيما، وأولادا فضلاء، وعمرا طويلا، وسعة ".
154

قرأت عليه قطعة من كتاب " ذخيرة المعاد في شرح الارشاد "، وقابلت معه
كتاب " المنتفى ". توفى (قدس سره) في سنة 1145، طيب الله ثراه وجعل الجنة
مثواه (1). أقول: ونسب إلى صاحب الترجمة في " الروضات " (2) كتاب " تتميم أمل
الآمل "، ونقل عنه في ترجمة والده بعض رسائل جده الأمير محمد معصوم، وكذا
في ترجمة صدر الدين الشيرازي (3).
ونسبه إليه صاحب " طرائق الحقائق " (4) من المعاصرين، ونقل عنه، ومع
ذلك تعجب من نسبة صاحب " الروضات " في " المستدرك " بمحض أن تلميذه
الفاضل اليزدي لم يذكره في ترجمته في " التكملة "، وهو كما ترى (5).
ثم إن صاحب " التكملة " ذكر صاحب الترجمة بعنوان " محمد إبراهيم " في
حرف الألف كما هو دأبه ودأب صاحب " الروضات " في ذكر الأسماء المركبة
بعنوان جزئه الثاني، ولكن لما كان المعروف من اسمه هو " الأمير إبراهيم " ذكرناه

(1) تتميم أمل الآمل ص 52 - 54.
(2) روضات الجنات 2 / 366.
(3) روضات الجنات 4 / 120، وعبر عنه ب‍ " حاشية أمل الآمل ".
(4) طرائق الحقائق 1 / 182 و 186.
(5) واستظهر الشيخ آقا بزرك الطهراني عن تعبير صاحب " الروضات " في ترجمة ولده السيد
حسين عن الكتاب ب‍ " تتميم أمل الآمل " بأنه غير " حاشية أمل الآمل " التي نقل عنها في
ترجمة المولى صدر الدين الشيرازي.
انظر: مصفى المقال ص 7.
155

في هذا الباب.
واعلم أن صاحب " النجوم " نقل تاريخ وفاة صاحب الترجمة عن
" التكملة " بأنها سنة 1149 تسع وأربعين (1).
وهكذا ذكرها ولده الفاضل السيد حسين في شرح كتابه " نظم البرهان "، و
قال فيه أنه تولد في سنة اثنتين وثمانين وألف، وعليه فيكون عمره سبعا وستين، و
معلوم أن الولد أبصر بتاريخ أبيه من غيره غالبا.
وتبع صاحب " المستدرك " صاحب " التكملة "، فذكر ما ذكره. وما ذكرناه
من نسبه هو ما ذكره ولده الفاضل المذكور، وأما صاحب " التكملة " فلم يذكر إلا
الأمير محمد معصوم.

(1) نجوم السماء ص 251، ولكن في النسخة المطبوعة من " تتميم أمل الآمل ": سنة 1145.
156

[21]
الآقا إبراهيم المشهدي (1).
قال في التكملة: شيخ الاسلام، كان من مشاهير العلماء في زماننا، معروفا
بالحكمة والكلام والفقه، وصنف كتابا في المسائل الحكمية والكلامية في زهاء

(1) انظر: تتميم أمل الآمل ض 55، نجوم السماء ص 249، مطلع الشمس 1 / 702، أعيان
الشيعة 2 / 227، الكواكب المنتثرة ص 22.
واستظهر العلامة الطهراني في " الكواكب المنتثرة " في ذيل ترجمة المولى محمد إبراهيم بن
محمد نصير المشهدي، المتوفى سنة 1148، والمدرس بالآستانة الرضوية، ومؤلف رسالة
" أصول العقائد الاسلامية " وشرحها " الفوائد العلية في شرح أصول العقائد الاسلامية "، و
قال: هو بعينه الآقا إبراهيم المشهدي شيخ الاسلام بالمشهد المتوفى 1148.
وقال في الذريعة: 16 / 349: " الفوائد العلية في شرح أصول العقائد الاسلامية " فارسي،
للمولى محمد إبراهيم بن محمد نصير، المدرس بالآستانة الرضوية، والمعاصر للشاه سلطان
حسين الصفوي، كتبه باسمه في مشهد الرضا (ع)، وفرغ منه في رابع عشر ربيع الثاني
1111..، موجود في خزانة كتب سيدنا الشيرازي بسامراء.
157

أربعين ألف بيت.
وصلت إلى خدمته كثيرا وجلست في مجلس درسه. ومن استحضاره لما
سمعه أو رآه أو قرأه أو طالعه ما سمعته، يقول: إني ما راجعت في تأليف " الفوائد " -
وهو الكتاب السابق الذكر - إلى كتاب، بل كتبته عن ما نقلته في بحث الإمامة من
بعض الأخبار.
توفى (رحمه الله) في سنة 1148 - انتهى. يريد سنة ثمان وأربعين بعد المائة و
الألف (1).

(1) قال المولوي الميرزا محمد علي الكشميري في نجوم السماء ص 249: رأيت له رسالة في
" حرمة صلاة الجمعة " ألفها بالمشهد الرضوي سنة 1120، وكانت الرسالة بخط السيد عبد الصمد ين الشريف عبدا لباقي الكشميري.
وقال العلامة الأمين في أعيان الشيعة 2 / 227: وله " الفيروزجة الطوسية " في شرح " الدرة الغروية "، أي درة بحر العلوم.
ولكن نسب العلامة الطهراني في الذريعة 16 / 401 " الفيروزجة " إلى غير هذا المولى،
فقال: " الفيروزجة الطوسية في شرح الدرة الغروية " المنظومة البحر العلومية، للحاج مولى
محمد بن الحسن الطوسي الخراساني، رأيته في كتب السيد محمد باقر الحجة بكربلاء. وهو
شرح مزج إلى آخر الطهارة، وفي آخره أنه فرغ في الحائر الشريف في خامس ذي الحجة
سنة 1227.
158

[22]
إبراهيم بن مصطفى القارئ.
لم أقف على ترجمته إلا أنه ألف كتاب " تحفة القراء " باسم الشاه عباس
الصفوي الثاني سنة 1067 سبع وستين والف (1).

(1) أقول: كتاب " تحفة القراء " أو " تحفة القارئ " في تجويد القرآن للمولى مصطفى بن إبراهيم
القارئ التبريزي المشهدي، المولود سنة 1007 في توابع تبريز، والمتوفى بعد سنة 1088، تلميذ
المحقق السبزواري ومعاصر الشاه عباس الصفوي الثاني، وصدر كتابه " تحفة القراء " باسمه.
وله كتاب " إرشاد القاري "، و " تحفة الأبرار " في التجويد بقراءة عاصم، وهو مختصر
لكتابه " تحفة القراء ".
ولم أقف على ترجمة " إبراهيم بن مصطفى القارئ " في كتب التراجم. ولعل منشأ الاشتباه
ما في " كشف الحجب " من نسبة الكتاب إلى " إبراهيم بن مصطفى القارئ "، ويؤيد ما ذكرنا
ما أورده المؤلف في القسم الثاني، من نسبة الكتاب إلى " مصطفى بن إبراهيم القارئ ".
انظر: كشف الحجب والأستار ص 103، أعيان الشيعة 10 / 126، الكواكب المنتثرة
ص 565، الذريعة 1 / 516، و 3 / 407 و 461، ريحانة الأدب 4 / 398.
159

[23] إبراهيم بن نوبخت (1).

(1) هو أبو إسحاق، إبراهيم بن إسحاق بن [فضل] بن أبي سهل بن نوبخت، من قدماء الامامية،
ومؤلف كتاب " الياقوت في علم الكلام "، ولم أقف على ترجمته في كتب الرجال والتراجم
قبل عصر العلامة الحلي المتوفى 726 ه‍.
وصرح العلامة الحلي في مقدمة كتابه " أنوار الملكوت في شرح الياقوت " باسمه وأثنى
عليه، وقال: " وقد صنف شيخنا الأقدم وأستاذنا الأعظم أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت
(قدس الله روحه الزكية ونفسه العلية) مختصرا سماه " الياقوت "، قد احتوى من المسائل على
أشرفها وأعلاها..، فرأينا أن نضع هذا الكتاب الموسوم " أنوار الملكوت في شرح الياقوت "
على ترتيبه ونظمه.. ".
واستوفى الكلام حول " إبراهيم بن نوبخت " وكتابه " الياقوت " الأستاذ عباس إقبال
الآشتياني في " خاندان نوبختي "، واستظهر من مطالب كتاب " الياقوت " أن المؤلف عاش بين سنة 250 إلى 350 ه‍.
انظر: خادان نوبختي ص 166 - 180، الكنى والألقاب 3 / 94، أعيان الشيعة 2 / 110 -
111، ريحانة الأدب 6 / 246 - 247.
160

هو مؤلف كتاب " فص الياقوت " (1)، وكتاب " الابتهاج " (2)، نص على
اسمه العلامة المجلسي في المجلد الرابع عشر من " البحار "، وكذا عن صاحب
" الرياض ".
ولم أقف على ترجمته، بل وذكره في شئ من كتب التراجم. وعبر عنه
العلامة الحلي في " أنوار الملكوت " (3) ب‍: شيخنا الأقدم وإمامنا الأعظم الشيخ أبي
إسحق إبراهيم بن نوبخت.

(1) نسب المولى الأفندي " الياقوت " إلى إسماعيل بن نوبخت، فقال: ابن نوبخت، هو قد يطلق
على الشيخ إسماعيل بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت، الفاضل المتكلم المعروف الذي هو
من قدماء الامامية، صاحب " الياقوت في علم الكلام ". وتبعه صاحب " تأسيس الشيعة
لعلوم الاسلام ".
قال صاحب الذريعة: " الياقوت في علم الكلام " للمتكلم الحكيم أبي إسحاق إسماعيل بن
إسحاق بن أبي سهل الفضل بن أبي سهل بن نوبخت.
انظر: رياض العلماء 6 / 38، تأسيس الشيعة ص 364، الذريعة 25 / 271.
(2) الذريعة 1 / 62، ونسب هناك العلامة الطهراني " الابتهاج " و " الياقوت " إلى إبراهيم بن
نوبخت، فقال: " الابتهاج ".. للشيخ المتكلم أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن الفضل بن أبي
سهل النوبختي صاحب كتاب " الياقوت ".
(3) " أنوار الملكوت في شرح الياقوت "، طبع في طهران 1338 ه‍ ش.
انظر: الذريعة 2 / 444، خاندان نوبختي ص 170، كشف الحجب والأستار ص 70،
مشار: فهرست چاپي عربي ص 101.
161

[24]
الحاج محمد إبراهيم الكلباسي (1).

(1) هو الشيخ، محمد إبراهيم بن محمد حسن الخراساني الكاخي الأصفهاني الكرباسي، المولود
سنة 1180، والمتوفى سنة 1261 أو 1262.
كان من أعاظم علماء عصره، ورعا تقيا زاهدا متورعا في الفتوى شديد الاحتياط.
قرأ بإصفهان على الآقا محمد علي ابن المولى محمد رفيع الجيلاني وغيره، ثم انتقل إلى
العراق وقرأ على مشاهير علمائها، فحضر في كربلاء مدة يسيرة على الآقا محمد باقر
البهبهاني، وعلى السيد علي الطباطبائي صاحب " الرياض "، وفي النجف على السيد مهدي
الطباطبائي بحر العلوم، والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وفي الكاظمية على السيد محسن
الأعرجي الكاظمي.
ثم عاد إلى إيران وقرأ على الميرزا القمي، والمولى محمد مهدي بن أبي ذر النراقي.
يروي بالإجازة عن الميرزا القمي، والشيخ جعفر النجفي، والشيخ أحمد بن زين الدين
الأحسائي، والشيخ عبد علي بن محمد بن عبد الله بن الحسين الخطي البحراني، وغيرهم.
له: " الإيقاظات "، و " الإشارات " في الأصول، و " شوارع الهداية إلى شرح الكفاية "
للسبزواري، و " منهاج الهداية إلى أحكام الشريعة "، و " إرشاد المسترشدين "، و " النخبة "
في الفقه، وغيرها.
انظر: روضات الجنات 1 / 34 - 37، طرائف المقال 1 / 58، الكرام البررة 1 / 14 - 15،
أعيان الشيعة 2 / 206 - 207، تكملة نجوم السماء 1 / 67 - 68، قصص العلماء ص 117 -
122، الكنى والألقاب 3 / 109، الفوائد الرضوية ص 10 - 12، ريحانة الأدب 5 / 42 - 44،
هدية العارفين 1 / 42، معجم المؤلفين 1 / 91، تذكرة القبور ص 89.
162

راجع باب المحامدة.
163

[25]
الملا أبو الحسن بن أبي القسم بن عبد العزيز بن محمد باقر بن نعمة
الله الطهراني (1).
ذكره في المجلد الأول من كتاب " نامه دانشوران "، وترجمة مختصره: أن
وطن آبائه الأصلي كان مازندران، فارتحلوا في أوائل دولة كريم خان زند إلى
طهران، وكان ولادة صاحب الترجمة في رابع عشر شهر صفر من سنة مائتين و
ألف.

(1) انظر: نامه دانشوران 3 / 423 - 425، الكرام البررة 1 / 32 - 33، تكملة نجوم السماء
1 / 113 - 116، أعيان الشيعة 2 / 321 - 322.
وزعم صاحب تكملة نجوم السماء أن هذا المولى هو: الحكيم المتأله والفيلسوف الشهير
الميرزا أبو الحسن ابن السيد محمد الطباطبائي الأصفهاني المشهور ب‍ " جلوه ". ولذا أدرج
شطرا من ترجمته نقلا عن " المآثر والآثار " في أول ترجمة هذا المولى.
164

تلمذ في أوائل أمره عند الحاج سيد آقا من طائفة سادات أخوي، مدرس
مدرسة ملا آقا رضا، ثم هاجر إلى إصفهان وتلمذ برهة من الزمان عند المحقق
الحاج محمد إبراهيم الكرباسي، ثم هاجر إلى كربلاء وتلمذ قريبا من سنتين عند
السيد الفاضل الأمير سيد على الطباطبائي مؤلف " الرياض " (1).
ثم عاد إلى إصفهان والتزم بدرس الكرباسي المغفور له إلى أن وصل رتبة
الاجتهاد، ورجع إلى وطنه بإجازة منه، فلم يقبل أهل بلدته اجتهاده وكتبوا إلى
الفاضل الكرباسي وكشفوا عن أمره، فأظهر اعتماده عليه وصدق اجتهاده فعظم في أعين الناس.
وكان له وقع عظيم، وصار مرجعا للمرافعات والأمور الحسبية، وكان

(1) هو: المحقق المدقق العلامة النحرير، مالك مجامع الفضل بالتقرير والتحرير، نادرة الزمان
السيد علي ابن السيد محمد علي الطباطبائي الأصفهاني الحائري.
تخرج عليه علماء أعلام وفقهاء عظام كصاحب الضوابط، وصاحب المقابيس، وصاحب
مفتاح الكرامة، وشريف العلماء المازندراني، والحاجي الكرباسي، وأمثالهم من الأجلة.
له مؤلفات رائقة، عد منها صاحب الأعيان 19 مؤلفا ك‍ " رياض المسائل في أحكام
الشرع بالدلائل " الذي شاع وذاع وطبق الآفاق في جميع الأقطار، وعليه المدار في هذه
الاعصار.
ولد (رحمه الله) في الكاظمية 12 ربيع الأول سنة 1161، وتوفى سنة 1231، ودفن في
الرواق الحسيني الشريف.
انظر: أعيان الشيعة 8 / 314 - 315، روضات الجنات 4 / 399 - 406، ريحانة الأدب
3 / 370 - 372.
165

زاهدا متقشعا، مجدا في الامر بالمعروف وإلهي عن المنكر، واعتزل في أواخر
عمره، وجانب المراودات والمرافعات إلى أن ارتحل في سنة اثنتين وسبعين بعد
المائتين والألف (1) في طهران، ونقلوا جنازته إلى النجف الأشرف.
ثم عد أولاده..، وقال: له من المؤلفات كتاب في الأصول مسمى ب‍
" اللمعات " في ستة آلاف بيت (2)، وكتاب في الفروع في ألفي بيت (3) - انتهى
الترجمة ملخصا.

(1) في أعيان الشيعة 2 / 321: سنة 1282.
(2) الذريعة 18 / 343.
(3) الذريعة 16 / 282.
166

[26]
المولى أبو الحسن ابن المولى أحمد القاساني (1).

(1) هو المولى، أبو الحسن ابن المولى أحمد الأبيوردي الكاشاني، المتوفى يوم الأحد السادس و
العشرين من شهر رمضان سنة ست وستين وتسعمائة في زمن حياة السلطان شاه طهماسب
الصفوي (930 - 984 ه‍).
انظر: أحسن التواريخ 12 / 525 - 257، وقائع السنين والأعوام ص 481، رياض
العلماء 5 / 435 - 437، أعيان الشيعة 2 / 322، إحياء الداثر ص 144، إيضاح المكنون
1 / 24، هدية العارفين 1 / 746، الأعلام للزركلي 4 / 258، معجم المؤلفين 1 / 10، ريحانة
الأدب 5 / 17.
وقال العلامة الطهراني في " إحياء الداثر " ص 144 ذيل ترجمة هذا المولى: " والظاهر أنه
مقدم على أبي الحسن بن أحمد القائني، مؤلف " إثبات الواجب " وشيخ إجازة الحسين بن
حيدر الكركي.
وقال في ص 56: أبو الحسن القائني الشريف ابن المولى أحمد، من مشائخ الحسين بن
حيدر بن قمر الكركي، كما ذكره في المشيخة، قال: قرأت عليه كتابه " روض الجنان " وأجازني بسائر تصانيفه. وهو يروي عن والده زعن الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي الذي توفى
944 - إلى أن قال -: فالظاهر من هذه التواريخ أنه كان من مشائخ الحسين بن قمر قبل تمام
الألف: مثل عبد العالي المذكور، فإنه يروي عنه الحسين بلا واسطة أيضا كما في مشيخته.
وقال في " الروضة النضرة " ص 145: " أبو الحسن الشريف القائني ابن المولى أحمد.
وصنف تلميذه الحسين بن حيدر بن قمر الكركي في مشيخته المذكورة في آخر البحار ب: مولانا
المحقق: قال: وقرأت عليه " روض الجنان " وأجازني جميع مصنفاته وجميع مروياته عن
والده: وعن الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي ".
فحاصل كلامه (قدس سره) أن أبا الحسن ابن المولى أحمد القائني غير أبي الحسن ابن
المولى أحمد الأبيوردي الكاشاني. ونسب في الذريعة مؤلفات أبي الحسن الأبيوردي إلى أبي
الحسن القائني، واستدل لذلك بمشيخة السيد حسين ابن السيد حيدر الكركي المذكورة في
إجازات البحار. و استظهر تأخره عن الأبيوردي، لأنه من مشايخ السيد حسين الكركي، و
يروي عنه بلا واسطة.
أقول: لا يستفاد ذلك من مشيخة السيد حسين ابن السيد حيدر الكركي، بل صريح ما في
المشيخة خلاف ذلك، لأنه يروي عن المولى أبي الحسن ابن المولى أحمد بواسطة حبيب الله بن
علي الطوسي الذي قرأ والده وعلى الشيخ عبد العالي، وقرأ الإلهيات على المولى أبي
الحسن ابن المولى، أحمد، خصوصا مصنفاته.
وقرأ السيد حسين علي حبيب الله ابن علي الطوسي كتاب " روض الجنان " من تأليفات
المولى أبي الحسن الأبيوردي.
وإليك نص المشيخة المصورة عن النسخة المخطوطة، المطبوعة في آخر الجزء 109 من
البحار: " فائدة من كلام السيد حسين ابن السيد حيدر العاملي المذكور في طريق روايته
لبعض الكتب، وفي إيراد مشائخه ومشائخ مشائخه.
قال السيد حسين:..، وأروي أربعين الحديث - إلى أن قال - وحبيب الله بن علي
الطوسي قرأ على والده، وعلى شيخنا الشيخ عبد العالي، والإلهيات على المولى المحقق مولانا
أبي الحسن [ابن] مولانا أحمد القائني، خصوصا مصنفاته. وقرأت عليه " روض الجنان "، و
أجازني جميع مصنفات المولى المذكور، وجميع مروياته عن والده، وعن شيخنا الشيخ عبد
العالي ".
167

قال في رياض العلماء: هو المولى الجليل المعروف أبو الحسن الكاشي،
الفاضل العالم الفقيه المتكلم المعروف في دولة الشاه طهماسب من السلاطين
الصفوية.
له مؤلفات جيدة، منها: " روض الجنان " (1) في الكلام مشهور، وشرح على
رسالة " الفرائض " للخواجه نصير الدين الطوسي (2)، ورسالة في " إثبات
الواجب وصفاته " (3) كثير الحجم.
وقد صرح بتشيعه في ديباجة كتابه " روض الجنان ".
ويلوح من حاشية الأمير فخر الدين السماك على مبحث إثبات الواجب من

(1) الذريعة 11 / 274.
(2) الذريعة 13 / 379.
(3) الذريعة 1 / 102. وقال المولى الأفندي في رياض العلماء 5 / 436: كبيرة الحجم معروفة
أيضا، وقد رأيتها ببلدة أردبيل وهراة وغيرهما، وقد فرغ من تأليفه ببلدة سبزوار ليلة
السبت خامس عشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وتسعمائة.
169

كتاب " روض الجنان " الذي لهذا المولى أن الأمير فخر الدين السماكي معاصر له و
كان في قرب عصره، ويرد السماك فيها عليه كثيرا، فلاحظ.
وكان هذا المولى والمولى ميرزا جان السني (1) - على ما مر في ترجمة السيد
الأمير غياث الدين منصور (2) - يأخذان أكثر المطالب من كلام ذلك السيد و
يسرقان من كتبه - انتهى ما في الرياض (3).

(1) حبيب الله الباغنوي الشيرازي، المعروف ب‍ " ميرزا جان "، المتوفى 994، كان من أعلام عصره.
له: " أنموذج الفنون "، و " حاشية على شرح حكمة العين "، و " حاشية إثبات الواجب
الجديد والقديم " للدواني، و " حاشية على لوامع الاسرار "، وغيرها.
انظر: هدية العارفين 1 / 262، معجم المؤلفين 3 / 188، ريحانة الأدب 6 / 63.
(2) الأمير غياث الدين، منصور ابن الأمير صدر الدين محمد الحسيني الدشتكي الشيرازي،
المتوفى 948، كان من أعاظم العلماء وفحول الحكماء. له: " إثبات الواجب "، و " الإشارات والتلويحات "، و " جام جهان نما "، و " شرح حكمة
العين "، و " اللوامع والمعارج "، و " الشافية "، و " التصوف والأخلاق "، و " حاشية الشفاء "،
وغيها.
انظر: إحياء الداثر ص 254 - 257، ريحانة الأدب 4 / 258 - 260.
(3) رياض العلماء 5 / 435 - 437.
170

[27]
أبو الحسن البكري (1).
ذكره العلامة المجلسي في " البحار "، قال في الفصل الأول في عداد كتب
الامامية: كتاب " الأنوار "، وكتاب " مقتل الأمير المؤمنين "، وكتاب " وفاة
فاطمة " للشيخ الجليل أبي الحسن البكري أستاد الشهيد الثاني (رحمة الله عليهما) -
انتهى (2).

(1) أبو الحسن البكري المصري الصوفي، المتوفى 952 ه‍، كان من أعلام عصره ومن مشائخ
الشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد العاملي، المستشهد سنة 965 ه‍.
والمؤلف استوفى الكلام حول المترجم والاختلاف الذي في اسمه واسم أبيه بما لا مزيد
عليه.
له ترجمة في: الطبقات الصغرى للشعراني ص 76، الكواكب السائرة 2 / 194، شذرات
الذهب 8 / 292، هدية العارفين 1 / 744، معجم المؤلفين 7 / 208، الكنى والألقاب 1 / 47 -
48، رياض العلماء 5 / 440.
(2) بحار الأنوار 1 / 22.
171

وقال في الفصل الثاني: وكتاب " الأنوار " قد أثنى بعض أصحاب الشهيد
الثاني على مؤلفه، وعده من مشائخه، ومضامين أخباره موافقة للاخبار المعتبرة
المنقولة بالاسناد الصحيحة (1)
قلت: قد ذكرنا الكتب المذكورة واعتقادنا في حق مؤلفها في القسم
الثاني (2)، والمقصود في هذا المقام ترجمة أبي الحسن المذكور، فنقول: ذكر ابن

(1) بحار الأنوار 1 / 41.
(2) قال في القسم الثاني: " الأنوار ومفتاح السرور والأفكار في مولد النبي المختار " لأبي الحسن
أحمد بن عبد الله البكري...، وعد العلامة المجلسي في فهرست البحار كتاب " الأنوار في مولد
النبي المختار " في جملة كتب الامامية، ونسبه إلى الشيخ أبي الحسن البكري أستاذ الشهيد
الثاني... - إلى أن قال:
أقول: أبو الحسن البكري الذي وصفوه بكونه شيخا للشهيد الثاني توفى سنة 952، و
قد وقع الاختلاف في اسمه، ففي " الخطط المصرية الجديدة " أنه: الأستاذ السيد محمد أبو الحسن
المفسر ابن السيد محمد أبي البقاء جلال الدين ابن السيد عبد الرحمن جلال الدين ابن السيد
أحمد ابن السيد محمد، إلى آخر نسبه...، وفي " خلاصة الأثر " ساق نسبه حفيده أبي السرور
هكذا: أبو السرور بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، إلى آخر نسبه...، ومع
الإغماض عن ذلك، فما نقله في الكشكول [للبحراني] عن بعض المؤرخين من تاريخ نسخة
" الأنوار " التي شاهدها لا يوافق عصر أبي الحسن البكري الذي أخذ عنه الشهيد الثاني، فإنه
دخل مصر سنة 942، وكانت وفاة أبي الحسن البكري بنص ولده كما في الخطط سنة 952.
ثم قال بعد نقل كلام صاحب " الرياض " في ترجمة أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد
البكري، وما أورده عن السمهودي في تاريخ المدينة من كلمات الذهبي في " ميزان الاعتدال "،
وابن حجر في " لسان الميزان " في حق المترجم: والظاهر أن كتاب " الأنوار " لهذا الرجل، و
يؤيده تاريخ النسخة التي ذكرها في " الكشكول "، وصاحب " ميزان الاعتدال " وكذلك ابن
حجر مقدمان على زمان الشهيد الثاني الذي نسبوا كتاب " الأنوار " إلى أبي الحسن البكري
أستاده...، والعجب أن صاحب " الرياض " نقل ما نقل عن السمهودي والميزان بعد ما نسب
الكتاب إلى أبي الحسن أستاد الشهيد الثاني، وساو الكلام بحيث يفهم منه أن ما نقله عمن نقله
إنما هو حقه، مع أن صاحب الميزان وغيره مقدم عليه كما ذكرناه أولا.
وقد سألت عن مصر عن أهل بيت أبي الحسن البكري المصري تفصيل كتاب " الأنوار "
وأنه هل هو لجدهم؟ فلم يعرفوه، وإن لم ينكروه.
172

العودي في " بغية المريد " في أحوال الشهيد الثاني، ويذكر فيه أولا ما ذكره الشهيد
الثاني، ثم يتبعه بقوله، قلت: قال عند عده لمشائخه المصريين: ومنهم الشيخ أبو
الحسن البكري، سمعت عليه جملة من الكتب في الفقه والتفسير وبعض شرح على
المنهاج.
قلت: كثيرا ما كان (قدس الله سره) يطري علينا أحوال هذا الشيخ ويثني
عليه، وذكر أنه كان له حافظة عجيبة، كان التفسير والحديث نصب عينيه، وكان
على غاية من حسن الطالع والحظ الوافر من الدنيا، وإقبال القلوب عليه، وكان
من شدة ميل الناس إليه إذا حضر مجلس العلم أو دخل المسجد يزدحم الناس على
تقبيل كفيه وقدميه، حتى منهم من يمشي حبوا ليصل يقبلهما.
صحبه شيخنا (نفع الله به) من مصر إلى الحج، وذكر أنه خرج في مهيع عظيم
من مصر راكبا في محفة مستصحبا ثقلا كثيرا بعزم المجاورة بأهله وعياله، وكان
173

شأنه إذا حج يجاور سنة ويقيم بمصر سنة.
وكان معه من الكتب عدة أجمال، ذكر شيخنا عددهم ولكن ليس في حفظي
الآن، حتى ظهر له منه التعجب من كثرتها - إلى أن قال -: وكان محبا لشيخنا مقبلا
عليه، متلطفا به، ولما رآه أول مرة راكبا في المحاورة وهو كان في المحفة، سلم
عليه وتواضع معه، ثم ذكر مكالمته في مسألة أمر العوام الذين شأنهم التقليد مما لا
حاجة إلى ذكره - وقال في آخر الترجمة -: توفى سنة 953 - أي ثلاث وخمسين و
تسعمائة - بمصر، ودفن بالقرافة، وكان بوم موته يوما عظيما بمصر، لكثرة الجمع،
ودفن بجانب قبة الإمام الشافعي، وبنوا عليه قبة عظيمة - انتهى (1).
وذكره الخفاجي في " ريحانة الألباء " مع جمع من أولاده. وكذا ذكر الشيخ
أحمد الخفاجي المصري، المتوفى سنة تسع وستين وألف في كتاب " الجنايا "، ولده
محمد البكري وغيره. وذكر في " خلاصة الأثر " أبا السرور بن محمد بن أبي
الحسن البكري. وذكر ترجمة بيت البكري في " الخطط المصرية الجديدة " تأليف
سعادة على باشا المبارك، وترجم أبا الحسن وغيره من أولاده وأجداده.
وهؤلاء كلهم ذكرهم بالتصوف، ووصفوهم بالولاية، وأثبتوا لبعضهم
كرامات. وذكر في الخطط إقامة مراسم المولود المبارك النبوي من خصائص هذا
البيت، وذكر عاداتهم ورسوماتهم.

(1) " بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد "، أدرجها الشيخ علي حفيد الشهيد الثاني،
المتوفى سنة 1103 في كتابه الدر المنثور 2 / 149 - 198.
174

قال الخفاجي في " ريحانة الألباء " في رجال مصر، ما لفظه: الأستاذ أبو
الحسن البكري، وهو جامع الفضائل والمحاسن ومظهر اسم الظاهر والباطن،
الذي شيد لهم منار الطريقة، وجاز من قنطرة المجاز إلى الحقيقة، وتآليفه وآثاره
وكلماته التامة وأخباره غنية عن البيان، مسطرة في صحف الامكان، ثم خلفه من
بعده ونشر في الخافقين لواء حمده الأستاذ محمد بن أبي الحسن - ثم ذكر أبا
المواهب، إلخ (1).
وذكر في كتاب " الجنايا " في رجال مصر أيضا الشيخ محمد بن أبي الحسن، و
ابنه أبا السرور، وزين العابدين، ولم يعبر في الكتابين عن الشيخ المترجم عنه إلا
ب‍ " أبي الحسن ".
وذكر المحبي في " خلاصة الأثر " أبا السرور، وساق نسبه هكذا: أبو
السرور بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد - إلى أن أنهى نسبه إلى
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - قال: وأبو السرور هذا أحد أولاد الأستاذ محمد
بن الحسن البكري الصديق الشافعي، وأرخ وفاته في سنة سبع بعد الألف (2).
وعقد ترجمة لأبي المواهب أخيه (3)، وأخيه الآخر زين العابدين (4)، وابن

(1) ريحانة الألباء 2 / 219 - 244.
(2) خلاصة الأثر 1 / 117 - 118.
(3) خلاصة الأثر 1 / 145 - 148.
(4) خلاصة الأثر 2 / 196 - 199.
175

أخيه محمد زين العابدين (1).
وقال سعادة علي پاشا المبارك في " الخطط " في آخر الجزء الثالث: إن
الخطتين المذكورتين والوظيفتين الشريفتين - اللتين هما خلافة السادة البكرية و
نقابة السادة الاشراف بعموم الديار المصرية في وقتنا الحاضر الذي هو عام
1306 من الهجرة الشريفة - قائم بها نخبة هذه السلالة الشريفة وفرع تلك الدوحة
اليانعة المنيفة السيد عبدا لباقي أفندي البكري ابن المرحوم السيد علي أفندي
البكري - إلى أن أنهى نسبه إلى السيد محمد أبي المكارم زين العابدين أبيض الوجه
ابن السيد محمد أبي الحسن المفسر ابن السيد محمد أبي البقاء جلال الدين ابن
السيد عبد الرحمن جلال الدين ابن السيد أحمد ابن السيد محمد، إلى آخر نسبه.
وقال في أول كلامه: إنه فتش عن أنسابهم وتراجمهم، وما يخصهم من
الشجرات والسجلات، وكتب التواريخ والتراجم، ك‍: تاريخ ابن خلكان، و
خلاصة الأثر، وغيرهما، وأعانه على ذلك جمع من فضلاء عهده، ذكرهم
بأسمائهم، ثم ترجم واحدا واحدا ممن عثر على ترجمته.
فقال: الجد العاشر: السيد محمد أبو المكارم زين العابدين أبيض الوجه،
صاحب الحزب المعروف ب‍ " الحزب البكري "، وكان ولادته ختام عام 930، و
وفاته سنة 994، إلى آخر الترجمة. ثم قال: الجد الحادي عشر: السيد محمد أبو
الحسن المفسر، تلميذ شيخ الاسلام زكريا، كان عالما في جميع الفنون، ملازما

(1) خلاصة الأثر 3 / 465 - 468.
176

للتقوى، فرغ من تأليف تفسيره في أخر جمادي الثانية سنة ست وعشرين و
تسعمائة، وهو إذ ذاك ابن ثمان وعشرين سنة وشهر وثمانية عشر يوما، لان
مولده سنة ثمان وتسعين وثمانمائة. نقله ملخصا من آخر نسخة من ذلك التفسير
بخط ولد المترجم المنقولة من خط والده الموجودة الآن بالكتبخانة الخديوية
المصرية.
قال: وذكر ولده أبيض الوجه: أن وفاة والده المذكور كانت سنة اثنتين و
خمسين وتسعمائة عن أربع وخمسين سنة. ونقل عن الشعراني: أنه بكري بيقين، و
به كتاب يسمى " تحفة واهب المواهب في بيان المقامات والمراتب " (1)، ورسالة
سماها " ترتيب السور وتركيب الصور " (2)، ذكرهما في كشف الظنون - انتهى.
قلت: ونسب إليه في " الخلاصة " في ترجمة أبي السرور كتاب " النبذة " في
فضائل نصف شعبان، حيث قال: لأبي السرور مختصر في فضل ليلة النصف من
شعبان من كتاب " النبذة " لجده أبي الحسن، وشرحه وسماه " فيض المنان " (3). و
ذكر " النبذة " أيضا في كشف الظنون (4).
ونسب في " الخطط " رسالة في فضل ليلة النصف من شعبان إلى أبي الحسن

(1) كشف الظنون 1 / 376.
(2) كشف الظنون 1 / 396.
(3) خلاصة الأثر 1 / 117.
(4) كشف الظنون 2 / 1923.
177

المزبور من غير تسميته له ب‍ " النبذة "، قال: وشرحه العلامة المناوي (1). وقال في
الجزء الخامس عند ذكر المدفونين في مقبرة الشافعي، قال: وفي جانب يمين الداخل
مكان دفن فيه الشيخ أبو الحسن تاج العارفين البكري، شيخ الاسلام، الفقيه
المفسر، المحدث الصوفي، كان عظيم الشأن، واضح البرهان، أخذ العلوم عن جمع
من الأعيان، منهم: شيخ الاسلام زكريا، وبرهان الدين بن أبي شريف، ودرس
بالجامع الأزهر في التفسير والتصانيف.
له تصانيف كثيرة، منها: تفاسير ثلاثة، أصغر، وأوسط، وأكبر، وشروح
على " الارشاد " ثلاثة كذلك، وعدة متون في الفقه، ورسائل في التصوف، وغير
ذلك. توفى سنة نيف وعشرين وتسعمائة، ذكره المناوي في الطبقات - انتهى كلام
مؤلف الخطط.
وأقول: ما ذكره في تاريخ وفاته سهو، والصحيح ما تقدم، وقد سبق تاريخ
تولد ولده محمد أبيض الوجه، وأنه كان في سنة ثلاثين وتسعمائة، وتصريح ولده
المزبور أيضا بأن وفاة والده كانت في سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، ولاقاه
الشهيد الثاني في سنة 942.
هذا أقصى ما وسعني تتبعي في ترجمة أبي الحسن البكري، وقد عرفت
الاختلاف في اسمه.
واعلم أن صاحب " كشف الظنون " نسب " الأنوار " إلى أبي الحسن أحمد بن

(1) كشف الظنون 2 / 1923.
178

عبد الله البكري (1)، و " ترتيب السور وتركيب الصور " إلى الشيخ شمس الدين
أبي الحسن محمد البكري المصري (2)، وذكر أول الكتابين من غير ذكر لتاريخ وفاة
المؤلف.
ونسب " تحفة واهب المواهب " إلى الشيخ أبي الحسن محمد بن عبد الرحمن
البكري (3)، قال: وهي رسالة على مقدمة وأربع مقامات وست مراتب، فرغ
عنها في ذي الحجة سنة 922 اثنتين وعشرين وتسعمائة، ونسب " النبذة " إلى
الشيخ شمس الدين أبي الحسن محمد بن عبد الرحمن البكري، المتوفى سنة 954
أربع وخمسين وتسعمائة (4).
ومن جميع ما ذكرنا نقف على الاختلاف الذي في اسم أبي الحسن واسم
أبيه، والأظهر عندي هو ما قاله في " الخلاصة "، لكونه معاصرا لابنه أبي
السرور، وأما تسميته " محمد " فلعله من باب الافتخار، وعبد الرحمن إما أبوه كما
في " الخلاصة "، أو جده كما في " الخطط ".
والحاصل: أن الشيخ أبا الحسن المصري صوفي شافعي، كان رئيس بيت
البكري في وقته، ويختص بيته بإقامة المولد الشريف النبوي، ويتلى فيه مولد
النبي (ص). ولكن المترجمين لم ينسبوا إلى أبي الحسن كتابا ألفه في المولد، بل نسب

(1) كشف الظنون 1 / 195.
(2) كشف الظنون 1 / 395.
(3) كشف الظنون 1 / 376.
(4) كشف الظنون 2 / 1923، ولكن في المطبوعة التي بأيدينا: المتوفى في حدود 950.
179

في " الخطط " حزبا إلى ابنه أبي السرور، وقال في ترجمته: ولا يزال حزب المترجم
يتلى بمولدي البكرية والدشطوطي، وبمنزل أولئك السادة في ليلة خمس وعشرين
من رمضان، وليلة المقارئ في المولد الشريف النبوي.
وقال في بيان المولد الشريف النبوي: ويتلى أيضا المولد الشريف النبوي
بعد حزب البكري - إلخ.
والمقصود من الحزب كما يلوح مما ذكره في كشف الظنون: دعوات وأوراد
تتلى في المجالس، ك‍ " حزب البحر " للشاذلي، وأمثال ذلك (1).

(1) انظر: كشف الظنون 1 / 661.
180

[28]
أبو الحسن بن زيد ين الحسين البيهقي (1).

(1) هو الإمام أبو الحسن، علي ابن الإمام أبي القاسم زيد ابن الحاكم الامام أميرك محمد ابن
الحاكم أبي علي الحسين بن أبي سليمان الامام فندق - إلى أن ينتهي إلى ذي الشهادتين صاحب
رسول الله (ص). هكذا سرد نسبه في " معجم الأدباء " عن كتابه " مشارب التجارب ".
ولد حوالي سنة 490 ه‍، وتوفى سنة 565 ه‍.
قال صاحب الأعيان: " كان لغويا، نحويا، صرفيا، منطقيا متأدبا، شاعرا، أديبا، ناظرا
في الطب، عالم بعلم الحديث، فقيها عالما بعلم النظر والجدال، واعظا...، وقد دعي إلى تولي
القضاء فأبى وهرب منه ضنا بعمره أن يصرفه في مثل ذلك، وكفى بها رتبة، وصرف عمره في
الدرس والتدريس ووعظ الناس والتأليف والتصنيف، حتى صنف ما يزيد عن 78 كتاب ".
انظر: معجم الأدباء 13 / 219 - 240، وفيات الأعيان 3 / 387 في ترجمة الباخرزي،
الوافي بالوفيات 21 / 122 - 126، سير أعلام النبلاء 20 / 585 - 587، رياض العلماء
و 5 / 448، كشف الظنون 1 / 289، و 2 / 2007، مستدرك الوسائل 3 / 492، هدية العارفين
1 / 699، الكنى والألقاب 3 / 28، أعيان الشيعة 8 / 241 - 246، الثقات العيون ص 189 -
190، قزويني: بيست مقاله 2 / 104 - 117، كنوز الأجداد ص 286 - 292، ريحانة الأدب
4 / 334، الأعلام للزركلي 4 / 290، معجم المؤلفين 7 / 96 - 97، بارتلد: دائرة المعارف
الاسلامية 4 / 431 - 432، معجم رجال الحديث 21 / 112.
181

ذكره ابن شهرآشوب في ذيل ترجمة والده زيد، قال: ولابنه أبي الحسن
فريد خراسان كتب (1) - إلخ. هكذا في نسختين من المعالم. وكذا في الأمل (2) نقلا
عنه، أي: " أبو الحسن ".
ولكن في " المستدرك " وقد عده من مشائخ ابن شهرآشوب، هكذا: العالم
المتبحر أبو الحسن، أو الحسن بن - إلخ. ثم قال: وفي المعالم: " لابنه أبي الحسن "، و
في بعض نسخه: " ولابنه الحسين " - إلخ (3).
أقول: هكذا نسخة المستدرك، أي الترديد بين " أبي الحسن " و " الحسن "
مكبرا، والنقل عن بعض نسخ المعالم ب‍ " الحسين " مصغرا، وأحدهما سهو من
الكاتب.
ونقل عن الرياض: أنه كان من أجلة مشائخ ابن شهرآشوب، ومن كبار
أصحابنا، كما يظهر من بعض المواضع - انتهى (4).
وقال في " المستدرك " أيضا: هو أول من شرح نهج البلاغة. وساق نسبه

(1) معالم العلماء ص 51.
(2) أمل الآمل 2 / 352
(3) مستدرك الوسائل 3 / 492.
(4) رياض العلماء 5 / 448.
182

بعض تلامذته ورواة كتابه بعد خطبة الكتاب، وهي من الخطب البليغة الأنيقة،
أولها - إلى أن قال -: قال الشيخ الامام السيد حجة الدين فريد خراسان أبو
الحسن ابن الإمام أبي القاسم ابن الإمام محمد ابن الإمام أبي علي ابن الإمام أبي
سليمان - وهكذا ساق نسبه إلى أن أنهاه إلى خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين - انتهى
ما أردنا نقله.
وقد صرح أبو الحسن المذكور بأن اسم أبيه: زيد، وكنيته: أبو القاسم، فيما
نقله عن خطبة كتابه بقوله: والكتاب سماع لي عن والدي الامام أبي القاسم زيد
بن محمد البيهقي (1). ووقع الاختلاف في اسم والد زيد، ونذكره في مقامه.
وكان أبو الحسن هذا حيا في سنة عشرة وخمسمائة (2)، وهي تاريخ
قراءته لنهج البلاغة على الإمام الزاهد الحسن بن يعقوب أحمد القارئ (3). و
قال في حقه: هو وأبوه في فلك الأدب قمران، وفي حدائق الورع ثمران.
ثم أقول: كون المترجم عنه من مشائخ ابن شهرآشوب، مما لم أقف عليه إلا في
كلام " المستدرك "، وكلام " الرياض " بنقل المستدرك، ولعل سند الأول أيضا نقل
الثاني، والله أعلم.
وله كما ذكره في " المعالم " كتب، منها: " تلخيص مسائل الذريعة " (4)

(1) معارج نهج البلاغة ص 2.
(2) كان وفاته كما ذكرنا سنة 565 ه‍.
(3) معارج نهج البلاغة ص 2.
(4) معالم العلماء ص 52، الذريعة 4 / 427.
183

للمرتضى، و " الإفادة للشهادة " (1)، و " جواب يوسف اليهودي العراقي " (2) -
انتهى.

(1) معالم العلماء ص 52، الذريعة 2 / 254، وفي معجم الأدباء 13 / 225: " الإفادة في كلمة
الشهادة ".
(2) معالم العلماء ص 52، الذريعة 5 / 195.
وذكر المستشرق الروسي " بارتلد " في دائرة المعارف الاسلامية 4 / 431 ترجمة المترجم
له، وقال: " البيهقي " أبو الحسن علي بن زيد يلقب ب‍ " ابن فندق ": مؤرخ لم يبق من مؤلفاته
سوى " تاريخ بيهق ".
أقول: وصل إلينا من مؤلفات البيهقي لحد الآن غير " تاريخ بيهق ": " تتمة صوان الحكمة "
المطبوع في دمشق باهتمام الأستاذ محمد كرد علي باسم: " تاريخ حكماء الاسلام "، و " معارج
نهج البلاغة "، و " لباب الأنساب " المطبوعان ضمن سلسلة منشورات مكتبة آية الله
المرعشي العامة في قم.
184

[29]
السيد أبو الحسن ابن السيد عبد الله ابن السيد نعمة الله
الجزائري (1).
ذكره في " تحفة العالم " بما ترجمته ملخصا: أنه تلمذ عند والده وبلغ
الدرجات الرفيعة، سافر في أيام شبابه إلى حيدر آباد دكن. ثم تنفر عنها و
[عن] (2) أهاليها، فعاد إلى إيران، وأعطاه كريم خان زند منصب شيخ الاسلام، و
صار معززا مكرما عنده.

(1) السيد، أبو الحسن ابن السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الموسوي
الجزائري التستري، المتوفى سنة 1193.
انظر: تحفة العالم ص 121، تكرة شوشتر ص 60، نجوم السماء ص 298، الكنى و
الألقاب 2 / 333، شجرة مباركة ص 55 - 57، الكواكب المنتثرة ص 165، أعيان الشيعة
2 / 328، مكارم الآثار 1 / 1.
(2) الزيادة منا.
185

وكان حاذقا في الطب، فائقا على أقرانه، وذا يد في الهندسة والرياضي، و
له رسائل شريفة مدونة في الطب والحساب والرياضي (1). وقرأت كتاب
" خلاصة الحساب " عليه. وكان (رحمه الله) شرع في شرح مبسوط للمفاتيح، و
لكن لم يمهله الاجل لاتمامه، والذي خرج منه إلى البياض منقح (2).
توفى (رحمه الله) في شهر شوال من سنة ثلاث وتسعين بعد المائة والألف -
انتهى ما أردنا ترجمته.

(1) وله أيضا: " مختار العرائض "، رسالة كتبها إلى مختار الملك بهادر مير تراب علي خان قبل أن
يعود إلى إيران من حيدر آباد.
منها نسخة في المكتبة المرعشية برقم 4156.
(2) الذريعة 14 / 75.
186

[30]
الميرزا أبو الحسن ابن السيد محمد الطباطبائي (1).

(1) السيد، أبو الحسن ابن السيد محمد ابن السيد حيدر الطباطبائي الزواري الأصفهاني، نزيل
طهران، الشهير ب‍ " جلوة ".
كان من أعاظم العلماء وأكابر الحكماء، علامة عصره، متبحرا في العلوم العقلية، معظما
عند الأعيان، معرضا عما في أيديهم.
تخرج عليه كثير من العلماء الأفاضل، منهم: السيد محمد التنكابني، والمولى محمد زمان
السواد كوهي، والآقا مير شهاب الحكيم النيريزي، والمولى محمد الآملي، والسيد حسين
البادكوبي، والسيد محمود الحسيني المرعشي، والميرزا طاهر التنكابني، وغيرهم.
له: " إثبات الحركة الجوهرية " طبع في طهران 1313 على الحجر في هامش شرح الهداية،
" حاشية شرح الهداية الأثيرية " طبع مع الشرح المذكور على الحجر في طهران 1311.
" ديوان شعر " طبع في طهران 1303 و 1307 ه‍ ش، " حاشية المشاعر " للملا صدرا، طبع في
طهران على الحجر في هامش المشاعر 1315، " ربط الحادث بالقديم " طبع في طهران على
الحجر 1313 في هامش شرح الهداية الأثيرية، " حاشية الشفاء "، " حاشية الاسفار "، و
غيرها.
ولد بگجرات سنة 1238، وتوفى بطهران سنة 1314، ودفن بمقبرة خاصة في جوار
الشيخ الصدوق.
انظر: نامه دانشوران 3 / 31 - 37، المآثر والآثار ص 216، طرائق الحقائق 3 / 507 -
508، الكنى والألقاب 1 / 49 - 50، أعيان الشيعة 2 / 337 - 338، نقباء البشر 1 / 42،
ريحانة الأدب 1 / 419 - 420، مشار: فهرست چاپي عربي ص 16 و 283 و 295 و 401،
فهرست چاپي فارسي 2 / 2281، مكارم الآثار 4 / 1060.
187

كان فاضلا حكيما مشهورا ساكنا في طهران، يعضده الطلاب ويستفيضون
منه. ذكره في كتاب " نامه دانشوران " وأدرج في ترجمته ما كتبه نفسه في حالاته و
ترجمته.
وحاصل ما قاله هناك: أنه من أحفاد الآميرزا محمد رفيع النائيني (1) مؤلف
" الشجرة الإلهية " (2)، و " حاشية أصول الكافي " (3)، وكان والده السيد محمد

(1) الميرزا رفيع الدين، محمد بن حيدر الطباطبائي النائيني، المشتهر ب‍ " ميرزا رفيعا " المتوفى
1080 أو 1082.
من مشاهير علماء عصره، والمتبحرين في الحكمة والكلام، تتلمذ على شيخنا البهائي و
يروي عنه العلامة المجلسي. له غير ما في المتن: " أقسام التشكيك وحقيقته "، و " حاشية
شرح الإشارات " للطوسي، و " حاشية شرح حكمة العين "، وغيرها.
انظر: رياض العلماء 5 / 193، الروضة النضرة ص 226، ريحانة الأدب 6 / 127 - 128.
(2) الذريعة 13 / 28.
(3) الذريعة 6 / 184.
188

ماهرا في الطب، وشاعرا يتخلص... (1). قال: وهو مذكور في " تذكرة أنجمن
خاقان " للفاضل خان الكروسي (2).
توطن في حيدر آباد هند، وتزوج بابنة الوزير الميرزا إبراهيم شاه، وزير
الميرزا غلام علي خان، إلى أن خرج بعد إقامة مدة ست وثلاثين سنة من الهند إلى
بمبئي ومنها إلى أصفهان، وتوفى في زوارة من مضافات إصفهان بالوباء العام.
تركنا بعضا من حالاته في الترجمة اختصارا.
وكان ولادة صاحب الترجمة في أحمد آباد من مضافات كجرات في شهر
ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين بعد المائتين والألف. وكان رجوع والده من إصفهان
في سبع من عمره، وأقام مع والده قريبا من سبع سنين، وبعد وفاة والده لم يتمكن
من ضبط ماله وثروته لصغره وضعفه، فعزم على التحصيل وأقام في مدرسة
" كاسه گران " من مدارس إصفهان، حتى فرغ من المقدمات. ثم بعثه الشوق
الطبيعي إلى تحصيل المعقول، فسعى في ذلك حتى استغنى عن أساتيده. ثم بعثه
ضيق اليد وعسر المعاش على الهجرة من إصفهان، فهاجر منها إلى طهران ونزل
بمدرسة دار الشفاء.
قال: وأنا إلى الآن وهو سنة أربع وتسعين ومائتين بعد الألف بمضي مدة

(1) يتخلص (رحمه الله) ب‍: " مظهر "، انظر: تاريخ تذكره هاي فارسي 1 / 65.
(2) وهو محمد فاضل خان الگروسي المتخلص ب‍ " راوي "، ألف " تذكره أنجمن خاقان " بأمر
فتح علي شاه القاجار سنة 1234.
انظر: تاريخ تذكره هاي فارسي 1 / 60 - 67.
189

أحد وعشرين سنة، وأنا مقيم بتلك المدرسة. قال: ولما رأيت أن التأليف المستقل
أمر صعب جدا، فعدلت عنه إلى كتابة الحواشي على كتب الحكمة، ومنها الاسفار،
وغيره.
وكان مع ضيق يده قانعا زاهدا لم يسأل من أحد شيئا قط، وكان ذا وقع
عال، ومكان متعال عند الأكابر، يقصدونه ولا يقصدهم. وإليه انتهت مدارسة
كتب الحكمة في هذه الأواخر. وكان من الشعراء المجيدين، ويتخلص ب‍
" جلوة " (1)، وذكر بعض أشعاره في " نامه دانشوران ".
وكان وفاته في بلدة طهران في.. (2).

(1) طبع ديوانه بطهران سنة 1303 و 1307 ه‍ ش كما ذكرنا.
(2) توفى (رحمه الله) كما ذكرنا ليلة الجمة السادس من ذي القعدة سنة 1314.
190

[31]
المولى أبو الحسن الشريف ابن المولى محمد طاهر بن عبد الحميد
النباطي (1).
ذكره في " اللؤلؤة "، قال: كان محققا مدققا ثقة صالحا عدلا. اجتمع به الوالد
لما تشرف بزيارة النجف الأشرف في السنة الخامسة والعشرين بعد المائة والألف
- إلى آخر كلامه، ثم عد مؤلفاته.
وذكره في " الروضات " في ذيل ترجمة الميرزا محمد الاخباري، وقال: هو
الفاضل العريف، والباذل جهده في سبيل التكليف، مولانا أبو الحسن العاملي ثم

(1) انظر: لؤلؤة البحرين ص 107 - 109، الإجازة الكبيرة ص 45، روضات الجنات 7 / 142
- 144، رياض الجنة 1 / 408، مستدرك الوسائل 3 / 385، تكملة أمل الآمل ص 442،
نجوم السماء ص 218، طرائف المقال 1 / 67، الكنى والألقاب 1 / 51 - 52، أعيان الشيعة
7 / 342، الكواكب المنتثرة ص 174، ريحانة الأدب 3 / 211 - 213، ماضي النجف و
حاضرها 3 / 43 - 49، معجم المؤلفين 4 / 299.
191

الأصفهاني، الساكن بالغري الشريف، ابن المولى محمد طاهر بن عبد الحميد بن
موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد العاملي النباطي الفتوني. وقد كان من
أعاظم فقهائنا المتأخرين، وأفاخم نبلائنا المتبحرين، سكن ديار العجم طوالا من
السنين، ونكح هناك في بعض حوافد مقدم المجلسيين، ثم هاجر إلى النجف
الأشرف، ونكح في بعض بناته والد شيخنا الفقيه المعاصر صاحب كتاب
" الجواهر " الشيخ محمد حسن بن المرحوم الشيخ الباقر.
وكان ميلاده الشريف أيضا ببلدة إصفهان لما أن والده المولى محمد طاهر
كان قاطنا بها برهة من الزمان وناكحا فيها والدته المرضية العلوية التي هي أخت
سيدنا الأمير محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني الخاتون آبادي الذي هو ختن
سمينا المجلسي. واتصاف الرجل بالشرافة أيضا من هذه الجهة، كما أن
تعبيره عن نفسه ب‍ " الأصفهاني الشريف " أيضا دليل على ذلك، وإن مولده
إصفهان.
ويروي هو عن خاله الأمير محمد صالح، وعن المولى محسن الكاشاني، و
الآقا حسين الخوانساري، والسيد نعمة الله التستري الجزائري، والشيخ عبد
الحميد بن محمد التواني (1)، إلا أن غالب رواياته الموجودة في الإجازات مقصورة
على شيخه الأعظم العلامة المجلسي، والشيخ محمد الحر - ثم ذكر جمعا من الذين

(1) في هامش الروضات: " عبد الواحد بن محمد البوراني ".
192

يروون عنه، وقد تركنا بعض عباراته في مقام النقل (1).
واعلم أن كونه الجد الأمي لصاحب الجواهر مما لا ريب فيه، وقد نص عليه
حفيده المرقوم في جواز الاستنابة في الاستخارة، وفي شرح المسألة الأولى من
مسائل الرضاع من الجواهر (2). وكان هو (رحمه الله) من القائلين بالتنزيل،
صرح به حفيده وصاحب اللؤلؤة (3).
وظاهر كلام " الروضات " أن أم الشيخ هي بنت المولى أبى الحسن بلا
واسطة (4)، لكن ذكر في " المستدرك " في الفائدة الثانية من الخاتمة عند تكلمه في
شأن فقه الرضا (ع)، وقد نقل بعضا من وقفنامجة راجعة إلى المولى أبى الحسن، و
عليها خطوط جماعة من الفقهاء الأعاظم، ما حاصله: أن أم الشيخ باقر والد
صاحب الجواهر هي آمنة، وآمنة بنت فاطمة، وفاطمة بنت المولى أبى الحسن -
إلخ.
عد ذلك من جملة زلات صاحب " الروضات " في قوله: " ونكح في بعض
بناته والد صاحب الجواهر ". وقال بعد إيراد كلام " الروضات " بما نقلناه سابقا،
ما لفظه: وأنت خبير بما فيه من الوهن البين - إلى أن قال - فإن وفاة المولى المزبور

(1) روضات الجنات 7 / 142 - 143.
(2) جواهر الكلام 29 / 313.
(3) لؤلؤة البحرين ص 109.
(4) قال آل محبوبة في ماضي النجف وحاضرها 3 / 49، وفاطمة وهي والدة الشيخ باقر والد
صاحب الجواهر.
193

الذي هو من تلامذة المولى المجلسي في سنة أربعين ومائة بعد الألف، وصاحب
الجواهر في سنة ستين ومائتين بعد الألف، ولم يستند ما ذكره إلى محل (1). ثم ذكر
الوقفنامجة التي نقلنا مختصرها.
وأقول: ما نقله (ره) نص قاطع، ولكن كلام صاحب " الروضات " ليس
فيه استحالة، بل فيه البعد فقط، إذ بين وفاة هذين الشخصين مائة وعشرون سنة.
ويمكن أن يكون عمر صاحب الجواهر ثمانيسنة أو أكثر، وتكون والدته عند
وفاة والدها صغيرة. ولكن بعد الوقوف على حقيقة الحال لا مجال لهذا التمحل و
العذر والاحتمال. وذهول مؤلف " الروضات " عند هذا الاستبعاد وعدم عثوره
على الوقفنامه المذكورة لا يوجب الطعن الكثير عليه لا سيما الثاني، فإنه لا يعد في
شئ أصلا.
وللمولى أبي الحسن مؤلفات جليلة ذكر بعضها في " اللؤلؤة "، وبعضها في
" الروضات "، وبعضها في " الفيض القدسي "، أجلها وأشرفها تفسير " مرآة
الأنوار " (2) ولا حاجة إلى ذكر تفصيل مؤلفاته، فإن المقصد الثاني كافل لذلك.
وقد عرفت تاريخ وفاته من كلام " المستدرك " وأنه سنة أربعين ومائة بعد
الألف، وكذا ذكره في الفيض القدسي، إلا أن فيه: في آخر عشر الأربعين (3).

(1) مستدرك الوسائل 3 / 358.
(2) الذريعة 20 / 264.
(3) قال آل محبوبة في ماضي النجف وحاضرها 3 / 358: توفى كما وجدته بخط بعض أحفاده
على " الفوائد الغروية " في النجف سنة 1138.
194

[32]
جمال الدين أبو سعيد بن الفرحان (1).
نزيل قاسان. قال منتجب الدين: فاضل، له كتب، منها: " الشامل " (2)، و
" القوافي " (3)، وكتاب في النحو (4)، وشاهدته، ولي عنه رواية - انتهى.
هكذا نقله عنه في الأمل، أي " أبو سعيد " بالياء بين العين والدال، وفي
نسختين من البحار من " الفهرست "، وقد ذكره في باب السين المهملة: " سعد بن

(1) الحكيم جمال الدين أبو سعد، علي بن مسعود بن محمد بن الفرخان، الأديب النحوي
الشاعر، نزيل كاشان، من أعلام القرن السادس الهجري.
انظر: فهرست منتجب الدين ص 69، خريدة القصر: راجع ديوان الراوندي / 259 -
260، أمل الآمل 2 / 352، رياض العلماء 5 / 460، جامع الرواة 1 / 356، أعيان الشيعة
4 / 218، الثقات العيون ص 122.
(2) الذريعة 13 / 13.
(3) الذريعة 17 / 196.
(4) الذريعة 24 / 85.
195

الفرحان "، وفي نسخة أخرى مستقلة: " أبو سعد " من غير ياء بين العين والدال،
وهو في باب السين أيضا.
والذي أظن: أن الصواب هو ما في نسخة البحار، إذ لو كان المترجم عنه "
أبا سعيد " أو " أبا سعد " لذكره في باب الهمزة، كما ذكر نظائره في ذلك الباب، منها:
أبو يعلي بن حيدر، وأبو غالب بن أبي هاشم، وأبو محمد بن المنتهى، وأبو يعلى
بن أبي الهيجاء، وأبو المفاخر بن محمد. فهذه الأسماء كلها يذكر في باب الهمزة، و
يبقى " أبو سعيد " الفرد لباب السين، ولو كان سبب ذكره في هذا الباب لفظ
" سعيد " فما بال " أبو يعلى " لا يذكر في باب الياء، و " أبو غالب " في باب الغين، و
سائر الأسماء في سائر الأبواب. (*)
196

[33]
أبو طالب الاسترآبادي (1).

(1) الشيخ نجيب الدين، أبو طالب الاسترآبادي، من أكابر العلماء الامامية في القرن الخامس، أو
السادس.
قال المولى الأفندي في الرياض: النجيب أبو طالب الاسترآبادي، قال ابن شهرآشوب في
فصل الكنى من المعالم: له: " مناسك الحج "، " الأبواب والفصول لذوي الألباب والعقول "،
" المقدمة "، " الحدود " - انتهى.
وأقول: وبالبال أن الشيخ قد ينقل في المبسوط بعض الفتاوي عن الشيخ أبي طالب
الاسترآبادي، فهو من قدماء الأصحاب. فلاحظ أوائل المبسوط، إذ لعله أبو جعفر
النيشابوري السهومي، أو هو بعينه أبو طالب بن غرور الآتي ذكره.
ثم إن الشيخ عبد الجليل القزويني المعاصر لولد الشيخ الطوسي في كتاب " مثالب
النواصب " بالفارسية قد عد أبا طالب من جملة أكابر علماء الشيعة، فتأمل.
انظر: نقض " مثالب النواصب " ص 23 - 24، رياض العلماء 5 / 468، معالم العلماء
ص 136، مستدرك الوسائل 3 / 506، أعيان الشيعة 2 / 364، الثقات العيون ص 5.
197

قال في المعالم: له " المناسك " (1)، " الأبواب والفصول لذوي الألباب و
العقول "، " المقدمة " (2)، " الحدود " (3) - انتهى.

(1) الذريعة 22 / 253.
(2) الذريعة 22 / 37.
(3) الذريعة 6 / 298.
198

[34] الميرزا أبو طالب الأصفهاني (1).
صاحب الحاشية على شرح السيوطي لألفية ابن مالك.

(1) الميرزا أبو طالب...، عالم بارع ماهر أديب متكلم فقيه لغوي نحوي مفسر محدث، من أجلاء
تلامذة السيد علي الطباطبائي صاحب " الرياض "، له: حاشية على شرح السيوطي على ألفية
ابن مالك، فرغ منها سلخ جمادي الثانية 1223، طبع على الحجر في طهران 1273 و 1275 و
1282 و 1297، وفي تبريز 1290 و 1304.
توفى (رحمه الله) في طريق الحج سنة 1237 أو 1238.
انظر: الكنى والألقاب 3 / 220، أعيان الشيعة 2 / 366، الكرام البررة 1 / 39، ريحانة
الأدب 6 / 62، مشار: فهرست چاپي عربي ص 273 معجم المؤلفين 5 / 29، مكارم الآثار
4 / 1061.
199

[35]
الميرزا أبو طالب ابن الآميرزا بيك الفندرسكي (1).
قال في الرياض: سبط الأمير أبي القاسم الفندرسكي، وهو أيضا من جملة
أرباب الفضل، وقد قرأ على الأستاذ المحقق وغيره. ولهذا السبط مؤلفات عديدة
في أكثر الفنون، منها: كتاب " المنتهى في النحو " (2)، وحاشية على " تفسير

(1) الميرزا، أبو طالب ابن الآميرزا بيك ابن الأمير أبي القاسم الحسيني الفندرسكي، من أعلام
القرن الثاني عشر.
تتلمذ على العلامة المجلسي، والعلامة المحقق الآقا حسين الخوانساري، وكان معاصرا
للمولى عبد الله الأفندي الأصفهاني صاحب " رياض العلماء ".
انظر: رياض العلماء 5 / 500 في ترجمة جده أبي القاسم الفندرسكي، الكنى والألقاب
3 / 36 في ترجمة جده، أعيان الشيعة 2 / 365، الكواكب المنتثرة ص 391، ريحانة الأدب
4 / 360، في ترجمة جده.
(2) الذريعة 23 / 11، ذكره بعنوان " المنتهى في النجوم ".
200

البيضاوي " (1). وشرح خلاصة الحساب للشيخ البهائي بالفارسية سماه " توضيح
المقاصد " (2).
وله: حاشية " أصول الكافي " (3)، وحاشية على " شرح اللمعة " (4)، و
حاشية على " حاشية الفخري " (5) - أقول: هكذا كانت ما نقلته عنه ويحتمل أن
يكون " الخفري " (6)، أو أن المراد ب‍ " الفخري " هو فخر الدين السماكي - قال: و
حاشية على " معالم الأصول " (7) للشيخ حسن، وحاشية على " حاشية ابن
الحاجب " (8)، ورسالة في فن البيان والبديع بالفارسية سماها " بيان البديع " (9)
مشتملة على جميع الصنائع البديعية، ورسالة " مجمع البحرين " (10) بالفارسية في
علم العروض والقافية لاشعار العرب والفرس، طويل الذيل حسن الفوائد.

(1) الذريعة 6 / 41.
(2) الذريعة 4 / 498، و 6 / 227.
(3) الذريعة 6 / 181.
(4) الذريعة 6 / 91.
(5) في الذريعة 6 / 65: " حاشية الخفري ".
(6) في الرياض 5 / 500: " وحاشية على حاشية الخفري على الإلهيات ".
(7) الذريعة 6 / 204.
(8) في الرياض 5 / 500: " وشرح على شافية ابن الحاجب ".
(9) الذريعة 3 / 177.
(10) الذريعة 20 / 21.
201

وله: " ترجمة شرح اللمعة " (1) بالفارسية، ورسالة عملها في جميع (2)
المكاتب والانشاءات التي هي من بدائع أفكاره بالعربية والفارسية سماها
" بگارخانه چين " (3).
وله ديوان موسوم ب‍ " غزوات حيدري " (4) قد نظم غزوات علي (ع)
بالفارسية، وله منظوم آخر بالفارسية سماه " سامي نامه " (5)، إلى غير ذلك -
انتهى.
أقول: يريد من " الأستاذ المحقق " الفاضل العلامة الآقا حسين الخوانساري.

(1) الذريعة 4 / 105.
(2) في الرياض 5 / 501: " في جمع ".
(3) الذريعة 24 / 307.
(4) الذريعة 1 / 9 / 42.
(5) في الذريعة 12 / 103: " ساقي نامه ".
202

[36]
الميرزا أبو طالب الزنجاني ابن الحاج ميرزا أبى القاسم (1).
(هامش) *
(1) السيد الميرزا، أبو طالب ابن الميرزا أبي القاسم بن كاظم الموسوي الزنجاني، نزيل طهران،
من مشاهير علماء عصره، وكان عارفا بالعلوم العقلية والنقلية، معظما عند الفضلاء و
الأعيان.
له: " إيضاح السبل في الترجيح والتعادل " طبع في طهران 1308 على الحجر، " التنقيد
لاحكام التقليد " طبع في طهران 1316 على الحجر، وترجمة طهارة الأعراق لابن مسكويه،
سماه " كيمياي سعادت " طبع في طهران 1320 على الحجر، و " غاية المرام في أحكام
الصيام "، و " أحكام الأواني الذهب والفضة "، و " الكفاية في الدراية "، وغيرها.
ولد في شهر ذي القعدة 1259 في زنجان، وتوفى في طهران يوم السبت 26 ربيع الثاني
1329، وحمل إلى المشهد الرضوي (ع) فدفن فيه.
انظر: المآثر والآثار ص 202، أعيان الشيعة 2 / 364، تكملة نجوم السماء 1 / 340، نقباء
البشر 1 / 49، ريحانة الأدب 2 / 383، مشار: فهرست چاپي عربي ص 107 و 223، و
چاپي فارسي 4 / 4185، مصفى المقال ص 29. (*)
203

من أحياء علماء طهران وأعيانها. كتب ترجمة حالاته وحالات أبيه و
بعض من أجداده في مكتوب مخصوص بخطه الشريف بالفارسية، وذكر بعضا من
مصنفاته مع نبذة من أوائلها بالتماس من الحقير، وأنقل هنا ما يلزمنا نقله، وما
كان راجعا لوالده أو غيره ممن له مصنف وكتاب نذكره في عنوان خاص.
قال ما ترجمته: إنه ولد في شهر ذي القعدة سنة 1259 في زنجان، وبعد
تحصيل بعض المقدمات ارتحل في سنة 1275 خمس وسبعين إلى قزوين، واشتغل
عند أفاضلها بتحصيل المتون، ثم في سنة 1279 تسع وسبعين ارتحل إلى العتبات
العاليات، وأكثر من التلمذ عند العلامة الحاج سيد حسين الترك الآذربايجاني (1).

(1) السيد، حسين بن محمد بن حسن حيدر الحسيني الكوهكمري التبريزي، المعروف ب‍
" السيد حسين الترك ".
من أكابر علماء عصره في الفضل والتحقيق والتدقيق، ومشاهير محققي علم الأصول و
معاريفهم. قرأ في تبريز على الميرزا أحمد التبريزي وابنه الميرزا لطف علي إمام الجمعة، ثم
هاجر إلى العراق فحضر في كربلاء على الشيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب " الفصول "، و
شريف العلماء المازندراني، والسيد إبراهيم القزويني صاحب " الضوابط "، وفي النجف على
الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والشيخ مرتضى الأنصاري، واختص به وقام
مقامه في التدريس، وكان يحضر مجلس درسه أكثر من أربعمائة من العلماء والفضلاء، منهم:
الفاضل الشرابياني، والميرزا موسى التبريزي، والشيخ عبد الله المازندراني، والميرزا جواد
آقا التبريزي، والمولى علي العلياري، والمولى محمد على الخوانساري، وغيرهم.
توفى بالنجف الأشرف في 23 رجب سنة 1299.
انظر: أعيان الشيعة 6 / 146، الكرام البررة 1 / 420 - 423، ريحانة الأدب 2 / 105.
204

حتى أنه أقام في محفل درسه الشريف تسع سنين.
وحضر مجلس درس الشيخ الأمجد الشيخ مهدي (1) حفيد الشيخ الأكبر
الشيخ جعفر النجفي، والشيخ راضي (2)، وغيرهم أيضا. ولكن جل استفادته
كان من السيد، وأجازه السيد العلامة المزبور بإجازة طويلة ضاعت منه، فثناه
بإجازة مختصرة أكثر فيها من التمجيد والتكريم وذكره بألقاب فاخرة.
وكان أجداده من السادة الفخام، وعظماء الأنام، وسلسلة نسبهم

(1) الشيخ، مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء، من عيون
علماء عصره وعظماء هذه الأسرة، كان مبجلا محترما مهابا.
له: كتاب في البيع، وكتاب في الخيارات، ورسالة في الصوم والمكاسب المحرمة إلى
حرمة التكسب بالغش.
ولد سنة 1226، وتوفى ليلة الثلاثاء الرابعة عشر من شهر صفر سنة 1289، ودفن في
مقبرتهم بالنجف.
انظر: ماضي النجف وحاضرها 3 / 205 - 209.
(2) الشيخ، راضي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ محسن ابن الشيخ خضر الجناجي، هو عنوان هذه
الأسرة وبه عرفت. كان من أعاظم فقهاء عصره ومشاهير علماء النجف، وعرف بين أهل
الفضل بالبراعة في الفقه والغور في أصوله وفروعه والاستحضار لمسائله.
تخرج عليه جماعة من العلماء، منهم: الشيخ محمد كاظم الخراساني، والسيد إسماعيل
الصدر، والسيد محمد كاظم اليزدي، والمولى محمد علي الخوانساري، والشيخ فضل الله
النوري، وغيرهم من الاعلام.
توفى (رحمه الله) آخر شعبان سنة 1290، ودفن في مقبرته المقابلة لمقبرة كاشف الغطاء.
انظر: ماضي النجف وحاضرها 2 / 289 - 293، الكرام البررة 2 / 527 - 530.
205

مضبوطة. هاجر جده السيد برهان الدين من عراق العرب مع المحقق الثاني
الشيخ علي الكركي إلى إيران، واختص من بين أقرانه على سكنى زنجان، وإرشاد
أهله وترويج الشريعة. وكان صاحب مصنفات فائقة رشيقة تلفت في فتنة أفغان.
ثم تصدى ولده الأرشد السيد محسن للرياسة، وكان صاحب مقامات عالية في
العلم والعمل، وتوفى في سنة ثمان وأربعين ومائة وألف، وكان له مؤلفات فائقة.
قال: وكنت راغبا في ملاقاة بعض علماء السنة ومحادثتهم ومذاكرتهم، إلى
أن وفقت للحج، فلاقيت الشيخ محيي الدين الإسكندراني في مصر، وشهاب الدين
القريمي، والمصطفي الموصلي في العراق، وجملة من المدرسين، والشيخ أحمد المفتي
في مكة، فصاحبتهم وحادثتهم، فوجدتهم راجلين في غير الأدبيات، خصوصا في
أصول الفقه، وذلك لسدهم باب الاجتهاد، فاستغنوا عن الخوض في المطالب
الغامضة في الفقه والأصول - انتهى ما أردنا نقله.
أقول: صاحب الترجمة من وجوه علماء طهران، معروف بسعة الاطلاع في
العلوم، حتى إنه كان جاء سفير فاضل من جانب الدولة العثمانية إلى طهران، فتمنى
أن يلاقي بعض فضلائه، وقال: " إني لا أعلم رجلا محيطا بالفضائل في بلدكم "،
فبعض أصدقاء صاحب الترجمة عقد مجلسا تلاقي فيه السيد الفاضل والسفير،
فأذعن ان ما زعمه في غير محله، والرياسة التامة لغيره.
وفي هذه الأواخر، أي بعد عزم الملة على جعل الدولة قانونية مشروطية
حدث بين الطبقات من جميع الأصناف اختلاف شديد لا حاجة إلى ذكره، وكان
السيد فاضل صاحب الترجمة مع جماعة آخرين ممن عدهم العامة من المنكرين. (*)
206

وتفصيل ذلك ليس من شأن هذا الكتاب.
واعلم أن ما نقلناه في القسم الثاني من مؤلفاته وشئ من أوائله فإنما هو
بالنقل عما كتب نفسه في ترجمته، وإلا فما رأينا من كتبه إلا كتابا واحدا.
الأمير أبو الفتح شرقة.
راجع الأمير أبو الفتح ابن المير مخدوم. (*)
207

[37]
المير أبو الفتح ابن الميرزا مخدوم الحسيني العربشاهي (1).
قال في الرياض: فاضل عالم متكلم فقيه أصولي مفسر، وهو من أسباط
السيد الشريف الجرجاني، ويقال: " إن والده آميرزا مخدوم السني "، فلاحظ. و
كان معظما عند السلطان شاه طهماسب الصفوي...، وله من الكتب: كتاب شرح
آيات الاحكام بالفارسية سماه " التفسير الشاهي " (2). وقد ألفه بأمر السلطان

(1) السيد الأمير، أبو الفتح بن الميرزا مخدوم ابن السيد شمس الدين محمد ابن المير سيد شريف
الدين علي بن محمد بن علي الحسيني الجرجاني، المتوفى سنة 976 ه‍.
انظر: رياض العلماء 5 / 486، روضات الجنات 1 / 180، و 5 / 306، أعيان الشيعة
2 / 394، الكنى والألقاب 2 / 468، الذريعة 4 / 277، ريحانة الأدب 3 / 220، استوري:
الترجمة الفارسية 1 / 155، إحياء الداثر ص 176، أحسن التواريخ 12 / 571.
(2) طبع في تبريز سنة 1380 ه‍ في جزئين.
208

المزبور (1).
ثم عد باقي مؤلفاته، وذكر تواريخ فراعه من تآليفه، أقصاها سنة أربع و
ستين وتسعمائة، ومع ذلك كله قال: ووالد هذا الرجل هو الميرزا مخدوم الشريفي
السني المشهور صاحب " نواقض الروافض ". وصرح بذلك صاحب
" الروضات " أيضا في ذيل ترجمة عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه (2)، و
في ذيل ترجمة السيد الشريف علي بن محمد بن علي، وقد صرح في هذا الأخير بأن
الميرزا مخدوم المذكور هو مضلل الشاه إسماعيل الثاني وداعيه إلى مذهب
التسنن (3).
أقول: قد سمعت تاريخ بعض مؤلفات صاحب الترجمة وأنه كان معاصرا
للشاه طهماسب المتوفى سنة بضع وثمانين وتسعمائة (4)، والشاه إسماعيل الثاني هو
ابن الشاه طهماسب المذكور، والميرزا مخدوم كان معاصرا له، وأرخ وفاته في
" كشف الظنون " في سنة خمس وتسعين وتسعمائة، فكيف يكون والد صاحب
الترجمة (5)؟

(1) رياض العلماء 5 / 486.
(2) روضات الجنات 1 / 180.
(3) روضات الجنات 5 / 304.
(4) توفى سنة 984 ه‍. انظر: أحسن التواريخ 12 / 599.
(5) أقول: يظهر من جملة من تصدى لترجمة الأمير أبي الفتح أن والده الميرزا مخدوم كان سنيا، و
هو الذي حول الشاه إسماعيل الثاني الصفوي عن التشيع، وهو صاحب " نواقض الروافض "،
إلا أن بعض الباحثين جزم بعدم صحة نسبة التسنن إلى والد المترجم، بما حاصله:
" وهذا الميرزا مخدوم غير الميرزا مخدوم الذي حول الشاه إسماعيل الثاني عن التشيع و
ارتحل إلى إستانبول في سنة 984 ه‍، كما نص عليه قاموس الاعلام 6 / 984، حيث أن الأمير
أبا الفتح، المتوفى سنة 976 ه‍ كان معاصرا للسلطان شاه طهماسب الأول، ابن الشاه إسماعيل
الأول، المتوفى سنة 984، والشاه إسماعيل الثاني كان ابن هذا السلطان، وكانت سلطنته
بعد وفاة أبيه، فكيف يكون الميرزا مخدوم السني الذي حول إسماعيل الثاني والد المترجم؟! و
الحق تعددهما وان اتحدا في الاسم ". انظر: مقدمة التفسير الشاهي 1 / 13.
هذا وقد صرح المولى الأفندي في الرياض 2 / 72: أن الذي أغوى هذا السلطان هو
معلمه الملا زين العابدين المنحرف عن التشيع بسبب اختلاطه مع القلندرية من السنة، حينما
كان مبعدا في قره باغ لأجل بعض تقصيراته.
209

ثم إن صاحب " الرياض " عقد ترجمة أخرى للسيد الأمير أبي الفتح شرفة،
قال: كان من أجلة علماء عصر السلطان شاه إسماعيل والشاه طهماسب، وهو
صاحب تفسير آيات الاحكام بالفارسية - ثم نقل عن تاريخ " أحسن التواريخ "
أنه توفى سنة ست وسبعين وتسعمائة (1) بأردبيل، ثم نقل عنه بعض مؤلفاته - إلى
أن قال -: والحق اتحاده مع الأمير أبي الفتح ابن الأمير مخدوم الحسيني السابق -
إلخ (2).
قلت: وهو كذلك لاشتراك المؤلفات المذكورة في ترجمتها وغير ذلك، و

(1) أحسن التواريخ 12 / 599.
(2) رياض العلماء 5 / 492.
210

تاريخ الوفاة الذي ذكره أقوى دليل بعدم كونه ابن المير مخدوم الشريفي، بل لا أظنه
من سلسلة السيد الشريف أصلا، ولا يعرف سلسلة السيد الشريف ب‍
" العربشاهي "، والله أعلم.
و اعلم أن صاحب " الرياض " نسب إلى صاحب الترجمة شرحا على
حاشية عصام الدين (1) على " رسالة آداب البحث " لعضد الدين (2).
وذكر في الكشف " آداب البحث " له، قال: ولها شروح أشهرها شرح
مولانا محمد الحنفي التبريزي، المتوفى ببخارى في حدود سنة تسعمائة - إلى أن قال -
وعليه حاشية للمحقق مير أبي الفتح محمد المدعو ب‍: تاج السعيدي الأردبيلي،
أولها - إلخ (3).
ونسب في ذيل " آداب البحث " للفاضل شمس الدين (4) حاشية لأبي الفتح
السعيدي (5). وأظن أن من ذكره في المقامين هو صاحب الترجمة. وعدم تعرضه
لحاشيته على حاشية العصام، وكذا عدم تعرض صاحب " الرياض " لما ذكره
صاحب الكشف من جهة عدم العثور.

(1) هو: عصام الدين، إبراهيم بن محمد الأسفراييني، المتوفى سنة 943 ه‍.
(2) رياض العلماء 5 / 487.
(3) كشف الظنون 1 / 41.
(4) هو: شمس الدين، محمد بن أشرف الحسيني السمرقندي، المتوفى حدود 600 ه‍.
(5) كشف الظنون 1 / 40، ولكن ذكرها بعنوان الحاشية على شرح كمال الدين مسعود الشرواني
على " آداب البحث " لشمس الدين السمرقندي.
211

وذكر في " الكشف " أيضا في عنوان " تهذيب المنطق والكلام " شرح
الدواني له، وحاشية الأمير أبي الفتح السعيدي، المنوفي سنة 950 تقريبا - إلخ (1).
وهذه الحاشية ذكرها في " الرياض " ورآها (2). وذكر في " الكشف " أيضا في ذيل
" أشكال التأسيس " أنه شرحه قاضي زاده الرومي - إلى أن قال - وعليه تعليقات
كثيرة، منها: حاشية تلميذه أبي الفتح السيد محمد بن أبي سعيد الحسيني المدعو ب‍:
تاج السعيدي (3).

(1) كشف الظنون 1 / 516.
(2) رياض العلماء 5 / 492.
(3) كشف الظنون 1 / 104.
212

[38]
الحاج ميرزا أبو الفضل الطهراني (1).

(1) الميرزا، أبو الفضل ابن الميرزا أبي القاسم ابن الحاج محمد علي ابن الحاج هادي النوري
الكلانتري الطهراني.
كان عالما فاضلا فقيها أصوليا متكلما، عارفا بالحكمة والرياضي، مطلعا على اليسر و
التواريخ، مشاركا في علوم شتى، أديبا شاعرا، حسن المحاضرة، لطيف المحاورة.
اشتغل على والده العلامة، والسيد محمد صادق الطباطبائي، والميرزا عبد الرحيم
النهاوندي، وأخذ المعقول عن الحكيم الإلهي الآقا محمد رضا القمشهي، والميرزا أبي الحسن
الجلوة. وفي سنة 1300 هاجر إلى العراق، فحضر في النجف برهة على العلامة الرشتي، ثم
هاجر إلى سامراء وتتلمذ على المجدد الشيرازي، وعاد إلى طهران سنة 1309.
له: " تميمة الحديث " في الدراية، " الدر الفتيق " في الصرف، " شفاء الصدور في شرح
زيارة العاشور " طبع على الحجر في طهران، وفي بمبئي سنة 1310، " ميزان الفلك " منظومة في
الهيئة، " منظومة في النحو "، " ديوان شعر " طبع في طهران 1369، " حاشية رجال
النجاشي "، " حاشية المكاسب " للشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري، وغيرها.
توفى في طهران في شهر صفر 1316
. انظر: أعيان الشيعة 2 / 475 - 476، الكنى والألقاب 1 / 144 في ترجمة والده، مصفى
المقال ص 33، ريحانة الأدب 5 / 72 - 73، نقباء البشر 1 / 53 - 54، مشار فهرست چاپي
عربي / 372، وفهرست چاپي فارسي 3 / 3283.
213

ابن الحاج ميرزا أبي القاسم الآتي ذكره، كان من علماء طهران المعاصرين،
فاضلا فقيها متكلما أديبا.
214

[39]
الملا أبو القاسم الجرفادقاني (1).
ذكره في الرياض، وقال في وصفه: العالم العابد الورع، المعاصر الذي كان
بجرفادقان من بلاد العجم، له: رسالة في أصول الدين بالفارسية، وقد توفى في

(1) هو: المولى، أبو القاسم ابن الآقا محمد الجرفادقاني (الگلپايگاني)، المتوفى حدود 1092.
كان من تلامذة المولى محمد تقي المجلسي، والسيد سراج الدين الأمير قاسم بن محمد
الطباطبائي القهپائي، ويروي عنهما بالإجازة عن الشيخ البهائي، ويروي عنه إجازة المولى
مهر علي الجرفادقاني، وصورة إجازته موجودة في إجازات البحار 110 / 98 - 101.
له: حاشية على الشرح الجديد للتجريد، لعلاء الدين علي القوشچي، ورسالة في أصول
الدين، وأظن أنها " المناهج العلية " في علم الكلام وأصول الدين باللغة الفارسية للمترجم،
المذكورة في الذريعة 22 / 348.
انظر: رياض العلماء 5 / 496، روضات الجنات 3 / 351 - 352، في ترجمة المولى محمد
زمان ابن مولى كلب علي التبريزي، بحار الأنوار 110 / 98 - 101، أعيان الشيعة 2 / 413،
الروضة النضرة ص 447، الذريعة 1 / 139، و 6 / 113.
215

البلدة المذكورة في قريب من سنة اثنتين وتسعين وألف - انتهى (1).
أقول: وذكره في " الروضات " في ذيل ترجمة المولى محمد زمان (2)، وسمى
والده ب‍ " محمد ربيع "، قال: وهو صاحب المصنفات الكثيرة والحواشي و
التعليقات اللطيفة على كثير من كتب المعقول والمنقول، وعندنا بخطه الحسن
الشريف شرح القوشچي على التجريد، محشي بتعليقاته اللطيفة التي كتبها عليه
بخطه الشريف من أوله إلى آخره - إلخ (3).

(1) هذا المقدار مما ذكره المؤلف في ترجمة هذا المولى نقلا عن " الرياض " سقط عن المطبوعة من
الرياض. فراجع.
(2) المولى، محمد زمان ابن مولى كلب علي التبريزي، من أعلام القرن الثاني عشر. كان من
تلامذة العلامة المجلسي، والمحقق الآقا حسين الخوانساري، والشيخ جعفر القاضي.
له: شرح على " زبدة الأصول "، و " فرائد الفوائد في أحوال المدارس والمساجد "، و
غيرها.
انظر: روضات الجنان 3 / 350، الذريعة 16 / 142، الفوائد الرضوية ص 537.
(3) روضات الجنات 3 / 351.
216

[40]
الميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني الجاپلاقي القمي (1).
هو الفاضل المحقق الأستاذ النحرير. فاق الأواخر بل الأوائل فضلا و
تحقيقا، وفاز بما لم يظفر على الاساتيد علما وتدقيقا.
ارتحل من مسقط رأسه جايلاق إلى الخونسار، وتلمذ على الفاضل السيد
حسين ابن السيد أبي القاسم جعفر الخونساري جد والد مؤلف " الروضات "، و

(1) له ترجمة في: روضات الجنات 5 / 369 - 380، المآثر والآثار 217 و 224، قصص العلماء
ص 180 - 183، رياض الجنة 1 / 522، طرائف المقال 1 / 60، مرآة الأحوال ص 212 و
242 - 243، أعيان الشيعة 2 / 411 - 413، مصفى المقال / 35، نجوم السماء ص 340،
الكنى والألقاب 1 / 142 - 143، الكرام البررة 1 / 52 - 54، مستدرك الوسائل 3 / 399،
الذريعة 5 / 58، و 17 / 202، و 22 / 340، ريحانة الأدب 6 / 68 - 71، مكارم الآثار
3 / 911 - 920، الأعلام للزركلي 5 / 183، معجم المؤلفين 8 / 116، معجم المطبوعات
1 / 726 - 727، بروكلمان الذيل 2 / 581.
217

تزوج بأخته، ثم سافر إلى العتبات العلية والتزم حضور علامة الأواخر الآقا باقر
البهبهاني، فأخذ منه ما أسسه من قواعد الفقه والأصول إلى أن صار أوحد ما
يشار إليه بالبنان.
له مؤلفات جليلة في الفقه والأصول وسائر العلوم (1)، وقد اشتهر تبحره في
الأصول كتبحر السيد الجليل الأمير سيد علي صاحب " الرياض " المعاصر له في
الفقه. قيل: وكان الامر بالعكس، والباعث على تلك الشهرة ما ألفاه في هذين
الفنين، فاشتهر الميرزا بالأصول بسبب تأليفه " القوانين "، والسيد بالفقه بسبب
تأليفه " الرياض ".
أقول: ومن راجع كتابه " جامع الشتات " وتأمل فيما حققه من الفقهيات
علم سعة فكره ودقة نظره في الفقه أكثر من الأصول، وعرف معنى التحقيق. و
كانا معاصرين، بل متنافسين، وشرح ذلك مما يطول، ومن أراد التفصيل فعليه
بمطالعة " الروضات ".

(1) له مؤلفات هامة وأسفار جليلة، أهمها وأشهرها: " القوانين المحكمة " في الأصول، طبع
مرارا، " غنائم الأيام " طبع في طهران على الحجر 1301 و 1319، " جامع الشتات " طبع
على الحجر في طهران 1234 و 1277 و 1311 و 1313، والآن تحت الطبع على الحروف
بصورة محققة، " مناهج الاحكام " في الفقه: طبع كتاب الصلاة منه مستقلا في طهران، " ديوان
شعر "، " مرشد العوام "، " معين الخواص "، وغيرها.
انظر: أعيان الشيعة 2 / 413، مشار: فهرست چاپي عربي / 651 و 717 و 912، و
فهرست چاپي فارسي 2 / 1496.
218

وكان (رحمه الله) كثير التأليف، بل في الروضات: قيل: قد وجد بخطه
(قدس سره) ما يؤدي أنه كتب أكثر من ألف رسالة في مسائل مخصوصة من
العلوم - انتهى (1). أقول: وظني أن أغلب تلك الرسائل هي المسائل التي تجمعت
في " جامع الشتات "، والله أعلم.
واعلم أن " جيلان " هي قرية من قرى بروجرد، كما ذكره بعض الفضلاء
المعتمدين من أهل تلك البلدة، قال: وهي التي تنسب إليه المحقق المزبور، لا أنها
معرب " گيلان " (2).
وكان ولادته (رحمه الله) كما في " الروضات " نقلا عن بعض أحفاده سنة
اثنتين وخمسين بعد المائة والألف. ووفاته كما فيها أيضا سنة ثلاث وثلاثين و
مائتين بعد الألف. قال: وقيل: إنه توفى في سنة إحدى وثلاثين، سنة وفاة
صاحب " الرياض " (3).

(1) روضات الجنات 5 / 373.
(2) والصحيح أنها معرب " گيلان "، لان المولى حسن والد الميرزا كان من أهالي شفت من
أعمال رشت عاصمة جيلان، سافر إلى إصفهان لتحصيل العلم، وبعد مدة انتقل إلى جاپلق
من أعمال بروجرد بمعية الميرزا حبيب الله والميرزا هداية الله والد زوجته، فتوطن هناك، و
ولد الميرزا في جاپلق.
انظر مصادر ترجمته.
(3) في الكنى والألقاب 1 / 142، والكرام البررة 1 / 52، ولد 1151، وتوفى 1231، وفي
أعيان الشيعة 2 / 411: ولد سنة 1151 أو 1153، وتوفى سنة 1231 أو 1233.
219

[41]
السيد أبو القاسم بن محمد علي الحسيني السدهي الأصفهاني (1).
هو من المعاصرين، ويعرف ب‍ " الواعظ " لم أقف على ترجمته، بل وقفت
على بعض مؤلفاته ك‍ " دلائل الربوبية "، يظهر منه فضله وسعة علمه.

(1) هو السيد، أبو القاسم بن محمد علي الواعظ الأصفهاني، المعروف ب‍ " سدهي " نزيل
طهران، المتوفى بمكة بعد الحج سنة 1339.
كان من الفضلاء، وله تصانيف، منها: " بدائع الاخبار " في الأخلاق، و " برهان الرسالة "
في النبوة الخاصة، و " خصائص الأيام "، و " بشارة الأبرار "، و " لمعات الأنوار "، و " دلائل
الربوبية في شواهد الألوهية "، طبع الأخيران معا في طهران على الحجر سنة 1311.
انظر: أعيان الشيعة 2 / 413، نقباء البشر 1 / 72، ريحانة الأدب 2 / 453، مشار:
فهرست چاپي فارسي 4 / 4401، الذريعة 3 / 61 و 95 و 114، و 7 / 166، و 8 / 250، و
18 / 344، معجم المؤلفين 8 / 120.
220

[42]
المير أبو القاسم الموسوي الفندرسكي (1).
قال في الرياض: حكيم فاضل فيلسوف صوفي مشهور، كثير المهارة في
العلوم العقلية والرياضية، لكنه قليل البضاعة في العلوم الشرعية، بل العربية
أيضا. وكان في عصر السلطان شاه عباس الماضي الصفوي، والسلطان شاه
صفي، وكان معظما عندهما. وله إلمام بالسفر إلى ديار الهند، وفي تلك الديار

(1) الأمير، أبو القاسم ابن الآميرزا بيك ابن الأمير صدر الدين الموسوي الاسترآبادي
الفندرسكي، المتوفى سنة 1050.
انظر: رياض العلماء 5 / 499 - 502، بحار الأنوار 110 / 21، تذكرة نصر آبادي
ص 153، وقائع السنين والأعوام ص 514، روضات الجنات 2 / 354 في ترجمة تلميذه
الآقا حسين الخوانساري، رياض الجنة 1 / 515 - 521، طرائق الحقائق 3 / 158، الكنى و
الألقاب 3 / 35، رياض العارفين ص 276، الروضة النضرة ص 450، أعيان الشيعة
2 / 403 و 417، ريحانة الأدب 4 / 357 - 360، براون: تاريخ أدبيات إيران الترجمة
الفارسية 4 / 380، كاروان هند 1 / 15 - 18، أستر آباد نامه ص 132، تذكرة القبور ص 58.
221

أيضا كان مكرما مبجلا حتى عند سلاطينهم، وقد سئل عن وجه كثرة مسافرته إلى
الديار الهندية مع كونه مكرما في ديار العجم؟ فقال: إن مسافة دهليز دار الميرزا
رفيع الدين الصدر (1) أطول عندي من مسافة بلاد الهند. وفيه لطيفة أيضا، فإن
دهليزها أطول طويل في الغاية.
قال: وكان أستاذ أهل زمانه في العقليات سيما كتاب " الشفاء "، قرأ عليه
جماعة من العلماء في عصره، منهم: الأستاذان الكاملان، الأستاذ المحقق - يريد
منه الآقا حسين الخونساري - والأستاذ الفاضل - يريد منه المولى محمد باقر
السبزواري -، والسيد الاجل النائيني أيضا. وكان الأستاذ الفاضل يمدح فضله
في العلوم المزبورة. والأستاذ المحقق كان يقول في حقه: إن له كلاما كثيرا في العلوم
العقلية، ولو تم له ما يقول لكان له فضل كثير. وهذا نوع تمريض له.
قال: ومن وفور مهارته في العلوم الهندسية والرياضية أنه قد جرى ذات
يوم ذكر مسألة هندسية عن كلام المحقق الطوسي، وكان متكئا، فأقام السيد
المزبور عليها بداهة برهانا، وقال: هذا الذي قاله المحقق الطوسي في مقام
البرهان؟ قالوا: لا، ثم أقام برهانا آخر، فسأل أنه هو الذي أقامه؟ قالوا: لا، إلى
أن أقام دلائل وبراهين عديدة وكل مرة يسأل أنه هو الذي أقامه المحقق المزبور؟
ويقولون: لا، حتى ضاق حلقه وشتم المحقق بشتم قبيح.

(1) الصدر الكبير رفيع الدين، محمد بن شجاع الدين محمود بن علي المرعشي الآملي، المتوفى
1034. كان من أعاظم العلماء وأجلاء الصدور في زمن الشاه عباس الصفوي.
انظر: الروضة النضرة ص 227.
222

قال: ومات بإصفهان في دولة السلطان شاه صفي، ودفن بها، وقبره الآن
معروف بها، وكان له من العمر نحو من ثمانين سنة تقريبا. ويقال: إنه أوصى بجميع
كتبه للسلطان شاه صفي، فحملوها بعد وفاته إلى خزانة السلطان. ثم عد تأليفاته،
ونذكرها في القسم الثاني إن شاء الله.
أقول: الشاه صفي هو سبط الشاه عباس الأول، وتسلطن بعد جده، المتوفى
سنة ست وثلاثين وألف (1).
ومما يذكر في الأفواه: أن واحدا أراد تحصيل شئ من العلوم، فقال له
السيد الداماد: لو كنت أردت اللفظ بلا معنى فعليك بالشيخ البهائي، وإن أردت
المعنى بلا لفظ عليك بالمير الفندرسكي، وإن أردت اللفظ والمعنى فإلي إلي، والله
أعلم.

(1) المشهور أنه توفى يوم 22 أو 24 جمادي الأولى سنة 1038.
223

[43]
الحاج ميرزا أبو القاسم الموسوي الزنجاني الطهراني (1).
والد الحاج ميرزا أبي طالب الزنجاني السابق الذكر. ذكر شيئا من ترجمته
ولده الفاضل في مكتوبه إلى الحقير، وقال: إنه تولد سنة أربع وعشرين ومائتين
بعد الألف، وتلمذ في الأوائل عند الفاضل الحاج ملا عبد الوهاب القزويني (2)، و

(1) السيد الميرزا، أبو القاسم بن كاظم بن محمد حسين بن محسن بن سليم بن برهان الدين
الموسوي الزنجاني.
من مشاهير علماء عصره، جليل القدر رفيع المنزلة. ولد سنة 1224، وتوفى سنة 1292
في زنجان، ودفن في قبة مخصوصة.
انظر: المآثر والآثار ص 202، تكملة نجوم السماء 1 / 340، أعيان الشيعة 2 / 409،
الكرام البررة 1 / 61 - 62، الذريعة 2 / 495، و 6 / 257، و 20 / 43 و 158، ريحانة الأدب
2 / 384، الأعلام للزركلي 5 / 180، معجم المؤلفين 8 / 122.
(2) هو الشيخ الميرزا، عبد الوهاب بن محمد علي القزويني، المتوفى بعد سنة 1260 ه‍.
كان من أجلاء العلماء، تتلمذ على الشيخ الأكبر كاشف الغطاء، وشريف العلماء
المازندراني، وصاحب " مفتاح الكرامة "، والسيد عبد الله شبر، والشيخ أسد الله الكاظمي،
وغيرهم. وله الرواية عن أكثر من أربعين مجتهدا من الفحول.
انظر: الكرام البررة 2 / 809 - 813.
224

كان من فضلائها، وله إجازة من الشيخ الأكبر الشيخ جعفر النجفي، والسيد
العلامة صاحب " الرياض "، فتلمذ عنده وله منه إجازة، ثم ارتحل إلى إصفهان و
تلمذ عند العلامتين الحاج محمد إبراهيم الكباسي، والحاج سيد محمد باقر الرشتي
حجة الاسلام، ونال منهما بإجازات فاخرة.
وكان ماهرا في اللسان العبري، وتتبع في التوراة والزبور، وسائر كتب
القوم، وألف في حرمة الخمر على مذهبهم رسالة مخصوصة (1)، وله قريب من
عشرين مصنفا. توفى في الحادي والعشرين من شهر جمادي الأولى سنة اثنتين و
تسعين ومائتين وألف - انتهى ما ذكره.
ونذكر ما ذكره من مؤلفاته الموسومة باسم مخصوص في القسم الثاني.

(1) في الذريعة 6 / 257: " حجة الأبرار على فرقة الأشرار " في إثبات حرمة الخمر حتى في
الشرائع السابقة وجميع الأديان والأدوار.
225

[44]
الشيخ أحمد بن إبراهيم ابن الحاج أحمد بن صالح بن أحمد بن
عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة (1).
والد الشيخ يوسف مؤلف " اللؤلؤة ". نقل في " اللؤلؤة " بعض حالاته، و

(1) الشيخ، أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح آل عصفور الدرازي البحراني، المتوفى سنة
1131.
له: رسالة في الجوهر والعرض، ورسالة في الجزء الذي لا يتجزأ، ورسالة في الأوزان، و
رسالة في الاقرار، ورسالة في بيان ثبوت الولادة على البكر البالغة الرشيدة، ورسالة في
التقية، وغيرها.
انظر: لؤلؤة البحرين ص 93، روضات الجنات 8 / 204 في ترجمة ولده، رياض الجنة
1 / 579، طرائف المقال 1 / 66، أعيان الشيعة 2 / 463 - 464، أنوار البدرين ص 161 -
165، نجوم السماء ص 242 - 244، الكواكب المنتثرة ص 36 - 38، الفوائد الرضوية
ص 13، ريحانة الأدب 1 / 230، شهداء الفضيلة ص 312، الذريعة 1 / 87، الأعلام للزركلي
1 / 88.
226

نقل عن المحدث الشيخ عبد الله بن صالح (1) في وصفه، ما لفظه، بعد اسمه وبعض
من نسبه: وهذا الشيخ ماهر في أكثر العلوم لا سيما العقلية والرياضية، وهو فقيه
محدث، وله شأن كبير في بلادنا، واعتبار عظيم، إمام في الجمعة والجماعة - إلى أن
قال - وله لسان طلق وسرعة في الجواب، حسن الانشاء والعبارة، وهو أفضل
أهل بلدنا الآن في العقلية والرياضية - انتهى (2).
توفى كما في " اللؤلؤة " ضحوة اليوم الثاني والعشرين من شهر صفر السنة
الحادية والثلاثين بعد المائة والألف، ثم ذكر مؤلفاته.

(1) هو: الشيخ عبد الله بن صالح بن جمعة بن علي شعبان بن أحمد بن ناصر بن محمد بن عبد الله
السماهيجي، المتوفى سنة 1135، تأتي ترجمته.
(2) لؤلؤة البحرين ص 94.
227

[45]
السيد أحمد نظام الدين بن إبراهيم بن سلام الله بن عماد الدين
مسعود بن صدر الدين محمد بن غياث الدين منصور الحسيني (1).
ذكره في السلافة وقال: إنه جده، قال: كان يلقب ب‍ " سلطان الحكماء "، و
" سيد العلماء " توفى عام خمس عشر وألف، وله مصنفات جليلة، منها: " إثبات
الواجب " (2) وهو ثلاث نسخ، كبير ووسيط وصغير، وغير ذلك - انتهى.

(1) له ترجمة في: سلافة العصر ص 490، وجعل ترجمته سهوا بعنوان " محمد معصوم " في
الطبعة المصرية، أمل الآمل 2 / 9، رياض العلماء 1 / 29، تعليقة أمل الآمل ص 87، وقائع
السنين والأعوام ص 500، هدية العارفين 1 / 153، إيضاح المكنون 1 / 23، معجم المؤلفين
1 / 139، الروضة النضرة ص 22، خلاصة الأثر 1 / 157.
(2) نسخة من " إثبات الواجب " في المكتبة الرضوية في المشهد برقم 14779، مذكورة في
فهرسها الألفبائي ص 18.
وفي الذريعة 1 / 103: " إثبات الواجب تعالى الكبير...، مرتب على مقدمة وعشرين
فصلا وخاتمة في الكلام النفسي بخط السيد أبي الحسن بن محمد باقر الحسيني، تاريخه
عصر الخميس منتصف ذي الحجة سنة 1106...، كتبه على نسخة خط المصنف التي عليها
حواش كثيرة من المصنف، ونقل الحواشي على نسخته أيضا ". ولكن لم يذكر مكان النسخة.
228

[46]
السيد أحمد الأردكاني (1).
ذكره في النجوم، وقال: لما ورد الشيخ الأمجد الشيخ أحمد الأحسائي بلدة
يزدقام جميع العلماء على تعظيمه سواه، وكان حكيما فقيها محدثا. ثم ذكر مؤلفاته.
وكان في زمان فتح علي شاه القاجار، أي في أواسط المائة الثالثة عشر.

(1) السيد، أحمد بن السيد محمد الحسيني الأردكاني، نزيل يزد، المتوفى بعد سنة 1238 ه‍.
كان من مشاهير عصره، عارفا بالحديث والفقه والحكمة والأنساب، ومعاصرا
للسلطان فتح علي شاه القاجار، ومعارضا للشيخ أحمد الأحسائي.
له: " فضائل الشيعة "، و " سرور المؤمنين " في أحوال أمير المؤمنين (ع)، ورسالة في فضل
الصلاة على النبي وآله (عليه السلام)، وكتاب " الأنساب "، وغيرها.
انظر: نجوم السماء ص 418، الكرام البررة 1 / 106، أعيان الشيعة 2 / 478، الفوائد
الرضوية ص 13 - 14، ريحانة الأدب 6 / 389، معجم المؤلفين 2 / 80، مطلع الشمس
2 / 954، آينه دانشوران ص 228.
230

[47]
الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري (1).

(1) الشيخ، أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي بن سعد الجزائري الغروي، المتوفى سنة 1150 أو
1151 ه‍.
ترجم له آل محبوبة، من مشاهير علماء الشيعة، والمتقدمين من رجالها، حاز سمعة
طائلة في العلم والفضل، وشهرة واسعة في التحقيق والتدقيق، قام مقام شيخه أبي الحسن
الشريف، لأنه كان الفقيه الأفقه، والمحدث الورع، العالم العلامة، النحرير الفهامة في زمانه
يروي قراءة وسماعا عن الشيخ حسين بن عبد علي الخمايسي، والأمير محمد صالح بن
عبد الواسع الحسيني الخاتون آبادي، المتوفى سنة 1116، ويروي إجازة عن المولى محمد
مؤمن الحسيني الاسترآبادي، والشيخ عبد الواحد البوراني النجفي، والشيخ أحمد بن محمد بن
يوسف البحراني، ويروي قراءة وسماعا وإجازة عن المولى أبي الحسن الشريف الفتوني.
ويروي عنه ولده الشيخ محمد، والسيد نصر الله الحائري، والسيد عبد الله بن علوي
البلادي البحراني، والسيد عبد العزيز بن أحمد النجفي، والسيد صدر الدين القمي، والسيد
شبر، والشيخ عبد الله بن صالح البحراني.
توفى سنة 1151 ودفن في الايوان المعروف ب‍ " إيوان العلماء " - انتهى ملخصا.
له: " قلائد الدرر في بيان آيات الاحكام بالأثر "، طبع في طهران سنة 1327 على الحجر،
وفي النجف سنة 1383 على الحروف في ثلاثة أجزاء، ورسالة في الارتداد، ورسالة في القصر
والاتمام، و " تبصرة المبدئين " في فقه الطهارة والصلاة، ورسالة ميزان المقادير، ورسالة في
آداب المناظرة، و " والشافية " في الفقه، خرج منها كتاب الصلاة، وغيرها.
انظر: الإجازة الكبيرة ص 47، مستدرك الوسائل 3 / 403، تتميم أمل الآمل ص 58،
لؤلؤة البحرين ص 111، روضات الجنات 1 / 86، طرائف المقال 1 / 68، نجوم السماء
ص 235، أعيان الشيعة 2 / 479، مصفى المقال / 43، الفوائد الرضوية ص 14، الكواكب
المنتثرة 29 - 31، ماضي النجف وحاضرها 2 / 81 - 84، ريحانة الأدب 3 / 359 في ترجمة
جده الشيخ عبد النبي صاحب " حاوي الأقوال "، الأعلام للزركلي 1 / 98، معجم المؤلفين
1 / 163، ايضاح المكنون 1 / 5، هدية العارفين 1 / 172، الذريعة 17 / 161، مشار:
فهرست چاپي عربي / 712، مجلة تراثنا العدد 18 / 119 - 120 مقالة المحقق.
231

ذكره في " اللؤلؤة " في جملة من مشائخ شيخ روايته السيد عبد الله بن السيد
العلوي ووصفه ب‍: المجاور بالنجف الأشرف حيا وميتا، قال: وكان فاضلا
محققا، ثم عد تأليفاته، منها: كتاب " آيات الاحكام "، ورسالة في بعض أحكام
صلاة المسافر.
وفي التكملة: الشيخ أحمد الجزائري، كان فقيها ماهرا وعالما باهرا وبحرا
ذاخرا، ذا قوة متينة وملكة قوية. قد سمعت مشائخنا يثنون عليه بالفضل و
يمدحونه بالفقه، وتشرفت بلقائه في المشهد المقدس الغروي (على ساكنه ألوف من
التحية والسلام) في سنة 1149، أي سنة تسع وأربعين بعد المائة والألف، توفى
232

فيها أو بعدها بقليل (1)، ومن تصانيفه: " تفسير آيات الاحكام " (2)، ورسالة في
القصر والاتمام (3) - انتهى (4).
وذكره في الروضات، وقال: توفى في حدود الخمسين والمائة والألف (5).

(1) تتميم أمل الآمل ص 58، وفي ماضي النجف وحاضرها 2 / 83، والذريعة 17 / 161:
توفى سنة 1151.
(2) كشف الحجب والأستار ص 126، الذريعة 17 / 161.
(3) الذريعة 11 / 101.
(4) تتميم أمل الآمل ص 58.
(5) روضات الجنات 1 / 86.
233

[48]
السيد أحمد الأصفهاني الخاتون آبادي (1).
المجاور لمشهد الرضا (ع). ذكره في التكملة، وقال: كان فاضلا جليلا، و

(1) هو السيد، أحمد ابن الأمير محمد هادي ابن الأمير رفيع ابن الأمير محمد صالح بن أمير
إسماعيل الحسيني العلوي الأصفهاني الخاتون آبادي، من أعلام القرن الثاني عشر.
هكذا نسبه في مشجرة نسبهم المطبوعة في آخر كتاب " وقائع السنين والأعوام ".
ترجم له السيد الجزائري في الإجازة الكبيرة، فقال: " عالم فاضل ورع، من أهل بيت
الفضل، كان من شركاء درس والدي بأصبهان عند الأمير محمد باقر، والأمير محمد صالح، و
غيرهما من أعمامه وأخواله. ثم انتقل إلى المشهد الرضوي، واجتمعت به هناك - إلى أن قال -
حضرت درسه بأصول الكافي، وغيره في الرواق المقابل للمسجد، واستفدت منه، وانقطع
خبره عنا منذ ثلاث سنين بسبب انقطاع الدروب وقلة التردد، رحمة الله عليه حيا وميتا ".
انظر: الإجازة الكبيرة ص 127 - 128، تتميم أمل الآمل ص 60، نجوم السماء
ص 267، أعيان الشيعة 2 / 480 و 585، و 3 / 22، الكواكب المنتثرة ص 33 - 34.
234

عالما نبيلا، تبركت بلقاه (1)، واستفضت من محياه، وجلست في مدرسه بحذاه، و
جاورته (2) في صباحه ومساه، وجاورته في بلد جاور فيه مولاه
وكان (قدس سره) مع ارتدائه بالفضل السابغ متحليا بالصلاح البالغ، و
مع تبحره في الفقه ورسوخ ملكة الاستنباط محتاطا في الفتيا والعمل غاية
الاحتياط، والفقه كان من أقل فنونه، ومع ذلك [كان] (3) مضطلعا على سننه و
شجونه.
رأيت منه رسالة كان يؤلفها في الجواب عن اعتراضات أوردت على العلامة
المجلسي مما أفاده في كتابه الموسوم ب‍ " حق اليقين " في مباحث الإمامة، وكانت
تلك الاعتراضات أرسلت إليه [من الهند] (4) من بعض ذوي الأذناب. وكان
مجيدا في ذلك الجواب كمال الإجادة.
توفى (رحمه الله) في بلد مجاورته سنة إحدى وأربعين بعد المائة و
الألف (5) - انتهى (6).

(1) في المصدر: " بلقياه ".
(2) في المصدر: " وحاورته ".
(3) الزيادة من المصدر.
(4) الزيادة من المصدر.
(5) في الأعيان 2 / 480، والنسخة المطبوعة من تتميم أمل الآمل ص 61، توفى سنة 1141، و
في نجوم السماء ص 267:: سنة 1161، واستظهر العلامة الطهراني في الكواكب المنتثرة ص 34
ذلك أيضا من كلام السيد عبد الله الجزائري في الإجازة، حيث قال: " وانقطع خبره عنا منذ
ثلاث سنين "، وقال: وتاريخ الإجازة سنة 1168، فلعل كلمة " ثلاث " تصحيف " ثمان "،
حتى يوافق نقل القزويني.
(6) تتميم أمل الآمل ص 60 - 61.
235

[49]
الشيخ أحمد بن الحسن بن علي الحر العاملي المشغري (1).

(1) الشيخ، أحمد بن الحسن بن الحر العاملي، أخو صاحب الوسائل، المتوفى بعد سنة
1120 ه‍.
من أكابر علماء عصره، وكان عارفا بالتواريخ والتفسير والفقه والحديث.
له: " تفسير القرآن "، و " جواهر الكلام في الخصال المحمودة في الأنام "، و " حاشية
المختصر النافع "، و " الدر المسلوك في أحوال الأنبياء والأوصياء والخلفاء والملوك "،
وغيرها. نسخة من " الدر المسلوك " المجلد الأول في مكتبة الإمام الرضا (ع) في المشهد
برقم 4232، ونسخة من المجلد الأول أيضا في مكتبة الصدر كما في تكملة أمل الآمل
ص 94، والنسخة التامة منه في مجلدين في النجف في مكتبة الشيخ محمد حسن المظفر كما في
الذريعة 8 / 71.
انظر: أمل الآمل 1 / 31، رياض العلماء 1 / 32، تكملة أمل الآمل ص 94 - 95، نجوم
السماء ص 143، أعيان الشيعة 2 / 494، الفوائد الرضوية ص 14، الذريعة 3 / 313، و
4 / 259، و 8 / 70 - 71، و 11 / 277، الكواكب المنتثرة ص 31 - 32، ريحانة الأدب
2 / 30، كشكول البحراني 1 / 298.
237

قال في الأمل: أخو مؤلف هذا الكتاب. فاضل صالح، عارف بالتواريخ -
انتهى. ثم ذكر مؤلفاته. (*)
238

[50]
أحمد بن الحسن بن علي الفلكي الطوسي (1).
المفسر، كذا ذكره ابن شهرآشوب في معالمه، ثم عد كتبه.

(1) لم نقف على ترجمته إلا ما ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء "، فقال: أبو العباس أحمد بن
الحسن بن علي الفلكي الطوسي المفسر، له: " منار الحق " وهو إبانة ما في التنزيل من مناقب
آل الرسول (صلوات الله عليهم)، و " شرح التهذيب " في الإمامة.
وتبعه في ذلك صاحب الأمل، والمولى عبد الله الأفندي، والكنتوري، والعلامة الأمين،
والعلامة الطهراني، وغيرهم.
انظر: معالم العلماء ص 23، أمل الآمل 2 / 11، رياض العلماء 1 / 32، كشف الحجب و
الأستار ص 550، أعيان الشيعة 2 / 495، الذريعة 22 / 243، الفوائد الرضوية ص 14.
نعم جد في كتب التراجم ترجمة تحت عنوان: أحمد بن الحسن بن القاسم الفلكي الحاسب،
المتوفى سنة 384، فهل هو متحد مع المترجم له؟ والله أعلم.
انظر: معجم الأدباء 3 / 9، الوافي بالوفيات 6 / 305، تاريخ الاسلام وفيات سنة 381.
239

[51]
أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الحر العاملي المشغري (1).
قال في الأمل: " ابن أخت مؤلف هذا الكتاب، وابن ابن عمه. عالم فاضل

(1) الشيخ، أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الحر العاملي المشغري الجبعي، من أعلام القرن
الثاني عشر.
كان عارفا بالعلوم العقلية والنقلية، تخرج على خاله صاحب الأمل وغيره من أعلام
عصره. وذكر له صاحب الأعيان ثلاث إجازات: إجازة خاله صاحب الأمل له، تاريخها
آخر جمادي الأولى 1099، وإجازة الشيخ محمد أمين بن محمد علي الكاظمي، في 17 رمضان
1106، وإجازة السيد رضي الدين محمد بن محمد تقي الحسيني النجفي الشيرازي الأصفهاني،
في أواخر شهر رمضان 1106
له: شرح أرجوزة " خلاصة الأبحاث في مسائل الميراث " لصاحب الأمل، وغيرها.
انظر: أمل الآمل 1 / 32، رياض العلماء 1 / 33، نجوم السماء ص 141، أعيان الشيعة
2 / 498 - 499، الفوائد الرضوية ص 14، الكواكب المنتثرة ص 32 - 33، الذريعة
13 / 226.
240

ماهر محقق، عارف بالعقليات والنقليات خصوصا الرياضيات، صالح ورع فقيه
محدث ثقة، من المعاصرين ".
ثم ذكر مؤلفاته وأن له حواش وفوائد كثيرة. (*)
241

[52]
أحمد بن الحسين بن أحمد النيشابوري الخزاعي (1).

(1) الشيخ أبو بكر، أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيشابوري الرازي، من أعلام القرن
الخامس.
قرأ على علم الهدى السيد المرتضى، والسيد الرضي، وعلى شيخ الطائفة أبي جعفر
الطوسي.
له: " الأمالي " في الاخبار، أربعة مجلدات، و " عيون الأحاديث "، و " الروضة " في الفقه،
و " السنن " في الحديث، و " المفتاح " في الأصول، و " المناسك ".
انظر: فهرست منتجب الدين ص 32، منهج المقال ص 34، أمل الآمل 2 / 11 - 12،
رياض العلماء 1 / 33، جامع الرواة 1 / 46، رجال بحر العلوم 3 / 139، روضات الجنات
2 / 314 في ترجمة أبي الفتوح الرازي، هدية العارفين 1 / 80، مستدرك الوسائل 3 / 488،
طرائف المقال 1 / 127، الفوائد الرضوية ص 14، النابس في القرن الخامس ص 14، أعيان
الشيعة 2 / 512، ريحانة الأدب 2 / 127 - 128، معجم رجال الحديث 2 / 92، معجم
المؤلفين 1 / 199، مقابس الأنوار ص 4.
242

نزيل الري، والد الشيخ الحافظ عبد الرحمن، عدل عين دين، قرأ على
السيدين المرتضى والرضي، والشيخ أبي جعفر (رحمهم الله).
قاله منتجب الدين، ثم ذكر مؤلفاته، وقال: " أخبرنا بها الشيخ أبو الفتوح
الحسين بن علي بن محمد الخزاعي عن والده عن جده عنه " (1).

(1) فهرست منتجب الدين ص 32.
243

[53]
أحمد بن الحسين بن عبد الله المهراني الآبي (1).
كذا ترجمه ابن شهرآشوب، لم يزد عليه، ثم عد كتبه.

(1) أبو العباس، أحمد بن الحسين بن عبد الله - أو عبيد الله - بن محمد بن مهران الأزدي الآبي
العروضي، من أعلام القرن الرابع.
يروي عن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسحاق القمي، وكان من مشائخ الشيخ الجليل
الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، المتوفى سنة 381، روى عنه في
مرو كما في " كمال الدين " في الباب الثاني والأربعين فيما روى في ميلاد القائم (ع) الحديث 16،
والباب الثالث والأربعين في ذكر من شاهد القائم (ع) الحديث 26.
له كما في معالم العلماء: " ترتيب الأدلة " في ما يلزم خصوم الامامية دفعه عن الغيبة و
الغائب، و " المكافاة في المذاهب ".
انظر: كمال الدين ص 433 و 476، معالم العلماء ص 24، منهج المقال ص 34، أمل الآمل
2 / 12، رياض العلماء 1 / 34، طرائف المقال 1 / 156، مستدرك الوسائل 3 / 779، أعيان
الشيعة 2 / 567، نوابغ الرواة في رابعة المئات ص 26، قاموس الرجال 1 / 297، الذريعة 4 / 64.
244

[54]
أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري (1).

(1) أبو الحسين، أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري، المتوفى قبل سنة 413، لان
الشيخ الطوسي يترحم عليه في كتاب " الفهرست " الذي ألفه في حياة أستاذه الشيخ المفيد،
المتوفى سنة 413.
فما ذكر من تاريخ وفاته في سنة 411 فهو تاريخ والده الشيخ أبى عبد الله الحسين بن
عبيد الله الغضائري، كما نص عليه تلميذه شيخ الطائفة الطوسي في رجاله ص 470.
انظر: الفهرست للطوسي ص 1 - 2، منهج المقال ص 398، معجم الأدباء 2 / 202، نقد
الرجال ص 20، مجمع الرجال 1 / 108، أمل الآمل 2 / 12، رياض العلماء 1 / 34، جامع
الرواة 1 / 48، تعليقة أمل الآمل ص 88، التعليقة البهبهانية ص 35، رجال بحر العلوم
2 / 64، روضات الجنات 1 / 47 - 59، لؤلؤة البحرين ص 409، بهجة الآمال 2 / 38 - 53،
الكنى والألقاب 1 / 371، طرائف المقال 1 / 124، تأسيس الشيعة ص 269، الفوائد
الرضوية ص 15، أعيان الشيعة 2 / 565، مصفى المقال / 45 - 48، ريحانة الأدب 8 / 133،
النابس في القرن الخامس ص 15، قاموس الرجال 1 / 290 - 297، معجم رجال الحديث
2 / 98، الجامع في الرجال 1 / 109.
245

ذكره في " المنهج " في باب الكنى، وقال: لم أجد تصريحا من الأصحاب
بتوثيق ولاضده - انتهى.
وقال في " الأمل ": له كتاب " الرجال "، من المعاصرين للشيخ، ووثقه
العلامة (رحمه الله) - انتهى
أقول: لم يذكره العلامة في ترجمة بالخصوص، وإنما استظهروا توثيقه مما
ذكره في ترجمة رجال آخرين، وتفصيل الكلام موكول إلى " المنتهى " و
" الروضات "، نعم يجب الإشارة إلي أمور:
الأول: قد تردد جمع في نسبة كتاب " الرجال "، فنسبه الشهيد الثاني في
إجازته للشيخ حسين والد البهائي إلى الشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله،
قال: وعن النجاشي مصنفات الشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبد الله (1) الغضائري
صاحب كتاب " الرجال "، وغيره - انتهى (2). وتبعه في ذلك آخرون.
وتردد الشيخ عبد النبي الجزائري في مقدمات الحاوي له في ذلك، قال: و
عندي أنه مشتبه بينه - أي الحسين بن عبيد الله - وبين أحمد بن الحسين. ثم ذكر ما
يرجح كونه أحمد - إلى أن قال في آخر كلامه -: إذ عرفت ذلك فالرجل مجهول
الحال - إلخ (3). وقال في فصل صحاح الرجال بعد ذكر الحسين بن عبيد الله و
توثيقه، قال: وهو غير ابن الغضائري المكرر ذكره، فإنه ولد هذا واسمه " أحمد "،

(1) في بحار الأنوار 108 / 159 و 160: " عبيد الله ".
(2) بحار الأنوار 108 / 160.
(3) حاوي الأقوال ص 6 من مخطوطة مكتبة ملك، في الفائدة الأخيرة من المقدمة.
246

كما ذكرنا في المقدمة فلا تغفل - انتهى (1).
قوله في المقدمة: " إذا عرفت ذلك فالرجل مجهول الحال " مع قوله الأخير
دليل نكوله عن التردد وجزمه بكونه أحمد، لا والده الحسين.
الثاني: قد سمعت في أول الكتاب أن الشيخ (رحمه الله) ذكر في أول فهرسته
ما لفظه: ولم يتعرض أحد منهم باستيفاء جميعه إلا ما كان قصده أبو الحسن أحمد
بن الحسين بن عبيد الله (رحمه الله)، فإنه عمل كتابين أحدهما ذكر فيه المصنفات،
والآخر ذكر فيه الأصول، واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه، غير أن
هذين الكتابين لم ينسخ (2) أحد من أصحابنا، واخترم هو (رحمه الله)، تعمد
بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم
عنه - انتهى ما أردنا نقله (3).
وقال في أول رجاله: ولم أجد لأصحابنا كتابا جامعا في هذا الفن إلا
مختصرات قد ذكر كل إنسان منهم طرفا، إلا ما ذكره ابن عقدة من رجال
الصادق (ع) فإنه قد بلغ الغاية في ذلك - إلى آخر كلامه (4).
وأنت خبير بكثرة ما نقل النجاشي (رحمه الله) عن ابن الغضائري، وقد
أدرج السيد الجليل أحمد بن طاووس كتاب ابن الغضائري في رجاله على ما ذكره

(1) حاوي الأقوال ص 175 من مخطوطة مكتبة ملك.
(2) في المصدر: " لم ينسخهما ".
(3) الفهرست ص 1 - 2.
(4) رجال الطوسي ص 2.
247

غير واحد، وقد أفرد ذلك الكتاب واستخرجه وجعله رسالة مستقلة عن كتاب
السيد الذي كان بخطه الفاضل المولى عبد الله بن الحسين التستري، وهو عندي
بخط المولى المزبور.
وبعد ترجيح أن المراد من " ابن الغضائري " هو أحمد، يقع إشكال في هذا
المقام، استظهر في " الروضات " أن لابن الغضائري كتبا أخرى، منها: كتاب
" التاريخ "، قال بعد نقل ما نقلناه عن الفهرست من أنه كان له كتابان: ولما قال
النجاشي في ترجمة أحمد بن أبي عبد الله البرقي: " وقال أحمد بن الحسين (رحمه
الله) في تاريخه: توفى أحمد بن أبي عبد الله البرقي سنة أربع وسبعين ومائتين " (1)
فمنه يظهر أن له أيضا كتاب التاريخ، فكأنه في تواريخ مثل وفيات أصحابنا
المتقدمين والرواة المتدينين ومواليدهم. فهذه ثلاثة كتب.
وقد علم من مواضع أخر وصرح به أيضا بعض من تأخر أن له أيضا
كتابين آخرين، أحدهما: في ذكر خصوص الممدوحين من الرجال، والآخر:
مقصور على ذكر المذمومين منهم، وهو كتابه المشهور الدائر على الألسنة نسبته
إلى ابن الغضائري إلي هو مذكور بتمامه في رجال ابن طاووس، وقد أفرده
المولى عبد الله - إلخ.
ثم نقل عن " الخلاصة " (2) و " رجال ابن داود " (3) في ترجمة محمد بن

(1) رجال النجاشي 1 / 206.
(2) رجال العلامة ص 256.
(3) رجال ابن داود ص 257.
248

مصادف، أنهما قالا: اختلف قول ابن الغضائري فيه، ففي أحد الكتابين أنه ضعيف، وفي الآخر أنه ثقة - إلى آخر كلامه (1).
ويحتمل عندي أن كتابه أن كتابيه هو ما ذكره الشيخ في " الفهرست "، و
روى عن بعضهم تلفها، ولا بعد في أن لا يقف عليهما الشيخ ويروي عن بعضهم
تلفهما، ولكن يعثر عليهما النجاشي، فإن الظاهر بل المنقول عن " الفوائد
الرجالية " للعلامة الطباطبائي بحر العلوم: أن تأليف رجال النجاشي متأخر عن
تأليف رجال الشيخ وفهرسته (2)، ويؤيده أنه لم يذكر النجاشي في واحد من
كتابيه، ولكن النجاشي ذكر الشيخ وبعضا من مؤلفاته وعد منه فهرسته، مع أن
الاستبعاد وارد مطلقا، فإن الشيخ لم يذكر في رجاله أيضا كتابا لابن الغضائري كما
سمعت نقله آنفا، فكيف لم يقف عليه ووقف عليه النجاشي معاصره؟
ثم وقفت على كلام العلامة بحر العلوم منقول عن فوائده، صرح بما احتملنا
من غير ترديد (3).

(1) روضات الجنات 1 / 55.
(2) قال العلامة بحر العلوم في رجاله 2 / 46: " تقدم تصنيف الشيخ لكتابيه: الفهرست، وكتاب
الرجال على تصنيف النجاشي، فإنه ذكر فيه الشيخ (رحمه الله) ووثقه وأثنى عليه، وذكر
كتابيه مع سائر كتبه ".
(3) رجال بحر العلوم 2 / 49: " ومن هذا يعلم أن الشيخ (رحمه الله) لم يقف على كتب هذا
الشيخ وظن هلاكها، كما أخبر به، ولم يكن الامر كذلك، لما يظهر من النجاشي من اطلاعه
عليها وإخباره عنها. وقد بقي بعضها إلى زمان العلامة (رحمه الله)، فإنه قال في ترجمة
محمد بن مصادف: اختلف قول ابن الغضائري فيه: ففي أحد الكتابين: أنه ضعيف، وفي
الآخر: أنه ثقة ".
249

وقد أطنبنا الكلام في هذا المقام مع أن من شأنه أن نذكره في القسم الثاني، و
لكن الامر في ذلك هين.
الأمر الثالث: في توثيق ابن الغضائري. أقول: لم يذكره الرجاليون بمدح و
لا ذم بالخصوص، كما سمعت من " المنهج " (1) أيضا، والذي عليه المحققون وثاقته،
لكونه من المشائخ، وكان شريكا مع الشيخ والنجاشي في الدرس، وترحم عليه
الشيخ كلما ذكره، وكذلك النجاشي، وهما معاصراه. وترحم عليه أيضا السيد
بن طاووس، كما نبه عليه كل من وقف على كتابه، وفي ما أفرده المولى عبد الله من
رجال السيد أيضا. وقد كتب المولى المزبور فوق ترحم السيد على ابن الغضائري
وأبيه، ما لفظه: هذا صورة خط المؤلف، وهذا يدل على حسن الاعتقاد ب‍: أحمد
بن الحسين - انتهى. وقد نصوا في رجال كثيرة بأن المشائخ لم يكونوا محتاجين إلى
التوثيق، هذا الشيخ الصدوق لم يتعرضوا له أصلا، وأمثاله كثير، نعم عده في
" الحاوي " من المجهولين، ولم يعتمد على تضعيفاته كما سيجئ ذكره.
هذا بعض القول في وثاقة نفس الرجل وحسن حاله. وأما تضعيفاته التي
اتكلوا عليها في مقام الجرح فالظاهر أن الأغلب في ذلك صدوره عن اجتهاده و
درايته، كما نبه عليه العلامة البهبهاني في التعليقة، قال: واعلم أن الظاهر أن كثيرا

(1) منهج المقال ص 398.
250

من القدماء سيما القميين منهم وابن الغضائري كانوا يعتقدون للأئمة (عليهم
السلام) منزلة خاصة من الرفعة والجلالة، ومرتبة معينة من العصمة والكمال
بحسب اجتهادهم ورأيهم، وما كانوا يجوزون التعدي عنها، وكانوا يعدون
التعدي ارتفاعا وغلوا على حسب معتقدهم، حتى أنهم جعلوا مثل نفي السهو
عنهم غلوا، بل ربما جعلوا مطلق التفويض إليهم أو التفويض الذي اختلف فيه كما
سنذكر، أو المبالغة في معجزاتهم، ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم، أو
الاغراق في شأنهم وإجلالهم، وتنزيههم عن كثير من النقائض، وإظهار كثير
قدرة لهم، وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض، ارتفاعا أو مورثا للتهمة به -
إلى أن قال -: ومما ينبه على ما ذكرنا ملاحظة ابن هاشم، وما سنذكر في تراجم
كثيرة - ثم عد جمعا منهم، إلى أن قال -: وسيجئ في إبراهيم بن عمرو، وغيره
تضعيفات ابن الغضائري، فلاحظ - إلى آخر كلامه (1)، وذكر في تراجمهم نظير ما
قاله في هذا المقام.
وقال العلامة المجلسي في الفصل الثاني من فصول المجلد الأول من بحاره:
" رجال ابن الغضائري، هو إن كان الحسين فهو من أجلة الثقات، وإن كان أحمد -
كما هو الظاهر - فلا أعتمد عليه كثيرا، وعلى أي حال فالاعتماد على هذا الكتاب
يوجب رد أكثر أخبار الكتب المشهورة - انتهى " (2). وهو كلام متين.

(1) التعليقة البهبهانية ص 8.
(2) بحار الأنوار 1 / 41.
251

وقال الحاوي بعد ذكر ما يرجح ابن الغضائري هو أحمد، وذلك
بعد أن قال في أول كلامه: " وعندي أنه مشتبه بينه - أي الحسين بن عبيد الله - و
بين أحمد بن الحسين "، قال ما لفظه: إذا عرفت ذلك فالرجل مجهول الحال،
فلا ترتاب في [رد] (1) تضعيفه لبعض الرجال مع توثيق بعض الثقات كالشيخ و
النجاشي، وإن قلنا: إن الجرح مقدم وقد تفطن لهذا بعض مشائخنا المعاصرين
فصرح بتضعيف ابن الغضائري في مواضع على الخلاصة، وكأنه يرى تضعيف
مجهول الحال كما هو الحق، والله أعلم - انتهى (2).
أقول: قد ذكر الحسين بن عبيد الله في رجال الصحيح من " الحاوي " ووثقه
أيضا، قال بعد نقل عبارات الأصحاب في حقه ما لفظه: وأنت خبير بأنه لا يبعد
استفادة توثيق هذا الرجل لكثرة اعتماد المشائخ كالشيخ الطوسي والنجاشي
عليه، بل كثيرا ما يحكم النجاشي بتوثيق بعض الرجال بالاستناد إلى توثيقه مع
انضمام قرائن أخرى تدل على ذلك أيضا، وهو غير ابن الغضائري المكرر ذكره،
فإنه ولد هذا واسمه " أحمد " كما ذكرنا في المقدمة فلا تغفل - انتهى (3).
أقول: قد وثق المتأخرون ابن الغضائري، أي أحمد هذا، فإنه من المشائخ،
وغير ذلك من إمارات التوثيق، فلا يكون مجهول الحال، ولو قلنا ما بيناه: الامر
بين الوالد والولد، فلا مجال أيضا للتردد في وثاقة ابن الغضائري لكون الوالد

(1) الزيادة من الحاوي.
(2) حاوي الأقوال ص 6 من مخطوطة مكتبة ملك.
(3) حاوي الأقوال ص 175 من مخطوطة مكتبة ملك.
252

ممن حكموا بوثاقته كما سمعت عن " الحاوي " أيضا، وحكم المتأخرون بوثاقة
الولد أيضا، وحينئذ فالسر في ضعف تضعيفاته ما ذكرنا سابقا، وإلا فكونه
مجهولا في غير محله. (*)
253

[55]
أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني (1).

(1) أبو الفضل، أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمداني، المعروف ب‍ " بديع الزمان "، المتوفى
398 ه‍.
ترجم له أبو منصور الثعالبي، وقال: " هو أحمد بن الحسين بديع الزمان، ومعجزة همذان،
ونادرة الفلك، وبكر عطارد، وفرد الدهر، وغرة العصر، ومن لم يلق نظيره في ذكاء القريحة
وسرعة الخاطر وشرف الطبع وصفاء الذهن وقوة النفس، ومن لم يدرك قرينه في ظرف النثر
وملحه وغرر النظم ونكته، ولم يرو أن أحدا بلغ مبلغه من لب الأدب وسره، وجاء بمثل
إعجازه وسحره، فإنه كان صاحب عجائب وبدائع وغرائب ".
له: " الرسائل " طبعت في الآستانة سنة 1298 ه‍، وفي مصر 1315، وفي بيروت 1890
م، وفي طهران على الحجر، وفي بيروت 1890 مع شرح الشيخ إبراهيم الأحدب الموسوم ب‍
" كشف المعاني والبيان من رسائل بديع الزمان ".
و " المقامات " وطبعت في الآستانة سنة 1298، وفي لكهنو 1293 على الحجر، وفي بمبئي
1304 على الحجر، وفي بيروت 1889 و 1908 م، وفي طهران 1296 على الحجر، وبعضها في ليپزيك سنة 1841 م، ومع ترجمتها بالانگليزية في مدرس سنة 1913 م.
و " ديوان شعر " طبع في مصر سنة 1321.
انظر: يتيمة الدهر 4 / 293 - 344، الأنساب للسمعاني 5 / 650، الكامل لابن الأثير
7 / 241، معجم الأدباء 2 / 161 - 202، وفيات الأعيان 1 / 127 - 129، تذكرة الحفاظ
3 / 1027، سير أعلام النبلاء 17 / 67، البداية والنهاية 11 / 391، مرآة الجنان 2 / 449،
النجوم الزاهرة 4 / 218، شذرات الذهب 3 / 150، الوافي بالوفيات 6 / 355 - 358، أمل
الآمل 2 / 13 - 14، رياض العلماء 1 / 36 - 38، كشف الظنون 1 / 164، و 2 / 1785،
روضات الجنات 1 / 238 - 240، كشف الحجب والأستار ص 543، الكنى والألقاب
2 / 75، أعيان الشيعة 2 / 570 - 583، الفوائد الرضوية ص 15 - 16، الذريعة 22 / 6،
معجم المطبوعات 2 / 1895، معجم المؤلفين 1 / 209 - 210، ريحانة الأدب 1 / 243،
قاموس الرجال 1 / 286، معجم رجال الحديث 2 / 100 - 101، مشار: فهرست چاپي
عربي / 407 و 887، صفا: تاريخ أدبيات در إيران 1 / 640، كنوز الأجداد ص 169 - 179،
بروكلمان الذيل 1 / 150 - 152، اكتفاء القنوع ص 282، تاريخ الاسلام: مجلد حوادث 381
- 400 ص 349 - 353، اللباب 3 / 392.
254

قال في الأمل: أبو الفضل بديع الزمان الشاعر المشهور، فاضل جليل
إمامي المذهب، حافظ أديب منشئ، له: " المقامات العجيبة "، وله ديوان شعر -
ثم نقل بعض أشعاره، ونقل عن " يتيمة الدهر " سنة وفاته، وأنها ثمان وتسعين و
ثلاثمائة - وكذلك نقل في " الروضات " عن " تلخيص الآثار ".
255

[56]
شهاب الدين أحمد ابن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحسين
العودي العاملي الجزيني (1).

(1) هو الشيخ شهاب الدين، إسماعيل ابن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحسين العودي
العاملي الجزيني.
هكذا في النسخة المطبوعة المحققة سنة 1385 ه‍، وأما في النسخة المطبوعة القديمة من
الأمل: " أحمد ".
قال في الأعيان: " هكذا في نسخة عندي مخطوطة كتبت عن مسودة المؤلف، ومثله منقول
عن " كشف الحجب "، أما ما في النسخ المطبوعة من " الأمل " من إبدال " إسماعيل " ب‍ " أحمد "
فهو خطأ قطعا..، وفي الطليعة: إسماعيل بن الحسين العودي العاملي المعروف ب‍ " شهاب
الدين بن شرف الدين "، توفى في الجبل سنة 580 تقريبا، كان فاضلا متضلعا في العلم و
الفضل الجم، وكان أديبا شاعرا..، له: نظم الياقوت، أرجوزة نظم بها كتاب " الياقوت "
لابن نوبخت في الكلام.. "
وانتبه إلى هذا الخطأ أيضا الأستاذ عباس إقبال الآشتياني في " خاندان نوبختي "، فقال: في
نسختي من الأمل التي كتبت عن نسخة خط المؤلف ذكر اسم المترجم: " إسماعيل ".
له: أرجوزة في شرح " الياقوت " في الكلام لأبي إسحاق إبراهيم بن نوبخت، وهي في 326
بيتا، منها نسخة كتبت سنة 741 ه‍ وقوبلت بخط الناظم، في مكتبة البادليان في جامعة
أكسفورد ضمن مجموعة برقم F 64 ص 113 - 119، ونسخة في مكتبة آية الله المرعشي
العامة بقم، ضمن مجموعة برقم 2754 الكتاب الثالث عشر.
انظر: أمل الآمل 1 / 41، رياض العلماء 1 / 83، كشف الحجب والأستار ص 38، أعيان
الشيعة 3 / 319، خاندان نوبختي ص 177، الذريعة 1 / 480، معجم المؤلفين 2 / 265.
256

قال في الأمل: فاضل عالم علامة شاعر أديب، وله أرجوزة في شرح
" الياقوت " في الكلام، وغير ذلك - انتهى.
أورده في الأمل بعد أحمد بن نعمة الله، مع أن الترتيب يقتضي ذكره سابقا
على كثير ممن ذكره.
257

[57]
أحمد بن الخليل القزويني (1).
قال في الأمل: كان عالما فاضلا محققا، له حواش (2) على حاشية " العدة " (3)
لأبيه، توفى في سنة ثلاث وثمانين بعد الألف - انتهى.
وذكره في الرياض أيضا في ترجمة والده (4)، وقال كما ذكره في التكملة (5).

(1) أحمد بن الخليل بن الغازي القزويني، المتوفى سنة 1083 في حياة والده.
انظر: أمل الآمل 2 / 14، رياض العلماء 2 / 264 في ترجمة والده، روضات الجنات
3 / 273 في ترجمة والده، الروضة النضرة ص 31، أعيان الشيعة 2 / 586.
(2) الذريعة 6 / 78.
(3) الذريعة 6 / 148.
(4) هو المولى، خليل بن الغازي القزويني، المتوفى سنة 1089، من مشاهير علماء عصره. انظر:
أمل الآمل 2 / 112، رياض العلماء 2 / 261 - 266. تأتي ترجمته.
(5) هذا سهو، والصحيح: " كما ذكره في الأمل "، إذ لم نقف على ترجمة في " تتميم أمل الآمل "،
والذي ترجمته في تتميم الأمل هو: أحمد القزويني الطالقاني صاحب الحاشية على حاشية
الحاج علي أصغر بن محمد بن يوسف القزويني على حاشية المولى خليل القزويني على العدة، و
هو متأخر عن أحمد بن الخليل القزويني.
انظر: أمل الآمل 2 / 176، تتميم أمل الآمل ص 59 - 60، كشف الحجب والأستار ص
145، الذريعة 4 / 464 - 465.
258

[58]
الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (1).
فخر الاعلام وذخر الأيام، تاج الدهر وناموس العصر، العلامة الأوحد،
والفاضل الفهامة الأمجد، العالم الرباني والفاضل الكبريائي الصمداني.
تولد (قدس سره) سنة ست وستين بعد المائة والألف، وقيل في تاريخ
ولادته " انفض المديفع "، والمديفع تصغير المدفع، وهو من أدوات الحربية النارية
التي تسمى بالفارسية " توپ ". وكان وفاته في سنة إحدى وأربعين ومائتين بعد
الألف في طريق مكة قبل وصوله إلى المدينة المشرفة، فنقل جنازته إلى المدينة و
دفن في جوار ساداته أئمة البقيع.

(1) انظر: روضات الجنات 1 / 88 - 94، نجوم السماء ص 367 - 374، كشف الحجب والأستار
ص 337، أنوار البدرين ص 106 - 107، أعيان الشيعة 2 / 589 - 593، الكرام البررة
1 / 88 - 91، هدية العارفين 1 / 185، الأعلام للزركلي 1 / 129، ريحانة الأدب 1 / 78 -
82 معجم المؤلفين 1 / 228 - 229.
260

وكان (قدس سره) قليل النطق كثير الصمت، لو نطق فبالحق، ولو سكت
فعن الباطل، جامعا بين الشريعة والحقيقة، مرتاضا زاهدا، معرضا عن الدنيا و
أهلها، ساعيا في إظهار ما أراده الله من التدبر في آيات الأنفس والآفاق، وكان
وجهة همته رد ما أسسه المحقق صدر الدين الشيرازي، وقد شرح كتابيه
" العرشية " و " المشاعر ". واشتهر في الأقطار وسار ذكره مسير النهار، فقصده
السائلون من كل الجهات، فسألوا عنه مسائل في مطالب شتى، وقد جمعوا رسائله
وأجوبة مسائله في مجلدين وسموها ب‍ " جوامع الكلم ". وكان قد أجازه العلامة
الكبريائي السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي، وكذا العلامة الأفخر الشيخ جعفر
ابن الشيخ خضر النجفي، وغيرهما من أعلام وعلماء وقته.
ثم قد اشتبه بعض أهل عصره في بعض عباراته وتشابه عليهم الامر فوقع
بينهم مباحثات ومعارضات أدت إلى المناقشة، وانجرت إلى المنافرة، وكتب فيها
رسائل، ثم انتصب بعد وفاته تلميذه الرشيد الحاج السيد كاظم الرشتي، فاشتد
المنافرة في عصره وآل إلى الشقاق، والتفت الساق بالساق، ونذكر إن شاء الله
بعض الكلام في ترجمة السيد الأوحد.
وللشيخ الجليل تلامذة كثيرة، منهم: الفاضل الآخوند ملا محمد التبريزي
الممقاني الملقب ب‍ " حجة الاسلام " (1)، والفاضل الحاج ملا محمود المدعو ب‍ " نظام

(1) هو المولى، محمد المامقاني التبريزي، المتوفى سنة 1268، والدالميرزا محمد تقي
التبريزي المتخلص ب‍ " نير "، والمشهور ب‍ " حجة الاسلام ".
انظر: رجال بامداد 3 / 289 - 290، ريحانة الأدب 2 / 28، المآثر والآثار ص 217.
261

العلماء " (1).
وهذان العلمان هما اللذان تكلما مع الميرزا علي محمد المدعي للبابية في
مجلس السلطان المغفور له السلطان ناصر الدين شاه أيام ولايته للعهد وإقامته في
تبريز، ونكباه وألزماه وحكما بكفره، وتفصيل ذلك المجلس مذكور في تاريخ
" روضة الصفاء الناصري " (2).
ومنهم: الحاج ملا عبد الخالق اليزدي (3)، القاطن أخيرا في المشهد المقدس
الرضوي، والمتوفى فيه.
ومنهم: الفاضل الميرزا محمد علي اليزدي المعروف ب‍ " المدرس " (4)، لاقيت
حفيده الميرزا سيد علي المدرس، وكان يروي عن جده كمال الثقة بشيخه الأمجد،
حتى أنه كان يقول: إنه لولا الشيخ لكنت من الهالكين.

(1) الحاج ميرزا، محمود بن محمد التبريزي، المتوفى حدود سنة 1270، مؤلف: " أخلاق نظام
العلماء ".
انظر: ريحانة الأدب 6 / 208، الذريعة 1 / 381.
(2) روضة الصفاء 10 / 423.
(3) هو الشيخ المولى، عبد الخالق بن عبد الرحيم اليزدي، المتوفى سنة 1268، من أكابر العلماء
في مشهد الرضا (عليه السلام).
انظر: الكرام البررة 2 / 723.
(4) السيد الميرزا، محمد علي بن محمد بن مرتضى الأردكاني اليزدي المدرس المتخلص
ب‍ " حيران "، من أعلام القرن الثالث عشر.
انظر: آينه دانشوران ص 339 - 346، الذريعة 1 / 9 / 272.
262

وكان هو (رحمه الله) شاعرا مجيدا يتخلص ب‍ " حيران "، وذكره رضا قلي
خان في " روضة العارفين " (1).
ومنهم: العلامة السيد عبد الله شبر (2)، وقد أجازه إجازة طويلة.
ومنهم: الميرزا حسن الأهري الآذر بيجاني (3)، صاحب التأليفات المنيفة،
إلى غير ذلك من تلامذته.
وكتب الشيخ (رحمه الله) مختصرا في ترجمة حالاته وبدو أمره، وكتب
بعضهم أيضا رسالة بالفارسية ذكر فيها ترجمته وبعضا من مشائخه العظام.
وقد نسبه جمع من العرفاء إلى أنفسهم، وحسبوه منهم، حتى إن الميرزا أبا
القاسم الذهبي المعروف ب‍ " ميرزا بابا " (4) ذكر في آخر كتابه " قوائم الأنوار " عند
ذكره السيد قطب الدين محمد النيريزي الشيرازي (5)، ما ترجمته: إن السيد قطب
الدين أقام مدة في النجف، ودرس في الفتوحات المكية، واستفاض منه السيد
السند محمد مهدي بحر العلوم، والشيخ جعفر النجفي، والملا محراب الجيلاني - إلى

(1) رياض العارفين ص 444.
(2) السيد، عبد الله بن محمد رضا شبر الحسيني الكاظمي، المتوفى 1242، من أعاظم علماء
عصره وفقهاء الطائفة الاعلام. تأتي ترجمته مفصلا.
(3) انظر: الكرام البررة 1 / 341.
(4) السيد، أبو القاسم الحسيني الشريفي الشيرازي الشهير ب‍: ميرزا بابا الذهبي، من مشاهير
سلسلة الذهبية في القرن الثالث عشر.
انظر: ريحانة الأدب 5 / 185 في ترجمة ولده، طرائق الحقائق 3 / 456.
(5) انظر ترجمته في طرائق الحقائق 3 / 216 - 219.
263

أن قال - وأيام توقفه في لحساء تربى عنده الشيخ الأحسائي ووصل إلى كمال العلم
والعمل حتى صار معروف العالم (1).
وقال ابنه السيد محمد مجد الاشراف (2) في رسالة " تام الحكمة " وهي
كالديباجة لكتاب والده المزبور، ما ترجمته ملخصا: إن السيد قطب الدين محمد
المذكور جعل المولى محراب الگيلاني مأمورا إلى أصفهان وعراق العجم، وقرر
السيد مهدي بحر العلوم، والشيخ جعفر النجفي في العتبات العاليات، والشيخ
أحمد الأحسائي إلى أطراف إيران - إلخ (3).
ولكن الحق أحق أن يتبع، فإن السيد قطب الدين المذكور كما صرح به في
" رياض العارفين " كان من تلامذة الشيخ علي نقي الأصطهباني ومعاصرا للشاه
سلطان حسين الصفوي، وتوفى سنة ثلاث وسبعين ومائة بعد الألف (4)، ونظم
السيد المذكور قصيدته العشقية في سنة خمس وأربعين ومائة بعد الألف بعد مضي
ستين من عمره، وقد أدرج القصيدة بتمامها في كتاب " قوائم الأنوار " (5)، وقد

(1) قوائم الأنوار ص 476 - 477.
(2) الميرزا جلال الدين، محمد بن أبي القاسم الحسيني الشيرازي الذهبي الملقب ب‍ " مجد
الاشراف "، المتوفى حدود سنة 1330 ه‍.
انظر: ريحانة الأدب 5 / 184، طرائق الحقائق 3 / 456 - 457.
(3) تام الحكمة ص 6.
(4) رياض العارفين ص 482.
(5) قوائم الأنوار ص 320.
264

عرفت أن ولادة الشيخ الأوحد كانت في سنة، ست وستين ومائة وألف، فيكون
عمر الشيخ عند وفاة السيد قطب الدين قريبا من سبع سنين، فكيف يصح ما
ذكراه؟
ثم وجدت بخط الفاضل الميرزا محمد تقي حجة الاسلام نقلا عن خط الفاضل
الشيخ علي نقي المعروف ب‍ " الشيخ علي " ابن العلامة صاحب الترجمة أنه قبض
والده القمقام في الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة إحدى وأربعين و
مائتين بعد الألف بمنزل يقال له: " هدية "، قبل المدينة المنورة بثلاثة منازل، ونقل
إلى المدينة ودفن في البقيع تحت الميزاب خلف الحائط الذي فيه أئمة البقيع (عليهم
السلام) مقابل بيت الأحزان، بيت الزهراء (عليها السلام)، وكان ذلك من
كرامة الله تعالى له، لان من مات مع الحاج الشامي لا يمكن نقله، ولكن الله
سبحانه أراد إكرامه بمجاورة رسوله وآله (عليهم السلام)، فأخفى أثره عن أعداء
الدين - انتهى. (*)
265

[59]
السيد أحمد ابن السيد زين العابدين الحسيني العاملي (1).
ذكره في الأمل، وقال: عالم زاهد محقق متكلم، من تلامذة الأمير محمد باقر
الداماد، وقد أجازه إجازة أثنى عليه فيها، وذكر أنه قرأ عند بعض كتاب
" الشفاء "، وغيره، وقرأ عند شيخنا البهائي - انتهى.
وقال في التكملة: نسيب السيد الداماد وتلميذه، وكان عالما فاضلا متفننا
في العلوم متقنا فيها، وله تأليفات كثيرة في الفنون، لكنه لما جعل تعصب السيد

(1) السيد نظام الدين - أو كمال الدين - الأمير، أحمد بن زين العابدين الحسيني العاملي
الأصفهاني، المتوفى قبل سنة 1060.
انظر: أمل الآمل 1 / 33، رياض العلماء 1 / 39، نجوم السماء ص 71 - 73، تتميم أمل
الآمل ص 62، تكملة أمل الآمل ص 95 - 96، الفوائد الرضوية ص 17، أعيان الشيعة
2 / 593 - 594، ريحانة الأدب 4 / 90، في ترجمة ولده بدر الدين العاملي، الروضة النضرة
ص 27 - 30، معجم المؤلفين 1 / 229.
266

المزبور نصب عينيه، وكان همته مقصورة على ذلك انتقص لذلك من القلوب و
لا يلتفت إلى تأليفاته، يعلم ذلك من كلماته الباردة التي أوردها في كتابه " النفحات
اللاهوتية في العثرات البهائية " - انتهى (1).
وفي المستدرك: أنه ابن خالة السيد الداماد، وهو جد اليسد محمد أشرف
بن عبد الحسيب الحسيني مؤلف كتاب " فضائل السادات " (2). أقول: وقد صرح
بذلك في آخر كتابه المذكور، ونقل أيضا إجازة السيد الداماد، والشيخ البهائي
لجده المسطور.
ونقل في " النجوم " عن " شذور العقيان " بعض عبارات الإجازة المشار
إليها، وتاريخها منتصف جمادي الأولى سنة سبع عشر بعد الألف، وله منه إجازة
أخرى في سنة تسع عشر بعد الألف، وله إجازة من الشيخ البهائي في شهر ربيع
الأول سنة ثمانية عشر بعد الألف، نقل كل ذلك في " النجوم " عن " الشذور " (3).
أقول: والاجازات الثلاث كلها مندرجة في إجازات البحار (4).
ثم نقل عن الشذور بعضا من مؤلفاته، وهي: " المعارف الإلهية " (5)، و

(1) تتميم أمل الآمل ص 62 - 63.
(2) الذريعة 16 / 259.
(3) نجوم السماء ص 71 - 72.
(4) بحار الأنوار 109 / 152 - 158.
(5) الذريعة 21 / 190.
267

كتاب " كشف الحقائق " (1)، وكتاب " مفتاح الشفاء " (2)، وكتاب " العروة
الوثقى " (3)، قال: وله كتب أخرى - انتهى.
أقول: ومن كتبه: " خطيرة الانس " (4)، وهي حاشية على حاشية الخفري
على المقصد الثالث من التجريد، وهو في إثبات الصانع، شرع فيه في أوائل شهر
ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وألف، وذكر في ضمنه من مؤلفاته " العروة الوثقى "
في شرح إلهيات الشفاء، ونسب إلى نفسه في آخر الكتاب كتاب " مصقل الصفا في
تجليه آئنيه حق نما " (5) في رد مذهب النصارى بالفارسية، وكتاب " صواعق
الرحمن در در مذهب يهودان " (6) بالفارسية. ويظهر من آخر كتابه أن " خطيرة
الانس " جزء من كتابه " رياض القدس " (7)، ثم قال: ويتلوه كتابنا المرسوم ب‍
" روضة المتقين " (8) في بحث إمامة الأئمة المعصومين - انتهى.

(1) الذريعة 18 / 29.
(2) الذريعة 21 / 333.
(3) الذريعة 15 / 249.
(4) في الذريعة 7 / 26: " حظيرة الانس ".
(5) الذريعة 21 / 130، فهرس المخطوطات المصورة في مكتبة آية الله المرعشي 2 / 264.
(6) الذريعة 15 / 94.
(7) الذريعة 11 / 334.
(8) الذريعة 11 / 302.
268

[60]
الشيخ أحمد بن سلامة الجزائري (1).
قال في الأمل: فاضل صالح فقيه معاصر، كان قاضي حيدر آباد، له:
" شرح الارشاد " في الفقه، وغير ذلك - انتهى.

(1) لم نعثر على ترجمة أكثر مما ذكره المؤلف.
انظر: أمل الآمل 2 / 15، رياض العلماء 1 / 39، منتهى المقال ص 34، شذور العقيان
مخطوط، نجوم السماء ص 135، أعيان الشيعة 2 / 599، الروضة النضرة ص 19، معجم
رجال الحديث 2 / 123، الفوائد الرضوية ص 17.
269

[61]
الشيخ أحمد بن صالح بن حاجي علي بن عبد الحسين بن شيبة
البحراني الدرازي (1).
قال في اللؤلؤة في ذيل ترجمة الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني: وبعد
موته - أي الشيخ جعفر - كان القائم مقامه في تلك البلاد - أي حيدر آباد من بلاد
الهند - الشيخ الزاهد العابد الصالح الشيخ أحمد بن صالح الدرازي البحراني، إلى

(1) ذكره في " اللؤلؤة " على ما وجده بخطه هكذا: الشيخ أحمد بن صالح بن حاجي بن علي بن
عبد الحسين بن شنبة الدرازي، المتوفى 1124.
له ترجمة في: لؤلؤة البحرين ص 71 - 72، روضات الجنات 1 / 87 في ترجمة الشيخ أحمد
بن محمد بن يوسف الخطي البحراني، نجوم السماء ص 190 - 191، أنوار البدرين ص 131 -
132، أعيان الشيعة 2 / 605، الفوائد الرضوية ص 18، كشف الحجب والأستار ص 376،
الكواكب المنتثرة ص 38.
270

أن فتح تلك البلاد الشاه أورنك زيب (1)، فأمر بإخراج الأصناف منها كل بمقدمه،
فكان الشيخ أحمد المذكور مقدم من فيها من صنف العلماء، فأمر له بألف روبيه، و
رجع الشيخ أحمد المذكور إلى ولاية العجم بعد أن حج بيت الله الحرام، واستوطن
في بلدة جهروم من بلاد شيراز.
وكان (قدس سره) على غاية من الزهد والورع والتقوى، والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر، والكرم، يؤثر بماله الأضياف، وكان بيته دائما
لا ينفك عن جمع من الغرباء والواردين، سيما من أهل بلاد البحرين، إماما في
الجمعة والجماعة. وكانت مكاتباته ترد على الوالد (رحمه الله) في البحرين لبعض
المطالب التي له فيها (2). وكانت تلحقه الغشية والصعقة في مقام ذكر شدائد
الآخرة.
وله من المصنفات: كتاب " الطب الأحمدي " (3) وهو عندي، كله في الطب
بطريق الرواية، ورسالة في الاستخارة (4).
ونسبه على ما وجدته بخطه: أحمد - إلى آخر ما ذكرنا أولا - نسبته إلى
الدراز، هي قريتنا آباء وأجدادا، وهو يتصل بنا في بعض الأجداد العالية، كما

(1) أورنگ زيب، محيي الدين بن شاه جهان، الملقب ب‍ " عالمگير "، أشهر سلاطين گوركانية في
هند (1069 - 1118 ه‍).
(2) كذا في المصدر.
(3) كشف الحجب والأستار ص 376، الذريعة 15 / 140.
(4) الذريعة 2 / 19.
271

يأتي ذكره إن شاء الله في ترجمة الوالد.
وتوفى في شهر صفر في السنة الرابعة والعشرين بعد المائة والألف (1)، و
كان مولده على ما رأيته بخطه (قدس سره) في السنة الخامسة والسبعين بعد الألف - انتهى (2).
أقول: ذكر ذلك كله في " النجوم " مترجما، ثم نقل عن " تذكرة العلماء " (3)
إشكالا، وهو: أنه قد سبق في ترجمة الشيخ جعفر المذكور أن وفاته كان في سنة
اثنتين وثمانين وألف، فيكون عمر الشيخ أحمد المذكور وقت وفاة الشيخ جعفر
قريبا من سبع سنين بناء على تاريخ ولادته المنقول من خطه، فكيف يكون مرجعا
للعباد بعد وفاة الشيخ وهو بهذا السن؟ إلا أن يكون المراد أنه صار قائما مقامه
بعد مدة طويلة، والله أعلم. ويظهر من بعض التواريخ أن فتح عالمگير لحيدر آباد
في سنة 1098 ثمان وتسعين بعد الألف (4)، فيكون عمر الشيخ أحمد حينئذ بناء
على التاريخ في ولادته ثلاثا وعشرين سنة - انتهى مترجما (5).
أقول: ما ذكره (رحمه الله) حق، إلا أن نسخ " اللؤلؤة " في تاريخ وفاة

(1) لؤلؤة البحرين ص 72.
(2) ذكر في أنوار البدرين ص 132 ولادته سنة 1085، ووفاته سنة 1134
(3) للسيد مهدي علي بن نجف علي الرضوي، المتوفى في بضع وستين ومائتين بعد الألف. انظر:
كشف الحجب ص 109، وفي الذريعة 4 / 41: في بضع وثمانين ومائتين وألف.
(4) في وقائع السنين والأعوام ص 544: سنة 1099.
(5) نجوم السماء ص 190 - 191.
272

الشيخ جعفر مختلفة، ففي بعضها: الثانية والثمانين (1)، وفي أخرى: الثامنة و
الثمانين (2)، وهو لا يرفع الاشكال، فإنه على نسخة " الثامنة والثمانين " يكون عمر
الشيخ أحمد ثلاثة عشر تقريبا.
والعجب أن مؤلف " النجوم " في ترجمة الشيخ جعفر أرخ وفاته نقلا عن
" اللؤلؤة " بسنة ثمانين (3)، وفي ترجمة الشيخ أحمد نقلا عن " تذكرة العلماء " اثنتين
وثمانين (4)، والأول سهو منه أو من الناسخ.

(1) في المطبوعة: 1088، ويمكن أن تكون 1082 في نسخة مخطوطة كانت عند المؤلف.
(2) لؤلؤة البحرين ص 70.
(3) نجوم السماء ص 86.
(4) نجوم السماء ص 190.
273

[62]
الشيخ أحمد مهذب الدين بن عبد الرضا الحلي (1).
ذكره في " النجوم " وعنونه ب‍ " أحمد بن رضا "، وقال في ترجمته: فاضل
خبير، وعالم نحرير، من أصحاب الرجال وأرباب الكمال.
قال في " تذكرة العلماء ": كان من أفاضل تلامذة الشيخ الحر العاملي، ومن
مصنفاته: كتاب " فائق المقال " في الحديث والرجال، وله كتب ورسائل أخرى.
دخل سنة خمس وثمانين بعد الألف - وهي سنة ختم كتابه " فائق المقال " - بلدة

(1) الشيخ مهذب الدين، أحمد بن عبد الرضا الحلي البصري نزيل الهند، كان حيا في شهر ربيع
الأول سنة 1090.
انظر: نجوم السماء ص 181 - 182، أعيان الشيعة 2 / 624، الفوائد الرضوية ص 17،
مصفى المقال ص 50 - 52، الروضة النضرة ص 600 - 601، ريحانة الأدب 6 / 39، معجم
المؤلفين 1 / 273، الذريعة 16 / 91، و 23 / 197، بروكلمان الذيل 2 / 577 - 578.
274

حيدر آباد (1). قال في ذلك الكتاب بمناسبة ذكر حافظة بعض المحدثين بعضا من
أحوال نفسه، وقال: أحفظ إلى هذا الزمان اثنى عشر ألف حديث بغير أسانيدها،
وألفا ومائتين حديثا مسندا، ولكن ابتلائي بصحبة الملوك، والسعي في طلب
الرزق للعيال، وارتكاب المسافرات البعيدة، وتوال الأمراض والمصائب منعني
عن تحصيل الكمال كما هو حقه، ولو بقيت في ديار العرب لكنت رجلا كاملا، و
لكن القضاء ألقاني إلى أرض الهند - انتهى كلامه.
ومن مصنفاته أيضا: كتاب " المنهج القويم "، و " رسالة في القراءة "، وغير
ذلك من الرسائل - انتهى كلام النجوم (2).
وأقول: " تذكرة العلماء " من مؤلفات المولوي السيد نجف علي الهندي، كما
ذكر المولوي في كشفه (3).
أقول: ورأيت من مصنفاته سوى ما ذكر: كتاب " ريحانة روضة الآداب "
في النحو، وكتاب " نزهة الأولياء في عصمة الأنبياء "، وكتاب " الانتفاعات في

(1) قال في الروضة النضرة ص 601: وفي تلك السنة - أي سنة 1081 - كتب في حيدر آباد
رسالة في " الحساب "، ورسالة في " القيافة "، ورسالة في " آداب المناظرة "، وكأنه بقي هناك
إلى 1085 التي ألف فيها " فائق المقال ".
(2) نجوم السماء ص 181 - 182.
(3) مر آنفا أنها للسيد مهدي ابن السيد نجف علي الرضوي، المتوفى سنة بضع وستين و
مائتين بعد الألف، أو بضع وثمانين ومائتين وألف كما في الذريعة.
انظر: كشف الحجب والأستار ص 109.
275

العقود والايقاعات "، وذكر في ديباجة كل هذه الكتب الثلاثة اسمه واسم أبيه، و
سماه ب‍ " عبد الرضا "، ولذلك ذكرناه كذلك.
وكان حيا في شهر ربيع الأول سنة تسعين بعد الألف، وهو تاريخ ختم كتابه
" ريحانة روضة الآداب ".
276

[63]
الشيخ أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني، المعروف
بابن المتوج (1).

(1) الشيخ فخر الدين، أحمد بن عبد الله بن سعيد المتوج - أو سعيد بن المتوج - البحراني.
المعروف ب‍ " ابن المتوج "، من أعلام أوائل القرن التاسع الهجري.
يروي عن فخر المحققين العلامة الحلي، ويروي عنه جماعة، منهم: الشيخ فخر الدين
أحمد بن مخدم الاوالي البحراني، والشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقرئ
الأحسائي، كما صرح به ابن أبي جمهور.
أقول: يظهر من كلام جماعة من العلماء كصاحب " الأمل "، وصاحب " الرياض " أن أحمد
بن عبد الله بن المتوج رجل واحد. ولكن صرح العلامة الطهراني، واستظهر العلامة الأمين:
أن أحمد بن عبد الله بن المتوج اثنان، أحدهما: الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن
المتوج، وثانيهما: الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المتوج
البحراني، المتوفى سنة 820 ه‍ على ما يظهر من كتابه " الناسخ والمنسوخ " بخط ولده الناصر
الحفظة المشهور.
ولما رأينا أن ما أفاده العلامة الأمين في الأعيان في هذا الشأن مما لا مزيد عليه ذكرنا قسما
منه بعينه، قال:.. ولكن صاحب " الذريعة إلى معرفة مؤلفات الشيعة " قال: إن أحمد بن عبد
الله بن المتوج اثنان:
أحدهما: الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المتوج
البحراني، الذي هو شيخ أحمد بن فهد الحلي، والمعاصر والمصاحب للشهيد الأول، والمؤلف
لآيات الاحكام المختصر الموسوم ب‍ " منهاج الهداية "، الذي ترجمه كذلك الشيخ سليمان
البحراني في رسالته في تراجم علماء البحرين.
وثانيهما: سميه ومعاصره الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج، الذي
كان من مشائخ أحمد بن فهد الأحسائي، وله: كتاب " النهاية في تفسير الخمسمائة آية ".
وما ذكره قريب من الاعتبار لاختلاف اللقب، فأحدهما يلقب " فخر الدين "، والآخر
" جمال الدين "، ولاختلاف النسب، فأحدهما: أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن
بن المتوج، والثاني: أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج، ولكن لاشتراكهما في الاسم واسم
الأب واسم الجد - وهو المتوج -، وكونهما في عصر واحد، واشتراك تلميذيهما في الاسم و
اسم الأب: وقد يكونان مشتركين في بعض الأسانيد، لذلك وقع الاشتباه بينهما وظنا رجلا
واحد، ونسب إليه ما لكل منهما، والله أعلم، فراجع.
انظر: غوالي اللآلي 1 / 6، أمل الآمل 2 / 16، رياض العلماء 1 / 43 - 45، تعليقة أمل
الآمل ص 91 - 92، رياض الجنة 1 / 612 - 614، لؤلؤة البحرين ص 177 - 180،
روضات الجنات 1 / 68 - 71، أنوار البدرين ص 70 - 72، مستدرك الوسائل 3 / 435،
الكنى والألقاب 1 / 402، طرائف المقال 1 / 97، و 2 / 425، الفوائد الرضوية ص 18،
277

قال في الأمل: عالم فاضل، أديب شاعر، له: رسالة سماها " كفاية
الطالبين "، وله شعر كثير. قرأ على الشيخ فخر الدين ابن العلامة، وروى عنه -
انتهى (1).
أقول: ذكره في " اللؤلؤة " وأثنى عليه بأكثر مما في الأمل (2).

كشكول البحراني 1 / 399 - 400، أعيان الشيعة 3 / 10 - 11، الحقائق الراهنة ص 7،
الذريعة 4 / 246 - 248، و 18 / 93، و 25 / 75، ريحانة الأدب 8 / 193 - 194، معجم
المؤلفين 1 / 300، الأعلام للزركلي 1 / 159، مجلة تراثنا 15 / 160 - 162 مقالة المحقق.
(1) أمل الآمل 2 / 16.
(2) لؤلؤة البحرين ص 177 - 180.
279

[64]
الشيخ أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر النحوي الكوفي الديلمي
الأصل (1).

(1) أبو جعفر، أحمد بن عبيد [الله] بن ناصح بن بلنجر الديلمي الكوفي البغدادي النحوي،
المعروف ب‍ " أبي عصيدة "، المتوفى سنة 273 أو 278 ه‍.
كان من أئمة العربية، حدث عن الواقدي، والأصمعي، وأبي داود الطيالسي، وزيد بن
هارون، وغيرهم، وروى عنه القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، وأحمد بن حسن بن شقير
النحوي، وعلي بن محمد بن أحمد المصري، وغيرهم.
له: كتاب " المقصور والممدود "، و " المذكر والمؤنث "، و " عيون الاخبار والاشعار "، و
" الزيارات في معاني الشعر لابن السكيت في إصلاحه ".
انظر: الفهرست للنديم 79 - 80، الكامل لابن عدي 1 / 188 - 189، تاريخ بغداد
4 / 258 - 260، الأنساب للسمعاني 1 / 393، سير أعلام النبلاء 13 / 193 - 194، تهذيب
الكمال 1 / 402 - 404، ديوان الضعفاء والمتروكين للذهبي 1 / 32، تهذيب التهذيب 1 / 60،
معجم الأدباء 3 / 228 - 232، الوافي بالوفيات 7 / 166، نزهة الألباء ص 158 - 159، إنباه
الرواة 1 / 84 - 86، بغية الوعاة 1 / 333، البلغة ص 26، كشف الظنون 2 / 1184 و 1457 و
1461، ميزان الاعتدال 1 / 119، روضات الجنات 1 / 200، إيضاح المكنون 2 / 301،
الكنى والألقاب 1 / 123 - 124، الذريعة 15 / 376، و 20 / 256، و 22 / 116، ريحانة
الأدب 8 / 116، الأعلام للزركلي 1 / 166، معجم المؤلفين 1 / 308، هدية العارفين 1 / 51.
280

من موالي بني هاشم، يعرف ب‍ " أبي عصيدة ". ذكره في " الروضات " ونقل
عن " بغية الوعاء في طبقات النحاة " للسيوطي: أنه كان مؤدب المعتز ولد المتوكل
- إلى أن قال - وصنف " عيون الاخبار والاشعار "، و " المقصور والممدود "، و
" المذكر والمؤنث "، وغير ذلك، مات سنة ثمان وقيل ثلاث وسبعين ومائتين -
انتهى كلام البغية.
ثم قال مؤلف الروضات: وكان هذا الرجل هو المعلم الشيعي الذي أذن
لابن المتوكل الملعون في قتل أبيه، لما سمع منه أن أباه يذكر فاطمة الزهراء (سلام
الله عليها) بسوء - إلى آخر كلامه. ووعد زيادة توضيح لذلك في ترجمة يعقوب
بن السكيت، ولم يورد في ترجمته ما يخص المترجم عنه، وإنما ذكر ما جرى بين
يعقوب ابن السكيت، وبين المتوكل.
ذكر في كشف الظنون من كتبه هكذا: " عيون الاخبار " لأبي جعفر أحمد بن
عبد الله (1) الكوفي الديلمي، وأرخ وفاته كما تقدم، وكتاب " المذكر والمؤنث "، و

(1) كشف الظنون 2 / 1184، ولكن في ص 1457 و 1461: " أحمد بن عبيد الله ".
281

ذكره كسابقه، [وكتاب " المقصور والممدود "،] (1) ولم ينقل من أول هذه الكتب
الثلاثة شيئا، وهو دليل أنه لم يقف عليها.

(1) الزيادة منا، نقلا عن كشف الظنون لتقويم النص.
282

[65]
أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز (1).

(1) الشيخ أبو عبد الله، أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز، المعروف ب‍ " ابن عبدون "، وب‍
" ابن الحاشر "، المتوفى سنة 423.
من مشاهير علماء عصره وثقات المحدثين، وكان عارفا بالأدب والحديث والتاريخ
كثير السماع والرواية، ومن مشائخ شيخ الطائفة الطوسي والنجاشي.
انظر: رجال النجاشي 1 / 228، رجال الطوسي ص 450، رجال العلامة الحلي ص 20،
رجال ابن داود ص 39، أمل الآمل 2 / 16، منهج المقال ص 38، رياض العلماء 1 / 45،
تعليقة أمل الآمل ص 92، نقد الرجال ص 24، مجمع الرجال 1 / 124، رجال بحر العلوم
2 / 12 - 14 و 63، جامع الرواة 1 / 52، مستدرك الوسائل 3 / 503، 509، الكنى و
الألقاب 1 / 353، الفوائد الرضوية ص 19، طرائف المقال 1 / 130، مصفى المقال ص 18،
النابس ص 18، أعيان الشيعة 3 / 18 - 19، قاموس الرجال 1 / 334 - 336، الجامع في
الرجال 1 / 129، معجم رجال الحديث 2 / 144 - 145، ريحانة الأدب 8 / 104، معجم
المؤلفين 1 / 305.
283

قال النجاشي: أبو عبد الله شيخنا، المعروف ب‍ " ابن عبدون ". له كتب،
منها: " أخبار السيد ابن محمد " (1)، كتاب " التاريخ " (2)، كتاب " تفسير خطبة
فاطمة عليها السلام " معربة (3)، كتاب " عمل الجمعة " (4)، كتاب " الحدثين
المختلفين " (5)، أخبرنا بسائرها، وكان قويا في الأدب، قد قرأ كتب الأدب على
شيوخ أهل الأدب، وكان قد لقي أبا الحسن علي بن محمد القرشي المعروف ب‍ " ابن
الزبير "، وكان علوا في الوقت - انتهى (6).
وفي رجال الشيخ: أحمد بن عبدون، المعروف ب‍ " ابن الحاشر "، يكنى أبا
عبد الله، كثير السماع والرواية، سمعنا منه، وأجاز لنا جميع ما رواه، مات سنة
ثلاث وعشرين وأربعمائة - انتهى (7).
قال في المنهج: ويستفاد من كلام العلامة في بيان طرق الشيخ في كتابيه
توثيقه في مواضع - انتهى (8). وفيه كلام ذكره في المنتهى (9).

(1) هو سيد الشعراء، إسماعيل بن محمد الحميري، انظر: الذريعة 1 / 333.
(2) الذريعة 3 / 223.
(3) الذريعة 4 / 348.
(4) الذريعة 15 / 344.
(5) الذريعة 6 / 378.
(6) رجال النجاشي 1 / 228.
(7) رجال الطوسي ص 450.
(8) منهج المقال ص 38.
(9) منتهى المقال ص 36.
284

وذكره في " الحاوي " في الباب الأول من خاتمة قسم الثقات، وقد ذكر فيه
جماعة لم يصرح في شئ من الكتب المذكورين بتعديلهم، وإنما استفيد من قرائن
أخرى، قال: ثم إن قول النجاشي: " وكان علوا في الوقت " لا يعرف معناه، مع
احتمال عود الضمير إلى القرشي - اه (1).
والظاهر من نسخته أنه قرأه " غلوا " بالغين المعجمة، وكذا ذكر المنتهى
عنه (2). ولكن النسخ الموجودة بالعين المهملة (3).

(1) حاوي الأقوال ص 168 من مخطوطة مكتبة ملك.
قال العلامة بحر العلوم في رجاله 2 / 12: ومعنى كونه " علوا في الوقت ": كونه أعلى
مشائخ الوقت سندا، لتقدم طبقته، وإدراكه لابن الزبير الذي لم يدركه غيره من المشائخ، و
قيل: إن المراد به علو الشأن.
(2) منتهى المقال ص 36.
(3) في معجم رجال الحديث 2 / 144: وتخيل بعض أن الكلمة: علوا، بالعين المهملة وتشديد
الواو، وأن الضمير في قوله: " وكان علوا " يرجع إلى علي بن محمد بن الزبير، وهو باطل
جزما، فإن الضمائر في كلام النجاشي ترجع بأجمعها إلى أحمد بن عبد الواحد، وإرجاع الضمير
الأخير إلى غيره خلاف ظاهر العبارة جدا.
285

[66]
أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (1).

(1) الشيخ أبو منصور، أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، من أعلام القرن السادس الهجري.
يروي عن السيد أبي جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي، وكان من مشائخ
رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني، المتوفى سنة 588.
له: " الاحتجاج "، و " تاريخ الأئمة "، و " فضل الزهراء عليها السلام "، و " مفاخر
الطالبية "، و " الكافي في الفقه "، وغيرها.
انظر: معالم العلماء ص 25، أمل الآمل 2 / 17، بحار الأنوار 1 / 9 و 28، رياض العلماء
1 / 48 - 51، تعليقة أمل الآمل ص 92 - 93، روضات الجنات 1 / 64 - 66، مستدرك
الوسائل 3 / 485، الكنى والألقاب 2 / 444 في ترجمة أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي،
الفوائد الرضوية ص 19، طرائف المقال 1 / 116، لؤلؤة البحرين ص 341، الثقات العيون
ص 11 - 12، الذريعة 1 / 281 - 282، كشكول البحراني 1 / 300 - 302، أعيان الشيعة
3 / 29 - 30، ريحانة الأدب 4 / 35، معجم رجال الحديث 2 / 155، هدية العارفين 1 / 91،
إيضاح المكنون 1 / 31 و 213، و 2 / 196 و 259، الأعلام للزركلي 1 / 173، معجم المؤلفين
2 / 10، بروكلمان الذيل 1 / 709، بهجة الآمال 2 / 79 - 82، رياض الجنة 1 / 598 - 600،
معجم المطبوعات 2 / 1228، الجامع في الرجال 1 / 133.
286

عالم فاضل، فقيه محدث ثقة، قاله في الأمل، ثم عد كتابه.
وقال ابن آشوب: شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي (1)، ثم عد
مؤلفاته.
وقال في الفصل الثاني من البحار في ذيل كتاب " الاحتجاج " من مؤلفات
الشيخ المترجم عنه: وقد أثنى السيد بن طاووس على الكتاب وعلى مؤلفه (2).

(1) معالم العلماء ص 25.
(2) بحار الأنوار 1 / 28.
287

[67]
الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد النجاشي (1).

(1) الشيخ أبو العباس - أو أبو الحسين -، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس، المعروف ب‍
" النجاشي " و " ابن الكوفي "، المتوفى 450.
أطراه المحدث النوري، فقال: " الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن
العباس.. العالم النقاد البصير، المضطلع الذي هو أفضل من خط في فن الرجال بقلم، أو نطق
بفم، فهو الرجل كل الرجل، لا يقاس بسواه، ولا يعدل به من عداه، كلما زدت به تحقيقا
ازددت به وثوقا، وهو صاحب الكتاب المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة الأصحاب.
قال العلامة الطباطبائي: وأحمد بن علي النجاشي أحد المشائخ الثقات، والعدول الاثبات،
من أعظم أركان الجرح والتعديل، وأعلم هذا السبيل، أجمع علماؤنا على الاعتماد عليه، و
أطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال إليه ".
تخرج على جماعة كثيرة من أكابر مشائخ الطائفة وغيرهم، وسمع وروى عنهم، كما تخرج
عليه وروى عنه جماعة من الأصحاب.
انظر: رجال النجاشي 1 / 252 - 254، رجال العلامة ص 20، الوافي بالوفيات 7 / 187، مجالس المؤمنين 1 / 433، مجمع الرجال 1 / 127، أمل الآمل 2 / 15، نقد الرجال ص 25،
رياض العلماء 1 / 39 - 41، و 2 / 445، في ترجمة الصهرشتي، تعليقة أمل الآمل ص 90 -
91، بلغة المحدثين ص 328، منهج المقال ص 39، بحار الأنوار 1 / 16 و 33، منتهى المقال
ص 36، رجال بحر العلوم 2 / 23 - 32، لؤلؤة البحرين ص 404 - 407، مستدرك الوسائل
3 / 501 - 505، روضات الجنات 1 / 60 - 63، بهجة الآمال 2 / 82 - 85، رياض الجنة
1 / 595، طرائف المقال 1 / 128، الكنى والألقاب 3 / 239 - 240، الفوائد الرضوية
ص 19، تأسيس الشيعة ص 267، أعيان الشيعة 3 / 30 - 38، مصفى المقال / 58، ريحانة
الأدب 6 / 134، النابس ص 19، قاموس الرجال 1 / 344 - 351، الجامع في الرجال
1 / 133 - 135، معجم رجال الحديث 2 / 156 - 165، هدية العارفين 1 / 78، معجم
المطبوعات 2 / 1844، الأعلام للزركلي 1 / 172، معجم المؤلفين 1 / 317.
288

مؤلف كتاب الرجال المعروف ب‍ " رجال النجاشي " (1)، وجده السابع هو
عبد الله الذي ولى الأهواز، وكتب إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يسأله، وكتب
إليه " رسالة عبد الله النجاشي " (2) المعروفة، ولم ير لأبي عبد الله (عليه السلام)

(1) " فهرس أسماء مصنفي الشيعة " المعروف ب‍ " رجال النجاشي "، أحد الأصول الرجالية، طبع
في بمبئي سنة 1317، وفي طهران 1337 على الحجر، وفي قم على الحروف، وفي بيروت سنة
1408 في جزئين.
انظر: الذريعة 10 / 154، كشف الحجب والأستار ص 436، معجم المطبوعات
2 / 1844، مشار: فهرست چاپي عربي / 685.
(2) " الأهوازية " أو " الرسالة الأهوازية "، رسالة من الامام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)
في جواب ما سأله والي الأهواز عبد الله النجاشي.
انظر: الذريعة 2 / 485، و 11 / 124.
289

مصنف غيره (1). هكذا قاله نفسه في كتابه (2).
ثم ذكر نسبه من بعد عبد الله إلى أن أوصله إلى معد بن عدنان، وذكر نسبه
متصلا إلى عبد الله أيضا.
ثم ذكر بعد هذه الترجمة بلا فاصلة هكذا: أحمد بن العباس النجاشي
الأسدي، مصنف هذا الكتاب (أطال الله بقاه وأدام الله نعماه) (3)، وله: كتاب
" الجمعة " (4)، وكتاب " الكوفة " (5)، وكتاب " أنساب نضر بن قعين " (6)، وكتاب
" مختصر الأنوار " (7) - انتهى.
وهذا الأخير متحد مع الأول، يدل عليه قوله في ترجمة الصدوق محمد بن
علي بن بابويه: أخبرني بجميع كتبه، وقرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن
العباس النجاشي (رحمه الله) - إلخ (8). وفي ترجمة عثمان بن عيسى قال: اخبرني

(1) له (عليه السلام) رسائل عديدة، كرسالة " الإهليلجة " في التوحيد، ورسالته (عليه
السلام) إلى أصحاب الرأي والقياس، وغيرهما.
انظر: بحار الأنوار 1 / 14 و 32، و 2 / 313، الذريعة 2 / 484.
(2) رجال النجاشي 1 / 254.
(3) في المصدر: " وأدام علوه ونعماءه ".
(4) في المصدر: " الجمعة وما ورد فيه من الأعمال ".
(5) في المصدر: " الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل ".
(6) في المصدر: " أنساب بني نضر بن قعين وأيامهم وأشعارهم ".
(7) في المصدر: " مختصر الأنوار ومواضع النجوم التي سمتها العرب ".
(8) رجال النجاشي 2 / 316.
290

والدي علي بن أحمد - إلخ (1). وفي ترجمة محمد بن أبي القاسم بن عبيد الله بن
عمران، الملقب ب‍ " ماجيلويه "، قال: وأخبرني أبي علي بن أحمد (رحمه الله) -
إلخ (2).
والذي أظن أن هذه الترجمة الأخيرة من بعض تلامذته، لمكان قوله:
" أطال الله بقاه وأدام الله نعماه "، فإن تعبير الرجل عن نفسه بهذا التعبير بعيد. و
يشبه هذا التعبير بما يوجد على ظهر الجزء الثاني من كتابه هكذا: " الجزء الثاني من
كتاب فهرست أسماء مصنفي الشيعة - إلى أن قال - مما جمعه الشيخ الجليل أبو
الحسين أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي (أطال الله بقاه وأدام
الله علوه ونعماه) - انتهى (3).
وهذا الذي ذكرناه أحد ما استدل به أيضا على كون مؤلف الكتاب هو:
أحمد بن علي بن العباس، وأن الترجمتين اللتين وقعتا في الكتاب هما لرجل
واحد. والذي ذكرته موجود في نسختين، إحداهما بخط الفاضل المولى عبد الله
التستري، وقد نقلها وقابلها من نسخة قديمة، ظن أنها بخط المحقق ابن إدريس،
وكان عليها خط ابن طاووس أيضا، ونقل عن خطها حاشية في ترجمة محمد بن
غدافر.
وذكره العلامة الحلي في " الخلاصة " بنسبه الذي ذكرنا بعضه، وقال: ثقة

(1) رجال النجاشي 2 / 157.
(2) رجال النجاشي 2 / 251.
(3) رجال النجاشي 2 / 5.
291

معتمد عليه عندي، له كتاب الرجال، نقلنا منه في كتابنا هذا وفي غيره أشياء
كثيرة، وله كتب أخرى ذكرناها في الكتاب الكبير، وتوفى أبو العباس أحمد
(رحمه الله) بمطار آباد (1) في جمادى الأولى سنة خمسين وأربعمائة، وكان مولده في
صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة - انتهى (2).
وقال العلامة المجلسي في الفصل الثاني مشيرا إلى كتابي الرجال للكشي و
النجاشي، ما لفظه: وكتابا الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الاعصار و
الأمصار - إلخ (3). بل قد رجحه جمع من المحققين على رجال الشيخ الطوسي،
كما مر في الفائدة الرابعة، وتفصيل ذلك موكول إلى " الروضات " (4)، و
" المستدرك " (5).
ولا يخفى أنا لم نذكر من كتبه في القسم الثاني إلا كتاب الرجال، وأما باقي
كتبه فلم نذكرها، وذلك لفقدان نسخها.

(1) لعل الصحيح: مطير آباد.
(2) رجال العلامة ص 20 - 21.
(3) بحار الأنوار 1 / 33.
(4) روضات الجنات 1 / 62.
(5) مستدرك الوسائل 3 / 501 - 502.
292

[68]
أحمد بن علي بن أميركا القويني (1).
فاضل ورع، له: كتاب " كشف النكات في علل النحاة "، قرأته عليه، قاله
منتجب الدين.

(1) الشيخ جمال الدين، أحمد بن علي بن أميركا القوسيني، أو القويني، من أعلام القرن السادس
الهجري.
لم نقف على ترجمته أكثر مما قاله الشيخ منتجب الدين علي بن بابويه الرازي، وكان من
مشائخه.
انظر: فهرست منتجب الدين ص 38، أمل الآمل 2 / 18، رياض العلماء 1 / 51، جامع
الرواة 1 / 55، كشف الحجب والأستار ص 469، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص 115،
أعيان الشيعة 3 / 39، الفوائد الرضوية ص 21، الثقات العيون ص 12، ريحانة الأدب
4 / 494، الذريعة 18 / 66، الجامع في الرجال 1 / 135.
293

[69]
أحمد بن نصير الدين علي التتوي الهندي (1).

(1) المولى، أحمد بن نصير الدين - أو نصر الله - علي الفاروقي الديبلي التتوي السندي، المعروف
ب‍ " قاضي زاده "، المقتول في لاهور سنة 996 أو بعد 997 أو بعد 1010 ه‍.
كان من أعلام عصره ومن مشاهير المؤرخين. ذكره قاضي نور الله التستري في مجالس
المؤمنين وأثنى عليه ثناء بليغا. كان أبوه قاضي تته من بلاد السند، حنفي المذهب، وانتقل هو
إلى مذهب الإمامية.
سافر إلى المشهد الرضوي، واجتمع بعلماء الامامية كالمولى أفضل القائيني وغيره، وقرأ
عليهم الحديث والفقه والرياضي، وغيرها. ثم ذهب إلى يزد وشيراز، وتتلمذ على الحكيم
الحاذق مولى كمال الدين حسين الشيرازي الطبيب، والمولى ميرزا جان الباغنوي الشيرازي،
وغيرهما، وقرأ عليهم: " كليات القانون "، و " شرح التجريد ".
ثم ذهب إلى معسكر الشاه طهماسب بقزوين، ومن هناك سافر لزيارة المشاهد المشرفة في
العراق، وزيارة الحرمين الشريفين وبيت المقدس، وبعد ذلك رجع إلى هند، وانتظم في سلك
المقربين عند جلال الدين محمد أكبر شاه الهندي.
له: " تاريخ ألفى " في جزئين، نسخة منه في الخزانة الرضوية برقم: 9 - 4078، و " أحسن
القصص ودافع الغصص " مختصر من تاريخ ألفى، نسخة منه في الرضوية برقم: 4169، و
" أخلاق التتوي "، و " أسرار الحروف "، و " تحقيق الترياق الفاروقي "، و " خلاصة الحياة " في
أخبار الحكماء لم تتم.
انظر: مجالس المؤمنين 1 / 590 - 592، أمل الآمل 2 / 31، رياض العلماء 1 / 47،
روضات الجنات 1 / 336، في ترجمة أحمد بن القاضي محمود المشهور ب‍ " قاضي زاده "، تذكر ة
بي بهاء في تاريخ العلماء ص 1، الفوائد الرضوية ص 22، مصفى المقال / 73، أعيان الشيعة
3 / 195 - 196، إحياء الداثر ص 13، الذريعة 1 / 288، و 2 / 294، و 7 / 226، نزهة
الخواطر 4 / 28، مطلع أنوار ص 68 - 70، تذكرة علماء إمامية پاكستان ص 20 - 23، معجم
المؤلفين 2 / 195.
294

ذكره القاضي في مجالسه.
295

[70]
أحمد بن علي بن الحسن بن محمد الكفعمي (1).
هو أخو الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي، مؤلف " البلد الأمين "، وغيره.
لم أقف على شئ من ترجمته إلا أن له كتاب " زبدة البيان في عمل شهر رمضان "،
ينقل عنه الكفعمي في حواشي كتابه " جنة الأمان " (2).

(1) لم نقف على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف. وذكره أخوه في حواشي كتابه " المصباح "، قال في
حاشية الفصل السادس والأربعين في عمل شوال:.. ذكرهما الشيخ الأجل العالم العامل أخي
وشقيقي جمال الدين أحمد بن علي بن حسن.. في كتابه الملقب ب‍ " زبدة البيان في عمل شهر
رمضان " - إلخ.
انظر: رياض العلماء 3 / 414، في ترجمة والده الشيخ زين الدين علي بن الحسن، تعليقة
أمل الآمل ص 35 في ترجمة أخيه الشيخ إبراهيم، روضات الجنات 1 / 22 في ترجمة أخيه،
أعيان الشيعة 3 / 40، الضياء اللامع ص 5، الذريعة 12 / 21، الغدير 11 / 215 في ترجمة
أخيه، المصباح للكفعمي ص 650.
(2) " جنة الأمان الواقية وجنة الايمان الباقية " المعروف ب‍: مصباح الكفعمي.
296

[71]
أحمد بن علي بن الحسن بن نظام الدين المريداني اللاهجاني (1).

(1) نظام الدين، [أحمد بن] علي بن الحسن نظام الدين المريداني اللاهيجاني الجيلاني، من
أعلام القرن الحادي عشر الهجري.
لم نقف على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف. له: " أنوار الفصاحة وأسرار البلاغة " في شرح
نهج البلاغة، مأخوذ عن شرح ابن ميثم البحراني، وشرح ابن أبي الحديد.
ولكن في كشف الحجب، وأعيان الشيعة، والذريعة، وريحانة الأدب، والغدير جاء اسم
مؤلف " أنوار الفصاحة " هكذا: نظام الدين علي بن الحسن بن نظام الدين الجيلاني.
وعبر المحدث النوري عن المؤلف ب‍: نظام الدين الجيلاني، وابن يوسف الشيرازي عبر
عنه ب‍: نظام الدين الجيلاني الملقب ب‍ " حكيم الملك ".
إلا أن المؤلف قال في القسم الثاني في ذيل عنوان " أنوار الفصاحة ": إن المؤلف صرح في
آخر أجزاء شرحه كرارا أنه هو نظام الدين اللاهجاني الجيلاني، وفي بعضه: نظام الدين بن
علي، فيعلم منه أن " عليا " اسم أبيه. وقد فرغ من تأليفه شهر محرم من عام ست وثلاثين و
ألف.
انظر: مستدرك الوسائل 3 / 514، كشف الحجب والأستار ص 69، ابن يوسف:
فهرست مكتبة سپهسالار 2 / 53 و 131، أعيان الشيعة 8 / 183، الروضة النضرة ص 413،
الذريعة 2 / 436، و 14 / 136، الغدير 4 / 189، ريحانة الأدب 2 / 60.
النسابة الشهير السيد جمال الدين، أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الحسني
الداودي، المعروف ب‍ " ابن عنبة "، المتوفى 828 ه‍.
من مشاهير علماء عصره، عالم بالعربية والحديث والفقه والرجال و التاريخ والأنساب.
تتلمذ في العربية على السيد مجد الدين محمد بن النقيب علم الدين علي بن ناصر بن محمد
بن معمر الحسيني، وعلى النسابة الكبير السيد النقيب تاج الدين أبي عبد الله محمد بن معية
المتوفى 776 ه‍ اثنتي عشرة سنة فقها وحديثا وأدبا وحسابا ونسبا، وكان صهرا له على
ابنته.
له: " بحر الأنساب " في نسب بني هاشم، و " التاريخ الكبير " ذكره في ص 22 من كتابه
" الفصول الفخرية "، و " التحفة الجلالية في أنساب الطالبية " فارسي، يوجد في مكتبة المحدث
الأرموي كما صرح بذلك في مقدمة " الفصول الفخرية "، و " عمدة الطالب في أنساب آل أبي
طالب "، راجع الذريعة 15 / 336 - 339 حول عمدة الطالب الكبرى والصغرى وأماكن
وجودها، طبع الموجود منها في لكهنو سنة 1884 م، وفي بمبئي 1318، وفي النجف 1380 و 1385 ه‍، و " الفصول الفخرية في أصول البرية " فارسي في الأنساب، طبع في طهران سنة
1387 ه‍.
ولد كما استظهر بعض العلماء في حدود سنة 748، وتوفى على الأشهر سنة 828 في مدينة
كرمان.
انظر: عمدة الطالب ص 130 و 169 - 170 و 272، سراج الأنساب ص 55، كشف
الظنون 2 / 1167، بحار الأنوار 1 / 23، روضات الجنات 6 / 324، في ترجمة أستاده ابن
معية، هدية العارفين 1 / 123، أعيان الشيعة 3 / 40 - 41، الكنى والألقاب 1 / 367، الفوائد
الرضوية ص 21، معجم المطبوعات 1 / 193، اكتفاء القنوع ص 100، الذريعة 2 / 375، و
3 / 424 و 448، و 15 / 336 - 339، و 16 / 242، الضياء اللامع ص 11، دانشنامه إيران و
إسلام: جزوه 5 / 742 - 743، ريحانة الأدب 8 / 127، تاريخ العراق بين احتلالين 3 / 73،
الأعلام للزركلي 1 / 177، معجم المؤلفين 2 / 6، بروكلمان 2 / 199 والذيل 2 / 271 - 272،
مشار: فهرست چابي عربي / 637.
297

يلقب ب‍ " نظام الدين ". هو أحد شراح " نهج البلاغة "، ولم أقف على ترجمته. ويظهر من شرحه أنه كان أديبا منشئا، وكان حيا سنة ست وثلاثين و
ألف
298

[72]
السيد أحمد بن علي بن الحسين (1).
299

مؤلف كتاب " عمدة الطالب ".
300

[73]
أحمد بن علي المهابادي (1).

(1) الشيخ، أحمد بن علي المهابادي النحوي، من أعلام القرن الخامس. وفي بعض المصادر ذكر
هكذا: أحمد بن عبد الله المهابادي النحوي.
و " مهاباد " كما في معجم البلدان: قرية مشهورة بين قم وأصبهان، ينسب إليها أحمد بن
عبد الله المهابادي النحوي مصنف " شرح اللمع "، أخذه عن عبد القاهر الجرجاني.
وهذه القرية إلى الآن مشهورة بهذا الاسم في حوالي كاشان.
له: " شرح اللمع " في النحو لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي المتوفى سنة 392 ه‍، و
كتاب " البيان " في النحو، وكتاب " التبيان " في التصريف، و " المسائل النادرة " في الاعراب.
انظر: فهرست منتجب الدين ص 35، معجم البلدان 5 / 265، معجم الأدباء 3 / 219،
الوافي بالوفيات 7 / 112، نكت الهميان ص 110، بغية الوعاة 1 / 320، كشف الظنون
2 / 1563، أمل الآمل 2 / 20، رياض العلماء 1 / 221 في ترجمة سبطه أفضل الدين الحسن
بن علي، جامع الرواة 1 / 55، رياض الجنة 1 / 605، طرائف المقال 1 / 127، هدية العارفين
1 / 81، الفوائد الرضوية ص 22، أعيان الشيعة 3 / 48، النابس ص 21، الأعلام للزركلي 1 / 158، الذريعة 3 / 175 و 331، و 14 / 47، الجامع في الرجال 1 / 140، معجم المؤلفين
1 / 301، معجم رجال الحديث 2 / 175.
301

فاضل متبحر، له: كتاب " شرح اللمع "، وكتاب " البيان " في النحو، و
كتاب " التبيان "، أخبرنا سبطه الامام العلامة أفضل الدين الحسن بن علي
المهابادي (1) عن والده عنه، قاله منتجب الدين.
فهو من رجال أواسط المائة السادسة.

(1) ذكره منتجب الدين، فقال: الشيخ الامام أفضل الدين.. علم في الأدب، فقيه صالح، ثقة
متبحر، له تصانيف، منها: " شرح النهج "، " شرح الشهاب "، " شرح اللمع "، كتاب في " رد
التنجيم "، كتاب في " الاعراب "، " ديوان نظمه "، " ديوان نثره ". أجازني بجميع تصانيفه...
انظر: فهرست منتجب الدين ص 51، رياض العلماء 1 / 221 - 222، الثقات العيون
ص 61 - 62، ريحانة الأدب 5 / 161 - 162.
302

[74]
أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس الأحسائي (1).

(1) الشيخ شهاب الدين، أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس بن فهد المقرئ الأحسائي.
قال في الأعيان: من أهل أوائل المائة التاسعة، معاصر لأحمد بن محمد بن فهد الأسدي
الحلي الآتي، ومن غريب الاتفاق أنه يقال لكل منهما: " ابن فهد "، وهما متعاصران، ولكل
منهما شرح على الارشاد، فشرح ابن فهد الحلي يسمى " المقتصر "، وشرح ابن فهد
الأحسائي يسمي " خلاصة التنقيح في مذهب الحق الصحيح "، وكل منهما يروي عن الشيخ
أحمد بن المتوج البحراني عن الشيخ فخر الدين ولد العلامة، ومن هذه الجهة قد يشتبه الامر
فيهما - إلى أن قال - ثم إن كون كل منهما يروي عن أحمد بن المتوج مبني على ما ذكره غير واحد
من أن أحمد بن المتوج رجل واحد، أما بناء على ما استظهرناه من أنهما رجلان، أحدهما: أحمد
بن عبد الله بن سعيد بن المتوج، والثاني: أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن
المتوج، فابن فهد الأحسائي من تلامذة الأول، وابن فهد الأسدي الحلي من تلامذة الثاني، و
لكل على كل حال يقال لكل منهما: إنه تلميذ ابن المتوج.
انظر: رياض العلماء 1 / 55، لؤلؤة البحرين ص 176 - 177، كشكول البحراني
1 / 303، أنوار البدرين ص 396 - 398، روضات الجنات 1 / 75 في ترجمة ابن فهد الحلي،
بهجة الآمال 2 / 99 في ترجمة ابن فهد الحلي، طرائف المقال 1 / 94 الكنى والألقاب 1 / 381
في ترجمة ابن فهد الحلي، الفوائد الرضوية ص 35، أعيان الشيعة 3 / 66 - 67، ريحانة الأدب
8 / 144 - 145، الجامع في الرجال 1 / 149، رياض الجنة 1 / 609 - 611، الضياء اللامع
ص 2 - 3، الذريعة 7 / 222 - 223، معجم رجال الحديث 2 / 188، معجم المؤلفين 2 / 46.
303

كان معاصرا لأحمد بن فهد الحلي، وله: كتاب شرح الارشاد للعلامة سماه
" خلاصة التنقيح "، فرغ من مجلد النكاح منه في الثالث والعشرين من شهر
رمضان سنة ست وثمانمائة، وهما يرويان عن الشيخ أحمد بن المتوج أيضا.
* * * أحمد بن فهد الأسدي الحلي.
يأتي بعنوان: أحمد بن محمد بن فهد (1).

(1) انظر ترجمته تحت رقم 83.
304

[75]
المولى أحمد القزويني (1).
قال في التكملة: كان من أهل طالقان، فنشأ في قزوين، وحصل فيها
[فبرع] (2)، وكان اسمه " عبد الدائم "، فكلفه العلماء بتغيير اسمه: أحمد (3)، فهو أحمد.
كان رجلا فاضلا، وما رأيته، وإن كان صادفت في زمانه (4)، لكن رأيته (5)

(1) المولى، أحمد الطالقاني القزويني، من أعلام القرن الثاني عشر الهجري.
لم نقف على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف نقلا عن تتميم أمل الآمل.
انظر: تتميم أمل الآمل ص 59 - 60، مستدرك الوسائل 3 / 507، نجوم السماء ص 266
- 267، أعيان الشيعة 2 / 618 - 619، الذريعة 13 / 124، الكواكب المنتثرة ص 41.
(2) الزيادة من المصدر.
(3) في المصدر: " بأحمد ".
(4) في المصدر: " وإن كنت صادفت زمانه ".
(5) في المصدر: " رأيت ".
305

ما كتبه في العلوم، فمنه: كتاب " شرح الطهارة (1) من بداية الهداية " (2) للحر
العاملي، وهو وإن كان مأخذه شرح الدروس للعلامة الخونساري (3) كما ظهر لي
بالتتبع، لكن من ينظر فيه يجد مع ذلك فضله.
وله فوائد متفرقة على حاشية العدة لمولانا خليل الله القزويني (4)، وحاشية
الحاج علي أصغر (5) عليها، وعلى غيرهما، ويظهر منها قوة فهمه ودقة ذهنه.
وهذا الرجل وإن كان خامل الذكر لكن ذكرته لفضله فيطلع عليه الناظر
فيترحم عليه - انتهى (6).

(1) في المصدر: " شرح كتاب الطهارة ".
(2) الذريعة 13 / 124.
(3) " مشارق الشموس في شرح الدروس " للمحقق الآقا حسين بن جمال الدين الخوانساري
المتوفى 1098، طبع في طهران سنة 1305 و 1311 على الحجر.
انظر: الذريعة 21 / 36، مشار: فهرست چاپي عربي / 845.
(4) الذريعة 6 / 78.
(5) هو المولى، علي أصغر ابن المولى محمد يوسف القزويني، تلميذ المولى خليل بن الغازي
القزويني، المتوفى 1089، له: حاشية على حاشية أستاده على " عدة الأصول "، اسمها " تنقيح
المرام ".
انظر: كشف الحجب والأستار ص 145، الذريعة 4 / 464 - 465، و 6 / 79.
(6) تتميم أمل الآمل ص 59 - 60.
306

[76]
المولى المقدس أحمد بن محمد الأردبيلي (1).

(1) الفقيه المحقق المدقق، وحيد عصره، وفريد دهره، المولى المقدس، أحمد بن محمد
الأردبيلي، المتوفى 993 ه‍.
ترجم له في نقد الرجال وأطراه غاية الاطراء، وقال: " أمره في الجلالة والثقة والأمانة
أشهر من أن يذكر، وفوق ما تحوم حوله العبارة، كان متكلما عظيم الشأن، جليل القدر،
رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه، وأعبدهم وأتقاهم..، توفى (رحمه الله) في شهر صفر سنة
ثلاث وسبعين وتسعمائة في المشهد المقدس الغروي ".
وجاء في روضات الجنات: " وقد قرأ في المنقول والمعقول على بعض تلامذة الشهيد
الثاني فضلاء العراقين والمشاهد المعظمة..، وله الرواية عن السيد علي الصائغ..، وكان
شريكا في الدرس مع المولى عبد الله اليزدي، والمولى ميرزا جان الباغنوي عند المولى جمال
الدين محمود الذي هو من تلامذة المولى جلال الدين الدواني ".
تخرج عليه جملة من الاجلاء كصاحبي " المدارك " و " المعالم "، والسيد أمير علام، و
الأمير فضل الله الاسترآبادي، والسيد فيض الله بن عبد القاهر الحسيني التفريشي، والمولى
عبد الله التستري.
له: " مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان " طبع في طهران على الحجر سنة
1274، وأخيرا في قم على الحروف، و " زبدة البيان في تفسير آيات أحكام القرآن " طبع في
طهران على الحجر سنة 1305، وأخيرا على الحروف، و " شرح إلهيات التجريد "، و " إثبات
الواجب "، و " تعليقات على شرح المختصر العضدي "، و " تعليقات على خراجية المحقق
الثاني "، وغيرها.
انظر: نقد الرجال ص 29، أمل الآمل 2 / 23، رياض العلماء 1 / 56 - 57، تعليقة أمل الآمل
ص 96 - 98، الإجازة الكبيرة ص 25، لؤلؤة البحرين ص 148 - 150، كشكول
البحراني 1 / 127، منتهى المقال ص 40 - 41، روضات الجنات 1 / 79 - 85، جامع الرواة
1 / 61، بهجة الآمال 2 / 107 - 115، طرائف المقال 1 / 80، و 2 / 399 - 402، قصص
العلماء ص 342 - 346، مستدرك الوسائل 3 / 392 - 395، الكنى والألقاب 3 / 200 -
202، الفوائد الرضوية ص 23 - 28، هدية العارفين 1 / 149، إيضاح المكنون 1 / 609.
أعيان الشيعة 3 / 80 - 83، إحياء الداثر ص 8 - 9، ريحانة الأدب 5 / 366 - 370، الجامع
في الرجال 1 / 158، الذريعة 12 / 21، و 20 / 35 - 36، معجم رجال الحديث 2 / 225،
الأعلام للزركلي 1 / 234، معجم المؤلفين 2 / 79 - 80، مشار: فهرست چاپي عربي / 6 و
790، مجلة تراثنا 16 / 80 - 84، مقالة المحقق، بروكلمان الذيل 2 / 582
307

فضله ووثاقته وجلالته وزهده أشهر من أن يذكر، وأعرف من أن
يوصف، ملا ذكره الطوامير، وضاقت عن ذكر محامده الصحائف، ومن أراد
زيادة الاطلاع فعليه بكتاب " اللؤلؤة "، و " الروضات "، و " المستدرك ".
توفى (رحمه الله) سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة.
308

[77]
الآقا أحمد ابن الآقا محمد علي ابن العلامة الآقا باقر البهبهاني (1).
ذكر نفسه ترجمته في كتابه " مرآة الأحوال " (2) وخلاصة ترجمته
بالعربية: أنه تولد في كرمنشاه في شهر محرم سنة إحدى وتسعين ومائة وألف،
وشرع التعلم وهو ابن ست سنين، وأخذ بالتأليف وهو ابن خمس عشر، و

(1) هو الشيخ الآقا، أحمد بن محمد علي الكرمانشاهي، حفيد الوحيد البهبهاني، المتوفى سنة
1235، كما في " مصفى المقال "، و " الذريعة "، و " الكرام البررة "، وفي " الكنى والألقاب "، و
" أعيان الشيعة "، و " معجم المؤلفين ": أنه توفى سنة 1243.
انظر: مرآة الأحوال 1 / 182 - 245، تحفة العالم ص 469، نجوم السماء ص 382 - 386،
الكنى والألقاب 2 / 110 في ترجمة جده الوحيد البهبهاني، الفوائد الرضوية ص 35، أعيان
الشيعة 3 / 136، مصفى المقال / 55، الكرام البررة 1 / 100 - 102، الذريعة - 20 / 261،
نزهة الخواطر 7 / 32 - 33، مكارم الآثار 3 / 994 - 999، معجم المؤلفين 2 / 133، مطلع
أنوار ص 26 - 28، ريحانة الأدب 3 / 399 في ترجمة والده.
(2) طبع القسم الأول منها سنة 1370 ه‍ ش في طهران.
309

تلمذ عند والده (1)، والشيخ الأفخم الشيخ جعفر النجفي (2)، والسيد بحر
العلوم (3)، والسيد صاحب الرياض (4)، وغيرهم، وأجازه جماعة،
منهم: السيد مهدي الشهرستاني (5)، والسيد محسن البغدادي (6)، والسيد
مهدي الموسوي الخراساني الشهيد (7)، والمولى حمزة بن سلطان محمد

(1) انظر: مرآة الأحوال 1 / 182.
(2) مرآة الأحوال 1 / 198.
(3) مرآة الأحوال 1 / 95 1 - 196.
(4) لم نعثر على ذلك، إلا أنه ذكر في مرآة الأحوال 1 / 241 صورة إجازة السيد علي الطباطبائي
صاحب " الرياض " له، تاريخها يوم الأربعين سنة 1217 ه‍.
(5) هو: السيد الاجل الميرزا، محمد مهدي الموسوي الشهرستاني المتوفى سنة 1216، ولم نعثر
في " مرآة الأحوال " على إجازته للمترجم وتتلمذه عليه، إلا أن المولى محمد علي الكشميري،
والعلامة الأمين، والشيخ الطهراني ذكروه من جملة أساتذته ومشائخ إجازته.
انظر: نجوم السماء ص 382، أعيان الشيعة 3 / 136، الكرام البررة 1 / 100.
(6) المقدس السيد، محسن بن الحسن بن مرتضى الحسيني الأعرجي المعروف ب‍: المحقق
الكاظمي، والمحقق البغدادي، المتوفى سنة 1227، انظر صورة إجازته للآقا أحمد في مرآة
الأحوال 1 / 242.
(7) السيد الميرزا، محمد مهدي بن هداية الله الموسوي الأصفهاني المشهدي المستشهد سنة
1218.
من مشاهير علماء عصره ومن أجلاء تلامذة الوحيد البهبهاني، والحكيم الآقا محمد البيد
آبادي، والشيخ حسين المشهدي الرياضي. وليس هو من مشائخ الآقا أحمد، وهذا الاشتباه
نشأ من نجوم السماء.
انظر: تاريخ علماء خراسان ص 54 - 57، مطلع الشمس 1 / 682، نجوم السماء ص 330،
أعيان الشيعة 10 / 75 - 77.
310

الطبسي (1).
وسافر إلى الهند، فصادف الاحترام والتعظيم. وله مؤلفات جياد ذكرها
في كتابه المذكور (2)، ونحن ننقل كلا منها في القسم الثاني في محله.
ولم أقف على تاريخ وفاته، وقد نقل في " النجوم " ترجمته من كتابه " مرآة
الأحوال "، ومن شاء التفصيل فليراجع ثمة (3).

(1) هو: الشيخ المولى، حمزة بن سلطان محمد القائيني الطبسي، من أعلام النصف الأول من
القرن الثالث عشر الهجري.
كان من تلامذة السيد محمد المهدي المشهدي الشهيد. صورة إجازته للمترجم مذكورة في
" مرآة الأحوال ".
انظر: مرآة الأحوال 1 / 244 - 245، الكرام البررة 1 / 445، الذريعة 1 / 190، بزرگان
قاين 1 / 174.
(2) انظر: مرآة الأحوال 1 / 236 - 238.
(3) نجوم السماء ص 382 - 386.
311

[78]
المولى أحمد بن محمد التوني البشروي (1).

(1) المولى، أحمد بن محمد التوني البشروي، من أعلام القرن الحادي عشر الهجري.
قال المولى الأفندي: هو أخو مولانا عبد الله التوني، توفى مولانا عبد الله أولا سنة سبع و
ستين في قرميسين، ثم توفى مولانا أحمد سنة ثلاث وثمانين وألف في مشهد الرضا (عليه
السلام).
واستظهر في الذريعة 6 / 91 حياته إلى سنة 1097.
قال في الأعيان: يروي عنه بالإجازة المولى محمد معصوم بن كمال الدين حسين المشهدي
بتاريخ 20 شعبان سنة 1066، والمولى غلام رضا الطبسي، والمولى حسن الهروي، والسيد
محمد مؤمن الخراساني، وغيرهم.
وقال العلامة الطهراني في الروضة النضرة ص 450 في ترجمة قاسم علي القائني: له إجازة
عن شيخه أحمد التوني على آخر الصوم من " التهذيب " في النجف، صورتها: بلغ سماعا و
تحقيقا المولى الفاضل الكامل، المحقق المدقق، مولانا قاسم عليا..، سماع تحقيق وتدقيق و
ضبط، في مجالس آخرها وسط شهر ربيع الأول لسنة أربع وستين بعد الألف، كتبه أحمد بن
الحاج محمد، الشهير بالتوني، حامدا مسلما.
له: حاشية شرح اللمعة، ورسالة في تحريم الغناء، ورسالة في الرد على الصوفية.
انظر: أمل الآمل 2 / 23، رياض العلماء 1 / 85، تعليقة أمل الآمل ص 98، روضات
الجنات 4 / 246 في ترجمة أخيه، نجوم السماء ص 135، الروضة النضرة ص 18، أعيان
الشيعة 3 / 88، الفوائد الرضوية ص 28، ريحانة الأدب 1 / 355 - 356، الذريعة 1 / 142،
و 6 / 91، و 10 / 204، و 11 / 138، معجم رجال الحديث 2 / 330.
312

قال في الأمل: عالم زاهد عابد ورع، من المعاصرين المجاورين بطوس، له
كتب - ثم عد مؤلفاته (1).

(1) أمل الآمل 2 / 23.
313

[79]
أحمد بن محمد بن حمزة الطالقاني (1).
له: " روضة المتهجد ونزهة المتعبد "، قاله ابن شهرآشوب ولم يزد عليه.

(1) لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره ابن شهرآشوب في " معالم العلماء "، وفيه: " الطايفاني "، و
في الأمل " الطالفاني "، ولعل الصحيح: " الطايقاني "، قال الياقوت في معجم البلدان 4 / 14:
طايقان: - بعد الياء المثناة من تحت قاف، وآخره نون - قرية من قرى بلخ بخراسان.
انظر: معالم العلماء ص 25، أمل الآمل 2 / 25، رياض العلماء 1 / 61، أعيان الشيعة
3 / 104، معجم رجال الحديث 2 / 260.
314

[80] أحمد بن محمد الخفري (1).

(1) الخفري، هو: شمس الدين، محمد بن أحمد الفارسي، المعروف ب‍ " فاضل الخفري "، المتوفى
سنة 935 أو 957.
والعنوان المذكور هنا: " أحمد بن محمد الخفري " خطأ، نشأ من " تتميم أمل الآمل " للشيخ
عبد النبي القزويني، والتفت إليه المؤلف. وذكره في هدية العارفين بعنوان " الخضري " وذكر
وفاته سنة 928.
كان من تلامذة الأمير صدر الدين الدشتكي الشيرازي، ومعاصر للمحقق الكركي، و
معتمده في كاشان.
له: " إثبات الواجب "، و " إثبات الهيولي "، و " تفسير آية الكرسي "، و " التكملة في شرح
التذكرة النصرية "، و " حاشية على شرح الجديد للتجريد "، و " حسرة الفضلاء "، و " رسالة
في الرمل "، و " حل مالا ينحل "، و " سواد العين " تعليقات على شرح حكمة العين، و " منتهى
الادراك "، وغيرها.
انظر: مجالس المؤمنين 2 / 233، تتميم أمل الآمل ص 64، روضات الجنات 4 / 373 في
ترجمة المحقق الكركي، و 7 / 194 - 197 في ترجمة غياث الدين منصور الدشتكي
الشيرازي، الكنى والألقاب 2 / 218، أعيان الشيعة 9 / 119، أحياء الداثر ص 217،
ريحانة الأدب 2 / 154، دانشمندان وسخن سرايان فارس 3 / 297، كشف الظنون 1 / 218،
هدية العارفين 2 / 229، الأعلام للزركلي 6 / 5، معجم المؤلفين 8 / 254، الذريعة 1 / 106 و
112، و 4 / 331، و 6 / 116، و 7 / 13، و 11 / 250، و 12 / 240.
315

ذكره في التكملة بلقب " شمس الدين "، وقال: صاحب الحاشية المشهورة،
كان من أعاظم العلماء وأفاخم الفضلاء، خصوصا في الهيئة، فإنه من أساتيد
ذلك الفن.
وهو من الشيعة الإمامية على ما سمعت مشائخنا يحكمون به. وكنت يوما
عند السيد الفاضل أمير محمد إبراهيم الحسيني السابق الذكر (1)، وكان رجل من
الطلبة كتب بعد اسمه: " عليه ما عليه "، فرآه السيد وآذى ذلك الكاتب إيذاء
كثيرا.
والفاضل المحقق مولانا عبد الرازق اللاهيجي (2) في حاشيته على حاشيته
كلما يذكره يترحم عليه [، ولذلك ذكرناه] (3)، وموضوع كتابنا العلماء الذين
عاصروا الشيخ الحر أو تأخروا عنه، إذ الشيخ المذكور لم يذكره - انتهى.
أقول: الحاشية المشهورة التي علق عليها المولى عبد الرزاق اللاهيجي هي

(1) انظر ترجمته تحت رقم 20.
(2) تأتي ترجمته في محله.
(3) الزيادة من المصدر.
316

حاشية شمس الدين محمد الخفري على إلهيات التجريد، واسم المحشي ولقبه: هو
محمد شمس الدين، وظني أن صاحب التكملة اشتبه في اسمه، فسماه " أحمد "، وأما
شمس الدين محمد الخفري، فهو من العامة ظاهرا وإن ذكره القاضي في مجالسه كما
هو دأبه.
317

[81]
أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن
سنسن، أبو غالب الزراري (1).

(1) هو: أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن
الشيباني، المعروف ب‍ " أبي غالب الزراري "، المتوفى سنة 368
قال النجاشي: أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان..، وقد جمعت أخبار بني سنسن، وكان
أبو غالب شيخ العصابة في زمنه، ووجههم. له كتب، منها: كتاب " التاريخ " ولم يتمه، كتاب
" دعاء السفر "، كتاب " الافضال "، كتاب " مناسك الحج " كبير، كتاب " مناسك الحج "
صغير، كتاب " الرسالة إلى ابن ابنه أبي طاهر في ذكر آل أعين ".
انظر: رسالة أبي غالب ص 148 - 151، الفهرست للطوسي ص 31، رجال الطوسي
ص 433، رجال النجاشي 1 / 220، معالم العلماء ص 19، رجال ابن داود ص 43، رجال
العلامة الحلي ص 17، منهج المقال ص 44، نقد الرجال ص 31، مجمع الرجال 1 / 147 -
149، معراج أهل الكمال ص 180 - 186، بلغة المحدثين ص 330، أمل الآمل 2 / 25،
رياض العلماء 1 / 62، لؤلؤة البحرين ص 411 - 415، جامع الرواة 1 / 67، منتهى المقال
ص 42، رجال بحر العلوم 1 / 253 - 254، بهجة الآمال 2 / 132 - 135 روضات الجنات
1 / 45 - 47، طرائف المقال 1 / 159، الكنى والألقاب 1 / 129 - 133، الفوائد الرضوية
ص 31، أعيان الشيعة 3 / 150، نوابغ الرواة ص 53 - 55، ريحانة الأدب 7 / 218، معجم
رجال الحديث 2 / 280 - 282، سير أعلام النبلاء 16 / 289، هدية العارفين 1 / 66،
الأعلام للزركلي 1 / 209، معجم المؤلفين 2 / 108، مقدمة رسالة أبي غالب ص 29 - 70.
318

هو صاحب الرسالة (1) إلى سبطه أبي طاهر محمد بن عبيد الله بن أحمد.
معروف في الطائفة. ذكره النجاشي، والشيخ، والعلامة، وأثنوا عليه.
قال الشيخ في الفهرست: أبو غالب الزراري، وهم البكريون (2)، وبذلك
كان يعرف (3) إلى أن خرج توقيع من أبي محمد (عليه السلام) (4)، فيه ذكر أبي
طاهر الزراري: " فأما الزراري رعاه الله "، فذكروا أنفسهم بذلك، وكان شيخ
أصحابنا في عصره، وأستاذهم وفقيههم (5) - إلى أن قال - وكان وفاته سنة ثمان أو

(1) طبعت في بغداد سنة 1373 في المجموعة الثانية من سلسلة نفائس المخطوطات، وفي
إصفهان 1399 بعنوان " رسالة في آل أعين "، وفي قم 1411 محققة مع مقدمة في 106 ص، و
معجم لاعلام آل أعين الكرام.
انظر: مشار: فهرست چاپي عربي / 425، الذريعة 11 / 7 - 8.
(2) في الفهرست: " البكريون " وهو خطأ، و " البكيريون " نسبة إلى جدهم: بكير بن أعين.
(3) في المصدر: " كانوا يعرفون ".
(4) في المصدر: " أبي محمد الحسن عليه السلام ".
(5) في المصدر: " وثقتهم ".
319

سبع وستين وثلثمائة - انتهى (1).
أقول: ما ذكره صاحب الترجمة في تلك الرسالة: أن التوقيع خرج في حق
سليمان جده من أبي الحسن علي بن محمد صاحب العسكر (2). وقوله أحق
بالقبول، و " أبو طاهر " هو كنية محمد بن سليمان. نبه على ما ذكرناه في المعراج (3)،
والعلامة البهبهاني في التعليقة (4)، راجع منتهى المقال (5).
واعلم أن الزراري كثيرا ما يصحف الرازي، وهو سهو وتصحيف.

(1) الفهرست للطوسي ص 31.
(2) " وأول من نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد
صاحب العسكر عليه السلام ".
انظر: رسالة أبي غالب ص 117.
(3) معراج أهل الكمال ص 184.
(4) التعليقة البهبهانية ص 44 - 45.
(5) منتهى المقال ص 42.
320

[82]
الشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد الله السبعي (1).

(1) الشيخ فخر الدين، أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع بن
سالم بن رفاعة الرفاعي السبعي الأحسائي، نزيل الهند، من أعلام القرن التاسع الهجري.
من عيون علماء عصره، أطراه ابن أبي جمهور الأحسائي، وقال: " الشيخ الفاضل
الكامل، العالم بفني الفروع والأصول، المحكم لقواعد الفقه والكلام، جامع أشتات الفضائل،
فخر الدين أحمد، الشهير ب‍: السبعي ".
له: " الأنوار العلوية " في شرح الألفية الشهيدية، فرغ منه سنة 853 في بلاد الهند وأهداه
إلى نور الاسلام السيد علي العلوي من السادة الاجلاء الرؤساء بالهند، و " الدرة الدرية " في
شرح المسألة النظرية النصيرية، فرغ منها سنة 854، و " تسديد الافهام " في شرح قواعد الأحكام
، فرغ منه سنة 836، وله: تخميس قصيدة الشيخ رجب البرسي المشهورة في مدح
أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
وذكر في الأعيان تاريخ وفاته سنة 960، وهذا لا يلائم مع تاريخ فراغ المترجم عن تأليف
" تسديد الافهام " وغيره من مؤلفاته.
321

إلى آخر نسبه، قال في " اللؤلؤة ": ذكره بعض الفضلاء وقال: الفاضل
الفقيه، صاحب كتاب " شرح القواعد " (1)، كان (قدس سره) من أجل تلامذة
الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني. وكان تاريخ
فراغه من الشرح المذكور سنة 836 ست وثلاثين وثمانمائة - قال - ونسبه هو
الذي وجدناه على ظهر كتاب الشرح المذكور من النسخة التي قد وصلت إلى آخر
كتاب الوصية - انتهى كلام البعض (2)، وانتهى كلام اللؤلؤة.
أقول: ما ذكره من تاريخ الفراغ هو الأصوب، وفي بعض النسخ ست و
ثمانين، وهو على الظاهر وهم، لان ابن المتوج من تلامذة فخر الدين ابن
العلامة (3)، وصاحب الترجمة من تلامذته، فالعصر المناسب له هو ست وثلاثون.

(1) الذريعة 14 / 18.
(2) بعض الفضلاء الذي أشار إليه صاحب " اللؤلؤة " هو المولى عبد الله الأفندي الأصفهاني
صاحب " رياض العلماء ".
انظر رياض العلماء 1 / 62، أعيان الشيعة 3 / 123.
(3) فخر الدين، محمد بن حسن بن يوسف الحلي، المشهور ب‍ " فخر المحققين "، المتوفى سنة 771.
322

[83]
أحمد بن محمد بن فهد الحلي المعروف بابن فهد (1).

(1) الشيخ جمال الدين أبو العباس، أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي الحلي، المتوفى
سنة 841.
أطراه صاحب الروضات، وقال: " له من الاشتهار بالفضل والاتقان، والذوق و
العرفان، والزهد والأخلاق، والخوف والاشفاق، وغير أولئك من جميل السياق ما يكفينا
مؤنة التعريف، ويغنينا عن مرارة التوصيف، وقد جمع بين المعقول والمنقول، والفروع و
الأصول، والقشر واللب، واللفظ والمعنى، والظاهر والباطن، والعلم والعمل بأحسن ما
كان يجمع ويكمل ".
يروي عن: الشيخ علي بن محمد بن المكي، والشيخ زين الدين علي بن خازن، والشيخ
نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي الحائري، والشيخ الفاضل المقداد بن عبد الله
السيوري، وغيرهم.
ويروي عنه جماعة من أجلاء العلماء، الشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي الحلي، و
الشيخ رضي الدين حسين الشهير ب‍: ابن راشد القطيفي، والسيد محمد نور بخش، والشيخ
حسين بن علي الشهير ب‍: ابن العشرة العاملي، وغيرهم.
له: " الموجز الحاوي لتحرير الفتاوي "، و " المحرر في الفتوى "، و " اللمعة الجلية في معرفة
النية "، و " مصباح المبتدي وهداية المقتدي "، و " غاية الايجاز لخائف الاعواز "، و " كفاية
المحتاج إلى مناسك الحاج "، و " رسالة وجيزة في واجبات الحج "، و " جوابات المسائل
الشامية الأولى "، و " جوابات المسائل البحرانية "، و " نبذة الباغي فيما لا بد من آداب
الداعي "، طبعت كلها سنة 1409 في قم بعنوان: الرسائل العشر، و " التحصين في صفات
العارفين " طبع في طهران 1314 على الحجر على هامش مكارم الأخلاق، وفي 1316 على
هامش المبدء والمعاد للملا صدرا، وفى قم 1406 على الحروف مع مثير الأحزان للشيخ
الجليل ابن نما، و " عدة الداعي ونجاح الساعي " طبع على الحجر في طهران 1274، وفي
تبريز 1274، وفي بمبئي 1328، وأخيرا في قم على الحروف، و " المهذب البارع في شرح
المختصر النافع " طبع منه في قم بين 1407 - 1411 الجزء الأول والثاني والثالث، و
" المقتصر " طبع سنة 1410 في قم، وغيرها.
انظر: غوالي اللآلي 1 / 9، و 3 / 7، مجالس المؤمنين 1 / 579 - 581، بحار الأنوار 1 / 34،
أمل الآمل 2 / 21، رياض العلماء 1 / 64 - 66، رجال بحر العلوم 2 / 107 - 113، تعليقة
أمل الآمل ص 94 - 96، لؤلؤة البحرين ص 155 - 157، روضات الجنات 1 / 71 - 75،
مستدرك الوسائل 3 / 435، كشكول البحراني 1 / 304 - 305، طرائف المقال 1 / 94،
منتهى المقال ص 38، بهجة الآمال 2 / 94 - 100، نامه دانشوران 1 / 371 - 377، طرائق
الحقائق 1 / 221 - 223، الكنى والألقاب 1 / 380، الفوائد الرضوية ص 33 - 35، هدية
العارفين 1 / 125، الضياء اللامع ص 9 - 10، أعيان الشيعة 3 / 147 - 148، ريحانة الأدب
8 / 145 - 147، معجم رجال الحديث 2 / 189، إيضاح المكنون 1 / 236، و 2 / 95 و 539
و 603، الأعلام للزركلي 1 / 227، معجم المؤلفين 2 / 144، مشار: فهرست چاپي عربي
/ 167 و 618 و 619، بروكلمان الذيل 2 / 210.
323

كان فقيها فاضلا، وعارفا كاملا، فضله معروف، وزهده مشهور.
ذكر ترجمته في " اللؤلؤة "، و " الأمل " مختصرا، وفي " الروضات " مفصلا.
توفى سنة إحدى وأربعين وثمانمائة.
325

[84]
أحمد بن محمد بن الوهركيسي (1).
عالم صالح، له: كتاب " الموضح " في الأصول (2)، و " تعليق التذكرة " (3)،
قاله منتجب الدين.

(1) الشيخ مهذب الدين أبو إبراهيم، أحمد بن محمد الوهرگيني، أو الوهرگيسي.
لم نعثر على ترجمته أكثر مما قاله الشيخ منتجب الدين في الفهرست.
انظر: فهرست منتجب الدين ص 40، أمل الآمل 2 / 25، رياض العلماء 1 / 85، أعيان
الشيعة 3 / 157، ريحانة الأدب 6 / 343، معجم رجال الحديث 2 / 337.
(2) الذريعة 23 / 267.
(3) الذريعة 4 / 222، واستظهر العلامة الطهراني، وقال: فلعل هذا أيضا تعليق على " التذكرة "
بأصول الفقه للشيخ المفيد.
326

[85]
أحمد بن محمد بن يوسف الخطي البحراني (1).

(1) الشيخ، أحمد بن محمد بن يوسف بن صالح الخطي الأوالي المقابي البحراني، المتوفى سنة
1100 أو 1102.
أثنى عليه تلميذه الشيخ سليمان الماحوزي، فقال: " الامام الذي لم تسمع بمثله الأدوار، و
الهمام الذي زنده في كل كمال وار، بيت قصيدة أرباب الكمال، وصدر جريدة ذوي العلوم و
الأعمال.
كان أعجوبة زمانه ذكاء وفضلا، ونادرة عصره كمالا ونبلا، بلغ من الكمالات قاصيتها، و
ملك من التحقيقات ناصيتها، حضرت درسه الفاخر فصادفته كالبحر الزاخر، تتلاطم
أمواجه ويتدفق عذبه لا أجابه.. ".
يروي عن جملة من الاعلام، منهم: والده، والعلامة المولى محمد باقر المجلسي. ويروي
عنه الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني، وغيره.
له: " رياض الدلائل وحياض المسائل " في الفقه لم يتم، و " الاستقلالية " في استقلال الأب
بالولاية على الباكرة البالغة الرشيدة في تزويجها، و " البداء "، و " الرموز الخفية " في المسائل
المنطقية، " المشكاة المضيئة " في المنطق، " رسالة في عينيه صلاة الجمعة ".
انظر: أمل الآمل 2 / 28، رياض العلماء 1 / 68، فهرست علماء البحرين ص 96،
الإجازة الكبيرة ص 94، لؤلؤة البحرين ص 36 - 39، كشكول البحراني 1 / 305، روضات
الجنات 1 / 87 - 88، مستدرك الوسائل 3 / 403، أنوار البدرين ص 140، هدية العارفين
1 / 166، الفوائد الرضوية ص 36، نجوم السماء ص 151، أعيان الشيعة 3 / 172، ريحانة
الأدب 1 / 230، طرائف المقال 1 / 69، الكواكب المنتثرة ص 47 - 48، الذريعة 1 / 149، و
2 / 32، و 3 / 54، و 11 / 252 و 324، و 15 / 63، و 21 / 62، معجم رجال الحديث
2 / 330، إيضاح المكنون 1 / 584 و 601، و 2 / 488، الأعلام للزركلي 1 / 239، معجم
المؤلفين 2 / 169.
327

ذكره في " الأمل "، و " اللؤلؤة ". قال في الثاني: كان علامة فهامة، زاهدا
عابدا ورعا تقيا كريما، وتصانيفه التي رأيتها تشهد بعلو كعبه في المعقول والمنقول،
والفروع والأصول..، وعندي أنه أفضل علماء بلادنا البحرين ممن عاصره و
تأخر عنه - إلى آخر كلامه.
توفى - كما فيها - بالطاعون في العراق سنة اثنتين ومائة وألف. وهو
صاحب كتاب " حياض المسائل ".
328

[86]
السيد أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
بن محمد بن طاووس الحسني (1).

(1) السيد جمال الدين أبو الفضائل، أحمد بن موسى بن جعفر، الداودي الحسني الحلي، الشهير
ب‍: " ابن طاووس "، المتوفى سنة 673.
أطراه تلميذه الحسن بن داود الحلي في رجاله، فقال: " سيدنا الطاهر الامام المعظم، فقيه
أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل، مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة، مصنف مجتهد، كان
أروع فضلاء زمانه..، وكان شاعرا مصقعا بليغا منشئا مجيدا - قال بعد أن عد خمسة عشر من
مؤلفاته - وله غير ذلك تمام اثنين وثمانين مجلدا من أحسن التصانيف وأحقها، وحقق الرجال
والرواية والتفسير تحقيقا لا مزيد عليه.. ".
يروي عن: السيد فخار بن معد الموسوي، والشيخ نجيب الدين بن نما، والسيد أحمد بن
يوسف بن أحمد العريضي العلوي، والشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوي، و
غيرهم.
تخرج عليه جماعة من الاعلام، منهم: الشيخ حسن بن داود الحلي، والعلامة الحلي
الحسن بن يوسف، وولده السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاووس.
انظر: رجال ابن داود ص 45 - 46، عمدة الطالب ص 190، نقد الرجال ص 35، أمل الآمل
2 / 29 - 30، رياض العلماء 1 / 73 - 76، لؤلؤة البحرين ص 241 - 245، وقائع
السنين والأعوام ص 364، روضات الجنات 1 / 66 - 68، بحار الأنوار 1 / 13، كشكول
البحراني 1 / 305 - 308، جامع الرواة 1 / 72، منهج المقال ص 48، منتهى المقال ص 45،
طرائف المقال 1 / 102، و 2 / 614، بهجة الآمال 2 / 157 - 160، مستدرك الوسائل
3 / 466، نامه دانشوران 1 / 178 - 182، طرائق الحقائق 1 / 223 - 225، الحوادث الجامعة
ص 184، مصفى المقال / 71، الأنوار الساطعة ص 13، الفوائد الرضوية ص 39 - 40،
الجامع في الرجال 1 / 189، معجم رجال الحديث 2 / 344، هدية العارفين 1 / 97، الأعلام للزركلي
1 / 261، معجم المؤلفين 2 / 187، ريحانة الأدب 8 / 72 - 75، بروكلمان الذيل
1 / 711، أعيان الشيعة 3 / 189 - 191، البابليات 1 / 67.
329

هو أخو السيد رضي الدين علي بن طاووس لأبيه وأمه. ذكره تلميذه ابن
داود في رجاله وأثنى عليه غاية الثناء.
وهو (رحمه الله) كان مجتهدا واسع العلم، إماما في الفقه والأصولين. وهو
أول من قسم الحديث إلى أربعة أقسام، وتبعه في ذلك وشيده تلميذه العلامة
الحلي.
والشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي جده من قبل أمه، حيث إن
والدة أبيه موسى بن جعفر هي بنت الشيخ، وأبو علي ابن الشيخ خال والده. و
330

قد وقع في ذلك أوهام، وسيجئ تفصيل ذلك في ترجمة محمد بن إدريس (1).
توفى صاحب الترجمة (رحمه الله) سنة 673 ثلاث وسبعين وستمائة.

(1) أقول: اختلف كلمات الاعلام في كيفية انتساب السيد جمال الدين أحمد بن طاووس وأخوه
السيد رضي الدين علي إلى شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي.
ذكر بعض الاعلام: أن أمهما بنت الشيخ أبي جعفر الطوسي.
وقال في اللؤلؤة: " وأمهما - على ما ذكره بعض علمائنا - بنت الشيخ مسعود ورام بن أبي
الفراس بن حمدان، وأم أمهما بنت الشيخ الطوسي، أجاز لها ولأختها أم الشيخ محمد بن
إدريس جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب ".
والقول الثالث: أن أمهما بنت الشيخ ورام، وأم أبيهما موسى بن جعفر بنت الشيخ
الطوسي. واختار المؤلف هذا القول.
واستظهره المحدث النوري، قال في مستدرك الوسائل 3 / 471: " إن الذي يظهر من
مؤلفات السيد أن أمه بنت الشيخ ورام الزاهد، وأنه ينتهي نسبه من طرف الأب إلى الشيخ
أبي جعفر الطوسي (رحمه الله)، ولذا يعبر عنه أيضا ب‍: الجد. وأما كيفية الانتساب إليه فقال
السيد في " الاقبال ": فمن ذلك ما رويته عن والدي..، عن خال والدي السعيد أبي علي
الحسن بن محمد، عن والده محمد بن الحسن الطوسي جد والدي من قبل أمه، عن الشيخ المفيد
- إلخ.
فظهر أن انتساب السيد إلى الشيخ من طرف والده أبي إبراهيم موسى الذي أمه بنت
الشيخ، لامن طرف أمه بنت الشيخ ورام. وما ذكروه من أن أم أم السيد - يعني زوجة ورام -
بنت الشيخ فباطل من وجوه.. ".
331

[87]
الحاج مولى أحمد بن مهدي بن أبي ذر النراقي (1).

(1) المولى، أحمد ابن المولى محمد مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني، المتوفى سنة 1244 أو
1245.
أثنى عليه صاحب " الروضات " غاية الثناء، فقال: " كان بحرا مواجا، ويما عجاجا، و
أستادا ماهرا، وعمادا كابرا، وأديبا شاعرا، من كبراء الدين، وعظماء المجتهدين..، وكان
له جامعية لأكثر العلوم، خصوصا الأصول والفقه والرياضي والنجوم ".
قرأ على والده في كاشان، وحضر على بعض علماء العراق يسيرا. تخرج عليه الشيخ
الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري، والسيد محمد شفيع الجابلقي، وغيرهما.
له مؤلفات، عد منها صاحب الأعيان ثمانية عشر أثرا، طبع منها: " أسرار الحج " على
الحجر 1321، و " خزائن " طبع في تبريز وطهران مرارا، و " عوائد الأيام " طبع في طهران
1266 و 1321 على الحجر، ومثنوياته المسمى ب‍ " طاقديس " طبع مرارا على الحجر، وفي
1374 على الحروف في طهران، و " مستند الشيعة في أحكام الشريعة " طبع في طهران على
الحجر 1274 و 1325 في مجلدين، و " معراج السعادة " طبع مرارا على الحجر وعلى
الحروف، و " مناهج الاحكام " طبع في طهران على الحجر 1269.
انظر: روضات الجنات 1 / 95 - 99، نجوم السماء ص 343، مرآة الأحوال 1 / 217،
قصص العلماء ص 129 - 132، طرائف المقال 1 / 57، هدية العارفين 1 / 185، الفوائد
الرضوية ص 41، أعيان الشيعة 3 / 183 - 184، مصفى المقال / 72، الكرام البررة 1 / 116،
ريحانة الأدب 6 / 160 - 163، براون: تاريخ أدبيات إيران 4 / 357، الأعلام للزركلي
1 / 260، معجم المؤلفين 2 / 185، تاريخ اجتماعي كاشان ص 161 و 248، مكارم الآثار
4 / 1235 - 1242.
332

كان عالما فاضلا، مضطلعا في الفقه والأصول والكلام، شاعرا أديبا. وله
مؤلفات جليلة في فنون العلم. ترجمه في " الروضات " مفصلا.
توفى بالوباء العام سنة أربع وأربعين ومائتين بعد الألف.
333

[88]
أحمد بن نعمة الله بن خاتون (1).
يروي عن الشيخ الثاني. كان عالما فاضلا صالحا، له: كتاب " مقتل
الحسين " عليه السلام، قاله في " الأمل ". وعبر عنه في " الروضات " في ذيل ترجمة
أحمد بن محمد بن خاتون ب‍: جمال الدين أحمد ابن الشيخ الكامل المعمر، العالم
الجليل، نعمة الله بن علي بن أحمد بن محمد بن خاتون، صاحب الحواشي والقيود

(1) الشيخ، أحمد بن نعمة الله بن جمال الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن خاتون
العاملي العيناثي، من أعلام القرن العاشر الهجري.
انظر: أمل الآمل 1 / 40، تعليقة أمل الآمل ص 40، رياض العلماء 1 / 77، الإجازة
الكبيرة ص 23، بحار الأنوار 109 / 88 - 93، روضات الجنات 1 / 76 - 79، مستدرك
الوسائل 3 / 415، تكملة أمل الآمل ص 103، رياض الجنة 1 / 171، كشف الحجب و
الأستار ص 545، الكنى والألقاب 1 / 272، الفوائد الرضوية ص 41، أعيان الشيعة
3 / 38، إحياء الداثر ص 11، ريحانة الأدب 7 / 489، الذريعة 22 / 23، معجم رجال
الحديث 2 / 351.
334

والمؤلفات التي من جملتها كتاب " مقتل الحسين " عليه السلام - ثم قال - وإن هذا
لهو المذكور في كتاب الأمل بعنوان: الشيخ أحمد بن خاتون العاملي العيناثي،
منعوتا فيه ب‍: أنه كان عالما فاضلا زاهدا عابدا شاعرا أديبا، جرى بينه وبين
الشيخ حسن بن الشهيد الثاني أبحاث انتهت إلى الغيظ والمباعدة (1).
أقول: إن صاحب " الأمل " عقد ترجمتين، إحداهما: أحمد بن خاتون (2)، و
هو الذي نقل عنه في " الروضات "، ولم ينسب إليه فيه تأليفا. الثانية: أحمد بن
نعمة الله بن خاتون (3)، وهو الذي نقلناه وفصل صاحب " الروضات " في نسبه،
ونسب إليه كتاب " المقتل " أيضا. وظاهر " الأمل " كونهما رجلين، وأن صاحب
" المقتل " غير الآخر.
والظاهر من كلام " المستدرك " أيضا كونهما متحدين. قال عنده عده لمشائخ
المولى عبد الله، ما لفظه:.. وعن الشيخ الجليل أحمد بن نعمة الله صاحب القيود و
الحواشي والمؤلفات التي منها: " مقتل الحسين " عليه السلام، وفي الأمل: كان
عالما فاضلا زاهدا عابدا شاعرا أديبا - إلخ (4).
وما نقله عن " الأمل " إنما هو ترجمة أحمد بن خاتون، وذكر " المقتل " في
ترجمة أحمد بن نعمة الله.

(1) روضات الجنات 1 / 76.
(2) أمل الآمل 1 / 33.
(3) أمل الآمل 1 / 40.
(4) مستدرك الوسائل 3 / 415.
335

وأما نسب هذا الأخير فهو كما نص عليه في إجازته للمولى عبد الله (1): هو
أحمد بن نعمة الله بن أحمد. صرح بذلك تارة عند ذكر اسمه، وأخرى عند بيان
طريق روايته، بأنه يروي عن أبيه نعمة الله، وهو عن والده شهاب الدين أحمد
عن والده شمس الدين محمد (2).
فما وقع في عبارة والده في ذيل تلك الإجازة بعينها من التعبير عن نفسه ب‍:
نعمة الله بن علي بن أحمد بن محمد بن خاتون، بزيادة " علي " قبل " أحمد " لعله
سهو منه، أو نسبة منه إلى جده الاعلى (3).
واعلم أن أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن محمد بن

(1) هو المولى، عبد الله بن الحسين التستري الأصفهاني، المتوفى سنة 1021.
أثنى عليه تلميذه التفرشي في نقد الرجال ص 197، فقال: شيخنا وأستادنا الامام
العلامة، المحقق المدقق، جليل القدر، عظيم المنزلة، دقيق الفطنة، كثير الحفظ، وحيد عصره
وفريد دهره، وأروع أهل زمانه - إلخ. تأتي ترجمته في محله.
(2) انظر صورة الإجازة في بحار الأنوار 109 / 88 - 93.
(3) لم نعثر في عبارة والد شيخنا المترجم له التعبير عن نفسه ب‍ " نعمة الله بن علي "، بل عبر عن
نفسه في إجازته للمولى عبد الله التستري المذكورة في بحار الأنوار 109 / 94 - 96
هكذا: " وبعد، فيقول أفقر عباد مولاه إلى كرم الله العلي نعمة الله علي بن أحمد بن محمد بن
خاتون العاملي "، وفي آخرها: " وكتب العبد نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون في أواسط
شهر محرم الحرام افتتاح سنة ثمان وثمانين وتسعمائة هجرية نبوية.. ".
قال في الأعيان: " وما يوجد في بعض الكتب من أنه ابن نعمة الله بن علي سهو من
النساخ، فإن نعمة الله هو ابن أحمد، واسمه " علي "، أشتهر بلقبه نعمة الله.. ".
336

خاتون (1) الذي عقد في " الروضات " ترجمة له بالخصوص وقال: " إنه يروي عنه
الشهيد الثاني " (2) هو الجد الأدنى لاحمدنا هذا، فإنه: أحمد بن نعمة الله بن أحمد
بن محمد، بترك " علي " بين نعمة الله وأحمد. وقول صاحب " الروضات ": " إن
الأول جد لأبي هذا الأخير " مبني على وجود " علي " بين نعمة الله وأحمد، وليس
كذلك، بل تنبه لهذا الامر صاحب " الروضات " نفسه فيما ذكره بعد (3).
واعلم أيضا أن محمد بن أحمد بن نعمة الله المجيز للميرزا إبراهيم بن الحسين
الهمداني في سنة ثمان وألف هو ابن الشيخ أحمد الذي عقدنا له الترجمة (4).

(1) أمل الآمل 1 / 35، روضات الجنات 1 / 76 - 79، رياض العلماء 1 / 61، أعيان الشيعة
3 / 136 - 139.
(2) ذكر شيخنا الشهيد الثاني روايته عن أحمد بن محمد بن خاتون في إجازته لوالد شيخنا
البهائي، المذكورة صورتها في بحار الأنوار 108 / 151.
(3) روضات الجنات 1 / 78.
(4) انظر ترجمة الميرزا إبراهيم الهمداني تحت رقم 7 من هذا الكتاب، ولاحظ صورة إجازة
محمد بن أحمد بن نعمة الله له في بحار الأنوار 109 / 101 - 107.
337

[89]
الشيخ الثقة أبو طالب إسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن
بابويه (1).
قرأ على الشيخ الموفق أبي جعفر (2) جميع تصانيفه، وله روايات
الأحاديث، ومطولات ومختصرات في الاعتقاد، عربية وفارسية. أخبرنا بها
الشيخ الوالد موفق الدين عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه عنه. قاله
الشيخ منتجب الدين.

(1) انظر: فهرست منتجب الدين ص 33، أمل الآمل 2 / 32، رياض العلماء 1 / 80، فهرست
آل بابويه ص 32، روضات الجنات 6 / 228 في ترجمة الشيخ الطوسي، أعيان الشيعة
3 / 279، النابس في القرن الخامس ص 29، معجم رجال الحديث 3 / 71، الجامع في الرجال
1 / 229.
(2) هو شيخ الطائفة أبو جعفر، محمد بن الحسن بن علي الطوسي، المتوفى سنة 460 الهجري.
338

[90]
الشيخ أسد الله ابن الحاج إسماعيل الكاظمي (1).

(1) الشيخ، أسد الله بن إسماعيل الدزفولي الكاظمي، المتوفى سنة 1234.
من مشاهير علماء عصره، كان محققا مدققا متقنا متتبعا، ماهرا في الأصول والفقه.
تخرج على أكابر الفقهاء، ويروي عن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء، والميرزا
القمي، والسيد محمد مهدي الشهرستاني، والسيد علي الطباطبائي صاحب " الرياض "، و
الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، وغيرهم.
تخرج عليه السيد عبد الله شبر، والشيخ موسى بن جعفر كاشف الغطاء، وأخيه الشيخ
علي، والآقا أحمد ابن الآقا محمد علي الكرمانشاهي، وغيرهم.
له مؤلفات تأتي ذكرها في القسم الثاني، طبع منها: " كشف القناع عن وجوه حجية
الاجماع " طبع في طهران على الحجر سنة 1311 و 1317، و " مقابس الأنوار " طبع على
الحجر 1322.
انظر مقابس الأنوار ص 18 - 19، مرآة الأحوال 1 / 199، روضات الجنات 1 / 99 -
100، نجوم السماء ص 379، مصفى المقال / 76، أعيان الشيعة 3 / 283 - 285، الكرام
البررة 1 / 122 - 124، ريحانة الأدب 3 / 397، الفوائد الرضوية ص 42، طرائف المقال
1 / 62، هدية العارفين 1 / 203، معجم المؤلفين 2 / 241، الذريعة 1 / 138 و 141 و 164،
بروكلمان الذيل 2 / 505، بهجة الآمال 2 / 244 - 246، مكارم الآثار 3 / 978 - 981.
339

كان عالما فاضلا متتبعا، قرأ على العلامة الآقا باقر البهبهاني، والسيد
مهدي بحر العلوم، والشيخ جعفر النجفي، وكان صهرا لهذا الأخير. وله مؤلفات
جليلة مبنية على التحقيق، متلقاة بالقبول عند الفحول.
توفى سنة 1220 عشرون ومائتين بعد الألف. وما في النجوم " ستين " بدل
" عشرين " سهو (1).
وهو أحد مشائخ السيد عبد الله شبر. وله مؤلفات جليلة ذكرناها في
القسم الثاني، وابن فاضل مسمى ب‍: الشيخ إسماعيل، يأتي ذكره.

(1) جاء تاريخ وفاته في الروضات، والفوائد الرضوية، وهدية العارفين سنة 1220، وفي
أعيان الشيعة، ومصفى المقال، والكرام البررة، والذريعة 6 / 273 سنة 1234، وفي الذريعة
3 / 433، و 21 / 375، و 22 / 339 سنة 1237.
أما وفاته سنة 1220 - كما ذكره المؤلف وغيره - فلا يلائم مع تاريخ إجازة الشيخ أحمد
الأحسائي له، أي سنة 1229، والأنسب أن وفاته سنة 1234، وقد أرخ وفاته في هذه السنة
السيد باقر ابن السيد إبراهيم الكاظمي في قصيدة يرثيه ويعزي عنه الشيخ موسى ابن الشيخ
جعفر كاشف الغطاء، قال في آخرها:
ومذحل أقصى السوء قلت مؤرخا: * بكت أسد الله التقي المساجد
انظر: أعيان الشيعة 3 / 285، والكرام البررة 1 / 123.
340

[91]
الشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني (1).

(1) الشيخ، أسعد بن عبد القاهر بن أسعد بن محمد بن هبة الله بن حمزة، المعروف ب‍: شفروه
الأصفهاني، من أعلام القرن السابع، وكان حيا في صفر سنة 635. هكذا ذكر نسبه في " فتح
الأبواب ".
من أجلاء مشائخ السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس، فقال في كتاب " اليقين ":
" عن الشيخ الفاضل أسعد بن عبد القاهر المعروف جده ب‍: سفرويه الأصفهاني، حدثني بذلك
لما ورد إلى بغداد في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة بداري بالجانب الشرقي من بغداد التي
أنعم بها علينا الخليفة المستنصر (جزاه الله خير الجزاء) عند المأمونية في الدرب المعروف ب‍
" درب الحوبة "، عن الشيخ العالم أبي الفرج علي بن السعيد أبي الحسين الرواندي.. ".
له: " إكسير السعادتين "، و " جامع الدلائل "، و " رشح الولاء "، و " توجيه السؤالات في
حل الاشكالات "، وغيرها.
انظر: اليقين ص 279 و 473، فتح الأبواب ص 131، أمل الآمل 2 / 32، تعليقة أمل
الآمل ص 101، رياض العلماء 1 / 81 / 82، روضات الجنات 1 / 102، مستدرك الوسائل 3 / 473، الفوائد الرضوية ص 43، أعيان الشيعة 3 / 297، ريحانة الأدب 7 / 124، الأنوار
الساطعة ص 17، الجامع في الرجال 1 / 237، معجم رجال الحديث 3 / 86، كشف الحجب و
الأستار ص 153، الذريعة 2 / 278، و 4 / 476، و 5 / 52، و 11 / 236، إيضاح المكنون
1 / 336 و 353 و 573، هدية العارفين 1 / 205، معجم المؤلفين 2 / 247.
341

قال في الأمل: كان عالما فاضلا محققا، له كتب - وعدها، ثم قال - يروي
عنه علي بن موسى بن طاووس، وقرأ عنده المحقق نصير الدين الطوسي، وميثم
بن علي البحراني.
342

[92]
الأمير إسماعيل الأصفهاني الخاتون آبادي (1).

(1) الأمير، محمد إسماعيل بن محمد باقر بن إسماعيل بن عماد الدين الخاتون آبادي الأصفهاني،
المتوفى سنة 1116.
وهو والد الأمير محمد باقر الأصفهاني الخاتون آبادي الثاني، المتوفى سنة 1127، الملقب
ب‍ " الملا باشي "، والمقرب عند الشاه سلطان حسين الصفوي كما صرح بذلك الشيخ عبد النبي
القزويني في تتميم أمل الآمل ص 77.
ولا يخفى أن الأمير إسماعيل هذا هو غير الأمير إسماعيل ابن الأمير محمد باقر الخاتون
آبادي، المذكور في الإجازة الكبيرة، وهو الأمير إسماعيل الثالث ابن الأمير محمد باقر الثاني
الملا باشي بإصفهان، المتوفى في عشر الستين بعد المائة والألف، والمعاصر للسيد عبد الله
صاحب الإجازة.
قال السيد عبد الله الجزائري: " الأمير إسماعيل ابن الأمير محمد باقر ابن الأمير
إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي..، رأيته بأصبهان، وكان والدي من تلامذة أبيه، وجدي
من تلامذة جده، استفدت منه كثيرا. توفى عشر الستين هو وأخوه السيد محمد، رحمة
الله عليهما ".
انظر: وقائع السنين والأعوام ص 505 و 555، تتميم أمل الآمل ص 69، نجوم السماء
ص 268، أعيان الشيعة 3 / 313، نابغة فقه وحديث ص 92، فهرست نسخه هاي خطي
مجلس شورى 1 / 10 ص 500 - 502، و 3 / 10 ص 1325 - 1332، الذريعة 4 / 261، و 6 / 110،
و 13 / 95، و 24 / 381، مصفى المقال / 78، الكواكب المنتثرة ص 60 - 62.
343

من العلماء المشهورين بالفضل، المعروفين بالتحقيق. والحق أنه غاص في
الأغمار وتعمق فيها، لكن أفكاره نية لا نضج فيها، وكان له ذهن سطحي.
له: شرح مبسوط على أصول الكافي، وحواش مدونة على إلهيات
الإشارات ومتعلقاته، ورسائل متعددة في الحكمة، وغيرها (1) - قاله في التكملة.

(1) في مكتبة مجلس الشورى في طهران مجموعة برقم 3453، من نسخ أواخر القرن الحادي
عشر للمترجم له، تشتمل على العناوين التالية:
1 - تعليقات في الفلسفة والطب والرياضي.
2 - " أنموذج العلوم " في الهندسة
(3) " معالم الدين ومعارج اليقين في أصول الدين " في الكلام.
4 - " تفسير القرآن " تفسير سورة الجمعة، والمنافقين، والتغابن، والطلاق، وآيات من
سورة التحريم.
5 - " منهاج اليقين في أصول الدين ومعراج الأذهان إلى درج العرفان " في الكلام.
6 - " إجازة إسماعيل الخاتون آبادي " إجازة رواية الحديث، كتبها للسيد محمد؟
7 - " شرح شرح عقائد " شرح على شرح الدواني لعقائد العضدي.
8 - " شرح حال خاتون آبادي ونقد تصوف " في ترجمة نفسه.
وله أيضا " حقائق موجودات " في الفلسفة، كتبه للشاه سليمان الصفوي المتوفى سنة
1105، منه نسخة ناقصة الآخر في المكتبة المرعشية ضمن مجموعة 1833، الكتاب الأول.
344

أقول: عندي بعض رسائله، وعليها خطه. وكان معاصرا للعلامة
المجلسي. وفرغ من بعض مؤلفاته سنة أربع وتسعين بعد الألف.
345

[93]
الشيخ إسماعيل ابن الشيخ أسد الله الكاظمي (1).
ذكره صاحب الرسالة التي وضعها في ترجمة السيد عبد الله شبر (2)، وقال:
إنه من تلامذة السيد المذكور، ووصفه ب‍: العالم النحرير الكامل، أفضل أهل
زمانه وأتقاهم، جامع المعقول والمنقول، حجة الاسلام وكهف الأنام، الشيخ
إسماعيل ابن شيخنا العلامة الشيخ أسد الله.

(1) الشيخ، إسماعيل بن أسد الله ابن الحاج إسماعيل الدزفولي الكاظمي، المتوفى سنة 1247.
انظر: روضات الجنات 1 / 100 في ترجمة والده، نجوم السماء ص 379 في ترجمة والده،
الفوائد الرضوية ص 42 في ترجمة والده، أعيان الشيعة 3 / 313، الكرام البررة 1 / 138،
ريحانة الأدب 3 / 398 في ترجمة والده، معجم المؤلفين 2 / 261، تكملة نجوم السماء 1 / 33.
(2) هو السيد، عبد الله ابن السيد محمد رضا ابن السيد محمد شبر الحسيني الحلي الكاظمي،
المتوفى سنة 1242.
346

ولهذا الشيخ كتب، منها: " المنهاج " (1) في أصول الفقه، وجملة وافرة في
الفقه، و " رسالة في أصول الدين " (2)، و " رسالة في الفتوى " (3)، و " المناسك " في
الحج (4)، وغير ذلك من الحواشي والقيود وأجوبة المسائل.
توفى في سنة الطاعون سنة سبع وأربعين ومائتين وألف - انتهى (5).

(1) الذريعة 23 / 154.
(2) الذريعة 2 / 184.
(3) الذريعة 11 / 213.
(4) الذريعة 22 / 256.
(5) مؤلف الرسالة هو السيد، محمد بن مال الله بن معصوم القطيفي الحائري، المتوفى سنة 1271.
والرسالة مرتبة على مقدمة في صفاته وأخلاقه، وخمسة فصول، الفصل الأول: في مشائخه و
تصانيفه، والثاني: في تراجم تلاميذه، والثالث: في بيان حاله وكيفية تصنيفه، والرابع: في
أولاده وذراريه، والخامس: في تواريخ ولادته ووفاته. وخاتمة فيما قيل في رثائه.
انظر: مصفى المقال / 445، الذريعة 4 / 160.
347

[94]
السيد أبو المعالي إسماعيل بن الحسن بن محمد الحسيني النقيب
بنيشابور (1).

(1) السيد أبو المعالي الكبير، إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى
بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)،
المتوفى سنة 448، وفي الفهرست: " الحسيني ".
ذكر نسبه أبو الحسن علي بن أبي القاسم البيهقي، الشهير بابن فندق في " لباب الأنساب "
كما ذكرناه.
وفي المنتخب من السياق: إسماعيل بن الحسن.. السيد النقيب، أبو المعالي ابن السيد
النقيب أبي محمد ابن السيد الاجل، شيخ العترة، أبي الحسن ابن السيد المحدث أبي عبد الله
الطبري، أحد أكابرة العلوية بخراسان.
ولى النقابة بخراسان بعد أخيه أبي القاسم، فبقي نقيبا ثمان سنين..، ولد ليلة السبت الثاني
من صفر سنة تسعين وثلاثمائة.
سمع في صباه من الخفاف، وعن جده أبي الحسن، ثم عن الطبقة من أصحاب الأصم، فمن
بعدهم من مشائخ نيسابور، ثم خراسان والعراق في طريق الحج، وخرج مع أخيه إلى غزنة و
عقد له مجلس الاملاء فحدث على الصحة الأمالي.
وتوفى عن مرض طويل يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة. أنبأنا عنه الوالد والأخوال.
انظر: لباب الأنساب 2 / 604، الشجرة المباركة ص 43، فهرست منتجب الدين
ص 33، المنتخب من السياق ص 136 - 137، أمل الآمل 2 / 33، رياض العلماء 1 / 83،
جامع الرواة 1 / 95، أعيان الشيعة 3 / 318، النابس ص 31، معجم المؤلفين 2 / 264،
ريحانة الأدب 7 / 268.
348

فاضل ثقة. له: كتاب " أنساب الطالبية " (1)، وكتاب " شجون
الأحاديث " (2)، و " زهرة الرياض " (2).
أخبرنا بها الشيخ الامام جمال الدين أبو الفتوح الرازي (4) عن والده عن
جده عن - قاله منتجب الدين.

(1) في الذريعة 2 / 376 بعنوان: " أنساب آل أبي طالب ".
(2) الذريعة 13 / 42.
(3) الذريعة 12 / 74، وفي الفهرست: " زهرة الحكايات ".
(4) في الفهرست: " الخزاعي "، وهو أبو الفتوح، الحسين بن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين
الرازي المفسر.
349

[95]
الصاحب إسماعيل بن أبي الحسن عباد بن العباس الطالقاني (1).

(1) الصاحب كافي الكفاة أبو القاسم، إسماعيل بن أبي الحسن عباد بن العباس بن عباد الطالقاني
الديلمي الأصفهاني، المتوفى سنة 385.
له ترجمة في أكثر معاجم التراجم. أطراه الثعالبي في " يتيمة الدهر "، فقال: " ليست
تحضرني عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله في العلم والأدب وجلالة شأنه في الجود و
الكرم، وتفرده بغايات المحاسن، وجمعه أشتات المفاخر، لان همة قولي تنخفض عن بلوغ
أدنى فضائله ومعاليه، وجهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه، ولكني أقول:
هو صدر المشرق، وتاريخ المجد، وغرة الزمان، وينبوع العدل والاحسان، ومن لا
حرج في مدحه بكل ما يمدح به المخلوق، ولولاه ما قامت للفضل في دهرنا سوق، وكانت
أيامه للعلوية والعلماء، والأدباء والشعراء، وحضرته محط رحالهم، وموسم فضلائهم، و
مترع آمالهم...
ولما كان نادرة عطارد في البلاغة، وواسطة عقد الدهر في السماحة جلب إليه من الآفاق و
أقاصي البلاد كل خطاب جزل، وقول فصل، وصارت حضرته مشرعا لروائع الكلام، و
بدائع الافهام، وثمار الخواطر، ومجلسه مجمعا لصوب العقول، وذوب العلوم، ودرر القرائح.
فبلغ من البلاغة ما يعد في السحر، ويكاد يدخل في حد الاعجاز، وسار كلامه مسير
الشمس، ونظم ناحيتي الشرق والغرب، واحتف به من نجوم الأرض، وأفراد العصر، و
أبناء الفضل، وفرسان الشعر، من يربى عددهم على شعراء الرشيد.. ".
انظر: يتيمة الدهر 3 / 225 - 337، الفهرست للنديم ص 150، محاسن إصفهان ص 13،
التدوين 2 / 293 - 295، نزهة الألباء ص 238 - 240، الأنساب للسمعاني 4 / 30، معالم
العلماء ص 10 - 148، المنتظم 14 / 375 - 377، مرآة الجنان 2 / 421 - 424، النجوم
الزاهرة 4 / 169، المستفاد ص 86 - 89، سير أعلام النبلاء 16 / 511 - 514، لسان الميزان
1 / 461 - 464، إنباه الرواة 1 / 201 - 203، تاريخ الاسلام: مجلد حوادث سنة 381 - 400
ص 92، الوافي بالوفيات 9 / 125 - 141، نهاية الإرب 3 / 113، البداية والنهاية
11 / 359، شذرات الذهب 3 / 133 - 115، الكامل لابن الأثير 7 / 169 - 170، بغية
الوعاة 1 / 449، وفيات الأعيان 1 / 228 - 233، معجم الأدباء 6 / 168 - 317، العبر
2 / 166، مجالس المؤمنين 2 / 446 - 452، أمل الآمل 2 / 34 - 39، رياض العلماء 1 / 84 -
91، تعليقة أمل الآمل ص 103، روضات الجنات 2 / 19 - 43، الكنى والألقاب 2 / 403 -
409، كشف الأستار 1 / 134 - 139، تأسيس الشيعة ص 159 - 161، أعيان الشيعة
3 / 328 - 376، الغدير 4 / 40 - 81، هدية العارفين 1 / 209، ريحانة الأدب 8 / 89 - 96،
قاموس الرجال 2 / 39، الجامع في الرجال 1 / 254، بهجة الآمال 2 / 269 - 293، الأعلام للزركلي
1 / 316، معجم المؤلفين 2 / 274، بروكلمان 1 / 130 و 131 والذيل 1 / 198 -
199، دائرة المعارف الاسلامية 1 / 220، سزگين 8 / 372 - 376.
وقد ألف عن حياة الصاحب عدة كتب، منها:
1 - الارشاد في أحوال الصاحب ابن عباد، للسيد أبي القاسم القهپاني الأصفهاني. حققه
السيد جلال الدين الطهراني، وطبعه ملحقا بكتاب " محاسن إصفهان " للمافروخي سنة
1352.
2 - هداية العباد إلى أحوال الصاحب ابن عباد، للشيخ عباس علي الأديب الأصفهاني،
مطبوع.
3 - أخبار الصاحب ابن عباد، للشيخ محمد علي الحزين اللاهيجي، المتوفى 1181، ذكره
في الذريعة 1 / 336، ونجوم السماء ص 290.
4 - صاحب ابن عباد، للأستاذ أحمد بهمنيار، فارسي مطبوع.
5 - الصاحب ابن عباد، لخليل مردم بك، مطبوع في دمشق.
6 - الصاحب ابن عباد حياته وأدبه، للشيخ محمد حسن آل ياسين، طبع في بغداد 1376.
350

كان أديبا شاعرا كاتبا نحويا لغويا، نادرة عصره، وعلامة دهره. ذكره ابن
خلكان وذكر محامد أوصافه ومؤلفاته. وذكره ابن شهرآشوب في معالمه تارة في
باب الأسماء، ولم يزد على ذكره وتعداد بعض مؤلفاته شيئا، وتارة في باب
المجاهرين بمدح أهل البيت (عليهم السلام).
وذكره القاضي في مجالسه، وأصر في كونه إماميا، واستدل ببعض أشعاره
وآثاره (1). وصرح العلامة المجلسي في مقدمات البحار بكونه إماميا (2). ونقل
في الروضات عن المولى محمد تقي المجلسي في حاشيته على نقد الرجال وصفه بأنه:
من أفقه أصحابنا المتقدمين والمتأخرين. ونقل أيضا بذلك عن رضي

(1) مجالس المؤمنين 2 / 451.
(2) بحار الأنوار 2 / 42.
352

الدين علي بن طاووس في كتابه " كشف اليقين في تسميته بأمير المؤمنين " (1).
أقول: ظاهر ذكره في المعالم من غير تعرض لأمر آخر يفيد كونه من
الامامية، فإن وضع المعالم لذكرهم إلا من نص على خلافه، وقد ذكرنا ذلك في
أول الكتاب. وأما عده من الشعراء المجاهرين فلا دليل في ذلك أصلا، فإن غير
النواصب من فرق المسلمين كلهم لا يأبون عن مديح أهل البيت (عليهم السلام) و
إن اختلفوا في المجاهرة وغيرها، وأبيات الشافعي في مديح أهل البيت معروفة، و
طريقة القاضي في مجالسة معهودة، وتمسكه في إثبات مرامه بأشعار المديح أو إظهار
الولاء مما لا يثبت المدعى معلوم، والمجلسيان تابعان في ذلك، وظنهما بل وقطعهما
لا يغني للغير شيئا.
وأما ما نقله عن ابن طاووس فالذي ذكره في الباب الرابع والسبعين بعد
المائة، هو نسبته إلى الاعتزال، قال بعد ذكر كتاب " الأنوار " تأليف الصاحب ابن
عباد، ما لفظه: وإن كان في تصانيفه ما يقتضي موافقة الشيعة في الاعتقاد، لأننا
وجدنا شيخ الامامية في زمانه المفيد محمد بن نعمان (قدس الله روحه) قد نسب
إسماعيل بن عباد إلى جانب المعتزلة في خطبة كتابه " نهج الحق " (2)، وكذلك رأينا

(1) روضات الجنات 2 / 26.
(2) لا يلائم هذا الكلام مع ما ذكره ابن حجر في لسان الميزان 1 / 464: " قال ابن أبي طي: كان
إمام الرأي، وأخطأ من زعم أنه كان معتزليا. وقد قال عبد الجبار القاضي لما تقدم للصلاة
عليه: ما أدري كيف أصلي على هذا الرافضي..، قال: وشهد الشيخ المفيد بأن الكتاب الذي
نسب إلى الصاحب في الاعتزال وضع على لسانه، ونسب إليه، وليس هو له ".
353

المرتضى (نور الله ضريحه) قد نسب إسماعيل بن عباد إلى جانب المعتزلة في كتاب
" الانصاف " الذي رد فيه على ابن عباد - انتهى (1).
أقول: نسب النجاشي إلى المفيد كتاب " الرد على ابن عباد في الإمامة " (2)،
ولعله عين كتاب " نهج الحق " الذي ذكره ابن طاووس.
والصفدي في " شرح لامية العجم " أيضا نسبه إلى الاعتزال بنقل صاحب
" الروضات " (3)، إلا أن العامة ينسبون الامامية في الأصول إلى الاعتزال وفي
الفروع إلى الشافعي، فلا حجة في كلامه (4). وعندي كونه من المعتزلة أقرب.

(1) اليقين ص 457.
(2) رجال النجاشي 2 / 328. ويحتمل أن يكون ابن عباد هذا هو: معمر بن عباد السلمي
البصري المعاصر للرشيد.
قال ابن المرتضى: " ومن هذه الطبقة - أي الطبقة السادسة - معمر بن عباد السلمي، يكنى
أبا عمرو، وكان عالما عدلا، وتفرد بمذاهب..، وكان بشر بن المعتمر وهشام بن عمرو وأبو
الحسن المدائني من تلامذته ".
انظر: طبقات المعتزلة ص 54.
(3) روضات الجنات 2 / 28.
(4) كان السبب في ذلك اشتراك الامامية مع المعتزلة في بعض الأصول. قال المستشرق فلزر في
مقدمته على " طبقات المعتزلة " لابن المرتضى: " وأيضا: من لم يقر بجميع الأصول المعتزلية
الخمسة - وهي التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والامر بالمعروف و
النهي عن المنكر - لم يكن ينفي عنه اسم المعتزلي، وهذا ابن المرتضى يعد قدرية المرجئة و
المعتزلة الشيعة وغيرها من المعتزلة مع اختلاف آراء تلك الفرق في مسائل كثيرة..، وكيفما
كان الحال فإنه يبدو أنه كان يكفي أن يقر الرجل بقول من أقوال المعتزلة حتى يعد منهم ".
انظر: طبقات المعتزلة، المقدمة / ح.
354

ويؤيده مضافا إلى ما سبق نسبة ابن خلكان إليه " كتاب الإمامة "، يذكر
فيه فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ويثبت إمامة من تقدمه (1). وإن
أوله بعض المحققين كما في " الروضات ": بأن المراد من الموصولة هو الأئمة الأحد عشر
الذين تقدمهم علي (عليه السلام)، والضمير المنصوب في " تقدمه " يرجع
إلى الموصول (2). وهو تأويل بعيد كما ترى (3).

(1) وفيات الأعيان 1 / 230.
(2) روضات الجنات 2 / 28 - 29.
(3) في أعيان الشيعة 3 / 337: " والصحيح الذي لا ريب فيه ما قدمناه من أنه شيعي أثنا
عشري، لا معتزلي، ولا حنفي، ولا زيدي. والجواب عن الأمور المذكورة: أما ما حكي عن
كتابه في الإمامة فهو معارض بشعره الدال صريحا على إنكار إمامة من تقدم على علي (عليه
السلام)، وحصر الإمامة فيه وفي أولاده الأحد عشر، وسيأتي كلامه الآتي في وصف علي
أمير المؤمنين (عليه السلام)، وحينئذ فما حكى عن كتاب الإمامة له وجه غير ما يظهر منه
من مداراة ونحوها، أو أنه رجع عنه.
وأما نسبة الاعتزال إليه فهي إما اشتباه، أو المراد به موافقة المعتزلة في بعض الأصول
المعروفة، وبهذا المعنى وقعت نسبة الاعتزال إلى جماعة من أجلاء علماء الإمامية، حتى أن
الذهبي في ميزانه نسب السيد المرتضى إلى الاعتزال..، وأما نسبة المفيد والمرتضى إياه
للميل إلى جانب الاعتزال فلعلها لما ظهر منه من التعصب للجاحظ أحد رؤساء المعتزلة، و
لعله كان يتعصب للجاحظ لأدبه لا لمذهبه.
وأما عد ابن طاووس في " فرج الهموم " له من المعتزلة فلعله تبع فيه المفيد والمرتضى، و
قد سمعت الجواب عنه.. ".
355

وله مؤلفات، منها: " الشواهد " (1)، " التذكرة " (2)، " التعليل " (3)، " ديوان
شعره " ذكره ابن شهرآشوب (4)، وكتاب " الأنوار " ذكره ابن طاووس (5)، و
كتاب " المحيط " في اللغة (6)، وكتاب " الكافي " في الرسائل (7)، وكتاب " الأعياد و
فضائل النيروز " (8)، وكتاب " الإمامة " (9) وقد مر، وكتاب " الوزراء " (10)، و
كتاب " الكشف عن مساوي شعر المتنبي " (11)، وكتاب " أسماء الله تعالى و

(1) الذريعة 14 / 241.
(2) الذريعة 4 / 21، طبع.
(3) الذريعة 4 / 226.
(4) معالم العلماء ص 10، طبع في بغداد سنة 1384.
(5) اليقين ص 457، الذريعة 2 / 411.
(6) معجم الأدباء 6 / 260، تحت الطبع في بيروت، وسوف يصدر في عشرة أجزاء.
(7) الفهرست للنديم ص 150.
(8) نفس المصدر.
(9) نفس المصدر.
(10) نفس المصدر.
(11) نفس المصدر، طبع.
356

صفاته " (1)، ورسائل بديعة، ذكر ذلك ابن خلكان (2).
ولم أذكر من كتبه في القسم الثاني إلا قليلا (3).

(1) نفس المصدر.
(2) وفيات الأعيان 1 / 230، طبع له في مصر: " المختار من رسائل الوزير الصاحب ".
(3) ذكر له العلامة الأمين ثلاثين مؤلفا، انظر: أعيان الشيعة 3 / 351 - 352.
357

[96]
إسماعيل بن علي بن الحسين السمان (1).

(1) الشيخ، أبو سعد، إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن رنجويه الرازي، المعروف ب‍:
السمان الحافظ، المتوفى سنة 443 أو 445 أو 447.
ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء، وقال: " الامام الحافظ، العلامة البارع المتقن، أبو
سعد إسماعيل بن علي بن الحسين - إلى أن قال:
قال ابن عساكر: قدم الدمشق طالب علم، وكان من المكثرين الجوالين، سمع من نحو
أربعة آلاف شيخ.. - إلى أن قال:
أنبأونا عن القاسم بن علي:.. مات الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي السمان في شعبان سنة
خمس وأربعين وأربعمائة، شيخ العدلية وعالمهم، وفقيههم ومحدثهم، وكان إماما بلا مدافعة
في القراءات، والحديث والرجال، والفرائض والشروط، عالما بفقه أبي حنيفة، وبالخلاف
بين أبي حنيفة والشافعي، وفقه الزيدية.. ".
له: " البستان في تفسير القرآن " عشر مجلدات، وكتاب " الرشاد " في الفقه، و " المدخل "
في النحو، و " الرياض " في الأحاديث، و " سفينة النجاة " في الإمامة، وكتاب " الصلاة "، و
كتاب " الحج "، و " المصباح " في العبادات، و " النور " في الوعظ.
انظر: تاريخ دمشق 2 / 864، الأنساب 3 / 292، بغية الطلب 4 / 1706 - 1716، سير
أعلام النبلاء 19 / 55 - 60، العبر 2 / 287، النجوم الزاهرة 5 / 1 5، البداية والنهاية
12 / 82، مرآة الجنان 3 / 62، طبقات المفسرين 1 / 110، الجواهر المضيئة 1 / 424،
شذرات الذهب 3 / 273، تذكرة الحفاظ 3 / 1121، لسان الميزان 1 / 470 - 471، طبقات
المعتزلة ص 119، فهرست منتجب الدين ص 32، أمل الآمل 2 / 39، رياض العلماء
1 / 91، منتهى المقال ص 57، جامع الرواة 1 / 99، روضات الجنات 1 / 113، أعيان الشيعة
3 / 389، ريحانة الأدب 7 / 572، النابس ص 32، كشف الحجب والأستار ص 85 و 299 و
309 و 525 و 591، هدية العارفين 1 / 210، طرائف المقال 1 / 133، معجم رجال الحديث
3 / 156، الجامع في الرجال 1 / 260، الأعلام للزركلي 1 / 319، معجم المؤلفين 2 / 281.
358

قال منتجب الدين: ثقة وأي ثقة، حافظ، له: " البستان في تفسير القرآن "
- ثم عد مؤلفاته - وقال: أخبرنا بها السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي
الحسيني الرازي عن الشيخ الحافظ المفيد أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد
النيسابوري عنه - انتهى.
359

[97]
إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد
المازندراني الخاجوئي (1).

(1) المولى، إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المازندراني الأصفهاني،
المعروف ب‍ " الخاجوئي "، المتوفى سنة 1173.
من مشاهير علماء عصره. ترجم له القزويني في تتميم الأمل، وقال: " كان من العلماء
الغائصين في الاغوار والمتعمقين في العلوم بالأسبار، واشتهر بالفضل، وعرفه كل ذكي و
غبي، وملك التحقيق الكامل حتى اعترف به كل فاضل زكي...
وكان (رحمه الله) مع ذلك ذا بسطة كثيرة في الفقه والتفسير والحديث مع كمال التحقيق
فيها. وبالجملة كان آية عظيمة من آيات الله، وحجة بالغة من حجج الله.. ".
تخرج عليه: المولى مهدى النراقي الكاشاني، والآقا محمد البيد آبادي، والميرزا أبو القاسم
المدرس الأصفهاني، والمولى محراب الحكيم، وغيرهم من الأعيان.
انظر: تتميم أمل الآمل ص 67 - 68، روضات الجنات 1 / 114 - 119، مستدرك
الوسائل 3 / 396، كشف الأستار 1 / 132 - 134، نجوم السماء ص 268، هدية العارفين
1 / 221، الكنى والألقاب 2 / 200، أعيان الشيعة 3 / 402 - 403، الكواكب المنتثرة
ص 62 - 64، ريحانة الأدب 2 / 105 - 106، الأعلام للزركلي 1 / 325، مصفى المقال / 77،
معجم المؤلفين 2 / 291، الفوائد الرضوية ص 52.
360

كذا ذكره نفسه فيما رأينا من مؤلفاته، وفي بعضها: محمد بن الحسين المدعو
ب‍: إسماعيل.
ترجمه في " التكملة " مختصرا، وفي " الروضات " مفصلا. وكان عالما فاضلا
محققا. له كما في " الروضات ": مائة وخمسون من المؤلفات الرشيقة، لم يتجاوز
أكثرها من نسخة الأصل (1).

(1) له مؤلفات قيمة في الفقه، والحديث، والرجال، والكلام، والفلسفة. جاء ذكر أربعة
وتسعين منها تفصيلا في أول المجموعة الأولى من الرسائل الاعتقادية للمترجم له ص 27
- 47.
طبع منها: " إبطال الزمان الموهوم ".
والمجموعة الأولى والثانية، تحت عنوان " الرسائل الاعتقادية " للخاجوئي، سنة 1411
في قم، تشتمل الأولى على ثمان رسائل، والثانية على ثمان عشر رسالة.
والمجموعة الأولى والثانية تحت عنوان " الرسائل الفقهية " للخاجوئي، سنة 1411 في
قم، تشتمل الأولى على تسع عشر رسالة، والثانية على ثمان عشر رسالة.
و " الأربعون حديثا " سنة 1412 في قم.
وسمعت أن " الفوائد الرجالية "، و " مفتاح الفلاح ومصباح النجاة "، و " الحاشية على
مشرق الشمسين " للمترجم له أيضا تحت الطبع في مدينة المشهد.
361

وكان في زمان النادر شاه، وبقي إلى زمان تسلط الأفاغنة على إصفهان. و
ذكر في " الروضات " من وقائع تلك الأيام ما يتفتت منه الأكباد. وكان المترجم
مهابا معظما عند النادر شاه، وكان لا يعتني إلا به.
وتوفى في حادي عشر شهر شعبان سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف كما في
" الروضات " أو سبع وسبعين كما في " التكملة ". ومن أراد التفصيل من تسلط
الأفاغنة على إصفهان، وما ظهر من الفساد والمجاعة فيها فليراجع " الروضات ".
362

[98]
المولى إسماعيل اليزدي العقدائي (1).

(1) الشيخ المولى، إسماعيل بن عبد الملك العقدائي اليزدي، المتوفى سنة 1230.
من عيون علماء عصره، وكان عارفا بالحديث، والفقه، والأصول، والرجال، والعربية،
والكلام.
له: " حقائق الأصول " منه نسخة في المكتبة الرضوية في المشهد برقم 2984، و " معارج
الوصول إلى حقائق الأصول " منه نسخة في مكتبة الوزيري في يزد برقم 3439، و " تحفة
النجفية " في الفقه، منها نسخة في مكتبة الوزيري برقم 3429، و " كفاية العوام " في الفقه، منها
نسخة في مكتبة الوزيري برقم 2577، و " كنز السعادات ونور العارفين " منه نسخة في مكتبة
الوزيري ضمن مجموعة 2610 الكتاب الثاني، ويحتمل أن يكون نور العارفين كتابا مستقلا،
و " منظومة في علم المعاني والبيان والبديع " منها نسخة في مكتبة الوزيري برقم 3555، و
" الحسن والقبح "، وغيرها.
انظر: مرآة الأحوال 1 / 195 و 218، نجوم السماء ص 417، الفوائد الرضوية ص 51،
أعيان الشيعة 3 / 383، مصفى المقال / 81، مكارم الآثار 3 / 892، الكرام البررة 1 / 142،
الذريعة 7 / 18 و 30، و 13 / 387، و 16 / 87، تاريخ يزد لآيتي ص 390 - 392، النجوم
السرد بذكر علماء يزد، مخطوط: الترجمة الرابعة والعشرون، معجم المؤلفين 2 / 279، آينه
دانشوران ص 22.
363

قال في النجوم: كان من معارف العلماء والفقهاء، تلميذ بحر العلوم السيد
مهدي الطباطبائي. وكان مقدم الفضلاء في الفقه والأصول، ماهرا في الأدب.
بنى مسجدا في يزد يعرف باسمه. ومن تصانيفه كتاب في الأصول. والميرزا
سليمان الطباطبائي كان من تلامذته (1).
توفى المترجم في حدود سنة أربعين ومائتين وألف (2).

(1) وهو الميرزا سليمان الطباطبائي النائيني اليزدي، المتوفى سنة 1252.
انظر: روضات الجنات 4 / 21 - 23، الكرام البررة 2 / 604.
(2) توفى كما ذكرنا سنة 1230.
364

[99]
المولوي إعجاز حسين ابن المولوي محمد قلي خان الموسوي
اللكهنوري الهندي (1).

(1) السيد، إعجاز حسين ابن السيد محمد قلي بن محمد بن حامد بن زين العابدين الموسوي
النيشابوري اللكهنوئي الكنتوري، المتوفى سنة 1286.
ترجم له العلامة الأمين، وقال: " عالم عامل فاضل، متكلم محدث حافظ ثقة، ورع تقي
نقي زاهد، مروج للمذهب. كان هو وأخوه سيد حامد حسين صاحب كتاب " عبقات
الأنوار "، والسيد سراج حسين، ووالدهم من أجلاء العلماء ".
ولد في " ميرتهه " من أعمال لكنهو في إحدى وعشرين من رجب سنة 1240.
تخرج على والده العلامة وغيره من أعلام عصره، وكان معظما مبجلا مكرما في زمانه،
له:
1 - " كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والاسفار " طبع في كلكته سنة 1330، و
في قم 1409
2 - " شذور العقيان في تراجم الأعيان ".
3 - رسالة مناظرة مع المولوي محمد جان اللاهوري.
4 - رسالة في ترجمة الميرزا محمد بن عناية أحمد خان الكشميري الدهلوي.
5 - " القول السديد " في رد الرشيد. وغيرها
ووالده هو: المفتى السيد محمد قلي بن محمد حسين الموسوي النيشابوري الكنتوري،
المتوفى سنة 1260.
كان متكلما بارعا في المعقول، حسن المناظرة، جيد التحرير، وواسع التتبع، من تلاميذ
السيد دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي. له من المؤلفات:
1 - " السيف الناصري " في الرد على الباب الأول من " التحفة الاثني عشرية ".
2 - " الأجوبة الفاخرة " في رد ما كتبه الفاضل رشيد الدين الدهلوي جوابا على " السيف
الناصري ".
3 - " تقليب المكائد " في رد الباب الثاني من التحفة.
4 - " برهان السعادة " في رد الباب التاسع منها في الإمامة.
5 - " تشييد المطاعن لكشف الضغائن " في الرد على الباب العاشر منها.
6 - " مصارع الافهام لقطع الأوهام " في رد الباب الحادي عشر منها.
7 - " الفتوحات الحيدرية " في الرد على " الصراط المستقيم " لبعض العامة ".
8 - " تقريب الافهام " في تفسير آيات الاحكام. وغيرها.
انظر: تكملة نجوم السماء 1 / 290 - 298، أعيان الشيعة 3 / 467، أحسن الوديعة
1 / 107، المآثر والآثار ص 208، الفوائد الرضوية ص 53، مصفى المقال / 82، الكرام
البررة 1 / 148 - 150، ريحانة الأدب 5 / 356 في ترجمة والده، مطلع أنوار ص 102 - 103،
معجم المطبوعات 2 / 1571، مشار: فهرست چاپي عربي / 738، الأعلام للزركلي
1 / 334، معجم المؤلفين 2 / 303، بروكلمان الذيل 2 / 855، الذريعة 13 / 43، و 18 / 27،
نزهة الخواطر 7 / 68، مكارم الآثار 4 / 1102.
365

هو أخو المولوي حامد حسين (1)، ومؤلف كتاب " كشف الحجب "، وكتاب
" شذور العقيان ". لم أقف على ترجمته إلا أنه كان معينا لأخيه العلامة المزبور في
تأليف كتاب " عبقات الأنوار "، وأنه توفى بعد سنة ثلاث وثمانين ومائتين و
ألف (2).

(1) تأتي ترجمته.
(2) توفى (رحمه الله) كما ذكرنا سنة 1286، كما أرخه العلامة المفتي السيد محمد عباس
الشوشتري بقوله:
أرخ له لا تجزعن لمماته * فمحياه في جنات عدن بما اتقى
المولى السيد، أعظم علي البنكوري الهندي، المتوفى قبل 1280.
ترجم له الميرزا محمد مهدي الكشميري في " تكلمة نجوم السماء "، وقال: " العالم النحرير
الفاضل، الخبير الألمعي، الأديب اللوذعي، صاحب القريحة الوقادة، والطبيعة النقادة.
تخرج على آية الله في العالمين مولانا السيد دلدار علي (طاب ثراه). منسوب إلى " بنكور "
من توابع دهلي ".
له: رسالة في الرد على الصوفية، بالفارسية، مرتبة على سبعة عشر مقصدا، ورسالة في فضيلة النكاح المؤبد والمنقطع، وحب النساء والأولاد.
انظر: تكملة نجوم السماء 1 / 424، كشف الحجب والأستار ص 264 و 276، أعيان
الشيعة 3 / 467، الكرام البررة 1 / 150، مطلع أنوار ص 119.
367

[100]
المولوي السيد أعظم علي البنكوري (1).
هو صاحب رسالة " الرد على الصوفية "، وكان من تلامذة العلامة السيد
دلدار علي الهندي.
ذكره المولوي في ذيل الرسالة المزبورة. ولم أقف على حالاته بأزيد من ذلك
368

[101]
الفقيه الثقة معين الدين أميركا ب أبي اللجيم بن أبي أميرة الصدري
العجلي (1).

(1) معين الدين، أميركا بن أبي اللجيم بن أميرة المصدري العجلي القزويني، المتوفى سنة 514.
ترجم له الرافعي في التدوين، وقال: " أميركا بن أبي اللجيم بن أميرة القزويني، أبو
الحسن العجلي، روى " الاشجيات " عن الحسين بن المظفر الحمداني، عن أبي عبد الله
القادسي، عن أبي بكر المفيد، عن الأشجع. توفى ابن أبي اللجيم سنة أربع عشر وخمسمائة ".
تخرج عليه: الشيخ موفق الدين الحسن بن محمد بن الحسن المدعو ب‍ " خواجة الآبي "، و
السيد الرضا بن أميركا الحسيني المرعشي، والشيخ رشيد الدين أبو سعيد عبد الجليل بن أبي
الفتح مسعود بن عيسى المتكلم الرازي، وغيرهم.
له: " التعليق الكبير "، و " التعليق الصغير "، و " الحدود "، وغيرها.
انظر: التدوين مخطوطة إسكندرية ص 923، مصورها في المكتبة المرعشية في قم برقم
661، النقض ص 40 و 210، فهرست منتجب الدين ص 35، ضيافة الاخوان ص 135،
أمل الآمل 2 / 40، رياض العلماء 1 / 92، جامع الرواة 1 / 109، النابس ص 33 - 34،
تعليقات نقض 1 / 138، معجم رجال الحديث 3 / 232، الجامع في الرجال 1 / 282،
369

ذكره منتجب الدين، قال: مناظر حاذق، وجه، أستاذ الشيخ الامام رشيد
الدين عبد الجليل الرازي المحقق، وله تصانيف في الأصول - ثم عدها وقال -:
أخبرنا بها الشيخ الامام رشيد الدين عنه - انتهى.
أقول: فيكون من أقران الشيخ أبي علي بن شيخ الطائفة.
370

............... باب الباء
371

..................
372

[102]
الشيخ بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بابويه (1).

(1) ترجم له ابن حجر في لسان الميزان، وقال: " بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن بابويه:
من فقهاء الشيعة. ذكره ابن أبي طي، وقال: كان بيته بيت العلم والجلالة، وله مناقب. قرأ
على شمس الاسلام الحسن بن الحسين قريبه، وصنف في الأصول كتاب " الصراط المستقيم ".
وذكره الشهيد الثاني في كتاب الرعاية في بحث الأبناء عن الآباء، فقال: " وعن
خمسة آباء وقد اتفق لنا منه: رواية الشيخ الجليل بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن
الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه سعد، عن أبيه محمد، عن أبيه الحسن، عن أبيه
الحسين - وهو أخو الشيخ الصدوق أبي جعفر -، عن أبيه علي بن بابويه ".
وذكر منتجب الدين نسب والده سعد هكذا: " الشيخ أبو المعالي سعد بن الحسن بن
الحسين بن بابويه ". بحذف " محمد " بين: سعد وحسن.
واستظهر المولى الأفندي في رياض العلماء 2 / 414، وقال: " الظاهر أنه عم الشيخ
منتجب الدين ".
فعلى ما ذكره الشهيد الثاني من نسبه: " بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن
علي " فهو ابن عم الشيخ منتجب الدين، وبحذف " محمد " يكون ابن عمه، فتأمل.
ويمكن سرد نسبه هكذا: " بابويه بن سعد بن محمد بن حسن بن علي بن حسين بن موسى
بن بابويه "، فحينئذ يكون شمس الاسلام الحسن بن الحسين ابن عم أبيه لأجده.
انظر: فهرست منتجب الدين ص 42 و 69، لسان الميزان 2 / 5، الرعاية ص 361،
فهرست آل بابويه ص 33 و 51، أمل الآمل 2 / 42، رياض العلماء 1 / 94، منتهى المقال
ص 63، جامع الرواة 1 / 115، الثقات العيون ص 30.
373

فقيه صالح مقرئ، قرأ على شيخنا الجلة (1) شمس الاسلام الحسن بن الحسين
بن بابويه، وله كتاب حسن في الأصول والفروع سماه " الصراط المستقيم "،
قرأته عليه - قاله منتجب الدين.

(1) في فهرست منتجب الدين: " شيخنا الجد ".
374

[103]
الميرزا باقر الأصفهاني المعروف بالنواب (1).
ذكره في " الروضات " في ذيل ترجمة صهره الآقا محمد علي بن الآقا محمد
باقر الهزارجريبي (2)، ووصفه ب‍: زبدة علمائنا الانجاب، وقدوة حكمائنا

(1) الميرزا، محمد باقر بن محمد بن محمد اللاهيجي الأصفهاني الطهراني، المتوفى سنة 1240.
من مشاهير علماء عصره، وكان عارفا بالحديث والفقه والتفسير والكلام، وكان معظما
مكرما عند العلماء والملوك والأعيان.
انظر: روضات الجنات 7 / 154، أعيان الشيعة 3 / 538، الكرام البررة 1 / 188 - 189،
الفوائد الرضوية ص 55، ريحانة الأدب 5 / 123، الذريعة 3 / 431، و 14 / 116.
(2) هو الآقا، محمد علي ابن الآقا محمد باقر الهزارجريني، المولود في سنة 1188، والمتوفى في
قمشة في ليلة السبت الثامن عشر من شهر ربيع الثاني 1245.
تخرج على العلامة بحر العلوم، والشيخ الأكبر صاحب " كشف الغطاء "، والمحقق القمي،
وغيرهم.
له مؤلفات قيمة في الفقه، والأصول، والتفسير، والرجال، مذكورة في " الروضات ".
انظر: روضات الجنات 7 / 153 - 157، طرائف المقال 1 / 57، الفوائد الرضوية
ص 576، مرآة الأحوال 1 / 198.
375

الأقطاب، ملاذنا السهيم لسمينا الداماد في الاسم والرسم والشيم والآداب.
محمد بن محمد بن محمد اللاهجي محتدا، الأصفهاني موطنا، الرازي مدفنا، المشتهر
ب‍: ميرزا باقر النواب.
وهو المؤلف ل‍ " شرح نهج البلاغة " (1) بأمر فتح علي شاه القاجار، وكذا
ل‍ " التفسير الكبير " (2) المتفرد بتنزيل فنون القرآن على أربع معان، في أربع
مجلدات حسان - إلخ.

(1) طبع في طهران على الحجر سنة 1317 و 1325 و 1356. انظر: مشار: فهرست چاپي
فارسي 3 / 3257.
(2) " تحفة الخاقان " في تفسير القرآن، نسخة من المجلد الأول في مكتبة سپهسالار في طهران
برقم 2020، مذكورة في فهرسها 1 / 97.
376

المولى باقر بن الغازي.
يأتي بعنوان: محمد باقر.
تنبيه:
يطلب " محمد باقر " في باب المحامدة.
بايزيد البسطامي الثاني.
يأتي بعنوان: عناية الله البسطامي، وقد أشتهر ب‍ " بايزيد "، كما في
" الرياض "، كأنه اسم لا كنية.
377

[104]
السيد نجم الدين بدران بن الشريف بن أبي الفتح العلوي الحسيني
الموسوي النسابة الأصفهاني (1).

(1) قد نرى تهافتا بين صدر الترجمة وذيلها، لان السيد نجم الدين بدران العلوي الحسيني
الموسوي النسابة الأصفهاني كان من أعلام القرن الخامس، وذكره الشيخ منتجب الدين في
الفهرست، وقال: فاضل محدث حافظ، له كتاب " المطالب في مناقب آل أبي طالب "، أخبرني
به الاجل ثقة الدين أبو المكارم هبة الله بن داود محمد الأصبهاني عنه.
انظر: فهرست منتجب الدين ص 43، أمل الآمل 2 / 43، رياض العلماء 1 / 96، النابس
ص 35، أعيان الشيعة 3 / 547، الذريعة 21 / 139.
وأما ذيل الترجمة المنقول عن الأمل فإنه متعلق بالسيد بدر الدين بن أحمد الحسيني
العاملي الأصفهاني، ساكن طوس، الذي استظهر العلامة الطهراني حياته في سنة 1060، عن
إجازة كتبها تلميذه محمد مؤمن بن شاه قاسم السبزواري، المتوفى بين 1070 إلى 1077 للمير
مرتضى بن مصطفى التبريزي في 1060 في المشهد الرضوي، داعيا له بقوله " سلمه الله "، و
وصفه بقوله: " السيد السند، الحسيب النسيب، زبدة المتقدمين، وأسوة المتأخرين، الفائق في
فنون العربية وعلم الفقه والحديث على أهل زمانه، السيد بدر الدين الحسيني العاملي،
المدرس في الروضة سلمه الله تعالى ".
انظر: أمل الآمل 1 / 42، رياض العلماء 1 / 95، الروضة النضرة ص 78 و 594، معجم
المؤلفين 3 / 39، أعيان الشيعة 3 / 459.
378

قال في الأمل: ساكن طوس، أحد المدرسين بها، كان عالما فاضلا محققا
ماهرا مدققا فقيها محدثا، عارفا بالعربية، أديبا شاعرا، قرأ على شيخنا البهائي و
غيره.
وله حواش كثيرة على الأحاديث المشكلة - ثم عد مؤلفاته، وقال -: توفى
بطوس وكان مدرسا بها، وهو من المعاصرين، ولم أره، ولكني رويت عن
تلامذته عنه - إلخ.
379

[105]
المولى بديع الهرندي (1).

(1) المولى، بديع الزمان القهپائي، الشهير ب‍: بديع الهرندي، من أعلام القرن الحادي عشر.
ترجم له العلامة الفقيد المدرس الخياباني في الريحانة، وقال: " فقيه محدث، صاحب شرح
الصحيفة السجادية، كان شيخ الاسلام في يزد في عصر الشاه عباس الصفوي ".
وقال العلامة الطهراني: " هو من تلاميذ البهائي، المتوفى 1030، ويعرف ب‍: الملا بديع
الهرندي، وكتب البهائي إجازة له بخطه على ظهر الاثني عشرية الصلاتية ".
له: " رياض العابدين " - أو العارفين - في شرح صحيفة سيد الساجدين "، ألفه باسم
الشاه الصفي الصفوي (1038 - 1052)، منه ثلاث نسخ في المكتبة المرعشية برقم 433 و
1853 و 1857، ونسخة في المكتبة الرضوية برقم 9739، ونسخة في مكتبة سپهسالار
برقم 6836.
انظر: رياض العلماء 3 / 366، روضات الجنات 2 / 359 في ترجمة المولى حسين بن حسن
اللنباني الأصفهاني، أعيان الشيعة 3 / 550، الفوائد الرضوية ص 56، ريحانة الأدب
1 / 243، الروضة النضرة ص 80، الذريعة 1 / 237 و 11 / 329.
380

هو أحد شراح الصحيفة المباركة، ذكره في " الرياض " في جملة شراح
الصحيفة في ذيل ترجمة السيد علي خان.
ولم أقف على ترجمته. وحرف الباء الموحدة من الرياض لم يكن عندي.
381

[106]
الشيخ أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي (1).
ذكره منتجب الدين، وقال: فقيه دين، قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي -
ثم عد مؤلفاته مما ذكرناه في القسم الثاني، وقال -: أخبرنا بها السيد عماد الدين
أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسيني (2) المروزي (3) عنه - انتهى.

(1) انظر: فهرست منتجب الدين ص 42، لسان الميزان 2 / 13، أمل الآمل 2 / 43، رياض
العلماء 1 / 96، رجال بحر العلوم 4 / 67 في تلامذة الشيخ الطوسي، جامع الرواة 1 / 116،
مستدرك الوسائل 3 / 496، طرائف المقال 1 / 122، الفوائد الرضوية ص 56، أعيان الشيعة
3 / 556، النابس ص 35، الجامع في الرجال 1 / 299، معجم رجال الحديث 3 / 282.
(2) في الفهرست: " الحسني ".
(3) هو السيد عماد الدين أبو الصمصام، ذو الفقار بن محمد بن معبد بن الحسن بن أحمد الحسني
المروزي.
ترجم له الشيخ منتجب الدين، وقال: " عالم دين، يروي عن السيد الاجل المرتضى علم
الهدى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي، والشيخ الموفق أبي جعفر محمد بن الحسن (قدس
الله روحهما)، وقد صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشرة سنة ".
وترجم له ابن حجر في لسان الميزان، وقال: " ذو الفقار بن محمد بن جعفر بن معبد بن
الحسن بن أحمد الحسني العلوي أبو الصمصام. ذكره ابن السمعاني في الذيل، فقال: لقيته
بالموصل.. وكان مسنا، فلقي كبار المشائخ، وكان له ظاهر حسن، وكلام حلو ".
انظر: فهرست منتجب الدين ص 62، لسان الميزان 2 / 538، أمل الآمل 2 / 115،
رياض العلماء 2 / 277 - 280، مستدرك الوسائل 3 / 495، الثقات العيون ص 99.
382

.......
384

باب التاء
385

.....
386

[107]
تاج الدين بن علي بن أحمد الحسيني العاملي (1).
كان عالما، فاضلا، زاهدا، محدثا، عابدا، فقيها، له [مؤلفات، منها: كتاب
" التتمة في معرفة الأئمة " عليهم السلام، عندي منه] (2) نسخة تاريخ تأليفها سنة
1018، أي سنة ثمانية عشر بعد الألف (3).
يروي عنه جماعة من مشائخنا، منهم: خال والدي الشيخ علي بن محمود

(1) انظر: أمل الآمل 1 / 44، رياض العلماء 1 / 98، نجوم السماء ص 143، الروضة النضرة
ص 90، أعيان الشيعة 3 / 627، ريحانة الأدب 1 / 317، الذريعة 3 / 335، الفوائد الرضوية
ص 57.
(2) الزيادة من الأمل. وجاء اسم الكتاب في كشف الحجب والأستار ص 312 ونجوم السماء
ص 143 " السمة في معرفة الأئمة " وتاريخ التأليف سنة 1080 خطأ. ونسخة من التتمة في
المكتبة الرضوية برقم 1935.
(3) في الأعيان: " سنة 1019 ".
387

العاملي (1)، ونروي عنهم [، عنه] (2) إجازة. قاله في الأمل.

(1) هو الشيخ، علي بن محمود العاملي المشغري، قال في الأمل: خال والد المصنف، كان عالما،
فاضلا، فقيها، صالحا، له: رسالة سماها " رسالة الانكار في مسألة الدار "، ورسالة في القصر،
ورسالة في الدراية، ورسالة في العروض، ورسالة في المنطق، وغير ذلك.
قرأت عنده عدة كتب في العربية والفقه وغيرهما، وأجاز لي إجازة عامة.
قرأ على الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي، وعلى الشيخ محمد بن علي العاملي
التبنيني، والشيخ محمد بن علي الحرفوشي العاملي، وعلى الأمير فيض الله التفرشي في
النجف، وغيرهم.
انظر: أمل الآمل 1 / 134، رياض العلماء 4 / 254.
(2) الزيادة من الأمل.
388

[108]
تفضل حسين خان الكشميري (1).
كان عالما، فاضلا، متبحرا، حكيما، متكلما، رياضيا. كان يدرس في فقه
الامامية والحنيفية والرياضي، مع أنه كان من أرباب المناصب في الدوائر الانگليسية.
وقد أطرى صاحب " تحفة المعالم " (2) في مدائحه ومناقبه بما لا مزيد عليه. و

(1) الشيخ، تفضل حسين خان الكشميري الكنتوري، المعروف ب‍ " الخان العلامة "، المتوفى
سنة 1215.
من مشاهير علماء عصره ومهرة الفلاسفة، وكان جامعا للعلوم العقلية والنقلية، متبحرا
في الفنون الاسلامية.
انظر: تحفة العالم ص 363 - 367، نجوم السماء ص 323 - 328، كشف الحجب والأستار
ص 120 و 283، أعيان الشيعة 3 / 632 - 633، الكرام البررة 1 / 200، معجم المؤلفين
3 / 91، نزهة الخواطر 7 / 112، مطلع أنوار ص 128 - 132.
(2) هو السيد، عبد اللطيف بن أبي طالب بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الموسوي الجزائري
الشوشتري، المتوفى سنة 1220، تأتي ترجمته.
انظر: مرآة الأحوال 1 / 28، الكرام البررة 2 / 792.
389

من جملة أوصافه أنه كان ماهرا في الألسنة العربية، والفارسية، والانكريزية، و
اللاتينية، واليونانية.
ولمهارته في الألسنة الخارجة ترجم كثيرا من كتب الإفرنج بالعربية. و
لنفسه أيضا تأليفات خاصة ذكرها، وتعليقات على كتب الحديث والفقه
للفريقين. وكان لا ينام في الليل أبدا، بل يشتغل بالمطالعة، ومنعه الأطباء من
ذلك، فلم يمتنع حتى ابتلى بالفالج والماليخوليا، فتوفى في ثامن عشر شوال سنة
خمس عشر ومائتين وألف، ومن أراد التفصيل فعليه ب‍ " تحفة العالم "، و " نجوم
السماء ".
390

[109]
الشيخ تقي الدين بن نجم الحلبي، يكنى أبا الصلاح (1).

(1) أبو الصلاح، تقي بن نجم بن عبد الله الحلبي، المتوفى سنة 447.
ترجم له الطباخ الحلبي في " إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء " نقلا عن الذهبي في وفيات
سنة 447، وقال: التقي بن نجم بن عبد الله، أبو الصلاح الحلبي، شيخ الشيعة وعالم الرافضة
بالشام. قال يحيى بن أبي طي الحلبي في تاريخه: هو عين علماء الشام، والمشار إليه بالعلم و
البيان، والجمع بين علوم الأديان والابدان، ولد في سنة أربع وسبعين [374] بحلب ودخل
إلى العراق ثلاث مرات، فقرأ على الشريف المرتضى. وقال ابن أبي دوح: توفى بعد عوده من
الحج في الرملة في المحرم. وكان أبو الصلاح علامة في فقه أهل البيت.
وقال غيره: له مصنفات في الأصول والفروع، منها: كتاب " الكافي "، وكتاب
" التهذيب "، وكتاب " المرشد في طريق التعبد "، وكتاب " العمدة " في الفقه، وكتاب " تدبير
الصحة " صنفه لصاحب حلب نصر بن صالح، وكتاب " شبه الملاحدة ". وكتبه مشهورة بين
أئمة القوم، وذكر عنه صلاح وزهد وتقشف زائد وقناعة مع الحرمة العظيمة والجلالة، وأنه
كان يرغب في حضور الجماعة، وكان لا يصلي في المسجد غير الفريضة ويتنفل في بيته، و
لا يقبل ممن يقرأ عليه هدية، وكان من أذكياء الناس وأفقههم وأكثرهم تفننا. وطول ابن أبي
طي ترجمته.
انظر: رجال الطوسي ص 457، فهرست منتجب الدين ص 43، معالم العلماء ص 29،
رجال العلامة الحلي ص 28، رجال ابن داود ص 58، لسان الميزان 2 / 88، نقد الرجال
ص 62، منهج المقال ص 73، منتهى المقال ص 70، بحار الأنوار 1 / 20 و 38، أمل الآمل
2 / 46، رياض العلماء 1 / 99، و 5 / 464، مجمع الرجال 1 / 287، تعليقة أمل الآمل ص
107، جامع الرواة 1 / 132، رجال بحر العلوم 2 / 131 - 134، لؤلؤة البحرين ص 332،
مقابس الأنوار ص 8، روضات الجنات 2 / 111 - 117، مستدرك الوسائل 3 / 480، أعلام
النبلاء 4 / 77، قصص العلماء ص 432، بهجة الآمال 2 / 449، طرائف المقال 1 / 124،
الكنى والألقاب 1 / 99، تحفة الأحباب ص 59، الفوائد الرضوية ص 57، أعيان الشيعة
3 / 634، قاموس الرجال 2 / 254، النابس ص 39، ريحانة الأدب 7 / 161، معجم رجال
الحديث 3 / 377، الجامع في الرجال 1 / 334.
391

أحد الفقهاء المعروفين. كان من تلامذة الشيخ الطوسي، والسيد المرتضى،
وذكره في فهرسته (1)، وذكره لتلميذه في كتابه وإن لم يكن شيئا بديعا إلا أن الظاهر
أن ذكره إنما هو لكونه تلميذا للمرتضى مقدما على الشيخ، حتى عده ابن شهرآشوب
من تلامذة المرتضى فقط.
وقال الشيخ في ترجمته: ثقة، [له كتب،] (2) قرأ علينا وعلى المرتضى -

(1) لم نجده في الفهرست، بل ذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام).
(2) الزيادة من المصدر.
392

انتهى (1).
وبالجملة هو من الفقهاء المعروفين، المعدود قوله بين الأقوال، وهو المقصود
ب‍ " الحلبي " في كتب الفقهاء.
تنبيه:
يطلب " محمد تقي " في باب المحامدة.

(1) رجال الطوسي ص 457.
393

....
394

باب الثاء المثلثة
395

.....
396

[110]
ثابت بن عبد الله بن ثابت اليشكري (1).
من أولاد ثابت البناني (2)، فاضل عالم ثقة، قرأ على الاجل المرتضى علم

(1) الشيخ الإمام أبو الفضل، ثابت بن عبد الله بن ثابت اليشگري، من أعلام القرن الخامس.
انظر: فهرست منتجب الدين ص 45، لسان الميزان 2 / 99، أمل الآمل 2 / 47، رياض
العلماء 1 / 101، جامع الرواة 1 / 139، طرائف المقال 1 / 126، كشف الحجب والأستار
ص 192 و 565، إيضاح المكنون 2 / 586، أعيان الشيعة 4 / 13، النابس ص 41، الذريعة
6 / 255، الجامع في الرجال 1 / 342، معجم المؤلفين 3 / 101.
(2) هو ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد البصري، من التابعين، مات سنة 123 أو 127.
ذكره الحافظ ابن حبان، وقال: " ثابت بن أسلم البناني، من ولد بنانة بن سعد بن لؤي بن
غالب، أبو محمد، ممن صحب أنس بن مالك أربعين سنة، وكان من أعبد أهل البصرة و
أكثرهم صبرا على كثرة الصلاة ليلا ونهارا، مع الورع الشديد، ومات سنة سبع وعشرين و
مائة، وهو ابن ست وثمانين ".
انظر: مشاهير علماء الأمصار ص 145، تاريخ يحيى بن معين 2 / 68، الثقات لابن حبان
4 / 89، التاريخ الكبير 2 / 159، تاريخ الاسلام مجلد حوادث 121 - 140 ص 54 - 56،
تهذيب الكمال 4 / 342 - 349، الكامل لابن عدي 2 / 100، سير أعلام النبلاء 5 / 220،
رجال الطوسي ص 85، أعيان الشيعة 4 / 6 - 7.
397

الهدى، وله: كتاب " الحجة " في الإمامة، وكتاب " منهاج الرشاد " في الأصول و
الفروع. قاله منتجب الدين.
398

باب الجيم
399

......
400

[111]
جعفر بن أحمد بن علي القمي (1).
نزيل الري، صاحب كتاب " المسلسلات "، و " العروس "، و " الغايات "،
وغيرها. يكنى أبا جعفر.
قال في البحار: ومؤلفها - أي الكتب المذكورة - غير مذكور في كتب
الرجال، لكنه من القدماء قريبا من عصر المفيد، أو في عصره، يروي عن
الصفواني راوي الكليني بواسطة، ويروي عن الصدوق أيضا، كما سيأتي في أسناد
تفسير الإمام (عليه السلام).
وفيها أخبار طريفة غريبة، وعندنا نسخ مصححة قديمة، والسيد ابن
طاووس يروي عن كتبه في كتاب " الاقبال " وغيره، وهذا مما يؤيد الوثوق

(1) انظر: بحار الأنوار 1 / 19 و 37، روضات الجنات 2 / 172، الفوائد الرضوية ص 59 - 61،
أعيان الشيعة 4 / 82 - 83، نوابغ الرواة ص 68، ريحانة الأدب 7 / 528
401

عليها، وروى عن بعض كتبه الشهيد الثاني (رحمه الله) في " شرح الارشاد " في
فضل صلاة الجماعة، وغيره من الأفاضل أيضا - انتهى (1).
أقول: ويروي مضافا إلى الصدوق، عن محمد بن وهبان، والتلعكبري، و
التلعكبري يروي عن الصدوق ومحمد بن وهبان.
وهذا الرجل بالنسب المذكور غير مذكور في كتب الرجال، بل المذكور
" جعفر بن علي بن أحمد القمي، المعروف ب‍: ابن الرازي "، ذكره في " المنهج " نقلا
عن " رجال ابن داود "، قال بعد ذكر اسمه ونسبه: (لم خج) أبو محمد ثقة -
انتهى (2)، أي مذكور في رجال الشيخ في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام) -
قال في المنهج بعد نقله -: لم أجده في رجال الشيخ (3).
وقال العلامة البهبهاني في " التعليقة ": الظاهر أنه من مشائخ الصدوق، و
شيخ الإجازة على ما قيل - إلخ (4).
وقال في المنتهى: في نسختين عندي من رجال الشيخ في باب من لم يرو:
" جعفر بن محمد بن علي، المعروف ب‍: الرازي، يكني أبا محمد، صاحب
المصنفات "، وليس فيه التوثيق. لكن ذكر في " مجمع الأقوال " عن باب من لم يرو
من رجال الشيخ كما ذكره بن داود. ولم يذكره في " الوجيزة "، و " الحاوي " أصلا -

(1) بحار الأنوار 1 / 37.
(2) رجال ابن داود ص 68.
(3) منهج المقال ص 83.
(4) التعليقة البهبهانية ص 83.
402

انتهى (1).
قلت: وفي نسختين من رجال الشيخ ليس فيها ذكر من " جعفر بن محمد "
الذي ذكره في " المنتهى "، ولا من " جعفر بن علي بن أحمد " (3) المذكور في
" المنهج " المنقول من " رجال ابن داود "، ولامن " جعفر بن أحمد " الذي كلامنا
فيه.
والذي نقله ابن داود - على تقدير وجوده في جميع نسخ رجال الشيخ - لا
دليل على اتحاده مع " جعفر بن أحمد " الذي كلامنا فيه، وإن كثر نسبة الرجال إلى
أجداده بإسقاط ذكر الأب، فإن صاحب الترجمة قد أكثر من ذكر اسمه ونسبه في
مؤلفاته بالتفصيل الذي ذكرناه، وإن قال في " الروضات ": إن المناقشة في الاتحاد
مكابرة (3).
ويؤيد ما ذكرناه استظهار صاحب " التعليقة " بأن جعفر بن علي بن أحمد
عن مشائخ الصدوق، فإنه لو صح ذلك فالامر بين، فإن المترجم عنه إنما يروي
عن الصدوق، ومحمد بن وهبان، والتلعكبري الراوي عنهما، كما مر ذكره.
نعم نقل ابن طاووس في رسالة المواسعة والمضايقة، في باب كفارة قضاء
الصلاة عن كتاب " زاد العابدين " تأليف الحسين بن أبي الحسن بن خلف

(1) منتهى المقال ص 79.
(2) مذكور في رجال الشيخ ص 457.
(3) روضات الجنات 2 / 172.
403

الكاشغري (1): قال - أي صاحب الكتاب -: حدثنا منصور بن بهرام، أخبرنا أبو
سهل محمد بن محمد بن الأشعث الأنصاري، حدثنا أبو طلحة شريح بن عبد الكريم
وغيره، قالوا: حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد صاحب كتاب " العروس "،
حدثنا منذر عن أبي عروبة، عن قتادة، عن خلاص، عن علي (عليه السلام) -
إلخ (2).
وأبو الفضل جعفر بن محمد هذا، وكتابه كتاب " العروس " ليس بجعفر بن
أحمد القمي المترجم عنه، ولا كتابه كتابه.
أما الأول: فمضافا إلى مخالفة كنيته واسم أبيه للمترجم عنه، إن جعفرنا هذا
يروي عن الصدوق، فكيف يروي عن علي (عليه السلام) بأربع وسائط؟ وهو
ليس بمقدم على محمد الأشعث.
أورد هذين الاشكالين " الرياض " في ترجمة الحسين بن أبي الحسن
بن خلف، قال: ولعل المراد من صاحب كتاب " العروس " غيره (3)، أي غير
جعفر بن أحمد القمي المترجم.
قلت: أما الأول فهو كذلك، وأما محمد بن محمد الأشعث فإن كان المراد منه

(1) هو، أبو عبد الله، الحسين بن علي بن خلف الألمعي الكاشغري، الملقب ب‍ " الفضل "، المتوفى
سنة 484، أو بعدها. تأتي ترجمته.
(2) رياض العلماء 2 / 49.
(3) نفس المصدر.
404

أبا علي محمد بن محمد الأشعث (1) المذكور في كتب رجالنا، فهو كحيا سنة ثلاث
عشر وثلثمائة، ومقدم على الصدوق، وإن كان غيره فلا نعرفه.
وأما الثاني: فلان نسختين من كتاب " العروس " اللتين عندي خاليتان من
الحديث الذي نقله ابن طاووس، مع أن أخباره كلها مراسيل.
وعندي أنه لا مجال للتردد في التعدد، واحتمال أن يكون نسخة " العروس "
مختلفة، أو أنه روى الخبر المذكور بحذف بعض الوسائط ونحو ذلك مما لا يعباء به.

(1) انظر: رجال الطوسي ص 500 - 502، رجال النجاشي 2 / 295، مجمع الرجال 6 / 32،
قاموس الرجال 8 / 359، مستدرك الوسائل 3 / 292.
405

[112]
السيد جعفر بن أحمد الملحوس (1).
هو صاحب " تكملة الدروس "، فرغ من تأليفها سنة ست وثلاثين و
ثمانمائة. ذكره في " المستدرك " ولم يقف على ترجمته. راجع " الدروس " في القسم
الثاني.

(1) السيد، جعفر بن أحمد الملحوس الحسيني، من أعلام القرن التاسع.
ترجم له العلامة الطهراني في الضياء اللامع، وقال: " من العلماء. رأيت بخطه إجازة
لتلميذه سلطان حسن الحسيني القمي المجاور للنجف، على ظهر المجلد الأول من " جوامع
الجامع " الذي كتبه المجاز بخطه له في النجف. فكتب المترجم له جنب اسم الكتاب ما
صورته: أنهاه دامت سيادته في عدة مجالس، آخرها يوم الخميس 21 جمادي الثانية 838
هجرية نبوية، وكتب الفقير إلى الله تعالى جعفر بن أحمد الملحوس الحسيني عفا الله عنه ".
له: " المنتخب "، و " تكملة الدروس " منها نسخة في المكتبة الرضوية برقم 14133.
انظر: مستدرك الوسائل 3 / 439، أعيان الشيعة 4 / 84، الضياء اللامع ص 23.
406

[113]
الحاج ملا جعفر الاسترآبادي (1).

(1) الشيخ المولى، محمد جعفر ابن المولى سيف الدين الاسترآبادي الطهراني، الشهير
ب‍ " شريعتمدار "، المتوفى سنة 1263.
من مشاهير علماء عصره، حضر على العلامة السيد علي الطباطبائي صاحب " الرياض ".
وتخرج عليه: السيد نصر الله الاسترآبادي، والميرزا محمد الاندرماني الطهراني، والمولى
جعفر بن محمد طاهر النوري، وغيرهم.
له تصانيف قيمة في الفقه، والأصول، والكلام، والرجال، والحديث، والتفسير، و
الرياضيات، والهيئة، وعلوم الأدب، والأخلاق، والخطابة، والوعظ، والأدعية و
الزيارات، وغير ذلك مما ينيف السبعين.
انظر: روضات الجنات 2 / 207 - 210، نجوم السماء ص 414، طرائف المقال 1 / 62،
الكنى والألقاب 3 / 103 في ترجمة كاشف الغطاء، قصص العلماء ص 100، مصفى المقال
/ 109، الفوائد الرضوية ص 61، أعيان الشيعة 9 / 205، ريحانة الأدب 3 / 207 - 209،
هدية العارفين 1 / 257، الأعلام للزركلي 2 / 122، الكرام البررة 1 / 253 - 257، معجم
المؤلفين 3 / 134، أسترابادنامه ص 160.
407

كان عالما، فاضلا، فقيها، محتاطا في العمل، بحيث يضرب المثل
باحتياطاته، ويعد من الوسواس، وكان شديد التعرض لطريقة الشيخ الأوحد
الشيخ أحمد الأحسائي، حتى ألف في رده كتاب سماه " حياة الأرواح "، ونقض
هذا الكتاب الفاضل الميرزا حسن الشهير ب‍ " گوهر " (1) من تلامذة الشيخ.
وكان المترجم عنه من تلامذة صاحب " الرياض "، وله مؤلفات جمة،
ذكرناها في القسم الثاني كلا في بابه.
وقد ذكره في " الروضات "، وفصل في ترجمته. وتوفى - كما فيها - ليلة
الجمعة عاشر شهر صفر سنة ثلاث وستين ومائتين بعد الألف.

(1) هو الشيخ المولى الحسن بن علي المعروف ب‍ " گوهر القراچه داغي، المتوفى يعد سنة 1261.
ذكر النقض في الذريعة بعنوان: " جواب اعتراضات المولى محمد جعفر الاسترآبادي "، و
قال: استخرجه مما كتبه أولا شرحا لكتاب " حياة الأرواح "، وجعله رسالة مستقلة، و
عناوينه: " قال المصنف "، " قلت ".
انظر: الذريعة 5 / 174، الكرام البررة 1 / 341.
408

[114]
الشيخ أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد
الهذلي الحلي (1).

(1) نجم الدين أبو القاسم، جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلى، المعروف ب‍:
المحقق الحلي، المتوفى سنة 676
أطراه ابن داود في رجاله، وقال: شيخنا نجم الدين أبو القاسم، المحقق المدقق، الامام
العلامة، واحد عصره، وكان ألسن أهل زمانه، وأقومهم بالحجة، وأسرعهم استحضارا..،
توفى في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وستمائة.
له تصانيف حسنة محققة محررة عذبة، فمنها كتاب " شرائع الاسلام " مجلدان، كتاب
" النافع " في مختصر مجلد، كتاب " المعتبر " في شرح المختصر لم يتم، مجلدان، كتاب " نكت
النهاية " مجلد، كتاب " المسائل العزية " مجلد، كتاب " المسائل المصرية " مجلد، كتاب
" المسلك " في أصول الدين مجلد، كتاب " المعارج " في أصول الفقه مجلد، كتاب " الكهنة " في
المنطق مجلد، وله كتب غير ذلك ليس هذا موضع استيفائها، فأمرها ظاهر. وله تلاميذ فقهاء
فضلاء (رحمه الله) - انتهى.
انظر: رجال ابن داود ص 62، بحار الأنوار 1 / 19، منهج المقال ص 82، أمل الآمل
2 / 48 - 52، رياض العلماء 1 / 103 - 107، نقد الرجال ص 69، لؤلؤة البحرين ص 227 -
235، كشكول البحراني 1 / 310 - 312، مجالس المؤمنين 1 / 570، تعليقة أمل الآمل
ص 108، الإجازة الكبيرة ص 15، روضات الجنات 2 / 182 - 191، كشف الظنون
2 / 1922، منتهى المقال ص 76، مستدرك الوسائل 3 / 473، بهجة الآمال 2 / 514 - 527،
قصص العلماء ص 364، طرائف المقال 1 / 102، الكنى والألقاب 3 / 154، هدية العارفين
1 / 254، أعيان الشيعة 4 / 89 - 93، دائرة المعارف الاسلامية 8 / 57، الأنوار الساطعة
ص 30، الفوائد الرضوية ص 62، ريحانة الأدب 5 / 231 - 236، معجم المطبوعات
1 / 790، معجم رجال الحديث 4 / 61 - 64، معجم المؤلفين 3 / 137، الأعلام للزركلي
2 / 123، بروكلمان الذيل 1 / 711، البابليات 1 / 71.
409

يعرف ب‍ " المحقق " على الاطلاق، وهو ممن يفتخر بوجوده الشيعة، واحد
الاعلام والأساطين في الفقهيات، أظهر من أن يعرف، وأشهر من أن يوصف.
له: كتب معروفة، أشهرها " شرائع الاسلام "، و " المعتبر ".
ذكره كل المتأخرين من المترجمين، وكان العلامة الحلي أحد تلامذته. و
توفى في سنة ست وسبعين وستمائة، وما قيل من أنه في سنة ست وعشرين و
سبعمائة فهو وهم، بل هو تاريخ وفاة العلامة، فسبق إلى ذهن الكاتب غلطا
410

[115]
السيد أبو القاسم جعفر الصغير ابن السيد حسين ابن السيد أبي
القاسم جعفر الكبير الخونساري الآتي ترجمته (1).
هو والد والد صاحب " الروضات "، ترجمه في ذيل ترجمة نفسه، قال:
" كان في عالي درجة من الزهد والعلم والفضل والتقوى، إلا أنه من شدة
احتياطه كان يحترز مدة حياته عن الإمامة والرياسة والقضاء والفتوى، ويقوم
بحوائج أهل البلوى، وكان في فرات فمه وكلمه، ومداد قلمه، وقدمه ورقمه تأثير
غريب في شفاء الأمراض بمحض أن يكتب أو ينطق بشئ من الأدعية ".
ثم ذكر مشائخ إجازته (2)، وقال: " له: رسائل في بعض المسائل المتفرقة، و

(1) له ترجمة في: روضات الجنات 2 / 105، أعيان الشيعة 4 / 94، الكرام البررة 1 / 55،
مكارم الآثار 4 / 1103 - 1105.
(2) وهم: والده العلامة، والعلامة السيد مهدي بحر العلوم، والميرزا محمد مهدي الشهرستاني،
والعلامة السيد علي الطباطبائي صاحب " رياض المسائل ".
411

تعليقات لطيفة على كثير من كتب الفقه والحديث.
تولد في سنة ثلاث وستين ومائة وألف، وتوفى في أواسط شهر رمضان
سنة أربعين ومائتين وألف ".
412

[116]
السيد أبو القاسم جعفر الكبير ابن الحسين بن قاسم بن محب الله بن
قاسم بن المهدي الموسوي الخونساري (1).
جد جد السيد محمد باقر صاحب " الروضات ". ذكره في كتابه وبالغ في
ثنائه، وقال: " إنه تلمذ عند العلامة المجلسي، يعبر عنه ب‍ " خالي العلامة " (2).

(1) انظر: روضات الجنات 2 / 197 - 199، تكملة نجوم السماء 1 / 21، الفوائد الرضوية
ص 69، أعيان الشيعة 4 / 96، هدية العارفين 1 / 255، مصفى المقال / 104، الأعلام للزركلي
2 / 124، معجم المؤلفين 3 / 138، الذريعة 3 / 336، و 21 / 99، و 22 / 347،
بروكلمان الذيل 2 / 571.
(2) ظاهر العبارة يدل على أن مراده ب‍ " خالي العلامة " هو العلامة المولى محمد باقر المجلسي، و
هو خلاف تصريح صاحب " الروضات "، لأنه قال في أول ترجمته: " وابن أخت مولانا الآقا
حسين بن الحسن الجيلاني المتكلم الفقيه ".
وقال بعد العلامة المجلسي من مشائخه: " وممن اشتغل عليه أيضا كثيرا وأخذ عنه
العلوم وروى عنه الاخبار، هو خاله العلامة المحقق المتقدم إليه الإشارة صاحب " شرح
الصحيفة " المشهور، معبرا عنه في كلماته ب‍: خالي العلامة، وأستاذي، ومن إليه استنادي ".
413

له مؤلفات ذكرها، وذكرناها في القسم الثاني.
وكانت ولادته يوم الأربعين سنة ألف وتسعين، وتوفى في الثالث و
العشرين من شهر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين ومائة وألف.
414

[117]
الشيخ جعفر ابن الشيخ خضر النجفي (1).

(1) الشيخ، جعفر ابن الشيخ خضر بن يحيى بن مطر بن سيف الدين المالكي الجناحي النجفي،
المتوفى سنة 1227 أو 1228.
ترجم له المحدث النوري في المستدرك، وقال: " علم الاعلام، وسيف الاسلام، خريت
طريق التحقيق والتدقيق، مالك أزمة الفضل بالنظر الدقيق، الشيخ الأعظم الأعلم الأعصم،
الشيخ جعفر..، فهو من آيات الله العجيبة التي تقصر عن دركها العقول، وعن وصفها
الألسن، فإن نظرت إلى علمه فكتابه " كشف الغطاء " الذي ألفه في سفره ينبئك عن أمر عظيم
ومقام علي في مراتب العلوم الدينية أصولا وفروعا.. ".
تخرج علي: والده، والشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي، والسيد صادق الفحام، و
الشيخ محمد تقي الدورقي، والعلامة البهبهاني، والعلامة بحر العلوم.
وتخرج عليه كثير من المشاهير، منهم: أبناؤه الشيخ موسى والشيخ علي والشيخ حسن،
والشيخ أسد الله الكاظمي، والسيد صدر الدين العاملي، والسيد جواد العاملي، والشيخ
محمد تقي الرازي، والشيخ محمد حسن صاحب " الجواهر "، والشيخ حسين نجف، وغيرهم
من الاعلام.
وأما مؤلفاته القيمة فأكثرها مذكورة في القسم الثاني.
انظر: مستدرك الوسائل 3 / 397، روضات الجنات 2 / 200 - 206، نجوم السماء
ص 341، قصص العلماء ص 183 - 198، طرائف المقال 1 / 60، كشف الحجب والأستار
ص 231 - 467، هدية العارفين 1 / 256، الفوائد الرضوية ص 70 - 75، الكنى والألقاب
3 / 101 - 103، أعيان الشيعة 4 / 99 - 107، الكرام البررة 1 / 248 - 252، إيضاح
المكنون 1 / 410 و 559، و 2 / 149، الأعلام للزركلي 2 / 124، معارف الرجال 1 / 150 -
157، ريحانة الأدب 5 / 24، معجم المؤلفين 3 / 139، مكارم الآثار 3 / 853، ماضي النجف
وحاضرها 3 / 135 - 141، معجم المؤلفين العراقيين 1 / 251.
415

شيخ مشائخ المتأخرين، إليه انتهت الرياسة في عصره، وسافر إلى إيران و
عظمه الناس غاية التعظيم، ورأى من سلطان عصره فتح علي شاه احتراما لائقا.
وله مناقب فاخرة، وأوصاف جميلة، ملا الدفاتر، وعلى الألسنة دائرة معروفة.
وقد ذكر صاحب " قصص العلماء " بعضا [منها] (1) إلا أنه خلط بعض
الخرافات مما لا يليق ذكرها في تراجم العلماء، كما هو دأبه في كتابه. وقد ذكره في
" الروضة البهية " الشفيعية، و " الروضات "، و " المستدرك "، وغيرها.
وله مصنفات فاخرة، أشهرها " كشف الغطاء "، وقد ذكر فيه سلطان
عصره، وأنه أعطاه النيابة والاذن بالشروط التي هي معلومة.
توفى - كما في " الروضات " - في أواخر رجب سنة سبع وعشرين ومائتين و

(1) الزيادة منا.
416

ألف، وفي " المستدرك " سنة ثمان وعشرين من ذلك الشهر. فما في " النجوم " عن
" تذكرة العلماء " أنه توفى سنة إحدى وثلاثين، عام وفاة السيد علي الطباطبائي
صاحب " الرياض " وهم. (*)
417

[118]
السيد جعفر الدارابي المعروف بالكشفي (1).

(1) السيد، جعفر بن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد الكريم ابن المتكلم الحكيم أبي
الفضل محمد العلوي الموسوي الدارابي البروجردي، المعروف ب‍ " الكشفي "، المتوفى سنة
1267.
ذكر نسبه هكذا في مكارم الآثار.
ترجم له العلامة الطهراني في الكرام البررة، وقال: " من أعاظم علماء الإمامية، متبحر
محقق، وجامع متقن، ومصنف جليل. ولد في 1189، ونشأ على العلم، فغاض بحاره، و
اقتحم لججه، حتى جمع بين العلم والايقان والذوق والعرفان، وأصبح أوحديا من عباقرة
الأمة، وفي الرعيل الأول من حاملي ألوية العلم وناشري أحكام الدين والمروجين للشرع
المطهر، وهو من أعاجيب الزمان، وأغاليط الدهر، فقد كان وحيد عصره في فنون التفسير و
العرفان.. ".
له: " إجابة المضطرين " في أصول الدين، طبع في الهند على الحجر سنة 1306، وفي
طهران على الحروف 1337 ه‍ ش، ومنه مخطوطتان في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم،
إحداهما ضمن مجموعة 750، والثانية برقم 3010.
و " البلد الأمين في أصول الدين "، منظوم في العقائد، يوجد منه نسخ في المكتبة المرعشية
ضمن مجموعة بالأرقام التالية: 604، و 2754، و 4361، و 6024، و 6289، و 6637،
و 6686، و 7344.
و " تحفة الملوك " في السير والسلوك، طبع في تبريز على الحجر سنة 1273، 1276، و
منها مخطوطتان في المكتبة المرعشية برقمي: 5614، و 5615.
و " الرق المنشور في معراج نبينا المنصور "، منه نسخ في المكتبة المرعشية ضمن مجموعات
بالأرقام التالية: 1690، و 2023، و 5117، و 6289، و 6686، و 7360.
و " سنا برق في شرح البارق من الشرق "، منه مخطوطتان في المكتبة المرعشية برقمي:
5925، و 6285.
و " البرق والشرق "، أو " الشرق والبرق "، منه ثلاث نسخ في المكتبة المرعشية ضمن
مجموعات الأرقام التالية: 4361، و 5117، و 6686.
و " الشريفية "، منظومة في المنطق، منها مخطوطتان في المكتبة المرعشية ضمن مجموعتين
برقمي: 1396، و 6024.
و " الشهب القابوس المكرم والأبواب القاموس المعظم " في العقائد، منه نسخة في المكتبة
المرعشية برقم: 6977.
و " صيد البحر " في الفوائد المتفرقة، منه نسخة في المكتبة المرعشية برقم 3837.
و " عكوس ملكية وشموس فلكية "، رسالة في تنزيه الامام، منها نسختان في المكتبة
المرعشية ضمن مجموعتين برقمي: 2023، و 6686، نسبها في الذريعة 14 / 234 إلى السيد
يعقوب ابن السيد جعفر الدارابي، وقال: وقد رأيته ضمن مجموعة من رسائل والد السيد
يعقوب، أعني السيد جعفر نفسه بعنوان: الشموس والعكوس في معرفة الامام..، فلعل
السيد يعقوب كتب بخطه تصنيف والده.
و " ميزان الملوك والطوائف " في عدالة السلطان في الرعية، منه نسختان في المكتبة
المرعشية برقمي: 1970، و 5775.
و " نخبة العقول في علم الأصول "، منها ستة نسخ في المكتبة المرعشية إحداها برقم:
3645 بخط السيد ريحان الله ابن المؤلف.
و " كفاية الأيتام " في الفقه، في ثلاث مجلدات، منها نسختان في مكتبة المجلس والجامعة
في طهران، كما في الذريعة 18 / 88.
و " أرجوزة في النحو "، وغيرها.
انظر: بهجة الآمال 2 / 507، طرائق الحقائق 2 / 455، المآثر والآثار ص 211، هدية
العارفين 1 / 256، نجوم السماء ص 419، أعيان الشيعة 4 / 85، ريحانة الأدب 5 / 60 - 62،
الكرام البررة 1 / 241 - 242، الذريعة 1 / 120، و 3 / 144 و 471، و 18 / 88، مكارم
الآثار 5 / 1855 - 1858، إيضاح المكنون 1 / 25 و 259 و 582، و 2 / 48 و 58 و 631،
معجم المؤلفين 3 / 134، مشار: فهرست چاپي فارسي 1 / 163 و 1218، بروكلمان الذيل
2 / 830.
418

كان فاضلا، متتبعا، متكلما، تصدى لمعارضة الشيخ الأوحد الأحسائي، و
أراد رده، إلا وافقه في بعض المقامات.
وله مؤلفات في الكلام والتفسير، أشهرها كتاب " تحفة الملوك ". توفى كما
في " النجوم " في حدود سنة ستين ومائتين وألف.
و " داراب " قرية من قرى شيراز. وأولاده متوطنون في بروجرد.
420

[119]
الشيخ جعفر بن عبد الله بن إبراهيم الحويزي الأصل، الكمره اي
المولد، الأصفهاني المسكن، النجفي المدفن (1).

(1) القاضي الشيخ، جعفر بن عبد الله بن إبراهيم الكمره اي الأصفهاني، المتوفى 1115.
من أجلاء علماء عصره، كان قاضي إصفهان، ثم شيخ الاسلام فيه. ترجم له القزويني في
تتميم أمل الآمل، وقال: " فاضل، أحاط بأفق الفضيلة، ولم يجعل لاحد منها دقيقة ولا
ثانية..، كان له تحرير فائق وتعبير عن المطالب رائق، وإحاطة تامة في أنواع العلوم، و
حياطة شاملة لأجناس المعقول والمفهوم، وتحقيقات متينة لغوامض الدقائق، وتدقيقات
رزينة في إكتناه الحقائق..، والجملة لا مماثل له ولا معادل، ومن أراد أن يصنف فضله بكنهه
فهو عن الحق عادل.. ".
قرأ على المولى محمد تقي المجلسي، والمولى محمد باقر السبزواري، والمحقق الآقا حسين
الخوانساري.
وتخرج عليه ويروي عنه جماعة من نبلاء زمانه، منهم: المولى محمد أكمل البهبهاني، و
الرجالي الخبير المولى محمد الأردبيلي صاحب " جامع الرواة "، والسيد صدر الدين القمي
شارح " الوافية "، والميرزا قوام الدين محمد بن محمد مهدي القزويني الحلي.
له: " حاشية على شرح اللمعة "، منها أربع نسخ في المكتبة الرضوية بالأرقام التالية:
11629، و 6692، و 6435، و 8463.
و " حاشية على كفاية الأحكام "، منها نسخة في الرضوية برقم 6475.
و " ذخائر العقبي " في التعقيبات، ألفه للشاه سلطان حسين الصفوي.
و " المشيئة والقدرة " في الفلسفة، منها نسخة في مكتبة آية الله المرعشي ضمن مجموعة
برقم 1442، وغيرها.
انظر: تاريخ حزين ص 61، روضات الجنات 2 / 192 - 196، الإجازة الكبيرة ص 43،
وقائع السنين والأعوام ص 550 و 551 و 553، تتميم أمل الآمل ص 90 - 92، جامع
الرواة 1 / 153، مستدرك الوسائل 3 / 385، طرائف المقال 1 / 75، نجوم السماء ص 192،
الفوائد الرضوية ص 75، ريحانة الأدب 2 / 85 - 87، الذريعة 6 / 92، و 10 / 6، الكواكب
المنتثرة ص 139، معجم المؤلفين 3 / 140.
421

ذكره في " الروضات "، وقال: إليه انتهت الرياسة في عصره بأصبهان. و
نقل عن فهرست بعض معاصريه أنه كان فاضلا جليل القدر عظيم الشأن، ثقة ثبتا
عينا، عارفا بالاخبار والتفسير والفقه والكلام والعربية.
ثم قال، قلت: والظاهر أن غالب تلمذه في المعقول والمنقول على المولى
محمد باقر الشيرازي (1)، والآقا حسين الخونساري، وكان اشتغاله بالحديث على
المولى محمد تقي المجلسي، وله الرواية عنه كما في بعض إجازات المتأخرين، ثم عد

(1) الصواب: " السبزواري ".
422

مؤلفاته.
وتوفى في حدود سنة خمس عشر ومائة وألف (1). وذكره في " التكملة "
بعنوان: محمد جعفر، وأطرى في مدحه غاية الاطراء. وذكره في " المستدرك " ناقلا
ترجمته عن " التكملة " وعن تاريخ الأمير إسماعيل الخاتون آبادي (2). وكان صهرا
للآقا حسين الخونساري، ويعرف ب‍: الشيخ جعفر القاضي.

(1) توفى كما ذكرنا سنة 1115 في طريقة إلى الحج ودفن في النجف الأشرف.
(2) إن كان كتاب التاريخ هذا " وقائع السنين والأعوام "، فهو للسيد عبد الحسين ابن المير محمد
باقر ابن المير محمد إسماعيل الخاتون آبادي الأصفهاني.
423

[120]
السيد جعفر ابن السيد عبد الله الكاظمي المعروف بشبر (1).
ذكره بعضهم (2) في رسالة ألفها في ترجمة السيد عبد الله المذكور عند ذكره
أولاده، قال: ومنهم السيد العالم الفاضل، والمحقق الكامل، جامع شتات
الكمالات، والمستمد من الأئمة الهداة، الأفخر الأبهر السيد جعفر (سلمه الله)، و
هو موجود الآن في محروسة إصفهان، وله شرح على " شرائع الاسلام " برز منه
أربع مجلدات مبسوطة - انتهى.
والعجب من صاحب الرسالة لم يعين تاريخ تأليفها، ولم يذكر مؤلفه، ومع
ذلك يقول في حق السيد: " هو موجود الآن "!

(1) انظر: أعيان الشيعة 4 / 116، الكرام البررة 1 / 262، مكارم الآثار 4 / 1168.
(2) مؤلف الرسالة كما ذكرنا في ترجمة الشيخ إسماعيل بن أسد الله الكاظمي، هو: السيد محمد بن
مال الله بن معصوم القطيفي الحائري، المتوفى سنة 1271.
انظر: مصفى المقال / 445، الذريعة 4 / 160.
424

[121]
الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني (1).

(1) الشيخ، جعفر بن كمال الدين البحراني، نزيل حيدر آباد، المتوفى سنة 1088 أو 1091.
كان من العلماء المحققين، عارفا بالتفسير والحديث والعربية. سافر إلى بلاد الهند و
استوطن حيدر آباد، وكان معظما عند سلطانها عبد الله قطب شاه، فاشتهر بها أمره، فصار
رئيس الفضلاء.
يروي عن جملة من المشائخ، منهم: السيد نور الدين العاملي أخي صاحب " المدارك "، و
الشيخ علي بن سليمان البحراني. وعد من مشائخه في القراءة كما في " الروضة النضرة ": والده
كمال الدين، وسديد الدين يوسف البلقيني، وجمال الدين حسن البحراني، والحافظ محمد
رضا السبزواري.
وقرأ عليه: السيد نعمة الله الجزائري، والسيد على خان المدني، ويروي عنه الشيخ
سليمان بن علي بن سليمان بن أبي ظبية الأصبعي الشاخوري البحراني المتوفى سند 1101.
له: " اللباب "، أرسله إلى السيد علي خان المدني، كما حكاه صاحب: المستدرك، و
" الكامل في الصناعة "، أرجوزة في التجويد، نظمه بإرشاد السيد علي خان المدني.
انظر: أمل الآمل 2 / 53، رياض العلماء 1 / 109، تعليقة أمل الآمل ص 109، فهرست
علماء البحرين الترجمة الحادية والعشرون، جواهر البحرين في علماء البحرين الترجمة الثالثة
عشر، الأنوار النعمانية 4 / 308، لؤلؤة البحرين ص 70، الإجازة الكبيرة ص 38 و 80،
روضات الجنات 2 / 191، مستدرك الوسائل 3 / 389، تحفة العالم ص 99، قصص العلماء
ص 288، أعيان الشيعة 4 / 136 - 138، أنوار البدرين ص 128 - 131، نجوم السماء
ص 86، الفوائد الرضوية ص 76، الروضة النضرة ص 109 - 111، ريحانة الأدب
1 / 230، نابغة فقه وحديث ص 111، الذريعة 17 / 256، و 18 / 273، معجم المؤلفين
3 / 143.
425

هو شيخ رواية الشيخ سليمان بن علي بن أبي ظبية، سافر إلى الهند، وصار
علما للعباد، ومرجعا في تلك البلاد، ولم أقف له علي شئ من المؤلفات. توفى في
حيدر آباد السنة الثامنة والثمانين بعد الألف - قاله في " اللؤلؤة ".
ولكن نقل في " المستدرك " عن مجموعة لبعض معاصري صاحب الترجمة
[و] (1) استظهر أنها [لصاحب] (1) كتاب " طيف الخيال " المولى محمد مؤمن
الجزائري: أنه توفى في أواخر سنة 1091 إحدى وتسعين وألف، وأن له تصانيف
شتى وتعليقات لا تحصى في علمي التفسير والحديث، وعلوم العربية وغيرها،
إلى أن عد منها " اللباب " الذي أرسله إلى تلميذه العالم الجليل السيد علي خان (2).

(1) الزيادة منا لتقويم النص.
(2) ذكره السيد علي خان في السلافة ص 519، وعبر عنه ب‍ " شيخنا العلامة ".
426

[122]
الشيخ جعفر بن محمد بن صالح (1).

(1) الشيخ، جعفر بن محمد بن أحمد بن صالح القسيني السيبي، من أعلام النصف الثاني من القرن
السابع.
لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف. شارك مع والده وجمع آخرين في إجازة السيد
رضي الدين علي بن موسى بن طاووس لهم. صرح بذلك والده الشيخ شمس الدين محمد بن
أحمد بن صالح القسيني في إجازته للشيخ نجم الدين طومان بن أحمد العاملي.
قال الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة المطبوعة في البحار: " وعندي بخط
الشيخ شمس الدين محمد بن صالح إجازة للشيخ الفاضل نجم الدين طومان بن أحمد العاملي، و
ذكر فيها أنه يروي عن السيد فخار..، قال:
وقرأت على السيد المولى العالم الفقيه، النقيب الطاهر، سيد الطالبين، رضي الدين أبي
القاسم علي بن موسى بن محمد بن طاووس (قدس الله روحه) كتابه المسمى ب‍: كتاب
" الاسرار في ساعات الليل والنهار "، وكتاب " محاسبة الملائكة الكرام أواخر كل نهار "..، و
سمع بقراءتي جماعة، منهم: ولدي إبراهيم، والفقيه يوسف بن حاتم الشامي، والفقيه أحمد بن
محمد العلوي النسابة، والنقيب نجم الدين محمد ابن الموسوي، وصفي الدين محمد بن بشير
العلوي الحسيني. وسألته الإجازة لي ولأولادي جعفر وإبراهيم وعلي، والجماعة السامعين
لجميع ما رواه وصنفه وألفه وقرأه وسمعه وما أجيز له، فأذن في ذلك، وكتب بخطه في جمادي
الأولى سنة أربع وستين وستمائة ".
انظر: بحار الأنوار 109 / 18 - 19، المصباح للكفعمي ص 564، أمل الآمل 2 / 53،
رياض العلماء 1 / 110، أعيان الشيعة 4 / 186، الأنوار الساطعة ص 31 و 117، معجم
رجال الحديث 4 / 103.
427

فاضل فقيه، يروي عن علي بن موسى بن طاووس، قاله في " الأمل "، و
لم ينسب إليه شيئا من المؤلفات. وذكره الكفعمي في حاشية أعمال شهر رمضان من
مصباحه، ونسب إليه كتاب " الحسنى ".
428

[123]
الشيخ جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي (1).

(1) الشيخ أبو عبد الله، جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس بن محمد بن العباس بن الفاخر
الدوريستي العبسي الرازي، كان حيا إلى سنة 473.
أثنى عليه الشيخ نصير الدين عبد الجليل القزويني الرازي في النقض، وقال ما ترجمته:
" كان مشهورا في جميع الفنون، مصنفا، كثير الرواية، من أكابر علماء الإمامية، معظما عند
نظام الملك الوزير، وكان يقصده من الري إلى قرية دوريست في كل أسبوعين مرة ويستمع
منه الحديث ويتبرك بأنفاسه، وهذه الأسرة معروفة بالعلم والعفاف والأمانة خلفا عن
سلف ".
تخرج على: والده، والشيخ المفيد، والسيد المرتضى علم الهدى، وأبي عبد الله أحمد بن
محمد بن عبد الله بن حسن بن عياش الجوهري، وشيخ الطائفة الطوسي.
ويروي عنه جماعة من الاعلام، منهم: محمد بن أحمد بن شهريار الخازن، والمرتضى بن
الداعي الحسني الرازي، والمفيد عبد الجبار المقرئ الرازي، وأبو جعفر مهدي بن أبي حرب
المرعشي، وأبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي، والسيد علي بن أبي طالب السليقي، و
أبو جعفر محمد بن مرزبان، وهبة الله بن دعويدار، والحسن بن محمد الحديقي، والاخوان أبو
القاسم وأبو جعفر ابنا كميج، وأبو عبد الله الحسين المؤدب القمي، وأبو القاسم علي بن زيد
البيهقي، وحفيده محمد بن موسى بن جعفر.
انظر: رجال الطوسي ص 459، فهرست منتجب الدين ص 45، النقض ص 145 و
210، معالم العلماء ص 32، رجال ابن داود ص 65، منهج المقال ص 85، نقد الرجال
ص 73، أمل الآمل 2 / 53، رياض العلماء 1 / 110، مجالس المؤمنين 1 / 482، تعليقة أمل
الآمل ص 110، جامع الرواة 1 / 158، منتهى المقال ص 79، روضات الجنات 2 / 174 -
179، مستدرك الوسائل 3 / 480، طرائف المقال 1 / 137، لؤلؤة البحرين ص 343، الكنى
والألقاب 2 / 233، الفوائد الرضوية ص 77، أعيان الشيعة 4 / 151، النابس ص 43،
ريحانة الأدب 2 / 237، بهجة الآمال 2 / 561 - 565، معجم المؤلفين 3 / 144، الجامع في
الرجال 1 / 393، معجم رجال الحديث 4 / 103 و 126.
429

كان معاصرا من معاصري الشيخ الطوسي، ذكره في رجاله، وذكره أيضا
الشيخ منتجب الدين، وابن شهرآشوب. وهو من المشائخ الأجلة المعروفين في
الإجازات، وأولاده إلى طبقات عديدة أيضا من مشائخ الرواية، وكتب التراجم
والاجازات بذكرهم مشحونة. وللمترجم عنه كتب ذكرناها في القسم الثاني.
والعجب اتفاق هذا الشيخ مع الشيخ حسن بن محمد بن اشناس (1) في اسم
المؤلفات إلا في كتاب " عمل يوم وليلة "، فإن فيه كتابا للشيخ جعفر دون
ابن اشناس.

(1) تأتي ترجمته.
430

[124]
الشيخ نجم الدين جعفر بن شمس الدين محمد المعروف بابن
الإبريسمي ابن نجم الدين جعفر بن نجيب الدين محمد (1).
وسيأتي ذكر نجم الدين جعفر الثاني بعيد هذا.
ذكره في " الروضات " في ذيل ترجمة جده الشيخ نجيب الدين جعفر بن محمد
الآتي ذكره، ونسب إليه كتاب " منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة " (2).
واحتمل كون كتاب " مثير الأحزان "، و " شرح الثأر " له، وأنه هو الراوي عن
الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد. راجع الترجمة الآتية.
وصاحب " الأمل " نسب الكتاب المزبور إلى السيد جلال الدين

(1) لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره في " الروضات ".
انظر: روضات الجنات 2 / 179، ريحانة الأدب 8 / 256.
(2) انظر: الذريعة 23 / 192.
431

الحسيني (1). ونسب صاحب " الروضات " إلى السيد جلال الدين بن شرفشاه
كتاب " نهج الشيعة " إلى آخر اسم الكتاب (2). ولعل " نهج " تصحيف ل‍ " منهج ".
واعلم أني لم أجد لهذا الشيخ ذكرا في كتب التراجم، ولعل صاحب
" الروضات " نقل ما ذكر من " الرياض "، ولم يكن مجلد حرف الجيم من
" الرياض " عندي (3).
واعلم أن الإبريسمي هذا من أقران العلامة الحلي وفي طبقته، وعلي بن
أحمد المزيدي يروي عنه وعن العلامة (4). وجعفر بن نجيب الدين أبي إبراهيم
محمد من مشائخ العلامة نفسه، كما ذكره ولده فخر المحققين في إجازته لمحمد بن
صدقة (5). فلو صح أن له ابنا يسمى ب‍ " جعفر " لكان من أقران فخر المحققين ابن
العلامة.

(1) أمل الآمل 2 / 56.
(2) روضات الجنات 2 / 213.
(3) قال العلامة الأمين في ترجمة نجم الدين جعفر بن نجيب الدين: "..، بل وجود حفيد له بهذا
الاسم غير معلوم، ومن تخيله حفيد المترجم هو المترجم بنفسه، والأوصاف المذكورة لأبيه
لا تنطبق إلا على أبي المترجم، واسم أبيه وجده مطابق لاسم أبي المترجم وجده، نعم المترجم
هو حفيد جعفر بن هبة الله أبي البقاء بن نما، فكان الاشتباه حصل من هنا بأن يكون رأى أن
" المثير "، و " أخذ الثأر " ليسا لجعفر بن هبة الله بل لحفيده جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله،
فتوهم أن الحفيد هو حفيد المترجم ".
(4) بحار الأنوار 108 / 155.
(5) بحار الأنوار 108 / 97 - 98.
432

[125]
الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما
الحلي (1).
جليل. يروي عن الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد وغيره من
الفضلاء. ويأتي ابن نما، قاله في " الأمل "، وقال في جعفر بن نما: كان فاضلا
جليلا، تقدم ابن محمد بن جعفر - انتهى. ولم ينسب إليه مؤلفا.
وذكره في " اللؤلؤة " بعد ترجمة أبيه نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر

(1) له ترجمة في: أمل الآمل 2 / 54، رياض العلماء 1 / 111، بحار الأنوار 1 / 18، تعليقة أمل
الآمل ص 110، مستدرك الوسائل 3 / 443 و 447، لؤلؤة البحرين ص 273، الكنى و
الألقاب 1 / 442 في ترجمة والده، كشف الحجب والأستار ص 331، الفوائد الرضوية
ص 80، أعيان الشيعة 4 / 156، ريحانة الأدب 8 / 257، معجم رجال الحديث 4 / 108،
معجم المؤلفين 3 / 150، روضات الجنات 2 / 179، الأنوار الساطعة ص 31، البابليات
1 / 74.
433

بن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلي، وعده من مشائخ الشيخ نجم الدين جعفر بن
سعيد المحقق الحلي، ونسب إليه كتاب " مقتل الحسين عليه السلام "، ثم نقل عن
" الأمل " ما نقلناه، ولم يتكلم على روايته من كمال الدين علي بشئ (1).
وذكره في " الروضات " ونسب إليه كتاب " مثير الأحزان " (2) في المقتل، و
كتاب " أخذ الثأر " في أحوال المختار (3)، قال: " وإن احتمل كونهما لحفيده الشيخ
نجم الدين جعفر ابن الشيخ الامام الأعلم شيخ الطائفة وملاذها شمس الدين محمد
بن جعفر بن نما المعروف ب‍: ابن الإبريسمي، كما ذكره الشهيد الثاني في إجازته
المعروفة بهذه الأوصاف " (4)، ثم نسب إليه كتاب " منهج الشيعة " - إلخ.
قوله: " كما ذكره " إلخ، راجع إلى شمس الدين محمد، فإنه هو الذي ذكره
الشهيد الثاني في إجازته (5)، ويريد من " أخذ الثأر " كتاب شرح الثأر المسمى
ب‍ " ذوب النضار ". والعلامة المجلسي ذكر الكتابين المذكورين، ونسبهما إلى

(1) يظهر من هذا الكلام أن عبارة: " يروي عن الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد "
لم تكن في نسخة اللؤلؤة الموجودة عند المؤلف، لكنها موجودة في المطبوعة ص 274.
(2) " مثير الا خزان ومنير سبل الاشجان "، طبع في طهران على الحجر سنة 1318 ومعه " قرة
العين في أخذ ثأر الحسين "، وفي بمبئي على الحجر 1326 مع " مقتل أبي مخنف "، و " اللهوف "،
وفي النجف على الحروف 1369 و 1379.
انظر الذريعة 19 / 349، مشار: فهرست چاپي عربي / 784.
(3) انظر: الذريعة 1 / 369.
(4) روضات الجنات 2 / 179.
(5) بحار الأنوار 108 / 155.
434

الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن نما (1)، ولم يذكر في حق ابن نما في الفصل الثاني إلا
أنه من مشائخ الإجازة.
ويظهر من إجازة فخر المحققين ابن العلامة للشيخ شمس الدين محمد بن
ترك (2) أن للشيخ المترجم عنه مصنفات، حيث قال: " وأجزت له أن يروي جميع
ما صنفه الشيخ السعيد جعفر ابن الشيخ السعيد نجيب الدين بن نما عن والدي
عنه " - إلخ.
وقد فات عن صاحب " المستدرك " ذكر هذا الشيخ في مشائخ رواية
العلامة، حيث ذكر تسعة من مشائخه ولم يعده منهم.
واعلم أن في قول " الأمل ": " إن نجم الدين جعفر يروي عن كمال الدبن
علي بن الحسين " إشكالا، فإن المذكور في إجازة الشيخ حسن بن الشهيد الثاني
هو عكس هذا الكلام، فإنه ذكر علي بن الحسين بن حماد الواسطي، وعد من
مشائخه السيد غياث الدين عبد الكريم ين طاووس، ونجيب الدين يحيى بن

(1) بحار الأنوار 1 / 18.
(2) المجاز من فخر المحققين هو الشيخ شمس الدين محمد بن صدقة، تلميذ فخر المحققين و
المجاز منه في خامس عشر ذي القعد سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. أدرج الشيخ إبراهيم بن
سليمان القطيفي البحراني هذه الإجازة في إجازته للشيخ شمس الدين محمد بن تركي في 6 محرم
915، وهذه مطبوعة في إجازات البحار، وتبدأ إجازة فخر المحققين هكذا: " وأجزت له
أيضا ما أجازه فخر المحققين للشيخ شمس الملة والحق والدين محمد بن صدقة (قدس الله
سره)، فإنها مما أجيز لي، وصورة إجازته.. ".
انظر: بحار الأنوار 108 / 97 - 101.
435

سعيد، ونجم الدين جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما (1).
وعليه فإما وقع السهو لصاحب " الأمل "، وتبعه فيه صاحب " اللؤلؤة "، و
إما أن من ترجمه هو: الشيخ جعفر الحفيد الذي ذكره في " الروضات "، إلا أنه
لم ينتبه عليه صاحب " اللؤلؤة "، والأول أقرب، إذ من البعيد عدم تعرض
صاحب " الأمل " لجعفر الجد مع أنه من مشاهير مشائخ الإجازة وتعرضه لسبطه.

(1) بحار الأنوار 109 / 13.
436

[126]
الشيخ أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري (1).

(1) أبو العباس، جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس المستغفري
النسفي، المتوفى 432.
ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء، وقال: الامام الحافظ المجود المصنف..، مؤلف
كتاب " معرفة الصحابة "، وكتاب " الدعوات "، وكتاب " دلائل النبوة "، وكتاب " فضائل
القرآن "، وكتاب " الشمائل "، وكتاب " خطب النبي " صلى الله عليه وسلم "، وكتاب " تاريخ
نسف "، وكتاب " الطب "، وكتاب " تاريخ كش "، وغير ذلك.
حدث عن: زاهر بن أحمد السرخسي، وإبراهيم بن لقمان، وأبي سعيد عبد الله بن محمد
بن عبد الوهاب الرازي، وعلي بن محمد بن سعيد السرخسي، وجعفر بن محمد البخاري، و
خلق كثير. ولم يرحل إلى العراق فيما أعلم.
حدث عنه: الحسن بن عبد الملك النسفي، وأبو نصر أحمد بن جعفر الكاسني، والحسن بن
أحمد السمرقندي الحافظ، والخطيب إسماعيل بن محمد النوحي، وآخرون. وكان محدث
ما وراء النهر في زمانه.
انظر: سير أعلام النبلاء 17 / 564، دمية القصر 1 / 664، الأنساب للسمعاني 5 / 286،
مرآة الجنان 3 / 54، تذكرة الحفاظ 3 / 1102، الوافي بالوفيات 11 / 149، اللباب 3 / 208،
الجواهر المضيئة 2 / 19، النجوم الزاهرة 5 / 33، شذرات الذهب 3 / 249، الطبقات السنية
2 / 281، طبقات المفسرين للداودي 1 / 128، طبقات الشافعية للأسنوي 2 / 215، العبر
2 / 266، هدية العارفين 1 / 253، روضات الجنات 2 / 235، رياض العلماء 5 / 472، بحار الأنوار
1 / 23 و 42، الكنى والألقاب 3 / 184، أعيان الشيعة 4 / 183، ريحانة الأدب
5 / 303، سزگين: المجلد الأول الجزء الثاني / 288، معجم المؤلفين 3 / 150، بروكلمان
الذيل 1 / 617.
437

هو صاحب كتاب " طب النبي " (1) الذي ذكره ونقل عنه العلامة المجلسي
في بحاره، وكان عاميا حنفيا. ذكرنا شيئا من ترجمته في ذيل " طب النبي ". وذكره
في " الروضات " أيضا، من شاء فليراجع.

(1) طبع في طهران على الحجر سنة 1281 و 1293 و 1304 و 1318.
انظر: مشار: فهرست چاپي عربي / 604
438

[127]
الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمد بن موسى بن قولويه القمي (1).

(1) الشيخ أبو القاسم، جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، المتوفى سنة 367 أو
368 أو 369.
ترجم له الصفدي في الوفيات، وقال: " كان هذا من كبار أئمة الشيعة ومن علمائهم
المشهورين بينهم، وكان من أصحاب سعد بن عبد الله، وهو شيخ الشيخ المفيد، وقال فيه
المفيد: كل ما يوصف الناس به من فقه ودين وثقة فهو فوق ذلك..، ذكر ابن أبي طي وفاته
سنة ثمان وستين وثلاثمائة ".
يروي عن جماعة من المشاهير، ذكرهم المحدث النوري في خاتمة " مستدرك الوسائل " و
أنهاهم إلى اثنين وثلاثين شيخا.
ويروي عنه: الشيخ المفيد، والحسين بن عبيد الله الغضائري، وأحمد بن عبدون، و
غيرهم.
انظر: الفهرست للطوسي ص 42، رجال الطوسي ص 458، رجال النجاشي 1 / 305،
معالم العلماء ص 30، الوافي بالوفيات 11 / 151، لسان الميزان 2 / 158، رجال العلامة الحلي
ص 31، رجال ابن داود ص 65، بحار الأنوار 1 / 8 و 27، منهج المقال ص 85، مجالس
المؤمنين 1 / 435، أمل الآمل 2 / 55، تعليقة أمل الآمل ص 111، منتهى المقال ص 80،
رياض العلماء 1 / 112، مجمع الرجال 2 / 37 و 41، روضات الجنات 2 / 171، مستدرك
الوسائل 3 / 521 - 524، نقد الرجال ص 73، لؤلؤة البحرين ص 396 - 399، جامع الرواة
1 / 157، بهجة الآمال 2 / 557 - 560، طرائف المقال 1 / 146، الكنى والألقاب 1 / 391،
نامه دانشوران 2 / 361، الفوائد الرضوية ص 78 - 80، أعيان الشيعة 4 / 154 - 156،
ريحانة الأدب 8 / 162، نوابع الرواة ص 76، كشف الحجب والأستار ص 421، الذريعة
17 / 255، معجم المؤلفين 3 / 146، معجم رجال الحديث 4 / 97 و 106 و 116، الجامع في
الرجال 1 / 403، مصفى المقال / 107، سزگين: المجلد الأول الجزء الثالث / 300
439

أحد المشائخ المتقدمين. يروي عن الكليني والتلعكبري (1)، وهو أحد
مشائخ المفيد. وهو في الوثاقة والمكانة فوق ما يوصف. ذكره الشيخ، و
النجاشي، والعلامة والمتأخرون، وبسط الكلام في ترجمته صاحب " المستدرك ".
وله مؤلفات جليلة (2) لم يبق منها إلا كتاب " كامل الزيارة " (3).
توفى سنة سبع وستين وثلاثمائة، كما يدل عليه الخبر الذي أورد في
" الخرائج " (4)، أو ثمان، كما قاله الشيخ، أو تسع، كما في الخلاصة.

(1) في رجال الطوسي ص 458: " روى عن التلعكبري ".
(2) ذكر مؤلفاته النجاشي في رجاله 1 / 306، وقال: قرأت أكثر هذه الكتب على شيخنا أبي
عبد الله (رحمه الله)، وعلى الحسين بن عبيد الله (رحمه الله).
(3) طبع في النجف سنة 1356، انظر: مشار: فهرست چاپي عربي / 242.
(4) الخرائج 1 / 475 - 478.
440

تنبيه:
يطلب ترجمة كل من سمي ب‍ " محمد جعفر " في باب المحامدة.
441

[128]
الشيخ المفيد جلال الدين الاسترآبادي (1).

(1) الأمير جمال الدين - أو جلال الدين -، محمد الاسترآبادي، الصدر في الدولة الصفوية بين
920 - 931.
كان من تلامذة المولى جلال الدين الدواني، وتخرج في الهراة على الشيخ حسن المحتسب
وقرأ عليه " شرح المطالع ". فوض إليه الشاه إسماعيل الصفوي أمر الصدارة سنة 920 بعد
الأمير شهاب الدبن عبد الله بن السيد نظام الدين أحمد لاله.
ويظهر من " حبيب السير " أنه كان في منصب الصدارة إلى سنة 930، أي سنة إتمام تأليف
" حبيب السير "، إذ بعد ذكر المترجم له يقول: " لا زال مستند الصدارة مشرفا بوجوده ".
وفوض إليه أيضا أمر الصدارة بالاشتراك مع الأمير قوام الدين حسين الأصفهاني في أول
سلطنة الشاه طهماسب الصفوي سنة 930، إلى أن توفى سنة 931، كما ذكر وفاته في هذه السنة
حسن بك روملو في، " أحسن التواريخ "، وعبدي بيك في " تكملة الاخبار ".
وقد ورد ذكر هذا الصدر في كتب التواريخ والتراجم تارة بعنوان " جمال الدين "، و
أخرى " جلال الدين ".
وذكر الشيخ عبد النبي القزويني في " تتميم أمل الآمل " ترجمة بعنوان: مولانا جلال الدين
الاسترآبادي، وقال: فاضل منقح، وعالم مجيد. له " حاشية على الحاشية القديمة " للدواني،
استفاض عندي من كلمات العلماء ذوي التحقيق والفضلاء أولى التدقيق، إنه لم يفهم الحاشية
القديمة مثله أحد، وإن حاشيته هذه من أجود الحواشي، ولكن ما رأيتها ولم يتفق لي مطالعتها.
وقال في " الروضات ": ثم ليعلم أن هؤلاء المتقلب كلهم ب‍ " جمال الدين " قد يشتبه
بعضهم بعد اللحن في النسخ بمن لقب من الفضلاء ب‍ " جلال الدين "، ولم يعرف له اسم يمتاز به
كمثل الشيخ العميد جلال الدين الاسترآبادي الصدر الذي كان في أوائل الشاه طهماسب، وله
الحاشية على الحاشية القديمة الجلالية.
انظر: حبيب السير 4 / 549 و 557 و 600، لب التواريخ ص 418، تاريخ شاه إسماعيل و
شاه طهماسب صفوي ص 88 و 121، أحسن التواريخ 12 / 197 و 233 و 237 و 242 و
248، تكملة الاخبار ص 55 و 56 و 61 و 62، وقائع السنين والأعوام ص 451 و 455 و
456 و 490، تتميم أمل الآمل ص 99، روضات الجنات 2 / 211 - 213، أعيان الشيعة
4 / 201، إحياء الداثر ص 40 و 42.
442

الصدر الذي كان في أوائل الشاه طهماسب. وله: " الحاشية على الحاشية
القديمة " الجلالية (1). قاله في " الروضات " في ذيل ترجمة السيد جمال
الاسترآبادي.

(1) انظر: الذريعة 6 / 68.
443

[129]
السيد جلال الدين الحسيني (1).

(1) لعله هو: السيد جلال الدين عبد الله بن شرفشاه الحسيني، المتوفى نيفا وثمانمائة.
قال المولى الأفندي في رياض العلماء: " فاضل عالم جليل، وينقل عنه الكفعمي في
حواشي مصباحه..، ثم نسب الكفعمي المذكور إلى السيد جلال الدين هذا في بعض مجاميعه
التي رأيتها بخطه الشريف كتاب " الرسالة السلطانية الأحمدية في اثبات العصمة النبوية
المحمدية "، وينقل عنه، وقال في بعض وصفه فيه: السيد الأعظم الأعلم، خلاصة نوع بني آدم،
السيد جلال الملة والحق والدين، أبو العز، عبد الله ابن السيد شرف الدين شرفشاه العلوي
الحسيني (رحمه الله تعالى) - انتهى..، والظاهر أنه من مشائخه ".
وقال في باب الكنى: " السيد ابن شرفشاه الحسيني..، له كتاب " نهج الشيعة في فضائل
وصي خاتم الشريعة "، ألفه باسم السلطان أويس بهادر خان، وقد رأيت هذا الكتاب في بلدة
لاهيجان، وهو من المتأخرين.
والظاهر أنه غير السيد ركن الدين الاسترآبادي، أعني السيد أبا محمد الحسن بن شرفشاه
تلميذ الخواجة نصير الطوسي..، وللسيد ابن شرفشاه الحسيني أيضا كتاب المنهج ".
انظر: أمل الآمل 2 / 56، رياض العلماء 1 / 114، و 3 / 221، و 6 / 21، الفوائد الرضوية
ص 81، أعيان الشيعة 4 / 201، و 8 / 53، الضياء اللامع ص 24.
444

كان فاضلا محدثا. له: كتاب " منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم
الشريعة ". (1) من المتأخرين عن الشهيد. قاله في الأمل.
وفي " الروضات " في ذيل ترجمة السيد جمال الدين عبد الله الحسيني
الاسترآبادي، ذكر السيد السند جلال الدين بن شرفشاه أم شرفشاه صاحب
" نهج الشيعة في بيان فضائل وصي خاتم الشريعة " - انتهى (2).
أقول: أما اسم الكتاب فالظاهر أن " نهج " تصحيف من: المنهج. ثم أنه
نسب كتابا بهذا الاسم والتفصيل في ترجمة الشيخ جعفر بن نجيب الدين محمد بن
نما إلى سبطه الشيخ جعفر بن محمد (3)، والله أعلم.

(1) انظر: الذريعة 23 / 193، منها نسخة في المكتبة الرضوية في المشهد برقم 1852.
(2) روضات الجنات 2 / 213.
(3) انظر ترجمته تحت رقم 124، وروضات الجنات 2 / 179.
445

[130]
الآقا جمال الدين ابن الآقا حسين الخوانساري (1).
هو الفاضل المعروف، والعالم الذي بكل صفة كمال موصوف، ابن العلامة و
أستاد الكل المشهور (2)، تلمذ عند والده وخاله الفاضل المولى محمد باقر

(1) جمال الدين، محمد بن حسين بن جمال الدين محمد الخونساري، المتوفى سنة 1122 أو
1125.
من مشاهير علماء الطائفة، محقق مدقق، جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن، عارف
بالتفسير والفقه والأصول والحديث والكلام والحكمة.
انظر: أمل الآمل 2 / 57، رياض العلماء 1 / 114، تعليقة أمل الآمل ص 112، الإجازة
الكبيرة ص 42، جامع الرواة 1 / 164، لؤلؤة البحرين ص 90، روضات الجنات 2 / 214،
مستدرك الوسائل 3 / 384، قصص العلماء ص 265، طرائف المقال 1 / 74، نجوم السماء
ص 191، الفوائد الرضوية ص 83، هدية العارفين 2 / 312، ريحانة الأدب 1 / 54، معجم
المؤلفين 3 / 154، تذكرة القبور ص 51.
(2) تأتي ترجمة والده العلامة.
446

السبزواري (1).
تعرض لترجمته في " الروضات "، و " النجوم " وغيرها. وله مؤلفات
جليلة ذكروها، وذكرناها في القسم الثاني.
توفى في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وعشرين ومائة
وألف (2).

(1) هو الفقيه المحقق، والحكيم المدقق المولى، محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني السبزواري،
المتوفى سنة 1090.
(2) وفي وقائع السنين والأعوام ص 559، توفى سنة 1122.
447

[131]
السيد جمال الدين بن عبد الله بن محمد بن الحسن الحسيني
الجرجاني (1).
قال في الروضات نقلا عن الرياض: فاضل، عالم، محقق، مدقق. له:

(1) لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره في " الروضات ".
وترجم له العلامة الطهراني في إحياء الداثر من القرن العاشر، وقال: جمال الدين
الجرجاني: ابن عبد الله بن محمد بن الحسن الحسيني النسابة، شارح " تهذيب الوصول إلى علم
الأصول " للعلامة الحلي، وقد فرغ من الشرح أواسط ربيع الثاني 929..، وبخط صاحب
الترجمة وإمضائه تقريظ على نسخة من " بحر الأنساب " وبعض الحواشي عليها أيضا
بإمضائه...
انظر: روضات الجنات 2 / 211، كشف الحجب والأستار ص 330، الفوائد الرضوية
ص 84، أعيان الشيعة 4 / 216، ريحانة الأدب 1 / 399، إحياء الداثر ص 42، الذريعة
13 / 166.
448

مؤلفات، منها: شرح على " تهذيب الأصول " للعلامة (1)، ممتزج بالمتن، رأيته في
أسترآباد وفي تبريز، فرغ منه في أواسط ربيع الآخر سنة 929 تسع وعشرين و
تسعمائة، وأظن به من تلامذة الشيخ علي الكركي - انتهى ما نقله.
ثم ذكر نفسه (2) أمورا واحتمالات لا حاجة إلى التعرض بذلك، وذكر أيضا
رجالا يسمون أو يلقبون ب‍ " جمال الدين "، و " جلال الدين ". وكان الأولى
ذكرهم في عنوان مخصوص، ليجد ترجمتهم الطالبون من غير كد وتعب، لكنه
هكذا فعل في ترجمة كثيرين، فترجم رجالا سمي باسم صاحب العنوان أم لم يسم في
عنوان رجل، ولا يبالي من عدم النظم والترتيب وصعوبة التناول.

(1) منه نسخة في المكتبة المرعشية برقم 2670، تاريخها سنة 952، ونسخة في المكتبة الرضوية
برقم 2997، تاريخها سنة 991.
(2) أي صاحب " الروضات ".
449

[132]
الشيخ جمال الدين الطبرسي (1).

(1) لم نعثر على ترجمة بعنوان: جمال الدين الطبرسي صاحب كتاب " نهج العرفان ". بل الذي
نسب إليه " نهج العرفان "، أو " المنهج " كما أشار إليه المؤلف هو: الشيخ الفقيه عماد الدين
الحسن بن علي بن محمد الطبري أو الطبرسي، من مشاهير العلماء ومن المعاصرين لخواجه
نصير الدين الطوسي.
قال المحقق السبزواري في مبحث صلاة الجمعة من الذخيرة: " وقال الشيخ عماد الدين
الطبرسي في كتابه المسمى ب‍: نهج العرفان إلى هداية الايمان ".
وقال المولى الأفندي في رياض العلماء: " ثم اعلم أن هذا الشيخ الجليل هو الذي ينقل عنه
المتأخرون الفتاوى في كتب الفقه، ويعبرون عنه تارة ب‍: عماد الدين الطبرسي، وتارة ب‍:
العماد الطبرسي، كالشهيد الثاني في رسالة صلاة الجمعة ".
وقال في ذيل ترجمة الشيخ علي بن حمزة الطبرسي القمي: " ثم ويظن اتحاده مع الشيخ
عماد الدين الطبرسي الذي قد ينقل فتاواه أيضا في كتب الفقهاء، منها رسالة وجوب صلاة
الجمعة للشهيد الثاني، حيث صرح بأنه من جملة القائلين بوجوب الجمعة عينا في زمن الغيبة.
ونسب إليه كتاب نهج العرفان إلى سبيل الايمان ".
وقال البغدادي: " عماد الدين الحسن بن علي بن محمد..، يعرف ب‍: الطبرسي، وب‍:
الطبري..، له من التصانيف:.. منهج المقال والعبادات، نهج الفرقان إلى هداية الايمان ".
وذكر العلامة الأمين من جملة مؤلفات عماد الدين الطبرسي في الفقه: " الفصيح "، و
" المنهج "، و " النهج ".
وجاء في الذريعة: " نهج العرفان إلى سبيل الايمان " في الفقه، لعماد الطبري الحسن بن علي
بن محمد...، ينقل عن الشهيد الثاني في رسالة الجمعة.
و: " المنهج في فقه العبادات والأدعية والآداب " للشيخ عماد الدين الطبرسي..، ولكن
صاحب " الرياض " عبر عنه ب‍ " الفصيح المنهج ".
انظر: الذخيرة للسبزواري ص 308، أعيان العلماء 1 / 274، و 4 / 73، روضات
الجنات 2 / 261، هدية العارفين 1 / 282، أعيان الشيعة 5 / 212 - 214، الأنوار الساطعة
ص 41، ريحانة الأدب 4 / 199، معجم المؤلفين 3 / 261، الذريعة 23 / 182، و 24 / 421.
450

ذكره في الروضات نقلا عن رياض العلماء في ذيل ترجمة السيد جمال الدين
بن عبد الله الاسترآبادي المذكور آنفا، ونسب إليه كتاب " نهج العرفان " ناقلا عن
الشهيد الثاني في رسالة الجمعة ووصف المترجم بالفاضل الفقيه.
ثم احتمل كونه الشيخ جمال الدين الوارميني (1) الذي قد كان من أكابر

(1) لعله هو: جمال الدين الوارميني أستاذ الفقيه أحمد بن الحسن النهاوندي. والمظنون أنه جمال
الدين محمد بن الناصر بن حمزة العلوي الحسيني العراقي الوارميني، المجاز من محمد بن القاسم
بن محمد البرزهي 661.
انظر: الأنوار الساطعة ص 33.
451

متنفذي (1) علمائنا بوارمين - إلى آخر ما نقله عن الرياض.
أقول: عبر صاحب " اللمعة في أمر الجمعة " (2) عن الكتاب المزبور
ب‍ " المنهج ".. وفي نسختي من رسالة الجمعة للشهيد الثاني نسبة الكتاب إلى عماد
الدين الطبرسي.

(1) في الروضات: " متقدمي ".
(2) هو السيد: حسين ابن السيد حسن الموسوي الحسيني العاملي، المتوفى سنة 1001، كما ذكره
المؤلف في القسم الثاني.
452

[133]
الشيخ جواد بن سعد الله بن جواد الكاظمي (1).

(1) الشيخ، جواد بن سعد بن جواد الكاظمي، المعروف ب‍ " الفاضل الجواد "، من أعلام القرن
الحادي عشر الهجري. لم أقف على سنة وفاته بالتعيين، بالرغم من المراجعة إلى أكثر المآخذ،
إلا أن العلامة الأمين ذكر سنة وفاته 1065، في بغداد.
أثنى عليه الخوانساري، فقال: " وهو من العلماء المعتمدين، والفضلاء المجتهدين،
صاحب تحقيقات أنيقة، وتدقيقات رشيقة في الفقه والأصول والمعقول والمنقول، و
الرياضي، والتفسير، وغير ذلك.
ذكره الحسن بن عباس البلاغي النجفي في كتابه الموسوم ب‍ " تنقيح المقال "، وقال: كان
كثير الحفظ، شديد الادراك، مستغرق الأوقات في الاشتغال بالعلوم، وكان أصله ومحتده
أرض الكاظمين (عليهما السلام)، إلا أنه ارتحل في بادئ أمره إلى بلدة إصفهان، وكان
متلمذا في الغالب على شيخنا البهائي (رحمه الله) إلى أن صار من أخص خواصه، وأعز
ندمائه...
ولم أعرف الرواية له أيضا إلا عن شيخنا شيخ قراءته وإجازته، وعنه الرواية
لجماعة، منهم: السيد الفاضل الأمير محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي النجفي، صاحب
الرسالة في تقسيم الأخماس في هذه الأزمان.
انظر: أمل الآمل 2 / 57: رياض العلماء 1 / 118، الإجازة الكبيرة ص 32، تعليقة أمل
الآمل ص 112، روضات الجنات 2 / 216، مستدرك الوسائل 3 / 405، نجوم السماء
ص 66، كشف الحجب والأستار ص 126 و 502، الكنى والألقاب 3 / 9، أعيان الشيعة
4 / 271، الفوائد الرضوية ص 85، ريحانة الأدب 4 / 280، هدية العارفين 1 / 258، إيضاح
المكنون 2 / 472، الأعلام للزركلي 2 / 142، معجم المؤلفين 3 / 165، الروضة النضرة
ص 126، مجلة تراثنا 17 ص 143 - 145 مقالة المحقق.
453

قال في الأمل: فاضل عالم محقق، جليل القدر، له كتب، منها: " شرح آيات
الاحكام " (1)، و " شرح خلاصة الحساب " (2)، وغير ذلك. من تلامذة الشيخ
البهائي - انتهى.
أقول: له مصنفات غير ذلك، ذكرناها في القسم الثاني. وكان ماهرا في
الأصول والفقه والرياضي، كما يشهد بذلك مؤلفاته. وترجمه في " النجوم " نقلا
عن " الأمل " بعنوان: السيد، وهو وهم منه.

(1) " مسالك الأفهام إلى آيات الاحكام " طبع في أربعة أجزاء في طهران، ومنه نسخة في مكتبة
آية الله المرعشي، برقم 2697، يحتمل أن تكون بخط المؤلف.
(2) طبع على الحجر في طهران سنة 1273، انظر: مشار: فهرست چاپي عربي / 546.
454

[134]
السيد جواد ابن السيد محمد الحسني الحسيني العاملي (1).

(1) السيد، محمد جواد ابن السيد محمد بن محمد الحسيني العاملي الشقرائي، المتوفى سنة 1226.
ترجم له العلامة الأمين، وقال: " كان عالما فقيها أصوليا محققا مدققا ثقة جليلا حافظا
متبحرا قارئا مجودا ماهرا في الفقه والرجال، وغيرها.. "،
وقال المحقق البهبهاني في إجازته له: " استجاز مني العالم العامل، والفاضل الكامل،
المحقق المدقق، الماهر العارف، ذو الذهن الوقاد، والطبع النقاد، مولانا السيد السند السيد
محمد الجواد.. ".
وقال المحقق القمي في إجازته له: " استجاز مني الأخ في الله السيد العالم العامل، الفاضل
الكامل، المتتبع المطلع على الأقوال والأفكار، الناقد المضطلع بمعرفة الاخبار والآثار السيد
جواد العاملي.. ".
حضر في كربلاء على السيد علي الطباطبائي، والعلامة البهبهاني، وفي النجف على العلامة
السيد محمد مهدي بحر العلوم، والشيخ جعفر كاشف الغطاء، والشيخ حسين نجف.
تخرج عليه جماعة من الاعلام، منهم: الشيخ محمد حسن صاحب " الجواهر "، والشيخ
جواد ملا كتاب، والشيخ محسن الأعسم، والسيد صدر الدين العاملي، والشيخ محمد علي
الهزارجريبي، والشيخ مهدي ملا كتاب، والسيد علي الأمين، وولده السيد محمد، وسبطه
الشيخ رضا بن زين العابدين الحلي، وغيرهم.
له مؤلفات قيمة أكثرها في الفقه والأصول، أنهاها في الأعيان إلى اثنين وعشرين مؤلفا،
أشهرها " مفتاح الكرامة " في شرح قواعد العلامة.
انظر: مرآة الأحوال 1 / 200، روضات الجنات 2 / 216، مستدرك الوسائل 3 / 398،
تكملة أمل الآمل ص 126 - 129، الفوائد الرضوية ص 86، أعيان الشيعة 4 / 288 - 295،
ريحانة الأدب 3 / 396، الكرام البررة 1 / 286 - 289، هدية العارفين 1 / 259، الأعلام للزركلي
2 / 143، معجم المؤلفين 3 / 168.
455

كان من معارف الفقهاء، ومشاهير الاجلاء، طويل الباع، قوي الذراع في
الفقهيات، متتبعا ماهرا، جليل القدر. من تلامذة العلامة البهبهاني، والسيد
مهدي بحر العلوم، ومن تلامذته الشيخ محمد حسن صاحب " الجواهر ".
ترجمه في " الروضات " مفصلا، وفي " المستدرك " مختصرا. وهو صاحب
" مفتاح الكرامة " (1).
توفى كما في الكتابين في حدود سنة ست وعشرين ومائتين وألف.

(1) طبع من الكتاب ثمانية مجلدات في القاهرة ودمشق بين 1323 - 1331، والمجلد التاسع في
1376، والمجلد العاشر في 1377 في طهران.
انظر: معجم المطبوعات 2 / 1265، مشار: فهرست چاپي عربي / 881.
456

باب الحاء
457

...........
458

[135]
المولى حاجي حسين اليزدي (1).
قال في الرياض: " كان من أجلة مشاهير علماء دولة السلطان شاه عباس
الماضي الصفوي، وكان من تلامذة الشيخ البهائي، وقد قرأ عليه الوزير خليفة

(1) المولى، حاجي حسين اليزدي، من أعلام القرن الحادي عشر.
قال في الأعيان في هامش ترجمته: الذي في النسخة حاجي حسين، لكن قوله: " إن
حاجي اسمه لا وصفه " يدل على أنه حاجي بن حسين.
وترجم له العلامة الطهراني في الروضة النضرة بعنوان: " حسين الأردكاني اليزدي:
تلميذ البهائي وشارح " خلاصة الحساب "..، وهو أستاذ جمع من الأعاظم، منهم: خليل
القزويني، وسلطان العلماء..، أقول: ومن تلاميذه أيضا محسن الفيض، والشاه فتح الله بن
هبة الله الحسيني، ومحمد مفيد القمي كما ذكره ولد الأخير القاضي محمد سعيد بن محمد مفيد في
إجازته لمحمد كريم ".
انظر: رياض العلماء 1 / 120 - 121، أعيان الشيعة 4 / 301، و 6 / 191، الروضة
النضرة ص 158.
459

سلطان (1)، والمولى خليل القزويني (2)، بل الآقا حسين الخونساري (3) أيضا ".
ثم ذكر شرحه للخلاصة (4) وأنه لم يتم، وتأليفا آخر كانت النسخة بياضا
عنها (5)، قال: و " الحاج " جزء من اسمه، لا أنه كان ممن زار بيت الله - انتهى (6).
أقول: ومن جملة تلامذته المولى محمد مؤمن السبزواري (7) صاحب
" مقتبس الأنوار " (8)، ذكره في مقدمات تفسيره، وقال: أنه قرأ عنده الشرح
الجديد للتجريد. وذكر تلمذ المولى خليل القزويني عنده أيضا، وأنه كان يقرأ عنده
الحاشية القديمة للتجريد.
ثم عقد في " الرياض " ترجمة أخرى له مفصلة وعبر عنه في أول العنوان

(1) سلطان العلماء، علاء الدين، حسين بن رفيع الدين محمد، خليفة سلطان المرعشي، المتوفى
سنة 1064.
(2) المولى، خليل بن الغازي القزويني، المتوفى سنة 1089.
(3) المحقق الآقا، حسين بن جمال الدين محمد الخوانساري الأصفهاني، المتوفى سنة 098 1.
(4) منه نسخة في المكتبة الرضوية برقم 5351، تاريخها 1109.
(5) وكذا في النسخة المطبوعة.
(6) رياض العلماء 1 / 120 - 121.
(7) محمد مؤمن بن شاه قاسم السبزواري، المتوفى بين 1070 - 1077.
(8) " مقتبس الأنوار من الأئمة " في تفسير القرآن، منه نسخة في مكتبة سپهسالار في طهران برقم
2058، تاريخها 1077.
انظر: فهرسها 1 / 175 - 176.
460

ب‍ " اليزدي " (1)، ثم قال في أواسط الترجمة: إن المولى حاج حسين النيشابوري
المذكور كان يجاور بيت الله الحرام، وكان مقاربا لعصرنا، وله الآن سبط أو ولد
ساكن بمكة - إلخ (2).
وعليه فلا يبعد كون " الحاج " وصفا له، لا أنه جزء من اسمه، إلا أنه عقد
ترجمة أخرى للمولى الحاج حسين بن محمد علي النيشابوري مولدا والمكي
موطنا، قال: كان من أكابر علماء عصرنا وصلحائه، وكان وفاته بمكة في أوان
صغري. وخلف ولدا وهو الشيخ محمد باقر. وله إجازة للمولى نوروز علي
التبريزي مؤرخة بسنة 1056 ست وخمسين وألف بمكة - إلخ (3).
فالظاهر أنهما متغايران. وقد خلط ترجمة أحدهما بترجمة الآخر، مضافا
إلى ما ذكره في ترجمة الحاج حسين اليزدي: أنه كان مدرسا في المشهد الرضوي،
فعزلوه عن ذلك، وعينوه مدرسا لبعض مدارس قم. فسألوا عنه سر ذلك، فقال:
إن العبد إذا أصابه الهرم صار محرما للحرم (4).
فيفهم منه أنه كان في زمن شيخوخته في قم، وهو ينافي توطنه في مكة،
فتأمل والله العالم.
ثم احتمل في ترجمة المولى سلطان حسين اليزدي الندوشني اتحاده مع

(1) رياض العلماء 2 / 195.
(2) رياض العلماء 2 / 196.
(3) رياض العلماء 2 / 171.
(4) رياض العلماء 2 / 196.
461

صاحب الترجمة (1) وليس ببعيد و
* * *
الحارث بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي.
راجع: حمزة بن علي بن زهرة.
واعلم: أن الحارث هنا يكتب بلفظ " الحرث " من غير ألف، ولكن يلفظ
ب‍: الحارث، ولذا كتبناه كما يلفظ به.

(1) رياض العلماء 2 / 453.
462

[136]
المولى السيد حامد حسين ابن السيد محمد قلي خان ابن السيد
محمد حسين الموسوي النيسابوري الهندي اللكهنوئي (1).

(1) السيد الأمير، حامد حسين ابن الأمير المفتي السيد محمد قلي بن محمد حسين بن حامد
حسين بن زين العابدين الموسي النيشابوري الكنتوري اللكهنوئي الهندي، المتوفى سنة
1306.
أثنى عليه صاحب الأعيان، وقال: " كان من أكابر المتكلمين الباحثين عن أسرار الديانة،
والذابين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، علامة نحريرا، ماهرا بصناعة الكلام و
الجدل، محيطا بالاخبار والآثار، واسع الاطلاع، كثير التتبع، دائم المطالعة، لم ير مثله في
صناعة الكلام والإحاطة بالاخبار والآثار في عصره، بل وقبل عصره بزمان طويل وبعد
عصره حتى اليوم.
ولو قلنا: إنه لم ينبغ مثله في ذلك بين الامامية بعد عصر المفيد والمرتضى، لم نكن
مبالغين..، وقد طار صيته في الشرق والغرب، وأذعن لفضله عظماء العلماء، وكان جامعا
لكثير من فنون العلم، متكلما، محدثا، رجاليا، أديبا، قضى عمره في الدرس والتصنيف و
التأليف والمطالعة، ومكتبته في لكنهو وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب لا سيما كتب
غير الشيعة ".
وقد ألف عن حياته كتب بالعربية والفارسية والأردية.
انظر: تكملة نجوم السماء 2 / 24 - 33، المآثر والآثار ص 227، أحسن الوديعة 1 / 104،
الفوائد الرضوية ص 91، هدية العارفين 1 / 262، إيضاح المكنون 2 / 92، أعيان الشيعة
4 / 381، نزهة الخواطر 8 / 99، مصفى المقال / 119، ريحانة الأدب 3 / 377 - 379، نقباء
البشر 1 / 347 - 350، الغدير 1 / 156، الأعلام للزركلي 2 / 161، معجم المؤلفين 3 / 178،
مطلع أنوار ص 156 - 163
463

كان بحرا مواجا، وسحابا شجاجا، متكلما فقيها أديبا، علامة دهره و
أوحدي عصره. صرف عمره في تحصيل العلوم وترويج مذهب الإمامية. و
اجتمع عنده من الكتب ما لم يجتمع عند غيره من المشاهير حتى العلامة
المجلسي (1).

(1) تعرف الآن مكتبته العامرة باسم " المكتبة الناصرية "، وهي من أهم المكتبات الاسلامية
التي تحوي على مخطوطات نفيسة.
جاء في " صحيفة المكتبة " الصادرة عن مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف
1 / 14: " تزدهر هذه المكتبة العامرة بين الأوساط العلمية وحواضر الثقافة في العالم
الاسلامي بنفائسها الجمة ونوادرها الثمينة وما تحوي خزانتها من الكتب الكثيرة في العلوم
العالية من الفقه وأصوله والتفسير والحديث والكلام والحكمة والفلسفة والأخلاق والتاريخ
واللغة والأدب، إلى معاجم ومجاميع وموسوعات في الجغرافيا والتراجم والرجال والدراية
والرواية.. ".
464

وقد طلبت من ولده الأفخم السيد ناصر حسين (1) ترجمة والده، فكتب
صورة ما ذكره الميرزا محمد علي في المجلد الثاني من " نجوم السماء " الذي لم يصل
نسخته بعد إلى إيران (2)، وأنقل منه ما يهمنا نقله مع ترك بعض غير المهم، فنقول:

(1) شمس العلماء السيد، ناصر حسين ابن السيد حامد حسين الموسوي اللكهنوئي، المتوفى سنة
1361.
ترجم له العلامة الأمين، وقال: " إمام في الرجال والحديث، واسع التتبع، كثير الاطلاع.
قوي الحافظة، لا يكاد يسأله أحد عن مطلب إلا ويحيله إلى مظانه من الكتب، مع الارشاد إلى
عدد الصفحات، وكان أحد الأساطين والمراجع في الهند، وله وقار وهيبة في قلوب
العامة.. ".
حضر على والده وعلى العلامة المفتي السيد محمد عباس التستري. وتخرج عليه جمع من
الفضلاء.
له: " نفحات الأزهار في فضائل الأئمة الاطهار "، " مسند فاطمة بنت الحسين عليه
السلام "، " نفحات الانس في وجوب السورة "، " أسباغ النائل بتحقيق المسائل "، " ديوان
الخطب "، " كتاب المواعظ "، " ديوان شعر "، " كتاب الانشاء "، وغيرها، مع كونه ظل
مشتغلا بإتمام كتاب والده " عبقات الأنوار ".
انظر: تكملة نجوم السماء 2 / 284 - 300، أعيان الشيعة 10 / 200، ريحانة الأدب
6 / 97.
(2) لم يخرج من كتاب " نجوم السماء في تراجم العلماء " إلا ما طبع منه في مجلد واحد سنة 1303
في لكهنو في حياة مؤلفه المولوي الميرزا محمد علي بن صادق علي الكشميري المتوفى سنة
1309، ويشتمل هذا المجلد على تراجم علماء القرن الحادي عشر إلى أواسط القرن الثالث
عشر الهجري.
وفي سنة 1321 ابتدأ ابن المؤلف الميرزا محمد مهدي ابن الميرزا محمد علي الكشميري
بتكميله بعنوان " تكمله نجوم السماء "، وقد طبعت بقم سنة 1397 في جزئين. وعلى هذا نرى
ترجمة السيد حامد حسين في تكملة نجوم السماء 2 / 22 - 33.
465

قال: إن اسمه الأصلي السيد مهدي، ويكنى ب‍: أبي الظفر، ولكنه اشتهر
ب‍ " حامد حسين "، وذلك أنه رأى والده جده المولوي حامد حسين، فانتبه
فبشروه بولادته، فاشتهر بالاسم المذكور. ثم ساق نسبه إلى أن أنهاه إلى حمزة ابن الإمام
الهمام أبي إبراهيم موسى الكاظم (عليه السلام).
وكانت ولادته في بلدة ميرتهه في خامس محرم سنة 1246 ست وأربعين و
مائتين وألف. وكان في سنى (1) طفوليته يظهر آثار المجد والعلى من ناصيته. و
كان لا ينام في الليل حتى يقرأ عنده شئ من كتاب " حمله حيدري " للميرزا رفيع
الباذل (2).
شرع في التعلم وهو ابن سبع سنين، ثم تكفله والده، وقرأ عنده بعض
الكتب المتداولة. فارتحل والده إلى لكهنو وتوفى فيها وهو ابن خمسة عشر سنة،
فاشتغل عند المولوي السيد بركة علي (3). ثم قرأ على حجة الاسلام السيد محمد

(1) كذا في الأصل.
(3) " حمله حيدري " في أحوال النبي والوصي (عليهما السلام) وغزواته إلى شهادته. نظمه
بالفارسية الميرزا محمد رفيع بن محمد المشهدي، المتخلص ب‍ " باذل "، المتوفى 1123 أو 1124.
انظر: نجوم السماء ص 220، الذريعة 7 / 91.
(3) السيد، بركة علي اللاهوري، المتوفى بعد عام 1270، انظر: مطلع أنوار ص 126.
466

عباس التستري كتاب " نهج البلاغة ".
وأخذ العلوم العقلية عن السيد مرتضى (1) ابن سلطان العلماء - يريد من
" سلطان العلماء ": السيد محمد (2) ابن السيد دلدار علي -، والعلوم الشرعية منه و
من سيد العلماء - هو السيد حسين (3) ابن السيد دلدار علي -، وكان أكثر

(1) هو مولانا السيد، مرتضى الملقب ب‍ " خلاصة العلماء " ابن سلطان العلماء السيد محمد ابن
مولانا دلدار علي النصير آبادي المتوفى سنة 1276.
انظر: تكملة نجوم السماء 1 / 180.
(2) السيد، محمد ابن السيد دلدار علي النقوي النصير آبادي اللكهنوئي، الشهير ب‍ " سلطان
العلماء "، المتوفى سنة 1284.
قال في الأعيان: " كان فقيها حكيما متكلما، حسن المحاضرة، جيد التحرير. تخرج على
والده وانتقلت إليه رياسة الجعفرية، وفوض إليه الحكم والقضاء على عهد السلطان أبي
المظفر مصلح الدين أمجد علي شاه، وألزم قضاة البلاد بتطبيق أحكامهم على فتاواه، وكان
لا يعدو له أمرا ولا يتخلف عن إشارته.. ".
له مؤلفات قيمة في الفقه والأصول والكلام وغيرها، ذكر منها في تكملة نجوم السماء ثمانية
وعشرين مؤلفا.
انظر: تكملة نجوم السماء 1 / 224 - 284، أعيان الشيعة 9 / 276، ريحانة الأدب 3 / 59،
(3) مولانا السيد حسين ابن السيد دلدار علي النصير آبادي، الشهير ب‍ " سيد العلماء "، المتوفى
سنة 1273.
من أعاظم علماء عصره، عالم بالتفسير والحديث والفقه والأصول والكلام. قرأ على
والده وعلى أخيه سلطان العلماء السيد محمد.
وتخرج عليه جمع كثير من أعلام العلماء، منهم: العلامة الكبير السيد المفتي محمد عباس
التستري، والسيد حامد حسين.
له: " مناهج التحقيق "، و " الوجيز الرائق "، و " روضة الاحكام " في الفقه، و " الحديقة
السلطانية في العقائد الايمانية "، و " الأمالي " في التفسير والمواعظ، وغيرها.
انظر: تكملة نجوم السماء 1 / 125 - 128، الكرام البررة 1 / 387 - 390.
467

اختصاصه بسيد العلماء. وكان أيام قراءته كتاب " رياض المسائل " لا يباريه أحد
من شركاء درسه، وقرأ عنده أيضا كتاب " مناهج التدقيق "، وهو من مؤلفات
أستاذه المذكور، وعليه حواش منه مما يبهر العقول.
ثم اشتغل بتصحيح مؤلفات والده، فابتدأ ب‍ " الفتوحات الحيدرية " (1)، ثم
كتاب " تشييد المطاعن " (2)، فصححه وعرضه على الأصول التي أخذ منه، وبيضه
وأشاعه.
وفي ذلك الأثناء أشاع بعض العامة كتابه " منتهى الكلام " (3)، وكان
يتحدى به علماء الإمامية، ويزعم أنه لا يمكنهم الجواب عنه ولو اجتمع الأولون و

(1) " الفتوحات الحيدرية " في الرد على كتاب " الصراط المستقيم " لعبد الحي الدهلوي.
انظر: كشف الحجب والأستار ص 397، الذريعة 16 / 116.
(2) " تشييد المطاعن " في رد الباب العاشر من " التحفة الاثني عشرية "، طبع في لكهنو على
الحجر سنة 1283.
انظر: كشف الحجب والأستار ص 122، مشار: فهرست چاپي فارسي 1 / 1355.
(3) " منتهى الكلام " للشيخ حيدر علي بن محمد حسن الدهلوي، ثم الفيض آبادي المتوفى سنة
1299.
انظر: نزهة الخواطر 7 / 156.
468

الآخرون منهم. ومن جهة اختلال أمر الدولة في لكهنو لم يتمكن سلطان العلماء، و
لا سيد العلماء، ولا السيد محمد عباس، ولا السيد أحمد علي المحمد آبادي (1) من
جوابه، فتصدى صاحب الترجمة لجوابه، فألف كتاب " استقصاء الافحام " في
جوابه في ستة أشهر، فتجمع المخالفون واحتشدوا فلم يقدروا على الجواب.
ثم عزم على تكميل كتاب " شوارق النصوص " (2)، ثم بتأليف كتاب "
عبقات الأنوار ".
وسافر في سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف إلى العتبات العاليات، ومكة
المعظمة. فحصل في الحرمين الشريفين الكتب النادرة للمخالفين، فنسخها بخطه، و
ينقل عنها في العبقات. واستقبله علماء العراق بالاحترام والاعظام، ثم رجع إلى
موطنه فاشتغل بالجهاد العلمي، ومع غلبة الأسقام عليه ونحول بدنه لم يقصر عن
التأليف، فكان يكتب بيمينه ويساره، وإذا مل من ذلك كان يملي على الكاتب،
إلى أن بلغه أجله، فتوفى في ثامن عشر شهر صفر سنة ست وثلاثمائة وألف.
ثم ذكر مؤلفاته مما ذكرناه في القسم الثاني. ومن العجب أنه لم يذكر موضوع
غالب كتبه، وقد كنت سألت عن ولده الأفخم تفصيل مجلدات " العبقات "،

(1) السيد، أحمد علي بن عناية حيدر الحسيني المحمد آبادي، المتوفى سنة 1295، من تلامذة
السيد دلدار علي.
انظر: نجوم السماء ص 349، الكرام البررة 1 / 119، مطلع أنوار ص 93.
(2) نسخة الأصل منه في مكتبته العامرة في لكهنو، وعنها مصورة في مكتبة آية الله المرعشي
العامة بقم، ذكرتها في فهرس مصوراتها 1 / 279 - 282.
469

فلم يذكر من ذلك شيئا إلا ما أرسلني من ترجمة والده نقلا عن " نجوم السماء "، و
كتب في حق الكتاب المزبور أنه جواب الباب السابع من " التحفة "، وهو
منهجان، وكل الكتاب ثلاثون مجلدا. (*)
470

[137]
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي العاملي الشامي، يكنى أبا
تمام (1).

(1) أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي الحوراني الجيدوري الجاسمي، المتوفى سنة 228 أو 229 أو
231 أو 232.
وفى " أمل الآمل " وصفه ب‍ " العاملي "، وتبعه في ذلك صاحب " تكملة أمل الآمل "، و
المحدث القمي في " الفوائد الرضوية "، والكنتوري في " كشف الحجب "، والمؤلف.
ولكن قال في الأعيان: " لم يكن عامليا، بل أصله من جاسم من قري الجيدور.. ".
له ترجمة في أكثر المصادر ومعاجم التراجم. وقد ألف عن حياته وأخباره كتب، منها:
1 - " أخبار أبي تمام " لأبي بكر محمد بن يحيى الصولي، المتوفى سنة 336، طبع في القاهرة
1356.
2 - " أخبار أبي تمام " لمحمد بن عمران بن موسى المرزباني، المتوفى سنة 378، انظر:
الفهرست للنديم ص 149، الذريعة 1 / 315.
3 - " أخبار أبي تمام ومحاسن شعره " لأبي عثمان سعيد بن هاشم الخالدي، من أعلام القرن
الرابع. انظر: الفهرست للنديم ص 195، إيضاح المكنون 1 / 38.
4 - " أخبار أبي تمام والمختار من شعره " لأبي الحسن علي بن محمد العدوي الشميشادي
البغدادي، من أعلام القرن الرابع. انظر: الفهرست للنديم ص 172، معجم الأدباء
14 / 241، إيضاح المكنون 1 / 38.
5 - " القول الفائق الأديب بعتبة الوليد وذكرى حبيب " لمحمد بن عبد الكريم الجزري،
ابن الأثير، المتوفى 637، يضم ثلاثين فصلا في أخبار البحتري وأبي تمام وشعرهما. انظر:
فهرست معهد المخطوطات 1 / 511.
6 - " هبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام " للشيخ يوسف البديعي، المتوفى سنة 1073، طبع في
القاهرة 1934 م.
7 - " أخبار أبي تمام " للشيخ محمد علي بن أبي طالب الزاهدي الجيلاني (حزين). انظر:
نجوم السماء ص 290، الذريعة 1 / 314.
8 - " أبو تمام " لعمر فروخ، بيروت 1935 م.
9 - " أبو تمام الطائي " لنجيب البهبيتي، القاهرة 1945 م.
10 - " أبو تمام " لجميل سلطان، دمشق 1950 م.
11 - " عبقرية أبي تمام " لعبد العزيز سيد الأهل، بيروت 1953 م.
12 - " الشاعر أبو تمام " لمحمد عطاء، القاهرة 1960 م.
13 - " أبو تمام الطائي " لخضر الطائي، بغداد 1966 م.
له:
1 - " ديوان الحماسة ".
2 - " ديوان الشعر " طبع أول مرة في مصر 1292. وله عدة شروح، انظر: أعيان الشيعة
4 / 513.
3 - " كتاب فحول الشعراء "، قال ابن خلكان: جمع فيه طائفة كثيرة من شعراء
الجاهليين، والمخضرمين، والاسلاميين.
4 - " الوحشيات "، وهو " الحماسة الصغرى "، طبع في القاهرة 1963 م. وغيرها.
انظر: الفهرست للنديم ص 190، رجال النجاشي 1 / 335، الأغاني 16 / 414 - 432،
تاريخ الطبري 9 / 124، تاريخ بغداد 8 / 248 - 253، الأنساب للسمعاني 4 / 36 - 37، نزهة الألباء
ص 123 - 125، الموازنة للآمدي، تاريخ دمشق 4 / 152 - 163، مروج الذهب
3 / 480، طبقات الشعراء لابن المعتز ص 282 - 287، مرآة الجنان 2 / 102 - 106، وفيات
الأعيان 2 / 11 - 26، البداية والنهاية 10 / 329، سير أعلام النبلاء 11 / 63 - 69، العبر
1 / 324، الوافي بالوفيات 11 / 292 - 299، شذرات الذهب 2 / 72 - 74، معجم البلدان
2 / 110، خزانة الأدب 1 / 365، اللباب 2 / 271، معالم العلماء ص 152، رجال العلامة
الحلي ص 61، رجال ابن داود ص 69، حسن المحاضرة 1 / 559، النجوم الزاهرة 2 / 261،
أمل الآمل 1 / 50 - 55، رياض العلماء 1 / 123 - 135، مجالس المؤمنين 2 / 540 - 542،
جامع الرواة 1 / 177، مجمع الرجال 2 / 78، طبقات المعتزلة ص 132، روضات الجنات
3 / 7 - 12، الكنى والألقاب 1 / 30 - 33، أعيان الشيعة 4 / 389 - 539، الفوائد الرضوية
ص 92، نامه دانشوران 1 / 324 - 358، تأسيس الشيعة ص 195، تكملة أمل الآمل
ص 130، معجم رجال الحديث 4 / 217 - 219، ريحانة الأدب 7 / 45 - 48، شعراء الشام
ص 31 - 57، الجامع في الرجال 1 / 445، هدية العارفين 1 / 262، سزگين: تاريخ التراث
العربي المجلد الثاني الجزء الرابع / 121 - 132، فروخ: تاريخ الأدب العربي 2 / 251 - 268،
بروكلمان 1 / 84 والذيل 1 / 134 - 137، الأعلام للزركلي 2 / 165، معجم المؤلفين 3 / 183
- 184، مرجليوث: دائرة المعارف الاسلامية 1 / 320 - 321.
471

ذكره النجاشي (1)، والعلامة (2) ووصفاه ب‍: أنه كان إماميا، وهو أحد
الشعراء المجاهرين في مدح أهل البيت (عليهم السلام). وذكره ابن خلكان و
غيره. وهو صاحب " ديوان الحماسة " المعروف (3).
توفى سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ومن أراد التفصيل فعليه
ب‍ " الروضات " (4) و " الأمل " (5)، و " تاريخ ابن خلكان " (6)، وغيرها.

(1) رجال النجاشي 1 / 335.
(2) رجال العلامة الحلي ص 61.
(3) " كتاب الحماسة "، أو " ديوان الحماسة "، مرتب على عشرة أبواب: الحماسة، المراثي،
الأدب، النسيب، الهجاء، الأضياف والمديح، الصفات، السير والنعاس، الملح، مذمة
النساء. واشتهر ببابه الأول، طبع في ألمانيا، وكلكته، ولكهنو، وبمئي، ومصر، ومسكو، و
غيرها.
وله شروح كثيرة، أنهاها العلامة الأمين إلى أربعة وثلاثين شرحا.
انظر: كشف الظنون 1 / 691، كشف الحجب والأستار ص 202، أعيان الشيعة 4 / 510
- 512، اكتفاء القنوع ص 31، معجم المطبوعات 1 / 297.
(4) روضات الجنات 3 / 7 - 12.
(5) أمل الآمل 1 / 50 - 55.
(6) وفيات الأعيان 2 / 11 - 26.
474

[138]
المولى حبيب الله التويسركاني (1).
قال في الرياض: فاضل عالم، ماهر في علوم الرياضي، وله من المؤلفات:
شرح على فارسي هيئة (2).
والظاهر أنه من علماء عصر السلطان شاه عباس الماضي الصفوي،
فلاحظ - انتهى.

(1) لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف نقلا عن المولى عبد الله الأفندي، واستظهر أنه كان
من علماء عصر الشاه عباس الأول، المتوفى سنة 1038.
انظر: رياض العلماء 1 / 136، أعيان الشيعة 4 / 558، الروضة النضرة ص 131.
(2) لعل المترجم له شرح أحد الكتب أو الرسائل المؤلفة في الهيئة الفارسية، منها: " سي
فصل "، و " بيست باب " لسلطان الحكماء الخواجة نصير الدين الطوسي، المتوفى سنة 672، و
" هيئت " لغياث الدين جمشيد بن مسعود بن محمود الكاشاني، المتوفى سنة 833، و " هيئت "
للمولى علي بن محمد القوشچي، المتوفى سنة 879، و " هيئت " للمولى نظام الدين عبد العلي
بن محمد بن الحسين البيرجندي، المتوفى سنة 934.
475

[139]
الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي النجفي (1).
كان أحد الرؤساء المعروفين والمجتهدين المقبول قولهم في النجف. وإليه

(1) الشيخ الميرزا، حبيب الله ابن الميرزا محمد علي خان ابن إسماعيل خان ابن جهانگير خان
القوچاني الرانكوئي الگيلاني الرشتي، المتوفى سنة 1312.
أطراه العلامة الأمين في الأعيان، وقال: " كان المترجم أستاذ علماء عصره، فقيها أصوليا
محققا، مؤسسا في الأصول، وحيد عصره في أبكار الأفكار، لم ير أشد فكرا منه وأحسن
تحقيقا..، فأخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري فقها وأصولا، وخلفه بعد وفاته على
التدريس، وانتهى أمره إليه، وعمر مجلس درسه بما يزيد على ثلاثمائة فيهم أفاضل العلماء، و
أكثر العلماء والفقهاء المشهورين بعده في العراق وإيران أخذوا عنه واستفادوا منه ".
انظر: أعيان الشيعة 4 / 559 - 561، تكملة نجوم السماء 2 / 138، أحسن الوديعة
1 / 162، المآثر والآثار ص 194، طرائف المقال 1 / 43، الفوائد الرضوية ص 93، معارف
الرجال 1 / 204 - 208، نقباء البشر 1 / 357 - 360، ريحانة الأدب 2 / 307، الأعلام للزركلي
2 / 167، معجم المؤلفين 3 / 188، بروكلمان الذيل 2 / 796.
476

انتهت رياسة التدريس لأهل الرشت وطلاب الفرس (1). وكان محققا مدققا، من
تلامذة العلامة الشيخ مرتضى الأنصاري. وله تأليفات جيدة في الفقه و
الأصول (2).
توفى في ليلة الرابع عشر من شهر جمادي الأخرى سنة اثنتي عشر وثلاثمائة
بعد الألف.

(1) بل كان مجلس درسه محتويا على أصناف من العلماء من العرب والعجم، قال العلامة الأمين: " و
تخرج على يده مئات من العلماء..، ودرسه عامر بشيوخ العلماء من الفرس والعرب، و
الشيوخ من بيوتات العلم في النجف كلهم يحضرون درسه..، له تلاميذ لا يحصون كثرة، و
يعدون بالمئات، بل عرفت أن جل علماء الفرس والعرب خريجوا مجلس درسه ".
(2) طبع منها: " كتاب الإجارة "، " بدائع الأفكار "، " التعادل والتراجيح "، " كتاب الغصب "،
وغيرها.
انظر: مشار: فهرست چاپي عربي / 120 و 726.
477

[140]
الميرزا حبيب الله ابن الميرزا عبد الله الأصفهاني (1).
ذكره في الرياض في ترجمة الأمير السيد حسين خليفة سلطان (2)، ونسب
إليه كتاب " توصيف الوزراء "، ونقل عنه شيئا في ترجمته، فهو من معاصريه. و
لم أجد له ذكر مستقلا.

(1) لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف.
انظر: رياض العلماء 2 / 52، أعيان الشيعة 4 / 559، الروضة النضرة ص 131، الذريعة
4 / 489.
(2) تأتي ترجمته.
478

[141]
القاضي حبيب الله الكاشاني (1).
قال في الرياض: فاضل عالم فقيه محدث، وقد رأيت تعليقاته على بعض
كتب الأحاديث، تدل على فضل حاله، ولا يبعد أن يكون هو قاضي إصفهان في
زمن السابق - انتهى.
أقول: لعله يريد من " السابق " الشاه إسماعيل الصفوي، فإنه هو الذي
سبق ذكره في ترجمة الأمير حبيب الله، وذكره أنه كان قاضي إصفهان في زمن الشاه
المزبور (2).

(1) لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف نقلا عن " رياض العلماء "، فعليه فهو من أعلام القرن
العاشر.
انظر: رياض العلماء 1 / 136، أعيان الشيعة 4 / 559، إحياء الداثر ص 46.
(2) والذي سبق ذكره في ترجمة الأمير حبيب الله ابن الأمير السيد شريف زين الدين علي
الجرجاني ثم الشيرازي، نقلا عن تاريخ " حبيب السير " أنه كان قاضي شيراز لا إصفهان. قال
خواند أمير:..، وهذا السيد الآن بشيراز ممتاز بين سائر السادات..، وهو في هذا الزمان -
يعني سنة ثلاثين وتسعمائة، وهي بعينها سنة وفاة السلطان شاه إسماعيل المذكور - متقلد
لمنصب قضاء شيراز، وهمته مصروفة في فصل القضاء بين البرايا.
انظر: حبيب السير 4 / 606، رياض العلماء 1 / 135.
479

[142]
الحاج ميرزا حبيب الله بن محمد بن هاشم الموسوي الخوئي (1).
من المعاصرين. تشرفت بملاقاته في بلدنا تبريز، وكان مولده كما ذكره
نفسه خامس شهر رجب سنة خمس وستين ومائتين وألف (2). اشتغل بالتحصيل
في النجف عند الاساتيد الفخام كالسيد العلامة السيد حسين الترك (3)، والمحقق
الحاج ملا علي ابن الحاج ميرزا خليل الطهراني (4)، وله إجازة عامة منهما، وكان

(1) له ترجمة في: أعيان الشيعة 4 / 561، نقباء البشر 1 / 362، الأعلام للزركلي 2 / 166،
معجم المؤلفين 3 / 188.
(2) في نقباء البشر: سنة 1268.
(3) هو السيد، حسين بن محمد بن حسن بن حيدر الحسيني الكوهكمري التبريزي، المعروف
ب‍: السيد حسين الترك، المتوفى سنة 1299.
انظر: ترجمته في ذيل ترجمة تلميذه السيد الميرزا أبي طالب الزنجاني، تحت رقم 36. و
(4) هو المولى، علي بن الخليل بن علي بن إبراهيم بن محمد علي الطهراني الغروي، المتوفى سنة
1297.
من عيون علماء عصره، أطراه تلميذه المحدث النوري، وقال: " فخر الشيعة وذخر
الشريعة، أنموذج السلف وبقية الخلف، العالم الزاهد، والمجاهد الرباني، كان فقيها رجاليا
مضطلعا بالاخبار، وقد بلغ من الزهد والاعراض عن الدنيا وزخارفها مقاما لا يحوم حوله
الخيال ".
تخرج في الفقه والأصول على جماعة، منهم: الميرزا جعفر التويسركاني، والمولى شريف
العلماء المازندراني، والشيخ محمد حسين صاحب " الفصول "، والشيخ علي ابن الشيخ جعفر
الكبير، وصاحب " الجواهر "، وفي الرجال على المولى محمد جعفر الاسترآبادي، وفي
الرياضيات على المولى إسماعيل البروجردي، والسيد أبي تراب الهمداني، والمولى محمد تقي
الخراساني.
يروي عن مشائخ كثيرين، منهم: الشيخ الأعظم الأنصاري، وصاحب " الجواهر "، و
الشيخ جواد ملا كتاب، والسيد محمد بن السيد جواد العاملي. ويروي عنه: أخوه الحاج
ميرزا حسين الخليلي، والمحدث النوري، والسيد حسن الصدر الكاظمي، والشيخ علي
الخاقاني، والسيد محمد الهندي، والميرزا محمد الهمداني، وغيرهم.
له: " خزائن الاحكام " في شرح تلخيص المرام للعلامة الحلي، و " سبيل الهداية في علم
الدراية "، و " غصون الأيكة الغروية في الأصول الفقهية "، و " شرح تعليقة الرجال " للوحيد
البهبهاني.
انظر: مستدرك الوسائل 3 / 401، مصفى المقال / 319، الذريعة 7 / 152، و 13 / 150،
و 16 / 58، ماضي النجف وحاضرها 2 / 238 - 243.
481

فاضلا محققا.
482

له من المؤلفات: " شرح نهج البلاغة " (1)، وحاشية على بعض أبواب
" القوانين " في أربعة عشر ألف بيت، وكتاب " منتخب الفن في حجية القطع و
الظن "، وكتاب " إحقاق الحق في تحقيق المشتق " (2)، وكتاب " الجنة الواقية " في
أدعية نهار شهر رمضان مع شرحها، وشرح كتاب القضاء والشهادات من
الدروس، كذا أفاده (سلمه الله).
سافر في هذه الأواخر إلى طهران لعرض شرح نهج البلاغة على السلطان
المغفور له مظفر الدين شاه واستدعاء أمره بطبعه، فنال من السلطان المزبور
احتراما، وأمر بطبع الكتاب، ثم عرض العوارض وتوفى السلطان المزبور. و
توفى هو (رحمه الله) في طهران سنة 1325 خمس وعشرين وثلاثمائة وألف (3). و
لم أقف هل طبع شئ من الكتاب أو لا (4).

(1) " منهاج البراعة " في شرح نهج البلاغة، نسخة الأصل بخط المؤلف في ستة مجلدات في
المكتبة المرعشية بالأرقام التالية: 7081، و 7082، و 7083، و 7084، و 7085، و
7086.
(2) منه نسخة في المكتبة المرعشية بعنوان: " تحقيق الحق في شرح المشتق " بخط المؤلف، ضمن
مجموعة 2352 الكتاب الثاني.
(3) في نقباء البشر 1 / 362، سنة 1324.
(4) طبع على الحجر في تبريز في سبعة مجلدات، وعلى الحروف في طهران وقم في أربعة عشر
مجلدا.
انظر: مشار: فهرست چاپي عربي / 926.
483

[143]
الشيخ حسام الدين بن جمال الدين بن طريح النجفي (1).
قال في الرياض: فاضل فقيه جليل معاصر، وهو ابن عم الشيخ فخر

(1) الشيخ، حسام الدين بن جمال الدين بن أحمد - أو جمال الدين بن محمد علي بن أحمد - بن
علي بن أحمد بن طريح النجفي، المتوفى سنة 1095.
كان من العلماء المحققين، عالما بالتفسير والفقه والأصول والأدب. قرأ على الشيخ فخر
الدين بن محمد علي بن أحمد الطريحي، وروى عنه إجازة. ويروي عنه الشيخ يونس ابن
الشيخ ياسين النجفي، والشيخ محمد جواد بن كلب علي الكاظمي.
له: " تفسير القرآن "، و " التذكرة الحسامية في مهمات المسائل الرضاعية "، و " شرح
الصومية البهائية "، و " شرح الفخرية " في الفقه، و " شرح مبادئ الوصول إلى علم
الأصول " للعلامة الحلي، " جامع الشتات في فروق اللغات "، وغير ذلك.
انظر: أمل الآمل 2 / 59، رياض العلماء 1 / 137، الفوائد الرضوية ص 94، أعيان
الشيعة 4 / 620 - 621، الروضة النضرة ص 135، معجم المؤلفين 3 / 191، ماضي النجف و
حاضرها 2 / 433 - 435، الجامع في الرجال 1 / 460.
484

الدين بن طريح النجفي (1) [المعاصر المشهور] (2)، وقد أدركتهما. وقال الشيخ
المعاصر في أمل الآمل: هو من فضلاء المعاصرين، عالم باهر محقق فقيه جليل
[شاعر] (3)، له كتب - وعد كتبه، ومنها: " شرح الفخرية في الفقه "، ثم قال -
أقول: " الفخرية في الفقه " لابن عمه المذكور. والنجفي نسبة إلى النجف الأشرف.
وقد روي أنه كان بحرا - انتهى (4).

(1) قال آل محبوبة في ماضي النجف 2 / 434: " أقول: كونه ابن عم الشيخ فخر الدين غير
صحيح، بل هو ابن أخيه كما صرح هو بذلك في إجازته ".
ولكن هذا الكلام لا يلائم مع ما ذكره في ص 429 - 430، في ترجمة الشيخ أحمد بن علي بن
أحمد بن طريح النجفي، قال: " هو من أهل العلم والفضل والأدب..، توفى سنة 965، أعقب
ثلاثة أولاد كانوا من مشاهير العلماء وأفاضل عصرهم، وهم: الشيخ جمال الدين والد الشيخ
حسام الدين، والشيخ محمد حسين، والشيخ محمد علي والد الشيخ فخر الدين ".
وسرد نسبه صاحب الأعيان هكذا: " الشيخ حسام الدين بن جمال الدين بن جمال الدين بن محمد علي
بن أحمد بن علي بن أحمد بن طريح.. المسيلمي العزيزي الطريحي الرماحي النجفي - ثم قال -:
هكذا ساق نسبه بعض الطريحيين ".
وعليه يكون الشيخ فخر الدين بن محمد علي بن أحمد الطريحي عمه لا ابن عمه كما ذكره
صاحب " الرياض ".
(2) الزيادة من الرياض.
(3) الزيادة من الأمل.
(4) رياض العلماء 1 / 137.
485

[144]
الشيخ أبو محمد الحسن (1).
قال في الرياض: له كتاب " المعراج "، كذا قال الشيخ حسن بن سليمان (2)
تلميذ الشهيد في كتاب " المحتضر " (3)، وقد ينقل عن كتابه المذكور فيه، ويصفه
بالصلاح، وهو من المتأخرين، ولم أعلم خصوص عصره.

(1) لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف.
انظر: رياض العلماء 1 / 139، أعيان الشيعة 4 / 624، الذريعة 21 / 225.
(2) هو الشيخ عز الدين، الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد الحلي، كان حيا سنة 802، و
ستأتي ترجمته.
(3) قال في الرياض: لان موضوع ذلك في تحقيق معاينة المحتضر النبي (صلى الله عليه وآله) و
الأئمة عند وقت الاحتضار، ورؤيته لهم (عليهم السلام) حقيقة، وقد تعرض فيه للرد على
المفيد في تأويله الأخبار الواردة في ذلك، حيث حملها على الانكشاف التام.
انظر: بحار الأنوار 1 / 16، رياض العلماء 1 / 194، الذريعة 20 / 143.
486

[145]
الحسن بن أبي الحسن الديلمي الواعظ (1).

(1) الشيخ أبو محمد، الحسن بن أبي الحسن علي بن محمد الديلمي.
اختلفت المصادر المترجمة له في اسم أبيه ونسبه، وقد حل المشكلة المترجم له بعد أن
صرح باسم أبيه وجده في كتابه " أعلام الدين في صفات المؤمنين " ص 97، حيث يقول:
" يقول العبد الفقير إلى رحمة الله وعفوه، الحسن بن علي بن محمد ابن الديلمي تغمده الله
برحمته ومسامحته وغفرانه، جامع هذا المجموع.. ".
هو عالم عارف عامل محدث كامل وجيه، من كبار أصحابنا الفضلاء في الفقه والحديث و
العرفان.
له من المؤلفات:
1 - " الأربعون حديثا "، انظر: الذريعة 1 / 414، أعيان الشيعة 5 / 251
2 - " إرشاد القلوب " طبع على الحجر والحروف في بمبئي وطهران والنجف وبيروت،
انظر: مشار: فهرست چاپي عربي 42 - 43.
3 - " أعلام الدين في صفات المؤمنين " طبع سنة 1408 في قم.
4 - " غرر الاخبار ودرر الآثار في مناقب الاطهار "، انظر: كشف الحجب والأستار
ص 392، أعيان الشيعة 5 / 251، الذريعة 16 / 36.
انظر: بحار الأنوار 1 / 16، أمل الآمل 2 / 77، رياض العلماء 1 / 338 - 340، روضات
الجنات 2 / 291 - 293، الكنى والألقاب 2 / 237، الفوائد الرضوية ص 94، أعيان الشيعة
5 / 250 - 251، الحقائق الراهنة ص 38، ريحانة الأدب 2 / 248، هدية العارفين 1 / 287،
إيضاح المكنون 1 / 62 و 102، تعليقة أمل الآمل ص 121، كشف الأستار 1 / 331 - 332،
الجامع في الرجال 1 / 549
487

صاحب كتاب " إرشاد القلوب. هكذا ذكر نسبه في " الرياض " (1)، و
" الروضات " (2). وعبر عنه ابن فهد في " عدة الداعي " (3)، وفي " الأمل " (4)، و
" إثبات الهداة " (5) ب‍: الحسن بن محمد الديلمي.
ولعل الأصل كان: الحسن بن أبي الحسن بن محمد، وكأن لفظ " ابن " بعد
" أبي الحس " ساقط، فزعم صاحب " الأمل " أن " أبا الحسن " كنية ل‍: محمد،
فأسقطه، هكذا يفهم من " الرياض ".
قلت: والذي عبر عن نفسه في كتابه: أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن

(1) رياض العلماء 1 / 338.
(2) روضات الجنات 2 / 291.
(3) عدة الداعي ص 237.
(4) أمل الآمل 2 / 77.
(5) إثبات الهداة 1 / 28.
488

محمد الديلمي (1).
وهو كما في " الأمل " كان فاضلا محدثا صالحا. وعبر عنه في " البحار " ب‍:
الشيخ العارف، واعتمد على كتابه.
وأما عصره فلم نقطع بشئ في " الرياض "، بل قال تارة: كان من
المتقدمين على الشيخ المفيد، بل معاصريه (2)، وقال أخيرا: إنه ينقل في كتابه عن
كتاب ورام (3)، وهو جد ابن طاووس ومتأخر عن المفيد. وقال في " الروضات ":
إنه إما معاصر للعلامة، أو الشهيد الأول، أو متأخرا عنهما قليلا (4).
وعلة هذه الترديدات روايته في المجلد الثاني من " الارشاد " عن كتاب
" الألفين " (5) للعلامة. ولكن في كون المجلد الثاني من " الارشاد " من تأليفاته و
من أجزاء كتاب " الارشاد " إشكالا ذكرناه في القسم الثاني في ذيل اسم الكتاب.
وفي " الرياض ": أنه ينقل ابن شهرآشوب عن كتاب الحسن بن أبي الحسن
الديلمي هذا، فيكون مقدما على العلامة بكثير (6).

(1) أقول: جاء في إرشاد القلوب 1 / 12 و 48: الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي. وفي
1 / 34: الحسن بن محمد الديلمي.
(2) رياض العلماء 1 / 338.
(3) رياض العلماء 1 / 340، إرشاد القلوب 1 / 173.
(4) روضات الجنات 2 / 291.
(5) إرشاد القلوب 2 / 251.
(6) رياض العلماء 1 / 340.
489

[146]
السيد حسن ابن أبي حمزة الحسيني (1).
قال في الرياض: نسب إليه شيخنا المعاصر في فهرست كتاب " إثبات
الهداة " كتاب " التفهيم "، مع أنه لم يذكره في " أمل الآمل "، فلاحظ، إذ لعله مذكور
بتغيير ما - انتهى.

(1) لم نعثر على ترجمته أكثر مما ذكره المؤلف نقلا عن صاحب " الرياض ".
انظر: رياض العلماء 1 / 145، إثبات الهداة 1 / 30، الذريعة 4 / 361.
490

[147]
الحسن بن أبي طالب اليوسفي الآبي (1).
قال في المقاييس: هو تلميذ المحقق، وشارح كتاب " النافع " شرحا حسنا

(1) الشيخ زين الدين - أو عز الدين - أو محمد، الحسن بن ربيب الدين أبي طالب بن أبي المجد
اليوسفي الآبي. كان حيا سنة 672.
تخرج على نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى الحلي، المعروف ب‍: المحقق،
المتوفى سنة 676.
له: " كشف الرموز "، وهو شرح على مرموزات " المختصر النافع " لأستاذه المحقق. فرغ
من تأليفه سنة 672. منه ثلاث نسخ في المكتبة المرعشية، تعد من نفائسها برقم 205، و
1263، و 6173.
انظر: رياض العلماء 1 / 146 - 147، رجال بحر العلوم 2 / 179 - 187، مقاييس الأنوار
ص 13، روضات الجنات 2 / 183، الكنى والألقاب 2 / 4، الفوائد الرضوية ص 95، أعيان
الشيعة 4 / 631 - 632، الأنوار الساطعة ص 38، ريحانة الأدب 1 / 38، الذريعة 18 / 35،
الجامع في الرجال 1 / 467، معجم المؤلفين 3 / 232.
491

متوسطا موسوما ب‍ " كشف الرموز ". ونقل عن جملة من الأقوال والفوائد جماعة
من الأماجد - انتهى.
وقال في " الرياض ": أبو محمد الحسن [بن] (1) ربيب الدين (2) أبي طالب
بن أبي المجد اليوسفي الآوي، ويقال له " الآبي " أيضا. الفاضل العليم، الفقيه
الجليل، صاحب " كشف الرموز "، المعروف ب‍: ابن الربيب الآوي، وتلميذ
المحقق.
ثم نقل ما وجده على ظهر نسخة من " كشف الرموز " من ذكر اسم المؤلف و
نسبه، وفيه " الآملي " بدل: الآبي، وقال: إنه تصحيف، والصحيح: الآوي - إلى
آخر كلامه (3).
وقال في " الروضات " في ترجمة المحقق جعفر بن سعيد، عند تعداد
تلامذته: ومنهم الشيخ الكامل الفقيه النبيه عز الدين حسن بن أبي طالب
اليوسفي الآبي، صاحب " كشف الرموز " في شرح " النافع ". وهو الذي ذكر بحر
العلوم في حقه: أنه أول من شرح " النافع "، محقق فقيه قوي الفقاهة. حكى
الأصحاب كالشهيد (4) والسيوري أقواله، ويعبرون عنه ب‍: الآبي، وابن
الربيب، وشارح " النافع "، وتلميذ المحقق، وشهرة هذا الرجل دون فضله، و

(1) الزيادة من الرياض.
(2) في الرياض: " زبيب الدين ".
(3) رياض العلماء 1 / 146.
(4) في رجال بحر العلوم: " كالشهيدين ".
492

عمله أكثر من ذكره - إلخ (1).
قلت: " ربيب "، الظاهر أنه بالراء المهملة والباء الموحدة، و " آبة " أو
" آوه " بلدة قريب ساوة، وهي بلدة قرب قم المعروفة.

(1) رجال بحر العلوم 2 / 179 - 187، روضات الجنات 2 / 183 - 184.
493

[148]
الحسن بن أبي عقيل (1).

(1) أبو محمد، الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني الحذاء، المعروف ب‍ " ابن أبي عقيل "، من
أعلام القرن الرابع الهجري.
له ترجمة في أكثر المصادر ومعاجم التراجم. واختلفت المصادر المترجمة له في اسم أبيه و
كنيته.
جاء في رجال النجاشي: " الحسن بن علي بن أبي عقيل، أبو محمد العماني الحذاء ".
وقال الشيخ الطوسي في الفهرست: " الحسن بن عيسى، يكنى أبا علي، المعروف ب‍: ابن
أبي عقيل العماني "، وقال في باب الكنى: " ابن أبي عقيل العماني واسمه الحسن بن عيسى ". و
قال في رجاله: " الحسن بن عيسى، المعروف ب‍: ابن أبي عقيل العماني ".
وقال العلامة الحلي بعد ذكر كلامي النجاشي والشيخ: " وهما عبارة عن شخص واحد ".
وقال المولى الأفندي في الرياض: " وإنما رجحنا كون اسم والده " عليا "، لان النجاشي
أبصر في علم الرجال حتى من الشيخ الطوسي، مع أن ابن شهرآشوب مع عظم شأنه قد وافق
النجاشي فيه. وأما قول العلامة: " وهما عبارة عن شخص واحد " فالظاهر أن عيسى كان
جده، وكان النسبة إليه من باب النسبة إلى الجد.
وأما كون كنيته في كلام النجاشي " أبا محمد "، وفى كلام الشيخ " أبا علي " فالامر سهل،
لاحتمال تعدد الكنى ".
وجاء في معجم رجال الحديث: " ثم إن من المحتمل أن يكون " عيسى " اسم أبي عقيل
الذي هو جد الحسن، وبذلك يرتفع التنافي بين كلامي النجاشي والشيخ رحمهما الله ".
انظر: رجال النجاشي 1 / 153 - 154، الفهرست للطوسي ص 54 و 194، رجال
الطوسي ص 471، معالم العلماء ص 37، رجال العلامة الحلي ص 40، رجال ابن داود
ص 74، منهج المقال ص 102، الرواشح السماوية ص 93، مجالس المؤمنين 1 / 427، بلغة
المحدثين ص 346، أمل الآمل 2 / 61 و 68 و 75، رياض العلماء 1 / 203 - 207 و 209 -
211، نقد الرجال ص 93، جامع الرواة 1 / 189، مجمع الرجال 2 / 97 و 125 و 141،
رجال بحر العلوم 2 / 211 - 223، روضات الجنات 2 / 259، طرائف المقال 1 / 148 و
165، بهجة الآمال 3 / 150 - 154، مقابس الأنوار ص 7، الكنى والألقاب 1 / 199،
الفوائد الرضوية ص 102، تأسيس الشيعة ص 303، الجامع في الرجال 1 / 469، نوابغ
الرواة ص 95، معجم رجال الحديث 5 / 22 و 23، ريحانة الأدب 7 / 360، قاموس الرجال
3 / 197 - 198، أعيان الشيعة 5 / 157 - 159.
494

هو الحسن بن علي، كما في رجال النجاشي، أو ابن عيسى، كما ذكره الشيخ،
العماني الحذاء. فقيه متكلم ثقة، من قدماء الأصحاب. وهو أحد القديمين في
اصطلاح الفقهاء، والآخر هو ابن جنيد.
له كتب، منها: كتاب " المتمسك بحبل آل الرسول " (1)، وكتاب " الكر و

(1) انظر: كشف الحجب والأستار ص 140، الذريعة 19 / 69.
495

الفر " (1)، ولم يبق من كتبه شئ.
والشيخ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه يروي عنه كتبه مكاتبة (2). و
كان وفاة ابن قولويه كما مر في ترجمته في سنة سبع أو ثمان أو تسع وستين و
ثلاثمائة (3).
والفقهاء تداولوا أقواله في الفقه، وذكروها واعتنوا عليها. ومن أقواله
عدم انفعال الماء القليل بالملاقاة.
وعن رجال بحر العلوم: أنه أول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق
البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى، وبعده الشيخ الفاضل ابن
الجنيد (4) - إلى آخر ما نقله في الروضات (5).
ولم نذكر في القسم الثاني من مؤلفاته إلا كتاب " الكر والفر ".

(1) انظر: كشف الحجب والأستار ص 457، الذريعة 17 / 292.
(2) انظر: رجال النجاشي 1 / 154: " أخبرنا الحسين بن أحمد، ومحمد بن محمد، عن أبي القاسم
جعفر بن محمد، قال: كتب إلي الحسن بن علي بن أبي عقيل: يجيز لي كتاب المتمسك، وسائر
كتبه ".
(3) انظر ترجمة رقم 127.
(4) رجال بحر العلوم 2 / 220.
(5) روضات الجنات 2 / 260.
496

[149]
صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار
الهداني (1).

(1) هو الامام الحافظ المقرئ العلامة، شيخ الاسلام أبو العلاء، الحسن بن أحمد بن الحسن بن
أحمد ين محمد بن سهل بن سلمة الهمداني العطار، المتوفى سنة 569.
انظر: فهرست منتجب الدين ص 59، معجم الأدباء 8 / 5 - 53، المنتظم 18 / 208، سير
أعلام النبلاء 21 / 40 - 47، المستفاد ص 96، مرآة الجنان 3 / 389، العبر 3 / 56، الوافي
بالوفيات 11 / 384، البداية والنهاية 12 / 352، النجوم الزاهرة 6 / 72، تذكرة الحفاظ
4 / 1324، المختصر المحتاج إليه ص 157، غاية النهاية 1 / 204، بغية الوعاة 1 / 494،
الذيل على طبقات الحنابلة 1 / 324، تلخيص مجمع الآداب 4 / 4 / 626، شذرات الذهب
4 / 231، طبقات المفسرين للداودي 1 / 132 - 135، معرفة القراء الكبار 2 / 542، أمل
الآمل 2 / 62، رياض العلماء 1 / 151، جامع الرواة 1 / 189، روضات الجنات 3 / 90،
الفوائد الرضوية ص 95، هدية العارفين 1 / 280، أعيان الشيعة 4 / 634، الثقات العيون
ص 53، الأعلام للزركلي 2 / 181، ريحانة الأدب 7 / 206، معجم المؤلفين 3 / 197، معجم
رجال الحديث 4 / 283، بروكلمان الذيل 1 / 724.
497

العلامة في علم الحديث والقراءة، وكان من أصحابنا، وله تصانيف في
الاخبار والقراءة، منها: كتاب " الهادي في معرفة المقاطع والمبادي "، شاهدته و
قرأت عليه - قاله الشيخ منتجب الدين (1).
أقول: روى عنه موفق الدين بن أحمد، خطيب خوارزم في مقتله (2) و
مناقبه (3) كثيرا، وعبر عنه ب‍: الامام الحافظ صدر الحفاظ.
وله: كتاب " زاد المسافر "، وغيره، وله أيضا: كتاب " الأربعين " في ذكر
المهدي من آل محمد، يرويه بعض تلامذة (4) الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد،
عنه، عن السيد ابن زهرة، عن الشيخ الفقيه أبي سالم علي بن الحسن بن المظفر في
الثاني والعشرين من ربيع الآخرة سنة 604 أربع وستمائة، وأخبره أنه سمعه على

(1) فهرست منتجب الدين ص 59.
(2) مقتل الحسين للخوارزمي ص 32، وغيرها.
(3) المناقب للخوارزمي ص 32، وغيرها.
(4) استظهر العلامة المجلسي عند نقله صورة إجازة كبيرة من بعض أفاضل تلامذة الشيخ نجيب
الدين يحيى بن سعيد الحلي، فقال: والظاهر أنها من السيد محمد بن الحسين بن محمد بن أبي
الرضا العلوي، للسيد شمس الدين محمد ابن السيد جمال الدين أحمد بن أبي المعالي أستاد
الشهيد (قدس سره).
انظر: بحار الأنوار 107 / 152.
498

الشريف أبي عبد الله محمد بن الحسن بن علي الفاطمي بالقراءة، للنصف من
شعبان سنة 590 تسعين وخمسمائة، وأخبره أنه سمعه على مصنفه بهمدان في الثالث
والعشرين من سنة 548 ثمان وأربعين وخمسمائة.
وأخبرني به إجازة الفقيه سديد الدين أبو الفضل شاذان بن جبرئيل
القمي، عن الشيخ محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازي، عن المصنف -
انتهى بألفاظه، والإجازة مذكورة في البحار (1).
ونقل في " الروضات " عن " بغية الوعاة " للسيوطي، وذكر نسبه هكذا:
الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل بن سلمة العطار الهمداني،
قال صاحب البغية: قال القطفي: كان إماما في النحو واللغة وعلوم القرآن و
الحديث والأدب والزهد وحسن الطريقة والتمسك بالسنن، قرأ القرآن
بالروايات ببغداد على البارع الحسين الدباس، وسمع بواسط وإصفهان من أبي
علي الحداد، وأبي القاسم بن بيان، وجماعة - إلى أن قال - وكانت السنة شعاره،
لا يمس الحديث إلا متوضئا، ولد يوم السبت رابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين
وأربعمائة، وتوفى ليلة الخميس رابع عشر جمادي الأولى سنة تسع وستين و
خمسمائة - انتهى، وانتهى ما نقله في " الروضات "، وقد نقلناه بحذف بعضه (2).
وأرخ ابن الأثير وفاته في حوادث سنة تسع وستين وخمسمائة، وقال في

(1) بحار الأنوار 107 / 152 - 169.
(2) روضات الجنات 3 / 90 - 91.
499

حقه: سافر الكثير في طلب الحديث وقراءة القرآن واللغة، وكان من أعيان
المحدثين، وكان له قبول عظيم ببلده عند العامة والخاصة - انتهى (1).
وهكذا أرخ وفاته صاحب " كشف الظنون " في ذيل كل ما ذكره من
مؤلفاته (2).
ووقع الرواية عنه في كتاب " الفضائل " المنسوب إلى شاذان بن جبرئيل، و
في نسخها اختلال في تاريخ النقل. وقد ذكرنا ذلك في مادة " فضائل شاذان " في
القسم الثاني.
واعلم أن المترجم عنه روى عن محدثي العامة، ولم نجد له رواية عن
الخاصة، ولم يتعرض في " الكامل "، و " البغية " على مشربه. مع أن الغالب على
صاحب " البغية " الإشارة - لو كان شئ - بقوله: " كان يتشيع ونحوه "، وإن قيل:
إن البغية في ذكر النحاة والتعرض للمذهب ليس من وظيفته، ولكن تصريح
الشيخ منتجب الدين بكونه من أصحابنا أغنانا من التجشم.
ولعله لكثرة خلطته بالعامة لم يرو عن أحد من مشائخ الامامية، مع أنه
لم يصل إلينا من رواياته إلا ما نقله خطيب خوارزم في " المقتل "، و " المناقب ".
ومع ذلك كله فعدم ذكره في شئ من الإجازات، وعدم دخوله السلسلة،
وروايته عن الأصحاب، ورواية الأصحاب عنه الرواية العامة كسائر المشائخ،

(1) الكامل 9 / 129.
(2) كشف الظنون 1 / 114، و 2 / 1106 و 1189 و 1387 و 1773 و 2026.
500

مع معاصرته لمشائخ دوريست وقم، وقرب همدان منهما، وكونه رحلة في طلب
العلم، مما يبعد كونه من أشداء الامامية، والله أعلم (1).

(1) أقول: نسبه إلى الحنابلة تلميذه الحافظ عبد القادر الرهاوي فيما حكاه عنه الذهبي في
ترجمته، قال: وقال الحافظ عبد القادر: شيخنا أشهر من أن يعرف، تعذر وجود مثله من
أعصار كثيرة على ما بلغنا من سير العلماء والمشائخ، أربى على أهل زمانه في كثرة
السماعات..، وبرع على حفاظ عصره في حفظ ما يتعلق بالحديث من الأنساب والتواريخ و
الأسماء والكنى والقصص والسير..، وكان ينزل كل إنسان منزلته، حتى تألفت القلوب
على محبته وحسن الذكر له في الآفاق البعيدة، حتى أهل خوارزم الذين هم معتزلة مع شدته
في الحنبلة.
انظر: سير أعلام النبلاء 21 / 41 - 43.
501

[150]
الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين (1).

(1) الشيخ، الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاوابي.
ترجم له المولى الأفندي في الرياض، وقال: " كان من قدماء الأصحاب، إذ يروي بقوله:
" حدثنا " عن جماعة من القدماء، منهم: علي بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه، ويروي
عن مشائخ الصدوق والمفيد والشيخ وأضرابهم أيضا، لكن من دون التصدير ب‍: حدثنا.
وفي المقام شئ، وهو أنه كيف يصح حينئذ أن يروي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن
شهريار الخازن، مع أن ابن شهريار الخازن يروي عن الشيخ الطوسي. فتأمل.
ويروي السيد ابن طاووس عن كتابه هذا في كتاب " التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب
اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ".
و " الجاوابي " بالجيم المفتوحة والألف الساكنة ثم الواو وبعدها ألف أخرى ثم باء
موحدة..، ولم أعلم النسبة. فلاحظ ".
انظر: التحصين ص 535، رياض العلماء 1 / 155 - 156، الثقات العيون ص 54، أعيان
الشيعة 5 / 16، الذريعة 24 / 387.
502

هو مؤلف كتاب " نور الهدى والمنجي من الردى "، ولما لم يكن في ترجمته
شئ إلا ما يرجع إلى كتابه ذكرناه في ذيل الكتاب المزبور في القسم الثاني. و
لم نقف على ترجمته.
503