الكتاب: الإصابة
المؤلف: ابن حجر
الجزء: ١
الوفاة: ٨٥٢
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، الشيخ علي محمد معوض
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية . بيروت
ردمك:
ملاحظات:

الإصابة
في
تميز الصحابة
للامام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المتوفى سنة 852 ه‍
دراسة وتحقيق وتعليق
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود * الشيخ علي محمد معوض
قدم له وقرظه
الأستاذ الدكتور
محمد عبد المنعم البري
جامعة الأزهر
الدكتور عبد الفتاح أبو سنة
جامعة الأزهر
الدكتور جمعة طاعر النجار
جامعة الأزهر
الجزء الأول
المحتوى
من حرف الألف - إلى حرف الحاء
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

جميع الحقوق محفوظة
لدار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة الأولى
1415 ه‍ - 1995 م‍
2

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول أهل الأدب: أعذب الشعر أكذبه، كقول المتنبي في مدح سيف الدولة (الوافر):
فان تفق الأنام وأنت منهم * فان المسك بعض دم الغزال
فقد رفع سيف الدولة إلى درجة الأنبياء والمرسلين دون سواهم، وهو كذب طريف مأجور
في الدنيا وكقول الاخر (البسيط):
ليت الكواكب تدنو لي فانظمها * عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
فقد حرج به شيطان الشعر كما يقولون عن حدود العلم والعقل معا ولا حجر عليه ما
دام لشيطان الشعر عنده ميدانه الذي لا يتعداه إلى المساس باعراض الناس وشرفهم أو
الكذب على الله ورسوله أو الفجر في الخصومة بالتفحش والهجاة المسئ. كالمنافقين
والزنادقة وأهل السوء.
وان من أفحش الذنوب في الاسلام ان تحدث انسانا بحديث هو لك مصدق وأنت
عليه كاذب ولا يعرف الكذب سبيله إلى المؤمنين يقول سبحانه (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله
وكونوا مع الصادقين) وقد تغلبت أبرز صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم على اسمه فعرف في قومه قبل
الاسلام بالصادق الأمين
ولورثة الهدي النبوي الشريف من حملة السنة المطهرة وقمم أهل الفضل والأمانة
والدين من أئمة الجرح والتعديل ولا نزكي على الله أحدا لهم في هذا المقام
مقاييس غاية في الدقة والحساسية يرفضون الكذب ولو على الدابة ولو مزاحا، تهتز الثقة في صاحبه ويعد
ساقط المروءة ولا يقبل عن مثله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن سخرية القدر باعداة النور ان
يعمي الله أبصارهم عن شعاعه، لهم عيون لا يبصرون بها فلا يدرون عن قيم الاسلام
الشامخات شيئا بل واجترؤوا عليه بكل نقيصة تنضح بها أوعيتهم وأحقادهم القديمة (بل
الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط).
3

شاءت حكمة الحكيم الاعلى سبحانه ان يقيض لهذا العلم الشريف من كل خلف
عدوله ينفون عنه زيف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين سخرهم الله عز وجل لحفظ
السنة الشريفة فبحفظها القرآن وبضياعها يضيع، لأنها مفتاح كنوزه واستجلاء أنواره.
(انا نحن ونزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
وها نحن الان بين يدي سفر نفيس ونتاج جهاد خالد لخدمة السنة الشريفة ورجالها
الأبرار الاوخو " الإصابة في تمييز الصحابة " لشيخ الاسلام الامام الحافظ ابن حجر
العسقلاني المولود في عسقلان قرية بالأرض المقدسة (على مقربة من غزة مسقط رأس
إمامه الشافعي رضي الله عنه) احتلها اليهود عام 1948 وسموها أشكلون نسأل الله أن
يرد الأمة لدينها ردا جميلا ويجعلهم اهلا لنصره وتأييده لتطهير ديار الاسلام الطاهرة
المقدسة من كل مغتصب فاجر أثيم.
وقد سخر الله سبحانه وتعالى لخدمة هذا السفر الخالد النفيس وتحقيقه العالمين
الفاضلين الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، اللذين حباهما الله
سبحانه بهمة الشباب وحمة الشيوخ يستعذبان رشقة الجهاد لخدمة العلم الشريف من
مختلق مناقذه وساحانه، ومن خلال متابعتي لهذه الجهود المشكورة لاحظت من طرائف
ذلك ضبط أبيات الشعر على تفعيلاتها ونسيتها إلى بحرها تيسيرا على ذوي التخصص
والتذوق الشعري.
أسأل الله سبحانه أن يتقبله بقبول حسن ويجعله خلصا لوجهه الكريم.
وأن يجزيهم والقائمين على النشر والجنود المجهولين والقارئين وإيانا ووالدينا
ومشايخنا وأحبابنا في الله تعالى خيد ما يجزي به عباده الصالحين. وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين.
كتبه
دكتور / محمد عبد المنعم البري
الأستاذ في كلية الدعوة الاسلامية بالقاهرة
جامعة الأزهر الشريف
4

تقديم
الإصابة في تمييز الصحابة
لابن حجر العسقلاني (773 - 852 ه‍)
كتاب الإصابة من خير الكتب التي ألفت في تاريخ الصحابة رضوان الله عليهم؟ فهم
أفهم الناس لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث شاهدوا التنزيل، وجلسوا بين يدي نبيهم
واللغة لغتهم، واللسان لسانهم، فلا عجب أن ترى الأقلام تتسابق في تقرظهم، والألسنة
تلهج بذكرهم، فقد كانوا لبنات المجتمع الاسلامي الأولى، وارتفع هذا الصرح الشامخ على
أكتافهم، وتدعمت أركانه عليهم وبهم، وعلى ظهورهم قام، وانتشر بين الأنام، فجزاهم الله
خيرا عن المسلمين والاسلام.
والكتاب الذي بين يديك ألفة ابن حجر العسقلاني وهو مؤرخ ثقة، ودائرة معارف
إسلامية، ونابغة في علوم الحديث ورجاله، لا تعجزه حجة، ولا يقصر باعه عن إقامة الدليل
والبرهان وقد اطلعت على كثير من النسخ المحققة لكتاب الإصابة، ولكني - والحق يقال -
لم أستمتع بتحقيقات نادرة وتعليقات زاخرة كما استمتعت بما أضاقت إليه يد الشيخين:
علي معوض وعادل عبد الموجود من لمحات ذكية، وعبارات سنية، وروافد تاريخية،
وألوان شتى من البلاغة العربية، فأيقنت بأن على الساحة الاسلامية فتية آمنوا بربهم في سن
الشباب وحكمة الشيوخ، فدعوت الله أن تظل أيدي أمثالهم علية على تحقيق التراص
ورجاله، أن يسدد خطاهم، ويكلل بالنجاح مسعاهم إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة
جدير.
د / عبد الفتاح أبو سنة
5

تقديم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه
وأحبابه وبعد:
فقد اطلعت على كتاب الإصابة في تمييز الصحابة من مصنفات الحافظ ابن حجر العسقلاني من أعلام القرنين الثامن والتاسع الهجريين بتحقيق الشيخين عادل أحمد عبد
الموجود وعلي محمد معوض فوجدته من أجل الكتب المصنفة في فنه وهدفه ومنهجه
وتحقيقه:
- إن معرفة الصحابة أصل لا يستغنى عنه في دراسة الحديث النبوي.
- وإن كتاب الإصابة بما يحتوي عليه من تمييز الصحابة يعد أجمع الكتب المصنفة في
هذا المجال فقد احتوى أكثر من عشرة آلاف ترجمة مع تنسيق جيد يسهل معه حصول
الطالب على مبتغاه دون معاناة.
- وقد بذل المحققان جهدا عظيما في توثيق التراجم وتخريج الأحاديث والاشعار
ونسبتها مع كتابه مقدمة ضافية، تشهد بطول باعهما في هذا الميدان ونصحهما في هذا
المجال وإخلاصهما للعمل وابتغائهما صحيح العلم. فجزاهما الله خير الجزاء ووفقهما
لصالح الأعمال
د / جمعة طاهر النجار
6

من هو الصحابي؟
الصحابي لغة: مشتق من الصحبة، وليس مشتقا من قدر خاص منها، بل هو جار على
كل من صحب غيره قليلا أو كثيرا.
كما أن قولك: مكلم، ومخاطب، وضارب، مشتق من المكالمة، والمخاطبة،
والضرب.
وجار على كل من وقع منه ذلك، قليلا أو كثيرا. يقال: صحبت قلانا حولا وشهرا
ويوما وساعة وهذا يوجب في حكم اللغة اجراءها على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار.
قال السخاوي: " الصحابي لغة: يقع على من صحب أقل ما يطلق عليه اسم صحبة، فضلا عمن طالت صحبته وكثرت مجالسته "
الصحابي عند علماء الأصول
قال أبو الحسين في " المعتمد ": هو من طالت مجالسته له على طريق التبع له والاخذ
عنه، أما من طالت بدون قصد الاتباع أو لم تطل كالوافدين فلا.
وقال الكيا الطبري: هو من ظهرت صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم صحبة القرين قرينة حتى
يعد من أصحابه وخدمه المتصلين به.
قال صاحب " الواضح ": وهذا قول شيوخ المعتزلة. وقال ابن فورك: هو من أكثر
مجالسته واختص به.
الصحابي عند علماء الحديث
قال ابن الصلاح حكاية عن أبي المظفر السمعاني أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون
اسم الصحابة على كل من روى عنه حديث أو الكلمة، ويتوسعون حتى بعد من من رآه رؤية من
7

الصحابة، وهذا لشرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم أعطوا كل من رآه حكم الصحابة.
وقال سيد التابعين سعيد بن المسيب: الصحابي من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو
سنتين، وغذا معه غزوة أو غزوتين.
ووجهه أن لصحبته صلى الله عليه وسلم شرفا عظيما فلا تنال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق
المتبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السفر الذي خو قطعة من العداب، والسنة
المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج.
وقال بدر الدين بت جماعة: وخذا ضعيف، لأنه يقتضي أنه لا يعد جرير بن عبد الله
البجلي، ووائل بن حجر وأضرابهما من الصحابة، ولا خلاف أنهم صحابة.
وقال العراقي: ولا يصح هذا عن ابن المسيب ففي الاسناد إليه محمد بن عمر
الواقدي شيخ ابن سعد ضعيف في الحديث.
وقال الواقدي: ورأيت أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول الله صلى الله وعليه
وسلم وقد أدرك الحلم فأسلم وعقل أمر الدين ورضيه فهو عندنا ممن صحل النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من
نهار.
هذا التعريف غير جامع، لأنه يخرج بعض الصحابة ممن هم دون الحلم ورووا عنه
كعبد الله بن عباس، وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وابن الزبير.
قال العراقي: والتقييد بالبلوغ شاد.
وقال السيوطي في " تدريب الراوي ": ولا يشترط البلوغ على الصحيح، وإلا لخرج من
أجمع على عده في الصحابة.
والأصح ما قيل في تعريف الصحابي انه " من لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته مسلما ومات
على اسلامه.
8

شرح التعريف:
(من لقي النبي صلى الله عليه وسلم): جنى في التعريف يشمل كل من لقبه في حياته، وأما من رآه
بعد موته قبل دفنه صلى الله عليه وسلم فلا يكون صحابيا كأبي وذؤيب الهذلي الشاعر فإنه رآه قبل دفنه.
(مسلما): خرج به من لقية كافرا ولسلم بعد وفاته كرسول قيصر فلا صحبة له.
(ومات على إسلامه): خرج به من كفر بعد إسلامه ومات كافرا.
أمت من ارتد بعده ثم أسلم ومات مسلما فقال العراقي: فيهم نظر، لان الشافعي وأبا
حنيفة نصا على أن الردة محبطة للصحبة السابقة كقرة بن ميسرة والأشعث بن قيس.
وجزم الحافظ ابن حجر شيخ الاسلام ببقاء اسم الصحبة له كمن رجع إلى الاسلام في
حياته كعبد الله بن أبي سرح.
وهل يشترط لقيه في حال النبوة أو أعم من ذلك حتى يدخل من رآه قبلها ومات على
الحنيفية كزيد بن عمرو بن نفيل، وكذا من رآه قبلها وأسلم بعد البعثة ولم يره؟.
قال العراقي: ولم أر من تعرض لذلك، وقد عد ابن منده زيد عمرو في الصحابة.
هل من الملائكة صحابة؟
الملائكة أجسام نورانية قادرة على التشكيل والظهور بأشكال مختلفه، وهي تتشكل
بأشكال حسنة، شأنها الطاعة وأحوال جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم حين تبليغه الوحي وظهوره في
صورة دحية الكلبي تؤيد رجحان هذا التعريف للملائكة على غيره.
والملائكة لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتوالدون، فمن وصفهم بذكورة فسق ومن
وصفهم بأنوثة أو خنوثة كفر، لقوله تعالى: (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا
أشهدوا خلقهم) الآية، ومسكنهم السماوات ومنهم من يسكن الأرض.
وقد دل على وجودهم الكتاب والسنة والاجماع فالمنكر كافر، وإذا فيجب الايمان
اجمالا فيمن علم منهم إجمالا، وتفصيلا فيمن علم بالشخص كجبريل وميكائيل أو بالنوع
كحملة العرش والحافين من حوله والكتبة والحفظة وقد خلق الله الملائكة جندا له منفذين
لأوامره في خلقه فمنهم ساكن السماوات وأفضلهم حملة العرش والحافين من حوله وهم
الكروبيون، ومنهم الموكلون بالنار وهم الزبانية مع مالك ومنهم الموكلون بالجنة لاعداد
النعيم مع رضوان، ومنهم سفير الله إلى أنبيائه وهو جبريل، والموكل بالمطر والسحاب
9

والرزق وهو ميكائيل، وصاحب النفخ وهو إسرافيل، والموكلون بحفظ بني آدم والكاتبون
لاعمالهم، ومنهم منكر ونكير فتانا القبر، ومنهم ملك الموت وأعوانه وهو عزرائيل (وما
يعلم جنود ربك الا هو)
عصمة الملائكة
والقول الحق أنهم معصومون يستحيل صدور الذنوب منهم كبيرة كانت أو صغيرة
بدليل قوله تعالى: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)
وقوله: يسبحون الليل والنهار ولا يفترون) وقوله (يخافون ربهم من فوقهم
ويفعلون ما يؤمرون) وقوله (ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحون وله
يسجدون) أي أن شأنهم وحياتهم التي فطروا عليهما هي الخضوع والعبادة والله أعلم
وهل هم صحابة أم لا؟ أجاب الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال: وهل تدخل الملائكة
محل نظر؟ وقد قال بعضهم إن ذلك ينبئ على أنه هل كان مبعوثا إليهم أو لا. وقد نقل
الامام فخر الدين في " أسرار التنزيل " الاجماع على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة
ونوزع في هذا النقل بل رجح الشيخ نقي الدين السيكي أنه كان مرسلا إليهم.
هل من الجن صحابة؟!
اختلف علماء التوحيد في بيان حقيقة الجن، فقال بعضهم بتغاير حقيقته، فعرفوا الجن
بأنها أجسام هوائية لطيفة تتشكل بأشكال مختلفة وتظهر منها أفعال عجيبة، ومنهم المؤمن
ومنهم الكافر.
أما الشياطين: فهي أجسام نارية شأنها إقامة النفس في الغواية والفساد.
وقال آخرون ان حقيقتها واحرة وهي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال حسنة
أو قبيحة، وهم كبني آدم يأكلون ويشربون ويتناسلون ويكلفون، منهم المؤمن ومنهم
العاصي، أما الشيطان فاسم للعاصي، يدل على ذلك قوله تعالى: (والجان خلقناه من قبل
من نار السموم). كما يدل على تكليمهم ووجودهم قوله تعالى: (وإذا صرفنا إليك نفرا
من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين)
الآيات، وقوله: (قل أوحي إلى أنه استمتع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي
إلى الرشد وآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) وحيث ثبت وجودهم بكلام الله وكلام أنبيائه
10

انعقد عليه الاجماع كان الايمان بما ثبت واجبا ومنكره كافر.. والسؤال بعد ذلك هل هم
داخلون في الصحابة الحق؟
نعم. يدخل في الصحابة رضوان الله تعالى عليهم من رآه صلى الله عليه وسلم أو لقيه مؤمنا به من
الجن، لأنه صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قطعا وهم مكلفون، وفيهم العصاة والطائعون
قال الحافظ ابن حجر، الراجح دخولهم، لان النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قطعا.
قال السبكي في فتاويه، كونه صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الإنس والجن كافة وأن رسالته شاملة
للثقلين فلا اعلم فيه خلافا، ونقل جماعة الاجماع عليه.
قال السبكي: والدليل عليه قبل الاجماع الكتاب والسنة، أما الكتاب فآيات منها قوله
تعالى: (ليكون للعالمين نذيرا).
وقد أجمع المفسرون على دخول الجن في ذلك في هذه الآية. ومع ذلك هو مدلول
لفظها، فلا يحرج عنه الا بدليل.
ومنها قوله تعالى في سورة الأحقاف: (فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين)
والمنذرون هم المخوفون مما يلحق بمخالفته لوم، فلو لم يكن مبعوثا إليهم لما كان
القرآن الذي أتي به لازما لهما ولا خوفوا به.
ومنها قولهم فيها، (أجيبوا داعي الله) فأمر بعضهم بعضا بإجابته دليل على أنه داع
لهم، وهو معنى بعثه إليهم.
ومنها قولهم (وآمنوا به يغفر لكم..) الآية، وذلك يقتضى ترتيب المغفرة على
الايمان به، وأن الايمان به شرط فيها، وإنما يكون كذلك إذا تعلق حكم رسالته بهم، وهو
معنى كونه مبعوثا إليهم.
ومنها قولهم: (ومن لا يجب داعي الله) الآية، فعدم إعجازهم وأوليائهم، وكونهم
في ضلال مرتب على عدم إجابته، وذلك أدل دليل على بعثته إليهم.
ومنها قوله تعالى: (سنفرغ لكم أيها الثقلان) فهذا تهديد ووعيد شامل لهم وارد
على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عن الله، وهو يقتضي كونه مرسلا إليهم، وأي معنى للرسالة غير ذلك
وكذلك مخاطبتهم في بقية السورة بقوله: (ولمن خاف مقام ربه جنتان)، وغير ذلك من الآيات التي تضمنتها هذا السورة.
11

ومنها قوله تعالى في سورة الجن: (فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) فإن قوة هذا
الكلام تقتضي أنهم انقادوا له وآمنوا بعد شركهم، وذلك يقتضي أنهم فهموا أنهم مكلفون
به، وكذلك كثير من الآيات التي في هذه السورة التي خاطبوا بها قومهم.
ومنعا قولهم فيها: (وانا لما سمعنا الهدى امنا به) وكذا قولهم: (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا) الآيات.
ومنها قوله تعالى: (قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحى إلى ها القران لأنذركم به ومن
بلغ)
فهذه الآية تقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم منذر بالقرآن كله من بلغه القرآن جنيا كان أو إنسيا،
وهي في الدلالة كآية الفرقان أو أصرح، فإن احتمال عود الضمير على الفرقان غير وارد هنا،
فهذه مواضع في الفرقان تدل على ذلك دلالة قوية، أقواها آية الانعام هذه، وتليها آية
الفرقان، وتليها آيات الأحقاف، وتليها آيات الرحمن، وخطابها في عدة آيات: (فبأي آلاء
ربكما تكذبان)، وتليها سورة الجن، فقد جاء ترتيبها في الدلالة والقوة كترتيبها في
المصحف، وفي القرآن أيضا ما يدل لذلك، ولكن دلالة الاطلاق اعتمدها كثير من العلماء
في مباحث، وهو اعتماد جيد وهو هنا أجود، لان الامر بالانذار، والمطلق إذا لم يتقيد بقيد
يدل على تمكن المأمور في الاتيان به في أي فرد شاء من أفراده وفي كلها، وهو صلى الله عليه وسلم كامل
الشفقة على خلق الله، والنصيحة لهم والدعاء إلى الله تعالى، فمع تمكنه من ذلك لا يتدكه
في شخص من الأشخاص، ولا في زمن من الأزمان، ولا في مكان من الأمكنة وهكذا
كانت حالته - صلى الله عليه وسلم، ويعلم أيضا من الشريعة أن الله تعالى، لم يرده قوله: (قم فأنذر)
مطلق الانذار حتى يكتفي بانذار واحد لشخص واحد، بل أراد التشمير والاجتهاد في ذلك،
فهذه القرائن تفيد الامر بالانذار لكل من يفيد فيه الانذار والجن بهذه الصفة، لأنه كان فيهم
سفهاء وقاسطون وهم مكلفون فإذا أنذروا رجعوا عن ضلالهم فلا يترك النبي صلى الله عليه وسلم دعاءهم،
والآية بالقرائن المذكورة مفيدة للامر بذلك فثبتت البعثة إليهم بذلك، ومنها كل آية فيها لفظ
المؤمنين ولفظ الكافرين مما فيه أمر نهي ونحو ذلك فإن المؤمنين والكافرين صفتان
لمحذوف، والموصوف المحذوف يتعين ان يكون الناس بل المكلفون أعم من أن يكونوا
إنسا أو جنا، وإذا ثبت ذلك أمكن الاستدلال بما لا يعد ولا يحصى من الآيات كقوله تعالى:
12

(فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون)
فالجن الذين لم يتبعوه ليسوا مفلحين، وإنما يكون كذلك، وإذا ثبتت رسالته في حقهم.
وكقوله تعالى: (لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) وكقوله: (هدى
للمتقين)، ونحو ذلك من الآيات أيضا قوله تعالى: (انما تنذر من اتبع الذكر)، ومن
الجن كذلك، ولو تتبعنا الآيات التي من هذا الجنس لوجدناها جاءت كثيرة.
واعلم أن المقصود بتكثير الأدلة أن الآية الواحدة والآيتين قد يمكن تأويلها، ويتطرق
إليها الاحتمال فإذا كثرت قد تترقى إلى حد يقطع بإرادة ظاهرها، وبقي الاحتمال والتأويل
عنها.
وأما السنة ففي صحيح مسلم من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: (فضلت على الأنبياء بست، أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي
الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وخيم بي
التيسيون)
ومحل الاستدلال قوله: (وأرسلت إلى الخلق كافة)، فإنه يشمل الجن والإنس،
وحمله على الانس خاصة تخصيص بغير دليل فلا يجوز، والكلام فيه كالكلام في قوله
تعلى: (للعالمين)
فإن قال قائل: على أن المراد بالخلق الناس رواية البخاري من حديث جابر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي)، فذكر من جملتها:
13

" وأرسلت إلى الناس كافة "، قلنا: لو كان هذا حديثا واحدا كنا نقول: لعل هذا اختلاف من
الرواة، ولكن الذي ينبغي ان يقال: انهما حديثان، لان حديث مسلم من رواية أبي هريرة،
وفيه ست خصال، وحديث البخاري من رواية جابر وفيه خمس خصال.
والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قالهما في وقتين، وفي حديث مسلم زيادة في عدة الخصال،
وفي سنن المرسل إليهم فيجب إثباتها زيادة على حديث جابر، وليس بنا ضرورة إلى حمل
أحد الحديثين على الأظهر إذ لا منافاة بينهما، بل هما حديثان مختلفا المخرج والمعنى، وإن
كان بينهما اشتراك في أكثر الأشياء، وخرج كل من صاحبي الصحيحين واحدا منها ولم يذكر
الاخر.
فهذا الحديث الذي ذكرناه عن مسلم واستدللنا به أصرح الأحاديث الصحيحة الدالة
على شمول الرسالة للجن والانس.
ومن الأدلة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وشرعته آخر الشرائع وناسخة لكل شريعة
قبلها، ولا شريعة باقية الان غير شريعته، ولذلك إذا نزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم انما يحكم
بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فلو لو يكن الجن مكلفين بها لكانوا إما مكلفين بشريعة غيرهما، وهو
خلاف ما تقرر، وإما ألا يكونوا مكلفين أصلا، ولم يقل أحدا بذلك، ولا يمكن القول به،
لان القرآن كله ملئ بتكليفهم، قال تعالى: (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين)
وقال (قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار) إلى غير ذلك
من الآيات، ودخولهم النار دليل على تكليفهم، وهذا أوضح من أن يقام عليه دليل، فان
تكليفهم معلوم من الشرع بالضرورة، وتكليفهم بغير هذه الشريعة يستلزم بقاء شريعة معها،
فثبت أنهم مكلفون بهذه الشريعة كالإنس
وقال ابن حزم الظاهري:
قد أعلمنا الله ان نقدا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم صحابه
فضلاء. هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
14

بم يعرف الصحابي؟
يعرف الصحابي بأحد الأدلة التالية:
أولا: التواتر، وهو رواية جمع عن جمع يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، وذلك
كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة المبشرين بالجنة - رضي الله عنهم.
ثانيا: الشهرة أو الاستفاضة القاضرة عن حد التواتر كما في أمر ضمام بن ثعلبة،
وعكاشة بن محصن.
ثالثا: أن يروى عن آحاد الصحابة أنه صحابي كما في حممة بن أبي احممه الدوسي
الذي مات ب‍ " أصبهان " مبطونا فشهد له أبو موسى الأشعري انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم حكم له
بالشهادة، وهكذا ذكره أبو نعيم في " تاريخ أصبهان ".
رابعا: أن يخبر أحدا التابعين بأنه صحابي بناء على قبول التزكية من واحد عدل وهو
الراجح.
خامسا: أن يخبر هو عن نفسه بأنه صحبي بعد ثبوت عدالته ومعاصرته، فأنه بعد ذلك
لا يقبل ادعاؤه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعه، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
" أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنه على رأس مائة سنة منه لا يبقى أحد ممن على ظهر
الأرض... "
يريد بهذا انخرام القرن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم دلك في سنة وفاته، ومن هذا المأخذ
لم يقبل الأئمة قول من ادعى الصحبة بعد الغية المذكورة.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في " الإصابة " - هنا - ضابطا يستفاد منه معرفة جمع كثير
من الصخابة يكتفى فيهم بوصف يتضمن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار:
أحدها: أنهم كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة، فمن تتبع الأخبار الواردة من
الردة والفتوح وجد من ذلك الكثير.
15

ثانيها: ان عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لاحد مولود إلا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم
فدعا له، وهذا أيضا يوجد منه الكثير.
ثالثها: أنه لم يبق بالمدينة ولا بمكة ولا الطائف ولا من بينها من الأعراف الا من
أسلم وشهد حجة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجودا اندرج فيهم، لحصول رؤيتهم
للنبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يرهم هو.
قال الذهبي في " الميزان " في ترجمة " رتن " 2 / 45 " وما أدرك ما رتن؟! شيخ دجال
بلا ريب، ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة، والصحابة لا يكذبون وهذا جرئ على الله
ورسوله، وقد ألفت في أمره جزءا "
حكمة الله في اختيار الصحابة
الواقع أن العقل المجرد من الهوى والتعصب، يحيل على الله في حكمته ورحمته، أن
يختال حمل شريعته الختامية أمة مغموزة أو طائفة ملموزة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
ومن هنا كان توثيق هذه الطبقة الكريمة طبقة الصحابة، يعتبر دفاعا عن الكتاب والسنة
وأصول الاسلام من ناحية، ويعتبر إنصافا أدبيا لمن يستحقونه من ناحية ثانية، ويعتبر تقديرا
لحكمة الله البالغة في اختيار هم لهذه المهمة العظمى من ناحية ثالثة، كما أن توهينهم والنيل
منهم يعد غمزا في هذا الاختيار الحكيم، ولمزا في ذلك الاصطفاء والتكريم فوق ما فيه من
هدم الكتاب والسنة والدين.
على أن المتصفح لتاريخ الأمة العربية وطبائعها ومميزاتها يرى من سلامة عنصرها
وصفاء جوهرها، وسمو مميزاتها، ما يجعله يحكم مطمئنا بأنها صارت خير أمة أخرجت
للناس بعد صهرها الاسلام، وطهرها القرآن ونفى خبثها سيئا الأنام، عليه الصلاة
والسلام.
ولكن الاسلام قد ابتلي حديثا نمثل أو بأشد مما ابتلي به قديما، فانطلقت السنة في هذا
العصر ترجف في كتاب الله بغير علم، وتخوض في السنة بغير دليل، وتطعن في الصحابة
دون استحياء، وتنال من حفظة الشريعة بلا حجة، وتتهمهم تارة بسوء الحفظ، وأخرى
بالتزيد وعدم التثبيت، وقد زودناك، وسلحناك، فأنزل في الميدان ولا تخش عداك.
(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
نصرنا الله بنصره الاسلام، وثبت منا الاقدام والحمد لله في البدء والختام.
16

مرتبة الصحابة
للصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد
منهم، وذلك أمر مسلم به عند كافة العلماء، لكونهم على الاطلاق معدلين بنصوص الشرع
من الكتاب والسنة، وإجماع من يعتد به في الاجماع من الأمة.
فاما الكتاب:
قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم
ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك
مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه
يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا
عظيما).
وقال تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من
الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءوا الدار والايمان من
قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)
وقال تعالى: (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله، والذين آووا ونصروا
أولئك هم المؤمنون حقا، لهم مغفرة ورزق كريم)
وقال تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في
قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحا قريبا)
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا الصادقين)
وقال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم باحسان،
رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعدلهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها ابدا، ذلك
الفوز العظيم)
وقال تعالى: (كذلك جعلناكم أمة وسطا)
17

والوسط، الخيار والعدول، فهم خير الأمم وأعدلهم في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم
ونياتهم، وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسول على أممهم يوم القيامة، والله تعالى يقبل
شهادتهم عليهم فهم شهداؤه، ولهذا نوه بهم لرفع ذكرهم وأثنى عليهم، لأنه تعالى لما
اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملائكة وغيرهم بحال هؤلاء الشهداء، وأمر ملائكته أن
تصلي عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم، والشاهد المقبول عند الله هو الذي يشهد بعلم
وصدق فيخبر بالحق مستندا إلى علمه به، كما قال تعالى: (إلا من شهد بالحق وهم
يعلون).
وقال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر
وتؤمنون بالله)
ويدخل في الخطاب الصحابي من باب أولى فلقد شهد بأنهم يأمرون بكل معروف
وينهون عن كل منكر
وقال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم، وما جعل عليكم في الدين
من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي خذا ليكون الرسول شهيدا
عليكم، وتكونوا شهداء على الناس)
فأخبر تعالى أنه اجتباهم، والاجتباء كالاصطفاء، وهو افتعال من " اجتبى الشئ
يجتبيه "، إذا ضمه إليه وحازه إلى نفسه، فهم المجتبون الذين اجتباهم الله إليه وجعلهم أهله
وخاصته وصفوته من خلقه بعد النبيين والمرسلين، ولهذا أمرهم تعالى ت أن يجاهدوا فيه حق
جهاده ويبذلوا له أنفسهم ويفردوه بالنحبة والعبورية، ويختاروه وحده إلها معبودا محبوبا
على كل ما سواه، كما اختارهم على من سواهم، فيتخذونه وحده إلههم ومعبودهم الذي
يتقربون إليه بألسنتهم وجوارحهم وقلوبهم ومحبتهم وإرادتهم، فيؤثرونه في كل حال على
من سواه كما اتخذهم فبيده وأولياءه وأحباءه، وآثرهم بذلك على من سواهم، ثم أخبرهم
تعالى انه يسر عليهم دينه غاية التيسير، ولم يجعل عليهم فيه من حرج البتة لكمال محبته لهم
ورأفته ورحمته وحنانه بهم، صم أمرهم بلزوم ملة إمام الحنفاء أبيهم إبراهيم، وهي إفراده
تعالى وحده بالعبودية والتعظيم والحب والخوف والرجاء والتوكل والإنابة والتفويض
والاستسلام، فيكون تعلق ذلك من قلوبهم به وحده لا بغيره، ثم أخبر تعالى أنه فعل ذلك
18

ليشهد عليهم رسوله ويشهدوا هم على الناس، فيكون مشهودا لهم بشهادة الرسول، شاهدين
على الأمم بقيلم حجة الله عليهم.
وقال تعالى: (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى)
قال ابن عباس: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه عليه السلام.
تلك آيات عظيمه نزلت من عند المولى عز وجل تشهد بفضل وعدالة جميع أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه في المواقف الحاسمة في تاريخ الدعوة الاسلامية ابتداء من دار
الأرقم بن أبي الأرقم، وانتهاء بفتح المدائن.
فمن الأمور القطعية الثبوت والدلالة أن عدالة أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت من
فوق سبعة أرقعة، فلا يتصور لانسان مهما أوتي من علم ومعرفة أن يطعن في صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعد شهادة الله عز وجل لهم!!
وهذا سنفرد له كلمة عن الحديث عن سيدنا " أبي هريرة " رضي الله عنه.
(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره
الكافرون.
وأما السنة:
وفي نصوص السنة النبوية المشرف ء الشاهدة بذلك كثرة منها:
عن أبي سعيد عن النبي - عليه السلام - قال: " لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده
لو أن أحدكم أنفق مثل أحدكم ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه "
19

وهذا خطاب منه لخالد بن الوليد ولأقرانه من مسلمة الحديبية والفتح، فإذا كان مذ
أحد أصحابه أو نصيفه أفضل عند الله من مثل أحد ذهبا من مثل خالد وأضرابه من أصحابه
فكيف يجوز أن يحرمهم الله الصواب في الفتاوى ويظفر به من بعدهم؟ هذا من أبين
المحال وعن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله الله في أصحابي، الله
الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي
أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد اذى الله، من آدى الله فيوشك أن يأخذه.
وعن أبي موسى قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب، ثم قلنا: لو انتظرنا حتى نصلي
معه العشاء، فانتظرناه فخرج علينا، فقال: " ما زلتم هاهنا "، قال: قلنا: نعم يا رسول الله،
قلنا نصلي معك العشاء قال: " أحسنتم وأصبتم "، ثم رفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا
ما يرفع رأسه إلى السماء، قال: " النجوم أمنة لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم اتي أهل
السماء ما يوعدون وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت اتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمة
لامتي، فإذا ذهب أصحابي اتى أمتي ما يوعدون "
ووجه الاستدلال بالحديث انه جهل نسبة إلى من بعدهم كنسبته إلى أصحابه،
وكنسبة النجوم إلى السماء، ومن المعلوم ان هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم
ما هو نظير اهتدائهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنجوم، وأيضا فإنه جعل بقاءهم
بين الأمة أمنة لهم، وحزروا من الشر وأسبابه.
وهن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم،
ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ".
20

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان خير القرون قرنه مطلقا، وذلك يقتضي تقريمهم في كل باب من
أبواب الخير، والا لو كان خيرا من بعض الوجوه فلا يكونون خير القرون مطلقا.
وقد يقول قائل: ان هذه الأذلة تتناول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه قبل
الفتح، واما من أسلم بعد الفتح فلا دليل على عدالتهم، فأسوق جوابا له قول الدكتور محمد
السماحي: " واما مسلمة الفتح والاعراب الوافدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء لم يتحلوا من
السنة مثل ما تحمل الصحابة الملازمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تعرض منهم للرواية كحكيم بن
حزام وعتاب وغيرهم عرفوا بالصدق والديانة وغاية الأمانة على أنه ورد ما يجعلهم أفضل
من سواهم من القرون بعدهم، كقوله صلى الله عليه وسلم: " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ثم يفشو الكذب "
وهو حديث صحيح مروي في " الصحيحين " وغيرهما بألفاظ مختلفه، والخيرية لا
تكون الا للعدول الذين يلتزمون الدين والعمل به. وقال تعالى: (كنتم هير أمة أخرجت
للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
والخطاب الشفهي لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن حضر نزول الوحي، وهو يشمل
جميعهم، وكذلك قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا، لتكونوا شهداء على الناس
ويكون الرسول عليكم شهيدا)، وسطا: عدولا.
فالاسلام كان في أول شبابه فتيا قويا في قلوب من أذعنوا له واتبعوه هداه، وتمسكوا
بمبادئه، واصطبغوا بصبغته، فكانت العالة قوية في نفوسهم شائعة في آحادهم، حتى اننا
نرى الذين وقعوا منهم في الكبائر ما لبثوا أن ساقتهم عزائمهم إلى الاعتراف وطلب الحد،
ليطهروا به أنفسهم، وسارعوا إلى التوبة حيث تاب الله عليهم، ولا نريد بقولنا: الصحابة
عدول - أكثر من أن ظاهرهم العدالة.
ثناء أهل العلم على الصحابة
وهذا الثناء للاستئناس وليس للتدليل إذ لا يصح القول مع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم
21

حيث نص الله ورسوله على عدالتهم، فهل بعد تعديل الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم تعديل؟!!
فأقول ولله الحمد والمنة:
قال الامام النووي: الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم باجماع من يعتد
به.
قال امام الحرمين: والسبب في عدم الفص عن عدالتهم انهم حملة الشريعة، فلو
ثبت توقف في روايتهم لانحصرت الشريعة على عصره صلى الله عليه وسلم ولما استرسلت سائر الأعصار.
قال أبو زرعه الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه
زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وانما أدى ذلك كله إلينا
الصحابة، وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة فالجرح بهم
أولى.
قال ابن الصلاح: " ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ومن لابس الفتن
منهم، فكذلك باجماع العلماء الذين يعتد بهم في الاجماع أحيانا للظن بهم، ونظرا إلى ما
تمهيد لهم ن المآثر، وكان الله سبحانه وتعالى أتاح الاجماع على ذلك لكونهم نقله
الشريعة "
قال الخطيب البغدادي في الكفاية " مبوبا على عدالتهم:
ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة، وأنه لا يحتاج إلى سؤال عنهم، وانما يجب
فيمن دونهم كل حديث اتصل اسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل ب الا بعد
ثبوت عدالة رجاله، ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لان عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص
القرآن.
والاخبار في هذا المعنى تتسع، وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن، وجميع ذلك
يقتضي طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله
تعالى لهم، والمطلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق له.
وقال الامام مالك: من انتقض أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فليس له في هذا الفئ
حق، قد قسم الله الفئ في ثلاثة أصناف فقال:
22

(للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، يبتغون فضلا من الله
ورضوانا، وينصرون الله ورسوله، وأولئك هم الصادقون)
ثم قال:
(والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم، يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في
صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
وهؤلاء هم الأنصار.
ثم قال:
(والذين جاؤوا من بعدهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا
تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا رؤوف رحيم)
فمن تنقصهم فلا حق له في فئ المسلمين.
عقيدة أهل السنة في تفضيل الصحابة
أجمع أهل السنة على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق أبو بكر ثم عمر،
وممن حكى إجماعهم على ذلك أبو العباس القرطبي، فقال: ولم يختلف أحد في ذلك من
أئمة السلف ولا الخلف، فقال: ولا مبالاة بأقوال أهل التشيع ولا أهل البدع، انتهى. وقد
حكى الشافعي وغيره اجماع الصحابة والتابعين على ذلك، قال البيهقي في كتاب
" الاعتقاد ": روينا عن أبي ثور عن الشافعي قال: ما اختلف أحد من الصحابة والتابعين في
تفضيل أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصحابة، وانما اختلف من اختلف منهم في
علي وعثمان.
وقال العلامة الكمال بن الهمام في " المسايرة ": فضل الصحابة الأربعة على حسب
ترتيبهم في الخلافة، إذ حقيقة الفضل ما هو فضل عند الله تعالى، وذلك لا يطلع عليه الا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ورد عنه ثناؤه عليهم كلهم، ولا يتحقق إدراك حقيقة تفضيله عليه السلام
لبعضهم على تعض إن لم يكن سمعيا يصل إلينا قطعيا في دلالته الا الشاهدين لذلك الزمان،
لظهور قرائن الأحوال لهم، وقد ثبت دلك لنا صريحا ودلالة كما في صحيح البخاري من
حديث عمرو بن العاص حين سأله عليه السلام:
23

من أحب الناس إليك من الرجال؟ فقال: " أبوها ". يعني عائشة رضي الله عنها -
وتقديمه قي الصلاة على ما قدمنا مع أن الاتفاق على أن السنة ان بقدم على القوم أفضلهم
علما، وقراءة، وخلقا، وورعا، فثبت انه كان أفضل الصحابة، وصح من حديث ابن عمر
في صحيح البخاري قال: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بابي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم، وصح فيه من حديث محمد بن الحنفية: قلت لأبي: اي الناس خير
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت ان يقول
عثمان، قلت: ثم أنت قال: ما انا الا واحد من المسلمين، فهذا علي نفسه مصرح بان أبا بكر
أفضل الناس، وأفاد بعد ما ذكرنا تفضيل أبي بكر وحده على الكل، وفي بعض ترتيب
الثلاثة، ولما أجمعوا على تقديم علي بعدهم دل على أنه كان أفضل من بحضرته وكان منهم
الزبير وطلحة فثبت انه كان أفضل الخلق بعد الثلاثة.
هذا واعتقاد أهل السنة تزكية جميع الصحابة والثناء عليهم، كما أثنى الله سبحانه
وتعالى عليهم إذ قال:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس)
وقال العلامة البغدادي في " أصول الدين ".
أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم الستة الباقون بعدهم إلى تمام
العشرة وهم: طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد
الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح، ثم البدريون، ثم اصحب أحد، ثم أهل بيعة
الرضوان بالحديبية، اختلق أصحابنا في تفضيل علي وعثمان، فقدم الأشعري عثمان،
وبناه على أصله في منع امامه المفضول.
وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة والحسين بن الفضل البجلي بتفضيل علي رضي الله
عنه - وقال القلانسي: لا ادرى أيهما أفضل، وأجاز امامه المفضول.
وقال العلامة اللقاني في جوهرته:
وأول التشاجر الرجز الذي ورد * ان خضت فيه واجتنب داء الحسد
24

فقال العلامة البيجوري في شرحه عليها:
وقد وقع تشاجر بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - وقد افترقت الصحابة ثلاث
فرق:
فرقة اجتهدت، فظهر لها ان الحق مع علي، فقاتلت معه وفرقة اجتهدت، فظهر لها
أن الحق مع معاوية، فقاتلت معه، وفرقة توقفت.
وقد قال العلماء: المصيب بأجرين والمخطئ باجر، وقد شهد الله ورسوله لهم
بالعدالة، والمراد من تأويل ذلك أن يصرف إلى محمل حسن لتحسين الظن بهم فلم يخرج
وتحد منهم عن العدالة بما وقع بينهم، لأنهم مجتهدون.
وقوله: (ان خضت فيه) أي ان قدر انك خضت فيه فأوله: ولا تنقص أحدا منهم،
وإنما قال المصنف ذلك لان الشخص ليس مأمورا بالخوض فيما حرى بينهم، فإنه ليس من
العقائد الدينية، ولا من القواعد الكلامية، وليس مما ينتفع به في الدين، بل ربما ضر في
اليقين، فلا يباح الخوض فيه الا للرد على المتعصبين، أو للتعليم كتدريس الكتب التي
تشتمل على الآثار المتعلقة بذلك، واما العوام فلا يجوز لهم الخوض فيه لشدة جهلهم،
وعدم معرفتهم بالتأويل.
وقال السعد التفتازاني:
" يجب تعظيم الصحابة والكف عن مطاعنهم، وحمل ما يوجب بظاهره الطعن فيهم
على محامل وتأويلات، سيما المهاجرين، والأنصار وأهل بيعة الرضوان، ومن شهد بدرا
واحدا والحديبية، فقال: انعقد على علو شانهم الاجماع، وشهد بذلك الآيات الصراح،
والاخبار الصحاح "
" وللروافض سيما الغلاة منهم مبالغات في بغض البغض من الصحابة - رضي الله عنهم
- والطعن فيهم بناء على حكايات وافتراءات لم تكن في القرن الثاني والثالث، فإياك
والاصغاء إليها، فإنها تضل الاحداث، وتحير الأوساط وان كانت لا تؤثر فيمن له استقامة
على الصراط المستقيم، وكفاك شاهدا على ما ذكرنا انها لم تكن في القرون السالفة ولا فيما
بين العترة الطاهرة، بل ثناؤهم على عظماء الصحابة وعلماء السنة والجماعة، والمهديين من
خلفاء الدين مشهئر وفي خطبهم ورسائلهم وأشعارهم ومدائحهم مذكور "
25

وقال العلامة المرعشي في " نشر الطوالع ":
" يجب تعظيم جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والكف عن مطاعنهم، وحسن الظن بهم،
وترك التعصب والبغض لأجل بعضهم على بعض، وترك الافراط في محبة بعضهم على وجه
يفضي إلى عداوة آخرين منهم والقدح فيهم، فان الله تعالى اثنى عليهم في مواضع كثيرة منها
قوله تعالى:
(يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم بايمانهم..)
الآية.
وقد أحبهم النبي صلى الله عليه وسلم واثنى عليهم وأوصى أمته بعدم سبهم وبغضهم وأذاهم، وما ورد
من المطاعن، فعلى تقدير صحته له محامل وتأويلات، ومع ذلك لا يعادل ما ورد في
مناقبهم، وحكي عن آثارهم المرضية وسيرهم الحميدة نفعنا الله بمحبتهم أجمعين.
قال: الامام النووي - رحمه الله تعالى:
واعلم أن سبب تلك الحروب ان القضايا كانت مشتبهة، فلشدة اشتباهها اختلف
اجتهادهم وصاروا ثلاثة اقسام: قسم ظهر لهم بالاجتهاد ان الحق في هذا الطرف، وان
مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه فعلوا ذلك، ولم يكن يحل
لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة الإمام العدل في قتال البغاة.
وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم بالاجتهاد ان الحق في الطرف الآخر، فوجب عليهم
مساعدته وقتال الباغي عليه.
وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين
فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم، لأنه لا يحل الاقدام على قتال
مسلم حتى يظهر انه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وان الحق معه لما
جاز بهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليه.
فكلهم معذورون - رضي الله عنهم - ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الاجماع
على قبول شهاداتهم وروايتهم وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين.
26

الدواعي والعوامل
التي توفرت في الصحابة حتى استظهروا القران والحديث النبوي الشريف وثبتوا فيهما
ان محاولة الطعن في أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في محاولة للطعن في القران
الكريم والسنة النبوية المشرفة فالطاعن فيهم يريد زعزعة الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم مقصده في ذلك اقتتان المسلمين عن دينهم فكثرت الأيدي الأئمة من النيل بكتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم فاستكثروا على الصحابة - رضوان الله عليهم - ان يكونوا قد حفظوا الحديث
الشريع، وهذا ما ستراه في الدفاع عن امام الحافظين سيدنا أبي هريرة - رضي الله عنه - ومع
كل ذلك أبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون.
واليك ما كتب العلامة الزرقاني في " مناهل العرفان " فقال: ويزعم أن شبهان القوم
كلها متشابهة، وطرق دفعها هي الأخرى ومتشابهة، فان واجب الحيطة والحذر يقتضينا ان نقيم
خطا منيعا من خطوط الدفاع عن الكتاب والسنة، وان نؤلف هذا الخط من جبهتين قويتين:
الجبهة الأولى: تطاول السماء بتجليه الدواعي والعوامل التي توافرت في الصحابة حتى
جعلت منهم كثرة غامرة يحفظون القرآن والحديث، وينقلونهما نقلا متواترا مستفيضا.
والجبهة الثانية: تفاخر الجوزاء بنظم الدواعي والعوامل التي توافرت فيهم رضوان الله
عليهم، حتى جعلتهم يتثبتون أبلغ تثبت وأدقه في القرآن وجمع القرآن، وكل ما يتصل
بالقرآن، وفي الحديث الشريف، وكل ما يتصل
بالقرآن، وفي الحديث الشريف، وكل ما يتصل بالحديث الشريف
واني أستمنح الله فتوحا وتوفيقا في هذه المحاولة الجليلة، (ليهلك من هلك عن بينة،
ويحيا من حي عن بينة، وان الله لسميع عليم)
أولا: عوامل حفظ الصحابة للكتاب والسنة
العامل الأول:
انهم كانوا أميين لا يعرفون القراءة، ولا يحذقون الخط والكتابة اللهم الا نزر يسير لا
27

يصاغ منهم حكم على المجموع، وترجع هذه الأمية السائدة فيهم إلى غلبة البداوة عليهم
وبعدهم عن أسباب الحضارة، وعدم اتصالهم اتصالا وثيقا بالأمتين المتحضرتين آنذاك الفرس
والروم.
ومعلوم ان الكتابة والقراءة وامحاء الأمية في أية أمة رهين بخروجها من عهد السذاجة
والبساطة إلى عهد المدنية والحضارة.
ثم إن هذه الأمية تجعل المرء منهم لا يعول إلا على حافظته وذاكرته فيما يهمه حفظه
وذكره، ومن هنا كان تعويل الصحابة على حوافظهم يقدحونها في الإحاطة بكتاب الله وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم لان الحفظ هو السبيل الوحيدة أو الشبيهة بالوحيدة إلى إحاطتهم بها، ولو كانت
الكتابة شائعة فيهم لاعتمدوا على النقش بين السطور بدلا من الحفظ في الصدور.
نعم، كان هناك كتاب للوحي، وكان بعض الصحابة يكتبون القرآن لأنفسهم، إلا أن
هؤلاء وهؤلاء كانوا فئة قليلة، ولعلك لم تنس ان كتابة القرآن في عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان
الغرض منها زيادة التوثق والاحتياط للقرآن الكريم بتقييده وتسجيله.
اما السند النبوية فقد نهز النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن كتابتها أول الامر مخافة اللبس
بالقرآن، إذ قال عليه الصلاة والسلام: " لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه،
وحرثوا عني فلا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوا مقعدة من النار "
نعم. خشي الرسول صلى الله عليه وسلم ان يختلط القرآن بالسنة إذا هم كتبوا السنة كما كانوا يكتبون
القرآن، أو ان تتوزع جهودهم وهي لا تحتمل ان يكتبوا جميع السنة وجميع القرآن فقصرهم
على الأهم أولا وهو القرآن، خصوصا إذ لا حظنا ان أدوات الكتابة كانت نادرة لديهم إلى
حد بعيد، حتى كانوا يكتبون في اللخاف والسعف والعظام كما علمت.
فرحمة بهم من ناحية، وأخذا لهم بتقديم الأهم على المهم من ناحية ثانية، وحفظا
للقرآن أن يشتبه بالسنة إذا هم كتبوا الستة بجانب القرآن نظرا إلى عزة الورق، وندره أدوات
الكتابة، رعاية لهذه الغاية الثلاث نهى الرسول عن كتابة السنة.
أما إذا امن اللبس ولم يخش الاختلاط،. كان الامر سهلا على اللخص فلا عليه ان
28

يكتب الحديث الشريف القرآن الكريم، وعلى ذلك تحمل الأحاديث الواردة في
الا اذن لكتابة السنة آخر الامر، والواردة في الاذن لبعض الأشخاص كعبد الله بن عمرو -
رضي الله عنه -
وأيا ما تكن كتابة القرآن والسنة النبوية، فان التعويل قبل كل شئ كان على الحفظ
والاستظهار، ولا يزال التعويل حتى الان على التلقي من صدور الرجال، ثقة عن ثقة واماما
عن امام إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
غيد ان الرجل الأمي والأمة الأمية يكونان أسبق من غيرهما إلى الحفظ، للمعنى الذي
تقدم.
العامل الثاني:
ان الصحابة كانوا أمة يضرب بها المثل في الذكاء وقوة الحافظة وصفاء الطبع،
وسيلان الذهن وحدة الخاطر، في التاريخ العربي شواهد على ذلك يطول بنا تفصيلها،
حتى لقد كان الرجل منهم يحفظ ما يسمعه لأول مرة مهما طال وكثر، ربما كان من لغة غير
لغته ولسان سوى لسانه، وحسبك ان تعرق ان رؤوسهم كانت دواوين شعرهم، وان
صدورهم كانت سجل أنسابهم، وان قلوبهم كانت كتاب وقائعهم وأيامهم، كل أولئك كانت
خصائص كامنة فيهم وفي سائر الأمة العربية من قبل الاسلام، ثم جاء الاسلام فأرهف فيهم
هذه القوى والمواهب، وزادهم من تلك المزايا والخصائص بما أفاد طبعهم من صقل،
ونفوسهم من طهر، وعقولهم من سمو، خصوصا إذا كانوا يسمعون لأصدق الحديث وهو
كتاب الله، ولخير الهدى، وهو هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
العامل الثالث:
بساطة هذه الأمة العربية، واقتصارها في حياتها على ضروريات الحياة من غير ميل
إلى الترف، ولا انفاق جهد أو وقت في الكماليات، فقد كان حسب الواحد منهم لقيمات
يقمن صلبه، وكان يكفيه من معيشته ما يذكره شاعرهم في قوله: (الطويل)
وما العيش الا نومه وتبطح * وتمر على رأس النخيل وماء
وأنت تعلم أن هذه الحياة الهادئة الوادعة وتلك العيشة الراضية القاصدة توفر الوقت
والمجهود، وترضى الانسان بالموجود، ولا تشغل البال بالمفقود، ولهذا أثره العظيم في
صفاء الفكرة، وقوة الحافظة وسيلان الأذهان الصحابة في اتجاهها إلى
حفظ القرآن وحديث النبي - عليه الصلاة والسلام وذلك على حد قول القائل: (من الطويل)
29

.................... * فصدف قلبا خاليا فتمكنا
العامل الرابع:
حبهم الصادق لله ولرسوله ملك مشاعرهم، واحتل مكان العقيدة فيهم، وأنت تعرف
من دراسة علم النفس ان الحب إذا صدق وتمكن حمل المحب على ترسم آثار محبوبه،
والتلذذ بحديثه، والتنادر باخباره، ووعى كل ما يصدر عنه، ويبدو منه، ومن هنا كان حب
الصحابة لله ورسوله من أقوى العوامل على حفظهم كتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على حد قول
القائل: (البسيط)
لها أحاديث من ذكراك تشغلها * عن الشراب وتلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور يستضاء به * ومن حديثك في أعقبها حاد
ادا شكت من كلال السيد واعدها * روح القدوم فتجيا عند ميعاد
اما حب الصحابة العميق لله تعالى قلا يحتاج إلى شرج وبيان، ولا إلى إقامة دليل عليه
وبرهان فهم كما قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم هير القرون قرني ثم الذين يلونهم، وهم الذين بذلوا
نفوسهم ونفائسهم رخيصة في سبيل رضاه، وهم الذين باعوا الدنيا بما فيها يبتغون فضلا من
الله، وهم الذين حملوا هداية الاسلام إلى الشرق الغرب، وأتوا بالعجب العجاب في نجاح
الدعوة الاسلامية بالحضر والبدو، وكانوا احريا بمدح الله لهم غير مرة في القرآن بثناء
الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث عظيمة الشأن
واما مظاهر حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم فما حكاه التاريخ الصدق عنهم من أنه ما كان أحد
يحب أحدا مثل ما كان أصحاب محمد يحبون محمدا، دم الرجل منهم رخيص في سبيل ان يفدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم من شوكة يشاكها في أسفل قدمه، وماء وضوئه يبتدرونه في اليوم الشديد البرد
30

يتبركون به، وأب الواحد منهم وأبناؤه من ألد أعدائه ما داموا يعادون محمدا وحديث محمد
موضع التنافس من رحالهم ونسائهم، حتى إذا أعيا أو أحد منهم طلابه، تناوب هو وزميل له
الاختلاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يقوم أحدهما بعمل الاخر عند ذهابه، ويقوم الاخر
برواية ما سنعه وعرفة من الرسول بعد إيابه.
وهذه وافدة النساء تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا
من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، إلى غير ذلك من شواهد ومظاهر، تدل على
مبلغ هذا الحب السامي الشريف
ويرحم الله القائل: (الوافر)
أسرت قريش مسلما في غزوة * فمضى بلا وجل إلى السياف
سألوه: هل يرضيك انك سالم * ولك النبي فدى من الاتلاف
فأجال كلا لا سلمت من الدرى * ويصاب انف محمد برعاف
ولقد كان من مظاهر هذا الحب تسابقهم إلى كتاب الله يأخذون عنه، ويحفظونه منه،
ثم إلى سنته الغراء يحيطون بأقوالها وأفعالها وأحوالها وتقديراتها، بل كانوا يتفننون في
البحث عن هديه وخيره والوقوف على صفته وشكله، كما تجد ذلك واضحا من سؤال
الحسن والحسين عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تجد ذلك واضحا من سؤال
الحسن والحسين عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجيبا به من تجلية تلك الصور المحمدية
الرائعة، ورسمها بريشة المصور الماهر والصناع القادر، على يد أبيهما علي بن أبي طالب،
وخالهما هند بن أبي هالة رضي الله عنهم أجمعين.
العامل الخامس:
بلاغة القرآن الكريم إلى حد فاق كل بيان، وأخرس كل لسان واسكت كل معارض
ومكابر، وهدم كل مجادل ومهاتر، حتى قام ولا يزال يقوم في فم الدنيا معجزة من الله
لحبيبه، وآية من الحق لتأييد رسوله، وبعد كلام الله في اعجاز وبلاغته كلام محمد صلى الله عليه وسلم في
اشراقه وديباجته وبراعته وجزالته ألفاظه وسمو معانيه وهدايته، فقد كان صلى الله عليه وسلم، أفصح الناس
وأبلغ الناس، وكان العرب إلى جانب ذلك مأخوذين بكل فصيح بليغ، متنافسين في حفظ
أجود المنظوم والمنثور، فمن هنا هبوا هبة واحدة يحفظون القرآن ويفهمون القرآن، وكذلك
السنة النبوية كانت عن إبايتهم بحفظها والعمل بها تلي عنايتهم بالقرآن الكريم يتناقلونها
ويتبادرونها كما سمعت.
والكلام في اسرار بلاغة القرآن ووجوه اعجازه، وفي بلاغة كلام النبوة وامتيازه وفي
31

تنافس العرب في ميدان البيان كل ذلك مما لا يحتاج إلى شرح ولا تبيان، فهذا الكتاب الله
ينطق علينا بالحق، ويتحدى باعجازه كافة الخلق، وهذا سحر النبوة يفيض بالدراري
واللآلئ، ويزخر بالهدايات البالغة والحكم الغوالي، وهذا تاريخ الأدب العربي يسجل
لأولئك العرب تفوقهم في صناعة الكلام، وسبقهم في حلبة الفصاحة كافة الأنام وامتيازهم
في تذوق أسرار البلاغة خصوصا بلاغة القرآن.
العامل السادس:
الترغيب في الاقبال على الكتاب والسنة علما وعملا، وحفظا وفهما، وتعليما ونشرا،
وكذلك الترهيب من الاعراض عنهما والاهمال لهما.
ففي القرآن الكريم قوله سبحانه: (ان الذين يتلون كتاب الله أقاموا الصلاة وأنفقوا
مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله انه
غفور شكور)
فتأمل كيف قدم تلاوة القرآن على أقام الصلاة وايتاء الزكاة؟ ونقرا قوله جل ذكره:
(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليربروا آياته وليتذكر أولو الألباب)
فانظر كيف حث بهذا الأسلوب البارع على تدبر القرآن والتذكر والاتعاظ به
ونقرا قوله عز اسمه: (ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه
للناس في الكتاب أولئك يلعنهم اللاعنون. الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا
فأولئك أتوب عليهم وانا التواب الرحيم)
فتدبر كيف يكون وعيد من كتم القرآن وهدى القرآن؟
ثم نقرا في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب
الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحقتهم الملائكة وذكرهم
الله فيمن عنده "
32

وفي " الصحيحين " قوله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
وفي السنة ثوله صلى الله عليه وسلم: " عرضت علي ذنوب أمتي فلم أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن
أو آية آتيها رجل ثم نسيها "
أليس ذلك وأمثال ذلك وهو كثير يحفز الهمم ويحرك العزائم إلى حفظ القرآن
واستظهاره والمداومة على تلاوته مخافة الوقوع في وعيد نسيانه، وهو وعيد شديد؟
اما السنة النبوية فقد جاء في شانها عن الله تعالى: " وما اتاكم الرسول فخذوه، وما
نهاكم عنه فانتهوا) وقوله: (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله)، وقوله: (لقد كان
لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)، وقوله:
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما
قضيت ويسلموا تسليما)
وجاء ترغيبا في السنة النبوية من الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم " نضر الله أمرا سمع منا
حديثا فأداه كما سمعه، فرى مبلغ أوعى من سامع " وهو حديث متواتر.
33

وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: " الا فليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه ان
يكون أوعى له من بعض من سمعه "
وجاء ترهيبا من الاعراض عن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن سنتي فليس مني "
وقوله صلى الله عليه وسلم: " الا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني، وهو متكئ على أريكته فيقول:
بيننا وبينكم كتاب الله تعالى، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرمناه،
وان ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرمة الله "
فأنت ترى في الآيات والأحاديث الشريفة ما يحفز عنة المن الضعيف إلى الاقبال
على روائع النبوة يستهديها، وبدائع النبي صلى الله عليه وسلم يستظهرها، فكيف أنت الصحابة الذين كانوا
لا يضادعون طول باع ولا علو همة في هذا الميدان
العامل السابع:
منزلة الكتاب والسنة من الدين، فالكتاب هو أصل التشريع الأول والدستور الجامع
لخير الدنيا والآخرة، والقانون المنظم لعلاقة الانسان بالله، وعلاقته بالمجتمع الذي يعيش
فيه، ثم السنة هي الأصل الثاني للتشريع، وهي شارحة للقرآن الكريم، مفصلة لمجمله،
مقيدة لمطلقة، مخصصة لعامة، مبينة لمبهمه، ومظهرة لأسراره كما قال سبحانه: (وأنزلنا
إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون)
34

ومن هنا يقول أين كثير: " السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب قاضيا على السنة "، يريد
بهذه الكلمة ما وضحه السيوطي بقوله: والحاصل ان معنى احتياج القرآن إلى السنة أنها مبينة له
ومفصلة لمجملة لان فيه لو جارته كنوزا يحتاج أي من يعرف خفايا خباياها فيبرزها،
وذلك هو المنزل عليه صلى الله عليه وسلم وهو معنى كون السنة قاضية على الكتاب، وليس القرآن مبينا
للسند ولا قاضيا عليها، لأنها بينة بنفسها، إذ لم تصل إلى حد القرآن في الاعجاز والايجاز،
لأنها شرح له، وشأن الشرح ان يكون أوضح وأبين وأبسط من المشروح "
ولا ريب ان الصحابة كانوا أعرف الناس بمنزلة الكتاب والسنة، فلا غرو أن كانوا
أرص على حذقهما وحفظهما والعمل لهما.
العامل الثامن:
ارتباط كثير من كلام الله ورسوله بوقائع وحوادث وأسئلة من شأنها أن تثير الاهتمام،
وتنبه الأذهان، وتلفت الا نظر إلى قضاء الله ورسوله فيها، وحدثهما عنهما وإجابتهما
عليها وبذلك يتمكن الوحي الإلهي والكلام النبوي في النفوس أفضل تمكن، وينتقش في
الأذهان على مر الزمان.
انظر إلى القرآن الكريم تجده يساير الحوادث والطوارئ في تجددها ووقوعها، فتارة
يجيب السائلين على أسئلتهم بمثل قوله تعالى: (ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي
وما أوتيتم من العلم الا قليلا)
وتارة يفصل في مشكلة قامت، ويقضي على فتنة طغت بمثل قوله تعالى: (ان الذين
جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم.) إلى قوله (مبرؤون مما
يقولون لهم مغفرة ورزق كريم)
وهي ست عشرة آية نزلت في حادث من أروع الحوادث هو اتهام أم المؤمنين سيدتنا
الجليلة السيدة أم المؤمنين عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصديقة بنت الصديق، وفي هذه
الآيات دروس اجتماعية قرئت، ولا تزال تقرأ على الناس إلى يوم القيامة، ولا تزال تسجل
براءة الحصان الطاهرة من فوق سبع سماوات، تارة يلفت القران النظار المسلمين إلى
تصحيح أغلاطهم التي وقعوا فيها، ويرشدهم إلى شاكلة الصواب كقوله في سورة آل
عمران: (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) إلخ الآيات، التي نزلت في
35

غزوة أحد والتي تدل المسلمين على على خطئهم في هذا الموقف الرهيب، وتحذرهم ان يقعوا
حينا آخر في مثل هذا المأزق العصيب.
وعلى هذا النمط نزلت سور في القرآن وآيات تفوق الحصر.
وإذا نظرت في السنة رأيت العجب، أنظر إلى قصة المخزومية التي سرقت، وقول
الرسول صلى الله عليه وسلم لمن شفع فيها: " وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " ثم
تأمل حادث تلك المرأة الجهنية التي أقرت بزناها بين يدي رسول الله وهي حبلى من الزنا،
كيف أمر رسول الله فكفها وليها حتى وضعت حملها ثم اتى بها فرجمت ثم اتى بها فرجمت ثم صلى رسول
الرحمة عليها؟ ولما سئل صلى الله عليه وسلم كيف تصلي عليها وهي زانية؟ قال: " انها تابت توبة لو
قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله
عز وجل "
وتدبر الحديث المعروف بحديث جبريل، وفيه يسأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام
والاسمان والاحسان والساعة وأشراطها على مرأى ومسمع من الصحابة، وقد قال لهم
أخيرا: " هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم "
36

والناظر في السنة يجدها في كثرتها الغمرة تدور على مثل تلك الوقائع والحوادث
والأسئلة.
وقد قرر علماء النفس ان ارتباط المعلومات بأمور مقارنة لها في الفكر، تجعلها أبقى
على الزمن وأثبت في النفس، فلا بدع ان يكون ما ذكرنا داعية من دواعي حفظ الصحابة
لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على حين انهم هم المشاهدون لتلك الوقائع والحوادث
المشافهون بخطاب الحق، والمواجهون بخطاب الحق، المواجهون بكلام سيد الخلق في هذه
المناسبات الملائمة والأسباب القيمة التي تجعل نفوسهم مسيشرقة لقضاء الله فيها، متعطشة
إلى حديث رسوله عنها، فينزل الكلام على القلوب، وهي متشوقة كما ينزل الغيث على
الأرض وهي متعطشة تنهله بلهف، وتأخذه بشغف، وتمسكه وتحرص عليه بيقظة، وتعتز به
وتعتد عن حقيقة، وتنتفع به وتنفع بل تهتز به وتربو، وتنبت من كل زوج بهيج.
العامل التاسع:
اقتران القرآن دائما بالاعجاز، واقتران بعض الأحاديث النبوية بأمور خارقة للعادة
تروع النفس، وتشوق الناظر وتهول السامع وانما اعتبرنا ذلك الاعجاز وخرق العادة من
عوامل حفظ الصحابة، لأنه الشأن فيما يخرج على نواميس الكون و قوانينه العامة انه يتقرر
في حافظة من شاهدة، وانه يتركز في فؤاد كل من عينه فرا كان أو أمة، حتى لقد يتخذ
مبدأ تؤرخ بحدوقه الأيام والسنون، وتقاس بوجوه الاعمار.
اما القرآن الكريم فاعجازه سار فيه سريان الماء في العود الأخضر، لا تكاد تخلو
سورة ولا آية منه، وأعرف الناس بوجوه اعجازه وأعظمهم ذوقا لأسرار بلاغته هم الأصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم يصدرون في هذه المعرفة وهذا الذوق عن فطنتهم العربية الصافية وسليقتهم
السليمة السامية، ومن هذا كان القرآن حياتهم الصحيحة به يقومون ويقعدون وينامون
ويستيقظون ويعيشون ويتعاملون، ويلتذون ويتعبدون وهذا هو معنى كونه روحا في قول الله
سبحانه: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
وليست هناك طائفة في التاريخ تمثل فيها القرآن روحا كما تمثل في هذه الطبقة العليا
الكريمة طبقة الصحابة الذين وهبوه حياتهم فوهبهم الحياة، وطبعهم طبقة جديدة حتى
37

صاروا أشبه بالملائكة، هذا سواهم الله بكتابه خلقا آخر. (فتبارك الله أحسن الخالقين)
واما السند النبوية فقد اقترن بعضها بمعجزات خارقة وامامك أحاديث المعجزات،
وهي كثيرة فيها المعجب والمطرب غير انا نربا بك ان تكون فيها كحاطب ليل على
حين ان بين أيدينا في الصحيح منها الجم الغفير والعدد الكثير، " ولا ينبئك مثل خيبر "
وهذا نموج واحد، عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله،
ويحبه الله ورسوله " فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجو ان يعطاها. فقال:: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: يا رسول الله،
هو يشتكي مرضا بعينيه، قال: فأرسلوا إليه فاتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيه، ودعا له،
فبرئ حتى كان لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي رضي الله عنه يا رسول الله
أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى
الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، والله لان يهدي الله بك رجلا واحدا
خير لك من حمر النعم "
وهذه الوصية من رسول الله لعلي جديرة أن تقطع لسان من يقول: ان الاسلام انتشر
بحد السيف (كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون الا كذبا).
38

العامل العاشر
حكمة الله ورسوله في التربية والتعليم، وحسن سياستهما في الدعوة والارشاد مما
جعل الكتاب والسنة يتقرران في الأذهان، ويسهلان على الصحابة في الحفظ والاستظهار.
اما القرآن الكريم فحسبك أن تعرف من حكمة الله في التربية والتعليم أنه أنزله على
الأمة الاسلامية باللغة الحبيبة إلى نفوسهم، وبالأسلوب الخلاب والنظم المعجر الاخذ
بقلوبهم وانه تدرج بهم في نزوله، فلم ينزل جملة واحدة يرهقهم به ويعجزون عنه بل أنزله
منجما في مدى عشرين أو بضع وعشرين سنة، ثم ربطه بالحوادث والأسباب الخاصة في
كثير من آياته وسوره، ودعمه بالدليل والحجة، وخاطب به العقول والضمائر، وناط به
مصلحتهم وخيرهم وسعادتهم، وصدر في ذلك كله عن جنة واسعة بهم يكادون يلمسونها
باليد ويرونها بالعين (ما يريد الله ليجعل عليكم كم حرج، ولكم يريد ليطهركم، وليتم نعمته
عليكم لعلكم تشكرون). (من عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام
للعبيد)
واما السنة النبوية فلقد كان محمد صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول في دعاية تلك الوسائل
الموضحة، ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم كان الناس لسانا وأوضحهم بيانا، وأجودهم القاء، ينتقي
عيون الكلام وهو الذي أوتي جوامع الكم، ولا يسرد الحديث سردا يزري برونقه أو يذهب
بجزء منه، يل يتكلم كلاما لو عدة العاد لأحصاه، وكان يعيد الكلمة ثلاثا أو أكثر من ثلاث
عند الحاجة كيما تحفظ عنه صلى الله عليه وسلم قوله: " هلك المتنطعون " قالها ثلاثا، قال:
" الا أنبئكم بأكبر الكبائر - ثلاثا - قلنا: بلى يا رسول الله، قال: " الاشراك بالله، وعقوق
الوالدين، الا وقول الزور وشهادة الزور - وكان متكئا فجلس - فما زال يكررها حتى قلنا ليته
سكت "
39

وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش
يقول: صبحكم ومساكم، ويقول: " بعثت انا والساعة كهاتين - ويقرن بين أصبعيه السبابة
والوسطى - ويقول: اما بعد فان خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد، وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " ثم يقول: " انا أولى بكل مؤمن من
نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلى وعلي "
ومن وسائل ايضاحه صلى الله عليه وسلم انه كان يضرب لهم الأمثال الرائعة التي تجلي لهم المعاني.
ضرب لأصحابه المثل في صورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطر إهمالهما فقال:
" مثل القائم في حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها
وبعضهم أسفلها وكان الذي في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا، لو
انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فان تركوهم وما أرادوا أهلكوا جميعا، وان
اخذوا على أيديهم نجوا جميعا "
40

ومن وسائل ايضاحه صلى الله عليه وسلم أسألته التي كان يلقيها على أصحابه، ومأخذ مثالا واحدا من
ذلك:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون من المفلس "؟ قالوا:
المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار ولا متاع، فقال: " ان المفلس من أمتي من يأتي يوم
القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، واكل مال هذا، وسفك دم
هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فان فنيت حسانة قبل ان يقضى ما عليه
اخذ من خطاياهم فطرحت عليه قم طرح في النار "
وكان صلى الله عليه وسلم يستعين بالرسم في توضيح المعاني وتقريبها إلى الأذهان - رغم انه كان أميا
لا يقرا ولا يكتب ولم يتعلم الهندسة ولا غيرها.
روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: " خط لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، وخط وسطه خطا، وخط خطوطا إلى جنب الخط - أي الذي في الوسط -
وخط خطا خارجا فقال: أتدرون ما هذا " قلنا: الله ورسوله اعلم، قال: " هذا الانسان يريد
الخط الذي في الوسط - وهذا الاجل محيط به - يريد الخط المربع وهذه الاعراض تنهش -
يشير إلى الخطوط التي حوله - ان أخطأ، هذا نهشه هذا، وهذا الامل - يعني الخط الخارج.
ومن سياسته الحكمية في التربية والتعليم انه كان ينتهر فرصة الخطأ ليصحح لهم
الفكرة في حينها.
من ذلك ما يقصه علينا سيدنا: انس - رضي الله عنه - قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فلما أخبروا كأنهم تقالوه، وقالوا: أين نحن من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: اما انا فأصلي الليل ابدا
وقال الاخر: وانا أصوم الدهر ابدا، وقال الاخر: وانا اعتزل النساء قلا أتزوج ابدا، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم - إليهم فقال: " أنتم الذين قلتم كذا وكذا!!! والله اني لأخشاكم لله وأتقاكم لله،
ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رعب عن سنتي فليس مني "
41

وكان من وسائل ايضاحه صلى الله عليه وسلم تمثيله بالعمل ويقول: " صلوا كما رأيتموني
أصلي " ويحج ويقول: " خذوا عني مناسككم " ويشير بإصبعه السبابة والوسطي
ويقول: " بعثت انا والساعة كهاتين "
العامل الحادي عشر
الترغيب والترهيب اللذان يفيض بهما بحر الكتاب والسنة، ولا ريب ان غريزة حب
الانسان لنفسه كدفعه إلى أن يحقق لها كل خير وان يحميها من كل شر، سواء ما كان فيهما
من عاجل أو آجل، ومن هنا تحرص النفوس الموفقة على وعي هداية القرآن وهدى
الرسول، وتعمل جاهدة على آن تحفظ منها ما وسعها الامكان
ولسنا بحاجة ان نلتمس شواهد الترغيب والترهيب من الكتاب والسنة، فمددها فياض
بأوفى ما عرف العلم من ضروب الترغيب والترهيب، وفنون الوعد والوعيد، وأساليب
التبشير الانذار، على وجوه مختلفة، واعتبارات متنوعة عي العقائد والعبادات والمعاملات
والأخلاق على سواء
وهذا نموذج من ترغيبات القرآن وترهيباته على سبيل التذكرة، والذكرى تنفع
المؤمنين
يقول الله تعالى: (وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق حديد بل هم بلقاء ربهم
كافرون. قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون. ولو ترى إذ المجرمون
42

ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون. ولو شئنا
لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين. فذوقوا
بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعلمون انما يؤمن
بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون. تتجافى
جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما
أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون. أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون.
اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جناب المأوى نزلا بما كانوا يعملون. واما الذين
فسقوا فمأواهم النار كلما ادروا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي
كنتم به تكذبون. ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون. ومن
أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم اعرض عنها انا من المجرمين منتقمون).
فانظر بعين البصيرة في هذه الأساليب، والقران ملئ كله من هذه الأنوار على هذا
الغرار.
ولا تحسبن السنة النبوية إلا بحرا متلاطم الأمواج في هذا الباب، وهاك نموذجا بل
نماذج منها.
ها هو صلى الله عليه وسلم يبشر واصل رحمه بسعة الرزق والبركة في العمر فيقول: " من سره أن يبسط
له في رزقه وأن ينسا له في اثره فليصل رحمه ". وها هو صلى الله عليه وسلم يتحدث بالوعد لمن جعل الاخر همه، وبالوعيد لمن جعل الدنيا همه
فيقول: " من كانت الآخرة همه. جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي
راغمه، ومن كانت الدنيا همه جعل الله الفقر بين عيينة، وفرق الله عليه شمله، ولم يأته من
الدنيا إلا ما قدر له ".
43

وها هو صلى الله عليه وسلم يحرض المؤمنين على القتال فيقول: " ضمن الله لمن خرج في سبيل الله،
لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وايمان بي، وتصديق برسلي، فهو على ضامن ان أدخله
الجنة أو أرجعه إلى سكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أر أو غنيمة، والذي نفس محمد
بيده، مامن كلم يكلم في سبيل الله الا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لن الدم،
وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف
سرية تغزو في سبيل الله عز وجل ابدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة
فيتبعوني ويشق عليهم أن يختلوا عنى، والذي نفس محمد بيده لودت أن أغزو في سبيل الله
فأقتل ثم أغزو فأقتل ".
أنت ترى في هذه الكلمات النبوية قوة هائلة محولة تجعلها مائلة في الأذهان كما
تجعل النفوس رخيصة هينة في سبيل الدفاع عن الدين والأوطان، حتى لقد كان الرجل
يستمع إلى هذه المرغبات والمشوقات وهو يأكل، فما يصبر حتى يتم طعامه، بل يرمى بما
في يده، ويقوم فيجاهد متشوقا إلى الموت، متلهفا على أن يستشهد في سبيل الله.
العامل الثاني عشر
اهتداء الصحابة - رضوان الله عليهم - بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله صلى عليه وسلم يحلون ما فيهما من
جلال، ويحرمون ما فيهما من حرام، ويتبعون ما جاء فيهما من نصح ورشد. ويتعهدون
ظواهرهم وبواطنهم بالتربية والأدب الاسلامية دستور هم القرآن، وإمامهم الرسول عليه
الصلاة والسلام.
وما من شك أن العمل بالعلم يقرره في النفس أبلغ تقرير وينقشه في صحيفة الفكر
أثبت نقش، على نحو ما هو معروف في فن التربية وعلم النفس، من أن التطبيق يؤيد
المعارف والأمثلة تقيد القواعد، ولا تطبيق أبلغ من العمل، ولا مثال أمثل من التباع،
خصوصا المعارف الدينية، فأنها تزكو بتفيدها، وتزيد باتباعها.
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) أي هداية ونورا
تفرقون به بين الحق والباطل، وبين الرشد والغي كما جاء في بعض وجوه التفسير.
44

وذلك أن المجاهدة تؤدى إلى المشاهدة، والعناية بطهارة القلب وتزكية النفس تفجر
الحكمة في قلب العبد، قال الغزالي: أما الكتب والتعليم فلا بذلك - أي بالحكمة تتفجر
في القلب بل الحكمة الخارجة عن الحصر والعد إنما تتفتح بالمجاهدة ومراقبة الأعمال
الظاهرة والباطنة، والجلوس مع الله عز وجل في الخلوة مع حضور القلب بصافي الفكرة،
والانقطاع إلى الله عز وجل عما سواه فذلك مفتاح الافهام ومنبع الكشف فكم من متعلم طال
تعلمه ولم يقدر على مجازاة مسموعة بكلمة وكم من مقتصر على المهم في التعليم، ومتوفر
على العمل ومراقبة القلب، فتح الله عليه من لطائف الحكمة ما تحار فيه عقول ذوي الألباب،
ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - " من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يكن يعلم ".
العامل الثالث عشر:
وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم يحفظهم الكتاب والسنة ويعلمهم ما لم يتعلموه، ويفقههم في
أمور دينهم.
قال الشيخ الزرقاني: " ولا ريب أن هذا عامل مهم ييسر لهم الحفظ ويهون عليهم
الاستظهار... "
عوامل خاصة بالقرآن الكريم:
وهذه العوامل - الخاصة توافرت في حفظ الصحابة للقرآن الكريم دون السنة النبوية
المطهرة.
أولها: تحدى القرآن للعرب بل لكافة الخلق.
قال تعالى (فليأتوا بحديث مثله)، ولما عجزوا قال: (فاتوا بعشر سور
مثله)، ولما عجزوا قال: (فاتوا بسورة من مثله)، ولما عجزوا سجل عليهم هزيمتهم
وأعلن اعجاز القرآن فقال عز اسمه: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا
القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
ثانيها: عنايته صلى الله عليه وسلم بكتابة القران فيما تيسر من أدوات الكتابة، إذ اتخذ كتابا للوحي من
45

أصحابه، واقرا كل من بكتب القران لنفسه في الوقت النهى فيه عن كتابة السنة ففي
الحديث " لا تكتبوا عني، ومن كتب عني شيئا غير القران فليمحه "
ثالثها: تشريع قراءة القرآن في الصلاة، فرضا كانت أو نفلا، وسرا أو جهرا.. وتلك
وسيلة فعالة جعلت الصحابة يقرؤونه ويسمعونه ويحفظونه.
رابعها: الترغيب في تلاوة القرآن في كل وقت، واقرا قوله تعالى: (ان الذين يتلون
كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الذي يقرأ القرآن، وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ
القران وهو يتتعتع فيه، وهو عليه شاق له اجران " وغير هذا الكثير والكثير مما حفل به
القرآن والسنة.
فهل يعقل ان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتواقون لحظة بعد سماع ذلك عن قراءة القرآن؟!!
خامسها: عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم القران وإذاعته ونشره إذ كان يقرؤه على الناس على
مكث كما أمره الله.. وكان يرسل بعثات القراء إلى كل بلد يعلمون أهلها كتاب الله... قال
عباده بن الصامت: كان الرجل إذا هاجر دفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل منا يعلمه القران.
سادسها: القداسة التي امتاز بها كتاب الله عن كل ما سواه.. تلك القداسة التي تلفت
الأنظار إليه، وتخلع همم المؤمنين به عليه، فيحيطون به علما، ويخضعون لتعاليمه عملا..
قال الشيخ الزرقاني: " ونحن نتحدى أمم العالم بهذه الدواعي التي توفرت في
الصحابة حتى نقلوا الكتاب السنة وتوتر عنهم ذلك خصوصا القرآن الكريم.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
(الطويل):
غمرهم الله برحمته ورضوانه... آمين.
46

ثانيا: عوامل تثبت الصحابة في الكتاب والسنة
بعد أن ألقينا الضوء على عوامل حفظ الصحابة للكتاب والسنة نعرج على بيان عوامل
تثبتهم - رضوان الله عليهم - فيهما.
قال الشيخ الزرقاني: " إن الناظر في تاريخ الصحابة يروعه ما يعرفه عنه في تثبتهم أكثر
مما يروعه عنهم في حفظهم، لان التثبت فضيلة ترجع إلى الأمانة الكاملة والعقل الناضج من
ناحية، ثم هو في في الصحابة بلغ القمة من ناحية أخرى
ولهذا التثبت النادر في دقته واستقصائه بواعث ودواع أو أسباب وعوامل إليك بيانها:
العامل الأول
امر الله تعالى في محكم كتابة بالتثبت والتحري، وحذر من الطيش والتسرع فقال: (يا
أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم
نادمين)
وكذلك نهى الله عن اتباع ما لا دليل له فقال: (ولا تقف ما ليس بك به علم أن السمع
والبصر الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)
وقد عاب القرآن على من يأخذون بالظن فقال جل شأنه: (ان يتبعون الا الظن وان
الظن لا يغني من الحق شيئا)
وكان الصحابة هم المخاطبين بهذه التعاليم والمشافهين بها فلا ريب ان تكون تلك
الآداب الاسلامية من أهم العوامل فمن تثبتهم وحذرهم فيما يتصل بكتاب ربهم
وسنة نبيهم، وبعيد كل البعد ان يكونوا قد أهملوا هذا النصح السامي وهم خير طبقة
أخرجت للناس.
العامل الثاني:
الترهيب الشديد، والتهديد والوعيد لمن يكذب على الله أو يفتري عل رسوله صلى الله عليه وسلم قال
عز اسمه: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ، ومن
قال سأنزل مثل ما انزل الله) والآيات في هذا الشأن كثيرة.
ونقرأ في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار " وهو
حديث مشهور، بل متوتر، ورد انه قد رواه اثنان وستون صحابيا منهم العشرة المبشرون
بالجنة، والسنة أيضا مليئة بأحاديث من هذا النوع.
47

فهل يستبيح عاقل منصف ان يقول: إن الصحابة الذين سمعوا هذه النصائح وتلك
الزواجر يقدمون على كاذب في القرآن والسنة أو يقصرون في التثبت والتحري
والاحتياط..؟!!
العوامل الثالث:
امر الاسلام لهم بالصدق ونهاهم عن الكذب اطلاقا فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وكونوا مع الصادقين)
ففي هذا إشارة إلي ان الصدق من مقتضيات الاسمان، ويفهم منه ان الكذب سبيل
الكفر والطغيان وقد صرح الله سبحانه بذلك في قوله: (انما يعتري الكذب الذين لا يؤمنون
بآيات الله وأولئك هم الكاذبون.) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق فإنه من البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه
من الجور وهما في النار "
وفي الكتاب والسنة اضعاف أضعف مت دكر في الموضوع فهل بعد ذلك ترضى هذه
الطبقة - الصحابة - ان تركب رأسها وتنكص على أعقابها فتكذب على الله ورسوله أو لا
تتحرى الصدق في كتاب الله وسنة رسوله!! ذلك شطط بعيد لا يجوز الا على عقول
المغفلين
العامل الرابع:
ان الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا مغرمين بالتفقه والتعلم مولعين بالبحث
والتنقيب، مشغوفين بكلام الله وكلام رسوله روى البخاري ومسلم ان ابن مسعود قال: قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرا علي القرآن " قلت: يا رسول الله اقرا عليك وعليك انزل؟ قال
48

" اني أحب ان أسمعه من غيري " فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية " فكيف
إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " قال: " حسبك الان " فالتفت إليه
فإذا عيناه تذرفان.
وكذلك كان الصحابة همتهم ان يقرأوا القرآن ويستمعوه روى الشيخان عن أبي موسى
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالليل حين
يدهلون، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقران بالليل، وان كنت لم أر منازلهم حين نزلوا
بالنهار ". أليس هذا الولوع بالكتاب والسنة من دواعي تثبتهم فيهما كما هو من دواعي
حفظهم لهما، لان اشتهار الشئ وذيوعه ولين الألسنة به يجعله من الوضوح والطخور بحيث لا
يشوبه لبس ولا يخالطه زيف، ولا يقبل فيه دخيل.
العامل الخامس:
يسر الوسائل لدى الصحابة إلى أن يتثبتوا، وسهولة الوصول عليهم إلى أن يقفوا على
جلية الامر، فيما استغلق عليهم معرفته من الكتاب والسنة، وذلك لمعاصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتصلون به في حياته، فيشفي صدورهم من الريبة والشك، ويريح قلوبهم بما يشع عليهم من
أنوار العلم وحقائق اليقين.
اما بعد غروب شمس النبوة، وانتقاله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، فقد كان من السهل عليهم
أيضا ان يتصلوا بمن سمعوا بآذانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم والسامعون يومئذ عدد كثير وجم
غفير، يساكنونهم في بلدهم، ويجالسونهم في نواديهم قان شك أحدهم في آية من كتاب الله
تعالى، أو خبر عن رسول الله أمكنه التثبت من عشرات سواه دون عنت ولا عسر.
العامل السادس:
الشجاعة الفطرية للأصحاب، والصراحة الطبيعية لهم، حتى لقد كان الرجل منهم
يقف في وسط الجمهور يرد على أمير المؤمنين وهو يلقي خطاب عرشة ردا قويا صريحا
49

خشنا، بل كانت المرأة تقف في سترة المسجد الجامع فتقاطع خليفة المسلمين وهو يخطب،
وتعارض راية برأيها، وتقرع حجته بحجتها فيها تعتقد انه أخطأ فيه شاكلة الصواب
فهل يرضى العقل والمنطق ان تجرح هده الأمة الصريحة القوية وتتهم بالكذب أو
بالسكوت على الكذب في كلام الله، وفي سنة رسول الله؟!
ثم الا يحملهم هذا الخلق المشرق فيهم على كمال التثبت ودقة التحري في كتاب الله
وسنة رسولا لله؟!
العامل السابع:
تكافل الصحابة تكافلا اجتماعيا فرضع الاسلام عليهم.
لقد كان كل واحد منهم يعتقد انه عضو في جسم الجماعة، عليه ان يتعاون هو
والمجموع في المحافظة علس الملة، ويعتقد انه لبنة في بناء الجماعة، عليه ان يعمل على
سلامتها من الدغل والزغل والافتراء، والكذب خصوصا في أثل التشريع الأول وهو القرآن
وأصله الصاني وهو سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
واقرا آيات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تقرر ذلك التكافل الاجتماعي
الاسلامي بيت آحاد الأمة بما لا يدع مجالا لمفتر على الله، ولا يترك حيلة لحاطب ليل في
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول الله تعالى: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر أولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات
وأولئك لهم عذاب عظيم. يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) إلى أن قال جل ذكره: (كنتم
خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
وهكذا قدم الله الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على الايمان بالله، تنويها
بجلالتهما، وحثا على التمسك بحبلهما، وإشارة إلى أن الايمان بالله لا يصان ولا يكون الا
بهما.
واما السنة فيقول صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو
ليوشكن ان يبعث الله عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ".
50

فهل بعد هذا كله يعقل ان يعبث الصحابة، أو يقرون من يعبث بكتاب الله تعالى وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم.
العامل الثامن:
تعويدهم الصدق وترويضهم عليه عملا، كما أرشدا إليه وأدبوا به فيما سمعوا علما
والتربية غير التعليم، والعلم غير العمل، ونجاح الفرد والأمة مرهون بمقدار ما ينهلان من
رحيق التربية، وما يقطفان من ثمرات الرياضة النفسية والقوانين الخلقية، واما العلم وحده
فقد يكون سلاح شقاء، ونذير فناء، كما نرى ونسمع
ولقد أدرك الاسلام هذه الناحية الجليلة في بناء الأمم فأعارها كل اهتمام، وعني
بالتنفيذ والعمل أكثر مما عني بالعلم والكلام.
انظر إلى قول الرسول صل يا لله عليه وسلم لمن يدرسون العلم في مسجد قباء " تعلموا ما شئتم ان
تعلموا فان يأجركم الله حتى تعلموا "
ولقد مر بنا قبل ذلك الحديث عن الكذب، وهو أنواع، وشرع الله عقوبة من أشنع
العقوبات لمن اقترف نوعا منه وهو الخوض في الاعراض، وتكل العقوبة هي حد القذف
الذي يقول الحق جل شانه فيه: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء
فاجلدوهم ثمانين جلده ولا تقلبوا لهم شهادة ابدا وأولئك هم الفاسقون)
أفبعد هذه التربية العالية يصح ان يقال: ان الصحابة يكذبون على الله ورسوله، ولا
يتثبتون، الا ان هؤلاء من افكهم ليهربون بما لا يعرفون، ويسرفون في تجريح الفضلاء
واتهام الأبرياء ولا يستحون، فويل لهم من يوهم الذي يوعدون
العامل التاسع:
القدوة الصالحة، والأسوة الحسنة، التي كانوا يجدونها في رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ماثله كاملة،
جذابة أخاذة، ولا شك ان القدوة الصالحة خير عامل من عوامل التعليم والتربية والتأديب
والتهذيب.
ولم يعرف التاريخ ولن يعرف قدوة أسمى ولا أسوة أعلى ولا إمامة أسنى من محمد
صلى الله عليه وسلم في كافة معناه الكمال البشري، خصوصا خلقه الرضي، وأدبه السني، ولا سيما صدقة
وأمانته وتحرية ودقته.
51

وكانت هذه الفضائل المشرقة فيه، من بواعث ايمان المنصفين من أهل الجاهلية به،
ولقد اضطر ان يشهد له بها أعداؤه الألداء، كما آمن بها اتباعه الأوفياء
ومما يذكر بالاعجاب والفخر لبني الاسلام انه صلى الله عليه وسلم عرض الاسلام على بني عامر بن
صعصعة، وذلك قبل الهجرة، وقيل إن تقوم للدين شوكة، فقال كبيرهم: أرأيت ان نحن
تابعناك على امرك، ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الامر من بعدك، فاجابه صلى الله عليه وسلم
بتلك الكلمة الحكمية الخالدة: " الامر لله يضعه حيث يشاء " فقال له كبيرهم: افتهدف
نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الامر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك.
وهما تتجلى سياسة الاسلام، وانها سياسة صريحة مكشوفة، رشيدة، شريفة لا تعرف
الالتواء والكذب والتضليل كما تتجلى صراحة في نبي الاسلام وصدق نبي الاسلام، وشرف
نبي الاسلام، عليه الصلاة والسلام.
العامل العاشر:
سمو تربية الصحابة على فضائل الاسلام كلها، وكمال تأدبهم بآداب هذا الدين
الحنيف وشدة خوفهم من الله، وصفاء نفوسهم إلى حد لا يتفق والكذب، خصوصا الكذب
على الله تعالى، والتجني على أفضل الخليفة صلوات الله وسلامه عليه.
وإذا استعرضنا تاريخ الصحابة رضوان الله عليهم نشاهد العجل من عظمة تأديب
الاسلام لهم، وتربية إياهم تربية سامية جعلتهم أشباه الملائكة يمشون على الأرض لا سيما
ناحية الصدق والأمانة، والتثبت والتحري والاحتياط، وذلك من كثرة ما قرر القرآن فيهم
هذه الفضائل.
ومن عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بهم علما وعملا ومراقبة حتى أصبحوا بنعمة من الله وفضل
منطبعة قلوبهم على هذه الجلاول متشبعة نفوسهم بمبادئ الشرف والنبل تأبى عليهم كرامتهم
ان يقاربوا الكذب أو يقارفوا التهجم لا سيما التهجم على مقام الكتاب العزيز وكلام أصحاب
الرسالة صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة رضي الله عنها " ما كان خلق أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الكذب، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع على الرجل من أصحابه على الكذب فما ينجلي من
صدره حتى يعلم أنه أحدث توبة لله عز وجل "
52

الصحابة والفقه
الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسألون عما بقع لهم من الحوادث، وحكم الله فيها
يتوجهون بالسؤال إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيفتيهم تارة بالآية أو الآيات ينزل الوحي بها عليه وتارة
عندما لا يسعفه الوحي يفتيهم باجتهاده.
وعندما لا يتيسر لهم سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الصحابة بعضهم بعضا فيما يعن لهم من
أمور وما يشكل عليهم من حوادث، علة يعرف في الواقعة حكما لم يعرفه، فهم ليسوا سواء
في العلم والفقه، فقد كان علم التيمم عند عمار وغيره ولم يعلمه عمر، وكان حكم المسح
عند علي وحذيفة ولم تعلم عائشة وابن عمر وأبو هريرة.
والناس في البلاد البعيدة عن المدينة يسألون الصحابة الموفدين إليهم من قبل الرسول
صلى الله عليه وسلم فيما يعرض لهم من أمور.
وبعد ان لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى، وانتقلت السلطة التشريعية إلى الخلفاء
الراشدين والى كبار الصحابة من بعده، بذا الفقه يظهر بوضوح: ويأخذ في الظهور شيئا
فشيئا، ذلك أن الفتوحات الاسلامية انتشرت وامتدت رقعة البلاد شرقا وغربا، وانتقل إلى
هذه البلاد المفتوحة الصحابة يحكمون ويقضون، ويفتون على وفق ما يفهمون من كتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن لم يجدوا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يسعفهم فيما
يسألون عنه أعملوا رأيهم واجتهدوا وحاولوا الوصول إلى حكم الله في المسائل التي تعرض
عليهم ملبين رغبات الناس وأهل البلاد المفتوحة، واتسعت صدورهم ولم يتقيدوا بقيود في
المصلحة الواجب مراعاتها، وقبلوا مت غير تفكر ويل الأمور الغريبة عنهم ما دام لا يوجد
ضدها اعتراض ديني أو خلقي أو واقعة فقهية حصلت، وبهذا كان اجتهادهم فسيحا متسعا
لحاجات الناس ومصالحهم، وكانت حرية هذا الاجتهاد كفيلة بالتقنين والتشريع لكل
معاملاتهم وحاجاتهم، ومن هنا اخذ الفقه يتطور حثيثا، ويخطو خطوات سريعة نحو التقدم
والازدهار.
53

كان عصر الخلفاء الراشدين، وعصر كبار الصحابة عصرا يحمل طابع التقوى والصلاح
والتمسك بروح الدين والفضيلة التي عرفها من الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذا العصر الذي امتاز بالهدوء والنظام، ولم تختلف فيه وجهات النظر كثيرا في
الحكم بين الأمة وحكامها، وكان عصر انتصار يقود من نصر إلى نصر، ومن فتح إلى فتح،
واتسعت به رقعة البلاد الاسلامية وامتدت أطرافها ونعم الناس فيه بنعمة الدين والدنيا.
ومن هذا يتضح ان الصحابة رضوان الله عليهم تفرقوا في البلاد المفتوحة حاكمين
ومعلمين حراسا ومرابطين قضاة ومفتين، واثر بعضهم البقاء في المدينة كزيد بن ثابت وعبد
الله بن عمر، ففي مكة كان عبد الله بن عباس، وذهب إلى الكوفة عبد الله بن مسعود، والى
مصر عبد الله بن عمرو بن العاص، والى الشام معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبو
الدرداء، إلى البصرة أبو موسى الأشعري، وأنس بن مالك، وكانت الأمصار متعطشة إلى
معرفة تعاليم الدين الاسلامي الذي بزغ نوره منذ فجر قريب، فاقبل أهل كل مصر على من
نزل بهم من الصحابة يغترقون من بحورهم ويستفتونهم ويتعلمون منهم، واكتفى كل مصر
بما عنده ووثقوا به لقلة الاتصال وصعوبة المواصلات.
ولم يكن الصحابة جميعا في العلم والفهم ومعرفة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم سواء، فمنهم
من لازم النبي صلى الله عليه وسلم مدة طويلة، فسمع من الحديث أكثر من غيره ومنهم من لازمة
الغزوات والاسفار، ومنهم من لم يظفر بذلك
وقد كان لهؤلاء الصحابة آثارهم الخاصة في البلاد التي استوطنوها أو نزلوا بها مما
تركوا فيها من ثروة تشريعية كبيرة، وبما كان لهم فيها من تلاميذ اخذوا عنهم علمهم وفقههم
وخلفوهم في التشريع وافتاء الناس وقاموا بما كان يقوم به أساتذتهم من الصحابة، وذلك
هم التابعون كسعيد بن المسيب بالمدينة ومجاهد وعطاء بن أبي رباح بمكة وإبراهيم النخعي
بالكوفة وابن سيرين والحسن البصري بالبصرة ومكحول وعمر بن عبد العزيز، وأبي إدريس
الخولاني بالشام وطاوس باليمن، ويزيد بن حبيب بمصر.
وتبعا لشخصيات الصحابة ومناحيهم في التشريع وتبعا لشخصيات تلامذتهم الذين
ترسموا خطاهم، ونظرا لاختلاف عادات البلاد وتقاليدها واختلاف معيشتها وأحوالها
الاجتماعية، والاقتصادية اخذت تبرز الخلافات التشريعية في الأمصار المختلفة، وبرات
تتكون المدارس الفقهية في هذه الأمصار وتظهر آثارهم واضحة جلية.
وفي مقدمة هذه المدارس ومكان الصدارة منها كانت تقوم مدرسة المدينة ومدرسة
الكوفة، وبعبارة أخرى مدرسة الحجاز، ومدرسة العراق، نظرا لما تركتاه من آثار تشريعية
54

كبيرة، وبما تميزت به كل واحدة عن الأخرى من سمات ظاهرة كانت علما عليها، وكانت
المنافسة بين هاتين المدرستين حامية الوطيس، كل تعيب على الأخرى مسلكها في
التشريع، وكان لكل منها رجالها واعلامها المبرزون.
مدرسة المدينة
كان لمدرسة المدينة في العصر الأول للاسلام المكانة المرموقة إذ كانت الجامعة التي
يقصدها طلاب الفقه والحديث الراغبون في العلم والمعرفة، لأنها دار هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
والبلد الذي نزل فيها الوحي وعاش فيها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعون فضلا عن كونها
العاصمة السياسية للدولة الاسلامية، ومركز الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكانت مجمع العلماء
ومثوى الفقهاء، ودار الأتقياء والصالحين، وبقيت كذلك وقتا طويلا.
وكان امام هذه المدرسة سعيد بن المسيب، يرى هو وأصحابه ان أهل الحرمين أثبت
الناس في الفقه، حيث الصحابة كثيرون والسنة متوافرة، فما وجدوه مجمعا عليه بين علماء
المدينة فإنهم يتمسكون به، وما كان فيه اختلاف عندهم فإنهم يأخذون بأقواه وأرجحه، واما
بكثرة من ذهب إليه أو لموافقة لقياس جلي أو تخر صريح من الكتاب والسنة أو نحو
ذلك، وإذا لم يجدوا فيما حفظوا منهم جواب المسألة، خرجوا من كلامهم وتتبعوا الايماء
والاقتضاء فحصل لهم من ذلك مسائل كثيرة في كل باب من أبواب الفقه.
أصول هذه المدرسة
الصحابة الذين آثروا فيها هم: عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمر،
وأم المؤمنين عائشة، وعبد الله بن عباس.
قال الشعبي: من سره ان يأخذ بالوثيقة في القضاء فليأخذ بقول عمر
وقال مجاهد: إذا اختلف الناس في شئ فانظروا ما صنع عمر فخذوا به
وقال ابن المسيب: ما العم أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم من عمر بن الخطاب.
وقال بعض التابعين: دفعت إلى عمر فإذا الفقهاء عنده مثل الصبيان قد استعلى عليهم
في فقهه وعلمه.
واما عن زيد بن ثابت، فقد قال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من
الراسخين في العلم، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال للصحابة: " أفرضكم زيد ".
وقال الشعبي: غلب زيد الناس على اثنتين: الفرائض والقرآن.
55

وقال سليمان بن يسار: ما كان عمر ولا عثمان يقدمان على زيد أحدا في القضاء
والفتوى والفرائض والقراءة، وبالجملة فقد كان واسع الاطلاع ضليعا في فهم تعاليم
الاسلام له القدرة الفائقة على استنباط الاحكام ذا رأى فيما لم يرد فيه اثر.
واما عن ابن عمر وابن عباس، فكان ميمون بن مهران يقول عنهما إذا ذكرا عنده: ابن
عمر أورعهما، وابن عباس أعلمهما، وقال أيضا ما رأيت أفقه من ابن عمر ولا اعلم من
ابن عباس وكان ابن سيرين يقول: اللهم أبقني ما أبقيت ابن عمر اقتدي به.
وقال ابن الأثير: كان ابن عمر شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكل ما
تأخذه به نفسه.
وقال الشعبي: كان جيد الحديث ولم يكن جيد الفقه، وقد حمله الورع على أن لا
يكثر من الفتوى، ومن مذهبه في الفقه تفرع المدنيين ثم مالك واتباعه.
وقال ابن عباس: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم علمه الحكمة "، وقال أيضا:
دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمح على ناصيتي، وقال: " اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب "
ولما مات ابن عباس قال محمد بن الحنفية: مات رباني هذه الأمة وقال عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة: وما رأيت أحدا اعلم بالسنة ولا أجلد رأيا ولا أثقب نظرا حين ينظر مثل ابن
عباس.
وقال عطاء بم أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، أصحاب الفقه
عنده، وأصحاب القران عنده، وأصحاب الشعر عنده يصدرهم كلهم من واد واسع.
وقال ابن عباس: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسألني مع الأكابر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الأعمش: كان ابن عباس إذا رايته قلت: أجمل الناس، فإذا تكلم قلت: أفصح
الناس، فإذا حدث قلت: اعلم الناس.
واما عائشة - رضي الله عنها - فكانت مقدمة في العلم والفرائض والاحكام والحلال
والحرام وكان من الآخذين عنها الذين لا يكادون يتجاوزون قولها المتفقهون بها القاسم بن
محمد بن أبي بكر ابن أخيها، وعروة بن الزبير ابن أختها أسماء
قال مسروق، لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض.
وقال عروة بن الزبير: ما جالست أحدا قط كان اعلم بقضاء ولا بحديث بالجاهلية ولا
أروى للشعر، ولا اعلم بفريضة ولا طب من عائشة.
56

الفقهاء السبعة بالمدينة
عن علي أشهر الروايات: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن
أبي بكر الصديق، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبيد الله بن عبد الله بن
عتيبة بن مسعود، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت.
عبد الله بن عمر * -
عبيد الله ابن عبد الله ابن عتيبة ابن مسعود 94 ه‍ * -
عروة بن الزبير بن العوام 94 ه‍ * -
القاسم بن محمد بن أبي بكر 106 ه‍ * -
سعيد ابن المسيب 94 * -
سليمان ابن يسار 107 * -
خارجة ابن زيد 100 ه‍ * -
أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام 94 ه‍ * -
وقد ذاعت شهرة هؤلاء الفقهاء حتى سمي عصرهم بعصر الفقهاء السبعة، وكان
عملهم هو تأسيس الفقه الاسلامي، وصبغ الحياة كلها والعمل على نفادها بأسرها على
قواعد من الدين والأخلاق.
مدرسة الكوفة
وفي موازاة مدرسة المدينة، وفي النصف الثاني من القرن الهجري الأول كانت تقوم
بالعراق مدرسة أخرى مركزها الكوفة تناهض مدرسة المدينة وتحاول جاهدة في افساح
الطريق امام مبادئها، وقد كان لهذه المدرسة قيمة فقهية كبيرة وشهرة ذائعة حصلت عليها
بفضل جهود فقهائها الذين عملوا مخلصين في ارساء قواعدها، وكافحوا في سبيل اعلاء
منارتها، وان كانت لم تصل إلى مركز مدرسة المدينة وشهرتها، بل ولم تتبوأ مركزها الممتاز
الا في القرن الثاني الهجري بفضل جهود تلامذتها، وعلى الأخص في عصر وعلى يد أبي
حنيفة النعمان وأصحابه وتلامذته.
مؤسس هذه المدرسة
ومؤسس هذه الا مدرسة من الصحابة هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي من
السابقين إلى الاسلام، وممن شهدوا بدرا، واحد المبشرين بالجنة، أقرب الناس سمتا ودلا
57

وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال حذيفة وقاضيها، ومؤسس طريقتها، كان
ينحو منحى عمر بن الخطاب - رضى الله تعالى عنه - وعلى منحاه كان يسير من الاعتداد
بالرأي حيث لا نص من كتاب أو سنة وهو الذي يقول: لو سلك الناس واديا وشعبا وسلك
عمر واديا وشعبا لسلك وادي عمر وشعبه، وكان لا يخالفه الا في القليل النادر، وكان
ذلك القليل النادر أقرب إلى القبول عند هذه المدرسة مما اجتمع عليه هو وعمر - رضي الله عنه -
عن الأعمش عن إبراهيم النخعي انه كان لا يعدل بقول عمر وعبد الله إذا اجتمعا، فإذا
اختلفا كان قول عبد الله أعجب إليه، لأنه الطف، وقرأ القران فأحل حلاله وحرم حرامه،
فقيه في الدين عالم باسنة، ولي بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان - رضي الله عنه - وقدم آخر
عمره المدينة ومات بها في خلافة أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - سنة 32. ه‍.
تلاميذ هذه المدرسة
وأشهر تلاميذ هذه المدرسة من أصحاب عبد الله بن مسعود الذين اخذوا أقواله وتثقفوا
بآرائه هم هؤلاء الفقهاء الستة: علقمة بن قيس النخعي، والأسود بن يزيد النخعي،
ومسروق ان الأجدع الهمداني، وعبيدة بن عمرو السلماني، وشريح بن الحارث القاضي، والحارث
الأعور.
مدرسة الكوفة * -
عبد الله بن مسعود * -
شريح بن الحارث الكندي 87 ه‍ * -
الأسود بن يزيد النخعي 75 ه‍ * -
علقمة بن قيس النخعي 62 ه‍ * -
مسروق بن الأجذع الهمداني 63 ه‍ * -
عبيدة السلماني 72 ه‍ * -
الحارث الأعور 65 * -
إبراهيم النخعي 95 ه‍ * -
عامر بن شراحيل الشعبي 104 ه‍ * -
58

أصول مدرسة الكوفة
كان أهل الكوفة يرون ان عبد الله بن مسعود وأصحابه أثبت الناس في الفقه، واعتقدوا
انهم في الدرجة العليا من التحقيق وكانت قلوبهم أميل شئ إلى أصحابهم كما قال علقمة
لمسروق: هل أحد منهم أثبت من عبد الله؟ وقال أبو حنيفة: إبراهيم أفقه من سالم، ولولا
فضل الصحبة لقلت علقمة أفقه من ابن عمر، عبد الله هو عبد الله، وقد جمعوا من فتاوى
ابن مسعود وقضايا علي وفتاواه وكل ما تيسر لهم جمعة، وصنعوا في آثارهم أصحابهم كما
صنع أهل المدينة، وخرجوا كما خرج هؤلاء ولم يمن عندهم من الأحاديث والآثار ما
يقدرون به على استنباط الفقه على الأصول التي اختارها أهل الحديث، ولم تنشرح
صدورهم للنظر في أقوال علماء البلدان وجمعها، وكان عندهم من الفطانة والحدس
وسرعة انتقال الذهن من شئ إلى شئ مما يقدرون به على تخريج جواب المسائل على
أقوال أصحابهم وكل ميسر، لما خلق له و " كل حزب بما لديهم فرحون، فمهدوا الفقه على
قاعدة التخريج.
مقارنة بين المدرستين
كان طابع كلتا المدرستين فقهيا، غير أن مدرسة المدينة كانت تعتمد في الاستنباط
الفقهي على النصوص لقيامها في المدينة تلك البلد التي عاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء
الراشدون وأكثر الصحابة، فالأحاديث فيها كثيرة والآثار متوافرة، قد توجهت هممهم
وانشرحت صدورهم لجمع أحاديث الرسول وآثار الخلفاء الراشدين والصحابة المقربين بها،
فحصل لهم من ذلك الشئ الكثير أغناهم في كثير عن استعمال الرأي، فما من مسالة مسائل
الا وجدوا فيها حديثا مرفوعا متصلا أو مرسلا أو موقوفا، صحيحا أو حسنا أو صالحا
للاعتبار، أو وجدوا اثرا من آثار الخلفاء الراشدين والصحابة عندهم، وقلما تعرض مسالة
ليس فيها نص من كتاب أو سنة أو اثر صحابي ولم يكن عندهم من العمران ما تتجه به
المسائل وتتكاثر فالحياة بمنأى عن المؤثرات الخارجية والأعراف الأخرى فهي لا زالت
يدوية متكررة، ما يحدث اليوم قد حدث بالأمس القريب أو البعيد، وان وقعت حادثة ليس
لها سابقة وقلما يكون اعملوا رأيهم على نحو ما كان يفعل سلفهم من الصحابة مع مراعاة
اقتضاء النص وايمائع، ولم يذهبوا بعيدا، فكانت بذلك أقرب إلى السنن النبوية وإلى
الحديث.
وأما مدرسة الكوفة، فإنها وان كانت تقليدية من حيث المبدأ واعتمادها على
الأحاديث والآثار المروية عن طريق الصحابة الذين عاشوا بينهم ووثقوا بهم الا ان الأحاديث
59

عندهم كانت قليلة، فقد روى أن عمر - رضي الله عنه - حينما بعث رهطا من الأنصار إلى
الكوفة نهاهم عن كثرة التحديث وقال لهم: إنكم تأتون قوما لهم أزير بالقرآن، فيأتونكم
فيقولون: قدم أصحاب محمد، فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث، فأقلوا الرواية عن الرسول
الله صلى الله عليه وسلم.
ونظرا لشيوع الوضع في العراق من جانب الشيعة وغيرهم وتهيبهم من رواية الحديث
كان بالتالي ذخيرة الأحاديث عندهم قليلة، ونظرا لان هذه المدرسة كانت تقوم في جو أوسع
من جو التقليد المدني، فالحياة في العراق مزدحمة بالعمران والحضارات متشعبة من رومانية
وفارسية والمسائل متشابكة كان لابد من استعمال الرأي كثيرا وكثيرا جدا، وكانوا لا
يكرهون المسائل ولا يهابون الفتيا فخرجوا المسائل على أقوال أصحابهم وافترضوا وأجابوا
وساروا في هذا الاتجاه شوطا طويلا. والله الحمد والمنة.
60

جهود الخلفاء الراشدين
في نشر الاسلام
فان الله حين اختار نبيه محمد ا صلى الله عليه وسلم لتبليغ رسالته اختار له أصحابا على شاكلته، عزروه
ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه، عاشوا تحت راية نبيهم سعداء، وماتوا صديقين أو
شهداء، كان التوحيد مبداهم، والحب ديدنهم، والسلام طبيعتهم، والصلاة والصيام
والصدقة وصلة الأرحام منهجهم، ورضا الله غايتهم. ملؤوا الدنيا نورا، وأشاعوا في الكون
بهجة وسرورا، قادوا الانسانية إلى ركب الحضارة المستنيرة، وأرسوا قواعد الدين فلم
يغيروا ولم يبدلوا، حبب الله إليهم الايمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق
والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمه.
ولما ختار الله نبيه إلى جواره بعد أن ترك الناس على الحجة البيضاء تألق في سماء
الاسلام نجم كان الوزير الأول في حياته صلى الله عليه وسلم ثم صار الخليفة بعد مماته، ذلكم هو أبو بكر
الصديق الذي سار على النهج المحمدي في غير تحريف ولا تبديل.
فقضى على أول فتنة ظهرت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة... تلك التي
اثارها وأشعل نارها سعد بن عبادة ومن اتبعه بالطاعة والاذعان، ثم توجه إلى مانعي الزكاة
فأعادهم بقوة بأسه ورباطة جأشه إلى ما كانوا عليه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام،
وحارب المرتدين فعادوا إلى حظيرة الاسلام صاغرين وانفذ جيش أسامة إلى الروم، وكان
قد جهزه الرسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج إليهم، ولتأديب الغساسنة العرب الذين خرجوا الجزيرة
العربية، واستقروا في الشام، وواجه ادعيا النبوة من أمثال مسيلمة الكذاب والأسود العنسي
وطليحة الأسدي وسجاح التميمية وغيرهم فارتدوا خاسرين.
ثم انطلق أبو بكر يرسل كتائب الايمان خارج الجزيرة العربية في العراق والشام،
ليكسر حاجز الخوف الذي استولى على نفوس العرب من بطش هاتين الدولتين العظيمتين
(الفرس والروم).
61

تم ذلك كله في غضون عامين مدة خلافة الصديق رضي الله عنه، ثم ورع الحياة
راضيا مرضيا ليحتمل الراية من بعده الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك الذي وضع
منهجا للدولة الاسلامية يحوي التنظيمات الإدارية، فدون الدواوين كديوان العطاء، وديوان
الجند، وديوان الاستيفاء، كما أوجد مصادر للدخل بما أفاء الله على جيوشه من ثروات
الدولة الفارسية والبيزنطية إلى جانب الزكاة والخراج والجزية
ونظم القضاء بصفة، ولم يكن هو وصاحبه في سلوكهما هذا على بدع من القول
أو الفعل، وانما كان اقتداء بالنبي القدوة، والرسول الأسوة صلى الله عليه وسلم
وحقق الفاروق قضية الشورى كما أرادها الله ورسوله في محكم التنزيل.
وازدادت السياسة الخارجية في عهده رسوخا ووضوحا فتمت الفتوحات التي بدأت في
عهد الصديق على يده بعد أن عدل الخطط الحربية، وغير القيادات، وفتحت دمشق، وتم
الاستيلاء على بيت المقدس، وكانت الخاتمة الحسنى بفتح مصر في العام الثلاثين من
الهجرة، ودخل الأقباط في الاسلام أفواجا بعد أن خلصهم عمرو بن العاص وجنوده من
اضطهاد الرومان وتعسفهم.
ثم كان عثمان بن عفان الخليفة الثالث بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب،
وانكسر الباب، وخرجت الفتنة تطل برأسها من جحرها، فظنوا حلم عثمان ضعفا، وما كان
الا رجلا حييا ستيرا تستحي منه ملائكة الرحمن.
انظر إليه حين تولى هذا الامر، تجده امام مهام تنوء بعصبة اولي قوة وقد حملها
وحده.
فها هو معاوية يتربع على عرش الشام ويدين له أهلها بالطاعة العمياء فلم يشأ أن
ينقض بناء أرسى قواعده من سبقه، وهذه أساليب الدهاء والمكر والخداع تتحيط به من كل
مكان حتى اضطر للاستعانة باهل الثقة من أقاربه بعد أن فقدها فيمن حوله.
ومع ذلك فان الإمبراطورية التي امتدت في عهد أمير المؤمنين عمر من أقصى فارس
شرقا، إلى حدود برقة وطرابلس غربا، ومن بحر قزوين شمالا إلى بلاد النوبة جنوبا، لم
تتوقف في عهد ذي النورين عثمان بن عفان حيث اجتازت جيوشه ارض فارس حتى وصلت
إلى طبرستان شرقا، والى بلاد خراسان، كما تكونت أول قوة بحرية لصد عدوان الأساطيل
البيزنطية على سواحل مصر الشام، فانظم جزء آخر من بلا د النوبة في الجنوب وانضمت
لها بلاد أرمينية، ودخلت البحرية الاسلامية جزيرة " قبرص " وما أمر واقعة " ذات الصواري "
62

ببعيد حيث كان النصر فيها ايذانا بتفوق المسلمين على دول البحر المتوسط.
وانتقل الخليفة عثمان إلى جوار ربه متوجا بالشهادة وهو يقرا القرآن على اثر فتنة
تبناها عبد الله بن سبأ اليهودي، أشعل نارها في سائرها الولايات الاسلامية بما تحمل من
شائعات كاذبة وانتقاصات باطلة تقلل من شان الخليفة الراحل، وكانت هذه الفتنة اليهودية
سببا في الهرج والمرج والقليل والقال مما واجهه الإمام علي بن أبي طالب في بداية خلافته،
وان شئت قلت في بداية محنته، فقد كان يمسك بزمام الأمور في عهد عثمان الشهيد بعض
الولاة غير الأكفاء، ومنهم متطلع إلى الخلافة نفسها، أو نطالب بدم عثمان بدعوى انه ولي
دمه.
باختصار كان علي بن أبي طالب في موقف لا يحسد عليه، فأراد ان يؤمن الدولة من
الداخل بعزل بعض الولاة، وتولية آخرين ممن يراهم اهلا للمهمة الخطيرة في المرحلة
القادمة، فلم يلق الا العصيان والتمرد والخروج عليه مما عطل مسيرة الحكم الراشد الذي
إرادة لهذه الأمة.
وبينما علي يفكر في امر معاوية إذا باخبار تصله بخروج طلحة والزبير في صحبة أم
المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، واستمر اليهودي المتآمر عبد الله بن سبا ليعلن ان
الثوار قد خرجوا لمهاجمة علي وراع عليا ما كان من خروج أم المؤمنين في صحبة هؤلاء،
ولكن سرعان ما هدأ حيم علم أنها جاءت للصلح بين أولادها المتنازعين باعتبارها اما
للمؤمنين، وقال علي: لا باس. انها امنا وزوجة نبينا، ولكن زعيم الفتنة اليهودي خشي
افتضاح امره وتسليمه ليد العدالة فاجتمع باتباعه، وقال لهم: يا قوم ان عزكم من خلطة
الناس فصانعوهم تملقوهم، وإذا التقي الطرفان المتنازعان غدا فانشبوا القتال ولا تفرعوهم
للنظر والجلوس على مائدة الصلح صلح وبات الجميع على الصلح، وبات ابن سبا وأنصاره (قتلة
عثمان الحقيقيون) بشر ليلة حتى إذا أصبح الصباح نشبوا القتال، وظن أصحاب أم المؤمنين
ان عليا قد بدا القتال بينما تعجب علي مما رأى من تغيير النية فنادي طلحة قائلا.
- يا طلحة جئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وقد خبأت عرسك في بيتك؟ ماذا أنت
صانع يوم القيامة حين يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم جئت بزوجتي إلى هذه الأرض؟ فأحس
طلحة بعظم ما ارتكب فأدار وجهه وقفل راجعا، ولكن لم يفلت من القتل على يد أحد
أرباب، وحرص ابن سبا على قتل أم المؤمنين، فهاجم هو وجنوده الهودج الذي يحملها على
جملها ولكن عليا عاجل بضربة عقربة وأوقعت الهودج قبل ان يتمكن منه دعاة
63

الفتنة وأعاد أم المؤمنين إلى بيتها في حماية أربعين حارسا أوصلوها سالمة ولم يكن هؤلاء
الجنود الا نساء من فتيات قريش تزيوا بزي الرجال مراعاة لحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان على
رأسهم أخوها محمد بن أبي بكر، فلما اكتشفت أم المؤمنين ذلك أطرقت برأسها قائله: لقد
أبى أبو الحسن الا ان يكون عليا.
وبعد شهر من هذه الواقعة بدا يوم صفين مكشرا أنيابه، وكانت نهاية هذه الموقعة
أسوأ من بدايتها فقد انتهت بخدعة التحكيم المشهورة، اما الخوارج فقد حكموا على الإمام علي
بالكفر وقتله أحدهم وهو عبد الرحمن بن ملجم الذي الحقه الله بعاقر ناقة ثمود في النار
بجريمته النكراء وفعلته الشنعاء.
وتولى الخلافة بعده ابنه الحسن بن علي الذي ما لبث ان تركها غير آسف عليها تاركا
أعباءها لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الذي لم تصح له الخلافة الا بعد تنازل الحسن
عنها له، وكان قد اخذ البيعة من أهل الحل والعقد كما بويع لأبيه الإمام علي من قبل
وصدقت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به عن الحسن حيث قال: " ان ابني هذا سيد وسيصلح الله
به بين فئتين عظيمتين من المسلمين "
وهكذا أصبحت الخلافة ملكا عضوضا على يد معاوية الذي ورثها لابنه اليزيد، واجبر
الناس على بيعته في حياته لا ينازعه في ملكة منازع من بعده
ولسنا نقول بان الخبر الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم عن الملك العضوض حين يفيد انتقاصا من قدر
الملوك فإنه غالبا ما يكون فيهم الحزم والكياسة إلى جانب الشدة والعنف، وها هو داود
وابنه سليمان كانا رسولين ملكين، وكان الملك والجاه والسلطان خير السند لرسالتهما، كما
كانت ملكة سبا من خير ملكات العالم بما أوتيت من الحكمة والرشاد حيث حكمت اليمن
وقادت الجيوش الجرارة حتى إذا دعيت للاسلام قادت شعبها وجيشها إلى دخول في طاعة
سليمان قائله: " أسلمت مع سليمان لله رب العالمين " وهذه الأرض يعيش عليها الان ملوك
يقودون شعوبهم متجهين بهم إلى السير في ركب الحضارة الانسانية بما أوتوا من الحنكة
والتجربة وعراقة الأصل وسلامة الدين.
هذا وما زالت اثار الصحابة والخلفاء قائمة بين دول الاسلام بما خلفوه من علم وفهم
لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وستظل باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
64

(أبو هريرة)
المفترى عليه (رضي الله عنه)
طعن أرباب الأهواء قديما وحديثا في أبي هريرة - رضي الله عنه ليتخفصوا من أحاديثه
التي تقف دون أهوائهم، وترد كيدهم. في نحورهم، سندهم في هذه المطاعن اما روايات
مكذوبة أو ضعيفة، واما روايات صحيحة لم يفهموها على وجهها، بل تأولوها تأويلا باطلا
يتفق وأهواءهم، وانا لذاكرون لك بعضا من هذه الطعون، والجواب عنها بايجاز ليكون ذلك
نموذجا يحتدي في الدفاع عن هذا الصحابي الجليل، فنقول وبالله التوفيق:
(أ) - مما طعن به أهل الأهواء في صدق أبي هريرة - رضي الله عنه - " حديث
الوعاءين " وهو ما رواه البخاري من باب " حفظ العلم " من كتاب " العلم " عن أبي هريرة قال:
" حفظت من رسول الله صلى اله عليه وسلم وعاءين، فاما أحدهما فبثثته واما الاخر فلو بثثته قطع هذا
البلعوم "
قالوا: هذا الحديث لو صح لترتب عليه ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد كتم شيئا من الوحي عن
جميع الصحابة سوى أبي هريرة، وذلك لا يجوز باجماع المسلمين.
والجواب: انه ليس في الحديث ما يفيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اختصه بهذا الوعاء دون
غيره من الصحابة، وعلى تقدير انه اختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصحابة، فليس فيه
شئ من كتمان الوحي الذي المر الله رسوله ان يبلغه الناس.
قال ابن كثير: " هذا الوعاء الذي كان لا يتظاهر به هو الحروب والفن والملاحم، وما
وقع بين الناس من الحروب والقتال وما سقع ". ا ه‍.
فالاخبار عن بعض الحروب والملاحم التي ستقع ليس مما يتوقف عليه شئ من
أصول الدين أو فروعه، فيجوز للنبي صلى الله عليه وسلم ان يخص مثل هذا النوع من الوحي شخصا دون
الاخر، أو فريقا دون فريق.
(ب) - ومما اتخذ شبهة على صدق أبي هريرة في الحديث انه كان يروي عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم " من أدرك الصبح وهو جنب قلا يصم "، ويفتي به الناس فبلغ ذلك عائشة وأم سلمة -
رضي الله عنهما - فأنكرتا عليه، وذكرتا " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من
أهله ثم. يغتسل ويصوم "، فرجع إلى حديثهما وقال: كذلك حدثني الفضل بن العباس
65

وأسامة بن زيد عنه صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين اعلم بمثل ذلك من الرجال.
والجواب، ان أبا هريرة لم يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما سمعه من الفضل
وأسامة عنه صلى الله عليه وسلم وهما من أهل الصدق والأمانة، ولكن لما ترجح لديه حديث عائشة وأم
سلمة رجع إليه، وترك فتواه اتباعا للحق، واما حديث الفضل وأسامة، فقد أجاب عنه
العلماء بأجوبة (منها): انه يعارض بما هو أقوى منه، فيترك العمل له إلى الأرجح.
(ومنها): انه كان في مبدأ فرض الصيام حين كان الأكل والشرب والجماع محرما بعد
النوم، ثم أباح الله ذلك كله إلى طلوع الفجر، فكان للمجامع ان يستمر إلى طلوعه، فليزم
ان يقع اغتساله بعد طلوع الفجر، فدل على أن حديث عائشة وأم سلمة ناسخ لحديث الفضل
وأسامة، ولم يبلغهما ولا أبا هريرة الناسخ، فاستمر أبو هريرة على القتيا به، ثم رجع عنه
بعد ذلك لما بلغه.
قال الحافظ ابن حجر: " وفيه فضيلة لأبي هريرة لاعترافه بالحق ورجوعه إليه ".
(ج) - قالوا: روى أبو هريرة حديث: (لا عدوي ولا صفر ولا هامة)، فقال اعرابي:
يا رسول الله، فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فمن اعدى الأول "
وروى أيضا حديث: " لا يوردون ممرض على مصح "، اي: صاحب إبل مريضة على
صاحب إبل صحيحة مخالفا العدوى.
قالوا: وبين الحديثين تناقض إذ الحديث الأول بنفي العدوى والثاني يثبتها، والنبي صلى الله عليه وسلم
لا يتكلم بمثل هذا فدار الامر بين كذب أبي هريرة أو نسيانه في الرواية فان قلنا بكذبه
ارتفعت الثقة بمروياته، وان قلنا بنسيانه ناقض حديث ضم الرداء وقوله فيه (فوالذي نفسي
بيده ما نسيت منه شيئا بعد)
66

والجواب، انه لا تناقض بين الحديثين، فحديث: " لا عدوى " معناه نفي ان تكون
العدوى مؤثرة بذاتها دون إرادته تعالى.
وحديث " لا يوردن ممرض على مصح " المقصود منه الا يورد صاحب الإبل المريضة
إبله على إبل صحيحة، لئلا تمرض فيتوهم الناس ان ذلك المرض جاء للإبل الصحيحة من
طريق العدوى بدون اذنه تعالى، ولك ان تقول: ان المقصود من الحديث الثاني هو اثبات
العدوى من طريق السببية العادية التي يجوز فيها تخلف المسبب عن سببه، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن تلك المخالطة من باب اتقاء أسباب الهلاك العادية امتثالا لقوله تعالى: (ولا تلقوا
بأيديكم إلى التهلكة).
ولذا لم يكن بين الحديثين تناقض فلا كذب ولا نسيان.
نعم ثبت ان أب هريرة كان يروي الحديثين جميعا في تعض المجالس، وكان يقتصر
على رواية أحدهما في بعضها، اقتصر مرة على رواية الحديث الثاني فقيل له: انك رويت
الحديث: " لا عدوي " فرطن بالحبشية، وأنكر على من قال ذلك، فظن أبو سلمة " الراوي
للحديثين عنه " ان اعراضه عن رواية حديث " لا عدوى في ذلك المجلس نسيان منه روايته.
ويجاب عن ذلك بان اعراضه عن روايته هذا الحديث ليس من قبيل النسيان كما فهم أبو
سلمة، وانما هو مراعاة حال من نحدثهم، ولذلك يقول القرطبي في " المفهم ": (ويحتمل
ان يكون أبو هريرة خاف اعتقاد جاهل يظنهما متناقضين فسكت عن أحدهما، وكان إذا امن
ذلك حدث بهما جميعا " ا وه‍.
ولن أردت زيادة على ذلك فارجع إلى " فتح الباري " في باب (لا هامة) من كتاب
" الطب ".
(د) - قالوا: كان أبو هريرة يدلس في الحديث، فيروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يسمعه منه
كما في حديث: (من أصبح جنبا فلا صوم له)، وقد تقدم، والتدليس أخو الكذب.
والجواب عن ذلك: ان أبا هريرة بحكم تأخر اسلامه إلى سنة سبع من الهجرة قد فاته
كثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان على ليستكمل علمه بالحديث ان يأخذه من الصحابة
الذين سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم شانه في ذلك شان سائر الصحابة الذين لم يحضروا مجالسه صلى الله عليه وسلم
اما لاشتغالهم ببعض أمور الدنيا، واما لحداثة سنهم واما لتأخر اسلامهم، أو لغير ذلك،
يؤيد ذلك ما ثبت عن حميد قال: كنا مع انس بن مالك، فقال: " والله ماكل ما نحدثكم عن
67

رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه منه، ولكن لم يكن يكذب بعضنا بعضا " رواه الطبراني في
" الكبير " ورجاله رجل الصحيح.
وعن البراء قال: " ما كل الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابه عنه،
كانت تشغلنا عنه رعية الإبل ".
رواه احمد ورجله رجال الصحيح ورواه الحاكم أيضا في " المستدرك " بلفظ: " ليس
كلنا سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لنا ضيعة واشغال، ولكن كالناس كانوا لا يكذبون
يومئذ، ويحدث الشاهد الغائب ".
قال الحاكم: صحيح علس شرطهما، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي
ولا ينبغي ان يعد حذف الصحابي الذي سمع الحديث، ولقنهم إياه من قبيل التدليس،
إذا الصحابة كلهم عدول باجماع أهل الحق، وخلاف العلماء في الاحتجاج بالمرسل انما كان
للجهل بحل المحذوف وذلك لا يتأتى ها هنا، ولذلك يقول ابن ا لصلاح في " مقدمته ".
" مرسل الصحابي مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من احداث الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم
يسمعوه منه في حكم الموصول المسند، لان روايته معن الصحابة، والجهالة بالصحابي غير
قادحة، لان الصحابة كلهم عدول " أ. ه‍.
وقال السيوطي في " التدريب ": " اما مرسل الصحابي واخباره عن شئ فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو
قاله مما يعلم أنه لم يحضره لصغر سنة أو تأخر اسلامه فمحكوم بصحته على المذهب
الصحيح الذي قطع به الجمهور أصحابنا وغيرهم، وأطبق المحدثون المشترطون للصحيح
القائلون بضعف المرسل، وفي " الصحيحين " من ذلك مالا يحصى، لان أكثر روايتهم عن
الصحابة، وكلهم عدول رواياتهم عن غيرهم نادرة، وإذ رووها بينوها، بل أكثر ما رواه
الصحابة عن التابعين ليس أحاديث مرفوعة بل إسرائيليات أو حكايات أو موقوفات ".
ومن ذلك كله يتبين انه لا كذب من أبي هريرة، إذ انه لم يقل في هذا الضرب من
الحديث: " سمعت رسول الله كذا، أو رايته يفعل كذا " بل كان يقول: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، وما شابه ذلك، كما أنه لا تدليس منه أيضا، لان الراوي
المحذوف من الصحابة والاجماع قائم على عدالتهم.
68

(ه‍) - قالوا: نهاه عمر عن التحديث، وقال له: " لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو لألحقنك بأرض دوس "، وهذا من عمر يدل على كذب أبي هريرة.
والجواب: ان أبا هريرة كان يرى لزاما عليه ان يحدث الناس بما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرجا من اثم كتمان العلم، وقد الجاه ذلك إلى أن يكثر من رواية الحديث، فكان في
المجلس الواحد يسرد الكثير من أحاديث صلى الله عليه وسلم ولكن عمر - رضي الله عنه كان يرى أن يشتغل
الناس أولا بالقرآن، وان يقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير أحاديث العمل، وان لا
يروى للناس أحاديث الرخص لئلا يتكلوا عليها، ولا الأحاديث المشكلة التي تعلو على
أفهامهم، كما أنه كان يخاف على المكثرين الخطأ في رواية الحديث إلى غير ذلك، ومن
اجل ذلك كله نهى عمر الصحابة عن الاكثار من الرواية، وأغلظ لأبي هريرة القول وهدده
بالنفي، لأنه كان أكثر الصحابة رواية للأحاديث.
قال الحافظ ابن كثير: " وقد جاء ان عمر اذن له بعد ذلك في التحديث فقال مسدد
بسنده عن أبي هريرة قال: بلغ عمر حديثي فأرسل إلى فقال: كنت معنا يوم كنا كع رسول
الله صله عليه وسلم قال يومئذ: " من كذب على متعمدا فليتبوا مقعدة من
النار " قال: " اما اذن فاذهب فحدث "
(و) - قالوا: ولم يكن عند أبي هريرة رصيد من الأحاديث أكثر من غيره، وانما الذي
جعله يتفوق على غيره من الصحابة في كثرة الرواية انه استجاز لنفسه ان ينسب إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم كل كلام حسن، قاله أو لم يقله، مما هو خارج عن دائرة الحلال والحرام.. قالوا:
69

وسند أبي هريرة في ذلك أحاديث رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم منها:
1 - " إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا، وأصبتم المعني فلا باس "
2 - إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به حدثت به أو لم أحدث "
3 - " ما بلغكم عني من قول حين لم أقله فانا قتله ".
والجواب عن ذلك: ان كثرة أحاديث أبي هريرة مع تأخر اسلامه لا ترجع إلى ما
زعموه، وانما ترجع إلى انقطاعه عن الدنيا إلى مجالسه صلى الله عليه وسلم وملازمته إياه سسقرا وحضرا
والى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له الا ينسى شيئا من حديثه، والى انه عاش بعد وفاته صلى الله عليه وسلم نحوا من
خمسين عاما يأخذ عن الصحابة ما فاته من الأحاديث ثم يرويها للناس.
واما زعمهم انه استجاز لنفسه ان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير الحلال والحرام
فباطل من وجوه:
1 - ان أبا هريرة من رواة حديث: " ومن كذب علي متعمدا فليتبوا مقعدة من النار "،
وثبت عنه انه كان يذكره بين يدي ما يريد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من مجالسه.
2 - وان الصحاة قد أقروه على رواية الأحاديث، ورووها عنه، ومن هؤلاء: عمر،
وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري، وابن عباس،
وعائشة، وجابر، وعبد الله بن عمر، وأبي بن كعب وأبو موسى الأشعري، وهذا اجماع
منهم على صدقة وأمانته.
3 - وان الأحاديث التي رواها أبو هريرة وجد أكثرها عند غيره من الصحابة.
واما الأحاديث التي نسبوها إلى أبي هريرة فنجيب عنها بما يلي:
1 - الحديث الأول في الرواية بالمعني لا فيما زعموه من إباحة الكذب عليه صلى الله عليه وسلم ولم
يروه أبو هريرة بل رواه غيره.
روى الحافظ الهيثمي عن يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن
جده قال، اتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا له: بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله انا نسمع منك الحديث، فلا
70

نقدر ان نؤديه كما سمعنا قال: " إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا وأصبتم المعنى فلا
باس "
2، 3 - والحديثان الثاني والثالث مكذوبان على أبي هريرة، إذ في سند الأول منهما
أشعث بن براز كذاب مشهور، قال ابن معين: ليس بشئ،
وقال الدارقطني: ذاهب، وقال الفلاس: منكر الحديث. قال ابن حزم: " وقد ذكر قوم لا
يتقون الله عز وجل أحاديث في تعضها ابطال شرائع الاسلام، وفي بعضها نسبة الكذب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، واباحه الكذب عليه ثم سرد تلك الأحاديث، فيها هذين الحديثان،
وأبطلهما ما ذكرناه، ثم قال ردا على من أباح ان ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله:
" حسبنا انهم مقرون على أنفسهم بأنهم كاذبون وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: " من
حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "
دائرة المعارف (الاسلامية)
ورأيها في أبي هريرة (رضي الله عنه)
كتب استاذنا العلامة الجليل الشيخ " محمد عرفة " مقالا قيما في الدفاع عن رواية
الاسلام (أبي هريرة) رضي الله عنه يفند فيه مزاعم أصحاب دائرة المعارف الاسلامية
المترجمة عن الإنجليزية، وانا أنقله حتى يرى القارئ ما عليه أوروبا والغرب من الحقد
على الأمة الاسلامية.
قال: للمستشرق " جولد سيهر " رأى في الصحابي الجليل (أبي هريرة) - رضي الله
عنه -. نشره في العدد السابع من المجلد الأول من دائرة المعرف (الاسلامية)، هذا الرأي
لا يستند إلى بحث تاريخي ولا سند علمي.
طعن " جولد سيهر " في أبي هريرة طعونا عدة، لكنها تدور حول عدم أمانته في نقل
الحديث، فقد ذكر انه مختلق، ومسرف في الاختلاق، وانه كان يفعل ذلك بداعي الورع،
71

وان الذين اخذوا عنه مباشرة قد شكوا فيما ينقل، وعبروا عن هذا الشك بأسلوب ساخر،
وانه كان يضمن أحاديثه أتفه الأشياء بأسلوب مؤثر، وذلك يدل على روح المزاح التي
كانت فيه والتي كانت سببا في ظهور كثير من القصص، وصاحب خذه المطاعن يعزو
مطاعنه الكتب اسلامية، ليلقي عليه ثوبا خلابا. وليوقع في روع الناس انها صحيحة،
وهذه طريقة فيها كثير من الخداع اللبس والتزوير، وسنميط اللثام عما فيها وبالله التوفيق.
ان أبا هريرة الذي يجرحونه هذا التجريح، ويسيئون إليه هذه الإساءة هو من جملة
الصحابة، ومن أوسعهم رواية بل هو أوسعهم رواية لا مستثنيا أحدا الا ابن عمرو وتجريح
هذا البحر الذي ملئ علما وأداه إلى من حملوه عنه وأدوه إلى من حملوه عنه وأدوه إلى من بعدهم حتى وصل إلينا
تجريح لهذا العلم الغرير، ورفع الثقة عن كل مروياته، وفيه افساد كبير، ولو كان لهذا الطعن
وجه من الصحة لاحتمل، ولكن طعن باطل لا حق فيه.
هذا الامام قد روى عنه ثمانمائة من أهل العلم كما قال البخاري، وهذا فيه الدلالة
على ثقتهم به، لأنهم لو لم يثقوا به لما رووا عنه، وهو ثقة ثبت عند الصحابة وأهل
الحديث.
قال ابن عمر: لو هريرة خير مني واعلم بما يحدث.
وقال طلحة بن عبيد الله أحد العشرة: ولا شك ان أبا هريرة سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
لم نسمع وروى النسائي ان رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شئ، فقال زيد عليك أبا هريرة
... الحديث ".
وكان كثير الحفظ شديد الضبط، شهد به بذلك أهل العلم والثقات.
قال الشافعي: أبو هريرة احفظ من روى الحديث في دهره.
وحدث الأعمش عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة احفظ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقال
أبو الزعزعة كاتب مروان: ارسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه، وكان أجلسني خلف
السرير اكتب ما يحدث به، حتى إذا كان في رأس الحول ارسل إليه فسأله، وأمرني ان
انظر، فما غير حرفا عن حرف.
هذه آراء الثقات أصحاب هذا الشأن فيه، فمن عدلوه فهو الثبت الذي لا يجرح، ومن
بهرجوه فهو الزائف الذي لم يعدل، ومن حظي بمثل هذا الثناء من هؤلاء العلماء الأفاضل،
فلا يضيره ما يقال بعد ذلك فيه.
إذا رضيت عنه كرام عشيرتي * فلا زال غضبانا على لئامها
(الطويل)
72

قال الشيخ: ولا بدلنا ان نعرض لهذه الشبهة التي أثاروها ونفندها:
- زعموا ان علمه الواسع بالأحاديث اثار أشك في نفوس الذين اخذوا عنه مباشرة فلم
يترددوا في التعبير عن شكوكهم بأسلوب ساخر، وأحالوا القارئ على البخاري في كتاب
" فضائل الأصحاب " رقم 11 يريدون بذلك حديث أبي هريرة ان الناس كانوا يقولون: أكثر
أبو هريرة، واني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطني حتى لا آكل الخمير، ولا البس الحبير،
ولا يخدمني فلان ولا فلانة ومنا الصق بطني بالحصباء من الجوع. الحديث.
والمنصف يرى من هذا الأثر ان بعض الناس قال: أكثر أبو هريرة تعجبا من كثرة
حفظه وروايته، وقد أظهر لهم السبب في كثرة روايته وحفظه وهو انه كان الزم الناس لرسول
الله صلى الله عليه وسلم وانه ما كان يعنيه الغني، وانما كان يعنيه الاخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يلصق بطنه
بالحصباء من الجوع، وما كان يشغله عن رسول الله تجاره ولا زراعة، فحفظ ما لم يحفظوا
وسمع ما بم يسمعوا، فلما كان ينبغي ان يأخذوا من تركهم إياه يحدث بعد ذلك مدة عمره -
وقد عمر - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من خمسين سنة انهم اقتنعوا بتعليله، وزال هذا الشك من
نفوسهم، إذ لو كانوا يرون في حدثه بأسا لكفوه عن التحديث، وهم من تعلم في المحافظة
على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والخوف ان يتسع الناس فيه، ويدخله التدليس والكذب.
2 - واما زعمهم ان روايته ضمنها أتفه الأشياء بأسلوب مؤثرة، وذلك يدل على ما امتاز
به من روح المزاح، الامر الذي كان سببا في ظهور من القصص عزوهم ذلك إلى ابن
قتيبة، فليس شئ أوغل في التضليل والايهام من هذا - نحن لا ندري ما هي هذه الأحاديث
التي زعموها، وكان يجب عليهم ان يبينوها لنا لنناقشهم فيها، وكان يجب عليهم أيضا إذ
عزوا لابن قتيبة ان يذكروا اسم ذلك الكتاب قان لابن قتيبة مؤلفات كثيرة، طبع منها كثير،
انهم لو فعلوا ذلك لكنا نبين لهم ان ما في ابن قتيبة ليس كما فهموه، إذ لا يعقل ان يثنى
ابن قتيبة أثناء المستطاب على أبي هريرة في كتابه " تأويل مختلق الحديث "، ثم هو ينسب
إليه ما ذكره أصحاب الدائرة، عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم عذاب
عظيما.
3 - واما ما نقلوه من وصف (شيرنجير) لأبي هريرة من أنه المتطرف في الاختلاق
ورعا، فلسنا ممن يؤمن بقول (شيرنجر) وغير (شيرنجير) من المتطرفين في الاختلاق على
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تضليلا للمسلمين وتشويشا على الدين، وايذاء للحقيقة، سترا
للواقع.
73

وبحسبنا ان نقول: هذا طعن لا مبرر له، وتجريح لا يستند على سند: (التخفيف)
والدعاوى ان لم تقيموا عليها * بينات أبناؤها أدعياء
وقولهم: انه المتطرف في الاختلاق ورعا، كلام متهافت، لأنا لا نعلم الورع الا مانعا
من الاختلاق على الناس، فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلو وكيف يختلق أبو هريرة على رسول الله؟
وهو راوي حديث: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار) وكان يبدأ به عندما يرى أن
يحدث.
فرجل سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، ووعاه وأداه، وكان يستذكر ويذكر به
ويقمه امام تحديثه عن رسول الله، وهو مؤمن ورع تقي، ويستحيل في العادة ان يكذب على
رسول الله فضلا عن أن يتطرف في الكذب عليه، ويرى ان الاختلاق والكذب عليه دين
وورع.
4 - واما قولهم ان كثيرا من الأحاديث التي عزيت إلى أبي هريرة نحلت عليه في عصر
متأخر، فنحن نسلم ان أحاديث كثيرة وضعت وعزيت زورا إلى أعاظم المحدثين مثل أبي
هريرة ولكن رجال نقد الحديث قد عنوا ببيان الموضوع منها، وبهرجوا الزائف، ولم
عليهم بطلانه وأفسدوا على الوضاعين طريقهم.
وبعد! فإذا كان أصحاب (دائرة المعارف) قد ألفوها لغرض ان تكون صورة صحيحة
للمعارف الاسلامية فما أبعد عن أن تكون كذلك، وما أبعدهم فيها عن نيل هذا الغرض،
وإذا كانوا قد ألفوها لغرض تقبيح حال المسلمين في نظر الغربيين وتشويش عقائد
المسلمين، وفتنة الشباب في دينهم في صالحة لهذه الغرض مؤدية له.
قال الشيخ محمد محمد أبو زهو في تعليقه على ما سبق " وبعد فقد طفحت كتب
المبتدعة والمستشرقين، وأعداء الدين، ومن تتملذ لهم من جهلة المسلمين المأجورين قديما
وحديثا بأكيد للاسلام في أشخاص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سيما أبو هريرة رواية
الاسلام الأول.
وفي هذه الأزمان المتأخرة، ظهرت شرذمة من أدعياء العلم والخلق التافهين، جمعوا
كناسة القصور كلها من الطعون والازراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة وأبي هريرة خاصة،
يريدون ليهدموا ركنا شامخا من أركان الذين واصلا وطيدا من اثوله الا وهو سنة سيد
المرسلين صلى الله صلى الله عليه وسلم فلم يكتفوا بما أوردناه من مزاعمهم الباطلة، ولكنهم ضموا إليها تافها من
74

القول وزورا، ولا باس إن نذكر لك شيئا منها مع الرد عليها بايجاز فنقول:
1 - زعموا إن أبا هريرة إنما أسلم حبا في الدنيا لا رغبه في الذين، وهذه دعوى
يكذبها ما كان عليه أبو هريرة من التقشف والانقطاع إلى العلم والعبادة والجهاد في سبيل
الله، والتفاني في تبليغ أحاديثه صلى الله عليه وسلم.
2 - وزعموا أن أبا هريرة كان خفيف الوزن في العلم والفقه وهذا محض افتراء على
التاريخ والواقع.
قال ابن سعد: كان ابن عباس وابن عمر وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة، وعبد الله بن
عمرو بن العاص، وجابر، ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وابوع وأبو واقد الليثي، وعبد الله بن
بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتون بالمدينة، ويحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من لدن توفى عثمان إلى أن توفوا.
ومعنى هذا أن أبا هريرة مكث يفتي الناس على ملا من الصحابة والتابعين ثلاثة
وعشرين عاما.
وقد ذكر ابن القين المفتين من الصحابة، وذكر انهم كانوا بين مكثر منها ومقل
ومتوسط، وذكر أبا هريرة في المتوسطين مع أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان وأبي سعيد
الخدري وأم سلم ء وأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن
عبد الله وغيرهم، فمن زعم أن أبا هريرة غير فقيه فهو العاري عن الفقه.
3 - وزعموا أن عمر استعمل أبا هريرة على " البحرين "، ثم بلغه عنه ما يخل بأمانة الوالي
العادل، فعزله واخذ ما بيده من أموال وضربه حتى أدماه، وهذا كلام من لم يميز بين الحق
والباطل من أقوال المؤرخين، والرواية التي يقول عليها ان عمر لما استحضر أبا هريرة من
" البحرين " قال له: استأثرت بهذه الأموال فمن أين لك؟ قال أبو هريرة: خيل نتجت وأعطيه
تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر عمر فوجدها كما قال، ثم دعاه عمر ليستعمله أيضا فأبى،
فقال له عمر: لقد طلب العمل من كان خيرا منك، قال أبو هريرة: انه يوسف نبي الله ابن
نبي الله، وانا أبو هريرة بن أميمة، ومن ذلك يتبين ان عمر حاسبه على ما بيده من مال كما
حاسب غيره من العمال - فوجد الامر كما قال، فعرض عليه ان يوليه ثانية فأبى، وهذا من
عمر يدل على وثوقه بابي هريرة، وانه كان لديه أمينا حق امين.
4 - وزعموا أنه كان في الفتنة يصلي خلف علي، ويأكل مع معاوية، فإذا حمي
75

الوطيس لحق بالجبل، فإذا سئل قال: علي أعلم ومعاوية أدسم، والجبل أسلم، وهذا من
إفكهم وأباطليهم، والثابت تاريخيا أن أبا هريرة - رضي الله عنه - اعتزل الفتنة وأقام بالمدينة
ولم يبرحها.
5 - وزعموا أنه كان متشيعا لبني أمية، ويأخذ من معاوية جعلا على وضع الأحاديث
في ذم علي - رضي الله عنه - والتاريخ الصحيح يسجل ان أبا هريرة روى من الأحاديث ما فيه
الثناء المستطاب على علي رضي الله عنه وآل البيت.
ذكر احمد في مسنده طرفا منها، وقصته مع مروان حين أرادوا دفن الحسن مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم شاهد عدل على مبلغ حبه لآل البيت.
ثم أين هي تلك الأحاديث التي وضعها أبو هريرة في ذم علي - رضي الله عنه - ومن
رواها من الثقات انها لا وجود لها الا في أدمغتهم وخيالاتهم.
ان الذي تقرؤه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو
الازراء على أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه، وانما هو الإشارة إلى ما سيكون من بعض
مكارم الأمويين من ظلم.
ومن تلك الأحاديث: " هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش " فقال مروان: غلمة
قال أبو هريرة: ان شئت ان أسميهم بني فلان وبني فلان "
" يهلك الناس هذا الحي من قريش "، قالوا فما تأمرنا؟ قال: " لو أن الناس
اعتزلوهم ".
وفي هذا ذاك تعريض ظاهر ببعض امراء بني أمية، وتحريض على اعتزالهم، ومما
كان يدعو به كما في الصحيح: " اللهم إني أعوذ بك من رأس الستين وامارة الصبيان ".
وقد استجاب الله دعاء أبي هريرة فمات سنة ثمان وخمسين، ولم يدرك سنة ستين التي
تولى فيها يزيد، وكان منه ما كان.
76

العلماء الذين ألفوا في الصحابة
لقد الف كثير من العلماء في الصحابة منهم:
امام الجرح والتعديل " علي بن المديني " في كتابه: " معرفة من نزل من الصابة سائر
البلدان "، وهو في خمسة اجزاء فيما قاله الخطيب.
ومنهم: البخاري، قال ابن حجر: " انه أول من صنف فيه فيما علم "
ومنهم الترمذي، ومطين، وأبو بكر بن أبي داود وعبدان، وأبو علي بن
77

السكن في " الحروف " وأبو حفص بن شاهين، وأبو منصور الباوردي، وأبو حاتم بن
حبان، وأبو العباس الدغولي، وأبو نعيم وأبو عبد الله بن مندة والذيل عليه لأبي
78

موسى المديني ومنهم: أبو عمر بن عبد البر في " الاستيعاب " و " الذيل " عليه
لجماعة كأبي إسحاق بن الأمين وأبي بكر بن فتحون وثانيهما أحسنهما، واختصر
محمد بن يعقوب بن محمد بم احمد الخليلي " الاستيعاب " وسماه: " اعلام الإصابة باعلام
الصحابة ".
ومنهم: أبو الحسن محمد بن صالح الطبري.
وأبو القاسم البغوي والعثماني وأبو الحسين بن قانع في معاجيمهم، وكذا أبو
79

القاسم الطبراني من " معجمه الكبير " خاصة.
ثم العز أبو الحسن بن الأثير أخو صاحب " النهاية " في كتابه: " أسد الغابة " جمع فيه
بين عدة من الكتب السابقة كابن مندة وأبي نعيم، وابن عبد البر، وذيل أبي موسى، وعول
عليه من جاء بعده، حتى إن كلا من النووي والكاشغري اختصره الذهبي
على (تجريده) وزاد عليه العراقي عدة أسماء.
80

وكذا لأبي العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري مؤلف في الصحابة.
ولأبي أحمد العسكري فيه كتاب رتبه على القبائل.
ولأبي القاسم عبد الصمد بن سعيد الحمصي " من نزل منهم حمص خاصة ".
ولمحمد بن الربيع الجيري منزل منهم مصر.
وللمحب الطبري " الرياض النضرة في مناقب العشرة "، ولأبي محمد بن
الجارود " الآحاد " منهم.
ولأبي زكريا بن منده " اردافه " منهم وكذا من عاش منهم مائة وعشرين.
ولأبي عبيدة معمر بن المثنى، وزهير بن العلاء العبسي وغيرهما.
81

وللمحب الطبري كتاب " السمط الثمن في مناقب أمهات المؤمنين ".
وللخطيب " من روى منهم عن التابعين ".
ولأبي الفتح الأزدي " من لم يرو عنه منهم سوى واحد " وللحافظ عبد الغني بن عبد
الواحد المقدسي " الإصابة لأوهام حصلت في معرفة الصحابة لأبي نعين في جزء كبير
ولخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد، ويعقوب بن سفيان وأبي بكر بم أبي خيثمة
وغيرهم من كتب لم يخصها بهم بل يضم من يعدهم إليهم.
82

وكتاب الحافظ ابن حجر المسمى " بالإصابة " جامع لما تفرق منها مع تحقيق ولكنه لم
يكمل.
طبقات الصحابة
للعماء آراء في طبقات الصحابة، فمنهم من جعلها خمس طبقات، والأشهر ما ذهب
إليه الحاكم حيث جعل الطبقات اثنتي عشرة طبقة وهي:
1 - قوم تقدم اسلامهم بمكة كالخلفاء الأربعة.
2 - الصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة
3 - مهاجرة الحبشة.
4 - أصحاب العقبة الأولى.
5 - أصحاب العقبة الثانية.
6 - أول المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقباء قبل ان يدخل المدينة.
7 - أهل بدر.
8 - الذين هاجروا بين بدر والحديبية.
9 - أهل بيعة الرضوان في الحديبية.
10 - من هاجر بين الحديبية وفتح مكة مثل خالد بن الوليد وعمرو بن القاص.
11 - مسلم ء الفتح الذين أسلموا في فتح مكة.
12 - صبيان وأطفال رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح في حجة الوداع.
أولهم اسلاما وآخرهم موتا
تنوعت آراء السلف الصالح من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في اي الصحابة أول
83

اسلاما؟ على أقوال: قيل: أبو بكر، وقيل: زيد، وقيل: خديجة، والصحيح ان
أبا بكر أول من أسلم من الرجال الأحرار، قال ابن عباس وحسان والشعبي والنخفي في
آخرين، ويدل له ما رواه مسل عن عمرو بن عبسة في قصة اسلامه، وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم: من
معك على هذا؟ قال " حر وعبد "، قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به.
وروى الحاكم في " المستدرك " من رواية خالد بن سعيد قال: سئل الشعبي: من أول
من أسلم؟ فقال: اما سمعت قول حسان: البسيط.
ان تذكرت شجوا من أخي ثقة * فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
فخير البرية اتقاها وأعدلها * بعد النبي وأوفاها بما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده * وأول الناس منهم صدق الرسلا
وروى الطبراني في " الكبير " عن الشعبي قال: سالت ابن عباس، فذكره.
قال ابن الصلاح: والأورع انه يقال: أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر، ومن
الصبيان على، ومن النساء خديجة، ومن العبيد بلال.
قال البرماوي: يحكى هذا الجمع عن أبي حنيفة. قال ابن خالويه: وأول امرأة
أسلمت بعد خديجة لبابة بنت الحارث زوجه العباس.
وآخرهم موتا أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي مات سنة مائة من الهجرة، قاله مسلم
في صحيحة، ورواه الحاكم في المستدرك عن خليفة بن خياط، وقال خليفة في غير رواية
الحاكم: انه تأخر بعد المائة، وقيل: مات سنة اثنتين ومائة، قاله مصعب بن عبد الله
الزبيري، وجزن ابن حبان وابن قانع وأبو زكريا بن منده انه مات سنة سبع مائة.
وقال وهب بن حرير بن حازم عن أبيه: كنت مكة سنة عشر ومائة، فرأيت جنازة
فسالت عنها فقالوا: هذا ابن الطفيل وصحح الذهبي انه سنة عشر واما كونه آخر الصحابة
موتا مطلقا، فجزم به مسلم ومصعب الزبيري وابن منده والمري في آخرين.
84

وفي صحيح مسلم عنابي الطفيل: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل
رآه غيري.
قال العراقي: وما حكاه بعض المتأخرين عن ابن دريد من أن عكراش بن ذؤيب تأخر
بعد ذلك، انه عاش بعد الجل مائة سنة فهذا باطل لا أصل له، والذي أوقع ابن دريد في
ذلك ابن قتيبة، فقد سبقة إلى ذلك، وهو اما باطل أو مؤول بأنه استكمل المائة بعد الجمل لا
انه بقي بعدها مائة سنة.
واما قول جرير بن حازم انه آخرهم موتا سهل بن صعد، فالظاهر أنه أراد بالمدينة
واخذه من قول سهل: لو مت لم تسمعوا أحدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما كان خطابه
بهذا لأهل المدينة.
قال ابن عبد البر: لا اعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أبا الطفيل.
وقال العراقي: بل مات بعده محمود بن الربيع بلا خلاف في سنة تسع وتسعين، وقد
رآه وحدث عنه كما في صحيح البخاري، وكذا تأخر بعده عبد الله بن بسر المازني قي قول
من قال وفاته سنة ست وتسعين
وآخر الصحابة موتا بالمدينة سهل بن صعد الأنصاري، قاله ابن المديني والواقدي
وإبراهيم بن المنذر وابن حبان وابن قانع وابن منده، وادعى ابن سعد نفي الخلاف فيه،
وكانت وفاته سنة ثمان وثمانين، وقيل: إحدى وتسعين، وقال قتادة: بل مات بمصر، وقال
ابن أبي داود: بالإسكندرية.
وقيل: السائب بن يزيد، قاله أبو بكر بن أبي داود، وكانت وفاته سنة ثمانين، وقيل
جابر بن عبد الله، قاله قتادة وغيره.
قال العراقي: وهو قول ضعيف، لان السائب مات بالمدينة بلا خلاف، وقد تأخر
بعده، وقيل: بمكة، وكانت وفاته سنة اثنتين وسبعين، وقيل: ثلاث، وقيل أربع، وقيل
سبع، وقيل ثمان، وقيل: تسع.
قال العراقي: وقد تأخر بعد الثلاث محمود بن الربيع الذي عقل المجه، وتوفي بها
سنة تسع وتسعين، فهو إذا آخر الصحابة موتا بها.
وآخرهم بمكة ذكرنا انه أبو الطفيل، وهو قول ابن المديبي وابن حبان وغيرهما،
85

وقيل: جابر بن عبد الله، قاله ابن أبي داود، والمشهور وفاته بالمدينة، وقيل: ابن عمر قاله
قتادة وأبو الشيخ بن حيان، ومات سنة ثلاث وقيل، أربع وسبعين.
وآخرهم بالكوفة عبد الله بن أبي أوفى، مات سنة ست وثمانين، وقيل: سبع، وقيل:
ثمان، وقال ابن المديني، أبو جحيفة، والأول أصح فإنه مات سنة ثلاث وثمانين، وقد
اختلف في وفاة عمرو بن حريث فقيل: سنة خمس وثمانين، وقيل: سنة ثمان وتسعين فان
صح الثاني فهو آخر من مات من أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم.
وآخرهم بالشام عبد الله بن بسر المازني، قاله خلائق ومات سنة ثمان وثمانين
، وقيل: ست وتسعين، وهو آخر من مات ممن صلى للقبلاين، وقيل: اخرهم بالشام أبو
امامة الباهلي، قاله الحسن البصري وابن عيينة، والصحيح الأول فوفاته سنة ست وثمانين،
وقيل: إحدى وثمانين وحكى الخليل في " الارشاد " القولين بلا ترجيح.
ثم قال: روى بعض أهل الشام انه أدرك رجلا بعدهما يقال له الهدار رأى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ومجهول.
وقيل آخرهم بالشام واثلة بن الأسقع، قاله أبو زكريا بن منده بدمشق، وقيل: ببيت
المقدس، وقيل: بحمص سنة خمس وثمانين، وقيل: ثلاث وفيل ست واخرهم بحمص عبد
الله بن بسر، واخرهم بالجزيرة العرس بن عميرة الكندي، واخرهم بفلسطين أبو أبي عبد الله
بن حرام ربيب عبادة بن الصامت، وقيل: مات بدمشق، وقيل: ببيت المقدس.
وآخرهم بمصر عبد الله بن الحادث بن جزء الزبيدي، مات سنة ست وثمانين، قيل:
خمس، وقيل: ثمان، وقيل: تسع، قاله الطحاوي، وكانت وفاته ب‍ " سفط
القدور " وتعرف الان ب‍ " سفط أبي تراب " وقيل: باليمامة، وقيل: انه شهد بدرا ولا يصح
فعلى هذا هو آخر البدريين موتا.
واخرهم باليمامة الهرماس بن زياد الباهلي سنة اثنتين ومائة أو مائة، أو بعدها
واخرهم ببرقة رويقع بن ثابت الأنصاري، وقيل: بإفريقية، وقيل بانطابلس، وقيل
ب‍ " الشام " ومات سنة ثلاث وستين.
وآخرهم بالبادية سلمة بن الأكوع، قاله أبو زكريا بن مندة، والصحيح انه مات
بالمدينة، ومات سنة أربع وسبعين، وقيل: أربع وستين، وهذا آخر ما ذكره ابن الصلاح.
واخرهم ب‍ " خراسان " بريدة بن الحصيب، وآخرهم بسجستان العداء بن خالد بن هوذة
ذكرهما أبو زكرياء بن مندة.
86

قال العراقي: وفي بريدة نظر قان وفاته سنة ثلاث وسبعين، وقد تأخر بعده أو برزة
الأسلمي، ومات بها سنة أربع وسبعين.
وآخرهم ب‍ " أصبهان " النابغة الجعدي، قاله أبو الشيخ وأبو نعيم.
وآخرهم ب‍ " سمرقند " الفضل بن العباس وقيل: قثم بن العباس، وب‍ " واسط " لبي -
مصغر - ابن لبا - ك‍ " عصا " وآخر البدريين المهاجرين سعد بن أبي وقاص، وهو آخر العشرة
المبشرين أيضا، وآخر أزواجه - عليه السلام - ميمونة، وقيل: أم سلمة - ورجحه ابن حجر
كما ذكر كل ذلك السخاوي.
العبادلة من الصحابة
قيل لأحمد بن حنبل: من العبادلة؟ فقال: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد
الله بن زبير، وعبد الله بن عمرو، وقيل له: فأين ابن مسعود؟ قال: لا ليس من العبادلة.
قال البيهقي: وهذا لأنه تقدم موته وهؤلاء عاشوا حتى احتج إلى عملهم، فإذا
اجتمعوا علس شئ قيل: هذا قول العبادلة.
وما ذكر من أن العبادلة هم هؤلاء الأربعة هو المشهور بين أخل الحديث وغيرهم.
واقتصر الجوهري صاحب " الصحاح " على ثلاثة، وأسقط ابن الزبير، واما ما حكاه
النووي في " التهذيب " ان الجوهري ذكر فيهم ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وكذا قال
الراقعي في " الشرح الكبير " في " الديات " وغلط في ذلك من حيث الاصطلاح.
قال ابن الصلاح: ويلحق بابن مسعود في ذلك سائر العبادلة المسمين بعبد الله من
الصحابة وهم نحو من مائتين وعشرين نفسا اي فلا يسمعون العبادلة اصطلاحا "
عدد الصحابة
قال العراقي: حصر الصحابة - رضي الله عنهم - بالعد والاحصاء متعذر لتفرقهم في
البلدان والبوادي. وقد روى البخاري في صحيحة ان كعب بن مالك قال في قصة تخلفه عن
غزوة " تبوك ": وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ - يعني الديوان ولكن
87

قد جاء ضبطهم في بعض مشاهدة ك‍ " تبوك " و " حجة الوداع ".
المكثرين من الصحابة رواية وافتاء والمقلين.
قال الحافظ ابن كثير وغيره نقلا عن الإمام أحمد: الذين زاد حديثهم على " الف " ستة
هم: انس بن مالك. رضي الله عنه
وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما
وأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها.
والبحر عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - وسمي بحرا لسعة علمه وكثرته، وممن
سماه بذلك أبو الشعثاء جابر بن زيد أحد التابعين ممن أخذ عنه، ووصفه البحر ثابت في
صحيح البخاري وغيره وجابر بن عبد الله - رضي الله عنه.
وأبو هريرة - رضي الله عنه - قال السخاوي، وهو باجماع - حسبما حكاه النووي - أكثرهم، كما قاله سعيد بن أبي الحسم وابن حنبل، وتبعهما ابن الصلاح غير متعرض
الترتيب من عداه في الأكثرية، والذي يدل لذلك ما نسب لبقئ بن مخلد مما أودعه في
مسنده خاصة كما افاده شيخنا لا مطلقا، فإنه روى لأبي هريرة خمسة آلاف ثلاثمائة وأربعة
وستين.
ولابن عمر الفين وستمائة وثلاثين، ولأنس الفين ومائتين وستة وثمانين، ولعائشة
الفين ومائتين وعشرة، ولابن عباس ألفا وستمائة وستين، لجابر ألفا وخمسمائة وأربعين
ولهم سابع - كما جگتخ ابن كثير - وهو أبو سعيد الخدري، فروى له بقي بن مخلد ألفا ومائة
وسبعين، وقد نظمه البرهابي الحلبي، فقال ابن سعيد نسبة بخدرة سابعهم أهمل في
القصيدة.
وكذا ادرج ابن كثير في المكثرين ابن مسعود وابن عمرو بن العاص ولم يبلغ حديث
واحد منهما عند بقي ألفا إذ حديث أولهما عنده ثمانمائة وثمانية وأربعون والاخر سبعمائة،
واستثناء أبي هريرة له من كونه أكثر الصحابة حديثا كما في الصحيح لا يخدش فيما تقدم ولو
كان الاستثناء متصلا فقد أجيب بان عبد الله كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغله بالتعليم،
فقلت الرواية عنه أو ان أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار كان بمصر أو بالطائف، ولم تكن
الرحلة إليهما ممن يطلب العلم كالرحلة إلى المدينة.
وكان أبو هريرة يأتيها للفتوى والتحديث حتى مات، أو لان أبا هريرة اختص بدعوة.
88

النبي صلى الله عليه وسلم بان لا ينسى ما يحدثه بع فانتشرت روايته إلى غير ذلك من الأجوبة
واما المكثرون منهم افتاء سبعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر، وابن
عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة.
قال ابن حزم: يمكن ان يجمع بين فتيا كل واحد من هؤلاء مجلد ضخم، والبحر ابن
عباس في الحقيقة أكثر الصحابة كلهم على الاطلاق فتوى فيما قاله الإمام أحمد بحيث كان
كبار الصحابة يحيلون عليه في الفتوى، وكيف لا وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " اللهم علمه
الكتاب "، وفي لفظ " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " وفي آخر: " اللهم علمه
الحكمة وتأويل الكتاب "
وفي آخر: " اللهم بارك فيه وانشر منه "
وقال ابن عمر: هو اعلم من بقي بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو بكرة: قدم علينا البصرة وما في العرب مثله حشما وعلما وبيانا وجمالا.
وقال ابن مسعود: لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد.
وقالت عائشة: هو اعلم الناس بالحج.
89

قال ابن حزم: ويلي هؤلاء السبعة في الفتوى عشرون وهم:
أبو بكر الصديق - رضي الله عنه
وعثمان بن عفان - رضي الله عنه
وأبو موسى الأشعري - رضي الله عنه
ومعاذ بن جبل - رضي الله عنه
وسلمان الفارسي - رضي الله عنه
وجابر بن عبد الله - رضي الله عنه
وأبو سعيد رضي الله عنه
وطلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه
والزبير بن العوام - رضي الله عنه
وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه
وعمران بن حصين - رضي الله عنه
وأبو بكرة رضي الله عنه
وعبادة بن الصامت رضي الله عنه
ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
عبد الله بن الزبير رضي الله عنه
وأم سلمة - رضي الله عنه
قال ابن حزم: في الصحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلون في الفتيا جدا لا تروى
عن الواحد منهم الا المسألة والمسألتان والثلاث كأبي بن كعب، وأبي الدرداء، وأبي
طلحة، والمقداد رضي الله عنهم، وسرد الباقين مما في بعضه نظر
وقال: ويمكن ان يجمع من فتيا جميعهم بعد البحث جزء صغير.
ابن حجر
1 - نسبه ومولده
هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد
بن حجر الكناني العسقلاني الشافعي المولد والمنشأ والدار والوفاة القاهري.
90

اختلفت المصادر في اسم جده الرابع، فتارة دكر محمود، وتارة احمد، والراجح
احمد كما في الترجمة التي كتبها هو لنفسه، كما أن السخاوي أثبت النسب المذكور وقال
هذا هو المعتمد في نسبه، ثم إن السخاوي أشار إلى الاختلاف في نسبه فقال " لا أذكر
أدناه.... الا ما فاته بخط أصحابنا بل وبخط المقريزي، وكان عمدته بعد احمد الحمديل
فإنني لا اعلمه، قم رايته بخط صاحب الترجمة نفسه في اجزاء من نسخة من صفة النبي صلى الله عليه وسلم
كما وجد نسبه بخط قربية الزين شعبان باثبات احمديل واسقاط ومحمود
وينسب إليه القول: " ان نسبه يقرأ طروا وعكسا ولا يتهيأ الا بتأخير محمود عن أحمد وباسقاطه ".
فان كان قال ذلك فهو على سبيل التندر اما هو معلوم بان مفهوم النسب لا يعني سبعة أسماء
أو ثمانية لكي يقال: انه يقرأ طردا وعكسا.
وفي " الدرر الكامنة " ذكر عم والده، فقال: عثمان بن محمد بن علي بن أحمد بن
محمود، وكذلك في كتابه " رفع الاصر " وفي أول كتابه " أنباء الغمر " بزيادة احمد بعد محمود
بحيث صار محمود بين أحمدين، لكنه خالق ذلك في كتابه " تبصير المنتبه بتحرير المشتبه "
وكذلك في ترجمة والده في القسم الثاني من معجم شيوخه، فإنه قال: على بن محمد بن
محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر العسقلاني.
كما ورد اسم أبيه عبد الله في موضع واحد وهذا وهم وأوضح البقاعي وابن خليل أم
الحافظ بن حجر ذكر طرفا من نسبه في استدعاء فقال (الكامل)
من أحمد بن علي بن محمد * بن محمد بن علي الكناني المحتد
ولجد جد أبيه احمد لقبوا * حجرا وقيل بل اسم والد احمد
وبمصر مولده واصل جدوده * من عسقلان المقدسية قد بدي.
91

وكان يلقب " شهاب الدين " ويكني " أبا الفضل " وكناه شيخه العراقي والعلاء بن
المحلي " أبا العباس " كما كني أبا جعفر، غير أن كنيته الأولى " أبو الفضل " - وهي التي كناه
بها والده - هي التي ثبتت وصار معروفا بها.
نسبتاه:
1 - الكناني - نقل السخاوي عن خط ابن حجر انه كناني الأصل، نسبة إلى قبيلة
" كنانة "
وقال الحافظ ابن حجر عن والده: " رأيت بخطه انه كناني النسب وكان أصلهم من
عسقلان "
2 - العسقلاني - نسبة إلى " عسقلان " وهي مدينة بساحل الشام من فلسطين، والظاهر أن
القبيلة التي ينتمي إليها الحافظ ابن حجر كانت قد استقرت في عسقلان، وما جاورها إلى أن
نقلهم " صلاح الدين الأيوبي " عندما خربها ما بين (580 - 583 ه‍) على اثر الحروب
الصلبية.
وقال ابن حجر: (الكامل)
وبمصر مولده واصل جدوده * من عسقلان المقدسية قد بدي
اشتهاره بابن حجر:
لقد اشتهر ب‍ " ابن حجر " واختلفت المصادر في اعتباره اسما أو لقبا، وإذا كان لقبا هل
هو لقب أحد أجداده فطعني على العائلة كلها؟ أم انه لقب لحرفة أو مهنة أو صناعة؟.
قال السخاوي: هو لقب لبعض ابئه، وفي موضع آخر قال: قيل: هو لقب لأحمد
لاعلى في نسبه، وقيل: بل هو اسم لوالد احمد المشار إليه. ان هذا الرأي يستند إلى
الاستدعاء الذي كتبه الحافظ ابن حجر بهيئة شعر السابق، وعلى الرغم من الغموض الذي
يكتنفه فهو الراجح.
وذهب بعضهم إلى القول بأنه نسبة إلى آل حجر وهو قوم يسكنون الجنوب الاخر على
بلاد الجريد وارضهم قابس وفي شرح ابن سلطان القادي علي " توضيح النخبة " ان ابن حجر
هو لقب وان كان بصيغة الكنية.
92

مولده:
كان مولده في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة على شاطئ النيل بمصر القديمة
وقال:
شعبان عام ثلاثة من بعد سبع * مائة وسبعين اتفاق المولد
وكان المنزل الذي ولد فيه يقع بالقرب من دار النحاس ولبث فيه إلى أن تزوج بأم
أولاده، فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته " المنكوتمرية " داخل باب القنطرة
بالقرب من حارة بهاء الدين واستمر بها حتى مات.
وبينا نجده لا يشير إلى تاريخ يوم ولادته، نلاحظ اختلافا بين مترجميه في تحديدهم
لتاريخ ذلك اليوم فذكره البقاعي والسيئطي في الثاني عشر من شعبان، وذكر ابن فهد وابن
طولون: في الثالث عشر من شعبان كما ذكره ابن تغري بردي والسخاوي في الثاني
والعشرين من شعبان على أن الشوكاني اعتبر مولده في الثاني من شعبان وهذا بعيد الاحتمال
بسبب كونه متأخرا اخذ عن الذين سبقوه وفي هذه الحالة لا يؤمن التحريف
ويظهر مما فات ان يوم مولد ابن حجر ينحصر ما بين الثاني عشر والثاني والعشرين
من شعبان سنة 773 ه‍ اي بين الثامن عشر من شباط والثامن والعشرين منه من سنة
1372 م.
نشأته وأسرته
نشأ الحافظ ابن حجر يتيما - كما عبد هو عن نفسه - إذ مات أبوه في رجب سنة سبع
وسبعين وسبعمائة،. ماتت أمه قبل ذلك وهو طفل.
وقال: " تركني ولم أكمل أربع سنين وانا الان أعقله كالذي يتخيل الشئ ولا يتحققه،
واحفظ عنه انه قال: كنية ولدي احمد أبو الفضل: ولم يكن من يكفله، وكان والده قد
أوصى قبل وفاته بولده اثنين من الذين كانت بينه وبينهم مودة ويبدو ان عليا كان حفيا بولده
احمد، فهو الذي كناه واصطحبه عندما حج وزار بيت المقدس وجاور، ويظن الحافظ ابن
حجر ان أباه أحضره في مجاورته مجالس الحديث وسمع شيئا ما، غير أن المنية اخترمته
ولم يسعد بولده الذي صار له فيما بعد شان عظيم.
وأصبح اليتيم في وصاية زكي الدين أبي بكر بن نور الدين على الخروبي، وكان تاجرا
كبيرا بمصر، وورث مالا كثيرا وأصبح رئيسا للتجارة، كما أوصى به والده العلامة شمس.
93

الدين بن القطان الذي كان له بوالده اختصاص لكنه لم ينصح له في تحفيظه الكتب وارشاده
إلى المشايخ والاشتغال حتى أنه كان يرسل بعض أولاده إلى كبار الشيوخ... لا يعلمه بشئ
من ذلك.
وقال عنه ابن حجر: وكان له اختصاص بابي فأسند إليه وصيته فلم يحمد تصرفه.
وتشير المصادر إلى أن نشاة الحافظ ابن حجر كانت برغم ذلك - في غاية العفة
والصيانة والرياسة، وان الخروبي المذكور لم يأل جهدا في رعايته والعناية بتعليمه، فكان
يستصحبه معه عند مجاورته في مكة، وظل يرعاه إلى أن مات سنة 787 ه‍ وكان الحافظ
ابن حجر قد راهق ولم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلة.
ولم يدخل الكتاب حتى أكمل خمس سنين فأكمل حفظ القرآن الكريم وله تسع سنين،
ومن الذين قرأ عليهم في المكتبة شمس الدين بن العلاف الذي ولى حسبه مصر وقتا وغيره
وأكمل حفظه للقرآن على صدر الدين محمد بم عبد الرزاق السفطي، وكان
الاتجاه الثقاني السائد آنذاك يقتضي من الذي يستظهر القرآن أن يصلى بالناس إماما في صلاة
التراويح في ليالي شهر رمضان، غير أن هذه الفرصة لم تتهيأ لا بن حجر الصبي النابه الذي
حفظ القرآن ولم يزل في التاسعة من عمره، وهذه في الحقيقة مسالة شرعية حيث لا تجزئ
صلاة المؤتمين إن لم يكن إمامهم بالغا، ومع الاختلاف النسبي في تحديد سن البلوغ، فإن
السنة الثانية عشرة من عمر الصبي كانت تتيح له على ما يظهر أن يصلى إماما بالمسلمين إن
هو حفظ القرآن الكريم، فكان عليه أن ينتظر بلوغ هذه السن. وفي أول سنة 783 اشتغل بالإعادة، وفي سنة 785 أكمل الحافظ ابن حجر اثنتي
عشرة سنة من عمره، ومن حسن حظه ان يكون متواجدا حينئذ مع وصيه الزكي الخروبي في
مكة في تلك السنة فصلى التراويح هناك.
ويمكن تصور بوادر نبوغه وشجاعته، فبقدر ما كانت مفخرة له كصبي يتقدم إماما
بالمسلمين في بيت الله الحرام فإنها كانت لحظة حاسمة وحرجة اجتازها بثبات وحسن أداء،
فكانت الخيرة له في ذلك كما قال، وكان الحج يومئذ يوم الجمعة فحج وجاور في الحرم
الشريف ثم صلى بعد ذلك بالمقدس.
ويظهر من استقراء تراجم الذين عاشوا في عصر الحافظ ابن حجر ان تقليدا ثقايا كان
يسود بين أوساط التلاميذ الذين يدخلون الكتاب وذلك بالزام التلاميذ بالتدريج في حفظ
بعض مختصرات العلوم والكتب وسماع بعضها الاخر، وهي التي اتفق العلماء آنذاك اعتبارها
94

أساسا في بناء ثقافة طلاب العلم، كان حفظها أو سماعها يتم باشراف كفاة بارزين
في حقوق اختصاصهم أو ما يقرب منها.
وإذا كانت ثقافة الحافظ ابن حجر تقليدية في أسلوبها فهي ليست كذلك في مكوناتها،
نظرا لقائمة الكتب المهمة التي كونت ثقافته بادئ بدء.
وبعد ان حفظ القرآن الكريم ظهرت مخايل الذكاء الفطري جلية عليه ما لبث ان
استكملها بالتتبع والتحصيل حتى صار حافظ عصره وشيخ الاسلام.
وحفظ بعد رجوعه مع الخروبي إلى مصر سنة 786 " عمدة الاحكام " للمقدسي،
و " الحاوي الصغير " للقزويني و " مختصر ابن الحاجب " الأصلي في الأصول، و " ملحة
الاعراب " للهروي، و " منهج الأصول " للبيضاوي وألفية ابن مالك، والتنبيه
في فروع الشافعية للشيرازي وتميز بين أقرانه بسرعة الحفظ فأشار مترجموه إلى أنه حفظ
سورة مريم في يوم واحد، وكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير في ثلاث مرات
يصححها ويقرؤها على نفسه ثم يقرؤها أخرى ثم يعرضها حفظا، وكانت له طريقته الخاصة
في الحفظ، حدث عنها تلامذته فهو لم يكن يحفظ بالدرس، وانما بالتأمل، وصرف همته
نحو ما يروم حفظه، وقد وصف السخاوي هذه الطريقة بأنها طريقة الأذكياء.
وسمع صحيح البخاري سنة 785 على مسند الحجاز عفيف الدين عبد الله النشاوري،
وكانه نسي تفاصيل سماعه منه، لكنه كان يتذكر انه لم يسمع جميع الصحيح، وانما له فيه
إجازة شاملة وقد بين ذلك ابن حجر بقوله: " والاعتماد في ذلك على الشيخ نجم الدين
المرجاني فإنه أعلمني بعد دهر طويل بصورة الحال فاعتمدت عليه وثقا به ".
وقرأ لحثا في عمدة الاحكام على الحافظ الجمال بن ظهيرة عالم الحجاز سنة
785 ه‍، وكان عمرة اثنتي عشرة سنة.
واجتهد في طلب العلم فاهتم بالأدب والتاريخ وهو ما يزال في المكتب فنظر في
التواريخ وأيام الناس، واستقر في ذهنه شئ من أحوال الرواة، وكان ذلك بتوجيه رجل من
أهل الخير سماه ابن حجر للسخاوي الا ان السخاوي نسية.
وسمع في فتوته من المسند نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم ين رزين بن غالب
صحيح البخاري بقراءة الجمال بن ظهيرة سنة ست وثمانين وسبعمائة بمصر، وقاته شئ
يسير، كما سمع الصحيح أيضا من أبي الفرج عبد الرحمن بن حمد بن المبارك الغزي
وغيرهما.
95

وبلغ به الحرص على تحصيل العلم مبلغا جعله يستأجر أحيانا بعض الكتب، ويطلب
إعارتها له، ويبرز في هذا المجال من بين شيوخه بدر الدين الببشتكي الشاعر المشهور الذي
إعارة جملة من الكتب منها كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني وغيره.
ويبدو من خلال الاستقراء ان فتورا خصل في نشاطه الثقافي استمر إلى أول سنة
تسعين وسبعمائة، اشتغل في هذه المدة بالتجارة فنشأ في زشط تجاري لان جده وأعمامه
كانوا تجارا، وكان وصيه الخروبي رئيسا للتجار في مصر.
ولعل لموت الخروبي سنة 787 ه‍ اثرا في فتور ابن حجر واشتغاله بالتجارة حيث فقد
من كان يحثه على الاشتغال بالعلم، وهو في مرحلة يحتاج فيها إلى ذلك، كما ترتب عليه
ان يكفل نفسه وسيعض بأعباء الحياة، وقد يتضح ذلك من قول السخاوي، ولو وجد من
يعتني به في صغره لأدرك خلقا ممن اخذ عن أصحابهم ".
في سنة 790 ه‍ أكمل السابعة عشرة من عمره، وحفظ فيها القرآن الكرين وكتبا من
مختصرات العلوم، وقرأ القراءات تجويدا على الشهاب احمد الخيوطي، وسمع صحيح
البخاري على بعض المشايخ كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ.
وقد لازم حينئذ أحد أوصيائه العلامة شمس الدين محمد بن القطان المصري، وحضر
دروسه في الفقه والعربية والحساب وغيرها، وقرأ عليه شيئا من الحاوي الصغير فأجاز له ثم
درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف شيوخ الدراية.
ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد
يسمع شعرا الا ويستحضر من أين اخذ ناظمه، وطارح الأدباء
وقال الشعر الرائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبوية والمقاطيع.
وتمثل سنة 793 منعطفا ثقافيا في حياة ابن حجر، فمن هذه الثقافة العامة الواسعة،
واجتهاده في الفنون التي بلغ فيها الغاية القصوى أحس بميل إلى التخصص فحبب الله إليه
علم الحديث النبوي فاقبل عليه بكليته.
وأوضحت المصادر ان بداية طلبه الحديث كان في سنة 793 ه‍ وغير انه لم يكثر الا
في سنة 796 ه‍ وكتب بخطه: " رفع الحجاب، وفتح الباب، واقبل العزم المصمم
على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواة السبيل " فكان ان تتلمذ على خيرة علماء عصره.
وكان شيخه في حديث زين الدين العراقي الذي لازمه عشر سنوات، وحمل عنه
جملة نافعة من علم الحديث سندا ومتنا وعللا واطلاعا، فقرا عليه ألفيته وشرحها فنون
96

الحديث وانتهى منهما في رمضان سنة 798 ه‍ بمنزل شيخه المذكور بجزيرة على
شاطئ النيل، كما قرأ عليه نكته على ابن الصلاح في مجالس اخرها سنة 799 ه‍، وبعض
الكتب الكبار والاجزاء القصار، وحمل جملة مستكثرة من أماليه واستملي عليه بعضها وهو
أول من اذن له بالتدريس في علوم الحديث عام 797 ه‍ -.
وقرأ على مسندي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة فوقع له سماع م تصل عال
لبعض الأحاديث.
أسرته:
كانت أسرة الحافظ ابن حجر تجمع بين الاشتغال بالتجارة والاختمام بالعلم، فكان عم
والده فخر الدين عثمان بن محمد بن علي الذي عرف بابن البزاز وب‍ (ابن حجر) قد سكن
ثغر الإسكندرية وانتهت إليه ودإئاشة الاعتاء هناك على مذهب الإمام الشافعي وتفقه به جماعة
منهم الدمنهوري، وابن الكويك، وكان له ولدان هما ناصر الدين احمد، وزين الدين
محمد، وكانا من الفقهاء
اما جده قطب الدين محمد بن محمد بن علي فلقد كان بارعا رئيسا تاجرا، حصل
على إجازات من العلماء، وأنجب أولادا منهم كمال الدين، ومجد الدين، وتقي الدين
أصغرهم والي الدين ثم نور الدين علي، وهو والد ابن حجر، الذي انصرف من بينهم لطلب
العلم اما إخوته فكانوا تجارا.
ويبدو من خلال سيرة نور الدين علي انه مع اشتغاله بالتجارة عكف على الدرس
وتحصيل العلوم فتفقه على مذهب الإمام الشافعي وحفظ الحاوي الصغير، وأخذ الفقه عن
محمد بن عقيل وأجازه، وسمع من أبي الفتح بن سيد الناس وطبقته وله استدراك على
الأذكار للنووي فيه مباحث حسنة، وعدة دواوين شعر منها ديوان الحرم فيها موائح نبوية،
وكان معنيا بالنظم ذا حظ جيد في الأدب
وقال ابن حجر عن أبيه: " لم يكن له بالحديث المام ونظمه كثير سائر " ووصفته
المصادر بالعقل والديانة والأمانة ومكارم الأخلاق، وصحبة الصالحين، ونوهت بثناء ابن
القطان وابن عقيل والولي العراقي عليه، وناب في القضاء، وأكثر من الحج والمجاورة،
وصنف، وأجيز بالافتاء والتدريس والقراءات السبع وتطارح مع ابن نباته المصري
والقيراطي، وتبادل معهما المدائح.
كان مولده في حدود سنة 820 ه‍ - ووفاته في رجب سنة 777 ه‍ -.
97

أما والدته فهي تجار ابنه الفخر أبي بكر بن شمس محمد إبراهيم الزفتاوي، أخت
صلاح الدين احمد الرفتاوي الكائنة بمصر تجاه المقياس.
وكانت له أخت، ترجم لها في " إنباء الغمر " و " المجمع المؤسس " وهي ست الركب
بنت على بن محمد بن محمد بن حجر، وكانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء، أثنى عليها
وقال: " كانت أمي بعد أمي، أصبت بها في جمادى الآخرة من هذه السنة " أي سنة 798 ه‍ -
وذكر السخاوي تحصيلها الثقافي وإجازاتها، وزواجها، وأولادها كما ذكر الحافظ ابن
حجر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبك ومصر وقال: " وتعلمت الخط وحفظت
الكثير من القرآن، وأكثرت من مطالعة الكتب فمهرت في ذلك جدا.... وكانت بي برة رفيقة
محسنة، وقد رثاها أخوها الحافظ ابن حجر في قصيدة، وكتب له أخ من أمه اسمه عبد
الرحمن بن الشهاب أحمد بن محمد البكري، وترجم له في إنبائه وقال: انه مهر وحصل مالا
أصله من قبل أمه - وهي والدتي - فقدر الله موته فورثه أبوه "
تزوج الحافظ ابن حجر عند ما بلغ عمره خمسا وعشرين سنة، وذلك في سنة 798
من انس ابنة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن عبد العزيز ناظر الجيش، وتنتمي انس إلى
أسرة معروفة بالرئاسة والحشمة والعلم.
وكان ابن حجر حريصا على نشر الثقافة والعلم بين أهل بيته وأقاربه كحرصه على نشر
العلم بين الناس، وسيتضح ذلك في دراسة جهوده في التدريس وعقده لمجالس الاملاء.
فاسمع زوجته من شيخه حافظ العصر عبد الرحيم العراقي الحديث المسلسل بالأولية،
وكذا اسمعها إياه من لفظ العلامة الشرف ابن الكويك، وأجاز لها باستدعاء عدد من الحفاظ
فيهم أبو الخير بن الحافظ العلائي، وأبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ الذهبي، ولم تكن
الاستدعاءات بالإجازة لها لتقصير على المصريين فقط بل من الشاميين والمكيين واليمنيين،
وكان الحافظ ابن حجر في حالة الاستدعاء لها يدون أسماء من ولدن من بناتها اللاتي ولدن
تباعا.
وحجت صحبة زوجها، وقرا عليها الفضلاء، وكانت تحتفل بذلك وتكرم الحاضرين، وقد خرج
لها السخاوي أربعين حديثا عن أربعين شيخا، وقرأ عليها بحضور زوجها، وكان الحافظ
ابن حجر قد اسلف لها بالأعلام بذلك على سبيل المداعبة بقوله: قد صرت شيخة إلى غير
ذلك، وكانت كثيرة الامداد للعلامة إبراهيم ين خضر بن أحمد العثماني العلامة المتفنن الذي
98

كان يقرأ لها صحيح البخاري في رجب وشعبان من كل سنة، وتحتفل يوم الختم بأنواع من
الحلوى والفاكهة، ويهرع الكبار والصغار لحضور ذلك اليوم رمضان بين يدي زوجها
الحافظ، ولما مات الحافظ ابن خضر فرأ لها سبطها يوسف بن شاهين، ولم تضبط لها هفوة
ولا زلة... وكان زوجها يكن لها الاحترام الكبير كما كانت هي عظيمة الرعاية له. فولدت
له عدة بنات: زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة،. فاطمة، ولم تأت منه بذكر، وكانت
كلما حملت ذكرا ولد قبل أوانه ميتا.
وتمر السنوات ثقيلة متباطئة، وتتدافع في نفسه أمور متنافرة يحترم أم أولاده ويرعاها
غير أنه شاء الله لها ان لا تلد الا إناثا، اما الذكور فيموتون، بيد انه أحب ان يكون له ولد،
فاختار التسري، وكانت لزوجته جارية يقال ان اسمها خاص نزل، فاظهر غيظا
بسبب تقصيرها، وأقسم بان لا تقيم بمنزله فبادرت انس لبيعها، فأرسل شمس الدين بن
الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالة وتزوجها في مكان بعيد عن منزله، فحملت بولده
الوحيد بدر الدين بن المعالي محمد المولود في الثامن عشر من صفر سنة 815 ه‍ وكانت
العقيقة في منزل انس، ولم تشعر بذلك إلى قبل انفصال الولد عن الرضاع، فلما علمت انس
ذهبت هي وأمها إلى مكان وجود الولد وأمه وأحضرتها معها إلى منزلها وأخفت أمرهما.
ولما حضر ابن حجر استجوبته زوجته انس فما اعترف ولا أنكر بل ورى بما
يفهم منه الانكار، ثم قامت فأخرجت الولد وأمه فاسقط في يده.
وعاتبته عتابا مرا، فاعتذر بميلة للأولاد الذكور، ودعت عليه ان لا يرزق ولد عالما،
فتألم لذلك وخشي من دعائها، وقال لها: أحرقت قلبي أو شيئا من هذا القبيل، لأنها كانت
مجابة الدعاء.
وبعد وفاة الحافظ ابن حجر ارسل لها علم الدين البلقيني على بد ولده أبي البقاء
يطلب الزواج منها، وقيل: انها لم تكن تأبى ذلك لكن عصم الله - كما قال السخاوي: ببركة
شيخنا - فلم تتزوجه.
كما تزوج الحافظ ابن حجر أرملة الزين أبي بكر الأمشاطي بعد وفاته، وذلك عند
مجاورة أم أولاده سنة 834 ه‍، ورزق منها في رجب سنة 835 ابنة سماها آمنة، لم تعش
طويلا حيث ماتت في شوال 836 ه‍، وبموتها طلقت أمها لأنه علق طلاقها عند سفره إلى
أمد على موتها.
كما تزوج الحافظ ابن حجر من ليلى ابنة محمود بن طوعان الحلبية عند ما سافر مع
99

الأشرف سنة 836 ه‍ - إلى آمد، وكان زواجه منها في حلب، واستمرت معه إلى أن سافر من
حلب ففارقها دون إن يعلمها بالطلاق، لكن اسره إلى بعض خواصه، والتمس منه إلا يعلمها
بذلك، وكان يريد ان يعتبر ولاءها ولأنها قي لا تطيق ان تترك حلب تسافر معه إلى مصر،
ثم راسل بعض أصدقائه الحلبيين في تجهيزها ان اختارت ويعلنها بان الذي يحمله على
الطلاق هو الرفق بها لئلا تختار الإقامة بحلب أو يحصل لها نصيبها فلا تتضرر، وجاء في
الكتاب الذي قرأه السخاوي بخطه وصفه لها بأنها نعم المرأة عقلا وحسن خلق وخلق
ويعد ها بكل جميل وانها ان قدمت ينزلها أحسن المنازل.. فامتثلت إشارته وتجهزت حتى
قدمت عليه إلى مصر... واستمرت معه حتى كان، وكان قد أسكنها في بيت خاص..
ويأتي إليها في يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، ولم يرزق منها أولادا، وكان شديد
المسل إليها حتى قال فيها شعرا.
أما أولا ده فهم خمس بنات وولد واحد، وهم: زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة،
وفاطمة، وبدر الدين محمد.
فكانت " زين خاتون " هي البكر، ومولدها في ربيع الاخر سنة 802، فاعتنى بها
واستجاز لها في سنة ولادتها وما بعدها خلقا وأسمعها على شيوخه كالعراقي والهيثمي
وأحضرها على ابن خطيب داريا، ثم تزوجها الأمير شاهى العلائي الكركي الذي صار داودارا
عند المؤيد مدة، فولدت له عدة أولاد ماتوا كلهم في حياة أمهم، ولم يتأخر من أولادها إلا
أبو المحاسن يوسف بن شاهين المعروف بسبط ابن حجر، وكانت قد تعلمت القراءة والكتابة
وماتت - وهي حامل - بالطاعون سنة 833 ه‍ -.
وأما " فرحة " فكان مولدها سنة 804، واستجيز لها مع أمها، وتزوجها شيخ
الشيوخ محب الدين بن الأشقر الذي ولى نظر الجيش وكتابة السر، وكان أحد الأعيان في
الديار المصرية فولدت له ولدا مات صغيرا في حياة أمة التي كانت وفاتها سنة 828 ه‍ - بعد
أن رجعت من الحج مع زوجها موعوكة.
واما " عالية " فكان مولدها سنة 807 ه‍ - واستجيز لها جماعة وماتت هي وأختها فاطمة
في الطاعون سنة 819 مع من مات من أفراد أسرة أبويهما.
وأما " رابعة " فكان مولدها سنة 811 وأسمعها والدها على المراغي بمكة سنة 815 ه‍ -
وأجاز لها جمع من الشاميين والمصريين وتزوجها الشهاب أحمد بن محمد بن مكنون،
واستولدها بنتا سماها " عالية " ماتت في حياتيهما، مات عنها زوجها سنة 830 ه‍ فتزوجها
المحب بن الأشقر حتى ماتت عنه في سنة 832 ه‍، وعمل صداقتها في أرجوزة.
100

اما ولده الوحيد بدر الدين أبو المعالي محمد فكان والده حريصا على تعليمه وتهذيبه،
فحفظ القرآن وصلى بالناس كما كانت العادة حارية في سنة 826، وأسمعه الحديث على
الواسطي وجماعة وأجاز له باستدعاء والده منذ مولده سنة 815 ه‍ فما بعد عدد من كبار
المسندين ذكرهم والده في معجم شيوخه.
وبلغ من حرصه واهتمامه به بعد أن صنف كتابه:
" بلوغ المرام من أدلة الاحكام " لأجله، لكنه لم يحفظ الا اليسير منه وكتب عن والده
كثيرا من مجالس الاملاء وسمع عليه شيئا كثيرا واشتغل بأمر القضاء والأوقاف مساعدا
لوالده، حتى صارت له خيره بالمباشرة والحساب.. واشتدت محبة والده له.
وولي في حياة أبيه عدة وظائف اجلها مشيخة البيبرسية وتدريس الحديث بالحسنية
ناب عنه فيهما والده، والإمامة بجمع طولون وغير ذلك.
وقد وصفه ابن تغري بردي بالجهل، وسوء السيرة، ولم يرض ذلك السخاوي فرد
عليه مفيدا بأنه كان حسن الشكالة متكلما على عياله قل ان يكون في معناه، لكن السخاوي
أشار في موضوع آخر إلى محنة الحافظ ابن حجر بسبب ولده وما نسب إليه من التصرف في
أموال الجامع الطولوني بالاشتراك مع آخرين، واحتجز رهن التحقيق، وكان والده في ضيق
صدر زائد والم شديد بسببه وتأوه كثيرا وكل يوم يسمع من الاخبار ما لم يسمعه بالأمس،
وكان يتوجه إليه في يوم الجمعة يوما أو أكثر إلى المكان الذي يكون فيه فيرجع.. هو
مسرور لما يرى من ثبات ولده وقوة قلبه وشجاعته، وانتظام كلامه ومهارته، إلى أن تبين ان
ما أشيع عنه مجرد اتخام، ولذلك عمل الحافظ ابن حجر جزءا سماه " ردع المجرم عن سب
المسلم " ويبدو ان القاضي ولي الدين السفطي كان له دور مهم في محنة الحافظ ابن حجر
بسبب ما كان بينهما من المناسفة على القضاء فكانت هذه الحادثة سببا في زهد الحافظ ابن
حجر في القضاء.
ابن حجر المحدث وخطيب الأزهر
تولى ابن حجر الخطابة قد عدة مساجد بالقاهرة مثل الجامع الأزهر
وجامع عمرو غيرهما من المساجد الكبرى بالقاهرة فقد كان متبحرا في العديد من العلوم،
وكان يفد إليه طلاب العلم وأهل الفضل من سائر الأنحاء، وكان يتسم بالحلم والتواضع
والصبر كثير الصيام والقيام.
101

وكان مرجعا في الحديث النبوي، حتى لقب بلقب " أمير المؤمنين " في الحديث وهذا
اللقب لا يظفر به الا أكبر المحدثين الأفذاذ وقد حبب إلى ابن حجر الحديث واقبل عليه
بكليته وطلبه من سنة ثلاث وتسعين ولكنه لم يلزم الطلب الا من سنة ست فعكف
على الزين العراقي به وانتفع بملازمته، وتحول إلى القاهرة فسكنها قبيل القرن
وارتحل إلى البلاد الشامية والمصرية والحجازية واخذ عن الشيوخ والأقران واذن له جل
هؤلاء في الافتاء والتدريس.
وتصدر لنشر الحديث وقصر نقسه عليه مطالعة وقراءة وإقراء وتصنيفا وإفتاء وزادت
تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه - على مائة وخمسين
تصنيفا وقد عرف ابن حجر بالحفظ وكثرة الاطلاع والسماع وبرع في الحديث وتقدم في
جميع فنونه وأثنى عليه شيوخه في هذا الشأن وقد سبق انه ولي تدريس الفقه بالمدرسة
الشيخونيه وتدريس الحديث بالمدرسة الجمالية الجديدة ثم تدريس الشافعية بالمؤيدة
الجديدة ومشيخة البيبرسية في دولة المؤيد وتدريس الفقه بالمدرسة الصلاحية المجاورة
للامام الشافعي، كما تولى الخطابة بالجامع الأزهر وبين التدريس والافتاء ولي منصب
القضاء، وكانت أول ولايته القضاء في السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وعشرين
وثمانية بعد أن امتنع أولا لأنه كان لا يؤثر على الاشتغال بالتأليف والتصنيف شيئا غير أن
ابن حجر كما يقول السخاوي قد ندم على قبوله وظيفة القضاء ويقول ابن حجر ان من آفة
التلبس بالقضاء ان بعضهم ارتحل إلى لقائي وانه بلغه تلبسي بوظيفة القضاء فرجع، وعزل
عن القضاء وأعيد إليه مرات وكان اخر ولايته القضاء إذ عزل نفسه في الخامس والعشرين من
جمادي الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
شيوخه:
بلغ عدد شيوخه بالسماع وبالإجازة وبالإفادة عل ما بين بخطه نحو أربعمائة وخمسين
نفسا، وإذا استثنينا الذين أجازوا عموما فقد ترجم في " المجمع المؤسس " لأكثر من
ستمائة شيخ، وذكر بعضهم ان عدد شيوخه بلغ ستمائة نفس سوى من سمع منه من الاقران.
واجتمع له من الشيوخ الذين يشار إليهم ويعول في حل المشكلات عليهم ما لم
يجتمع لأحدكم من أهل عصره، لان كل واحد منهم كان متبحرا ورأسا في الذي اشتهر به
" فالبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع وابن الملقن في كثرة التصانيف العراقي في معرفة
علوم الحديث متعلقاته، والخيثمي في حفظ المتون، واستحضارها والمجد الشيرازي في
حفظ اللغة واطلاعه عليها، والغماري في معرفة العربية ومتعلقاتها، وكذا المحب ابن هشام
102

كان حسن التصرف فيها لوفور ذكائه، وكان الغماري فائقا في حفظها، والايناس في حسن
تعليمه وجوده تفهمية، والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة بحيث كان يقول: انا اقرا
في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري أسماءها، والتنوخي في معرفة القراءات وعلو
سنده فيها.
شيوخ القراءات:
1 - إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن التنوخي الشيخ برهان الدين
الشامي (709 ه‍ - 800 ه‍) بلغ عدد شيوخه ستمائة شيخ بالسماع وبالإجازة يجمعهم
معجمة الذي خرجه له الحافظ ابن حجر ونزل أهل مصر بموته درجة، قرأ عليه الحافظ ابن
حجر من أول القرآن (الفاتحة) إلى قوله (المفلحون) من سورة البقرة جامعا للقراءات السبع
ثم قرأ عليه الشاطبية تامة بسماعة لها على القاضي بدر الدين بن جماعة كما قرأ عليه
الخلاصة للألفية من العربية نظم ابن عبد الله، فضلا عن قراءته عليه صحيح البخاري،
وبعض المسانيد، والكتب والاجزاء، وخرج له المائة العشرية، ثم الأربعين التالية لها، واذن
له بالاقراء سنة 796 ه‍.
2 - محمد بن محمد بن محمد الدمشقي الجزري (751 - 833) شيخ القراءات وأجاز
له ولولده محمد وحثه على الرحلة إلى دمشق، حدث بكتابه (الحصن الحصين) في بلاد
اليمنية، ومهر الجزري في الفقه الا ان فنه القراءات.
شيوخ الحديث:
1 - عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري المعروف بالنشاوري
(705 - 790 ه‍) وهو أول شيخ سمع عليه الحديث المسند فيما اتصل بعلمه، سمع عليه
صحيح البخاري مع فوت بقراءة شمس الدين السلاوي سنة 785 ه‍ بالمسجد الحرام بسماعه
على الرضي الطبري على أنه شك في إجازته منه، وترك التخريج والرواية بتلك الإجازة
وقال: " وفي المصرح به غني عن المظنون والله المستعان ".
2 - محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخرومي المكي جمال الدين (751 - 817 ه‍) وهو
أول من بحث عليه في فقه الحديث وذلك في مجاورته مع الخروبي بمكة سنة 785 وهو ابن
اثنتي عشرة سنة، حيث قرأ عليه بحثا في عمدة الاحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، ثم
كان أول من سمع بقراءته الحديث بمصر سنة 786، وسمع عليه كتبا أخرى.
103

3 - عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقي أبو الفضل زين الدين الحافظ
الكبير (725 - 806 ه‍) وأول ما اجتمع به سنة 786 فقرأ عليه ثم فتر عزمه، كما وضح فيما
فات، ثم لازمه عشر سنوات وتخرج به وهو أول من اذن له بالتدريس في علوم الحديث في
سنة 797 ه‍، وحضر مجالس املائه، وقرأ عليه كتابه " الأربعين العشارية " من جمعه
واستملي عليه الحافظ ابن حجر في غياب ولده أبي زرعة، وحمل عنه جملة مستكثرة من
أماليه، واذن له في تدريس ألفيته من الحديث، وشرحها، والنكت على ابن الصلاح، وسائر
كتب الحديث وعلومه، ولقبه بالحافظ وعظمه ونوه بذكره.
وللحافظ ابن حجر مع شيخه مراجعات كثيرة.
4 - علي بن أبي بكر بن سليمان أبو الحسن الهيثمي (735 - 807) لازم العراقي أشد
ملازمة وهو صهره، خرج زوائد مسند البزار ثم مسند أبي يعلي الموصلي، ثم الطبرانيات،
وجمع الجميع في كتاب واحد محذوف الأسانيد، ورتب الثقات لابن حبان على حروف
المعجم، وحلية الأولياء على الأبواب، اقتصر منها على الأحاديث المسندة، ومات وهو
مسودة فكمل ابن حجر ربعه، وصار الهيثمي لشدة ممارسته أكثر استحضارا للمتون من
شيخه العراقي حتى يظن من لا خبره له انه احفظ منه، وليس كذلك، لان الحفظ المعرفة.
قال ابن حجر: كان يودني كثيرا وبلغه انني تتبعت أوهامه في مجمع الزوائد فعاتبني فتركت
ذلك " قرأ عليه قرينا لشيخه العراقي ومنفردا.
شيوخ الفقه
1 - إبراهيم بن موسى بن أيوب برهان الدين الانباسي الورع الزاهد (725 - 802 ه‍)
سمع من الوادي اشي وأبي الفتح الميدومي ومسند عصره ابن أميلة وطبقتهم، قال عنه ابن
حجر: " سمعت منه كثيرا وقرأت عليه الفقه " وقال " اجتمعت به قديما وكان صديق أبي
ولازمته بعد التسعين وبحثت عليه وفي المنهاج وقرأت عليه قطعة كبيرة من أول الجامع
للترمذي بسماعه على.. ابن اميلة " وله مصنفات، يألفه الصالحون ويحبه الأكابر وفضله
معروف.
2 - عمر بن علي بن أحمد بن الملقن (723 - 804 ه‍) كان أكثر أهل عصره تصنيفا
فشرح المنهاج عدة شروح، وخرج أحاديث الرافعي في ست مجلدات، وشرح صحيح
البخاري في عشرين مجلدة انتقده ابن حجر عليه وعلى أشياء أخرى. قرأ عليه قطعة من
شرحه الكبير على المنهاج.
104

3 - عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني نزيل القاهرة أبو حفص، شيخ الاسلام
علم الاعلام مفتي الأنام (724 - 805 ه‍) أقدمه أبوه القاهرة وله اثنتا عشرة سنة فبهرهم
بذكائه وكثرة محفوظه وسرعة ادراكه وعرض عليه محافيظه ورجع، غير أنه لم يرزق ملكه
في التصنيف، وقد لازمه الحافظ ابن حجر مدة، وقرءا عليه الكثير من الروضة، ومن كلامه
على حواشيها، وسمع عليه بقراءة البرماوي مختصر المزني، وكتب له خطه بالاذن بالإعادة
وهو تول من اذن له في التدريس والافتاء، وتبعه غيره.
4 - محمد بن علي بن عبد الله القطان الفقيه (737 - 813 ه‍) مهر في فنون كثيرة،
وتفقه عليه الحافظ ابن حجر، وقال عنه:
قرأت عليه وأجاز لي وذكر لي انه قرأ الأصول على الشيخ نور الدين الاسنائي وكان
ماهرا في القراءات والعربية والحساب ولازمه في الفقه، وقرأ عليه قسما كبيرا من الحاوي
وغيره.
5 - علي بن أحمد بن أبي الادمي الشيخ نور الدين، قال ابن حجر: قرأت عليه في
الفقه والعربية، وكان على طريقة مثلي من الدين والعبادة والخير والانجماع ولازمه كثيرا.
شيوخ العربية:
1 - محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الغماري المصري المالكي (720 - 802)
وكان كثير الاستحضار للشواهد واللغة مع مشاركة في الأصول والفروع، ودرس القراءات
في الشيخونية وهو خاتمة من كان يشار إليه في القراءات العربية، سمع عليه الحافظ ابن
حجر القصيدة المعروفة بالبردة بسماعه لها على أبي حيان بسماعه من ناظمها، وأجاز له غير
مرة كما إجازة مروياته عن غيره، وكان عارفا بالعربية كثير الحفظ للشعر لا سيما الشواهد
قوي المشاركة في فنون الأدب.
2 - محمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي الأصل بدر الدين البشتكي الأديب الفاضل
المشهور (748 - 830 ه‍).
حفظ كتابا في فقه الحنفية ثم تحول شافعيا، ثم نظر في كتب ابن حزم، واشتغل في
فنون كثيرة، وعني الأدبيات فمهر فيها، لازمه ابن حجر بضع سنين، وانتفع بفوائده وكتبه
وأدبياته وطارحه بأبيات وسمع منه الكصير من نظمه وأجار له ولأولاده، وسبقت الإشارة
إلى أنه كان يعيره بعض الكتب الأدبية، واقرأ عليه مجلسا واحدا من مقدمة لطيفة في علم
العروض استفاد منه لمعرفة الفن لكماله، كما قرأ عليه البشتكي بعد ذلك في الحديث شيخه، وتلميذه في آن واحد.
105

3 - محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الشيخ العلامة مجد
الدين أبو طاهر الفيروزاباذي (729 - 817 ه‍) نظر في اللغة فكانت جل قصده في
التحصيل فمهر فيها إلى أن فاق أقرانه، اجتمع به في زبيد، وفي وادي الخصيب
وناوله جل القاموس المحيط واذن له مع المناولة بروايته عنه وقرأ عليه من حديثه عدة
اجزاء، وسمع منه المسلسل بالأولية بسماعه عن السبكي، وكتب له تقريضا على بعض
تخريجاته أبلغ فيه شيخه في أغلب العلوم.
هو محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز ين جماعة الحموي الأصل ثم المصري الشيخ عز
الذين ابن المسند شرف الدين (759 - 819).
اتقن فنون المعقول إلى أن صار هو المشار إليه في الديار المصرية في هذا الفن...
ولم يكن يقرأ عليه كتاب من الكتب المشهورة إلا ويكتب عليه نكتا وتعقيبات واعتراضات
بحسب ما يفتح له اخذ عنه في شرح منهاج الأصول، وجمع الجوامع، ومختصر ابن
الحاجب وفي المطول لسعد الدين وأجاز له غير مرة ولأولاده، وقال البقاعي: وأجل من
اخذ عنه المعقول والأدبيات علامة الدنيا الشيخ عز الدين بن جماعة، ولازمه طويلا، وأخذ
عنه علما جزيلا.
وقال السخاوي: ان ابن جماعة كان يقول: انا أقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف
علماء عصري أسماءها ".
ولازمه الحافظ ابن حجر في غالب العلوم التي كان يقرؤها من سنة 790 ه‍ إلى أن
مات سنة 819 ه‍ ولم يخلف بعده مثله كما قال في " إنباء الغمر "
مصنفاته:
قال الشمس السخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر:
" وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه،
والأصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفا رزق فيها من السعد والقبول خصوصا " فتح
الباري بشرح البخاري " الذي لم يسبق نظيره أمرا عجبا ".
بلغت مصنفاته أكثر من اثنين وثلاثين ومائة تصنيف، وها في مرتبة على حروف
المعجم.
1 - الآيات النيرات للخوارق المعجزات.
106

2 - اتباع الأثر في رحلة ابن حجر.
3 - إتحاف المهرة بأطراف العشرة.
4 - الاتقان في فضائل القرآن.
5 - الأجوبة المشرقة على الأسئلة المفرقة.
6 - الاحكام لبيان ما في القرآن من ابهام.
7 - أربعون حديثا متباينة الأسانيد بشرط السماع.
8 - أسباب النزول.
9 - الأسئلة الفائقة بالأجوبة اللائقة.
10 - الاستبصار على الطاعن المعثار.
11 - الاستدراك على الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الاحياء.
12 - الاستدراك على الكاف الشاف.
13 - الإصابة في تمييز الصحابة.
14 - أطراف المختارة.
15 - أطراف الصحيحين.
16 - أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي.
17 - الاعجاب ببيان الأسباب.
18 - الاعلام بمن ذكر في البخاري من الاعلام.
19 - الاعلام بمن ولي مصر في الاسلام.
20 - الافصاح بتكميل النكت على ابن الصلاح.
21 - الأفنان في رواية القرآن.
22 - إقامة الدلائل على معرفة الأوائل.
23 - الألقاب.
24 - امالي ابن حجر.
25 - الامتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع.
26 - الإنارة في الزيارة.
27 - أنباء الغمر بأنباء العمر.
28 - الانتفاع بترتيب الدارقطني.
29 - انتقاض الاعتراض.
30 - الأنوار بخصائص المختار.
107

31 - الايناس بمناقب العباس.
32 - البداية والنهاية.
33 - بذل الماعون بفضل الطاعون.
34 - البسط المبثوث في خبر البرغوث.
35 - بلوغ المرام بأدلة الاحكام.
36 - بيان الفصل بما رجح فيه الارسال على الوصل.
37 - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه.
38 - تبيين العجب بما ورد في فضل رجب.
39 - تجريد التفسير.
40 - تحرير الميزان.
41 - تحفة أهل التحديث عن شيوخ الحديث.
42 - تحفة الظرف بأوهام الأطراف.
43 - تخريج الأحاديث الأذكار للنووي.
44 - تخريج أحاديث الأربعين للنووي.
45 - تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب.
46 - تخريج الأربعين النووية بالأسانيد العلية.
47 - التعريج على التدريج.
48 - ترجمه النووي.
49 - تسديد القوس في مختصر مسند الفردوس.
50 - التشويق إلى وصل المهم من التعليق.
51 - تصحيح الروضة.
52 - تعجيل المنفعة برواية رجال الأئمة الأربعة.
53 - التعريف الأوحد بأوهام من جمع رجال المسند.
54 - تعريف اولي التقدير بمراتب الموصوفين بالتدليس.
55 - تعريق الفئة بمن عاش مئة.
56 - تعقبات على الموضوعات.
57 - تعليق التعليق.
58 - تقريب التقريب.
59 - تقريب التهذيب.
108

60 - تقريب المنهج بترتيب المدرج.
61 - تقويم السناد بمدرج الاسناد.
62 - التمييز في تخريج أحاديث الوجيز
63 - تهذيب التهذيب.
64 - تهذيب المدرج.
65 - توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس.
66 - توضيح المشتبه للأزدي في الأنساب.
67 - التوفيق بتعليق التعليق.
68 - الجواب الجليل عن حكم بلد الخليل.
69 - الجواب الشافي عن السؤال الخافي.
70 - الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة
71 - الخصال الواردة بحسن الاتصال.
72 - الدراية في منتخب تخريج أحاديث الهداية.
73 - الدرر.
74 - الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة
75 - ديوان شعر.
76 - ديوان منظور الدرر.
77 - ذيل الدرر الكامنة.
78 - رد المحرم عن المسلم.
79 - الرسالة العزية في الحساب.
80 - رفع الإصر عن قضاة مصر.
81 - الزهر المطول في بيان الحديث المعلول.
82 - الزهر النضر في أنباء الخضر.
83 - الشبعة النيرات في سبعة أسئلة عن السيد الشريف في مباحث الموضوع.
84 - سلوت ثبت كلوت: التقطها من ثبت أبي الفتح القاهري.
85 - شرح الأربعين النووية.
86 - شرح سنن الترمذي.
87 - شرح مناسك المنهاج.
88 - شرح منهاج النووي.
109

89 - شفاء الغلل في بيان العلل.
90 - الشمس المثيرة في معرفة الكبيرة
91 - طبقات الحفاظ.
92 - عرائس الأساس في مختصر الأساس، للزمخشري.
93 - عشاريات الأشياخ.
94 - عشرة أحاديث عشارية الاسناد.
95 - عشرة العاشر
96 - فتح الباري بشرح البخاري
97 - فضائل شهر رجب
98 - فهرست مروياته.
99 - فوائد الاحتفال في بيان أحوال الرجال، لرجال البخاري.
100 - الفوائد الجمة فيمن يجدد الذين لهذه الأمة.
101 - قذى العلين من نظم غريب البين.
102 - القصارى في الحديث
103 - القول المسدد في الذب عن المسند
104 - الكاف الشاف في تحرير أحاديث الكشاف.
105 - كشف السحر عن حكم الصلاة بعد الوتر
106 - لذة العيش بجنع طرق حديث " الأئمة من قريش "
107 - لسان الميزان.
108 - المجمع ألم ء سس في المعجم المفهرس
109 - مختصر البداية والنهاية لابن كثير
110 - مختصر تهذيب الكمال.
111 - المرجمة الغيثية عن الترجمة الليثية
112 - مزيد النفع بما رجح فيه الوقف على الرفع
113 - المسلسل بالأولية بطق عليه
114 - المسند المعتلي بأطراف الحنبلي.
115 - المشتبه.
116 - المطالب العالية من رواية المسانيد الثمانية.
117 - المطالب العالية في زوائد الثمانية
110

118 - المقترب في بيان المضطرب.
119 - المقصد الأحمد فيمن كنية أبو الفضل واسمه احمد.
120 - الممتع في منسك المتمتع.
121 - المنحة فيما علق به الشافعي القول على الصحة.
122 - منسك الحج.
123 - النبا الأنبة في بناء الكعبة.
124 - نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر.
125 - نزهة الألباب في الأنساب.
126 - نزهة القلوب في معرفة المبدل عن المقلوب.
127 - نزهة النظر بتوضيح نخبة الفكر.
128 - النكت الحديثية على كتاب ابن الصلاح.
129 - نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب.
130 - النيرات السبعة، ديوان ابن حجر.
131 - هداية الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة.
132 - هدي الساري لمقدمة فتح الباري.
مرضه ووفاته
بدا المرض بحافظ الدنيا ابن حجر طيب الله مثواه في ذي الحجة سنة 825 ه‍، وفي
الحادي عشر منه حضر مجلس الاملاء كما املي في يوم الثلاثاء الخامس عشر من الشهر
المذكور مجلسا وهو متوعك، ثم تغير مزاجه وأصبح ضعيف الحركة.
وخشي الأطباء ان يناولوه مسهلا لاحل سنة فأشير " بلبن الحليب "، فتناوله فلانت
الطبيعة قليلا وادى ذلك إلى نشاط... وصار مسرورا بذلك، ولكنه لم يشف من مرضه
تماما... ثم عاد إلى الكتمان وتزايد الألم بالمعدة وكان يقول هذا بقايا الغبن من سنة تسع
وأربعين وتوابعها، ولم يستطع ان يؤدي صلاة عيد الأضحى الذي صادف يوم الثلاثاء، وهو
الذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، ثم توجه إلى زوجته
الحلبية، وكانه أحسن بدنو اجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها واسترضاها وكان ينشد:
ثاء الثلاثين قد أوهت قوى بدني * فكيع حالي وثاء الثمانينا.
(البسيط)
وتردد إليه الأطباء، وهرع الناس من الأمراء والقضاء والمباشرين. لعيادته، وقبل
111

منتصف شهر ذي الحجة من سنة 852 ه‍ أشيع ان شيخ الاسلام قد توعك فأنشأ يقول:
(من المجتث)
أشكوا إلى الله ما بي * وما حوته ضلوعي
قد طال السقم جسمي * بنزله وطلوعي
وكان مرضه قد رام أكثر من شهر، حيث أصيب باسهال ورمي دم (ديسانتري)، غير أن
السخاوي يقول: " ولا استبعد انه أكرم بالشهادة فقد كان طاعون قد ظهر "
ثم أسلم الروح إلى بارئها في أواخر شهر ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين
وثمانمائة.
واختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته،
على أنهم يتفقون جميعا تقريبا على انها - وفاته - كانت في ليلة السبت من ذي الحجة،
والاختلاف ينحصر في تحديدهم لأي سبت منه، وهذا يرجع إلى أن الأرقام عرضة للتحريف
أكثر من غيرها فجعلها بعضهم في الثامن والعشرين من ذي الحجة، وجعلها آخرون في
التاسع عشر منه، على حين ذكرها فريق ثالث في ثامن عشر من ذي الحجة سنة 852 ه‍،
وترك وصيته التي نقل السخاوي نصها، مستقاة من سرطه يوسف بن شاهين، ومما
ورد فيها انه أوصى لطلبة الحديث النبوي والمواظبين على حضور مجالس الاملاء بجزء من
تركته.
وفي أواخر أيامه عاده قاضي القضاة سعد الدين بن الديري الحنفي فسأله عن حاله،
فأنشده أربعة أبيات من قصيدة لأبي القاسم الزمخشري هي: (من الكامل)
قرب الرحيل إلى ديار الآخرة * فاجعل الهي خير عصري اخرة
وارحم مبيتي في البور ووحدتي * وارحم عظامي حين تبقى ناخره
فانا المسيكين الذي أيامه ولت * بأوزار غدت متواترة
فلئن رحمت فأنت أكرم راحم * فبحار جودك يا إلهي زاخره
وصلى عليه بمصلاه بكتمر المؤمن، حيث امر السلطان جقمق بان يحضر إلى هناك
ليصلي عليه، وتقدم في الصلاة عليه الخليفة باذن من السلطان.
وحضر الشيوخ وأرباب الدولة وجمع غفير من الناس، وازدحموا في الصلاة عليه حتى
حزر أحد الأذكياء من مشى في جنازته بأنهم نحو الخمسين الف انسان.
112

ومن شدة حب الناس، وإكرامهم له تصور البعض ان الخضر صلى عليه كما ذكر ذلك
صاحب مفتاح السعادة، فقال: ومن جملة من صلى عليه " الخضر عليه السلام رآه عصابة من
الأولياء "
وكان يوم موته عظيما على المسلمين وحتى على أهل الذمة، وشيعته القاهرة إلى
مدفنه في القرافة الصغرى، وتزاحم الامراء والأكابر على حمل نعشه، ومشى إلى تربته من
لم يمش نصف مسافتها قط، فدفن تجاه تربة الديلمي بتربة بني الخروبي بين مقام الشافعي
ومقام سيدي مسلم السلمي، وكانت وصيته خلاف ذلك، وقد سنحت لي الفرصة بزيارة قبر
الحافظ ابن حجر رحمه الله، فتبين لي انه يقع في مسافة تقدر بحوالي 1500 م من مقامه
الإمام الشافعي.
وقيل: ان السماء أمطرت على نعشه مطرا خفيفا فعد ذلك من النوادر.
ذكر من رثاه:
وما أحقه بقول ابن دريد في قصيدة طويلة:
البسيط:
ان المنية لم تتلف بها رجلا * بل أبلغت علما أبلغت علما للدين منصوبا
كان الزمان به تصفو مشاربه * والآن أصبح بالتكدير مقطوبا
كلا ويامه الغر التي جعلت * للعلم نورا وللتقوى محاريبا
وبقول غيره:
الكامل:
ذهب العليم بغيب كل محدث * وبكل مختلف من الاسناد
وبكل وهم في الحديث ومشكل * يعنى به علماء كل بلاد
وبقول غيره.
بكيت على فراقك كل يوم * وأمليت الحوار من الجفون
ولو كان البكاء بقدر شوقي * لملته العيون من العيون.
وبقول غيره:
رزء ألم فقلب الدهر في وهج * وأغفل الناس منسوب إلى الهوج
113

وللقلوب وجيب في مراكزها * مهول فهو بتشقيق الصدور حجي
وللعيون انهمال كالغمام بكا * فكل فج به عال من اللجج
يا واحد العصر يا من لا نظير له * إذ كل شخص من الأمثال في لجج
يا شيه الاسلام يا مولى لقد خضعت * غلب الرجال لما تبدي من الحجج
يا بر حلم بحور العلم قد تركت * لما سمعنا بداع، وقبل سمج
اصم أسماعنا لما تلا سحرا * قد مات من تهزم الأهوال حين نجي
قاضي القضاة المفدي من بني حجر * من خلقه ليس في شئ من الحرج
فلو رضي الدهر منا فديه عظمت * إذا وحقك جدنا فيك بالمهج
في حق عهدك ما زلنا ذوي شعف * بعهد دولكم بالروح ممتزج
حفت سجاياك والألباب قد رجحت * بها نهاك من الاحصاء بالثبح
ألقت يا حلو، مر الصبر ترشفه * فأنت للصبر صب بالغرام شجي
من للقيام بجنح الليل مجتهدا * تبيت ترفعه آيات ذي الدرج
تعلي النحيب خضوعا والأسى قلقا * كأنه في الدياجي بالحراب وجي
قد كان مصرك ليلا كالنهار به * شهاب فضلك يغنيه عن السرج
واليوم بعدك مثل الليل في سدف * يا لهف قلبي فما صبح بمنبلج
لكان فقدك فقد الناس كلهم * وفقد غيرك قد يلفى من الفرج قد يلفى من الفرج
من للأحاديث يحييها ويحفظها * فوقته ليس حمال إليه يجي
قد كنت للسنة الغرا شهاب علا * حميت أفاقها عن مارد علج
من كان في علمه في الشك مرتبكا، فأنت في علم الأشياء على ثلج
وأنت أذكى الورى قلبا ورائحة * كأنما كنت مسكا طيب الأرج
لهفي عليك شهاب الدين من رجل * لما ترحلت صار الناس في مرج
قد كنت حافظهم في كل مغضلة * فبعدك اليوم لا تسأل عن الهمج
كانوا إذا أوهموا معنى وأخرسهم * فتحت كل عم منهم ومرتتج
لما ركبت على الحذباء ما أحد * الا انحنى منه ظهر غير ذي عوج
روحي فداء لبال قد ظهرت بها * لديك يا خبر بالآمال بالحجج
أروق سمعي بدر النطق منك وما * طرفي بممتنع من وحيك البهج
114

كأنه لم يكن يوما فيا أسفي * ما كنت من بعد ما مرت بمتنهج
كلا لعمري واني فالق كبدي * حزني عليك وقلبي جد ملتعج
ولا أحب ديارا قد قبضت بها * فنحوها بعد بعد منك لم اعج
نعم وأبغضت والله الحياة بلا * وجود انسك فاعلم ذاك ذاك وابتهج
لهفي على مجلس الاملا وحاضره * من كل حبر لسبل الخير منتهج
كم فيه من رأس رأس هي من عجب * والجمع من شدة الاصغاء لم ينج
كأننا لم نكن يوما لديك ولا * وبقولك العذب منا قط سرنجي
فيا دوام افتكاري للسرور بكم * ويا بكائي طوال الدهر والابج
لا ملان بسيط الأرض من أدب * ركبت فيك معانيه من البرج
جمعت قلبا بحب فيك ممتلئا * إلى لسان بأنواع الرثا لهج
عليك مني تحيات ارددها * ما هيچ الورق قلبا فيك ذا وهج
وجاد مهدك في صوب الرضا مزن * يا بحر يحيى بقاع الأرض بالثبج
ومنهم العلامة الشهاب أبو الطيب أحمد بن محمد الحجازي فأنشدني لفظه لنفسه
قوله:
الكامل:
كل البرية للمنية صابرة * وقفولها شيئا فشيئا سائره
والنفس ان رضيت بذا ربحت وان * لم ترض كانت عند ذلك خاسره
وانا الذي راض بأحكام مضت * عن ربنا البر المهيمن صادره
لكن سئمت العيش من بعد الذي قد خلف الأفكار منا حائرة
هو شيخ الاسلام المعظم قدره * من كان أوحد عصره والنادرة
قاضي القضاء العسقلاني الذي * لم ترفع الدنيا خصيما ناظره
وشهاب دين الله ذو الفضل الذي * أربى على عدد النجوم مكاثره
لا تعجبوا لعلوه فأبوه من * قبل علي في الدنا والآخرة
هو كيميا العلم وكم من طالب * بالكسر جاء له فاضحي جابره
لا بدع ان عادت علوم الكيميا * من بعد ذا الحجر المكرم بائره
115

لهفي على من الورثتني حسره * درس الدروس عليه إذ هي حاسره
لهفي على المدح استمالت للرثاء * وقصور اياتي غدت متقاصرة
لهفي عليه عالما، بوفاته * درست دروس والمدارس بايره
لهفي على الاملاء عطل بعده * ومعاهد الاسماع إذ هي شاغره
لهفي عليه حافظ العصر الذي * غد كان معدودا لكل مناظره
لهفي على الفقه المهذب والمحرر * حاوي المقصود عند محاوره
لهفي على النحو الذي تسهيله * معنى اللبيب مساعد لمذاكره
لهفي على اللغة الغريبة كم أرا * نا معربا بصحاحها المتظاهرة
لهفي على علم العروض تقطعت * أشبابه بفواصل متغايرة
لهفي عليه خزانة العلم التي * كانت بها كل الأفاضل ماهره
لهفي على شيخي الذي سعدت به * صحب وأوجه ناظريه ناضره
لهفي على التقصير مني حيث كم * املا النواحي بالنواح مبادره
لهفي على عذري عن استيفاء ما * تحوى وعجزي ان أعد ماثره
لهفي على لهفي وهل ذا مسعدي * أو كان ينفعني شديد محاذره
لهفي على من كل عام للهنا * تأتي الوفود إلى حماه مبادره
والآن في ذا العام جاءوا للعزا * فهيه وعادوا بالدموع لها مرة
قد خلف الدنيا خرابا بعده * لكنما الأخرى لديه عامره
وبموته شقي الفؤاد واعلم * العين انثنت في حالتيها شاغره
ولي المعاجر طابقت اد للرثا * انا ناظم وهي المدامع ناشره
فكأنه في قبره سر غدا * في الصدر، والأفهام عنه قاصره
وكانه في اللحد منه ذخيرة * أعظم بها درر العلوم الفاخره
وكانه في رمسه سيف ثوى * في الغمر مخبوء ليوم الثائره
وكانه كشف الغطاء له فان * قربت منيته أفاض محاجره
وغدا بأبيات الرثا متمثلا * وحبابها بعض الصحاب وسارره.
116

ونعي بها من قبل ذلك نفسه * أكرم بها يا صاح نفسا طاهره
ولصاحب الكشاف يعزى نظمها * والعد منها أربع متفاخره
وانا الذي ضمنتها مرثيتي * جهر وأولها بغير مناكره
قرب الرحيل إلى ديار الآخرة * فاجعل الهي خير عمرى اخره
وارحم مبيتي في القبور ووحدتي * وارحم عظامي حين تبقي ناخره
فانا المسيكين الذي أيامه * ولت بأوزار غدت متواتره
فلئن رحمت فأنت أكرم راحم * فبحار جودك يا الهي زاخره
هذا لعمري آخر الأبيات إذ * خي أربع كملت تراها باهرة
وانا أعود إلى رثائي عودة * تجلو لسامعها بغير منافره
قهرتني الأيام فيه فليتني * في مصر م وما رأيت القاهرة
هجرتني الأحلام بعدك سيدي * واحر قلب قد رمي بالقاهرة
من شاء بعدك فليمت أنت الذي * كانت عليك النفس قدما حاذره
وسهرت مذ صرخ النعي بزجرة * فإذا هم من مقلتي بالساهرة
ورزئت فيه فليت اني لم أكن * أو ليت اني قد سكنب مقابره
رزء، جميع الناس فيه واحد * طوبى لنفس عند ذلك صابره
يا نوم، عيني لا تلم بمقلتي * فالنوم لا يأوي لعين ساهره
يا دمع، واسفي تربه ولو أنها * بعلومه جرت البحار الزاخرة
يا حبر فارحل ليس قلبي فارغا * سكنته أحزان غدت متكاثره
يا نار شوفي بالفراق تاججي * يا أدمعي بالمزن كوني ساجره
يا قبر، طب قد صرت بيت العلم أو * عينا به انسان فطب الدائره
يا موت، انك قد نزلت بذي الندي * ومذ استضفت حباك نفسا خاطره
يا رب فارحمه وسق ضريحه * بسحائب من فيض فضلك غامره
يا نفس صبرا فالتاسي كائن * بوفاة أعظم شافع في الآخرة
المصطفى زين النبيين الذي * حاز العلا والمعجزات الباهرة
صلى عليه الله ما صال الردي * فنيا وجرد للبرية باتره
وعلى عشيرته الكرام واله * وعلى صحابته النجوم الزاهرة
ومنهم الشهاب أحمد بن محمد بن علي المنصوري صاحب القصيدة الماضية
117

ذكرها في المدائح، فقال يوم وفاة صاحب الترجمة:
الرجز
قد بكت السحب على * قاضي القضاة بالمطر
وانهدم الركن الذي * كان مشيدا من حجر
ومنهم الفاضل أبو هريرة عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عثمان بن النقاش الأصم
البسيط:
قفا نبك بالقاموس الغمض الزجر
والمرسلات بماء الغيث والمطر
مذكرا لك بالأذكار إذ أسف * لعلى المعاهر والروضات والأثر
على ديار إذا صح الحديث ولي * في الحسن معتقد والضعف للغير
على رباع خلا درس الحديث بها * وربع عاف ومحتاج إلى الحجر
وقل لذي عذل في عبرة سمحت * دعها سمائية تجرى على قدر
وقل لعيني التي بالدمع قد نزحت * يا عين، جودي ولا تبقي ولا تذري
وابكي بموج وما المقياس يحصره * فاضي القضاة أمير المؤمنين في الأثر
قاضي القضاة أمير المؤمنين سمي * بأحمد بين علي ذي الرحلة الحجر
أكرم بها مدحة ما حازها أحد * في عصرنا غير نزر قل في العصر
وع الكتابة واحفظها وسق سندا * وخل عنك سواد الطرس بالحبر
يا ميت، ذكرتني موت النبي به * الهاشمي المصطفى المبعوث من مضر
ذكرتني العمرين الصاحبين أبا * بكر الصديق مع الفاروق من عمر
يا خنس ها أدمعي مع دمعك ائتلفا * ثم اختلفتا بكا في الصخر والحجر
يا خنس، لو سمعت أذناك منطقه * من ثغر مبسمه المنظوم بالذرر
يا خنس، اني عن عين له نظرت * ليس العيان كما قد قيل كالخبر
يا خنس، قد قلت في صخر مراثية * فحول الحزن بالاسناد للحجر
مصيبة عمت الدنيا بأجمعها * رمي بها زحل بالقوس والوتر
بالبحر والنهر والبحرين إذ جمعا * أبكيه من عبرة تجري بلا ضجر
118

ان ذكرتني بوقت صخرها غسقا * أو نكرتني بوقت الصيف في السحر
فكل أوقاتي الغراء مسبله * جاها وعلما وما يزري ما البدر
شبهته جالسا في الدرس في فئه * هم النجوم ووجه الشيخ بالقمر
وهم طباق وهم يهدى السبيل بهم * من حوله أنجم كالأنجم الزهر
هم الرجل ولكن شيخهم دجل * رجاله سند في مسند الخبر
ساد الرجلا وكم قد ساد من رجل * يسوقه بعد تحويل من السطر
يملي الحديث ببيبرس حوى سندا * عال إلى سيد الكوميم والبشر
تالله لو سمعت حذاق شرعتنا * سوق الأسانيد في إملائه الجهر
ولو رأوا يده في فرع روضته * أو فسرت آية في محكم السور
أو ما يوصله في الدين معتقدا * أو رتبت سندا من نخبة الفكر
أو أظهرت حكمة للشافعي خفت * يستخرج الكل من خرم من الإبر
أثنوا عليه ومن اضحى يخالفه * بمنزل دحص كقشعم الحجر
أبكي عليه وقد شالوا جنازته * ونقطت مزنة من نسمه السحر
انقي من الصلج اشراقا وريحتها * أذكى من المسك والندا الذكي العطر
وبشرت برضا الرحمن خالقه * والحور قد زينت بالحلي في السرر
وعدته قاولا للقلب منه عسى * وهل يفيد عسى مع سابق القدر
يا قلب، قد كنت تخشى الموت ذا حذر * وليس ذو حذر ينجو من القدر
وأنت للعالم النقاش منتسب * وكم معان خفت تأتيك في الصور
خفت المنون وما قد كنت تحسبه * قد جاء منتقشا كانقش في الحجر
ان غاب شخصك يا مولاي عن نظري * وغيبوا وجهك المحبوب في القبر
في أساريرك الحسناء مشرقة * سبط من الحسنيين الخلق والبشر
يا من مراحمه للخلق واسعة * عمت نجيا ومن في دينه الخطر
اجعل على متن هذا القبر سابغة * من لؤلؤ رطب عذت ذكي عطر
والسامعين ومن يعزي لمذهبهم * تحدو على سنة الهادي النبي المضري
وقل لمن سمع الأبيات يسترها * فالله يستره في الورد والصدر
فدمتها سلعة مزجا وناظمها * يعدها خجلا من أعظم الكبر
واذن بحسب صلاة منك ثم رضا * على نبي الهدى والبشر والبشر
وآله وجميع الصحب قاطبة * بهم هدى أمم في البدو والحضر
ما غردت ورقه في الأيك آصرة * بزوره المصطفى والبيت والحجر
119

موت الامام شهاب الدين قد جزعت * له العلوم وما يروى من الأثر
وقال ربع عبوم الشرع مكتئبا * به درست فما تلقون من اثر
(الكامل):
ان الحياة ذميمة من بعد ما * قبض الامام العسقلاني الشافعي
يا نفس، طيبي بالممات وحافظي * ان تلحقي هذا الامام وتابعي
(المجتث:)
بكت سماة وارض * عليك يا عسقلاني
لكننا نتسلى * إذ ما سوى الله فانى
(الكامل):
الجفن قد حاكى السحاب وناظرة * فاعذر إذا فقد المتيم ناظره
لو أن عاذله رأى ما قد رأى * لغدا له بعد الملامة عذره
يا عاذلي، دعني فلي حزن على * طول المدي لم يلق يوما آخره
ذاب الفؤاد وقد تقطع حسره * أسفا على قاضي القضاة النادرة
أعني شهاب الدين ذا الفض الذي * عن وصفه افهام مثلي قاصرة
العسقلاني الذي كانت إلى
أبوابه تأتي الوفود مهاجره
يا عين، اني ناظم مرثية * فيه فكوني للوامع ناثره
لله أياما به ولياليا * سلفت وكانت بالتواصل زاهره
تالله، لم يأت الزمان بمثله * ابدا ولم ير مثله من عاصره
شهدت له كل الفقول بأنه * ما مثله هو درة هي فاخره
دانت لفطنته العلوم فلم تزل * ابدا إليه كل وقت سائره
يا أيها الشهراء، هذا سوقكم * كانت له تأتي التجار مبادره
واليوم أغلق بابه فلأجل ذا * أضحت تجارتكم لديكم بائره
كم من حديث قد رواه مسلسلا * ومدبجا وله معان ظاهره
وكذا غريبا مسندا ومصححا * جملا واخبارا غدت متواتره
اني لا عجز ان أعد فضائلا * فيه واعجز ان أعد ماثره
كم طالب أقلامه من بعده * جفت ولم تمسك يداه محابره
120

أسفا عليه نقول يا نفس اصبري * فتقول: ما انا عند هذا صابره
درست دروس العلم بعد وفاته * ومعاهر الاملاء أضحت دائره
أسفي على قاضي القضاة مؤبد * زافرات قلبي كل وقت ثابره
أسفي على شيخ العلوم ومن غدت * أفكار كل الخلق فيه حائره
أسفي على من كان بين صحابه * كالبدر في وسط النجوم الزاهرة
ولقد نعى قبل المنية نفسه * إذ كل نفس للمنية صائره
لا رأى اجل الحياة قد انقضى * اضحى يشير إلى الصحاب مبادره
ويقول أبياتا وليست نظمه * لكن بلقظ منه أضحت فاخره
وزمخشري ناظم أبياتها * هي أربع معدودة متواترة
كل الورى من بعده اشتغلوا بها * فاسمع فأولها أقول مذاكره
قرب الرحيل إلى ديار الآخرة * فاجعل الهي خير عمري اخره
وارحم مبيتي في القبور ووحدتي * وارحم عظامي حين تبقى ناخره
فانا المسيكين الذي أيامه * ولت بأوزار غدت متواتره
فلئن رحما فأنت ارحم راحم * فبحار جودك يا الهي زاخره
ها آخر الأبيات قد أوردتها * فيما نظمتا تبركا ومكاثره
وأعود أذكر بعد ذلك حالتي * وأبث أحزانا بقلبي حاضره
وأقول: مات أبو المكارم والندى * ملقي الدروس وذو العلوم الباهرة
ما كان أحسن لفظه وحديثه * ما كان قط يمله من عاشره
ولو أنه يفدى لكنت له الفدى * وأود لو اني سددت مقاصره
لهب بقلبي بعده لا ينطفي * ودموع عيني لم تزل متقايره
قالله يسقى قبره ماء الحيا * ابرا ويورده سحابا ماطره
ثم الصلاة على النبي وصحبه * وعلى جميع التابعين أوامره
يا درة فقدت وكانت فاخره * في بدء خير حولت للاخره
من كل علم حاز أكبره فره * عز الفخار تصل بحارا زاخره
شطن الرجا كانت لطالب بره * من بعد أشجان بفضل ماخره
تعنو الرؤوس إلى وجوه بديعه * وإذ عصته أتت إليه ذاخره
وهو المكرم والكريم بناته * مع علمه لو أم كعبا فاخره
ليلى بعاذرها فشاغل قلبها * ولمن سواه بذي الدعاوي شاجره
تجري عليه مودعا روحي ولن * تشغل ولو صارا عظاما ناخره
121

قد كان أول شاغل قلبي هوى * وبهونه فالصبر عدى اخره
(الطويل):
شهاب المعالي بينما هو طالع * فعاجلنا فيه القضا والقوارع
إلى الله انا راجعون وحسبنا * ونعم الوكيل الله فيما نواقع
فقد أورث الآفاق حزنا وذلة * واظلمت الأكوان ثم المطالع
وأطلق دمع العين تجرى سحائبا * واجري عيون السحب فهي هوامع
وصير طرفي لا يمل من البكا * واحرق قلبا بالجوانح هالع
وفرق جمع الشمل من بعد الفه * والف در الدمع في الخد لامع
فوجدي وصبري في الرثاء بيانيا * فوجدي موجود وصبري ضائع
فصبرا لما قد كان في سابق القضاء * فليس بمقدور المنية دافع
وطلقت نومي والتلذذ والهنا * وألزمت نفسي انني لا أراجع
وصاحب سهدي والتأسف والأسى * فواصلتها لما جعتني المضاجع
واني غريب لو أقمت بمنزلي * واني وحيد لا معين أراجع
فلهفي على تلك المجالس بعده * ولفقد اولي التحقيق قفر بلاقع
فلهفي على جدي وشيخي وقدوتي * وشيخ شيوخ العصر إذ لا منازع
فأوقاته مقسومة في عبادة * وفضل لمحتاج ببر يتابع
فقد كان ظني ان تكون معاوني * على كل خير مثل ما قيل مانع
فعند الهي قد جعلت وديعتي * كريم لديه لا يخيب الودائع
فرحب الفضا قد ضاق من بعد بعده * علي وفيه بحر فكري واسع
فيا موت، زر ان الحياة ذميمة * فمن بعد هذا الحبر اني راجع
امام الهدى والعلم والحلم والتقي * وحافظ هذا الوقت للحق خاضع
ففي النظم حسان وفي الجود حاتم * وفي العلم ليث وهو في الثبت نافع
عفيف السجايا باسط اليد بالندا * جزيل العطايا ناسك متواضع
بزهد له قد كان يحكى ابن آدم * له ورع بالصبر للنفس قانع
فأيامه صوم وفي الليل هاجد * مقيل خشوع ساجد الرأس راكع
فمنهاجه حاو لتنبيه غافل * وبهجته زانت كما الروض نافع
وفتح لباريه حواه فوائد * يزيل التباسا فهو للشكل رافع
122

وتقريبه الاسما لتهذيب طالب * وفي الجرح والتعديل كالسيف ساطع
فان رمت اتقان الحديث فجمعه * فعن حافظ الاسلام تروى الشرائع
(الطويل):
كان لم يمت من سواه ولم تقم * على أحد الا عليه النوائح
(البسيط):
اني معزيك لا اني على طمع * من الخلود ولكن سنة الدين
ما المعزي بباق بعد صاحبه * ولا المعزي ولو عاشا إلى حين
(الطويل):
تعز تحسن الصبر عند كل فائت * ففي الصبر مسلاه الهموم واللوازم
وليس يذود النفس عن شهواتها * لعمرك الاكل ماضي العزائم
(الوافر):
لعمرك ما الرزية موت شخص * يموت بموته علم كبير
منهج الحافظ ابن حجر في " الإصابة "
يرى ابن حجر ان علم الحديث النبوي من أشرف العلوم الدينية، ومن اجل معارفه
تمييز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صنف في علم معرفة الصحابة عد كبير من العلماء، ولقد
وقف ابن حجر على مصنفاتهم وانتقدها، ثم وجد في وسعه ان يطور التصنيف في هذا الفرع
من فروع المعرفة لي مستوى أعلى، وقد وقعت له بالتتبع، كثير من الأسماء التي لم تكن في
المصنفات السابقة على الرغم من أنها تقع في نطاق هذه المصنفات، وبذلك تسنى له ان
يصنف كتابا كبيرا أكثر استيعابا من غيره لتميز الصحابة من غيرهم.
ولقد بدا تأليفه في سنة 809 ه‍، واستمر العمل فيه إلى ثالث ذي الحجة سنة 847 ه‍
حيث انتهى من كتابته مع ما فيه من الهوامش، فاستغرق تأليفه ما يقرب من أربعين عاما.
وأوضح ابن حجر ان الكتابة فيه كانت بالتراخي، وكتبه في المسودات ثلاث مرات،
بسبب ما كان يدور في ذهنه من النهوض بهذا اللون من التصنيف، وبسبب الترتيب الذي
123

ابتكره. حتى في المرة الثالثة خرجت النسهة وكأنها مسودة أيضا بكثرة الهوامش
والالحاقات التي كان يضيفها تباعا، وعبر أربعين عاما تقريبا. فعد دون كلل إلى الحاق
أسماء أخرى وإجراء التصحيح أو التنقيح، وهذا هو نهج العالم الأصيل الذي يدرك بان
الكمال لله وحده، وان الانسان وما يعمل بعيد عن الكمال.
ولقد تجلى ورعه في دينه بوضوح في نزعته العلمية الموضوعية، فكان مثال العالم
الورع الذي لا يتسير الحديث عن شئ ولا يدعي، والقيد الضابط لذلك هو كونه واحدا من
تلاميذ مدرسة الاسلام الخالدة
ويحكى ابن حجر قصة تأليف الإصابة على مدى أربعين عاما بقوله: " وقد قيدت
بالحمرة أولا، ثم بالصفرة ثم بصورة ما يخالطهما وكل ذلك قبل كتابه فصل المبهم من
الرجال والنساء.
ونتساءل هل كمل الإصابة؟
على الرغم من المدة الزمنية الطويلة التي استغرقها تأليف كتاب الإصابة، ورغم عناية
مصنفه به، ومتابعته له، فإنه لم يكمل بشكله النهائي، لأنه خصص باب للمبهمات وقد قيد
منها كثيرا ولقد ورد في نهاية نسخة دار الكتب المصرية ذات الرقم 228 طلعت قول الناسخ
".... وقد بقي عليه المبهمات، وقيد منها كثيرا، ولكن المصرية ذات الرقم (229 طلعت) ان آخر كتاب
النساء من الإصابة هو آخر ما وجد بخط مصنف الكتاب
وقال السخاوي وهو يعدد المصنفين في الصحابة "... وكتاب شيخنا المسمى
بالإصابة. وجامع لما تفرق منها مع تحقيق، ولكنه لم يكمل.
ويبدو ان كثرة السؤال في تبييضه هي التي دفعت ابن حجر إلى نشره قبل ان يكمل باب
المبهمات.
وهناك احلات في الإصابة على المبهمات كقوله مثلا " يأتي في المبهمات ويأتي في
الكنى "، أو كقوله: " وسيأتي ذكر قصتها في المبهمات إن شاء الله " كما وردت ترجمة أبي
بجلية وآخرين في القسم الرابع، وقال تقدموا في الأول وحقهم ان يذكروا في المبهمات،
ولكن لا نجد باب المبهمات في المطبوع من الإصابة الذي طبع أكثر من ست طبعات كما لم
يشر أحد من الناشرين أو المحققين إليه، وقد سبقت الإشارة انه كتب منه مثيرا ولم يظفر به الناسخ.
124

وفي الإصابة بعض المواضع البيضاء التي قد يكون تعليلها انها من جملة الأشياء التي
لم يدونها المؤلف، لأنها تتطلب المزيد من التحقيق.
ففي أثناء بعض تراجمه ذكر سهيل بن أبي جندل ثم قال: " ينظر مسند الحارث بن
معاوية ويحرر من النسب وغيره "
وقال في موضع آخر عند ترجمة أم سعيد والدة سعيد بن ي يد بن عمرو بن نفيل قال:
" يكتب من.... باب الكافور في كتاب الجنائز للبيهقي في السنن الكبير " وجاء في نهاية
الترجمة فقال: " وروى ابن سعد... " ولم يذكر الرواية. وجاء في نهاية ترجمة ما نصه
" ينبغي ان يحول إلى القسم الرابع ".
ترتيب الإصابة على أربعة اقسام
ألح الكثيرون على ابن حجر في نشر كتابه " الإصابة "، فاستخار الله في ذلك ورتبة على
أربعة اقسام في كل حرف، وهذا يعني انه قسم التراجم المبدوءة في حرف الألف مثلا إلى
أربعة اقسام، وكذلك الباء والتاء هلم جرا حتى اخر الحروف.
1 - القسم الأول:
يقسم القسم الأول بأنه خاص بتراجم الذين وردت صحبتهم بطريق الرواية عنهم أو
عن غيرهم، ومهما كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، وشملت تراجم هذا القسم
أولئك الذين وقع ذكرهم بما يدل على الصحبة باي طريق كان.
وكان قد رتب هذا القسم بادئ ذي بدء على ثلاثة ء قسام، ثم بدا له أن يجعله قسما
واحدا، على أنه ميز في كل ترجمة ما إذا كانت الطريق التي وردت بها صحبة الصحابي
صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، ولذلك فالقراءة في كتاب الإصابة تستوجب يقظة وتركيزا
وإمعانا والقارء مطلب بذلك إن شاء الوصول إلى الدقة والصواب.
2 - القسم الثاني: و
خصص القسم الثاني لتراجم من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم وهم دون سن التمييز وبين
أن ذكر هؤلاء الصحابة إنما هو على سبيل الالحاق لغلبة الظن على أنه - صلى الله عليه وسلم رآهم، وهذه
الفكرة إنما تستند إلى أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا حريصين على إحضار أولادهم
عنده عند ولادتهم ليحصنكهم ويسميهم تبركا به، والاخبار بذلك شهيرة، واستند ابن حجر في
125

تثبيت هذه الفكرة على أحاديث صحيحة وردت في صحيح مسلم وفي مستدرك الحاكم، وكتاب الصحابة لابن شاهين.
وأعطى المبرر الذي دعاه إلى إفرادهم عن أهل القسم الأول بقوله: " لكن أحاديث
هؤلاء عنه - أي عن النبي صلى الله عليه وسلم - من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث.
3، القسم الثالث:
والقسم الثالث خاص بتراجم أولئك الذين ذكروا في الكتب من المخضرمين الذين
أدركوا الجاهلية والاسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا رأوه، سواء
أسملوا في حياته أم لا. وهؤلاء - ليسوا أصحابه باتفاق أهل العلم بالحديث على الرغم من أن
بعضهم قد ذكر في كتب معرفة الصحابة، لكن مصنفيها أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا
بمقاربتهم لتلك الطبقة، ولم يجزموا بأنهم من أهلها، ومن هؤلاء المصنفين أبي حفص بن
شاهين (ت 385 ه‍) وأبي عمر بن عبد البر (ت 463 ه‍).
وأحاديث هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث.
4 - القسم الرابع:
وهو خاص بتراجم أولئك الذين ذكروا في الكتب على سبيل الوهم والغلط وبيان ذلك
بالأدلة وبأسلوب أهل الحديث وطرائقهم.
ولم يذكر فيه إلا ما كان أوهم فيه بينا، وأما مع وجود احتمال عدم الوهم فلم يلجأ
إلى ذكره، إلا إذا كان ذلك الاحتمال يغلب على ظنه بطلانه قال ابن حجر: " وهذا القسم
الرابع لا أعلم من سبقني إليه، ولا من حام طائر فكره عليه، وهو الضالة المطلوبة في هذا
الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه من هذا الفن اللبيب الماهر.
والحق أن ابن حجر لم يسبق في إفراد تراجم الذين ذكروا على سبيل الوهم، إلا أن
الذين سبقوه أشاروا إلى بعض هؤلاء من خلال ترجمتهم في الصحابة، لكنه لم يسبق أيضا
في بيان سبب الوهم أو الذهول مع تحقيق فريد. ولقد حدد تلميذه البقاعي ذلك بقوله:
"... بما لم يسبق إلى غالبه ".
وهذا نهج جديد أدخله ابن حجر على التصنيف في علم معرفة الصحابة تمخض عن نتائج خطيرة.
ميزات القسم الرابع في كتاب " الإصابة "
يتمثل في هذا القسم جانب الأصالة والابداع، كما تتجلى فيه قابلية ابن حجر النقدية
وقراءاته الواسعة.
126

وفيه صحح أوهاما، وحل معضلات فكرية، قد تكون صغيرة ولكنها مهمة، تواردت
على السنة الحفاظ، وصفحات كتب المصنفين.
أما أنواع الأخطاء التي صححها فهي كثيرة يمكن حصرها بالآتي:
1 - الكشف عن التحريف والتصحيف في الأسماء
إشارة إلى التحريف أو التصحيف الذي اعترى الأسماء، ولا يسع الباحث هنا إلا إعطاء
نماذج منها فقط في ترجمة سديد مولى أبا بكر (الترجمة / 3740) قال: " هكذا وقع في
التجريد " وإنما هو بالمعجمة. فترجم لها ابن حجر في حرف الشين المعجمة، وأن اسمه
عامر بن مالك بن صفوان، فورد عند السابقين (عن صفوان) أو أن لفظة (ابن) تصحفت واوا
فصار الواحد اثنين. كما أشار إلى التصحيف السمعي، والخط السمعي معا.
2 - سقوط اسم من السند، أو سقوطا أداة الكنية، أو حرف جر أو زيادة اسم في
النسب، وفي كل هذه الحالات تظهر أسماء تؤدي إلى الوهم 3 - توهم الرواة صحبة الرجل، لأنه أرسل حديثا، وعدم التمييز بين المسند والمرسل.
4 - تعدد الأسماء أو الكنى، وعدم التمييز، فيذكر الرجل المترجم مرة بالكنية،
ومرة بالاسم أو اللقب، فتتكرر ترجمة الصحابي على أنه اثنين وهو في الحقيقة واحد
وكذلك المغايرة بين اسمين أو كنيتين، أو الجهل بوجود لقبين للمترجم مثل عام بن مالك الكعبي هو القشيري.
أو أن ينسب الراوي إلى جده أو اعتماد المنصفين السابقين ل‍ " ابن حجر " على نسخ
محرفة فنشأ عن تغيير في الاسم، فيتغير " محمية " إلى " محمد " أو اسم رجل ذكروه
في النساء أو خطأ نشأ عن زيادة اسم وتغيير آخر.
5 - منهم من مات قبل المبعث، وذكر في الكتب على أنه صحابي مثل " سيف بن ذي
بزن ".
6 - الأخطاء الناجمة عن سقط وقلب، كما في ترجمة " عمرو السعدي " الذي ذكره
المنصفون السابقون، وأوردوا من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر عن عطية بن عمرو السعدي عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسأل الناس شيئا وسل الله مسؤول
ومنطي " وهذا هو عطية بن عمرو السعدي عن أبيه.
7 - تشابه الأسماء أدى إلى الوهم أحيانا.
127

8 - أخطاء نشأت عند عدم تأمل أو سوء فهم أو أن حقه أن يذكر في " المبهمات " فذكر
في لا مصنفات السابقة في الأسماء كما في حديث من طريق يزيد بن نمران قال: " رأيت
بتبوك رجلا مقعدا " فأورده جعفر المستغفري في الأسماء باسم " المقعد " فرد عليه ابن حجر
هذا وهم، وإنما هي صفة، ومحله أن يذكر في " المبهمات " أو هو اسم جنس فيظن أنه اسم
رجل، وليس كذلك كما في ترجمة " هديل ".
9 - اختلاف الأسماء من قبل بعض الكذابين مثل معمر، وعبد النور الجني، وأبو الحسن الراعي، ومكلبة الخوارزمي، وغيرهم.
10 - وأشار ابن حجر في القسم الرابع إلى أخطاء تدل على انتباه شديد ويلا حظ
ذلك في ترجمة أبي اللحم الغفاري الذي توهم الترمذي وأبو عمر بجعل " آبي اللحم: كنية،
وهي ليست كنية، لكنها صارت كالكنية، وقيل: إنما قيل له لك، لأنه كان لا يأكل اللحم
ثم قال بعد أن ذكر الذين ترجموه أو ذكروه: " وكل ذلك خطأ وجعله في حرف الهمزة على
تقدير أن يكون خطأ آخر وإنما حقه أن يكون في اللام، لان الألف والباء إن كانت أداة الكنية
فالاعتبار في ترتيب الحروف بما بعدها وقد مشى على ذلك " الدولابي " و " ابن السكن "
و " ابن منده " فذكروه في حرف اللام من الكنى، وأنكر ذلك أبو نعيم على ابن منده فأصاب.
وهكذا جاء القسم الرابع من كل حرف في كتاب " الإصابة " نهجا جديدا فأوضح اللبس
وأزال الغموض الذي رافق الكثيرين من المصنفين، وارتفع بمستوى الكتابة في علم معرفة
الصحابة إلى درجة عالية، ويمكن اعتباره مرحلة أعلى متطورة في هذا اللون من التصنيف.
وقال الأستاذ الدكتور شاكر محمود عبد المنعم:
وفي هذه المرحلة من البحث يبرز السؤال الآتي: إلى أي مدى استوعب كتاب
" الإصابة " تراجم الصحابة؟
لقد ذكر ابن حجر في مقدمته الوجيزة ل‍ " الإصابة " عددا من المصنفين في هذا الباب،
وانتقد قسما منهم، فذكر ابن عب البر وكتابه الذي سماه " الاستيعاب " لظنه أنه استوعب ما
في كتب السابقين، ومع ذلك ففاته شئ كثير، وذكر الذيول عليه، ثم ذكر كتاب " أسد
الغابة " ل‍ " ابن الأثير " وانتقده إلى أن ذال: " ثم جرد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها
الحافظ أبو عبد الله الذهبي، وعلم لمن ذكر غلطا، ولمن لا تصح صحبته، ولم يستوعب
ذلك ولا قارب ".
وقد وقع ل‍ " ابن حجر " كثير من الأسماء ليست في كتاب " الذهبي " ولا أصله، فجمع
كتابا كبيرا في ذلك ميز فيه الصحابة من غيرهم وكما مر آنفا إلا أنه قال: " ومع ذلك فلم يحصل
128

لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من أسماء الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة
الرازي قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة
كلمه قد روي عنه سماعا أو رؤية ".
علما بأن أبا زرعة أجاب بذلك عن سؤال من سأله عن الرواة خاصة فكيف بغيرهم؟
ومع هذا فجميع من في " الاستيعاب " يعنى ممن ذكر فيه باسم أو كنية أو وهما ثلاثة آلاف
وخمسمائة واستدرك عليه ابن فتحون على شرطه قريبا من هذا العدد.
وقرأ ابن حجر بخط " الذهبي " من ظهر كتاب " التجريد " لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم
يزيدوا لم ينقصوا، ثم رأي بخطه أن جميع من في " أسد الغابة " سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة
وخمسون نفسا.
على أن قول أبي زرعة وجد له تأييدا في رواية عن كعب بن مالك في قصة " تبوك "
الواردة في الصحيحين وهي قوله: " والناس كثير لا يحصيهم ديوان ".
وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال: من قدم عليا على
عثمان فقد أزري على اثني عشر ألفا، مات في خلافة أبي بكر في الردة والفتوح الكثير
ممن لم تضبط أسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في " الفتوح " وفي الطاعون العام وعمواس
وغير ذلك من لا يحصى كثرة وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب، وأكثرهم حضروا حجة الوداع والله أعلم.
على أن عدد تراجم الإصابة يزيد على 12304 بما في ذلك المكرر بسبب الاختلاف
بالاسم أو الكنية أو اللقب وكذلك يشمل هذا العدد أولئك الذين الذين ذكروا في الصحابة على
سبيل الوهم.
مما تقدم يتضح بأن ليس بمقدور أحد أن يستوعب تراجم الصحابة ولا خمس عددهم
للأسباب المشار إليها آنفا.
وتجدر الإشارة إلى أن ما شهده حقل معرفة الصحابة من ظهور الاستدراكات والتذييل
وبيان الأوهام على المصنفات فيه يعطى دليلا على شعور المهتمين بهذا اللون من التصنيف
النصف الأول من القرن التاسع الهجري لم تشر المصادر إلى كتاب ألف عن معرفة
الصحابة، كما لم يظهر تذييل ولا استدراك على الإصابة، وهذا قد يفسر الجهد الصخم
129

المبذول فيه، والاستقصاء الفريد الذي قام به ابن حجر وقال السيوطي عندما ذكر " الإصابة ":
" كتاب حافل، وقد اختصرته ولله الحمد "، وسماه حاجي خليفة: " عين الإصابة ".
وقيل وقبل أن يشرع بأبواب الكتاب التي تضم باب الأسماء وباب الكنى، وباب النساء،
وباب كنى النساء ذكر ثلاثة فصول مهمة تمس الحاجة إليها بمثل تصنيفه وتقع الفصول الثلاثة
في ثماني صفحات، خصص الفصل الأول منها لتعريف الصحابي، وبين أصح ما وقف عليه
من ذلك وهو أن الصحابي " من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام ".
وشرح هذا التعريف بصفحتين ونصف شرحا وافيا جاء فيه على جميع الملابسات
المحتملة من حيث لقيا النبي صلى الله عليه وسلم أو الرواية عنه أو عدمها، ومن لقيه كافرا ولو أسلم بعد
ذلك؟ والايمان به من الجن والإنس وماذا بشأن الملائكة؟ أو الذي لقيه مؤمنا ثم ارتد ثم عاد
إلى الاسلام كما ناقش الاحتمالات الأخرى إلى أن قال: " وهذا التعريف مبني على الأصح
المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومن تبعهما ووراء ذلك أقوال
أخرى شاذة ". كما أشار إلى تعريفات أخرى.
ثم بين ما جاء عن الأئمة من الأقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل
صحابيا، وإن لم يرد التنصيص على ذلك، وهي ثلاثة آثار:
1 - أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمرون إلا الصحابة وقد استدل ابن حجر بهذا الرأي في
أكثر من أربعين موضعا على أنه قال في موضع:: " كانوا لا يؤمرون في زمن الفتح إلا من كان
صحابيا، لكن إنما فعلوا ذلك في فتوح " العراق " فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم " وهو
الثالث ".
2 - لم يبق بمكة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة
الوداع واستدل ابن حجر بهذا الرأي في أكثر من سنة وثلاثين موضعا، وقال في موضع:
" وقد ذكرنا غير مرة أن من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا وهو من قريش فهو على شرط
الصحبة، لأنه لم يبق بعد " حجة الوداع " منهم أحدا على الشرك وشهدوا " حجة الوداع " مع
النبي جميعا ".
وقال في موضع آخر: " ولم يبق بمكة بعد الفتح قرشي كافرا كما مر، بل شهدوا
" حجة الوداع " كلهم مع النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح به ابن عبد البر ".
وقال في موضع آخر: " وقد ذكرنا غير مرة أنه لم يبق من قريش وثقيف ممن كان بمكة
والطائف في " حجة الوداع " أحدا إلا أسلم وشهدا ".
130

وفي موضع آخر قال: " لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في " حجة الوداع " إلا أسلم
وشهدها ".
وقال أيضا: " وقد تقدم لم سبق ب‍ " مكة " قرشي في سنة عشر إلا شهد " حجة الوداع "
كما قال: " وقد قدمنا غير مرة أن من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وبقي بعده، وكان قرشيا أو حليفا لهم
فقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ".
3 - لم يبق من الأوس والخزرج في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا من دخل الاسلام، وما
مات النبي صلى الله عليه وسلم وأحد منهم يظهر الكفر.
واستدل ابن حجر بهذا الرأي فيما يتعلق بتراجم الأنصار خاصة في القسم الثالث من
كتاب " الإصابة ".
أما الفضل الثاني فقد جعل عنوانه: " في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا ".
وذلك بأشياء منها:
- أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروي عن آحاد من
الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا، وكذلك عن آحاد التابعين بناء على قبول التزكية من واحد
وهو الراجح، ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي.
وحدد معنى العدالة والمعاصرة، وبين رأي الآمدي وأبي الحسن القطان، وابن عبد
البر في هذين الشرطين وضرب الأمثلة لذلك.
وختم هذا الفصل بما أطلق عليه:
" ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير يكتفي فيهم بوصف يتضمن أنهم صحابة
وهو مأخوذ من ثلاثة آثار ".
وقد ذكرنا أنهم كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة وكان لا يولد مولود للصحابة
إلا جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيحنكه ويسميه، ولم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا
أسلم وشهد حجة الوداع.
أما الفصل الثالث فقد خصصه - ل‍ " بيان حال الصحابة من العدالة ".
وقد اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من
المبتدعة، وأحال إلى الفصل الذي كتبه الخطيب البغدادي في " الكفاية " في علم الرواية عن
ثبوت عدالة الصحابة - رضوان الله عليهم - بتعديل الله لهم في القرآن، وإخباره عن
طهارتهم، واختياره لهم بآيات كثيرة يطول شرحها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع
131

ذلك يقتضى القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تديل الله له إلى تعديل أحد من
الخلق.
على أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شئ عن عدالتهم لأوجبت الحال التي كانوا
عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الاسلام، وبذل المهج والأموال وقتل الاباء والأبناء
والمناصحة في الدين، وقوة الايمان واليقين القطع على تعديلهم، وأنهم أفضل من جميع
الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم.
هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله ولا ينتقص منهم إلا زنديق، لان الرسول
حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدي إلينا ذلك كله الصحابة وتجريحهم أو
الانتقاص منهم يستهدف إبطال الكتاب والسنة.
وذكر بعض الآيات والأحاديث في تفضيلهم، ومن الأخبار الدالة على تعظيمهم عند
الخلفاء الراشدين وغيرهم.
وختم الفصل بفائدة بين فيها أن أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة فذكرهم، ثم أورد
قولا لابن حزم يتعلق بإمكان جمع مجلد صخم من فتيا كل واحد منهم جزء صغير وأن في
الصحابة مائة وعشرين نفسا مقلون في الفتيا يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير بعد
البحث وهؤلاء من فقهاء الصحابة.
ونبه إلى أه جعل على كل اسم أورده زائدا على ما في تجريد الذهبي، وأصله الحرف
" ز ".
وبعد تحليل مقدمة " الإصابة " أورد الحديث عن السمات الرئيسية في منهجة.
الدقة في الترتيب على حروف المعجم
قسم ابن حجر " الإصابة " على أربعة أقسام في كل حرف من حروف المعجم، فحرف
الألف مثلا أربعة أقسام وكذلك الباء والتاء وهلم جرا إلى الياء آخر الحروف.
وتظهر الأقسام الأربعة في أسماء وكنى الرجال وأسماء وكنى النساء مرتبة على حروف
المعجم أيضا.
وفي داخل القسم الواحد من كل حرف يظهر الترتيب الهجائي مراعاة الحرف الأول
والثاني والثالث والرابع في اسم المترجم، واسم أبيه واسم جده، ولم يشذ عن ذلك إلا في
حالات نادرة جدا.
132

وعندما ذكر الأسماء المبدوءة مثلا رتبهم على حروف المعجم بعد لفظ
" ذو ".
وانتقد ابن حجر بعض من صنف في " الصحابة " لذكرهم جماعة من السناء في الكنى
من غير أن يرد أن تلك الكنية موضوعة على تلك المرأة بل إذا ورد في خبر عنها أو عن
غيرها أن لها ابنا اسمه " فلان " فيذكرونها بلفظ " أم فلان ".
قال ابن حجر: ومن حق ما هذا سبيله أن يقال: والدة فلان، ولا يقال " أم فلان " إلا
إذا ورد أنها كنيت به، وقد كنى ابن حجر أسماءهم تبعا للمصنفين السابقين له، لكنه نبه
على ذلك في كل ترجمة، ومن وضع أن لها اسما نبه عليه أيضا، ومن ورد أن لها كنية
تختص بها أعاد ترجمتها في القسم الرابع، وهذا واحد من الأسباب التي أفضت إلى التكرار
في التراجم
الضبط بالحروف والتعريف بالمواضع
ضبط ابن حجر الأسماء والألفاظ بالقلم في الغالب وكأنه أحسن بضرورة تقييد بعضها
بالحروف وخاصة أن كثير من الأسماء جاهلية أو غريبة تصعب قراءتها ولا يؤمن التحريف
أو التصحيف فيها، على أنه لم يضبط جميع ما يحتاج إلى الضبط، ولعل ذلك يرجع إلى
حرصه على الاختصار من جهة وتصنيفه كتابا في المشتبه الذي سماه " تبصير المنتبه بتحرير
المشتبه " والذي انتهى من تحريره في سنة 816 ه‍، وقد يشير إلى أن اللفظ المعين قد ضبطه
الأمير ابن ماكولا أو غيره.
ومع ذلك فإنه قيد بالحروف بعض الاعلام والألفاظ وهي إما أن تكون أسماء في
سلسلة نسب المترجم أو أسماء أو ألفاظا تمر أثناء حديثه عرضا، وقد تكون أسماء
لمواضع.
وفي مواضع قليلة عرف بالأعلام البلدانية والمواضع التي يرد ذكرها في أثناء التراجم،
وقد يفسر بعض الألفاظ من الناحية اللغوية أو البلاغية.
التكرار في تراجم الإصابة
أسفرت طبيعة المنهج الذي التزم به ابن حجر في " الإصابة " عن ظاهرتين برزتا في
كتاب " الإصابة ".
الأولى: التكرار في بعض التراجم.
والثانية: خلو بعض الأقسام في بعض الحروف من التراجم أما بالنسبة لتكرار التراجم
133

فلذلك لأسباب عدة: منها أن ابن حجر التزم أن يذكر في القسم الأول كل من وردت صحبته
بطريق الرواية عند أو عن غيره، سواء أكانت الطريق صحيحة أم حسنة أم حصنة أم ضعيفة أو وقع ذكره
بما يدل على الصحبة وبأي طريق كان، فهو يورد لذلك الترجمة في القسم الأول على هذا
الأساس، ولكنه يناقش خلال ذلك الطرق وتثبت منها ويكتشف الذين ذكروا في الصحابة
على سبيل الوهم، فهو يعيد ترجمة المذكور في الصحابة وهما في القسم الرابع في لغالب،
ولكن إذا أدى فحصه للروايات إلى أن صحبة المترجم محتمة لإنه لا يكرر الترجمة ويكتفي
بمناقشته للجوانب الضعيفة فيها.
ومما أدي إلى التكرار أن لبعضهم اسمين أو ثلاثة أسماء قد تكون حقيقة، وقد يكون
التصحيف أو التحريف أو الوهم قد وجد سبيله إلى واحد منها فصيره اثنين أو ثلاثة. فترى
ابن حجر يترجمه في موضعين أو ثلاثة تبعا لتصحيفه في الحرف الذي يبدأ به اسمه، لكنه
يوضح ذلك ويحيل إلى ما أورده سابقا أو سيأتي به لاحقا مما يتعلق بالمترجم، وهنا لابد
من التوضيح أن ضبط أسماء الصحابة وأنسابهم يتطلب يقظة وحذرا أكثر من غيرهم، لان
أسماءهم لم تدون إلا في فترة متأخرة ناهيك بأن بعض أسمائهم أو أسماء آبائهم جاهلية وقد
تكون غير مألوفة بالنسبة للمتأخرين، وهذا مما يجعل مسألة اللبس أو الوهم فيهم محتملة،
وهذا ما لاحظته في دراسة " الإصابة ".
وقد يكون بعض من صنف من السابقين لابن حجر قد أفرد ترجمتين لاثنين بناء على
اختلاف أسميهما وهما في الحقيقة واحد.
وفعل مثل ذلك بالنسبة للمشهورين بكناهم فترجمهم في الأسماء وفي الكنى، وأحال
إلى مواضع ورود تراجمهم في الكتاب رجالا كانوا أم نساء.
وقد يترجم لصحابي مثل حذيفة بن لايمان - رضي الله عنه - ولكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم
خاطبه باسم " خاطب " فإن يكرر ترجمته تحت الاسمين.
وكذلك إذا ورد أن للمترجم رؤية والمشهور أنه من المخضرمين فإنه يكرر ترجمته
مثل قيس بن أبي حازم الأحمسي الذي ترجم له في القسم الثاني فيمن له رؤية وفي القسم
الثالث مع المخصرمين، أو من لهم إدراك.
وقد تتكرر الترجمة حرفيا، وقد يختلف فيها اللفظ ومخارج الحديث، وقد تقتصر
الترجمة على ذكر الاسم كاملا أو الاسم والكنية فقط - كما في الترجمتين 2562، 2722 -
وهو في كل ذلك ينبه إلى ما تقدم أو إلى ما سيأتي لا حقا.
134

ورغم ذلك فإنه لم يكرر القصص أو الحوادث التي أوردها خلال ترجمة ما مكتفيا
بالإحالة إليها وتحديد موضع ذكره لها من كتابه، بل لم يكرر النسب بطوله عندما يترجم
للاخوة والأخوات أو الاباء والأبناء.
أما الظاهرة الثانية التي ظهرت في منهج الحافظ ابن حجر في كتاب " الإصابة " فهي
خلو بعض الأقسام في بعض الحروف من التراجم.
" والأمثلة على ذلك كثيرة منها مثلا: القسم الثاني من حرف الذال، لم يذكر فيه أحد
من الرجال والقسم الثاني من حرف الظاء لم يذكر فيه أحد من الرجال) أو اقتصار عدد
التراجم على ترجمة واحدة أو ترجمتين - كما في القسم الثاني نم حرف الشين المعجمة -
ويلاحظ أن خلو بعض الأقسام في بعض الحروف من تراجم النساء وكناهن بدرجة أكبر.
فمثلا جاءت جميع الأقسام في حرف الذال المعجمة من تراجم النساء خالية عدا
ترجمة واحدة في القسم الأول، على حين وردت الإشارة إلى إن هذا الحرف في
" الاستيعاب " خال من النساء.
الحوالات في " الإصابة "
لقد حرص ابن حجر على الإحالة إلى ما سبق ذكره وإلى ما سوف يأتي لاحقا في
" الإصابة " ولا يفتأ ينبه القارئ على ذلك. فقد يذكر طرفا من خبر أو قصة احتاج إليه في موضع ثم يحيل إلى الموضع الذي
وردت فيه كاملة.
وعندما يترجم ل‍ " إبراهيم " مثلا في القسم الأول، ويوجد غيره بنفس الاسم، لكنه يقع
منهجيا ضمن تراجم القسم الثاني فإنه يذكر ويشير إلى أن ترجمته تأتي في القسم الثاني وكذا
فعل بالنسبة للذين يترجم لهم ضمن القسم الواحد إلا أنه رتبهم منهجيا في لكني - كما فعل
في ترجمة إبراهيم أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر ترجمة رباح بن قصير اللخمي في القسم الأول ثم أورده في القسم الثالث وقال:
" تقدم في القسم الأول وهو من هذا القسم على الصحيح أما عن إحالته إلى التراجم التي
سبقت أو التي ستأتي فهي كثيرة مما يشعر بالدقة والاحتياط، ومما يقوي هذا الرأي أنه يحدد
الموضع الذي يحيل إليه كأن يقول: تقدم في أكثم " من القسم الثالث أو يأتي في عديد أو
عفيف، أو قوله عن النجاشي ملك الحبشة: " اسمه أصحمة تقدم في حرف الألف "، أو عن
قرظة بن عبد القرشي قال: " ينظر في ترجمة ابنته فاختة زوج معاوية في كتاب النساء " أو
135

يأتي في حرف النون في ترجمة والده بعد أن ذكر اسمه أو كقوله " ووقع ذكر الشريد من بني
سليم في شعر هوذة الآتي ذكره في حرف الها ".
وفي ترجمة سويبق بن حاجب بن الحارث قال: " وهو سبيع الذي تقدم ذكره ولم ينبه
عليه ".
وفي تراجم الاخوة والأخوات والآباء والأبناء ذكر النسب في موضع واحد وأحال
عليه.
وإذا سبق في التراجم اسم بشكل عرضي فإنه يحيل إلى ترجمته ويبين موضعها،
وكذلك الحديث أو الرواية المتشابهة، كما استعمل في الإحالة عبارات مثل: " سيأتي في
القسم الثالث "، أو سأوضح... ذلك في العبادلة " أو " قد مضى القول فيه في القسم
الأول ".
وأحال إلى بعض مصنفاته مثل شرح البخاري " فتح الباري " وكتاب " الأوائل " و " تعليق
التعليق " و " لسان الميزان ز وأسباب النزول " و " تهذيب التهذيب " وكتاب " المعمرين "
و " العشرة العشارية " و " الأربعين المتباينة " وكتاب " معرفة المدرج والبناء الجليل بحكم بلد
الخليل " و " ميهمات القرآن " وبعض الاجزاء المفردة ".
وجميع هذه الحالات توضح حرصه على الاختصار، لأنه يذكر طرفا من الحديث أو
القصة أو الخبر ثم يشير إلى أنه قد استوفاه في مصنف آخر.
اعتماد الحافظ ابن حجر على مؤلفات من سبقه في كتابه " الإصابة "
وقف ابن حجر في نهاية تطور طويل لعلم معرفة الصحابة وقد سبقه عدد كبير من
المصنفين في هذا الباب، وأشار هو في مقدمة كتاب، " الإصابة " إلى سبعة وعشرين منهم،
ثم قال: " وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم: وكان ذلك إلى أوائل القرن السابع
الهجري ثم ظهرت مصنفات أخرى كثيرة، فاستفاد ابن حجر من المصنفات السابقة له في
هذا الباب، سواء أكانت خاصة بالصحابة أم تحدثت عنهم بشكل عرضي في المصنفات
الخاصة بالعلوم والآداب المختلفة، على أنه اقتبس من موارد تزيد على ستين مصنفا منفردا
عن الصحابة وأغلبها تملك حق روايتها بالسماع وبالإجازة الخاصة كما يبين ذلك في
كتابه " المعجم المفهرس " و " المعجم المؤسس ".
136

وقد بذل جهدا عظيما في استقصاء أسماء الصحابة من المصنفات وتخريج تراجمهم
بصرف النظر عن كون المصنفات موثقة أو ضعيفة، وفي أي فرع كانت من فروعه المعرفة
وذلك بسبب التقسيم الذي ابتكره، وتخصيص القسم الرابع من كل حرف لتراجم الذين
ذكروا على سبيل الوهم في لصحابة، فجمع مادة كتابه من المصنفات والاجزاء الحديثية
والنسخ، وحواشي الكتب والتعليقات، وكل ما يخطر على البال.
على أنه انتقد المصادر التي اعتمد عليها، وبين جوانب الضعف والقوة فيها كما نقد
الأسانيد والروايات فهو يورد الرواية الضعيفة أحيانا ليستدل بها على عنصر من عناصر
الترجمة كوفاة صاحبها مثلا فيقول: " (هذه الرواية وإن كان فيها خطأ في لتسمية لكن يستفاد
منها أن صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم والله أعلم ".
وذكر حديثا ثم قال: " وفي سنده الواقدي وهو واه " أو كقوله: " رواه الواقدي وهو
كذاب ".
وعندما يقتبس من ابن سعد صاحب " الطبقات " يقول: " روى ابن سعد بسند فيه
الواقدي " وقد كرر ذلك كثيرا خلال اقتباسه من كتاب " الطبقات " واقتبس من كتاب
الضعفاء " ومن نسخ وأجزاء اشتملت على أحاديث موضوعة، ولكن لغرض مناقشتها
والتنبيه عليها.
ويبين وجه الوهم ومن الذي وهم فيه؟ كما في ترجمة " ديلم الحميري " 2412 ثم
سبب الوهم، فهو لا يكتفي بالإشارة إلى فقد، وللاستدلال على ذلك يمكن الرجوع إلى
تراجم القسم الرابع من كل حرف ولقد بين أوهام عدد من العلماء الأفذاذ مثل محمد بن
إسحاق المطلبي، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبي حاتم محمد بن عمر بن إدريس الرازي،
وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، وعبد الله بن محمد المروزي الملقب عبدان، وأبي القاسم عبد
الله بن محمد البغوي، وأبو القاسم الطبراني، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عبد الله الحاكم
النيسابوري، وأبي نعيم الأصبهاني، وأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري، وأبي بكر
أحمد بن علي الخطيب البغدادي وأبي عمر بن عبد البر، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي
موسى المديني، وأبي الحسن بن الأثير، وأبي عبد الله الذهبي وغيرهم كثير.
تلك نماذج قليلة لتوضيح بعض ما صحح ابن حجر من أوهام الذين سبقوه، وهم
أفذاذ لهم مكانتهم المرموقة في أعصارهم، وفي هذا دلالة بينة على رسوخ قدمه وسعة أفق
تفكيره.
وذكر ما قاله البغوي وابن شاهين وابن عبد البر وأبو موسى وابن الأثير وقال: " وقد تم
137

الوهبم عليهم جميعا، وسببه أن الاسناد الذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر واسم
الصحابي... الخ ".
وفي موضع آخ ر أورد رأي جعفر المستغفري ثم قال: هكذا أورده أبو موسى وهو وهم
ابتدأ به جعفر وتبعه أبو موسى، وراج على ابن الأثير مع تحققه بمعرفة النسب وقلده الذهبي "
ثم بين وجه ذلك الوهم.
وأشار إلى أنواع من الأخطاء منها ما يتعلق بالتحريف والتصحيف، وهذا ما يبرز
بوضوح في تراجم القسم الرابع من كل حرف، ومنها ما يتعلق بقراءة الاسم كأن يكون أحد
المصنفين قرأه بالجر وهو بالرفع، وبنى على قراءته المغلوطة حكما يستوجب التصحيح.
وقد بين تناقض الروايات وتدافعها، وميز الروايات الشاذة التي تفرد بها شخص معين
وذكره بالاسم، وأزال بعض الاشكال الوارد في الروايات.
ورد أحكاما لابن الفرض على ابن وهب في رواية حديث الخليطين، وتحريم
المسكر، ولابن الأثير على الشعبي في رواية أخبار المختار الثقفي، ولابن عبد البر في
حديث زعم أنه مضطرب، وليس كما قال، لان " شرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه في
الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف ".
كما تعقب كثيرا من المصنفين، فمثلا في ترجمة سويد بن حنظلة قال قال أبو عمر: لا
أعلم له غير هذا لحديث، فقال ابن حجر: " قلت: أخرجه أبو داود وابن ماجة ولفظه:
" المسلم أخو المسلم " (1): وقال ابن عبد البر، لا أعلم له نسبا، قال ابن حجر: " قلت: قد
زعم ابن حبان أنه جعفي.. ".
وفي ترجمة شطب المدود ذكر سؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم ثم أورد رأي ابن السكن في أن
الحديث المشار إليه لم يروه غير أبي نشيط فقال ابن حجر " وهو حصر مردود ".
ثم بين من أخرجه.
138

وقال في موضع من الإصابة:
قال البغوي وابن السكن: ليس للأسود غير هذين الحديثين لكنه قال، وقد وجدت له
ثالثا أخرجه البزار... وله رابع، قال البخاري في تاريخ...
ويسترسل أحيانا بذكر القصة أو الخبر ومن أخرجها من المصنفين، وقد تكون القصة
واحدة لواحد اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من عشرة أوجه، فتراه يشير إلى هذه
الأوجه، وقد يورد قصصا ثم يبين التغاير بينها فيظهر فيها الاشكال ثم يناقشها ويرجح ما
استطاع.
وفي ترجمة عروة بن مسعود الثقفي أشار إلى ترجمة ابن عبد البر له وقوله بأنه شهد
الحديبية وهو كذلك غير أن ابن حجر قال: " لكن في لعرف إذا أطلق على الصحابي أنه شهد
غزوة كذا يتبادر أن المرد أنه شهدها مسلما فلا يقال: شهد معاوية بدرا، لأنه لو أطلق ذلك
ظن من لا خبرة له لكونه عرف أنه صحابي أنه شهدها مع المسلمين ".
وعندما ذكر أبا بشر السلمي وساق حديثا أشار إلى أن أبا موسى ذكر أنه - أي
الحديث - مشهور عن أبي اليسر ثم قال: " قال: لكن مخرج الحديث مختلف وإذا تعددت
المخارج كان قرينة على تعدد الراوي بخلاف ما إذا اتحدت ولا مانع أن يروى الحكم عن
صحابيين وقرينة اختلاف السياقين أيضا ترشد إلى التعدد والله أعلم.
وناقش الأحاديث سندا ومتنا وبين درجتها، وقد يحيل إلى أن بيان علة الحديث في
مكانه غير الذي ذكره فيه من كتابه ونقد طرق الأحاديث.
واستعمل عبارات للتوهية (التضعيف كقوله: واهي الحديث، أو ضعيف، أو هالك،
واستل أحيانا بعض الضعفاء من السند مشيرا إليهم بالضعف، وبين الاختلال أو الاضطراب
في بعض الأسانيد ككل.
وناقش صحبة الصحابي كما في مناقشته لصحبة مروان بن الحكم، وقد يناقش الصحبة
مناقشة طويلة ثم يقول: " فما أدري أله صحبة أم لا ".
وفي ترجمة رحضة الغفاري أبدي بعض التحفظ ففي إثبات صحبته وقال: " لا أعرف
لأبي عمر مستندا في إثبات صحبة رحضة، وابنه إيماء، وابنه خفاف وقد ثبت في صحيح
البخاري، عن عمر ما يدل على أن لابن خفاف صحبة، فإن ثبت ذكر أبو عمر فهؤلاء أربعة
في تسعة لهم صحبة، رحضة، وابن إيماء خفاف فهم نظير ابن أسامة بن زيد بن حارثة،
وابن سلمة بن عمرو بن الأكوع... ".
139

وقد سيسوق حديثا في أثناء الترجمة ثم يقول: " ليس في سياق الحديث ما يدل على
صحبته " كأن يكون الحديث مرسلا أو يعتمد على المصنفين السابقين بذكر حديثين في
الترجمة الواحدة وليس في واحد منهما تصريح بسماعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا بوفادته.
ثم ناقش رأي بعض المتقدمين عن إبراهيم بن سيد البشر صلى الله عليه وسلم " أنه لو عاش لكان نبيا "
فوصفه بأنه باطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على عيم ثم قال:
" وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في
إنكاره، وجوابه أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا تظن بالصحابي أنه يهجم على مثل
هذا بظنه والله أعلم ".
وكثيرا ما استعمل عبارة والله أعلم أو العلم عند الله تعالى:
ودلت مناقشاته للأنساب على معرفة كبيرة بها، كما نقد أحيانا الشعر الذي يورده فيبين
من أين استقى الشاع معانيه وأوضح بعد ألفاظه وبين أبلغها -
وإذا ما كان ابن حجر قد اعتمد على المصنفات السابقة وأثبت بالأدلة الذين ذكروا فيها
عيل أنهم صحابة وليسوا كذلك فإنه أضاف قائمة جديدة من الصحابة أو أسمائهم وقعت له
بالتتبع غابت عن أذهان الكثيرين، كأن يكون الاسم ورد في شعر أو في قصة أو لم يذكروه
في الصحابة وهو على شرطهم، أو لا رواية له لكونه شهد فتح مصر أو لا رواية له إنما
استخرج من المغزي أو لم ير من ذكره في الصحابة إلا أنه وجد ما يدل على ذلك بقراءته
في كتاب " الأمثال " للمفضل الضبي، أو في تعليقة القاضي حسين بن محمد الشافعي شيخ
المراوزة أو في تاريخ جمعه العباس بن محمد الأندلس للمعتصم بن صمادح أو في ديوان
حسان صنعة أبي سعيد السكري كما في الترجمة 2624 ز أو استنتج ما يدل على كون
المترجم صحابينا وأغفلوا ذكره في الصحابة.
واقتصر بعض المصنفين السابقين (ابن حجر) في الصحابة على ذكر بعض الصحابة أو
الصحابيات مع بعضهم لعلاقة ما تربطهم على حين أفرد هو لهم تراجم مستقلة.
تلك أمثلة توضيحية ثلاثة آثار أشار إليها في الفصل الثالث من مقدمته للإصابة، وقد تقدم
الحديث عنها. وهي:
1 - كانوا لا يؤمرون في المغازي إلا الصحابة، ومن تتبع الأخبار الواردة في " الردة ".
والفتوح وجد من ذلك شيئا كثيرا، وهم من القسم الأول.
140

2 - كان لا يولد لاحد مولود إلا أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له، وهذا يؤخذ منه شئ
كثير أيضا وهم من القسم الثاني.
3 - لم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع.. ويعرف
الواحد منهم بوجود ما يقتضي أنه كان في ذلك الوقت موجودا، وأن الأنصار لم يكن منهم لما مات النبي صلى الله عليه وسمل أحد إلا أسلم.
ولذلك فإنه استعان بهذه القواعد في تحديد صحبة الصحابي، وأشار إلى ذلك كثيرا
في تضاعيف كتابه الإصابة، ونبه إلى صحابة لم يترجم لهم المصنفون السابقون له من قبل.
إن هذه الإضافات أو الاستدراكات تعطي للإصابة - مع غيرها - صفات الابداع بلا
شك.
141

وصف نسخ الكتاب ومنهم التحقيق
اعتمدنا في نص الكتاب على النسخ الآتية:
الأولى: المخطوطة بدار الكتب المصرية تحت رقم (229) مصطلح حديث طلعت،
تقع في خمسة أجزاء مسطرتها (29) سطرا ورمزنا لها بالرمز (أ).
الثانية، المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (14) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة
أجزاء بها ينص في مواضع منها مسطرتها (31) سطرا رمزنا لها الرمز (ب).
الثالثة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (12) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة
أجزاء مسطرتها (33) سطرا رمزنا لها بالرمز لها بالرمز (ج).
الرابعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (8225) حديث، مكتوبة بخط)
واضح، تقع في ثلاثة أجزاء ورمزنا لها بالرمز (د).
الخامسة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (316) تاريخ تيمور، مسطرتها
(35) سطرا، تقع في مجلدين رمزنا لها برمز (ت).
السادسة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (398) تقع في ثلاثة أجزاء
ورمزنا لها بالرمز (ع).
السابعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1358) تقع في مجلدين تقع في
مجلدين، رمزنا لها بالرمز (ه‍).
الثامنة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1191) مسطرتها (25) سطرا
مكتوبة بخط مغربي، الموجود منها جزء واحد، رمزنا لها بالرمز (م).
التاسعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (646) مسطرتها (32) سطرا،
ورمزنا لها بالرمز (ل).
143

وبعد فقد اعتمدنا أيضا على مطبوعتين:
الأولى: طبعة دار نهضة مصر.
الثانية: طبعة مطبعة السعادة.
وبعد مقابلة النسخ وإثبات فروقها غالبا قمنا بالآتي:
1 - عزو الآيات إلى مواضعها.
2 - تخريج الأحاديث ودرنا في ذلك على متن الحديث.
3 - توثيق التراجم.
4 - شرح للمعاني اللغوية بالرجوع إلى مصادر اللغة.
5 - توثيق الاشعار مع ذكر بحر كل بيت.
6 - الضبط الكامل للأحاديث والاشعار.
7 - الكلام على البلدان المذكورة في النص.
8 - وضع فهارس عامة للكتاب.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
144

صورة عنوان المجلد الأول من نسخة دار الكتب المصرية رقم (229)
145

صورة بداية المجلد الأول من نسخة دار الكتب المصرية رقم (229)
146

صورة آخر المجلد الأول من نسخة دار الكتب المصرية رقم (229)
147

صورة أول الجزء الخامس من نسخة دار الكتب المصرية رقم (229)
148

صورة آخر الكتاب من نسخة در الكتب المصرية رقم (229)
149

الإصابة في تمييز الصحابة
للامام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المتوفي سنة 852 ه‍
151

مقدمة
[قال شيخنا الامام شيخ الاسلام، ملك العلماء الاعلام، حافظ العصر وممليه،
وحامل لواء السنة فيه، إمام المعدلين والمخرجين: أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي
ابن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي - أبقاه (1) في خير
وعافية] (2).
الحد لله الذي أحصى كل شئ عددا، ورفع بعض خلقه على بعض، فكانوا طرائق
قددا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له
شريك في الملك ولا يكون أبدا، وأشهد أن (3) محمدا عبده ورسوله وصفيه (4) وخليله. أكرم
به عبدا سيدا، وأعظم به حبيبا مؤيدا، فما أزكاه أصلا ومحتدا، وأطهره مضجعا ومولدا،
وأكرمه أصحابا، كانوا نجوم الاهتداء، وأئمة الاقتداء، صلى الله عليه وسلم صلاة
خالدة (5)، وسلاما مؤبدا [وسلم تسليما] (6).
أما بعد، فإن من أشرف العلوم الدينية علم الحديث النبوي، ومن أجل معارفه تمييز
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن خلف بعدهم.
وقد جمع في ذلك جمع من الحفاظ تصانيف (7) بحسب ما وصل إليه اطلاع كل منهم،
فأول من عرفته صنف في ذلك أبو عبد الله البخاري: أفرد في ذلك تصنيفا، ينقل منه أبو
القاسم البغوي وغيره، وجمع أسماء الصحابة مضموما إلى من بعدهم جماعة من طبقة
مشايخه، كخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد ومن قرنائه كيعقوب بن سفيان، وأبي بكر
ابن أبي (8) خيثمة، وصنف في ذلك جمع بعدهم كأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي
153

داود، وعبدان، ومن قبلهم بقليل كمطين، ثم كأبي علي بن السكن، وأبي حفص بن
شاهين، وأبي منصور الماوردي، وأبي حاتم بن حبان، وكالطبراني ضمن معجمه الكبير، ثم
كأبي عبد الله بن منده، وأبي نعيم، ثم كأبي عمر ب نعبد البر، وسمى كتابه " الاستيعاب "،
لظنه أنه استوعب ما في كتب من قبله، ومع ذلك ففاته شئ كثير، فذيل عليه أبو بكر بن
فتحون ذيلا حافلا، وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة، وذيل أبو موسى المديني على ابن
منده ذيلا كبيرا.
وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم ممن صنف في ذلك أيضا إلى أن كان في
أوائل القرن السابع، فجمع عز الدين بن الأثير كتابا حافلا سماه " أسد الغابة " جمع فيه كثيرا
من التصانيف المتقدمة، إلا أنه تبع من قبله، فخلط من ليس صحابيا بهم، وأغفل كثيرا من
التبيه على كثير من الأوهام الواقعة في كتبهم، ثم جرد الأسماء التي في كتابه مع زيادات
عليها الحافظ أبو عبد الله الذهبي، وعلم لمن ذكر غلطا ولمن لا تصح صحبته، ولم
يستوعب ذلك ولا قارب.
وقد وقع لي بالتتبع كثير من الأسماء التي ليست في كتابه ولا أصله على شرطهما،
فجمعت كتابا كبيرا في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك فلم يحصل لنا [من
ذلك] جميعا الوقوف على العشر من أسامي الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة
الرازي، قال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل
وامرأة كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية.
قال ابن فتحون في ذيل " الاستيعاب " - بعد أن ذكر ذلك: أجاب أبو زرعة بهذا سؤال
من سأله عن الرواة خاصة، فكيف بغيرهم؟ ومع هذا فجميع من [في الاستيعاب يعني
ممن ذكر فيه] باسم أو كنية، وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة، وذكر أنه استدرك عليه
على شرطه قريبا ممن ذكره.
قلت: وقرأت بخط الحفاظ الذهبي من ظهر كتابه " التجريد ": لعل الجميع ثمانية آلاف
إن لم يزيدوا لم ينقصوا، ثم رأيت بخطه أن جميع من [في " أسد الغابة " سبعة آلاف]
وخمسمائة [وأربعة وخمسون نفسا].
154

ومما يؤيد قول أبي زرعة ما ثبت في [الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة]
تبوك: والناس كثير لا يحصيهم ديوان.
وثبت عن الثوري فيما [أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه، قال:] من قدم
عليا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر إلفا [مات رسول الله صلى الله عليه وسمل وهو عنهم راض،]
فقال النووي: وذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردة
والفتوح - الكثير ممن لم يضبط أسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون
العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصى كثرة.
وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب، وأكثرهم حضروا حجة الوداع، والله أعلم.
وقد كثر سؤال جماعة من الاخوان في تبييضه - فاستخرت الله تعالى في ذلك، ورتبته
على أربعة أقسام في كل حرف منه:
فالقسم الأول - فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه، أو عن غيره، سواء كانت
الطريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان.
وقد كنت أولا رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة إقسام، ثم بد إلي أن أجعله (5) قسما
واحدا، وأميز ذلك في كل ترجمة.
القسم الثاني: من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبعض
الصحابة من النساء والرجال، ممن مات صلى الله عليه وسمل وهو في دون سن التمييز، إذ ذكر أولئك في
الصحابة إنما هو على سبيل الالحاق، لغلبة الظن على أنه صلى الله عليه وسلم رآهم لتوفر دواعي أصحابه
على إحضارهم أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنكهم ويسميهم ويبرك عليهم، والاخبار بذلك
كثيرة شهيرة: ففي صحيح مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسمل وعلى آله وسلم " كان يؤتي بالصبيان فيبرك عليهم ".
155

وأخرجه الحاكم في كتاب " الفتن " في المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف قال: ما
كان يولد لاحد مولود إلا أتي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدعا له - الحديث، وأخرج
ابن شاهين في كتاب الصحابة في ترجمة محمد بن طلحة بن عبد الله من طريق محمد بن
عبد الرحمن مولى أبي طلحة عن ظئر محمد بن طلحة، قال: لما ولد محمد بن طلحة
اتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه ويدعوا له، وكذلك كان يفعل بالصبيان، لكن أحاديث هؤلاء عنه
من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث، ولذلك أفردتهم عن أهل القسم
الأول.
القسم الثالث - فيمن ذكر في الكتب المذكورة من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية
والاسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته
أم لا، وهؤلاء ليسوا أصحابه باتفاق من أهل العلم بالحديث، وإن كان بعضهم قد ذكر
بعضهم في كتب معرفة الصحابة فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا بمقاربتهم لتلك الطبقة،
لا أنهم من أهلها.
وممن أفصح بذلك ابن عبد البر، وقبله أبو حفص بن شاهين، فاعتذر عن إخراجه
ترجمة النجاشي بأنه صدق النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وغير ذلك، ولو كان من هذا سبيله يدخل
عنده في الصحابة ما احتاج إلى اعتذار.
وغلط من جزم في نقله عن ابن عبد البر بأنه يقول بأنهم صحابة، بل مراد ابن عبد البر
بذكرهم واضح في مقدمة كتابه بنحو مما قررناه، وأحاديث هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة
بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث، وقد صرح ابن عبد البر نفسه بذلك في التمهيد وغيره من كتبه.
القسم الرابع - فيمن ذكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط، وبيان ذلك
156

البيان الظاهر يعول عليه على طرائق أهل الحديث، ولم أذكر فيه إلا ما كان الوهم فيه
بينا، وأما مع احتمال عدم الوهم فلا، إلا أن كان ذلك الاحتمال يغلب على الظن بطلانه.
وهذا القسم الرابع لا أعلم من سبقني إليه، ولا من حام طائر فكره عليه، وهو الضالة
المطلوبة في هذا الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه [من هذا] الفن اللبيب الماهر.
والله تعالى أسأل أن يعين على إكمال، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ويجازيني به
خير الجزاء في دار إفضاله، إنه قريب مجيب.
وقبل الشروع في الأقسام المذكورة أذكر فصولا مهمة يحتاج إليها في هذا النوع.
157

الفصل الأول
في تعريف الصحابي
وأصح ما وقفت عليه من ذلك [أن] الصحابي: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به، ومات
على الاسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم
يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعلمي.
ويخرج بقيد " الايمان " من لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى.
وقولنا: " به " يخرج من لقيه مؤمنا بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل
البعثة، وهل يدخل من لقيه منهم وآمن بأنه سيبعث أو لا يدخل؟ محل احتمال، ومن هؤلاء
بحيرا الراهب ونظراؤه.
ويدخل في قولنا: " مؤمنا به " كل مكلف من الجن والإنس، فحينئذ يتعين ذكر من
حفظ ذكره من الجن الذين آمنوا به بالشرط المذكور، وأما إنكار ابن الأثير على أبي موسى
تخريجه لبعض الجن الذين عرفوا في كتاب الصحابة فليس بمنكر لما ذكرته.
وقد قال ابن حزم في " كتاب الأقضية " من " المحلى ": من ادعي الاجماع فقد كذب
على الأمة، فإن الله تعالى قد أعلمنا أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم
فهم صحابة فضلا، فمن أين للمدعي إجماع أولئك؟.
وهذا الذي ذكره في مسألة الاجماع لا نوافقه عليه، وإنما أردت نقل (2) كلامه في
كونهم صحابة.
وهل تدخل الملائكة؟ محل نظر، قد قال بعضهم: إن ذلك ينبني على أنه هل كان
مبعوثا إليهم أم لا؟ وقد نقل الامام فخر الدين في أسرارهم التنزيل الاجماع على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن
مرسلا إليهم، واحتج بأشياء يطول شرحها. وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفي.
وخرج بقولنا: " ومات على الاسلام " من لقيه مؤمنا به ثم ارتد، ومات على ردته
158

والعياذ بالله، وقد وجد من ذلك عدد يسير، كعبيد الله بن جحش الذي كان زوج أم حبيبة،
فإنه أسلم معها، وهاجر إلى الحبشة، فتنصر هو ومات على نصرانيته، وكعبد الله بن خطل
الذي قتل وهو متعلق بأستار الكعبة، وكربيعة بن أبية بن خلف على ما سأشرح خبره في
ترجمته في القسم الرابع من حرف الراء.
ويدخل فيه من ارتد وعاد إلى الاسلام قبل أن يموت، سواء اجتمع به صلى الله عليه وسلم مرة أخرى
أم لا، وهذا هو الصحيح المعتمد.
والشق الأول لا خلاف في دخوله. وأبدي بعضهم في الشق الثاني احتمالا، وهو
مردود لا طبقا أهل الحديث على عد الأشعث بن قيس في الصحابة، وعلى تخريج أحاديثه
في الصحاح والمسانيد، وهو ممن ارتد ثم عاد إلى الاسلام في خلافة أبي بكر.
وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين، كالبخاري، وشيخه أحمد
ابن حنبل، ومن تبعهما، ووراه ذلك أقوال أخرى شاذة كقول من قال: لا يعد صحابينا ألا
من وصف بأحد أوصاف أربعة: من طالت مجالسته، أو حفظت روايته، أو ضبط أنه غزا
معه، أو استشهد بين يديه، وكذا من اشترط في صحة الصحبة بلوغ الحلم، أو المجالسة ولو
قصرت.
وأطلق جماعة أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم [فهو صحابي، وهو محمول على من بلغ سن
التمييز، إذ من لم يميز لا تصح نسبة الرؤية إليه، نعم يصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه فيكون صحابيا
من هذه الحيثية، ومن حيث الرواية يكون تابعيا، وهل يدخل من رآه ميتا قبل أن يدفن كما
وقع ذلك لأبي ذؤيب الهذلي الشاعر؟ إن صح محل نظر. والراجح عدم الدخول. ومما جاء
عن الأئمة من الأقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابيا وإن لم يرد
التنصيص على ذلك - ما أورده ابن أبي شيبة في " مصنفه " من طريق لا بأس به، أنهم كانوا
في الفتوح لا يؤمرون إلا الصحابة، وقول ابن عبد البر: لم يبق بمكة، ولا الطائف أحد
159

في سنة عشر إلا أسلم، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع. ومثل ذلك قول بعضهم في الأوس
والخزرج: إنه لم يبق منهم في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا من دخل في الاسلام، وما مات
النبي صلى الله عليه وسلم وأحد منهم يظهر الكفر. والله أعلم.
الفصل الثاني
في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا
وذلك بأشياء: أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي، ثم بالاستفاضة والشهرة، ثم
بأن يروي عن آحاد من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا، وكذا عن آحاد التابعين، بناء على
قبول التزكية من واحد، وهو الراجح ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا
صحابي.
أما الشرط الأول - وهو العدالة - فجزم به الآمدي وغيره، لان قوله قبل أن تثبت
عدالته: أنا صحابي أو ما يقوم مقام ذلك - يلزم من قبول قوله إثبات عدالته، لان الصحابة
كلهم عدول، فيصير بمنزلة قول القائل: أنا عدل، وذلك لا يقبل.
وأما الشرط الثاني - وهو المعاصرة - فيعتبر بمضي مائة سنة وعشر سنين من هجرة
النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره لأصحابه: " أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة
منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد ". رواه البخاري، ومسلم من
حديث ابن عمر، زاد مسلم من حديث جابر أن ذلك كان قبل موته صلى الله عليه وسلم بشهر ولفظه:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: " أقسم بالله، ما على الأرض من نفس منفوسة
اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حية يؤمئذ ".
160

ولهذه النكتة لم يصدق الأئمة أحدا ادعى الصحبة بعد الغاية المذكورة. وقد ادعاها
جماعة فكذبوا، وكان آخرهم رتن الهندي على ما سنذكر تراجمهم كلهم في القسم الرابع،
لان الظاهر كذبهم في دعواههم على ما قررته.
ثم من لم يعرف حاله إلا من جهة نفسه فمقتضى كلام الآمدي الذي سبق ومن تبعه ألا
تثبت صحبته. ونقل أبو الحسن بن القطان فيه الخلاف ورجح عدم الثبوت. وأما ابن عبد
البر فجزم بالقبول بناء على أن الظاهر سلامته من الجرح، وقوي ذلك بتصرف أئمة الحديث
في تخريجهم أحاديث هذا الضرب في مسانيدهم، ولا ريب في انحطاط رتبة من هذا سبيله
عمن مضى. ومن صور هذا الضرب أن يقول التابعي: أخبرني فلان [مثلا] أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: سواء أسماء أم لا - أما إذا قال أخبرني رجل، مثلا عن النبي صلى الله عليه وسلم بكذا فثبوت
الصحبة بذلك بعيد، لاحتمال الارسال، ويحتمل التفرقة بين أن يكون القائل من كبار
التابعين، فيرجع القبول، أو صغارهم فيرجح الرد. ومع ذلك فلم يتوقف من صنف في
الصحابة في إخراج من هذا سبيله في كتبهم. والله تعالى أعلم.
ضابط: يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير يكتفي فيهم بوصف يتضمن أنهم
صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: الأول: أخرج [ابن أبي شيبة] من طريق قال: كانوا لا
يؤمرون في المغازي إلا الصحابة، فمن تتبع الأخبار الواردة في الردة والفتوح وجد من ذلك
شيئا كثيرا، وهم من القسم الأول.
الثاني: أخرج الحاكم من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: كان يولد لاحد
مولود. إلا أتي به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له، وهذا يؤخذ منه شئ كثير أيضا، وهم من القسم
الثاني.
[الثالث]: وأخرج [ابن عبد البر] من طريق [..] قال: لم يبق بمكة
والطائف [أحد في سنة عشر] إلا أسلم، وشهد حجة الوداع. هذا وهم في نفس الامر
161

عدد لا يحصون، لكن يعرف الواحد منهم بوجود ما يقتضي أنه كان في ذلك الوقت
موجودا، فيلحق بالقسم الأول أو الثاني لحصول رؤيتهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
وإن لم يرهم هو. والله أعلم.
الفصل الثالث
في بيان حال الصحابة من العدالة
اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة
وقد ذكر الخطيب في " الكفاية " فصلا نفيسا في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة
بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، وإخبارهم لهم، فمن ذلك قوله تعالى: (كنتم خير
أمة أخرجت للناس) [آل عمران: 110]. وقوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) [البقرة:
143]. وقوله: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
رضي الله عنهم ورضوا عنه) [التوبة: 100]. وقوله. وقوله: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك
من المؤمنين) [الأنفال: 64]. وقوله: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم
وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون...)
إلى قوله: (إنك رؤوف رحيم) [الحشر: 8: 10]. في آيات كثيرة يطول ذكرها، وأحاديث
شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل
الله له إلى تعديل أحد من الخلق، على أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شئ مما ذكرناه
لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد، ونصرة الاسلام، وبذل المهج
والأموال، وقتل الاباء والأبناء، والمناصحة في الدين، وقوة الايمان واليقين - القطع على
تعديلهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم، والمعدلين الذين
يجيئون من بعدهم.
هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتمد قوله.
ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي، قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق،
162

وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا] ليبطلوا الكتاب
والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة. انتهى
والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة، من أدلها على المقصود ما رواه
الترمذي وابن حبان في " صحيحه "، من حديث عبد الله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغي
أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن
يأخذه ".
وقال أبو محمد بن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا، قال الله تعالى: (
يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا
وكلا وعد الله الحسنى) [الحديث: 10]، وقال تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسني
أولئك عنها مبعدون) [الأنبياء: 101]، فثبت أن الجميع من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد
منهم النار، لأنهم المخاطبون بالآية السابقة.
فإن قيل: التقييد بالانفاق والقتال يخرج من لم يتصف بذلك، وكذلك التقييد
بالاحسان في الآية السابقة، وهي قوله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين
والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان) [التوبة: 100] الآية - يخرج من لم يتصف بذلك، وهي
من أصرح ما ورد في المقصود، ولهذا قال المازري في " شرح البرهان ": لسنا نعني بقولنا:
الصابة عدول - كل من رآه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يوما ما، أو زاره لماما،
أو اجتمع به لغرض وانصرف عن كتب، وإنما نعني به الذين لازموه، وعزروه ونصروه،
واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. انتهي
والجواب عن ذلك أن التقييدات المذكورة خرجت مخرج الغالب، وإلا فالمراد من
اتصف بالانفاق والقتال بالفعل أو القوة، وأما كلام المازري فلم يوافق، بل اعترضه
163

جماعة من الفضلاء، وقال الشيخ صلاح الدين العلائي: هو قول غريب يخرج كثيرا من
المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة، كوائل بن حجر، ومالك بن الحويرث.
وعثمان بن أبي العاص، وغيرهم، ممن وفد عليه صلى الله عليه وسلم ولم يقم عنده إلا قليلا وانصرف،
وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد، ولم يعرف مقدار إقامته من أعراب
وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد، ولم يعرف مقدار إقامته من أعراب
القبائل، والقول بالتعميم هو الذي صرح به الجمهور، وهو المعتبر. والله سبحانه وتعالى
أعلم.
وقد كان تعظيم الصحابة. ولو كان اجتماعهم به صلى الله عليه وسلم قليلا - مقررا عند الخلفاء
والراشدين وغيرهم، فمن ذلك ما قرأت في كتاب " أخبار الخوارج " تأليف محمد بن قدامة
المروزي بخط بعض من سمعه منه في سنة سبع وأربعين ومائتين، قال: حدثنا علي بن
الجعد، حدثنا زهير - هو الجعفي - عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي، قال: كنت عند
أبي سعيد الخدري، وقرأت على أبي الحسن علي بن أحمد المرادي بدمشق، عن زينب
بنت الكمال سماعا، عن يحيى بن القميرة، إجازة، عن شهدة الكاتبة سماعا، قالت:
أخبرنا الحسين بن أحمد بن طلحة، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا محمد بن أحمد بن
يعقوب، حدثنا جدي يعقوب بن شيبة. حدثنا محمد بن سعيد القزويني أبو سعيد، حدثنا أبو
خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، عن الأسود - يعني ابن قيس - عن نبيح - يعني العنزي - عن
أبي سعيد الخدري، قال: كنا عنده، وهو متكئ، فذكرنا عليا ومعاوية، فتناول رجل معاوية،
فاستوى أبو سعيد الخدري جالسا، ثم قال: كنا ننزل رفاقا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا في رفقة
فيها أبو بكر، فنزلنا على أهل أبيات، وفيهم امرأة حبلى، ومعنا رجل من أهل البادية، فقال
للمرأة الحامل: أيسرك أن تلدي غلاما؟ قالت: نعم، قال: إن أعطيتني شاة ولدت غلاما.
فأعطته، فسجع لها أسجاعا، ثم عمد إلى الشاة فذبحها وطبخا، وجلسنا نأكل منها، ومعنا
أبو بكر، فلما علم بالقصة قام فتقيأ كل شئ أكل، قال: ثم رأيت ذلك البدوي أتي به
عمر بن الخطاب وقد هجا الأنصار، فقال لهم عمر: لولا أن له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
أدري ما نال فيها [لكفيتكموه] ولكن له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
164

لفظ علي بن الجعد: ورجال هذا الحديث ثقات، وقد توقف عمر رضي الله عنه عن
معاتبته فضلا عن معاقبته، لكونه علم أنه لقي النبي صلى الله عليه وسمل.
وفي ذلك أبين شاهد على أنهم كانوا يعتقدون أن شأن الصحبة لا يعدله شئ. كما
ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري من قوله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم
مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ".
وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم قوله: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ".
قال بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنتم توفون سبعين أمة أنتم
خيرها وأكرمها على الله عز وجل ".
وروى البزار في مسنده بسند رجاله موثقون من حديث سعيد بن المسيب، عن
جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اختار أصحابي على الثقلين سوى النبيين
والمرسلين ".
وقال عبد الله بن هاشم الطوسي: حدثنا وكيع، قال: سمعت سفيان يقول في قوله
تعالى: (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفي) [النمل: 59] - قال: هم أصحاب
165

محمد صلى الله عليه وسلم، والاخبار في هذا كثيرة جدا فلنقتصر على هذا القدر ففيه مقنع.
فائدة
أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر، وابن
عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
قال ابن حزم: يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد من هؤلاء مجلد صخم، قال:
ويليهم عشرون وهم: أبو بكر، وعثمان، وأبو موسى، ومعاذ، وسعد بن أبي وقاص، وأبو
هريرة، وأنس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وسلمان، وجابر، وأبو سعيد، وطلحة
والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وعبادة بن الصامت،
ومعاوية، وابن الزبير، وأم سلمة، قال: يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير.
قال: وفي الصحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلون في الفتيا جدا، لا يروى عن
الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والثلاث، يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير
بعد البحث، كأبي بن كعب، وأبي الدرداء، وأبي طلحة، والمقداد وغيرهم [وسرد
الباقين].
قلت: وسأذكر في ترجمة كل من ذكره من هذا القسم أن ابن حزم ذكر أنه من فقهاء
الصحابة، فإن ذلك من جملة المناقب.
وقد جعلت على كل اسم أوردته زائدا على ما في تجريد الذهبي وأصله [وعلى ما في
أصله فقط] (ز)، والله المسؤول أن يهدينا سواء الطريق، وأن يسلك بنا مسالك أولى
التحقيق، وأن يرزقنا التسديد والتوفيق، وأن يجعلنا في الذين أنعم عليهم مع خير فريق
وأعلى رفيق آمين آمين.
166

حرف الألف
القسم الأول
باب الهمزة بعدها ألف
(1) آبي اللحم الغفاري صحابي مشهور روى حديثه الترمذي والنسائي
والحاكم وروى بسنده عن أبي عبيدة قال آبي اللحم اسمه عبد الله بن عبد الملك بن
عبد الله بن غفار وكان شريفا شاعرا وشهد حنينا ومعه مولاه عمير وإنما سمي آبي
اللحم لأنه كان يأبى أن يأكل اللحم وقال الواقدي كان ينزل الصفراء وكذا قال
خليفة بن خياط في اسمه ونسبه وقال الهيثم بن عدي وهشام بن الكلبي اسمه خلف بن
عبد الملك وقال غيرهما اسمه عبد الله بن عبد الله بن مالك وقيل اسمه الحويرث بن
عبد الله بن خلف بن مالك وقال المرزباني اسمه عبد الله بن عبد الملك كان شريفا شاعرا
أدرك الجاهلية
قلت رأيته يخط الرضي الشاطبي عبد ملك بفتح اللام مجردا عن الألف واللام
وروى مسلم في صحيحه حديث عمير مولى آبي اللحم قال أمرني مولاي أن أقدد لحما
فجاءني مسكين فأطعمته الحديث وفيه قلت يا رسول الله أتصدق من مال سيدي
167

بشئ قال نعم والاجر بينكما وقال بن عبد البر هو من قدماء الصحابة
وكبارهم ولا خلاف أنه شهد حنينا وقتل بها
باب الألف بعدها موحدة
(2) أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي قال
البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان له صحبة وكان أبوه من أكابر قريش وله أولاد
نجباء أسلم منهم قديما خالد وعمرو فقال فيهما أبان الأبيات المشهورة التي أولها
ألا ليت ميتا بالظربية شاهد لما يفترى في الدين عمرو وخالد
ثم كان عمرو وخالد ممن هاجرا إلى الحبشة فأقاما بها وشهد أبان بدرا مشركا
فقتل بها أخواه العاص وعبيدة على الشرك ونجا هو فبقي بمكة حتى أجار عثمان زمن
الحديبية فبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له أبان
168

أسبل وأقبل ولا تخف أحدا بنو سعيد أعزة الحرم
ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعا على النبي صلى الله عليه وسلم
فأسلم أبان أيام خيبر وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سرية
كر جميع ذلك الواقدي ووافقه عليه أهل العلم بالاخبار وهو المشهور وخالفهم
بن إسحاق فعد أبان فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية فالله
أعلم
وروى بن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الربذي أحد الضعفاء عن إياس بن
معاوية سلمة بن الأكوع عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة
فأجاره أبان بن سعيد فحمله على سرجه أردفه حتى قدم مكة
وقال الهيثم بن عدي بلغني أن سعيد بن العاص قال لما قتل أبي يوم بدر كنت في
حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص وكان ولي صدق فخرج تاجرا إلى الشام فذكر قصة
طويلة اتفقت له مع راهب يقال له يكا وصف له صفة النبي صلى الله عليه وسلم واعترف بنبوته وقال
له اقرئ الرجل الصالح السلام فرجع أبان فجمع قومه وذكر لهم ذلك ورحل إلى
المدينة فأسلم
وفي البخاري وأبي داود عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن
العاص على سرية قبل نجد فقدم هو وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر الحديث
وقال الواقدي حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز قال
مات النبي صلى الله عليه وسلم وأبان بن سعيد على البحرين ثم قدم أبان على أبي بكر وسار إلى
169

الشام فقتل يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة قاله موسى بن عقبة وأكثر أهل النسب
وقال بن إسحاق قتل يوم اليرموك ووافقه سيف بن عمر في الفتوح وقيل قتل
يوم مرج الصفر حكاه بن البرقي وقال أبو حسان الزيادي مات سنة سبع وعشرين في
خلافة عثمان
ومما يدل على أنه تأخرت وفاته عن خلافة أبي بكر ما روى بن أبي داود والبغوي من
طريق سليمان بن وهب الأنباري قال حدثنا النعمان بن بزرج قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن فكلمه فيروز في دم دادويه الذي قتله قيس بن
مكشوح فقال أبان لقيس أقتلت رجلا مسلما فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلما وأنه
إنما قتله بأبيه وعمه فخطب أبان فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع كل دم كان في
الجاهلية فمن أحدث في الاسلام حدثا اخذناه به ثم قال أبان لقيس الحق بأمير المؤمنين
عمر وأنا أكتب لك إني قضيت بينكما فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه
قال البغوي لا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غيره
170

قلت وذكره البخاري في ترجمته مختصرا ورجح بن عبد البر القول الأول ثم ختم
الترجمة بأن قال وكان أبان هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت أمرهما
بذلك عثمان ذكر ذلك بن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه انتهى
وهو كلام يقتضى التناقض والتدافع لان عثمان إنما أمر بذلك في خلافته فكيف
يعيش إلى خلافة عثمان من قتل في خلافة أبي بكر بل الرواية التي أشار إليها بن عبد البر
رواية شاذة تفرد بها نعيم بن حماد عن الدراوردي والمعروف أن المأمور بذلك سعيد بن
العاص بن سعيد بن العاص وهو بن أخي أبان بن سعيد والله أعلم
(3) أبان المحاربي من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن
عبد القيس فيقال له أبان العبدي أيضا قال بن السكن له صحبة حديثة في
البصريين وقال بن حبان أبان العبدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم عداده في أهل البصرة وأخرج
له البغوي من طريق أبان بن أبي عياش عن الحكم بن حيان المحاربي عن أبان المحاربي
وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من عبد القيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح الحمد لله ربي لا أشرك به شيئا إلا غفرت له ذنوبه
قال البغوي لا أعلم له غيره
قلت وجدت له آخر أخرجه بن شاهين ورويناه في الجزء الثاني من فوائد أبي
بكر بن خلاد النصيبي من طريق زياد البكائي قال حدثنا أبو عبيدة العتكي عن الحكم بن
حيان عن أبان المحاربي قال كنت في الوفد فرأيت بياض إبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رفع
يديه يستقبل بهما القبلة
وأشار الدارقطني في الافراد إلى أن أبان بن أبي عياش تفرد بالحديث الأول وهو
ضعيف واه فإن كان أبان بن أبي عياش يكنى أبا عبيدة صح أنه تفرد بالحديث عن الحكم
المذكور
(4) إبراهيم بن جابر كان عبدا لخرشة الثقفي نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن
الطائف في جملة من نزل من عبيدهم أيام حصارهم فأعتقه ودفعه إلى أسيد بن حضير
171

وأمره أن يمونه ويعلمه ذكره الواقدي واستدركه بن فتحون لأنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم
دهرا
(5) إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة
القرشي التيمي قال البخاري هاجر مع أبيه وروى بن منده بسند صحيح عن يزيد بن
الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي وكان أبوه من المهاجرين وقال بن عبد البر في
ترجمة أبيه الحارث بن خالد هاجر إلى الحبشة فولد له بها موسى وزينب وإبراهيم
وهلكوا بأرض الحبشة قاله مصعب
وقال غيره خرج بهم الحارث يريد المدينة فشربوا من ماء فماتوا إلا الحارث
قلت لعله كان له بن آخر يقال له إبراهيم غير إبراهيم والد محمد إذ كيف يهلك في
ذلك الزمان من يولد له محمد بعد دهر طويل وأخرج بن منده من طريق لا بأس بها عن
محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية الحديث فإن
ثبت هذا فإبراهيم واحد وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم
(6) إبراهيم بن عباد بن أساف بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن
الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي شهد أحدا قاله بن
الكلبي أخرجه بن شاهين وغيره واستدركه أبو موسى
(7) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يأتي في القسم الثاني
172

(8) إبراهيم بن قيس بن حجر بن معد يكرب الكندي أخو الأشعث قال هشام
بن الكلبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو والد إسحاق الأعرج النسابة ذكره بن شاهين
في الصحابة واستدركه بن فتحون وأبو موسى
(9) إبراهيم أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم مشهور بكنيته قال البغوي سماه
مصعب الزبيري إبراهيم وسماه غيره أسلم
قلت وقيل غير ذلك وسأذكر ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى
(10) إبراهيم الطائفي روى البغوي والطبراني من طريق أبي عاصم عن
عبد الله بن مسلم بن هرمز عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم عن أبيه عن جده أنه سمع
النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس بمنى يقول قابلوا النعال
قال البغوي ولا أعلم له غيره ونقل الذهبي عن بن عبد البر أنه قال لا يصح ذكره
في الصحابة لان حديثه مرسل يعني فهو تابعي قلت لفظ بن عبد البر إسناد حديثه
ليس بالقائم ولا تصح صحبته عندي وحديثه مرسل انتهى
فإن عني بالارسال انقطاعا بين أحد رواته فذاك وإلا فقد صرح بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم
فهو صحابي إن ثبت إسناد حديثه لكن مداره على عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو
ضعيف وشيخه مجهول وقد اختلف في سياقه عن أبي عاصم فقيل هكذا وقيل عن
173

يحيى بن إبراهيم بن عطاء عن أبيه عن جده حكاه بن أبي حاتم وعلى هذا فالصحابي
عطاء ورجحها بن السكن وأخرجها هو وابن شاهين من طريق عمرو بن علي الفلاس
عن أبي عاصم ورواه البغوي أيضا عن بن الجنيد عن أبي عاصم فقال إبراهيم بن
يحيى بن عطاء وقيل عن يحيى بن عبد الرحمن بن عطاء وقيل عن يحيى بن عبيد بن
عطاء رواه الطبراني وترجم لعطاء في الصحابة كذلك بن حبان وابن أبي عاصم
ومطين وآخرون ويقوى الرواية الأولى ما حكاه أبو العباس الدغولي قال قلت لأبي حاتم
الرازي هل في الصحابة أحد اسمه إبراهيم قال نعم إبراهيم اسم قديم تسمى به رجل
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رواه المكيون عن عطاء بن إبراهيم عن أبيه والله أعلم
(11) إبراهيم النجار روى الطبراني في الأوسط من طريق أبي نصرة عن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع فذكر الحديث في اتخاذ المنبر وفيه فدعا رجلا
فقال ما اسمك قال إبراهيم قال خذ في صنعته استدركه أبو موسى وقال في رواية
أخرى إن اسم النجار باقوم فيحتمل أن يكون إبراهيم اسمه وباقوم لقبه
قلت هذا على تقدير الصحة وإلا ففي الاسناد العلاء بن مسلمة الرواسي وقد
كذبوه
(12) إبراهيم الأشهلي روى بن منده من طريق إسحاق بن محمد الفروي عن أبي
الغصن ثابت بن قيس عن إسماعيل بن إبراهيم الأشهلي عن أبيه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم
إلى بني سلمة
قال بن منده يقال إنه وهم وقال أبو نعيم هو وهم
قلت ولم يبينا وجه الوهم فيه والله أعلم
(13) أبرهة الحبشي ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره فيمن نزل فيه
* (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) * الآية
(14) أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة بن زيد الخير
174

أبو مكنف بن شرحبيل بن معد يكرب بن مصبح بن عمرو بن ذي أصبح الأصبحي
الحميري ذكره الرشاطي في الأنساب وقال إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ففرش له رداء وإنه
كان بالشام وكان يعد من الحكماء حكاه الهمداني في النسب قال وكان يروي عن
النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
(15) أبرهة بن الصباح الحبشي أو الحميري قال الفاكهي في كتاب مكة وممن كان
بمكة يقال إنه من حمير وهو حبشي أبرهة بن الصباح أسلم ولم تصبه منة لاحد كذا
قال وما أدري أهو جد الذي قبله أو غيره ثم ظهر لي أنه غيره فقد ذكره بن الكلبي
فقال إنه كان ملك تهامة وأمه بنت أبرهة الأشرم الذي غزا الكعبة وسيأتي أبو شمر بن
أبرهة بن الصباح في الكنى
(16) أبرهة آخر قال بن فتحون في الذيل هو أحد الثمانية الشاميين الذين وفدوا
مع جعفر مع اثنين وثلاثين من الحبشة وإياهم عنى الله بقوله * (الذين آتيناهم الكتاب من
قبله هم به يؤمنون) * غجقئن الماوردي عن قتادة انتهى
وسمى مقاتل الثمانية المذكورين أبرهة وإدريس وأشرف وأيمن وبحيرا
وتماما وتميما ونافعا حكاه أبو موسى في الذيل وظن بن الأثير أن بحيرا هذا هو
الراهب المشهور الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة فقال قد ذكره بن منده فلا وجه
لاستدراكه انتهى
والظاهر أنه غيره لأنه إنما رآه في أرض الشام وهذا الآخر إنما هو من الحبشة
وأين الجنوب من الشمال ولا مانع من أن يتسمى اثنان باسم واحد
وروى أبو الشيخ وغيره في التفسير عن سعيد بن جبير في هذه الآية قال قال
الذين آمنوا من أصحاب النجاشي للنجاشي ائذن لنا فلنأت هذا النبي الذي كنا نجده في
الكتاب فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا فهذا يدل على أن للقصة أصلا والله أعلم
(17) أبزى الخزاعي مولاهم والد عبد الرحمن قال بن السكن ذكره البخاري
في الوحدان روى عنه حديث واحد إسناده صالح وقع حديثه بخراسان حدثنا
أحمد بن محمد بن بسطام حدثنا أحمد بن بكير حدثنا أبو وهب محمد بن مزاحم حدثنا
175

بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن
جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا ثم قال ما
بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون الحديث قال لا يروي إلا بهذا
الاسناد
وقال بن منده لا تصح له صحبة ولا رؤية ثم أخرج حديثه عن بن السكن
واستغربه وقال رواه إسحاق بن راهويه في المسند عن محمد بن أبي سهل وهو محمد بن
مزاحم بهذا الاسناد
قلت وهو كما قال قد رويناه في مسند إسحاق رواية بن مردويه عنه هكذا لكن
رواه محمد بن إسحاق بن راهويه عن أبيه فقال في إسناده عن علقمة بن سعيد بن
عبد الرحمن عن أبيه عن جده أورده الطبراني في ترجمة عبد الرحمن بن أبزى ورجح
أبو نعيم هذه الرواية وقال لا يصح لابزى رواية ولا رؤية واستصوب بن الأثير كلامه
قلت وكلام بن السكن يرد عليه والعمدة في ذلك على البخاري فإليه المنتهى في
ذلك ورواية محمد بن إسحاق بن راهويه شاذة لان علقمة أخو سعيد لا ابنه والله أعلم
(18) أبيض بن أسود أحد من توجه لقتل بن أبي الحقيق ذكره عمر بن شبة من
طريق بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب واستدركه بن فتحون
(19) أبيض بن حمال بالحاء المهملة بن مرثد بن ذي لحيان بضم اللام بن
سعد بن عوف بن عدي بن مالك المأربي السبائي روى حديثه أبو داود والترمذي والنسائي
في الكبرى وابن ماجة وابن حبان في صحيحه أنه استقطع النبي صلى الله عليه وسلم لما وفد عليه
176

الملح الذي بمأرب فاقطعه إياه ثم استعاده منه
ومن طريق أخرى أن أبيض بن حمال كان بوجهه حزازة وهي القوباء فالتقمت أنفه
فمسح النبي صلى الله عليه وسلم على وجهه فلم يمس ذلك اليوم وفيه أثر
قال البخاري وابن السكن له صحبة وأحاديث يعد في أهل اليمن
وروى الطبراني أنه وفد على أبي بكر لما انتقض عليه عمال اليمن فأقره أبو بكر على
ما صالح عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقة ثم انتقض ذلك بعد أبي بكر وصار إلى الصدقة
(20) أبيض بن عبد الرحمن بن النعمان بن الحارث بن عوف بن كنانة بن بارق
البارقي يكنى أبا عزيز بفتح المهملة وزاءين وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بن شاهين عن
محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله وكذا هو في جمهرة بن الكلبي
وذكره بن فتحون عن الطبري
(21) أبيض بن هنى بن معاوية أبو هبيرة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ذكره
بن منده في تاريخه واستدركه أبو موسى وذكره بن الكلبي أيضا في الجمهرة
(22) أبيض الجني وقع ذكره في كتاب السنن لأبي علي بن الأشعث أحد المتروكين
المتهمين فأخرج بإسناده من طريق أهل البيت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أخزى الله
شيطانك الحديث وفيه ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم واسمه أبيض وهو
في الجنة وهامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس في الجنة
177

(23) أبيض غير منسوب كان اسمه أسود فغيره النبي صلى الله عليه وسلم نزل مصر قال بن
يونس له ذكر فيمن نزل مصر وروى من طريق بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن
سهل بن سعد قال كان رجل يسمى أسود فسماه النبي صلى الله عليه وسلم أبيض
قال الطبراني تفرد به بن لهيعة وقال أبو عمر في ترجمة أبيض بن حمال في
حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم رجل كان اسمه أسود فسماه أبيض فلا
أدري أهو ذا أم غيره
(24) أبيض آخر يحتمل أن يكون هو الذي قبله وروى أبو موسى المديني في
الذيل من طريق بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن موسى بن
الأشعث أن الوليد حدثه أنه انطلق هو وأبيض رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل
يعودانه فذكر قصته
(25) أبي بن أمية بن حرثان بن الأسكر الكناني الليثي أسلم هو وأخوه كلاب
وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبوهما أمية
إذا بكت الحمامة بطن و ج على بيضاتها أدعو كلابا
ذكره أبو عمرو الشيباني ولما ذكره بن الكلبي قال إن القصة وقعت لهم في زمن
عمر واستدركه بن الأثير
قلت وذكر الفاكهي في أخبار مكة عن بن أبي عمر عن سفيان عن أبي سعد
قال كان عمر إذا قدم قادم سأله عن الناس فقدم قادم فقال من أين قال من الطائف
قال فمه قال رأيت بها شيخا يقول
تركت أباك مرعشة يداه وأمك ما تسيغ لها شرابا
178

إذا نعت الحمامة ببطن و ج على بيضاته ذكرا كلابا
قال ومن كلاب قال بن الشيخ المذكور وكان غازيا فكتب فيه عمر فأقبل
قلت وستأتي هذه القصة مطولة في ترجمة أمية إن شاء الله تعالى
(26) أبي بن ثابت الأنصاري أخو حسان قال بن الكلبي والواقدي
وابن حبان وغيرهم هو أبو شيخ شهد بدرا وخالفهم بن إسحاق فقال إن أبي بن
ثابت مات في الجاهلية وإن الذي شهد بدرا وأحدا ابنه أبو شيخ بن أبي بن ثابت وكذا قال
موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أبو شيخ بن أبي بن ثابت والله أعلم
(27) أبي بن شريق بفتح الشين المعجمة الثقفي حليف بني زهرة هو
المعروف بالأخنس وسيأتي قريبا
(28) أبي بن عجلان الباهلي أخو أبي أمامة ذكره بن شاهين عن بن أبي داود
وأنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
(29) أبي بن عمارة بكسر العين وقيل بضمها له حديث إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في
بيته فسأله عن المسح على الخفين أخرجه أبو داود وابن ماجة والحاكم لكن الاسناد
ضعيف
وذكر أبو حاتم أنه خطأ والصواب أبو أبي بن أم حرام فالله أعلم وحكى البغوي
179

أنه أبي بن عبادة وقال بن حبان صلى القبلتين غير إني لست اعتمد على إسناد خبره
قلت وذكر بن الكلبي عن أبيه أنه أدركه وأن أباه عمارة أدرك خالد بن سنان
العبسي الذي يقال أنه كان نبيا وسأذكر ذلك في ترجمة خالد
(30) أبي بن القشب الأزدي روى بن منده من طريق إسماعيل بن عياش عن بن
جريج عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة وأبي بن
القشب يصلي ركعتين فقال أتصلي الصبح أربعا قال أبو نعيم وهم فيه بعض
الرواة وإنما عبد الله بن مالك بن القشب وهو عبد الله بن بحينة وبحينة أمه
قلت ورواه مسدد في مسنده عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد عن
أبيه أن بلالا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بالصلاة فخرج فإذا هو بابن القشب ورويناه من وجه
آخر فقال إنه رأى بن بحينة والامر فيه محتمل
(31) أبي بن كعب بن عبد ثور المزني أحد من وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من مزينة
ذكره بن شاهين عن المدائني عن رجاله
(32) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
180

الأنصاري أبو المنذر وأبو الطفيل سيد القراء كان من أصحاب العقبة الثانية وشهد بدرا
والمشاهد كلها قال له النبي صلى الله عليه وسلم ليهنك العلم أبا المنذر وقال له إن الله أمرني أن
أقرأ عليك وكان عمر يسميه سيد المسلمين ويقول اقرأ يا أبي ويروي ذلك عن
النبي صلى الله عليه وسلم أيضا وأخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم وعده مسروق في الستة من أصحاب
الفتيا
قال الواقدي وهو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم وأول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان بن فلان وكان ربعة أبيض اللحية لا يغير شيبه
وممن روى عنه من الصحابة عمر وكان يسأله عن النوازل ويتحاكم إليه في
المعضلات وأبو أيوب وعبادة بن الصامت وسهل بن سعد وأبو موسى وابن عباس
وأبو هريرة وأنس وسليمان بن صرد وغيرهم
قال بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول مات أبي بن كعب سنة عشرين أو
تسع عشرة وقال الواقدي ورأيت آل أبي وأصحابنا يقولون مات سنة اثنتين وعشرين
فقال عمر اليوم مات سيد المسلمين قال وقد سمعت من يقول مات في خلافة عثمان
سنة ثلاثين وهو أثبت الأقاويل وقال بن عبد البر الأكثر على أنه في خلافة عمر
181

قلت وصحح أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين واحتج له بأن رز بن
حبيش لقيه في خلافة عثمان
وروى البخاري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبزى قال قلت لأبي لما وقع
الناس في أمر عثمان فذكر القصة
وروى البغوي عن الحسن في قصة له أنه مات قبل قتل عثمان بجمعة وقال بن
حبان مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر وقد قيل أنه بقي إلى خلافة عثمان وثبت
عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من المسلمين قال يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي
تصيبنا مالنا فيها قال كفارات فقال أبي بن كعب يا رسول الله وإن قلت قال
وإن شوكة فما فوقها فدعا أبي ألا يفارقه الوعك حتى يموت وألا يشغله عن حج ولا
عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة قال فما مس إنسان جسده إلا وجد حره حتى
مات رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا وصححه بن حبان ورواه الطبراني من حديث
أبي بن كعب بمعناه وإسناده حسن
(33) أبي بن مالك القشيري ويقال الحرشي من بني عامر بن صعصعة عداده
في أهل البصرة قال بن حبان يقال إن له صحبة ونسبه فقال أبي بن مالك بن
عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري أبو مالك روى
عنه البصريون وقال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة
أوفى عن أبي بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار
فأبعده الله وتابعه على بن الجعد وغندر وعاصم بن علي وعمرو بن مرزوق
وآدم بن أبي إياس وبهز بن أسد عن شعبة ورواه عبد الصمد عن شعبة فقال عن مالك
أو أبي بن مالك ورواه خالد بن الحارث عن شعبة فقال عن رجل ولم يسمه ورواه
182

شبابة عن شعبة فقال عمرو بن مالك والأول أصح عن قتادة
قال بن السكن قال البخاري يقال في هذا الحديث مالك بن عمرو ويقال بن
الحارث ويقال بن مالك والصحيح من ذلك أبي بن مالك وكذلك رجح البغوي
وغيره وأما بن أبي خيثمة فحكى عن بن معين أنه ضرب على أبي بن مالك وقال هذا
خطا ليس في الصحابة أبي بن مالك وإنما هو عمرو بن مالك
قلت لعله اعتمد رواية شبابة ولكنها شاذة
وقد روى علي بن زيد بن جدعان هذا الحديث عن زرارة بن أوفى عن رجل من قومه
يقال له مالك أو أبو مالك أو بن مالك ورواه الثوري وهشيم عن علي بن زيد عن زرارة
عن مالك القشيري ورواه أشعث عن علي بن زيد فقال مالك أو أبو مالك أو
عامر بن مالك وقيل مالك بن عمرو وقيل بن الحارث وهي رواية عن حماد بن
سلمة عن علي بن زيد وقيل عمرو بن مالك وهي رواية الثوري عن علي وكلاهما
عن أحمد وقيل مالك بن عوف وقيل بن الحارث وهي رواية هشيم عن علي عن
أحمد
قلت ومما يقوي رواية شعبة عن قتادة ما ذكره بن إسحاق في المغازي في أمر غنائم
حنين قال فقال أبي بن مالك القشيري يا رسول الله فذكر قصته وفي الاخبار
المنثورة لابن دريد قال فقال أبي بن مالك بن معاوية القشيري وهو أخو نهيك بن مالك
الشاعر المشهور فذكر قصة فيها أن الضحاك بن سفيان عتب على أبي بن مالك في شئ
بعد ذلك فقال
أتنسى بلائي يا أبي بن مالك غداة الرسول معرض عنك أشوس
وسيأتي هذا الخبر في ترجمة مروان بن قيس الدوسي وهذا كله يقوي ما رجحه
البخاري والله أعلم
(34) أبي بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن
النجار الأنصاري قال الواقدي شهد بدرا واحدا وقال البلوي شهد أنس بن معاذ وأخوه
183

أبي بن معاذ أحدا وقتلا يوم بئر معونة شهيدين
باب الألف بعدها ثاء مثلثة
(35) أثال بن النعمان الحنفي روى عبدان من طريق الحارث بن عبيد الأيادي
عن أبيه عن أثال بن النعمان الحنفي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وفرات بن حيان فسلمنا عليه
فرد علينا ولم نكن أسلمنا بعد فاقطع فرات بن حيان
وروى الطبري أنه كان مع ثمامة بن أثال في قتال مسيلمة في الردة قال بن
فتحون لعله والد ثمامة
قلت بل والد ثمامة اسمه أثال بن سلمة كما سيأتي في ترجمة عامر بن سلمة
(36) أثبج العبدي بوزن أحمد بعد المثلثة موحدة ثم جيم ذكره الماوردي في
الصحابة وقال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثني مطر بن الأعنق قال حدثتني أم أبان
بنت الوازع بن الزارع عن جدها الزارع قالت خرج جدي الزارع وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرج معه بن أخ له يقال له أثبج وساق الحديث استدركه بن فتحون
(37) أثوب بوزن الذي قبله وآخره موحدة بن عتبة ذكره بن قانع وأخرج له
من طريق هارون بن نجيد عن جابر بن مالك عنه مرفوعا الديك الأبيض خليلي
الحديث وذكره الدارقطني في المؤتلف وقال لا يصح سنده واستدركه بن فتحون
(38) أثيلة الخزاعي قال أبو قرة موسى بن طارق في السنن له ذكر بن جريج عن
184

بن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى سهيل بن عمرو أن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن أو
نهارا فلا تمسين حتى تبعث إلي من ماء زمزم قال فاستعان سهيل بأثيلة الخزاعي
حتى جعلا مزادتين وفرغا منهما فملأهما سهيل من ماء زمزم وبعث بهما على بعير
ورواه المفضل بن محمد الجندي عن أبي عمر عن سفيان عن إبراهيم بن نافع عن بن
أبي حسين نحوه وسيأتي أن المبعوث بذلك من عند سهيل مولاه أزيهر
باب الألف بعدها جيم
(39) أجمد بن عجيان بجيم ومثناة تحتانية بوزن عثمان ضبطه بن الفرات
وقيل بوزن عليان حكاه بن الصلاح همداني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر
ذكره بن يونس في تاريخه وقال لا أعلم له رواية وخطته معروفة بجيزة مصر وذكره
الدارقطني في المؤتلف أيضا وضبطه القاضي بن العربي بالحاء المهملة فوهم والله
أعلم
باب الألف بعدها حاء
(40) أحقب ذكر بن دريد أنه أحد الجن الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا منه القرآن من
جن نصيبين
(41) أحمد بن حفص بن المغيرة أبو عمرو المخزومي مشهور بكنيته مختلف
185

في اسمه سماه النسائي عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أنه سأل أبا هشام المخزومي
وكان علامة بأنسابهم عن اسم أبي عمرو بن حفص زوج فاطمة بنت قيس فقال اسمه
أحمد وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء الله تعالى
(42) أحمد حكى بن حبان أنه اسم أبي محمد الذي كان يزعم أن الوتر واجب
والمشهور أن اسمه مسعود بن زيد بن سبيع
(43) أحمر آخره راء بن جزء بن ثعلبة بن زيد بن مالك بن سنان السدوسي
وقال بن عبد البر أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان مولى الحارث السدوسي روي عنه
حديث في التجافي في السجود رواه أبو داود وابن ماجة وأحمد والطحاوي من طريق
الحسن البصري حدثنا أحمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عباد بن راشد الحسن
حدثني أحمر مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاله ثقات وساق له الباوردي حديثا آخر وقيل هو
أحمر بن سواء بن جزء قال البخاري بصري له صحبة انتهى وجزء منهم من يضبطه
بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة ومنهم من يضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها
مثناة تحتانية
(44) أحمر بن سليم وقيل سليم بن أحمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو موسى
(45) أحمر بن سواء بن عدي بن مرة بن حمران بن عوف بن عمرو بن الحارث بن
سدوس السدوسي عداده في أهل الكوفة قاله بن منده وأخرج له من طريق العلاء بن
منهال عن إياد بن لقيط عن أحمر بن سواء السدوسي أنه كان له صنم يعبده فعمد إليه
فألقاه في بئر ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه هذا حديث غريب والعلاء كوفي يجمع حديثه
(46) أحمر أبو عسيب مشهور بكنيته ووقع في الاستيعاب أحمر بن عسيب
186

وتعقب ويحتمل أن يكون كنيته وافقت اسم أبيه وسيأتي ترجمته في الكنى إن شاء الله
تعالى
(47) أحمر بن قطن الهمداني شيخ شهد فتح مصر يقال له صحبة ذكره بن ماكولا
عن بن يونس وقال بن يونس كان سيدا فيهم
(48) أحمر بن مازن بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن
نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن الحبيبي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد حنين قاله أبو علي
الهجري حكاه الرشاطي عنه قال ولم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون
(49) أحمر بن معاوية بن سليم بن لأي بن الحارث بن صريم بن الحارث وهو
مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم يكنى أبا شعيل له حديث عند
بن السكن وغيره يروي من طريق محمد بن عمر بن حفص بن السكن بن سواء عن
شعيل بن أحمر بن معاوية عن أبيه عن جده أن أحمر وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان وافد بني
تميم فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا ولابنه شعيل قال بن السكن إسناده مجهول وقال أبو
نعيم غريب لا يعرف الا من هذا الوجه وأخرجه أيضا البغوي والطبري وسيأتي ضبط
شعيل في ترجمته
(50) أحمر مولى أم سلمة قيل هو اسم سفينته وستأتي ترجمته في السين
وروى بن منده من طريق عمران النخلي عن أحمر مولى أم سلمة قال كنا في غزاة
فجعلت أعبر الناس في واد أو نهر فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما كنت في هذا اليوم الا سفينة
وأخرجه الماليني في المؤتلف في ترجمة النخلي بالنون والخاء المعجمة
(51) الأحمري كذا أورده البغوي وابن قانع وغيرهما في الأسماء ويحتمل أن
يكون الأحمري نسبة فيحول إلى المبهمات
187

وقد أشار إلى ذلك البغوي وأخرج من طريق إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الله بن
أبي سفيان عن أبيه عن الأحمري قال كنت وعدت امرأتي بعمرة فغزوت فوجدت من
ذلك فشكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرها فلتعتمر في رمضان فإنها تعدل حجة قال
البغوي لا أدري من الأحمري هذا وكذلك أخرجه بن قانع عن البغوي بهذا الاسناد
(52) الأحوص بن عبد بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ذكر بن الكلبي والبلاذري
أنه كان عاملا لمعاوية على البحرين وسعى لمروان بن الحكم في قصة جرت له ومقتضى
هذا أن يكون له صحبة وأن يكون عمر لان أباه مات كافرا
ومن ولده منصور بن عبد الله بن الأحوص له ذكر بالشام في أيام بني مروان وكان
ابنه عبد الله أيضا عاملا لمعاوية على بعض الشام
وفي الموطأ عن زيد بن أسلم عن سليمان بن يسار أن الأحوص هلك بالشام
حين دخلت امرأته في الدم من الحيضة الثالثة فكتب معاوية إلى زيد بن ثابت فقال لا
ميراث لامرأته رواه بن عيينة عن الزهري عن سليمان بن يسار أن الأحوص بن فلان
أو فلان بن الأحوص فذكر نحوه قال بن الحذاء الأقوى أن القصة في الأحوص وهو
بن عبد ويحتمل أن تكون لولده عبد الله بن الأحوص ولم يسم في رواية بن عيينة عن
الزهري
(53) الأحوص بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي الأنصاري أخو حويصة
ومحيصة ذكره العدوي في أنساب الأنصار وقال شهد أحدا وما بعدها واستدركه بن
فتحون
(54) أحيحة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي أخو
صفوان مذكور في المؤلفة قلوبهم رواه عبدان بن المروزي من طريق بشر بن تميم وغيره
وحفيده أبو ريحانة علي بن أسيد بن أحيحة كان ممن شهد قتال بن الزبير مع الحجاج
(55) أحيحة بمهملتين مصغرا بن الجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره
مهملة روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير أن رجلا من
188

الأنصار يقال له أحيحة بن الجلاح كان له عم صغير هو أصفر من أحيحة وكان عند
أخواله فقتله أحيحة فقال له أخواله كنا أهل ثمة ورمة حتى إذا استوى على غنمه غلبنا
عليه وحق أمره في عمه قال عروة
قال فلذلك لا يرث قاتل من قتل قلت لم أقف على نسب أحيحة هذا في
أنساب الأنصار وقد ذكره بعض من ألف في الصحابة وزعم أنه أحيحة بن الجلاح بن
حريش ويقال له خراش بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس
وكانت تحته سلمى بنت عمرو الخزرجية فولدت له عمرو بن أحيحة وتزوج سليمى
بعد أحيحة هاشم بن عبد مناف فولدت له عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم وزعم أن عمرو بن
أحيحة الذي روى عن خزيمة بن ثابت في النهي عن إتيان النساء في الدبر وروى عنه
عبد الله بن السائب هو هذا وقضيته أن يكون لأبيه أحيحة صحبة
وقد أنكر بن عبد البر هذا إنكارا شديدا وقال في الاستيعاب ذكره بن أبي حاتم
فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وسمع من خزيمة بن ثابت قال بن عبد البر وهذا لا أدري
ما هو لان أحيحة قديم وهو أخو عبد المطلب لامه فمن المحال أن يروي عن خزيمة
من كان بهذا القدم ويروي عنه عبد الله بن علي بن السائب قال فعسى أن يكون حفيدا
لعمرو بن أحيحة يعني تسمى باسم جده
قلت لم يتعين ما قال بل لعل أحيحة بن الجلاح والد عمرو آخر غير أحيحة بن
الجلاح المشهور
وقد ذكر المرزباني عمرو بن أحيحة في معجم الشعراء وقال أنه مخضرم يعني
أدرك الجاهلية والاسلام وأنشد له شعرا قاله لما خطب الحسن بن علي عند معاوية
وأحيحة بن الجلاح المشهور كان جاهليا شريفا في قومه مات قبل أن يولد النبي صلى الله عليه وسلم
بدهر ومن ولده محمد بن عقبة بن الجلاح أحد من سمي محمدا في الجاهلية رجاء أن
يكون هو النبي المبعوث ومات محمد بن عقبة في الجاهلية وأسلم ولده المنذر بن
محمد وشهد بدرا وغيرها واستشهد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ببئر معونة
وممن له صحبة من ذرية أحيحة بن الجلاح عياض بن عمرو بن بلال بن بليل بن
189

أحيحة شهد أحدا وما بعدها وعمرو وبليل ولدا بلال بن أحيحة شهدا أحدا أيضا
ولم يذكر أحد أباهم في الصحابة
ومن ذرية أحيحة بن الجلاح أيضا فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن الأصرم بن
جحجى أمه بنت محمد بن عقبة المذكور وذلك من الأدلة على وهم من ذكر أحيحة بن
الجلاح الأكبر في الصحابة
وقال عياض في المشارق وهم بعضهم ما وقع في الموطأ فقال أحيحة جاهلي
لم يدرك الاسلام والأنصار اسم إسلامي للأوس والخزرج فكيف يقال من الأنصار
قال عياض وهو مخرج على أن في اللفظ تساهلا لما كان من القبيل المذكور وصار لهم
هذا الاسم كالنسب ذكر في جملتهم لأنه من إخوانهم انتهى
وهذا تسليم منه أنه مات في الجاهلية وقد أغرب القاضي أبو عبد الله بن الحذاء في
رجال الموطأ فزعم أن أحيحة بن الجلاح قديم الوفاة وزعم في ترجمته أنه عمر حتى
أدرك الاسلام وأنه الذي ذكر عنه مالك ما ذكر وأن عروة لم يدركه وإنما وقع له الذي
وقع في الجاهلية والخبر المذكور إنما هو قصة قضى بها في الجاهلية فأقرها الاسلام
انتهى
فجعله تارة أدرك الاسلام وتارة لم يدركه والحق أنه مات قديما كما قدمته وأما
صاحب القصة فالذي يظهر لي أنه غيره وكأنه والد عمرو بن أحيحة الذي روى عن
خزيمة بن ثابت فيكون أحيحة الصحابي والد عمرو غير أحيحة بن الجلاح جد محمد بن
عقبة القديم الجاهلي ويحتمل أن يكون الأصغر حفيد الأكبر وافق اسمه واسم أبيه واسم
جده واسم ابنه والله أعلم
باب الألف بعددها خاء
(56) الأخرم فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه محرز بن نضلة يأتي في الميم إن شاء
الله تعالى
190

(57) الأخرم الهجيمي قال عبد الغني وابن ماكولا معدود في الصحابة وروى
خليفة بن خياط والبخاري في تاريخه والبغوي من طريق يحيى بن اليمان العجلي عن
رجل من بني تيم اللات اسمه عبد الله عن عبد الله بن الأخرم عن أبيه وكانت له صحبة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من
العجم وفرق بن ماكولا بين الأخرم الهجيمي وبين الأخرم غير المنسوب وهو واحد والحديث
واحد ولم ينسبه بن عبد البر أيضا بل قال لا أعرف نسبه
(58) الأخرم بن أبي العوجاء السلمي روى عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الأخرم
هذا في سنة سبع في سرية خمسين رجلا إلى بني سليم فقتل عامتهم وتوصل بن أبي
العوجاء جريحا ويحتمل أن يكون هو محرز بن نضلة
(59) الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري ذكره بن السكن وروى من طريق
الحارث بن حصيرة عن جابر الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن
الأخضر بن أبي الأخضر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل
على تأويله وقال بن السكن هو غير مشهور في الصحابة وفي إسناد حديثه نظر
وأشار الدارقطني إلى أن جابرا تفرد به وجابر رافضي
(60) الأخنس السلمي جد معن بن يزيد اسم أبيه حبيب وقيل خباب ذكره
الطبري وابن السكن وغيرهما وقال بن سعد في وفد بني سليم والأخنس بن يزيد
وروى البغوي في ترجمة معن من طريق يزيد بن أبي حبيب أن معن بن يزيد بن الأخنس
السلمي شهد هو وأبوه وجده بدرا قال ولا نعلم أحدا شهد هو وابنه وابن ابنه مسلمين الا
الأخنس
وروى بن حبان في صحيحه من طريق صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي
191

أمامة الباهلي أن يزيد بن الأخنس السلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة
وروى البخاري من طريق أبي الجويرية عن معن بن يزيد قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أنا
وأبي وجدي وزعم بن منده أن اسم جد معن ثور فذكره في حرف الثاء المثلثة والله
أعلم
(61) الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى
بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي أبو ثعلبة حليف بني زهرة اسمه أبي وإنما لقب
الأخنس لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير فقيل خنس
الأخنس ببني زهرة فسمي بذلك ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة وشهد حنينا ومات
في أول خلافة عمر ذكره أبو موسى عن بن شاهين قال حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا
محمد بن يزيد عن رجاله وكذا ذكره بن فتحون عن الطبري وذكره الذهلي في
الزهريات بسند صحيح عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل
والأخنس اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرا فذكر القصة وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان
فقال ما تقول قال أعرف وأنكر قال أبو سفيان فما تقول أنت قال أراه الحق
وذكر بن عطية عن السدي أن الأخنس جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاظهر الاسلام وقال الله يعلم
أني صادق ثم هرب بعد ذلك فمر بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا وقتل حمرا
فنزلت * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد
الخصام) * قوله * (المهاد) * وقال بن عطية ما ثبت قط
أن الأخنس أسلم
قلت قد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره ولا مانع أن يسلم ثم يرتد ثم يرجع إلى
الاسلام والله أعلم
باب الألف بعدها دال
(62) الأدرس الجني يأتي ذكره في الأرقم
(63) الأدرع السلمي روى بن ماجة من طريق سعيد المقبري عن الأدرع قال
192

جئت ليلة أحرس النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل ميت فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هذا عبد الله ذي
النجادين الحديث
قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه قلت فيه موسى بن عبيدة الربذي
وهو ضعيف وقد رويت القصة من طريق زيد بن أسلم عن بن الأدرع فالله أعلم
(64) الأدرع أبو جعد الضمري مشهور بكنيته يأتي
(65) إدريس أحد الثمانية المهاجرين من الحبشة تقدم في أبرهة
(66) أدهم بن حظرة اللخمي الراشدي من بني راشدة بن أذينة بن جديلة بن
لخم قال بن ماكولا هو صحابي ذكره سعيد بن عفير في أهل مصر ولم يقع له رواية
وذكره بن يونس قال الرشاطي لم يذكره أبو عمر ولا بن فتحون
باب الألف بعدها ذال
(67) أذينة بن سلمة بن الحارث بن خالد بن عائد بن سعد بن ثعلبة بن غنم بن
مالك بن بهثة بن عبد القيس العبدي والد عبد الرحمن وقيل هو أذينة بن الحارث بن
يعمر بن عمرو بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة الليثي
وهذان نسيان متغايران وصحح بن عبد البر الأول قال وقال بعضهم فيه الشني ولا
يصح وتعقبه الرشاطي بأن شن بن أمضى بن عبد القيس فلا مغايرة بين الشني والعبدي
وقال بن الأثير لعل من نسبه كنانيا ظنه والد بن أذينة الشاعر المشهور وليس هو
به
وأذينة هذا مختلف في صحبته وهو والد عبد الرحمن قاضي البصرة قال بن حبان
193

له صحبة ثم ذكره في التابعين وقال العسكري كان رأس عبد القيس بالبصرة في زمن
عثمان وشهد الجمل وكان له فيه ذكر
وقال المدائني هو أول من رأس عبد القيس وكانت رياسته عليهم قبل المنذر بن
الجارود وقد ولي أذينة لزياد ولايات وله بن يقال له عبد الله وله ذكر مع معاوية بن أبي
سفيان ومع المهلب بن أبي صفرة
قال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق
عبد الرحمن بن أذينة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا
منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه ورواه الطبراني والبغوي وابن شاهين وابن
السكن وأبو عروبة وغير واحد في كتبهم في الصحابة من طرق عن أبي الأحوص
قال البغوي لا أعلم روى أذينة غيره ولا أعلم رواه عن أبي إسحاق غير أبي
الأحوص
وقال بن السكن يقال له صحبة ولا أعلم روى حديثه المرفوع غير أبي الأحوص
وهو ثقة غير أنه لم يذكر فيه سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم
وأخرجه الترمذي في العلل المفردة عن قتيبة عن أبي الأحوص وقال البخاري في
تاريخه أذينة العبدي سمع عمر وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
وذكره أبو نعيم الكوفي في تابعي أهل الكوفة ومسلم في الطبقة الأولى منهم وحديثه
عن عمر أخرجه عبد الرزاق من طريق الحسن العرني عن عبد الرحمن بن أذينة عن
أبيه قال أتيت عمر فذكر قصته
وذكر الترمذي في العلل المفردة أنه سأل البخاري عنه فقال مرسل وأذينة لم يدرك
النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي روى عمرو بن دينار عنه عن بن عباس كذا قال فإن كان قوله
وهو الخ من كلام البخاري فقد اختلف كلامه فيه فإنه فرق في التاريخ بينهما وتبعه
194

أبو حاتم الرازي قال بن أبي حاتم أذينة العبدي بصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر
روى عنه ابنه عبد الرحمن سمعت أبي يقول ثم قال أذينة روي عن بن عباس روى عنه
عمرو بن دينار ومحمد بن الحارث قال بن عيينة كان من أهل عمان وكذا فرق
بينهما بن حبان وإن كان قوله وهو الذي روى الخ من كلام الترمذي فهو وهم والله
أعلم
باب الألف بعدها راء
(68) أربد بن جبير وقيل بن حمزة وقيل بن حمير مصغرا مثقلا
وبهذا الأخير جزم بن ماكولا وأما الأول فرواه بن منده من طريق جرير بن حازم عن بن
إسحاق ذكره بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة وفيمن شهد بدرا
(69) أربد بن مخشي يكنى أبا مخشي وهو بكنيته أشهر يأتي في الكنى إن شاء
الله تعالى ويقال اسمه سويد
(70) أربد خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره بن منده في تاريخه من طريق أصبغ بن زيد
عن سعيد بن أبي راشد عن زيد بن علي بن الحسين عن جدته فاطمة بحديث له فيه ذكر
استدركه أبو موسى
(71) أرطاة بن الحارث له وفادة وسمع من عمر قاله معاوية بن صالح ولعله
الذي بعده
(72) أرطاة بن كعب بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن
سعد بن مالك بن النخع روى بن شاهين بإسناد ضعيف من طريق عبد بن عابس
النخعي عن قيس بن كعب النخعي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه أرطاة بن كعب والأرقم
195

وكانا من أجمل أهل زمانهما وأنطقه فدعاهما إلى الاسلام فأسلما فدعا لهما بخير
وكتب لأرطاة كتابا وعقد له لواء وشهد القادسية بذلك اللواء قال وأخذ اللواء أخوه
زيد بن كعب فقتل
وذكره الرشاطي عن بن الكلبي بنحوه وسمي أخاه دريد بن كعب وكذا قال بن
سعد في الطبقات قال أرطاة بن شراحيل بن كعب من بني حارثة بن سعد بن مالك بن
النخع
وذكر عن هشام بن الكلبي عن أبيه عن أشياخ من النخع أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو
والجهيش واسمه الأرقم وسيأتي في الأرقم
ولأرطاة ذكر من وجه آخر قال بن أبي شيبة حدثنا بن إدريس عن حنش بن
الحارث عن أبيه قال مرت النخع بعمر فأتاهم فتصفحهم وهم ألفان وخمسمائة
وعليهم رجل يقال له أرطاة فقال إني لأرى السرو فيكم متربعا سيروا إلى إخوانكم من
أهل العراق فقاتلوا فقالوا بل نسير إلى الشام قال سيروا إلى العراق فساروا إلى
العراق
ورواه عن أبي نعيم عن حنش سمعت أبا الحارث يذكره قال قدمنا من اليمن
فنزلنا المدينة فخرج علينا عمر فطاف في النخع نحوه وزاد فأتينا القادسية فقتل منا
كثير ومن سائر الناس قليل فسئل عمر عن ذلك فقال إن النخع ولوا أعظم الامر
وحده
(73) الأرقم بن أبي الأرقم وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن
مخزوم يكنى أبا عبد الله
196

قال بن السكن أمة تماضر بنت حذيم السهمية ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية
كان من السابقين الأولين قيل أسلم بعد عشرة
وقال البخاري له صحبة وذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا
وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة وكانت داره على
الصفا وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيها في الاسلام وذكر قصة طويلة لهذه
الدار وأن الأرقم حبسها وأن أحفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور ورواه بن
منده من طريق أقوى من طريق الحاكم وهي عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده وكان
بدريا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين
وكان آخرهم اسلاما عمر فلما تكاملوا أربعين رجلا خرجوا
وروى أحمد من طريق عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم عن أبيه وكان من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الاثنين بعد خروج
الامام كالجار قصبه في النار
وأخرجه الحاكم أيضا لكن قال الدارقطني في الافراد تفرد به هشام بن زياد وهو
أبو المقدام وقد ضعفوه
وروى الحاكم أيضا أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص
وروى بن منده من طريق إبراهيم بن المنذر قال توفي الأرقم في خلافة معاوية
سنة خمس وخمسين ثم روى بسند لين عن عثمان بن الأرقم قال توفي أبي سنة ثلاث
197

وخمسين وهو بن خمس وثمانين سنة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص
وروى أبو نعيم وابن عبد البر بسند منقطع أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق
وحمله بن عبد البر على أن المراد بذلك والده أبو الأرقم كما سيأتي في ترجمته
وشهد الأرقم بدرا وأحدا والمشاهد كلها وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة
وقال بن عبد البر وقع لابن أبي الحاتم فيه وهم فإنه جعل الأرقم هذا والد عبد الله بن
الأرقم يعني الذي كان على بيت المال لعثمان وهذا زهري والأول مخزومي ووالد
الزهري اسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف
قلت روى الطبراني من طريق الثوري عن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم
عن بن عباس قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية فاستتبع
أبا رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا رافع إن الصدقة حرام على محمد
وعلى آل محمد فهذا يدل على أن للأرقم الزهري أيضا صحبة لكن رواه شعبة عن
الحكم عن مقسم فقال استعمل رجلا من بني مخزوم وكذلك أخرجه أبو داود وغيره
وإسناده أصح من الأول
(74) الأرقم بن أبي الأرقم الزهري وقد ذكرت حديثه في ترجمة الذي قبله
(75) الأرقم بن حفينة التجيبي من بني نصر بن معاوية قال بن منده سمعت بن
يونس يقول أنه شهد فتح مصر عداده في الصحابة وروى من طريق عبد الله بن الأرقم بن
حفينة عن أبيه أنه تخاصم هو وابنه إلى عمر
(76) الأرقم بن عبد الله بن الحارث بن بشر بن يسار النخعي وقيل هو بن زيد بن
مالك النخعي له وفادة وقيل اسمه أوس وقيل جهيس وهو أصح وسيأتي
(77) الأرقم الجني أحد الجن الذين استمعوا القرآن من جن نصيبين ذكر إسماعيل
بن أبي زياد في تفسيره عن بن عباس في قوله تعالى وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن
198

يستمعون القرآن الآية قال هم تسعة سليط وشاصر وخاضر
وحسا ومسا ولحقم والأرقم والأدرس وحاصر نقلته مجودا من خط مغلطاي
(78) الأريقط العبدي من بني عامر بن الحارث بعثه الأشج العبدي دليلا مع
أخيه عمرو بن عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع بخبره فأسلم وسيأتي ذلك في ترجمة
الأشج إن شاء الله تعالى
باب الألف بعدها زاي
(79) ازداد ويقال له يزداد بن فساءة الفارسي مولى بحير بن ريسان روى عن
النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في الاستنجاء أخرجه بن ماجة قال أبو حاتم حديثه مرسل ومنهم من
يدخله في المسند وقال بن الأثير قال البخاري لا صحبة له وقال غيره له صحبة
(80) الأزرق بن عقبة أبو عقبة الثقفي مولاهم وكان من عبيد كلدة الثقفي وقيل
من عبيد الحارث بن كلدة فنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيام حصار الطائف فأسلم فأعتقه
النبي صلى الله عليه وسلم وسلمه لخالد بن سعيد بن العاص ليمونه ويعلمه فصار حليفا في بني أمية
فانكحوه ونكحوا إليه ذكره الواقدي في المغازي وكذا بن إسحاق باختصار واستدركه
بن فتحون
قلت سيأتي له ذكر في ترجمة الحارث بن كلدة قال البلاذري كان الأزرق حدادا
روميا تزوج سمية والدة عمار بعد أن فارقها ياسر فولدت سلمة له بن الأزرق فهو أخو
عمار لامه ثم ادعى ولد عمار عمر وعقبة وهم من غير سمية إنهم من ولد الحارث بن
أبي شمر الغساني وأنهم حلفاء بني أمية وشرفوا بمكة وكذا ذكره الطبري
(81) أزهر بن خميصة ذكره أبو عمر مختصرا وقال في صحبته نظر وذكر أنه
روى عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
(82) أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري عم
عبد الرحمن بن عوف ووالد عبد الرحمن بن أزهر الآتي ذكره
199

وزعم بن عبد البر أنه أزهر بن عوف وأنه أخو عبد الرحمن بن أزهر بن عوف
فوهم في ذلك
وروى البغوي من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة عن الزهري عن أبي الطفيل عن
بن عباس قال امتريت أنا ومحمد بن الحنفية في السقاية فشهد طلحة وعامر بن ربيعة
وأزهر بن عبد عوف ومخرمة بن نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم دفعها إلى العباس يوم الفتح وفي
إسناده الواقدي وعن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله لما ولي عمر بعث أربعة فنصبوا أعلام
الحرم وهم مخرمة وأزهر بن عبد عوف وسعيد بن يربوع وحويطب بن عبد العزى
أخرجه الفاكهي وغيره وأورد الطبراني في ترجمة أزهر هذا عن أحمد بن محمد بن
نافع الطحان عن أحمد بن عمرو بن السرح قال وجدت في كتاب خالي عن عقيل عن بن شهاب
عن عبد الرحمن بن أزهر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إني بشارب وهو
بحنين الحديث وهذا وهم من الطبراني أو شيخه فقد أخرجه أبو داود والنسائي عن بن
السرح بهذا الاسناد عن الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر عن أبيه فالحديث
من مسند عبد الرحمن بن أزهر لامن مسند أزهر وهكذا رواه صالح بن كيسان عن
الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه لم يقل عن أبيه وكذا رواه أبو سلمة بن عبد
الرحمن ومحمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه والله أعلم
(83) أزهر بن منقر قال أبو عمر لم يحدث عنه إلا عمير بن جابر وقال بن
منده هو من أعراب البصرة ثم روى من طريق عمير بن جابر عن أزهر بن منقر قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه فسمعته يفتتح القراءة بالحمد لله ويسلم تسليمتين قال بن
منده غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه
قلت وفي إسناده علي بن قرين وقد كذبه بن معين وموسى بن هارون
وغيرهما
200

(84) أزيهر مولى سهيل بن عمرو له صحبه وأرسله مولاه سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
بماء زمزم روى الفاكهي من طريق محمد بن سليمان بن مسمول عن حزام بن هشام عن
أبيه عن أم معبد قالت مر بن بخيمتي غلام سهيل أزيهر ومعه قربتا ماء فقلت ما هذا
قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى مولاي سهيل يستهديه ماء زمزم فأنا أعجل السير لكيلا تنشف
القرب
باب الألف بعدها سين
(85) إساف بن أنمار السلمي قال بن حبان له صحبة وروى الباوردي وابن منده
من طريق أيوب بن عتبة عن أبي النجاشي عن رافع بن خديج قال حدثني عمي ظهير
بن رافع أنه قال بابن أخي لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكري محاقلنا قال فسمعه
رجل من بني سليم يقال له إساف بن أنمار فشمت بنا فقال شعرا فأجابه شاعرنا إساف بن
نهيك أو نهيك بن إساف قال بن منده غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
قلت ليس في سياق الحديث ما يدل على صحبته
(86) إساف بن نهيك ذكر في ترجمة الذي قبله
(87) أسامة بن أخدري التميمي ثم الشقري نزل البصرة قال بن حبان قدم على
201

رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما انتهى وله حديث من رواية بشير بن ميمون عنه قال قدم الحي من
شقرة على النبي صلى الله عليه وسلم فيهم رجل ضخم يقال له أصرم قد ابتاع عبدا حبشيا فقال يا
رسول الله سمه وادع له قال ما اسمك قال أصرم قال بل زرعة فما تريده
قال راعيا قال فقبض أصابعه وقال هو عاصم أخرج حديثه أبو داود والحاكم في
المستدرك وقال بن السكن ليس له غير هذا الحديث أخرجه الطبراني كذلك ومن
رواية أخرى عن بشير عن أسامة عن أصرم قال قلت يا رسول الله إني اشتريت
عبدا الحديث
(88) أسامة بن خريم ذكره بن عبد البر وقال لا تصح له صحبة
قلت ذكره في التابعين البخاري وغيره وقال بن حبان في التابعين أسامة بن
خريم يروي عن مرة بن كعب وله صحبة فالضمير يعود على مرة لا على أسامة
(89) أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس
بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد
اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي الحب بن الحب يكنى أبا محمد ويقال
أبو زيد وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم قال بن سعد ولد أسامة في الاسلام ومات
النبي صلى الله عليه وسلم وله عشرون سنة وقال بن أبي خيثمة ثماني عشرة وكان أمره على جيش
عظيم فمات النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوجه فأنفذه أبو بكر وكان عمر يجله ويكرمه وفضله في
العطاء على ولده عبد الله بن عمر واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في أواخر
202

خلافة معاوية وكان قد سكن المزة من عمل دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم
نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح بن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين وقد
روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي
وأبو وائل وآخرون وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة
(90) أسامة بن شريك الثعلبي من بني ثعلبة بن يربوع قاله الطبراني وأبو نعيم
وقيل من بني ثعلبة بن سعد قاله بن حبان وقيل من بني ثعلبة بن بكر بن وائل قاله بن
السكن وابن منده وابن عبد البر وقال فيه أيضا الذبياني الغطفاني وتعقبه الرشاطي بان بكرا
ليس له من الولد من سمي ثعلبة وبأن قولهم في نسبة الذبياني الغطفاني دل على أنه من بني
ثعلبة بن سعد بن ذبيان والله أعلم
قال البخاري أسامة بن شريك أحد بني ثعلبة له صحبة روى حديثه أصحاب
السنن وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم ومن حديثه أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير وفي بعض طرقه خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع فجاء قوم فقالوا يا رسول الله إن بني يربوع قتلونا فقالوا لا تجني نفس على
أخرى وروى أسامة بن شريك أيضا عن أبي موسى الأشعري وذكر الأزدي وابن السكن
203

وغير واحد أن زياد بن علاقة تفرد بالرواية عنه
(91) أسامة بن عمرو الليثي قيل هو شداد بن الهاد وسيأتي في الشين
(92) أسامة بن عمير بن عامر بن الأقيشر بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناجية
بن عمرو بن الحارث بن كثير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل الهذلي والدأبي
المليح قال البخاري له صحبة روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وأبو عوانة وابن
خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم ومن حديثه أصابتنا السماء ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم حنين قال خليفة نزل البصرة ولم يروي عنه إلا ولده قاله جماعة من الحفاظ
(93) أسامة الحنفي ذكره الباوردي في الصحابة وأخرج من طريق معاذ بن عبد
الله بن خبيب عن رجل عن أسامة الحنفي قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه
بالسوق فقلت لهم أين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يريد أن يخط لقوم مسجدا الحديث
واستدركه بن فتحون
(94) إسحاق الغنوي روى البخاري في تاريخه وسمويه وأبو يعلى وغيرهم من
طريق بشار بن عبد الملك المزني قال حدثتني جدتي أم حكيم بنت دينار المزنية عن
مولاتها أم إسحاق الغنوية أنها هاجرت من مكة تريد المدينة هي وأخوها إسحاق حتى إذا
204

كانت ببعض الطريق قال لها أخوها اجلسي حتى أرجع إلى مكة فآخذ نفقة لي أنسيتها
قالت إني أخشى عليك الفاسق تعني زوجها أن يقتلك فذهب أخوها إلى مكة وتركها
فمر بها راكب بعد ثلاث فقال يا أم إسحاق ما يقعدك ها هنا قالت أنتظر أخي
إسحاق قال لا إسحاق لك أدركه زوجك بعد ما خرج من مكة فقتله فذكر الحديث في
قدومها المدينة
وبشار بالموحدة والشين المعجمة ضعفه بن معين
(95) إسحاق غير منسوب روى عبدان من طريق خالد بن عبد الرحمن عن إسحاق
صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن فتح التمرة وقشر الرطبة في إسناده ضعف وانقطاع
أخرجه أبو موسى
(96) أسد بن أسيد بن أبي أناس بن زنيم الكناني وسيأتي ذكر أبيه وذكر المرزباني
في معجم الشعراء عن دغفل أن أسد بن أسيد هذا أسلم يوم الفتح وهو وأبوه
(97) أسد بن خويلد في نسب خديجة روى حديثه محمد بن جابر عن سماك
وعمن سمع أسد بن خويلد كذا ذكره بن منده وقال أبو عمر أسد بن أخي خديجة روى
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تبع ما ليس عندك ذكره العقيلي وقال في إسناده مقال
انتهى ولم يذكر أهل النسب لخديجة أخا سوى العوام والد الزبير ومات في الجاهلية
ونوفل وقتل يوم بدر كافرا وقيل قتله بن أخيه الزبير وقيل على فيحتمل أن يكون
أسد هذا بن نوفل لكنهم لم يذكروا ذلك
(98) أسد بن خزيمة ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه
قوله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية فما أدري أراد
القبيلة أو اسم رجل بعينه
(99) أسد بن حارثة الكلبي ثم العليمي من بني عليم بن جناب قال أبو عمر
قدم على التبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه قطن في نفر من قومهم فسألوه الدعاء لقومهم في غيث
205

السماء وكان متكلمهم وخطيبهم قطن بن حارثة فذكر حديثا فصيحا كثير الغريب من رواية
بن شهاب عن عروة بن الزبير
(100) أسد بن سعية القرظي أحد من أسلم من اليهود روى بن السكن من طريق
سعيد بن بزيغ عن بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن شيخا بني
قريظة حدثه أن إسلام ثعلبة بن سعية وأسد بن سعية وأسد بن عبيد إنما كان عن حديث
بن الهيبان فذكر قصته بطولها وأنه كان يعلمهم بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم قبل الاسلام فلما
كانت الليلة التي في صبحها فتح قريظة قال لهم هؤلاء الثلاثة يا معشر يهود أنه والله
للرجل الذي كان وصف لنا بن الهيبان فاتقوا الله واتبعوه فأبوا عليهم فنزل الثلاثة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا ورواه أيضا من طريق يحيى بن محمد بن عباد الشجري عن بن
إسحاق عن عاصم بن عمر عن سعيد بن المسيب عن جابر والاسناد الأول أقوى
وروى الطبري وابن منده من طريق أخرى عن بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن
سعيد أو عكرمة عن بن عباس قال لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسد
بن عبيد وأسد أو أسيد بن سعية قالت يهود ما أتى محمدا إلا شرارنا فأنزل الله
تعالى * (ليسوا سواء من أهل الكتاب) * إلى قوله * (غئ غ شئ‌غ جى م) *
(101) أسد بن عبيد القرظي ذكره بن حبان في الصحابة وقد ذكر في ترجمة
الذي قبله
(102) أسد بن عبد الله ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل
فيه * (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) * الآية
(103) أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن عقبة بن جرير بن شق بن
صعب الجبلي ثم القسري جد خالد أمير العراق روى البخاري في تاريخه والطبراني
206

وابن السكن من طريق أرطاة بن المنذر السكوني حدثني مهاجر بن حبيب عن أسد بن
كرز قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسد بن كرز لا تدخل الجنة بعمل ولكن برحمة
الله إسناده حسن وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند وأبو يعلى والبغوي من
طريق إسماعيل بن واسط البجلي عن خالد القسري عن جده أسد بن كرز سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول المريض تحات خطاياه الحديث فيه انقطاع بين خالد وأسد وروى بن منده
من طريق عبد الله بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة حدثني أبي عن أبيه عن جده
قتادة بن النعمان قال أهدى أسد بن كرز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوسا الحديث فيه انقطاع
أيضا بين عاصم وقتادة ورويناه من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي
حازم عن جرير قال أسلم أسد بن كرز ومعه رجل من ثقيف فأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قوسا فقال أسد يا رسول الله أدع الله لي فدعا له وليزيد بن أسد هذا أيضا صحبة
وسيأتي ذكره
(104) أسد بن كعب القرظي روى بن جرير من طريق بن جريج قال في قوله
تعالى * (من أهل الكتاب أمة قائمة) * قال هم عبد الله بن سلام
وأخوه ثعلبة وسعية وأسد وأسيد وابنا كعب
(105) أسد ويقال أسيد بالتصغير بن يعمر بن وهب الخزاعي لقبه النعيت
يأتي ذكره في النون إن شاء الله تعالى
(106) أسد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أر له ذكرا إلا في تاريخ جمعه العباس بن محمد
الأندلسي للمعتصم بن صمادح ذكر في أوله ترجمة بيوته وقال فيها وكان أنس بن مالك
ومولاه أسد يستأذن عليه
(107) أسعد بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري
الخزرجي ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد
(108) أسعد بن حارثة الأنصاري الساعدي ذكره عمر بن شبة فيمن استشهد يوم
اليمامة واستدركه بن فتحون
(109) أسعد بن حرام الخزرجي أحد قتلة بن أبي الحقيق ذكره عمر بن شبة عن
207

محمد بن فليح عن موسى بن عقبة واستدركه بن فتحون
(110) أسعد الخير سكن الشام ذكره البخاري في الوحدان حكاه بن منده
(111) أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار أبو
أمامة الأنصاري الخزرجي النجاري قديم الاسلام شهد العقبتين وكان نقيبا على قبيلته
ولم يكن في النقباء أصغر سنا منه ويقال أنه أول من بايع ليلة العقبة
وقال الواقدي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز عن خبيب عن عبد الرحمن قال
خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فسمعا
برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فعرض عليهما الاسلام وتلا عليهما القرآن فأسلما ولم يقربا
عتبة ورجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم بالاسلام المدينة
وأما بن إسحاق فقال إن أسعد إنما أسلم في العقبة الأولى مع النفر الستة فالله
أعلم
ووهم بن منده فقال كان نقيبا على بني ساعدة وقيل إنه أول من بايع ليلة
العقبة
وقال بن إسحاق شهد العقبة الأولى والثانية والثالثة وروى أبو داود والحاكم من
طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به
إلى الجمعة فسمع الاذان استغفر لأسعد بن زرارة الحديث وفيه كان أسعد أول من
جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم في حرة بني بياضة في نقيع الخضمات وذكر الواقدي
أنه مات على رأس تسعة أشهر من الهجرة رواه الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي
عن بن أبي الرجال وفيه فجاء بنو النجار فقالوا يا رسول الله مات نقيبا فنقب علينا
فقال أنا نقيبكم
208

وذكر بن إسحاق أنه مات والنبي صلى الله عليه وسلم يبني المسجد وقال الواقدي كان ذلك في شوال قال البغوي بلغني أنه أول من مات من
الصحابة بعد الهجرة وأنه أول ميت صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم
وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال أول من دفن بالبقيع أسعد بن
زرارة هذا قول الأنصار وأما المهاجرون فقالوا أول من دفن به عثمان بن مظعون
وروى الحاكم من طريق السراج في تاريخه ثم من طريق محمد بن عمارة عن
زينب بنت نبيط أن النبي صلى الله عليه وسلم حلى أمها وخالتها رعاثا من تبر وذهب فيه لؤلؤ وكان أبوهما
أسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل قال دخل
النبي صلى الله عليه وسلم على أسعد بن زرارة وكان أحد النقباء ليلة العقبة وقد أخذته الشوكة فكواه
الحديث وكذلك رواه الحاكم من طريق يونس عن الزهري
قلت هذا هو المحفوظ ورواه عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن أنس
أخرجه الحاكم أيضا وهي شاذة ورواه بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن
عائشة وهي شاذة أيضا ورواه زمعة بن صالح عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل عن
أبي أمامة أسعد بن زرارة وهذا موافق لرواية عبد الرزاق لأنه لم يرد بقوله عن أبي أمامة
أسعد بن زرارة الرواية وإنما أراد أن يقول عن قصة أسعد زرارة والله أعلم
وقد اتفق أهل المغازي والتواريخ على أنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل بدر
ووقع في الطبراني من طريق الشعبي عن زفر بن وثيمة من المغيرة بن شعبة أن
أسعد بن زرارة قال لعمر إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة
أشيم الضبابي من دية زوجها وهذا فيه نظر ولعله كان فيه أن سعد بن زرارة فصحف والله
أعلم وإلا فيحمل على أنه أسعد بن زرارة آخر انتهى
(112) أسعد بن زرارة ذكر في الذي قبله إن ثبت وسيأتي في ترجمة عبد الله بن
أسعد بن زرارة أن بعضهم روى الحديث المذكور في ترجمته فقال عن عبد الله بن أسعد
بن زرارة عن أبيه فلعله كان فيه بن أسعد قال وهو عبد الله هذا
(113) أسعد بن زيد بن الفاكه يأتي في أسعد بن يزيد
209

(114) أسعد بن سلامة الأشهلي الأنصاري روى أبو نعيم من طريق موسى بن
عقبة عن بن شهاب أنه استشهد يوم الجسر وتعقبه بن الأثير بأن الكلبي ذكره سعد
بغير ألف
قلت ويحتمل أن يكونا أخوين والله أعلم
(115) أسعد بن عبد الله بن مالك بن ثعلبة بن مالك الخزاعي قال الحاكم في
تاريخه أخبرني خلف بن محمد حدثنا موسى بن أفلح حدثنا سعيد بن سلم بن قتيبة
أخبرني جعفر بن لاهز بن قريظ أخبرني سليمان بن كثير الخزاعي وهو جد جعفر أبو أمة
عن أبيه كثير عن أبيه أمية بن أسعد عن أبيه أسعد بن عبد الله بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة ورويناه في الغرائب لأبي النرسي
وقد ذكره أبو موسى في الذيل من طريقه بن الأثير فأسقطا من بين الحاكم وجعفر
وهو فاحش وقد أخرجه بن عساكر في تاريخه في ترجمة سليمان بن كثير الخزاعي على
الصواب
(116) أسعد بن يربوع الأنصاري الخزرجي الساعدي قتل يوم اليمامة شهيدا ذكره
سيف بن عمر في الفتوح وتبعه أبو عمر
(117) أسعد بن يزيد بن الفاكه بن يزيد بن خلدة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة
الأنصاري الخزرجي ويقال بن زيد ذكره أبو موسى بن عقبة وابن الكلبي فيمن شهد
بدرا ولم يذكره بن إسحاق لكن ذكره سعد بن يزيد بغير الف ونسبه أبو نعيم نجاريا
فوهم
210

(118) أسعد بن عطية بن عبيد بن بجالة بن عوف بن ودم بن ذبيان بن هميم بن
هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة القضاعي البلوي ذكره بن يونس في تارخ
مصر وقال بايع تحت الشجرة وشهد فتح مصر له ذكر وليست له رواية
(119) الأسفع البكري ويقال بن الأسفع قال بن ماكولا هو بالفاء يقال له
صحبة أخرج حديثه الطبراني من طريق مسلم بن خالد عن بن جريج قال أخبرني عمر
بن عطاء مولى بن الأسفع رجل صدق عن الأسفع البكري أنه سمعه يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم
جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسان أي آية في القرآن أعظم فقال الله لا إله إلا
هو الحي القيوم رواه عبدان من طريق روح بن عبادة عن بن جريج عن
مولى الأسفع عن بن الأسفع وهو الأشهر
(120) الأسفع الجرمي هو بن شريح بن صريم بن عمرو بن رياح بن عوف بن
عميرة بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم قاله الطبري تبعا
لابن الكلبي وابن شاهين عن رحاله وذكره بن ماكولا في رياح بكسر الراء والياء
التحتانية واستدركه بن فتحون
(121) الأسقع بالقاف والد واثلة بن الأسقع البكري الليثي الصحابي المشهور ذكر
أبو سعد في شرف المصطفى شيئا يدل على أن له صحبة فأخرج من طريق هشام بن عمار
عن محمد بن شعيب عن يحيى بن أبي عمرو عن عمر بن عبد الله عن واثلة بن الأسقع
قال خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس الحديث وفيه ثم رجعت فوجدت
والدي جالسا مستقبل الشمس ضحى فسلمت عليه تسليم الاسلام فقال أصبوت قلت
نعم أسلمت قال عسى الله أن يجعل لك ولنا في ذلك خيرا قال فقعدت معه يعني
إلى زمن الفتح الحديث ثم وجدت له أصرح من ذلك فأخرج أبو نعيم من دلائل
النبوة من طريق أبي عاصم قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عمر بن الدرفس
قال حدثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة عن واثلة بن الأسقع قال كنا في الصفة وهم
عشرون رجلا فأصابنا جوع وكنت من أحدث أصحابي سنا فبعثوا بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
أشكو جوعهم
211

(122) الأسلع الأعرجي بالراء من بني الأعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن
تميم قال بن السكن حديثه في البصريين وفيه نظر
وقال بن حبان الأسلع السعدي رجل من بني الأعرج بن كعب يقال إن له صحبة
ولكن في إسناده خبره الربيع بن بدر
وقال الطبراني في الترجمة الأسلع بن شريك الأشجعي ثم ساق حديثه من طريقين عن
الربيع بن بدر حدثني أبي عن أبيه عن رجل يقال له الأسلع قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم
وأرحل له فقال لي ذات يوم يا أسلع قم فارحل فقلت يا رسول الله أصابتني
جنابة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قم يا أسلع فتيمم قال فقمت فتيممت ثم رحلت له فسار حتى مر بماء فقال لي
يا أسلع مس أو أمس هذا جلدك قال فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى
المرفقين انتهى
ثم ساقه من طريق يحيى الحماني عن الربيع فقال الأسلع رجل من بني الأعرج
بن كعب وكذا أخرجه إسماعيل القاضي في الاحكام عن يحيى ثم ساقه الطبراني أيضا
من طريق الهيثم بن رزيق عن أبيه عن الأسلع بن شريك قال كنت ارحل ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
فأصابتني جنابة في ليلة باردة وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة فكرهت أن ارحل ناقته
وأنا جنب وخشيت أن اغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فأمرت رجلا من الأنصار
فرحلها ووضعت أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت ثم لحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فقال يا أسلع مالي أرى رحلتك تغيرت فقلت يا رسول الله لم أرحلها رحلها رجل
من الأنصار قال ولم فقلت إني أصابتني جنابة فخشيت القر على نفسي فأمرته
فرحلها ووضعت أحجارا فأسخنت ماء فاغتسلت به فأنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا لا
تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * إلى قوله * (عفوا غفورا) *
قلت وهذه القصة فيها شبه يسير من الأولى وبينهما مغايرة ظاهرة فحمل الطبراني
وجماعة الامر على أن ذلك كله وقع للأسلع ويؤيد ذلك أن بن منده قال في ترجمته أسلع
بن شريك بن عوف الأعرجي ثم روى من طريق قيس بن حفص الدارمي قال سألت
بعص بني عم الأسلع عنه فقال هو الأسلع بن شريك بن عوف انتهى وقال خليفة في
تاريخه ومن بني الأعرج بن كعب الأسلع بن شريك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم ولم
212

أر في شئ من طرفه أنه أشجعي ولا يلتئم ذلك مع كونه من بني الأعرج بن كعب فلعله
وقع فيه تصحيف سمعي أراد أن يقول الأعرجي فقال الأشجعي وأما بن عبد البر ففرق
بين القصتين وجعلهما لرجلين كل من منهما يقال له الأسلع فالأول قال إنه الأسلع بن
الأسقع روى حديثه الربيع بن بدر والثاني الأسلع بن شريك الأعرجي التميمي ونسبه
الثاني إلى الأعرج يدل على أنه الأول فإن الأول ثبت أنه أعرجي وما أدري من أين له اسم
أبيه الأسقع فإن ثبت فلعله كان يسمى شريكا ويلقب الأسقع ووقع في أصله بخطه
الأعوجي بالواو وتعقبه الرشاطي فقال إنما هو بالراء وكذا وقع التيمي وتعقبه
الرشاطي أيضا وقد قال بن السكن في الأعرجي أيضا يقال له بن شريك فهدا يدل على
الوحدة والله أعلم
وحكى بن منده عن علي بن سعيد العسكري أن اسم الأسلع الحارث بن كعب
وأظنه خطأ والله أعلم
تنبيه وقع للشيخ مغلطاي في شرح البخاري في أول كتاب التيمم نسبة قصة الأسلع
هذا إلى الحافظ في كتاب البرهان ولفظه إن الأسلع الأعرجي كان يرحل
للنبي صلى الله عليه وسلم فقال للنبي صلى الله عليه وسلم إني جنب وليس عندي ماء فأنزل الله آية التيمم وهذا تقصير شديد منه مع
كثرة اطلاعه
(123) الأسلع بن شريك وقد قدمت خبره في ترجمة الذي قبله
(124) أسلم بن أوس بن بجرة يأتي في الذي بعده
(125) أسلم بن بجرة بفتح الموحدة وسكون الجيم الأنصاري نسبه بن
الكلبي فقال أسلم بن بجرة بن الحارث بن غيان بالغين المعجمة والياء التحتانية
المشددة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الخزرجي الساعدي هكذا نسبه بن
الكلبي وأما العدوي فقال أوس بدل غياث وقال بن ماكولا وقبله الدارقطني أسلم بن
أوس بجرة والباقي مثله وذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد
عن رجاله كذلك وتبعوا كلهم العدوي فإنه كذلك ذكره في نسب الأنصار وقال أنه شهد
213

أحدا وقال بن عبد البر لم يصح عندي نسبه وفي صحبته نظر
قلت قد نسبه بن الكلبي وهو عمدة النسابين كما ذكرناه وتبعه بن شاهين وابن
قانع وغيرهما وروى الطبراني في الصغير من طريق الزبير بن بكار عن عبد الله بن
عمرو الفهري عن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم
الأنصاري قال جعلني النبي صلى الله عليه وسلم على أسارى قريظة الحديث وقال لا يروي عن أسلم
الا بهذا الاسناد تفرد به الزبير انتهى
وقد رواه الطبراني نفسه في الكبير من وجه آخر أخرجه من طريق إسحاق بن أبي
فروة عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة عن أبيه عن أسلم بن بجرة مثله ومن هذا
الوجه الثاني أخرجه بن السكن وقال لا يثبت وابن منده استغربه وقال بن عبد البر
حديثه يدور على إسحاق كذا قال وفرق بن الأثير بين أسلم بن بجرة وبين أسلم بن أوس
بن بجرة وهما واحد كما ترى ويحتمل على بعد أن يكون أحدهما بن أخي الآخر
وتوافقا في الاسم والله أعلم وقال بن عبد البر هو أحد من منع من دفن عثمان
بالبقيع ونقل البغوي عن أبي عبيد قال أسلم بن الحصين بن النعمان الأوسي يكنى أبا
جبيرة وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك
قلت أخرج ذلك بن شبة في خبر المدينة من طريق مخلد بن خفاف عن عروة وقال
منعهم من دفن عثمان بالبقيع أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي
(126) أسلم بن جبيرة بن حصين بن جبيرة بن حصين بن النعمان بن سنان بن عبد
الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي نسبه بن الكلبي وقال بن منده أسلم بن الحصين
وساق نسبه ذكره البخاري في الصحابة ولم يذكر له حديثا ونقل البغوي عن أبي عبيد
قال أسلم بن الحصين بن النعمان الأوسي يكنى أبا جبيرة وهو غير أبي جبيرة قيس بن
الضحاك
قلت فالاختلاف في نسبه كالاختلاف في الذي قبله والاحتمال فيهما كذلك والله
أعلم
(127) أسلم بن حصين مضى في الذي قبله
214

(128) أسلم بن الحارث بن عبد المطلب بن هشام الهاشمي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخو نوفل ذكره محمد بن عمر الحافظ الجعابي فيمن حدث هو وولده عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلته من خط
مغلطاي
(129) أسلم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بن منده روى إسحاق بن سليمان عن سعيد بن
عبد الرحمن المدني قال كان رافع وأسلم خادمين للنبي صلى الله عليه وسلم يعني اللذين ذكرهما عمر بن الخطاب
في قوله
وكن رفيق رافع وأسلم واخدم الأقوام كيما تخدم
وهو خبر رواه بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده
قال ما شعرنا ليلة ونحن مع عمر الا وقد رحل رواحلنا وأخذ راحلته فرحلها وأيقظنا وهو
يرتجز فذكر هذا البيت
(130) أسلم يقال هو اسم أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بكنيته أشهر
وسيأتي هناك وممن جزم بأن اسمه أسلم البخاري
(131) أسلم مولى عمر روى بن منده من طريق عبد المنعم بن بشير عن عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أنه سافر مع النبي صلى الله عليه وسلم سفرتين
والمعروف أن عمر اشترى أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ذكره بن إسحاق وغيره
كما سنورده في القسم الثالث إن شاء الله تعالى
215

(132) أسلم الراعي الأسود قال بن إسحاق في المغازي حدثني أبي إسحاق بن
يسار أن راعيا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محاصر لبعض حصون خيبر ومعه غنم كان
أجيرا فيها لرجل يهودي فقال يا رسول الله اعرض علي الاسلام فأسلم كذا ذكره بن
عبد البر
واعترضه بن الأثير بأنه ليس في شئ من السياقات أن اسمه أسلم وهو اعتراض
متجه وقد سماه أبو نعيم يسارا كما سيأتي في الياء التحتانية إن شاء الله تعالى
وقال الرشاطي في الأنساب أسلم الحبشي أسلم يوم خيبر وقاتل فقتل وما صلى
صلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن معه الآن زوجته من الحور العين
(133) أسلم بن سليم الصريمي عم خنساء بنت معاوية بن سليم سماه بن منده
وقال أبو نعيم لا يصح ذلك يعني وإنما يروي عن خنساء عن عمها غير مسمى
(134) أسلم بن عبيدة ذكره الدمياطي في موالي النبي صلى الله عليه وسلم ولعله بعض من
تقدم
(135) أسلم بن عميرة بفتح العين بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة
الأنصاري الحارثي شهد أحدا قاله محمد بن سعد والطبري أخرجه بن عبد البر
(136) أسلم الطائي ذكر الواقدي أنه كان مولى لرجل من نبهان وأن عليا أصابه
حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طئ في ربيع الآخر سنة تسع فعرض عليه الاسلام فدله على
عوراتهم فأغار عليهم وسبى آل عدي بن حاتم وأخته ثم أسلم أسلم وذكره الطبري
أيضا وأخرجه بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن يزيد عن رجاله وذكر بن
سعد والطبري أيضا أنه حضر مع خالد بن الوليد يوم اليمامة وأبلى بلاء حسنا واستدركه
بن فتحون
(137) أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر
216

بن ثعلبة بن مالك بن أفصى الأسلمي يكنى أبا هند نسبه بن الكلبي وقال قال بن عبد البر
أسماء بن حارثة بن هند بن عبد الله والباقي مثله
وذكر هند في نسبه غلط وإنما هند أخوه وروى أحمد بن منده من طريق يحيى بن
هند بن حارثة وكان هند من أصحاب الحديبية وأخوه هو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
قومه يأمرهم بصيام عاشوراء وهو أسماء بن حارثة قال يحيى بن هند عن أسماء بن
حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وقال مر قومك فليصوموا هذا اليوم الحديث
وروى عن الأوزاعي عن بن حرملة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أسماء بن
حارثة نحوه وعن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت قال بعث
النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بن حارثة
وروى الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي عن سعيد بن عطاء بن أبي مروان
عن أبيه عن جده عن أسماء بن حارثة أخرجه من طريق يزيد بن إبراهيم عن بن
سيرين عن أبي هريرة ما كنت أرى هندا وأسماء ابني حارثة الا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم
من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه
قال بن سعد عن الواقدي مات أسماء سنة ست وستين بالبصرة وهو بن ثمانين
سنة وكان من أهل الصفة قال وقال الواقدي مات في خلافة معاوية أيام زياد
وكان موت زياد سنة ثلاث وخمسين
(138) أسماء بن ربان بن معاوية بن مالك بن الحارث بن رفاعة بن عذرة بن عدي
بن شمس بن طرود بن قدامة بن جرم الجرمي قال بن سعد في الطبقات وابن الكلبي
خاصم بني عقيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في العقيق فقضى به لجرم وهو ماء في أرض بني عامر
217

وليس الذي بالمدينة وكذا أخرجه بن شاهين عن محمد بن محمد عن رجاله وهو
القائل
وإني أخو جرم كما قد علمتم إذا اجتمعت عند النبي المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه فإني بما قال النبي لقانع
(139) أسماء بن مالك الكعبي ذكره البارودي وأخرجه من طريق قرة بن
خالد سمعت يزيد بن الشخير قال كنا بالمربد فأتى علينا رجل من أهل البادية
فذكر الحديث وهو معروف بالنمر بن تولب كما سيأتي في موضعه واستدركه بن
فتحون
وقال بن حبان أسماء بن مالك العكلي له صحبة وروى عنه البصريون
(140) إسماعيل رجل من الصحابة نزل البصرة روى مسلم من طريق وكيع
عن إسماعيل بن أبي خالد ومسعر بن كدام والبختري بن المختار والنسائي من طريق
أبي إسحاق السبيعي ومسلم أيضا من طريق عبد الملك بن عمير كلهم عن أبي بكر بن
عمارة بن رويبة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار رجل صلى قبل طلوع
الشمس وقبل غروبها
ورويناه في خبر عبد الله الجابري قال حدثنا بن أبي المثنى حدثنا جعفر بن عون
عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة قال جاء شيخ من أهل
البصرة إلى أبي فقال حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره فقال الشيخ أنت
سمعته قال سمعته أذناي ووعاه قلبي فقال الشيخ وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله
وما علمت أحدا وافقني عليه ورواه بن خزيمة في صحيحه عن بندار عن يزيد بن
هارون عن إسماعيل فقال فيه شيخ من أهل البصرة يقال له إسماعيل أخرجه بن منده
عن إبراهيم بن محمد عن بن خزيمة ولا نعرف تسمية هذا الشيخ الا في هذه الرواية وهي
رواية صحيحة والله أعلم
218

(141) إسماعيل بن سعيد بن عبيد بن أسيد بن عمرو بن علاج الثقفي سيأتي في
ترجمة أبيه أن له صحبة وإسماعيل المذكور كان معه وشهد موت أمية بن أبي الصلت
وذلك فيما رواه البخاري في تاريخه عن الجراح بن مخلد عن العلاء بن الفضل سمع
محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد عن أبيه عن جده عن جد
أبيه قال شهدت أمية بن أبي الصلت عند الموت فذكر الحديث بطوله
وقد أخرجه بن منده في ترجمة طريح بن طريق عمرو بن علي عن العلاء بن الفضل
عن محمد بن إسماعيل بن طريح عن أبيه عن جده قال حضرت أمية وكذلك أخرجه
بن السكن عن المحاملي عن محمد بن صالح عن العلاء
وما قاله البخاري هو المعتمد ويمكن رد الرواية الثانية إلى الأولى بأن يعود الضمير
في جده على إسماعيل لا على محمد
وسقط عند بن قانع وابن منده بين طريح وسعيد ذكر إسماعيل وهو غلط
وقد ساق الزبير بن بكار نسبه على الصواب والله أعلم
وكانت وفاة أمية بن أبي الصلت بعد وقعة بدر بمدة
وقد ذكر بن عبد البر أنه لم يبق من قريش وثقيف أحد بعد حجة الوداع إلا أسلم
واستدركه بن فتحون
(142) إسماعيل بن عبد الله الغفاري ويقال الأشجعي ذكر الثعلبي في التفسير وهبة
الله بن سلامة في الناسخ عن الكلبي ومقاتل أنه طلق امرأته قتيلة على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلم بحملها ثم علم فراجعها فولدت فماتت ومات ولدها فنزلت
* (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) * الآية استدركه بن فتحون
(143) أسمر بن أبيض يأتي قريبا
(144) أسمر بن ساعد بن هلوات بن المازني روى بن منده من طريق أحمد بن داود
بن أسمر بن ساعد قال حدثني أبي داود حدثنا أبي أسمر بن ساعد قال وفدت
مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أن أبانا شيخ كبير يعني هلوات وقد سمع بك وليس به
نهوض وقد وجه إليك بلطف الاعراب فقبل منه الهدية ودعا له ولولده
219

(145) أسمر بن مضرس الطائي قال البخاري وابن السكن له صحبة وحديث
واحد
وقال أبو عمر هو أخو عروة بن مضرس وهو أعرابي
وقال بن منده هو أسمر بن أبيض بن مضرس زاد في نسبه أبيض وقال عداده في
أهل البصرة
قلت وأخرج حديثه أبو داود بإسناد حسن قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته فقال
من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له
(146) الأسود بن أبيض ذكر أبو موسى عن عبدان أن حماد بن سلمة سماه في
جملة من قتل بن أبي الحقيق والمعروف فيهم أسود بن خزاعي وأسود بن حرام كما
سيأتي
(147) الأسود بن أبي الأسود النهدي روى بن منده من طريق يونس بن بكير
عن عنبسة بن الأزهر عن بن الأسود النهدي عن أبيه قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار
فدميت أصبعه فقال
هل أنت الا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت
قال بن منده في الترجمة الأسود بن أبي الأسود وهذه عادته فيمن لا يعرف اسم
أبيه يجعل له من اسم صاحب الترجمة كنية
وقد ترجم له قبله البغوي فقال الأسود ولم ينسبه ثم ساق حديثه ووقع عنده
عن أبي الأسود أو بن الأسود عن أبيه وقال لا أعلم بهذا الاسناد غيره
قال أبو نعيم الصحيح ما رواه الثوري وشعبة وابن عيينة وغيرهم عن الأسود
220

بن قيس عن جندب البجلي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فدميت أصبعه
الحديث
وتعقبه بن الأثير بأن جندبا لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار يعني دخله لما هاجر
إلى المدينة
قلت وصواب العبارة كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار كذا ثبت في الطرق الصحيحة
وأراد غارا من الغيران لا الغار المعهود والله أعلم
(148) الأسود بن أصرم المحاربي قال بن حبان عداده في أهل الشام وروايته
فيهم
وذكره أبو زرعة الدمشقي وابن سميع وابن عبد البر فيمن نزل الشام من الصحابة
وقال بن السكن مخرج حديثه في أهل الشام ورواه الطبراني من طريق عبد الوهاب بن
بخت عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أسود بن أصرم المحاربي أنه قدم بإبل له سمان
إلى المدينة في زمن محل فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما أردت بها قال خادما فقال
من عنده خادم فقال عثمان عندي فأتاه بها فلما رآها قال مثلها أريد قال فخذها وقبض رسول
الله صلى الله عليه وسلم إبله فقال أسود يا رسول الله أوصني قال لا تقل بلسانك إلا معروفا ولا
تبسط يدك الا إلى خير
أخرجه البغوي مختصرا وقال لا أعلم له غيره ولم يحدث به غير أبي عبد الرحيم
عن عبد الوهاب انتهى
وقد أخرجه بن السكن والبخاري في تاريخه وابن أبي الدنيا في الصمت من وجه
آخر عن سليمان قال حدثني أسود بن أصرم نحوه لكن قال البخاري في إسناده
نظر
(149) الأسود بن أبي البختري واسمه العاص بن هاشم بن الحارث بن أسد
بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أمة عاتكة بنت أمية بن الحارث بن أسد قتل أبوه
يوم بدر كافرا وأسلم هو يوم الفتح وقال الزبير بن بكار حدثنا سفيان بن عيينة عن
221

عمرو بن دينار قال بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة إلى المدينة وأمره أن يستثير رجلا من
بني أسد يقال له الأسود بن فلان فلما دخل المسجد سد الأبواب وأراد قتلهم حتى نهاه
الأسود قال الزبير هو الأسود بن أبي البختري وكان الناس اصطلحوا عليه بالمدينة أيام
حرب علي ومعاوية وذكر الزبير أيضا أنه قال لأخته أم عبد الله بنت أبي البختري لما أرسل
زوجها عدي بن نوفل يطلبها إذا استعمله عمر على حضر موت قد بلغ الامر من بن عمك
فاشخصي إليه ففعلت وفي ابنه سعيد بن الأسود تقول امرأة
الا ليتني أشري وشاحي ودملجي بنظرة عين من سعيد بن أسود
وكان سعيد بن الأسود هذا رجلا في أيام عثمان قال بن أبي شيبة حدثنا عفان
حدثنا معتمر سمعت أبي عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى بني أسيد فذكر حديث قتل
عثمان بطوله وفيه ولقد رأيت سعيد بن الأسود بن أبي البختري وأنه ليضرب رجلا
بعرض السيف ولو شاء أن يقتله لقتله ولكن عثمان عزم عليهم فأمسكوا
(150) الأسود بن البختري بن خويلد قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة
وروى عن الحسن بن مدرك عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن أبي مالك عن أبي
حازم عن الأسود بن البختري بن خويلد قال يا رسول الله أعظم لأجري أن استغني عن
قومي رجاله ثقات مع إرساله ومال بن الأثير إلى أنه هو الأول
قلت وظاهر السياق يأبى ذلك
(151) الأسود بن ثعلبة اليربوعي ذكره بن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة
وقال بن حبان يقال إن له صحبة وذكره بن شاهين وابن منده وأبو نعيم وابن عبد
البر ولم يزيد وفي ترجمته على ما حكاه بن سعد عن الواقدي أنه شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم
في حجة الوداع
(152) الأسود بن حازم بن صفوان بن عرار روى بن منده من طريق أبي أحمد بحير
222

بن النضر عن أبي جميل عباد بن هشام وكان مؤذنا في بمجكث قرية من قرى بخارى
قال رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الأسود بن حازم بن صفوان وكنت آتيه
مع أبي وأنا يومئذ بن ست أو سبع سنين فقال شهدت غزوة الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا
بن ثلاثين سنة
قلت إسناده ضعيف جدا
(153) الأسود بن حرام مضى في الأسود بن أبيض ويأتي في الذي بعده وذكره
عمر بن شبة عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة فيمن قتل بن أبي الحقيق لكنه قال
أسعد بن حرام كما مضى
(154) الأسود بن خزاعي الأسلمي حليف بني سلمة من الأنصار ذكره موسى بن
عقبة عن بن شهاب في قتلة بن أبي الحقيق قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك
وعبد الله بن أنيس وأبا قتادة ومسعود بن سنان وأسود بن خزاعي وأسود بن حرام
فذكر القصة وسماه بن إسحاق خزاعي بن الأسود وكذلك معمر عن الزهري وروى بن
منده من طريق الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن
أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر خيبر أمر عليا بقتالهم فبرز رجل مدجج فنزل إليه
الأسود بن خزاعي فقتله الأسود وأخذ سلبه
وقال الطبري شهد الأسود بن خزاعي أحدا وذكر الوافدي أنه سار مع علي إلى
اليمن لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أيضا أنه شهد لأبي قتادة بسلب قتيله يوم حنين
(155) الأسود بن خطامة الكناني روى بن منده من طريق إبراهيم بن المنذر
حدثني عبد الملك بن يحيى حدثني إسماعيل بن النضر بن الأسود بن خطامة من بني
كنانة عن أبيه عن جده قال خرج زهير بن خطامة وافدا حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسلم ثم قال إن لنا حمى في الجاهلية فاحمه لنا ثم ذكر إسلام الأسود بطوله
223

كذا هو في الأصل مختصرا والاسناد مجهول
(156) الأسود بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي ذكره خليفة في
الصحابة وقال بن حبان يقال إن له صحبة وفي إسناده بعض النظر
ووهم بن سعد في ترجمة فأورد فيها حديث الأسود بن خلف بن عبد يغوث الآتي
وتفطن لذلك الذهبي لكن ما أفصح بالمراد بل ذكر ترجمة هذا عقب ترجمة بن عبد
يغوث ثم قال هو الذي قبله فيما أرى انتهى وليسا واحدا بل هما اثنان متغايران لكن
الحديث لابن عبد يغوث
(157) الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي كذا نسبه البخاري في ترجمته وفي
ترجمة ابنه محمد وقال بن السكن يقال أنه من بني جمح ورجحه بن عبد البر وتعقب
ذلك بن الأثير بأنه ليس في بني جمح أحد اسمه عبد يغوث
وقال بن منده هو زهري وقال العسكري قال مطين هو قرشي أسلم يوم
الفتح وعبد يغوث هو بن وهب بن زهرة وكان له بن يقال له الأسود بن عبد يغوث
وكان أحد المستهزئين ومات على كفره وكان الأسود بن خلف يسمى باسم عمه والله
أعلم
وقال الإمام أحمد في مسنده حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال
أخبرني بن خثيم أن محمد بن الأسود بن خلف أخبره أن أبا الأسود رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبايع
الناس عند قرن مصقلة وأخرجه الحاكم من رواية بن جريج وقال فيه أن أباه حدثه أنه
رأى قال البغوي وابن السكن لم يحدث به غير بن جريج وروى البغوي من طريق
عبد الرزاق عن معمر عن بن خثيم بهذا الاسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حسنا فقبله وقال إن
الولد مبخلة مجبنة قال البغوي وابن السكن والدارقطني تفرد به معمر وقال البغوي
224

وابن السكن ليس للأسود غير هذين الحديثين انتهى
وقد وجدت له ثالثا أخرجه البزار عن بشر بن معاذ عن فضيل بن سليما عن بن
خثيم عن محمد بن خلف عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجدد أنصاب الحرم وأخرجه
الطبراني عن البزار وله رابع قال البخاري في تاريخه حدثنا معلى حدثنا وهيب عن
بن خثيم حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث عن أبيه إنهم وجدوا كتابا
أسفل المقام فدعت قريش رجلا من حمير فقال إن فيه لحرفا لو أحدثكموه لقتلتموني
قال فظننا أن فيه ذكر محمد صلى الله عليه وسلم فكتمناه
(158) الأسود بن ربيعة بن الأسود اليشكري روى بن منده من طريق
الحارث بن عبيد الأيادي حدثني عباية أو بن عباية رجل من بني ثعلبة عن الأسود بن
ربيعة بن الأسود اليشكري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا فقال الا إن دماء الجاهلية
وغيرها تحت قدمي الا السقاية والسدانة إسناد مجهول لكن ذكره أبو عبيدة في كتاب
الارحاء والمحاجم ومآثر العرب قال كان من مآثر يشكر في الجاهلية أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب
يوم الفتح فقال ألا إن كل مكرمة كانت في الجاهلية فقد جعلتها تحت قدمي الا السقاية
والسدانة فقام إليه الأسود بن ربيعة بن أبي الأسود بن بن مالك بن ربيعة بن جميل بن
ثعلبة بن عمرو بن عثمان بن حبيب بن يشكر فقال يا رسول الله إن أبي كان تصدق بمال
من ماله على بن السبيل في الجاهلية فإن تكن لي مكرمة تركتها وإلا تكن لي مكرمة فأنا
أحق بها فقال بل هي لك مكرمة فتقبلها قال وإياها أراد الفرزدق حين
قال لجرير
هلم إلى الحكام بكر بن وائل ولا تك مثل الحائر المتردد
إلى اليشكريين الكرام فعالهم بني مطعم الأضياف في آل أسود
(159) الأسود بن ربيعة الحنظلي من بني ربيعة بن مالك بن حنظلة ذكره بن
شاهين وسيأتي ذكره في الأسود بن عبس
225

(160) الأسود بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن
سعد بن علي بن أسد بن ساردة الأنصاري الخزرجي ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب
فيمن شهد بدرا وذكره بن عبد البر فصحف ثعلبة فجعله قطبة قال ويقال الأسود بن
رزم بن زيد بن قطبة بن غنم كذا قال قطبة في الموضعين فصحف
وفي كتاب بن هشام قيل هو الأسود بن رزين بن زيد ثعلبة كذا وقع فيه
رزين بالنون وقيل هو سواد بن زيد وسيأتي في حرف السين
(161) الأسود بن سريع بن حمير بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن
مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي الشاعر المشهور
روى البخاري في تاريخه عن مسلم بن إبراهيم عن السري بن يحيى عن الحسن
البصري قال حدثنا الأسود بن سريع قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع غزوات وأخرجه بن
حبان وابن السكن من طريق السري وروى البخاري في الأدب المفرد له حديثا آخر
وقال أحمد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن
الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع وعن قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يدلون يوم القيامة بحجة الحديث رواه بن
حبان في صحيحه من طريق إسحاق بن إبراهيم عن معاذ بن هشام وروى الحاكم من
طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن الأسود بن سريع أنه قال يا رسول الله ألا أنشدك
محامد الحديث
قال البغوي كان شاعرا وكان في أول الاسلام قاصا ثم روى من طريق السري بن
يحيى عن الحسن أنه كان أول من قص في مسجد البصرة وقال خليفة كانت له دار
بحضرة الجامع بالبصرة توفي في عهد معاوية وقال بن أبي خيثمة عن أحمد وابن
معين مات سنة اثنتين وأربعين
226

وقال البخاري قال علي فقد أيام الجمل وبذلك حزم أبو حاتم وأبو داود وابن
السكن وابن حبان وابن زبر وغيرهم
وروى الباوردي عن الحسن قال لما قتل عثمان ركب الأسود سفينة وحمل معه
أهله وعياله فانطلق فما رئي بعد
(162) الأسود بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
القرشي المخزومي بن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أم سلمة ذكره بن عبد البر
وقال في صحبته نظر
قلت وذكره العدوي في النسب وقال كان في بدر أسيرا انتهى
وذكر الزبير أن أباه سفيان قتل يوم بدر كافرا قتله حمزة بن عبد المطلب فهو من
أهل هذا القسم وذكر أيضا أنه تزوج أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب فولدت له
الأسود
وسيأتي ذكر أخيه عبد الله بن سفيان وغيره من إخوته
(163) الأسود بن سلمة بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي
ذكره بن الكلبي فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه ابنه يزيد وهو غلام
فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الطبري وأبو موسى في الذيل واستدركه بن فتحون
(164) الأسود بن عبد الله السدوسي اليماني أحد من وفد مع بشير بن
الخصاصية يأتي في عبد الله بن الأسود
(165) الأسود بن عبس بن أسماء بن وهب بن رياح بن عوذ بن منقذ بن كعب بن
ربيعة الجوع بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ذكر هشام الكلبي أنه وفد على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئت لأقترب إلى الله بصحبتك فسماه المقرب
وذكر سيف بن عمر عن ورقاء بن عبد الرحمن الحنظلي قال قدم على رسول
227

الله صلى الله عليه وسلم الأسود بن ربيعة من ولد ربيعة بن مالك بن حنظلة فقال ما أقدمك قال اقترب
بصحبتك فترك الأسود وسمي المقرب وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي صفين
وروى الطبري أن عمر استعمل الأسود بن ربيعة أحد بني ربيعة بن مالك على جند
البصرة وهو صحابي مهاجري وهو الذي قال جئت لأقترب فسمي المقرب قال بعض
الحفاظ لعل بعضهم نسبه إلى جده الاعلى ربيعة والله أعلم
(166) الأسود بن عمران البكري روى بن منده من طريق ميسرة الهدى عن
أبي المحجل عن عمران بن الأسود أو الأسود بن عمران قال كنت رسول قومي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخلوا في الاسلام ووافدهم قال بن عبد البر في إسناد حديثه مقال
قلت ما فيه غير أبي المحجل وهو مجهول
(167) الأسود بن عوف الزهري أخو عبد الرحمن أحد العشرة قال بن سعد
أسلم هو وأخوه عبد الله يوم الفتح وقال بن عبد البر تبعا للزبير هاجر قبل الفتح وهو
والد جابر الذي ولي المدينة لابن الزبير ولجابر قصة في الموطأ وقتل أخواه محمد
وعباس ابنا الأسود مع بن الأشعث بالرواية
(168) الأسود بن عويم السدوسي روى بن منده من طريق حبيب السدوسي
عن الأسود بن عويم قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين الحرة والأمة فقال للحرة
يومان وللأمة يوم وفي إسناده علي بن قرين وقد كذبه بن معين
(169) الأسود بن مسعود الثقفي ذكر عمر بن شبة من طريق الشعبي أنه جاوب
ظبيان بن كداد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل ذكر وفوده فيه وأورد له شعرا يمدح
به النبي صلى الله عليه وسلم فمنه
أمسيت أعبد ربي لا شريك له رب العباد إذا ما حصل اليسر
أنت الرسول الذي ترجى فواضله عند القحوط إذا ما أخطأ المطر
228

ذكره بن فتحون في الذيل
(170) الأسود بن مالك الأسدي اليماني أخوه الحدرجان روى بن منده من طريق
أحفاده عنه قال قدمت أنا وأخي الأسود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنا به وصدقنا به قال وكان
جزء والأسود قد خدما النبي صلى الله عليه وسلم وصحباه قال بن منده تفرد به إسحاق الرملي
قلت وهم مجهولون
(171) الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي
الأسدي بن أخي خديجة كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية ذكره بن إسحاق وأمه
فريعة بنت عدي بن نوفل بن عبد مناف وهاجر إلى المدينة بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم وهو جد
أبي الأسد محمد بن عبد الرحمن بن الأسود يتيم عروة وكان أبوه نوفل شديدا على
المسلمين في أول الاسلام
(172) الأسود بن وهب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري خال النبي صلى الله عليه وسلم
روى بن الأعرابي في معجمه من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي
محمد بن رستم الثقفي سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخاله الأسود بن
وهب الا أعلمك كلمات من يرد الله به خيرا يعلمهن إياه ثم لا ينسيه أبدا قال بلى يا
رسول الله قال اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي وخذ إلى الخير بناصيتي
واجعل الاسلام منتهى رضاي الحديث
وروى بن منده من طريق محمد بن العباس بن خلف عن عمرو بن أبي سلمة عن
صدقة السمين عن أبي معيد حفص بن غيلان بن زيد بن أسلم حدثني وهب بن
الأسود بن وهب خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له الا أنبئك بشئ
عسى الله أن ينفعك به قال بلى يا رسول الله قال أن الربا أبواب الباب منه عدل
سبعين حوبا أدناها فجرة كاضطجاع الرجل مع أمه وإن أربى الربا استطالة المرء في
عرض أخيه بغير حق
229

ورواه بن قانع في معجمه من طريق أبي بكر بن الأعين عن عمرو بن أبي سلمة
فقال عن وهب بن الأسود خال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل عن أبيه وادخل بين صدقة وزيد
الحكم الأيلي والحكم وصدقة ضعيفان وروى عن القاسم عن عائشة أن الأسود بن وهب
خال النبي صلى الله عليه وسلم استأذن عليه فقال يا خال ادخل فدخل فبسط له رداءه الحديث
رواه بن شاهين وفي إسناده عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي وهو ضعيف
(173) الأسود بن هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن خزيمة بن
مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وكان أبوه هشام هو الذي قام في نقض الصحيفة التي
اكتتبتها قريش على بني هاشم وذلك قبل موت أبي طالب ثم أسلم هشام وكان من
المؤلفة ذكره الزبير بن بكار
(174) الأسود الذي غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه تقدم في أبيض
ذكر من اسمه أسيد بفتح الهمزة وكسر السين
(175) أسيد بن أبي أناس بن زنيم بن عمرو بن عبد الله بن بن جابر بن محمية بن عبد بن
عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الدئلي بن أخي سارية ضبطه
العسكري والدار قطني بفتح أوله المرزباني بضم أوله ورد ذلك بن ماكولا
وروى بن شاهين من طريق المدائني عن رجاله من طرق كثيرة إلى بن عباس
وغيره قالوا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهب
وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم فذكر قصتهم مطولة
وفيها قالوا إنا لا نريد قتالك ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك ثم أسلموا واستأمنوا
لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يقال له أسيد بن أبي أناس فتبرأوا منه فبلغ
أسيدا ذلك فأتى الطائف فأقام به فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف
فقال له بابن أخي أخرج إليه فإنه لا يقتل من أتاه فخرج إليه فأسلم ووضع يده في
يده فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بأبيات
وهذه القصة أن أسيدا لما أراد الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم خرج معه بامرأته وهي حامل
230

فوضعت له ولدا في قرن الثعالب
وذكر العسكري أنه كان رثى أهل بدر فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه بذلك قال أخبرنا بذلك
بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة معمر بن المثنى
وقد رويت نظير قصته لانس بن زنيم كما سيأتي في ترجمته ويحتمل وقوع ذلك
لهما والله أعلم
ونقل أبو بكر بن العربي القاضي عن أبي عامر العبدري أنه قال أسلم أسيد هذا
وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وأظنه أدرك أحدا ورد ذلك بن العربي على شيخه بما تقدم ثم وجدت
في فضائل علي رضي الله تعالى عنه جمع المميد بن النعمان الرافضي نحو ما ذكر العبدي فإنه
ذكر قصة بدر ثم قال في آخرها فيما صنعه رضي الله تعالى عنه يوم بدر يقول أسيد بن أبي أناس
يخاطب قريشا بقوله
في كل مجمع غاية أخزاكم جذع يفوق على المذاكي القرح
هذا بن فاطمة الذي أفناكم ذبحا وقتلا بغضه لم يربح
لله دركم ألما تذكروا قد يذكر الحر الكريم ويستحي
والذي ذكره الزبير أن أسيدا أنشد قريشا هذه الأبيات لما ساروا إلى أحد
(176) أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن سلمة بن عبد الله بن غيرة بن عوف
بن ثقيف الثقفي حليف بني زهرة ذكره العسكري وغيره من الصحابة
وقال الواقدي أسلم يوم الفتح وشهد حنينا وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل
ضبطه بن ماكولا وغيره بالفتح وأبوه بالجيم والياء التحتانية وهو جد عمر بن أبي
سفيان بن أسيد بن جارية شيخ الزهري الذي خرج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة
231

(177) أسيد بن سعية تقدم في أسد بفتح السين بغير ياء ووقع بالكسر والياء
عند بن إسحاق ونقل بن عبد البر عن البخاري أنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحكى بن
ماكولا الخلاف فيه هل هو بالفتح أو بالضم وصحح أنه بالفتح تبعا للدارقطني وقد اختلف
في ذلك عن بن إسحاق واختلف أيضا في اسم أبيه فقيل سعنة بالنون وقيل بالياء
التحتانية
(178) أسيد من ذرية الفطيون قال له النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أدم جماله فلم
يشب وهو مشهور بكنيته أبو المقشعر ذكره الكلبي في أوائل نسب قحطان كذلك
(179) أسيد بن صفوان نسبه بن قانع سلميا وقال الباوردي يقال أنه صحابي
وليس له رواية الا عن علي
وقال بن السكن ليس بالمعروف في الصحابة وروى بن ماجة في التفسير وأبو
زكريا في طبقات أهل الموصل وغير واحد من طريق عمر بن إبراهيم الهاشمي أحد
المتروكين عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم
قال لما توفي أبو بكر الصديق ارتجت المدينة بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض
النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث مطولا
(180) أسيد المزني قال بن ماكولا له صحبة روى بن السكن وابن منده
232

من طريق بن وهب عن عمر بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة
عن رجل من قومه يقال له أسيد المزني قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد أن أسأله وعنده رجل
يسأله فأعرض عنه مرتين أو ثلاثا ثم قال من كان عنده أوقية ثم سأل فقد سأل
إلحافا
قال بن السكن إسناده صالح ولم أقف على نسبه وقال بن منده تفرد به بن
وهب
ذكر من اسمه أسيد بالضم
(181) أسيد بن أحيحة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي
الجمحي بن أخي صفوان بن أمية من مسلمة الفتح
قال الزبير بن بكار فولد أحيحة بن أمية بن خلف أسيد بن أحيحة فولد أسيد
عليا وكان يكنى أبا ريحانة وكان من أصحاب معاوية وكان مباينا لعبد الله بن الزبير
فتقاول هو وابن عمه عبد الله بن صفوان بن أمية في أمره فسار إلى الشام ورجع مع
جيوش يزيد بن معاوية فحاصر بن الزبير
وهو بن عم أبي دهبل وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة
وحكى الفاكهي عن الزبير أنه كان يقال له عليل بالتصغير وأنه لحق بعبد
الملك فاستمده للحجاج فأمده بطارق في أربعة آلاف فأشرف أبو ريحانة على أبي
قبيس فصاح أبو ريحانة أليس قد أخزاكم الله قال له بن أبي عتيق وكان مع بن
الزبير بلى والله
(182) أسيد بن الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة ذكره عمر بن شبة
فيمن سكن المدينة من الصحابة استدركه بن فتحون
233

(183) أسيد بن ثعلبة الأنصاري ذكر بن عبد البر أنه شهد بدرا وشهد صفين
مع علي
(184) أسيد بن أبي الجدعاء ذكره بن ماكولا وقال يقال له صحبة أورده أبو
موسى في الذيل
قلت قضية كلام بن ماكولا انه روى عنه عبد الله بن شقيق والذي أعرفه في اسم
شيخه عبد الله بن شقيق أن اسمه عبد الله فلعله أخوه
(185) أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن
عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي يكنى أبا يحيى وأبا عتيك وكان أبوه حضير فارس
الأوس ورئيسهم يوم بعاث وكان أسيد من السابقين إلى الاسلام وهو أحد النقباء ليلة
العقبة وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ
واختلف في شهوده بدرا قال بن سعد كان شريفا كاملا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه
وبين زيد بن حارثة وكان ممن ثبت يوم أحد وجرح حينئذ سبع جراحات
وقال بن السكن شهد بدرا والعقبة وكان من النقباء وأنكر غيره عده في
أهل بدر وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما
234

وقال البغوي حدثنا بن زنبور حدثنا بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أسيد بن خضير
وقال بن إسحاق حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة
قالت ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل كلهم من بني عبد الأشهل
سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر
وأخرج أحمد في مسنده من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي عن عائشة
قالت كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول لو أني أكون كما أكون على
أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو اقرؤه وحين أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا
شهدت جنازة
وروى الواقدي من طريق عبد الله التيمي قال كان أبو بكر لا يقدم أحدا
من الأنصار على أسيد بن حضير
وروى البخاري في تاريخه عن بن عمر قال لما مات أسيد بن حضير قال عمر
لغرمائه فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه
وروى بن السكن من طريق بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات
أسيد بن حضير باع عمر ماله ثلاث سنين فوفى بها دينه وقال لا اترك بني أخي عالة
فرد الأرض وباع ثمرها
وأرخ البغوي وغيره وفاته سنة عشرين وقال المدائني سنة إحدى وعشرين
(186) أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاري
الحارثي شهد أحدا
قاله بن ماكولا وهو عم سهل بن أبي حثمة
(187) أسيد بن سعية الإسرائيلي رجح بن ماكولا أنه بفتح الهمزة وقد تقدم
235

(188) أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة
الأنصاري الحارثي بن عم رافع بن خديج يكنى أبا ثابت له ولأبيه صحبة
قال البخاري مدني له صحبة وأخرج له أصحاب السنن قال الترمذي بعد أن
أخرج له حديثا في الصلاة في مسجد قباء لا يصح لأسيد بن ظهير غيره
قلت وقد أخرج له بن شاهين حديثا آخر لكن فيه اختلاف على رواته قال بن عبد
البر مات في خلافة عبد الملك بن مروان
(189) أسيد بن عمرو بن محصن الأنصاري ذكر أبو موسى أنه أحد الأقوال في
اسم أبي عمرة
(190) أسيد بن كعب القرظي تقدم ذكره في ترجمة أخيه أسد بن كعب
(191) أسيد بن يربوع بن البدي بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن
الحارث بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي بن عم أبي أسيد ذكره العسكري
وقال شهد أحدا وقتل يوم اليمامة وكذا قال بن إسحاق والواقدي ووثيمة وذكره
موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة
(192) أسيد بن يعمر الخزاعي الملقب بالنعيت تقدم فيمن اسمه أسد
(193) أسيد الجعفي ذكره العسكري في الصحابة وأخرج عن طريق عنبسة بن
سعد عن الزبير بن عدي عن أسيد الجعفي قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إلى أهل
الطائف أن نبيذ الغبيراء حرام
وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال يروي المراسيل
قلت لكن قوله كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن لا إرسال فيه
(194) أسير غير منسوب آخره راء روى البخاري في تاريخه وابن سعد
236

والبغوي وابن السكن وابن شاهين من طريق أبي عوانة عن داود بن عبد الله الأودي
عن حميد بن عبد الرحمن قال دخلنا على أسير رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتيك من الحياء إلا خير
قال البغوي لا يعرف لأسير غيره ورواه غير أبي عوانة عن داود فقال عن رجل
من الصحابة ولم يسمه وذكره البخاري أيضا فقال يسير بالياء التحتانية وزاد فقال
يسير حين استخلف يزيد بن معاوية يقولون أن يزيد ليس بخير أمة محمد وأنا أقول
ذلك لان يجمع الله أمة محمد أحب إلي من أن تفترق وكذا ذكره محمد بن سعد
عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة وسياقه أتم
(195) أسير بن جابر بن سليم بن حيان بن عمير بن عمرو بن أنمار بن الهجيم بن
عمرو بن تميم التميمي روى بن قانع من طريق يونس بن عبيد عن بعض أصحابه عن
أسير بن جابر بن سليم التميمي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب ببردة فقلت يا رسول
الله علمني مما علمك الله فقال لا تحقرن من المعروف شيئا وهذا غير أسير بن
جابر التابعي الذي سيأتي ذكره في المخضرمين وله أحاديث مرسلة تبين هناك إن شاء الله
تعالى
(196) أسير بن عروة بن سواد بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري قال بن
القداح شهد أحدا والمشاهد بعدها واستشهد بنهاوند وله ذكر في ترجمة رفاعة بن
زيد
237

(197) أسير الكندي غير منسوب ذكره العقيلي في الصحابة كذا استدركه
الذهبي وكأنه أسير بن عمرو الآتي ذكره في المخضرمين
(198) أسيرة بن عمرو بن قيس أبو سليط البدري يأتي في الكنى سماه بن إسحاق
وموسى بن عقبة وأما أبو عبيدة فسماه سبرة
(199) أسير بن عمرو بن يسار التجيبي ثم الدرمكي ذكره بن الكلبي وسيأتي في
يسير
(200) أسيم خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد في حديث أخرجه أبو نعيم في
الدلائل من طريق أبي بكر بن أبي عاصم من رواية معاوية بن يحيى عن الزهري عن
خارجة بن زيد عن أسامة بن زيد أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مصلية فقال لي يا
أسيم ناولني ذراعها الحديث
باب الألف بعدها شين
(201) الأشج العبدي يقال له أشج بن عبد القيس ويقال له أشج بني عمر مشهور
بلقبه هذا واسمه المنذر بن عمرو أو بن الحارث يأتي إن شاء الله تعالى في الميم
قال الواقدي كان قدوم الأشج ومن معه سنة عشر من الهجرة وسيأتي عن غيره أن
قدومه كان سنة ثمان قبل فتح مكة
(202) أشرس بن غاضرة الكندي قال بن أبي خيثمة حدثنا أبو إبراهيم
238

الترجماني عن إسحاق بن الحارث القرشي قال رأيت عمير بن جابر وأشرس بن
غاضرة وكانت لهما صحبة يخضبان بالحناء والكتم ورواه البغوي وابن منده وغيرهما
(203) أشرف أحد الثمانية الذين قدموا من رهبان الحبشة تقدم في أبرهة
(204) شرف غير منسوب ذكره أبو إسحاق بن ياسين فيمن قدم من الصحابة
هراة استدركه أبو موسى
(205) الأشعث بن قيس بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن
معاوية الأكرمين بن ثور الكندي يكنى أبا محمد
قال بن سعد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر في سبعين راكبا من كندة وكان من
ملوك كندة وهو صاحب مرباع حضر موت قاله بن الكلبي
وأخرج البخاري ومسلم حديثه في الصحيح وكان اسمه معد يكرب وإنما لقب بالأشعث
قال محمد بن يزيد عن رجاله كان اسمه معد يكرب وكان أبدا أشعث الرأس
فسمي الأشعث
وقال إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم شهدت جنازة فيها الأشعث
وجرير فقدم الأشعث جريرا وقال أنه لم يرتد وقد كنت ارتددت ورواه بن السكن
وغيره وكان الأشعث قد ارتد فيمن ارتد من الكنديين وأسر فأحضر إلى أبي بكر فأسلم
فاطلقه وزوجه أخته أم فروة في قصة طويلة
239

قال الواقدي حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت
الأشعث بن قيس يقول لأبي بكر حين أتى به في الردة استبقني لحربك وزوجني أختك
ففعل
وقال الطبراني حدثنا عبد الرحمن بن سلم حدثنا عبد المؤمن بن علي قال حدثنا
عبد السلام بن حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال لما قدم
بالأشعث أسيرا على أبي بكر أطلق وثاقه وزوجه أخته فاخترط سيفه ودخل سوق الإبل
فجعل لا يرى جملا أو ناقة الا عرقبه فصاح الناس كفر الأشعث فلما فرغ طرح سيفه
وقال إني والله ما كفرت ولكن زوجني هذا الرجل أخته ولو كنا في بلادنا كانت وليمة
غير هذه يأهل المدينة كلوا ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا شرواها
ثم شهد الأشعث اليرموك بالشام والقادسية وغيرها بالعراق وسكن
الكوفة وشهد مع علي صفين وله معه أخبار
قال خليفة وأبو نعيم وغير واحد مات بعد قتل علي بأربعين ليلة وصلى عليه
الحسن بن علي وقيل مات سنة اثنتين وأربعين
وفي الطبراني من طريق أبي إسرائيل الملائي عن أبي إسحاق ما يدل على أنه تأخر
عن ذلك فإن أبا إسحاق كان صغيرا على عهد علي
وقد ذكر في هذه القصة أنه كان له على رجل من كندة دين وأنه دخل مسجدهم
فصلى الفجر فوضع بين يديه كيس وحلة ونعل فسأل عن ذلك فقالوا قدم الأشعث
الليلة من مكة
وفيه أيضا من وجه آخر استأذن الأشعث على معاوية بالكوفة وعنده الحسن بن علي
وابن عباس فذكر قصته لكن هذا لا يدفع ما تقدم
وقال أبو حسان الزيادي مات وله ثلاث وستون سنة
(206) الأشعث الأنصاري غير منسوب جاء ذكره في خبر مرسل قال بن أبي شيبة
في مصنفه حدثنا وكيع عن عاصم عن الشعبي كان إخوان من الأنصار يقال لأحدهما
أشعث فغزا في جيش من جيوش المسلمين فقالت زوجته لأخيه هل لك في امرأة أخيك
معها رجل يحدثها فصعد فأشرف عليه وهو معها على فراشها وهي تنتف دجاجة وهو
يقول
240

وأشعث غزه الاسلام مني * خلوت بعرسه ليل التمام
الأبيات قال فوثب إليه الرجل فضربه بالسيف حتى قتله ثم ألقاه قال فبلغ ذلك
عمر فقال أنشد الله رجلا كان عنده من هذا علم الا قام به وذكر القصة
ذكرته وأن لم يكن في القصة تصريح بصحبته لان الأنصار لم يكن فيهم عند موت
النبي صلى الله عليه وسلم أحد غير مسلم لا يتهيأ أن يغزو رجل في عهد عمر الا وقد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
مميزا وإن لم يكن رجلا
ولهذه القصة طريق أخرى أخرجها بن منده من طريق أبي بكر الهذلي عن
عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي قتل رجلا يهوديا في عهد عمر فخرج عمر
وصعد المنبر فقال أذكر الله رجلا كان عنده علم بهذا الا أعلمني فقام إليه بكر بن
الشداخ فقال أنا به فقال عمر الله أكبر فقال بكر خرج فلان غازيا ووكلني بأهله
فجئت إلى بابه فوجدت هذا اليهودي وهو يقول
وأشعث غزه الاسلام مني الأبيات قال فصدق عمر قوله وأبطل دمه
(207) أشيم بوزن أحمد الضبابي بكسر المعجمة بعدها موحدة وبعد الألف
أخرى قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مسلما فأمر الضحاك بن سفيان أن يورث امرأته من ديته
أخرجه أصحاب السنن من حديث الضحاك وأخرجه أبو يعلى من طريق مالك عن
الزهري عن أنس قال قتل أشيم خطأ وهو في الموطأ عن الزهري بغير ذكر أنس
قال الدارقطني في الغرائب وهو المحفوظ
وروى أبو يعلى أيضا من حديث المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى الضحاك
أن يورث امرأته من دية زوجها ورواه بن شاهين من طريق بن إسحاق حدثني
الزهري قال حدثت عن المغيرة أنه قال حدثت عمر بن الخطاب بقصة أشيم فقال
لتأتيني على هذا بما أعرف فنشدت الناس في الموسم فأقبل رجل يقال له زرارة بن جزي
فحدثته عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
(208) الأشيم غير منسوب ذكره بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن
241

عبد الله بن مكنف الحارثي فيمن قسم له عمر بن الخطاب من وادي القرى قال فكان
مما قسم لعثمان وعامر بن ربيعة وعمرو بن سراقة والأشيم وعبد الله بن الأرقم
وغيرهم أخرجه عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق بن إسحاق
باب الألف بعدها صاد
(209) أصبغ بن غياث بالمعجمة والمثلث آخره وقيل بالمهملة والموحدة آخره
وروى بن منده من طريق جابر الجعفي أحد الضعفاء عن الشعبي عن أصبغ بن
غياث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيكم أيتها الأمة خلتان لم يكونا في الأمم
قبلكم الحديث
(210) أصرم الشقري تقدم في ترجمة أسامة بن اخدري
(211) الأصرم أو أصيرم بن ثابت اسمه عمرو يأتي في العين إن شاء الله تعالى
(212) الأصم العامري ثم البكائي ذكر بن شاهين من طريق علي بن محمد
المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان وعن خلاد بن عبيدة عن علي بن زيد عن
الحسن وعن أسد بن القاسم عن السدي عن أبي مالك وعن رجال المدائني قالوا
وفد من بني البكاء معاوية بن ثور بن عبادة وابنه بشر بن معاوية والفجيع بن
242

عبد الله بن جندع بن البكاء والأصم في ناس من بني البكاء وسيدهم معاوية بن ثور
وهو بن مائة سنة فأسلموا وأقاموا أياما في ضيافة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما حضر
شخوصهم ودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له معاوية إني أتبرك بمسك وقد كبرت وابني
بشر يربى فامسح وجهه قال فمسحه وأعطاه اعنزا عفرا ودعا له بالبركة فتصيب السنة
بني البكاء ولا تصيب آل معاوية وكتب للفجيع وانصرفوا
وذكر بن سعد هذه القصة عن الواقدي بسنده بنحوها وسمي الأصم المذكور
عبد عمرو
(213) اصيد بوزن أحمد بن سلمة السلمي روى أبو موسى من طريق سعيد
بن عبد الله بن الوليد الوصافي عن أبيه وهو أحد الضعفاء عن أبي جعفر محمد بن
علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية
فأسروا رجلا من بني سليم يقال له الأصيد بن سلمة فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم رق له
وعرض عليه الاسلام فأسلم وكان له أب شيخ كبير فبلغه ذلك فكتب إليه
من راكب نحو المدينة سالما * حتى يبلغ ما أقول الأصيدا
أتركت دين أبيك والشم العلا * أودوا وتابعت الغداة محمدا
في أبيات
قال فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه فأذن له فكتب إليه
إن الذي سمك السماء بقدرة * حتى علا في ملكه وتوحدا
بعث الذي ما مثله فيما مضى * يدعو لرحمته النبي محمدا
في أبيات
فلما قرأ كتاب ولده أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم
(214) اصيد بن سلمة بن قريظ بن عبيد بن أبي بكر بن عبد الله بن كلاب الكلابي
قال الواقدي والطبري أسلم وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم في جيش مع الضحاك بن سفيان
243

الكلابي إلى قومه فلما صافوهم دعا الأصيد أباه إلى الاسلام فأبى فحمل عليه الأصيد
فعرقب فرسه فسقط سلمة وتوكأ على رمحه وامسك اصيد عنه تأدبا فلحقه المسلمون
فقتلوه وذلك في شهر ربيع الأول سنة تسع
استدركه بن فتحون ونقله بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد
عن رجاله ولكنه خلطه بالذي قبله والصواب التفرقة
(215) أصيل بالتصغير واللام بن سفيان وقيل بن عبد الله الهذلي وقيل
الغفاري وقيل الخزاعي
روى الخطابي في غريب الحديث من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن
أبيه عن الزهري قال قدم أصيل الغفاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب
الحجاب على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له عائشة كيف تركت مكة قال اخضرت
أجنابها وابيضت بطحاؤها وأعذق إذخرها وانتشر سلمها الحديث وفيه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك يا أصيل لا تحزنا
ورواه أبو موسى في الذيل من وجه آخر من طريق أحمد بن بكار بن أبي ميمونة
عن عبد الله بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن القرشي عن بديح ويقال بن
سدرة السلمي قال قدم أصيل الهذلي فذكر نحوه باختصار وفيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
ويها يا أصيل دع القلوب تقر
وذكره الجاحظ في كتاب البيان له فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصيل الخزاعي يا
أصيل كيف تركت مكة فذكر نحوه
وفي كتاب اليشكري النسابة لما ذكر خفاجة بن غفار قال وهم رهط أصيل بن سفيان
الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن مكة
244

باب الألف بعدها ضاد
(216) الأضبط بن جني وقيل حسين بن رعل الأكبر روى أبو نعيم وأبو
موسى من طريق عبد المهيمن بن الأضبط بن جني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا
وروى بن منده من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن أبي
نهشل عن محمد بن مروان العقيلي عن عبد الله بن يحيى بن حارثة بن الأضبط عن أبيه
عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله فالظاهر أن الضمير في قوله عن جده يعود
على يحيى
(217) الأضبط السلمي فرق أبو نعيم بينه وبين الذي قبله والظاهر عندي إنهما
واحد ولم يذكر بن منده غير هذا فأخرج هو وأبو نعيم من طريق سهل بن صقير عن
مكرم بن عبد العزيز السلمي عن عبد الرحمن بن حارثة بن الأضبط السلمي حدثني جدي
الأضبط السلمي وكانت له صحبة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اطلعت في النار فرأيت
أكثر أهلها النساء
باب الألف بعدها عين
(218) الأعرج اسمه عبد الله بن إسحاق يأتي إن شاء الله تعالى
(219) الأعرس بن عمرو اليشكري روى بن شاهين من طريق أبي غسان عن
معتمر سمعت كهمسا يحدث عن أبي سنان الحنفي قال أول حي أدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
صدقتهم حي من بني يشكر فأتى الأعرس بن عمرو فقال له من أنت قال أنا
الأعرس بن عمرو قال لا ولكنك عبد الله
وذكره بن منده تعليقا وأخرج أيضا من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد
245

المتروكين عن عبد الله بن يزيد بن الأعرس عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
بهدية فقبلها مني ودعا لنا في مرعانا قال بن منده تفرد به بن جبلة
قلت وجدته في كتاب بن شاهين الأعوس بالواو
(220) الأعشى المازني ويقال الحرمازي ومازن وحرماز أخوان من بني تميم
اسمه عبد الله بن الأعور وقيل غير ذلك ومدار حديثه على أبي مسعر البراء عن صدقة
طيسلة حدثني أبي وأخي عن أعشى بني مازن قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
وأخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وابن شاهين وغيرهم من هذا الوجه وغيره
وسنذكره في العين إن شاء الله تعالى
(221) الأعور بن بشامة بن نضلة بن سنان بن جندب بن الحارث بن جهمة بن عدي
بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم قال بن الكلبي اسمه ناشب والأعور لقب
وقال بن عبدان في الصحابة حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق حدثنا سالم بن
عدي بن سعيد العنبري عن بكر بن مرداس عن الأعور بن بشامة ووردان بن مخرم
وابن ربيعة بن رفيع العنبريين أنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجرته نائم إذ جاء عيينة بن
حصن بسبي بنى العنبر فقلنا مالنا يا رسول الله سبينا وقد جئنا مسلمين قال احلفوا
أنكم جئتم مسلمين قال فكنت أنا ووردان وخلف بن ربيعة الحديث في إسناده من
لا يعرف
وقال بن شاهين حدثنا أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي قال حدثنا العباس بن
صالح بن مساور قال حدثنا محمد بن سليمان قال حدثنا علي بن غراب الفزاري
قال حدثني أبو بكر المكي عن عمر بن محمد عن سعيد بن جبير عن بن عباس
قال أصابت بنو العنبر دماء في قومهم فارتحلوا فنزلوا بأخوالهم من خزاعة فبعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم مصدقا إلى خزاعة فصدقهم ثم صدق بني العنبر فلما رأت بنو العنبر الصدقة قد
أحرزها وثبوا فانتزعوها فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن بني العنبر منعوا
246

الصدقة فبعث إليهم عيينة بن حصن في سبعين ومائه فوجد القوم خلوفا فاستاق تسعة
رجال وإحدى عشرة امرأة وصبيانا فبلغ ذلك بني العنبر فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم
سبعون رجلا منهم الأقرع بن حابس ومنهم الأعور بن بشامة العنبري وهو أحدثهم سنا
فلما قدموا المدينة بهش إليهم النساء والصبيان فوثبوا على حجر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قائلته
فصاحوا به يا محمد علام تسبى نساؤنا ولم ننزع يدا من طاعتك فخرج إليهم فقال
اجعلوا بيني وبينكم حكما فقالوا يا رسول الله الأعور بن بشامة فقال بل سيدكم
بن عمرو قالوا يا رسول الله الأعور بن بشامة فحكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم أن
يفدي شطر وأن يعتق شطر
(222) أعين بن ضبيعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم
التميمي الحنظلي الدارمي بن أخي صعصعة بن ناجية جد الفرزدق ذكره صاحب
الاستيعاب ولم يذكر ما يدل على صحبته
وهو والد النوار زوج الفرزدق وكان شهد الجمل مع علي وهو الذي عقر الجمل الذي كانت عائشة رضي الله تعالى عنها عليه فيقال أنها دعت عليه بأن يقتل غيلة فكان كذلك
بعثه علي إلى البصرة لما غلب عليها عبد الله بن الحضرمي فقتل أعين غيلة سنة
ثمان وثلاثين
باب الألف بعدها غين
(223) الأغر بن يسار المزني ويقال الجهني من المهاجرين روى له مسلم
وأحمد وأبو داود والنسائي من طريق أبي بردة بن أبي موسى عن الأغر المزني أنه سمع
247

النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم والليلة مائة
مرة
وفي رواية مسلم وأحمد عن الأغر المزني وكانت له صحبة
وفي رواية للبغوي عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال دخلت على رجل من
المهاجرين يعجبني تواضعه
قال أبو نعيم وروى عن نافع عن بن عمر عن الأغر وهو رجل من مزينة كانت له
صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه كانت له أوسق من تمر على رجل من بني عمرو بن عوف
فذكر الحديث في السلم
وقد أخرجه البغوي في ترجمة الأغر المزني وسمعناه في الأدب المفرد للبخاري
وفيه أن الأغر كانت له أوسق على رجل من بني عمرو بن عوف قال فجئت النبي صلى الله عليه وسلم
فأرسل معي أبا بكر الصديق فذكر قصة السلم
ثم ذكر أبو نعيم حديث معاوية بن قرة عن الأغر المزني في الوتر من طريق خالد بن
أبي كريمة عن معاوية ولفظه إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبحت
ولم أوتر قال إنما الوتر بالليل
وقال أبو نعيم غاير بعض الناس يعني بن منده بين صاحب حديث الوتر وبين
الذي قبله وهو واحد
وكذا جزم بن عبد البر بان الأغر المزني والجهني واحد
وقال أبو علي بن السكن حدثنا محمد بن الحسن عن البخاري قال كان مسعر
يقول في روايته عن الأغر الجهني والمزني أصح وقال بن عبد البر يقال إن سليمان بن
248

يسار روى عن الأغر المزني ولا يصح ومال بن الأثير إلى التفرقة بين المزني والجهني
وليس بشئ لان مخرج الحديث واحد
وقد أوضح البخاري العلة فيه وأن معشرا تفرد بقوله الجهني فأزال الاشكال
(224) الأغر آخر غير منسوب وقال بعضهم أنه غفاري روى أحمد
والنسائي من طريق الثوري عن عبد الملك بن عمير عن شبيب أبي روح عن
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه الصبح فقرأ الروم الحديث
وأخرجه الطبراني من طريق بكر بن خلف عن مؤمل بن إسماعيل عن شعبة عن
عبد الملك عن شبيب عن الأغر رجل من الصحابة لكن ادخل الطبراني حديثه هذا في
أحاديث الأغر المزني وتبعه أبو نعيم
وممن غاير بينهما البغوي فأورد حديثه عن زياد بن يحيى عن مؤمل بسنده وقال
فيه عن الأغر رجل من بني غفار ورواه البزار في مسنده عن زياد بن يحيى بهذا
الاسناد فوقع عنده عن الأغر المزني وهو خطأ والله أعلم
(225) الأغلب بن جثم بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد
بن عجل العجلي الراجز المشهور قال بن قتيبة أدرك الاسلام فأسلم وهاجر ثم
كان ممن سار إلى العراق مع سعد فنزل الكوفة واستشهد في وقعة نهاوند واستدركه بن
الأثير
قلت ليس في قوله وهاجر ما يدل على أنه هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أنه
أراد هاجر إلى المدينة بعد موته صلى الله عليه وسلم ولهذا لم يذكره أحد في الصحابة
وقد قال المرزباني في معجمه هو مخضرم وروى أبو الفرج الأصبهاني بإسناده إلى
الشعبي قال كتب عمر إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن استنشد من قبلك من
الشعراء عما قالوه في الاسلام قال فانطلق لبيد فكتب سورة البقرة في صحيفة وقال قد
أبدلني الله بهذه في الاسلام مكان الشعر وجاء الأغلب إلى المغيرة فقال له
249

أرجزا تريد أم قصيدا لقد طلبت هينا موجودا فكتب بذلك إلى عمر
فكتب إليه انقص من عطاء الأغلب خمسمائة فزدها في عطاء
لبيد
ورواه بن دريد في الاخبار المنثورة عن الرياشي عن أبي معمر عن عبد الوارث
عن أبي عمرو بن العلاء نحوه وأنشد له المرزباني
الغمرات ثم تنجليا ثمت تذهبن ولا تجينا
وقوله
المرء تواق إلى ما لم ينل والموت يتلوه ويلهيه الامل
وأنشد أبو الفرج أرجوزة يهجو فيها سجاح التي ادعت النبوة وتزوجت بمسيلمة
الكذاب
باب الألف بعدها فاء
(226) الأفطس قال أبو عمر رجل من الصحابة وروى الطبراني في مسند
الشاميين وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وابن منده من طريق بقية عن إبراهيم بن
أبي عبلة قال أدركت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الأفطس عليه ثوب خز
(227) أفلح أخو أبي القعيس عم عائشة من الرضاعة قال بن مندة عداده في بني
سليم وقال أبو عمر يقال أنه من الأشعريين وروينا في حديث زيد بن أبي أنيسة تخريج
الإسماعيلي من طريق عراك عن عروة عن عائشة قالت دخلت على أفلح بن قعيس
المخزومي فاحتجبت منه فذكر الحديث وأصله مسلم
وثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من طريق مالك عن الزهري عن عروة عن
250

عائشة أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد ما أنزلت
الحجاب وهكذا يجئ في أكثر الروايات ووقع في رواية لمسلم أفلح بن أبي القعيس وهكذا
وقع عند البغوي من وجه آخر
وفي أخرى لمسلم أفلح بن قعيس وهي أشبه ووقع عنده أيضا من طريق عطاء عن
عروة عن عائشة استأذن علي عمي أبو الجعد وكأنها كنية أفلح
ووقع في رواية له استأذن عليها أبو القعيس وهذا وهم من بعض رواته وهو أبو
معاوية راويه عن هشام فقد خالفه حماد بن زيد عنه وهو أحفظ منه لحديث هشام
فقال إن أخا أبي القعيس وقد رواه الطبراني في الأوسط من وجه آخر موافق لرواية أبي
معاوية قال حدثنا إبراهيم هو بن هاشم قال حدثنا هدبة قال حدثنا محمد بن
بكر قال حدثنا عباد بن منصور عن القاسم بن محمد قال حدثنا أبو القعيس أنه أتى
عائشة يستأذن عليها وهذه الرواية وإن كان فيها خطأ في التسمية لكن يستفاد منها أن
صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم والله أعلم
وروى البغوي من طريق خلف الأزدي عن الحكم عن عراك بن مالك عن أفلح بن
أبي القعيس أنه أتى عائشة فاحتجبت منه فقال أنا عمك الحديث
قال البغوي هكذا أسنده عن أفلح وقد رواه شعبة عن الحكم فقال عن عراك عن
عروة عن عائشة
(228) أفلح يقال هو اسم أبي فكيهة سماه أبو جعفر الطبري وسيأتي ذكره في
الكنى وقيل اسمه يسار
(229) أفلح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في مواليه قاله أبو عمر
وقال بن منده روى حديثه يوسف بن خالد عن سلم بن بشير أنه سمع حبيبا
المكي يقول إنه سمع أفلح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخاف على
أمتي من بعدي ضلالة الأهواء واتباع الشهوات قال ونسيت الثالثة انتهى
251

ورواه الحكيم الترمذي في نوادره من هذا الوجه وسمي الثالثة العجب ورواه
بن شاهين فسمى الثالثة الغفلة بعد المعرفة ومداره على يوسف بن خالد
وهو السمتي وهو متروك الحديث
(230) أفلح مولى أم سلمة روى الترمذي من طريق أبي حمزة ميمون عن أبي
صالح عن أم سلمة قالت رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما لنا يقال له أفلح إذا سجد نفخ
فقال يا أفلح ترب وجهك قال غريب
وقال بعضهم عن أبي حمزة رباح وميمون أبو حمزة ضعيف
قلت تابعه طلق بن غنام عن سعيد أبي عثمان الوراق عن أبي صالح به
وأخرج النسائي من طريق كريب عن أم سلمة نحو هذا الحديث فقال فيه فرأى غلاما لنا
يقال له رباح ويحتمل التعدد والله أعلم
باب الألف بعدها قاف
(231) الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعي
الدارمي
تقدم ما في نسبه قي ترجمة أعين قال بن إسحاق وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح
مكة وحنينا والطائف وهو من المؤلفة قلوبهم وقد حسن إسلامه
252

وقال الزبير في النسب كان الأقرع حكما في الجاهلية وفيه يقول جرير وقيل
غيره لما تنافر إليه هو والفرافصة أو خالد بن أرطاة يا أقرع بن حابس
يا أقرع إن تصرع اليوم أخاك تصرع
وروى بن جرير وابن أبي عاصم والبغوي من طريق وهيب عن موسى بن عقبة
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الأقرع بن حابس أنه نادى النبي صلى الله عليه وسلم من وراء
الحجرات يا محمد فلم يجبه فقال يا محمد والله أن حمدي لزين وإن ذمي لشين
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلكم الله
قال بن مندة وروى عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى فذكره مرسلا وهو
الأصح وكذا رواه الروياني من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال نادى الأقرع فذكره
مرسلا
وأخرجه أحمد على الوجهين ووقع في رواية بن جرير التصريح بسماع أبي سلمة من
الأقرع فهذا يدل على أنه تأخر
وفي الصحيحين من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال أبصر
الأقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن الحديث وفيهما من حديث أبي سعيد
الخدري قال بعث علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية من اليمن فقسمها بين أربعة أحدهم
الأقرع بن حابس
وفي البخاري عن عبد الله بن الزبير قال قدم ركب من بني تميم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر يا رسول الله أمر الأقرع الحديث
وروى بن شاهين من طريق المدائني عن رجاله قالوا لما أصاب عيينة بن حصن
من بني العنبر قدم وفدهم فذكر القصة وفيها فكلم الأقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وسلم في
السبي وكان بالمدينة قبل قدوم السبي فنازعه عيينة بن حصن وفي ذلك يقول الفرزدق
يفخر بعمه الأقرع
وعند رسول الله قام بن حابس بخطة أسوار إلى المجد حازم
253

له أطلق الاسرى التي في قيودها مغللة أعناقها في الشكائم
وروى البخاري في تاريخه الصغير ويعقوب بن سفيان بإسناد صحيح من طريق
محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو السلماني أن عيينة والأقرع استقطعا أبا بكر أرضا
فقال لهما عمر إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألفكما على الاسلام فأما الآن فاجهدا جهدكما وقطع
الكتاب
قال علي بن المديني في العلل هذا منقطع لان عبيدة لم يدرك القصة ولا روي
عن عمر أنه سمعه منه قال ولا يروي عن عمر بأحسن من هذا الاسناد
ورواه سيف بن عمر في الفتوح مطولا وزاد وشهدا مع خالد بن الوليد اليمامة
وغيرها ثم مضى الأقرع فشهد مع شرحبيل بن حسنة دومة الجندب وشهد مع خالد
حرب أهل العراق وفيه الأنبار
وقال بن دريد اسم الأقرع بن حابس فراس وإنما قيل له الأقرع لقرع كان برأسه
وكان شريفا في الجاهلية والاسلام واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى
خراسان فأصيب بالجوزجان هو والجيش وذلك في زمن عثمان
وذكر بن الكلبي أنه كان مجوسيا قبل أن يسلم وقرأت بخط الرضي الشاطبي قتل
الأقرع بن حابس باليرموك في عشرة من بنيه والله أعلم
(232) الأقرع بن شفي العكي عاده النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه لم يرو عنه الا لفاف بن
كرز وحده هكذا أورده أبو عمر قال الرشاطي كذا وقع عنده لفاف بن كرز براء وزاي
254

والصواب بن كدن بدال مفتوحة بعدها نون والحديث الذي أشار إليه أخرجه بن السكن
وابن منده من طريق محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم بن لفاف عن أمية ولفاف بن
الفضل بن أبي كريم عن المفضل بن أبي كريم عن أبيه عن جده لفاف بن كدن عن
الأقرع بن شفي العكي قال قال دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم في مرضي فقلت لا أحسب الا
أني ميت في مرضي قال كلا لتبقين ولتهاجرن إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة من
أرض فلسطين
قال بن السكن لا نعرف من رجال هذا الاسناد أحدا
وقال بن منده ورواه إسماعيل بن رشيد عن ضمرة بن ربيعة عن قادم بن ميسور
عن رجل من عك عن الأقرع العكي نحوه قال ضمرة وتوفي الأقرع هذا في خلافة عمر
قلت فهذا طريق ثان يرد على ما جزم به أبو عمر ورواه هشام بن عمار في فوائده
عن المغيرة بن المغيرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال مرض رجل من عك يقال
له الأقرع فذكر نحوه وقال في آخره ودفن بالرملة أخرجه بن عساكر في مقدمة
تاريخه من هذا الوجه فهذه طريق ثالثة
(233) الأقرع بن عبد الله الحميري بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي مران وذي رود إلى
طائفة من اليمن كذا أورده أبو عمر مختصرا وقد ذكر ذلك سيف في الفتوح عن
الضحاك بن يربوع عن أبيه عن ماهان عن بن عباس بذلك
وذكر الطبري عن سيف أن أسامة بن زيد لما توجه بالعسكر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم
وجه رسلا فرجعوا إليه بخبر أهل الردة ومنهم الأقرع بن عبد الله وجرير بن عبد الله
البجلي فذكر القصة
(234) الأقرع الغفاري قال بن منده أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي سعد
حدثنا علي بن سعيد حدثنا علي بن مسلم حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن عاصم عن
255

أبي حاجب عن الأقرع الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يتوضأ الرجل من فضل وضوء
المرأة
قال بن منده لا أعلم أحدا سماه غير هذا الرجل ورويناه من طريق عن أبي داود
قال فيه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمه
قلت هذا الحديث معروف من طريق شعبة عن عاصم عن أبي حاجب عن
الحكم بن عمرو الغفاري كذلك رواه حفاظ أصحابه عنه
وقد رواه يعقوب بن سفيان عن بن بشار عن أبي داود بسنده فقال عن الحكم
بن عمرو وهو الأقرع فظهر أن الأقرع هو الحكم بن عمرو وتضمن ذلك الرد على بن
منده في زعمه تفرد علي بن مسلم بتسميته وقد سماه غيره عن شعبة أيضا
قال بن شاهين حدثنا أحمد بن محمد بن عصمة قال حدثنا أحمد بن عمر بن
بسطام بمرو قال حدثنا خلف بن عبد العزيز قال أخبرني أبي عن جدي عن شعبة
عن عاصم عن أبي حاجب قال حدثنا الأقرع الغفاري فذكره
قال بن شاهين أحسبه وهما من بعض الرواة كذا قال
(235) أقرم بن زيد الخزاعي يأتي ذكره في ترجمة ولده عبد الله بن أقرم إن شاء
الله تعالى
(236) الأفعس بن سلمة عداده في أهل اليمامة له صحبة قال بن حبان ويقال
اسمه الأقيصر بن سلمة الحنفي قال البغوي حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا سليمان بن
محمد حدثنا عمارة بن عقبة حدثنا محمد بن جابر عن المنهال بن عبيد الله بن ضمرة بن
256

هوذة سمعت أبي يقول أشهد لجاء الأقيصر بن سلمة بالإداوة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنضح بها في مسجد قران واعتمد العسكري على ذلك فترجم للأقيصر
وقال بن منده الصواب أن اسمه الأقعس ثم أخرج الحديث من وجه آخر عن
محمد بن جابر فقال عن المنهال بن عبيد الله بن ضمرة بن هوذة عن أبيه قال أشهد
لجاء الأقعس
وذكر الرشاطي عن أبي عبيد أن الأقعس بن سلمة بن عبيد بن عمرو بن عبد الله بن
عبد العزى بن سحيم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني سحيم فأسلم وحسن
إسلامه فردهم إلى قومهم وأمرهم أن يدعوهم إلى الاسلام وأعطاهم إداوة من ماء قد
تفل فيها أو مج وقال الكنى إلى بني سحيم فلينضحوا بهذه الإداوة مسجدهم وليرفعوا
رؤوسهم إذ رفعها الله قال فما تبع مسيلمة منهم رجل ولا خرج منهم خارجي قط
وقوله الكنى بفتح الهمزة وكسر اللام وسكون الكاف أي أد رسالتي والرسالة
تسمى ألوكة
(237) الأقمر الوداعي والد على وكلثوم قيل اسمه عمرو بن الحارث بن معاوية
بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن وداعة الهمداني ذكره بن شاهين وقال إن صح أنه
صحابي وإلا فالحديث مرسل ثم أخرج من طريق أبي حنيفة عن علي بن الأقمر عن أبيه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المطعون شهيد الحديث وكذا ذكره أبو موسى في
الذيل
باب الألف بعدها كاف
(238) كال بن النعمان الأنصاري المازني ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة
(239) أكبر الحارثي غيره النبي صلى الله عليه وسلم فسماه بشيرا يأتي في الموحدة
257

(240) أكثم بن الجون أو بن أبي الجون واسمه عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن
أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي وهو عم
سليمان بن صرد الخزاعي
قال أحمد حدثنا محمد بن بشير حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت على النار فرأيت فيها عمرو بن لحي بن قمعه بن
خندف يجر قصبه في النار وهو أول من غير عهد إبراهيم فسيب السوائب ويجر البحائر
وحمى الحامي ونصب الأوثان وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون فقال أكثم يا
رسول الله أيضرني شبهه قال لا إنك مسلم وهو كافر
ورواه الحاكم من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري عن محمد بن عمرو مثله
ورويا أيضا من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل
بن أبي بن كعب عن أبيه في قصة طويلة
وروى بن أبي عروبة وابن منده من طريق بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن
الحارث عن أبي صالح عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن أبي
الجون يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار
الحديث وفيه قول أكثم بن الجون وجوابه ورواية أبي سلمة أتم والحديث مخرج عند
مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه أخصر منه دون قصة أكثم
وأخرج الزبير في كتاب النسب قصة أكثم من وجهين آخرين منقطعين
وأخرجه أحمد من وجه آخر عن جابر فقال أشبه من رأيت به معبد بن أكثم
فذكره
ويحتمل التعدد ورأيت في الجمهرة لابن الكلبي لما ذكر أكثم هذا وجزم بأنه بن
258

أبي الجون قال هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم رفع لي الدجال فإذا رجل آدم جعد وأشبه
بني عمر بن كعب به أكثم بن عبد العزى فقام أكثم فقال يا رسول الله أيضرني شبه
إياه شيئا قال لا أنت مسلم وهو كافر
قلت وظاهره يخالف ما تقدم ويمكن أن يكون الضمير في قوله به
لعمرو بن كعب وهو عمرو بن لحي فلا يتخالفان فكأنهما حديثان مستقلان
أحدهما في صفة الدجال والآخر في شبة عمرو بن كعب والذي ورد أنه يشبه الدجال
عبد العزى بن قطن
وروى الطبراني وابن منده من طريق ضمرة عن بن شوذب عن أبي نهيك عن
شبل بن خليد المزني عن أكثم بن الجون الخزاعي قال قلنا يا رسول الله أن فلانا
لجرئ في القتال قال هو في النار الحديث بطوله إسناده حسن
وهذه القصة وقعت بخيبر كما في الصحيح من حديث سهل بن سعد
فيستفاد من ذلك أن أكثم بن أبي الجون شهدها
وروى بن أبي حاتم في العلل والعسكري في الأمثال والبغوي وابن منده
من طريق أبي سلمة العاملي عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أكثم
أغز مع غير قومك يحسن خلقك قال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول أبو سلمة العاملي
متروك والحديث باطل انتهى
وأخرجه بن منده من طريق أخرى عن أكثم نفسه وأشار إليها بن عبد البر والله
أعلم
(241) الأكوع الأسلمي اسمه سنان يأتي في السين وذكر بن سعد
والطبري أنه أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم
(242) أكيدر دومة اختلف فيه والأكثر على أنه قتل كافرا وسنذكر خبره مفصلا
في القسم الأخير إن شاء الله تعالى
259

(243) أكيمة بن عبادة الليثي ويقال الزهري روى بن السكن من طريق عمر بن
إبراهيم أحد المتروكين عن محمد بن إسحاق بن أكيمة بن عبادة عن أبيه عن جده
أكيمة بن عبادة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفا وصلى ولم يتوضأ قال بن السكن لم
أسمعه الا من بن عقدة
قلت وإسناده مجهول
وأخرج أبو موسى في الذيل من طريق عبدان بسنده إلى محمد بن إسحاق بن سليمان
بن أكيمة عن أبيه عن جده أن أكيمة قال يا رسول الله فذكر حديثا في جواز الرواية
بالمعنى
سيأتي في ترجمة سليم بن أكيمة إن شاء الله تعالى
(244) أكينة جد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال بن ماكولا قال لي رزق
الله إن لجده أكينة صحبة وحدث بن ماكولا أيضا عن رزق الله أن جده عبد الله قدم على
النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد اللات فسماه عبد الله وهو رزق الله بن عبد الوهاب بن
عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله
التميمي
وقد أخرج الخطيب عن عبد الوهاب والد رزق الله عن آبائه حديثا ينتهي إلى أكينة
المذكور قال سمعت علي بن أبي طالب فذكر أثرا ولم يقع يزيد في النسب الذي ساقه
الخطيب وكذلك أورده بن الصلاح في علوم الحديث ونص الخطيب على أنهم تسعة
آباء ولا يصح ذلك الا بإثبات يزيد وقد ساق بن ماكولا نسب أكينة فقال بن يزيد بن
الهيثم بن عبد الله بن الحارث بن كلدة بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم
ورويناه في المجلس الذي أملاه رزق الله التميمي بأصبهان قال سمعت أبي
عبد الوهاب يقول سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز يقول سمعت أبي أبا بكر الحارث
يقول سمعت أبي أسدا يقول سمعت أبي سليمان يقول سمعت أبي الأسود
يقول سمعت أبي سفيان يقول سمعت أبي يزيد يقول سمعت أبي أكينة يقول سمعت
أبي الهيثم يقول سمعت أبي عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اجتمع قوم
على ذكر الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة
260

قال الذهبي أكثر آبائه لا ذكر لهم في تاريخ ولا في أسماء الرجال وقد سقط من هذا
الاسناد الليث والد أسد وقد أثبته الخطيب في تاريخه لما ترجم عبد العزيز
قلت ولكنه لم يقع عنده ذكر الهيثم وقاله شيخ شيوخنا الحافظ العلائي في الوشي
المعلم
باب الألف بعدها لام
(245) الأشر بفتح الهمزة وتخفيف اللام أحد ما قيل في اسم أبي ثعلبة
الخشي
(246) إلياس نبي الله عليه السلام سيأتي في ترجمة الخضر أشياء من خبره ويلزم
من ذكر الخضر في الصحابة أن نذكره ومن أغرب ما روي فيه أنه هو الخضر فأخرج بن
مردويه في تفسير سورة الأنعام من طريق هشام بن عبيد الله الرازي عن إبراهيم بن أبي
جزي عن بن أبي نجيح عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الخضر هو إلياس أخرجه عن طاهر بن أحمد بن حمدان عن محمد بن جعفر
الأشناني عن محمد بن يوسف بن فراء عن هشام
باب الألف بعدها ميم
(247) أماناه بالنون بن قيس بن شيبان بن العاتك بن معاوية الأكرمين
الكندي ذكر بن سعد عن بن الكلبي أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد عاش دهرا وله يقول
عوضة من بني براء الشاعر النخعي
الا ليتني عمرت يا أم مالك كعمر أماناه بن قيس بن شيبان
لقد عاش حتى قيل ليس بميت وافنى فئاما من كهول وشبان
ويقال أنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة وذكره أيضا الطبري وابن شاهين في
الصحابة وابن فتحون في الذيل وابنه يزيد أسلم معه ثم ارتد فقتل في خلافة أبي بكر
(248) أمد بن أبد الحضرمي قال الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو
261

عبيد القاسم حدثنا أبو عبيدة معمر حدثني أخي يزيد بن المثنى عن سلمة بن سعيد
قال كنا عند معاوية فقال وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن هل يشبه ما
نحن فيه اليوم فقيل له بحضر موت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة فأرسل إليه معاوية
فأتى به فلما دخل عليه أجلسه ثم قال ما اسمك قال أمد بن أبد فذكر قصة طويلة
وفيها فهل رأيت محمدا قال الا قلت رسول الله نعم رأيته قال فصفه لي قال
رأيته بأبي وأمي فما رأيت قبله ولا بعده مثله أخرجه أبو موسى في الذيل وفي الاسناد
إرسال ظاهر وفي القصة نكارة من جهة أنه وقع فيها أنه رأى الظعينة تخرج من الشام إلى
مكة لا تحتاج إلى طعام ولا إلى شراب تأكل من الثمار وتشرب من العيون وهذا باطل
وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عن أبي عامر عن رجل من أهل
البصرة قال وحدث به أبو الجنيد الضرير عن أشياخه قالوا قال معاوية إني لأحب
أن ألقى رجلا قد أتى عليه سن يخبرنا عما رأى فذكر القصة وليس فيها تلك الزيادة
المنكرة بل فيها أنه رأى هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس وأنه قال له ما كان
صنعتك قال كنت تاجرا قال فما بلغت تجارتك قال كنت لا اشتري غبنا ولا أرد
ربحا وإن معاوية قال له سلني قال أسألك أن ترد علي شبابي قال ليس ذاك بيدي
قال فأسألك أن تدخلني الجنة قال ليس ذاك بيدي قال لا أرى بيدك شيئا من الدنيا
والآخرة فردني من حيث جئت بي قال أما هذه فنعم
(249) امرئ القيس بن الأصبغ الكلبي كان زعيم قومه وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم عاملا على
كلب في حين إرساله إلى قضاعة ذكره بن عبد البر قال أضنه خال أبي سلمة بن
عبد الرحمن بن عوف انتهى
وقال سيف في الفتوح لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عماله على قضاعة من كلب
امرؤ القيس بن الأصبغ الكلبي من بني عبد الله فلم يرتد وذكره في مواضع أخر من كتابه
(250) امرئ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية
الأكرمين الكندي
قال البغوي ما نصه في كتاب البخاري في تسمية من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم امرؤ
القيس بن عابس سكن الكوفة
262

وروى النسائي وأحمد والبغوي من طريق رجاء بن حياة عن عدي بن عميرة
قال كان بين امرئ القيس ورجل من حضر موت خصومة فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
للحضرمي بينتك وإلا فيمينه فقال يا رسول الله إن حلف ذهب بأرضي فقال من
حلف على يمين كاذبة يقتطع بها حق أخيه لقي الله وهو عليه غضبان فقال امرؤ القيس يا
رسول الله فما لمن تركها وهو يعلم أنه محق قال الجنة قال فإني أشهدك أني قد
تركتها إسناده صحيح وسيأتي الحديث في ترجمة ربيعة بن عيدان من وجه آخر وأنه هو
المخاصم
وعيدان بفتح العين بعدها ياء تحتانية
وقال سيف بن عمر في الفتوح كان امرؤ القيس يوم اليرموك على كردوس
وذكر المرزباني أنه كان ممن حضر حصار حصن النجير فلما أخرج المرتدون
ليقتلوا وثب على عمه ليقتله فقال له عمه ويحك أتقتلني وأنا عمك قال أنت عمي
والله ربي فقتله
وقال بن السكن كان ممن ثبت على الاسلام وأنكر على الأشعث ارتداده وأنشد
له بن إسحاق شعرا يحرض فيه قومه على الثبات على الاسلام ومن شعره
قف بالديار وقوف حابس وتأن انة غير آيس
لعبت بهن العاصفات الرائحات من الروامس
يقول فيها
يا رب باكية علي ومنشد لي في المجالس
لا تعجبوا أن تسمعوا هلك امرؤ القيس بن عابس
وكتب إلى أبي بكر في الردة
الا بلغ أبا بكر رسولا وبلغها جميع المسلمينا
فليس بمجاورا بيتي بيوتا بما قال النبي مكذبينا
263

وجد أبيه امرؤ القيس بن السمط كان يقال له بن تملك بمثناة فو قانية وهي أمه
وقد ذكره امرؤ القيس الشاعر في قصيدته الرائية فقال امرؤ القيس بن تملك نسبه
لامه
قال بن الكلبي ومن رهطه رجاء من بن حياة التابعي الشهير صاحب عمر بن
عبد العزيز وهو رجاء بن حياة بن جندل بن الأحنف بن المسط ولأبيه إدراك ولم
يصرحوا بصحبته فكأنه لم يفد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
(251) امرئ القيس بن الفاخر بن الطماح الخولاني أبو شر حبيل شهد فتح مصر
وله ذكر في الصحابة قال بن منده قال لي أبو سعيد بن يونس
قلت لم أر في تاريخ بن يونس التصريح بأنه من الصحابة
(252) أمية بن أسعد بن عبد الله الخزاعي تقدم ذكر أبيه وأما هو فذكر
أحمد بن سيار المروزي في تاريخ مرو في أسماء النقباء لبني المباس قال فأما السبعة
الذين من العرب فمنهم أبو محمد سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد الله الخزاعي
من أهل المدينة من ربع حرثان وأمية جده كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
تحت الشجرة
وأخرجه بن عساكر في تاريخه من طريق بن منده عن القاسم بن القاسم
السياري عن جده أحمد بن سيار ومثله سواء ذكره محمد بن حمدويه في تاريخ مرو
ولكنه قال أمية بن سعد بغير ألف وهو خطأ وخبط أبو زكريا بن منده في ترجمته خبطا
آخر ذكرناه في القسم الأخير
(253) أمية بن الأسكر بالسين المهملة فيما صوبه الجياني وضبطه بن عبد البر
بالمعجمة بن عبد الله بن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
الكناني الليثي الجندعي كان يسكن الطائف وقد تقدم ذكر ابنه أبي
قال أبو الفرج الأصبهاني قال أبو عمرو الشيباني هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر
264

فقال أبوه فيه شعرا فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بصلة أبيه وملازمة طاعته قال أبو الفرج هذا خطأ من
أبي عمرو وإنما أره بذلك عمر لما غزا الفرس في خلافة عمر ثم نقل عن بن
المدائني عن أبي بكر الهذلي عن الزهري عن عروة بن الزبير قال لما هاجر كلاب بن
أمية بن الأسكر إلى المدينة في خلافة عمر أقام بها مده ثم لقي طلحة والزبير فسألهما أي
الأعمال أفضل قالا الجهاد في سبيل الله فسأل عمر فأغزاه وكان أبوه قد كبر وضعف
فلما طالت غيبة كلاب قال أبوه
لمن شيخان قد نشدا كلابا * كتاب الله لو قبل الكتابا
أناديه فيعرض في إباء فلا * وأبي كلاب ما أصابا
وإنك والتماس الاجر بعدي * كباغي الماء يتبع السرابا
ثم أنشد عمر أبياتا يشكو فيها شدة شوقه إليه فبكى وأمر برده إليه
وقال إبراهيم الحربي في غريب الحديث له حدثنا بن الجنيد حدثنا بن أبي
الزناد عن أبيه عن الثقة أن عمر رد رجلا على أبيه كان في الغزو فكان أبوه يبكي
عليه ويقول
أبرا بعد ضيعة والديه فلا وأبي كلاب ما أصابا
فقال عمر أجل وأبي كلاب ما أصابا وقال الفاكهي في أخبار مكة حدثنا بن أبي
عمر قال حدثنا سفيان عن أبي سعيد الأعور أن عمر بن الخطاب كان إذا قدم عليه
قادم سأله عن الناس فقدم قادم فسأله من أين قال من الطائف قال فمه قال رأيت
بها شيخا يقول
تركت أباك مرعشة يداه وأمك ما تسيغ لها شرابا
إذا نعب الحمام ببطن و ج على بيضاته ذكرا كلابا
قال ومن كلاب قال بن الشيخ كان غازيا قال فكتب عمر فيه فأقفله
وروى علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال أدرك أمية بن الأسكر
265

الاسلام وهو شيخ كبير وكان شريفا في قومه وكان له ابنان ففرا منه وكان أحدهما يسمى
كلابا فبكاهما بأسعار فردهما عليه عمر بن الخطاب وحلف عليهما الا يفارقاه حتى
يموت
وروى الدولابي في الكنى من طريق أبي سعد عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي
عن الزهري قال مررت بعروة وهو جالس في سقيفة فقال هل لك في حديث غريب
أن أمية بن الأسكر الجندعي خرف وقد هاجر ابنان له مع سعد بن أبي وقاص فقال أمية
في شعره
أتاه مهاجران فربخاه عباد الله قد عقا وخابا
تركت أباك البيت
وفيها
أناديه فولاني قفاه فلا وأبي كلاب ما أصابا
وروى الزبير في الموفقيات هذه القصة بطولها
ولأمية بن الأسكر خبر في حرب الفجار ذكره بن إسحاق في السيرة الكبرى قال
فقال بن أبي أسماء بن الضريبة
نحن كنا الملوك من أهل نجد وحماة الديار عند الذمار
وضربنا به كنانة ضربا حالفوا بعده سوام العشار
قال فأجابه أمية بن الأسكر
أبلغا حمة الضريبة أنا قد قتلنا سراتكم في الفجار
وسقيناكم المنية صرفا وذهبنا بالهب والابكار
وأنشد له محمد بن حبيب عن أبي عبيدة شعرا آخر في حرب الفجار قاله في وهب
بن معتب الثقفي
المرء وهب وهب آل معتب مل الغواة وأنت لما تملل
266

يسعى توقدها بحرك وقودها وإذا تهيأ صلح قومك تأتلى
لكنه قال في أمية بن حرثان بن الأسكر
وروى قصته أيضا أسلم بن سهل في تاريخ واسط من طريق شبيب بن شيبة بن
عبد الله بن الأهتم التميمي عن أبيه قال كان رجل له أبوان شيخان كبيران فذكر
القصة وفيها الشعر
وقال المدائني عن أبي عمرو بن العلاء عمر أمية طويلا حتى خرف
وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عاش أمية بن الأسكر دهرا طويلا
وقال يتشوق إلى ابنه كلاب
أعاذل قد عذلت بغير علم * وما يدريك ويحك ما ألاقي
فإما كنت عاذلتي فردي * كلابا إذا توجه للعراق
سأستعدي على الفاروق ربا * له رفع الحجيج إلى بساق
إن الفاروق لم يردد كلابا * إلى شيخين هامهما زواقي
فبلغ عمر شعره فكتب إلى سعد يأمره باقفال كلاب فلما قدم أرسل عمر إلى أمية
فقال له أي شئ أحب إليك قال النظر إلى ابني كلاب فدعاه له فلما رآه اعتنقه وبكى
بكاء شديدا فبكى عمر وقال يا كلاب الزم أباك وأمك ما بقيا
قلت إنما لم أؤخره إلى المخضرمين لقول أبي عمرو الشيباني الذي صدرنا به فإنه
ليس في بقية الاخبار ما ينفيه فهو على الاحتمال ولا سيما من رجل كناني من جيران
قريش وسيأتي خبر كلاب في الكاف
وذكر بن الكلبي أن اسم الابن الآخر أبي بن أمية
(254) أمية بن أمية الذبياني ذكره خليفة بن خياط في الصحابة واستدركه بن
فتحون
(255) أمية بن ثعلبة قال الأشيري له حديثان في المسند الذي جمعه محمد بن
أحمد بن مفرج الأندلسي من حديث قاسم بن أصبغ وقال الذهبي في التجريد لعله
267

الذي ذكر بن إسحاق وفادته يعني الذي بعده
(256) أمية بن ضفارة من بني الضبيب ذكر بن إسحاق في المغازي أنه قدم مع
رفاعة بن زيد الجذامي في وفد جذام على رسول الله صلى الله عليه وسلم استدركه بن فتحون وغيره
(257) أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن
مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي حليف بني نوفل والد يعلى بن أمية الذي
يقال له يعلى بن منية ويعلى صحابي مشهور
روى النسائي من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري أن عمرو بن عبد الرحمن
بن أخي يعلى بن أمية حدثه أن أباه أخبره أن يعلى بن أمية قال جئت بأبي إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقلت يا رسول الله بايع أبي على الهجرة فقال لا هجرة بعد الفتح
ورواه بن أبي عاصم عن أبي الربيع عن فليح عن الزهري عن عمرو بن
عبد الرحمن بن يعلى عن أبيه عن يعلى نحوه
قال بن منده ورواه عقيل عن الزهري نحوه الا أنه قال عمرو بن عبد الله
قلت قد أخرجه النسائي من طريق عقيل فقال عمرو بن عبد الرحمن ورواه بن
منده من طريق عبيد الله بن أبي زياد القداح عن أمه بنت يعلى بن أمية عن ابنها فذكر نحوه
وزاد لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية رواه ابن عيينة عن داود بن سابور عن
مجاهد عن يعلى وهذه أسانيد يقوي بعضها بعضا
(258) أمية بن عوف الكناني أبو ثمامة يأتي في جنادة في حرف الجيم
(259) أمية بن لودان بن سالم بن مالك وقيل ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن
غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي
ذكره بن إسحاق وعروة وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وساق نسبه أبو نعيم
من طريق سلمة بن الفضل عن بن إسحاق وقال بن منده لا يعرف له حديث
268

(260) أمية بن مخشي الخزاعي ويقال الأزدي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم سكن البصرة
وأعقب بها قاله بن سعد
وقال البخاري وابن السكن له صحبة وحديث واحد روى أبو داود والنسائي
وأحمد والحاكم من طريق جابر بن صبح قال حدثني المثنى بن عبد الرحمن وكان
إذا أكل سمى وإذا صار في آخر لقمة قال بسم الله أوله وآخره فقلت له في ذلك فقال
إن جدي أمية بن مخشي حدثني وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا كان يأكل
فذكر قصته
قال الدارقطني في الافراد تفرد به جابر بن صبح وقال البغوي لا أعلم أمية
روى الا هذا الحديث
باب الألف بعدها نون
(261) أنجشة الأسود الحادي كان حسن الصوت بالحداء وقال البلاذري كان
حبشيا يكنى أبا مارية روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس قال كان أنجشة يحدو بالنساء وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال فإذا أعنقت
الإبل قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير ورواه الشيخان مختصرا من
طريق حماد بن زيد عن ثابت عن أنس ومن طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي
قلابة عن أنس ورواه مسلم من طريق سليمان بن طرخان التميمي عن أنس قال كان
للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم رويدا سوقك بالقوارير
قال بن منده هو مشهور عن سليمان ومن طريق أبي قلابة عن أنس كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يال له أنجشة يحدو
ومن طريق قتادة عن أنس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد حسن الصوت
269

وروى النسائي من طريق زهير عن سليمان التيمي عن أنس عن أمه أنها كانت
مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وسواق يسوق بهن فذكره
ووقع في حديث واثلة بن الأسقع أن أنجشة كان من المخنثين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخرج الطبراني بسند لين من طريق عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بني أمية عن جناح
عن واثلة بن الأسقع قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين وقال أخرجوهم من بيوتكم
وأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أنجشة وأخرج عمر فلانا
(262) أنس بن أرقم بن زيد أو يزيد بن قيس بن النعمان بن ثعلبة بن كعب بن
الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ذكره بن إسحاق فيمن استشهد
بأحد وقال عبدان لا يذكر له حديث الا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد له بالشهادة
(263) أنس بن أبي أنس ويقال بن عمرو أبو سليط البدري ويقال أسير مشهور
بكنيته يأتي
(264) أنس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن
جشم بن الحارث الأنصاري
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيما قتل يوم الخندق قال رماه خالد بن
الوليد بسهم فقتله فاستشهد وكان قد شهد أحدا ولم يشهد بدرا وقال بن إسحاق لم
يقتل من المسلمين يوم الخندق سوى ستة نفر منهم أنس بن أوس بن عتيك
(265) أنس بن أوس الأنصاري من بني عبد الأشهل ذكره موسى بن عقبة عن
بن شهاب فيمن استشهد يوم جسر أبو عبيد في خلافة عمر وذكره أبو نعيم بعد الذي
قبله فأصاب وظن بن فتحون أنه هو الذي قبله فلم يصب
(266) أنس بن الحارث بن نبيه قال بن السكن في حديثه نظر وقال بن منده
270

عداده في أهل الكوفة وقال البخاري أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي سمع
النبي صلى الله عليه وسلم قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحراني عن عطاء بن مسلم حدثنا
أشعث بن سحيم عن أبيه سمعت أنس بن الحارث ورواه البغوي وابن السكن وغيرهما
من هذا الوجه ومتنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ابني هذا يعني الحسين يقتل
بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره قال فخرج أنس بن الحارث إلى
كربلاء فقتل بها مع الحسين
قال البخاري يتكلمون في سعيد يعني راوية
وقال البغوي لا أعلم رواه غيره وقال بن السكن ليس يروي الا من هذا الوجه
ولا يعرف لانس غيره
قلت وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه ووقع في التجريد للذهبي لا
صحبة له وحديثه مرسل وقال المزي له صحبة فوهم انتهى
ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت
وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زبر والباوردي وابن
منده وأبو نعيم وغيرهم
(267) أنس بن زنيم الكناني تقدم تمام نسبه في ترجمة بن أخيه أسيد بن أبي
أناس بن زنيم ذكر بن إسحاق في المغازي أن عمرو بن سالم الخزاعي خرج في أربعين
راكبا يستنصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش فأنشده
لأهم إني ناشد محمدا عهد أبينا وأبيه الا تلدا
الأبيات ثم قال يا رسول الله إن أنس بن زنيم هجاك فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه
فبلغه ذلك فقدم عليه معتذرا وأنشده أبيات مدحه بها وكلمه فيه نوفل بن معاوية الدبلي
فعفا عنه وهكذا أورد الواقدي والطبري القصة لانس بن زنيم وساق بن شاهين بسند
منقطع إلى حرام بن خالد بن هشام الكعبي عن أبيه قال لما قدم وفد خزاعة يستنصرون
271

النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحو هذه القصة وفيها فلما كان يوم الفتح أسلم أنس بن زنيم وهو
القائل من أبيات
تعلم رسول الله انك مدركي وأن وعيدا منك كالاخذ باليد
وأخرجه بن سعد عن محمد بن عمر حدثني حرام بن هشام بن خالد عن أبيه
نحوها وفيها فقال نوفل أنت أولي بالعفو ومن منا لم يؤذك ولم يعادك وكنا في
الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع حتى هدانا الله بك وأنقذنا من الهلكة فقال قد
عفوت عنه فقال فداك أبي وأمي وأول القصيدة يقول فيها
فما حملت من ناقة فوق رحلها * أبر وأوفى ذمة من محمد
ويقول فيها
ونبي رسول الله أن قد هجوته * فلا رفعت سوطي إلي إذا يدي
فإني لا عرضا خرقت ولا دما * هرقت فذكر عالم الحق واقصد
سوى انني قد يا ويح فتية * أصيبوا بنحس يوم طلق وأسعد
أصابهم من لم يكن لدمائهم * كفيئا فعزت غيرتي وتلددي
ذؤيبا وكلثوما وسلما وساعدا * جميعا فإلا تدمع العين تكمد
على أن سلما ليس فيهم كمثله * وإخوته وهل ملوك كأعبد
وفي هذه القصيدة قوله
فما حملت من ناقة فوق رحلها * أعف وأوفى ذمة من محمد
قال دعبل بن علي في طبقات الشعراء هذا أصدق بيت قالته العرب
قلت ولأنس بن زنيم مع عبيد الله بن زياد أمير العراق أخبار أوردها أبو الفرج
الأصبهاني في ترجمة حارثة بن بدر الغداني منها أن عبيد الله بن زياد كان يحرش بين
الشعراء فأمر حارثة أن يهجو أنس بن زنيم فقال فيه أبياتا منها قوله
272

وخبرت عن أنس أنه قليل الأمانة خوانها
فأجابه أنس في بأبيات أولها
أتتني رسالة مستنكر فكان جوابي غفرانها
ذكر المرزباني من طريق الوليد بن هشام الجعدي قال وعد عبد الله بن عامر
أنس بن أبي أناس شيئا وقد كان عوده ذلك فأبطأ عليه فقام إليه منشدا
ليت شعري عن خليلي ما الذي * غاله في الود حتى ودعه
لا يكن مزنك برقان خلبا إن * خير البرق ما الغيث معه
لا تهنى بعد إذ أكرمتي * فشديد عادة مستنزعه
قلت وهذا أخو أسيد بن أبي * أناس لاعمه فلعله سمي باسمه
وأنس بن زنيم أخو سارية بن * زنيم وسيأتي سارية في مكانه
(268) أنس بن صرمة يأتي في صرمة بن أنس
(269) أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي
وهو عم عبيد السهام بن سليم بن ضبع قال أبو عمر شهد أحدا وكذا ذكره أبو موسى
عن بن شاهين
(270) أنس بن ظهير أخو أسيد بن ظهير ذكر أبو حاتم والعسكري أنه شهد أحدا
وقال البخاري في تاريخه قال لي إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن طلحة عن
حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير عن أخته سعدى بنت ثابت عن أبيها عن جدها قال
لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج وكان النبي صلى الله عليه وسلم استصغره وهم أن يرده فقال عمه
ظهير يا رسول الله إن بن أخي رجل رام فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم
273

ورواه بن السكن من طريق البخاري قال حدثنا إبراهيم بن المنذر أخرجه بن
منده عن علي بن العباس المصري عن جعفر بن سليمان عن إبراهيم بن المندر كذلك
لكن قال فيه فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع
وقال الطبراني في ترجمة أسيد بن ظهير حدثنا محمد بن عبد الله العدني حدثنا
عثمان بن يعقوب العثماني حدثنا محمد بن طلحة حدثنا بشير بن ثابت وأخته سعدى
بنت ثابت عن أبيهما ثابت عن جدهما أسيد بن ظهير كذا وقع عنده وهو خطأ في
مواضع
واغتر أبو نعيم بذلك فزعم أن بن منده صحف أسيد بن ظهير فجعله أنس بن ظهير
والصواب مع بن منده كما ترى الا قوله رافع بن ظهير فالصواب ظهير بن رافع والله
أعلم
(271) أنس بن عباس بن أنس بن عامر بن حي بن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ
القيس بن بهثة بن سليم السلمي ثم الرعلي ذكر بن سعد عن أبي معشر عن شيوخه
قالوا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح سبعمائة من بني سليم منهم عباس بن مرداس
وأنس بن عباس بن رعل وراشد بن عبد ربه فأسلموا
قلت وسيأتي ذكر أبيه أيضا وقوله عباس بن رعل نسبه إلى جد جده
وذكر بن الكلبي أن أنسا هذا رأس ثم قتلته خثعم ولابنه رزين بن أنس بن عباس
ذكر وسيأتي في حرف الراء فإن صح فهم ثلاثة في نسق صحابة رزين بن أنس بن
عباس ذكر سيف في الفتوح أنه كان أميرا على ساقة خيل العراق إذ صرفهم إليها أبو
عبيدة بعد فتح دمشق بأمر عمر فشهد القادسية وذكره بن عساكر فيمن شهد اليرموك
واستدركه بن فتحون وسيأتي له ذكر في ترجمة والده عباس
(272) أنس بن عبدة بن جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر
القرشي العامري ذكره الزبير وقال ابنه عبيد الله يوم الجمل
(273) أنس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهتيم بن ظفر الأنصاري الظفري
قال أبو حاتم له صحبة وقال البخاري صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه واتاهم زائرا في بني
ظفر
274

وقال يعقوب بن محمد الزهري عن سفيان بن حمزة عن عمرو بن أبي فروة عن
مشيخة أهل بيته قالوا قتل أنس بن فضالة يوم أحد فأتى ابنه محمد بن أنس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب
وذكر الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه هو وأخاه مؤنسا حين بلغه دنو قريش يريدون أحدا
فاعتراضهم بالعقيق فصارا معهم ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم
وشهدا معه أحدا
(274) أنس بن قتادة بن ربيعة الأنصاري يأتي في أنيس
(275) أنس بن قتادة الباهلي يأتي في أنيس أيضا
(276) أنس بن قيس بن المنتفق العقيلي قدم في وفد من بني عقيل فبايع وأسلم ذكره
بن سعد كذا نقلته من خط شيخنا أبي حفص البلقيني في حاشية التجريد ولم أره في
بن سعد بعده ثم راجعته فوجدته فيه وستأتي قصته في ترجمة مطرف بن عبد الله بن
الأعلم إن شاء الله تعالى
(277) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن
275

غنم بن عدي بن النجار أبو حمزة الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد
المكثرين من الرواية عنه صح عنه أنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا بن عشر سنين وأن
أمه أم سليم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم فقالت له هذا أنس غلام يخدمك فقبله وأن النبي
صلى الله عليه وسلم كناه أبا حمزة ببقلة كان يجتنبها ومازحه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا ذا الاذنين
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري خرج أنس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام
يخدمه أخبرني أبي عن مولى لانس أنه قال لانس أشهدت بدرا قال وأين أغيب عن
بدر لا أم لك
قلت وإنما لم يذكروه في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل وقال الترمذي
حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود عن أبي خلدة قلت لأبي العالية أسمع أنس من
النبي صلى الله عليه وسلم قال خدمه عشر سنين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم وكان له بستان يحمل الفاكهة في
السنة مرتين وكان فيه ريحان ويجئ منه ريح المسك وكانت إقامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم
بالمدينة ثم شهد الفتوح ثم قطن البصرة ومات بها
قال علي بن المديني كان آخر الصحابة موتا بالبصرة وقال البخاري حدثنا موسى
حدثنا إسحاق بن عثمان سألت موسى بن أنس كم غزا أنس مع النبي صلى الله عليه وسلم قال ثماني
غزوات
وروى بن السكن من طريق صفوان بن هبيرة عن أبيه قال قال لي ثابت البناني
قال لي أنس بن مالك هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني قال فوضعتها
تحت لسانه فدفن وهي تحت لسانه
وقال معتمر عن أبيه سمعت أنس بن مالك يقول لم يبق أحد صلى القبلتين
غيري قال جرير بن حازم قلت لشعيب بن الحبحاب متى مات أنس قال سنة تسعين
أخرجه بن شاهين
وقال سعيد بن عفير والهيثم بن عدي ومعتمر بن سليمان مات سنة إحدى
276

وتسعين وقال بن شاهين حدثنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل حدثنا أحمد بن حنبل
حدثنا معتمر بن سليمان عن حميد مثله وزاد وكان عمره مائة سنة إلا سنة
قال بن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن زيد بن الهذلي أنه حضر أنس بن مالك سنة
اثنتين وتسعين
وقال أبو نعيم الكوفي مات سنة ثلاث وتسعين وفيها أرخه المدائني وخليفة
وزاد وله مائة وثلاث سنين
وحكى بن شاهين عن يحيى بن بكير أنه مات وله مائة سنة وسنة قال وقيل
مائة وسبع سنين ورواه البغوي عن عمر بن شبة عن محمد بن عبد الله الأنصاري كذلك
قال الطبراني حدثنا جعفر الفريابي حدثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي حدثنا
مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن حفصة عن أنس قال قالت أم سليم يا
رسول الله أدع الله لانس فقال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه قال أنس فلقد
دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وأن أرضي لتثمر في السنة مرتين
وقال جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا
غلام فقالت يا رسول الله أنس أدع الله له فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أكثر ماله وولده وأدخله
الجنة قال قد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة
وقال جعفر أيضا عن ثابت كنت مع أنس فجاء قهر مانه فقال يا أبا حمزة
عطشت أرضنا قال فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية وصلى ركعتين ثم دعا فرأيت
السحاب تلتئم قال ثم مطرت حتى ملأت كل شئ فلما سكن المطر بعث أنس بعض
أهله فقال انظر أين بلغت السماء فنظر فلم تعد أرضه الا يسيرا وذلك في الصيف
وقال علي بن الجعد عن شعبة عن ثابت قال أبو هريرة ما رأيت أحدا أشبه صلاة
برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم سليم يعني أنسا
وروى الطبراني في الأوسط من طريق عبيد بن عمرو الأصبحي عن أبي هريرة
277

أخبرني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة وقال لا نعلم روى أبو هريرة
عن أنس غير هذا الحديث
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا بن عون عن موسى بن أنس أن أبا بكر
لما استخلف بعث إلى أنس ليوجهه إلى البحرين على السعاية فدخل عليه عمر فاستشاره
فقال ابعثه فإنه لبيب كاتب قال فبعثه ومناقب أنس وفضائله كثيرة جدا
(278) أنس بن مالك الكعبي القشيري أبو أمية وقيل أبو أميمة وقيل أبو مية
نزل البصرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في وضع الصيام على المسافر وله معه فيه قصة
أخرجه أصحاب السنن وأحمد وصححه الترمذي وغيره ووقع فيه عند بن ماجة
أنس بن مالك رجل من بني عبد الأشهل وهو غلط
وفي رواية أبي داود عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب إخوة قشير
وهذا هو الصواب وبذلك جزم البخاري في ترجمته
وعلى هذا فهو كعبي لا قشيري لان قشيرا هو بن كعب ولكعب بن اسمه عبد الله
فهو من إخوة قشير لا من قشير نفسه
وقد تعقب الرشاطي قول بن عبد البر فيه القشيري ويقال الكعبي وكعب أخو قشير
لا من قشير فإن كعبا والد قشير لا أخوه والله أعلم
ووقع في رواية البغوي وابن شاهين من طريق عصام بن يحيى عن أبي قلابة عن عبيد
الله بن زياد عن أبي أميمة أخي بني جعدة فذكر الحديث
(279) أنس بن مخاشن له في مسند بقي بن مخلد حديثان ذكره صاحب التجريد
(280) أنس بن مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن
278

عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب بضم اللام الخثعمي ثم الأكلبي يكنى أبا سفيان
ذكره بن شاهين في الصحابة ونقل عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن
رجاله فذكر نسبه ثم قال لا أعرف له حديثا
وذكره بن الكلبي ونسبه وقال كان شاعرا وقد رأس ولم يقل أن له صحبة
كعادته في أمثاله وتبعه أبو عبيد وابن جندب وابن حزم وذكره بن فتحون في ذيل
الاستيعاب عن الطبري وقال كان شاعرا وقتل مع علي وقد ذكره أبو حاتم السجستاني
في المعمرين قال وكان سيد خثعم في الجاهلية وفارسها وأدرك الاسلام فأسلم
وعاش مائة وأربعا وخمسين وقال لما بلغها
إذا ما امرؤ عاش الهنيدة سالما * وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا
تبدل مر العيش من بعد حلوه * وأوشك أن يبلى وأن يتسعسعا
رهينة قعر البيت ليس يريمه * لقي ثاويا لا يبرح المهد مضجعا
يخبر عمن مات حتى كأنما رأى * الصعب ذا القرنين أو راء تبعا
وقال غيره تزوج خالد بن الوليد بنته فأولدها عبد الرحمن وعبد الله والمهاجر
وقال المرزباني كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية ثم أسلم وأقام بالكوفة وهو القائل
أغشى الحروب وسربالي مضاعفة تغشى البنان وسيفي صارم ذكر
واخباره في الجاهلية كثيرة منها ما حكاه أبو عبيدة في الديباج عن المنتجع بن
نبهان قال كان السليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد الملك بن مويلك الخثعمي
إتاوة من غنيمته على الحيرة فمر قافلا من غزوة له فإذا بيت من خثعم ونفره خلوف
وفيه امرأة شابة بضة فسألها أين الحي فقالت خلوف فتسنمها فلما فرغ وقام عنها
بادرت إلى الماء فأخبرت القوم بأمرها فركب أنس بن مدرك الخثعمي فلحقه
فقتله فقال عبد الملك لأقتلن قاتله أو ليدينه فقال له أنس والله لا أديه أبدا لفجوره
وذكر له أبو الفرج الأصبهاني قصة طويلة مع دريد بن الصمة في الجاهلية أيضا وذكر
279

الزبير بن بكار في النسب كان عبد الله بن الحارث الوادعي يأتي مكة كل سنة فلقيه
أنس بن مدرك الخثعمي فأغار عليه وسلبه فقال في ذلك شعرا منه
وما رحلت من شر وجهي ناقتي ليحجبها من دون سيبك حاجب
عتا أنس بعد المقيل فصدنا عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب
(281) أنس بن أبي مرثد الغنوي واسم أبي مرثد كناز بن الحصين يأتي تمام نسبه
في ترجمة أبيه يكنى أبا يزيد
قال بن منده كان بينه وبين أبيه في السن عشرون روى أبو داود والنسائي
والبغوي والطبراني وابن منده من طريق أبي توبة عن معاوية بن سلام عن زيد بن
سلام أنه سمع أبا سلام يقول حدثنا السلولي يعني أبا كبشة أنه حدثه سهل بن
الحنظلية أنهم ساروا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية وحضرت
صلاة الظهر فذكر الحديث وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحرسنا الليلة فقال
أنس بن أبي مرثد الغنوي أنا يا رسول الله وفي آخر الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل
نزلت الليلة قال لا الا مصليا أو قاضي حاجة فقال قد أوجبت فلا عليك الا تعمل
بعدها إسناده على شرط الصحيح
وذكر بن حبان وابن عبد البر أنه يسمى أنيسا وفرق البغوي بين أنس بن أبي مرثد
وأنيس بن أبي مرثد وفرق بن شاهين بين أنس بن أبي مرثد الغنوي وأنيس بن مرثد بن أبي
مرثد فقال في ترجمة أنيس قال بن سعد هو كان عين النبي صلى الله عليه وسلم بأوطاس ويكنى أبا
يزيد ومات سنة عشرين وكان بينه وبين أبيه إحدى وعشرون سنة وهذا كله وصف
280

أنس بن أبي مرثد كما مضى والله أعلم وقد أوضح البخاري ذلك فقال أنس بن أبي مرثد ويقال أنيس بن أبي
مرثد
(282) أنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن
مالك بن النجار الأنصاري ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي فيمن شهد
بدرا وذكره أبو الأسود عن عروة لكنه قال أنيس بالتصغير
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة قتل يوم بئر معونة شهيدا وأما الواقدي فذكر أنه
مات في خلافة عثمان
(283) أنس بن النضر بن ضمضم الأنصاري الخزرجي عم أنس بن مالك خادم
النبي صلى الله عليه وسلم تقدم تمام نسبه في ترجمة أنس بن مالك
وروى البخاري من طريق حميد عن أنس أن عمه أنس بن النضر غاب عن قتال
بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين والله لئن اشهدني الله
قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال اللهم إني
اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين وابرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني
المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال أي سعد هذه الجنة ورب أنس إني
أجد ريحها دون أحد قال سعد فما استطعت ما صنع فقتل يومئذ فذكر الحديث وهو
عند البخاري من طريق ثمامة عن أنس أيضا وأخرجه بن منده من طريق حماد بن سلمة
عن ثابت عن أنس وله ذكر يأتي في ترجمة الربيع بنت النضر إن شاء الله تعالى
(284) أنس بن هزلة ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبواه ثم إنه
روى عنه ابنه عمرو بن أنس وفي كلام العسكري ما يدل على أن أنس بن هزلة هذا هو
أنس بن الحارث فليحرر
(285) أنس مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال الواقدي عن بن أبي الزناد عن محمد بن
281

يوسف قال مات أنس مولى النبي صلى الله عليه وسلم بعده في ولاية أبي بكر الصديق وهذا غير أنس
الذي قيل فيه أبو آنسة مولى النبي صلى الله عليه وسلم
(286) أنس الهجني والد معاذ ذكره خليفة فيمن نزل الشام من الصحابة وفي
تاريخ الطبري عن أبي كريب عن رشدين بن سعد عن زبان بن فائد عن سهل بن
معاذ بن أنس عن أبيه عن جده قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا أخبركم لما سمى الله
خليله الذي وفى لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى فسبحان الله حين تمسون وحين
تصبحون
وروى بن منده من طريق نعيم بن حماد عن رشدين بهذا الاسناد في تفسير
والأرض ذات الصدع
وروى أحمد في مسنده وتمام في فوائده من طريق بن لهيعة والطبراني في
مسند الشاميين وأبو الميمون بن راشد في فؤاده من طريق سعيد بن عبد العزيز كلاهما
عن يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل بن أنس عن أبيه عن جده عن أبي
الدرداء حديثا في فضل الصداع والمرض فكأن سهلا نسب في هذه الرواية إلى جده
والصواب معاذ بن سهل بن معاذ بن أنس فهو من رواية معاذ بن أنس عن أبي الدرداء
وقد أخرج أصحاب السنن لمعاذ بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن أبيه
ووقع عند بعض من صنف في الصحابة أحاديث أخرى فيها اختلاف منها ما رواه البغوي
قال حدثنا عباس حدثنا يونس بن محمد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن
معاذ بن أنس عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه قال اركبوا هذه الدواب
سالمة ولا تتخذوها كراسي
وعن ليث عن زبان بن فائد عن معاذ بن أنس عن أبيه قال البغوي وقد روى
يزيد بن أبي حبيب وزبان عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ليس فيها
عن معاذ بن أنس عن أنس غير هذا
282

قلت وقع في طريقه حذف أوجب هذا الخطأ وذلك أن أحمد رواه في مسنده عن
حجاج بن محمد عن الليث بالاسنادين جميعا فقال عن معاذ بن أنس عن أبيه عن
النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أيضا عن موسى بن داود وأبي الوليد الطيالسي كلاهما عن الليث
عن يزيد وعن حسن بن موسى عن بن لهيعة عن زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا رواه أبو يعلى عن أبي خيثمة عن يونس بن محمد بالاسنادين معا
فرقهما وكذلك رواه الحاكم من طريق عاصم بن علي وسعيد بن سليمان كلاهما عن
الليث قال بن عساكر في تاريخه رواية البغوي وهم والله أعلم
ووقع عند الحاكم من طريق إبراهيم بن ديزيل عن شبابة عن الليث مثل ما وقع عند
البغوي سواء على الخطأ وقد رواه الدارمي في مسنده عن عثمان بن أبي شيبة عن شبابة
على الصواب كما وقع عند أحمد وغيره
قلت ويؤيد أن ذلك هو الصواب أن يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد لم يلحقا
معاذ بن أنس وإنما يرويان عن أبيه سهل بن معاذ بن أنس والله أعلم
(287) أنسة مولى النبي صلى الله عليه وسلم وقيل أبو آنسة استشهد يوم بدر وقيل هو أبو
مسروح وقيل أبو مسرح وقال مصعب الزبيري أنسة يكنى أبا مسرح وكان يأذن على
النبي صلى الله عليه وسلم وكان من مولدة السراة ومات في خلافة أبي بكر
وقال الخطيب لا أعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا واستشهد بها وكذا ذكره
بن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدرا وقال المدائني حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت عن
داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس مثله لكن قال أبو آنسة ورواه بن عساكر
في تاريخه من طريق خليفة عن المدائني فقال استشهد كذا ذكره الواقدي عن بن
أبي حبيبة عن داود بن الحصين بسنده
وقال أبو عمر إنه المحفوظ وقال الواقدي رأيت أهل العلم يثبتون أنه شهد أحدا
وبقي بعد ذلك زمانا قال وحدثني أنيسة بن أبي الزناد عن محمد بن يوسف قال مات
283

أنسة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق وقال خليفة كان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم
أنسة مولاه فما أدري أراد هذا أو غيره ثم رأيت مصعبا قد ذكر أن أنسة مولى النبي صلى الله عليه وسلم
كان يأذن عليه وكان يكنى أبا مسروح وأنه شهد بدرا وأحدا وكان من مولدة السراة ومات
في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وقال الخطيب لا أعلمه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
شيئا والله أعلم
(288) أنة المخنث ذكره الباوردي وأخرج من طريق إبراهيم بن مهاجر عن
أبي بكر بن حفص قال قالت عائشة لمخنث كان بالمدينة يقال له أنه الا تدلنا على امرأة
نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر قال بلى فوصف امرأة إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا
أدبرت أدبرت بثمان فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أنه أخرج من المدينة إلى حمراء
الأسد فليكن بها منزلك ولا تدخلن المدينة إلا أن يكون للناس عيد
ذكر من اسمه أنيس
(289) أنيس بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار الغفاري أخو أبي ذر
وكان أكبر منه
روى مسلم والبغوي من طريق سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن
عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر قال لي أخي أنيس قد بدت لي حاجة إلى مكة
فهل أنت كافي حتى ارجع إليك قلت نعم فخرج أنيس إلى مكة قال فراث علي ثم جاء
فقال إني لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله يسمونه الصابئ قلت ما يقول
الناس قال يزعمون أنه كاذب وأنه ساحر وأنه شاعر وقد سمعت قوله فوالله ما هو
بقولهم وقد سمعت قولهم ووالله إني لأراه صادق فذكر الحديث بطوله وفيه فقال
أنيس ما بي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت فصدقت
وفي المستدرك من طريق عروة بن رويم حدثني عامر بن لد بن الأشعري سمعت أبا
ليلى الأشعري حدثني أبو ذر فذكر قصة إسلامه بطولها وفي آخرها فخرجت حتى
284

أتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر فقالا مالنا رغبة عن الذي دخلت فيه فأسلما ثم
خرجنا حتى أتينا المدينة
(290) أنيس بن الضحاك الأسلمي ذكره أبو حاتم الرازي وقال لا يعرف
وروى بن منده من طريق بقية قال حدثنا حسان بن سليمان عن عمرو بن مسلم
عن أنيس بن الضحاك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر يا أبا ذر ألبس الخشن الضيق حتى
لا يجد العز والفخر فيك مساغا قال بن منده غريب وفيه إرسال وجزم بن حبان
وابن عبد البر بأنه هو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اغد يا أنيس على امرأة هذا
الحديث وفيه نظر والظاهر في نقدي أنه غيره والله أعلم
(291) أنيس بن عتيك بن عامر الأنصاري الأشهلي ذكره أبو الأسود عن عروة
فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد وذكره بن إسحاق لكن سماه أوسا فلعلهما إخوان
(292) أنيس بن قتادة الباهلي بصري قال بن عبد البر روى عنه أبو نضرة
قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من بني ضبيعة قال ويقال فيه أنس والأول أصح
(293) أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي شهد بدرا واستشهد بأحد
قال الواقدي حدثنا بن أخي الزهري عن الزهري عن عبد الرحمن بن يزيد بن
جارية عن عمه مجمع بن جارية أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس بن قتادة
285

فقتل عنها يوم أحد فزوجها أبوها رجلا من مزينة فكرهته وجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد
نكاحه فتزوجها أبو لبابة فجاءت بالسائب بن أبي لبابة رواه البخاري وغيره من طريق
مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية
الأنصاري عن خنساء بنت خذام أن أباها زوجها وهي كارهة ولم يسم زوجها قال بن
عبد البر قتل شهيدا يوم أحد وسماه غير الواقدي أنسا وأنكر ذلك بن عبد البر والله
أعلم
وقال بن سعد أخبرنا محمد بن حميد عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن
الجحشي قال كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خذام تحت أنيس بن قتادة الأنصاري
فقتل عنها يوم أحد فأنكحها أبوها رجلا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أن عم ولدي أحب إلي
فجعل أمرها إليها وسيأتي مزيد في طرق هذا الخبر في ترجمة خنساء بنت خذام إن شاء الله
تعالى
(294) أنيس بن معاذ بن قيس الأنصاري تقدم في أنس سماه عروة
(295) أنيس بن أبي مرثد الأنصاري روى البغوي في معجمه وبقي بن مخلد في
مسنده والبخاري في تاريخه وأبو علي بن السكن من طريق الليث عن يحيى بن سعيد
عن خالد بن أبي عمران أن الحكم بن مسعود حدثه أن أنيس بن أبي مرثد الأنصاري حدثه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون فتنة بكماء عمياء صماء المضطجع فيها خير من القاعدة
الحديث
وأورده بن شاهين من هذا الوجه لكن قال عن أنيس بن مرثد الأنصاري وترجم له
بن عبد البر أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي وأشار إلى هذا الحديث في ترجمته فقال
روى عنه الحكم بن مسعود حديثه في الفتنة انتهى
وقد فرق بن السكن وغيره بين أنيس بن أبي مرثد الأنصاري وأنس بن أبي مرثد
الغنوي وهو الصواب
286

وذكر العسكري أنيس بن أبي مرثد الأنصاري في الصحابة
وأما بن حبان فذكره في ثقات التابعين وأن كان أنس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي
يدعى أنيسا مصغرا فهو غير هذا والله أعلم
(296) أنيس الأسلمي مذكور في حديث العسيف روى البخاري ومسلم وغيرهما
من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن بحينة عن أبي هريرة وزيد بن خالد
الجهني أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه إن ابني كان عسيفا
على هذا فزنا بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة
فسألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا
الرجم الحديث وفي آخره إن النبي صلى الله عليه وسلم قال واغد يا أنيس لرجل من أسلم على
امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها
قال بن السكن لست أدري من أنيس المذكور في هذا الحديث ولم أجد له رواية
غير ما ذكر في هذا الحديث ويقال هو أنيس بن الضحاك الأسلمي وقال غيره يقال هو
أنيس بن أبي مرثد وهو خطأ لان بن أبي مرثد غنوي وهذا ثبت في هذا الحديث أنه
اسلمي
(297) أنيس الأنصاري روى البغوي وابن شاهين والطبراني في الأوسط من
حديث عباد بن راشد عن ميمون بن سياه عن شهر بن حوشب قال قام رجال خطباء
يشتمون عليا ويقعون فيه فقام رجل من الأنصار يقال له أنيس فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه وأقسم بالله لأنا سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر أترون
شفاعته تصل إليكم ويعجز عن أهل بيته
قال الطبراني في الأوسط لا يروى عن أنيس إلا بهذا الاسناد قال وأنيس الذي
روى هذا الحديث هو عندي البياضي له ذكر في المغازي وتبعه أبو موسى
287

(298) أنيس أبو فاطمة مشهور بكنيته ويقال اسمه إياس وذكر بن السكن أنه
يقال أنه أنيس بن الضحاك الأسلمي
(299) أنيس قال النبي صلى الله عليه وسلم لانس بن مالك يا أنيس رواه مسلم من طريق
عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس وخاطبته به عائشة في حديث أخرجه
البيهقي في فضائل الأوقات من طريق أبي رجاء العطاردي عن أنس
(300) أنيسة تقدم في أنسة
ذكر من اسمه أنيف
(301) أنيف بن جشم بن عوذ الله بن تيم بن إراش بن عامر بن جميلة القضاعي
حليف الأنصار ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا قال بن منده ليست له رواية
(302) أنيف بن حبيب من بني عمرو بن عوف ذكره بن إسحاق فيمن استشهد
يوم خيبر وعزاه أبو عمر للطبري
(303) أنيف بن ملة الجذامي من بني الضيب له صحبة سكن الرملة ومات ببيت
جبرين من كورة فلسطين ذكره بن حبان في الصحابة
وقال بن السكن ذكره بن إسحاق فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم من جذام وهو أخو
حيان الآتي ذكره في الحاء
وروى بن منده من طريق معروف بن طريف قال حدثتني عمتي ظبية بنت
عمرو بن حزامة عن نهيسة مولاة لهم قالت خرج رفاعة ونعجة ابنا زيد وأنيف وحيان ابنا
ملة في اثني عشر رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا قلنا لأنيف ما أمركم به النبي صلى الله عليه وسلم
قال أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الأيسر ثم نذبحها ونتوجه للقبلة ونسمي الله
الحديث
(304) أنيف بن واثلة ذكره بن إسحاق والواقدي فيمن استشهد بخيبر واختلف
في ضبط أبيه فقيل بالمثلثة وقيل بالتحتانية
288

باب الألف بعدها هاء
(305) أهبان بن الأكوع بن عياذ بن ربيعة الخزاعي ويقال أهبان بن عياذ بن
ربيعة بن كعب بن أمية روى بن السكن وابن منده من طريق أسباط بن نصر حدثني
وهب بن عقبة البكائي حدثني يزيد بن معاوية البكائي عن أهبان بن عياذ الخزاعي وهو
الذي كلمه الذئب وكان من أصحاب الشجرة وأنه كان يضحي عن أهله بالشاة الواحدة
وسيأتي ذكره في أهبان بن أوس
(306) أهبان بن الأكوع عم سلمة الأسلمي ويقال هو أهبان بن عمرو بن الأكوع
أخو سلمة واسم الأكوع سنان ذكره الطبري في الصحابة قال ومن ولده جعفر بن
محمد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان وكان عمر قد استعمل عقبة بن أهبان على صدقات
كلب وبلقين وغسان
(307) أهبان بن أوس الأسلمي ويقال وهبان قديم الاسلام صلى القبلتين
ونزل الكوفة ومات بها في ولاية المغيرة
قال البخاري له صحبة يعد في أهل الكوفة وروى له في صحيحه حديثا موقوفا
من رواية مجزأة بن زاهر عنه وفيه أنه كان له صحبة وكان من أصحاب الشجرة وروى
في تاريخه من طريق أنيس بن عمرو عن أهبان بن أوس أنه كان في غنم له فشد الذئب
على شاة منها فصاح عليه فأقعى على ذنبه قال فخاطبني فقال من لها يوم يشغل
عنها
قال البخاري إسناده ليس بالقوي
قلت لان فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف
وأورد بن السكن في ترجمته حديث أبي نضرة عن أبي سعيد قال بينما راع يرعى
289

غنما بظهر المدينة إذ عدا الذئب على شاة من غنمه فحال بينه وبينها فأقعى الذئب فقال
تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلى الحديث
وذكر بن الكلبي وأبو عبيد والبلاذري والطبري أن مكلم الذئب هو أهبان بن
الأكوع بن عياذ
قال بن حبان مات أهبان بن أوس في ولاية المغيرة بن شعبة بالكوفة حيث كان واليا
عليها لمعاوية
(308) أهبان بن صيفي الغفاري ويقال وهبان يكنى أبا مسلم
وروى له الترمذي حديثا وحسن حديثه وابن ماجة وأحمد
قال الطبراني مات بالبصرة وروى المعلى بن جابر بن مسلم عن أبيه عن
عديسة بنت وهبان بن صيفي أن أباها لما حضرته الوفاة أوصى أن يكفن في ثوبين
فكفنوه في ثلاثة فأصبحوا فوجدوا الثوب الثالث على السرير وكذلك رواه الطبراني من
طريق عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان ونقل بن حبان أن أهبان بن أخت أبي ذر
الغفاري هو أهبان بن صيفي ورد ذلك بن منده
(309) أهبان بن عمرو بن الأكوع سبق في أهبان بن الأكوع
(310) أهبان بن عياذ سبق في أهبان بن الأكوع بن عياذ أيضا
(311) اهود بن عياض الأزدي ذكر وثيمة في الردة عن بن إسحاق قال بينما
حمير مجتمعة إلى مقاولها إذ أقبل راكب من الأزد يقال له اهود بن عياض فقال يا معشر
حمير أنعى إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بن ذي أصبح جدعك الله من وافد قوم كذبت ما
مات قال بلى والذي بعثه بالحق فما جزعكم فوالله لأنا أجزع منكم ولو وجدت أرق
منكم أفئدة وأغزر عيونا لنعيته إليهم فأخرجوه من بينهم وكان عابدا فقال اللهم إني إنما
290

نعيت إليهم رسولك لئلا يفتتنوا بعده وليواسوني في جزعي عليه فلما تواترت الركبان
بموته آووه بعد ذلك وفي ذلك يقول بن ذي أصبح
جزع القلب اهود * إذ نعي لي محمدا
ليتني لم أكن رأيت * أخا الأزد اهودا
في أبيات ذكرها
باب الألف بعدها الواو
(312) أوس بن الأرقم الأنصاري يأتي تمام نسبه في أخيه زيد بن الأرقم
ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بأحد
(313) أوس بن الأعور بن جوشن بن مسعود ذكره البخاري قاله بن منده وذكر
المرزباني أن اسم ذي الجوشن الضبابي أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية فقيل هو هذا
وقيل غيره والله أعلم
(314) أوس بن أقرم الأنصاري ذكره أبو الأسود بن عروة فيمن نقل للنبي صلى الله عليه وسلم أن
عبد الله بن أبي قال في غزوة المريسيع ما قال أخرجه الحاكم في الإكليل وقال
إنه من خطأ أصحاب المغازي
والصحيح أن قائل ذلك هو زيد بن أرقم ولا بعد في أن يقع ذلك لزيد ولاوس والله
أعلم
(315) أوس بن أوس الثقفي روى له أصحاب السنن الأربعة أحاديث صحيحة من
291

رواية الشاميين عنه نقل عباس عن بن معين أن أوس بن أوس الثقفي وأوس بن أبي أوس
الثقفي واحد
وقيل أن بن معين أخطأ في ذلك والصواب أنهما اثنان وقد تبع بن معين على
ذلك أبو داود وغيره والتحقيق أنهما اثنان ومن قال في أوس بن أوس أوس بن أبي
أوس أخطأ كما قيل في أوس بن أبي أوس أوس بن أوس وهو خطأ وأما أوس بن
أبي أوس فاسم والد حذيفة كما سيأتي
(316) أوس بن أبي أوس الثقفي فرق بعضهم بينه وبين أوس بن حذيفة كما
سيأتي
(317) أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أخو حسان الأنصاري أمه سخطي بنت
حارثة بن لوذان بنت عم والدة أخيه حسان وهو والد شداد بن أوس الصحابي المشهور
ذكره بن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية وبدرا واحدا وقتل بها وكذا قال عبد الله
بن محمد بن عمارة القداح في نسب الأنصار وفيه يقول حسان بن ثابت في قصيدة
ومنا قتيل الشعب أوس بن ثابت شهيدا وأسنى الذكر منه المشاهد
وزعم الواقدي أنه شهد الخندق وخيبر والمشاهد وعاش إلى خلافة عثمان فالله
أعلم
ويؤيده ما ذكره بن زبالة في أخبار المدينة وأوردته في شداد بن أوس والأول أثبت
لشهادة حسان بأنه شهد الشعب والقصيدة المذكورة ثابتة في ديوان حسان صنعة أبي سعيد
السكري وأولها
292

الا أبلغ المستسمعين بوقعة تخف لها شمط النساء القواعد
وسأذكر شيئا منها في ترجمة ولده شداد بن أوس إن شاء الله
(318) أوس بن ثابت الأنصاري روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق عبد الله
بن الأجلح الكندي عن الكلبي عن أبن صالح عن أبي عباس قال كان أهل الجاهلية لا
يورثون البنات ولا الأولاد الصغار حتى يدركوا فمات رجل من الأنصار يقال له أوس بن
ثابت وترك بنتين وابنا صغيرا فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة فأخذا ميراثه فقالت امرأته
للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأنزل الله * (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون) *
فأرسل إلى خالد وعرفطة فقال لا تحركا من الميراث شيئا
ورواه أبو الشيخ من وجه آخر عن الكلبي فقال قتادة وعرفطة ورواه الثعلبي في
تفسيره فقال سويد وعرفطة ووقع عنده أنهما أخوا أوس
وذكر بن منده في ترجمة هذا انه أوس بن ثابت أخو حسان وهو خطأ لأنه لان أوسا
ليس له أحد من إخوته ولا من أعمامه يسمى عرفطة ولا خالدا
ورواه مقاتل في تفسيره فقال إن أوس بن مالك توفي يوم أحد وترك امرأته أم
كجة وبنتين فذكر القصة
وسيأتي لهذا مزيد في ترجمة أم كجة في كنى النساء إن شاء الله تعالى
(319) أوس بن ثابت الأنصاري آخر استدركه بن فتحون وأخرج من طريق
عبدان عن إسحاق بن الضيف عن عبد الله بن يوسف عن إسماعيل بن عياش عن نافع
عن بن عمر قال كانت غزوة بدر وأنا بن ثلاث عشرة فلم أخرج وكانت غزوة أحد
وأنا بن أربع عشرة فخرجت فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم استصغرني وردني وخلفني في حرس
المدينة في نفر منهم أوس بن ثابت وأوس بن عرابة ورافع بن خديج هكذا أورده
وقد رواه بن أبي خيثمة عن عبد الوهاب بن نجدة عن إسماعيل بن عياش عن أبي
بكر الهذلي عن نافع فقال فيه عن زيد بن ثابت وعرابة بن أوس ويحتمل أن يكون
محفوظا والله أعلم
(320) أوس بن ثعلبة بن زفر بن عمرو بن أوس التيمي
293

قال الحاكم في تاريخه كان من الصحابة ثم روى من طريق يزيد بن عمرو بن
عباد التيمي أن أوس بن ثعلبة ورد مع سعيد بن عثمان خراسان ثم وجهه سعيد إلى هراة
وذكر سلمويه أن عبد الله بن عامر بعث أوس بن ثعلبة إلى أبو شيخ يعني سنة إحدى
وثلاثين
وقال بن عساكر في تاريخه أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث بن وديعة بن مالك بن
تيم الله بن ثعلبة نسبه أبو القاسم الزجاجي عن بن دريد
قلت وذكره المرزباني في معجم الشعراء ونسبه كذلك ولكن قال زفر بن
عمرو بن أوس بن وديعة ونقل عن دعبل أنه شاعر مخضرم
وروى بن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة عن يونس بن عبيد أن أوس بن
ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة وقع بينه وبين طلحة الطلحات معارضة فخرج أوس
هاربا إلى معاوية فذكر له القصة وشعرا
قلت ولولا أن الحاكم قال إنه من الصحابة لما ذكرته في هذا القسم
(321) أوس بن ثعلبة الأنصاري ذكر يحيى بن سعيد الأموي في المغازي عن
بن عباس أنه كان أحد من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وأنه أحد من ربط
نفسه في السارية حتى نزلت وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية
وقال عبد بن حميد في تفسيره أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة
أنها نزلت في سبعة نفر منهم أربعة ربطوا أنفسهم في السواري وهم أبو لبابة ومرداس
وأوس ولم ينسبه وآخر أبهمه
ورواه بن جرير من هذا الوجه وسمي الرابع خداما وذكر القصة من عدة طرق ولم
يسم فيها الا أبا لبابة وسيأتي في ترجمة أوس بن خدام عدتهم بأسمائهم وأنهم كانوا ستة
(322) أوس بن جبير الأنصاري من بني عمرو بن عوف قتل بخيبر شهيدا على
حصن ناعم أورده بن شاهين وتبعه أبو موسى
(323) أوس بن جهيش النخعي تقدم في الأرقم وقيل اسمه جهيش بن أوس
(324) أوس بن حارثة الطائي روى بن قانع من طريق حميد بن منهب عن
294

جده أوس بن حارثة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا من طئ فبايعه على الاسلام
استدركه بن الدباغ وساق بن قانع نسب أوس بن حارثة فقال بن لام بن
عمرو إلى آخره وهو وهم فإن أوس بن حارثة بن لام مات في الجاهلية وإنما أدرك
الاسلام أحفاده كعروة بن مضرس بن حارثة وهانئ بن قبيصة بن أوس
وقد ذكر ابن عبد البر بحير بن أوس بن حارثة بن لام وقال في إسلامه نظر
قلت وأوس بن حارثة لي هو جد حميد بن منهب الأدنى فإنه حميد بن منهب بن
حارثة بن خريم بن أوس بن حارثة بن الام بن عمرو بن طريف بن مالك بن جدعاء بن
ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طئ ولجد أبيه خريم بن أوس
صحبة كما سيأتي ولعله كان فيه عن جده خريم بن أوس بن بن حارثة فسقط خريم والله أعلم
وقد وقفت على ما يؤيد ذلك وهو أن بن قانع قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب
الاخباري حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا زحر بن حصين عن جده حميد بن منهب عن
جده أوس بن حارثة بن لام الطائي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا من قومي فبايعته
على الاسلام الحديث بطوله
قلت اختصره بن قانع فذكر طرفا منه ثم قال فذكر حديثا طويلا والحديث
المذكور رويناه في جزء أبي السكين وهو زكريا بن يحيى الطائفي المذكور ورواية أبي
عبيد بن جرمويه القاضي عنه قال حدثنا عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن
منهب قال قال جدي خريم بن أوس بن حارثة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من ت
بوك فقدمت عليه فأسلمت فذكر حديثا طويلا
فظهر أن الحديث لخريم بن أوس لا لأوس والله أعلم
وفي التاريخ المظفري أني أوس بن حارثة بن لام الطائي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابسط
يدك قال على ماذا قال على أن أشهد أن لا إله إلا الله غير شاك وأنك رسول الله
غير مرتاب وعلى أن اضرب بهذا وأشار إلى سيفه من أمرتني فقال أحسنت بارك
الله عليك وابنه خريم بن أوس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم انتهى
ولعل أوسا عمر إلى أن أدرك الاسلام
295

ثم رأيت في جمهرة بن الكلبي أن أوس بن حارثة عاش مائتي سنة وذكر أبو مخنف
لوط بن يحيى في كتاب المعمرين أن أوس بن حارثة المذكور عاش مائتي سنة حتى هرم
وذهب سمعه وعقله وكان سيد قومه فرحل بنوه وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها
ضيعه فهم يسبون بذلك إلى اليوم وفي ذلك يقول الأسحم بن الحارث بن طريف بن
عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء الطائي
أتاني في المحلة أن أوسا على لحمان مات من الهزال
تحمل أهله واستودعوه كساء من نسيج الصوف بالى
انتهى وهذا يدل على أنه مات في الجاهلية
(325) أوس بن حبيب الأنصاري قتل بخيبر قاله بن عبد البر
وقد تقدم أوس بن جبير فقيل هو هو
(326) أوس بن الحدثان بن عوف بن ربيعة بن سعيد بن يربوع بن واثلة بن
دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري بالنون قال بن حبان يقال له
صحبة وروى بن أبي عاصم من طريق عمر بن صهبان وهو ضعيف عن الزهري عن
مالك بن أوس بن الحدثان عن أبيه مرفوعا أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام
الحديث
وذكره بن مندة وقال إنه خطأ
296

وروى بن مندة من طريق أبي ضمرة عن سلمة بن وردان عن مالك بن أوس عن
أبيه مرفوعا من ترك الكذب وهو مبطل بني له في ربض الجنة الحديث
وقد اختلف في إسناده على سلمة مع ضعفه قرأت بخط بن عبد البر لولا حديث
كعب بن مالك لم أثبت له صحبة
قلت يشير بذلك إلى ما أخرجه مسلم من طريق أبي الزبير عن بن كعب بن
مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان ينادي أيام التشريق إن أيام منى أيام
أكل وشرب
وقال بن مندة هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه
(327) أوس بن حذيفة بن ربيعة بن أبي سلمة بن غيرة بن عوف وقيل إن
حذيفة هو بن أبي عمرو بن عمرو بن عوف بن وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن
حطيط بن جشم الثقفي وهو أوس بن أبي أوس
روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة وصح من طريقه أحاديث وهو والد عمرو بن
أوس وجد عثمان بن عبد الله بن أوس
قال أحمد أوس بن أبي أوس هو حذيفة وقال البخاري في تاريخه وابن
حبان أوس بن حذيفة والد عمرو ويقال هو أوس بن أبي أوس ويقال أوس بن أوس
وقال أبو نعيم اختلف المتقدمون في هذا فمنهم من قال فذكر الخلافات
الثلاثة ثم قال وأما أوس بن أوس الثقفي فيروي عنه الشاميون وقيل فيه أوس بن أبي
أوس أيضا ثم قال وتوفي أوس بن حذيفة سنة تسع وخمسين
(328) أوس بن حذيفة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما وليس بالثقفي قاله بن حبان في
الصحابة
297

(329) أوس بن حوشب الأنصاري روى أبو موسى في الذيل من طريق الجريري
عن أبي السليل قال أخبرني أبي قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا في دار رجل من الأنصار
يقال له أوس بن حوشب فأتى بعنب فوضع في يده فذكر الحديث
وأبو السليل اسمه ضريب بن نقير بتصغير الاسمين والأب بالنون والقاف
(330) أوس بن خالد بن عبيد بن أمية بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس
الأنصاري الأوسي
قال بن الكلبي شهد اليرموك وهو الذي قال فيه حسان بن ثابت يومئذ
وافلت يوم الروع أوس بن خالد يمج دما كالرعف مختضب النحر
(331) أوس بن خالد بن قرط بن قيس بن وهب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن
النجار الأنصاري النجاري
أغفلوا ذكره في الصحابة وهو صحابي لان ابنه صفوان بن أوس تابعي معروف
كانت تحته عمرة بنت أبي أيوب الأنصاري
وأم صفوان هذا هي نائلة بنت الربيع بن قيس بن عامر وكانت إحدى المبايعات
فاوس على هذا صحابي لأنه لو كان مات في الجاهلية لكان لابنه صحبة ولكنه تابعي
فيدل على أن أباه مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبقى بالمدينة من الأنصار في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أحد
كافرا
(332) أوس بن خالد بن يزيد بن منهب الطائي بن عم زيد الخيل ذكره بن
الكلبي وقال له وفادة
وله قصة في زمن عمر بن الخطاب وذلك أن عمر بعث في خلافته رجلا يقال له أبو
سفيان يستقرئ أهل البوادي فمن لم يقرأ ضربه فاستقرأ أوس بن خالد فلم يقرأ فضربه
أبو سفيان أسواطا فمات منها فقامت أمة تندبه فأقبل حريث بن زيد الخيل الطائي لما
أخبرته أمه الخبر فشد على أبي سفيان فقتله وقال قي ذلك أبياتا منها
فلا تجزعي يا أم أوس فإنه يلاقي المنايا كل حاف وذي نعل
298

فإن يقتلوا أوسا عزيزا فإنني قتلت أبا سفيان ملتزم الرحل
وذكر ذلك أبو الفرج الأصبهاني عن أبي عمر الشيباني وزاد فيه أن أبا سفيان
المقتول كان رجلا من قريش
(333) أوس بن خدام الأنصاري روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق الثوري
عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال كان ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك
ستة أبو لبابة وأوس بن خدام وثعلبة بن وديعة وكعب بن مالك ومرارة بن الربيع
وهلال بن أمية فجاء أبو لبابة وأوس وثعلبة فربطوا أنفسهم بالسواري وجاءوا بأموالهم
فقالوا يا رسول الله خذها هذا الذي حبسنا عنك فقال لا أحلهم حتى يكون قتال
قال فنزل القرآن وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية إسناده قوي
وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال عقبة ورواه غيره عن الأعمش وأورده بن
مردويه من طريق العوفي عن بن عباس مثله وأتم منه لكن لم يسم منهم الا أبا لبابة وقد
تقدم في ترجمة أوس بن ثعلبة أنهم سبعة والله أعلم
(334) أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن
عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ويقال أوس بن عبد الله بن الحارث بن خولي
وقال بن المدني يكنى أبا ليلى
وقال البغوي في معجمه حدثنا علي بن مسلم حدثنا يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف
حدثنا يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن بن عباس قال كان الذي غسل النبي صلى الله عليه وسلم علي
والفضل فقالت الأنصار نشدناكم الله وحقنا فأدخلوا معهم رجلا يقال له أوس بن خولي
رجلا شديدا يحمل الجرة من الماء بيده تابعه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد
299

ورواه بن شاهين من طريق أبي جعفر المنصور عن أبي عن جده عن بن عباس
نحوه
وقد ذكر نحو ذلك بن إسحاق في المغازي بغير إسناد
وقال البغوي لا أعلم لأوس حديثا مسندا
قلت قد أورد له بن منده حديثا من طريق هند بن أبي هالة عن أوس بن خولي أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال له من تواضع لله رفعه الله وفي إسناده خارجة بن مصعب وهو
ضعيف وفيه من لا يعرف أيضا
قلت وله ذكر في أحاديث أخرى منها ما ذكره بن إسحاق في السيرة عن الزهري عن علي بن الحسين قال الذي نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي والفضل وقثم
وشقران وأوس بن خولي
ورواه أيضا عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس ومن هذا الوجه
أخرجه الطبراني وحسين ضعيف
وذكر المدائني وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم خلفه في عمرة القضاء بذي طوى ليقطع كيدا إن
كادته قريش وخلف بشير بن سعد بمر الظهران
وذكره إبراهيم بن سعد عن الزهري عن بن كعب بن مالك فيمن توجه لقتال بن أبي
الحقيق
وذكره الزهري وموسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا وآخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين شجاع بن وهب
وقال بن سعد مات أوس بن خولي قبل حصر عثمان
300

(335) أوس بن ساعدة الأنصاري له ذكر في حديث روى أبو موسى من طريق
لوين عن إبراهيم بن حبان أحد الضعفاء المتروكين عن شعبة عن الحكم عن عكرمة
عن بن عباس قال دخل أوس بن ساعدة الأنصاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في وجهه
الكراهية فقال يا رسول الله إن لي بنات وأنا أدعو عليهن بالموت فقال لا
تدع الحديث
(336) أوس بن سعد بن أبي سرح العامري من مسلمة الفتح وسكن المدينة
واختط بها دارا ذكره بن فتحون عن عمر بن شبة وقد وجدت له خبرا فيه أنه عاش إلى
ولاية عبد الملك بن مروان على المدينة أو إلى خلافته
روى الفاكهي من طريق بن جريج أخبرني عكرمة بن خالد بن أوس بن سعد بن أبي
سرح أخي بني عامر بن لؤي قال كان لنا مسكن في دار الحكم فقال عبد الملك في
إمارته بعني مسكنك الذي في دار أبي العاص فقلت ما هي بدار أبي العاص ولكنها دارنا
كانت لنا في الجاهلية ثم أسلمنا فيها فقال ما كانت لكم الا عمري فقال أيما كانت
فهي لنا بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صدقت قال فبعنيها فقلت له أما بمال فلا ولكن
بدار قال فبعتها إياه بدار حرمانس
(337) أوس بن سعد أبو زيد الأنصاري من بني أمية بن زيد
ذكره أبو موسى من جهة عبدان عن أحمد بن سيار عن بن يحيى بن بكير عن أبيه
وعن مشيخة له أن عمر ولاه بعض الشام ومات في خلافته سنة ست عشرة وهو بن أربع
وستين سنة
(338) أوس بن سلامة بن وقش أخو سلمة وسعد وأبي نائلة قال بن الكلبي في
الجمهرة قتل يوم أحد
(339) أوس بن سمعان الأنصاري قال بن عبد البر له حديث ليس إسناده
بالقوي
قلت أخرجه بن منده من طريق إبراهيم بن سويد عن هلال بن زيد بن يسار وهو
أبو عقال أحد الضعفاء قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثني الله هدى
301

ورحمة للعالمين وبعثني لأمحو المزامير والمعازف فقال أوس بن سمعان يا رسول
الله والذي بعثك بالحق إني لأجدها في التوراة كذلك
قال بن منده تفرد به سعيد بن أبي مريم عن إبراهيم
(340) أوس بن سويد الأنصاري ذكره الباوردي في الصحابة وأخرج من طريق
بن جريج عن عكرمة أنه نزل فيه * (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون) *
وقد تقدم في أوس بن ثابت شئ من هذا
(341) أوس بن شرحبيل أحد بني المجمع له صحبة حديثه عند أهل الشام قاله
بن حبان يأتي في شرحبيل بن أوس
وفرق بينهما أبو بكر بن عيسى في تاريخ الحمصيين فقال وممن نزل حمص من
الصحابة شرحبيل بن أوس وأوس بن شرحبيل كذا جعلهما اثنين وكذا جوز ذلك بن
شاهين
وقال البغوي والأصح عندي شرحبيل بن أوس
وأخرج له البخاري في التاريخ تعليقا وابن شاهين والطبراني بإسناد شامي من طريق
الزبيدي عن عياش بن يونس عن نمران أبي الحسن بن محمد أن أوس بن شرحبيل أحد
بني المجمع حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم
فقد خرج من الايمان
(342) أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن
302

عوف بن الخزرج الأنصاري أخو عبادة بن الصامت ذكروه فيمن شهد بدرا والمشاهد
وقال أبو داود حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن
سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت
وكان رجلا به لمم فذكر حديث الظهار وتابع عازما على وصله شاذان ورواه موسى بن
إسماعيل عن حماد مرسلا وهكذا رواه إسماعيل بن عياش وجماعة عن هشام عن أبيه
مرسلا
وروى البراز من طريق أبي حمزة الثمالي وفيه ضعف عن عكرمة عن بن
عباس قال كان الرجل إذا قال لزوجته في الجاهلية أنت علي كظهر أمي حرمت عليه
وكان أول من ظاهر في الاسلام رجل كان تحته بنت عم له يقال لها خويلة كذا أخرجه
مبهما
وقد رواه بن شاهين وابن منده من هذا الوجه بلفظ أول ظهار كان في الاسلام من
أوس بن الصامت كانت تحته بنت عم له
وأخرجه عبد الرزاق عن بن عيينة عن ثابت الثمالي عن عكرمة مرسلا فسماها
خولة وسماه أويس بن الصامت بالتصغير وساق القصة مطولة
وروى أبو داود من طريق يوسف بن عبد الله بن سلام عن خويلة بنت مالك بن
ثعلبة قالت ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت فذكر الحديث وإسناده حسن
وروى الدارقطني والطبراني في مسند الشاميين من طريق سعيد بن بشير عن قتادة
عن أنس أن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة قال بن منده تفرد بوصله
سعيد بن بشير ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا
وروى أبو داود من طريق عطاء بن أبي رباح عن أوس بن الصامت حديثا وقال
بعده عطاء لم يدرك أوسا هو من أهل بدر قديم الموت
وقال بن حبان مات في أيام عثمان وله خمس وثمانون سنة وقال غيره مات سنة
أربع وثلاثين بالرملة وهو بن اثنتين وسبعين سنة
(343) أوس بن عابد الأنصاري قتل يوم خيبر شهيدا ذكره بن عبد البر
303

(344) أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي يكنى أبا تميم وربما ينسب إلى جده
فقيل أوس بن حجر روى البغوي وابن السكن وابن منده من طريق فيض بن وثيق عن
صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي شيخ من أهل
العرج قال أخبرني أبي مالك بن إياس بن مالك أن أباه إياسا
أخبره أن أباه مالك بن أوس أخبره أن أباه أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وهما
متوجهان إلى المدينة بدوحات بين الجحفة وهرشي وهما على جمل فحملهما
على فحل إبله وبعث معهما غلاما يقال له مسعود فقال له اسلك بهما حيث تعلم من
مخارم الطريق ولا تفارقهما فذكر الحديث
ورواه الطبراني وفي سياقه أن أباه مالك بن أوس بن حجر أخبره أن أباه أوس بن عبد
الله بن حجر قال مر بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
ورواه أبو العباس السراج في تاريخه عن محمد بن عباد العكلي عن أخيه موسى
عن عبد الله بن يسار عن إياس بن مالك بن أوس قال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكره مرسلا
قال بن عبد البر مخرج حديثه عن ولده وهو حديث حسن
قال وقد قيل إنه أبو أوس بن تميم بن حجر
قلت قلبه بعض الرواة
وقد أخرج الحاكم في الإكليل من طريق الواقدي حدثني بن أبي سبرة عن
الحارث بن فضيل حدثني بن مسعود بن هنيدة عن أبيه عن جده مسعود قال لقيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين تريد يا مسعود قلت جئت لأسلم عليك وقد أعتقني أبو تميم
أوس بن حجر قال بارك الله عليك وسيأتي طريق لخبره في ترجمة مالك بن أوس
304

قلت وأبوه ضبطه بن ماكولا بفتحتين وقيل بضم أوله واسكان ثانيه
(345) أوس بن عتيك الأنصاري تقدم في أنيس
(346) أوس بن عمرو الأنصاري المازني ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة
(347) أوس بن عمرو بن عبد القاري نزيل مصر قال القضاعي في الخطط له
صحبة قال وكان عراك بن مالك عصبة لورثة أوس
(348) أوس بن عوف بن جابر بن سفيان بن عبد يا ليل بن سالم بن مالك بن حطيط
بن جشم بن ثقيف كذا نسبه بن حبان في الصحابة وقال كان في وفد ثقيف
وزعم أبو نعيم أنه هو أوس بن حذيفة نسب إلى عوف أحد أجداده
قلت وليس كذلك لاختلاف النسبين
(349) أوس بن فائد وقيل بن فاتك وقيل بن الفاكه من بني عمرو بن عوف
ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر وروى عبدان من طريق يحيى بن بكير أن
أوس بن الفاتك من الصحابة قتل بخيبر
(350) أوس بن قتادة الأنصاري ذكره بن إسحاق أيضا فيمن استشهد بخيبر
(351) أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن أوس
الأنصاري الأوسي والد عرابة
شهد أحدا هو وابناه عرابة وعبد الله ويقال إن أوس بن قيظي كان منافقا وإنه
الذي قال إن بيوتنا عورة
305

وروى أبو الشيخ في تفسيره من طريق بن إسحاق قال حدثني الثقة عن زيد بن
أسلم قال مر شاس بن قيس وكان يهوديا عظيم الكفر على نفر من الأوس والخزرج
يتحدثون فغاظه ما رأى من تألفهم بعد العداوة فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم
فيذكرهم يوم بعاث ففعل فتنازعوا وتشاجروا حتى وثب رجلان أوس بن قيظي من
الأوس وجبار بن صخر من الخزرج فتقاولا وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم فسمعوا وأطاعوا فأنزل الله في أوس
وجبار ومن كان معهما * (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم
بعد أيمانكم كافرين) *
وفي سنن بن قيس * (يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن) *
الآية والحديث طويل أنا اختصرته وإسناده مرسل وفيه راو مبهم أخرجه
أبو عمر
(352) أوس بن مالك الأشجعي له ذكر في حديث رواه مكي بن إبراهيم ذكره
بن منده مختصرا
(353) أوس بن مالك بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار
أبو السائب المازني شهد أحدا ذكره بن شاهين مختصرا وكذا ذكره الطبري
(354) أوس بن مالك الأنصاري تقدم في أوس بن ثابت
(355) أوس بن مالك بن نمط الهمداني يأتي في نمط بن قيس
(356) أوس بن معاذ ذكره بن إسحاق فيمن شهد بئر معونة وكذا ذكره موسى بن
عقبة عن بن شهاب
(357) أوس بن المعلى بن لوذان بن حارث بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن
زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج
قال بن الكلبي له صحبة واستدركه بن الأثير
(358) أوس بن معير أبو محذورة يأتي في الكنى
306

سماه خليفة والزبير بن بكار أوسا وسماه أحمد بن حنبل وابن معين وابن سعد
وأبو خيثمة سمرة وقيل عن بن معين اسمه معير بن نفير كذا نقله بن شاهين
وقال أبو عمر قد قيل إن أوس بن معير أخو أبي محذورة وفي ذلك نظر والأول
يعني أنه اسم أبي محذورة أصح وأشهر ثم نقل عن بن الزبير أن اسم أبي محذورة أوس
وأن له أخا اسمه أنيس قتل كافرا وبه جزم بن حزم وخطأ من خالفه وعن أبي اليقظان أن
اسم أبي محذورة سمرة وأن أخاه اسمه أوس وقتل يوم بدر كافرا
(359) أوس بن مغراء الأنصاري ذكره وثيمة فيمن استشهد باليمامة
(360) أوس بن المنذر الأنصاري من بني عمرو بن مالك بن النجار ذكره بن
إسحاق وأبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بأحد
(361) أوس بن يزيد بن أصرم ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن
شهد العقبة
(362) أوس الأنصاري أفرده الطبراني عمن تقدم
وروى بسنده إلى أبي الزبير عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا يا معشر
المسلمين اغدوا إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل وفي آخره فهو يوم الجوائز
ورواه الحسن بن سفيان في مسنده من طريق سعيد بن عبد الجبار عن توبة أو أبي
توبة عن سعيد بن أوس عن أبيه نحوه كذا أخرجه المعافى في الجليس من طريق
سعيد بن عبد الجبار عن أبي توبة بغير شك
(363) أوس الأنصاري آخر له ذكر
307

روى الحاكم في الإكليل من طريق الواقدي عن بن أبي سبرة عن الحارث بن
فضيل عن بن مسعود بن هنيدة عن أبيه مسعود فذكر الحديث في غزاة بني
المصطلق وفي آخره وكان هاشم بن صبابة قد خرج في طلب العدو فرجع في ريح
شديد وعجاج فتلقاه رجل من رهط عبادة بن الصامت يقال له أوس فظن أن هاشما من
المشركين فحمل عليه فقتله فعلم بعد أنه مسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرج ديته
فذكر الحديث مطولا
(364) أوس الكلابي روى بن قانع من طريق يحيى بن راشد عن المعلى بن
حاجب بن أوس الكلابي عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته على ما بايعه
الناس
وقد ذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان أن أوس الكلابي يروي عن الضحاك
بن سفيان وعنه ابنه حاجب فالله أعلم
(365) أوس المرئي بالراء بعدها همزة من بني امرئ القيس له ذكر في حديث
ابنته رواه عبدان حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق حدثتنا جيدة بنت أبي العلانية محمد
بن أعين حدثني أبي عن أم جميل بنت أوس المرئية قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي
وعلي ذوائب لي قزعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم احلق عنها زي أهل الجاهلية وائتني بها فذهب
بن أبي فحلقه عني وردني فدعا لي وبارك علي ومسح يده على رأسي
وأورده بن قانع من هذا الوجه لكنه قال أوس المزني بالزاي والنون وهو
تصحيف
وذكر أبو علي في ذيل الاستيعاب أن اسمها جميلة
(366) أوس مولى النبي صلى الله عليه وسلم جزم بن حبان بأنه اسم أبي كبشة وقال الطبراني
أوس ويقال سليم وسيأتي في الكنى
(367) أوس يقال هو اسم أبي زيد الأنصاري الذي جمع القرآن قاله إسماعيل
القاضي عن علي بن المديني وسيأتي في الكنى
(368) أوفى بن عرفطة له صحبة قاله بن عبد البر قال واستشهد أبوه يوم
الطائف
308

قلت وهو عرفطة بن حباب الأزدي حليف بني أمية كما سيأتي
(369) أوفى بن مولة التميمي العنبري ذكره البغوي وغيره في الصحابة
وروى الطبراني وابن منده من طريق عبد الغفار بن منقذ بن حصين بن حجار بن
أوفى بن مولة عن أبيه عن جده عن أوفى بن مولة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعني
الغميم وشرط على وإن بن السبيل أول ريان واقطع ساعدة رجلا منا بئرا
بالفلاة واقطع إياس بن قتادة الجابية وهي دون اليمامة وكنا أتيناه جميعا قال بن عبد
البر ليس إسناد حديثه بالقوي
(370) أويس بن الصامت تقدم في أوس
باب الألف بعدها ياء
(371) إياد أبو السمح مولى النبي صلى الله عليه وسلم مشهور بكنيته يأتي في الكنى
(372) إياس بن أوس بن عتيك الأنصاري الأشهلي
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن استشهد بأحد وكذا ذكره بن إسحاق
وأبو الأسود عن عروة وخالفهم بن الكلبي فزعم أنه استشهد بالخندق
(373) إياس بن البكير بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة
بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن الكنانة الليثي حليف بني عدي
قال البخاري في صحيحه قال الليث حدثني الزهري عن محمد بن عبد الرحمن
309

بن ثوبان أن محمد بن إياس بن البكير حدثه وكان أبوه شهد بدرا ووصله في تاريخه
وقال أبي إسحاق لا نعلم أربعة إخوة شهدوا بدرا غير إياس وإخوته عاقل وخالد
وعامر وذكر أنهم هاجروا جميعا فنزلوا على رفاعة عبد المنذر
وقال بن يونس شهد إياس فتح مصر وتوفي سنة أربع وثلاثين واستشهد أخوه
عاقل يوم بدر وأخوه خالد يوم الرجيع وأخوه عامر باليمامة
(374) إياس بن ثعلبة أبو أمامة البلوي حليف بني حارثة من الأنصار ويأتي في
الكنى
(375) إياس بن رئاب هو بن هلال بن رئاب نسب إلى جده وسيأتي قريبا
(376) إياس بن سلمة بن الأكوع ذكره بن عبد البر في الصحابة وقال مدح
النبي صلى الله عليه وسلم بشعر وفيه نظر
قلت إن كان هو الذي روى عنه أبو العميس فليست له صحبة لأنه ولد في زمن
عثمان وإن كان لسلمة بن يقال له إياس أيضا فهو محتمل وقد سبق بن عبد البر إلى ذلك
المرزباني في معجمه لكن لم يصرح بان له صحبة بل قال في ترجمته هو القائل يمدح
النبي صلى الله عليه وسلم
سمح الخليقة ماجد وكلامه حق وفيه رحمة ونكال
أولاد قيلة حوله في غابة كالأسد ترفأ حولها الأشبال
310

وكان وجه النظر من كونه لا يلزم من مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم أن يكون له صحبة (377) إياس بن سهل الجهني حليف الأنصار
ذكره بن منده قال أبو نعيم أظنه تابعيا روى بن منده من طريق موسى بن جبير
سمعت من حدثني عن إياس الجهني أنه كان يقول قال معاذ يا نبي الله أي الايمان
أفضل قال تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله قال وروى مصعب بن
المقدام عن محمد بن إبراهيم المدني عن أبي حازم أنه جلس إلى إياس بن سهل
الأنصاري في مسجد بني ساعدة فقال لي أقبل علي أبا حازم أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم
قلت الاسناد الأول منقطع وفي الثاني محمد بن إبراهيم وهو بن أبي حميد أحد
الضعفاء
(378) إياس بن شراحيل بن قيس بن يزيد بن امرئ القيس بن بكر بن الحارث بن
معاوية الكندي
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قاله بن الكلبي وابن سعد والطبراني واستدركه بن معوز
وحكاه الرشاطي
(379) إياس بن عبد الأسد القاري حليف بني زهرة
ذكره سعيد بن عفير فيمن شهد فتح مصر من الصحابة واختط بها دارا أخرجه بن
منده
(380) إياس بن عبد الله ويقال بن عبد الفهري أبو عبد الرحمن مشهور
بكنيته يأتي في الكنى
(381) إياس بن عبد الله الفهري
(382) إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي من أهل مكة قال بن حبان
311

يقال إن له صحبة ثم أعاده في التابعين وقال لا يصح عندي أن له صحبة
روى أبو داود والنسائي وغيرهما حديثا بإسناد صحيح لكن قال بن السكن لم يذكر
سماعا وقال البخاري لا نعرف له صحبة
(383) إياس بن عبد أبو عوف المزني قال البخاري وابن حبان له صحبة روى
له أصحاب السنن وأحمد حديثا في بيع الماء
قال البغوي وابن السكن لم يرو غيره ويقال كنيته أبو الفرات
نزل الكوفة قال البغوي حدثنا علي بن سلمة حدثنا بن عيينة قال سألت عنه
بالكوفة فأخبرت أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وروى أيضا من طريق بن عيينة قال سألت عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل
بن مقرن المزني قلت تعرف إياس بن عبد المزني فقال هو جدي أبو أمي وروى أيضا
من طريق عمرو بن دينار عن أبي المنهال وهو عبد الرحمن بن مطعم قال سمعت إياس
بن عبد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا موقوفا
(384) إياس بن عبس بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الذيل بن صباح
العبدي الصباحي
ذكره الرشاطي عن أبي عمرو الشيباني أنه ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشج هو
وأخوه القائف وسيأتي الخبر بذلك في ترجمة القائف إن شاء الله تعالى
(385) إياس بن عدي الأنصاري من بني عمرو بن مالك بن النجار
استشهد يوم أحد قاله بن عبد البر وقال لم يذكره بن إسحاق
قلت قد ذكره بن هشام من زياداته
312

(386) إياس بن قتادة التميمي العنبري تقدم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة وهم
فيه بعضهم فصحفه فقال العنبري بالزاي
وفي بني تميم آخر يقال له إياس بن قتادة لكنه مجاشعي لا صحبة له
ذكر المبرد في الكامل أن الأحنف دفعه إلى الأزد رهينة من أجل الديات التي
تحمل بها في الفتنة الواقعة بين الأزد وتميم بعد عبيد الله بن زياد سنة بضع وستين
(387) إياس بن معاذ الأنصاري الأشهلي قال بن السكن وابن حبان له صحبة
وذكره البخاري في تاريخه الأوسط فيمن مات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين
الأولين والأنصار وترجم له في التاريخ الكبير
وقال مصعب الزبيري قدم إياس مكة وهو غلام قبل الهجرة فرجع ومات قبل هجرة
النبي صلى الله عليه وسلم وذكر قومه أنه مات مسلما
وقال بن إسحاق في المغازي حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن
سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد قال لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه
فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من
الخزرج سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم هل لكم إلى خير مما
جئتم له قالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني إلى العباد ادعوهم إلى أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئا ثم ذكر لهم الاسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ يا
قوم هذا والله خير مما جئتم به فأخذ أبو الحيسر حفنة من البطحاء فضرب وجهه بها
وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا فسكت وقام وانصرفوا فكانت وقعة بعاث
بين الأوس والخزرج ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك
قال محمود بن لبيد فأخبرني من حضره من قومه أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله
313

ويكبره ويحمده ويسبحه فكانوا لا يشكون أنه مات مسلما
رواه جماعة عن بن إسحاق هكذا وهو من صحيح حديثه لكن رواه زياد البكائي
عن بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بدل الحصين والأول أرجح أشار
إلى ذلك البخاري في تاريخه
(388) إياس بن هلال بن رئاب بن عبد الله المزني أبو قرة له ولولده صحبة قاله
بن قتيبة
وروى النسائي وابن ماجة وابن أبي خيثمة وابن السكن والباوردي وغيرهم من طريق
يوسف بن المبارك عن عبد الله بن إدريس عن خالد بن أبي كريمة عن معاوية بن قرة
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أباه جد معاوية إلى رجل عرس بامرأة ابنه فضرب عنقه وخمس
ماله إسناده حسن
وهكذا رواه عبد الله بن الوضاح وأحمد بن عبد الله العتكي عن عبد الله بن إدريس
وقال بن السكن هو معروف بيوسف لم يروه من الثقات غيره
قلت قد رواه إسحاق بن راهويه عن عبد الله بن إدريس فلم يذكر قرة في إسناده
وقال بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين هذا حديث صحيح كأن بن إدريس
أسنده لقوم وأرسله لآخرين
وروى بن قانع والباوردي وابن عدي في الكامل من طريق فرات بن أبي الفرات
عن معاوية بن قرة عن أبيه أنه ذهب مع أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرآه محلول الإزار فأدخل يده
فوضعها في الخاتم
(389) إياس بن ودقة الأنصاري من بني سالم بن عوف بن الخزرج
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة
قال أبو موسى المديني رأيته في نسخة بالفاء والصواب بالقاف والدال مفتوحة
بالاتفاق مختلف في اعجامها واهمالها
(390) أيسر لقب أبي ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن واسم أبي ليلى
داود بن بلال كذا سماه ونسبه حفيده محمد بن عمران بن عبد الله بن عيسى بن عبد
الرحمن بن أبي ليلى وسيأتي ذكر أبي ليلى في الكنى إن شاء الله تعالى
314

(391) أيفع بن عبد كلال الحميري قال أبو الفتح الأزدي له صحبة قال
وروى أيفع عن عبد الله بن عمر فإن صح فهو آخر
قلت الراوي عن بن عمر آخر بلا شك لكن لهم ثالث وهو أيفع بن عبد الكلاعي
حمصي روى عن راشد بن سعد وغيره وأرسل أحاديث وسيأتي في القسم الأخير
(392) إيماء بن رخصة بن خربة بن خفاف بن حارثة بن غفار قديم الاسلام قال
بن المديني له صحبة قال وقد روى حنظلة الأسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة
حديث القنوت وقال بعضهم عن إيماء بن رحضة
وروى مسلم في صحيحه قصة إسلام أبي ذر من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي
ذر وفيها جئنا قومنا فأسلم نصفهم قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان يأمهم إيماء بن
رحضة الغفاري ولكن ذكر أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة
هل هو خفاف بن إيماء أو أبوه إيماء بن رحضة وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف
تقدم على إسلام أبيه والله أعلم
وذكر الزبير بن بكار من حديث حكيم بن حزام أن إيماء بن رحضة حضر بدرا مع
المشركين فيكون إسلامه بعد ذلك
وذكر بن سعد أنه أسلم قريبا من الحديبية وهذا يعارض رواية مسلم
وقال بن سعد كان سكن غيقة من ناحية السقيا ويأوى إلى المدينة وسيأتي
ذكر ابنه خفاف في موضعه والقصة المذكورة عن حكيم بن حزام فيها قال فخرج عتبة
بن ربيعة مبادرا وخرجت معه لئلا يفوتني من الخير شئ وعتبة يبكي على إيماء بن
رحضة الغفاري وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر وفيها أن أبا جهل لما كلمه عتبة بن
315

ربيعة أن يرجع يوم بدر عن القتال فقال: انتفخ سحرك وسل سيفه فضرب به متن فرسه
فقال إيماء بن رحضة ليس القاتل هذا
(393) أيمن بن خزيم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو
بن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسدي قال المبرد في الكامل له صحبة وأنشد له شعرا
قاله في قتل عثمان يقول فيه
إن الذين تولوا قتله سفها لقوا أثاما وخسرانا وما ربحوا
وقال المرزباني قيل له صحبة
وقال بن عبد البر أسلم يوم الفتح وهو غلام يفعة وقال بن السكن يقال له
صحبة وأخرج له الترمذي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم واستغربه وقال لا نعرف لأيمن سماعا من
النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقف بن عبد البر على هذا الحديث فقال قال الدارقطني روى أيمن عن
النبي صلى الله عليه وسلم وأما أنا فما وجدت له رواية الا عن أبيه وعمه
قال الصولي كان أيمن يسمى خليل الخلفاء لاعجابهم به وبحديثه لفصاحته
وعلمه وكان به وضح يغيره بزعفران فكان عبد العزيز بن مروان وهو أمير مصر يواكله
ويحتمل له ما به من الوضح لاعجابه به
وقال بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال مروان بن الحكم لأيمن
بن خريم يوم المرج الا تخرج تقاتل معنا فقال إن أبي وعمي شهدا بدرا وعهدا إلي الا
أقاتل مسلما الحديث
كذا فيه شهدا بدرا وهو خطأ كما سنبينه في ترجمة خريم إن شاء الله تعالى
(394) أيمن بن أم أيمن وهو أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي ا
لجرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج
كذا نسبه بن سعد وابن منده
316

وأما أبو عمر فقال أيمن بن عبيد الحبشي وهو أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد
لامه وكانت أم أيمن تزوجت في الجاهلية بمكة عبيد بن عمرو المذكور وكان قدم مكة
وأقام بها ثم نقل أم أيمن إلى يثرب فولدت له أيمن ثم مات عنها فرجعت إلى مكة
فتزوجها زيد بن حارثة قاله البلاذري عن حفص بن عمر عن الهيثم بن عدي عن الشعبي
وقع ذكره في صحيح البخاري وسيأتي ذلك في ترجمة ابنه الحجاج بن أيمن في قسم
من له رؤية
ويقال إنه الذي روى عنه عطاء ومجاهد حديث القطع في السرقة وقد أوضحت صحة
ذلك بشواهده في مختصر التهذيب
وقال إبراهيم الحربي حدثنا هارون بن معروف حدثنا بن وهب أخبرني عمرو
أن سليمان بن زياد حدثه أن عبد الله بن الحارث حدثه أن أيمن وفتية معه تعروا واجتلدوا
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا
وأم أيمن تقول يا رسول الله استغفر لهم فيأبى ما استغفر لهم
ورواه الطبراني أيضا وقد فرق بن أبي خيثمة بين أيمن الحبشي وبين أيمن بن أم
أيمن وهو الصواب
(395) أيمن أحد من جاء مع جعفر بن أبي طالب كما تقدم في أبرهة
(396) أيوب بن مكرز قال بن شاهين حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن
يزيد قال وممن عد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيوب بن مكرز
وذكره أبو جعفر الطبري أيضا في الصحابة
أما أيوب بن عبد الله بن مكرز بن حفص بن الأحنف القرشي العامري فهو تابعي له
رواية عن بن مسعود وغيره وولي غزو الروم في أيام معاوية وكان صاحب الترجمة عمه
317

القسم الثاني
من حرف الألف
في ذكر من له رؤية باب الهمزة بعدها الألف
(397) آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ذكر بن حزم وغيره أنه
الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه وأول دم أضعه دم بن ربيعة بن الحارث وسماه الزبير بن بكار
أيضا
وقد قال البلاذري كان حذيفة بن أنس الهذلي الشاعر خرج بقومه يريد بني عدي بن
الديل فوجدهم قد رحلوا عن منزلهم ونزله بنو سعد بن ليث فأغار عليهم
وآدم بن ربيعة مسترضع له فيهم فقتل فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح ويقال
هو تصحيف
قال الدارقطني في كتاب الاخوة وإنما هو دم بن ربيعة كذا قال وفيه نظر وقيل
اسمه إياس ذكره أبو سعد النيسابوري وقيل غير ذلك
وسيأتي في المبهمات إن شاء الله تعالى
باب الهمزة بعدها الباء
(398) إبراهيم بن سيد البشر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم أمة
مارية القبطية ولدته في ذي الحجة سنة ثمان
قال مصعب الزبيري ومات سنة عشر جزم به الواقدي وقال يوم الثلاثاء لعشر
خلون من شهر ربيع الأول
وقالت عائشة عاش ثمانية عشر شهرا وقال محمد بن المؤمل بلغ سبعة عشر شهرا
وثمانية أيام وأخرج بن منده من طريق بن لهيعة عن عقيل ويزيد بن أبي حبيب كلاهما
عن بن شهاب عن أنس لما ولد إبراهيم من مارية جاريته كان يقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم
318

حتى أتاه جبريل عليه السلام فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم هذا حديث غريب من
حديث الزهري
وقال أحمد في مسنده حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن
إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن عائشة قالت لقد توفي إبراهيم بن
النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمانية عشر شهرا فلم يصل عليه إسناده حسن ورواه البزار وأبو
يعلى وصححه بن حزم لكن قال أحمد في رواية حنبل عنه حديث منكر
وقال الخطابي حديث عائشة أحسن اتصالا من الرواية التي فيها أنه صلى عليه قال
ولكن هي أولي
وقال بن عبد البر حديث عائشة لا يصح ثم قال وقد يحتمل أن يكون معناه لم
يصل عليه في جماعة أو أمر أصحابه فصلوا عليه ولم يحضرهم
وروى بن ماجة من حديث بن عباس قال لما مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن
له مرضعا في جنة فلو عاش لكان صديقا نبيا ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط وما
استرق قبطي
وفي سنده أبو شيبة الواسطي إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف
وأخرجه بن منده من هذا الوجه ووقع لنا من طريقه بعلو وقال غريب
وروى بن سعد وأبو يعلى من طريق عطاء بن عجلان وهو ضعيف عن أنس أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم وكبر عليه أربعا
وروى البزار من طريق أبي نضرة عن أبي سعيد مثله وفيه عبد الرحمن بن
مالك بن معقل وهو ضعيف
وروى أحمد من طريق جابر الجعفي أحد الضعفاء عن الشعبي عن البراء قال
319

قد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم ومات وهو بن ستة عشر شهرا ورواه بن أبي
شيبة في مصنفه فلم يذكر البراء وكذا عبد الرزاق
وروى البيهقي في لدلائل من طريق سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم حين مات
قال النووي الذي ذهب إليه الجمهور أنه صلى عليه وكبر عليه أربع تكبيرات
وفي صحيح البخاري أنه عاش سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا على الشك
وأخرج بن منده من طريق أبي عامر الأسدي عن سفيان عن السدي عن أنس
قال توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ستة عشر شهرا فقال ادفنوه بالبقيع فإن له
مرضعا تتم رضاعه في الجنة وقال غريب لا نعرفه من حديث الثوري الا من هذا
الوجه
قلت أخرج البخاري من طريق محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد قلت
لعبد الله بن أبي أوفى رأيت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم أكبر قال مات صغيرا ولو قضى أن
يكون بعد محمد نبي عاش ابنه إبراهيم ولكن لا نبي بعده
وأخرجه أحمد عن وكيع عن إسماعيل سمعت بن أبي أوفى يقول لو كان بعد
النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه إبراهيم
وروى إسماعيل السدي عن أنس كان إبراهيم قد ملا المهد ولو بقي لكان نبيا
لكن لم يكن ليبقى فإن نبيكم آخر الأنبياء
وأخرج بن منده أيضا من طريق إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد قلت
لابن أبي أوفى هل رأيت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم كان أشبه الناس به مات وهو
صغير
وقد استنكر بن عبد البر حديث أنس فقال بعد إيراده في التمهيد لا أدري ما هذا
فقد ولد نوح عليه السلام غير نبي ولو لم يلد النبي الا نبيا لكان كل أحد نبيا لأنهم من
ولد نوح ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى
وقال النووي في ترجمة إبراهيم من تهذيبه وأما ما روي عن بعض المتقدمين لو
320

عاش إبراهيم لكان نبيا فباطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على
عظيم انتهى
وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في
إنكاره وجوابه أن القضية الشرطية لا نستلزم الوقوع ولا نظن بالصحابي أنه يهجم على
مثل هذا بظنه والله أعلم
قال ثابت البناني قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لي الليلة غلام فسميته باسم
أبي إبراهيم الحديث أخرجه البخاري ومسلم وفيه قصة موته وأنه دخل عليه وهو
يجود بنفسه فجعلت عيناه تذرفان وفيه إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما
يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون
ولمسلم من طريق عمرو بن سعيد عن أنس ما رأيت أحدا ارحم بالعيال من رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم مسترضعا له في عوالي المدينة وكان ينطلق ونحن معه فيأخذه ويقبله
فذكر قصة موته
وكانت وفاة إبراهيم في ربيع الأول وقيل في رمضان وقيل في ذي الحجة وهذا
الثالث باطل على القول بأنه مات سنة عشر لان النبي صلى الله عليه وسلم كان في حجة الوداع الا إن كان
مات في آخر ذي الحجة وقد حكى البيهقي قولا بأنه عاش سبعين يوما فقط فعلى هذا
يكون مات سنة ثمان والله أعلم
(399) إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم آخر ذكر علي بن الحسين بن الجنيد الرازي في
تاريخه وهو جزء لطيف أن خديجة ولدت للنبي صلى الله عليه وسلم بناته الأربع ثم ولدت من بعد
البنات القاسم والطاهر وإبراهيم والطيب فذهبت الغلمة وهم مرضوعون ولم يذكر
مارية القبطية وقال في قصتها ولدت إبراهيم ومات صغيرا وهذا لم يره لغيره ولم يذكر
321

مارية وما له منها ولم يكن ما ذكره غلطا محضا بل يكون انتقل ذهنه فظن أن الأولاد كلهم
من خديجة وغفل عن مارية
(400) إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر التميمي تقدم ذكره في القسم الأول
(401) إبراهيم بن الحارث بن هشام يأتي ذكره في عبد الرحمن بن
الحارث
(402) إبراهيم بن خلاد بن سويد الأنصاري قال بن منده أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو
صغير وجاء عنه حديث مرسل روى الباوردي من طريق إبراهيم بن سعد عن بن
إسحاق عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن إبراهيم بن خلاد بن سويد قال
جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد كن عجاجا ثجاجا ورواه أبو تميلة
عن بن إسحاق فقال عن إبراهيم بن خلاد عن أبيه
قلت ولا يصح أيضا سماعه من أبيه
وقد رواه الثوري وموسى بن عقبة عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب عن
خلاد بن السائب عن خلاد بن سويد عن زيد بن خالد الجهني وهو المحفوظ
وتعقب الدمياطي قول بن منده بان قال الصواب في نسب إبراهيم هذا أنه إبراهيم
بن خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري قال وأبوه خلاد بن السائب ذكره بن
سعد في الطبقة الثانية من التابعين فكيف يمكن أن يكون ولده ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
قلت وفي هذا التعقيب نظر فيحتمل أن يكون صاحب الترجمة أخا السائب بن خلاد
الصحابي الآتي ذكره وهو جد إبراهيم الذي ذكره الدمياطي فيكون صاحب الترجمة عم
أبيه والله أعلم
(403) إبراهيم بن صالح هو أبوبن نعيم يأتي
322

(404) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني
قال الواقدي وغيره ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
قال البخاري في الأوسط روى يونس عن بن شهاب قال أخبرني إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف قال استسقى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم استسقى بنا قال ولا
يصح لان أمة أم كلثوم زوجها أخوها الوليد أيام الفتح
وقال يعقوب بن شيبة كان يعد في الطبقة الأولى من التابعين ولا نعلم أحدا من من ولد
عبد الرحمن روى عن عمر سماعا غيره
وقال بن أبي شيبة حدثنا بن علية عن إسماعيل بن أمية عن سعد بن إبراهيم عن
أبيه هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال إني لأذكره مسك شاة أمرت بها أمي
فذبحت حين ضرب عمر أبا بكر فجعل مسكها على ظهره من شدة الضرب
ووقع عند أبي نعيم ما يقتضى أنه ولد قبل الهجرة فعلى هذا يكون من أهل القسم
الأول لكنه لا يصح والصواب فبل موت النبي صلى الله عليه وسلم
وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي المدينة
مات سنة خمس أو ست وسبعين من الهجرة
(405) إبراهيم بن عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف قتل والده عبيدة يوم
بدر شهيدا وهو من السابقين الأولين إلى الاسلام وابنه هذا ذكره البلاذري وغيره من
النسابين في أولاده قالوا ولم يعقب عبيدة
(406) إبراهيم بن أبي موسى الأشعري ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه وسماه جاء
ذلك في الصحيح من طريق يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال ولد لي
غلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلى وكان
أكبر ولد أبي موسى
قال بن حبان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وذكره في الصحابة للمعنى المتقدم
ثم ذكره في التابعين
323

(407) إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي يأتي نسبه في ترجمة أبيه ويأتي سند
حديث هناك أن نعيما كان يسمى نعيما فسماه النبي صلى الله عليه وسلم صالحا
قال الزبير بن بكار ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن سعد أن أسامة طلق امرأة له
وهو شاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها نعيم بن النحام فولدت له إبراهيم
وقال الزبير زوج عمر بن الخطاب إبراهيم هذا ابنته
قلت وعند البلاذري أنه كانت عنده رقية بنت عمر من أم كلثوم بنت علي
وذكره البخاري في تاريخه وقال قتل يوم الحرة وابن حبان في ثقات التابعين
وروى البخاري في تاريخه من طريق مجاهد قال قلت له العلوج فقال لي إبراهيم
بن نعيم تب إلى الله فإن العلج كافر
وجاء له ذكر في حديث فيه وهم أخرجه بن منده من طريق أبي يوسف عن أبي
حنيفة عن عطاء عن جابر أن عبدا كان لإبراهيم بن النحام فدبره ثم أحتاج إلى
ثمنه فباعه النبي صلى الله عليه وسلم بثمانمائة درهم
وقال بن منده روى من غير وجه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم باع عبدا لابن النحام يعني
ليس فيه إبراهيم وتعقبه أبو نعيم بان بن منده صحف فيه قال وإنما كان فيه أن عبدا كان
لابن نعيم فجعله لإبراهيم
قلت هذا لا يستقيم لأنه لو كان فيه لابن نعيم لا يثبت ذلك لابن نعيم الصحبة
وإنما الذي رواه الاثبات عن عطاء قالوا نعيم بن النحام وكذا رواه بن المنكدر وأبو
الزبير وغيرهم عن جابر فبعضهم لا يسميه وأما إبراهيم فلا يصح له ذكر في هذا
الحديث
وقال مصعب الزبيري كانت تحت إبراهيم بن نعيم بن النحام بنت لعبيد الله بن
عمر بن الخطاب فماتت فأخذ عاصم بن عمر بن الخطاب بيده فأدخله منزله وأخرج إليه
ابنتيه أم عاصم وحفصة وقال له اختر فاختار حفصة فزوجها له فقيل له تركت أم
عاصم وهي أجملهما فقال رأيت جارية رائعة وبلغني أن آل مروان ذكروها فقلت
324

لعلهم أن يصيبوا من دنياهم فتزوجها عبد العزيز بن مروان فولدت عمر بن عبد العزيز ثم
ماتت أم عاصم عن عبد العزيز وقتل إبراهيم يوم الحرة فتزوج عبد العزيز أختها حفصة
ورأيت له ذكرا فيمن شهد على عبد الله بن عمر بوقف أرضه
باب الهمزة بعدها حاء مهملة
(408) أحمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي قال الواقدي ولدت أسماء لجعفر
عبد الله وعونا ومحمدا وأحمد حكاه أبو القاسم بن منده واستدركه بن فتحون
(409) أحمر بن سليم ويقال سليم بن أحمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو موسى
باب الهمزة بعدها زاي
(410) أزهر بن مكمل بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة القرشي الزهري
قال الزبير بن بكار في ترجمة بني زهرة ومن ولد الحارث بن زهرة أزهر بن مكمل
فذكره ثم قال كان ناس يقولون أنه يلي الخلافة ثم ساق بسند له عن حفص وعبد
العزيز ابني عمر بن عبد الرحمن بن عوف أنهما تنازعا في شئ فأمر عبد الملك بن مروان
يحملهما إليه فقدما فتأخر حفص عن أخيه فقال له عبد الملك بن مروان ما حبسك
قال مررت على أزهر بن مكمل وهو في الموت فأقمت عنده حتى مات فدفنته وكان
عبد الملك متكئا فجلس وقال أحقا تقول قال نعم قال وإن ما يقول أهل الكتاب
لباطل يشير إلى ما كانوا يقولون إنه سيلي الخلافة
قلت وأزهر هذا غير أزهر والد عبد الرحمن بن أزهر الذي تقدم وسياق نسبهما
يوضح تغايرهما ولم أر لمكمل في الصحابة ذكرا فكأنه مات على الشرك وخلف هذا
صغيرا في العهد النبوي والعلم عند الله تعالى
باب الهمزة بعدها السين
(411) أسامة بن عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزي بن
قصي الأسدي
ذكر الزبير بن بكار أن عليا قتل أباه بأحد وأن ولده عبيد الله بن أسامة قتل مع بن
325

الزبير فيكون أسامة من هذا القسم أن لم يكن له صحبة
وقد وقع في حديث بن عباس في البخاري في قصة مع بن الزبير فآثر التويتات
والاسامات والحميدات أبطن من بني أسد فكان عبيد الله بن أسامة ممن دخل في ذلك
(412) إسحاق بن سعد بن عبادة الخزرجي أخو قيس ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وله رواية عند أبي داود من طريق إسحاق بن سعد بن أبيه
(413) إسحاق بن سعد بن أبي وقاص أكبر أولاد سعد وبه كان يكنى ولد له في
عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومات صغيرا
قال الزبير في الأنساب فولد سعد إسحاق الأكبر وبه كان يكنى
(414) أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري أبو إمامة مشهور بكنيته
ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه وسماه باسم جده لامه أبي
أمامة أسعد بن زرارة
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث أرسلها
وروى عن جماعة من الصحابة كعمر وعثمان وزيد بن ثابت وأبيه وعمه عثمان
وغيرهم وأنكر أبو زرعة سماعه من عمر
وقال البخاري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه وكذا قال البغوي وابن السكن وابن
حبان وغيرهم
وقال بن أبي داود صحب النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه وأنكر ذلك عليه وابن منده وقال قول
البخاري أصح
وقال الباوردي مختلف في صحبته الا أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وقال أحمد بن صالح أخبرنا عنبسة عن يونس عن بن شهاب حدثني أبو
أمامة بن سهل وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسماه حنكة
326

وقال الطبراني له رؤية
وقال خليفة وغيره مات سنة مائة
وقال بن الكلبي تراضى الناس أن يصلي بهم وعثمان محصور
(415) أسير بن عمرو يأتي في ترجمة القسم الآتي
الهمزة بعدها الياء
(416) إياس بن عمرو بن مؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن
عدي بن كعب القرشي العدوي له إدراك لم أر لأبيه ذكرا يقتضي صحبته فكأنه مات قبل
أن يسلم أهل مكة في الفتح فيكون من أهل هذا القسم ولا ياس هذا ولد اسمه محمد له
ذكر في ترجمة قيس بن عمرو بن المؤمل يأتي وسيأتي ذكر أخيه الحارث وأن له صحبة
(417) أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان الأنصاري كذا نسبه المزي في
التهذيب وكناه أبا سليمان
وقال أبو عبيدة الآجري عن أبي داود أيوب بن بشير بن النعمان بن أكال من
الأنصار وكذا نسب العدوي عن بن القداح أباه وقال شهد أحدا والخندق والمشاهد مع
أبيه
وأما بشير بن سعد والد النعمان فاسم جده ثعلبة أورده بن شاهين في الصحابة
وروى بسنده عن الزهري عن أيوب بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة على ذي
الرحم الكاشح وهذا مرسل لا يقتضى له صحبة وقد جزم بأنه تابعي البخاري وابن
حبان وغير واحد ووثقه أبو داود وقال المزي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه ثم
327

نقل عن بن سعد قال كان ثقة ليس بكثير الحديث شهد الحرة وجرح بها جراحات ثم
مات بعد ذلك بسنتين وهو بن خمس وسبعين سنة
قلت فعلى هذا يكون أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم عشرين
سنة وما أظن هذا المقدار في سنة الا غلطا وكذا غلط بن حبان في تاريخ وفاته لما ذكره في ثقات التابعين مات
سنة مائة وثلاث عشرة فالتبس عليه بأيوب بن بشير بالضم فإنه هو الذي مات في تلك
السنة
والمعتمد في تاريخ وفاته قول بن سعد وفي سند بن شاهين المذكور من يضعف
وهذا الحديث أخرجه الامام عبد الله بن أحمد في زياداته والطبراني في الكبير من
طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن أيوب بن بشير بن حزام فهذا أولى مع أنه
معلول لأنه اختلف فيه على أيوب بن بشير فرواه سعيد بن عبد الرحمن الأعشى عن
أيوب بن بشير عن أبي سعيد الخدري أخرجه بهذه الترجمة البخاري في الأدب المفرد
وأبو داود والترمذي من طريق سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن عبد الرحمن وله حديث آخر مرسل
أخرجه الذهلي في الزهريات عن أحمد بن خالد الوهبي
عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أيوب عن بشير بن النعمان بن أكال الأنصاري
أحد بني معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صبوا علي من سبع قرب من آبار شتى حتى
أخرج على الناس فاعهد إليهم الحديث
وقد أخرجه الطبراني في الأوسط من وجه آخر عن بن إسحاق فوقع له تصحيف
شنيع نبه عليه بن عساكر ولفظه عن أيوب بن بشير سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره قال بن عساكر كان فيه عن أيوب بن بشير بن النعمان
أحد بني معاوية فظن قوله أحد بني معاوية حدثني معاوية ثم غير حدثني بسمعت وزاد
نسبه لأبي سفيان
وأخرجه الترمذي من طريق الدار وردي عن سهيل فلم يذكر أيوب بن بشير في سنده
وقد أخرجه غيره عن الداوردي فذكر فيه أيوب وقيل عن أيوب بن بشير عن عباد بن
عبد الله بن الزبير عن عائشة
328

وعلى هذا الأخير اقتصر بن أبي حاتم في التعريف به فقال في ترجمة روى عن عباد بن
عبد الله بن الزبير والزهري
وذكره في الصحابة أيضا عبدان بن محمد المروزي حكاه أبو موسى في الذيل عنه
وساق من طريقه من رواية الحكم بن عبد الله بن سعد عن محمد يحيى بن حبان أن
أيوب بن بشير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد أجمعت أن اجعل لك ثلث صلاتي دعاء لك
الحديث
قال أبو موسى الظاهر أن هذا صحابي غير شيخ الزهري قال إن هذا الكلام قد
روى لغيره أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه أحمد وغيره من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل
عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال قال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت
صلاتي لك الحديث
قلت وهو معروف لأبي بن كعب لكنه لا يمنع أن يفسره بأيوب إن كان محفوظا
القسم الثالث
من حرف الألف
الهمزة بعدها باء
(418) أبا يوه الفارسي يأتي خبره في جد جميرة
(419) الآباء بوزن الفعال بن قيس الأسدي شاعر مخضرم ذكره المرزباني
في معجمه وقال كان في الردة وله يمدح خالد بن الوليد
لن يهزم الله قوما أنت قائدهم يا بن الوليد ولن يشقى بك الدبر
كفاك كف عذاب عند سطوتها على العدو وكف مرة غفر
وهكذا ذكره الزبير بن بكار في ترجمة خالد بن الوليد من كتاب النسب
(420) أبير بموحدة مصغرا بن يزيد بن عبد الله بن صرمة بن وائلة بن عمرو
بن عبد الله التميمي تيم الرباب له إدراك وهو والد عصمة بن أبير الذي أجار عتبة بن أبي
سفيان يوم الجمل ذكره بن الكلبي
329

(421) أبيض بن هنى تقدم في الأول
(422) أبي بن أشيم النهشلي سيد بني جرول يأتي خبره في ترجمة الأشهب بن
رميلة
(423) أبي بن عمارة بن مالك بن جزء بن شيطان بن حذيم بن جذيمة بن
رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسي
قال هشام بن الكلبي في الجمهرة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وعاش حتى أدركه أبي
وتبعه بن حزم في الجمهرة
وحكى بن الكلبي عنه عن أبيه عمارة أنه أدرك خالد بن سنان العبسي وقد
ذكرت ذلك في ترجمه أبي بن عمارة فيحتمل أن يكونا واحدا
(424) أبي بن قيس النخعي أخو علقمة هاجر مع أخيه زمن عمر فله إدراك
وقد ذكره بن حبان في ثقات التابعين
الهمزة نعدها جيم
(425) الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني الوادعي ذكر بن ماكولا أنه مخضرم
وذكر أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي أنه شاعر جاهلي إسلامي
وفد على عمر بن الخطاب وكان من الفرسان المذكورين وهو والد مسروق بن
الأجدع فسماه عمر عبد الرحمن قال بن الكلبي جده أمية هو بن عبد الله بن جزء بن
سلامان بن يعمر بن الحارث بن سعد عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح بن
قانع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان كان شاعرا وقد
رأس وفد على عمر وهلك في أيامه رحمه الله
(426) الأجلح بن وقاص له إدراك
قال أبو عبيدة قدم عمرو بن معد يكرب والأجلح بن وقاص على عمر فأتياه وبين
يديه مال يوزن فلما فرغ نحاه ثم أقبل عليهما فقال هيه فقال عمرو يا أمير المؤمنين
هذا الأجلح شديد المرة بعيد الغرة وشيك الكرة والله ما رأيت مثله فقال عمر للأجلح
330

والغضب يعرف في وجه هيه فقال الناس صالحون كثير نسلهم دارة أرزاقهم
خصب نباتهم اجرياء على عدوهم صالحون بصلاح إمامهم
قال ما منعك أن تقول في صاحبك مثل ما قال فيك قال ما رأيت في وجهك من
الغضب قال أصبت وقد تركتك لبيتك وتركته لك
(427) الأجم بن قيس بن مشجعة بن مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن
عوف بن حريم بن جعفي له إدراك قال بن الكلبي شهد هو وأخواه زهير ومرثد
القادسية
الهمزة بعدها حاء
(428) أحزاب بن أسيد أبورهم السمعي بفتحتين ويقال له الظهري
واختلف في أبيه فقيل بالفتح وقيل بالضم
قال بن يونس أدرك الجاهلة وعداده في التابعين وكذا ذكره في التابعين البخاري
وابن حبان وقال أبو حاتم ليست له صحبة وذكر بن أبي خيثمة وابن سعد أبا رهم
السماعي في الصحابة فيمن نزل الشام منهم ولم يسمياه
وروى بن منده من طريق بقية عن معاوية بن سعيد التجيبي عن يزيد بن أبي
حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي رهم السمعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
من أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ بغير حق
تابعه معاوية بن يحيى الطرابلسي عن معاوية بن سعد فإن كان أبورهم هذا هو
أحزاب فلا دليل على صحبته بهذا الخبر لاحتمال أن يكون أرسله وإن كان غيره فيحتمل
(429) الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن
331

مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو بحر التميمي
السعدي
أمه حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهلية واسمه الضحاك على المشهور وقيل
صخر وهو قول سليمان بن أبي شيخ رواه بن السكن وكذا قال خليفة في رواية
يعقوب بن أبي شيبة والفلاس وقيل الحارث وقيل حصن حكاهما المرزباني وجزم بن
حبان في الثقات بالحارث ولقبه الأحنف وهو مشهور به أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع
به وقيل إنه دعا له
قال بن أبي عاصم حدثنا محمد بن المثنى حدثنا حجاج حدثنا حماد بن سلمة
عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال بينما أنا أطوف بالبيت في زمن
عثمان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال الا أبشرك قلت بلى قال أتذكر إذ بعثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك فجعلت اعرض عليهم الاسلام وادعوهم إليه فقلت أنت انك
لتدعونا إلى خير وتأمر به وإنه ليدعو إلى الخير فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اغفر
للأحنف فكان الأحنف يقول فما شئ من عملي أرجى عندي من ذلك يعني دعوة
النبي صلى الله عليه وسلم
تفرد به علي بن زيد وفيه ضعف
وأخرج أحمد في كتاب الزهد من طريق خير بن حبيب أن رجلين بلغا
الأحنف بن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فسجد
وكان يضرب بحلمه المثل وقال له عمر الأحنف سيد أهل البصرة
وفي الزهد لأحمد عن الحسن عن الأحنف لست بحليم ولكني أتحلم
وروى بن السكن من طريق النضر بن شميل عن الخليل بن أحمد قال قال رجل
للأحنف بن قيس بم سدت قومك وأنت أحنف أعور قال بتركي مالا يعنيني كما عناك
من أمري ما لا يعنيك
وذكر الحاكم أنه افتتح مرو الروذ
332

وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة وقال كان ثقة مأمونا قليل
الحديث
وكان ممن اعتزل وقعة الجمل ثم شهد صفين
روى عن عمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبي ذر وغيرهم وروى عنه أبو العلاء بن
الشخير والحسن البصري وطلق بن حبيب وغيرهم
وله قصص يطول ذكرها مع عمر ثم عثمان ثم مع علي ثم مع معاوية ثم مع من
بعده إلى أن مات بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين ومشى مصعب
في جنازته وقال مصعب يوم موته ذهب اليوم الحزم والراي
الهمزة بعدها الدال الوراء
(430) أديم بالتصغير التغلبي ويقال هديم يأتي في الهاء
وهو الذي استفتاه الصبي بن معبد عن القران بين الحج والعمرة وقع ذلك في كتاب
السنن لأبي داود
(431) أدهم بن محرز الباهلي أبو مالك ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين
وأنه عاش إلى زمن عبد الملك بن مروان فدخل عليه ورأسه كالثغامة
(432) أربد بن عبد الله البجلي أدرك الجاهلية وحكمة عمر في قضية
قال عبد الرزاق عن بن عيينة عن المخارق بن عبد الله سمعت طارق بن شهاب
يقول خرجنا حجاجا فأوطأ رجل منا يقال له أربد بن عبد الله ضبا فأتينا عمر نسأله
فقال له عمر احكم فيه قال أنت خير مني وأعلم قال أنا أمرتك أن تحكم قال قلت
333

فيه جدي قال قد جمع الماء والشجر قال ففيه ذلك إسناده صحيح
ورواه الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق ولم يسم الرجل
(433) أرطاة بن سهية وسهية أمه وهي بمهملة وتصغير وهو أرطاة بن زفر بن
عبد الله بن مالك بن سواد بن ضمرة الغطفاني المزني الشاعر المشهور
أدرك الجاهلية وعاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان
قال هشام بن الكلبي أخبرنا محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال دخل أرطاة بن
سهية المزني على عبد الملك بن مروان وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة فذكر قصة فعلى
هذا يكون مولدة قبل البعث بنحو من أربعين سنة
وقال المرزباني في معجمه أرطاة بن سهية يكنى أبا الوليد وكان في صدر الاسلام
أدركه عبد الملك بن مروان شيخا كبيرا فأنشد عبد الملك
رأيت المرء تأكله الليالي * كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبغي المنية حين تأتي * على نفس بن آدم من مزيد
وأعلم أنها ستكر حتى * توفي نذرها بأبي الوليد
فارتاع عبد الملك وظن أنه أراده فقال يا أمير المؤمنين إنما عنيت نفسي
فسكت
ويقال إن أرطاة عمر فكان شبيب بن البرصاء يعيره ويقول إنه لم يحصل له ما
حصل لآل بيته من العمي فمات شبيب قبل أرطاة ثم عمي أرطاة فكان يقول ليته عاش
حتى رآني أعمى
وقال أبو الفرج الأصبهاني كانت سهية أمة لضرار بن الأزور ثم صارت إلى زفر
فجاءت بأرطاة على فراشه فادعاه فراش ضرار في الجاهلية فأعطاه له زفر ثم انتزعه قومه
منه فغلبت عليه النسبة إلى أمة
وقال المرزباني كان الحارث بن عوف بن أبي حارثة لابن سهية أم أرطاة وكانت
أخيذة من كلب قبل أن تصير إلى زفر فولدت أرطاة على فراش زفر فلما مات زفر وشب
أرطاة جاء ضرار بن الأزور إلى الحارث فقال
يا حار أطلق لي بني من زفر كبعض من تطلق من أسري مضر
334

أعرفه مني كعرفان القمر إن أباه شيخ سوء أن كفر
فدفعه الحارث لضرار فاردفه فلحقه فبلغ أقرم بن عقفان عم أبي زفر فقال
لضرار ألقه وإلا انتضيتكما بالسيف فألقاه فما صار أرطاة يعرف الا أرطاة بن
سهية
(434) أرطاة بن كعب بن قيس بن حبيب بن عامر بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن
عدي بن فزارة الفزاوي يلقب البكاء ذكره المرزباني وقال مخضرم يقول
وبدارة السلم التي سوقها دمن تظل حمامها يبكينا
ما كنت أول من تفرق شمله ورأى الغداة من الفراق يقينا
(435) أرطبان المزني مولاهم جد عبد الله بن عون مخضرم له إدراك أسلم
في عهد عمر
روى الخطيب من طريق أزهر بن سعد عن بن عون عن أبيه عن جده قال
أتيت عمر بصدقة مالي فقال بارك الله لك في مالك قلت وفي أهلي قال وفي
أهلك انتهى
ولا يكون في زمن عمر من له أهل الا من يكون له إدراك
وقال أبو خليفة حدثنا الوليد بن هشام حدثنا أبي عن عون عن أبيه عن
أرطبان جده قال كنت شماسا في بيعة غسان فوقعت في السهم لعبد الله بن درة المزني
(436) الأرقم بن أبي الأرقم الكلاعي أدرك الجاهلية وسمع من حمام بن معد
يكرب الكلاعي أحد فرسان الجاهلية قصة حدث بها في الاسلام
ذكر أبو بكر بن دريد عن السكن بن سعيد عن عبد الله بن محمد بن خالد بن عمران
البجلي عن بن الكلبي عن أبي الهيثم الرحبي رجل من حمير قال حدثني شيخان
ممن أدرك حمام بن معد يكرب وسمع حديثه من قلق فيه ذؤيب بن مرار والأرقم بن
أبي الأرقم فذكر قصة طويلة
335

(437) أركون الرومي أدرك الجاهلية وأسلم على يدي خالد في عهد أبي بكر
ذكره بن عساكر في ترجمة حفيده إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن
أركون
(438) أرمى ويقال أرهى ويقال أريحا بن أصحمة بن أبحر ولد النجاشي
قال أبو موسى ذكر الإمام أبو القاسم إسماعيل يعني شيخه التيمي في المغازي
أنه في السنة السابعة كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك وبعث إليهم الرسل فذكر القصة قال
وبعث إلى النجاشي عمرو بن أمية قال فكتب إليه النجاشي الجواب بالايمان وفي كتابه
إني بعثت إليك ابني أرمي بن أصحمة فإني لا أملك الا نفسي وإن شئت يا رسول الله
أتيتك
قال فخرج ابنه في ستين نفسا من الحبشة في سفينة في البحر فغرقوا كلهم هكذا
ذكرها أبو موسى عن شيخه بلا إسناد
وقد ذكرها بن إسحاق في المغازي مطولة وذكرها من طريق الطبري في تاريخه
والثعلبي في تفسيره وذكرها البيهقي في الدلائل من طريق بن إسحاق لكن سماه
أريحا والله أعلم
(439) أزاد مرد بن هرمز الفارسي ذكره بن منده وروى من طريق عكرمة بن
إبراهيم الأزدي عن جرير بن يزيد بن جرير عن أزاد مرد هرمز وكان قد أدرك الاسلام
وكان من أساورة كسرى قال بينما نحن على باب كسرى ننتظر الاذن فأبطأ علينا الاذن
واشتد الحر وضجرنا فذكر القصة الآتية مطولة
وفي آخرها قال فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم
يكن فلم يزل والله يحترق حتى صار رمادا قال بن منده غريب
قلت عكرمة فيه ضعف
وقد روى بن منده من طريق سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبيه عن جده
قال كنت بالقادسية فسمعني فارسي أقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لقد سمعت
هذا الكلام من السماء فذكر القصة مطولة
336

وروى بن منده أيضا من طريق إبراهيم بن فهد أحد الضعفاء عن حفص بن عمر
حدثنا حماد بن سلمة عن سماك عن جرير قال خرجت إلى فارس فقلت ما شاء الله
لا حول ولا قوة إلا بالله فسمعني رجل فقال ما هذا الكلام الذي لم أسمعه من أحد منذ
سمعته من السماء فقلت ما أنت وخبر السماء قال إني كنت مع كسرى فأرسلني في
بعض أموره فخرجت ثم قدمت فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي فبدا لي فقال
شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم وإلا أهلكتك فرضيت بذلك فصار جليسي
يحدثني وأحدثه فقال لي ذات يوم إني ممن يسترق السمع والليلة نوبتي قلت فهل
لك أن أجئ معك قال نعم فتهيأ ثم أتاني فقال خذ بمعرفتي وإياك أن تتركها
فتهلك فأخذت بمعرفته فعرج حتى لمست السماء فإذا أنا بقائل يقول ما شاء الله لا حول
ولا قوة إلا بالله فسقطوا لوجوههم وسقطت فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به دخل بعد أيام
فجعلت أقول لا حول ولا قوة إلا بالله قال فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب ثم
قال لي قد حفظته فانقطع عنا
(440) ازداد له إدراك كان مع بشير بن الخصاصية وغيره في فتوح العراق سنة
اثنتي عشرة ذكره سيف وعنه الطبري (441) أزهر بن حميضة وقيل زهرة
قال بن عبد البر في صحبته نظر وقال البخاري في تاريخه سمع أبا بكر قوله
وكذا قال بن أبي حاتم عن أبيه وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عن أبي بكر الصديق
(442) أزهر بن سيحان بن أرطاة بن سيحان بن عمرو بن نجيد بن أسعد ذكره
المرزباني وأنشد له شعرا قاله يوم الدار منه
يلوموني أن جلت في الدار حاسرا وقد فر عنه خالد وهو دارع
(443) أزهر بن مروان له إدراك ذكره بن عساكر وأخرج من طريق محظوظ بن
علقمة عن بن عائذ قال كان الأزهر بن مروان يرمي بالفقه فقال لمعاذ بن جبل ونحن
337

معه بالجابية من المؤمنين فقال إن كنت لأظنك أفقه مما أنت هم الذين أسلموا
وصدقوا وصلوا وصاموا وآتوا الزكاة
(444) أزهر بن يزيد المرادي الحمصي شهد اليرموك والجابية
وروى عن بن عبيدة ومعاذ بن جبل وعنه الحارث بن قيس
ذكره بن عساكر في تاريخه
باب الألف بعدها سين
(445) أسامة بن الحارث الهذلي أحد بني عمرو بن الحارث
ذكره المرزباني في معجمه وقال مخضرم يقول
عصاك الأقارب في أمرهم فزايل بأمرك أو خالط
ولا تسقطن سقوط النواة من كف مرتضخ لاقط
(446) أسامة بن قتادة أبو سعدة العبسي له إدراك وهو الذي شهد على بن سعد بن
أبي وقاص لما عزله عمر عن إمرة الكوفة والقصة مشهورة
وقع ذكره في الصحيح وسماه البخاري في باب وجوب القراءة للامام والمأموم
ودعا عليه سعد بدعاء مشهور استجيب له فيه
وإذا كان في زمن عمر في مقام أن يستشهد اقتضى أن يكون له إدراك
(447) أسبق مولى عمر ذكره بن سعد فقال أخبرنا أبو الوليد الطيالسي
حدثنا شريك عن أبي هلال الطائي زعم أنه سمع أسبق قال كنت مملوكا لعمر بن
الخطاب فكان يعرض علي الاسلام ويقول انك إن أسلمت استعنت بك على إمامنى
(448) أسد اباد أحد ملوك البحرين ذكر البلاذري أنه أسلم مع المنذر بن ساوى
وكان عاقلا أديبا
استدركه بن فتحون
(449) أسلم مولى عمر تقدم ذكره في الأول
قال زيد بن أسلم مات وهو بن أربع عشرة ومائة سنة وصلى عليه مروان بن الحكم
338

(450) أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري أبو حسان
الكوفي قال أبو حسان الزيادي مات سنة ستين وله ثمانون سنة
قلت فعلى هذا يكون مولده قبل المبعث
وقال بن حبان مات سنة خمس وستين ووافق على مقدار سنه
وقال بن عبد البر في الكنى في ترجمة أبي العريان لا يبعد أن يكون صحابيا لرواية
كبار التابعين عنه انتهى
وقد ذكروا أباه وعمه الحر في الصحابة وهو على شرط بن عبد البر
وروى الطبري من طريق أبي الأحوص قال فاخر أسماء بن خارجة رجلا فقال
أنا بن الأشياخ الكرام
فقال عبد الله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
وقال بن المبارك في الزهد عن المسعودي عن مالك بن أسماء بن خارجة عن
أبيه قال سمعت بن مسعود يقول ذو اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة
وقال المرزباني كان شريفا جوادا كريما لبيبا وله أخبار كثيرة ووفد على
عبد الملك بن مروان فأكرمه
وقال بن أبي الدنيا حدثنا أبو حذيفة عبد الله بن مروان بن معاوية بن الحارث بن
عثمان بن أسماء الفزاري عن أبيه قال قال أسماء بن خارجة ما شتمت أحدا قط
(451) أسماء بن خالد بن عوف بن عمرو بن سعد بن ثعلبة بن كنانة بن بارق
البارقي له إدراك وهو جد سراقة بن مرداس بن أسماء البارقي الشاعر الذي هجا
المختار بن أبي عبيد بعد أن كان من اتباعه وصار مع مصعب بن الزبير
339

ذكره بن الكلبي وحكى عن سراقة بن غياث بن سراقة المذكور قصة وهو شاعر
أيضا
(452) الأسود بن أقيش النخعي والد أبي العريان الهيثم بن الأسود له إدراك
وشهد الفتوح أيام عمر قتل يوم القادسية قاله بن الكلبي وسيأتي ذكر ولده في حرف
الهاء
وقال بن عبد البر في ترجمة أبي العريان لا يبعد أن يكون صحابيا لرواية كبار
التابعين عنه
(453) الأسود بن شراحيل بن كندي بن الجون بن آكل المرار الكندي
له إدراك وولده عبد الرحمن أول من اختط بالكوفة من كندة
قال بن الكلبي لم يختط من بني الجون بالكوفة غيره
(454) الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سعيد الخزاعي
أدرك الجاهلية وشهد بعض الفتوح في زمن عمر وولد له ابنه عبد الرحمن في آخر
عصر النبي صلى الله عليه وسلم
وعبد الرحمن هو والد كثير عزة الشاعر المشهور وكان مولد كثير سنة خمس
وعشرين من الهجرة لأنه مات سنة خمس ومائة وهو بن ثمانين سنة ذكر ذلك المرزباني
وغيره
(455) الأسود بن عبد شمس بن عدي بن حزام بن شعل بن عوف بن معتمر بن
الربعة بن سعد بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي البلوي
له إدراك ونزل قيس بن سعد بن عبادة على ولده لما انصرف عن إمرة مصر وكان
يقال أن الأسود أجود العرب في زمانه ذكره بن الكلبي
(456) الأسود بن قطبة أبو مفزر بفتح الفاء وتشديد الزاي المكسورة بعدها راء
قال الدارقطني في الؤتلف شهد القادسية وله فيها اشعار كثيرة وهو رسول
سعد بن أبي وقاص بسين جلولاء إلى عمر وهو شاعر المسلمين في تلك الأيام
340

ذكره سيف في الفتوح وقال أيضا وكان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر
ومن شعره
أقمنا على اليرموك حتى تجمعت جلائب روم في كتائبها العضل
وقال المرزباني في معجمه شهد فتوح العراق وهوا لقائل
الا بلغا عني العريب رسالة فقد قسمت فينا فيوء الأعاجم
ودرت علينا جزية القوم بالذي فككنا به عنهم ولاة المعاصم
والأسود هو الذي قال لرسول كسرى لما قال لهم اما شبعتم لا نصالحكم حتى
نأكل عسل أربدين بانرج كوثى وذكر أن ذلك جرى على لسانه ولم يقصده ولا كان يفهم
معناه
(457) الأسود بن كلثوم العدوي له ذكر في الفتوح وهو الذي فتح بيهق
أمره بن عامر على الجيش فقتل يوم الفتح سنة إحدى وثلاثين وكان فاضلا وفيه
يقول عامر بن عبد قيس ما آسى من الفراق الا على ظمأ الهواجر وتجاوب المؤذنين
وإخوان منهم الأسود بن كلثوم
(458) الأسود بن مغراء بن شراحيل بن الأرقم بن الأسود
ذكر بن دريد في الاشتقاق وقال إنه شهد اليرموك
(459) الأسود بن هلال المحاربي أبو سلام الكوفي
هاجر في زمن عمر رواه بن سعد
وقال العجلي كان جاهليا وكان من أصحاب عبد الله
وحديثه عن الصحابة في الصحيحين وغيرهما عن معاذ بن جبل ونحوه
341

وروى الباوردي في الصحابة من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال
وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكذا أخرجه العثماني واستدركه بن فتحون
وروى البخاري في تاريخه من طريق أبي وائل قال أتيت الأسود بن هلال وكان
أعقل مني
قال بن سعد مات زمن الحجاج وقال عمرو بن علي مات سنة أربع وثمانين
(460) الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمرو ويقال أبو عبد الرحمن
ذكر بن أبي خيثمة أنه حج مع أبي بكر وعمر وعثمان
وقال بن سعد سمع من معاذ بن جبل في اليمن قبل أن يهاجر وفي البخاري من
طريق أشعث بن سليم عن الأسود بن يزيد قال أتانا معاذ بن جبل باليمن معلما وأميرا
فسألناه عن رجل توفي فذكر قصته
ومن طريق إبراهيم النخعي عن خاله الأسود قال قضى فينا معاذ بن جبل على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولأبي داود من طريق أبي حسان الأعرج عن الأسود بن يزيد أن معاذا ورث أختا
وابنة باليمن ونبي الله حي
وقال البخاري سمع أبا بكر وعمر وحديثه عن كبار الصحابة في الصحيحين
وغيرهما
قال الحكم بن عتيبة كان يصوم الدهر وقال العجلي كوفي جاهلي ثقة رجل
صالح فقيه
342

مات سنة أربع وقيل خمس وسبعين وجزم به أبو نعيم شيخ البخاري
(461) أسيخت مرزبان البحرين ذكره أحمد بن يحيى البلاذري وقال كتب إليه
النبي صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى المنذر بن ساوي وأهل البحرين يدعوهم إلى الله تعالى فأسلم
أسيخت والمنذر
استدركه بن فتحون وقد تقدم في أسد اباد نحو هذا
(462) الأسيفع الجهني أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسبق الحاج
قال مالك في الموطأ عن بن دلاف عن أبيه أن رجلا من جهينة كان يشتري
الرواحل فيغالي بها ثم يسرع السير فيسبق الحاج فأفلس فرفع أمره إلى عمر فقال
أما بعد أيها الناس إن الأسيفع أسيفع جهينة رضي من دينه وأمانته أن يقال سبق الحاج
الا وإنه أدان معرضا فأصبح وقد دين به فمن كان له عليه دين فليأتنا بالغداة نقسم ماله بين
غرمائه ثم إياكم والدين
ووصله الدارقطني من طريق زهير بن معاوية عن عبيد الله بن عمر عن عثمان بن
عبد الرحمن عن عطية بن دلاف عن أبيه عن بلال بن الحارث عن عمر
وأخرجه بن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر به
وأخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق بن مهدي عن مالك عن بن
دلاف عن أبيه عن جده عن عمر بعضه
وقال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب ذكر بعضهم قال كان رجل من جهينة يبتاع
الرواحل فيغلى بها فدار عليه دين حتى أفلس فقام عمر على المنبر فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال لا يغرنكم صيام رجل ولا صلاته ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدث وإلى
أمانته إذا ائتمن وإلى ورعه إذا استغنى ثم قال الا إن الأسيفع أسيفع جهينة فذكر
نحو ذلك
وعن بن عيينة عن زياد هو بن سعد عن بن دلاف عن أبيه فذكره
باب الألف بعدها الشين
(463) أشرف بن حميري بن ذهل بن زيد بن كعب بن عكيب بن أسد بن الحارث بن
عتيك بن الأزد الأسدي بالتحريك
343

له إدراك وقتل ولده عمرو مع عائشة يوم الجمل ذكره الرشاطي عن الشجرة
البغدادية فلت وهو في جمهرة بن الكلبي لكن سمي أباه البختري فالله أعلم
وذكر أن حفيده زياد بن عمرو بن أشرف جعلته الأزد عليها في كائنه عبيد الله بن زياد
بعد موت يزيد بن معاوية وأنه كان على شرطة الحجاج
(464) أشعث بن عبد الحجر بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب العامري
الكلابي
قال بن الكلبي شهد القادسية والحيرة وتلك المشاهد وقال حين عقرت ناقته
بالقصر
وما عقرت بالسيلحين مطيتي وبالقصر الا خشية أن أعيرا
(465) أشعث بن ميناس السكوني له إدراك
ذكر سيف في الفتوح والطبري أن أبا عبيدة بن الجراح أنزله هو ومن انضوى إليه من
قومه حمص سنة خمس عشرة واستدركه بن فتحون
(466) الأشهب بن الحارث بن هزلة بن معتب بن أحب بن الغوث الغنوي
ذكره الآمدي فقال شاعر فارس جاهلي أدرك الاسلام وقتل يوم الزعفران ببلاد
الروم وقتل معه إخوان له وكذا ذكره أبو عمر الشيباني أيضا
(467) الأشهب بن رميلة هو بن ثور بن أبي حارثة بن عبد المدان بن جندل بن
نهشل بن دارم بن عمرو بن تميم ورميلة أمه قاله أبو عمر الشيباني قال وكانت أمة
لجندل بن مالك بن ربعي النهشلي ولدت لثور في الجاهلية أربعة نفر وهم رباب وحجناء
سويبط والأشهب فكانوا من أشد إخوة في العرب لسانا ويدا لومعنة ثم أدركوا الاسلام
فأسلموا وكثرت أموالهم وعزوا حتى كانوا إذا وردوا ماء من مياه الصمان حظروا على
344

الناس ما يريدونه منه فوردوا في بعض السنين ماء فأورد بعض بني قطن بن نهشل واسمه
بشرين صبيح ويكنى أبا بذال بعيره حوضا فضربه رباب بن رميلة بعصا فشجه فكانت
بين بني رميلة وبين بني قطن حرب فأسر بنو قطن أبا أسماء أبي بن أشيم النهشلي وكان
سيد بني جرول بن نهشل وكان مع بني رميلة فقال نهشل بن جرى يا بني قطن إن هذا
لم يشهد شركم فخذوا عليه أن ينصرف عنكم بقومه وأطلقوه ففعلوا فذهب من
قومه بسبعين رجلا فلما رأى الأشهب بن رميلة ذلك أصلح بينهم ودفع أخاه رباب بن
رميلة إليهم وأخذ منهم الفتى المضروب فلم يلبث أن مات عنده فأرسل إلى بني قطن
يعرض عليهم الدية واستعانوا بعباد بن مسعود ومالك بن ربعي ومالك بن عوف
والقعقاع بن معبد فقالوا لا نرضى الا بقتل قاتله وأرادوا قتل الرباب فقال لهم دعوني
أصلى ركعتين فصلى وقال أما والله إني إلى ربي لذو حاجة وما منعني أن أزيد في
صلاتي إلا أن يروا أن ذلك فرق من الموت فدفعوه إلى والد المقتول واسمه خزيمة
فضرب عنقه وذلك في الفتنة بعد قتل عثمان فندم الأشهب على ذلك فقال يرثي أخاه
أعيني قلت عبرة من أخيكما * بأن ذ الليل التمام وتجزعا
وباكية تبكي ربابا وقائل * جزى الله خيرا ما أعف وأمنعا
وقد لامني قوم ونفسي تلومني * بما قال رأيي في رباب وضيعا
فلو كان قلبي من حديد أذابه * ولو كان من صم الصفا لتصدعا
وذكره المرزباني في معجم الشعراء في حرف الزاي المنقوطة وأنشد له ما قاله
عند قتله أبا بذال
قلت له صبرا أبا بذال * تعلمن والله لا أبالي
أن لا تؤوب آخر الليالي * صبرا له لغرة الهلال
أول يوم لاح من شوال
345

قال ولما قتل رباب * بأبي بذال أنشد الأشهب
ولما رأيت القوم ضمت حبالهم ربابا وفي شرى وما كان وانيا
قال وكان رباب جلدا من أشد الناس
(468) الأشهب بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة السلمي له إدراك
وكان ابنه زياد مع معاوية بصفين وبعدها
ذكر ذلك أبو عمرو الشيباني
باب الألف بعدها الصاد
(469) الأصبغ بن حجر بن سعد الهمداني
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولما أسلم أخوه يزيد بن حجر على يد معاذ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم غضب
الأصبغ وقعد لمعاذ بن جبل على الطريق ليقتله فلم يقدر له ذلك ثم أسلم فحسن
إسلامه ذكر ذلك الهمداني في الأنساب له
(470) الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي
القضاعي
كان نصرانيا فأسلم على يد عبد الرحمن بن عوف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتزوج
عبد الرحمن ابنته تماضر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك
ذكره الواقدي عن سعيد بن بأنك
وأخرجه الدارقطني في الافراد من طريق محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رحمه
الله عن سعيد بن مسلم بن بأنك عن عطاء عن بن عمر قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الرحمن بن عوف فقال تجهز فإني باعثك في سرية فذكر الحديث وفيه
فخرج عبد الرحمن حتى لحق بأصحابه فسار حتى قدم دومة الجندل فلما دخلها دعاهم
إلى الاسلام ثلاثة أيام فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي وكان
نصرانيا وكان رأسهم فكتب عبد الرحمن مع رجل من جهينة يقال له رافع بن مكيث إلى
النبي صلى الله عليه وسلم أن نزوج ابنة الأصبغ فتزوجها وهي تضامر التي ولدت له بعد ذلك أبا سلمة بن
346

عبد الرحمن قرأته بتمامه على أحمد بن الحسن الزيني أن محمد بن أحمد بن خالد البارقي
أخبرهم قال أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مناقب أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو
منصور القزاز أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا أبو سعد الإسماعيلي بانتقاء
الدارقطني حدثنا محمد بن الحسن الخباز حدثنا عمرو بن تميم حدثنا أبو سليمان موسى بن
سليمان الجوزجاني حدثنا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فذكره مطولا
قال الدارقطني في الافراد تفرد به محمد بن الحسن عن سعيد ولم يروه عنه غير
أبي سليمان
قلت رواية الواقدي له عن سعيد ترد على هذا الاطلاق والله أعلم
(471) الأصبغ بن بناتة صاحب علي أخرج بن ماجة حديثه عنه وروى بن
عساكر ما يدل على أن له ادراكا فإنه أخرج في ترجمة عبد الرحيم بن محرز الفزاري من
طريق هشام بن الكلبي عن أبي يعلى واسمه سويد السجستاني عن مرة بن عمر عن
الأصبغ بن نباتة قال إنا لجلوس ذات يوم عند علي في الخلافة أبي بكر إذ أقبل رجل من
حضرموت فذكر قصة طويلة سيأتي ذكرها في ترجمة مدرك بن زياد إن شاء الله تعالى
(472) أصحبة بموحدة في الذي يأتي بعده
(473) أصحمة بن أبحر النجاشي ملك الحبشة واسمه بالعربية عطية
والنجاشي لقب له أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر إليه وكان ردءا للمسلمين نافعا
وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الاسلام
وأخرج أصحاب الصحيح قصة صلاته صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب من طرق منها رواية
سعيد بن مينا عن جابر ومنها رواية عطاء بن جابر لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم قد
مات اليوم عبد صالح يقال له أصحمة فقوموا فصلوا على أصحمة فصفنا خلفه
هذا لفظ القطان عن بن جريج عنه صلى الله عليه وسلم
وفي رواية بن عيينة عن بن جريج قد مات اليوم عبد صالح فقوموا فصلوا على
أصحمة
347

قال الطبري وجماعة كان ذلك في رجب سنة تسع وقال غيره كان قبل الفتح
قال بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة لما مات النجاشي كنا
نتحدثه أنه لا يزال يرى على قبره نور
وعند بن شاهين والدار قطني في الافراد من طريق معتمر بن سليمان عن حميد
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي فقال بعضهم
تأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة فأنزل الله تعالى * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن
بالله) * إلى آخر السورة
قال الدارقطني لا نعلم رواه غير أبي هانئ أحمد بن بكار عن معتمر
وجاء من طريق زمعة بن الصالح عن الزهري ويحيى بن سعيد عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال أصبحنا ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أخاكم
أصحمة النجاشي قد توفي فصلوا عليه قال فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثبنا معه حتى
جاء المصلي فقام فصففنا وراءه فكبر أربع تكبيرات
والنجاشي بفتح النون على المشهور وقيل تكسر على ثعلب وتخفيف الجيم
وأخطأ من شددها عن المطرزي وبتشديد آخره وحكى المطرزي التخفيف ورجحه
الصغاني
وأصحمة بوزن أربعة وحاؤه مهملة وقيل معجمة وقيل إنه بموحدة بدل الميم
وقيل صحمة بغير ألف وقيل كذلك لكن بتقديم الميم على الصاد وقيل بزيادة ميم في
أوله بدل الألف عن بن إسحاق في المستدرك للحاكم والمعروف عن بن إسحاق الأول
ويتحصل من هذا الخلاف في اسمه ستة ألفاظ لم أرها مجموعة
(474) أصعر بن قيس بن الحارث بن وقاص بن صلاءة بن معقل بن ربيعة بن
كعب بن الحارث الحارثي له إدراك
ذكره بن الكلبي في الجمهرة وقال كان صاحب راية بني الحارث يوم القادسية
(475) أصخمة بخاء معجمة تقدم في الذي قبله
348

(476) أصمع بن مظهر بن رياح بن عبد شمس بن أعي بن سعد بن عبد بن غنم بن
قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي جد الأصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن
أصمع
قال أبو عبيدة البكري في شرح أمالي القالي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأصيب يوم الأهواز
وقال ابن حزم في الجمهرة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم هو وأبوه جميعا وذكر المبرد في
الكامل لابنه علي بن أصمع قصة مع علي بن أبي طالب ثم مع الحجاج
(477) أط بن أبي أط أحد بني سعد بن بكر صحب خالد بن الوليد أيام أبي بكر
وإليه ينسب نهر أط بالعراق وكان خالد استعمله على خراج تلك الناحية فنسب نهرها إليه
ذكره الطبري عن سيف ووقع في موضع آخر أط بن سويد ولعله اسم أبيه
واستدركه بن فتحون ورأيته مضبوطا بخط من يوثق به بضم الهمزة أوله
(478) أعبد بن فدكي أخو أبي ليلى السعدي كان مع خالد بن الوليد في قتال
الردة وفي الفتوح وبعثه على الحيرة مع القعقاع ذكر ذلك الطبري عن سيف واستدركه
بن فتحون أيضا
(479) الأعور بن الورد بن حذيفة بن بدر الفزاري بن عم عيينة بن حصن
له إدراك وقد هاجي ابنه ربيعة بن الأعور عقيل بن علفة بن الحارث بن معاوية
المري
(480) الأغلب العجلي الراجز تقدم في الأول
(481) أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري يكنى أبا كثير
له إدراك لأنه سبي من عين التمر في خلافة أبي بكر الصديق وله رواية عن عمر
وعثمان وعبد الله بن سلام
349

قال العجلي ثقة من كبار التابعين وروى البخاري في تاريخه بسند صحيح عن بن
سيرين أنه قتل بالحرة وذلك سنة أربع وستين وروى له مسلم
(482) أقرع مؤذن عمر روى عن عمر قوله للأسقف هل تجدني في الكتاب
قال نجدك قرنا من حديد قال وما قرن من حديد قال أمر شديد فقال عمر
الله أكبر
وعنه عبد الله بن شقيق العقيلي روى له أبو داود هذا الأثر بنحوه ذكرته لان من
يؤذن لعمر يقتضى ادراكه النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن حبان في ثقات التابعين
(483) الأقيشر الأسدي اسمه المغيرة بن عبد الله يأتي في الميم
(484) أكتل بن شماخ بن زيد بن شداد بن صخر بن مالك بن لأي بن ثعلبة بن سعد بن كنانة بن الحارث بن عوف العكلي نسبه بن الكلبي وقال شهد الجسر مع أبي
عبيدة وأسر يومئذ مردشاه وضرب عنقه وشهد القادسية وله فيها آثار محمودة وكذا
ذكره الدارقطني في المؤتلف وزاد أن الشعبي روى عنه حديثا
وقال بن الكلبي كان علي بن أبي طالب إذا نظر إلى أكتل قال من أحب أن ينظر
إلى الصبيح الفصيح فلينظر إلى أكتل ذكره بن عبد البر بهذا لان له ادراكا
(485) أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن
جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميمي الحكيم المشهور وهو عم حنظلة بن الربيع بن
صيفي الصحابي المشهور قال بن عبد البر ذكره بن السكن في الصحابة فلم يصنع شيئا
والحديث الذي ذكره هو ولما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يأتيه
فأبى قومه أن يدعوه قال فليأتي من يبلغه عني ويبلغني عنه قال فانتدب له رجلان فأتيا
النبي صلى الله عليه وسلم فقالا نحن رسل أكثم بن صيفي وهو يسألك من أنت وما أنت وبما جئت
قال أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلي عليهم * (إن الله يأمر بالعدل
والاحسان) * الآية فأتيا أكثم فقالا له ذلك قال أي قوم إنه يأمر
350

بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الامر رؤوسا ولا تكونوا فيه أذنابا
فلم يلبث أن حضرته الوفاة فقال أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم فذكر باقي
الحديث في وصيته
قال بن السكن حدثنا بن صاعد حدثنا الحسن بن داود عن محمد بن المنكدر
حدثنا عمر بن علي المقدمي عن علي بن عبد الملك عن عمير عن أبيه فذكره وهو
مرسل
قال بن عبد البر ليس في هذا الخبر ما يدل على إسلامه
قال بن فتحون قد ذكره الباوردي في الصحابة كما ذكره بن السكن وأخرج الخبر
عن إبراهيم بن يوسف عن المنكدر لكن قد ذكره الأموي في المغازي قال حدثني عمي
عن عبد الله بن زياد حدثني بعض أصحابنا عن عبد الملك بن عمير نحوه وزاد أنه قرب
له بعيرا فركب متوجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قال ويقال نزلت فيه هذه الآية
ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله
الآية
وعبد الله بن زياد هو بن سمعان أحد المتروكين فهذا لو صح لكان حجة على بن
عبد البر في كونه أسلم ويكون على شرطه في إخراجه أمثاله في كتابه ممن لم يلق النبي
صلى الله عليه وسلم
وقد وجدت له شاهدا ذكره أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عن عمرو بن
محمد السعدي عن عامر الشعبي قال سألت بن عباس عن هذه الآية فقال نزلت في
أكثم بن صيفي قلت فأين الليثي قال كان هذا قبل الليثي بزمان وهي خاصة عامة
وروى أبو حاتم أيضا في المعمرين عن رشدين بن كريب عن أبيه عن أبن عباس أن
الآية المذكورة نزلت فيه
وقال الأصمعي حدثنا أبو حاضر الأسدي عن أبيه قال كان فيما أوصى به
أكثم بن صيفي ولده عند خروجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصته
وقال العسكري في الصحابة في فصل من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه روى أهل
351

الاخبار أنه خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأن بن أخ له غور طريقهم ليرجع ففقد الماء فرجع
فمات عطشا
وقد تبع بن منده بن السكن في إخراجه وأخرج الخبر المذكور عنه ولم يزد على
ذلك ثم أخرج أكثم بن صيفي قال وهو بن عبد العزى فسرد نسب أكثم بن الجون
الخزاعي ثم قال أكثم بن الجون فذكر له ترجمة على حدة فهذا معدود في أغلاطه
ثم وجدت قصة أكثم التي أشار إليها العسكري في كتاب الصحابة مطولة وفيها
التصريح بإسلامه
وقال أبو حاتم في المعمرين لما سمع أكثم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه ابنه حبيشا
ليأتيه بخبره وقال يا بني إني أعظك بكلمات فخذ بهن من حين تخرج من عندي إلى
أن ترجع فذكر قصة طويلة فيها
فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو إن الله أمرني أن أقول لا إله
إلا الله فقال أكثم لابنه ماذا رأيت قال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن
ملائمها فجمع أكثم قومه ودعاهم إلى اتباعه وقال لهم إن سفيان بن مجاشع سمي ابنه
محمدا حبا في هذا الرجل وإن أسقف نجران كان يخبر بأمره وبعثه فكونوا في أمره
أولا ولا تكونوا أخرا
فقال لهم مالك بن نويرة إن شيخكم خرف فقال أكثم ويل للشجي من الخلي
والله ما عليك آسى ولكن على العامة ثم نادى في قومه فتبعه منهم مائة رجل منهم
الأقرع بن حابس وسلمى بن القين وأبو تميمة الهجيمي ورباح بن الربيع والهنيد
وعبد الرحمن بن الربيع وصفوان بن أسيد فساروا حتى إذا كانوا دون المدينة بأربع ليال
كره ابنه حبيش ميسره فأدلج على إبل أصحاب أبيه فنحرها وشق قربهم ومزاداتهم
فأصبحوا ليس معهم ماء ولا ظهر فجهدهم العطش وأيقن أكثم بالموت فقال لأصحابه
أقدموا على هذا الرجل وأعلموه بأني أشهد أن لا أله إلا الله وأنه رسول الله انظروا إن كان
352

معه كتاب بإيضاح ما يقول فآمنوا به واتبعوه وآزروه
قال فقدموا عليه فأسلموا قال فبلغ حاجبا ووكيعا خروج أكثم فخرجا في أثره
فلما مرا بقبره أقاما به ونحرا عليه جزورا ثم قدما على أصحابه فقالا لهم ماذا أمركم به
أكثم قالوا أمرنا بالاسلام قال فأسلما معهم
قال أبو حاتم عاش أكثم ثلاثمائة وثلاثين سنة وكان أبوه صيفي أيضا من المعمرين
عاش مائتين وسبعين سنة ويقال بل عاش أكثم مائة وتسعين سنة
قلت وأنشد له المرزباني
وإن امرئ عاش تسعين حجة إلى مائة لم يسأم العيش جاهل
أتت مائتان غير عشر وفائها وذلك من مر الليالي قلائل
وذكر الخطيب هذين البيتين بسنده إلى أبي حاتم ونقل عنه أنه كان يقول إنما قلب
الرجل مضغة منه وإنه ينحل كما ينحل سائر جسده وقال الخطيب وكانت له حكمة
وبلاغة
(486) الأكدر بن حمام بن عامر بن صعب بن كثير بن عكارمة بن هذيل بن زر بن
تميم اللخمي وله إدراك
قال سعيد بن عفير شهد فتح مصر هو وأبوه
وقال أبو عمر الكندي في كتاب الخندق حدثني يحيى بن أبي معاوية بن خلف بن
ربيعة عن أبيه حدثني الوليد بن سليمان قال كان أكدر علويا وكان ذا دين وفضل وفقه
في الدين وجالس الصحابة وروى عنهم وهو صاحب الفريضة التي تسمى الأكدرية
وكان ممن سار إلى عثمان وكان معاوية يتألف قومه به فيكرمه ويدفع إليه عطاءه ويرفع
مجلسه فلما حاصر مروان أهل مصر أجلب عليه الأكدر بقومه وحاربه بكل أمر يكرهه
فلما صالح أهل مصر مروان علم أن الأكدر سيعود إلى فعلاته فألب عليه قوما من أهل
الشام فادعوا عليه قتل رجل منهم فدعاه فأقاموا عليه الشهادة فأمر بقتله
قال فحدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال كنت واقفا بباب مروان حين
دعا بالأكدر فجاء ولا يدري فيما دعي إليه فما كان بأسرع من أن قتل فتنادى الجند قتل
353

الأكدر فلم يبق أحد إلا لبس سلاحه وحضروا باب مروان وهم زيادة على ثمانين ألف إ
نسان فأغلق مروان بابه خوفا فمضوا إلى كريب بن أبرهة فأعلموه الخبر فوجدوه في
جنازة زوجته بسيسة بنت حمزة بن عبد كلال فلما فرغ جاء صحبتهم إلى مروان فدخل
عليه فقال له مروان إلي يا أبا رشيد فقال بل إلي يا أمير المؤمنين فقام إليه فألقى عليه
رداءه وقال أنا له جار فانصرف الجيش عنه وذهب دم الأكدر هدرا
وروى أبو عمر الكندي من طريق بن لهيعة قال مرض الأكدر بن حمام بالمدينة
ليالي عثمان فجاءه علي بن أبي طالب عائدا فقال كيف تجدك قال لما بي يا أمير
المؤمنين قال كلا لتعيش زمانا ويغدر بك غادر وتصير إلى الجنة إن شاء الله تعالى
روى البيهقي في الشعب من طريق عمرو بن الحارث عن سعيد بن خديج بن
صومي أنه سمع الأكدر بن حمام يقول أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال
جلسنا يوما في المسجد فقلنا لفتى منا اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله ما يعدل رتبة
الجهاد فأتاه فسأله فقال لا شئ
وروى أبو عمر الكندي من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن مسافر بن حنظلة عن
الأكدر بن حمام عن أن عمر بن الخطاب قال تعلموا المهن فإنه يوشك الرجل منكم أن يحتاج
إلى مهنة
وقال بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان قال قلت للأعمش لم سميت
الفريضة الأكدرية قال طرحها عبد الملك بن مروان على رجل يقال له الأكدر كان ينظر إلى
الفرائض فأخطأ فيها قال وكيع وكنا نسمع قبل ذلك أن قول زيد بن ثابت تكدر فيها
قلت إن كان قول الأعمش محفوظا فلعل عبد الملك طرحها على الأكدر قديما
وعبد الملك يطلب العلم بالمدينة وإلا فالأكدر هذا كما تقدم قتل قبل أن يلي عبد الملك
الخلافة
وروى بن المنذر في التفسير عن علي بن المبارك عن زيد بن المبارك عن
محمد بن ثور عن بن جريج في قوله تعالى لم يمسسهم سوء
قال قدم رجل من المشركين من بدر فأخبر أهل مكة بخيل محمد فرعبوا فجلسوا فقال
شعرا في ذلك قال وزعموا أنه الأكدر بن حمام
(487) امرؤ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن
عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي له
إدراك
354

ذكره بن الكلبي قال وقد أمره عمر بن الخطاب على من أسلم بالشام من قضاعة
وخطب إليه علي ومعه ابناه حسن وحسين فزوجهم بناته وفي بنته الرباب يقول الحسين بن
علي وكان له منها ابنته سكينة
لعمرك إنني لأحب دارا تكون بها سكينة والرباب
قلت وروينا قصته في أمالي ثعلب قال حدثنا بن شبيب حدثنا الزبير حدثني
علي بن صالح عن أبي المثنى أمية أخبرني عبد الله بن حسن حدثني خالي عبد الجبار بن
منظور حدثني عوف بن خارجة قال إني والله لعند عمر في خلافته إذ أقبل رجل أمعر
يتخطى رقاب الناس حتى قام بين يدي عمر فحياه بتحية الخلافة فقال من أنت قال
امرؤ نصراني وأنا امرؤ القيس بن عدي الكلبي فلم يعرفه عمر
فقال له رجل هذا صاحب بكر بن وائل الذي أغار عليهم في الجاهلية قال فما
تريد قال أريد الاسلام فعرضه عليه فقبله ثم دعا له برمح فعقد له على من أسلم من
قضاعة فأدبر الشيخ واللواء يهتز على رأسه
قال عوف ما رأيت رجلا لم يصل صلاة أمر على جماعة من المسلمين قبله
قال ونهض علي وابناه حتى أدركه فقال له أنا علي بن أبي طالب بن عم
النبي صلى الله عليه وسلم وهذان ابناي من ابنته وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا
قال قد أنكحتك يا علي المحياة ابنة امرئ القيس وأنكحتك يا حسن سلمى بنت
امرئ القيس وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس قال قال وهي أم سكينة وفيها
يقول الحسين
لعمرك إني لأحب دارا تحل بها سكينة والرباب
وهي التي أقامت على قبر الحسين حولا ثم أنشدت
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
(488) أمية بن أبي عائد الهذلي ذكره المرزباني وقال إنه مخضرم وأنشد له في
نعت المطر
355

أرقت لبرق واصب هب من * بشر تلالا في أثناء أزمنة قمر
تلقحه هيج الجنوب وتقبل الشمال * نتاجا والصبا حالب تمري
ونقل عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال هذا أجود شئ قيل في نعت المطر
باب الألف بعدها نون
(489) أنس بن حذيفة تقدم في الأول
(490) أنس بن نواس بن سيحان المحاربي ذكره المرزباني وقال مخضرم لقبه
الحبين وهو القائل
فإن لا يذد جهالكم ذو نهاكم * تجد حولكم جهالكم من يذودها
فلا تسمعوا قول العداة فإنني * أرى طيش أحلام العداة بعيدها
(491) أنس بن هلال النميري كان ممن أمد به عمر بن الخطاب المثنى بن حارثة
الشيباني في فتوح العراق واستشهد مع أخيه مسعود بن حارثة ذكره الطبري
(492) أنيف بن يزيد بن فهدة الكعبي أحد بني عمرو بن تميم
كان أبوه فارسا في الجاهلية مذكورا ولولده أنيف إدراك وكان لأنيف ولد اسمه
غطفان شاعر له ذكر في خلافة يزيد بن معاوية وبعدها وهو القائل لما قام مسعود بن عمرو
الأزدي في أمر عبيد الله بن زياد يحرض بني تميم بأبيات رجز منها
يال تميم إنها مذكورة * إن فات مسعود بها مشهورة
فاستمسكوا بجانب المقصورة
فجاءت بنو تميم إلى المقصورة ومسعود على المنبر فأنزلوه وقتلوه وحصروا مالك
بن مسمع في داره وأحرقوا ما حولها وفي ذلك يقول غطفان أيضا
356

وأصبح بن مسمع محصورا يحمي قصورا دونه ودورا
حتى شببنا حوله السعيرا
ذكره المرزباني في معجمه وفي هذه القصة يقول الفرزدق التميمي يفخر بما فعله
قومه
عزلنا وأمرنا وبكر بن وائل تجر خصاها تبتغي من تحالف
(493) أوس القرني يأتي في أويس
(494) أوس بن بجير الطائي له إدراك
وشهد وقعة بزاخة مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر وفي ذلك يقول من أبيات
ليت أبا بكر يرى من سيوفنا وما تختلي من أذرع ورقاب
ومنها
ألم تر أن الله لا رب غيره يصب على الكفار سوط عذاب
(495) أوس بن ثويب الثعلبي له إدراك
وروى البخاري في تاريخه من طريقه قال اكترى مني جرير بن عبد الله بعيرا في
الحج فركبه إلى عمر بن الخطاب
(496) أوس بن جذيمة الهجيمي له إدراك
وكان فيمن ثبت في الردة وأغار مع طائفة من قومه على عسكر سجاح التي تنبأت
ذكره سيف والطبري
(497) أوس بن ضمعج الكوفي الحضرمي ويقال النخعي
357

تابعي كبير ثقة أدرك الجاهلية قاله بن سعد وقال العجلي ثقة وقال إسماعيل بن أبي خالد كان من القراء الأول
وقال خليفة مات في ولاية بشر سنة أربع وسبعين روى له مسلم والأربعة
وضمعج بفتح المعجمة وسكون الميم بعدها عين مهملة ثم جيم ومعناه الغليظ
(498) أوس بن مغراء القريعي مخضرم يكنى أبا المغراء قال المرزباني قال
وشهد الفتوح وبقي إلى أيام معاوية بن أبي سفيان وله قصة مع النابغة الجعدي وهو القائل
لعمرك ما تبلى سرابيل عامر من اللؤم ما دامت عليها جلودها
وله شعر يمدح به النبي صلى الله عليه وسلم أورده بن سيد الناس في كتاب الصحابة الذين مدحوا
المصطفى وأنه مخضرم ومنه
محمد خير من يمشي على قدم وصاحباه وعثمان بن عفان وأنشد منها بن إسحاق في السيرة
لا يبرح الناس ما حجوا معرسهم حتى يقال أجيروا آل صفوانا
وهي قصيدة طويلة عد فيها ما كان من بلائهم في الفتوح وغيره وفخر فيها بقريش
قال بن أبي طاهر لم يقل أحد أحسن منها
(499) أوسط بن عمرو وقيل بن عامر وقيل بن إسماعيل البجلي أبو
إسماعيل ويقال أبو محمد وأبو عمرو
شامي حمصي له إدراك روي عنه من غير وجه أنه قال قدمنا المدينة بعد موت
358

النبي صلى الله عليه وسلم بعام أخرجه بن ماجة وغيره بإسناد صحيح وذكره بن سعد في الطبقة الأولى
من تابعي أهل الشام وله رواية عن أبي بكر وعمر
وروى له بن ماجة والنسائي في اليوم والليلة
وذكر صاحب تاريخ حمص أنه ولي إمرة حمص ليزيد وتوفي سنة تسع وسبعين
(500) أويس بن عامر وقيل عمرو ويقال أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن
عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي
القرني الزاهد المشهور
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وعلي وروى عنه بشير بن عمرو وعبد الرحمن بن
أبي ليلى
ذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وقال كان ثقة وذكره
البخاري فقال في إسناده نظر
وقال بن عدي ليس له رواية لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة
أخباره لا تسع أحدا أن يشك فيه
وقال عبد الغني بن سعيد القرني بفتح القاف والراء هو أويس أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
قبل وجوده وشهد صفين مع علي وكان من خيار المسلمين
وروى ضمرة عن أصبغ بن زيد قال أسلم أويس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن منعه
من القدوم بره بأمه
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر بن
الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس بن
عامر وفي رواية له فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم
359

وله من طريق قتادة عن زرارة عن أسير بن جابر وفيها قول عمر سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ثم من مراد ثم من قرن
كان به برص فبرأ منه الا موضع درهم له والدة هر بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن
استطعت أن يستغفر لك فافعل الحديث
ورواه البيهقي وأبو نعيم في الدلائل وفي الحلية من هذا الوجه مطولا
وله طرق أخرى منها ما روى بن منده من طريق سعد بن الصلت عن مبارك بن
فضالة عن مروان الأصغر عن صعصعة بن معاوية قال كان عمر يسأل وفد أهل الكوفة
إذا قدموا عليه تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون لا فذكر نحوه
ورواه هدبة بن خالد عن مبارك عن أبي الأصغر بدل مروان الأصغر أخرجه أبو
يعلى
وروى الروياني في مسنده من طريق بكر بن عبد الله عن الضحاك عن أبي
هريرة فذكر حديثا في وصف الأتقياء الأصفياء قال فقلنا يا رسول الله
كيف لنا برجل منهم قال ذاك أويس وساق الحديث في توصية النبي صلى الله عليه وسلم عليا
وعمر إذا لقيا أن يستغفر لهما وفيه قصة طلب عمر إياه
وقال بن أبي خيثمة حدثنا هارون بن معروف عن ضمرة عن عثمان بن عطاء
عن أبيه قال كان أويس القرني يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير فذكر
الحديث منقطعا
وفي الدلائل للبيهقي من طريق الثقفي عن خالد عن عبد الله بن شقيق عن
عبد الله بن أبي الجدعاء رفعه قال يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني
تميم
قال الثقفي قال هشام بن حسان كان الحسن يقول هو أويس القرني وسيأتي له
ذكر في ترجمة فرات بن حيان
وقال أحمد في مسنده حدثنا أبو نعيم حدثنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرني
360

قالوا نعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من خير التابعين أويسا القرني ورواه
جماعة عن شريك
وقال بن عمار الموصلي ذكر عند المعافى بن عمران أن أويسا قتل في الرجالة مع
علي بصفين فقال معافى ما حدث بهذا الا الأعرج فقال له عبد ربه الواسطي حدثني به
شريك عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال فسكت
وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الرحمن المهدي عن عبد الله بن أشعث بن
سوار عن محارب بن دثار يرفعه إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه
من العرى يحجزه إيمانه أن يسأل الناس منهم أويس القرني وفرات بن حيان
وأخرجه أيضا في الزهد عن أبي معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد
مرسلا
وفي المستدرك من طريق يحيى بن معين عن أبي عبيدة الحداد حدثنا أبو مكيس
قال رأيت امرأة في مسجد أويس القرني قالت كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجده
هذا يصلون ويقرأون حتى غزوا فاستشهد أويس وجماعة من أصحابه الرجالة بين يدي
علي
ومن طريق الأصبغ بن نباتة قال شهدت عليا يوم صفين يقول
من يبايعني على الموت فبايعه تسعة وتسعون رجلا فقال أين التمام فجاءه رجل
عليه أطمار صوف محلوق الرأس فبايعه على القتل فقيل هذا أويس القرني فما زال
يحارب حتى قتل
وروى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عبد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان في زمن عمر ومعنا أويس فلما رجعنا مرض فمات
وفي الاسناد الهيثم بن عدي وهو متروك والمعتمد الأول
وقد أخرج الحاكم من طريق بن المبارك أخبرنا جعفر بن سليمان عن الجريري
عن أبي نضرة العبدي عن أسير بن جابر قال قال صاحب لي وأنا بالكوفة هل لك في
رجل تنظر إليه فذكر قصة أويس وفيها فتنحى إلى سارية فصلى ركعتين ثم أقبل علينا
361

بوجهه فقال مالكم ولي تطئون عقبي وأنا إنسان ضعيف تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها
معكم لا تفعلوا رحمكم الله من كانت له إلي حاجة فليلقني بعشاء ثم قال إن هذا
المجلس يغشاه ثلاثة نفر مؤمن فقيه ومؤمن لا يفقه ومنافق وذلك في الدنيا مثل الغيث
يصيب الشجرة المونعة المثمرة فتزداد حسنا وايناعا وطيبا ويصيب الشجرة غير المثمرة
فيزداد ورقها حسنا ويكون لها ثمرة ويصيب الهشيم من الشجرة فيحطمه ثم قرأ * (وننزل
من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا) *
اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق قال أسير فلم يلبث الا يسيرا
ضرب على الناس بعث علي فخرج صاحب القطيفة أويس وخرجنا معه حتى نزلنا
بحضرة العدو
قال بن المبارك فحدثني حماد بن سلمة عن الجريري عن بن نضرة عن أسير
قال فنادى منادي علي يا خيل الله اركبي وأبشري فصف الناس لهم فانتضى أويس سيفه
حتى كسر جفنه فألقاه ثم جعل يقول يا أيها الناس تموا تموا ليتمن وجوه ثم لا ينصرف
حتى يرى الجنة فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردى مكانه كأنما
مات مند وهو صحيح السند
(501) إياس بن زيد أبو زكريا الخزاعي
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل دمشق قاله بن عساكر
وروى بن أبي خيثمة وأبو حاتم عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي الدرداء أو يزيد بن أبي سفيان وأقرئ مني الرجل
الصالح أبا زكريا إياس بن زيد السلام ولأبي زكريا رواية عن سلمان الفارسي وغيره
(502) إياس بن صبيح بن المحرش بن عبد عمرو الحنفي يكنى أبا مريم
قال بن سعد كان من أصحاب مسيلمة ثم تاب وحسن إسلامه وولي قضاء البصرة
في زمن عمر
أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام عن محمد بن سيرين عن أبي مريم الحنفي
أن عمر قرأ بعد الحدث فقال له أبو مريم الحنفي إنك خرجت من الخلاء فقال له
أمسيلمة أفتاك بهذا إسناده صحيح
362

ورواه البخاري في تاريخه من طرق أخرى عن هشام نحوه
وزعم العسكري أن أبا مريم هذا غير أبي مريم الحنفي الذي قتل زيد بن الخطاب
القسم الرابع
من حرف الألف
الألف بعدها الباء
(503) أبان العبدي فرق بن منده بينه وبين المحاربي وهو هو ومحارب بطن
من عبد القيس
(504) أبجر المزني أخرجه بن منده برواية فيها شك قال راويها عن أبجر
والصواب بن أبجر وهو غالب بن أبجر سيد مزينة أخرج حديثه أبو داود في الحمر
الأهلية
(505) إبراهيم بن عبد الرحمن العذري تابعي
أرسل حديثا فذكره بن منده وغيره في الصحابة قال روى الحسن بن عرفة حدثنا
إسماعيل بن عياش عن معان بن رفاعة قال حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن العذري
وكان من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله
الحديث
قال بن منده ولم يتابع بن عرفة على قوله وكان من الصحابة
قلت قد رويناه في كتاب الغرر من الاخبار لوكيع القاضي قال حدثنا الحسن بن
عرفة فذكره ولم يقل فيه وكان من الصحابة ثم أخرجه بن منده من طريق بقية عن معان
عن إبراهيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأورده أبو نعيم ثم قال وهكذا رواه الوليد عن
معان ورواه محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان عن أبي عثمان عن أسامة
قلت ووصل هذا الطريق الخطيب في شرف أصحاب الحديث وقد أورد بن عدي
هذا الحديث من طرق كثيرة كلها ضعيفة
363

وقال في بعض المواضع رواه الثقات عن الوليد عن معان عن إبراهيم قال
حدثنا الثقة من أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
(506) إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي أورده عبدان في الصحابة وأورد له
من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن أبي حميد عن بن المنكدر عن إبراهيم بن
عبيد بن رفاعة قال صنع أبو سعيد الخدري طعاما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
الحديث
قال أبو موسى هذا مرسل ثم أخرجه من وجه آخر عن بن أبي حميد فقال عن
إبراهيم بن عبيد عن أبي سعيد
قلت ولإبراهيم رواية عن أبيه عن جده رفاعة في شهوده بدرا
وهو تابعي صغير وأبوه لا تصح له صحبة بل قيل إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
(507) إبراهيم الأنصاري ذكر البخاري عن محمد بن أبي حميد عن بن المنكدر
عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين
قال البخاري لا يثبت
قلت لأنه سقط منه الصحابي ومحمد بن أبي حميد ضعيف جدا
وقد رواه عمرو بن الحارث أحد الثقات عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري أنه
حدثه أن أباه حدثه أنه رأى مسلمة بن مخلد يمسح على خفيه فذكر الحديث
(508) أبي بن لبى أورده بن قانع في حرف الهمزة وإنما هو لبي بن لبى بضم
اللام مصغرا وسيأتي في مكانه على الصواب
(509) إباية بن أثال بن أمامة الحنفي كذا سماه بن الطلاع في أحكامه وعزاه
للمدونة وغيرها وهو تصحيف وإنما هو ثمامة كما سيأتي
الألف بعدها الحاء والذال والراء
(510) أحب بن مالك استدركه بن الدباغ على بن عبد البر فوهم وإنما هو
لأحب وسيأتي في حرف اللام على الصواب
364

(511) أذينة الشني فرق الباوردي بينه وبين العبدي وهو هو لان شنا بطن من
عبد القيس نبه عليه الرشاطي
(512) أربد بن رقيش الأسدي مذكور فيمن شهد بدرا وهو تصحيف وإنما هو
يزيد بن رقيش
قال بن عبد البر من قال فيه أربد فقد أخطأ وإنما هو يزيد بن رقيش
(513) أرطاة الطائي ذكره بن منده وأخرج من طريق قيس بن الربيع عن
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها
فبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا يقال له أرطاة أراه فذكر الحديث
ووهم قيس في تسميته وإنما هو أبو أرطاة حصين بن ربيعة كما وقع عند مسلم
وكذلك اتفق الحفاظ على تسميته من أصحاب إسماعيل بن أبي خالد والله أعلم
(514) أرطاة بن المنذر السكوني وهم فيه عبدان والطبراني والصواب لقيط بن
المنذر وكأنه انتقال ذهني إلى أرطاة بن المنذر الألهاني أحد التابعين
ومما يدل على وهم عبدان والطبراني فيه أنهما أخرجا الحديث بعينه في ترجمة لقيط
على الصواب بالاسناد الذي أخرجاه في ترجمة أرطاة من غير تغيير
وسنذكره على الصواب في ترجمة لقيط
(515) أرقم الخزاعي كذا ذكره البغوي وإنما الصواب أقرم بتقديم القاف وقد
نبه على ذلك أبو عمر
الألف بعدها الزاي
(516) أزهر بن قيس ذكره البغوي وابن شاهين وابن عبد البر وأبو موسى
365

في الصحابة وتبعهم بن الأثير ومن بعده وهو وهم لم يتنبه له أحد فيما علمت وسأذكر
كلامهم وأبين وجه الخطأ فيه فقال البغوي أزهر بن قيس حدثني زياد بن أيوب حدثنا
مبشر بن إسماعيل عن حريز عن أبي الوليد أزهر بن قيس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ
في صلاته من فتنة المغرب لا أعلم له غيره
قال بن شاهين أزهر بن قيس أبو الوليد حدثنا عبد الله بن محمد البغوي فذكره
ولم يزد شيئا
وقال بن عبد البر أزهر بن قيس روى عنه حريز بن عثمان لم يرو عنه غيره فيما
علمت حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب
وأورده أبو موسى في الذيل من طريق بن شاهين لم يزد شيئا ولما ذكره بن الأثير
اقتصر على ما أورده بن عبد البر
وقد تم الوهم عليهم فيه جمعا وسببه أن الاسناد الذي ساقه البغوي سقط منه والد
أزهر واسم الصحابي وبقي اسم أبيه فتركيب هذه الترجمة من اسم أزهر ومن اسم والد
أزهر واسم الصحابي ولا وجود لذلك في الخارج وتبع البغوي بن شاهين وبقية من
جاء بعده من غير تأمل
وإيضاح ذلك أن حريز بن عثمان إنما روى الحديث المذكور عن أزهر بن راشد
وقيل بن عبد الله الهوزني عن عصمة بن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو زرعة الدمشقي
حدثنا علي بن عياش قال حدثنا حريز بن عثمان عن أبي الوليد أزهر الهوزني عن
عصمة بن قيس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بالله من فتنة المغرب
ورواه بن سعد عمن أخبره عن أبي اليمان عن حريز
وكذا رواه البخاري في تاريخه عن أبي اليمان ورواه بن أبي عاصم والطبراني وأبو
نعيم من طريق إسماعيل بن عياش عن حريز بن عثمان عن أزهر بن عبد الله عن
عصمة بن قيس
366

ويزيد ذلك وضوحا أن البخاري وغيره لما ذكروا ترجمة أزهر الهوزني عرفوه بأنه
يروي عن عصمة بن قيس أن حريز بن عثمان يروي عنه
قال البخاري أزهر أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه
حريز
وقال بن أبي حاتم أزهر بن راشد أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة بن قيس
صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عن بن عباس وسمع من سليم بن عامر روى عنه حريز بن
عثمان وغيره
وقال بن حبان في ثقات التابعين أزهر أبو الوليد الهوزني يروي عن رجل من
الصحابة روى عنه حريز بن عثمان
فوضح بهذا أن أزهر بن قيس لا وجود له في الخارج
والعجب أن بن عبد البر أخرج الحديث المذكور في ترجمة عصمة بن قيس على
الصواب وأخرجه هنا على الوهم
وقد وقع لابن عبد البر تنبيه على قريب من هذا الوهم في الكنى في ترجمة أبي خداش
الشرعبي كما سيأتي إن شاء الله تعالى وتم عليه الوهم في هذا فلم ينبه على وهم من
سبقه إلى ذكره والله الموفق
الألف بعدها السين
(517) أسامة بن مالك أبو العشراء الدارمي
قال أبو موسى أورده عبدان ووهم فيه لان أبا العشراء لا صحبة له وإنما الصحبة
لأبيه
وقد اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا
قلت قد جزم أيضا بأن اسم والد أبي العشراء أسامة بن مالك بن قهطم بن حيان في
الصحابة فقال في حرف الألف منهم أسامة بن مالك بن قهطم أبو أبي العشراء الدارمي
367

ويقال اسمه عطارد بن برز ويقال يسار بن بلز ثم ساق حديثه من طريق حماد بن
سلمة عن أبي العشراء عن أبيه
قلت والمعروف عند أهل الحديث أن أسامة اسم أبي العشراء لا اسم أبيه والله
أعلم
(518) أسد بن ربيعة الجعفري الشاعر له صحبة
مات في أول ولاية معاوية وله مائة وأربعون سنة ذكر السمعاني كذا رأيته بخط
بعض المتأخرين في كتاب جمعه في الصحابة وأورده في حرف الألف وهو تصحيف منه
وإنما هو لبيد بن ربيعة الشاعر المشهور
(519) أسد بن زرارة كذا وقع عند الحاكم والصواب أسعد بن زرارة كما نبه
عليه أبو موسى
(520) أسد بن صفوان ذكره الباوردي واستدركه مغلطاي بخطه وهو وهم
والصواب أسيد بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد السين ياء تحتانية كما تقدم
(521) أسد التركي جاء ذكره في خبر مكذوب ذكره الذهبي في التجريد هكذا
مختصرا وقد وقفت على ذكره في ترجمة الراوي عنه بهرام بن حمزة قال عمر النسفي في
تاريخ سمر قند أخبرنا بهرام بن حمزة المرغينابي بسرخس أخبرنا موسى بن
يعقوب بن محمد الحامدي عن أسد بن العامش التركي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله
وملائكته يصلون على الصف الأول
368

قال أبو سعد السمعاني سلوا الله الثبات على الصدق فليس العجب من رواية
بهرام عن الحامدي إنما العجب من رواية عمر النسفي هذا في كتابه غير منكر عليه بل
رواية من يظن أنه حديث
قال وكانت وفاة بهرام سنة خمسمائة وست عشرة
قلت فهو من باب رتن ومكلبة بن ملكان ونحوهما
(522) أسعد بن الربيع صوابه سعد بن الربيع كما سأبينه في ترجمته
(523) أسعر الديلي صوابه سعر كما سيأتي في السين
(524) أسقف نجران ذكره أبو موسى في الذيل وقال لا أدري أسلم أو لا
ثم ساق حديث بن إسحاق عن جبلة عن بن مسعود أن أسقف نجران جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال ابعث معي رجلا أمينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبعثن معك رجلا أمينا حق أمين
الحديث وليس فيه ذكر إسلامه
وقد ذكر بن إسحاق أن أسقف نجران لم يسلم وقد قيل إن أسقف نجران هذا اسمه
الحارث بن علقمة من بني بكر بن وائل
والأسقف نعت من نعوت أكابر النصارى
(525) أسلم الراعي أبو سلمى قال بن منده استشهد بخيبر ثم ساق حديث
أبي سلام قال حدثنا أبو سلمى الراعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بخ بخ لخمس ما أثقلهن
في الميزان
369

قال أبو نعيم وهم في تسمية أبي سلمى وإنما اسمه حريث وفي قوله استشهد
بخيبر لان من يستشهد بخيبر لا يقول عنه أبو سلام حدثنا
وهو اعتراض متجه لان أبا سلام لا صحبة له
والحق أن بن منده دخلت عليه ترجمة في ترجمة والراعي الذي قتل بخيبر غير
الراعي الذي يكنى أبا سلمى والله أعلم
(526) أسلم غير منسوب ذكره عبدان وأورد له حديث عبد الرحمن بن منهال
بن سلمة عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأسلم صوموا هذا اليوم قالوا إنا قد
أكلنا قال صوموا بقية يوم عاشوراء
قال أبو موسى قوله لأسلم المراد به القبيلة لا شخصا معينا اسمه أسلم ويدل عليه
قوله إنا قد أكلنا
(527) أسماء بن خارجة الأسلمي ذكره بعضهم في الصحابة والصواب أسماء بن
حارثة كما تقدم في الأول نبه على ذلك بن حبان
(528) إسماعيل بن أبي حكيم المزني ثم أحد بني فضيل أورده بن منده
وقال أخرجه البخاري في الافراد ولا أعرف له صحبة ولا رواية ثم أخرج من طريق
محمد بن إسماعيل الجعفري عن عبد الله بن سلمة عن بن شهاب عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليسمع قراءة لم يكن فيقول أبشر عبدي
وقال أبو نعيم لم يذكر أحد من الأئمة إسماعيل في الصحابة وهو عندي إسناد
منقطع
قلت وهو وهم والصواب إسماعيل بن أبي حكيم المدني عن أحد بني فضيل
فوقع فيه تصحيف في المدني إلى المزني وفي عن إلى ثم وهو تابعي معروف من مشايخ
370

يحيى بن سعيد الأنصاري في الموطأ ولا مانع أن يروي له عن الزهري أيضا
(529) إسماعيل بن زيد بن ثابت الأنصاري ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج
من طريق بن مردويه بسنده عن زكريا بن إسماعيل الزيدي من ولد زيد بن ثابت عن أبيه
قال خرجنا جماعة من الصحابة غزاة من الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقفنا في مجمع
طرق وطلع أعرابي عند خطام بعيره الحديث
قال أبو موسى إسماعيل هو بن زيد بن ثابت وهو تابعي يروي عن أبيه لا أعلم
له إدراكا للنبي صلى الله عليه وسلم
واستدل بن الأثير على صحة ذلك بان زيدا كان صغيرا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال
إسماعيل تابعي ولا عبرة بإرسال هذا الحديث فإن التابعين لم يزالوا يرون المراسيل
كذا قال وفيه نظر لان السياق لو صح لأثبت لإسماعيل الصحبة فإن التابعي وإن
كان يرسل لكن لا يخبر بشئ لم يشاهده أنه شاهده وأنت ترى في السياق قوله خرجنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقفنا لكن يجوز أن يحمل على المجاز وهو خلاف الظاهر
والذي عندي أنه إما أن يكون سقط من الاسناد عن جده أو أراد زكريا بقوله عن
أبيه عن جده زيد لان الجد أب
وقد ذكر إسماعيل بن زيد بن ثابت في التابعين بن حبان وقال يكنى أبا مصعب
وهو أصغر ولد زيد بن ثابت وكذا ذكره البخاري في التابعين وذكر له عن أبيه حديثا
موقوفا
(530) إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري تابعي ذكره بن حبان في ثقاته وقد
أرسل حديثا فذكره الباوردي في الصحابة فروى من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن
دينار عن سهيل بن مالك عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لعمار تقتلك الفئة الباغية وفي الاسناد ضرار بن صرد وهو ضعيف
وأورده أبو موسى في الذيل أيضا
(531) إسماعيل بن هشام أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة وقد قال
البخاري وأبو حاتم حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل
(532) الأسود بن حارثة ذكره الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن هارون عن
371

المسلم بن سعيد عن خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن خالد قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم
في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل أن يسلم فقال لا أستعين بمشرك وقال بعده
خبيب هذا هو بن عبد الرحمن بن الأسود بن حارثة كذا قال وهو وهم
وهذا الحديث رواه أحمد عن يزيد بن هارون فوقع عنده عن خبيب بن عبد الرحمن
بن خبيب وأورده بن عبد البر في ترجمة خبيب بن يساف وهو الصواب
(533) الأسود غير منسوب قال بن عبد البر روى هشيم وأبو عوانة عن
يعلى بن عطاء عن عامر بن الأسود عن أبيه أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع
قال وشهدت معه الفجر في مسجد الخيف فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات
الناس لم يصليا فأتى بهما ترعد فرائصهما فقال ما منعكما أن تصليا معنا
الحديث
قال وخالفهما شعبة فقال عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود عن
أبيه مثله سواء
قلت وهذا خطا نشأ في تصحيف واسقاط وذلك أن هشيما وأبا عوانة لم يخالفا
شعبة ولم يخالفهما بل اتفقوا جميعا على أنه يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود عن
أبيه
كذلك رواه أبو داود عن حفص بن عمر عن شعبة ورواه الترمذي والنسائي والبغوي
من حديث هشم ورواه البغوي من حديث أبي عوانة كذلك وحديثه أتم
وأظن أن الرواية التي وقعت لابن عبد البر سقط منها يزيد والد جابر وتصحف جابر
372

بعامر فرآه عامر بن الأسود عن أبيه فترجم للأسود
ثم رأيته كذلك على الخطأ في الاسقاط في كتاب مكة للفاكهي قال حدثنا حسين بن
حسن حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن جابر بن الأسود عن أبيه فوافق الجماعة في
جابر فلم يصحفه ونسب جابرا لجده
والعجب أن بن عبد البر أورد الحديث المذكور في كتاب التمهيد في ترجمة زيد بن
أسلم منه من طريق علي بن المديني عن هشيم عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن
الأسود عن أبيه على الصواب وقال عقبة رواه شعبة عن يعلى بن عطاء مثله سواء
فصرح باتفاق شعبة وهشيم خلاف ما ذكره في الاستيعاب والله الموفق
(534) الأسود بن عبد الأسد بن هلال المخزومي أخو أبي سلمة
ذكره أبو موسى عن عبدان وقال لا تعرف له رواية الا أن بن عباس ذكره وتعقبه
بن الأثير بأن بن الكلبي والزبير بن بكار ذكرا أنه قتل يوم بدر كافرا وهو كما قالا
وقد ذكره كعب بن مالك في قصيدة له في وقعة بدر منها
فأقام في العطن المعطن منهم سبعون عتبة منهم والأسود
وابن عباس إنما ذكره في المستهزئين فلا معنى لذكره في الصحابة أما بن أخيه
الأسود بن سفيان بن عبد الأسد فسبق ذكره في الأول فلا يمكن أن يكون عبدان أراده لان
بن عباس لم يذكره
ولهذا بنت تسمى فاطمة ذكرها بن سعد فقال أسلمت وبايعت وهي التي قطعت
في السرقة على الصحيح وسيأتي بيان ذلك في ترجمتها إن شاء الله تعالى
(535) أسيد بفتح أوله وكسر السين بن أبي أسيد بالضم مصغرا هو
الساعدي
373

ذكره أبو موسى عن عبدان قال حدثنا محمد بن سنان حدثنا أبو عاصم عن
موسى بن عبيدة حدثني عمر بن الحكم عن أسيد بن أبي أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج
امرأة من بني الجون قال فبعثني فجئتها فأنزلتها الشعب فذكر قصة المستعيدة
وتعقبه أبو موسى بأن عمر بن الحكم إنما رواه عن أبي أسيد نفسه
وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن محمد بن الفرج عن محمد بن
الزبرقان عن موسى بن عبيدة وهو المشهور
قلت وموسى بن عبيدة ضعيف وكذلك محمد بن سنان فيحتمل أن يكون سقط
من الاسناد الأول قوله عن أبيه فإن أسيد بن أسيد تابعي معروف تأخرت وفاته إلى
خلافة أبي جعفر المنصور كما ذكره بن حبان في ثقات التابعين
وقد أخرج البخاري حديث المستعيذة من طريق حمزة بن أبي أسيد عن أبيه أيضا
(536) أسيد بن ثابت وقع في مسند مسدد رواية معاذ بن المثنى في حديث
كلوا الزيت وادهنوا به من طريق عطاء الشامي عن أسيد أو أبي أسيد بن ثابت عن
النبي صلى الله عليه وسلم والصواب عن أبي أسيد بالكنية وسيأتي على الصواب في الكنى واسمه
عبد الله بن ثابت
(537) أسيد بن كرز القسري كذا وقع عند البغوي وصوابه أسد بفتح الهمزة
والمهملة
(538) أسيد بن مالك أبو عميرة روى له أحمد في مسنده هكذا قرأته بخط
شيخنا الحافظ أبي الفضل العراقي في شرح الترمذي من كتاب الزكاة وهو تصحيف
والصواب رشيد بالراء والشين المعجمة وسيأتي على الصواب
(539) أسيد بالضم بن أخي رافع بن خديج
374

ذكره بن منده قال حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أبو مسعود حدثنا حماد بن
مسعدة عن أبي جريج عن عكرمة بن خالد أن أسيد حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
وجد الرجل سرقته وكان غير متهم فإن شاء أخذها بالثمن الحديث
وتعقبه أبو نعيم بان أبا مسعود الذي أخرجه بن منده من طريقه أورده في مسند
أسيد بن ظهير
قلت لكنه لم ينسبه لعلة سأذكرها وذلك أن أبا داود والنسائي أخرجاه عن هارون
الحمال عن حماد بن مسعدة فوقع عندهما أسيد بن خضير
وزاد أبو داود قال أحمد بن حنبل هو في كتابه أسيد بن ظهير ولكن كذا حدثهم
بالبصرة يعني بن جريج
وقد رواه عبد الرزاق عن بن جريج فقال أسيد بن ظهير أخرجه إسحاق بن راهويه
في مسنده عنه
وأخرجه النسائي من وجه آخر عن عبد الرزاق وتابعه روح بن عبادة عن بن
جريج فعرف من هذا أنه أسيد بن ظهير
وقد ذكره بن منده فلا وجه للتفرقة
ثم إن في قوله بن أخي رافع مؤاخذة لان أسيد بن ظهير بن عم رافع لا بن أخيه
نعم لرافع بن أخ يقال له أسيد معدود في التابعين ذكره بن حبان وغيره وله رواية عن
عمه رافع بن خديج والله أعلم
(540) أسير بالضم آخره راء رجل من أسلم ذكره بن عساكر في فهرست مسند
أحمد وقال حديثه في الحادي عشر من مسند الأنصاري انتهى
وهو خطأ نشأ عن تصحيف وإنما هو في المسند من طريق سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن رجل من أسلم في التعوذ بكلمات الله التامات وكأنه سقط من نسخته عن
وتصحف أبيه أسير فتركب منه هذا الوهم وقد نبه على ذلك الحافظ أبو بكر بن
المحب
375

باب الألف بعدها شين
(541) الأشج جاء ذكره في الحبر موضوع افتراه محمود بن علي الطرازي أحد
الكذابين بعد الخمسمائة قال حدثنا الأشج صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال خرجنا أربعمائة
وخمسين رجلا للتجارة فأسلمت على يد علي فذهب بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم غنائم
بدر الحديث
وأخبرني أبو هريرة عن الذهبي إجازة عن إبراهيم بن حمويه أخبرنا الظهير
البخاري أخبرنا محمد بن عبد الستار الكردي عن محمود بن علي عن الأشج هذا بخبر
آخر مختلف
قلت ثم وقفت على نسخة تزيد على أربعين حديثا من طريق أخرى عن قيس بن
تميم عن الأشج فذكر هذه القصة وأحاديث أخرى عالها موضوع والوضع فيها ظاهر
جدا وسأذكر ذلك في حرف القاف إن شاء الله تعالى
وقرأت في كتاب أبي سعد السمعاني قال شاهدت محمد بن الحسين الشاشي
وكان شيخا بكاء ينشد الاشعار وسرد الحكايات ويقول رأيت الأشج وسمعت
شيخي الأشج يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من العود إلى العود ثقل ظهر الخطائين
ومن الهفوة إلى الهفوة كثرت ذنوب الخطائين انتهى
وما أدري هل هو قيس أو غيره
(542) الأشج أبو الدنيا المغربي اختلف في اسمه والأشهر أنه عثمان وقيل
علي وقيل غير ذلك
وأكثر الاخبار ليس فيها ما يدل على الصحبة النبوية وإنما فيها صحبة علي وفي
بعضها الصحبة العليا سيأتي بيان ذلك في ترجمة من اسمه عثمان
(543) الأشجع بن سنان ذكره بعضهم متعلقا بما أخرجه المحاملي في الجزء
السادس عشر من حديثه قال حدثنا سعيد بن بحر حدثنا زيد بن الحباب حدثنا سفيان
376

عن منصور عن إبراهيم عن علقمة بن مسعود فذكر قصة ربوع بنت واشق وفيه فقام
الأشجع بن سنان فقال قضى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى والصواب فقام الأشجعي بن
سنان بزيادة ياء النسب وهو معقل بن سنان
(544) أشعب بن أم حميدة المعروف بالطمع ذكره مغلطاي في حاشية أسد
الغابة فقال ولد سنة تسع من الهجرة وكانت أمة تدخل على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو
الفرج الأصبهاني انتهى
يريد بذلك أن يثبت أنه ولد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعد في القسم الثاني
ولم يتجه لي صحة ذلك لان أبي أبا الفرج ذكره من طريق واهية عن عبيده بن أشعب
عن أبيه لكن روى بن عساكر في ترجمته من طريق نصر بن علي الجهضمي عن الأصمعي
قال قال لي أشعب ولدت يوم قتل عثمان
وأما ما رواه وكيع القاضي في غرر الاخبار عن محمد بن علي بن حمزة عن
المازني عن الأصمعي قال حدثني أشعب قال سمعت طويسا يغني بهذين البيتين في
عرس مروان بن الحكم بأم عبد الملك فذكر قصة ففيه نظر أيضا لان عبد الملك ولد في
خلافة عثمان فالظاهر أنه لا يوثق بأشعب فيما يقول لو صح ذلك لروى عن أكابر
الصحابة ولم نقف له على رواية عن صحابي الا عن بن عمر وعبد الله بن جعفر ورواياته
عن التابعين كثيرة كالسالم والقاسم وفاطمة بنت الحسين ويكفي في الاستدلال على
بطلان القول الأول إنهم اتفقوا على أنه مات سنة أربع وخمسين ومائة وقد قدمنا أنه لم
يتأخر عن سنة عشر ومائة أحد ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم
وترجمة أشعب مبسوطة في كتابي لسان الميزان
(545) أشعث بن بالمثلثة بن جودان روى عنه ابنه عمير كذا وقع في بعض
377

الروايات عمير بن أشعث بن جودان عن أبيه والصواب عن أشعث بن عمير بن جودان عن
أبيه
قال بن منده وغيره وقال أبو نعيم قلبه بعض الرواة وسيأتي في عمير على
الصواب
باب الألف بعدها الصاد
(546) أصرم صحفه بعضهم وإنما هو الصرم وهو لقب بن سعيد بن يربوع
المخزومي
باب الألف بعدها العين
(547) أعرابي أخرجه البغوي في حرف الألف وروى له من طريق أبي العلاء
قال بينما نحن بهذا المربد جلوس إذ أتى علينا أعرابي أشعث الرأس فذكر قصة الكتاب
الذي معه قال وبلغني أن اسمه النمر بن تولب
قال بن شاهين هكذا أخرجه في الألف وينبغي أن يخرج في النون
(548) أعشى بن قيس بن ثعلبة يأتي في حرف الميم واسمه ميمون
باب الألف بعدها الكاف
(549) أكيدر دومة هو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن
خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون صاحب دومة الجندل
ذكره بن منده وأبو نعيم في الصحابة وقال كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل إليه سرية مع
خالد بن الوليد ثم إنه أسلم وأهدى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فوهبها لعمر
وتعقب ذلك بن الأثير فقال إنما أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصالحه ولم يسلم وهذا لا
خلاف فيه بين أهل السير ومن قال إنه أسلم فقد أخطأ خطأ ظاهرا بل كان نصرانيا ولما
صالحه النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى حصنة وبقي فيه ثم إن خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر فقتله
كافرا
378

وقد ذكر البلاذري أن أكيدر دومة لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع خالد أسلم وعاد إلى
دومة فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد ومنع ما قبله فلما سار خالد بن الوليد من العراق إلى الشام
قتله
قال بن الأثير فعلى كل حال لا ينبغي أن يذكر في الصحابة
قلت وذكر بن الكلبي أنه لما منع ما صالح عليه أجلاه أبو بكر إلى الحيرة ويقال
بل أجلاه عمر
وعمدة بن منده في أنه أسلم ما أخرجه من طريق بلال بن يحيى عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث بعثا إلى دومة الجندل فقال إنكم ستجدون أكيدر دومة خارجا ثم ذكر حديث
إسلامه كذا وقع فيه وقد رويناه في زيادات المغازي من طريق يونس بن بكير عن سعد
بن أوس عن بلال بن يحيى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على المهاجرين إلى دومة
الجندل وبعث خالد بن الوليد على الاعراب معه وقال انطلقوا فإنكم ستجدون أكيدر
دومة يقتنص الوحش فخذوه أخذا فابعثوا به إلى ولا تقتلوه فمضوا وحاصروا أهلها
فأخذوه فبعثوا به إليه ولم يذكر في هذه القصة أنه أسلم
وروى أبو يعلى وابن شاهين من طريق عبيد الله بن إياد لقيط سمعت أبي إيادا
يحدث عن قيس بن النعمان السكوني قال خرجت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع بها أكيدر
دومة الجندل فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بلغني أن خيلك انطلقت
وإني خفت على أرضي ومالي فاكتبوا لي كتابا لا يعرضون في شئ هولي فإني أقر بالذي
هو علي من الحق
فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج بالذهب مما كان كسرى يكسوهم فقال يا
رسول الله أقبل مني هذا فإني أهديته لك فقال ارجع بقبائك فإنه ليس أحد يلبس هذا
في الدنيا الا حرمه في الآخرة
فرجع به إلى رحله حتى أتى منزله ثم إنه وجد في نفسه أن يرد عليه هديته فرجع
فقال يا رسول الله إنا أهل بيت يشق علينا أن ترد هديتنا فاقبل مني هديتي فقال ادفعه
إلى عمر فذكر القصة
379

فلعل مستند أحمد من قال إنه أسلم قوله في هذا الحديث يا رسول الله
وفي مسند أحمد من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن واقد بن عمرو بن سعد
بن معاذ عن أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا إلى أكيدر دومة فأرسل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام على المنبر أو جلس
فجعل الناس يلمسونها الحديث
أخرجه الترمذي والنسائي من هذا الوجه
وأخرجه أحمد أيضا من طريق علي بن زيد عن أنس أهدى أكيدر دومة للنبي صلى الله عليه وسلم
جرة من من فأعطى لكل واحد قطعة الحديث
وروى بن منده أيضا من طريق علي بن إسحاق قال حدثنا رزق بن أبي رزق بن
صدقة بن مهدي بن حريث بن أكيدر بن عبد الملك قال حدثنا أشياخنا يعني آباءهم أن
النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس غازيا إلى تبوك فذكر حديثا طويلا قال ورواه غيره فقال عن
آبائه عن أجداده إلى أكيدر
قال أحمد بن حنبل أكيدر هذا هو أكيدر دومة فتمسك بن مندة لكونه أسلم
بروايته وفيها نظر
وقد ذكر بن إسحاق قصته في المغازي قال حدثنا يزيد بن رومان وعبد الله بن
أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة
وكان على دومة وكان نصرانيا فقال إنك ستجده يصيد البقر فذكر القصة مطولة
وفيها فقتل خالد حسان أخا أكيدر وقدم بأكيدر
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن دمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله فرجع إلى مدينته
وكذلك ذكر القصة نحو هذا عروة في المغازي في رواية بن لهيعة عن أبي الأسود
عن عروة فعلى هذا فقدومه المدينة في رواية قيس بن النعمان كان بعد ذلك
وستأتي هذه القصة مطولة في ترجمة بجير بن بجرة الطائي في حرف الباء الموحدة إن شاء الله
تعالى
وسيأتي كلام الباوردي في ترجمة حريث بن عبد الملك وهو أخو أكيدر في حرف
الحاء
وقال بن حبيب في قول حسان في قصيدته اللامية المشهورة
إما ترى رأسي تغير لونه شمطا فأصبح كالثغام المحول
380

فلقد تراني صاحباي كأنني في قصر دومة أو سواء الهيكل
دومة بين الشام والحجاز وهي دومة الجندل وهي لكلب وملكها أكيدر بن عبد
الملك السكوني فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليه خالد بن الوليد فقتله بها وكان يسكنها دومان بن
إسماعيل
وقال أبو السعادات بن الأثير أخو مصنف أسد الغابة من الناس من يقول إن أكيدر
أسلم وليس بصحيح وممن وقع في كلامه ما يدل على أنه أسلم الواقدي فإنه قال في
المغازي حدثني شيخ بن دومة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لأكيدر هذا الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم من رسول الله لأكيدر حين جاء الاسلام وخلع الأنداد
والأصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ولكم الصدق والوفاء
فالذي يظهر أن أكيدر صالح على الجزية كما قال بن إسحاق ويحتمل أن يكون
أسلم بعد ذلك كما قال الواقدي ثم ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم مع من ارتد كما قال البلاذري
ومات على ذلك والله أعلم
باب الألف بعدها الميم
(550) أمية بن خالد قال بن حبان يروي المراسيل ومن زعم أن له صحبة فقد وهم
قلت ذكره جماعة في الصحابة وهو وهم على ما سنبينه فأول من ذكره فيما
علمت البغوي فقال حدثنا القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو
إسحاق عن أمية بن خالد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين
قال البغوي أمية بن خالد لا أرى له صحبة غير أن القواريري وابن أبي شيبة أخرجا
هذا الحديث في المسند
وقال بن قانع أمية بن خالد أحسب أن له رؤية وقال العسكري أمية بن خالد بن
أسيد ذكر بعضهم أن له رؤية
وذكره أيضا الطبراني وقال بن منده أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد الأموي في
صحبته نظر عداده في التابعين
381

توفي سنة ست وثمانين ثم ساق الحديث من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق
عن المهلب عن أمية بن خالد بن أسيد فذكره
والنسب الذي ترجم به مقلوب وذكره أبو نعيم على الصواب فقال أمية بن عبد الله
بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية ثم ساق حديثه ووقع في سياقه عن أمية بن
عبد الله بن خالد على الصواب وقال مختلف في صحبته
وكذا قال من قبله الباوردي وتبعه بن الجوزي وأما بن عبد البر فقال أمية بن خالد
لا يصح عندي صحبته قال ويقال إنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد
قلت قد أوضح البخاري أمره فقال أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد سمع بن
عمر وقال بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أمية بن خالد بن عبد الله بن
أسيد
وقال أبو عبيد هو عندي أمية بن عبد الله بن خالد يعني أنه قلب
وروى الطبراني حديثه في المعجم الكبير فأتى بنسبه على الصواب فقال حدثنا
محمد بن إسحاق بن راهويه حدثنا أبي حدثنا عيسى بن يونس عن أبيه عن حده أبي
إسحاق عن أمية بن عبد الله بن أسيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك
المهاجرين
وبهذا الاسناد إلى بن إسحاق قال أمنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان
فقرأ فيما بين السورتين إنا نستعينك
قلت وأمية هذا ليست له صحبة ولا رؤية لان الصحبة لجده خالد وهو أخو عتاب
أمير مكة وأبوه عبد الله مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير واستعمله معاوية على فارس وأمية
صاحب الترجمة ولاه عبد الملك بن مروان خراسان وخبر ولايته مشهور في التواريخ
وكان المهلب معه في عسكره وكذا أبو إسحاق كما تقدم
وأم أمية هذا أم حجر بنت شيبة بن عثمان وهي تابعية وكان أمية ربما نسب إلى
جده خالد حتى ظن بعضهم أن أمية بن خالد عم لأمية بن عبد الله بن خالد لكن لولا
اتحاد الحديث وأن أصحاب النسب كالزبير وغيره من علماء قريش لم يذكروا لخالد بن
أسيد ابنا غير عبد الله لجوزنا ذلك
382

وفي السنن الكبير للبيهقي من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن
عطية بن قيس قال كتب بن عمر وأبو سلمة بن عبد الرحمن إلى أمية بن خالد بن أسيد
فقرأ علينا كتابهما
فذكر قصة فنسب أمية في هذا إلى جده
وقد قال بن حبان في التابعين بعد أن ذكر أمية بن خالد وما قدمناه بعده أمية بن
عبد الله بن خالد بن أسيد يروي عن بن عمر روى عنه أبو إسحاق السبيعي مات سنة ست
وثمانين
وتعقبوا عليه جعله اثنين وهو واحد لما أوضحناه
وقال المدائني مات سنة سبع وثمانين
(551) أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد ناشرة بن كعب بن جدي
بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أبو عمرو الضمري قال بن عبد البر له صحبة
ولابنه عمرو صحبة وصحبة عمرو أشهر
روى حديثه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه
عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عينا وحده وذكر الحديث
وقرأت بخطه في حاشية كتاب بن السكن أمية الضمري حديثه عند ولده ثم ساق
من طريق هشام بن عروة عن الزهري عن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه
قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكل ثم قام فصلى ولم يتوضأ
فأما الحديث الأول فقد ساقه بن منده في ترجمة أمية بن عمرو قال وقيل بن أبي
أمية الضمري عداده في أهل الحجاز روى عنه ابنه عمرو بن أمية ثم ساق من طريق جعفر
بن عون عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن
جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عينا وحده إلى قريش قال فجئت إلى خشبة خبيب وأنا أتخوف
العيون فرقيت فيها فحللت خبيبا الحديث
وهذه القصة مذكورة في المغازي لعمرو بن أمية لا لأبيه مشهورة به لا بأبيه وقد
بين علي بن المديني أمرها بيانا شافيا في كتاب العلل فقال بعد أن ساق الحديث من
383

طريق بن مجمع المذكور جعفر بن عمرو هذا ليس هو بن عمرو بن أمية الضمري لصلبه
وإنما هو جعفر بن عمرو بن فلان بن عمرو بن أمية وانما الحديث عن أبيه عن جده
عمرو بن أمية
قلت فالضمير في قوله عن جده عائد إلى عمرو بن فلان لا إلى جعفر وتبين أن
الحديث من مسند عمرو بن أمية الضمري لا من مسند أمية
تنبيه وقع في معجم الطبراني في الحديث المذكور عن جعفر بن عوف عن إبراهيم
بن إسماعيل بن مجمع عن الزهري أخبرني جعفر انتهى
وقوله عن الزهري بن المزيد في متصل الأسانيد وأما الحديث الثاني فسقط منه
لفظة واحدة وهي بن
والصواب عن الزهري عن بن عمرو بن أمية عن أبيه والزهري لم يلحق عمرو بن
أمية وإنما روى عن ابنه جعفر كما سنوضحه
وقد قال بن مند أيضا أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى أخبرنا أبو مسعود أخبرنا
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ قال بن منده كذا رواه عبد الرزاق ورواه
إبراهيم بن سعد عن الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه وهو الصواب
قلت لا ينبغي نسبة الوهم فيه إلى عبد الرزاق وحده لاحتمال أن يكون الوهم منه
في حال تحديثه لأبي مسعود أو بن أبي مسعود فقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان
عن عبد الرزاق على الصواب
وكذا هو في مصنف عبد الرزاق من رواية إسحاق الدبري عنه وكذا رواه البخاري من
طريق بن المبارك عن معمر وكذا رواه عقيل وصالح وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث
عن الزهري وكلها صحيحة فظهر أن الحديث الثاني من مسند عمرو بن أمية أيضا والله
أعلم
(552) أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر المشهور ذكره بن السكن في الصحابة وقال لم
يدركه الاسلام وقد صدقه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض شعره وقال قد كاد أمية أن يسلم ثم قص
قصة مؤتة من طريق محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده ثم
أخرج حديث عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشد قول أمية
384

زحل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال صدق هكذا صفة حملة العرش
قلت وصح عن الشريد بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم استنشده من شعر فقال كاد أن يسلم
وفي البخاري عن أبي هريرة مرفوعا في حديث وكاد أمية بن أبي الصلت أن
يسلم
وأم أمية رقية بنت عبد شمس بن عباد بن عبد مناف فذلك رثى أمية بن أبي الصلت
قتلي بدر بقصيدته المشهورة لأنه كان من رؤوس من قتل بها عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد
شمس وهما ابنا خاله
وكان أبو الصلت والد أمية شاعرا وكذا ابنه القاسم بن أمية وسيأتي أن له صحبة
وقال أبو عبيدة اتفقت العرب على أن أمية أشعر ثقيف
وقال الزبير بن بكار حدثني عمي قال كان أمية في الجاهلية نظر الكتب وقرأها
ولبس المسوح وتعبد أولا بذكر إبراهيم وإسماعيل والحنيفية وحرم الخمر وتجنب
الأوثان وطمع في النبوة لأنه قرأ في الكتب أن نبيا يبعث بالحجاز فرجا أن يكون هو
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم حسده فلم يسلم وهو الذي رثى قتلي بدر بالقصيدة التي أولها
ماذا يبدر والعقنقل من مرازبة جحاجح
وذكر صاحب المرآة في ترجمته عن بن هشام قال كان أمية آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فقدم
الحجاز ليأخذ ماله من الطائف ويهاجر فلما نزل بدرا قيل له إلى أين يا أبا عثمان قال
أريد أن أتبع محمدا فقيل له هل تدري ما في هذا القليب قال لا قيل فيه شيبة وعتبة
ابنا خالك وفلان وفلان فجدع أنف ناقته وشق ثوبه وبكى وذهب إلى الطائف فمات
بها ذكر ذلك في حوادث السنة الثانية
والمعروف أنه مات التاسعة ولم يختلف أصحاب الاخبار أنه مات كافرا وصح
أنه عاش حتى رثى أهل بدر وقيل أنه الذي نزل فيه قوله تعالى * (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ
منها) * وقيل إنه مات سنة تسع من الهجرة بالطائف كافرا قبل أن يسلم
الثقفيون
385

وقال المرزباني اسم أبي الصلت عبد الله بن ربيعة بن
عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف
ويقال هو أبو الصلت بن وهب بن علاج بن أبي سلمة يكنى أبا عثمان ويقال أبا القاسم
مات أيام حصار الطائف بعد حنين
وفي الطبراني الكبير عن أبي سفيان بن حرب قال خرجت تاجرا في رفقة فيهم
أمية بن أبي الصلت فذكر قصة فيها أن أمية قال أن نبيا يبعث بالحجاز من قريش وأنه
كان يظن أنه هو إلى أن تبين له أنه من قريش وأنه يبعث على رأس الأربعين وأنه سأله
عتبة بن ربيعة فقال إنه جاوزها قال فلما رجعت إلى مكة وجدت النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث
فلقيت أمية فقال لي اتبعه فإنه على الحق قلت فأنت قال لولا الاستحياء من صبيات
ثقيف إني كنت أحدثهن إني هو ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف
ومن شعر أمية من قصيدة كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفة زور
ومن قصيدة أخرى
يا رب لا تجعلني كافرا أبدا واجعل سريرة قلبي الدهر إيمانا
ومثل هذا في شعره كثير ولذلك قال صلى الله عليه وسلم آمن شعره وكفر قلبه
وذكر بن الأعرابي في النوادر أن أمية خرج في سفرته فذكر قصة أنه رأى شيخا
من الجن فقال إنك متبوع فمن أين يأتيك صاحبك قال من قبل أذني اليسرى قال
فما يأمرك أن تلبس قال السواد قال هذا خطيب الجن كدت أن تكون نبيا فلم تكن
إن النبي يأتيه صاحبه من قبل الاذن اليمنى ويأمره بلبس البياض
وذكر عمر بن شبة بسند له عن الزهري قال دخل أمية على أخته فنام على سرير لها
فإذا طائران فوقع أحدهما على صدره فشقه فأخرج قلبه فقال له الآخر أوعي قال نعم
386

قال فقبل قال أبي فرد قلبه مكانه ثم نهض فاتبعه أمية طرفه فقال
لبيكما لبيكما هأنذا لديكما
فعادا ففعلا مثل ذلك ثلاث مرات ثم ذهبا وزاد في الثالثة
إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما
ثم انطبق السقف وقام أمية يمسح صدره فقالت له يا أخي ماذا تجد قال
لا شئ إلا اني أجد حرارة في صدري
وعن الزبير عن عمه مصعب بن عثمان عن ثابت بن الزبير قال لما مرض أمية
مرض الموت جعل يقول قد دنا أجلي وأنا أعلم أن الحنيفية حق ولكن الشك يداخلني
في محمد قال ولما دنت وفاته أغمي عليه قليلا ثم أفاق وهو يقول لبيكما لبيكما
فذكر نحو ما تقدم وفيه ثم قضى نحبه ولم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم
(553) أمية بن سعد القرشي ذكره أبو زكريا بن منده مستدركا على جده وأخرج
من طريق خلف بن عامر عن فضل بن سهل الأعرج عن نصر بن عطاء الواسطي عن
همام عن قتادة عن عطاء عن أمية القرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إذا أتتك رسلي
فأعطهم كذا وكذا درعا قلت والعارية مؤداة قال نعم
قال أبو موسى في الذيل كذا روى
وقد رواه بن أبي عاصم عن فضل بن سهل الأعرج بالاسناد المذكور فقال عن
عطاء عن يعلى بن صفوان بن أمية عن أبيه
وكذا رواه حبان بن هلال عن همام والحديث معروف محفوظ لصفوان بن أمية
ويروي عن أمية بن صفوان بن أمية عن أبيه وهو عند أبي داود والنسائي على
الصواب
387

(554) أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد استدركه أبو موسى على بن منده
وقد قدمنا الكلام في ترجمة أمية بن خالد
(555) أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ذكره عبدان في الصحابة قال حدثنا
الفضل بن سهل حدثنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة عن عبد الله بن دينار
عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا فقال
إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظيمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي
كريم على الله وفاجر شقي هين على الله الحديث
قال أبو موسى هذا حديث مشهور لعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر وعبد
الملك بن قدامة معروف بالرواية عن عبد الله بن دينار فلا أدري كيف وقع هذا
قلت هو من حديث عبد الله بن دينار عن بن عمر بلا شك وأما أمية بن عبد الله بن
عمرو بن عثمان بن عفان فهو من أتباع التابعين ذكره فيهم بن حبان وكذا ذكر البخاري أنه
يروي عن عكرمة
وقال خليفة مات سنة ثلاثين ومائة
(556) أمية بن علي ذكره بن منده معتمدا على خبر وقع فيه إسقاط وتصحيف
فساق من طريق يحيى الفراء عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أمية بن
علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مال قال
بن منده الصواب ما رواه أصحاب بن عيينة عن عمرو عن صفوان بن يعلى بن أمية عن
أبيه
388

قلت كذلك رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث بن عيينة
(557) أمية بن عمرو بن وهب بن معتب بن مالك الثقفي يأتي صوابه في عمرو بن
أمية
(558) أمية جد عمرو بن عثمان الثقفي مدني حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في
الماء والطين على راحلته يومئ إيماء سجوده أخفض من ركوعه
هكذا أخرجه بن عبد البر وهو وهم فقد روى الترمذي الحديث المذكور من طريق
كثير بن زياد عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده أنهم كانوا مع النبي
صلى الله عليه وسلم في مسير فانتهوا إلى مضيق فحضرت الصلاة فمطروا الحديث قال الترمذي
غريب
قلت إسناده لا بأس به وصحابيه يعلى بن مرة لا أمية غير أن الطبراني رواه في
معجمه فقال عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن أمية عن أبيه عن جده وهو وهم في
ذكر أمية بل صوابه مرة وعلى كل تقدير فصحابيه يعلى لا أمية وإن ثبتت رواية لأمية
والد يعلى فهو أمية التميمي المذكور في القسم الأول
(559) أمية بن أبي مرثد الأنصاري ذكره بعضهم في الصحابة وهو وهم
قال الإسماعيلي في المسند يحيى بن سعيد أخبرنا علي بن محمد العسكري حدثنا
إبراهيم البلدي حدثنا أبو صالح حدثنا الليث قال يحيى بن سعيد كتب إلى
خالد بن أبي عمران عن الحكم بن مسعود أن أمية بن أبي مرثد الأنصاري حدثه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتنة الحديث كذا فيه والصواب أنس بن أبي مرثد
كذلك أخرجه البخاري في تاريخه عن أبي صالح على الصواب
وقد تقدم في ترجمة أنس في الأول
(560) أنس بن أسيد بن أبي أناس بن زنيم الكناني ذكره دعبل بن علي في
389

طبقات الشعراء وقال إنه القائل أصدق بيت قاله الشعراء في المديح
فما حملت من ناقة فوق رحلها * أعف وأوفى ذمة من محمد
قلت وهذا البيت من قصيدة أنس بن زنيم الذي ذكرته في القسم الأول على
الصواب وأبو أناس أخوه لا جده والله أعلم
(561) أنس بن أم أنس ذكره البغوي وابن شاهين في الصحابة وأخرجا من طريق
محمد بن إسماعيل عن يونس بن عمران بن أبي قيس عن جدته أم أنس أنها قالت يا
رسول الله جعلك الله في الرفيق الاعلى من الجنة وأنا معك قال أنس قلت يا رسول
الله علمني عملا قال عليك بالصلاة الحديث
قال البغوي لا أعلم له غيره انتهى
وهو خطأ نشأ عن سقط والصواب قال أم أنس فقلت يا رسول الله الخ
كذا أخرجه الطبراني في ترجمة أم أنس من معجمه وقال ليست هي أم أنس بن
مالك والله أعلم
(562) أنس بن رافع أبو الحيسر الأوسي ذكره بن منده وقال قدم على النبي
صلى الله عليه وسلم مكة فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا ثم ساق الحديث من طريق سلمة بن الفضل عن بن
إسحاق عن حصين بن عبد الرحمن عن محمود بن لبيد بهذا كذا قال
والذي ذكره بن إسحاق في المغازي بهذا الاسناد يدل على أنه لم يسلم وقد
سبقت القصة بتمامها في ترجمة إياس بن معاذ وقوله قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في نظر
وإنما قدم أبو الحيسر في فتية من بني عبد الأشهل على قريش يلتمسون منهم الحلف على
الخزرج فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الاسلام فلم يسلموا إذ ذاك وانصرفوا فكانت بينهم
وقعة بعاث المشهورة
ولأبي الحيسر هذا بن شهد بدرا وابنة تزوجها عبد الرحمن بن عوف وهي التي قيل
له بسبها أولم ولو بشاة
390

(563) أنس بن عبد الله بن أبي ذباب ذكره بن أبي عصام وتبعه علي بن سعيد
العسكري
قال أبو موسى أورده أبو زكريا بن منده مستدركا به على جده وأحاله على
العسكري ولم يورد له شيئا ولعله أراد إياس بن عبد الله بن أبي ذباب
قلت هو هو بعيته وبيان ذلك أن بن أبي عاصم قال حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا أبو الوليد حدثنا سليمان بن كثير عن الزهري عن عبيد الله عن أنس بن
عبد الله بن أبي ذباب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا إماء الله الحديث
وقد أخرجه بن أبي عاصم بهذا الاسناد بعينه في ترجمة إياس بن عبد الله وهو
الصواب فكذلك أخرجه أصحاب السنن وغيرهم عن إياس لا عن أنس
(564) أنس بن مالك رجل من بني عبد الأشهل ذكره بعضهم مفردا عن
أنس بن مالك الكعبي القشيري واستند إلى ما أخرجه بن ماجد عن أبي بكر بن أبي شيبة
عن وكيع عن أبي هلال عن عبد الله بن سوادة عن أنس بن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يتغذى فقال إدن فكل قلت إني صائم فيا لهف نفسي فهلا كنت طعمت من
طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورواه بن ماجة أيضا مطولا عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع فقال عن
رجل من بني عبد الله بن كعب وكذا قال الترمذي عن أبي كريب عن وكيع وكذا أخرجه
أبو داود عن شيبان بن فروخ عن أبي هلال وهو الصواب
وقد تقدم أنس بن مالك الكعبي في القسم الأول
391

باب الألف بعدها الهاء
(565) أهبان الغفاري بن أخت أبي ذر تابعي مشهور
ذكره بن عبد البر فقال بصري لا تصح له صحبة وإنما يروي عن أبي ذر روى
عنه حميد بن عبد الرحمن
قلت وزعم بن منده أن البخاري قال أن أهبان بن صيفي هو أهبان بن أخت أبي
ذر
والذي رأيت في التاريخ التفرقة بينهما نعم وحد بينهما بن حبان والصواب
التفرقة
باب الألف بعدها الواو
(566) أوس بن أويس ذكره أبو جعفر الطحاوي وأخرج من طريق قيس بن
الربيع عن عمرو بن عبد الله عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن أوس بن أوس أو
أوس بن أويس قال أقمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف شهر فرأيته يصلي وعليه نعلان
مقابلتان
قلت وعندي أن أوسا هذا هو أوس بن أبي أوس الثقفي المتقدم ذكره في القسم
الماضي وهم في اسم أبيه قيس وقد رواه شعبة عن النعمان بن سالم سمعت رجلا جده
أوس بن أبي أوس قال كان جدي يصلي فيأمرني أن أناوله نعليه ويقول رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه
392

(567) أوس بن بشير رجل من أهل اليمن يقال إنه من جيشان
أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وحديثه عند الليث بن سعد عن عامر الجيشاني كذا أورده بن
عبد البر تبعا لابن أبي حاتم وفيه أوهام نبينها منها قوله بن بشير وإنما هو بن بشر ومنها
قوله إنه من جيشان وإنما هو معافري ومنها قوله إنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يأته وإنما حكى
قصة رجل من جيشان أتاه فسأله ومنها قوله عامر الجيشاني وإنما هو المعافري
وقد أخرج الحديث أبو موسى في الذيل من طريق عبد الله بن صالح عن الليث
عن عامر بن يحيى عن أوس بن بشير أن رجلا من أهل اليمن من جيشان أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إن لنا شرابا يقال له المزر من الدرة فقال أله نشوة قال نعم قال فلا
تشربوه
وقال أبو موسى قد روى هذا الحديث عن ديلم الجيشاني وأظنه هو الذي سأل
قلت وقد ذكره البخاري في تاريخه فقال أوس بن بشر المعافري يعد في
المصريين صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عامر بن يحيى المعافري
وواهب بن عبد الله وسمع عقبة بن عامر وكذا ذكره بن حبان في ثقات التابعين
(568) أوس بن ثابت الأنصاري فرق الطبراني بينه وبين أوس بن ثابت أخي
حسان وهو هو فروى في ترجمة هذا عن عروة فيمن شهد العقبة من بني عمرو بن مالك
بن النجار وشهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر ثم ذكره عن موسى بن عقبة فيمن شهد
بدرا أوس بن ثابت بن المنذر لا عقب له وإنما اشتبه على الطبراني من وجهين أحدهما
أنه لم ينسب أوس بن ثابت أخا حسان والآخر أنه قال هو والد شداد ورأى قول موسى
إنه لم يعقب فحكم بأنه غيره
(569) أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن طريف الطائي
393

ذكره بن قانع وقد تقدم أنه وهم في ترجمة أوس بن حارثة في القسم الأول وذكره
المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه شاعر جاهلي
وذكر بن الكلبي أن هانئ بن قبيصة بن أوس بن حارثة بن لام كان نصرانيا وكان
تحته بنت عم له نصرانية فأسلمت ففرق عمر بن الخطاب بينهما فلو كان أوس بن حارثة
أسلم لم يقر حفيده هانئ بن قبيصة على النصرانية
وذكر أبو حاتم السجستاني في المعمرين قال عاش أوس بن حارثة بن لام مائتين
وعشرين سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله وكان سيد قومه ورئيسهم
ذكر ذلك بن الكلبي عن أبيه قال فبلغنا أن بنية ارتحلوا وتركوه في عرصتهم حتى
هلك فيها ضيعة فهم يسبون بذلك إلى اليوم فهذا يؤيد ما قلناه إنه لم يدرك الاسلام
(570) أوس بن عرابة صوابه عرابة بن أوس كما تقدم في ترجمة أوس بن ثابت
(571) أوس بن محجن أبو تميم الأسلمي ذكره أبو موسى وابن شاهين وأنه أسلم
بعد أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انتهى
وقد صحف أباه وإنما هو أوس بن حجر كما تقدم
(572) أوس المزني ذكره بن قانع هكذا بالزاي والنون واستدركه بن الأثير وغيره
فوهموا وإنما هو أوس المرئي بالراء والهمزة كما تقدم
(573) أوس غير منسوب ذكره بن قانع أيضا وروى عن بن لهيعة عن عبد
ربه بن سعيد عن يعلى بن أوس عن أبيه قال كنا نعد الرياء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشرك الأصغر
وهذا غلط نشأ عن حذف وذلك أن هذا الحديث إنما هو من رواية يعلى بن شداد بن
أوس عن أبيه فالصحابية لشداد بن أوس فلما وقع يعلى في هذه الرواية منسوبا إلى جده
أوس ظن بن قانع أنه على ظاهره
والحديث معروف بشداد بن أوس من طرق ولذلك أخرجه الطبراني من طريق
يعلى بن شداد بن أوس عن أبي والله أعلم
394

باب الألف بعدها الياء
(574) إياس بن عبد الله البهزي روى عنه عبد الله بن يسار شهد حنينا
حديثه في مسند الطيالسي هكذا أورده الذهبي في التجريد وعلم له علامة بقي بن
مخلد أنه أخرج له حديثا ثم ذكر إياس بن عبد بغير إضافة الفهري
قلت وهما واحد فالذي في أسد الغابة إياس بن عبد الله الفهري بالفاء والراء روى
عنه عبد الله بن يسار ثم ساق من طريق مسند الطيالسي إلى أبي عبد الرحمن الفهري حديثه
غير مسمى ثم قال أخرجه بن عبد البر وابن منده وأبو نعيم لكن قال بن عبد البر
إياس بن عبد بغير إضافة فظهر أن جعله اثنين وهم وأنه بالفاء والراء وكذا هو في مسند
الطيالسي ولم يسم في سياق حديثه
واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى إن شاء الله تعالى
(575) إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي ذكره بن منده
فقال أخرجه السراج في الصحابة وهو تابعي ثم أخرج له حديثا أرسله
وعاب أبو نعيم على بن منده إخراجه لان الذي في تاريخ السراج بالسند المذكور
عن إياس بن مالك بن أوس عن أبيه قال أبو نعيم نسب بن منده الوهم للسراج وهو
منه برئ
وقال بن الأثير قد أخبر بن منده بأنه تابعي فما بقي عليه عتب الا أنه نقل عن
السراج ما في تاريخه خلافه
(576) إياس بن معاوية المزني ذكره الطبراني في الصحابة واستدركه أبو موسى
وأخرج من طريق الطبراني بإسناده عن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث عن
إياس بن معاوية المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد من صلاة بليل
ولو حلب ناقة ولو حلب شاة وما كان بعد صلاة العشاء الآخرة فهو من صلاة الليل
395

وقد وهم من جعله صحابيا وإنما هو تابعي صغير مشهور بذلك وهو إياس القاضي
المشهور بالذكاء
وقد مضى ذكر جده إياس بن هلال بن رئاب ويأتي ذكر ولد قرة بن إياس في القاف
وظن أبو نعيم أن الحديث المذكور لإياس بن هلال هذا فساقه في ترجمته الماضية وهو
خطأ فإن ولد قرة ليست له رواية كما مضى
قال أبو موسى هذا الحديث من رواية إياس بن معاوية بن قرة يروي عن أنس وعن
التابعين وإنما الصحبة لجده قرة فضلا عن أبيه معاوية قلت ومات إياس بن معاوية سنة
إحدى وعشرين ومائة وقيل سنة اثنتين وعشرين وقيل إنه لم يبلغ أربعين سنة
(577) إياس غير منسوب قال الخطيب أخبرنا أبو بكر الحرشي حدثنا الأصم
حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا إسماعيل حدثنا عبد الله عن إياس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا يقبل الله قولا ألا بعمل ولا يقبل قولا وعملا إلا بنية ولا يقبل قولا وعملا ونية الا
بإصابة السنة
هكذا أورده بن الجوزي في أوائل كتابه التحقيق وتعقبه بن عبد الهادي بان قوله
إياس في الاسناد خطأ والصواب عن أبان وهو بن أبي عياش
قلت وإنما رواه أبان عن أنس كذلك أخرجه بن عساكر في أماليه
(578) أيفع بن عبد الكلاعي تابعي صغير
استدركه أبو موسى وقال أخرجه الإسماعيلي في الصحابة قال الإسماعيلي
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا الحكم بن موسى عن الوليد بن مسلم عن
صفوان بن عمرو قال سمعت أيفع بن عبد الكلاعي على منبر حمص يقول قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال يأهل الجنة كم لبثتم في
الأرض عدد سنين الحديث
وتابعه أبو يعلى عن الهيثم بن خارجة عن الوليد رجال إسناده ثقات الا أنه مرسل
396

أو معضل لا يصح لا ينفع سماع من صحابي وإنما ذكر بن أبي حاتم روايته عن راشد بن
سعد
وقال عبدان سمعت محمد بن المثنى يقول مات أيفع سنة ست ومائة
وقال الدارمي في مسنده أخبرنا يزيد بن هارون عن حريز بن عثمان عن أيفع بن
عبد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل آية الكرسي وهو مرسل أيضا أو معضل
(579) أيمن بن يعلى أبو ثابت الثقفي تابعي معروف وليس هو ابنا ليعلى الا
أن له عنه رواية
قال بن منده أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب وخيثمة بن سليمان قالا حدثنا
هلال بن العلاء حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر قالا حدثنا عبيد الله بن عمرو عن يزيد بن
أبي أنيسة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي ثابت أيمن بن يعلى الثقفي
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سرق شبرا من الأرض أو غلة جاء يحمله يوم القيامة على
عنقه إلى أسفل الأرضين
قال بن منده وهكذا رواه عمرو بن زرارة عن عبيد الله بن عمرو ورواه جماعة عن
عبيد الله بن عمرو فأسقطوا الشعبي ورواه علي بن معبد عن عبيد الله بن عمرو فقال عن
أبي ثابت عن يعلى بن مرة الثقفي وهكذا رواه غير واحد عن أبي يعفور عن أبي ثابت
عن يعلى وهو الصواب
قلت ورواه البغوي عن عمرو بن زرارة مثل رواية علي بن معبد سواء وأيمن أبو
ثابت روى عن يعلى المذكور وعن بن عباس وبذلك ذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن
حبان وساق هذا الحديث من رواية أبي يعفور عن أيمن أبي ثابت سمعت يعلى به
وأخرجه في صحيحه من طريق الربيع بن عبد الله عن أيمن عن يعلى بن مرة
(580) أيمن يقال هو اسم أبي مرثد
(581) أيمن غير منسوب له رواية مرسلة وروى عن تبيع بن امرأة كعب عن
397

كعب روى عنه عطاء ومجاهد ويقال إنه مولى الزبير أو بن الزبير
قال النسائي ما أحسب أن له صحبة وروى البخاري في تاريخه من طريق منصور
عن الحكم عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي قال يقطع السارق مرسل
وقال الشافعي من زعم أنه أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لامه فقد وهم لان
ذاك قتل يوم حنين وقال الدارقطني أيمن راوي حديث السرقة تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء
بعده
وقيل هو أيمن الحبشي والد عبد الواحد بن أيمن مولى بني مخزوم الذي أخرج له
البخاري والله أعلم
398

حرف الباء الموحدة
القسم الأول
يشتمل على معرفة من جاءت روايته أو ذكره بما يدل على
صحبته سواء كان الاسناد بذلك صحيحا أم لا مع بيان ذلك
الباء بعدها الألف
(582) ذام مولى النبي صلى الله عليه وسلم ذكره البغوي في موالي النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه بن
عساكر
(583) بأقوم ويقال باقول باللام والقاف مضمومة النجار مولى بني أمية
قال عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى عن صالح مولى التوأمة
أن باقول مولى العاص بن أمية صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبره من طرفاء ثلاث درجات هذا
ضعيف الاسناد وهو مرسل
ومن هذا الوجه أخرجه بن منده روى بن السكن من طريق إسحاق بن إدريس
حدثنا أبو إسحاق عن باقول أنه صنع فذكره
قال بن السكن أبو إسحاق أظنه إبراهيم بن أبي يحيى وصالح هو مولى التوأمة
ولم يقع لنا الا من هذا الوجه وهو ضعيف انتهى
وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن إسماعيل المسمولي أحد الضعفاء عن أبي
بكر بن أبي سيرة عن صالح مولى التوأمة حدثني بأقوم مولى سعيد بن العاصي قال
399

صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا من طرفاء الغابة ثلاث درجات المقعد ودرجتين
هكذا أورده موصولا وهو ضعيف أيضا وصانع المنبر مختلف في اسمه اختلافا
كثيرا بينته في شرح البخاري
وفي الصحيح من حديث سهل بن سعد أنه غلام امرأة من الأنصار لكن لا منافاة بين
قولهم مولى بني أمية وبين قولهم غلام امرأة من الأنصار لاحتمال أن يكون خدم المرأة بعد
أن هاجر إلى المدينة فعرف بها
وقد روى بن عيينة في جامعه عن عمرو بن دينار عن عبيدة بن عمير قال اسم
الرجل الذي بني الكعبة لقريش بأقوم وكان روميا وكان في سفينة حبستها الريح فخرجت
إليها قريش فأخذوا خشبها وقالوا له ابنها على بنيان الكنائس رجاله ثقات مع إرساله
وقصة بناء الرومي الكعبة مشهورة وقد ذكرها الفاكهي وغيره
وفي رواية عثمان بن ساج عن بن جريج كان رومي يقال له بأقوم يتجر إلى المندب
فانكسرت سفينته بالشعيبة فأرسل إلى قريش هل لكم أن تجروا عيري في عيركم يعني
التجارة وأن أمدكم بما شئتم من خشب وبحار فتبنوا به بيت إبراهيم
والغرض من هذا الطريق تسميته فيحتمل أن يكون هو الذي عمل المنبر بعد ذلك
والله علم
(584) بأقوم آخر ذكره بن منده في آخر ترجمة الذي قبله فقال قال سعيد بن
عبد الرحمن أخو أبي حرة عن بن سيرين أن بأقوم الرومي أسلم ثم مات فلم يدع وارثا
فدفع النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه إلى سهيل بن عمرو
قلت فهذا إن صح غير الذي قبله لان من يكون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يلحق صالح
مولى التوأمة السماع منه فقد تقدم تصريح صالح بالسماع منه في طريق أبي نعيم
الباء بعدها الجيم
(585) بجاد بفتح أوله والجيم ويقال بجار بالراء بدل الدال بن السائب بن
عويمر بن عامر بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي المخزومي ذكره أبو
عمر فقال استشهد باليمامة وفي صحبته نظر انتهى
وقرأت بخط مغلطاي لم أر له في كتاب الزبير ولا عمه ولا في الجمهرة لابن الكلبي
400

وغيره ولا في الأنساب للبلاذري وغيره ذكرا فالله أعلم
(586) بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة التيمي من
رهط الصديق
ولولده محمد بن بجاد ذكر ومن ذريته يوسف بن يعقوب بن موسى بن عبد الرحمن
بن الحصين بن محمد بن بجاد كان يسكن عسفان وله اشعار ذكره الزبير وكان في
عصره
(587) بجيد مصغر بن عمران الخزاعي له ذكر في المغازي قال بن هشام في
قصة الفتح وقال بجيد بن عمران الخزاعي
وقد أنشأ الله السحاب بنصرنا ركام سحاب الهيدب المتراكب
وهجرتنا من أرضنا عند نابها كتاب أتى من خير ممل وكاتب
ومن أجلنا حلت بمكة حرمة لندرك ثأرا بالسيوف القواضب
واستدركه بن فتحون وغيره في حرف الباء ووقع لبعضهم بجير آخره راء
والصواب كما في السيرة آخره دال
وزعم بعض المتأخرين أنه بجيد بن عمران بن حصين وليس بشئ لان الذي جده
حصين أوله نون وهو تابعي معروف وأما صاحب الشعر فالظاهر أنه غيره
(588) بجير آخره راء مصغرا بن أوس بن حارثة بن لام الطائي ذكره بن
عبد البر وقال في إسلامه نظر
وقال بن الكلبي يكنى أبا لجأ وقد رأس ولم تذكر له وفادة
وقد بينت في القسم الرابع من حرف الألف الاختلاف في صحبة أوس وأن الحق لا
صحبة له
(589) بجير بن بجرة بفتح أوله وسكون الجيم الطائي قال بن عبد البر له في
401

قتال أهل الردة آثار وأشعار ذكرها بن إسحاق في المغازي قال حدثني يزيد بن رومان
وعبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك
رجل من كندة وكان على دومة وكان نصرانيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك ستجده يصيد
البقر فذكر القصة وفيها فقتل خالد حسان أخا أكيدر وقدم بالأكيدر على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله فرجع إلى مدينته فقال رجل من
طئ يقال له بجير بن بجرة فذكر له شعرا في ذلك
قال بن منده هذا مرسل وقد وقع لنا مسندا
ثم أخرج من طريق أبي المعارك الشماخ بن معارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة
الطائي حدثني أبي عن جدي عن أبيه بجير بن بجرة قال كنت في جيش خالد بن الوليد
حين بعثه نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر ملك دومة الجندل فقال النبي صلى الله عليه وسلم انك ستجده يصيد
البقر قال فوافقناه في ليلة مقمرة وقد خرج كما نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذناه وقتلنا
أخاه وكان قد حاربنا وعليه قباء ديباج فبعث به خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتينا
النبي صلى الله عليه وسلم أنشدته أبياتا منها
تبارك سائق البقرات إني رأيت الله يهدي كل هاد
قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يفضض الله فاك فأتت عليه تسعون سنة وما تحركت له
سن
وأخرجه بن السكن وأبو نعيم من هذا الوجه
وأبو المعارك وآباؤه لاذكر لهم في كتب الرجال
وذكر سيف بن عمر في الفتوح أن بجير بن بجرة استشهد بالقادسية
(590) بجير بن أبي بجير العبسي بموحدة حليف الأنصار
402

ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب فيمن شهد بدرا وكذا ذكره بن إسحاق قال بن
منده لا نعرف له رواية
(591) بجير بن زهير بن أبي سلمى بضم السين المزني الشاعر أخو كعب بن
زهير الشاعر المشهور أيضا أسلم قبل أخيه
وسيأتي ذكر ذلك مفصلا في ترجمة كعب إن شاء الله تعالى وأنشد بن إسحاق له يوم
فتح مكة
ضربناهم بمكة يوم فتح النبي * الخير بالبيض الخفاف
وأعطينا رسول الله منا * مواثيقا على حسن التصافي
صبحناهم بألف من سليم * وألف من بني عثمان وافى
فأبنا غانمين بما أردنا * وآبوا نادمين على الخلاف
في أبيات
(592) بجير بن عبد الله بن مرة بن عبد الله بن صعب بن أسد
ذكره بن عبد البر وقال هو الذي سرق عيبة النبي صلى الله عليه وسلم
(593) بجير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي أخو
الزبير بن العوام
ذكره أبو عبيدة فيمن استشهد يوم اليمامة واستدركه بن فتحون وقيل إنه وهم
وذكر المرزباني في معجم الشعراء أنه قتل في الجاهلية قتله صبيح بن سعد بن
هانئ الدوسي من أجداد أبي هريرة والله أعلم
(594) بجير الخزاعي تقدم في بجيد
(595) بجير أبو مالك الخزاعي قال بن حبان يقال إن له صحبة
403

الباء بعدها الحاء
(596) بحاث بوزن فعال والحاء المهملة وآخره مثلثة هو بن ثعلبة بن خزمة
بن أصرم بم عمرو بن عمارة بن مالك البلوي حليف بني عمرو بن لؤي هكذا سماه
ونسبه بن الكلبي وذكروا أنه شهد بدرا واحدا لكن سماه بن إسحاق نحاب بنون أوله
وموحدة آخره
وذكره بن منده في النون أوله وموحدة آخره
واستدركه أبو موسى في الموحدة وفيها ذكره بن شاهين
وعمارة في نسبه بفتح العين وتشديد الميم
(597) بحر بضم أوله وضم المهملة أيضا بن ضبع بضمتين أيضا بن أتة بن
يحمد الرعيني
قال بن يونس وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر
وقال في ترجمة حفيده مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر كان شاعرا وهو القائل
وجدي الذي عاطى الرسول يمينه وحنت إليه من بعيد رواحله
قال وحفيده الآخر أبو بكر بن محمد بن بحر ولي مراكب دمياط في خلافة عمر
بن عبد العزيز
(598) بحير الراهب أحد الثمانية الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب تقدم
ذكره في أبرهة
وروى بن عدي من طريق ضعيفة جدا إلى جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن
404

جده قال سمعت بحيرا الراهب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا شرب الرجل
كأسا من خمر الحديث
قال بن عدي هذا حديث منكر ولم أسمع لبحيرا بمسند غير هذا انتهى
وظن بعضهم أن صاحب الحديث هو بحيرا الراهب الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مع
أبي طالب وليس بصواب بل أن صح الحديث فهو الذي ذكروا قصته في أبرهة
(599) بحير بفتح أوله وكسر المهملة بن أبي ربيعة المخزومي يأتي في
العبادلة إن شاء الله تعالى
(600) بحير الأنماري له صحبة ورواية قاله بن ماكولا وسبقه الخطيب وأخرج
من طبقات أهل حمص لابن سميع فقال
أبو سعد الخير الأنماري وعند بن قانع بحير أبو سعد الأنماري
قلت وسيأتي في الكنى
(601) بحير بن عقربة يأتي في بشير
الباء بعدها الدال
(602) بدر بن عبد الله المزني روى له بن منده من طريق عمرو بن الحصين
وهو متروك عن أبي علاثة عن عبد الرحمن بن إسحاق عن بكر بن عبد الله المزني عن
بدر بن عبد الله المزني قال قلت يا رسول الله إني رجل محارف لا ينمى لي مال
فذكر حديثا
(603) بدر بن عبد الله الخطمي قيل هو اسم جد مليح بن عبد الله وقيل بل
اسمه برية وقيل حصين
405

(604) بدر بن عبد الله غير منسوب
وروى أبو الشيخ في تفسيره من طريق قيس بن البراء عن عبد الله بن بدر عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يبارك له في أجلة وأن يمتعه بما خوله فليخلفني في أهلي
خلافة حسنة
وأورده أبو نعيم في ترجمة جد مليح بن عبد الله الخطمي وليس هذا من حديثه
(605) بدر أبو عبد الله مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى محمد بن جابر بن عبد الله بن بكر عن أبيه حدثنا يحرز في التجريد
(606) بدرة أبو مالك أخرج له بقي بن مخلد في مسنده حديثا
(607) بديل بن أم أصرم ذكره بن دريد في كتاب الاشتقاق وقال كان من
سادات خزاعة وأظنه الذي بعده
(608) بديل بن أم أصرم هو بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الاحب بن
مقباس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي السلولي
وقال بن الكلبي أمة أم أصرم بنت الا حجم بن دندنة بن عمرو بن القين خزاعية
أيضا
قال أبو موسى أورده عبدان وقال لا نحفظ له حديثا الا ذكره وقصته وهو الذي
أجاب الأحرز بن لقيط الديلي ذكر ما أصابوا من خزاعة وذلك حين صلح الحديبية
وقال بن عبد البر هو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني كعب ليستنفرهم لغزو مكة هو
وبشر بن سفيان الخزاعي
وذكره المرزباني في معجم الشعراء وأنشد له يخاطب أنس بن زنيم في فتح مكة
بكى أنس رزءا فأعوله البكا وأشفق لما أوقد الحرب موقد
بكيت لقتلى ضرجت بدمائها وخضب منها السمهري المقصد
406

حنثر ضبطه الدارقطني بفتح المهملة وسكون النون بعدها مثلثة وضبطه بن ماكولا
بالموحدة ثم المثناة
(609) بديل بن عمرو الخطمي الأنصاري روى بن منده من طريق عبد العزيز بن
عمر بن عبد العزيز عن الحليس بن عمرو عن أمه الفارعة عن جدها بديل بن عمرو
الخطمي قال عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية الحية فأذن لي فيها ودعا فيها بالبركة
قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه انتهى
وفي الاسناد من لا يعرف
والحليس بمهملتين مصغر
(610) بديل بن عبد مناف بن سلمة قيل له صحبة ذكره عبدان
وقد قيل إنه الذي قبله وإن سلمة جده لا أبوه
(611) بديل بن كلثوم بن سالم الخزاعي ذكره بن حبان في الصحابة وقال هو
الذي يقال له قائل خزاعة وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده قصيدة له انتهى
وروى الباوردي من طريق عبد الله بن إدريس عن حزام بن هشام عن أبيه قال
قدم بديل بن كلثوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده
لا هم إني ناشد محمدا
الأبيات
قلت وهذا الاسناد منقطع وسيأتي نسبة هذا الشعر لعمرو بن سالم بن كلثوم فالله
أعلم
(612) بديل ويقال بريل بالراء بدل الدال ويقال برير براءين وقيل غير
ذلك بن أبي مريم وقيل بن أبي مارية السهمي مولى عمرو بن العاص
روى الترمذي من طريق بن إسحاق عن أبي النضر عن باذام عن بن عباس عن
407

تميم الداري في هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين
الوصية) * الآية قال يرى الناس منها غيري وغير عدي بن بداء وكانا
نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني
سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة معه جام من فضة فذكر الحديث
قلت أبو النضر هو محمد بن السائب الكلبي ضعيف
وأخرجه بن منده من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي فقال بديل بن أبي
مارية قال وكان مسلما
وأصل الحديث في صحيح البخاري من طريق أخرى عن بن عباس قال خرج عدي
وتميم فذكره لكن لم يسم السهمي
وذكر بن بريرة في تفسيره أنه لا خلاف بين المفسرين أنه كان مسلما من المهاجرين
(613) بديل غير منسوب حليف بني لخم ذكره بن يونس في تاريخ مصر
وأخرجه البغوي ولم يسق حديثه روى الباوردي وابن منده من طريق رشدين بن سعد أحد
الضعفاء عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن بديل حليف لهم قال رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين
(614) بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جرى بن
عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي
قال بن السكن له صحبة سكن مكة ويقال إنه قتل بصفين
قلت المقتول بصفين ابنه عبد الله وقد روى بن منده عن محمد بن أحمد بن إبراهيم
عن محمد بن سعيد عن عبد الرحمن بن الحكم عن بشر أنه سئل عن بديل بن ورقاء
فقال مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم
408

وفي المغازي عن بن إسحاق وغيره أن قريشا لجئوا يوم فتح مكة إلى دار بديل بن
ورقاء ودار رافع مولاه
وكان إسلامه قبل الفتح وقيل يوم الفتح
وروى البخاري في تاريخه والبغوي من طريق بن إسحاق قال حدثني إبراهيم بن
أبي عبلة عن بن بديل بن ورقاء عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا والأموال
بالجعرانة حتى يقدم عليه ففعل
إسناده حسن
وروى أبو نعيم من طريق بن جريج عن محمد بن يحيى بن حبان عن أم
الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق بمنى
يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب
ورواه البغوي من طريق بن جريج أيضا لكن قال بلغني عن محمد بن يحيى
وروى بن السكن من طريق مفضل بن صالح عن عمرو بن دينار عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بديلا فذكر نحوه
وروى إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن
ورقاء عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه سمعت بديل بن ورقاء
قال لما كان يوم الفتح قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى بعارضي سوادا كم سنوك قلت
سبع وتسعون فقال زادك الله جمالا وسوادا الحديث
وقال بن أبي عاصم حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر
بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء حدثني أبي عن أبيه عبد الرحمن عن أبيه محمد
بن بشر عن أبيه بشر بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن سلمة عن أبيه سلمة قال دفع إلي
409

أبي بديل بن ورقاء كتابا فقال يا بني هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به فلن تزالوا
بخير ما دام فيكم فذكر الحديث
وفيه إن الكتاب بخط علي بن أبي طالب
وفي ترجمة إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل
بن ورقاء عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه سمعت بديل بن ورقاء يقول إن بن العباس
أقامه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال هذا بديل بن ورقاء فقال له كم سنوك ورأى بعارضيه
سوادا فقال سبع وتسعون قال زادك الله جمالا وسوادا
باب الباء بعدها الراء
(615) بر بن عبد الله أبو هند الداري مشهور بكنيته سماه هكذا بن ماكولا
وقيل اسمه برير كما سيأتي وقيل اسمه الليث بن عبد الله قاله بن الحذاء وقيل غير
ذلك
(616) البراء بن أوس بن خالد الجعد بن عوف بن مبذول الأنصاري
قال بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن زيد عن رجاله أنه شهد
أحدا وما بعدها قال وهو زوج مرضعة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم واسمها خولة بنت
المنذر بن زيد
وقال الواقدي عن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن
بن أبي صعصعة عن البراء بن أوس بن خالد أنه قاد مع النبي صلى الله عليه وسلم فرسين فضرب له
بخمسة أسهم
وذكره أبو نعيم وقال أبو عمر هو والد إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة كان زوج
أم بردة التي أرضعته
(617) البراء بن حزم ذكره بن حبان في الصحابة فقال أخذ منهم النبي صلى الله عليه وسلم
الصدقة
410

وروى الباوردي من طريق يعلى بن الأشدق أحد الضعفاء المتروكين قال أدركت
عشرة من الصحابة منهم البراء بن حزم وعبد الله جراد قالوا أخذ منا النبي صلى الله عليه وسلم من
المائة من الإبل جذعتين
(618) البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن
الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي يكنى أبا عمارة ويقال أبو
عمرو
له ولأبيه صحبة ولم يذكر بن الكلبي في نسبه مجدعة وهو أصوب
قال أحمد حدثنا يزيد عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال استصغرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر أنا وابن عمر فردنا فلم نشهدها
وقال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع البراء يقول
استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر
ورواه عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء نحوه وزاد وشهدت أحدا أخرجه
السراج
وروى عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة غزوة وفي رواية خمس عشرة
إسناده صحيح
411

وعنه قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفرا أخرجه أبو ذر الهروي
وروى أحمد من طريق الثوري عن بن إسحاق عن البراء قال ما كل ما
نحدثكموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه منه حدثناه أصحابنا وكان يشغلنا رعية الإبل
وهو الذي افتتح الري سنة أربع وعشرين في قول أبي عمرو الشيباني وخالفه غيره
وشهد غزوة تستر مع أبي موسى وشهد البراء مع كل الجمل وصفين وقتال الخوارج
ونزل الكوفة وابتنى بها دارا ومات في إمارة مصعب بن الزبير
وأرخه بن حبان سنة اثنتين وسبعين
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث وعن أبيه وأبي بكر وعمر وغيرهما من
أكابر الصحابة أبو جحيفة وعبد الله بن يزيد الخطمي وجماعة آخرهم أبو إسحاق
السبيعي
(619) البراء بن عمرو بن عبد الرحمن بن عبيد بن قمئة بن عامر بن عوف بن
حارثة بن عمرو بن الخزرج الخزرجي الساعدي
ذكره الواقدي والطبري فيمن شهد أحدا وكذا ذكره بن شاهين عن محمد بن
إبراهيم عن محمد بن زيد عن رجاله
وذكره العدوي وقال كان له ولد فانقرضوا
(620) البراء بن مالك بن النضر الأنصاري أخو أنس تقدم نسبه في ترجمة أنس
وهو أخو أنس لأبيه قاله أبو حاتم
وقال بن سعد أخوه لأبيه وأمه أمهما أم سليم انتهى
وفيه نظر لأنه سيأتي في ترجمة شريك بن سحماء أنه أخو البراء بن مالك لامه أمهما
سحماء وأما أم أنس فهي أم سليم بلا خلاف وتقدم في ترجمة أنجشة أن البراء كان حادي
النبي صلى الله عليه وسلم
412

وفي المستدرك من طريق بن إسحاق عن عبيد الله بن أنس سمعت أنس بن مالك
يقول كان البراء بن مالك حسن الصوت وكان يرجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
فقال له إياك والقوارير فأمسك
وروى السراج من طريق حماد عن ثابت عن أنس قال كان البراء حادي الرجال
وقد تقدم بأتم منه في أنجشة
وشهد البراء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد إلا بدرا وله يوم اليمامة أخبار
واستشهد يوم حصن تستر في خلافة عمر سنة عشرين وقيل قبلها وقيل سنة
ثلاث وعشرين ذكر سيف أن الهرمزان هو الذي قتله
وروى عنه أخوه أنس وروى البغوي بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين عن
أنس قال دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى فقلت له قد أبدلك الله ما هو خير
منه فقال أترهب أن أموت على فراشي لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك وقد قتلت مائة
منفردا سوى من شاركت فيه
وقال بقي بن مخلد في مسنده حدثنا خليفة حدثنا أبو بكر عن أبي إسحاق قال
زحف المسلمون إلى المشركين يوم اليمامة حتى ألجئوهم إلى حديقة فيها عدو الله مسيلمة
فقال البراء بن مالك يا معشر المسلمين ألقوني إليهم فاحتمل حتى إذا أشرف على
الجدار اقتحم فقاتلهم على حديقة حتى فتحها المسلمين ودخل عليهم المسلمين فقتل
الله مسيلمة حدثنا خليفة
حدثنا الأنصاري عن أبيه عن ثمامة عن أنس قال رمى البراء
بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بهم وضربه
فحمل إلى رحله يداوي وأقام عليه خالد شهرا
وفي تاريخ السراج من طريق يونس عن الحسن وعن بن سيرين عن أنس أن
خالد بن الوليد قال للبراء يوم اليمامة قم يا براء قال فركب فرسه فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال يأهل المدينة لا مدينة لكم اليوم وإنما هو الله وحده والجنة ثم حمل
413

وحمل الناس معه فانهزم أهل اليمامة فلقي البراء محكم اليمامة فضربه البراء وصرعه
فأخذ سيف محكم اليمامة فضرب به حتى انقطع
وروى البغوي من طريق أيوب عن بن سيرين عن أنس عن البراء قال لقيت
يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة رجلا جسيما بيده السيف أبيض فضربت رجليه
فكأنما أخطأته وانقعر فوقع على قفاه فأخذت سيفه وأغمدت سيفي فما ضربت به
ضربة حتى انقطع
وفي الطبراني من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال بينما أنس بن مالك
وأخوه عند حصن من حصون العدو يعني بالحريق وكانوا يلقون كلاليب في سلاسل
محماة فتعلق بالانسان فيرفعونه إليهم ففعلوا ذلك بأنس فأقبل البراء حتى تراءى في
الجدار ثم قبض بيده على السلسلة فما برح حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يده فإذا عظامها
تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم وأنجى الله أنس بن مالك بذلك
وروى الترمذي من طريق ثابت وعلي بن زيد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رب
أشعث اغبر لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك فلما كان يوم تستر
من بلاد فارس انكشف الناس فقال المسلمون يابراء أقسم على ربك فقال أقسم عليك
يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك فحمل وحمل الناس معه فقتله مرزبان الزارة
من عظماء الفرس وأخذ سلبه فانهزم الفرس وقتل البراء
وفي المستدرك من طريق سلامة عن عقيل عن الزهري عن أنس نحوه
(621) البراء بن مالك آخر ذكره بن شاهين في الصحابة
وروى من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن حصين بن وحوح أن البراء بن مالك جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرني بما شئت قال لأذهب فأقتله أباك فلما أدبر قال نادوه إني
لم ابعث بقطيعة الأرحام قال ثم إن البراء بن مالك مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فذكر
414

الحديث في موته وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم ألق البراء بن مالك تضحك إليه انتهى
وهذه القصة إنما تعرف لطلحة بن البراء كما سيأتي في حرف الطاء ولعل الوهم في
الاسم من عبد الوهاب بن الضحاك أحد رواته عند بن شاهين وإنما لم أجزم بوهمه
لاحتمال أن يكون القصة وقعت لرجلين وليس هذا البراء بن مالك أخا أنس المقدم ذكره
فإنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم
(622) البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن
كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري
الخزرجي السلمي أبو بشر
قال موسى بن عقبة عن الزهري كان من النفر الذين بايعوا البيعة الأولى بالعقبة
وهو أول من بايع في قول بن إسحاق وأول من استقبل القبلة وأول من أوصى بثلث
ماله وهو أحد النقباء
وقال بن إسحاق حدثني معبد بن كعب أن أخاه عبد الله وكان من أعلم الأنصار
حدثه أن أباه وكان ممن شهد العقبة قال خرجنا في حجاج قومنا وقد صلينا وفقهنا ومعنا
البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فذكر القصة مطولة في ليلة العقبة
قال وكان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق بن شهاب عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن كعب قال قال كعب كان البراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حيا وعند
حضرة وفاته قبل أن يتوجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يستقبل بيت
المقدس فأطاع فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجهوه قبل الكعبة
وروى بن شاهين بإسناد لين من طريق عبد الله بن أبي قتادة حدثتني أمي عن
أبي أن البراء بن معرور مات قبل الهجرة فوجه قبره إلى الكعبة وكان قد أوصى لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فقبل وصيته ثم ردها على ولده وصلى عليه يعني على قبره وكبر أربعا
وفي الطبراني من وجه آخر عن أبي قتادة أن البراء بن معرور أوصى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
بثلث ماله يصرف حيث شاء فرده النبي صلى الله عليه وسلم
415

قال بن إسحاق وغيره مات البراء بن معرور قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بشهر
(623) البربير بموحدتين بينهما راء ساكنة الثانية مكسورة ثم ياء تحتانية يأتي في
بكر
(624) برتا بن الأسود بن عبد شمس القضاعي شهد فتح مصر وقيل قتل يوم فتح
الإسكندرية قاله بن يونس وقال له صحبة
(625) برح أوله وسكون الراء بعدها مهملة بن عسكر بضم العين المهملة وسكون السين
المهملة وضم الكاف بعدها راء ضبطه بن ماكولا ونسبه فقال
برح بن عسكر بن وتار بن كزغ بن حضر مين بن التغما بن مهري بن عمرو بن الحاف بن
قضاعة
وذكره بن يونس فقال له وفادة على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح ومصر واختط بها دارا
وسكنها وهو معروف من أهل البصرة
وقال المنذري كان السلفي يقول عسكل بلام قال ورأيته بخطه كذلك وكتبه
أيضا بالحاء المهملة بدل العين والله أعلم
(626) برذع بن زيد بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري
بن أخي قتادة بن النعمان
قال بن ماكولا شاعر شهد أحدا وما بعدها وذكره المرزباني في معجم الشعراء
وأنشد له
وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من خزية اتلفع
واجعل مالي دون عرضي إنه على الوجد والاعدام عرض ممنع
416

استدركه بن فتحون ثم قال برذع بن النعمان من بني ظفر ذكره أبو عبيدة فيهم
قلت أظن أنهما واحد وكأنه نسب إلى جده
وذكر بن الأثير برذع بن زيد بن عامر وهو هو فسقط من نسبه رجلان
(627) برذع بن زيد الجذامي قال موسى بن سهل الرملي نزل بيت جبرين هو
وأخواه سويد ورفاعة
وروى بن منده من طريق محمد بن سلام بن زيد رفاعة بن زيد الجذامي من بني
الصبيب عن أبيه سلام عن أبيه زيد عن جده رفاعة بن زيد قال قدمت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنا وجماعة من قومي وكنا عشرة فذكر الحديث في رجوعه إلى قومه واسلام برذع
وسويد
وقال بن إسحاق في المغازي كان بعجة وبرذع ابنا زيد ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في
أمر من أسرى زيد بن حارثة من جذام بعد إسلامه فأطلقهم لهم
وكذا ذكر القصة الواقدي وغيره في المغازي
وسيأتي له ذكر في ترجمة حيان بن ملة إن شاء الله تعالى
قلت وقصة قدوم رفاعة بن زيد مذكورة في المغازي وسنذكرها في ترجمته إن أشاء
الله تعالى
(628) بردة القطعي ذكر بن فتحون في الذيل أن الباوردي ذكره في الصحابة
وأورد له أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أو امرأة فقال ولد له عشرة
الحديث انتهى
ولم أره في حرف الباء من كتاب الباوردي فينظر فيه وسيأتي في ترجمة تميم شبيه
هذه القصة
(629) الله تعالى برز والد أبي زجاء العطاردي سماه بن سعد وذكر أن له وفادة وذكر غيره
أن اسمه تيم
(630) برز والد أبي العشراء وقيل بلز وقيل مالك بن قهطم وهذا الأخير
أشهر
وروى أحمد وأصحاب السنن من طريق حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي
417

عن أبيه أنه سأل النبي صلى آله عليه وسلم فقال أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة الحديث
واختلف في اسم أبي العشراء أيضا كما أوضحته في تهذيب التهذيب
(631) برمة بن معاوية الأسدي ذكره بن سعد وقال له صحبة
(632) بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن
عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أمضي الأسلمي
قال بن السكن أسلم حين مر به النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا بالغميم وأقام في موضعه حتى
مضت بدر واحد ثم قدم بعد ذلك وقيل أسلم بعد منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من بدر وسكن
البصرة لما فتحت
وفي الصحيحين عنه أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة
وقال أبو علي الطوسي أحمد بن عثمان صاحب بن المبارك اسم بريدة عامر وبريدة
لقب وأخبار بريدة كثيرة ومناقبه مشهورة وكان غزا خراسان في زمن عثمان ثم تحول إلى
مرو فسكنها إلى أن مات في خلافة يزيد بن معاوية
قال بن سعد مات سنة ثلاث وستين
418

(633) بريد بصيغة التصغير الأسلمي ذكره بن فتحون في الذيل وأن
الباوردي أورده في الصحابة من طريق ضعيفة عن عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين من
الصحابة مع علي وقتل بها قال وفيه يقول علي
جزى الله خيرا عصبة أسلميه حسان الوجوه صرعوا حول هشام
بريد وعبد الله منهم ومنقذ وعروة وابنا مالك في الأكارم
وهذا إن صح غير بريد بن الحصيب الأسلمي لان تأخر بعد ذلك بزمن طويل
(634) بريل بوزن الذي قبله لكن باللام بدل الدال الشهالي ويقال الشاهلي
كذا ذكره بن شاهين وغيره في حرف الوحدة وأخرجوا من طريق بقية عن أبي عمرو
السلفي بضم السين عن بريل الشهالي قال أني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة رجل يعالج
لأصحابه طعاما فآذاه وهج النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يصيبك حر جهنم بعدها
وقال بن منده لا تثبت له صحبة وقال أبو نعيم ذكر في الصحابة وهو وهم وذكره
بن ماكولا بالنون والزاي
(635) برير بصيغة التصغير وهو الخطمي تقدم في بدر
419

(636) برير مثله ويقال: هو أسم أبي ذر الغفاري وقيل غير ذلك وسيأتي في الكنى
(637) برير: ويقال: بر بمثقلة واحدة هو اسم أبي هند الداري جزم بالأول بن
إسحاق وبالثاني بن حبان وقيل غير ذلك
وسيأتي في الكنى إن شاء الله تعالى
(638) برير هو أحد ما قيل في اسم أبي هريرة سماه مروان بن محمد عن
سعيد بن عبد العزيز ذكر ذلك بن منده وقال لم يتابع عليه
وأما أبو نعيم فقال هذا غلط وإنما هو اسم أبي هند
باب الباء بعدها الزاي
(639) بزيع بفتح أوله وكسر الزاي وآخره مهملة والد العباس
ذكره عبدان في الصحابة وأخرج له من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن
عياض عن أبيه عن العباس بن بزيع عن أبيه مرفوعا تزيين الجنة بالحسن
والحسين وفيه لا يدخلك مراء ولا بخيل وفي إسناده مجاهيل
قال أبو موسى هذا غريب جدا وقال عبدان لم يذكر بزيع سماعا فلا أدري أهو
مرسل أم لا
باب الباء بعده السين
(640) بسبسة بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة بن زيد بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن
رشدان بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهني حليف بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن
كعب بن الخزرج
وهو بموحدتين مفتوحتين بينهما مهملة ساكنة ثم مهملة مفتوحة ويقال له بسبس
بغيرها وهو قول بن إسحاق وغيره
شهد بدرا باتفاق ووقع ذكره في صحيح مسلم من حديث أنس قال بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم بسبسة عينا ينظر ما صنعت غير أبي سفيان فذكر الحديث في وقعة بدر وهو
بموحدتين وزن فعللة
وحكى عياض أنه في مسلم بموحدة مصغر ورواه أبو داود ووقع عنده بسبسة بصيغة
التصغير
420

وكذا قال بن الأثير إنه رآه في أصل بن منده لكن بغير هاء
والصواب الأول فقد ذكر بن الكلبي أنه الذي أراد الشاعر بقوله
أقم لها صدورها يا بسبس إن مطايا القوم لا تحبس
(641) بستاني الإسرائيلي هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أسماء النجوم التي رآها
يوسف عليه السلام
وذكر البغوي في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إن أخبرتك بها تسلم قال نعم
قال فأخبره فأسلم
قلت والحديث في مسنده أبي يعلى وغيره من طريق عبد الرحمن بن سابط عن جابر
وليس فيه ذكر إسلامه
وبستاني أورده بن فتحون في الذيل في الباء الموحدة ورأيته في نسخة من تفسير
بن مردويه بضم الياء التحتانية بعدها سين مهملة ثم مثناه ثم ألف ثم نون مفتوحة بعدها ياء
تحتانية ولعله أصوب
ذكر من اسمه بسر بضم أوله وسكون المهملة
(642) بسر بن أرطاة أو بن أرطاة قال بن حبان من قال بن أبي أرطاة
فقد وهم
421

واسم أبي أرطاة عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن
عامر بن لؤي القرشي العامري يكنى أبا عبد الرحمن
مختلف في صحبته فقال أهل الشام سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير
وفي سنن أبي داود بإسناد مصري قوي عن جنادة بن أبي أمية قال كنا مع بسر بن
أبي أرطاة في البحر فأتى بسارق فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقطع الأيدي في
السفر
وروى بن حبان في صحيحه من طريق أيوب بن ميسرة بن حليس سمعت بسر بن
أبي أرطاة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
الحديث
وأما الواقدي فقال ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين
وقال يحيى بن معين مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وقال الدارقطني له صحبة
وقال بن يونس كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر واختط بها وكان
من شيعة معاوية وكان معاوية وجهه إلى اليمن والحجاز في أول سنة أربعين وأمره أن
ينظر من كان في طاعة على فيوقع بهم ففعل ذلك
وقد ولي البحر لمعاوية ووسوس في آخر أيامه
قال بن السكن مات وهو خرف
قال بن حبان كان يلي لمعاوية الأعمال وكان إذا دعا ربما استجيب له وله أخبار
شهيرة في الفتن لا ينبغي التشاغل بها وقيل مات أيام معاوية قاله بن السكن وقيل
بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان وهو قول خليفة وبه جزم بن حبان وقيل مات في
خلافة الوليد سنة ست وثمانين حكاه المسعودي
(643) بسر بن أبي بسر المازني والد عبد الله بن بسر من بني مازن بن منصور بن
عكرمة
422

ثبت ذكره في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن بسر قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي
فقدمنا له طعاما الحديث
ووقع للنسائي عن عبد الله بن بسر عن أبيه وروى في الصوم حدثنا في صوم يوم
السبت من رواية عبد الله بن بسر عن أبيه وقيل عن أخته عن أبيه وقيل عنه بلا
واسطة
وقال أبو زرعة الدمشقي صحب بسر النبي صلى الله عليه وسلم هو وابناه وابنته
وروى بن السكن من طريق معاوية بن صالح عن بن عبد الله بن بسر عن أبيه
عبد الله عن أبيه بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم وهو راكب على بغلة كنا نسميها حمارة شامية
(644) بسر بن جحاش بكسر الجيم بعدها مهملة خفيفة ويقال بفتحها بعدها
مثقلة وبعد الألف معجمة
قرشي نزل حمص قاله محمود بن سميع وذكر أنه من بني عامر بن لؤي
قال بن منده أهل العراق يقولونه بسر بالمهملة وأهل الشام يقولونه بالمعجمة
وقال الدارقطني وابن زبر لا يصح بالمعجمة وكذا ضبطه بالمهملة أبو علي الهجري
في نوادره لكن سمي أباه جحشا
وقال مسلم وابن السكن وغيرهما لم يرو عنه غير جبير بن نفير وحديثه عند أحمد وابن
ماجة من طريقه بإسناد صحيح
وقال بن منده عداده في الشاميين مات بحمص
(645) بشر بن راعي العير الأشجعي روى الدارمي وعبد بن حميد وابن حبان
والطبراني من طريق عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن النبي
423

صلى الله عليه وسلم أبصر بسر بن راعي العير يأكل بشماله فقال كل بيمينك فقال لا أستطيع فقال لا
استطعت فما نالت يمينه إلى فيه بعد
ورواه مسلم من هذا الوجه فلم يسم بسرا وزاد في روايته لم يمنعه الا الكبر
واستدل عياض في شرح مسلم على أنه كان منافقا وزيفة النووي في شرحه متمسكا
بان بن منده وأبا نعيم وابن ماكولا وغيرهم ذكروه في الصحابة
وفي هذا الاستدلال نظر لان كل من ذكره لم يذكر له مستندا الا هذا الحديث
فالاحتمال قائم ويمكن الجمع أنه كان في تلك الحالة لم يسلم ثم أسلم بعد ذلك
وقد قيل فيه بشر بالمعجمة وبذلك ذكره بن منده وأنكر عليه أبو نعيم ونسبه
إلى التصحيف ولم يحك الدارقطني وابن ماكولا فيه خلافا أنه بالمهملة وأما البيهقي
فحكى في السنن أنه بالمعجمة أصح وأغرب بن فتحون فاستدركه فيمن اسمه بشير كما
سيأتي
(646) بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله بن عمير بن
حبشية بن سلول الخزاعي
قال بن الكلبي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وكان شريفا
وقال أبو عمر أسلم سنة ست وجرى ذكره في حديث الحديبية وغيره
قال بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سلمان عن زكريا بن أبي زائدة قال كنت
مع أبي إسحاق يعني السبيعي فيما بين مكة والمدينة فسايره رجل من خزاعة فأخرج
إلينا رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خزاعة وكتبها يومئذ كان فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى بديل بن ورقاء وبسر وسروات بني عمرو فذكر
الحديث
424

ورواه الطبراني مطولا من رواية عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن
بسر بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء عن آبائه أبا عن أب إلى بديل فذكره
أخرجه الفاكهي في رواية عبد الرحمن به وذكر أنه أملاه عليهم من كتابه
وضبطه بن ماكولا وغيره بضم الموحدة وسكون المهملة وكذا رأيت عليه علامة
الاهمال في الأصل المعتمد من كتاب الفاكهي
وقال أحمد في مسنده حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحاق عن
الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدي سبعين بدنه
حتى إذا كان بعسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبي فقال يا رسول الله هذه قريش قد سمعت
بمسيرك فخرجت معها العوذ المطافيل فذكر الحديث مطولا
وهو في البخاري من طريق معمر عن الزهري وفيه فجاء بديل بن ورقاء في نفر
من قومه فذكر الحديث ولم يسم بسرا
وله يقول عبد الله بن الزبعري في قصة طلب آل مخزوم بدم الوليد بن الوليد بن الغيرة
من خزاعة
الا بلغا بسر بن سفيان أنه يبلغها عنى الخبير المفرد
فذكر القصيدة قال فأخذ بسر بيد ابنه فقال يا معشر قريش هذا ابني رهين لكم
بالدية فأخذه خالد بن الوليد فأطعمه وكساه حلة وطيبه وقال انطلق إلى أبيك فحمل
بسر بن سفيان إليهم دية الوليد
(647) بسر بن سليمان روت عنه ابنته سعية أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلفه
قال بن ماكولا أورده بن الأثير مستدركا على من فبله
وسعية بسكون المهملة بعدها تحتانية مفتوحة
(648) بسر بن عبد الرحمن الحضرمي صحابي نزل حمص قاله أحمد بن
425

محمد بن عيسى في تاريخه وقال روى عنه أبو المثنى
(649) بسر بن عصمة المزني من بني ثور بن هذمة كان أحد سادات مزينة قال
أبو بشر الآمدي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من آذي جهينة فقد آذاني
حكاه بن ماكولا
وأما بن عساكر فذكره في تاريخه فيمن اسمه بالكسر والمعجمة كما سيأتي
(650) بسر السلمي والد رافع يأتي في بشر بالكسر والمعجمة
(651) بسرة ويقال بصرة يأتي بعد
(652) الله تعالى بسطام مولى صفوان بن أمية يأتي في نسطاس بالنون
ذكر من اسمه بشر بالكسر والمعجمة
(653) بشر بن أبيرق الأنصاري هو بن الحارث يأتي
(654) بشر بن البراء بن معرور تقدم ذكر نسبه في ترجمة أبيه قريبا وأنه كان أحد
النقباء ومات قبل الهجرة
وأما بشر فشهد العقبة مع أبيه وشهد بدرا وما بعدها ومات بعد خيبر من أكلة أكلها
مع النبي صلى الله عليه وسلم من الشاة التي سم فيها قاله بن إسحاق
وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه وأبو الشيخ في الأمثال والوليد بن أبان في
كتاب الجود من طريق صالح بن كيسان عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب بن مالك عن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سيدكم يا بني نضلة قالوا
جد بن قيس قال لم تسودونه فقالوا إنه أكثرنا ما لا وإنا على ذلك لنزنه بالبخل
426

قال وأي داء ادوأ من البخل ليس ذا سيدكم قالوا فمن سيدنا يا رسول الله قال بشر
بن البراء بن معرور
تابعه بن إسحاق عن الزهري وقال في روايته بل سيدكم الأبيض الجعد بشر بن
البراء
وهكذا رواه يونس وإبراهيم بن سعد عن الزهري من رواية الأويسي عنه
وخالفه يعقوب بن إبراهيم بن سعد فرواه عن أبيه مرسلا أخرجه بن أبي عاصم
وكذا أرسله معمر وهو في مصنف عبد الرزاق في مساوي الأخلاق للخرائطي وابن
أخي الزهري عن عمه وهو في الأمثال لأبي عروبة وشعيب عن الزهري في نسخة بن
أبي اليمان وله شاهد من حديث عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله في
المعرفة وآخر من حديث أبي هريرة في المستدرك والأمثال لأبي عروبة وكامل بن عدي أورده
بن عدي في ترجمة سعيد بن محمد الوراق رواية عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عنه ولم ينفرد به سعيد بل تابعه النضر بن شميل عند الوليد بن أبان وأبي
الشيخ ومحمد بن يعلى عند الحاكم أيضا وأخرجه أبو الشيخ أيضا من حديث بن عمر
بإسناد ضعيف
(655) بشر بن الحارث سريع بن بجاد بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي
ذكره بن شاهين من طريق هشام بن الكلبي قال حدثني أبو الشغب العبسي أنه أحد الوفد
التسعة الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبس فدعا لهم بخير وقال ابغوا لي لكم
عاشرا اعقد لكم فأدخلوا طلحة بن عبيد الله فعقد لهم وجعل شعارهم عشرة فهو إلى
اليوم كذلك وهم بشر بن الحارث هذا والحارث بن الربيع بن زياد وسباع بن زيد
وعبد الله بن مالك وقرة بن حصن وقنان بن دارم وميسرة بن مسروق وهرم بن مسعدة
وأبو الحصين بن لقيم وسيأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه
(656) بشر بن الحارث بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري
427

وهو بشر بن أبيرق قال بن عبد البر شهد بشر وأخواه مبشر وبشير أحدا وكان بشير
منافقا يهجو الصحابة ثم سرق الدرع ثم ارتد ولم يذكر عن أخويه بشر ومبشر النفاق
والله أعلم
وستأتي القصة في رفاعة بن زيد
(657) بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي
من مهاجرة الحبشة هو وأخواه الحارث ومعمر ذكره أبو عمر وقيل اسمه سهم بن
الحارث
(658) بشر بن حزن ويقال عبدة بن حزن مختلف في صحبته
وسيأتي الكلام عليه في عبدة إن شاء الله تعالى
(659) بشر بن حنضلة الجعفي كأنه أخو سويد بن حنظلة إن صح الاسناد
ذكره بن قانع وأخرج له من طريق حفص بن سليمان عن علقمة بن مرثد عن
سويد بن غفلة أو غيره عن بشر بن حنظلة الجعفي قال خرجنا مع وائل بن حجر
الحضرمي نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بعدو لوائل وأهل بيته فقالوا أفيكم وائل قلنا
لا الحديث
وقد روى أبو داود وابن ماجة من طريق إبراهيم بن عبد الاعلى عن جدته بنت
سويد بن حنظلة عن أبيها نحو هذا الحديث وسياق الأول أتم
وقال الأزدي في سويد هذا لم يرو عنه الا ابنته فإن كان يتصحف على بعض الرواة
فيرد ذلك على الأزدي وإلا فيحتمل أن يكون بشر وسويد جميعا وقع لهما ذلك
(660) بشر بن ربيعة الخثعمي يأتي في بشر الغنوي
(661) بشر بن سحيم بن فلان بن حرام بن غفار الغفاري ويقال فيه النهراني
والخزاعي والأول أكثر
428

وروى له أحمد والنسائي وابن ماجة حديثا واحدا في أيام التشريق إنها أيام أكل
وشرب
وصححه الدارقطني وأبو ذر الهروي قال بن سعد كان يسكن كراع الغميم
وضجنان
(662) بشر بن سفيان العتكي ذكره الخرائطي في الهواتف من طريق عبد الله
بن العلاء عن الزهري عن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن بن عباس قال لما توجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد مكة في عام الحديبية قدم عليه بشر بن سفيان العتكي فسلم عليه فقال
له يا بشر هل عندك علم أن أهل مكة علموا بمسيري فقال بأبي أنت وأمي يا رسول
الله إني لأطوف بالبيت في ليلة كذا وسمي الليلة التي أنشئوا فيها السفر وقريش في
أنديتها إذ صرخ صارخ في أعلى أبي قبيس بصوت أسمع قاصيهم ودانيهم يقول
سيروا فصاحبكم قد سار نحوكم سيروا إليه وكونوا معشرا كرما
فذكر أبيات فارتجت مكة واجتمعوا عند الكعبة فتحالفوا وتعاقدوا الا تدخلها
عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا شيطان الأصنام يوشك أن يقتله الله
ثم ذكر إرساله إلى مكة يتجسس أخبارهم وذكر بقية القصة
(663) بشر بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي عامل عمر
هكذا نسبه بن رشدين في الصحابة
وأما البخاري وابن حبان وابن السكن وتبعهم غير واحد فقالوا بشر بن عاصم
ومنهم من قال الثقفي ومنهم من قال بشر بن عاصم بن سفيان وهذا الأخير وهم فإن
429

بسر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي الذي يروي عن أبيه عن جده سفيان بن عبد الله
أنه كان عاملا لعمر بن الخطاب غير بشر بن عاصم الصحابي
وقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم
وقال البخاري بشر بن عاصم صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بشر بن عاصم بن سفيان بن
عبد الله بن ربيعة الثقفي حجازي سمع منه بن عيينة فذكر ترجمته
وقال بن حبان بشر بن عاصم له صحبة
وقال بن أبي حاتم بشر بن عاصم له صحبة روى عنه أبو وائل سمعت أبي يقول
ذلك ويقول لم يذكره عن أبي وائل الا سويد بن عبد العزيز انتهى
يشير إلى ما رواه سويد عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل أن عمر استعمل بشر بن
عاصم على صدقات هوازن فتخلف بشر فلقيه عمر فقال ما خلفك أما لنا عليك سمع
وطاعة قال بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولي من أمر المسلمين شيئا أتى
به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم الحديث
أخرجه البخاري من طريق سويد وقال لم يروه عن سيار غير سويد فيما أعلم وفي
حديثه لين انتهى
وقد وقع لنا من غير طريق سويد أخرجه بن أبي شيبة عن بن نمير عن فضيل بن
غزوان عن محمد الراسبي عن بشر بن عاصم قال كتب عمر بن الخطاب عهده فقال
لا حاجة لي فيه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر الحديث
ومحمد هذا ذكر بن عبد البر أنه سليم الراسبي فإن كان كما قال فالاسناد منقطع
لأنه لم يدرك بشر بن عاصم وله طريق أخرى أخرجها بن منده من طريق سلمة بن تميم
عن عطاء بن عبد الله بن سفيان عن بشر بن عاصم قال بعث عمر بن الخطاب بشر بن
عاصم على صدقات مكة والمدينة فمكث بشر بن عاصم لم يخرج فلقيه عمر فذكر
الحديث مطولا
قال بن منده قد قيل في هذا الحديث عن بشر بن عاصم عن أبيه ولا يصح فيه
عن أبيه
وقد تبين بما ذكرنا أن بشر بن عاصم بن سفيان لا صحبة له بل هو من أتباع التابعين
وأن بشر بن عاصم الصحابي لم ينسب في الروايات الصحيحة الا ما تقدم عن بن رشدين
فإن كان محفوظا فهو قرشي وإلا فهو غير الثقفي قطعا
430

وفي كلام بن الأثير ما ينافي ذلك وخطؤه فيه يظهر بالتأمل فيما حررته والله
المرشد
(664) بشر بن عبد الله الأنصاري الخزرجي
ذكره بن إسحاق فيمن استشهد باليمامة وذكره بن سعد وقال لم نجد له نسبا في
الأنصار وذكره بن شاهين من طريق محمد بن إبراهيم بن يزيد عن رجاله فقال بشر بن
عبد الله بن الحارث بن الخزرج وذكره موسى بن عقبة وغيره فسموه بشيرا كما سيأتي
ويحتمل أن يكونا أخوين
(665) بشر بن عبد الله ذكره سيف في الفتوح وأن عمر بن الخطاب وجهه مع
سعد إلى العراق سنة أربع عشرة فأمره سعد على ألف من قيس
وذكر الطبري كذلك وقد ذكر بن أبي شيبة بإسناده أنهم كانوا لا يؤمرون الا
الصحابة
(666) بشر بن عبد سكن البصرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول إن
أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له وعنه ابنه عفان لم يرو عنه غيره فيما علمت
هكذا ذكره بن عبد البر ولم أره لغيره
(667) بشر بن عرفطة بن الخشخاش الجهني ويقال بشير وهو أكثر وقال بن
منده الأول أصح
حديثه عند الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الحميد بن عدي الجهني عن عبد الله
بن حميد الجهني قال قائل من جهينة يسمى بشر بن عرفطة بن الخشخاش في شعر له
431

ونحن غداة الفتح عند محمد طلعنا أمام الناس ألفا مقدما
ويوم حنين قد شهدنا هياجه وقد كان يوما ناقع الموت مظلما
وهي أبيات يقول فيها
أضارب بالبطحاء دون محمد * كتائب هم كانوا أعق وأظلما
أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن هشام بن خالد والغنوي في تاريخه عن
صفوان بن صالح كلاهما عن الوليد وسمياه بشيرا
وكذلك ذكره محمد بن عائد في المغازي عن الوليد وأورده الخطيب في المؤتلف
من طريق هشام ورأيته بخطة بشير بوزن عظيم
وقال البغوي لا أعلم بهذا الاسناد غير هذا الحديث وهو إسناد مجهول
قلت عبد الحميد قال أبو حاتم إنه صالح وأما شيخه فلا أعرفه
وقد روى الحديث المذكور هشام بن عمار عن الوليد فقال فيه عن عبد الله بن
حميد عن بشير بن عرفطة قال لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم جاءت جهينة في ألف منهم وممن
تبعهم فأسلموا وحضروا مع النبي صلى الله عليه وسلم مغازي ووقائع وفي ذلك يقول بشير فذكر
الشعر ولم أر في شئ من الطرق تسميته بشرا بالسكون ولم يسق بن منده إسناده إلى
الوليد بذلك
(668) بشر بن عصمة الليثي روى الطبراني في الكبير من طريق مجاعة بن محصن
العبدي عن عبيد بن حصين عن بشر بن عصمة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للأزد هم مني وأنا منهم الحديث
في إسناده ضعف وقد روى عن مجاهد بإسناد آخر فقال عن بشر بن عطية
(669) بشر بن عصمة المزني روى عنه كثير بن أفلح مولى أبي أيوب أنه قال
432

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خزاعة مني وأنا منهم
ذكره بن أبي حاتم وأبو أحمد العسكري وابن عبد البر وقيل هو الذي قبله
والصحيح أنه غيره فقد تقدم أن الآمدي قال إنه بالضم وسكون المهملة
وذكر سيف في الفتوح أنه كان أحد الامراء الذين وجههم أبو عبيدة إلى فخذه لكل
منهم صحبة وأورده بن عساكر فيمن اسمه بشر كالذي هنا والله أعلم
(670) بشر بن عطية ذكره بن حبان وقال لا أعتمد على إسناد خبره
وروى الباوردي من طريق برد بن سنان عن مكحول عن بشر بن عطية قال لعن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته أربعا وعشرين خصلة قال الا لعنة الله والملائكة والناس على من
انتقص شيئا من حقي الحديث بطوله
وروى بن منده من طريق مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر أن بشر بن
عطية سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ فأجابه
قلت وهو في قصة عكاف كما سيأتي في ترجمته لكن المحفوظ فيه عطية بن
بسر وهو المازني وهو بضم الموحدة وسكون المهملة وقد تقدم في بشر بن عصمة أنه
قيل فيه بشر بن عطية
(671) بشر بن عقربة الجهني أبو اليمان له ولأبيه صحبة كما سيأتي وقيل
بشير بزيادة ياء قال بن السكن عن البخاري بشر أصح
قلت وكذلك ترجم له في تاريخه فقال قال لي عبد الله بن عثمان حدثنا حجر بن
الحارث سمعت عبد الله بن عوف يقول سمعت بشر بن عقربة يقول استشهد أبي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال لي اسكت أما ترضى
أن أكون أنا أباك وعائشة أمك قلت بلى
قال البخاري قال لي عثمان بشر معروف بفلسطين وكذا سماه محمد بن المبارك
433

عن حجر بن الحارث بشرا وقال سعيد بن منصور بشير بن عقربة
قلت هو في حديث آخر قرأته على أبي الفرج بن حماد أن علي بن إسماعيل
أخبرهم أخبرنا إسماعيل بن عبد القوي عن فاطمة بنت سعد الخير سماعا عن فاطمة
الجوزدانية سماعا أن بن ريذة أخبرهم أخبرنا الطبراني حدثنا أبو يزيد القراطيسي
وعلي بن عبد العزيز قالا حدثنا سعيد بن منصور حدثنا حجر بن الحارث الغساني عن
عبد الله بن عوف الكناني وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرملة انه شهد
عبد الملك بن مروان قال لبشر بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد يا أبا اليمان إني
قد احتجت إلى كلامك فتكلم فقال بشر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام
بخطبة لا يلتمس بها الا رياء وسمعة وقفه الله موقف رياء وسمعة
رواه أحمد عن سعيد فوافقناه بعلو ورواه البغوي عن علي بن عبد العزيز فوافقناه
أيضا قال بن السكن هذا حديث مشهور
قلت له طريق أخرى من رواية إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن
شريح بن عبيد عن بشر بن عقربة نحوه
ورجح أبو حاتم أنه بشير وعكسه بن حبان فقال من زعم أنه بشير فقد وهم قال
بن عبد البر مات بشر بن عقربة بعد سنة خمس وثمانين
وقال بن حبان مات بقرية من كور فلسطين
وذكره بن سميع فيمن نزل فلسطين وسماه بشرا
وله ذكر في حديث آخر سمي فيه بشيرا بفتح أوله وكسر المعجمة قال إسحاق بن
إبراهيم الرملي في فوائده فيما قرأت بخط السلفي حدثنا الحسن بن بشر حدثنا أبي أنه
سمع أباه الحسن بن مالك بن ناقد عن أبيه عن جده سمعت بشير بن عقربة الجهني
يقول أتى أبي عقربة الجهني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذا معك يا عقربة قال أبي
434

بحير قال ادن فدنوت حتى قعدت على يمينه فمسح على رأسي بيده وقال ما
اسمك فقلت بحير يا رسول الله قال لا ولكن اسمك بشير وكانت في لساني عقدة
فنفث النبي صلى الله عليه وسلم في في فانحلت العقدة من لساني وابيض كل شئ من رأسي ما خلا ما
وضع يده عليه فكان أسود
ثم رواه إسحاق عن الحسن بن سويد عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن أبيه
عن عبد الله بن بشير بن عقربة سمعت أبي يقول فذكر نحوه وضبطه في الموضعين بحير
بفتح أوله وكسر المهملة
(672) بشر بن عمرو بن محصن الأنصاري مشهور بكنيته مختلف في اسمه
وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى
(673) بشر بن قدامة الضبابي بفتح المعجمة وموحدتين شهد حجة الوداع
وحدث بالخطبة قال أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفات مع الناس على ناقة
حمراء وهو يقول اللهم غير رياء ولا سمعة الحديث
روى عنه عبد الله بن حكيم الكناني وروى حديثه بن خزيمة في صحيحة عن بن
عبد الحكم عن سعيد بن بشير عن عبد الله بن حكيم
وأخرجه الباوردي عن موسى بن هارون عن بن عبد الحكم به ويقال أنه تفرد به
ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن منده وفي التعقبات
(674) بشر بن قيس بن كلدة التميمي العنبري من بني مالك بن العنبر ذكره بن
شاهين وروى عنه عبد الله بن أبي ظبية ثم ساق بن شاهين بإسناد ضعيف إلى الوليد بن
عبد الله بن أبي ظبية عن أبيه عن بشر بن قيس بن كلدة أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابنه
رحيم وهما مقرونان في سلسلة في يمين كانت عليه فقال يا بشر اقطعها فليست
عليك يمين فقطعها وأسلم ومسح وجهه ودعا له بخير
قلت وسيأتي في بشر والد خليفة شئ من هذا
435

(675) بشر بن المحتفز المزني يأتي ذكره في ترجمة خزاعي بن عبد تميم
المزني
(676) بشر بن المحتفز له ذكر في الفتوح وأن عمر استعمله على السوس
فسأله عما يهدي له العجم فمنعه
(677) بشر بن مسعود ذكره بن حبان في الصحابة وقال يقال له صحبة وفي
إسناد حديثه نظر
قلت أخشى أن يكون هو بشير بن أبي مسعود الآتي ذكره في القسم الثاني
(678) بشر بن معاذ الأسدي روى أبو موسى في الذيل من طريق أبي نصر أحمد
بن أحيد بن نوح البزاز أنه سمع جابر بن عبد الله العقيلي سنة ستة وأربعين ومائتين قال
حدثني بشر بن معاذ الأسدي أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وكان غلاما بن عشر سنين
وكان جبريل أمام النبي صلى الله عليه وسلم والنبي ينظر إلى خيال جبريل شبة ظل سحابة إذا تحرك
الخيال ركع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن عند بشر بن معاذ غير هذا الحديث
قال أبو نصر كان أتى على جابر خمسون ومائة سنة
قلت فعلى هذا يكون بشر بن معاذ بقي إلى بعد المائة من الهجرة لكن جابر كذاب
مشهور بالكذب
قال غنجار في تاريخه نفاه الأمير خالد بن أحمد من بخارى لأنه ادعى أنه سمع
الحسن البصري يقول لما ولدت حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وروى حديثه أيضا أبو سعد الماليني في المؤتلف له من طريق أبي جعفر عنبسة بن
محمد المروزي حدثنا جابر بن عبد الله بن أيمن اليماني حدثنا بشر بن معاذ التوزي من
أهل توز يقال له صحبة وكان يومئذ بن ستين ومائة سنة قال صليت أنا وأبي وأنا غلام
بن عشر سنين وراء النبي صلى الله عليه وسلم الحديث
436

(679) بشر بن معاوية بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء واسمه ربيعة بن
عامر بن صعصعة العامري البكائ
قال الباوردي حديثه عند بعض ولده وقال بن حبان له صحبة عداده في أهل
الحجاز وفد هو وأبوه
روى البخاري والبغوي وغيرهما من طريق عمران بن ماعز وفي كتاب بن منده
صاعد بن العلاء بن بشر حدثني أبي عن أبيه عن بشر بن معاوية أنه قدم مع أبيه معاوية بن
ثور على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأس بشر ودعا له الحديث
وفيه فكانت في وجهه مسحة النبي صلى الله عليه وسلم كالغرة وكان لا يمسح شيئا الا برأ
قال البغوي عمران مجهول وقال بن منده لا نعرفه الا من هذا الوجه
قلت بل له طريق أخرى رواها أبو نعيم من طريق أبي الهيثم صاعد بن طالب
البكائي حدثني أبي عن أبيه نواس بن رباط عن أبيه واصل بن كاهل عن أبيه
عن أبيه مجالد بن ثور عن بشر بن معاوية بن ثور وهو جد صاعد لامه أنهما وفدا على
النبي صلى الله عليه وسلم فعلمهما يس والفاتحة والمعوذات وعلمهم الابتداء بالبسملة في الصلاة فذكر
حديثا طويلا وإسناده مجهول من صاعد فصاعدا
وله طريق أخرى أخرجها بن شاهين من طريق زياد بن عبد الله البكائ عن
معاوية بن بشر بن يزيد بن معاوية بن ثور قال قدم بشر بن معاوية بن ثور على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمسح على وجهه ودعا له وهذا فيه انقطاع
وروى بن شاهين أيضا وثابت في الدلائل من طريق هشام بن الكلبي قال حدثني
أبو مسكين مولى أبي هريرة حدثني الجعد بن عبد الله بن ماعز بن مجالد بن ثور البكائ
عن أبيه قال وفد معاوية بن ثور بن عبادة البكاء على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيخ كبير ومعه
بن له يقال له بشر والهجنع بن عبد الله بن جندع بن البكاء وجهم الأصم فقال معاوية يا
رسول الله أمسح وجه ابني هذا ففعل فذكر الحديث وفيه فقال محمد بن بشر بن
معاوية في ذلك
وأبي الذي مسح النبي برأسه ودعا له بالخير والبركات
437

ويأتي له ذكر في ترجمة عبد بن عمرو بن كعب وفي ترجمة والده معاوية بن ثور
(680) بشر بن المعلى وقيل بن حنش بن المعلى وقيل بن عمرو وقيل غير
ذلك هو الجارود العبدي أبو المنذر مشهور بلقبه مختلف في اسمه وسيأتي في
الجيم
(681) بشر بن الهجنع البكائ ذكره بن سعد في الطبقة السادسة وقال كان
ينزل ناحية ضرية بفتح المعجمة وكسر الراء وتشديد التحتانية قال وكان ممن قدم
على النبي صلى الله عليه وسلم كذا ذكره بن منده
والذي في الطبقات الكبرى لابن سعد إنما أورده في طبقة الوفود وهي الرابعة وقد
تقدم في ترجمة بشر بن معاوية ذكر للهجنع فيحتمل أن يكون هو والد هذا
(682) بشر بن هلال العبدي ذكره عبدان في الصحابة وروى بإسناد مجهول إلى
عكرمة عن بن عباس مرفوعا أربعة سادوا في الاسلام عدي بن حاتم وبشر بن هلال
وسراقة بن مالك وعروة بن مسعود
(683) بشر غير منسوب والد خليفة
قال بن منده عداده في أهل البصرة وروى الطبراني من طريق أبي معشر البراء
قال حدثتني النوار بنت عمرو حدثتني فاطمة بنت مسلم حدثني خليفة بن بشر عن
أبيه أنه أسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ماله وولده ثم لقيه هو وابنه طلقا مقرنين بحبل فقال
له ما هذا فقال حلفت لئن رد الله علي مالي وولدي لأحجن بيت الله مقرونا فقطعه
وقال حجا فإن هذا من الشيطان
438

وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال غريب
تفرد بالرواية عن بشر ابنه خليفة وقد تقدم نحوه لبشر بن قيس فما أدري هما اثنان
أو واحد
(684) بشر السلمي والدرافع وقيل بفتح أوله وزيادة ياء وقيل بضم أوله وبه
جزم بن السكن وابن أبي حاتم عن أبيه وقيل بالضم ومهملة ساكنة
وروى حديثه أحمد وابن حبان من طريق أبي جعفر محمد بن علي عن رافع بن بشر
السلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تخرج نار بأرض حبس سيل تسير بطيئة
الإبل تقيم الليل وتسير النهار الحديث
وفي آخره من أدركته أكلته
وناقص بن حبان فقال في الصحابة من زعم أن له صحبة فقد وهم
(685) بشر الغنوي ويقال الخثعمي
قال أبو حاتم مصري له صحبة وقال بن السكن عداده في أهل الشام
روى حديثه أحمد والبخاري في التاريخ والطبراني وغيرهم من طريق الوليد بن
المغيرة المعافري عن عبد الله بن بشر الغنوي
ومنهم من قال الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لتمنحن القسطنطينية
ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذاك الجيش قال فدعاني مسلمة بن عبد الملك
فسألني فحدثته بهذا الحديث فغزا القسطنطينية
قلت القائل ذلك هو عبد الله بن بشر
ورواه بن السكن من هذا الوجه فقال بشر بن ربيعة الخثعمي
439

وسيأتي في القسم الثالث بشر بن ربيعة الخثعمي فيحتمل أن
يكون هو ويحتمل أن يكون آخر
(686) بشر الأسدي صاحب هند الذي مات من حبها
روى القصة جعفر السراج مطولة في كتاب مصارع العشاق له وجعفر المستغفري
وتبعه أبو موسى في الصحابة وسيأتي سنده في هند
ذكر من اسمه بشير بفتح أوله وكسر المعجمة بعدها تحتانية
(687) بشير بن أكال بفتح أوله وتشديد الكاف المعاوي الأنصاري
ذكره البغوي والباوردي وغيرهما في الصحابة
وروى البزار وابن السكن والطبراني وغيرهم من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن
معمر هو أبو طوالة الأنصاري عن أيوب بن بشير المعاوي عن أبيه قال كانت نائرة في
بني معاوية فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم وهو متكئ على رجل قال فبينما هم كذلك
إذ ألتفت إلى قبر فقال لا دريت الحديث
قال البغوي لا أعلم له غير هذا الحديث وفيه عمر بن صهبان وهو ضعيف
وقال بن السكن فيه نظر ولم يذكر في حديثه سماعا ولا حضورا
وقال بن الأثير لم أر من نسبه ويحتمل أن يكون هو بشير بن أكال بن لوذان بن
الحارث بن أمية بن معاوية الأوسي وسيأتي ذكر بن أخيه النعمان بن زيد بن أكال
قلت ويحتمل أن يكون هو بشير بن سعد النعمان بن أكال الآتي ذكره قريبا فلعل
بعض الرواة نسبه إلى جد أبيه
(688) بشير بن أنس بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج
بن عمرو بن مالك بن الأوس شهد أحدا
ذكره أبو عمر وذكره بن شاهين من رواية محمد بن يزيد عن رجاله قال ولا
أعرف له رواية
440

(689) بشير بن جابر بن عراب بضم المهملة بن عوف بن ذؤالة بن شبوة بفتح
المعجمة وسكون الموحدة بن ثوبان بن عبس بن صحار بن عك بن عدثان بالمثلثة ويقال
بنونين العبسي
قال بن يونس وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ولا تعرف له رواية
قلت ضبطه بن السمعاني بتحتانية ثم مهملة مصغرا والله أعلم
(690) بشير بن الحارث الأنصاري ذكره بن قانع وغيره في الصحابة وقال بن
عبد البر ذكره بن أبي حاتم
قلت وهو كما قال وزاد يقال فيه بشير بن الحارث يعني بالضم
وأخرج بن قانع من طريق داود الأودي عن الشعبي عن بشير بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا اختلفتم في الياء والتاء فاكتبوه بالياء ذكر القرآن
ولفظ بن قانع عن عامر يعني الشعبي عن بشير أو بشير بن الحارث قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أشكلت عليك آية من القرآن تؤنثها أو تذكرها فذكر
القرآن ولفظ بن قانع عن عامر كذا ذكره بالشك هل هو بفتح أوله أو ضمه
وقال بن منده ذكره عبد بن حميد فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم فقد رواه غير
واحد من طريق الشعبي عن بشير بن الحارث عن بن مسعود موقوفا
قلت وما قال بن منده محتمل أيضا أن يكون رواه مرفوعا وموقوفا والله أعلم
(691) بشير بن الخصاصية هو بن معبد يأتي
(692) بشير بن أبي زيد الأنصاري
قال بن الكلبي استشهد أبوه أبو زيد بأحد وشهد هو وأخوه وداعة بن أبي زيد
صفين مع علي ذكره أبو عمر
441

(693) بشير بن أبي زيد الأنصاري أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعني أبا زيد ذكره بن منده عن أبي سعد وأنه قتل يوم الحرة
واعترضه بن الأثير بأنه إنما قتل يوم الجسر في خلافة عمر
قلت ظن أن بن منده عنى أباه ولكن الحق أن أبا زيد قتل يوم الجسر وابنه بشير
هذا قتل يوم الحرة ويحتمل أن يكون هو الذي قبله
(694) بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بضم الجيم مخففا وضبطه الدارقطني
بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللام بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري
البدري والد النعمان
له ذكر في صحيح مسلم وغيره في قصة الهبة لولده وحديثه في النسائي
استشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة ويقال أنه
أول من بايع أبا بكر من الأنصار
وقال الواقدي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية إلى فدك في شعبان ثم بعثه في شوال نحو
وادي القرى
(695) بشير بن سعد بن النعمان بن أكال الأنصاري المعاوي شهد أحدا والخندق
والمشاهد مع أبيه قاله العدوي عن بن القداح واستدركه بن فتحون
(696) بشير بن سعد ذكره بن قانع روى من طريق محمد بن كعب القرظي عن بشير
بن سعد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال منزلة المؤمن منزلة الرأس من الجسد
442

أخرجه الطبراني لكن في ترجمة بشير بن سعد والد النعمان
قلت الاسناد ضعيف فلو صح لكان الصواب مع بن قانع لان القرظي لم يدرك
والد النعمان ويحتمل أن يكون هو بشير بن سعد بن النعمان بن أكال المذكور أو لا
(697) بشير بن عبد الله الأنصاري الخزرجي ذكره أبو موسى بن عقبة عن بن
شهاب وأبو الأسود عن عروة فبمن استشهد باليمامة وقد تقدم أن بن إسحاق سماه
بشرا
(698) بشير بن عبد المنذر الأنصاري أبو لبابة مشهور بكنيته مختلف في
اسمه وسيأتي في الكنى ورجح بن حبان أن اسمه بشير تبعا لجزم إبراهيم بن المنذر
وابن سعد قال وقيل رفاعة
(699) بشير بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة الأنصاري من بني عمرو بن
عوف أخو جبر بن عتيك
شهد أحدا وقتل في باليمامة ذكره العدوي عن بن القداح واستدركه بن فتحون وابن
الأمين
(700) بشير بن عرفطة الجهني تقدم في بشر وكذا بشير بن عقربة وبشير بن عمرو
بن محصن
(701) بشير بن عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري
قال أبو عمر شهد أحدا واستشهد يوم الجسر ذكره الطبري وكان يقال له فارس
الحواء وهي فرسه وكذا ذكره الدارقطني
وقال بن شاهين حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله أنه
شهد أحدا والخندق واستشهد في خلافة عمر
443

ونقل بن ما كولا عن بن القداح أنه سماه نسيرا بضم النون وفتح المهملة وهو
عندي أثبت
(702) بشير بن كعب بن أبي الحميري
ذكر سيف في الفتوح بأسانيد أن أبا عبيدة لما رحل من اليرموك فذكر ما سيأتي في
القسم الثالث
وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون الا الصحابة فذكرته هنا على الاحتمال
(703) بشير بن أبي مسعود يأتي في القسم الثاني
(704) بشير بن معبد ويقال بن نذير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضبارى بن
سدوس بن شيبان بن ذهل السدوسي المعروف بابن الخصاصية بفتح المعجمة وتخفيف
المهملة وهي منسوبة إلى خصاصة واسمه الاءة بن عمرو بن كعب بن الحارث بن الغطريف
الأصغر بن عبد الله بن عامر بن الغطريف الأكبر الأزدي وهي أم جد بشير الاعلى ضبارى
بن سدوس حرر ذلك الدمياطي عن بن الكلبي وجزم به الرامهرمزي وقال اسمها
كبشة وقيل ماوية بنت عمرو بن الحارث الغطريفية وقيل بنت عمرو بن كعب بن
الغطريف
وأما أبو عمر فقال ليست الخصاصية أمه وإنما هي جدته وقال في نسبه بدل
ضبارى ضباب وهو تصحيف وسمي أباه يزيد بدل نذير وهو عنده في كتاب بن السكن
بخط بن مفرج بدير وهو الصواب
وحديثه في الأدب المفرد للبخاري والسنن وكان اسمه زحما بالزاي وبسكون
444

المهملة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وله أحاديث غير هذا
(705) بشير بن معبد أبو معبد الأسلمي قال بن حبان له صحبة عدادة في
أهل الكوفة حديثه عند ابنه
وقال البخاري بشير الأسلمي له صحبة حديثه في الكوفيين قال لي طلق بن غنام
حدثنا محمد بن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه عن جده أنه أتى بأشنان ليتوضأ به
فأخذه بيمينه فأنكر عليه فقال إنا لا نأخذ الخير الا بأيماننا
ورواه بن منده من طريق أبي أحمد الزبيري عن محمد وقال عن جده وكانت له
صحبة
ورويناه من طريق عباس الدوري عن طلق بن غنام فقال فيه وكان شهد بيعة
الرضوان
وروى البغوي من طريق قيس بن الربيع عن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه وكانت
له صحبة فذكر حديثا
ورواه بن السكن من وجه آخر عن قيس فقال فيه وكان من أصحاب الشجرة
ولم أجد في شئ من طرق حديثه تسمية أبيه معبدا الا أن أبا حاتم جزم بذلك
وقد فرق بن حبان في الصحابة بين بشير الأسلمي حديثه عند ابنه بشر بن بشير
وبين بشير بن معبد الأسلمي له صحبة فوهم فهو واحد
وقال بن السكن بشير الأسلمي له صحبة يقال هو بشير بن معبد ثم قال من
طريق يحيى بن يعلى عن محمد بن بشر عن أبيه عن جده بشير بن معبد فذكر
الحديث الماضي فوجدنا المستند في تسمية أبيه معبدا والله أعلم
وله حديث آخر أخرجه البغوي من طريق البخاري عن أبي مسعود عن أبي سلمة
بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه في ذكر بئر رومة
445

(706) بشير بن معاوية أبو علقمة النجراني ذكره الحاكم في الإكليل وأبو
سعد في شرف المصطفى والبيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن سلمة بن
عبد يسوع
وفي رواية أبي سعد عن سعيد بن عمرو عن أبيه عن جده وكان نصرانيا فأسلم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران فوفد عليه منهم وفد ثم رجعوا فبينما الأسقف يقرأ
كتابه إذ عثرت دابته فذكر أخ له يقال له بشير بن معاوية أبو علقمة محمدا صلى الله عليه وسلم بسوء فزبره
الأسقف وقال لقد ذكرت نبيا مرسلا فقال له بشير لا جرم والله لا أحل عنها حتى
ألحق به ثم ضرب وجه دابته نحو المدينة وهو يقول
إليك تعدو قلقا وضينها مخالفا دين النصارى دينها
فلم يزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهد أبو علقمة بعد ذلك اختصرت هذه القصة
وهي مطولة في نحو ثلاث ورقات وسيذكر في الكنى إن شاء الله
(707) بشير بن النعمان بن عبيد ويقال له مقرن بن أوس بن مالك الأنصاري
الأوسي
قال بن القداح قتل يوم الحرة وقتل أبوه يوم اليمامة
(708) بشير بن النهاس العبدي ذكره عبدان وأورد له حديثا مرفوعا بإسناد ضعيف
جدا وليس فيه له سماع ومتنه ما استرذل الله عبدا الا حرم العلم أخرجه أبو
موسى
(709) بشير بن يزيد الضبعي ووقع عند البغوي بشير بن زيد
قال بن السكن حديثه في البصريين وقال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وقال
446

البغوي لم أسمع به الا في الحديث ثم ساقه من طريق الأشهب الضبعي عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم
وأخرجه بقي بن مخلد في مسنده من هذا الوجه وكذلك البخاري في تاريخه
ووقع في سياقه وفي سياق بن السكن وكان قد أدرك الجاهلية
قال البخاري وقال خليفة مرة يزيد بن بشر قال أبو عمر الأول أصح
وذكره بن حبان في التابعين فقال شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي المراسيل
قلت وليس في شئ من طرق حديثه له سماع فالله أعلم
ويوم ذي قار من أيام العرب المشهورة كان بين جيش كسرى وبين بكر بن وائل
لأسباب يطول شرحها قد ذكرها الأخباريون وذكر بن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر
بأشهر قال وأخبرني الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال ذكرت وقعة ذي قار
عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا
(710) بشير الأنصاري ذكره عبدان وقال استشهد يوم بئر معونة
(711) بشير الثقفي ذكره البغوي والإسماعيلي وغيرهما في الصحابة فيمن
اسمه بشير يوزن عظيم وأخرجوا له من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق
أحد الضعفاء عن حفصة بنت سيرين عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إني نذرت في
الجاهلية الا آكل لحم الجزور ولا أشرب الخمر فقال أما لحوم الجزر فكلها وأما
الخمر فلا تشرب وضبطه بن ماكولا بضم أوله وقيل فيه بجير بالجيم فالله أعلم
(712) بشير الحارثي الكعبي والد عصام قال بن أبي حاتم عن أبيه له
صحبة وحديثه عند سعيد بن مروان الرهاوي وتابعه عميرة بن عبد المؤمن عن عصام بن
بشير الحارثي الكعبي قال حدثني أبي قال وفدني قومي بنو الحارث بن كعب إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال من أين أقبلت قلت أنا وافد قومي إليك بالاسلام قال مرحبا ما
447

اسمك قلت اسمي أكبر قال أنت بشير أخرجه النسائي في اليوم والليلة
والبخاري في تاريخه وابن السكن
قال بن منده غريب لا نعرفه الا من حديث أهل الجزيرة عن عصام وفي رواية
البخاري وكان عصام بلغ مائة وعشر سنين
(713) بشير الغفاري له ذكر في حديث أخرجه الحسن بن سفيان وابن شاهين
وغيرهما من طريق عبد السلام بن عجلان وهو ضعيف عن أبي يزيد المدني عن أبي
هريرة أن بشيرا الغفاري كان له مقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخطئه فذكر الحديث
وفيه إنه ابتاع بعيرا وأنه شرد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشرود يرد وفيه فكيف بيوم
مقداره خمسون ألف سنة يوم يقوم الناس لرب العالمين
وأخرجه بن مردويه في التفسير من هذا الوجه
(714) بشير المعاوي هو بن أكال تقدم
(715) بشير والد رافع تقدم في بشر وقيل بضم أوله مصغرا
ذكر من اسمه بشير بالضم
(716) بشير جزم بن ماكولا بأن الثقفي بالضم وقيل في والد رافع أنه بالضم
أيضا ولم يثبت وكذلك بشير بن الحارث
الباء بعدها الصاد
(717) بصرة بن أكثم الأنصاري وقيل الخزاعي له حديث في النكاح
448

روى عنه سعيد بن المسيب أخرجه أبو داود وغيره وقيل فيه بسرة بضم أوله
والمهملة
وقيل نضلة بنون ومعجمة وقيل نضرة مثله لكن بدل اللام راء والراجح الأول
وهو المحفوظ من طريق صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب
واختلف بعض الرواة عن عبد الرزاق فيه فمنهم من قاله بالنون والضاد المعجمة
ثم قال بعضهم باللام وبعضهم بالراء وكذلك قال يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن نعيم عن
سعيد نضرة بالنون والمعجمة
أخرجه بن منده وغيره وروي عن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه على الشك
بصرة أو نضرة بالموحدة والمهملة أو بالنون والمعجمة ورواه بن منده من طريقه فقال
بسرة بموحدة وسين مهملة وقال في نسبه الغفاري أو الكندي والراوي له عن محمد
ضعيف جدا وهو إسحاق بن أبي فروة
وأورد الطبراني حديثه المذكور في النكاح في ترجمة بصرة بن أبي بصرة الغفاري
المذكور بعده
وذكر بن الكلبي في أولاد أكثم بن أبي الجون معبدا وبنتا يقال لها جلدية
فيحتمل أن يكون بصرة هو صاحب هذا الحديث إن كان الذي قال بن أكثم بن الخزاعي
ضبطه
(718) بصرة بن أبي بصرة الغفاري له ولأبيه صحبة معدود فيمن نزل مصر
أخرج مالك وأصحاب السنن حديثه وإسناده صحيح
وقال بن حبان يقال إن له صحبة وإنما عرض القول فيه للاختلاف في الحديث
المروي عنه هل هو عنه أو عن أبيه
الباء بعدها العين
(719) الله تعالى بعجة بن زيد الجذامي تقدم خبره في ترجمة أخيه برذع وله ذكر في
ترجمة أنيف بن ملة
449

الباء بعدها الغين
(720) بغيض بن حبيب بن مروان بن عامر بن ضبارى بن حجية بن كابية بن
حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي المازني
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه حبيبا ذكره هشام بن الكلبي
الباء بعدها القاف
(721) بقيلة الأكبر الأشجعي من بني بكر بن أشجع يكنى أبا المنهال وهو بقاف
مصغر ذكره الآمدي في حرف الموحدة فقال يقال إنه أمد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويقال هو
صاحب الخيل يوم أحد يعني خيل أشجع ويقال بل صاحب الخيل مسعر الأشجعي
وكان بقيلة سيدا كبيرا شاعرا وهو القائل وكتب بها إلى عمر بن الخطاب من غزاة
له
الا أبلغ أبا حفص رسولا فدى لك من أخي ثقة إزاري
قلائصنا هداك الله إنا شغلنا عنكم زمن الحصار
وستأتي القصة في ترجمة جعدة السلمي إن شاء الله تعالى
ومن شعر بقيلة المذكور
البس قريبك إن اطماره خلقت * ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا
فإن أشعر بيت أنت قائله * بيت يقال إذا أنشدته صدقا
وإنما الشعر لب المرء بعرضه * على المجالس إن كيسا وإن حمقا
وقال عمر بن شبة في أخبار المدينة وقال بقيلة بن المنهال الأشجعي وكان ممن
شهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص ومن الناس من يقول نفيلة يعني بنون وفاء وأنشد
له شعرا يتشوق فيه إلى المدينة
وقال الزبير بن بكار في الموفقيات بعد أن أنشد له شعرا قال وسمعت العتبي
يصحفه فيقول نفيلة بالنون
450

الباء بعدها الكاف
(722) بكر بن أمية الضمري أخو عمرو يأتي نسبه في ترجمة أخيه
ذكره بن حبان والبخاري وابن السكن في الصحابة
وقال أبو حاتم له صحبة وقال بن حبان حديثه عند بن أخيه الفضل بن عمرو بن
أمية
قلت ووقع لي حديثه في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا
وفي الموفقيات من طريق محمد بن إسحاق حدثني الحسن بن الفضل بن الحسن
بن عمرو بن أمية عن أبيه عن عمه بكر بن أمية قال كان في بلاد بني ضمرة جار من
جهينة في أول الاسلام ونحن إذ ذاك على شركنا فذكر قصة الجهني مع ريشة المحاربي
وظلمه له ودعاء الجهني عليه
وأخرجه الجماعة كلهم من طريق بن إسحاق ولا يعرف الا بهذا الاسناد وأحسبه
منقطعا لان بكر بن أمية عم والد الفضل ولم يأت من طريقه الا معنعنا
(723) بكر بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف
بن عذرة بن زيد اللات الكلبي كان اسمه عبد عمرو فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بكرا ذكره بن الكلبي
وأخرج بن منده من طريق هشام بن الكلبي قال حدثنا الحارث بن عمرو وغيره
قال قال عبد عمرو بن جبلة كان لنا صنم يقال له عير وكانوا يعظمونه قال فعبرنا
عنده فسمعت صوتا يقول يا بكر بن جبلة تعرفون محمدا فذكر الحديث وفيه قصة
إسلامه كذا أخرجه بن منده مختصرا
وقد أشار المرزباني إلى قصته وأنشد له شعرا فمنه
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى فأصبحت بعد الجحد لله مؤمنا
451

ومن ولد أخيه سعيد بن الأبرش الكلبي الأمير المشهور في دولة بني مروان وهو
سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة
(724) بكر بن الحارث الأنماري أبو المنقعة ويقال أبو منقيعة
ذكره الترمذي وابن شاهين في الصحابة وأبو بكر بن عيسى البغدادي فيمن نزل
حمص من الصحابة وقال سألت عبد الله بن عبد الرحمن المخرمي عن اسم أبي المنقعة
فقال أخبرني جابر بن النمر بن حبيب وأنس بن خالد أن اسم أبي منقيعة بكر بن الحارث
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي نسخة بكر بن الحباب وقال وكنيته أبو عبد السميع استدركه بن الدباغ
وابن الأمين وابن فتحون
وذكره بن قانع فسماه أيضا بكر بن الحارث ثم أخرج حديثه من طريق كليب بن
منقعة عن جده أنه قال يا رسول الله من أبر قال أمك الحديث
(725) بكر بن حارثة الجهني ذكره الدولابي وروي من طريق الحسن بن بشر عن
أبيه بشر بن مالك عن أبيه مالك بن ناقد عن أبيه ناقد بن مالك الجهني حدثني بكر بن
حارثة الجهني قال كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون فذكر
حديثا في نزول قوله تعالى * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ) * قال
فأدناني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرجه بن منده وأخرج المعمري عن إسحاق بن إبراهيم الرملي عن الحسن
عن بشر بهذا الاسناد إلى بكر بن حارثة الجهني أنه قاتل المشركين فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أي شئ صنعت اليوم يا بكر فقلت بربرتهم بالقنا بريرة جيدة فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم
البربير
وسيأتي في ترجمة الحارث بن يزيد أن سبب نزول هذه الآية قصتة مع عياش بن أبي
ربيعة
(726) بكر بن حبيب الحنفي
452

ذكره أبو نعيم وقال كان اسمه بربرا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بكرا واستدركه أبو موسى
وقد ترجم له الطبراني ولم يذكر له حديثا
(727) بكر بن حذلم الأسدي قال بن عساكر في ترجمة ابنه عبد الله بن بكر بن
حذلم يقال أن لأبيه صحبة
(728) بكر بن الشداخ الليثي ويقال له بكير تقدم ذكره في ترجمة أشعث
وروى بن منده من طريق أبي بكر الهذلي عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن
شداخ الليثي كان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فلما احتلم أعلم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فدعا
له
وذكر هشام بن الكلبي هذه القصة في كتاب النسب لكن قال بكير بن شداد بن عامر
بن الملوح بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثي فذكر القصة
المذكورة ثم قال وهو فارس اطلال الذي عناه الشماخ بقوله
وغيبت عن خيل بموقان أسلمت بكير بني الشداخ فارس اطلال
واطلال اسم فرسه وله معها قصة ذكرها سيف بن عمر في الفتوح وذلك أن
سعد بن أبي وقاص استعمله على قومه حين دخلوا العراق فلما أرادوا أن يخوضوا دلجة
تهيب الناس دخول الماء فقال بكير ثبي اطلال فقالت وثبا وسورة البقرة
ولبكر مع سعد أخبار كثيرة ذكرها سيف وغيره ولكن قال في بعضها بكر بن
عبد الله ويحتمل أن يكون بكر بن عبد الله الليثي آخر
والظاهر أن الهذلي نسبه إلى جده الاعلى وهو الشداخ وابن الكلبي يرجع إليه في
النسب وهو الذي فتح موقان وجهه إليها سراقة بن عمرو
453

(729) بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري ذكره بن منده وأخرج من طريق
إسماعيل بن عياش عن سليم بن عمرو الأنصاري عن بكر بن عبد الله بن ربيع الأنصاري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا أولادكم السباحة والرماية الحديث
وإسماعيل يضعف في غير أهل بلده وهذا منه وشيخه غير معروف ولم يذكر بكر
أنه سمعه فأخشى أن يكون مرسلا
(730) بكر بن مبشر بن جبر الأنصاري الأوسي قال أبو حاتم له صحبة وكذا
قال بن حبان وزاد عداده في أهل المدينة
وقال بن السكن له حديث واحد بإسناد صالح
وأخرجه الحاكم في مستدركه وأبو داود والبخاري في تاريخه والباوردي
وقال بن القطان لم يرو عنه الا إسحاق بن سالم وإسحاق لا يعرف
(731) بكير بالتصغير هو بن شداد المعروف بابن الشداخ تقدم
الباء بعدها اللام
(732) بلال بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري الخزرجي ذكره العدوي في الأنساب
وقال صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه بليل
(733) بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح قيل هو اسم أبي ليلى الآتي في الكنى في الكنى
ونسبه في التجريد لابن الدباغ وحده
(734) بلال بن الحارث بن عصم بن سعيد بن قرة بن خلاوة بالخاء المعجمة
454

المفتوحة بن ثعلبة بن ثور أبو عبد الرحمن المزني من أهل المدينة أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم
العقيق وكان صاحب لوا مزينة يوم الفتح وكان يسكن وراء المدينة ثم تحول إلى
البصرة
أحاديثه في السنن وصحيحي بن خزيمة وابن حبان
قال المدائني وغيره مات سنة ستين وله ثمانون سنة
(735) بلال بن الحارث بن بجير أحد بني مرة
ذكره بن شاهين في أثناء ترجمة بلال بن الحارث المزني وهو غيره قال بن شاهين
حدثنا عمر بن الحسن حدثنا المنذر حدثنا حسين بن محمد حدثني أبو عبد الرحمن
حدثني يحيى بن عطية عن أبيه وسميع بن يزيد عن أبيه عن مشيخة بني شقرة
قالوا قدم بلال بن الحارث بن بجير أحد بني مرة وهو أحد الأيدين فاقطعه النبي صلى الله عليه وسلم
(736) بلال بن رباح الحبشي المؤذن وهو بلال بن حمامة وهي أمة
اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد فأعتقه فلزم
النبي صلى الله عليه وسلم وأذن له وشهد معه جميع المشاهد وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن
الجراح ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدا إلى أن مات بالشام
قال أبو نعيم كان ترب أبي بكر وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وسلم
455

وروى أبو إسحاق الجوزجاني في تاريخه من طريق منصور عن مجاهد قال قال
عمار كل قد قال ما أرادوا يعني المشركين غير بلال
ومناقبه كثيرة مشهورة قال بن إسحاق كان لبعض بني جمح مولد من مولديهم
واسم أمه حمامة وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في
بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره ثم يقول لا يزال على ذلك حتى يموت
أو يكفر بمحمد فيقول وهو في ذلك أحد أحد فمر به أبو بكر فاشتراه منه بعبد له أسود
جلد
قال البخاري مات بالشام زمن عمر
وقال بن بكير مات في طاعون عمواس وقال عمرو بن علي مات سنة عشرين
وقال بن زبر مات بداريا وفي المعرفة لابن منده أنه دفن بحلب
(737) بلال بن سعد ذكره بن حزم في الصحابة الذين أخرج لهم بقي بن مخلد
وينبغي أن ينظر في إسناده فإني أخشى أن يكون هو بلال بن سعد التابعي المعروف
الشامي
(738) بلال بن مالك المزني ذكره أبو عمر قال بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني
كنانة سنة خمس من الهجرة فأشعروا به فلم يصب منهم الا فرسا واحدا
قلت ينبغي أن يحرر لئلا يكون هو بلال بن الحارث الذي تقدم
(739) بلال الأنصاري قال أبو عمر لم ينسب ولاه عمر عمان ثم عزله وضمها إلى
456

عثمان بن أبي العاص قال وخبره بذلك مشهور
(740) بلال الفزاري ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
الاسلام بدا غريبا قال وسمعت أبي يقول هو مجهول
(741) بلز ويقال برز يقال هو اسم والد أبي العشراء
(742) بلعام قين كان بمكة روى بن أبي حاتم في التفسير وابن مردويه من
طريق مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف عن مجاهد عن بن عباس قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان أعجمي اللسان فكان المشركون يرون رسول
الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا إنما يتعلم من بلعام فأنزل الله تعالى
* (يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه) * الآية
وسيأتي في ترجمة مولى الحضرمي شئ من هذا
ورواه بن أبي حاتم من طريق السدي قال كانوا إذا رأوه دخل على عبد بن
الحضرمي يقال له أبو اليسر وكان نصرانيا فذكر نحوه ولم يذكر ما يدل على إسلامه
بخلاف الأول
وسيأتي في الجيم في جبر حكاية الخلاف في اسمه إن شاء الله تعالى
(743) بلقوم الرومي النجار الذي بنى الكعبة لقريش قبل البعثة وسماه بن
شهاب في قصة بناء قريش الكعبة
أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة عن إبراهيم بن المنذر عن بن وهب عن يونس
457

عنه وليس فيه أنه أسلم لكن قيل في النجار الذي صنع المنبر أنه هو الذي بنى الكعبة
وسمي في تلك الرواية بأقوم بالألف بدل اللام وقد تقدم ذكره في أول هذا الحرف فالله
أعلم
(744) بليح بن مخشي ذكره المرزباني في معجم الشعراء في حرف الموحدة
وأنشد له شعرا يدل على أن له صحبة فمنه
نصرنا النبي بأسيافنا نكر بمكة نستبشر
بأمر الاله وامر النبي وما فوق أمريهما مأمر
(745) بليع الأرض هو خبيب بن عدي الأنصاري يأتي في الخاء المعجمة
(746) بليل مصغرا بن بلال بن أحيحة وقيل بلال بن بليل الأنصاري أخو
أبي ليلى والد عبد الرحمن
ذكره خليفة فيمن نزل الكوفة من الصحابة وقال العدوي شهد أحدا وما بعدها هو
وأخوه عمران
وقيل هو اسم أبي ليلى والذي جزم به بن الكلبي أن اسم أبي ليلى داود وقيل
بلال بن بليل وقيل غير ذلك
الباء بعدها النون
(747) بنة الجهني بنون بعد الموحدة مفتوحة ثقيلة روى حديثه بن لهيعة عن
أبي الزبير عن جابر عنه في النهي عن تعاطي السيف مسلولا قال البغوي لا أعلمه روى
الا هذا ولا حدث به الا بن لهيعة
قلت تابعه رشدين بن سعد فرواه عن أبي عمرو التجيبي وابن لهيعة جميعا عن أبي
الزبير أخرجه أبو نعيم وخالفه حماد بن سلمة فلم يذكر بنة في إسناده
واختلف في ضبطه فذكره الأكثر بالموحدة وذكره بن السكن في الياء الأخيرة بدل
الموحدة وذكر عباس الدوري عن بن معين أنه قال هو نبيه يعني بضم النون ثم
458

الموحدة مصغرا وهذه رواية بن وهب والله أعلم
الباء بعدها الهاء
(748) بهزاد أبو مالك هكذا ترجم له أبو موسى عن عبدان المروزي ثم أخرج
من طريق مسلم بن عبد الرحمن عن يوسف بن مالك بن بهزاد عن جده قال خطبنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر الناس احفظوني في أبي بكر الحديث
قال بن عبد البر لا يعرف الا من هذا الوجه
قلت في إسناده جعفر بن عبد الواحد وهو الهاشمي وقد اتهموه بالكذب وأورده
بن قانع فقال بهزاد ثم ساقه من الوجه الذي أخرجه عبدان فقال يوسف بن ماهك بالهاء
وكذا قرأته بخط الحافظ الخطيب وعند أبي موسى في السند يوسف بن ماهك بالهاء وفي
الترجمة مالك باللام
(749) بهز القشيري ويقال البهزي ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرجوا من
طريق ثبيت وهو بالمثلثة ثم الموحدة وآخره مثناة مصغرا بن كثير الضبي عن يحيى بن
سعيد بن المسيب عن بهز قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا قال البغوي لا أعلم
روى بهز الا هذا وهو منكر
وقال بن منده رواه عباد بن يوسف عن ثبيت فقال عن القشيري بدل بهز
ورواه مخيس بن تميم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال إن سعيد بن المسيب
إنما سمعه من بهز بن حكيم فأرسله الراوي عنه فظنه بعضهم صحابيا
قلت لكن ذكر بن منده أن سليمان بن سلمة الجنائزي رواه عن اليمان بن عدي
فقال عن ثبيت عن يحيى عن سعيد عن معاوية القشيري فعلى هذا لعل سعيدا سمعه
من معاوية جد بهز بن حكيم فقال مرة عن بهز فسقط لفظ جد من بعض الرواة وفي
الجملة هو كما قال بن عبد البر إسناده مضطرب ليس بالقائم
(750) بهلول بن ذؤيب النباش جاء ذكره في حديث لم يثبت ذكر أبو موسى
459

أنه روى بإسناد غير متصل عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال دخل معاذ بن جبل
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن بالباب شابا يبكي على شبابه وهو يستأذن فدخل فقال ما
يبكيك قال إني ركبت ذنوبا إن أخذت ببعضها خلدت في جهنم فذكر الحديث في
اعترافه بأنه كان ينبش القبور وفيه فجعل ينادي يا سيدي ومولاي هذا بهلول بن ذؤيب
مغلولا مسلسلا معترفا بذنوبه قال فذكره بطوله في نحو ورقتين
قلت حكم عليه بعض الحفاظ بالوضع لكن ذكر أبو موسى أن أبا الشيخ أخرج عن
إسحاق بن إبراهيم عن سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري نحوا منه
مرسلا ولم يسم الرجل وذكره أبو سعد النيسابوري في كتاب الأسباب الداعية إلى التوبة
(751) بهير بالتصغير آخره راء أبو الهيثم الأنصاري الحارثي ذكره بن إسحاق
فيمن شهد العقبة وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة وزاد أنه شهد أحدا وكذا ذكره
الطبري وقال إن أوله نون
(752) بهيس بن سلمى التميمي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لمسلم
من مال أخيه الا ما أعطاه عن طيب نفس منه كذا أخرجه أبو عمر مختصرا
الباء بعدها الواو
(753) بولا غير منسوب ذكره عبدان في الصحابة وروى من طريق خطاب بن
محمد بن بولا عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والطعام الحار
الحديث إسناده مجهول
هكذا أورده أبو موسى في الموحدة وقد ذكره عبد الغني بن سعيد في المؤتلف
فقال إنه بالمثناة الفوقانية كذا قرأته بخط مغلطاي ولم أره في المشتبه وإنما فيه
عبد الله بن بولا عن عثمان وعنه أبو حازم وهو بالمثناة الفوقانية
وقد صحفه بن قانع فقال في الصحابة بولا والد عبد الله ثم روى من طريق
460

عبد العزيز بن أبي حازم عن عبد الله بن بولا عن أبيه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى
الجبل الأحمر فرأى شاة ميتة فأخذنا بآنافنا الحديث وفيه للدنيا أهون على الله من
هذه على أهلها ذكره بن قانع في الموحدة فصحفه وأخطأ في إسناده فإن الصواب
عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عبد الله بن بولا ليس فيه عن أبيه والله أعلم
الباء بعدها الياء
(754) بيحرة بمهملة مفتوحة قبلها ياء تحتانية ساكنة بن عامر
قال بن حبان في الصحابة وفد النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن السكن له صحبة وحديث
واحد
قلت أخرجه هو والطبراني وغيرهما من طريق المنذر العصري أنه سمع بيحرة بن
عامر يقول أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا وسألناه أن يضع عنا العتمة فقلنا إنا نشتغل
بحلب إبلنا فقال إنكم إن شاء الله ستحلبون وتصلون
قال أبو نعيم تفرد به يحيى بن راشد عن الرحال بن المنذر عن أبيه
قلت يحيى ضعيف وصحف أبو عمر اسمه فقال بحراة فكأنه كتبه من حفظه
فإني رايته في نسخة من كتاب بن السكن مضبوطا مجودا كما حكيته أولا
وحكى بن منده أنه يقال فيه أيضا بحرة قال وعداده في اعراب البصرة ثم إني أظن
هذا من عبد القيس فأما تسميته بيحرة بن فراس بن عبد الله بن سلمة بن كعب بن قشير
القشيري فذكره بن الكلبي أنه نخس برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته فلعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غير
هذا ولم أر من ذكره في الصحابة فالظاهر أنه لم يسلم
وسيأتي خبره بذلك خبره في ترجمة ضباعة من كتاب النساء إن شاء الله تعالى ثم رأيت
في كتاب بن السكن في ترجمة صاحب الترجمة أنه أزدي
461

القسم الثاني
من حرف الباء
في ذكر من له رؤية
الباء بعدها الشين
(755) بشير بن أبي مسعود الأنصاري البدري ذكره بن منده وأخرج من طريق أبي
داود الطيالسي عن أيوب بن عتبة عن بن حزم الأنصاري أن عروة أخبره حدثني أبو
مسعود أو بشير بن أبي مسعود وكلاهما قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في المواقيت
وكذلك أخرجه على بن عبد العزيز في مسنده عن أحمد بن يونس عن أيوب بن
عتبة وقال فيه وكلاهما قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو من تخليط أيوب بن عتبة وإنما رواه
عروة عن بشير بن أبي مسعود عن أبيه كما هو في الصحيحين وغيرهما
وروى بن منده من طريق سعيد بن عبد العزيز عن بن حلبس عن بشير بن أبي
مسعود وكان من الصحابة ومن طريق مسعر عن ثابت بن عبيد قال رأيت بشير بن أبي
مسعود وكانت له صحبة
قلت والضمير في هذين الطريقين يحتمل أن يعود على أبي مسعود ورويناه في
الخبر الثالث من فوائد أبي العباس الأصم قال حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا
سعيد بن عبد العزيز عن بن حلبس قال قال بشير بن أبي مسعود وكان من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الله وعليكم بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على
ضلالة
والحديث موقوف فلو كان هذا محفوظا لكان بشير صحابيا لا محالة لكن عندي أنه
سقط منه قوله عن أبيه لان هذا الكلام محفوظ من قول أبي مسعود أخرجه الحاكم
وغيره من طرق عنه والله أعلم
وبشير جزم البخاري والعجلي ومسلم وأبو حاتم وغيرهم بأنه تابعي وقيل إنه ولد
في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقيل بل ولد بعده ذكر ذلك بن خلفون
وقد جزم بن عبد البر في التمهيد بأنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
(756) بشير بن فديك يكنى أبا صالح قال بن السكن يقال له صحبة وإنما
462

الصحبة لأبيه وقال بن منده له رؤية ولأبيه صحبة وذكره بن حبان في الصحابة وقال
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
حديثه عند ولده قال البغوي بلغي عن فديك بن سليمان عن الأوزاعي عن
الزهري عن صالح بن بشير بن فديك أن أباه قال قلت يا رسول الله أنه من لم يهاجر
هلك فقال أقم الصلاة الحديث
وأخرجه الباوردي من هذا الوجه لكنه وهم فقد رواه البغوي وابن حبان من طريق
الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير عن أبيه أن فديكا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله فذكر الحديث
ورواه بن منده من وجه آخر عن الزبيدي فقال عن صالح عن أبيه قال جاء
فديك فظهر أن قوله في الرواية الأولى إن أباه إنما يعني به فديك فهو أبوه على المجاز
لأنه جده وكل من ذكره من الصحابة تمسك بالرواية الأولى والزبيدي أثبت في الزهري
من غيره وحديثه هو الصواب ولولا أن بن منده جزم بان له رؤية لكان الأولى به القسم
الرابع
القسم الثالث
من حرف الباء
في ذكر من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع به سواء
أسلم في حياته أم بعده
الباء بعدها الألف
(757) بأبويه الفارسي الكاتب قال بن أبي الدنيا في دلائل النبوة حدثنا أحمد بن
محمد بن أيوب حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن حذافة إلى كسرى بكتابه يدعوه إلى الاسلام فلما قراه شقق كتابه ثم كتب إلى
عامله على اليمن باذان أن ابعث إلى هذا الرجل برجلين جلدين فليأتياني به فبعث باذان
قهرمانة بأبويه وكان كاتبا حاسبا وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خسرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى وقال لبابويه ويلك انظر إلى الرجل ما هو وائتني
بخبره فقدما الطائف ثم قدما المدينة فكلمه بأبويه إن شاهنشاه كسرى كتب إلى الملك
463

باذان يأمره أن يبعث إليه من يأتيه بك فإن أجبت كتبت معك ما ينفعك عنده وإن أبيت فإنه
مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك
فقال لهما ارجعا حتى تأتياني غدا فأوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سلط على كسرى
ولده فقتله في ساعة كذا من ليلة كذا من شهر كذا
فلما أصبحا أخبرهما بذلك فقالا نكتب بذلك عنك إلى باذان قال نعم وقولا
له إن أسلمت أقرك على ملكك ثم أعطي خسرة منطقة فيها ذهب وفضة فرجعا إلى باذان
فأخبراه الخبر فقال ما هذا بكلام ملك ولئن كان ما قال حقا فإنه لنبي مرسل فلم يلبث
أن قدم عليه كتاب شيرويه يخبره بقتل كسرى ويأمره بأخذ الطاعة ممن قبله ولا يتعرض
للرجل الذي كتب إليك كسرى في أمره قال فأسلم باذان وأسلمت الأبناء من فارس ممن
كان منهم باليمن
وكان بأبويه قد قال لباذان ما علمت أحدا كان أهيب عندي منه
وأخرج بن أبي الدنيا عن علي بن الجعد عن أبي معشر عن سعيد المقبري
مختصرا جدا ولم يسم خسرة ولا بأبويه
(758) باب بموحدتين بن ذي الجرة بكسر الجيم الحميري من الفرسان
المشهورين شهد مع أبي موسى الأشعري سنة تسع عشرة فتح تستر وأرسله في أربعين
رجلا إلى قلعة دستمولى فطرقها ليلا فوجد الحرس سكارى والباب مفتوحا فهجموا
عليهم فقتلوهم فنذروا بهم فالتقى ذو الرتاق أمير القلعة بباب بن ذي الجرة فاعتنقه باب
ليصرعه فعضه فقطع أصبعه فلم يفلته حتى صرعه وقتله وحوى ما في القلعة ذكره
المدائني وسيأتي مزيد في ذكره فيمن اسمه عبد الرحمن
(759) باذان آخره نون ويقال ميم الفارسي من الأبناء الذي بعثهم كسرى
إلى اليمن وكان ملك اليمن في زمانه وأسلم باذان لما هلك كسرى وبعث بإسلامه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فاستعمله على بلاده ثم مات فاستعمل ابنه شهر بن باذان على بعض عمله ذكر
ذلك بن إسحاق وابن هشام والواقدي والطبري وذكره في الصحابة الباوردي وغيره
وسيأتي له ذكر في ترجمة جد جميرة في حرف الجيم واخباره مذكورة في التاريخ
والسير
464

قال الثعلبي هو أول من أسلم من ملوك العجم وأول من أمر في الاسلام على
اليمن وقال الفاكهي حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا علي بن عاصم حدثنا داود
عن الشعبي قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى فمزق كتابه وكتب إلى باذان أرسل إليه من
يأمره بالرجوع إلى دين قومه فإن أبي فقاتله فذكر الحديث وفيه قال فخرج باذان من
اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلحقه العنسي الكذاب فقتله
الباء بعدها الجيم
(760) بجاد بن قيس بن مسعود بن ذي الحدين له إدراك وله ولد يقال له مسعود
وكان شريفا بالكوفة وهو الذي كان يخفر الرواحل وهي إبل كانت تعلف للتجار في زمن
الحجاج بالكوفة فأغار عليها شبيب بن عمرو بن كعب في قصة ذكرها بن الكلبي أشرت
إليها في عمرو بن كعب
(761) بجالة بن عبدة التميمي العنبري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وكان كاتبا
لجزء بن معاوية في خلافة عمر ثبت ذلك في الجزية من صحيح البخاري
وبجالة بفتح أوله وتخفيف الجيم وأبوه بفتحتين غلى الصحيح
(762) بجر بن الحارث بن امرئ القيس بن زهير بن جناب الكلبي ذكره أبو
مخنف لوط بن يحيى في المعمرين وقال عاش مائة سنة وستين سنة وأدرك الاسلام
وهو القائل
من عاش خمسين عاما بعدها مائة من السنين وأضحى بعد ينتظر
وصار في البيت مثل الحلس مطرحا لا يستشار ولا يعطي ولا يذر
مل المعاشر قبل الأقربين له طول الحياة وشر العيشة الكبر
465

(763) بجير بالجيم مصغرا بن الحصين الثعلبي أحد بني ناشب بن سبد بن
رزام بن مازن بن ثعلبة ذكره أبو القاسم الآمدي وقال شاعر مخضرم وكان أحد
الفرسان في الجاهلية
(764) بجير بن الحويرث بن نقيد بن بحير بن قصي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ويلم ولم
يرو عنه وروى عن أبي بكر الصديق قاله البلاذري وإنه بخط مغلطاي
(765) بجير بفتح أوله وكسر المهملة بن ريسان بفتح الراء بعدها تحتانية ساكنة
ثم مهملة الكلاعي اليماني كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه
وسيأتي ذلك في ترجمة الحارث بن عبد كلال ولبجير ذرية بمصر لهم ذكر في
تاريخها
الباء بعدها الدال
(766) بدر بن عامر الهذلي ذكر أبو الفرج الأصبهاني أنه شاعر مخضرم وأسلم في
عهد عمر نزل هو وابن عمه مصر وأورد له في ذلك أشعارا
الباء بعدها الراء
(767) برد بن حارثة اليشكري له ذكر في وقعة ذي قار التي كانت بين الفرس والعرب
وانتصرت فيها العرب وفي القصة أن برد بن حارثة اليشكري بارز يومئذ الهامرز أمير الفرس
فقتله ثم قتل برد المذكور مسيلمة باليمامة وقتل ابنه شبيبا مسلمين
الباء بعدها الشين
(768) بشار بن عدي بن عمرو بن سويد الطائي ثم المعنى أدرك الجاهلية والاسلام
وهو القائل
تركت الشعر واستبدلت منه كتاب الله ليس له شريك
وودعت المدامة والندامى إذا داعي منادي الصبح ديك
ذكره الرشاطي عن بن دريد
466

(769) بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمير بن عامر بن رابية بن مالك بن
واهب بن جليحة بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن خلف بن أقيل بن أنمار الخثعمي
قال بن الكلبي اختط بالكوفة وخطته بها يقال لها جبانة بشر بالكوفة وشهد القادسية
وهو القائل
أنخت بباب القادسية ناقتي وسعد بن وقاص علي أمير
وقد تقدم في القسم الأول بشر الجثعمي ويقال الغنوي وأنه وقع في بعض الروايات
بشر بن ربيعة الخثعمي فيحتمل أن يكون هذا
(770) بشر بن ربيعة وهو بشر بن أبي رهم الجهني صاحب جبانة بشر بالكوفة
وهو بضم أوله وسكون المهملة ضبطه الأمير وقال هو بشر بن أبي رهم وذكر أنه شهد
اليمامة وذكره المرزباني في معجمه كما صدرت به وقال كان أحد الفرسان وهو القائل
لعمر بن الخطاب بعد وقعة القادسية
تذكر هداك الله وقع سيوفنا بباب قديس والقلوب تطير
إذا ما فرغنا من قراع كتيبة دلفنا لأخرى كالجبال تسير
يقول فيها
وعند أمير المؤمنين نوافل وعند المثنى فضة وحرير
وذكر أبو عبيدة عن يونس وأبي الخطاب أن سبب هذا الشعر أن سعدا قسم غنيمة
فبقيت بقية فكتب إليه عمر فضها على حملة القرآن فجاءه عمرو بن معد يكرب فقال ما
معك من كتاب الله قال شغلت بالجهاد عن حفظه فقال مالك في هذا نصيب فجاءه
467

بشر الخثعمي فقال ما معك قال بسم الله الرحمن الرحيم فلم يعطه شيئا فقال الشعر
المذكور وقال عمرو شعرا آخر فكتب سعد بذلك إلى عمر فقال اعطهما بسبب
بلائهما فأعطى كل واحد ألفين
وقال دعبل في طبقات الشعراء بشر الخثعمي صاحب جبانة بشر يقول لعمر فذكر
البيتين الأولين وبعده
غداة يود القوم لو أن بعضهم يعار جناحي طائر فيطير
قال وكان سعد بن أبي وقاص حين اجتبى الخراج فضلت فضلة فكاتب عمر فأمره
أن يفرقها في قراء القرآن ففعل فلما كان العام الماضي كتب إلى عمر إنهم كانوا سبعة
فصاروا الآن سبعين فكتب إليه فرقها في أهل البلاء والنكاية في العدو فكتب بشر
الخثعمي إلى عمر بهذا الشعر فكتب إلى سعد أن ألحقه بأهل البلاء وقدمه ففعل
(771) بشر بن رديح أو ذريح بن الحارث بن ربيعة بن غنم بن عائد الثعلبي استشهد
يوم جسر أبي عبيد في خلافة عمر وكان أبوه إذ ذاك حيا وهو شيخ كبير
ذكر ذلك المرزباني قال وكان بشر يدعني الحتات بمهملة ومثناتين الأولى مثقلة
لقوله
ومشهد أبطال شهدت كأنما أحتهم بالمشرفي المهند
(772) بشر بن شبر بفتح المعجمة وسكون الموحدة روي الخطيب من طريق
الحسين بن الرماس الهمداني قال أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر
منهم بشر بن شبر
(773) بشر بن عامر بن مالك العامري أبو عمر بن أبي براء ولد ملاعب الأسنة
وسيأتي ذكر أبيه وأنه مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وابنه هذا له إدراك وعاش إلى أن تزوج
مروان بن الحكم بنته فولد له منها بشر بن مروان الذي ولى الكوفة لأخيه عبد الملك
ذكر ذلك المدائني والزبير بن بكار وغيرهما
468

(774) بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن عم لبيد بن ربيعة الشاعر له
إدراك ولأبيه صحبة وكان له بن يسمى عبد الله كان له ذكر في خلافة آل مروان وهو
الذي تحمل الحمالة التي اختصم فيها هو وعبد العزيز بن زرارة الكلابي وكان عبد العزيز
رئيس أهل البادية في زمانه ذكره بن الكلبي
(775) بشر بن قحيف ذكره بن منده في الصحابة فقال لا أعرف له صحبة ولا
رؤية وذكره البخاري في التابعين وقال أبو نعيم ليست له صحبة وإنما ذكره أحمد بن
سيار في الصحابة لحديث رواه من طريق محمد بن جابر عن سماك عنه قال كنت
أشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينصرف حيث كان وجهه وهذا إنما رواه سماك بن حرب
عنه عن المغيرة بن شعبة والوهم فيه من محمد بن جابر
وقد ذكره بن حبان في ثقات التابعين وابن أبي حاتم فقال روى عن عمر والمغيرة
بن شعبة
وقال بن سعد حدثنا يزيد عن شعبة عن سماك عن بشر بن قحيف قال أتيت
عمر بن الخطاب فقلت أتيتك لأبايعك فقال أليس قد بايعت أميري قلت بلى قال
فإذا بايعت أميري فقد بايعتني هذا إسناد صحيح وهو يدل على أنه لا صحبة له الا أن له
ادراكا ووفد في أيام عمر فدل على أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كبيرا
(776) بشر بن قطبة بن سنان بن الحارث بن جدعان بن نوفل بن فقعس الأسدي
الفقعسي ويقال هو بشر بن الحارث وقطبة اسم أمه وهي بنت سنان شاعر فارس
مخضرم شهد اليمامة في عهد أبي بكر مع خالد بن الوليد وقال في ذلك
أروح وأغدو في كتيبة خالد على شطبة قد ضمها الغزو خيفق
في أبيات ذكرها المرزباني
وذكره الزبير بن بكار في ترجمة خالد فقال وجدت كتابا بخط الضحاك فيه
قال بشر بن قطبة وساق نسبه إلى الحارث وكمله فقال بن جدعان بن نوفل بن فقعس
469

وفيه قال بشر بن قطبة يوم عقرباء بالعرض من اليمامة وهو مع خالد بن الوليد فذكر
الشعر وفيه
إذا قال سيف الله كروا عليهم كررنا * ولم نحفل وصاه المعوق
أقول لنفسي بعد ما رق بالها * رويدك لما تشققن حين تشقق
وكوني مع الراعي وصاه محمد * وإن كذبت نفس المنافق فاصدقي
(777) بشر بن قيس له إدراك قال عبد الرزاق عن الثوري عن زياد بن علاقة عن
بشر بن قيس قال كنا عند عمر في رمضان فأفطرنا ثم ظهر أن الشمس لم تغرب فقال
عمر من أفطر فليقض يوما مكانه إسناده صحيح
(778) بشير بن ثور العجلي ذكره أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام وقال كان
من أشراف بني عجل ومن فرسان المثنى بن حارثة وكان أشار على خالد بن الوليد لن
يستمر مقيما بالعراق فحالفه ورحل إلى الشام في قصة طويلة
(779) بشير بوزن عظيم بن كعب بن أبي الحميري أحد الامراء باليرموك ذكر
سيف في الفتوح بأسانيده أن أبا عبيدة لما رحل من اليرموك فنزل على دمشق خلف
باليرموك بشير بن كعب بن أبي الحميري في خيل فذكر قصة مطولة وهذا مخضرم لا شك
فيه أما بشير بن كعب العدوي فتابعي بصري يروي عن عمران بن حصين وغيره وحديثه
في الصحيحين وهو بضم أوله
وقد أورد بن عساكر القصة الأولى في ترجمته وتبعه المزي في التهذيب وفيه
نظر وقد ذكر بن فتحون في ذيل الاستيعاب الأول فيمن اسمه بشير بفتح أوله والله
أعلم
الباء بعدها الطاء
(780) البطين بن عبد الله الحنفي أحد من أسلم من بني حنيفة وثبت على إسلامه بعد وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم ذكره وثيمة بن الفرات في كتاب الردة في قصة لخالد بن الوليد مع مجاعة
470

الباء بعدها الغين (781) بغيض بن شماس بن لأي بن شماس بن جعفر يأتي ذكره في الذي بعده
(782) بغيض بن عامر بن شماس بن لأي بن أنف الناقة جعفر بن قريع بن عوف بن
كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي كان من رؤساء بني تميم في الجاهلية
وأدرك الاسلام ولم يرد في شئ من الطرق أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وله ذكر في خلافة عمر
وروى أبو الفرج الأصبهاني من طريق أبي عبد الله بن الأعرابي وأبي عبيدة ويونس
بن حبيب وغيرهم من أهل الأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم ولي الزبرقان بن بدو بن امرئ القيس بن
خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب صدقات بني تميم ثم أقره أبو بكر على عمله ثم قدم
على عمر بصدقات قومه فلقيه الحطيئة الشاعر بقرقرى ومعه أبناه أوس وسواده وبناته
وامرأته فعرفه الزبرقان فقال أين تريد قال العراق لأصادف من يكفيني عيالي
واصفيه مدحي فقال لقد لقيته قال من قال أنا قال من أنت قال الزبرقان بن
بدر فسر إلى أم بدرة وهي بنت صعصعه بن ناجية عمة الفرزدق وهي امرأة الزبرقان
بكتابي
فسار إليها فبلغ ذلك بغيض بن عامر وإخوته وبنى عمه منهم بغيض بن شماس
وعلقمة بن هوذة وشماس بن لأي والمخبل وغيرهم وكانوا ينازعون الزبرقان بن بدر
الرياسة وكانت بين الزبرقان وبين علقمة مهاجاة فدسوا إلى أم بدرة أن الزبرقان يريد أن
يتزوج بنت الحطيئة ولذلك أمرك أن تكرميه فجفته أم بدرة فأرسل بغيض وأهله إلى
الحطيئة أن ائتنا فنحن أحسن لك جوارا من الزبرقان فأطمعوه ووعدوه فتحول إليهم
فلما جاء الزبرقان بلغه الخبر فركب إليهم فقال لهم ردوا علي جاري فأبوا حتى
كاد أن يكون بينهم حرب فحضرهم أهل الحي فاصطلحوا على أن يخيروه فاختار بغيضا
ورهطه
ويقال أن الزبرقان استعدى عليهم عمر فأمرهم أن يخيروه قال فجعل الحطيئة
يمدحهم من غير أن يتعرض للزبرقان فلم يزل كذلك حتى أرسل الزبرقان إلى شاعر من
النمر بن قاسط يقال له دثار بن شيبان فهجا بغيضا وآل بيته فلما سمع الحطيئة شعر دثار
حمى لجيرانه فقال أبياته التي منها
471

ما كان ذنب بغيض لا أبا لكم * في بائس جاء يحدو آخر الناس
وهي طويلة فكان من استعداء الزبرقان عمر على الحطيئة وحبسه إياه وكان ما كان
وذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين عن الأصمعي وذكر من القصيدة قوله
ما كان ذنب بغيض أن رأى رجلا * ذا فاقة حل في مستوعر شاس
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه * لن يذهب العرف بين الله والناس
الباء بعدها العين
(783) بعاطر الأسقف يأتي ذكره في ضغاطر
الباء بعدها الكاف
(784) بكاء الراهب من أهل الشام أدرك الاسلام وشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة
ولم يذكر له وفادة
ذكر الهيثم بن عدي في الاخبار عن سعيد بن العاصي قال لما قتل أبي العاصي
بن سعيد بن العاصي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص فخرج تاجرا
إلى الشام فمكث سنة ثم قدم وكان يكثر السب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأول شئ سأل عنه
472

أن قال ما فعل محمد فقال له عمي عبد الله هو والله أعز ما كان وأعلاه أمرا فسكت أبان
ولم يسبه كما كان يسبه ثم صنع طعاما وأرسل إلى سراة بني أمية فقال لهم إني كنت
بقرية فرأيت بها راهبا يقال له بكاء لم ينزل إلى الأرض أربعين سنة فنزل يوما فاجتمعوا
ينظرون إليه فجئت فقلت له إن لي حاجة فخلا بي فقلت إني من قريش وإن رجلا
منا خرج يزعم أن الله أرسله قال ما اسمه قلت محمد قال منذ كم خرج قلت منذ
عشرين سنة قال الا أصفه لك قلت بلى قال فوصفه فما أخطأ من صفته شيئا ثم قال
لي هو والله نبي هذه الأمة والله ليظهرن ثم دخل صومعته وقال لي اقرأ عليه السلام
قال وكان ذلك في زمن الحديبية
(785) بكر بن عبد الله له ذكر في الفتوح وعقد له عمر على أذربيجان نقلته
من التاريخ المظفري
(786) بكير بن علي بن تميم بن ثعلبة بن شهاب بن لام الطائي له إدراك ولولده
مسعود ذكر بالكوفة في زمن الحجاج وكان فارسا ذكره بن الكلبي
الباء بعدها الهاء
(787) بهدل الطائي له إدراك وقتلت أمه أم قرفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعاش هو إلى أن قتل
يحيى بن جعدة بن هبيرة في زمن بن الزبير فأقيد به ذكره البلاذري في الأنساب
الباء بعدها الياء
(788) بياض بن سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي أدرك
الجاهلية ثم أسلم في عهد عمر ذكره بن عساكر في ترجمة ابنه جواس
(789) بيرح بن أسد الطاحي من أهل عمان هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده قد
مات
روى حديثه أحمد وابن أبي خيثمة وغيرهما من طريق جرير بن حازم عن الزبير بن
حريث عن أبي لبيد قال خرج رجل من أهل عمان يقال له بيرح بن أسد مهاجرا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فوجده قد مات فبينما هو في بعض الطرق لقيه عمر بن الخطاب فأدخله
على أبي بكر الصديق فذكر الحديث في فضل عمان
473

وقال الرشاطي قدم المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام وكان قد رآه كذا قال
(790) بير زطن الهندي شيخ كان في زمن الأكاسرة له خبر مشهور في حشيشة
القنب وأنه أول من أظهرها بتلك البلاد واشتهر أمرها عنه باليمن ثم أدرك هذا الشيخ
الاسلام فأسلم
ذكره الشيخ حسن بن محمد الشيرازي في كتاب السوانح عن شيخه الشيخ
جعفر بن محمد الشيرازي
القسم الرابع
من حرف الباء الموحدة
فيمن ذكر في كتب الصحابة غلطا وبيان ذلك
الباء بعدها الألف
(791) باب بن عمير ذكره العسكري في فضل من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
قلت وليست له رواية عن أحد من الصحابة وإنما روايته عند أبي داود عن بعض
التابعين
(792) باذان ملك الهند ذكر بن مفوز قال لما قتل كسرى بعث باذان بإسلامه
واسلام من معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حكاه بن هشام هكذا أورده الذهبي في التجريد بعد أن
ذكر باذان الفارسي من الأبناء وهو المذكور في القسم الثالث ولم أر من فرق بينهما قبله
وقوله ملك الهند فيه نظر والصواب ملك اليمن ثم ذكر الذهبي ثالثا فقال باذان
ملك اليمن ذكره الواقدي فيمن أسلم من أهل سبأ
قلت فهذا هو الأول قطعا
الباء بعدها الجيم
(793) بجير بن بجرة الطائي قال الذهبي في التجريد مدح النبي صلى الله عليه وسلم وفرق بينه
474

وبين بجير بن بجرة الطائي له ذكر في قتال أهل الردة وهما واحد
(794) بجير بن عبد بن الحضرمي استدركه بن فتحون وعزاه لتفسير الثعلبي وأنه
نزل فيه ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر الآية وهو
تصحيف فقد رواه عبد بن حميد في تفسيره عن يونس عن شيبان عن قتادة فقال
يحنس بياء وحاء مهملة ونون مشددة ثم سين مهملة والمشهور في اسمه جبر كما سيأتي في
حرف الجيم إن شاء الله تعالى
الباء بعدها الحاء
(795) بحراة بن عامر كذا سماه بن عبد البر والصواب بيحرة كما تقدم
(796) بحيرا الراهب ذكره بن منده وتبعه أبو نعيم وقصته معروفة في المغازي وما
أدري أدرك البعثة أم لا وقد وقع في بعض السير عن الزهري أنه كان من يهود تيماء وفي
مروج الذهب للمسعودي أنه كان نصرانيا من عبد القيس يقال له جرجيس فأما قصته
فذكر بن إسحاق في المغازي أن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم معه فلما نزل الركب بصري وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان إليه علم
النصرانية فلما نزل الركب وكانوا كثيرا ما ينزلون فلا يكلمهم فرأى بحيرا محمدا صلى الله عليه وسلم
والغمامة تظله فنزل إليهم وصنع لهم طعاما وجمعهم عنده فتخلف محمد لصغره في
رحالهم فأمرهم أن يدعوه فأحضره بعضهم فجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى
أشياء من جسده كان يجدها عنده من صفته
فلما فرغوا جعل يسأله عن أشياء من حاله وهو يخبره فيوافق ذلك ما عنده ثم نظر
إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه فأقبل على عمه فقال ارجع بابن أخيك إلى بلده
واحذر عليه من يهود فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده
ويقال إن نفرا من أهل الكتاب رأوا منه ما رأى بحيرا فأرادوه فردهم عنه بحيرا
وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته وأنهم لا يستطيعون الوصول إليه فلم
يزل بهم حتى صدقوه ورجعوا
ورجع به أبو طالب إلى بلده بعد فراغه من تجارته بالشام
وذكر أبو نعيم في الدلائل عن الواقدي وكذا هو في طبقات بن سعد عنه
475

بإسناده أنه كان له حينئذ اثنتا عشرة سنة وذكر القصة مبسوطة جدا وزاد إن أولئك النفر
كانوا من يهود
وقد وردت هذه القصة بإسناد رجاله ثقات من حديث أبي موسى الأشعري أخرجها
الترمذي وغيره ولم يسم فيها الراهب وزاد فيها لفظة منكرة وهي قوله واتبعه أبو بكر
بلالا وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن متأهلا ولا اشترى يومئذ بلالا الا أن
يحمل على أن هذه الجملة الأخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث
وفي الجملة هي وهم من أحد رواته
وأخرج بن منده من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء المتروكين
بأسانيده عن بن عباس أن أبا بكر الصديق صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمان عشرة سنة
والنبي صلى الله عليه وسلم بن عشرين وهم يريدون الشام في تجارة حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في
ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شئ فقال له من الرجل الذي
في ظل السدرة فقال محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال هذا والله نبي ما استظل
تحتها بعد عيسى بن مريم الا محمد
ووقع في قلب أبي بكر الصديق فلما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم اتبعه فهذا إن صح يحتمل أن
يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب
وفي شرف المصطفى لأبي سعيد النيسابوري أنه صلى الله عليه وسلم مر ببحيرا أيضا لما خرج في
تجارة خديجة ومعه ميسرة وأن بحيرا قال له قد عرفت العلامات فيك كلها الا خاتم النبوة
فاكشف لي عن ظهرك وأنه كشف له عن ظهره فرآه فقال أشهد أن لا آله الا الله وأشهد
انك رسول الله النبي الأمي الذي بشر به عيسى بن مريم ثم ذكر القصة مطولة جدا فالله
أعلم
وإنما ذكرته في هذا القسم لان تعريف الصحابي لا ينطبق عليه وهو مسلم لقي
النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فقولنا مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث
كهذا الرجل والله أعلم
(797) بحينة ذكره عبدان في الصحابة وأخرج عن عباس الدوري عن أبي نعيم عن
عبد السلام بن حرب عن أبي خالد عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن بحينة
قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا منتصب أصلي بعد صلاة الفجر فقال اجعلوا بينهما فصلا
476

قال أبو موسى كذا ترجمه وروى الحديث والصواب ما رواه خيثمة بن سليمان
عن السري بن يحيى عن أبي نعيم بهذا الاسناد فقال عن بن بحينة
قلت وقد بين أحمد بن حازم بن أبي عروة في مسنده الواهم فيه فأخرجه عن أبي
نعيم كما رواه عباس سواء ثم قال بعده قال لنا أبو نعيم إنما هو بن بجينة ولكن كذا
قال لنا يعني عبد السلام قال أبو موسى وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبن ثوبان
على الصواب ثم ساقه من مسند أحمد كذلك
(798) بحيرة بن عامر حكى بن قانع أن بعضهم صحف بحيرة فقال بحيرة
والصواب بيحرة كما تقدم
الباء بعدها الدال
(799) البداء بن عاصم اللخمي روى أبو علي الكرابيسي في كتاب القضاء من طريق
عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن بن عباس قال خرج البداء بن عاصم وتميم
الداري مسافرين ومعهما رجل من بني سهم فذكر الحديث في نزول قوله تعالى يا أيها
الذين آمنوا شهادة بينكم الآية أخرجه عن معلى بن منصور عن بن
أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك
وقد أخرجه البخاري والترمذي والطبراني وأبو داود وغيرهم من طرق متعددة عن بن
أبي زائدة فاتفقوا على أنه عدي بن بداء ولم يقع عند أحد منهم البداء بن عاصم فلعله
كان فيه عدي بن بداء بن عاصم فسقط لفظ عدي والله أعلم
وسيأتي ذكر عدي في حرف العين إن شاء الله تعالى
(800) البداح بن عدي الأنصاري قال بن حبان يقال له صحبة وفي القلب من
كثرة الاختلاف في إسناده
وذكره الباوردي وهو وهم نشأ عن تصحيف فإنه أخرج من طريق روح بن القاسم
عن محمد بن أبي بكر بن حزم عن البداح بن عدي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء
الحديث
وهذا قد رواه مالك وغيره عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن أبي البداح بن عاصم بن
عدي وهو الصواب
477

وكذلك أخرجه أبو داود من رواية بن عيينة عن محمد بن أبي بكر بن حزم على
الصواب
ورأيت في حواشي السنن لابن القيم الحنبلي الجزم بان زوج جميلة بنت يسار أخت
معقل بن يسار اسمه البداح بن عاصم بن عدي وكنيته أبو عمرو فإن كان هذا محفوظا فهو
أخو أبي البداح التابعي والله أعلم
(801) بديل غير منسوب قال بن منده خرج في الصحابة وذكره أهل المعرفة
في التابعين ثم روى عن موسى بن سروان عن بديل قال كان كم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ
قلت بديل شيخ موسى هو بن مسيرة العقيلي وهو تابعي صغير وجل روايته عن
التابعين
الباء بعدها الذال
(802) بذيمة والد علي وهو بفتح أوله وكسر الذال المعجمة ذكر في الصحابة
وهو خطأ نشأ عن سقط في الاسناد
قال بن منده ذكره بن صاعد في الصحابة وروى عن أحمد بن منيع عن أشعث بن
عبد الرحمن عن الوليد بن ثعلبة عن علي بن بذيمة عن أبيه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا في الدعاء انتهى كلام بن منده
وذكره أبو نعيم وقال هو وهم ولم يبين وجه الوهم وهو سقوط أبي عبيدة بن
عبد الله بن مسعود بين علي وأبيه وإنما الحديث من مسند عبد الله بن مسعود بينه مسعر في
روايته عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن أبيه أخرجه الحاكم في المستدرك وسأذكر
الحديث إن شاء الله تعالى في ترجمة سالم بن عوف بن مالك
وبذيمة ليس له صحبة ولا رؤية ولا رواية وإنما هو من أبناء الأكاسرة أسر وهو
صغير في قتال الفرس فوهبه سعد بن أبي وقاس لجابر بن سمرة وذلك يوم المدائن
ذكر ذلك بن سعد في الطبقات
478

الباء بعدها الراء
(803) البراء بن الجعد بن عوف ذكره بن الجوزي في تلقيحه هكذا أورده الذهبي
في التجريد مستدركا وهو وهم فكأنه نسب إلى جده وهو البراء بن أوس بن خالد بن
الجعد بن عوف وقد تقدم
(804) البراء بن قبيصة قال أبو موسى ذكره عبدان وقال رأيته في التذكرة ولا
أعلم له صحبة
قلت ذكره في التابعين البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وآخرون ووقع عند
البخاري البراء بن قبيصة بن أبي عقيل الثقفي
(805) برذع بن زيد بن عامر ذكره بن الأمين مستدركا على الاستيعاب وقد تقدم
أنه هو بن زيد النعمان بن زيد بن عامر فسقط عن نسبه من زيد إلى زيد فلا يستدرك
(806) بريح بن عرفجة كذا ذكره بن منده في حرف الموحدة ووهمه أبو نعيم
وهو تصحيف قال بن منده روى عبد الرحمن المحاربي عن ليث بن زياد بن علاقة عن
بريح بن عرفجة أو شريح قال ورواه غيره عن ليث فقال عرفجة بن بريح وهو
الصواب
(807) بريدة بن سفيان الأسلمي تابعي مشهور مضعف عندهم قال بن حبان في
التابعين قيل إن له صحبة وذكره عبدان لحديث أرسله ووهم فيه أيضا في بعض
الأسماء وذلك أنه روى من طريق عبد الرحمن بن عبد الله عن الزهري عن بريدة بن
سفيان الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عاصم بن عدي وزيد بن الدثنة وخبيب بن عدي
ومرثد بن أبي مرثد فذكر الحديث في قصة قتل عاصم وغيره ووهم في قوله عاصم بن
عدي وإنما هو عاصم بن ثابت
والحديث مخرج في الصحيحين من طرق عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان عن
أبي هريرة على الصواب
479

الباء بعدها السين
(808) بسر بضم أوله وسكون المهملة بن الحارث وهو أبيرق بن عمرو كذا
ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله فصحفه وإنما هو
بشر بكسر أوله وبالمعجمة
(809) بسر بالضم واسكان المهملة بن محجن الديلي تابعي مشهور جزم
بذلك البخاري والجمهور ذكره البغوي وغيره في الصحابة وأخرجوا من طريق بن إسحاق
عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي عن بسر بن محجن قال صليت الظهر في
منزلي ثم خرجت بإبل لي لأضربها فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي الظهر في
مسجده الحديث
وقد سقط من الاسناد قوله عن أبيه وقد أخرجه مالك ومن طريقه النسائي عن
زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه وكذلك أخرجه أحمد من رواية الثوري عن
زيد بن أسلم قال بن منده هذا الصواب
(810) بسبس بن عمرو الجهني حليف بني ساعد بن الخزرج فرق بن منده بينه
وبين بسبسة بن عمرو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عينا وهما واحد
ذكر بشر بالكسر واسكان المعجمة
(811) بشر الثقفي أورده بن شاهين وابن عبد البر فيمن اسمه بشر بالكسر
وسكون المعجمة فصحفه وإنما هو بشير بزيادة ياء كما تقدم في القسم الأول
(812) بشر بن صحار العبدي ذكره عبدان في الصحابة وروى من طريق مسلم بن
قتيبة عنه قال رأيت ملحفة النبي صلى الله عليه وسلم مورسة وأدركت مربط حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
اسمه عفيرا وكنت ادخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأنال سقفها قال أبو موسى بشر هذا هو
480

بن صحار بن عباد بن عمرو من أتباع التابعين يروي عن الحسن وغيره ورؤيته للملحفة
وغيرها لا تصيره صحابيا
قلت وقد روى عن بشر بن صحار أبو عاصم النبيل وأبو سلمة التبوذكي وغيرهما من
شيوخ البخاري وذكره بن حبان في الثقات وفي الصحابة صحار العبدي آخر غير والد هذا
سيأتي ذكره في موضعه
(813) بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي وهم من ذكره في الصحابة وإنما هو من
أتباع التابعين وقد شرحت ذلك في القسم الأول وعكس بن الأثير الامر فأنكر على
البخاري ابراده لبشر بن عاصم الذي لم ينسب في الصحابة وجعله ترجمة مفردة عن بشر بن
عاصم بن سفيان ولم يجعله صحابيا وصنيع البخاري هو الصواب لمن له أدنى تأمل
(814) بشر الغنوي والد عبد الله بن بشر ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم
عن محمد بن يزيد عن رجاله
قلت وهم في التفرقة بينه وبين بشر الغنوي ويقال الخثعمي المقدم ذكره فهو والد
عبد الله كما تقدم
ذكر بشير بفتح أوله وزيادة ياء
(815) بشير بن تميم ذكره بن أبي شيبة في الصحابة وأخرج من طريق عبد الله بن
الأجلح عن أبيه عن عكرمة عن بشير بن تميم أن النبي صلى الله عليه وسلم فادى بأهل بدر فداء مختلفا
وقال للعباس أفد نفسك الحديث
قلت هو مقلوب وإنما هو الأجلح عن بشير بن تميم عن عكرمة وبشير بن تميم
شيخ مكي يروي عن التابعين وأدركه سفيان بن عيينة ذكره البخاري وابن أبي حاتم
ولبشير بن تميم خبر آخر مرسل ذكره بسببه عبدان فأخرج من طريق سعيد بن مزاحم عن
481

معروف بن خربوذ عن بشير بن تميم قال لما كان ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم رأى موبذان كسرى
خيلا وإبلا قطعت دجلة القصة بطولها
(816) بشير أبو جميلة من بني سليم ذكره بن منده وعزاه لابن سعد وتعقبه أبو
نعيم لان الصواب بشر أبو جميلة وهو كما قال
(817) بشير بن الحارث بن سريع بن بحاد العبسي ذكره الباوردي والطبري فيمن
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بني عبس استدركه بن فتحون في الموحدة وكذا استدركه بن
الأثير فوهما جميعا والصواب أنه يسير بضم التحتانية بعدها مهملة مصغرا كذا ضبطه
الحفاظ وسيأتي في حرف الياء التحتانية إن شاء الله تعالى على الصواب
(818) بشير بن راعي العير ذكره عمر بن شبة في الصحابة كذا استدركه بن
فتحون وهو تصحيف لا شك فيه وإنما هو بسر بضم أوله وسكون المهملة على الصواب
كما تقدم في القسم الأول
(819) بشير بن زيد الأنصاري ذكره الحاكم وقال مسانيده عزيزة وأورد له من
طريق محمد بن إسحاق البلخي حدثني عمر بن قيس بن بشير عن أبيه عن جده أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال الأصرم الأحمق
قال البيهقي في الشعب وهم فيه الحاكم من ثلاثة أوجه أو أربعة أحدها قوله
عمر بن قيس وإنما هو عمرو وثانيها قوله بشير يعني بموحدة مفتوحة بعدها معجمة
مكسورة وإنما هو يسير بضم التحتانية بعدها مهملة مصغرا وثالثها في رفع الحديث
وإنما هو موقوف ورابعها في جعله صحابيا وإنما له إدراك
قلت وبقي عليه أنه وهم في قوله بشير بن زيد وإنما هو بشير بن عمرو وفي
كونه نسبه أنصاريا وإنما هو عبدي وقيل كندي
(820) بشير بن عمرو ولد في عام الهجرة قال بشير توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن
عشر سنين وروى أنه كان عريف قومه في زمن الحجاج توفي سنة خمس وثمانين هكذا
ذكره أبو عمر لم يزد على ذلك وصحف في هذا الاسم وهو بشير بن عمرو الذي نبه
482

البيهقي عليه في الذي قبله وهو الذي يقال له أسير بن جابر وقيل هو غيره وأرخ بن سعد
وفاته سنة خمس وثمانين
وقال أبو نعيم كان عريفا في زمن الحجاج ثم روى عن عمرو بن قيس عن أبيه عن
جده بشير وقال قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن عشر سنين
وقد صحف فيه أيضا بن شاهين فإنه ذكر في الصحابة في الموحدة بشير بن عمرو
ثم ساق حديثا من طريق عمرو بن قيس بن بشير بن عمرو عن أبيه عن جده وكان قد أدرك
النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان إذا أخذ عطاءه أمسك نفقة سنة الحديث موقوف
وهذا هو يسير بن عمرو ويقال أسير بالهمزة وقال علي بن المديني أهل البصرة
يقولون أسير بن جابر وأهل الكوفة يقولون أسير بن عمرو ورجح البخاري الثاني وأشار
إلى تليين قول من قال فيه بن جابر وقال غيره أسير بن عمرو بن جابر والله أعلم
(821) بشير والد أيوب روى عنه ابنه أيوب في معجم بن قانع ومسند البزار
هكذا وأورده الذهبي في التجريد فكرره وهما وهو بشير بن أكال المتقدم
(822) بشير بن زيد الضبعي صوابه بن يزيد وقد تقدم
(823) بشير بضم أوله مصغرا بن كعب العدوي ذكره بن شاهين وابن عبدان في الصحابة وقال
عبدان ذكره بعض مشايخنا ولا نعلم له صحبة وهو رجل قد
قرأ الكتب قال وروى طاوس عن بن عباس أنه قال لبشير بن كعب عد في حديث كذا
قلت أخرج ذلك مسلم قال عبدان وحدثنا عبد الجبار حدثنا سفيان عن عمر
وسمعت طلق بن حبيب يحدث عن بشير بن كعب قال جاء غلامان شابان إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله أنعمل فيما جفت به الأقلام الحديث
وكذا أخرجه بن شاهين من طريقين عن سفيان
قال أبو موسى هذا يوهم أن لبشير صحبة وليس كذلك وإنما هو مرسل
قلت قد قدمت أن بن عساكر خلطه بآخر يقال له بشير بن كعب شهد اليرموك ولو
483

كان هذا شهد اليرموك لأدرك كبار الصحابة لكنا لم نجد له رواية عن أقدم من أبي ذر وأبي
الدرداء وقيل إن روايته عنهما مرسلة والله أعلم
(824) بشير المازني أبو عبد الله ذكره بن قانع في تضاعيف من اسمه بشير
فصحف فإنه ساق من طريق يزيد بن حمير عن عبد الله بن بشير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم
نزل بهم فأتى بطعام وتمر وفيه دعاؤه لهم
وهذا حديث عبد الله بن بشر المازني وهو بضم أوله وسكون المهملة
الباء بعدها العين
(825) بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني ذكره عبدان وأورد له حديثا مرسلا من
طريق أسامة بن زيد عن بعجة الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان خير
الناس فيه رجل آخذ بعنان فرسه الحديث
قال عبدان لا نعلم لبعجة صحبة ولا رؤية وإنما الصحبة لأبيه
قلت وهو كما قال والحديث المذكور في صحيح مسلم من رواية بعجة المذكور
عن أبي هريرة فكأن أبا هريرة سقط من تلك الرواية
وبعجة تابعي مشهور وثقة النسائي وغيره وأرخ بن حبان وفاته سنة مائة
الباء بعدها اللام
(826) بلز ايو العشراء الدارمي ذكره بن منده وغيره وهو خطأ وإنما الصحبة
لوالد أبي العشراء
(827) بلال بن حمامة يروي عنه كعب بن نوفل في زواج فاطمة
قلت فرق أبو موسى بينه وبين بلال المؤذن والحديث واه جدا ولو ثبت لكان هو
بلال بن رباح المؤذن
(828) بلال بن يحيى ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان وأخرج له من
طريق محمد بن عثمان القرشي عن حبيب بن سليم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن معافاة الله
484

العبد في الدنيا أن يستر عليه سيئاته قال أبو نعيم أراه العبسي الكوفي صاحب حذيفة
قلت وهو كما ظن فإن حبيب بن سالم معروف بالرواية عنه وهو تابعي معروف
حتى قيل إن روايته عن حذيفة مرسلة
وقد ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن عمر بن
الخطاب وروى عن حذيفة ويقول بلغني عن حذيفة
(829) بلال الفزاري ذكره بعضهم في الصحابة واستدركه مغلطاي بخطه في حاشية
أسد الغابة وعزاه لابن أبي حاتم وهو كما قال ذكره في الجرح والتعديل فقال روى عن
النبي صلى الله عليه وسلم إن الاسلام بدأ غريبا قال سألت أبي عنه فقال مجهول
قلت وذكره في المراسيل فقال حديثه مرسلا ولا صحبة له وأظنه بلال بن
مرداس والحديث المذكور ذكره البخاري في تاريخه فقال لنا إسحاق عن جرير عن
ليث عن بلال الفزاري فذكره وبلال بن مرداس الفزاري الذي أشار إليه أبو حاتم
تابعي صغير يروي عن أنس
الباء بعدها الواو
(830) بودان ذكره علي بن سعيد العسكري وأخرج من طريق بن جريج عن بن
مينا عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من اعتذر إليه أخوه المسلم الحديث واستدركه أبو
موسى وقال ذكره أيضا أبو بكر بن أبي علي والمشهور جودان بالجيم قلت وهو
الصواب وكذا أخرجه بن ماجة من هذا الوجه كما سيأتي في موضعه والأول تصحيف
485

حرف التاء المثناة
القسم الأول
باب التاء بعدها اللام
(831) التلب بن ثعلبة بن ربيعة بن عطية بن أخيف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن
تميم التميمي العنبري وقيل أخو زينب بنت ثعلبة وقيل في نسبه غير ذلك
له صحبة وأحاديث روى له أبو داود والنسائي وقد استغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا
وهو بفتح المثناة وكسر اللام بعدها موحدة خفيفة وقيل ثقيلة وكان شعبة يقوله
بالمثلثة في أوله والأول أصح قال أحمد كان في لسان شعبة لثغة
وأخيف في نسبه بضم أوله وخاء معجمة مصغرا
باب التاء بعدها الميم
(832) تمام بن عبيدة الأسدي أسد خزيمة ذكره بن إسحاق في المهاجرين
وسيأتي ذكر أخيه الزبير
(833) تمام الحبشي أحد الثمانية الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحبشة تقدم
ذكره في أبرهة
(834) تمام بن يهودا ذكره الضحاك بن مزاحم فيمن أسلم من أحبار يهود
واستدركه بن فتحون
486

(835) تميم بن أسيد وقيل أسد بن عبد العزى بن جعونة بن عمرو بن القين بن
رزاح بن عمرو بن كعب بن عمرو الخزاعي
قال بن سعد أسلم وصحب قبل فتح مكة وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم يجدد أنصاب الحرم ثم
ساق بذلك سندا إلى بن خثيم عن أبي الطفيل عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
وأخرجه أبو نعيم وزاد وكان إبراهيم وضعها يريه إياها جبريل إسناده حسن
وروى الفاكهي من طريق بن جريج أخبرني بن خثيم عن محمد بن الأسود بن
خلف فذكره وزاد وهو جد عبد الرحمن بن المطلب بن تميم
وروى بن إسحاق في المغازي من حديث بن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
يوم الفتح على راحلة فطاف عليها فذكر الحديث قال فما يشير إلى ضم منها إلا
وقع لقفاه وفي ذلك يقول تميم بن أسد الخزاعي
وفي الأصنام معتبر وعلم * لمن يرجو الثواب أو العقابا
ورواه بن منده من وجه آخر وقال هذا حديث غريب تفرد به يعقوب بن محمد
الزهري
(836) تميم بن أسيد أبو رفاعة العدوي مختلف في اسمه واسم أبيه يأتي في
الكنى فهو مشهور بكنيته
(837) تميم بن أوس الأسلمي ويأتي في الأخير
(838) تميم بن أوس بن حارثة وقيل خارجة بن سود وقيل سواد بن جذيمة
487

بن ذراع بن عدي بن الدار أبو رقية الداري مشهور في الصحابة
كان نصرانيا وقدم المدينة فأسلم وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قصة الجساسة والدجال فحدث
النبي صلى الله عليه وسلم عنه بذلك على المنبر وعد ذلك من مناقبه
قال بن السكن أسلم سنة تسع هو وأخوه نعيم ولهما صحبة
وقال بن إسحاق قدم المدينة وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم
وقال أبو نعيم كان راهب أهل فلسطين وعابد أهل فلسطين وهو أول من أسرج
السراج في المسجد روى الطبراني من حديث أبي هريرة وأول من قص وذلك في عهد
عمر رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة
انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان وسكن فلسطين وكان النبي صلى الله عليه وسلم أقطعه بها قرية
عينون روى ذلك من طرق كثيرة
وكان كثير التهجد قام ليلة بآية حتى أصبح وهي أم حسب الذين اجترحوا
السيئات الآية رواه البغوي في الجعديات بإسناد صحيح إلى
مسروق قال قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم فذكره
وروى البغوي في الصحابة له قصة مع عمر فيها كرامة واضحة تميم وتعظم كثير من
عمر له وسأذكرها في ترجمة معاوية بن حرمل في قسم المخضرمين إن شاء الله تعالى
قال بن حبان مات بالشام وقبره ببيت جبرين من بلاد فلسطين
وقال البخاري أبو هند الداري أخوه وتعقب ولكن قال بن حبان هو أخوه لامه
تنبيه جزم الذهبي في التجريد بأن صاحب الجام الذي نزل فيه وفي صاحبه * (يا أيها
الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * الآية غير تميم
488

الداري وعزاه لمقاتل بن حيان وليس بجيد لان في الترمذي وغيره عن بن عباس في
قصة الجام أنه تميم الداري
(839) تميم بن بشر يأتي بعده
(840) تميم بن جراشة الثقفي بضم الجيم ذكره مطين في الصحابة وروى من
طريق أبي إسحاق بن سمعان الأسلمي عن عبد العزيز بن الهيثم عن أبيه عن جده عن
تميم بن جراشة قال قدمت في وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا وسألناه أن يكتب
لنا كتابا فيه شروط
الحديث إسناده ضعيف وأبو إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وأبو
يحيى هو سمعان
(841) تميم بن حارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي قال
الزبير قتل يوم أجنادين شهيدا وقتل معه أخوه لامه سعيد بن عمرو التميمي وأمها من
بني عامر بن صعصعة
وذكره أبو الأسود عن عروة فيمن هاجر إلى الحبشة وكذا ذكره الزهري وسماه
الواقدي نميرا بنون في أوله مضمومة وبراء وتقدم أن بن إسحاق قال بشير بن الحارث
فذكر أنه هاجر إلى الحبشة
وقال البلاذري تميم بن الحارث هاجر في الثانية إلى الحبشة ومعه أخ له من بني
تميم يقال له معبد واستشهد تميم بالشام بأجنادين وكان أبوه من المستهزئين
(842) تميم بن حجر الأسلمي قال بن حبان والطبراني له صحبة ولم يخرج
حديثه
وقد ذكر بن منده عن بن سعد أنه قال تميم بن أوس بن حجر أبو أوس الأسلمي
كان ينزل ناحية العرج وهو جد بريدة بن سفيان ثم تعقبه بأنه وهم
489

والصواب أبو تميم أوس بن عبد الله بن حجر وقد تقدم
(843) تميم بن ربيعة بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل الجهني
ذكره بن هشام بن الكلبي فقال أسلم قديما وشهد الحديبية وبايع تحت الشجرة
وذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله وكذا
بن فتحون في ذيله عن الطبري
(844) تميم بن زيد الأنصاري والد عباد وأخو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني
في قول الأكثر وقيل هو أخوه لامه وأما أبوه فهو غزية بن عبد عمرو بن عطية بن
خنساء بذلك جزم الدمياطي تبعا لابن سعد
قال بن حبان تميم بن زيد المازني له صحبة وحديثه عن ولده
وروى البخاري في تاريخه وأحمد بن أبي شيبة وابن أبي عمرو البغوي
والطبراني والباوردي وغيرهم كلهم من طريق أبي الأسود عن عباد بن تميم المازني عن
أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويمسح الماء على رجليه رجاله ثقات
وأغرب أبو عمر فقال إنه ضعيف
وقال البغوي لا أعلم روى عباد عن أبيه غير هذا وتبعه غيره على ذلك وفيه نظر
فقد أخرج له بن منده حديثين آخرين أحدهما في الشك في الحديث
وقد وهم فيه بن لهيعة وإنما يعرف عن عمه وثانيهما ورويناه في الأول من فوائد
العيسوي من طريق الليث عن هشام بن سعد عن بن شهاب عن عباد بن تميم عن أبيه
وعمه أنهما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعا على ظهره الحديث
وهو معروف لعباد عن عمه أيضا لكن لا مانع أن يرويه عباد عنهما معا وقد أخرجه
الباوردي من طريق أبي بكر الهذلي عن الزهري فقال عن عباد عن أبيه أو عمه على
الشك والله أعلم
490

(845) تميم بن زيد آخر يأتي في بن يزيد
(846) تميم بن سعد التميمي كان في وفد تميم الذين قدموا فأسلموا
ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله وحكاه بن
فتحون في ذيله عن الطبري
(847) تميم بن سلمة روى أبو موسى من طريق وهيب بن خالد عن خالد
الحذاء عن رجل عن تميم بن سلمة قال بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ انصرف من عنده
رجل فنظرت إليه موليا معتما بعمامة قد أرسلها من ورائه قلت يا رسول الله من هذا
قال جبريل
وروى علي بن سعيد العسكري من طريق زياد بن فياض عن تميم بن سلمة
مرفوعا في الذي يرفع رأسه قبل الامام وهذا رجاله ثقات وأظنه مرسلا فإن تميم بن
سلمة كوفي تابعي مشهور يروي عنه زياد بن فياض وغيره ولا أعرف لزياد بن فياض رواية
عن أحد من الصحابة
(848) تميم بن عبد عمرو قيل إنه اسم أبي حسن الأنصاري وهو مشهور
بكنيته وسيأتي في الكنى
(849) تميم بن معبد بن عبد سعد بن عامر بن عدي بن جشم الأنصاري المازني ذكر
أبو عمر في ترجمة أبيه أنهما شهدا أحدا فاستدركه بن فتحون وغيره
(850) تميم بن بشر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج
الأنصاري أخو سفيان بن بشر
شهد أحدا ذكره بن شاهين بإسناده وكذا قال بن ماكولا وضبط والده نسر بفتح
491

النون بعدها مهملة ساكنة ثم راء وأما أبو موسى فقال تميم بن بشر بالموحدة
المعجمة وساق نسبه فصحف
(851) تميم بن يزيد أو بن زيد الأنصاري روى بن منده من طريق أبي المليح
الرقي حدثنا أبو هشام الجعفي قال دخلنا مسجد قباء وقد أسفروا وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر
معاذا أن يصلي بهم فذكر الحديث
قال لا يعرف الا من هذا الوجه
قلت فيه انقطاع وقد رواه عمر بن شبة من وجه آخر عن أبي المليح عن أبي
هاشم قال جاء تميم بن زيد الأنصاري إلى مسجد قباء فقال ما يمنعكم أن تصلوا
قالوا ننتظر معاذا فذكر الحديث في صلاته بهم وشكوى معاذ منه وقوله صلى الله عليه وسلم هكذا
فاصنعوا إذا احتبس الامام وفيه فقال معاذ ما استبقت أنا وتميم إلى خصلة من الخير الا
سبقني إليها استبقت أنا وهو إلى الشهادة فاستشهد وبقيت
(852) تميم بن يعار بن قيس أو نسر بن عدي بن أمية بن خدرة بن عوف بن
الحارث بن الخزرج
ذكره عروة والزهري وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا
وذكر الدارقطني وابن ماكولا جده بالنون والمهملة وأما أبوه فأوله تحتانية ثم مهملة
(853) تميم مولى خراش بن الصمة الأنصاري قال بن أبي حاتم استخرج من
المغازي ولا رواية له قال أبو عمر آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين خباب مولى عتبة بن غزوان
وذكره الزهري وعروة وموسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا
وخراش بمعجمتين في أوله وآخره
(854) تميم الحبشي أحد الثمانية تقدم ذكره في أبرهة
(855) تميم مولى بني غنم بن السلم بن مالك بن أوس الأنصاري وقال هشام
492

كان مولى سعد بن خيثمة وكان سعد من بني غنم ذكره الزهري وابن إسحاق فيمن شهد
بدرا
وقال بن أبي شيبة حدثنا وكيع أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال شهد
بدرا ستة من الأعاجم منهم بلال وتميم انتهى
والسلم بكسر السين المهملة
التاء بعدها الواو والياء
(856) التوأم أبو دخان روى بن منده من طريق شعبة بن دخان بن التوأم عن
أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا الشعر سجع من كلام العرب
وقال بن منده إسناده مجهول وهو وهم
وأخرج له بن قانع حديثا آخر من رواية جرير عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن
توأم عن أبيه رفعه لا حلف في الاسلام قال هذا خطأ
والصواب رواية هشيم عن مغيرة فقال عن شعبة عن قيس بن عاصم
(857) التيهان الأنصاري والد أسعد ذكره بن قانع وابن شاهين وابن منده هنا
وذكره بن السكن في النون وكأنه أرجح ويأتي ذكر حديثه هناك إن شاء الله تعالى
القسم الثاني في ذكر من له رؤية
التاء بعدها الميم
(858) تمام بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي بن عم النبي صلى الله عليه وسلم أصغر الاخوة
العشرة أمه أم ولد كان العباس يقول تموا بتمام فصاروا عشرة قاله الزبير بن بكار
وقال أبو عمر كل ولد العباس له رؤية وللفضل وعبد الله سماع
493

قال بن السكن يقال كان أصغر إخوته وكان أشد قريش بطشا ولا يحفظ له عن
النبي صلى الله عليه وسلم رواية من وجه ثابت
وقال بن حبان في ثقات التابعين حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وإنما رواه عن أبيه
قلت اختلف على منصور عن أبي علي الصيقل عن جعفر بن تمام عن أبيه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استاكوا هكذا رواه الثوري وأكثر أصحاب منصور وأخرجه
أحمد وغيره ورواه عمر بن عبد الرحمن الابار عن منصور فقال عن تمام عن أبيه أخرجه
البزار والحاكم ورواه شيبان عن منصور عن أبي علي عن جعفر بن العباس عن أبيه
وفي رواية عنه عن جعفر بن تمام عن أبيه
وروى عن الثوري عن منصور عن الصقيل عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم عن
أبيه أخرجه أحمد عن معاوية بن هشام عنه ومعاوية سئ الحفظ ولي تمام المدينة في
زمان علي قال حليفة وغيره ومات في
قلت والاخوة العشرة هم الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم ومعبد وعبد
الرحمن وكثير وصبيح ومسهر وتمام وكلهم متفق عليه الا الثامن والتاسع فتفرد
بذكرهما هشام بن الكلبي
قال الدارقطني في الاخوة لا يتابع عليه
(859) تميم بن إياس بن البكير الليثي تقدم ذكر أبيه وتميم ذكره أبو يونس في
تاريخه وقال شهد فتح مصر وقتل بها مع من استشهد
قلت وكان ذلك سنة عشرين ومقتضاه أن يكون ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
(860) تميم بن غيلان بن سلمة الثقفي قال البغوي يقال إنه ولد في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم وكذا قال بن شاهين
وفي تاريخ البخاري من طريق بن جريج عن تميم بن غيلان الثقفي عن الرحمن بن عوف رفعه يا
عبد الرحمن لا تغلبن على اسم العشاء
وقال بن أبي حاتم روى عنه عبد العزيز بن أبي داود وأورد البغوي وابن شاهين
494

وابن قانع وغيرهم من طريق المفضل بن تميم بن غيلان عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وخالد بن الوليد أو غيره وأمرهم أن يكسروا طاغية
ثقيف الحديث
قال بن منده لا نعرفه الا من هذا الوجه وهو مرسل
القسم الثالث
فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره
التاء بعدها الباء والميم
(861) تبيع الحميري بن امرأة كعب الاخبار أدرك الجاهلية وذكره خليفة في
الطبقة الأولى من أهل الشام وذكره أبو بكر البغدادي في الطبقة العليا من أهل حمص التي
تلي الصحابة وقال كان رجلا دليلا للنبي صلى الله عليه وسلم قال فعرض عليه الاسلام فلم يسلم حتى
توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم مع أبي بكر
وذكره بن سعد في الطبقة الثانية من الشاميين وذكر بن يونس في تاريخ مصر أنه
مات سنة إحدى ومائة وأخرج له النسائي
(862) تميم بن حذلم أدرك الجاهلية ووفد في عهد أبي بكر
روى البخاري في تاريخه من طريق الأعمش عن العلاء بن بدر عن تميم بن حذلم
قال أدركت أبا بكر وعمر وذكر جماعة فما رأيت أزهد في الدنيا مثل بن مسعود
وأخرج البخاري حديثه في الأدب المفرد
(863) تميم بن مالك له ادراك كان ممن قاتل يوم الدار فقتل حينئذ ذكره ابن
عساكر في ترجمة حفيده الأزدي محمد بن شيبة
495

(864) تميم بن مقبل بن عوف بن حنيف بن قتيبة بن العجلان بن كعب بن ربيعة بن
عامر بن صعصعة أبو كعب ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال أدرك الاسلام فأسلم
وكان يبكي أهل الجاهلية وبلغ مائة وعشرين سنة وله خبر مع عمر بن الخطاب حين
استعداه على النجاشي الشاعر لأنهما كانا يتهاجيان والقصة مشهورة رويناها في كتاب
المجالسة وذكرها ثعلب في فوائده من رواية أبي الحسن بن مقسم عنه قال قال
أصحابنا استعدى تميم بن مقبل عمر بن الخطاب على النجاشي فقال يا أمير المؤمنين
هجاني فأعدني عليه قال يا نجاشي ما قلت قال يا أمير المؤمنين قلت مالا أرى
علي فيه إثما وأنشد
إذا الله جازى أهل لؤم بذمة فجازى بني العجلان رهط بن مقبل
قبيلته لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل
فقال عمر ليتني من هؤلاء
فقال
ولا يردون الماء الا عشية إذا صدر الوراد عن كل منهل
فقال عمر ما على هؤلاء متى وردوا
فقال
وما سمي العجلان الا لقوله خذ القعب واحلب أيها العبد واعجل
فقال عمر خير القوم أنفعهم لأهله
فقال تميم فسله عن قوله
أولئك أولاد الهجين وأسرة اللئيم ورهط العاجز المتذلل
فقال عمر أما هذا فلا أعذرك عليه فحبسه وضربه
496

(864) تميم بن نذير العدوي يكنى أبا قتادة مشهور بكنيته وقيل اسمه بدير بن
قنفذ حكاه خلفية
قال البزار أدرك الجاهلية وسمع من عمر بن الخطاب وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم
مرسلا
وأخرجه الباوردي وابن السكن في الصحابة وأخرجا من طريق حميد بن هلال عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من الله من مال الله
الحديث ورجاله ثقات
قال بن السكن ليس في حديثه ما يدل على صحبته وقد أدخله جماعة في المسند
وذكره بن حبان في الثقات وابن سعد في الأولى من تابعي البصريين ممن أدرك عمر
قلت حديثه عن عمر في صحيح مسلم
(865) تميم بن ورقاء الخثعمي أدرك الجاهلية وكان عريف قومه في عهد عمر
وبعثه معاوية بفتح قيسارية إلى عمر
ذكره بن عساكر في ترجمة الحكم بن عبد الرحمن من طريق هشام بن عمار حدثنا
يزيد بن سمرة عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء وكان ممن شهد قيسارية
قال حاصرها معاوية سبع سنين ومقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف فدلهم النطاق
على عورة وكان من الرهون فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالحمل وكان في يوم
الأحد وهم بالكنيسة فلم يشعروا الا بالتكبير فكان بوارهم
قال يزيد بن سمرة فبعثوا بالفتح إلى عمر مع تميم بن ورقاء عريف خثعم فقام عمر
فقال الا إن قيسارية فتحت قسرا
497

القسم الرابع
فيمن ذكر على سبيل التصحيف والغلط
التاء بعدها اللام والميم
(866) تليد بن كلاب الليثي استدركه الذهبي في التجريد فقال حديثه في مسند أحمد
قول ذي الحويصرة أعدل رواه بن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار عن مقسم
عن رجل عنه
قلت والحديث المذكور وقع في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص من مسند
الإمام أحمد وليس لتليد بن كلاب فيه رواية بل له فيه مجرد ذكر قال الإمام أحمد
حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر
عن مقسم أبي العباس مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال خرجت أنا وتليد بن كلاب
الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاصي وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده فقلنا
له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين قال نعم أقبل رجل من
بني تميم يقال له ذو الحويصرة فساق الحديث بطوله
وكذا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير في مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي
وقد تبين أن مقسما أخذ هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي مشافهة وليس
في السياق ما يقتضي أن يكون لتليد صحبة ولا له فيه رواية
(867) تميم بن أسد الخزاعي استدركه أبو موسى وقال قال عبدان لم نجد له
شيئا انتهى
والظاهر أنه أراد تميم بن أسيد الذي تقدم أولا وبذلك حزم بن الأثير وكأنه لما
تغير اسم أبيه ظنه آخر وقوى ذلك عنده قول عبدان لم نجد له شيئا مع أن له رواية
موجودة
(868) تميم بن أوس الأسلمي صوابه أبو تميم أوس بن عبد الله بن حجر وقد تقدم
(869) تميم بن الحمام الأنصاري ذكره بن منده وروى من طريق محمد بن
مروان السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال قتل تميم بن الحمام
ببدر وفيه وفي غيره نزلت * (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) *
الآية
498

قال أبو نعيم اتفقوا على أنه عمرو بن الحمام وأن السدي صحفه وتبعه بعض
الناس
(870) تميم غير منسوب قال بن منده يقال إنه الداري ولا يصح
روى حديثه موسى بن علي عن يزيد بن الحصين عن تميم قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن
سبأ أرجلا كان أو امرأة الحديث
قال بن منده هكذا رواه عبد الوهاب بن عبدة عن أبي عمرو عن الليث عنه قال
وأبو عمرو مجهول
وقد رواه موسى عن أبيه عن يزيد بن الحصين مرسلا ليس فيه تميم
قلت أخرجه بن مردويه من طريق زيد بن الحباب عن موسى كذلك لكن
أخرجه بن أبي خيثمة عن عبد الوهاب بن عبدة عن عثمان بن كثير عن الليث عن موسى
بن علي عن يزيد بن حصين عن تميم الداري أن رجلا فذكره
ففيه تعقب على بن منده من وجهين
أحدهما قوله إن أبا عمرو مجهول فقد عرف أنه عثمان بن كثير
ثانيها قوله يقال إنه تميم الداري ولا يصح فقد صرح بن أبي خيثمة أنه تميم
الداري وكونه روى مرسلا لا يقدح في كون تميم المذكور هو الداري والله أعلم
والحديث معروف لفروة بن مسيك الآتي في حرف الفاء أخرجه الترمذي وروى
مثله عن عباس أشار إليه الترمذي ووصله بن مردويه
التاء بعدها الياء المثناة من تحت
(871) التيهان الأنصاري والد أبي الهيثم ذكره مطين في الصحابة وتبعه الطبراني
والباوردي وابن حبان فأخرج مطين من طريق يونس بن بكير عن بن إسحاق عن محمد بن
إبراهيم التيمي عن أبي الهيثم بن التيهان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة عامر
بن الأكوع بخيبر قال بن منده وهو خطأ والصواب عن بن أبي الهيثم عن أبيه أخطأ فيه
مطين
قلت بل الواهم فيه يونس بن بكير وهكذا هو في المغازي له والحق أن التيهان لم
يدرك الاسلام
499

حرف الثاء المثلثة
القسم الأول
الثاء بعدها الألف
(872) ثابت بن إثلة الأنصاري الأوسي من بن عمرو بن عوف
ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بخيبر واستدركه أبو موسى عن عبدان وحرف بن
عبد البر أباه كما سأنبه عليه في القسم الرابع
(873) ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان البلوي حليف الأنصار ذكره
موسى بن عقبة في البدريين
وقال بن إسحاق في المغازي حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة قال
ثم أخذ الراية يعني في غزوة مؤتة ثابت بن أقرم بعد قتل بن رواحة فدفعها إلى خالد بن
الوليد
وكذا رواه بن منده من حديث أبي اليسر بإسناد ضعيف
وروى الواقدي عن أبي هريرة قال شهدت مؤتة فقال لي ثابت بن أقرم انك لم
تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة
500

واتفق أهل المغازي على أن ثابت بن أقرم قتل في عهد أبي بكر قتله طليحة بن
خويلد الأسدي وقال عمر لطليحة بعد أن أسلم كيف أحبك وقد قتلت الصالحين عكاشة
بن محصن وثابت بن أقرم فقال طليحة أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما
وقد خالف ذلك عروة فأخرج الطبراني من طريق بن لهيعة عن أبي الأسود عن
عروة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل الغمرة من نجد أميرهم ثابت بن أقرم أصيب
فيها ثابت بن أقرم
فهذا ظاهره أنه قتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويمكن تأويل قوله أصيب أي بجراحة فلم
يمت
قلت والغمرة بفتح الغين المعجمة
(874) ثابت بن الجذع واسمه ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب
بن سلمة الأنصاري السلمي
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد بالطائف وذكره أيضا بن
إسحاق وموسى بن عقبة في أهل العقبة لكن وقع في رواية الطبراني من طريق موسى بن
عقبة ثابت بن أجذع وهو تصحيف
(875) ثابت بن الحارث الأنصاري نسبه بن يونس في تاريخ مصر ويقال
بن حارثة قال بن أبي حاتم عن أبيه ثابت بن الحارث الأنصاري
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
نهى عن قتل رجل شهد بدرا فقال وما يدريك لعل الله قد اطلع أهل بدر
وروى الحسن بن سفيان وابن سعد والطبراني من طريق بن المبارك عن بن
لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
غنائم خيبر فقسم لسهلة بنت عاصم بن عدي الأنصاري ولابنة لها ولدت إسناده قوي لان
رواية بن المبارك عن بن لهيعة من قوي حديث بن لهيعة
501

وأخرجه البغوي عن كامل بن طلحة عن بن لهيعة قال حدثني الحارث نحوه
وقال لا أعلم له غيره
قلت له عند الطبراني من هذا الوجه حديث آخر وعند بن منده آخر أخرجه من
طريق بن وهب عن بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ثابت بن الحارث الأنصاري
قال كان رجل منا من الأنصار قد نافق فأتي بن أخيه يقال له ورقة فقال يا رسول الله إن
عمي قد نافق ائذن لي أن اضرب عنقه فقال إنه قد شهد بدرا وعسى أن يكفر عنه
الحديث
وهو الذي أشار إليه أبو حاتم
(876) ثابت بن حسان يأتي في بن خنساء
(877) ثابت بن خالد بن النعمان وقيل بن عمرو بن النعمان بن خنساء بن عسيرة بن عبد
بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري
ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وابن الكلبي فيمن شهد بدرا
وذكره القداح فيمن استشهد يوم بئر معونة وخالفه بن لهيعة عن أبي الأسود عن
عروة فذكره فيمن استشهد باليمامة وكذا ذكره الواقدي لكن سمي جده عمرا بدل
النعمان
وكان له ابنتان دبية ورقية ولها صحبة
وعسيرة في نسبه بالمهملة والتصغير وقال بن هشام بالمعجمة
(878) ثابت بن خنساء ويقال بن حسان بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر
بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي فيمن
شهد بدرا أما الواقدي فقال بن خنساء وأما الآخران فقالا بن حسان وغفل أبو عمر
502

فزعم أن الواقدي تفرد بذكره في البدريين فكأنه ظن أنه غير بن حسان الذي ذكره بن
إسحاق وموسى وأبو عمر أخذه من كلام بن شاهين فإنه قال ثابت بن خنساء وساق
نسبه شهد بدرا في رواية الواقدي
(879) ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار وكان بلويا
حالف بني عمرو بن عوف ويقال ثابت بن الدحداحة ويكنى أبا دحداح وأبا
الدحداحة
روى الطبراني من طريق بن إسحاق حدثني موسى بن يسار عن سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة ثابت بن الدحداح الحديث
وهو في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة لكنه لم يسمه قال صلينا على
بن الدحداح وفي رواية على أبي الدحداح
وروى الباوردي من طريق بن إسحاق حدثني محمد بن أبي عدي عن عكرمة أو
سعيد بن جبير عن بن عباس أن ثابت بن الدحداحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت
ويسألونك عن المحيض الآية
وقال الواقدي في غزوة أحد حدثني عبد الله بن عمار الخطمي قال أقبل ثابت بن
الدحداحة يوم أحد فقال يا معشر الأنصار إن كان محمد قتل فإن الله حتى لا يموت
فقاتلوا عن دينكم فحمل بمن معه من المسلمين فطعنه خالد فأنفذه فوقع ميتا
قال الواقدي وبعض أصحابنا يقول إنه خرج ثم برأ من جراحته ومات بعد ذلك
على فراشه مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية فالله أعلم
(880) ثابت بن دينار يأتي في ثابت بن قيس
(881) ثابت بن ربيعة من بني عوف بن الخزرج الأنصاري ذكره موسى بن عقبة
فيمن شهد بدرا
(882) ثابت بن الربيع الأنصاري ذكره عبدان وروى له من طريق بن لهيعة عن
503

يزيد بن أبي حبيب قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثابت بن الربيع يعوذه فبكي النساء
الحديث وفيه فإذا وجب فلا أسمعن صوت باكية
قال أبو موسى الحديث وفيه رواية جابر بن عتيك وفيه إن المنزول به عبد
الله بن ثابت
قلت هو في الموطأ وغيره وكأن بن لهيعة خلط فيه لكن يحتمل أن تكون
القصة تعددت لاختلاف مخرج الحديث
(883) ثابت بن رفاعة الأنصاري ذكره بن منده وابن فتحون وروى بن منده من
طريق عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أن عم ثابت بن رفاعة أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله إن ثابتا يتيم في حجري فما يحل لي من ماله قال أن تأكل بالمعروف من غير أن
تقي مالك بماله
هذا مرسل رجاله ثقات
(884) ثابت بن رويفع ويقال رفيع الأنصاري
قال بن أبي حاتم ثابت بن رفيع له صحبة سمعت أبي يقول هو شامي وهو
عندي رويفع بن ثابت
وقال بن السكن نزل مصر وروى البخاري عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل
عن زياد المصفر عن الحسن البصري أخبرني ثابت بن رفيع من أهل مصر وكان يؤمر
على السرايا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إياكم والغلول الحديث
هكذا أخرجه في تاريخه وتابعه أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن مسعود وغيرهما عن
عبيد الله بن موسى
أخرجه بن منده وابن السكن وغيرهما عن عبيد الله بن موسى
504

قال بن السكن لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية
قلت ولها طريق أخرى رواها أبو بكر الهذلي عن عطاء الخراساني عن ثابت بن
رفيع
وقال بن يونس في تاريخ مصر ثابت بن رويفع بن ثابت بن السكن الأنصاري روى
عن أبي مليكة البلوي روى عنه يزيد بن أبي حبيب وقد روى الحسن البصري عن ثابت بن
رفيع من أهل مصر وأظنه ثابت بن رويفع هذا فإن أباه معروف الصحبة في المصريين
(885) ثابت بن زيد الحارثي أبو زيد الذي جمع القرآن كذا سماه محمد بن سعد
عن أبي زيد النحوي وزعم أنه جده وقيل اسمه قيس وهو قول الأكثر وله ولد اسمه
ثابت تابعي
(886) ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن
الخزرج بن الحارث بن الخزرج
شهد أحدا ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله
(887) ثابت بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري
الأشهلي أخو سعد بن زيد
شهد أحدا ذكره بن شاهين بالاسناد الماضي
(888) ثابت بن زيد بن وديعة يأتي في بن وديعة اختلف في اسم أبيه
(889) ثابت بن سفيان بن عدي بن امرئ القيس بن عمرو بن مالك بن ثعلبة بن
كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج شهد هو وابناه سماك والحارث أحدا وقتل
الحارث يومئذ
ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله
(890) ثابت بن سماك بن ثابت بن سفيان حفيد الذي قبله ذكره بن شاهين
505

أيضا وذكره أبو موسى فقال كأن الأب والابن والجد شهدوا أحدا
قلت وبهذا جزم العدوي والطبري
(891) ثابت بن الصامت الأنصاري الخزرجي أخو عبادة بن الصامت ذكره بن
الأثير في ترجمة الذي بعده
(892) ثابت بن الصامت بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي
ذكره بن السكن وغيره وقال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة وروى بن خزيمة
من طريق بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه
عن جده قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني عبد الأشهل وعليه كساء ملتفا به يقيه برد
الأرض
ومن هذا الوجه أخرجه بن ماجة لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الرحمن بن
ثابت وسقط منه عن أبيه عن جده فأوهم أن الصحبة لعبد الله بن عبد الرحمن وليس
كذلك
وقال بن السكن يقال إن ثابت بن الصامت مات في الجاهلية والصحبة لابنه عبد
الرحمن وجزم بهذا أبو عمر تبعا لابن سعد
قال بن سعد في هذا الحديث وهل أما أن يكون عن بن لعبد الرحمن بن عبد
الرحمن عن أبيه عن جده وإما أن يكون عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه عن جده لان
الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه عبد الرحمن بن ثابت لأبوه وعمدة بن سعد في ذلك
قول هشام بن الكلبي أن ثابت بن الصامت مات في الجاهلية
وسيأتي في ترجمة عبد الرحمن بن ثابت أن الصامت الذي مات في الجاهلية هو والد
عبادة وليس هو أشهليا
وأغرب بن قانع فذكر الصامت والد ثابت هذا في الصحابة وساق هذا الحديث من
506

وجه آخر عن بن شيبة فقال عن عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه عن جده فكأنه
سقط من روايته بن وكأنه عن بن عبد الرحمن
(893) ثابت بن صهيب بن كرز بن عبد مناة بن عمرو بن غيان بمعجمة ثم
تحتانية مشددة الساعدي
ذكر بن سعد وابن شاهين أنه شهد أحدا وكذا الطبري
(894) ثابت بن الضحاك بن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن غنم بن
عوف بن عمرو بن الخزرج
قال بن منده ذكره بن سعد ولا يعرف له حديث ذكره البرقي
وذكر له حديثا وذكر الواقدي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا
(895) ثابت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل
الأنصاري الأشهلي
شهد بيعة الرضوان كما ثبت في صحيح مسلم من رواية أبي قلابة أنه حدثه بذلك
وذكر بن منده أن البخاري ذكر أنه شهد بدرا
وتعقبه أبو نعيم فقال إنما ذكر البخاري أنه شهد الحديبية
قلت وذكر الترمذي أيضا أنه شهد بدرا
وقال بن شاهين عن بن أبي داود وابن السكن من طريق أبي بكر بن أبي الأسود
كان ثابت بن الضحاك الأشهلي رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ودليله إلى حمراء
الأسد وكان ممن بايع تحت الشجرة
507

وقال أبو عمر تبعا للواقدي ولد سنة ثلاث من الهجرة ومات سنة خمس
وأربعين
قلت وهو غلط فلعله ولد سنة ثلاث من البعثة فإن من شهد الحديبية سنة ست
ويبايع فيها كيف يكون مولده بعد الهجرة بثلاث فيكون سنه في الحديبية ثلاث سنين
والأشبه أن الذي ولد سنة ثلاث هو الذي قبله الله أعلم
وقال أبو حاتم بلغني عن بن نمير أنه قال هو والد زيد بن ثابت فإن كان قال ذلك
فقد غلط فإن أبا قلابة لم يدرك زيد بن ثابت فكيف يدرك أباه وهو يقول حدثني ثابت بن
الضحاك
قلت ولعل بن نمير لم يرد ما فهموه عنه وإنما أفاد أن له ابنا يسمى
زيدا لا أنه والد زيد بن ثابت الفقيه المشهور
وقال البغوي عن أبي موسى هارون بن عبد الله يكنى أبا زيد مات في أيام بن
الزبير وكذا أرخه الطبري وابن سعد وأبو أحمد الحاكم وزاد بعضهم سنة أربع وستين
وقال عمرو بن علي مات سنة خمس وأربعين ولعله تبع الواقدي
(896) ثابت بن طريف المرادي يأتي في القسم الثالث
(897) ثابت بن أبي عاصم ذكره بن أبي عاصم في الوحدان وأورد له من
طريق ثعلبة بن مسلم عنه حديثا ولم يذكر فيه سماعا
وثعلبة من أتباع التابعين لم يلحق أحدا من الصحابة قال أبو نعيم هو بالتابعين
أشبه
(898) ثابت بن عامر بن زيد الأنصاري شهد بدرا ذكره بن أبي حاتم عن أبيه
وتبعه أبو عمر فقيل إنه وهم والصواب ثابت بن عمرو بن زيد الآتي
(899) ثابت بن عبيد الأنصاري شهد بدرا ثم شهد صفين وقتل بها ذكره أبو
عمر
508

(900) ثابت بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاري
قتل يوم جسر أبي عبيد سنة خمس عشرة قاله موسى بن عقبة وعروة وغيرهما
(901) ثابت بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية بن مالك بن عمرو بن
عوف الأوسي
ذكر بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله أنه شهد هو
وإخوته الحارث وعبد الرحمن وسهل أحدا وأمهم أم عثمان بنت معاذ بن فروة
الخزرجية
وكذا ذكره العدوي والطبري وقال العدوي إنه قتل يوم جسر أبي عبيد
قلت حرام بمهملتين وخديج بفتح المعجمة وآخره جيم
(902) ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن عدي بن
النجار وعند أبي الأسود عن عروة بعد سواد في نسبه مخالفة فإنه قال سواد بن عصمة
أبو عصمة الأنصاري حليف لهم وكان أصله من أشجع ثم حالف الأنصار وانتسب
فيهم بالبنوة كما وقع لكثير من العرب كالمقداد بن الأسود وإلا فسياق النسب إلى النجار
يقتضي أنه أنصاري بالأصالة لا بالحلف
شهد بدرا واستشهد بأحد في قول جميعهم الا بن إسحاق قاله أبو عمر تبع في
ذلك بن جرير
وقد ذكره بن إسحاق في البدريين وأنه قتل بأحد ولم يذكره موسى بن عقبة فيمن
استشهد بأحد
(903) ثابت بن قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاري
الظفري
ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله في الصحابة
وقال أبو عمر هو مذكور في الصحابة استعمله سعيد بن العاصي على الكوفة لما
509

طلبه عثمان لشكوى أهل الكوفة منه ولا أعلم له رواية وكان أبوه من فحول الشعراء في
الجاهلية
وقال مصعب الزبيري حدثني عبد الله بن محمد بن عمارة القداح قال عرض النبي
صلى الله عليه وسلم الاسلام على قيس بن الخطيم وهو بمكة فاستنظره حتى يقدم المدينة فقتل قيس في
بعض حروب الأوس والخزرج قبل الهجرة قال ومن ولده يزيد بن قيس وبه كان يكنى
وثابت بن قيس جرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ حاسرا
فكان يقول له يا حاسر أقبل يا حاسر أدبر وهو يضرب بسيفه بين يديه وشهد
المشاهد بعدها واستعمله علي على المدائن فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة عاملا على
الكوفة لمعاوية فعزله
ومات ثابت في أيام معاوية
وحكى بن سعد في الطبقات عن مصعب نحو ذلك وروى القداح أيضا عن
محمد بن صالح بن دينار بإسناده أن معاوية كان يكره ثابت بن قيس لما كان في حروبه مع
علي وأن الأنصار اجتمعت فأرادت أن تكتب إلى معاوية بسبب حبسه لحقوقهم فأشار
عليهم ثابت أن يكاتبه شخص واحد منهم لئلا يقع في جوابه ما يكرهون فذكر قصة طويلة
وأنه توجه بكتابهم إليه ووقعت بينهما مخاطبة
وروى الحربي في غريب الحديث من طريق بن إسحاق عن عاصم بن عمر سمع
أنسا قال كان الخزرج قتلوا قيس بن الحطيم في الجاهلية فلما أسلم ابنه بعثوا إليه
بسلاحه فقال لولا الاسلام لأنكرتم ما صنعتم
وقيل إن رواية عدي بن ثابت عن أبيه عن جده التي وقعت في السنن المراد بجده
ثابت بن قيس هذا فإنه عدي بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم جزم بذلك أبو أحمد
الدمياطي تبعا لبعض أهل النسب كابن الكلبي
وفيه خلف كثير
وقيل هو ثابت بن عازب أخو البراء وقيل ثابت بن عبيد بن عازب بن أخي البراء
وقيل اسم جده عدي بن عمرو بن أخطب وقيل جده هو جده لامه عبد الله بن يزيد وقيل
هو ثابت بن دينار وقيل غير ذلك ويعكر على قول الدمياطي اتفاق أهل النسب كابن
الكلبي وابن سعد على أن أبان ثابت بن قيس درج ولا عقب له
(904) ثابت بن قيس بن زيد بن النعمان الخزرجي أبو زيد ذكره بن حبان في
الصحابة وقال له صحبة
510

مات في أول خلافة عثمان وليس هو الذي جمع القرآن ذك اسمه قيس بن السكن
(905) ثابت بن قيس بن شماس بن زهير بن مالك بم امرئ القيس بن مالك بن
ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي خطيب الأنصار
روى بن السكن من طريق بن أبي عدي عن حميد عن أنس قال خطب ثابت بن قيس
مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا قال
الجنة قالوا رضينا
وقال جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس كان ثابت بن قيس خطيب الأنصار يكنى
أبا أحمد وقيل أبا عبد الرحمن لم يذكره أصحاب المغازي في البدريين وقالوا أول
مشاهده أحد وشهد ما بعدها وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في قصة شهيرة رواها موسى بن أنس
عن أبيه أخرج أصل الحديث مسلم
وفي الترمذي بإسناد حسن عن أبي هريرة رفعه نعم الرجل ثابت بن قيس وفي
البخاري مختصرا والطبراني مطولا عن أنس قال لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت
لثابت بن قيس الا ترى يا عم ووجدته يتحنط فقال ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بئس ما عودتم أقرانكم اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ومما صنع هؤلاء ثم
قاتل حتى قتل
وكان عليه درع نفيسة فمر به رجل مسلم فأخذها فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه
ثابت في منامه فقال إني أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه إني لما قتلت
أخذ درعي فلان ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس تستن وقد كفأ على الدرع
برمة وفوقها رجل فائت خالدا فمره فليأخذها وليقل لأبي بكر أن علي من الدين كذا
وكذا وفلان عتيق
511

فاستيقظ الرجل فأتى خالدا فأخبره فبعث إلى الدرع فأتي بها وحدث أبا بكر
برؤياه فأجاز وصيته
ورواه البغوي من وجه آخر عن عطاء الخراساني عن بنت ثابت بن قيس مطولا
(906) ثابت بن قيس وقيل بن كامل أبو الورد يأتي في الكنى وقيل اسمه
عبيد وقيل غير ذلك
(907) ثابت بن مخلد بن زيد بن مخلد بن حارثة بن عمرو الأنصاري الخطمي
ذكره بن شاهين في الصحابة وقال إنه قتل يوم الحرة وقال سمعت عبد الله بن
سليمان بن الأشعث يقوله
وروى بن شاهين من طريق نصر بن علي عن محمد بن بكر عن بن جريج عن
بن المنكدر عن أبي أيوب عن ثابت بن مخلد الأنصاري رفعه من ستر مسلما ستره
الله الحديث
وفيه نظر فقد رواه أحمد في مسنده عن محمد بن بكر بهذا الاسناد فقال عن
مسلمة بن مخلد والحديث مشهور له وله فيه مع أبي أيوب قصة رويناها في كتاب
الرحلة للخطيب
(908) ثابت بن مسعود يأتي ذكره في القسم الأخير
(909) ثابت بن النعمان بن أمية ويقال إنه اسم أبي حبة البدري
(910) ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن
مالك بن الأوس يكنى أبا حبة شهد فتح مصر قاله بن البرقي وابن يونس وليس هو
البدري ذاك من ولد كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف باتفاق ووهم بن منده فوحدهما
وذكر بن إسحاق فيمن استشهد بأحد أبا الصباح بن ثابت بن النعمان وساق هذا النسب
بعينه فعلى هذا يكون أبوه عاش بعده بمدة
512

(911) ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزح بن ظفر الأنصاري الظفري ذكره
بن شاهين بإسناد المتقدم
وقال القداح شهد أحدا والمشاهد بعدها زاد العدوي واستشهد يوم جسر أبي
عبيد واستدركه أبو موسى
(912) ثابت بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري
ذكره بن شاهين أيضا وقال أبو موسى أظنه هو الذي قبله ورد ذلك بن
الأثير وقد فرق بينهما أيضا أبو عمر
(913) ثابت بن هزال بن عمرو بن عمر بن قربوس بن لوذان بن سالم بن عوف
الأنصاري
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد باليمامة وذكر بن عبد البر أنه
من بني عمرو بن عوف
(914) ثابت بن وديعة يأتي في بن يزيد
(915) ثابت بن وديعة بن خذام أحد بني أمية بن زيد بن مالك
ذكره بن سعد وقال كان أبوه من المنافقين وفرق بينه وبين ثابت بن يزيد
والمعروف بن وديعة ورده بن الأثير
والذي يظهر إنهما اثنان لاختلاف نسبهما ولأن الظاهر أن وديعة والد هذا
وأما ذاك فسيأتي أن وديعة اسم أمه
513

(916) ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي
ذكر بن إسحاق في المغازي قال حدثني عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد
قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد رفع ثابت بن وقش وحسل بن جابر وهو والد
حذيفة بن اليمان في الآطام مع النساء والصبيان وكانا شيخين كبيرين فقال أحدهما
للآخر لا أبا لك ما ننتظر إنما نحن هامة اليوم أو غدا فلحقا بالمسلمين ليرزقا الشهادة
فلما دخلا في الناس قتل المشركون ثابت بن وقش والتفت أسياف المسلمين على والد
حذيفة فقال حذيفة أبي أبي فقتلوه وهم لا يعرفونه فقال حذيفة يغفر الله لكم
وتصدق بديته على المسلمين
وقصة والد حذيفة في ذلك في الصحيح من حديث عائشة لكن ليس فيه ذكر ثابت
(917) ثابت بن يزيد بن وديعة ويقال بن زيد بن عمرو بن قيس بن جزى بن
عدي بن مالك بن سالم وهو الحبلي بن عوف بن عمرو بن الجموح الأنصاري يكنى أبا
سعد
ذكر الترمذي أن وديعة أمه وبها يعرف ويأتي في الروايات
وأخرج له أبو داود وغيره حديثا في الضب فعند الأكثر عن ثابت بن وديعة ووقع
في رواية ورقاء عن حصين عن زيد بن وهب عن ثابت بن يزيد الأنصاري فعرف أنه
هو
وقال بن أبي حاتم ثابت بن يزيد له صحبة روى عنه عامر بن سعد وهو هذا
(918) ثابت بن يزيد في قصة عمر في كتابته كتاب الشهود يأتي في عبد الله بن
ثابت
(919) ثابت بن يزيد لم ينسب أخرج الباوردي وابن منده والطبراني في مسند
الشاميين من طريق نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن بن عائذ قال قال ثابت بن يزيد
يا رسول الله إن رجلي عرجاء لا تمس بطن الأرض قال فدعا لي فبرئت حتى استوت
مثل الأخرى
514

قال بن منده لا نعرفه الا من هذا الوجه قال ويحتمل أن يكون هو بن وديعة
(920) ثابت بن يسار قيل نزل فيه قوله تعالى * (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن
فامسكوهن بمعروف) * الآية
روى ذلك الطبري وابن المنذر من طريق السدي قال كان رجل يقال له ثابت بن
يسار طلق امرأته فلما كادت عدتها تنقضي راجعها ثم طلقها فعل ذلك مرارا فنزلت
وذكره الثعلبي بغير إسناد وأما الآية التي تليها وفيها * (فلا تعضلوهن) *
فنزلت في معقل بن يسار
(921) ثابت مولى الأخنس بن شريق ذكر عبدان أنه شهد بدرا ولا تعرف له رواية
وقد شهد فتح مصر أخرجه أبو موسى
(922) ثابت الحجبي ذكر في حديث لعقبة بن عامر
أخرجه الطبراني في مسند عقبة من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي عن
إبراهيم بن محمد بن ثابت الحجبي حدثني أبي عن عقبة بن عامر أنه خرج مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ودار الراعي علي وعلى ثابت الحجبي فقلت لصاحبي اكفني حتى
أجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث
(923) ثابت قيل هو اسم أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم
الثاء بعدها الراء
(924) ثروان بن فزارة بن عبد يغوث بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن
صعصعة ذكر بن الكلبي والطبري أن له وفادة وهو القائل
إليك رسول الله خبت مطيتي مسافة أرباع تروح وتغتدي
وكذا ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن حمد بن يزيد عن رجاله
واستدركه بن فتحون وأبو موسى
الثاء بعدها العين المهملة
(925) ثعلبة بن أوس ويقال بن ناشب يأتي
515

(926) ثعلبة بن أبي بلتعة أخو حاطب ذكره أبو عيسى الترمذي في الصحابة
وقال أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وجل روايته عن الصحابة
(927) ثعلبة بن ثابت يأتي في أم كجة من كنى النساء
(928) ثعلبة بن الحارث يأتي في بن زيد بن الحارث
(929) ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن
عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريين وكذا ذكره بن الكلبي وزاد أنه قتل
بأحد
(930) ثعلبة بن حاطب أو أبي حاطب الأنصاري
ذكره بن إسحاق فيمن بني مسجد الضرار وروى الباوردي وابن السكن وابن شاهين
وغيرهم في ترجمة الذي قبله من طريق معان بن رفاعة عن علي بن زيد عن قاسم عن
أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري قال يا رسول الله أدع الله أن يرزقني ما لا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه فذكر الحديث بطوله في دعاء
النبي صلى الله عليه وسلم له وكثرة ماله ومنعه الصدقة ونزول قوله تعالى ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من
فضله الآية
وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ولم يقبض منه الصدقة ولا أبو بكر ولا عمر وأنه مات في
خلافة عثمان
وفي كون صاحب هذه القصة إن صح الخبر ولا أظنه يصح هو البدري المذكور
قبله نظر وقد تأكدت المغايرة بينهما بقول بن الكلبي إن البدري استشهد بأحد ويقوي
ذلك أيضا أن بن مردويه روى في تفسيره من طريق عطية بن عباس في الآية المذكورة
قال وذلك أن رجلا يقال له ثعلبة بن أبي حاطب من الأنصار أتى مجلسا فأشهدهم فقال
516

لئن آتانا من فضله الآية فذكر القصة بطولها فقال إنه ثعلبة بن أبي
حاطب والبدري اتفق على أنه ثعلبة بن حاطب وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار
أحد شهد بدرا والحديبية
وحكى عن ربه أنه قال لأهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فمن يكون
بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقا في قلبه وينزل فيه ما نزل فالظاهر أنه غيره والله أعلم
(931) ثعلبة بن خدام يأتي في بن زيد
(932) ثعلبة بن الحكم بن عرفطة بن الحارث بن لقيط بن يعمر الشداخ بن
عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن عبد مناف بن كنانة الكناني الليثي
قال البخاري له صحبة وقال في تاريخه الصغير أسره الصحابة وهو صغير
وساق ذلك بسنده في الكبير وذكره في الأوسط فيمن مات بين السبعين إلى الثمانين
وله في بن ماجة حديث بإسناد صحيح من رواية سماك بن حرب سمعت ثعلبة بن
الحكم قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهب الناس غنما فنهى عنها
(933) ثعلبة بن خدام الأنصاري أحد من تخلف في غزوة تبوك تقدم ذكره في
ترجمة أوس بن خدام
(934) ثعلبة بن زهدم التميمي الحنظلي من بني ثعلبة بن يربوع بن حنظلة
517

قال بن أبي فديك يقال له صحبة وقال البخاري قال الثوري له صحبة ولا
يصح ذكره مسلم والعجلي وغيرهما في التابعين وله في النسائي حديث بإسناد صحيح
إليه
(935) ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن
علي بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا قال وقتل بالطائف وثعلبة هذا هو الملقب
بالجذع وهو والد ثابت الذي تقدم ذكره
وذكره بن منده فقال ثعلبة بن الجذع جعل لقبه اسما لأبيه واعاده فقال
ثعلبة بن الحارث نسبه إلى جده
واستدركه أبو موسى وابن فتحون فقال ثعلبة بن حرام نسبه إلى جد أبيه فصار
الواحد ثلاثة
(936) ثعلبة بن زيد الأنصاري أحد بني عمرو بن عوف
قال بن منده له ذكر في المغازي وذكر عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره
بإسناده إلى بن عباس أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى ولا على الذين إذا ما أتوك
لتحملهم الآية وذكر عبدان عن أحمد بن يسار قال ثعلبة بن زيد من
بني حرام من الأنصار أحد البكائين استدركه أبو موسى
قلت الذي من بني حرام هو الذي قبله وأما الذي من بني عمرو بن عوف فهو
صاحب الترجمة فيحتمل أن يكونا جميعا من البكائين ويحتمل أن يكون صاحب الترجمة
تحرف اسمه
وقد ذكر مجمع بن حارثة أسماء البكائين ولم يعد فيهم ثعلبة بن زيد وإنما عد
علية بن زيد الحارثي
أخرجه بن مردويه في تفسيره والله أعلم
(937) ثعلبة بن ساعدة بن مالك ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بأحد
أخرجه الطبراني وابن منده وقال أبو نعيم أظنه أخا سهل بن سعد وكأن التحريف فيه من
بن لهيعة الراوي عن بن الأسود
518

قلت جزم أبو عمر بأنه عم أبي حميد الساعدي فافترقا
(938) ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن
ساعدي الخزرجي الساعدي أخو سهل بن سعد
شهد بدرا واستشهد بأحد وروى الطبراني من طريق عبد المهيمن بن عباس بن
سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال شهد أخي بدرا وقتل يوم أحد وذكره موسى بن
عقبة فيمن استشهد بأحد
(939)
(940 ثعلبة بن سعية أحد من أسلم منن اليهود تقدم في ترجمة أسد بن سعية) ثعلبة بن سلام أخو عبد الله بن سلام روى الطبراني من قول بن جريج
مقطوعا أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى * (من أهل الكتاب أمة قائمة) *
ذكره أبو عمر
(941) ثعلبة بن سويد الأنصاري ذكره بن فتحون في الصحابة وقد تقدم ذكره في
ترجمة أخيه أوس بن سويد
(942) ثعلبة بن سهيل قيل هو اسم أبي
أمامة الحارثي والمشهور أن اسم أبي إمامة إياس بن ثعلبة وسيأتي في الكنى وسيأتي في آخر من اسمه ثعلبة السبب في
الاختلاف فيه
(943) ثعلبة بن صغير بمهملتين مصغرا ويقال بن أبي صغير بن عمرو بن
زيد بن سنان بن سلامان القضاعي العذري حليف بني زهرة
قال الدارقطني له صحبة ولابنه عبد الله رؤية
519

وروى بن أبي عاصم والباوردي وغيرهما من طريق بكر بن وائل عن الزهري عن
عبد الله بن ثعلبة بن صغير عن أبيه في صدقه الفطر قال تفرد به همام عن بكر
قلت وتابع بكر بحر بن كنيز السقاء عن الزهري أخرجه الحسن بن سفيان ومن
طريقه أبو نعيم
وروى أبو داود الحديث المذكور من طريق النعمان بن راشد عن الزهري قال عن
ثعلبة بن أبي صغير عن أبيه وفي رواية عنده عن عبد الله بن ثعلبة أتوا ثعلبة بن عبد الله
وقال بن السكن ثعلبة بن عبد الله بن أبي صغير العذري لم يصح سماعه ثم روى
بسنده إلى بن معين قال ثعلبة بن أبي صغير رأى النبي صلى الله عليه وسلم
وروى بن شاهين من طريق يحيى بن خارجة عن الزهري فقال عن عبد الله بن
ثعلبة بن أبي صغير قال بن شاهين أرسله يحيى بن خارجة
وسيأتي له ذكر في ترجمة ابنه عبد الله بن ثعلبة
وقال البخاري في التاريخ عبد الله بن ثعلبة بن صغير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا إلا أن
يكون عن أبيه فهو أشبه
أما ثعلبة بن أبي صغير فليس من هؤلاء
قلت فهذا يقتضى أن يكون ثعلبة بن صغير غير ثعلبة بن أبي صغير فالله أعلم
(944) ثعلبة بن عبد الله بن سام يأتي في ثعلبة بن أبي مالك
(945) الله تعالى ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري يقال إنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم
روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار عن أبيه عن
المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن
عبد الرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه في حاجة فمر بباب رجل من الأنصار فرأى
امرأته تغتسل فكرر النظر إليها ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا
بين مكة المدينة فقطنها ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا ودعه ربه
وقلاه ثم إن جبريل نزل عليه فقال يا محمد أن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من
النار فأرسل إليه عمر فقال انطلق أنت وسلمان فائتياني به فلقيها راع يقال له دفافة
520

فقال لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر الحديث بطوله في اتيانهما به وقصة مرضه
وموته من خوفه من ذنبه
قال بن منده بعد أن رواه مختصرا تفرد به منصور
قلت وفيه ضعف وشيخه أضعف منه وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لان
نزول * (ما ودعك ربك وما قلى) * كان قبل الهجرة بلا خلاف
(946) ثعلبة بن عبيد بن عدي قال الذهبي في التجريد ذكره بن الجوزي في
التلقيح
قلت وأنا أخشى أن يكون وقع في اسم أبيه تصحيف وهو ثعلبة بن عنمة بن عدي
الآتي بعد قليل
(947) ثعلبة بن عمرو الجذامي ذكره بن إسحاق في المغازي فيمن أسره زيد بن
حارثة من جذام بعد اسلامهم وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمره باطلاقهم
(948) ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن
مالك بن النجار الأنصاري
ذكره موسى بن عقبة في البدريين وذكر أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد وقال
الواقدي توفي في خلافة عثمان
(949) ثعلبة بن عمرو وقيل هو اسم أبي عمرة الأنصاري حكاه البغوي
(950) ثعلبة بن عنمة بفتح المهملة والنون بن عدي بن نابي بن عمرو بن
سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي ذكره موسى بن عقبة وعروة
وغيرهما فيمن شهد بدرا والعقبة وكان ممن يكسر أصنام بني سلمة
521

وقال بن إسحاق قتل يوم الخندق قتله هبيرة بن أبي وهب وقال بن لهيعة عن أبي
الأسود عن عروة قتل بخيبر
وذكر بن الكلبي أنه ممن سأل عن الهلال كيف يبدو صغيرا ثم يكبر فنزل قوله
تعالى يسألونك عن الأهلة الآية
(951) ثعلبة بن قيس يأتي ذكره في سلمة بن سلام إن شاء الله تعالى
(952) ثعلبة بن قيظي بن صخر بن سلمة الأنصاري ذكره مطين والطبراني
وغيرهما من طريق عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين من أهل بدر
والاسناد إلى أبي عبيد الله ضعيف جدا
(953) ثعلبة بن أبي مالك القرظي مختلف في صحبته قال بن معين له رؤية
وقال بن سعد قدم أبو مالك واسمه عبد الله بن سام من اليمن وهو من كندة فتزوج
امرأة من قريظة فعرف بهم
وقال مصعب الزبيري كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك كما ترك عطية ونحوه
قلت وعطية سيأتي ذكره وروى البغوي وغيره من طريق بن إسحاق عن أبي
مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه أهل مهزور فقضى ان الماء إذا بلغ
الكعبين لم يحبس الاعلى
تابعه الوليد بن كثير عن أبي مالك ورواه بن أبي عاصم من طريق صفوان بن سليم
عن ثعلبة نحوه ورجاله ثقات
522

ورواه بن ماجة من وجه آخر عن محمد بن عقبة بن أبي مالك عن عمه ثعلبة بن أبي
مالك به
وذكر بن حبان في ثقات التابعين وقال أبو حاتم هو تابعي وحديثه مرسل
قلت وحديثه عن عمر في صحيح البخاري ومن يقتل أبوه بقريظة ويكون هو بصدد
من يقتل لولا الانبات لا يمتنع أن يصح سماعه فلهذا الاحتمال ذكرته هنا
(954) ثعلبة بن وديعة الأنصاري أحد من تخلف عن تبوك تقدم ذكره في
ترجمة أوس بن خدام
(955) ثعلبة التميمي العنبري جد الهرماس بن حبيب العنبري سماه إسحاق بن
راهويه في روايته عن النضر بن شميل عن الهرماس عن أبيه عن جده قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم بغريم لي فقال لي الزمه الحديث
قال بن منده وخالفه الحسن بن عمر بن شقيق عن النضر فقال عن الهرماس بن
حبيب عن أبيه عن جده الهرماس بن زياد
وكذا أخرجه بن منده من طريق قعنب بن المحرر عن قتيبة بن الهرماس بن حبيب بن
الهرماس بن زياد عن أبيه عن جده عن أبيه الهرماس بن زياد
ورواه جماعة عن النضر فلم يسموا جد الهرماس بن حبيب فالله أعلم
(956) ثعلبة الأنصاري والد عبد الله يقال اسم أبيه سهيل
ذكره بن أبي حاتم روى الباوردي وأبو مسلم الكجي من طريق خالد بن الحارث
والحاكم في المستدرك والحسن بن سفيان وأبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق
عبد الله بن حمران كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر أخبرني عبد الله بن ثعلبة الأنصاري
سمعت عبد الرحمن بن كعب يقول سمعت أباك ثعلبة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أيما امرئ اقتطع حق امرئ بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شئ
إلى يوم القيامة
523

ووقع في مسند بقي بن مخلد ثعلبة بن عبد الله فالله أعلم
وحكى أبو أحمد الحاكم أن الحسين بن محمد القباني قال إن ثعلبة هذا هو أبو أمامة
الحارثي لكن المعروف أن اسم أبي أمامة إياس بن ثعلبة
وقد جزم بأنه غيره البغوي وابن أبي حاتم وابن شاهين وغير واحد ممن ألف في
الصحابة
وبين الحديثين مغايرة في المتن والاسناد فيحتمل أن يكون غيره وبالمغايرة جزم أبو
حاتم وغيره والله أعلم
(957) ثعلبة الأنصاري والد عبد الرحمن نزيل مصر
روى عنه ابنه عبد الرحمن حديثا في السرقة أخرجه بن ماجة وابن منده من طريق
يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن
وذكر أبو عمر أنه ثعلبة بن عمرو بن محصن وأما بن أبي حاتم فغاير بينهما وكذا
الطبراني وهو الصواب
(958) ثعلبة غير منسوب ذكره بن منده وأبو نعيم في المبهمات في بن
ثعلبة وأخرجاه من طريق يحيى بن جابر عن بن ثعلبة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا
رسول الله أدع الله لي بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتني بشعرات فأتاه بها فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم اكشف عن عضدك قال فربطه في عضده ثم نفث فيه ثم قال اللهم حرم دم
ثعلبة على المشركين والمنافقين
قال بن الأثير كذا عندهما دم ثعلبة وليس فيه ما يدل على بن ثعلبة الا في أول
الاسناد
قلت بن ثعلبة اسمه ضمرة وقد تقدم هذا الحديث في ترجمته في حرف الضاد
المعجمة فإن كانت هذه الرواية ثابتة فيكون الضمير في قوله إنه بن لثعلبة وتعين ذكره
في الصحابة ويعد على هذا فيمن صحب هو وأبوه لكن الرواية الماضية في حرف الضاد
فيها اللهم حرم دم بن ثعلبة بزيادة لفظة بن والله أعلم
524

الثاء بعدها القاف
(959) ثقاف بن عمرو العدواني من المهاجرين الأولين قاله بن أبي حاتم عن
أبيه وروى بن منده من طريق بن المبارك عن حماد بن زيد عن أيوب عن الجرمي
وهو أبو قلابة أن ثمامة بن عدي وثقف بن عمرو من المهاجرين الأولين لم يحفظ عنهما
حديث
(960) ثقب بن فروة بن البدي الأنصاري الساعدي وكان يقال له الأحرش سماه
ونسبه بن القداح النسابة وقال استشهد بأحد لكنه ذكره بالتصغير وأورده بن شاهين
فقال ثقف بفتح أوله وآخره فاء وكذا ذكره بن عبد البر وأبو موسى
(961) ثقف بن عمرو بن سميط من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ذكر بن
إسحاق وموسى بن عقبة أنه شهد بدرا هو وأخوه مدلاج ومالك وقال إنه استشهد يوم
خيبر
وقال الواقدي ثقاف بن عمرو فذكره وقال قتله أسيد بن رزام اليهودي
الثاء بعدها الميم
(962) ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عتبة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن
الدؤل بن حنيفة الحنفي أبو أمامة اليمامي
حديثه في البخاري من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم
خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من
سواري المسجد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من
المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
525

وأخرجه أيضا مطولا ورواه بن إسحاق في المغازي عن سعيد المقبري مطولا
وأوله أن ثمامة كان عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد قتله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يمكنه منه
فلما أسلم قدم مكة معتمرا فقال والذي نفسي بيده لا تأتيكم حبة من اليمامة وكانت
ريف أهل مكة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورواه الحميدي عن سفيان عن بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة
وذكر أيضا بن إسحاق أن ثمامة ثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة وارتحل هو
ومن أطاعه من قومه فلحقوا بالعلاء الحضرمي فقاتل معه المرتدين من أهل البحرين
فلما ظفروا اشترى ثمامة حلة كانت لكبيرهم فرآها عليه ناس من بني قيس بن ثعلبة فظنوا
أنه هو الذي قتله وسلبه فقتلوه
وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن سلمة الحنفي
وروى بن منده من طريق علباء بن أحمر عن عكرمة عن بن عباس قصة إسلام
ثمامة ورجوعه إلى اليمامة ومنعه عن قريش الميرة ونزول قوله تعالى ولقد أخذناهم
بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون وإسناده حسن
وذكر وثيمة له مقام حسنا في الردة وأنشد له في الانكار على بني حنيفة أبياتا منها
أهم بترك القول ثم يردني إلى القول إنعام النبي محمد
شكرت له فكي من الغل بعدما رأيت خيالا من حسام مهند
(963) ثمامة بن أنس ذكر له بقي بن مخلد حديثا في مسنده ويحتمل أن يكون
هو ثمامة بن أنس بن مالك فالحديث مرسل على هذا
(964) ثمامة بن بجاد العبدي
قال أبو حاتم وابن السكن والباوردي له صحبة وقال أحمد في الزهد حدثنا أبو
داود حدثنا زهير عن أبي إسحاق وتابعه شعبة عن أبي إسحاق عن ثمامة بن بجاد وله
صحبة قال أنذرتكم سوف سوف ورواه جماعة عن أبي إسحاق فلم يقولوا وله صحبة
وقال أبو حاتم روى عنه العيزار بن حريث أيضا
526

(965) ثمامة بن أبي ثمامة بكر الجذامي أبو سوادة قال أبو سعيد بن يونس
وجدت في كتاب عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة الجذامي عن مولى لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم
دعا لجده ثمامة
رواه بن منده عن بن يونس
(966) ثمامة بن حزن يأتي في القسم الثالث
(967) ثمامة بن عدي القرشي تقدم ذكره في ترجمة ثقف بن عمرو وأنه كان من
المهاجرين الأولين
وذكر أبو موسى عن الطبري أنه شهد بدرا
وقال بن السكن يقال له صحبة وكان أميرا على صنعاء
وروى البخاري في تاريخه وابن سعد بإسناد صحيح إلى أبي قلابة عن أبي الأشعث
الصنعاني قال لما بلغ ثمامة بن عدي وكان أميرا على صنعاء الشام وكانت له صحبة
قتل عثمان بن عفان بكى وطال بكاؤه فلما أفاق قال هذا حين انتزعت خلافة النبوة
ورواه الباوردي من وجه آخر عن أيوب عن أبي قلابة
وروى بن منده من طريق النضر بن معبد عن أبي قلابة حدثني أبو الأشعث الصنعاني
أن ثمامة كان على صنعاء وكان من أصحاب محمد النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
الثاء بعدها الواو
(968) ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي مشهور يقال إنه من العرب حكمي
527

من حكم بن سعد حمير وقيل من السراه اشتراه ثم أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخدمه إلى
أن مات ثم تحول إلى الرملة ثم حمص ومات بها سنة أربع وخمسين قاله بن سعد
وغيره
وروى بن السكن من طريق يوسف بن عبد الحميد قال لقيت ثوبان فحدثني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأهله فقلت أنا من أهل البيت فقال في الثالثة نعم ما لم تقم على
باب سده أو تأتي أميرا تسأله
وروى أبو داود من طريق عاصم عن أبي العالية عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من يتكفل لي الا يسأل الناس واتكفل له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان لا يسأل أحدا
شيئا
(969) ثوبان الأنصاري جد محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
روى بن منده من طريق محمد بن حمير عن عباد بن كثير عن محمد بن
عبد الرحمن أبن ثوبان عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
رأيتوه ينشد شعرا في المسجد فقولوا فض الله فاك الحديث
ورواه من طريق أبي خيثمة الجعفي عن عباد بن كثير فلم يقل عن جده وعباد فيه
ضعيف وخالفه يزيد بن خصيفة فقال عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وهو
المحفوظ أخرجه النسائي والترمذي
(970) ثوبان جد عمر بن الحكم بن ثوبان ذكره بن أبي عاصم وروى من طريق
عبيد الله بن عبد الله الأموي عن عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن
عمه عن أبيه ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وافتراش السبع
528

قال بن منده خالفه أصحاب عبد الحميد بن جعفر فقالوا عنه عن عمر بن
الحكم عن ثوبان عن عبد الرحمن مرسلا
قلت عمر بن الحكم معدود في التابعين روى عن سعد بن أبي وقاص وغيره من
الكبار فكيف لا يكون جده صحابيا وهو من الأنصار
(971) ثوبان العنسي جد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان روى بن عساكر من طريق
الأوزاعي عن ثابت بن ثوبان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بطعام فقال يؤم الناس في الطعام
الامام أو رب الطعام أو خيرهم
وثابت بن ثوبان تابعي ومعروف وأبوه لم أجد له ذكرا الا في هذه الرواية فقط ولم
يذكر فيها سماعا فما أدري أهو مرسل أم لا
(972) ثوب والد أبي مسلم الخولاني هو بضم أوله وفتح الواو
وذكر بن حبان في ثقات التابعين في ترجمة أبي مسلم الخولاني أن أبا مسلم كان
من عباد أهل الشام ولأبيه صحبة
(973) ثور بن عزرة بن عبد الله بن سلمة أبو العكير القشيري
ذكر بن شاهين عن أبي الحسن المدائني عن يزيد بن رومان وغيره عن رجاله
قالوا وفد ثور بن عزرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقطعه حمام والسد وهما من العقيق
وكتب له كتابا وفيه يقول الشاعر
فإن يغلبك ميسرة بن بشر فإن أبا العكير على حمام
(974) ثور السلمي جد معن بن يزيد بن الأخنس السلمي لامه يكنى أبا أمامة
529

ذكره بن حبان في الصحابة وروى الباوردي في ترجمته عن طريق أبي الجويرية عن
معن بن يزيد بن ثور قال بايعت أنا وأبي وجدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فظاهر هذا السياق أن
ثورا اسم جده لأبيه وليس كذلك وإنما اسمه الأخنس والأولى فيه ما قاله بن حبان
(975) ثور بن معن بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زغب بن مالك بن خفاف بن
امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي قال أبو علي الهجري في النوادر صحب النبي صلى الله عليه وسلم
هو وأبوه وجده ويعرفون ببني معن حكاه الرشاطي
قلت والمعروف معن بن الأخنس أخرج له البخاري وسيأتي فلعل ثورا هذا بن
عمه والله أعلم فإن ثبت فمعن بن الأخنس عم معن بن يزيد بن الأخنس
القسم الثاني
من حرف الثاء
الثاء بعدها الألف
(976) ثابت بن مري بن سنان بن سنان بن ثعلبة يأتي في نسبه في ترجمة أبيه قال
العدوي ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أخو سمرة بن جندب لامه استدركه بن
فتحون
القسم الثالث
من حرف الثاء
الثاء بعدها الألف
(977) ثابت بن طريف المرادي شهد فتح مصر وهو ممن أدرك الجاهلية
ذكره بن منده عن بن يونس وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال أبو
نعيم ذكره الحاكم عن بن عبد الاعلى يعني بن يونس وأنه صحابي وأنه أدرك
الجاهلية
530

وتعقبه بن الأثير بأن بن منده لم يصرح بان له صحبة وإنما ذكره لكونه أدرك النبي
صلى الله عليه وسلم والذين شهدوا الفتوح في عهد عمر لهم إدراك لكن منهم من له صحبة ومنهم من لم
يصحب انتهى ملخصا
الثاء بعدها العين
(978) ثعلبة بن أبي رقية اللخمي شهد فتح مصر
ذكره بن يونس وأخرجه بن منده أيضا
الثاء بعدها الميم
(979) ثمامة بن أوس بن ثابت بن لام الطائي ذكره سيف في الفتوح وأنه أرسل
إلى ضرار بن الأزور وهو يحارب طليحة في خلافة أبي بكر إن معي من جذيمة خمسمائة
رجل فذكر القصة
وهذا يدل على أنه أدرك الجاهلية
(980) ثمامة بن حزن بن عبد الله بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن
صعصعة القشيري والد أبي الورد بن ثمامة
وكان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وعده مسلم في المخضرمين وابن حبان في ثقات
التابعين
وقال أبو نعيم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره
وفي تاريخ البخاري أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته وهو بن خمس
وثلاثين سنة
وقال بن البرقي ذكر بعض أهل النسب من بني عامر أن لثمامة بن حزن صعصعة
(981) ثمامة الردماني مولاهم له إدراك شهد مع مولاه خارجة بن عراك فتح مصر
صحبة عمرو بن العاصي ذكره بن يونس
531

الثاء بعدها الواو
(982) ثور بن تلدة ويقال ثوب بالموحدة واختلف في ضبطه فقال بن
الكلبي هو بلفظ واحد الثياب وضبطه الدارقطني تبعا للهيثم بن عدي بضم المثلثة وفتح
الواو وأما أبوه فقال الهيثم وابن الكلبي هو بكسر المثلثة وسكون اللام وضبطه
الدارقطني بفتح المثناة ويقال له أيضا تليدة بالتصغير وهو من بني والبة بن الحارث بن
ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وقيل إن تلدة أو تليدة أمه أو جارية حاضنة له وإن
اسم أبيه ربيعة ذكر ذلك سيف في الفتوح
ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وذكر أنه حضر عند معاوية فقال من
أدركت من آبائي قال أمية بن عبد شمس أدركته وقد عمي يقوده عبدة ذكوان
فقال معاوية مه إنما هو ابنه قال هذا شئ قلتموه أنتم فقال معاوية أي هؤلاء
أشبه بأمية فقال هذا وأشار إلى عمرو بن سعيد بن العاصي بن أمية وهو المعروف
بالأشدق
وذكر بعض هذه القصة أبو موسى في الذيل من طريق أبي يعقوب السراج أنه ذكره
في الصحابة من طريق عاصم بن أبي النجود قال كنا يعني بني أسد بن خزيمة سبع
المهاجرين يوم بدر وكان فينا رجل يقال له ثور بن تلدة بلغ عشرين ومائة سنة وذكر بعض
القصة وظن أبو موسى أن قول عاصم وكان فينا يتعلق بقوله كنا يوم بدر فيكون صاحب
الترجمة من البدريين وليس كما ظن بل عاصم أراد أن يعد خصائص قومه فذكر كونهم
كانوا بقدر سبع المهاجرين ثم ذكر كونه كان فيهم هذا الرجل المعمر ولو كان على ظاهر
ما فهمه أبو موسى لكان عاصم أيضا من البدريين لقوله كنا وهو تابعي صغير أكثر روايته
عن التابعين
وروى الدارقطني في المؤتلف من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم قال قال ثور
بن تلدة أدركت ثلاث والبات قال وكان قد بلغ مائتين وأربعين سنة وأنشد له بن
الكلبي
وإن امرأ قد عاش تسعين حجة إلى مائتين كلها هو ذاهب
532

قال ولا أدري ما عاش بعد ما أنشد هذا لمعاوية
وذكر سيف بن عمر أنه حضر الفتوح وشهد القادسية وأنشد له فيها شعرا وأنشد له
المرزباني شعرا فيما أنشده الآمدي لغيره كما سيأتي في ترجمة نسير بن ثور العجلي في
حرف النون إن شاء الله تعالى
(983) ثور بن قدامة له إدراك وله مشاهد في الفتوح
وفي تاريخ البخاري من طريقه قال جاءنا كتاب عمر روى عنه إبراهيم العقيلي
وذكره بن حبان في ثقات التابعين
(984) ثور بن مالك الكندي كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحب معاذ بن جبل
باليمن واستخلفه على كندة لما بلغه وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر ذلك وثيمة في كتاب الدرة عن بن إسحاق وذكر له خطبة لكندة لما عزموا
على الردة وذكر ردهم عليه وما كان من أمرهم إلى أن أوقع بهم المسلمون وهو القائل
من أبيات
وقلت تحلوا بدين الرسول * فقالوا التراب سفاها بفيكا
فأصبحت أبكي على هلكهم * ولم أك فيما أتوه شريكا
القسم الرابع
من حرف الثاء
الثاء بعدها الألف
(985) ثابت بن أجدع تقدم في ثابت بن الجذع
(986) ثابت بن أبي الأقلح أخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق محمد بن
مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس أن عقبة بن أبي معيط قتله ثابت بن
أبي الأقلح بعد أن أسر ببدر
والمعروف أن الذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح
(987) ثابت بن أبي زيد الأنصاري ذكره بعضهم مستندا إلى قول الحاكم في علوم
533

الحديث عزرة بن ثابت ومحمد بن ثابت وعلي بن ثابت أبوهم ثابت بن أبي زيد صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
وصاحب مجرور صفة لأبي زيد وكأن من ذكره في الصحابة ظنه مرفوعا فيكون
صفة لثابت وليس كذلك والله أعلم
(988) ثابت بن الضحاك بن ثعلبة استدركه أبو موسى وعزاه لسعيد بن يعقوب
السراج ولا وجه لاستدراكه لان بن منده أخرجه على الصواب وإنما سقط من النسب
رجل وهو ثابت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة كما مضى في القسم الأول
(989) ثابت بن عمرو الأنصاري شهد بدرا
ذكره أبو نعيم عن موسى بن عقبة مغايرا بينه وبين الأشجعي حليف الأنصار المتقدم
وهو واحد فوهم
(990) ثابت بن قيس الأنصاري وقع ذكره في حديث جابر وذكره أبو داود أن راويه
أخطأ فيه أخرج أبو داود وإسماعيل القاضي في احكامه وأبو مسلم الكجي في السنن
من طريق بشر بن المفضل عن بن عقيل عن جابر قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى جئنا
امرأة من الأنصار فجاءت بابنتين فقالت يا رسول الله هاتان بنتا ثابت بن قيس قتل معك
يوم أحد الحديث
قال أبو داود أخطأ فيه والصواب سعد بن الربيع ثم ساقه من طريق بن وهب
عن داود بن قيس وغيره عن بن عقيل قال كذا قال عبيد الله بن عمرو عن بن عقيل
وهو الصواب
قلت لولا اتحاد مخرج الحديث لجاز أن تتعدد القصة
(991) ثابت بن قيس آخر يأتي في الكنى في حرف الميم في أبي المتوكل
(992) ثابت بن مسعود ذكره عبدان مختصرا وقال لا يعرف له ذكر الا في حديث
صفوان بن محرز
وذكر سعيد بن يعقوب السراج في الصحابة وأخرج له من طريق حماد عن ثابت
البناني عن صفوان بن محرز قال كنت أصلي خلف المقام وإلى جنبي رجل من أصحاب
534

النبي صلى الله عليه وسلم نحسبه ثابت بن مسعود قال وكنت إذا جهرت بالقراءة خفض صوته فلم أر
جارا أحسن من جواره وكنت إذا تتعتعت فتح علي فلما انصرفت دخلت الطواف فلحقني
فأخذ بيدي فقال إن الأرواح جنود مجندة الحديث
قال أبو موسى في الذيل كذا أورده والعجب من حافظين كيف يتواردان على هذا
الوهم فإن الصواب نحسبه ثابت وهو البناني بن مسعود فابن مسعود مفعول ثان
لنحسبه والمراد به عبد الله بن مسعود
قلت وقد وافقهما الباوردي على ذلك وترجم لثابت بن مسعود وأخرج الحديث
في ترجمته من طريق حماد بن ثابت وأما أبو عمر فقال ثابت بن مسعود قال صفوان بن
محرز كان جاري رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه ثابت بن مسعود فلم أر أحسن
جوارا منه وذكر الخبر هذا لفظه
وقد اقتضى له حذف ثابت الراوي له عن صفوان الجزم بأن الذي ظنه بن مسعود هو
صفوان وقد عاب الذهبي في التجريد ذلك على أبي عمر
قلت وبقي عندي فيه وقفة من جهة صفوان بن محرز لأني لا أحسبه أدرك بن
مسعود فالله أعلم
(993) ثابت بن معاذ الأنصاري جاء ذكره في حديث لانس ضعيف السند ذكره
الخطيب في المؤتلف من طريق القاسم بن خليفة حدثنا أبو يحيى التيمي إسماعيل بن
إبراهيم عن مطير أبي خالد عن أنس بن مالك قال كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن شئ أمرنا عليا أو سلمان أو ثابت بن معاذ لأنهم كانوا أجرأ أصحابه عليه فلما
نزلت إذا جاء نصر الله والفتح فذكر حديثا منكرا في فضل علي فيه إنه
أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلف بعدي قال الخطيب مطير مجهول
قلت وأبو يحيى التيمي ضعيف جدا
(994) ثابت بن معبد تابعي أرسل حديثا أو وصله فانقلب على بعض رواته
535

ذكره بن منده وبين جهة الوهم فيه وقال روى عمرو بن خالد عن عبيد الله بن
عمرو عن عبد الملك بن عمير عن رجل من كلب عن ثابت بن معبد أن رجلا سأل
النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة من قومه أعجبه حسنها الحديث هكذا قال عمرو ورواه
علي بن معبد وغيره عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك عن ثابت بن سعيد عن رجل
من كلب بهذا
قال بن منده هذا هو الصواب قلبه عمرو بن خالد انتهى
وفي تاريخ البخاري ثابت بن معبد روى عنه عبد الملك بن عمير منقطع حديثه في
الكوفيين
وقال بن حبان في التابعين ثابت بن معبد يروي عن عمه روى عنه عبد الملك بن
عمير وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ثابت بن معبد روى عن عمر بن الخطاب روى عنه
عبد الملك وقال بن منده تابعي عداده في أهل الكوفة
(995) ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو من بني مالك بن النجار بن أوس
شهد بدرا هكذا قال بن منده ثم روى بسنده إلى بن إسحاق قال في تسمية من
شهد بدرا من بني مالك بن النجار بن أوس بن ثابت بن المنذر فذكره
وتعقبه أبو نعيم فقال هذا وهم ظاهر لان النجار هو بن ثعلبة بن مالك وإنما
الصواب ما رواه إبراهيم بن سعد وغيره عن بن إسحاق قال شهد بدرا من بني عمرو
مالك بن النجار أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام انتهى
فكأن الناسخ قدم بن علي أوس فاقتضى ذلك الوهم الشنيع وكيف خفي على هذا
الامام أن ثابت بن المنذر والد حسان وإخوته لم يدرك الاسلام وأن النجار جد القبيلة
الشهيرة من الأنصار لا يقال له النجار بن أوس
وقد ذكر موسى بن عقبة في المغازي أوس بن ثابت في البدريين على الصواب وكذا
ذكره غير واحد كما تقدم في ترجمته
وقد وهم فيه الطبراني أيضا فقال ثابت بن المنذر بن حرام وساق بسنده إلى بن
لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النجار ثابت بن
المنذر إلى آخره
536

وزعم أبو نعيم أن الوهم فيه من بن لهيعة فالله أعلم
وسيأتي نظير ذلك لابن عبد البر في ترجمة حارثة بن مالك
(996) ثابت بن واثلة قتل بخيبر هكذا أورده بن عبد البر فحرف اسم أبيه
وإنما هو إثلة بكسر الهمزة وسكون المثلثة كما تقدم على الصواب
(997) ثابت بن وقش بن زعوراء قتل بأحد
ذكر بن شاهين وفرق بينه وبين ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء قال بن الأثير
هذا فرق بعيد جدا ثم قال لا شك أنهما واحد وليس في إسقاط زغبة من النسب ما يدل
على التفرقة
(998) ثابت بن يزيد الأنصاري ذكره الباوردي وأبو نعيم في الصحابة وأخرجا من
طريق شريك عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال دخلت على قرظة بن كعب
وثابت بن يزيد وابن مسعود وعندهم جوار وأشياء فقلت تفعلون هذا وأنتم من الصحابة
قالوا أنه رخص لنا في اللهو عند العرس
قلت وثابت بن يزيد هذا هو بن وديعة ووهم من جعله اثنين فقد روى أبو داود
الطيالسي في مسنده عن شعبة بن أبي إسحاق هذا الحديث فقال ثابت بن وديعة وهو
المحفوظ من طرق كثيرة عن أبي إسحاق
وأعجب من ذلك أن بن أبي حاتم تحرف عليه اسم وديعة فصار وداعة وغاير بينه
وبين ثابت بن يزيد بن وديعة وقال ما نصه ثابت بن يزيد بن وداعة كوفي له صحبة روى
عن البراء وزيد بن وهب وعامر بن سعد وكان قال قبل ذلك ثابت بن يزيد بن وديعة
فذكر نحو ذلك وقال قبل ذلك ثابت بن زيد له صحبة وروى عنه عامر بن سعد فصير
الواحد ثلاثة
(999) ثابت بن يزيد أبو أسيد الأنصاري
ذكره بن منده والمعروف أن اسمه عبد الله بن ثابت كما سيأتي في موضعه وهو
537

راوي حديث كلوا الزيت وقيل إن اسمه كنيته
(1000) ثابت الأنصاري والد عدي بن ثابت
ذكره أبو موسى في الذيل وعزاه لابن ماجة وقد قدمنا ذكر ثابت بن قيس بن
الخطيم فإن ثبت قول بن الكلبي إن عدي بن ثابت هو بن أبان بن ثابت بن قيس بن
الخطيم وإن عديا كان ينسب إلى جده استقام أن له صحبة وإلا فلا ومع ذلك فتكريره
وهم والله أعلم
الثاء بعدها العين المهملة
(1001) ثعلبة بن الجذع ذكره بن منده وقال شهد بدرا وفرق بينه وبين ثعلبة بن
الحارث وهو الملقب بالجذع فجعل الجذع الذي هو لقبه اسم أبيه وظنه آخر وقد قدمنا
بقية أوهامهم فيه في ترجمة ثعلبة بن زيد بن الحارث حيث ذكرناه على الصواب
(1002) ثعلبة بن زبيب العنبري روى عنه ابنه عبد الله فيه إرسال وضعف كذا
في التجريد
قلت هو مقلوب وإنما هو عبد الله بن زبيب بن ثعلبة عن أبيه
(1003) ثعلبة بن العلاء الكناني ذكره أبو أحمد العسال في الصحابة وروى من
طريق حجاج بن أرطاة عن سماك بن حرب عن ثعلبة بن العلاء الكناني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة يوم خيبر
قال أبو موسى رواه زهير بن معاوية عن سماك بن حرب عن ثعلبة بن الحكم
أخي بني ليث نحوه
قلت وبنو ليث من بني كنانة فالنسب واحد والراوي واحد فإما أن يكون حجاج
وهم في اسم أبيه أو يكون العلاء اسم أحد آبائه
وقد تقدم ثعلبة بن الحكم على الصواب في القسم الأول
538

(1004) ثعلبة بن معن بن محصن من بني عامر بن مالك بن النجار
استدركه بن فتحون وقال ذكره بن أبي حاتم عن أبيه عن أبيه
قلت وهو في عدة نسخ من كتاب بن أبي حاتم ثعلبة بن عمرو بن محصن وقد
أخرجه أبو عمر فلا يستدرك عليه
(1005) ثعلبة البهراني ذكره عبدان وأورد له من طريق موسى بن أعين عن
عبد الكريم الجزري عن فرات عن ثعلبة البهراني مرفوعا يوشك العلم أن
يختلس الحديث
وهذا غلط نشأ عن تصحيف وإنما هو عن فرات بن ثعلبة فصارت بن عن
والفرات بن ثعلبة تابعي معروف
ذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال روى عنه أهل الشام
وقال أبو موسى الحديث المذكور يعرف بأبي الدرداء
الثاء بعدها اللام
(1006) الثلب العنبري ذكره بن الأمين مستدركا هنا والصواب بالمثناة كما
تقدم التنبيه عليه في القسم الأول
(1007) ثلدة الأسدي استدركه بن الأمين وغيره وهو وهم والصواب ثور أو
ثوب بن ثلدة كما تقدم في القسم الثالث وتقدم أن ثلدة اسم أمه فيما يقال والله أعلم
الثاء بعدها الواو
(1008) ثوبان بن فزارة العامري ذكره المرزباني في معجم الشعراء فيمن اسمه
ثوبان مع ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صحفه والصواب ثروان راء ثم واو كما تقدم
في القسم الأول
539

حرف الجيم
القسم الأول
الجيم بعدها الألف
(1009) جابان والد ميمون روى بن مندة من طريق أبي سعيد مولى بني
هاشم عن أبي خالد سمعت ميمون بن جابان الصردي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة
حتى بلغ عشرا يقول من تزوج امرأة وهو ينوي الا يعطيها الصداق لقي الله وهو زان
قلت كذا قال عن أبيه إن كان محفوظا
(1010) جابر بن الأزرق الغاضري حديثه في أهل حمص
قال بن مندة نزل حمص وروى من طريقه نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن
عبد الرحمن بن عائذ عن أبي راشد الحبراني حدثني جابر بن الأزرق الغاضري قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلة ومتاع فدفعني رجل فقلت جئت من أقطار اليمن لاسمع
من النبي صلى الله عليه وسلم فأعي ثم ارجع فأحدث من ورائي وأنت تمنعني قال صدقت ثم ركب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه دعاؤه للمحلفين ثلاث مرات قال غريب لا يعرف الا بهذا
الاسناد
(1011) جابر بن أسامة الجهني يكنى أبا سعاد نزل مصر ومات بها قاله بن
540

يونس في حديث ذكره عن بن وهب عن أسامة بن زيد
وروى البخاري في تاريخه وابن أبي عاصم والطبراني وغيرهم من طريق أسامة بن زيد عن
معاذ بن عبد الله بن خبيب عن جابر بن أسامة الجهني قال لقيت النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق في
أصحابه فسألتهم أين يزيد قالوا اتخذ لقومك مسجدا فرجعت فإذا قومي فقالوا خط
لنا مسجدا وغرز في القبلة خشبة
قال بن السكن لا يروي عنه شئ الا من هذا الوجه وكذا قال البغوي نحو هذا
(1012) جابر بن حابس أم عابس العبدي
روى الطبراني من طريق حصين بن نمير حدثني أبي عن أبيه عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
إسناده مجهول ووقع في رواية يوسف بن خليل بخطه عابس وكذا هو عند بن
الجوزي
(1013) جابر بن الحارث العبدي أحد الوفد الذين قدموا مع الأشجع فأسلموا
يأتي ذكره في ترجمة صحار العبدي إن شاء الله تعالى
(1014) جابر بن خالد بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار
الخزرجي
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة ومحمد بن إسحاق
541

فيمن شهد بدرا ووقع عند بن إسحاق جابر بن عبد الله والصواب الأول
(1015) جابر بن رئاب هو بن عبد الله بن رئاب يأتي
(1016) جابر بن أبي سبرة الأسدي روى الحاكم والبيهقي في الشعب وابن منده
من طريق بن عجلان عن موسى بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن أبي
سبرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الجهاد فقال إن الشيطان قعد لابن آدم
بأطرقه الحديث
قال بن منده غريب تفرد به طارق والمحفوظ في هذا عن سالم بن أبي الجعد عن
سبرة بن أبي فاكهة كما سيأتي في موضعه
(1017) جابر بن سفيان من بني زريق الخزرجي حليف معمر بن حبيب
الجمحي
كان أبوهما قد حالف معمرا وأقام بمكة ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة ثم قدم هو
وابناه جابر وجنادة في السفينتين من أرض الحبشة قاله بن إسحاق وقال هو وهشام بن
الكلبي مات الثلاثة في خلافة عمر
وقال بن إسحاق كان شرحبيل بن حسنة أخا جابر وجنادة لأبيهما وذكر قصة
لشرحبيل مع أبي سعيد بن المعلي لما تحول عن الأنصار وحالف بني زهرة
(1018) جابر بن سليم وقيل سليم بن جابر أبو جرى الهجيمي مشهور بكنيته
يأتي في الكنى
(1019) جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن
542

سواءة بن عامر بن صعصعة العامري السوائي حليف بني زهرة وأمه خالدة بنت أبي وقاص
أخت سعد بن أبي وقاص له ولأبيه صحبة أخرج
له أصحاب الصحيح
وروى شريك عن سماك عن جابر بن سمرة قال جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة
مرة أخرجه الطبراني
وفي الصحيح عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من الفي مرة
قال بن السكن يكنى أبا عبد الله ويقال يكنى أبا خالد
نزل الكوفة وابتنى بها دارا وتوفي في ولاية بشر على العراق سنة أربع وسبعين
وقال سلم بن جنادة عن أبيه صلى عليه عمرو بن حريث
(1020) جابر بن شيبان بن عجلان بن عتاب بن مالك الثقفي ذكر المدائني في
كتاب أخبار ثقيف أنه ممن شهد بيعة الرضوان واستدركه بن الدباغ
(1021) جابر بن صخر بن أمية الأنصاري أخو جبار قال بن القداح شهد
العقبة والمشاهد الا بدرا وكذا قال بن إسحاق
قال بن سعد لم يعرفه الواقدي ولا موسى بن عقبة ووقع في مسند مسدد من
طريق بن إسحاق عن أبي سعد عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى به
543

وبجابر بن صخر فأقامهما وراءه ورواه غيره فقال جبار بن صخر وهو المحفوظ كما
سيأتي إن شاء الله تعالى
(1022) جابر بن أبي صعصعة هو بن عمرو يأتي
(1023) جابر بن طارق بن أبي طارق بن عوف الأحمسي بمهملتين البجلي
وقد ينسب إلى جده فيقال جابر بن عوف ويقال جابر بن أبي طارق
قال البخاري له صحبة وحديثه عند النسائي بسند صحيح قال البغوي لا أعلم له
غيره
وروى بن السكن من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر وكان من
أهل القادسية عن أبيه فذكر حديثا وهو عند الشيرازي في الألقاب بدون قوله وكان من
أهل القادسية أن أعرابيا مدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى ازبد شدقيه فقال عليكم بقلة الكلام فإن
تشقيق الكلام من شقاشق الشيطان
وفرق بن حبان بين جابر بن طارق الأحمسي وجابر بن عوف الأحمسي فقال في
الأول سكن الكوفة وكان يخضب بالحمرة وقال في الثاني له صحبة وهو والد
حكيم
كذا استدرك بن فتحون جابر بن طارق على أبي عمر حيث أورد جابر بن عوف
وكل ذلك وهم فهو رجل واحد
(1024) جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بحتر
البحتري الطائي
قال الطبري وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وكتب له كتابا فهو عندهم استدركه بن
فتحون والرشاطي
544

(1025) جابر بن عابس هو بن حابس تقدم ونسبه في التجريد للتلقيح ولم ينبه
على أنه الذي تقدم
(1026) جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم
بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي أحد الستة الذين شهدوا العقبة الأولى
قال بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا لما
لقي النبي صلى الله عليه وسلم الستة من الأنصار وهم أسعد بن زرارة وجابر بن عبد الله بن رئاب
وقطبة بن عامر ورافع بن مالك وعقبة بن عامر بن زيد وعوف بن مالك فأسلموا
قالوا فذكر الحديث
وذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا
قال بن عبد البر في ترجمته له حديث عند الكلبي عن أبي صالح عنه لا أعلم له
غيره
قلت بل جاء عن جابر بن عبد الله بن رئاب أحاديث من طرق ضعيفة فروى
البغوي وابن السكن وغيرهما من طريق الوازع بن نافع عن أبي سلمة عن جابر بن
عبد الله بن رئاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مربي ميكائيل في نفر من الملائكة الحديث
قال البغوي الوازع ضعيف جدا قال ولا أعرف لجابر مسندا غيره
قلت بل له غيره ذكر البخاري في التاريخ من طريق بن إسحاق عن الكلبي عن
أبي صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب في قصة أبي ياسر بن أخطب رواها يونس بن
بكير في المغازي عن بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن
جبير عن بن عباس وجابر بن رئاب أن أبا ياسر بن أخطب مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فاتحة
الكتاب وألم ذلك الكتاب لا ريب فيه فذكر القصة فكأنه نسب جابرا
إلى جده
545

وكذلك روى بن شاهين وابن مردويه من طريق همام عن الكلبي في قوله تعالى
يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يمحو من الرزق وقال فقلت من
حدثك قال أبو صالح عن جابر بن رئاب عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1027) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
الأنصاري السلمي يكنى أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن وأبا محمد أقوال
أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه جماعة من الصحابة وله ولأبيه صحبة
وفي الصحيح عنه أنه كان مع من شهد العقبة وروى البخاري في تاريخه بإسناد
صحيح عن أبي سفيان عن جابر قال كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر
ومن طريق حجاج بن الصواف حدثني أبو الزبير أن جابرا حدثهم قال غزا رسول
الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة
وأنكر الواقدي رواية أبي سفيان عن جابر المذكور
وروى مسلم من طريق زكريا بن إسحاق حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قال جابر لم أشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي
فلما قتل لم أتخلف
وعن جابر قال استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجمل خمسا وعشرين مرة أخرجه
أحمد وغيره من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير عنه
وفي مصنف وكيع عن هشام بن عروة قال كان لجابر بن عبد الله حلقة في المسجد
يعني النبوي يؤخذ عنه العلم
وروى البغوي من طريق عاصم بن عمر بن قتادة قال جاءنا جابر بن عبد الله وقد
أصيب بصره وقد مس رأسه ولحيته بشئ من صفرة
ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بالمدينة
جابر
546

قال البغوي هو وهم وآخرهم سهل بن سعد
قال يحيى بن بكير وغيره مات جابر سنة ثمان وسبعين وقال علي بن المديني
مات جابر بعد أن عمر فأوصى ألا يصلي عليه الحجاج
قلت وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين وفي الطبري
وتاريخ البخاري ما يشهد له وهو أن الحجاج شهد جنازته ويقال مات سنة ثلاث
وسبعين ويقال إنه عاش أربعا وتسعين سنة
(1028) جابر بن عبد الله ويقال بن عبيد بن جابر العبدي
روى أحمد كتاب الأشربة وعنه البغوي من طريق الحارث بن مرة عن نفيس
عن عبد الله بن جابر العبدي قال كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس
ولست منهم إنما كنت مع أبي فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب في الأوعية
الحديث
وفيه إنه حج مع أبيه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الحسن بن علي فسلم عليه فرحب به
فسأله عن نبيذ الجر فرخص فيه قال فقال له أبي أبعد ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال نعم قد كان بعدكم رخصه إسناده حسن ولم أره في مسند أحمد أخرجه أبو نعيم
عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه
وأغرب بن الأثير فساقه بإسناد المسند فكأنه لما رأى إسناد أبي نعيم قدم على
ذلك وإنما هو في كتاب الأشربة لأحمد
وروى الباوردي من طريق النضر بن شميل عن حبيب بن أبي جويرة الطفاوي
حدثني قيس قال خرجت حاجا فلقيت رجلا من عبد القيس يقال له عبد الله بن جابر
فقال حججت مع أبي فأخذنا طريق المدينة فقال ألا تلم بنا بأم المؤمنين قلت بلى
قال فصعدنا إليها فقال لها أبي وأنا أسمع إني كنت في الوفد الذين جاءوا من
البحرين فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث بعدنا في الأشربة شيئا قالت لا
(1029) جابر بن عبد الله الراسي قال صالح جزرة نزل البصرة وقال أبو
547

عمر روى عنه أبو شداد وروى بن منده من طريق عمر بن برقان عن أبي شداد عن
جابر بن عبد الله الراسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عفا عن قاتله دخل الجنة قال هذا
حديث غريب إن كان محفوظا قال أبو نعيم قوله الراسي وهم وإنما هو الأنصاري
(1030) جابر بن عبد الله من الأنصار ذكره أبو الفتح اليعمري في السيرة النبوية
فيمن رده النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال وليس هو الذي يروي عنه الحديث
قلت ولم ير في غير الأنصار صحابي يقال له جابر بن عبد الله غير العبدي وهذا
الراسي إن صح ولم يوصف واحد منهما بأنه رد عن أحد فلعله ثالث ثم وجدته في ذيل
بن فتحون فقال قال بن سعد أخبرنا بن سماعه حدثنا أبو يوسف القاضي عن عثمان بن
عبد الله بن يزيد بن حارثة عن عمه بن يزيد بن حارثة عن أبيه قال استصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم أحد بن عمر وزيد بن أرقم وأبا سعيد وجابر بن عبد الله وليس بالذي يروي عنه
الحديث وسعد بن حبتة حكاه الطبري عن بن سعد
(1031) جابر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة بفتح الهاء وسكون التحتانية
بعدها معجمة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك
بن الأوس الأنصاري هكذا نسبه بن الكلبي وابن إسحاق وقالا شهد بدرا والمشاهد
وروى مالك في الموطأ عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن
الحارث بن عتيك وهو جد عبد الله لامه أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء
يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب فصاح به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه فاسترجع وقال
غلبنا عليك يا أبا الربيع الحديث
ورواه أبو داود والنسائي من طريق مالك ورواه النسائي من طريق عبد الملك بن
عمير فقال عن جبر بن عتيك أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميت فبكى النساء
الحديث
ورواه بن ماجة وغيره من طريق أبي أسامة وغيره عن أبي العميس عن عبد الله بن عبد
الله بن جبر عن أبيه عن جده
548

نحوه ورواه النسائي من طريق جعفر بن عون عن أبي العميس فلم يقل عن جده
ورواه بن منده من وجه آخر عن أبي العميس فقال عن عبد الله بن عبد الله بن جابر
بن عتيك عن أبيه عن جده وفيه اختلاف كثير
ورواية مالك هي المعتمدة ويرجحها ما روى أبو داود والنسائي من طريق محمد
بن إبراهيم التيمي عن بن جابر بن عتيك عن أبيه مرفوعا إن من الغيرة ما يبغض الله
الحديث وإسناده صحيح
وفي تاريخ البخاري من طريق نافع بن يزيد حدثني أبو سفيان بن جابر بن عتيك
عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه
الجنة
فهذه الأحاديث تبين أن اسمه جابر لكن الحديث الأخير ذكر في ترجمة الذي بعده
وهو محتمل فإن جده لم يسم وصحح الدمياطي أن اسمه جبر وجزم غيره كالبغوي بأن
جبرا أخوه وقد جزم بن إسحاق وغيره بأن جبر بن عتيك شهد بدرا
وفي الصحابة ممن يسمى جابر بن عتيك غير هذا اثنان أحدهما
(1032) جابر بن عتيك بن النعمان بن عتيك الأنصاري ذكره بن حبان في
الصحابة فقال يكنى أبا عبد الله وله صحبة روى عنه ابنه سفيان
قلت وحديث أبي سفيان بن جابر عن أبيه في تاريخ البخاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة
قال وكان أبو سفيان قدم مصر ولا يوقف على اسمه وثانيهما
549

(1033) جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة
الأنصاري السلمي
اشترك مع الأول في اسمه واسم أبيه وجده بخلاف الثاني لكن اختلف في شهود
هذا أحدا
وذكر بن سعد عن جماعة من العلماء بالسير أنه شهد ما بعدها وهو والد عبد الملك
بن جابر بن عتيك الذي حدث عن جابر بن عبد الله إذا حدث الرجل القوم ثم ألتفت فهي
أمانة قاله الدمياطي
(1034) جابر بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن
مازن بن النجار الأنصاري المازني
ذكر بن القداح في نسب الأنصار قال فمن ولد عوف بن مبذول قيس بن أبي
صعصعة شهد العقبة وبدرا وأخوه جابر بن أبي صعصعة شهد أحدا وما بعدها واستشهد
بمؤتة وكذا قال بن سعد وابن شاهين في جابر
(1035) جابر بن عمير الأنصاري قال البخاري له صحبة وقال بن حبان يقال
له صحبة
وروى النسائي بإسناد صحيح قال رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير
يرتميان فمل أحدهما فجلس فقال له الآخر كسلت قال نعم قال أما إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل شئ ليس من ذكر الله فهو لعب الا أربعة الحديث
550

(1036) جابر بن عوف تقدم في أبن طارق
(1037) جابر بن عوف الثقفي ذكره سعيد بن يعقوب وارود له من طريق يعلى
بن عطاء عن أبيه عن أوس بن أبي أوس واسمه جابر بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم ومسح
على قدميه انتهى
والمحفوظ أن اسم أبي أوس حذيفة كما سيأتي
(1038) جابر بن ماجد الصدفي ذكره بن يونس وقال وفد على النبي صلى الله عليه وسلم
وشهد فتح مصر
وروى بن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده حديثا
متنه سيكون بعدي خلفاء ثم أمراء ثم ملوك جبابرة الحديث
خالفه في الأوزاعي فرواه عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده فعلى هذا فالرواية
لماجد والد جابر ويكون الضمير في رواية بن لهيعة في قوله عن جده يعود على قيس
والله أعلم
(1039) جابر بن النعمان بن عمير بن مالك بن قمير بن مالك بن سواد البلوي
حليف الأنصار
ذكره بن الكلبي وقال إنه من رهط كعب بن عجرة وله صحبة وسواد في نسبه
قيده بن ماكولا بضم أوله
(1040) جابر بن ياسر بن عويص بوزن قدير بمهملتين الرعيني
قال بن منده له ذكر في الصحابة وقال بن يونس شهد فتح مصر وهو جد عباس
وجابر ابني عباس بن جابر ولا يعرف له حديث
551

(1041) جابر الأسدي ذكر سيف في الفتوح أن سعد بن أبي وقاص أمره على بعض
السرايا في قتال القادسية
وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون الا الصحابة استدركه بن فتحون
(1042) جاحل أبو مسلم الصدفي روى بن منده من طريق بن وهب حدثنا
أبو الأشيم مؤذن مسجد دمياط عن شراحيل بن يزيد عن محمد بن مسلم بن جاحل عن
أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحصاهم لهذا القرآن من أمتي منافقوهم
قال هذا حديث غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه
وذكره أبو نعيم فقال ليست له عندي صحبة ولم يذكره أحد من المتقدمين ولا من
المتأخرين انتهى
وقد ذكره محمد بن الربيع الجيزي في تاريخ الصحابة الذين نزلوا مصر وقال لا
نعرف له حضور الفتح ولا خطة بمصر وللمصرين عنه حديث فذكره وذكره أيضا بن
يونس وابن زبر فلابن منده فيهم أسوة
(1043) الجارود بن المعلى ويقال بن عمرو بن المعلى وقيل الجارود بن
العلاء حكاه الترمذي العبدي أبو المنذر ويقال أبو غياث بمعجمة ومثلثة على
الأصح وقيل بمهملة وموحدة ويقال اسمه بشر بن حنش بمهملة ونون مفتوحتين ثم
معجمة
وقال بن إسحاق قدم الجارود بن عمرو بن حنش وكان نصرانيا على النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر قصة وقال في اسمه غير ذلك ولقب الجارود لأنه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم قال
الشاعر
فدسناهم بالخيل من كل جانب كما جرد الجارود بكر بن وائل
552

وكان سيد عبد القيس
وحكى بن السكن أن سبب تلقيبه بذلك أن بلاد عبد القيس أجدبت وبقي للجارود
بقية من إبله فتوجه بها إلى بني قديد بن شيبان وهم أخواله فجربت إبل أخواله فقال
الناس جردهم بشر فلقب الجارود فقال الشاعر فذكره
وقدم الجارود سنة عشر في وفد عبد القيس الأخير وسر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه وروى
الطبراني من طريق زربي بن عبد الله عن أنس قال لما قدم الجارود وافدا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فرح به وقربه وأدناه
وقال بن إسحاق في المغازي كان حسن الاسلام صليبا على دينه
وروى الطبراني من طريق بن سيرين عن الجارود قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن
لي دينا فلي إن تركت ديني ودخلت في دينك الا يعذبني الله قال نعم طوله البغوي
وكان الجارود صهر أبي هريرة وكان معه بالبحرين لما أرسله عمر كما سيأتي في
ترجمة قدامة بن مظعون وقتل بأرض فارس بعقبة الطين فصارت يقال له عقبة الجارود
وذلك سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر وقيل قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرن وقيل
بقي إلى خلافة عثمان
روى بن منده من طريق أبي بكر بن أبي الأسود حدثني رجل من ولد الجارود
قال قتل الجارود بأرض فارس في خلافة عمر قال أبو عمر من محاسن شعره
شهدت بأن الله حق وسامحت * بنات فؤادي بالشهادة والنهض
فأبلغ رسول الله عني رسالة بأبي * حنيف حيث كنت من الأرض
فإن لم تكن داري بيثرب فيكم * فإني لكم عند الإقامة والخفض
واجعل نفسي دون كل ملمة لكم * جنة من دون عرضكم عرضي
وابنه المنذر بن الجارود كان من رؤساء عبد القيس بالبصرة مدحه الأعشى الحرمازي
وغيره وحفيده الحكم بن المنذر وهو الذي يقول فيه الأعشى هذا أيضا
يا حكم بن المنذر بن الجارود * سرادق المجد عليك ممدود
553

أنت الجواد بن الجواد المحمود * نبت في الجود وفي بيت الجود
والعود قد ينبت في أصل العود
قال فكان الحجاج يحسد الحكم على هذه الأبيات
(1044) الجارود بن المنذر العبدي آخر فرق البخاري بينه وبين الذي قبله في
كتاب الوحدان قاله بن منده وجعل هذا هو الذي يروي عنه بن سيرين وأما الحسن بن
سفيان والطبراني وغيرهما فأخرجوا حديث بن سيرين عن الجارود في الذي قبله والصواب
أنهما اثنان لان الجارود بن المنذر قد بقي حتى أخذ عنه الحسن وابن سيرين وأما بن
المعلى فمات قبل ذلك والمنذر كنيته لاسم أبيه والله أعلم
(1045) جارية بن أصرم الكلبي الأجداري من بني عامر بن عوف المعروف بعامر
الأجدار
روى الشرقي بن قطامي عن زهير بن منظور عن جارية بن أصرم قال رأيت ودا في
الجاهلية بدومة الجندل في صورة رجل وقال بن ماكولا جارية بن أصرم صحابي يعد في
البصريين وقال أبو نعيم لا صحبة له
(1046) جارية بن جابر العصري أحد وفد عبد القيس ذكره الرشاطي
قلت وقد ذكر بن منده جويرية العصري فأظنه هو وله ذكر في ترجمة صحار بن
العباس العبدي وأنه كان مع الأشج في جملة من قدم فأسلم
(1047) جارية بن حميل بمهملة مصغرا بن نشبه بن قرط الأشجعي
قال الطبري أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ذكره عنه الدارقطني وغيره
وقال بن الكلبي هو جارية بن حميل بن نشبه بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان بن
بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع الدهماني الأشجعي
شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن البرقي استشهد بأحد
554

(1048) جارية بن زيد عده بن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة مع علي
رضي الله تعالى عنه
(1049) جارية بن ظفر اليمامي الحنفي أبو نمران قال بن حبان له صحبة له
في بن ماجة حديثان من رواية دهثم بن قران عن نمران بن جارية عن أبيه ولا يعرف له
رواية الا من طريق دهثم ضعيف جدا وسيأتي لجارية ذكر في ترجمة يزيد بن معبد
الحنفي اليمامي
(1050) جارية بن عبد الله الأشجعي حليف بني سلمة من الأنصار
استدركه بن فتحون ونقل عن سيف بن عمر أنه كان على المسيرة يوم اليرموك مع
خالد بن الوليد وذكره الدارقطني وابن ماكولا عن سيف وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون
في عهد عمر في حروبهم الا الصحابة
(1051) جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصن بن رزاح بن سعد بن بحير بن
ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي يقال له عم الأحنف
قال الطبراني كان الأحنف يدعوه عمه على سبيل التعظيم له لأنهما لا يجتمعان الا
في سعد زيد
ذكره بن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة وقال بن أبي حاتم عن أبيه له
صحبة
وروى أحمد عن يحيى بن سعيد وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف عن
555

جارية بن قدامة قال قلت يا رسول الله أوصني واقلل قال لا تغضب وهو بعلو في
المعرفة لابن مندة وفيه اختلاف على هشام رواه أكثر أصحابه عنه كما تقدم
وصححه بن حبان من طريقه ورواه أبو معاوية ويحيى بن أبي زكريا الغساني
وسعيد بن يحيى اللخمي عنم هشام فزاد فيه عن جارية عن عمه
ورواه بن أبي شيبة عن عبدة بن سليمان عن هشام على عكس ذلك قال عن
الأحنف عن عم له عن جارية
ووقع في رواية لأبي يعلى عن جارية بن قدامة عن عم أبيه فذكر الحديث والأول
أولي فقد رواه الطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة ومن طريق محمد بن
كريب عن أبيه شهدت الأحنف يحدث عن عمه جارية وعمه جارية بن قدامة وهو عند بن
عباس أنه قال يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل الحديث
قال أبو عمر كان من أصحاب علي في حروبه وهو الذي حرق عبد الله بن
الحضرمي في دار سنيد بالبصرة لان معاوية بعث إلى الحضرمي ليأخذ له البصرة فوجه
على إليه أعين بن ضبيعة فقتل فوجه جارية بن قدامة فحاصر بن الحضرمي ثم حرق
عليه
وقيل إنه جويرية بن قدامة الذي روى عن عمه في البخاري
ولجارية هذا قصة مع معاوية يقول فيها فقال له سل حاجتك يا أبا قندس قال
تقر الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك فإنما يوفدون إليك الأغنياء ويذرون الفقراء
(1052) جارية بن مجمع بن جارية الأنصاري ذكره الطبراني وغيره لكن ذكروا
في ترجمته أنه أحد من جمع القرآن والمحفوظ أن ذلك ورد في حق أبيه
(1053) جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي نسبه بن ماجة في السنن
وقال بن السكن يقال هو بن العباس بن مرداس وذكره بن سعد في طبقة من شهد
الخندق وقال أسلم وصحب
556

وروى البغوي وابن أبي خيثمة والطبراني من طريق سفيان بن حبيب عن بن جريج
عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه قال أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم استشيره في الجهاد فقال هل لك أم قلت نعم قال الزمها
وقد اختلف فيه علي بن جريج وقد جوده سفيان بن حبيب لكن أسقط من السند
طلحة قاله البغوي
ويقال عن يحيى بن سعيد القطان عن أبي جريج مثله ورواه يحيى بن سعيد
الأموي عن بن جريج عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن معاوية بن
جاهمة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجه البغوي عن شريح بن يونس عن الأموي ثم رواه من طريق حجاج بن محمد
عن بن جريج فخالف في نسب محمد بن طلحة فقال عن محمد بن طلحة بن عبد الله
بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر الحديث
وكذا أخرجه النسائي وابن ماجة من طريق حجاج
قال البيهقي رواية حجاج أصح وتابعه أبو عاصم وهي عند بن شاهين في ترجمة
معاوية بن جاهمة
قلت ورواه أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة كرواية حجاج
وأخرجه بن ماجة من طريق محمد بن إسحاق فقال عن محمد بن طلحة بن عبد
الرحمن بن أبي بكر وافق حجاجا لكن حذف عبد الله بن طلحة
وأخرجه بن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة من رواية إبراهيم بن سعد عن بن
إسحاق فأثبته وتابعه محمد بن سلمة الخزاعي عن محمد بن إسحاق هذا هو المشهور
عنه
وقيل عن بن إسحاق عن الزهري عن بن طلحة عن معاوية السلمي
وقال بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن بن إسحاق بهذا الاسناد لكن حرف اسم
الصحابي ونسبته قال عن جهم الأسلمي
ورواه عبد الرحمن بن سليمان عن بن إسحاق فقال عن محمد بن طلحة عن أبيه
557

طلحة بن معاوية بن جاهمة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو غلط نشأ عن تصحيف وتقليب
والصواب عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه فصحف عن فصارت
بن وقدم قوله عن أبيه فخرج منه أن لطلحة صحبة وليس كذلك بل ليس بينه وبين
معاوية بن جاهمة نسب ولو كان الامر على ظاهر الاسناد لكان هؤلاء أربعة في نسق
صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم طلحة بن معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس
وقد أخرج الطبراني من طريق سليمان بن حرب عن محمد بن طلحة بن مصرف عن
معاوية بن درهم أن درهما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال جئتك أستشيرك في الغزو وقال ألك
أم لا قال نعم قال فالزمها
وهذه قصة جاهمة بعينها فإن كان جاهمة تحرف بدرهم ووقع في نسبه محمد بن
طلحة فوهم في اسم جده وإلا فهي قصة أخرى وقعت لآخر
(1054) جبار بن الحارث يأتي في عبد الجبار
(1055) جبار بن الحكم السلمي ذكره المدائني وابن سعد فيمن وفد على النبي
صلى الله عليه وسلم وأسلم
(1056) جبار بن سلمي بضم السين وقيل بفتحها بن مالك بن جعفر بن كلاب
بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي كان يقال لأبيه نزال المضيق
ذكر أبي سعد أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل وهو مشرك ثم كان هو الذي
قتل عامر بن فهيرة
وفي المغازي لابن إسحاق حدثني رجل من ولد جبار بن سلمي قال كان جبار
فيمن حضرها يومئذ مع عامر بن الطفيل يعني بئر معونة ثم أسلم بعد ذلك
وذكر الواقدي أنه أسلم على يد الضحاك بن سفيان الكلابي
وروى الواقدي أيضا عن موسى بن شيبة عن خارجة عن عبد الله بن كعب بن مالك
قال قدم وفد بني كلاب وهم ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة فنزلوا دار رملة بنت
558

الحارث وكان بين جبار بن سلمى وبين كعب بن مالك صحبة فجاء كعب فرحب بهم
وأكرم جبار بن سلمى وانطلق معهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر القصة
وروى بن إسحاق والواقدي وغيرهما أن جبار بن سلمى هو الذي طعن عامر بن فهيرة
يومئذ فقال فزت ورب الكعبة ووقع من رمحه فلم توجد جثته فأسلم جبار لذلك وحسن
إسلامه وحكى بن الكلبي أنه كان يقال إنه أفرس من عامر بن الطفيل
(1057) جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن عنم بن
كعب بن سلمة الأنصاري ثم السلمي
يكنى أبا عبد الله
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب في أهل العقبة وذكره أبو الأسود عن عروة في
أهل بدر
وروى الطبراني من طريق بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال إنما
خرص عليهم عبد الله بن رواحة عاما واحدا فأصيب يوم مؤتة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث
جبار بن صخر فيخرص عليهم يعني أهل خيبر
وفي المغازي لابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن مكنف
حدثني حارثة قال لما أخرج عمر يهود خيبر ركب في المهاجرين والأنصار وخرج معه
جبار بن صخر وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم
وروى مسلم من طريق عبادة بن الوليد عن جابر بن عبد الله أنه كان مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فذكر الحديث قال فقال من يتقدمنا فيمدر لنا الحوض ويشرب ويسقينا
قال جابر فقلت هذا رجل فقال من رجل مع جابر فقام جبار بن صخر فقال له أنا يا
رسول الله الحديث
559

وروى أحمد والبغوي وغيرهما من طريق بن أبي أويس عن شرحبيل بن سعد عن
جبار بن صخر نحو هذا الحديث قال البغوي لا أعلم له غيره
قلت بل له آخر أخرجه بن شاهين وابن السكن وغيرهما من طريق زهير بن محمد عن
شرحبيل أنه سمع جبار بن صخر يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنا نهينا أن نرى عوراتنا
انتهى
وتابعه إبراهيم بن أبي يحيى عن شراحيل أخرجه بن منده قال بن السكن وغيره مات
جبار بن صخر سنة ثلاثين في خلافة عثمان زاد أبو نعيم وهو بن اثنتين وستين سنة
(1058) جبار الثعلبي ذكر الواقدي في المغازي أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسروه
في طريقهم إلى ذي أمر في ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من الهجرة
فأخلوه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الاسلام فأسلم
وذكر في موضع آخر أنه كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى غطفان فهربوا
(1059) جبار غير منسوب يأتي في جبلة
(1060) جبارة بالكسر والتخفيف بن زرارة البلوي ذكره بن يونس قال
صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر وليست له رواية
(1061) جبجاب بجيمين وموحدتين يأتي في الحاء المهملة
(1062) جبر بن أنس بن سعد بن عبد الله بن عبد يا ليل بن خزاق بن غفار الغفاري
ذكره بن ماكولا وقال له صحبة ويقال هو جبر بن عبد الله القبطي الآتي
(1063) جبر بن أنس بن أبي زريق ذكره الطبراني عن مطين بسنده إلى عبيد الله بن
أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة وقال إنه بدري والاسناد ضعيف ولم
560

يذكره أصحاب المغازي في البدريين إنما ذكروا جبير بن إياس
قلت وحكى أبو موسى أنه يقال فيه جزء بن أنس وليس بصواب لان جزء بن أنس
سيأتي أنه سلمي وهذا أنصاري
(1064) جبر بن إياس يأتي في جبير
(1065) جبر بن عبد الله القبطي مولى بني غفار ويقال مولى أبي بصرة الغفاري
حكى بن يونس عن الحسن بن علي بن خلف بن قديد أنه كان رسول المقوقس
بمارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الحسن وقد رأيت بعض ولده بمصر وقال هانئ بن المنذر مات سنة ثلاث
وستين
(1066) جبر بن أبي عبيد الثقفي ذكر البلاذري أنه استشهد مع أبيه يوم الجسر
وسيأتي شرح ذلك في ترجمة أبي عبيد في الكنى إن شاء الله تعالى
(1067) جابر بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث تقدم في جابر بن عتيك وأنه
شهد بدرا وأن منهم من قال إنه أخو جابر بن عتيك المتقدم وكان معه راية قومه يوم الفتح
وقال الواقدي مات جبر بن عتيك الأنصاري سنة إحدى وسبعين وقال بن سعد
هم ثلاثة إخوة جابر وجبر وعبد الله وكان جبر أكبرهم
وروى بن منده في ترجمته من طريق حجاج بن أرطاة عن إبراهيم بن مهاجر عن
موسى بن طلحة قال رأيت جبرا وسعدا وابن مسعود يعطون أرضهم بالربع والثلث
قلت خالف حجاج أبو عوانة وغيره فقالوا خبابا بدل قوله جبرا
(1068) جبر غير منسوب روى بن قانع وابن منده من طريق رحمة بن مصعب
عن شريك عن الأشعث بن سليم عن الأسود بن هلال قال كان فينا أعرابي يؤذن
بالحيرة يقال له جبر فقال أن عثمان لن يموت حتى يلي هذه فقيل له من أين تعلم
فقال لأني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فلما سلم استقبلنا بوجهه فقال إن
561

ناسا من أصحابي وزنوا الليلة فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان
فوزن
قال بن منده هذا حديث غريب بهذا الاسناد قال أبو موسى ذكره بن منده في آخر
ترجمة جبر بن عتيك والصواب أنه غيره
قلت وكذلك أفرده أبو عمر وقال فيه جبر الأعرابي المحاربي
(1069) جبر مولى عامر بن الحضرمي يأتي ذكره في ترجمة الذي بعده
(1070) جبر مولى بني عبد الدار ذكر الواقدي أنه كان بمكة وكان يهوديا فسمع
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة يوسف فأسلم وكتم إسلامه ثم اطلع مواليه على ذلك فعذبوه فلما
فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة شكا إليه ما لقي فأعطاه ثمنه فاشترى نفسه وعتق واستغنى وتزوج
امرأة ذات شرف في بني عامر
وحكى مقاتل بن حبان في تفسيره أنه أحد من نزل فيه الا من أكره وقبله مطمئن بالايمان وأنه أحد من نزل فيه * (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) *
وأخرج الطبري في تفسير قوله تعالى * (يا أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال
أوحي إلي) * من طريق السدي أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسلم ثم
ارتد فلحق بالمشركين ووشى بعمار وجبر عبد بن الحضرمي أو بن عبد الدار فأخذوهما
وعذبوهما حتى كفرا فنزلت الا من الحرة وقبله مطمئن بالايمان
وفي تفسير بن أبي حاتم وعبد بن حميد من طريق حصين بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
مسلم الحضرمي قال كان لنا عبدان أحدهما يقال له يسار والآخر يقال له جبر وكانا
صيقليين فكانا يقرآن كتابهما ويعملان عملهما وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيسمع
قراءتهما فقالوا إنما يتعلم منهما فنزلت ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر
ولم يذكر أنهما أسلما
ومن طريق قتادة أنها نزلت في عبد بن الحضرمي يقال له يحنس وسيأتي
واستدركه بن فتحون
562

(1071) جبر الكندي روى بن شاهين من طريق عمرو بن غياث عن
عبد الملك بن عمير عن رجل من كندة يقال له بن جبر الكندي عن أبيه وكان في الوفد أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى على السكاسك والسكون وقال أسلم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق
أفئدة وبلغني أنه قال اللهم أقبل بقلوبهم
ووقع في مسند بقي بن مخلد في هذا الحديث عن بن جبير عن أبيه فالله أعلم
(1072) جبل بفتح الجيم الموحدة بن جوال بن صفوان بن بلال بن أصرم بن
إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بخالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الشاعر الذبياني
ثم الثعلبي
قال الدارقطني في المؤتلف له صحبة وقال هشام بن الكلبي كان يهوديا مع بني
قريظة فأسلم ورثي حيي بن أخطب بأبيات منها
لعمرك ما لام بن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل
وكذا ذكر بن إسحاق في المغازي الأبيات له قال وبعض الناس يقول إنها
لحيي بن أخطب نفسه
وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أنه من ذرية الفطيون بن عامر بن ثعلبة
وقال المرزباني في معجم الشعراء كان يهوديا فأسلم وهو القائل لما فتح
النبي صلى الله عليه وسلم خبير
رميت نطاة من النبي بفيلق شهباء ذات مناقب وفقار
وفي ديوان حسان بن ثابت صنعه أبي سعيد السكري عن بن حبيب قال وقال
563

حسان بن ثابت يجيب جبل بن جوال الثعلبي وكان يهوديا فأسلم بعد علي قوله
الا يا سعد بني معاذ لما * فعلت قرظة والنضير
تركتم قدركم لا شئ فيها * وقدر القوم حامية تفور
فقال حسان
تعاهد معشر نصروا علينا * فليس لهم ببلدتهم نصير
هم أوتوا الكتاب فضيعوه * فهم عمي عن التوراة بور
كذبتم بالقرآن وقد أبيتم * بتصديق الذي قال النذير
وهان على سراة بني لؤي * حريق بالبويرة مستطير
الأبيات
وأورد المرزباني لجبل الأبيات المذكورة وزاد فيها
ولكن لا خلود مع المنايا * تخطف ثم تضمنها القبور
كأنهم غنائم يوم عيد * تذبح وهي ليس لها نكير
(1073) جلبة بن الأزرق الحمصي روى البخاري في تاريخه وابن السكن
والطبراني وغيرهم من طريق معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن جبلة بن الأزرق
وكانت له صحبة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جانب جدار كثير الأحجرة إما ظهرا وإما
عصرا فلما جلس لدغته عقرب فغشي عليه فرقاه الناس فأفاق فقال إن الله شفاني
وليس برقيتكم
قال البغوي لا أعلم له غيره وقال بن السكن ليس له غيره
(1074) جبلة بن الأشعر الخزاعي ذكر الواقدي أنه قتل مع كرز بن جابر يوم فتح
مكة
564

ذكره أبو عمر والمشهور أن المقتول مع كرز هو حبيش بن خالد وهو حبيش بن
الأشعر كما سيأتي في موضعه والأشعر لقب بذلك لكثرة شعره
(1075) جبلة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البياضي ذكره مطين بسنده إلى عبيد
الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من أهل بدر أورده الطبراني وأبو نعيم وغيرهما
وقال بن حبان جبلة بن ثعلبة من بني بياضة بدري وذكر بن الأثير أن صوابه
رخيلة بن خالد بن ثعلبة فأسقطت الراء وصحف ونسب إلى جده
قلت ويحتمل أن يكون غيره نعم الذي شهد بدرا هو رخيلة وقد تكرر لنا أن
الاسناد إلى عبيد الله بن أبي رافع ضعيف جدا
(1076) جبلة بن ثور الحنفي كان في وفد بني حنيفة وذكر أبو عبيد أنه أحد من
شرك في قتل مسيلمة الكذاب استدركه بن فتحون
(1077) جبلة بن جنادة بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن الناقد بن تميم بن سعد بن
كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي
ذكره بن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله واستدركه
أبو موسى وابن فتحون وكذا ذكروا جبلة بن سعيد الآتي
(1078) جبلة بن حارثة بن شراحيل أخو زيد بن حارثة وعم أسامة بن زيد وهو
أكبر سنا من زيد
روى الترمذي وأبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني
أخبرني جبلة بن حارثة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أرسل معي أخي فقال هو ذا
بين يديك إن ذهب فليس امنعه فقال زيد لا أختار عليك يا رسول الله أحدا قال
فوجدت أخي خيرا من قولي
565

وفي تاريخ البخاري من هذا الوجه عن الشيباني سمعت جبلة وله في النسائي
حديث متصل صحيح الاسناد من رواية أبي إسحاق عن فروة عن جبلة بن حارثة في القول
عند النوم ولفظه قلت يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله به قال إذا أخذت
مضجعك فاقرأ قل يا أيها الكافرون
(1079) جبلة بن سعيد بن الأسود بن سلمة بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية
الأكرمين ذكره بن شاهين وأبو موسى وابن فتحون كما تقدم في جبلة بن جنادة
(1080) جبلة بن شراحيل الكلبي عم زيد بن حارثة ذكره بن منده بأمر محتمل
سيأتي شرحه في الفصل الأخير إن شاء الله تعالى
(1081) جبلة بن عمرو بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن
الخزرج بن ساعدة الساعدي الأنصاري
قال بن السكن شهد أحدا قال وهو غير أخي أبي مسعود لاختلاف النسبتين
قلت هو كما قال وروى بن شبة في أخبار المدينة من طريق عبد الرحمن بن أزهر
أنهم لما أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلى البقيع فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو الساعدي
فانطلقوا إلى حش كوكب ومعهم معبد بن معمر فدفنوه فيه
(1082) جبلة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير الأنصاري أخو أبي مسعود البدري
ذكره الطبراني عن مطين بسنده إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من
الصحابة
وروى بن السكن من طريق هارون الهمداني عن ثابت بن عبيد قال دخلت على
جبلة بن عمر وأخي أبي مسعود الأنصاري وهو يقطع البسر من التمر
566

وروى البخاري في تاريخه وابن السكن من طريق بكير بن الأشج عن سليمان بن
يسار أنهم كانوا في غزوة المغرب مع معاوية يعني بن حديج فنفل الناس ومعه
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد ذلك غير جبلة بن عمرو الأنصاري
ورواه بن منده من طريق خالد بن أبي عمران عن سليمان بن يسار أنه سئل عن النفل
في الغزو فقال لم أر أحدا يطيعه غير بن حديج يعني معاوية نفلنا في إفريقية الثلث
بعد الخمس ومعنا من الصحابة والمهاجرين غير واحد منهم جبلة بن عمرو الأنصاري
(1083) جبلة بن أبي كريب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية
الأكرمين
قال بن سعد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء
وذكره بن شاهين عن رجاله واستدركه بن فتحون وأبو موسى
(1084) جبلة بن مالك بن جبلة بن صفارة بن دراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن
حبيب بن نمارة بن لخم اللخمي الداري
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع الدارين ذكره بن شاهين عن رجاله أخرجه أبو عمر
مختصرا
وقال بن أبي حاتم عن أبيه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك لا أعرفه
واستدركه أبو موسى وسيأتي ذكره عن الواقدي في ترجمة نعيم بن أوس وذكره أبو
إسحاق بن الأمين في حرف الحاء المهملة مستدركا على بن عبد البر ولم يذكره سلفه في
ذكره بالحاء
(1085) جبلة غير منسوب قال البخاري له صحبة وروى عنه بن سيرين
مرسلا أراه الأول يعني جبلة بن عمرو الأنصاري
وقال بن السكن يقال له صحبة وليست له عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية
وفي البخاري تعليقا قال بن سيرين لا بأس به يعني الجمع بين المرأة وابنة
زوجها من غيرها
567

ووصله البغوي وابن السكن من طريق حماد عن أيوب عن بن سيرين قال كان
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمصر من الأمصار يقال له جبلة جمع بين امرأة رجل وابنته من
غيرها
قال أيوب وكان الحسن يكرهه
قال بن منده هكذا رواه عفان وغيره ورواه سليمان بن حرب عن حماد فقال
جبار والأول أصح
قلت وكذا رواه بن علية عن أيوب أخرجه بن أبي شيبة عنه ورواه أيضا
عبد الوهاب الثقفي عن أيوب قال نبئت أن سعد بن قرحاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فذكره نحوه
(1086) جبيب بالجيم وموحدتين مصغرا بن الحارث ذكره بن السكن
وقال لم يصح إسناد حديثه
وروى هو والطبراني من طريق نوح بن ذكوان عن هشام عن أبيه عن عائشة جاء
جبيب بن الحارث فقال يا رسول الله إني رجل مقراف للذنوب قال فتب إلى الله عز
وجل الحديث
قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه
وقال الطبراني في الأوسط لا يروي عن هشام إلا بهذا الاسناد تفرد به عيسى عن
إبراهيم عن سعيد بن عبد الله عن نوح عنه
وذكر عبد الغني بن سعيد في المؤتلف أن أيوب بن ذكوان رواه عن هشام
قلت وأيوب ونوح ضعيفان ويحتمل أن يكون بعض الرواة حرف نوحا بأيوب ونبه
البيهقي في الشعب على أن بعضهم رواه وقال جبير بن الحارث بالراء وقال هو وهم
وصحفه بن شاهين فأورده في الخاء المعجمة وتعقبه أبو موسى وسيأتي لجبيب أيضا ذكر
في ترجمة أبي الغادية
(1087) جبير بن إياس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي
568

ذكره أبو الأسود عن عروة وموسى بن عقبة عن بن شهاب وابن إسحاق وأبو معشر
وغيرهم فيمن شهد بدرا
وقال بن منده لا تعرف له رواية وقال بن القداح جبر بفتح الجيم وسكون
الموحدة
(1088) جبير بن بحينة أخو عبد الله وهو بن مالك بن القشب الأزدي حليف
بني المطلب
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن قتل يوم اليمامة من الصحابة وأخرجه الطبراني فقال
في صدر الترجمة جبير بن مالك النوفلي ووهم في قوله النوفلي وإنما هو الأزدي أو
المطلي
(1089) جبير بن الحباب بن المنذر الأنصاري قال بن حبان يقال له صحبة وفي
إسناده نظر
وذكره مطين في الصحابة وقال إنه في سير عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد
صفين مع علي من الصحابة
أخرجه الباوردي والطبراني عن مطين وابن منده عن الباوردي وأبو نعيم عن
الطبراني
(1090) جبير بن الحويرث بن نقيد بن بجير بن عبد بن قصي بن كلاب القرشي
قال الزبير قتل أبوه يوم الفتح
وقال بن سعد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه وروى عن أبي بكر وغيره
وروى الواقدي عن بن المسيب عن جبير بن الحويرث قال حضرت يوم اليرموك
المعركة فلا أسمع للناس كلمة إلا صوت الحديد
قلت ومن يكون يوم اليرموك رجلا يكون يوم الفتح مميزا فلا مانع من عده في
الصحابة وإن لم يرو
569

وقال أبو عمر في صحبته نظر وعده بن حبان في التابعين (1091) جبير بن حية بفتح المهملة وتشديد التحتانية بن مسعود الثقفي بن
عم المغيرة بن شعبة وابن أخي عروة بن مسعود
قلت ثبت في صحيح البخاري أنه شهد الفتوح في عهد عمر وأخرج البخاري
الحديث بذلك من رواية زائدة بن زياد بن جبير عنه ولم أر من ذكر جبيرا في الصحابة
وهو من شرطهم لان ثقيفا لم يبق منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان موجودا أحد إلا أسلم
وشهد حجة الوداع
وقد ذكره أبو موسى في الصحابة وأخرج له حديثا وزعم أنه مرسل وصحح أنه
تابعي وليست صحبته عندي بمندفعه فمن يشهد الفتوح في عهد عمر لا بد أن يكون إذ
ذلك رجلا والقصة التي شهدها كانت بعد الوفاة النبوية بدون عشر سنين فأقل أحواله أن
يكون له رؤية وكان المذكور يسكن الطائف وكان مقم كتاب ثم قدم العراق فاستقر كاتبا
في الديوان ثم ولاه زياد أصبهان وعظم شأنه في خلافة عبد الملك
(1092) جبير بن مالك النوفلي هو بن بحينة المتقدم
(1093) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي وأمه أم
حبيب بنت سعيد وقيل أم جميل بنت سعيد بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن
لؤي
كان من أكابر وعلماء النسب وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بدر فسمعه
يقرأ الطور قال فكان ذلك أول ما دخل الايمان في قلبي
روى ذلك البخاري في الصحيح وقال له النبي صلى الله عليه وسلم واله وسلم لو كان
أبوك حيا وكلمني فيهم لوهبتهم له
570

وأسلم جبير بين الحديبية والفتح وقيل في الفتح وقال البغوي أسلم قبل فتح
مكة ومات في خلافة معاوية
وقال بن إسحاق أخبرني يعقوب بن عتبة عن شيخ من الأنصار أن عمر حين أتي
بنسب النعمان دعا بجبير بن مطعم وكان انسب قريش لقريش والعرب قاطبة قال وقال
جبير أخذت النسب عن أبي بكر الصديق وكان أبو بكر انسب العرب
وروى عنه من الصحابة سليمان بن صرد وعبد الرحمن بن أزهر وروى عنه بن
المسيب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم هو وعثمان فسألاه أن يقسم لهم كما قسم لبني هاشم والمطلب
وقالا إن قرابتنا واحدة أي أن هاشما والمطلب ونوفلا جد جبير وعبد شمس جد
عثمان إخوة فأبى قال إنما بنو هاشم وبنو المطلب شئ واحد مات سنة سبع أو ثمان أو
تسع وخمسين
(1094) جبير بن نفير الكندي فرق العسكري بينه وبين جبير بن نفير
الحضرمي وقد تقدم في جبر الكندي قريبا
(1095) جبير بن نوفل قال بن حبان يقال إن له صحبة وفي إسناده ليث بن
أبي سليم وذكره مطين والباوردي وابن منده في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي بكر بن
عياش عن ليث بن أبي سليم عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نوفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما تقرب عبد إلى الله بأفضل مما خرج منه يعني القرآن قال بن منده رواه بكر بن
خنيس عن ليث عن زيد عن جبير بن نفير مرسلا والله أعلم
(1096) جبير مولى كثيرة بنت سفيان يأتي ذكره في ترجمة سعيد مولى كثيرة
571

(1097) جبير خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله في حديث رواه أبو عبد الله
صاحب الصدقة عن أبي الزبير عن جابر أخرجه بن أبي خيثمة وغيره
(1098) حبيلة بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن
أشجع البلوي خليف الأنصار
ذكره بن الأمين مستدركا على الاستيعاب ولم يسق نسبه وساقه الرشاطي في
الأنساب ونقل عن بن الكلبي أنه قال كان صاحب حلف النبي صلى الله عليه وسلم وكان عينه يوم
الأحزاب ولم يذكره بن عبد البر ولا بن فتحون
الجيم بعدها الثاء
(1099) جثامة بفتح أوله وتثقيل المثلثة بن قيس ذكره بن منده وروى من
طريق حبيب بن عبيد الرحبي عن أبي بشر عن جثامة بن قيس وكان من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا من صام يوما في سبيل الله باعده الله عن النار مائة عام
وفي الاسناد من لا يعرف
وسيأتي في ترجمة الصعب بن جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر الليثي ووالده غير
هذا
(1100) جثامة بن مساحق بن ربيع بن قيس الكناني له صحبة وأرسله عمر إلى
هرقل
وروى بن منده من طريق عبد الخالق الحمصي عن يحيى بن أيوب عن الكناني
رسول عمر إلى هرقل وكان يقال جثامة بن مساحق قال جلست فلم أدر ما تحتي وإذا
تحتي كرسي من ذهب فلما رأيته نزلت عنه فضحك فقال لي لم نزلت عنه فقلت
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذا
(1101) جثجاث قيل هو اسم أبي عقيل صاحب الصاع ضبطه السهيلي تبعا لابن
عبد البر وضبطه غيره بالحاء المهملة وقيل اسمه غير ذلك وتأتي ترجمة في الكنى
(1102) جثيلة بجيم ومثلثة مصغرا بن عامر يأتي في الحاء المهملة
572

الجيم بعدها الحاء
(1103) جحدم بن فضالة الجهني رواه بن منده من طريق محمد بن عمرو بن عبد الله
بن جحدم حدثني أبي عن أبيه عن جده جحدم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه وقال بارك
الله في جحدم وكتب له كتابا فذكر الحديث بطوله وقال هو حديث غريب
قلت في إسناده من لا يعرف ثم هو من رواية النضر بن سلمة بن شاذان وهو
متروك
(1104) جحدم الحمسي بضم المهملة وسكون الميم بعدها مهملة كذا قرأته
بخط الخطيب في المؤتلف وأورد له من طريق محمد بن المسيب الأرغياني عن
موسى بن سهل الرملي عن محمد بن عمرو بن عبد الله بن فضالة سمعت أبي يحدث عن
أبيه عبد الله عن أبيه فضالة عن جحدم الحمسي أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه وقال
اللهم بارك ففي جحدم
وهو محتمل أن يكون هو الذي قبله كأن قوله في الأول الجهني تصحيف ويكون
لقصته إسنادان
(1105) جحدم غير منسوب روى عيسى غنجار عن المغيرة البصري عن الهيثم
بن ميمون عن حكيم بن جحدم أراه عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من حلب شاته ورقع قميصه وخصف نعله وأكل مع خادمه وحمل من سوقه فقد
برئ من الكبر
إسناده ضعيف أخرجه بن منده من هذا الوجه
(1106) جحدم الجذيمي من بني جذيمة بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة
573

ذكره الأموي في المغازي عن بن إسحاق فيمن أسلم من بني جذيمة وذكره
الواقدي فيمن قتله خالد بن الوليد من بني جذيمة لما قالوا صبأنا ولم يقولوا أسلمنا القصة
مشهورة إلا أن الواقدي تفرد بتسميته جحدم فيهم ذكره بن فتحون في ذيله
(1107) جحدمة غير منسوب له صحبة ورواية قاله أبو حباب عن إياد عنه كذا
في التجريد للذهبي وسيأتي في القسم الأخير جهدمة ويوضح القول فيه إن شاء الله
تعالى
(1108) جحش الجهني قال بن فتحون في ذيله ذكره الطبري في الصحابة
قلت وسيأتي في القسم الأخير جحش الجهني وأن بعض الرواة صحف اسمه فما
أدري هو هذا أو غيره
(1109) جحش بن رئاب الأسدي والد أبي أحمد يأتي في نسبه في ترجمته
قال بن حبان له صحبة ذكره الجعابي فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة هو
وابنه
وروى الدارقطني بإسناد واه أن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم جحش هذا كان اسمه برة فسماه
النبي صلى الله عليه وسلم جحشا والمعروف أن ابنته كان اسمها برة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم
الجيم بعدها الدال
(1110) جدار بكسر أوله وتخفيف الدال روى البغوي وابن أبي عاصم وغيرهما من
طريق العباس بن الفضل بن عمرو الأنصاري عن القاسم عبد الرحمن بن عبد الرحمن الأنصاري عن
الزهري عن يزيد بن شجرة عن جدار قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقينا عدونا فقام
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنكم قد أصبحتم وعليكم من الله نعم فيما بين
خضراء وصفراء وحمراء وفي البيوت ما فيها فذكر الخطبة بطولها
قال بن منده غريب وقد رواه يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن يزيد بن شجرة بطوله
ولم يذكر جدارا وكذا رواه منصور عن يزيد لكن وقفه قلت وتابعه الأعمش على وقفه
عن مجاهد والعباس ضعيف جدا
574

وقد قال عباس الدوري عن بن معين عن يزيد بن شجرة له صحبة
فأما حديث جدار فليس بصحيح ولا نعلم الزهري روى عن يزيد شجرة شيئا
والحديث حديث منصور
وقال البغوي نحوه وزاد أن الزهري لم يسمع من يزيد
وقال بن الجوزي عن النسائي هذا حديث باطل وقال الدارقطني ليس
بالمحفوظ
والصواب قول منصور والأعمش قاله في العلل
(1111) جدجد بجيمين مضمومتين بينهما دال ساكنة مهملة هو الجندعي ذكره البيهقي في الدلائل من رواية عبد الرزاق عن رجل عن سعيد بن جبير قال
جاء رجل إلى ناس من الأنصار فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم وزوجني فلانة
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا والمقداد فقال اقتلاه وما أراكما تدركانه فوجداه ميتا من
لدغة
قال البيهقي وقد سمي هذا الرجل في رواية عطاء بن السائب عن عبد الله بن الحارث
جدجد الجندعي
قلت ووقع عند بن منده من طريق يحيى بن بسطام عن عمرو بن فرقد عن عطاء
بن السائب عن عبد الله بن الحارث أن جريحا الجندعي فذكر القصة أورده في أثناء ترجمة
جندع الأنصاري وليس بصواب فعلى هذا اختلف على عطاء بن السائب في اسمه
(1112) جد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن غنم بن كعب بن سلمة
الأنصاري أبو عبد الله روى الطبراني وابن منده من طريق معاوية بن عمار الدهني عن
أبيه عن أبي الزبير عن جابر قال حملني خالي جد بن قيس وما أقدر أن أرمي بحجر
في السبعين راكبا من الأنصار الذي وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في بيعة
العقبة وإسناده قوي
قال بن منده غريب من حديث معاوية بن عمار تفرد به محمد بن عمران بن أبي
ليلى وكان الجد بن قيس سيد بني سلمة كما سيأتي في ترجمة عمرو بن الجموح ويقال
إن الجد بن قيس كان منافقا
575

روى أبو نعيم وابن مردويه من طريق الضحاك عن بن عباس أنه نزل فيه قوله تعالى *
(ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) * ورواه بن مردويه من حديث عائشة
بسند ضعيف أيضا ومن حديث جابر بسند فيه مبهم وعن جابر أن الجد تخلف يوم
الحديبية عن البيعة أخرجه بن عساكر من طريق الأعمش عن أبي سفيان عنه
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (خلطوا عملا صالحا وآخر
سيئا عسى الله أن يتوب عليهم) * نزلت في نفر ممن تخلف عن تبوك منهم أبو
لبابة والجد بن قيس لم يتب عليهم وقال أبو عمر في آخر ترجمته يقال إنه تاب وحسنت
توبته ومات في خلافة عثمان
(1113) جديع بضم فسكون بن سبرة العتقي قال بن يونس له صحبة
وشهد فتح مصر وكذا ذكره عبد الغني بن سعيد
(1114) جديع بن نذير بالتصغير فيهما المرادي ثم الكعبي من بني كعب بن
عوف بطن من مراد خادم النبي صلى الله عليه وسلم
ذكره بن يونس في تاريخ مصر وقال له صحبة وخدم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعلم له
رواية وهو جد أبي ظبيان عبد الرحمن بن مالك
(1115) جدي بالتصغير بن مرة بن سراقة البلوي حليف بني عمرو بن عوف من
الأنصار ذكره بن سعد وقال استشهد هو وأبوه بخيبر
(1116) جديمة بن عمرو العصري من وفد عبد القيس ذكره الرشاطي في الأنساب
في العصري وقال فيمن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم جديمة بن عمرو وعمرو بن مرحوم
وهمام بن ربيعة ذكر هؤلاء الأربعة أبو عبيدة ولم يذكرهم أبو عمر ولا بن فتحون
(1117) الجذع الأنصاري هو ثعلبة بن زيد
(1118) الجذع الأنصار ذكره بن شاهين وأفرده عن الأول
روى من طريق شريك بن أبي نمر قال حدثني رجل من الأنصار يسمى بن الجذع
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا ولم يقتر عليهم
فيسألوا
576

قال أبو موسى لا أدري هو ثعلبة بن زيد أو آخر
قلت بل هو غيره فإن ابنه ثابت بن ثعلبة استشهد بالطائف فلم يدركه شريك بن
أبي نمر وهذا قد صرح بالحديث عنه فافترقا
الجيم بعدها الراء
(1119) الجراح الأشجعي ترجم له الطبراني ولم يسق له نسبا ويقال أبو الجراح
روى حديث أحمد وأبو داود من طريق عبد الله بن عتبة بن مسعود قال أخبرني عبد
الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها الحديث
قال فقام رجل من أشجع فقال قضى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في بروع بنت واشق
قال هلم شاهداك على هذا قال فشهد أبو سنان والجراح رجلان من أشجع
(1120) جراد بن عبس عداده في أعراب البصرة روى بن منده من طريق عبد
الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك عن قرة بنت مزاحم سمعت أم عيسى بنت جراد
تقول عن أبيها الجراد بن عبس أو بن عيسى قال قلنا يا رسول الله إن لنا ركايا فكيف
لنا أن نعذب الحديث
(1121) جراد العقيلي والد عبد الله روى بن منده من طريق يعلى بن الأشدق
وهو متروك عن عبد الله بن جراد العقيلي عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها الأزد
والأشعريون فغنموا وسلموا الحديث قال أبو نعيم إنما يعرف من حديث عبد الله بن
جراد نفسه
قلت وقد ذكر بن الكلبي في الأنساب جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل وقال
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فالظاهر أنه هذا واستدركه بن الأمين
(1122) جرثوم أبو ثعلبة الخشني وقيل في اسمه غير ذلك يأتي في الكنى
577

(1123) جرجرة الإسرائيلي يأتي في الحاء المهملة
(1124) جرج ذكره أبو نعيم فيما حكاه بن بشكوال وأبو إسحاق بن الأمين وذكر
له حديث أسد بن وداعة أن رجلا يقال له جرج أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن
أهلي يعصوني الحديث
وسيأتي في جزء بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة على الصواب
(1125) جرموز الهجيمي وقال أبو حاتم جرموز القريعي البصري له صحبة
ونسبه بن قانع فقال جرموز بن أوس بن عبد الله بن جرير بن عمرو بن أنمار بن
الهجيم بن عمرو بن تميم
وقال بن السكن له صحبة حديثه في البصريين روى البخاري في تاريخه من
طريق أبي عامر القعدي عن عبيد الله بن هوذة القريعي حدثني رجل من بني الهجيم عن
جرموز ووراه أحمد وغيره من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبيد الله بن هوذة عن
رجل سمع جرموزا الهجيمي يقول قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك ألا تكون لعانا
ورواه بن السكن من طريق مسلم بن قتيبة حدثنا عبيد الله بن هوذة ورأيته في مهده من
الكبر قال حدثني جرموز فذكره
وعلى هذا فلعل عبيد الله سمعه عنه بواسطة ثم سمعه منه والرجل المبهم في الرواية
الأولى جزم البغوي وابن السكن بأنه أبو تميمة الهجيمي
وقال بن منده روى عنه أيضا ابنه الحارث بن جرموز وكذا قال بن أبي حاتم عن
أبيه
(1126) جرهم قيل هو اسم أبي ثعلبة حكاه البغوي عن أحمد وكذا
الرشاطي وأبو عمر
(1127) جرو السدوسي براء ساكنة ثم واو وقيل بزاي معجمة ثم همز
روى بن منده من طريق محمد بن جابر عن حفص بن المبارك عن رجل من بني
578

سدوس يقال له جرو قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم بتمر من تمر اليمامة فقال أي نمر
هذا الحديث قال هذا حديث غريب حسن المخرج
قلت محمد بن جابر هو اليمامي ضعيف وقد أخرج أبو نعيم هذا الحديث عن بن
منده وكأنه لم يجده من غير طريقه
(1128) جرو بن عمرو العذري وقيل بالتصغير وقيل جزء بزاي ثم همزة وقيل
جزي بكسر الزاي بعدها ياء ورأيت في نخسه صحيحة من الاستيعاب جزاء على وزن
خفاء
روى بن منده من طريق أبي ثمامة بن الضريس بن ربعي عن أبيه عن أبيه ربعي
عن أبيه أقيصر أن جرو بن عمرو حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا أن ليس عليكم حشر
ولا عشر هذا إسناد مجهول
(1129) جرو بن مالك بن عمرو من بني جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن
عمرو عوف الأوسي الأنصاري وقيل بالزاي والهمز وقيل غير ذلك
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة
(1130) جرول بن الأحنف بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن
الحارث الأكبر الكندي
قيل هو اسم جد رجاء بن حياة قاله أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين
وروى الطبراني من طريق جارية بن مصعب عن رجاء بن حياة عن أبيه عن جده وهو
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن جارية من سبي حنين مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لمن هذه
الحديث ولم يسم جده
وحكى بن عساكر فيه قولين آخرين أحدهما جندل بنون ثم دال والآخر بزاي بدل
الدال
579

(1131) جرول بن عباس بن عامر الأنصاري قال أبو عمر ذكره بن إسحاق
وخليفة بن خياط وأنه قتل باليمامة
قلت وفي كتاب بن ماكولا جرو بضم الجيم بعدها راء بن عياش بتحتانية
وشين معجمة من بني مالك بن الأوس هذه رواية العطاردي عن يونس بن بكير عن بن
إسحاق وفي رواية إبراهيم بن سعد عنه جرو بن عباس بفتح أوله وبموحدة وسين مهملة
وعند موسى بن عقبة بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة ووافق على الموحدة
والمهملة والله أعلم
(1132) جرول ويقال جرو بن مالك بن عمرو بن عويمر بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري
ذكره بن الكلبي وأن بسر بن أبي أرطاة هدم داره ولده زرارة بن جرول بالمدنية لما
غزاها من قبل معاوية في أواخر خلافة علي رضي الله تعالى عنه لأنه كان ممن أعان على عثمان
رضي الله تعالى عنه
(1133) جرهد بن خويلد بن بجرة بن عبد يا ليل بن زرعة بن رزاح بن عدي بن
سهم بن تميم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي
كان من أهل الصفة وكان يكنى أبا عبد الرحمن ويقال كان شريفا ورويت عنه
أحاديث منها حديثه المشهور في أن الفخذ عورة
وقد اختلفوا في إسناده اختلافا كثيرا وصححه بن حبان قال بن حبان عداده في
أهل البصرة وقال غيره في أهل المدينة وهو الصحيح
580

وروى بن السكن من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع حدثني مسلم بن جرهد عن
بن عم لي عن أبيه وكان شهد الحديبية فذكر حديثا
وروى الطبراني من طريق زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه عن جده أن النبي
صلى الله عليه وسلم جلس إليه وكان من أصحاب الصفة
ومن طريق سفيان بن فروة عن بعض بني جرهد عن جرهد أنه أكل بيده الشمال
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كل باليمين فقال أنها مصابة فنفث عليها فما شكى حتى مات
قال الواقدي كانت له دار بالمدينة ومات بها في آخر خلافة يزيد
(1134) جريج الإسرائيلي كان يهوديا فأسلم وقع ذكره في كتاب السنن لأبي علي
بن الأشعث أحد المتروكين المتهمين فروى بإسناده من طريق أهل البيت إلى علي بن أبي
طالب أن يهوديا يقال له جريج فذكر الحديث في إسلامه ووجدته في موضع آخر
جريجرة
(1135) جريج الجندعي تقدم في جدجد
(1136) جرير بن الأرقط قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فسمعته يقول
أعطيت الشفاعة رواه بن مندة من طريق يعلى بن الأشدق وهو متروك عنه
(1137) جرير بن أوس بن حارثة الطائي أخو خريم قال أبو عمر قدما معا على
النبي صلى الله عليه وسلم
وجرير هو الذي قال له معاوية من سيدكم قال من أعطى سائلنا وأغضى عن
جاهلنا فقال له معاوية أحسنت يا جرير
(1138) جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن
581

حزيمة بن حرب بن علي البجلي الصحابي الشهير يكنى أبا عمرو وقيل يكنى أبا عبد الله
اختلف في وقت إسلامه ففي الطبراني الأوسط من طريق حصين بن عمر الأحمسي
عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير قال لما بعت النبي صلى الله عليه وسلم
أتيته فقال ما جاء بك قلت جئت لأسلم فألقى إلي كساءه وقال إذا أتاكم كريم
قوم فأكرموه
حصين فيه ضعف ولو صح لحمل على المجاز أي لما بلغنا خبر بعث النبي صلى الله عليه وسلم
أو على الحذف أي لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا إلى الله ثم قدم المدينة ثم حارب قريشا
وغيرهم ثم فتح مكة ثم وفدت عليه الوفود
وجزم بن عبد البر عنه بأنه أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما وهو غلط ففي
الصحيحين عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له استنصت الناس في حجة الوداع
وجزم الواقدي بأنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشر وأن بعثه إلى ذي
الخلصة كان بعد ذلك وأنه وافي مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع من عامه
وفيه عندي نظر لان شريكا حدث عن الشيباني عن الشعبي عن جرير قال قال لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخاكم النجاشي قد مات الحديث
أخرجه الطبراني فهذا يدل على أن إسلام جرير كان قبل سنة عشر لان النجاشي
مات قبل ذلك
582

وكان جرير جميلا قال عمر هو يوسف هذه الأمة وقدمه عمر في حروب العراق
على جميع بجيلة وكان لهم أثر عظيم في فتح القادسية ثم سكن جرير الكوفة وأرسله
علي رسولا إلى معاوية ثم اعتزل الفريقين وسكن قرقيسيا حتى مات سنة إحدى وقيل أربع
وخمسين
وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها وفيه عنه قال ما حجبني رسول
الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم
وروى البغوي من طريق قيس عن جرير قال رآني عمر متجردا فقال ما أرى أحدا
من الناس صور صورة هذا إلا ما ذكر من يوسف
ومن طريق إبراهيم بن إسماعيل الكهيلي قال كان طول جرير ستة أذرع
وروى الطبراني من حديث علي مرفوعا جرير منا أهل البيت
وروى عنه من الصحابة أنس بن مالك قال كان جرير يخدمني وهو أكبر مني
أخرجه الشيخان
(1139) جرير بن عبد الله الحميري قال بن عساكر له صحبة ثم روى من طريق
سيف بن عمر في الفتوح عن محمد عن أبي عثمان قال لما عزم خالد على المسير من
اليمامة إلى العراق جدد التعبية وتوخى الصحابة ثم توخى منهم الكمأة فقال على
قضاعة جريج بن عبد الله الحميري أخو الأقرع بن عبد الله رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن
وذكر القصة
وذكر سيف أيضا أن جرير بن عبد الله هذا كان الرسول إلى المدينة بوقعة اليرموك
وذكر سيف في عدة أماكن استدركه بن فتحون وابن الأثير وفي التجريد قيل
جرير بن عبد الحميد
583

قلت وأظنه تصحيفا
(1140) جرير بن معدان الكندي سيأتي في الجفشيش
(1141) جرى الحنفي براء بعد الجيم مصغرا روى بن منده من طريق سلام
الطويل عن إسماعيل بن رافع عن حكيم بن سلمة عن رجل من بني حنيفة يقال له جرى
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أني ربما أكون في الصلاة فتقع يدي على
فرجي فقال امض في صلاتك قال غريب
قلت وسلام ضعيف وإسماعيل كذلك
(1142) جرى بن عمرو العذري تقدم في جرو
(1143) جرى غير منسوب يأتي في الذي بعده
ذكر من اسمه جزء بفتح الجيم وسكون الزاي وهمزة
أو بكسر الزاي بعدها تحتانية
الجيم بعدها الزاي
(1144) جزء بن أنس السلمي ذكره بن أبي عاصم وروى من طريق نائل بن مطرق بن
عبد الرحمن بن رزين بن أنس قال أدركت أبي وجدي وفي أيديهم كتاب كتبه رسول الله
صلى الله عليه وسلم لرزين بن أنس وهو عم جده قال أبو موسى هذا الكتاب لرزين ليس لجزء فيه ذكر
قلت لكن ذكر أبو محمد بن حزم من طريق عبد الكريم أبي أمية قال سأل
جزء بن أنس السلمي النبي صلى الله عليه وسلم عن الأرنب فقال لا تأكلها الحديث
وقال أبو عمر جرى بجيم وراء مصغرا غير منسوب سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب
والثعلب وخشاش الأرض وليس إسناده بقائم يدور على عبد الكريم أبي أمية وذكره أيضا
في جزي بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء تحتانية وأظن أنه هو الذي ذكره بن حزم
584

(1145) جزء بن الحدرجان بن مالك اليماني روى بن منده من طريق هاشم بن
محمد بن هاشم بن جزء بن عبد الرحمن بن جزء بن الحدرجان بن مالك عن أبيه عن جده
عن أبيه عبد الرحمن حدثني أبي جزء بن الحدرجان وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال
وفد أخي قداد بن الحدرجان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بإيمانه وإيمان من أطاعه من أهل
بيته وهم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فلقيتهم سرية النبي
صلى الله عليه وسلم فقال لهم قداد أنا مؤمن فلم يقبلوا منه وقتلوه فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) * فأعطاني النبي
صلى الله عليه وسلم دية أخي مائة ناقة حمراء وغزوت طيئا فأصبت منهم غنائم وسبيت أربعين امرأة
فأتيت بهن المدينة فزوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه
هذا إسناد مجهول وعند بن ماكولا جزء بن الحدرد له صحبة وكذا استدركه بن
الأمين فلعله هذا اختلف في اسم أبيه
وفي جمهرة بن الكلبي في نسب الأزد عبد الملك بن جزء بن الحدرجان كان
شريفا بالشام وولي في زمان الحجاج
(1146) جزء بن سهيل السلمي جاء ذكره في حديث ذكره بن عساكر في
تاريخه وثابت بن قاسم في الدلائل من طريق نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن
عبد الله بن حوالة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبشروا فذكر قصة وفيها فقلت ومن
يستطيع الشام وفيها الروم ذات القرون قال والله ليستخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابة
البيض منهم قياما على الرجل الأسود منكم ما أمرهم فعلوا قال فسمعت
عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول فعرف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النعت في جزء بن سهيل
السلمي وكان قد ولي الأعاجم وكان أسود قصيرا فكانوا يرون تلك الأعاجم وهم حوله
قيام لا يأمرهم بشئ إلا فعلوه فيتعجبون من هذا الحديث
(1147) جزء السدوسي
(1148) جزء العذري
585

(1149) جزء بن عباس
(1150) جزء بن مالك من بني جحجبي تقدموا في جرو وجرول
(1151) الله تعالى جزء بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن
مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي عن الأحنف بن
قيس
قال أبو عمر كان عامل عمر على الأهواز وقيل له صحبة ولا يصح
قلت وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة
وعاش جزء إلى أن ولي لزياد بعض عمله ذكر ذلك البلاذري في أنساب الأشراف
(1152) جزء غير منسوب قال بن منده عداده في أهل الشام
وروى الطبراني من طريق معاوية بن صالح عن أسد بن وداعة حدثه أن رجلا يقال له
جزء أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أهلي عصوني فبم أعاقبهم قال تعفوا ثلاثا
فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب واتق الوجه
ورواه أبو مسعود الرازي من هذا الوجه فقال عن أسد بن وداعة عن رجل يقال له
جزء أنه أتى فذكره وذكره بن بشكوال وابن الأمين فيمن اسمه جرج بضم الجيم
وسكون الراء بعدها جيم ونسباه لأبي نعيم عن الطبراني بالسند المذكور والذي يترجح ما
تقدم والله أعلم
(1153) جزي أبو خزيمة السلمي ويقال الأسلمي
روى بن السكن من طريق يحيى بن محمد الجاري عن حصين بن عبد الرحمن من
أهل الدفينة عن حبان بن جزي عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وافدا فكساه ثوبين
586

ورواه الطبراني من هذا الوجه بلفظ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأسير كان عنده من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أسروه مشركون فأسلموا وأسلم جزء فقال ادخل على عائشة تعطيك
بردين
رواه بن منده من حديث جزء فذكره فقال فكسا جزءا بردين وأسلم
الجيم بعدها السين
(1154) جسر بن وهب بن سلمة الأزدي ذكره الدارقطني في المؤتلف وأخرج من
طريق وجيه بن عمارة حدثنا أبو عمارة بن دجي بن جسر حدثني جسر بن زهران عن جده
جسر بن وهب قال سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
هذا إسناد مجهول وقال بن ماكولا هو بكسر الجيم
الجيم بعدها الشين
(1155) جشيب بعد الجيم شين معجمة ثم تحتانية ثم موحدة روى بن أبي
عاصم من طريق بن أبي فديك عن جهم بن عثمان عن أبي جشيب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من تسمى باسمي يرجوا بركتي غدت عليه البركة وراحت إلى يوم القيامة
قال بن منده إن كان جشيب هذا هو الذي روى عنه سعيد بن سويد فهو تابعي
قديم من أصحاب أبي الدرداء
الجيم بعدها لعين
(1156) جعال بن زياد يأتي في جعيل
(1157) جعال بن سراقة الضمري أو الغفاري أو الثعلبي ذكره أبو موسى
وأورد من طريق أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عوف بن سراقة عن أخيه قال
قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى أحد إنه قيل لي إنك تقتل غدا فقال أو ليس الدهر
كله غدا
قال أبو موسى قد ذكروا جعيل بن سراقة فما أدري هو هذا صغر أو غيره
587

قلت يحتمل أن يكون أخاه وروى الواقدي في المغازي من طريق العرباض بن
سارية قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك فطلع جعال بن سراقة وعبد الله بن مغفل وكنا
ثلاثتنا نلزمه فذكر قصة
وقد ذكر موسى بن عقبة في المغازي في غزوة بني المصطلق وكان في أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له جعال وهو زعموه أحد بني ثعلبة ورجل من بني غفار يقال له
جهجاة فعلت أصواتها فذكر قصة فيها طول
قال بن إسحاق في المغازي لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق في شعبان سنة
ست استعمل على المدينة جعالا الضمري فهذا مغاير لقول موسى بن عقبة إنه كان معهم
في غزاة بني المصطلق ويتعين في طريق الجمع بينهما أن يقال هما اثنان
(1158) جعال الحبشي روى بن شاهين بإسناد ضعيف من طريق الأعمش عن
مجاهد عن بن عمر قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن
قاتلت بين يديك حتى أقتل يدخلني ربي الجنة ولا يحقرني
قال نعم قال فكيف وأنا منتن الريح أسود اللون وفيه إنه استشهد
قال أبو موسى بعد أن ذكره غير منسوب لا أدري هو ذا يعني بن سراقة أو غيره
وقال بن الأثير بل هو غيره
قلت قد ذكره الصفار في كتاب الأنساب فقال الحبشي فظهر أنه غيره والله
أعلم
(1159) الجعد بن قيس المرادي الشاعر أحد بني غطيف روى حديثه أبو سعد
النيسابوري في كتاب شرف المصطفى قال قال الجعد بن قيس وكان قد بلغ مائة سنة
خرجنا أربعة نفر نريد الحج في الجاهلية فمررنا بواد من أودية اليمن فلما أقبل الليل
استعذنا بعظيم الوادي وعقلنا رواحلنا فلما هدأ الليل ونام أصحابي إذا هاتف من بعض
أرجاء الوادي يقول
588

ألا أيها الركب المعرس بلغوا * إذا ما وقفتم بالحطيم وزمزما
محمدا المبعوث منا تحية * تشيعه من حديث سار ويمما
وقولوا له إنا لدينك شيعة * بذلك أوصانا المسيح بن مريما
فذكر الحديث بطوله وفيه قصة إسلامه
(1160) جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي روى له أحمد والنسائي حديثين
أحدهما صحيح الاسناد حديثه في البصريين
قال بن السكن ويقال إنه نزل الكوفة وسمي بن قانع أباه معاوية
(1161) جعدة بن هانئ الحضرمي روى بن منده من طريق محفوظ بن علقمة
عن بن عائذ حدثني المقدام الكندي والجعد بن هانئ أبو عتبة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى رجل
نصراني بالمدينة يدعوه إلى الاسلام فإن أبي يقسم له نصفين
(1162) جعدة بن هبيرة الأشجعي كوفي روى يزيد الأزدي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال خير الناس قرني حديثه عند إدريس وداود ابني يزيد الأودي عن أبيهما عنه هكذا
أخرجه بن عبد البر مفردا عن جعدة بن هبيرة المخزومي
قال بن الأثير غالب الظن أنه هو لان هذا الحديث قد رواه عبد الله بن إدريس عن
أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة المخزومي
قلت لكن لم أر عند من أخرجه أنه قال الأشجعي نعم أخرجه بن أبي شيبة
589

وأحمد بن منيع وابن أبي عاصم والبغوي والباوردي وابن قانع والطبراني والحاكم في
ترجمة جعدة بن هبيرة المخزومي
ووقع في مصنف بن أبي شيبة جعدة بن هبيرة بن أبي وهب وهذا هو المخزومي
فكأن بن عبد البر وهم في جعله غيره
وذكر بن أبي حاتم أن أباه حدثهم بهذا الحديث في ترجمة جعدة المخزومي في
الوحدان وقال إن جعدة تابعي
(1163) جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم
القرشي المخزومي أمه أم هانئ بنت أبي طالب
له رؤية بلا نزاع فإن أباه قتل كافرا بعد الفتح واختلف في صحبته وصحة سماعه
وسأذكر ذلك مبسوطا في القسم الثاني إن شاء الله تعالى بعد
(1164) جعدة غير منسوب كان له شعر جعد فسماه النبي صلى الله عليه وسلم جعدة رواه أبو داود
الطيالسي عن محمد بن عبد الله بن حسين بن جعدة عن بعض أهله عن جده جعدة ذكره بن
أبي حاتم عن أبيه
(1165) جعشم الخير بن خليبة بن شاجي بن موهب الصدفي بايع تحت الشجرة
وكساه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه ونعليه وأعطاه من شعره وكان قد تزوج آمنة بنت طليق بن
سفيان بن أمية قتله الشريد بن مالك في الردة بعد قتل عكاشة هكذا ذكر أبو عمر فأما
بن يونس فقال في تاريخ مصر إنه شهد فتح مصر فعلى هذا يكون لم يقتل في الردة
فإنها كانت قبل فتح مصر
قال بن ماكولا تزوج آمنة بنت طليق قبل الشريد بن مالك فهذا أقرب إلى
الصواب فلعل قتله بالمثناة تصحيف ويكون الضمير وقوله في الردة وهما
(1166) جعفر بن أبي الحكم وقيل جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قيل له
صحبة
590

روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الوحدان له عن يحيى بن الحماني عن
عبد الله بن جعفر عن عبد الحكم بن صهيب قال رآني جعفر بن أبي الحكم وأنا آكل
من ها هنا وها هنا فقال مه يا بن أخي هكذا يأكل الشيطان إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل لم
يعد ما بين يديه
ورواه البخاري في تاريخه من وجه آخر عن عبد الله بن جعفر عن عبد الحكم سمع
جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم به وقال هذا مرسل
ورواه أبو نعيم من وجه آخر عن عبد الله بن جعفر عن عبد الحكم عن جعفر بن أبي
الحكم قال رآني الحكم بن رافع بن سنان فهذا لو صح نفى الصحبة عن جعفر ولكن
رواية النعمان بن شبل وهو ضعيف وفي الجملة هو على الاحتمال
(1167) جعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم قال بن
سعد ذكر أهل بيته أنه شهد حنينا وأدرك زمن معاوية وتوفي في وسط أيامه
وكذا ذكره بن شاهين عن محمد بن يزيد عن رجاله وزاد أنه لم يزل ملازما لرسول
الله صلى الله عليه وسلم مع أبيه حتى قبض
وظن أبو نعيم أن بن منده انفرد بذلك فتعقبه بأنه وهم وأن الذي شهد حنينا هو أبوه
أبو سفيان
ولا حجة لأبي نعيم في ذلك فقد جزم بن حبان بأنه أسلم مع أبيه وأنه شهد حنينا
قال وأمه حمامة بنت أبي طالب وإنه مات بدمشق سنة خمسين
وقال الجعابي في كتاب من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجعفر بن أبي سفيان لقي
النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه بالأبواء فأسلم
591

وسيأتي في ترجمة أبيه أبي سفيان أنه لما استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأذن له قال لئن
لم يأذن لي لآخذن بيد ابني هذا فنتوجه في الأرض قال أبو اليقظان لا عقب لجعفر
(1168) جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو
عبد الله بن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأحد السابقين إلى الاسلام وأخو علي شقيقه
قال بن إسحاق أسلم بعد خمسة وعشرين رجلا وقيل بعد واحد وثلاثين قالوا
وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاذ بن جبل
كان أبو هريرة يقول إنه أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم
وفي البخاري عنه قال كان جعفر خير الناس للمساكين وقال خالد الحذاء عن
عكرمة سمعت أبا هريرة يقول ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب
رواه الترمذي والنسائي وإسناده صحيح
وروى البغوي من طريق المقبري عن أبي هريرة قال كان جعفر يحب المساكين
ويجلس إليهم ويخدمهم ويخدمونه
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه أبا المساكين
وقال له النبي صلى الله عليه وسلم أشبهت خلقي وخلقي رواه البخاري ومسلم من طريق
حديث البراء
وفي المسند من حديث علي رفعه أعطيت رفقاء نجباء فذكره منهم
592

وهاجر إلى الحبشة فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه وأقام جعفر عنده ثم هاجر
منها إلى المدينة فقدم والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وكل ذلك مشهور في المغازي بروايات متعددة
صحيحة
وروى البغوي وابن السكن من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن
يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت لما قدم جعفر وأصحابه استقبله رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقبل ما بين عينيه
وروى بن السكن من طريق مجالد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر قال ما سألت
عليا فامتنع فقلت له بحق جعفر إلا أعطاني
استشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر مجاهدا للروم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنة
ثمان ففي جمادى الأولى وكان أسن من علي بعشر سنين فاستوفى أربعين سنة وزاد عليها
على الصحيح
قال بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه حدثني أبي
الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف قال والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي
طالب يوم مؤتة اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل
أخرجه أبو داود من هذا الوجه وقال بن إسحاق هو أول من عقر في الاسلام
وروى الطبراني من حديث نافع عن بن عمر قال كنت معهم في تلك الغزوة
فالتمسنا جعفرا فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعا وتسعين بين طعنة ورمية قال النبي صلى الله عليه وسلم
رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة
روى ذلك الطبراني من حديث بن عباس وفي الطبراني أيضا من طريق سالم بن أبي
593

الجعد قال أرى النبي صلى الله عليه وسلم جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجين بالدماء وذلك لأنه قاتل حتى
قطعت يداه
وفي الصحيح عن بن عمر أنه كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر قال السلام عليك
يا بن ذي الجناحين
وروى الدارقطني في الغرائب لمالك بإسناد ضعيف عن مالك عن نافع عن بن
عمر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء فقال وعليكم السلام ورحمة الله
وبركاته فقال الناس يا رسول الله ما كنت تصنع هذا قال مر بي جعفر بن أبي طالب
في ملا من الملائكة فسلم علي
وفي الجزء الرابع من فوائد أبي سهل بن زياد القطان من طريق سعدان بن الوليد عن
عطاء عن بن عباس بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ قال يا
أسماء هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع جبرائيل وميكائيل فردي عليه السلام الحديث
وفيه فعوضه الله من يديه جناحين يطير بهما حيث شاء
وقال بن إسحاق في المغازي حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
قالت لما أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن
وقال حسان بن ثابت لما بلغه قتل عبد الله بن رواحة يرثي أهل مؤتة من قصيدة
رأيت خيار المؤمنين تواردوا * شعوب وقد خلفت ممن يؤخر
فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا بمؤنة * منهم ذو الجناحين جعفر
وزيد وعبد الله حين تتابعوا * جميعا وأسباب المنية تخطر
ويقول فيها
وكنا نرى في جعفر من محمد * وفاء وأمرا صارما حيث يؤمر
فلا زال في الاسلام من آل هاشم * دعائم عز لا تزول ومفخر
(1169) جعفر بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي
أخو ركانة وعم السائب بن يزيد بن عبد يزيد جد الشافعي
ذكر يحيى بن سعيد الأموي في المغازي عن بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعمه من تمر
594

خيبر ثلاثين وسقا وأطعم أخاه ركانة خمسين وسقا استدركه بن فتحون
(1170) جعفر بن محمد بن مسلمة الأنصاري ذكره بن شاهين عن عبد الله بن
سليمان بن الأشعث قال صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مكة وما بعدها واستدركه أبو
موسى
(1171) جعونة بن زياد الشني ذكره بن منده وقال ذكر عبد الرحمن بن
عمرو بن جبلة أحد الضعفاء عن عبيد الله بن زياد الشني عن الجلاس بن زياد الشني عن
جعونة بن زياد الشني أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا بد من العريف والعريف في النار
وبقية رجاله مجهولون
(1172) جعونة بن نضلة الأنصاري له ذكر في الفتوح وروى بن جرير في
التاريخ والباوردي في الصحابة من طريق أبي معروف عبد الله بن معروف عن أبي
عبد الرحمن الأنصاري عن محمد بن حسن بن علي بن أبي طالب أن سعد بن أبي وقاص
لما فتح حلوان العراق خرج المسلمون وفيهم رجل من الأنصار يقال له جعونة بن نضلة
فمر بشعب وقد حضرت الصلاة فذكر الحديث بطوله في قصة زريب بن ثرملي وصي عيسى
بن مريم وهذا الاسناد ضعيف وسنذكر سياق القصة من طريق الباوردي في ترجمة زريب
إن شاء الله تعالى
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم جعونة بن نضلة عن سعيد بن أبي وقاص
وعنه قتادة سمعت أبي يقوله
ولا يخفى ما في هذا من الفساد وللقصة طريق أخرى موصولة إسنادها ضعيف أيضا
من طريق نافع عن بن عمر لكن سمي الرجل فيها نضلة بن معاوية الأنصاري وأخرى من
طريق منصور بن دينار عن عبد الله بن أبي الهذيل قال وجه سعد بن أبي وقاص نضلة بن
عمرو الأنصاري كما سيأتي أيضا
(1173) جعيل بن زياد الأشجعي وقيل بن ضمرة روى حديثه النسائي بسند
595

صحيح من رواية عبد الله بن أبي الجعد وفيه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل فيه
أيضا جعال
(1174) جعيل بن سراقة الضمري تقدم بعض ما ورد فيه في ترجمة جعال بن
سراقة وروى بن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي قال قيل يا رسول
الله أعطيت عيينة بن حصن الأقرع بن حابس مائة مائة وتركت جعيلا فقالت والذي
نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض مثل عيينة والأقرع ولكني أتألفهما وأكل
جعيلا إلى إيمانه
وهذا مرسل حسن لكن له شاهد موصول
روى الروياني في مسنده وابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق بكر بن سوادة
عن أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له كيف ترى جعيلا قلت
مسكينا كشكله من الناس قال وكيف ترى فلانا قلت سيدا من السادات قال لجعيل
خير من ملء الأرض مثل هذا قال قلت يا رسول الله ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع
قال إنه رأس قومه فأتألفهم
وإسناده صحيح وأخرجه بن حبان من وجه آخر عن أبي ذر لكن لم يسم جعيلا
وأخرجه البخاري من حديث سهل بن سعد فأنهم جعيلا وأبا ذر
وروى بن منده من طريق يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن عوف عن سراقة عن
أبيه قال أطيبت عين أخي جعيل في بني قريظة
(1175) جعيل غير منسوب فرق أبو موسى بينه وبين الأول وروى بن
إسحاق في المغازي عن يزيد بن رومان عن عروة عن عبد الله بن كعب بن مالك قال
596

لما حفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق قسم الناس فكان يعمل معهم وكان فيهم رجل يقال له
جعيل فسماه عمرا فارتجز بعضهم
سماه من بعد جعيل عمرا وكان للبائس يوما ظهرا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قالوا عمرا قال عمرا وإذا قالوا ظهرا قال ظهرا
الجيم بعدها الفاء
(1176) جفشيش بن النعمان الكندي كذا سمي بن منده أباه وقال يقال اسمه
معدان يكنى أبا الخير ويقال جرير بن معدان ووقع في بعض الروايات خفشيش بالخاء
المعجمة وكذا قال أبو عمر إنه قيل فيه بالجيم والمعجمة وزاد أنه قيل فيه بالمهملة
أيضا وذكر بكسر أوله وضمه
وقال بن الكلبي وابن سعد اسمه معدان بن الأسود بن معد يكرب بن ثمامة بن
الأسود وذكر أبو عمر بن عبد البر من طريق مجالد عن الشعبي قال قال الأشعث بن
قيس كان بين رجل منا وبين رجل من الحضرميين يقال له الجفشيش خصومة في أرض
الحديث وأصل الخبر في سنن أبي داود من رواية مسلم بن هيضم عن الأشعث لكن لم
يسم الجفشيش
وأخرج أبو عمر من طريق بن عون عن الشعبي عن جرير بن معدان وكان يلقب
الجفشيش أنه خاصم رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث
قلت وهذا ظاهره أن اسم الجفشيش جرير وأنه الصحابي وهو غريب
ويمكن أن يكون الضمير في قوله وكان يلقب بمعدان والد جرير ويكون الخبر
من رواية جرير عن أبيه وأرسله جرير وهذا أقرب عندي إلى الصواب
وذكر أبو سعد النيسابوري من طريق مسلمة بن محارب عن السدي عن أبي مالك عن
بن عباس قال قدم ملوك حضرموت فقدم وفد كندة فيهم الأشعث بن قيس فذكر
القصة قال وفي ذلك يقول الجفشيش واسمه معدان بن الأسود الكندي
جادت بنا العيس من اعراب ذي يمن تغور غورا بنا من بعد إنجاد
597

حتى أنخنا بجنب الهضب من ملا إلى الرسول الأمين الصادق الهادي
وروى الطبراني من طريق صالح بن حي عن الجفشيش الكندي قال جاء قوم من
كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أنت منا وادعوه فقال لا تنتفوا منا ولا ننتفي من أبينا
وله من طريق أخرى عن صالح حدثنا الجفشيش وهو خطأ فإنه لم يدركه
وأصل الحديث في مسند أحمد من رواية مسلم بن هيضم عن الأشعث قال أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من كندة ولم يذكر الجفشيش وذكر أبو عمر عن عمران بن
موسى بن طلحة عن الجفشيش مثله وهو مرسل أيضا
وذكره بن الكلبي بغير سند وقال إنك أعاد ذلك ثلاثا فأجابه في الثالثة فقال له
الأشعث فض الله فاك ألا سكت على مرتين قال والجفشيش هو القائل في الردة
أطعنا رسول الله إذ كان صادقا فيا عجبا ما نال ملك أبي بكر
قلت وأنشد المبرد هذا البيت في الكامل للحطيئة ولفظه حاضرا
بدل صادقا ولهفا بدل عجبا
وذكر عمر بن شيبة أن الجفشيش ارتد من كندة وأنه أخذ أسيرا وأنه قتل صبرا
فإن صح ذلك فلا صحبة له ورواية كل من روى عنه مرسلة لأنهم لم يدركوا ذلك الزمان
والله أعلم
(1177) جفينة الجهني وقيل النهدي ويقال الغساني
ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وروى البغوي والطبراني من طريق أبي بكر الزاهري عن
سفيان عن أبي إسحاق عن عرينة عن جفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه كتابا فرقع به دلوه
فقالت له ابنته عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك فهرب وأخذ كل قليل وكثير
هو له ثم جاء بعد مسلما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام
فخذه
قال البغوي منكر من حديث الثوري وأبو بكر الزاهري ضعيف الحديث قلت وقد وقع لنا الحديث
598

بعلو من طريقه في الثاني من فوائد العيسوي ورواه
إسرائيل وهو من أثبت الناس في أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم
كتب إلي رعية السحيمي فذكره مطولا
وشاهده رواية حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق إلا أنه قال عن
رعية الجهني ولم يذكر الشعبي وسيأتي على الصواب في حرف الراء إن شاء الله تعالى
الجيم بعدها اللام
(1178) جلاس بن سويد بن الصامت الأنصاري كان من المنافقين ثم تاب
وحسنت توبته
قال يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتاني قومي فقالوا إنك امرؤ شاعر فإن شئت أن تعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض العذر
فذكر حديث توبة كعب بن مالك بطوله إلى أن قال وكان ممن تخلف من المنافقين ونزل
فيه القرآن منهم الجلاس بن سويد بن الصامت وكان على أم عمير بن سعد وكان عمير في
حجره فسمعه يقول لئن كان محمدا صادقا لنحن شر من الحمير فذكر القصة التي دارت
بينهما ونزول قوله تعالى * (يحلفون بالله ما قالوا) * إلى قوله * (فإن يتوبوا يك خيرا
لهم) * الآية فزعموا أن الجلاس تاب وحسنت توبته
قلت قصة الجلاس أدرجها الأموي في قصة توبة كعب وانتهى حديث كعب قبلها
واقتصر بن هشام على قصة كعب ولم يذكر قصة الجلاس
وقد ذكرها الواقدي عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه مطولة وفي آخرها فتاب
الجلاس وحسنت توبته ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير فكان ذلك مما عرفت به
توبته
وحكى العذري أن الجلاس هو الذي قتل المجذر بأبيه سويد بن الصامت
قال والصحيح أن الذي قتل المجذر هو الحارث بن سويد كما سيأتي
(1179) جلاس بن صليت اليربوعي روى بن السكن وابن شاهين من طريق
599

عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال حدثتنا مرار بنت منقذ الصليتية حدثتني أم منقذ بن
الجلاس بن صليت اليربوعية عن أبيها قال قلت يا رسول الله إني كثير المال ذو خطر
وعشيرة وقد بلغ آبائي أن قد أوقدوا النار ونصبوا السفر وفعلوا وفعلوا فهل ينفعهم
ذلك قال لا قال ثم أمر علينا غلاما من موالينا كان اقرأ لكتاب الله قال فبلغ ولد
الجلاس في الاسلام أمرا عظيما
وعلق بن منده من هذا الوجه عن الجلاس أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوضوء
فقال واحدة تجزئ وثنتان قال ورأيته توضأ ثلاثا ثلاثا وقال غريب لا يعرف إلا من
هذا الوجه انتهى
وعبد الرحمن متروك الحديث
قلت مرار رأيتها مضبوطة في كتاب بن شاهين وفي نسخة معتمدة من كتاب بن
السكن بضم وتخفيف وآخره دال وفي غيرها آخره راء والله أعلم
(1180) جلاس بن عمرو الكندي روى البغوي من طريق علي بن قرين عن
يزيد بن هلال عن أبيه هلال بن قطبة سمعت جلاس بن عمرو قال وفدت في نفر
من وقومي من كندة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أردنا الرجوع قلنا أوصنا يا نبي الله قال إن
لكل ساع غاية وغاية بن آدم الموت الحديث
وعلي بن قرين ضعيف جدا ومن فوقه لا يعرفون
(1181) جليبيب غير منسوب وهو تصغير جلباب روى مسلم من حديث حماد
عن ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء
الله فقال هل تفقدون من أحد قالوا فقدنا فلانا وفلانا قال ولكني أفقد جليبيبا
فذكر الحديث
وأخرجه النسائي وله ذكر في حديث أنس في تزوجيه بالأنصارية وفيه قوله صلى الله عليه وسلم
لكنك عند الله لست بكاسد وهو عند البرقاني في مستخرجه في حديث أبي برزة أيضا
600

وقد أخرجه أحمد مطولا
وحديث أنس أخرجه البزار من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عنه مطولا
وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق وحكى بن عبد البر في ترجمته أنه نزل في قصته وما
كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم
الآية ولم أر ذلك في شئ من طرقه الموصولة من حديث أنس ومن
حديث أبي برزة
(1182) جليحة بن عبد الله بن محارب بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر
بن عبد مناة الليثي
ذكره بن إسحاق والواقدي فيمن استشهد بالطائف وقيل في جده الحارث بدل
محارب
(1183) جليحة بن شجار الغافقي
الجيم بعدها ميم
(1184) جمانة الباهلي ذكره أبو الفتح الأزدي في الصحابة وروى من طريق بكر بن
خنيس عن عاصم بن جمانة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أذن الله لموسى في
الدعاء على فرعون أمنت الملائكة الحديث وفيه فضل المجاهدين استدركه
أبو موسى
(1185) جمرة بن عوف يكنى أبا يزيد عداده في أهل فلسطين وروى
الدارقطني في المؤتلف من طريق وهاس بن علاق بن هاشم بن يزيد بن جمرة سمعت أبي
601

عن أبيه عن جده يزيد بن جمرة قال ذهبت مع أبي جمرة بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له ومسح صدره
ورواه بن منده من هذا الوجه فقال فيه عن يزيد بن جمرة قال أتى أبي جمرة بن
عوف إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه حريث ورجاله مجهولون
(1186) جمرة بن النعمان بن هوذة بن مالك بن سمعان العذري قال بن الكلبي
هو أول من قدم بصدقة بني عذرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال أبو حاتم قدم في وفد عذرة قال الطبري كان سيد بني عذرة ووفد على
النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه بصدقتهم
وقال بن الكلبي كان أول أهل الحجاز قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة قومه أقطعه
النبي صلى الله عليه وسلم حضر فرسه ورمية سوطه من وادي القرى فنزلها إلى أن مات
ذكره بن شاهين لكنه أخرجه في الحاء المهملة وكذلك استدركه بن بشكوال عن
بن رشدين وهما فيه فقد ضبطه الدارقطني وغيره بالجيم والراء
وقال الواقدي حدثنا شعيب بن ميمون عن أبي مراية البلوي سمع حمزة بن
النعمان العذري وكانت له صحبة يقول أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفن الشعر والدم أخرجه
الدارقطني في المؤتلف بن طريقه
وسيأتي له ذكر في ترجمة سعد بن مالك العذري
(1187) جمرة غير منسوب جاء ذكره في الحديث الذي رواه بن لهيعة عن
الحارث بن زيد عن عبد الرحمن بن جبير عن يعيش الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للقحة عنده من يحلبها فقام رجل فقال ما اسمك قال مرة قال أقعد ثم قام
آخر فقال ما اسمك قال جمرة قال أقعد الحديث
602

كذا ذكره أبو علي بن السكن وقد ساقه بن عبد البر من طريق سحنون عن بن
وهب عن بن لهيعة
وسيأتي فيمن اسمه حرب في الحاء المهملة أنه قال حرب بدل جمرة
(1188) جمهان الأعمى استدركه بن الأثير قرأت على فاطمة بنت عبد الهادي
عن حسن بن عمر الكردي عن مكرم بن أبي الصقر حضورا أن سعد بن سهل أخبرهم
حدثنا أبو الحسن بن الأخرم أخبرنا أبو نصر الفامي حدثنا الأصم أخبرنا الربيع حدثنا
أسد بن موسى حدثنا نصر بن طريف عن أيوب بن موسى عن المقبري عن ذكوان
عن أم سلمة أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء جهمان الأعمى فقال استتري قالت
يا رسول الله جمهان الأعمى قال إنه يكره للنساء أن ينظرن إلى الرجال كما يكره
للرجال أن ينظروا إلى النساء
نصر بن طريف ضعيف
(1189) الجموح الأنصاري من بني سلمة قالا عمر بن شبة في كتاب مكة في
ذكر الأصنام التي كانت تعبد في الجاهلية ما نصه وكان لبني سلمة صنم يقال له مناف
فغدا عليه رجل منهم يقال له الجموح فربطه بكلب ثم طرحه في بئر وقال
الحمد لله الجليل ذي المنن * قبح بالفعل منافا ذا الدرن
أقسم لو كنت إلها لم تكن أنت * وكلب في وسط بئر في قرن
(1190) الجموح بن عثمان بن ثابت بن الجذع الغفاري
استدركه بن فتحون وروى عمر بن شبة من طريق عبد العزيز بن عمران حدثني
محمد بن إبراهيم بن جعفر مولى بني غفار عن الجموح قال كنا بمنازلنا في الجاهلية فإذا
صائح يصيح من الليل فذكر رجزا قال ثم دعا الليلة الثانية ثم الثالثة قال فلم نلبث أن
جاءنا ظهور النبي صلى الله عليه وسلم
(1191) جميع بن مسعود بن عمرو بن أصرم بن سالم بن عوف بن عمرو بن
عوف بن الخزرج الأنصاري
603

قال هشام بن الكلبي هو الذي تصدق بجميع جهازه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
(1192) جميل الغفاري أبو بصرة يأتي في المهملة
(1193) جميل بن أسيد الفهري يكنى أبا معمر ويلقب ذا القلبين سماه الفراء
في معاني القرآن
وقال الزبير بن بكار حدثنا عمر بن أبي بكر الموصلي عن زكريا بن عيسى عن بن
شهاب قال ذو القلبين من بني الحارث بن فهر وهو أبو معمر الذي أخبر قريشا بإسلام
عمر
وقال مقاتل في تفسيره في قوله تعالى ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
نزلت في أبي معمر الفهري وكذا قال إسماعيل بن أبي زياد الشامي نزلت
في أبي معمر الفهري وكان من أذكى العرب وأحفظهم
وقال أبو زكريا الفراء في معاني القرآن نزلت في أبي معمر جميل بن أسيد كان
أهل مكة يقولون لأبي معمر قلبان وعقلان في صدره من قوة حفظه
وذكره الواحدي في الأسباب أيضا
وأما بن دريد فقال اسمه عبد الله بن وهب وقيل إن ذا القلبين هو جميل بن معمر
الآتي قاله السهيلي والمشهور أنه غيره والله أعلم
(1194) جميل بن ردام العذري روى بن منده من طريق عتيق بن يعقوب عن
عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن عمرو بن حزم
عن أبيه قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميل بن ردام العذري هذا ما أعطى محمد رسول
الله جميل بن ردام العذري الرمد لا يحاقه فيه أحد وكتب علي بن أبي طالب
(1195) جميل بن عامر بن حذيم الجمحي أخو سعيد وهو جد نافع بن عمر بن
604

عبد الله بن جميل بن عامر الجمحي المكي المحدث المشهور قال أبو عمر لا أعلم له
رواية
(1196) جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي
قال أبو العباس المبرد في الكامل له صحبة وكان خاصا بعمر بن الخطاب
ولا نسب بينه وبين جميل بن عبد الله بن معمر العذري الشاعر المشهور صاحب بثينة وهو
الذي أخبر قريشا بإسلام عمر كما في السيرة لابن إسحاق عن نافع عن بن عمر قال
لما أسلم أبي قال أي قريش أنقل للحديث فقيل له جميل بن معمر الجمحي فأخبره
بإسلامه واستكتمه فنادى بأعلى صوته إن عمر صبأ القصة
ثم أسلم جميل وشهد حنينا وقتل زهير بن الأبجر في قصة مشهورة ورثى أبو
خراش الهذلي زهيرا بأبيات مشهورة
قال المبرد في الكامل شهد جميل بن معمر الفتح فتح مكة وقتل فيها أخا لأبي
خراش الهذلي
وقال بن يونس شهد جميل بن معمر فتح مصر ومات في أيام عمر وحزن عليه
حزنا شديدا وأظنه لما مات قارب المائة فإنه شهد حرب الفجار وهو رجل وكان أبوه
من كبار الصحابة كما سيأتي
وقال الزبير جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف فسمعه يتغنى بالنصب
يقول
وكيف ثوائي بالمدينة بعدما قضى وطرا منها جميل بن معمر
فقال ما هذا يا أبا محمد قال إنا إذا خلونا قلنا ما يقول الناس
وذكر المبرد هذه القصة فجعل عمر هو الذي كان يتغنى والله أعلم
605

(1197) جميل النجراني استدركه بن فتحون وأخرج من طريق يعقوب بن
شبة بإسناده إلى جميل النجراني قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول قبل موته بعام
أني لأبرأ إلى كل ذي خلة من خلته الحديث وذكره بن الأثير مختصرا
الجيم بعدها النون
(1198) جناب بن حارثة بن صخر بن مالك بن عبد مناة العذري
ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين فقال أدرك حارثة الاسلام فلم يسلم
وأسلم ابنه جناب وهاجر إلى المدينة فجزع أبوه من ذلك جزعا شديدا فذكر له شعرا في
ذلك يقول فيه
إذا هتف الحمام على غصون جرت عبرات دمعي بانسكاب
يذكرني الحمام صفي عيشي جنابا من عذيري من جناب أردت ثواب ربك في فراقي وقربى كان أقرب للثواب
وهذه الأبيات تشبه أبيات أمية بن الأسكر في ابنه كلاب وفيها قد يشعر بأن حارثة
أسلم
(1199) جناب بن زيد الأنصاري يأتي في الحاء المهملة
1201 أ - جناب بن قيظي الأنصاري يأتي في الحاء المهملة أيضا
(1201) ب جناب الكناني والد حائط
روى بن منده من طريق عبد الله بن العلاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن
حائط روى بن منده من طريق عبد الله بن العلاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن
حائط جناب الكناني عن أبيه قال كنت بالفلاة إذ مر علينا جيش عرمرم فقيل هذا
رسول فذكر الحديث بطوله وإسناده ضعيف
(1201) جناب الكلبي ذكره أبو عمر فقال أسلم يوم الفتح وروى عن
606

النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول لرجل ربعة إن جبريل عن يميني وميكائيل والملائكة قد أظلت
عسكري فخذ في بعض هناتك فأطرق الرجل شيئا ثم طفق يقول فذكر الشعر
وقال والرجل حسان بن ثابت
قلت وهذا طرف من الحديث المذكور قبله فلعله اختلف في نسبه
(1202) جنادح بن ميمون قال بن منده عن بن يونس يعد في الصحابة وشهد
فتح مصر وقرأت بخط مغلطاي لم أر في تاريخ بن يونس
(1203) جنادة بن أبي أمية الأزدي روى أحمد والنسائي والبغوي من طريق
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن حذيفة البارقي عن جنادة عن أبي أمية الأزدي أنهم
دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية نفر هو ثامنهم فقرب إليهم طعاما يوم الجمعة
الحديث في النهي عن صيام يوم الجمعة
ومنهم من قال جنادة الأزدي ولم يقل بن أبي أمية
وروى أحمد أيضا من طريق يزيد عن أبي الخير أن جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجالا
607

من الصحابة قال بعضهم إن الهجرة قد انقطعت فاختلفوا في ذلك فانطلقت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد
وذكره بن يونس في تاريخ مصر وأنه شهد فتح مصر وروى عنه أهلها وليست
في الروايات الدالة على صحبته لغير أهل مصر عنه رواية نعم روى الطبراني بسند
ضعيف عن شهر بن حوشب عن أبي عبد الرحمن الصنعاني أن جنادة الأزدي أم قوما
الحديث وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أم قوما وهم له كارهون فإن صلاته لا
تجاوز ترقوته أورده الطبراني في ترجمة جنادة هذا
وهذان الخبران الأولان صحيحان دالان على صحة صحبته ولم يصح عندي اسم
أبيه
وأخرج بن السكن في ترجمة جنادة بن مالك الأزدي الحديث الذي تقدم أول ترجمة
جنادة بن أبي أمية وتبعه بن منده وأبو نعيم
والذي يظهر أنه وهم والله أعلم
وقد فرق بن سعد وأبو حاتم وابن عبد البر وغير واحد بين جنادة بن أبي أمية الأزدي
وبين جنادة بن مالك الأزدي وأنكر عبد الغني بن سرور المقدسي على أبي نعيم الجمع
بينهما وقد ذكرت سلفه في ذلك
ولهم جنادة بن أبي أمية آخر اسم أبيه كبير بموحدة وهو مخضرم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم
وأخرج له الشيخان وغيرهما من روايته عن عبادة بن الصامت وسكن الشام ومات بها سنة
سبع وستين وهو الذي قال فيه العجلي تابعي ثقة من كبار التابعين
وقال بن حبان في التابعين لا تصح له صحبة وذكره بن سعد ويعقوب بن
سفيان وابن جرير في كتاب التابعين وقال بن أبي حاتم عن أبيه جنادة الأزدي له صحبة
وروى الليث عن يزيد عن حذيفة الأزدي عنه
قلت وهو صاحب الترجمة ولم يذكر اسم أبيه
608

(1204) جنادة بن تميم المالكي الكناني ذكر سيف في الفتوح أن عمرو بن
العاصي أمره على إحدى المجنبتين في القتال يوم أجنادين سنة خمس عشرة وقد تقدم أنهم
كانوا لا يؤمرون أيام عمر الا الصحابة قاله بن فتحون في ذيله
(1205) جنادة بن جراد العيلاني الباهلي روى الدارقطني في المؤتلف وابن
السكن وابن شاهين من طريق زياد بن قريع أحد بني عيلان بن جأوة عن أبيه عن جنادة بن
جنادة بن جراد أحد بني عيلان بن جأوة بن معن قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابلي قد وسمتها
في أنفها فقال ما وجدت فيها عضوا تسمه الا في الوجه الحديث
قال بن السكن لا أعلم له رواية غيره وإسناده غير معروف
قلت العيلاني ضبطه الرشاطي بالمهملة وقال بن عيلان من باهلة وأغفل بن
ماكولا وابن نقطة هذه النسبة في مشتبه النسبة لكن بن ماكولا ذكر عيلان وغيلان وقال
الذي بالمعجمة كثير وأن الذي بالمهملة قيس عيلان وذكر الاختلاف في سبب إضافة قيس
لعيلان
(1206) جنادة بن زيد الحارثي روى بن السكن والباوردي من طريق
عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن سودة بنت المتلمس عن جدتها أم المتلمس بنت جنادة
بن زيد عن أبيها قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني وافد قومي من
بلحارث من البحرين فادع الله أن يعيننا على عدونا قال فدعا وكتب لنا كتابا إسناده
ضعيف ومجهول
(1207) جنادة بن سفيان الجمحي تقدم مع أخيه جابر بن سفيان قريبا
(1208) جنادة بن أبي نبقة عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف
ذكر أبو عمر أنه استشهد باليمامة هكذا قال أبو محمد بن حزم في جمهرة النسب إن
جنادة وأخاه الهذيم استشهدا باليمامة ولا عقب لهما
609

(1209) جنادة بن عوف بن أمية بن قلع بن عباد بن حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي
بن زيد بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة أبو ثمامة الكناني
ذكر بن إسحاق في أوائل السيرة أمر النسئ والنسأة إلى أن قال وقام الاسلام على
جنادة بن عوف ولم يذكر أنه أسلم
قال السهيلي وجدت له خبرا يدل على أنه أسلم فإنه حضر الحج في زمن عمر
فرأى الناس يزدحمون على الحجر الأسود فقال أيها الناس إني قد أجرته منكم فخفقه
عمر بالدرة وقال ويحك إن الله قد أبطل أمر الجاهلية
وحكى هشام بن الكلبي أنه نسأ أربعين سنة قال وكان أبعدهم ذكرا وأطولهم أمدا
وقال الزبير في كتاب النسب أول من نسأ بعد القلمس حذيفة بن عبد بن فقيم بن
عدي وهو القلمس بن عامر بن ثعلبة ثم بعده عباد بن حذيفة ثم قلع بن عباد ثم أمية
بن قلع ثم عوف بن أمية ثم جنادة فأدركه الاسلام يقال إنه نسأ أربعين سنة
وذكر أيضا عن أبي عبيدة أن الاسلام قام على أبي ثمامة جنادة بن عوف ثم نقل عن
محمد بن الحسن عن معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد أن أول من نسأ الحارث بن
ثعلبة بن مالك بن كنانة وآخر من نسأ أبو ثمامة واسمه أمية بن عوف بن جنادة بن عوف
بن عباد بن قلع بن فقيم بن عدي بن عامر بن الحارث بن ثعلبة كل هؤلاء إلى الحارث قد
نسأ
(1210) جنادة بن مالك الأزدي أبو عبد الله روى بن سعد وابن السكن
والطبراني من طريق الوليد بن القاسم عن مصعب بن عبد الله بن جنادة عن أبيه عن
جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهن أهل الاسلام استسقاء
بالكواكب وطعن في النسب والنياحة على الميت
ورواه البخاري في تاريخه وقال في إسناده نظر وقد قدمت ما وهم فيه بن منده
وغيره في ترجمة جنادة بن أبي أمية
(1211) جنادة غير منسوب روى بن منده بالاسناد المتقدم في ترجمة جميل بن
610

ردام بن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لجنادة هذا كتاب من محمد رسول الله
لجنادة وقومه ومن اتبعه بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ومن أطاع الله ورسوله فإن له ذمة الله
وذمة محمد
(1212) جنبذ بضم الجيم وسكون النون بعدها موحدة مضمومة ثم ذال
معجمة وقيل بنون ثم تحتانية ثم مهملة بصيغة التصغير بن سبع وقيل بن سباع أبو
جمعة يأتي في الكنى له حديث باسمه هذا في معجم الطبراني
(1213) جندب بن الأعجم الأسلمي ذكره الواقدي في المغازي في غزاة حنين
قال وعبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ووضع الرايات والألوية وكان في أسلم لواءان أحدهما
مع بريدة بن الحصيب والآخر مع جندب بن الأعجم
(1214) جندب بن الأدلع الهذلي قال بن إسحاق والواقدي قتله حراس بن أمية يوم
الفتح بذحل كان بينهما في الجاهلية فأمر النبي صلى الله عليه وسلم خزاعة أن يدوه
وحكى الطبري عن بن إسحاق القصة وسماه جنيدب مصغرا
(1215) جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري يأتي في الكنى
(1216) جندب بن الحارث بن وحشي بن مالك الجنبي والد أبي ظبيان حصين بن
جندب التابعي المشهور قيل له صحبة
ذكر المعافى بن زكريا في الجليس له من طريق سعد بن عامر عن قابوس بن أبي
ظبيان عن أبيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفحج ما بين فخذي الحسين
ويقبل زبيبته وهذا حديث غريب
وقد رواه الطبراني في الكبير من وجه آخر عن قابوس فقال عن أبيه عن بن عباس والله أعلم
وقد قيل الصحبة لجده فالضمير في قوله عن جده يعود على أبي ظبيان
وسيأتي في الحاء المهملة
(1217) جندب بن حيان أبو رمثة يأتي في الكنى سماه بن البرقي جندبا
611

(1218) جندب بن خالد بن سفيان يأتي في بن عبد الله
(1219) جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الأزدي الغامدي
ويقال جندب بن عبد الله بن زهير الغامدي
ذكر بن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن بن عباس قال كان جندب بن زهير
الغامدي إذا صلى أو صام أو تصدق فذكره ارتاح لذلك فنزلت * (فمن كان يرجو لقاء
ربه فليعمل عملا صالحا) * الآية
وله ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه منهم
جندب بن زهير ومخنف بن سليم وعبد الله بن سليم وجندب بن كعب وغيرهم
وروى علي بن سعد في الطاعة والمعصية من طريق مقاتل عن عكرمة عن بن
عباس قال قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير الغامدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
بأبي وأمي إني لأرجع من عندك فلم تقر عيني بمال ولا ولد حتى أرجع فأنظر إليك فإني
لي بك في غمار القيامة فذكر حديثا طويلا في أهوال يوم القيامة ومقاتل ضعيف
وروى بن سعد بسند له أنه كان مع علي يوم الجمل
وروى خليفة من طريق علي بن زيد عن الحسن أن جندب بن زهير كان مع علي
بصفين وكذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه
وقال أبو عبيد كان على الرجالة يومئذ وذكر بن دريد في أماليه بسنده إلى أبي
عبيدة عن يونس قال كان عبد الله بن الزبير اصطفنا يوم الجمل فخرج علينا صائح
كالمنتصح من أصحاب علي فقال يا معشر فتيان قريش أحذركم رجلين جندب بن
زهير الغامدي والأشتر فلا تقوموا لسيوفهما أما جندب فرجل ربعة يجر درعه حتى يعفي
أثره قال بن عبد البر ذكر الزبير أن جندب بن زهير هذا هو قاتل الساحر والصحيح أنه
غيره
واختلف في صحبة جندب بن زهير وتكلموا في حديثه من أجل السري بن
إسماعيل
قلت فرق الزبير عن عمه في كتاب الموفقيات بين جندب بن زهير وبين جندب
612

بن كعب قاتل الساحر بن كبشة كذا فرق بينهما بن الكلبي
(1220) جندب بن سفيان هو بن عبد الله يأتي
(1221) جندب بن ضمرة في جندع
(1222) جندب بن عبد الله الأرقم الأزدي الغامدي يقال له جندب الخير ذكره
بن الكلبي
وقال الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب قال تسمية الجنادب من الأزد جندب
بن عبد بن سفيان وجندب بن عبد الله بن جبير وجندب بن زهير وقيل مصعر وجندب
بن كعب قاتل الساحر وجندب بن عفيف
(1223) جندب بن عبد الله بن زهير تقدم في بن زهير
(1224) جندب بن عبد الله قاتل الساحر يأتي في بن كعب
(1225) جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي ثم العلقي أبو عبد الله وقد ينسب
إلى جده فيقال جندب بن سفيان
سكن الكوفة ثم البصرة قدمها مع مصعب بن الزبير وروى عنه أهل المصرين
613

قلت وقد روى عنه من أهل الشام شهر بن حوشب فقال حدثني جندب بن
سفيان قال بن السكن وأهل البصرة يقولون جندب بن عبد الله وأهل الكوفة يقولون
جندب بن سفيان غير شريك وحده ويقال له جندب الخير وأنكره بن الكلبي
وقال البغوي يقال له جندب الخير وجندب الفاروق وجندب بن أم جندب
وقال بن حبان هو جندب بن عبد الله بن سفيان ومن قال بن سفيان نسبه إلى
جده وقد قيل إنه جندب بن خالد بن سفيان والأول أصح
وحكى الطبراني نحو ذلك وفي الطبراني من طريق أبي عمران الجوني قال قال لي
جندب كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما جزورا
وفي صحيح مسلم من طريق صفوان بن محرز أن جندب بن عبد الله البجلي بعث إلى
عسعس بن سلامة زمن فتنة بن الزبير قال أجمع لي نفرا من إخوانك
وفي الطبراني من طريق الحسن قال جلست إلى جندب في إمارة المصعب يعني
بن الزبير
(1226) جندب بن عفيف الأزدي يأتي ذكره في جندب بن كعب
(1227) جندب بن عمار بن نعيم بن شهاب بن لام بن عمرو بن طريف الطائي ثم
اللامي نسبه بن الكلبي وقال كان شاعرا شهد القادسية وذكره المرزباني في معجم
الشعراء وقال إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم شهد القادسية وهو القائل
زعم العواذل أن ناقة جندب بلوى القرية عريت وأجمت
كذب العواذل لو رأين مناخها بالقادسية قلن لج وذلت
لو يضرب الطنبور تحت جرانها رجل أجش إذا ترنم حنت
(1228) جندب بن عمرو بن حممة الدوسي حليف بني أمية ذكره موسى بن
عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة فيمن قتل يوم أجنادين من الصحابة
قال بن منده لا يعرف له حديث
وروى الزبير بن بكار في كتاب النسب من طريق عبد العزيز بن عمران عن محرز
بن جعفر عن جده قال قدم جندب بن عمرو بن حممة الدوسي مهاجرا ثم مضى إلى
614

الشام وخلف ابنته أم أبان عند عمر وقال إن وجدت لها كفؤا فزوجها ولو بشراك نعله وإلا
فأمسكها حتى تلحقها بدار قومها فكانت عند عمر تدعوه أباها إلى أن زوجها من عثمان
فولدت له عمرو بن عثمان في عهد عمر
وسيأتي له ذكر في ترجمة الطفيل بن عمرو
قال بن الكلبي هو جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رافع بن ربيعة بن
ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غانم بن دهمان بن منهب بن دوس وكان أبوه من حكام العرب
قال بن دريد حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن الشرقي وعن مجالد
الشعبي قال كنا عند بن عباس وهو في ضفة زمزم يفتي الناس إذ قام إليه أعرابي فقال
أفتيتهم فأفتنا قال هات قال ما معنى قول الشاعر
لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا وما علم الانسان الا ليعلما
فقال له بن عباس ذاك عمرو بن حممة الدوسي قضى بين العرب ثلاثمائة سنة
فكبر فألزموه السابع أو التاسع من ولده فكان إذا غفل فرع له العصا فلما حضره الموت
اجتمع إليه قومه فأوصاهم بوصية حسنة فيها حكم
(1229) جندب بن كعب بن عبد الله بن جزء بن عامر بن مالك بن دهمان الأزدي
الغامدي أبو عبد الله وربما نسب إلى جده وهو جندب الخير وهو قاتل الساحر تقدم
في ترجمة جندب بن زهير
قال بن حبان جندب بن كعب الأزدي له صحبة وقال أبو حاتم جندب بن كعب
قاتل الساحر ويقال جندب بن زهير فجعلهما واحدا
وقال بن سعد عن هشام بن الكلبي حدثنا لوط بن يحيى قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى
أبي ظبيان الأزدي بن غامد يدعوه ويدعو قومه فأجاب في نفر من قومه منهم محنف وعبد
الله وزهير بنو سليم وعبد شمس بن عفيف بن زهير هؤلاء قدموا عليه بمكة وقدم عليه
بالمدينة جندب بن زهير وجندب بن كعب والحجر بن المرقع ثم قدم بعد مع الأربعين
الحكم بن مغفل
وروى البخاري في تاريخه من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان قال كان عند
615

الوليد رجل يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه فعجبنا فأعاد رأسه فجاء جندب الأزدي فقتله
ومن طريق عاصم عن أبي عثمان قال قتله جندب بن كعب
وروى البيهقي في الدلائل من طريق بن وهب عن بن لهيعة عن أبي الأسود
أن الوليد بن عقبة كان أميرا بالعراق وكان بين يديه ساحر يلعب فكان يضرب رأس الرجل
ثم يصيح به فيقوم خارجا فيرتد فيه رأسه فقال الناس سبحان الله يحيي الموتى ورآه
رجل صالح من المهاجرين فنظر إليه فلما كان من الغد اشتمل على سيفه فذهب يلعب
لعبه ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه وقال إن كان صادقا فليحي نفسه فأمر به
الوليد فسجن وكان صاحب السجن يسمى دينارا وكان صالحا فأعجبه نحو الرجل فقال
له انطلق لا يسألني الله عنك أبدا
وسيأتي في ترجمة زيد بن صوحان له طريق أخرى من حديث بريدة
وقال بن الكلبي اسم الساحر المذكور بستاني
وفي الاستيعاب أبو بستان وقال صاعد اللغوي في الفصوص اسمه بطرونا
وروى بن السكن من طريق يحيى بن كثير صاحب البصري حدثني أبي حدثنا
الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فجعل
يقول جندب وما جندب حتى أصبح فقال أصحابه لأبي بكر لقد لقظ بكلمتين ما
ندري ما هما فسأله فقال يضرب ضربة فيكون أمة وحده قال فلما ولي عثمان ولي
الوليد بن عقبة الكوفة فأجلس رجلا يسحر يريهم أنه يحيي ويميت فذكر قصة جندب
في قتله وأن أمره رفع إلى عثمان فقال له أشهرت سيفا في الاسلام لولا ما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك لضربتك بأجود سيف بالمدينة وأمر به إلى جبل الدخان
وفي الاستيعاب من وجه آخر أن بن أخي جندب ضرب السجان وأخرج عمه من
السجن وقال في ذلك
أفي مضرب السحار يسجن جندب ويقتل أصحاب النبي الأوائل
وروى الترمذي من طريق الحسن عن جندب بن كعب قال حد الساحر ضربه
بالسيف ورجح أنه موقوف أخرج الطبراني حديث حد الساحر في ترجمة جندب بن عبد
616

الله البجلي والصواب أنه غيره وقد رواه بن قانع والحسن بن سفيان من وجهين عن الحسن
عن جندب الخير أنه جاء إلى ساحر فضربه بالسيف حتى مات وقال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول فذكره
(1230) جندب بن مكيث بفتح أوله وآخره مثلثة بن عمرو بن جراد بن يربوع
بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان الجهني أخو رافع بن مكيث
قال بن سعد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة جهينة وروى البغوي من طريق بن
إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله عن جندب بن مكيث قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم غالبا الليثي في سرية وكنت فيهم فذكر القصة مطولة
وقال العسكري هو جندب بن عبد الله بن مكيث نسب إلى جده
وفرق غيره بينهما فجعل الثاني بن أخ للأول ورجحه بن الأثير لكن وقع في
بعض طرقه في الحديث الذي ذكره بن إسحاق عند الطبراني عن جندب بن عبد الله الجهني
(1231) جندب بن ناجية يأتي في ناجية بن جندب
(1232) جندب بن النعمان الأزدي أبو عزيز قال بن عساكر في تاريخه قرأت
في كتاب أبي الحسن الرازي حدثني أبو نصر ظفر بن محمد بن ظفر بن
عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزدي سمعت أبي يذكر عن أبيه ظفر عن أبيه عمر عن أبيه
حفص عن أبيه عمر عن أبيه سعيد بن أبي عزيز قال قدم أبو عزيز جندب بن النعمان
الأزدي على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه وجعله عريف قومه ثم هاجر إلى
الشام في خلافة عمر وسكن دمشق وداره تعرف بدار النخلة ودفن فيها هو وابنه سعيد
وابنه عمر بن سعيد ثم تحول حفص بن عمر بن سعيد إلى زملكا فسكنها
إسناده غريب لا أعرف لرجاله ذكرا الا في هذا الخبر
617

وقد ذكره أبو عمر في الكنى مختصرا لكن قال أبو عزيز بن جندب قال وقيل أنه
جندب
(1233) جندب غير منسوب روى بقي بن مخلد في مسنده من رواية قيس بن
الربيع أخبرني زهير بن أبي ثابت عن بن جندب عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم أستر عورتي وأمن روعتي واقض ديني
وأخرجه بن منده من وجه آخر عن قيس
(1234) جندرة بن خيشنة أبو قرصافة الكناني يأتي في الكنى
(1235) جندع بن ضمرة بن أبي العاص الجندعي الضمري أو الليثي
قال بن إسحاق في السيرة عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن رجال من قومه قالوا
لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فكان جندع بن ضمرة بن أبي العاص رجلا مسلما
فاستبطأ فذكر الحديث في قوله لبنيه أخرجوني من مكة فخرج مهاجرا فمات في
الطريق فأنزل الله فيه * (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) *
الآية
هذا هو المشهور عن بن إسحاق
ورواه حماد بن سلمة عن بن إسحاق فقال جندب بن ضمرة وبذلك جزم
الواقدي
وروى بن منده من طريق جابر بن عبد الله عن سفيان بن عيينة عن بن طاوس عن
أبيه عن بن عباس قال كان رجل من بني ليث اسمه جندب بن ضمرة فذكره
618

وروى أبو يعلى وابن أبي حاتم من طريق أشعث عن عكرمة عن بن عباس قال
خرج ضمرة بن جندب
وروى بن منده من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس فقال
ضمرة أو بن ضمرة
وروى بن أبي حاتم من هذا الوجه فقال ضمرة ولم يشك
وروى الفاكهي من طريق بن جريج قال جندب بن ضمرة قال وقال مولى بن
عباس ضمرة
ومن طريق بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال فقال رجل من بني بكر
فذكره
وقال بن عيينة بلغنا أنه ضمرة بن جندب وقال سعيد بن جبير ضمرة بن العيص
وقيل عنه أبو ضمرة بن العيص والله أعلم
وروى البلاذري والسراج من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير قال كان رجل من
خزاعة يقال له ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة بن زنباع
وروى بن أبي حاتم من طريق سالم الأفطس عن سعيد بن جبير خرج أبو ضمرة
بن العيص
وروى عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره من طريق عطاء والضحاك عن بن
عباس خرج ضمضم بن عمرو
وقال غيره ضمرة بن عمرو وذكره بن عبد البر من طريق أشعث المقدم ذكرها
فقال ضمرة بن جندب وقيل بن حبيب وقيل بن أنس
وذكر الواقدي من طريق عطاء الخراساني عن بن عباس قال قال حبيب بن
ضمرة
(1236) جندع الأنصاري الأوسي روى حماد بن سلمة عن ثابت عن بن لعبد
الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن جندع الأنصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
أخرجه أبو نعيم وقال بن عبد البر روى عنه حارثة بن نوفل كذا قال
619

وأغرب بن الجوزي فترجم له في مقدمة الموضوعات جندع بن ضمرة وكأنه تبع بن
منده في ذلك فإنه خلطه بالذي قبله وهو غلط فإن الذي قبله مات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما تقدم ولم يعش حتى يروي وله ذكر في جدجد
(1237) جندل يأتي حديثه في صخر
(1238) جندل ويقال جندلة بن نضلة بن عمرو بن بهدلة حديثه في إعلام النبوة
حديث حسن كذا قال أبو عمر مختصرا
وأخرجه أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله كنت شاعرا راجزا وكان لي صاحب من الجن فأتاني فدهمني وقال
هب فقد لاح سراج الدين بصادق مهذب أمين
فارحل على ناجية أمون تمشي على الصحصح والحزون
فانتبهت مذعورا فقلت ماذا قال وساطح الأرض وفارض الفرض لقد بعث
محمد في الطول والعرض نشأ في الحرمات العظام وهاجر إلى طيبة الأمينة قال
فسرت فإذا أنا بهاتف يقول
يا أيها الراكب المزجى مطيته نحو الرسول لقد وفقت للرشد
فإذا هو صاحبي الجني فذكر القصة إلى أن قال فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام
فأسلم
(1239) جنيد بن سبع أبو جمعة في الكنى وفي اسمه واسم أبيه اختلاف
(1240) جنيد بن سميع المزني ذكره العقيلي في الصحابة كذا في التجريد وأنا
أخشى أن يكون الذي قبله تصحف اسم أبيه
(1241) جنيد بن عبد الرحمن بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن
كلاب العامري الرؤاسي
620

ذكر هشام بن الكلبي أنه وفد هو وأخوه حميد وعمرو بن مالك استدركه بن الأثير
(1242) جنيد بن عوف بن عبد شمس بن عمرو بن عابس بن ظرب بن الحارث
بن فهر القرشي الفهري جد الحارث بن العباس بن عبد المطلب لامه واسمها فاطمة بنت
جنيد ذكرها الزبير ولابنته صحبة ولم يذكروهما
(1243) جنيدب خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر الغفاري وقع ذلك في كتاب
الأدب من سنن بن ماجة
(1244) جنيدب بن الأدلع تقدم في جندب بن الأدلع
(1245) جهبش بكسر الموحدة يأتي في جهيش بصيغة التصغير
(1246) جهبل بن سيف من بني الجلاح ذكره بن شاهين
عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله وقال هو الذي ذهب بنعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى حضرموت وله
يقول امرؤ القيس بن عابس
شمت النعايا يوم أعلن جهبل * بنعي أحمد النبي المهتدي
قال وجهبل وأهل بيته من كلب يسكنون حضرموت
(1247) جهجاه بن سعيد وقيل بن قيس وقيل بن مسعود الغفاري شهد بيعة
الرضوان بالحديبية
وروى الشيخان من حديث جابر كنا في غزاة بني المصطلق فكسع رجل من
المهاجرين رجلا من الأنصار الحديث في نزول قوله تعالى * (ليخرجن الأعز منها
الأذل) * فذكر بن عبد البر أن المهاجري هو جهجاه وأن الأنصاري هو
سنان
621

وذكر الواقدي أنه شهد غزوة المريسيع فتنازع هو وسنان بن وبرة حتى تداعيا بالقبائل
وكان جهجاه أجيرا لعمر بن الخطاب فذكر القصة
وقد تقدم له ذكر في ترجمة جعال
وروى بن أبي شيبة من طريق عبيد الأغر عن عطاء بن يسار عن جهجاه الغفاري
أنه قدم في نفر من قومه يريدون الاسلام فحضروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فلما أن سلم
قال ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه فذكر الحديث في شربه قبل أن يسلم حلاب سبع
شياه فلما أسلم لم يستتم حلب شاة
الحديث غريب تفرد به موسى بن عبيدة عن عبيد وقد أشار إليه الترمذي في الترجمة
وعاش جهجاه إلى خلافة عثمان فروى الباوردي من طريق الوليد بن مسلم عن مالك
وغيره عن نافع عن بن عمر قال قدم جهجاه الغفاري إلى عثمان وهو على المنبر فأخذ
عصاه فكسرها فما حال على جهجاه الحول حي أرسل الله في يده الاكلة فمات منها
ورواه بن السكن من طريق سليمان بن بلال وعبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن
عمر عن نافع عن بن عمر مثله
ورواه من طريق فليح بن سليمان عن عمته وأبيها وعمها أنهما حضرا عثمان قال
فقام إليه جهجاه بن سعيد الغفاري حتى أخذ القضيب من يده فوضعها على ركبته فكسرها
فصاح به الناس ونزل عثمان فدخل داره ورمى الله الغفاري في ركبته فلم يحل عليه الحول
حتى مات
ورويناه في المحامليات من طريق حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن
يسار أن جهجاه الغفاري نحو الأول
وقال بن السكن مات بعد عثمان بأقل من سنة
(1248) جهر أبو عبد الله غير منسوب روى الطبراني وابن قانع عن شيخ
واحد من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن الزهري عن عبد الله بن جهر عن
622

أبيه جهر قال قرأت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا جهر أسمع ربك ولا تسمعني
أخرجه الطبراني في حرف الجيم فقال عن عبد الله بن جهر وأخرجه بن قانع في حرف
الحاء فقال عن عبد الله بن حجر وأخرجه أبو أحمد العسكري من طريق عن الوقاصي
فقال عن عبد الله بن جابر فهذه ثلاثة أقوال أرجحها الأول
وقرأت بخط بن عبد البر في حاشية كتاب بن السكن وممن لم يذكره بن السكن
جهر حدثنا فساق بسنده من وجه آخر إلى عثمان بن عبد الرحمن المخزومي وهو
الوقاصي المذكور مثله قال لم يرو جهر غير هذا الحديث
قلت والوقاصي ضعيف وقد خالفه النعمان بن راشد فرواه عن الزهري فقال
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة وهو يصلي يجهر
بقراءته بالنهار فقال يا عبد الله أسمع الله ولا تسمعنا
أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والحاكم أبو أحمد في الكنى وسمعناه بعلو في
الرابع من حديث أبي جعفر بن البختري من هذا الوجه
(1249) جهم بن قثم العبدي له ذكر في ترجمة مطر بن هلال العنزي من حديث
الزارع أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جهم بن قثم
وذكر أبو عمر الكندي أن النبي صلى الله عليه وسلم وهب أخت مارية لجهم العبدي فولدت له
زكريا بن الجهم
قال بن زولاق المشهور أنه وهبها لحسان
قلت وما ذكره أبو عمر الكندي أخذه من المغازي لابن إسحاق فإنه قال فيها حدثني
الزهري عن عبد الرحمن بن عبد القاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى
المقوقس فذكر القصة وفيها فأهدى إليه جاريتان إحداهما أم إبراهيم وأما الأخرى
فوهبها لجهم بن قثم العبدي فهي أم زكريا بن جهم الذي كان خليفة عمرو بن العاص
وروى البيهقي في الدلائل من طريق أبي بشر الدولابي ثم من رواية عبد الرحمن
بن زيد بن أسلم عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن جده
قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس فذكر القصة وفيها وأهدى ثلاث جوار لكن
623

قال في الحديث وهب إحداهن لأبي جهم بن حذيفة
(1250) جهم بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن
قصي العبدري أبو حزيمة ويقال له جهيم بالتصغير أخو جهيم بن الصلت لامه
ذكره بن إسحاق في مهاجرة الحبشة وروى بن منده بسند ضعيف إلى أبي هند
الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا وفيه شهد عباس بن عبد المطلب وجهم بن قيس
وشرحبيل بن حسنة ويحتمل أن يكون هذا الشاهد غير صاحب الترجمة إن ثبت الخبر
بذلك
(1251) جهم الأصم العامري تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي
(1252) جهم البلوي روى البغوي من طريق عبد العزيز بن عمران عن جهم بن
مطيع عن علي بن جهم البلوي عن أبيه قال وافينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا من نحن
فقلنا نحن بنو عبد مناف فقال أنتم بنو عبد الله
إسناده ضعيف قال أبو حاتم عبد العزيز بن عمران ضعيف لا يعتمد على روايته
وقال بن منده ذكرته فيمن اسمه الزبرقان وله فضيلة كذا قال ولم أره في كتابه
فيمن اسمه الزبرقان
(1253) جهم غير منسوب روى بن أبي غرزة في مسنده من طريق ليث عن
مجاهد عن أبي وائل أن ذا الكلاع زعم أنه سمع جهما
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة
إسناده ضعيف أخرجه بن منده من هذا الوجه
وجوز أبو نعيم أن يكون هو البلوي وفرق بينهما بن قانع وأخرجه من طريق ليث
الا أنه قال عن أبي وائل عن الزبرقان بن الحكم أن ذا الكلاع حدثه فذكر مثله ولم
يذكر مجاهدا وزاد الحكم
624

(1254) جهم الأسلمي يأتي في جهيم
(1255) جهم بن سعد ذكره القضاعي في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه هو والزبير كانا
يكتبان أموال الصدقة وكذا ذكره القرطبي المفسر في المولد النبوي من تأليفه
(1256) جهيش آخره معجمة مصغرا وقيل بفتح أوله وكسر الهاء وسكون
التحتانية وقيل بفتح أوله وسكون الهاء بعدها موحدة وبه جزم بن الأمين بن أويس
النخعي
وروى بن منده من طريق عمار بن عبد الجبار عن بن المبارك عن الأوزاعي عن
يحيى بن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قدم جهيش بن أويس النخعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في نفر من أصحابه من مذحج فقالوا يا رسول الله إنا حي من مذحج فذكر حديثا
طويلا فيه شعر ومنه
ألا يا رسول الله أنت مصدق فبوركت مهديا وبوركت هاديا
شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما عبدنا كأمثال الحمير طواغيا
وذكره الخطابي في غريب الحديث بطوله وفسر ما فيه
وقال بن سعد في الطبقات في وفد النخع حدثنا هشام بن محمد بن السائب
الكلبي عن أبيه عن أشياخ النخع قالوا بعث النخع رجلين منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وافدين
بإسلامهم أرطاة بن شرحبيل بن كعب والجهيش واسمه الأرقم من بني بكر بن عمرو بن
عوف بن النخع فخرجا حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الاسلام فقبلاه
فبايعاه على قومهما وأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنهما وحسن هيئتهما فقال هل خلفتما
وراءكما من قومكما مثلكما قالا يا رسول الله قد خلفنا وراءنا من قومنا سبعين رجلا
كلهم أفضل منا وكلهم يقطع الامر وينفذ الأشياء ما يشاركوننا في الامر إذا كان فدعا
لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقومهما بخير وقال اللهم بارك في النخع وعقد لأرطاة لواء
فذكر قصته
625

وقال الذهبي في التجريد يقال له الخزاعي ذكر في حديث كأنه موضوع
(1257) جهيش بن يزيد بن مالك بن عبد الله بن الحارث بن بشير بن ياسر النخعي
قال هشام بن الكلبي وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم استدركه بن فتحون وفرق بينه وبين الذي قبله
(1258) جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبي
قال بن سعد أسلم بعد الفتح ولا أعلم له رواية وكذا قال البلاذري وزاد أنه
تعلم الخط في الجاهلية فجاء الاسلام وهو يكتب وقد كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال أبو عمر أسلم عام خيبر وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا
قال بن إسحاق في المغازي ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه بحنه بن
رؤبة فصالحه وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فهو عندهم وفي آخره وكتب جهيم بن
الصلت وهو الذي رأى أيام بدر رجلا على فرس يقول قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة فذكر
القصة وفي آخرها فقال أبو جهل وهذا نبي من بني عبد المطلب
وقال صاحب التاريخ الصماد حي كان الزبير وجهيم بن الصلت يكتبان أموال الصدقات
(1259) جهيم بن قيس هو جهم
(1260) جهيم بن أبي جهيمة الأسلمي كان على ساقة غنائم حنين كما سيأتي
ذكره في ترجمة عثمان بن أبي جهيمة
الجيم بعدها واو
(1261) جودان العبدي غير منسوب روى بن شاهين من طريق شعيب بن
صفوان عن عطاء بن السائب عن الأشعث بن عمير عن جودان قال أتى وفد
عبد القيس رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الأشربة الحديث
قال بن منده رواه عطاء بن السائب عن أبيه عن جودان
626

وروى بن حبان في روضة العقلاء من طريق وكيع عن سفيان عن بن جريج عن
العباس بن عبد الرحمن بن مينا عن جودان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اعتذر إلى أخيه فلم
يقبل منه كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس
قال بن حبان إن كان بن جريج سمعه فهو حسن غريب
وأخرجه بن ماجة والطبراني من هذا الوجه وأخرجه أبو داود في المراسيل عن
سهل بن صالح عن وكيع فقال عن بن جودان عن أبيه
وقال بن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال جودان مجهول وليست له صحبة
انتهى
ويحتمل أن يكون جودان العبدي غير هذا الراوي الذي اتفق أبو داود وأبو حاتم على
أن حديثه مرسل والله أعلم
(1262) الجون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب التميمي مختلف
في صحبته وسأذكره في القسم الرابع إن شاء الله تعالى
(1263) الجون بن مجاسر بن الضبين بن مالك بن مرة بن عامر بن الحارث بن
أنمار العبدي بن خال الأشج العصري
قال الآمدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن شئ من أمر قومه يثلبهم فأجابه بكلام
فيه تورية ظاهره كذب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لولا سخاء فيك ومقك الله عليه لغربت بك
أف لك من وافد قوم ذكره الرشاطي
(1264) جويرية العصري قال محمد بن محمد بن مرزوق حدثتنا سهلة بنت
سهيل سمعت جدتي حمادة بنت عبد الله عن جويرية العصري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في
وفد عبد القيس ومعنا المنذر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فيك خلتان يحبهما الله الحلم والأناة
627

ذكره بن منده تعليقا وأبو نعيم موصولا وهاتان المرأتان لا تعرفان
(1265) جوين بن النابغة بن لأي بن مطيع بن كعب بن ثعلبة الغنوي ذكره أبو عمرو
الشيباني في أنساب بني غنى وقال له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم كان مهاجره إلى الشام
فكان مع الامراء ثم رجع من الشام فأتى مياه قومه زمن معاوية
القسم الثاني
فيمن له رؤية
بعدها الباء
(1266) جبير بن الحويرث بن نقيد بن عبد الدار بن قصي بن كلاب
له رؤية ورواية عن أبي بكر الصديق روى عنه عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ذكره
بن شاهين في الصحابة وقال أبو عمر درك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه شيئا وقتل أبوه
يوم الفتح كافرا قتله علي بن أبي طالب وقال أبو عمر في صحبته نظر
قلت وروى بعضهم هذا الحديث فسماه جبلة وهو تغيير والصواب جبير
الجيم بعدها العين
(1267) جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن
مخزوم القرشي المخزومي أمه أم هانئ بنت أبي طالب
ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه وولى خراسان لعلي
قال بن منده مختلف في صحبته وقال البخاري له صحبة وذكره الأزدي وغيره
فيمن لم يرو عنه غير واحد من الصحابة وقال الحاكم في تاريخه يقال إن له رؤية وقال
بن حبان لا أعلم لصحبته شيئا صحيحا أعتمد عليه وقال البغوي ولد على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة وقال بن السكن نحوه وقال الآجري قلت لأبي داود وجعدة
بن هبيرة له رؤية قال لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
قلت أما كونه له رؤية فحق لأنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن بنت عمه
وخصوصية أم هانئ بالنبي صلى الله عليه وسلم شهيرة
وروى الطبراني من طريق بن جريج عن أبي الزبير أنه حدثه عن مجاهد أنه حدثه عن
628

جعدة بن هبيرة قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتختم بالذهب الحديث
أخرجه الحافظ الضياء في المختارة من طريق الطبراني لان الباوردي قد رواه عن
شيخ الطبراني بإسناده عن جعدة فقال نهاني خالي على فذكره
والحديث معروف برواية علي في الصحيح من وجه آخر
وأورد الطبراني في ترجمة جعدة بن هبيرة غير منسوب حديثا آخر قال فيه ذكر عند
النبي صلى الله عليه وسلم عبد لبني عبد المطلب يصلي ولا ينام الحديث وهو مرسل
قال البخاري وغيره مات جعدة في خلافة معاوية
قلت وسيأتي في ترجمة أم هانئ أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فلو ثبت لبطل قول من أنكر
صحبته وقد أشرت إليه في القسم الأول
الجيم بعدها النون
(1268) جنيدب بالتصغير بن جندب بن عمرو بن حممة الدوسي تقدم ذكر
والده قريبا في الأول
وقتل جنيدب هذا بصفين مع معاوية ذكره بن الكلبي وكانت له أخت أصغر منه
أوصى بها أبوها عمر فزوجها عمر من عثمان ومقتضى ذلك أن يكون جنيد من أهل
هذا القسم
القسم الثالث
فيمن أدرك الجاهلية والاسلام ولم يرد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم
حرف الجيم بعدها الألف
(1269) جابر بن عمر المزني استدركه بن فتحون وقال ولاه عمر ما سقت
دجلة والفرات فاستعفي قاله الطبري
629

(1270) جابر بن كعب بن كرمان بن طرفة بن وهب بن مازن بن تيم بن أسد بن
الحارث بن العتيك الأزدي جد ثابت بن قطبة بن كعب بن جابر الشاعر المشهور وله
إدراك
ذكره بن الكلبي ومن ولده عبد الأعز الشاعر بن جابر له ذكر في دولة بني أمية
(1271) جابر بن ياسر بن عويص بفتح المهملة وآخره مهملة بن فدك الرعيني
القتباني له إدراك
قال بن يونس شهد فتح مصر وهو جد عياش وجابر ابني عباس بن جابر
(1272) جابر أو جويبر العبدي كان في عهد عمر بن الخطاب رجلا فعلى هذا
له إدراك
روى البخاري في الأدب المفرد من طريق أبي نضرة قال قال رجل منا يقال له
جابر أو جويبر طلبت حاجة إلى عمر في خلافته قال فانتهيت إلى المدينة ليلا فغدوت
عليه وقد أعطيت فطنة ولسانا فأخذت في الدنيا فصغرتها فذكر القصة
(1273) جابر الرعيني والد سعيد بن جابر ذكره بن عساكر في تاريخه وقال
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح دمشق
قلت ويحتمل أن يكون الذي قبله
الجيم بعدها الباء
(1274) الجبان غير منسوب كان يلقب بذلك لشجاعته ولا أعرف اسمه شهد
فتح تستر مع أبي موسى وله إدراك
قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا فزاد أبو نوح حدثنا عثمان بن معاوية القرشي عن
أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال لما نزل أبو موسى على الهرمزان بالناس بتستر
فذكر القصة وفيها فدخل مجزأة بن ثور ومعه ثلاثمائة رجل من القناة إلى المدينة
فخلص منه ستة وثمانون رجلا فقال لهم لا أعود حتى أدخل من بقي منكم فقال له
630

رجل من أهل الكوفة يقال له الجبان لشجاعته غيرك يفعل هذا يا مجزأة إنما عليك
نفسك فامض لما أمرت به فقال له أصبت
فمضى بهم إلى الباب فوضعهم عليه ومضى بطائفة إلى السور فانحدر عليه علج من الأساورة فطعن
مجزأة فأثبته فقال لهم مجزأة امضوا لأميركم لا يشغلكم شئ فألقوا عليه برذعة ليعرفوا مكانه
ومضوا وكثر المسلمون على السور وفتحوا الباب فأقبل أبو موسى فذكر بقية
الحديث
(1275) جبير بن القشعم بن يزيد بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن
ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي
له إدراك وشهد فتوح العراق وتولى القضاء بالقادسية في خلافة عمر
ذكره بن الكلبي وذكر أن جماعة من بني الأرقم بن النعمان المذكور في نسب هذا
كانوا بالكوفة في زمن علي فكان بعض أهل الكوفة يتناول عثمان فقال بنو الأرقم لا نقيم
ببلد يشتم فيها عثمان فتحولوا إلى معاوية فأنزلهم الرها من أرض الجزيرة
(1276) جبير بن نفير بالنون والفاء مصغرا بن مالك بن عامر الحضرمي أبو
عبد الرحمن مشهور من كبار التابعين ولأبيه صحبة
قال بن حبان في ثقات التابعين أدرك الجاهلية وروى الباوردي وابن السكن من
631

طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال أدركت الجاهلية وأتانا رسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم باليمن فأسلمنا
وساقه بن شاهين مطولا وزعم أبو أحمد العسكري أن جبير بن نفير اثنان أحدهما
كندي وهو الذي وفد والآخر حضرمي وليست له صحبة ولا وفادة
قلت وقد غلط في ذلك وسببه أنه وقع له الحديث من رواية جبير بن نفير أنه وفد
على النبي صلى الله عليه وسلم والصواب عن جبير بن نفير عن أبيه كما سيأتي
الجيم بعدها الدال والراء
(1277) جد جميرة بجيمين ويقال خرخسرة بمعجمتين وسين مهملة الفارسي
رسول باذان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمر كسرى ثم أسلم بعد
روى أبو سعيد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى من طريق بن إسحاق عن
الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال لما قدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى
وقرأه ومزقه كتب إلى باذان وهو عامله باليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين
جلدين من عندك فليأتياني به فبعث باذان قهرمانه وهو أبا نوه وكان كاتبا حاسبا بكتاب
فارس وبعث معه رجلا من الفرس يقال له جد جميرة وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمره أن يتوجه معهما إلى كسرى وقال لقهرمانه انظر إلى الرجل وما هو وكلمه وائتني
بخبره
فخرجا حتى قدما الطائف فوجدا رجالا من قريش تجارا فسألوهم عنه فقالوا هو
بيثرب واستبشروا فقالوا قد نصب له كسرى كفيتم الرجل
فخرجا حتى قدما المدينة فكلمه أبا نوه فقال أن كسرى كتب إلى باذان أن يبعث
إليك من يأتيه بك وقد بعثني لتنطلق معي فقال ارجعا حتى تأتياني غدا
فلما غدوا عليه أخبرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله قتل كسرى وسلط عليه ابنه شيرويه في
ليلة كذا من شهر كذا فقالا أتدري ما تقول أنكتب بهذا إلى باذان قال نعم وقولا له
إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك ثم أعطى جد جميرة منطقة كانت أهديت له فيها ذهب
وفضة فقدما على باذان فأخبراه فقال والله ما هذا بكلام ملك ولننظرن ما قال فلم
يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه
أما بعد فإني قتلت كسري غضبا لفارس لما كان يستحل من قتل أشرافها فخذ لي
الطاعة ممن قبلك ولا تهجن الرجل الذي كتب لك كسرى بسببه بشئ
632

فلما قرأه قال إن هذا الرجل لنبي مرسل فأسلم وأسلمت الأبناء من آل فارس من
كان منهم باليمن جميعا
وهكذا حكاه أبو نعيم الأصبهاني في الدلائل عن بن إسحاق بلا إسناد لكن
سماه خرخسرة ووافق على تسمية رفيقه أبا نوه
(1278) جراد بن طهية بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب الكلابي
الوحيدي
مخضرم أدرك الجاهلية والاسلام وكان ابنه شبيب مع الحسين بن علي لما قتل ذكره
المرزباني
(1279) جراد بن مالك بن نويرة التميمي
ذكر سيف في الفتوح أنه قتل مع والده ورثاه عمه متمم وسيأتي خبر مقتل مالك
في حرف الميم إن شاء الله تعالى
(1280) جراد البجلي أدرك الجاهلية وشهد فتح القادسية مع جرير قال الخلال
أخبرني جعفر بن أحمد بن بسر حدثنا أبي حدثنا أبي بسر بن مجالد بن جراد وجراد
ممن وافى في القادسية مع جرير فذكر قصته
(1281) جرجة ويقال جرجير الرومي ذكره بن يونس الأزدي في فتوح الشام
ومن طريق أبي نعيم في الدلائل وقال جرجير وقال سيف بن عمر في الفتوح جرجة
وذكر أنه أسلم على يدي خالد بن الوليد واستشهد باليرموك وذكر قصته أبو حذيفة
إسحاق بن بشر في الفتوح أيضا لكن لم يسمه
(1282) جرول بن أوس هو الحطيئة الشاعر العبسي يأتي في الحاء المهملة
(1283) جرول العبسي آخر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في عهد عمر
روى يعقوب بن شيبة في مسنده عن سريج بن النعمان عن الهيثم بن عمران بن
عبد الله حدثني جدي عبد الله عن أبيه أبي عبد الله جرول قال شهدت مع عتبة بن
غزوان فتح إصطخر فكتب إلى عمر فكتب إلى صاحب الشام أن عد أبا عبد الله في
633

سبعين دينارا من العطاء وعد عياله في عشرة عشرة
(1284) جروة بن يزيد الطائي ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وقال عاش
نحوا من مائة سنة ثم أدرك الاسلام وغزا الترك مع الأحنف بن قيس في زمن عثمان
فأصابته ضربة فشلت يده فأعطاه الأحنف ديتها ثم نزل بلخ وكان يكثر الغزو في
الترك وهو شيخ كبير إلى أن قتل مع سعيد بن أبجر وله في ذلك أشعار كثيرة
(1285) جريبة بالجيم والموحدة مصغرا بن الأشيم بن عمرو بن وهب بن
دثار بن فقعس الأسدي ثم الفقعسي قال الآمدي كان أحد شياطين بني أسد وشعرائها في
الجاهلية ثم أسلم فقال
بدلت دينا بعد دين قد قدم كنت من الذنب كأني في ظلم
يا قيم الدين أقمنا نستقم فإن أصادف مأثما فلم أثم
وقال المرزباني جاهلي يقول
فدا الفوارس المعلمين تحت العجاجة خالي وعم
عرضنا نزال فلم ينزلوا وكانت نزال عليهم أطم
وذكره بن الكلبي فلم يزد على وصفه بالشاعر وسيأتي نسبه إلى فقعس من طريق
كما هنا
(0) الجيم بعدها الزاي والشين
(1286) جزء بن الحارث بن جذيمة العبسي ذكره بن الكلبي مات أبوه في
الجاهلية وعمه قيس بن زهير رئيس بني عبس في زمانه مات في الجاهلية أيضا وأما جزء
هذا فلم أر من ذكره في الصحابة وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فإن ولده العباس هو والد أم الوليد بن
عبد الملك وأبوها العباس من التابعين له أخبار مع بني أمية
634

(1287) جزء بن ضرار الغطفاني ذكره المرزباني في معجمه وقال شاعر مخضرم
وهو القائل يرثي عمر بن الخطاب
جزى الله خيرا من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزق
الأبيات
(1288) جزء بن مالك الأسدي يأتي في حضرمي بن عامر
(1289) جشيش الديلمي بمعجمتين بعد الجيم مصغرا قيده الدارقطني
كان ممن أعان على قتل الأسود الكذاب
ذكره الطبري واستدركه بن فتحون
وفي كتاب الردة لسيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم آل جشيش وإلى داذويه وإلى فيروز
يأمرهم بمحاربة الأسود العنسي أخرجه من وجهين عن بن عباس قال وكان الرسول
بذلك وبرة بن يحنس وكذا ذكره الواقدي في الردة من رواية همام بن منبه
وقال سيف أيضا حدثنا المستنير بن يزيد عن عروة بن غزية الدثيني عن الضحاك بن
فيروز عن جشيش الديلمي قال قدم علينا وبرة بن يحنس بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم الله وسلم يأمرنا فيه
بالقيام على ديننا والنهوض في الحرب والعمل على الأسود الكذاب فذكر قصة قتلهم
الأسود بطولها
وفي آخرها ثم ناديت بالاذان وألقيت إليهم رأسه وأقام وبرة الصلاة ثم شننا
الغارة وكتبنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر وهو حي قد أتاه الوحي من ليلته وأخبر أصحابه
بذلك وقدمت رسلنا بعده على أبي بكر الصديق فهو الذي أجابنا على كتبنا انتهى
وسيأتي في ترجمة داذويه أنه من جملة من أعان على قتل الأسود
(1290) حرجست الفارسي فإن لم يكن تصحف من هذا وإلا فهو آخر ولا مانع من
تعددهم
الجيم بعدها العين
(1291) جعدة السلمي أدرك الجاهلية وله قصة بالمدينة زمن عمر ذكره الآمدي
635

وقال كان غزلا صاحب نساء يحدثهن ويضحكهن ويمازحهن فكن يجتمعن عنده فيأخذ
المرأة فيعقلها ثم يأمرها أن تمشي فتعثر فتقع فتنكشف فيتضاحكن من ذلك فبلغ ذلك
بقيلة الأشجعي وكان غازيا في زمن عمر فكتب إليه
ألا بلغ أبا حفص رسولا فدى * لك من أخي ثقة إزاري
قلائصنا هداك الله إنا * شغلنا عنكم زمن الحصار
لمن قلص تركن معقلات * قفا سلع بمختلف الشجار
قلائص من بني كعب بن عمرو * وأسلم أو جهينة أو غفار
يعقلهن أبيض شيظمي * وبئس معقل الذود الخيار
قال فأرسل عمر إلى جعدة فنفاه
والقصة مشهورة وقد رويت لغيره فالله أعلم
وقرأت في تاريخ بن عساكر من طريق جعفر بن خنزابة بإسناد له إلى الأصمعي
حدثنا أبو عمرو بن العلاء قال كان بالمدينة رجل من بني سليم يقال له جعدة وكان
يتحدث إليه النساء بظهر المدينة فيأخذ المرأة فيعقلها ويقول إن الحصان يثب في
العقال فإذا وثبت سقطت فتنكشف فبلغ ذلك قوما في بعض المغازي فكتب رجل منهم
إلى عمر فذكر الشعر قال فقال عمر علي بجعدة بن سليم فأتى به قال فكان
سعيد بن المسيب يقول إني لفي الأغيلمة الذين جروا جعدة إلى عمر فلما رآه قال أشهد
أنك أبيض شيظمي كما وصف فضربه ونفاه إلى عمان
(1292) جعفر بن علس بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية
الحارثي
قال أبو الفرج الأصبهاني أدرك الجاهلية ثم أسلم
(1293) جعفر بن قرط العامري ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين وقال
عاش ثلاثمائة سنة وأدرك الاسلام فأسلم
(1294) جعونة بن شعوب الليثي أخو أبي بكر بن شداد بن شعوب له إدراك
روى الفاكهي من طريق أبي أويس عن عم أبيه ربيع بن مالك عن أبيه عن جعونة بن
636

شعوب الليثي قال خرجت مع عمر بن الخطاب وهو آخذ بيدي أو متكئ عليها فنظر
إلى ركب صادرين عن العقبة قد بعثوا رواحلهم فقال لو يعلم الركب بما ينقلبون به من
الفضل الحديث
(1295) جعونة بن مرثد الأسدي مخضرم له في طلحة بن خويلد لما ادعى النبوة
بني أسد قد ساءني ما فعلتم وليس لقوم حاربوا الله محرم
فإني وإن عبتم على سفاهة حنيف على الدين القويم ومسلم
(1296) الجعيد غير منسوب أظنه من بني تغلب
ذكره المدائني في كتاب المكايد وأنه أفلت من العرب الذين كانوا مع الروم بعد
وقعة أجنادين فأتى خالد بن الوليد فدله على عورة العدو وعمل لهم الحيلة حتى هزموهم
يوم الناقوصة وقتلوا منهم أكثر من عشرة آلاف وذكر أن بين الناقوصة واليرموك أربعة
فراسخ
(1297) جعيدة بن عبيدة الكلابي كان مع خالد بن الوليد في قتال الردة وفي فتح
الشام وهو القائل
تقول ابنة المجنون هل أنت قاعد ولا وأبيها خلفه لا أطيعها
ومن يكثر التطواف في جيش خالد من الروم مصبوغ عليها دموعها
الجيم بعدها اللام والميم
(1298) الجلندي بضم أوله وفتح اللام وسكون النون وفتح الدال ملك عمان
ذكر وثيمة في الردة عن بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه عمرو بن العاصي يدعوه إلى
الاسلام فقال لقد دلني على هذا النبي الأمي إنه لا يأمر بخير الا كان أول آخذ به ولا
ينهى عن شر إلا كان أول تارك له وأنه يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يهجر وأنه يفي
بالعهد وينجز الوعد وأشهد أنه نبي ثم أنشد أبياتا منها
أتاني عمرو بالتي ليس بعدها من الحق شئ والنصيح نصيح
فقلت له ما زدت أن جئت بالتي جلندى عمان في عمان يصيح
فيا عمرو قد أسلمت لله جهرة ينادي بها في الواد بين فصيح
637

وسيأتي في ترجمة جيفر بن الجلندي في هذا الحرف أنه المرسل إليه عمرو فيحتمل
أن يكون الأب وابنه كانا قد أرسل إليهما
وذكر المدائني أن بعض ملوك العجم أمر الجلندي بن عبد العزيز الأزدي وكان يقال
له في الجاهلية عبد جمل فذكر قصته
(1299) جماع بن ضرار في ترجمة الشماخ بن ضرار
(1300) جمرة بن شهاب مخضرم له قصة مع عمر رويناها في فوائد أبي القاسم
بن بشران من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر قال قال عمر بن الخطاب
لرجل ما اسمك قال جمرة قال بن من قال بن شهاب قال ممن قال من
الحرقة قال أين مسكنك قال الحرة قال بأيها قال بذات لظى فقال عمر أدرك
أهلك فقد احترقوا
فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقوا
وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بن المسيب قال قال عمر
فذكر نحوه
قال مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب قال لرجل ما
اسمك قال جمرة فذكره نحوه
وله طريق أخرى من رواية أبي بلال الأشعري عن خالد الأشعري عن مجالد عن
شيخ أدرك الجاهلية قال كنت عند عمر فأتاه رجل نحوه
وقال بن دريد في الاخبار المنثورة حدثنا أبو حاتم السجستاني عن أبي عبيدة بن
المثنى قال وفد شهاب بن جمرة الجهني على عمر كذا ذكره مقلوبا والأول أرجح
وذكره بن الكلبي في الجامع فقال جمرة بن شهاب بن ضرام بن مالك الجهني
وذكر قصته مع عمر
الجيم بعدها النون
(1301) جناب بن مرثد أبو هانئ الرعيني أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبايع معاذا
باليمن ثم شهد فتح مصر ذكره بن يونس وغيره
(1302) جنادة بن أبي أمية الدوسي واسم أبيه كبير بالموحدة وهو صاحب
638

عبادة بن الصامت وقد قدمت في ترجمة سميه من الفرق بينهما ما فيه غنية وأن هذا أدرك
الجاهلية والاسلام ومات سنة سبع وستين
(1303) جندب بن سلامة الهذلي أدرك الجاهلية وكان تاجرا في عهد عمر
بالمدينة
روى البخاري في التاريخ من طريق سلمة بن جندب عن جندب بن سلامة قال
كنا تجارا في هذا السوق فقال عمر لا نخلي بينكم وبين ما يأتينا يحتكرونه قال مسلم بن
جندب وكان جندب بن سلامة من قومي
(1304) جندب بن سلمى المدلجي أحد بني سوق كان ممن ارتد في زمن أبي
بكر فبعث إليه عتاب بن أسيد عامل مكة أخاه خالد بن أسيد فالتقاه في الأبارق فهزمه
وفل جموعه فندم بعد ذلك وأسلم وقال
ندمت وأيقنت الغداة بأنني أبيت التي يبقى مع الدهر عارها
(1305) جندع بن الصميل أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورحل إليه فمات في الطريق
يأتي ذكره في ترجمة رافع بن خداش وهو بن عمه
(1306) جندل العجلي مخضرم كان بشير خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق بقتل
جابان وكان ذلك سنة اثنتي عشرة
ذكره سيف والطبري قال وكان جندل فصيحا ووهب له أبو بكر جارية من السبي
فولدت له استدركه بن فتحون
) الجيم بعدها الهاء
(1307) جهمة بن عوف الدوسي ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى في
المعمرين وقال عاش ثلاثمائة سنة وستين سنة وأدرك الاسلام فكان إذا سمع من
يقول لا إله إلا الله يقول لقد أدركت في شيبي أناسا يقولون هذه الكلمة
وكان يمر بالوادي كله دوم فيقول لقد كنت أمر بهذا الوادي وما به شجرة وعاش
إلى أن سقط حاجباه على عينيه وهو القائل
كبرت وطال العمر حتى أنابني * سليم أفاعي ليلة غير مودع
فما السقم أبلاني ولكن تتابعت * علي سنون من مصيف ومربع
639

ثلاث مئين قد مررن كواملا * وها أنا ذا أرتجيها لأربع
أخبر أخبار القرون التي مضت * ولا بد يوما أن أطار لمصرع
(1308) جهم بن كلدة الباهلي وقع ذكره في المختلف والمؤتلف للدارقطني من
طريق مظهر بن سعيد الباهلي حدثني جدي مظهر بن جهم بن كلدة عن أبيه قال لما أتانا
نعي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن بسوقة وهي جرعاء من أرض باهلة فقوض الناس بيوتهم فما بنيت
سبع ليال
(1309) جهم الحضرمي يأتي في عامر بن جهدم
(1310) جويرية بن قدامة التميمي روى عن عمر يروي عنه أبو جمرة بالجيم
في البخاري قيل هو جارية وجويرية لقب وقيل هو آخر من كبار التابعين
ويؤيد أنهما واحد ما رواه بن عساكر من طريق سعيد بن عمرو الأموي قال قال
معاوية لآذنه ائذن لجارية بن قدامة فلما دخل قال له أيها يا جويرية فذكر القصة
(1311) جيفر بوزن جعفر لكن بدل العين تحتانية بن الجلندي الأزدي ملك
عمان
ذكره أبو عمر مختصرا
وقال العسكري لم ير النبي صلى الله عليه وسلم هو ولا أخوه وقد تقدم ذكر أبيه
وروى بن سعد من طريق عمرو بن شعيب عن مولى لعمرو بن العاص قال
سمعت عمرو بن العاص يقول أسلمت عند النجاشي فذكر قصة هجرته قال وبعثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جيفر وعبيد ابني الجلندي وكانا بعمان وكان الملك منهما جيفر وكانا
من الأزد فذكر قصة إسلامهما وانهما خليا بينه وبين الصدقة فلم يزل بعمان حتى مات
النبي صلى الله عليه وسلم
وروى عبدان بإسناد صحيح إلى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أن رسول
640

الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاصي إلى جيفر وعباد ابني الجلندي أميري عمان فمضى عمرو
إليهما فأسلما وأسلم معهما بشر كثير ووضع الجزية على من لم يسلم
قلت لا منافاة بين هذا وبين ما تقدم من الارسال إلى الجلندي ولا مانع من أن
يكون الجلندي كان قد شاخ وفوض الامر لوالديه والله أعلم
(1311) جيفر بن جشم الأزدي ذكر وثيمة في كتاب الردة أنه وفد مع عمرو بن
العاصي من عمان إلى أبي بكر الصديق بعد النبي صلى الله عليه وسلم
القسم الرابع
فيمن ذكر بالوهم والغلط
الجيم بعدها الألف
(1312) جابر بن عبد الله الأشهلي وهم فيه بن منده وصوابه جابر بن خالد بن
مسعود وقد تقدم
وسبب الوهم فيه أنه من بني عبد الأشهل فنسبه إلى جده الاعلى وحرفه فجعله
عبد الله الأشهلي
(1313) جابر بن عياش قال أبو نعيم لا يعرف له حديث أخرجه مختصرا
هكذا قال بن الأثير فوهم وإنما قال أبو نعيم في أثناء ترجمة جابر بن ياسر بن عويص
وهو جد عياش وجابر ابني عياش بن جابر لا يعرف له ذكر ولا رواية وظن بن الأثير أنه
عطف قوله وجابر بن عياش على الأسماء التي ذكرها وليس كذلك إنما عطفه على أخيه
عياش وجابر بن عياش معروف في المصريين من صغار التابعين
(1314) جابر بن النعمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مناولة المسكين
هكذا رأيته في فوائد أبي العباس أحمد بن علي الابار قال حدثنا علي بن هاشم حدثنا
بن أبي فديك حدثنا محمد بن عثمان عن أبيه عن جابر بن النعمان بهذا
هكذا وجدته في نسخة صحيحة من طريق السلفي ولم أر من ذكره في الصحابة
وهو شرطهم وكنت جوزت أنه جابر بن النعمان البلوي حليف الأنصار الماضي في القسم
الأول ثم وجدت الحديث عند الحسن بن سفيان والطبراني وعند أبي نعيم في الحلية في
641

ترجمة حارثة بن النعمان الأنصاري وسيأتي في ترجمته في القسم الأول
(1315) جارية بن عبد المنذر صوابه بن خارجة بالخاء المعجمة
وسيأتي
(1316) جارية بن عمرو بن المؤمل يأتي في الجيم من النساء إن شاء الله تعالى
(1317) جارية بن قعيس الطائي صوابه حارثة بالحاء المهملة وسيأتي
الجيم بعدها الباء
(1318) جبر بن أوس من بني زريق بدري ليس له كثير حديث كذا أورده بن
حبان وقد تقدم جزء بن أنس وما فيه من الخلاف وهو الصواب
(1319) جبر غير منسوب ذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة وأخرج من
طريق عن عثمان الوقاصي عن الزهري عن عبد الله بن جبر عن أبيه قال قرأت خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جبر أسمع ربك ولا تسمعني
استدركه بن الأثير على من تقدمه
قلت وهو تصحيف وإنما هو جهر بالهاء بدل الموحدة كما تقدم قريبا وقد
ذكرنا ما فيه هناك
(1320) جبر بن زيد والد أبي عبس سيأتي في ترجمة علبة بن زيد ما يوهم أن له
صحبة ورواية وليس كذلك وإنما الصحبة والرواية لولده أبي عبس
(1321) جبلة بن ثابت أخو زيد وهم فيه بعض الرواة فروى حديث بن إسحاق
عن فروة بن نوفل عن جبلة أخي زيد وهو زيد بن حارثة فظنه الراوي زيد بن ثابت
فنسب أخاه لذلك والحديث معروف لجبلة بن حارثة كما تقدم في القسم الأول
(1322) جبلة بن شراحيل أخو حارثة جعل له بن منده ترجمة مفردة فرد ذلك
عليه أبو نعيم وقال إنما هو جبلة بن حارثة أخو زيد المتقدم وحارثة أبوه لا أخوه وهذا
هو الصواب
قلت وسبب الوهم فيه أن في آخر قصة زيد بن حارثة من طريق أولاده كما سيأتي في
642

ترجمة أبيه حارثة فقال حارثة يا بني أما أنا فإني مواسيك بنفسي وأنا أشهد أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله فآمن حارثة بن شراحيل وأبي الباقون ورجعوا إلى البرية ثم
إن أخاه جبلة رجع فآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فابن منده جعل الضمير في قوله أخاه يعود على
حارثة لأنه أقرب مذكور وأبو نعيم جعله يعود على زيد لأنه المحدث عنه وكلاهما
محتمل لكن يترجح ما قال أبو نعيم بأن جبلة بن حارثة معروف في الصحابة باسمه
وصحبته بخلاف عمه زيد فإنه لم يسم الا في هذه الرواية المحتملة فالله أعلم
ثم إنها مع ذلك شاذة مخالفة للمشهور أن زيد بن حارثة لما أختار النبي صلى الله عليه وسلم
طابت نفس أبيه وعمه وتركاه ورجعا كذلك ذكره أهل السير وكذا روى بن مردويه في تفسيره
من طريق الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس
(1323) جبلة غير منسوب فرق بن شاهين بينه وبين جبلة بن حارثة وهو هو
والحديث الذي أورده حديثه وهو حديث بن إسحاق عن رجل عن جبلة في قراءة قل يا
أيها الكافرون عند النوم
وقد أخرجه بن قانع من رواية شريك عن بن إسحاق عن فروة بن نوفل عن
جبلة بن حارثة
(1324) جبير بن الحارث صوابه جبيب بموحدتين وقد تقدم
(1325) جبير بن الحارث الأعرابي ذكر الأفشهري في فوائد رحلته بسند مطول
إلى الأمير أبي المكارم عبد الكريم بن الأمير نصر الديلمي قال كنت في خدمة الامام
الناصر العباسي فخرج إلى الصيد فركض في أثر صيد وتبعه بعض خواصه فانتهينا إلى
أرض قفر وإذا هناك قليل عرب فتقدم مشايخهم وقد عرفوا الخليفة فقبلوا الأرض
وقدموا ما أمكنهم من الطعام وقالوا يا أمير المؤمنين عندنا تحفة نتحفك بها قال وما
هي قالوا إنا كلنا بنو رجل واحد وهو حي يرزق وقد أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر معه
حفر الخندق قال ما اسمه قالوا جبير بن الحارث قال أروني إياه فأنزلوه في
مهد كهيئة طفل فذكر نحو قصة رتن الهندي قال وكان ذلك سنة ست وسبعين
وخمسمائة وقد سقتها بتمامها في لسان الميزان
(1326) جبير بن النعمان بن أمية الأنصاري والد خوات بن جبير
643

ذكره سعيد بن يعقوب السراج في الافراد وروى من طريق زيد بن أسلم عن
خوات بن جبير عن أبيه قال جلست مع نسوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالك فقلت بعير شرد
لي الحديث
وهذا غلط نشأ عن سقط وإنما هو عن بن خوات والصحبة لخوات والقصة
المذكورة معروفة له
الجيم بعدها الحاء والذال
(1327) الجحاف بن حكيم بن عاصم بن سباع بن خزاعي بن محارب بن هلال بن
فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي الفارسي المشهور صاحب الوقائع
المشهورة في زمن عبد الملك بن مروان استدركه بن الأثير على من تقدمه واستدل بقوله
من أبيات يصف فيها خيول بني سليم
شهدن مع النبي مسومات حنينا وهي دامية الحوافي
قلت ولا دلالة في هذا على صحبته وإنما افتخر بقومه بني سليم وكانوا يوم حنين
كثيرا وقصة العباس بن مرداس السلمي في ذلك مشهورة
وقد وجدت لابن الأثير سلفا لكن تولى رده من هو أعلم منه فروى بن عساكر
بسند صحيح إلى محمد بن سلام الجمحي قال قال لي أبان الأعرج قد أدرك الجحاف
الجاهلية فقلت له لم تقول ذلك فقال لقوله فذكر هذا البيت قال محمد بن
سلام فقلت إنما عنى خيل قومه بني سليم قال ثم ذكرت ذلك بعد لعاصم بن السري
فقال حدثني قيس بن الهيثم أنه أعطى حكيم بن أمية جارية فولدت له الجحاف في غرفة
دارنا انتهى
فعرف بذلك أنه ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بزمان وقد زعم أبو تمام في الحماسة أن الأبيات
المذكورة لغيره وهو الحريش بن هلال القريعي فالله أعلم
وقال بن سيد الناس في أسماء الصحابة الشعراء استدركه بن الأمين على بن عبد
البر ومن خطه نقلت وقال ذكره هشام وقال له شعر في فتح مكة والذي رأيت في
644

السيرة عن بن إسحاق وقال قائل من بني جذيمة وبعضهم يقول امرأة يقال لها سلمى
فذكر شعرا أوله
لولا مقال القوم للقوم أسلموا للاقت سليم يوم ذلك ناطحا
قال فأجابها العباس بن مرداس ويقال الجحاف بن حكيم
دعي عنك تقوال الضلال كفى بنا لكبش الوغى في اليوم والأمس ناطحا
الأبيات
قلت ولا دلالة فيها على الصحبة وإنما قال ذلك مفتخرا بقومه كما تقدم
(1328) جحش الجهني ذكره الطبراني وهو خطأ نشأ عن تصحيف فإنه روى
من طريق بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التميمي عن عبد الله بن جحش الجهني عن
أبيه قال قلت يا رسول الله إن لي بادية أنزلها أصلي فيها فمرني بليلة في هذا
المسجد الحديث
هكذا أورده وقد أخرجه أبو داود من طريق بن إسحاق فقال فيه عن التميمي
عن عبد الله بن أنيس الجهني عن أبيه فسقط من الاسناد بن وأبدل جحش بأنيس وابن
عبد الله اسمه ضمرة سماه الزهري في روايته لهذا الحديث
(1329) جذية غير منسوب ذكره بن شاهين وهو خطأ وأخرج من طريق
الذيال بن عبيد عن حنظلة بن حنيفة عن جذية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتم بعد
احتلام
قال أبو موسى هذا تصحيف وإنما هو عن جده واسمه حنظلة
قلت وسيأتي على الصواب في موضعه وأظن الصواب عن حذيم كما سيأتي في
الحاء المهملة
645

الجيم بعدها الراء
(1330) جردان ذكره الذهبي مستدركا بين جرثوم وجرموز وإنما هو جودان بواو
وقد مضى على الصواب
(1331) جرجيس الراهب مضى في بحيرا في الموحدة
(1332) جرهد بن رداح الأسلمي يكنى أبا عبد الرحمن وكان من أهل الصفة
ذكره بن أبي حاتم عن أبيه وفرق بينه وبين جرهد بن خويلد وهما واحد نسب إلى جد
له والصواب رزاح بالزاي لا بالدال
قال بن سعد وأبو عبيد جرهد بن رزاح الأسلمي يكنى أبا عبد الرحمن وكان
شريفا
قال البغوي وعن الزهري هو جرهد بن خويلد الأسلمي
وقال بن قانع هو جرهد بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن سهم كذا قال فاسقط
من آبائه جماعة
(1333) جرو بن جابر من شيوخ أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام قال بن حبان في ثقات الثقات يروي المراسيل
(1334) جريج بن سلامة أبوشاه ذكره بن شاهين فصحف اسمه وكنيته هو حديج
بمهملة ودال وكنيته أبو شباث بمعجمة ثم موحدة خفيفة وآخرة مثلثة وسيأتي في
الحاء المهملة على الصواب
(1335) جرير أو أبو جرير صوابه بالحاء المهملة وآخره زاي
ذكره في الجيم البغوي وابن منده وقالا لا يثبت
646

الجيم بعدها الشين والعين والفاء
(1336) جشيش الكندي ذكره بن شاهين والصواب بزيادة فاء كما تقدم
(1337) جفال ذكره الأزدي بفاء مشددة والصواب جعال كما تقدم
(1338) جفشيش بن الأسود الكندي استدركه الذهبي وغاير بينه وبين جفشيش
بن النعمان وهما واحد وهو جفشيش بن النعمان ويقال بن الأسود بن معد يكرب كما
تقدم
(1339) جعفر بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي روى بن منده من طريق
إبراهيم بن العلاء وأبو نعيم من طريق الحسن بن عرفة كلاهما عن هشام بن عروة عن
أبيه أن عبد الله بن الزبير وجعفر بن الزبير بايعا النبي صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين
قال بن منده هو وهم والصواب ما رواه أبو اليمان وغيره عن إسماعيل بهذا الاسناد
أن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر بايعا
قلت كان الغلط فيه من إسماعيل فإن إبراهيم بن العلاء لم يتفرد به والحق ما قال
بن منده فإن جعفر بن الزبير ولد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بدهر وهو أصغر من عروة
(1340) جعفر أبو زمعة البلوي صحابي بايع تحت الشجرة ثم سكن مصر
واختلف في اسمه فقيل جعفر وقيل عبد هكذا استدركه بن الأثير وقال ذكره
أبو موسى في عبد ولم يذكره في جعفر انتهى
قلت وقد غلط فيه بن الأثير غلطا بينا وذلك أن أبا موسى قال ما نصه عبد بن
زمعة البلوي ممن بايع تحت الشجرة سكن مصر اختلف في اسمه قال جعفر قيل
اسمه عبد انتهى
فكأن نسخة بن الأثير كان فيها تحريف وجعفر الذي نقل أبو موسى عنه هو
المستغفري وأبو موسى كثير النقل عنه في كتابه فلهذا ربما لم ينسبه
647

(1341) جعفر العبدي تابعي أرسل حديثا فذكره علي بن سعد في الصحابة
وروى عن الحسن بن عرفة عن المعتمر عن ليث عن زيد عن جعفر العبدي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للمساكين من أمتي
قال أبو موسى إن كان هذا هو جعفر بن زيد العبدي فهو تابعي معروف وإلا فما
أعرفه
قلت هو هو فقد ذكره البخاري في التاريخ وذكر هذا الحديث في ترجمته من
طريق معتمر وقال هو مرسل
(1342) جعفر بن نسطور الرومي أحد الكذابين الذين ادعوا الصحبة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
بمئين من السنين قرأته بخط مغلطاي مستدركا على بن الأثير وكذا استدركه بن الدباغ
على بن عبد البر وكذا استدركه الذهبي في التجريد لكن قال الاسناد إليه ظلمات
والمتون باطلة وهو دجال أو لا وجود له
رؤي بناحية فاراب من أرض الترك في سنة خمسين وثلاث مائة
قلت لم تطب نفسي بإخراجه في القسم الأول وقد وقعت لنا نسخة من طريق
منصور بن الحكم الزاهد الفرغاني عنه فمنها قال حدثني جعفر بن نسطور الرومي
قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فسقط السوط من يده فنزلت عن جوادي وأخذته
فدفعته إليه فقال مد الله في عمرك مدا فعشت بعدها ثلاثمائة وعشرين سنة
أخبرنا أبو هريرة بن الذهبي إجازة أنبأنا إسحاق بن يحيى الآمدي أنبأنا يوسف بن
خليل أنبأنا مسعود الجمال أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمرو الواعظ
القومسي إملاء أنبأنا أبو شجاع عمر بن علي العراقي أنبأنا منصور بن الحكم ومنها من
مشى إلى خير حافيا فكأنما مشى على أرض الجنة الحديث
وسمعت من حديثه أيضا في آخر مشيخته شهدة بنت الأبري وستأتي في ترجمة
نسطور الرومي
وقال السلفي أخبرنا عبد الله بن عمر بن خلف القروي بمكة سنة سبع وتسعين
وأربعمائة أخبرنا علي بن الحسين بن إسماعيل الكاشغري أخبرني أبو داود سليمان بن
648

نوح بن محمد المرغيناني أخبرنا منصور بن الحكم الفقيه فذكر النسخة وهي أحد عشر
حديثا منها الحديثان المذكوران ومنها كنا جلوسا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يستاك فأشار بيده
اليمني ثم اليسرى فقلنا يا رسول الله ما نرى أحدا إلى من تشير قال كان جبرائيل
وميكائيل بن يدي فأشرت إلى جبرائيل فقال ناول ميكائيل فإنه أكبر مني
وروى النسخة أيضا وجاء من طريق أبي المظفر ميمون بن محمود حدثني الشريف
عبد الجليل عن عمر بن الحسين الكاشغري عن بن نسطور عن أبيه وسيأتي في
النون
(1343) جعفي بن سعد العشيرة وهو من مذحج وكان قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم
في وفد جعفة في الأيام التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ذكره بن أبي حاتم في كتابه وتبعه
أبو عمر فنقله عنه ولم يتعقبه قال بن الأثير هذا من أغرب ما يقوله عالم فإن جعفي
بن سعد العشيرة مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بدهر طويل فإن بعض من صحبه بينه وبين جعفي من
الآباء عشرة فأكثر
قلت الذي أظنه أنه رأى في المغازي وفد جعفي بن سعد العشيرة من مذحج كما
جرت عادتهم من تراجمهم بأسماء القبائل ثم يذكرون أسماء من وفد منهم فكأنه تخيل أنه
وفد بفتح الفاء فخرج له منه أن جعفي بن سعد العشيرة هو الوافد وليس كذلك لأنه
صير الاسم فعلا واسم القبيلة اسم الوافد واللوم على أبي عمر في هذا أشد من اللوم علي بن أبي
حاتم
الجيم بعدها اللام والميم
(1344) الجلاح أبو خالد استدركه الذهبي على من تقدمه وعزاه لطبقات بن
سعد فصحف وإنما هو اللجلاج بجيمين وأوله لام كما سيأتي في حرف اللام
(1345) جمد الكندي روى بن منده من طريق حماد عن عاصم أن جمدا الكندي
قال لان أوتى بقصعة فأصيب منها أحب إلي من أن أبشر بغلام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
فقال إنهم ثمرة الفؤاد
649

قال أبو نعيم المشهور أن قائل ذلك الأشعث فلعله شبة قلة رحمة الأشعث
بالجماد فلقبه جمدا
قلت وليس كذلك بل المعروف أن الأشعث بشر بغلام من ابنة جمد الكندي فقال
ما قال
وجمد هو أحد الملوك الأربعة الذين ارتدوا فقتلوا في خلافة أبي بكر وكانت ابنته
تحت الأشعث
(1346) جميس بن يزيد بن مالك النخعي له وفادة فيما قيل
قلت لم يذكر الذهبي من أين نقله ولم أره في أسد الغابة في باب ج م وهو
تصحيف وإنما هو جهيش بجيم وهاء مصغرا وقد تقدم في الأول وقد أعاده الذهبي
على الصواب لكن قال ذكره بن الكلبي
الجيم بعدها النون
(1347) جندب بن بجيلة هو بن عبد الله يأتي
قلت كذا في التجريد وهو تصحيف وإنما وقع في بعض الطرق جندب بن
بجيلة
(1348) جندب بن زهير العامري فرق بن فتحون في الذيل بينه وبين جندب بن
زهير الأزدي وهما واحد وهو الغامدي بالغين المعجمة والدال لا العامري بالمهملة
والراء وغامد بطن من الأزد
(1349) جندب أبو ناجية ذكره بن منده وروى من طريق إبراهيم بن أبي داود عن
مخول بن إبراهيم عن إسرائيل عن مجزأة بن زاهر الأسلمي عن ناجية بن جندب عن
أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين صد الهدي فقلت يا رسول الله ابعث معي بالهدي
الحديث
وهكذا أخرجه الباوردي والطحاوي وقال بن منده خالفه أبو حاتم الرازي عن
مخول
وقال أبو نعيم هذا وهم فيه بعض الرواة فقلب رواية مجزاة عن أبيه عن ناجية فجعله
مجزأة عن ناجية عن أبيه ثم ساقه على الصواب من طريق عمرو بن محمد العنقزي عن
650

إسرائيل قال واتفقت رواية الاثبات عن إسرائيل على هذا
قلت قد رواه النسائي من رواية عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن مجزأة
أخبرني ناجية بن جندب فيحتمل أن يكون مجزأة سمعه من ناجية ومن أبيه عن ناجية وأما
جندب فلا مدخل له في الاسناد فالله أعلم
(1350) جنيد بن سميع المزني ذكره العقيلي في الصحابة كذا في التجريد هو جنيد
بن سبيع كما تقدم على الصواب في القسم الأول
(1351) جنيفة النهدي ذكره العقيلي في الصحابة كذا في التجريد وهو تصحيف
وإنما هو جفينة بتقديم الفاء على النون وقد تقدم
الجيم بعدها الهاء
(1352) الجهدمة غير منسوب ذكره بن شاهين في أواخر حرف الجيم وساق
من طريق منصور بن أبي الأسود عن أبي جناب عن إياد عن الجهدمة قال رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وبرأسه ردع الحناء
وألفيت حاشية بخط بعض الحفاظ على هامشه الجهدمة امرأة وهي زوج بشير بن
الخصاصية وقد ذكرها المصنف في النساء
لكن تقدم عن تجريد الذهبي في الأول جحدمة بالمهملة لا بالهاء وذكر أن له حديثا
من رواية أبي جناب عن إياد بن لقيط عنه ثم قال وقيل هو أبو رمثة انتهى
ولا أعرف من سمي أبا رمثة هذا الاسم وسيأتي في الكنى
(1353) جهم الأسلمي روى بن منده من طريق بن لهيعة عن يونس بن يزيد عن أبي
إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه عن معاوية بن جهم الأسلمي عن جهم أنه
قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني قد أردت الجهاد الحديث
قلت وهو غلط صحف بن لهيعة اسمه ونسبته وإنما هو جاهمة السلمي كما
تقدم على الصواب
الجيم بعدها الواو
(1354) جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس بن زيد
مناة بن تميم التميمي تابعي
651

غلط بعض الرواة فوصل عنه حديثا أسقط اسم صحابية فذكره لذلك البغوي وغيره في
الصحابة وأبوه صحابي يأتي في موضعه
قال البغوي حدثنا جدي هو أحمد بن منيع وشجاع بن مخلد قالا حدثنا هشيم
وروى بن قانع من طريق الحسن بن عرفة وروى بن منده من طريق يحيى بن أيوب
كلاهما عن هشيم أخبرنا منصور عن الحسن عن جون بن قتادة التميمي قال كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فمر بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء وأراد أن يشرب فقال له
صاحب السقاء إنه جلد ميتة فذكروا ذلك له فقال اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها
قال البغوي هكذا حدث به هشيم لم يجاوز به جون بن قتادة وليست لجون صحبة
وقال بن منده وهم فيه هشيم وليست لجون صحبة ولا رؤية قال وقد رواه قتادة
عن الحسن عن جون عن سلمة بن المحبق
وقال أبو نعيم قد رواه زكريا بن يحيى بن زحمويه عن هشيم فذكر سلمة بن
المحبق في الاسناد ثم ساقه من طريقه كذلك
وقال جوده زحمويه والراوي عنه أسلم بن سهيل الواسطي من كبار الحفاظ
العلماء من أهل واسط
فتبين أن الواهم فيه غير هشيم وتعقبه المزي بأن كلام بن منده صواب وأن الوهم
فيه من هشيم وأن رواية زحمويه شاذة
قلت ويحتمل أن يكون هشيم حدث به على الوهم مرارا وعلى الصواب مرة واغتر
أبو محمد بن حزم بظاهر إسناد هشيم فروى من طريق الطبري عن محمد بن حاتم عن
هشيم فذكره كما رواه أحمد بن منيع ومن تابعه وقال هذا حديث صحيح وجون قد
صحت صحبته
652

وتعقبه أبو بكر بن معوز فقال هذا خطأ فجون رجل تابعي مجهول لا يعرف روى
عنه الا الحسن وروايته لهذا الحديث إنما هي عن سلمة بن المحبق أخطأ فيه محمد بن
حاتم
قلت ولم يصب في نسبته للخطأ فيه إلى محمد بن حاتم وأما قوله أن جونا
مجهول فقد قاله أبو طالب والأثرم عن أحمد بن حنبل
وقال أبو الحسن بن البراء عن علي بن المديني جون معروف وإن كان لم يرو عنه
الا الحسن وعده في موضع آخر في شيوخ الحسن المجهولين
وقد روى جون بن قتادة أيضا عن الزبير بن العوام وشهد معه الجمل وأما رواية
قتادة التي أشار إليها بن منده فرواها أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم ولم
يختلف عليه في ذكر سلمة بن المحبق في إسناده والله أعلم
653

حرف الهاء المهملة
القسم الأول
باب الحاء بعدها الألف
(1355) حابس بن دغنة الكلبي له خبر في أعلام النبوة وله صحبة كذا أورده
أبو عمر مختصرا
والخبر المذكور ذكره هشام بن الكلبي من حديث عدي بن حاتم قال كان لي
عسيف من كلب يقال له حابس بن دغنة فبينما أنا ذات يوم بفنائي إذا أنا به مروع الفؤاد
فقال دونك إبلك فقلت ما هاجك قال بينما أنا بالوادي إذا بشيخ من شعب جبل
تجاهى كأن رأسه رخمة فانحدر عما نزل عنه العقاب وهو مترسل غير منزعج حتى استقرت
قدماه في الحضيض وأنا أعظم ما أرى فقال يا حابس بن دغنة
يا حابس لا تعرضن بقلبك الوساوس
هذا سنا النور بكف القابس * فاجنح إلى الحق ولا تدالس
قال ثم غاب فروحت إبلي وسرحتها إلى غير ذلك الوادي ثم اضطجعت فإذا
راكب قد ركضني فاستيقظت فإذا هو صاحبي وهو يقول
يا حابس أسمع ما أقول ترشد * ليس ضلول حائر كمهتدي
لا تتركن نهج الطريق الأقصد * قد نسخ الدين بدين أحمد
قال فأعمى والله علي ثم أفقت * بعد زمن فذكر بقية القصة
وفي آخرها قال حابس يا عدي قد امتحن الله قلبي للاسلام ففارقني فكان آخر
عهدي
654

(1356) حابس بن ربيعة التميمي قال بن حبان حابس التميمي له صحبة وقال بن
السكن يعد في البصريين روى عنه ابنه حية بتحتانية ثقيلة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
العين حق
رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة والبخاري في تاريخه وفي الأدب المفرد كلهم من
طريق يحيى بن أبي كثير عن حية
وقال شيبان عن يحيى عن حية عن أبي هريرة والأول أصح
قال بن السكن يقال له صحبة واختلف على يحيى بن كثير فيه ولم نجده الا من
طريقه
وقال البغوي لا أعلم له الا هذا الحديث وقال بن عبد البر في إسناد حديثه
اضطراب وسمي أباه ربيعة
قلت ووقع في بعض طرقه حية بن حابس أو عابس
ومن الاختلاف فيه ما أخرجه بن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر عن يحيى بن
أبي كثير حدثني حية بن حابس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فسقط منه
عن أبيه
وذكره أبو موسى في آخر حرف الحاء المهملة فقال حية بياء تحتانية وأشار إلى
الوهم فيه وأن الصواب عن حبة بموحدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
655

(1357) حابس بن ربيعة اليماني قال بن حبان له صحبة وقال الباوردي قتل
بصفين مع معاوية
وروى الطبراني من طريق عبد الواحد بن أبي عون قال مر علي بن أبي طالب
بصفين على حابس وكان يعد من العباد فذكر قصة
(1358) حابس بن سعد بن المنذر بن ربيعة بن سعد بن يثربي الطائي
ذكره بن سعد وأبو زرعة الدمشقي فيمن نزل الشام من الصحابة وذكره بن سميع في
الطبقة الأولى من الصحابة
وقال البخاري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم
وروى أحمد من طريق عبد الله بن غابر قال دخل حابس بن سعد المسجد في
السحر وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الناس يصلون في صفة المسجد فقال مراءون
فأرعبوهم إن الملائكة تصلي من السحر في مقدم المسجد
هذا موقوف صحيح الاسناد وقال بن السكن روى بعضهم عنه حديثا زعم فيه أن له
صحبة
وذكره بن أبي حاتم وخليفة وغير واحد وأنه قتل بصفين مع معاوية فكأنه عندهم
الذي قبله لكن فرق بينهما الباوردي وغيره
وذكر بن عبد البر أنه يعرف في أهل الشام باليماني ونقل بعض أهل العلم بالاخبار
أن عمر قال له إني أريد أن أوليك قضاء حمص فذكر قصة في رؤياه اقتتال الشمس
والقمر وأنه كان مع القمر وأن عمر قال له كنت مع الآية الممحوة لا تلي لي عملا
(1359) حابس بن سعد اليماني ذكره عبد الصمد بن سعيد الحمصي في تسمية من
نزل حمص من الصحابة قال وكان نزل بحمص ثم أرتحل إلى مصر
حكى ذلك عن محمد بن عوف وغيره وفرق بينه وبين حابس بن سعد الذي قبله
ويحتمل أن يكونا واحدا وسعد وسعيد متقاربان
(1360) حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم الدارمي التميمي والد
عطارد يأتي ذكره في ترجمة صفوان بن أسيد في حرف الصاد المهملة وفيه قصة إسلامه
وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على صدقات بني تميم
656

وقد مضى له ذكر في ترجمة أكثم بن صيفي في القسم الثالث ويأتي له ذكر في
ترجمة خالد بن مالك
قال المرزباني كان رئيس بني تميم في عدة مواطن وهو الذي رهن قوسه عند
كسرى على مال عظيم ووفى به وأنشد له يفتخر
ومنا بن ماء المزن وابن محرق إلى أن بدت منهم بجير وحاجب
ثلاثة أملاك ربوا في حجورنا جميعا ومنا الفخر ما هو كاذب
(1361) حاجب بن زيد بن تيم بن أمية بن خفاف بن بياضة الأنصاري الأوسي ثم
البياضي
ذكر الطبري أنه شهد أحدا وكذا ذكره بن شاهين عن شيوخه أخرجه أبو عمر
واستدركه أبو موسى
(1362) حاجب بن زيد أو يزيد الأنصاري الأشهلي وقيل هو حليف لهم
من أزد شنوءة
استشهد يوم اليمامة كذا ذكره في التجريد
وقد ذكره سيف فيمن قتل باليمامة من بني عبد الأشهل وقال بعد ذكر جماعة
وحاجب بن زيد ولم يزد على ذلك
ذكر من اسمه الحارث
(1363) الحارث بن أسد بن عبد العزى بن جعونة بن
عمرو بن القيس بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب الخزاعي
قال هشام بن الكلبي له صحبة
استدركه بن فتحون وذكره بن ماكولا وهو في الجمهرة
(1364) الحارث بن أقيش بقاف ومعجمة مصغرا ويقال وقيش العكلي ثم
657

العوفي حليف الأنصار ويقال هو الحارث بن زهير بن أقيش
أخرج بن ماجة حديثه في الشفاعة بسند صحيح وله حديث آخر فيمن مات له ثلاثة
من الولد وقد أخرجه بن خزيمة مجموعا إلى الحديث الآخر ووقع عند البغوي تصريح
بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم
(1365) الحارث بن الأسلت أبو قيس مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى
(1366) الحارث بن أشيم يأتي في الحارث بن أوس
(1367) الحارث بن أنس بن رافع الأنصاري ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا
وقال بن شاهين في ترجمة شريك بن أبي الحيسر واسم أبي الحيسر أنس بن رافع بن
امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل أخو الحارث بن أنس الذي شهد بدرا
شهد شريك وابنه عبد الله معه أحدا فيما حدثنا محمد عن محمد بن يزيد عن
رجاله
(1368) الحارث بن أنس بن مالك بن عبيد بن كعب الأنصاري من بني النبيت
بفتح النون وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة ثم مثناة
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وقال أبو عمر أخشى أن يكون هو الحارث بن
أنس بن رافع
قلت بل هو غيره كما سأبينه في الذي بعده
(1369) الحارث بن أنيس أبو عبد الرحمن الفهري يأتي في الكنى وقيل هو
الحارث بن يزيد
(1370) الحارث بن أهبان يأتي في الحارث بن وهبان
658

(1371) الحارث بن أوس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري
الأوسي ثم الأشهلي
ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا وذكره موسى بن عقبة فقال الحارث بن أوس ولم
يسم جده وذكره بن لهيعة عن أبي الأسود لكن قال الحارث بن أشيم أخرجه
الطبراني وقيل فيه الحارث بن أنس بن رافع
(1372) الحارث بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن
جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري
ذكره القداح في نسب الأنصار وابن سعد وأنه شهد أحدا وما بعدها وقتل يوم
أجنادين
(1373) الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان الأنصاري ثم الأوسي بن أخي
سعد بن معاذ سيد الأوس ثبت ذكره في حديث صحيح أخرجه أحمد من طريق علقة بن
وقاص عن عائشة قال خرجت يوم الخندق فسمعت حسا فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ
ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه الحديث
وصححه بن حبان
وقال أبو عمر شهد بدرا واستشهد يوم أحد وهو بن ثمان وعشرين سنة
قلت تبع في ذلك بن الكلبي وهو وهم تعقبه بعض أهل النسب فقال لم أجده
في قتلى أحد الشهداء
قلت يحتمل أن يكون المستشهد بأحد غيره لان أحدا قبل الخندق بمدة
وقد ذكر بن إسحاق فيمن استشهد بأحد الحارث بن أوس بن معاذ لكن لم يقل إنه
بن أخي سعد بن معاذ فهو غيره أما بن أخي سعد فقد شهد أيضا قتل كعب بن الأشرف
فسيأتي في ترجمة أبي نائلة في حرف النون من الكنى أن سعد بم معاذ قال له أذهب معك
بابن أخي الحارث بن أوس
659

وثبت في البخاري من حديث جابر أن محمد بن سلمة جاء معه برجلين أبو قيس بن
جابر والحارث بن أوس فهو هذا والله أعلم
(1374) الحارث بن أوس بن المعلى بن لوذان أبو سعد يأتي في الكنى
(1375) الحارث بن أوس الثقفي
قال بن سعد له صحبة وفرق بينه وبين الحارث بن عبد الله بن أوس وكذا فرق
بينهما أبو حاتم وابن حبان وقيل هما واحد
(1376) الحارث بن بدل يأتي في القسم الأخير
(1377) الحارث بن البرصاء هو بن مالك والبرصاء أمة يأتي
(1378) الحارث بن بلال المزني ذكر سيف في الفتوح عن شيوخه أن خالد بن
الوليد تركه مع المثنى بن حارثة حين قاسمه من معه من الصحابة
وذكر في موضع آخر أنه كان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على نصف جديلة بني طيئ وهذا
غير الحارث بن بلال المزني الآتي في الرابع
(1379) الحارث بن تبيع الرعيني ذكر عبد الغني بن سعيد عن أبي سعيد بن
يونس أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شهد فتح مصر وتبيع بالتصغير وقيل بوزن عظيم
(1380) الحارث بن تميم يأتي في الحارث بن أبي وجزة
(1381) الحارث بن ثابت بن سعيد بن عدي بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن
كعب بن الخزرج الأنصاري
ذكر بن شاهين عن شيوخه أنه استشهد بأحد وذكره بن عبد البر فسمى جده سفيان
بدل سعيد والله أعلم
660

(1382) الحارث بن ثابت بن عبد الله بن سعد بن عمرو بن قيس بن عمرو بن
امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج
ذكر بن شاهين أيضا عن شيوخه أنه استشهد بأحد
وجوز بن الأثير أن يكون هو الذي قبله فلم يصب فإنه غيره لاختلاف النسبين
(1383) الحارث بن جماز بن مالك بن ثعلبة بن عتبان حليف بني ساعدة
ذكره الطبري فيمن شهد أحدا وكذا ذكره بن شاهين عن شيوخه وقال هذا هو أخو
كعب بن جماز
(1384) الحارث بن جندب العبدي أحد وفد عبد القيس
ذكره بن سعد وسيأتي ذكره في ترجمة صحار بن العباس إن شاء الله تعالى وأنه قدم
مع الوفد فأسلم
(1385) الحارث بن الجنيد العبدي ذكره الإسماعيلي في الصحابة وساقه بسند
فيه علي بن قرين عن سعد بن عمرو الطائي سمعت رجلا من بني عصر يقال له الحارث بن
عصر يقول سمعت الحارث بن الجنيد يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والجدال فإن
الجدال لا يدل على خير الحديث وعلي اتهموه
(1386) الحارث بن الحارث الأشعري الشامي صحابي تفرد بالرواية عنه أبو
سلام
قال الأزدي والحارث هذا يكنى أبا مالك
وقد خلطه غير واحد بأبي مالك الأشعري فوهموا فإن أبا مالك المشهور بكنيته
المختلف في اسمه متقدم الوفاة على هذا وهذا مشهور باسمه وتأخر حتى سمع منه أبو
سلام وقد أوضحت حاله في تهذيب التهذيب
661

(1387) الحارث بن الحارث الأزدي بسكون الزاي وقد تبدل سينا روى
الباوردي والطبراني وغيرهما من طريق عبادة بن نسي عن عدي بن هلال السلمي عن
الحارث بن الحارث الأزدي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند فراغه من طعامه
اللهم لك الحمد أطعمت وسقيت وآويت لك الحمد الحديث
(1388) الحارث بن الحارث الغامدي يكنى أبا المخارق قال بن السكن يعد
في الحمصيين
أخرج البخاري في التاريخ وأبو زرعة الدمشقي والبغوي وابن أبي عاصم
والطبراني من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي حدثني الحارث بن الحارث الغامدي
قال قلت لأبي ونحن بمنى ما هذه الجماعة قال هؤلاء اجتمعوا على صابئ لهم
قال فتشرفت فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله وهم يردون عليه الحديث
وروى البخاري أيضا وابن السكن من طريق شريح بن عبيد عن الحارث بن
الحارث وكثير بن مرة وغيرهما في الأئمة من قريش قال البخاري ورواه خالد بن معدان
عن الحارث بن الحارث الغامدي ورواه بن السكن من طريق سليم بن عامر عن الحارث بن
الحارث الغامدي
وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحاديث
وذكر أبو القاسم بن عيسى في طبقات الحمصيين عن محمد بن عوف أنه قال ما
أخلقه أن يكون من أهل حمص ثم ذكر أنه روى عنه سليم بن عامر وخالد بن معدان
وشريح بن عبيد أنه كانت له قطيعة تمر عين وأنه شهد وقعة راهط
(1389) الحارث بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بأجنادين وكذا ذكره أبو حذيفة البخاري في
المبتدأ وابن إسحاق وغير واحد
662

وعند سيف في الفتوح أنه استشهد باليرموك
وقال البلاذري ذكر بعضهم أنه هاجر مع إخوته إلى الحبشة قال وليست هجرته
تثبت وسيأتي ذكر والده
(1390) الحارث بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي
قال بن عبد البر كان من المؤلفة قلوبهم وأما أبوه فلا يصح إسلامه
قلت سيأتي الرد عليه في ترجمة الحارث بن كلدة
(1391) الحارث بن أبي حارثة ذكر بن فتحون عن الطبري أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب إليه
ابنته جمرة بنت الحارث فقال إن بها سوءا ولم تكن كما قال قال فرجع فوجدها قد
برصت
(1392) الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن
جمح القرشي الجمحي
هاجر أبوه إلى الحبشة فولد له الحارث بها ومحمد قاله الزهري
وفي كلام مصعب ما يدل على أن الحارث ولد قبل هجرة الحبشة وأن الذي ولد له
فيها أخوه محمد
ووهل بن منده فحكى عن بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة الحارث بن حاطب
والذي في مغازي بن إسحاق ومختصرها لابن هشام حاطب بن الحارث وللحارث
بن حاطب رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وروايته في أبي داود والنسائي
روى عنه حسين بن الحارث الجدلي وغيره
وقال مصعب الزبيري استعمله مروان على المساعي أي بالمدينة وعمل لابنه
عبد الملك على مكة
وأما بن حبان فذكره في التابعين فوهم لان نص حديثه عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
663

(1393) الحارث بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد الأنصاري الأوسي
أخو ثعلبة بن حاطب
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وذكر هو وابن إسحاق أنه صلى الله عليه وسلم رده ورد أبا لبابة
من الروحاء وضرب لهما بسهميهما وأجرهما
ووهم بن منده فذكر هذا القدر في ترجمة الذي قبله وروى الطبراني بسند ضعيف أن
هذا شهد صفين مع علي رضي الله تعالى عنه
(1394) الحارث بن الحباب بن الأرقم بن عوف بن وهب الأنصاري أبو معاذ القاري
أخو حارثة بن النعمان لامه
ذكره العدوي فيمن شهد أحدا واستشهد يوم حسر أبي عبيد
وذكره بن شاهين عن شيوخه وقال بن السكن مات في خلافة عمر
(1395) الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جبلة بن مالك بن سلامان بن
أسلم الأسلمي
ذكره بن الكلبي فيمن شهد الحديبية وتبعه بن جرير وابن شاهين
(1396) الحارث بن حبيب بن خزيمة بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤي القرشي
العامري
ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل مصر من الصحابة قال وقتل بأفريقية مع معبد بن
العباس بن عبد المطلب واستدركه بن فتحون
(1397) الحارث بن حسان ويقال بن يزيد البكري الذهلي ويقال اسمه
حريث ولعله تصغير
664

روى له أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وفي بعض طرق حديثه أنه وفد على
النبي صلى الله عليه وسلم
روى عنه أبو وائل وسماك بن حرب وإياد بن لقيط
وقال البغوي كان يسكن البادية روى الطبراني من طريق سماك بن حرب قال
تزوج الحارث بن حسان وكانت له صحبة وكان الرجل إذا عرس تخدر أياما فقيل له في
ذلك فقال والله أن امرأة تمنعني صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء
وفي حديثه أن قدومه كان أيام بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاصي في غزوة
السلاسل
ووقفت في الفتوح أن الأحنف لما فتح خراسان بعث الحارث بن حسان إلى
سرخس فكأنه هذا
(1398) الحارث بن أبي حيسر هو الحارث بن أنس بن رافع تقدم
(1399) الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
القرشي التميمي
ذكره بن إسحاق وغيره في مهاجرة الحبشة
وروى بن عائذ من طريق عطاء الخراساني عن عكرمة عن بن عباس قال وممن
هاجر إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب الحارث بن خالد بن صخر
وروى بن أبي شيبة من طريق موسى بن عبيدة حدثني محمد بن إبراهيم بن
الحارث وكان جده من المهاجرين
وقال بن إسحاق ولدت له زوجته ريطة بنت الحارث بن جبلة بن عامر بن كعب
بأرض الحبشة موسى وعائشة وزينب وفاطمة ولما قدم المدينة زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بنت
عبد يزيد بن هاشم بن المطلب
665

ويقال إنه لما خرج من الحبشة كان معه أولاده فشربوا ماء في الطريق فماتوا كلهم
الا الحارث
وحكى بن عبد البر عن مصعب الزبيري هذا فذكر بدل زينب إبراهيم وقد تقدم ما
فيه في إبراهيم بن الحارث
(1400) الحارث بن خالد القرشي قال بن منده روى حديثه هشيم بن
عبد الرحمن العدوي عن موسى بن الأشعث أن رجلا من قريش يقال له الحارث بن خالد
كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأتى بوضوء فتوضأ الحديث وجوز بن الأثير أن يكون هو
الذي قبله
(1401) الحارث بن خزمة بفتح المعجمة والزاي بن عدي بن أبي بن غنم بن
سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة
وقال الطبري شهد بدرا والمشاهد ومات بالمدينة سنة أربعين وهو بن سبع وستين
وروى بن منده بإسناد ضعيف عن الحارث بن خزمة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الاثنين
وروى بن أبي داود في كتاب المصاحف من طريق بن إسحاق حدثني يحيى بن
عباد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال أتى الحارث بن خزمة إلى عمر بهاتين
الآيتين * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) * إلى آخر السورة
وقال الطبراني كان من القواقلة وحالف بني عبد الأشهل وكنيته أبو بشر
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين إياس بن البكير
(1402) الحارث بن خضرامة الضبي أو الهلالي يأتي في الحر
666

(1403) الحارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري
وقع في البخاري ما يدل على أنه صحابي فأخرج من طريق أسلم عن عمر قال لقد
رأيت أبا هذه يعني بنت خفاف وأخوها حاصرا حصنا زمانا الحديث ولم يذكروا
لخفاف ولدا سوى مخلد والحارث ومخلد تابعي شهير فانحصر كلام عمر في الحارث
والله أعلم
(1404) الحارث بن راشد الناجي ذكره وأخاه منجاب بن راشد أبو الحسن
المدائني وسيف بن عمر فيمن استعمل على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم
وآمن به قال وكانا عثمانيين فأما الحارث فأفسد في الأرض فسير إليه علي جيشا فأوقعوا
ببني ناجية فذكر القصة مطولة وذكروا في الفتوح أنه كان على عبد القيس لما ارتد أهل
عمان ومعه صيحان بن صوحان
(1405) الحارث بن رافع قال عبدان المروزي سمعت أحمد بن سيار يقول
الحارث بن رافع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن استشهد بأحد لا يعرف له حديث
استدركه أبو موسى
(1406) الحارث بن ربعي أبو قتادة الأنصاري في الكنى
(1407) الحارث بن الربيع بن زياد بن سفيان بن عبد الله بن ناشب بن هدم بن
عوذ بن قطيعة بن عبس العبسي بالموحدة
روى بن شاهين من طريق هشام بن الكلبي حدثني أبو الشغب العبسي قال وفد
على النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أنفس من بني عبس فأسلموا فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بخير منهم
الحارث بن الربيع بن زياد
667

قلت وقد تقدم ذلك في ترجمة بشر بن الحارث ووالد هذا هو صاحب القصة مع
لبيد بن ربيعة عند النعمان بن المنذر وله أخبار غيرها وهو من أشراف العرب في الجاهلية
(1408) الحارث بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
المخزومي روى بن منده من طريق قاسم الجرمي عن الثوري عن إسماعيل بن
إبراهيم بن أبي ربيعة عن أبيه عن الحارث بن أبي ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم استسلف منه لما
قدم مكة ثلاثين ألفا الحديث
وهذا الحديث معروف بأخيه عبد الله بن أبي ربيعة كذلك رواه بن المبارك عن
الثوري بهذا الاسناد
ورواه حاتم بن إسماعيل عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن
جده
ورواه بن أبي عاصم من طريق بن أبي فديك عن موسى وإسماعيل ابني إبراهيم عن
أبيهما عن عبد الله بن أبي ربيعة
ويحتمل أن يكون الحديث عند عبد الله والحارث جميعا فالله أعلم
(1409) الحارث بن زهير بن أقيش العكلي روى بن شاهين من طريق الحارث بن
يزيد العكلي حدثني مشيخة الحي عن الحارث بن زهير بن أقيش أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب له
ولقومه كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لبني
أقيش أما بعد الحديث
استدركه أبو موسى وزعم بن الأثير أنه الحارث بن أقيش المتقدم ذكره وليس كما
زعم
668

(1410) الحارث بن زيد الأنصاري الساعدي روى بن أبي شيبة والطبراني من
طريق سعيد بن المنذر عن حمزة بن أبي أسيد عن الحارث بن زياد وكان من أصحاب
بدر
وروى أحمد وأبو داود في فضائل الأنصار وابن أبي خيثمة والبخاري في التاريخ
والبغوي وغيرهم من طريق عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد وكان أبوه
بدريا عن الحارث بن زياد الساعدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يبايع الناس على
الهجرة فقلت يا رسول الله بايع هذا على الهجرة قال ومن هذا قلت حوط بن
يزيد وهو بن عمي فقال إنكم معشر الأنصار لا تهاجرون إلى أحد ولكن الناس
يهاجرون إليكم
وزعم بن قانع أنه خال البراء بن عازب فوهم وإنما ذاك الحارث بن عمرو
(1411) الحارث بن زيد بن أبي أنيسة العامري يأتي في الحارث بن يزيد
(1412) الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن
بكر بن عوف بن أنمار يكنى أبا عتاب
قال عبدان المروزي سمعت أحمد بن سيار يقول هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قتل سنة إحدى وعشرين واستدركه أبو موسى
(1413) بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ذكره بن منده وأبو نعيم عن بن
إسحاق
(1414) الحارث بن زيد بن نبيشة يأتي في الحارث بن يزيد
669

(1415) الحارث بن أبي سبرة الجعفي أخو سبرة بن أبي سبرة ويقال إن سبرة
هو بن الحارث بن أبي سبرة فنسب إلى جده واسم أبي سبرة يزيد
وسيأتي بيانه في ترجمة سبرة إن شاء الله تعالى
(1416) الحارث بن سراقة بن الحارث الأنصاري النجاري ذكره أبو الأسود عن
عروة فيمن استشهد ببدر
وقيل الصواب حارثة بن سراقة الآتي
ويحتمل أن يكون له أخ اسمه الحارث
(1417) الحارث بن سعيد بن قيس بن الحارث بن شيبان بن الفاتك بن معاوية
الأكرمين الكندي
ذكره بن شاهين بإسناده عن بن الكلبي فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ذكره الطبري
وابن ماكولا وغيرهم
(1418) الحارث بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي بن أخي أبي سلمة بن
عبد الأسد
ذكره الزبير بن بكار
(1419) الحارث بن سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي
السهمي قدم مع أبيه من هجرة الحبشة ذكره بن عبد البر في ترجمة أبيه
(1420) الحارث بن سلمة العجلاني ذكره بن إسحاق فيمن شهد أحدا قال بن
منده ولا يعرف له رواية
(1421) الحارث بن سليم بن ثعلبة بن كعب بن حارثة
قال العدوي في نسب الأنصار شهد بدرا واستشهد بأحد استدركه بن فتحون وابن
الأمين
(1422) الحارث بن سهل بن أبي صعصعة الأنصاري ذكره النفيلي عن محمد بن
670

سلمة عن بن إسحاق فيمن استشهد يوم الطائف وقيل الصواب الحباب بدل الحارث
ويحتمل أن يكونا أخوين
(1423) الحارث بن سهم النصري يأتي في الحارث بن نصر السهمي
(1424) الحارث بن سواد الأنصاري ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا
وأخرجه الطبراني
(1425) الحارث بن سويد بن الصامت الأنصاري الأوسي تقدم ذكر أخيه الجلاس
في الجيم قال بن الأثير اتفق أهل النقل على أنه الذي قتل المجذر بن زياد فقتله النبي
صلى الله عليه وسلم به
وفي جزمه بذلك نظر لان العدوي وابن الكلبي والقاسم بن سلام جزموا بأن القصة
إنما وقعت لأخيه الجلاس لكن المشهور أنها للحارث
وروى عبد الرزاق في تفسيره ومسدد في مسنده كلاهما عن جعفر بن سليمان
والباوردي وابن منده وغيرهما من طريق جعفر عن حميد الأعرج عن مجاهد أن
الحارث بن سويد كان مسلما ثم ارتد ولحق بالكفار فنزلت هذه الآية * (كيف يهدي الله
قوما) * كفروا بعد ايمانهم فحملها رجل فقرأها عليه فقال الحارث
والله انك لصدوق وإن الله أصدق الصادقين فأسلم
وروى عبد بن حميد والفريابي من طريق بن نجيح عن مجاهد في هذه الآية نزلت
في رجل من بني عمرو بن عوف
ومن طريق السدي نزلت في الحارث بن سويد أحد بني عمرو بن عوف
وروى النسائي وابن حبان والحاكم من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن بن
عباس كان رجل أسلم ثم ارتد فذكر نحو هذه القصة ولم يسمه
وأخرجه الطبري من طريق داود موصولا ومرسلا
وعند أحمد بن منيع عن علي بن عاصم عن داود بلفظ إن رجلا من الأنصار
ارتد فذكر الحديث موصولا
وكان سبب قتله المجذر أن المجذر قتل أباه سويد بن الصامت في الجاهلية فرأى
671

الحارث من المجذر غرة يوم أحد فقتله وهرب وفي ذلك يقول حسان بن ثابت
يا حار في سنة من نوم أولكم أم كنت ويحك مغترا بجبريل
أم كنت يا بن زياد حين تقتله بغرة في فضاء الأرض مجهول
ووقع لابن عبد البر الحارث بن سويد ويقال بن مسلم المخزومي ارتد ولحق
بالكفار فنزلت * (كيف يهدي الله قوما) * الآية
قلت والمشهور أنه أنصاري
(1426) الحارث بن شريح بن ذؤيب بن ربيعة بن الحارث بن نمير بن عامر
النميري
قال البخاري في التاريخ وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني نمير
وروى الباوردي ويعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن راشد عن دلهم بن دهثم عن
عائد بن ربيعة القريعي عن قرة بن دعموص عن الحارث بن شريح أنه انطلق إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا طويلا سيأتي في ترجمة يزيد بن عمير
ورواه قيس بن حفص عن دلهم بن دهثم عن قرة وكان في الوفد فذكر نحوه
وسيأتي في القاف
وروى الحكيم الترمذي من طريق عائذ بن ربيعة قال قلت للحارث بن شريح ما
قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الماعون قال الحجر والحديد والماء
وأخرجه بن السكن مطولا ووقع عند عمر بن شبة شريح بن الحارث وهو مقلوب
(1427) الحارث بن شعيب العبدي حكى النووي في شرح مسلم عن صاحب
التجريد في شرح مسلم أنه من جملة وفد عبد القيس ويحتاج إلى تأمل وسيأتي
الحارث بن عبس العبدي
672

(1428) الحارث بن الصمة بكسر المهملة وتشديد الميم بن عمرو بن عتيك بن
عمرو بن عامر بن مالك بن النجار والد أبي جهيم
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في أهل بدر وقالوا إنه كسر بالروحاء
فرده النبي صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وهو القائل
يا رب إن الحارث بن الصمه أقبل في مهامه مهمه
يسوق بالنبي هادي الأمة
وروى بن إسحاق في المغازي أنه استشهد ببئر معونة وكذا ذكره أبو الأسود عن
عروة
وقال بن شاهين آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين صهيب بن سنان
وروى الطبراني من طريق عاصم بن عمرو عن محمود بن لبيد قال قال
الحارث بن الصمة سألني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو في الشعب عن عبد الرحمن بن عوف
فقلت رأيته إلى جنب الجبل فقال إن الملائكة تقاتل معه الحديث
قلت وهم من زعم أنه أبو جهيم كمسلم في الكنى ومن تبعه والصواب أن أبا جهيم
ولده
(1429) الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن الحارث بن عائذ بن مالك بن
المصطلق أبو مالك الخزاعي ثم المصطلقي والد جويرية أم المؤمنين
ذكر بن إسحاق في المغازي أنه جاء إلى المدينة ومعه فداء ابنته بعد أن أسرت
وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل فرغب في بعيرين منها
غيبهما في شعب ثم جاء فقال يا محمد هذا فداء ابنتي فقال فأين البعيران اللذان
673

غيبتهما بالعقيق فقال الحارث أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله والله ما اطلع
على ذلك الا الله
قال فأسلم وأسلم معه ابنان له وناس من قومه
وذكر ذلك بن عائذ في المغازي عن محمد بن شعيب عن عبد الله بن زياد منقطعا
وروى أحمد والطبراني ومطين وابن السكن وابن مردويه من طريق عيسى بن دينار
المؤذن عن أبيه أنه سمع الحارث بن أبي ضرار يقول قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني
إلى الاسلام فدخلت فيه فذكر حديثا طويلا فيه قصة الوليد بن عقبة إذ جاء إليه مصدقا
ونزول قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) *
الآية
(1430) الحارث بن الطفيل بن عمرو الدوسي سيأتي ذكر أبيه ذكر أبو الفرج
الأصبهاني وفد الطفيل وأهل بيته فأسلموا وكان الطفيل شاعرا فارسا وأورد له شعرا قاله
في الجاهلية في الحرب التي كانت بين دوس وبني الحارث بن يشكر
(1431) الحارث بن ظالم قيل هو أبو الأعور بن الحارث
(1432) الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي سكن الطائف وقد ينسب إلى جده
وقيل هما اثنان
روى حديثه أبو داود والنسائي والترمذي في الحج وإسناده صحيح وله رواية عن
عمر
روى عنه عمرو بن أوس والوليد بن عبد الرحمن الجرشي
(1433) الحارث بن عبد الله الجهني روى حديثه بن سعد وغيره من طريق
سعيد بن خالد الجهني قال بعثني الضحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد الله الجهني فقال
674

لي بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ولو أظن أنه يموت لم أفارقه قال فانطلقت فأتاني حبر
فقال إن محمدا قد مات قال فكدت أن أقتله حتى أتاني كتاب أبي بكر بذلك فدعوت
الحبر فقلت من أين علمت ذلك قال إنا نجده عندنا في الكتاب قلت فكيف يكون
بعده قال ستدور رحاكم إلى خمس وثلاثين انتهى
وسنده ضعيف
وادعى أبو موسى أن الصواب جرير بن عبد الله البجلي وفيه نظر لتغاير القصتين
فإن قصة جرير في البخاري بغير هذا السياق وقصة الحارث هذه في إسنادها حماد بن
عمرو وهو متروك
(1434) الحارث بن عبد الله بن السائب بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي
القرشي الأسدي
ذكره بن شاهين عن بن أبي داود في الصحابة وسياق بن أبي داود يدل على أنه يكنى
أبا الحارث فإنه أورد له حديثا من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي
الحارث فذكره
(1435) الحارث بن عبد الله بن سعد بن عمرو بن قيس بن امرئ القيس بن مالك
الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري
قال أبو عمر استشهد يوم أحد
وقيل هو الحارث بن ثابت بن عبد الله بن سعد ويحتمل أن يكون عمه
(1436) الحارث بن عبد الله ويقال بن عبيد الأزدي أبو علكثة يأتي في الكنى
(1437) الحارث بن عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبدول الأنصاري
الأوسي
قال العدوي شهد الحديبية وما بعدها واستشهد بالحرة
استدركه بن فتحون وغيره وعزاه الذهبي لأبي عمر فأوهم أنه ترجم له وليس
كذلك وإنما قال بن الأثير لما استدركه وقد ذكر أبو عمر أباه
675

(1438) الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسي
قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة ثم روى بإسناد فيه ضعف عن مغراء بن
عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب الدوسي وكان الحارث قدم مع أبيه على النبي صلى الله عليه وسلم
في السبعين الذين قدموا من دوس فأقام الحارث مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجع أبوه إلى السراة وكان
كثير الثمار انتهى
وسيأتي له ذكر في ترجمة أبيه عبد الله بن وهب
(1439) الحارث بن عبد شمس الخثعمي ذكره البخاري وابن حبان في الصحابة
وقال بن منده عداده في أهل الشام ثم ساق بإسناد غريب عن الحميري بن
الحارث بن عبد شمس عن أبيه أنه خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا وأباحه وأصحابه من
بلاد كذا وكذا الحديث
(1440) الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن قصبة بن نصر بن
سعد بن بكر بن هوازن السعدي زوج حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم
قال بن سعد يكنى أبا ذؤيب ذكر بن إسحاق في السيرة حدثني أبي عن رجال
من بني سعد بن بكر قالوا قدم الحارث أبو النبي صلى الله عليه وسلم مكة فقالت له قريش ألا تسمع ما
يقول ابنك إن الناس يبعثون بعد الموت فقال أي بني ما هذا الذي تقول قال نعم
لو قد كان ذلك اليوم أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم
فأسلم الحارث بعد ذلك وحسن إسلامه وكان يقول لو قد أخذ ابني بيدي لم
يرسلني حتى يدخلني الجنة
قلت وعند بن سعد حديث آخر مرسل أن هذه القصة وقعت لولد الحارث فأخرج
من طريق يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخ من
الرضاعة فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يعني بعد النبوة أترى أنه يكون بعث فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما
والذي نفسي بيده لآخذن بيدك يوم القيامة ولأعرفنك
قال فلما آمن بعد بالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس فيبكي ويقول أنا أرجو أن يأخذ
النبي صلى الله عليه وسلم بيدي يوم القيامة
676

ويحتمل أن يكون ذلك وقع للأب والابن
وقد سماه بعضهم عبد الله وذكره في الصحابة وكذا سماه بن سعد لما ذكر أسماء
أولاد حليمة
وسيأتي في الشيماء في حرف الشين المعجمة من أسامي النساء
وروى أبو داود من طريق عمر بن الحارث أن عمر بن السائب حدثه أنه بلغه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا فأقبل أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه الحديث
وذكر بن إسحاق أنه بلغه أن الحارث إنما أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فالله أعلم
وقد قيل أنه أبو كبشة حاضن النبي صلى الله عليه وسلم الآتي ذكره في الكنى
(1441) الحارث بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن
فهر القرشي الفهري
ويقال الحارث بن قيس
ذكره بن إسحاق وابن دأب في مهاجرة الحبشة وقال البلاذري لم يذكره الواقدي
فيهم
(1442) الحارث بن عبد كلال بن نصر بن سهل بن عريب بن عبد كلال بن عبيد بن
فهد بن زيد الحميري أحد أقيال اليمن
كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في ترجمة شرحبيل أخيه وغيره
وقال الهمداني في الأنساب كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحارث وأخيه وأمر رسوله أن يقرأ
عليهما لم يكن ووفد عليه الحارث فأسلم فأعتقه وأفرشه رداءه وقال قبل
أن يدخل عليه يدخل عليكم من هذا الفج رجل كريم الجدين صبيح الخدين
فكأنه انتهى
677

والذي تظافرت به الروايات أنه أرسل بإسلامه وأقام باليمن
وقال بن إسحاق قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه من تبوك كتاب ملوك حمير
بإسلامهم منهم الحارث بن عبد كلال وكان النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الحارث بن عبد كلال
المهاجر بن أبي أمية فأسلم وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم شعرا يقول فيه
ودينك دين الحق فيه طهارة وأنت بما فيه من الحق آمر
وكذا روى الدارقطني من طريق نافع عن بن عمر وكذا ذكره أبو الحسن المدائني في
كتاب رسل النبي صلى الله عليه وسلم
(1443) الحارث بن عبد مناف روى عبدان من طريق محمد بن عمرو عن
شريك بن أبي نمر حدثني الحارث بن عبد مناف قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ميراث
العمة والخالة فقال أخبرني جبرائيل أنه لا ميراث لهما
وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق محمد بن عمر لكن وقع في نسخته
الحارث بن عبد بغير إضافة فالله أعلم
وقال الذهبي أن صح فهو مرسل
(1444) الحارث بن عبيد بن رزاح بن كعب الأنصاري الظفري قال أبو عمر له
ولولده نصر بن الحارث صحبة
(1445) الحارث بن عبيد الأزدي تقدم في الحارث بن عبد الله
(1446) الحارث بن عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي
المطلبي
ذكره البلاذري وغيره من النسابين في أولاد عبيدة وقد استشهد عبيدة ببدر فيكون
لولده هذا صحبة وكأنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
(1447) الحارث بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن
مالك بن عمرو بن عوف الأنصاري أخو جبر والد عتيك بن عتيك
678

ذكره العدوي فيمن شهد أحدا وذكره بن شاهين عن رجاله لكن سمي أباه عتيقا
وقال شهدها هو وأبوه وعمه
وذكره بن سعد عن الواقدي في البدريين وأما بن عمارة فقال الحارث بن قيس بن
هيشة شهد بدرا
(1448) الحارث بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول
الأنصاري النجاري يكنى أبا أحزم شهد أحدا والمشاهد استشهد يوم جسر أبي عبيد
ذكره الواقدي (1449) الحارث بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاري
الخطمي
استشهد يوم أحد ذكره أبو عمر تبعا لابن الكلبي
(1450) الحارث بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية الأنصاري
المعاوي
قال العدوي شهد أحدا وذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم الجسر سنة خمس
عشرة
(1451) الحارث بن عرفجة بن الحارث بن مالك بن كعب الأنصاري الأوسي
ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين وزعم أبو عمر أن بن إسحاق أهمله فلم
يصب وقد نبه على ذلك بن فتحون قال بن إسحاق فيمن شهد بدرا الحارث بن
عرفجة ونسبه بن هشام فقال بن كعب بن النجار بن كعب
(1452) الحارث بن عفيف الكندي قال بن منده ذكره البخاري في الصحابة
ويحتمل أن يكون هو بن غطيف الآتي
679

(1453) الحارث بن عقبة بن قابوس المزني ذكر الواقدي في المغازي أنه أقبل هو
وعمه وهب بن قابوس بغنم لها إلى المدينة فوجد المدينة خلوه فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم بأحد
فأسلما وقاتلا المشركين حتى قتلا قال فكان عمر يقول أن أحب موتة إلي موتة
المزنيين
(1454) الحارث بن عمرو بن حرام بن عمرو بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن
كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي
ذكر بن سعد أنه شهد هو وأخوه سعد أحدا
وذكر بن الكلبي أنهما شهدا صفين مع علي
وذكر بن سعد أن لسعد عقبا بسواد الكوفة وليس عمرو بن حرام والدهما جد
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بل هو آخر وهو بن حران بن ثعلبة بن حرام بن
كعب
(1455) الحارث بن عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن
غنم بن مازن بن تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن خزرج الأنصاري الخزرجي
ذكره بن السكن في الصحابة وهو أخو الحجاج وسعيد وعبد الرحمن الآتي ذكرهم
وقال أبو عمر أظنه الحارث بن غزية يعني الآتي ذكره كذا قال والذي يظهر أنه
غيره
وقد ترجم بن قانع للحارث بن عمرو بن غزية هذا وساق في ترجمته حديثا للحارث
بن غزية فوحد بينهما أيضا
(1456) الحارث بن عمرو بن مؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط بن
رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي قال أبو عمر هو أحد السبعين
الذين هاجروا إلى المدينة عام خيبر
(1457) الحارث بن عمرو الطائي ذكره بن حبان في الصحابة وقال له
680

صحبة عداده في أهل الشام مات غازيا بأرمينية وكان أمير الجيش يومئذ
(1458) الحارث بن عمرو الأنصاري عم البراء بن عازب ويقال خاله
روى أحمد من طريق أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت عن البراء قال مر
الحارث بن عمرو وقد عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء فقلت أي عم إلى أين قال بعثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه
ورواه بن السكن من هذا الوجه فقال مر بي عمي الحارث بن عمرو ورواه
عبد الرزاق من طريقه فقال لقيت عمي ولم يسمه
ورواه من وجه آخر عن أشعث فقال لقيت خالي وكذا أخرجه بن ماجة
ورواه جماعة عن عدي بن ثابت لكنهم اختلفوا فيه في إسناده فقيل عنه سمعت
البراء وقيل عنه عن يزيد بن البراء عن أبيه وهذه رواية أبي مريم عبد الغفار بن قيس عن
عدي بن ثابت عن يزيد عن أبيه لقيت خالي ومعه راية قلت أين تريد فذكر الحديث
ولم يسمه
(1459) الحارث بن عمرو بن ثعلبة ويقال الحارث بن عمرو بن الحارث بن
إياس بن عمرو بن سهم بن نضلة بن غنم بن ثعلبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي ثم
681

السهمي يكنى أبا مسقبة بفتح الميم وسكون المهملة وفتح القاف والموحدة وصحفه
صاحب الكمال وتبعه المزي فيما قرأت بخط مغلطاي فقال أبو سفينة
نزل البصرة وروى حديثا أخرجه البخاري في الأدب وأبو داود والنسائي
وصححه الحاكم ومنهم من طوله من طريق زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو
قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى أو عرفات وقد أطاف به الناس الحديث
ومن طريق يحيى بن زرارة أخبرني أبي عن جده الحارث
وأخرجه البغوي من طريق يحيى بن الحارث أخبرني أبي عن جده الحارث وكان
جاهليا إسلاميا فذكر بعض الحديث في الاستغفار وفي الفرع والعتيرة روى عنه ابنه عبد
الله بن الحارث وحفيده زرارة بن كريم بن الحارث وسيأتي في ترجمة كريم بن الحارث
في حرف الكاف شئ من ذكره
(1460) الحارث بن عمرو الأسدي أبو مكعت مشهور بكنيته سماه بن ماكولا
تبعا للمرزباني وسماه بن قانع وابن منده وغيرهما عرفطة بن نضلة وهو أشهر
تأتي ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى
(1461) الحارث بن عمير الأزدي ثم اللهي بكسر اللام وسكون الهاء
روى الواقدي عن عمرو بن الحكم قال بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك بصري بكتابه
فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فأوثقه رباطا وضرب عنقه صبرا ولم
يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم غيره فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر بعث البعث إلى مؤتة
وذكره بن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله بغير هذه القصة
(1462) الحارث بن عوف بن أبي حارثة المزني من فرسان الجاهلية
ذكر أبو عبيد في كتاب الديباج ما يدل على أنه أسلم وكذا ذكره غيره
قال أبو عبيد أيام العرب الطوال ثلاثة حرب أبني قيلة الأوس والخزرج وحرب
682

داحس والغبراء بين بني عبس وفزارة وحرب ابني وائل بكر وتغلب ثم حمل الحاملان
دماءهم والحاملان خارجة بن سنان والحارث بن عوف فبعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وقد بقي
على الحارث بن عوف شئ من دمائهم فأهدره في الاسلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم خطب إليه
ابنته فقال لا أرضاها لك أن بها سوءا ولم يكن بها فرجع فوجدها قد برصت فتزوجها
بن عمها يزيد بن جمرة المزني فولدت له شبيبا فعرف بابن البرصاء واسم البرصاء
قرصافة ذكر ذلك الرشاطي
وقال غيره وقال أبوها إن بها بياضا والعرب تكنى عن البرص بالبياض فقال
لتكن كذلك فبرصت من وقتها
وقال الواقدي حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم المدني عن أشياخه قالوا قدم وفد
بني مرة ثلاثة عشر رجلا رأسهم الحارث بن عوف وذلك منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك
فنزلوا في دار بنت الحارث ثم جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال الحارث
يا رسول الله إنا قومك وعشيرتك إنا من لؤي بن غالب فذكر القصة
وقال الزبير حدثني عمي مصعب أن الحارث بن عوف أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابعث
معي من يدعو إلى دينك فأنا له جار فأرسل معه رجلان من الأنصار فغدر به عشيرة
الحارث فقتلوه فقال حسان
يا حار من يغدر بذمة جاره منكم فإن محمدا لا يغدر
الأبيات
فجاء الحارث فاعتذر وودى الأنصاري وقال يا محمد إني عائذ بك من لسان
حسان
683

(1463) الحارث بن عوف ويقال عوف بن الحارث ويقال الحارث بن مالك
الليثي أبو واقد مشهور بكنيته وستأتي ترجمته في الكنى
(1464) الحارث بن عيسى وقيل بن عبس بالموحدة العبدي ثم الصباحي بضم
المهملة بعدها موحدة خفيفة أحد وفد عبد القيس
ذكره أبو عبيدة فيهم واستدركه بن الأمين وابن بشكوال قال الرشاطي لم يذكره أبو
عمر ولا بن فتحون
(1465) الحارث بن غزية الأنصاري وقيل غزية بن الحارث
روى بن السكن والباوردي وابن منده في الصحابة والحسن بن سفيان في مسنده من
طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك عن عبد الله بن رافع أخبره عن الحارث
بن غزية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة لا هجرة بعد الفتح الحديث
قال بن السكن رواه يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع عن غزية بن الحارث
فالله أعلم
(1466) الحارث بن غطيف بالمعجمة مصغرا السكوني الشامي روى حديثه
معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عنه
اختلف فيه فقال أبو صالح وحماد بن خالد عن معاوية به لم أنس أني رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى في الصلاة أخرجه البغوي وسمويه
وقال عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب عن معاوية كذلك الا أنهما قالا غطيف
684

بن الحارث أو الحارث بن غطيف على الشك
أخرجه بن أبي شيبة وابن السكن ورواه بن وهب ورشدين بن سعد عن معاوية
كرواية أبي صالح بلا شك لكن زادا بين يونس والحارث أبا راشد الحبراني
أخرجه بن منده والباوردي وابن شاهين قال بن منده ذكر أبي راشد فيه زيادة
وقال معين عن معاوية غضيف بن الحارث بالضاد المعجمة أخرجه بن منده
قال والأول أصح
ونقل بن السكن عن بن معين أنه قال الصواب الحارث بن غطيف قال بن
السكن ومن قال فيه غضيف فقد صحف فإن غضيف بن الحارث آخر يكنى أبا أسماء
(1467) الحارث بن فروة بن الشيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن
معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي
ذكر بن الكلبي وابن سعد والطبري أن له وفادة
وقال بن الأثير وقع في ذيل أبي موسى الحارث بن قرة بقاف والذي في الجمهرة
فروة بفاء وزيادة واو وهو الصواب وقال إن جده الشيطان سمي بذلك لجماله
(1468) الحارث بن أبي قارب القرشي السهمي ذكره موسى بن عقبة فيمن
استشهد يوم أجنادين من الصحابة استدركه بن فتحون
(1469) الحارث بن قيس بن الحارث بن أسماء بن مر بن شهاب بن أبي شمر
الغساني كان فارسا شاعرا ذكره بن الكلبي فيمن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره بن ماكولا
واستدركه بن فتحون وابن الأمين عن بن الدباغ
(1470) الحارث بن قيس بن خلدة الأنصاري ثم الزرقي مشهور بكنيته يكنى أبا
خالد يأتي في الكنى
(1471) الحارث بن قيس بن عدي السهمي تقدم ذكر والده الحارث وأما هذا فروى
بن أبي خيثمة من طريق نصر بن مزاحم عن معروف بن خربوذ قال انتهى الشرف إلى
685

عشرة من قريش في الجاهلية ثم اتصل في الاسلام فذكرهم إلى أن قال ومن بني سهم
الحارث بن قيس وكانت الحكومة والأموال تجمع إليه
قلت ويحتمل أن يكون المراد بقوله ثم اتصل في الاسلام أي بأولادهم فلا يدل
ذلك على أن له صحبة فليتأمل
ثم وجدت بن عبد البر قد ذكر نحو ما ذكره بن أبي خيثمة وزاد أنه أسلم وهاجر
إلى الحبشة مع بنيه الحارث وبشر ومعمر
وتعقبه بن الأثير بأن الزبير وابن الكلبي ذكرا أنه كان من المستهزئين وزاد في
التجريد لم يذكر أحد أنه أسلم الا أبو عمر
قلت نعم ذكره فيهم أيضا أبو عبيد ومصعب والطبري وغيرهم ولا مانع أن يكون
تاب وصحب وهاجر فلا تنافي بين القولين وأما قوله تعالى انا كفيناك المستهزئين
فليس صريحا في عدم توبة بعضهم ويؤيده أن بن إسحاق ذكر لكل واحد
من المستهزئين ميتة ماتها وذكر ميتة الحارث بن طلاطلة ثم روى من طريق عكرمة
وسعيد بن جبير فقال الحارث بن غيطلة وأما عكرمة فقال الحارث بن قيس ونسبه بن
إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة خزاعيا فهو غير السهمي والله أعلم
(1472) الحارث بن قيس ويقال قيس بن الحارث يأتي في القاف
(1473) الحارث بن قيس الفهري مضى في بن عبد قيس
(1474) الحارث بن كرز ذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من
الصحابة وقال روى عنه المهاجر بن حبيب استدركه في التجريد ونقلته من خط
مغلطاي
(1475) الحارث بن كعب قيل هو اسم الأسلع الذي مضى في الهمزة
(1476) الحارث بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن
بن النجار الأنصاري النجاري ثم المازني
قال بن الكلبي له صحبة واستشهد باليمامة وكذا قال العدوي وهو يرد قول
التجريد ذكره الكلبي فقط
686

(1477) الحارث بن كلدة بن عمرو بن أبي علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن
غيرة بن عوف بن قصي الثقفي طبيب العرب
قال بن إسحاق في المغازي حدثني من لا اتهم عن عبد الله بن مكرم عن رجل
من ثقيف قال لما أسلم أهل الطائف تكلم نفر منهم في أولئك العبيد يعني الذين نزلوا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا فأعتقهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك عتقاء الله وكان ممن تكلم فيهم
الحارث بن كلدة
قال غيره وكان فيهم الأزرق مولى الحارث
وروى أبو داود من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد عن سعد بن أبي وقاص قال
مرضت فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك مفئود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه يتطبب
فمره فليأخذ سبع تمرات فليلدك بهن
وروى بن منده من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال مرض سعد
فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأرجو أن يشفيك الله ثم قال للحارث بن كلدة عالج سعدا
مما به فذكر الخبر
قال بن أبي حاتم لا يصح إسلامه وهذا الحديث يدل على جواز الاستعانة بأهل
الذمة في الطب
قلت وجدت له رواية روينا في الجزء التاسع من الأمالي المحاملية وفي
التصحيف للعسكري من طريق شريك عن عبد الملك بن عمير عن الحارث بن كلدة
وكان أطب العرب وكان يجلس في مقنأة له فقيل له في ذلك فقال الشمس تثفل
الريح وتبلى الثوب وتخرج الداء الدفين
687

قال العسكري المقنأة بالقاف والنون الموضع الذي لا تصيبه الشمس وقوله
تثفل بالمثلثة والفاء المكسورة أي تغيره
وأخبار الحارث في الطب كثيرة منها ما حكاه الجوهري في الصحاح أن عمر سأل
الحارث بن كلدة وكان طبيب العرب ما الدواء قال الأزم يعني الحمية ثم وجدته
مرويا في غريب الحديث لإبراهيم الحربي من طريق بن أبي نجيح قال سأل عمر
فذكره
وفي كتاب الطب النبوي لعبد الملك بن حبيب من مرسل عروة بن الزبير عن عمر
وروى داود بن رشيد عن عمرو بن معروف قال لما احتضر الحارث اجتمع الناس
إليه فقالوا أوصنا فقال لا تتزوجوا الا شابة ولا تأكلوا الفاكهة الا نضيجة ولا يتعالجن
أحدكم ما احتمل بدنه الداء وعليكم بالنورة في كل شهر فإنها مذهبة للبلغم ومن تغدى
فلينم بعده ومن تعشى فليمش أربعين خطوة وقصته مع كسرى مشهورة فلا نطيل بها
ويقال إن سبب موته أنه نظر إلى حية فقال إن العالم ربما قام علمه له مقام الدواء
وأجزأت حكمته موضع الترياق فقيل له يا أبا وائل ألا تأخذ هذه بيدك فحملته النخوة
أن مد يده إليها فنهشته فوقع سريعا فما برحوا حتى مات
(1478) الحارث بن مالك أبو واقد الليثي يأتي في الكنى هكذا سمي أباه
الواقدي
(1479) الحارث بن مالك بن قيس بن عوذ بن جابر بن عبد مناف بن شجع بن
عامر بن ليت بن بكر الكناني الليثي المعروف بابن البرصاء وهي أمه وقيل أم أبيه
سكن مكة ثم المدينة
روى حديثه الترمذي وابن حبان وصححاه والدارقطني من طريق الشعبي عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يقول لا تغزى مكة بعد اليوم إلى يوم القيامة
وروى الزبير بن بكار من طريق مسور بن عبد الملك اليربوعي عن أبيه عن سعيد بن
688

المسيب قال كان بن البرصاء الليثي من جلساء مروان بن الحكم وكان يسمر معه
فذكروا الفئ عند مروان فقالوا الفئ مال الله وقد وضعه عمر في موضعه فقال مروان
إن الفئ مال أمير المؤمنين معاوية بقسمه فيمن شاء فخرج بن البرصاء فلقي سعد بن أبي
وقاص فأخبره
قال سعيد فلقيني سعد وأنا أريد المسجد فقال الحقني فتبعته حتى دخلنا على
مروان فأغلظ له فذكر القصة
قال فقال مروان من ترون قال هذا لهذا الشيخ قالوا بن البرصاء فأتى به فأمر
بتجريده ليضرب فدخل البواب يستأذنه لحكيم بن حزام فقال ردوا عليه ثيابه وأخرجوه
لا يهج علينا هذا الشيخ الآخر فذكر القصة بطولها
وهي دالة على أن الحارث بقي إلى خلافة معاوية وهذا هو المشهور في نسبة
الحارث
ونقل أحمد في مسنده لما أخرج حديثه المرفوع عن سفيان أنه قال إنه
خزاعي
(1480) الحارث بن مالك الأنصاري روى حديثه بن المبارك في الزهد عن معمر
عن صالح بن مسمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا حارث بن مالك كيف
أصبحت قال أصبحت مؤمنا حقا قال إن لكل قول حقيقة فما حقيقة أيمانك قال عزفت نفسي عن
الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي وكأني أنظر إلى أهل
الجنة يتزاورون فيها وكأني أسمع عواء أهل النار فقال مؤمن نور الله قلبه وهو
معضل
وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن مسمار وجعفر بن برقان أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث
وأخرجه في التفسير عن الثوري عن عمرو بن قيس الملائي عن يزيد السلمي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحارث كيف أصبحت يا حارث قال من المؤمنين قال أعلم
689

ما تقول فذكر نحوه وزاد في آخره فقال يا رسول الله أدع الله لي بالشهادة فدعا
له فأغير على سرح المدينة فخرج فقاتل فقتل
وجاء موصولا من طرق أخرى
وأخرجه الطبراني من طريق سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي الجهم وابن
منده من طريق سليمان بن سعيد عن الربيع بن لوط كلاهما عن الحارث بن مالك
الأنصاري أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنا من المؤمنين حقا فقال انظر ما
تقول الحديث وفي آخره من سره أن ينظر إلى من نور الله قلبه فلينظر إلى الحارث
بن مالك
قال بن منده ورواه زيد بن أبي أنيسة عن عبد الكريم بن الحارث عن الحارث بن
مالك ورواه جرير بن عتبة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل
المسجد فإذا الحارث بن مالك فحركه برجله فذكر الحديث
وروى البيهقي في الشعب من طريق يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف جدا عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي الحارث يوما فقال كيف أصبحت يا حارث قال أصبحت
مؤمنا حقا الحديث بطوله وفي آخره قال يا حارث عرفت فالزم
قال البيهقي هذا منكر وقد خبط فيه يوسف فقال مرة الحارث وقال مرة
حارثة
وقال أبو عاصم خشيش بن أصرم في كتاب الاستقامة له حدثنا عبد العزيز بن
أبان أخبرنا مالك بن مغول عن فضيل بن غزوان قال أغير على سرح المدينة فخرج
الحارث بن مالك فقتل منهم ثمانية ثم قتل وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت يا
حارثة
ورواه بن أبي شيبة عن بن نمير عن مالك بن مغول بالمرفوع ولم يذكر فضيل بن
غزوان
قال بن صاعد بعد أن أخرجه عن الحسين بن الحسن المروزي عن بن المبارك لا
690

أعلم صالح بن مسمار أسند الا حديثا واحدا وهذا الحديث لا يثبت موصولا
(1481) الحارث بن محاشن قال أبو عمر ذكره إسماعيل القاضي عن علي بن
المديني في المهاجرين وقبره بالبصرة
(1482) الحارث بن مرة الجهني ذكره سيف في الفتوح وقال أمره خالد بن
الوليد على قضاعة أيام أبي بكر الصديق حين توجه هو إلى العراق وكان من كماة الصحابة
وذكر له رواية عن أرطاة بن أبي أرطاة النخعي عنه عن بن مسعود
(1483) الحارث بن مسعود بن عبدة بن مظهر بضم الميم وفتح المعجمة وكسر
الهاء الثقيلة بن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري
الأوسي
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد يوم الجسر
(1484) الحارث بن مسلم التميمي يأتي في مسلم بن الحارث إن شاء الله تعالى
(1485) الحارث بن مسلم الحجازي أبو المغيرة المخزومي قال البخاري له
صحبة وكذا قال بن أبي حاتم عن أبيه
واستدركه بن الدباغ وابن فتحون ووقع عند بن الأثير تسمية جده المغيرة وأوهم
أنه كذلك عند بن أبي حاتم والذي عنده أبو المغيرة كما عند البخاري وقد تقدم ما ذكره
بن عبد البر في هذا في ترجمة الحارث بن سويد
(1486) الحارث بن مضرس بن عبد رزاح الأنصاري
قال البغوي شهد بيعة الشجرة واستشهد بالقادسية وله عقب
واستدركه بن فتحون وقد ذكر أبو عمر الحارث بن عبد رزاح فلعله هذا
(1487) الحارث بن معاذ الأنصاري الظهري أبو ذرة يأتي في الكنى
691

(1488) الحارث بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل
الأنصاري الأشهلي أخو سعد بن معاذ
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا وقد تقدم بن أخيه الحارث بن أوس بن
معاذ
(1489) الحارث بن معاوية السكوني حليف بني هاشم
قال بن حبان له صحبة ومات بالكوفة في أيام صلح الحسن ومعاوية
(1490) الحارث بن معاوية بن زمعة الكندي مختلف في صحبته
ذكره بن منده في الصحابة وتبعه أبو نعيم وتعلق بحديث المقدام الرهاوي قال
جلس عبادة بن الصامت وأبو الدرداء والحارث بن معاوية فقال أبو الدرداء أيكم يذكر يوم
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم فقال عبادة أنا فذكر الحديث
قال أبو نعيم رواه أبو سلام عن المقدام الكندي فقال الحارث بن معاوية الكندي
وذكره بن سعد وأبو زرعة الدمشقي في الطبقة الأولى من تابعي الشام وعده أبو
مسهر في كبار أصحاب أبي الدرداء
وقال العجلي من كبار التابعين وذكره في التابعين البخاري ومسلم وأبو حاتم وابن
سميع وابن حبان
وروى أبو وهب الكلاعي عن مكحول عن الحارث بن معاوية الكندي قال كنت
أتوضأ أنا وأبو جندل بن سهل فذكر قصة في المسح على الخفين
وروى يعقوب بن سفيان من طريق سليم بن عامر عن الحارث بن معاوية أنه قدم
على عمر فقال له ما أقدمك كيف تركت أهل الشام فذكر قصة
والذي يغلب على الظن أنه من المخضرمين وليس الحديث الأول صريحا في
صحبته والله أعلم
(1491) الحارث بن المعلى وقيل الحارث بن نفيع بن المعلى هو أبو سعيد
مشهور بكنيته يأتي في الكنى
692

(1492) الحارث بن معمر بالتشديد بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح
الجمحي والد حاطب وجد الحارث بن حاطب الماضي قريبا
ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن هاجر إلى الحبشة فهؤلاء ثلاثة في نسق من مهاجرة
الحبشة الحارث وأبوه حاطب وجده الحارث
وأما ما رواه بن عائذ ومن طريقه بن منده من رواية عطاء الخراساني عن أبيه عن
بن عباس في مهاجرة الحبشة الحارث بن معمر فولد له بها حاطب بن الحارث فهو
غلط بين والذي ولد له هو حاطب والمولود الحارث بن حاطب كما مضى ويأتي
(1493) الحارث بن نبيه والد أنس بن الحارث له ولابنه صحبة
وقد تقدم ذكر ابنه
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أصحاب الصفة
وروى عنه ولده أنس حديثا استدركه أبو موسى وقد مضى له ذكر في أنس بن
الحارث
(1494) الحارث بن نضر السهمي أو الحارث بن سهم البصري
ذكر له الزبير بن بكار في الموفقيات من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني
ساعدة شعرا في الأنصار أوله
يا لقومي لخفة الأحلام وانتظاري لزلة الاقدام
قبل كانوا من الدعاة إلى الله وكانوا أزمة الاسلام
إن ذا الامر دوننا لقريش وقريش هم ذوو الأحلام
وقد ذكر وثيمة أن المهاجرين والأنصار لما تنازعوا في الخلافة قام الحارث بن النضر
الأنصاري يخاطب قومه فذكر البيت الأول والثالث وزاد
فاتقوا الله معشر الأوس والخزرج واخشوا عواقب الأيام
693

وذكر له شعرا آخر في تأمير خالد بن الوليد على قتال أهل الردة باليمامة وهذا
بخلاف ما سمى الزبير أباه ونسبته فالله أعلم
(1495) الحارث بن نضر بن الحارث الأنصاري
ذكر العدوي في نسب الأنصار أن له صحبة وذكر القداح أنه شهد بيعة الرضوان
ولأبيه صحبة واختلفوا في ضبط اسمه كما سيأتي
(1496) الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن
النجار الأنصاري النجاري
ذكره بن إسحاق فيمن استشهد بمؤتة وكذا قال أبو الأسود عن عروة وقال
العدوي شهد بدرا وأحدا والمشاهد إلى أن قتل بمؤتة
قلت الصحيح أن الذي شهد بدرا هو الذي بعده
(1497) الحارث بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن البرك بن ثعلبة بن عمرو
بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي
قال بن سعد ذكره في البدريين موسى بن عقبة وابن عمارة وأبو معشر والواقدي
ولم يذكره بن إسحاق
قلت وذكره أيضا أبو الأسود عن عروة وابن الكلبي
وروى الطبراني من طريق عبيد الله بن أبي رافع أنه ذكر فيمن شهد صفين مع علي
وقال بن منده لا يعرف له حديث
(1498) الحارث بن النعمان بن خزمة بن أبي خزمة وقيل خزيمة بن ثعلبة بن
عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي
ذكره عبدان في الصحابة وفرق بينه وبين حارثة بن النعمان
(1499) الحارث بن النعمان بن رافع بن ثعلبة بن جشم الأوسي
قال بن منده روى حديثه سليمان بن عبيد الله عن عبيد الله بن عمرو عن
694

عبد الكريم الجزري عن بن الحارث بن النعمان عن أبيه
(1500) الحارث بن النعمان يأتي في حارثة بن النعمان
(1501) الحارث بن نفيع يقال هو اسم أبي سعد بن المعلى
(1502) الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي والد
عبد الله الملقب ببة بموحدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة
ذكره بن حبان في الصحابة وقال ولاه النبي صلى الله عليه وسلم بعض أعمال مكة وكذا قال
الزبير بن بكار
وقال بن أبي خيثمة حدثنا مصعب قال الحارث بن نوفل له صحبة ورواية وولد له
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله الملقب ببة
وقال الزبير بن بكار كان نوفل أسن ولد أبيه وكان له من الولد الحارث وبه كان
يكنى وهو أكبر ولده
وروى البخاري في التاريخ من طريق عبد الله بن الحارث أن أباه كان على مكة
وروى بن السكن والطبراني من طريق عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن الحارث بن
نوفل عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع المؤذن قال كما يقول فإذا قال حي على الصلاة
قال لا حول ولا قوة الا بالله وله أحاديث أخر
وأخرج النسائي من طريق أبي مجلز عن الحارث بن نوفل عن عائشة كنت أفرك
المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المزي أنه الحارث هذا
وعند بن حبان أنه غيره فإنه ذكر الحارث بن نوفل بن الحارث في الصحابة وذكر
الراوي عن عائشة في التابعين وهو الأظهر
وذكر بن الكلبي أنه سبب نزول قوله تعالى * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) *
الآية
695

وقال أبو حاتم مات بالبصرة في آخر خلافة عثمان
قال بن سعد أخبرني علي بن عيسى بن عبد الله بن عبد الله بن الحارث قال
صحب الحارث بن نوفل النبي صلى الله عليه وسلم فاستعمله على بعض عمله بمكة وأقره أبو بكر وعمر
وعثمان ثم انتقل إلى البصرة واختط بها دارا ومات بها في آخر خلافة عثمان
وقال غيره من أهل بيته مات زمن معاوية وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم
وأما الزبير بن بكار فذكر هذا الكلام الأخير في ترجمة أخيه عبد الله بن نوفل
(1503) الحارث بن أبي هالة أخو هند بن أبي هالة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم يأتي نسبه في
ترجمة أخيه
ذكر بن الكلبي وابن حزم أنه أول من قتل في سبيل الله تحت الركن اليماني
وقال العسكري في الأوائل لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما أمره قام في المسجد
الحرام فقال قولوا لا إله إلا الله تفلحوا فقاموا إليه فأتى الصريخ أهله فأدركه
الحارث بن أبي هالة فضرب فيهم فعطفوا عليه فقتل فكان أول من استشهد
وفي الفتوح لسيف عن سهل بن يوسف عن أبيه قال عثمان بن مظعون أول وصية
أوصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم لما قتل الحارث بن أبي هالة ونحن أربعون رجلا بمكة أحد على مثل ما
نحن عليه فذكر الحديث
(1504) الحارث بن هانئ بن أبي شمر بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية
الكندي
ذكر بن الكلبي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد يوم ساباط بالمدائن وكان في ألفين
وخمسمائة في العطاء
وأخرجه بن شاهين واستدركه أبو موسى وابن فتحون
696

(1505) الحارث بن هشام أبو عبد الرحمن الجهني مشهور بكنيته وسيأتي في
الكنى
(1506) الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن محزوم
أبو عبد الرحمن القرشي المخزومي أخو أبي جهل وابن عم خالد بن الوليد وأمه
فاطمة بنت الوليد بن المغيرة
حديثه في الصحيحين عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك
الوحي الحديث
ووقع في رواية لأحمد والبغوي عن عائشة عن الحارث بن هشام
وروى له بن ماجة حديثا آخر من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر
عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في
شوال الحديث
قال الزبير كان شريفا مذكورا مدحه كعب بن الأشرف اليهودي وشهد الحارث بن
هشام بدرا مع المشركين وكان فيمن انهزم فعيره حسان بن ثابت فقال
إن كنت كاذبة الذي حدثتني فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ونجا برأس طمرة ولجام
697

فأجابه الحارث
الله يعلم ما تركت قتالهم حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
فعلمت أني إن أقاتل واحدا أقيل ولا يبكي عدوي مشهدي
ففررت عنهم والأحبة فيهم طمعا لهم بعقاب يوم مفسد
ويقال إن هذه الأبيات أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار
قال الزبير ثم شهد أحدا مشركا حتى أسلم يوم فتح مكة ثم حسن إسلامه قال
وحدثني عمي قال خرج الحارث في زمن عمر بأهله وما له من مكة إلى الشام فتبعه أهل
مكة فقال لو استبدلت بكم دارا بدار ما أردت بكم بدلا ولكنها النقلة إلى الله فلم يزل
مجاهدا بالشام حتى ختم الله له بخير
وله ذكر في ترجمة سهيل بن عمرو قال الواقدي عند أهل العلم بالسير من أصحابنا
أن الحارث بن هشام مات في طاعون عمواس
وقال المدائني استشهد يوم اليرموك وكذا ذكره بن سعد عن حبيب بن أبي ثابت
وأما ما رواه بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن أبي بكر بن
عبد الرحمن أن الحارث بن هشام كاتب عبدا له فذكر قصة فيها فارتفعوا إلى عثمان
فهذا ظاهره أن الحارث عاش إلى خلافة عثمان لكن بن لهيعة ضعيف ويحتمل أن تكون
المحاكمة تأخرت بعد وفاة الحارث
قال الزبير لم يترك الحارث الا ابنه عبد الرحمن فأتى به وبناجية بنت عتبة بن
سهل بن عمرو إلى عمر فقال زوجوا الشريدة بالشريد عسى الله أن ينشر منهما فنشر الله
منهما ولدا كثيرا
وكان الحارث يضرب به المثل في السؤدد حتى قال الشاعر
أظننت أن أباك حين تسبى في المجد كان الحارث بن هشام
أولى قريش بالمكارم والندى في الجاهلية كان والاسلام
698

وقال الزبير بن بكار في الموفقيات من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني
ساعدة قال فقام الحارث بن هشام وهو يومئذ سيد بني مخزوم ليس أحد يعدل به الا
أهل السوابق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله لولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الأئمة من
قريش ما أبعدنا منها الأنصار ولكانوا لها أهلا ولكنه قول لا شك فيه فوالله لو لم
يبق من قريش كلها الا رجل واحد لصير الله هذا الامر فيه
وكان الحارث يحمل في قتال الكفار ويرتجز
إني بربي والنبي مؤمن والبعث من بعد الممات موقن
أقبح بشخص للحياة موطن
(1507) الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن أمية الأموي
قال البلاذري اسم أبي وجزة تميم وكان قد عمر
وذكر الواقدي والزبير أنه شهد بدرا مع المشركين فأسره سعد بن أبي وقاص
وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين قال قالوا كان في الحارث جفاء
وكان آدم طويلا فصلى خلف عمر فسمعه يقول كأنهم خشب مسندة
فقال أبي تعرض بابن الخطاب والله لا أصلي خلفك أبدا وأشار المرزباني إلى خبره هذا
في معجم الشعراء وزاد أنه عاش حتى أقعدت رجلاه وقال في ذلك
كبرت وأبلتني الليالي ومن يعش كما عشت يصبح ذا وساوس مقعدا
وقصرى وأن عمرت عشرين حجة فناء ولا يبقى الزمان مخلدا
وذكر البلاذري أن عمر سمع الحارث بن أبي وجزة يمدح خالد بن الوليد فنهاه
وقال إن حب الفخر مفسد للدين
قلت لم أر للحارث هذا في كتب من صنف في الصحابة ذكرا وهو على شرطهم
699

فإنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وعاش إلى خلافة عمر ولم يبق بمكة بعد الفتح قرشي
كافرا كما مر بل شهدوا حجة الوداع كلهم مع النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح به بن عبد البر
(1508) الحارث بن وحشي بن مالك الجنبي جد أبي ظبيان وحصين بن جندب
تقدم ذكره في جندب بن الحارث
(1509) الحارث بن وهب ويقال وهبان من بني عدي بن الدئل له وفادة
وقد تقدم ذلك في ترجمة أسيد بن أبي إياس في الهمزة
وللحارث بن وهب قصة مع عمر ذكرها الزبير في الموفقيات عن يحيى بن
محمد بن عبد الله بن ثوبان عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة عن أبيه قال عزل عمر أبا
موسى عن البصرة وقدامة بن مظعون وأبا هريرة والحارث بن وهب أحد بني ليث بن بكر
وشاطرهم أموالهم فذكر القصة وفيها وقال للحارث ما أعبد وقلاص بعتها بمائة دينار
قال خرجت بنفقة معي فتجرت فيها قال أنا والله ما بعثناك للتجارة في أموال المسلمين
ثم أمره أن يحملها فقال والله لا عملت لك عملا بعدها قال تيدك حتى أستعملك
(1510) الحارث بن يزيد بن أنيسة ويقال بن نبيشة ويقال بن أبي أنيسة
من بني معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري
ذكر بن إسحاق في السيرة عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش قال
قال لي القاسم بن محمد نزلت هذه الآية * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ) *
في جدك عياش بن أبي ربيعة والحارث بن زيد أخي بني معيص بن عامر
وكان يؤذيهم بمكة وهو كافر فلما هاجر الصحابة أسلم الحارث ولم يعلموا بإسلامه
وأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهر الحرة لقيه عياش بن أبي ربيعة وظنه على شركه فعلاه
بالسيف حتى قتله فنزلت هذه الآية
ورواه البلاذري وأبو يعلى والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجي كلهم من طريق
حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق لكن قال عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه وسماه
الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة وقال فيه وكان الحارث قد أعان على ربط عياش بن أبي
700

ربيعة فحلف لئن أمكنته منه فرصة ليقتلنه فذكر القصة بطولها
وأخرجها الكلبي في تفسيره مطولة وفيه ما يدل على أنه جاء مسلما إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قبل أن يلقاه عياش
وروى بن جرير من طريق بن جريج عن عياش عن عكرمة قال كان الحارث
بن يزيد بن أنيسة يعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل فذكر نحو هذه القصة
وروى بن أبي حاتم في التفسير من طريق سعيد بن جبير أن عياش بن أبي ربيعة
حلف ليقتلن الحارث بن يزيد مولى بني عامر بن لؤي فذكر نحوه
وروى الطبراني من طريق السدي القصة بطولها ولم يسمه ومن طريق مجاهد ولم
يسمه أيضا وفي سياقه ما يدل على أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم ثم خرج فقتله عياش
والله أعلم
وبهذا يصح أن يكون صحابيا
وقال بن أبي حاتم في الجرح والتعديل الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة هو الذي
قتله عياش بن أبي ربيعة بالبقيع بعد قدومه المدينة وذلك بعد أحد
وأخرجه بن عبد البر في موضعين سمي أباه في أحدهما زيدا وفي الآخر يزيد
فظنه اثنين وهما واحد والله أعلم
(1511) الحارث بن يزيد العامري آخر شهد الفتوح بعد النبي صلى الله عليه وسلم ذكره
سيف وروى عن عمر أنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يجعل عمرو بن مالك بن عتبة بن
وهيب مقدمة العسكر إلى هيت ليحاصرها فحاصرها عمرو وترك الحارث بن يزيد العامري
على نصف العسكر وتقدم هو إلى قرقيسياء فذكر القصة
قلت وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون الا الصحابة
استدركه بن فتحون
(1512) الحارث بن يزيد الجهني قال عبدان سمعت أحمد بن سيار يقول لا
يعرف له حديث الا أنه مذكور في حديث أبي اليسر وأشار إلى ما أخرجه هو
وعبد الغني بن سعيد في المبهمات من طريق بن وهب عن يونس عن بن شهاب عن
701

جابر قال قال أبو اليسر وكان لي على الحارث بن يزيد الجهني مال فطال حبسه إياي
الحديث
رجاله ثقات مع انقطاعه وأصله في صحيح مسلم عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن
الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار فكان أول من لقينا
أبا اليسر فقال أبو اليسر كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال فذكر الحديث
قلت والحرامي مضبوط بالمهملتين وهو في الأنصار فيحتمل أن يكون جهنيا
حليفا للأنصار
ووجدت له حديثا من روايته لكن إسناده ضعيف أخرجه أبو موسى في الذيل من
طريق بشر بن عمارة عن الأحوص بن حكيم عن الحارث بن زياد عن الحارث بن يزيد
الجهني قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أن يبال في الماء المجتمع المستنقع
(1513) الحارث بن يزيد البكري تقدم في الحارث بن حسان
(1514) الحارث غير منسوب قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة
وروى النسائي من طريق حبيب بن سبيعة عن الحارث أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم
فمر به رجل فقال يا رسول الله إني أحبه الحديث
أخرجه من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عنه
وقال مبارك بن فضالة وحسين بن واقد وغيرهما عن ثابت عن أنس فالله أعلم
(1515) الحارث غير منسوب قال البخاري إن لم يكن بن نوفل فلا أدري
روى عنه ابنه عبد الله وقال بن عبد البر روى الحارث أبو عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في
الصلاة على الميت يرويه عنه علقمة بن مرثد عن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال بن
الأثير هو الحارث بن نوفل كرره أبو عمر بلا فائدة انتهى
والجزم بكونه بن نوفل عجيب فإن الحديث عند البغوي وابن شاهين والباوردي
والطبراني وغيرهم من طرق مدارها على ليث بن أبي سليم عن علقمة عن عبد الله بن
الحارث عن أبيه ولم يقع في رواية أحد منهم أنه الحارث بن نوفل لكنهم أوردوه في
702

ترجمة الحارث بن نوفل فهو على الاحتمال أما الجزم بذلك فلا فلا لوم على بن عبد
البر
(1516) الحارث المليكي ذكره بن عبد البر وساق له من طريق سعيد بن سنان
عن يزيد بن عبد الله بن الحارث المليكي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل
معقود في نواصيها الخير
قلت وأنا أخشى أن يكون صحفه فإن الطبراني أخرج هذا الحديث من هذا الوجه
فقال عن يزيد بن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جده فذكره سواء وإنما لم أورده في
القسم الأخير لاحتمال أن يكون عند راويه على الوجهين
(1517) الحارث النهمي بكسر النون وسكون الهاء يأتي في العريان في حرف
العين
(1518) الحارث الطائفي يأتي ذكره في ترجمة ولده حكيم بن الحارث إن شاء الله
تعالى
(1519) الحارث الغامدي تقدم ذكره في ترجمة ولده الحارث بن الحارث ولعله
الحارث بن يزيد المتقدم قريبا
ذكر من اسمه حارثة
(1520) حارثة بن الأضبط ويقال حارثة الأضبط السلمي تقدم في الهمزة
(1521) حارثة بن جابر العبدي من عبد القيس
له وفادة يأتي ذكرها في ترجمة صحار بن العباس العبدي إن شاء الله تعالى
(1522) حارثة بن جبلة بن حارثة بن شراحيل الكلبي سبق ذكر أبيه في الجيم
703

وأما هذا فذكره عبدان في الصحابة وتبعه أبو موسى
(1523) حارثة بن حمير الأشجعي حليف بني سلمة
ذكره موسى بن عقبة عن بن شهاب وأبو الأسود عن عروة ويونس بن بكير عن بن
إسحاق في البدريين
وقال إبراهيم بن سعد خارجة بالمعجمة ثم بالجيم واختلف في ضبط أبيه فقال
الأولون جميرة بالمعجمة مصغرا وقال الطبري بالمهملة مصغر مثقل بلا هاء
وحكى أبو موسى عن بن أبي حاتم أنه بالجيم والزاي والله أعلم
(1524) حارثة بن الربيع الأنصاري ذكره عبدان وأبو بكر بن علي في الصحابة
واستدركه أبو موسى وأنا أخشى أن يكون هو حارثة بن سراقة المذكور بعده فنسب إلى
أمه وهي الربيع بتشديد التحتانية كما سيأتي
(1525) حارثة بن زيد بن أبي زهير بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي ذكره
المسيبي عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا
وخالفه إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح فقال خارجة بالمعجمة والجيم
(1526) حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عامر بن غنم بن عدي
بن النجار الأنصاري النجاري وأمه الربيع بنت النضر عمه أنس بن مالك
استشهد يوم بدر
وروى أحمد والطبراني من طريق حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس والبخاري
والنسائي من غير وجه عن حميد عن أنس والترمذي من طريق سعيد عن قتادة عن أنس
فاتفقوا على أنه قتل يوم بدر
704

وفي رواية ثابت أنه خرج نظارا فأصيب فأتت أمه النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قد عرفت موضع
حارثة مني الحديث
وفيه وإنه في الفردوس
وهكذا ذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو الأسود فيمن شهد بدرا وقتل بها من
المسلمين ولم يختلف أهل المغازي في ذلك
واعتمد بن منده على ما وقع في رواية لحماد بن سلمة فقال استشهد يوم أحد
وأنكر ذلك أبو نعيم فبالغ كعادته
ووقع في رواية الطبراني من طريق حماد والبغوي من طريق حميد أنه قتل يوم
أحد فالله أعلم والمعتمد الأول
(1527) حارثة بن سهل بن حارثة بن قيس بن عامر بن مالك بن لوذان بن عمرو بن
عوف الأنصاري
ذكره الطبري وابن شاهين وابن القداح فيمن استشهد بأحد
وقال العدوي لم يختلفوا في أنه شهدها واستدركه أبو موسى وابن فتحون
(1528) حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس بن
عامر بن النعمان بن عبد ود بن زيد بن اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي والد
زيد بن حارثة وجد أسامة بن زيد وسبق ذكر حفيده حارثة بن جبلة بن حارثة قريبا
روى بن منده والحاكم من طريق يحيى بن أيوب بن أبي عقال حدثنا عمي زيد عن
أبيه أبي عقال وهب بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن أبيه أسامة بن زيد عن أبيه
زيد بن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أباه حارثة بن شراحيل إلى الاسلام فأسلم
قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه
ورويناه في فوائد تمام في نحو ورقتين ورجال إسناده مجهولون من يحيى إلى
زيد بن الحسن بن أسامة والمحفوظ أن حارثة قدم مكة في طلب ولده زيد فخيره
النبي صلى الله عليه وسلم فاختار صحبة النبي صلى الله عليه وسلم
وسيأتي ذلك في زيد ولم أر لحارثة ذكر إسلام الا من هذا الوجه
705

(1529) حارثة بن عدي بن أمية بن الضبيب الجذامي الضبيبي بالمعجمة و
الموحدة مصغرا
قال بن أبي حاتم عن أبيه له صحبة
وكذا قال بن ماكولا
وروى أبو بشر الدولابي وابن منده من طريق ولده عنه قال كنت في الوفد أنا
وأخي فذكر الحديث وفيه اللهم بارك لحارثة في طعامه
وسيأتي في ترجمة أخيه مخرمة
وقال أبو عمر مجهول لا يعرف وقد ذكره البخاري
(1530) حارثة بن عمرو الأنصاري الساعدي قتل يوم أحد ذكره أبو عمر مختصرا
ويحتمل أن يكون هو خارجة بن عمرو الآتي في الخاء المعجمة
(1531) حارثة بن قطن بن زابر بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي
روى بن شاهين من طريق هشام بن الكلبي بإسناد له قال وفد حصن وحارثة ابنا
قطن على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما وكتب لهما كتابا فذكر الحديث وفيه فقال حصن من
أبيات
وجدتك يا خير البرية كلها نبت كريما في الأرومة من كعب
وروى بن سعد عن هشام بن الكلبي بإسناد آخر قصة أخرى في وفادة حارثة المذكور
سيأتي إسنادها في ترجمة حمل بن سعد أنه الكلبي إن شاء الله تعالى وفيه أنه صلى الله عليه وسلم كتب كتابا
لحارثة بن قطن هذا كتاب من محمد رسول الله لأهل دومة الجندل وما يليها من طوائف
كلب مع حارثة بن قطن لنا الصاخبة من البغل ولكم الصامت من النخل على الحارثة
العشر وعلى العامرة نصف العشر فذكر الكتاب
(1532) حارثة بن قعين بن جليد بن حديد الطائي من بني طريف بن مالك
706

ذكره بن شاهين في ترجمة زيد الخيل وروى بسنده عن هشام بن الكلبي أنه ذكره
فيمن وفد مع زيد
ورأيته في نسخة قديمة من بن شاهين بالجيم والصواب أنه بالحاء المهملة
(1533) حارثة بن مالك في الحارث بن مالك
(1534) حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن
النجار الأنصاري
ذكره موسى بن عقبة وابن سعد فيمن شهد بدرا وقد ذكره بن إسحاق الا أنه سمى
جده رافعا وقال بن سعد يكنى أبا عبد الله
روى النسائي من طريق الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت
الجنة فسمعت قراءة فقلت من هذا فقيل حارثة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كذلكم البر
وكان برا بأمه وهو عند أحمد من طريق معمر عن الزهري عن عروة أو غيره
ولفظه كان أبر الناس بأمه
إسناده صحيح
وروى أحمد والطبراني من طريق الزهري أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة عن
حارثة بن النعمان قال مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبرائيل جالس في المقاعد
فسلمت عليه فلما رجعت قال هل رأيت الذي كان معي قلت نعم قال فإنه
جبريل وقد رد عليك السلام
إسناده صحيح أيضا
وروى بن شاهين من طريق المسعودي عن الحكم عن القاسم أن حارثة أتى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يناجي رجلا ولم يسلم فقال جبرائيل أما أنه لو سلم لرددنا عليه فقال لجبرائيل
وهل تعرفه فقال نعم هذا من الثمانين الذين صبروا يوم حنين رزقهم ورزق أولادهم على
الجنة
707

ورواه الحارث من وجه آخر عن المسعودي فقال عن القاسم عن الحارث بن
النعمان كذا قال
ورواه الطبراني من طريق بن أبي ليلى عن الحكم فقال عن بن عباس فذكر نحوه
وله حديث آخر عند أحمد وغيره ورواه البخاري في التاريخ من طريق ثابت عن
عبد الله بن رباح أن حارثة بن النعمان قال لعثمان إن شئت قاتلنا دونك
وقال مقسم بن سعد أدرك خلافة معاوية ومات فيها بعد أن ذهب بصره
وروى الطبراني والحسن بن سفيان من طريق محمد بن أبي فديك عن محمد بن
عثمان عن أبيه قال كان حارثة بن النعمان وفي رواية له عن حارثة بن النعمان وكان
قد ذهب بصره فاتخذ خيطا في مصلاه إلى باب حجرته فكان إذا جاء المسكين أخذ من
مكتله شيئا ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله وكان أهله يقولون له نحن نكفيك
فيقول إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مناولة المسكين تقي مصارع السوء
(1535) حارثة بن وهب الخزاعي أمه أم كلثوم بنت جرول بن مالك الخزاعية
فهو أخو عبيد الله بن عمر لامه وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن حفصة بنت عمر وغيرها وله
في الصحيحين أربعة أحاديث منها قوله صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم آمن ما كان الناس بمنى
ركعتين
روى عنه أبو إسحاق السبيعي ومعبد بن خالد وغيرهما
708