الكتاب: سير أعلام النبلاء
المؤلف: الذهبي
الجزء: ٢٣
الوفاة: ٧٤٨
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف ، الدكتور محيي هلال السرحان
الطبعة: التاسعة
سنة الطبع: ١٤١٣ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

سير أعلام النبلاء 23
1

سير أعلام النبلاء
تصنيف
الامام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
المتوفى
748 ه‍ 1374 م‍
الجزء الثالث والعشرون
حقق هذا الجزء
الدكتور بشار عوار معروف والدكتور محيي هلال السرحان
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

1 - ابن ياسين *
الشيخ المسنذ الأمين الحجاج أبو منصور سعيد بن محمد بن ياسين بن
عبد الملك بن مفرج البغدادي البزاز السفار.
سمع من أبي الفتح ابن البطي، وجعفر بن عبد الله ابن الدامغاني
وأخته تركناز.
حدث عنه الشيخ عز الدين الفاروثي، وأبو القاسم بن بلبان.
وبالإجازة القاضيان ابن الخويي والحنبلي، والفخر ابن عساكر،
والقاسم ابن عساكر، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي.
قال ابن أنجب في تاريخه (1): حج تسعا وأربعين حجة.
قلت: أسقطت شهادته لسوء طريقته وظلمه.
توفي في خامس صفر سنة أربع وثلاثين وست مئة.

* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2699، وذيل منصور بن سليم، الورقة 93، والعبر
للذهبي: 5 / 137 وتاريخ الاسلام، الورقة: 147 (أيا صوفيا 3012)، والنجوم الزاهرة: 6 /
298، وشذرات الذهب: 5 / 164.
(1) هو تاج الدين علي بن أنجب المعروف بابن الساعي البغدادي خازن كتب المدرسة
المستنصرية وصاحب التصانيف الكثيرة المشهورة، ومنها تاريخه هذا الذي تظهر النقول عنه أنه
كان من التواريخ المفصلة المستوعبة وقد رتبه على السنين، وفيه الحوادث والوفيات. توفي ابن
الساعي سنة 674.
5

2 - الناصح *
الشيخ الامام المفتي الأوحد الواعظ الكبير ناصح الدين أبو الفرج عبد
الرحمان بن نجم ابن الإمام شرف الاسلام أبي البركات عبد الوهاب ابن
الشيخ الكبير أبي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الأنصاري السعدي
العبادي، الشيرازي الأصل الشامي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي.
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مئة (1).
وتفقه، وبرع في الوعظ، وارتحل وسمع من شهدة الكاتبة وتجني
الوهبانية، وأبي شاكر يحيى السقلاطوني، وعبد الحق اليوسفي، ومسلم
ابن ثابت، ونعمة بنت القاضي أبي خازم ابن الفراء، وطائفة ببغداد، ومن
أبي موسى المديني، وأبي العباس الترك بأصبهان، ومن عبد الغني بن أبي
العلاء بهمذان.
حدث عنه ابن الدبيثي، والضياء، والبرزالي، والمنذري، وأبو
حامد الصابوني، والشمس بن حازم، والعز ابن العماد، والتقي بن مؤمن،
ونصر الله بن عياش، وعلي بن بقاء، ومحمد بن بطيخ، وأحمد بن إبراهيم
الدباغ، والشهاب بن مشرف، ومحمد بن علي بن الواسطي، وأبو بكر بن
عبد الدائم.

* مرآة الزمان: 8 / 700 - 702، وتكملة المنذري: 3 / الترجمة 2688، وذيل
الروضتين لأبي شامة: 164، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 150 (أيا صوفيا 3012)،
والعبر: 5 / 138، والمختصر المحتاج إليه، الورقة 73، ودول الاسلام: 2 / 104، ونثر
الجمان للفيومي، 2 / الورقة 81، والبداية والنهاية: 13 / 146، والذيل لابن رجب: 2 /
193 - 201، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة 23، والنجوم الزاهرة: 6 / 298، وشذرات
الذهب: 5 / 164 - 166، والتاج المكلل للقنوجي: 232.
(1) في ليلة السابع عشرة من شوال منها، كما ذكر المنذري وغيره.
6

وروى عنه بالإجازة القاضيان ابن الخويي وابن حمزة، والبهاء بن
عساكر.
ودرس، وأفتى، وصنف، وكان رئيس الحنابلة في وقته بدمشق،
وكان له قبول زائد. حدث ووعظ بمصر وبدمشق. له خطب ومقامات،
وكتاب " تاريخ الوعاظ ". وكان حلو الايراد، صارما، مهيبا، شهما، كبير
القدر.
توفي في ثالث المحرم سنة أربع وثلاثين وست مئة، وله ثمانون سنة.
قرأت على محمد بن علي: أخبرنا عبد الرحمن بن نجم، أخبرنا
الحافظ أبو موسى، أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ،
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، حدثنا عبد الله. (ح). قال أبو نعيم: وحدثنا
الحسين بن محمد بن رزين الخياط، حدثا الباغندي، قالا: حدثنا هشام بن
عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن صابر، حدثنا عطية بن
قيس، حدثنا عبد الرحمن بن غنم، قال: أخبرني أبو عامر أو أبو مالك
الأشعري - والله ما كذبني - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف، ولينزلن
أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة فيأتيهم رجل لحاجة فيقولون له: ارجع
إلينا غدا فيبيتهم الله تعالى، ويضع العلم عليهم، ويمسخ آخرون قردة
وخنازير " أخرجه البخاري (1) تعليقا لهشام، ورواه ابن الدبيثي في تاريخه
عن الناصح.

(1) في صحيحه (5590) في الأشربة: باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير
اسمه، وقد وصله أبو داود (4039) والطبراني (3417)، والبيهقي 10 / 221 وغيرهم، وهو
حديث صحيح. (شعيب).
7

3 - أخوه *
الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد * بن نجم، توفي سنة ست وعشرين
وست مئة في ذي القعدة، وله سبع وسبعون سنة، سمع من أبي تميم سلمان
الرحبي، والكمال ابن الشهرزوري، والحيص بيص.
حدث عنه الصفي خليل المراغي في " مشيخته ".
4 - القطيعي * *
الشيخ العالم المحدث المفيد المؤرخ المعمر مسند العراق شيخ
المستنصرية أول ما فتحت (1) أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين
البغدادي ابن القطيعي.
ولد في رجب سنة ست وأربعين وخمس مئة.
سمعه والده الفقيه أبو العباس القطيعي من أبي بكر ابن الزاغوني،
ونصر بن نصر العكبري، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وأبي الوقت
السجزي، فروى عنه الصحيح، وأبي الحسن بن الخل الفقيه، وسلمان
الشحام، وطائفة.

* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2266، وذيل الروضتين لأبي شامة: 158، وتاريخ
الاسلام للذهبي، الورقة 55 (أيا صوفيا 3012)، والذيل لابن رجب: 2 / 174، وشذرات
الذهب: 5 / 119.
(* *) تاريخ ابن الدبيثي: 1 / الترجمة: 57 (من المطبوع)، وتكملة المنذري: 3 /
الترجمة 2723، وتاريخ الاسلام، الورقة: 154 (أيا صوفيا 3012)، ودول الاسلام: 2 /
104، والوافي بالوفيات: 2 / 130، والذيل لابن رجب: 2 / 212 - 214، وغربال الزمان،
الورقة: 181 (باريس 1593)، ولسان الميزان: 5 / 64، وشذرات الذهب: 5 / 162 -
163، 168، وتاريخ علماء المستنصرية للدكتور ناجي معروف: 1 / 324، ومقدمة تاريخ ابن
الدبيثي.
(1) يعني شيخ دار الحديث بالمستنصرية.
8

ثم طلب هو بنفسه، وارتحل، فسمع بالموصل من يحيى بن سعدون
القرطبي، وخطيبها أبي الفضل الطوسي، وبدمشق من عبد الله بن عبد
الواحد الكناني، وأبي المعالي بن صابر، ومحمد بن حمزة القرشي. وقد
لزم الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي، وقرأ عليه كثيرا، وأخذ عنه الوعظ،
وجمع " ذيل التاريخ " لبغداد، وما تممه، وخدم في بعض الجهات، وناب
عن الصاحب محيي الدين ابن الجوزي في الحسبة، وفتر عن الحديث، بل
تركه، ثم طال عمره، وعلا سنده، واشتهر ذكره، فأعطي مشيخة
المستنصرية. وكان يخضب بالسواد، ثم تركه. وكان آخر من حدث ببلده
" بالصحيح " كاملا عن أبي الوقت، وتفرد بعدة أجزاء.
قال ابن نقطة: هو شيخ صالح السماع، صنف لبغداد " تاريخا " إلا
أنه ما أظهره.
قلت: وكان له أصول يروي منها، وكان يتعاسر في الرواية.
حدث عنه ابن الدبيثي، وابن النجار، والسيف ابن المجد، والجمال
الشريشي، والعز الفاروثي، والعلاء بن بلبان، وأحمد بن محمد ابن
الكسار، والفقيه سعيد بن أحمد الطيبي، والمجد عبد العزيز
ابن الخليلي، والشهاب الأبرقوهي، والتاج الغرافي، وآخرون.
وبالإجازة القاضيان الخويي والحنبلي، والفخر بن عساكر وابن عمه البهاء،
وسعد الدين ابن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد بن أبي طالب، وأبو نصر
ابن الشيرازي.
قال ابن النجار: جمع " تاريخا " (1) ولم يكن محققا فيما ينقله

(1) سماه " درة الإكليل في تتمة التذييل "، قال ابن رجب: رأيت أكثره بخطه، وقد نقلت
منه في هذا الكتاب كثيرا، وفيه فوائد جمة من أوهام وأغلاط ". وكتابه هذا يشبه تاريخ ابن الدبيثي،
من حيث هو ذيل على ذيل السمعاني.
9

ويقوله، عفا الله عنه. وتفرد بالرواية عن جماعة، أذهب عمره في
" التاريخ " الذي عمله، طالعته فرأيت فيه كثيرا من الغلط والتصحيف،
فأوقفته على وجه الصواب فيه فلم يفهم، وقد نقلت عنه، منه أشياء لا يطمئن
قلبي إليها، والعهدة عليه. وسمعت عبد العزيز بن دلف يقول: سمعت
الوزير أبا المظفر بن يونس يقول لأبي الحسن ابن القطيعي: ويلك عمرك تقرأ
الحديث ولا تحسن تقرأ حديثا واحدا صحيحا.
قال ابن النجار: وكان لحنة، قليل المعرفة بأسماء الرجال، أسن
وعزل عن الشهادة، وألزم منزله.
توفي في رابع أو خامس ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وست مئة.
وفيها مات الملك المحسن أحمد ابن السلطان صلاح الدين يوسف،
والشيخ إسحاق ابن أحمد العلثي الزاهد، والمحدث وجيه الدين بركات بن
ظافر بن عساكر المصري، والموفق حمد بن أحمد بن صديق الحراني
الحنبلي، وأبو طاهر خليل بن أحمد الجوسقي، وسعيد بن محمد بن
ياسين، والحافظ أبو الربيع الكلاعي، والضحاك بن أبي بكر القطيعي،
والناصح ابن الحنبلي، وأبو البركات عبد العزيز بن محمد بن القبيطي،
والناصح عبد القادر بن عبد القاهر الحراني الحنبلي، والشرف عبد القادر بن
محمد البغدادي ثم المصري، وعبد اللطيف ابن شاعر العراق محمد بن
عبيد الله ابن التعاويذي، وعبد الواحد بن نزار ابن الجمال، وأبو عمرو
عثمان بن حسن بن دحية اللغوي السبتي، وعلي بن محمد بن كبة (1)،

(1) قيده المنذري في " التكملة ": 3 / الترجمة: 2746، وقال: " بضم الكاف وتشديد
الباء الموحدة وتاء تأنيث " وانظر تاريخ ابن الدبيثي، الورقة: 176 (كيمبرج)، والمشتبه:
542، وتاريخ الاسلام، الورقة: 153 (أيا صوفيا 3012).
10

والكمال علي بن أبي الفتح الكناري (1) الطبيب بحلب، وصاحب الروم
كيقباد بن كيخسرو، والصاحب محمد بن علي بن مهاجر بدمشق، وصاحب
حلب الملك العزيز محمد ابن الظاهر، وخطيب شقر أبو بكر محمد بن محمد
ابن وضاح المقرئ، والمحتسب فخر الدين محمود بن سيما (2)، ومرتضى
ابن العفيف، وأبو بكر هبة الله بن كمال، وياسمين بنت البيطار.
5 - مرتضى *
ابن العفيف، أبي الجود حاتم بن المسلم بن أبي العرب، الشيخ الامام
المقرئ المحدث أبو الحسن الحارثي المصري الحوفي.
مولده بالحوف (3) سنة تسع وأربعين وخمس مئة تقريبا.
وقرأ بالسبع على () (4)، وسمع من أبي طاهر السلفي،
والقاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وإسماعيل بن قاسم الزيات،
وعبد الله بن بري، وسلامة بن عبدا لباقي، وطائفة.
حدث عنه ابن النجار، وأبو محمد المنذري، وحفيده حاتم بن حسين

(1) قيدها الذهبي بخطه في تاريخ الاسلام، الورقة: 153 (أيا صوفيا 3012).
(2) محمود بن عبد اللطيف بن محمد بن سيما بن عامر، أبو الثناء السلمي الدمشقي
المحتسب.
* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2760، وتكملة ابن الصابوني: 302 - 303،
وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 155 - 156، والعبر: 5 / 140، وذيل التقييد للفاسي،
الورقة 256، والنجم الزاهرة: 6 / 299، وشذرات الذهب: 5 / 168 - 169.
(3) كورة مشهورة قصبتها بلبيس من ديار مصر، قيدها المنذري.
(4) فراغ في الأصل تركه المؤلف لعدم معرفته به، فكأنه تركه ليعود إليه فما عاد، ويفسره
قوله في آخر الترجمة: " ما ذكر المنذري على من تلا بالسبع " وجاء في " غاية النهاية " 2 / 93:
أنه أخذ القراءات عن الشاطبي.
11

ابن مرتضى، وأحمد بن عبد الكريم المنذري، والتاج الغرافي، وأبو
المعالي الأبرقوهي، وعدة. وبالإجازة غير واحد.
وآخر من روى عنه حضورا الجمال محمد بن مكرم الكاتب.
قال المنذري (1): كان على طريقة حسنة، كثير التلاوة ليلا ونهارا،
وأبوه أحد المنقطعين المشهورين بالصلاح.
قلت: حدث مرتضى بدمشق، وكان عنده فقه ومعرفة ونباهة. كتب
بخطه الكثير.
وقال التقي عبيد (2): كان فقيرا صبورا له قبول، يختم في الشهر
ثلاثين ختمة. وله في رمضان ستون ختمة رحمه الله.
توفي بالشارع (3) في التاسع والعشرين من شوال سنة أربع وثلاثين
وست مئة، وكان شافعيا.
قلت: ما ذكر المنذري على من تلا بالسبع.
6 - ابن كمال *
الشيخ الصالح الخاشع أبو بكر هبة الله بن عمر بن حسن الحربي
البغدادي القطان الحلاج المعروف بابن كمال.

(1) التكملة: 3 / الترجمة: 2760.
(2) هو الأسعردي.
(3) محلة بظاهر القاهرة.
* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2729، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 157 (أيا
صوفيا 3012)، والعبر: 5 / 140 - 141، والنجوم الزاهرة: 6 / 299، وشذرات الذهب:
5 / 169.
12

حدث عن هبة الله بن أحمد الشبلي، وكمال بنت الحافظ عبد الله ابن
السمرقندي، وأبي المعالي بن اللحاس، وتفرد في وقته، وكان من
الأخيار.
أخذ عنه ابن المجد، والكمال ابن الدخميسي، وأبو القاسم بن
بلبان، وطائفة.
وبالإجازة الأبرقوهي، والفخر ابن عساكر وابن عمه البهاء، والمطعم،
وابن سعد، وابن الشيرازي، وابن الشحنة، وعدة.
مات في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وست مئة، وهو في عشر
التسعين.
7 - ياسمين *
الشيخة المعمرة المباركة أم عبد الله ياسمين بنت سالم بن علي بن
سلامة ابن البيطار الحريمية أخت المسند ظفر الدين [الذي] (1) روى لنا عنه
الأبرقوهي.
روت جزءا عن أبي المظفر هبة الله ابن الشبلي، تفردت به.
حدث عنها تقي الدين ابن الواسطي، وابن الزين، وجمال الدين أبو
بكر الشريشي، وابن بلبان، وجماعة.
وبالإجازة: القاضي وابن سعد، والمطعم، وأبو بكر بن عبد
الدائم، والبهاء ابن عساكر، وابن الشحنة وآخرون.

* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2689، وتاريخ الاسلام، الورقة: 157 (أيا صوفيا
3012)، والعبر: 5 / 141، وشذرات الذهب: 5 / 169.
(1) إضافة منا لدفع اللبس.
13

توفيت يوم عاشوراء سنة أربع وثلاثين وست مئة في عشر التسعين.
8 - الأنجب *
ابن أبي السعادات بن محمد بن عبد الرحمن، الشيخ المعمر المسند
الصدوق المكثر أبو محمد البغدادي الحمامي (1)، ويسمى أيضا محمدا.
ولد في المحرم سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
وسمع من أبي الفتح بن البطي شيئا كثيرا، ومن أبي المعالي بن
اللحاس، وأبي زرعة المقدسي، وأحمد بن المقرب، ويحيى بن ثابت،
وسعد الله ابن الدجاجي. وأجاز له من أصبهان مسعود الثقفي، وأبو عبد الله
الرستمي.
حدث عنه ابن النجار، وعز الدين الفاروثي، وكمال الدين
الشريشي، وجمال الدين محمد ابن الدباب، وتقي الدين ابن الواسطي،
وعلاء الدين ابن بلبان، وعبد الرحمن بن الزين، ومحمد بن مكي، وأبو
المعالي، الأبرقوهي، وأبو سعيد سنقر القضائي، وعبد الله بن أبي
السعادات، والمجاور أحمد بن أبي طالب بن أبي بكر بن محمد الحمامي،
وعدة.
وبالإجازة القاضي الحنبلي، والفخر بن عساكر، وابن سعد،
والمطعم، وأبو العباس ابن الشحنة، وأبو نصر ابن الشيرازي وجماعة.

* تاريخ ابن الدبيثي، الورقة 274 (باريس 5921)، وتكملة المنذري: 3 / 2794،
والعبر: 5 / 142، والمختصر المحتاج إليه: 1 / 257 - 258، ودول الاسلام: 2 / 105
وتاريخ الاسلام، الورقة 159 (أيا صوفيا 3012)، والنجوم الزاهرة: 6 / 301، وشذرات
الذهب: 5 / 170.
(1) قيده المنذري بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم.
14

ومن مسموعاته " حلية الأولياء " كله على ابن البطي، و " المنتقى "
من سبعة أجزاء " المخلص " سمعه من ابن اللحاس، و " سنن ابن ماجة "
على أبي زرعة، و " مسند الحميدي ": أخبرنا ابن الدجاجي. وكان شيخا
حسنا محبا للرواية طيب الأخلاق.
قال ابن نقطة: كان سماعه صحيحا.
قال المنذري (1): توفي بالمارستان العضدي في تاسع عشر ربيع الآخر
سنة خمس وثلاثين وست مئة.
قال ابن النجار: كان في جوار شيخنا ابن مشق فأسمعه الكثير، وكان
شيخا لا بأس به، حسن الأخلاق، صورا، عزيز النفس مع فقره.
9 - ابن اللتي *
الشيخ الصالح المسند المعمر رحلة الوقت أبو المنجى عبد الله بن عمر
ابن علي بن زيد ابن اللتي البغدادي الحريمي الطاهري القزاز.
ولد بشارع دار الرقيق في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمس مئة،
فسمعه عمه من أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء حضورا في سنة تسع
وأربعين. وسمع من أبي الوقت السجزي كثيرا " كالدارمي " و " منتخب
مسند عبد " وأشياء، ومن أبي الفتوح الطائي، وأبي المعالي ابن اللحاس،

(1) التكملة: 3 / الترجمة: 2794.
* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2804، وتاريخ الاسلام، الورقة 163 (أيا صوفيا
3012)، والعبر: 5 / 143، والمختصر المحتاج إليه: 2 / 149 - 150، ودول الاسلام: 2 /
104، والمستفاد للدمياطي، الورقة 42 - 43، وذيل التقييد للفاسي، الورقة 174 - 175،
والنجوم الزاهرة: 6 / 301، وشذرات الذهب: 5 / 171، والتاج للزبيدي: في " حرم ".
15

وأبي الفتح ابن البطي، وعمر بن عبد الله الحربي، والحسن بن جعفر
المتوكلي، وأحمد بن المقرب، ومقبل ابن الصدر، وعمر بن بنيمان،
ومسعود بن شنيف، وجماعة.
وأجاز له المفتي أبو عبد الله الرستمي، ومسعود الثقفي، ومحمود
فورجه، وإسماعيل بن شهريار، وعلي بن أحمد اللباد، وأبو جعفر محمد
ابن الحسن الصيدلاني، وعدة (1).
وروى الكثير ببغداد، وبحلب، ودمشق، والكرك. واشتهر اسمه
وبعد صيته.
وروى عنه خلائق منهم: ابن النجار، وابن الدبيثي، والضياء، وابن
النابلسي، وابن هامل، وابن الصابوني، والشهاب ابن الخرزي (2)، وابن
الظاهري، وأبو الحسين اليونيني، والمجد بن المهتار، وبهاء الدين ابن
النحاس، وأبو محمد المكبر، وعيسى المطعم، وعلي بن هارون، والفخر
ابن عساكر، ومحمد بن قايماز، ومحمد بن يوسف الأربلي، وإبراهيم ابن
الحبوبي، وعمر بن إبراهيم العقربائي (3)، وإسماعيل بن مكتوم، وعبد
الاحد بن تيمية، والقاضي تقي الدين، وهدية بنت عسكر، والقاسم بن
عساكر، وزينب بنت شكر، وأحمد بن أبي طالب الدير مقرني، وأحمد بن
عازر، وخلق سواهم.

(1) ذكر السيد مرتضى الزبيدي صاحب " التاج " جميع شيوخه بالسماع والإجازة، في ورقة
كبيرة وبخط دقيق بورقة طيارة وضعت بين الورقتين 174 - 175 من مخطوطة " ذيل التقييد "
للفاسي التي بدار الكتب المصرية، وفيها فوائد جمة.
(2) في الأصل: " الخزري " وليس بشئ، وقيده مجودا الذهبي بخطه في تاريخ
الاسلام.
(3) نسبة إلى عقرباء، اسم مدينة الجولان بالشام.
16

سمعت من نحو ثمانين نفسا من أصحابه، وكان شيخا صالحا، مباركا،
عاميا عريا من العلم!
قال ابن النجار: به ختم حديث أبي القاسم البغوي بعلو، وكان
سماعه صحيحا.
قلت: أقدمه معه المحدث أبو العباس أحمد بن الجوهري، وأكثر
عنه شيخنا أبو علي ابن الحلال (1) بقرية جديا، وحدث بالبلد، وبالجامع
المظفري، وبالكرك، وأماكن، وسكن الكرك أشهرا، وحدث بحلب في
ذي الحجة سنة أربع، وسار إلى بغداد بعد أقامته بالشام سنة وشهرا، وحصل
جملة من الهبات.
قال ابن نقطة: سماعه صحيح، وله أخ زور لأخيه عبد الله إجازات من
ابن ناصر وغيره، وإلى الآن ما علمته روى بها شيئا وهي إجازة باطلة،
و [أما] (2) الشيخ فشيخ صالح لا يدري هذا الشأن ألبتة.
قلت: توفي ببغداد في رابع عشر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين
وست مئة، وما روى من المزور (3) له شيئا.
10 - الملك المحسن *
المحدث العالم الزاهد ظهير الدين أحمد ابن السلطان صالح الدين
يوسف بن أيوب.

(1) بالحاء المهملة، قيده الذهبي في المشتبه (269) وهو منسوب إلى حل الزيج.
(2) إضافة من خط الذهبي في " تاريخ الاسلام "، ولم أعثر على ترجمته في نسختي من
" التقييد ".
(3) في الأصل: " المروز " وليس بشئ.
* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2693، وبغية الطلب لابن العديم، 2 / الورقة 139 -
141، وتاريخ الاسلام، الورقة: 145 (أيا صوفيا 3012)، والعبر: 5 / 136 - 137، ودول
الاسلام: 2 / 104، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة 22 - 23، والنجوم الزاهرة: 6 / 298،
وشذرات الذهب: 5 / 162.
17

روى عن يحيى الثقفي، وابن صدقة، وكتب الكثير، وقرأ، وأحسن
إلى طلبة الحديث كثيرا.
حدثنا عنه سنقر القضائي، وقيل: لقبه يمين الدين.
مات في المحرم سنة أربع وثلاثين وست مئة، وله سبع وخمسون
سنة.
ومات أخوه الزاهر داود سنة اثنتين وثلاثين (1).
ومات أخوهما المفضل قطب الدين موسى سنة إحدى وثلاثين وست
مئة (2).
11 - ابن طراد *
الشريف الجليل المعمر أبو طالب عبد الله بن المظفر ابن الوزير الكبير
أبي القاسم علي ابن النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الهاشمي
العباسي الزينبي البغدادي.
ولد في شعبان سنة تسع وخمسين وخمس مئة.

(1) التكملة: 3 / الترجمة: 2572.
(2) التكملة: 3 / الترجمة: 2562.
* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2832، وذيل منصور بن سليم: في " الزينبي " الورقة
78، وترجمه ثانية في " طراد " الورقة 85، وتاريخ الاسلام، الورقة 163 (أيا صوفيا 3012)
والعبر: 5 / 143، وشذرات الذهب: 5 / 171.
18

وسمع من أبي الفتح بن البطي في الخامسة، ومن يحيى بن ثابت،
ومحمد بن محمد بن السكن،، وشهدة الكاتبة، وأبي بكر بن النقور.
حدث عنه أبو القاسم بن بلبان، وجمال الدين الشريشي، وعز الدين
الفاروثي، وطائفة.
وبالإجازة: القاضي الحنبلي، والفخر بن عساكر، وسعد الدين،
وعيسى المطعم، وابن الشيرازي، وأبو العباس ابن الشحنة، وآخرون.
توفي في سادس عشر رمضان سنة خمس وثلاثين وست مئة.
12 - ابن سكينة *
الشيخ الجليل المهيب شيخ الشيوخ صدر الدين أبو الفضائل عبد
الرزاق بن أبي أحمد عبد الوهاب ابن الأمين علي بن علي بن سكينة البغدادي
الصوفي.
ولد في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين.
وسمع من أبي الفتح ابن البطي حضورا، ومن شهدة الكاتبة، ومن
جده لامه عبد الرحيم بن أبي سعد.
حدث بدمشق وبغداد، روى عنه البرزالي، وسعد الخير ابن
النابلسي، وابن بلبان، وأبو الفضل بن عساكر. وبالإجازة: أبو نصر ابن
الشيرازي.

* تاريخ ابن الدبيثي، الورقة 160 (باريس 5922)، وتكملة المنذري: 3 / الترجمة
2807، وتاريخ الاسلام، الورقة 164 (أيا صوفيا 3012)، والعبر: 5 / 144، والمختصر
المحتاج إليه، الورقة 81، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة 33 - 34، والنجوم الزاهرة: 6 /
301، وشذرات الذهب: 5 / 171.
19

ونفذ رسولا.
مات سنة خمس وثلاثين وست مئة.
13 - ابن رئيس الرؤساء *
الشيخ المسند الصدر أبو محمد الحسين بن علي بن الحسين بن هبة
الله ابن رئيس الرؤساء ابن المسلمة الصوفي الناسخ.
سمع أبا الفتح ابن البطي، وأحمد بن المقرب.
قال ابن النجار: كتبت عنه، وكان حسن الطريقة، متدينا، يورق
للناس. مات في رجب سنة خمس وثلاثين وست مئة.
قلت: مولده في شعبان سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.
حدث عنه الشيخ عز الدين الفاروثي، وأبو القاسم علي بن بلبان.
وبالإجازة: فاطمة بنت سليمان، وأبو نصر ابن الشيرازي وطائفة.
مات في ثالث رجب.
14 - محمد بن يوسف بن هود * *
الأندلسي السلطان أبو عبد الله.
قرأت بخط أبي الوليد بن الحاج، قال: لما قضى الله تعالى بهلاك

* تكملة المنذري: 3 / 2817، وتاريخ الاسلام، الورقة: 160 (أيا صوفيا
3012)، والعبر: 5 / 142 - 143، والنجوم الزاهرة: 6 / 301، وشذرات الذهب: 5 /
170.
(* *) المعجب للمراكشي: 417 - 419، والحلة السيراء: 247، وتاريخ ابن خلدون:
3 / 536، والاستقصى: 1 / 198.
20

الموحدين بالأندلس، وذلك أنهم ابتلوا بالصلاح في الظاهر، والأعمال
الفاسدة في الباطن، فأبغضهم الناس بغضا شديدا، وتربصوا بهم الدوائر،
إلى أن نجم ابن هود في سنة خمس وعشرين وست مئة بشرق الأندلس فقام
الناس كلهم بدعوته، وتعصبوا معه، وقاتلوا الموحدين في البلدان،
وحصروهم في القلاع، وقهروهم، وقتلوا فيهم، ونصر على الموحدين،
وخلصت الأندلس كلها له، وفرح الناس به فرحا عظيما، فلما تمهد أمره أنشأ
غزوة للفرنج على مدينة ماردة بغرب الأندلس، واستدعى الناس من الأقطار،
فانتدب الخلق له بجد واجتهاد وخلوص نية المرتزقة والمطوعة، واجتمع عليه
أهل الأندلس كلهم، ولم يبق إلا من حبسه العذر، فدخل بهم إلى الإفرنج،
فلما تراءى الجمعان وقعت الهزيمة على المسلمين أقبح هزيمة فإنا لله وإنا إليه
راجعون، وكانت تلك الأرض مديسة بماء وعزق تسمرت فيها الخيل إلى
آباطها، وهلك الخلق، وأتبعهم الفرنج بالقتل والأسر ولم يبق إلا القليل،
ورجع ابن هود في أسوأ حال إلى إشبيلية، فنعوذ به من سوء المنقلب، فلم
تبق بقعة من الأندلس إلا وفيها البكاء والصياح العظيم والحزن الطويل،
فكانت إحدى هلكات الأندلس، فمقت الناس ابن هود، وصاروا يسمونه
" المحروم " ولم يقدر أن يفعل مع الفرنج كبير فعل قط إلا مرة أخذ لهم
غنما كثيرة جدا، ثم قام عليه شعيب بن هلالة بلبلة، فصالح ابن هود
الأدفوش على محاصرة لبلة ومعاونته على أن يعطيه قرطبة، واتفقا على
ذلك، وقال له: لا يسوغ أن يدخلها الفرنج على البديهة، وإنما تهمل
أمرها، وتخليها من حرس، ووجه أنت الفرنج يتعلقون بأسوارها بالليل
ويغدرون بها، ففعلوا كذلك. ووجه ابن هود إلى واليه بقرطبة فأعلمه
بذلك وأمره بضياعها من حيز الشرقية فجاء الفرنج، فوجدوه خاليا،
فجعلوا السلالم واستووا على السور فلا حول ولا قوة إلا بالله.
21

وكانت قرطبة مدينتين: إحداهما الشرقية والاخرى المدينة العظمى،
فقامت الصيحة والناس في صلاة الفجر، فركب الجند وقالوا للوالي: اخرج
بنا للملتقى، فقال: اصبروا حتى يضحي النهار، فلما أضحى ركب وخرج
معهم، فلما أشرف على الفرنج قال: ارجعوا حتى ألبس سلاحي! فرجع بهم وهم
يصدقونه، وذا أمر قد دبر بليل، فدخل الفرنج على أثرهم، وانتشروا، وهرب
الناس إلى البلد، وقتل خلق من الشيوخ والولدان والنسوان، ونهب للناس ما
لا يحصى، وانحصرت المدينة العظمى بالخلق فحاصرهم الفرنج شهورا،
وقاتلوهم أشد القتال، وعدم أهلها الأقوات، ومات خلق كثير جوعا، ثم
اتفق رأيهم مع أدفونش - لعنه الله - على أن يسلموها ويخرجوا بأمتعتهم كلها،
ففعل، ووفى لهم ووصلهم إلى مأمنهم في سنة أربع وثلاثين وست مئة.
قلت: ولم يمتع بعدها ابن هود بل أخذه الله في سنة خمس فكانت
دولته تسعة أعوام وتسعة أشهر وتسعة أيام، وهلك بالمرية جهز عليه من غمه
وهو نائم، وحمل إلى مرسية فدفن هناك، ولم يمت حتى قوي أمر الموحدين
وقام بعده محمد بن يوسف بن نصر ابن الأحمر، ودام الملك في ذريته.
وقدم علينا دمشق ابن أخيه الزاهد الكبير بدر الدين بن هود، ورأيته،
وكان فلسفي التصوف يشرب الخمر أخذه الأعوان مخمورا (1)!
15 - الرعيني *
الامام المحدث المتقن الرحال أبو موسى عيسى بن سليمان الرعيني
الأندلسي الرندي.

(1) هذا الفاسد من صلب ذاك الفاسد الذي باع المسلمين بثمن بخس فإنا لله وإنا إليه
راجعون، فأي تصوف هذا؟!
* التكملة لابن الأبار: 3 / الورقة: 84، وتاريخ الاسلام، الورقة: 126 (أيا صوفيا
3012)، وشذرات الذهب: 5 / 156.
22

سمع بمالقة من أبي محمد القرطبي، وأبي العباس بن الجيار،
وبأصطبة (1) من إبراهيم بن علي الخولاني. وحج وأكثر بدمشق عن أبي
محمد بن البن، وأبي القاسم بن صصري، والطبقة.
ذكره الأبار، فقال (2): كان ضابطا متقنا، كتب الكثير، ثم امتحن في
صدره بأسر العدو، فذهب أكثر ما جلب (3)، وولي خطابة مالقة، وأجاز لي
مروياته. توفي سنة اثنتين وثلاثين وست مئة في ربيع الأول، وله إحدى
وخمسون سنة (4).
وذكره رفيقه عمر بن الحاجب، فقال: كان حافظا متقنا، أديبا نبيلا،
ساكنا وقورا، نزها. قال لي الحافظ الضياء: ما في الطلبة مثله. وقال لي
الزكي البرزالي: ثقة ثبت، حدثنا من حفظه، قال: أخبرنا إبراهيم بن
علي، أخبرنا عبد الرحمن بن قزمان، حدثنا محمد بن الفرج الطلاعي
بحديث من " الموطأ ".
وذكره ابن مسدي، فقال: أخذ بمكة عن يونس القصار الهاشمي،
وأقام بتلك البلاد نيفا وعشرين سنة، وكان ضابطا، نقادا، عارفا بالرجال،

(1) حصن بالأندلس.
(2) التكملة: 3 / الورقة: 84.
(3) أصل كلام ابن الأبار أوضح، قال: " ورحل إلى أداء الفريضة، وسماع العلم،
فاستوسع في روايته وأقام في رحلته نحوا من ستة عشر عاما كتب فيها بخطه علما كثيرا، وكان حسن
الوراقة ضابطا متقنا عارفا بالرجال، وعاد إلى بلده، وقد لقي شيوخا عدة وجلب فوائد وغرائب
وعوالي من روايته، على أنه امتحن في صدرة بأسر العدو إياه فذهب كثير مما جلب ".
(4) أصل كلام ابن الأبار: " وكتب إلينا بإجازة ما رواه غير مرة، وتوفي في الثالث من شهر
ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، ولم يطل الامتاع به، ومولده في أحد شهري ربيع سنة
إحدى وثمانين وخمس مئة ". والذهبي رحمه الله يختصر ويأخذ المعنى.
23

ألف " معجمه " وكتابا في الصحابة. أخذ عنه ابن فرتون بسبتة، وأبو عبد الله
الطنجالي.
16 - صاحب الروم *
السلطان علاء الدين كيقباذ ابن السلطان كيخسرو ابن السلطان قلج
أرسلان ابن السلطان مسعود ابن السلطان قلج أرسلان ابن السلطان سليمان بن
قتلمش السلجوقي، أصحاب مملكة الروم.
كان شجاعا، مهيبا، وقورا، سعيدا، هزم خوارزم شاه، واستولى على
عدة مدائن، وتزوج بابنة العادل فولد له منها. وكان قبله قد تملك أخوه
كيكاوس، فاعتقل أخاه هذا مدة، فلما نزل به الموت أحضر كيقباذ وفك قيده
وعهد إليه بالسلطنة، ووصاه بأطفاله، فطالت أيامه، وكان فيه عدل وإنصاف
في الجملة.
مات في شوال سنة أربع وثلاثين وست مئة. وتملك بعده ولده غياث الدين
كيخسرو، وكانت دولة كيقباذ تسع عشرة سنة.
17 - الدولعي * *
خطيب دمشق المفتي جمال الدين محمد بن أبي الفضل بن زيد بن
ياسين التغلبي الأرقمي الدولعي.

* مرآة الزمان: 8 / 703، وذيل الروضتين: 165، وتاريخ الاسلام، الورقة: 153
(أيا صوفيا 3012)، والعبر: 5 / 139، وشذرات الذهب: 5 / 168.
(* *) مرآة الزمان: 8 / 710 - 711، وتكملة المنذري: 3 / الترجمة 2805، وذيل
الروضتين لأبي شامة: 166، وتاريخ الاسلام، الورقة 169 (أيا صوفيا 3012)، ودول
الاسلام: 2 / 106، العبر: 5 / 146، والوافي بالوفيات: 4 / 327، ونثر الجمان للفيومي،
2 / الورقة 95، والبداية والنهاية: 13 / 150 - 151، والعقد المذهب لابن الملقن، الورقة
78، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة 30، وعقد الجمان للعيني، 18 / الورقة 211، والنجوم
الزاهرة: 6 / 302، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، الورقة 70، وشذرات الذهب: 5 /
174.
24

ولد بالدولعية من قرى الموصل، وقدم دمشق، فتفقه بعمه خطيب
دمشق ضياء الدين. وروى عن ابن صدقة الحراني وجماعة، وولي بعد عمه مدة.
روى عنه ابن الحلوانية، والجمال ابن الصابوني وخادمه سليمان بن
أبي الحسن. ودرس مدة بالغزالية. وكان فصيحا، مهيبا، شديدا على
الرافضة.
قال أبو شامة (1): منعه المعظم من الفتوى مدة، ولم يحج لحرصه
على المنصب، مات في جمادى الأولى سنة أربع (2) وثلاثين وست مئة عن
تسع وسبعين سنة، وولي الخطابة أخ له جاهل.
قلت: لم يطول أخوه، ودفن الدولعي بجيرون بمدرسته، وكان من
أعيان الشافعية.
18 - ابن البغدادي *
الامام المفتي شرف الدين عبد القادر بن محمد بن الحسن ابن
البغدادي المصري الشافعي.

(1) ذيل الروضتين: 166.
(2) هكذا في الأصل، وهو وهم من الذهبي أو ناسخ كتابه ابن طوغان أو سبق قلم منهما،
فأبو شامة ذكره في وفيات سنة 635 وهو الصحيح الذي لا خلاف فيه ولم يذكر الذهبي غيره في
" تاريخ الاسلام " و " العبر " وغيرهما من كتبه.
* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2751، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 151 (أيا
صوفيا 3012)، وطبقات السبكي: 5 / 119، والعقد المذهب لابن الملقن، الورقة 248.
25

ولد سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. وتفقه بدمشق على القطب
النيسابوري، وبمصر على الشهاب الطوسي. ودرس بجامع السراجين
وبالقطبية، وكان يشار إليه بالتقوى وبالفتوى.
روى عنه أحمد ابن الأغلاقي، وابن مسدي.
وروى عنه بالإجازة القاضي شهاب الدين ابن الخويي، وأحمد بن
المسلم بن علان، حدث عن أبي القاسم بن عساكر.
وقال المنذري في " معجمه ": كان فقيها حسنا من أهل الدين
والعفاف طارحا للتكلف مقبلا على ما يعنيه.
توفي في شعبان سنة أربع وثلاثين وست مئة.
19 - أخو ابن دحية *
اللغوي العلامة المحدث أبو عمرو عثمان بن حسن بن علي بن محمد
ابن فرح الجميل السبتي.
سمع مع (1) أخيه أبي الخطاب المذكور، ومنفردا الكثير من ابن
بشكوال، وأبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي بكر بن خير،
وأبي القاسم السهيلي، لكنه أبي أن يروي عنه، وذمه، وأبي محمد بن
بونه، وعبد المنعم بن الخلوف. وحج، ونزل على أخيه بمصر، ثم ولي

* مرآة الزمان: 8 / 698، وذيل الروضتين: 164، والذيل لمنصور بن سليم،
الورقة: 73، وتاريخ الاسلام، الورقة: 152 (أيا صوفيا 3012)، والعبر: 5 / 139،
وتذكرة الحفاظ: 4 / 1422، ونثر الجمان للفيومي: 2 / الورقة: 82، والبداية والنهاية: 13 /
146، ونزهة الأنام، الورقة: 24، وبغية الوعاة: 2 / 133، وحسن المحاضرة: 2 / 159.
(1) في الأصل: " من " ولا يستقيم بها المعنى، وما أثبتناه من " تاريخ الاسلام " بخط
المؤلف، ويدل عليه قوله بعد ذلك " ومنفردا ".
26

مشيخة الكاملية، وكان يتقعر في رسائله، ويلهج بوحشي اللغة كأخيه.
سمع منه الجمال أبو محمد الجزائري كتاب " الملخص "
للقابسي. قال ابن نقطة: رأيته بالإسكندرية لما قدم وهم يسمعون منه
" الترمذي " فقلت لرجل: أمن أصل؟ فقال: قد قال الشيخ: لا أحتاج إلى
أصل، اقرأوا فإني أحفظه. ثم ظهر منه كلام قبيح في ذم مالك والشافعي
وغيرهما، فتركت الاجتماع به.
وقال ابن مسدي: أربى عليه أخيه بكثرة السماع، كما أربى أخوه عليه
بالفطنة وكرم الطباع، وكان متزهدا، لم يكن له أصول، وكان شيخه ابن
الجد يصله ويعطيه، ثم نهد إلى أخيه فنزل عليه إلى أن خرف أخوه فيما أنهي
إلى الكامل فجعله عوضه. ألف " منتخبا " (1) في الاحكام.
ومات في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وست مئة عن ثمان وثمانين
سنة.
20 - ابن سني الدولة *
قاضي القضاة شمس الدين أبو البركات يحيى ابن سني الدولة هبة الله
ابن يحيى الدمشقي الشافعي، من أولاد الخياط الشاعر صاحب
" الديوان ".

(1) في الأصل: " منتجبا " والتصحيح من خط المؤلف في " تاريخ الاسلام ".
* مرآة الزمان: 8 / 717 - 718، وتكملة المنذري: 3 / الترجمة: 2837، وذيل
الروضتين لأبي شامة: 166، وتاريخ الاسلام، الورقة: 174 (أيا صوفيا 3012)، والعبر:
5 / 147، ودول الاسلام: 2 / 106، ونثر الجمان للفيومي، 2 / الورقة 96، وطبقات
السبكي: 5 / 105، والبداية والنهاية: 13 / 151، والعقد المذهب لابن الملقن، الورقة
79، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة 31، وعقد الجمان للعيني، 18 / الورقة 211، والنجوم
الزاهرة: 6 / 301، وشذرات الذهب: 5 / 177 - 178.
27

ولد سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.
وتفقه بالقاضي شرف الدين بن أبي عصرون، وأخذ الخلاف عن
القطب النيسابوري. وسمع من أحمد بن حمزة بن الموازيني، ويحيى
الثقفي، وجماعة. وأسمع ولده قاضي القضاة صدر الدين أحمد (1) من
الخشوعي. وكان وقورا، مهيبا، إماما، حميد الاحكام.
حدث بالشام وبمكة، روى عنه أبو الفضل ابن عساكر وابن عمه الفخر
إسماعيل، والبهاء الطبيب.
مات في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وست مئة.
21 - ابن الشواء *
الأديب الشهير شاعر وقته شهاب الدين أبو المحاسن يوسف بن
إسماعيل الكوفي ثم الحلبي الشيعي.
له " ديوان " كبير في أربع مجلدات.
توفي في المحرم سنة خمس وثلاثين وست مئة، وله ثلاث وسبعون
سنة.

(1) توفي سنة 658، وقد خرج له الدمياطي مشيخة، وذكره في معجم شيوخه (ص 79
من ترجمة جورج فايدا بالفرنسية) وانظر ذيل المرآة: 2 / 10 / 14، والتعليق على ترجمة والده
من " التكملة ".
* عقود الجمان لابن الشعار: 10 / الورقة 119 - 170 وهي ترجمة رائقة، ووفيات
الأعيان: 7 / 231 - 237، وتاريخ الاسلام، الورقة: 174 (أيا صوفيا 3012)، والعبر: 5 /
147، وشذرات الذهب: 5 / 178، وإعلام النبلاء: 4 / 397، 533 وغيرها.
28

22 - ابن الباجي *
العلامة القدوة قاضي الجماعة أبو مروان محمد بن أحمد بن عبد
الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد ابن محدث الأندلس أبي
محمد عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي الباجي ثم الإشبيلي
المالكي.
من بيت كبير شهير، ولي خطابة إشبيلية زمانا، ثم استقضاه العادل
عليها، ثم أضيف إليه قضاء الجماعة في أول مدة المأمون، فلم يطول.
وكان عدلا في الاحكام، حسن التلاوة، سريع السرد للحديث، له
معرفة بالرجال.
روى عن أبيه عن جده، وتلا بالسبع ويعقوب (1) على أبي عمرو بن
عظيمة، وسمع " صحيح البخاري " من أبي بكر بن الجد، وقرأ عليه
عدة كتب، وسمع من أبي عبد الله بن المجاهد. وقدم دمشق من ميناء
عكا، وحدث بها " بالموطأ " ثم حج، ومات عقيب حجه بمصر (2)
سنة خمس وثلاثين وست مئة، وشيعه أمم، وتبركوا به، وبنوا عليه قبة
في يوم واحد.

* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2797، وتكملة ابن الادبار: 2 / 637، وتاريخ
الاسلام، الورقة 166 (أيا صوفيا 3012)، والوافي بالوفيات: 2 / 118.
(1) يعني: وبقراءة يعقوب.
(2) ذكر المنذري أن وفاته كانت في ليلة الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر، فيكون حجه
سنة 634، وقال: " وتوجه إلى الحج وعاد إلى مصر فتوفي في ثاني يوم قدومه ". (التكملة).
29

23 - ابن بهروز *
الشيخ الفاضل المسند المعمر الطبيب أبو بكر محمد بن مسعود بن
بهروز البغدادي.
سمع بإفادة خاله يحيى ابن الصدر من أبي الوقت السجزي ثلاثة
كتب: " مسند عبد " وكتاب " الدارمي " و " ذم الكلام ". وسمع من أبي
الفتح ابن البطي وأبي زرعة بن طاهر، وأحمد بن علي بن المعمر
العلوي، وتفرد ببغداد بالسماع من أبي الوقت وقتا.
حدث عنه أبو المظفر ابن النابلسي، وابن بلبان، والشريشي،
والفاروثي، والغرافي، وأخوه محمد، وأحمد بن عبد الرحمن ابن
الأشقر الخطيب بالحريم، ومحمد بن علي بن علي بن أبي البدر، وأخته
ست الملوك، وعبد الله بن أبي السعادات، ويوسف بن صعنين
وآخرون.
وبالإجازة القاضي الحنبلي، وابن سعد، والمطعم، وأبو بكر بن
عبد الدائم، وابن الشحنة، وعدة.
وكان جده بهروز من أهل العجم. قدم بغداد للاشتغال في علم
الطب.

* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2831، وذيل منصور بن سليم، الورقة 42 (مادة:
بيروز)، وتاريخ الاسلام، الورقة 167 (أيا صوفيا 3012)، العبر: 5 / 145، ودول الاسلام: 2 /
106 وتصحف فيه بهروز إلى " ميرور "، والوافي بالوفيات (المحمدون) الورقة 64، والبداية
والنهاية: 13 / 151، وذيل التقييد للفاسي، الورقة 82، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين،
مادة " بهروز " الورقة 117، وعقد الجمان للعيني، 18 / الورقة 212، والنجوم الزاهرة: 6 /
302، وشذرات الذهب: 5 / 173 - 174 وتصحف فيه (بهروز) إلى " مهروز ".
30

مات أبو بكر في مستهل رمضان سنة خمس وثلاثين وست مئة،
وقد نيف على التسعين (1).
وفيها مات قاضي القضاة شمس الدين يحيى بن هبة الله بن سني
الدولة الشافعي بدمشق، والشاعر المجيد صاحب " الديوان " شهاب
الدين يوسف بن إسماعيل ابن الشواء الحلبي، وخطيب دمشق جمال
الدين محمد بن أبي الفضل التغلبي الدولعي واقف الدولعية، والمبارك
ابن علي المطرز، والشرف محمد بن نصر القرشي ابن أخي أبي البيان،
وعبد الرزاق بن عبد الوهاب ابن سكينة الصوفي، والرضي عبد الرحمن
ابن محمد بن عبد الجبار المقرئ، وعبد الله بن المظفر بن الوزير علي
ابن طراد، وقاضي حلب زين الدين عبد الله ابن الأستاذ، وأبو محمد
الحسين بن علي ابن رئيس الرؤساء، وأحمد بن إبراهيم ابن الزبال
الواعظ ببغداد.
24 - ابن الشيرازي *
الشيخ الامام العالم المفتي المسند الكبير جمال الاسلام القاضي
شمس الدين أبو نصر محمد ابن العدل الامام هبة الله بن محمد بن هبة

(1) قال المنذري: " وقد جاوز التسعين ".
* مرآة الزمان: 8 / 709 - 710 وتصحف فيه مميل إلى ممليط، وتكملة المنذري:
3 / الترجمة 2810، وذيل الروضتين لأبي شامة: 166، وتاريخ الاسلام، الورقة 168 (أيا
صوفيا 3012)، والعبر: 5 / 145، ودول الاسلام: 2 / 106، والوافي بالوفيات
(المحمدون)، الورقة 107، ونثر الجمان للفيومي، 2 / الورقة 95، وطبقات السبكي: 5 /
43 - 44، وطبقات الأسنوي، الورقة 135، والبداية والنهاية: 13 / 151، والعقد المذهب
لابن الملقن، الورقة 176، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة 30، وذيل التقييد للفاسي، الورقة
85، وعقد الجمان للعيني، 18 / الورقة 210، والنجوم الزاهرة: 6 / 302، ومعجم الشافعية
لابن عبد الهادي، الورقة 65، وشذرات الذهب: 5 / 174.
31

الله بن يحيى بن بندار بن مميل الشيرازي ثم الدمشقي الشافعي.
ولد في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
وأجاز له أبو الوقت السجزي، ونصر بن سيار الهروي، وجماعة.
وسمع من أبي يعلى حمزة ابن الحبوبي، والخطيب أبي البركات
الخضر بن عبدالحارثي، وأبي طاهر بن الحصني، والصائن ابن عساكر
وأخيه الحافظ، وعلي بن مهدي الهلالي، وأبي المكارم بن هلال،
ومحمد حمزة ابن الموازيني، ومحمد بن بركة الصلحي، والحسن
ابن البطليوسي، وعدة. وله مشيخة بانتفاء النجيب الصفار سمعناها.
حدث عنه البرزالي، وابن خليل، والمنذري، وابن النابلسي،
وابن الصابوني، وشيوخنا: أبو الحسين اليونيني، ومحمد بن أبي
الذكر، وخديجة بنت غنمة، وعبد المنعم بن عساكر، ومحمد بن
يوسف الأربلي، وأبو محمد ظافر النابلسي، والشهاب ابن مشرف،
والعز ابن العماد، وأبو حفص ابن القواس، وبهاء الدين ابن عساكر،
وحفيده أبو نصر محمد بن محمد، وآخرون.
قال المنذري (1): ولي القضاء ببيت المقدس وغيره، ودرس
وأفتى، وهو آخر من حدث عن أبي البركات والصائن والحصني، وانفرد
برواية أكثر من مئتي جزء من " تاريخ دمشق ". ومميل: بالفارسية هو
محمد.
وقال ابن الحاجب: هو أحد قضاة الشام استقلالا بعد نيابة.

(1) التكملة: 3 / الترجمة: 2810.
32

قلت: استقل بالقضاء مع مشاركة غيره له مديدة، ثم لما استقل
بالقضاء الشمسان ابن سني الدولة والخويي عرضت عليه النيابة فامتنع،
ثم عزلا في سنة تسع وعشرين بالعماد ابن الحرستاني، ثم عزل العماد
وأعيد ابن سني الدولة.
درس أبو نصر بمدرسة العماد الكاتب ثم تركها، ثم درس بالشامية
الكبرى. وكان رحمه الله رئيسا جليلا، ماضي الاحكام، عديم
المحاباة، ساكنا وقورا، مليح الشكل، منور الوجه، أكثر وقته في نشر
العلم والرواية والتدريس. تفقه بالقطب النيسابوري، وأبي سعد بن أبي
عصرون وغيرهما، وفي ذريته كبراء وعدول.
توفي في ثاني جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وست مئة.
ومات ولده تاج الدين أبو المعالي أحمد سنة اثنتين وأربعين وست
مئة. وسمع من الفضل ابن البانياسي وعبد الرزاق.
أخبرنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمد، وأحمد بن عبد
الرحمن بن مؤمن، وعمر بن عبد المنعم، وعبد المنعم ابن زين
الامناء، وأبو نصر محمد بن محمد بن محمد المزي، قالوا: أخبرنا
القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الفقيه (ح). وأخبرنا إبراهيم بن
أحمد المعدل، ومحمد بن الحسين الشافعي، والحسن بن علي،
وإسماعيل بن عبد الرحمن، وأحمد بن مؤمن، وست الفخر بنت
الشيرازي، قالوا: أخبرتنا كريمة بنت عبد الوهاب، (ح) وأخبرنا أبو
علي ابن الحلال (1)، وخديجة بنت يوسف، قالا: أخبرنا مكرم بن أبي

(1) بالحاء المهملة.
33

الصقر، وأخبرنا محمد بن علي السلمي، أخبرنا أبو القاسم بن
صصري، قالوا: أخبرنا حمزة بن علي الثعلبي، وأبو المعالي
الأبرقوهي، أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد، أخبرنا محمد بن
الخليل (ح). وأخبرنا السلمي، أخبرنا ابن صصري، أخبرنا أبو القاسم
الحسين بن الحسن الأسدي، قالوا جميعا: أخبرنا أبو القاسم علي بن
محمد الفقيه، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، أخبرنا إبراهيم بن أبي
ثابت، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا علي بن عاصم، حدثنا
إسحاق بن سويد عن معاذة، عن عائشة، قالت:
" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر ".
أخرجه مسلم (1) من طريق إسحاق بن سويد هذا.
25 - مكرم بن محمد *
ابن حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة بن أبي جميل بن أبي
الصقر، الشيخ الأمين المسند المعمر أبو المفضل نجم الدين ولد الامام
المحدث العدل أبي عبد الله ابن الشيخ أبي يعلى القرشي الدمشقي
التاجر السفار.
ولد في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسة مئة.

(1) رقم (1995) (38) في الأشربة: باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والختم
وبيان أنه منسوخ، وأنه اليوم حلال ما لم يصر مسكرا.
* تكملة المنذري: 3 / الترجمة 2816، وتاريخ الاسلام، الورقة: 170 (أيا صوفيا
3012)، والعبر: 5 / 146، ودول الاسلام: 2 / 106، والمستفاد للدمياطي، الورقة 71،
والنجوم الزاهرة: 6 / 302، وشذرات الذهب: 5 / 174 - 175.
34

وسمع من حسان بن تميم الزيات، وحمزة ابن الحبوبي، وحمزة
ابن كروس، وأبي المظفر الفلكي، وعلي بن أحمد بن مقاتل، وعبد
الرحمن بن أبي الحسن الداراني، والصائن ابن عساكر، وعلي بن أحمد
الحرستاني، وأبي المعالي بن صابر، وغيرهم.
حدث عنه البرزالي، وابن خليل، والضياء، والمنذري،
والجمال ابن الصابوني، والشرف ابن النابلسي، وابن هامل، ومجد
الدين ابن العديم، وأبو علي بن الحلال، والفخر بن عساكر وابن عمه
الشرف، وابن عمه عبد المنعم، والمؤيد علي بن خطيب عقربا، وعلي
ابن عثمان اللمتوني، ومحمد بن أبي الذكر، وأبو الحسين اليونيني،
ومحمد بن يوسف الأربلي، والشهاب بن مشرف، وسنقر الحلبي،
والبهاء أيوب ابن النحاس، والصدر بن مكتوم، وموسى بن علي
الحسيني، وآخرون. وحدث بمصر، وحلب، وبغداد ودمشق.
قال المنذري (1): كان يقدم مصر كثيرا للتجارة.
وقال ابن الحاجب: كان يواظب على الخمس في جماعة، وكان
كثير المجون مع أصحابه، ولم يكن مكرما لأصحاب الحديث بل يتعاسر
عليهم.
قلت: توفي في ثاني رجب سنة خمس وثلاثين وست مئة، ودفن
على والده بمقبرة باب الصغير.

(1) التكملة: 3 / الترجمة: 2816.
35

الطبقة الرابعة والثلاثون
26 - الهمداني *
الشيخ الامام المقرئ المجود المحدث المسند الفقيه بقية السلف
أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله أبي البركات بن جعفر بن يحيى بن
أبي الحسن بن منير بن أبي الفتح الهمداني الإسكندراني المالكي.
مولده في عاشر صفر سنة ست وأربعين وخمس مئة.
تلا بالسبع ويعقوب على أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بن
عطية صاحب ابن الفحام، وابن بليمة. وسمع الحديث وهو رجل من
أبي طاهر السلفي فأكثر، وكتب بخطه كثيرا، ومن أبي محمد العثماني،

* التكملة لوفيات النقلة: 3 الترجمة: 2855، وذيل الروضتين: 167، ودول
الاسلام: 2 / 107، وتذكرة الحفاظ: 1424، والعبر: 5 / 149، ومعرفة القراء الكبار 2 /
497، إذ عده في الطبقة الرابعة عشرة، وتاريخ الاسلام، الورقة: 173، والوافي بالوفيات
11 / 117 الترجمة 197، والبداية والنهاية 13 / 153، وذيل التقييد الورقة 151، وغاية النهاية
في طبقات الفراء 1 / 193 الترجمة 891، وعقد الجمان للعيني ج: 18 الورقة 220، والنجوم
الزاهرة: 6 / 314، وحسن المحاضرة: 1 / 215، وشذرات الذهب: 5 / 180.
36

وعبد الواحد بن عسكر، وأبي الطاهر بن عوف، والقاضي محمد بن عبد
الرحمن الحضرمي وأحمد بن جعفر الغافقي، وأبي يحيى اليسع بن
حزم، وطائفة.
وأجاز له طوائف من الأندلس وأصبهان وهمذان، وأم بمسجد
النخلة، وأقرأ به مدة، وحدث بالثغر ومصر والساحل ودمشق، وكان له
أصول بكثير من رواياته يرجع إليها.
حدث عنه ابن النجار، وابن نقطة، وابن المجد، والكمال ابن
الدخميسي، وابن الحلوانية، وأبو الحسين اليونيني، وإبراهيم بن عبد
الرحمن المنبجي، والعز ابن العماد، وأبو علي ابن الخلال، وأبو
المحاسن ابن الخرقي، ونصر الله بن عياش، وأحمد بن مؤمن،
ومحمد بن يوسف الذهبي، والقاضي الحنبلي، وهدية بنت عسكر،
وزينب بنت شكر، وعبد الرحمن بن جماعة الربعي، وسعد الدين ابن
سعد، وأبو بكر بن عبد الدائم. وأخذ عنه القراءات الشيخ علي
الدهان، وعبد النصير المريوطي، وطائفة.
قال المنذري: أقرأ وانتفع به جماعة، وكان بعث إليه ليحضر
فقدمها ومعه جملة من مسموعاته، وأقام بالقاهرة مدة، ثم توجه إلى
دمشق، وروى الكثير (1).
قلت: أقام بدمشق تسعة أشهر أقدمه ابن الجوهري المحدث،
وقام بواجب حقه.
وقال ابن نقطة:

(1) التكملة 3 / 501، وفيها أنه لم يزل بها إلى حين وفاته.
37

سمعت منه، وكان ثقة صالحا من أهل القرآن.
وقال المنذري:
توفي ليلة السادس والعشرين من صفر سنة ست وثلاثين وست مئة
بدمشق (1).
وللبرزالي فيه:
استفدنا من جعفر الهمداني * ما حرمنا في سائر الأزمان
من أسانيد عاليات صحاح * وحكايات مطربات حسان
وتواريخ محكمات صحاح * عن شيوخ أجلة أعيان
كأبي طاهر هو السلفي ال‍ * أصبهاني الحبر والعثماني
ولكم عنده من الأدبيات * قراها ومن علوم القران
أخبرنا أبو المعالي محمد بن عثمان التنوخي، أخبرنا جعفر بن
علي، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا عبد الرحمن بن حمد
بالدون (2) وبدر بن دلف بالفرك (3)، قالا: أخبرنا القاضي أحمد بن
الحسين الدينوري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، حدثنا
أحمد بن شعيب الحافظ، حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، حدثنا
أبي، حدثنا الحسن هو ابن صالح، عن أبي إسحاق، عن الأسود،

(1) وأضاف المنذري أنه دفن من الغد بمقبرة الصوفية، (التكملة: 1 / 500)، قال أبو
شامة: حضرت الصلاة عليه خارج باب النصر وشيعته إلى المقبرة المذكورة المظلمة (كذا ولعلها
المطلة) على وادي البردى (ذيل الروضتين: 167).
(2) قرية من أعمال الدينور نسب إليها عبد الرحمان هذا.
(3) ناحية بأصبهان، وبعضهم يسكن الراء.
38

عن عائشة، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ بعد الغسل " (1).
وفي سنة ست مات صاحب ماردين الملك المنصور أرتق بن
أرسلان الأرتقي التركماني، وكان لا بأس به، امتدت أيامه، والفقيه
القدوة أبو العباس أحمد بن علي القسطلاني المالكي، صاحب الشيخ
أبي عبد الله القرشي، وأسعد بن المسلم بن علان، والمحدث بدل بن
أبي المعمر التبريزي، وحسان بن أبي القاسم المهدوي، وشيخ نصيبين
عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر، والوزير جمال الدين علي بن جرير
الرقي وزير الأشرف، والصاحب عماد الدين عمر ابن شيخ الشيوخ
الجويني، والحافظ زكي الدين محمد بن يوسف البرزالي، وأبو الفضل
محمد بن محمد ابن السباك، وشيخ الحنفية جمال الدين محمود بن
أحمد الحصيري.
27 - صاحب حمص *
الملك المجاهد أسد الدين أبو الحارث شيركوه ابن صاحب
حمص ناصر الدين محمد ابن الملك أسد الدين شيركوه بن شاذي.
ولد سنة تسع وستين بمصر.

(1) رواه النسائي في الطهارة عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، عن أبيه، عن الحسن
بن صالح، به.
* التكملة لوفيات النقلة: 3 / 535 رقم الترجمة 2937، ومرآة الزمان: 8 / 731 -
732، وذيل الروضتين: 169، والحوادث الجامعة: 137، والمختصر في أخبار البشر: 3 /
173، ودول الاسلام: 2 / 108، والعبر: 5 / 153، وتاريخ الاسلام، الورقة: 189، نثر
الجمان للفيومي ج 2 الورقة: 111 - 112، والبداية والنهاية: 13 / 154 - 155، ونزهة الأنام
لابن دقماق: الورقة 40، وعقد الجمان للعيني: ج 17 الورقة 235 - 236، والنجوم
الزاهرة: 6 / 316، وشذرات الذهب: 5 / 184، وغيرها.
39

وملكه السلطان صلاح الدين حمص بعد أبيه، فتملكها (1) ستا وخمسين
سنة سمع بدمشق من الفضل ابن البانياسي، وأجاز له ابن بري، وحدث.
وكان بطلا شجاعا مهيبا، وكانت بلاده نظيفة من الخمور، ومنع
النساء من الخروج من أبواب حمص جملة، ودام ذلك خوفا من أن
ينزح بهن رجالهن لعسفه، وكان يديم الصلوات، ولا يحب لهوا، وكان
ذا رأي ودهاء وشكل مليح وجلالة، كانت الملوك تداريه ويخافونه،
استوحش منه الكامل، وظن أنه أوقع بين الأشرف وبينه،
فصادره وطلب منه أموالا، فنفذ نساءه يشفعن فيه، فما أفاد، فهيأ
الأموال فبغته موت الكامل، فجاء وجلس عند قبر الكامل وتصرف. وهو
الذي جاء مع الصالح إسماعيل وأعانه على أخذ دمشق، وكان المظفر
صاحب حماة قد شعر بسعيهما، فجهز عسكره نجدة لحماية دمشق مع
نائبه سيف الدين بن أبي علي في أهبة وسلاح مظهرين أن ابن أبي علي
قد غضب من المظفر، وفارق حماة لكون صاحبها يريد أن يسلمها إلى
الفرنج، فما نفق هذا على شيركوه، فنزلوا بظاهر حمص، فخرج إليه
شيركوه وشكره على منابذة المظفر، وقال: باسم الله يا خوند علمنا
ماكولا فركب معه، ثم استدعى بقية الكبار من جنده فدخلوا البلد فقبض
على الجماعة وعذبهم، وأخذ أموالهم، وهرب باقي العسكر إلى حماة،
وتضعضع لذلك المظفر، ومات نائبه ابن أبي علي في الحبس.
توفي بحمص في رجب (2) سنة سبع وثلاثين وست مئة.

(1) في البداية والنهاية: ولاه إياها الملك الناصر صلاح الدين بعد موت أبيه سنة إحدى
وثمانين وخمس مئة فمكث فيها سبعا وخمسين سنة.
(2) في التكملة: في التاسع عشر من رجب، وفي المرآة: العشرين من رجب.
40

وشيركوه، بالعربي: أسد الجبل.
وتملك حمص بعده المنصور إبراهيم ولده سبع سنين.
28 - الصفراوي *
الشيخ الامام العالم المفتي المقرئ المجود عالم الإسكندرية
جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمان بن عبد المجيد بن إسماعيل بن
عثمان بن يوسف بن الحسين بن حفص ابن الصفراوي - نسبة إلى الصفراء
التي عند بدر - الإسكندري الفقيه المالكي شيخ المقرئين.
ولد بالإسكندرية في أول عام أربعة وأربعين وخمس مئة، وتلا
بالروايات على أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بن محمد بن عطية
القرشي، وعلي بن أحمد بن جعفر الغافقي، وأبي يحيى اليسع بن
حزم، وأبي الطيب عبد المنعم بن الخلوف، وبرع في القراءات،
وألف فيها كتاب " الاعلان ". وتفقه على العلامة أبي طالب صالح بن
إسماعيل ابن بنت معافى. وسمع كثيرا من أبي طاهر السلفي، وأبي
الطاهر بن عوف، وأبي محمد العثماني وجماعة.
وتفقه به أهل الثغر.
حدث بالثغر، وبالمنصورة، وبمصر. تلا عليه بالروايات الرشيد

(1) عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي 2324)
ج 3 الورقة 205 ب، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري ج 3 الترجمة 2863، ودول الاسلام:
2 / 107، العبر: 5 / 150، تذكرة الحفاظ: 1424، معرفة القراء الكبار: 2 / 498،
وتاريخ الاسلام، الورقة: 178 (أيا صوفيا: 3012)، نزهة الأنام لابن دقماق الورقة 37 - 38،
غاية النهاية في طبقات القراء: 1 / 373 رقم الترجمة 1587، والنجوم الزاهرة: 6 / 314،
وحسن المحاضرة: 1 / 251، وشذرات الذهب: 5 / 180.
41

ابن أبي الدر، والمكين عبد الله الأسمر، والشرف يحيى بن أحمد ابن
الصواف، وعبد النصير المريوطي، وأبو القاسم الدكالي سحنون.
وتلا عليه ببعض الروايات النظام محمد بن عبد الكريم التبريزي،
ويوسف بن حسن القابسي، وأبو العباس أحمد بن هبة الله بن عطية.
وممن روى عنه أبو الهدى عيسى بن يحيى السبتي، والقاضي عبد
القادر بن عبد العزيز الحجري، وعبد المعطي بن عبد النصير
الأنصاري، وعمر بن علي بن الكدوف، وعدة.
وبالإجازة علي بن سيما، ومحمد بن مشرق وعدة.
وكان من جلة العلماء، خرج لنفسه مشيخة.
توفي (1) في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ست وثلاثين
وست مئة.
29 - ابن السباك *
الشيخ الفقيه المسند وكيل القضاة أبو الفضل محمد بن محمد بن
الحسن، ابن السباك البغدادي ربيب أزهر ابن السباك، وهو الذي
سمعه.
سمع من أبي الفتح ابن البطي، وأبي المعالي ابن اللحاس

(1) في التكملة: بثغر الإسكندرية، ودفن من الغد.
* ذيل تاريخ مدينة الاسلام لابن الدبيثي: (نسخ باريس 5921) الورقة 134 - 135،
والتكملة لوفيات النقلة: 3 / 502 رقم الترجمة: 2861، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن
الدبيثي: 1 / 132 - 133، والعبر: 5 / 151، تذكرة الحفاظ: 1424 - 1425، وتاريخ
الاسلام، الورقة: 183، والنجوم الزاهرة: 6 / 315، وشذرات الذهب 5 / 181.
42

سمع منه " المنتقى " من سبعة أجزاء المخلص، وسمع من عمر بن
بنيمان.
حدث عنه عز الدين الفاروثي، وجمال الدين الشريشي، وعلاء
الدين ابن بلبان، وأبو سعيد القضائي، وآخرون.
وبالإجازة القاضي الحنبلي، والمطعم، وابن سعد، وأبو نصر ابن
الشيرازي، وأبو العباس ابن الشحنة، وجماعة.
قال ابن النجار: لا بأس به.
وقال ابن الحاجب: كان منسوبا إلى الدهاء وكثرة الشر في
الحكومات.
قلت مات في سابع عشر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وست
مئة (1).
30 - ابن الطفيل *
الشيخ المسند الثقة أبو القاسم عبد الرحيم ابن المحدث يوسف
ابن هبة الله بن محمود بن الطفيل الدمشقي ثم المصري، عرف بابن
المكبس الصوفي.
سمع بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة ستين وخمس مئة (2) من

(1) ذكر المنذري أنه توفي في ليلة السابع عشر من شهر ربيع الآخر ببغداد، ودفن بالشونيزية
من الغد، ومولده سنة إحدى ويقال سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
* التكملة لوفيات النقلة: 3 / 546 - 547 رقم الترجمة 2957، والعبر: 5 / 153،
وتاريخ الاسلام، الورقة: 190 - 191، وذيل التقييد الورقة 196، النجوم الزاهرة 6 / 317،
شذرات الذهب: 5 / 184.
(2) قال المنذري: انه سمع بإفادة والده بدمشق (التكملة: 3 / 547).
43

الوزير أبي المظفر الفلكي، وسمع من أبي المكارم بن هلال، وأبي
البركات الخضر بن شبل الخطيب، وأبي المعالي محمد بن حمزة بن
الموازيني، وأبي بكر محمد بن بركة الصلحي، وبالإسكندرية من أبي
طاهر السلفي، وابن عوف، وجماعة. وبمصر من علي بن هبة الله
الكاملي، ومحمد بن علي الرحبي، وعثمان بن فرج، وعبد الله بن
بري، وجماعة.
حدث عنه المنذري (1)، وابن الحلوانية، وأبو القاسم بن بلبان،
وأبو حامد ابن الصابوني، وأبو الحسن الغرافي، وأبو المعالي
الأبرقوهي، وأبو الهدى عيسى السبتي، ويوسف بن كوركيك.
وأجاز لابن سعد، وابن الشيرازي، وعيسى المطعم.
وقال ابن مسدي في معجمه: لم تكن حاله مرضية، لكن سماعه
صحيح، وهو آخر من سمع من الفلكي. طلق زوجته ولزم بيته فأكثرت
عنه لابني.
توفي في رابع ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وست مئة.
قلت: ولد في عاشر صفر سنة خمس وخمسين وخمس مئة (2).
31 - ابن دلف *
الشيخ الامام المقرئ المجود أبو محمد عبد العزيز بن دلف بن

(1) ذكر ذلك المنذري في التكملة 3 / 547.
(2) فيكون سماعه من الفلكي حضورا، وهو في الخامسة.
* ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5921) الورقة 149، والتكملة لوفيات النقلة:
3 / 526، رقم الترجمة 2920، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي: ج 4 ص 492 رقم الترجمة 713 ولقبه عفيف الدين، والحوادث الجامعة: 134 - 135، والمختصر المحتاج إليه
من تاريخ ابن الدبيثي للذهبي: 3 / 50 رقم الترجمة 828، ومعرفة القراء الكبار 2 / 499،
وتاريخ الاسلام، الورقة: 191، ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 217 - 220، ونزهة الأنام لابن
دقماق الورقة 44، وذيل التقييد للفاسي الورقة 201، وغاية النهاية في طبقات القراء لابن
الجزري: 1 / 393 رقم الترجمة 1674، والنجوم الزاهرة: 6 / 317، والتاج المكلل
للقنوجي: 237، وراجع تاريخ علماء المستنصرية للدكتور ناجي معروف: 2 / 69 - 73.
44

أبي طالب البغدادي المقرئ الناسخ الخازن.
مولده بعد الخمسين وخمس مئة (1).
وقرأ بالروايات على ابن عساكر البطائحي، وأبي الحارث
أحمد بن سعيد العسكري، ويعقوب الحربي، وأحمد بن محمد بن
القاص وغيرهم.
تلا عليه بالروايات الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، وقد سمع
من أبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وخديجة النهروانية، وشهدة
الإبرية، وعدة.
حدث عنه الرشيد محمد ابن أبي القاسم وغيره.
وبالإجازة فاطمة بنت سليمان، والقاضي، وابن سعد وطائفة.
وسمع " موطأ مالك " من رواية القعنبي على شهدة، و " محاسبة
النفس " و " الغرباء " للآجري، و " ستة مجالس ابن البختري ".
وولاه المستنصر خزانة كتبه، وكان عدلا ثقة إماما صالحا خيرا
متعبدا، له صورة كبيرة، وجلالة عجيبة، وفيه نفع للناس.

(1) قال المنذري: ومولده تقديرا سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وقيل سنة تسع وأربعين
وخمس مئة (التكملة لوفيات النقلة: 3 / 526).
45

روى عنه ابن النجار، وقال: كان دائم الصلاة والصيام، كثير
العبادة سعاء في مصالح الناس، لم تر العيون مثله.
توفي في صفر (1) سنة سبع وثلاثين وست مئة رحمه الله.
32 - صاحب ماردين *
الملك المنصور ناصر الدين أرتق ابن الملك أرسلان بن ألبي بن
تمرتاش التركماني الأرتقي.
تملك بعد أخيه حسام الدين إيلغازي، وهو حدث، فعمل نيابة
مملوكهم زوج والدته مدة، فلما تمكن أرتق قتله في سنة ست مئة،
وامتدت أيامه، وكان فيه عدل وحسن سيرة، ويصوم كثيرا، ويدع الخمر
في الثلاثة أشهر، قتله غلمانه بمواطأة ابن ابنه ألبي بن غازي بن أرتق،
وكان شديد المحبة له، ثم خاف، وأبعد أباه غازيا فحلق رأسه وتمفقر (2)
فحبسه والده أرتق، فلما قتلوه أخرجوا غازيا وملكوه، ولقب بالملك
السعيد، ثم خاف من ولده ألبي فسجنه.
قتل أرتق في ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وكانت دولته ستا
وخمسين سنة، وكذلك طول ولده.

(1) ذكر المنذري ان وفاته في ليلة السادس والعشرين من صفر، ثم ذكر بعد ذلك قائلا وقبل
كانت وفاته ليلة التاسع عشر (التكملة: 3 / 526).
* مرآة الزمان: 8 / 730، والحوادث الجامعة: 115، وتاريخ الاسلام للذهبي،
الورقة: 175 (أيا صوفيا 3012)، دول الاسلام: 2 / 107، العبر: 5 / 148 - 149،
الوافي بالوفيات: 8 / 336، الترجمة 3763، والعسجد المسبوك: 485، والنجوم الزاهرة:
6 / 314، وذكره مرة أخرى في حوادث سنة 637 في ج 6 ص 315، شذرات الذهب: 5 /
180.
(2) يعني: تصوف، من الفقر.
46

33 - الحرالي *
هو العلامة المتفنن أبو الحسن علي بن أحمد بن حسن التجيبي
الأندلسي. وحرالة: قرية من عمل مرسية.
ولد بمراكش، وأخذ النحو عن ابن خروف، ولقي العلماء، وجال
في البلاد، ولهج بالعقليات، وسكن حماة، وعمل تفسيرا عجيبا ملاه
باحتمالات لا يحتمله الخطاب العربي أصلا، وتكلم في علم الحروف
والاعداد، وزعم أنه استخرج منه وقت خروج الدجال ووقت طلوع
الشمس من مغربها، ووعظ بحماة، وأقبلوا عليه، وصنف في
المنطق، وفي شرح الأسماء الحسنى، وكان شيخنا مجد الدين
التونسي يتغالى في تعظيم تفسيره، ورأيت علماء يحطون عليه والله أعلم
بسره، وكان يضرب بحلمه المثل.
مات سنة سبع (1) وثلاثين وست مئة.
وممن يعظمه شيخنا شرف الدين ابن البارزي قاضي حماة، فمن
شاء فلينظر في تواليفه فإن فيها العظائم.

(1) التكملة لابن الأبار (المخطوطة الأزهرية) ج 3 الورقة 80، عنوان الدراية 143 -
156 الترجمة 31، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3012) الورقة: 192، والعبر: 5 /
157، وميزان الاعتدال: 3 / 114، والعسجد المسبوك: 495 - 496، ولسان الميزان: 4 /
204، الترجمة 536، والنجوم الزاهرة: 6 / 317، وطبقات المفسرين للسيوطي (تحقيق علي
محمد عمر) ص 76 الترجمة 68، وطبقات المفسرين للداوودي: 1 / 386 - 387 الترجمة
338، ونفح الطيب: 2 / 187 - 190 الترجمة 115، وشذرات الذهب: 5 / 189 وفيه
الحراني (النون) وهو تصحيف.
(1) نسب في لسان الميزان وفي طبقات المفسرين للداوودي إلى ابن الأبار انه قيد وفاته سنة
638 ولم نجد ذلك في التكملة بل قيدها لسنة 637.
47

34 - ابن العربي *
العلامة صاحب التواليف الكثيرة محيي الدين أبو بكر محمد بن
علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي ابن العربي، نزيل
دمشق.
ذكر أنه سمع من ابن بشكوال وابن صاف، وسمع بمكة من زاهر
ابن رستم، وبدمشق من ابن الحرستاني، وببغداد. وسكن الروم مدة،
وكان ذكيا كثير العلم، كتب الانشاء لبعض الامراء بالمغرب، ثم تزهد
وتفرد، وتعبد وتوحد، وسافر وتجرد، وأتهم وأنجد، وعمل الخلوات
وعلق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة. ومن أردإ تواليفه كتاب
" الفصوص " فإن كان لاكفر فيه، فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو
والنجاة فوا غوثاه بالله!
وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات، وقد
حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين ابن عبد

* هو العالم المشهور الذي تغني شهرته عن التعريف، وقد ذكر الأستاذ الدكتور صلاح
الدين المنجد كثيرا من مظان ترجمته في مقدمة كتاب " الدرر الثمين في مناقب الشيخ محيي الدين "
كما ذكر عددا من الكتب المؤلفة في سيرته من المؤيدين والمهاجمين وما كتب عنه باللغات
الأعجمية، واليك مظان ترجمته مضافة إلى ما ذكره وأكثرها لم يطلع عليها الأستاذ الفاضل المذكور
وهي: تاريخ ابن الدبيثي (نسخة شهيد علي) الورقة 92، عقود الجمان في شعراء هذا الزمان
لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي 2328) ج 7 الورقة 179، التكملة لوفيات النقلة
للمنذري الترجمة 2972، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3012) ج 19 الورقة 204 - 206،
المستفاد من ذيل تاريخ بغداد الورقة 11، نثر الجمان للفيومي ج 2 الورقة: 124 - 125،
طبقات الأولياء لابن الملقن (دار الكتب الظاهرية 4407 عام) الورقة: 36، وفي المطبوعة:
469 - 470 الترجمة 153، نزهة الأنام لابن دقماق الورقة 50 - 53، العقد الثمين للفاسي
(التيمورية) ج 1 الورقة 157 - 167 وفي المطبوعة: 2 / 160 - 199، الترجمة 322، وعقد
الجمان للعيني: ج 18 الورقة 243 - 244.
48

السلام يقول عن ابن العربي: شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا
يحرم فرجا.
قلت: إن كان محيي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت،
فقد فاز، وما ذلك على الله بعزيز.
توفي في ربيع الآخر (1) سنة ثمان وثلاثين وست مئة.
وقد أوردت عنه في " التاريخ الكبير " (2). وله شعر رائق، وعلم
واسع، وذهن وقاد، ولا ريب أن كثيرا من عباراته له تأويل إلا كتاب
" الفصوص "!
وقرأت بخط ابن رافع أنه رأى بخط فتح الدين اليعمري أنه سمع
ابن دقيق العيد يقول: سمعت الشيخ عز الدين، وجرى ذكر ابن العربي
الطائي فقال: هو شيخ سوء مقبوح كذاب (3).
35 - ابن المستوفي *
المولى الصاحب العلامة المحدث شرف الدين أبو البركات المبارك

(1) في التكملة لوفيات النقلة انه توفي في ليلة الثاني والعشرين منه.
(2) يعني: تاريخ الاسلام، الورقة: 204 - 206.
(3) هذا تكرار من المؤلف لما ذكره قبل قليل.
* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي
2327) ج 6 الورقة 18 ب - 37 / أ، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري ج 3 الترجمة 2908،
ووفيات الأعيان لابن خلكان: 4 / 147 - 152 الترجمة 554، والحوادث الجامعة: 135،
وتاريخ الاسلام، الورقة: 196 - 197 (أيا صوفيا 3012)، ونثر الجمان للفيومي: ج 2
الورقة 113 - 115، والبداية والنهاية 13 / 139، ونزهة الأنام لابن دقماق الورقة 40 - 42،
وعقد الجمان للعيني ج 18 الورقة 233 - 234، والنجوم الزاهرة: 6 / 318، وبغية الوعاة
للسيوطي: 2 / 272، الترجمة 1962، وشذرات الذهب: 5 / 186 - 187.
49

ابن أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب، اللخمي الأربلي
الكاتب، عرف بابن المستوفي.
ولد (1) بإربل في سنة أربع وستين وخمس مئة.
وقرأ القرآن والأدب على أبي عبد الله البحراني، ومكي بن ريان
الماكسيني. وسمع من عبد الوهاب بن أبي حبة، ومبارك بن طاهر،
وحنبل، وابن طبرزذ، ونصر الله بن سلامة الهيتي، وخلق من الوافدين
إلى إربل.
وكتب الكثير وجمع فأوعى، وعمل لبلده تاريخا (2) في خمسة أسفار،
وكانت داره مجمعا للفضلاء، وكان كثير المحفوظ، قوي الخط، حلو
الايراد، له النظم والنثر، والتفنن في الفضائل، وله إجازة من أبي جعفر
الصيدلاني، وغيره.
أجاز لشيخنا شمس الدين ابن الشيرازي.
ولي نظر إربل مدة، ونزح منها وقت استلاء التتار عليها، فأقام
بالموصل، وكان والده وجده من قبله على الاستيفاء بإربل.
قلت: فمن شعره مما أورد له ابن الفوطي:
وفي لي دمعي يوم بانوا بوعده * فأجريته حتى غرقت بمده

(1) ذكر ابن خلكان والمنذري ان ولادته في النصف من شوال.
(2) هو المسمى " بنباهة البلد الخامل بمن ورده من الأماثل " الذي حقق الجزء الثاني منه
الأستاذ سامي ابن السيد خماس الصقار تحقيقا جيدا وطبعه باسم تاريخ إربل ضمن منشورات دار
الرشيد في وزارة الثقافة والاعلام بالجمهورية العراقية في سلسلة كتب التراث رقم 99 (ط المركز
العربي للطباعة والنشر بيروت 1980) في قسمين ضخمين بلغ مجموع صفحاتهما مع الفهارس
والتقديم (1746) صفحة بقطع متوسط، شغل النص المحقق منها 428 صفحة.
50

ولو لم يخالطه دم غال لونه * لما مال حادي الركب عن قصد ورده
أأحبابنا هل ذلك العيش راجع * بمقتبل غض الصبى مستجده
زمانا قضيناه انتهابا وكلنا * يجر إلى اللذات فاضل برده
وإن على الماء الذي يردونه * غزال كجلد الماء رقة جلده
يغار ضياء البدر من نور وجهه * ويخجل غصن البان من لين قده
وله:
حيا الحيا وطنا بإربل دارسا * أخنت عليه حوادث الأيام
أقوت مرابعه وأوحش أنسه * وخلت مراتعه من الآرام
عني الشتات بأهله فتفرقوا * أيدي سبا في غير دار مقام
إن يمس قد لعبت به أيدي البلى * عافي المعاهد دارس الاعلام
فلكم قضيت به لبانات الصبى * مع فتية شم الأنوف كرام
قال ابن خلكان (1): كان شرف الدين جليل القدر، واسع الكرم،
مبادرا إلى زيارة من يقدم، متقربا إلى قلبه، وكان جم الفضائل، عارفا
بعدة فنون، منها الحديث وفنونه وأسماؤه (2)، وكان ماهرا في الآداب والنحو
واللغة والشعر وأيام العرب، بارعا في حساب الديوان. صنف شرحا لديوان
المتنبي وأبي تمام في عشر مجلدات، وله في أبيات " المفصل "
مجلدان. سمعت منه كثيرا، وبقراءته، وله ديوان شعر أجاد فيه.
قال ابن الشعار في " قلائد الجمان " (3): كان الصاحب مع فضائله

(1) انظر وفيات الأعيان (ط: احسان عباس) 4 / 147 رقم الترجمة 554، وقد تصرف
العلامة الذهبي بالعبارة على عادته
. (2) في وفيات الأعيان: وأسماء رجاله.
(3) انظر نسخة أسعد أفندي، رقم 2327، ج 6 الورقة 18 ب، وهو الاسم الذي ذكره
مؤلفه في مقدمة كتابه.
51

محافظا على عمل الخير والصلاح، مواظبا على العبادة، كثير الصوم،
دائم الذكر متتابع الصدقات.
قال ابن خلكان (1): ولي الوزارة في أول سنة تسع وعشرين، فلما
صارت إربل للمستنصر بالله (2) لزم بيته، واقتنى من نفيس الكتب شيئا
كثيرا، خرج (3) من داره مرة ليلا فضربه رجل بسكين في عضده فقمطها
الجرائحي بلفائف وسلم، فكتب إلى الملك مظفر الدين:
يا أيها الملك الذي سطواته * من فعلها يتعجب المريخ
آيات جودك محكم تنزيلها * لا ناسخ فيها ولا منسوخ
أشكو إليك وما بليت بمثلها * شنعاء ذكر حديثها تاريخ
هي ليلة فيها ولدت وشاهدي * فيما ادعيت القمط والتمريخ
توفي الصاحب في خامس (4) المحرم سنة سبع وثلاثين وست مئة.
وفيها توفي قاضي دمشق شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل
الخويي الشافعي، والصفي أحمد بن أبي اليسر شاكر التنوخي، وأبو
العباس أحمد ابن الرومية الإشبيلي النباتي، وإسماعيل بن محمد بن يحيى
البغدادي المؤدب، وعلاء الدين أبو سعد ثابت بن محمد بن أحمد بن
الخجندي الأصبهاني الذي حضر " البخاري " على أبي الوقت، وحسين بن
يوسف الصنهاجي الشاطبي نظام الدين الناسخ، وأمين الدين سالم بن

(1) وفيات الأعيان: 4 / 150 - 151.
(2) في الوفيات: في منتصف شوال من السنة المذكورة.
(3) هذا الخبر في الوفيات 4 / 149 وقد ذكر ابن خلكان ان ذلك كان في غالب ظنه في سنة
618 ه‍.
(4) ذكر ابن خلكان ان ذلك كان في يوم الأحد (وفيات الأعيان 4 / 151).
52

الحسن بن صصري، وصاحب حمص شيركوه، والقاضي عبد الحميد بن
عبد الرشيد الهمذاني، وعبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل، وأبو محمد عبد
العزيز بن دلف المقرئ الناسخ، وأبو الحسن علي بن أحمد الحراني
بحماة، وشمس الدين محمد بن الحسن ابن الكريم الكاتب (1)، والحافظ
ابن الدبيثي، ومحمد بن طرخان السلمي، ومحمد بن أبي المعالي بن
صابر، والرشيد محمد بن عبد الكريم ابن الهادي، محتسب دمشق،
والصاحب ضياء الدين نصر الله ابن الأثير.
36 - الحصيري *
الشيخ الامام العلامة شيخ الحنفية جمال الدين أبو المحامد محمود بن
أحمد بن عبد السيد البخاري الحصيري التاجري الحنفي.
ولد سنة ست وأربعين وخمس مئة.

(1) هو محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم، الأديب العالم، شمس الدين أبو
عبد الله ابن الكريم البغدادي الكاتب الماسح الحاسب المحدث. (تاريخ الاسلام، الورقة:
193).
* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 2 / 720 - 721، والتكملة لوفيات النقلة للحافظ
المنذري ج 3 رقم الترجمة 2850، وذيل الروضتين: 161، وذيل مشتبه الأسماء لمنصور بن
سليم الورقة 16 - 17، وتكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني: 127 - 129، ودول الاسلام
للذهبي 2 / 107 وفيه انه الحصري، والعبر: 5 / 152، تاريخ الاسلام، الورقة: 184، ونثر
الجمان للفيومي: ج 2 الورقة 102 - 103، والبداية والنهاية: 13 / 152 - 153، والجواهر
المضية للقرشي: 2 / 155، ونزهة الأنام لابن دقماق: الورقة 36، وذيل التقييد للفاسي،
الورقة 251، وعقد الجمان للعيني: ج 18 الورقة 219 - 220، والنجوم الزاهرة 6 / 313،
وتاج التراجم لابن قطلوبغا: 69، وطبقات الفقهاء المنسوب لطاش كبري زادة (وهو لابن
الحنائي): 107، والطبقات السنية للتميمي ج 3 الورقة 773 - 809 وطول في ترجمته كثيرا كما
ترى في عدد الصفحات، وشذرات الذهب: 5 / 182، وطبقات الزيله لي: الورقة: 31،
والفوائد البهية: 205، وجعل وفاته سنة 637 ه‍.
53

وتفقه ببخارى وبرع، ولو أنه سمع في صباه لصار مسند زمانه، ولكنه
سمع في الكهولة، من أبي سعد عبد الله بن عمر ابن الصفار، ومنصور ابن
الفراوي، والقاضي إبراهيم بن علي بن حمك المغيثي، والمؤيد
الطوسي.
وحدث ب‍ " صحيح " مسلم.
روى عنه زكي الدين البرزالي، ومجد الدين ابن العديم، وابن
الحلوانية، وابن الصابوني، وفاطمة بنت جوهر البطائحية (1).
وبالإجازة القاضيان: الخويي والحنبلي.
درس، وناظر، وأفتى، وتخرج به الأصحاب، وسكن دمشق،
وولي تدريس " النورية " في سنة إحدى عشرة وست مئة، وكان ينطوي على
دين وعبادة وتقوى، وله جلالة عجيبة، ومنزلة مكينة، وحرمة وافرة.
وهو منسوب إلى محلة ببخارى ينسجون الحصر فيها (2).
توفي في ثمان صفر سنة ست وثلاثين وست مئة، وله تسعون سنة،
وازدحم الخلق على نعشه، وحمله الفقهاء على الرؤوس، وكان يوما
مشهودا، ودفن بمقابر الصوفية.
رأيت سماعه لجميع " سنن الدارقطني " من الصفار في سنة ثمان
وتسعين. وفيها سمع من قاضي القضاة المغيثي " موطأ أبي مصعب " ورأيت
خط منصور الفراوي وخط المؤيد الطوسي له سماعه منهما ل‍ " صحيح
مسلم " سنة 603، وعظماه وفخماه.

(1) * هي من شيخات الذهبي، وقد سمعت منه صحيح مسلم، وهي فاطمة بنت إبراهيم.
(2) في الأصل: " فيه ".
54

37 - البرزالي *
الشيخ الامام المحدث الحافظ الرحال مفيد الجماعة زكي الدين أبو
عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس (1) البرزالي الإشبيلي.
ولد - تقريبا - سنة سبع وسبعين وخمس مئة.
وقدم الإسكندرية في سنة اثنتين وست مئة، فحبب إليه طلب
الحديث، وكتابة الآثار، فسمع من الحافظ علي بن المفضل، وعبد الله
العثماني، وبمصر من القاضي عبد الله بن مجلي، وبمكة من زاهر بن
رستم، ويونس بن يحيى الهاشمي. وجاور سنة أربع، وقدم دمشق فسمع
من الكندي، والخضر بن كامل وطائفة، ورد إلى مصر، ثم سار إلى
خراسان وغيرها، فسمع بأصبهان من عين الشمس الثقفية، ومحمد بن
محمد بن محمد بن الجنيد، ومحمد بن أبي طاهر بن غانم، وبنيسابور من
منصور بن عبد الله الفراوي والمؤيد بن محمد الطوسي، وزينب
الشعرية، وبمرو من أبي المظفر ابن السمعاني، وبهراة من أبي روح،
وبهمذان من عبد البر بن أبي العلاء، وببغداد من أبي محمد بن الأخضر،

* التكملة لوفيات النقلة للمنذري ج 3 الترجمة 2893، تكملة ابن الأبار: 2 / 643 -
644 الترجمة 1662، وذيل الروضتين: 168، والعبر للذهبي: 5 / 151، وتذكرة الحفاظ 4 /
1423 - 1424 رقم 1137، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3012) الورقة 183 - 184، والوافي
بالوفيات: 5 / 252 رقم 2331، والبداية والنهاية: 13 / 153، والنجوم الزاهرة 6 / 314،
وطبقات الحفاظ للسيوطي: 498، الترجمة 1105، الدارس: 1 / 86، وذيل وفيات الأعيان
المسمى درة الحجال في أسماء الرجال لابن القاضي: 2 / 298 الترجمة 838، وشذرات
الذهب: 5 / 182، وهدية العارفين: 2 / 113. وقد قيده الناسخ بفتح الباء، وقد قيده السيد
الزبيدي بكسر الباء تقييد الحروف، وهو المشهور.
(1) تصحف في العبر إلى (بداس) بالباء، وفي الشذرات: يداش (بالشين) وفي الوافي
حين ذكر نسبه: محمد بن يداس (بسقوط لفظة: أبي). وقيده المنذري بالحروف.
55

وأحمد بن الدبيقي، وبالموصل، وإربل، وتكريت، وحران، ثم إنه
استوطن دمشق، وأكثر، وكتب عمن دب ودرج، ونسخ الكثير لنفسه
وللناس، بخط حلو مغربي، وخرج لعدة من الشيوخ، وأم بمسجد
فلوس، وسكن هناك، وكان مطبوعا، ريض الأخلاق بشوشا، سهل الإعارة
كثير الاحتمال. ولي مشيخة مشهد عروة، واتفق موته بحماة في رمضان سنة
ست وثلاثين وست مئة في رابع عشره (1).
قال المنذري (2): كان يحفظ ويذاكر مذاكرة حسنة، صحبنا مدة عند
شيخنا ابن المفضل (3)، وسمعت منه، وسمع مني.
قلت حدث عنه الجمال ابن الصابوني (4)، وعمر بن يعقوب
الأربلي، ومجد الدين ابن العديم، وجمال الدين ابن واصل، وأبو
الفضل بن عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو علي بن الخلال
وآخرون.
وبرزالة: قبيلة بالأندلس.
عمل الحافظ علم الدين له ترجمة طويلة، فيها: أن ابن الأنماطي
استعار ثبت رحلته وادعى أنه ضاع، فبكى الزكي وتحسر عليه.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، أخبرنا محمد بن يوسف الحافظ، أخبرتنا

(1) في النجوم الزاهرة في رابع عشرين وهو سهو لان كل من ذكر ليلة وفاته نص على أنها ليلة
الرابع عشر من رمضان.
(2) التكملة لوفيات النقلة ج 3 ص 515 الترجمة 2893.
(3) في التكملة: عند شيخنا الحافظ أبي الحسن المقدسي بالقاهرة. أ. ه‍. وهو الامام
الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي المتوفى 611 ه‍ وقد مرت ترجمته.
(4) انظر حديثه عنه في تكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني: 175 - 176.
56

زينب بنت عبد الرحمن، وأخبرنا أحمد عن زينب، أخبرنا إسماعيل بن أبي
القاسم، أخبرنا عمر بن أحمد الزاهد، أخبرنا محمد بن سليمان الصعلوكي
الفقيه، حدثنا أبو العباس السراج، حدثنا أبو كريب، حدثنا إبراهيم بن
يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي قيس الأودي، عن سويد بن غفلة،
عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " يخرج في آخر الزمان قوم
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية
قتالهم حق على كل مسلم " (1).
38 - وتوفي ولده
المحدث يوسف إمام مسجد فلوس في سنة ثلاث وأربعين
شابا، له ثلاث وعشرون سنة، ولم يحدث، وخلف ولده الشيخ.
39 - بهاء الدين
محمد كاتب الحكم صغيرا فرباه جده لامه الشيخ علم الدين الأندلسي
المقرئ، وأقرأه بالسبع، وكتب الخط المنسوب. سمعت منه، ومات
سنة تسع وتسعين وست مئة (2). وقرأ عليه كثيرا من الحديث ولده الحافظ
الأوحد علم الدين القاسم (3). رحم الله الجميع.

(1) ورواه البخاري في علامات النبوة (3611) وفي فضائل القرآن (5057) وفي استتابة
المرتدين (6930) ومسلم (1066) في الزكاة وأبو داود (4767)، والنسائي 7 / 119
(شعيب).
(2) ذكره في معجم شيوخه.
(3) صديق الذهبي والمتوفى سنة 739.
57

40 - ابن الرومية *
الشيخ الامام الفقيه الحافظ الناقد الطبيب أبو العباس أحمد بن محمد
ابن مفرج الإشبيلي الأموي، مولاهم، الحزمي الظاهري النباتي الزهري
العشاب.
ولد سنة إحدى وستين وخمس مئة.
وسمع من أبي عبد الله بن زرقون، وأبي بكر بن الجد، وأبي محمد
أحمد بن جمهور، ومحمد بن علي التجيبي، وأبي ذر الخشني، وعدة.
وفي الرحلة من أصحاب الفراوي، وأبي الوقت السجزي.
قال أبو عبد الله الأبار (1): كان ظاهريا متعصبا لابن حزم، بعد أن كان
مالكيا. قال: وكان بصيرا بالحديث ورجاله، وله مجلد مفيد فيه استلحاق
على " الكامل " بن عدي، وكانت له بالنبات والحشائش معرفة فاق فيها
أهل العصر، وجلس في دكان لبيعها. سمع منه جل أصحابنا.

* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة رقم 2928، وتكملة الصلة لابن الأبار: 1 /
121 - 122 رقم 304، وعيون الانباء لابن أبي اصيبعة: 2 / 81، واختصار القدح المعلى لابن
سعيد الأندلسي: 181، وبغية الطلب لابن العديم م 2 الورقة 4، وتذكرة الحفاظ للذهبي: 4 /
1425 - 1426 الترجمة 1138، والمشتبه: 339، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3012)
الورقة: 186، والوافي بالوفيات 8 / 45 الترجمة 3451، والإحاطة في اخبار غرناطة لابن
الخطيب: 1 / 88 والديباج المذهب لابن فرحون (دار التراث) 1 / 191 - 193 الترجمة
69، والتوضيح لكتاب المشتبه في الرجال لابن ناصر الدين الورقة 115، وتبصير المنتبه بتحرير
المشتبه: 662 وفيه انه أحمد بن أحمد بن محمد بن مفرج.. وهو سهو، ونفح الطيب: 1 /
634، وطبقات الحفاظ للسيوطي: 498 الترجمة 1106، وشذرات الذهب: 5 / 184، وتاج
العروس (مادة زهر) 3 / 250، والتاج المكلل للقنوجي: 322 - 323، والرسالة المستطرفة:
145.
(1) التكملة لكتاب الصلة: 1 / 121 - 122.
58

وقال ابن نقطة: كتبت عنه، وكان ثقة، حافظا، صالحا.
والزهري: بفتح أوله.
وقال المنذري (1): سمع ابن الرومية ببغداد، ولقيته بمصر بعد
عوده، وحدث بأحاديث من حفظه بمصر، ولم يفتق لي السماع منه، وجمع
مجاميع.
قلت: له كتاب " التذكرة في معرفة شيوخه، وله كتاب " المعلم بما
زاد البخاري على مسلم ".
مات فجاءة في سلخ ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وست مئة، ورثي
بقصائد.
41 - الخجندي *
الشيخ الجليل الصدر الامام الفقيه علاء الدين أبو سعد ثابت بن محمد
ابن أبي بكر أحمد بن محمد بن الخجندي الأصبهاني، نزيل شيراز.
ولد سنة ثمان وأربعين وخمس مئة.
وسمع من أبي الوقت السجزي " صحيح البخاري " حضورا في الرابعة
في سنة إحدى وخمسين. وسمع من أبي الفضل محمود بن محمد
الشحام، وكان في أصبهان إذ استباحتها كفرة المغول في سنة اثنتين وثلاثين

(1) التكملة لوفيات النقلة 3 / 531 (من طبعة مؤسسة الرسالة).
* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 2958، وتلخيص مجمع الآداب في معجم
الألقاب لابن الفوطي ج 4 الترجمة 1494، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3012)
الورقة: 188 والعبر: 5 / 153، والوافي بالوفيات: 10 / 471، الترجمة 4982، وذيل
التقييد للفاسي: الورقة 150، والنجوم الزاهرة 6 / 316، وشذرات الذهب: 5 / 183.
59

وست مئة، فنجا، ولم يكد. وذهب إلى شيراز، فعاش إلى سنة سبع
وثلاثين وست مئة، كذا ذكره الحافظ المنذري (1).
روى عنه بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وجماعة، وهذا آخر
من روى عن أبي الوقت حضورا، ومع هذا فلا أستحضر أحدا سمع منه.
ولعل أهل شيراز إن كانوا اعتنوا برواياته تأخر بعضهم، فإن شيراز أم ذلك
الإقليم، وهي عامرة لم يصل إليها كفرة المغول وأمنت إلى اليوم، وهي
مدينة محدثة أنشأها الأمير محمد بن أبي القاسم الثقفي ابن عم الحجاج،
وسميت بشيراز تشبيها بجوف الأسد، وذلك لان التجار تجلب وتحمل إليها
ولا عوض بها، وفي البلد عيون في دورهم، ومنها إلى أصبهان سبعة أيام،
وبها خلق لا يحصون، وملكها من تحت يد صاحب العراق أبي سعيد،
عرضها تسع وعشرون درجة، وطولها تسع وسبعون درجة، هي شرقي مصر
ووادي موسى وتبوك فهن على خط واحد.
42 - سالم *
ابن الحافظ أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري،
الشيخ العدل، الرئيس، أمين الدين، أبو الغنائم، التغلبي، الدمشقي،
الشافعي.
رحل به أبوه وله خمس سنين فسمعه من أبي الفتح بن شاتيل، وأبي

(1) التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 2958.
* التكملة لوفيات النقلة للمنذري ج 3 الترجمة 2933، والعبر: 5 / 153، وتاريخ
الاسلام (أيا صوفيا 3012) الورقة: 189، الوافي بالوفيات: 15 / 79، الترجمة: 104،
ونثر الجمان للفيومي: ج 2 الورقة 115 - 116، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة 42،
والنجوم الزاهرة: 6 / 316، وشذرات الذهب: 5 / 184.
60

السعادات القزاز، وأبي العلاء بن عقيل، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن
محمد بن نبهان، وأحمد بن درك (1)، وشيخ الشيوخ عبد الرحيم بن
إسماعيل، وعدة. وسمع بدمشق من الفضل ابن البانياسي، والأمير أسامة
ابن منقذ، وعبد الرزاق النجار، والخضر بن طاووس، وطائفة. وحفظ
القرآن وتفقه، وتأدب قليلا، وتفرد بجملة من مروياته، مع عدم تعميره.
حدث عنه البرزالي (2)، والقوصي، والمجد ابن الحلوانية، وسعد
الخير، وأبو الفضل بن عساكر وابن عمه الفخر، ومحمد بن يوسف
الأربلي، وأبو علي بن الخلال، وأبو بكر بن عبد الدائم (3)، وآخرون.
قال القوصي في معجمه: أخبرنا القاضي الرئيس العدل أبو الغنائم
بمنزله (4)، وكان جميل الصحبة والمعاشرة، فكه المحاضرة، حسن
المحاورة، حمدت سيرته فيما تولاه من المارستانات والمواريث.
قلت: عاش ستين سنة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين.
وست مئة، ودفن بتربته بسفح جبل قاسيون، وخلف أولادا نبلاء، وهو جد
قاضي دمشق نجم الدين أحمد بن محمد.
43 - ابن علان *
الشيخ الأمين تاج الدين أبو المعالي أسعد بن المسلم بن مكي بن
علان القيسي الدمشقي.

(1) هو: أحمد بن المبارك بن درك.
(2) حدث عنه في حياته.
(3) ابن عبد الدائم هو آخر من حدث عنه.
(4) كان منزل أبي الغنائم مجاورا لمنزل القوصي بدرب زكري.
* التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري: ج 3 الترجمة 2881، وتكملة إكمال
الاكمال لابن الصابوني: 304 الترجمة 298 وذكر أنه سمع منه بدمشق، والعبر للذهبي 5 /
149، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3012) الورقة: 175 - 176، والنجوم الزاهرة: 6 /
314، وشذرات الذهبي: 5 / 180.
61

سمع أباه أبا الغنائم، وعلي بن خلدون، وأبا القاسم بن عساكر،
وأبا الفهم ابن أبي العجائز، وجماعة.
روى عنه الحافظ عبد العظيم، والقوصي، وابن الحلوانية، وأبو
علي ابن الخلال، وتاج العرب بنت علان.
وبالإجازة محمد بن مشرق.
حدث بدمشق وبمصر، وعاش ستا وسبعين سنة، وكان من كبار
الشهود.
توفي في رجب (1)، سنة ست وثلاثين وست مئة، وهو أخو
المعمر مكي (2).
44 - التبريزي *
الامام المحدث الرحال أبو الخير بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل
التبريزي.

(1) ذكر الحافظ المنذري وفاته قائلا: وفي الثامن من رجب وقيل في منتصفه توفي الشيخ
الأصيل أبو المعالي أسعد.. (التكملة: 3 / 510 (طبعة مؤسسة الرسالة) وذكر ابن الصابوني
أنه توفي بدمشق في الثامن من رجب في ليلة الثلاثاء.. (تكملة اكمال الاكمال 305).
(2) وهو أكبر من مكي.
* التكملة لوفيات النقلة للمنذري ج 3 الترجمة 2865، وفيها أنه بلغ السبعين أو
جاوزها، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3012)، الورقة: 176، والعبر: 5 / 149،
وتذكرة الحفاظ: 4 / 1424، وفيها أنه توفي عن أربع وثمانين سنة، والوافي بالوفيات 10 /
100، الترجمة 4551، وله ذكر في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 8 / 156، 370،
والنجوم الزاهرة: 6 / 314، وشذرات الذهب: 5 / 180.
62

ولد بعد الخمسين وخمس مئة (1).
وقدم فسمع من أبي سعد بن أبي عصرون، وأحمد بن
الموازيني، ويحيى الثقفي، ولازم بهاء الدين ابن عساكر، وسمع
بأصبهان من أبي المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني،
وبنيسابور من أبي سعد الصفار، وبمصر من البوصيري. وكتب وتعب
وخرج، وخطه ردئ. وكان دينا فاضلا له فهم. ولي مشيخة دار
الحديث بإربل فلما استباحتها التتار نزح إلى حلب.
روى عنه القوصي، ومحيي الدين ابن سراقة، ومجد الدين ابن
العديم، وجمال الدين الشريشي.
وبالإجازة القاضي الحنبلي، وأبو نصر المزي (2).
مات في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وست مئة. لم يحدثني
عنه أحد. رأيت له مصنفا في فن الحديث بأسانيده و " أربعين حديثا "
نسخا البرزالي عن الشريشي.
45 - حامد *
ابن أبي العميد بن أميري بن ورشي بن عمر، شيخ الشافعية،
شمس الدين أبو الرضا القزويني.

(1) قال في تاريخ الاسلام: " ولد سنة اثنتين وخمسين ظنا ".
(2) هو الشيرازي. وممن حدث عنه بالإجازة أيضا فخر الدين ابن عساكر.
* تاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 177 (أيا صوفيا: 3012)، والوافي بالوفيات:
11 / 280 الترجمة 411، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 8 / 140 الترجمة 1130،
وطبقات الشافعية للأسنوي: 2 / 323 الترجمة 954.
63

ولد سنة ثمان وأربعين وخمس مئة بقزوين.
وصحب القطب النيسابوري، ولازمه، وقدم معه دمشق، وسمع
من شهدة الكاتبة، وخطيب الموصل، ويحيى الثقفي.
وعنه شهاب الدين ابن تيمية، ومجد الدين ابن العديم.
وبالإجازة القاضي (1)، وأبو نصر ابن الشيرازي، وولي قضاء
حمص، ثم درس بحلب، وأفتى.
مات سنة ست وثلاثين وست مئة.
وكان ابنه:
46 - عماد الدين
من المدرسين أيضا.
47 - الخويي *
قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر
الخويي الشافعي.

(1) يعني: تقي الدين الحنبلي.
* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2323) ج 1
الورقة 149 ب، ومرآة الزمان: 8 / 730، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري ج 3 الترجمة
2941، وعيون الانباء 2 / 171، وبغية الطلب لابن العديم م 1 الورقة 76 - 78، وذيل
الروضتين لأبي شامة: 169، وتكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني: 106 - 109، وتاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3012)، الورقة: 186، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1415،
والمشتبه: 193، والعبر: 5 / 152 - 153، والوافي بالوفيات: 6 / 375 - 376 الترجمة
2878، ونثر الجمان ج 2 الورقة 112 - 113، ومرآة الجنان لليافعي: 4 / 222، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي: 8 / 16 - 17 الترجمة 1044، وطبقات الشافعية للأسنوي: 1 /
500 الترجمة 458، والبداية والنهاية 13 / 155، ونزهة الأنام لابن دقماق الورقة 40، وطبقات
النحاة لابن قاضي شهبة الورقة 83، وتبصير المنتبه: 1 / 376، وعقد الجمان للعيني ج 18
الورقة 232 - 233، والنجوم الزاهرة: 6 / 316، والقضاة الشافعية للنعيمي: 65 - 66،
وشذرات الذهب: 5 / 183.
64

ولد سنة ثلاث وثمانين.
وقرأ العقليات على فخر الدين الرازي، والجدل على الطاووسي.
وسمع من المؤيد الطوسي.
وكان من أذكياء المتكلمين، وأعيان الحكماء والأطباء، ذا دين
وتعبد، وله مصنف في النحو، وآخر في الأصول، وآخر فيه رموز
فلسفية.
قال ابن أبي أصيبعة (1): قرأت عليه " التبصرة " لابن سهلان.
وسمع منه المعين القرشي، والجمال ابن الصابوني، وابنه قاضي
القضاة شهاب الدين محمد.
وخوي: من إقليم أذربيجان.
مات في شعبان سنة سبع وثلاثين وست مئة، كهلا بحمى دقية،
وولي قضاء دمشق فحمد.
48 - ابن عسكر *
القاضي العلامة ذو الفنون أبو عبد الله محمد بن علي بن خضر

(1) عيون الانباء في طبقات الأطباء: 2 / 171.
* تكملة الصلة لابن الأبار: 2 / 641 - 642 الترجمة 1661، والإحاطة في أخبار
غرناطة للسان الدين ابن الخطيب: 2 / 122 - 125، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3012)، الورقة: 183، طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة (تحقيق الدكتور محسن
فياض) 1 / 197 الترجمة 143، وبغية الوعاة للسيوطي 1 / 179 - 180 الترجمة 302، وهدية
العارفين: 3 / 113، وشجرة النور الزكية في طبقات المالكية، تأليف محمد بن محمد مخلوف
1 / 181 الترجمة 591، ومعجم المؤلفين: 11 / 7. وهذه الترجمة تزيد على الترجمة التي في
" تاريخ الاسلام ".
65

الغساني، المالقي، المالكي، ابن عسكر.
ذكره ابن الزبير، فقال: روى عن أبي الحجاج ابن الشيخ، وأبي
زكريا الأصبهاني، وأبي الخطاب بن واجب، وأبي سليمان بن حوط
الله، وعدة. واعتنى بالرواية على كبر، وكان جليل القدر، دينا،
صاحب فنون: فقه ونحو وأدب وكتابة، وكان شاعرا، متقدما في
الشروط، حسن العشرة، سمحا، جوادا. ولي قضاء بلده بعد أن حكم
نيابة، وصنف ومال إلى الاجتهاد، تأسف على تفريطه في ترك الاخذ عن
الكبار.
وله كتاب " المشرع (1) الروي في الزيادة على غريبي الهروي "
وكتاب " الاتمام على كتاب التعريف والاعلام " للسهيلي.
توفي سنة ست وثلاثين وست مئة (2).
49 - عبد الحميد *
ابن عبد الرشيد بن علي بن بنيمان، قاضي الجانب الشرقي
ببغداد، أبو بكر الهمذاني الشافعي

(1) في الأصل (المبرع) بدون تنقيط وما أثبتناه عن تكملة ابن الأبار وبغية الوعاة.
(2) في تكلمة ابن الأبار: توفي وهو يتولى قضاء بلده ظهر يوم الأربعاء الرابع لجمادى
الآخرة.. وفي بغية الوعاة: ومات يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الآخرة.. وذكر فيه أنه
ولد قريبا من سنة أربع وثمانين وخمس مئة.
* التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة 2952، وقال: إن له اجازة منه،
وذيل كتاب مشتبه الأسماء لابن نقطة تأليف منصور بن سليم (مادة الحدادي) الورقة: 11 وتاريخ
الاسلام، الورقة: 190 (أيا صوفيا 3012)، وطبقات الأسنوي: 2 / 533 الترجمة 1237،
والعقد المذهب لابن الملقن الورقة 174، ونزهة الأنام لابن دقماق الورقة 44.
66

حضر وهو ابن أربع سنين على جده الحافظ أبي العلاء العطار،
" جامع معمر " (1). وسمع ببغداد من شهدة وابن شاتيل. وأمه هي عاتكة
بنت الحافظ.
أعاد بالنظامية، وناب بالجانب الغربي عن أخيه القاضي علي،
وكان صالحا، قانتا. حدث بدمشق بعد العشرين، ونزل في الغزالية ثم
رجع فولي القضاء وحمد فيه.
روى عنه الشريشي، وابن بلبان، والخطيب عبد الحق بن
شمائل، والشيخ عز الدين الفاروثي. وأجاز لفاطمة بنت سليمان،
ولأبي نصر ابن الشيرازي وجماعة، ولابن سعد، ومحمد البجدي (2)،
وست الفقهاء الواسطية، وآخر من روى عنه بالسماع العماد إسماعيل ابن
الطبال (3).
مات في سابع شوال سنة سبع وثلاثين وست مئة عن أربع
وسبعين سنة.

(1) وهو جزآن يرويه أبو العلاء العطار عن أبي علي الحداد وغانم البرجي، عن الحافظ أبي
نعيم الأصبهاني. كما حضر على جده أيضا " سنن أبي مسلم الكجي ". ذكر ذلك المؤلف في
" تاريخ الاسلام ".
(2) قيده الذهبي في المشتبه بكسر الباء وبعدها الجيم المفتوحة المشددة، ويتصحف في
كثير من المصادر إلى " النجدي " فليحرر.
(3) شيخ المستنصرية. كما سمع منه شيخ المستنصرية عبد الله بن أبي السعادات.
67

50 - الدبيثي *
الامام العالم الثقة الحافظ شيخ القراء حجة المحدثين أبو عبد الله
محمد بن أبي المعالي سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج الدبيثي ثم
الواسطي الشافعي المعدل صاحب التصانيف.
ولد سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، وسمع من أبي طالب
الكتاني، وهبة الله بن قسام، وعدة بواسط بعد سنة سبعين. وتلا
بالعشر على خطيب شافيا (1)، وابن الباقلاني صاحبي أبي العز
القلانسي. وسمع ببغداد من أبي الفتح بن شاتيل، وعبد المنعم ابن
الفراوي، إذ حج، ونصر الله بن عبد الرحمن القزاز، وأبي العلاء بن
عقيل وطبقتهم، وينزل إلى أن يروي عن أصحاب أبي الوقت وأبي
الفتح ابن البطي. وتلا بالروايات على جماعة، وتفقه على أبي الحسن
البوقي. وقرأ العربية والأصول والخلاف وعني بالحديث وبالغ، وكتب
العالي والنازل، وصنف تاريخا كبيرا لواسط (2)، وذيل على تاريخ بغداد
المذيل لابن السمعاني على تاريخ الخطيب، وعمل المعجم لنفسه،
وخرج لغير واحد، وكان مشرف الأوقاف، ومن كبراء العدول، ثم
استعفى من العدالة ضجرا من كلفتها، فإن العدالة ببغداد كانت منصبا

* مؤرخ بغداد العظيم انظر بحث الدكتور بشار عواد معروف عنه في المجلة التاريخية العدد
الثاني ص 17 فما بعدها، وما صدر به لكتابه ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد (من منشورات وزارة
الاعلام في الجمهورية العراقية - سلسلة كتب التراث رقم 36 دار الحرية للطباعة بغداد 1974 م /
1394 ه‍) من ص: 1 - 77.
(1) خطيب شافيا هو: أبو الحسن علي بن المظفر.
(2) لم يصل إلينا.
68

ورتبة كبيرة وإذا عزل الرجل منها لا يفسق، ثم لازم العلم والأقراء
والتسميع.
قال الحافظ محب الدين ابن النجار: سكن أبو عبد الله بغداد،
وحدث بتصانيفه، وقل أن جمع شيئا إلا وأكثره على ذهنه، وله معرفة
بالحديث والأدب والشعر، وهو سخي بكتبه وأصوله، صحبته عدة سنين
فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة، وما رأت عيناي مثله
في حفظ السير والتواريخ وأيام الناس رحمه الله.
قلت: حدث عنه ابن النجار، وأبو بكر بن نقطة، وأبو عبد الله
البرزالي، والمؤرخ علي بن محمد الكازروني، وعز الدين أحمد
الفاروثي الواعظ، وجمال الدين الشريشي المفسر، وتاج الدين علي بن
أحمد الغرافي وآخرون.
وقد سمع منه من شيوخه المحدث أحمد بن طارق، وأبو طالب بن
عبد السميع.
وروى عنه بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان بن أبي عمر
الحنبلي.
قال ابن النجار: لقد مات عديم النظير في فنه وأضر بأخرة. توفي
في ثامن ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وست مئة.
قلت: وفيها مات قاضي دمشق شمس الدين أبو العباس أحمد بن
الخليل بن سعادة الخويي الأصولي، ومسند الوقت بشيراز الامام علاء
الدين أبو سعد ثابت بن أحمد ابن الخجندي الأصبهاني، وهو آخر من
حدث " بالصحيح " عن أبي الوقت حضورا، ومقرئ بغداد عبد العزيز
69

ابن دلف الناسخ الخازن، والعدل الأمين أبو الغنائم سالم ابن الحافظ
أبي المواهب بن صصري، والرئيس صفي الدين أبو العلاء أحمد بن أبي
اليسر شاكر التوخي الدمشقي، وراوي " مسند ابن راهويه " أبو البقاء
إسماعيل بن محمد بن يحيى المؤدب ببغداد، وأبو علي حسين بن
يوسف الشاطبي ثم الإسكندراني، والقاضي عبد الحميد بن عبد الرشيد
سبط أبي العلاء الهمذاني، وأبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف ابن
الطفيل بمصر، وإمام الربوة أبو محمد عبد العزيز بن بركات ابن
الخشوعي، والمحتسب رشيد الدين محمد بن عبد الكريم ابن
الهادي (1) القيسي، والزاهد أبو طالب محمد بن أبي المعالي عبد الله بن
عبد الرحمن بن صابر السلمي، وفخر الدين محمد بن محمد بن علي
بن أبي نصر النوقاني الفقيه، وتقي الدين محمد بن طرخات بن أبي
الحسن السلمي، والمحدث الأديب شمس الدين محمد بن الحسن بن
محمد ابن الكريم الكاتب البغدادي، ستتهم بدمشق (2)، ومحدث إربل
وعالمها الامام شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد ابن المستوفي،
والصاحب الأوحد ضياء الدين نصر الله بن محمد بن محمد بن الأثير
الجزري صاحب " المثل السائر " وآخرون.
قرأت على علي بن أحمد العلوي، أخبرنا محمد بن سعيد الحافظ
سنة ثلاث وثلاثين وست مئة، فذكر جزءا فيه نوادر وحكايات.

(1) يعني: المعروف بابن الهادي.
(2) يعني الستة الأخيرين.
70

51 - ابن خلفون *
الحافظ المتقن العلامة أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد بن
خلفون الأزدي الأندلسي الا ونبي (1)، نزيل إشبيلية.
قال أبو عبد الله الأبار (2): ولد سنة خمس وخمسين وخمس
مئة. وسمع من أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي بكر
النيار وعدة.
قلت: ما علمت أحدا روى عنه والشقة بعيدة، بلى روى عنه أبو
جعفر ابن الطباع وابن مسدي وأكثر عنه أبو بكر بن ست الناس.
قال: وكان بصيرا بصناعة الحديث، حافظا للرجال، متقنا، ألف
كتاب " المنتقى في الرجال " خمسة أسفار، وكتاب " المفهم في شيوخ
البخاري ومسلم " وكتاب " علوم الحديث ". وولي القضاء ببعض
النواحي، فشكر في قضائه. أخذ عنه جماعة، وكان أهلا لذلك. توفي
في ذي القعدة سنة ست وثلاثين وست مئة.
وقال ابن الزبير: اعتنى بالرواية والنقل اعتناء تاما، وعكف على

* تكملة الصلة لابن الأبار: 2 / 643 - 644 الترجمة 1663، وتذكرة الحفاظ 4 /
1400 - 1401 الترجمة 1125، وتاريخ الاسلام، الورقة: 182 (أيا صوفيا 3012)، والوافي
بالوفيات: 2 / 218 الترجمة 611، وطبقات الحفاظ للسيوطي 492 - 493 الترجمة 1093،
وهدية العارفين: 2 / 114، وشجرة النور الزكية في طبقات المالكية لمحمد بن محمد مخلوف
1 / 181 الترجمة 590، ومعجم المؤلفين: 9 / 61.
(1) الا ونبي نسبة إلى أونبة قال ياقوت: بالفتح ثم السكون وفتح النون وباء موحدة وهاء قرية
في غربي الأندلس على خليج البحر المحيط (معجم البلدان - صادر 1 / 283).
(2) تكملة الصلة 2 / 643 وليس فيها العبارة (ولد سنة خمس وخمسين وخمس مئة)
فليعلم.
71

ذلك عمره، وكان حافظا للأسانيد عارفا بالرجال.
قلت: لا أعلم أنني وقع لي شئ من رواية هذا الحافظ، حدث
أثير الدين (1) عن رجل عنه.
52 - ابن الأثير *
الصاحب العلامة الوزير ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد
ابن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري المنشئ
صاحب كتاب " المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ".
مولده بجزيرة ابن عمر في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة،
وتحول منها مع أبيه وإخوته، فنشأ بالموصل، وحفظ القرآن، وأقبل
على النحو واللغة والشعر والاخبار.
وقال في أول كتاب " الوشي " له: حفظت من الاشعار ما لا

(1) يعني: أثير الدين أبا حيان الغرناطي النحوي المفسر المشهور.
* سيرته مشهورة انظر مثلا: معجم البلدان لياقوت 2 / 79، وإكمال الاكمال، الورقة:
3، وذيل الروضتين لأبي شامة 169، والتكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة
2937، وتكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني: 4 - 6، ووفيات الأعيان: 5 / 389 - 397
الترجمة 763، والمستفاد للدمياطي الورقة 72 - 73، والحوادث الجامعة: 136، ودول
الاسلام: 2 / 108، والعبر 5 / 156، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3012)، الورقة: 197،
طبقات الشافعية للأسنوي: 1 / 133 الترجمة 120، ونثر الجمان للفيومي ج 2 الورقة 117
118، والعقد المذهب لابن الملقن الورقة 166، ونزهة الأنام لابن دقماق الورقة 43، والألقاب
لابن حجر الورقة 3، والنجوم الزاهرة: 6 / 318، وبغية الوعاة 2 / 351، وشذرات الذهب 5 /
187 - 188، وديوان ابن الغزي الورقة 12 وانظر مقدمة كتاب الجامع الكبير في صناعة المنظوم
من الكلام والمنثور ص 3 - 40 تحقيق الدكتور مصطفى جواد والدكتور جميل سعيد، ومقدمة
كتاب كفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب تحقيق الدكتور نوري القيسي وجماعته، ومقدمة
كتاب رسائل ابن الأثير تحقيق الدكتور نوري القيسي وجماعته.
72

أحصيه، ثم اقتصرت على الدواوين لأبي تمام والبحتري والمتنبي
فحفظتها.
قال ابن خلكان: قصد السلطان صلاح الدين فقدمه ووصله
القاضي الفاضل، فأقام عنده أشهرا، ثم بعث به إلى ولده الملك
الأفضل فاستوزره، فلما توفي صلاح الدين تملك الأفضل دمشق وفوض
الأمور إلى الضياء، فأساء العشرة، وهموا بقتله، فأخرج في صندوق،
وسار مع الأفضل إلى مصر، فراح الملك من الأفضل، واختفى
الضياء، ولما استقر الأفضل بسميساط ذهب إليه الضياء، ثم فارقه في
سنة سبع وست مئة، فاتصل بصاحب حلب، فلم ينفق، فتألم، وذهب
إلى الموصل فكتب لصاحبها. وله يد طولى في الترسل، كان يجاري
القاضي الفاضل ويعارضه، وبينهما مكاتبات ومحاربات.
وقال ابن النجار: قدم بغداد رسولا غير مرة، وحدث بها بكتابه،
ومرض فتوفي في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وست مئة، وقيل: كان
بينه وبين أخيه عز الدين مقاطعة ومجانبة شديدة.
53 - ابن المعز *
الشيخ المسند المعمر الصالح أبو علي أحمد ابن القاضي أبي
الفتح محمد بن محمود بن المعز بن إسحاق الحراني ثم البغدادي
الصوفي، من أهل رباط شهدة.

* التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة 2961، وذكر أن له منه اجازة،
والعبر للذهبي: 5 / 158، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا: 3012)، الورقة: 199، والنجوم
الزاهرة: 6 / 340، وشذرات الذهب: 5 / 189.
73

سمعه أبوه من أبي الفتح ابن البطي، وأحمد ابن المقرب،
ومحمد بن محمد بن السكن، ويحيى بن ثابت، وأبي المكارم
الباذرائي.
حدث عنه ابن النجار، وقال: شيخ حسن الهيئة متودد لطيف
الأخلاق، وجمال الدين الشريشي، ومجد الدين ابن الحلوانية، وأبو
القاسم بن بلبان، وعز الدين الفاروثي، وعدة.
وبالإجازة القاضي الحنبلي، والفخر بن عساكر، وآخرون.
مات في سلخ المحرم سنة ثمان وثلاثين وست مئة. (
وفيها مات الصاحب نجيب الدين أحمد بن إسماعيل بن فارس
التميمي الإسكندراني والد الكمال شيخ القراء، والقاضي نجم الدين أبو
العباس أحمد بن محمد بن خلف بن راجح المقدسي الحنبلي ثم
الشافعي، وجمال الملك علي بن مختار ابن الجمل (1) العامري،
ومحيي الدين محمد بن علي الحاتمي الطائي ابن العربي، وقاضي
حلب جمال الدين محمد بن عبد الرحمان ابن الأستاذ الأسدي الشافعي،
ومحمد بن علي بن خليف الجذامي الإسكندراني، وأبو البركات محمد
ابن علي بن محفوظ ابن تاجر عينة، والشيخ محمد بن عمر بن أبي
العجائز الدمشقي، والتقي يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان
النابلسي الحنبلي.

(1) انظر تاريخ الاسلام للمؤلف، الورقة: 203، بخطه، وسيأتي في الرقم (204).
74

54 ابن راجح *
الشيخ الامام العلامة البارع الحافظ نجم الدين أقضى القضاة أبو
العباس أحمد بن الإمام شهاب الدين محمد بن خلف بن راجح بن
بلال المقدسي ثم الصالحي الحنبلي (1) ثم الشافعي.
ولد سنة ثمان وسبعين.
وسمع من يحيى الثقفي (2)، وابن صدقة الجنزوي، وعبد الرحمان
ابن الخرقي، وببغداد من ابن الجوزي، ولازم بهمذان
الركن الطاووسي، حتى صار معيده، ثم سار إلى بخارى، واشتغل
وبرع وبعد صيته واحكم مذهب الشافعي. ومن محفوظاته كتاب " الجميع
بين الصحيحين " (3).
اشتغل وتخرج به العلماء، وكان ذا تهجد وتأله وتعبد وذكاء
مفرط.
قال الشيخ الضياء: سمعت عمر بن صومع (4) يذكر أنه رأى الحق

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 735 - 736، والتكملة لوفيات النقلة ج 3
الترجمة 2994، وذيل الروضتين: 171، والعبر: 5 / 158، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا
صوفيا 3012)، الورقة: 199 - 200، ونثر الجمان للفيومي ج 2 الورقة: 123 - 124،
وطبقات الشافعية للأسنوي: 1 / 448 الترجمة 404، والبداية والنهاية: 13 / 156 - 157،
والعقد المذهب لابن الملقن الورقة 174، وعقد الجمان للعيني ج 18 الورقة: 242 - 243،
والنجوم الزاهرة: 6 / 340 وشذرات الذهب: 5 / 189، وايضاح المكنون: 2 / 505،
ومعجم المؤلفين 2 / 99.
(1) قال الأسنوي: يعرف بالحنبلي لأنه كان في صباه كذلك (طبقات 1 / 448).
(2) وهو في الخامسة، فسماعه حضورا.
(3) للحميدي.
(4) الضبط من خط الذهبي في " تاريخ الاسلام ".
75

تعالى في النوم فسأله عن النجم بن خلف فقال: هو من المقربين.
قلت: وذكر النجم أنه رأى البارئ عز وجل في النوم إحدى عشرة
مرة، قال له في بعضها: أنا عنك راض.
وقد ولي تدريس العذراوية، وقد كان أولا قرأ " المقنع " على
المؤلف، ودرس أيضا بالصارمية بحارة الغرباء، وبمدرسة أم الصالح،
وبالشامية البرانية، وناب في القضاء عن جماعة (1) منهم الرفيع الجيلي
وصنف " طريقة في الخلاف " في مجلدين، وأشياء.
حدث عنه أبو الفضل بن عساكر، وابن عمه الفخر، والعماد بن
بدران، ومحمد بن يوسف الأربلي.
توفي في شوال (2) سنة ثمان وثلاثين وست مئة.
55 [صلاح الدين موسى]
وكان أخوه الشيخ.
من العلماء الصلحاء، له شعر رائق.
56 ابن مختار *
الشيخ الأمير المعمر جمال الملك أبو الحسن علي بن مختار بن

(1) نقل النعيمي عن الذهبي أنه ناب عن الخويي (قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن
خليل) انظر القضاة الشافعية في دمشق للنعيمي (ضمن كتاب قضاة دمشق بن طولون): 66.
(2) ذكر في العبر أنه وفاته كانت في الخامس من شوال (العبر 5 / 158) وذكر الحافظ
المنذري أنه توفي في الخامس أو السادس منه.
* التكملة لوفيات النقلة للمنذري: ج 3 الترجمة 2988، وتكملة اكمال الاكمال لابن
الصابوني 251 - 252، والعبر: 5 / 158، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا: 3012) الورقة:
203، والمشتبه: 421، والوافي بالوفيات م 12 الورقة 202، والعسجد المسبوك ص 501،
ولم يرد ذكره في تبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر حين ذكر " طغان " بضم الطاء (2 /
866)، والنجوم الزاهرة: 6 / 340، وشذرات الذهب 5 / 189 - 190، وتصحف فيه طغان
إلى طغان والجمل إلى الحبل.
76

نصر بن طغان العامري المحلي ثم الإسكندراني، ويعرف بابن الجمل.
مولده في أول سنة ثمان وأربعين بالمحلة.
وسمع من أبي طاهر السلفي، وأبي محمد العثماني، وتفرد
بأجزاء. وكان من أولاد الامراء المصريين (1).
حدث عنه المنذري، وابن النجار، وابن الحلوانية، وأبو الفتح
محمد بن أحمد بن محمد ابن الجباب، وأبو صادق محمد ابن الرشيد
العطار، وأبو القاسم عبد الرحمن الدكالي سحنون، وعبد المؤمن بن
خلف الحافظ، والزين محمد بن عبد الوهاب ابن الجباب، وخديجة
بنت غنيمة، وجماعة، وبالإجازة شمس الدين ابن الحظيري، والقاضي
الحنبلي، وابن سعد.
مات في ثامن عشر شعبان سنة ثمان وثلاثين وست مئة، وقد نيف
على التسعين. لم يسمع على مقدار سنه.
57 - المارستاني *
الشيخ المسند أبو العباس أحمد بن يعقوب بن عبد الله بن عبد

(1) يعني العبيديين المعروفين غلطا عند بعض المؤرخين بالفاطميين، وحاشا أن يكونوا من
نسل بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شوه كثير من هؤلاء الامراء الاسلام، ولا يضير المترجم أنه منهم.
* التكملة لوفيات النقلة: ج 3 الترجمة 3059 وذكر أن له منه اجازة، والعبر: 5 /
159، وتاريخ الاسلام، الورقة: 209 (أيا صوفيا 3012)، والنجوم الزاهرة: 6 / 344،
وشذرات الذهب: 5 / 203.
77

الواحد البغدادي، المارستاني الصوفي، قيم جامع المنصور.
ولد سنة خمس وأربعين وخمس مئة.
وكان يمكنه السماع من أبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت
السجزي، ولكن السماع رزق!
سمع من أبي المعالي بن اللحاس، وأبي علي الرحبي، ومحمد
ابن أسعد حفدة العطار العطاري، وعمر بن بنيمان البقال، وخديجة بنت
النهرواني، وجماعة. وكان صالحا خيرا معمرا.
حدث عنه ابن الحلوانية، وعز الدين الفاروثي، وابن بلبان،
ومحمد ابن الدباب، وأبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، وعبد الله بن
أبي السعادات، وأبو الحسن الغرافي، وطائفة، والقاضي الحنبلي
بالإجازة، وابن سعد (1)، وعيسى المطعم، وأبو العباس ابن الشحنة،
وجماعة، وسماعه صحيح. وكان رجلا صالحا.
مات في ذي الحجة (2) سنة تسع وثلاثين وست مئة.
أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن
محمد، أخبرنا علي بن أحمد البندار، أخبرنا عبيد الله بن أبي مسلم،
حدثنا أبو بكر الصولي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزار، حدثنا عباد

(1) يعني الذين ذكرهم بعد ذلك قد حدثوا عنه بالإجازة أيضا وهم: ابن سعد والمطعم وابن
الشحنة.
(2) ذكر الحافظ المنذري أن وفاته كانت في الثالث والعشرين من ذي الحجة. التكملة
ج 3 الترجمة 3059.
78

ابن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيد الله بن
أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن أبي ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لعلي:
" أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة،
وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق يفرق بين الحق والباطل، وأنت
يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين ". إسناده واه.
وفيها - أعني سنة تسع مات الفقيه إسحاق بن طرخان بن ماضي
الشاغوري (1) الراوي عن حمزة بن كروس (2) في كتاب " البسملة "
والقاضي النفيس أبو الكرم أسعد بن عبد الغني بن قادوس، عن ست
وتسعين سنة، وهو آخر أصحاب ابن الحطيئة، والشريف الخطيب، وأبو
علي الحسن بن إبراهيم بن دينار المصري الصائغ، والمحدث سليمان
ابن إبراهيم بن هبة الله الأسعردي خطيب بيت (3) لهيا، والفقيه عبد
الحميد بن محمد بن ماضي الحنبلي، وقاضي بغداد عماد الدين عبد
الرحمن بن مقبل الواسطي الشافعي الزاهد شيخ زياد المرزباني، وعبد
السيد بن أحمد خطيب بعقوبا، وسيف الدين عبد الغني ابن الشيخ
الفخر ابن تيمية خطيب حران، والفقيه علي بن عبد الصمد بن عبد
الجليل الرازي ثم الدمشقي، وأبو فصيد قيماز المعظمي، وقاضي
القضاة شرف الدين (4) أبو المكارم محمد بن عبد الله ابن ابن عين الدولة

(1) في الأصل: " الشاعوري " بالعين المهملة، وليس بشئ.
(2) كروس: قيده المنذري في التكملة.
(3) في الأصل: " بنت " وليس بشئ.
(4) " الدين " سقطت من الأصل.
79

الإسكندراني ثم المصري عن ثمان وثمانين سنة، والقاضي أبو بكر
محمد بن يحيى بن مظفر بن نعيم البغدادي الشافعي ابن الحبير، من
كبار الأئمة، وأبو القاسم نصر بن علي بن نغوبا الواسطي له إجازة ابن
البطي، والأصولي المتكلم الإمام أبو عامر يحيى بن عبد الرحمن بن
أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري القرطبي صاحب التصانيف
الكلامية ووالد المتكلم أبي الحسين محمد توفي بمالقة.
58 - عمر بن أسعد *
ابن المنجى بن أبي البركات، القاضي الامام شمس الدين أبو
الفتح (1) ابن القاضي الكبير وجيه الدين التنوخي ثم المعري،
الدمشقي، الحنبلي، مدرس المسمارية، وقاضي حران مدة، وبها ولد
حال ولاية أبيه قضاءها.
سمع أبا المعالي بن صابر، وكمال الدين ابن الشهرزوري، وابن
عصرون، ويحيى بن بوش وعدة.
حدث عنه: بنته ست الوزراء (2)، والحافظ الزكي البرزالي،
ومجد الدين ابن العديم، والبدر ابن الخلال، وبالحضور العماد ابن
البالسي.

* ذيل الروضتين لأبي شامة: 173 وصلة التكملة للحسيني الورقة 3، والعبر: 5 /
170، وتذكرة الحفاظ: 4 / 1435، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013)، الورقة: 8، والبداية
والنهاية: 13 / 163، وذيل طبقات الحنابلة 2 / 225 - 226 رقم الترجمة: 330، والنجوم
الزاهرة: 6 / 349، وشذرات الذهب: 5 / 210 - 211.
(1) هكذا أيضا كناه في " تاريخ الاسلام " وهو بخطه، وفي بعض المصادر: أبو الفتوح.
(2) هي آخر من حدث عنه وكانت من المعمرات.
80

توفي في ربيع الآخر (1) سنة إحدى وأربعين وست مئة، وله أربع
وثمانون سنة.
وابنه:
59 - العماد الزاهد
هو واقف حلقة العماد التي للحنابلة.
وكان القاضي شمس الدين وافر الجلالة بصيرا بالأحكام رحمه
الله.
60 - ابن ظفر *
الشيخ الامام المحدث الجوال الصالح العابد أبو الطاهر إسماعيل
ابن ظفر بن أحمد بن إبراهيم بن مفرج بن منصور بن ثعلب بن عنيبة - من
العنب -، المنذري (2)، المقدسي، النابلسي، ثم الدمشقي،
الحنبلي.
ولد بدمشق في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

(1) ذكر أبو شامة وابن رجب أن وفاته كانت في السابع عشر من ربيع الآخر. وقال الذهبي
في تاريخ الاسلام: في الثامن عشر.
* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3044 وذكر أنه سمع منه بحران ودمشق، وذيل
الروضتين لأبي شامة: 171، والعبر 5 / 160، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا: 3012)،
الورقة: 211، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2 / 224 - 225 الترجمة 329، وذيل التقييد
للفاسي الورقة 142، والنجوم الزاهرة: 6 / 344، وشذرات الذهب 5 / 203 - 204.
(2) قال في تاريخ الاسلام: " من ولد النعمان بن المنذر ملك عرب الشام ".
81

سمع أبا المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، وأبا جعفر
الصيدلاني بأصبهان، وأبا القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين
بمصر، والمبارك ابن المعطوش، وأبا الفرج ابن الجوزي، وابن أبي
المجد الحربي ببغداد، وأبا سعد الصفار، ومنصورا الفراوي وعدة
بنيسابور، والحافظ عبد القادر بحران، ولزمه مدة، وابن الحصري
بمكة، وجاور لأجله سنة، وكان عالما عاملا فقيرا متعففا كثير السفر.
حدث عنه البرزالي، والمنذري، وابن الحلوانية، والعماد إبراهيم
الماسح، والعماد إسماعيل ابن الطبال، والحسام عبد الحميد اليونيني،
والبدر حسن ابن الخلال، والشمس محمد ابن الواسطي، والنجم
موسى الشقراوي، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والقاضي الحنبلي،
وعدة.
توفي بقاسيون في شوال (1) سنة تسع وثلاثين وست مئة.
قال ابن الحاجب: كان عبدا صالحا ذا مروءة، مع فقر مدقع،
صاحب كرامات.
قلت: نسخ الكثير، وخطه معروف ردئ.
61 - ابن الصابوني *
الشيخ العالم الزاهد المسند علم الدين أبو الحسن علي ابن الشيخ

(1) ذكر الحافظ المنذري وابن رجب أنه توفي في الرابع من شوال.
* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3102 وذكر أنه سمع منه، وذيل كتاب مشتبه
الأسماء لابن نقطة تأليف منصور بن سليم الورقة 65 من نسخة الدكتور بشار، وتكملة اكمال
الاكمال لابن الصابوني: 97 - 98، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج 4 الترجمة 883،
والعبر 5 / 166، وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة: 226 (أيا صوفيا 3012)، والوافي
بالوفيات مجلد 12 الورقة 200، وشذرات الذهب 5 / 208.
82

العارف أبي الفتح محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان
المحمودي، الجويثي، العراقي، الصوفي، عرف بابن الصابوني.
ولد سنة ست وخمسين وخمس مئة بالجويث، وهي حاضر كبير بظاهر
البصرة وتفصل بينهما دجلة.
له إجازة في صباه من أبي المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني،
وأبي جعفر محمد بن حسن الصيدلاني، والخضر بن الفضل عرف برجل،
وأبي مسعود عبد الرحيم الحاجي، وأبي الفتح بن البطي، وارتحل به أبوه
فسمع من أبى طاهر السلفي، ومن والده.
وروى الكثير، حدث عنه ابنه المحدث أبو حامد، وحفيده أحمد بن
محمد، والضياء، والمنذري، والدمياطي، وعيسى بن يحيى السبتي،
والتاج بن أبي عصرون، وعلي بن بقاء، ومحمد بن سليمان المشهدي،
وأخوه عبد الرحمان، وجمال الدين محمد ابن السقطي، وأبو نصر ابن
الشيرازي، وأبو سعيد سنقر القضائي، وآخرون، وصار شيخا للصوفية
برباط الخاتوني، وبجامع الفيلة، وأم بالسلطان الملك الأفضل علي
بدمشق مدة، وكان كيسا، متواضعا، ثقة، لديه فضيلة.
توفي بالرباط المجاور للسيدة نفيسة في ثالث عشر شوال سنة أربعين
وست مئة.
83

62 - ابن شفنين *
الشريف الاجل المسند أبو الكرم محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن
أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي عيسى
ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم، القرشي، العباسي،
المتوكلي، البغدادي، عرف بابن شفنين، وهو لقب لعبيد الله.
مولده سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
أجاز له أبو بكر ابن الزاغوني، ونصر بن نصر الواعظ، وأبو الوقت
السجزي، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، وأبو جعفر العباسي، ومحمد بن
أحمد [ابن] (1) التريكي.
وسمع من عمه أبي تمام عبد الكريم بن أحمد، ويحيى بن
السدنك، وكان صدرا، معظما، فاضلا، حسن الطريقة. أثنى عليه ابن
النجار وغيره.
روى عنه مجد الدين ابن العديم، وجمال الدين الشريشي،
وجماعة (2).
وروى عنه بالإجازة العماد ابن البالسي، والمطعم، وابن سعد،
ومحمد بن أحمد النجدي، وزينب بنت عبد الله ابن الرضي، وابن
الشحنة، وجماعة.

* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3090 وذكر أنه حدث وأن له منه إجازة، والعبر
5 / 166، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3012) الورقة 227، والوافي بالوفيات: 4 / 68
الترجمة 1519 والنجوم الزاهرة 6 / 346، وشذرات الذهب: 5 / 209.
(1) من تاريخ الاسلام.
(2) منهم محب الدين ابن النجار البغدادي في تاريخه، وأثنى عليه ثناء جميلا.
84

توفي في رابع رجب سنة أربعين وست مئة.
وفيها مات الزين أحمد بن عبد الملك المقدسي الناسخ، والصاحب
مقدم الجيوش كمال الدين أحمد بن محمد بن عمر بن حمويه الجويني ابن
الشيخ بغزة، وأبو إسحاق إبراهيم بن بركات الخشوعي، والمحدث إبراهيم
ابن عمر ابن الدردانة الحربي، والملك الحافظ صاحب جعبر، وعبد العزيز
ابن مكي بن كرسا البغدادي، وعبد العزيز بن عبد المنعم ابن النقار العماد
الكاتب، وعبد العزيز بن محمد بن الحسن بن أبيه الصالحي (1)، ومعالي بن
سلامة الحراني العطار، وصاحب الغرب الرشيد المؤمني، والمستنصر بالله
العباسي، وشيخ القراء أبو علي منصور بن عبد الله بن جامع الضرير،
والزين يحيى بن علي الحضرمي المالقي النحوي بدمشق.
63 - ابن يونس *
الشيخ العلامة ذو الفنون كمال الدين أبو الفتح موسى بن يونس بن
محمد بن منعة بن مالك، الموصلي، الشافعي.
ولد في سنة 551، وتفقه على أبيه، وأخذ العربية عن يحيى بن

(1) ويعرف أيضا بابن الدجاجية (تاريخ الاسلام، الورقة: 224).
* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3038، ووفيات الأعيان ج 5 ص: 311 - 318
الترجمة 747، والحوادث الجامعة 149 - 150، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفدا: 3 /
178، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3012)، الورقة 218، ودول الاسلام 2 / 109،
والعبر 5 / 162 - 163 ومرآة الجنان: 4 / 101، ونثر الجمان للفيومي ج 2 الورقة 129،
وطبقات السبكي 8 / 378 - 386 الترجمة 1278 والبداية والنهاية 13 / 158، والعقد المذهب
لابن الملقن: الورقة 79، ونزهة الأنام لابن دقماق الورقة 55، والفلاكة والمفلوكون
للدلجي: 84، وعقد الجمان للعيني ج 18 الورقة 226 - 227، والنجوم الزاهرة: 6 /
342 - 344، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، الورقة 92، وشذرات الذهب 5 / 206 -
207.
85

سعدون القرطبي، وببغداد عن الكمال الأنباري. وتفقه بالنظامية على
السديد السلماسي في الخلاف (1). وكان يضرب المثل بذكائه وسعة علومه.
اشتهر اسمه، وصنف، ودرس، وتكاثر عليه الطلبة، وبرع في
الرياضي، وقيل: كان يشغل (2) في أربعة عشر فنا بحيث أنه يحل مسائل
" الجامع الكبير " للحنفية، ويقرأ عليه أهل (3) الذمة في التوراة والإنجيل،
حتى إن العلامة الأثير الأبهري كان يجلس بين يديه، وحتى أنه فضله على
الغزالي.
قال ابن خلكان (4)، وهو من تلامذته:
كان شيخنا يعرف الفقه والأصلين، والخلاف، والمنطق،
والطبيعي، والإلهي، والمجسطي، وأقليدس، والهيئة، والحساب،
والجبر، والمساحة، والموسيقى، معرفة لا يشاركه فيها غيره، وكان يقرئ
" كتاب سيبويه " و " مفصل الزمخشري "، وكان له في التفسير والحديث
وأسماء الرجال يد جيدة، وكان شيخنا ابن الصلاح يبالغ في الثناء عليه
ويعظمه. وبالغ ابن خلكان، إلى أن قال (5): إلا أنه كان - سامحه الله - يتهم
في دينه، لكون العلوم العقلية غالبة عليه.
وقال ابن أبي أصيبعة (6): له مصنفات في غاية الجودة. وقيل: كان

(1) كان السلماسي معيدا بالنظامية يومئذ.
(2) أي: يدرس، من الاشتغال. أما الاشتغال: فهو طلب العلم.
(3) سقطت من النسخة، وهي من تاريخ الاسلام.
(4) وفيات الأعيان: 5 / 312 بتصرف في اللفظ.
(5) وفيات الأعيان 5 / 316.
(6) عيون الانباء في طبقات الأطباء، (طبعة دار الفكر بيروت 1376 / 1956) 2 /
337.
86

يعرف السيمياء، وله تفسير للقرآن، وكتاب في النجوم.
مات في شعبان (1) سنة تسع وثلاثين وست مئة.
64 - القبيطي *
الشيخ الجليل الثقة مسند العراق أبو طالب عبد اللطيف بن أبي الفرج
محمد بن علي بن حمزة بن فارس، ابن القبيطي، الحراني، ثم
البغدادي، التاجر الجوهري.
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مئة في شعبان.
وسمع من جده علي بن حمزة، والشيخ عبد القادر الجيلي، وهبة الله
ابن هلال الدقاق، وأبي الفتح ابن البطي، وأحمد بن المقرب، ويحيى
ابن ثابت، وأبي بكر بن النقور، وعدة.
حدث عنه جمال الدين الشريشي، وتقي الدين ابن الواسطي،
وشمس الدين ابن الزين، وعز الدين الفاروثي، وعلاء الدين ابن بلبان،
ورشيد الدين ابن أبي القاسم، وعماد الدين ابن الطبال، وعز الدين ابن
البزوري، وعلي بن حصين، وسنقر القضائي، وتاج الدين الغرافي،
وعدة.

(1) ذكر الأحفظ المنذري أن وفاته كانت في الرابع عشر من شعبان.
* تاريخ ابن الدبيثي، الورقة: 163 (باريس 5922)، والتكملة لوفيات
النقلة: ج 3 الترجمة 3126، وذكر أنه حدث بالكثير وأن له منه اجازة، وصلة التكملة للحسيني
الورقة 6، والعبر للذهبي 5 / 168، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013)، الورقة 5، والمختصر
المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي للذهبي: ج 3 ص 66، وذيل التقييد للفاسي، الورقة 209
والنجوم الزاهرة: 6 / 349، وراجع تاريخ علماء المستنصرية لأستاذنا العلامة الدكتور ناجي
معروف - رحمه الله تعالى -: 1 / 329 - 330.
87

وبالإجازة أبو العباس ابن الشحنة، ومحمد بن أحمد البخاري، وابن
العماد الكاتب، وست الفقهاء بنت الواسطي.
وقد سافر في التجارة مدة، وكان دينا، خيرا، حافظا لكتاب الله،
صادقا، مأمونا، لا يحدث إلا من أصله، وكان يتجر. تكاثر عليه الطلبة،
وروى الكثير، وسمع " سنن ابن ماجة " بفوت، فاته النصف الأول من
الجزء الثاني عشر: نصف جزء من أبي زرعة المقدسي.
وحدث ب‍ " المقامات " عن ابن النقور، وحدت بكتاب " المستنير في
القراءات " عن ابن المقرب، وروى " ديوان المتنبي " عن شيخ له: أبي
البركات الوكيل، و " غريب أبي عبيد " عن عبد الحق اليوسفي،
و " المصافحة " للبرقاني عن شهدة، و " مغازي الأموي " عن عبد الله بن
منصور الموصلي، و " سنن الدارقطني " عن عبد الحق، و " فضائل القرآن
لأبي عبيد " عن أبي زرعة، وأشياء.
وولي مشيخة المستنصرية بعد أبي الحسن ابن القطيعي، ثم كبر
فأعفي من الحضور، فكان يحدث بمنزله، وقد بعث ابن زوجته بماله إلى
المغرب فذهب المال، وبقيت له دويرات.
توفي سنة إحدى وأربعين وست مئة في شهر جمادى الأولى (1)
وقبيط: حلاوة عسلية.
وفيها مات أحمد بن سعيد الازجي ابن البناء، وأبو العباس أحمد بن

(1) ذكر الحافظ المنذري أن وفاته كانت في السادس عشر من جمادى الآخرة وكذا ذكر
الحسيني في صلة التكملة وذكر الذهبي في العبر: أنه توفي في جمادى الآخرة، بينما ذكر في
التاريخ أنه توفي في منتصف جمادى الآخرة.
88

محمد بن محمد ابن المندائي، وأعز بن كرم الحربي الإسكاف، وحمزة بن
عمر بن عتيق بن أوس الغزال، وعبد الحق بن خلف الضياء الصالحي
الحنبلي، والمخلص عبد الواحد بن عبد الرحمن بن أبي المكارم بن
هلال، وأبو الوفاء عبد الملك بن عبد الحق ابن الحنبلي، وعز الدين عثمان
ابن أسعد بن المنجى، وعمه القاضي شمس الدين عمر بن أسعد، وكريمة
بنت عبد الحق بمصر، وقيصر بن فيروز البواب، والمحدث محمد بن محمد
ابن محارب القيسي بالإسكندرية.
65 - الصريفيني *
الشيخ الامام المحدث الحافظ الرحال تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم
ابن محمد بن الأزهر بن أحمد بن محمد العراقي، الصريفيني، الحنبلي.
مولده بصريفين سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.
وسمع من حنبل، وابن طبرزذ بإربل، ومن أبي محمد بن الأخضر
وطبقته ببغداد، ومن أبي اليمن الكندي وطبقته بدمشق، ومن المؤيد
الطوسي وزينب الشعرية بنيسابور، ومن أبي روح الهروي بهراة، ومن علي
ابن منصور الثقفي بأصبهان، ومن عبد القادر الرهاوي بحران، وكتب
الكثير، وجمع وأفاد، وكان من علماء الحديث.
حدث عنه الضياء، وابن الحلوانية، ومجد الدين ابن العديم،

* صلة التكملة للحسيني: الورقة: 3، والعبر 5 / 167، وتذكرة الحفاظ 4 / 1433
الترجمة 1142، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013) الورقة 2، والوافي بالوفيات 6 / 141،
والبداية والنهاية: 13 / 163، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2 / 227 - 230 رقم 335،
والنجوم الزاهرة: 6 / 349 - 350، وطبقات الحفاظ للسيوطي: ص: 500 - 501 الترجمة
1110، وشذرات الذهب 5 / 209.
89

والشيخ تاج الدين عبد الرحمان، وأخوه، والشيخ زين الدين الفارقي، وأبو
علي ابن الخلال، والفخر بن عساكر، وعدة.
قال المنذري (1): كان ثقة، حافظا، صالحا، له جموع حسنة لم
يتمها.
وقال ابن الحاجب: إمام ثبت واسع الرواية سخي النفس مع القلة،
سافر الكثير، وكتب وأفاد، وكان يرجع إلى ثقة وورع. ولي مشيخة دار
الحديث بمنبج، ثم سكن حلب فولي مشيخة الحديث التي لابن شداد.
سألت الضياء عنه فقال: إمام حافظ ثقة فقيه حسن الصحبة.
قلت: ثم تحول إلى دمشق، وروى بها.
مات في جمادى الأولى (2) سنة إحدى وأربعين وست مئة ودفن بسفح
قاسيون.
66 - ابن أبي الفخار *
الشريف المعمر أبو التمام علي بن أبي الفخار هبة الله بن محمد بن

(1) نقل الذهبي هذا الكلام هنا وفي تاريخ الاسلام وفي تذكرة الحفاظ عن الحافظ
المنذري، ونقل السيوطي شطرا منه في طبقات الحفاظ، غير أننا لم نجد هذا الكلام في التكملة
لوفيات النقلة للحافظ المنذري، بل لم يترجم المنذري للصريفيني، وانما تجد هذا الكلام في
صلة التكملة للشريف الحسيني وزاد فيها " وكتب بخطه الكثير " وهو يقول في ترجمته أيضا
" وصحبته مدة وكتبت عنه كثيرا " (انظر صلة التكملة الورقة 3) وقد لاحظ ابن رجب هذا ونبه عليه
(ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 229)، فليلاحظ.
(2) ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام (الورقة: 2) أن وفاته كانت في السادس عشر من
جمادى الأولى وذكر الحسيني أنها في ليلة السادس عشر منه (صلة التكملة الورقة 3) ونقل ابن
رجب عن أبي شامة (ولم نجده في ذيل الروضتين) أن الحافظ الصريفيني توفي في خامس عشر من
جمادى الأولى (ذيل 2 / 230).
* تاريخ ابن الدبيثي (نسخة كيمبرج) الورقة 172، وتاريخ ابن النجار (باريس) الورقة
67 - 68، والتكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3123، وصلة التكملة للحسيني الورقة 4،
والعبر للذهبي 5 / 169، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) الورقة 7، والمختصر
المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي ج 3 ص 147 الترجمة 1068، وذيل التقييد للفاسي الورقة
235، والنجوم الزاهرة 6 / 349، وشذرات الذهب: 5 / 212.
90

هبة الله بن محمد الهاشمي، العباسي، البغدادي، خطيب جامع فخر
الدين ابن المطلب.
ولد في أول سنة إحدى وخمسين وخمس مئة.
وسمع من أبي الفتح بن البطي، وأحمد بن المقرب، وأبي زرعة
المقدسي، وسعد الله ابن الدجاجي وطائفة.
حدث عنه ابن الحلوانية، وابن بلبان، وابن الواسطي، وأبو سعيد
سنقر القضائي وجماعة.
وبالإجازة أبو المعالي ابن البالسي، وفاطمة بنت الناصح بن عياش،
وهدية بنت مؤمن، وجماعة.
وقد حدث بجزءين عن أبي محمد ابن المادح أحمد (1) نسخة محمد
ابن السري فيما بلغني، وبه ختم السماع من ابن المادح.
قال ابن نقطة: كان الثناء عليه غير طيب.
قلت: عاش بعد هذا القول مدة، ولعله صلح حاله.
مات في ثاني جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وست مئة.

(1) هكذا في الأصل وهي صحيحه، فابن المادح هو: أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد
الكريم التميمي البغدادي المتوفى سنة 556. وقال المؤلف في تاريخ الاسلام - وهو مما أفاضه
بأخرة -: " وحدث عن ابن المادح بنسخة محمد بن السري فيما بلغني ".
91

67 - التسارسي *
الشيخ أبو الرضا علي بن زيد بن علي بن مفرج الجذامي التسارسي
البرقي، ثم الإسكندراني، المالكي، الخياط، من أصحاب السلفي (1).
روى عنه الدمياطي، وعيسى السبتي، ونصر الله بن عياش، والغرافي، وعبد الرحمن بن جماعة.
توفي في رمضان (2) سنة إحدى وأربعين وست مئة.
68 - كريمة * *
بنت المحدث العدل أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن الخضر بن
عبد الله بن علي، الشيخة الصالحة المعمرة، مسندة الشام، أم الفضل
القرشية، الأسدية، الزبيرية، الدمشقية، وتعرف ببنت الحبقبق.

* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3135 وذكر أنه حدث وأن له منه اجازة كتب بها إليه
من الإسكندرية غير مرة، وصلة التكملة للشرف الحسيني الورقة 8، والعبر: 5 / 169، وتذكرة
الحفاظ ج 4 ص 1435، وتاريخ الاسلام، الورقة: 6 (أيا صوفيا 3013)، والنجوم الزاهرة 6 /
349، شذرات الذهب: 5 / 212، وقد تصحف فيه التسارسي إلى البسارسي، وقد ضبطها
المنذري. بالتاء. وتسارس: من قرى برقة.
(1) قال المؤلف في تاريخ الاسلام: " ولد سنة ستين وخمس مئة، وسمع من السلفي،
وقدم دمشق في شبيبته، سمع منه عمر بن الحاجب وقال: كان شاعرا فاضلا حسن السمت ".
(2) ذكر الحافظ المنذري وشرف الدين الحسيني أن وفاته كانت في الثامن والعشرين من
شهر رمضان، وكذا قال المؤلف في " تاريخ الاسلام ".
(* *) التكملة لوفيات النقلة: ج 3 الترجمة 3125، وذكر أنها حدثت بدمشق وأنه قد سمع
منها، وذيل الروضتين: 173، وتكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني: 281 - 284، صلة
التكملة للحسيني، الورقة: 5، والعبر 5 / 170، وتذكرة الحفاظ 4 / 1434، وتاريخ
الاسلام، الورقة 8، (أيا صوفيا 3013)، وذيل التقييد للفاسي الورقة 293، والألقاب لابن
حجر، الورقة 12، والنجوم الزاهرة: 6 / 349، والألقاب للسخاوي، الورقة 26، وشذرات
الذهب 5 / 212، وقد قرأ عليها ابن المطعم سنة 639 وذكرها في مشيخته الورقة 117 (نسخة
الدكتور بشار).
92

ولدت سنة ست وأربعين وخمس مئة.
وسمعت أجزاء قليلة من أبي يعلى ابن الحبوبي، وعبد الرحمن بن أبي
الحسن الداراني، وحسان بن تميم الزيات، وعلي بن مهدي الهلالي،
وعلي بن أحمد الحرستاني، وتفردت في الدنيا عنهم، وتفردت بإجازة أبي
الوقت السجزي، فروت " الصحيح " غير مرة، وروت بالإجازة عن مسعود
الثقفي، وأبي عبد الله الرستمي، وأبي الخير الباغبان، ورجاء بن حامد،
وخلق.
خرج لها زكي الدين البرزالي مشيخة في ثمانية أجزاء سمعناها.
حدث عنها خلق كثير، منهم: الضياء، وابن خليل، وابن هامل،
وأبو العباس ابن الظاهري، وخديجة بنت غنيمة، وخطيب كفر بطنا جمال
الدين الدينوري، والشرف الناسخ، والصدر الأرموي، والقاضي
الحنبلي، وفاطمة بنت سليمان، ومحمد بن يوسف الأربلي، وعيسى
المطعم، وست القضاة بنت الشيرازي، وبنت عمها ست الفخر، وأخوها
زين الدين عبد الرحمن. وكانت امرأة صالحة جليلة، طويلة الروح على
الطلبة، لا تمل من الرواية.
ماتت ببستانها بالميطور في رابع عشر جمادى الآخرة سنة إحدى
وأربعين وست مئة.
69 - علي بن محمد *
ابن علي بن مهران المفتي الكبير محيي الدين القرميسيني، ثم

* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3121، صلة التكملة للحسيني الورقة 3،
وتاريخ الاسلام للذهبي، الورقة 7، والوافي بالوفيات مجلد 12، الورقة 190.
93

الإسكندراني، الشافعي، من كبار الأئمة.
روى عن إسماعيل بن عوف، وجماعة.
وتفقه به جماعة.
وحدث عنه الدمياطي، والمنذري.
مات في جمادى الأولى (1) سنة إحدى وأربعين وست مئة.
70 - عبد الملك *
ابن عبد الحق ابن شرف الاسلام عبد الوهاب ابن الشيخ أبي
الفرج ابن الحنبلي، الفقيه أبو الوفاء.
حدث عن السلفي " بالأربعين "، وعن أحمد ابن الموازيني، وأم
زمانا بمسجد الرماحين.
حدثنا عنه ابن الخلال، وابن مشرف، وعبد الرحمان بن
الأسفراييني.
مات في جمادى الآخرة (2) سنة إحدى وأربعين وست مئة.

(1) ذكر الحافظ المنذري والشرف الحسيني أن وفاته كانت في الحادي والعشرين من
جمادى الأولى.
* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3124، وذكر أنه حدث بدمشق وأن له منه اجازة
كتب بها إليه من دمشق، وصلة التكملة للحسيني، الورقة 5، والعبر: 5 / 169، وتذكرة الحفاظ
4 / 1435، وتاريخ الاسلام الورقة 6، وذيل طبقات الحنابلة 2 / 226 - 227 الترجمة 332،
والنجوم الزاهرة: 6 / 349، وشذرات الذهب: 5 / 212.
(2) ذكر الحفاظ المنذري أن وفاته في الثامن من جمادى الآخرة، وذكر الحسيني أنها في
التاسع منه. وبقول المنذري: أخذ الذهبي في " تاريخ الاسلام ".
94

71 - ابن محارب *
الشيخ الامام المحدث الرحال أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد
الرحمن بن عبد الملك بن محارب، القيسي الغرناطي الأصل
الإسكندراني المولد.
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مئة، قيده الأبار (1).
وسمع من أبي طاهر السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، ومحمد بن
عبد الرحمن الحضرمي، وعدة. وبمصر من هبة الله البوصيري،
وبمرسية من أبي بكر بن أبي حمزة، وبغرناطة من القاضي عبد المنعم
ابن الفرس، وأبي جعفر أحمد بن حكم، وأجاز له أبو محمد التادلي ما
رواه عن أبي محمد بن عتاب. وكان يذكر أنه سمع من السلفي
" الأربعين " له ولم يظهر ذلك إلا بعد موته، فحدثني ابن رافع أن عبد
الكريم الحافظ أراه أصل سماع ابن محارب بالأربعين من السلفي، وقد
كان ابن محارب له عناية قوية بالحديث وإتقان، كتب وحصل الأصول
وطال عمره.
حدث عنه أبو القاسم بن بلبان، وعبد المؤمن الحافظ، ونصر الله
ابن عياش، والضياء عيسى السبتي، وجماعة.
اتفق موته وموت كريمة الزبيرية في ليلة واحدة من جمادى الآخرة
سنة إحدى وأربعين وست مئة.

(1) التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار ج 2 ص 668 الترجمة 1698، وتاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) الورقة: 10 - 11.
(1) التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار ج 2 ص 668 الترجمة 1698.
95

ومن سماعه كتاب " الشفاء للقاضي عياض، سمعه على ابن
بلبان ورواه.
72 - ابن حمويه *
الإمام الفاضل الكبير شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله -
ويدعى عبد السلام - ابن الشيخ القدوة أبي الفتح عمر بن علي بن
القدوة العارف محمد بن حمويه الجويني، الخراساني. ثم الدمشقي
الصوفي، الشافعي.
ولد بدمشق سنة ست وستين وخمس مئة.
وسمع من الحافظ أبي القاسم ابن عساكر وجماعة، وببغداد من
فخر النساء شهدة، ودخل إلى المغرب في سنة ثلاث وتسعين، فأقام
هناك سعبة أعوام، وأخذ عن أبي محمد بن حوط الله، وطائفة. وسكن
مراكش.
وكان فاضلا مؤرخا، أديبا، له مجاميع، وكان ذا تواضع
وعفة، لا يلتفت إلى أولاد أخيه الامراء.
حدث عنه المنذري، الشيخ زين الدين الفارقي، وأبو عبد الله

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 8 / 748 - 749، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري ج 3
الترجمة 3156 وذكر انه حدث بمصر وانه اجتمع معه بعد ذلك بدمشق، وذيل الروضتين لأبي
شامة: 174، وتكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني 82 - 85، وصلة التكملة للحسيني الورقة
13، والعبر 5 / 172، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013) الورقة 17، والبداية والنهاية 13 /
165، ونزهة الأنام لابن دقماق الورقة 60 - 61، وذيل التقييد للفاسي الورقة 176، وعقد
الجمان للعيني ج 18 الورقة 265 - 266، والنجوم الزاهرة 6 / 350، وشذرات الذهب 5 /
214.
96

ابن غانم، وأبو علي ابن الخلال، والركن الطاووسي والفخر ابن
عساكر. وبالحضور أبو المعالي ابن البالسي. وكان قد تقدم عند الملك
يوسف بن يعقوب بن عبد المؤمن.
مات في خامس صفر سنة اثنين وأربعين وست مئة.
وفيها توفي ظاهر ابن شحم المطرز (1)، والقاضي الرفيع، وقمر بن
بطاح البقال، والنفيس محمد بن رواحة، وخاطب (2) المزي، والنجم
حسن بن سلام الكاتب.
أولاد أخيه: (3)
73 - العماد *
المولى الصاحب شيخ الشيوخ أبو الفتح عمر ابن شيخ الشيوخ
صدر الدين محمد ابن عماد الدين عمر بن حمويه.
ولد بدمشق سنة 581.
ونشأ بمصر، وسمع من الأثير ابن بنان، والشهاب الغزنوي،

(1) هو ظافر بن طاهر بن ظافر بن إسماعيل بن الحكم، أبو المنصور الإسكندراني المالكي المطرز
المعروف بابن شحم (تاريخ الاسلام، الورقة 170)
(2) خاطب بن عبد الكريم بن أبي المعالي الحارثي المزي.
(3) يعني أولاد أخي ابن حمويه وهم المترجمون الأربعة الآتون العماد، والكمال،
والمعين، والفخر.
* مرآة الزمان: 8 / 721 - 724، والتكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3
الترجمة 2870، وذيل الروضتين لأبي شامة: 167 - 168، وتلخيص مجمع الآداب في معجم
الألقاب: ج 4 الترجمة 1160، والعبر: 5 / 150 - 151، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا
3012) الورقة 181، ونثر الجمان للفيومي: ج 2 الورقة 103 - 104، والعقد المذهب لابن
الملقن الورقة 175 - 176، وعقد الجمان للعيني ج 18 الورقة 220 - 221، والنجوم الزاهرة:
1 / 313 - 314، وشذرات الذهب: 5 / 181.
97

وولي بعد أبيه تدريس قبة الشافعي، ومشهد الحسين، ومشيخة
السعيدية، وكان ذا وقار وجلالة وفضل وحشمة، حضر موت الكامل،
ونهض بتمليك دمشق للجواد، فأعطاه جوهرا كثيرا وذهبا، وسار إلى
مصر، فلامه العادل أبو بكر، فقال: أنا أرجع إلى دمشق وأبعث بالجواد
إليك، وإن امتنع أقمت نائبا لك بدمشق، فقدم فتلقاه الجواد وخضع،
فنزل بالقلعة وحكم، وقال: أنا نائب صاحب مصر، وقال للجواد: سر
إلى مصر، فتألم، وأضمر له الشر، وكان العماد قدم مريضا في محفة،
فقال الجواد: اجعلوني نائبا لكم، وإلا سلمت دمشق إلى نجم الدين
أيوب وآخذ منه سنجار، قال: إن فعلتها تصلح بين الأخوين وتبقى أنت
بلا شئ.
قال سعد الدين ابن حمويه: خرجنا من مصر فودع العماد إخوته،
فقال له فخر الدين: ما رواحك جيدا ربما آذاك الجواد، قال: أنا
ملكته، قال: فارقته أميرا وتعود إليه ملكا، فكيف يسمح لك؟ فأنزل
على طبرية وكاتبه، فلم يقبل، قال: ثم إن الجواد جاءه صاحب حمص
أسد الدين وقال له: إن اتفق العادل وأخوه شحذنا في المخالي، ثم جاء
أسد الدين إلى العماد وقال: المصلحة أن تثني عزم العادل عن هذا،
قال: حتى أمضي إلى برزة وأصلي للاستخارة، قال: بل تهرب منها إلى
بعلبك، فغضب، فرد أسد الدين إلى بلده، فبعث الجواد يقول: إن
شئت فاركب وتنزه، فظن أن هذا عن رضى، فلبس الخلعة، وبعث إليه
بحصان، فلما خرج إذا شخص بيده قصة فاستغاث، فأراد حاجبه أن
يأخذها، فقال: لي مع الصاحب شغل، فقال العماد: دعوه، فتقدم
فناوله القصة، ويضربه بسكين بدد أمعاءه، وشد آخر فضربه بسكين في
98

ظهره فحمل إلى الدار ميتا، وعمل الجواد محضرا أنه ما مالي على
ذلك، فجهزناه وخيطنا جراحه، وكانت له جنازة عظيمة فدفناه في زاوية
سعد الدين بقاسيون.
قال أبو شامة (1): قفز عليه ثلاثة داخل القلعة، وكان من بيت
التصوف والامرة من أعيان المتعصبين للأشعري، قتل سنة ست
وثلاثين (2).
74 - الكمال *
هو الصاحب الجليل مقدم جيوش مصر أبو العباس أحمد ابن
صدر الدين أبي الحسن الشافعي الصوفي.
ولد بدمشق سنة أربع وثمانين.
وسمع من طائفة، ودرس بقبة الشافعي، وبالناصرية، ومشيخة
الشيوخ، ودخل في المملكة، وكان صدرا مطاعا كإخوته، برز
بالجيوش لمضايقة الصالح أبي الخيش فأدركه الموت بغزة، فدفن بها
في صفر سنة أربعين وست مئة (3).

(1) ذيل الروضتين: 168.
(2) ذكر الحافظ المنذري وأبو شامة انه توفي في السادس والعشرين من جمادى الأولى.
* وهو أخو العماد (عمر بن محمد بن عمر بن حمويه) الذي مرت ترجمته الآن انظر بشأن
ترجمة الكمال: مرآة الزمان 8 / 739، والتكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة
3072، وذيل الروضتين 172، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3012) الورقة 221، والعسجد
المسبوك 515، وعقد الجمان للعيني ج 18 الورقة 254، والنجوم الزاهرة 6 / 345.
(3) في التكملة لوفيات النقلة انه توفي في ليلة الثاني عشر من صفر ودفن من الغد، وفي ذيل
الروضتين أنه توفي في الثالث عشر من صفر.
99

75 - المعين *
المولى الصالح مقدم الجيوش الأمير أبو علي الحسن ابن شيخ
الشيوخ صدر الدين.
مولده بدمشق سنة بضع (1) وثمانين.
وتقدم في دولة الكامل، ثم عظم جدا في أيام الصالح، ووزر
له، ثم تقدم على جيش مصر، وعلى الخوارزمية، ونازل دمشق إلى أن
أخذها من الصالح إسماعيل، ودخل إلى القلعة، وأمر ونهى، ثم لم
يمتع ومرض بالاسهال والدم، ومات في الثاني والعشرين من رمضان
سنة ثلاث وأربعين وست مئة كهلا، ودفن بجنب أخيه العماد، فكان بين
حصول الأمنية وحضور المنية أربعة أشهر ونصف. وكان ذا كرم
وجود، وكان أخوه فخر الدين مسجونا.
76 - الفخر * *
الصاحب الكبير ملك الامراء فخر الدين يوسف ابن شيخ
الشيوخ.

* وهو أخو العماد والكمال اللذين مرت ترجمتهما الآن، انظر بشأن ترجمة المعين
(الحسن بن شيخ الشيوخ محمد بن عمر بن حمويه الجويني): مرآة الزمان 8 / 755 - 756،
وصلة التكملة للحسيني الورقة 36، والعبر للذهبي: 5 / 175، ودول الاسلام للذهبي: 2 /
112، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) الورقة 26، والبداية والنهاية: 13 / 171،
والنجوم الزاهرة: 6 / 352، وشذرات الذهب: 5 / 218.
(1) في صلة التكملة: مولده سنة ست وثمانين وقيل سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
(* *) وهو أخو العماد والكمال والمعين الذين مرت ترجماتهم انظر بشأن ترجمة الفخر: مرآة
الزمان لسبط ابن الجوزي 8 / 776 - 778، وذيل الروضتين: 184، وصلة التكملة لوفيات
النقلة للحسيني الورقة 58، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) الورقة 83، والعبر:
5 / 194 - 195، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8 / 97 ضمن ترجمة أبيه، والبداية والنهاية
13 / 178، والعسجد المسبوك 571 - 572 وفيه انه يوسف ابن شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن
علي... بسقوط اسم أبيه محمد، والنجوم الزاهرة 6 / 363، وشذرات الذهب: 5 / 238 -
239.
100

مولده بدمشق بعد الثمانين (1) وخمس مئة.
وسمع من منصور الطبري، والشهاب الغزنوي.
وحدث، وكان صدرا معظما عاقلا شجاعا مهيبا جوادا خليقا
للامارة، غضب عليه السلطان نجم الدين سنة أربعين وسجنه ثلاث
سنين، وقاسى شدائد، ثم أنعم عليه، وولاه نيابة المملكة، وكان
يتناول المسكر، ولما توفي السلطان ندبوا فخر الدين إلى السلطنة،
فامتنع، ولو أجاب لتم له.
قيل: إنه لما قدم مع السلطان دمشق نزل في دار سامة، فدخل
عليه الشيخ العماد ابن النحاس، فقال له: يا فخر الدين، إلى كم ما
بعد هذا شئ؟ فقال: يا عماد الدين والله لأسبقنك إلى الجنة، فصدق
الله قوله إن شاء الله، واستشهد يوم وقعة المنصورة.
ولما مات الصالح نهض بأعباء الامر، وأحسن، وأنفق في الجند
مئتي ألف دينار، وبطل بعض المكوس، وركب بالشاويشية، وبعث
الفارس أقطايا (2) إلى حصن كيفا لاحضار ولد الصالح المعظم
تورانشاه، فأقدمه، ولقد هم تورانشاه بإمساكه لما رأى من تمكنه فاتفق
قصد الفرنج وزحفهم على الجيش فتقهقر الجيش وانهزموا، فركب فخر

(1) في صلة التكملة للحسيني وتاريخ الاسلام للذهبي ان مولده كان بدمشق سنة اثنتين
وثمانين وخمس مئة.
(2) ويرسم: " اقطاي " كما هو بخطه في " تاريخ الاسلام ".
101

الدين وقت السحر وبعث النقباء وراء المقدمين، وساق في طلبه، فحمل
عليه طلب الديوية (1)، فتفلل عنه أصحابه، وجاءته طعنة، فسقط
وقتل، ونهبت مماليكه أمواله، وقتل معه جمداره، وقتل عدة (2). ثم
تناخى المسلمون، وحمل فدفن بالقاهرة. قتل في ذي القعدة (3) سنة
سبع وأربعين وست مئة.
77 - ابن الخشوعي *
الشيخ زكي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن
إبراهيم بن طاهر الخشوعي الدمشقي.
ولد سنة ثمان وخمسين، وكان خاتمة من بقي من أصحاب أبي
المكارم بن هلال، وسمع من ابن عساكر، وأبي الفهم بن أبي
العجائز، وأبي المعالي بن صابر، وعدة، فأكثر. وله مشيخة انتقاها
زكي الدين البرزالي.
روى عنه الحافظ الضياء وقال: ما علمت فيه إلا الخير، وابن
الحلوانية، والشيخ تاج الدين عبد الرحمن، ومحمد بن محمد

(1) فرقة مشهورة من فرسان الصليبيين.
(2) التفاصيل في " تاريخ الاسلام " نقلا عن سعد الدين - ابن عمه -. والجمدار: لفظة
فارسية، وتعني صاحب الصوان. انظر معجم دوزي: 2 / 267.
(3) ذكر الحسيني في صلة التكملة انه توفي في الرابع من ذي القعدة.
* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3094 وذكر انه حدث وأن له منه اجازة، وذيل
الروضتين: 172، والذيل على كتاب مشتبه الأسماء لمنصور بن سليم الورقة 7، وذكر انه سمع
منه بدمشق ولم يذكر تاريخ وفاته، والعبر: 5 / 164، وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3012) الورقة
221، وعقد الجمان للعيني ج 18 الورقة 254، والنجوم الزاهرة 6 / 346، وشذرات
الذهب: 5 / 207.
102

الكنجي، وأبو علي ابن الخلال، وأبو الفضل الذهبي، والفخر ابن
عساكر، ويوسف بن عبادة البقلي، وعلي بن أحمد ابن البقال،
وآخرون، وله عدة إخوة.
مات في رجب (1) سنة أربعين وست مئة.
78 - ابن سهل *
العلامة أبو الحسن سهل بن محمد بن سهل بن محمد مالك الأزدي
الغرناطي.
سمع من خاله أبي عبد الله بن عروس، وخال أمه يحيى بن
عروس، وابن كوثر، وأبي القاسم بن حبيش، وابن الجد، وعدة.
قال الأبار (2): كان من جلة العلماء والأئمة البلغاء الخطباء، مع التفنن

(1) ذكر أبو شامة أن وفاته كانت يوم الجمعة وأضاف متابعا المنذري أن وفاته كانت في سلخ
رجب.
* التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار (نسخة الأزهر) ج 3 الورقة 116، وأورد نسبه فيها
على الوجه الآتي: سهل بن محمد بن سهل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مالك الأزدي من
أهل غرناطة يكنى أبا الحسن.. الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة لابن عبد الملك (ط
بيروت 1964 - 1965) 4 / 152، وتاريخ الاسلام، الورقة: 223 (أيا صوفيا 3012)، الديباج
المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون (دار التراث بالقاهرة) 1 / 395 - 397
الترجمة 2 وفيه انه سهل بن محمد بن سهل بن مالك الأزدي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين
والنحاة: 1 / 605 الترجمة 1287، وفيها أنه سهل بن محمد بن سهل بن أحمد بن مالك وبهذا
النسب ثبته كحالة في معجم المؤلفين 4 / 285 مشيرا إلى أن له ترجمة في الوافي بالوفيات (14 /
7).
(2) التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار (نسخة الأزهر) ج 3 الورقة 116، وزاد قائلا:
رأيته باشبيلية في سنة سبع عشرة وست مئة، وكتب إلي بإجازة ما رواه وجمعه وأنشأه من مرسية في
جمادي الأولى سنة إحدى وثلاثين.. إلى أن قال ومولده سنة تسع وخمسين وخمس مئة.
103

في العلوم، وكان رئيسا معظما جوادا، امتحن وغرب إلى مرسية فسكنها
مدة إلى أن هلك الملك ابن هود (1) فسرح إلى بلده.
مات سنة أربعين وست مئة عن إحدى وثمانين سنة.
ومما قيل فيه:
عجبا للناس تاهوا * في بنيات المسالك
وصفوا بالفضل قوما * وهم ليسوا هنالك
كثر الوصف ولكن * صح عن سهل بن مالك
وهو القائل:
منغص العيش لا يأوي إلى دعة * من كان في بلد أو كان ذا ولد
والساكن النفس من لم ترض همته * سكنى مكان ولم يسكن إلى أحد
79 - ابن مقبل *
العلامة قاضي القضاة عماد الدين أبو المعالي عبد الرحمان بن مقبل بن
حسين الواسطي الشافعي.

(1) وهو محمد بن يوسف بن هود وذلك في أواخر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين
وست مئة كما في تكملة ابن الآبار.
* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3057، والعبر: 5 / 161، وتاريخ الاسلام (أيا
صوفيا 3012) الورقة 214، وطبقات السبكي: 8 / 187 الترجمة 1171، وطبقات الأسنوي:
2 / 553 الترجمة 1259، والبداية والنهاية 13 / 158 - 159، العسجد المسبوك: 505، والعقد
المذهب لابن الملقن الورقة 175، عقد الجمان للعيني ج 18 الورقة 248، وشذرات الذهب:
5 / 204 وفيه تصحيف مقبل إلى نفيل، وقد كتب العلامة الدكتور ناجي معروف - رحمه الله -
ترجمة له في كتابه تاريخ علماء المستنصرية 1 / 210 - 212.
104

ولد سنة سبعين (1).
وتفقه بابن البوقي، وعلى المجير البغدادي، وابن فضلان، وابن
الربيع. وبرع، ودرس، وأفتى، وولي القضاء في سنة أربع
وعشرين، وولي تدريس المستنصرية (2) سنة إحدى وثلاثين، ثم عزل من
الكل سنة ثلاث وثلاثين وست مئة، ولزم بيته وتعبد، وتنسك، ثم ولي
مشيخة رباط المرزبانية، إلى أن مات.
حدث عن ابن كليب. وكان من عقلاء الأئمة.
مات في ذي القعدة (3) سنة تسع وثلاثين وست مئة.
80 - ابن عين الدولة *
قاضي القضاة شرف الدين أبو المكارم محمد ابن القاضي الرشيد

(1) في طبقات السبكي وطبقات الأسنوي ان مولده سنة إحدى أو اثنتين وسبعين
وخمسمائة.
(2) راجع تفاصيل ذلك في تاريخ علماء المستنصرية للدكتور ناجي معروف 1 / 210 -
212.
(3) ذكر الحافظ المنذري أو وفاته في ليلة الخامس والعشرين من ذي القعدة، وجاء في
العسجد المسبوك ان وفاته في الثالث عشر من ذي الحجة، وفي تاريخ علماء المستنصرية في
الثالث والعشرين من ذي الحجة، والصحيح ما ذكره الذهبي ان وفاته في ذي القعدة وهو الموافق
لما ذكره ابن النجار وتابعهما السبكي وابن الملقن والعيني وابن العماد.
* التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3056، وذكر أنه علق عنه في المذاكرة فوائد،
والمغرب في حلى المغرب لابن سعيد الأندلسي (القسم المصري) 1 / 256 - 257، والعبر
للذهبي 5 / 162، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3012) الورقة 216، والوافي بالوفيات: 3 /
352 - 353 الترجمة 1433، وطبقات السبكي: 8 / 63 - 66 الترجمة 1077، وطبقات
الأسنوي 1 / 544 - 545 الترجمة 501، ونثر الجمان للفيومي ج 2 الورقة: 13، والعسجد
المسبوك: 505 - 506، والعقد المذهب لابن الملقن الورقة 176، وحسن المحاضرة
للسيوطي: 2 / 119، وشذرات الذهب: 5 / 181 - 182، وذكره مرة أخرى في 5 / 205.
105

عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي القاسم بن صدقة ابن الصفراوي
الإسكندراني ثم المصري الشافعي، عرف بابن عين الدولة.
مولده بالثغر سنة إحدى وخمسين.
وقدم القاهرة سنة ثلاث وسبعين فناب عن ابن درباس، وقد ولي قضاء
الثغر من أقاربه ثمانية، ثم استقل بقضاء القاهرة سنة ثلاث عشرة، ثم ولي
فضاء الإقليم سنة سبع عشرة. وله فقه وفضائل ونظم ونثر مع العفة
والنزاهة.
مات في ذي العقدة (1) سنة تسع وثلاثين وست مئة.
81 - عبد الحق *
ابن خلف بن عبد الحق، الفقيه ضياء الدين أبو محمد الدمشقي
لصالحي الحنبلي المغسل إمام مسجد الإرزة، الذي بطريق الصالحية.
ولد سنة سبع وأربعين (2) تقريبا.
وسمع من أبي الفهم بن أبي العجائز، وأبي الغنائم بن صصري،
وأحمد بن أبي الوفاء، وأبي المعالي بن صابر، وعدة. وله مشيخة.

(1) قيد الحافظ المنذري وفاته في التاسع عشر من ذي القعدة وجعل ابن العماد وفاته كذلك
وكان قد قيد وفاته قبلها في حوادث سنة 636.
* التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة 3131، وذكر أنه حدث وأن له
منه إجازة كتب بها إليه من دمشق غير مرة، وصلة التكملة للحسني، الورقة: 7، والعبر
للذهبي: 5 / 168، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013) الورقة 4 - 5، وذيل طبقات الحنابلة لابن
رجب: 2 / 227 الترجمة 334، والنجوم الزاهرة: 6 / 349، وشذرات الذهب: 5 / 211.
(2) ذكر الحسيني في " صلة التكملة " ان مولده في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين
وخمس مئة وقيل غير ذلك.
106

روى عنه حفيده العدل عز الدين عبد العزيز بن محمد، وسبطه
القاضي كمال الدين علي بن أحمد الحنفي، والبرزالي، والضياء، وأبو
علي ابن الخلال، والنجم ابن الخباز، والعز أحمد ابن العماد،
وبالحضور القاضي تقي الدين.
قال الضياء: دين خير.
وقال المنذري (1): مشهور بالصلاح والخير، عجز وانقطع.
توفي في شعبان سنة إحدى وأربعين وست مئة.
82 - ابن الحبير *
العلامة المفتي أبو بكر محمد بن يحيى بن مظفر بن علي بن نعيم
البغدادي الشافعي القاضي، عرف بابن الحبير.
ولد سنة تسع وخمسين (2).
وسمع من عبد الله بن عبد الصمد السلمي، وشهدة الكاتبة، ومحمد

(1) التكملة لوفيات النقلة ج 3 الترجمة 3131 ص 628 من طبعة مؤسسة الرسالة.
* تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) الورقة 175 - 176، والتكملة لوفيات النقلة
للحافظ المنذري ج 3 الترجمة 3045، والذيل على مشتبه الأسماء لمنصور بن سليم (مخطوطة
الدكتور بشار) الورقة 64، والعبر للذهبي 5 / 162، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3012) ج 19 الورقة 217، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي للذهبي 1 / 161 -
162، الترجمة 313، والوافي بالوفيات: 5 / 207 - 208 الترجمة 2271، ونقل عن ابن
النجار، وطبقات السبكي: 8 / 108 - 109 الترجمة 1100، وطبقات الأسنوي 1 / 449
الترجمة 405، والبداية والنهاية: 13 / 158، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (ضمن ترجمة
أبيه) 2 / 63 الترجمة 231، والتوضيح لابن ناصر الدين الورقة 73، وعقد الجمان للعيني
ج 18 الورقة 248، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي الورقة 70، وشذرات الذهب: 5 /
205، والمدارس الشرابية: 126.
(2) مولده في أوائل المحرم على ما ذكر الحافظ المنذري.
107

ابن نسيم، وأبي الفتح بن المني، وتفقه به، ثم تحول شافعيا، ولزم المجير
البغدادي، وتأدب على أبي الحسن ابن العصار.
حدثنا عنه تاج الدين الغرافي. وكان بصيرا بالمذهب ودقائقه، دينا
عابدا، كثير التلاوة والحج والتهجد، وله باع مديد في المناظرة، وناب
في القضاء عن ابن فضلان، ثم درس بالنظامية (1) في سنة ست وعشرين
وست مئة.
مات في شوال (2) سنة تسع وثلاثين وست مئة.
83 - ابن الناقد *
الوزير المعظم نصير الدين (3) أبو الأزهر أحمد بن محمد بن علي
البغدادي.
قرأ النحو وتعاني الكتابة، وتنقل وكان أخا الخليفة الظاهر من
الرضاع.
تولى أستاذ دارية الخلافة، ثم وزر سنة تسع وعشرين وست مئة،

(1) انظر تفصيل ذلك في تلخيص مجمع الآداب 2 / 855، المدارس الشرابية: 126.
(2) ذكر المنذري والسبكي وغيرهما ان وفاته كانت في السابع من شوال.
* مرآة الزمان: 8 / 747، وعقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي
(نسخة أسعد أفندي 2323) ح‍ 1 الورقة 150 / أ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني: 263،
264، 267، 277، والفخري في الآداب السلطانية (طبعة محمد على صبيح) 267 - 268
وخلاصة الذهب المسبوك للأربلي: 289، 290، والحوادث الجامعة: 33 - 35، وتاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 13 - 14، والوافي بالوفيات 8 / 64 - 65
الترجمة 2487، وفوات الوفيات 3 / 254، والبداية والنهاية: 13 / 165، والعسجد المسبوك
527 - 528، والنجوم الزاهرة: 6 / 350.
(3) في مرآة الزمان والنجوم الزاهرة: شهاب الدين.
108

وكان في مبدئه (1) كثير التعبد والتلاوة، وتعلل بألم المفاصل، فعجز عن
الحركة، فاستناب من يعلم عنه، وحضر يوم بيعة المستعصم في محفة
وجلس لاخذ البيعة، وبقي عالي الرتبة إلى أن مات في سنة اثنتين وأربعين
وست مئة (2).
84 - الرفيع *
العلامة الأصولي الفيلسوف رفيع الدين قاضي القضاة أبو حامد عبد
العزيز بن عبد الواحد بن إسماعيل الجيلي الشافعي.
كان قد أمعن في علم الأوائل، واظلم قلبه وقالبه، وقدم دمشق
وتصدر، ثم ولي قضاء بعلبك للصالح إسماعيل، فنفق عليه وعلى وزيره
الأمين المسلماني، ولما غلب إسماعيل على دمشق ولاه قضاءها، فكان
مذموم السيرة، خبيث السريرة، وواطأه أمين الدولة على أذية الناس،
واستعمل شهود زور ووكلاء، فكان يطلب ذو المال إلى مجلسه فيبث (3)

(1) في الأصل: مبدأه، وفي تاريخ الاسلام: " شبيبته ".
(2) في تاريخ الاسلام والعسجد المسبوك: توفي في سادس ربيع الأول، وقد ذكر الذهبي
في تاريخ الاسلام أن مولده في سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
* مرآة الزمان 8 / 749 - 751، وذيل الروضتين 173 - 174، وعيون الانباء في طبقات
الأطباء لابن أبي اصيبعة: 2 / 171، ودول الاسلام للذهبي: 2 / 111، والعبر: 5 / 172،
وتاريخ الاسلام (أيا صوفيا 2013) ج 20 الورقة 18 - 19، وفوات الوفيات: 2 / 352 -
354، الترجمة 288، وطبقات الشافعية للأسنوي: 1 / 592 - 594، الترجمة 547،
والعسجد المسبوك: 534، وفيه انه عبد العزيز بن إسماعيل (بسقوط اسم أبيه وهو خطأ)
والفلاكة والمفلوكون للدلجي: 75، والنجوم الزاهرة: 6 / 350 - 351، الدارس للنعيمي:
1 / 188، وشذرات الذهب: 5 / 214 - 215.
(3) هكذا قرأناها وهي موافقة لما جاء في " تاريخ الاسلام " حيث جاء فيه: " فيحضر
الرجل إلى مجلسه من المتولين فيدعي عليه المدعي بأن له في ذمته ألف دينار أو ألفي دينار فيبهت
الرجل.. الخ ".
109

مدع عليه بألف دينار ويحضر شهوده، فيتحير الرجل ويبهت، فيقول
الرفيع: صالح غريمك، فيصالح على النصف، فاستبيحت أموال
المسلمين، وعظم الخطب، وتعثر خلق، وعظمت الشناعات، واستغاثوا
إلى الصالح، فطلب وزيره، وقال: ما هذا؟، فخاف، وكان أس البلاء
الموفق الواسطي فتح أبواب الظلم، فبادر الوزير وأهلكهما لئلا يقرا عليه
وليرضي الناس، ويقال: كان الصالح يدري أيضا.
ذكر الصدر عبد الملك بن عساكر في " جريدته " أن القاضي الرفيع
دخل من توجهه إلى بغداد رسولا، فركب لتلقيه الوزير أمين الدولة،
والمنصور ولد السلطان، فدخل في زخم عظيم، وعليه خلعة سوداء وعلى
جميع أصحابه، فقيل: ما دخل بغداد ولا أخذت منه الرسالة، فرد واشترى
الخلع لأصحابه من عنده، قال: وشرع الصالح في مصادرة الناس على يد
الرفيع، وكتب إلى نوابه في القضاء يطلب منهم إحضار ما تحت أيديهم من
أموال اليتامى، وكان يسلك طريق الولاة، ويحكم بالرشوة، ويأخذ من
الخصمين، ولا يعدل أحدا إلا بمال، ويأخذ جهرا، واستعار أربعين طبقا
ليهدي فيها إلى صاحب حمص فلم يردها، وغارت المياه في أيامه، ويبست
الشجر وصقعت، وبطلت الطواحين، ومات عجمي خلف مئة ألف فما
أعطى بنته فلسا، وأذن للنساء في عبور جامع دمشق، وقال: ما هو بأعظم
من الحرمين فامتلأ بالرجال والنساء ليلة النصف.
وقال سبط الجوزي (1): حدثني جماعة أعيان أن الرفيع كان فاسد
العقيدة دهريا يجئ إلى الجمعة سكرانا، وأن داره مثل الحانة.

(1) مرآة الزمان: 8 / 750.
110

وحكى لي جماعة أن الوزير السامري بعث به في الليل على بغل
بأكاف إلى قلعة بعلبك ونفذ به إلى مغارة أفقه (1) فأهلكه بها، وترك أياما بلا
أكل، وأشهد على نفسه ببيع أملاكه للسامري، وأنه لما عاين الموت قال:
دعوني أصلي، فصلى فرفسه داود من رأس شقيف فما وصل حتى تقطع،
وقيل: بل تعلق ذيله بسن الجبل، فضربوه بالحجارة حتى مات.
وقال رئيس النيرب (2): سلم الرفيع إلي [وإلى] (3) سيف النقمة
داود، فوصلنا به إلى شقيف فيه عين ماء فقال: دعوني أغتسل، فاغتسل
وصلى ودعا فدفعه داود فما وصل إلا وقد تلف، وذلك في أول سنة اثنتين
وأربعين وست مئة (4)
85 - ابن سلام *
رئيس البلد نجم الدين الحسن بن سالم بن سلام (5) الكاتب.
سمع يحيى الثقفي، وابن صدقة، وجماعة.

(1) هكذا أيضا في " تاريخ الاسلام " بخط المؤلف، وفي المرآة: " أفنة ".
(2) أصل السند في " تاريخ الاسلام ": " وذكر ناصر الدين محمد ابن المنيطري، عن عبد
الخالق رئيس النيرب ".
(3) إضافة لابد منها لا يستقيم المعنى من غيرها، والخبر في تاريخ الاسلام: " لما سلم
القاضي الرفيع إلى المقدم داود سيف النقمة وإلي أيضا، وصلنا به.. ".
(4) قيد أبو شامة وفاته ضمن حوادث سنة 641 وتابعه ابن أبي اصيبعة وقال الملك الأشرف
الغساني في العسجد المسبوك انه توفي في آخر سنة اثنتين وأربعين وقيل سنة إحدى وأربعين،
وجعل الدلجي وفاته سنة 643.
* مرآة الزمان 8 / 747، وصلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني الورقة 21، ذيل
الروضتين لأبي شامة: 177، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 15،
الوافي بالوفيات 12 / 26 الترجمة 19.
(5) في صلة التكملة للحسيني: " ابن علي بن سلام " وهو الذي ثبته الذهبي في تاريخ
الاسلام وفي تذكرة الحفاظ 4 / 1427.
111

وعنه ابن الخلال، وشرف الدين الفزاري، ومحمد ابن خطيب بيت
الأبار، وآخرون.
وكان ذا أموال وحشمة.
توفي سنة اثنتين وأربعين وست مئة (1) وهو في عشر الثمانين (2)،
وتبعه ولده، وكان كثير البر بالحنابلة.
86 - الكردري *
العلامة فقيه المشرق شمس الأئمة أبو الوحدة محمد بن عبد الستار (3)
ابن محمد العمادي الكردري الحنفي البراتقيني، وبراتقين: من أعمال
كردر، وكردر: ناحية كبيرة من بلاد خوارزم.
أنبأني بترجمته أبو العلاء الفرضي، فقال: هو أستاذ الأئمة على
الاطلاق، والموفود عليه من الآفاق، قرأ بخوارزم على برهان الدين ناصر بن
عبد السيد المطرزي، مؤلف " شرح المقامات " وتفقه بسمرقند على

(1) ذكر سبط ابن الجوزي في المرآة أنه توفي في ذي الحجة، وذكر الشرف الحسيني في
صلة التكملة لوفيات النقلة أنه توفي في سادس عشر ذي الحجة وهو الذي قيده الذهبي في تاريخ
الاسلام.
(2) في صلة التكملة لوفيات النقلة انه ولد سنة خمس وستين وخمس مئة وهو الذي فيده
الذهبي في تاريخ الاسلام.
* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 في ورقة ملحقة بالورقة 22 الوافي
بالوفيات: 3 / 254، الترجمة 1276، والجواهر المضية: 2 / 82، الترجمة 243، العسجد
المسبوك: 533 وفيه انه (الكردوزي) وان (كردوز من اعمال خوارزم) وكله تحريف، النجوم
الزاهرة 6 / 351، طبقات الفقهاء المنسوب خطأ إلى طاش كبري زادة 107، طبقات الحنفية
للمولى علي بن أمر الله الحنائي المعروف بقنالي زادة (نسخة جامعة براغ رقم 79 الورقة 32،
شذرات الذهب: 5 / 316، الفوائد البهية: 176 - 177.
(3) تصحف الاسم في الشذرات إلى: محمد بن عبد الغفار بن محمد العلماوي.
112

شيخ الاسلام برهان الدين علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني
وسمع منه، وتفقه ببخارى على العلامة بدر الدين عمر بن عبد الكريم
الورسكي، وأبي المحاسن حسن بن منصور قاضي خان، وجماعة. وبرع
في المذهب وأصوله، وتفقه على خلق، ورحلوا إليه إلى بخارى، منهم:
ابن أخيه العلامة محمد بن محمود الفقيهي، والشيخ سيف الدين
الباخرزي، والعلامة حافظ الدين محمد بن محمد بن نصر البخاري، وظهير
الدين محمد بن عمر النوجاباذي، وطائفة، سماهم الفرضي، ثم قال: ولد
سنة تسع وخمسين وخمس مئة، وتوفي ببخارى في محرم (1) سنة اثنتين
وأربعين وست مئة (2)، ودفن عند الامام عبد الله بن محمد بن يعقوب
الحارثي.
وفيها توفي المولى تاج الدين أحمد ابن القاضي أبي نصر ابن الشيرازي
في رمضان، والوزير الكبير نصير الدين أبو الأزهر أحمد بن محمد بن علي
ابن الناقد البغدادي، ونجم الدين الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي
الكاتب، والد المحدث الذكي محمد، وأبو طالب خاطب بن عبد الكريم
الحارثي المزي، والمقرئ سليمان بن عبد الكريم الأنصاري، والد
شيختنا فاطمة، وأبو المنصور ظافر بن طاهر المطرز ابن شحم
بالإسكندرية، وشيخ الشيوخ تاج الدين عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه
الجويني ثم الدمشقي، والمغيث جلال الدين عمر ابن السلطان نجم الدين
أيوب بن الكامل، والحافظ أبو القاسم القاسم بن محمد بن أحمد بن

(1) في الجواهر المضية انه توفي يوم الجمعة تاسع محرم.
(2) قيد ابن العماد الحنبلي في الشذرات وفاته في سنة 643 ه‍ وقال: " وفيها - اي في سنة
643 - وجزم ابن كمال انه توفي في التي قبلها شمس الأئمة الكردري.
113

الطيلسان الأنصاري القرطبي، وأبو الضوء قمر بن هلال بن بطاح القطيعي
البقال، والنفيس أبو البركات محمد بن الحسين بن رواحة الحموي
الضرير، والأديب مهذب الدين محمد بن علي بن علي بن علي ابن القامغاز
الحلي الشاعر بمصر في عشر المئة، وصاحب حماة المظفر تقي الدين
محمود بن المنصور محمد بن عمر الأيوبي، والنجيب ناصر بن منصور
العرضي، وجمال الدين يوسف ابن المخيلي (1).
87 - ابن الطيلسان *
الحافظ المفيد محدث الأندلس أبو القاسم القاسم بن محمد بن
أحمد الأنصاري القرطبي.
ولد سنة خمس وسبعين وخمس مئة تقريبا.
وروى عن جده لامه أبي القاسم ابن الشراط، وأبي العباس بن
مقدام، وعبد الحق الخزرجي، وأبي الحكم بن حجاج، وخلق،
وصنف الكتب، وكان بصيرا بالقراءات والعربية أيضا. ولي خطابة مالقة بعد
ذهاب قرطبة وأقرأ بها، وحدث.

(1) منسوب إلى " مخيل " بفتح ثم كسر، من بلاد برقة بالمغرب، وسيأتي (رقم 238).
* تكملة الصلة لابن الأبار (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 102، وفيه يسوق نسبه
فيقول: القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الأنصاري الأوسي
من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم ويعرف بابن الطيلسان، برنامج الرعيني: 27، الذيل والتكملة
لكتابي الموصول والصلة لابن عبد الملك المراكشي (احسان عباس) قسم 2 من السفر الخامس
557 - 566 الترجمة 1090، تذكرة الحفاظ للذهبي 4 / 1426 - 1428 الترجمة 1139، وفيه
أنه القاسم بن أحمد بن محمد (وهو سهو)، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 21، غاية النهاية: 2 / 23 الترجمة 2601، بغية الوعاة للسيوطي 2 / 261 الترجمة
1931، شذرات الذهب: 5 / 215 - 216.
114

توفي سنة اثنتين وأربعين وست مئة (1).
كتب إلي ابن هارون أنه سمع من ابن الطيلسان كتاب " الوعد " في
العوالي.
88 - ابن العجمي *
من بيت علم وسيادة بحلب العلامة كمال الدين أبو هاشم (2) عمر بن
عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن (3) الشافعي.
تفقه بطاهر بن جهبل، وسمع من يحيى الثقفي وغيره.
يقال: ألقى " المهذب " دروسا خمسا وعشرين مرة.
وكان ذا وسواس في المياه.
روى عنه عباس بن بزوان، وغيره.
مات في رجب (4) سنة اثنتين وأربعين وست مئة، وله خمس وثمانون
سنة (5).

(1) ذكر ابن الأبار وابن عبد الملك المراكشي والذهبي في تاريخ الاسلام انه توفي في شهر
ربيع الآخر.
* صلة التكملة لشرف الدين الحسيني بورقة ملحقة بالورقة 17 ضمن وفيات سنة 642 ه‍
وفيها يسوق نسبه كالآتي: أبو القاسم عمر ابن الشيخ أبي صالح عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن
الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن محمد بن الحسين بن علي الكرابيسي الحلبي
الشافعي المعروف بابن العجمي المنعوت بالكمال... انتهى، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 20.
(2) في صلة التكملة للحسيني: أبو القاسم.
(3) ذكر الأسنوي انه (الحسين) بدلا من الحسن، وذكر ذلك في ترجمة عبد الرحمن (جد
المترجم له) انظر طبقات الشافعية 1 / 440 الترجمة 396 وذلك تصحيف.
(4) ذكر الحسيني في الصلة والذهبي في تاريخ الاسلام أن وفاته كانت في الحادي عشر من
رجب.
(5) ذكر الحسيني انه ولد في الثالث عشر من محرم وأضاف وتابعه الذهبي في تاريخ الاسلام
ان ذلك كان سنة 557 ه‍.
115

ومن وسواسه أنه نزل في قدره حمام فضاق نفسه ثم مات!
89 - ابن شحم *
أبو المنصور ظافر بن طاهر بن ظافر بن إسماعيل، الإسكندراني
المالكي، عرف بابن شحم (1) المطرز.
عاش ثمانيا وثمانين (2) سنة.
سمع من السلفي، وابن عوف.
روى عنه الدمياطي، والغرافي، وجماعة.
مات في ربيع الأول (3) سنة اثنتين وأربعين وست مئة.
90 - ابن المخيلي * *
الشيخ الجليل الصدر الامام الفقيه جمال الدين أبو الفضل يوسف بن
عبد المعطي بن منصور بن نجا بن منصور الغساني (4) الإسكندراني ابن

(1) التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة 3160 وذكر أن له منه اجازة كتب
بها إليه من الإسكندرية، صلة التكملة للحسيني الورقة 14، العبر للذهبي: 5 / 172، تاريخ
الاسلام (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 17، النجوم الزاهرة 6 / 352، شذرات الذهب 5 /
313 - 314.
(1) في النجوم والشذرات: سحم بالسين المهملة، مصحف فقد ضبطها المنذري
والحسيني بالشين المعجمة.
(2) ذكر المنذري والحسيني والذهبي في تاريخ الاسلام ان مولده سنة 554 ه‍.
(3) ذكر المنذري والحسيني والذهبي في تاريخ الاسلام أن وفاته كانت في النصف من شهر
ربيع الأول.
(* *) صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني، الورقة 16، العبر للذهبي: 5 / 173 تاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 20، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه 1349،
النجوم الزاهرة: 6 / 352، شذرات الذهب 5 / 216.
(4) في النجوم الزاهرة: " العسالي " مصحف.
116

المخيلي (1) المالكي، من كبراء أهل الثغر، ومخيل: من بلاد برقة.
ولد سنة ثمان وستين (2).
وسمع من الحافظ السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، وأبي الطيب بن
الخلوف.
حدثنا عنه الضياء السبتي، والدمياطي، والأبرقوهي، ومحمد بن أبي
القاسم الصقلي، وأبو الحسن علي بن المنير، والمفسر أبو عبد الله ابن
النقيب وغيرهم.
قال ابن الحاجب: قال لي: إنه دخل دمشق.
قلت: توفي في سابع (3) جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وست
مئة.
قرأت على محمد بن سليمان المفسر وعبد المؤمن بن خلف الحافظ،
قالا: أخبرنا يوسف بن عبد المعطي، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد
الأصبهاني، أخبرنا نصر بن أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد العكبري، أخبرنا
محمد بن يحيى بن عمر الطائي، حدثنا أبو جدي علي بن حرب، حدثنا
سفيان بن عيينة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر، عن علي، قال: " أحب
الكلام إلى الله عز وجل أن يقول العبد وهو ساجد: رب إني ظلمت، ربي

(1) تصحفت لفظة المخيلي في المطبوع من تذكرة الحفاظ إلى المحبلي بالحاء المهملة
والباء الموحدة (تذكرة الحفاظ: 1428).
(2) ذكر الحسيني ان مولده في جمادى الآخرة من هذه السنة.
(3) ذكر الحسيني في صلة التكملة أن وفاته كانت في ليلة السابع من جمادى الآخرة. وقد
ذكر العلامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد وفاته في سنة 643 وهو سهو.
117

فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " (1).
91 - ابن المجد *
الامام العالم الحافظ المتقن القدوة الصالح سيف الدين أبو العباس
أحمد ابن المحدث الفقيه مجد الدين عيسى ابن الإمام العلامة موفق الدين
عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة، المقدسي الصالحي الحنبلي.
ولد سنة خمس وست مئة.
وسمع أبا اليمن الكندي، وابن الحرستاني، وابن ملاعب، وجده،
وجماعة. وتخرج بخاله الحافظ ضياء الدين، وارتحل، وله ثماني عشرة
سنة، فسمع من الفتح بن عبد السلام (2)، وعلي بن بوزندار، وأبي علي
ابن الجواليقي وطبقتهم، ثم ارتحل إلى بغداد أيضا سنة ست وعشرين،
وكتب الكثير، وجمع، وصنف، وبرع في الحديث.
وكان ثقة ثبتا، ذكيا، سلفيا، تقيا، ذا ورع وتقوى، ومحاسن جمة،
وتعبد وتأله، ومروءة تامة، وقول بالحق، ونهي عن المنكر، ولو عاش لساد
في العلم والعمل فرحمه الله تعالى. وكتب لنفسه وبالأجرة وأفاد الطلبة.

(1) موقوف وسنده حسن.
* صلة التكملة للحسيني الورقة: 35، تذكرة الحفاظ 4 / 1446 - 1447 الترجمة
1147، العبر للذهبي: 5 / 174، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة
24 - 25، الوافي بالوفيات 7 / 273 الترجمة 3249، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2 /
241 الترجمة 347، النجوم الزاهرة: 6 / 353، طبقات الحفاظ للسيوطي: 504 الترجمة
1116، شذرات الذهب: 5 / 217.
(2) في تاريخ الاسلام: ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وعشرين فسمع الفتح بن عبد
السلام.. الخ.
118

روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد الدشتي وغيره، وعاش ثمانيا وثلاثين
سنة (1).
توفي في أول شعبان سنة ثلاث وأربعين وست مئة، ودفن عند آبائه،
وله مصنف في السماع.
أخبرنا أحمد بن محمد المعلم، أخبرنا أحمد بن عيسى الحافظ،
أخبرنا محمد بن أبي المعالي الصوفي وغيره، قالوا: أخبرنا أبو بكر ابن
الزاغوني، أخبرنا أبو القاسم ابن البسري، حدثنا أبو طاهر الذهبي، حدثنا
البغوي، حدثنا أبو نصر التمار والعيشي، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن
ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حفت الجنة بالمكاره،
وحفت النار بالشهوات " غريب تفرد به حماد. أخرجه مسلم (2) عن القعنبي
عنه، ويرويه حماد أيضا عن خاله حميد الطويل عن أنس.
92 - ابن المقير *
الشيخ المسند الصلاح رحلة الوقت أبو الحسن علي بن أبي عبيد الله
الحسين بن علي بن منصور ابن المقير البغدادي الازجي المقرئ الحنبلي
النجار نزيل مصر.

(1) في تاريخ الاسلام: حدثنا عنه أبو بكر الدشتي ومات قبل أوان الرواية فإنه عاش ثمانيا
وثلاثين سنة.
(2) في الجنة (2822). ورواه الترمذي في صفة الجنة (2562).
* صلة التكملة للحسيني الورقة 37 - 38، تكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني:
342 - 347، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 33، دول الاسلام 2 /
113، العبر للذهبي 5 / 178 وقد ذكره فيمن توفوا في سنة 643 في تذكرة الحفاظ 4 / 1432،
وانظر أيضا النجوم الزاهرة 6 / 355، شذرات الذهب 5 / 223 وتوضيح المشتبه، 3 / الورقة:
51، تاج العروس شرح القاموس (مادة قير 3 / 513).
119

ولد ليلة الفطر سنة خمس وأربعين وخمس مئة.
وأجاز له نصر بن نصر العكبري، وأبو بكر ابن الزاغوني، والحافظ ابن
ناصر، وسعيد ابن البناء، وأبو الكرم ابن الشهرزوري، وأبو جعفر
العباسي، وعدة. وقد كان يمكنه السماع منهم.
ثم سمع بنفسه من معمر بن الفاخر، وشهدة الكاتبة، وعبد الحق بن
يوسف، وأحمد بن الناعم، وعيسى بن أحمد الدوشابي، وأبي علي بن
شيرويه، وبدمشق من ابن صدقة الحراني.
وحدث ببغداد، ثم قدم دمشق في سنة اثنتين وثلاثين، فحدث،
وأقام بها نحوا من سنتين، ثم حج، وحدث بخيبر، وبالحرم، وجاور، ثم
سار إلى مصر، وروى بها الكثير.
قال الحافظ تقي الدين عبيد: كان شيخا صالحا كثير التهجد والعبادة
والتلاوة، صابرا على أهل الحديث.
وقال الحافظ عز الدين الحسيني (1): كان من عباد الله الصالحين،
كثير التلاوة مشتغلا بنفسه، مات في نصف ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين
وست مئة.
قلت:
حدث عنه أئمة وحفاظ، وحدثني عنه الدمياطي، والسبتي، وأبو علي
ابن الخلال، والجلال عبد المنعم القاضي، وزينب بنت القاضي محيي
الدين، ومحمد بن يوسف الذهبي، ومحمد بن عبد الكريم المنذري (2)،

(1) صلة التكملة لوفيات النقلة، الورقة 38.
(2) هذا هو ابن أخي الحافظ عبد العظيم المنذري.
120

وعيسى المغازي، ومحمد بن يوسف الحنبلي، ومحمد بن مكرم الكاتب،
ومحمد بن مظفر المالكي، والحافظ أبو الحسين ابن الفقيه، وشهاب بن
علي، وصليح الصوابي، وبيبرس القيمري، وعبد الله بن عمر الجميزي،
ومحمد بن مشرف، والبهاء ابن عساكر، وخلق، وآخر من روى عنه
بالسماع يونس العسقلاني.
93 - الغزال *
حمزة بن عمر بن عتيق بن أوس، الفقيه العالم أبو القاسم الأنصاري
الإسكندراني المالكي الغزال الدلال، وكان له حانوت بقيسارية الغزل
بالثغر.
حدث عن السلفي.
روى عنه ابن الحوانية، وأبو حامد ابن الصابوني (1)، وأبو محمد
الدمياطي، والضياء السبتي، وآخرون.
توفي في ثالث ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وست مئة.
وفيها توفي الصريفيني المحدث، وأعز بن كرم البزاز، وعبد الحق
ابن خلف الحنبلي، والمخلص عبد الواحد بن هلال، وابن القبيطي،
والوفاء عبد الملك بن الحنبلي، وعلي بن زيد التسارسي، وعلي بن أبي
الفخار، وقيصر بن فيروز البواب، وكريمة الزبيرية، وكريمة بنت عبد الحق

* التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة 3140 وفيه أنه الغزولي، صلة
التكملة للحسيني: الورقة 10 وذكر انه مولود سنة 564 أو 565 وفيها أنه الغزلي، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 4 وفيه أنه الغزالي، العبر للذهبي: 5 / 168،
شذرات الذهب: 5 / 211.
(1) لم يذكره ابن الصابوني في تكملة اكمال الاكمال.
121

القضاعية بمصر، وكريمة بنت المحدث عبد الرحمن بن نسيم الدمشقية،
وابن محارب القيسي، ومحاسن الجوبري، ويونس السقباني.
94 - السخاوي *
الشيخ الامام العلامة شيخ القراء والأدباء علم الدين أبو الحسن علي بن
محمد بن عبد الصمد بن عطاس (1) الهمداني، المصري، السخاوي،
الشافعي، نزيل دمشق.
ولد سنة ثمان وخمسين، أو سنة تسع.
وقدم الثغر في سنة اثنتين وسبعين، وسمع من أبي طاهر السلفي،
ومن أبي الطاهر بن عوف، وبمصر من أبي الجيوش عساكر بن علي، وأبي
القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وبدمشق من ابن طبرزذ،

(1) معجم الأدباء لياقوت (دار المأمون) 15 / 65 - 66، وذكر فيه أنه كتب هذه الترجمة
سنة 619 والسخاوي بدمشق كهل يحيا، إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي: 2 / 311 - 312 الترجمة
494، مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 758 - 759، عقود الجمان في شعراء هذا الزمان
لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2326) ج 5 الورقة 10 ب، وفيات الأعيان 3 / 340 - 341
الترجمة 456، صلة التكملة للحسيني الورقة 32، تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج 4
الترجمة 880، تاريخ أبي الفدا: 4 / 174 تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 33 - 35، العبر للذهبي: 5 / 178، دول الاسلام للذهبي: 2 / 112، معرفة القراء
الكبار للذهبي 503، تلخيص أخبار النحويين واللغويين لابن مكتوم الورقة 154 - 155، طبقات
الشافعية الكبرى للسبكي، 8 / 297 - 298 الترجمة 1200، طبقات الشافعية للأسنوي 2 /
68 - 69 الترجمة 658، البداية والنهاية: 13 / 170، غاية النهاية في طبقات القراء: 1 /
568 - 571، الترجمة 2318، النجوم الزاهرة: 6 / 354، بغية الوعاة للسيوطي: 2 / 192 -
194 الترجمة 1768، طبقات المفسرين للسيوطي: 25 - 26، حسن المحاضرة للسيوطي:
1 / 412 - 413 الترجمة 83، شذرات الذهب: 5 / 222.
(1) في صلة التكملة للحسيني: غطاس (بالغين المعجمة).
122

والكندي، وحنبل، وتلا بالسبع على الشاطبي، وأبي الجود، والكندي،
والشهاب الغزنوي.
وأقرأ الناس دهرا، وما أسند القراءات عن الغزنوي والكندي، وكانا
أعلى إسنادا من الآخرين، امتنع من ذلك لأنه تلا عليهما ب‍ " المبهج " (1)
ولم يكن بأخرة يرى الأقراء به ولا بما زاد على السبع، فقيل: إنه اجتنب ذلك
لمنام رآه.
وكان إماما في العربية، بصيرا باللغة، فقيها، مفتيا، عالما بالقراءات
وعللها، مجودا لها، بارعا في التفسير. صنف وأقرأ وأفاد، وروى الكثير
وبعد صيته، وتكاثر عليه القراء، تلا عليه شمس الدين أبو الفتح الأنصاري،
وشهاب الدين أبو شامة، ورشيد الدين ابن أبي الدر، وزين الدين الزواوي،
وتقي الدين يعقوب الجرائدي، والشيخ حسن الصقلي، وجمال الدين
الفاضلي، ورضي الدين جعفر بن دنوقا، وشمس الدين محمد ابن
الدمياطي، ونظام الدين محمد بن عبد الكريم التبريزي، والشهاب ابن
مزهر، وعدة.
وحدث عنه الشيخ زين الدين الفارقي، والجمال ابن كثير، والرشيد
ابن المعلم، ومحمد بن قايماز الدقيقي، والخطيب شرف الدين الفزاري،
وإبراهيم ابن المخرمي، وأبو علي ابن الخلال، وإبراهيم بن النصير،
وإسماعيل بن مكتوم، والزين إبراهيم ابن الشيرازي، وآخرون.
وكان من سعة علومه وفضائله دينا، حسن الأخلاق، محببا إلى
الناس، وافر الحرمة، مطرحا للتكلف، ليس له شغل إلا العلم ونشره.

(1) المبهج في القراءات السبعة لسبط الخياط.
123

شرح " الشاطبية " في مجلدين، " والرائية " في مجلد، وله كتاب
" جمال القراء "، وكتاب " منير الدياجي في الآداب "، وبلغ في التفسير إلى
الكهف، وذلك في أربع مجلدات، وشرح " المفصل " في أربع
مجلدات، وله النظم والنثر.
وكان يترخص في إقراء اثنين فأكثر كل واحد في سورة، وفي هذا
خلاف السنة، لأننا أمرنا بالانصات إلى قارئ لنفهم ونعقل ونتدبر.
وقد وفد على السلطان صلاح الدين بظاهر عكا في سنة ست وثمانين
زمن المحاصرة فامتدحه بقصيدة طويلة، واتفق أنه امتدح أيضا الرشيد
الفارقي، وبين الممدوحين في الموت أزيد من مئة عام.
قال الإمام أبو شامة (1): وفي ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث
وأربعين وست مئة توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه وشيخ أوانه بمنزله
بالتربة الصالحية، وكان على جنازته هيبة وجلالة وإخبات، ومنه استفدت
علوما جمة كالقراءات، والتفسير، وفنون العربية.
قلت: كان يقرئ بالتربة وله حلقة بالجامع.
95 - ابن الخازن *
الشيخ الجليل الصالح المسند أبو بكر محمد بن سعيد (2) بن أبي البقاء

(1) ذيل الروضتين: 177.
(2) ذيل تاريخ مدينة السلام لابن الدبيثي 1 / 283 - 284 الترجمة 192، صلة التكملة
لشرف الدين الحسيني الورقة 38 - 39، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة
38، المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي للذهبي 1 / 52 - 53 الترجمة 102، العبر
للذهبي: 5 / 179 وقد تصحف اسم أبيه فيه إلى (سعد)، النجوم الزاهرة 6 / 355، شذرات
الذهب: 5 / 226.
(2) في العبر: " سعد " وهو تصحيف.
124

الموفق ابن علي ابن الخازن النيسابوري ثم البغدادي الصوفي.
ولد في صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة.
وسمع أبا زرعة المقدسي، وأبا بكر أحمد بن المقرب، وشهدة
الكاتبة، وأبا العلاء بن عقيل، وجماعة، وهو من رواة " مسند الشافعي ".
حدث عنه مجد الدين ابن العديم، وعز الدين الفاروثي، وعلاء
الدين ابن بلبان، وتقي الدين ابن الواسطي، وابن الزين، ومحيي الدين
ابن النحاس، وابن عمه بهاء الدين أيوب، وجمال الدين الشريشي، وتاج
الدين الغرافي، ومن القدماء ابن الدبيثي وابن النجار، وآخر من حدث عنه
بيبرس العديمي.
وكان شيخا صينا، متدينا، مسمتا، من جلة الصوفية، وقد روى عنه
بالإجازة المطعم، وابن سعد، وابن الشيرازي، والبهاء ابن عساكر، وست
الفقهاء بنت الواسطي، وهدية بنت مؤمن، وآخرون.
توفي في السابع والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وست مئة
ببغداد.
96 - ابن أبي الدم *
العلامة شهاب الدين إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن علي بن
أبي الدم الهمداني الحموي الشافعي.

(1) كتب الدكتور محيي هلال السرحان دراسة موسعة عن ابن أبي الدم في الجزء الأول من
رسالته التي قدمها إلى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر لنيل شهادة الدكتوراه سنة 1982 بعنوان
(أدب القضاء) لابن أبي الدم ونالت مرتبة الشرف الأولى، وهي الآن تحت الطبع ضمن سلسلة
احياء التراث الاسلامي التي تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الجمهورية العراقية، وفي
مفتتحها قائمة بالمصادر القديمة والحديثة التي ترجمت له.
125

سمع أبا أحمد بن سكينة.
وحدث بمصر ودمشق وحماة " بجزء " الغطريف. حدثنا عنه الشهاب
الدشتي، وولي القضاء بحماة وترسل عن ملكها، وصنف " أدب القضاة "
و " مشكل الوسيط " وجمع " تاريخا "، وألف في الفرق الاسلامية، وغير
ذلك، وله نظم جيد وفضائل وشهرة.
توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وست مئة وله ستون سنة
سوى أشهر رحمه الله.
97 - الضياء المقدسي
محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن
منصور، الشيخ الامام الحافظ القدوة المحقق المجود الحجة بقية السلف
ضياء الدين أبو عبد الله السعدي المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي
الحنبلي صاحب التصانيف والرحلة الواسعة.
ولد سنة تسع وستين وخمس مئة بالدير المبارك بقاسيون.

* ذيل الروضتين لأبي شامة 177، صلة التكملة لشرف الدين الحسيني الورقة 33،
تذكرة الحفاظ 4 / 1405 - 1406 الترجمة 1129، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 39 - 41، دول الاسلام: 2 / 112 - 113، العبر للذهبي أيضا: 5 / 179،
الوافي بالوفيات: 4 / 65 - 66، الترجمة 1515، فوات الوفيات لابن شاكر: 3 / 426 -
427، الترجمة 477، البداية والنهاية: 13 / 169 - 170، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب:
2 / 236 - 240 الترجمة 345، النجوم الزاهرة: 6 / 354، شذرات الذهب: 5 / 224.
واعلم أن الذهبي لم يذكر هنا وفاته وقد قيدها في تاريخ الاسلام بأنها كانت يوم الاثنين الثامن
والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وست مئة وهو الموافق لما ذكره الحسيني في صلة
التكملة والصفدي في الوافي بالوفيات، وهو الصواب، وقد تصحفت (ثامن عشرين) إلى ثامن
عشر في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب، وقد وردت وفاته في العبر في السادس والعشرين من
جمادى الآخرة، فليلاحظ ذلك.
126

وأجاز له الحافظ السلفي، وشهدة الكاتبة، وعبد الحق اليوسفي،
وخلق كثير.
وسمع في سنة ست وسبعين وبعدها من أبي المعالي بن صابر،
والخضر بن طاووس، والفضل ابن البانياسي، وعمر بن حمويه، ويحيى
الثقفي، وأحمد بن علي بن حمزة ابن الموازيني، ومحمد بن حمزة بن أبي
الصقر، وابن صدقة الحراني، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل
الجنزوي، وبركات الخشوعي، وخلق كثير، بدمشق، وأبي القاسم
والبوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وعدة بمصر، وأبي جعفر
الصيدلاني، والقاسم بن أبي المطهر الصيدلاني، وعفيفة الفارفانية،
وخلف بن أحمد الفراء، وأسعد بن سعيد بن روح، وزاهر بن أحمد
الثقفي، والمؤيد بن الاخوة، وخلق بأصبهان، والمؤيد الطوسي، وزينب
الشعرية، وعدة بنيسابور، وأبي روح عبد المعز بن محمد، وطائفة،
بهراة، وأبي المظفر ابن السمعاني، وجماعة، بمرو، والافتخار الهاشمي،
بحلب، وعبد القادر الرهاوي وغيره بحران، وعلي بن هبل بالموصل،
وبهمذان، وغير ذلك.
وبقي في الرحلة المشرقية مدة سنين.
نعم، وسمع ببغداد من المبارك بن المعطوش، وأبي الفرج ابن
الجوزي، وابن أبي المجد الحربي، وأبي أحمد ابن سكينة، والحسين بن
أبي حنيفة، والحسن بن أشنانة الفرغاني وخلق كثير ببغداد، وتخرج
بالحافظ عبد الغني، وبرع في هذا الشأن، وكتب عن أقرانه، ومن هو
دونه، كخطيب مردا، والزين ابن عبد الدائم، وحصل الأصول الكثيرة،
وجرح وعدل، وصحح وعلل، وقيد وأهمل، مع الديانة والأمانة، والتقوى
127

والصيانة، والورع والتواضع والصدق والاخلاص وصحة النقل.
ومن تصانيفه المشهورة كتاب " فضائل الأعمال " مجلد، كتاب
" الاحكام " ولم يتم في ثلاث مجلدات، " الأحاديث المختارة " وعمل
نصفها في ست مجلدات، " الموافقات " في نحو من ستين جزءا، " مناقب
المحدثين " ثلاثة أجزاء، " فضائل الشام " جزآن، " صفة الجنة " ثلاثة
أجزاء، " صفة النار " جزآن، " سيرة المقادسة " مجلد كبير " فضائل
القرآن " جزء، " ذكر الحوض " جزء " النهي عن سب الأصحاب " جزء،
" سيرة شيخيه الحافظ عبد الغني والشيخ الموفق " أربعة أجزاء. " قتال
الترك " جزء، " فضل العلم " جزء.
ولم يزل ملازما للعلم والرواية والتأليف إلى أن مات، وتصانيفه نافعة
مهذبة. أنشأ مدرسة إلى جانب الجامع المظفري، وكان يبني فيها بيده،
ويتقنع باليسير، ويجتهد في فعل الخير، ونشر السنة، وفيه تعبد وانجماع
عن الناس، وكان كثير البر والمواساة، دائم التهجد، أمارا بالمعروف،
بهي المنظر، مليح الشيبة، محببا إلى الموافق والمخالف، مشتغلا بنفسه
رضي الله عنه.
قال عمر بن الحاجب فيما قرأت بخطه: سألت زكي الدين البرزالي
عن شيخنا الضياء، فقال: حافظ، ثقة، جبل، دين، خير.
وقرأت بخط إسماعيل المؤدب أنه سمع الشيخ عز الدين عبد الرحمن
ابن العز يقول: ما جاء بعد الدارقطني مثل شيخنا الضياء، أو كما قال.
وقال الحافظ شرف الدين يوسف بن بدر: رحم الله شيخنا ابن عبد
الواحد، كان عظيم الشأن في الحفظ ومعرفة الرجال، هو كان المشار إليه
128

في علم صحيح الحديث وسقيمه ما رأت عيني مثله.
وقال عمر بن الحاجب: شيخنا الضياء شيخ وقته ونسيج وحده علما
وحفظا وثقة ودينا من العلماء الربانيين، وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي.
قلت: روى عنه خلق كثير، منهم: ابن نقطة، وابن النجار، وسيف
الدين ابن المجد، وابن الأزهر الصريفيني، وزكي الدين البرزالي، ومجد
الدين ابن الحلوانية، وشرف الدين ابن النابلسي، وابنا أخويه الشيخ فخر
الدين علي ابن البخاري والشيخ شمس الدين محمد ابن الكمال عبد
الرحيم، والحافظ أبو العباس ابن الظاهري، وأبو عبد الله محمد بن
حازم، والعز ابن الفراء، وأبو جعفر ابن الموازيني، ونجم الدين موسى
الشقراوي، والقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة، وأخواه محمد وداود،
وإسماعيل بن إبراهيم بن الخباز، وعثمان بن إبراهيم الحمصي، وسالم بن
أبي الهيجاء القاضي، ومحمد ابن خطيب بيت الأبار، وأبو علي بن
الخلال، وعلي بن بقاء الملقن، وأبو حفص عمر بن جعوان، وعيسى بن
معالي السمسار، وعيسى بن أبي محمد العطار، وعبد الله بن أبي الطاهر
المقدسي، وزينب بنت عبد الله ابن الرضي، وعدة.
قال الحافظ محب الدين ابن النجار في تاريخه: كتب أبو عبد الله
بخطه، وحصل الأصول، وسمعنا منه وبقراءته كثيرا، ثم إنه سافر إلى
أصبهان فسمع بها من أبي جعفر الصيدلاني ومن جماعة من أصحاب فاطمة
الجوزدانية.
إلى أن قال: وأقام بهراة ومرو مدة، وكتب الكتب الكبار بخطه،
وحصل النسخ ببعضها بهمة عالية، وجد واجتهاد وتحقيق وإتقان، كتبت عنه
ببغداد ونيسابور ودمشق، وهو حافظ متقن ثبت صدوق نبيل حجة عالم
129

بالحديث وأحوال الرجال، له مجموعات وتخريجات، وهو ورع تقي زاهد
عابد محتاط في أكل الحلال، مجاهد في سبيل الله ولعمري ما رأت عيناي
مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته في طلب العلم.
ثم قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو جعفر
الصيدلاني، أخبرنا أبو علي الحداد - يعني حضورا - أخبرنا أبو نعيم
الحافظ، حدثنا ابن خلاد، حدثنا الحارث بن محمد، حدثنا يزيد بن
هارون، حدثنا حميد الطويل، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط عن فرسه
فجحش شقه أو فخذه وآلى من نسائه شهرا، فجلس في مشربة له درجها من
جذوع فأتاه أصحابه يعودونه فصلى بهم جالسا وهم قيام، فلما سلم قال:
" إنما جعل الامام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد
فاسجدوا، وإذا صلى قائما فصلوا قياما، وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا "
ونزل التسع وعشرين، قالوا: يا رسول الله إنك آليت شهرا قال: " إن الشهر
تسع وعشرون " (1).
أخبرني بهذا القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة قال: أخبرنا شيخنا
الحافظ ضياء الدين محمد، فذكره.

(1) قال شعيب: أخرجه البخاري (378) في الصلاة: باب الصلاة في السطوح والمنبر
والخشب من طريق محمد بن عبد الرحيم، عن يزيد بن هارون بهذا الاسناد، وأخرجه من طرق
عن حميد بن البخاري (1911) و (5201) و (5289) و (6684) والنسائي 6 / 66)،
والترمذي (690) وأخرجه من طرق عن ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك 1 / 135 والبخاري
(689) و (732) و (733) و (805) و (1114)، ومسلم (411) في الصلاة: باب ائتمام
المأموم بالامام، والشافعي في الرسالة (696).
130

98 - ابن النجار *
الامام العالم الحافظ البارع محدث العراق مؤرخ العصر محب الدين
أبو عبد الله محمد بن محمود بن حسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي، ابن
النجار.
مولده في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة.
أول سماعه في سنة ثمان وثمانين وهو قليل، وأول دخوله في الطلب
وهو حدث سنة ثلاث وتسعين، فسمع من أبي الفرج عبد المنعم بن
كليب، ويحيى بن بوش، وذاكر بن كامل، والمبارك ابن المعطوش،
وأبي الفرج ابن الجوزي، وأصحاب ابن الحصين، وقاضي المرستان،
ثم أصحاب ابن ناصر، وأبي الوقت، ثم ينزل إلى أصحاب ابن البطي،
وشهدة، وتلا بالعشرة وغيرها على أبي أحمد عبد الوهاب ابن سكينة،
وجماعة. وارتحل إلى أصبهان، فسمع بها من عين الشمس الثقفية،
والموجودين، وإلى هراة، فسمع من أبي روح عبد المعز بن محمد، وإلى

* معجم الأدباء لياقوت (دار المأمون) 19 / 49 - 51 الترجمة 13، عقود الجمان في
شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2327) ج 6 الورقة 217 ب صلة التكملة
للحسيني الورقة 35، الحوادث الجامعة المنسوب لابن الفوطي 205 الترجمة 707، تاريخ
الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 42 - 43، تذكرة الحفاظ 4 / 1428 -
1429، الترجمة 1140، العبر للذهبي: 5 / 180، دول الاسلام للذهبي: 2 / 113،
المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي للحافظ الذهبي: 1 / 137 الترجمة 268، الوافي
بالوفيات 5 / 9 - 11 الترجمة 1963، فوات الوفيات، 4 / 36 - 37 الترجمة 494، طبقات
الشافعية الكبرى للسبكي: 8 / 98 - 99، الترجمة 1093، طبقات الشافعية للأسنوي: 2 /
502 - 503 الترجمة 1199، البداية والنهاية 13 / 169، العسجد المسبوك 539 - 540،
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (نسخة باريس 2102) الورقة 69 النجوم الزاهرة 6 / 355
وفيها تصحف لقبه محب الدين إلى مجد الدين، معجم الشافعية لابن عبد الهادي الورقة 58،
طبقات الحفاظ للسيوطي: 499 الترجمة 1108، شذرات الذهب: 5 / 226.
131

نيسابور، فسمع من المؤيد الطوسي، وزينب بنت الشعري، وبمصر من
الحافظ علي بن المفضل، وخلق، وبدمشق من أبي اليمن الكندي، وابن
الحرستاني.
قال في أول تاريخه (1): كنت وأنا صبي عزمت على تذييل الذيل لابن
السمعاني، فجمعت في ذلك مسودة، ورحلت وأنا ابن ثمان وعشرين سنة،
فدخلت الحجاز والشام ومصر والثغر وبلاد الجزيرة والعراق والجبال
وخراسان، وقرأت الكتب المطولات، ورأيت الحفاظ، وكنت كثير التتبع
لاخبار فضلاء بغداد ومن دخلها.
قلت: ساد في هذا العلم.
حدث عنه أبو حامد ابن الصابوني، وأبو العباس الفاروثي، وأبو بكر
الشريشي، والغرافي، وابن بلبان الناصري، والفتح محمد القزاز،
وآخرون.
وبالإجازة جماعة.
واشتهر، وكتب عمن دب ودرج من عال ونازل، ومرفوع وأثر،
ونظم ونثر، وبرع وتقدم، وصار المشار إليه ببلده، ورحل ثانيا إلى أصبهان
في حدود العشرين، وحج وجاور، وعمل تاريخا حافلا لبغداد ذيل به
واستدرك على الخطيب، وهو في مئتي جزء ينبئ بحفظه ومعرفته، وكان مع
حفظه فيه دين وصيانة ونسك.

(1) هو " التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار فضلائها الاعلام ومن وردها من علماء
الأنام " الذي ذيل به على الخطيب، وضاع أكثره، ولم يصل إلينا غير مجلدتين فيهما قسم من
حرف العين وبعض الفاء، وهما العاشر والحادي عشر، من نسخة نقدر انها من خمسة عشر
مجلدا، والعاشر في الظاهرية، والحادي عشر في باريس، وبوشر بطبعه في الهند طبعة رديئة!
132

قال ابن الساعي: اشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف (1) شيخ وأربع
مئة امرأة. عرضوا عليه السكنى في رباط شيخ الشيوخ فأبى، وقال: معي
ثلاث مئة دينار فلا يحل لي أن أرتفق من وقف، فلما فتحت المستنصرية كان
قد افتقر فجعل مشغلا (2) بها في علم الحديث.
ألف كتاب " القمر المنير في المسند الكبير " فذكر كل صحابي وما له
من الحديث، وكتاب " كنز الامام في السنن والاحكام "، وكتاب " المؤتلف
والمختلف " ذيل به على الأمير ابن ماكولا، وكتاب " المتفق والمفترق "،
وكتاب " انتساب (3) المحدثين إلى الآباء والبلدان "، وكتاب عواليه، وكتاب
" جنة الناظرين في معرفة التابعين "، وكتاب " العقد الفائق " وكتاب
" الكمال في الرجال ". وقرأت عليه " ذيل التاريخ "، وله كتاب " الدرر
الثمينة في أخبار المدينة "، وكتاب " روضة الأولياء في مسجد إيلياء "،
وكتاب " نزهة القرى في ذكر أم القرى "، وكتاب " الأزهار في أنواع
الاشعار، وكتاب " عيون الفوائد " ستة أسفار، وكتاب " مناقب الشافعي "
وغير ذلك، وأوصى إلي، ووقف كتبه بالنظامية، فنفذ إلي الشرابي (4) مئة
دينار لتجهيز جنازته. ورثاه جماعة من الشعراء، وكان من محاسن الدنيا.
توفي في خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
قال ابن النجار في ترجمة ابن دحية: لما دخلت مصر طلبني

(1) في الأصل: ثلاثة ألف، ومما أثبتناه في " تاريخ الاسلام " نقلا عن ابن الساعي،
والنسخة بخطه.
(2) الاشغال: الرواية، والاشتغال: طلب العلم.
(3) في " تاريخ الاسلام " نقلا عن ابن الساعي: نسب.
(4) هو إقبال الشرابي القائد العسكري المشهور وصاحب المدارس الشرابية، ولأستاذنا
العلامة الدكتور معروف - رحمه الله - كتاب في حياته، وآخر في مدارسه، مطبوعان مشهوران.
133

السلطان يعني الكامل فحضرت عنده، وكان يسألني عن أشياء من
الحديث، وأيام الناس، وأمرني بملازمة القلعة، فكنت أحضر فيها كل
يوم.
أخبرنا علي بن أحمد العلوي، أخبرنا محمد بن محمود الحافظ،
أخبرنا عبد المعز بن محمد، أخبرنا يوسف بن أيوب، أخبرنا أحمد بن علي
الحافظ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا حبيب بن الحسن،
أخبرنا عبد الله بن أيوب، أخبرنا أبو نصر التمار، أخبرنا حماد، عن علي بن
الحكم، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كتم
علما علمه ألجمه الله تعالى بلجام من نار " (1).
وأخبرناه عاليا أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد.
وفي تاريخ ابن النجار أن والده مات في سنة وثمانين وخمس مئة
وله ثمان وأربعون سنة، وكان مقدم النجارين بدار الخلافة، وكان من
العوام.
99 - أبو الربيع بن سالم *
الامام العلامة الحافظ المجود الأديب البليغ شيخ الحديث والبلاغة

(1) قال شعيب: هو حديث صحيح، أخرجه من طريق أبي هريرة أحمد 2 / 263 و 305
و 344 و 353 و 495، وأبو داود (3658) والترمذي (2649)، والطبراني في " الصغير " 1 /
61 و 114 و 162، والخطيب 2 / 268، وحسنه الترمذي بلفظ " من سئل عن علم فكتمه ألجمه
بلجام من نار يوم القيامة "، وصححه ابن حبان (95) بلفظ " من كتم علما يلجم بلجام من نار
يوم القيامة " ورواه ابن ماجة (261) ولفظه " ما من رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أتي به يوم القيامة
ملجما بلجام من نار "، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند الخطيب 5 / 39، وصححه
ابن حبان (96)، والحاكم 1 / 102، ووافق الأخير الذهبي.
* التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة 2770، التكملة لكتاب الصلة
لابن الأبار (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 109 - 110، ومنها استفاد الذهبي معظم الترجمة،
الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي: 4 / 83 - 95 الترجمة 203، تاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3012) ج 19 الورقة 148، تذكرة الحفاظ للذهبي: 4 / 1417 -
1420 الترجمة 1135، العبر للذهبي: 5 / 137 - 138، الوافي بالوفيات للصفدي 15 /
432 - 436، الترجمة 585، فوات الوفيات: 2 / 80 الترجمة 182، نثر الجمان للفيومي
ج 2 الورقة 79 - 80، المرقبة العليا في من يستحق القضاء والفتيا: 119، الديباج المذهب 1 /
385 - 388، الترجمة 8، النجوم الزاهرة: 6 / 298، صفة جزيرة العرب للحميري: 32،
شذرات الذهب: 5 / 164، شجرة النور الزكية: 1 / 180 الترجمة 588، الرسالة
المستطرفة: 198.
134

بالأندلس أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري
الكلاعي البلنسي.
ولد سنة خمس وستين وخمس مئة.
وكان من كبار أئمة الحديث.
ذكره أبو عبد الله ابن الأبار في " تاريخه " (1) فقال: سمع ببلنسية من
أبي العطاء بن نذير، وأبي الحجاج بن أيوب، وارتحل فسمع أبا بكر بن
الجد، وأبا القاسم بن حبيش، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا محمد بن
بونه، وأبا الوليد بن رشد، وأبا محمد بن الفرس، وأبا عبد الله بن
عروس، وأبا محمد بن جهور، وأبا الحسن نجبة بن يحيى، وخلقا (2)
سواهم.
وأجاز له أبو العباس بن مضاء، وأبو محمد عبد الحق الأزدي مؤلف
" الاحكام "، وعني كل العناية بالتقييد والرواية.
قاتل (3): وكان إماما في صناعة الحديث، بصيرا به، حافظا حافلا،

(1) التكملة لكتاب الصلة (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 109.
(2) في الأصل " وخلق "، وهو سبق قلم.
(3) اي قال ابن الأبار، التكملة لكتاب الصلة ج 3 الورقة 109.
135

عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في
ذلك، وفي حفظ أسماء الرجال، خصوصا من تأخر زمانه وعاصره، وكتب
الكثير وكان خطه لا نظير له في الاتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب
والاشتهار بالبلاغة، فردا في إنشاء الرسائل، مجيدا في النظم، خطيبا،
فصيحا، مفوها، مدركا، حسن السرد والمساق لما يقوله، مع الشارة
الأنيقة، والزي الحسن، وهو كان المتكلم عن الملوك في المجالس،
والمبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل. ولي خطابة بلنسية في
أوقات، وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة، ألف كتاب " الاكتفا في
مغازي المصطفى والثلاثة الخلفا " وهو في أربع مجلدات، وله كتاب حافل
في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله، وكتاب " مصباح الظلم " يشبه كتاب
" الشهاب "، وكتاب " أخبار البخاري " وكتاب " الأربعين " وغير ذلك.
وإليه كانت الرحلة للاخذ عنه.
إلى أن قال (1): انتفعت به في الحديث كل الانتفاع، وأخذت عنه
كثيرا.
قلت: روى عنه ابن الأبار، والقاضي أبو العباس ابن الغماز (2)،
وطائفة من المشايخ لا أعرفهم. ورأيت له إجازة كتبها الكمال بن شاذي
الفاضلي وطولها، وذكر شيوخه وما روى عنهم، منهم: عبد الرحمن بن
مغاور، حدثه عن أبي علي بن سكرة، وأجاز له من الإسكندرية أبو الطاهر بن
عوف الزهري، والقاضي أبو عبد الله ابن الحضرمي.

(1) أي ابن الأبار الورقة 109.
(2) ابن الغماز هذا هو قاضي تونس، وقد روي عنه عدة دواوين.
136

قال: ومن تصانيفي كتاب " الاكتفا في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة
الخلفا " وكتاب " الصحابة " إذا كمل يكون ضعف كتاب ابن عبد البر،
وكتاب " المصباح " على نحو " الشهاب " و " سيرة البخاري " أربعة
أجزاء، و " حلية الأمالي في الموافقات العوالي " أربعة أجزاء،
و " الابدال " أربعة أجزاء، و " مشيخة " خرجها لشيخه ابن حبيش ثلاثة
أجزاء، و " المسلسلات " جزء، وعدة تواليف صغار، و " الخطب " له نحو
من ثمانين خطبة.
قال الحافظ ابن مسدي: لم ألق جلالة ونبلا، ورياسة وفضلا،
كان إماما مبرزا في فنون من منقول ومعقول ومنثور وموزون، جامعا
للفضائل، برع في علوم القرآن والتجويد. وأما الأدب فكان ابن بجدته،
وأبا نجدته، وهو ختام الحفاظ، ندب لديوان الانشاء فاستعفي. أخذ
القراءات عن أصحاب ابن هذيل، وارتحل، واختص بالحافظ أبي القاسم
ابن حبيش بمرسية، أكثرت عنه.
وقال الكلاعي في إجازته للقاضي الأشرف وآله: قرأت جميع
" صحيح البخاري " على ابن حبيش بسماعه من يونس من مغيث سنة
503، قال: سمعته في سنة 465 بقراءة الغساني على أبي عمر ابن
الحذاء، حدثنا به عبد الله بن محمد بن أسد الجهني البزاز الثقة سنة خمس
وتسعين وثلاث مئة، أخبرنا أبو علي بن السكن بمصر سنة ثلاث وأربعين
وثلاث مئة عن الفربري عنه. وقرأت " مصنف النسائي " على ابن حبيش
وسمعه من ابن مغيث، قال: قرأته على مولى الطلاع، قال: سمعته على
يونس بن عبد الله، قال: قرأته على ابن الأحمر عنه (1).

(1) يعني: " سنن النسائي الكبرى ". برواية ابن الأحمر، وقد عثر عليها، وهي تطبع الآن.
137

قال أبو عبد الله ابن الأبار (1): كان رحمه الله أبدا يحدثنا أن السبعين
منتهى عمره لرؤيا رآها، وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد في
كائنة أنيشة على ثلاث فراسخ من مرسية مقبلا غير مدبر في العشرين من ذي
الحجة سنة أربع وثلاثين وست مئة (2).
وقال الحافظ أبو محمد المنذري (3): توفي شهيدا بيد العدو. قال:
وكان مولده بظاهر مرسية في مستهل رمضان سنة خمس وستين، وسمع
ببلنسية ومرسية وشاطبة وإشبيلية وغرناطة ومالقة ودانية وسبتة، وجمع مجاميع
تدل على غزارة علمه وكثرة حفظه ومعرفته بهذا الشأن، كتب إلي بالإجازة
في سنة أربع عشرة وست مئة.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن جابر القيسي، أخبرنا أحمد بن محمد
الحاكم بتونس (4)، أخبرنا العلامة أبو الربيع بن سالم الكلاعي، أخبرنا عبد
الله بن محمد الحجري، أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن زغيبة (5)، أخبرنا أبو
العباس أحمد بن عمر العذري، أخبرنا أحمد بن الحسن الرازي، أخبرنا
محمد بن عيسى، أخبرنا إبراهيم بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج،
حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن

(1) الورقة 110.
(2) هكذا كان علماء الأمة، والمحدثون خاصة، أول المدافعين عن بلاد الاسلام وحفظ
بيضته من كل عدو مخذول، ومشوه للاسلام.
(3) التكملة لوفيات النقلة ج 3 ص 461 من طبعة مؤسسة الرسالة.
(4) هذا هو ابن الغماز، القاضي أبو العباس.
(5) قيده المؤلف في " المشتبه " (320)، قال: " وبزاي وغين: محمد بن عبد العزيز
الكلابي الزغيني الفقيه، مؤلف احكام القضاة، أخذ عنه الأشيري وضبطه ".
138

عائشة، قالت: " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لحرمه حين أحرم ولحله حين
أحل قبل أن يطوف بالبيت " (1).
أخبرناه عاليا أحمد بن هبة الله، وزينب بنت كندي، عن المؤيد بن
محمد، أخبرنا محمد بن [الفضل] (2) أخبرنا عبد الغافر الفارسي، أخبرنا
محمد بن عيسى بن عمرويه فذكره.
مات مع ابن سالم في العام: المحدث العالم الملك المحسن أحمد
ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وله سبع وخمسون سنة،
والشيخ إسحاق بن أحمد بن غانم العلثي زاهد بغداد، ومحدث مصر المفيد
وجيه الدين بركات بن ظافر بن عساكر، والفقيه موفق الدين حمد بن أحمد بن
محمد بن صديق الحراني، وأبو طاهر الخليل بن أحمد الجوسقي، والمعمر
سعيد بن محمد بن ياسين السفار، والامام الناصح عبد الرحمن بن نجم ابن
الحنبلي، ومفتي حران الناصح عبد القادر بن عبد القاهر بن عبد المنعم،
والمفتي شرف الدين عبد القادر بن محمد بن الحسن ابن البغدادي
المصري، وخطيب بلنسية أبو الحسن علي بن أحمد بن خيرة المقرئ،
والمسند أبو نزار عبد الواحد بن أبي نزار البغدادي الجمال، والمسند أبو
الحسن علي بن محمد بن كبة ببغداد، والحافظ المؤرخ أبو الحسن محمد

(1) قال شعيب: هو في صحيح مسلم (1189) (33) في الحج: باب الطيب للمحرم
عند الاحرام، وأخرجه مالك 1 / 328، والبخاري (1539) و (1754) و (5922) وأبو داود
(1754) والترمذي (917) والنسائي 5 / 136، والدارمي 2 / 33، وأحمد 6 / 39 و 98 و 181
و 186، والبغوي (1863)، والبيهقي 5 / 34 و 136، وابن ماجة (2926) والطيالسي
(1418) و (1431) وابن الجارود (414) والطحاوي في شرح معاني الآثار 2 / 130.
(2) فراغ في الأصل، عرفناه من " تذكرة الحفاظ " (4 / 1420).
139

ابن أحمد بن عمر القطيعي، والمسند المحدث أبو الحسن مرتضى بن حاتم
الحارثي المصري، والمسند أبو بكر هبة الله بن عمر بن حسن بن كمال
الحلاج، والمعمرة ياسمين بنت سالم بن علي ابن البيطار.
100 - ابن الصلاح *
الامام الحافظ العلامة شيخ الاسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان ابن
المفتي صلاح الدين عبد الرحمان بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري
الموصلي الشافعي، صاحب " علوم الحديث ".
مولده في سنة سبع وسبعين وخمس مئة.
وتفقه على والده بشهرزور، ثم اشتغل بالموصل مدة، وسمع من
عبيد الله ابن السمين، ونصر بن سلامة الهيتي، ومحمود بن علي
الموصلي، وأبي المظفر بن البرني، وعبد المحسن ابن الطوسي، وعدة،
بالموصل. ومن أبي أحمد ابن سكينة، وأبي حفص بن طبرزذ وطبقتهما
ببغداد، ومن أبي الفضل بن المعزم بهمذان، ومن أبي الفتح منصور بن

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 757 - 758، ذيل الروضتين لأبي شامة:
175، وفيات الأعيان: 2 / 243 - 245 الترجمة 411، صلة التكملة للحسيني الورقة: 27،
تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 31 - 32، تذكرة الحفاظ
للذهبي 4 / 1430 - 1433، الترجمة 1141، دول الاسلام: 2 / 112، العبر: 5 / 177 -
178، طبقات السبكي: 8 / 326 - 336 الترجمة 1229، طبقات الأسنوي: 2 / 133 - 134
الترجمة 730، البداية والنهاية 13 / 168 - 169، تاريخ علماء بغداد المسمى منتخب
المختار لابن رافع: 130 - 133، النجوم الزاهرة: 6 / 354، طبقات الحفاظ للسيوطي:
499 - 500 الترجمة 1109، الانس الجليل بتاريخ القدس والخليل للعليمي (ط: النجف) 2 /
104، طبقات المفسرين للداوودي: 1 / 377 - 378، الترجمة 327، شذرات الذهب: 5 /
221 ومصادر أخرى ذكرها الدكتور محيي هلال السرحان في مقدمة تحقيقه لكتاب " أدب المفتي
والمستفتي " لابن الصلاح.
140

عبد المنعم ابن الفراوي، والمؤيد بن محمد بن علي الطوسي، وزينب
بنت أبي القاسم الشعرية، والقاسم بن أبي سعد الصفار، ومحمد بن
الحسن الصرام، وأبي المعالي بن ناصر الأنصاري، وأبي النجيب إسماعيل
القارئ، وطائفة بنيسابور. ومن أبي المظفر ابن السمعاني بمرو، ومن أبي
محمد ابن الأستاذ وغيره بحلب، ومن الامامين فخر الدين ابن عساكر وموفق
الدين ابن قدامة وعدة بدمشق، ومن الحافظ عبد القادر الرهاوي بحران.
نعم، وبدمشق أيضا من القاضي أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن
الحرستاني، ثم درس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس مديدة، فلما أمر
المعظم بهدم سور المدينة نزح إلى دمشق فدرس بالرواحية مدة عندما أنشأها
الواقف، فلما أنشئت الدار الأشرفية صار شيخها، ثم ولي تدريس الشامية
الصغرى.
وأشغل، وأفتى، وجمع وألف، تخرج به الأصحاب، وكان من كبار
الأئمة.
حدث عنه الامام شمس الدين ابن نوح المقدسي، والامام كمال
الدين سلار، والامام كمال الدين إسحاق، والقاضي تقي الدين بن رزين،
وتفقهوا به. وروى عنه أيضا العلامة تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه الخطيب
شرف الدين، ومجد الدين ابن المهتار، وفخر الدين عمر الكرجي،
والقاضي شهاب الدين ابن الخويي، والمحدث عبد الله بن يحيى
الجزائري، والمفتي جمال الدين محمد بن أحمد الشريشي، والمفتي فخر
الدين عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي، وناصر الدين محمد بن عربشاه،
ومحمد بن أبي الذكر، والشيخ أحمد بن عبد الرحمن الشهرزوري الناسخ،
وكمال الدين أحمد بن أبي الفتح الشيباني، والشهاب محمد بن مشرف،
141

والصدر محمد بن حسن الأرموي، والشرف محمد ابن خطيب بيت الأبار،
وناصر الدين محمد ابن المجد بن المهتار، والقاضي أحمد بن علي
الجيلي، والشهاب أحمد ابن العفيف الحنفي، وآخرون.
قال القاضي شمس الدين ابن خلكان (1): بلغني أنه كرر على جميع
" المهذب " قبل أن يطر شاربه، ثم أنه صار معيدا عند العلامة عماد الدين بن
يونس. وكان تقي الدين أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه، وله
مشاركة في عدة فنون، وكانت فتاويه مسددة، وهو أحد شيوخي الذين
انتفعت بهم، أقمت عنده للاشتغال، ولازمته سنة، وهي سنة اثنتين
وثلاثين، وله إشكالات على " الوسيط ".
وذكره المحدث عمر بن الحاجب في " معجمه " فقال: إمام ورع،
وافر العقل، حسن السمت، متبحر في الأصول والفروع، بالغ في الطلب
حتى صار يضرب به المثل، وأجهد نفسه في الطاعة والعبادة.
قلت: كان ذا جلالة عجيبة، ووقار وهيبة، وفصاحة، وعلم نافع،
وكان متين الديانة، سلفي الجملة، صحيح النحلة، كافا عن الخوض في
مزلات الاقدام، مؤمنا بالله، وبما جاء عن الله من أسمائه ونعوته، حسن
البزة، وافر الحرمة، معظما عند السلطان، وقد سمع الكثير بمرو من محمد
ابن إسماعيل الموسوي، وأبي جعفر محمد بن محمد السنجي، ومحمد
ابن عمر المسعودي، وكان قدومه دمشق في حدود سنة ثلاث عشرة بعد أن
فرغ من خراسان والعراق والجزيرة. وكان مع تبحره في الفقه مجودا لما
ينقله، قوي المادة من اللغة والعربية، متفننا في الحديث

(1) وفيات الأعيان: 3 / 243 - 244.
142

متصونا، مكبا على العلم، عديم النظير في زمانه، وله مسألة ليست من
قواعده شذ فيها وهي صلاة الرغائب قواها ونصرها مع أن حديثها باطل بلا
تردد، ولكن له إصابات وفضائل.
ومن فتاويه أنه سئل عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة فأجاب: الفلسفة
أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة،
ومن تفلسف، عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن
تلبس بها، قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان، وأظلم قلبه
عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال: واستعمال الاصطلاحات المنطقية في
مباحث الأحكام الشرعية من المنكرات المستبشعة، والرقاعات
المستحدثة، وليس بالأحكام الشرعية - ولله الحمد - افتقار إلى المنطق
أصلا، هو قعاقع قد أغنى الله عنها كل صحيح الذهن، فالواجب على
السلطان أعزه الله أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم من
المدارس ويبعدهم.
توفي الشيخ تقي الدين رحمه الله في سنة الخوارزمية في سحر يوم
الأربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وست
مئة، وحمل على الرؤوس، وازدحم الخلق على سريره، وكان على جنازته
هيبة وخشوع، فصلي عليه بجامع دمشق، وشيعوه إلى داخل باب الفرج
فصلوا عليه بداخله ثاني مرة، ورجع الناس لمكان حصار دمشق بالخوارزمية
وبعسكر الملك الصالح نجم الدين أيوب لعمه الملك الصالح عماد الدين
إسماعيل، فخرج بنعشه نحو العشرة مشمرين، ودفنوه بمقابر الصوفية (1)!

(1) قام شعيب: وقد درست، وقام مكانها عمائر ومستشفى ومسجد.
143

وقبره ظاهر يزار في طرف المقبرة من غربيها على الطريق، وعاش ستا وستين
سنة.
وقد سمع منه " علوم الحديث " له الشيخ تاج الدين وأخوه، والفخر
الكرجي، والزين الفارقي، والمجد ابن المهتار، والمجد ابن الظهير،
وظهير الدين محمود الزنجاني، وابن عربشاه، والفخر البعلي،
والشريشي، والجزائري، ومحمد ابن الخرقي، ومحمد بن أبي الذكر،
وابن الخويي، والشيخ أحمد الشهرزوري، والصدر الأرموي، والصدر
خطيب بعلبك، والعماد محمد ابن الصائغ، والكمال ابن العطار، وأبو
اليمن ابن عساكر، وعثمان بن عمر المعدل، وكلهم أجازوا لي سوى
الأول (1).
101 - يعيش *
ابن علي بن يعيش بن أبي السرايا محمد بن علي بن المفضل بن عبد
الكريم بن محمد بن يحيى بن حيان ابن القاضي بشر بن حيان، العلامة
موفق الدين أبو البقاء الأسدي الموصلي ثم الحلبي النحوي، ويعرف قديما
بابن الصائغ.

(1) وهم مذكورون في " معجم شيوخه " الذي حققه الدكتور بشار عواد معروف وجماعته،
وطبع في مؤسسة الرسالة.
* إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي 4 / 39 - 44 الترجمة 823، عقود الجمان في
شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة مكتبة أسعد أفندي 2330) ج 10 الورقة 108 /
أ، وفيات الأعيان: 7 / 46 - 53، الترجمة 833، صلة التكملة للحسيني الورقة 31، تاريخ
أبي الفدا: 2 / 174، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (3013 أيا صوفيا) ج 20 الورقة 46،
العبر للذهبي: 5 / 181، تلخيص اخبار النحويين واللغويين لابن مكتوم (النسخة التيمورية)
ص 274، النجوم الزاهرة: 6 / 355، بغية الوعاة للسيوطي: 2 / 351 - 352، الترجمة
2165، شذرات الذهب: 5 / 228.
144

مولده بحلب في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة.
وسمع من القاضي أبي سعد بن أبي عصرون، وأبي الحسن أحمد بن
محمد ابن الطرسوسي، ويحيى الثقفي. وسمع بالموصل من خطيبها أبي
الفضل الطوسي " مشيخته " وغير ذلك. وأخذ النحو عن أبي السخاء
الحلبي، وأبي العباس المغربي، وجالس الكندي بدمشق، وبرع في
النحو، وصنف التصانيف، وبعد صيته، وتخرج ابن أئمة.
روى عنه الصاحب ابن العديم، وابنه مجد الدين، وابن هامل،
وأبو العباس ابن الظاهري، وعبد الملك بن العنيقة، وأبو بكر أحمد بن
محمد الدشتي، وإسحاق النحاس وأخوه بهاء الدين، وسنقر القضائي،
وآخرون. وكان طويل الروح، حسن التفهم، طويل الباع في النقل،
ثقة علامة كيسا، طيب المزاح، حلو النادرة، مع وقار ورزانة.
صنف شرحا " للتصريف " لابن جني وشرحا " للمفصل " وغير ذلك.
عاش تسعين سنة. وتوفي في الخامس والعشرين من جمادى الأولى
سنة ثلاث وأربعين وست مئة بحلب.
وفيها - توفي وتعرف بسنة الخوارزمية - القاضي الأشرف أحمد ابن
القاضي الفاضل عن سبعين سنة، والمحدث صفي الدين أحمد بن عبد
الخالق بن أبي هاشم القرشي عن ثمانين سنة، والعلامة كمال الدين أحمد
ابن كشاسب الدزماري (1) الشافعي، والعلامة تقي الدين أحمد ابن العز

(1) منسوب إلى دزمار، قلعة حصينة، من نواحي اذربيجان، قيده المؤلف بخطه بسكون
الزاي، ولكن ياقوت قيده بتشديد الزاي، وقد ترجمه المؤلف في تاريخ الاسلام، الورقة: 25
(أيا صوفيا 3013) بخطه.
145

محمد ابن الحافظ الحنبلي، ومحدث وقته أبو العباس أحمد بن محمود ابن
الجوهري الدمشقي، وإسحاق بن أبي القاسم بن صصري التغلبي، ومقدم
الجيوش معين الدين حسن ابن الشيخ ابن حمويه، وخطيب عقربا السديد
سالم بن عبد الرزاق، وشعبان بن إبراهيم الداراني، والأمير سيف الدين
علي بن قليج، ودفن بالقليجية، وأبو بكر عبد الله بن عمر ابن النخال،
وخطيب الصالحية الشرف عبد الله بن أبي عمر، ومفيد بغداد أبو منصور بن
الوليد كهلا، وحافظ بغداد محب الدين أبو عبد الله بن النجار، والمفتي أبو
سليمان عبد الرحمن ابن الحافظ ومحدث الجزيرة السراج عبد الرحمن
ابن شحانة (1)، ومحدث الإسكندرية أسعد الدين عبد الرحمن بن مقرب
الكندي، والعلامة الوجيه عبد الرحمن بن محمد القوصي الحنفي المفتي عن
ثمان وثمانين سنة، والأديب العلامة أمين الدين عبد المحسن بن حمود
التنوخي، والعدل عتيق بن أبي الفضل السلماني، وله تسعون سنة،
والامام تقي الدين أبو عمرو ابن الصلاح، والمعمر أبو الحسن ابن المقير،
وقاضي كفر بطنا علي بن محاسن بن عوانة النميري، والعلامة علم الدين
السخاوي، وعيسى بن حمد الداراني، والفلك عبد الرحمن بن هبة الله
المسيري الوزير، والنسابة عز الدين محمد بن أحمد بن عساكر، والمحدث
تاج الدين محمد بن أبي جعفر القرطبي، ومحمد بن أحمد بن زهير بداريا،
ومحمد بن تميم البندنيجي، والمعمر أبو بكر محمد بن سعيد ابن الخازن،
والظهير أبو إبراهيم محمد بن عبد الرحمن ابن الجباب، ومفيد مصر أبو بكر
ابن الحافظ زكي الدين المنذري وله ثلاثون سنة، وحافظ دمشق ضياء الدين

(1) عبد الرحمان بن عمر بن بركات بن شحانة المحدث العالم سراج الدين أبو محمد
الحراني.
146

محمد بن عبد الواحد المقدسي، والفخر محمد بن عمر ابن المالكي
الدمشقي، والفخر محمد بن عمرو بن عبد الله بن سعد المقدسي، وشيخ
الحنابلة الزاهد القدوة الضياء محاسن بن عبد الملك التنوخي الحموي،
ومحمد بن حميد الداراني من أصحاب ابن عساكر، والامام معين الدين
محمود بن محمد الأرموي الشافعي، وله خمس وثمانون سنة، والمفيد أبو
العز مفضل بن علي القرشي، والمقرئ النحوي المنتجب بن أبي العز
الهمذاني، والمعمر أبو غالب منصور بن أحمد بن السكن المراتبي ابن
المعوج لقي محمد بن إسحاق ابن الصابي، والصلاح موسى بن محمد بن
خلف بن راجح، والنجم نبأ بن أبي المكارم بن هجام (1) الحنفي المصري،
وابن خطيب عقربا يحيى بن عبد الرزاق، والشهاب يعقوب بن محمد ابن
المجاور الوزير، ويوسف بن يونس المقرئ البغدادي سبط ابن مداح،
وخلق سواهم.
102 - العامري *
المحدث الامام صائن الدين محمد بن حسان بن رافع العامري
الدمشقي المعدل خطيب المصلى.
سمع من الخشوعي فمن بعده، وكتب الكثير.

(1) غير واضحة في الأصل، وضبطناه من خط المؤلف في " تاريخ الاسلام "، الورقة:
45 (أيا صوفيا 3013).
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 179 ولقبه فيه بالضياء، صلة التكملة لوفيات النقلة لشرف
الدين الحسيني الورقة: 400، وكناه فيها بأبي عبد الله، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 52، العبر للذهبي: 5 / 184، البداية والنهاية: 13 / 172، النجوم
الزاهرة: 6 / 357، شذرات الذهب: 5 / 230.
147

روى عنه محمد ابن خطيب بيت الأبار، وخطيب دمشق شرف الدين
الفراوي، وجماعة.
مات في صفر (1) سنة أربع وأربعين وست مئة.
وفيها مات القدوة الشيخ أبو السعود الباذبيني بمصر، والكبير الزاهد
الشيخ أبو الحجاج الأقصري يوسف بن عبد الرحيم بن غزي القرشي
بالصعيد، والشيخ أبو الليث بحماة، والنجم علي بن عبد الكافي بن علي
الصقلي ثم الدمشقي، والركن عبد الرحمن بن سلطان التميمي الحنفي،
والشيخ حسن بن عدي شيخ الأكراد، والملك المنصور إبراهيم بن شيركوه
صاحب حمص، والعز أحمد بن معقل شيخ الرافضة، وكبير الخوارزمية
بركة خان.
103 - الكاشغري *
الشيخ المعمر مسند العراق أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف بن
أزرتق التركي الكاشغري ثم البغدادي الزركشي.
ولد سنة أربع وخمسين (2).

(1) ذكر الحسيني في صلة التكملة أنه توفي في ليلة التاسع من صفر.
* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 54 - 55 وذكر فيه انه قد فات
الشريف وفاته (يقصد الحسيني صاحب صلة التكملة لوفيات النقلة) وهو كما قال، العبر
للذهبي: 5 / 185، الوافي بالوفيات للصفدي: 6 / 55 الترجمة 2494، مرآة الجنان
لليافعي: 4 / 112، الجواهر المضية للقرشي 1 / 42 الترجمة 30، المنهل الصافي لابن تغري
بردي: 1 / 99 - 100 الترجمة: 52، الطبقات السنية في تراجم الحنفية: 1 / 241 - 242
الترجمة 53، شذرات الذهب: 5 / 230 - 231.
(2) في الجواهر المضية نقلا عن الدمياطي ان ولادته كانت ببغداد في الثاني عشر من
جمادي الأولى.
148

وسمع من أبي الفتح بن البطي، وأحمد بن محمد الكاغدي، وعلي
ابن تاج القراء، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، ويحيى بن ثابت، وأبي
بكر بن النقور، ونفيسة البزازة، وهبة الله بن يحيى البوقي، وجماعة.
وطال عمره، وبعد صيته، وقد حدث بدمشق وحلب في سنة إحدى
وعشرين وست مئة، ورجع إلى بغداد وبقي إلى هذا الوقت، وتكاثر عليه
الطلبة.
حدث عنه ابن نقطة، والبرزالي، والضياء، وابن النجار، والمحب
عبد الله، وموسى بن أبي الفتح، وعبد الرحيم ابن الزجاج، ومحيي الدين
يحيى ابن القلانسي، والمدرس كمال الدين إبراهيم ابن أمين الدولة، وتقي
الدين ابن الواسطي وأخوه، وعز الدين ابن الفراء، والتقي بن مؤمن،
ومجد الدين ابن العديم، وفتاه بيبرس، ومحيي الدين ابن النحاس، وابن
عمه أيوب، ومجد الدين ابن الظهير، وأحمد بن محمد ابن العماد، وعبد
الكريم بن المعذل، وعلي بن عبد الدائم، وعلي بن عثمان الطيبي، وعدد
كثير.
وبالإجازة عدة.
قال ابن نقطة: سماعه صحيح.
وقال ابن الحاجب: كان شيخا سهلا سمحا، ضحوك السن، له
أصول يحدث منها، وكان سليم الباطن، مشتغلا بصنعته، إلا أنه كان
بتشيع، ولم يظهر منه إلا الجميل.
وقال ابن الساعي: رتب مسمعا بمشيخة المستنصرية في ذي القعدة
سنة إحدى وأربعين وست مئة - يعني بعد ابن القبيطي.
149

قلت: وقد عمر، وساء خلقه، وبقي يحدث بالاجرة، ويتعاسر،
وحكاية المحب معه اشتهرت، فإنه رحل وبادر إليه بجزء البانياسي وهو على
حانوت، فقال: مالي فراغ الساعة، فألح عليه فتركه وقام فتبعه، وابتداء في
الجزء، فقرأ ورقة، ووصل الشيخ إلى بيته فضربه بالعصا ضربتين وقعت
الواحدة في الجزء، ودخل وأغلق الباب.
قرأت هذا بخط المحب فالذنب مركب منهما!
قال ابن النجار: هو صحيح السماع إلا أنه عسر جدا يذهب إلى
الاعتزال، قال: ويقال: إنه يرى رأي الفلاسفة، ويتهاون بالأمور الدينية، مع
حمق ظاهر فيه، وقلة علم.
قلت: ثم في سنة ثلاث وأربعين اندك وتعلل، ووقع في الهرم، ولزم
بيته، وهو من آخر من روى حديث مالك الامام بعلو، كان بينه وبينه خمسة
أنفس (1).
مات في حادي عشر جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وست مئة.
وفيها مات أبو مدين شعيب بن يحيى الزعفراني بمكة، والشيخ عبد
الرحمان بن أبي حرمي المكي الناسخ، وإمام النحو أبو علي عمر بن محمد
الأزدي الشلوبين، والمنشئ جلال الدين مكرم بن أبي الحسن الأنصاري،
والصاحب هبة الله بن الحسن ابن الدوامي، والأمير شرف الدين يعقوب بن
محمد الهذباني، وصاحب ميافارقين المظفر غازي ابن العادل، وشيخ
الفقراء علي الحريري.

(1) ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام أنهم: ابن البطي وغيره عن البانياسي عن أبي الصلت عن
الهاشمي عن أبي مصعب عن مالك.
150

104 - يوسف بن خليل *
ابن قراجا عبد الله الامام المحدث الصادق، الرحال النقال، شيخ
المحدثين، راوية الاسلام، أبو الحجاج شمس الدين الدمشقي الادمي
الإسكاف، نزيل حلب وشيخها.
ولد في سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
وتشاغل بالسبب (1) حتى كبر وقارب الثلاثين، ثم بعد ذلك حبب إليه
الحديث، وعني بالرواية، وسمع الكثير، وارتحل إلى النواحي، وكتب
بخطه المتقن الحلو شيئا كثيرا، وجلب الأصول الكبار، وكان ذا علم
حسن ومعرفة جيدة ومشاركة قوية في الاسناد والمتن والعالي والنازل
والانتخاب.
وسمع بدمشق بعد الثمانين من يحيى الثقفي، ومحمد بن علي بن
صدقة، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وأحمد بن حمزة بن علي ابن
الموازيني، وإسماعيل الجنزوي، وأبي طاهر الخشوعي وأقرانهم.
وصحب الحافظ عبد الغني، وتخرج به مدة، فنشطه للارتحال فمضى
إلى بغداد سنة ست وثمانين، وسمع من أبي منصور عبد الله بن عبد السلام،

(1) صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني الورقة 62، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 91 - 92، تذكرة الحفاظ للذهبي: 4 / 1410 - 1412، الترجمة
1132، العبر للذهبي: 5 / 201، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لأحمد بن أيبك الدمياطي
الورقة 82 / أ، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2 / 244 - 245 الترجمة 353، النجوم الزاهرة:
7 / 22، طبقات الحفاظ للسيوطي: 495 - 496 الترجمة 1100، شذرات الذهب: 5 /
243 - 244، التاج المكلل للقنوجي 240 - 241.
(1) يعني بطلب الرزق.
151

وذاكر بن كامل، ويحيى بن بوش، وعبد المنعم بن كليب، وأبي طاهر
المبارك بن المعطوش، ورجب بن مذكور، وعدد كثير ببغداد. ومن هبة الله
ابن علي البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة بمصر. ومن خليل
ابن بدر الراراني، ومسعود بن أبي منصور الخياط، ومحمد بن إسماعيل
الطرسوسي، وأبي الفضائل عبد الرحيم الكاغدي، وأبي المكارم اللبان،
ومحمد بن أبي زيد الكراني، وناصر بن محمد الويرج، وعلي بن سعيد بن
فاذشاه، وغانم بن محمد الصفار، ومحمد بن أحمد بن محمد المهاد
المقرئ، وأبي المحاسن محمد بن الحسن الأصبهبد، ومسعود بن محمود
العجلي، وأبي نعيم أحمد بن أبي الفضل الكراني بأصبهان، وطاهر بن
مكارم الموصلي المؤدب، وأحمد بن عبد الله ابن الطوسي بالموصل.
ومشيخته نحو الخمس مئة، سمعتها من أصحابه.
حدث عنه جماعة من القدماء. وكتب عنه الحافظ إسماعيل ابن
الأنماطي، وزكي الدين البرزالي، وشهاب الدين القوصي، ومجد الدين
ابن الحلوانية، وكمال الدين ابن العديم وابنه مجد الدين.
وروى لنا عنه الحافظ أبو محمد الدمياطي، والحافظ أبو العباس ابن
الظاهري، وشرف الدين محمود التادفي، ومحمد بن جوهر التلعفري،
ومحمد بن سليمان ابن المغربي، وأبو الحسن علي بن أحمد الغرافي،
وطاهر بن عبد الله ابن العجمي، وعبد الملك ابن العنيقة، وسنقر بن عبد الله
الأستاذي (1)، والصاحب فتح الدين عبد الله بن محمد الخالدي، وأمين
الدين عبد الله بن شقير، وتاج الدين صالح الفرضي، والقاضي عبد العزيز

(1) وهو القضائي.
152

ابن أبي جرادة، وأخوه عبد المحسن، وإسحاق، وأيوب، ومحمد بنو ابن
النحاس، وعبد الرحمن وإسماعيل، وإبراهيم أولاد ابن العجمي ونسيبهم
أحمد بن محمد، ومحمد بن أحمد النصيبي وعمته نخوة (1)، وأحمد بن
محمد المعلم، والعفيف إسحاق الآمدي، وأبو حامد المؤذن وغيرهم،
وكان خاتمتهم إبراهيم ابن العجمي بحلب، وإجازته موجودة لزينب بنت
الكمال بدمشق.
وكان حسن الأخلاق، مرضي السيرة، خرج لنفسه " الثمانيات "
وأجزاء عوالي " كعوالي هشام بن عروة "، و " عوالي الأعمش "، و " عوالي
أبي حنيفة "، و " عوالي أبي عاصم النبيل "، و " ما اجتمع فيه أربعة من
الصحابة "، وغير ذلك.
سمعت من حديثه شيئا كثيرا وما سمعت العشر منه، وهو يدخل في
شرط الصحيح لفضيلته وجودة معرفته وقوة فهمه وإتقان كتبه وصدقه وخيره،
أحبه الحلبيون وأكرموه، وأكثروا عنه، ووقف كتبه، لكنها تفرقت ونهبت في
كائنة حلب سنة ثمان وخمسين، وقتل فيها أخوه المسند إبراهيم بن خليل،
وكان قد سمعه من جماعة، وتفرد بأجزاء " كمعجم الطبراني " عن يحيى
الثقفي وغير ذلك. وأخوهما الثالث يونس بن خليل الادمي مات مع أخيه
الحافظ، وقد حدث عن البوصيري وجماعة، حدثنا عنه ابن الخلال وغيره.
وكان أبو الحجاج - رحمه الله - ينطوي على سنة وخير. بلغني أنه أنكر

(1) هي نخوة بنت زين الدين محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الواحد
بن النصير الحلبي أم محمد بنت النصيبي. وقد سمعت منه التاسع والعاشر من " المستخرج عن
صحيح البخاري " لأبي نعيم وتفردت برواية ذلك. قال الذهبي المؤلف: ما أظن روى عن ابن
خليل امرأة سواها. ولدت سنة 634 وتوفيت سنة 719.
153

على ابن رواحة أخذه على الرواية فاعتذر بالحاجة، وكذا بلغني أنه كان يذم
الحريري (1) وطريقة أصحابه، ولم يزل يسمع، ويطول روحه على الطلبة
والرحالين ويكتب لهم الطباق، وإلى أن مات.
روى كتبا كبارا ك‍ " الحلية " و " المعجم الكبير "، و " الطبقات "
لابن سعد، و " سنن الدارقطني "، وكتاب " الآثار " للطحاوي، و " مسند
الطيالسي "، و " السنن " لأبي قرة، و " الدعاء " للطبراني، وجملة من
تصانيف ابن أبي عاصم، وكثيرا من تصانيف أبي الشيخ والطبراني وأبي
نعيم، وانقطع بموته سماع أشياء كثيرة لخراب أصبهان.
توفي إلى رحمة الله في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وست
مئة وله ثلاث وتسعون سنة.
ومات أخوه يونس قبله في المحرم، وكان قد أخذه وسمعه من
البوصيري وابن ياسين ولزم الصنعة، روى عنه أبو الفضل الأربلي وابن
الخلال، والعماد ابن البالسي وجماعة.
وفيها مات مسند الإسكندرية أبو محمد عبد الوهاب ابن رواج وله أربع
وتسعون سنة، والعدل فخر القضاة أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز
ابن الجباب السعدي بمصر، ومسند بغداد أبو محمد إبراهيم بن محمود ابن
الخير الازجي، وله خمس وثمانون سنة، والمسند مظفر بن عبد الملك ابن
الفوي بالثغر، وعلي بن سالم بن أبي بكر البعقوبي والمفتي محمد بن أبي
السعادات الدباس الحنبلي، حدثا (2) عن ابن شاتيل.

(1) صاحب الطريقة الصوفية المشهورة.
(2) يعني: اليعقوبي والدباس.
154

أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أخبرنا خليل، أخبرنا أبو الفتح ناصر
ابن محمد القطان وغيره أن جعفر بن عبد الواحد الثقفي أخبرهم: أخبرنا أبو
بكر محمد بن عبد الله سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة، أخبرنا سليمان
الطبراني، حدثنا عبد الله بن محمد بن برة بصنعاء، حدثنا عبد الرزاق،
أخبرنا سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر،
عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاث مئة
وستون صنما، فجعل يطعنها بعود ويقول: * (جاء الحق وزهق الباطل إن
الباطل كان زهوقا) * فتساقط لوجوهها (1) ".
قرأت على محمود بن محمد المقرئ: أخبرنا ابن خليل، أخبرنا
مسعود بن أبي منصور، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو
بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا يحيى بن هاشم،
حدثنا هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء قالت: " ذبحنا
فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلنا من لحمه " متفق عليه (2) من حديث هشام
ابن عروة.
105 - المستنصر بالله *
أمير المؤمنين أبو جعفر منصور ابن الظاهر بأمر الله محمد ابن الناصر

(1) قال شعيب: إسناده صحيح، وهو في معجم الطبراني الصغير 1 / 77، 78 من طريق
إبراهيم بن محمد بن برة بهذا الاسناد، وأخرجه البخاري (4287) ومسلم (1781) والترمذي
(3137) وأحمد 1 / 377، ونسبه المزي في تحفة الاشراف 7 / 66 إلى النسائي في الكبرى.
(2) قال شعيب: هو في البخاري (5510) و (5511) و (5512) و (5519) ومسلم
(1942) وأخرجه النسائي 7 / 231، وأحمد 6 / 345 و 346 و 353، وابن الجارود (886)
وابن ماجة (3190) والطحاوي في شرح معاني الآثار 4 / 211 والدار قطني 4 / 290، والبيهقي
9 / 327.
* سيرته مشهورة جدا وأخباره مثبوتة في معظم الكتب التي تناولت هذه المدة منها: مرآة
الزمان لسبط ابن الجوزي 8 / 739 - 740، التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 3 الترجمة
3095، ذيل الروضتين: 172، مختصر ابن العبري: 253، الحوادث الجامعة: 155 -
158، المختصر في اخبار البشر لأبي الفدا: 3 / 179، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا
صوفيا 3012) ج 19 الورقة 228، دول الاسلام للذهبي: 2 / 110 العبر للذهبي: 5 / 166،
نثر الجمان للفيومي ج 2 الورقة 133، البداية والنهاية: 13 / 159 - 160، العسجد
المسبوك: 506 - 508، السلوك للمقريزي ج 1 قسم 1 / 211 - 312، عقد الجمان للعيني
ج 18 الورقة 248 - 251، النجوم الزاهرة: 6 / 345 - 346، شذرات الذهب 5 / 209،
عيون الاخبار للصديقي الورقة 161 وما قبلها، ويراجع الملحق الأول من تاريخ علماء المستنصرية
2 / 145 - 164، وكتاب المدارس الشرابية لأستاذنا الدكتور ناجي معروف ففيهما تفصيل يغني.
155

لدين الله أحمد ابن المستضئ بأمر الله حسن ابن المستنجد بالله يوسف ابن
المقتفي العباسي البغدادي واقف المستنصرية التي لا نظير لها.
مولده سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
وأمه تركية، وكان أبيض أشقر، سمينا، ربعة، مليح الصورة، عاقلا
حازما سائسا، ذا رأي ودهاء ونهوض بأعباء الملك، وكان جده الناصر يحبه
ويسميه القاضي لحبه للحق وعقله.
بويع عند موت والده يوم الجمعة ثالث عشر رجب سنة ثلاث وعشرين
وست مئة البيعة الخاصة من إخوته وبني عمه وأسرته، وبايعه من الغد الكبراء
والعلماء والامراء.
قال ابن النجار: فنشر العدل، وبث المعروف، وقرب العلماء،
والصلحاء، وبنى المساجد والمدارس والربط، ودور الضيافة
والمارستانات، وأجرى العطيات، وقمع المتمردة، وحمل الناس على أقوم
سنن، وعمر طرق الحاج، وعمر بالحرمين دورا للمرضى، وبعث إليها
الأدوية
156

تخشى الاله فما تنام عناية * بالمسلمين وكلهم بك نائم
إلى أن قال: ثم قام بأمر الجهاد أحسن قيام، وجمع العساكر، وقمع
الطغام، وبذل الأموال، وحفظ الثغور، وافتتح الحصون، وأطاعه
الملوك.
قال: وبيعت كتب العلم في أيامه بأغلى الأثمان لرغبته فيها،
ولوقفها. وخطه الشيب فخضب بالحناء ثم تركه.
قلت: كانت دولته جيدة التمكن، وفيه عدل في الجملة، ووقع في
النفوس. استجد عسكرا كثيرا لما علم بظهور التتار، بحيث إنه يقال: بلغ
عدة عسكره مئة ألف، وفيه بعد، فلعل ذلك نمى في طاعته من ملوك مصر
والشام والجزيرة، وكان يخطب له بالأندلس والبلاد البعيدة.
قال الساعي: حضرت بيعته فلما رفع الستر شاهدته وقد كمل الله
صورته ومعناه، كان أبيض بحمرة، أزج الحاجبين، أدعج العين، سهل
الخدين، أقنى، رحب الصدر، عليه ثوب أبيض وبقيار (1) أبيض، وطرحة
فصب بيضاء، فجلس إلى الظهر.
قال: فبلغني أن عدة الخلع بلغت ثلاثة آلاف وخمس مئة وسبعين
خلعة.
قلت: بلغ مغل وقف المستنصرية مرة نيفا وسبعين ألف دينار في
العام، واتفق له أنه لم يكن في أيامه معه سلطان يحكم عليه، بل ملوك
الأطراف خاضعون له، وفكرهم متقسم بأمر التتار واستيلائهم على
خراسان.

(1) ضرب من العمائم (معجم دوزي: 1 / 407).
157

توفي (1) في بكرة الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة أربعين وست مئة.
وكانت دولته عشرة سنة، وعاش اثنتين وخمسين سنة.
وفي سنة أربع وعشرين: التقى خوارزم شاه التتار ببلاد أصبهان
فهزمهم ومزقهم، ثم تناخوا وكروا عليه، فانفل جمعه، وبقي في أربعة عشر
فارسا وأحيط به، فخرقهم على حمية، فكانت وقعة منكئة للفريقين،
فتحصن بأصبهان (2).
وقتلت الإسماعيلية أمير كنجة، فتألم جلال الدين، وقصد بلاد
الإسماعيلية، فقتل وسبى، ثم تحزبوا له، وسار جيش الأشرف مع الحاجب
علي فافتتح مرند وخوي، وردوا إلى خلاط، وأخذوا زوجة خوارزم شاه،
وهي بنت السلطان طغرل بن رسلان السلجوقي، وكان تزوج بها بعد أزبك
ابن البهلوان صاحب تبريز، فأهملها فكاتبت الحاجب، وسلمت إليه البلاد.
ومرض المعظم فتصدق بألف غرارة وثمانين ألف درهم، وحلف
الامراء لولده الناصر داود، ومات في ذي القعدة.
وفيها مات القان جنكزجان المغلي، طاغية التتار، في رمضان،
وكانت أيامه المشؤومة خمسا وعشرين سنة. وقيل: كان أول أمره حدادا
يدعى تمرجين وتسلطن بعده ابنه أوكتاي.
وعاش المعظم تسعا وأربعين سنة، وكان يعرف مذهب أبي حنيفة

(1) ذكر الحافظ المنذري أن وفاته كانت في العشرين من جمادى الأولى وورد في دول
الاسلام انه مات في جمادى الآخرة وسينقل الحافظ الذهبي بعد قليل عن ابن البزوري انه توفي يوم
الجمعة بكرة عاشر جمادى الآخرة فليلاحظ ذلك.
(2) انظر تفاصيل ذلك في تاريخ الاسلام، الورقة: 238 - 239 (أيا صوفيا 3012).
158

والقرآن والنحو، وشرح " الجامع " في عدة مجلدات بإعانة غيره.
وفي سنة خمس وعشرين (1): جاء المنشور من الكامل لابن أخيه
الناصر بسلطنة دمشق، ثم بعد أشتهر قدم الكامل ليأخذ دمشق، وأتاه صاحب
حمص والعزيز أخوه فاستنجد الناصر بعمه الأشرف، فسار ونزل بالدهشة،
فرجع الكامل، وقال: لا أقاتل أخي، فقال الأشرف: المصلحة أن أدرك
السلطان وألاطفه، فأجتمع به بالقدس، واتفقا على الناصر وأن تكون دمشق
للأشرف، وتبقى الكرك للناصر، فلما سمع الناصر، حصن البلد.
وفيها عزل الصدر البكري عن حسبة دمشق، ومشيخة الشيوخ.
وفيها جرى الكويز (2) الساعي من واسط إلى بغداد في يوم وليلة ورزق
قبولا وحصل له ستة آلاف دينار ونيف وعشرون فرسا.
وشرعوا في أساس المستنصرية، ودام البناء خمس سنين، وكان مشد
العمارة أستاذ دار الخليفة.
وكانت فرقة من التتار قد أبدعهم جنكزخان، وغضب عليهم فأتوا
خراسان، فوجدوها بلاقع، فقصدوا الري فالتقاهم خوارزم شاه مرتين
وينهزم، فنازلوا أصبهان، ثم أقبل خوارزم شاه، وخرق التتار، ودخل إلى
أصبهان وأهلها من أشجع الرجال، ثم خرج بهم فهزم التتار وطحنهم، وساق
خلفهم إلى الري قتلا وأسرا، ثم أنته رسل من القان بأن هؤلاء أبعدناهم،
فاطمأن لذلك وعاد إلى تبريز.
واستولى الفرنج على صيدا، وقويت نفوسهم، وجاءهم ملك الألمان

(1) تاريخ الاسلام، الورقة: 239 - 243.
(2) الضبط من خط المؤلف في " تاريخ الاسلام " واسمه معتوق الموصلي، والذهبي ينقل
هنا عن تاج الدين ابن الساعي.
159

الأنبرور وقد استولى على قبرس، فكاتبه الكامل ليعينه على الناصر، وخافته
ملوك السواحل والمسلمون، فكاتب ملوك الفرنج الكامل بأنهم يمسكون
الأنبرور، فبعث [و] أوقفه على عزمهم فعرفها للكامل (1)، وأجابه إلى هواه،
وترددت المراسلات، وخضع الأنبرور، وقال (2): أنا عتيقك وإن أنا رجعت
خائبا انكسرت حرمتي، وهذه القدس أصلا ديننا وهي خرابة، ولا دخل لها،
فتصدق علي بقصبة البلد وأنا أحمل محصولها إلى خزانتك، فلان (3)
لذلك.
وفي سنة 626: سلم الكامل القدس إلى الفرنج فوا غوثاه بالله (4)،
وأتبع ذلك بحصار دمشق، وأذية الرعية، وجرت بينهم وقعات، منها وقعة
قتل فيها خلق من الفريقين، وأحرقت الحواضر، وزحفوا على دمشق مرارا،
واشتد الغلاء، ودام البلاء أشهرا، ثم قنع الناصر بالكرك ونابلس والغور،
وسلم الكامل دمشق للأشرف وعوض عنها بحران والرقة ورأس عين، ثم
حاصروا الأمجد ببعلبك، ورموها بالمجانيق، وأخذت، فتحول الأمجد إلى
داره بدمشق.
ونازل خوارزم شاه خلاط بأوباشه وبدع وأخذ حينة (5) وقتل أهلها ثم
أخذ خلاط.
.

(1) العبارة ملبسة بسبب الاختصار المخل وسرعة الصياغة، والأصل في " تاريخ
الاسلام ": فكاتبوا الكامل: إذا حصل مصاف نمسك الأنبرور، فسير إلى الأمبرور كتبهم،
وأوقفه عليها، فعرف الأنبرور ذلك للكامل، وأجابه إلى كل ما يريد.. ".
(2) يعني: للكامل.
(3) الكامل.
(4) قال في " تاريخ الاسلام ": وكانت هذه من الوصمات التي دخلت على
المسلمين ".
(5) بلد في ديار بكر، ويقال لها: حاني أيضا. وقيدها ياقوت بكسر الحاء المهملة وكسر
النون، والضبط أعلاه من خط المؤلف
160

وفي سنة 627 (1): هزم الأشرف وصاحب الروم جلال الدين خوارزم
شاه، وتمزق جمعه، واسترد الأشرف خلاط.
وقدم رسول محمد بن هود الأندلسي بأنه تملك أكثر المغرب وخطب
بها للمستنصر، فكتب له تقليد بسلطنة تلك الديار، ونفذت إليه الخلع
واللواء.
وبعث خوارزم شاه يطلب من الخليفة لباس الفتوة فأجيب.
وقد أخذت العرب من مخيم خوارزم شاه يوم كسرته (2) باطية (3) من
ذهب وزنها ربع قنطار، والعجب أن هذه الملحمة (4) ما قتل فيها من عسكر
الشام سوى واحد جرح، لكن قتل من الروميين ألوف، وأما الخوارزمية
فاستحر بهم القتل وزالت هيبتهم من القلوب، وولت سعادتهم، والوقعة في
رمضان.
وفي سنة 628 (5): فيها خرج على ابن عبد المؤمن ابن عم له وظفر
بالملك، وقتله، وقتل من البربر خلائق.
وفي رجب بلغنا (6) كسرة التتار لخوارزم شاه وتفرق جمعه وذاق

(1) تاريخ الاسلام، الورقة: 244 - 245.
(2) كان ينبغي أن توضع هذه الفقرة بعد قوله: " واسترد الأشرف خلاط ".
(3) الباطية: إناء من الخزف أو الفخار أو البلور لتقديم النبيذ. أو الذي يوضع فيه ماء
العطر (معجم دوزي 1 / 484).
(4) يعني: الحرب بين الأشرف وصاحب الروم من جهة وجلال الدين خوارزم شاه من جهة
أخرى.
(5) تاريخ الاسلام، الورقة: 245 - 248.
(6) أصل الخبر في " تاريخ الاسلام ": " وفي رجب وصل قزويني إلى الشام
فأخبر.. ".
161

الذل، وذاك أن خوارزم شاه لما انهزم في العام الماضي، بعثت الإسماعلية
تعرف التتار ضعفه، فسارعت طائفة تقصده بتوريز فلم يقدم على الملتقى،
وأخذوا مراغة وعاثوا، وتقهقر هو إلى آمد فكبسته التتار، وتفرق جمعه في كل
جهة، وطمع فيهم الفلاحون والكرد، وأخذت التتار إسعرد بالأمان، ثم
غدروا كعوائدهم، ثم طنزة (1) وبلاد نصيبين.
وفيها سجن الأشرف بعزتا (2) عليا الحريري وأفتى جماعة بقتله (3).
وأسست دار الحديث الأشرفية بدمشق.
وفيها ظفر بالتاج الكحال، وقد قتل جماعة ختلا في بيته، ففاح
الدرب، فسمروه.
وفي سنة 629 (4): انهزم جلال الدين خوارزم شاه ابن علاء الدين في
جبال، فقتله كردي بأخ له (5). وقصدت عساكر الخليفة مع صاحب إربل
التتار، فهربوا.
وأمسك الوزير مؤيد الدين القمي وابنه، وكانت دولته ثلاثا وعشرين
سنة باسم نيابة الوزارة، لكن لم يكن معه وزير فولي مكانه شمس الدين ابن
الناقد، وجعل مكان ابن الناقد في الأستاذ دارية ابن العلقمي.
وفي سنة ثلاثين (6): حاصر الكامل آمد، فأخذها من الملك المسعود

(1) بلد بجريرة ابن عمر، من ديار بكر (معجم ياقوت).
(2) الضبط من خط المؤلف في " تاريخ الاسلام "، وهي قلعة معروفة.
(3) ولكن السلطان أحجم عن القتل.
(4) تاريخ الاسلام، الورقة: 248.
(5) وقيل إن ذلك كان سنة 628.
(6) تاريخ الاسلام، الورقة: 248 - 249.
162

الأتابكي وكان فاسقا يأخذ بنات الناس قهرا.
وفيها عاث الروميون بحران وماردين، وفعلوا شرا من التتار وبدعوا.
ومات مظفر الدين صاحب إربل، فوليها باتكين نائب البصرة.
وفي سنة إحدى وثلاثين (1): سار الكامل ليفتح الروم، فالتقى صواب
مقدم طلائعه وعسكر الروم، فأسر صواب، وتمزق جنده، ورجع الكامل.
وأديرت (2) المستنصرية ببغداد، ولا نظير لها في الحسن والسعة،
وكثرة الأوقاف، بها مئتان وثمانية وأربعون فقيها، وأربعة مدرسين، وشيخ
للحديث، وشيخ للطب، وشيخ للنحو، وشيخ للفرائض، وإذا أقبل
وقفها، غل أزيد من سبعين ألف مثقال، ولعل قيمة ما وقف عليها يساوي
ألف ألف دينار (3).
وفي سنة اثنتين وثلاثين (4): عمل (5) جامع العقيبة، وكان حانة.
وقدمت (6) هدية ملك اليمن عمر بن رسول التركماني، فالملك في
نسله إلى اليوم.

(1) تاريخ الاسلام، الورقة: 250 - 251.
(2) يعني: افتتحت.
(3) تفاصيل ذلك في الكتاب القيم الذي ألفه الدكتور ناجي معروف - رحمه الله - في تاريخ
علمائها وطبع ثلاث مرات في بغداد والقاهرة، في مجلدين.
(4) تاريخ الاسلام، الورقة: 250.
(5) الذي بناه هو الملك الأشرف. قال شعيب: ولا يزال إلى يومنا هذا عامرا بالمصلين
ويسمى جامع التوبة، وهو يقع شمالي الجامع بدمشق، وتسمى المحلة التي هو فيها
بالعقيبة، وبالعامة تحذف (القاف) وتقول العيبة.
(6) إلى بغداد.
163

وفيها تركت المعاملة ببغداد بقراضة الذهب، وضربت لهم دراهم كل
عشرة منها بدينار إمامي.
وعاثت التتار بأرض إربل والموصل، وقتلوا، وأخذوا أصبهان بالسيف
فإنا لله وإنا إليه راجعون. فاهتم الخليفة، وبذل الأموال.
وعزل ابن مقبل عن قضاء العراق وتدريس المستنصرية ودرس أبو
المناقب الزنجاني، وقضى عبد الرحمن ابن اللمغاني.
وفيها سار الكامل والأشرف واستعادوا حران والرها من صاحب الروم.
ووصلت التتار إلى سنجار قتلا وأسرا وسبيا.
ثم في آخر العام حشد صاحب الروم، وحاصر حران، وتعثر أهلها.
واستباحت الفرنج قرطبة بالسيف، وهي أم الأندلس، ما زالت دار
إسلام منذ افتتحها المسلمون في دولة الوليد.
وفي سنة 634: (1) مات صاحب حلب الملك العزيز ابن الظاهر ابن
صلاح الدين، وصاحب الروم علاء الدين كيقباد، وأخذت التتار إربل
بالسيف.
وفي سنة 635 (2): مات بدمشق السلطان الملك الأشرف، وتملكها
بعده أخوه الكامل، فمات بعده بها، وذلك بعد أن اقتتل بها الكامل وأخوه
الصالح عماد الدين على الملك، وتعبت الرعية. وبعده تملكها الجواد، ثم
ضعفت همته وأعطاها للملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الكامل، وتسلطن

(1) تاريخ الاسلام، الورقة: 252.
(2) تاريخ الاسلام، الورقة: 252 - 254.
164

بمصر العادل أبو بكر ابن الكامل، وجرت أمور طويلة آخرها أن الصالح تملك
الديار المصرية، واعتقل أخاه، وغلب على دمشق عمه الصالح، فتحاربا
على الملك مدة طويلة، ثم استقرت مصر والشام لنجم الدين أيوب.
وفي سنة ست وثلاثين: (1) أخذت الفرنج بلنسية وغيرها من جزيرة
الأندلس.
وفي سنة سبع: (2) هجم الصالح عماد الدين دمشق، وتملكها،
وأخذ القلعة بالأمان، ونكث، فحبس المغيث عمر ابن الصالح، وتفلل
الامراء عن الصالح نجم الدين، وجاؤوا وحلفوا لعمه، وبقي هو في مماليكه
بالغور، ثم أخذه ابن عمه الناصر صاحب الكرك، واعتقله مكرما، ثم أخذه
ومضى به إلى مصر، فتملك، فكان يقول: خلفني الناصر على أشياء يعجز
عنها كل أحد، وهي أن آخذ له دمشق وحمص وحماة وحلب أو الجزيرة
والموصل وديار بكر ونصف ديار مصر، وأن أعطيه نصف ما في الخزائن
بمصر، فحلقت له من تحت قهره.
وولي خطابة دمشق بعد الدولعي الشيخ عز الدين ابن عبد السلام فأزال
العلمين المذهبين، وأقام عوضها سودا بكتابة بيضاء، ولم يؤذن قدامه سوى
واحد، وأمر الصالح إسماعيل الخطباء أن يخطبوا لصاحب الروم معه.
وفي العيد خلع المستنصر على أرباب دولته، قال ابن الساعي،
حزرت الخلع بثلاثة عشر ألفا (3).

(1) تاريخ الاسلام، الورقة: 256.
(2) تاريخ الاسلام، الورقة: 256 - 259.
(3) النص ملبس بهذه الصورة حيث يفهم منه أن قيمة الخلع: ثلاثة عشر ألفا، والصحيح
أن المخلوع عليهم حزروا بهذا العدد، كما يظهر في النص الذي اقتبسه في " تاريخ الاسلام "
قال: " وقال ابن الساعي: " وفيها رفل الخلائق ببغداد في الخلع في العيد بحيث حزر المخلوع
عليهم بأكثر من ثلاثة عشر ألفا " (الورقة: 258 أيا صوفيا 3012).
165

وفي سنة 638: فيها سلم الصالح إسماعيل قلعة الشقيف إلى الفرنج لينجدوه
على المصريين، فأنكر عليه ابن الحاجب وابن عبد السلام، فسجنهما
مدة.
قال سبط الجوزي: (1) قدم رسول التتار إلى شهاب الدين غازي ابن
العادل، وإلى الملوك عنوان الكتاب: " من نائب رب السماء ماسح وجه
الأرض ملك الشرق والغرب يأمر ملوك الاسلام بالدخول في طاعة القان
الأعظم "، وقال الرسول لغازي: قد جعلك سلحداره (2)، وأمرك أن تخرب
أسوار بلادك.
وفيها كسر الناصر داود الفرنج بغزة.
وأخذ الركب الشامي بقرب تيماء.
والتقى صاحب حمص ومعه عسكر حلب الخوارزمية، فكسرهم
بأرض حران، وأخذ حران، وأخذ صاحب الروم آمد بعد حصار طويل،
وكانت التتار في البلاد قتلا وسبيا، وقلت الخوارزمية، فكانوا بالجزيرة
يعيثون.
وفي سنة 639: (3) دخلت التتار مع بايجونوين بلاد الروم، وعاثوا
ونهبوا القرى، فهرب منهم صاحبها.

(1) مرآة الزمان 8 / 733 (بتصرف).
(2) وتكتب أيضا: سلاح دار، وهو مسؤول السلاح.
(3) تاريخ الاسلام، الورقة: 259 - 260.
166

وفي سنة أربعين: (1) التقى صاحب ميارفارقين غازي والحلبيون،
فظهر الحلبيون، واستحر القتل بالخوارزمية، ونهبت نصيبين وغيرها،
واستولى غازي على مدينة خلاط.
وفي المحرم أخذت التتار أرزن الروم، واستباحوها، وعن رجل
قال: نهبت نصيبين في هذه السنة سبع عشرة مرة من المواصلة والماردانيين
والفارقيين ولولا بساتينها، لجلا أهلها.
وكان للمستنصر منظرة يجلس فيها يسمع دروس المستنصرية،
واستخدم جيشا عظيما، حتى قيل: إنهم أزيد من مئة ألف. وكان ذا
شجاعة وإقدام، وكان أخوه الخفاجي من الابطال يقول: إن وليت، لأعبرن
بالجيش جيحون، وأسترد البلاد، وأستأصل التتار، فلما مات المستنصر
زواه عن الخلافة الدويدار والشرابي خوفا من بأسه.
أنبأني ابن البزوري أن المستنصر توفي يوم الجمعة بكرة عاشر جمادى
الآخرة.
وقال المنذري: (2) جمادى الأولى، فوهم.
عاش إحدى وخمسين سنة وأشهرا، وخطب يوم موته له، كتموا
ذلك فأتى إقبال الشرابي والخدم إلى ولده المستعصم، فسلموا عليه بإمرة
المؤمنين وأقعدوه في سدة الخلافة، وأعلم الوزير وأستاذ الدار في الليل،
فبايعاه.

(1) انظر " البداية والنهاية " 13 / 161، و " تتمة المختصر " 2 / 251.
(2) التكملة لوفيات النقلة ج 3 ص 607 من طبعة مؤسسة الرسالة.
167

وللناصر داود يرثي المستنصر:
أيا رنة الناعي عبثت بمسمعي * وأججت نار الحزن ما بين أضلعي
وأخرست مني مقولا ذا براعة * يصوغ أفانين القريض الموشع
نعيت إلي البأس والجود والحجى * فأوقفت آمالي وأجريت أدمعي
وقال صفي الدين ابن جميل:
عز العزاء وأعوز الالمام * واسترجعت ما أعطت الأيام
فدع العيون تسح يوم فراقهم * عوض الدموع دما فليس تلام
بانوا فلا قلبي يقر قراره * أسفا ولا جفني القريح ينام
فعلى الذين فقدتهم وعدمتهم * مني تحية موجع وسلام
وكانت دولته سبع عشرة سنة رحمه الله وسامحه.
106 - المستنصر *
الخليفة الإمام أبو القاسم أحمد ابن الظاهر بأمر الله أبي نصر محمد ابن
الناصر لدين الله أحمد ابن المستضئ الهاشمي العباسي البغدادي، أخو
الخليفة المستنصر بالله منصور واقف المستنصرية.
بويع بالخلافة أحمد بعد خلو الوقت من خليفة عباسي ثلاث سنين
ونصف [سنة]، وكان هذا معتقلا ببغداد مع غيره من أولاد الخلفاء، فلما

* أخبار مشهورة في الكتب التي أرخت لهذا العصر فانظر ذيل الروضتين: 213، ذيل
مرآة الزمان 2 / 441 - 452 تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 189 -
190، دول الاسلام للذهبي 2 / 125، العبر للذهبي: 5 / 258 - 259، البداية والنهاية:
13 / 231 - 233، النجوم الزاهرة: 7 / 109 - 117، 206، تاريخ الخلفاء للسيوطي:
477 - 478.
168

استولى هولاكو على بغداد، نجا هذا، وانضم إلى عرب العراق، فلما سمع
بسلطنة الملك الظاهر (1) وفد عليه في رجب سنة تسع وخمسين في عشرة من آل
مهارش، فركب السلطان للقائه والقضاة والدولة، وشق قصبة القاهرة، ثم
أثبت نسبه على القضاة، وبويع فركب يوم الجمعة من القلعة في السواد حتى
أتى جامع القلعة، فصعد المنبر وخطب ولوح بشرف آل العباس، ودعا
للسلطان وللرعية، وصلى بالناس.
قال القاضي جمال الدين محمد بن سومر المالكي: حدثني شيخنا ابن
عبد السلام قال: لما أخذنا في بيعة المستنصر قلت للملك الظاهر: بايعه،
فقال: ما أحسن، لكن بايعه أنت أولا وأنا بعدك، فلما عقدنا البيعة،
حضرنا من الغد عند السلطان، فأثنى على الخليفة، وقال: من جملة بركته
أنني دخلت أمس الدار، فقصدت مسجدا فيها للصلاة، فأرى مصطبة
نافرة، فقلت للغلمان أخربوا هذه، فلما هدموها، انفتح تحتها سرب فنزلوا
فإذا فيه صناديق كثيرة مملوءة ذهبا وفضة من ذخائر الملك الكامل رحمه الله.
قلت: وهذا هو الخليفة الثامن والثلاثون من بني العباس، بويع بقلعة
الجبل في ثالث عشر رجب سنة تسع (2). وكان أسمر آدم، شجاعا، مهيبا،
ضخما، عالي الهمة. ورتب له السلطان أتابكا وأستاذ دار، وشرابيا
وخزندارا وحاجبا وكاتبا، وعين له خزانة وعدة مماليك، ومئة فرس وعشر
قطارات جمال وعشر قطارات بغال إلى أمثال ذلك.
قال أبو شامة (3): قرئ بالعادلية كتاب السلطان إلى قاضي القضاة

(1) بيبرس البند قداري.
(2) يعني: وخمسين وست مئة.
(3) ذيل الروضتين: 213.
169

نجم الدين ابن سني الدولة بأنه قدم عليهم أبو القاسم أحمد ابن الظاهر وهو
أخو المستنصر، وجمع له الناس، وأثبت في المجلس نسبه عند قاضي
القضاة، وبدأ بالبيعة السلطان، ثم الكبار على مراتبهم، ونقش اسمه على
السكة، ولقب بلقب أخيه.
قال قطب الدين البعلي (1): وفي شعبان رسم الخليفة بعمل خلعة
للسلطان وبكتابة تقليد، ونصبت خيمة بظاهر مصر، وركب المستنصر
والظاهر إليها في رابع شعبان، وحضر القضاة والامراء والوزير، فألبس
الخليفة السلطان الخلعة بيده، وطوقه وقيده، ونصب منبر صعد عليه فخر
الدين ابن لقمان كاتب السر، فقرأ التقليد الذي أنشأه، ثم ركب السلطان
بالخلعة ودخل من باب النصر، وزينت القاهرة، وحمل الصاحب التقليد
على رأسه راكبا والامراء مشاة.
قلت: ثم عزم المستنصر على التوجه إلى بغداد بإشارة السلطان
وإعانته، فذكر ابن عبد الظاهر في " سيرة الملك الظاهر " أن السلطان قال
له: أنفقت على الخليفة والملوك المواصلة ألف ألف وست مئة ألف دينار.
قال قطب البعلي (2): ثم سار هو والسلطان من مصر في تاسع
عشر رمضان، ودخلا دمشق في سابع ذي القعدة، ثم سار الخليفة ومعه
صاحب الموصل وصاحب سنجار بعد أيام.
قال أبو شامة (3): نزل الخليفة بالتربة الناصرية، ودخل يوم الجمعة

(1) ذيل مرآة الزمان: 1 / 443.
(2) ذيل مرآة الزمان: 1 / 453.
(3) ذيل الروضتين: 213.
170

إلى جامع دمشق، إلى المقصورة، ثم جاء بعده السلطان فصليا وخرجا،
ومشيا إلى نحو مركوب الخليفة بباب البريد، ثم رجع السلطان إلى باب
الزيادة (1).
قال القطب (2): فسافر الخليفة، وصاحب الموصل إلى الرحبة، ثم
افترقا، ثم وصل الخليفة بمن معه إلى مشهد علي، ولما أتوا عانة وجدوا بها
الحاكم في سبع مئة نفس، فأتى إلى المستنصر وبايع، ونزل في مخيمه معه
وتسلم الخليفة عانة، وأقطعها جماعة، ثم وصل إلى الحديثة، ففتحها
أهلها له، فلما اتصل الخبر بمقدم المغول بالعراق، وبشحنة بغداد ساروا في
خمسة آلاف، وعسكروا بالأنبار، ونهبوا أهلها وقتلوا وسار الخليفة إلى هيت
فحاصرها، ثم دخلها في آخر ذي الحجة، ونهب ذمتها، ثم نزل الدور،
وبعث طلائعه فأتوا الأنبار في ثالث المحرم سنة ستين، فعبرت التتار في الليل
في المراكب وفي المخائض، والتقى من الغد الجمعان، فانكسر أولا
الشحنة، ووقع معظم أصحابه في الفرات، ثم خرج كمين لهم، فهربت
الاعراب والتركمان، فأحاط الكمين بعسكر الخليفة، فحمل الخليفة بهم،
فأفرج لهم التتار، ونجا جماعة منهم الحاكم في نحو الخمسين، وقتل عدة،
والظاهر أن الخليفة قتل، ويقال: بل سلم، وأضمرته البلاد، ولم يصح،
وقيل: بل قتل يومئذ ثلاثة من التتار وقتل رحمه الله في أوائل المحرم كهلا،
وبعد سنتين بويع الحاكم بأمر الله أحمد.

(1) في المطبوع من ذيل الروضتين (الزيارة) بالراء وما أثبتناه عن الأصل وعن تاريخ
الاسلام وعن ذيل مرآة الزمان 1 / 453، ومعجم البلدان (صادر) 2 / 469.
(2) ذيل مرآة الزمان: 1 / 454 - 457 باختصار وتصرف.
171

107 - المخزومي *
الإمام العدل المحدث ظهير الدين ويلقب بالقاضي المكرم أبو المعالي
عبد الرحمان بن علي بن عثمان بن يوسف المخزومي المغيري المصري
الشافعي الشاهد.
ولد في صفر (1) سنة تسع وستين.
وأجاز له من بغداد فخر النساء شهدة، وعبد الحق اليوسفي، ومن
الموصل خطيبها أبو الفضل الطوسي، ومن دمشق الحافظ أبو القاسم، ومن
الثغر أبو الطاهر السلفي، وطائفة سواهم، كعيسى الدوشابي وابن شاتيل،
ومسلم بن ثابت، وأبي شاكر السقلاطوني. وسمع من عبد الله بن بري،
ومحمد بن علي الرحبي، والبوصيري، والقاسم بن عساكر، والأثير بن
بنان، وعدة.
وروى الكثير، وهو من بيت رياسة وجلالة.
روى عنه المنذري والدمياطي وركن الدين بيبرس القيمري وابن
العمادية، والتاج إسماعيل بن قريش، وطائفة.
وبالإجازة المعمرة وجيهية بنت أبي الحسن المؤدب.
وكان دينا كثير التلاوة متنزها عن الخدم.

* وهو أحد شيوخ ابن الصابوني ذكره في تكملة اكمال الاكمال وروى عنه ص 65، 87،
178، وانظر صلة التكملة للحسيني الورقة 54، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (3013 أيا
صوفيا) ج 20 الورقة 68.
(1) ذكر الشريف الحسيني أن ولادته كانت في الحادي والعشرين من صفر سنة تسع وستين
وخمسمائة.
172

وهو أخو القاضي حمزة بن علي الأشرف.
مات في رمضان سنة ست وأربعين وست مئة ودفن بتربة آبائه بالقرافة.
108 - صاحب اليمن *
السلطان الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول بن هارون
ابن أبي الفتح.
قيل: إنه من ولد جبلة بن الأيهم الغساني.
تملك بزبيد، وجرت له حروب وسير، وتمكن، وكان شجاعا سائسا
جوادا مهيبا، له نحو من ألف مملوك. وقد كان الكامل جهز من مصر
عسكرا فقصدهم المنصور ففروا منه، وقيل: بل كتب إلى أمراء العسكر
أجوبة فظهر بها مقدمهم جغريل، فخاف وقفز أميران: فيروز وابن برطاس
إلى المنصور.
حدثني تاج الدين عبدا لباقي أن مماليك المنصور قتلوه في سنة ثمان
وأربعين وست مئة (1) وسلطنوا ابن أخيه فخر الدين أبا بكر بن حسن، ولقبوه

* مرآة الزمان: 8 / 771، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة
90 (، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي: 20 / 292 العسجد المسبوك للملك الأشرف الغساني:
578، العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية للخزرجي 1 / 44 - 88، الذهب المسبوك في
ذكر من حج من الخلفاء والملوك للمقريزي 79 - 80، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين للفاسي
ج 6 ص 339 - 349 الترجمة 3082، بهجة الزمن في تاريخ اليمن لعبد الباقي اليماني: 85 -
88.
(1) سلك سبط ابن الجوزي وفاته في حوادث سنة 646، وجعلها المقريزي سنة 647
ونص الفاسي في العقد الثمين على أن وفاته كانت في التاسع من ذي القعدة سنة 647 وما ذكره
الذهبي هنا وفي تاريخ الاسلام متابع فيه لمن سبقه، أما ما ذكره ابن شاكر من أنه كان حيا سنة 661
فإنما هو يقصد ابنه وقد سها الناسخ في ذلك، واغفله المحققان.
173

بالمعظم، فلم يستمر ذلك، وتملك المظفر ابن المقتول.
109 - المستعصم بالله *
الخليفة الشهيد أبو أحمد عبد الله ابن المستنصر بالله منصور ابن الظاهر
محمد ابن الناصر أحمد ابن المستضئ الهاشمي العباسي البغدادي.
ولد سنة تسع وست مئة.
واستخلف سنة أربعين يوم موت أبيه في عاشر (1) جمادى
الآخرة. وكان فاضلا، تاليا لكتاب الله، مليح الكتابة. ختم (2) على ابن
النيار، فأكرمه يوم الختم ستة آلاف دينار، وبلغت الخلع يوم بيعته أزيد من
ثلاثة عشر ألف خلعة.
استجاز له ابن النجار المؤيد الطوسي وعبد المعز الهروي، وسمع منه
بها شيخه أبو الحسن ابن النيار، وحدث عنه.
وحدث عنه بهذه الإجازة في حياته الباذرائي، ومحيي الدين ابن
الجوزي.

* سيرته مستوفاة في الكتب التي ذكرت نكبة سقوط بغداد بيد التتار منها: صلة التكملة
لشرف الدين الحسيني ج 2 الورقة 34 - 35، مختصر التاريخ لابن الكازروني: 266 - 280،
خلاصة الذهب المسبوك: 289 - 291، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 155 - 156، دول الاسلام للذهبي: 2 / 121، العبر للذهبي: 230 - 231،
فوات الوفيات لابن شاكر: 2 / 230 - 235، الترجمة 237، البداية والنهاية: 13 / 204،
العسجد المسبوك 630، تاريخ ابن خلدون: 3 / 536، " العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين "
للفاسي 5 / 290 الترجمة 1644 النجوم الزاهرة: 7 / 63، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 464 -
477، شذرات الذهب 5 / 270 - 272.
(1) في تاريخ الاسلام في العشرين من جمادى الأولى ثم قال معقبا على ذلك في الحاشية
التي كتبها الذهبي بخطه: والأصح أنه بويع بعد موت أبيه في عاشر شهر جمادى الآخرة..
(2) يعني، ختم القرآن، وابن النيار قتل في الوقعة.
174

وكان كريما، حليما، دينا، سليم الباطن، حسن الهيئة (1).
وقد حدث عنه بمراغة ولده الأمير مبارك (2).
قال قطب الدين اليونيني (3): كان متدينا متمسكا بالسنة كأبيه وجده،
ولكنه لم يكن في حزم أبيه، وتيقظه، وعلو همته، وإقدامه، وإنما قدموه
على عمه الخفاجي لما يعلمون من لينه وانقياده وضعف رأيه ليستبدوا
بالأمور.
ثم إنه استوزر المؤيد ابن العلقمي الرافضي، فأهلك الحرث
والنسل، وحسن له جمع الأموال، وأن يقتصر على بعض العساكر، فقطع
أكثرهم، وكان يلعب بالحمام، وفيه حرص وتوان.
وفي سنة إحدى وأربعين وست مئة (4): عاثت الخوارزمية بقرى
الشام.
وصالحت التتار صاحب الروم على ألف دينار، وفرس ومملوك
وجارية (5) في كل نهار، بعد أن استباحوا قيصرية.
وأهلك قاضي القضاة بدمشق الرفيع الجيلي.
ودخلت الفرنج القدس، ورشوا الخمر على الصخرة، وذبحوا عندها
خنزيرا، وكسروا منها شقفة.

(1) غير واضحة في الأصل، وقرأناها من " تاريخ الاسلام " وذيل المرآة: 1 / 254.
(2) الأمير مبارك هذا سلم من قتل المغول.
(3) ذيل مرآة الزمان 1 / 254 - 255.
(4) تاريخ الاسلام، الورقة: 261 (أيا صوفيا 3012) بخطه.
(5) يضيف في " تاريخ الاسلام ": وكلب صيد.
175

وفي سنة اثنتين وأربعين (1): كان حصار الخوارزمية على دمشق في
خدمة صاحب مصر، واشتد القحط بدمشق ثم التقى الشاميون ومعهم عسكر
من الفرنج والمصريون ومعهم الخوارزمية بين عسقلان وغزة، فانهزم
الجمعان، ولكن حصدت الخوارزمية الفرنج في ساعة ثم أسروا منهم ثماني
مئة، ويقال: زادت القتلى على ثلاثين ألفا. واندك صاحب حمص، ونهبت
خزائنه وبكى، وقال: قد علمت بأنا لا نفلح لما سرنا تحت الصلبان، واشتد
الحصار على دمشق.
وجاءت من الحج أم المستعصم ومجاهد الدين الدويدار وقيران (2)،
وكان وفدا عظيما.
ومات الوزير ابن الناقد، فوزر المؤيد ابن العلقمي والأستاذ دارية
لمحيي الدين ابن الجوزي.
ودخلت سنة ثلاث وأربعين: والحصار على دمشق وتعثرت الرعية
وخربت الحواضر، وكثر الفناء، وفي الآخر ترك البلد الصالح إسماعيل،
وصاحب حمص، وترحلا إلى بعلبك، ودخل البلد معين الدين حسن ابن
الشيخ، وحكم وعزل من القضاء محيي الدين ابن الزكي، وولى صدر الدين
ابن سني الدولة.
وجاء رسول الخلافة ابن الجوزي (3) بخلع السلطنة للملك الصالح
نجم الدين.

(1) تاريخ الاسلام، الورقة: 261 - 263.
(2) قير ان الظاهري، وكان من كبار القواد.
(3) هو جمال الدين عبد الرحمان ابن الصاحب محيي الدين يوسف بن عبد الرحمان ابن
الجوزي.
176

وفيها جاءت فرقة من التتار إلى بعقوبا فالتقاهم الدويدار، فكسرهم.
وفي ذي القعدة بلغت غرارة القمح بدمشق ألفا ومئتي درهم (1).
وفي سنة أربع وأربعين (2): عاثت الخوارزمية وتخربت القرى،
فالتقاهم عسكر حلب وحمص، فكسروا شر كسرة على بحيرة حمص، وقتل
مقدمهم بركة خان، وحار الصالح إسماعيل في نفسه، والتجأ إلى صاحب
حلب.
وفيها ختان أحمد وعبد الرحمن ولدي الخليفة وأخيه علي (3)، فمن
الوليمة ألف وخمس مئة رأس شواه (4).
وقدم رسولان من التتار أحدهما من بركة، والآخر من بايجو،
فاجتمعوا بابن العلقمي، وتعمت الاخبار (5).
وفيها أخذت الفرنج شاطبة.
وفي سنة خمس وأربعين (6): راح الصالح إلى مصر وخلف جيشه
يحاصرون عسقلان وطبرية فافتتحوهما، وحاصر الحلبيون حمص أشهرا
وتعب صاحبها الأشرف فسلمها وعوض عنها بتل باشر في سنة ست.
وفي سنة سبع (7): هجمت الفرنج دمياط في ربيع الأول فهرب

(1) من الدراهم الكاملية.
(2) تاريخ الاسلام، الورقة: 265 - 267.
(3) يعني: الأمير علي ابن الأمير أبي القاسم عبد العزيز ابن المستنصر.
(4) هذا غير ما أخرج من الخبز، والدجاج، والبيض، والسكر، والحلوى وغيرها مما ذكره
ابن الساعي نقلا من خط متولي مطبخ الإقامات. بالخزن (انظر العسجد المسبوك: 545).
(5) في " تاريخ الاسلام ": " وتعمت على الناس بواطن الأمور ".
(6) تاريخ الاسلام، الورقة: 267.
(7) تاريخ الاسلام، الورقة: 270.
177

الناس من الباب الآخر، وتملكها الفرنج صفوا عفوا نعوذ بالله من الخذلان،
وكان السلطان بالمنصورة فغضب على أهلها وشنق ستين من أعيان أهلها،
وذاقوا ذلا وجوعا، واستوحش العسكر من السلطان، وقيل: هم مماليكه
بقتله، فقال نائبه فخر الدين ابن الشيخ: اصبروا فهو على شفا، فمات في
نصف شعبان، وأخفي موته إلى أن أحضر ابنه المعظم تورانشاه من
حصن كيفا، فلم يبق إلا قليلا وقتلوه، وكانت وقعة المنصورة في ذي القعدة،
فساقت الفرنج إلى الدهليز، فخرج نائب السلطنة فخر الدين ابن الشيخ
وقاتل فقتل، وانهزم المسلمون وعظم الخطب، ثم تناخى العسكر وكروا
على العدو فطحنوهم، وقتلوا خلقا، ونزل النصر.
ثم في ذي الحجة كان وصول المعظم، وكان نوى أن يفتك بفخر
الدين، لأنه بلغه أنه رام السلطنة.
واستهلت سنة ثمان: والفرج على المنصورة بإزاء المسلمين،
ولكنهم في ضعف وجوع، وماتت خيلهم، فعزم الفرنسيس (1) على الركوب
ليلا إلى دمياط، فعلم المسلمون، وكانت الفرنج قد عملوا جسرا عظيما
على النيل، فذهلوا عن قطعه، فدخل منه المسلمون فكبسوهم، فالتجأت
الفرنج إلى منية أبي عبد الله، فأحاط بهم الجيش، وظفر أصطول المسلمين
بأصطولهم وغنموا مراكبهم، وبقي الفرنسيس في خمس مئة فارس وخذل،
فطلب الطواشي رشيد وسيف الدين القيمري، فأتوه طلب أمانا فأمناه على أن
لا يمروا به بين الناس، وهرب جمهور الفرنج، وتبعهم العسكر وبقوا جملة
وجملة حتى أبيدت خضراؤهم، حتى قيل: نجا منهم فارسان، ثم غرقا في
البحر! وغنم المسلمون مالا يعبر عنه.

(1) هو ملك فرنسا لويس التاسع، لعنه الله.
178

أنبأني الخضر بن حمويه، قال: لو أراد ملكهم لنجا على فرسه ولكنه
حمى ساقيه، فأسر هو وجماعة ملوك وكنود (1) فأحصي الاسرى فكانوا نيفا
وعشرين ألفا، وغرق وقتل سبعة آلاف، وكان يوما ما سمع المسلمون
بمثله، وما قتل من المسلمين نحو المئة، واشترى الفرنسيس نفسه برد دمياط
وبخمس مئة ألف دينار.
وجاء كتاب المعظم، وفيه في أول السنة ترك العدو خيامهم، وقصدوا
دمياط، فعمل السيف فيهم عامة الليل، وإلى النهار، فقتلنا منهم ثلاثين ألفا
غير من ألقى نفسه في الماء، وأما الاسرى فحدث عن البحر ولا حرج.
وفي أواخر المحرم قتلوا المعظم.
وفيها استولى صاحب حلب على دمشق، ثم سار ليأخذ مصر، وهزم
المصريين، ثم تناخوا وهزموه وقتلوا نائبه.
واستولى لؤلؤ على جزيرة ابن عمر، وقتل ملكها في سنة تسع.
وفي سنة خمسين: أغارت التتار على ميافارقين وسروج، وعليهم
كشلوخان المغلي.
وفي سنة إحدى وخمسين: أخذ المسلمون صيدا، وهرب أهلها إلى
قلعتها.
وفيها قدمت بنت علاء الدين صاحب الروم، فدخل بها صاحب
دمشق الملك الناصر، فكان عرسا مشهودا وعملت القباب، وكان الخلف
واقعا بين الناصر وبين صاحب مصر المعز، ثم بعد مدة وقع الصلح.

(1) جمع: كند، وهو الكونت.
179

وفي سنة أربع وخمسين: كان ظهور الآية الكبرى وهي النار بظاهر
المدينة النبوية ودامت أياما تأكل الحجارة، واستغاث أهل المدينة إلى
الله وتابوا، وبكوا، ورأى أهل مكة ضوءها من مكة، وأضاءت لها أعناق
الإبل ببصرى، كما وعد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه. وكسف فيها
الشمس والقمر، وكان فيها الغرق العظيم ببغداد، وهلك خلق من
أهلها، وتهدمت البيوت، وطفح الماء على السور.
وفيها سار الطاغية هولاكو بن تولي بن جنكزخان في مئة ألف،
وافتتح حصن الألموت، وأباد الإسماعيلية وبعث جيشا عليهم باجونوين،
فأخذوا مدائن الروم، وذل لهم صاحبها، وقتل خلق كثير.
وفيها كان حريق مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جميعه في أول رمضان من
مسرجة القيم، فلله الامر كله.
وفي سنة خمس وخمسين: مات صاحب مصر الملك المعز أيبك
التركماني، قتلته زوجته شجر الدر في الغيرة، فوسطت.
وجرت فتنة مهولة ببغداد بين الناس وبين الرافضة، وقتل عدة من
الفريقين، وعظم البلاء، ونهب الكرخ، فحنق ابن العلقمي الوزير
الرافضي، وكاتب هولاكو، وطمعه في العراق، فجاءت رسل هولاكو
إلى بغداد، وفي الباطن معهم فرمانات لغير واحد، والخليفة لا يدري ما
يتم، وأيامه قد ولت، وصاحب دمشق شاب غر جبان، فبعث ولده
الطفل مع الحافظي بتقادم وتحف إلى هولاكو فخضع له، ومصر في
اضطراب بعد قتل المعز، وصاحب الروم قد هرب إلى بلاد الأشكري،
فتمرد هولاكو وتجبر، واستولى على الممالك، وعاث جنده الكفرة
يقتلون ويأسرون ويحرقون.
180

ودخلت سنة ست: فسار عسكر الناصر، وعليهم المغيث ابن
صاحب الكرك، ليأخذوا مصر فالتقاهم المظفر قطز، وهو نائب للمنصور
علي ولد المعز بالرمل فكسرهم، وأسر جماعة أمراء فضرب أعناقهم.
وأما هولاكو فقصد بغداد فخرج عسكرها إليه فانكسروا، وكاتب
لؤلؤ صاحب الموصل وابن صلايا متولي إربل الخليفة سرا ينصحانه فما
أفاد، وقضي الامر، وأقبل هولاكو في المغول والترك والكرج ومدد من
ابن عمه بركة ومدد من عسكر لؤلؤ عليهم ابنه الملك الصالح، فنزلوا
بالجانب الغربي، وأنشأوا عليهم سورا، وقيل: بل أتى هولاكو البلد
من الجانب الشرقي (1)، فأشار الوزير على الخليفة بالمداراة وقال: أخرج
إليه أنا، فخرج واستوثق لنفسه ورد، فقال: القان راغب في أن يزوج
بنته بابنك أبي بكر ويبقي لك منصبك كما أبقى صاحب الروم في مملكته
من تحت أوامر القان، فاخرج إليه، فخرج في كبراء دولته للنكاح
يعني، فضرب أعناق الكل بهذه الخديعة، ورفس المستعصم حتى
تلف، وبقي السيف في بغداد بضعة وثلاثين يوما، فأقل ما قيل: قتل بها
ثمان مئة ألف نفس، وأكثر ما قيل بلغوا ألف ألف وثمان مئة ألف،
وجرت السيول من الدماء فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم بعد ذهاب البلد ومن فيه إلا اليسير نودي بالأمان، وانعكس
على الوزير مرامه وذاق ذلا وويلا وما أمهله الله.
ومن القتلى مجاهد الدين الدويدار والشرابي، وابن الجوزي أستاذ
الدار، وبنوه، وقتل بايجو نوين نائب هولاكو اتهمه بمكاتبة الخليفة،

(1) أتى هولاكو من الجانب الشرقي، وأتى قائده بايجو من الجانب الغربي، فأحاطوا بها
من الجانبيين (انظر الحوادث الجامعة: 323 والعسجد المسبوك: 630).
181

ورجع هولاكو بالسبي والأموال إلى أذربيجان، فنزل إلى خدمته لؤلؤ
فخلع عليه، ورده إلى الموصل، ونزل إليه ابن صلايا، فضرب
عنقه، وبعث عسكرا حاصروا ميافارقين وبعث رسولا إلى الناصر وكتابه:
خدمة ملك ناصر طال عمره إنا فتحنا بغداد، واستأصلنا ملكها وملكها
وكان ظن إذ ضن بالأموال ولم ينافس في الرجال أن ملكه يبقى على ذلك
الحال، وقد علا قدره ونمى ذكره فخسف في الكمال بدره:
إذا تم أمر بدا نقصه * توقع زوالا إذا قيل تم
ونحن في طلب الازدياد على ممر الآباد، فأبد ما في نفسك،
وأجب دعوة ملك البسيطة تأمن شره، وتنل بره، واسع إليه ولا تعوق
رسولنا والسلام.
ذكر جمال الدين سليمان بن رطلين الحنبلي، قال: جاء هولاكو
في نحو مئتي ألف، ثم طلب الخليفة فطلع معه القضاة والأعيان في نحو
من سبع مئة نفس فمنعوا، وأحضر الخليفة ومعه سبعة عشر كان أبي (1)
منهم، وضرب رقاب سائر أولئك، فأنزل الخليفة في خيمة والسبعة عشر
في خيمة، قال أبي: فكان الخليفة يجئ إلينا في الليل ويقول: ادعوا
لي، قال: فنزل على خيمته طائر فطلبه هولاكو، فقال: أيش عمل هذا
الطائر، وما قال لك؟ ثم جرت له محاورة معه، وأمر به وبابنه أبي بكر
فرفسا حتى ماتا، وأطلقوا السبعة عشر وأعطوهم نشابة، فقتل منهم اثنان

(1) أبوه هو فخر الدين أبو محمد عبد الله بن علي بن منصور بن رطلين الحنبلي، كان من
العدول الأعيان، سلم من الوقعة المشؤومة وتوفي في شهر رجب سنة 679، ودفن بباب حرب،
فهو شاهد عيان لها. ترجمه ابن الفوطي في تلخيصه: 4 / الترجمة: 2143.
182

وأتى الباقون دورهم فوجدوها بلاقع، فأتيت أبي بالمغيثية، فوجدته مع
رفاقه فلم يعرفني أحد منهم، وقالوا: ما تريد؟ قلت: أريد فخر الدين ابن
رطلين، وقد عرفته فالتفت إلي وقال: ما تريد منه؟ قلت: أنا ولده، فنظر
فلما تحققني، بكى وكان معي قليل سمسم فتركته بينهم.
وعمل ابن العلقمي على ترك الجمعات، وأن بيني مدرسة على
مذهب الرافضة، فما بلغ أمله، وأقيمت الجمعات.
وحدثني أبي، قال: كان قد مشى حال الخليفة بأن يكون للتتار
نصف دخل العراق، وما بقي شئ، أن يتم ذلك، فقال ابن
العلقمي: بل المصلحة قتله، وإلا فما يتم لكم ملك العراق (1).
قلت: قتلوه خنقا، وقيل: رفسا، وقيل: غما في بساط، وكانوا
يسمونه " الأبله ".
وأنبأني الظهير الكازروني في تاريخه (2) أن المستعصم دخل بغداد
بعد أن خرج إلى هولاكو، فأخرج له الأموال، ثم خرج في رابع صفر،
وبذل السيف في خامس صفر.
قال: وقتل المستعصم بالله يوم الأربعاء رابع عشر صفر، فقيل:
جعل في غرارة ورفس إلى أن مات رحمه الله، ودفن وعفي أثره، وقد بلغ
ستا وأربعين سنة وأربعة أشهر.
قال: وقتل ابناه أحمد وعبد الرحمن وبقي ولده مبارك وفاطمة وخديجة
ومريم في أسر التتار.

(1) أعمى الحقد والتعصب هذا الخائن، وقتل الناس ودمرت بلاد الاسلام بسبب حقده
وتعصبه واعتقاده الفاسد.
(2) مختصر التاريخ لابن الكازروني ص 272 - 274.
183

قلت: وله ذرية إلى اليوم بآذربيجان، وانقطعت الإمامة العباسية
ثلاث سنين وأشهرا بموت المستعصم، فكانت دولتهم من سنة اثنتين
وثلاثين ومئة إلى سنة ست وخمسين وست مئة فذلك خمس مئة وأربع
وعشرون سنة، ولله الامر.
110 - الجواد *
السلطان الملك الجواد مظفر الدين يونس بن ممدود (1) ابن
السلطان الملك العادل أبي بكر بن أيوب الأيوبي.
نشأ في خدمة عمه الكامل، فوقع بينهما، فتألم، وجاء إلى عمه
المعظم، فأكرمه، ثم عاد إلى مصر، واصطلح هو والكامل [ولما] (2)
توفي الأشرف جاء الكامل ومعه هذا، ثم مات الكامل، فملكوا الجواد دمشق.
وكان جوادا مبذرا للخزائن، قليل الحزم، وفيه محبة للصالحين،
والتف حوله ظلمة، ثم تزلزل أمره، فكاتب الملك الصالح أيوب ابن
الكامل صاحب سنجار وغيرها، فبادر إليه وأعطاه دمشق وعوضه بسنجار
وعانة فخاب البيع، فذهب إلى الجزيرة، فلم يتم له أمر، وأخذت منه

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 743 - 744، تاريخ أبي الفدا: 3 / 169،
تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 12، العبر للذهبي: 171، فوات
الوفيات: 4 / 396 - 397 الترجمة 599، مرآة الجنان وعبرة اليقظان لليافعي: 4 / 104،
البداية والنهاية: 13 / 163، السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي: 1 / 214، النجوم
الزاهرة: 6 / 348، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب للحنبلي: 388 - 392 الترجمة 92،
شذرات الذهب: 5 / 212.
(1) في فوات الوفيات: مودود (وهو تصحيف أصر عليه محققه على الرغم من وجود إحدى
نسخ التحقيق تذكر الاسم كما ورد هنا، وكما هو عند سائر أصحاب التراجم).
(2) إضافة يقتضيها السياق.
184

سنجار، وبقي في عانة حزينا، فتركها ومضى إلى بغداد فباع عانة
للمستنصر بمال، ثم قدم على الملك الصالح أيوب فما أقبل عليه،
وهم باعتقاله ففر إلى الكرك، فقبض عليه الناصر، ثم هرب من
مخاليبه، فقدم على صاحب دمشق يومئذ الصالح إسماعيل عمه، فما
بشربه، وتراجمته الأحوال، فقصد الفرنجي ملك بيروت، فأكرموه
وحضر معهم وقعة قلنسوة من عمل نابلس، قتلوا بها ألف مسلم نعوذ
بالله من المكر والخزي، ثم تحيل عمه الصالح إسماعيل عليه وذهب إليه
ابن يغمور فخدعه وجاء فقبض عليه الصالح فسجنه بعزتا.
وقيل: إن الجواد لما تسلطن التقى هو والناصر داود بظهر حمار،
فانهزم داود، وأخذ الجواد خزائنه، ودخل دار المعظم التي بنابلس
فاحتوى على ما فيها، وكان بمصر قد تملك العادل ولد الكامل، فنقذ
يأمر الجواد برد بلاده إليه، وأن يرد إلى دمشق، فرد إليها، ودخلها في
تجمل زائد، وزينوا البلد، وكان يخطب له بعد ذكر العادل ابن عمه،
مضى هذا، ثم إن الفرنج ألحوا على الصالح، وكان مصافيا لهم، في
إطلاق الجواد، وقالوا: لا بد لنا منه، وكانت أمه إفرنجية فيما قيل،
فأظهر لهم أنه قد توفي، فقيل: خنقه في شوال سنة إحدى وأربعين
وست مئة، وحمل فدفن عند المعظم بسفح قاسيون سامحه الله تعالى.
111 - صاحب تونس *
الملك أبو زكريا يحيى ابن الأمير عبد الواحد ابن الشيخ عمر
الهنتاني الموحدي.

(1) عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة مكتبة أسعد أفندي
2330) ج 10 الورقة 3 ب، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 حاشية الورقة
83 كتبها الذهبي بخطه عليها، فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي: 4 / 293 - 295، الترجمة
572، تاريخ ابن خلدون (بولاق) 6 / 280، تاريخ الدولتين الوحدية والحفصية للزركشي (ط
2 المكتبة العتيقة تونس 1966) ص 23 - 31، أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض: 3 /
208.
185

كان أبوه متوليا لمدائن إفريقية لآل عبد المؤمن، فمات وولي بعده
الأمير عبو، فولي مدة، ثم توثب عليه يحيى هذا، واستولى على إفريقية
وتمكن، وامتدت دولته بضعا وعشرين سنة، واشتغل عنه بنو عبد
المؤمن بأنفسهم، وقوي أيضا عليهم يغمراسن (1) صاحب تلمسان.
مات الملك يحيى بمدينة بونة من إفريقية في جمادى الآخرة سنة
سبع وأربعين وست مئة، وقيل: بعد ذلك سنة تسع.
وتملك بعده ابنه. وهي مملكة كبيرة في قدر مملكة اليمن بل
أكبر، وعسكره نحو من سبعة آلاف فارس، وسلطانها اليوم هو أبو بكر
الهنتاني أحد الشجعان مصالح للسلطان أبي الحسن المريني ومصاهر له.
112 - صاحب الغرب *
السلطان السعيد، ويقال له: المعتضد بالله، علي ابن المأمون
إدريس بن يعقوب المؤمني.

(1) هو يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد العبد الوادي، أول من استقل بتلمسان من
سلاطين بني عبد الواد، بويع سنة 633 وبقي إلى حين وفاته سنة 681 (انظر بغية الرواد: 1 /
109 - 116).
* وفيات الأعيان لابن خلكان: 7 / 17 - 18 الترجمة 363، العبر للذهبي 5 / 190،
تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 70 وحواشيها العسجد المسبوك للملك
الأشرف الغساني 568، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية للمراكشي (ط 2 المكتبة العتيقة
بتونس 1966) ص 30 - 31، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي: 5 / 236، الاعلام لخير
الدين الزركلي (ط: 4) 4 / 263 وفي هامشها مصادر.
186

تملك المغرب سنة أربعين بعد أخيه الرشيد عبد الواحد وكان أسود
الجلدة.
قتل في صفر سنة ست وأربعين وست مئة، فقام بعده المرتضى
عمر بن أبي إبراهيم بن يوسف الذي خرج عليه أبو دبوس وقتله سنة
خمس وستين وست مئة.
قال ابن خلكان (1):
سار السعيد، وحاصر قلعة بقرب تلمسان، وقتل هناك على ظهر
جواده (2).
113 - الملك الصالح *
السلطان الكبير الملك الصالح نجم الدين أبو الفتوح أيوب ابن
السلطان الملك الكامل محمد ابن العادل، وأمه جارية سوداء اسمها
" ورد المنى ".

(1) وفيات الأعيان: 7 / 17 - 18.
(2) قتله يغمراسن بن زيان.
* سيرته مشهورة في الكتب التي أرخت لهذه الحقبة ومنها: مرآة الزمان: 8 / 775،
ذيل الروضتين 182 - 183، أخبار الأيوبيين للمكين جرجيس بن العميد: 159، مفرج الكروب
لابن واصل (في صفحات كثيرة منه)، الحوادث الجامعة: 245، المختصر في تاريخ البشر
لأبي الفدا: 3 / 139، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 73 -
80، دول الاسلام للذهبي أيضا: 2 / 115، العبر للذهبي كذلك 5 / 193، تاريخ ابن
لوردي: 2 / 260، السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي: 1 / 296، والمواعظ والاعتبار
لمسماة بخطط المقريزي: 2 / 236، النجوم الزاهرة: 6 / 361، شفاء القلوب في مناقب بني
أيوب لأحمد بن إبراهيم الحنبلي: 367 - 382، الترجمة 83، بدائع الزهور لابن اياس: 1 /
83، شذرات الذهب: 5 / 237.
187

مولده سنة ثلاث وست مئة بالقاهرة.
وناب عن أبيه لما جاء لحصار الناصر داود، فلما رجع انتقد أبوه
عليه أشياء، ومال عنه إلى ولده الآخر العادل، فلما استولى الكامل على
آمد وحصن كيفا وسنجار سلطن نجم الدين، وجعله على هذه البلاد،
فبقي بها إلى أن جاء وتملك دمشق، ثم ساق إلى الغور فوثب على دمشق
عمه إسماعيل فأخذها، ونزل عسكر الكرك، فأحاطوا بالصالح، وأخذوه
إلى الكرك، ثم ذهب به الناصر لما كاتبه الامراء الكاملية فعزلوا أخاه
العادل وملكوه، ورجع الناصر بخفي حنين.
قال ابن واصل: كان لا يجتمع بالفضلاء ولم يكن له مشاركة،
بخلاف أبيه، وفي سنة إحدى وأربعين اصطلح الصالح وعمه الصالح (1)
على أن دمشق لعمه، وأن يقيم هو والحلبيون والحمصيون الخطبة
للصالح نجم الدين، وأن يبعث إليه ولده الملك المغيث وابن أبي علي
ومجير الدين ابن أبي زكري فأطلقهم عمه، واتفقت الملوك على عداوة
صاحب الكرك، وبعث إسماعيل جيشا يحاصرون عجلون، وهي بيد
الناصر، ثم انحل ذلك لورقة وجدها إسماعيل من أيوب إلى الخوارزمية
يحثهم على المجئ ليحاصروا عمه، فحبس حينئذ المغيث وصالح
صاحب الكرك، واتفق مع صاحب حمص وصاحب حلب واعتضد
بالفرنج، فأقبل المصريون عليهم بيبرس الصالحي البندقدار الكبير الذي
قتله أستاذه، وأعطى إسماعيل الفرنج بيت المقدس وعمروا طبرية
وعسقلان، ووضعت الرهبان قناني الخمر على الصخرة، وأبطل الاذان

(1) يعني: إسماعيل.
188

بالحرم، وعدت الخوارزمية الفرات في عشرة آلاف، فما مروا بشئ إلا
نهبوه، وأقبلوا، فهربت الفرنج منهم من القدس فقتلوا عدة من
النصارى، وهدموا قمامة (1) ونبشوا عظام الموتى، وجاءته الخلع والنفقة
من مصر، ثم سار على الشاميين المنصور صاحب حمص، ووافته
الفرنج، قال المنصور: لقد قصرت يومئذ وعرفت أننا لا نفلح
بالنصارى، فالتقوا. قال: فانهزم الشاميون، ثم جاء جيش السلطان
نجم الدين، وعليهم معين الدين ابن الشيخ، ومعه خزانة مال فنازلوا
دمشق مدة، ثم أخذت بالأمان لقلة من مع صاحبها، ولمفارقة الحلبيين
له، فتركها وذهب إلى بعلبك، وحصل للخوارزمية إدلال، وطمعوا في
كبار الأخباز، فلم يصح مرامهم، فغضبوا ونابذوا، ثم حلفوا
لإسماعيل، وجاء تقليد الخلافة للسلطان بمصر والشام والشرق ولبس
العمامة والجبة السوداء. ثم إن الصالح إسماعيل كر بالخوارزمية إلى
دمشق ونازلها وما بها كبير عسكر، فكان بالقلعة رشيد الخادم، وبالمدينة
حسام الدين ابن أبي علي، فقام بحفظها واشتد بها القحط حتى أكلوا
الجيف، حتى قيل: إن رجلا مات في الحبس فأكلوه. وجرت أمور
مزعجة، ثم التقى الحبيون والخوارزمية، فكسرت الخوارزمية، وقتل
خلق منهم، وفر إسماعيل إلى حلب، فبعث السلطان يطلبه من صاحبها
الملك الناصر يوسف، فقال: كيف يليق أن يلتجئ إلي خال أبي
فأسلمه، ثم سار عسكر فأخذوا بعلبك من أولاد إسماعيل، وبعثوا تحت
الحوطة إلى مصر وأمين الدولة الوزير وابن يغمور، فحبسوا، وصفت
البلاد للسلطان، وبقي صاحب الكرك كالمحصور، ثم رضي السلطان

(1) يعني: كنيسة القيامة.
189

عن فخر الدين (1) ابن الشيخ، وأطلقه وجهزه في جيش، فاستولى على
بلاد الناصر، وخرب قرى الكرك وحاصره، وقل ناصر الناصر، فعمل
تيك القصيدة البديعة بعاتب السلطان:
قل للذي قاسمته ملك اليد * ونهضت فيه نهضة المتأسد
عاصيت فيه ذوي الحجى من أسرتي * وأطعت فيه مكارمي وتوددي
يا قاطع الرحم التي صلتي بها * كتبت على الفلك الأثير بعسجد
إن كنت تقدح في صريح مناسبي * فاصبر بعرضك للهيب المرصد
عمي أبوك ووالدي عم به * يعلو انتسابك كل ملك أصيد
صالا وجالا كالأسود ضواريا * وارتد تيار الفرات المزبد
دع سيف مقولي البليغ بذب عن * أعراضكم بفرنده المتوقد
فهو الذي قد صاغ تاج فخاركم * بمفصل من لؤلؤ وزبرجد
يا محرجي بالقول والله الذي * خضعت لعزته جباه السجد
لولا مقال الهجر منك لما بدا * مني افتخار بالقريض المنشد
إن كنت قلت خلاف ما هو شيمتي * فالحاكمون بمسمع وبمشهد
ثم طلب السلطان حسام الدين، واستنابه بمصر، وبعث على
دمشق جمال الدين ابن مطروح، وقدم الشام فجاء إلى خدمته صاحب
حماة المنصور صبي وصاحب حمص، ورجع إلى مصر متمرضا، وأعدم
العادل أخاه سرا، وله ثمان وعشرون سنة، وحصل له قرحة، ومرض في
أنثييه، ثم جاء إلى دمشق عليلا في محفة لما بلغه أن الحلبيين أخذوا
حمص، فبلغه حركة الفرنج لقصد دمياط، فرد في المحفة، ثم خيم

(1) فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ ابن حمويه المتوفى سنة 647 في وقعة دمياط كما
يأتي بعد قليل.
190

بأشمون، وأقبلت الفرنج مع ريذا فرنس (1)، فأمليت (2) دمياط بالذخائر،
وأتقنت (3) الشواني، ونزل فخر الدين ابن الشيخ بالجيش على جيزة
دمياط وأرست مراكب الفرنج تلقاءهم في صفر سنة سبع وأربعين، ثم
طلعوا ونزلوا في البر مع المسلمين ووقع قتال، فقتل الأمير ابن شيخ
الاسلام (4)، والأمير الوزيري، فتحول الجيش إلى البر الشرقي الذي فيه
دمياط، ثم تقهقروا ووقع على أهل دمياط خذلان عجيب، فهربوا منها
طول الليل، حتى لم يبق بها آدمي، وذلك بسوء تدبير ابن الشيخ،
هربوا لما رأوا هرب العسكر، وعرفوا مرض السلطان، فدخلتها الفرنج
بلا كلفة، مملوءة خيرات وعدة ومجانيق، فلما علم السلطان غضب
وانزعج وشنق من مقاتليها ستين، ورد فنزل بالمنصورة في قصر أبيه
ونودي بالنفير العام، فأقبل خلائق من المطوعة، وناوشوا الفرنج، وأيس
من السلطان. وأما الكرك فذهب الناصر إلى بغداد فسار ولده الأمجد إلى
باب السلطان وسلم الكرك إليه فبالغ السلطان في إكرام أولاد الناصر
وأقطعهم بمصر.
قال ابن واصل: كان الملك الصالح نجم الدين عزيز النفس
أبيها، عفيفا، حييا، طاهر اللسان والذيل، لا يرى الهزل ولا العبث،
وقورا، كثير الصمت، اقتنى من الترك ما لم يشتره ملك، حتى صاروا

(1) هو اسم ملك فرنسا هكذا قيده الذهبي، وهو: روادو فرانس، أي ملك فرنسا، وهو
لويس التاسع، قال الذهبي في تاريخ الاسلام: " وتواترت الاخبار بان ريذا فرنس مقدم
الافرنسيسية قد خرج من بلاده في جموع عظيمة وشتا بجزيرة قبرص، وكان من أعظم ملوك
الإفرنج وأشدهم بأسا، وريذ بلسانهم: الملك ".
(2) في تاريخ الاسلام: وشحنت.
(3) في تاريخ الاسلام: وأحكمت.
(4) يعني: فخر الدين.
191

معظم عسكره، ورجحهم على الأكراد وأمر منهم، وجعلهم بطانته
والمحيطين بدهليزه، وسماهم البحرية.
قلت: لكون التجار جلبوهم في البحر من بلاد القفجاق.
قال ابن واصل: حكى لي حسام الدين ابن أبي علي، أن هؤلاء
المماليك مع فرط جبروتهم وسطوتهم كانوا أبلغ من يهاب السلطان، وإذا
خرج يرعدون منه، وأنه لم يقع منه في حال غضبه كلمة قبيحة قط، وأكثر ما
يقول: يا متخلف، وكان كثير الباه بجواريه، ثم لم يكن عنده في الآخر
سوى زوجتين الواحدة شجر الدر، والاخرى بنت العالمة تزوجها بعد مملوكه
الجوكندار، وكان إذا سمع الغناء لم يتزعزع، لا هو ولا من في مجلسه،
وكان لا يستقل أحد من الكبار في دولته بأمر، بل يراجع مع الخدام بالقصص
فيوقع هو ما يعتمده كتاب الانشاء، وكان يحب أهل الفضل والدين، يؤثر
العزلة والانفراد، لكن له نهمة في لعب الكرة، وفي إنشاء الأبنية العظيمة،
وقيل: كان لا يجسر أحد أن يخاطبه ابتداء. وقيل: كان فصيحا، حسن
المحاورة عظيم السطوة، تعلل ووقعت الآكلة في فخذه، ثم اعتراه إسهال،
فتوفي ليلة النصف من شعبان، سنة سبع وأربعين وست مئة بقصر المنصورة
مرابطا، فأخفوا موته، وأنه عليل حتى أقدموا ابنه الملك المعظم تورانشاه من
حصن كيفا، ثم نقل، فدفن بتربته بالقاهرة، وكان بنو شيخ الشيوخ قد
ترقوا لديه، وشاركوه في المملكة، وقد غضب مدة على فخر الدين يوسف،
ثم أطلقه وصيره نائب السلطنة، لنبله، وكمال سؤدده، وكان جوادا محببا
إلى الناس، إلا أنه كان يتناول النبيذ.
ولما مات السلطان عين فخر الدين للسلطنة فجبن (1) ونهض بأعباء

(1) يعني: جبن عن أن يتولاها من بني أيوب.
192

الأمور، وساس الجيش،، وأنفق فيهم مئتي ألف دينار، وأحضر تورانشاه،
وسلطنه، ويقال: إن تورانشاه هم بقتله. اتفق (1) حركة الفرنج وتأخر
العساكر، فركب فخر الدين في السحر، وبعث خلف الامراء ليركبوا، فساق
في طلبه فدهمه طلب الداوية، فحملوا عليه فتفلل عنه أجناده، وطعن،
وقتل، ونهبت غلمانه أمواله وخيله، فراح كأن لم يكن.
قال ابن عمه سعد الدين: كان الضباب شديدا فطعن وجاءته ضربة
سيف في وجهه، وقتل معه جمداره وعدة، وتراجع المسلمون فأوقعوا
بالفرنج، وقتلوا منهم ألفا وست مئة فارس، ثم خندقت الفرنج على
نفوسهم. قال: وأخربت دار فخر الدين ليومها، وبالأمس كان يصطف على
بابها عصائب سبعين أميرا (2). قتل في رابع ذي القعدة سنة سبع وله خمس
وستون سنة.
114 - المعظم *
السلطان الملك المعظم غياث الدين تورانشاه ابن السلطان الملك
الصالح أيوب ابن الكامل ابن العادل.

(1) وانظر مرآة الزمان: 8 / 776 - 777.
(2) قال السبط: " أخرجها الامراء الذين كانوا يركبون كل يوم إلى خدمته ويقفون على بابه،
وهم أكثر من سبعين أميرا، كانوا يتمنون أن ينظر إلى أحد منهم فطرة، أخربوا داره بأيديهم، وحمل
من المقياس إلى الشافعي فدفن عند والدته، وكان يوما مشهودا، وحمل على الأصابع، وبكى
عليه الناس، وعمل له العزاء العظيم، وكان له يوم مات ست وثلاثون سنة (كذا) (مرآة 8 /
777).
* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 781 - 783، ذيل الروضتين لأبي شامة: 185
تاريخ مختصر الدول لابن العبري: 260، مفرج الكروب لابن واصل (في صفحات متفرقة من
المطبوع: تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي: ج 4 الترجمة 1761، والحوادث الجامعة
المنسوب إليه خطأ: 246 - 247، المختصر في أخبار البشر لأبي الفدا: 3 / 181، كنز الدرر
وجامع الغرر (الدرر المطلوب في اخبار بني أيوب) للداوداري (تحقيق عاشور - القاهرة 1972)
7 / 381، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 86 - 87 وحواشيهما، دول
الاسلام للذهبي: 2 / 116، العبر للذهبي: 5 / 199 - 200، تاريخ ابن الوردي: 2 /
262، الوافي بالوفيات: 10 / 441 - 443 الترجمة 4933، فوات الوفيات لابن شاكر: 1 /
263 - 265 الترجمة 91، طبقات السبكي 8 / 134 - 136 الترجمة 1123، البداية والنهاية:
13 / 180، العسجد المسبوك للملك الأشرف الغساني: 576، السلوك لمعرفة دول الملوك
للمقريزي: 1 / 359، النجوم الزاهرة: 6 / 364 - 372، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب
لأحمد بن إبراهيم الحنبلي: 426 - 431، الترجمة 125، حسن المحاضرة للسيوطي: 2 /
35 - 36، شذرات الذهب 5 / 241 - 242.
193

ولد بمصر، وعمل نيابة أبيه، ثم تملك بحصن كيفا، وآمد، وتلك
البلاد، وكان أبوه لا يختار أن يجئ لما ملك مصر، كان لا يعجبه هوجه ولا
طيشه، سار لاقدامه الأمير الفارس أقطاي، وسافر بن يتحايد ملوك الأطراف
في نحو من خمسين فارسا على الفرات وعانة، ثم على أطراف السماوة،
وعطشوا فدخل دمشق، وزينت له ثم سار منها بعد شهر، فاتفقت كسرة
الفرنج عند وصوله، وتيمن الناس به، فبدا منه حركات منفرة، وترك بحصن
كيفا ابنه الملك الموحد صبيا، فطال عمره، واستولت التتار على الحصن،
فبقي في مملكة صغيرة حقيرة من تحت يد التتار إلى بعد السبعين وست مئة.
وقال لي تاج الدين الفارقي: عاش إلى بعد الثمانين، وتوفي بعده
ابنه - يعني الملك الكامل ابن الموحد -، الذي قتله قازان سنة سبع مئة،
وأقيم بعده ابنه الصالح في رتبة جندي، وكان السلطان يقول: توارنشاه ما
يصلح للملك. وكان حسام الدين ابن أبي علي يلح عليه في إحضاره،
فيقول: أحضره ليقتلوه، فكان كما قال.
قال ابن حمويه سعد الدين: لما قدم، طال لسان كل خامل،
194

ووجدوه خفيف العقل سيئ التدبير، وقع بخبز فخر الدين للالاه جوهر (1)،
وتطلع الامراء إلى أن ينفق فيهم كما فعل بدمشق، فما أعطاهم شيئا، وكان
لا يزال يتحرك كتفه الأيمن مع نصف وجهه، ويكثر الولع بلحيته، ومتى سكر
ضرب الشموع بالسيف، ويقول: هكذا أفعل بمماليك أبي، ويتهدد الامراء
بالقتل، فتنكروا له، وكان ذكيا قوي المشاركة يبحث وينقل.
قال سبط الجوزي: (2) كان يكون (3) على السماط بدمشق، فإذا سمع
فقيها ينقل مسألة صاح: لا نسلم. واحتجب عن أمور الناس وانهمك في
الفساد بالغلمان وما كان أبوه كذلك، ويقال: تعرض لسراري أبيه، وقدم
أرذال (4)، ووعد أقطاي بالامرة فما أمره، فغضب، وكانت شجر الدر قد
ذهبت من المنصورة إلى القاهرة، فما (5) وصل بقي يتهددها ويطالبها
بالأموال، فعاملت عليه. ولما كان في المحرم (6) سنة ثمان وأربعين وثب
عليه بعض البحرية على السماط فضربه على يده، قطع أصابعه، فقام إلى
البرج الخشب، وصاح: من فعل هذا؟ قالوا: إسماعيلي، قال: لا والله
بل من البحرية، والله لأفنينهم، وخاط المزين يده فقالوا: بتوه (7) وإلا
رحنا، فشدوا عليه فطلع إلى أعلى البرج، فرموا البرج بالنفط وبالنشاب

(1) يعني: أصدر توقيعا باعطاء مربيه جوهر واردات فخر الدين ابن شيخ الشيوخ.
واللاله: المربي أو الخادم الخاص.
(2) مرآة الزمان: 8 / 782 - 782.
(3) في مرآة الزمان: كان يجلس.
(4) في مرآة الزمان: وقدم الأراذل.
(5) هكذا في الأصل، وفي تاريخ الاسلام: فجاء هو إلى المنصورة وأرسل يتهددها..
(6) ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام وسبط ابن الجوزي والملك الأشرف ان ذلك كان في
السابع والعشرين من المحرم.
(7) في تاريخ الاسلام: " تمموه ".
195

فرمى المسكين بنفسه، وعدا إلى النيل وهو يصيح: ما أريد الملك خلوني
أرجع إلى الحصن يا مسلمين (1) أما فيكم من يصطنعني!؟ فلم يجبه أحد،
وتعلق بذيل أقطاي فما أجاره وعجز، فنزل في الماء إلى حلقه، فقتل في
الماء.
وكان قد نزل بحصن كيفا ولده
115 - الملك الموحد عبد الله
وهو مراهق فتملك حصن كيفا مدة، وجاءه عدة أولاد.
قال لي تاج الدين الفارقي: رأيته مربوعا، وكان شجاعا، وهو تحت
أوامر التتار، توفي بعد سنة ثمانين وست مئة، وله ابن تملك بعده بالحصن.
قلت: ولقبوه بالملك الكامل، وبقي إلى حدود سنة سبع مئة ومات
فأقيم بعده بحصن كيفا
ابنه.
116 - الملك الصالح *
في رتبة جندي والامر للتتار، ثم إن هذا قدم الشام وذهب إلى خدمة
السلطان فما أكرم، ثم رد إلى حصن كيفا فتلقاه أخ له ثم جهز عليه من قتله،
وقتل ولده، وأخذ موضعه في سنة ست وعشرين وسبع مئة، نعم.

(1) (مسلمين) كذا بالنصب هنا وفي مرآة الزمان وفي تاريخ الاسلام.
196

وأما المعظم المقتول فأخرج من الماء وترك ثلاثة أيام ملقى حتى
انتفخ. باشر قتله أربعة. ثم خطبوا لام خليل شجر الدر. وقيل: ضربه
البندقداري بالسيف، وقيل: استغاث برسول الخليفة، يا عمي عز الدين
أدركني فجاء وكلمهم فيه، فقالوا: ارجع، وتهددوه، ثم بعد أيام سلطنوا
المعز التركماني.
وفي سنة ثمان أيضا قتل صاحب اليمن السلطان نور الدين عمر بن
رسول التركماني قتله غلمانه، وسلطنوا ابنه الملك المظفر يوسف بن عمر
فدام في الملك بضعا وأربعين سنة، وفي شعبانها هدمت أسوار دمياط وعادت
كقرية.
وأما:
117 - الفارس أقطاي (1)
فعظم، وصار نائب المملكة للمعز وكان بطلا شجاعا جوادا،
مليح الشكل، كثير التجمل، أبيع بألف دينار، وأقطع من جملة
إقطاعه الإسكندرية، وكان طياشا ظلوما عمالا على السلطنة، بقي
يركب في دست الملك، ولا يلتفت على المعز، ويأخذ ما شاء من
الخزائن، بحيث إنه قال: اخلوا لي القلعة حتى أعمل عرس بنت صاحب
حماة بها، فهيأ له المعز مملوكه قطز فقتله، فركبت حاشيته نحو السبع مئة
فألقي إليهم الرأس وذلك في سنة اثنتين وخمسين وست مئة.

(1) سيترجم له الذهبي انظر الترجمة 353.
197

118 - المعز *
السلطان الملك المعز عز الدنيا والدين أيبك التركماني الصالحي
الجاشنكير صاحب مصر.
لما قتلوا المعظم، وخطبوا لام خليل أياما، وكانت تعلم على
المناشير، وتأمر وتنهى، ويخطب لها بالسلطنة.
وكان المعز أكبر الصالحية، وكان دينا، عاقلا، ساكنا، كريما،
تاركا للشرب. ملكوه في أواخر ربيع الآخر سنة ثمان، وتزوج بأم خليل،
فأنف من سلطنته جماعة، فأقاموا في الاسم الملك الأشرف موسى ابن
الناصر يوسف ابن المسعود أطسز ابن السلطان الملك الكامل وله عشر
سنين، وذلك بعد خمسة أيام، فكان التوقيع يبرز وصورته: " رسم بالامر
العالي السلطاني الاشرفي، والملكي المعزي ". واستمر ذلك والأمور بيد
المعز، وكاتب عدة المغيث الذي بالكرك، وأخذوا في الخطبة له، فقال
المعز: نادوا أن الديار المصرية لمولانا المستعصم بالله، وأن الملك المعز
نائبه، ثم جددت الايمان، وفاجأهم صاحب الشام الملك الناصر الحلبي،
فالتقوا، وكاد الناصر أن يملك، فتناخت الصالحية، وحملوا فكسروه،
وذبحوا نائبه لؤلؤا وجماعة.
وكان في المعز تؤده ومداراة، بنى مدرسة كبيرة، ثم إنه خطب ابنة

* ذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 / 54، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة: 137، دول الاسلام للذهبي: 2 / 120، العبر للذهبي: 5 / 222، الوافي
بالوفيات: 9 / 469 - 474 الترجمة 4430، طبقات السبكي 8 / 269 البداية والنهاية: 13 /
198 - 199، النجوم الزاهرة: 7 / 3 - 41، وفيها تفصيل لسنوات ولايته على مصر، حسن
المحاضرة: 2 / 38 - 39، شذرات الذهب: 5 / 267.
198

بدر الدين صاحب الموصل، فغارت أم خليل فقتلته في حمام، وثب عليه
سنجر الجوجري وخدام، فأمسكوا على بيضه فتلف، وقطعت هي نصفين،
وقيل: بل خنقت ولم توسط، ورميت مهتوكة، وصلب الجوجري والخدام
وملكوا ولده الملك المنصور علي بن أيبك وله خمس عشرة سنة، وصيروا
أتابكه علم الدين الحلبي.
عاش المعز نيفا وخمسين سنة وقتل في ربيع الأول سنة خمس
وخمسين وست مئة.
وكانت شجر الدر (1) أم خليل أم ولد للصالح ذات حسن وظرف ودهاء
وعقل، ونالت من العز والجاه ما لم تنله امرأة في عصرها، وكان مماليك
الصالح يخضعون لها ويرون لها، فملكوها بعد قتل المعظم أزيد من
شهرين، وكان المعز لا يقطع أمرا دونها ولها عليه صولة، وكانت جريئة وقحة
قتلت وزيرها الأسعد، وقد ولدت بالكرك من الصالح خليلا، فمات
صغيرا، وكان الصالح يحبها كثيرا، وكانت تحتجر على المعز فأنف من
ذلك. قيل: لما تيقنت الهلاك، أخذت جواهر مثمنة ودقتها في الهاون.
ولما قتلوا الفارس أقطايا تمكن المعز، واستقل بالسلطنة، وعزل
الملك الأشرف، وأبطل ذكره، وبعث به إلى عماته القطبيات، ودافع
مماليك الصالح عن شجر الدر، فلم تقتل إلا بعد اثنين وعشرين يوما،
فقتلت ورميت مهتوكة. وقيل: خطب لها ثلاثة أشهر، وكان المنصور وأمه
يحرضان على قتلها، فقتلت في حادي عشر ربيع الآخر بعد مقتل المعز
بدون الشهر، ودفنت بتربتها بقرب قبر السيدة نفيسة. وقيل: إنها أودعت

(1) انظر تاريخ الاسلام، الورقة: 139 (أيا صوفيا 3013).
199

أموالا كثيرة فذهبت. وكانت حسنة السيرة، لكن هلكت بالغيرة. وكان
الخطباء يقولون: " واحفظ اللهم الحرمة الصالحة ملكة المسلمين عصمة
الدنيا والدين أم خليل المستعصمية صاحبة السلطان الملك الصالح ".
وأما المنصور علي فعزل وتملك قطز الذي كسر التتار، فبعث بعلي
وبأخيه قليج إلى بلاد الأشكري، فحدثني سيف الدين قليج هذا أن أخاه
تنصر بقسطنطينية وتزوج وجاءته أولاد نصارى، وعاش إلى نحو سنة سبع
مئة، وسمى نفسه ميخائيل.
قلت: نعوذ بالله من الشقاء، فهذا بعد سلطنة مصر كفر وتعثر.
119 - المظفر *
السلطان الشهيد الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي.
كان أنبل مماليك المعز، ثم صار نائب السلطنة لولده المنصور. وكان
فارسا شجاعا، سائسا، دينا، محببا إلى الرعية. هزم التتار، وطهر الشام
منهم يوم عين جالوت، وهو الذي كان قتل الفارس أقطاي فقتل به، ويسلم له
إن شاء الله جهاده (1)، ويقال: إنه ابن أخت خوارزم شاه جلال الدين، وإنه
حر واسمه محمود بن ممدود.

* ذيل الروضتين: 210، ذيل مرآة الزمان لليونيني: 2 / 28 - 36، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 181، العبر: 5 / 247، فوات الوفيات لابن شاكر
الكتبي: 3 / 201 - 203، الترجمة 398، طبقات السبكي: 8 / 277 البداية والنهاية 13 /
225 - 227، النجوم الزاهرة: 7 / 72 - 89، حسن المحاضرة للسيوطي: 2 / 38 - 39،
شذرات الذهب: 5 / 293.
(1) قال في " تاريخ الاسلام ": وله اليد البيضاء في جهاد التتار فعوض الله شبابه بالجنة
ورضي عنه ".
200

ويذكر عنه أنه يوم عين جالوت لما أن رأى انكشافا في المسلمين رمى
على رأسه الخوذة وحمل، ونزل النصر.
وكان شابا أشقر، وافر اللحية، تام الشكل، وثب عليه بعض الامراء
وهو راجع إلى مصر بين الغرابي والصالحية، فقتل في سادس عشر ذي القعدة
سنة ثمان وخمسين وست مئة، ولم يكمل سنة في السلطنة رحمه الله.
120 - الكامل *
الملك الكامل الشهيد ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر شهاب
الدين غازي ابن السلطان الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب.
تملك ميافارقين وغيرها بعد أبيه سنة خمس وأربعين، وكان شابا،
عاقلا، شجاعا، مهيبا، محسنا إلى رعيته، مجاهدا، غازيا، دينا، تقيا،
حميد الطريقة، حاصره عسكر هولاكو نحوا من عشرين شهرا حتى فني الناس
جوعا ووباء، حتى لم يبق بالبلد سوى سبعين رجلا فيما قيل، فحدثني الشيخ
محمود بن عبد الكريم الفارقي قال:
سار الكامل إلى قلاع بنواحي آمد فأخذها، ثم نقل إليها أهله، وكان
أبي في خدمته، فرحل بنا إلى قلعة منها، فعبرت التتار علينا، فاستنزلوا أهل
الملك الكامل بالأمان من قلعة أخرى، وردوا بهم علينا، وأنا صبي مميز،
وحاصروا ميافارقين أشهرا، فنزل عليهم الثلج، وهلك بعضهم، وكان
الكامل يبرز إليهم ويقاتلهم، وينكي فيهم فهابوه، ثم بنوا عليهم سورا بإزاء

* ذيل الروضتين لأبي شامة: 205، ذيل مرآة الزمان: 2 / 75، المختصر في أخبار
البشر لأبي الفدا: 3 / 203، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة: 186 -
187، دول الاسلام: 2 / 124، العبر للذهبي: 5 / 249 - 250، تاريخ ابن الوردي: 2 /
293، الوافي بالوفيات: 4 / 306 - 307 الترجمة 1849.
201

البلد، بأبرجة، ونفدت الأقوات، حتى كان الرجل يموت فيؤكل، ووقع
فيهم الموت، وفتر عنهم التتار وصابروهم، فخرج إليهم غلام أو أكثر وجلوا
للتتار أمر البلد، فما صدقوا، ثم قربوا من السور وبقوا أياما لا يجسرون على
الهجوم، فدلى إليهم مملوك للكامل حبالا فطلعوا إلى السور فبقوا أسبوعا لا
يجسرون، وبقي بالبلد نحو التسعين بعد ألوف من الناس، فدخلت التتار دار
الكامل وأمنوه، وأتوا به هولاكو بالرها فإذا هو يشرب الخمر، فناول الكامل
كأسا فأبى، وقال: هذا حرام، فقال لامرأته: ناوليه أنت، فناولته فأبي،
وشتم وبصق - فيما قيل - في وجه هولاكو. وكان الكامل ممن سار قبل ذلك
ورأى القان الكبير، وفي اصطلاحهم من رأى وجه القان لا يقتل، فلما واجه
هولاكو بهذا استشاط غضبا وقتله.
ثم قال: وكان الكامل شديد البأس، قوي النفس، لم ينقهر للتتار
بحيث إنهم أخذوا أولاده من حصنهم، وأتوه بهم إلى تحت سور ميافارقين،
وكلموه أن يسلم البلد بالأمان فقال: ما لكم عندي إلا السيف.
قلت: طيف برأسه بدمشق بالطبول، وعلق على باب الفراديس،
فلما انقلعوا، وجاء المظفر دفن الرأس. وكان في سنة ست وخمسين قدم
دمشق مستنجدا بالناصر فبالغ في إكرامه واحترامه، ووعده بالانجاد، ورجع
إلى ميافارقين وقتل في سنة ثمان وخمسين رحمه الله.
121 - العزيز *
السلطان الملك العزيز غياث الدين محمد ابن السلطان الملك الظاهر
ابن السلطان الكبير صلاح الدين.

(1) مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 703، الحوادث الجامعة المنسوب خطأ لابن
202

ملكوه حلب بعد أبيه، وهو ابن أربع سنين، وجعل أتابكه الطواشي
طغريل، فأجاز ذلك السلطان الملك العادل، لمكان بنته الصاحبة ضيفة أم
العزيز، وكان شابا عادلا شفوقا على الرعية متوددا لا بأس به.
توفي في ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وست مئة، وملكوا بعده ابنة
الناصر.
وفيها مات بحلب عمه:
122 - الملك المحسن *
المحدث الزاهد العالم يمين الدين أبو العباس أحمد ابن السلطان
يوسف بن أيوب.
حدث عن ابن صدقة الحراني، وهبة الله البوصيري، وحنبل،
وخلق، ونسخ وقرأ وحصل، وكان صحيح النقل، متواضعا، مفضلا على
أهل الحديث وعلى الرواة يتجمل به المحدثون، وقد ارتحل وسمع بمكة من

* التكملة للمنذري: 3 / الترجمة: 2693، وبغية الطلب لابن العديم: 2 /
الورقة: 139 - 141، وتاريخ الاسلام، الورقة: 142 (أيا صوفيا 3012)، ودول الاسلام:
2 / 104، ونزهة الأنام لابن دقماق، الورقة: 32 - 33، والنجوم الزاهرة: 6 / 298،
وشذرات الذهب: 5 / 162.
203

ابن الحصري وابن البناء، وببغداد من عبد السلام الداهري وطائفة.
قال الضياء: حصل المحسن الكثير، وانتفع الخلق بإفادته وطلب
الحديث على وجهه.
قلت: حدث عنه القاضي شمس الدين ابن الشيرازي أحد شيوخه،
ومجد الدين ابن العديم وشيخنا سنقر الزيني.
مات في المحرم سنة أربع. وبقي أخوه الصالح أحمد صاحب عينتاب
حيا إلى سنة إحدى وخمسين، وأمه أم ولد.
123 - الناصر *
السلطان الملك الناصر صلاح الدنيا والدين يوسف ابن الملك العزيز
محمد ابن الملك الظاهر غازي ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب
صاحب حلب ودمشق.
مولده في رمضان سنة سبع وعشرين وست مئة.
وملكه خاله السلطان الملك الكامل في سنة أربع وثلاثين رعاية لأخته
الصاحبة جدة الناصر، فدبر دولته المقر شمس الدين لؤلؤ الأميني،

* ذيل الروضتين لأبي شامة: 212، ذيل مرآة لليونيني: 1 / 461 - 469، 2 /
134، المختصر في اخبار البشر لأبي الفدا: 3 / 211، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 194 - 195، دول الاسلام: 2 / 125، العبر للذهبي: 5 / 256 -
257 تاريخ ابن الوردي: 2 / 303، أمراء دمشق في الاسلام للصفدي (طبعة مجمع اللغة
العربية في دمشق 1955) ص 102، فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 4 / 361 - 366، ترجمة
(595)، مرآة الجنان لليافعي 4 / 151، والنجوم الزاهرة 7 / 203، شفاء القلوب في مناقب
بني أيوب: 408 - 421 الترجمة 107، الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي: 1 / 115،
459، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون: 88، شذرات الذهب: 5 / 299،
أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء لمحمد راغب الطباخ: 2 / 302.
204

وإقبال، والجمال القفطي الوزير، والأمور كلها منوطة بالصاحبة، وتوجه
رسولا قاضي حلب زين الدين ابن الأستاذ إلى الكامل ومعه سلاح العزيز
وعدته فحزن عليه الكامل.
وفي سنة ثمان وأربعين في ربيع الآخر نازل السلطان دمشق ففتحت له
واستولى عليها وجعلها دار ملكه، ثم سارع ليأخذ مصر فانكسر وقتل نائبه
لؤلؤ.
وفي سنة اثنتين وخمسين كان عرسه على بنت صاحب الروم وأولدها.
وكان جوادا ممدحا، حسن الأخلاق، مزاحا، لعابا، كثير الحلم،
محبا للأدب والعلم، وفي دولته انحلال وانخناث، لعدم سطوته، وكان يمد
سماطه باهرا من الدجاج المحشي ويذبح له في اليوم أربع مئة رأس، فيبيع
الفراشون من الزبادي الكبار الفاخرة الأطعمة شيئا كثيرا، بحيث إن الناصر
زار يوما العز المطرز فمد له أطعمة فاخرة فتعجب وكيف تهيأ ذلك، فقال: يا
خوند لا تعجب فكله من فضلة سماط السلطان أيده الله.
وكان السلطان يحفظ كثيرا من النوادر والاشعار، ويباسط جلساءه،
وقيل: ربما غرم على السماط عشرين ألفا. أنشأ مدرسته بدمشق، وحضرها
يوم التدريس، وأنشأ الرباط الكبير، وأنشأ خان الطعم، ولما أقبلت التتار،
تأخر إلى قطيا، ثم خاف من المصريين، فشرق نحو التيه، ورد إلى البلقاء
فكبسته التتار فهرب، ثم انخدع واغتر بأمانهم، فذهب وندم، وبقي في
هوان وغربة، هو وأخوه الملك الظاهر. وقيل: لما كسبوه دخل البرية فضايقوه
حتى عطش فسلم نفسه، فأتوا به إلى كتبغا وهو يحاصر عجلون فوعده وكذبه
205

وسقاه خمرا، وقيل: أكرمه هولاوو (1) مدة، فلما جاءه قتل كتبغا انزعج وأخرج
غيظه في الناصر وأخيه، فيقال: قتل بالسيف بتبريز رماه بسهم، وضربت
عنق أخيه وجماعة ممن معه في أواخر سنة ثمان وخمسين وست مئة، وعاش
إحدى وثلاثين سنة رحمه الله. وقيل: إنه ما سلم نفسه إلى التتار حتى بلغت
عنده الشربة مئة دينار (2).
ذكر قطب الدين (3): إن هولاكو لما سمع بهزيمة عين جالوت غضب
وتنكر للناصر، ولما بلغه وقعة حمص انزعج، وقتله، وقيل: خصه بعذاب
دون رفاقه، وله شعر جيد.
قال ابن واصل: عمل عزاؤه بدمشق في جمادى الأولى سنة تسع،
قال: وصورة ذلك ما تواتر أن هولاكو لما بلغه كسرة جيشه بعين جالوت
وحمص، أحضر الناصر وأخاه وقال للترجمان: قل أنت زعمت البلاد ما فيها
أحد وهم في طاعتك حتى غررت بي، فقال الناصر: هم في طاعتي لو كنت
هناك، وما كان يشهر أحد سيفا، أما من هو بتوريز كيف يحكم على الشام؟
فرماه هولاكو بسهم أصابه (4)، فاستغاث، فقال أخوه: اسكت ولا تطلب
من هذا الكلب عفوا، فقد حضرت، ثم رماه بسهم آخر أتلفه، وضربت عنق
الظاهر وأتباعهما.
وفيها قتل السلطان قطز بعد المصاف مئة [و] صاحب (5)

(1) يعني: هولاكو، فيرسمها البعض ويلفظها هكذا وهي معروفة في الكتب.
(2) في تاريخ الاسلام: " وكان قد هرب إلى البراري فساقوا خلفه فأخذوه وقد بلغت عنده
شربة الماء نحو مئة دينار.. ".
(3) ذيل مرآة الزمان: 1 / 464 - 465.
(4) في الأصل: " أصابعه " وليس بشئ، والتصحيح من خط المؤلف في " تاريخ
الاسلام ".
(5) إضافة منا لابد منها.
206

الصبيبة (1) الملك السعيد حسن ابن العزيز عثمان ابن السلطان الملك العادل، تملك
الصبيبة بعد أخيه الملك الظاهر سنة إحدى وثلاثين، ثم أخذها منه السلطان الملك
الصالح بعد سنين، وأعطاه خبزا (2) بمصر، فلما قتلوا المعظم ساق إلى
غزة، وأخذ ما فيها، ثم تسلم الصبيبة، فلما تملك الناصر دمشق، أخذ
السعيد، وسجنه بقلعة إلبيرة، فلما أخذ أصحاب هولاكو إلبيرة أحضروه
مقيدا عند القان، فأطلقه، وخلع عليه بسراقوج وصار تتريا، فردوا إليه
الصبيبة،، ولازم خدمة كتبغا وقاتل معه يوم عين جالوت، ثم جاء بوجه بسيط
إلى بين يدي قطز، فأمر بضرب عنقه في آخر رمضان. وكان بطلا
شجاعا (3).
124 - الشلوبين * الأستاذ العلامة إمام النحو أبو علي عمر بن محمد بن عمر الأزدي
الإشبيلي الأندلسي النحوي الملقب بالشلوبين.

(1) كان صاحب الصبيبه وبانياس (انظر تاريخ الاسلام، الورقة 177 - 178 (أيا صوفيا
3013).
(2) خبزا، يعني: عطاء معلوما، يدر عليه.
(3) وأيش فائدة بطولته وشجاعته وقد عضد الكفرة ضد المسلمين!؟
* معجم البلدان (مادة شلوبينية) دار صادر 3 / 360، إنباه الرواة على أنباه النحاة
للقفطي: 2 / 332، التكملة لابن الأبار (مخطوطة الأزهر) ج 3 الورقة 50 / أ، وفيات الأعيان
لابن خلكان: 3 / 451 - 452 الترجمة 498، المغرب في حلى المغرب لابن سعيد الأندلسي:
2 / 129، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي: 5 / 460 - 464 الترجمة
807، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 62 - 63 العبر للذهبي: 5 /
186، تلخيص اخبار النحويين واللغويين لابن مكتوم (النسخة التيمورية) الورقة 162 - 165،
البداية والنهاية 13 / 173، الديباج المذهب لابن فرحون: 2 / 78 - 80، الترجمة: 3 /
العسجد المسبوك للملك الأشرف الغساني: 557، النجوم الزاهرة: 6 / 358 بغية الوعاة
للسيوطي: 2 / 224 - 225 الترجمة 1855، شذرات الذهب: 5 / 232.
207

والشلوبين في لغة الأندلسيين: هو الأبيض الأشقر.
مولده في سنة اثنتين وستين وخمس مئة بإشبيلية.
سمع من أبي بكر ابن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي محمد
ابن بونه، وأبي زيد السهيلي، وعبد المنعم بن الفرس، وطائفة.
وله إجازة خاصة من أبي طاهر السلفي، وأبي بكر ين خير، وأبي
القاسم بن حبيش.
اختص بابن الجد، وربي في حجره، لان أباه كان خادما لابن الجد،
وله سماع كثير. وأخذ النحو عن ابن مالكون، وأبي الحسن نجبة.
وكان إماما في العربية لا يشق غباره ولا يجارى. تصدر لاقرائها ستين
سنة، ثم في أواخر عمره ترك الأقراء لاطباق الفتن واستيلاء العدو.
وله تصانيف مفيدة، وعمل لنفسه " مشيخة " نص فيها على اتساع
مسموعاته، فقال الأبار: سمعت من ينكر ذلك ويدفعه - يعنى الاتساع -
وكان أنيق الكتابة، أخذ عنه عالم لا يحصون.
قال ابن خلكان (1): قد رأيت جماعة من أصحابه، وكل منهم يقول: ما
يتقاصر أبو علي شيخنا عن الشيخ أبي علي الفارسي، وقالوا: كان فيه مع
فضيلته غفلة وصورة بله حتى قالوا: كان إلى جانب نهر، وبيده كراس، فوقع
في الماء فاغترفه بكراس آخر فتلفا.
وله على " الجزولية " شرحان. عاش ثلاثا وثمانين سنة.
توفي في صفر سنة خمس وأربعين وست مئة.

(1) وفيات الأعيان (طبعة احسان عباس) 3 / 451 - 452.
208

125 - الدباج *
العلامة شيخ القراء والنحاة بالأندلس.
أخذ القراءات عن أبي الحسن نجبة بن يحيى، وأبي بكر بن صاف،
وأخذ العربية عن أبي ذر بن أبي ركب الخشني، وابن خروف، وتصدر
للعلمين خمسين عاما.
قال الأبار (1): أم بجامع العدبس (2). وهو أبو الحسن علي بن جابر
ابن علي الإشبيلي الدباج، من أهل الفضل والصلاح. ولد سنة ست وستين
وخمس مئة، وتوفي بإشبيلية في شعبان (3) سنة ست وأربعين وست مئة بعد
دخول الروم - لعنهم الله - صلحا بأيام، فإنه تأسف، وهاله نطق النواقيس،
وخرس الآذان، فاضطرب وارتمض لذلك، إلى أن قضى نحبه، وقيل: بل
مات يوم دخولهم.
قلت: كان حجة في النقل مسددا في البحث، يقرئ " كتاب
سيبويه ". أخذ عنه أبو الحسن بن عصفور وغيره، تسلم صاحب قشتالة البلد

* التكملة لابن الأبار (المخطوطة الأزهرية) ج 3 الورقة 76، المغرب في حلى
المغرب لابن سعيد الأندلسي: 1 / 255 واختصار القدح المعلى لابن سعيد أيضا: 155
الترجمة 37، صلة التكملة لوفيات النقلة لشرف الدين الحسيني الورقة 54، الذيل والتكملة
لكتابي الموصول والصلة للمراكشي: 5 / 198 - 201، الترجمة 394، تاريخ الاسلام للذهبي
(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 70 العبر للذهبي: 5 / 190، غاية النهاية 1 / 528 الترجمة
2181 النجوم الزاهرة: 6 / 361، بغية الوعاة للسيوطي: 2 / 153 رقم 1682، نفح الطيب
للمقري: 3 / 461، 478 (من طبعة إحسان عباس) شذرات الذهب: 5 / 235.
(1) التكملة (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 76.
(2) في غاية النهاية: جامع العريس بالراء والياء وهو تصحيف.
(3) في بغية الوعاة انه مات في الحادي والعشرين من شعبان، وحدد المراكشي وفاته بيوم
الأربعاء لتسع بقين من شعبان.
209

بعد حصار سبعة عشر شهرا واستقل بها، ومات زمن الحصار الحافظ
المحدث الأديب الشاعر أبو محمد عبد الله بن القاسم اللخمي الإشبيلي
الحريري كهلا، سمع " صحيح البخاري " من عبد الرحمن بن علي
الزهري. وله كتاب في النسب، وآخر في تاريخ علماء الأندلس، وغير
ذلك.
126 - صاحب حماة *
الملك المظفر تقي الدين محمود ابن المنصور محمد ابن المظفر تقي
الدين عمر بن شاهنشاه الأيوبي الحموي.
كانت دولته خمسا وعشرين سنة.
تملك بعد أخيه خمسة عشر عاما وأشهرا، وكان بطلا شجاعا إلى
الغاية، وكان دائما يركب باللت (1) على كتفه، قل من يقدر أن يحمله، وله
مواقف مشهودة.
ذكره ابن واصل وبالغ.
وكان فطنا قوي الفراسة، طيب المفاكهة، وكان ناقص الحظ مع
جيرانه الملوك، وحرص جدا على قيام ملك الملك الصالح نجم الدين،

* المختصر في أخبار البشر لأبي الفدا 3 / 173، كنز الدرر وجامع الغرر (الدر المطلوب
في اخبار بني أيوب) للداوداري 7 / 356، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 22 مع حاشيتها، تاريخ ابن الوردي 2 / 250، العسجد المسبوك للأشرف الغساني
533، وقد وهم محققه في الإحالة إلى ما ذكر في ذيل الروضتين 170 فإن المذكور هناك ليس هو
المقصود، السلوك في معرفة دول الملوك للمقريزي 1 / 318، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب
397 - 406، الترجمة 104، وقد وهم محققه في الإحالة إلى ما ذكر في البداية والنهاية 14 /
5، إذ إن المذكور هناك هو حفيد لهذا.
(1) في تاريخ الاسلام - بخطه -: " وكان أبدا يحمل لتا من حديد على كتفه في ركوبه ".
210

وخطب له بحماة، ثم تعلل طويلا أزيد من سنتين، وفلج، ثم مرض
بحمى، ومات، وقامت بالأمور زوجته أخت الملك الصالح، وحزن
الصالح لموته كثيرا، وجلس للعزاء ثلاثة أيام.
مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وست مئة، وعاش ثلاثا
وأربعين سنة، فتملك بعده ابنه المنصور محمد، وله عشر سنين وأيام.
127 - ابن الفاضل *
الوزير القاضي الأشرف أحمد ابن القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي
المصري.
ولد سنة ثلاث وسبعين.
وسمع من القاسم ابن عساكر، والأثير بن بنان، وبنت سعد الخير،
وأبيه، وأقبل على طلب الحديث في كهولته إلى الغاية، واجتهد، وكتب
العالي والنازل، وأنفق على المحدثين.
وكان سريع القراءة، صدرا عالما معظما، وزر للعادل، فلما مات
عرضت عليه الوزارة فأبى، ودرس بمدرسة أبيه.
مات سنة ثلاث وأربعين وست مئة وله سبعون سنة (1).

* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2323) ج 1
الورقة 89 ب، صلة التكملة لوفيات النقلة لشرف الدين الحسيني الورقة: 31 - 32، تاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة: 24 العبر للذهبي: 5 / 175، الوافي
بالوفيات: 7 / 57 - 58 الترجمة 2989 شذرات الذهب: 5 / 218.
(1) ذكر شرف الدين الحسيني أنه توفي في ليلة السادس من جمادى الآخرة.
211

128 - ابن العز *
شيخ الحنابلة تقي الدين أبو العباس أحمد ابن المحدث عز الدين
محمد ابن الحافظ عبد الغني المقدسي الصالحي.
ولد سنة إحدى وتسعين وخمس مئة.
وسمع من الخشوعي وعدة، وبأصبهان من أسعد بن روح، وعفيفة،
وخلق، ولزم جده لامه الشيخ موفق الدين حتى برع وحفظ " الكافي " له،
وتفقه ببغداد على الفخر غلام ابن المني، ودرس وأفتى، وتخرج به الفقهاء.
روى عنه العز ابن العماد، والشمس ابن الواسطي، والقاضي تقي
الدين ومحمد بن مشرق.
وكان دينا مؤثرا فصيحا مهيبا، مليح الشكل، وافر الحرمة عند
الدولة، أمر زمن الخوارزمية بتدريب الطرق في الصالحية، وتحصيل العدد
والرجال، وبالاحتراز، ولما قربت الخوارزمية من الميطوربرز بالرجال
إليهم، فجاء رسولهم يبشر بالأمان، وأنهم لا يمرون بهم إلا بأمر الشيخ،
ولما رأوا الشيخ، نزل الخانات عن خيلهم وربحوا بالشيخ، وقبلوا يده،
ومروا بصفح الجبل إلى العقبة، ثم إلى المزة، ولم يؤذوا، لكن حسن غلام
ابن المعتمد قاتلهم فقتلوه.
ثم مات الشيخ في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين (1).

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 770، ذيل الروضتين لأبي شامة: 176 صلة
التكملة لوفيات النقلة لشرف الدين الحسيني الورقة 27، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 25، العبر للذهبي: 5 / 174 - 175 الوافي بالوفيات: 8 / 55
الترجمة 3467، ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 232 - 233 الترجمة 339، النجوم الزاهرة
6 / 354 - 355، شذرات الذهب: 5 / 217.
(1) ذكر الشريف الحسيني أنه توفي في الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول، وذكر ابن
رجب في ذيل طبقات الحنابلة انه توفي في الثامن عشر من ربيع الآخر، وقد ذكر الحافظ الذهبي
في تاريخ الاسلام أنه توفي في الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر، وذكر هنا ما ذكره في العبر
ونقلها عنه ابن تغري بردئ في النجوم الزاهرة.
212

129 - ابن النخال *
الصالح المسند أبو بكر عبد الله بن عمر بن أبي بكر ابن النخال (1)
البواب.
سمع " مصافحة " للبرقاني، ورابع " المحامليات " من شهدة.
روى عنه مجد الدين ابن العديم، ومولاه بيبرس، والشيخ محمد ابن
القزاز.
وبالإجازة محمد البجدي (2)، وفقهاء بنت الواسطي.
بقي إلى سنة ثلاث وأربعين وست مئة (3).
130 - ابن الوليد * *
مفيد بغداد المحدث أبو منصور عبد الله بن أبي الفضل محمد بن أبي

* التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ضمن ترجمة أخيه محمد ج 3 النرجمة 2494، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 27 وفيها يذكر نسبه انه عبد الله
ابن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن النخال أبو بكر البغدادي البواب، تذكرة الحفاظ: 4 / 1432.
(1) النخال بالخاء كما ضبطها العلامة الحافظ زكي الدين المنذري وكما وردت بخط
الذهبي في التاريخ، وقد تصحفت في تذكرة الحفاظ إلى (النحال) بالحاء المهملة.
(2) قيده الذهبي في " المشتبه: 632)، قال عند ذكر (النجدي): وبموحدة مكسورة،
شيخنا محمد بن أحمد البجدي، الرجل الصالح ". وقد نص الحافظ ابن ناصر الدين على تشديد
الجيم.
(3) قال الذهبي في " تاريخ الاسلام ": وما أدري توفي في هذه السنة أو على أثرها.
(* *) صلة التكملة لشرف الدين الحسيني الورقة 28، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 28، وقد ذكره ضمن وفيات هذه السنة في تذكرة الحفاظ 4 /
1432، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي: 2 / 233 الترجمة 340، شذرات الذهب:
5 / 219.
213

محمد بن الوليد البغدادي، أحد الرحالين والمكثرين.
سمع عبد العزيز بن الأخضر، وابن مينا، ومسعود بن بركة، وعبد
القادر الرهاوي، وأبا اليمن الكندي، والافتخار الهاشمي، وخلقا. وكان
يوصف بسرعة القراءة وجودتها، وخطه ردئ الوضع، وهو من أئمة السنة،
له تواليف.
توفي كهلا في جمادى الأولى (1) سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
131 - ابن شحانة *
محدث خراسان سراج الدين عبد الرحمان بن عمر بن بركات بن
شحانة.
رحل وتعب وتميز في الحديث.
وسمع من أبي القاسم ابن الحرستاني، والافتخار الحلبي، وداود بن
ملاعب، ومسمار بن العويس. وكان ثقة فهما.
مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وست مئة بميا فارقين.

(1) ذكر الشرف الحسيني وفاته انها كانت في الثالث من جمادى الأولى وهو الذي ثبته
الذهبي في " تاريخ الاسلام " وابن العماد في " الشذرات ".
* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2324)
الورقة 246 / ب، صلة التكملة لشرف الدين الحسيني الورقة 34، وقال كان أحد المشهورين
بالطلب والتحصيل وتوفي قبل بلوغ أمنيته، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 29 وكناه بأبي محمد وذكر في نسبه (الحراني)، وذكر أنه روى عنه بالإجازة أبو
نصر الشيرازي، وقد ذكره في من توفي في هذه السنة في تذكرة الحفاظ: 4 / 1432، وله ترجمة
في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2 / 240 - 241 الترجمة 346، وقد ضبط لفظة (شحانة)
بضم الشين وفتح الحاء المهملة الخفيفة وبعد الألف نون.
214

132 - ابن مقرب *
محدث الإسكندرية المجود أسعد الدين أبو القاسم عبد الرحمان بن
مقرب بن عبد الكريم الكندي الإسكندراني المعدل.
مولده سنة أربع وسبعين (1).
كتب عن البوصيري، وابن موقا، وبنت سعد الخير، والأرتاحي.
وتخرج بابن (2) المفضل، وخرج لنفسه، وكان من نبهاء الطلبة.
روى عنه الدمياطي، ومحمد بن منصور الوراق، وابنه مقرب.
توفي في صفر (3) سنة ثلاث وأربعين.
قال ابن العمادية: كان ثقة ثبتا ذا حفظ وإتقان ومروءة وإحسان،
وقيل: كان يدري الأنساب.
133 - ابن حمود * *
المولى الامام البليغ البارع أمين الدين أبو الفضل عبد المحسن بن

* صلة التكملة لشرف الدين الحسيني الورقة 23، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 29، العبر للذهبي 5 / 177، وذكره في من توفي من هذه السنة في تذكرة
الحفاظ: 4 / 1432، النجوم الزاهرة 6 / 354، شذرات الذهب 5 / 220.
(1) ذكر شرف الدين الحسيني انه ولد بالإسكندرية في الثالث عشر من ربيع الأول، منها.
(2) في الأصل: " بأبي " وليس بشئ، والصحيح ما أثبتناه إذ تخرج ابن مقرب بأبي
الحسن علي بن المفضل المقدسي المتوفى سنة 611 ه‍.
(3) ذكر شرف الدين الحسيني انه توفي في ليلة الثالث عشر من صفر وثبت الذهبي في تاريخ
الاسلام ان وفاته في الثالث عشر منه.
(* *) عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2325) ج 4
الورقة 53 / أ، مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 8 / 757، صلة التكملة لشرف الدين الحسيني
الورقة 34، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 30، العبر للذهبي: 5 / 177،
وذكره في من توفي في هذه السنة في تذكرة الحفاظ 4 / 1432، النجوم الزاهرة: 6 / 353،
شذرات الذهب: 5 / 220.
215

حمود بن المحسن (1) بن علي التنوخي الحلبي ثم الدمشقي.
مولده سنة سبعين.
وسمع في كبره من حنبل، وابن طبرزذ، والكندي، وعدة. وألف
كتابا في الاخبار والنوادر عشرين سفرا بأسانيده، وله " ديوان "، وكتاب في
الترسل.
روى عنه القوصي، وابن الجلال، وزين الدين الفارقي، والعماد
ابن البالسي وآخرون.
وكان كاتب الانشاء لصاحب صرخد الأمير عز الدين أيبك.
توفي في رجب (2) سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
134 - النسابة *
الإمام الفاضل النسابة عز الدين أبو عبد الله محمد ابن تاج الامناء أحمد
ابن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي ابن عساكر.
سمع من عم أبيه الحافظ أبي القاسم، وأبي المعالي بن صابر، وعبد

(1) قيده بالتشديد الذهبي بخطه في " تاريخ الاسلام ".
(2) ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام متابعا الشريف الحسيني في صلة التكملة أنه توفي في
الرابع والعشرين من شهر رجب.
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 176، وهو أحد شيوخ ابن الصابوني، تكملة اكمال
الاكمال 177 - 178، صلة التكملة للشرف الحسيني: الورقة 28، تاريخ الاسلام للحافظ
الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 36، العبر للذهبي: 5 / 179، وقد ذكره في من توفي
في هذه السنة في تذكرة الحفاظ 4 / 1432، النجوم الزاهرة 6 / 355، شذرات الذهب 5 /
226.
216

الصمد النسوي، وأبي الفهم العجائزي،، وجماعة.
روى عنه الشيخ تاج الدين، وأخوه الخطيب، ورشيد الدين ابن
المعلم، والفخر ابن عساكر، وابن عمه البهاء، والزين ابن الشيرازي،
وآخرون.
وكان من رؤساء البلد، له بغلة وبزة فاخرة، وله " تاريخ " فيه
بوارد (1)، وله نظم وسيط.
مات في جمادى الأولى (2) سنة ثلاث أيضا.
135 - ابن أبي جعفر *
الامام المحدث الجليل العدل تاج الدين أبو الحسن محمد ابن العلامة
أبي جعفر أحمد بن علي القرطبي ثم الدمشقي إمام الكلاسة، وابن إمامها.
ولد في أول سنة خمس وسبعين.
وحج مع أبيه سنة تسع، فسمع في آخر الخامسة من عبد المنعم
الفراوي، ومن عبد الوهاب بن سكينة، وزهير شعرانة، ومحمد بن المطهر
الفاطمي. وسمع بدمشق من ابن أبي عصرون، وأحمد بن الموازيني،

(1) قال المؤلف في " تاريخ الاسلام ": " وله تاريخ على الحوادث فيه الدرة والبعرة وأشياء
باردة، ولم يظهره الرجل، وإنما هو تعاليق في جريدة. وتسمى ميوامة النسابة ".
(2) ذكر الحسيني في صلة التكملة انه توفي في ليلة الثالث من جمادى الأولى بعد ان ذكر أن
مولده في الثالث عشر من شهر رجب سنة خمس وستين وخمس مئة.
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 176، تكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني: 32،
293، صلة التكملة لوفيات النقلة للشرف الحسيني: الورقة 28، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي
(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 36 - 37، العبر للذهبي: 5 / 179 وقد ذكره الذهبي ضمن
الذين توفوا سنة 643 في تذكرة الحفاظ: 4 / 1432، وانظر أيضا الوافي بالوفيات للصفدي 2 /
118 الترجمة 460، النجوم الزاهرة: 6 / 355، شذرات الذهب: 5 / 226.
217

والفضل ابن البانياسي، ويحيى الثقفي، وعدة. فلما تكهل أقبل على
الحديث، وبالغ، وكتب الكثير. وكان دينا، خيرا، محببا إلى الناس،
ثقة.
روى عنه البرزالي، وأبو المظفر ابن النابلسي، والشيخ تاج الدين
وأخوه، وابن الجلال، ومحمد بن عبد العزيز ابن الدمياطي، وزين الدين
الفارقي، وعدة. وبالحضور العماد ابن البالسي.
مات في جمادى الأولى سنة ثلاث، وحمل على الرؤوس، ودفن
بقاسيون.
136 - ابن المنذري *
الحافظ الذكي أبو بكر محمد ابن العلامة الحافظ زكي الدين عبد
العظيم بن عبد القوي المنذري، رشيد الدين المصري، أحد الشباب
الفضلاء.
ولد سنة ثلاث عشرة وست مئة (1).

* التكملة لوفيات النقلة للحافظ المنذري ج 2 ضمن الترجمة 1488، صلة التكملة
للشرف الحسيني الورقة 38، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 38 -
39، الوافي بالوفيات 2 / 264 - 265، الترجمة 1303، وما كتبه الدكتور بشار عواد معروف
ضمن كتابه (المنذري وكتابه التكملة لوفيات النقلة - مطبعة الآداب - النجف 1968) ص 170
174، وما كتبه الدكتور بشار أيضا هو وعمه المرحوم الدكتور ناجي معروف في مقدمة تحقيقهما
لكتاب (مشيخة النعال البغدادي صائن الدين بن الأنجب تخريج الحافظ رشيد الدين محمد بن
عبد العظيم المنذري - مطبعة المجمع العلمي العراقي ببغداد 1975) ص 44 - 47، وفيهما
مصادر أخرى عن المترجم له هنا.
(1) قيد أبوه الحافظ زكي الدين عبد العظيم ولادته في التكملة بيوم السبت الثالث عشر من
شهر رمضان.
218

وسمع من عبد القوي ابن الجباب، والفخر الفارسي، وأبي طالب بن
حديد، وعدة.
وارتحل، وسمع بدمشق، وكتب الكثير.
روى عنه رفيقة أبو محمد الدمياطي.
مات في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين (1)، ولو عاش لساد.
137 - المنتجب *
شيخ القراء منتجب الدين منتجب بن أبي العز بن رشيد الهمذاني نزيل
دمشق، وشيخ القراءة بالزنجيلية.
صنف للشاطبية شرحا مفيدا، وشرح " المفصل " فجوده، وأعرب
القرآن.
وروى عن ابن طبرزذ، والكندي، وتلا على أبي الجود.
تلا عليه الصائن الواسطي نزيل قونية، والنظام التبريزي شيخنا.

(1) ذكر الحافظ الحسيني في صلة التكملة وفاته في السابع والعشرين من ذي القعدة، وهي
التي ثبتها الذهبي في تاريخ الاسلام.
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 175، صلة التكملة للحسيني الورقة 24، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 44، العبر 5 / 180، معرفة القراء الكبار للذهبي:
2 / 509 الترجمة الخامسة من الطبقة الخامسة عشرة، وقد ذكره مع الذين توفوا في هذه السنة في
تذكرة الحفاظ 4 / 1432، غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري: 2 / 310 الترجمة
3646، بغية الوعاة للسيوطي: 2 / 300 الترجمة 2022، شذرات الذهب 5 / 227 واعلم أنه
قد تصحف اسمه إلى المنتخب (بالخاء) في ذيل الروضتين والعبر وتذكرة الحفاظ وبغية الوعاة
والشذرات، والصواب ما أثبتناه عن المصادر المخطوطة كصلة التكملة وتاريخ الاسلام والسير هنا
والمطبوعة كفاية النهاية إذ وضعه بتسلسله الهجائي.
219

قال أبو شامة (1): كان مقرئا مجودا، قرأ على الكندي، وأبي الجود،
وانتفع بشيخنا السخاوي في معرفة " الشاطبية ".
مات في ربيع الأول (2) سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
138 - ابن المعوج *
الشيخ أبو غالب منصور بن أحمد بن أبي غالب محمد بن محمد بن
محمد بن السكن البغدادي، المراتبي، الخلال، ابن المعوج.
ولد سنة خمس وخمسين.
سمع محمد بن إسحاق ابن الصابي، وابن الخشاب، والمبارك بن
خضير، وعدة.
روى عنه مجلد الدين ابن العديم. وبالإجازة الفخر ابن عساكر، وأبو
المعالي ابن البالسي، والقاضي الحنبلي، وعيسى المطعم، وابن سعد،
وأحمد ابن الشحنة، وست الفقهاء الواسطية.
توفي في جمادى الآخرة (3) سنة ثلاث وأربعين وست مئة.

(1) ذيل الروضتين: 175.
(2) ذكر أبو شامة والحسيني والذهبي في تاريخ الاسلام أنه توفي في ثالث عشر ربيع الأول.
* صلة التكملة للحسيني الورقة 32، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 44 - 45، العبر للذهبي: 5 / 181، وقد ذكره ضمن الذين توفوا هذه السنة في تذكرة
الحفاظ 4 / 1433، النجوم الزاهرة: 6 / 355، شذرات الذهب: 5 / 227.
(3) ذكر الحسيني في صلة التكملة والذهبي في تاريخ الاسلام أنه توفي في الثاني عشر
منه.
220

139 - صاحب حمص *
الملك المنصور ناصر الدين إبراهيم ابن الملك المجاهد شيركوه.
مات في صفر (1) سنة أربع وأربعين بدمشق، وحمل إلى حمص،
وكانت دولته ست سنين ونصف [سنة].
وكان فارسا شجاعا وافر الهيبة، سار بعسكره وعسكر حلب وعمل
المصاف مع الخوارزمية والمظفر صاحب ميافارقين، فالتقوا في صفر سنة
أربعين فهزمهم صاحب حمص أقبح هزيمة، وتعثرت الخوارزمية، ونزل
صاحب حمص في مخيم المظفر، واحتوى على خزائنه وقام بعده ابنه
الأشرف.
140 - عتيق * *
ابن أبي الفضل بن سلامة العدل، أبو بكر السلماني، من كبار شهود
دمشق.
بلغ التسعين، وحدث عن الحافظ ابن عساكر وأبي المعالي بن

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 764، ذيل الروضتين لأبي شامة: 178 -
179، وفيات الأعيان لابن خلكان 2 / 481 ضمن الترجمة 298، المختصر في أخبار البشر لأبي
الفدا 2 / 176، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 48 - 49، العبر: 5 /
183، الوافي بالوفيات للصفدي: 6 / 20 الترجمة 2448، البداية والنهاية: 13 / 172،
النجوم الزاهرة: 6 / 356، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب: 331 - 332 الترجمة 58،
شذرات الذهب: 5 / 229، ترويح القلوب في ذكر ملوك بني أيوب للمرتضى الزبيدي: 41.
(1) ذكر سبط ابن الجوزي وأبو شامة والذهبي في " العبر " وأحمد بن إبراهيم الحنبلي في
" شفاء القلوب " ان وفاته في الحادي عشر منه، وزاد الحنبلي أنها في يوم الأربعاء.
(* *) صلة التكملة لوفيات النقلة لشرف الدين الحسيني الورقة 38، تاريخ الاسلام للذهبي
(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 31، العبر: 5 / 177، وقد ذكره ضمن الذين توفوا في هذه
السنة في تذكرة الحفاظ 4 / 1432.
221

خلدون. وكان ملازما للجماعة كثير التلاوة، عنده دعابة.
روى عنه أبو محمد الحرائري، وأبو الفضل الذهبي، وابن الخلال،
والفخر بن عساكر، والعلاء بن البقال، وعدة.
مات في ذي القعدة (1) سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
141 - ابن الجباب *
الرئيس ظهير الدين أبو إبراهيم محمد بن عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد
الرحمان السعدي الإسكندراني المالكي.
سمع من السلفي، والعثماني.
وعنه الدمياطي، والتقي الأسعردي، والضياء السبتي، ونصر الله بن
عياش، وآخرون.
مات في خامس المحرم سنة ثلاث وأربعين، وله ثمان وثمانون
سنة.
142 - ابن معقل * *
كبير الرافضة النحوي العلامة عز الدين أحمد بن علي بن معقل
المهلبي الحمصي.

(1) ذكر الحسيني في صلة التكملة والذهبي في تاريخ الاسلام أنه توفي في الثاني والعشرين
منه وذكر الحسيني أن مولده في العشرين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة وقد ذكر الذهبي
سنة ولادته دون ذكر اليوم والشهر.
* صلة التكملة لوفيات النقلة لشرف الدين الحسيني وقد ضبط الاسم قائلا والجباب بفتح
الجيم والباء الموحدة وتشديدها وبعد الألف باء موحدة أيضا انظر الورقة 23، وتاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 38، وتذكرة الحفاظ 4 / 1432.
(* *) صلة التكملة لوفيات النقلة لشرف الدين الحسيني الورقة 41 - 40، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 48، العر 5 / 182 - 183، الوافي بالوفيات 7 /
239 - 240، الترجمة 3195، البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروز آبادي ص 27 الترجمة 48،
بغية الوعاة للسيوطي 1 / 348 الترجمة 666، شذرات الذهب: 5 / 229، أعيان الشيعة: 9 /
184. معجم المؤلفين 2 / 24.
222

أخذ التشيع بالحلة، والنحو عن الكندي، وأبي البقاء، وله النظم
البديع، والنثر الصنيع، وكان أحول قصيرا ثخين الرفض.
نظم " الايضاح " و " التكملة ".
وسكن بعلبك في صحبة الملك الأمجد، وقرر له جامكية، وتخرجوا
به في المذهب.
توفي بدمشق في ربيع الأول (1) سنة أربع وأربعين وست مئة، عن
سبع وسبعين سنة.
143 - ابن عدي *
الشيخ الكبير المدعو بتاج العارفين حسن بن عدي بن أبي البركات بن
صخر بن مسافر شيخ الأكراد، وجده هو أخو الشيخ الكبير عدي.
كان هذا من رجال العالم دهاء وسموا، له فضيلة وأدب وتواليف
في التصوف الفاسد، وله أتباع لا ينحصرون وجلالة عجيبة. بلغ من
تعظيمهم له أن واعظا أتاه فتكلم بين يديه، فبكى تاج العارفين وغشي عليه،

(1) توفي في الخامس والعشرين من ربيع الأول كما ذكره الذهبي في تاريخ الاسلام
والسيوطي في البغية، وذكر الشرف الحسيني أنه توفي في ليلة الخامس والعشرين منه وذكر أن مولده
سنة سبع وستين وخمس مئة.
* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 50، العبر للذهبي: 5 /
183 وفيه أنه الحسن بن علي وهو تصحيف، الوافي بالوفيات 12 / 101 - 103 الترجمة 88،
فوات الوفيات 1 / 334 - 336 الترجمة 117، شذرات الذهب: 5 / 229.
223

فوثب كردي، وذبح الواعظ، فأفاق الشيخ فرأى الواعظ يختبط في دمه،
فقال: أيش هذا؟ فقالوا: أي شئ هذا من الكلاب حتى يبكي سيدي
الشيخ.
وزاد تمكن الشيخ حتى خاف منه بدر الدين صاحب الموصل، فتحيل
عليه حتى اصطاده، وخنقه بالموصل، خوفا من غائلته.
وهناك جهلة يعتقدون أن الشيخ حسنا لابد أن يرجع إلى الدنيا، وكان
يلوح في نظمه بالالحاد، ويزعم أنه رأى رب العزة عيانا، واعتقاده ضلالة.
قتل سنة أربع وأربعين وست مئة، وله ثلاث وخمسون سنة.
144 - الحريري *
كبير الفقراء البطلة، الشيخ علي بن أبي الحسن بن منصور ابن
الحريري الحوراني، من عشير يقال لهم: بنو الرمان.
مولده ببسر، وبها مات في سنة خمس وأربعين وست مئة في
رمضان، وقد قارب التسعين.
قدم دمشق صبيا، فتعلم نسخ المروزي وبرع، ثم وقف عليه دين
فحبس. وأمه دمشقية من ذرية الأمير مسيب العقيلي، وكان خاله صائغا،

* ذيل الروضتين لأبي شامة: 180، الحوادث الجامعة 235، تاريخ الاسلام للحافظ
الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 57 - 62، العبر للذهبي 5 / 185، البداية والنهاية
13 / 170، العسجد المسبوك الغساني: 556 - 557، الفلاكة والمفلوكون للدلجي: 72،
النجوم الزاهرة لابن تغري بردي وقد ذكره مرتين الأولى ضمن وفيات سنة 645 (6 / 359)
والاخرى ضمن وفيات سنة 646 مع تصحيف اسمه فقال علي بن أبي الجن بن منصور الشيخ أبو
الجن وأبو محمد الحريري (كذا) فجعل اسمه لشخصين (6 / 360)، جامع كرامات الأولياء،
للنبهاني 2 / 340.
224

وربي الشيخ يتيما، ثم عمل العتابي، ثم تزهد، وصحب أبا علي المغربل
خادم الشيخ رسلان.
قرأت بخط السيف الحافظ: كان الحريري من أفتن شئ وأضره على
الاسلام، تظهر منه الزندقة والاستهزاء بالشرع، بلغني من الثقات أشياء
يستعظم ذكرها من الزندقة والجرأة على الله، وكان مستخفا بأمر الصلوات.
وحدثني أبو إسحاق الصريفيني، قال: قلت للحريري: ما الحجة في
البرقص؟ قال: * (إذا زلزلت الأرض زلزالها) * (1). وكان يطعم وينفق
ويتبعه كل مريب. شهد عليه خلق كثير بما يوجب القتل، ولم يقدم السلطان
على قتله، بل سجنه مرتين.
أنبأنا العلامة ابن دقيق العيد، عن ابن عبد السلام سمعه يقول في
[ابن] (2) العربي: شيخ سوء كذاب.
وعندي مجموع من كلام الشيخ الحريري فيه: إذا دخل مريدي بلاد
الروم، وتنصر، وأكل الخنزير، وشرب الخمر كان في شغلي!
وسأله رجل: أي الطرق أقرب إلى الله؟ قال: اترك السير وقد
وصلت!
وقال لأصحابه: بايعوني على أن نموت يهود (3) ونحشر إلى النار حتى
لا يصحبني أحد لعلة.

(1) الآية الأولي من سورة الزلزلة.
(2) الزيادة من تاريخ الاسلام ج 20 الورقة 58 وهنا ذكر قبل هذه الجملة كلاما كثيرا عن
الشيخ ابن عربي، وكتابه الفصوص.
(3) (يهود) كذا بالمنع من الصرف في الأصل وفي تاريخ الاسلام الورقة 59.
225

وقال: لو قدم علي من قتل ولدي وهو بذلك طيب وجدني أطيب منه.
ومن ذلك قوله: أمرد يقدم مداسي أخير من رضوانكم، وربع قحبة
عندي أحسن من الولدان. أود أشتهي قبل موتي أعشق ولو صورة حجر. أنا
متكل محير والعشق بي مشغول!
قال ابن إسرائيل: قال لي الشيخ: ما معنى قوله تعالى: * (كلما
أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) * (1) قلت: يقول سيدي، قال: ويحك من
الموقد ومن المطفئ، لا يسمع لله كلاما إلا منك فيك، فامح إنيتك.
وقال علي بن أنجب بن تاريخه (2):
الفقير الحريري شيخ عجيب، كان يعاشر الاحداث، كان يقال عنه:
إنه مباحي ولم تكن له مراقبة، كان يخرب، والفقهاء ينكرون فعله، وكان له
قبول عظيم.
وروي عن الحريري: لو ضربنا عنقك على هذا القول ولعناك لاعتقدنا
أنا مصيبون.
وممن انتصر له وخضع لكشفه الإمام أبو شامة (3)، فقال: كان عنده من
القيام بواجب الشريعة ما لم يعرفه أحد من المتشرعين ظاهرا وباطنا، وأكثر
الناس يغلطون فيه، كان مكاشفا لما في الصدور بحيث قد أطلعه الله على
سرائر أوليائه.

(1) سورة المائدة من الآية 64.
(2) هو التاج ابن الساعي المؤرخ العراقي المشهور.
(3) لم نجد هذا الكلام في ذيل الروضتين لأبي شامة حين ترجم له في وفاته سنة 645 ص
180 بل نجد خلاف ذلك ذما له، وقد نسب ابن تغري بردي إلى أبي شامة أيضا أنه أثنى على
الحريري (النجوم الزاهرة 6 / 360).
226

قلت: ما هذا؟ اتق الله، فالكهنة وابن صائد مكاشفون لما في
الضمائر.
كان الحريري يلبس ما اتفق والمطرز والملون، وقال عن نفسه:
فقير ولكن من صلاح ومن تقى * وشيخ ولكن للفسوق إمام
وباقي سيرته في " تاريخ الاسلام " (1).
145 - القفطي *
القاضي الأكرم الوزير الأوحد جمال الدين أبو الحسين علي بن يوسف
ابن إبراهيم الشيباني القفطي المصري صاحب " تاريخ النحاة ".
وله " أخبار المصنفين وما صنفوه " و " أخبار السلجوقية "، و " تاريخ
مصر ". وكان عالما متفننا، جمع من الكتب شيئا كثيرا يتجاوز الوصف.
ووزر بحلب.
مات في رمضان سنة ست وأربعين وست مئة.

(1) ج 20 الورقة 60 وما بعدها.
* معجم الأدباء (رفاعي) 15 / 175 - 204 الترجمة 34، معجم البلدان 3 / 55 - 56
عقود الجمان لابن الشعار (أسعد أفندي 2326) ج 5 الورقة الأولى تاريخ مختصر الدول لابن
العبري: 272، الحوادث الجامعة: 237، الطالع السعيد للأدفوي: 237 - 238 تاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 70، العبر: 5 / 191، فوات الوفيات 3 /
117 - 118 الترجمة 369، عيون التواريخ لابن شاكر أيضا 20 / 26 - 27، العسجد المسبوك
للغساني 567، النجوم الزاهرة 6 / 361، بغية الوعاة 1 / 212 - 213 الترجمة 1816، حسن
المحاضرة للسيوطي 1 / 554 الترجمة 12، شذرات الذهب: 5 / 236، مقدمة كتاب إنباه
الرواة على أنباه النحاة للقفطي بقلم محققه محمد أبي الفضل إبراهيم.
227

146 - الخونجي *
القاضي المتكلم الباهر أفضل الدين أبو عبد الله محمد بن ناماور بن
عبد الملك، الخونجي، الشافعي، نزيل مصر.
ولد سنة تسعين وخمس مئة (1).
وولي القضاء بمصر وأعمالها، ودرس بالصالحية، وأفتى، وصنف.
قال أبو شامة (2): كان حكيما منطقيا، وكان قاضي القضاة بمصر.
قال ابن أبي أصيبعة (3): تميز في العلوم الحكمية، وأتقن الأمور
الشرعية فوجدته لما رأيته الغاية القصوى في سائر العلوم، وله تصانيف في
الطلب والمنطق.
مات في رمضان (4) سنة ست وأربعين وست مئة.

* ذيل الروضتين لأبي شامة: 182، عيون الانباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة
(دار الفكر بيروت 1957) 3 / 199 - 200، صلة التكملة لوفيات النقلة لشرف الدين الحسيني
الورقة 54، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 71، العبر للذهبي: 5 /
191، الوافي بالوفيات 5 / 108 - 109 الترجمة 2121، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي 20 /
25 - 26، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8 / 105 - 106 الترجمة 1097، طبقات الشافعية
للأسنوي 1 / 502 - 503، الترجمة 460، البداية والنهاية 13 / 175، حسن المحاضرة
للسيوطي: 1 / 541 الترجمة 15، مفتاح السعادة ومصباح السيادة لطاش كبرى زادة (البكري
وأبو النور) 1 / 246، شذرات الذهب: 5 / 236.
(1) قيد شرف الدين الحسيني في صلة التكملة مولده في جمادى الأولى (الورقة 54).
(2) ذيل الروضتين: 182.
(3) عيون الانباء في طبقات الأطباء (دار الفكر) 3 / 199 - 200.
(4) ذكر أبو شامة وابن أبي أصيبعة والحسين والذهبي في تاريخ الاسلام والسبكي في طبقاته
أن وفاته كانت في الخامس من شهر رمضان.
228

147 - مهنا *
ابن مانع بن حديثة بن فضل بن ربيعة، أمير عرب الشام وابن
أمرائهم، وأبو الأمير عيسى، وجد ملك العرب مهنا بن عيسى.
مات سنة ست وأربعين وست مئة.
148 - ابن رئيس الرؤساء * *
العلامة الفيلسوف أبو الفتح (1) المبارك ابن الوزير أبي الفرج محمد بن
عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس الرؤساء ابن المسلمة البغدادي.
ولد في رجب سنة ستين وخمس مئة.
وسمع من يحيى بن ثابت، وتجني الوهبانية.
روى بالإجازة أبو نصر ابن الشيرازي، ومحمد بن أحمد
البجدي. وأقرأ علم الأوائل في داره، وكان بارعا في الهندسة والطب والشعر
والآداب. ولي صدرية المخزن (2) سنة خمس وست مئة أشهرا، عزل،

* تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 حاشية الورقة 72 بخط
المؤلف.
(* *) الكامل في التاريخ: 12 / 118، تلخيص مجمع الآداب: 4 / 1 / الترجمة:
638، والحوادث الجامعة: 227، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 63 - 64، العسجد المسبوك للملك الأشرف الغساني: 560، ولقبه عضد الدين مثل
لقب أبيه.
(1) في الجامع المختصر لابن الساعي وتلخيص مجمع الآداب: أبو الفتوح.
(2) المخزن: يشبه في عصرنا: وزارة المالية، قال تاج الدين ابن الساعي في حوادث سنة
605 من " الجامع المختصر ": " وفي يوم الثلاثاء عاشر شعبان ولي عضد الدين أبو الفتوح ابن
الوزير أبي الفرج محمد ابن رئيس الرؤساء صدرية المخزن المعمور نقلا من أشراف دار
التشريفات الشريفة المعروفة وخلع عليه بها وشافعه بالولاية عز الدين نجاح الشرابي " (ص:
264).
229

وكان وفر الحشمة، وقف رباطا على الفقراء.
وتوفي في ذي القعدة (1) سنة خمس وأربعين وست مئة.
149 - ابن الدوامي *
الصاحب عز الكفاة أبو المعالي هبة الله ابن الصاحب أبي علي الحسن
ابن هبة الله بن الحسن ابن الدوامي البغدادي حاجب الحجاب (2).
ولد سنة إحدى وستين وخمس مئة.
سمع من تجني الوهبانية " حديث الحفار "، ومن أبي الفتح بن
شاتيل.
وكان والده وكيل الناصر.
وولي هبة الله واسط، ثم صرف للينه وجودته، فكتب فيه الخليفة:
" يلحق الثقة العاجز بالخائن (3) الجلد "، فلزم داره في تعبد وخير وبر.

(1) ذكر الملك الأشرف الغساني أنه توفي في الرابع من ذي القعدة من السنة، وفي الكتاب
المسمى " بالحوادث الجامعة " أنه توفي سنة 646.
* الحوادث الجامعة: 227، ولقبه نظام الدين، تلخيص مجمع الآداب ج 4 الترجمة
921 ولقبه فيه: علم الدولة، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة
الملحقة بالورقة 64 من خط المؤلف، العبر للذهبي: 5 / 187، المختصر المحتاج إليه من
تاريخ الحافظ أبي عبد الله ابن الدبيثي للحافظ الذهبي: 3 / 222 الترجمة 1286، العسجد
المسبوك للملك الأشرف الغساني 558 - 559، شذرات الذهب: 5 / 233.
(2) ذكر محب الدين ابن النجار في تاريخه أنه ولي حجابة الحجاب في صفر سنة تسع
وثمانين وخمس مئة وعزل سنة ست مئة.
(3) في الأصل: " بالجائز "، ولا معنى لها، والصحيح ما أثبتناه، قال المؤلف في تاريخ
الاسلام بخطه -: " وانحدر إلى أعمال واسط فلم يؤذ أحدا وحمدت سيرته، فعزل للين جانبه
وخيره، كما عزل الذي قبله لخيانته، وكتب الامام: يلحق الثقة العاجز بالخائن الجلد، فلزم
الرجل منزله في حال تعفف وانقطاع وعبادة وكثرة تلاوة وصوم وصدقة ".
230

روى عنه ابن العديم، وفتاه بيبرس التركي.
وبالإجازة الفخر ابن عساكر وطائفة.
وروى عنه ابن النجار، وقال: توفي في جمادى الأولى (1) سنة خمس
وأربعين وست مئة (2).
قلت: ومات ابنه
150 - الصدر تاج الدين علي الحاجب
في سنة وخمسين في عشر السبعين، روى عن ابن كليب. أخذ
عنه الدمياطي، وهو أخو محمد بن هبة الله.
151 - الهذباني *
الأمير الكبير الامام العالم شرف الدين يعقوب بن محمد بن الحسن بن
عيسى الكردي الموصلي، من أعيان أمراء مصر.

(1) في تاريخ الاسلام توفي في السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وأربعين،
وسنة وفاته قد ذكرها معظم المؤرخين له إلا أن صاحب الحوادث الجامعة ذكر أن وفاته سنة 646.
(2) هذا ذهول شديد من الامام الذهبي، إذ كيف يذكر ابن النجار وفاته سنة 645، وهو
المتوفى سنة 643، والظاهر أن هذا التاريخ مما أضيف إلى نسخة تاريخ ابن النجار بعد وفاته،
فذهل الامام الذهبي، حال النقل عن هذه الحقيقة، ومثل هذا كثير في " طبقات ابن سعد " وغيرها
من الكتب.
* صلة التكملة لشرف الدين الحسيني الورقة 45، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 64، العبر للذهبي: 5 / 187 - 188، العسجد المسبوك للملك
الأشرف الغساني: 558، حسن المحاضرة للسيوطي: 1 / 377 الترجمة 67، مفتاح السعادة
1 / 204، شذرات الذهب 5 / 223.
231

قرأ على أبي السعادات ابن الأثير تصانيفه.
وسمع من يحيى الثقفي، ومنصور الطبري، والقاسم بن عساكر،
وعدة.
وحدث " بمسند أبي يعلى " و " بجامع الأصول ".
وكان بيته مأوى الفضلاء.
روى عنه الصدر القونوي، والدمياطي، وناصر الدين الماكسيني،
والعماد خطيب المصلى.
توفي في ربيع الأول (1) سنة خمس (2) وأربعين وست مئة، وله اثنتان
وثمانون سنة (3).
152 - عجيبة *
الشيخة المعمرة المسندة ضوء الصباح بنت الحافظ أبي بكر محمد بن
أبي غالب بن أحمد بن مرزوق الباقداري البغدادية.
سمعت من عبد الله بن منصور الموصلي، وعبد الحق اليوسفي،
وأجاز لها أبو عبد الله الرستمي، ومسعود الثقفي، وأبو الخير الباغبان وابن
عمه أبو رشيد، وهبة الله بن أحمد الشبلي، ورجاء بن حامد المعداني،

(1) ذكر الحسيني أن وفاته كانت في ليلة الثامن عشر من ربيع الأول.
(2) جعل السيوطي وفاته سنة ست وأربعين وست مئة (حسن المحاضرة 1 / 377).
(3) قيد الحسيني ولادته في أواخر سنة اثنتين أو أوائل سنة ثلاث وستين وخمس مئة بينما
حددها الذهبي في (التاريخ) بأنه ولد في صدر سنة ثلاث وستين.
* تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 81، العبر للذهبي
5 / 194، العسجد المسبوك للأشرف الغساني 573، شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 5 /
238، الأعلام للزركلي (ط 4) 4 / 217.
232

وعدة. وتفردت في الدنيا، وخرجوا لها " مشيخة " في عشرة أجزاء.
مولدها في صفر سنة أربع وخمسين.
والعجب من والدها كيف لم يسمعها من أبي الفتح بن البطي وطبقته.
وكانت امرأة صالحة.
حدث عنها المحب عبد الله وموسى بن أبي الفتح، وأحمد بن عبد الله
ابن عبد الهادي، والشيخ عبد الصمد المقرئ، ومحمد بن أبي بكر
الجعفري، وعبد الرحيم ابن الزجاج، ومحمد بن عبد المحسن الواعظ،
وجماعة. وتفردت زينب بنت الكمال بإجازتها.
توفيت في صفر سنة سبع وأربعين وست مئة.
ومن مسموعها: الثاني من حديث أبي أحمد حسينك من يحيى بن
ثابت البقال، و " مختلف الحديث " للشافعي من عبد الحق اليوسفي،
و " تاريخ البخاري الكبير " من عبد الحق أيضا.
وفيها مات صاحب مصر الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الكامل
بالمنصورة مرابطا، والرشيد عبد العزيز بن عبد الوهاب بن أبي الطاهر بن
عوف، والصفي عمر بن عبد الوهاب ابن البراذع، وأبو جعفر محمد بن عبد
الكريم ابن السيدي، وملك الامراء فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ
الجويني، والشمس يوسف بن محمود الساوي.
153 - الساوي *
الشيخ المسند الصالح شمس الدين أبو يعقوب يوسف بن محمود بن

* صلة التكملة لشرف الدين الحسيني الورقة 57، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 84، العبر للذهبي: 5 / 195، العسجد المسبوك للملك الأشرف
الغساني: 572، النجوم الزاهرة 6 / 363، حسن المحاضرة: 1 / 378، شذرات الذهب:
5 / 239.
233

الحسين بن الحسن بن أحمد الساوي ثم الدمشقي المولد المصري الدار
الصوفي، ويعرف قديما بابن المخلص.
ولد في ربيع الأول سنة ثمان وستين وخمس مئة.
وسمع من أبي طاهر السلفي عدة أجزاء، ومن عبد الله بن بري، وهبة
الله البوصيري، والتاج المسعودي.
حدث عنه أبو محمد الدمياطي، وأبو المعالي الأبرقوهي، وأبو الفتح
ابن القيسراني، وشرف الدين حسن ابن الصيرفي، وأبو الفتح بن النشو،
والأمين الصفار، وجماعة. وكان من صوفية خانقاه سعيد السعداء.
توفي في حادي عشر رجب سنة سبع وأربعين وست مئة، وقد تفرد
بأجزاء عالية.
154 - ابن الجباب *
الشيخ الجليل فخر القضاة أبو الفضل، أحمد بن محمد بن عبد العزيز
ابن الحسين ابن الجباب التميمي السعدي المصري المالكي العدل، ناظر
الأوقاف.
ولد سنة إحدي وستين.

* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 84 - 85، العبر للذهبي 5 /
198، الوافي بالوفيات: 8 / 55 الترجمة 3465، النجوم الزاهرة 7 / 22، شذرات الذهب 5 /
240، ويتصحف " الجباب " إلى " الحباب " بالحاء المهملة في كثير من المصادر، كما في
" الوافي " و " النجوم " و " الشذرات " وغيرها.
234

وسمع أبا طاهر السلفي، وعبد الله بن بري، وأبا المفاخر المأموني.
وحدث " بصحيح مسلم " غير مرة.
حدث عنه المنذري، والدمياطي، وابن الظاهري، وفتح الدين ابن
القيسراني، والشيخ محمد القزاز، وآخرون.
قال الدمياطي: قرأت عليه " صحيح مسلم " مرتين، وكان محسنا إلي
بارا (1) بي.
توفي في رمضان سنة ثمان وأربعين وست مئة.
155 - ابن الخير *
الشيخ الامام المقرئ الفقيه المحدث مسند بغداد أبو إسحاق، وأبو
محمد، إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي البغدادي الازجي الحنبلي
المشهور بابن الخير.
ولد سنة ثلاث وستين وخمس مئة.
وسمع الكثير من فخر النساء شهدة، وأبي الحسين اليوسفي،
وخديجة بنت النهرواني، وأبي الفتح ابن شاتيل، والحسن بن شيرويه،
وطائفة.

(1) في الأصل: بار بالرفع وما أثبتناه يقتضيه الاعراب ويؤيده ما جاء في تاريخ الاسلام.
* صلة التكملة للحسيني الورقة 61، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 85، العبر للذهبي: 5 / 198، المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي اختصار
الذهبي 1 / 235 - 236 الترجمة 472، المشتبه للذهبي: 194، الوافي بالوفيات: 6 / 142 -
143، الترجمة 2586، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2 / 243 - 244 الترجمة 352، غاية
النهاية في طبقات القراء لابن الجزري: 1 / 27 الترجمة 113، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه:
553، النجوم الزاهرة: 7 / 22، شذرات الذهب: 5 / 240.
235

وأجاز له أبو الفتح بن البطي، وجماعة.
وتلا بالروايات، وأقرأ مدة طويلة، وكان صالحا، دينا، فاضلا،
دائم البشر، عالي الرواية.
حدث عنه ابن الحلوانية، والدمياطي، ومجد الدين العقيلي،
وجمال الدين الشريشي، وعز الدين الفاروثي، وأبو عبد الله القزاز، وعبد
الرحمن بن المقير، وتاج الدين الغرافي، وعفيف الدين ابن الدواليبي،
وآخرون.
قال ابن النجار: كتب بخطه كثيرا من الكتب المطولات، ولقن
خلقا، كتبت عنه شيئا يسيرا على ضعف فيه.
وقال الدمياطي: توفي في سابع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين
وست مئة، وكانت جنازته مشهودة.
قلت: تفردت بإجازته زينب بنت الكمال، وقد روت عنه مرات " جزء
الحفار " و " مشيخة شهدة "، و " ثاني المحامليات "، و " جزء حنبل "
و " أمالي الدقيقي "، و " جزء ابن علم "، و " قصر الأمل "، و " الشكر
و " القناعة " و " الموطأ " للقعنبي " و " الموطأ " لسويد، وأشياء.
وكان أبوه الشيخ محمود الضرير مقرئا خيرا من أهل باب الأزج. سمع
الكثير من أبي الوقت وابن ناصر. روى عنه ابن النجار وقال: توفي سنة
ثلاث وست مئة.
236

156 - ابن رواج *
الشيخ الامام المحدث مسند الإسكندرية رشيد الدين أبو محمد عبد
الوهاب بن رواج واسمه: ظافر بن علي بن فتوح بن حسين الأزدي القرشي،
حليفهم، الإسكندراني المالكي الجوشني.
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
وطلب بنفسه فأكثر عن السلفي، وسمع من أبي الطاهر بن عوف،
ومخلوف بن جارة، وأبي طالب أحمد بن المسلم، ومشرف بن علي
الأنماطي، ومحمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأخيه أحمد، ومقاتل بن
عبد العزيز البرقي، وظافر بن عطية، ويحيى بن قلنبا، ومحمد بن محمد
الكركنتي، وعبد الواحد بن عسكر، وطائفة.
ونسخ الاجزاء، وخرج لنفسه " الأربعين ". وكان فقيها فطنا، دينا،
متواضعا، صحيح السماع، انقطع بموته شئ كثير.
حدث عنه ابن نقطة، وابن النجار، والمنذري، والرشيد العطار،
والضياء السبتي، والدمياطي، والشرف ابن الصيرفي، والتاج الغرافي،
وبلال المغيثي، وشهاب بن علي، ومحمد بن أبي القاسم الصقلي، وعبد
القادر ابن الخطيري، وأبو الفتح بن النشو، ويوسف بن عمر الختني،
وعدة.

(1) تكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني: 11، 252، 307، تاريخ الاسلام للذهبي
(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 89، العبر: 5 / 200، وأورده الذهبي أيضا ضمن الذين
توفوا في هذه السنة في تذكرة الحفاظ: 4 / 1411، السلوك في معرفة دول الملوك للمقريزي:
1 / 381، النجوم الزاهرة: 7 / 22 وفيها (رواح) بالحاء المهملة، مصحف، شذرات الذهب
5 / 242.
237

توفي في ثامن عشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وست مئة بالثغر.
وفيها توفي فخر القضاة أحمد بن محمد ابن الجباب، وأبو محمد
إبراهيم بن محمود ابن الخير الازجي، والعدل مظفر بن عبد الملك بن
الفوي، والمحدث أبو الحجاج يوسف بن خليل، وصاحب اليمن نور الدين
عمر بن رسول التركماني قتل، وصاحب مصر المعظم ابن الصالح قتل،
وصاحب دمشق الصالح إسماعيل أبو الخيش قتل.
وفي سنة ست وثلاثين وسبع مئة شيخ معمر يروي عنه بالإجازة. وهو
أخو محيي الدين المقدسي.
157 - ابن العليق *
الشيخ العالم الصالح المعمر أبو نصر أعز بن فضائل بن أبي نصر بن
عباسوه ابن العليق البغدادي البابصري، ويعرف أيضا بابن بندقة.
سمع من شهدة الكاتبة " موطأ القعنبي " و " القناعة " لابن أبي الدنيا،
و " الكرامات " للخلال، و " مجابي الدعوة " والرابع من " حديث
الصفار ". وسمع من عبد الحق بن يوسف، وأبي المظفر بن حمدي،
وعبد الرحمن بن يعيش القواريري، والمبارك بن الزبيدي.
وكتب إليه بالإجازة أبو طاهر السلفي.
وكان دينا، خيرا، فاضلا، يقظا، كثير التلاوة، عالي الرواية.

* صلة التكملة لشرف الدين الحسيني الورقة 65، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة: 93 - 94، العبر 5 / 202، الوافي بالوفيات: 9 / 290، الترجمة
4216 وفيه غباسوه بالغين المعجمة مصحف، النجوم الزاهرة 7 / 24، شذرات الذهب: 5 /
244.
238

حدث عنه ابن الحلوانية، والدمياطي، ومجد الدين العديمي،
وجمال الدين الشريشي، والفقيه سليمان بن رطلين، وجماعة.
وحدث عنه بالإجازة عبد الملك بن تيمية، وابن عمه، وعلاء الدين
ابن السكاكري، وعدة.
توفي في سادس عشر رجب سنة تسع وأربعين وست مئة. وآخر من
روى عنه بالسماع محمد ابن الدواليبي الواعظ، وتفردت بنت الكمال بإجازته
في وقتنا.
158 - النشتبري *
الشيخ الامام الفقيه الجليل المحدث المعمر ضياء الدين أبو محمد عبد
الخالق بن الأنجب بن معمر بن حسن العراقي النشتبري ثم المارديني
الشافعي، ويعرف بالحافظ.
رحل وسمع ببغداد من أبي الفتح بن شاتيل، وأبي بكر الحازمي
الحافظ، وعبد المنعم بن كليب، وأبي الفرج ابن الجوزي، وطائفة.

* معجم البلدان (صادر) 5 / 286، اكمال الاكمال لابن نقطة (دار الكتب): 50،
صلة التكملة للشرف الحسيني الورقة 67، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 94 -
95، العبر للذهبي: 5 / 202، المشتبه للذهبي: 1 / 380، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه
673، النجوم الزاهرة: 7 / 24، شذرات الذهب لابن العماد: 5 / 244 - 245، وفيها أنه
البشيري وقال بفتح الباء الموحدة وكسر المعجمة وبعد الياء راء نسبة إلى قلعة بشير بنواحي الدوران
من بلاد الأكراد، وهو سهو لان الذين ترجموا له ضبطوا نسبته بنون مكسورة وقد تفتح ثم شين
معجمة ساكنة ثم تاء مثناة مفتوحة ثم موحدة ساكنة ثم راء فياء نسبة إلى نشتبرى قرية كبيرة ذات نخل
وبساتين تختلط بساتينها ببساتين شهربان من طريق خراسان من نواحي بغداد، كما في معجم
البلدان واكمال الاكمال والمشتبه وغير ذلك.
239

وبمصر من إسماعيل بن ياسين وطائفة، وبدمشق من إسماعيل الجنزوي،
والخشوعي.
ورأيت إجازة صحيحة في قطع لطيف فيها اسم عبد الخالق هذا من
وجيه الشحامي، وعبد الله ابن الفراوي، وعبد الخالق بن زاهر، وأبي
الأسعد القشيري، والحسين بن علي الشحامي، وشهردار بن شيرويه وعبد
الخالق اليوسفي ونصر بن نصر العكبري، وهبة الله ابن أخت الطويل،
وموهوب ابن الجواليقي، وعبد الملك الكروخي، وطبقتهم، فاستبعدت
ذلك ولم أحتفل بأمرها إذ ذاك، وتوقفنا في شأنها.
قال ابن الحاجب: سألت الحافظ الضياء عنه، فقال: صحبنا في
السماع ببغداد وما رأينا منه إلا الخير، وبلغنا أنه فقيه حافظ.
وقال غيره: كان مناظرا، متفننا، كثير المواد.
وقال الحافظ عز الدين الشريف (1): كان يذكر أنه ولد في سنة سبع
وثلاثين وخمس مئة، وأنه أجاز له جماعة منهم أبو الفتح الكروخي.
قلت: التردد موجود في هذه الإجازة هل هي له أو لأخ له باسمه مات
قديما، فإني رأيت شيوخنا كالدمياطي وابن الظاهري، فقد ارتحلوا إليه
وسمعوا منه من روايته عن ابن شاتيل وغيره، وسمعوا بهذه الإجازة، ورأيت
" جامع أبي عيسى " قد قرأه شيخنا ابن الظاهري عليه، ولولا صحة الإجازة
عنده لما أتعب نفسه، وقد قال الدمياطي: إنه جاوز المئة، وقال: كان فقيها
عالما، ثم ضبط النشتبري بكسر أو له وثالثه، وقد قال ابن النجار: بلغني أنه
ادعى الإجازة من موهوب ابن الجواليقي والكروخي وجماعة، وروى

(1) الحسيني: صلة التكملة لوفيات النقلة (نسخة مكتبة كوبريللي 1101) الورقة 67.
240

عنهم، وما أظن سنه تحتمل ذلك.
قلت: قرأ عليه السراج عمر بن شحانة " الأربعين " لعبد الخالق
الشحامي في سنة إحدي وأربعين وست مئة بآمد بإجازته منه، فالله أعلم، ولا
ريب أنه رجل فقيه النفس يدري من نفسه أنه كان أدرك ذلك الزمان أو لا، وقد
ادعى أنه ولد سنة سبع وثلاثين فعلى هذا يكون قد عاش مئة واثني عشر
عاما (1).
حدث عنه مجد الدين ابن العديم، وشمس الدين ابن الزين،
وشمس الدين محمد بن التيتي (2) الآمدي، والحافظان الدمياطي وابن
الظاهري، وطائفة. ومن القدماء: أبو عبد الله البرزالي، وبالإجازة أبو
المعالي ابن البالسي، وأبو عبد الله ابن الدباهي، وزينب بنت الكمال،
وآخرون.
وقد توفي سنة تسع وأربعين وست مئة في الثاني والعشرين من ذي
الحجة.
ورأيت شيوخنا كالدمياطي وابن الظاهري قد ارتحلوا إليه وسمعوا منه
من روايته عن ابن شاتيل وغيره، وسمعوا بهذه الإجازة (3)، فمن المجيزين
له كبار منهم:

(1) قد ذكره الذهبي في كتابه النافع: " أهل المئة فصاعدا "، وقال: " ما زال المحدثون
يترددون - يتوقفون في سن هذا الرجل، ويظنون أن هذه الإجازة لأخ له باسمه، فأنا رأيتها عتيقة
سالمة من كشط، فيها خط وجيه الشحامي والكبار، فالله أعلم بحقيقة حاله ". ص 137 بتحقيق
الدكتور بشار عواد معروف.
(2) قيده المؤلف في " المشتبه: 117 " قال: " وبمثناتين بينهما ياء: الأمير شمس الدين
محمد ابن الصاحب شرف الدين ابن التيتي الأديب، حدثنا عن ابن المقير والنشتبري، وزر أبوه
بماردين، وله النظم والنثر ". وترجمه في معجم شيوخه الكبير.
(3) قد ذكر هذا الامر قبل قليل فكأنه تكرر عليه - رحمه الله.
241

نصر بن نصر العكبري عنده عوال، من ذلك: الأول الكبير من حديث
المخلص، و " مشيخة " أبي الغنائم بن أبي عثمان منه، مات سنة اثنتين
[وخمسين] (1) وخمس مئة.
العلامة (2) أبو منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، سمع
الكثير من ابن البسري وأبي طاهر بن أبي الصقر، وخطيب الأنبار علي بن
محمد، مات سنة أربعين وخمس مئة.
أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله بن أبي سهل الكروخي
الصوفي راوي " الجامع "، وكان ثقة صالحا يتبلغ من النسخ، مات سنة
ثمان وأربعين وخمس مئة.
أبو بكر هبة الله بن الفرج ابن أخت الطويل شيخ همذان، سمع " سنن
أبي داود " من علي بن محمد البجلي: أخبرنا أبو بكر بن لآل، أخبرنا ابن
داسة، وسمع من جماعة، مات سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة عن تسعين
سنة.
ومن المحدثين أبو المعالي ابن السمين، وعبد الكريم بن الحسن
الكاتب، وأبو محمد بن محمد الطوسي، وأبو بكر محمد بن علي بن محمد
الطوسي الذي حدث عنه عبد القادر الحافظ، وطاهر بن زاهر بن طاهر
الشحامي وأخوه الفضل وابن عمهما محمد بن وجيه، والله سبحانه أعلم.
وقد كان النشتبري بعث الإجازة إلى ابن الوليد في سنة ست وثلاثين
وست مئة، فتكلم له على أكثرهم وما رأيناه أنكر ذلك، وكان عالما صاحب

(1) إضافة منا، كأنها سقطت من النسخة، ووفاة العكبري معروفة مشهورة سنة 552.
(2) يعني ومن الذين أجازوه.
242

حديث، وكان النشتبري من كبار العلماء معروفا بالستر والصيانة، وما كان
ليستحل مع ذكائه وفهمه وطلبه للحديث ورحلته فيه أن تكون الإجازة لأخ له
باسمه قد مات صغيرا وسمي الضياء باسمه فيدعيها، ويؤكد ذلك بقوله:
إنني ولدت سنة سبع وثلاثين، ويحدث بها من سنة أربع وعشرين وست مئة
وإلى أن مات، وهذا علو مفرط يقتصر منه العجب ويهابه صاحب الحديث
في البديهة، ثم يترجح عنده بالقرائن صحة ذلك والله أعلم.
وقد قرأت بهذه الإجازة أنا في حدود سنة سبع مئة على شيخنا أبي
عبد الله الدباهي بإجازته من النشتبري أن الكروخي أنبأهم، والآن، وهو سنة
سبع وثلاثين وسبع مئة، تروي عنه بالآجازة بنت الكمال التي كتب بها إليها
في سنة سبع وأربعين وست مئة، فمن أراد العلو الذي لا نظير له فليسمع
بها، فلو ارتحل الطالب لسماع جزء واحد من ذلك شهرا لما ضاعت رحلته،
فالمجيزون له:
وجيه الشحامي سمعه أبوه الكثير وارتحل هو إلى هراة وبغداد، وسمع
" الصحيح " من أبي سهل محمد بن أحمد الحفصي بسماعه من
الكشمهيني، وسمع " فوائد المخلدين " ستة وعشرين جزءا من أبي حامد
الأزهري، وسمع " مسند السراج " من القشيري و " رسالته " وحدث بها،
قاله أبو محمد بن الوليد، قال: وسمع " الزهريات " للذهلي من الأزهري
عن ابن حمدون عن ابن الشرقي عنه، وسمع " سنن أبي داود " من أبي الفتح
نصر بن علي الحاكمي: أخبرنا أبو علي الروذباري، أخبرنا ابن داسة قال:
وكان ثقة إماما، ولد سنة خمس وخمسين وتوفي في جمادى الآخرة سنة
إحدى وأربعين وخمس مئة.
هبة الرحمن عبد الواحد ابن القشيري أبو الأسعد، خطيب نيسابور،
243

سمع " سنن أبي داود " من الحاكمي أيضا، وسمع من جده حضورا في
الخامسة، وسمع " صحيح أبي عوانة " من عبد الحميد بن عبد الرحمن
البحيري عن أبي نعيم المهرجاني عنه، قاله ابن الوليد.
قلت: وله " أربعون " عوال. توفي سنة ست وأربعين وخمس مئة.
ومنهم: الحسين بن علي الشحامي.
قلت: هذا ما عرفه ابن الوليد، وهو ابن ابن عم وجيه صدر رئيس،
سمع الثالث من " المسند " للسراج من ابن المحب، و " صلاة الضحى "
للحاكم يرويه عن ابن خلف عنه. مات سنة خمس وأربعين.
عبد الكريم بن خلف بن طاهر الشحامي المعدل، أبو المظفر سمع من
ابن المحب وأبي بكر بن خلف، مات سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.
عبد الخالق بن زاهر الشحامي، قال ابن الوليد: عالم ثقة استملى
سنين على الشيوخ وأملى وحدث. قلت: له " أربعون " و " وأربعون "
سمعناهما، عدم في الكائنة سنة تسع وأربعين (1).
أبو البركات عبد الله بن محمد ابن الفراوي، ثقة عالم، سمع من
جديه، وسمع " صحيح أبي عوانة " ملفقا على ثلاثة.
أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي الهمذاني، سمع أباه أبا
شجاع، وأبا الفتح بن عبدوس، وابن حمد الدوني، مات سنة ثمان
خمسين وخمس مئة.

(1) يعني في فتنة الغز، وهي كائنة مستوعبة في تواريخ ذلك العصر.
244

أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار المقرئ صاحب
التصانيف، إمام.
أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد اليوسفي المحدث، سمع من أبي نصر
الزينبي، وعاصم بن الحسن، وخلق، توفي سنة ثمان وأربعين، وله أربع
وثمانون سنة.
أبو القاسم نصر بن نصر العكبري الواعظ سمع أبا القاسم بن البسري.
وقرأت ترجمة طويلة للنشتبري بخط أبي الفتح الحافظ، فقال: عبد
الخالق بن أنجب بن المعمر بن حسن بن عبيد الله بن يوسف بن روحين
النشتبري المولد، قرية بقرب شهرابان، قال فيه ابن مسدي: شيخ من أئمة
هذا الشأن ممن رحل فيه إلى البلدان مع الحفظ والاتقان سمع بأماكن وكان
كثير السماع متسع الروايات، لم أقف له على سماع قبل عشر الثمانين، وله
إجازات من جماعة انفرد عنهم، منهم: أسعد بن عبد الواحد ابن
القشيري، ووجيه الشحامي والكروخي وابن الجواليقي، ولم يكن على وجه
الأرض سنة أربعين من يحدث عنهم سواه. واختلف الحفاظ في هذه الإجازة
بين التوقف والإجازة فمن قائل: دلس عليه فيها فتلقاها بالقبول، ومن قائل:
هي صحيحة، وطريق الظنة إليها اضطرابه في تاريخ مولده، وأكثر الروايات
عنه أنه قبل الأربعين وخمس مئة بسنة أو نحوها، سكن دنيسر مدة ثم
ماردين.
قال أبو الفتح: أخرج إلينا الأمير ابن التيتي إجازة عبد الخالق فنقلها
وخط الكروخي فيها في الورقة المكتوب فيها الاستدعاء وهو: " إن رأى
السادة أن يجيزوا لعبد العزيز بن عبد الله التونسي وللأنجب بن المعمر بن
الحسن ولولديه يحيى وعبد الخالق جميع صح ويصح عندهم من جميع ما
245

تسوغ روايته عنهم فعلوا منعمين في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين ".
قال: وعلى التاريخ ضرب، فكتب الشيوخ: " أجزت لهم أدام الله عزهم
فيما استجازوه "، وكتب وجيه بن طاهر كذلك: " أجزت لهم "، وكتب
الحسين بن علي بن الحسين الشحامي، وسرد أبو الفتح سائرهم، ثم قال:
ورأيت خط الصاحب شرف الدين ابن التيتي: عبد الخالق النشتبري
المعروف بالحافظ، فقيه أديب بارع، له الذهن الحاضر والخاطر العاطر،
كان يحفظ من أشعار العرب جملة وافرة. سمع بالعراق ابن شاتيل،
وبدمشق، ومصر، وبلاد كثيرة، سمعت عليه وابني محمد، وحدث
" بجامع " الترمذي عن الكروخي إجازة، ثم قال: حدثنا عبد الخالق، وهو
أول حديث سمعته منه، وساق الحديث فزاد في إسناده رجلا فصله بين زاهر
وبين المؤذن.
ثم قال: وسمع من الحازمي " الناسخ والمنسوخ " ومن ابن كليب
كتاب " أدب الكاتب " عن أبي منصور الكاتب سوى الخطبة عن أبي القاسم
التنوخي، وسمع من درة بت عثمان عن ابن الطبر، ومن أحمد ابن خطيب
الموصل وطغدي الأميري، والخشوعي، سمع منه " المقامات "، و " سنن
أبي داود "، ومنصور بن أبي الحسن الطبري، ومسلم بن علي السيحي (1)
الشاهد، وأبي القاسم بن شدقيني، وعبد الله عبد الغني (2) ابن عليان،

(1) قيده الامام الذهبي في كتابه النافع " المشتبه: 350 "، فقال: وبمهملتين بينهما ياء:
أبو منصور مسلم بن علي ابن السيحي الموصلي، راوي " مسند المعافى " عن أبي البركات بن
خميس، سمعناه من البهاء ابن النحاس، عن ابن خليل، عنه. قيده ابن نقطة " (يعني في اكمال
الاكمال) ".
(2) هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد القاهر ابن عليان البغدادي الحربي المتوفى
ببغداد سنة 599، وكان يسمى أيضا: عبد الغني ويكنى بأبي الغنائم ويكتب بخطه: " عبد الله
عبد الغني "، قال المنذري: " والغالب عليه عبد الله وهو المثبت في سماعه ". انظر تاريخ ابن
الدبيثي، الورقة: 105 (باريس 5922)، وتكملة المنذري (1 / الترجمة: 712).
246

وعبد الله بن أبي المجد، وعبد القادر الرهاوي، وأبي الفرج ابن
البندنيجي، وحماد الحراني، وابن هبل، ومحمد بن المبارك بن ميمون،
وعبد العزيز بن الناقد، وعبد الله ابن الطويلة، وعبد الله بن أبي
غالب بن نزال، ومحمد بن أبي المعمر، وابن الخريف، وعبد العزيز بن
محمد بن أبي عيسى لقيه ببعقوبا، والعماد الكاتب، وأبي تراب يحيى بن
إبراهيم، وعبد الوهاب بن حماد، والتاج الكندي، ونصر الله بن أبي
سراقة، والحسن بن محمد النيسابوري، وهبة الله البوصيري، وعبد الله بن
سرايا البلدي بالموصل ومكي بن ريان الماكسيني، والمبارك ابن
المعطوش، وإسماعيل بن علي بن عبيد بالموصل، ويحيى بن المظفر
الموصلي، وأحمد بن عثمان الزرزاري الزاهد، وعبد الله بن محمد بن
حسن الصلحي سمع منه بسنجار في سنة خمس وثمانين، والزاهد أبي أحمد
عبد الله بن الحسن بن البناء بنينوى ومات في سنة أربع وثمانين وما رأيت
مثله، وعبد الله بن نصر الموصلي، وأبي الفتح نصر بن علي بدنيسر ومسلم
ابن أحمد بن مسلم بنسجار، وقاضي نصيبين القوام محمود بن أبي منصور
روى عن التاج المسعودي، وعلي بن أبي منصور بن مكارم وسليمان بن
عبد الله بن الشيرجي بالموصل، وإسماعيل بن ياسين بمصر، ومحمد بن
غنيمة بن العاق، وأبي البركات بن خيرون الماكسيني، وعبد الله بن نصر بن
عسكر بالموصل، ومحمد ابن الدبيثي، وعبد الكريم بن يحيى القيسي،
والبهاء ابن عساكر، سمع منه " تفسير سليم "، وأبي الفتوح البكري، وأبي
247

القاسم الدولعي، ومكي بن علي الحربي، وأبي الفتح بن شاتيل، ونصر بن
منصور النميري، سمع منه خطب ابن نباتة: أخبرنا ابن نبهان.
159 - الكمال *
إسحاق بن أحمد المعري (1) المفتي الأوحد معيد الرواحية عند ابن
الصلاح، من العلماء العاملين.
قال أبو شامة: (2) كان عالما زاهدا متواضعا مؤثرا.
قلت: تصدر للإفادة والفتوى مدة، وتفقه به جماعة، وكان قدوة في
الورع، عرضت عليه مناصب، فامتنع، وقال: في البلد من يقوم مقامي،
وكان يدمن الصوم، ويتصدق بثلث جامكيته، ويؤثر رحمه، وكان في كل
رمضان يكتب ختمة ويوقفها. مرض بالبطن أربعين يوما، وتوفي وله نيف
وستون سنة، وكان أسمر طويلا. كان شيخنا البرهان الإسكندراني يعظمه
ويصف شمائله.
ومات في ذي القعدة سنة خمسين (3) وست مئة، فمات يومئذ كبير

* ذيل الروضتين لأبي شامة: 187، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 101، العبر للذهبي: 5 / 205، الوافي بالوفيات: 8 / 403، الترجمة 3847،
طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 8 / 126 الترجمة 1114، طبقات الأسنوي 1 / 141 الترجمة
127، الدارس في أخبار المدارس للنعيمي 1 / 21، 25، 274، شذرات الذهب: 5 /
249 - 250.
(1) المعري هكذا ضبطه الذهبي بخطه في تاريخ الاسلام وكذا ورد في العبر، وقد
تصحفت هذه النسبة بفعل النساخ: ففي ذيل الروضتين والوافي وردت بلفظ (المقرئ) وفي
طبقات الشافعية للسبكي وللأسنوي وشذرات الذهب والبداية والنهاية وغيرها وردت (المغربي).
(2) ذيل الروضتين: 187
(3) في تاريخ الاسلام أنه توفي في ثمان وعشرين من ذي القعدة سنة خمسين وست مئة وفي
البداية والنهاية أدرج اسمه ضمن المتوفين في سنة ست وخمسين وست مئة (البداية والنهاية 13 /
213).
248

الشرفاء ابن عدنان الشيعي، بدمشق، فرآه رجل صالح فقال: ما فعل الله
بك؟ قال: غفر لي ولمن مات ذلك اليوم ببركة الكمال إسحاق المعري.
160 - ابن سعد *
الصدر الأديب البليغ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن سعد بن
عبد الله بن سعد بن مفلح بن نمير الأنصاري المقدسي ثم الصالحي الحنبلي
الكاتب.
ولد سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
وسمع من يحيى الثقفي، وأبي الحسين ابن الموازيني، وعبد
الرحمن ابن الخرقي، وابن صدقة، وإسماعيل الجنزوي، وأحمد بن ينال
الترك، وابن شاتيل، وأبي (1) موسى المديني، وله النظم والترسل والفضائل
والسؤدد، كتب الانشاء للصالح عماد الدين إسماعيل.
حدث عنه ابنه سعد الدين يحيى، والحافظ الضياء، والدمياطي،
والقاضي تقي الدين، والعفيف إسحاق، وآخرون، توفي في شوال (2) سنة
خمسين وست مئة.

* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي
2327) ج 6 الورقة 160 / أ، مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 523، صلة التكملة للحسيني
الورقة 72، تاريخ الاسلام ج 20 الورقة 103، العبر 5 / 206 الوافي بالوفيات 3 / 91 - 92
الترجمة 1020، فوات الوفيات: 3 / 358 الترجمة 454، البداية والنهاية 13 / 182 - 183،
ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2 / 248 - 249 الترجمة 357، العسجد المسبوك: 592،
النجوم الزاهرة 7 / 26 - 27، شذرات الذهب 5 / 251.
(1) في الأصل: (وأبو) ولا يصح ذلك.
(2) ذكر الحسيني في صلة التكملة والذهبي في التاريخ أنه توفي في ثاني شوال.
249

161 - اللمغاني *
قاضي القضاة كمال الدين أبو الفضل عبد الرحمان بن عبد السلام بن
إسماعيل اللمغاني، ثم البغدادي الحنفي، مدرس المستنصرية.
حدث عن أبيه القاضي أبي محمد.
روى عنه الدمياطي في " معجمه "، فقال: أخبرنا قاضي القضاة شرقا
وغربا كمال الدين.
قلت: تخرج به أئمة في مذهب أبي حنيفة، وعاش خمسا وثمانين
سنة.
توفي في حادي عشر رجب سنة تسع وأربعين وست مئة.
162 - الرندي * *
العلامة خطيب رندة - مدينة بالأندلس - أبو الحسين عبيد الله بن عاصم
ابن عيسى الأسدي.
مولده سنة اثنتين وستين وخمس مئة.
وسمع من أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وأبي القاسم
ابن حبيش، وأبي زيد السهيلي، وجماعة. وتفرد، وروى الكثير، وعني

* صلة التكملة لوفيات النقلة لعز الدين الحسيني الورقة 65، الحوادث الجامعة: 157
تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 95، البداية والنهاية: 13 /
181 - 182، الجواهر المضية للقرشي: 1 / 301 - 302 الترجمة 803 العسجد المسبوك
584 - 585.
(* *) التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 2 / 941 الترجمة 2186، صلة التكملة لوفيات النقلة
للحسيني: الورقة 68، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 96، النجوم
الزاهرة 7 / 24.
250

بالرواية، مع الفقه والجلالة والأصالة.
مات في ذي الحجة سنة تسع وأربعين وست مئة برندة.
163 - ابن عمرون *
إمام النحو بحلب جمال الدين محمد بن محمد بن أبي علي بن أبي
سعد بن عمرون الحلبي تلميذ الموفق بن يعيش.
سمع من عمر بن طبرزذ وغيره. وتخرج به أئمة كشيخنا بهاء الدين ابن
النحاس.
حدث عنه عبد المؤمن الحافظ.
مات في ربيع الأول (1) سنة تسع وأربعين وست مئة.
164 - ابن الزبيدي * *
الشيخ المعمر مسند بغداد في وقته أبو نصر عبد العزيز بن يحيى بن
المبارك بن محمد ابن الزبيدي الربعي، اليماني ثم البغدادي.
ولد سنة ستين وخمس مئة.

* صلة التكملة للشرف الحسيني، الورقة 62، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 98، الوافي بالوفيات 1 / 197 الترجمة 120، البلغة في تاريخ أئمة اللغة
246 - 247 الترجمة 354، طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة ج 1 ص 254 الترجمة
192، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي: 1 / 231، الترجمة 417.
(1) ذكر الحسيني في الصلة، والذهبي في التاريخ والسيوطي في البغية أنه توفي في الثالث
من ربيع الأول، وذكر الصفدي أن مولده كان في سنة ست وتسعين خمس مئة.
(* *) صلة التكملة للشرف الحسيني الورقة 63، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 95 - 96، العبر للذهبي: 5 / 203، العسجد المسبوك 583 وفيه أنه عبد العزيز
المبارك بن محمد الزبيدي (وهو سهو)، النجوم الزاهرة 7 / 24، شذرات الذهب 5 / 245.
251

سمع من أبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وأبي المكارم محمد بن
أحمد الظاهري، وشهدة الكاتبة، سمع منها " مصارع العشاق " في
مجلدين، وغير ذلك، وسمع أيضا من أبي نصر يحيى بن السدنك،
وحسين بن علي السماك.
حدث عنه الحافظ أبو محمد الدمياطي، وقال: توفي في سلخ
جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وست مئة.
وأجاز لأبي نصر ابن الشيرازي، وعلي ابن السكاكري وعبد الملك بن
تيمية، وطائفة.
165 - ابن المني *
المفتي المعمر المسند سيف الدين أبو المظفر محمد بن مقبل بن فتيان
ابن مطر النهرواني، ابن المني الحنبلي.
ولد سنة سبع (1) وستين وخمس مئة.
وسمع من شهدة الكاتبة " مشيختها "، وأبي الحسين عبد الحق،
وأسعد بن يلدرك، والحيص بيص الشاعر وتلا بالعشر على ابن الباقلاني.
حدث عنه ابن الحلوانية والشريشي، والدمياطي، ومحمد بن بركة
الشمعي، والشيخ محمد القزاز، وعدة.

* صلة التكملة للحسيني الورقة 64، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 99، العبر للذهبي: 5 / 204، المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي اختصار
الذهبي: 1 / 150 الترجمة 290، الوافي بالوفيات: 5 / 52 - 53 الترجمة 2041، ذيل طبقات
الحنابلة لابن رجب: 2 / 248 الترجمة 356، النجوم الزاهرة: 7 / 24، شذرات الذهب: 5 /
246.
(1) قال ابن رجب ولد في خامس رجب سنة سبع وقيل تسع وستين وخمس مئة.
252

وأجاز لخلق، وكان عدلا، رئيسا، إماما، فقيها، بصيرا
بالاختلاف، أعاد بالمستنصرية، وخضب مدة بالسواد ثم ترك.
وكان من جلة العلماء، خدم في ديوان التشريفات، وأم بمسجد
المأمونية، وعمر دهرا.
مات في سابع جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين.
166 - ابن الجميزي *
شيخ الديار المصرية العلامة المفتي المقرئ بهاء الدين أبو الحسن
علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلم اللخمي المصري الشافعي الخطيب
المدرس، ابن بنت الشيخ أبي الفوارس الجميزي.
ولد يوم النحر سنة تسع وخمسين وخمس مئة بمصر.
وحفظ القرآن صغيرا وارتحل به أبوه، فسمع في سنة ثمان وستين من
الحافظ ابن عساكر، وببغداد من شهدة الكاتبة. وتلا بالعشر على أبي
الحسن البطائحي، وعلى القاضي شرف الدين ابن أبي عصرون، وتفقه
عليه، وأكثر عنه. وسمع أيضا من عبد الحق اليوسفي، ويحيى ابن
السقلاطوني ومحمد بن نسيم، وبادر فسمع من أبي الطاهر السلفي، وأبي
طالب اللخمي، وابن عوف، وابن بري النحوي، وتلا على الشاطبي

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 2 / 786، ذيل الروضتين: 187، صلة التكملة
للحسيني: الورقة 67 - 68، تاريخ الاسلام للذهبي (3013 أيا صوفيا) ج 20 الورقة 96 -
97، دول الاسلام للذهبي: 2 / 118 (وفيه الحميري بالراء) مصحف، العبر للذهبي 5 /
203، المشتبه للذهبي: 1 / 176 العسجد المسبوك 583 - 584، غاية النهاية في طبقات القراء
لابن الجزري: 1 / 583، الترجمة 2366، حسن المحاضرة للسيوطي: 1 / 413، الترجمة
85، شذرات الذهب 5 / 246.
253

ختمات. وتفقه أيضا على العراقي والشهاب الطوسي، وبرع في المذهب،
وخطب بجامع القاهرة، وانتهت إليه مشيخة العلم.
وروى الكثير بدمشق وبمكة والقاهرة وقوص، روى عنه البرزالي،
والمنذري، وابن النجار، والدمياطي، وابن الصيرفي، والفخر التوزري،
والأمين محمد ابن النحاس، والرضي الطبري، وابن الشيرازي، وأبو
الفتح القرشي، وخلق كثير من شيوخنا، وعاش أرجح من تسعين سنة
وأياما.
توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وست مئة
رحمه الله.
وهو مسدد الفتاوى، وافر الجلالة، حسن التصون، مسند زمانه.
وفيها مات أبو العباس أحمد بن قميرة التاجر، ومدرس المستنصرية أبو
الفتح أحمد بن يوسف الأنصاري الحلبي الحنفي وقد درس بحلب، وأبو
نصر الأعز به العليق البابصري، والمحدث سالم بن ثمالي بن عنان
العرضي، وأبو حامد عبد الله بن عبد المنعم بن عشائر الحلبي، والصالح
عبد الجليل بن محمد الطحاوي، وضياء الدين عبد الخالق بن أنجب
النشتبري، وعبد الدائم بن عبد المحسن ابن الدجاجي المصري عماد
الدين، ومدرس المستنصرية القاضي أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد السلام
اللمغاني الحنفي كمال الدين قاضي القضاة، والرشيد عبد الظاهر بن نشوان
الجذامي المقرئ الضرير، وأبو نصر عبد العزيز بن يحيى ابن الزبيدي، وله
تسع وثمانون سنة، وخطيب رندة المحدث أبو الحسين عبيد الله بن عاصم
الأسدي الرندي وله سبع وثمانون سنة، والحافظ أبو الحسن علي بن محمد
ابن علي الغافقي الشاري، والسديد عيسى بن مكي العامري المقرئ
254

إمام جامع الحاكم، والعلم قيصر بن أبي القاسم السلمي،
الكاتب تعاسيف (1) ومدرس الأمينية شمس الدين محمد بن عبد الكافي بن
علي الربعي الصقلي، ونحوي حلب جمال الدين محمد بن محمد بن عمرون،
ومفتي العراق سيف الدين محمد بن مقبل ابن المني، والأمير الصاحب
جمال الدين يحيى بن عيسى بن مطروح المصري الشاعر.
167 - بشير *
[ابن حامد] (2) بن سليمان بن يوسف، العلامة ذو الفنوت نجم الدين
أبو النعمان الهاشمي الجعفري الشافعي التبريزي الصوفي صاحب " التفسير
الكبير "، كان من أئمة المذهب.
مولده بأردبيل سنة سبعين وخمس مئة.
وسمع من يحيى الثقفي، وابن كليب، وأبي الفتح المندائي، وعدة.
وعنه الدمياطي، والمحب الطبري، وأبو العباس ابن الظاهري،
والضياء السبتي، وغيرهم.

(1) هذا لقب له عرف به (انظر تاريخ الاسلام، الورقة: 98) ولعله لقب بذلك لأنه ولي
نظر الدواوين المصرية فلم تشكر سيرته وكثر عسفه وظلمه.
* صلة التكملة للحسيني الورقة 51 وأوصل نسبه إلى جعفر بن أبي طالب، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 66، المختصر المحتاج إليه من تاريخ الدبيثي اختصار
الذهبي: 1 / 263 - 264 الترجمة 534، الوافي بالوفيات: 10 / 161 - 162 الترجمة
4633، طبقات الشافعية للسبكي: 8 / 133 - 134 الترجمة 1122، العقد الثمين: 3 /
371، طبقات المفسرين للسيوطي (ط: وهبة تحقق على محمد عمر) ص 39 الترجمة 24،
طبقات المفسرين للداوودي: 1 / 115 - 116، الترجمة 109.
(2) الزيادة من تصحيح الذهبي بخطه على حاشية تاريخ الاسلام ومن المصادر الأخرى
باستثناء الوافي فان اسمه ورد (بشير بن أبي حامد سليمان)، وسيرد ذكره على الوجه الذي أثبتناه
في الترجمة 329 ضمن الذين توفوا سنة 646 من هذا الكتاب.
255

قال ابن النجار: تفقه ببغداد على ابن فضلان، ويحيى بن الربيع،
وحفظ المذهب والأصول والخلاف، وأفتى وناظر، وأعاد بالنظامية، ثم
ولي نظر الحرم وعمارته.
مات بمكة في صفر (1) سنة ست وأربعين وست مئة.
أنبأني قطب الدين الحافظ، حدثني قطب الدين ابن القسطلاني،
قال: حكي لي أبو النعمان بشير قال: دخلت على ابن الخوافي ببغداد
فسرقت مشايتي، فكتبت إليه:
دخلت إليك يا أملي بشيرا * فلما أن خرجت بقيت (2) بشرا
أعد يائي التي سقطت من اسمي * فيائي في الحساب تعد عشرا
فسير لي نصف مثقال.
168 - ابن البيطار *
العلامة ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي النباتي الطبيب، ابن
البيطار، مصنف كتاب " الأدوية المفردة " وما صنف في معناه مثله.
انتهت إليه معرفة الحشائش، وسافر إلى أقاصي بلاد الروم، وحرر
شأن النبات، وكان أحد الأذكياء، وخدم الملك الكامل، وابنه الملك
الصالح.

(1) مات في الثالث من صفر كما في صلة التكملة وتاريخ الاسلام وطبقات السبكي.
(2) في الوافي: فلما أن خرجت خرجت بشرا.
* عيون الانباء في طبقات الأطباء (دار الفكر بيروت 1957) 3 / 220 - 222، تاريخ
الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 66 - 67، العبر: 5 / 189، عيون
التواريخ لابن شاكر الكتبي: 20 / 28، فوات الوفيات لابن شاكر: 2 / 159 - 160 الترجمة
215، العسجد المسبوك: 567 - 568، حسن المحاضرة للسيوطي: 1 / 542، الترجمة
16، نفح الطيب: 2 / 691 - 692 الترجمة 304، شذرات الذهب: 5 / 234.
256

توفي (1) بدمشق سنة ست وأربعين وست مئة.
169 - اللاردي *
العلامة الحافظ أبو عبد الله محمد بن عتيق بن علي بن عبد الله بن
حميد التجيبي الأندلسي الغرناطي المالكي المعروف باللاردي، صاحب
التصانيف.
حدث عن أبيه أبي بكر، وأبي عبد الله بن حميد، وطائفة، وعاش
ثلاثا وثمانين سنة (2).
قال أبو عبد الله الأبار (3): ولي القضاء، ومن تواليفه " أنوار الصباح
في الجمع بين الكتب الستة الصحاح:، وكتاب " شمائل المختار "،
وكتاب " النكت الكافية في أحاديث مسائل الخلاف "، وكتاب " منهاج
العمل في صناعة الجدل "، وكتاب " المسالك النورية إلى
المقامات الصدفية ".
مات سنة ست (4) أو سبع وأربعين وست مئة.

(1) ذكر ابن أبي أصيبعة والذهبي في التاريخ وفي العبر وابن شاكر وغيرهم أن وفاته كانت في
شعبان.
* التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار: 2 / 661 - 662 الترجمة 1685، الذيل والتكملة
لكتابي الموصول والصلة: 6 / 429 - 430 الترجمة 1147، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 71، الوافي بالوفيات: 4 / 80 الترجمة 1539 وفيه ساق نسبه انه محمد
ابن عتيق بن عبد الله (باسقاط اسم جده علي)، العسجد المسبوك: 569.
(2) ولد كما في تاريخ الاسلام في صفر سنة 563.
(3) التكملة لكتاب الصلة: 2 / 661 - 662.
(4) لم يذكر ابن الأبار وفاته بل سلكه مع من توفي سنة 646 وجعل المراكشي في الذيل
والصلة وفاته بغرناطة لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة سبع وثلاثين وستمائة ونقل عن أبي علي
ابن الناظر أنه قال توفي سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وقد ذكر الذهبي في التاريخ انه قد بقي حيا إلى
هذا العام (أي 646) وتوفي فيه أو على أثره، ونص الصفدي في الوفيات والملك الأشرف في
العسجد على أن وفاته في سنة 646.
257

170 - الأسفراييني *
المحدث الزاهد مجد الدين محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر
الصوفي الأسفراييني ابن الصفار نزيل دمشق.
حدث عن المؤيد الطوسي ب‍ " صحيح مسلم "، وعن زينب
الشعرية، وجماعة.
وكان قارئ دار الحديث على ابن الصلاح، مليح القراءة، خيرا،
كثير السكون.
روى عنه زين الدين الفارقي، وشرف الدين الفزاري، وبهاء الدين
ابن المقدسي، وجلال الدين النابلسي القاضي، وعلاء الدين ابن
الشاطبي.
توفي بالسميساطية في ذي القعدة (1) سنة ست وأربعين وست مئة.
وهو والد الفقيه مجد الدين عبد الرحمن الشافعي أحد شيوخنا.
171 - الطراز * *
الامام العلامة المقرئ المجود الحافظ المحدث أبو عبد الله محمد بن

* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 90 وكناه بأبي عبد الله وقد
ترجم له في وفيات سنة 648 وذكر انه ولد يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين وخمس مئة، وقد ذكره في
تذكرة الحفاظ ضمن وفيات سنة 646 (تذكرة الحفاظ 4 / 1412)، وقد ترجم له ابن العماد
الحنبلي في حوادث سنة 648 (شذرات الذهب 5 / 243) ونجد عن المترجم له نقولا في تهذيب
الأسماء واللغات للنووي 2 / 264، وفي طبقات الشافعية الكبرى 8 / 284، ومفتاح السعادة
(تحقيق البكري وأبي النور) 2 / 115.
(1) ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام انه توفي في تاسع عشر ذي القعدة.
(* *) التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار: 2 / 659 - 660 الترجمة 1683، الذيل والتكملة
لكتابي الموصل والصلة 6 / 210 - 212 الترجمة 613، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 63، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون 2 /
277 - 279 الترجمة 89، غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري: 2 / 144 الترجمة
3026، ذيل وفيات الأعيان المسمى درة الحجال في أسماء الرجال لابن القاضي: 2 / 49 - 50
الترجمة 495، شجرة النور الزكية: 1 / 182 - 183، الترجمة 600. وهذه الترجمة أوسع من
ترجمته في " تاريخ الاسلام " ولا تناسب بينهما.
258

سعيد بن علي بن يوسف الأنصاري الأندلسي الغرناطي المقرئ.
قال ابن الزبير: كان مقرئا جليلا، ومحدثا حافلا، ختم به هذا الباب
ألبتة. روى عن القاضي أبي القاسم ابن سمجون، أكثر عنه، ولازمه،
وعن أبي جعفر بن شراحيل، ومحمد بن يوسف ابن صاحب " الاحكام "،
وعبد المنعم بن الضحاك، وعلي بن جابر الأنصاري، وأبي زكريا
الأصبهاني، وعبد الصمد بن أبي رجاء البلوي، وأبي القاسم الملاحي،
وأبي محمد الكواب، وسعد الحفار، وسهل بن مالك بغرناطة، وأبي جعفر
أحمد بن يحيى الحميري، وعلي بن أحمد الغافقي الشقوري بقرطبة،
والحافظ أبي محمد القرطبي بمالقة ولازمه وانتفع به في صناعة الحديث،
وعتيق به خلف، وأبي علي الرندي، وابني حوط الله بها، وعن أبي
الحسين بن زرقون بإشبيلية، وأبي الصبر أيوب الفهري، وأبي العباس
العزفي (1)، ولامه بسبتة. وتلا بالسبع على أبي عبد الله محمد بن عبد
الرحمن بن إدريس الأموي، وأخذ بفاس عن أبي عبد الله بن الفتوت، وتلا
عليه بالسبع، ويعيش بن القديم. وأخذ علم الكلام عن أبي العباس ابن
البقال. وأجاز له ابن نوح، وابن عون الله، وأبو محمد الزهري، وأبو عمر

(1) قيده الذهبي عند الكلام على العرفي في " المشتبه "، فقال: " وبزاي: رئيس سبتة
الأمير العالم أبو العابس أحمد بن محمد بن أحمد اللخمي العرفي، كان زاهدا إماما مفتيا، ألف
كتاب المولد وجوده، مات سنة 633، وأولاده أصحاب سبتة ". (ص: 453).
259

ابن عات، وخلق من أهل المشرق.
قال: وكان ضابطا متقنا، ومفيدا حافلا، بارع الخط، حسن
الوراقة، عارفا بالأسانيد والطرق والرجال وطبقاتهم، مقدما عارفا
بالقراءات، مشاركا في علوم العربية والفقه والأصول، كاتبا نبيلا،
مجموعا فاضلا متخلقا، ثقة عدلا، كتب بخطه كثيرا وأمهات (1)، وأوضح
كثيرا من كتاب " مشارق الأنوار " لعياض، وجمع عليه أصولا حافلة وأمهات
هائلة من أغربة وكتب اللغات، وعكف على ذلك مدة، وبالغ في البحث
والتفتيش، حتى تخلص الكتاب على أتم وجه، وبرزت محاسنه، ثم يبالغ
ابن الزبير في مدح هذا الكتاب.
روى عنه أبو عبد الله الطنجالي، وحميد القرطبي، والكاتب أبو
الحسن بن فرج، وأبو إسحاق البلفيقي، اختلفت إليه (2) في مرضه،
وحضرت معه في بعض تصرفاته، وانتفعت به الا أنني لم آخذ عنه بقراءة ولا
بغير ذلك تقريطا مني.
توفي في ثالث (3) شوال سنة خمس وأربعين وست مئة، وكان (4)
جنازته من أحفل جنازة شاهدتها، ووصى أن لا يقرأ على قبره ولا يبنى عليه،
وكان ممن وضع الله لو ودا في قلوب عباده، معظما عند جميع الناس
خصوصا في غير بلده، ولقد كان من أشد الناس غيرة على السنة وأهلها
وأبغضهم في أهل الأهواء والبدع.

(1) يعني: من الكتب الأمهات الكبيرة.
(2) الكلام لابن الزبير.
(3) ذكر المراكشي في الذيل والتكملة انه توفي بغرناطة في أول شوال.
(4) هكذا في الأصل.
260

قلت: أظنه مات كهلا أو في أول الشيخوخة (1).
كتب إلينا أبو محمد بن هارون بمروياته فمن ذلك أنه سمع كتاب
" الشمائل " من الحافظ الطراز، وأجاز له مروياته.
172 - ابن رواحة *
الشيخ العالم المسند المعمر عز الدين أبو القاسم عبد الله بن الحسين
ابن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة بن إبراهيم بن عبد الله بن رواحة
ابن عبيد بن محمد ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن
امرئ القيس بن عمرو الأنصاري الخزرجي الشامي الحموي الشافعي
الشاهد.
ولد بجزيرة في بحر المغرب وهي صقلية وأبواه في الأسر في
سنة ستين وخمس مئة، فإنهما أسرا وأمه حامل به ثم خلصهما الله.
ارتحل به أبوه إلى الثغر بعد السبعين فأسمعه الكثير من أبي طاهر
السلفي، من ذلك " السيرة النبوية " بكمالها، وقد رواها ببعلبك، وسمعها منه
شيخنا تاج الدين عبد الخالق، وسمع من عبد الله بن بري، وعلي بن هبة الله
الكاملي، وأبي الجيوش عساكر بن علي، وأبي سعد بن أبي عصرون،

(1) ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام أنه توفي عن سبع وخمسين سنة، وذكر ابن الأبار في
التكملة انه ولد في العشر الأول لذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي
2324) ج 3 الورقة 159 / أ، صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني الورقة 52، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 67 - 68، العبر للذهبي 5 / 189، عيون التواريخ
لابن شاكر الكتبي: 20 / 24، العسجد المسبوك: 568، النجوم الزاهرة: 6 / 361،
شذرات الذهب: 5 / 234.
261

وأبي الطاهر بن عوف، وسمع من تقية (1) الأرمنازية كثيرا من نظمها وكذا من
والده، وتأدب على أبيه، وعلى ابن بري، وتفقه وعالج الشروط،
وسماعاته صحيحة، وكان يطلب على الرواية.
حدث عنه البرزالي، والمنذري، وابن الصابوني والدمياطي، وابن
الظاهري، والشرف ابن عساكر، وأبو الحسين اليونيني، وإدريس بن مزيز،
وفاطمة بنت رواحة، وبهاء الدين ابن النحاس، وأخوه إسحاق، والشهاب
الدشتي، وعبد الاحد بن تيمية، وفاطمة بنت جوهر، وأحمد بن محمد ابن
العجمي، وست الدار بنت مزيز، وعدد كثير.
حدثني إسحاق الصفار، قال: بعث شيخنا ابن خليل إلى ابن
رواحة، يعتب عليه في أخذه على الرواية، فاعتذر بأنه فقير.
وقرأت بخط ابن الحاجب: قال لي الحافظ ابن عبد الواحد،
قال (2): ذكر لي أخي الشمس أنه لما كان بحمص ورد عليه ابن رواحة،
فأراد أن يسمع منه، فقال له جماعة حمصيون: إن ابن رواحة يشهد بالزور،
قال: فتركته. ثم قال ابن الحاجب: وقال لي تقي الدين ابن العز: كل ما
سمعته على ابن رواحة فقد تركته لله.
وقال أبو عبد الله البرزالي: كان عنده تسامح.
قلت: وله شعر كان يمتدح به، ويأخذ الصلات، وقد حدث
بأماكن، وروى عنه حفاظ.
قال المنذري (3): قال لي: ولدت في جزيرة مسينة بالمغرب سنة

(1) في الأصل: " بقية " وليس بشئ.
(2) هكذا في الأصل، وهو تكرار.
(3) لعله قال ذلك في " معجم شيوخه " وإلا فإنه لم يترجم له في التكملة، نعم، ترجم
لأبيه، وقال في ترجمته: " وسافر إلى المغرب فأسر وولد له أبو القاسم " (التكملة: 1 /
الترجمة: 80).
262

ستين، كان أبي قد سافر إلى المغرب فأسر.
قلت: توفي بين حماة وحلب، فحمل إلى حماة فدفن بها في ثامن
جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وست مئة.
ومات النفيس أبو البركات محمد بن داود أخو العز قبله في آخر سنة
اثنتين وأربعين عن تسع وسبعين سنة، روى عن عبد المنعم ابن الفراوي،
وأبي الطاهر بن عوف، وأضر بأخرة، حدثنا عنه الشهاب الدشتي، وسنقر
الزينبي.
173 - ابن البراذعي *
العدل صفي الدين أبو البركات عمر بن عبد الوهاب بن محمد بن طاهر
القرشي الدمشقي.
سمع ابن عساكر، وأبا سعد بن أبي عصرون، وجماعة.
خرج له البرزالي، وروى عنه هو وحفيده بهاء الدين، والدمياطي،
ومحمد ابن خطيب بيت الأبار، ومحمد بن عتيق، ومحمد ابن البالسي،
وآخرون.
مات في جمادى (1) الآخرة سنة سبع وأربعين وست مئة وله بضع
وثمانون سنة.

* صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني الورقة 56، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 82، العبر للذهبي: 5 / 194، النجوم الزاهرة: 6 / 363 شذرات
الذهب: 5 / 238.
(1) كذا في الأصل، ولعل الذهبي قدسها في ذكر جمادى بدل ربيع، فقد ذكر في التاريخ
وفي العبر أنه توفي في ربيع الآخر وهو الذي قيده الحسيني ووضعه في تسلسله من " الصلة " ونص
عليه ابن تغري بردي في " النجوم " وابن العماد في " الشذرات "، فليلاحظ ذلك.
263

174 - ابن الجوهري *
الامام المحدث مفيد الشام شرف الدين أبو العباس أحمد بن محمود
ابن إبراهيم بن نبهان الدمشقي، ابن الجوهري.
سمع من أبي المجد القزويني، والمسلم المازني، وعمر بن كرم،
والقطيعي، وابن الزبيدي، والصفراوي، وابن الجمل، وخلائق. وكتب
العالي والنازل.
وكان صدوقا، فهما، غزير الإفادة، نظيف الاجزاء، أنفق ميراثه في
الطلب.
وتوفي قبل أوان الرواية في صفر (1) سنة ثلاث وأربعين وست مئة،
ووقف أجزاءه وانتفعنا بها رحمه الله ما أظنه تكهل.
175 - ابن الحاجب * *
الشيخ الامام العلامة المقرئ الأصولي الفقيه النحوي جمال الأئمة

* صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني الورقة 24، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 25، تذكرة الحفاظ للذهبي 4 / 1459 الترجمة 1155، العبر للذهبي:
5 / 175، الوافي بالوفيات: 8 / 167 الترجمة 3589، النجوم الزاهرة: 6 / 354، طبقات
الحفاظ للسيوطي: 506 الترجمة 1123، الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي: 1 / 111،
شذرات الذهب: 5 / 218.
(1) ذكر الحسيني أنه توفي في ليلة الرابع والعشرين من صفر.
(* *) عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي
2325) ج 4 الورقة 142 / أ، ذيل الروضتين لأبي شامة: 182، وفيات الأعيان لابن خلكان
ج 3 / 248 - 250 الترجمة 413، صلة التكملة لشرف الدين الحسيني: الورقة 55، تاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 69 - 70، طبقات القراء للذهبي 2 / 516
517 الترجمة 23، العبر للذهبي: 5 / 189، الطالع السعيد للأدفوي: 188، عيون التواريخ
لابن شاكر 20 / 24 - 25، البداية والنهاية لابن كثير: 13 / 176، الديباج المذهب لابن
فرحون: 2 / 86 - 89 الترجمة 6، طبقات ابن قنفذ: 319 - 320 الترجمة 647، البلغة في
تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي: 140 الترجمة 220، غاية النهاية لابن الجزري 1 / 508 - 509
الترجمة 2104، بغية الوعاة للسيوطي: 2 / 134 - 135 الترجمة 1632، حسن المحاضرة
للسيوطي: 1 / 456، الترجمة 62، شذرات الذهب 5 / 234، شجرة النور الزكية: 1 /
167 - 168 الترجمة 525، الفتح المبين في طبقات الأصوليين: 2 / 65 - 66.
264

والملة والدين أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الكردي
الدويني (1) الأصل الإسنائي المولد المالكي، صاحب التصانيف.
ولد سنة سبعين (2) وخمس مئة، أو سنة إحدى - هو يشك - بإسنا من
بلاد الصعيد، وكان أبوه حاجبا للأمير عز الدين موسك الصلاحي.
اشتغل أبو عمرو بالقاهرة، وحفظ القرآن، وأخذ بعض القراءات عن
الشاطبي، وسمع منه " التيسير "، وقرأ بطرق " المبهج " (3) على الشهاب
الغزنوي، وتلا بالسبع على أبي الجود، وسمع من أبي القاسم البوصيري،
وإسماعيل بن ياسين، وبهاء الدين القاسم ابن عساكر، وفاطمة بنت سعد
الخير، وطائفة، وتفقه على أبي المنصور الأبياري وغيره.
وكان من أذكياء العالم، رأسا في العربية وعلم النظر، درس بجامع
دمشق، وبالنورية المالكية، وتخرج به الأصحاب، وسارت بمصنفاته
الركبان، وخالف النحاة في مسائل دقيقة، وأورد عليهم إشكالات مفحمة.
قال أبو الفتح ابن الحاجب في ترجمة أبي عمرو بن الحاجب: هو

(1) وقد تفتح دال " دوين " كما عند ياقوت وغيره.
(2) تصحفت في الديباج المذهب إلى تسعين، وقد نص الحسيني على أن ولادته في أواخر
سنة سبعين وكذا في الوفيات.
(3) لسبط الخياط، وهو من الكتب المشهورة، لكن لم يطبع إلى اليوم.
265

فقيه، مفت، مناظر، مبرز في عدة علوم، متبحر، مع دين وورع وتواضع
واحتمال واطراح للتكلف.
قلت: ثم نزح عن دمشق هو والشيخ عز الدين ابن عبد السلام عندما
أعطى صاحبها بلد الشقيف للفرنج، فدخل مصر وتصدر بالفاضلية.
قال ابن خلكان (1): كان من أحسن خلق الله ذهنا، جاءني مرارا لأداء
شهادات، وسألته عن مواضع من العربية، فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير
وتثبت تام، ثم انتقل إلى الإسكندرية، فلم تطل مدته هناك، وبها توفي في
السادس والعشرين (2) من شوال سنة ست (3) وأربعين وست مئة.
قلت: تلا عليه بالسبع شيخنا الموفق ابن أبي العلاء. وحدث عنه
المنذري، والدمياطي، وأبو محمد الجزائري، وأبو إسحاق الفاضلي،
وأبو علي ابن الخلال، وأبو الحسن ابن البقال، وجماعة. وأخذ عنه
العربية جماعة، منهم شيخنا رضي الدين القسرطيني، وقد رزقت كتبه
القبول التام لجزالتها وحسنها. وممن روى عنه ياقوت الحموي فقال:
حدثني عثمان بن عمر النحوي المالكي، حدثنا علي بن المفضل، حدثنا
السلفي، أن النسبة إلى دوين دبيلي.
176 - السيدي *
المسند الاجل أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن محمد ابن السيدي

(1) وفيات الأعيان 3 / 250.
(2) ذكر ابن الجزري ان وفاته في سادس عشر شوال وربما تصحف ذلك على الطباع لان
المؤرخين ربما عبروا عن ذلك بقولهم سادس عشري شوال كما فعل السيوطي في البغية.
(3) ذكر ابن قنفذ القسنطيني ان وفاته سنة سبع وأربعين وست مئة وهو سهو بلا شك لان كل
الذين ترجموا له وذكروا وفاته لم يختلفوا في أنها سنة ست وأربعين وست مئة فليلاحظ ذلك.
* تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (تحقيق الدكتور بشار عواد معروف) 2 / 68
الترجمة 277، وهي ترجمة كتبت قبل وفاة المترجم له ولهذا لم يذكر وفاته وقال: سمع منه قوم من
الطلبة في هذا الوقت، صلة التكملة للحسيني الورقة 58 - 59، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 83، العبر للذهبي: 5 / 194، المختصر المحتاج إليه من تاريخ
ابن الدبيثي اختصار الذهبي: 1 / 76 الترجمة 143، لسان الميزان 5 / 264 الترجمة 908،
وفيه (السندي) بالنون وهو تصحيف، شذرات الذهب 5 / 238.
266

الأصبهاني، ثم البغدادي الحاجب.
ولد سنة ثمان وستين وخمس مئة.
وسمع من تجني الوهبانية " جزء الحفار "، والثاني والرابع من
" المحامليات "، و " الصمت "، و " جزء المروزي " و " المخرمي ".
وسمع من ابن يوسف " مشيخته "، و " التصديق " للآجري. وسمع من ابن
شاتيل الثاني من " حديث سعدان " والثامن من " حديث ابن السماك "،
وسمع من القزاز، وأبي العلاء بن عقيل، وعدة، وتفرد.
روى عنه ابن النجار، والمحب، والشريشي، وعبد الرحمن ابن
المقير، وأجاز للبجدي (1)، وست الفقهاء بنت الواسطي، وبنت
الكمال.
مات سنة سبع (2) وأربعين وست مئة.
وقد ذمه ابن النجار، والمحب، واتهماه، فلا تقبل روايته إلا من
أصل.
قلت: لأنه أخرج إجازة من سنة أربع وستين كانت لأخ له اسمه

(1) في الأصل: " للنجدي " مصحف.
(2) وهم محقق المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي في جعل وفاته سنة 646
وأضافها إلى متن الكتاب حاصرا لها بين قوسي الزيادة، اعتمادا على ما ذكر في لسان الميزان
كذلك وهو سهو.
267

باسمه وكنيته بكنيته، وقد ولد سنة أربع وستين، فزعم أنه هو، فعنفوه على
ذلك، وخوفه المحب من الله، فانكسر وخجل.
177 - مظفر *
ابن عبد الملك بن عتيق، العدل، أبو منصور ابن الفوي
الإسكندراني.
ولد سنة ثمان وخمسين.
وسمع من السلفي.
وعنه الدمياطي، وابن بلبان، والضياء السبتي والحسن ابن
الصيرفي، وعدة.
توفي في ذي القعدة (1) سنة ثمان وأربعين وست مئة.
178 - شعيب * *
ابن يحيى بن أحمد بن محمد بن عطية، الشيخ المسند الصالح أبو
مدين القيرواني ثم الإسكندراني التاجر، ابن الزعفراني التاجر المجاور
بمكة.
ولد سنة خمس وستين وخمس مئة.

* تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 91، العبر للذهبي
5 / 201، وضبط النسبة في المشتبه: 2 / 512، وذكره أيضا ضمن من توفوا في هذه السنة في
تذكرة الحفاظ 4 / 1411 وفيه تصحف (الفوي) إلى (القوي)، النجوم الزاهرة: 7 / 22،
شذرات الذهب: 5 / 243.
(1) في العبر وتاريخ الاسلام توفي في سلخ ذي القعدة.
(* *) صلة التكملة للحسيني الورقة 49، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 55 - 56، العبر 5 / 186، النجوم الزاهرة 6 / 359، شذرات الذهب: 5 / 231.
268

وسمع من أبي طاهر السلفي، وجاور مدة، وكان سمحا ذا بر
وصدقة.
حدث عنه المنذري، والدمياطي، وابن الظاهري، والمحب مؤلف
" الاحكام "، ورضي الدين إمام المقام، وأخوه الصفي أحمد، وبهاء
الدين أيوب ابن النحاس، وأخوه الأمين محمد، وجماعة.
توفي في الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين وست
مئة.
روى " الأربعينين " حسب.
179 - ابن أبي حرمي *
الشيخ المعمر العالم المسند أبو القاسم عبد الرحمان بن أبي حرمي
فتوح بن بنين المكي الكاتب العطار.
ولد سنة بضع وأربعين وخمس مئة.
وسمع وهو شاب " صحيح البخاري " من طريق أبي ذر على المقرئ
علي بن عمار بسماعه من أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر، ثم ارتحل إلى بغداد
فسمع من أبي الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وبدمشق من أبي الفضل
ابن الحسين البانياسي، والقاضي أبي سعد بن أبي عصرون. وأجاز له
السلفي.
حدث عنه مجد الدين العقيلي، ومحب الدين الطبري، والحافظ أبو

* صلة التكملة للحسيني الورقة 47، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 56 - 57.
269

محمد الدمياطي، ورضي الدين إمام المقام، وأخوه صفي الدين.
توفي في نصف رجب سنة خمس وأربعين وست مئة.
180 - صفية *
بنت العدل عبد الوهاب بن علي بن الخضر، المعمرة الجليلة أم
حمزة الأسدية، الزبيرية الدمشقية، ثم الحموية، أخت الشيخة كريمة.
تهاون أبوها ولم يسمعها شيئا، ولكن عمها الحافظ عمر بن علي
استجار لها، فروت عن مسعود الثقفي، وأبي عبد الله الرستمي، والقاسم
ابن الفضل الصيدلاني، ورجاء بن حامد، وعلي بن عبد الرحمن ابن تاج
القراء، وعدة، وطال عمرها، واحتيج إليها، وروت أشياء.
حدث عنها مجد الدين ابن الحلوانية، والدمياطي، وتقي الدين
ابن مزيز، والأمين محمد بن النحاس، وأبو بكر الدشتي، وأبو العباس ابن
الظاهري، وطائفة، وبالحضور حفيدها عبد الله بن عبد الوهاب الشاهد،
والتاج أحمد بن مزيز، وقد سمع التقي ابن الأنماطي منها قديما.
قال الدمياطي: حضرت جنازتها بحماة في خامس رجب سنة ست
وأربعين وست مئة.
قلت: قاربت تسعين سنة.
وفيها مات الصالح أحمد بن سلامة النجار محدث حران، وأبو النعمان

* صلة التكملة للحسيني الورقة 52 - 53 تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 66، العبر: 5 / 188 - 189، الجوم الزاهرة: 6 / 361، شذرات الذهب:
5 / 234.
270

بشير بن حامد بن سليمان الهاشمي التبريزي بمكة، وشيخ الأطباء ضياء
الدين عبد الله بن أحمد بن البيطار المالقي العشاب، وأبو القاسم بن رواحة
الأنصاري شيخ الحديث، وأبو عمرو بن الحاجب شيخ العربية والأصول،
وأبو الحسن بن الدباج النحوي شيخ القراء، وصاحب الغرب السعيد علي
ابن المأمون القيسي، ووزير حلب الأكرم علي بن يوسف القفطي، وأبو
الحسن محمد بن يحيى بن ياقوت بالإسكندرية، وأبو علي منصور بن سند
ابن الدماغ، وشيخ المتكلمين الأفضل محمد بن ناماور الخونجي الشافعي
الحكيم بمصر.
181 - سليمان بن داود *
ابن آخر الفاطمية العاضد بالله عبد الله ابن الأمير يوسف بن الحافظ
العبيدي.
كانت الدعوة بين الإسماعيلية له، وكان معتقلا بقلعة الجبل، ولهم
فيه مع فرط جهله وغباوته اعتقاد زائد، ولما هلك العاضد خلف صبيا حبسه
السلطان صلاح الدين، ثم كبر وتحيلوا فأدخلوا إليه سرية بهيئة غلام
فأحبلها، وأخرجت فولدته بالصعيد، أعني: سليمان بن داود، وأخفي
ولقب الحامد لله، فوقع به الملك الكامل فاعتقله حتى مات في الحبس بلا
عقب، وتقول الجهلة: له ولد مخفي.
مات سليمان في شوال سنة خمس وأربعين وست مئة، وبقي بعده
شيخ من بني عمه اسمه قاسم، وهو محبوس، ونسبهم مطعون فيه. وأما
داود فمات في أيام العادل.

* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 في ورقة ملحقة بالورقة 55، الوافي
بالوفيات 15 / 377 الترجمة 524.
271

182 - ابن أبي السعادات *
العلامة المفتي أبو عبد الله محمد بن أبي بكر عبد الله بن أبي السعادات
محمد البغدادي الدباس المقرئ الحنبلي.
مقرئ، مجود، وفقيه محقق.
ولد في حدود سنة سبعين وخمس مئة
وسمع من أبي الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وعدة.
وطلب بنفسه، فقرأ على أصحاب ابن الحصين، وقاضي المرستان،
وتفقه على أبي الفتح بن المني، وعلي النوقاني الشافعي.
وبرع في الجدل، والخلاف، وناظر، ونظر في وقف المارستان،
وأعاد بالمستنصرية. وكان ذا دين وتعبد وزهد متصديا للإفادة، لم تعرف له
صبوة، وكان حسن النوادر، فصيحا معربا، منقطعا عن الرؤساء.
حدث عنه ابن النجار وأثنى عليه وعظمه.
قرأت وفاته بخط الشيخ كمال الدين ابن الفوطي: في ليلة الجمعة
الحادي والعشرين من شعبان سنة ثمان وأربعين وست مئة ودفن بباب حرب
وقد ناهز الثمانين أو بلغها.
183 - الريغي * *
قاضي الإسكندرية وخطيبها العلامة الصالح المفتي جمال الدين أبو

* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 90، ذيل طبقات الحنابلة:
2 / 245 - 246 الترجمة 354، شذرات الذهب: 5 / 242 - 243.
(* *) صلة التكملة للحسيني الورقة 46، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 56، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: 1 / 624.
272

محمد عبد الله بن إبراهيم بن سعيد بن قايد - بقاف - الهلالي المغربي
المالكي.
ولد سنة تسع وأربعين تقريبا بالريغ، وهي ناحية جنوبية من المغرب،
وقدم مصر شابا فتفقه، وأجاز له السلفي، وسمع من ابن بري، وابن
عوف، وأبي محمد الشاطبي، سمع منه " الموطأ ". وقيل: الريغ من عمل
قسطيلية من بلاد الجريد. وله مصنف جليل في علم اللغة، وكان يكتب
طريقة المغاربة وطريقة المشارقة.
روى عنه المنذري، وابن العمادية، والدمياطي، وآخرون.
تفقه بأبي القاسم بن جارة، وبعلي الطوسي، وابن أبي المنصور،
وكان تقيا ورعا عادلا لا تأخذه في الله لومة لائم، كان الكامل يفتخر به ويعتقد
بركته. ولي الخطابة والقضاء من غير طلب، ثم بعد دهر عزل نفسه من
الخطابة، ثم ترك القضاء وقال: دعوني أخدم ربي، وقيل: إنه أطبق الدواة
وقال: اللهم إن كنت تعلم أني داجيت في حكم فأحرقني به في جهنم، وإن
كنت تعلم أنه عمل علي في حكم فأنت أولى من عذر.
وبقي في القضاء أزيد من أربعين سنة.
وتوفي في الثامن والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وأربعين وست
مئة بعد تركه القضاء بسنة.
184 - ابن مطروح *
الامام الكبير صاحب النظم الفائق، جمال الدين يحيى بن عيسى بن

* مرآة الزمان: 8 / 788 - 789 (وجعله في وفيات سنة 650)، عقود الجمان في
شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2330) ج 10 الورقة: 5 / أ، ذيل
الروضتين لأبي شامة: 187، وجعل وفاته سنة 650، وفيات الأعيان: 6 / 258 - 266 الترجمة
811، صلة التكملة للحسيني: الورقة 65، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 99، العبر: 5 / 204، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي: 20 / 54 - 61، العسجد
المسبوك: 585، النجوم الزاهرة 7 / 24 (في حوادث ووفيات سنة 649) وترجم له في 7 / 27
(في حوادث ووفيات سنة 650)، حسن المحاضرة 1 / 567 الترجمة 48 وجعل وفاته سنة
654، شذرات الذهب 5 / 247 - 248.
273

إبراهيم بن الحسين بن مطروح الصعيدي.
خدم مع الملك الصالح نجم الدين بآمد وحران وحصن كيفا، فلما
تسلطن بمصر ولاه نظر الخزانة، ثم وزر له بدمشق، ثم عزله وتغير عليه.
وله ديوان مشهور (1).
توفي في شعبان (2) سنة تسع وأربعين وست مئة، وقد قارب
الستين (3).
185 - الموفق *
قاسم بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد المدائني، ثم

(1) طبع في الآستانة بمطبعة الجوائب سنة 1298.
(2) ذكرنا الاختلاف في وفاته ولكن الذين ذكروا انه توفي في شعبان وهم الكثرة قيدوا وفاته
بمستهل شعبان، وذكر ابن شاكر الكتبي ان ذلك حدث في يوم الأربعاء.
(3) ذكر ابن خلكان وابن شاكر انه ولد في يوم الاثنين الثامن من رجب سنة اثنتين وتسعين
وخمسمائة.
* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي
2326) ج 5 الورقة 301 / أ، وفيات الأعيان: 5 / 392، صلة التكملة لوفيات النقلة المجلد
الثاني الورقة 44، الحوادث الجامعة 336، ذيل مرآة الزمان لليونيني 1 / 104 - 105، تاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 161 - 162، العبر: 5 / 234، عيون
التواريخ لابن شاكر الكتبي: 20 / 163، فوات الوفيات 1 / 154 - 155 الترجمة 58، الوافي
بالوفيات 8 / 225 - 226 الترجمة 3661، العسجد المسبوك: 641، شذرات الذهب:
5 / 280 - 281، وسيترجم له الذهبي ترجمة أخرى هي الترجمة 415.
274

البغدادي، الأصولي، الأديب، صاحب الانشاء، ويدعى أحمد.
أجاز له عبد الله بن أبي المجد.
أخذ عنه الدمياطي شعرا.
مات في وسط (1) سنة ست وخمسين، فرثاه أخوه عز الدين عبد
الحميد (2)، ثم مات بعده بقليل في العام، وكانا من كبار الفضلاء وأرباب
الكلام والنظم والنثر والبلاغة، والموفق أحسنهما عقيدة، فإن العز
معتزلي، أجارنا الله!
186 - الشاري *
الامام الحافظ المقرئ المحدث الأنبل الأمجد شيخ المغرب أبو
الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن يحيى الغافقي الشاري
ثم السبتي.
وشارة: بليدة من عمل مرسية وهي محتده، وسبتة مولده.

(1) ذكر الحسيني في الصلة والذهبي في العبر انه توفي في رجب، وذكروا أنه ولد سنة
تسعين وخمس مئة.
(2) الذين ترجموا لعز الدين عبد الحميد (صاحب شرح نهج البلاغة) ذكروا أن وفاته كانت
سنة 655 أي قبل وفاة الموفق، انظر بشأن ترجمة العز: عقود الجمان لابن الشعار الموصلي،
(نسخة أسعد أفندي 2325) ج 4 الورقة 107 ب، وفيات الأعيان: 5 / 392، ذيل مرآة
الزمان: 1 / 62، فوات الوفيات: 2 / 259 - 262 الترجمة 246 البداية والنهاية: 13 / 199،
ومقدمة شرح نهج البلاغة تحقيق أبي الفضل إبراهيم.
* التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار (المخطوطة الأزهرية) ج 3 الورقة 80، صلة
التكملة لوفيات النقلة للحسيني الورقة 66، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 96، العسجد المسبوك: 583، غاية النهاية في طبقات القراء 1 / 574 - 575
الترجمة 2330.
275

قال تلميذه أبو جعفر ابن الزبير: ولد في خامس رمضان سنة إحدى
وسبعين وخمس مئة، وأخذ عن أبي محمد بن عبيد الله الحجري ولازمه،
فتلا عليه ختمة بالسبع، وأخذ القراءات أيضا عن أبي بكر يحيى بن محمد
الهوزني في ختمات، والمقرئ محمد بن حسن بن الكماد، إلا أنه اعتمد
على ابن عبيد الله لعلو سنده، وقرأ عليه " الموطأ " وسمع عليه الكتب
الخمسة سوى يسير من آخر كتاب مسلم، وسمع منه أيضا " مسند أبي بكر
البزار الكبير " و " السير " (1) تهذيب ابن هشام. وحمل عن أبي عبد الله بن
غازي السبتي، وأبي ذر الخشني، وأيوب بن عبد الله الفهري، وعدة. وقرأ
على أبيه أشياء، وتلا عليه بالسبع، ولازم بفاس الأصولي أبا عبد الله محمد
ابن علي الفندلاوي الكتاني، وتفقه عنده في علم الكلام وفي أصول الفقه
وعلى جماعة بفاس، وسمع بها من عبد الرحيم بن الملجوم، ولازم في
العربية ابن خروف، وأبا عمرو مرجى المرجيقي، وأبا الحسن بن عاشر
الخزاعي، وأجاز له أبو القاسم بن حبيش، وأبو زيد السهيلي، وأبو عبد الله
ابن الفخار، ونجبة بن يحيى، وعدة. وكان آخر من حدث عن ابن عبيد
الله، وآخر من أسند عنه السبع تلاوة بالأندلس وبالعدوة.
إلى أن قال: وكان ثقة، متحريا، ضابطا عارفا بالأسانيد، والرجال
والطرق، بقية صالحة وذخيرة نافعة، رحلت إليه فقرأت عليه كثيرا، وتلوت
عليه، وكان منافرا لأهل البدع والأهواء، معروفا بذلك، حسن النية، من
أهل المروءة والفضل التام والدين القويم، منصفا، متواضعا، حسن
الظن بالمسلمين، محبا في الحديث وأهله، كان يجلس لنا بمالقة نهاره كله
إلا القليل، وكنت أتلو عليه في الليل لاستغراق نهاره، وكان شديد التيقظ

(1) يعني، السيرة النبوية.
276

مع شاخته وهرمه، ما امتنع قط عمن قصده ولا اعتذر إلا من ضرورة بينة،
وكان قد تحصل عنده من الأعلاق النفيسة وأمهات الدواوين ما لم يكن
عند أحد من أبناء عصره وبنى مدرسة بسبتة، ووقف عليها الكتب، وشرع
في تكميل ذلك على السنن الجاري بالمدارس التي ببلاد المشرق، فعاق
عن ذلك قواطع الفتن الموجبة لاخراجه عن سبتة وتغريبه، فدخل الأندلس
في سنة إحدى وأربعين وست مئة فنزل المرية فبقي إلى سنة ثمان وأربعين،
وأخذ عنه بها عالم كثير، وأقرأ بها القرآن، ثم قدم مالقة في صفر سنة ثمان.
وحدث بغرناطة، وأخذ عنه بمالقة جلة، كأبي عبد الله الطنجالي، والأستاذ
حميد القرطبي، وأبي (1) الزهر بن ربيع.
وكذلك عظمه وفخمه أبو عبد الله الأبار (2)، وقال: شارك في عدة
فنون، مع الشرف والحشمة والمروءة الظاهرة، واقتنى من الكتب شيئا
كثيرا، وحصل الأصول العتيقة، وروى الكثير، وكان محدث تلك الناحية.
حكى لي أبو القاسم بن عمران الحضرمي عن سبب إخراج الشاري
من سبتة أن ابن خلاص وكبراء أهل سبتة عزموا على تمليك سبتة لصاحب
إفريقية يحيى بن عبد الواحد، فقال لهم الشاري: يا قوم خير إفريقية بعيد
عنا وشرها بعيد، والرأي مداراة ملك مراكش. فما هان على ابن خلاص
وكان فيهم مطاعا فهيأ مركبا وأنزل فيه أبا الحسن الشاري وغربه إلى مالقة،
وبقي بسبتة أهله وماله، وله بسبتة مدرسة مليحة كبيرة.
قال ابن الزبير: توفي أبو الحسن رحمه الله بمالقة في التاسع
والعشرين من رمضان سنة تسع وأربعين وست مئة.

(1) في الأصل: (وأبو) ولا يصح ذلك.
(2) التكملة لكتاب الصلة (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 80 بتصرف في الجملة
277

ومن مسموع ابن الزبير كتاب " السنن الكبير " للنسائي من أبي الحسن
الشاري بسماعه لجميعه من ابن عبيد الله، حدثنا أبو جعفر البطروجي،
أخبرنا ابن الطلاع، أخبرنا ابن مغيث، أخبرنا محمد بن معاوية ابن الأحمر
عن النسائي.
قال ابن رشيد: أحيا الشاري بسبتة العلم حيا وميتا، وحصل الكتب
بأغلى الأثمان، وكان له عظمة في النفوس رحمه الله.
قال ابن رشيد: حدث عنه شيخنا أبو فارس عبد العزيز بن إبراهيم
ب‍ " البخاري " سماعا عن رجاله منهم: ابن عبيد الله سماعا سنة تسعين عن
شريح قال: ورواه شيخنا أبو فارس عن أبي نصر الشيرازي إجازة عن أبي
الوقت.
187 - السبط *
الشيخ المسند المعمر أبو القاسم عبد الرحمان ابن الحاسب مكي بن
عبد الرحمان بن أبي سعيد بن عتيق جمال الدين الطرابلسي ثم الإسكندراني
سبط الحافظ أبي طاهر (1).
سمع من جده كثيرا، وحضر عليه في الرابعة كثيرا، وما رأيته حضر
شيئا قبلها.
مولده سنة سبعين. وسمع جزءا من ابن موقا، ومن بدر الحذاداذي،

* تكملة اكمال الاكمال لابن الصابوني: 193، صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني
ج 2 الورقة 4 - 5، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 111، دول
الاسلام للذهبي 2 / 118 - 119، العبر للذهبي: 5 / 208، النجوم الزاهرة: 7 / 31، حسن
المحاضرة: 1 / 379 الترجمة 76، شذرات الذهب: 5 / 253 - 254.
(1) السلفي.
278

وعبد المجيد بن دليل، وبمصر من البوصيري.
وأجاز له جده، والكاتبة شهدة، وعبد الحق بن يوسف، ومن مكة أبو
الحسن علي بن حميد بن عمار راوي " الصحيح "، ومن الموصل خطيبها
أبو الفضل، ومن الشام أبو سعد بن أبي عصرون، ومن الأندلس الحافظ
خلف بن بشكوال، ومن مصر ابن بري، وعلي بن هبة الله الكاملي،
وعدة.
وتفرد، ورحل إليه الطلبة، وروى الكثير بالقاهرة، وله سماعات كثيرة
ما قرئت عليه.
حدث عنه المنذري، والدمياطي، وابن دقيق العيد، والتقي عبيد،
والضياء السبتي، والفخر التوزري، ومثقال الاشرفي، والشهاب القرافي،
والعماد محمد ابن الجرائدي، والخطيب عبد الرحيم الحنبلي، والفخر أحمد ابن
الجباب، وعلي بن عبد العظيم الرسي، ومحمد بن أحمد ابن الدماغ،
والنور علي بن عمر الواني، وخلق كثير.
وبالإجازة خطيب حماة معين الدين أبو بكر ابن المغيزل، وأبو بكر ابن
الرضي، والقاضي شرف الدين ابن الحافظ، والشيخ شمس الدين عبد الله
ابن العفيف، وعدة. وكان قليل العلم.
توفي في دار ابن القسطلاني بمصر ليلة رابع شوال سنة إحدى
وخمسين وست مئة.
وفيها مات أبو التقى صالح بن شجاع المدلجي المالكي بمصر،
راوي " صحيح مسلم "، وعبد القادر بن الحسين البندنيجي البواب، آخر
أصحاب عبد الحق اليوسفي، والزاهد عثمان شيخ دير ناعس، والزاهد
279

محمد ابن الشيخ عبد الله اليونيني، والمحدث أبو عبد الله الطنجالي.
188 - عبد القادر *
ابن الحسين بن جميل، الشيخ أبو محمد البندنيجي ثم البغدادي
البواب.
سمع عبد الحق اليوسفي، وتفرد عنه، وعبيد الله بن شاتيل.
روى عنه محمد بن محمد الكنجي، وشيخنا الدمياطي، وآخرون.
توفي في ذي القعدة (1) سنة إحدى وخمسين وست مئة.
189 - عيسى بن سلامة * *
ابن سالم بن ثابت الشيخ المعمر مسند حران، أبو الفضل وأبو العزائم،
الحراني الخياط.
ولد في سلخ شوال سنة إحدى وخمسين، وفاتته الإجازة العامة من
أبي الوقت السجزي. وأجاز له أبو الفتح ابن البطي، وأبو بكر بن النقور،
والمبارك بن محمد الباذرائي، وأحمد بن علي العلوي، ومحمد بن محمد
ابن السكن، وأبو علي ابن الرحبي، ويحيى بن ثابت، وأحمد المرقعاتي،
وشهدة، وعدة، هو آخر من روى عنهم في الدنيا. وسمع من أبي الفتح

* صلة التكملة للحسيني ج 2 الورقة 5، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 111، النجوم الزاهرة: 7 / 31.
(1) في صلة التكملة أنه توفي في السابع منه.
(* *) صلة التكملة للحسيني ج 2 الورقة 14 - 15، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 120، العبر للذهبي: 5 / 212 - 213، النجوم الزاهرة: 7 / 33،
شذرات الذهب: 5 / 259.
280

أحمد بن أبي الوفاء، ومن المحدث حماد، وروى الكثير، وحدث بدمشق
قديما وبحران.
حدث عنه الدمياطي، وابن الظاهري، وجمال الدين عبد الغني،
ومحمد بن زباط، وأمين الدين ابن شقير، وعبد الاحد بن تيمية، وأحمد بن
محمد الدشتي، ومحمد بن درباس الحاكي، وطائفة خاتمهم القاسم بن
علي ابن الحبيشي.
وكان شيخا دينا ساكنا.
مات في أواخر سنة اثنتين وخمسين وست مئة عن مئة عام وعام
وشهور.
ومات معه أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن نقاش السكة بمصر،
والرشيد إسماعيل ابن الفقيه المقرئ أحمد بن الحسين العراقي الجابي،
والمعمر عبد الله بن الحسن الهكاري، عن مئة وخمس سنين، قرأ عليه
الدمياطي " الصحيح " عن أبي الوقت، والمتكلم شمس الدين عبد الحميد
ابن عيسى الخسروشاهي، وابن تيمية مؤلف " الاحكام "، والناصح فرج
الحبشي خادم أبي جعفر القرطبي، وأبو الخطاب محمد بن أحمد بن خليل
الأندلسي، وكمال الدين محمد بن طلحة النصيبي، ومحمد بن علي بن بقاء
ابن السباك، والشديد بن علان.
190 - ابن مسلمة *
الشيخ الجليل العدل المعمر مسند دمشق رشيد الدين أبو العباس

* صلة التكملة للحسيني الورقة 73، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 100 - 101، دول الاسلام للذهبي: 2 / 118، العبر للذهبي: 5 / 205، الوافي
بالوفيات: 8 / 185 الترجمة 3612، النجوم الزاهرة: 7 / 30، شذرات الذهب: 5 / 249.
281

أحمد بن المفرج بن علي بن عبد العزيز بن مسلمة الدمشقي ناظر الأيتام.
ولد سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
وسمع من الحافظ ابن عساكر، وأبي اليسر شاكر التنوخي، وعبد
الرحمن بن عبدان. وأجاز له هبة الله بن هلال الدقاق، وأبو الحسن ابن تاج
القراء، وأبو الفتح بن البطي، والشيخ أبو محمد عبد القادر الجيلي،
وأحمد بن المقرب، ومحمد بن عبد الله بن العباس الحراني، وعبد الرحمن
ابن يحيى الزهري، ومحمد بن إسحاق الصابي، ومعمر بن الفاخر، وخريفة
ابن الهاطرا، وعدد كثير تفرد بالرواية عن طائفة منهم، وروى الكثير، وكان
عدلا وقورا مهيبا حميد السيرة، له " مشيخة " في ثلاثة أجزاء سمعناها.
حدث عنه الدمياطي، والفارقي شيخ دار الحديث، وكمال الدين ابن
العطار، والعماد ابن البالسي، وشمس الدين ابن التاج، وابن ابن أخيه عبد
الرحيم بن مسلمة، وبهاء الدين ابن نوح، ومحمود ابن المراتبي، ومحمد
ابن المحب، والشمس محمد ابن الصلاح، ومحمد بن أبي بكر
السكاكيني، وآخرون.
توفي في ثامن عشر ذي القعدة سنة خمسين وست مئة.
191 - الصاغاني *
الشيخ الامام العلامة المحدث إمام اللغة رضي الدين أبو الفاضل

* معجم الأدباء 9 / 189 - 191 الترجمة 15، صلة التكملة للحسيني الورقة 71،
الحوادث الجامعة 262 - 264، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 101 -
102، دول الاسلام: 2 / 118، العبر: 5 / 205 - 206، الوافي بالوفيات 1 / 240 - 243
الترجمة 219، فوات الوفيات 1 / 358 - 260، الترجمة 129، منتخب المختار لابن رافع
48 - 49، الترجمة 43، الجواهر المضية: 1 / 201 - 202 الترجمة 496، العسجد
المسبوك: 589، العقد الثمين: 4 / 176 - 179، الترجمة 1013، النجوم الزاهرة: 7 /
26، بغية الوعاة: 1 / 519 - 521 الترجمة 1076، شذرات الذهب: 5 / 250 وانظر مقدمة
العباب الزاخر واللباب الفاخر للشيخ محمد حسن آل ياسين (ط 1 المعارف بغداد 1977) ومقدمة
العباب أيضا للدكتور قير محمد حسن (مطبعة المجمع العلمي العراقي بغداد 1978)، ومقدمة
التكملة والذيل والصلة له بتحقيق عبد العليم الطحاوي (دار الكتب 1970).
282

الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي القرشي العدوي العمري
الصاغاني الأصل الهندي اللهوري المولد البغدادي الوفاة المكي المدفن
الفقيه الحنفي صاحب التصانيف.
ولد بلهور في صفر سنة سبع وسبعين وخمس مئة.
ونشأ بغزنة، وقدم بغداد، ثم ذهب رسولا من الخليفة إلى ملك الهند
سنة سبع عشرة، فبقي مدة، ثم قدم سنة أربع وعشرين، ثم أعيد إليها
رسولا لسنته، فما رجع إلى سنة سبع وثلاثين.
وقد سمع بمكة من أبي الفتوح نصر ابن الحصري، وسمع باليمن من
القاضي خلف بن محمد الحسناباذي، والنظام محمد بن حسن المرغيناني،
وببغداد من سعيد بن محمد ابن الرزاز.
وكان إليه المنتهى في معرفة اللسان العربي، له كتاب " مجمع
البحرين في اللغة " اثنا عشر مجلدا، وكتاب " العباب (1) الزاخر في اللغة "
عشرون مجلدا، و " الشوارد في اللغة " مجلد، وكتب عدة في اللغة،
وكتاب في علم الحديث، وكتاب " مشارق الأنوار في الجمع بين
الصحيحين " وكتاب في الضعفاء، ومؤلف في الفرائض، وأشياء.
قال الدمياطي: كان شيخا صالحا صدوقا صموتا إماما في اللغة والفقه
والحديث، قرأت عليه الكثير.

(1) في الأصل: الغبار، وما أثبتناه عن تاريخ الاسلام وهو الذي في المطبوعتين.
283

توفي في تاسع عشر شعبان سنة خمسين وست مئة، وحضرت دفنه
بداره بالحريم الطاهري، ثم نقل بعد خروجي من بغداد إلى مكة فدفن بها،
كان أوصى بذلك، وأعد لمن يحمله خمسين دينارا.
أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ أخبرنا الحسن بن محمد
القرشي، أخبرنا أبو الفتوح النهاوندي بمكة، أخبرنا أبو طالب محمد بن
محمد العلوي، أخبرنا علي بن أحمد التستري، أخبرنا القاسم بن جعفر،
أخبرنا أبو علي اللؤلؤي، حدثنا أبو داود، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا
يحيى بن زكريا، ويزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن محمد، عن
عبيدة، عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: " حبسونا عن صلاة
الوسطى صلاة العصر، ملا الله بيوتهم وقبورهم نارا " (1).
هذا حديث صحيح، ما عارضه شئ في صحته.
وفيها توفي الرشيد بن مسلمة، والمؤتمن بن قميرة، والكمال إسحاق
ابن أحمد المعري الشافعي أحد الأئمة، والكاتب البارع شمس الدين محمد
ابن سعد المقدسي الحنبلي، وأبو الفضل محمد بن علي بن أبي السهل،
والجمال محمد بن علي بن محمود ابن العسقلاني، والتاج محمد بن محمد
ابن سعد الله ابن الوزان الحنفي، والشيخ سعد الدين محمد بن المؤيد بن
حمويه الجويني، وجمال الدين هبة الله بن محمد بن مفرج المقدسي ثم
الإسكندراني عنده عن السلفي، وفخر القضاة نصر الله بن أبي العز بن قصافة
الكاتب.

(1) قال شعيب: أخرجه البخاري (4533) ومسلم (627) (25) وأبو داود (234)
وأحمد 1 / 144 و 151 و 153 و 154 و 392، وابن ماجة (686) والدارمي 1 / 280، والطبري
(5420) والبيهقي 1 / 46، والطيالسي 1 / 111.
284

192 - ابن قميرة *
الشيخ الجليل مسند الوقت مؤتمن الدين أبو القاسم يحيى بن أبي
السعود نصر بن أبي القاسم بن أبي الحسن ابن قميرة التميمي اليربوعي
الحنظلي البغدادي الازجي التاجر السفار.
ولد سنة خمس وستين وخمس مئة.
وسمع من شهدة الكاتبة، وتجني الوهبانية، وعبد الحق اليوسفي،
ومحمد بن بدر الشيحي، والحسن بن شيرويه.
وحدث في أسفاره بمصر، ودمشق، وحلب، وبغداد، واشتهر
اسمه، وجلس بين يديه الحفاظ.
حدث عنه ابن النجار، وابن الحلوانية، والدمياطي، وابن
الظاهري، والبهاء أيوب الأسدي، وأخوه إسحاق، والقاضي الحنبلي،
وبيبرس العديمي، والعماد ابن البالسي، وإبراهيم بن أبي اليسر، وأبو
جعفر ابن المقير، وعلي بن جعفر المؤذن، وعبد الله ابن الشيخ، ومحمد
ابن الصلاح، والتقي بن تمام، وخلق آخرهم ابن الخراط، وأبو نصر بن
الشيرازي.
مات ببغداد في جمادى الأولى (1) سنة خمسين وست مئة.
قال ابن النجار: شيخ حسن لا بأس به.

(1) * صلة التكملة للحسيني الورقة 70، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 105، دول الاسلام: 2 / 118، وتصحف فيه إلى ابن العميرة - بالعين - العبر للذهبي
أيضا: 5 / 206 - 207، شذرات الذهب: 5 / 253.
(1) ذكر الحسيني في صلة التكملة والذهبي في التاريخ وفي العبر أنه توفي في السابع
والعشرين من جمادى الأولى.
285

193 - أخوه المعمر المسند
أبو العباس أحمد (1)
ابن نصر التاجر شيخ كبير.
ولد سنة ثمان وخمسين ولم يظهر له سوى نصف جزء التراجم، سمعه
من عبد الله بن أحمد بن هبة الله ابن النرسي، فكان آخر من حدث عنه.
روى عنه القاضي مجد الدين ابن العديم، والحافظ شرف الدين ابن
الدمياطي، وابن الدواليبي.
قال ابن النجار: شيخ متيقظ حسن الطريقة متمول.
قلت: توفي في أوائل سنة تسع وأربعين وست مئة.
194 - ابن علان *
الشيخ الجليل العدل المعمر سديد الدين أبو محمد مكي بن المسلم
ابن مكي بن خلف بن المسلم بن أحمد بن محمد بن حصن بن صقر بن عبد
الواحد بن علي بن علان القيسي العلاني الدمشقي المسكي الطيبي.
ولد في رجب سنة ثلاث وستين.
وسمع من الحافظ ابن عساكر، وأبي الفهم بن أبي العجائز، وعلي

(1) تاريخ الاسلام، الورقة: 93 (أيا صوفيا 3013).
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 188، تكملة إكمال الاكمال لابن الصابوني: 305،
صلة التكملة للحسيني ج 2 الورقة 7، وفيه ضبط المسلم بتشديد اللام، تاريخ الاسلام للحافظ
الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 122، العبر: 5 / 213، عيون التواريخ لابن شاكر
الكتبي: 20 / 77، البداية والنهاية: 13 / 186، النجوم الزاهرة: 7 / 33، شذرات
الذهب: 5 / 260.
286

ابن خلدون، وتفرد بهم، ومن المجد ابن البانياسي. وأجاز له أبو طاهر
السلفي، ومحمد بن علي الرحبي.
وروى الكثير، وطال عمره، وبعد صيته، وكان شيخا معتبرا متوددا،
وافر الحرمة، من بيت تقدم ورواية، ورواياته صحيحة، وقد سمع أخواه
أسعد ومحمد من ابن عساكر أيضا.
حدث عنه الدمياطي، وابن الظاهري، وزين الدين الفارقي،
والعماد ابن البالسي، وأخوه عبد الله، وطلحة القرشي، ومحيي الدين
يحيى ابن المقدسي، والقاضي شرف الدين ابن الحافظ، وإسماعيل وعبد
الله ابنا أبي النائب، وأمين الدين سالم بن صصري، وأخته أسماء، وتاج
الدين أحمد بن مزيز، وخلق.
توفي بدمشق في العشرين من صفر سنة اثنتين وخمسين وست مئة،
رحمه الله، وأجاز لجميع من أدرك حياته من المسلمين.
287

الطبقة الخامسة والثلاثون
195 - القوصي *
الشيخ الامام الفقيه المحدث الأديب الرئيس شهاب الدين أبو المحامد
وأبو العرب وأبو الطاهر إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن مرجي بن
المؤمل بن محمد الأنصاري الخزرجي المصري القوصي الشافعي نزيل
دمشق وكيل بيت المال.
ولد في أول سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
وقد القاهرة في سنة تسعين، ودمشق في سنة إحدى، فاستوطنها.

* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (مخطوطة أسعد أفندي
2323: ج 1 الورقة 294 / ب، ذيل الروضتين: 189، الغصون اليانعة في شعراء المئة
السابعة لابن سعيد الأندلسي: ص 24، صلة التكملة للحسيني ج 2 الورقة 15 - 16 تاريخ
الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 124، دول الاسلام للذهبي 2 /
119، العبر للذهبي: 5 / 214، الوافي بالوفيات: 9 / 105 - 106 الترجمة: 4021، عيون
التواريخ لابن شاكر الكتبي: 20 / 82 - 83، مرآة الجنان لليافعي: 4 / 129، البداية والنهاية
13 / 186، العسجد المسبوك للملك الغساني: 613، النجوم الزاهرة 7 / 35، الدارس في
تاريخ المدارس للنعيمي: 1 / 438، شذرات الذهب: 5 / 260.
288

سمع " التيسير " بقوص من ابن إقبال المريني، وسمع من إسماعيل بن
ياسين، ومن الأرتاحي، والخشوعي، فأكثر، والقاسم بن عساكر، والعماد
الكاتب، وأسماء بنت الران، ومنصور بن علي الطبري، ومحمد بن
الخصيب، ومحمود بن أسد، وعبد الملك الدولعي، وحنبل، وابن
طبرزذ، وخلق كثير، وعمل لنفسه " معجما " كبيرا في أربع مجلدات فيه
أوهام عدة، وعن خلق بالإجازة وشعراء، واتصل بالصاحب صفي الدين ابن
شكر، فتقدم، ونفذ رسولا عن العادل، وولي الوكالة مدة، ودرس،
وأفتى، ووقف حلقة تدريس ودار حديث وتربة، وكان يلبس الطيلسان
المصري، ويركب البغلة.
حدث عنه الدمياطي، والكنجي، والزين الأبيوردي، وأبو علي ابن
الخلال، والعماد ابن البالسي، وأبو عبد الله ابن الزراد، والرشيد الرقي،
وآخرون.
توفي في سابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وست مئة.
وفيها توفي المفتي الضياء صقر بن يحيى الحلبي، وله أربع وتسعون
سنة، وعلي بن معالي الرصافي المقرئ، والنور البلخي، ونقيب الاشراف
بحلب عز الدين المرتضى ابن أبي طالب أحمد بن محمد بن جعفر الحسيني
الحلبي.
196 - صالح بن شجاع *
ابن محمد بن سيدهم بن عمرو، الشيخ الصدوق أبو التقى ابن شيخ

* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 2، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 2 الورقة 110 - 111، العبر: 5 / 208، النجوم الزاهرة: 7 / 31 حسن
المحاضرة: 1 / 379 الترجمة 75، شذرات الذهب: 5 / 253.
289

المقرئين أبي الحسن المدلجي المصري المالكي الخياط.
ولد بمكة سنة أربع وستين وخمس مئة.
وسمع " صحيح مسلم " من أبي المفاخر المأموني، وحدث به غير
مرة، وله إجازة من السلفي.
روى عنه الحافظان المنذري وشيخنا الدمياطي، ومحمد بن أحمد ابن
القزاز، والبدر يوسف الختني وآخرون.
وكان دينا، خيرا، خياطا، متعففا، قنوعا.
توفي في المحرم (1) سنة إحدى وخمسين وست مئة، وكان والده من
تلامذة أبي العباس بن الحطيئة.
197 - فرج *
ابن عبد الله، الخادم، الفاضل، ناصح الدين، أبو الغيث الحبشي
مولى أبي جعفر القرطبي، ثم عتيق المجد البهنسي.
ولد سنة بضع وسبعين، وسمع الكثير من الخشوعي، وعبد اللطيف
ابن أبي سعد، والبهاء ابن عساكر، وعبد الرحمن بن سلطان القرشي،
وحنبل، وابن طبرزذ، ومن الافتخار الهاشمي بحلب، ومن مولاه أبي
جعفر.

(1) ذكر الشرف الحسيني والحافظ الذهبي في التاريخ انه توفي في السادس عشر من
المحرم.
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 188 وقد تصحف الحبشي فيه إلى الحسيني، تكملة
اكمال الاكمال لابن الصابوني: 271، الترجمة 260، وفيها كناه بأبي الغياث، صلة التكملة
للحسيني م 2 الورقة 13، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 2 الورقة 121، العبر:
5 / 213، البداية والنهاية: 13 / 186، النجوم الزاهرة: 7 / 33، شذرات الذهب: 5 /
259.
290

وعنه ابن الحلوانية، والعماد ابن البالسي، وعبد الغفار المقدسي،
والعلاء ابن الشاطبي، وآخرون.
وكان دينا كيسا متيقظا، سمع، وتعب، ووقف كتبه.
مات في شوال (1) سنة اثنتين وخمسين وست مئة.
198 - ابن تيمية *
الشيخ الامام العلامة فقيه العصر شيخ الحنابلة مجد الدين أبو البركات
عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن علي الحراني، ابن تيمية.
ولد سنة تسعين وخمس مئة تقريبا.
وتفقه على عمه فخر الدين الخطيب، وسار إلى بغداد، وهو مراهق
مع السيف ابن عمه، فسمع من أبي أحمد بن سكينة، وابن طبرزذ، يوسف
ابن كامل، وضياء بن الخريف، وعدة. وسمع بحران من حنبل المكبر،
وعبد القادر الحافظ. وتلا بالعشر على الشيخ عبد الواحد بن سلطان.
حدث عنه ولده شهاب الدين، والدمياطي، وأمين الدين ابن شقير،
وعبد الغني بن منصور المؤذن، ومحمد بن محمد الكنجي، والشيخ محمد
ابن القزاز، والشيخ محمد بن زباطر، والواعظ محمد بن عبد المحسن
الخراط، وعدة.

(1) ذكر ابن الصابوني والحسيني والذهبي في التاريخ انه توفي في الرابع منه.
* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 13، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 119 - 120، دول الاسلام 2 / 119، العبر: 5 / 212، معرفة القراء
الكبار للذهبي: 2 / 520 - 521 الترجمة 28، فوات الوفيات 2 / 323 - 324 الترجمة 278،
البداية والنهاية: 13 / 185، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2 / 249 - 254 الترجمة 359،
طبقات القراء لابن الجزري 1 / 385 - 386، الترجمة 1647، النجوم الزاهرة: 7 / 33،
شذرات الذهب: 5 / 257.
291

وتفقه، وبرع، واشتغل، وصنف التصانيف، وانتهت إليه الإمامة في
الفقه، وكان يدري القراءات، وصنف فيها أرجوزة. تلا عليه الشيخ
القيرواني.
وقد حج في سنة إحدى وخمسين على درب العراق، وانبهر علماء
بغداد لذكائه وفضائله، والتمس منه أستاذ دار الخلافة محيي الدين ابن
الجوزي الإقامة عندهم، فتعلل بالأهل والوطن.
سمعت الشيخ تقي الدين أبا العباس يقول: كان الشيخ جمال الدين
ابن مالك يقول: ألين للشيخ المجد الفقه كما ألين لداود الحديد. ثم قال
الشيخ: وكانت في جدنا حدة (1)، قال: وحكى البرهان المراغي أنه اجتمع
بالشيخ المجد، فأورد على الشيخ نكتة فقال: الجواب عنها من ستين
وجها: الأول كذا، الثاني كذا، وسردها إلى آخرها، وقال: قد رضينا منك
بإعادة الأجوبة، فخضع البرهان له وانبهر.
وقال العلامة ابن حمدان: كنت أطالع على درس الشيخ وما أبقي
ممكنا فإذا أصبحت وحضرت ينقل أشياء كثيرة لم أعرفها قبل.
قال الشيخ تقي الدين: كان جدنا عجبا في سرد المتون وحفظ مذاهب
الناس وإيرادها بلا كلفة.
حدثني الامام عبد الله بن تيمية أن جده ربي يتيما، ثم سافر مع ابن
عمه إلى العراق ليخدمه وينفقه، وله ثلاث عشرة سنة فكان يبيت عنده
ويسمعه يكرر على مسائل الخلاف فيحفظ المسألة، فقال الفخر إسماعيل

(1) قلت: وفي إمام الأئمة أبي العباس حدة أيضا، وما وراء ذلك إلا الدفاع عن بيضة
الاسلام.
292

يوما: أيش حفظ الننين (1) فبدر المجد وقال: حفظت يا سيدي الدرس
وسرده فبهت الفخر، وقال: هذا يجئ منه شئ، ثم عرض على الفخر
مصنفه " جنة الناظر " وكتب له عليه في سنة ست وست مئة وعظمه، فهو
شيخه في علم النظر، وأبو البقاء شيخه في النحو والفرائض، وأبو بكر بن
غنيمة صاحب ابن المني شيخه في الفقه، وابن سلطان شيخه في القراءات،
وقد أقام ببغداد ستة أعوام مكبا على الاشتغال (2)، ورجع، ثم ارتحل إلى
بغداد قبل العشرين وست مئة، فتزيد من العلم، وصنف التصانيف، مع
الدين والتقوى، وحسن الاتباع، وجلالة العلم.
توفي بحران يوم الفطر سنة اثنتين وخمسين وست مئة.
199 - ابن طلحة *
العلامة الأوحد كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد بن
حسن القرشي العدوي النصيبي الشافعي.
ولد سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة، وبرع في المذهب وأصوله،
وشارك في فنون، ولكنه دخل في هذيان علم الحروف، وتزهد. وقد ترسل
عن الملوك، وولي وزارة دمشق يومين وتركها، وكان ذا جلالة وحشمة.

(1) يعني: الصبي الصغير (وانظر تاريخ الاسلام، الورقة: 120).
(2) في الأصل: " الاشتغال " ولا يستقيم المعنى بها، والصحيح ما أثبتناه وهو: الطلب.
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 188، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 11،
تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 121، العبر 5 / 213، الوافي
بالوفيات: 3 / 176، الترجمة 1146 عيون التواريخ لابن شاكر: 20 / 78، طبقات الشافعية
الكبرى للسبكي: 8 / 63 الترجمة 1076، البداية والنهاية: 13 / 186، النجوم الزاهرة: 7 /
33، شذرات الذهب: 5 / 259، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء لمحمد راغب الطباخ
(حلب 1342) 4 / 437.
293

حدث [عن] (1) المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية.
روى عنه الدمياطي، ومجد الدين ابن العديم، وشهاب الدين
الكفري والجمال بن الجوخي، وآخرون.
قال التاج ابن عساكر: وفي سنة 648 خرج ابن طلحة عن جميع ما له
من موجود ومماليك ودواب وملبوس، ولبس ثوبا قطنيا وتخفيفة، وكان
يسكن بالأمينية فخرج منها واختفى، وسببه أن الناصر كتب تقليده بالوزارة،
فكتب هو إلى السلطان يعتذر.
قلت: توفي بحلب في رجب (2) سنة اثنتين وخمسين وست مئة.
200 - النظام البلخي *
مفتي الحنفية أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عثمان.
بغدادي سكن حلب، وسمع من المؤيد الطوسي، ومحمد بن عبد
الرحيم الفامي، وتفقه بخراسان.
روى عنه ابنه عبد الوهاب، والدمياطي، والتاج صالح، والبدر ابن
التوزي، وآخرون، وحدث " بصحيح مسلم ".
مات في جمادي الآخرة (3) سنة ثلاث وخمسين وست مئة، وله ثمانون
سنة.

(1) الزيادة يقتضيها السياق، وفي التاريخ سمع بنيسابور من المؤيد.
(2) ذكر الحسيني والذهبي في التاريخ والسبكي انه توفي في السابع والعشرين منه.
* صلة التكملة للشرف الحسيني المجلد الثاني الورقة 17، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 127، العبر للذهبي: 5 / 215، الجواهر المضية في طبقات
الحنفية للقرشي: 2 / 125 الترجمة 384 شذرات الذهب: 5 / 161.
(3) ذكر شرف الدين الحسيني والذهبي في التاريخ وعنه القرشي أنه توفي في التاسع
والعشرين من جمادى الآخرة.
294

201 - عثمان *
ابن محمد بن عبد الحميد التنوخي البعلبكي الزاهد شيخ دير ناعس.
صاحب أحوال ومجاهدات، وكان من أهل البر، وهو الذي بعث إليه
الشيخ الفقيه وقد مغصه جوفه: لئن لم يسكن وجعي ضربتك مئة، فقيل
للفقيه: كيف هذا؟ قال: هو أكرم على الله من أن أضربه، وقيل: كان
يخاطبه الجن، وأخبر بليلة كسرة الفرنج على المنصورة، وكان قد لبس من
الشيخ عبد الله اليونيني، وله تهجد وأوراد.
مات في شعبان (1) سنة إحدى (2) وخمسين وست مئة، ومات قبله بأيام
الزاهد الكبير الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الله اليونيني. ومات فيها الصالح
الورع الشيخ محمد ابن الشيخ علي الحريري كهلا، وكان ينكر على
أصحاب والده، رحمه الله.
202 - السفاقسي * *
العدل المعمر المسند الفقيه شرف الدين أبو بكر محمد بن الحسن بن
عبد السلام بن عتيق بن محمد التميمي السفاقسي المغربي ثم الإسكندراني
المالكي الشاهد المعروف بابن المقدسية، ابن أخت الحافظ علي بن
المفضل المقدسي.

* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 112 - 113، العبر للذهبي
5 / 209، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي 20 / 72، شذرات الذهب 5 / 253.
(1) ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام انه توفي في سادس شعبان.
(2) جعل وفاته ابن العماد الحنبلي في سنة 650.
(* *) صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 22، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 134، العبر للذهبي: 5 / 219، الوافي بالوفيات 2 / 352
الترجمة 816، شذرات الذهب: 5 / 266.
295

ولد في المحرم سنة ثلاث (1) وسبعين، وحضر قراءة حديث الأولية (2)
فقط على السلفي، فكان خاتمة أصحابه، وروى بالإجازة عنه، وعن أبي
الطاهر بن عوف، وأبي طالب التنوخي، وبدر الخادم، وسمع من أبي
الفضل الحضرمي، وأبي القاسم البوصيري، وبهاء الدين ابن عساكر،
وخرج له منصور بن سليم (3) " مشيخة ".
حدث عنه عبد الرحيم بن عثمان بن عوف الزهري، والشرف
محمد، والوجيه عبد الوهاب، ابنا عبد الرحمن الشقيري، والفخر محمد
والجلال يحيى ولدا محمد بن الحسين السفاقسي، والحافظ شرف الدين
التوني، وعدة، ويقال: إنه ناب في القضاء بالثغر وقتا.
توفي في ثالث جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وست مئة.
203 - ابن قزغلي *
الشيخ العالم المتفنن الواعظ البليغ المؤرخ الاخباري واعظ الشام

(1) في الوافي بالوفيات انه ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة.
(2) يعني: الحديث المسلسل بالأولية.
(3) صاحب " تاريخ الإسكندرية " والذي ذيل على ابن نقطة وتوفي سنة 673.
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 195، وفيات الأعيان 3 / 142 صلة التكملة للحسيني
المجلد الثاني الورقة 25، ذيل مرآة الزمان لليونيني 1 / 39 - 43، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 135، العبر: 5 / 220، ميزان الاعتدال: 4 / 471 فوات
الوفيات: 4 / 356 - 357 الترجمة 592، عيون التواريخ لابن شاكر: 20 / 103 - 104، مرآة
الجنان: 4 / 136، منتخب المختار لابن رافع: 236 - 239 الترجمة 196، الجواهر
المضية: 2 / 230 - 232، الترجمة 719، البداية والنهاية: 13 / 194، العسجد المسبوك:
623، لسان الميزان: 6 / 328، الترجمة 1968، النجوم الزاهرة 7 / 39، الدارس
للنعيمي: 1 / 478، شذرات الذهب: 5 / 266، الفوائد البهية 183.
296

شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلي بن عبد الله التركي العوني الهبيري
البغدادي الحنفي سبط الامام أبي الفرج ابن الجوزي.
ولد سنة نيف وثمانين وخمس مئة.
وسمع من جده، ومن عبد المنعم بن كليب، وعبد الله بن أبي المجد
الحربي، وبالموصل من أحمد وعبد المحسن ابني الخطيب الطوسي،
وبدمشق من أبي حفص ابن طبرزذ، وأبي اليمن الكندي، وطائفة.
حدث عنه الدمياطي، وعبد الحافظ الشروطي، والزين عبد الرحمن
ابن عبيد، والنجم الشقراوي، والعز أبو بكر بن الشايب، وأبو عبد الله بن
الزراد، والعماد ابن البالسي، وآخرون
انتهت إليه رئاسة الوعظ وحسن التذكير ومعرفة التاريخ، وكان حلو
الايراد، لطيف الشمائل، مليح الهيئة، وافر الحرمة، له قبول زائد،
وسوق نافق بدمشق. أقبل عليه أولاد الملك العادل، وأحبوه، وصنف
" تاريخ مرآة الزمان " وأشياء، ورأيت له مصنفا يدل على تشيعه، وكان العامة
يبالغون في التغالي في مجلسه. سكن دمشق من الشبيبة، وأفتى ودرس.
توفي بمنزله بسفح قاسيون، وشيعه السلطان والقضاة وكان كيسا ظريفا
متواضعا، كثير المحفوظ، طيب النغمة، عديم المثل، له " تفسير " كبير
في تسعة وعشرين مجلدا.
توفي في ذي الحجة (1) سنة أربع وخمسين وست مئة.

(1) ذكر أبو شامة والحسيني والذهبي في التاريخ انه توفي في الحادي والعشرين منه.
297

204 - أقطاي *
كبير الامراء فارس الدين التركي الصالحي النجمي.
كان مليح الشكل، وافر الحشمة، موصوفا بالكرم والشجاعة،
اشتراه تاجر بدمشق فرباه، وباعه بألف دينار، وكانت الإسكندرية إقطاعه،
وله من الخيل والمماليك ما لا يكون إلا لسلطان، وكان عاملا على الملك،
انضم إليه كبراء البحرية كالرشيدي البندقداري، وكان فيه عسف وجبروت،
وصار يركب ركبة الملوك، ولا يلتفت على الملك المعز، ويدخل بيوت
الأموال، ويأخذ ما شاء، ثم إن تزوج بابنة صاحب حماة، فطلب أن تخلى
له دار السلطنة ليعمل عرسه وليسكن (1) بها، وصمم على ذلك، فاتفقت
شجر الدر وزوجها المعز على الفتك به، وانتدب له قطز الذي تسلطن في
عشرة فقتلوه، وأغلق باب القلعة، فركبت حاشيته نحو سبع مئة، وأحاطوا
بالقلعة، فرمي إليهم برأسه فهربوا في شعبان سنة اثنتين وخمسين وست
مئة.
وقيل: كان هو الذي قتل ابن أستاذه الملك المعظم ابن الصالح.

* ذكره الذهبي في الترجمة 265، انظر ترجمته في مرآة الزمان: 8 / 792 - 793، ذيل
الروضتين: 188، تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن الفوطي: ج 4 القسم الثالث
ص 11 - 12 الترجمة 1836، تاريخ أبي الفدا: 2 / 199، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 116 - 117، دول الاسلام: 2 / 119، العبر: 5 / 211 الوافي بالوفيات: 9 /
317 - 318 الترجمة 4250، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي: 20 / 76 - 77، البداية
والنهاية: 13 / 185، العسجد المسبوك: 605، النجوم الزاهرة: 7 / 33، شذرات الذهب:
5 / 255.
(1) في الأصل: وليس بها وما أثبتناه عن تاريخ الاسلام.
298

205 - ابن خليل *
المنشئ شيخ البلاغة والانشاء القاضي أبو الخطاب محمد بن أحمد
ابن خليل السكوني الأندلسي الكاتب.
تفرد بتلك البلاد بإجازة أبي طاهر السلفي.
أخذ عنه أبو جعفر بن الزبير ولازمه، وقال: كان روضة معارف،
متقدما في العلوم الأدبية، لم ألق مثله. كان يخطب على البديه، ويكتب
من غير تكلف، علقوا كثيرا من كلامه، وكان مشاركا في العلوم، وكثر
انتفاعي به، وكان عالي الرواية، ثبتا، له معرفة بالرجال. وأجاز له أيضا
ابن زرقون، والسهيلي، وسمع من أبي الحكم بن حجاج، وأبي العباس بن
مقدام، قال: وكان من الأسخياء الأجواد.
توفي (1) سنة اثنتين وخمسين وست مئة.
206 - عيسى * *
الزاهد القدوة العابد الشيخ عيسى بن أحمد بن إلياس اليونيني مريد
الشيخ عبد الله.

* الذيل والتكملة لكتابي الموصل والصلة لأبي عبد الله محمد الأنصاري المراكشي
ج 5 ص 630 - 635، الترجمة 1200، وذكر له ثلاثة أخوة بنفس الاسم (محمد بن أحمد بن
خليل) لا يفرق بينهم الا بالكنية والوفاة الأول أبو الحكم والثاني أبو عمر والثالث أبو الفضل. فانظر
الترجمات 1199، 1201، 1202، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة
121، وذكر المقري أن لابن خليل السكوني فهرسا نقل هو منه انظر نفح الطيب: 3 / 304.
(1) ذكر المراكشي في الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة انه توفي عن سن عالية في
العشر الاخر من شعبان سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة: 5 / 635.
(* *) ذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 / 24 - 33، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 131 - 133، العبر للذهبي: 5 / 218 - 219، عيون التواريخ لابن شاكر
الكتبي: 20 / 100 - 101، العسجد المسبوك: 622، وقد تصحف اسمه إلى (عيس) بدون
ألف وهو تصحيف مطبعي وقع في المتن وفي الحاشية، وكناه بابي الفضل، السلوك لمعرفة دول
الملوك للمقريزي: ج 1 قسم 2 ص 401، شذرات الذهب: 5 / 266.
299

لم يشتغل إلا بالعبادة والمطالعة، وما تزوج، بل عقد على عجوز
تخدمه. زاره الباذرائي فسلم عليه وتركه ودخل، وكان الامراء يقبلون شفاعته
بالأوراق، وكان عليه هيبة شديدة، وسرد الصوم أزيد من أربعين سنة، وكان
يقال له: سلاب الأحوال، وله كرامات، وكان كثير الود للشيخ الفقيه.
قال قطب الدين: زرته كثيرا، وأخبر بأن ملوك بني أيوب ينقرضون
ويتملك الترك، ويفتحون الساحل كله (1).
قلت: طولت سيرته في " تاريخ الاسلام " (2).
توفي في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وست مئة بيونين.
207 - الطوسي *
المقرئ الأديب أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن عامر الطوسي -
بفتح الطاء - الغرناطي.
ولد سنة أربع وستين وخمس مئة.
وأجاز له في سنة سبعين أبو عبد الله بن خليل القيسي، خاتمة

(1) شغلت ترجمته الأوراق 131، 132، 133 من تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013) ج 20
(2) إن من أعظم مأثر المماليك أنهم نظفوا السواحل كلها من العدو الصليبي المخذول سنة
690 على عهد الأشرف خليل رضي الله عنه.
* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 حاشية الورقة 137، الوافي
بالوفيات 8 / 398 الترجمة 3839، غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري: 1 / 155
الترجمة 721.
300

أصحاب أبي علي الغساني، وسمع بعض " مسلم " من خال أمه أبي
عبد الله بن زرقون، وسمع من أبي محمد بن عبيد الله. وتلا بالسبع على
علي بن هشام الجذامي، وطال عمره، وتفرد.
وحمل عنه أبو جعفر بن الزبير، وعدة، وقال: كان أديبا شاعرا عالما
أقعد، وكان يتلو كل يوم ختمة، وعاش تسعين (1) سنة، اختلفت إليه
كثيرا.
وتوفي سنة خمس وخمسين (2) وست مئة.
208 - العماد *
الامام الخطيب البليغ عماد الدين داوود بن عمر بن يوسف الزبيدي
المقدسي ثم الدمشقي أبو المعالي خطيب بيت الأبار، وابن خطيبها.
سمع الخشوعي، وعبد الخالق بن فيروز، والقاسم ابن عساكر،
وابن طبرزد.
وعنه الدمياطي، والعماد ابن البالسي، والفخر ابن عساكر، وابنه
محمد بن داود، وآخرون.
وكان فاضلا، دينا فصيحا، مليح الموعظة، درس بالغزالية،
وخطب بدمشق بعد انفصال الشيخ عز الدين بن عبد السلام، ثم بعد ست

(1) في غاية النهاية خمس وثمانون.
(2) في غاية النهاية: " مات سنة خمسين وست مئة ". لعله محرف سقط منه " خمس ".
* صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني المجلد الثاني الورقة 39، ذيل مرآة الزمان
لليونيني 1 / 126، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 149، العبر
للذهبي: 5 / 229، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي: 20 / 168، البداية والنهاية 13 /
213، العسجد المسبوك: 645، شذرات الذهب: 5 / 275.
301

سنين عزل العماد، ورد إلى خطابة قريته.
توفي في شعبان (1) سنة ست وخمسين وست مئة رحمه الله.
ومات أخوه.
209 - الضياء أبو الطاهر
يوسف سنة خمس وستين عن بضع وثمانين سنة، روى عن الجنزوي
والخشوعي.
210 - القميني *
الشيخ يوسف القميني الموله بدمشق، كان للناس في هذا اعتقاد زائد
لما يسمعون من مكاشفته التي تجري على لسانه كما يتم للكاهن سواء في
نطقه بالمغيبات. كان يأوي إلى القمامين والمزابل التي هي مأوى
الشياطين، ويمشي حافيا، ويكنس الزبل بثيابه النجسة ببوله، ويترنح في
مشيه، وله أكمام (2) طوال، ورأسه مشكوف، والصبيان يعبثون به، وكان
طويل السكوت، قليل التبسم، يأوي إلى قمين حمام نور الدين، وقد صار

(1) ذكر الحسيني والذهبي في التاريخ انه توفي في الحادي عشر منه، وانه ولد في سنة ست
وثمانين وخمس مئة، ويحدد الحسيني ولادته بأنها في الثاني عشر من شوال.
* ذيل الروضتين: 202، ذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 / 348، تاريخ الاسلام للحافظ
الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 174، العبر للذهبي: 5 / 240، عيون التواريخ لابن
شاكر الكتبي: 20 / 221، البداية والنهاية: 13 / 216 - 217 وفيها انه (الأقميني)، شذرات
الذهب: 5 / 289 - 290.
(2) في الأصل: اكمال، وما أثبتاه عن تاريخ الاسلام.
302

باطنه مأوى لقرينه، ويجري فيه مجرى الدم، ويتكلم فيخضع له كل تالف،
ويعتقد أنه ولي لله، فلا قوة إلا بالله.
وقد رأيت غير واحد من هذا النمط الذين زال عقلهم أو نقص يتقلبون
في النجاسات، ولا يصلون، ولا يصومون، وبالفحش ينطقون، ولهم
كشف كما والله للرهبان كشف وكما للساحر كشف وكما لمن يصرع كشف،
وكما لمن يأكل الحية ويدخل النار حال مع ارتكابه للفواحش، فوالله ما
ارتبطوا على مسيلمة والأسود إلا لاتيانهم بالمغيبات.
توفي (1) يوسف سنة سبع وخمسين وست مئة.
211 - ابن وثيق *
الامام المجود شيخ القراء أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن
ابن محمد بن وثيق الأموي مولاهم المغربي الإشبيلي المقرئ.
مولده سنة سبع وستين مئة بإشبيلية.
وعني بالقراءات فتلا على أبي الحسين حبيب بن محمد بن حبيب سبط
شريح، أبي العباس أحمد بن مقدام الرعيني، وخالص بن التراب،
تلامذة أبي الحسين شريح، وسمع منهم ومن جماعة. وروى " التيسير " عن
أبي عبد الله بن زرقون بالإجازة، وسمعه من أبي الحسين بن أبي عبد الله بن
زرقون عن أبيه.

(1) ذكر أبو شامة انه توفي في سادس عشر شعبان (ذيل الروضتين: 202).
* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 21، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 129، دول الاسلام: 2 / 120، العبر 5 / 217، معرفة القراء الكبار
للذهبي: 2 / 522 - 523 الترجمة 29 من الطبقة الخامسة عشرة، غاية النهاية في طبقات القراء
لابن الجزري: 1 / 24 - 25، الترجمة 101، النجوم الزاهرة 7 / 40، شذرات الذهب: 5 / 264.
303

ومن مشيخته في القراءات أنه تلا على أبي الحكم بن حجاج، وأبي
بكر النيار، وطائفة من أصحاب شريح بكتاب " الكافي " فهو في كتاب
" الكافي " في طبقة الامام الشاطبي، وتاريخ تلاوة ابن وثيق على شيخه
حبيب كان في سنة سبع وتسعين.
أكثر الترحال وأقرأ بالموصل وبالشام والثغر، تلا عليه الشيخ عماد
الدين ابن أبي زهران، والنور علي بن ظهير الكفني، ويحيى بن فضائل
الإسكندراني، وعدة، ومنهم شيخانا الفخر التوزري ومحمد بن جوهر
التعلفري، وأثنى على فضائله أبو بكر بن مسدي، ثم غمزه وقال: رأيت له
تخليطا وتخاريج بمعزل عن الصدق والاتقان، ثم قال: أنشدنا ابن وثيق قبل
الاختلاط.
قلت: وروى عنه الرشيد العطار، والمحدث منصور بن سليم
والمكين الأسمر وأحمد بن عبد القادر الدمراوي.
توفي (1) سنة أربع وخمسين وست مئة.
212 - ابن قطرال *
القاضي العلامة القدوه أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن يوسف
بن يوسف الأنصاري القرطبي المالكي.
ولد سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

(1) ذكر عز الدين الحسيني في صلة التكملة والذهبي في التاريخ وابن الجزري انه توفي
في الرابع من ربيع الآخر.
* التكملة لابن الأبار (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 76 - 77، تاريخ الاسلام للذهبي
(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 113، العبر: 5 / 209 - 210، العسجد المسبوك: 597،
شذرات الذهب: 5 / 254، شجرة النور الزكية: 1 / 183 الترجمة 604.
304

سمع أبا القاسم ابن الشراط، وأبا العباس بن مضاء، وأخذ عنه
أصول الفقه، وأبا خالد بن رفاعة، وأبا الحسن بن كوثر، وابن الفخار،
وعبد الحق بن بونه، لقيه بالمنكب.
وأخذ قراءة نافع، والنحو عن أبي جعفر بن يحيى.
وسمع بسبتة من أبي محمد بن عبيد الله. وأجاز له أبو بكر بن الجد
والكبار.
وولي قضاء أبذة، فأسره العدو لما أخذوها في سنة تسع وست مئة،
ثم تخلص، وولي قضاء شاطبة، ثم شريش، ثم قضاء قرطبة، ثم أعيد إلى
قضاء شاطبة وخطبتها، ثم سبتة، ثم قضاء فاس، وكان من رجال الكمال
علما وعملا، يشارك في عدة فنون، ويمتاز بالبلاغة. أخذت عنه بشاطبة،
قاله الأبار (1) وأرخ موته بمراكش في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين
وست مئة. عاش ثمانيا وثمانين سنة، وهو أحد الاعلام في زمانه.
213 - الرشيد العراقي *
أبو الفضل إسماعيل ابن الإمام المقرئ نزيل دمشق أبي العباس
أحمد بن الحسين العراقي الأواني، ثم الدمشقي الحنبلي، من جباة دار
الطعم.
روى عن السلفي، وشهدة، وعبد الحق، وخطيب الموصل، وأبي
العباس الترك، وجماعة بالإجازة.

(1) التكملة (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 77.
* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 9، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 116، العبر للذهبي: 5 / 210 - 211، النجوم الزاهرة:
7 / 33، شذرات الذهب: 5 / 255.
305

وعنه المنذري، والدمياطي، وشمس الدين ابن التاج، والجمال
ابن شكر، والعماد ابن البالسي، وإبراهيم ابن الملك الحافظ.
توفي في جمادى الأولى (1) سنة اثنتين وخمسين وست مئة عن نيف
وثمانين سنة.
214 - صقر بن يحيى *
ابن سالم بن يحيى بن عيسى بن صقر المفتي، كبير الشافعية ضياء
الدين أبو محمد الكلبي الحلبي، من كبار الأئمة.
درس مدة، وأفاد، مع الدين والصيانة.
حدث عن يحيى الثقفي، وحنبل، والخشوعي.
وعنه ابن الظاهري، والدمياطي، وسنقر القضائي، وتاج الدين
الجعبري، وإسحاق ابن النحاس، والعفيف إسحاق.
مات في صفر سنة ثلاث وخمسين وست مئة، وله أربع وتسعون سنة.
وعاش رجل إلى سنة ثلاثين وسبع مئة شيخ حراني بحلب يروي عنه
لقيه ابن رافع (2).

(1) ذكر الحسيني والذهبي في التاريخ وفي العبر انه توفي في النصف من جمادى الأولى.
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 188 وفيه انه سقر بن يحيى بن سقر (بالسين بدلا من
الصاد) صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 15، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 125، العبر: 5 / 214 - 215، نكت الهميان: 174، عيون التواريخ
لابن شاكر الكتبي: 20 / 82، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 8 / 153 الترجمة 1147،
البداية والنهاية: 13 / 186، العسجد المسبوك 612، السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي
ج 1 قسم 2 ص 397، النجوم الزاهرة 7 / 34، شذرات الذهب: 5 / 261.
(2) محمد بن رافع السلامي صاحب كتاب " الوفيات " المتوفى سنة 774.
306

215 - البلخي *
الشيخ العالم المسند المقرئ صاحب الألحان نجم الدين أبو عبد الله
محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف ابن النور البلخي ثم الدمشقي.
ولد سنة بضع (1) وخمسين وخمس (2) مئة، واجتمع بالسلفي، وأجاز
له، وقال: إنه سمع منه وهو صدوق،، لكن ما ظهر سماعه منه، مع أنه قد سمع
بالإسكندرية حينئذ جزءا من المطهر بن خلف الشحامي في سنة خمس
وسبعين، وسمع بالقاهرة من التاج المسعودي، والقاسم ابن عساكر، وقد
سمع بمصر في سنة اثنتين وسبعين من منصور بن طاهر الدمشقي " الأربعين
الودعانية " وسمع بدمشق من حنبل وغيره، وروى الكثير بالإجازة.
حدث عنه ابن الصابوني، وابن الظاهري، والدمياطي، وجوزة
البلخية، والبدر محمد ابن التوزي، والعماد ابن البالسي، والجمال علي
ابن الشاطبي، وإبراهيم ابن الظاهري، ومحيي الدين ابن المقدسي، وأبو
عبد الله ابن الزراد. وروى عنه من القدماء زكي الدين المنذري.
قال الدمياطي: كان صالحا قديم السماع، ولد بدرب العجم ومات
في الرابع والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وست مئة عن ست
وتسعين سنة.
وفيها مات المحدث الفقيه كمال الدين أحمد بن عبد الرحيم والد
شيخنا (3)، والمحدث المقرئ ناصح الدين أبو بكر بن يوسف الحراني.

* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 16، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 127، شذرات الذهب: 5 / 261.
(1) في صلة التكملة وتاريخ الاسلام: في سنة تسع.
(2) في الأصل " وست مئة " وهو سبق قلم بلا ريب.
(3) يعني: زينب بنت الكمال.
307

216 - ابن النحاس *
الشيخ العالم الصالح الجليل المعمر بقية المشايخ عماد الدين أبو بكر
عبد الله بن أبي المجد الحسن (1) بن الحسن بن علي بن عبدا لباقي بن
محاسن الأنصاري الدمشقي ابن النحاس الأصم.
ولد في المحرم سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة بمصر.
ونشأ بدمشق، ومع من القاضي أبي سعد بن أبي عصرون، وهو آخر
من حدث عنه، ومن ابن صدقة الحراني، والفضل بن الحسين البانياسي،
ويحيى الثقفي، وأحمد بن حمزة ابن الموازيني، وإسماعيل الجنزوي،
وجماعة، وبأصبهان من علي بن منصور الثقفي، وأحمد بن أبي نصر
الصباغ، وبنيسابور من المؤيد الطوسي، ومنصور الفراوي، وبحلب من
الافتخار الهاشمي.
وكان ذا دين وفضل وخير، وله عقار يقوم به، وكان يحدث من لفظه
بمكان الطرش. خرج له ابن الصابوني جزءا.
وحدث عنه الدمياطي، والبدر ابن التوزي، والكمال محمد ابن
النحاس، والجمال علي ابن الشاطبي، والشمس محمد ابن الزراد،
وعدة.

* مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي: 8 / 794، ذيل الروضتين لأبي شامة 189، صلة
التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 20 - 21، ذيل مرآة الزمان: 1 / 24، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 130، العبر: 5 / 217 - 218، وفيه انه أبو بكر بن
عبد الله، وهو سهو، عيون التواريخ لابن شاكر: 20 / 100، البداية والنهاية: 13 / 193،
العسجد المسبوك: 622، النجوم الزاهرة: 7 / 35 - 40، شذرات الذهب: 5 / 265.
(1) ورد نسبه في عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي هكذا: " عبد الله بن الحسين بن علي
ابن عبدا لباقي.. " بتصحيف الحسن إلى الحسين وبسقوط اسم جده، وفي المطبوع من هذا
الكتاب الكثير من التصحيف والتحريف لسوء تحقيقه.
308

توفي في الثاني والعشرين من صفر سنة أربع وخمسين وست مئة.
وفيها مات شيخ القراء أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن
وثيق الإشبيلي بالإسكندرية، والمفتى شمس الدين عبد الرحمن بن نوح
المقدسي تلميذ ابن الصلاح، وأبو الحسن علي بن يوسف الصوري،
والشيخ عيسى اليونيني الزاهد، والشرف محمد بن الحسن بن عبد السلام
ابن المقدسية السفاقسي، والمؤرخ أبو البركات المبارك بن أبي بكر ابن
الشعار الموصلي، وأبو المظفر يوسف سبط الجوزي.
217 - الحلبي *
رأس الامراء عز الدين أيبك الحلبي الصالحي.
عين للملك عند قتله المعز أيبك، وفي مماليكه عدة أمراء، فلما كان
عاشر ربيع الآخر هاجت فتنة بمصر، وركب الجيش، وفزع السلطان الملك
المنصور علي بن المعز، وقبضوا على نائب السلطنة الجديد علم الدين
سنجر الحلبي، وهربت أمراء إلى الشام فتقنطر بعز الدين المذكور فرسه
فمات من ذلك، وسجنوا سنجرا لانهم تخيلوا منه أنه يريد السلطنة، وكذلك
تقنطر يومئذ بالأمير الكبير ركن الدين خاص ترك فرسه خارج القاهرة فهلك
أيضا، وأمسك الوزير الفائزي وأخذت حواصله، وخنق، ووزر بدر الدين
السنجاري، وناب في الملك قطز وتمكن، ثم في رمضان من السنة - سنة
خمس وخمسين - ثارت فتنة وركب بغدى ويلغان الأشرقي وعدة، وأحاطوا

* ذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 / 60 - 61، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 138، الوافي بالوفيات 9 / 474 - 475 الترجمة 4431، النجوم الزاهرة: 7 /
42، 56 - 57، حسن المحاضرة: 2 / 223.
309

بقلعة مصر لحرب قطز والمعزية، فتفللوا، وجرح بغدى، وقبض عليه وعلى
من قام معه من الأشرفية كأيبك الأسمر، وأرز الرومي، والسائق الصيرفي،
ونهبت دورهم، وقويت الامراء المعزية، ثم ملكوا قطز.
218 - ابن الحلاوي *
شاعر زمانه شرف الدين أبو الطيب أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن
أبي الخطاب بن محمد بن الهزبر الربعي الموصلي الجندي ابن الحلاوي.
ولد سنة ثلاث وست مئة.
وكان من ملاح الموصل، وخدم جنديا، وكان ذا لطف وظرف
وحسن عشرة وخفة روح.
مات سنة ست وخمسين (1).
أنبأني الدمياطي أنه سمعه يقول لنفسه:
حكاه من الغصن الرطيب وريقه * وما الخمر (2) إلا وجنتاه وريقه
هلال ولكن أفق قلبي محله * غزال ولكن سفح عيني عقيقه

* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي
2323) ج 1 الورقة 194 / أ، ذيل مرآة لليونيني 1 / 96 - 104، تاريخ الاسلام للذهبي
(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 146، العبر للذهبي: 5 / 227، الوافي بالوفيات: 8 /
102 - 108 الترجمة 3524، وفيه انه أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن الخطاب محمد، فوات
الوفيات: 1 / 143 - 148، الترجمة 54، وفيه أنه أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن الخطاب بن
الهزبر، عيون التواريخ: 20 / 154 - 159 النجوم الزاهرة: 7 / 60، شذرات الذهب: 5 /
274.
(1) ذكر اليونيني انه توفي في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى من هذه السنة (أي سنة
656) وذكر الذهبي في تاريخ الاسلام انه توفي في جمادى الأولى.
(2) في الأصل: " وبالخمر " ولا معنى لها، والتصحيح من خط المؤلف في " تاريخ
الاسلام " والصفدي.
310

منها:
حكى وجهه بدر السماء فلو بدا * مع البدر قال الناس هذا شقيقه
وأشبه زهر الروض حسنا وقد بدا * على عارضيه أسه وشقيقه
وأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا * يحملني كالخصر ما لا أطيقه
219 - اليلداني *
الشيخ الامام المحدث المسند الرحال تقي الدين أبو محمد عبد
الرحمن بن أبي الفهم عبد المنعم بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن عبد الله
ابن أحمد بن محمد اليلداني الدمشقي الشافعي.
ولد بيلدان في أول سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، وطلب الحديث
وهو كبير، ورحل فسمع من يحيى بن بوش، وابن كليب، والمبارك بن
المعطوش، وهبة الله ابن السبط، ودلف بن قوفا، وبقاء بن جند،
وطبقتهم، وبدمشق يوسف بن معالي الكناني، وأبا طاهر الخشوعي، وعبد
الخالق بن فيروز، والبهاء ابن عساكر، وعدة، وبالموصل أبا منصور مسلم
ابن علي السيحي (1)، وكتب الكثير مع الصدق والصيانة والفهم والإفادة
والتقوى.
روى الكثير، حدث عنه سبطه عبد الرحمن، والدمياطي، والبدر ابن

* ذيل الروضتين لأبي شامة: 195، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 26،
ذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 / 70، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة
140 - 141 دول الاسلام: 2 / 120، العبر: 5 / 223 - 224، عيون التواريخ لابن شاكر
الكتبي: 20 / 115، البداية والنهاية 13 / 197، العسجد المسبوك: 627 - 628، النجوم
الزاهرة: 7 / 59، الدارس للنعيمي: 1 / 93، شذرات الذهب: 5 / 299.
(1) في الأصل: " الشيخي " مصحف، وقد قيده المؤلف في " المشتبه " (350) ونبهنا
عليه سابقا.
311

التوزي، والجمال ابن الشاطبي، والشيخ محمد بن زباطر، ومحمد بن
أحمد القصاص، ويحيى بن مكي العقرباني، وعبد الله ابن المراكشي،
وزينب بنت الرضي، وزينب بنت عبد السلام، وخلق كثير. ولي خطابة
قريته مدة، وبها توفي.
قال أبو شامة (1): دفن بقريته، وكان صالحا، مشتغلا بالحديث إلى
أن توفي. أخبرني أنه كان مراهقا حين ختن الملك نور الدين ولده، وأنه
حضر لعب الامراء بالميدان مع صبيان قريته. وقيل: ولد في أول المحرم
سنة ثمان وستين فالله أعلم، فإنه كتب هذا أيضا بيده.
مات في ثامن ربيع الأول سنة خمس وخمسين وست مئة.
220 - المرسي *
الامام العلامة البارع القدوة المفسر المحدث النحوي ذو الفنون شرف

(1) ذيل الروضتين: 195.
* معجم الأدباء لياقوت (ط: رفاعي) 18 / 209 - 213، الترجمة 62، التكملة لابن الأبار
: 2 / 663 - 664 الترجمة 1689 وفيها أنه أجاز له سنة ثلاث عشرة وسنة أربعين، ذيل
الروضتين لأبي شامة: 195 - 196، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 26 - 27،
وذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 / 76 - 79، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 142 - 143، ودول الاسلام: 2 / 120، العبر 5 / 224، الوافي بالوفيات: 3 / 354 -
355 الترجمة 1435، عيون التواريخ 20 / 117 - 119، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي:
8 / 69 - 72 الترجمة 1079، طبقات الشافعية للأسنوي: 2 / 451 - 452 الترجمة 1133،
مرآة الجنان لليافعي: 4 / 137، البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي: 228 الترجمة
330، العقد الثمين للفاسي: 2 / 81 - 86 الترجمة 234، طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي
شهبة: 141 - 143 الترجمة 102 وفيه أن اسمه محمد بن محمد بن عبد الله، النجوم الزاهرة:
7 / 59، طبقات المفسرين للسيوطي (ليدن): 35، و (ط وهبة بتحقيق علي محمد عمر):
106 - 107 الترجمة 104، بغية الوعاة للسيوطي: 1 / 144 - 146 الترجمة 241، طبقات
المفسرين للداوودي: 2 / 168 - 172 الترجمة 513، نفح الطيب: 2 / 241 - 242 الترجمة
158، شذرات الذهب: 5 / 269.
312

الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي
المرسي الأندلسي.
ولد بمرسية في أول سنة سبعين أو قبل بأيام.
وسمع " الموطأ " من المحدث أبي محمد بن عبيد الله الحجري في
سنة تسعين وخمس مئة، وسمع من عبد المنعم بن الفرس، ونحوه،
وحج، ودخل إلى العراق وإلى خراسان والشام ومصر، وأكثر الاسفار قديما
وحديثا، وسمع من منصور الفراوي، والمؤيد الطوسي، وزينب الشعرية،
وعبد المعز بن محمد الهروي، وعدة. وببغداد من أصحاب قاضي
المرستان، وكتب، وقرأ وجمع من الكتب النفيسة كثيرا، ومهما فتح به عليه
صرفه في ثمن الكتب، وكان متضلعا من العلم، جيد الفهم، متين
الديانة. حدث " بالسنن الكبير " غير مرة عن منصور.
حدث عنه ابن النجار، والمحب الطبري، والدمياطي، والقاضي
الحنبلي، والقاضي كمال الدين المالكي، وشرف الدين الفزاري،
الخطيب، وأبو الفضل الأربلي، والعماد ابن البالسي، ومحمد بن
المهتار، وبهاء الدين إبراهيم ابن المقدسي، والشرف عبد الله ابن الشيخ،
والشمس محمد ابن التاج، وابن سعد، ومحمد بن نعمة، ومحمود ابن
المراتبي، وعلي القصيري، وخلق كثير.
قال ابن النجار: قدم طالبا سنة خمس وست مئة، فسمع الكثير،
وقرأ الفقه والأصول، ثم سافر إلى خراسان، وعاد مجتازا إلى الشام، ثم
حج.
قلت: وسمع منه الأربلي الذهبي " السنن الكبير " كله في سنة اثنتين
وثلاثين.
313

قال: وقدم بغداد سنة أربع وثلاثين، ونزل بالنظامية، وحدث
" بالسنن الكبير " (1) و " بالغريب " للخطابي، وهو من الأئمة الفضلاء في
جميع فنون العلم، له فهم ثاقب، وتدقيق في المعاني، وله تصانيف عدة
ونظم ونثر.
إلى أن قال: وهو زاهد متورع كثير العبادة، فقير مجرد، متعفف نزه،
قليل المخالطة، حافظ لأوقاته، طيب الأخلاق، كريم متودد، ما رأيت في
فنه مثله، أنشدني لنفسه:
من كان يرغب في النجاة فما له * غير اتباع المصطفى فيما أتى
ذاك السبيل المستقيم وغيره * سبل الضلالة والغواية والردى
فاتبع كتاب الله والسنن التي * صحت فذاك إن اتبعت هو الهدى
ودع السؤال بلم وكيف فإنه * باب يجر ذوي البصيرة للعمى
الدين ما قال الرسول وصحبه * والتابعون ومن مناهجهم قفا
قال ابن الحاجب: سألت الضياء عن المرسي فقال: فقيه مناظر
نحوي من أهل السنة صحبنا في الرحلة، وما رأينا منه إلا خيرا.
وقال أبو شامة (2): كان متفننا محققا، كثير الحج، مقتصدا في
أموره، كثير الكتب محصلا لها، وكان قد أعطي قبولا في البلاد.
وقال ياقوت (3): هو أحد أدباء عصرنا، تكلم على " المفصل "
للزمخشري، وأخذ عليه سبعين موضعا، وهو عذري الهوى، عامري

(1) الذي للبيهقي، وقد حدث به عن منصور بن عبد المنعم الفراوي.
(2) ذيل الروضتين: 195 - 196 وفيه وردت العبارة: وكان شيخا فاضلا مفتيا كثير الحج
محقق البحث مقتصدا في أموره.. ".
(3) معجم الأدباء: 18 / 209 - 213 بتصرف.
314

الجوى، كل وقت له حبيب، ومن كل حسن له نصيب. رحل إلى خراسان،
وقدم بغداد وأقام بدمشق وبحلب، ورأيته بالموصل، ثم يتبع من يهواه إلى
طيبه، وأخبرني أنه ولد بمرسية سنة سبعين، وهو من بيت كبير وحشمة،
وانتقل إلى مصر، وقد لزم النسك والانقطاع، وكان له في العلوم نصيب
وافر، يتكلم فيها بعقل صائب، وذهن ثاقب، وأخبرني في سنة 626 أنه قرأ
القرآن على غلبون بن محمد المرسي صاحب ابن هذيل، وعلي بن
الشريك (1)، وقرأ الفقه والنحو والأصول، ثم ارتحل إلى مالقة سنة
تسعين، فقرأ على أبي إسحاق بن إبراهيم بن يوسف بن دهاق، ويعرف بابن
المرأة. قال: ولم يكن بالأندلس في فنه مثله، يقوم بعلم التفسير وعلوم
الصوفية، كان لو قال هذه الآية تحتمل ألف وجه قام بها، قال: وما سمعت
شيئا إلا حفظته، قرأ على أبي عبد الله الشوذي التلمساني الصالح. قال
ياقوت (2): فحدثني شرف الدين قال: حدثني ابن دهاق: حفظت وأنا شاب
القرآن، وكتبا منها " إحياء علوم الدين " للغزالي، فسافرت إلى تلمسان
فكنت أرى رجلا زريا قصيرا طوله نحو ذراع، وكان يأخذ زنبيله ويحمل
السمك بالاجرة، وما رآه أحد يصلي، فاتفق أني اجتزت يوما وهو يصلي
فلما رآني قطع الصلاة، وأخذ يعبث، ثم جاء العيد فوجدته في المصلى
فقلت: سآخذه معي أطعمه فسبقني، وقال: قد سبقتك، أحضر عندي،
فمضيت معه إلى المقابر فأحضر طعاما حارا يؤكل في الأعياد، فعجبت
وأكلت، شم شرع يخبرني بأحوالي كأنه كان معي، وكنت إذا صليت يخيل
لي نور عند قدمي، فقال لي: أنت معجب تظن نفسك شيئا، لا، حتى تقرأ

(1) هو علي بن يوسف بن شريك الداني، أبو الحسن.
(2) هذا النص غير موجود في ترجمة المرسي في " معجم الأدباء "، ولا بعض الذي قبله.
315

العلوم، قلت: إني أحفظ القرآن بالروايات، قال: لا حتى تعلم تأويله
بالحقيقة، فقلت: علمني، فقال: من غد مر بي في المساكين، فبكرت
فخلا بي في موضع ثم جعل يفسر لي القرآن تفسيرا عجيبا مدهشا، ويأتي
بمعاني (1)، فبهرني، وقلت: أحب أن اكتب ما تقول، فقال: كم تقول
عمري؟ قلت: نحو سبعين سنة. قال: بل مئة وعشر سنين، وقد كنت أقرأ
العلم أربعين سنة ثم تركت الأقراء، فاسأل الله أن يفقهك في الدين،
فجعل كلما ألقى علي شيئا حفظته، قال: فجميع ما ترونه مسني من بركته،
وسمعته يقول: قطب الأرض اليوم ابن الأشقر، أو قال - الأشقر، وإن مات
قبلي فأنا أصير القطب، ثم قال المرسي: أنشدني ابن دهاق، أنشدني
الشوذي لنفسه:
إذا نطق الوجود أصاخ قوم * بآذان إلى نطق الوجود
وذاك النطق ليس به انعجام * ولكن جل عن فهم البليد
فكن فطنا تنادى من قريب * ولا تك من ينادى من بعيد
ولقي المرسي بفاس أبا عبد الله محمد ابن الكتاني، وكان إماما في
الأصول والزهد، قال: فكتبت إلى ابن المرأة:
يا أيها العلم المرفع قدره * أنت الذي فوق السماك حلوله
أنت الصباح المستنير لمبتغي * علم الحقائق أنت أنت دليله
بك يا أبا إسحاق يتضح الهدى * بك تستبين فروعه وأصوله
من يزعم التحقيق غيرك إنه * مثل المجوز ما العقول تحيله
إلى أن قال: وقرأت " كتاب سيبويه " على أبي علي الشلوبين

(1) هكذا في الأصل.
316

جميعه، فكتب لي بخطه: تفقهت مع فلان في " كتاب سيبويه " وقدمت
إسكندرية في صفر سنة أربع وست مئة، ووصل مكة في رجبها، فسمع
بها، وقدم بغداد، فأقام بها نحو عامين يشتغل بالعقليات، وسمع بواسط من
ابن المندائي " المسند " فمات في أثناء القراءة، ثم رحل إلى همذان سنة
سبع، وإلى نيسابور وهراة وبحث مع العميدي في " الارشاد " ومع القطب
المصري، وقرأ على المعين الجاجرمي تعاليقه في الخلاف، ودخل مرو
وأصبهان، وقرأ بدمشق على الكندي " كتاب سيبويه " وحج مرات، وشرع
في عمل تفسير، وله كتاب " الضوابط " في النحو وبدأ بكتاب في الأصلين،
وصنف كتابا في البلاغة والبديع، وأملى علي " ديوان المتنبي ". إلى أن
قال: وأنشدني لنفسه وقد تماروا عنده في الصفات:
من كان يرغب في النجاة فما له * غير اتباع المصطفى فيما أتى
وذكر الأبيات:
قال: وأنشدني لنفسه:
أبثك ما في القلب من لوعة الحب * وما قد جنت تلك اللحاظ على لبي
أعارتني السقم التي بجفونها * ولكن غدا سقمي على سقمها يربي
قلت:
وله أبيات رقيقة هكذا، وكان بحر معارف رحمه الله.
317

قرأت بخط الكندي في تذكرته أن كتب المرسي كانت مودعة بدمشق،
فرسم السلطان ببيعها، فكانوا في كل ثلاثاء يحملون منها جملة إلى دار
السعادة، ويحضر العلماء، وبيعت في نحو من سنة، وكان فيها نفائس،
وأحرزت ثمنا عظيما، وصنف تفسيرا كبيرا لم يتمه. قال: واشترى الباذرائي
منها جملة كثيرة.
وقال الشريف عز الدين في الوفيات (1): توفي المرسي في ربيع
الأول سنة خمس وخمسين وست مئة، في منتصفه بالعريش، وهو متوجه
إلى دمشق، فدفن بتل الزعقة، وكان من أعيان العلماء، ذا معارف متعددة،
وله مصنفات مفيدة.
قلت تأخر من رواته يوسف الختني بمصر، وأيوب الكحال
بدمشق.
وفيها توفي إبراهيم بن أبي بكر الحمامي الزعبي صاحب ابن شاتيل،
والمفتي عماد الدين إسماعيل بن هبة الله بشر بن باطيش الموصلي،
والسلطان الملك المعز أيبك التركماني قتلته زوجته شجر الدر وقتلت،
والعلامة نجم الدين عبد الله بن أبي الوفاء محمد بن الحسن الباذرائي،
رسول الخلافة، والمعمر المحدث تقي الدين عبد الرحمن اليلداني،
والمحدث محمد بن إبراهيم بن جوبر البلنسي، والعلامة التاج محمد بن
الحسين الأرموي صاحب " المحصول ".

(1) صلة التكملة لوفيات النقلة المجلد الثاني الورقة 26.
318

221 - ابن باطيش *
العلامة المتفنن عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن باطيش
الموصلي الشافعي.
ولد (1) سنة خمس وسبعين.
وسمع من ابن الجوزي، وابن سكينة، وحنبل.
وله كتاب " طبقات الشافعية "، و " مشتبه النسبة "، و " المغني في
لغات المهذب ورجاله ". وكان أصوليا متفننا.
روى عنه الدمياطي، والتاج صالح، والبدر ابن التوزي وجماعة.
درس مدة بالنورية بحلب.
وتوفي في جمادى (2) الآخرة سنة خمس وخمسين وست مئة.
222 - عبد العظيم * *
الامام العلامة الحافظ المحقق شيخ الاسلام زكي الدين أبو محمد عبد

* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2323 ج 1
الورقة 296 / أ، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 28 - 29، تلخيص مجمع الآداب
لابن الفوطي الجزء الرابع الترجمتان 987، 999 إذ ترجم له مرتين، ذيل مرآة الزمان لليونيني 1 /
54، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 136 - 137، العبر 5 / 221 -
222، الوافي بالوفيات: 9 / 234 - 235، الترجمة 4139، طبقات السبكي: 8 / 131 -
132 الترجمة 1119، طبقات الأسنوي: 1 / 275 - 276، الترجمة 253، شذرات الذهب:
5 / 267، وترجم له الدكتور مصطفى جواد في مقدمة تحقيقه لكتاب تكملة اكمال الاكمال لابن
الصابوني ص 17 - 18.
(1) ذكر الحسيني في صلة التكملة انه ولد في السادس عشر من محرم.
(2) ذكر الحسيني والذهبي في تاريخ الاسلام انه توفي في الرابع عشر من جمادى الآخرة.
(* *) انظر ما كتبه الدكتور بشار عواد معروف عنه في كتابه (المنذري وكتابه التكملة لوفيات
النقلة) (مطبعة الآداب بالنجف 1388 ه‍ / 1968 م) في 385 صفحة مع الفهارس وهو مقدمة
رسالته التي نال بها رتبة الماجستير من دائرة التاريخ والآثار بجامعة بغداد بدرجة الامتياز في 17
تشرين الأول 1967، وانظر مقدمة تحقيقه لكتاب التكملة لوفيات النقلة نشر مؤسسة الرسالة
(1401 ه‍ / 1981 م) ج 1 / 1 - 47.
319

العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد المنذري الشامي
الأصل المصري الشافعي.
ولد في غرة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.
وسمع من أبي عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي، وهو أول شيخ
لقيه، وذلك في سنة إحدى وتسعين، ومن عمر بن طبرزذ، وهو أعلى شيخ
له، ومن أبي الجود غياث المقرئ، وست الكتبة بنت علي ابن الطراح،
ومن يونس بن يحيى الهاشمي، لقيه بمكة، وجعفر بن محمد بن آموسان،
أملى عليه بالمدينة، وعلي بن المفضل الحافظ، ولازمه مدة، وبه تخرج،
وعبد المجيب بن زهير الحربي، وإبراهيم بن البتيت، وأبي روح البيهقي،
وأبي عبد الله ابن البناء الصوفي، وعلي بن أبي الكرم ابن البناء
الخلال، وأبي المعالي محمد بن الزنف (1)، وأبي اليمن زيد بن الحسن
الكندي، وأبي الفتوح ابن الجلاجلي، وأبي المعالي أسعد بن المنجى
مصنف " الخلاصة " وأحمد بن محمد بن سيدهم الأنصاري، وأحمد بن
عبد الله السلمي العطار، والشيخ أبي عمر بن قدامة، وداود بن ملاعب،
وأبي نزار ربيعة بن الحسن الحضرمي، والامام موفق الدين ابن قدامة،
وأبى محمد عبد الله بن عبد الجبار العثماني، وموسى بن عبد القادر
الجيلي، والعلامة أبي محمد عبد الله بن نجم بن شاس المالكي،

(1) قيده المنذري في " التكملة " بالحروف: 1 / الترجمة: 509، 2 / الترجمة:
907.
320

والقاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلي (1)، وعبد
الجليل بن مندويه الأصبهاني، والواعظ علي بن إبراهيم بن نجا
الأنصاري - سمعه يعظ - ونجيب بن بشارة السعدي (2)، سمع منه كتاب
" العنوان " وعبد العزيز بن باقا، ومحمد بن عماد، وأبي المحاسن بن
شداد، وأبي طالب بن حديد، وخلق كثير لقيهم بالحرمين ومصر والشام
والجزيرة.
وعمل " المعجم " في مجلد، و " الموافقات " في مجلد، واختصر
" صحيح مسلم " و " سنن أبي داود "، وتكلم على رجاله، وعزاه إلى
" الصحيحين " أو أحدهما أو لينه، وصنف شرحا كبيرا " للتنبيه " في الفقه
وصنف " الأربعين "، وغير ذلك.
وقرأ القراءات على أبي الثناء حامد بن أحمد الأرتاحي، وتفقه على
الامام أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشي الشافعي، وأخذ العربية
على أبي الحسين يحيى بن عبد الله الأنصاري.
قال الحافظ عز الدين الحسيني (3): درس شيخنا بالجامع الظافري.
ثم ولي مشيخة الدار الكاملية، وانقطع بها عاكفا على العلم، وكان عديم
النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه ثبتا حجة ورعا متحريا، قرأت
عليه قطعة حسنة من حديثه، وانتفعت به كثيرا.

(1) قيده المنذري في ترجمة والده من " التكملة " (1 / الترجمة: 188) وفي ترجمته في
" التكملة " (2 / الترجمة: 1511)، قال: " وجده أبو المعالي المجلي كان عاقد الأنكحة
بالرملة.. والمجلي: بضم الميم وفتح الجيم وتشديد اللام وكسرها ".
(2) توفي سنة 613 (التكملة 2 / الترجمة: 1464، وتاريخ الاسلام، الورقة:
206) (باريس 1582).
(3) صلة التكملة لوفيات النقلة المجلد الثاني الروقة 41.
321

قلت: حدث عنه أبو الحسين اليونيني، وأبو محمد الدمياطي،
والشرف الميدومي، والتقي عبيد، والشيخ محمد القزاز، والفخر ابن
عساكر، وعلم الدين الداوداري، وقاضي القضاة ابن دقيق العيد، وعبد
القادر بن محمد الصعبي، وإسحاق بن إبراهيم الوزيري، والحسين بن أسد
ابن الأثير، وعلي بن إسماعيل بن قريش المخزومي، والعماد ابن
الجرائدي، وأبو العباس ابن الدفوفي، ويوسف بن عمر الختني،
وخلق سواهم، ودرس بالجامع الظافري مدة قبل مشيخة الكاملية، وكان
يقول: إنه سمع من الحافظ عبد الغني، ولم نظفر بذلك، وأجاز له
مروياته، وكان متين الديانة، ذا نسك وورع وسمت وجلالة.
قال شيخنا الدمياطي: هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئا، وفارقته
معيدا له في الحديث.
ثم قال: توفي في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وست مئة،
ثم قال: توفي في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وست مئة،
ورثاه غير واحد بقصائد حسنة.
وقال الشريف عز الدين (1) أيضا: كان شيخنا زكي الدين عالما
بصحيح الحديث وسقيمه، ومعلوله وطرقه، متبحرا في معرفة أحكامه
ومعانيه ومشكله، قيما بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه، إماما حجة.
قلت: ومات معه في هذه السنة أمير المؤمنين المستعصم بالله أبو
أحمد مقتولا شهيدا عند أخذ بغداد وابناه أحمد وعبد الرحمن وأعمامه علي
وحسن وسليمان ويوسف وحبيب بنو الخليفة الظاهر، وابنا عمه حسين
ويحيى ولدا علي، وملك الامراء مجاهد الدين أيبك الدويدار، وسليمان

(1) صلة التكملة الورقة 41 - 42.
322

شاه، وفتح الدين ابن كر وعدة أمراء كبار، والمحتسب عبد الرحمن ابن
الجوزي، وأخوه تاج الدين عبد الكريم، والقاضي أبو المناقب محمود بن
أحمد الزنجاني عالم الوقت، وشرف الدين محمد بن محمد بن سكينة قاتل
حتى قتل، ونقيب العلوية أبو الحسن علي ابن النسابة، وشيخ الشيوخ
صدر الدين ابن النيار، وابن أخيه عبد الله، ومهذب الدين عبد الله بن عسكر
البعقوبي، والقاضي برهان الدين القزويني، والقاضي إبراهيم النهر فصلي،
والخطيب عبد الله بن عباس الرشيدي، وشيخ التجويد علي ابن الكتبي،
وتقي الدين الموسوي نقيب المشهد، وشرف الدين محمد بن طاوس
العلوي، وخلق من الصدور قتلوا صبرا، وأستاذ الدار محيي الدين يوسف
ابن الجوزي، وسيد الشعراء جمال الدين يحيى بن يوسف الصرصري،
وشيخ القراء عفيف الدين المرجى بن الحسن بن شقيراء الواسطي السفار،
وعالم الإسكندرية أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي، والحافظ صدر
الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد ابن البكري، وشيخ اللغة شرف الدين
الحسين بن إبراهيم الأربلي، والصاحب بهاء الدين زهير بن محمد المهلبي
المصري الشاعر، وصاحب الكرك الملك الناصر داود ابن المعظم عيسى ابن
العادل، وخطيب بيت الأبار عماد الدين داود بن عمر المقدسي خطيب
دمشق، والشيخ الزاهد أبو الحسن الشاذلي علي بن عبد الله بن عبد الجبار
المغربي بعيذاب، وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد
الفاسي بحلب، ومقرئ الموصل الإمام محمد بن أحمد بن أحمد الحنبلي
شعلة شابا، وخطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المقدسي
الحنبلي، والمسند ابن خطيب القرافة أبو عمرو عثمان بن علي القرشي،
والمحدث شمس الدين علي بن مظفر النشبي الدمشقي، وخلق سواهم في
تاريخي الكبير.
323

أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المؤدب، أخبرنا عبد العظيم الحافظ أخبرنا
محمد بن حمد في سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة، أنبأنا علي بن الحسين
الموصلي، أخبرنا علي بن الحسن بن قسيم، أخبرنا علي بن محمد بن
إسحاق القاضي، حدثنا أبو عبد الله المحاملي، حدثنا يعقوب عن عبد
الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا
لحاجة الانسان. أخرجه النسائي (1) عن يعقوب الدورقي.
223 - الكفر طابي *
الشيخ المسند الأستاذ أبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان بن
سالم بن الخضر الكفرطابي ثم الدمشقي الرامي القواس.
مولده في شوال (2) سنة سبع وسبعين وخمس مئة.
وسمع عدة أجزاء من يحيى الثقفي، وتفرد ببعضها.
حدث عنه الدمياطي، والخطيب أبو العباس الفزاري، وأبو علي ابن
الخلال، والنجم ابن الخباز، وأحمد بن عبادة، وعلي الغراوي، والشمس
ابن الزراد، وأبو الحسن الكندي، والفخر ابن عساكر، وآخرون.
مات في الحادي والعشرين من شوال سنة ست وخمسين وست مئة.

(1) قال شعيب: هو في سنن النسائي الكبرى في الاعتكاف كما في تحفة الاشراف 12 /
79. وأخرجه مالك 1 / 312، والبخاري (2029) ومسلم (297) (6) (7)، وأحمد 6 / 104
و 181، وابن ماجة (1778).
* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 40، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 158، العبر: 5 / 231، شذرات الذهب 5 / 277.
(2) قال في تاريخ الاسلام: ليلة عيد الفطر.
324

224 - خطيب مردا *
الشيخ الامام الفقيه المسند الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل
ابن أحمد بن أبي الفتح المقدسي النابلسي الحنبلي خطيب مردا.
مولده بها في سنة ست وستين وخمس مئة تقريبا.
وقدم دمشق فاشتغل، وحفظ القرآن وتفقه، وسمع من يحيى
الثقفي، وابن صدقة الحراني، وأحمد بن حمزة الموازيني، وجماعة،
وارتحل فسمع من أبي القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وعلي بن
حمزة، وفاطمة بنت سعد الخير، وعدة.
حدث عنه الدمياطي والفخر ابن عساكر، والقاضي تقي الدين
سليمان، والقاضي شرف الدين حسن، وشمس الدين محمد ابن التاج،
وأحمد بن علي عمي (1)، وأبو عبد الله ابن الزراد، والتقي أحمد بن العز،
وأحمد بن محمد الزبداني، والزين أبو بكر الحريري، والشيخ أحمد ابن
الفخر، وزينب بنت الكمال، ومحمد بن أحمد القصاص، وأحمد بن عبد
الرحمن الصرخدي، والأسد عبد القادر العادلي، وخلق كثير، وانتشرت
مروياته بدمشق، ونعم الشيخ كان رحمه الله، ثم إنه رجع إلى قريته،
وحدث بها أيضا.

* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 44، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 162 - 163، العبر: 5 / 235، الوافي بالوفيات: 2 / 219، الترجمة
613، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2 / 267 الترجمة 375، النجوم الزاهرة: 7 / 69
شذرات الذهب: 5 / 283.
(1) هكذا يلقب، وقد ذكره الذهبي في معجم شيوخه، فقال: أحمد بن علي بن مسعود
الكلبي الصالحي أبو العباس الملقب عمي.. كل أحد يناديه: يا عمي حتى الشيخ شمس الدين
ابن أبي عمر رحمه الله وذكر انه توفي سنة 723.
325

توفي في (1) سنة ست وخمسين وست مئة، سمعت على نحو من ستين
نفسا من أصحابه.
225 - النشبي *
الامام المحدث شمس الدين علي بن المظفر بن القاسم الربعي
النشبي الدمشقي العدل.
طلب الحديث في كبره، فسمع الخشوعي والقاسم وحنبلا وطبقتهم،
وكان فصيحا طيب الصوت معربا، كان يؤدب، ثم صار شاهدا.
روى عنه الدمياطي، وابن الحلوانية، وابن الخلال، ومحمد ابن
خطيب بيت الأبار، وآخرون وناب في الحسبة.
مات في ربيع (2) الأول سنة ست وخمسين وست مئة، وله تسعون سنة
وأشهر.
226 - البكري * *
الشيخ الامام المحدث المفيد الرحال المسند جمال المشايخ صدر

(1) ذكر الحسيني انه توفي في العشر الأول من ذي الحجة، وقال الذهبي انه توفي في أوائل
ذي الحجة.
* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 36، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 161، العبر: 5 / 233 المشتبه: 74، 348، توضيح المشتبه لابن ناصر
الدين: 1 / الورقة: 57، النجوم الزاهرة: 7 / 68، شذرات الذهب: 5 / 280. وهو من
نشبة، بطن من تيم الرباب.
(2) ذكر الحسيني والذهبي في تاريخ الاسلام انه توفي في سلخ شهر ربيع الأول.
(* *) صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 44، ذيل مرآة الزمان لليونيني 1 / 124 -
125 تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 148 - 149، دول
الاسلام 2 / 121، العبر 5 / 227 - 228 وتذكرة الحفاظ: 4 / 1444، الوافي بالوفيات: 12 /
251 - 252، الترجمة: 228 وميزان الاعتدال: 1 / 522، عيون التواريخ لابن شاكر 20 /
167، ومرآة الجنان: 4 / 139، النجوم الزاهرة: 7 / 69، حسن المحاضرة للسيوطي 1 / 356 الترجمة
74، شذرات الذهب: 5 / 274.
326

الدين أبو علي الحسن بن محمد ابن الشيخ أبي الفتوح محمد بن محمد بن
محمد بن عمروك بن محمد بن عبد الله بن حن بن القاسم بن علقمة بن
النضر بن معاذ ابن فقيه المدينة عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ابن الصديق
أبي بكر القرشي التيمي البكري النيسابوري ثم الدمشقي الصوفي.
ولد بدمشق في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.
وسمع بمكة من جده، ومن أبي حفص الميانشي، وبدمشق من
حنبل، وابن طبرزذ، وأسمع منهما بنته شامية، ورحل فسمع بهراة من أبي
روح الهروي، وبنيسابور من المؤيد الطوسي، وبأصبهان من أبي الفتوح
محمد بن محمد بن الجنيد، وعين الشمس الثقفية، وعدة، وبمرو من أبي
المظفر ابن السمعاني، وببغداد من ابن الأخضر، وبالموصل وإربل وحلب
ومصر وأماكن، وعمل " الأربعين البلدية " وعني بهذا الشأن، وكتب العالي
والنازل، وجمع وصنف، وشرع في تأريخ لدمشق ذيلا على " تاريخ ابن
عساكر " وعدمت المسودة. روى الكثير، وسمع منه ابن الصلاح،
والبرزالي، والكبار.
وحدث عنه الدمياطي، والقطب القسطلاني، وأبو المعالي ابن
البالسي، والبدر بن التوزي، والزين أبو بكر بن يوسف الحريري، والتاج
أحمد بن مزيز، وأبو عبد الله ابن الزراد، ومحمد بن المحب، وعبد العزيز
ابن يعقوب الدمياطي، والعلاء الكندي، وعبد الحميد بن سليمان
المغربي، والجمال علي ابن الشاطبي وعدة.
327

وولي حسبة دمشق، ومشيخة الخوانك، ونفق سوقه في دولة
المعظم. وكان جدهم عمروك بن محمد من أهل المدينة النبوية، فتحول
وسكن نيسابور.
مرض أبو علي بالفالج مدة، ثم تحول في أواخر عمره إلى مصر فلم
يطل مقامه بها، وتوفي في حادي عشر ذي الحجة سنة ست وخمسين، وما
هو بالبارع في الحفظ، ولا هو بالمتقن.
قال ابن الحاجب: كان إماما عالما، لسنا، فصيحا، مليح الشكل
إلا أنه كثير البهت كثير الدعاوي، عنده مداعبة ومجون، داخل الامراء،
وولي الحسبة، إلى أن قال: ولم يكن محمودا، جدد مظالم، وعنده بذاءة
لسان. سألت الحافظ ابن عبد الواحد عنه فقال: بلغني أنه كان يقرأ على
الشيوخ، فإذا أتي إلى كلمة مشكلة تركها ولم يبينها، وسألت أبا عبد الله
البرزالي عنه فقال: كان كثير التخليط.
قلت: روى " صحيح مسلم " و " مسند أبي عوانة " وكتاب
" الأنواع " لابن حبان، وأشياء، أكثر عنه ابن الزراد.
أنبأني أبو محمد الجزائري أنه قرأ على أبي علي البكري " أربعين
البلدان " للبكري، يقول فيها: اجتمع لي في رحلتي وأسفاري ما يزيد على
مئة وستين بلدا وقرية أفردت لها معجما فسألني بعض الطلبة أربعين حديثا
للبلدان فجمعتها في أربعين من المدن الكبار عن أربعين صحابيا لأربعين
تابعيا. نعم.
وأخرج أربعين حديثا من أربعين أربعين حديثا، واختصر كتاب
" الكنى " للنسائي.
ومات أخوه:
328

227 - شرف الدين محمد *
ابن محمد في سنة خمس وستين بالقاهرة، عن خمس وسبعين سنة
يروي عن جده وحنبل وابن طبرزذ، وعنه الدمياطي وأبو عبد الله ابن الزراد،
وعلي ابن الشاطبي، وآخرون، وبقيت شامية بنت الصدر إلى سنة خمس
وثمانين، وتفردت بأجزاء عن حنبل وابن طبرزذ.
228 - ابن شقيرا * *
الشيخ الجليل المقرئ الامام المسند المعمر عفيف الدين أبو الفضل
المرجى بن الحسن بن علي بن هبة الله بن غزال عرف بابن شقيرا الواسطي
التاجر السفار.
ولد بواسط يوم عرفة سنة إحدى وستين.
وسمع من أبي طالب محمد بن علي الكتاني المحتسب، فكان آخر
من روى عنه، ومن ابن نغوبا. وتلا بالعشر على أبي بكر ابن الباقلاني،
وتفقه للشافعي على يحيى بن الربيع الفقيه، وكان صحيح الروايات مسموع
الكلمة، أقرأ بالروايات، وحدث بمصر والشام والعراق، ثم شاخ وعجز
وانقطع.
حدث عنه الدمياطي، والفاروثي، وأبو المحاسن ابن الخرقي، وأبو

* صلة التكملة لوفيات النقلة: 2 / الورقة: 84 وذكر وفاته في الرابع من المحرم منها،
وتاريخ الاسلام، وفيات سنة 665 (أيا صوفيا 3013).
(* *) تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 الترجمة 775، وفيه انه ابن شقيرة
تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 166، العبر: 5 / 236 وفيه انه ابن شقير معرفة القراء
الكبار للذهبي: 2 / 523 - 524 وفيه (شقير) غاية النهاية لابن الجزري 2 / 293 الترجمة 3586 وفيه أنه
يعرف بابن شقيرة شذرات الذهب 5 / 285.
329

علي ابن الخلال، ومحمد بن يوسف الأربلي، وأبو المعالي ابن البالسي،
ومحمد ابن الخطيب داود، ومحمد بن المهتار، وآخرون.
قال الشيخ عز الدين: (1) بقي ابن الشقيرا إلى سنة ست وخمسين
وست مئة، مات قبل قدوم التتار بستة أيام.
وقيد ابن أبي الحسن موته في ثاني صفر.
229 - فضل الله
ابن الحافظ عبد الرزاق ابن الإمام القدوة الشيخ عبد القادر بن أبي
صالح بن جنكي دوست الجيلي الشيخ العالم المعمر موفق الدين أبو
المحاسن الحنبلي البغدادي.
مولده في سنة ثلاث وسبعين.
وأول سماعه في سنة ثمان وسبعين في شوال من أبي الفتح بن شاتيل،
وسمع من أبي السعادات القزاز، وابن بوش، وابن كليب، وهبة الله بن
رمضان، وأجاز له في سنة أربع وسبعين أبو الحسين اليوسفي، وأبو العلاء
ابن عقيل، وعبد المغيث بن زهير. حدثنا عنه أبو محمد الدمياطي، وأبو
الصبر ابن النحاس، وتفردت ابنة الكمال بإجازته.
توفي سنة نيف وخمسين وست مئة، وقد سمعوا منه في سنة خمس
وخمسين ثلاثة أجزاء أبي الأحوص العكبري.
توفي في صفر سنة ست (2).

(1) أي الفاروتي كما في تاريخ الاسلام.
(2) كأنه عرف وفاته بأخرة، ولم يذكره في " تاريخ الاسلام ".
330

230 - ابن السراج *
الشيخ العالم المحدث الثقة المعمر مسند المغرب أبو الحسن أحمد
ابن محمد بن أحمد بن عبد الله بن قاسم ابن السراج الأنصاري الإشبيلي.
ولد سنة ستين (1) وخمس مئة.
وسمع من خاله أبي بكر محمد بن خير، والحافظ أبي القاسم بن
بشكوال، وعبد الحق بن بونه، وأبي عبد الله بن زرقون، وحدث عنهم،
وعن أبي بكر بن الجد، وأبي محمد بن عبيد الله، وأبي القاسم الشراط،
وأبي زيد السهيلي، وأكثر عن السهيلي، فسمع منه " الموطأ " و " صحيح
مسلم " و " الروض الأنف " وروى الكثير، وتفرد، وصارت الرحلة إليه
بالمغرب، وحمل عنه الحفاظ.
قال ابن السراج في برنامجه: لقيت ابن بشكوال بقرطبة، وسمعت منه
عدة دواوين منها " تفسير النسائي " بسماعه من أبي محمد بن عتاب، حدثنا
حاتم بن محمد، عن القابسي عن حمزة الكناني، عنه، وكتاب " الصلة "
له، وأشياء.
قلت: كان موثقا فاضلا. ومن الرواة عنه: أبو الحسين يحيى بن
الحاج المعافري، سمع منه " الروض الأنف " فسمعه منه في سنة ثماني
عشرة وسبع مئة ابن جابر الوادياشي (2).

* صلة التكملة للحسيني، المجلد الثاني الورقة 46، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 169، العبر 5 / 239، شذرات الذهب: 5 / 289.
(1) تصحفت في المطبوع من العبر إلى سنة ست وخمسين وخمس مئة.
(2) انظر برنامج الوادياشي: 74 بتحقيق صديقنا الدكتور محمد الحبيب الهيلة (تونس
1981).
331

توفي ابن السراج ببجاية، في سابع صفر سنة سبع وخمسين وست
مئة، وله سبع وتسعون سنة.
وفيها مات المجد أحمد بن أبي علي الأربلي نحوي دمشق،
والمحدث أحمد بن محمد بن تامتيت (1) اللواتي الفاسي بمصر، وواقف
الصدرية صدر الدين أسعد بن عثمان بن المنجى، وصاحب الروم علاء
الدين كيقباد بن كيخسرو، وصاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ الأرمني
الأتابكي، والشيخ يوسف القميني الموله.
231 - الباذرائي *
الامام قاضي القضاة نجم الدين أبو محمد عبد الله بن أبي الوفاء محمد
ابن حسن بن عبد الله بن عثمان الباذرائي ثم البغدادي الشافعي الفرضي.
مولده (2) سنة أربع وتسعين وخمس مئة.
وسمع من عبد العزيز بن منينا، وسعيد بن هبة الله الصباغ وجماعة.

(1) التقييد من خط المؤلف في " تاريخ الاسلام " (الورقة: 169).
* ذيل الروضتين لأبي شامة: 198، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 31،
مختصر التاريخ لابن الكازروني: 278 - 279، ذيل مرآة الزمان: 1 / 70 - 72، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 139 - 140، دول الاسلام: 2 / 120، العبر: 5 /
223، المشتبه 1 / 41، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي: 20 / 115 - 116، طبقات الشافعية
الكبرى للسبكي: 8 / 159 الترجمة 1156، طبقات الشافعية للأسنوي: 1 / 276 - 277
الترجمة 254، البداية والنهاية 13 / 196، السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي: ج 1
الترجمة ص 407، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: 119، 1335، النجوم الزاهرة: 7 / 57،
شذرات الذهب: 5 / 269، واعلم أن معظم المترجمين ذكروا نسبته بالدال المهملة نسبة إلى
بادرايا قرية من اعمال واسط، لكن الذهبي هنا وفي تاريخ الاسلام ذكرها بالذال المعجمة وقد
ذكرت هذه النسبة في المشتبه وتبصير المنتبه بالدال والذال، وهو اسم أعجمي يحتمل الوجهين.
(2) ذكر الحسيني واليونيني والذهبي في " تاريخ الاسلام " وابن شاكر انه ولد في آخر
المحرم.
332

روى عنه الدمياطي، والركن الطاووسي، والتاج الجعبري الفرضي،
والبدر ابن التوزي وآخرون.
تفقه وبرع في المذهب، وناظر، ودرس بالنظامية، ونقذ رسولا
للخلافة غير مرة، وأنشأ مدرسة كبيرة بدمشق، وحدث بها وبحلب ومصر.
قال الدمياطي: أحسن إلي، وبرني في السفر والحضر، وصحبته
تسع سنين، وولي القضاء ببغداد، فمات بعد خمسة عشر يوما.
قلت: لم يحكم إلا ساعة قراءة التقليد، وولي على كره.
قال أبو شامة: (1) عمل عزاؤه بدمشق ثامن (2) عشر ذي الحجة، وكان
فقيها عالما دينا متواضعا دمث الأخلاق منبسطا.
قلت: واشتهر أن الحافظ زين الدين خالدا باسطه وقال: أتذكر ونحن
بالنظامية والفقهاء يلقبونني " حولتا " ويلقبونك " بالدعشوش " فتبسم، وكان
يركب بالطرحة، ويسلم على العامة، ووقف كتبا نفيسة بمدرسته.
ومن تاريخ ابن الكازروني: (3) أن نجم الدين ندب إلى القضاء في
شوال فحضر وهو عليل فخلع عليه وحكم ولم يجلس بعدها انقطع تسعة عشر
يوما، وتوفي، وكان عالما محققا تولى القضاء بعده النظام عبد المنعم
البندنيجي.

(1) ذيل الروضتين 198 وفيه أنه في يوم الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة عمل صلاة الغائب
عنه، وهو الموافق لما في تاريخ الاسلام.
(2) في الأصل: ثاني عشر، وما أثبتناه عن تاريخ الاسلام وعن ذيل الروضتين والبداية
والنهاية.
(3) مختصر التاريخ لابن الكازروني: 278 - 279.
333

قلت: عافاه مولاه عز وجل من سيف التتار، وكان كثير الصدقات
رحمه الله (1).
232 - الأرموي *
العلامة الأصولي تاج الدين أبو الفضائل محمد بن الحسين (2) بن عبد
الله الأرموي صاحب [الحاصل من] (3) المحصول وتلميذ فخر الدين ابن
الخطيب من مشاهير أئمة المعقول.
روى عنه شيخنا شرف الدين الدمياطي أبياتا سمعها من الفخر الرازي.
عاش نحوا من ثمانين سنة. ومات سنة خمس وخمسين (4) قبل كائنة
بغداد بيسير.

(1) لم يذكر الذهبي هنا تاريخ وفاته وقد ذكرها في تاريخ الاسلام وفي العبر، وقد قيدها عز
الدين الحسيني واليونيني وابن شاكر الكتبي بأن وفاته كانت في مستهل ذي القعدة سنة خمس
وخمسين وست مئة.
* الحوادث الجامعة 310 تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة
142، الوافي بالوفيات 2 / 253 الترجمة 818، طبقات الشافعية للأسنوي: 1 / 451،
الترجمة 407، معجم المؤلفين: 9 / 244 وفيه احالات إلى ترجمات ليست له.
(2) في الوافي محمد بن الحسن وقيل محمد بن الحسين.
(3) الزيادة من مقدمة الكتاب التي نقلها حاجي خليفة في كشف الظنون: 2 / 1615 وقد
ورد في حاشية الأصل تعليق على كلمة المحصول من المتن قوله (صوابه الحاصل) أما تاريخ
الاسلام فقد سماه كما ورد في متن السير هنا ب‍ (المحصول)، ومن المعلوم أن (المحصول)
لإستاذه الفخر الرازي صاحب التفسير المسمى بمفاتح الغيب وقد سماه في الوافي ب‍ (التحصيل)
وقال الأسنوي: واختصر المحصول وسماه (الحاصل). ومن الكتاب نسخة مخطوطة في دار
الكتب المصرية برقم 61 أشار إلى ذلك فهرس دار الكتب المصرية 1 / 385.
(2) في الوافي: توفي عن نيف وثمانين سنة في سنة ثلاث وخمسين... وقيل توفي سنة
خمس وخمسين، وذكر الأسنوي نقلا عن الحافظ الدمياطي في معجمه أنه توفي قبل واقعة التتار ثم
قال وكانت واقعة التتار في المحرم سنة ست وخمسين وست مئة وفي حفظي أنه توفي سنة ثلاث
وخمسين وست مئة.
334

233 - ابن عليم *
محدث تونس الحافظ العالم أمين الدين أبو القاسم عبد الرحيم بن أبي
جعفر أحمد بن علي بن طلحة الأنصاري الخزرجي الشاطبي ثم السبتي،
عرف بابن عليم.
ولد (1) سنة خمس وثمانين وخمس مئة.
وسمع أبا محمد بن حوط الله، وأبا القاسم بن بقي، وحج سنة ثلاث
عشرة، وسمع من علي ابن البناء المكي، وعبد القوي بن الجباب، وشهاب
الدين السهروردي، وابن الزبيدي، وابن عماد، وطبقتهم.
قال الأبار (2): قدم تونس سنة اثنتين وأربعين، فسمعت عليه جملة.
وقال الشريف عز الدين (3): حصل المصنفات والاجزاء، وروى
بتونس الكثير، وكان يعرف بالمحدث، وكان صدوقا، صحيح السماع،
محبا في هذا الشأن، قال: وامتنع في آخر أيامه من التحديث، وقال: قد
اختلطت، وكان كذلك.
مات في ربيع الأول (4) سنة خمس وخمسين وست مئة.

* التكملة لابن الأبار (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 21 / أ، صلة التكملة للحسيني
المجلد الثاني الورقة 27، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 141.
(1) ذكر ابن الأبار انه ولد في عصر يوم الجمعة السادس عشر من ذي القعدة وذكر الحسيني
انه ولد في السادس عشر من ربيع الآخر منها.
(2) التكملة لابن الأبار (النسخة الأزهرية) ج 3 الورقة 21 / أ.
(3) صلة التكملة لوفيات النقلة الورقة 27 من المجلد الثاني.
(4) قيد الشريف عز الدين الحسيني وفاته في الحادي والعشرين من ربيع الأول (صلة التكملة
المجلد 2 الورقة 27).
335

قلت: أخذ الوادياشي عن طائفة من أصحابه (1).
234 - ابن الأبار *
الامام العلامة البليغ الحافظ المجود المقرئ مجد العلماء أبو عبد الله
محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر
القضاعي الأندلسي البلنسي الكاتب المنشئ، ويقال له: الأبار وابن
الأبار.
ولد سنة خمس وتسعين وخمس مئة.
وسمع من أبيه الامام أبي محمد الأبار، والقاضي أبي عبد الله بن نوح
الغافقي، وأبي الخطاب بن واجب، وأبي داود سليمان بن حوط الله، وأبي
عبد الله بن سعادة، وحسين بن زلال، وأبي عبد الله ابن اليتيم، والحافظ
أبي الربيع بن سالم، ولازمه، وتخرج به.
وارتحل في مدائن الأندلس، وكتب العالي والنازل، وكانت له
إجازة من أبي بكر بن حمزة، استجازه له أبوه.

(1) انظر برنامجه: 45، 50، 54، 60، 63، 230، 253، 263. (بتحقيق الدكتور
الحبيب الهيلة).
* اختصار القدح المعلى لابن سعيد: 192 - 195، الترجمة 58، المغرب في حلى
المغرب لابن سعيد أيضا 2 / 309، صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني المجلد الثاني الورقة
50، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة لابن عبد الملك المراكشي: 6 / 253 - 275
الترجمة 709، عنوان الدراية للغبريني: 309 - 313، الترجمة 95، تاريخ الاسلام للذهبي
(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 185، تذكرة الحفاظ: 4 / 1452، ولم يذكر له ترجمة وافية
وقال ذكرته في " الممتع "، العبر: 5 / 249، الوافي بالوفيات: 3 / 355 - 358 الترجمة
1436، فوات الوفيات: 3 / 404 - 407، الترجمة: 471، عيون التواريخ: 20 / 245،
النجوم الزاهرة: 7 / 92 أزهار الرياض 3 / 204 - 221، نفح الطيب: 2 / 589 - 594 الترجمة
218 وأحال على ترجمته الموسعة التي كتبها في أزهار الرياض، شذرات الذهب: 5 / 275.
336

حدث عنه محمد بن أحمد بن حيان الأوسي وطائفة.
وذكره أبو جعفر بن الزبير وقال: هو محدث بارع، حافل، ضابط،
متقن، وكاتب (1) بليغ وأديب حافل حافظ. روى عن أبيه كثيرا، وسمى
جماعة.
إلى أن قال: واعتنى بباب الرواية اعتناء كثيرا، وألف " معجمه "
وكتاب " تحفة القادم " ووصل " صلة " ابن بشكوال عرفت به بعد تعليقي هذا
الكتاب بمدة - يعني كتاب " الصلة " لابن الزبير - قال: وكان متفننا متقدما
في الحديث والآداب سنيا متخلقا فاضلا قتل صبرا ظلما وبغيا في أواخر عشر
ستين وست مئة.
قلت: كان بصيرا بالرجال المتأخرين، مؤرخا، حلو التترجم،
فصيح العبارة، وافر الحشمة، ظاهر التجمل، من بلغاء الكتبة، وله
تصانيف جمة منها " تكملة الصلة " في ثلاثة أسفار اخترت منها نفائس.
انتقل من الأندلس عند استيلاء النصارى، فنزل تونس مدة، فبلغني
أن بعض أعدائه شغب عليه عند ملك تونس، بأنه عمل تاريخا وتكلم في
جماعة، وقالوا: هو فضولي يتكلم في الكبار، فأخذ، فلما أحس بالتلف
قال لغلامه: خذ البغلة لك، وامض حيث شئت، فلما أدخل، أمر الملك
بقتله، فنعوذ بالله من شر كل ذي شر، هذا معنى ما حكى لي الإمام أبو الوليد
ابن الحاج رحمه الله من قتله.
ومن تواليفه " الأربعون " عن أربعين شيخا من أربعين تصنيفا لأربعين

(1) في الأصل: " وكان بليغ " وهو سهو.
337

عالما من أربعين طريقا إلى أربعين تابعيا عن أربعين صحابيا لهم أربعون اسما
من أربعين قبيلة في أربعين بابا.
أخبرنا أبو عبد الله بن جابر المقرئ (1) سنة 734، أخبرنا محمد بن
أحمد بن حيان بتونس سنة سبع عشرة، حدثنا أبو عبد الله ابن الأبار، حدثنا
أبو عامر نذير بن وهب بن لب الفهري بقراءتي حدثنا أبي أبو العطاء، حدثنا
أبي القاضي أبو عيسى لب بن عبد الملك بن أحمد، حدثنا أبي أبو مروان،
حدثنا علي بن عيسى الجذامي صاحب الصلاة، حدثنا أبو عبد الله محمد بن
عبد الله بن أبي زمنين الإلبيري في كتاب " أدب الاسلام "، حدثني الفقيه
إسحاق بن إبراهيم الطليطلي، عن أحمد بن خالد، عن ابن وضاح، عن
ابن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يرحم الله من لا يرحم الناس " (2).
هذا حديث صحيح وقع لنا نازلا بسبع درجات عما أخبرنا ابن أبي عمر
وغيره إجازة، قالوا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا هبة الله بن محمد،
أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن
شداد، حدثنا يحيى القطان، عن إسماعيل بهذا.
وقد رأيت لأبي عبد الله الأبار جزءا سماه " درر السمط في خبر السبط
عليه السلام " يعني الحسين بإنشاء بديع يدل على تشيع فيه ظاهر، لأنه
يصف عليا رضي الله عنه بالوصي، وينال من معاوية وآله، وأيضا رأيت له

(1) هو الوادياشي صاحب " البرنامج " المشهور.
(2) قال شعيب: وأخرجه البخاري (6013) و (7376) ومسلم (2319) والترمذي
(1923) وأحمد 4 / 358 و 360 و 361 و 362 و 365 و 366 والحميدي (802) والطبراني في
الكبير (2238) وله (2239) و (2240) و (2386) و (2492) و (2504).
338

أوهاما في تيك " الأربعين " نبهت عليها.
وكان مصرعه في العشرين من المحرم عام ثمانية وخمسين وست مئة
بتونس.
235 - البياسي *
العلامة النحوي أبو الحجاج يوسف بن محمد بن إبراهيم الأنصاري
المغربي.
صاحب فنون وذكاء، وحفظ الحماسة والعقليات ودواوين أبي تمام
والمتنبي والمعري وغير ذلك، وصنف لصاحب تونس كتاب " حروب
الاسلام " ختمه بمقتل الوليد بن طريف، وهو مجلدان، وألف " حماسة "
في مجلدين.
مات في ذي (1) القعدة سنة ثلاث وخمسين وست مئة، وقد جاوز
الثمانين (2) بيسير.
236 - العماد * *
الشيخ العالم المقرئ الفقيه المسند المعمر عماد الدين أبو محمد عبد

* وفيات الأعيان لابن خلكان: 7 / 238 - 244، الترجمة 851، القدح المعلى في
التاريخ المحلى لابن سعيد 94 - 97 الترجمة 13، المغرب في حلى المغرب لابن سعيد 1 /
205 - 437، 3 / 73، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 128، عيون
التواريخ 20 / 83 - 84، بغية الوعاة للسيوطي: 2 / 359، الترجمة 2189، نفح الطيب 3 /
316 - 317 الترجمة 94 وذكره في مواضع كثيرة، شذرات الذهب 5 / 262.
(1) ذكر ابن خلكان أنه توفي في يوم الأحد الرابع من ذي القعدة.
(2) ذكر ابن خلكان ان مولده يوم الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 573.
(* *) ذيل الروضتين لأبي شامة: 204، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 53،
تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 179، العبر 5 / 246 - 247، شذرات
الذهب: 5 / 293.
339

الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر
المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي المؤدب.
ولد بجماعيل، في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة ظنا.
وقدم دمشق صبيا فسمع من أحمد بن حمزة ابن الموازيني، ويحيى
الثقفي، وعبد الرحمن ابن الخرقي، والجنزوي، والخشوعي، ويوسف
ابن معالي، وجماعة، وكان شيخا حسنا فاضلا جيد التعليم، له مكتب
بالقصاعين.
حدث عنه أولاده: شيخنا العز أحمد، ومحمد، وعبد الهادي، وأبو
عبد الله البرزالي مع تقدمه، والدمياطي، وتاج الدين صالح الجعبري،
وشرف الدين الفزاري، وبدر الدين ابن التوزي، وابن الخباز، والشيخ
محمد بن زباطر، والقاضي شرف الدين ابن الحافظ، ومحمد ابن
المحب، وأبو عبد الله ابن الزراد، وعدة.
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين.
وفيها توفي أخوه المعمر محمد بن عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل
تحت السيف، والفقيه أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن
ابن الحسن ابن العجمي الحلبي الشافعي مات شهيدا من عذاب التتار له، وله
تسع وثمانون سنة، وسمع من يحيى الثقفي. وفيها توفي المعمر أبو طالب
تمام بن أبي بكر السروري الدمشقي الجندي الوالي، يروي عن يحيى
الثقفي. وفيها توفي المعظم أبو المفاخر تورانشاه ولد السلطان الكبير صلاح
الدين بحلب، عن إحدى وثمانين سنة، روى عن يحيى الثقفي، وابن
صدقة. وفيها توفي الشهاب أبو العباس الخضر بن أبي طالب الحموي ثم
340

الدمشقي الكاتب، يروي عن الخشوعي. وفيها توفي المحدث مفيد
المقادسة محب الدين عبد الله بن أحمد بن أبي بكر الحنبلي عن أربعين
سنة، وفيها المسند أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم
الخشوعي الدمشقي الرفاء، عن خمس وثمانين سنة، يروي عن أبيه،
ويحيى الثقفي وعبد الرزاق النجار. وفيها الشيخ عفيف أبو بكر محمد
ابن زكريا بن رحمة بن أبي الغيث الخياط. وفيها المسند ضياء الدين محمد
ابن أبي القاسم بن محمد ابن القزويني الحلبي عن ست وثمانين سنة، يروي
عن يحيى الثقفي. وفيها الصالح أبو الكرم لاحق ابن عبد المنعم بن قاسم
الأرتاحي ثم المصري، سمع من عم جده أبي عبد الله الأرتاحي. وفيها
الشيخ الفقيه وقاضي القضاة صدر الدين أحمد بن سني الدولة.
337 - ابن الهني *
المقرئ المجود المحدث الرحال أبو منصور محمد بن علي بن عبد
الصمد البغدادي الخياط.
سمع ابن طبرزذ، وابن الأخضر، وابن منينا، وبدمشق من الكندي
وطبقته، وتلا بالعشر على أصحاب أبي الكرم الشهرزوري، كابن الناقد
وغيره.
تلا عليه عبد الله بن مظفر البعقوبي.
وحدث عنه الدمياطي، وابن الحلوانية، وعلي بن ممدود البدنيجي
وآخرون.

* غاية النهاية لابن الجزري: 2 / 205 الترجمة: 3266.
341

حدث في سنة خمس وخمسين، ولعله استشهد بسيف التتار، سمع
ما لا يوصف كثرة.
238 - محمد بن عبد الهادي *
ابن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام الفقيه المقرئ المعمر
المسند شمس الدين أبو عبد الله المقدسي الجماعيلي الحنبلي أخو العماد
المذكور، وكان أبوهما ابن عم الشيخ أبي عمر.
قدم وهو شاب، فسمع من محمد بن أبي الصقر، وعبد الرزاق بن
نصر النجار، ويحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وطائفة. وأجاز له أبو
طاهر السلفي، وشهدة الكاتبة، فكان آخر من حدث عنها بالإجازة.
وكان دينا، خيرا، كثير التلاوة، متعففا، مشتغلا بنفسه، يؤم بقرية
الساوية من جبل نابلس، أثنى عليه الشيخ الضياء وغيره.
حدث عنه ابن الحلوانية، والدمياطي، والقاضي الحنبلي تقي
الدين، والقاضي شرف الدين ابن الحافظ، ومحمد بن أحمد البجدي،
ومحمد ابن الزراد، وعائشة أخت محاسن، وزينب بنت الكمال،
وجماعة.
روى " صحيح مسلم " بالجبل في سنة اثنتين وخمسين عن ابن
صدقة، ورجع إلى قريته.
قال الشريف عز الدين (1): استشهد بساوية من عمل نابلس على يد

(1) صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 54، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 185، العبر: 5 / 249، الوافي بالوفيات: 4 / 61 الترجمة 1509،
شذرات الذهب: 5 / 295.
(1) صلة التكملة لوفيات النقلة المجلد الثاني الورقة 54.
342

التتار في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وست مئة، قال: وقد نيف على
المئة.
239 - ابن الخشوعي *
الشيخ أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم ابن الخشوعي
الدمشقي الرفاء.
سمع أباه، ويحيى الثقفي، وعبد الرزاق النجار وجماعة.
وأجاز له السلفي، وأبو موسى المديني، والترك.
روى عنه الدمياطي، وابن البالسي، والعلاء الكندي، وابن الزراد،
وحفيده علي بن محمد، وآخرون.
مات بدمشق في صفر (1) سنة ثمان وخمسين وست مئة.
240 - النعال * *
الشيخ المعمر الصالح الزاهد صائن الدين أبو الحسن محمد بن أنجب
ابن أبي عبد الله بن عبد الرحمن البغدادي الصوفي النعال.

* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 52، تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 179، العبر 5 / 246، عيون التواريخ 20 / 237 وفيه ورد اسمه عبد الرحمن
خطأ، النجوم الزاهرة 7 / 91 شذرات الذهب 5 / 292.
(1) ذكر عز الدين الحسيني انه توفي في ليلة الثامن والعشرين من صفر، وذكر الذهبي في
التاريخ انه توفي في الثامن والعشرين منه، وذكر أيضا انه ولد سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة.
(* *) صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 59، ذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 /
471، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 193 العبر: 5 / 255، الوافي
بالوفيات: 2 / 231 الترجمة 628، النجوم الزاهرة: 7 / 205، شذرات الذهب: 5 / 299،
مقدمة مشيخة النعال التي سيرد ذكرها الآن.
343

مولده ببغداد في سلخ شعبان سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
سمع من جده لامه هبة الله بن رمضان، ومن ظاعن بن محمد
الزبيري. وأجاز له وفاء بن البهي، وعبد المنعم ابن الفراوي، ومحمود بن
نصر الشعار، وأبو الفتح بن شاتيل، ومحمد بن جعفر بن عقيل، وعدة،
خرج له المحدث الحافظ رشيد الدين محمد ابن الحافظ عبد العظيم
" مشيخة " (1)، وكان من كبار الصوفية وصلحائهم.
حدث عنه قاضي القضاة تقي الدين أبو الفتح القشيري، والحافظ أبو
محمد الدمياطي، وأبو الفتح بن النشو، والشيخ شعبان الأربلي،
والمصريون، وكان من بقايا المسندين.
توفي في رجب (2) سنة تسع وخمسين وست مئة.
وفيها توفي أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد ابن الأرتاحي،
والمستنصر بالله (3) أحمد ابن الظاهر، والصاحب صفي الدين إبراهيم بن
مرزوق العسقلاني، ومدرس الجوزية شرف الدين الحسن بن عبد الله ابن
الحافظ، والامام سيف الدين سعيد بن المطهر الباخرزي، والواعظ جمال
الدين عثمان بن مكي بن عثمان الشارعي، وصاحب صهيون مظفر الدين
عثمان بن منكورس، تملكها بضعا وثلاثين سنة، والحافظ أبو بكر ابن سيد
الناس اليعمري، وكمال الدين محمد ابن القاضي صدر الدين عبد الملك
ابن درباس، ومكي بن عبد الرزاق بن يحيى ابن خطيب عقربا، والملك

(1) حققها وقدم لها الدكتور ناجي معروف والدكتور بشار عواد معروف (مطبعة المجمع
العلمي العراقي 1395 / 1975) في 204 صفحات مع الفهارس.
(2) في " صلة التكملة " وفي " تاريخ الاسلام " انه توفي في الرابع عشر منه.
(3) هو المستنصر بالله الثاني الذي قتل وهو يحاول استرداد العراق.
344

الناصر يوسف بآذربيجان شهيدا.
241 - الزنجاني *
العلامة شيخ الشافعية أبو المناقب محمود بن أحمد بن محمود بن
بختيار الزنجاني.
تفقه وبرع في المذهب والأصول والخلاف، وبعد صيته، وولي
الإعادة بالثقتية بباب الأزج، وتزوج ببنت عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر،
وناب في القضاء وولي نظر الوقف العام، وعظم شأنه.
ذكره ابن النجار فقال: تكبر وتجبر فأخذه الله، وعزل عن القضاء
وغيره، وحبس وعوقب وصودر على أموال احتقبها من الحرام والغلول،
فأدى نحو خمسة عشر ألف دينار، بعد أن كان فقيرا مدقعا، ثم أطلق، وبقي
عاطلا إلى أن قلد القضاء بمدينة السلام سنة ثلاث وعشرين، ثم عزل من
قضاء القضاة بعد ستة أشهر، ثم رتب مدرسا بالنظامية سنة 625، ثم عزل
منها بعد سنة ونصف، ثم رتب ديوانا، ثم عزل مرات، وعنده ظلم، وحب
للدنيا، وحرص على الجاه، وكلب على الحطام. روى بالإجازة عن
الناصر، وجمع تفسيرا، ثم درس بالمستنصرية في ذي الحجة سنة ثلاث
وثلاثين وست مئة، ونفذ رسولا مرات إلى شيراز.
وقال تاج الدين علي بن أنجب ابن الساعي: ناب في الحكم، ثم
ولي قضاء القضاة بالجانبين وبحريم دار الخلافة، وولي نظر الأوقاف،

* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 35، تاريخ الاسلام للحافظ الذهبي (أيا
صوفيا 3013) ج 20 الورقة 166، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8 / 368 الترجمة
1265، طبقات الشافعية للأسنوي: 2 / 15 الترجمة 587 وهو فيه أبو الثناء، النجوم الزاهرة:
7 / 68.
345

وعظم، ثم عزل، وسجن مدة، ثم أطلق ورتب مشرفا في أعمال السواد،
ثم ولي تدريس النظامية، ثم عزل، ثم لما عزل قاضي القضاة ابن مقبل من
تدريس المستنصرية سنة ثلاث وثلاثين وليها الزنجاني.
وأنبأني ظهير الدين علي الكازروني (1) قال: الذين قتلوا صبرا:
المستعصم في صفر سنة ست وخمسين وست مئة، وابناه، وأعمامه، وعما
أبيه حسين ويحيى، والدويدار مجاهد الدين زوج بنت صاحب الموصل،
والملك سليمان شاه عن ثمانين سنة، وسنجر الشحنة، ومحمد بن قيران أمير
وألبقرا الشحنة كان، وبلبان المستنصري، وابن الجوزي أستاذ الدار، وبنوه
أبو يوسف، وعبد الكريم، وعبد الله، والشيخ شهاب الدين محمود بن
أحمد الزنجاني علامة وقته وله تصانيف كثيرة، وشرف الدين ابن سكينة،
وسمى آخرين.
242 - بنات الكامل *
أم السلطان الملك الناصر يوسف صاحب الشام ابن الملك العزيز،
هي الصاحبة الخاتون بنت السلطان الملك الكامل محمد ابن العادل.
ماتت بالرستن ذاهبة إلى حماة في ذي القعدة سنة خمس
وخمسين.
وماتت أختها قبلها بأيام صاحبة حماة:

(1) لم يرد هذا النص في المطبوع من كتابه المسمى " مختصر التاريخ " ولعله منقول من
كتابه الآخر المسمى (روضة الأريب) وهو تاريخ مطول تصل حوادثه إلى قبيل وفاة ابن الكازروني
(توفي سنة 697) فانظر مقدمة الدكتور مصطفى جواد لكتابه مختصر التاريخ ص 18 - 20.
* أخبارهن مفصلة في " تاريخ الاسلام " ج 20 الورقة 142 (أيا صوفيا 3013).
346

243 - غازية
بنت السلطان الكامل، والدة الملك المنصور محمد بن المظفر (1).
وماتت:
244 - الخاتون
أختهما والدة الملك الكامل محمد ابن الملك السعيد عبد الملك بدمشق
في الأسبوع، فدفنت عند أبيها بالكاملية، وشهدها ابن أختها صاحب الشام
الملك الناصر، وكانت قد تربت عند أختها بحماة فتزوج بها السعيد، في سنة
اثنتين وخمسين.
245 - ابن خطيب القرافة *
الشيخ العالم أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد بن الحسين
القرشي الأسدي الدمشقي الناسخ، ابن خطيب القرافة.
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة (2).
له إجازة خاصة من السلفي روى بها الكثير.
حدث عنه أبو عبد الله البرزالي، والدمياطي، والعماد ابن البالسي،
وناصر الدين ابن المهتار، وضياء الدين ابن الحموي، وشمس الدين محمد
ابن أيوب النقيب، وآخرون.

(1) لما مات زوجها المظفر كانت هي مدبرة دولة حماة، وكانت دينة صالحة محتشمة.
* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 36، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 159، العبر: 5 / 232، النجوم الزاهرة: 7 / 68، شذرات الذهب
5 / 278.
(2) في صلة التكملة ان مولده كان في الثامن والعشرين من شعبان.
347

نسخ الكثير بالاجرة.
وتوفي في ثالث ربيع الآخر سنة ست وخمسين وست مئة.
وسمعنا على زين الدين عبد الرحيم ابن كاميار سنة أربعين بإجازته
منه، تفرد بها.
أخوه الامام المحدث الرحال:
246 - أبو العز *
مفضل بن علي الشافعي الفقيه سمع من محمد بن محمد بن الجنيد
بأصبهان، ومن المؤيد الطوسي، وعدة بنيسابور، وعبد المعز بن محمد
بهراة، وأبي اليمن الكندي بدمشق، وأجاز له السلفي أيضا.
روى عنه الشيخ تاج الدين الفزاري وأخوه، والفخر بن عساكر،
ومحمد ابن خطيب بيت الأبار، وبالحضور العماد ابن البالسي.
وكان عالما صالحا صيننا متحريا صاحب سنة ومعرفة.
مات في شوال (1) سنة الخوارزمية سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
247 - ابن العجمي * *
المفتي المولى الرئيس أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم ابن

* صلة التكملة للحسيني المجلد الأول الورقة 36، تاريخ الاسلام، الورقة: 44 (أيا
صوفيا 3013).
(1) في صلة التكملة وتاريخ الاسلام أنه توفي في الثالث منه.
(* *) صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة: 52، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 179، العبر: 5 / 247، عيون التواريخ 20 / 236، البداية والنهاية:
13 / 225، شذرات الذهب: 5 / 293.
348

الصدر أبي طالب عبد الرحمن بن الحسن ابن العجمي الحلبي الشافعي.
حدث عن يحيى الثقفي، وابن طبرزذ.
روى عنه الدمياطي، والبدر ابن التوزي، والكمال إسحاق ابن
النحاس، وحفيداه أحمد، وعبد الرحيم ابنا محمد ابن العجمي،
وآخرون.
تلف بعذاب التتار على المال في صفر (1) سنة ثمان وخمسين وست
مئة، وله تسع وثمانون سنة (2)، ضربوه وصبوا عليه في الشتاء ماء باردا فتشنج
ومات رحمه الله.
248 - القزويني *
الشيخ ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن أبي
بكر القزويني الأصل ثم الحلبي الصوفي.
ولد سنة 572.
وسمع أجزاء من يحيى الثقفي.
روى عنه الدمياطي، والعماد ابن البالسي، وقاضي حماة عبد العزيز
ابن العديم، وإسحاق الأسدي، والتاج صالح الفرضي، وحفيده عبد الله
ابن إبراهيم بن محمد، وآخرون.

(1) في صلة التكملة وفي تاريخ الاسلام انه توفي في الرابع والعشرين منه.
(2) في صلة التكملة أنه ولد في سنة تسع وستين وخمس مئة.
* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 53، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا
3013) ج 20 الورقة 187، العبر للذهبي: 5 / 250، شذرات الذهب 5 / 295.
349

مات بحلب بعد الكائنة الكبرى في أوائل ربيع الآخر سنة ثمان
وخمسين وست مئة.
249 - لاحق *
الشيخ أبو الكرم لاحق بن عبد المنعم بن قاسم بن أحمد بن حمد (1)
الأنصاري، الأرتاحي الأصل، المصري، اللبان، الحريري، الحنبلي.
ولد بعد السبعين (2) وخمس مئة.
وتفرد بإجازة المبارك بن علي ابن الطباخ، فروى بها " دلائل النبوة "
للبيهقي، وسمع من عم جده محمد بن حمد الأرتاحي. وكان صالحا
متعففا.
روى عنه الحفاظ المنذري، والرشيد العطار، والدمياطي، وعلم
الدين الدواداري، ويوسف بن عمر الختني، وأبو بكر بن يوسف ابن
الصناج، وآخرون.
مات في جمادى (3) الآخرة سنة ثمان وخمسين وست مئة، وآخر
أصحابه موتا أبو بكر بن يوسف الصناج.

* صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 55، تاريخ الاسلام، الورقة: 188 (أيا
صوفيا 3013)، والعبر: 5 / 251، حسن المحاضرة للسيوطي: 1 / 379 الترجمة 78،
شذرات الذهب: 5 / 296.
(1) زاد في صلة التكملة: بن حامد بن مفرج بن غياث الأنصاري..
(2) في الأصل: " بعد التسعين " مصحف، فقد ذكر المؤلف في تاريخ الاسلام بخطه انه
ولد في حدود سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة، وفي " صلة التكملة " انه ولد في سنة ثلاث وسبعين
وخمس مئة أيضا.
(3) في صلة التكملة انه توفي في ليلة السادس عشر من جمادى الآخرة.
350

250 - ابن عمه *
الامام المقرئ أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد بن
حامد (1) الأرتاحي، ثم المصري، الحنبلي.
ولد سنة أربع (2) وسبعين وخمس مئة.
وسمع من جده لامه محمد بن حمد، وإسماعيل بن ياسين، وهبة الله
البوصيري، وعدة. ولازم الحافظ عبد الغني وأكثر عنه، وأقرأ القرآن.
روى عنه الدمياطي، والدواداري، والشيخ شعبان، ويوسف بن
عمر، ومحمد بن عبد الغني الصعبي.
توفي في رجب (3) سنة تسع وخمسين وست مئة.
251 - الشارعي * *
الامام العالم جمال الدين أبو عمرو عثمان بن أبي الحرم مكي بن

* الصحيح انه ابن عم أبيه، انظر ترجمته في صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة
60، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 188، العبر 5 / 253، الوافي
بالوفيات: 6 / 300 الترجمة 2801، ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 273 الترجمة 384، المنهل
الصافي: 1 / 244 الترجمة 136، حسن المحاضرة: 1 / 379 الترجمة 79، شذرات
الذهب: 5 / 297.
(1) في صلة التكملة وتاريخ الاسلام وذيل طبقات الحنابلة: حامد بن مفرج، وقد حذف
صاحب الوفيات والمنهل الصافي (حامدا) ووضع بدله (مفرجا).
(2) في صلة التكملة انه ولد في التاسع عشر من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وخمس مئة،
وفي المطبوع من المنهل الصافي انه ولد سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
(3) في صلة التكملة وتاريخ الاسلام وذيل طبقات الحنابلة انه توفي في الرابع عشر من
رجب.
(* *) تكملة إكمال الاكمال لابن الصابوني: 226 - 227، صلة التكملة للحسيني المجلد
الثاني الورقة 59، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 191، العبر: 5 /
254، النجوم الزاهرة: 7 / 205، شذرات الذهب: 5 / 298 وهو منسوب إلى " الشارع "
ظاهر القاهرة.
351

عثمان بن إسماعيل (1) [بن إبراهيم] (2) بن شبيب السعدي المصري الشارعي
الواعظ.
ولد (3) سنة ثلاث وثمانين.
وسمع من أبيه، وقاسم بن إبراهيم المقدسي، وإسماعيل بن
ياسين، وهبة الله البوصيري، وخلق، فأكثر، وعني بالحديث والعلم
وشارك في الفضائل مع التقوى وحسن التذكير وسعة المحفوظ، وكان رأسا
في معرفة الوقت.
حدث هو وأبوه وجده وإخوته وذريته.
توفي في ربيع (4) الآخر سنة تسع وخمسين وست مئة.
روى عنه الدواداري، وابن الظاهري، وشعبان الابلي وآخرون،
آخرهم نافلته المتوفي سنة تسع وثلاثين وسبع مئة.
252 - ابن درباس *
الامام القاضي كمال الدين أبو حامد محمد ابن قاضي القضاة صدر

(1) سقط اسم (إسماعيل) من سلسلة نسبه في تكملة الكمال الاكمال ومن تذكرة الحفاظ
4 / 1452.
(2) الزيادة من صلة التكملة ومن تاريخ الاسلام وتذكرة الحفاظ.
(3) في صلة التكملة: ولد في الرابع والعشرين من محرم.
(4) ذكر ابن الصابوني انه توفي بكرة يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الآخر، وذكر
الحسيني والذهبي في تاريخ الاسلام انه توفي في الخامس والعشرين منه.
* عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي
2328) ج 7 الورقة 195 ب، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 61، ذيل مرآة الزمان
254، النجوم الزاهرة: 7 / 205، شذرات الذهب: 5 / 298 وهو منسوب إلى " الشارع "
ظاهر القاهرة.
352

الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني المصري الشافعي الضرير
المعدل.
ولد (1) سنة ست وسبعين وخمس مئة.
وسمع أباه، والبوصيري، والأرتاحي، والقاسم بن عساكر، وأبا
الجود، وجماعة. وأجاز له السلفي.
روى عنه ابن الحلوانية، وعلم الدين الدواداري، والشيخ شعبان
الأربلي، وإبراهيم ابن الظاهري، والمصريون. وكان من جلة المشايخ.
درس، وأفتى، وأشغل، ونظم الشعر، وجالس الملوك.
توفي شوال (2) سنة تسع وخمسين وست مئة.
253 - العز الضرير *
العلامة المتفنن الفيلسوف الأصولي عز الدين حسن بن محمد بن أحمد

(1) في صلة التكملة: ولد في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، وحدد اليونيني ولادته في
الذيل بأنها ليلة الثلاثاء، ولكن محقق الذيل اختار نسخة مخطوءة إذ ثبت ولادته في الثاني
والعشرين من ربيع الأول وترك النسخة الصحيحة التي تنص على أن ولادته في الثاني عشر إذ ثبتها
في الهامش، فليلاحظ ذلك.
(2) ذكر الحسيني في صلة التكملة والذهبي في تاريخ الاسلام ان وفاته كانت في الخامس
من شوال، وحدد اليونيني وفاته بأنها كانت سحر يوم السبت.
* ذيل الروضتين 216، ذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 / 501 - 504، تاريخ الاسلام
للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 197، العبر: 5 / 259 - 260، فوات الوفيات 1 /
362 - 365 الترجمة 131، عيون التواريخ 20 / 268 - 272، البداية والنهاية 13 / 235،
النجوم الزاهرة: 7 / 207 - 208، بغية الوعاة للسيوطي: 1 / 518 - 519 الترجمة 1074،
نكت الهميان: 143، شذرات الذهب: 5 / 301.
353

ابن نجا الأربلي الضرير الرافضي نزيل دمشق.
كان باهرا في علوم الأوائل. أقرأ في بيته مدة، وكان يقرئ الفلاسفة
والمسلمين والذمة، وله هيبة وصولة، إلا أنه كان يخل بالصلوات، وطويته
خبيثة، وكان قذرا، لا يتوفى النجاسات، ابتلي بأمراض وعمر، وكان أحد
الأذكياء.
مات (1) سنة ستين وست مئة وله أربع وسبعون سنة (2).
254 - الأربلي *
العلامة شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين
الهذباني الأربلي الشافعي اللغوي.
ولد بإربل سنة 568 (3).
وقدم دمشق فسمع الكثير من الخشوعي، وعبد اللطيف بن أبي
سعد، وحنبل، والكندي، وعدة، وببغداد من الفتح بن عبد السلام،
وجماعة.

(1) ذكر اليونيني وأبو شامة انه توفي في أواخر ربيع الآخر واقتصر غيرهما على ذكر الشهر
فقط.
(2) ذكر اليونيني في الذيل والذهبي في التاريخ انه ولد في سنة ست وثمانين وخمس مئة.
* ذيل الروضتين: 201، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 41، ذيل مرآة
الزمان 1 / 125 - 126، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 149،
العبر: 5 / 228، الوافي بالوفيات: 12 / 318 الترجمة 296، عيون التواريخ 20 / 168،
بغية الوعاة 1 / 528 الترجمة 1096، شذرات الذهب: 5 / 274، وأضافوا في نسبته
(الكوراني).
(3) في صلة التكملة وذيل مرآة الزمان والبغية ان مولده كان في يوم الاثنين السابع عشر من
ربيع الأول. وفي عيون التواريخ انه ولد في سابع ذي القعدة.
354

وكان رأسا في الآداب، يحفظ " ديوان المتنبي " و " خطب ابن
نباتة " و " المقامات " ويدريها ويحلها، وكان ثقة خيرا تخرج به الفضلاء.
وروى عنه الدمياطي، وأبو إسحاق المخرمي، ومحمد ابن الزراد،
وقطب الدين ابن اليونيني، وآخرون.
مات في ثاني (1) ذي القعدة سنة ست وخمسين وست مئة.
255 - البهاء زهير *
الصاحب الأوحد بهاء الدين أبو العلاء زهير بن محمد بن علي
الأزدي، المهلبي، المكي، ثم القوصي، الكاتب.
له " ديوان " مشهور وشعر رائق.
مولده (2) سنة إحدي وثمانين وخمس مئة.
وسمع من علي بن أبي الكرم البناء.
كتب الانشاء للسلطان الملك الصالح نجم الدين، ثم في الآخر

(1) في ذيل مرآة الزمان انه توفي في عصر يوم الجمعة واكتفى السيوطي في البلغة بذكر اليوم
فقط وهو يوم الجمعة، وذكر أبو شامة في ذيل الروضتين انه توفي في ثالث ذي القعدة.
* ذيل الروضتين: 201، وفيات الأعيان: 2 / 332 - 338، صلة التكملة للحسيني
المجلد الثاني الورقة 42، ذيل مرآة لليونيني: 1 / 184 - 197، تاريخ الاسلام للذهبي:
(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 153 - 154، دول الاسلام: 2 / 121، العبر: 5 / 230،
عيون التواريخ: 20 / 179 - 188، البداية والنهاية: 13 / 211 - 212، السلوك لمعرفة دول
الملوك للمقريزي: ج 1 قسم 2 ص 413، النجوم الزاهرة 7 / 62 - 63، حسن المحاضرة:
1 / 567 الترجمة: 30، شذرات الذهب: 5 / 276 - 277، وقد أشار كحالة في معجم
المؤلفين 4 / 187، والزركلي في الاعلام (ط 4) 3 / 52 إلى مصادر أخري قديمة وحديثة.
(2) نقل ابن خلكان عن البهاء زهير أنه ولد في خامس ذي الحجة، وذكر الحسيني أنه ولد
في ليلة الخامس من ذي الحجة.
355

أبعده السلطان، فوفد على صاحب حلب الملك الناصر، ثم في آخر أمره
افتقر وباع كتبه، وكان ذا مكارم وأخلاق.
توفي (1) سنة ست وخمسين وست مئة، في ذي القعدة.
256 - الملك الرحيم *
السلطان بدر الدين أبو الفضائل لؤلؤ الأرمني النوري الأتابكي مملوك
السلطان نور الدين أرسلان شاه ابن السلطان عز الدين مسعود بن مودود بن
زنكي بن أقسنقر صاحب الموصل.
كان من أعز مماليك نور الدين عليه، وصيره أستاذ داره وأمره، فلما
توفي تملك ابنه القاهر، وفي سنة وفاة الملك العادل سلطن القاهر عز الدين
مسعود ولده ومات رحمه الله، فنهض لؤلؤ بتدبير المملكة، والصبي وأخوه
صورة، وهما ابنا بنت مظفر الدنى صاحب إربل، أقامهما لؤلؤ واحدا بعد
واحد، ثم تسلطن هو في سنة ثلاثين وست مئة.
وكان بطلا شجاعا حازما مدبرا سائسا جبارا ظلوما، ومع هذا فكان
محببا إلى الرعية، فيه كرم ورئاسة، وكان من أحسن الرجال شكلا، وكان
يبذل للقصاد ويداري ويتحرز ويصانع التتار وملوك الاسلام، وكان عظيم

(1) ذكر ابن خلكان أن البهاء زهيرا توفي قبيل المغرب يوم الأحد رابع ذي القعدة، وذكر
الحسيني أنه توفي في عشية الخامس منه، أما اليونيني فقد ذكر أنه توفي قبل المغرب من يوم الأحد
رابع ذي القعدة قال: وقيل: خامسه.
* سيرته مشهورة في الكتب التي تناولت تاريخ هذه الحقبة منها: ذيل الروضتين:
203، كنز الدرر وجامع الغرر للداوداري: 8 / 44، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 171، دول الاسلام: 2 / 122، العبر 5 / 240، عيون التواريخ: 20 / 216
مرآة الجنان: 4 / 148، البداية والنهاية: 13 / 213، النجوم الزاهرة: 7 / 70، شذرات
الذهب: 5 / 289.
356

الهيبة خليقا للامارة، قتل عدة أمراء وقطع وشنق وهذب ممالك الجزيرة،
وكان الناس يتغالون ويسمونه قضيب الذهب، وكان كثير البحث عن أحوال
رعيته. عاش قريبا من تسعين سنة ووجهه مورد وقامته حسنة، يظنه من يراه
كهلا، وكان يحتفل لعيد الشعانين لبقايا فيه من شعار أهله، فيمد سماطا
عظيما إلى الغاية، ويحضر المغاني، وفي غضون ذلك أواني الخمور،
فيفرح وينثر الذهب من القلعة، ويتخاطفه الرجال، فمقت لاحياء شعار
النصارى، وقيل فيه:
يعظم أعياد النصارى محبة * ويزعم أن الله عيسى ابن مريم
إذا نبهته نخوة أريحية * إلى المجد قالت أرمنيته: نم
وقيل: إنه سار إلى خدمة هولاكو، وتلطف به وقدم تحفا جليلة، منها
جوهرة يتيمة، وطلب أن يضعها في أذن هولاكو فاتكأ ففرك أذنه، وأدخل
الحلقة في أذنه ثم رجع إلى بلاده متوليا من قبله، وقرر عليه مالا يحمله، ثم
مات (1) في ثالث شعبان بالموصل سنة سبع وخمسين وست مئة.
فلما مات تملك ولده الملك الصالح إسماعيل وتزوج بابنة هولاكو
فأغضبها وأغارها، ونازلت التتار الموصل، واستمر الحصار عشرة أشهر، ثم
أخذت، وخرج إليهم الصالح بالأمان فغدرا به، واستباحوا الموصل، فإنا
لله وإنا إليه راجعون.
وبدر الدين ممن كمل الثمانين، وكان ابنه الصالح إسماعيل قد سار
في العام الذي قتل فيه إلى مصر، واستنجد بالمسلمين وأقبل فالتقى العدو
بنصيبين فهزمهم، وقتل مقدمهم إيلكا، فتنمر هولاكو، وبعث سنداغو،

(1) في تاريخ الاسلام للذهبي أنه مات يوم الجمعة.
357

فنازل الموصل أشهرا، وجرى ما لا يعبر عنه
257 - المعظم الحلبي *
الملك المعظم أبو المفاخر تورانشاه ابن السلطان الكبير المجاهد
صلاح الدنيا والدين يوسف بن أيوب، آخر من بقي من إخوته.
ولد سنة سبع وسبعين وخمس مئة.
فسمع بدمشق من يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وأجاز له عبد
الله بن بري.
انتخب له شيخنا الدمياطي جزءا سمعه منه هو وسنقر
القضائي والقاضي شقير أحمد بن عبد الله، والتاج محمد بن أحمد النصيبي
وجماعة، سمعوا منه في حال الاستقامة، فإنه كان يتناول المسكر.
وكان كبير آل بيته، وكان السلطان الملك الناصر يوسف يتأدب معه
ويجله لأنه أخو جده، فكان يتصرف في الخزائن والمماليك، وقد حضر غير
مصاف، وكان فارسا شجاعا عاقلا داهية، وكان مقدم العساكر الحلبية من
دهر، وهو كان المقدم يوم كسره الخوارزمية في سنة ثمان وثلاثين وست مئة
بقرب الفرات فأسر يومئذ مثخنا بالجراح، وانهزم أصحابه، وقتل يومئذ
الملك الصالح ولد الملك الأفضل علي ابن صلاح الدين. ولما أخذ

* ذيل مرآة الزمان: 1 / 429، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20
الورقة 177، دول الاسلام: 2 / 124 العبر: 5 / 245، الوافي بالوفيات: 10 / 443 - 444
الترجمة 4934، عيون التواريخ: 20 / 234، السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي: 1 /
441، النجوم الزاهرة: 7 / 90، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب لأحمد بن إبراهيم الحنبلي
ص 268 - 269 الترجمة 23 شذرات الذهب 5 / 292، ترويح القلوب في ذكر ملوك بني أيوب
للمرتضى الزبيدي (ط الترقي دمشق 1969) ص 100.
358

هولاكو حلب عصت قلعتها وبها المعظم ها فحماها ثم سلمها بالأمان وعجز
عنها ولم يعش بعدها إلا أياما.
مات في أواخر (1) ربيع الأول سنة وخمسين وست مئة عن إحدى
وثمانين سنة، ودفن بدهليز داره.
258 - الظاهر *
الملك الظاهر غازي ابن الملك العزيز محمد ابن الظاهر غازي أخو
صاحب الشام الملك الناصر يوسف يلقب سيف الدين، وهو شقيق الناصر.
كان شجاعا جوادا مليح الصورة كريم الأخلاق عزيزا على أخيه إلى
الغاية، ولقد أراد جماعة من الامراء العزيزية القبض على الناصر وتمليك هذا
فشعر بهم السلطان ووقعت الوحشة.
وفي أول سنة ثمان وخمسين زالت دولة الناصر وفارق غازي أخاه،
فاجتمع بغزة على طاعته البحرية، وسلطنوه فدهمهم هولاكو، ثم اجتمع
الاخوان ودخلا البرية وتوجها معا إلى حتفهما.
وخلف غازي ولدا بديع الحسن، اسمه زبالة، وأمة جارية اسمها وجه
القمر، فتزوجت بأيد غدي العزيزي ثم بالبيسري، ومات زبالة بمصر شابا،
وقتل غازي صبرا مع أخيه بآذربيجان، فذكر ابن واصل أن هولاكو أحضر
الناصر وأخاه وقال: أنت قلت: ما في البلاد أحد، وإن من فيها في طاعتك

(1) في تاريخ الاسلام للذهبي والوافي أنه توفي في السابع والعشرين منه.
* تاريخ الاسلام (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 192، دول الاسلام: / 125،
العبر: 5 / 255، النجوم الزاهرة: 7 / 206، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب لأحمد بن
إبراهيم الحنبلي: 421 الترجمة 108، شذرات الذهب: 5 / 298.
359

حتى غررت بالمغل؟ فقال: أنا في توريز في قبضتك، كيف يكون لي حكم
على من هناك؟ فرماه بسهم فصاح: الصنيعة ياخوند، فقال أخوه:
اسكت تقول لهذا الكلب هذا القول، وقد حضرت! فرماه هولاكو بسهم
آخر قضى عليه، وضربت عنق الظاهر وأصحابهما (1).
259 - شعلة *
الامام المجود الذكي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
ابن حسين المصلي الحنبلي المقرئ شعلة، ناظم " الشمعة في السبعة "
وشارح " الشاطبية " وأشياء.
تلا على علي بن عبد العزيز الأربلي، وله نظم في غاية الاختصار
ونهاية الجودة، وكان صالحا خيرا تقيا متواضعا.
حدثني تقي الدين أبو بكر المقصاتي: سمعت أبا الحسن علي بن عبد
العزيز قال: كان شعلة نائما إلى جنبي فاستيقظ فقال: رأيت الآن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وطلبت منه العلم فأطعمني تمرات، قال أبو الحسن: فمن ذلك الوقت
فتح عليه، وكان المقصاتي قد جلس إلى شعلة، وسمع بحوثه، فقال لي:
توفي في صفر سنة ست وخمسين وست مئة (2)، عاش ثلاثا وثلاثين سنة.

(1) وذلك في أواخر سنة 659 كما مر ذلك في هذا الكتاب وكما يفهم من عبارة الذهبي في
" دول الاسلام ". ولم يشر الذهبي في العبر ولا في التاريخ إلى الشهر الذي حدثت فيه وفاته هو
وأخوه وانما اكتفى بادراج أسميهما ضمن وفيات سنة 659.
* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 162، دول الاسلام: 2 /
121، العبر: 5 / 234، معرفة القراء الكبار: 2 / 536 الترجمة الرابعة من الطبقة السادسة
عشرة، الوافي بالوفيات: 2 / 122 الترجمة 469، ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 256 الترجمة
364، غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري: 2 / 80 - 81 الترجمة 2780، طبقات
النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 1 / 55 الترجمة 30، شذرات الذهب 5 / 281 - 282.
(2) قال ابن رجب بعد أن نقل قول الذهبي هذا: وقرأت على بعض شيوخنا أنه توفي سنة
خمسين والله أعلم.
360

260 - الفاسي *
شيخ القراء العلامة جمال الدين أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد
ابن يوسف الفاسي مصنف " شرح الشاطبية ".
أخذ القراءات عن ابن عيسى، وأصحاب الشاطبي، والقاضي بهاء
الدين ابن شداد وطائفة، وتفقه لأبي حنيفة، وكان رأسا في القراءات
والنحو، دينا صينا، وقورا متثبتا، مليح الخط.
أخذ عنه بدر الدين الباذقي، وبهاء الدين ابن النحاس، وحسين بن
قتادة الشريف، والشيخ عبد الله بن رفيعا الجزري، وآخرون، واستوطن
حلب.
مات في ربيع الآخر (1) سنة ست وخمسين وست مئة، وله نيف
وسبعون سنة (2).
261 - ابن العلقمي * *
الوزير الكبير المدبر المبير مؤيد الدين محمد بن

* ذيل الروضتين: 199، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة
163 - 164، دول الاسلام: 2 / 121 - 122، العبر: 5 / 235، معرفة القراء الكبار: 2 /
533، الترجمة الأولى من الطبقة السادسة عشرة، الوافي بالوفيات: 2 / 354 الترجمة 820،
الجواهر المضية للقرشي: 2 / 45 - 46 الترجمة 143، غاية النهاية من طبقات القراء لابن
الجزري: 2 / 122 - 123 الترجمة 2942، النجوم الزاهر: 7 / 69، شذرات الذهب 5 /
283 - 284.
(1) ذكر أبو شامة في حوادث شهر ربيع الآخر قوله: وجاءنا الخبر من حلب بموت الشيخ
أبي عبد الله الفاسي، وقد نقل الذهبي ذلك في تاريخ الاسلام.
(2) في تاريخ الاسلام ومعرفة القراء الكبار وغاية النهاية أنه ولد بعد الثمانين وخمس مئة.
(* *) الفخري في الآداب السلطانية: 236 - 237، جامع التواريخ لرشيد الدين فضل الله
الهمداني المجلد 2 ج 1 ص 262 - 264 الحوادث الجامعة (صفحات متفرقة) تاريخ الاسلام
361

محمد (1) بن علي بن أبي طالب ابن العلقمي البغدادي الرافضي وزير المستعصم.
وكانت دولته أربع عشرة سنة فأفشى الرفض فعارضه السنة، وأكبت،
فتنمر، ورأى أن هولاكو على قصد العراق فكاتبه وجسره وقوى عزمه على
قصد العراق، ليتخذ عنده يدا، وليتمكن من أغراضه، وحفر للأمة قليبا،
فأوقع فيه قريبا، وذاق الهوان، وبقي يركب كديشا وحده، بعد أن كانت
ركبته تضاهي موكب سلطان، فمات غبنا وغما، وفي الآخرة أشد خزيا وأشد
تنكيلا.
وكان أبو بكر ابن المستعصم والدويدار الصغير قد شدا على أيدي السنة
حتى نهب الكرخ، وتم على الشيعة بلاء عظيم، فحنق لذلك مؤيد الدين
بالثأر بسيف التتار من السنة، بل ومن الشيعة واليهود والنصارى، وقتل
الخليفة ونحو السبعين من أهل العقد والحل، وبذل السيف في بغداد تسعة
وثلاثين نهارا حتى جرت سيول الدماء وبقيت البلدة كأمس الذاهب، فإنا لله
وإنا إليه راجعون، وعاش ابن العلقمي بعد الكائنة ثلاثة أشهر، وهلك (2).
ومات قبله بأيام أخوه الصاحب علم الدين أحمد.
ومات بعده ابنه محمد أحد البلغاء المنشئين.
وعاش الوزير ستا وستين سنة.

(أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 164 - 165، دول الاسلام 2 / 122، العبر 5 / 225،
الوافي بالوفيات: 1 / 184 - 186 الترجمة 114، فوات الوفيات: 3 / 252 - 255 الترجمة
415، عيون التواريخ: 20 / 193 - 194، مرآة الجنان: 4 / 147، البداية والنهاية: 13 /
212 - 213 العسجد المسبوك: 640 - 641، شذرات الذهب: 5 / 272.
(1) في البداية والنهاية وفي الشذرات: " محمد بن أحمد " محرف.
(2) ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه توفي في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة (يعني
سنة 656) وذكر الصفدي في الوافي وابن شاكر في الفوات أنه توفي في أوائل سنة 657، وأضاف
الصفدي أن مولده كان في شهر ربيع الأول سنة 591.
362

262 - الباخرزي *
الامام القدوة شيخ خراسان سيف الدين أبو المعالي سعيد بن المطهر
ابن سعيد بن علي القائدي الباخرزي نزيل بخاري.
كان إماما، محدثا، ورعا زاهدا، تقيا، أثريا، منقطع القرين، بعيد
الصيت، له وقع في القلوب ومهابة في النفوس. صحب الشيخ نجم الدين
الخيوقي (1)، وسمع من المؤيد الطوسي وغيره، وببغداد من علي بن محمد
الموصلي، وأبي الفتوح الحصري، وإسماعيل بن سعد الله بن حمدي،
ومشرف الخالصي، وبنيسابور من إبراهيم بن سالار الخوارزمي.
وقيل: إنه قدم بغداد وله إحدى عشرة سنة، فسمع من ابن الجوزي،
فإنه ولد في تاسع شعبان سنة ست وثمانين.
وقد ذكره في " معجم الألقاب " ابن الفوطي، فقال فيه: (2) هو
المحدث الحافظ الزاهد الواعظ. كان شيخا بهيا عارفا، تقيا فصيحا،
كلماته كالدر. روى عن أبي الجناب الخيوقي، ولبس منه (3) وشيخه لبس
من إسماعيل القصري، عن محمد بن ناكيل، عن داود بن محمد، عن أبي
العباس بن إدريس، عن أبي القاسم بن رمضان، عن أبي يعقوب الطبري،
عن أبي عبد الله بن عثمان، عن أبي يعقوب النهرجوري، عن أبي يعقوب

* تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 191، العبر: 5 / 254،
الوافي بالوفيات: 15 / 262 الترجمة 369، شذرات الذهب: 5 / 298.
(1) هو نجم الدين الكبرى، وقد مرت ترجمته.
(2) ضاع هذا القسم من كتاب ابن الفوطي.
(3) يعني: لبس خرقة التصوف.
363

السوسي، عن عبد الواحد بن زيد عن الحسن قال: هو لبسها من يد كميل بن
زياد، عن علي رضي الله عنه.
قلت: هذه الطرق ظلمات مدلهمة ما أشبهها بالوضع!
قال ابن الفوطي: قرأت في سيرة الباخرزي لشيخنا منهاج الدين
النسفي، وكان متأدبا بأفعاله، فقال: كان الشيخ متابعا للحديث في الأصول
والفروع، لم ينظر في تقويم ولا طب، بل إذا وصف له دواء خالفهم متابعا
للسنة (1)، وكانت طريقته عارية عن التكلف، كان في علمه وفضله كالبحر
الزاخر، وفي الحقيقة مفخر الأوائل والأواخر، له الجلالة والوجاهة، وانتشر
صيته بين المسلمين والكفار، وبهمته اشتهر علم الأثر بما وراء النهر
وتركستان، وكان علمهم الجدل والقول بالخلافيات وترك العمل، فأظهر
أنوار الاخبار في تلك الديار.
ولد بباخرز، وهي ولاية بين نيسابور وهراة قصبتها مالين،
وصحب نجم الكبرى، وبهاء الدين السلامهي، وتاج الدين محمودا
الأشنهي، وسعد الدين الصرام الهروي، ومختارا الهروي، وحج
في صباه. ثم دخل بغداد ثانيا، وقرأ على السهروردي، وبخراسان على
المؤيد الطوسي، وفضل الله بن محمد بن أحمد النوقاني، ثم تكلم
بدهستان على الناس، وقرأ على الخطيب جلال الدين ابن الشيخ شيخ
الاسلام برهان الدين المرغيناني كتاب " الهداية " في الفقه من تصانيف أبيه.
ثم قدم خوارزم، وقرأ ببخارى على المحبوبي، والكردري، وأبي رشيد
الأصبهاني. ولما خرب التتار بخارى وغيرها أمر نجم الدين الكبرى أصحابه

(1) هذا كلام غير دقيق، إذ السنة لا تمنع من استشارة الطبيب وأخذ الدواء الذي يقرره، بل
تحض عليه.
364

بالخروج من خوارزم إلى خراسان منهم سعد الدين، وآخى بين الباخرزي
وسعد الدين، وقال للباخرزي: اذهب إلى ما وراء النهر. وفي تلك الأيام
هرب خوارزم شاه، فقدم سيف الدين بخارى وقد احترقت وما بها موضع ينزل
به، فتكلم بها، وتجمع إليه الناس، فقرأ لهم البخاري على جمال الدين
عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي سنة اثنتين وعشرين وست مئة، ثم أقام،
ووعظ وفسر، ولما غمرت بخارى أخذوا في حسده وتكلموا في اعتقاده،
وكان يصلي صلاة التسبيح جماعة ويحضر السماع. ولما جاء محمود يلواج
بخارى ليضع القلان، وهو أن يعد الناس ويأخذ من الرأس دينارا والعشر من
التجارة، فدخل على سيف الدين فرأى وجهه يشرق كالقمر، وكان الشيخ
جميلا بحيث إن نجم الدين الكبرى أمره لما أتاه أن ينتقب لئلا يفتتن به
الناس، فأحب يلواج الشيخ ووضع بين يديه ألف دينار، فما التفت إليها. ثم
خرج ببخارى التارابي وحشد وجمع فالتقى المغل وأوهم أنه يستحضر
الجن، ولم يكن مع جمعه سلاح فاغتروا بقوله، فقتلت المغل في ساعة
سبعة آلاف منهم أولهم التارابي، فأوهم خواصه أنه قد طار، وما نجا إلا من
تشفع بالباخرزي، لكن وسمتهم التتار بالكي على جباههم.
إلى أن قال: ووقع خوف الباخرزي في قلوب الكفار، فلم يخالفه أحد
في شئ يريده، وكان بايقوا (1) أخو قآن ظالما غاشما سفاكا، قتل أهل ترمذ
حتى الدواب والطيور والتحق به كل مفسد، فشغبوه على الباخرزي،
وقالوا: ما جاء إليك، وهو يريد أن يصير خليفة. فطلبه إلى سمرقند مقيدا،
فقال: اني سأرى بعد هذا الذل عزا، فلما قرب مات بايقوا، فأطلقوا الشيخ

(1) هذا وأمثاله أسماء تترية تكتب بأشكال مختلفة، وقد حافظنا على رسم المخطوطة جهد
المستطاع.
365

وأسلم على يده جماعة. وزار بخرتنك قبر البخاري وجدد قبته وعلق عليها
الستور والقناديل، فسأله أهل سمرقند أن يقيم عندهم، فأقام أياما ورجع إلى
بخارى، وأسلم على يده أمير وصار بوابا للشيخ، فسماه الشيخ مؤمنا.
وعرف الشيخ بين التتار بالغ شيخ، يعني الشيخ الكبير، وبذلك كان يعرفه
هولاكو، وقد بعث إليه بركة (1) بن توشي بن جنكزخان من سقسين رسولا
ليأخذ له العهد بالاسلام، وكان أخوه باتوا كافرا ظلوما قد استولى على بلاد
سقسين وبلغار وصقلاب وقفجاق إلى الدربند، وكان لبركة أخ أصغر منه يقال
له: بركة حر، وكان باتوا مع كفره يحب الشيخ، فلما عرف أن أخاه بركة خان
قصد صار مريدا للشيخ فرح فاستأذنه في زيارة الشيخ فأذن له، فسار من بلغار
إلى جند ثم إلى أترار، ثم أتى بخارى، فجاء بعد العشاء في الثلوج فما
استأذن إلى بكرة، فحكى لي من لا يشك في قوله أن بركة خان قام تلك الليلة
على الباب حتى أصبح، وكان يصلي في أثناء ذلك، ثم دخل فقبل رجل
الشيخ، وصلى تحية البقعة فاعجب الشيخ ذلك، وأسلم جماعة من أمرائه،
وأخذ الشيخ عليهم العهد، وكتب له الأوراد والدعوات، وأمره بالرجوع،
فلم تطب نفسه، فقال: إنك قصدتنا ومعك خلق كثير، وما يعجبني أن
تأمرهم بالانصراف، لاني أشتهي أن تكون في سلطانك. وكان عنده
ستون (2) زوجة فأمره باتخاذ أربع وفراق الباقيات ففعل، ورجع، وأظهر شعار
الملة، وأسلم معه جماعة، وأخذوا في تعليم الفرض، وارتحل إليه
الأئمة، ثم كانت بينه وبين ابن عمه هولاكو حروب، ومات بركة خان في
ربيع الآخر سنة خمس وستين، وكانت خيراته متواصلة إلى أكثر العلماء.

(1) ترجم له الذهبي ترجمة جيدة في وفيات سنة 665 من " تاريخ الاسلام " الورقة 265
(أيا صوفيا 3013) بخطه.
(2) في الأصل: ستين.
366

وكان المستعصم يهدي من بغداد إلى الباخرزي التحف، من ذلك
مصحف بخط الإمام علي رضي الله عنه، وكان مظفر الدين أبو بكر بن سعد
صاحب شيراز يهدي إلى الشيخ في السنة ألف دينار، وأنفذ له لؤلؤ صاحب
الموصل. وأهدت له ملكة بنت أزبك بن البهلوان صاحب أذربيجان سن
النبي صلى الله عليه وسلم الذي كسر يوم أحد. وكان يمنع التتار من قصد العراق، ويفخم أمر
الخليفة. وممن راسله سلطان الهند ناصر الدين أيبك، وصاحب السند وملتان
غياث الدين بلبان.
قال (1): وبعث إليه منكو قآن لما جلس على سرير السلطنة بأموال
كثيرة، وكذلك وزيره برهان الدين مسعود بن محمود يلواج، وكان عالما
بالخلاف والنكت، أنشأ مدرسة بكلاباذ، وكان معتزليا، وكان إذا جاء إلى
الشيخ قبل العتبة ووقف حتى يؤذن له، ويقول: إن أبي فعل ذلك، ولان له
هيبة في قلوب ملوكنا، حتى لو أمرهم بقتلي لما توقفوا!
قال: ومن جملة الملازمين له نجم الدين ما قيل (2) المقرئ، وسعد
الدين سرجنبان، وروح الدين الخوارزمي، وشمس الدين الكبير، ومحمد
كلانة، وأخي صادق، ونافع الدين بديع، ثم سرد عدة.
قال: وقد أجاز لمن أدرك زمانه. وامتدحه جماعة منهم سعد الدين ابن
حمويه، كتب إليه بأبيات منها:
يا قرة العين سل عيني هل اكتحلت * بمنظر حسن مذ غبت عن عيني
ومدحه الصاحب بهاء الدين محمد بن محمد الجويني، وابنه

(1) يعني ابن الفوطي.
(2) هكذا قرأناها، ولم نعرفه.
367

الصاحب علاء الدين عطا ملك صاحب الديوان (1)، وكان إذا رقي المنبر،
تكلم على الخواطر، ويستشهد بأبيات منها:
إذا ما تجلى لي فكلي نواظر * وإن هو ناداني فكلي مسامع
ومنه:
وكلت إلى المحبوب أمري كله * فإن شاء أحياني وإن شاء أتلفا
ومنها:
وما بيننا إلا المدامة ثالث * فيملي ويسقيني وأملي ويشرب
توفي الشيخ رحمه الله في العشرين من ذي القعدة (2). أعتق له ما نيف
على أربع مئة مملوك، وأوصى أن يكفن في خرقة شيخه نجم الكبرى، وأن
لا يقرأ قدام جنازته ولا يناح عليه، وكان يوم وفاته يوما مشهودا لم يتخلف
أحد، حزر العالم بأربع مئة ألف إنسان، ومن تركته لكل ابن - وهم: جلال
الدين محمد وبرهان الدين أحمد ومظهر الدين مطهر: ثلاث مئة وثلاثين
ثوبا ما بين قميص ومنديل وعمامة وفروة، وكانت له فروة آس (3) من الفاقم (4)
أعطي فيها ألف دينار، وكانت مسامير المداسات فضة، وكان له كرسي تحت
رجليه مذهب بخمس مئة دينار، وكان له من الخيل والمواشي ما يساوي عشرة
آلاف دينار، وكان له من العبيد ستون عبدا من حفاظ القرآن وتعلموا الخط

(1) وصاحب الكتاب المشهور: جهان كشاي " غازي العالم ".
(2) لم يذكر الذهبي هنا سنة وفاته، ووضع ترجمته في حوادث سنة 659 من العبر وعلى
هوامش حوادثها في تاريخ الاسلام، وذكره ضمن من توفي في هذه السنة من تذكرة الحفاظ: 4 /
1451 - 1452، ونص الصفدي عليها في الوافي وكذا وضعه فيها ابن العماد في الشذرات.
(3) هكذا في الأصل.
(4) الفاقم: الشديد السواد.
368

والعربية وسمعوا الحديث، وسردهم (1)، منهم نافع الدين، وقد كتب
للشيخ أكثر من أربعين مصحفا وكتابا وحج وخلع عليه بالديوان، وله من
الفلاحين أزيد من ثلاث مئة نفس وله قرى وبساتين عدة، وسماها، ورثاه بهذه
كمال الدين حسن بن مظفر الشيباني البلدي:
أما ترى أن سيف الحق قد صدأ * وأن دين الهدى والشرع قد رزئا
وأن شمس المعالي والعلى غربت * وأن نور التقى والعلم قد طفئا
بموت سيف الهدى والدين أفضل من * بعد النبي على هذا الثرى وطئا
شيخ الزمان سعيد بن المطهر من * إليه كان الهدى قد كان ملتجئا
شأى الأنام بأوصاف مهذبة * ومن حوى ما حواه في الأنام شآ
قد عاش سبعين عاما في نزاهته * لم يتخذ لعبا يوما ولا هزؤا
من كان شاهد أياما له حسنت * لاشك شاهد عصر المصطفى ورأى
بحر لفظ يزيل السقم أيسره * فلو يعالج ملسوع به برئا
وحر وعظ يذيب الصخر أهونه * حتى لو اختار مقرور به دفئا
الموت حتم يهد الناس كلهم * بنابه ويصيد الليث والرشآ
ما غادر الموت عدنانا ولا مضرا * كلا ولا فات قحطانا ولا سبأ
يا ليت أذني صمت ولا سمعت * في رزئه من فم الداعي له نبآ
وهي طويلة غراء.
أخبرنا نافع الهندي، أخبرنا سعيد بن المطهر، أخبرنا المؤيد الطوسي -
وأخبرنا ابن عساكر عن المؤيد -: أخبرنا السيدي، أخبرنا سعيد بن محمد، أخبرنا
زاهر بن محمد، أخبرنا إبراهيم الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب، حدثنا مالك، عن

(1) يعني: ابن الفوطي.
369

نافع، عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال، قالوا: فإنك تواصل يا
رسول الله قال: " إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى " متفق عليه (1).
263 - إقبال *
جمال الدولة أمير الجيوش شرف الدين أبو الفضائل الحبشي المستنصري
الشرابي.
جعل في سنة ست وعشرين وست مئة مقدم جيوش العراق، وأنشأ مدرسة في
غاية الحسن في سنة ثمان وعشرين للشافعية، فدرس بها التاج الأرموي، ثم أنشأ
مدرسة أخرى سنة اثنتين وثلاثين، ودرس بها زين الدين أحمد بن نجا
الواسطي، وأنشأ بمكة رباطا، وله معروف كثير، وفيه دين وخشوع، وله
محاسن وجود، غمر وبذل للصلحاء والشعراء، والتقى التتار في سنة ثلاث
وأربعين فهزمهم، فعظم بذلك وارتفع قدره وصار من أكبر الملوك، إلى أن
توجه في خذمة المستعصم نحو الحلة لزيارة المشهد (2)، فمرض إقبال في
الحلة، فيقال سقي في تفاحة، فلما أكلها أحس بالشر. رجع إلى بغداد
منحدرا في شوال سنة ثلاث وخمسين وست مئة فتوفي بها (3).

(1) قال شعيب: هو في البخاري (1922) و (1962) ومسلم (1102)، وأخرجه
مالك 1 / 300، وأبو داود (2360) والبيهقي 4 / 281، 282.
* الفخري في الآداب السلطانية: 22 - 27، 243، الحوادث الجامعة: 308،
عيون التواريخ 20 / 84 - 85، العسجد المسبوك 612 - 613، النجوم الزاهرة: 7 / 51،
الدارس في أخبار المدارس: 1 / 159 - 160، شذرات الذهب: 5 / 261، وقد كتب
المرحوم الدكتور ناجي معروف رسالة بعنوان (حياة اقبال الشرابي) مطبعة الارشاد بغداد 1966
في 108 صفحات، والف كتاب (المدارس الشرابية ببغداد وواسط ومكة (الطبعة الثانية بمطبعة
دار الشعب بالقاهرة 1367 / 1977) في 512 صفحة.
(2) يعني: مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(3) في العسجد المسبوك أنه توفي في يوم الاثنين السابع والعشرين من شوال، وقد جعل
ابن تغري بردي وفاته سنة 655.
370

264 - الدويدار *
الملك مقدم جيش العراق مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير.
أحد الابطال المذكورين والشجعان الموصوفين الذي كان يقول: لو
مكنني أمير المؤمنين المستعصم لقهرت التتار ولشغلت هولاكو بنفسه.
وكان مغرى بالكيمياء، له بيت كبير في داره فيها عدة من الصناع
والفضلاء لعمل الكيمياء، ولا تصح، فحكى شيخنا محيي الدين ابن
النحاس قال: مضيت رسولا فأراني الدويدار دار الكيمياء، وحدثني، قال:
عارضني فقير، وقال: يا ملك خذ هذا المثقال وألقه على عشرة آلاف
مثقال يصير الكل ذهبا، ففعلت فصح قوله، ثم لقيته بعد مدة فقلت علمني
الصنعة، قال: لا أعرفها لكن رجل صالح أعطاني خمسة مثاقيل فأعطيتك
مثقالا ولملك الهند مثقالا ولآخرين مثقالين وبقي لي مثقال أنفق منه، ثم
أراني الدويدار قطعة فولاذ قد أحميت وألقى عليها مغربي شيئا فصار ما حمى
منها ذهبا وباقيها فولاذ.
قال الكازروني (1) فيما أنبأني: إن الخليفة قتل معه عدة من أعمامه
وأولاده وابن الجوزي ومجاهد الدين الدويدار الذي تزوج ببنت بدر الدين
صاحب الموصل، وحمل رأسه ورأس الملك سليمان شاه وأمير الحج فلك
الدين فنصبوا بالموصل.

* الفخري في الآداب السلطانية (صبيح): 271، الحوادث الجامعة: 328، تاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة الملحقة بالورقة 162، دول الاسلام 2 /
122، الوافي بالوفيات: 9 / 475 - 476 الترجمة 4432، عيون التواريخ 20 / 124،
العسجد المسبوك: 633.
(1) لم نجد هذا النقل في ما طبع باسم مختصر التاريخ لابن الكازروني.
371

265 - ابن أبي الحديد *
العلامة البارع موفق الدين قاسم بن هبة الله بن محمد بن محمد بن
حسين بن أبي الحديد أبو المعالي المدائني الأصولي الأديب الكاتب البليغ.
أجاز له عبد الله بن أبي المجد.
أخذ عنه علي بن أنجب، والدمياطي، وله باع مديد في النظم والنثر،
وكان ابن العلقمي يكرمه وينوه بذكره كثيرا وبذكر أخيه الأوحد عز الدين أبي
محمد عبد الحميد، فمات الوزير ابن العلقمي فتوفي بعده الموفق بأربع ليال
في نحو اليوم الخامس من جمادى الآخرة سنة ست وخمسين بعد مقاساة تلك
الشدائد فرثاه أخوه العز، فقال:
أبا المعالي هل سمعت تأوهي * ولقد عهدتك في الحياة سميعا
عيني بكتك ولو تطيق جوانحي * وجوارحي أجرت عليه نجيعا
ووفيت للمولى الوزير فلم تعش * من بعده شهرا ولا أسبوعا
وبقيت بعد كما فلو كان الردى * بيدي لفارقت الحياة جميعا
فما عاش العز بعد أخيه إلا أربعة عشر يوما.
وفي معجم شيخنا الدمياطي أن موت الموفق في رجب، والأول
أصح.
266 - ابن الجوزي * *
الصاحب العلامة أستاذ دار الخلافة محيي الدين يوسف ابن الشيخ

* مرت ترجمة الموفق وأخيه العز انظر الترجمة 334 و 335 من هذا الجزء.
(* *) عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (أسعد أفندي 2330)
ج 10 الورقة 229 ب، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 35، الحوادث الجامعة
328، ذيل مرآة الزمان لليونيني: 1 / 332 - 340، تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013)
ج 20 الورقة 168، دول الاسلام: 2 / 122، العبر: 5 / 237، عيون التواريخ 20 / 207 -
210، البداية والنهاية: 13 / 203، ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 258 - 261 الترجمة 365،
العسجد المسبوك: 635 شذرات الذهب: 5 / 286 - 287.
372

جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي القرشي البكري الحنبلي.
ولد في ذي القعدة سنة ثمانين (1) وخمس مئة.
وسمع من أبيه، ويحيى بن بوش، وأبي منصور عبد السلام، وذاكر
ابن كامل، وابن كليب، وعدة. وتلا بواسط للعشرة على ابن الباقلاني
بحضرة أبيه عندما أطلق من الحبس.
روى عنه الدمياطي، والرشيد بن أبي القاسم، وجماعة. ودرس،
وأفتى، وناظر، وتصدر للفقه، ووعظ. وكان صدرا كبيرا وافر الجلالة ذا
سمت وهيبة وعبارة فصيحة، روسل به إلى الملوك، وبلغ أعلى المراتب،
وكان محمود الطريقة محببا إلى الرعية، بقي في الأستاذ دارية سائر أيام
المستعصم.
قال الدمياطي: قرأت عليه كتاب " الوفا في فضائل المصطفى "
لأبيه، وأنشدنا لنفسه، ووصلني بذهب.
قال شمس الدين ابن الفخر: أما رياسته وعقله فتنقل بالتواتر حتى قال
السلطان الملك الكامل: كل أحد يعوزه عقل سوى محيي الدين فإنه يعوزه
نقص عقل! وذلك لشدة مسكته وتصميمه وقوة نفسه، تحكى عنه عجائب في
ذلك: مر بباب البريد فوقع حانوت في السويقة، وضج الناس وسقطت خشبة

(1) تصحفت في المطبوع من العبر إلى ثمان.
373

على كفل البغلة فما التفت ولا تغير. وكان يناظر ولا يحرك له جارحة.
أنشأ بدمشق مدرسة كبيرة، وقدم رسولا غير مرة، وحدث بأماكن.
ضربت عنقه صبرا عند هولاكو في صفر سنة ست وخمسين وست مئة
في نحو من سبعين صدرا من أعيان بغداد منهم أولاده (1): المحتسب جمال
الدين عبد الرحمن، وشرف الدين عبد الله، وتاج الدين عبد الكريم رحمهم الله.
ابنه:
267 - الصاحب شرف الدين
عبد الله بن يوسف ابن الجوزي الحنبلي المدرس.
من نبلاء الرجال، كثير التلاوة، جيد الفقيه وأصوله، ولما ولي أخوه
العلامة الأوحد جمال الدين عبد الرحمن تدريس المستنصرية سنة اثنتين
وأربعين ولي شرف الدين حسبة بغداد، ورفعت بين يديه الغاشية، ودرس
بالبشيرية سنة ثلاث وخمسين. وقد أرسله المستعصم إلى خراسان إلى
هولاكو ثم رجع، وأخبر بصحة عزمه على قصد العراق في جيش عظيم، فلم
يتسعدوا للقائه ولما خرج المستعصم إليه طلب منه أن ينفذ إلى خورستان من
يسلمها، فنفذ شرف الدين هذا بخاتم الخليفة، فتوجه مع جماعة من
المغول، وعرفهم حقيقة الحال، فلما رجع كان هولاكو قد ترحل عن بغداد
بعد أن صيرها دكا، فلقيه بأسد آباذ فأعلم هولاكو بنصيحة شرف الدين لأهل
خورستان فقتله بأسد آباذ.

(1) في الأصل: " أولاد " والصحيح ما أثبتناه، وانظر العسجد المسبوك: 635 - 637.
374

268 - واقف الصدرية *
القاضي الرئيس صدر الدين أبو الفتح أسعد بن عثمان ابن شيخ
الحنابلة وجيه الدين أسعد بن المنجى بن بركات بن المؤمل التنوخي
الدمشقي المعدل.
ولد سنة ثمان وتسعين.
وسمع من حنبل، وابن طبرزذ.
روى عنه الدمياطي، وابن الخباز، والعلاء الكندي، وكان من كبراء
البلد.
مات في رمضان (1) سنة سبع وخمسين، فدفن بمدرسته، وهو أخو
شيخينا: وجيه الدين، ومفتي الشام زين الدين.
269 - المحب * *
المحدث الرحال مفيد الطلبة محب الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد

* ذيل الروضتين: 203، صلة التكملة للحسيني المجلد الثاني الورقة 49، تاريخ
الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 170، العبر: 5 / 239، الوافي بالوفيات
9 / 43 الترجمة 3947، عيون التواريخ: 20 / 216 - 217 وفيه ورد اسمه أسعد بن المنجا بن
بركات، ولا شك أن هذه التسمية هي لجده المتوفى 606 ه‍ وليست له، البداية والنهاية 13 /
216، ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 268 الترجمة 379، النجوم الزاهرة: 7 / 71، شذرات
الذهب: 5 / 288.
(1) ذكر الحسيني في صلة التكملة والذهبي في تاريخ الاسلام وابن رجب في ذيل طبقات
الحنابلة أنه توفي في التاسع عشر من رمضان.
(* *) عقود الجمان في شعراء هذا الزمان لابن الشعار الموصلي (نسخة أسعد أفندي
2324) ج 3 الورقة 129 / ب صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني المجلد الثاني الورقة 55،
تاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 178 - 179، العبر: 5 / 246 ذيل
طبقات الحنابلة: 2 / 268 - 269 الترجمة 380، شذرات الذهب: 5 / 292.
375

ابن أبي بكر محمد بن إبراهيم السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي.
روى عن الشيخ موفق الدين حضورا، وعن ابن البن، وابن
صصري، وابن الزبيدي. وارتحل فأكثر عن ابن القبيطي، وابن أبي
الفخار، وابن الخازن، والكاشغري، وبالغ، وكتب العالي والنازل، وأقام
ببغداد سنوات في الطلب.
روى عنه الدمياطي، وابن الخباز، ومحمد ابن النميري، وابنه الشيخ
محمد ابن المحب، وآخرون، وعاش أربعين سنة.
توفي في جمادى الآخرة (1) سنة ثمان وخمسين وست مئة رحمه الله،
وفي أولاده علم واعتناء بالحديث.
270 - الناصر داود *
السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبو المفاخر داود ابن السلطان
الملك المعظم عيسى ابن العادل.
مولده بدمشق سنة ثلاث وست مئة (2).

(1) ذكر الحسيني في صلة التكملة والذهبي في تاريخ الاسلام وابن رجب في ذيل طبقات
الحنابلة وابن العماد في الشذرات أنه توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، وإن انفرد
الحسيني بذكر ليلة الثاني والعشرين منه فإنها تعتبر في التاريخ عندهم منه.
* ذيل مرآة الزمان: 1 / 126 - 184 وهي ترجمة مطولة فيها كثير من شعره، تاريخ
الاسلام للذهبي: (أيا صوفيا 3013) ج 20 الورقة 149 - 153، دول الاسلام: 2 / 121،
العبر: 5 / 229 - 230، عيون التواريخ: 20 / 168 - 176 فوات الوفيات: 1 / 419 -
428، الترجمة 149، البداية والنهاية 13 / 214، العسجد المسبوك: 643، النجوم
الزاهرة: 7 / 61 - 62، شفاء القلوب في مناقب بني أيوب، لأحمد بن إبراهيم الحنبلي:
346 - 358، الترجمة 75، شذرات الذهب: 5 / 275 وللدكتور ناظم رشيد شيخو رسالة
دكتوراه في حياته وأدبه نوقشت في كلية الآداب بجامعة بغداد سنة 1981.
(2) في جمادى الآخرة.
376

أجاز له المؤيد الطوسي، وأبو روح الهروي، وسمع في كبره من أبي
الحسن القطيعي ببغداد، ومن ابن اللتي بالكرك.
وكان فقيها حنفيا ذكيا، مناظرا، أديبا شاعرا بديع النظم، مشاركا في
علوم، تسلطن عند موت أبيه، وأحبه أهل البلد، فأقبل عماه الكامل
والأشرف فحاصراه أشهرا، ثم انفصل عن دمشق في أثناء سنة ست
وعشرين، وقنع بالكرك، وأعطوه معها نابلس وعجلون والصلت وقرى بيت
المقدس سوى البلد فإنه أخذه الأنبروز الإفرنجي الذي أنجد الكامل، ثم
زوجه الكامل بابنته في سنة تسع وعشرين، ثم وقع بينهما ففارق البنت، ثم
بعد سنة ثلاثين سار إلى المستنصر بالله وقدم له تحفا واجتمع به وأكرمه بعد
امتناع بعمل قصيدته الفائقة (1) وهي:
ودان ألمت بالكثيب ذوائبه * وجنح الدجى وحف (2) تجول غياهبه
تقهقه في تلك الربوع رعوده * وتبكي على تلك الطلول سحائبه
إلى أن بدا من أشقر الصبح قادم * يراع له من أدهم الليل هاربه
منها:
ألا يا أمير المؤمنين ومن غدت * على كاهل الجوزاء تعلو مراتبه
أيحسن في شرع المعالي ودينها * وأنت الذي تعزى إليه مذاهبه
بأني أخوض الدو (3) والدو مقفر * سباريته مغبرة وسباسبه

(1) أورد القصيدة اليونيني في ذيل المرآة: 1 / 133 - 135، والذهبي في تاريخ الاسلام
الورقة 150، وابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات: 1 / 420 - 422، وأحمد بن إبراهيم
الحنبلي في شفاء القلوب: 348 - 351 وغيرها، وانظر رسالة الدكتور ناظم رشيد شيخو: 402 -
406 (طبعة المناقشة).
(2) في الأصل: " وقف " وليس بشئ، والتصحيح من خط المؤلف في تاريخ الاسلام
وغيره، والوحف: الشديد السواد.
(3) الدو: الغلاة.
377

وقد رصد الأعداء لي كل مرصد * فكلهم نحوي تدب عقاربه
وآتيك والعضب (1) المهند مصلت * طرير (2) شباه قانيات ذوائبه
وأنزل آمالي ببابك راجيا * بواهر جاه يبهر النجم ثاقبه
فتقبل مني عبد رق فيغتدي * له الدهر عبدا خاضعا (3) لا يغالبه
وتنعم في حقي بما أنت أهله * وتعلي محلي فالسها (4) لا يقاربه
وتلبسني من نسج ظلك حلة * تشرف قدر النيرين جلاببه
وتركبني نعمى أياديك مركبا * على الفلك الاعلى تسير مراكبه (5)
ويأتيك غيري من بلاد قريبة * له الامن فيها صاحب لا يجانبه
فيلقى دنوا منك لم ألق مثله * ويحظى ولا أحظى بما أنا طالبه
وينظر من لألاء قدسك نظرة * فيرجع والنور الامامي (6) صاحبه
ولو كان يعلوني بنفس ورتبة * وصدق ولاء لست فيه أصاقبه
لكنت أسلي النفس عما ترومه * وكنت أذود العين عما تراقبه
ولكنه مثلي، ولو قلت إنني * أزيد عليه لم يعب ذاك عائبه
وما أنا ممن يملا المال عينه * ولا بسوى التقريب تقضى مآربه
ولا بالذي يرضيه دون نظيره * ولو أنعلت بالنيرات مراكبه
وبي ظمأ رؤياك منهل ريه * ولا غرو أن تصفو لدي مشاربه

(1) العضب: السيف القاطع.
(2) طرير: محدد.
(3) هكذا في الأصل، وفي تاريخ الاسلام بخط المؤلف، وفي غيره من المصادر:
" طائعا ".
(4) السها: كوكب صغير.
(5) هكذا هي بخط المؤلف في تاريخ الاسلام "، وفي بعض المصادر الأخرى: مواكبه.
(6) في الأصل: " الأماني " وليس بشئ، والتصحيح من خط المؤلف في " تاريخ
الاسلام ".
378

ومن عجب أني لدى البحر واقف * وأشكو الظما والبحر جم عجائبه
وغير ملوم من يؤمك قاصدا * إذا عظمت أغراضه ومذاهبه
فوقعت الأبيات من الخليفة بموقع، وأدخل ليلا، ووانسه وذاكره،
وأخرج سرا رعاية لخاطر الكامل. ثم حضر الناصر درس المستنصرية،
فبحث وناظر والخليفة في منظرته، فقام الوجيه القيرواني ومدح الخليفة
بأبيات منها:
لو كنت في يوم السقيفة حاضرا * كنت المقدم والامام الأورعا
فقال الناصر: أخطأت، قد كان العباس جد أمير المؤمنين حاضرا ولم
يكن المقدم إلا أبو بكر الصديق، فأمر بنفي الوجيه فسافر وولي بمصر
تدريسا، ثم خلعوا على الناصر وحاشيته، وجاء معه رسول الديوان فألبسه
الخلعة بالكرك، وركب بالنسجق الخليفتي وزيد في لقبه: " الولي
المهاجر "، ثم راسله الكامل والأشرف لما اختلفا، وطلب كل منهما أن
يؤازره، وجاءه في الرسلية من مصر القاضي الأشرف فرجع جانب الكامل،
ثم توجه إليه فبالغ في تعظيمه وأعاد إلى عصمته ابنته عاشوراء وأركبه في دست
السلطنة، فحمل له الغاشية الملك العادل ولد الكامل ووعده بأخذ دمشق
من الأشرف وردها إليه.
ولما مات الكامل بدمشق ما شك الناس أن الناصر يملكها، فلو بذل
ذهبا لاخذها، فسلطنوا الجواد، ففارق الناصر البلد وسار إلى عجلون،
وندم فجمع وحشد واستولى على كثير من الساحل، فالتقاه الجواد بقرب
جنين فانكسر الناصر وذهبت خزائنه، وطلع إلى الكرك. ثم إن الجواد تماهن
وأعطى دمشق للصالح، وجرت أمور وظفر الناصر بالصالح، وبقي في قبضته
أشهرا، ثم ذهب معه على عهود ومواثيق فملكه مصر ولم يف له الصالح عجزا
379

أو استكثارا، فإنه شرط أن تكون له دمشق وشطر مصر وأشياء.
ومن حسنات الناصر أن عمه أعطى الفرنج القدس فعمروا لهم قلعة
فجاء الناصر ونصب عليها المجانيق وأخذها بالأمان وهد القلعة، ونظف البلد
من الفرنج.
ثم إن الملك الصالح أساء إلى الناصر وجهز عسكرا فشعثوا بلاده،
وأخذوا منها، ولم يزل يناكده وما بقى له سوى الكرك، ثم حاصره في سنة
644 فخر الدين ابن الشيخ أياما وترحل، وقل ما بيد الناصر، ونقد رسوله
الخسروشاهي من عنده إلى الصالح، ومعه ابنه الأمجد أن يعطيه خبزا بمصر
ويتسلم الكرك فأجابه، ومرض، فانثنى عزم الناصر، وضاق الناصر بكلف
السلطنة فاستناب ابنه عيسى بالكرك، وأخذ معه جواهر وذخائر، فأكرمه
صاحب حلب، ثم سار إلى بغداد فأودع تلك النفائس عند المستعصم وهي
بنحو من مئة ألف دينار، فلم يصل إلى شئ منها (1). وبعد تألم الأمجد
وأخوه الظاهر لكون أبيهما استناب عليهما المعظم عيسى مع كونه ابن جارية،
وهما فأمهما بنت الكامل، وكانت أمهما محسنة إلى الملك الصالح أيام
اعتقاله بالكرك، لأنه أخوها، فكان هذان يحبانه، ويأنس بهما، فاتفقا مع
أمهما على القبض على المعظم، ففعلا، واستوليا على الكرك، وسار
الأمجد بمفاتيحها إلى الصالح، وتوثق منه فأعطاه خبزا بمصر، وتحول إلى
باب الصالح بنو الناصر فأقطعهم، وعظم هذا على الناصر لما سمع به فاغتم
الصالح أن مات، وانضم الناصر إلى الناصر (2) لما تسلطن بالشام، فتمرض
السلطان، فبلغه أن داود تكلم في أمر الملك فحبسه بحمص مدة، ثم جاءت

(1) حيث لم يعطها له الخليفة، فلم يكن أمينا على الأمانة، والقصة مشهورة.
(2) صاحب حلب، وقد مرت ترجمته.
380

شفاعة من الخليفة، فأطلق فسار في سنة ثلاث وخمسين إلى بغداد ليطلب
وديعته، فما مكن من العبور إلى بغداد، فنزل بالمشهد (1)، وحج وتشفع
بالنبي صلى الله عليه وسلم منشدا قصيدة (2)، ثم إنه مرض بدمشق ومات، ودفن بالمعظمية
عند أبيه.
وقد روى عنه الدمياطي في " معجمه "، فقال: أخبرنا العلامة
الفاضل الملك الناصر.
قلت: مات في الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين
وست مئة، مات بطاعون رحمه الله، وشيعه السلطان من البويضاء وحزن
عليه، وقال: هذا كبيرنا وشيخنا، وكانت أمه خوارزمية عاشت بعده.
271 - المنصور *
السلطان الملك المنصور نور الدين علي ابن السلطان الملك المعز
أيبك التركي التركماني الصالحي.
لما قتل والده في ربيع الأول سنة خمس وخمسين وست مئة سلطنوا
هذا، وعمل نيابته مملوك أبيه قطز الذي كسر التتار نوبة عين جالوت،
وضربت السكة والخطبة باسم المنصور، وله خمس عشرة سنة، وقام دسته
بالأمراء المعزية غلمان والده، فكانت دولته سنتين ونصفا، ودهم العدو مع

(1) مشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما، بكربلا. وسير من المشهد قصيدة يمدح بها
الخليفة ويتلطفه في رد وديعته فلم ينفع ذلك.
(2) هي القصيدة اللامية المشهورة ومطلعها:
إليك امتطينا اليعملات رواسما * يجبن الفلا ما بين رضوى ويذبل
* ستاريخ الاسلام، الورقة: 148 (أيا صوفيا 3013) في ترجمة أبيه، وحوادث سنة
655 منه (الورقة: 210، ودول الاسلام: 2 / 120 والعبر: 5 / 222.
381

هولاكو البلاد، فبايعوا قطز بالسلطنة، وعزلوا المنصور في أواخر سنة سبع
وخمسين، فلما قتل قطز وتملك الظاهر نفى أولاد إلى عند الأشكري
في البحر وانقضت أيامهم.
واتفق أن في سنة اثنتين وسبعين رأوا شابا عند قبر المعز يبكي فأحضر
إلى السلطان فذكر أنه قليج قان ولد المعز، وأنه قدم من القسطنطينية من ست
سنين، وأنه يتوكل لأجناد، فسجنه السلطان، فبقي سبع سنين، حتى
أخرجه الملك المنصور، فاتفق رؤيتي له بعد دهر طويل عند قاضي القضاة
تقي الدين (1) في سنة تسع وثلاثين وسبع مئة، فرأيته شيخا جنديا جلدا فصيح
العبارة حافظا للقرآن، فذكر أن له ابنا شيخا قد نيف على الستين، وقال: قد
ولدت سنة ثمان وأربعين وست مئة، وتنصر أخي المنصور ببلاد الأشكري،
وتأخر إلى قريب سنة سبع مئة، وله ذرية نصارى، نعوذ بالله من المكر!.
قال: وجاءني منه كتاب فيه: أخوه ميخائيل بن أيبك، فلم أقرأه، قال:
ولبست بالفقيري مدة، وحضرت عند الملك الأشرف، فسألني عن لاجين،
يعني: الذي تسلطن، فقلت: هو على ملكي، فطلبه فأقر لي بالرق فبعته
للأشرف بخمسة آلاف درهم على أنه سارق آبق بقتل أستاذه، قال: وورثت
بالولاء جماعة أمراء من غلمان أبي، واسمي قليج قان، لقبه سيف الدين.

(1) أحسبه يقصد: تقي الدين السبكي، لأنه تولى قضاء القضاة في تلك السنة، انظر
مقدمة تهذيب الكمال: 1 / 27.
382

تم الجزء الثالث والعشرون من سير أعلام النبلاء للشيخ الامام العالم العامل
الحجة الناقد البارع جامع أشتات الفنون، مؤرخ الاسلام شمس الدين أبي
عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي فسح الله في مدته. وهي أول
نسخة نسخت من خط المصنف وقوبلت على حسب الامكان. وكان الفراغ
منه لليلتين خلتا من شهر صفر سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة والحمد لله وحده
وصلواته على محمد وآله.
383